العينية ثابت بن حسان قصيدة في نقدية قراءة

خضر إبراهيم د.فتحيمساعد، أسـتاذ

الوطنية النجاح جامعةالعربية اللغة قســم

البحث: ملخص في ثابت، بن حسان الرسول، شاعر دور إبراز إلى البحث هذا يسعى

مفاخرين، الله، رسول على يفدون كانوا الذين الوفود، شعراء على الرد في عليهم وتفوقه الشعراء، أولئك على الرد في الجديد الدين قيم وتوظيفه

األدبية. المناظرات تلك

Critical Study of Hassan Bin Thabit's Poem (Alaynia)

Abstract

A critical study of Hassan bin Thabit's poem "Al Aynyia". This research endeavors to highlight the role of Hassan bin Thabit, the Prophet's poet, in responding to the "deputy" poets, who used to visit the prophet, praising themselves. Hassan bin Thabit employed the new religious values in countering the claims of the "deputy" poets and he surpassed them in all literary debates.

Dr. Fathi KadirAssistant Prof.

An-Najah National University

العينية ثابت بن حسان قصيدة في نقدية قراءة

:(1)ثابت بن حسان قال

Kب إن وإخوتهم فKهر من الذوائسريرته كانت من كل بها يرضى

عدوهم ضروا حاربوا إذا قومة ي Kغير فيهم تلك سج Kمحدثة

اس يرقع ال أكفهم أوهت ما الناس سابقوا إن الن سبقهم فاز يومااسK في كان إن اقون الن بعدهم سبKهKم مولى عن يضKنون وال Kفضل بجهلهم حاولت وإن يجهلون ال

Kرت أعKفة عKفتهم الوحي في ذككرامته نالوا لهم صديق من كم

Kي أعطوا Kر الهدى نب طاعتهم والبير أجدوا سيروا قال إن الس

جهدهملهم استقاد حتى سيرهم زال ما

أتى ما مKنهم خذ غضKبوا إذا عفواعداوتهم فاترك حربهم في فإن

كالحة وهي تبدو للحرب يسمونعدوهم نالوا إذا يفرحون ال

Kع والموت الوغى في كأنهم مكتن نصبنا إذا لهم ندKب ال لKقوم

أكرم Kدهم الله رسول بقوم قائيؤازKره قلب مKدحتKي لهم أهدىهم األحياءK أفضل فإنهم كل

نوا قد ة بي بع للناسK سن تتشرعوا الذي وباألمرK اإللهK تقوى

نفع حاولوا أو أشياعKهم في النفعوا

Kق إن ها فاعلم الخالئ Kدع شر البرقعوا ما يوهون وال الدفاعK عند

دى مجد أهل وازنوا أو متعوا بالنتبع سبقKهم ألدنى سبق فكل

طبع مطمعK في يصKيبهم والسع ذاك عن أحالمKهم فضلK في مت

الطمع يرديهم وال يطبعون الجدعوا جاهد عليهم عدو ومننزعوا وما عنه نصرهم ونى فماربعوا ساعة علينا عوجوا قال أو

البيع له كانت ومن الصليبK أهلمنعوا الذي األمر همك يكن وال

ا لع الصاب عليه يخاض شر والسKف إذا عان خشعوا أظفارها من الز

جزع وال خور فال أصيبوا وإنKيشة أسد Kب فدع أرساغها في بيةK إلى يدKب كما Kالذرع الوحشيع األهواء تفرقت إذا والش

Kك لKسان يحKب فيما صنع حائ أو القول جد بالناس جد إن

شمعوا

1

تمهيد: وبايعت، ثقيف وأسلمت تبوك، من وفرغ مكة، الله رسول افتتح لما

أن عبيدة أبو هشام: "حدثني ابن وجه. قال كل من العرب وفود اليه ضربت.(2)الوفود" سنة تسمى كانت وأنها تسع، سنة في كان ذلك

منها وفد فيمم اإلسالم، في رغبت التي القبائل من تميم قبيلة وكانت من الله رسول نادوا النبوي المسجد دخلوا فلما المنورة، المدينة شطر نفاخرك قالوا: جئناك إليهم، خرج فلما بصياحهم، له مؤذين حجراته وراء بن عطارد فقام فليقل، لخطيبكم أذKنت قال: قد وخطيبنا، لشاعرنا فأذن

في الرجل فأجKبK بقوله: "قم قيس بن ثابت الرسول فأمر خطيبا، حاجب قيس بن ثابت فقام خطبته، .(3)خطيبا

ثابت بن حسان يكن ولم الله رسول فبعث المجلس، هذا شاهدا حسان: األبيات. قال بعض بإنشاء للموقف نفسه يعKد فأخذ طلبه، في

:(4)أقول وأنا ، الله رسول إلى "فخرجت

وسطنا حل إذ اللهK رسول منعناKنا بين حل لما منعناه بيوته حريد ببيت وثراؤه عز السؤدد إال المجد هل العود

والندى

من راض أنفK على معد وراغمK باغ كل من بأسيافنا وظالم

K وسط الجوالن بجابية األعاجمK واحتمال الملوك وجاه العظائم

فقال: بدر، بن الزبرقان قام ، الله رسول إلى حسان انتهى ولما

يعادلنا فالحي الكرام نحنكلهم األحياء من قسرنا وكم

مطعمنا القحط عند نطعم ونحنسراتهم تأتينا الناس ترى بما

الكوم فننحر أرومتنا في عبطانفاخرهم حي إلى ترانا فال

نعرفه ذاك في يفاخرنا فمن

Kيع تنصب وفينا الملوك منا البيتبع العKز وفضل النهاب عندالقزع يؤنس لم إذا الشواء مننصطنع ثم هوKيا أرض كل من

شبعوا أنزلوا ما إذا للنازلينيقتطع الرأس فكانوا استقادوا إال

تستمع واألخبار القوم فيرجع

قال حسان: "... وقام شاعر القوم، فقال ما قال، عرضت فيقوله، وقلت على نحو ما قال:

تتبع للناس سنة بينوا قدوإخوتهم فKهر مKن الذوائب إن

بدر بن الزبرقان إلى العينية األبيات نسبة في هشام ابن وشكك ينكرها بالشعر العلم أهل وأكثر تميم، بني بعض لي بقوله: "رواه

هشام ابن . ويرى(5)للزبرقان" عارضها التي الزبرقان، قصيدة أن أيضا تميم بني من بالشعر العلم أهل بعض فيقول: "حدثني ميمية، كانت حسان،

قام، تميم، بني وفد في الله رسول على قدم لما بدر بن الزبرقان أن:(6)فقال

K احتضار عند احتفلوا إذافضلنا الناس يعلم كيما أتيناك المواسم

2

موطن كل في الناس فروع بأناانتخوا إذا المعلمين نذود وأناغارة كل في المرباع لنا وأن

K الحجاز أرض في ليس وأن كدارمK األصيد رأس ونضرب المتفاقم

K بأرض أو بنجد نغير األعاجم

فأجابه: ثابت بن حسان فقام

السؤدد إال المجد هل العوددى والن النبي وآوينا نصرنا محمدا

(7)األبيات

K واحتمال الملوك وجاه العظائم من راض أنف على K معد وراغم

التي السيرة، في اسحق ابن رواية يوثق األصفهاني الفرج أبا أن غير العينية األبيات زهير بن أحمد عن بسنده أخرج إذ هشام، ابن فيها شكك

Kلى منسوبة بن عطارد إلى منسوبة الميمية واألبيات بدر، بن الزبرقان إ.(8)حاجب

الصحة من األصفهاني الفرج وأبي إسحق ابن رواية قيمة تكن ومهما ال الرواة بين االختالف فإن والتعديل، الجرح من منزلتهما أو الطعن، أو

إلى نسبتها يمس وإنما المناسبة، هذه في قيلت التي األبيات يمسالمKنقري. عاصم بن قيس إلى حاجب،أو بن عطارد إلى أو الزبرقان،

تميم، شاعري القول: إن يمكن الرواة تباين بين التقريب وفي هذا في قصيدة منهما كل ألقى حاجب بن وعطارد بدر بن الزبرقان ثابت بن حسان رد وقد ميمية، والثانية عينية إحداهما الموقف، معارKضا فيها بقصيدة الميمية القصيدة وعارض مرتجلة، بقصيدة العينية القصيدة

البسيط، وزن في تتفقان العينيتين القصيدتين أن خاصة اإلعداد، بعضالطويل. وزن في الميميتان القصيدتان وتلتقي

وأجود منزلته، في طبقة أرفع بدر بن الزبرقان أن على من شعرا كان بأنه سالم ابن وصفه وقد حاجب، بن عطارد شاعرا Kقا في . ولعل(9)مفل

يكون إلن يؤهله ما ذلك إليه ويصرف جهة، من مفاخرتها في تميم من مقدماأخرى. جهة القوم" من قوله: "شاعر في ثابت بن حسان نعت

الداخلية: القصيدة حركة تشكيل في الخارجية المؤثرات بلورت قد التميمية العينية األبيات فإن األمر، هذا في الرأي كان وأيا

في حركتها فقيدت الفكرية، أبعادها وحددت النفسية، حسان رؤية مرتكزثالثة: مداراتعليها. والرد الجاهلية المفاخر-1وآثاره. الجديد الدين أبعاد بيان-2لهم. النصح وإخالص اإلسالم إلى تميم بني إرشاد-3

3

Kقل المدارات هذه من ولكل جذب في وقوة حسان، على ضاغط ث ما تقديم من المقصودة الغاية تحقيق في تتوازى إذ بها، واالستئثار رؤيته ثابت بن حسان وكان اإلسالم، إلى ويوجهه ويقنعه تميم بني وجدان يشبع

بسلوكها المسلمة الجماعة جعل حين موفقا هذه فلكه في تدور مرتكزا من فهو الوعظ، عنهما يتجافى وال بالمدح، الفخر فيه يأتنس إذ المدارات،

والسلوك، والمعاني، لألفكار، اإليجابي التوجيه في جنسهما أو تصريحاتلويحا.

للعمل الفني الشكل اختيار في يجتهد لم ثابت بن حسان كان وإذا الموقف فرض إذ األدبي، لونا به وتمرس خبره الفن من تقليديا في مناقضا

بأغراضها الثالثة القصيدة مدارات مزج في اجتهد فقد واإلسالم، الجاهليةمتوحد. وبناء نامية حركة في والوعظ والفخر المدح من

والنفسية: الفكرية الرؤية

ومباشر مركز بحديث عنه- قصيدته الله رضي– ثابت بن حسان بدأ وكان الفطرة، دين اإلسالم وهي: أن اإلسالمية، العقيدة كليات من كلية عن

لذلك طرحه واضحين: بغرضين مرتبطا وأخوتهم((10))فهر واألنصار المهاجرين من المسلمة الجماعة أولهما: مدح

الفطرة. بنقاء بصفات جانبهم وغمز اإلسالمية، الدعوة خصائص إلى تميم بني ثانيهما: تنبيهلها. المستجيب

ويحمل الحديث عن العقيدة ردا على الزبرقان، ونقضا لفخرهبالسيادة القبلية لتميم بين القبائل في قوله:

(11)البيع تنصب وفينا الملوك منايعادلنا فالحي الكرام نحن

وذلك بتأكيد بعدين في شخصية الجماعة المسلمة: أحدهما قبلي، . فرفعة النسب وشرفه سواء في قريش أو في األوس(12)وثانيهما ديني

والخزرج، فضال عن مسؤولية هداية الناس وإنقاذهم من الضالل ببيانالدين وحمل دعوته:

واخوتهم فKهر من الذوائب إنسريرته كانت من كل بها يرضى

تتبع للناس سنة بينوا قدشرعوا الذي وباألمرK اإللهK تقوى

الله بتقوى اإلسالم إلى تميم بني دعوة وليست أمرا عن خارجا والقمر الشمس وسخر واألرض السموات خلق من سألتهم ولئن معرفتهم

أو(13)الله ليقولن ال عليها الناس فطر التي الله فطرة طبيعتهم عن بعيدا عز– فالله(14)يعلمون ال الناس أكثر ولكن القيم الدين ذلك الله، لخلق تبديل

ذلك، في الناس بين تفاوت وال الفطرة، في كلهم خلقKهK بين وجل- ساوى يولد مولود من : "ما الرسول قال ولذلك يهودانه فأبواه الفطرة، على إال

.(15)يمجسانه" أو ينصرانه أو

البشر بها يعتز مفخرة أعظم حسان فيها "لمس شريفة الفكرة وهذه والمناقضة، المحاجة في محكمة صياغة خالل من(16)ومكان" زمان كل في

4

سوء أو الله، لدين واستجابة فطرة نقاء لهما، ثالث ال أمرين بين تميم فبنوذكره. عن وصد طوية

النفسية الرؤية عن اإلنباء محكم القصيدة مطلع أن من الرغم وعلى السابقة، الثالثة أبعادها أو بمداراتها والفكرية يكن لم أنه إال السامع مغنيا

الدعوة، حركة في البيان عملية على القائم الخبر هذا تتبع إلى التطلع عنتتبع". للناس سنة بينوا "قد قوله في حسان طرحه الذي

وحركته وحدته وبناء الخبر هذا عرض في التكامل الزم وكان ظاهريا الذي المسلمة، الجماعة صياغة في ودوره الله رسول عن بحديث يتبع أن

قوله: في جاء

نزعوا وما عنه نصرهم ونى فماطاعتهم والبر الهدى نبي أعطوا

يدفع أن أراد ثابت بن حسان ولكن بين قريش لها روجت مظنة أوال واألراذل، الضعفاء من مجتمعة أشتات المسلمة الجماعة أن وهي القبائل،

واتبعك لك أنؤمن قالوااإلسالمية: الدعوة في ضالتهم وجدوا الذين نراك ما قومه من كفروا الذين المأل فقال و(17)األرذلون إال مثلنا، بشرا

.(18)... الرأي بادي أراذلنا، هم الذين إال اتبعك نراك وما

الضرر إيقاع في المتوازن وتمكنها الجماعة هذه قوة ظهرت ولذلك أصدقائهم، بين النفع وإحداث أعدائهم في إصابة في وإتقان دقة عن فضال

في متكاملة فأفعالهم الحرب، وقت خاصة إليها يقصدون التي الغاية،KفKاألحوال مختل وسلما، حربا وعراقة. أصالة ذات وهي وبناء، هدما

عدوهم ضروا حاربوا إذا قوممحدثة غير فيهم تلك سجية

أكفهم أوهت ما الناس يرقع ال

أشياعهم في النفع حاولوا أونفعوا

ها فاعلم الخالئق إن Kدع شر البرقعوا ما يوهون وال الدفاع عند

وإسناد فعل المصدرين )الضر والنفع( أو الشجاعة والسماحة إلى الجماعة المسلمة )ضروا عدوهم، أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا(

، فضال عن الوصف المؤكد المقرر(19)مصوغ مسوق في الزمن الماضي لذلك )غير محدثة(. فاإلخبار بما كان، ال بما هو كائن، أو يكون، وفي ذلك

استرجاع لبعض الوقائع ذات الجذور التاريخية الماثلة في أذهان قبائل العرب ومنها تميم، ولعل في شعر حسان ما يعزز هذا الفخر، حيث يقول

:(20)في مدحه آلل غسان، إذ كان يرى في اليمنية مادة فخره ومجالهحاربنا من يعلم ولقدبنا حل إن للموتK صبر

والغنى فينا العز وأقامبه يفخر فمن أصلي منهم

ونضر قKدما ننفع أننافخر غطاريف البأسK صادKقو

الكبر الناس على مKنه فلناKفKالناس يعر KفخرK ر ل Kالمفتخ

5

لحسان منجاة الماضي، الزمن بصيغة والتعبير اإلسناد هذا في ولعل الضار النافع هو الله بأن يقينه أو اإلسالمي، بمعتقده مساس أي من ثابت بنالله من لكم يملك فمن قل كان بل نفعا، بكم أراد أو ضرا بكم أراد إن شيئا

.(21)خبيرا تعملون بما الله

)الشجاعة الصفة هذه في بالماضي اإلحساس ينازع وال أو كانت حربا جسد الذي ومستقبلها، المسلمة الجماعة بحاضر وكرما( االنفعال سماحةالتعبير: في بداللتين

األخالق تقويم في اإلسالمي أولهما: المعيار ومعنى. لفظايوهون. يرقع- ال ال في الحاضر الزمن استمرارية وثانيهما: صيغة

والسجايا، األخالق تقويم في اإلسالمي بالمعيار حسان استعان فقد البدع" وبالقاعدة شرها فاعلم الخالئق قوله: "إن في منها والمحدث قديمها

بدعة، محدثة وكل محدثاتها، األمور شر : "إن الرسول حديث في الشرعية والفطرة الغريزة " فجعل(22)النار في ضاللة وكل ضاللة بدعة وكل مسوغا

الحادث محدثة( والمبتدع غير )سجية والطبائع السجايا قبول في للخير األخالق. رفض في للشر سبيال

مطلق غير مقيد، يؤكده قوله: "من أحدثحقا أن حديث الرسول "وأن الطبائع واألخالق إذا اصطدمت(23)في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

بما قرره الشارع الحكيم الرحيم تعد بدعا وضالال في سلوك المسلم، ولكن ال مناص من القول إن حسان بالغ في تأصيله لهذه الصفة، وتناوله لهذه الفكرة، ألن الموروث من الطبائع والقيم خاصة في مجال الشجاعة

والسماحة كان متعلقه الحمية والتظاهر، وألن حسان حاول احتواء الماضي بخلق الحاضر وفكره واالمتالء به، ولذلك جاء التعبير عن االمتداد التاريخي في اطراد األصالة بالتبادل والتناوب بين الماضي والحاضر في

الزمن والفعل )ال يرقعون ما أوهت –وال يوهون ما رقعوا( والتصدير الفني)ال يرقع ورقعوا ما أوهت –ويوهون( في قوله:

رقعوا ما يوهون وال الدفاعK عندأكفهم أوهت ما الناس يرقع ال

ويتنامى اإلحساس بالجماعة المسلمة في حاضرها، ويتعاظم االنفعال بها، لتميزها بالفضل والتفرد بين الناس ال في الماضي فحسب،

بل يتجاوز الحاضر المشاهد المحسوس إلى المستقبل المغيب:Kن الناس سابقوا إ سبقهم فاز يوماKن بعدهم سباقون الناس في كان إ

متعوا بالندى مجد أهل وازنوا أوتبع سبقKهم ألدنى سبق فكل

(24)المعنى في تصعيد الجانب هذا في المتنامي اإلحساس ويضارع

الجرس. مطرKب متدرج اإليقاع في ونماء أن إذ اتجاهاتها، تنوعت فقد فئاتها اختلفت وإن الجارية فالمسابقة

حين كل في عليه مقدور هين فوز الناس( فيها )سابقوا العامة مسابقة الجماعة أداء تميز فيها المجد( بالندى )أهل الخاصة ومسابقة )يوما(،

المؤكدة التبعية )السباقون( ففيها الخاصة خاصة مسابقة أما وإمتاعه،بها. الفئة هذه باقتداء المسلمة الجماعة لفضل

6

مادة تكرير في الصوت متماثل إيقاعي سياق المعاني هذه وحمل بذكر وتلذذ إطراب فيه مختلفة، سبقهم( بأبنية سبق، )سباقون، سبق

.(25)وعجزه البيت صدر بين وانتظام شمول وفيه المكرر،

الخلقي الصدق كان وإذا إذ بتميزهم، المجد ألهل اإلقرار في جليا الطائي، حاتم أمثال مطاول يطاولها ال األجواد من نماذج الجاهلية عرفت

الصدق هذا فإن النبهاني، الخيل وزيد حارثة، بن وأوس جدعان، بن الله وعبد من الرغم ...تبع( على )بعدهم في المستقبلي التطلع هذا عن يغيب ال

في الحماسة ألن المعنى؛ شرف وفي فيه، تنازع قد التي الظاهرة المبالغة ورضاه لها حكمه في الجماعة وجل- لهذه عز– الله تزكية مصدرها ذلك

باحسان اتبعوهم والذين واألنصار المهاجرين من األولون والسابقونعنها: فيه خالدين األنهار، تحتها تجري جنات لهم وأعد عنه، ورضوا عنهم الله رضي.(26)العظيم الفوز ذلك أبدا،

وتبعية اإلسالم، في منزلتهم وعلو واألنصار المهاجرين فضل وفي بقوله مراتبهم أدنى عن الالحقين منزلة وتأخر بهم، واقتدائهم لهم الناس

من ثلة النعيم، جنات في المقربون، أولئك السابقون، والسابقونتعالى: قول في كذلك مطلقة لهم والخيرية(27)اآلخرين من وقليل األولين،.(28)يلونهم" الذين ثم يلونهم الذين ثم قرني، أمتي "خير الرسول

إن تصعيد المعنى بما فيه من طاقات شعورية ودالالت تعبيرية، يحمل تطلعا معرفيا، خاصة أن االنتقال من الماضي إلى المستقبل في

شأن الجماعة المسلمة غيب الحاضر فيه، فكان تفصيل ذلك وتحليله من خالل مواقف سلوكية تنتظم فئتي الجماعة المسلمة في الغنى والفقر تعامال مع نماذج بشرية منوعة، فيها المولى والجاهل والعدو، في قيم

اجتماعية محددة من الكرم والحلم والشجاعة. وقد جاء ذلك في إطار من: اإلغراء المحبب، للدخول في اإلسالم، واالنتظام في الجماعة المسلمة

بفضلهم مولى عن يضنون والKن يجهلون ال جهلهم حاولت وإ

عفتهم الوحي في ذكرت(29)أعفةكرامته نالوا لهم صديق من كم

طبع مطمع في يصيبهم والمتسع ذاك عن أحالمهم فضل في

الطمع يرديهم وال يطبعون الجدعوا جاهد عليهم عدو ومن

والخسة الدنس مجانبة في رفيع، بخلق متوحدون والفقراء فاألغنياء طبع( مطمع في يصيبهم )ال الفضل فأهل والكسب، المعاملة في والطمع

كالفقراء المال في مما الرغم على ،(30)الطمع( يرديهم وال يطبعون )ال تماماالحاجة. سد في للفقير ... وجاذبية الزيادة، في للغني إغراء من

ممثلة المسلمة الجماعة سلوك جرى الخلقي التوحد هذا حمى وفي الفئتين هاتين في األصدقاء، مع بممازجة متوحدا مع بمفارقة ومتباينا

االجتماعية بأنماطه المولى بكرمهم يستوعبون الفضل فأهل األعداء، والجار، والمعتق، والعبد، والنزيل، والشريك، والحليف، )الصديق، المختلفة

7

المتباينة النفسية بتقلباته الجاهل يحتوون وحلمهم وبأناتهم والقريب(، الذين الفقراء والغضب(. لكن والتسرع، والحمق، والطيش، )السفه، كرامة على الحفاظ في األغنياء شاركوا وإن وكسبهم عيشهم في أحصروا

األعداء. على شKداد غKالظ فإنهم(31)األصدقاء

إن العداوة متباينة في شدتها ونسبتها، مختلفة في أسلوب عالجها، فاتساع الصدر للجاهل –وهو عدو- يقابله جدع للعدو الجاهد. وال تبتعد

المفارقة عن الممازجة في تعميق االحساس بالجماعة وترسيخ الفخر بها واالعتزاز بفضائلها وقدراتها، خاصة أن في هذا الفخر نزوعا قاصدا

بالمفارقة وإجهاض الفضائل التي جاءت دالة على منزلة تميم ومكانتها فيقول شاعرها:

كلهم األحياء من قسرنا وكممطعمنا القحطK عند نطعم ونحن

سراتهم تأتينا الناس ترى بماأرومتنا في عبطا الكوم فننحر

يتبع العز وفضل النهاب عندالقزع يؤنس لم إذا الشواء من أرض كل من تصطنع ثم هوKيا

Kعوا أنزلوا ما إذا للنازلين شب

الدنس عن بترفع منقوضة تميم، في الغنائم من النهب فقسرية من والسادة السراة بسعي والمفاخرة المطامع، عن وعفاف والخسة نظر دونما سعي غير من المولى على الغني حدب يغايره للفضل، القبائل

السمان، النوق ونحر الشواء إطعام من الحسي والكرم ومنزلته، مكانته إلى فيه خلقي بكرم مفضول القحط من الحاجة اشتداد وقت النازلين وإشباع.(32)واألناة الحلم من الهمة وعلو والعفة الفضل

والحلم واألناة خلق إنساني شريف عرفه الجاهليون، وتحلى به بعض حكمائهم، لكننا ال نجد فيه المنهج الثابت المطرد، الذي جاء اإلسالم

"ال تغضب"، ولذلك يصدمنا الشاعرموصيا به في حديث رسول الله الجاهلي بقوله:

الجاهلينا جهلK فوق فنجهلعلينا أحد يجهلن ال أال

ويصدمنا أيضا الشاعر المسلم المنبت من التصور اإلسالمي فيقوله:

وتخالنارزانة الجبال تزKن أحالمنا نا Kنجهل ما إذا ج

والغاية، األداء متماثل تعبيري نسق في والممازجة المفارقة وتأتلف ال يطبعون، ال يجهلون، ال يصيبهم، ال يضنون، )ال المنفي المضارع فالفعل

تحقق على يدلل فإنه الزمن، واستمرارية البناء خبرية من فيه يرديهم( بماKثباته الخبر المجرب. والواقع المشاهد، بالحضور وإ

وصدقها:ولإلشارة بالوحي داللة خبرية أخرى موحية بتأكيد الحقيقة الطمع يرديهم وال يطبعون العفتهم الوحي في ذكرت أعفة

8

للفقراء الفئة هذه وجل- على عز– الله لثناء الوحي( إشارة )في إذ يستطيعون ال الله سبيل في أحصروا الذين يحسبهم األرض في ضربا

الناس يسألون ال بسيماهم تعرفهم التعفف من أغنياء الجاهل .(33)إلحافا وخبر السماء عن أهل العفة مجهول ال يعرفه بنو تميم تعبيرا قرآنيا

يتلى، لكنهم يدركونه واقعا وفعال مطابقا للخبر، فهو مشهود متحقق ، ويأتي(34) للجهادبمشاركة أهل العفة في كل سرية بعثها رسول الله

الدليل المؤكد لذلك في السياق بأسلوبين: التكثير في "كم من صديق ... ومن عدو" واالستمرارية في صيغة "جاهد" المبنية على الفاعلية، التي تحمل إيحاء داال على "قريش"، التي عرفت بعداوتها اللدودة لإلسالم

والمسلمين.جدعوا جاهد عليهم عدو ومنكرامته نالوا لهم صديق من كم

وإذا كانت المواقف السلوكية السابقة يرف فيها خلق إسالمي يحمل تجسيدا لطبيعة العالقة بين الجماعة المسلمة واألدنى منزلة، والند

صريحة الداللة على االلتزام بأمر األعلىمرتبة، فإن طاعتها لرسول الله واإلخالص له ما دام حقا وهدى وبرا.

طاعتهم والبر الهدى نبي أعطوا السير أجدوا سيروا قال إن

جهدهملهم استقاد حتى سيرهم زال ما

نزعوا وما عنه نصرهم ونى فماربعوا ساعة علينا عوجوا قال أو

البيع له كانت ومن الصليب أهل

)أعطوا( ألن ورضى رغبة عن بالطاعة للنبوة االستجابة كانت ولذلك وصKالت، وخير، وإحسان، صدق، من(35)البر ولوازم والرشاد الهداية فيها

الجنة. إلى موصلة وعبادات وتراحم،

والحركة الديمومة من ويخصصها يميزها ما الطاعة لهذه وغدا تفتر ولم النبي، نصرة في المسلمة الجماعة تفانت فقد األثر، في والفاعلية

ذلك في همتها الغاية بلوغ على بالحرص نفسها أخذت إذ سلما، أو حربا الكتاب أهل انقياد في صدى ترك مما إليها، يصدر الذي األمر في القصوى

اإلسالم. إلى واليهود النصارى من

للطاعة المجسد الخلقي الموقف هذا ويحمل عن حاد وعظا حركة تصوير إلى وإشباعها، الحوادث وتفصيل السرد بتجاوزه المباشرة

دالة لغوية بأوعية سريعة لقطات خالل من الطاعة، ببذل المتالزمة الدعوةدالالتها. وإيحاء واأللفاظ معموله، واقتضائه والعامل الفعل، ورد الفعل من

النصرة على العزم مباشرة أعقبه بل عليه، ترتب بالطاعة فالتسليم كان نزعوا( ثم وما عنه نصرهم ونى ... فما )أعطوا تفكير أو ريث غير من

بالجهاد التكليف بجوابه، يأتي بالطلب فإذا والعزم، والبذل للتسليم اختبارا ... عوجوا قال ... أو السير أجدوا سيروا قال )إن لألمر تابعة واالستجابة

ربعوا(.

9

اإلسالم سيادة كانت ولذلك العامل يمثله الذي الجهد الستمرارية نتاجا في أن لهم( على استقاد حتى سيرهم زال )مستمرا( )ما ومعموله زال )ما

بساعة المقيد والوقوف بااللمام زمنه في )الجهاد( المطلق السير مقابلة قصر إلى القتال معاناة وعظم الوقوف، إلى الحركة بنسبة إنباء وقته، في

أما بالراحة، التمتع الحركة هذه قيام إلى فصيحة )استقاد( فإشارة في القود على والنصارى( ال )اليهود الحجة يملك لمن االقناع أساس على دعوتها في

.(36)والسوق والقهر اإلرغام

الصدق وانتشاره، دعوته حركة وخبر وأهله، اإلسالم حكاية هي تلك اإلسالمي، األدب عليه يقوم أساس وهو الفني، بالصدق فيها مؤتلف الخلقي الحق فليس نقال قلب وعدم عنه، اإلخبار في صدق لكنه للواقع، حرفيا

.(37)واإلحساس الحسن من بمقتضياته إخالل أو بنظامه، عبث أو لناموسه

واالنفعال بهذا الحق جاء قويا عنيفا سادت فيه المباشرة والصراحة في األمر والنهي )خذ، ال يكن، اترك( قصدا إلى النصح والتوجيه، والترغيب

والترهيب. أتى ما منهم خذ غضKبوا إذا عفواعداوتهم فاترك حربهم في فإن

منعوا الذي األمر همك يكن وال لع الصاب عليه يخاض شرا والس

تميم بني وعظ في مباشرة صدامية قوة والنهي األمر دوي كان وكما من األمر جاء العجيبة- التي التركيبية الصورة فإن وتحذيرهم، وتنبيههم

الوعظ نبرة من وترفع االنفعال، عنفوان عن تزيد الثاني، البيت في خاللها الواقع الشر عظم في المبالغة على قائم بناءها أن إذ مباشرة، غير من فيه

سيجني ألنه وشدته، المسلمة الجماعة يحارب من على يتجرعه شرا الوقع إحداث في مقصود البناء هذا . لكن(38)والسلع الصاب بمرارة ممزوجا محاربة )أثر الخفي المعقول بإظهار السامع، حس في بالرهبة المميز

بمرارته )الشر الجلي المحسوس فيها( بصورة المشقة وعظم المسلمين خفي من تخرجها أن على موقوف النفوس أنس والسلع( "ألن الصاب من إلى إياه تعلمها الشيء في تردها وأن مكنى، بعد بصريح وتأتيها جلي، إلى

عن تنقلها أن نحو أحكم، المعرفة في به وثقتها أعلم، بشأنه هي آخر شيء ألن والطبع، باالضطرار يعلم ما إلى بالفكر يعلم وعما اإلحساس، إلى العقل وعلى الطبع، جهة من فيها المركوز أو الحواس طرق من المستفاد العلم

واالستحكام القوة في والفكر النظر جهة من المستفاد يفضل الضرورة حد.(39)التمام" غاية فيه الثقة وبلوغ

والوعظ المباشر باألمر والنهي أو غير المباشر بالصورة السابقة يحمل في هذا المجال وظيفة فنية في ربط المعاني وإحكام البناء الفني،

من إخبار بالتالحم في حركة الدعوة، وجاءتإذ جاء األمر والنهي انفعاال بما تقدم التالية:الصورة التمثيلية مهادا للوعظ بالصورة العسكرية المتكاملة

مخالبها نالتنا الحرب إذا نسموعدوهم نالوا إذا يفرحون ال

خشعوا أظفارها من الزعانف إذاجزع وال خور فال أصيبوا وإن

10

Kع والموت الوغى في كأنهم مكتنلهم ندب ال لقوم نصبنا إذا

فدع أرساغKها في ببيشة أسدالذرع الوحشية إلى يدب كما

،(40)المسلمة للجماعة المتعددة القتالية لألبعاد الصورة هذه تعرض إذ وما وجلبتها، الحرب صخب وفي االختيارية، والحرب االضطرارية، الحرب

هدأتها. بعد

في األبعاد هذه يحتوي الذي المطرد، المنهج هو والتوحد والثبات عليهم الحرب فرضتK إذا والظهور، السمو في صورتهم بين فرق فال تعددها، نصبنا )إذا أعدائهم على فرضوها إذا مخالبها( أو نالتنا الحرب إذا )نسمو

البحث: هوامش1103-1/102ج عرفات د.وليد تحقيق ثابت، بن حسان ديوان -?

4/221 النبوية، هشام: السيرة ابن -2224-222نفسه: المصدر -34/226نفسه: المصدر -44/226نفسه: المصدر -54/230نفسه: المصدر -64/231نفسه: المصدر -7 لقيس العينية القصيدة السهيلي نسب األنف الروض وفي150-4/146 األغاني - أنظر8

7/433انظر: المنقري عاصم بن1/117 الشعراء فحول سالم: طبقات بن محمد الجحمي، -9

الرسول والمقصود كنانة، بن النضير بن غالب بن فهر وهو لقريش، األعلى الجد هو -10معه هاجر ومن

يعطوا أن غنموا إذا الجاهلية في عادتهم من كان الربع" إذ تقسم "وفينا يروى -11الغنيمة الرئيس: ربع

وأنه قبيلته، خارج الرسول يتخيل أن يستطع "لم حسان حنفي: أن سيد الدكتور يرى -12 أصبح شعره إلى ينظر لن تميم بني وفد أن شعر وكأنه القبلي، للتأثير يخضع ال فردا شاعر المألوف" )حسان التقليد هو فهذا قبيلته في الرسول يمدح لم إذا االعتبار بعين

(178ص الرسول61آية: العنكبوت سورة -1330آية: الروم سورة -1454-3/53 كثير ابن تفسير مختصر أنظر ومسلم، البخاري رواه -15. 106 ص األدب، عبير من سرحان: نسمات د.محمد -16.111آية: الشعراء سورة -17

قوم لسان على جاءت التي المقوالت من لها التالية واآلية اآلية هذه أن من الرغم على نوح، تمثل أنها إال اآلية: هذه على التعليق في الزمخشري يقول ، النبي مع وحالها قريشا

حتى كذلك األنبياء أتباع زال وما ، الله رسول أصحاب في تقول قريش كانت "وهكذا رسول أتباع عن سفيان أبا سأل حين هرقل إلى ترى أال وأماراتهم، سماتهم من صارت

كذلك. )الزمخشري: األنبياء أتباع زال قال: ما وأراذلهم، الناس قال: ضعفاء فلما ، الله سفيان أبي عن عباس ابن حديث من عليه متفق هرقل (. وحديث3/250 الكشاف،

بلفظه.27آية: هود سورة -18 لما أو مضى لما مبهم زمان اسم وهي إلذا، جواب الفعلين أن إلى اإلشارة تجدر -19

د الوصف أن غير للماضي، تجئ وقد بكثرة، للمستقبل وتكون يأتي، محدثة" "غير المقيفيها. الماضي سوغ

1/308 حسان ديوان -20.11 آية الفتح سورة -21

11

ما أو الحرب ساحة في وتماسكهم شدتهم في تباين وال لهم(، ندب ال لقومالنصر. بهم يطيش وال الهزيمة، تزعزعهم ال إذ بعدها،

لشدتهم المقررة المسلمين، لقوة المجسمة الصورة هذه ومفردات واألسد واألظفار فالمخالب العرب، عند الحرب شعر في معروفة تقليدية

في به االستعانة وكثرت ذكره، شاع مما االختتال وعدم والظهور والوحشية، تناول على الصورة هذه تعرج أن المنتظر وكان وتجسيدها، القوة عن اإلبانة

هذا في وأهله تميزه على الدالة سماته بعض أو اإلسالم في الحرب فقه الدعوة لحركة متوثب سرد من تقدم ما ذلك في أجزأ وربما المجال،

يجعلها بما للقوة الحادة الخطوط إبراز كان ثم الترغيب، بغرض ودافعيتها مشهودة محسة التحذير. إلى قصدا

وتمثيل تشبيه من المنوعة البيانية بوسائلها الصورة هذه فمقصود مدى في السامع ذهن بها ليشغل والترهيب، بالتحذير الوعظ– واستعارة

ما وفق باألعداء الضرر إيقاع على مبناها الحرب إذ حقيقته، على إليهم اإلسناد يكون وقدبوقوعه. وأذن الله قدر

.1560 رقم العيدين، صالة باب النسائي، سنن -22.3242 رقم األقضية، كتاب مسلم، صحيح -23 البالغية الوجهة من النبوي والحديث2/203 التحبير تحرير المفهوم هذا في أنظر -24

245-252. الشعري الذوق صميم من تقدمها ما على الكالم إعجاز رد سالمة إبراهيم الدكتور عد -25

بحالوة وتنبيههم السامعين وتذكير المعنى زيادة في عدة مزايا له وذكر العرب، عندي القرآن وإعجاز127ص أرسطو بالغة )أنظر العرض وجمال السبك وحسن الموسيقى

(.93ص للباقالني.100أية: التوبة، سورة -26 السابقون( الذين )السابقون تفسير في سيرين ابن وقال ،14-10 آية الواقعة سورة -27

.3/428 كثير ابن تفسير مختصر أنظر القبلتين، إلى صلوا 3377 رقم المناقب، - البخاري: كتاب28)فيهم(. )منهم( أو محذوف تقدير على السياق -29 كال من الثاني "الشطر ألن تكرارا، هذا في أن إلى سرحان محمد الدكتور ذهب -30

.108ص تقريبا"، واحد معنى حول يدور البيتين كرامته" وفروا نالوا لهم صديق من "كم معنى أن إلى الجراري عباس الدكتور ذهب -31

المعنى يكون وقد كرامته، الدعوة أدب كرامتهم" )من نال صديق من "كم مقلوبا المعنى حسان: "يقلب أن إلى سرحان محمد – الدكتور ( وذهب133ص اإلسالمية

مصدر هم فيجعلهم يعكس أن والوجه أصدقائهم من الكرامة ينالون جعلهم إذ المراد اللهم كرامتهم، ينال يصادقهم من وأن الكرامة، أكسبوه أنهم المراد يكون أن إال(108-107 األدب عبير من اللفظ" )نسمات عليه يعين ال بعيد وهو الكرامة،

علو ينتجهما توأمان واألناة: "هما الحلم عن عنه الله رضي طالب أبي بن علي قال -32.68ص للباقالني القرآن وإعجاز ،21ص المعتز، البن البديع الهمة" أنظر

.273 آية البقرة سورة -33 الكريم( الكتاب مزايا على السليم العقل )ارشاد السعود أبي العالمة تفسير أنظر -34

.307ص األول، المجلد)بر(. مادة المحيط القاموس أنظر -35خلف. من وذاك أمام، من فهو السوق القود: نقيض -36.71 ،65 ،62ص اإلسالمي، الفن قطب: منهج محمد -37

12

نفسه في الوهم أوقع أو القوة، غرته كلما الصورة هذه وليستحضر الخطر، العدوان. من خاطرا

من المهذب األداء الوعظ هذا في والترهيب التحذير يجانب ولم وإتقان، صحة إلى انقسم الوصف صدق "إذا أنه ذلك واإلحسان، الحسن ذلك غير وإلى وتقريب استيفاء وإلى وشرح، إجمال وإلى وإحسان وحسن

.(41)الوجوه" من

عنه الله رضي حسان ذهن كان وما بعينها، قبليةK نماذج من خاليا خاصة الحرب، في والتباطؤ االختتال في أو والضعف الجبن في بها يعرض

آثر أنه غير المجال، هذا في مستوفاة القبائل مع المسلمين تجربة أنKلى وعمد التصريح دون التلميح "الزعانف" بما خالل من العامة اإلشارة إ

وإطالقه الناس(، من السفلة أو العدد، القليلة )القبيلة على داللة من فيهاالمقصود. تحديد غير "قوم" من النكرة

وفي األداء إتقان ومبلغ من اإلبداع في االستعارة والتمثيل، أما الحرب، ونالتنا مخالبها، والزعانف خشعوا،االستعارة البديعة في السمو إذا

البيت:وأظفارها فقد قام عليها بناء خشعوا أظفارها من الزعانف إذامخالبها نالتنا الحرب إذا نسمو

وأما تمثيل الحركة والهيئة ففي قوله:Kع والموت الوغى في كأنهم مكتن

لهم ندب ال لقوم نصبنا إذافدع أرساغها في ببيشة أسدالذرع الوحشية إلى يدب كما

في باختصار هي برزت أو المعاني، أعقاب في جاء "إذا والتمثيل منقبة، وأكسبها أبهة، كساها صورته، إلى األصلية صوره عن ونقلت معرضه

لها، النفوس تحريك في قواها وضاعف نارها، من وشب أقدارها، من ورفع وقسر وكلفا، صبابة األفئدة أقاصي من لها واستشار إليها، القلوب ودعا

وشغفا. محبة تعطيها أن على الطباع

كان فإن كان ... وإن وأفخم أبهى كان مدحا للصدر أشفى كان وعظا ويبصر الغياية، يجلي أن وأجدر والزجر، التنبيه في وأبلغ الفكر، إلى وأدعى

.(42)الغاية..."

الصورة تقريب في الوعظ عليه قام فني لون أظهر والمقابلة فسمو الترهيب، ترسيخ على فيها المفارقة عملت إذ وتمكينها، العسكرية

وشجر الصبر عصارة أنه وقيل االحراق، شديد وعصيره المرارة، شديد الصاب: شجر -38كذلك. مر السلع

.94ص البالغة، القاهر: أسرار عبد الجرجاني -39 للرسول منحوه الذي والتأييد باألنصار خاصة األبيات هذه أن حنفي سيد الدكتور فهم -40

يعززه. أو الفهم هذا يرشح ما األبيات في ( وليس180ص )أنظر.244ص القرآن الباقالني: إعجاز -41رأسك. فوق من أظلك ما . والغياية: كل87-84 البالغة القاهر: أسرار عبد الجرجاني -42

13

خشوع يقابله بحدتها، داهمتهم إذا بشجاعة الحرب في وظهورهم المسلمين السمو بين شاسع والبون أظافرها، ... نالتهم ضعفاء( إذا أو )أقوياء الزعانف

ظاهرين أعدائهم إلى وعنفا. وزحفهم حركة واألظافر، والمخالب والخشوع، يدب أو حربه في يستتر لمن مباين بأنفسهم ثقة معلنين سيره، في متباطئا

النصر يغريهم ال فكما اإلسالمي التصور في التوازن خاصية يجاوزون ال وهمقلوبهم. بالخوف تمأل أو عضدهم، في تفت ال الهزيمة فإن بالفرح

ولم تخل الصورة من عنصر المفارقة في عطف هذه القوة بأبعادها ، واإلعالن عن اإلحساس المعجب بهذهالمختلفة إلى رسول الله

الجماعة المسلمة والفخر باالنتماء إليها. أكرKم قائدهم الله رسول بقوميؤازره قلب مدحتي لهم أهدىكلهم األحياءK أفضل فإنهم

والشيع األهواء تفرقتK إذاصنع حائك لسان يحب فيما

Kن د بالناس جد إ Kأو القول ج شمعوا

تفرقتK إذا المذكور، المفسر وجوابه بالشرط ضمنية فالمفارقةيعا الجماعات Kمتباينة، وأحزابا ش Kالله برسول المسلمة الجماعة تعاضدت

المسلمة الجماعة ففضل وهزال، مزحا لعبوا أو قوال الناس جد مجتمعة. وإن عليه. متفق األحياء سائر على أيضا

بقوم( والتفضيل )أكرم التعجب أسلوبي على القائم المدح أن على ويجسد المقابلة، فن من ويقوي المفارقة هذه يعزز ما األحياء(، )أفضل

االنفعال.

الباحثين آراء يمكن القصيدة في والنفسية الفكرية الرؤية تحليل من سبق مما

التالية:- المالحظاتK تسجيل الجماعة حول القصيدة في والنفسي الفكري األساس أوال: تركز

متباين، غير إسالمي خط في وتوحده المسلمة ماضيا، تأصيال حاضرا، وواقعا وتفصيال. إيجازا

الزم هو الذي السلوكي، بالجانب الدعوة في الحديث ثانيا: اختص المادي التوجه في االختصاس وهذا اإلسالمية، الشخصية في وقرينه الفكر

الحKجاج أو المنطقي الدليل إلى الحاجة من القصيدة أعفى المحسوس كان ما أن إذ الفكري، والجدل العقلي حسا التصديق. في أوقع مشهودا

عنها بالتعبير اإلسالمية األفكار ثالثا: تطويع باإليحاء مباشر غير تعبيرا األحاديث أو الكريمة القرآنية باآليات مباشرة استعانة غير من والداللة،

الشريفة النبوية .(43)النص إسالمية لدرجة رفعااالنفعال. المتوهج السلوكي بالموقف رابعا: الوعظ

القصيدة هذه أن إلى يذهب الذي الرأي نقول: إن أن يمكن ثم ومن عليها متعارفين العرب كان التي القيم الجاهلية. ونفس المعاني نفس "تضم

مما مختلفة وأشكال صور في المعاني هذه حسان صاغ وقد المديح، في

14

اإلسالمية األفكار أما معها، وتفاعله بها وتمرسه نفسه من تمكنها على يدل الشاعر يذكرها ولم فقليلة، في ليس خاطف عرض أو سرد شكل على إال ظاهر إلى يلتفت إنما ألنه نظر كثير فيه رأي(44)األلباب" يأخذ ما صورها

مقتضاها، دون المعاني عمق في عنها البحث نفسه يعنK لم أنه عن فضالاالشارة. والزم الداللة

وكذلك فإن الرأي الذي يقول: "وهو في هذه القصائد )الميمية والعينية( جاهلي النزعة واألسلوب، شديد اإلحساس بمجد قومه، كثير

التغني بسيادة أوائله، يغلب زهوه بما صنعوا للرسول على زهوه بالرسول، وكأنه ال يذكر حاضرهم في اإلسالم إال ليضم إلى تليد مجدهم مجدا طارفا، وكأن إيواءهم الرسول ونصرهم إياه قد أحيا شعوره بمآثر إسالمية، وأمده

في فخره بمدد غزير، ونفخ فيه روحا قويا، أضفى على شعره ثوبا من ينطبق عليه الحكم السابق إذ أن صاحب(45)الفخامة والجزالة والحسن"

هذا الرأي استند إلى المعاني صريحة الداللة للقصيدة الميمية، التي فخرفيها حسان باألنصار، قائال:

وسطنا حل إذ الله رسول منعناKنا بين حل لما منعناه بيوت

من راض أنفK على K معد وراغمK باغ كل من بأسيافنا وظالم

للقصيدة وظالم جائر حكم إصدار إلى خلص الرأي هذا صاحب ألن ثم. (46)عنها والحديث المسلمة الجماعة في التوحد تميز يدرك لم إذ العينية،

من القصيدة هذه في حسان "شعر أن إلى ذهب الذي القول أما سطحية ومعانيه ويضعف، ويقوى ويهبط، يعلو فيها وهو الوسط، الشعر فهو ،(47)شعره" خير من تعد ولكنها والتكرار، اإلعادة من كثير وفيها ضحلة

القصيدة عند وقوف عن صدر أعلم- الذي فيما– الوحيد الرأي كان وإن محلال جزئياتها، من لكثير ناقدا وتفسيرها المعاني نثر يجاوز ال تحليل أنه إال

لذلك ربط غير من والضعف، التكرار مواضع إلى واإلشارة ودالليا، معجميا ورموزه اللغوي التعبير في أصداؤها تتمثل الداخلية، ورؤيتها القصيدة بحركةلها. المستوعبة عليها الدالة

لآليات الظاهري التتبع حول األدب في اإلسالم اثر عن الباحثين أكثر منهج جرى -43 في اإلسالمية األدبية. لكن النصوص في الشريفة النبوية األحاديث أو الكريمة القرآنية

واألحاديث اآليات من النص ظاهر في يلوح ما يتعدى أدبي تعبير في فكري تصور األدب صدى يعكس إذ إنسانية مواقف من يصور وما وإحساس فكر من داخله في يجول ما إلى

ذلك. لكل اإلسالمي التصور خالل من الحياة أو الكون أو النفس في القيم المنارة- جدة دار ط ،12ص عليان، د.مصطفى اإلسالمي األدب دراسة في مقدمة )أنظرم(.1985

.135 ص اإلسالمية، الدعوة أدب الجراري: من د.عباس -44.352-351 ص بمصر المعارف دار ط ثابت، بن حسان درويش، طاهر د.محمد -45 لقريش مديح جملتها في "وهي النص د.احسان قال المدح لمقصود المغاير وبالفهم -46

الذي السيء األثر القرشيين وأصحابه الرسول نفس من يمحو أن "أراد لمآثرهم وتعداد حياته ثابت، بن بالجالبيب". حسان وتقليبهم بالمهاجرين تعريضه نفوسهم في خلفه

.173 ،137وشعره: ص.105ص األدب عبير من سرحان: نسمات د.محمد -47

15

الموضوع: وحدة والتئام النظم، تناسق في فاعل أثر والنفسية الفكرية للرؤية وكان

البناء وحدة في مظاهرها تبدو التي الموضوعية، القصيدة وحدة في أجزائهالسياق. ووحدة

فالقصيدة متوحدة في طرفيها مطلعا ومقطعا، بداية ونهاية، متوحدة فيودينيا.غرضها، إذ افتتحت بقضية تميزK الجماعةK المسلمة قبليا

وإخوتهم فKهر من الذوائب إنسريرته كانت من كل بها يرضى

تتبع للناس سنة بينوا قدشرعوا الذي وباألمر االلهK تقوى

ها، فعادت لنقطة انطالقها تركيزا وترسيخا Kوختمت بالقضية نفس وتكامال.

قائدهم اللهK رسول بقوم أكرمكلهم األحياءK أفضل فانهم

والشيع األهواء تفرقتK إذا او القول جد بالناس جد إن

شمعوا

بالجماعة ارتكازها، قاعدة أو الرؤية بمحصلة التوحد هذا ويتالحم المتعددة ومواقفها الثابت سلوكها في المسلمة البناء فتكامل وحربا، سلما

إيجازا وتفصيال الرؤية لمقتضيات تبعا نفسيا االبانة فإن ذلك ... وعلى وفكريا في اإلسالمي المعيار محققة القصيدة في جاءت الخطاب في المقاصد عن

األلفاظ حفظ وليس وترتيبها المعاني "ضبط وهو الشعر نظرية.(48)وتصنيعها"

غير أن خلال أصاب حركة بعض المعاني تقديما وتأخيرا وحشوا وتكرارا من غيرذلك:مساس بالترتيب العام للمعاني في القصيدة ووحدة البناء الموضوعي فيها، من

عدوهم ضروا حاربوا إذا قوممحدثة غير فيهم تلك سجية

أكفهم أوهت ما الناس يرقع ال

أشياعهم في النفع حاولوا أونفعوا

Kدع شرها فاعلم الخالئق إن البرقعوا ما يوهون وال الدفاع عند

ذلك أن مقتضى تكامل المعنى وتوحده أن يتقدم البيت الثالث على البيت الثاني، ألن السياق حديث عن القوة والتمكن في الحرب والدفاع،

فإذا تم الوصف بعموم الخبر )ايقاع الضرر( كان التفريد لهم بخصوصالوصف )السجية والطبع األصيل(. ومن ذلك أيضا قوله:

مخالبها نالتنا الحرب إذا نسموعدوهم نالوا إذا يفرحون ال

Kع والموت الوغى في كأنهم مكتنلهم ندب ال لقوم نصبنا إذا

خشعوا أظفارها من الزعانف إذاجزع وال خور فال أصيبوا وإنفدع أرساغها في ببيشة أسديةK إلى يدب كما Kالذرع الوحش

كان األحسن في تتالي الصورة ونمائها أن ترتب على النحو التالي:

.226ص القرآن، الباقالني: إعجاز -48

16

لهم ندب ال لقوم نصبنا إذامخالبها نالتنا الحرب إذا نسموKع والموت الوغى في كأنهم مكتن

عدوهم نالوا إذا يفرحون ال

يةK إلى يدب كما Kالذرع الوحشخشعوا أظفارها من الزعانف إذا

فدع أرساغها في ببيشة أسدجزع وال خور فال أصيبوا وإن

في الشراسة تكون ثم والسمو، الظهور باثبات مردف االختفاء فنفي

الهزيمة. أو النصر في التوازن ذلك ونتاج كل،قوله:وفي القصيدة بعض الحشو، من ذلك

شرعوا الذي وباألمر اإللهK تقوىسريرته كانت من كل بها يرضى

كان ربما بل له، معنى ال شرعوا( حشو الذي )وباألمر قوله فإن ال Kمخ يكون أن على حمله يمكن كان وإن والمعنى، باألسلوب على معطوفا

وبما السماء من المنزلة بالشريعة يرضى المراد ويكون )بها(، في الضمير.(49)به وأمر الرسول شرعه

وقوله: أو القول جد بالناس جد إنكلهم األحياء أفضل فإنهم

شمعوا

لتكملة به أتى وإنما بجديد، يأت ولم له، لزوم ال األخير الشطر فإن الجماعة صدق إلى مصروفة المقررة األفضلية ولعل ،(50)فحسب البيت

تقول فال مزحت أو شمعت وإن فهي والهزل، الجد في المسلمة حقا، إال ال والهازل الجاد أن عن اإلبانة المراد يكون وقد الجد، شأن ذلك في شأنها

يل وال منزلتهم، نقض يستطيع وأفضليتهم. وتميزهم تقدمهم من الن

قوله:أما التكرار الذي يبدو ظاهرا هو أشياعهم في النفع حاولوا أو عدوهم ضروا حاربوا إذا قوم

نفعوا

مع قوله:جدعوا جاهد عليهم عدو ومنكرامته نالوا لهم صديق من كم

المسلمة، الجماعة لقوة بالتأصيل األول البيت ربط مضى فقدوالحرب. السلم في وسلوكهم العفة أهل حياة على الثاني بالبيت والتدليل

قوله: في الثاني الشطر تكرار فإن وكذلكطبع مطمع في يصيبهم والبفضلهم مولى عن يضنون وال

وقوله:Kرت أعفة الطمع يرديهم وال يطبعون العفتهم الوحي في ذك

والفقراء، األغنياء المسلمة، الجماعة لفئتي الخلقي التوحد يستوعبهالمطامع. عن والترفع العفاف في

.100 ،108ص األدب عبير من سرحان: نسمات د.محمد -49.109ص نفسه المرجع -50

17

بما– والتكرار والحشو والتأخير التقديم من اإلشارات، هذه تنازع وال العام، وترتيبها المعاني وضبط الموضوع وحدة في وتوجيه، احتمال من فيها

أبيات نقض حسان أن الرواة يقول: "زعم الذي الرأي صواب في تنازع لكنها ... وليس به التسليم يصعب أمر وهو ارتجاال، حابس بن واألقرع الزبرقان

.(51)بارتجالها" يوحي ما القصيدة هذه في

الطاغي الجماعة ضمير في ظاهر توحد القصيدة في السياق وينتظم األبيات في تردده منفصل، غير متصال باالسم متكلم، وال حاضر غير غائبا

يطبعون، فضلهم، أكفهم، أشياعهم، عدوهم، ضروا، مثل: حاربوا، والفعل، الفعل وحدة على يدل بما ...الخ، غضبوا عوجوا، أعطوا، يصيبهم، يضنون،

وأنصارا. مهاجرين تباينهم وعدم المسلمة، الجماعة عند والسلوك

في انبثاثه جاء إذ السياق، هذا في حضور اإلسالمية األلفاظ ولمعجم ذلك: سنة، من الشاعر، إليها ينتمي التي الثقافة يعكس شامال، القصيدة

رسول الصليب، أهل والبر، الهدى نبي الوحي، البدع، شرعوا، اإلله، تقوىالله.

تتخلص لم أنها غير السياق، في التوحد بهذا ارتباط التعبيرية ولألدواتيلي: فيما خاص بشكل والنبر اإليقاع من بوسائله الشاعر موقف من

الشديد الوقع ذات الحلقية الحروف من العين : فحرفالقافية- على عملت الروي حرف حركة أن من الرغم وعلى الصوتية، والجهارة

األلفاظ بعض بنية فإن القافية، في الطارئ للمد العين صوت وقع تخفيفبع، من اإليقاع، في الشدة هذه أبرزت القافية في رقعوا، البدع، ذلك: تت

صنع. الذرع، فدع، جدعوا، طبع،

الحروف أكثر وكان والراء، والدال الباء، العين، إظهار في دورانا حقا االختيار في مهمته فكانت القافية، هذه حسان على تميم شاعر فرض لقد

ومناقضته. مجاراته على القدرة في براعة ذات لكنها عسرة،

بعض اختيار في ملموس وذلك ،األلفاظ في الصوتي الدوي- جاهد، يطبعون، يرقع، مثل، الصدى شديدة اإليقاعية البنية ذات األلفاظندب. مكتنع، خور، الزعانف، والسلع، الصاب يخاض، غضبوا، استقاد، أجدوا،

ذلك ومالحظة قوة الخطاب في األمر فعل على االعتماد في أيضاأكرم. فاترك، خذ، مثل: فاعلم، تنبيهية صدامية

كاء عليه فيأسلوب الشرط المصدر )بإن( و)إذا(- الذي جاء االتكقوله:القصيدة أسلوبا في التقرير واالستدالل

نفع حاولوا أوعدوهم ضروا حاربوا إذا قوم أشياعKهم في النفعوا

. 137 وشعره، حياته ثابت، بن النص: حسان د.إحسان -51

18

وقوله:اسK في كان إن اقون الن تبع سبقKهم ألدنى سبق فكلبعدهم سب

وقوله: نصبنا إذا يةK إلى يدKب كمالهم ندKب ال لKقوم Kالذرع الوحش

على أن هذا االستدالل ال يجري على وتيرة واحدة من الرتابة والترتيب في الجمع بين الفرضية ونتيجتها الالزمة بنظام الشرط وجوابه،

فأكثر دورانه في القصيدة على تقديم النتيجة على أسلوب تحقيقها فيالفعل نفيا أو إثباتا، قصدا إلى األهمية واالهتمام. فمن النفي قوله:

19

سع ذاك عن أحالمKهم فضلK فيجهلهم حاولت وإن يجهلون ال مت

وقوله:جزع وال خور فال أصيبوا وإنعدوهم نالوا إذا يفرحون ال

ومن االثبات قوله:خشعوا أظفارها من الزعانف إذامخالبها نالتنا الحرب إذا نسمو

وقوله:Kنكلهم األحياءK أفضل فإنهم د بالناس جد إ Kأو القول ج

20

شمعوا

وقوله:

عليها، واالستدالل القضايا تقرير في للرتابة المغاير التنويع وهذا تارة السامع شغل إلى بمهارة القاصد الشاعر بمنهج مقصوده في مرتبط

البحث على وحمله لها، المحقق األسلوب عليها يتقدم التي المرادة بالقضية من جانب كل وفي أوال، بالتقديم إليه تدفع حين أخرى تارة أسلوبها عن

واالقناع. التأثير

21

ذات الموسيقى، متحدة الشكل متباينة اإليقاعية الوحدات وهذه حققت وقد السامعين، وطبيعة متناسبة بنبرات األسلوب تشكيل في مهارة قوله: "والله في حابس بن األقرع صائبة بانطباعية آنذاك لخصها التي الغاية

ى)الرسول الرجل هذا إن ولشاعره خطيبنا، من أخطب لخطيبه له، ( لمؤت به وكفى "،(53)شاعرنا من أشعر مميزا. ناقدا

العالمين رب لله الحمد أن دعوانا وآخر

.4/232النبوية: هشام: السيرة ابن -53

ومراجعه: البحث مصادرالكريم. القرآن- التحبير، ظافر: تحرير بن الواحد عبد العظيم عبد اإلصبع؛ أبي ابن-

األعلى المجلس القاهرة، شرف، محمد حنفي تحقيق.1963 التراث، إحياء لجنة اإلسالمية، للشؤون

الكتب، دار مطبعة الحسين: األغاني، بن علي الفرج أبو األصفهاني؛-.1950-1938 سنة أجزاؤه نشرت

إحياء دار البخاري، إسماعيل: صحيح بن محمد الله عبد أبو البخاري؛-د.ت. العربي، التراث

22

دار القاهرة، القرآن، الطيب: إعجاز محمد بن بكر أبو الباقالني؛-.1997 المعارف،

دار عرفات، د.وليد تحقيق ثابت، بن حسان حسان: ديوان ثابت؛ ابن-د.ت. صادر-بيروت،

الدار الثقافة، دار اإلسالمية، الدعوة أدب عباس: من الجراري،-.1974 البيضاء،

تحقيق البالغة، الرحمن: أسرار عبد بن القاهر عبد بكر أبو الجرجاني؛-.1978 المعرفة، دار بيروت، رضا، رشيد محمد

وشرحه قرأه الشعراء، فحول سالم: طبقات بن محمد الجمحي؛-.1974 القاهرة، المدني، مطبعة شاكر، محمد محمود

أعالم سلسلة الرسول، شاعر ثابت بن حنفي: حسان سيد حسنين؛- المؤسسة القومي، واإلرشاد الثقافة وزارة ،30 العرب

د. ت. والنشر، والطباعة والترجمة للتأليف العامة المصريةد. ت. بمصر، المعارف دار ثابت، بن طاهر: حسان محمد درويش؛- الطباعة دار الثانية، الطبعة األدب، عبير من محمد: نسمات سرحان؛-

د.ت. القاهرة، المحمدية، الحنفي: إرشاد العمادي مصطفى بن محمد بن محمد السعود؛ أبو-

المطبعة القاهرة، الكريم، الكتاب مزايا على السليم العقل.1928 المصرية،

مكتبة القاهرة، واليونان، العرب بين أرسطو إبراهيم: بالغة سالمة؛-.1952 المصرية، اإلنجلو

عني األنف، الله: الروض عبد بن الرحمن عبد القاسم أبو السهيلي؛- األزهرية، الكليات مكتبة سعد، الرؤوف عبد طه بنشره

.1972 القاهرة، طه تحقيق الشعر، أحمد: عيار بن محمد الحسن أبو طباطبا؛ ابن-

.1956 القاهرة، الحاجري، دار بيروت، البالغية، الوجهة من النبوي كمال: الحديث الدين؛ عز-

.1984 إقرأ، المنارة، دار اإلسالمي، األدب دراسة في مصطفى: مقدمة عليان؛-

.1985 جدة،.1980 الشروق، دار بيروت، اإلسالمي، الفن محمد: منهج قطب؛- كثير، ابن تفسير إسماعيل: مختصر الفداء أبو الدين عماد كثير؛ ابن-

القرآن دار بيروت، الصابوني، علي محمد وتحقيق اختصار

23

.1981 الكريم، دار بيروت، مسلم، الحجاج: صحيح بن مسلم الحسن أبو مسلم؛-

.1956 العربي، التراث إحياء القاهرة، النسائي، شعيب: سنن بن علي بن أحمد محمد أبو النسائي؛-

.1930 الكبرى، التجارية المكتبة بمصر، المعارف دار وشعره، حياته ثابت بن إحسان: حسان النص،-

د.ت. وضبط أصولها، راجع ، النبي الله: سيرة عبد محمد أبو هشام؛ ابن-

الشيخ المرحوم فهارسها ووضع حواشيها، وعلق غريبها، للطباعة الفكر دار الحميد، عبد الدين محيي محمد

د.ت. والتوزيع،

24