أسطورة الهندسة القسامية

الشهيد القائد

”عدنان الغول“

إعداد

ياسر عبد الرؤوف / األستاذ

على الفيس بوك" يحيى عياش"تم تجميع المادة الكترونيا عن طريق صفحة المهندس

www.facebook.com/Eng.yahya.ayyash

اإلهداء

نإلى شيخ األمة اإلمام المجاهد أحمد ياسي

إلى روح القائدين يحيى الغول و يحيى عياش

إلى األسير المجاهد عمر الغول و كل األسرى من خلفه

إلى بالل و محمد و عمران

..إلى رهبان الليل و فرسان النهار

.. إلى الذين صدقوا ما عاهدوا هللا عليه

أهدي هذا الكتاب

" المقاومة الفلسطينيةباغتيال عدنان الغول استطعنا أن نقضي على نصف"

"موشيه يعلون" رئيس جهاز األركان اإلسرائيلي السابق

" تصفية الغول هي ضربة أشد بكثير لحماس من تصفية الرنتيسي و ياسين "

يديعوت احرنوت

" هو الصاروخ الذي قد يغير الشرق -و الذي اغتيل قبل أيام -إن صاروخ القسام الذي صنعه عدنان الغول

" األوسط

صحيفة التايمز البريطانية

" الغول من الخارج كان لديه خبرة استثمرناها بشكل كبير ، و بعد قدوم يحيى عياش يحيى بعد قدوم أبو بالل

"من الضفة كونا طاقم ثالثي ، يحيى الغول و يحيى عياش و أنا

محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام

" باقية بقوة، من خالل السالح الذي يحمله المجاهدون اليوم ، يقارعون به بصماته وآثاره ...عدنان الغول

، يضرب أعداءه " القسام"أو صاروخ "الياسين"ومع كل تكبيرة مجاهد يطلق قذيفة ... االحتالل الصهيوني

" ..حتى بعد استشهاده، ليصبح ما ابتكره بمثابة صدقة جارية له

ب الشهيد عز الدين القسامالمتحدث الرسمي باسم كتائ أبو عبيده

بسم هللا الرحمن الرحيم

تصدير

قد تكون رائحة نوار اللوز هي مقدمة و واجهة لمقدم أجمل فصول السنة ، لكن ال توجد رائحة تجمع الفصول األربعة

فأنت أصل ، و من العبث أن تجد قاسما مشتركا بين الفصول ، لكن أن تكون شهيدا و والد شهيدين و عم شهيد ، إذن

.في لوحة الشهادة

.أن تكون خصبا مثل السهول ، و أن تكون صلبا مثل الصخور ، إذن فأنت في امتداد السهول جبل

.أن تكون مثل الشروق ، وأن تنشر الضياء ، إذن فأنت الشيء المميز الفائق الغرابة

الشهيد و أبو الشهيد .. ، إذن فأنت عدنان الغول أن تكون فدائيا و طالئعيا تجمع بين الشباب و الكهولة بروح الطفولة

و عم الشهيد ، فأنت وطن في رجل ، و رجل احتوى الوطن بين دفتيه ، و حمله على منكبيه ، هذا أقل ما يقال لك و

. فيك أخي و رفيق دربي أبا بالل

كثيرون بأنك نقلت المعركة من من ال يعرفك لن يقدر يوما بأنك أساس في مداميك هذا النصر ، فلم يكن يعرف ال

عوا أطفال فلسطين ، كنت نواة البؤرة في استهدافهم ، فأراد الدهر أن عتهم كما رو أرض غزة إلى سديروت ، فرو

يصب عليك مكارهه باستشهاد ابنك األول ، لكنك وسعت مساحة الفرح في صدرك لتقهر العدو باالختيار المطلق

لهي بالطاعة كي تتربع على السنامة ففزت بالنعمة التي أرادوها لك نقمة ، نعمة لدرب الموت على مذبح الحب اإل

. الشهادة و تزينت بزينة الرجاء العظيم

عدة مرات ، قبل أن تتحرر من قيد الجسد شخصيا فكنت شريك األئمة الشهداء و الصحابة األطهار و األخيار ،

نهج األوائل و نهج الحواضر . األخ و ابن األخ ، فالتزمت النهج فأرض كربالء تشهد على معنى قتل األب و االبن و

، من قادتك الشهداء و األمراء ، األمير أحمد و األمير عبد العزيز ، رضي هللا عنهم و رضي عنك ، علما نعلمه

وازل ، بل موت بهدوء اليقين و رسوخ اإليمان ، و حلة نرتديها مخضبة ، قصصا ، ال حتفا رغم أنوفنا ، ال موت اله

. النوازل ، تسفك منا الدماء ، عهدا و وفاء

عهدا أخي و رفيق دربي لبيعة في أعناقنا و وفاء ألصحابها و نهجا ارتضاه ، دفعا من باختيار السكون من الروح ال

ر المسير ، و نفر النفير ، لدنيا و ال لجاه و إني أعلم بأنك تعلم بأن البداية بدأت و اإلشراقة أطلت ، و البيرق رفع و سا

فارقب بعين الكون اصطفاف الكتائب هواة الشموخ ، و رايات العساكر بلون السهول و نشيد الحناجر يهز العروش

لنصر يزاحم أعتى الجيوش ، فهذا و ذاك ، أنت فيه أساس و تأسيس ، فاليوم ما تحت أقدامنا و غدا إن شاء هللا هربيا و

. ا و كل أرض مغتصبة من أرض السالمحمامة و المجدل و ياف

. مناجاتك أخي عدنان ال يخطها المداد ، بل روح لروح ، و حي لحي بوعد الهي محتوم

أخوك و رفيق دربك و سالحك

( أبو يوسف) عبد القوقا الشهيد

مقدمة

اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ب ) فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في إن هللا ة يقاتلون في سبيل هللا أن لهم الجن

فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم ب (الفوز العظيم ه وذلك هو التوراة واإلنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من هللا

الحمد هلل على ما قدر به و قضى و شكرا له على ما أنعم به و ارتضى ، و الصالة و السالم على سيدنا محمد قائد

: الغر المحجلين ، أما بعد

اع فقد رحل عنا كبير المهندسين ، الشيخ القائد عدنان الغول ، الرجل الخفي الذي أمضى معظم حياته مطاردا واستط

أن ينقل المقاومة الفلسطينية العظيمة نقلة غير مسبوقة من خالل تصنيع األسلحة محليا في ظل هذا الحصار المفروض

منذ زمن بعيد على جهادنا المقدس في فلسطين ، و بقيت معالم الشهادة واضحة ، جلية في كل صاروخ يطلقه

شخصا عاديا على اإلطالق ، بل " عدنان الغول " بو بالل المجاهدون على مستوطنات الغاصبين الصهاينة ، فلم يكن أ

كان شخصية غير مسبوقة ، فهو داعية من الطراز األول و مهندس ، عالم كيميائي ، استطاع أن يحطم أسطورة

ر ، فالنشأة الجيش الذي ال يقهر ، و كان معلما لمئات المهندسين ، زاهدا في الدنيا ، يرضى بالقليل و ال ينظر إلى الكثي

اإلسالمية التي نشأ و ترعرع في ربوعها ، و موائد القرآن و عشقه للجهاد في سبيل هللا جعل منه شخصية فذة عمالقة

. قدم ولديه بالل و محمد و لم ييأس ، بل كان مثاال للصبر. غيرت مجريات المعركة الفلسطينية مع اليهود النازيين

الجأش ، ال تؤثر فيه هذه الخطوب أو النوازل ، و ال تثنيه المصاعب عن تحقيق شجاعا ال يعرف الضعف ، رابط

آماله بتطوير األسلحة المحلية ، فيوم استشهد ولده بالل ذهب إلى مستشفى الشفاء وحده و دلف إلى ثالجة الموتى و

الق صبر الرجال الذين استقر قبل بالل ثم غادر مصمما على االنتقام ألرواح الشهداء جميعا ، لقد صبر ذلك العم

اإليمان و اليقين في قلوبهم و استسلم لقدر هللا تعالى عالما بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطئه لم يكن ليصيبه ،

الذين استجابوا هلل " ال يتوانى و ال يتردد في التضحية بنفسه و فلذات كبده و صهره عمران مستذكرا قوله تعالى

قوا أجر عظيم سول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم وات وما يلقاها إال الذين صبروا "و قوله تعالى " والر

."وما يلقاها إال ذو حظ عظيم

لرجل قليلة أو بسيطة بل كانت طويلة جدا ، فهو لم يترك لنا إال القليل من هذا و لم تكن فترة البحث في سيرة هذا ا.. .

صور غير واضحة المعالم ، خفية عن الجميع رغم أن حياته كانت مفعمة بالجهاد إال أنه كان يكللها السر و الكتمان و

. كأنه رجل ظل يختفي بعد أن ينجز ما يصبو إليه ،غير عابئ بذكر اسمه

ئد عدنان الغول خفيا تقيا ، ال يعرفه سوى قلة من شبان الحركة اإلسالمية ، حتى جاء استشهاد ولده بالل لقد كان القا

شهاد ولده محمد و صهره عمران يوملتتضح صورته اكثر ، و بعد است 1002 من شهر ديسمبر في الثاني و العشرين

ح الحديث عنه يكثر و يكثر و استبدت الرغبة أصب 1002( يونيو ) الجمعة ، السابع و العشرين من شهر حزيران

لألجهزة األمنية و العسكرية " 1"بالجميع لمعرفة هذا الشخص الذي كان غائبا عن األعين و الذي أصبح المطلوب رقم

. اإلسرائيلية ، إال أنه و رغم ذلك أيضا بقى خفيا جدا ، ال يرى و ال يسمع عنه إال القليل

و هو االسم الحقيقي للشيخ " زة المعا في سماء المقاومة و الجهاد كيحيى ابن الضفة ، فيحيى ابن غ" يحيى " فكان

ابن " يحيى " كيحيى عياش ، غير مجريات التاريخ الفلسطيني بأكمله ، فنحن هنا مع حالتين نادرتين " عدنان الغول

الذي أرسى أسطورة الصواريخ و التي كان له ابن غزة " يحيى " الضفة الذي أرسى قواعد العمليات االستشهادية ، و

الذي " يحيى " فكم هي غريبة تلك األقدار التي حملت بين ثناياها االسم الخالد . الفضل الكبير في تصنيعها و تطويرها

. أعطى هؤالء الرجال الحياة بعد استشهادهم ، و كأن شهادتهم حياة للجميع

بالعمليات التي هزت تل -لألمة العربية جمعاء و للشعب الفلسطيني خاصة -هناك في الضفة كان يحيى األول حياة

أبيب و الخضيرة و العفولة و كل األراضي المغتصبة ، و هنا يحيى الثاني الذي هز المستوطنات و أعلن الرعب في

في صفوف الكيان المغتصب لألرض و العرض و الوطن ، فكالهما كتب التاريخ بدمه و أحدث تغيرات هامة

. مجريات التاريخ الفلسطيني المعاصر التي لن تنساها البشرية جمعاء

و بعد استشهاد القائد عدنان الغول و معرفتنا بأنه أبو صواريخ القسام والبنا و البتار و الياسين إال أنه ظل كشخصية

لرجل الذي ترك إرثا للمقاومة هالمية ال نستطيع رؤيتها أو إدراكها ، لذلك أخذت على عاتقي أن ابحث في سيرة هذا ا

الفلسطينية تستطيع من بعده تحقيق حلمه بتصنيع مضاد للطائرات الذي بدأ بإنشائه حتى وفقني هللا إلى ما بين أيديكم

. محمود جابر الغول ، نشكره به على ما أتم من اجل فلسطين و أجلنا" عدنان " عن حياة و سيرة القائد الكبير يحيى

تعالى أن يجعل مقامه في عليين في صحبة األنبياء والشهداء و الصديقيين و الصالحين و حسن أولئك رفيقا و نسأل هللا

.

و السالم عليكم و رحمة هللا و بركاته

أخوكم

أبو أنس

الفصل األول

الميالد و النشأة

) م ، في مخيم الشاطئ بعيادة الوكالة 12/7/2591ولد الشهيد القائد يحيى محمود جابر الغول في مدينة غزة يوم

و قد كان المخيم يمثل اللبنة األولى في تشكيل شخصية القائد يحيى الغول في ظل االحتالل و الغطرسة ( السويدي

. الصهيونية الغاشمة

و سألتهم عن " زينب " إلى منزلهم في مخيم الشاطئ استقبلتهم أخته الكبرى " يحيى " حين عادت األم تحمل وليدها

، فرفضت األخت إال أن تسميه عدنان ، و طلبت منهم ذلك و أصرت في طلبها فقرر " يحيى " اسم المولود فأجابوا بـ

وشان و األوراق كفي ال" يحيى " جميع أفراد األسرة على مناداته بعدنان استجابة لطلب األخت ، على أن يبقى اسمه

.الثبوتية و الرسمية

الذي يعتبر رمزا " أبو خضر " ول ألبوين مسلمين ، فلسطينيين فأبوه المجاهد الكبير محمود جابر الغول ولد عدنان الغ

، فقد كان محمود الغول و 2521من رموز المقاومة في قرية هربيا إحدى قرى قضاء غزة و التي هجروا منها عام

و 2521ذي تصدى لقوات االحتالل الغاشم عام الحاج شوقي الغول من كبار قادة المجاهدين و على رأس الجيش ال

استطاعوا أن يلحقوا الخسائر بالجيشين اإلسرائيلي و البريطاني المستعمر ، فعمليات الكر و الفر و االستيالء على

. سالح اإلنجليز و مهاجمة مواقعهم و خطف الجنود جعل لوالد الشهيد عدنان الغول هيبة في كل القرى المجاورة

م الذي ولد فيه عدنان كان والده يقبع في سجن غزة المركزي لدى القوات المصرية التي أرهقها محمود جابر في العا

و حين . الغول في عملياته المستمرة ضد أرتال الغاصبين ، و االستيالء على سالحهم ، فقرروا اعتقاله لمدة عام

. م داخل قاعة سجن غزة المركزيجاءوا بعدنان إليه في السجن تبسم و كان اللقاء األول يجمعه

إلى مدينة غزة و مكث فيها حوالي شهرين في منزل متواضع للسيد أديب 2521غادر محمود الغول قرية هربيا عام

، بعد ذلك انتقلت العائلة للعيش في مدينة رفح التي كان فيها ( والد عدنان ) القيشاوي و هو أحد أخوال أبو خضر

في ذلك . كان من استقبال الالجئين لوال صرامة الغول الذي فرض البقاء بقوة على األرض الوضع متأزما بين الس

العام كان المطر شديدا و الرياح قوية جدا ، فالجميع يذكر الخيام التي طارت و الثلوج التي حطت على هذه البقعة

عد عامين أو أكثر قليال تركوا مدينة رفح و ب" عام الثلجة " الداكنة من األرض حتى أصبح الناس يسمون ذلك العام بـ

في تلك الفترة عمل األب في تهريب مواتير المياه من قرية هربيا إلى أهالي المخيم ، و يذكر . متجهين إلى دير البلح

اخوة أبو بالل ما حدث بأبيهم حين عثر اليهود على أحد المواتير لدى أحد أفراد سكان منطقة البريج و الذي اعترف

يهود عن محمود الغول المسؤول عن تهريب المواتير من قرية هربيا إلى مخيمات الالجئين ، ليتم وقتها محاصرة لل

منزل أبو خضر الغول و البحث عنه لوال قدر هللا الذي نجاه لحظتها و استطاع الفرار من المخيم إلى مدينة غزة مرة

. أخرى

تطاع األب أن يشتري قطعة كبيرة من األرض في منطقة المغراقة انتقل الجميع بعد ذلك للعيش في النصيرات و اس

في منطقة وادي غزة و مكثوا بعد ذلك 2599فقد حط الجمع رحالهم عام . التي عاش بها قائدنا طيلة حياته رحمه هللا

. هناك إلى يومنا هذا

و ال يزال . مدرسة العتيقة بمخيم الشاطئ في( السنتين األولى و الثانية ) درس الشيخ عدنان الغول المرحلة االبتدائية

فقد كاد أن يموت لوال رعاية هللا وحده ، فحين غادر . الجميع يذكر ما حدث مع عدنان في يومه األول من المدرسة

المدرسة في اليوم األول لم يتجه للمنزل فورا بل قرر الذهاب إلى بحر المخيم و هناك ظل يسبح فترة من الوقت و

ما حدث بعد ذلك أن الفتى عدنان مرض مرضا شديدا ، اضطر . اد إلى المنزل ضربته أمه و غسلته بالماء وقت أن ع

بأهله أن يحملوه إلى مستشفى دار الشفاء و هناك مكث قرابة ثالثة أيام بسبب نزلة حادة ألمت به تحولت بعد ذلك إلى

ع و العشرين ساعة القادمة ستحدد مصير الطفل عدنان حمى شوكية ، و في اليوم الرابع أخبرهم الطبيب بأن األرب

الغول ، فإما أن يموت و هو االحتمال األرجح و إما أن يصاب بالشلل ، أو أن يفيق دون شيء و هو احتمال ضعيف

ذنه جدا ، لكن ال شيء يقف أمام قدرة هللا عز وجل ، فاستفاق الطفل في يومه الرابع نشيطا سليما ، معافا إال أن أ

. اليسرى بقيت تؤلمه حتى وفاته رحمه هللا ، فكان ال يسمع بها كثيرا بسبب االلتهاب الذي ألم به جراء تلك الحادثة

انتقل بعدها عدنان الغول ليعيش مع أسرته في المغراقة ، فأكمل دراسته االبتدائية هناك في مدرسة ذكور النصيرات

و كان ذا طبيعة هادئة ( ب)دادية أيضا في مدرسة ذكور النصيرات اإلعدادية ، ثم درس المرحلة اإلع( ج )االبتدائية

رزينة ، فكان الجميع يقول عنه أن القطة تأكل عشاءه ، لكنه كان في منزله عكس ذلك تماما ، فكان يحب اللعب ،

ذلك أخوه محمد الذي يتحدث عن. خصوصا إعداد السالح الخشبي و القنابل التي يكونها من الرمل و غير ذلك كثير

كان دائما يالحظ شغف الفتى عدنان بالبحث و اكتشاف مواد بسيطة متفجرة ، فيخترع مواد عادية من أعواد الثقاب

ترعب أهل المنزل الذين كانوا دائما خائفين على ولدهم من أن يؤذي نفسه فكان عدنان أحيانا ال ينام تفكيرا في كيفية

.له تصنيع سالح صغير مناسب

في تلك الفترة بدأت ميوله اإلسالمية تظهر من خالل التزامه بمسجد بالل الذي بناه أحد رجال عائلة السقا ، و كان من

رواد هذا المسجد و من المواظبين على جميع الصلوات الخمس خصوصا صالة الفجر ، حتى أحبه جميع من في

. في وجه الجميع فقد كان مطيعا ، هادئا ، ودودا باشا . المسجد

و كان من أفضل الطالب و أذكاهم 2579التحق عدنان بعد ذلك بمدرسة خالد بن الوليد الثانوية في النصيرات عام

. على اإلطالق خصوصا في مادتي الفيزياء و الكيمياء ، و كان يتمتع بحب مدرسيه و زمالئه الذين يغبطونه لذكائه

ة إلى االلتزام بتعاليم اإلسالم و االلتفاف تحت راية الدين العظيم ، و كان يمارس كان في تلك المرحلة من أبرز الدعا

في تلك الحقبة من الزمن هوايته المفضلة و هي لعبة كمال األجسام فتدرب مع بعض إخوانه من مسجد بالل والجمعية

غذيا جسمه الذي لم يستطع أن يحمله اإلسالمية في أحد النوادي بتلك المنطقة ، فكان كثير األكل يحب السمك و اللحم م

.بعد ذلك ، حتى أن أمه كانت تقول بأنه غوال حقيقيا ال باالسم فقط

فجع الشاب عدنان بوفاة أبيه الذي أصيب بجلطة في الدماغ و حزن حزنا شديدا لموت الرجل 1/1/2577في يوم

التربية القويمة ، ففقد الحبيب الذي مأل عليه البيت الذي علمه معنى العزة و الجهاد و الذي أخذ بيده نحو النور و

أصبح على إثرها قليل المشي آنذاك ، فقد كان يعتبر والده رمزا له " طربة "بالسرور و البشر ، و أصيب جراء ذلك بـ

. في بطوالته و جهاده ضد المحتلين التي طالما ترنم بها ألصحابه و أحبابه

ة العامة و تفوقه فيها قرر جميع إخوانه إرساله إلى الخارج إلتمام دراسته الجامعية إال أنه بعد إنهائه مرحلة الثانوي

إلى إسبانيا لنيل 2575رفض ذلك العرض متمسكا بتراب الوطن ، لكن إصرار األهل جعله يلين فسافر في نهاية عام

اطه الملل من كل جانب و لم يعجبه األمر درجة البكالوريوس في علم الكيمياء ، لكن ما أن مرت فترة قصيرة حتى أح

وعاد و ظل يصلي . كثيرا فقرر العودة إلى غزة و بعد شهرين فقط عاد شوقا و حنينا إلى أزقة المخيم و دروبه التائهة

. حتى كلت قدماه كأنه ارتكب خطيئة بسفره إلى خارج حدود فلسطين

الفصل الثاني

جماعة اإلخوان المسلمينااللتحاق ب

خالل دراسة القائد عدنان الغول في المرحلة الثانوية تحديدا بدأ نشاطه اإلسالمي يظهر على الساحة فعرفه كل أبناء

جيله و قادة العمل اإلسالمي آنذاك بأنه أنشط هؤالء الشبان و أحرصهم على التبليغ و الدعوة للفكر اإلسالمي و قد تم

من جماعة اإلخوان المسلمين ، و بدأ يتعرف على أفكار الجماعة في تلك المرحلة من الزمن فلم يمر انتدابه للعمل ض

أكثر من عام حتى كان بين أحضانها مبلغا عشيرته و أهله بأنها الجماعة الربانية الراشدة ، و كان عدنان الغول في

ر بالرجال األشداء و المغاوير محافظا على األسس طليعة أفراد الجماعة في منطقة المغراقة تحديدا التي كانت تزخ

. القويمة لذلك التنظيم

في ذلك الوقت بدأ يلتزم بمسجد الجمعية اإلسالمية التي زخرت بالعمل الدعوي و التربوي ليكون له نصيب بأن يتتلمذ

و القائد حماد الحسنات ، و على أيدي كبار رجال جماعة اإلخوان المسلمين في فلسطين أمثال القائد عبد الفتاح دخان

أوكلت إليه الكثير من المهام في ذلك المسجد ، فبدأ بتحفيظ الشبان القرآن و التزم أيضا معهم بحفظ المصحف حتى

. حفظه كامال بعد ذلك

رتقاء معهم مع شبان الحركة داخل النصيرات و خارجها و استمر في اال قويةفي تلك الحقبة من الزمن كون عالقات

و استطاع مع إخوانه أن يقيموا أنشطة رياضية ال يزال جميع رواد مسجد حمزة و مسجد . بهذه الدعوة الراشدة

الجمعية اإلسالمية يذكرها ، فتدرب مع بعض إخوانه على رفع األثقال و كمال األجسام ، و كان مسرورا جدا بذلك

. العمل

نيا و عاد دون أن يتم دراسته ، فقد استبد به الشوق إلى غزة و عاد سافر عدنان بعد إنهائه المرحلة الثانوية إلى إسبا

يحمل إليها حنينا من نوع خاص ، و فكر بعدة مشاريع كي يستقر في أرضه لكنه لم يبق على ذلك الحال كثيرا حين

و درس في طلب منه أهله إتمام دراسته في غزة أو أية دولة عربية أخرى ، فقرر السفر إلى دولة مصر الشقيقة

هناك توطدت عالقته أكثر بجماعة اإلخوان المسلمين و تعرف على . جامعة بيروت العربية باإلسكندرية حوالي العام

قيادات الجماعة في فلسطين الذين كانوا يدرسون هناك آنذاك و أصبح من القيادات الشابة في الجامعة طوال تلك الفترة

مورست بحق شباب اإلخوان وقتذاك من قبل القوات المصرية و المالحقات ، لكن حمالت االعتقال و التعذيب التي

فعاد دون أن يحصل على شهادة . التي أرهقتهم جعلته يقرر العودة مرة أخرى إلى غزة ، و كان له ما أراد

اس من البكالوريوس أو أي شيء آخر سوى تعمقه و تعلقه بجماعة اإلخوان المسلمين التي ظلت تسعى إلى إخراج الن

. عبودية القادة العرب و ضاللهم إلى نور وعدل اإلسالم

تعرف بعد ذلك شهيدنا عدنان الغول رحمه هللا على الشيخ أحمد ياسين و كانت عالقته وطيدة به و بالقائد الشهيد عبد

ائل و الكتب العزيز الرنتيسي ، و في ذلك الوقت سافر عدنان إلى األردن و عاد يحمل معه مجموعة كبيرة من الرس

الدعوية التي لم تكن متوفرة في غزة آنذاك ، المهم في ذلك األمر أن الشيخ عدنان قد خرج في مهمة لم يكن يعلم بها

أحد ، حتى أسرته التي فوجئت بعد ذلك بأن عدنان لم يكن يسافر إلتمام الدراسة أو أي شئ آخر بل ذهب كي يطلب

حضار السالح إلى غزة و محاربة اليهود المتمركزين في القطاع لكنه عاد مساعدة من منظمة التحرير الفلسطينية إل

دون أن يحصل على شيء ، لقد قام بذلك عدنان بسبب أن تلك الفترة لم تكن تحمل طابع العمل العسكري فلم تكن

حنين ليبدأ جماعة اإلخوان المسلمين مهيأة للعمل العسكري في قطاع غزة فالتجأ إلى المنظمة التي أعادته بخفي

. را جديدا في التربية و الدعوة دون أن يحقق ما يحلم به أو يصبو إليهامشو

ساهم بعد ذلك بدور فاعل في بناء مسجد اإليمان مع كثير من االخوة في حركة حماس الذين كان لهم الجهد بإعمار

و لقد كان يؤم المصلين ، فيقول عنه المسجد حديثا ، و أصبح عدنان يرتاد هذا المسجد حتى أخر فترة من حياته ،

إن الشيخ عدنان كان عظيم " األستاذ أبو محمد و هو من الذين عايشوا الشيخ عدنان ألمد بعيد بخصوص ذلك األمر

القدر في نفوسنا ، فقد تحمل أعباء هذا الدين و هذه الدعوة منذ نعومة أظفاره ، فكان يجاهد ، و يعلم الناس تعاليم

لكن ذلك ليس فقط ما كان ( أعلم أن الجميع يقول عن عدنان بأنه رجل عسكري ) ف ، و كان من الدعاة شرعنا الحني

يوليه اهتمامه ، فقد كان يولي هم الدعوة اهتماما اكبر ، و أذكره حين كان يزورنا بالمسجد فيصلي بنا رحمه هللا ، كم

في صالة التراويح بأن من لم يستطع القيام فليجلس و كان يطلب منا قبل أن نصلي خلفة. كان عذب الصوت ، خاشعا

كان أحيانا يختم في الركعة أكثر . يصلي قاعدا ، حتى تكل قدماه هو دون أن يجلس و يبقى واقفا ، منتصبا ، خاشعا

ء إلينا و هو كان متواضعا إلى أبعد الحدود ، فال زلت أذكره حين جا" و يتم األستاذ أبو محمد بقوله " .. من جزأين

مطارد من قبل السلطة و قوات االحتالل ، و دخل علينا المسجد فقمنا نستقبله مسرورين ، لكنه قبل أن يتفوه بأي كلمة

استحلفنا باهلل أن نجلس و ال نقوم الستقباله ، و طلب منا بأن ال نشعره بأنه ذو قيمة أكبر منا ، و طلب منا أن نتعامل "

" .. دائما معه كأنه موجود بيننا

زواجه

و كان له حفال مهيبا في ديوان عائلة الغول ( وفاء إبراهيم الغول ) م تزوج الشاب عدنان من ابنة عمه 2512في عام

و حضره جميع أصدقاء الشاب عدنان و أحيوا حفال إسالميا رائعا شرح صدر عائلة الشاب التي لم تختلط من قبل

. بالشباب المسلم عن كثب

ر بعدنان المقام في منطقة المغراقة التي كانت تعتبر المحضن األول له ، و كم كانت سعادة تلك الفتاة بذلك الشاب استق

الوسيم ، المتدين ، الملتزم بشعائر اإلسالم ، فقد كانت تعتبره قدوة لكل شبان العائلة ، لحسن خلقة و سيرته ، و حسن

الحنيف و خالل تلك السنوات التي قضتها معه كان بشوشا ، طلق الوجه ، المعاملة و العشرة و التمسك بتعاليم الشرع

رطبا ، لين الجانب ، يترنم دائما بقول الحبيب المصطفى عليه الصالة و السالم مع زوجاته و يقول لزوجته أنا علمني

خيركم خيركم ألهله ، و " لم القرآن و علمتني سنة محمد عليه الصالة و السالم و يقرأ قول النبي صلى هللا عليه و س

. فكان نعم الزوج و نعم األب ، و نعم المجاهد" أنا خيركم ألهلي

حين ذهبت ألقابل زوجته أم بالل حدثتني عن سيرته التي لم أكن اعرفها عن كثب مثل اليوم ، و قالت بأنها لم تسمع

ذين لم يسمعوا منه أية كلمة غامضة ، غاضبة بل قوله كما اخوته ال. أو أية إساءة في المعاملة " أف " يوما منه كلمة

." هللا يهديك" و " هللا يسامحك " فقط

و اشترى به سالحا للمقاومة ( الذهب ) بعد أسبوع واحد من زواج عدنان الغول من ابنة عمه ، أخذ منها المهر من

مهرا ال بأس به ، وكنت قد اشتريت ودفع 2512تزوجني في عام : ))لعدم توفر السالح وقتذاك فتضيف أم بالل

بمعظمه مصاغا لي، ولكن قبل أن يمر أسبوع واحد على زواجنا أخذ يحدثني عن ضرورة الجهاد ومقاومة أعداء هللا

وأخذ يقنعني شيئا فشيئا ويزين لي أهمية الجهاد، وعندما رأيت به هذا . الصهاينة وأنه يتمنى لو يملك سالحا يجاهد به

نه صادق في الدفاع عن أرض الوطن، دفعت إليه بمصاغي كامال ليشتري به سالحا، وكانت هذه أول مرة الحماس وأ

((.يملك فيها عدنان سالحا خاصا ليدافع به عن وطنه

ولد بالل االبن األكبر للقائد عدنان ، و كم كان سعيدا يومها ، فقد أسرع في إحضار العقيقة 2512/ 1/ 11في يوم

عوة كل أفراد آل الغول و أصحابه المجاهدين لتلك العقيقة ، و ظل عدنان يزرع في ولده معنى العزة و الجهاد و تم د

. م 1002/ 1/ 11حتى استشهد بالل عصر يوم األربعاء

ولد محمد الهادئ ، الوديع الذي لم تكن تفارقه البسمة يوما و أصبح لعدنان رجالن 2517/ 20/ 22و في يوم

لكنه فقدهما قبل أن يستشهد بعد أن كانا نعم الجنديين و نعم الرجلين . االعتماد عليهما في جميع مجاالت الحياة يمكن

م في إحدى محاوالت االغتيال ألبيه 1002/ 9/ 17قد استشهد محمد فجر يوم الجمعة . في زمن عزت فيه الرجال

. في منطقة المغراقة

ن أصبح مطاردا كان أوالده كثيري المزاح معه ألنهم ال يرونه إال قليال خالل تذكر أم بالل بأن الشيخ عدنان حي

األسبوع ، حتى أن بالال جلس يوما على أحد الكراسي و بدأ يلعب مع أبيه لعبة التحقيق و بدأ يستدرج أباه في الحوار

، و تذكر أم بالل أن بالال و و األب غارق في الضحك حين تذكر عمليات التحقيق في سجون السلطة الفلسطينية

و كل ذلك استفاد منه الطفالن بالل و محمد بعد ذلك ، فحين " كيف حقق معك هؤالء الخونة ؟ " محمدا يوما سأاله

له ، حاصر رجال السلطة المنزل CIAو مطالبة الـ 2559تمت مطاردة عدنان من قبل السلطة الفلسطينية بعد عام

بطوا بالال على شجرة و ضربوه بعنف كي يعترف عن مكان أبيه إال أنهم لم يستطيعوا أن في منطقة المغراقة و ر

يخرجوا منه بكلمة واحدة ، حتى محمد و عمران كانوا حجارة صماء ال تتحدث ،و ال تشي بأي سر مهما كلفهم ذلك

.األمر

و محمد و بقي اآلخران ، وللشيخ عدنان للشيخ عدنان أربعة أوالد هم بالل و محمد و محمود و هالل ، استشهد بالل

خمس بنات أخريات تزوجت إحداهن من ابن عمها عمران الذي استشهد في معركة المغراقة بعد أن أنجبت منه الطفلة

. ملك

عمله

عمل الشهيد عدنان الغول في بداية حياته داخل الخط األخضر أياما قليلة ثم انتقل بعد ذلك للعمل في مزرعة للدواجن

عند أحد الصهاينة المغتصبين و لم يستطع أن يتم أكثر من خمسة أيام فعاد للعمل في منطقة المغراقة لحرث األرض

. التي يقطنها ، و ظل يزرع و يسقي و يغرس كما زرع و غرس في قلوبنا حب الوطن اليوم

عليه الفرار من براثن االحتالل و ظل عدنان على ذلك الحال فترة قليلة من الزمن بسبب نشاطه العسكري الذي فرض

. م و االختفاء حتى مغادرة أرض الوطن 2517/ 20/ 22و المطاردة في

الفصل الثالث

78انتفاضة الـ

خطط الصهاينة في نهاية السبعينات إلى إنهاء أية انتفاضة في فلسطين و حاولوا إشغال الفلسطينيين بلقمة العيش بعيدا

الجهاد و المقاومة ، ففي تلك الفترة كانت إسرائيل تحاول زج الفلسطينيين في معترك الحياة المادية و إشغالهم عن

بالعمل داخل الخط األخضر و من ثم نشر الثقافة االستعمارية و إبعاد الناس عن المساجد ، فقد حاول الصهاينة نشر

تبرج و النزوة الجنسية و المادية و إبعاد الجميع عن بوتقة الفكر الفكر الغربي الذي يدعو إلى اإللحاد و السفور و ال

. اإلسالمي من خالل تنظيمات هدامة رعتها عين المحتل و لم تحاول التضييق عليها

و بناء عليه تبنت جماعة اإلخوان المسلمين التربية هدفا رئيسيا لها آنذاك و كان همها و شغلها الشاغل هو بناء النفوس

فقد . إلى جانب ذلك عملت في االتجاه العسكري لكن بصورة بطيئة و قليلة غير واضحة المعالم. يا و تربويا إيمان

شكلت جماعة اإلخوان المسلمين في فترة السبعينات و الثمانينات جمعيات و تنظيمات عسكرية سرية ، فأسست جماعة

لسطين داخل الخط األخضر و قد نفذ هذا التنظيم عشرات في ف 2575اإلخوان المسلمين تنظيما عسكريا مسلحا عام

العمليات المسلحة و دمر العديد من المنشآت االقتصادية اليهودية في فلسطين ، لكن تم اكتشاف ذلك التنظيم عام

شابا من أفراده ، و أصدرت السلطات اليهودية أحكاما 90و اعتقلت سلطات االحتالل اإلسرائيلية أكثر من 2510

متفاوتة على أعضاء ذلك التنظيم وصلت أقصاها إلى خمس عشرة سنة ، و قد صرح مستشار بيغن يومها للشؤون

. العربية أنه لو لم يتم كشف أمر هذه الحركة في الوقت المناسب لتعرض أمن إسرائيل و مستقبلها إلى خطر عظيم

ت تلهب النفوس الفلسطينية األصيلة ، ففي نيسان عام كذلك تبنت جماعة اإلخوان المسلمين التنظيم و التخطيط النتفاضا

بدأت االنتفاضة انطالقا . و بعد أن قام جندي إسرائيلي باقتحام المسجد األقصى و إطالق النار على المصلين 2511

عليها من الجامعة اإلسالمية التي أسستها جماعة اإلخوان المسلمين و قد كانت لهيب الثورة و المقاومة ، و قد أطلقت

و كان عدنان يمثل حجرا رئيسيا في إشعال النفوس لتلك االنتفاضة التي كان يقودها "بثورة المساجد " وسائل اإلعالم

. مع بعض إخوانه المجاهدين

و اكتشفت سلطات االحتالل 2512كذلك أسست جماعة اإلخوان المسلمين في قطاع غزة تنظيما عسكريا جديدا عام

، و الذي تزعمه الشيخ القائد الراحل أحمد ياسين أمين عام المجمع اإلسالمي في لتابع لإلخوان المسلمينالتنظيم اهذا

عاما ، و من إحدى 22قطاع غزة آنذاك ، و حكمت المحكمة اإلسرائيلية على الشيخ المعلم أحمد ياسين بالسجن لمدة

هو محاولة تدمير إسرائيل و إقامة دولة إسالمية مكانها ، التهم التي وجهتها المحكمة للشيخ أحمد ياسين في ذلك الوقت

القيادة العامة –في صفقة تبادل أسرى قامت بها الجبهة الشعبية 2519و قد تم اإلفراج عن الشيخ أحمد ياسين عام

.بزعامة أحمد جبريل

الغول إتالف أي سالح بعد ذلك تم إيقاف أي عمل عسكري من قبل جماعة اإلخوان المسلمين حتى طلب من عدنان

يمتلكه و إيقاف جميع األنشطة العسكرية ، خشية من هدم كل شيء بنته الجماعة فالجامعة اإلسالمية ال زالت في طور

. قد ينتهي في أي لحظة" حركة حماس " البناء كذلك التنظيم األساسي و الذي ال يزال في طور البناء و هو

التي سبقت االنتفاضة تمثل لعدنان فترة حماسية قوية كانت مليئة 2517 – 2511فكانت الفترة الزمنية ما بين

. بأحداث المواجهات الشعبية و الصدامات مع اليهود ، حتى يمكن القول بأن االنتفاضة كانت قائمة بالفعل و لو جزئيا

كما يذكر القائد عدنان لشبكة اإلسالم أما بالنسبة لوضع التنظيمات الفلسطينية في تلك الحقبة من الزمن فكان مزريا جدا

اليوم ، فقد حاولت إسرائيل إنهاء منظمة التحرير الفلسطينية و تهميشها عن الساحة الفلسطينية ، فحركة فتح و الجبهة

الشعبية كانتا من حركات المقاومة الفلسطينية الباسلة التي تبنت مشروع المقاومة ، لذلك تم عقد مؤتمر القمة العربية

بل االنتفاضة األولى بعدة أشهر تحت رعاية إسرائيلية أمريكية لتهميش دور منظمة التحرير و إنهاء وجودها عن ق

. الساحة الفلسطينية

كذلك حاولت إسرائيل بعد عدة أعوام إنهاء وجود الحركات اإلسالمية لشعورها بالخطر الداهم تجاه التيار اإلسالمي ،

ظمات و الحركات اإلسالمية خصوصا حركة المقاومة اإلسالمية حماس فبدأ عمل فكثرت الشائعات نحو تلك المن

الموساد و أجهزة المخابرات عن طريق العمالء في ذلك األمر بأن حركة حماس هي صنيعة إسرائيلية ، و قد كان

.الميالهدف من هذه الشائعات صرف الناس عن حركة حماس التي تحمل في طياتها روح العمل و الفكر اإلس

سئل عدنان يوما عن ذلك أن إسرائيل هي من كانت تقف وراء تأسيس حماس ؟ فأجاب ضاحكا ، بأن هذا كالم سخيف

، تافه و عار عن الصحة التي ال يقبلها العقل ، فقد كانت إسرائيل أكثر ما تخشاه هو قيام الحركة اإلسالمية آنذاك و

صورة حماس بشكلها الواضح و الحقيقي للمجتمع الفلسطيني كان له أن نظرا ألن عدنان من أبرز من قاموا بإظهار

. يعترف بسخافة بعض المرجفين الذين استغلوا هذه الترهات للتشويه بسمعة الحركة

حدث خالف بين جماعة اإلخوان المسلمين و الحركات العلمانية و الشيوعية األخرى ، و رغم تجاوز 2512في عام

من قبل تلك التنظيمات إال أن جماعة اإلخوان المسلمين ظلت حكيمة في قراراتها التي رفضت كل الخطوط الحمراء

الفتنة أو االقتتال الداخلي ، وقتذاك جهز عدنان مجموعة من الشبان لقطع رأس أي فتنة أو أي محاولة من تلك

خ عدنان لقتل أي شخص يحاول المساس التنظيمات الغتيال قيادات اإلخوان ، فكان أحد األخوة جاهزا ينتظر قرار الشي

بشخصيات اإلخوان في غزة لكن الدكتور إسماعيل الخطيب عميد الجامعة اإلسالمية لم يقبل عرض عدنان الذي كان

. جاهزا للتنفيذ و قدر هللا أن تنتهي تلك الفتنة بسالم

ة جمع السالح التي اعتقل على كانت ضرب 2512خالل ذلك بدأت الحركة اإلسالمية بالعمل العسكري و في عام

أثرها الشيخ أحمد ياسين ، في ذلك الوقت كان عدنان يعمل مباشرة مع الشيخ أحمد ياسين ، لكن الحركة بعد تلك

األحداث قررت إيقاف العمل العسكري حرصا على سالمة تأسيس الحركة التي كانت في طور البناء فقرر عدنان

تها قتل العمالء و اليهود في كل مكان من فلسطين ، و بدأت المجموعة عملها عام تأسيس مجموعة مسلحة بقيادته مهم

و التي تكونت منه و أخيه عمر الذي يقضي اآلن " مجاهدو المغراقة " و ترأس تلك المجموعة التي أسماها 2519

مجموعة أخرى من عاما و محمد رياض حسان و عبد الكريم أبو ربيع و ناهض الوحيدي و 59حكما بالسجن لمدة

إلى جانب ذلك قام عدنان بتجهيز السالح لكل المجموعات التي عملت معه من ماله الخاص ، فال . الشبان الثائرين

و كان يسعى أبو بالل . زالت تذكر أم بالل أسبوعها األول الذي باعت فيه ذهبها من اجل إحضار السالح للمجاهدين

يم غير إسالمي على الساحة الفلسطينية للفت أنظار الشارع إلى الفكر اإلسالمي من وراء ذلك التنظيم مناوئة أي تنظ

الذي بدأ يقود المعركة ، و كان هناك عدة عمليات عسكرية و أمنية لكنهم لم يصدروا أي بيان يتبنى تلك العمليات التي

نفذوها ، لكن ذلك تم كشفه بعد أن تم االعتراف على عدنان و اآلخرين

ففي أحد األيام أطلقت مجموعة الشيخ عدنان . ت تلك المجموعة على محاربة الفساد الذي كان قائما آنذاك أيضا عمل

النار على مجموعة من المجندات اإلسرائيليات الالتي عملن على إسقاط الشباب الفلسطيني و كن يحضرن إلى متنزه

الذي كان يمتلك ( ت،ح)العديد من العمالء أمثال بلدية غزة بخصوص ذلك األمر ، أيضا قام الشيخ عدنان بإعدام

خمارة في مخيم النصيرات بالقرب من مدرسة البنات اإلعدادية ، فقام عدنان و ناهض الوحيدي بإطالق النار عليه من

فوهة مسدساتهم ثم قاموا بعد ذلك بقليل بإعدام عميلين آخرين بالقرب من المستشفى األهلي في مدينة غزة ، فقد قام

ملم و بعد مراقبة طويلة ألحد هؤالء العمالء في 5عدنان و ناهض الوحيدي و عمر الغول و هم يحملون مسدسات

محله حيث يعمل كهربائي سيارات في عسقولة خرج العميالن و بصحبتهما امرأة من محل األخير فقام أبو بالل و

.( و. ع)كذلك تم أيضا إعدام العميل . رحمن ناهض و عمر بقتلهم على وجه السرعة و انسحبوا تحيطهم رعاية ال

و قد قام بالعملية أبو بالل و محمد حسان و كان عمر الغول يقود 2517مقابل السويدي في شارع النصر يوم عرفة

السيارة التي تقلهم ، و قد كان العميل قناص جيد ، سريع الحركة ، يستخدم سالحه بسرعة و سيارته من النوع المزود

بدقة و هو في سيارته التي توقفت أمام أحد المحالت لبيع األثاث فانتظر المجاهدون داخل هالالسلكي فتم رصد بأجهزة

سيارتهم حتى خرج العميل و ما أن ركب السيارة و بدأ في تشغيل المقود حتى اقتربت سيارة أبو بالل ملتصقة بسيارته

أسه قبل أن يستطيع التحرك و هكذا قتل مجرم كان يعرفه و أطلق عدنان من داخل سيارته النار على العميل في ر

و ظل عدنان يعمل على محاربة الفساد إلى أن بدأت المشاكل مع الهالل . الجميع بعربدته فأراح هللا الناس من شره

. األحمر بسبب عملية إطالق النار عليه التهام أعضائه باالنتساب إلى المنظمات الشيوعية

نان بأن تلك الفترة كانت مرحلة تمحيص و اختبار للشباب المسلم ، إال انه يعترف بالخطأ الجسيم و يعترف الشيخ عد

من قبل بعض الشبان الذين كانت صدورهم حامية تريد أن تقضي على الفساد في يوم و ليلة ، و لم يكن يؤيد عدنان ما

م التعامل مع المشكلة بحكمة اكثر كما قررت حصل من اعتداء على مركز الهالل بتلك الصورة ، بل كان يحبذ بأن يت

.قيادة جماعة اإلخوان

في ذلك الوقت تحديدا بدأ ظهور حركة الجهاد اإلسالمي على الساحة كفصيل إسالمي عسكري يدعو إلى مقاومة

ذا االسم و هي حركة تسمت به) االحتالل ، و في تلك المرحلة تحديدا استطاع ستة من أعضاء حركة الجهاد اإلسالمي

من اإلفالت من سجن غزة المركزي يوم ( فتحي الشقاقي للشهيد قبل تأسيس حركة الجهاد اإلسالمي التابعة

م ، و قد جن جنون الصهاينة من ذلك و بحثوا عن السجناء فلم يجدوهم و هم سامي الشيخ خليل و محمد 21/9/2517

ي و صالح محمد اشتيوي الذي ألقى القبض عليه بعد الجمل و خالد محمد صالح و مصباح الصوري و عماد الصفطاو

بعد تلك الحادثة صار هؤالء الشباب . هربه ، وبقيت هذه القصة تثير الشجاعة في نفوس الشبان المتحمس للقتال آنذاك

انت يحاربون الصهاينة في كل مكان حتى مل الصهاينة منهم و حاولوا أكثر من مرة مالحقتهم و قتلهم لكن رعاية هللا ك

خالل تلك الفترة تم اتصال مجموعة الشيخ عدنان بهؤالء الشبان عن طريق أحد المجاهدين . تكلؤهم بالليل و النهار

الذين اغتيلوا بعد ذلك و يدعى علي القصاص رحمه هللا و الذي أرسله أحد قيادات حركة الجهاد اإلسالمي آنذاك و

.ان األربعة و نجاة عدنان واآلخرينصار العمل مشتركا بينهم حتى كان استشهاد الشب

بمناسبة غزوة بدر في شهر رمضان المبارك في كمين 2519و كانت أول عملية لمجموعة الشهيد عدنان الغول عام

نصبوه شرق البوليس الحربي حيث تم وضع حاجز من السيارات القديمة حيث كانت تمر قافلة عسكرية مزودة بالمؤن

وعة قتل الجنود و إحراق الشاحنة و الهرب بالسالح ، وقتذاك تبع اليهود أثر المجاهدين و السالح فاستطاعت المجم

حتى وصلوا إلى أول شارع إلى بيارة عائلة الشهيد عدنان في منطقة المغراقة لكن هللا عمى عنهم أعين اليهود و تاهوا

هناك عملية ألبو بالل قرب شاطئ بحر في بداية الطريق فانسحبوا دون التعرف على مكان المجاهدين ، كذلك كانت

النصيرات عندما قام بنصب عبوة ناسفة موجهة نحو مركز المراقبة ثم زرع لغما ارضيا آخر مؤقت بحيث ينفجر بعد

. ربع ساعة من االنفجار األول و قد أحدثت تلك العملية هزة قوية في المنطقة

مر كانت في سوق فراس في اليهود الذين يحضرون للتسوق من ثم معظم العمليات التي قام بها أبو بالل و أخوه ع

. هناك

( رون طال ) م يوم عيد األضحى استطاع عدنان الغول قتل قائد الشرطة العسكرية في القطاع 1/1/2517و في يوم

كة و لم تستطع حينها السلطات الصهيونية القبض عليه ، رغم أنها قامت بإغالق جميع مداخل القطاع و منعت حر

الدخول و الخروج منه ، كما منعت عشرات األلوف من العمال من الذهاب للعمل داخل الخط األخضر و فرضت منع

.التجول على أجزاء كبيرة من قطاع غزة ، وأعطى هذا العمل الثقة في نفوس الفلسطينيين باإلعجاب و االرتياح

رائيلي بين هذه المجموعة التي يقودها عدنان و نشبت معركة حامية الوطيس عند حاجز إس 2517/ 9/20كذلك في

بين قوات األمن اإلسرائيلية في حي الشجاعية و جاءت نجدة أخرى لقوات األمن و جرت معركة حامية الوطيس ،

استشهد على إثرها أربعة من أفراد حركة الجهاد اإلسالمي كانوا ضمن مجموعة الشيخ عدنان و قتل حينذاك رجل

سامي الشيخ خليل ، محمد الجمل ) تور أرجوان ، و قد نعت الحركة اإلسالمية الشهداء األربعة و هم االستخبارات فيك

و ذكرت بعض المصادر المطلعة انه سقط ربما أكثر من خمسين من قوات االحتالل (، أحمد حلس ، و زهدي قريقع

ضة شاملة و عنيفة فجرها اإلسالميون في و بالفعل فقد أضحت األحداث المتوالية بعد ذلك انتفا. بين قتيل و جريح

، فقد قام لحظتها 9/20/2517على خلفية استشهاد هؤالء الشبان في حي الشجاعية في قطاع غزة يوم 7/20/2517

. شباب اإلخوان المسلمين في القطاع بإشعال المظاهرات و المواجهات العنيفة

م فوضعوا المتاريس في الشوارع و قذفوا 22/20/2517في و في غزة قام شباب الكتلة اإلسالمية بمسيرات ضخمة

قط ثمانية جرحى ، كما قامت السيارات العسكرية بالحجارة و تمركزوا داخل أسوار الجامعة اإلسالمية في غزة فس

. اإلسالمية بعدة تظاهرات و دعت إلى إضراب شامل في أوقات مختلفة ةالحرك

2517/ 20/ 9خليل و زهدي قريقع و أحمد حلس في تلك العملية يوم بعد استشهاد محمد الجمل و سامي الشيخ

بدأت حالة االنتفاضة تبزغ على الساحة الفلسطينية إال أنها كان موجات مد و جزر حتى كانت عملية الدهس في جباليا

ني و بدأت بوادر م و التهب الشارع الفلسطي 2517/ 21/ 1و أصبحت االنتفاضة أمرا حتميا فقامت االنتفاضة في

. المعركة اإلسالمية البطولية

انطلق المصلون من مسجد بمخيم جباليا و تبعهم آالف من أهالي غزة الغاضبين 2517/ 21/ 1بعد فجر يوم الثالثاء

بمن فيهم طالب الجامعة اإلسالمية للتعبير عن غضبهم و استنكارهم لحادث استشهاد أربعة شبان و جرح تسعة آخرين

. بناء غزة بعدما دهستهم سيارة نقل صهيونيةمن أ

و بعد أن انتقل الخبر إلى مخيم جباليا حيث مقر سكن ثالثة شهداء منهم ، انتشر الخبر في أرجاء قطاع غزة و تناقلت

األخبار حادث االصطدام الذي تم على خلفية انتقامية لقتل مستوطن إسرائيلي في القطاع قبل ذلك بيومين من حادث

طدام ، وأن هناك صلة قربى بين سائق الشاحنة اإلسرائيلية و المستوطن شلومو جيل الذي قتلته المقاومة ، فقامت االص

قامت المظاهرات في مخيم جباليا ، و انطلق 5/21/2517، و في صاخبة أثناء تشييع ضحايا الحادث مظاهرات

نها حاولت التعرض للمتظاهرين ، فردت السلطات الشباب فجر ذلك اليوم من المسجد لرشق قوات الجيش بالحجارة أل

العسكرية اإلسرائيلية بعنف على المتظاهرين ، فأطلقوا األعيرة النارية و الغازات المسيلة للدموع عليها فاستشهد على

و هنا كانت. آخرين في مخيم جباليا 19و جرح 17إثرها الشهيد الشاب حاتم السيسي و كان أول شهيد النتفاضة الـ

. المرحلة الجهادية الحاسمة لتاريخ عدنان الغول الذي أصبح فيها مطاردا من أجل فلسطين الحبيبة

الفصل الرابع

المطاردة

بعد استشهاد محمد الجمل و أحمد حلس و سامي الشيخ خليل و زهدي قريقع تم اعتقال مجموعة من الشباب تمت

عد تفجير الشاحنة التي تم استهدافها و كان من بين هؤالء المجاهدين أحد الشهداء الذي محاصرتهم في ذلك الموقع ب

، فبعد اعتقاله تم االعتراف عن القائد " مجاهدو المغراقة " كان على عالقة بمجموعة الشيخ عدنان و التي حملت اسم

برح ، فبدأت منذ حينها رحلة عدنان و أخيه عمر و رياض حسان و ناهض الوحيدي جراء التحقيق و الضرب الم

.2517/ 20/ 22المطاردة للشيخ عدنان الغول و كان ذلك في

مسجونا في أحد السجون اإلسرائيلية هناك و وجد أن الجيش "موسى "في تلك األثناء كان شقيق عدنان الكبير

على أخويه عمر و عدنان لعلمه اإلسرائيلي قد اعتقل مجموعة كبيرة من أعضاء حركة الجهاد اإلسالمي فخاف كثيرا

بالعمل العسكري المشترك بينهما ، و قد جاءت أخته زينب يومها فأخبرها بما كان فذهبت من فورها إلى البيارة في

منطقة المغراقة و وجدت أن الصهاينة يحاصرون المنطقة بكاملها و قد اعتقلوا جميع أخوة أبي بالل الباقين فدخلت

.ي تلعنهم في سرها و تدعو هللا أن يحفظ إخوانها و المجاهدينعنوة إلى المكان و ه

بعد التحقيق مع جميع سكان المنطقة و إخوان الشيخ عدنان تم إطالق سراحهم جميعا دون أن يخرجوا بشيء منهم عن

. عدنان أو عن سالح المقاومة

قد اتصل بجميع أفراد مجموعته و أمرهم بعدم و بسبب الحنكة العسكرية و القدرة األمنية الفائقة لدى عدنان الغول ف

الذهاب إلى منازلهم أو األماكن التي يرتادونها في ذات اليوم الذي اعتقل فيه علي القصاص و اآلخرين خوفا من

االعتقال المفاجئ ، لكن رياض حسان تعجل في ذلك و ذهب إلى منزله ذلك المساء و هناك كانت الوحدات الخاصة

اعترف عن " أبو نضال " ي انتظاره ، و اعتقلوه و في التحقيق الذي لم يصمد طويال تحته رياض حسان اإلسرائيلية ف

مكان وجود السالح الذي حصلوا عليه من عمليات المقاومة و عمليات التهريب التي قاموا بها خالل السنوات الماضية

و كالشينكوف كانوا تحت M16 طع سالح من نوع، و قد وجد الصهاينة مجموعة كبيرة من القنابل اليدوية و عدة ق

. شجرة في بيارة الغول في منطقة المغراقة

عدم تسليم أنفسهم لجيش االحتالل الذي ظل يالحقهم في كل مكان حتى فترة طويلة .( و.ن)حينها قرر عدنان و عمر و

. من الزمن ، و قد مكثوا حوالي أسبوعين متنقلين من مكان إلى آخر

م و لم تنته حتى استشهاده رحمه هللا ، و كان يتنقل مع 2517/ 20/ 22لة مطاردة عدنان الغول فعليا يوم فبدأت رح

باألمن -شقيق عدنان األصغر -أخيه عمر من موقع إلى آخر و من مخيم إلى حي ، لكن بعد أسبوعين فقط شعر عمر

من مرة فلم يجد أي من الصهاينة هناك فاستراح لعدم فقرر زيارة أهله في البيارة و قد راقب المنطقة عن كثب أكثر

وجود أي من الجنود في المنطقة ، لكن عدنان ألح عليه بعدم الذهاب فالوضع ال يزال متوترا و ملتهبا لكن عمر ذهب

أحد دون أن يلتفت إلى كالم أخيه الكبير عدنان و هناك صفعته المفاجأة فقد كان الصهاينة في انتظاره ، و يبدو أن

وقتذاك حاصر الجيش . العمالء انتظر مجيء أي من األخوين حتى يتصل بالجيش الذي كان متأهبا للحضور

بينما كان عدنان يراقب ذلك . اإلسرائيلي المنزل و روعوا جميع سكانه ثم سحبوا عمر من بين أيدي أخواته و زوجته

عاما قضى منها حتى اآلن 59ى عمر بالسجن لمدة و للعلم فقد حكم عل) عن كثب كأنه كان يشعر بما سيجري ،

، في !و بقي عدنان و رفيقه ناهض الوحيدي مشتتين ، تائهين ال يعرفون إلى أين الطريق ؟( قرابة عشرين عاما

. المقابل كان الجيش اإلسرائيلي ينقب األرض كي يجدهم لكن دون فائدة

غول مرة أخرى بحثا عن عدنان لكنهم لم يخرجوا بشيء ، حتى لم يبق في تلك األثناء تم اعتقال جميع أفراد عائلة ال

رجل من العائلة خارج سجن أنصار ، فمكثوا حوالي خمسة عشر يوما في غرف التحقيق التي لم يخرج منها الصهاينة

. بأي معلومة تفيدهم بمعرفة مكان أبي بالل أو اآلخرين

إلى هناك ، و لقد كانت األوضاع سيئة جدا تلك الفترة ، فلقد كثر بقي عدنان و ناهض الوحيدي مطاردين من هنا

البحث عن المطلوبين و كثرت الحواجز اإلسرائيلية و نقاط التفتيش حتى ضاق عدنان بهم ذرعا و أصابه اإلحباط بعد

.وصوله نبأ اعتقال اخوته جميعا و رجال العائلة الذين يختبئ في منزل ألحدهم في المغراقة

قل آنذاك في األحراش ، خشية اعتراف صاحب المنزل عن مكان عدنان و ناهض الوحيدي ، و ذهبا إلى عدة فتن

مناطق فرفض سكانها إيواءهم خشية من بطش الصهاينة ، و لم يقبلهما أحد حتى أنعم هللا عليهما ، و وجدوا أحد

و مكثا عنده قرابة أسبوع ثم انتقال إلى مكان - رحمه هللا -" أبو عدنان " أصدقاء والد عدنان و هو الحاج سليم عطاهلل

. آخر أكثر أمنا لم يكن يعرفه سوى أحد إخوانه الذي عمل على تغيير مكان أبي بالل دائما دون تردد

. و قد قرر عدنان و ناهض الوحيدي بعد ذلك السفر إلى خارج حدود الوطن فكان لهم ذلك

الفصل الخامس

رالسف

م فكان على أبي بالل أن يختفي من الذاكرة ، فقرر السفر إلى مصر ، ال ألجل االختفاء فقط بل 2/2/2511جاء يوم

لقد قرر عدنان أن . بهدف إحضار كميات من السالح إلى المجاهدين عن طريق أحد األنفاق التي تم اكتشافها بعد ذلك

. وران و الغليان اإلسرائيلي في البحث عنه لكن قدر هللا غالبيختفي عدة اشهر إلى حين أن تهدأ حالة الث

ناهض ) و هناك توجها إلى أحد أقرباء 2/2/2511ذهب عدنان إلى مصر مع رفيق دربه ناهض الوحيدي في

الذي كان عضوا في مجلس الشعب المصري ، و مكثوا ليلتهم األولى عنده فاستقبلهما بالترحاب و ساعدهما ( الوحيدي

بكل ما أوتي من قوة من اجل أن يجدوا أي شخص له عالقة بالصفقات التجارية في السوق السوداء لشراء السالح ،

بعد أيام اتصل عدنان . لكنهم لم يجدوا سوى مسدس و كارلو عند أحد األفراد و هو عدد غير كاف لحمله إلى غزة

ناهض الوحيدي إلى هناك طلب منهما قريب عدنان بأن بأحد أقربائه في القاهرة و ذهبا إليه و حين وصل عدنان و

يسلما أنفسهما إلى الجانب المصري ألن ذلك أكثر أمنا لهم ، لكنهما و قبل أن يتخذا أي قرار كانت قوات األمن

. المصري قد حاصرت المكان ثم اعتقلتهما و تم وضعهما في التخشيبة حتى يتم البت في أمرهم

يافع يدعى حسام و هو مسؤول األمن عن الفلسطينيين و قد أخذ عدنان و ناهض الوحيدي إلى كان قائد الحملة شاب

السجن و هناك تم استجوابهما بكل أدب و لطف ، و لم يسلموهما إلى الجانب اإلسرائيلي كما كان يخشى عدنان ، بل

فوجئا بأنه قد تم ترحيلهما إلى سجن جاء مندوب منظمة التحرير الفلسطينية حتى يتم ترحيلهما إلى أية دولة لكنهما

. و مكثا هناك مدة تزيد عن الثالثة شهور( القليوبية ) القناطر في القاهرة

داخل غرفة السجن تعرف عدنان على مجموعة كبيرة من الفلسطينيين ، فقد كانت الزنزانة تعج بالسجناء و كان

البقية من الجماعات اإلسالمية غير المصرية ، فكان هناك عددهم خمسين سجينا على ذمة الترحيل أغلبهم مصريين و

من الجبهة الشعبية و اللذين خططا الختطاف طائرة كليلى خالد و إنزالها في أي بلد . ( محمد ن) و ( علي عثمان )

مل الذي إال أن علي و محمد شعرا بأنه قد تم تسليمهما باليد دون تخطيط للع. للمطالبة بانسحاب اليهود من فلسطين

. كانا يحضران له

داخل السجن مكث عدنان و ناهض الوحيدي فترة مؤلمة ، فلم يكونا قد تعودا على السجن ، و قد تاقت نفسهما للجهاد ،

ثم جاءهم مسؤول من منظمة التحرير الفلسطينية هناك و أحضر إليهما مبلغا زهيدا من المال الذي لم يقبله أي من

. ألنهما استهانا بذلك و ألنهما كانا قد أخذا معهما مبلغا جيدا من المال يقدر بألفين دوالرعدنان أو ناهض الوحيدي

و هو من أفراد حركة الجهاد اإلسالمي و يقطن في دولة اإلمارات و طلبا أن يرسل ( خليل)و من السجن اتصال بـاألخ

تحرير الفلسطينية لم تأبه ألي من السجناء لهما تذاكر طيران كي يغادرا السجن إلى أي بلد عربي ، فمنظمة ال

. الفلسطينيين داخل السجون المصرية و لم تحضر ألحد ثمن التذاكر

بعد فترة قليلة من الزمن جاءت تأشيرتان لدخول العراق إحداهما لعدنان و األخرى لناهض الوحيدي ، و سبحان العالم

طأ باالسم في تلك التأشيرة التي كانت تحمل اسم عدنان و مقدر األمور سافر ناهض الوحيدي و بقي عدنان بسبب خ

، فبقي " يحيى " عدنان كما أسلفت االسم غير الرسمي له ، بل االسم كما هو مدرج في األوراق الرسمية الثبوتية كان

. عدنان في السجن منتظرا تعديل التأشيرة التي لم تأت

يا و ليست إلى العراق كما ناهض الوحيدي ، و قد أوصله المصريون و كان قدر هللا أن تأتي تأشيرة لعدنان إلى سور

كان عدنان 2511/ 2/ 12إلى باب الطائرة خوفا من هربه إلى داخل مصر و العودة إلى غزة مرة أخرى ، و في

من رفح في مطار دمشق الدولي بعد مكوثه يوما و ليلة داخل مطار القاهرة ، و حين وصل عدنان اخبر السوريين أنه

و بعد وضع الحدود تم ترحليه ألنه فلسطيني بقي في مصر و قد كان هذا ما أخبره المصريون لعدنان كي يخبر به

. السوريين

عدنان في سورية

وصل عدنان دمشق و منها انطلق إلى مخيم اليرموك و بدأ يسأل عن أحد أقربائه و قد وجده فرحب األخير به و

ام ، لكن عدنان فوجئ بأن معظم الفلسطينيين في سوريا ال يأبهون بأحوال الفلسطينيين في استضافه في منزله عدة أي

. األراضي المحتلة إنما يشغلهم الخمر و حب الرئاسة فجعله ذلك يترك قريبه ذاك على وجه الخصوص

، و قد كان هذان ( رمضان )و األخ ( حافظ البرقموني )بعد أيام اتجه عدنان إلى مكتب الجبهة الشعبية بحثا عن الحاج

القيادة العامة التابعة ألحمد جبريل ، و كان هدف عدنان من الذهاب –الرجالن يعمالن في مكتب الجبهة الشعبية

إليهما بسبب اعتناقهما الفكر اإلسالمي ، فقد عرف عدنان عنهما كل شيء داخل السجن عن طريق أحد السجناء الذي

ذين القائدين في القيادة العامة في سوريا فرغب عدنان باالتصال بهما لفتح خط جديد شرح له الميول اإلسالمية له

.لمشروع المقاومة الذي لم يتركه حتى بعد سفره ضمن تنظيم إسالمي معلن

لم يكن في تلك الحقبة من الزمن أي امتداد للحركة اإلسالمية أو الفكر اإلسالمي في الخارج سوى بعض األشخاص

ح و الجبهة الشعبية الذين تبنوا الخط اإلسالمي بشكل فردي من حركة فت

أما بالنسبة لجماعة اإلخوان المسلمين في سوريا فقد كانت شبه منعدمة تماما ألنها كانت تعتبر تنظيما غير مرغوب به

مضطهدين في لدى الزعماء العرب كما هم اليوم أيضا ، فال وجود علني لجماعة اإلخوان المسلمين ، و قد كانوا

. السجون السورية و استشهد عدد كبير منهم هناك في حماة و في أغلب البقاع األخرى

و بالرغم من ظهور حركة حماس في فلسطين كباقي التنظيمات إال أنها لم تكن موجودة في سوريا ، و لم يكن لها أي

اإلخوان المسلمين التي تعتبر األم لحركة خط هناك أو اتصال بالتنظيمات األخرى بسبب الهجمة الشرسة على جماعة

.حماس

بالنسبة للحالة اإلسالمية في سوريا كما أسلفت فقد كانت غير مستقرة أو ثابتة بل كانت فقط عند بعض األشخاص الذين

. يحاولون إيجاد الفكر اإلسالمي الجهادي هناك ضد المحتل الغاصب

اليرموك للسؤال عن الحاج حافظ البرقموني لكن جهاز األمن في ذهب عدنان إلى مكتب الجبهة الشعبية في مخيم

المكتب أوقف عدنان و سأله عن سبب السؤال و تم التحقيق معه بسبب ذلك ، فذكر لهم عدنان أعماله في فلسطين و

رة سيسبب ترحيله إلى سوريا و كيفية التعرف على اسم الحاج حافظ البرقموني ، فأعطاه أعضاء المكتب كي يعبئ

. ذاتية عن أعماله في فلسطين و قد فعل

في ذلك الوقت كان الحاج حافظ البرقموني في ألمانيا يحضر لعملية ضخمة إال أنه اعتقل هناك قبل تحقيق مراده و

. القيادة العامة كل يوم –كان على عدنان أن يقابل جهاز األمن في مكتب الجبهة الشعبية

. زيز الذي بدوره عرفه على الحاج حافظ بعد عودته من ألمانياتعرف حينها عدنان إلى عبد الع

تحدث عدنان للحاج حافظ البرقموني عن عملياته في فلسطين و جهاده ضد الصهاينة المحتلين و نيته للعمل في تنظيم

. يحمل الفكر اإلسالمي و العمل على تلك األرضية

طلب منهم عدم التعرض ألبي بالل أو محاولة السؤال عنه ، و أخذ الحاج حافظ زميله عدنان و أتصل بجهاز األمن و

المشكلة التي وقعت بعد ذلك . القيادة العامة التي ال زالت توالي النظام السوري - قد صنع لعدنان كرنيه للجبهة الشعبية

دورها لعدنان أكثر مع عدنان أن جهاز األمن في الجبهة كان قد أرسل اسم عدنان ألجهزة األمن السورية التي بعثت ب

يوما تركوه و وضعوا له ملف عندهم ، و حاولوا أن يجذبوه كي يعمل لحسابهم في سوريا إال أنه 29من مرة و بعد

. رفض و أخبرهم بأنه يعمل مع الحاج حافظ البرقموني الموالي لهم فتركوه و لم يرسلوا له بعد ذلك

الفصل السادس

ي في سورياالعمل التنظيم

القيادة العامة إلى أن جاء فايز األسود بعد أن –بدأ عدنان العمل مع الحاج حافظ البرقموني في مكتب الجبهة الشعبية

تم الكشف عن خلية عسكرية في فلسطين تضمنت اسمه في القائمة ، فسافر إلى سورية مطاردا من االحتالل

. اإلسرائيلي و قد التقى به عدنان الغول هناك

فايز األسود كان دائم التنقل من دولة ألخرى محاوال طرح التيار الجهادي اإلسالمي فذهب إلى السودان داعيا لتلك

الفكرة ثم انتقل إلى سوريا أخيرا ليكمل مشواره في عرض وجهة نظره ، و قد كان يحصل على الدعم المادي من أحد

. األشخاص السعوديين الذين شاركوه فكرته

و هي مجموعة كانت مكونة ( الجماعة اإلسالمية ) ورية التقى عدنان بفايز و قاموا بتشكيل تنظيم إسالمي سموه في س

أصال في السودان ، و من ثم بدأ فايز يحضر من جديد الدعم المادي من السعودية ثم يتم إرسالها إلى غزة إلى بعض

. المجموعات التي كونها فايز قبل هروبه إلى مصر

فايز تبني عمليات عدنان التي قام بها في فلسطين بعد أن اتفق مع عدنان على العمل المشترك فيما بينهما إال أن حاول

عدنان رفض ذلك ألن عدنان كان يدرك من خالل الحوار أن فايز كان يسعى إلظهار نفسه كقائد لهذه العمليات ، أيضا

و حين رفض عدنان ذلك األمر طلب . ل تبني عمليات اآلخرين ليحصل على الدعم المادي من الخليج العربي من خال

فايز منه مغادرة سورية إلى السودان كي يقود المجموعات المكونة هناك و أعطاه أمواال تكفيه له و للجماعة ، لكن

بة عدنان استهجن ذلك المطلب و استغرب منه ، فكيف يترك سورية القريبة من الحدود الفلسطينية و األرض الخص

!للعمل العسكري ثم يذهب إلى السودان البعيدة كل البعد عن فلسطين ؟

حاول عدنان التوجه الحقا إلى لبنان و االلتحاق بجماعة التوحيد اإلسالمية أو الجماعة اإلسالمية لكنه لم ينجح في ذلك

.

القيادة العامة في منطقة -عبيةالذي تبنى الخط اإلسالمي يمتلك مزرعة مع أحد إخوانه في الجبهة الش.( ع. ش)كان

. بأن يمكث األول في مزرعته كي يبدأوا بالتخطيط للعمل الجهادي في فلسطين.( ع. ش) درعا ، فاتفق عدنان مع

في قرية جليين في درعا على شفا واد اليرموك و بمنزل يجاور أرض يمتلكها يهودي من القطاع 2511و في صيف

تلك األرض كانت تذكره بفلسطين و كيف اغتصبها الصهاينة ، فقد كانت المزرعة تشبه استقر المقام بعدنان ، ألن

النجمة السداسية و جميع سكان المنطقة يعرفون ذلك المنزل ، فبعض العمال السوريين يعملون هناك ألن ذلك اليهودي

. و العمل العسكري أحب عدنان تلك المنطقة و قرر أن يبدأ من خاللها باستطالع الحدود. إقطاعي كبير

الذي انشق عن حركة . ( ل. ا) الذي كان يعمل في الكفاح المسلح في لبنان و على . ( ق. ك) هناك تعرف عدنان على

الذي لحق . ( ش. م) أحد أعضاء حركة فتح و . ( ع. أ) و ( الحركة اإلسالمية المجاهدة ) فتح و الذي تبنى تنظيم

(. القائد جهاد العمارين رحمه هللا) و بحركة الجهاد اإلسالمي الحقا

كان جميع هؤالء الشبان يحملون الفكر الجهادي اإلسالمي فأرادوا أن يقوموا بعملية لحركة فتح رغم فكرهم اإلسالمي

الذي كانت له .( ق. ك) بدأ عدنان يتعرف على هؤالء الشبان عن طريق . و رفضهم العلمانية القائمة في ذلك التنظيم

. و هو مسؤول المكتب السري هناك كما أن له مستودع أسلحة كبير و عالقات جيدة مع حزب هللا في لبنانبقالة

من عدنان الذهاب إلى لبنان ألنه أقرب إلى الجو اإلسالمي خصوصا في تلك المرحلة التي كانت (ق .ك) طلب

. ذلك مرحلة اإلبعاد األولى لبعض المجاهدين الفلسطينيين فوافق عدنان على

مرحلة أحمد مهنا

تم إبعاد أحمد مهنا إلى لبنان ، فانطلق أحمد من لبنان إلى سورية ، و قد كان أحمد مهنا يعمل 2511في نهاية عام

ضمن حركة الجهاد اإلسالمي و كان أسطورة في التحقيق ، صمد أمام المخابرات السورية التي ظلت تحقق معه فترة

. يء ، فتركوهطويلة دون أن يخرجوا منه بش

كان أحمد مهنا حالة تغيير لحياة و واقع أبي بالل ، بل حالة تغيير للشباب الفلسطيني في سورية و لبنان جميعا و يقول

أنه كان حالة قوية ، جاء و طرح نفسه عند المخابرات السورية بمساعدة شخص له " عنه عبد العزيز الميناوي

. و آخر مقربين للمخابرات السورية عالقات جيدة مع المخابرات السورية

جاء أحمد مهنا يبحث عن عدنان ألنه كان يعرف عنه أشياء كثيرة في غزة و عن توجهه اإلسالمي ، فجاء و اجتمع

بدأ كالهما يبحث عن كل شاب له توجه إسالمي حتى صار هناك حالة إسالمية . بعدنان و قد كان عدنان مريضا آنذاك

يقول عدنان في أحمد أنه كان نشيطا جدا لم يعرف الملل أو الكلل بكل كان يمتاز " سورية ، واضحة على األرض في

لكن ما يعيبه فقط قصوره في متابعة و مراعاة الحالة التنظيمية ألنه كان يهتم بالكم دون أن يعادل . بالتعبئة و التجنيد

. " معه الكيف

الفصل شتاء و قد كان الوقت وقت كرب شديد على عدنان ، فقد كان في الوقت الذي تعرف فيه عدنان على أحمد كان

الذي يعاني منه إال أن عدنان التقى بأحمد و هناك كان ( زم يالرومات ) يقطن في درعا و قد اشتد به المرض بسبب

. المعقل األول في قاموس المقاومة الجديدة في حياته بالخارج

الذي يعتبر أحد أفراد حركة فتح و الذي تبنى بعد ذلك الفكر ( ن فرج هللا شعبا) تعرف أحمد إلى عدنان عن طريق

.اإلسالمي و توفي في السودان عليه رحمة هللا

تحدث أحمد إلى عدنان عن الجهاد اإلسالمي و أخبره بنيته بتكوين تنظيم لحركة الجهاد اإلسالمي من جديد و بطريقة

. كجديدة فوافق عدنان على العمل معه في ذل

أسس احمد مهنا في سوريا حركة الجهاد اإلسالمي بهيكلها الجديد تحت إشراف فتحي الشقاقي في الخارج و قد فتح

. خط اتصال أيضا مع أحد االشخاص الذي لعب دورا مهما في المقاومة مع عدنان

مل كي ال تتم مالحقتهم من قبل انتقل عدنان أثناء ذلك من درعا إلى دمشق و اتفقوا مع المخابرات السورية على الع

أجهزة المخابرات السورية داخل حدودهم ، و صار عدنان يعمل علنيا دون أن يريب جهاز المخابرات بل زيادة على

. ذلك ذهب عدنان إلى المخيمات الفلسطينية في سوريا و بدأ يطرح مع أحمد مهنا فكرة الجهاد اإلسالمي في فلسطين

عدنان بصحة جيدة ، فرغم تنقله و رغم عمله إال أن مرض الروماتزم كان يؤلمه جدا ، فأخبره حتى ذلك الحين لم يكن

أحمد مهنا بأنه حين يخف األلم سوف يذهب معه إلى لبنان للحصول على عدة دورات عسكرية تلقاها عدنان بعد ذلك

مع أبي بالل إلى المستشفى و تم معالجته و قد ذهب أحمد مهنا . غيرت مجريات المعركة الفلسطينية اإلسرائيلية اليوم

. و قد اشترى له أحمد الدواء

بدأ عدنان نشاطه في مخيم اليرموك بعد حصوله على مجموعة كبيرة من الدورات العسكرية برعاية تنظيم حزب هللا

ليبيا و فلسطين و و مع مرور الزمن بدأ المجاهدون الفلسطينيون يتوافدون إلى سوريا من الجزائر و. في جنوب لبنان

، و كانت مهمة عدنان استقبال الفلسطينيين القادمين من الدول فحضر من الجزائر أمثال رمضان شلحالسودان ،

العربية األخرى كي يتم إرسالهم إلى لبنان للتدريب العسكري ، فعمل عدنان تجمعا في سوريا كما في لبنان و أشرف

القادمين و يأخذهم في جوالت سياحية للتعرف على المدن في سوريا و المخيمات عليهم ، فكان يستأجر المنازل للشبان

. الفلسطينية و من ثم يعمل على تهيئتهم للذهاب إلى لبنان كي يتم استيعابهم ضمن دورات تدريب عسكرية و أمنية

قد كان عدنان قد مهد جاءت زوجة عدنان إلى سوريا بعد أن أعادها اليهود عدة مرات من الحدود ، ف 2515في عام

. لها العيش في سوريا مع األوالد ، فاستأجر لها و لألوالد منزال ال بأس به و سجل أبناءه في مدارس مخيم اليرموك

في ذلك العام بدأ يظهر صراع خفي بين فتحي الشقاقي و أحمد مهنا ألن الشقاقي كان يشعر بأن مهنا يتجاهل أوامره و

و القرارات التي تصدر من خالله ، و ألن أحمد ال يستشيره في كثير من األمور التي يفعلها فال ال يلتزم بالتعليمات أ

. يعود فيها إلى قيادة الحركة المتمثلة في شخص فتحي الشقاقي

اتخذ أحمد مهنا معسكرا جديدا في درعا و هذا المعسكر كان يتبع لجبهة النضال الشعبي المنشقة عن سمير غوشة و

ملون مع سوريا ، و قد فتح معهم أحمد خط اتصال للعمل باسم حركة الجهاد اإلسالمي و قد كان المعسكر كبيرا هم يع

أخذ أحمد مهنا جزءا من ذلك المعسكر كي يقوم بتدريب القادمين من . جدا ، فكان يستوعب أكثر من خمسمائة شخص

رجل عسكري في ذلك التنظيم المتالكه دورات متنوعة في األراضي الفلسطينية و الخارج ، و بما أن عدنان هو أكفأ

العمل العسكري حصل عليها في سوريا و لبنان ، فقد بدأ بتدريب الشباب و تجهيزهم للخوض في غمار العمليات

. العسكرية على الحدود و في كل مكان يستطيعون الوصول إليه

م في الناحية الروحانية و اإليمانية و قد كان بعضهم ال أثناء وجود عدنان مع هؤالء الشباب شعر أبو بالل بقصوره

يعرف كيفية الوضوء ، فلم يكن االهتمام من قبل أحمد مهنا في ضم الشباب لحركة الجهاد اإلسالمي سوى حشد أكبر

روحانيا ، عدد لفكرته ، فأخذ عدنان على عاتقه عمال جديدا أسنده إلى نفسه و هو تربية الشباب إيمانيا و أخالقيا و

فعاد في تلك اللحظة إلى جذوره ، وكما أسلفت في الفصل الثاني بأن عدنان كان من الدعاة البارزين في مخيم

النصيرات ، فصار دائم التذكير لهم باهلل و الصالة و الجنة و النار مستخدما في خطابه معهم جانب الترقيق و الترغيب

. عي الديني الذي تبناه عدنان في تربيتهم خالل التدريب العسكريفبدأ ينمو لدى هؤالء الرجال تيار الو

. بدأ الصراع بين الدكتور فتحي الشقاقي و أحمد مهنا يزداد و بانت بوادر االنشقاق 2550و 2515و ما بين عامي

إلغاء دور حضر فتحي الشقاقي إلى سوريا آنذاك و كان يريد السيطرة على كل شيء فحاول ضم كل ما تطوله يده و

أحمد مهنا بالكامل ، في المقابل تعاطف عدنان مع مهنا رفيق دربه ضد الدكتور الشقاقي ، و قد زادت حدة الصراع و

في النهاية وقف عبد الناصر المسؤول الكبير في الجهاد اإلسالمي إلى جانب أحمد . بدأت تظهر معالمه على الساحة

حينذاك طلب منهم الدكتور فتحي الشقاقي تغيير اسم . كة الجهاد اإلسالمي مهنا و قاموا بتنظيم تيار منفصل عن حر

الذي قاد فيه ( حزب هللا فلسطين ) حركتهم ألنه هو من أسس الجهاد اإلسالمي ، فتبنوا اسما جديدا لحركتهم و هو

. عدنان الجهاز العسكري بأكمله حتى عودته إلى أحضان جماعة اإلخوان المسلمين

هللا فلسطين العمل بفتح خط مع بعض اإليرانيين الذين يعملون في سوريا و بدأ التنظيم يستلم الدعم من إيران بدأ حزب

مقابل العمل العسكري ضد إسرائيل ، فلقد وفرت إيران في ذلك كل اإلمكانيات لعدة عمليات منها عملية اإلسماعيلية

. التي لمع فيها نجم ذلك التنظيم الجديد

صل السابعالف

العودة إلى أحضان اإلخوان

عمل عدنان الغول في درعا فترة طويلة من الزمن ، و حتى تلك الفترة لم يكن أي من أبناء حركة المقاومة اإلسالمية

قد اتجه إلى سوريا خوفا من بطش الحكومة السورية التي حاربت و قتلت أبناء جماعة اإلخوان المسلمين في "حماس"

و باقي القرى و المدن السورية و التي أعلنت الحرب على الجماعة و أظهرت المجازر و حمالت االعتقال و حماة

التعذيب داخل السجون السورية مدى الحقد المتربع في قلوب الحكومات العربية على هذه الجماعة الربانية ، لذلك اتجه

. عض الدول الغربيةمعظم شباب حركة حماس إلى السودان و ليبيا و الجزائر و ب

إلى سوريا و كانا يعمالن ضمن جهاز ( الملقب بأبو صهيب محمد نصار) و ( حمود المبحوحم) في تلك الفترة جاء

أول شخص يصل إلى سورية من ( المبحوح محمود) كتائب القسام الجهاز العسكري التابع لحركة حماس ، و كان

فقد فرا من غزة متجهين إلى مصر و منها إلى ليبيا ثم ( . محمد نصار)عن أبناء حركة حماس وكان المسؤول المباشر

إلى سورية عن طريق أحد األشخاص و تمثلت مهمتهما رصد و معاينة الوضع في سورية و التحضير لحضور

.المجاهدين من حركة حماس إلى سورية لقربها من الحدود مع فلسطين

خالل تلك اإلقامة تعرف عليهما عدنان الغول ثم أخذ أبو بالل بعد ذلك حضر األخوان و مكثا عند أحمد مهنا ، و

جوالته السياحية معهما للمخيمات الفلسطينية و القرى و المدن السورية ، و خالل الرحالت السياحية التي قام بها

و يتوجب عليهم عدنان معهما طلب منهم بأن يخبرا جماعة اإلخوان المسلمين في فلسطين بأن الوضع آمن في سورية

. الحضور و المشاركة في الجهاد من خالل األراضي السورية

خالل تلك الحقبة عمل عدنان معهما في التخطيط لعمليات خطف جنود صهاينة و كان ما يزال يعمل مع حزب هللا

األولين ثم اتجه و انضم إلى الشخصين( عز الدين خليل ) و بعد فترة وجيزة أيضا حضر . فلسطين بقيادة أحمد مهنا

القيادة العامة ، و عن طريق جماعة الشيخ حافظ البرقموني تخصيصا ، –ثالثتهم إلى لبنان عن طريق الجبهة الشعبية

الذي انشق عن حركة فتح و اتجه إلى جماعة ( علي صالح ) فسكنوا منطقة البقاع بالجنوب و هناك تعرفوا على

على دورة عسكرية ممتازة أعدها لهم القائد عدنان و بعد شهرين عادوا مرة التوحيد اإلسالمي و قد حصل الثالثة

. أخرى إلى سورية

بعد ذلك وقع خالف بين عدنان الغول و أحمد مهنا ألن األخير لم يعد يتابع المجموعات المسلحة بصورة دائمة ، و بدأ

العمل معه ضمن قيادة حركة الجهاد اإلسالمي يهمل النظر إلى احتياجاتهم ، أثناء ذلك طلب فتحي الشقاقي من عدنان

فوافق عدنان على العمل مع الشقاقي لرغبته في لفت نظر مهنا إلى أهمية االهتمام بالشباب المجاهد الذي بدأ يتفلت عنه

. فكرته

د حركة آنذاك حضر فايز األسود إلى سوريا من جديد و بدأ بتشكيل تنظيم جديد يختلف عن سابقه و يتكون من أفرا

و طلب من عدنان العمل معه أو مساعدته ( كتائب األقصى ) الجهاد اإلسالمي أنفسهم إال أنه سمى ذلك التنظيم باسم

. فتطوع عدنان بمساعدة فايز األسود على تدريب الشباب على تركيب المواد المتفجرة و التدرب على األسلحة الثقيلة

المجاهدين في قلعة تقع في مدينة طرابلس بلبنان ، و تم الذهاب إلى هناك لذلك ذهب عدنان إلى لبنان و بدأ بتدريب

. بمساعدة أحد رجال االستخبارات السورية الذي تم تجنيده لصالح حركة الجهاد اإلسالمي

في الوقت الذي بدأ فيه عدنان بمساعدة فايز األسود فوجئ بأن األخير قد ذهب إلى الرئيس ياسر عرفات و أخبره

من قبل ( كتائب األقصى ) لة اإلسالمية التي تبناها و التي سعى في تحقيقها فتم احتواء فايز األسود و تنظيم بالحا

التي بدأ عملها العسكري "حماس"منظمة التحرير الفلسطينية و ذلك حتى يقف في وجه حركة المقاومة اإلسالمية

على إثر ذلك قام عدنان ,شباب المسلم داخل فلسطينينتشر في أجزاء الوطن المبعثر و بدأت حالة التغلغل في ال

باالنفصال عن فايز األسود و قطع االتصال معه بسبب احتواء المنظمة له و ألنه اتجه في العمل مع الشيخ أسعد

. التميمي الذي كان يمد فايز األسود بالمال الكثير

حماس في سورية

سوريا و كان بعضهم يعمل ضمن مجموعات مسلحة تابعة لحركة بدأ يتوافد كثير من المطاردين في فلسطين إلى

يعمل ضمن هذه المساحة التي بدأت تعج بالمجاهدين من أبناء حركته ، ( محمود المبحوح)حماس في قطاع غزة و بدأ

م و أحضر مع عدنان كمية كبيرة من السالح و القنابل و قذائف الهاون و أسلحة ثقيلة أخرى لهؤالء الشباب كي يت

. استيعابهم في دورات جديدة سيشرف عليها المدرب األول و قائد المدربين في سوريا عدنان الغول

كي يعود رسميا إلى أحضان جماعة (ن. ج) و اجتمع مع 2551ترك عدنان حزب هللا فلسطين رسميا في بداية عام

ذلك بسهولة بسبب سجله الحافل في العمل اإلخوان المسلمين و إلى حركة حماس بشكل نهائي ال رجعة فيه و قد تم

العسكري و تاريخه المشرف بالعمليات التي هزت كيان االحتالل اإلسرائيلي كذلك بسبب انتمائه األول إلى جماعة

. اإلخوان المسلمين ، لذلك تم استيعابه ضمن القيادة العسكرية األولى للحركة في سورية

طبيعة العمل في سورية مع حماس

كان وجود بعض األفراد من حركة المقاومة اإلسالمية حماس في سوريا قليال جدا ، و قد كانت طبيعة عملهم هناك لقد

تقتصر على الدور اإلعالمي و السياسي فقط خوفا من التصادم مع المخابرات السورية ، لذلك افتتحوا مكتبا لحركة

وقتذاك تتضح من خالله بشكل علني ، و لذلك تم تكليف حماس في مخيم اليرموك و بدأت بوادر العمل العسكري

عدنان من قيادة الحركة داخل القطاع بالحصول على السالح و تجميع اكبر قدر ممكن منه ثم تخزينه و فتح أي خط مع

. القيادة العامة إلحضار الشباب و تدريبهم على السالح –الجبهة الشعبية

خوة في حركة حماس بسوريا إحضار كميات من السالح من األردن و طرح عدنان و بعض المجاهدين على اال

إرسالها إلى األرض المحتلة عن طريق الحدود األردنية و ليس عن طريق الحدود السورية ليتم تنفيذ عمليات عسكرية

مع داخل األرض المحتلة و قد وافقت حركة حماس على ذلك بشرط أال يعرض عدنان نفسه للخطر أو أن يتصادم

بناء على ذلك تم تهريب بعض السالح لكن هللا قدر بأن يتم ضبطه و اعتقال األشخاص المكلفين . الحكومة السورية

. بإيصال السالح إلى فلسطين المحتلة و لم تتم بعد ذلك أي محاولة إلرسال السالح من هناك

جمع أكبر كمية من السالح و كانت تحتوي بدأ عدنان و اآلخرون بشراء السالح و تخزينه و استمروا في ذلك حتى تم

. و قذائف هاون و أسلحة خفيفة و قنابل C4 و RBJ على قذائف

في تلك الفترة حصل عدنان على دورات جديدة في علم المتفجرات و كانت مكثفة و متعددة حتى أضحى لعدنان قدرة

ة هناك ، كذلك عمل عدنان على توصيل الشباب فائقة على تصنيع األسلحة و الصواريخ مع توفر اإلمكانيات الموجود

إلى الموقع العسكري من جديد ثم إعادتهم إلى بيوتهم بعد السفر إلى لبنان و كان من بين هؤالء الشبان القائد الشهيد

عماد عباس الذي تعرف على أبي بالل في سورية و حصل على عدة دورات عسكرية على يديه ، فظل يكن لعدنان

الحترام إلى أن عاد إلى أرض الوطن و عاد يعمل مع قائده من جديد لكن ليس في سوريا أو أي بلد آخر ، التقدير و ا

. بل في بلده األم فلسطين

زاد النشاط العسكري في سورية و أضاف عدنان إلى ذلك عرضه على األخوة في 2552و 2551ما بين عامي

د كان يستطلع عدنان من خالله على الحدود السورية الفلسطينية ، حركة حماس خبيرا عسكريا يعمل على الحدود و ق

كذلك كان يساعدهم . استفاد االخوة من خالل هذا الشخص بالكثير من عمليات التهريب و التدريب و حماية المجاهدين

.ذلك الشخص على إحضار تصاريح من المخابرات السورية لتهريب البعض إلى حيث تشاء الحركة

مرافقا لذلك الشخص على دراجته النارية يستطلعون الحدود و يخططون لعمليات تراودهم و كان أيضا كان عدنان

دائم الذهاب مع هذا الشخص إلى لبنان لزيارة االخوة المبعدين من حركتي حماس و الجهاد اإلسالمي ، و كان كما

زيارة لمرج الزهور ، يحضر و يمكث إلى آخر يذكر لي أبو حذيفة أحد المبعدين إلى مرج الزهور بأنه كان دائم ال

. الليل بجوار أحبابه هناك فترة من الزمن ثم يعود أدراجه بدراجته النارية

كذلك و بتلك الدراجة خصوصا وصل عدنان يوما إلى السياج الفاصل بين الحدود السورية الفلسطينية و ظل يراقب

ية إلى داخل الخط األخضر ألن المسافة الفاصلة قليلة و قريبة جدا الحدود ليرسم خطة راودت نفسه بحفر نفق من سور

، فيتم من خالل النفق إرسال استشهاديين و مجاهدين لخطف جنود صهاينة و المساومة عليهم بإطالق سراح األسرى

.الفلسطينيين المعتقلين لدى الجيش اإلسرائيلي

ياسية و العسكرية في الداخل و الخارج لكنه قوبل بالرفض من هذا الحلم راود عدنان و عرضه على قيادة الحركة الس

. قبل األخوة في قيادة حركة حماس لتخوف القيادة من حساسية الوضع مع الحكومة السورية

. غمار تلك المعركةاستاء عدنان من ذلك بسبب توفر اإلمكانيات و وجود الخطة و جاهزية بعض الشباب على خوض

العودة إلى فلسطين و حاول أن ينفذ قراره في العودة بسرعة بسبب شعوره بأنه قد قدم كل ما فكر عدنان بعد ذلك في

لديه للفلسطينيين في الخارج و عليه تقديم شيئا لمن هم في أرض المعركة الحقيقية كذلك رغبته في احتضان األرض

.من جديد

يأخذ بيده و يعود به إلى هناك مكمال مشواره الذي و ظل يبحث عدنان على وسيلة للعودة إلى غزة حتى قدر هللا من

. بدأه

الفصل الثامن

العودة إلى غزة

حين راودت عدنان فكرة العودة إلى غزة كان يقطن في منزل بمنطقة جليين و كانت له مزرعة هناك ، و منطقة جليين

. كانت على شفا واد اليرموك تقع على الحدود السورية األردنية ، و المزرعة تحديدا

أول شيء طرأ علي عدنان بعد ذلك هو تزوير جواز سفر سوري باسم أي شخص يحمل اسم غير اسمه ألنه لن

شخاص يستطيع السفر باسمه الحقيقي بسبب أن الحكومات العربية كانت في تلك الحقبة تضع اسمه ضمن قائمة األ

.هاالمطلوبين لدي

وي شاب عمل في الجيش السوري فترة من الزمن ، و قد حصل من ذلك على جواز سفر ذلك باع عدنان مزرعته لبد

و 2552البدوي و ورقة تجنيد تذكر أنه تطوع في الجيش السوري كي يتم تسهيل األمر أكثر ، كان ذلك مع بداية عام

، خالل ذلك وفرت حركة حماس قد عمل عدنان جميع إجراءات السفر في الداخل و الخارج تمهيدا للعودة إلى فلسطين

.لعدنان المال الالزم لتلك الرحلة و قد تم تزوير الجواز و كل الوثائق الالزمة للسفر بسهولة و دون أي إشكالية تذكر

خرج عدنان بعد ذلك مع مجموعة من الشبان السوريين إلى مصر في رحلة سياحية و قد سافروا عن طريق البر

قطع عدنان تذكرة سفر كأنه ذاهب إلى ليبيا و قد كان الذهاب إلى . ان دمشق إلى عم بباص ذو حجم صغير اتجه من

ان إلى العقبة ثم منها إلى مصر مجرد مرور ترانزيت ال أكثر ، و كان لديه جواز سفره المزور ، فانطلق من عم

وير الجواز فسوف يسجنوه مدة ، و كان السفر إلى العقبة مغامرة ال تحمد عقباها ألن السوريين لو اكتشفوا تزنويبع

. طويلة قد تتجاوز العشرة أعوام و قد يقتل دون أن يعلم به أحد

الذين ليس لديهم أي -في ميناء نويبع دخل عدنان لدي المصريين و ختم جواز السفر ثم انطلق مع أصدقائه السوريين

ك اعتذر عدنان من مشرف الرحلة كأنه ذاهب إلى فندق في القاهرة ، و هنا – علم بما يفكر به عدنان على اإلطالق

إلى مكان معين قريب و لن يتأخر ، فهرب إلى العريش و هناك كان في انتظاره رجلين من صيادي غزة جاءوا فقط

(. و قد كان لديهم قارب يحمل موتورين حتى يكون ذا سرعة كبيرة) لتهريبه

أن يحصل على صفقات سالح و بعض الصواعق قبل أن في العريش مكث عدنان قرابة أسبوع حاول خاللها جاهدا

يغادر إلى مدينة غزة ، لكن جميع محاوالته باءت بالفشل ، فاتفق أبو بالل مع الرجل الذي كان يؤويه في العريش على

و أن يرسلها إليه في غزة عن طريق أحد األشخاص الذين كانوا حلقة الوصل في مصر TNTأن يحضر له مادة الـ

. المقاومة لرجال

انطلق القارب من مدينة العريش فجرا متجها إلى مدينة غزة ليصل ذلك القارب بحر النصيرات 2552/ 1/ 9في

. بعد صالة العصر بقليل ليصلي عدنان العصر هناك في غزة و يعانق التراب الذي تاق لرؤيته و تقبيله

كانوا في انتظاره على شاطئ بحر الزوايده ، و ظلوا يراقبون بعض المجاهدين كانوا قد نسقوا لعدنان عودته إلى غزة

الطراد اإلسرائيلي عن كثب خشية من مالحقته للقارب الذي يحمل القائد عدنان إلى غزة ، و حين وصل القائد الكبير

ائدهم الذي كانت لحظات رائعة تجللت بالعناق و بكاء الفرح ، فكم كانت من لحظة رائعة أن يتجمع البعض إلى جوار ق

. عايشوه من قبل هنا و في الخارج

مالحظة /

بالنسبة لزوجة القائد عدنان الغول و أبنائه فقد عادوا إلى مدينة غزة قبل عودة القائد بأسبوع لتمهيد الطريق و المكان

صيات الذي سيأوي إليه أبو بالل ، كذلك إليصال بعض الرسائل التي كانت تحتاج إلى إيصال سريع لبعض الشخ

. الفلسطينية داخل الحركة اإلسالمية

الفصل التاسع

غزة و العمل العسكري مرة أخرى

استأجر عدنان منزال في مخيم الشاطئ بعد عودته سالما من سوريا ، و بدأ يحضر بعد ذلك لالتصال بحركة حماس

ين عدنان و كتائب القسام في غزة ، و كانت بالداخل ، فاتصل عدنان بالشهيد القائد يوسف أبو هين حلقة الوصل ب

. لحظة لقاء عظيمة أن يجتمع القادة في مكان واحد يجتمعون و يقررون ضرب الصهاينة في كل مكان

بعد فترة وجيزة من العودة إلى أرض الوطن كانت مهمة عدنان و يوسف هي شراء السالح و تخزينه فلم يكن في تلك

يتعامل بها في غزة ركة اإلسالمية يمتلك خبرة كافية بعلم المتفجرات ، بل إن أحدا لم يكنالفترة أي من الشباب في الح

و تلك الفترة كانت تعج بالسالح و بتجار السالح ، فكانت المنطقة سوقا للسالح في ظل وجود السلطة ، . بطريقة فعالة

الذي كان قد -أيضا أرسل الرجل المصري وبين في شراء األسلحة و تخزينها ، و بعد ذلك ؤو يوسف د و ظل عدنان

. صاعق 200و لغمين أرضيين و TNT قرابة أربعين كيلوجراما من مادة -اتفق معه عدنان قبل عودته إلى غزة

و في أول لقاء له مع الضيف كان إلى جواره سعد ( أبو خالد ) خالل تلك الفترة التقى عدنان باألخ محمد الضيف

يكن قد غادر إلى الضفة للتحضير لعدة عمليات استشهادية و قد أحضر عدنان لغمين له بخصوص العرابيد الذي لم

. و عملية الطيارين التي قادها القائد يحيى عياش 2559ذلك األمر و تم استخدامهما في عملية ديزنغوف سنتر عام

باكورة المتفجرات يا عدنان

منها تالفة أو % 57نابل المتوفرة لدى أبناء كتائب القسام و قد وجد نسبة كان أول ما قام به عدنان الغول هو فحص الق

فاستمر عدنان بنقل الخبرة لشباب الحركة اإلسالمية منذ وصوله ثم بدأ ( أي تنفجر بيد صاحبها قبل إلقائها ) كة مشر

التنسيق بين المجاهدين فقد غالى بشراء ألغام فاشترى آنذاك قرابة خمسين لغما بسعر زهيد جدا ، بعد ذلك و بسبب قلة

دينارا أردنيا ، اصبح سعره قرابة مائة و 27التجار و زادوا في أسعار األلغام و القنابل فبعد أن كان ثمن اللغم

. لدرس بعد ذلكاخمسون دينار أردني ، كل ذلك كان بسبب التضارب و عدم التنسيق بين الشباب الذين تعلموا

دا كان لعدنان خط مع حركة الجهاد اإلسالمي في فلسطين عن طريق الشهيد المجاهد عمار األعرج في تلك الفترة تحدي

( صواعق طلقات ) رحمه هللا و قد طلب عمار من عدنان عدة قنابل فأعطاه عدنان قنابل ذات صواعق طلقية من نوع

نذاك أن يتم التنسيق مع عمار حتى و قد قبل محمد الضيف ما حدث مع عدنان و رغب آ( صواعق كهربائية ) و ليس

. يكون هناك عمل مشترك في بعض األمور

حاول خالل ذلك أفراد الجهاد اإلسالمي تحويل الصواعق من صواعق طلقية إلى صواعق كهربائية لكنهم فشلوا في

. ذلك فأعادوها إلى عدنان الذي قام بدوره بتحويل الصواعق بسهولة

اد اإلسالمي في تلك الحقبة من الزمن هي عملية نيتساريم و قد تمت بدراجة هوائية ، و أول عملية كانت لحركة الجه

، نان ألفراد حركة الجهاد اإلسالميالمعلوم ذكره أن القنابل التي استخدمت في العملية هي ذاتها القنابل التي أعطاها عد

. ق التي وفرها عدنان لهم و أعطاهم إياهاكذلك العمليات التي حدثت في بيت ليد و كفار داروم كانت تحمل الصواع

، و قد وصل المهندس القائد يحيى عياش إلى مدينة غزة و كان يعمل 2559استمر عدنان بذلك المجال حتى جاء عام

جاء إلى غزة و تعرف إلى عدنان و قد استفاد كليهما من . مهندسا كهربائيا و لديه هواية تصنيع المتفجرات و األلغام

ة اآلخر، بعد ذلك تعاون كالهما في العمل المشترك و شرعوا في صناعة القنابل اليدوية بسبب وجود عدد كبير خبر

كذلك كان كمال كحيل يعمل في مجال التصنيع مع يحيى عياش و . من القنابل اليدوية التالفة و المشركة و المضروبة

مادة صعبة و معقدة و خطيرة جدا ، فطلب منه أبو بالل أال و هي( البيروكسيد ) قد الحظ عدنان أن كمال يعمل بمادة

يستخدمها بعد ذلك مطلقا ، ثم أصلح لكمال بعض القنابل التي كانت تالفة ، و قد استشهد كمال كحيل بعد ذلك في

. مع الشهيد حاتم حسان و سعيد الدعس في عملية اغتيال مدبرة ال تزال خفية حتى اليوم1/2/2559

فقد ظل يعطي عدنان جل وقته في . للعمل و الخبرة فقد انتقلت إلى الشباب بسرعة و بسهولة بحمد هللا و فضله بالنسبة

. لتعليم الشباب على صناعة المواد و األلغام 2559عام

خالل ذلك التقى عدنان بالجهاز السري التابع لحركة حماس و ساعدهم في تحضير قنابل و أسلحة و عبوات خاصة

اعتبر عدنان ذلك العمل خطأ ارتكبه ألن ما ترتب على ذلك هو اعتقال عدنان و مالحقته من قبل أجهزة السلطة بهم و

. العتراف البعض عنه الحقا

يحيى شهيدا

حين جاء يحيى عياش إلى مدينة غزة كان الوضع صعبا إلى حد ما ، فقد ظل يتنقل من مكان إلى آخر ، فمكث في

و في جباليا قدر هللا ليحيى أن يفر من أيدي رجال السلطة ، ففي ليلة غابرة جاء . لة ثم في جباليا خانيونس فترة قلي

رجال المخابرات الفلسطينية إلى منزله هناك ليعتقلوه بعدما علموا بوجوده في غزة ، لكن هللا كان يكأل يحيى بالليل و

نت المرة التي ينام فيها عند عدنان ، أما زوجته فقد كانت في النهار فقد كان نائما ليلتها في منزل عدنان الغول و كا

.المنزل بالمخيم إال انهم لم يعرفوها لكنهم قبل أن يغادروا وجدوا هناك صاعق لقنبلة

كان يحيى يحب الخالء و الشجر و الهدوء ، و ألنه كذلك و ألن الوضع متأزما فقد مكث يحيى و زوجته عند عدنان

ة قرابة أربعون يوما و قد خدم عدنان في تركيب جميع الشبكات الكهربائية للمنزل ، بعد ذلك أصبح في منطقة المغراق

يضيق المكان بكليهما ألن السلطة وجدت مع عميل عدة أسماء من بينها اسم يحيى ضمن قائمة ستغتالهم إسرائيل ففروا

. إلى مخيمات هللا الضيقة

ى عياش أن يعود إلى الضفة و كان هم عدنان أن يساعد يحيى بالعودة إلى كان كل هم يحي 2559في نهاية العام

الضفة و تأمين الطريق له عن طريق السلك الفاصل بجوار منطقة جحر الديك ، فذهب عدنان و يوسف أبو هين و

في المدة سعد العرابيد و يحيى عياش لمراقبة السلك و كانوا مع يحيى طوال الصيف حتى استشهد رحمه هللا ، لكن

في الليلة . كان يجب حفر نفق أو عبارات حتى يتم تهريب يحيى 2559األخيرة في فصل الشتاء من شهر أكتوبر

التي قرروا فيها ذلك كان عدنان و يحيى و يوسف أبو هين يمكثون في منزل عدنان و بقوا طوال الليل في ليلة سمر

. همرائعة جمعتهم بعيدا عن الهموم المثقلة ألجساد

" العبارات " حاول رجال الكتائب حفر النفق لكن عزيمتهم كانت تكل قبل أن يشرعوا في حفره ، كذلك حاولوا عبور

أو مصارف مياه األمطار لكن دون فائدة ، حتى اهتدوا في النهاية إلى طريقة الساللم ، ففي ليلة ( عبارات المجاري )

السلك و وجد أن السلك الكهربي لم يعطي إشارة لإلسرائيليين ، فقد كان استشهاد يحيى عياش كان يحيى قد استطلع

السلك األخير معطال ، فجاء يحيى فجرا إلى عدنان كي يخبره بأنه قد وجد الحل و بأنه سوف يغادر إلى الضفة الغربية

.ابلو حتى تأتي سيارة ألخذه ظل في حديث طويل مع عدنان بخصوص عمليات التفجير و تصنيع القن

فجرا جاء أسامة حماد إلى المغراقة لنقل يحيى إلى مكان نومه فأعطاه يحيى حبة جوافة ، وغادر مسرورا ألنه وجد

. الحل أخيرا للوصول إلى الضفة

استشهد يحيى عياش عن طريق هاتف البلفون الذي اتصل والده من خالله إلى يحيى 9/2/2559صبيحة يوم الجمعة

غراما انفجرت في يحيى ليهوي الجسد المتعب و يستريح من وعثاء 90لجهاز عبوة ناسفة تزن و قد كان يحوي ا

. السفر و تصعد روحه إلي العال و المجد ليلتقي باألنبياء و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا

خبره باستشهاد يحيى عن طريق البلفون الذي و في الساعة السابعة صباحا جاء أسامة حماد إلى الشيخ عدنان الغول لي

.زرعه العميل كمال حماد أحد أخوال أسامة حماد و الذي فر إلى إسرائيل بعد ذلك

أسامة لم يكن يعرف أحدا من شباب القسام الذين لهم عالقة بيحيى عياش سوى عدنان الغول ، و لم يكن يعرفه

إلى المغراقة ، فكان عدنان أول من علم باستشهاد القائد المهندس شخصيا ، بل كان يسمع عنه من يحيى حين يوصله

. يحيى عياش

تألم عدنان كثيرا حين تحدث أسامة إليه عن استشهاد يحيى و لم يصدق ذلك ، بل بدأ عدنان يستفسر عن أسباب و

تيال المهندس األول كيفية االستشهاد فعرف من خالل حديث أسامة بأن خاله المدعو كمال حماد هو المسؤول عن اغ

. يحيى عياش ألنه هو صاحب ذلك البلفون

سمع عدنان حيثيات و أسباب االستشهاد فكان هادئ األعصاب ، مترو ، نزل إلى غزة بسرعة و اجتمع باألخ أبو خالد

تحدث . ك في منزل القائد يوسف أبو هين و قد كانوا جميعهم نائمين هنا محمد السنوارالضيف و األخ سعد العرابيد و

و و محمد السنوارذلك الكابوس ، فخرج عدنان إليهم عدنان و أخبرهم باستشهاد يحيى عياش فصعقوا و لم يصدقوا

. عاينوا المكان و الحدث و تأكدوا من استشهاد القائد الكبير يحيى عياش

. ت الذي كان جالسا عليهكان البلفون قد تفجر في يد يحيى و كان نصف وجهة غير موجود و يده محروقة على التخ

بعد ذلك اتصل رجال القسام بالحركة و أبلغوها باألمر ، فكان هناك عدة أراء بخصوص استشهاد يحيى عياش من

بينها أن يقوموا بانفجار بعيد ثم يقولون أن يحيى قد استشهد هناك في إعداد عبوة ناسفة ، لكنهم في النهاية سلموا بأنه

، يى يمثل رمزا لجميع الفلسطينيينمر ألنهم لم يكونوا في صدام مع السلطة الفلسطينية و ألن يحيجب إبالغ السلطة باأل

فقرروا االتصال بالسلطة عن طريق أحد األشخاص الذي كانا بمثابة خط اتصال بين حماس و السلطة ، و قد أبلغوا

ضيف و الشيخ عدنان الغول و محمد ال دحالن بذلك فطلب بإبالغ الرئيس الراحل ياسر عرفات ، فذهب القائدمحمد

. و أبلغوه بذلك األمر شخصيا عبد الفتاح السطريو محمد السنوار

بعدما أبلغوا الرئيس عرفات بالموضوع طلب منهم عرفات بأن يمكثوا في مقره كي يحميهم ، و أكد عرفات على أن

ر الرئيس ياسر عرفات و قد كان ذلك اللقاء هو لكن الضيف و األخوة رفضوا المكوث في مق. يحمي جميع المجاهدين

. اللقاء الوحيد الذي التقى فيه شباب الكتائب بالرئيس عرفات

كذلك طلب منهم الرئيس عرفات عدم تنفيذ عمليات رد على اغتيال عياش حتى يتم االنتهاء من االنتخابات الرئاسية و

. القطاع ، فوافق الضيف بعد استشارة قيادة الحركة على ذلك التشريعية التي كانت ستجري في ذلك العام في الضفة و

سالم ابو و عبد الفتاح السطريو بعد ذلك تكررت اللقاءات مع السلطة عند محمد دحالن و قد كان فيها عدنان الغول

ه من قبل أحد و محمد الضيف أحيانا ، و قد كان عدنان مطلوبا آنذاك للجيش اإلسرائيلي فقد تم االعتراف علي معروف

. االشخاص بأنه أعطى حركة الجهاد اإلسالمي الصواعق التي كانت في عملية بيت ليد

كذلك طلب اليهود من األمريكيين بأن تعتقل السلطة عدنان الغول ، و طلب األمريكان ذلك علنا من ياسر عرفات ،

دنان مطلوبا لألمن الوقائي خصوصا و فأعطى أبو عمار لدحالن اسم عدنان كي يتم اللقاء مع عرفات ، فأصبح ع

لجميع األجهزة عموما ، بالنسبة لمحمد دحالن فكان ال يعرف عدنان ، فقط عرفه حين غادروا مقر عرفات بعد لقاءه ،

: فحين كانوا مغادرين مقر الرئيس عرفات بسيارة محمد دحالن ، قال الوسيط لدحالن مشيرا إلى عدنان الغول

؟ أتعرف من هذا -

. هذا عدنان الغول –فنظر محمد دحالن إلى الغول دون أن يعرفه فقال ال ، فقال الوسيط

. لقد طلعتم لئام يا أباليس فشعر دحالن بأن قادة حماس قد ضحكوا عليه و استخفوا به ، فقال

قائي حتى يتم تأجيل المهم في ذلك أن عدنان ظل يذهب إلى مكتب الو. و بعد ذلك الوقت اصبح عدنان عدوا لدحالن

الرد على اغتيال القائد يحيى عياش ، و قد استغل رجال الكتائب ذلك أيضا حتى يتم إدخال المتفجرات من غزة إلى

الضفة عن طريق نفس المنطقة التي كان يحيى عياش سيعود منها إلى الضفة ، فكان عدنان يذهب مع الشبان إليصال

كانت المهمة سهلة و ميسرة بحول هللا ، فقد استطاعوا إدخال القنابل و األشخاص القنابل و العبوات إلى الضفة ، و

بسهولة دون وجود عوائق و كأنها كرامة من هللا لروح المجاهد يحيى عياش ، فدخل في أول مرة حسن سالمة فك هللا

(. الذي يقودهم إلى المكان المطلوب) أسره و سهيل أبو نحل رحمه هللا و الدليل

تلك الفترة كان رجال الكتائب مسيطرين على السلك اإلسرائيلي و كانت لديهم إمكانية إدخال المتفجرات ، فحاولوا ففي

و في آخر المدة أدخلوا من نفس الطريق ثالث حقائب . كسب الوقت بينما بدأوا يراوغون السلطة لتجهيز عمليات الرد

. كيلوجرام 22، كل حقيبة تتكون من لغمين بمقدار

كيلوجرام من المتفجرات مع ثالثة 15بعد ذلك حاول رجال الكتائب إدخال أربع حقائب ، كل حقيبة تحمل ما يقدر بـ

كان ذلك كله مغامرة لكنهم قرروا المحاولة بعد المرة أولى ، ليلتها حاول الدليل الدخول إلى . استشهاديين من غزة

أنه كمين نصب لهم ، و قد ظن اليهود بأن عدنان و اآلخرين هم السلك فالحظ وجود عدد من جنود الصهاينة فأدرك

مجرد عمال يحولون الفرار إلى داخل الخط األخضر للعمل و ليسوا مجاهدين ، فانسحب الدليل و اآلخرين من المكان

غزيرا جدا ، و بعد ساعة واحدة عادوا مرة أخرى ، كان الجو لحظتها ممتلئ بالغيوم و بدأ المطر بالتساقط ، و أصبح

. ثم أوحلت األرض ، فلم يستطيعوا إدخال أي شيء فانسحبوا ، و قد اكتفوا بالثالثة حقائب التي أرسلت

كذلك جاء إلى الشيخ عدنان وقتذاك أحد األشخاص و كان يسعى إلى تجهيز عملية استشهادية ردا على اغتيال فتحي

. في عملية الجهاد اإلسالمي في ديزنغوف" رامز عبيد " الشقاقي فأحضر له عدنان حقيبتين ملغمتين فجرهما

أبو / و حدثت االنتخابات الرئاسية و التشريعية في غزة و الضفة فزاد االتصال بين أفراد جهاز كتائب القسام مع األخ

2559/ 1/ 19و بدأت عمليات الرد بعد خمسين يوما من استشهاد القائد يحيى عياش في " حسن سالمة " إبراهيم

و نفذت عمليتين ضخمتين األولى في القدس و الثانية في المجدل و قد كانت العمليات مزلزلة ، ففي نحو الساعة

م ، حدث انفجار عنيف هز قلب مدينة القدس الغربية ، في حافلة 25/2/1996دقيقة صباح يوم األحد 21السادسة و

العامة لكل من شرطة العدو وجهاز المخابرات الداخلي المؤدي لمقر القيادة 21ركاب عبرية تعمل على خط رقم

جنديا من كبار ضباط 22قتيال يهوديا بينهم 12، و كان الشهيد البطل إبراهيم السراحنة يودي بحياة (( الشاباك ))

.إضافة إلى إصابة أكثر من خمسين بجروح وحروق مختلفة(( الشاباك))جهاز المخابرات وجهاز

دقيقة من ملحمة البطل إبراهيم السراحنة وفيما كانت الساعة تشير إلى الساعة السابعة والنصف ، وبعد خمس وأربعين

كان الشهيد مجدي أبو وردة على موعد مع الشهادة وفي طريقه للقاء أستاذه المهندس يحيى عياش في جنات الخلد ، إذ

جنديا 12دون فيها في عسقالن ليقتل على الفور فجر المجاهد نفسه بين أربعين جنديا ومجندة في محطة كانوا يتواج

. ومجندة ويصاب اآلخرون بجروح بالغة

أيضا في اليوم التالي كان المجاهد احمد حميده يقتحم عصر يوم االثنين التلة الفرنسية في الطريق الواصل بين رام هللا

.آخرين جنود ويجرح أكثر من عشرين 2والقدس موقفا لحافالت جنود العدو ليقتل

وقد استوعبت السلطة الفلسطينية أول عمليتين استشهاديتين ، ثم أرسلوا إلى كتائب القسام رسالة تطلب منهم التوقف و

و قد كانت السلطة حريصة بعد ذلك على أال تحدث أية عملية أخرى ، و بعد أسبوع . االكتفاء بالعمليات التي جرت

مع قيادة السلطة و اتفقوا على عدة أمور كان أهمها من وصول الرسالة اجتمعت قيادات الكتائب

. أن ال تتم بعد ذلك عمليات داخل الخط األخضر و وقف العمليات المسلحة في تلك الفترة .2

. يتم ضم رجال الكتائب في أجهزة السلطة المختلفة .1

. تصرف رواتب لمطاردي القسام من السلطة .2

. اعتقالهم أو وضعهم في أقبية السجونال تتم مالحقة أي أحد من رجال الكتائب أو .2

و الوسيط ، سالم ابو معروفو قد حضر ذلك االجتماع الشيخ عدنان ، و . و اتفقوا على ذلك و انتهوا من االتفاق فجرا

. وحضره من السلطة الفلسطينية أيضا الطيب عبد الرحيم ، و فيصل أبو شرخ و رشيد أبو شباك

6991ضربة الـ

سالمة في الضفة كي يخبره حسني حدثت بعد ذلك أن مسؤول االتصال في كتائب القسام لم يتصل باألخ المشكلة الت

باالتفاق الذي أبرم مع السلطة ، فإذا بعملية القدس الثانية تحدث في صبيحة ذلك اليوم الذي كانوا قد اتفقوا فيه ، فقد

و تطايرت واجهات قرابة عشرين 2/2/2559وافق صبيحة يوم األحد الم(( 21))اخترق القساميون الحافلة رقم

محال تجاريا وغطت أشالء جثث متطايرة وبرك من الدماء حطام الزجاج وبقايا معدنية مفترق الطرق القريب من

شارع يافا في القدس الغربية ، فقد فجر المجاهد القسامي رائد عبد الكريم الشغنوبي عبوته الناسفة في داخل الحافلة

. آخرين 20وجرح 19 ليعترف العدو بمقتل (( 21))تعمل على خط رقم التي

على ذلك فقدت السلطة صوابها و شرعت في مالحقة المجاهدين ، فإذا بعملية جديدة بعد يوم واحد أيضا لحركة الجهاد

اس والجهاد و في عملية مشتركة بين حركتي حم 2/2/2559اإلسالمي جعلت السلطة في مأزق ال تحسد عليه ، ففي

اإلسالمي ، كان المجاهد رامز عبيد يعلن أن شارع ديزنكوف في قلب تل أبيب ساحة حرب ، أدت العملية إلى مقتل

من أعداء هللا و تبين للجميع فيما بعد أن المجموعات الفنية في كتائب القسام جناح حماس العسكري 279وجرح 10

بذلك هو عدنان نفسه بينما األخ االستشهادي كان ينتمي لحركة الجهاد هي التي قامت بإعداد المتفجرات و الذي قام

. اإلسالمي

ت السلطة حربها على الحركة اإلسالمية و على حماس خصوصا و بدأ المطاردون في الهروب من مكامنهم إلى فشن

.أماكن أخرى بسبب الحملة المسعورة التي بدأت تشنها السلطة على أبناء حركة حماس

كانت الضربة قاسمة لحركة حماس بكشف الجهاز السري التابع لها ، و كشف الخاليا 2559مارس عام في شهر

.العاملة فيه و كان من أبرز قيادتها عدنان في منطقة غزة فبدأ البحث الدؤوب عنه

السري اعتقل أفراد الوقائي مجموعة كبيرة من شبان الحركة ، و استمرت الضربة و توالت و بسبب ضعف الجهاز

من الناحية األمنية فقد حصلت السلطة على أسماء و عمليات كانت موجودة في دسكات كمبيوترية و أشرطة و أشياء

. أخرى

توالت التنقالت و ضيق الخناق على أبناء حماس ، لذلك قرر عدنان الفرار من المنزل الذي يقطنه و الذي كان يبيت

به بالمنزل ، فترك عدنان و مرافقه المكان أما اآلخر فبقي و لم يغادر ، ما جرى فيه مع اثنين من إخوانه ألنه كان يشت

أما عدنان فكان محمد السنواراقتحمت المنزل الساعة الثانية ليال و اعتقلوا 27بعد ذلك أن قوات البحرية و شرطة ألـ

في منطقة المغراقة عند أحد أصدقائه القدامى

يوليو بدأ عدنان من جديد الشروع في تصنيع القنابل في منزل ألحد األشخاص عملوا بعد فترة من المالحقة في شهر

المشكلة التي جرت وقتذاك أن أفراد السلطة اعتقلوا هذا الشخص و تم التحقيق معه بشكل . على صناعة قوالب للقنابل

حصل منهم على اتفاق بأن وحشي ، و تحت وطأة التحقيق اعترف عن مكان الشيخ عدنان لكنه قبل أن يعترف بذلك

.يسلمهم عدنان على أن ال يمسوه بأي أذى و أن يكرموه و يحترموا مكانته العسكرية في فلسطين

وصل هذا الشخص المنزل الذي يقطنه عدنان و أخبره بما جرى ، و بأن رجال السلطة ينتظرونه في اسفل المنزل ، و

ستحميه فنزل عدنان و سلم عليهم ثم انطلق معهم لكن قبل أن يذهب إلى أخبره باالتفاق الذي أبرمه معهم و بأن السلطة

مركز السرايا غادر إلى منزل سالم الشرفا الذي يعمل في جهاز األمن الوقائي و اجتمع هناك بكل من طارق أبو رجب

رم فذهب إلى و أمين الهندي ، و اتفقوا على أن يبقى سالح عدنان بحوزته و أن يبيت في مكتب خاص معزز ، مك

السرايا و بقى بمكتب سالم الشرفا

عاد عدنان إلى منزله بعد أيام و ظل يذهب كل حين و آخر إلى هناك ، لكن بعد أن جرت االنتخابات اإلسرائيلية في

و أصبح نتنياهو رئيس الوزراء اإلسرائيلي اختلفت المعاملة مع الشيخ عدنان الغول و أصبح 2559/ 9/ 21

جدا ، فبسبب الضغوط اإلسرائيلية الكثيرة على السلطة من خالل اإلدارة األمريكية باعتقال عدنان الغول الوضع سيئا

تم حجزه في غرفة خاصة و جردوه من سالحه عنوة ، رغم الوعودات التي أصبحت هباء ، فوجد عدنان نفسه

خالل تلك الفترة كان . ي يتوضأ أو يصلي مسجونا بشكل رسمي و ال يوجد داخل الغرفة دورة مياه أو ماسورة ماء ك

الموفد األمريكي الذي يراقب سير اعتقال عدنان دائم الحضور إلى زنزانة أبي بالل للتأكد من وجوده داخل أقبية

.السجن

و تم التحقيق معهم و أرسلت ماهية التحقيق إلى الجيش اإلسرائيلي .( س. هـ)سجن بعد ذلك معه يوسف أبو هين و

.الغاصب

دارت لحظتها في مخيلة عدنان خدعة قد تنجيه من براثن السلطة ، فطلب مقابلة رعد الخالدي على الفور فحضر

. و بأن هناك نقطة ميتة سيتم اللقاء فيها في ساعة معينة" أبو خالد " فأخبره أبو بالل بأنه يعرف مكان محمد الضيف

كي يقنعه بأن يأتي معهم إلى السجن ، و قبل أن يذهبوا تعشى وافقت قيادة السلطة على أن يذهب عدنان إلى الضيف

عدنان معهم ثم أخذ سالحه الذي رفض جميعهم إعطاءه إياه لكن ذكاء عدنان جعلهم يوافقون على ذلك حين قال لهم ،

ذهب تجاه مقبرة لو لم يكن معي سالحي فلن يصدق الضيف ما سأقوله له ، و بالفعل أخذ مسدسه و خرج معهم و

سآتي به ، فتركهم و نزل إلى شارعالشيخ رضوان من خالل شارع اللبابيدي و نزل هناك ثم قال لهم ربع ساعة و

المغراقة و حضر أهله ثم أوصاهم والنصر متخطيا المقابر كي يختفي في شارع آخر و من هناك انطلق عدنان إلى

بله و اختفى ، أما بالنسبة لرجالعليهم ثم أخذ قناطمأنهم على صحته و أخبرهم بأنه قد فر من المخابرات و ضحك

فعرفوا بأنها خدعة و بدأوا باالتصال بجميع أفراد عائلة . السلطة فقد ظلوا ينتظرون حتى الفجر دون أن يخرج أحد

. الغول كي يعود عدنان لكنه لم يعد

لغة الترهيب و التعذيب

جاده ، فذهب جهاز المخابرات إلى منزل أخته زينب و حاصروه بدأت السلطة تبحث عن عدنان في محاولة بائسة إلي

فجرا ، ثم دخلوا المنزل في ظالم الليل دون إذن بالدخول حتى حسبهم الجميع بأنهم وحدات إسرائيلية خاصة ، ألنهم

عدنان نزلوا من السطح إلى المنزل وقت الفجر فجأة ، فأرهبوا سكان المنزل اآلمنين ، و روعوهم ، ثم بحثوا عن

داخل المكان فلم يجدوه ، لكنهم وجدوا داخل الخزانات بعض أساور من الذهب فسرقوها ، ثم طلبوا من أخته أن

تخبرهم بمكان عدنان ، و حين لم تفعل ضربوا ولدها المريض محمد ، المكسورة قدمه ، ضربوه في مسمار بالتين بعد

ني ، حرام عليكم ، فيقولون له نحن نعلم و من أجل ذلك كسر قدمه فصار يصيح و يصرخ ، و يقول إن قدمي تؤلم

نضربك ، أخبرنا أين خالك ؟ و حين لم يفعل اعتقلوه و اعتقلوا جميع من في المنزل فمكث الشبان في السجن مدة

.شهرين و خمسة أيام دون أن يخرجوا منهم بشيء

ال بعد أن أبدى صالبة غير عادية لم تفلح معها كذلك اعتقلت السلطة أخوي القائد عدنان جابر و موسى و اعتقلوا بال

محاولة انتزاع االعترافات بقسوة ، فقد ربطوه هو و محمد و عمران على شجرة في منطقة المغراقة و ضربوهم

. جميعا بشدة لكن أحدا منهم لم يتفوه ببنت شفة

، فصاروا يهزءون منهم ، و يشتمونهم و إضافة إلى ذلك وضعوا جهاز تنصت في المنزل فعلم األبناء بوجود الجهاز

. هم يعلمون أن ما يقولونه يصل إليهم

بعد ذلك جاء جهاز المخابرات مرة أخرى إلى منزل األخت و وجدوا أن أم بالل تقطن معها في منزل عائلة عليان

. روه إن كنتم رجاال بمخيم الشاطئ فسألوها أين عمر ؟ فضحكت األخت و قالت أنه في سجون اليهود ، اذهبوا و أحض

. و كانت األخت قوية جريئة يهابونها من شدة لسانها عليهم

خالل ذلك جاء سالم العرابيد و طلب عدنان ، فلم يخبره أحد بمكانه ، فهدد سالم األخت بضرب ابنها المعتقل لديهم و

( التي تشبه قذائف االنيرجا ) ية فأخذوا تلك المرة بعض المضالت الحديد. قطع رجله لكنها كانت أصلب من الحجارة

و التي كانت موجودة في المنزل ، ثم وضعها أحدهم في مكتبه متباهيا بها غير مدرك أنها أمر مضحك ، عرفه من

. خالل أم محمود شقيقة الشيخ عدنان و كانت في زيارة ألبنائها المعتقلين لدى السلطة

أليس من العيب عليكم أن تالحقوا قائدا مثل هذا ، " ة المالحقات لعدنان و ذات مرة قالت شقيقة أبي بالل لهم بسبب كثر

".بدنا نمشي قوانين" فكانوا يقولون " بدال من أن تحموه و تحرسوه ، يا خسارة عليكم

****

التقى عدنان بالضيف ، و لم يكن في تلك الفترة خارج السجن سوى عدنان و سعد العرابيد 2559في صيف العام

. حمد الضيف ، أما البقية فقد كانوا يقبعون في أقبية سجون السلطة الفلسطينيةوم

و بسبب أحداث النفق التي أحدثت هبة جماهيرية عظيمة 2559استمرت فترة المطاردة لقادة القسام حتى شهر سبتمبر

. السابقلذلك قل البحث عن المطاردين و لم يذهب أحد من السلطة حينذاك كي يعتقل أحدا كما في

طلبت السلطة من عدنان أن يأتي بسالحه و اتفقوا على أن يتم تفريغه في أحد أجهزة 2559في شهر ديسمبر من العام

السلطة ثم وعدوه بأنهم لن يغدروا به كما في السابق ، فاستشار القائد عدنان رفيق دربه أبو خالد الضيف فوافق األخير

هناك أقطار كثيرة يستطيع من خاللها توفير مواد كيميائية لتطوير األسلحة و أن يتم ارتباط عدنان مع السلطة ألن

. القنابل لجهاز القسام

ا كان هو ابنه بالال رحمه أبرم عدنان اتفاقا مع السلطة على ذلك فأعطوه سيارة و سالحا و مرافق 2557في مارس

سل له راتبا مقطوعا كذلك بدأ عدنان يعيد مشروع القنابل ، و بدأ يعمل ضمن مكتب سامي نسمان و بدأت السلطة ترهللا

و استطاع توفير كل المواد و المعدات لصناعة القنابل من . 2557ير صواريخ االنيرجا في ربيع ثم عمل على تطو

. الخ و كل ذلك بالتنسيق مع قيادة حماس..صواعق –قوالب

لحماس اتفق جميعهم على صناعة مدفع هاون فكان ذلك في بداية أحد قادة الجهاز السري التابع.( س. خ)وبعد هروب

.بالتعاون مع اثنين من كبار لجان المقاومة الشعبية اليوم 2551عام

6997ضربة حماس في الـ

و قد باعه بعض القنابل سببت في . ( س. ج)فتح عدنان خط اتصال مع 2551و بداية عام 2557في نهاية عام

د بحث أفراد حركة فتح عن مصدر تلك القنابل ، و بدأت السلطة في التحقيق حتى قاموا بعمل لجنة ، فق 51ضربة الـ

تحقيق فعرفوا بأن عدنان هو المسؤول عن هذه القنابل ، حينها حاصروا منزله في منطقة المغراقة و بحثوا في كل

ذلك وجدوا صواريخ و ألغاما أرضية و مدفع مكان فيها فوجدوا هناك مئات القنابل و العديد من صواريخ االنيرجا ، ك

خالل ذلك كان الجميع يحترم عدنان بل و يكن له التقدير و االحترام و لم يسئ أي منهم . هاون فأخذوا كل شيء معهم

إلى عدنان هذه المرة بخالف المرات السابقة ، لكنهم حولوه إلى الزنازين في األمن الوقائي و تم التحقيق معه بصيغة

و لم يكن هناك أي نوع من اإلهانة أو الضرب أو الضغط في االعتراف ، بل عدا عن ذلك أنه بعد شهر . جيم / سين

. واحد انتقل إلى سجن عام مع مجموعة من شبان الحركة تعرف من خالله على مجموعة كبيرة منهم

عرف إلى الدكتور إبراهيم المقادمة رحمه انتقل عدنان بعد ذلك من سجن األمن الوقائي إلى سجن المخابرات و هناك ت

هللا و قد تكرر الحدث مع عدنان في المخابرات كما الوقائي في زجه في زنزانة انفرادية لمدة تزيد عن العشرة أيام ثم

خرج إلى زنزانة أخري لكنها اكبر حجما ، و في تلك الفترة فكر عدنان بالهرب ، و الحت له تلك الفكرة بسبب سوء

.ملة التي بدأت تظهرالمعا

الهروب من الجحيم

في زنزانة صغيرة لها شباك أصغر مكث عدنان مدة تزيد عن ثالثة شهور ، فمنذ بداية يونيو إلى منتصف أغسطس

الزم عدنان هذه الزنزانة ، حتى ضج باأللم و الملل ، و حين زارته زوجته أم بالل طلب منها عدنان أن تحضر له

سم مع الطعام كي يتسن له قص الشباك الحديدي ، و بالفعل حين أحضرت له زوجته 29ولها قطعة منشار صغيرة ط

ذلك ، شرع عدنان بالعمل و كان يقص كل يوم قليال من حديد الشباك ثم يطليه بالمربى حتى ال يكتشف أمره من

يوما بعد يوم و ساعة بعد حارس غرفة السجن الذي يسير كثيرا في المردوان ، و استمر عدنان في العمل الدؤوب

ساعة بعزيمة ال تكل لمدة زادت عن الشهر ، لكن و بعد كل هذا التعب اكتشف عدنان بأن السيخين الحديديين اللذين

قصهما ليسا كبيرين إلى الحد الذي يسمح له بالخروج من خاللهما ، لذلك قرر عدنان قص الشباك بأكمله من الجوانب

و كان 2551حتى ديسمبر 2551لك و استمر لمدة تزيد عن ثالثة شهور من شهر سبتمبر كي يسهل الخروج فبدأ بذ

عدنان مسرورا بذلك جدا ألنه وجد ما يسليه خالل مدة االعتقال ، وحين انتهى من ذلك حاول عدنان الهرب يوم جمعة

هم بصورة حبل و تسلق إلى فجهز مكان نومه كأنه نائم و غطى المكان بحرام ثم جهز الشراشف و المالءات و قص

غرفة اإلدارة ثم منها إلى أعلى السطح ، و تفقد الوضع في األعلى حوالي الساعة فوجد أن هناك أحد الجنود يسلط

كشافا على المنطقة و وجد بعض الجنود أيضا يسيرون في األعلى فعاد مرة أخرى إلى الزنزانة و أعاد الحديد كما كان

ى الشباك كي ال يظهر القص من خالل الحديد ، و عاد و جعل نفسه كأنه نائم و خبأ الشرائط ، ثم وضع الشكوالته عل

القماشية ، و انتظر يوما يحل فيه المطر على الدنيا كي يخرج من زنزانته ، و في يوم خميس كان الجو مثلجا ، و

ه و صعد على الشجرة القريبة من الريح تعوي في كل مكان و المطر يكاد يهل على المنطقة خرج عدنان من مكمن

. الغرفة ، و قص الكشاف ثم تدلى من فوق السطح إلى أسفل

خالصة األمر أن عدنان نزل و مالبسه تعج باللون األبيض ، وعند خروجه من البوابة نادى عليه جندي من جنود

تبعه الجندي ، فسأله عدنان حال الحراسة فلم يجب عدنان و ظل الجندي ينادي و عدنان ال يرد حتى وقف عدنان بعدما

جمال الغول -:من أنت؟ و لماذا تجري ، فأجابه عدنان بأن اسمه -ما بك ؟ فقال اآلخر -:وصول الجندي إلى جواره

و أنا أجري بسبب الريح و البرد ، و لك أن تسأل و بالفعل ( و جمال يعمل في جهاز المخابرات بمكتب سامي نسمان )

أنا عدت إلى المكتب و : في الداخل فقالوا أنه خرج قبل ساعة ، فتعجب الجندي فهتف به عدنان سأل الجندي المكتب

ها أنا أخرج ، هل هناك أي مانع ؟

نجا عدنان ، ثم ذهب إلى منزل يقطن فيه محمد الضيف ، و لم يكن يدري عدنان هل محمد الضيف موجود هناك أم

المكان محمد الضيف و سعد العرابيد و محمد السنوار فجلس معهم و قضوا انه ترك المكان ، لكنه قرر الذهاب فإذا ب

. ليلة سعيدة جدا بقوا يقظين حتى الصباح يتسامرون و يضحكون

بالنسبة لجهاز المخابرات فقد جاء أحدهم إليقاظ عدنان في الصباح لطعام اإلفطار فلم يجده في مكانه بل كانت هناك

أسا على عقب حين علموا بهروبه ألن الرئيس األمريكي بيل كلنتون سيزور غزة صبيحة وسادتان ، فانقلبت الدنيا ر

، فبدأوا باالتصال مع أفراد عائلة الغول كي يتم إعادته إلى السجن و لكنه لم يعد 2551/ 21/ 29ذلك اليوم في

ن الزمن اتفق عدنان مع جهاز األمن فاعتقلوا جميع إخوانه كي يتم الضغط عليه فيسلم نفسه لكنه لم يعد و بعد فترة م

أما بالنسبة . الوقائي بأن يسلم نفسه على شرط أن يخرج بعد شهرين من السجن ، فسجن في جهاز األمن الوقائي

. لجهاز المخابرات فكان يتوق العتقال عدنان لقتله و تحطيمه ألنه أهان كرامة الجهاز و سلم نفسه لجهاز آخر

جهاز الوقائي ليس أفضل حاال من غيره ألنهم وضعوه في الزنازين مع بعض المجاهدين و لم تأكد عدنان وقتذاك أن

يهتموا به ، لكنه خالل ذلك تعرف إلى القائد عوض سلمي رحمه هللا و مجموعة كبيرة من الشباب المجاهد حتى أمتد

و كان همهم إحضار 2000زم عام به السجن لمدة سنة و شهر ، ثم شددوا عليه الخناق داخل السجن أكثر من الال

. بواسطة عدنان الغول و محمد السنوار 1000/ 9/ 21محمد الضيف بعد ذلك فأمسكوه في

عدنان و محمد السنوار وافقا على إحضار الضيف بعدما عرفت السلطة مكانه و كانا خائفين من إطالق النار عليه أو

ابرات فطلبوا من عدنان أن يحضر القائد محمد الضيف إليهم مع بعض عليهما ، كذلك أن يقوم بقتله أحد رجال المخ

الوعود التي تؤكد بأنه سيكون مكرما عندهم ، و بالفعل ذهبوا إلى المكان الذي تحاصره السلطة و طلبوا من محمد

إليهم علما بأن الضيف أن يسلم نفسه و أوضحوا له الوعود التي أعطاهم إياها رجال الوقائي فسلم القائد محمد نفسه

و بعد فترة وجيزة سمح جهاز األمن . الرئيس الراحل ياسر عرفات كان يتابع عملية اعتقال الضيف خطوة بخطوة

الوقائي لعدنان و اآلخرين بأن يغادروا إلى بيوتهم و أن يعودوا كل عدة أيام إلى هناك كذلك أعادوا إلى عدنان مدفعه

.الهاون و سالحه الشخصي

الوقائي تفاضة األقصى فاتصل جميع أفراد الكتائب ببعضهم البعض و قدموا استقاالتهم إلى جهاز األمنوجاءت ان…

.و لم يعودوا يعملوا ضمن ذلك الجهاز

الفصل العاشر

انتفاضة األقصى

لمتعاقبة التي لم تنفك لم تكن انتفاضة األقصى حلقة منفصلة عن سلسلة جهاد الشعب الفلسطيني و انتفاضته الباسلة ا

اشتعاال مذ بدأت المخططات الصهيونية تتوالى و تترى استهدافا لفلسطين ، و المغتصبون الصهاينة يلتهمون تباعا

األراضي الفلسطينية و يحيلونها إلى مستوطنات و بؤر سكنية خاصة مطلع القرن الماضي ، و التي شهدت آنذاك ألوانا

و اإلعدام للعناصر المجاهدة و الوطنية المخلصة التي تولي كبرها االستعمار البريطاني الذي من القتل و االغتياالت

رعى الصهاينة و بارك مخططاتهم و سعى في تمددهم و انتشارهم و سهر على إنشاء و تأسيس دولتهم اللقيطة و

2521ن عن دولتهم المزعومة عام كيانهم الهزيل ، مرورا بجرائم العصابات الصهيونية التي سبقت و أعقبت اإلعال

و عمليات االغتيال التي استهدفت قادة و رموز و عناصر الثورة الفلسطينية في عقد السبعينات و مطلع الثمانينات ،

و ما أعقبها من توقيع اتفاقيات أوسلو التي شهدت اغتيال 2517وصوال إلى حقبة االنتفاضة المباركة األولى عام

" دين و المناضلينالكثير من المجاه

و مع ذلك ، فإن انتفاضة األقصى قد اكتسبت سمتا مميزا انفردت به عن سائر االنتفاضات و مراحل الجهاد و المقاومة

الماضية في مضمار االغتياالت التي استهدفت قادة و رموز و كوادر الشعب الفلسطيني و فصائله المقاومة ، فللمرة

الت الصهيونية إلى سياسة شاملة ذات أبعاد جنونية تشغل حيزا كبيرا في الفهم و التخطيط األولى تتحول سياسة االغتيا

و اإلدارة و التنفيذ ضمن أروقة الحكومة الصهيونية و االستخبارات و جيشها الغاشم و تستباح فيها السماء الفلسطينية

تحول فيها المدن و القرى و المخيمات الفلسطينية بالطائرات الصهيونية التي استخدمت بكثافة لتنفيذ االغتياالت ، و ت

إلى مرتع لدبابات و آليات و حمالت االحتالل العسكرية التي أشبعتها مداهمة و توغال و حصارا و اجتياحا الصطياد

. عناصر و كوادر المقاومة

في اغتيال القادة " 29إف " و للمرة األولى في تاريخ جهاد الشعب الفلسطيني تستخدم الطائرات المقاتلة من طراز

المجاهدين لحركة حماس داخل منازلهم و وسط األحياء الفلسطينية المكتظة ، كما في اغتيال الشهيد صالح شحادة ، و

محاوالت اغتيال الشيخ أحمد ياسين و إسماعيل هنية ، و الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ، و المحاولة الثانية الغتيال

و الهنود ، بما يعنيه ذلك من تجاوز لكافة الخطوط الحمراء و قواعد اللعبة ، و بلوغ الصهاينة ذروة الشهيد محمود أب

. اإلرهاب و قمة االستهداف بعيدا عن أية اعتبارات أو قيود سياسية أو ميدانية أو إنسانية

***

أما قبل :

شحادة قائد ومؤسس الجناح العسكري لحماس فقبل بدء انتفاضة األقصى بأربعة أشهر فقط عمل الشيخ الشهيد صالح

بعد خروجه من المعتقل الصهيوني وبالتعاون مع محمد ضيف وعدنان الغول وعدد آخر من قادة القسام على إعادة

ومع اندالع انتفاضة األقصى بدأ الغول في . تشكيل خاليا كتائب القسام التي تبعثرت بفعل ضربات السلطة المتالحقة

جاهدا على تطوير األسلحة التي بحوزة المقاومين الفلسطينيين ، فعمل على وضع استراتيجية للتسليح ذلك الوقت يعمل

في حركة حماس بدءا من تصنيع األسلحة الخفيفة ، وانتهاء بصواريخ القسام ، كذلك مرورا بالقذائف المضادة للدروع

كما درب المئات من المهندسين الذين ظلوا و ما زالوا والعبوات الناسفة ثم تجهيزه لعدد كبير من االستشهاديين ،

.يعملون على األرض في تصنيع هذه األسلحة ، في حين كان عدنان يشرف عليهم ويضع بعض لمساته

و كما يعلم جميعنا ، أطلق أرئيل شارون وبمباركة من إيهود 1000و في الثامن والعشرين من شهر أيلول عام . .

إلسرائيلية آنذاك ، رصاصة طائشة ما زالت تدوي وتصم اآلذان في مختلف أصقاع األرض ، باراك رئيس الحكومة ا

ف اإلرهاب في زمن انقلبت فيه المعايير، رصاصة تنم عن حقد دفين من شخص حاقد على كل شيء ، شخص أل

تحذيرات العديد رصاصة أشعلت نيرانا كانت خامدة تحت الرماد، عندما حاول دخول المسجد األقصى المبارك، رغم

من دول العالم لذلك ، والنداءات المتكررة التي تطالبه بعدم اإلقدام على مثل هذه الخطوة ، ألن بها مساسا خطيرا

.بمشاعر العرب والمسلمين

جندي إسرائيلي ليعلن للعالم وبشكل فاضح أن ال سالما 2000ذهب شارون إلى المسجد األقصى تحت حراسة نحو

اإلسرائيلي وال أمنا إال األمن اإلسرائيلي وال وجودا إال الوجود اإلسرائيلي هذا هو المنهج الذي ينتهجه إال السالم

. شارون وزمرته، ناسيا أو متناسيا أن الشعب الفلسطيني هو الرقم الصعب في معادلة الصراع

ة اإلسالمية الراشدة و جهازها العسكري لقد هب الشعب الفلسطيني بكل فئاته وأطيافه السياسية ، و بدأ دور الحرك

إثبات قدرته على الوقوف أمام الضربات المتالحقة في مواجهة هذه الهجمة المتصاعدة التي الحت في األفق، ليثبت

مرة أخرى لشارون وزمرته ومسانديه، بأن هذا الشعب الذي ارتبط بأرضه عبر آالف السنين، ال يمكن النيل منه مهما

.عتداءات ووحشيتها ومهما بلغت شراسة حرب اإلبادة التي يتعرض لهابلغت قوة اال

أشهر وها هي مستمرة 9فقد قالوا كثيرا إنها هبة مؤقتة ستنتهي بعد يوم أو يومين، وقال المتشائمون ستستمر نحو

تها كتائب القسام حتى يومنا هذا ، والشعب الفلسطيني بفضل هللا تعالى ثم األجهزة العسكرية الفلسطينية و في طليع

أقوى وأشد من يومها األول وكما كان دائما يقف القادة كالطود شامخين، ليردوا كيد المتآمرين ويغيظون المتخاذلين

بدمائهم و أنفسهم في سبيل هللا تعالى بل إنهم اليوم يندحرون من المستوطنات خائبين يخربون بيوتهم بأيديهم و أيدي

. هم الخائبالمؤمنين فيحرقون علم دولت

و في تلك الحقبة من الزمن خرج جميع أبناء حركة حماس من سجون السلطة ، و بدأوا بالتخطيط لضرب الصهاينة

في كل مكان لكن حركة حماس لم تكن بتلك القوة التي كانت عليها في السابق بسبب الهجمة الشرسة التي تبنتها السلطة

كة العسكرية متجمعة في إطار واحد بل كانوا أفرادا يعملون بصورة منفردة على أبناء الحركة لذلك لم تكن قيادة الحر

و بسبب ذلك كله و ما واجهته الحركة و بسبب انتفاضة . اع الذي سبق االنتفاضة بعدة أشهربالرغم من ذلك االجتم

يتم توحيد الجهاز مع قيادة الحركة مرة أخرى كي 1002األقصى اجتمع الشيخ أحمد ياسين في شهر يونيو من العام

. العسكري ضمن قيادة واحدة متفرعة إلى عدة مناطق

و بالفعل بدأ العمل العسكري يدخل الساحة الفلسطينية بقوة فكانت العمليات االستشهادية التي هزت أرجاء المعمورة و

ب القسام الراشدة تعمل لذلك كله كانت قيادة كتائ. 17ظاهرة االستشهاديين التي الحت بصورة أكبر من انتفاضة الـ

ليل نهار ال تكل و تمل ، بل كانت كل يوم في تطور جديد و ذلك كله بفضل هللا تعالى ثم فضل المجاهدين الذي لم

يدخروا جهدا من أجل رفع راية اإلسالم خفاقة في ربوع الكون ، فكان عدنان الغول في الميدان مع القائد محمد ذياب

و سعد العرابيد وعوض سلمي وغيرهم كثير يدافعون عن ثرى هذا الوطن ، فقدم الشيخ ( الضيف) إبراهيم المصري

عدنان الغول ولديه بالال و محمدا كذلك قدم صهره و ابن أخيه المهندس عمران في هذه االنتفاضة المباركة ، و لم

رحمه هللا تعالى و أسكنه 1002/ 20/ 12يسلم هو نفسه من محاوالت االغتيال التي طالته في النهاية يوم الخميس

. الفردوس األعلى

إلى ذلك ، فإن انتفاضة األقصى قد اكتسبت سمتا مميزا انفردت به عن سائر االنتفاضات و مراحل الجهاد و المقاومة

رة الماضية في مضمار االغتياالت التي استهدفت قادة و رموز و كوادر الشعب الفلسطيني و فصائله المقاومة ، فللم

األولى تتحول سياسة االغتياالت الصهيونية إلى سياسة شاملة ذات أبعاد جنونية تشغل حيزا كبيرا في الفهم و التخطيط

و اإلدارة و التنفيذ ضمن أوراق الحكومة الصهيونية و دوائر االستخبارات و جيشها الغاشم ، و تستباح فيها السماء

ستخدمت بكثافة لتنفيذ االغتياالت ، تتحول فيها المدن و القرى و المخيمات الفلسطينية بالطائرات الصهيونية التي ا

الفلسطينية إلى مرتع لدبابات و آليات و حمالت االحتالل العسكرية التي أشبعتها مداهمة و توغال و حصارا و اجتياحا

. االصطياد عناصر و كوادر المقاومة

في اغتيال القادة و " 29-إف" يني تستخدم الطائرات المقاتلة من طراز و للمرة األولى في تاريخ جهاد الشعب الفلسط

المجاهدين لحركة حماس داخل منازلهم و وسط أحياء سكنية مكتظة ، كما في اغتيال الشهيد صالح شحادة ، و محاولة

الدكتور مروان أبو اغتيال الشيخ أحمد ياسين و إسماعيل هنية و عدنان الغول و محمد الضيف في المرة األولى بمنزل

… و محاولة اغتيال الدكتور محمود الزهار و الدكتور عبد العزيز الرنتيسي و غيرهم كثير. راس

تنقلنا للعيش في تسعة عشر منزال منذ اندالع " تقول أم بالل خالل ما حدث معهم في تلك االنتفاضة بإيجاز ***

نزور أحدا ، أحبس أطفالي الصغار األربعة داخل المنزل حتى ال انتفاضة األقصى ، ال نختلط بأحد من الجيران ، وال

يسمع صوت ضجيجهم الجيران ، وألحقت جميع أبنائي في مدراس خاصة حتى ال اضطر لنقلهم من مدرسة إلى أخرى

ي إلى أما زوجي فقد كان يأت. لكثرة ترحالنا وتنقلنا، كما عرفوا جميعهم بين أصحابهم في المدرسة بأسماء مستعارة

المنزل متنكرا في ساعات متأخرة من الليل حتى ال يراه أحد، فتارة يأتي على شكل رجل كبير السن يلبس عباءة

" ..وكوفية، وتارة أخرى بلحية وشارب، وهكذا

الفصل الحادي عشر

محاوالت االغتيال

يلة ما بين حسن تدبيره في اختيار أماكن تواجده و ر عدنان الغول قوات االحتالل اإلسرائيلي خلفه لمدة طولقد حي

لقد عاش عدنان في ظل . حرصه على اتباع أقصى درجات الحيطة و الحذر في تنقالته و ما بين حفظ هللا له بقدره

أجواء التخفي و الحذر لسنوات و لم يكن له ظهور على الساحة من خالل أجهزة اإلعالم أو الشارع الفلسطيني و إنما

يختفي بأداء أدواره في الحركة خلف الستار ، لكن كان دائما هناك من يترصده فكانت محاوالت لالغتيال ، كان

: نذكرها هنا

محاولة االغتيال األولى

وليد األسود أحد قادة الجبهة الديمقراطية و أحد أفراد حركة الجهاد اإلسالمي الحقا ، العميل الذي كاد يودي بحياة

التابعة لحركة الجهاد ) فايز األسود في كتائب األقصى هسم ، فقد كان وليد يعمل لدى قريبالغول بحادثة ال القائد عدنان

و ظل فترة من الزمن ضمن ذلك التنظيم ثم انتقل إلى حركة الجهاد اإلسالمي ضمن مجموعات فتحي ( اإلسالمي

قاقي كما صرح القائد عدنان بأمره ذات مرة ، ألنه الشقاقي ، و الذي قد يكون مسؤوال هو نفسه عن اغتيال فتحي الش

. وحده من كان يجهز التأشيرات للدكتور الشقاقي

حاول العميل وليد األسود التعرف على عدنان أكثر من مرة و في أكثر من لقاء ، لكن عدنان كان متوجسا منه ال

لدى جهاد العمارين رحمه هللا بقضية ما ، و شعوريا ، فقد جاء ذات مرة مع أحد أقارب عدنان كي يتوسط له عدنان

حين ذهب عدنان إلى الشهيد القائد جهاد العمارين نصحه األخير بأن يترك األسود و ال يشترك معه في أي عمل ألنه

. يتوجس منه أيضا

بره بأن و أخ 2552لكن األسود لم يكف عن عدنان فحين جاء عدنان إلى أرض الوطن قابله األسود في نهاية عام

شن و يريد أن يبيعهم ألنه سوف يسافر إلى أوروبا فقد مل الحياة في فلسطين لديه قطعتين سالح من نوع مسدس و كال

، فرأى عدنان أن األمر جيد ، فخرج معه في سيارته ، و دعاه وليد قبل أن يذهب إلى المنزل إلى العشاء في مطعم

اشتراه عدنان بثمن بخس ، بعد ذلك ذهبا إلى منزل وليد األسود و نزل حيفا ، و هناك اتفقا على سعر السالح الذي

عدنان مع وليد من السيارة ثم صعدا إلى منزل األسود ،فأحضر وليد فنجان القهوة لعدنان و وضعه أمامه ، ثم أخذ بعد

يتقيأ و أصبح كثير ذلك عدنان السالح و غادر المكان ، األمر الذي ترتب بعد ذلك بساعتين فقط هو أن عدنان بدأ

. اإلسهال

استقل عدنان سيارته و ذهب إلى مكتب االستقبال في مستشفى الشفاء بغزة فأعطاه األطباء إبرا مسكنة ثم نام لكنه في

الصباح عاد كما كان ليلة األمس ، حينها شعر عدنان بالخوف من أن يكون قد شرب سما على يد المدعو وليد األسود

و أخبرهم الفلسطينية لى ذلك ، و بعد أسبوعين اصبح عدنان كالشريطة ناشفا فاتصل بجهاز المخابرات، و بقى أياما ع

بما جرى معه فذهب رجال المخابرات العتقال العميل وليد األسود فوجدوه قد غادر إلى داخل الخط األخضر رغم أنه

خضر أمام الجميع فتأكد للجميع أن ما شربه في تلك الحقبة من الزمن لم يستطع أحد الدخول بسبب إغالق الخط األ

. عدنان كان سما وضعه العميل وليد األسود ألبي بالل في محاولة الغتياله

مكث عدنان مدة طويلة في مستشفى الشفاء و كان وضعه الصحي صعبا جدا بل أصبح جسد عدنان نحيال بصورة ال

كانت نافذة ، فقد جاء إليه أحد أصدقائه من رجال الكتائب و يحسد عليها ، حتى أضحى على شفا الموت لكن قدرة هللا

أخبره بأن إحدى النسوة في المخيم تتعامل بالطب النبوي و أنها قد تساعده على العالج ، فقرر عدنان الذهاب معه

الشيخ عدنان و متحمال المسؤولية بنفسه ، و في المخيم التقى الشيخ عدنان بأم خميس التي ظلت تقرأ قرآن حين رأت

تدعو له بالحماية و الرحمة ، ثم طلبت منه أن يشرب بعض األعشاب التي أعطته إياها ، فشربها و شعر بالغثيان ، و

لم يستطع إكمال الكوب لكنه قبل أن ينتهي منه دلف كل ما في معدته ، و بدأ يتقيأ بشكل عنيف حتى شعر بأن بطنه

لليلة قرابة عشر مرات ، لكنه في نهاية ذلك النهار شعر بتحسن ملحوظ في صحته يكوي نارا ، حتى أنه تقيأ في تلك ا

، فقد تاقت نفسه للقهوة التي يحبها ، و للطعام الذي حرم منه عدة أسابيع فغادر المكان شاكرا العجوز التي كان لها

. ة من جديدالفضل من بعد هللا بأن ينجو القائد من محاولة اغتيال و يعود إلى حياته الجهادي

" تلك الليلة ذهب عدنان إلى منزل أخته زينب في مخيم الشاطئ و شرب بعض العصير ثم أخبرها بأنه يتوق إلى

فتعشى مع أخته و أبناء أخته و كانوا مسرورين جدا بتحسن صحة الخال الذي بدت عليه الراحة بعد كل " عشوة سمك

. هذا العذاب

عدنان فترة قصيرة ثم انقطع لكنه قبل أن ينقطع كانت جلدة رأس عدنان قد أضحت بالنسبة لإلسهال فقد استمر مع

. خالية من الشعر و رموش العين قد تساقطت ، و لم يبق منها سوى القليل

محاولة االغتيال الثانية

ها ، الذي ادعى أرسلت المخابرات اإلسرائيلية في محاولة أولى الغتيال القائد عدنان الغول أحد عمالئ 2559في عام

بأنه مزارع من مدينة طولكرم ويرغب في إقامة عدة مشاريع زراعية مع أحد اخوة القائد عدنان في بيارة العائلة ،

وخالل الفترة الزمنية التي مكث بها ذلك العميل في غزة حاول أن يكون صداقة بينه و بين أخيه ثم أهدى لعدنان جهاز

.ضغط ألبي بالل حيث كان يعاني عدنان من مرض الروماتيزم منذ صغرههاتف نقال ، وجهازا طبيا لل

في ذلك العام و بينما كان الشهيد القائد يحيى عياش و زوجته يختبئان هناك جاء ذلك العميل ، لكنه لم يستطع أن يخدع

لك األجهزة واالتصال بها ، فأخذ أبو بالل تلك األجهزة عدنان حيث كان حرص العميل على استخدام القائد عدنان لت

التي أهداها إياه وأعطاهم للقائد يحيى عياش كي يفحصهم ويتأكد من سالمتهم، وبالفعل قد صدق حدس الجميع حيث

وموا كان كال من جهاز الضغط والهاتف النقال يحتوي على قنابل شديدة االنفجار، فأرشد يحيى عياش الجميع إلى أن يق

بإشعال نار كبيرة داخل حاوية القمامة الرئيسية في المنطقة ، ثم يلقوا هذين الجهازين بهما، وإذ بهما يحدثان انفجارا

. ضخما يهز المغراقة بأكملها

محاولة االغتيال الثالثة

السرايا بغزة ، طلب و في الوقت الذي عمل فيه عدنان بمكتب جهاز المخابرات الفلسطينية في تجمع 2557في إبريل

إذا كنت خبير متفجرات حقا فأرني شطارتك في " منه أحد أفراد الجهاز بتفكيك قنبلة كانت بحوزته ، و قال لعدنان

فأراد عدنان حينها تفكيك تلك القنبلة داخل مكتب جهاز المخابرات إال أن ذلك العميل رفض و " إصالح هذه القنبلة؟

، و حين عاد أبو بالل إلى بيته في منطقة المغراقة " ، أصلحها في بيتك و سآخذها منك غدا أنا أخاف من القنابل " قال

كان لديه شعور بأن ذلك الشاب عميل للصهاينة ، فخرج إلى األحراش و حاول أن يفك الصاعق بخفة إال أنه شعر بأن

نها تفجرت بين يديه ، و نجى هللا عدنان من القنبلة على وشك االنفجار ، و بسرعة البرق حاول أن يلقيها بعيدا إال أ

، غادرة ، جبانة لكنه أصيب بأذى طفيف خالل تلك المحاولة حيث أن كفه اليمنى فقدت البنصر و ثالثةمحاولة اغتيال

. الوسطى

لك ما ما اكتشفه عدنان بعد ذلك أن العميل قد أحضر قنبلة إسرائيلية بصاعقين ، تنفجر بمجرد فك الصاعق األول و ذ

. حدث مع أبي بالل بالضبط و قد اختفى ذلك العميل بعد تلك الحادثة من المنطقة كلها

محاولة االغتيال الرابعة

دعا 11/1/1002كان عدنان مسرورا جدا بعد أن نجح في صنع أول صاروخ قسام و إطالقه بنجاح ، و في تاريخ

خر ابتكار له في مجال التصنيع فذهب مع ولده بالل إلى أحد عدنان أصدقاءه القادة إلى وليمة غداء و كي يريهم أ

األماكن بمنطقة المغراقة ، و لعب مع ابنه بالل هناك كرة قدم قبل أن يصل أي من الضيوف فكان مسرورا جدا حتى

ء ثم بدأوا جاء القائد محمد الضيف و القائد سعد العرابيد و القائد يوسف أبو هين إلى المكان و تناولوا طعام الغدا

بتجريب إطالق الصاروخ الذي نجح بفضل هللا فقرروا مغادرة المكان ، لكن عين الغدر و الخيانة كانت تترصدهم ،

. الصهاينة بذلك فقد تابعهم العمالء على ما يبدو و عرفوا ما يجري فأبلغوا

محمد الضيف و سعد العرابيد و يوسف أبو كان القائد الشهيد عدنان و ولده بالل يسيران في السيارة األولى أما القائد

يقوم بحراسة سيارة القادة أثناء سيرها ، و " نجل عدنان األكبر " هين يسيرون في السيارة الثانية ، و كان بالل

لسرعة بديهة بالل فقد أبدى شجاعة و حسن تصرف حين رأى طائرات االباتشي ترصد السيارة التي يستقلها مع والده

ده النزول من السيارة فيما بقي وحده ، و بالفعل نجح بالل فأطلقت الطائرة الصاروخ األول الذي لم فطلب من وال

يصب السيارة فنزل بالل بسرعة و احتمى بحائط و اصطدمت السيارة بعمود قابلهم ، فنزل القادة تحت الشجر ، و ما

جدار أحد المنازل و قد فدى والده و القادة بعد أن أطلقت الطائرة الصاروخ الثاني حتى كان بالل جثة متفحمة بجوار

: على ذلك تحدثت جميع الصحف العبرية و العربية ، فقالت. أن موه إلى الطائرة بسيارته التي يستقلها

تل أبيب تعترف بمحاولتها اغتيال القائد : العملية الفاشلة شاركت فيها كل طواقم العمل العسكري الصهيوني )

( الغول وتحقق في أسباب الفشل القسامي عدنان

أفادت تقارير عبرية أن وزير الجيش الصهيوني قرر إجراء تحقيق لمعرفة األسباب التي أدت إلى إخفاق محاولة

. في غزة، و تعهدت حركة حماس بأن ردها سيكون قويا ومدويا" حماس"اغتيال عدد من قادة الجناح العسكري لحركة

رواية الصهيونية وأكدت أن المستهدف هو الشهيد بالل الغول ولم يتأكد وجود الضيف علما أن حماس نفت هذه ال

.وعدنان الغول والعربيد في السيارة األخرى

وأشارت التقارير إلى أن دولة الكيان كانت تنظر إلى هذه العملية على أنها األهم في سلسلة االغتياالت التي تمارسها

.ي األراضي المحتلةضد رموز المقاومة الفلسطينية ف

والذي يعد من " المهندس"أخفقت في محاولة اغتيال عدنان الغول ( إسرائيل)العبرية أن " معاريف"وذكرت صحيفة

في فلسطين ، والذي قيل إنه كان أثناء محاولة االغتيال يستقل سيارة مع القيادي البارز " حماس"أبرز كوادر حركة

يامين بن العيزر بالتحقيق مع كبار ضباط أجهزته العسكرية واألمنية لمعرفة وسيقوم وزير الجيش بن. محمد ضيف

وكانت العملية الفاشلة قد أسفرت عن استشهاد بالل الغول نجل عدنان .األسباب التي أدت إلى إخفاق محاولة االغتيال

.2552ينتس في العام الغول وعلى ما يبدو إصابة سعد العربيد المسؤول عن مقتل الكولونيل الصهيوني مائير م

وأوضحت تقارير عبرية أن عملية اغتيال عدنان الغول كان من المقرر أن تشكل إنجازا كبيرا في مجمل سياسة

وعدنان الغول من كبار قادة الجناح العسكري ، ويعتبر الخبير األول . االغتياالت المركزة التي تمارسها دولة االحتالل

و مطلوب ألجهزة أمن العدو منذ خمس عشرة سنة ، ومع مضي الوقت تحول إلى هدف وه. في إعداد العبوات الناسفة

.منذ أخلت السلطة الفلسطينية سبيله من السجن مع بداية اندالع انتفاضة األقصى

وأفادت التقارير العبرية أن محاولة االغتيال التي دبرت بناء على معلومات استخبارية قدمها جهاز األمن الداخلي

وبالتنسيق مع سالح الجو الصهيوني أقرت من قبل جميع المستويات العسكرية الميدانية واألمنية برئاسة ( بيتشين )

.وقد وضع رئيس الوزراء آرائيل شارون في صورة التدبير والمصادقة على تنفيذ العملية. وزير الجيش نفسه

ن كانوا مع الغول في السيارة ومن ضمنهم على وفي هذا الصدد تدعي المصادر األمنية الصهيونية أن األشخاص الذي

وأصيب العرابيد . ما يبدو المسؤول عن مقتل الضابط اإلسرائيلي مائير مينتس، ويعتبر الذراع اليمنى لمحمد ضيف

بجراح بالغة، وفرضت األجهزة األمنية الفلسطينية تعتيما على هويته، ولم تسمح ألحد باالقتراب من المشفى الذي

.العالج يتلقى فيه

وتقول مصادر أمنية صهيونية إن السيارة الثانية التي كانت على ما يبدو تقل عدنان الغول ومحمد ضيف لم تتعرض

وبعد مضي وقت قصير تمكنت إحدى نقاط المراقبة التابعة للجيش من رصدهما، وهما يطلقان عدة قذائف . إلصابات

ف العملية الفاشلة بغالف من التعتيم أصدر الناطق باسم الجيش بيانا وفي محاولة منه لتغلي. هاون وينسحبان من الموقع

وجاء البيان العسكري الصهيوني على النحو التالي . مقتضبا أوضح فيه أن العملية نفذت ردا على إطالق قذائف الهاون

ة الصهيونية عن وجودهم في إطار محمد ضيف ومرافقيه ـ لم يكونوا المستهدفين بالذات وقد أبلغت القيادة العسكري:"

."فيما بعد

وقد كلفت مروحيتان صهيونيتان من نوع أباتشي بتعقب السيارتين . وقد نفذت العملية في حوالي الساعة السادسة مساء

وقامت الطائرتان بإطالق صاروخين أصابا . اللتين كانتا متجهتين شماال إلى مخيم البريج لالجئين وسط قطاع غزة

رتين التي كان بها بالل الغول نجل عدنان الغول وفي أعقاب إخفاق محاولة االغتيال ، أعرب عدد من بدقة إحدى السيا

كبار ضباط الجيش الصهيوني عن غضبهم الشديد عندما اتضح أنها لم تسفر عن إصابة عدنان الغول، وأكثر من ذلك

نا فرصة نادرة للنيل من شخص مسؤول أضع:" عندما قيل إن محمد ضيف كان في السيارة، وقال الضباط الصهاينة

."عن موت عشرات اليهود، وال يزال ضالعا في إعداد عمليات تفجيرية من المتوقع حدوثها في أقرب وقت

(حماس تؤكد أن المستهدف من عملية االغتيال أمس هو الشهيد الغول وتعد برد قريب وتشكك في رواية االحتالل)

أن ردها سيكون قويا على اغتيال الناشط فيها بالل الغول، وهو نجل أحد " حماس"أكدت حركة المقاومة اإلسالمية

.، وأن الرد قادم ال محالة"عز الدين القسام"قادة جناحها العسكري المعرف باسم كتائب

د وقال الدكتور الرنتيسي إن على الصهاينة أن يعلموا أنهم سيدفعون ثمن ما يقوم به شارون من حماقات، وأن الر

، مشيرا إلى أن مسلسل االغتياالت لن يتوقف إال إذا كان هناك رد قوي عليه، مشددا في الوقت نفسه على أن "قادم

.تأكيد على استمرار شارون في مسلسل اإلرهاب ضد الشعب الفلسطيني"عملية االغتيال هذه

السلطة و حماس في جنازة بالل الغول

الذي اغتالته مروحيات –عاما 18–س الشهيد القسامي بالل عدنان الغول فقد أفسدت أجهزة السلطة الفلسطينية عر

. صهيونية شمال مخيم البريج وسط قطاع غزة و أصابوا شابين من أنصار حركة حماس بعيارات نارية

و بدأت تحرشات جهاز األمن الوقائي بحركة حماس و استمرت عبر قيام مسلحين من الجهاز بالطواف في شوارع

ة عبر مكبرات الصوت بأن الشهيد الغول أحد شهداء األمن الوقائي رافضين التسليم بأنه عضو سري في كتائب المدين

. القسام و يمثل الذراع اليمنى لوالده المسجل أيضا في األمن الوقائي للتعمية على االحتالل

اعتدى عناصر حفظ النظام و فقد منعت عناصر األمن الوقائي و الشرطة أنصار حركة حماس من تشييع الشهيد و

التدخل السريع بالشرطة بالضرب على نحو عشرة شبان قبالة مستشفي الشفاء بالمدينة و منعوا سيارة حماس الخاصة

. بالميكروفون من متابعة نشاطها و كسروا رايات حماس و الرايات اإلسالمية

غزة بخالف ما أعلنته حماس عن تشييعه من المسجد و حمل عناصر الوقائي جثمان الشهيد الغول إلى مسجد الكتيبة ب

العمري الكبير بغزة و نظموا له جنازة عسكرية و منعوا أحدا من االقتراب من الجثمان ، و شارك أنصار حماس في

المسيرة فيما لوحظ وجود أمني كبير جدا في الجنازة من عناصر الشرطة و الوقائي و في وسط شارع عمر المختار

ات كالمية بين المشاركين و قام عناصر الوقائي و الشرطة باالعتداء بالهراوات و إطالق قنابل الغاز و حدثت مشاد

الصوت و العيارات النارية في الهواء و باتجاه أرجل المشاركين مما أدى إلى إصابة شابين على األقل أحدهما

. برصاص الدمدم المتفجر

ى مكان مجهول ويعتقد أنهم سيقومون بدفنه وحدهم و منع حركة حماس من و اختطف عناصر الوقائي جثمان الشهيد إل

. المشاركة في التشييع

و إثر الحادث قام أنصار حماس باالنسحاب من مسيرة التشييع التي فسدت بفعل األحداث عائدين إلى بيت عزاء الشهيد

. قائدهم عدنان الغول الذي أقامته الحركة في مخيم الشاطئ حاملين جراحهم على أكفهم من أجل

ما لم يحققه عدنان

لم راود عدنان الغول فأخبر زوجته به ، فقد قرر عدنان قبل استشهاد بالل بأسبوع واحد فقط أن يرسل ولده بالل في ح

عملية استشهادية ، و أخبر الزوجة بأنه ينتظر أية عملية مناسبة كي يرسله إليها ، لكن الجنة لم تنتظر ذلك حتى

ا بالل ، بل جاءت نحوه و استشهد بعد أن فدى والده ، فكانت نعم الشهادة التي حمى فيها والده قائد سالح يزوره

.الهندسة لكتائب القسام ، و خيرة رجال األمة جمعاء

كذلك حرم األب من تشييع جثمان فلذة كبده البكر بالل لدواع أمنية و لم يشارك في الجنازة أيضا إال أن ما هدأ من*

روعه قليال أنه ذهب ليلة استشهاده إلى مستشفى الشفاء و ألقى نظرة الوداع على ولده و هو ملقى في ثالجة الموتى

. فخرج و الدمع يمأل مقلتيه ، لقد كان وداعا من نوع خاص يحمل الحنين إلى االبن الذي فدى أباه و قادة المجاهدين

محاولة االغتيال الخامسة

فقد اقتحمت . هدمت قوات االحتالل اإلسرائيلي منزل القائد أبي بالل بعد أن حاصرته 1001/ 2/ 5في تاريخ

القوات اإلسرائيلية الخاصة المنزل في منتصف الليل في قرية المغراقة و داهمت المنزل و قامت بوضع المتفجرات

هناك لكنه و برعاية هللا و حوله قد غادر في أرجائه و من ثم تم نسفه ، علما بأن القائد عدنان كان ليلتها موجودا

. المكان قبل محاصرته بساعات

محاولة االغتيال السادسة

عاد المجاهد 1002في تمام الساعة الثالثة و خمسين دقيقة من فجر الجمعة ، السابع و العشرين من شهر حزيران

من الرباط على الثغور تلك الليلة ، فدخل المجاهد (ابن القائد عدنان ) القائد عمران الغول و ابن عمه محمد الغول

عمران إلى المنزل ، و خرج المجاهد محمد ليتوضأ لصالة الفجر فشعر بوقع أقدام داخل البيارة ، فاكتشف أنهم

الصهاينة على بوابة البيارة فاشتبك معهم بمسدسه الشخصي ليفرغ رصاصه ثم يستشهد ، وعندما سمع القائد عمران

ق الرصاص و القنابل استعد للمواجهة ، وعندما اقتربت مجموعة من الجنود فجر فيهم عبوتين انتشاريتين صوت إطال

كيلو جراما ، فوقع عدد كبير من الصهاينة مضرجين بدمائهم ، ثم بدأ عمران بإطالق 29زنة كل واحدة منهما

قه محمود فتركه الصهاينة ينزف فترة الرصاص من سالحه الرشاش حتى استشهد ، و أصيب في هذه األثناء شقي

طويلة قبل أن يتم اعتقاله و بعد استشهاد المجاهدين عمران و محمد تقدمت دبابة من جهة الغرب أطلق عليها مجاهدو

أعطبها وأعاق حركتها ، بعد ذلك توجهت القوة الصهيونية إلى بيت المجاهد زكريا ( ابن ) كتائب القسام صاروخ

. معهم و استشهد ، كذلك أصيب شقيقه أكرم و اعتقل الصهاينة والده و شقيقه األصغرالصعيدي فاشتبك

و بعد انتهاء المعركة و انسحاب قوات العدو الصهيوني وجد مجاهدو كتائب الشهيد عز الدين القسام بقايا من أشالء

حى بين الجنود المغتصبين ، و قد الجنود الصهاينة و جعبا عسكرية و رصاصا مما يدل على كثرة عدد القتلى و الجر

اعترف الصهاينة بمقتل الرقيب أول أريز أشكينازي و إصابة آخر مخفين باقي خسائرهم التي تقدر بأكثر من سبعة

. قتلى في تلك العملية

محاولة االغتيال السابعة

على القائد عدنان الغول أثناء سيره قام أحد العمالء الذين باعوا دينهم للشيطان بإطالق النار ليال 1002في بداية عام

في أحد شوارع مخيم الشاطئ الفرعية ، لكن هللا سلم القائد من تلك المحاولة التي كادت تقضي عليه لعدم وجود أي أحد

بالمكان ، و قد اختفى عدنان لحظتها بعد أن اتصل بأفراد كتائب القسام الذين حلقوا حول المكان بحثا عن ذلك العميل

.نه كان قد فر بسرعة البرق دون أن يترك أي أثر لمكانهلك

محاولة االغتيال الثامنة

، كان االجتماع قد انتهى في منزل الدكتور 9/5/1002من بعد ظهر يوم السبت الموافق 2:00في حوالي الساعة

ة االنفجار أيقظتهم من كانوا جميعا مسرورين يتمازحون ، لكن قو . مروان أبو راس و تناول القادة طعام الغداء

ضحكهم ، فقد قصفت القوات اإلسرائيلية منزل الدكتور مروان بعد وشاية وشى بها أحد العمالء عن وجود قادة

الحركة السياسية و العسكرية في ذلك المكان الذي أطلقت عليه طائرة حربية تابعة لقوات االحتالل صاروخا واحدا

سكني الذي يقع في حي الدرج وسط مدينة غزة ، وقد دمر الصاروخ الطابق الثالث أصاب الطابق الثالث من المبنى ال

كما أصيب . بالكامل، فيما لحقت أضرار جسيمة ببقية المبنى الذي اشتعلت فيه النيران ، غير أن الجميع أصيب بجراح

. أبو راس بشظايا في الساقين ، و قد نجا هللا القادة جميعا . د

أن الشيخ أحمد ياسين متعب قليال لذلك طلب من الدكتور مروان أن يكون االجتماع في الطابق لقد كان حسن حظهم

و حين حدث القصف خرج . السفلي بالرغم من أنهم كانوا قد اجتمعوا اكثر من مرة في الطابق العلوي الذي تم قصفه

، و كان وجه القائد عدنان كما البقية الجميع مسرعين مهرولين بسهولة رغم أنهم اصطدموا بأسالك و حديد و حجارة

يمتلئ بالغبار و قد جرح أثناء فراره ، و قد اختفوا جميعا بعد ذلك االنفجار ، مع العلم أن االجتماع كان يحضره الشيخ

. و حفظ هللا المجاهدين جميعا . القائد أحمد ياسين و الشيخ إسماعيل هنية و القائد محمد الضيف و القائد أبو بالل

الفصل الثاني عشر

االغتيال

دعا عدنان جميع أفراد عائلته 1002/ 20/ 12هـ ، الموافق 2219في صبيحة يوم الخميس السابع من رمضان

إلى طعام اإلفطار و كان متلهفا لرؤية أحفاده و بناته ، فمكث في منزله بمنطقة التفاح بجوار مسجد المحطة ، و في

ظ عدنان أن المجاهد عماد عباس يضع سيارته في المنطقة قريبا من منزله ، فأرسل ولده محمود إلى تلك اللحظات الح

. عماد كي يخبره بأن يبعد السيارة عن المكان

وبعد صالة قيام ليلة الثامن من رمضان جلس القائد عدنان الغول مع زوجته وأبنائه الصغار وزوجي ابنتيه ، وبعد أن

حبتهم صالة العشاء وصالة التراويح عشرين ركعة ، جلس ينتظر حتى تغادر الطائرات أفطر معهم وصلى بص

الصهيونية سماء المنطقة التي كانت تحلق في األجواء ليخرج لمواصلة جهاده ، ولكن صوت طائرة االستطالع

صة حتى ال يتعرضا كان يرتفع أكثر فأكثر، فطلب من زوجي ابنتيه أال يغادرا المنزل بسيارتهما الخا( الزنانة )

و جلس أبو بالل بجوار زوجته وكان يرمقها بنظرات غريبة لم تره من قبل ينظر إليها كذلك طوال فترة . لالغتيال

.. دعيني انظر إليك فربما: لماذا تنظر إلي هكذا ؟ فرد عليها قائال : عاما ، فسألته أم بالل 12زواجهما التي استمرت

لقد مللت الحياة واشتقت للشهادة ، لقد طالت حياة المطاردة ، ولم يبق لي صاحب ، فجميع - : وسكت قليال ثم أكمل..

ثم غادر المنزل و زوجته ترجوه أال يغادر ..من كان معي سبقني إلى الشهادة حتى بالل ومحمد ، أريد أن ألحق بهم

ليه من أعمال عسكرية ، خاصة أنه لم فالسماء ملبدة بطائرات االستطالع لكنه أصر على أن يخرج حتى يكمل ما ع

و ما أن خرج حتى دب الرعب في نفس الزوجة التي قررت االتصال .. يتمكن من الخروج من المنزل منذ يومين

بزوجها عن طريق الهاتف المحمول ، و في خالل الحديث كانت الزوجة تدعو الزوج إلى االختباء و التخفي من

ت انفجار هائل ، وما هي إال دقائق معدودة وكان الشهيد عدنان الغول قد التحق الشوارع حتى انقطع االتصال بصو

بكوكبة الشهداء وحقق هللا له أمنيته ليلحق بقائديه الشيخ أحمد ياسين وصالح شحادة وولديه محمد وبالل بعد حياة

صعب في البداية التعرف عاما ، و قد وصل إلى المستشفى أشالء متفحمة بحيث 12مسطرة بنور الجهاد ألكثر من

خالل ذلك بدأت أصوات المساجد ترتفع و بدأت الدنيا تتغير ، فقد كانت القوات اإلسرائيلية قد . على هوية القائد عدنان

اغتالت أخيرا القائدين القساميين عدنان الغول وعماد عباس في القصف الصهيوني الذي استهدف سيارتهما نحو

كانت تسير السيارة التي كانا يستقالنها في شارع يافا وسط مدينة غزة و قد أسفر ذلك عن الساعة التاسعة مساء حيث

استشهاد القائدين وإصابة عدد آخر من المواطنين ، فقد كانت طائرات االستطالع الصهيونية هي التي قصفت السيارة

. سفر عن تحطيمها واحتراقها بشكل كاملالتي يستقلها القائد عدنان و رفيق دربة القائد عماد عباس بصاروخين مما أ

في تلك األثناء علت أصوات المساجد و بدأت تذيع الخبر بحزن و أسى و صار الكثير من الناس يبكون لما لهذا القائد

من مكانة في قلوب الفلسطينيين ، و خرجت مسيرات عفوية من كل مكان في قطاع غزة و الضفة الغربية و بدأت

اديو الفلسطينية تذيع الخبر بحزن و أسى بعدما تأكد للجميع أن الشهيد هو الرجل الثاني في كتائب إذاعات محطات الر

و بدأت . الذراع العسكري لحركة المقاومة اإلسالمية حماس ، القائد الكبير عدنان الغول " عز الدين القسام"الشهيد

كما و بدأت " أبو بالل " ائد القسامي الكبير عدنان الغول الجموع تطلق النار في الهواء ، وتطالب باالنتقام الغتيال الق

. اإلذاعات اإلسرائيلية تنشر الخبر بفرح و ابتهاج كبيرين

و قد أكد لحظتها سامي أبو زهري الناطق اإلعالمي باسم حركة المقاومة اإلسالمية نبأ استشهاد المجاهدين القساميين

يد القسامي القائد عماد عباس وأضاف أبو زهري بأن الشهداء ليسوا خسارة ، القائد الكبير عدنان الغول و مرافقه الشه

وأوضح سامي أبو زهري أن . بل هم مكسب لقضيتنا ولمقاومتنا ، هذه المقاومة التي تزكي الطريق بهذه الدماء الذكية

لقادة يؤكد على أن المقاومة دماء الشهداء تزيد الشعب الفلسطيني أمال على االستمرار في هذا الطريق وأن استهداف ا

وأوضح أبو زهري في ذلك أن اغتيال قادة كتائب القسام يؤكد أن . هي الطريق الصحيح لمحاربة الصهاينة المحتلين

كتائب القسام تؤذي هذا العدو الصهيوني الغاصب وأن رد حماس على ذلك هو مواصلة المقاومة في وجه العدوان و

وأضاف أيضا بأن حماس عودت الشعب الفلسطيني . هذا يزيد الشعب إصرارا وثباتا هو االلتفاف حول المقاومة ف

المرابط و األمة العربية و اإلسالمية بأنها حركة ولودة فهي تفقد المزيد من أبنائها وقادتها لكنها قادرة وفاعلة على

هد أحمد ياسين إال أنها ازدادت قوة صناعة القادة وبشكل كبير جدا فقد فقدت خيرة قادتها وفي مقدمتهم الشيخ المجا

وهذا العدو . وفاعلية و قال أنه ال قلق هناك على مستقبل القوة والمقاومة فالشهداء هم مكسب الشعب و مقاومته

غروره يعميه عن الحقيقة فاستهداف القادة يزيد يقين رجال القسام أن الطريق الصحيح والناجح فهو طريق هؤالء

. اليوم تلتف حول خيار المقاومة ونهج هؤالء الشهداء فالمستقبل لألمة المسلمة و للمقاومةالقادة و كل األمة

والشهيد عماد عباس الشهيد عدنان الغول

الفصل الثالث عشر

دفن القائد

" ن عدنا"خرج عشرات اآلالف من سكان قطاع غزة لوداع القائد الكبير و الرجل الثاني في كتائب القسام يحيى

أحد القادة البارزين في كتائب القسام ( عاما 22)من قرية هربيا و الشهيد عماد عباس ( عاما 29)محمود جابر الغول

، وانطلق الموكب الجنائزي من مشفى الشفاء بمدينة غزة ومن " حماس"الذراع العسكري لحركة المقاومة اإلسالمية

. نظرة األخيرة عليهما قبل الصالة عليهما في المسجد العمري الكبيرمن اجل إلقاء ال" منزلي الشهيدين"ثم اتجه إلى

والعشرات من المسلحين الذين أطلقوا النار في الهواء وهم يتوعدون بالرد القاسي " حماس"وتقدم عدد من قادة حركة

عشرات و قد توافدت الجماهير منذ الصباح و حضرت. و المؤلم و بالعمليات النوعية و الصواريخ المزلزلة

المسيرات من مساجد قطاع غزة إلى المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة، حيث أديت صالة الجنازة هناك بعد

صالة الجمعة على جثماني الشهيدين القائدين عدنان الغول و عماد عباس، ومن ثم انطلقت الجنازة وقد حمل جثمانا

ألف مشيع ، بينهم عدد من المسلحين من كافة 190ما يزيد عن الشهيدين على أكتاف المشيعين الذين قدر عددهم ب

الفصائل الذين أطلقوا النار في الهواء إكراما وتقديرا للشهيد الغول، الذي يحظى بعالقات طيبة مع الجميع ونقل خبرته

.لبقية الفصائل العسكرية

ة االغتياالت الصهيونية والتحليق الدائم وعلى الرغم من الظروف األمنية الصعبة التي يعيشها القطاع بفعل سياس

في سماء القطاع، إال أن قيادة حركة حماس أبت إال أن تشارك في جنازة (( األباتشي))والمكثف لطائرات االستطالع و

القائدين الكبيرين عدنان الغول وعماد عباس، حيث شارك عدد من قيادات الحركة على رأسهم األستاذ إسماعيل هنية

دة السياسية لحماس، ووصف هنية الشهيد القائد بأنه كان مشروع جهاد ومقاومة وحده، منذ أن التحق بركب عضو القيا

حركة حماس ، مشيرا إلى أنه كان يمتلئ حماسا وحبا للجهاد وحبا للكفاح المسلح، وأنه من أوائل من امتشق البندقية

.وجاب في شوارع غزة وخارجها في الدول العربية

إن الغول عاد إلى أرض الوطن ليكمل المسيرة وليحمل الراية في سبيل هللا، وليكون أحد قواعد البناء : ))هنيةوأضاف

، وال يستطع أحد أن ينكر هذا الدور العظيم له في إطار التصنيع وفي (حماس)في داخل حركة المقاومة اإلسالمية

((.يني الكثيرتطوير وسائل المقاومة وقدم لهذه الحركة وللشعب الفلسط

نعم فقدنا القائد الكبير عدنان الغول وال شك أنه خسارة لحماس وللشعب الفلسطيني ولألمة العربية، ولكن : ))وقال

..((حسبنا أنه ارتقى إلى هللا شهيدا، وترك من بعده جيشا جهاديا كبيرا وجيال آمن بما آمن به عدنان

ة المهيبة إن الشعب الفلسطيني واألمة العربية واإلسالمية قدمت اثنين من وقال الشيخ إسماعيل هنية أثناء الجناز

.الشهداء والقادة العظام

كذلك فقد أكد مشير المصري الناطق اإلعالمي باسم حركة المقاومة اإلسالمية حماس في قطاع غزة أثناء تشييع

هي جريمة جديدة تضاف إلى مسلسل الجرائم التي ( أبو بالل)الجنازة أن اغتيال القائد القسامي الكبير عدنان الغول

نؤكد أن أمثال هذه الجرائم ال يمكن أن "يرتكبها الصهاينة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني ، وأضاف مشير المصري قائال

مار تمر دون عقاب قاس وال يمكن أن يقف شعبنا بأيد مكتوفة أمام هذه الجرائم مشيرا إلى أن شارون يجر شعبه إلى الد

وأوضح الناطق باسم . عبر هذه الجرائم فشعبنا مستعد لتقديم األرواح والمال من اجل نصرة المقاومة وتحرير فلسطين

قادة المقاومة ال " حركة حماس أن العدو الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه فالمقاومة ما زالت قوية وفاعلة وأضاف

" سنقاتلهم وسيكون الرد مؤلما . ا الطريق طريق المقاومة حتى النصريمكن أن ننساهم ودماء شهدائنا هي التي تعبد لن

وأضاف المصري أن هذا هو خيار الشعب الفلسطيني وهذا هو نهجه فلن يتوقف عن مسيرة المقاومة فهذه هي حرب

ال يمكن مفتوحة وسيعلم العدو الصهيوني عندما يري الرد القسامي القاسي أن الشعب الفلسطيني مستعد للتضحية وانه

.أن يرفع الرايات البيضاء مهما تعاظمت التضحيات

و قد شاركت الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية كذلك في مسيرات جماهيرية حاشدة للتنديد باغتيال أحد أبرز قادة

.المقاومة الفلسطينية الشهيد القائد عدنان الغول

*****

: الت فيهو قد أصدرت كتائب القسام بيانا عسكريا ق

كتائب القسام تزف القائد

وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل هللا وما ضعفوا وما استكانوا وهللا يحب )

( الصابرين

بيان عسكري صادر عن

كتائب الشهيد عز الدين القسام

قائد جديد يترجل والموت لألعداء قادم

أن خرج مئات المهندسين القساميينرحيل كبير المهندسين بعد

..يا جماهير شعبنا الفلسطيني المجاهد.. يا جماهير أمتنا العربية واإلسالمية

ال تزال الدماء القسامية الطاهرة تروي أرض فلسطين المباركة ، وال يزال المجاهدون األبطال يتوافدون إلى جنان هللا

كية ، يعبدون الطريق بأشالئهم ، يزرعونها صبرا واحتسابا و يروونها مضرجين بدمائهم، تفوح منهم رائحة المسك الز

تزف كتائب الشهيد عز الدين القسام اثنين من . بالدماء الطاهرة الزكية لتنبت بعد ذلك نصرا وتمكينا بإذن هللا تعالى

لهم عزيمة وال تكسر لهم شوكة وإن قادتها الميامين الذين أفنوا سني أعمارهم جهدا وجهادا ، ال تلين لهم قناة وال تهن

: امتد جهادهم عبر السنين

(أبو بالل)محمود جابر الغول ( عدنان)يحيى / الشهيد القسامي القائد

عاما من منطقة المغراقة 46

أحد القيادات القسامية الكبيرة وكبير مهندسي تصنيع المتفجرات في كتائب القسام خالل انتفاضة األقصى وما قبلها

ر فيها مع إخوانه في كتائب القسام الصناعات العسكرية ونفذ العديد من المشاريع في مجال التصنيع كان آخرها طو

.قاذف الياسين المضاد للدروع

عاما مسطرا أسطورة تاريخية من الصمود في وجه االحتالل 21والمطارد لقوات االحتالل الصهيونية لما يزيد على

.نائه شهداء في أكثر من محاولة الغتياله واعتقال ابنه الثالثبعد أن قدم اثنين من أب

(أبو أحمد)عماد محمود عيد عباس / والشهيد القسامي القائد

عاما من حي الدرج 31

بعد أن قدما تاريخا مشرفا في الجهاد والمقاومة ، واللذين استشهدا في قصف صاروخي غادر من إحدى طائرات العدو

هـ 2219شم للسيارة التي كانا يستقالنها في مدينة غزة مساء اليوم الخميس السابع من رمضان الصهيوني الغا

.م21/10/2004

إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام نؤكد أن المئات من مهندسي القسام سيواصلون الدرب من خلف قائدهم ونطمئن

تتأثر برحيل القائد الكبير الذي خرج مئات االستشهاديين شعبنا وأمتنا أن الصناعات العسكرية لدى كتائب القسام لن

وبأن خسارة شعبنا والمقاومة في القائدين يحيى الغول وعماد . وقدم عشرات المشاريع في تطوير األسلحة القسامية

عباس كبيرة ولكن طريق الجهاد والمقاومة بحاجة إلى تضحيات وستكون هذه الدماء الزكية هي ضريبة النصر

.مكين بإذن هللا تعالى وعزاؤنا أن الشهيد خلف من بعده تراثا عسكريا كبيرا سيتواصل وسيستمر بإذن هللاوالت

ونؤكد بأن العدو الصهيوني الغاشم قد ارتكب حماقة عظيمة باغتياله لقادتنا القساميين، وسيعرف مدى حماقته في

.الوقت المناسب وبالكيفية المناسبة

ي منقلب ينقلبونوسيعلم الذين ظلموا أ

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد

كتائب الشهيد عز الدين القسام

هـ 2219رمضان 07الخميس

م12/20/1002الموافق

الفصل الرابع عشر

ردود األفعال

الجانب اإلسرائيلي :

فبعد عشرين عاما من المطاردة والمالحقة، لم دولة الكيان الصهيوني تنفست الصعداء بعد أن نالت من القائد الغول ،

فوسائل اإلعالم .تأل خاللها حكومات االحتالل المتعاقبة جهدا وال وسيلة إال واتبعتها من أجل إنهاء حياة هذا الرجل

لغول الصهيونية كانت أول من أعلن خبر اغتيال المطلوب األقدم واألكثر أهمية في األراضي الفلسطينية القائد عدنان ا

، ففي الوقت الذي تضاربت الروايات الفلسطينية في اللحظات األولى لعملية االغتيال حول هوية المستهدفين بسبب

. تفحم جثتيهما، أعلنت إذاعة الجيش الصهيوني أن المستهدف هو عدنان الغول العدو التاريخي لقوات االحتالل

ها أكبر وأقسى ضربة تلقتها حماس خالل السنوات الماضية ووصف بعض المحللين الصهاينة عملية اغتيال الغول بأن

(( يديعوت أحرونوت))بعد اغتيال القائدين الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي ، غير أن صحيفة

.وصفت تصفية الغول بأنها ضربة أشد بكثير لحماس من تصفية الرنتيسي وياسين

صهيوني نجح أخيرا وبعد مطاردة مضنية وشاقة في تصفية الغول وهو أن الجيش ال(( معاريف))وذكرت صحيفة

. نائب محمد ضيف قائد الذراع العسكرية لحماس، والذي كان مسؤوال عن تطوير وإنتاج صواريخ القسام

و قد اعتبرته إسرائيل بأنه خبير متفجرات من طراز فريد ، أعد صواريخ القسام التي يطلقها القساميون على

كذلك اعترفت بأنه أحد . و حملته إسرائيل مسؤولية عدد كبير من الهجمات ضد إسرائيل . وطنات اإلسرائيلية المست

المؤسسين الرئيسيين لكتائب القسام و أنه قد تعرض لعدة محاوالت اغتيال في السنوات الماضية ، كذلك اعتبرته

انينيات ، و قد فقد اثنين من أبنائه في عمليات إسرائيلية األجهزة اإلسرائيلية بأنه أقدم المطلوبين إلسرائيل منذ الثم

خالل اقتحام 1001خالل محاولة اغتيال والده عدنان ، ومحمد وابن عمه في 1002سابقة وهما بالل الذي قتل في

.الجيش اإلسرائيلي لمنزل الغول الذي دمر كليا في منطقة المغراقة

مواطن إسرائيلي و قتل فيكتور ارجوان أحد قادة جهاز الشاباك 290قتل كذلك حملت إسرائيل عدنان الغول مسؤولية

كما و حملته . و رون طال قائد الشرطة العسكرية اإلسرائيلية في غزة و عدد كبير من المتعاونين معها من العمالء

. مسؤولية صناعة صواريخ القسام و إنشاء عالقات متميزة مع حزب هللا

حركة حماس :

ة حماس برد قوي و قاس فقد شرعت في إطالق صواريخ القسام فور عملية االغتيال للتأكيد بأن دماء توعدت حرك

الغول لن تذهب هدرا و بأن اليهود أصبحوا مستهدفين في كل بقعة من بقاع أرضنا المحتلة فردا على جريمة االغتيال

قسام وقذائف الهاون، حيث وصل عدد الصواريخ قام جند القسام بإمطار المغتصبات الصهيونية بعشرات صواريخ ال

نفيه ))و(( ناحل العوز))و(( وإيلي سيناي(( غوش قطيف))و ((سديروت))والقذائف التي سقطت على مغتصبات

وغيرها من المغتصبات إلى ما يزيد عن ثمانين قذيفة وصاروخا خالل نبأ استشهاد القائد ، (( كفار داروم))و(( ديكاليم

ت حالة من الرعب والهلع في صفوف المستوطنين و أعلنت سلطات االحتالل حالة االستنفار القصوى حينذاك انتشر

.في جميع المدن و المستوطنات الصهيونية

فيما قالت كتائب القسام على لسان أبي عبيدة المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام أن عدنان ترك بصمات كبيرة

لون الطريق من بعده و هم على أهبة االستعداد أن يخلفوا قائدهم ، و أضاف أبو وخرج مئات المهندسين الذين سيواص

عبيدة بأن أبا بالل هو كبير المهندسين و العقل المدبر لمئات العمليات العسكرية التي كان آخرها قاذف الياسين و الذي

. أثبت فعاليته في االجتياح اإلسرائيلي لمخيم جباليا

عشرون عاما ما ذاق طعما للراحة ، و ما ألقى السالح و لطالما " فه للقائد عدنان الغول في وص عبيدةو قال أبو

تعرض لمحاوالت اغتيال ، هذا الرجل الذي عرفت بيارات المغراقة آثاره و هو يطارد االحتالل ، و الذي كان يصنع

. من ال شيء عبوات متفجرة تنفجر في وجه أعداء هللا تعالى

اطمئنوا فذاك الشهيد البطل قد أرسى قواعد التصنيع العسكري و ترك " مخاطبا الشعب الفلسطيني دةعبيو أضاف أبو

هذا الشهيد الذي كان يقول أغرقوا القطاع بقذائف الـ آر بي " و تابع " مؤسسة تقوم بأمر هللا تعالى و هو راض عنها

. " حتى نتصدى لقوات االحتالل" جي

التنظيمات األخرى :

في قطاع غزة القياديين في كتائب الشهيد عز الدين القسام ، الذراع العسكري لحركة المقاومة " فتح"نعت حركة فقد

.، قتلتهما قوات االحتالل بقصف سيارتهما" حماس"اإلسالمية

يال استشهدا إثر عملية اغت: "إن الشهيدين عدنان الغول و مرافقه عماد عباس " فتح"و قال بيان صادر عن حركة

بقصف سيارتهما بصاروخ من ( م12/20/1002)مساء الخميس ( اإلسرائيلي )بشعة ، نفذتها قوات جيش االحتالل

و األخوة في حركة "و ذكر البيان أن الحركة تشاطر عائلتي الشهيدين " . في مدينة غزة( إسرائيلية)طائرة حربية

مشاعر األخوية و الوطنية باستشهادهما ، سائلين المولى عز و حماس و كتائب الشهيد عز الدين القسام أصدق و أحر ال

.. "جل أن يسكنهما فسيح جناته مع الشهداء و الصديقين و األنبياء و حسن أولئك رفيقا

من مغبة "، و حذرتها " كامل المسؤولية ( اإلسرائيلية)الحكومة "و حملت " جريمة االغتيال البشعة" : "فتح"و أدانت

. "ج الخطيرة المترتبة عنها ، و مواصلة اغتيال القيادات و الكوادر النضالية الفلسطينيةالنتائ

بهذه الممارسات اإلرهابية ، و جرائم الحرب البشعة ، تمعن و تهدف إلى إبقاء المنطقة : "و قالت إن حكومة االحتالل

من دوامة العنف و العنف المضاد ، و خطر في دائرة الصراع ، و تقويض أية تحركات و مبادرات سياسية إلخراجها

. ، كما جاء في البيان" الرسمي المنظم( اإلسرائيلي )إرهاب الدولة

كذلك شرعت باقي التنظيمات الفلسطينية بالرد على اغتيال القائد الغول و أصدرت عدة بيانات عسكرية ضمن التأكيد

و الجبهة الديمقراطية و سرايا القدس و كتائب الشهيد أحمد أبو على الثأر لدماء الغول فقد أصدرت الجبهة الشعبية

الريش عدة بيانات نعت فيها القائد الغول و أعلنت حالة الرعب في صفوف االحتالل و أطلقت عدة صواريخ على

. المستوطنات الجاثمة على أرضنا المغتصبة

على جريمة االغتيال و قال أحد عناصر المقاومة كما هددت لجان المقاومة الشعبية إسرائيل بأن الرد سيكون سريعا

على شارون و أركان جيشه أن ينتظروا رد كتائب القسام و المقاومة الشعبية ، و عملياتنا " لوكالة فرانس برس

" العسكرية و االستشهادية قريبة جدا

السلطة الفلسطينية :

قائد عدنان الغول و قالت على لسان صائب عريقات وزير أدانت السلطة الفلسطينية الغارة الغاشمة على الشهيد ال

إن عملية االغتيال إنما : " ثم تابع " ندين هذا القصف و عملية االغتيال" شؤون المفاوضات لوكالة فرانس برس

تعكس مدى إصرار الحكومة اإلسرائيلية على استمرار اللجوء إلى الحلول العسكرية بدال من المفاوضات ، و تصعيد

. " لوضع المتردي أصال إلحباط أي جهد أو تحرك إلنقاذ عملية السالما

الفصل الخامس عشر

الصحف المحلية تقول

الشهيد المطارد الذي استطاع أن يطور المقاومة الفلسطينية من خالل تصنيع " أبو بالل " القائد الكبير عدنان الغول

لمفروض على الجهاد الفلسطيني، وشح السالح الذي يقاومون به أقوى ترسانة أسلحة أسلحتها محليا في ظل الحصار ا

.في الشرق األوسط

صاحب الحقيبة

بدأ عدنان عمله في إعداد وتصنيع السالح من الصفر، ومن أول تجربة أجراها كان لديه إصرار غير عادي على أن

.يا المجاهدين حامال حقيبتهبكل تواضع كان يتحرك بين خال... تمتلك المقاومة السالح

كان يضع : "يقول عن حقيبة المهندس التي لم تكن تفارقه.. من أوائل الذين عملوا مع الشهيد عدنان الغول (.ع. م)

م كان رحمه هللا يحرص 2511منذ بداية عالقتي به عام : "ويضيف". فيها دائما ساعة فحص وأسالكا وأدوات كهربية

كان شعلة نشاط ال تكل، وبدأ يذيع صيته في صفوف الخاليا التي يتعامل معها حتى .. يعرفهعلى تدريبنا على ما

."أصبح المرجعية في مجال التصنيع والسالح في كتائب القسام بل مرجعية المقاومة الفلسطينية فيما بعد

ول قنبلة يدوية حيث اجتهد في النقلة النوعية في مجال السالح التي تمكن الشهيد الغول من تحقيقها كانت في إعداد أ

ورغم شح وضعف اإلمكانات المتوافرة إال أنه . التي كان يضعها في كأس حتى تأخذ شكل القنبلة TNTتشكيل مادة ال

.تمكن من تصنيع عدد من القنابل

عد ذلك، وأبو بالل القنابل اليدوية كانت بمثابة البذرة لكافة األسلحة المصنعة محليا ب: "أحد مقاتلي كتائب القسام قال

كان أول من أقام مصنعا إلنتاج القنابل اليدوية التي عمل على تطويرها في وقت الحق بشكل فني وحرفي جعل إنتاج

."حماس من القنابل اليدوية يضاهي األنواع األخرى من القنابل المعروفة

األنيرجا، حيث أجرى تجارب لهذا السالح من األسلحة التي عمل عليها من البداية قذائف : "وأضاف المجاهد القسامي

."قبل انتفاضة األقصى واستطاع أن ينتج منه الحقا آالف القذائف

أبو صواريخ القسام

انطلق بعد ذلك في تصنيع السالح فانتقل إلى تصنيع قذائف الهاون ثم عمل على " أبو بالل"الشهيد عدنان الغول

خ البنا، ثم انتقل إلى محطة في غاية األهمية في سيرته الجهادية من مشاريع القذائف المضادة للدروع فصنع صارو

وقد جد في تحسين قدراتها ". أبو صواريخ القسام"خالل تصنيع صواريخ القسام على مختلف مداها؛ حيث استحق لقب

ينة التي كانت خالل العامين األخيرين وتفادي األخطار التي يمكن أن تصيب المجاهدين، والمتمثلة في طائرات الصها

تستهدفهم، وبعدما كان يتم اإلطالق عن طريق الدائرة الكهربية التقليدية من خالل السلك تمكن الشهيد أبو بالل من

حيث يتم تحديد وقت اإلطالق وينصرف المقاومون من المكان، وبهذا ال " التوقيت"تحويل الدائرة للعمل من خالل

.تتمكن الطائرات من اصطيادهم

" البتار"أبو بالل عمله في مجال الصواريخ ولكن في اتجاه القذائف المضادة للدروع، فتمكن من تصنيع ثم واصل

.الذي استخدمه المقاتلون في االجتياحات وحقق نتائج جيدة في مواجهة قوات االحتالل

ن للعدوان أما آخر المشاريع التي تمكن من إنجازها قبل استشهاده وظهرت بشكل متميز في تصدي المجاهدي

فكان هذا السالح فعاال في " 1آر بي جي"، وهو مأخوذ عن فكرة "الياسين"الصهيوني على شمال القطاع فهو سالح

المعركة، ومكن المجاهدين من خوض اشتباكات ومعارك مع آليات االحتالل أعطبت العديد منها، وينقل أحد

أما المشروع الطموح الذي كان يعد ". قطاع غزة بهذا السالحلن يهدأ له بال حتى يغرق "المجاهدين عن أبي بالل أنه

له قبل استشهاده فكان اإلعداد لمشروع الصاروخ المضاد للطائرات، وهو ما لم يتمكن من إتمامه؛ حيث كان مصمما

.على تصنيع سالح يواجه هذه الطائرات

احد في عمله معناه الموت، وقد أصيب بالفعل في الشهيد عدنان كان دائما قريبا من الخطر والشهادة؛ ألن الخطأ الو

. إحدى تجاربه

المرجعية التصنيعية

التي صنع سالحها ووصلت لمختلف الفصائل والمقاتلين، كما " أبو انتفاضة األقصى"أطلقوا على الشهيد الغول أيضا

."نع من الرمل متفجراتأبو بالل يستطيع أن يص"اشتهرت وانتشرت مقولة في أوساط مجاهدي كتائب القسام أن

لقد كان المرجعية األولى في مجال الهندسة والتصنيع؛ حيث ترك خلفه مؤسسة من مئات المهندسين في التصنيع

إن الشهيد القائد عدنان الغول ترك : "وحول ذلك يقول أبو عبيدة القائد في كتائب الشهيد عز الدين القسام. العسكري

المهندسين الذي سيواصلون الطريق من بعده وهم على أهبة االستعداد أن يخلفوا بصمات كبيرة وخرج المئات من

الشهيد أبو بالل هو كبير المهندسين القساميين وهو العقل المدبر الذي يقف وراء : "وأضاف أبو عبيدة". قائدهم

رد العدوان األخير عشرات المشاريع العسكرية التي كان آخرها قاذف الياسين وهو سالح مضاد للدروع استخدم في

."على شمال قطاع غزة وأثبت فعاليته

فلسطين تودع عدنان

وجناحها العسكري كتائب القسام بل والشعب الفلسطيني ( حماس)ما من شك أن خسارة حركة المقاومة اإلسالمية

، كيف ال ( عاما 29)الغول ( عدنان)بأكمله كبيرة وقاسية بفقدان القائد القسامي وكبير المهندسين القساميين يحيي

والغول وباعتراف العدو الصهيوني هو واحد من أبرز القيادات العسكرية للشعب الفلسطيني على مدار سني المقاومة

جاهد ولم يتخاذل في زمن ... بنى ولم يهدم.. الفلسطينية، واألب الروحي للمقاومة الفلسطينية جمعاء، وحد ولم يفرق

.كثر فيه المتخاذلون

أكتوبر الماضي رحلة من العمر امتدت لستة /الغول اختتم باستشهاده في الحادي والعشرين من تشرين األوليحيى

وأربعين عاما، منها عشرون عاما من الجهاد والمقاومة والمطاردة، كان خاللها مطلوبا لقوات االحتالل الصهيوني

اغتيال، غير أن هللا سبحانه كان في كل مرة يخذل التي طاردته من مدينة إلى أخرى، تعرض خاللها لعدة محاوالت

عدوه وينصر أولياءه، بأن يسلم القائد يحيى ليكون ذخرا للمقاومة الفلسطينية جمعاء، وأبا روحيا للتصنيع العسكري

.المعتمد أساسا على الخبرة والفطنة والذكاء

القسام تنعي عدنان

زفت في بيان لها استشهاد ( حماس)اح العسكري لحركة المقاومة اإلسالمية الجن(( كتائب الشهيد عز الدين القسام ))

محمود (عدنان)اثنين من قادتها الميامين الذين أفنوا سني حياتهم جهدا وجهادا، وزفت في بيانها القائد الكبير يحيى ))

صنيع المتفجرات في كتائب القسام ووصفته بأحد القيادات القسامية الكبيرة، وكبير مهندسي ت( أبو بالل)جابر الغول

خالل انتفاضة األقصى وما قبلها، والتي طور فيها مع إخوانه في كتائب القسام الصناعات العسكرية ونفذ العديد من

المضاد للدروع، واعتبر بيان الكتائب أن الغول كان (( الياسين))المشاريع في مجال التصنيع، كان آخرها قاذف

عاما مسطرا أسطورة تاريخية من الصمود في وجه االحتالل، 21الل الصهيونية لما يزيد على مطاردا لقوات االحت

.بعد أن قدم اثنين من أبنائه شهداء في أكثر من محاولة الغتياله واعتقال ابنه الثالث

ي الدرج بعد أن قدم من ح( عاما 22( )أبو أحمد)كما زفت كتائب القسام الشهيد القسامي القائد عماد محمود عيد عباس

.تاريخا مشرفا في الجهاد والمقاومة

إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام نؤكد أن المئات من مهندسي القسام سيواصلون ))وختمت الكتائب بيانها بالقول

ل القائد الكبير الدرب من خلف قائدهم ونطمئن شعبنا وأمتنا أن الصناعات العسكرية لدى كتائب القسام لن تتأثر برحي

الذي خرج مئات االستشهاديين، وقدم عشرات المشاريع في تطوير األسلحة القسامية، وبأن خسارة شعبنا والمقاومة في

القائدين يحيى الغول وعماد عباس كبيرة، ولكن طريق الجهاد والمقاومة بحاجة إلى تضحيات، وستكون هذه الدماء

ن هللا تعالى، وعزاؤنا أن الشهيد خلف من بعده تراثا عسكريا كبيرا سيتواصل الزكية هي ضريبة النصر والتمكين بإذ

((.وسيستمر بإذن هللا

توعدت بأن الرد سيكون قاسيا ومؤلما على اغتيال الرجل الثاني في كتائب القسام ( حماس)حركة المقاومة اإلسالمية

أبو زهري الناطق اإلعالمي باسم حماس تعقيبا على عملية إلى جانب أحد القادة الميدانيين في الكتائب، وقال سامي

إن الشهداء ليسوا خسارة فهم مكسب لقضيتنا ولمقاومتنا هذه المقاومة التي تزكي الطريق بهذه الدماء الزكية))االغتيال

((. دماء الشهداء تزيدنا أمال على االستمرار في هذه الطريق ))وأوضح أبو زهري أن ((.

قسامصواريخ ال.

ذكرت صحيفة معاريف اإلسرائيلية أن مسؤولين كبار في الجيش اإلسرائيلي أكدوا أن الحديث يدور عن إحدى

التصفيات األهم في السنوات الماضية، مؤكدين أن هذه هي الضربة األشد التي يتلقاها الذراع العسكرية لحماس، ألن

. عن توزيع السالح لنشطاء الحركةالرجل ليس شخصية سياسية بل رجال تنفيذيا كان مسؤوال

ولكنها أعربت عن تخوفها من .أن محافل عليا في جهاز األمن استقبلت برضى نجاح التصفية(( معاريف))وأكدت

((سديروت))تؤدي إلى إطالق مكثف لصواريخ القسام نحو أن

كيف كان يتخفى؟!

يد للتواضع والبساطة والزهد في كل األشياء ومزاحه الدائم من الصفات التي تميز بها أبو بالل رحمه هللا حبه الشد

كما أنه كان يتقن فنون التخفي بشكل جيد، فتارة تراه على شكل رجل طاعن في السن . وبسمته التي ال تغادر شفته

يتكئ على عكازه، وتارة على شكل رجل فالح وأخرى على شكل مهندس أو طبيب أو موظف، وقد عرف عنه ذكاؤه

ويروي أحد مرافقي القائد . ديد وحنكته وسرعة بديهته وقدرته على تقليد أصوات الحيوانات البرية والطيور وغيرهاالش

وأثناء التحضير لعمليات 2559الغول أن الشهيد يوسف أبو هين وهو الساعد األيمن ألبي بالل روى له أنه في عام

في محاولة إليجاد 21اج الفاصل بين القطاع وأراضي الـالرد على اغتيال المهندس عياش كان االثنان على السي

طريقة للتغلب على السياج اإللكتروني، فمرت دورية صهيونية وشكت أن أحدا قريبا من السياج فما كان من يوسف

ا وأبي بالل إال االنبطاح أرضا بين العشب، وأخذ عدنان الغول يصدر صوتا شبيها بصوت الذئب بشكل مرتفع، حينه

.اعتقد الصهاينة أن في المكان حيوانا أو ما شابه وانسحبوا من المكان

الفصل السادس عشر

الصحف العبرية تقول

)) وبدال من تسميته باسم . احتارت الصحف اإلسرائيلية في وصف أثر اغتيال المجاهد الفلسطيني القائد يحيى الغول

. نسبة للصاروخ (( أبو القسام)) به الناس على اسم ابنه األكبر، أطلقت عليه اسم وهو االسم الذي يعرفه (( أبو بالل

.للذراع العسكري لحماس منذ سنوات(( الضربة األشد)) بل ذهبت هذه الصحف إلى اعتبار اغتيال الغول

را مهما في منحه هذه وال ريب في أن الفترة الطويلة التي قضاها الغول في النضال مطلوبا لسلطات االحتالل أدت دو

األلقاب ، فتحدثت جميع الصحف العبرية عن استشهاد القائد عدنان الغول في مقدمة صفحاتها في فرح كبير و تخوف

: في الصحف العبرية ما يلي 1002/ 20/ 11أكبر من الرد القسامي الملتهب فقد صدر يوم الجمعة

تصفية مخترع القسام : يديعوت

ائيلي يغتال كبير حماس كان مطلوبا منذ عشرين سنةالجيش اإلسر :هآرتس

تخوف من تصعيد نار القسام

( 1002/ 20/ 12األحد : يديعوت ) تصفية الغول ضربة شديدة لحماس

) 20/ 12األحد : يديعوت ) ثأر حماس وابل من الراجمات على غوش قطيف

قائد الذراع العسكري لحماس عدنان الغول ، و روى شهود عيان صفى الجيش اإلسرائيلي نائب : معاريف

بأن صواريخ أطلقت من الجو أصابت السيارة التي كان يستقلها الغول ، و الذي كان مسؤوال عن تطوير و

إنتاج صواريخ القسام ، و معه أيضا قتل يده اليمنى عماد عباس الذي كان مشاركا شخصيا في قتل موشيه

. عاما في مشغل للتغليف في حاجز كارني 21بنه عامي قبل نحو زلسمان و ا

و يقول مسؤولون كبار في الجيش اإلسرائيلي أن الحديث يدور عن إحدى التصفيات األهم في السنوات الماضية ، و

ية بل في غزة اعترفوا بأن هذه هي الضربة األشد التي يتلقاها الذراع العسكري لحماس ألن الرجل ليس شخصية سياس

. رجال تنفيذيا كان مسؤوال عن توزيع السالح لنشطاء الحركة

و استقبل جهاز األمن برضى نجاح التصفية و لكنه أعرب عن تخوفه من أن تؤدي إلى إطالق نار مكثفة من صواريخ

يقولون بأن هذا القسام نحو سيدروت و في اآلونة األخيرة شدد سالح الجو غاراته في القطاع و في الجيش اإلسرائيلي

. السيل سيستمر

و كان التلفزيون الفلسطيني قد أوقف برامجه بعد التصفية و بث آيات من القرآن ، و في حماس سارعوا إلى اإلعالن

بأن الثأر السريع سيكون ثأرا لم تشهده إسرائيل من قبل ، ففضال عن كونه أبا لمشروع القسام لدى حماس وقف الغول

إسرائيلي فقد أعد الغول فيما قبل المواد المتفجرة للعمليات الفتاكة 290ات تفجيرية شديدة جبت حياة أيضا خلف عملي

. 2559و في ديزنغوف سنتر في 2559في بيت ليد في كانون الثاني

ت عدنان الغول كان من كبار المطلوبين لسلطات الجيش اإلسرائيلي و يعد الخبير األول لدى حماس في تركيب العبوا

. الناسفة فهو أعلى كفاءة من المهندس يحيى عياش

و لقد كان الغول ضابط ارتباط بين حماس و السلطة الفلسطينية و خصوصا مع جهاز األمن الوقائي و أنه تمكن من

. خالل العالقات التي أقامها مع أفراد الجهاز أثناء تواجده في السجن من حثهم على دعم نشاطات حماس

ت تقوليديعوت أحرنو:

ما ال يقل عن ألف مسلح حملوا من كل أنواع السالح شاركوا في جنازة هائلة أجريت لعدنان الغول في غزة ، و بين

المشاركين في المظاهرة كان قادة حماس الذين خرجوا من أماكن اختبائهم تحت األرض و وصلوا إلى الجنازة

الغول هي ضربة أشد بكثير لحماس من تصفية الرنتيسي و و قالت مصادر في الحكومة اإلسرائيلية أن تصفية …

ياسين و نشرت حماس يوم الجمعة أشرطة فيديو للغول بينما يعمل على القياسات و التطويرات لصواريخ القسام و

. "وصفته المنشورات بأنه األب المعلم لمئات مهندسي القسام

اس قد تدرب في سوريا و لبنان ، و قد اختص في إعداد و كان عدنان الغول من مؤسسي الذراع العسكري لحم ***

. 2552العبوات الناسفة في معسكرات تدريب حزب هللا و تمكن من التسلسل إلى قطاع غزة في

و اعتقلت . مارست إسرائيل ضغوط كبيرة على عرفات بهدف اعتقاله 2559في أعقاب سلسلة العمليات الشديدة في

لغول و لكنها زعمت أنه تمكن من الفرار من السجن ، أما إسرائيل فقالت أن الغول خرج من أجهزة األمن الفلسطينية ا

. بل أنه جند لألمن الوقائي الفلسطيني" البوابة المستديرة " السجن الفلسطيني في إطار سياسة

ب ضيف بجراح قبل عامين و نصف نجا الغول مع قائده محمد الضيف من محاولة اغتيال إسرائيلية ، و قد أصي

و حسب بعض . خطيرة و في فترة شفائه التي استغرقت سبعة أشهر كان الغول بمثابة قائد الذراع العسكري لحماس

التقارير شارك قبل نحو عام في جلسة أركان حماس في غزة بمشاركة الشيخ أحمد ياسين ، و كما يذكر فقد قصف

. عد دقائق معدودة من مغادرة المشاركين المكانالجيش اإلسرائيلي المبنى الذي عقدت فيه الجلسة ب

و تقول أوساط جهاز األمن أن الغول كان ضالعا أيضا في تهريب و وسائل القتال من مصر إلى قطاع غزة ، و ثبت

فجملة التطويرات على األسلحة و األسلحة المهربة . المكانة العسكرية لحماس في قطاع غزة في السنوات الماضية

رضت مؤخرا في مسيرة عسكرية لحماس في غزة ، و كان بين الوسائل القتالية صواريخ من أنواع مختلفة ، للغول ع

. راجمات ، قنابل يدوية و بنادق

هآرتس تقول

حتى األسبوع الماضي كان لمنظمة حماس في القطاع رد دائم على االغتياالت اإلسرائيلية بحق رجالها ، وابل من

. سدروت و كانت قوة منوطة بمدى ارتفاع مكانة النشيط الذي قتل و عدد من المصابينصواريخ القسام على

من رجال 29عندما قصف الجيش اإلسرائيلي ساحة تدريبات حماس في حي الشجاعية في بداية أيلول ، و قتل

في " أيام الرد " المنظمة ، ردت حماس بسلسلة من الصواريخ على سدروت ، أدت إلى الحملة العسكرية الواسعة

شمالي القطاع ، و لكن تسلسل األحداث هذا لم يتكرر في نهاية األسبوع بعد اغتيال المسؤول الكبير في حماس عدنان

و منذ انتهت حملة ( و ربما ، بقدر ما ، بسببه ) الغول ، رغم االستعداد الواسع للجيش اإلسرائيلي في حدود القطاع

و الصاروخ الوحيد الذي أطلق ، قبل . متنعت حماس عن إطالق الصواريخ على سدروت أيام الرد قبل ثمانية أيام ، ا

. ساعات من االغتيال بحق الغول ، أطلقته منظمة أخرى هي لجان المقاومة الشعبية

اغتيال الغول المطلوب الذي حرص في السنوات الماضية على السرية و تملص من اإلصابة يعزز المخاوف في

التسلل االستخباري اإلسرائيلي ، فعندما تكون خاليا إطالق الصواريخ مكشوفة على إصابة مروحيات حماس من عمق

من خروجها من المخابئ و كبار المسؤولين يصابون في عمليات االغتيال فإن معنويات الحركة تنخفض و لعله ليس

. ل أحمد ياسين بالذات بعد اغتيال الغولبالصدفة أن أعلنت حماس في نهاية األسبوع عن إعدام عميل ساعد على اغتيا

على الخط األخضر ، إلى وجود ( و الصور المتواترة لها ) و بعثت إسرائيل بتهديد للفلسطينيين، بواسطة حشد القوات

مكثف للمروحيات فسماء شمالي القطاع ، و تداخل هذه العناصر ساهم في قرار حماس بتوجيه جهودها في نهاية

قصف الواسع على غوش قطيف بالراجمات ، خاليا شمالي القطاع ، مخيم الشاطئ و مدينة غزة ، األسبوع إلى ال

. نزلت إلى خان يونس بعد االغتيال للمشاركة في إطالق الراجمات

في األيام القريبة سيتم إرسال مخربين آخرين في عمليات إطالق نار و عبوات : رد حماس بالتأكيد لم يتلخص في ذلك

ار ، و يحتمل أن يجري حث تنفيذ عمليات انتحارية توجد في مراحل اإلعداد في القطاع ، و ربما أيضا قرب الجد

حتى اآلن لم . و لكن القسام كما يفهم من أحداث األسبوع الماضي لم يعد وسيلة هجوم مسلم بها . استئناف نار القسام

هذه الخسائر ، فسيتعين على رئيس الوزراء أرئيل و إذا ما وقعت مثل. يوقع قصف غوش قطيف إصابات إسرائيلية

شارون التعامل مع ادعاءات المستوطنين بان دمهم أقل احمرارا في نظره من دماء أهالي سيدروت و سيأخذ شارون

هل استخدام القبضة الحديدية ضد الفلسطينيين ، في األسبوع الذي تصوت فيه : بالحسبان ، األحرى اعتبارا آخر

. على فك االرتباط جيد لصورته السياسية الكنيست

حماس في هذه األثناء ستلعق جراحها و ستواصل المشروع الكبير لعدنان الغول ، الجهود لزيادة القسام و حث إنتاج

الصواريخ و يحتمل أن تتوقف نار الصواريخ و لكنها ستستأنف أخيرا في محاولة للتجسيد الملموس الزيادة في مدى

كإطالق الصواريخ نحو ضواحي عسقالن الجنوبية ، االستنتاج الناجم عن نهاية األسبوع ، على أية حال اإلصابة ،

" … هذا توقف لغرض إعادة فحص الوضع و االنتعاش: ليس التهديد قد زال عن سيدروت

( عاموس هرئيل: محاولة تثبيت ميزان ردع جديد )

الفصل السابع عشر

مقاالت كتبت في الشهيد

212رسالة

إلى الشهيد عدنان الغول

عطاهلل أبو السبح . د

: السالم عليك ورحمة هللا و بركاته

في بداية حديثي إليك ، إذ أشعر بأن قلمي بجانب قامتك قزما ، و ليس أهال ألن يخاطبك إال بعد –سيدي –معذرة

في أن أخاطبك ، و كذا كل صاحب حق ، و كذا علمتنا ، إذ لم تستأذن استئذانك ، و لكن أشعر أيضا أنني صاحب حق

أي شيء في صناعة أي شيء ، و تطويره ، وتحوله إلى صوت جهير مدوي ، و إلى فعل ينزع القلوب الحاقدة من

يد و تمزق أوصال الحديد حتى و إن أمسى الحد( خوذة )قلوب أصحابها ، و يطيح برأس الباطل و إن اعتمر بألف

و لم يقف في طريقك خوف على حياة ، أو رغبة في لحظة هدوء أو أمن ، أوحرص على زوج ( مركفاه ) مدفعا أو

أو ولد ، كانت حياتك سلسلة ذهبية مشغولة و شاغلة ، بديعة التكوين ، رائعة النقش ، محبوكة ، ال انفصام فيها و ال

كة من زهرة إلى زهرة ، ترتشف من كل زهرة ما بها من رحيق ضعف أو ارتخاء ، و كانت حياتك حافلة ، دائبة الحر

، تصل به ما بين أسالك ملقاة على الطريق بعد أن تلتقطها بأصابع ذكية مدربة و مبدعة ، فيسري بها تيار ، سرعان

أبجدية ( تك لصاخ) و !! فراشا مبثوثا ، و من كيانهم عهنا منفوشا (اللصوص ) تجعل من ( صاخة ) ما يستحيل إلى

و لها كلمة واحدة ، سرعان ما يتقنها المستضعفون ، و قد طربوا لها ( ب،م ) خاصة بها ، هي من حرفين فقط ، هما

، و استطابوها لعبقريتها ، و يفزع لها الطغاة ، فتتعالى صرخاتهم ، و يسكن الرعب وجودهم ، و يطل من أحداقهم

را حتى التي هرب منها الحركة ، فما كان منها م فتوحا بقي على حاله ، ليقفز الهلع منها ، و ما كان مسكرا بقي مسك

لكأنها في عمى منذ أن كانت ، أو تكونت ، و الصخب يمأل الدنيا ، و أبواق و اضطراب ، و ضجيج و فزع ، و دخان

مائة مرة ، و يتشظى ألف مرة ، و و شظايا ، بينما أنت ساكن في زقاق ما من أزقة هذا الوطن ، الذي يتمزق كل يوم

يتيتم ألف مرة ، و يتهدم ، و يعدم ، تعلق أشجاره على أعواد المشانق ، و تجتز رؤوس بنيه كل سكاكين الدنيا ، و

بالكلمة الواحدة التي تنسجها أبجديتك ) يهجر الضياء وجه قمره ، و الشعاع عيون نجومه ، و تحاول و تحاول ، بلغتك

أيتامه ، و تبني ( شعر ) ا من أوصال وطنك الممزق ، و تلملم شمل أشالئه ، و تمسح بيدك الحانية على أن تعيد شيئ

شيئا مما انهدم ، و تعيد غصنا إلى قلب األرض ، عساه يوما يورق أو يتبرعم ، و تعيد الحياة إلى تلك الرؤوس

و يعود إلى القمر ضياه ، و إلى النجوم األلق بينما أنت الصغيرة التي فصلوها عن أعناقها بعد أن تعيد إليها لحمتها ،

في زقاق ما من أزقة هذا الوطن ، و قد ال تجد لحظتئذ قطرة ماء تبل بها لسانك البليغ ، أو كسرة خبز طالما افتقدها

ا هائمين ، و بال أن يظلو( الجبناء ) بل المهجرين ، الذين شاء لهم .. ال ... السابقون السابقون من المهاجرين ، ال

و ( الجيوش ) وطن ، ألنهم هجروا أبجديتك و ما نطقوا بلغتك ، و انخرست ألسنتهم كغبي بليد عند دراستها ، و تلقين

السمع لها فهي سامة ، تنفثها أفعى ( يصخ ) يوما ، و لم –سيدي –بلغة جبانة سخيفة ركيكة ، ما عرفتها ( الجموع )

بل لم يزد في ميزاته ( الكيلوجرامات ) إن بدنك النحيل الذي كان دوما دون الخمسين من !!في سماء المستضعفين

و ( هائجا ) اللئيم ، و تجعله( الخرتيت ) على ما حملت مناكبك من سنين ، إن بدنك هذا زلزل الدنيا ، و ارتج له

الحمم ، و يدمر رفح على رؤوس األبرياء ، و ، وقصفها ب ( جباليا) متخبطا ال يكاد يستقر له كيان ، فيأخذ في رفس

يقفز في الهواء ، ليقع بكل غيظه ، و رعبه ، على مخيم جنين ، و قلقيليا ، وطولكرم ، و يتخبط و يتخبط ، و يتحول

) يتمطى ظهر ( ديكتاتور ) ، و ( الوزراء ) و ( الحلفاء ) تركل( قدم ) إلى جهنم تحرق على بعد بعيد ، و إلى

-منك–وكيانه ينطق (ما أريكم إال ما أرى و ما أهديكم إال سبيل الرشاد ) و إلى فرعون جديد يجأر ب ( راطية الديمق

الهروب من غزة ، وفق خطة كل حرف منها قيد ، و كل قيد يتحول إلى مشنقة ، و كل -بإصرار–بالفزع ، يريد

فال دولة ( المشتهاة ) مننا رأسه ، و واحدة للدولة الفلسطينيةمشنقة تطيح برأس ، فواحدة لألمن الفلسطيني ، فال يملك أ

لنا ، و ثالثة للتواصل الجغرافي ، إذ ستبقى أرضنا ممزقة األوصال ، هذا إن بقي لنا أرض ، و واحدة للقدس ، و ال

بدل ذلك قدس ما فيها بعد انسانها ، األقصى ، فاألقصى ستحيله خطة شارون إلى ركام لتبني من ركامه هيكال

المزعوم ، و واحدة للسيادة لنظل لبني صهيون عبيدا أبد اآلبدين ، و واحدة للبحر ليظل البحر مسجرا ، ال يبتلع أبدا

بزعم –ألسنة اللهيب ، التي تعرف طريقها إلى أفئدتنا ، تشويها ، تفحمها و واحدة لحقنا في الحياة ، فال نستحق

(صراصير) ال إال الموت ، فما نحن إ -عوفاديا

) و أينما توجهنا سار بركبنا ( الخراب)أينما حللنا حل ( حشرات ) نحن ( عقارب ) و ( أفاعي ) و ( ذباب ) و

تفجر غرورهم و صلفهم ، و تفجر استبدادهم و عنصريتهم ، و تفجر ( بم ) فكان منك يا سيدي الرد ( الخراب

حرك الدماء في عروق الجيوش التي تجلطت ، و تبعث الحياة في استعالءهم و كبرياءهم ، تفجر اليأس العربي و ت

أوصال الجسد العربي الذي تيبس لغتك يا سيدي جعلت من الحزين منتشيا سعيدا ، و جعلت من المصلى المرواني

ى الذي أوشك أن يصل إلى ساحة اإلعدام ، لوال أنك ردمت تلك الساحة ، لغتك يا سيدي هي اللغة أضحت برهانا عل

فشددته إلى ( النسيان )أن يزجوا به إلى بحر (األفيون) في الشتات ، بعد أن عمد تجار( تواجد ) شعب ، له ( هنا ) أن

فيمضي شهيدا فتودعه بابتسام على أمل اللقاء ، ثم تودع أخاه بابتسام ( بالال ) مركز الذاكرة ، حتى و إن كلفك ذلك

تطير نظراتك عبر الدروب الوعرة ، و تخترق الحدود ، و الحراس ، و األسالك ، أبرق و أبهى ، فقد قرب اللقاء ، ثم

و أنتم في ذلك أشد إقباال .... ورغم و رغم لتصل إلى ثالث أوالدك في سجون يهود ، و منافيهم ، تحت العذاب المقيم

-لي سؤال ، أي قلب قلبك يا سيدي على اللقاء و أكثر شوقا ، و فرحا ، فمن يطول ، و من له مثل ما لك ، و هنا يعن

، يتطاير أبناؤك أشالء و ( ولد)و ال ( دار)و ال ( زوجة)في الشهادة فلم تكبحها ( الجامحة )و كيف اتسع لهذه الرغبة

أنت أنت ، ال يكاد يستقر لك جنب في زقاق إال و تنتقل إلى آخر أكثر ضيقا و أشد فقرا ، و أنت أنت سنة سنتان ثالث

طائرا ، راجال ، من غزة إلى الضفة إلى بيروت و دمشق ، إلى طهران ثم ( بفتح الراء و كسرها)عشرة ، مطارد تسع

إلى غزة عبر نفق ، و أنت أنت ، رغبة ملحة في الشهادة ، فأي عظيمة تلك الشهادة ، و سؤال كيف استطعت أن تكون

ألعدائك باصبع طرية كالياسمين ، و ذراعين كجناحي ذلك العدنان تجمع اإلعصار في قلب حسون ، و تصنع الموت

؟ و ( قنبلة)و ( الياسين)و ( البتار)و ( القسام)تصنع ( ورشة)و كيف استطعت أن تجعل من عقلك ( دوري)عصفور

( الفكرة)؟ و كيف استطعت أن تجعل من ( اليأس)ال تعرف التراجع أو ( ثورة)كيف استطعت أن تجعل من حبك

لوب الغاصبين ، و يستدفىء بها المستضعفون من زمهرير اإلغتراب ، و تعد على مهدها كوبا من تحرق ق( جمرة)

؟ و كيف استطعت أن تستوعب معاني الشهادة و ( ما)من أزقة مخيم ( ما)الشاي لتشربه مع كسرة خبز جافة في زقاق

( مركب )العواصف الهوج فتنجو بك يستعصي على( شراعا )معاني الحياة في قلبك الرقيق ؟ و كيف استطعت أن تقف

استطعت أن تقف أمام الجالد الفلسطيني ، وقد حملتك أهواؤه من زنزانة إلى -ياسيدي–بسيط في بحر عميق ؟ و كيف

أخرى ؟ و كيف استطعت أن تتألف هذه العشرات من األلوف من البشر في هذا الوطن و أنت لم تتحدث لهم إال

با ، و ال محاورا ، أومنشدا ، لم نسمعك منظرا ، و لم نقرأ لك سطرا واحدا ، أللفعل لم نسمعك خطي( ب،م)بأبجديتك

األول في كل نشرات ( الخبر)كل هذه البالغة ، و كل هذه القدرة على اإلفهام و اإلقناع ؟ كيف استطاع اسمك أن يحتل

ئد و الصحف و المجالت في المعمورة ؟ الجرا (مانشيتات)الدنيا ، مسموعة أو مرئية ؟ و كيف استطاع أن يحتل

كيف؟ أألنك مخلص جدا ؟ أألنك بطل جدا ؟ أألنك لم تطلب المال أو الشهرة و لم تسع لهما جدا ؟ أألنك أعطيت و

أعطيت لهذا الوطن دون انتظار لجزاء أو شكر ؟ أألنك مدرسة أنت فيها المدرس المتواضع المتخصص النابه ، و انت

و أنت الحداد و النجار و الكراس و القلم ؟ أألنك البسام اذا جعت و ( اآلذن)و ( المدير)ب فيها ؟ و أنت التلميذ النجي

أوصاله و أعصابه و ( الروماتيزم)البسام اذا شبعت ؟ أألنك المريض الذي اجتمعت على جسده كل األمراض فسكن

ارات الثقيلة السميكة ؟ أألنك كتلة من الود و الغضب صدره و قلبه و معدته ، و سكن عينيه الرمد و لم تنزل عنها النظ

؟ أألنك صادق إذا وعدت صادق إذا توعدت ؟ أم ألنك كل هذا ؟ و من هنا ألتفت حولك هذه األلوف لتودعك الوداع

ين و إن كانوا بك من المعجب( األعداء)األخير ، و تألفت عليك القلوب فلتاعت لفراقك ، فقد جمعت الضد إلى الضد إلى

يتطلع الكثير الكثير من ( جمرة)و ما دروا أنك ستصير !!! فاحترموك رغم أنهم حرصوا على أن يصيروك فحمة

و العزاء كل العزاء -رحمك هللا أبا بالل ، و أسكنك فسيح جناته و شفعك في محبيك... رجال هذا الوطن أن تظل منقذه

. !! لوطن

رحلت عنا بعد أن أحييت كرامتنا": يحيى

الغول" عدنان"يحيى : إلى الشهيد القسامي

(ليس شيء خيرا من ألف مثله إال اإلنسان: )قال صلى هللا عليه وسلم

عبد الرحمن فرحانة/ األستاذ : بقلم

غزة وأسدها مسافة ال يمكن قياسها حتى بالسنة الضوئية ، ألن فضاءها " يحيى"الضفة وصقرها ، و" يحيى"بين

ل صلصال " فوق الفلكي"األرجاء ، إنه مدار الشهادة أرحب ، وفلكها متسع الذي يصل األرض بالسماء ، ويحو

.. ليسا وحدهما .األرض وطينها إلى طيور تحلق في فضاء الجنة العلياء وتحت سقفها عرش المليك األعظم جل شأنه

. بل كل الشهداء الغرباء في بيت المقدس ، نحسبهم كذلك

ألنهما أعز فارسين مقدسيين جندال الكثير من علوج قريظة وشذاذ بني . لي شهادة من نوع آخر كانا قندي" اليحيين"لكن

. وألن اإلبداع المقاوم تولد على يديهما بنكهة جهادية تشبع بها فضاء األرض المباركة العطشى للثأر. النضير

ون عبر ثلة من االستشهاديين الذين فجروا األول أخترع آلة موت حطمت مئات الجماجم العفنة من بني صهي" اليحيى"

ورائحة باروده أقضت مضجع رابين وجعلته يصيح في كل مرة يلتقي ضباط . األحشاء اإلستراتيجية للكيان الغاصب

. أين المهندس –" إيفو مهندس"أمنه قائال بالعبرية

خزومية العنفوان ، تعبق بالكرامة المشبعة بالعزة المنحى ، م" سلفية"فحكايته ... أسد غزة هاشم .. الثاني " يحيانا"أما

. المضرية

عاش رحمه هللا في عين الموت سنين طويلة مطاردا ، لكن باروده المتمرد كان يقتل جند بني قنيقاع عبر ماسورة

رسانات ويهزأ بت. صاروخ القسام ، ذلك المحلق الذي يشعل الفضاء المقدسي ويخترق أجواء االنكسار العربي المزمن

.الجيوش العربية التي يأكلها الصدأ والخوار

!! .. أبا بالل القسامي

إذ سبقتك .. فقدت يدك في مسيرة الجهاد .. أعترف أن حروفي تعجز عن رسم صورة ملحمة البطولة التي صنعتها

فهنيئا لك يا أبا بالل ..وهبت نفسك ودمك وروحك للجهاد في سبيل هللا .. وفقدت ولديك ولم تجزع.. إلى الجنة بسنين

. وكل النفوس العلية تتوق لمنزلتك.. فكل الرجال يغبطونك ..

بل جعلوه : فقلت لها ..!! هللا يقتلهم .. قتلوه.. قالت زوجتي عندما رأت صورتك على شاشة الكمبيوتر بكلمات حزينة

. في الجنة عند ربه سبحانه.. األول نعم ذهب إلى وطنه .. فقالت ...يستريح هناك ، لقد تعب في هذه الدنيا

صورتك يا أبا بالل سنظل نراها كلما انطلق صاروخ قسامي في الفضاء المقدسي ، ستظل تسكننا مع مشاتل العزة

. وستالحقنا صورتك في أوراق مصاحفنا كلما قرأنا األنفال واإلسراء .. سنظل نذكرك.. التي زرعتها في صدرونا

!.. أبا بالل الغزي

تتسع وال .. فأحببناك حبا ال يطيق مداه الحر.. أحببناك معلما جهاديا ونموذجا فذا لقوة اإلرادة .. أحببناك قائدا قساميا

. وال تنسنا فأحبابك كثر في هذه األمة.. يا أبا بالل عندما يشفع الشهداءفكن لنا شفيعا .. له فضاءات األوراق والكلمات

أبا بالل القسامي

لكي ال نخجل من .. لكي نرفع هاماتنا .. رعت كبدك الرطبة في األرض المباركة لكي تنبت سنابل الكرامة لنا ز

. وهكذا يفعل الشهداء عندما يصنعون الحياة لنا.. أسمائنا

ورحم هللا .. أعظم هللا أجركم أيها المسلمون ... أعظم هللا أجركم يا أهل فلسطين.. أيها القساميون .. أعظم هللا أجركم

. الذي رحل عنا ولكن بعد أن أحيا جذور كرامتنا" يحيانا"

عدنان الغول سيف القسام المسلول

أسلو / نضال حمد : بقلم

ال شك أن استشهاد القائد المجاهد عدنان الغول و رفيقه القائد عماد عباس خسارة فادحة للمقاومة الفلسطينية ، ألن

، المصنعين للمتفجرات ، والمخترعين للصواريخ القسامية الفعالة في حرب تحرير غزة كالهما من القادة العسكريين

فاألول من الوزن الثقيل جدا في حماس ومن المستوى القسامي األول على غرار يحيى عياش وأبو هنود .. أوال

طين، ولم يحيدوا عن والثاني أيضا من المجاهدين الذين عاهدوا هللا على تحرير فلس... والشريف وصالح شحادة

.عهدهم

لقد كانت الغارة الصهيونية التي أدت الستشهاد الغول وعباس غارة ناجحة ودقيقة جدا أيضا، ولعل عوامل كثيرة

فقد يكون الرصد الصهيوني نجح بعد سنوات من . تتداخل في هذا الموضوع منها الميداني والمخابراتي والصدفة

فه بدقة، كما قد يكون أحد العمالء استطاع الوصول إليه واإلبالغ عن مكان وجوده مطاردة الشهيد في رصده و استهدا

بواسطة أجهزة متطورة وحديثة، وقد يكون تصادف وجوده أو مروره في تلك المنطقة مع وجود أو مرور عميل أو

حدثت والخسارة لكن في كل الحاالت فإن الجريمة .. مخبر ما أو مع تحليق لطائرة تجسس ورصد في سماء القطاع

كبيرة والضربة موجعة والرد يجب أن يكون موجعا ومميزا عبر استهداف البنية األمنية والعسكرية والمخابراتية

.لالحتالل في كل فلسطين المحتلة

لقد كان الشهيد عدنان الغول سيفا مميزا من السيوف القسامية المسلولة بوجه أعداء فلسطين والحياة ، وكان يداوي

رافق الراحل المهندس يحيى عياش في . اء بالدواء وال يهادن ، بتار في حده ومرفوع بوجه أعداء الحياة وفلسطين الد

رحلة الثورة المستمرة والعمليات الضاربة ضد االحتالل، وبعد استشهاد قائد القسام ومهندس حماس يحيى عياش في

، كان الغول على قدر مسئوليته، مناضال ومجاهدا 2559ي كانون الثان /عملية اغتيال منظمة يوم الخامس من يناير

كما أن الشهيد عماد . آمن بالثورة والمقاومة سبيال وبالكفاح المسلح والجهاد طريقا مقدسا السترداد البالد وعودة العباد

ملل، يجاهدان عباس ليس أقل قدرا من الشهيد عدنان الغول ألنهما معا كانا يشكالن ثنائي قسامي ال يعرف الكلل وال

إن خسارتهما في ضربة غادرة ال بد ستؤثر في المقاومة قليال لكنها ليست الضربة . سرا وعالنية في سبيل القضية

لذا فقد اعتادت . األولى ولن تكون األخيرة التي تتعرض لها المقاومة الفلسطينية عموما وحركة حماس خصوصا

ديها من اجل أن تستمر المقاومة ويستمر الجهاد في سبيل دحر المقاومة على التضحية بقادتها وكوادرها ومجاه

.االحتالل عن ارض فلسطين وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة

كان الصهاينة يعتبرون الغول وعباس من أهم خبراء المتفجرات وتصنيع صواريخ القسام التي جعلت من شمال قطاع

أعينهم تصفية قادة وكوادر حماس والمقاومة الفلسطينية بكل وقد وضع الصهاينة نصب. غزة جنوب لبنان جديد

هذا وكان خبراء المتفجرات من الفلسطينيين على . تالوينها أمال في وضع حد إلطالق الصواريخ ولعملية تصنيعها

والقصف رأس قائمة المطلوبين للتصفية ، خاصة أن هؤالء كانوا بالنسبة للصهاينة مسئولين عن العمليات االستشهادية

وهذه العملية الغادرة التي أودت بحياة الشهيد الغول وهو من . الصاروخي ، وكان ال بد من تصفيتهم عاجال أم آجال

أبناء وسكان حي المغراقة في جنوب قطاع غزة ، لم تكن األولى لكنها كانت األخيرة ، فقد تعرض في السابق لعدة

وكان . أقدم المطلوبين للصهاينة حسبما أعلنت مصادر في حركة حماسمحاوالت اغتيال إسرائيلية فاشلة ، و كان من

( 1002)الصهاينة في محاوالت اغتيال سابقة استهدفت عدنان الغول وفشلت، تمكنوا من قتل اثنين من أبنائه هما بالل

.، كما قاموا بتدمير منزل الغول في عملية خاصة (2003)و محمد مع ابن عمه

والضخمة للشهيدين الغول وعباس تعتبر استفتاء فلسطينيا جديدا على نهج المقاومة وتمسكا بالخط إن الجنازة المهيبة

وما خروج مئات اآلالف من الفلسطينيين في تشييع . المقاوم الذي يرفض التسليم للمشروع الصهيوني األمريكي

الزالت بخير وأن على السلطة الفلسطينية الشهداء سوى الدليل القاطع على أن هذا الشعب ال زال بخير وأن المقاومة

أن تنهض من نومها وتضم جهودها لجهود اآلخرين وتقدم مشروعا جديا للوحدة الوطنية يضم الجميع بشكل جدي

وعملي ال صوري، ويكونوا في إطار جبهة وطنية عريضة تقود نضال الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الوطنية

فلسطين، مرحلة الصراع على كل الجبهات السياسية واألمنية والعسكرية واالقتصادية الحاسمة والعصيبة من عمر

وأفضل حل للقيام بهذه المهمة يبدأ بحل السلطة الفلسطينية وإعالن تشكيل قيادة طوارئ وطنية .والتطبيعية والتثقيفية

لوطنية وعبر التعامل مع الواقع اإلقليمي إسالمية تقود الشعب الفلسطيني في السلم وفي الحرب عبر تمسكها بالثوابت ا

.والدولي والمحلي بعقالنية

إن الوفاء للشهداء يكون بتصعيد نهج الجهاد والكفاح وبرص الصفوف وتفويت الفرصة على األعداء وبرامجهم المعدة

سيرة حتى تعود كما يكون بااللتزام بمبادئ المقاومة وبمواصلة الم. لتخريب وهدم الساحة الفلسطينية من داخلها

هذا هو مشروع الجهاد . فلسطين إلى شعبها ويعود أهل فلسطين الالجئين إلى أرضهم المحررة ودولتهم المستقلة

.والمقاومة الذي مثله كل شهداء مقاومة شعبنا منذ انطلقت في نهاية الخمسينات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا

و يمضي فارس آخر..

الدانمارك/ سليمان نزال : بقلم

و يستشهد القائد البارز في كتائب القسام الشهيد البطل عدنان الغول و معه ..و يمضي فارس آخر إلى الرفعة و الخلود

.مساعده الشهيد البطل عماد عباس

و هي ضربات متالحقة في القلب الفلسطيني ..و تستمر المجازر الصهيونية ضد شعبنا و صقوره و أطفاله و مدنييه

مهما تكالبت ذئاب , ال راية خنوع و استسالم بيضاء, تصدر عنه آالف القبضات كي ترفع راية النصر و الحريةالذي

بغية حمل الفلسطيني على ,و مخالب هذا الزمن المتوحش علينا و من كل حدود و جغرافيا الباطل و التواطؤ المدروس

.فرة سوداء هالمية تحت أرض اليأس و اإلحباطإنزال سقف مطالبه و حقوقه و ثوابته الوطنية و وضعه في ح

و أهداف و خطط اإلرهاب و التصفية و اإلبادة الشارونية .. و يحميها و يصونها دمه.. أهداف الفلسطيني يحددها دمه

و ..و إخفاقه في جر الفلسطينيين إلى الفتن الداخلية البغيضة..و فشله في إخماد االنتفاضة, تنطلق على ضوء أحقاده

يعاني منها كيانه العنصري .. أمنية و اقتصادية و اجتماعية و أخالقية, ه عن التخفيف من أزمات متعددةعجز

.تحت تأثير استمرار االنتفاضة الباسلة و أفعالها و عملياتها البطولية المجيدة, اإلجرامي

لكن هذا ..احل عدنان الغول و رفيقهمثل الشهيد القائد الر..لقد فقد فضاء التحدي و العنفوان آالف األقمار الفدائية

فيا للفلسطيني في صعوده شهيدا من فضاء ..الفضاء الواسع ما زال يزخر بضياء ماليين النجوم و األقمار و الكواكب

.البالد إلى جنة الخلد

التحرر و إال أفق .. و معاناة فلسطينية ليس لها أفق معروف.. مكابدات تأتي من مكابدات..هي اآلالم تولد من آالم

ألن المقارنة لن ..تلك الجرائم التي ال يصح وصفها بالنازية..الخالص النهائي من شرور و جرائم االحتالل الصهيوني

.تكون في صالح الصهاينة و شارونهم السفاح المجرم العتيد

ضال لن يتوقف عن و القلب الفلسطيني الجمعي المتحد في ميادين العزة و الشموخ و الن, يرحل الشهيد عدنان الغول

مهما كانت الضربة التي سددت إليه موجعة و غادرة و بواسطة أسلحة صهيونية أمريكية متطورة جدا في , الخفقان

.إلحاق الخراب و التدمير و االغتيال و التنكيل بالشعب الفلسطيني األعزل

مل حضورها و اكتمال كافة يتولى صوغ أسس و منطلقات كينونة النهوض و السمو في كا..قلب فلسطيني كبير

. يواصل انتفاضة االستقالل و األقصى و العودة..عناصرها السيادية الصحيحة

ألف ..ينبثق من شالالت الدماء الفلسطينية الطاهرة المراقة في مخيمات و مدن و قرى غزة البطولة و ضفة الصقور

مذابح الصهاينة بحق شعب فلسطيني يقاتل عن المجتمع الدولي و أسباب و غايات صمته عن جرائم و..ألف سؤال

عن أخوته في العروبة و الدين الذين يضنون عليه حتى بمظاهرة تسانده في محنته و في ..بأسلحة بيتيه و شبه بدائية

عن قيادته التي لم ..الشهر الذي شهد أبرز االنتصارات اإلسالمية في التاريخ الذي كان..شهر رمضان الكريم بالذات

عن حالة الفساد .. متفق عليه من كل الفصائل التنظيمات, واضح, مانع, ى اآلن إلى برنامج سياسي جامعتتوصل حت

..أسئلة متعددة وحارقة.. المستشري دون حساب و مساءلة جادة

.و في شهر الصيام, في الوقت الذي ينشغل فيه الفلسطينيون في تشييع جثامين شهدائهم األبرار

عة المسلسالت الرمضانية و برامج االستالب و التعليب و التدجين و يسرهم أن يشاهدوا عرب كثر منشغلون بمتاب

, غير مبالين عمليا و في النتائج الملموسة. ثم يمضون إلى صالة التراويح -من باب التسلية-"تغريبته" الفلسطيني في

فقون؟فيا للمقدسات كم يستغلك منا...بما يحدث للشعب الفلسطيني و للشعب العراقي

يشيعون البطل القائد عدنان الغول و رفيقه البطل الشهيد عماد عباس و قوافل من شهداء على مدار ساعة ..فلسطينيون

حتى ال ..ال تكوني طويلة إلى هذا الحد المؤلم.. فيا الئحة الخلود و السؤدد و التضحيات الباهظة..الجرح الفلسطينية

..عبنا أحددون أن يهب لنجدة ش..ننزف إلى هذا الحد

ال أحد من الخانعين األنذال يريدنا في ..و ال من أحد في طوابق االفتراءات الدولية و طوابقها العليا يسأل عن جراحنا

نحن الذين نحب الحياة أكثر من كل أموات و مومياءات األنظمة و الحكومات الرسمية و جهات ..الحياة على قيد الحياة

.و منابر الصمت العالمي اللئيم

الغول في زمن الذبول

الكويت / آمنة الموسوي : بقلم

اغتيال الشهيد السعيد عدنان الغول على يد الصهاينة ليست األولى من نوعها و لن تكون األخيرة ، فهي حلقة من

إما حلقات مسلسل اإلرهاب الصهيوني المسكوت عنه ، و استشهاد الغول كان إحدى النتيجتين اللتين طالما رام لهما ف

النصر و إما الشهادة ، إنما كل حادثة من هذه الحوادث تعري الترهل و الذبول و ربما الموت السريري لألنظمة

العربية التي تدعي تبنيها للقضية الفلسطينية بل و مجمل القضايا العربية ، هذه األنظمة التي تخلت حتى عن بيان

. استنكار أو شجب أو إدانة

ب إذ نقضي ليلنا و نهارنا نبحث عن الوسائل المجدية لمواجهة التطرف الديني في حين ال و لكن العجب كل العج

يتعفف ساسة واشنطن حماة السالم و دعاة الديمقراطية و اإلنسانية و أبطال مواجهة كل أشكال التطرف ال يتعففون عن

نة تدين المجازر البشعة التي يرتكبها دعم أسوء أشكال التطرف و اإلجرام فيرفعون الفيتو في مقابل مجرد كلمة إدا

و األكثر من ذلك و ما زالت " أيام الندم " الصهاينة في األراضي الفلسطينية المحتلة هذه األيام تحت عنوان العمليات

تعطي الصهاينة الضوء األخضر الرتكاب ما يحلو لهم بحق المقاومة الفلسطينية بحجة حق إسرائيل في الدفاع عن

كلمة الدفاع عن النفس قد تصل إلى الحد الذي يقطع فيه الصهاينة جسد طفلة في العقد األول من عمرها و و ! نفسها

هي تحمل حقيبتها ببراءة الطفولة و متوجهة نحو مدرستها ، أو أن يقوم الضابط الصهيوني بوضع بندقيته في فتاة لم

جمجمتها الغضة بعشرات الطلقات متهما إياها بقتل تتعد الرابعة عشرة بعد أن أصابتها طلقة قناص صهيوني ليحطم

غريبة كيف تتمدد األوامر بمواجهة التطرف إن كان من طرفنا و كيف تتقلص و تنكمش إن كانت تتعاطى !! أصدقائه

. مع التطرف الصهيوني البشع

أمثالهم فينحنوا أمام سيضج مارينز الداخل بالطبع و مروجو سياسة األمر الواقع و يطالبون الجميع بأن يكونوا

العاصفة التي تعصف بنا سنسن طويلة و ال يزيد حدتها إال هذه الدعوات الخادعة المزيفة للحقائق و يطالبون كل

حركات المقاومة بالتخلي عن سالحها و كرامتها و كذا قطرات الحياء في وجهها كما فعلوا هم ، و لكن ما يحدث اليوم

أن ما ال واقع لنا بل هي مجرد أوهام تدغدغ مشاعر السذج و الجبناء من المنبطحين ، في فلسطين ال يضع للشك مقاال

فها هي الدولة الفلسطينية تؤخر يوما بعد يوم و لم تفلح كل التنازالت التي قدمتها السلطة و من لف لفها من األنظمة

و لم يجن المنبطحون سوى المزيد من العربية في الحصول على دويلة فلسطينية بال سيادة و ال حدود و ال جيش ،

الركل و السحق ، و حتى االنسحاب من غزة و التي يتبجح بها ساسة واشنطن كونها خطوة تجاه السالم لن تتم إال على

جثث األبرياء من الشعب الفلسطيني المظلوم و ما هي إال خطوة إلخراج الدولة الصهيونية من مأزق المقاومة الموجعة

. قتصادهاو المدمرة ال

عدنان الغول لم يعد بحاجة إلى كلمة إدانة من المتخاذلين ، بل ربما استشهد و هو واثق بأن هذه الكلمة لن تقال و

وجودها كعدمها ، إنما هو العار الذي نستشعره و الغضب الذي يكوي قلوبنا من جراء خسارة مثل هذا الغول العظيم ،

ف الغيالن التي ربما ال زالت في رحم األمهات أو أصالب الرجال ، فأرحام عزاؤنا الثقة بأن دم الغول سيغذي آال

نساء فلسطين لم تعقم كما عقمت همم األنظمة العربية المتخاذلة و المهادنة ، و أصالب الرجال لم تيبس كما يبست

شعرات الصهاينة هنا األلسن عن الوقوف في وجه كل هذا اإلجرام الصهيوني بينما تطول و تحد حينما تمس شعرة من

. أو هناك

. خالدا سيبقى الغول في زمن الذبول

مرثية إلى روح الشهيد القائد عدنان الغول

كبير المهندسين في كتائب القسام و مخرج مئات المهندسين

يسري الغول/ األستاذ : بقلم

يون كثي"قال تعالى ن من نبي قاتل معه رب وكأي وما ضعفوا وما استكانوا وهللا ر فما وهنوا لما أصابهم في سبيل هللا

نا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمر ابرين ، وما كان قولهم إال أن قالوا رب ت أقدامنا وايحب الص نصرنا على القوم نا وثب

يحب المحسنين نيا وحسن ثواب اآلخرة وهللا ثواب الد " الكافرين ، فآتاهم هللا

و تمضي قافلة الشهداء بركب جديد سائرة على ذلك الدرب العظيم ، و يترجل أبو بالل رافعا رأس األمة عاليا ، و ..

ى في ثنايا الذاكرة تلك الصورة البهية لذلك الوجه المستنير ، و تبقى العالمة التي تميز المؤمن من كثرة سجوده تبق

تلمع براقة في عيون الوطن ، و تبقى الدهاليز التي تخضبت بدماء الشهداء ترتوي بدم جديد ، زكي ، طاهر ، و رائحة

ألمة ، و تضرب عمق هذا الزمن القديم منذ األزل ، و الصوت المسك تحف جنباته ، تنعش وجه األرض ، الوطن ، ا

هم يرزقون )ال يزال يصدح أمواتا بل أحياء عند رب هكذا يترنم الصوت طويال ، ( وال تحسبن الذين قتلوا في سبيل هللا

ها و سارت في انحدارها إلى النهاية بينما ينزاح ذلك الوقر عذبا و أصوات المساجد ترتفع و كأن األرض أخذت دورت

من تلك اآلذان الصماء ، كأن هذا المصاب الجلل ما جاء إال لتحريك الهمم كما عودنا القائد أبو بالل ، فكما صواريخ

. ئد عدنان الغولالقسام التي يتردد صداها في كل مكان ، تبزغ الصورة في أرجاء المعمورة و الجميع يهتف بحياة القا

تبزغ تلك الحادثة لتحرك األجساد الهامدة و النفوس الميتة التي تسعى في هذه الظروف إلى اجتثاث االنتفاضة من

وكذلك )جذورها و يأتي استشهاد مهندسنا عدنان و رفيق دربه القائد عماد عباس ليقول لمن يتاجرون بدماء الشهداء

والذين ) و يقول( أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إال بأنفسهم وما يشعرون جعلنا في كل قرية يخادعون هللا

مضي أبا بالل منتصبا مع لكن هللا لهم بالمرصاد ، فكانت مشيئة هللا أن ي( آمنوا وما يخدعون إال أنفسهم وما يشعرون

رفيقه عماد لتكون بداية العودة لروح جهادية تخرج من رحم الخوف الذي بدأ يجثم على صدور المرجفين ليبلغ أن تلك

.الدعوة سائرة و أن الصواريخ مستمرة بهم أو بغيرهم

عزاؤنا بأبي بالل قول الشاعر

و من نزلت بساحته المنايا فال أرض تقيه و ال سماء

و أرض هللا واسعة و لكن إذا نزل القضا ضاق الفضاء

دع األيام تغدر كل حين فما يغني عن الموت الدواء

" إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن و أنا على فراق القائد الشيخ عدنان لمحزونون ، لكننا لن نقول إال ما يرضي ربنا

" وكيلحسبنا هللا و نعم ال "و " إنا هلل و إنا إليه راجعون

نعم ، هكذا جاء األجل بقائدنا الفذ أبي بالل و هو بأحسن حال ، و أي حال أحسن ممن يخرج مجاهدا ، صائما ، عابدا

، صابرا ، مهاجرا إلى هللا بماله و نفسه و طلق الدنيا ثالثا ، و هو يعلم أن األحياء ليسوا كاألموات و أن الشهداء ال

. يتبنون األموات

أن يكون الشيخ عدنان الغول و رفيقه عماد عباس ممن يغبطهم األنبياء والشهداء و الصالحون من مكانتهم نسأل هللا

العلية عند هللا العظيم و كأني أسمع السماء تترنم

يكفيك أن الموت خير شهادة إن الشهيد يعود للرحمن

كي يعتلي بالموت خير منصة في صحبة المختار و األقران

با بالل فقد كنت نعم الرجل و نعم القائدرحمك هللا أ

و السالم عليك و رحمة هللا و بركاته

غـــــول الـكـتـائــب

قصيدة مهداه إلى روح الشهيد القائد عدنان الغول

ليبيا/ فارس عودة : بقلم

ف رحـيله رمضـان ترك المعامع غولهـا عدنان ومضى يز

ــان شد الر ي حيل إلى الجنان ففتحت أبـوابهـا واستشرف الر

ـهيد تزفهـا األلحـان جت حور الجنـان وأقبلت نحو الش وتبر

د أهـال رشـدت وطبت ياعدنـان ناداه باألبـواب صـوت محم

هـا اإلخـوان أقبل ـاظـرين يحب بني ففـي قدومـك بهجة للن

ه بجنـاحـه رضــوان د ويظـلـ يلقاه عند الحوض صحب محم

ة الفردوس يمرح شـاديا قد أطـربته بعـزفهـا األفنــان في جن

ــان فيه م خل واألعـناب والـر عـين والنعيم ومـا يـلذ أل ا الن

ما فيهـا بكـل نفـيســة ويطوف بين قصـوره الولــدان متنع

حمان الم تحـيـة ورضـا أفاض عـبيره الر يلقى بهـا قبل الس

ان قتل ي الوغى الخو ـوك يا غول الكـتائب غـيلـة وكذلك يفعل ف

جـال مطاردا يقفو خطـاك البـوم والعقبان كم عشت يا زين الر

فين عيونـهم وتسـير خـلـف دبيبـك اآلذان ترميك بالحـقد الد

رحان و ه الســ ـتم ريحـك كلما ضـاع العـبير تنب جراؤهـم تش

ت عـيون الخائن األجفـان وعيونهم للغـدر سـاهرة فـال غط

ان ـا ومنهـا البيـض والمر يا ويل خـائنة العـيون إذا التقت من

نا نحن الجنـود إذا التقى األقـران والبيض تعـرف والقـذائف أن

عت من عـصفه األركان هيد معـاقـال كم صد كم زلزلت كف الش

ـر البـر كـان تشـقـي يهـودا من يديه أنامل وبصـوتـه يتفج

ـباع ذليلة وتقيم عـند جحورها الفئـران و لزأره تجـري الض

يطـان ـاغوت والش س الط ويبلل القـرد البغـيـض إزاره وينك

بيـع تضـيـئها النيـران يا قـائد األسـد األباة غـدا ترى تل الر

ه الخـذالن د جمعهم يوم اللـقــاء وهـد والغاصـبين وقـد تبد

هـا اإلخــوان د حـين يدك دى و اللـ ا حين يرجفها الص وقالع عك

غاة ذليلـة وتـدكـدك األصـن ام واألوثــان فتخر هـامـات الط

وترف فوق القدس رايات الهدى وعلى الحيـاة يهـيمن القـــرآن

ـام هذا يومـكم فلـتطـرح األوشــاب واألدران يـا فتيـة القس

هم حاشاكم ـرطان الط -ويجـذ جـذر المرجـفين فإن اعون والس

ة إن اجتثـاث الخـائـنين أمــان اء الخـبيث بقو فاسـتأصلوا الد

ه األرســان فمتى نرى رأس العـميل مـذلال في األسـر تلجـم فك

ليل مصـفدا ولبا سـه األشـواك والقطــران فيقـاد للمـوت الذ

يـدان ق لحـمهم لتـذوقـــه الغـربـان والد آن األوان ألن يمـز

ويزول عن أرض الكرامة رجسهم ويقـيم فـوق تاللهــا اإليمــــان

ها القـرد القمـيء غـدا تر ى يافـا يرج سـهولها البركـــان ياأي

دى وتقـيم بيـن قرودك األحــــزان بح يأتيك الر فارقب قبيل الص

وترى الكـمي إذا تكلم شـبلنا تصطك بعد جنـانـه األســــنان

رعة القنا يرتج تحت خيـولها الفـرســان ذي جـنود العـز مش ه

ت الشـجعــــان فإذا انبرى شـبل الكـتائب ولولت منه الكـماة وفر

يجـــان مت والبيض واألقـيـال والت فهنا الجبــابر والرؤوس تحط

الخلد يا أسد الوغى فالعيش في األخرى هو الحيوان عدنان عش في

ــا نجمكم فشـموخكم شهدت به األكــوان يا سـيدي إن غـاب عن

رحـل األباة ولم تزل آثـارهـــم منقوشـة تزهو بها األوطـــان

ـر المـــــــيدان بدم تي وبعـرفهم يتعـط ـائهم تسري الحيــاة بأم

تي العـــنــوان ة أمــــ ـــام يا أسـد الشـرى أنتـم لعــز يا فتية القس

فـاق واألزمـان شـهدت لكم بالعـز كل حجــارة في األرض واآل

كـم أنتم الفتيـــــان -جند الكـتائب -واللـه يعلم والخـالئـق أن

الشهيد القائد عدنان الغول

مصر/ مـحـمـد حـسـيـن مـنـصـور : شـعــر

(1)

أأقول يا عدنـان أو يحيـى أو البطـل الطريـد ؟

!عـد بالليـث الشريـد ؟أم هل أكني بعد طـول الب

العبيـد –لتقتلـك –لكن سهـام الغـدر أطلقهـا

ولذلـك انسـاب الكـالم يـردد االسـم الجـديـد

فزت بجنة فـي الخلـد فاهنـأ يـا شهيـد: ويقول

(2)

إلحق بصحبك واطمئن علـى جهـاد لـن يهـون

فشبابنـا مـا عـاد غـرا يلتهـي فيـه المجـون

خـاض فــي هللا المـنـون..ـه هلل وقـف لكـن

والرايـة الغـراء تصقلهـا المجـازر والسنـون

يرفعهـا البنـون..فإذا قضى في ساحهـا اآلبـاء

(3)

يا مـن قضيـت سنـي عمـرك مستخفـا بالعنـاء

ومشى على أنات جرحـك ركـب عشـاق الفـداء

الخفـاء قد آن أن ترتـاح بعـد الكـد مـن عـبء

ويزدهي فيك الضياء..وترى الضياء على الدروب

وتظـل أستـاذا تعـلـم جيلـنـا درس الـوفـاء

(4)

قل لهـم طـال الغيـاب..سلم على أصحاب دربك

وانقل لهـم نبـأ الكتائـب كيـف تجتـاح العبـاب

عن األسود تعيش في ظل الحراب( صالح ) طمئن

ـال متـن السحـابطمئنه عن صاروخ قسـام ع

يهوي على رأس الغزاة الغاصبيـن كمـا الشهـاب

(5)

وشهيدنـا فـي مقلتيـه كتـاب فـقـه المعنوية

ال ترضـى الدنيـه..فاقرأ فصول كتائـب القسـام

بدمائـه خـط الوصية.. وشهيدهم وصى األلـى

ال تبالـوا بالمنـيـه..ال .. هبـوا سراعـا للفـدا

صدور مصاحف وعلـى المناكـب بندقيةوعلى ال

الفصل الثامن عشر

بالل ، محمد ، عمران

ملح األرض و عبيره

بتصرف: نقال عن موقع القسام في سيرة الشهداء األبطال

بالل عدنان الغول/ الشهيد القسامي

قارع الصهاينة رغم حداثة سنه

في عائلة ملتزمة بشرع هللا تعالى 2512/ 1/ 12الغول في منطقة المغراقة يوم ولد الشهيد القسامي بالل عدنان

فكان بالل منذ . وترعرع على موائد القرآن في مساجد المغراقة الصغيرة والتي تخرج منها العديد من رجال القسام

. صغره مبتسما ومحبوبا بين أصدقائه و أقربائه

منذ صباه على يد المعلم األكبر القائد عدنان الغول والده و أحد المطلوبين وعرف عن بالل انه تدرب على السالح

األوائل للصهاينة حتى انضم إلى صفوف إخوانه في الوحدات القسامية رغم صغر سنه واعتقل لدى جهاز المخابرات

ختطافه و كان عمره الفلسطيني اكثر من مرة بعد مطاردته لفترة من الزمن و قد عمدت المخابرات الفلسطينية إلى ا

عاما و عذبوه عذابا شديدا كي يبوح بمكان والده وليشكل ضغطا على عدنان ليسلم نفسه ، إال أن ذلك لم يفت 21وقتها

. من عضد أبو بالل

نشاطاته

عرف عن بالل انه تدرب على السالح منذ صغره في المغراقة حتى تمرس في استخدامه بعد فترة وجيزة وله باع

لي في استخدام األسلحة الجديدة والثقيلة كقذائف الهاون واالنيرجا وغيرها، وشارك بالل في غارات عديدة ضد بطو

أهداف صهيونية مع اخوانه في كتائب القسام وكان يمتاز بالجرأة والشجاعة وكان أحد القساميين الذين شاركوا في

.المغازيحفل تأبين الشهيد القسامي عبد الحكيم المناعمة في مخيم

أهله

محمد في الثالث : عاش بالل في أسرة ملتزمة بشرع هللا عز وجل ال تعرف إال طريق المساجد وله ثالثة اخوة

اإلعدادي و الذي استشهد الحقا ، ومحمود في الرابع االبتدائي وهالل الذي لم يتجاوز عمره خمسة اشهر أما أبوه

جاهد كثيرا ضد الصهاينة ويعتبر من رموز ومؤسسي كتائب القسام عدنان فعرف عنه انه رجل شجاع صابر محتسب

وهو من أوائل المطلوبين للصهاينة لما كتبه سجله الجهادي من أعمال بطولية ضدهم وكان كثيرا ما يرشد بالل إلى

أسره الذي يعتبر طريق الشهادة ويحببه بها حتى نالها و نالها أبوه من بعده ، أما عن عمه المسجون أبو عمران فك هللا

من المجاهدين الذين لهم باع طويل في السجل الجهادي ضد الصهاينة، وأم بالل فهي تلك المرأة الصابرة المحتسبة

سلم ذلك "والتي يعجز القلم أن يسطر إرادتها القوية وعزيمتها الجبارة وإيمانها المتجدد ، ويكتفي القلم بأن يكتب لها

أما عن أخيه محمد فهو ذاك الشاب الخلوق والبشوش الذي ورث ابتسامة بالل " الصدر الذي ارضع ذاك األسد

ومحمود في الصف الرابع االبتدائي والذي ما زال صغيرا أما هالل فلم يتجاوز عمره خمسة اشهر فربما يكتب له

يرة أبنائها في القدر أن يسطر ما لم يستطع أن يسطره أخوه بالل ويذكر أن عائلة الغول قدمت عشرة شهداء من خ

.1002حتى و 12الفترة الواقعة بين عامي

استشهاده

بعد أن عمل بالل كثيرا في طريق الجهاد والمقاومة مع إخوانه في كتائب الشهيد عز الدين القسام نال شرف الشهادة

لتي كان يستقلها في سبيل هللا تعالى عندما قامت طائرات صهيونية أمريكية الصنع من نوع اباتشي بقصف السيارة ا

وسيارة والده وكان معه أحد المجاهدين بأربعة صواريخ ولكنه هرب منها واستمرت الطائرات في مالحقته حتى

.1002سبتمبر عام 11استشهد على ثرى فلسطين الطاهر يوم األربعاء

بر بوالده واستشهد لحمايته فشيعه الفلسطينيون في جنازة عظيمة

فسه أباه وقائدين كبيرين آخرين من كتائب القسامفدى بن.. بالل الغول

وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة من ,هكذا وصف الشهيد بالل يحيى الغول كل من عرفه" .. هذا الشبل من ذاك األسد"

فهو نجل أحد القادة العسكريين الكبار لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة . عمره

واغتالته مروحيات صهيونية في عملية اغتيال كانت تستهدف أصال والده يحيى الغول الملقب , "حماس"مية اإلسال

، وقائد كتائب القسام والمطلوب رقم واحد للكيان الصهيوني محمد ضيف، ومساعدا آخر للغول يدعى سعد "عدنان"

.العرابيد الذي أصيب بجراح

فقد قدمت العديد , أسرة مناضلة عرفت منذ سنين, "عدنان"ومن قبله والده , د باللأسرة الغول التي ينحدر منها الشهي

فإن والده وهو من أخطر المطلوبين لدى سلطات , ورغم صغر سن بالل. من الشهداء والمناضلين منذ احتالل فلسطين

ل دائما عند حسن ظن والده وكان بال ,االحتالل ومن أشدهم في مقاومة المحتل؛ كان يعتمد عليه في تحركاته وتنقالته

.فضال عن عمله في جهاز األمن الوقائي الفلسطيني، وكتائب القسام في آن واحد, فيه

ونفذ العديد من , ويقول أحد أصدقاء بالل الذي كان يحمل صورته خالل تشييعه في غزة إن الشهيد كان جريئا جدا

ومساعدته , نات اليهودية خالل عمله في الخفاء في كتائب القسامالعمليات العسكرية ضد المواقع الصهيونية والمستوط

ولذا لم يستغرب حينما سمع أنه فداه , ويعتبره قدوته, لجان المقاومة الشعبية، مشيرا إلى أنه كان يحب والده حبا كبيرا

.حينما استهدفتهم المروحيات الصهيونية, وزميليه بنفسه

التي كشفت سيارته وسيارة أخرى كانت تقل والده ومحمد , طائرات المروحيةوأضاف إن بالل تمكن من تضليل ال

وأتاح تضليله الطائرات الصهيونية فرصة لوالده , ضيف و العرابيد في طريق فرعية قرب وادي غزة وسط القطاع

أمريكية )صهيونية ال "األباتشي"ففداهم بنفسه ليرتقي إلى العال شهيدا بصواريخ طائرات , وزميليه للهرب من المكان

.التي فحمت جثته( الصنع

" حماس"تقدمها قادة حركة , وقد خرجت للشهيد جنازة عسكرية كبيرة ، كونه أحد أفراد جهاز األمن الوقائي الفلسطيني

وتوجهت , وجهاز األمن الوقائي وقادة الفصائل الفلسطينية، وحملت جثمانه عربة عسكرية خرجت من مشفى الشفاء

حيث , ثم سار الموكب إلى مسجد الكتيبة, حيث ألقى ذووه عليه نظرة أخيرة, سرته في مخيم الشاطئإلى ديوان أ

.صليت عليه صالة الجنازة بعد صالة الظهر

التي انطلقت من مسجد الكتيبة إلى مسيرة حاشدة قدر المشاركون فيها بأكثر من عشرة آالف , وتحولت جنازة الشهيد

كما شوهد ألول مرة , الذين أطلقوا الرصاص في الهواء بغزارة, مسلحين الفلسطينيينبينهم مئات ال, فلسطيني

. مسلحون من لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية يحملون قذائف من نوع أنيرجا

حيث ووري , وسارت جنازة الشهيد في شوارع مخيم الشاطئ ومدينة غزة متجهة نحو مقبرة الشهداء شرق المدينة

وأعلنت , رى، بينما تعهدت كتائب عز الدين القسام عبر مكبرات الصوت بالثأر واالنتقام لدم الشهيد الغولجثمانه الث

ووعدت بمزيد من , أنها أطلقت سبع قذائف هاون على إحدى المستوطنات اليهودية في القطاع كرد أولي على اغتياله

.العمليات ضد االحتالل الصهيوني

(أبو يحيى)حمد عدنان الغول الشهيد القسامي المجاهد م

الفتى الذي لم يعرف المحال فسار بخطاه على درب أخيه بالل

هللا غايتنا وهل من غاية أسمى وأغلى من رضى الرحمن وزعيم دعوتنا الرسول وما لنا غير الرسول محمد من ثان

إنه إن ضاع ضاعت حرمة األوطان دستورنا القرآن وهو منزل والعدل كل العدل في القرآن وسبيل دعوتنا الجهاد و

.والموت أمنية الدعاة فهل ترى ركنا يعاب بهذه األركان

.كال والذي رفع السماء بال عمد وهللا إنه لمنهج قويم وعلي خطاه أنتم سائرون إنكم مجاهدون هنيئا لك يا محمد الشهادة

فمن. الشهيد عدنان الغول بعد الشهيد األول بالل محمد عدنان الغول هو الشهيد الثاني للقائد القسامي كبير المهندسين

.هذا التقرير في هو محمد وكيف عاش ؟ لنعرف كيف كان

حب الجهاد والتضحية والفداء ؟؟

في أحضان الجهاد والمجاهدين 2517/ 20/ 22في ( أبا يحيى) ولد شهيدنا القسامي المجاهد محمد عدنان الغول

ومة وترعرع في أسرة متدينة مسلمة ملتزمة بشرع هللا تبارك وتعالى تعلم منذ صغره فقد رضع حالوة الجهاد والمقا

القرآن الكريم في مسجد اإليمان بقرية المغراقة فترعرع فيها على حب الجهاد والتضحية والفداء تربى على االبتسامة

ادة كتائب الشهيد عز الدين القسام الصادقة والتربية الحسنة والده ذلك الرجل المطارد عدنان الغول وهو من أكبر ق

وأسرته أسرة فلسطينية متمرسة في المقاومة، في حالة نموذجية من تواصل األجيال داخل األسرة الواحدة، بين الوالد

عدنان الغول، واألنجال الشهداء القساميين مثل بالل ومحمد، الذين تبزغ أسماؤهم في صفوف الشهداء ممن قضوا

.اإلقدام والمواجهة تبدو للوهلة األولى أسطورية نحبهم في حاالت من

تربى محمد على حب إخوانه حب يعجز اللسان عن وصفه ألن محمد أدرك بأن أداء الواجب بالدم ال بالمداد وأن الدنيا

ادة يا فانية متاعها متاع فان ولكن الدار اآلخرة هي دار المؤمنين الموحدين دار الشهداء والصالحين نعم هنيئا لك الشه

.محمد

فارس الكتلة اإلسالمية ؟؟

كان محمد ابنا مخلصا وفارسا من فرسان الكتلة اإلسالمية فقد كان مواظبا على حضور الدروس األسبوعية والدورية

في المساجد دروس الدعوة والجهاد دروس العلم والقرآن نعم إنه سيسافر إلى جنات عرضها كعرض السماوات

ألبناء جيله من أبناء الكتلة اإلسالمية كان يشارك معهم في نشاطاتهم الدعوية واألخوية واألرض فكان كثير الحب

والميدانية متواضعا أحبه الجميع من خفة دمه التي كان يعبر عنها بابتسامة مرسومة على وجهه البشوش نعم إنه محمد

. وال نزكي على هللا أحداالذي كان باألمس بينكم واليوم بينهم بين الشهداء نحسبه عند هللا كذلك

منذ استشهاد شقيقه األكبر بالل ؛ أنه قد جاء دوره ليحمي المجاهدين بروحه رجال ( عاما 27)فقد أدرك محمد الغول

.المقاومة في قطاع غزة، والذي يعتبرهم العدو الصهيوني من أخطر الذين يهددون مصير الكيان الصهيوني

ابنا لإلخوان المسلمين ؟؟

إن محمدا كان مخلصا في عمله اإلسالمي على الرغم من صغر سنه إال أن إخالصه أهله بأن يكون جنديا في نعم

دعوة اإلخوان المسلمين فكان نعم الشبل والفتى المطيع فكان ال يتغيب عن جلسات أسرته الدعوية التي يتعلم فيها كيف

وعلم وطبق ما تعلمه على أرض الواقع كيف ال وهو يكون الرجل رجال وكيف يكون المجاهد مجاهدا نعم إنه تعلم

ينادي بكل صوته هللا أكبر في وجه قوات االحتالل الصهيوني عندما حاولت اقتحام المنزل نعم هكذا هم رجال األخوان

.المسلمين يسيرون على خطى شهيدهم األول الشهيد اإلمام المرشد حسن البنا مؤسس جماعة األخوان المسلمين

عدنان الغول ؟؟مطاردة

، أي بعيد اندالع االنتفاضة الشعبية 2511والده هو عدنان الغول كانت قوات االحتالل قد بدأت مطاردته في عام

إذ تمكن الغول خالل تلك الفترة من التسلل إلى خارج األراضي (. 2552-2517)السابقة انتفاضة المساجد

تدرب على تصنيع المتفجرات وأصبح يتقن فنونها ببراعة، ليعود بعد الفلسطينية، والتنقل بين دول عربية وإسالمية، و

.ذلك إلى قطاع غزة كما خرج ويستأنف نشاطه المقاوم

ولكن طريق عدنان الغول لم تكن مفروشة بالورود؛ فإلى جانب مالحقة قوات االحتالل له؛ جرى اعتقاله مرتين من

كما حاولت المخابرات الصهيونية . ة، مع بداية إنشاء هذه السلطةجانب جهاز المخابرات العامة في السلطة الفلسطيني

. اغتياله بالسم من خالل أحد العمالء

ومن يقف بين يدي سيرة القيادي العسكري البارز في المقاومة الفلسطينية عدنان الغول سيجد من بين محطاتها أيضا

ة، وقد جرى تعذيبه خالل االعتقال من أجل معرفة مكان اعتقال نجله بالل لدى جهاز المخابرات العامة التابع للسلط

.والده، ولكن الفتى الصغير آنذاك أبدى صالبة لم تفلح معها محاولة انتزاع االعترافات بالقسوة

باللأخيه الفدائي

آب 11في محمد ذلك الشبل من ذاك األسد أخوه بالل نعم نعرفه حق المعرفة إنه بالل الذي فدى والده عندما لم يتردد

أن يبر والده ليفديه بروحه ويحميه هو وقادة آخرين في كتائب القسام الذراع العسكري لحركة 1002( أغسطس)

، حينما قصفت المروحيات الصهيونية السيارات التي كانوا يستقلونها في طريق ترابية "حماس"المقاومة اإلسالمية

.كانوا يسلكونها في منطقة وادي غزة وسط القطاع

ذ كان بالل يرافق والده وعددا من قادة كتائب القسام، حينما أدرك أن طائرات األباتشي تحلق في أجواء المنطقة، إ

وتستعد لقصف سيارة والده التي كانت مرصودة، فطلب بالل من والده أن يتم تبديل السيارات بحيث يغادر والده وقادة

فه ويستشهد هو، مقابل إنقاذ والده من عملية اغتيال كانت محققة، القسام في سيارته ليموه هو على الطائرات فتقص

.لينجح التمويه ويحقق بالل أمنيته في االستشهاد

الفتى الذي امتشق بندقيته

محمد هو أخ بالل ولم يختلف األمر كثير فمحمد هو اآلخر فدائي من الدرجة األولى فقبل استشهاده طلب من ابن عمه

يغادر المنطقة ألنه سيفديه بروحه والذين شاركوا في جنازة محمد وإخوانه الشهداء فكانوا المستهدف عمران بأن

يتساءلون عن محمد وعن أخيه األول الشهيد بالل الغول ذلك الفتى اليافع الذي كان يمتشق بندقيته، ويضع على رأسه

عده ليواصل الطريق ذاته المحفوف عصابة خضراء مزينة بشعار التوحيد نعم إن محمد هو الذي تسلم الراية من ب

. بأغلى التضحيات طريق الحق والقوة والحرية طريق الجهاد والمقاومة طريق القسام

. بعد مسيرة حافلة في المقاومة، كانت ساعة الحقيقة قد حانت بالنسبة لمحمد بعد أقل من عامين من استشهاد بالل و

ل الصهيوني إلى بلدة المغراقة، حيث بيت القيادي المقاوم عائلة كان ذلك عندما توغلت قوات كبيرة من جيش االحتال

( 1002 يونيو)الغول، في عملية استهدفتهم فجر الجمعة السابع والعشرين من حزيران

؛ يشهدون لمحمد بأنه شارك بقوة في "عرين عدنان الغول"وإن أهالي تلك المنطقة التي يطلق عليها المواطنون اسم

ضوها مع قوات االحتالل ولم تتمكن من قتلهم وإصابتهم إال بعد أن نفذت ذخيرتهم، موقعين إصابات معركة كبيرة خا

. كبيرة في صفوف قوات االحتالل الصهيوني

كان الخيار الوحيد الذي حدده االبن محمد لنفسه أن يسقط شهيدا، وهو ما تحقق له فجر الجمعة، السابع والعشرين من

.عل في عملية استهدفت قوات االحتالل الصهيوني خاللها منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة، بالف(يونيو)حزيران

سأسطر معركة بالدم ال بالمداد

هذه القصة التي شارك فيها محمد ابن عمه عمران ربما يتبادر لألذهان تلك المعركة البطولية التي قادها المهندس

ل الصهيوني إلى قرية المغراقة مستهدفة إلقاء القبض على عمران الغول سنبدأ من حيث دخول قوات االحتال

المجاهدين الذي كانوا يتواجدون في المنطقة نقول أن المهندس عمران الغول رحمه هللا كان قد جهز بيته بكافة الوسائل

رب من منزله خندق القتالية حتى إذا ما أقدما قوات االحتالل القتحام منزله كان مستعدا من اللحظة األولى فقد حفر بالق

خاص للمواجهة ال يعرف أحد عنه شئ سواه بعض رجال كتائب القسام وكان رحمه هللا قد جهز خطة كاملة في حالة

هجوم قوات االحتالل الصهيوني ومع اقتراب ساعات الفجر ومن وسط صيحات اآلذان أقدمت قوات االحتالل إلى

س عمران وبينما القوات الصهيونية الراجلة تحاصر المنزل وكانت قرية المغراقة مستهدفة إلقاء القبض على المهند

بأعداد كبيرة جدار تحفها الدبابات والمجنزرات أرضا وطائرات األباتشي والكوبرا جوا في هذه األثناء كان محمد وهو

صوت ابن عم عمران في المنزل فخرج ليتوضأ لصالة الفجر من صنبور المياه الواقع خرج المنزل فسمع محمد

غريب فقال بصوت مرتفع من هناك وقف ففي هذه األثناء بدأ جنود االحتالل بإطالق النار على محمد وحينها أدرك

الجميع أن قوات االحتالل الصهيوني قد دخلت إلى المنطقة وهي اآلن ستحاصر المنزل وستتم عملية كبيرة كان

.عمران يحلم بها

محمد الفدائي الثاني

هز نفسه للمواجهة وبدأ محمد بإطالق النار من مسدسه على قوات االحتالل عمران لم يستطيع بدأ عمران وقد ج

االنتقال إلى الملجأ ألساب ال يعرفها إال المقربين منه ويقول لنا أحد الذين نجوا من االشتباك أن عدد جنود االحتالل

ائال لو استطعنا دخول الخندق لكانت معركة الخيالي كان سبب رئيسي في عدم الدخول إلى الخندق ويواصل الحديث ق

أسطورية بمعنى الكلمة على العموم كان المهندس عمران قد زرع عبوة بالقرب من باب المنزل فارتقب اقتراب الجنود

الصهاينة إلى مكان العبوة وفعال اقتربت وحدة جنود صهيونية من العبوة فما كان من عمران إال أن ضغط على

في وسط الجنود الصهاينة فقطعهم أشالء متناثرة وربما رأيتم هذه األشالء في الشريط المصور الذي بطارية التفجير

تمكن رجال القسام من تصويره ولكن االحتالل الصهيوني لم يعترف إال بمقتل واحد وتناثره أشالء جراء انفجار العبوة

وا أن عدد الجنود الذين قتلوا في المعركة كانت التي نصبها المهندس عمران ولكن شهود عيان خاضوا االشتباك قال

كبيرة جدا ولكن االحتالل أخفى ذلك والدليل أن المجاهدين رأوا بعد انسحاب قوات االحتالل أكثر من رجل وأكثر من

جزء من أجسام الجنود كما رأوا أمعاء الجنود الصهاينة ملقاة على األرض وهنا يقول لنا أحد السكان أن صراخ الجنود

الصهاينة الذين رأوا رفاقهم يتقطعون أشالء بعد العبوة كان صراخهم ملفوف بالخوف والفزع وقد زرع هذا الموقف

.الرعب في قلوب الصهاينة فال نعلم سينجب هؤالء الجنود مستقبال أم ال

معا معك يا عمران

الشتباك المسلح فقد أقسم أن يخرج المهم بعد أن فجر عمران العبوة في الجنود الصهاينة بدأ له عمل آخر وهو ا

استشهاديا للجنود وأن يقتل منهم وأن يبلي بالء حسنا فقد بدأ بإلقاء عشرات القنابل اليدوية القسامية على الجنود ثم نزل

إلى األرض للمواجهة فرآه الجنود الصهاينة من شرفة المنزل فأطلقوا عليه النار فأصابوه في الجهة اليمنى من البطن

تمر شهيدنا عمران وهو ينادي على الذين معه هللا معكم يا شباب أنا بخير وبدأت أصوات التكبيرات تخرج منه فاس

ومن شهيدنا القسامي محمد الغول ابن عمه فقد نادى محمد في هذه اللحظة على عمران قائال اهرب يا عمران فأنا

رفض وقال إنني استشهادي فدخل محمد على مجموعة سأواجههم نعم إنه الفدائي الثاني بعد أخيه بالل ولكن عمران

. من الجنود الصهاينة بدأ يطلق النار عليهم وهو يكبر فأطلق الجنود الصهاينة عليه النار فارتقى شهيدا كما كان يتمنى

األعمال الجهادية التي شارك فيها

.لهاون ضد أهداف صهيونيةشارك شهيدنا الفتي القسامي محمد عدنان الغول في عشرات إطالق قذائف ا -·

شارك شهيدنا القسامي المجاهد محمد الغول في إطالق عشرات صواريخ القسام على المغتصبات الصهيونية التي .-

.أقلقت مضاجع بني صهيون

.شارك شهيدنا المجاهد في تصنيع صواريخ البنا والبتار مع إخوانه المجاهدين من أبناء كتائب القسام. -

صدي لقوات االحتالل الصهيوني أثناء اجتياحها لبلدة بيت حانون حيث اشتبك مع مجموعة من شارك في الت. -

.المخربين الصهاينة

.شارك في التصدي لقوات االحتالل الصهيوني أثناء اجتياحها لحيي الزيتون والشجاعية. -

صهيوني على مفرق الشهداء مما ألقى شهيدنا المجاهد محمد الغول العديد من القنابل اليدوية على جيب عسكري . -

.أدى إلى إصابة الجيب إصابة مباشرة في أوائل االنتفاضة المباركة

شارك القسامي محمد الغول في عشرات عمليات الرصد القسامية التي استهدفت آليات وأهداف صهيونية لضربها . -

.من قبل كتائب القسام

ن يبيت على ثغرة من ثغر اإلسالم وكان رحمه هللا يقظا حريصا كان محمد يسهر الليالي يحرس في سبيل هللا فكا. -

.منتبها

الفتى الفارس يترجل

وعندما ترجل الفارس محمد ترجل عريسا إلى الحور العين زفته جماهير النصيرات البطلة على أكتاف شبابها الذين

والصديق قبل القريب ذلك األسد الجسور عرفوا محمد حق المعرفة فقد كان يحب الجميع والجميع يحبه فقد بكاه الجميع

فقد شارك اآلالف من أبناء النصيرات في تشييع شهيدنا القسامي الجاهد محمد الغول حيث طافت الجماهير به أرجاء

النصيرات وهي تهتف بكل إخالص وتفاني تحية لكم يا سادتي الشهداء تحية لكم وأنتم تسطرون بدمكم الغالي ثرى

رى المسجد األقصى المبارك وال نقول وداعا ولكن نقول إلى اللقاء في جنات ونهر في مقعد صدق فلسطين الحبيبة ث

.عند مليك مقتدر

وقد كان عرس الشهادة لشهيدنا المجاهد محمد الغول مع عرس شهيدنا المهندس عمران الغول عرسا مميزا فتحت فيه

الغول في استشهاد ابنيهم المجاهد محمد الغول المهندس األناشيد اإلسالمية وهنأت اآلالف من جماهير فلسطين ذوي

.عمران عمر الغول

وهللا إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم يا أبناء القسام لمحزونون ولكن عزاؤنا أنكم مضيتم شهداء عند

. مليك مقتدر نسأل هللا العظيم أن يتقبلكم وأن يجمعنا معكم في الفردوس األعلى

(أبو عمر )لشهيد القسامي المهندس عمران عمر الغول ا

( استشهد متوسما شعار اإليمان والبندقية )قاد معركة المغراقة األسطورية

ال يا أخي ال تقلها قد خبا صوت النضال ، فصراعنا كر وفر والوغى دوما سجال ، وطريقنا شوك الشعاب حصادنا

د حطمت صمت الليالي واهتزت الدنيا بزحف النور يمضي للمعالي ومضت أعلى الجبال ، هذي الكتائب يا أخي ق

.منارا للمنى من دونه حلم الخيال فإلى النضال على النضال إلى النضال

لملم جراحك يا أخي واحمل سالحك ال تبالي ما عاد يجدينا األسى ما عاد يكفيني سؤالي قد حنت الهيجاء إليك وأشفقت

إلى النضال إلى النضال أجل لقد سطر شهيدنا القسامي المهندس المجاهد عمران عمر الغول شم الجبال فإلى النضال

أبا عمر ملحمة بطولية قادها فقهر الجيش الذي يزعم بأنه ال يقهر هنيئا لك الشهادة يا عمران وأنت تسطر بدمك

ف عليه من خالل هذا التقرير الذي الطاهر أروح مالحم العزة واإلباء عمران الغول اسم له معاني كثيرة ممكن التعر

.أعده مراسل قسام

أسرة ذات جذور مجاهدة

ولد شهيدنا القسامي المهندس عمران الغول في أسرة مجاهدة عرفت معنى العزة والكرامة أسرة مجاهدة بكل ما تحمل

الل الصهيوني الغاشم م والده ذلك األسد الجسور الذي يقبع اآلن في سجون االحت2511الكلمة من معاني وولد عام

وقد حكم عليه بمدى الحياة وذلك ألنه كان مجاهدا مشرفا سجل نقطة أسطورية البد الوقوف عندها مرارا وتكرارا

كيف ال وهو المعلم األول فقد سار شهيدنا االستشهادي المجاهد القسامي المهندس عمران الغول على خطى والده ولم

ران من عرف سنه استغرب عمله فهو ومنذ الصغر كان يتميز بالعديد من الصفات يخف في هللا لومة الئم شهيدنا عم

التي ال يمكن توفرها في أي شخص فكان رحمه هللا أكثر ما يتميز بالسرية والتواضع فلم يكشف سرا ألحد عن أعماله

هور كان دوما يريد العمل التي كان يقوم بها كما أنه كان متواضعا لدرجة خيالية فكان يخجل خجال شديدا ال يحب الظ

.بجد وبصمت

مسجد اإليمان مخرج األبطال

ترعرع منذ نعومة أظفاره على موائد القرآن الكريم في مسجد اإليمان ذلك المسجد الشامخ الذي خرج الشهداء

ون خلف القساميين أمثال بالل الغول ومحمد الغول و زكريا الصعيدي وغيرهم من المعتقلين القساميين الذين يقبع

حسان وعمر الغول وغيرهم الكثيرون وكان عمران طيب هللا ثراه ( رياض)القضبان وعلى رأسهم األسد األول محمد

يحث العديد من الشباب المسلم على استمرار حفظ القرآن الكريم وتعلم علوم الدين وعلوم القرآن وحضور دروس العلم

. في مساجد هللا تعالى

في جماعة اإلخوان

شهيدنا المهندس إلى جماعة اإلخوان المسلمين فكان نعم الجندي المطيع ونعم البطل الجسور فلم يتخلف عن انضم

حضور الجلسات األسرية الخاصة التي يتربى فيها أبناء جماعة اإلخوان المسلمين على تدارس علوم الدين ومناقشة

ر الروحانية التي من شأنها زيادة اإليمان لدى الفرد األحداث والمستجدات وحفظ القرآن الكريم والرقي بالنفس باألمو

المسلم حقا أجل لقد ربح البيع يا عمران لقد ارتقيت شهيدا كما تمنيت فأكرمك هللا في الدارين في الدنيا واآلخرة بإذن

.هللا تعالى

صفات حميدة وتطبيق دقيق

صفات مالزمة لشهيدنا المهندس القائد فال الطاعة والصمت واألدب األخالق والمحبة واإلخالص والتفاني كلها

تستغرب من هذا الشاب الذي يفني وقته في سبيل إرضاء هللا عز وجل وخضوعا له تبارك وتعالى مضى مشواره منذ

الصغر بين أحراش المغراقة القسام الصامدة فتربى على يد العديد من القادة القساميين الميامين أمثال سعد العرابيد

ف حفظه هللا من كيد الكائدين وغيره الرجال القادة الذين جعلوا حياتهم رخيصة في سبيل هللا تعالى كيف ومحمد الضي

ال وهم يرتقون بأنفسهم شهداء واحد تلو اآلخر وهنا يا عمران ال نقول وداعا ولكن نقول إلى اللقاء في الجنة بإذن هللا

.تعالى مع النبيين والشهداء وحسن أولئك رفيقا

رب المجاهدين األوائلعلى د

والبد أن نذكر أيضا أن عمران الغول سار على درب الجهاد والمقاومة على درب عمه وهو عدنان الغول أبو بالل

، أي 2511في عام ( عاما 22)الذي قدم ولديه في سبيل هللا وكانت قوات االحتالل قد بدأت مطاردة عدنان الغول

إذ تمكن الغول خالل تلك .(1994-1987)بقة والتي سميت بانتفاضة المساجد بعيد اندالع االنتفاضة الشعبية السا

الفترة من التسلل إلى خارج األراضي الفلسطينية، والتنقل بين دول عربية وإسالمية، وتدرب على تصنيع المتفجرات

.وأصبح يتقن فنونها ببراعة، ليعود بعد ذلك إلى قطاع غزة كما خرج ويستأنف نشاطه المقاوم

معركة قسامية أسطورية

ربما يتبادر لألذهان تلك المعركة البطولية التي قادها المهندس عمران الغول من نبدأ لكم ال نعرف ولكن سنبدأ من

حيث دخول قوات االحتالل الصهيوني إلى قرية المغراقة مستهدفة إلقاء القبض على المجاهدين الذي كانوا يتواجدون

س عمران الغول رحمه هللا كان قد جهز بيته بكافة الوسائل القتالية حتى إذا ما أقدما قوات في المنطقة نقول أن المهند

االحتالل القتحام منزله كان مستعدا من اللحظة األولى فقد حفر بالقرب من منزله خندق خاص للمواجهة ال يعرف أحد

في حالة هجوم قوات االحتالل عنه شئ سواه بعض رجال كتائب القسام وكان رحمه هللا قد جهز خطة كاملة

الصهيوني ومع اقتراب ساعات الفجر ومن وسط صيحات اآلذان أقدمت قوات االحتالل إلى قرية المغراقة مستهدفة

إلقاء القبض على المهندس عمران وبينما القوات الصهيونية الراجلة تحاصر المنزل وكانت بأعداد كبيرة جدار تحفها

وطائرات األباتشي والكوبرا جوا في هذه األثناء كان محمد وهو ابن عم عمران في الدبابات والمجنزرات أرضا

المنزل فخرج ليتوضأ لصالة الفجر من صنبور المياه الواقع خرج المنزل فسمع محمد صوت غريب فقال بصوت

جميع أن قوات مرتفع من هناك وقف ففي هذه األثناء بدأ جنود االحتالل بإطالق النار على محمد وحينها أدرك ال

.االحتالل الصهيوني قد دخلت إلى المنطقة وهي اآلن ستحاصر المنزل وستتم عملية كبيرة كان عمران يحلم بها

خطة مهندس على أعتاب الشهادة

بدأ عمران وقد جهز نفسه للمواجهة وبدأ محمد بإطالق النار من مسدسه على قوات االحتالل عمران لم يستطيع

أ ألساب ال يعرفها إال المقربين منه ويقول لنا أحد الذين نجوا من االشتباك أن عدد جنود االحتالل االنتقال إلى الملج

الخيالي كان سبب رئيسي في عدم الدخول إلى الخندق ويواصل الحديث قائال لو استطعنا دخول الخندق لكانت معركة

بالقرب من باب المنزل فارتقب اقتراب الجنود أسطورية بمعنى الكلمة على العموم كان المهندس عمران قد زرع عبوة

الصهاينة إلى مكان العبوة وفعال اقتربت وحدة جنود صهيونية من العبوة فما كان من عمران إال أن ضغط على

بطارية التفجير في وسط الجنود الصهاينة فقطعهم أشالء متناثرة وربما رأيتم هذه األشالء في الشريط المصور الذي

القسام من تصويره ولكن االحتالل الصهيوني لم يعترف إال بمقتل واحد وتناثره أشالء جراء انفجار العبوة تمكن رجال

التي نصبها المهندس عمران ولكن شهود عيان خاضوا االشتباك قالوا أن عدد الجنود الذين قتلوا في المعركة كانت

وا بعد انسحاب قوات االحتالل أكثر من رجل وأكثر من كبيرة جدا ولكن االحتالل أخفى ذلك والدليل أن المجاهدين رأ

جزء من أجسام الجنود كما رأوا أمعاء الجنود الصهاينة ملقاة على األرض وهنا يقول لنا أحد السكان أن صراخ الجنود

ف الصهاينة الذين رأوا رفاقهم يتقطعون أشالء بعد العبوة كان صراخهم ملفوف بالخوف والفزع وقد زرع هذا الموق

.الرعب في قلوب الصهاينة فال نعلم سينجب هؤالء الجنود مستقبال أم ال

سأكون استشهاديا

المهم بعد أن فجر عمران العبوة في الجنود الصهاينة بدأ له عمل آخر وهو االشتباك المسلح فقد أقسم أن يخرج

القنابل اليدوية القسامية على الجنود ثم نزل استشهاديا للجنود وأن يقتل منهم وأن يبلي بالء حسنا فقد بدأ بإلقاء عشرات

إلى األرض للمواجهة فرآه الجنود الصهاينة من شرفة المنزل فأطلقوا عليه النار فأصابوه في الجهة اليمنى من البطن

فاستمر شهيدنا عمران وهو ينادي على الذين معه هللا معكم يا شباب أنا بخير وبدأت أصوات التكبيرات تخرج منه

محمد ابن عمه فقد نادى محمد في هذه اللحظة على عمران قائال اهرب يا عمران فأنا سأواجههم ولكن عمران ومن

رفض وقال إنني استشهادي فدخل محمد على مجموعة من الجنود الصهاينة بدأ يطلق النار عليهم وهو يكبر فأطلق

لمواجهة وقد بدأت اإلصابة تؤثر عليه فزحف لغير الجنود الصهاينة عليه النار فارتقى شهيدا أما عمران فاستمر في ا

مكانه ويجابه الجنود من مكان آخر وفعال خرج لهم من مكان آخر وبدأ يطلق النار من سالحه مكبرا هللا أكبر فأمطره

. الجنود بوابل من الرصاص فقتل عمران كما كان يتمنى

اقة من نعي الشهداء عمران الغول ومحمد الغول و وقد بدأت أصوات المساجد في مخيم النصيرات القريب من المغر

زكريا الصعيدي حيث انضم معهم لينال هو اآلخر نصيبه في الشهادة وقالت مكبرات الصوت أن المجاهدين قادوا

معركة بطولية أسطورية يعجز جيش عن قيادتها فربما كان هللا قد أمد المجاهدين بمدد من عنده لذلك انسحبت قوات

.ائبة فلم تفلح في إلقاء القبض على المهندس عمران الغول ألنه ارتقى شهيدا كما تمنىاالحتالل خ

سجل مشرف وتاج فوق الرؤوس

وقد حصل مراسل قسام على سجل بعض العمليات التي قام بها المهندس عمران الغول أثناء حياته الجهادية التي كانت

:عمال الجهادية المشرفةمحفوفة بالشوك بالدم بالرماح فنبدأ معكم بهذه األ

شارك شهيدنا المهندس في عملية إطالق النار على كاسحة األلغام والجيب العسكري مما أسفر عن مقتل جندي . -

.صهيوني باعتراف العدو الصهيوني وذلك على خط كارني نتساريم

بالقرب من منطقة الحمامات في شارك شهيدنا المجاهد عمران الغول في عملية إطالق النار على األبراج العسكرية . -

.منطقة دير البلح

.شارك شهيدنا القسامي المهندس في مئات إطالق قذائف الهاون على مغتصبة نتساريم الجاثمة على أرضنا المحتلة. -

يعد شهيدنا المهندس أول من أطلق صاروخ قسام هو ورفاقه على مغتصبة نتساريم كما شارك في إطالق العشرات . -

.ى مغتصبة نتساريممنها عل

شارك شهيدنا القسامي المجاهد في عملية إطالق نار بالرشاشات الثقيلة على بوابة مغتصبة نتساريم مما أسفر عن . -

.إصابات في صفوف العدو الصهيوني

.شارك المهندس عمران في عمليتين إلطالق قذائف اآلربيحي على خط كارني نتساريم. -

ائد بتفجير عبوة أرضية في جرافة صهيونية في المغراقة عند اجتياح المغراقة في وقت قام شهيدنا القسامي الق. -

.سابق

شارك شهيدنا المجاهد في زراعة عبوة بجانب البوابة الشرقية لمغتصبة نتساريم مما أدى إلى انفجار جرافة . -

.عسكرية

.ة من شمال قطاع غزة إلى جنوبهشارك المهندس عمران في عشرات عمليات الرصد ألهداف عسكرية صهيوني. -

يشهد له الخط الشرقي بزراعة عشرات العبوات الناسفة التي أقلقت مضاجع الصهاينة وأوقعت القتل والدمار بين . -

.جنودهم

.أطلق شهيدنا المجاهد صواريخ القسام شرق مخيم البريج وذلك عند اجتياح المخيم كما أطلق عشرات قذائف الهاون. -

.مهندس عمران الغول في تصنيع وإعداد قذائف الهاون والعبوات الناسفة والمواد المتفجرةشارك ال. -

كان شهيدنا بارعا في مضماره مواجها مخلصا في عمله مقداما في ميدانه قائد في تخطيطه أسدا ال يعرف الكلل . -

.والملل

قادم إلى مغتصبة نتساريم بالقرب من مفرق شارك شهيدنا المجاهد في تفجير عبوة في باص للمستوطنين الصهاينة - ·

.الشهداء

.شارك في إعداد مئات القنابل اليدوية والعبوات الموجهة والقذائف والمواد المتفجرة. -

كان شهيدنا المجاهد يقضي كل ليلة في سبيل هللا على ثغرة من ثغر اإلسالم مع إخوانه في كتائب القسام. -

رات إطالق صواريخ البنا والبتار على خط كارني نتساريم وفي أثناء اجتياح القوات شارك شهيدنا المهندس في عش. -

.الصهيونية للمعسكرات الوسطى والمغراقة

شارك شهيدنا المجاهد عمران الغول في عشرات إطالق النار هو ابن عمه بالل على العديد من األهداف العسكرية . -

.الصهيونية

عريسا إلى الحور العين

ترجل الفارس ولكنه ترجل عريسا إلى الحور العين زفته جماهير النصيرات البطلة على أكتاف شبابها الذين وعندما

عرفوا عمران حق المعرفة فقد كان يخجلهم بابتسامته المرسومة على وجه ذلك األسد الجسور فقد شارك اآلالف من

حيث طافت الجماهير به أرجاء النصيرات وهي أبناء النصيرات في تشييع شهيدنا القسامي المهندس عمران الغول

تهتف بكل إخالص وتفاني تحية لكم يا سادتي الشهداء تحية لكم وأنتم تسطرون بدمكم الغالي ثرى فلسطين الحبيبة ثرى

.المسجد األقصى المبارك وال نقول وداعا ولكن نقول إلى اللقاء في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر

س الشهادة لشهيدنا المجاهد عرسا مميزا فتحت فيه األناشيد اإلسالمية وهنأت اآلالف من جماهير فلسطين وقد كان عر

.ذوي الغول في استشهاد ابنهم المهندس عمران عمر الغول

خاتمة

هكذا استشهد القائد المجاهد يحيى محمود الغول بصاروخ خائن من طائرة صهيونية غادرة بعد أن طوى ثمانية عشر

.عاما من المطاردة لجيش االحتالل الغاصب

و استشهد في صحبة رفيق دربه عماد عباس إلى حوض . انتقل إلى الرفيق األعلى بعد أن ودع ولديه بالل و محمد

المصطفى صلى هللا عليه و سلم وقت أن تسلم الراية من قائده المرشد اإلمام شيخ االنتفاضتين أحمد ياسين ، و بعد أن

.هد على االنتقام لدماء الدكتور عبد العزيز الرنتيسي و الشهداء جميعا أخذ الع

كنتم خير أمة أخرجت ) ها استشهد عدنان وكثير من القادة استشهدوا قبله فلم تهلك أمة اإلسالم العظيمة التي قال هللا في

...يمتد ويتجدد بقوةفكثير من عظماء هذه األمة قضوا نحبهم وقد خلفوا بعدهم بنيانا مازال .. .(للناس

استشهد الشيخ عدنان وقد استشهد من قبله اإلمام المجاهد أحمد ياسين فخلدته كل دروب األرض وتسمى باسمه األطفال

. و الشوارع و المساجد و األبنية

انسحبت إن هؤالء الحمقى الصهاينة ظنوا خطأ أن عدنان الغول قد مات ، مخطئون ويعلمون اآلن أنهم مخطئون بعدما

جيوشهم و مستوطنيهم بذيول الخيبة و الهزيمة بفضل صواريخ القسام العدنانية و بجهاد المجاهدين و االستشهاديين

فعلموا أن الثمن كان عزيزا غاليا ولكنهم بشغفهم في الولوغ بدمائنا وحقدهم على أمتنا الراشدة ... بعد هللا و فضله

اب وهم أكثر من ينعق بنبذه والحق أنهم من نشره وأسس بنيانه منذ أكثر من تعالوا في األرض و أبوا إال لغة اإلره

... نصف قرن من الزمان

... استشهد الشيخ عدنان الغول بموافقة أميريكة بحتة

... فقد قفزت أميركا بمزعم حربها على اإلرهاب لتحاصر حركة المقاومة اإلسالمية حماس وتعلنها منظمة إرهابية

البغي و الظلم معها هنا وهناك وهي ومن معها يقدمون كل الحماية لشتات األرض الذين استوطنواتجمع أصوات

. فلسطين كهدية من اإلمبراطورية التي لم تكن الشمس تغيب عنها

استشهد أبو بالل بذلة عربية وإسالمية

في كتائب القسام و بعد أن خرج آالف استشهد عدنان الغول وستلد األمة آالف العدنانيين بعد أن أرسى قواعد التصنيع

. المهندسين الذين سيواصلون الدرب من بعده دون كلل أو خوف

فاليوم سيحل عدنان في ذاكرتنا من جديد بعد تحرير األرض المغتصبة في قطاع غزة ، و بعد أن اعترف له العدو قبل

. تي تطير لتقتل كل مغتصب و مستوطنالصديق بأن صواريخ القسام ليست كرتونية ، بل هي صواريخ القوة ال

فليهنأ عدنان في الخالدين ، فإنه . طابت غزة التي تحتويه بين جوانحها. طاب يحيى و طاب التراب الذي يحتضنه

. سيبقى ألمتنا نورا يضيء الطريق

و السالم عليكم و رحمة هللا و بركاته

أخوكم

أبو أنس الغول

المشهور" يحيى عياش"تحيطه لفحة الشهيد المهندس " عدنان الغول( ىيحي" )بوستر للشهيد

2002تم إعداد الكتاب ونشره عام

تجميع سبوك الفيوقد أعادت صفحة الشهيد المهندس يحيى عياش على

2062المادة الكترونيا ونشرها عام

وان يدخله الفردوس " عدنان الغول"نسئل هللا أن يتغمد شهيدنا القائد

العلىا

وان يجمعنا به في جنات الخلد

صفحة المهندس يحيى عياش

www.facebook.com/Eng.yahya.ayyash