bــ# ﺣ ـــاور ˚/ يد ـــ ا ب˙ ــ74ا ــ...

151
ا ـــر ــا ا ــــ ــــاط ا ــــ ا ـــــ وزارة ا ــــ ا ـــ وا ـــ ا ـــ ـ ـــ ـ 20 أوت1955 ــة ــ ــــداب وا ا ـــــت ! ـــ" ا ـ ـــ# وا;pma&دب ا ـ ــــ ’ـــــــــ ا: 2014 / 2015 ()ّ ـ ـ ـ ـّ ة ﻣ ــــ ــــ, - ـ ـ ـــ.دة ا ـ ــــ ا;pma&دب/ ـا ا ـــي ا ـــ ـــ1 و ا ـ ـ ـ ا ــــ : د ا ـ ا234 : و ي أدب5 إ ـــ7اد ا ـــ : نــ# ر%ــ& ا ــــــ : D012115005M ـــ ا ) ( ـــة : ـــ;pma&& ــ’& 8 ا: ذ) أ* ا+) ا9: ا ـــ : ـ ــ ـ ــ ـــة أﻣ ــــم ــــ : 9= ا و ا ـــــ> 8 ا ــــــــ 9: ا ــــــ ــــــــ? ا,ـــ;pma&ر- در.ـــ ا/0 أ12 ذ) أ ــــ ـــة @ ا ــ2 ــــ0& ــــ و أ12 ذ) أ ــــ ـــة @ ا ــ2 ــــ*3.’ ’ــــ0 أ12 ذ) أ ـــــ30 ــــ Université 20 Août 1955 Skikda ﺟﺎﻣﻌﺔ20 أوت’# ــ74 ا ــب ا ـــ روا/ دي ـــ# B ــ و رﺣ ـــ ا ـــ 5 ـ اC ـ ــ ــD’ي ا ــــوا ــــ5 ــــ ا ـــو.E. C ــــ

Upload: others

Post on 05-Jan-2020

61 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

ـــــ ا�����ــــ ا������اط�ــــ��ــــ ا���اــر�ـــا����

� ـــ� ا����ـــ� وا���ـــ� ا����ــــوزارة ا�����

ــ�ة ــ ��� 1955أوت �20 ــــ�ـ���

�ت ـــــ� ا�داب وا���ــــ���

�ـــــ وا&دب ا���#ــــ� ا��"ـــ! 2014/2015: ا� 'ـــــــــ

ـ�ــ� و ا����1ــــــ�ي ا����ـــا���اـ /� ا&دب �ـــــ��دة ا���. �ـــــ- ,�ــــ �'�ــــ��ة م�� ــــ م()

� و �����:��234ا �ـا�د�� : ــــا���� ��� أدب �!ا �ي

ــ% ر�#ــ�ن: ـــ�اد ا����7ـــإ5& D012115005M: �ــــــا��م

�ةـــــ� ���ــــ���� : ـــا��:9 ا�(���+ ا����*أ (�ذ : ا���8 �&�'�ــ� �&���ـــ& : �ةـــ)(� ا��ـــم��

ــــ�م ��'ــــأم:

� ــــــا��:9 ــــــــا���8 <ـــــ���ا و ا=9 �ةـــ� ���ــــ���� أ (�ذ ��1�2 أ 0/� ا�.ـــ�در -,ـــ&ر ا���ــــــــ?

�ةـــ� ���ــــ���� أ (�ذ ��1�2 أ و��ــــ� �&�0��ــــ� �ح2ــا�@

�ــــ� ��30ـــــ���� أ (�ذ ��1�2 أ 0'ــــ� ��'.�3ــــ* �ح2ــا�@

Université 20 Août 1955 Skikda

أوت 20جامعة

ح#ـــ�دي /� روا�ـــ�ب ا� ــ ا�74ــ#'�Bـــو رح� ــ�� ـــ ا��

�ــــE. Cو.ـــ� ا���ــــ� 5ــــ� ���واــــ�ي ا��'�DـــــC ا���ـ5

��م ��ن ا�ر� ��م � ا�ر�

- 27 - 6228 - �25ورة ط�

:�ءـــ� و ��ــ� �ـــ� ��ــــ� ��وــــ�ـ� ا���إ

.�ــــ�ي ا������ـــــ� وا�ــــإ�

�ـــإ��.�ـــــ� و أ��ا�ــــ� إ�

.�ـــــ� "��!��ــــإ�

ا�$�ــــ� #

� ـــ� ��ج�.ــــ�ذي ا�,�+ــــ� * (ــــ� ا�)�ــــ�م �&%�ـــ�!أ�.��� 0

��� ــــ� �;ـــ�ة و �5ــــ�ه ا���8ــــ� ھــــ�اف �5ــــا34 2ـــــــ�!1

�ج�>�.2ـــــ2 و =$ـــــ

��ة و زمA@� ?� ا�.��ــ� م� ���ــــ� 8ــــ� أ�3ــــ�8� . � م� أ

م�"ــــ�ل إ�ـــ� ��@5(ـــ� و إ�ــ� 8ــ� مــ� أ >ــــــC و ا�)�ــــ�

.م� �.�ـــ� أو ��Eـــ� ?� و"ـــ�ل ھ�ه ا���8ــ�ة إ�� م� ھ� �2�5

��ـــــ��ـــــــ�

��ــ��ـ�

أ

: ةـــدمــمق

ربسبو احمللل ،معرفية و مجالية تغري القارئ باالقرتاب منها أشكالحفلت الرواية باالهتمام ملا تقدمه من

عربها الروائي رو منها الشكلية للكشف عنها بوصفها وسيلة مير ،بنياايف وارها، فظهرت دراسات عديدة تبحث غأ

.رؤاه و أفكاره

حتاصر اخلطاب الروائي بغية هذه البنيات الشكلية اليتو ،حاول االقرتاب من هذا املتنفس اإلبداعيأو من هنا

حبثي من خالللدى الروائي عز الدين جالوجي اإلبداعيه عن طريق التحليل السردي للنص مسفك طال استنطاقه و

هذه منتكمن فاإلشكاليةلذلك و "و رحلة البحث عن املهدي املنتظر هبنية اخلطاب السردي يف رواية حوب"املوسوم بــ

:التساؤالت

اها ؟هل وجدت الرواية اجلزائرية املعاصرة ضالتها يف التقنيات السردية كوسيلة لإلبداع للتعبري عن عمق رؤ -

؟كيف تتمظهر املغامرة السردية لعز الدين جالوجي ؟ و إىل أي حد ميكن له أن يناور شكليا -

هل ميكن للسرد أن خيدم املادة احلكائية ؟و ما مدى تأثريه؟ -

تتفاعل هذه البىن السردية من زمان و مكان و سرد و شخصيات فيما بينها؟ كيف -

يـــــــــج الشكلـــــــاملنه ـــــــىد علـــــــيعتمل فــــــــص من الداخـــــم بالنــــــالذي يهتوي ــــــي بنيـــــجرائإج ـــــمنهم هذا البحث ـــــــــــــيرس

يعتمد أيضا على علم إمناجراء الشكلي و عند الوقوف على بعض التقنيات كالزمن و السرد، و هو ال يتقيد ذا اإل

ح على الواقع االجتماعي و التارخيي من خالل ـكما ينفتاليت يربزها املكان، الداللة الستخراج خمتلف اإلشارات الداللية

.الشخصيات و ذلك تبعا ملا تقتضيه طبيعة املوضوع

مبثابة متهيد كان املدخلن البحث من مدخل و أربعة فصول، التوافق مع هذه املعطيات املنهجية تكو ألجلو

.هذه العناصرحول ةعاممفاهيم للولوج إىل هذه الفصول من خالل تقدمي

أقسام و قدمت ،وي و الفلسفي و االصطالحيــــبعد ذلك بنية الزمن يف الرواية ابتداء من املفهوم اللغ تناولت

ة ـــاملتمثل ةـــــه الزمنيــــــين عرب مفارقاتــــــب الزمــــــالل الرتتيــــــن خــــة مــــــة و التحليليــــــالنظري ةــــــالدراسبني ت ــــــزاوجا ــــن و هنــــــــالزم

��ــ��ـ�

ب

الن ــــــة و كإعـــــكطليع اـــــا أيضـــــــات بأنواعهــــــستباقو اإل ،ةـــــــة و املختلطــــــة و اخلارجيــــــا الداخليــــــــات بأنواعهــــــيف االسرتجاع

وار ـــــــــــف و احلـــله كالوص ةـــــــو املبطئ ،صــــــــذف و التلخيــــرد كاحلــــــــة للســــــعا املسر ــــــدة بنوعيهـــــــات املـــــــالل حركـــــــن خـــم و

.الرتدديةة و التكرارية و ـــــالتفردي ةالثـــــا الثـــــالتواترات بأنواعه اــــــأيض و من خالل

و تعرضت ،بعد ذلك لبنية املكان يف الرواية مستهلة دائما باملفهوم اللغوي و الفلسفي و االصطالحي انتقلت

ة يف حتليل ـــــــات الضديــــــو معتمدة على مبدأ الثنائي ة الزخرفية و التفسريية و اإليهاميةف املكان عرب وظائفه الثالثـــــلوص

اليت قسمتها إىل ثنائية اإلقامة و االنتقال كثنائية رئيسية و أخرى فرعية فربزت أماكن اإلقامة من خالل ،ة الروايةـــــــأمكن

ما املسجد و غريها، و كذلك إىل و البيوت و الزوايا و تشكلت أماكن االنتقال من خالل احلمام و املقهى و القرابة

.أثر بني املكان و الشخصيةتدالالت نتيجة عالقة التأثري و المن ه ــــــعلي لــــــحتي

مزجت اـــــو هنا أيض ،يـــــــوي و االصطالحــــــــية يف الرواية ابتداء من مفهومها اللغـا بنية الشخصـــــأيض ت ـو عرض

ة ـــــة عالمــــه الشخصيـــــون بوصفــــه فيليب هامــــمذي قد ـاين الــــف اللســــتصنيالى ـــدة علـــــري معتمــــق و النظــــــالتطبي بني

شارية و االستذكارية و أيضا كيفية ة و اإلــــالشخصية بني املرجعي تصنيفات و هنا قدمت ،ولــــــن دال و مدلـــــون مـــــتتك

االجتماعيةاللذان يقفان على اخلصائص اجلسمية و النفسية و املقياس الكمي و املقياس النوعي مها تقدميها عرب نوعني

.شخصيات و مدى انسجام هذه األمساء مع أصحااالو من خالل أيضا داللة أمساء للشخصيات،

وب ـــاب املنقول و خطاب األسلـــاخلطا كـــاب بأنواعهـــاخلط ة من خالل صيغـــرد يف الروايــــبنية السمن ت ـــو اقرتب

و الصوت و مستوياته ة تنظيمه للخرب السردي من وجهة نظر السارد، ــو كيفي و التبئري رودــــاب املســـــاشر و اخلطــــغري املب

.و وظيفة البينةدارة وظيفة اإلو املختلفة بني الوظيفة السردية و التواصلية و األيديولوجية و عالقته بالسارد و وظائفه

.رـــــــــــــــــذه العناصـــــــــــا هــــــــيت أمثرـج الـــــــــن النتائــــــــــة مـــــــجمموعة ــــــــــالل صياغـــــــن خـــــــميف النهــــــايــــــة ة ــــــت اخلامتــــــكان

و مسيولوجية ،على جمموعة من املراجع يف دراسيت للمدونة بني املرتمجة مثل خطاب احلكاية جلريار جنيت اعتمدت

فمنها أما من املراجع العربية ،وعة باحثني منهم يوري لومثانملفليب هامون و مجاليات املكان الروائية ياتالشخص

��ــ��ـ�

ج

موعة من الباحثني مثل و طرائق حتليل السرد األديب ،قاسم سيزابناء الرواية لسن حبراوي و بنية الشكل الروائي حل

.زفيتان تودوروفتلروالن بارث و مقوالت السرد األديب ل حدود السرد جلريار جنيت و التحليل البنيوي للقصص

املعروف بالتجريب يـــجالوجالكاتب عز الدين اتآخر إصدار ذاك ــــــآنة كوا ــــــذه املدونهل يار ــــــب اختيـــــو عن سب

خلقتأحداث الرواية و شدتينو التجديد فكل رواية ختتلف على سابقاا و ذلك للرؤى اليت يريد تقدميها، حيث

.التشويق طمعا يف جزئها الثاين ايتها يف

يف رواية فوضى مثل دراسة بنية اخلطاب السردي بنية اخلطاب السردي بمت دراسات عديدة ختتص د ق و قد

احلواس ألحالم مستغامني، و كذلك شعرية اخلطاب الروائي عند إبراهيم الكوين رواية الترب منوذجا، و أيضا شعرية

كانت عادية يتلقاها أي واجهتيناليت و بالنسبة للصعوبات ،اخلطاب يف رواية حبثا عن آمال الغربيين إلبراهيم سعدي

.دارس مثل البحث عن املراجع

و الذي رعى هذا البحث ـة بوبعيـــرف بومجعـــاذي املشـــــر إىل أستـــــل الشكـــــدم جبزيــــام إال أن أتقــــي يف اخلتــــو ال يسعن

فضل أساتذيت من قسم اللغة و األدب العريب بكلية دون أن أنسى و هو يف مهده إىل أن أصبح يف صورته احلالية

.اآلداب و اللغات

هذه املذكرة ف تشريكما أشكر األساتذة أعضاء جلنة مناقشة مذكريت على ما جتشموه من جهد و عناء ل

.مبالحظام العلمية القيمة

�ــــــ��ـــــ�

ـــ��ـــ��

5

: مـدخـل

ردي ـــــص الســـل النــداخ ـــــهت بــــذي قامـــم الـــدور املهـــاد للــالنق امــمــاهت ابــقطــاستية من در ــــكالت الســــت املشــمتكن

هذه املشكالت دت ـــد ع ــة، فقــة و النفسيـــة و التارخييــاقات االجتماعيــتلف السيــــمبخ هؤالء النقاد مامـــاهترار ـــــى غـعل

داعـــاإلبمن ــا يكــو هن، ة ــمالية األدبيــها اجلـق بـــقـــو حت دةــديــوص جـــصـــس نــسؤ ة لتـــها الروايـي توسلتـل التـــمن العوام

ان ـــــن و مكــــــــن زمــــكالت مــــــــذه املشــــــل هـــــــــ، و متث ارهــــــــكــي أفـــــــئرواـره الـــــبـرر عــــــذي ميــالس ــــــنفــة املتــــابـــون مبثـــــكــالذي ي

.ةـــروايــد الــد عضــشـــة تـــاسيــاور أســـرد حمـــات و سـيـو شخص

ةـــــــالثـــاده الثــــعــق أبــــــــوف رـــــــسيــو ية ـــــــبيـبـدأ الســــــبـع ملــــــضــة و خيـــــــقيــنطــة و مــــــمـظــنتـرة مــــــوتيــر بـــــيــســي يـعــواقــن الــزمــالف

اتــداث و الشخصيــة األحــق حركـــرك وفــحــي يتــلــن داخـو زمــهـي فـــروائــن الــا الزمــل، أمــتقبــر و مسـاضــي و حــاضــمن م

جب أن ـا يــم مـقديــا، بتــاءهــش بنــشويــو ت ، داثــب األحـليــن تقــزمــل الـمـشــي «ا ـك ملـه و ذلـرؤيتـي لــروائــه الــعــخضــفي

اء ــــــــشــما يــــي كيفـــــــــروائـا الـهـوعـــطـــة يــــــرونــــي باملــــــــروائـن الــزمــز الـــــــميـيتذلك ــوب (1)» دمــقــب أن ي ــــا جيـــــر مــأخيـر و تـــــؤخ ــــ ي

ده ــديــــن و متـــزمـــــص للـيـخـذف و تلـز و حــفـنيات من قــقــك تـدم يف ذلــخـــستــفي، لــــلســام املتسـظــود النــرر من قيــــحـو يت

م ــوهـــــه يــــأنـــي و كــــروائـــن الــزمـــر الـهـــظــذا يـــوات، و هكــــالسن وزاــجـــتـة قد تــــلــــدة طويــــرية مــل قصــــمـصر يف جــث خيتـحي

ة، ــــدميــــات القـــدراســـوره يف الـــطــرة تـــيـــة مســـذ بدايــه منــــام بـــمـــن االهتــزمــه، و إن عرف الــرضــن الذي يعــزمـــة الــقــقيــــحب

ا ـــجيـــدريـــاد تــقـــذا االعتـــر هـــ غيـــت نــــوب لكـــطلـــل املــالشكـــام به بــمــتم االهتـــم يـــلــه فـــا منـــل حظـــان أقـكـــان املـــد كـــقـــف

ن ـــكـــمــص، و ال يــــا يف النــهــفيـــذي يضـــــه الــــالل داللتــــهر من خـــظـــي وـث فهـــيف البح ةــة مهمـــك و أخد مكانــبعد ذل

يه ـــع فــــقــــيت تــــالار ــــل اإلطــثــــو ميـــهــــا، فــــعهــــات مــــالقــــكل عـــشـــــل يــــرى بــــات األخـــكونـــي املـاقـــن بـــزل عــــعــــكون منـــأن ي

ة مع هذهــــــالقـــــل يف عـــدخــيات و يــخصـــن و الشــــاكـــالل األمــــن خــف مـــوصـــع الـــل مـــعامــتـــة، فيـــروايـــداث الـــأح

ورها ـــــعـــس شـــيعك وة ــصيــان بالشخــاملكط ـــــــو بذلك يرتب (2)»قة الشخصيةـــقيـــس حـــكـــان يعــــكامل«ات ألن ـــصيــالشخ

.224، ص 1998، ديسمرب )ط-د(يف نظرية الرواية، حبث يف تقنيات السرد، الس الوطين للثقافة و الفنون، الكويت: عبد امللك مرتاض (1)

.118، ص 2004، )ط-د(بناء الرواية، مطابع اهليئة املصرية العامة للكتاب، : سيزا قاسم (2)

ـــ��ـــ��

6

ان ــــــر املكـ تغيـــــذا يـــــو هك يةـــخصـــــالشذه ــــــته ــــــالل عالقــــكان من خـــــــاملذا ــــهر ــه عبـــصالــــــــي إيـــــروائـــريد الــــــالذي ي

مة ــــهما القائـــة لعالقتـــجـــــة نتيـــــق بالداللـــــــعبــــان يــــــي إىل مكـــــدســـمن دوره كمكان هن حولـــــــفاعله مع الشخصية و يتــــــــبت

ه ــأغراضق ـــروائي وفــا الـــكلهــــة، يشـــــروايـداث الــاز أحــقوم بإجنــــيت تـــية هي الـــخصـــذه الشــــهر، ــر و التأثــأثيـدأ التــعلى مب

ماعية ـــية و االجتـــية و النفســـها اجلسمــالحمــدمي مــرب تقــكون عــد تــة قــر من ناحيــها بأكثـــامل معـة، فيتعــية و الفكريـــالفن

جام ـــأو االنس ةــــاطيــــاالعتبم ـــذي قد يتســــله و الـــضا الذي حتمـــم أيـالل االســــرها، و من خـــفاوت يف ذكــد يتــي قــو الت

ص ــــة يف النـــور احلركـــل حمـــص حيث متثــيف الن اــت هلــيت أوكلــــفة الـــه حسب الوظيــك كلــه و ذلــوم بــقـــدور الذي تـــع الـــــم

وجد ـــحيل أن يــــيست...دهـــدث وحـــفاحلة ـــخصيــيه الشـــتدر علــــى ما تقـــتدر علـــيق رىـــات األخــونــــاملكمن د ـــفال أح«

ة ـــــكانـــاملل ـــلها حتتــــهو ما جعو (1)» يةــنات الورقـــكنه هذه الكائــرس إذا مل تســـمد و خيــز خيـــو احلي...هاـــــعزل عنــــمب

ذا ــرح و هـــغة يف الطـــلى اللـــمد عــذي يعتـــروائي الـــص الـــري للنــقــمود الفــل العــــو متث يةــــاصر الفنـــذه العنـــن هـــم بيــاأله

اط ـــــدى ارتبــــــك مـذلــر بــظهـــــو ي هـــالتــال رســصـــل إيـــجأن ــارد مــه الســـوم بــــرد الذي يقـــل الســــغوي ميثـــــوب اللـــلـــاألس

ده ــــــــــراز جديـــــــــارد إلبـــــــــالس ةـــيلـل وســـــي متثــــهـا فــــــهــى عنــــلـــيتخ أنص ــــن للنــا و اليت ال ميكـــــــهــا بينـــفيمر ــــــــــناصـذه العـــــه

ر ــصــهم العنـــم يف فــاهــيسر أن ـصـح لكل عنـمــر تســناصــمع هذه العـة اليت جتـقــة الوثيــالقـذه العــ، و ههـيتـوجـولـديــو أي

ان ـان و زمــجزه يف مكــدث الذي تنــط باحلــال ترتبــيات مثــا أن الشخصــلما ذكرنــه مثــفته و داللتـوظييف فهم ر و ــــاآلخ

.ةــرض الدراســها إال بغــل بينــني، و ال ميكن الفصـمعين

.104املرجع السابق، ص (1)

: ــ ا�ولـــا���ــ

�� �ـــــ� ا��وا�ـــ� �ــــ� ا���ــــ

ــــــم ا���ــــــ� - 1��.

2 - � :����� ا���� ا��وا

.ا������ ا����� -1- 2

.ا��ـــ�ة ا�����ــ� -2- 2

.ا��ا�� ا���دي -3- 2

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

8

:مفهوم الزمن -1

كما ترك رواسب و احنناءات ،تنبه له و به القدم بعدما أحس الزمن خطوطا عميقة يف وعي اإلنسان منذ خط

د مادة يكون كالزئبق يصعب منه، فإن جتس اإلفالتته وشغلت تفكريه، فشعر بضعفه أمامه، فال يستطيع بداخله حري

ود ــــول هذا الوجـــــــاء و يف حتــــات و أشيـــــــه من خملوقــفيه و فيما حول رهـــراه و يلمس أثـــر به و ال يــــــبه، إذ يشع اإلمساك

الوعي به من خالل ما ال مادي، و جمرد ال حمسوس، و يتجسد فالزمن، إذن مظهر نفسي« ال إىل حال ــــــمن ح

شأنه يف ذلك –، فعزم على سرب أغواره (1)»في غري الظاهر، ال من خالل مظهره يف حد ذاتهيتسلط عليه بتأثريه اخل

ة ــــــــعليه، فحفل باهتمام الفالسف وكان ذلك، حماوال فهم كنهه الذي استعصى –ات اليت حبث فيها ـــأن خمتلف املدركـــش

مقولة الزمن متعددة ااالت، و يعطيها كل جمال داللة خاصة « ن و نال نصيبا وافرا من الدراسة أل باءاألدو العلماء و

ه ــــنا ما وصل إليبي وه مــــو بدلــــث يدلـــل باحــــ، و راح ك(2)»ريـــــري و النظــــو يتناوهلا بأدواته اليت يصوغها يف حقله الفك

فاكتسب معاين متباينة و خمتلفة ،د أو بالتكملة و اإلضافة على جهود األولنيــــق يف تقدمي اجلديــــواء بالسبــــور ســـمن تص

.دارسيه، لتقتصر معاجلتها من الناحية اللغوية و الفلسفية قبل الولوج إىل عامل األدب و حتديدا الرواية باختالف

:لغة - 1-1

زامن و أزمنة، و زمن من و أزمان و اجلمع أز .. لقليل الوقت و كثريه سمإ: الزمن و الزمان « منظور أن ابنيرى

(3)»أقام به زمانا: من باملكانو أز ...منةو الز من مان و االسم من ذلك الز طال عليه الز . من الشيء ز أو .شديد

ه من أزمن و أزمان ــمجوع فــــــتلخم ة زامن و أزمن و كذا بني ــــــق للزمن كلفظــــــظ مشتـــــر من لفـــــور أكثــــــرج ابن منظـــــاستخ

كما أشار إليه من زاوية داللته على املكان عندما حييل على معىن املكوث و اإلقامة، و مل يكتف املعجميون .و أزمنة

وا ـــبرعة الزمن فقط، بل ــــوا باالحتفاظ بلفظــكما مل يرض م و الكتبـــه يف املعاجــــراد مشتقاتــــه و إيـــم تعاريفــــرب بتقديـــــالع

د ـــرة و عهـــن و فتــــحي« ل ــــر له مثــــه آخـــة وجـــه و أن تكون مبثابــــتوازي أناول ـــة حتـــدة و خمتلفــــات عديــــم مرادفـــيف تقدي

173يف نظرية الرواية، ص : عبد امللك مرتاض (1) 61، ص 2005، 4بريوت، ط-املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء ،)التبئري-السرد-الزمن(حتليل اخلطاب الروائي،: سعيد يقطني (2)

60، ص 2008، 6، ط )لبنان- بريوت(لسان العرب، الد السابع، دار صادر،: ابن منظور (3)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

9

(1).»رــــة و دهــــر و حقبــــو عص

ن ذهبوا ــن ممور كاــــأي ابن منص رـــــاألخين فإن هذا ـــــر مرادف للزمــــل الدهـــــور يف جعـــــو ابن منص رك مشرــــشتاإن و

مبقدار الساعات كما أشار إىل ذلك اللحياين ، و قد ال أوفيتمثل يف فصل من فصول السنة ،إىل حتديد مدة الدهر

. (2)يتجاوز الستة أشهر حسب قول أبو هيثم

ينصرف لاألو متداد اإل: كربى داداتتإم الزمن ال ينبغي له أن جياوز ثالثة« علماء النحو العرب أيضا أن رأىو

و هو تقسيم لغوي للزمن مؤلف من ثالثة أبعاد (3)»باملستقبلصل ، و الثالث يت للحاضر إىل املاضي، و الثاين يتمحض

.دال على احلركة ومرتبط بالفعل على مستوى الداللة ، واملستقبلزمنية املاضي و احلاضر و

:المفهوم الفلسفي - 1-2

سيلة م و تعدناقشت الفلسفة سواء منها القدمية أو احلديثة و املعاصرة فكرة الزمن إن مل نقل معضلة الزمن، و مل

ى ذلك عرب مسرية البحث و التحليل و التفسري اليت زمن ، جتل قها الأر ليلها، فطاملا غي تشفللوصول إىل إجابة تقنعها و

لاألو ق ـــه إىل فريقني، يعتقد الفريـــــه و حتديد ماهيته و طبيعتـــــة يف رصد حقيقتـــــام الفالسفـــــا، فقد شهدت انقســـــسلكته

، جاء يف معجم األخريبينما يتمثله الفريق الثاين خارجها، ووفق هذا الرأي اإلنسانيةالزمن موجود داخل الذات أن

الزمان هو اال االعتباري املتجانس الالحمدود املتصور من تعاقب الظواهر اليت يتجه جمراها اجتاها « الفالسفة أن

فهو هنا زمن خطي، تسري «(4)اق يف كل واحدة منها جزء منه هو مد وحيدا من السابق إىل الالحق و اليت تستغر

مراحل مقيدة مبدة زمنية معينة، متضي األحداثأحداثه يف خط واحد، و يكون مستمر و غري حمدود، تشكل هذه

.ال جمال فيها للعودة للوراء األخرىالواحدة تلوى

الــــال بالكون، و منفصـــرا قائم بذاته متصـــجوه« ه القدمية اليت رأت يف الزمن أن ة ــــت إليه الفلسفة اليونانيــــوهو ما ذهب

914، ص 2005، 1ريب اجنليزي فرنسي، دار املعلمني للماليني، بريوت لبنان، طاملورد الثالثي قاموس ثالثي اللغات، ع: روحي البعلبكي (1)

)61-60(، ص 6لسان العرب، ط: ابن منظور (2)

174يف نظرية الرواية، ص : عبد املالك مرتاض (3)

68، ص 2008، 1معجم الفلسفة، دار الكتاب احلديث، القاهرة، ط: حممود يعقوب (4)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

10

ارتباطه ا بل و اليت تؤكد على نفي حركة الزمن و عدم (1)»رت الزمن كونه ثابتا، و فس األشياءو خارجا عن النفس و

ا ـــا، وهي النظرة نفسهــــود له داخلهـــــة مع الذات، فال وجـــــة خارجيـــــاده على عالقـــــون مع اعتمـــــداده يف الكـــــه و امتــــثبات

م بذاته ــن قائــــالزم« ور ـــــي يتصـــــه الرياضـــــا من منهجـــــفانطالق ISAAK NEWTONن ــــــنيوت اقــــــإسحا ـــــاليت تبناه

يصدق ما جاءت به الفلسفة اليونانية و يؤمن بزمن رياضي و حقيقي وخارجي فهو(2)»و مطلق األشياءو مستقل عن

.و يضفي عليه الثبات و االستقاللية و الشمولية باإلنسانغري مرتبط

نابذة لفكرة الزمن اإلنسانيةباملقابل عاجلت التيارات اجلديدة الزمن من خالل العودة إىل الذات

ن و فلسفته ـــنقل مفهوم الزم« الذي -ةــــرة املثاليــــب النظـــــصاح –ه عند كانط ــــور مفهومــــطفقد ت) املوضوعي(يـــــاخلارج

ة ـــــصراح نـــــقد أعل ونـــــــذا يكــــو ــــــفه(3)»لــــــــا بالعقـــــــه مرتبطـــة إىل كونـــس الفرديــــارج النفـــــــه خـــــا بذاتــــاره قائمـــــمن اعتب

اإلنسانيةالبعض، ما يعين تأثر النفس بعضهمابو الزمن و مدى ارتباطهما اإلنسانا بني ــــة اليت أقامهـــة العالقـــعن متان

.بالوجود و بإيكال املهمة للعقل لتفسريه

فهو (4)»الزمان تصور يبنيه العقل «هذا املفهوم الذي اعترب EDMUD HUSSERوقد بىن ادموند هوسريل

.هو خارجي الزمن و يرفض كل ما إدراكية امللكات العقلية يف يؤكد على أحق

ن ــرة حركة الزمـــإن متيزوا بفك ايل وــاب املذهب املثــن مع أصحـــــة للزمـــــة الذاتيــــــون يف الرؤيـــــة الوجوديـــــــق الفالسفـــــــيتف

الدائم جسديا و نفسيا ضمن معطيات اإلنسانإذ يؤمن برجسون حبركة الزمن و سيالنه الدائم و تغري « هـــدميومتو

انـــاإلنسبال توقف و يؤثر يف فيتمثله زمن متحرك يسري (5)»الد إىل املوتــن اخلارجي من امليــــة وسري الزمــــه الذاتيــــــحيات

و يشهد مراحل منوه و حتوله من مرحلة إىل أخرى فهو الزمن الذي يعيشه، و الذي أطلق عليه هنري برجسون

HENRI BERGSON ق بني زمان العلوم كموضوع حتليلي قابل للمقايسة، وبني فر « الدميومة فقد أيضا زمن

18، ص 2004، 1الزمن يف الرواية العربية، املؤسسة العربية للدراسات و النشر، بريوت، ط: القصراويمها حسن (1)

18، ص��ا��ر�� (2)

19املرجع نفسه، ص (3)

88، ص 1995، 1معجم املصطلحات الفلسفية، دار الفكر اللبناين للطباعة و النشر، بريوت، ط: خليل أمحدخليل (4)

19الزمن يف الرواية العربية،مرجع سابق، ص : القصراوي مها حسن (5)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

11

و زمن الدميومة اليت فالزمن الذايت من هذه الوجهة ميثل زمن العمر (1)»)عمره، دوامه(الدميومة احملض اليت يعيشها الفرد

.تتعاقب فيها أزمنة املاضي و احلاضر و املستقبل يف تكامل، املاضي بذاكرته و احلاضر بآنيته و املستقبل بتوقعه

انطالقا من الذاكرة هذا مل مينع من االختالف يف وجهات النظر بني الوجوديني فإن ركز برجسون على املاضي

(2)»اإلنسانيف تكوين األساساحلاضر هو « رـاعتب مثالر فسارتر ـــــم بالزمن احلاضــــــا جند من اهتــــــفإنن ،يـــــل نفســــكعام

.وجوده و كينونته ويعيش الراهن الذي يعين حضوره فاإلنسانأي منح صفة اجلوهرية للحظة اآلنية

ا إىل ماال ــد خلفنـــي ميتــاضامل أن « رة و يرى ـــا ذا الفكـــأيض MARTIN HEIDEGGERمارتن هيدجر يعتقد

وره ـــينبين تص(3)»رــــى احلاضـــــي لذلك يبقـــــة أي أنه ال ينتهـــــإىل ماال اي اـــــأمامند ـــــل ميتــــى و املستقبــــه انتهــــة أي أنـــــــاي

وىل و فات يف حني املستقبل مل يأت و مل حين موعده على الزمن احلاضر الذي يراه حقيقي بينما املاضي زمن كان و

.بعد

يظل «االختالف حوله، فحسب مرتاض حول مفهوم واحد للزمن و حضر -سبق من خالل ما–غاب االتفاق

دا ـــــــرا معقــــرل إىل ريسل مظهــــون، ومن هيســــت إىل كانت إىل برجســـــون إىل أرسطو طاليس و من كانـــــــن من أفالطـــــالزم

ر ـــــــذي مل يقتصـــه الـــد مفهومـــــة حتديــــدى صعوبـــــن مــما يبي(4)»هــــه و طبيعتــــول ماهيتــــاق حــــإىل االتف يــــتهني زا ال ــــو ملغ

.منها الفن األديب و حتديدا الرواية اليت رصدت خمتلف صوره و جتلياته فيها ،إىل فنون أخرىذا اال بل جتاوزه ــعلى ه

:الزمن الروائي - 1-3

ا ـــــة بصفتهـــــالرواي ورتبط الزمن باألدب أشد االرتباط فشغل مساحة مهمة يف خمتلف أشكال األدب الفنية، ا

زها اليت ال ـــــدى ركائــــدة يف ذلك على إحـــــا معتمـــــا هلـــــع موضوعــــــمن الواق تذــــاختراغ بل ــــــــن فـــأت مــــا مل تـــــا أدبيــــــــجنس

اء عنها و املتمثلة يف الزمن، و هو ما رأته الناقدة مها حسن القصراوي حينما ــــاالستغن والــــــاألححال من أي ن يف ـــــميك

.19الصفحة : املرجع السابق (1)

20املرجع نفسه، ص (2)

21ص : املرجع نفسه (3)

177يف نظرية الرواية، ص : عبد املالك مرتاض (4)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

12

(1)»ونسيجها و الرواية فن احلياة الرواية، و عمودها الفقري الذي يشد أجزاءها، كما هو حمور احلياةميثل الزمن حمور «

بالزمن فمن هذه أيضان الرواية مرتبطة بالضرورة هي إف ،هي تعبري عن الواقعو الرواية ،بالزمنكان الواقع مرتبطا فإذا

املعادلة البسيطة نستشف أن الزمن عنصر يستحق االهتمام و يكتسب مكانة حمورية يف العمل الروائي كونه له دور يف

درة ـــدرجة الق إىلره ـــل تأثيـــا حىت وصـــع األحداث و ترابطهــات و من تتابـــحتريك الشخصي ربة عـــر الروايـــري عناصطتأ

كل الرواية ش نإويشكلها بل حد بعيد طبيعة الرواية إىل الزمن حيدد أن «فنجدخمتلف األمناط الروائية ني على التمييز ب

ل ــن قدرة الزمن على حتديد شكإ (2)»يرتبط ارتباطا وثيقا مبعاجلة الزمن ولكل مدرسة أدبية تقنياا اخلاصة يف عرضه

ا اليت ــــة الرؤيـــن حتت رايـــر الزمـــدهم لعنصــــون يف جتسيــــف الروائيـــختلاحيث ،ع اـــتمتتة اليت ــــة املرونـــود لصفـــالرواية يع

الوراء ، فتأيت إىليتبناها كل روائي ، فاعتمدت الرواية التقليدية على بعد زمين مرتب و متسلسل ال جمال فيه للعودة

الرواية احلديثة فقد أما ،حقالالأحداثها متتابعة و مرتابطة و يكون بذلك احلدث السابق سبب يف وقوع احلدث

تالعبت بأنظمة الزمن الثالث من ماض و حاضر و مستقبل فأنتجت نصوصا جديدة يسودها التداخل و التقاطع

.ها و اليت سيأيت احلديث عنها فيما بعدو االستباق و غري مثل تقنيات االسرتجاع (الزمين

الرواية اجلديدة يهوون املغامرة و ميارسون لعبة التجريب الروائي رافضني بذلك مطابقة الزمن الروائي أصحابلذا جند

و ما حتدثه ا ،فريكزون مثال على حركة الوصف ـــم يف آلياــــو التحك ةــــالزمنيات ـــــنيقتع الـــــي و ذلك بتطويــــن الواقعــــبالزم

رها ـــة عبــــة باحثـــة التقليديــــا الروايــــ تــــاشتغلف اليت ــــة الوصـــال على وظيف –ئـــرع أو متباطـــاع سواء كان مســــإيق–من

(3)عن صورة مماثلة للواقع قدر املستطاع

حريته مدىو اق من قيد الزمن الواقعي ــــب من االنعتـــن الكاتـــيف متك راويــــا القصـــدة مهــــه الناقـــنسجم هذا مع ما رأتي

، يستخدم الكاتب لبلورتهزمن داخلي ختييلي من صنع اخليال الفين« فتتمثله و إعادة تشكيل الزمن الروائي يف معاجلة

36الزمن يف الرواية العربية، ص : مها حسن القصراوي (1)

38الرواية، ص بناء: سيزا قاسم (2)

43، ص 2010، 1، ط)اربد،االردن(،بنية اخلطاب الروائي، دراسة يف روايات جنيب الكيالين، عامل الكتب احلديث: الشريف حبيلة (3)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

13

بوصفه - يظهر هنا الزمن ببعده الداخلي(1)»ة و اجلماليةياخلطابو حتقق شروطه و تشكيل بنيته آليات فنية ختدم السرد،

ه ــدر حولــــــة ملا صــــــنتيج ،اــــنن هي ـــم الذي مل يكــــل و التقسيــــه للتحليــــــارة إىل تعرضــــذه إشـــو ه -ةــــة الزمنيــــدار للدراســــم

.يف نقاط أخرىختتلف يف نقاط جتدها اتفقتة إن ـــمن آراء نقدي

على البنية الزمنية يف الدرس النقدي الذي مل يكن وليد حلظة بل مر االشتغالكفاءة عالية يف حقق النقد الغريب

حتليالمار النقاد العرب على خطاه و تناولوه يف ـــفس - هــــت مالحمــــز و اكتملــــم حىت متيــــل و التقسيــــل من التحليــــمبراح

اليت تتناول موضوع الزمن كعنصر داخلي - اـت من وضع أحباثهــــي اليت متكنــــة النقد الشكلـــــملدرس قــــث كان السبــــحي –

نيوي للخطاب األديب رغم االنتقاد و الرفض السياسي اليت تعرضت كلبنة أوىل يف عمود التحليل الب –يف النص األديب

بلورة أفكارها إىل منهج مكتمل املالمح يف العشرينات من القرن املاضي، حيث يف منعها من له و الذي كان سببا

سيم حكائي و منت حكائي و هو التقطرحت رؤية جديدة يف حتليل الزمن متثلت يف تقسيم النص الروائي إىل مبىن

ر ـــــذي ظهـائي الـــــد البنـــــــــد رواد النقـــــــــه أحـــــبوصف – TZVETAN TODOROVودوروف ـــــان تـــــر به تزفيتـــذي تأثــــــــال

للعمل األديب يف مستواه « قصة و خطاب ألنمه بدوره إىل و قس ،و سار على خطاه و تبىن منهجهم – الستيناتيف

ون وقعت ــــن واقعا و أحداث قد تكـــىن أنه يثري يف الذهــــه، مبعــــت نفســـاب يف الوقــــة و خطــــو قصــــفه: ران ــــمظهم ــــاألع

و شخصيات روائية ختتلط من هذه الوجهة بشخصيات احلياة الفعلية، و قد كان باإلمكان نقل تلك القصة ذاا

نمائي مثال، و كأن باإلمكان التعرف عليها كمحكي شفوي لنشاهدها دون أن بوسائل أخرى، فتنقل بواسطة شريط سي

د قارئ ــــة، أمامه يوجــــارد حيكي القصــــخطاب يف الوقت نفسه، فهناك س األديبيتجسد يف كتاب غري أن العمل

فإذا كانت القصة متثل األحداث الفعلية الواقعية فإن ،ل كل من القصة و اخلطاب وجهان لعملة النصـــيشك (2)»هاــــيدرك

اخلطاب ميثل طريقة نقل هذه األحداث، فريكز السارد على النظام و العالقات اليت تربط بني أجزاء و أحداث العمل

.الفين ال على احلدث نفسه

56، ص 1الزمن يف الرواية العربية، ط: مها حسن القصراوي (1)

سحبان و فؤاد صفا ، ضمن كتاب طرائق حتليل السرد األديب ، منشورات احتاد املغرب نيمقوالت السرد األديب ، ترمجــــة احلس:تزفيطان تودوروف (2) 41، ص1992، 1،ط)املغرب-الرباط(

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

14

زمن اخلطاب هو « أن نهما فبني كما أنه حلل الزمن الروائي إىل زمن قصة و زمن خطاب و أبرز الفرق املوجود بي

ففي القصة ميكن ألحداث كثرية أن جتري ،معىن من املعاين زمن خطي يف حني أن زمن القصة هو زمن متعدد األبعاد

يف آن واحد، لكن اخلطاب ملزم بأن يرتبها ترتيبا متتاليا يأيت الواحد فيها بعد اآلخر، كأن األمر يتعلق بإسقاط شكل

ي ترتتب أحداثه ترتيبا منطقيا و اليت قد حتدثـــن القصة زمن طبيعــــإذا كان زم (1)»مــــط مستقيــــد على خــــي معقــــهندس

د ـفيعتم ،دها الواحدــــد ببعـــــارد الذي يتقيــــــع الســـــه من صنـــــس من ذلك ألنـــــى العكـــــاب علـــــن اخلطــــت واحد فزمــــيف وق

كنتيجة للعالقة بني كل زمن القصة و زمن اخلطاب (2)»التسلسل، التناوب، التضمني«أشكال سردية خمتلفة مثل على

دأ ــي قصتني معا يبــم فيه حكـــاوب فيتـــأما التن ،يف التسلسل رىـــاألخدة تلوى ـــاألحداث القصصية الواح ابعتتتحيث

قصة إدخالك حىت اية القصتني،أما التضمني فهو ـــذا دواليــــها وهكــــود لألوىل يكملـــــة و يعـــــل إىل الثانيـــباألوىل و ينتق

.يف قصة أخرى

ه ـــــــات سابقيـــــه على طروحـــــــــذي بىن تصوراتـــــال GERARD GENETTEت ـــــجني رارــــد جيــــــد ذلك الناقــــــاء بعــــج

احلكاية مقطوعة زمنية مرتني، هناك « معاجلة الزمن معاجلة عميقة وصل ا إىل مرحلة النضج فبالنسبة إليه ن من ـــو متك

ون ــــا بزمن الشيء املروري زمن املضمـــد هنـــيقص (3)»ول، زمن الدالـــن املدلــــة زمــــن احلكايـــيء املروي و زمـــزمن الش

.و يقصد بزمن احلكاية زمن اخلطاب الذي يقابله زمن الدال ،يقابله زمن املدلولردي أي زمن القصة الذي ــــالس

فتحددت ثالثة -زمن القصة وزمن احلكاية –العالقات اليت تربط بني هذين الزمنني إبرازكما استثمر جهده يف

حداث و بطئها و عالقة تكرار عالقات متثلت يف عالقة الرتتيب الزمين لألحداث و عالقة املدة املعربة عن سرعة األ

.و سيتم تناول هذه العالقات بالتفصيل يف اجلزء التطبيقي اخلاص ا ،)اخلطاب(األحداث يف كل من القصة و احلكاية

50املرجع السابق، ص (1)

56املرجع نفسه، ص (2)

45، ص 2003، 1خطاب احلكاية حبث يف املنهج، ترمجة حممد معتصم، منشورات االختالف، اجلزائر، ط: جريار جنيت (3)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

15

:تحليل الزمن الروائي -2

L’ORDRE TEMPOREL: الترتيب الزمني - 2-1

فينتج إما ،ال على احلدث نفسهاالهتمام يف التحليل الزمين للرواية ينصب على نظام احلدث سبقت اإلشارة إىل أن

باعتبار زمن القصة متسلسال و مرتبا و زمن احلكاية عكس –) اخلطاب(تطابق أو تنافر بني زمن القصة و زمن احلكاية

أو املقاطع األحداثتعين دراسة الرتتيب الزمين حلكاية ما مقارنة نظام ترتيب « و هو ما يراه جريار جنيت – ذلك

ألن أحداث القصة و(1)»أو املقاطع الزمنية نفسها يف القصة األحداثالزمنية يف اخلطاب السردي بنظام تتابع هذه

ملزمة بالسري على حمور ميكن أن حتدث يف وقت واحد، فقد تتعارض يف ترتيبها مع أحداث اخلطاب السردي، فتكون

خطي مع حرية تقدميها أو تأخريها زمنيا، فينشأ ما يعرف باالستباقات و االسرتجاعات، اليت يطلق عليها أيضا

ي ـــــأن تذهب يف املاض« ا ــــايل فين فيمكنهــــل مجــــل األديب يف شكــــة خترج العمــــات سرديــــة و هي آليــــات الزمنيــــــباملفارق

احلاضرة أي عن حلظة القصة اليت تتوقف فيها احلكاية لتخلي املكان أو يف املستقبل، بعيدا كثريا أو قليال عن اللحظة

سنسمي هذه املسافة الزمنية مدى املفارقة الزمنية و ميكن املفارقة الزمنية نفسها أن تشمل أيضا مدة للمفارقة الزمنية

ق االسرتجاع ـــي فيحقضبالزمن حنو املارف ـــو ينح) أو خطابه(ف السارد سرده ـــيوق (2)»الـــــرا أو قليـــــة كثيــــة طويلــــــقصصي

، فيقدر املدى portéeو السعة Amplitudeو تشمل كل آلية زمنية ثنائية املدى ،أو حنو املستقبل فيحقق االستباق

ملسناه ة اليت تقدر بسطور أو تصفحات الرواية و هو ماـــاملاضي أو املستقبل و السعدة سواء حنو ــــة املرتــــة الزمنيــــباملساف

-حسب نوعها –يف رواية حوبة و رحلة البحث عن املهدي املنتظر بوصفها موضوع الدراسة فقد تراوحت اسرتجاعاا

و كذا ،دى القصريـــالعهد العباسي و بني املل إىل حدود ـــاريخ و وصــــدا يف التـــدى البعيد الذي غاص بعيــــبني امل

كون الرواية تسرتجع ،غري بعيد اأما االستباقات فكانت سعتها قصرية و مداه ،ا اليت مل تتجاوز الست صفحاتــــسعته

47ملرجع السابق، ص ا (1)

59املرجع نفسه، ص (2)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

16

وضح ذلك عرب الشواهد اليت ندرجها كل حسب نوعها عند هتني نسوف و . اميماضية من تاريخ اجلزائر الد أحداث

)االسرتجاع و االستباق( التقنيتني

Analepse: االسترجاع -1- 2-1

يشكل كل اسرتجاع بالقياس إىل احلكاية « جنيت عد االسرتجاع تقنية من التقنيات الزمنية السردية، فحسب جرياري

)األوىلة ـــــاحلكاي (ة ــــاآلن، تسميق من ــــة لألوىل و نطلـــا تابعـــــة زمنيــــحكاية ثاني - اليت يضاف إليها –ا ــــــدرج فيهـــاليت ين

عندما يستعيد السارد الزمن (1)»على املستوى الزمين للحكاية الذي بالقياس إليه تتحدد مفارقة زمنية بصفتها كذلك

األحداث اليت وقعت يف املاضي و توظيفها يف الزمن احلاضر نقول أنه قام باستعادةاملاضي يف احلاضر السردي أي

.لسرد احلاضر املمثل يف احلكاية األوىلل اتابع زمنيبعملية االسرتجاع، فيكون هذا األخري بوصفه حكاية ثانية

ماي الدموية، هذه حيث تسرتجع أحداث الثامن من ينقل السارد ما حتكي له حوبه الساردة هي أيضا يف الرواية

الفين الذي اإلطاركذلك يشكل الفن الروائي - يلي و اليت تظهر بعد ما اق باالسرتجاع على مستواهبالرواية اليت تع

متيل الرواية أكثر من غريها إىل االحتفال باملاضي و استدعائه لتوظيفه بنائيا «يشغل فيه االسرتجاع مساحة مهمة حيث

يشغل الزمن (2)»وفنية خالصة يف النص الروائي كارات اليت تأيت دائما لتلبية بواعث مجاليةذ عن طريق استعمال االست

لذا يكثر حضور االسرتجاع الذي من خالله يبحث الراوي عن شكل فين ،املاضي حيزا ال بأس به من الزمن الروائي

عد ت ئي اجلزائري عز الدين جالوجي، اليتجديد و متميز و هو حال رواية حوبة و رحلة البحث عن املهدي املنتظر للروا

:يلي ماكو مبختلف أنواعها ) االسرتجاع(مجاليات توظيفه حناول استخراج هذه التقنية إلبرازرواية اسرتجاعية و

60املرجع السابق، ص (1)

121، ص 2009، 1، ط)لبنان-بريوت(،)املغرب-الدار البيضاء(املركز الثقايف العريب، ،)الفضاء،الزمن،الشخصية(بنية الشكل الروائي،: حسن حبراوي (2)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

17

Analepse externe: االسترجاع الخارجي -1-1- 2-1

االسرتجاع الذي تظل سعته كلها خارج ذلك « يبتعد االسرتجاع اخلارجي عن الرواية األوىل من حيث املضمون فهو

و نعرض فيما يلي وضح وتكتمل احلكاية األوىلتحيث تقع أحداثه قبل بداية احلكي و به ت (1)»سعة احلكاية األوىل

من الرواية حيث تستهلها مبشهد األولاليت اخرتناها من البوح و اليت يظهر فيها هذا النوع من االسرتجاع األمثلةبعض

جته الدماء و شكلت بلخري ممددا كجذع شجرة عمالق، و قد ضر أبوهتراءى له « بلخري ملقتل والده ملااسرتجاع

وقعت حادثة مقتل بلخري (2)»من ذلك ، و أعمق من ذلك لكنه قرأ يف عينيه غري ذلك، و أكثر....حوله بركا صغرية،

اقـــعمي اب له حزنالزيتوين حيث مت تصوير مشهد احتضاره، الذي سب ة، اسرتجعت من طرف ابنه ـــــدود الروايــــــارج حـــــخ

ش و هي ـــــأر من أوالد النـــللث ،هــــام عليــــرة االنتقــــرة فكــــمن ذلك سيط رـــاألكثه و ــــر يف حياتـــــغ األثــــو الذي كان له بال

األربعةت سعته حدود الفقرة ذات حتديد مداه لكن يف املقابل غط الفكرة اليت أراد االسرتجاع أن يبينها حيث مل يتم

.أسطر

دي بوقبة ــــاع أن أوالد سيــــيش« اع اخلارجي حيث ـــه االسرتجـــد الذي شغلـــع املدى البعيــــكما يبني هذا املقط

هربا من بطش كرب األهم هاجر جد هكذا يزعمون هم، أو -صلى اهللا عليه وسلم - درون من ساللة النيب األكرمــــينح

مر على منهم العباسيني و راح ينتقل بني دول املغرب ناشرا العلم و املعرفة حىت استقر به املقام يف جباية الناصرة و صار

اه بالقرون من الزمان ج السارد يف تقدمي االسرتجاع الذي يقدر مدتدر (3)»مئات السنني قبيلة للعلماء و لطلبة العلم

وا زمن صعب مليء باحملن ـــا عاشــــن كمـــــم و الديــــوا بنشر العلـــــرفع نة الذيــــدي بوقبــــرش أوالد سيـــــع يــــــضاص يف ماــــــغف

ذ العهد العباسي حىت فرتة االستعمار الفرنسي أين حافظوا على وجودهم فكلما و االنكسارات و قاوموا الظلم من

ل خان العهدـإىل أن وصلت الزعامة إىل رج الحـــــاإلصة و ــــــه يف الشجاعــــــر على منهجـــــر يسيـــــه آخــــد خيلفــــب قائــــيذه

60، ص 3،طخطاب احلكاية : جريار جنيت (1)

15، ص 2011، 1حوبة و رحلة البحث عن املهدي املنتظر، دار الروائع للنشر و التوزيع، اجلزائر، ط: عز الدين جالوجي (2)

45املصدر نفسه، ص (3)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

18

عرش أوالد النش يمسيدي بوقبة املقرب من زع أوالدي أصبح زعيم عرش و تواطئ مع فرنسا هو القايد عمار الذ

.العرش حدود الست صفحات أصلالغوص يف بذلك فشغل

كما قوة و غطرسة عرش أوالد النش يف الذاكرة عرب هذا النوع من االسرتجاع الذي بني فأكثرو غاص السارد أكثر

ني ــــاد احلســـت بعد ذلك إىل أحد أحفـــالسلطة انتقل« دما ـــد بنا عناــــاع السابق، فعـــاالسرتج يفه ــــه و تارخيــــذكر أصل

عالقته بفرنسا و كسب إىل ابنه القايد عباس الذي كان قد منت انتقلتمث ... صبته فرنسا قائدا،من زوجته األوىل، فن

قدرت سعة االسرتجاع (1)»نعام على حساب كل العروش ااورةألالقومه قوة و هيبة، و توسع يف امتالك األراضي و

أوالد النش املستمدة من حتالفهم مع القوات الفرنسية اليت ساعدم هنا حوايل مخس صفحات حيث تناول منشأ قوة

الذين قاوموا األبطالس أجداده ـــــاعه عكـــــاق وراء أطمــــــاس الذي انســـــة يف القايد عبـــــادة املتمثلــــــب القيــــعلى تويل منص

ى مدى هذا الرسول صلى اهللا عليه و سلم حىت تعد ي املنحدر من نسلحىت الرمق األخري بداية من حسني املكحاجل

. 1837االسرتجاع إىل ما قبل سنة

ض أيضا إىل حدود العالقة اليت بينهم عربم السارد و بإسهاب ماضي هذه العروش و كيف تشكلت، تعر وكما قد

أوالد سيدي وحدثه أبوه بلخري أن أوالد النش « العودة إىل احلديث الذي دار بني بلخري و ابنه الزيتوين فقد كان أن

مرار ــــا و االستـــاع لفرنسيـــوا بني االنصـــــني اختلفــي، و بعد موت احلسد هو حسني املكحاجلــــون من جد واحـــــعلي ينسل

يتداخل الذي ال - الزيتوينحديث بلخري مع ابنه –جاء هذا االسرتجاع (2)»أعداء اإلخوةيف حماربتها، و من هنا صار

دور و يبني ،مع احلكاية األوىل ليساعد على فهم سبب العداوة بني كال العرشني أوالد النش و أوالد سيدي علي

ها، حيث شغل هذا االرتداد مساحة سعتها بضعة أسطر ــــن سايرها و الوطين عارضــــم فاخلائــــة بينهـــــا يف التفرقــــفرنس

.إىل زمن جدهم حسني املكحاجلي الذي ينسلون منه 1837يدا إىل ما قبل بع و امتد

)56-55(املصدر السابق، ص (1)

21املصدر نفسه، ص (2)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

19

احلكاية األوىل عرب ما قدمه من معطيات ضاق ا إكماليتضح أن االسرتجاع اخلارجي قد حقق وظيفته يف

فسامهت يف حتقيق فائدة فهم النص و وضوحه ،احلاضر السردي و وجدت ضالتها يف الزمن املاضي كاالسرتجاعات

باالعتماد على الذكريات اليت كان هلا دور يف الكشف عن خواجل و أحاسيس الشخصيات مثل تذكر شخصية الزيتوين

و كذا ،باالنتقام الذي كان يدور بداخله اجتاه القايد عباس قاتل والده إحساسهملشهد مقتل والده الذي كشف عن

كالصراع و العداوة بني عرش أوالد سيدي علي و أوالد النش بسبب االختالف بني األفكارواهر و تفسري بعض الظ

وحة بني ذات حته االسرتجاعات اليت جاءت مرتاو هو ما وض ،االنصياع ألوامر فرنسا أو الوقوف ضدها و حماربتها

ت هذه ـــكشف ني ملاـــات من السنــــل حدود املئــــي وصد الذــــدى القريب و البعيــــرة و بني املــــالسعة الكبرية و القصي

هذا ،ات عن ماضي عرش أوالد سيدي بوقبة الطويل منذ العصر العباسي إىل غاية فرتة االحتالل الفرنسيـــاعــــاالسرتج

روب اليت ــــارات و احلــــ االنكسرى بني ــــــة و من جهة أخـــن من جهـــــم و الديـــم للعلــــيف نشره تهمــــاملاضي الذي محل عراق

ا ــــــــص تدرجييـــــــة و تناقــــزء األول من الروايـــــوح أو اجلــــة يف البـــــر بكثافــــي ظهــــاع اخلارجــــم أن االسرتجـــــمع العل ،اــــوهـــخاض

.ردـــــدم يف الســــمع التق

l’analepse interne:االسترجاع الداخلي -1-2- 2-1

لى جيأيت االسرتجاع الداخلي معاكس لالسرتجاع اخلارجي، فيتمثل يف استعادة ماضي مرتبط باحلاضر السردي و يت

: عرب نوعيه كمايلي

L’analepepse hétéro diégétique: االسترجاع الداخلي غيري القصة - أ

ف ـــــأو بالكش ،دةـــــات جديـــــف بشخصيــــــه على التعريــــــاهتمام اعــــــوع من االسرتجــــــذا النهلردي ـــــوى الســـــز احملتـــــيرك

ا خمتلفا ـــبالتايل مضمونا قصصي ا وـــــا قصصيـــــاول خطـــــتتن« ود فهي ـــــوض املوجـــــو الغم امـــــــاإلة إزالة ــــــا بغيــــــعن ماضيه

حديثا و يريد إدخاهلاإما شخصية يتم - كيفية كالسيكية جداب–إا تتناول ،احلكاية األوىل أو مضامينها عن مضمون

(1)»و إمنا شخصية غابت عن األنظار منذ بعض الوقت و حيب استعادة ماضيها قريب العهد...السارد إضاءة سوابقها

61،ص 1خطاب احلكاية،ط: جريار جنيت (1)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

20

األوىل، فيقوم هذا االسرتجاع بوظيفة استعادة التفاصيل يقرتب مضمون هذا النوع من االسرتجاع من مضمون احلكاية

بها السرد، ومثال على ذلك جند الطاهر الذي غاب عن األنظار لفرتة زمنية ليست املاضية القريبة للشخصيات اليت غي

مل ...كان مرهقا، حنيفا، لعب املوت على كل مالحمه« صغرية بعيدة عن األعني باليسرية قضاها يف األسر يف حجرة

-أخت الطاهر –كان قد خطفه و سجنه القايد عباس ملا رفضته محامة (1)»سنواتيكن يعنيه أن يقتل فهو ميت منذ

هكذا عربت و ،سراح الطاهر إطالقت مع غرميه العريب ضاغطا بذلك على والدهم بإرجاع محامة مقابل زوجا هلا و فر

.اليت استعادها هذا االسرتجاع ، والطويل املمتد لسنواتهذه اجلمل اليسرية عن حياة الطاهر يف أسره

مث مت البحث عنه ليكشف االسرتجاع عن فرتة ،و كما هو الشأن أيضا مع يوسف الذي اختفى منذ سنوات طوال

كان عامال عند عالل القهواجي اشتغل عنده أكثر من عام، و بعدها رحل « فقد غيابه فيما قضاها يف هذا السطر

فانقطعت أخباره و طال غيابه و احرتق فقد أبعدته أمه سالفة الرومية خوفا من بطش القايد عباس (2)»العاصمة إىل

.و سافرت إىل املدينة مع جارها خليفة حبثا عنه ليساعدها رابح صاحب احلمام و يدهلا عليه ،قلب أمه شوقا

ا ــــارهــــــــكأفك–ردي ـــــــــط الســـــل على اخلــــيت تدخــــدة الــــــــات اجلديــــبالشخصي فر ــــاع ليعـــــــف هذا االسرتجــــا يوظـــكم

و بذلك يتحقق الفهم و الوضوح و ينجلي كل غموض يف النص الروائي من خالل هذه -و طريقة عيشها تصرفااو

فقد والـــع اجلــــي البائــــة محو القبايلــــور شخصيــــف ظهــــا هنا يف هذا املوقدل ـــــــستة اليت ي ــــو من األمثل ،ةــــة التاليـــــالوظيف

، ورث املهنة عن أبيه، يأيت من بالد القبائل متجوال يف القرى حيمل إىل أهلها ماو يف الثامنة عشرة من عمرهكان مح «

ر أوالد سيدي على كثريا مثلما كان يفعل قد ي و هو ..حبب الناس و تقديرهم ىحيتاجون كان دكانا متنقال، حيظ

القبايلي الذي ورث مهنته عن والده، فكان بائعا متجوال قام االسرتجاع بوظيفة التعريف بشخصية محو (3)»أبوه

ين على طلب املساعدة ما شجع الزيتو ،مسحت له مهنته باالنتقال من مكان إىل آخر و بالتعرف على العديد من الناس

لك و كذ ،ر عنهم أي خربـــوات و مل يظهـــة منذ سنـــة محامـــة رفقــــرب من القريـــالذي ه ه العريبــــمنه يف البحث عن أخي

307، ص 1حوبة ورحلة البحث عن املهدي النتظر، ط: جالوجيعز الدين (1)

305املصدر نفسه، ص (2)

181املصدر نفسه، ص (3)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

21

بالنسبة للشخصية األمرذلك ك و ،معلومة عنهم لعله يظفر بأية ية اليت تربط محو بعرش أوالد سيدي علــــبة الطي ـــالقـالع

ف االسرتجاع عن شخصيته حيثـــث و األخري من الرواية أين كشــــوح الثالــــر يف البــــاس الذي ظهــــات عبــــدة فرحــــاجلدي

كان فرحات عباس قد أى دراسة الطب و الصيدلة يف اجلزائر العاصمة، و كان إىل جانب ذلك شابا طموحا مثقفا «

االسرتجاعي الذي تناول احلياة السابقة جاء هذا املقطع (1)»عميق على آداب الغرب و ثقافته متأثرا مالعا بشكل مط

ي يف ذلك الوقت ــم يف اجلزائر يف ظل االحتالل الفرنســــة رؤيته للوضع القائــــر لنا شخصيته و طبيعـــــيناس ليـــــات عبــــلفرح

ر تبنيه لالجتاه بر و هو ما ث عن احللول، و تأثره بالثقافة الغربية و ميوالته حنوهاو ينري أيضا طريقة منهجه يف البح

.يف حل القضية اجلزائرية اإلدماجي

االسرتجاعات الداخلية غريية القصة امتدت على طول الرواية نظرا لكثرة شخوصها، ففي كل و ميكن القول هنا إن

جديدة يرافقها اسرتجاع من هذا النوع و بالتايل توفرت بنسب معتربة مثل التعريف بشخصية فرحات ةمرة تظهر شخصي

تفاصيل ماضية و قريبة عن هذه من تفيد به وما -أي االسرتجاعات هذه -هاعرب ف ،عباس وكذا شخصية محو القبايلي

و وضوح دورها مثل شخصية ،شخصياتفقد سامهت يف الوصول إىل الغاية املرجوة يف اكتمال صورة ال ،الشخصيات

ر ــــــة أسطـــذات البضعرات ـــات كبرية بل قدمت يف فقـــم من أا مل تتمثل يف سعـــر بالرغـــة الطاهــــيوسف الروج و شخصي

.و اليت قدمنا منها بعض املقاطع االسرتجاعية

L’analepse homodiégetique:االسترجاع الداخلي مثلي القصة - ب

نفسه الذي تتناوله خط العمل تناولت« يتفق مضمونه القصصي مع مضمون احلكاية األوىل، فاالسرتجاعات هنا

تضم املقاطع .. ، اليت أمسيها اسرتجاعات تكميليةاألوىل. ز هنا أيضا بني فئتنيعلينا أن مني و الواقع أن ..احلكاية األوىل

ميثل األولاالسرتجاع إىل نوعني و ينقسم هذا (2)»األوان فجوة سابقة يف احلكاية االستيعابية اليت تأيت لتسد بعد فوات

395املصدر السابق، ص (1)

62، ص 3خطاب احلكاية، ط: جريار جنيت (2)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

22

دما حيث قاحلكاية ملا يسد فجوة، هذه الفجوة تشكل أحداث أسقطت م إلمتاماالسرتجاع التكميلي الذي يوظف

التكرارية النوع الثاين من االسرتجاعات مثلية القصة ات ـل االسرتجاعـــــا و متثــــليمألهرا ــــــي متأخـــــاع التكميلـــــيأيت االسرتج

ة جدا ــــميكن هذه االسرتجاعات التذكريية أن تبلغ أبعادا نصية واسع ال« و اليت يتناوهلا مبصطلح التذكريات أيضا فيقول

اليت ال خترج ةــاملاضي اــبأحداثهر ـــوم بالتذكيـــفهي تق (1)»ا اخلاصـــة إىل ماضيهـــات من احلكايـــبل تكون تلميحإال نادرا،

حيث األمثلةو تغطي مساحة ضيقة فإذا انطلقنا من االسرتجاع التكميلي فإنه يظهر عرب هذه األوىلعن نطاق احلكاية

ه ــــوبة عند انتقالام لعي يقدم لنا هذا املقطع االسرتجاعي مثال الفجوة و هذه املساعدة اليت قدمها سي رابح صاحب احلم

را ــــده خيــــو وع ة منكـــالقريب رــــاألسا على كل ـــرات، قال له وزعهـــمن اخليري ـــد بكثــــمحله و هو عائ« ذي ــــة الــــــاملدينإىل

اد ـــربى دار الفســــأته الكـــــو مفاجه، ــــــة اهللا عليــــــل رمحـــــخ لكحـــــيت الشـــة بنـــــر و محامـــــد بلخيــــريب ولــث عن العــــيف البح

ت ــــوة متثلـــــت فجـــــــه اتضحـــــــة إىل عرشــــــــبعيو ودة ـــــد عـــي بعــــن الروائـــراءة املتـــــــال يف قــــــد االسرتســـــعن (2)»اـــدهــــــاليت قص

وبة و ألهل القرية و وعده بالبحث عن العريب و محامة وكذا زيارته لدار يف اخلريات و اهلدايا اليت قدمها سي رابح لعي

اد ــــا و ال يعرف سكاا و بالتايل عــــرة ال يعرفهــــيف مدينة كبي اءــــد من البقامه أيضا، فلم جيد ب ـــاد اليت شغلت اهتمـــالفس

.شغل حدود النصف صفحة تقريباالذي على شكل اسرتجاع تكميلي اليت قدمتإىل القرية، هذه الفجوة

م العام ـــل ذلك كان قد أجاب استدعاء احلاكـــة خداع القايد عباس، فقبـــة تتحدث عن طريقـــا أمثلـــومن ذلك أيض

ورد هذا املقطع االسرتجاعي بعد انطالق القايد (3)»وصله استدعاء من احلاكم العام يدعوه لالتصال مبقره سريعا « ملا

ذهاب القايد وسد هذه الثغرة بعد ذلك يظهر عباس و قبل مقتله، و بذلك يكون هذا االسرتجاع التكميلي قد بني

مبجرد أن وصله االستدعاء الومهي « حدث بقوله ما أمقران اسرتجع السابقة ملا األحداثمقطع آخر يوضع أكثر

ها هذا االسرتجاع التكميلي الذي جاءوجود فجوة سد اعرتاف أمقران ذا مثل (4)»أسرع تسبقه أحالمه و أطماعه

64املرجع السابق، ص (1)

262، ص 1ط حوبة و رحلة البحث عن املهدي املنتظر،: عز الدين جالوجي (2)

267املصدر نفسه، ص (3)

272،ص نفسهاملصدر (4)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

23

ضح أن الرسالة مل تكن سوى خدعة انطلت على القايد بعد مقتل عباس على يده و يد العريب و سي رابح، كما ات

ة ـــــريب الفرنسيــــة العـــسوزان حبيب أن - رةــــرة األخيــــوسد الثغ –ع األخري ــــف املقطـكما كش ،م يد يف ذلكــــهل اس و أن ــــعب

ة ـــــا يف العمليـــي أيضـــت هــاشرتك« د ــــا فقـــــــاس هي أيضــــص من عبــــت يف التخلــــة و بذلك شاركــــت الرسالـــي من بعثــــه

االسرتجاعية التكميلية رغم أن هذه املقاطع (1)»ل احلصول على الدعوة املزورة، و هي من قامت بإرساهلاهي من سه

اس ــــدراج القايد عبــــة استـــامل عن حادثـــدة و غطت مساحة صغرية السعة إال أا قدمت صورة مكتملة املعـــجاءت متباع

.و كيفية خداعه عرب الرسالة املبعوثة إليه عند مقتله

كان العريب «تكميلي آخر و كشف عن مساعدة العريب و اجلميع للقرية بواسطة الطاهر فحدث أن ورد اسرتجاع و

، من حليب و سكر األسرةاليت حتتاجها األغراضشراء كثري من ىاملوستاش و خليفة و سالفة و اجلميع قد تعاونوا عل

التكميلي، فقبلها بيوم أرسل ها هذا املقطع كانت فجوة سد (2)»الزيتوين إىل و قهوة و كربيت و دقيق و أرسلوا ا

إىل إرسال أية مساعدة هلم و كان ذلك عندما اإلشارةالعريب صهره الطاهر ملعرفة أخبار أهلهم يف القرية و لكن مل يتم

رة ــــل سعة صغيفقد شغ ط و هكذاــــل يوم فقــــاع بفاصـــذا االسرتجــــدى هـــب مر يف بيت الزيتوين ، و إن قر ــــحل الطاه

.السطرين و نصف السطر دا يف حدو ـــــأيض

يف توضيح و إكمال الطرح السردي من أحداث و شخصيات األمثلةساهم توظيف االسرتجاع التكميلي عرب هذه

فقد اتسمت الرواية بالوضوح و السهولة كما ،بصفة كبرية لعدم وجود الضرورة يف إحداث الثغرات عتمد عليهحيث مل ي

و أيضا املساحة املوجودة بني االسرتجاع التكميلي ،ز بالقربشغل هذا االسرتجاع سعة صغرية و كذلك املدى الذي متي

.غري كبرية هي أيضا) الثغرة(و املكان املفرتض لألحداث املسقطة

الذي كشف عن حقائق خمتلفة ففي كل مرة يتكرر االسرتجاع )L’analepse répétitif(صل إىل االسرتجاع التكراري ن

ف ـــر و يوضح حقيقة األحداث و مرة يكشـــة و مرة يظهـــة للشخصيــــا يصف احلالة النفسيـــه فأحيانــــر سبب توظيفــــيظه

274املصدر السابق، ص (1)

289املصدر نفسه، ص (2)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

24

ا اســــل القايد عبــــمقتة ـــالل حادثـــــل ذلك من خــــــر كـــة حيث ظهـــغري معروف لشخصي بـــعن جانوع ـــــر هذا النـــــــ عب مل

م ـــــه سالـــــو أخرب ا كل من أخي ،د عباســـوين بسماع خرب مقتل القايــــــالزيت اعرتتة اليت ـــــمن االسرتجاع عن حالة الفرح

ويعيد السارد (1)»الزيتوين إليهما اخلرب دون أن خيربمها باشرتاك خليفة يف املقتل زف « و صديقه البغدادي حيث

ه سي رابح ـــــة صديقــــاق رفقـــــ و السب لاألو د كان ــــفق ،ةــــرفة احلقيقــــــستاش بغرض معريب املو ــــل من طرف العــــالتذكري بالقت

وين بذلك ــــه الزيتــــر ألخيــــ سه، قبل أن ي ـــــوا عليــــأم قض نـــضانيار عليه ـــو إطالق الن د للقايد عباســـران يف الرتصــــو أمق

اء ــــال االستدعــــدة ، منذ إرســــاس و محيـــــل القايد عبـــــة مقتــــق حكايــــل دقيـــــعليه بتفصي ص ـــوين قـــــه الزيتــــى بأخيـــــاختل«

مسعه من الزيتوين لكن الذي أثار دهشة العريب ما (2)»الكمني الذي نصبوه إىل قتلهما و ب فرسيهما و بندقيتهما إىل

راح حيدثه عن خليفة و عن مغامرته انونة اليت أوصلته إىل طي «كون خليفة هو الذي أجهز عليه و قتله حقا حيث

ة ـــــن دور خليفــــ داث و بيـــة األحــــي عن حقيقــــع االسرتجاعـــف هذا املقطـــكش (3)»ةـــاس إىل يوم القيامــــاب القايد عبـــكت

زيل ــــــب اهلـــف عن اجلانـــــة الكشــــويزان من ـــا لكــــرر االسرتجاع هنــو تك ،اســـــل القايد عبـــــدت قتــة اليت شهــــيف تلك الليل

ة اللتان يتمتعان ا و بصفة اجلدية أيضا و هذا متاشيا ـــوة و الشجاعــــم القــــريب فرغــــة و العـــــة كل من خليفــــمن شخصي

رد احلادثة بطلب من يوسف ـــانا ملا أعادا ســـــزل أحيــــب اهلـــــور جانــــع من ظهـــــة إال أنه ال مينــــما القاسيــــع ظروف حياـــم

ت حادثة مقتل عباس بالتذكري ـــحظي (4)»زيلـــــل هـــــة بشكـــــادة التمثيليــــدا من إعـــدا بـــــمل جي« ة حيث ـــــالرومي ةــــابن سالف

و أعيدت من خالل االسرتجاعات الذي كشف كل واحد منها عن غرض معني و اليت جاءت خمتصرة و ذات سعة

.صغرية

ل الذي طرأ على شخصية خليفة فقد تشجع و أرآخر و يكشف عن التحو يظهر مقطع اسرتجاعي تكراري

اجلميع بذلك و طال حىت انقاد سالفة الرومية من أسر القايد عمار مثال السلطة الفاسدة هو أيضا ملا اسرتجع خليفة

291املصدر السابق، ص (1)

326املصدر نفسه، ص (2)

.املصدر نفسه، الصفحة نفسها (3)

360املصدر نفسه، ص (4)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

25

ل االجيايب يف شخصية التحو (1)»أن أهرا من الظاملني لقد خطفت سالفة الرومية، دين علي « مع الزيتوين فيما حدث

خليفة عكس احلالة الداخلية للزيتوين و هي حالة االفتخار بأعمال خليفة الشجاعة فبعد خطوته األوىل و قتل القايد

حيدثه « يدركه، فراح الزيتوين مع أخيه العريب أصبح ال يتواىن عن فعل أي شيء يرى فيه اخلالص من كل حيف و ظلم

راري ـــــاع التكــــف االسرتجـــكش (2)»ف ــــــرار ا إىل سطيــــخ عمار و الفـــبراثن الشي ة منـــالروميص خليفة سالفة ــعن ختلي

اس ـــــم القايد عبـــــداث ترى ظلــــة خليفة فقد حتول من شخصية ساكنة مراقبة لألحــــول الذي حدث يف شخصيــــعن التح

حيث أنقد سالفة الرومية من قبضة القايد عمار بعدما ما تشجع و قتل تفعل أي شيء إىل شخصية مشاركة و ال

فى ــــص و اكتــــرا يف النـــــرر كثيـــــة مل يتكــــر ذه العمليــــم أن التذكيـــــا إىل سطيف مع العلـــــرار معهـــــاس و الفــــالقايد عب

.على السعة الصغرية يف تقدميه ادـــباالعتم

املاضية عرب تكرارها باألحداث تناول النص الروائي االسرتجاع التكراري بنسبة قليلة جدا، الذي أدى وظيفة التذكري

و وصفت و اشرتاكه مع العريب يف قتل القايد عباس ،داث و إزالة اللبس مثل ما حدث مع خليفةحبغرض توضيح األ

ادة ــة ما قام به من بطوالت زيـــة نتيجــــار الزيتوين خبليفــــات مثل افتخــــية للشخصــــا هذه االسرتجاعات احلالة النفسيــــأيض

الكبري يف شخصية أظهر التحول و هو ما كشف عنه االسرتجاع ملا األسرعلى القتل، ختليص سالفة الرومية من

اع التكراري على سعة صغرية خليفة و الذي أصبح ميثل شخصية مشاركة بعدما كان يراقب فقط و ارتكز هذا االسرتج

.دائما عند طرحه

:المختلطاالسترجاع -1-3- 2-1

قدم يف شكل حيث ي ،يتكون االسرتجاع املختلط من املزج بني كل من االسرتجاع اخلارجي و كذا الداخلي

فقد يبدأ االسرتجاع املختلط باسرتجاع (3)»و تتعداه األوىلاسرتجاعات خارجية متتد حىت تنضم إىل منطلق احلكاية «

ف ف حبياة شخصية، ملا عر املقطع االسرتجاعي الذي عر خارجي ال ميتد مداه بعيدا يف املاضي مثل ما جند يف هذا

.297املصدر السابق، ص (1)

.326املصدر نفسه، ص (2)

70، ص 3خطاب احلكاية، ط: جريار جنيت (3)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

26

دةــــه املساعـــه بسي رابح الذي عرض عليــــض الشيء على إثر التقائــــاع سالفة الرومية مموها بعــــة بنفسه و بضيـــخليف

وات و تركها ــــ، هاجر من سنداــــف هلا إال ابنا وحيـــــرة سنة تقريبا، و مل خيلـــاملرأة خاليت، فقدت زوجها منذ مخس عش«

راء ــــت للكـــا و رحت أحبث عن بيـــتركتها يف البحث عنه، ـــين أن أساعدهـــل، فرتجتــــه مل يفعـــال لكنــــه طويـــرت عودتـــانتظ

من خارج حدود السرد م االسرتجاع تاريخ حياة سالفة الرومية بشكل موجز ابتداءقد (1)»حني عدت مل أجدهاو

ة ــــث عنها خليفـــرد عندما حبـــا عن ابنها إىل غاية حاضر الســـا ببحثهمرور ،اـــــا زوجهـــــة ملا تويف عنهــــــرة سنـــــة عشـــــــخبمس

.األسطر األربعةوحت ار االسرتجاع املختلط شغل مدى غري بعيد و بسعةو بذلك يكون

و يقدم مثال آخر الذي يظهر تاريخ العداوة اليت كانت بني عائليت جلول و خليفة من قبل بداية السرد ملا اسرتجع

كان أبوه عدوا « الذي املاضي و تفكر يف حادثة مقتل أبيه و يف خليفة أيضا -ابن القايد عباس املقتول –جلول

ساعد (2)»لقد انتقم نأليب، و فرنسا حاصرته بدعم من أيب حىت مات، و أزهق أيب روح زوجته أمام مسعه و بصره، إذ

هذا املقطع جلول يف الكشف عن قاتل أبيه الذي متثل يف خليفة نتيجة للجرائم اليت قام ا والده عباس ضد أهل

سبب و الدافع النتقام خليفة معتمدا يف هذا الو كان مبثابة ،األخرييفة منه يف خليفة و اليت انتهت بانتقام خل

االسرتجاع على سعة صغرية دوما بلغت حدود السطرين رغم أنه ارتد إىل اخللف بعيدا خارج حدود السرد إىل سنوات

.الصراع بينهم

ا ـــال اجلزائر على مدى تارخيهــــران أبطــــع أمقــــاسرتج اال ملـــــعرب هذا املث اتارخيي اط بعدــــاع املختلــــى االسرتجـــاكتس

ل عند موت ابن باديس و يئس صديقه حسان من ظهور أبطال غريه، نظرا للخدمة الكبرية اليت قدمها للبالد ـــــالطوي

خ ـــدد اآلالف عرب التاريـــن أن تعـــدا، و ميكـــال أبـــدم الرجـــاجلزائر مل تع« ا أن ــــنأس مبي ــــدم اليـــة و عـــليبث روح املقاوم

ا إىل تاكفريناس إىل األمري عبد القادر إىل اللة نسومر إىل أمحد باي إىل ابن باديس إىل العريب املوستاش ــــرطـــمن يوغ

ا ــــــني فيهــــع الطامعـــــمو ط اتــــاألزمروب و ــــــــل باحلـــــر املثقــــــــخ اجلزائـــــــــاع تاريــــم االسرتجد ـــــق (3)»ك ــــــس جبانبـــــذي جيلـــال

�ث �ن ا���دي ا����ظر، ط: �ز ا�د�ن ��و�� �� ا���.303، ص1�و�� و ر (1)

311املصدر نفسه، ص (2)

495املصدر نفسه، ص (3)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

27

وا ــــال دافعــــا لكنها مل تفشل و أخرجت أبطـــنتهارار اليت عــــعدم االستق ةــــور و حالــــعلى مر العص اســـــاألجنف ـــــمن خمتل

ر د ق و وصوال إىل حاضر السرد عند العريب املوستاش أين ابتعد مداه كثريا بابن باديسا و مرورا ــــا بدءا من يوغرطــــعنه

.األسطر األربعةبآالف السنني لكنه غطى مساحة صغرية ذات

كما توفر على مدى ،ز بالسعة الصغرية يف الطرح دومامن الرواية، الذي متي األخريمتركز االسرتجاع املختلط يف اجلزء

زمين تراوح بني املدى البعيد فابتعد للوراء بآالف السنني أما املدى القريب فال يبتعد كثريا عن نقطة احلكاية األوىل

ص خلو كذا ،عن تاريخ اجلزائر املثقل باحلروب الذي ال يعدم الرجال الذي تدافع عنهفكشف من خالل األمثلة املقدمة

ه حدود السرد كونه مزيج ــــأحداث تجتاوز ثـــــحيا ـــــار من حياــــــة و ما صــــــة الروميــــــات كسالفــــــة الشخصياــــــخ حيـــــتاري

.من االسرتجاع الداخلي و االسرتجاع اخلارجي

Prolepse: االستباق -2- 2-1

تسمى باالستباق حيث -عودا إىل الوراءيف –يتعامل السرد مع مفارقة زمنية تعاكس يف حركتها حركة االسرتجاع

شكل السارد زمنه ي (1)»ذكر مقدما روى حدث الحق أو ي على كل حركة سردية تقوم على أن ي « يدل هذا املصطلح

ة ــــر داللـــة متريـــرد بعد بغيـــالس هـــل إليـــدث مل يصـــم حـــة، و ذلك بتقديـــاوز سريورة الزمن اخلطيـــاء، فيتجـــا يشـــاخلاص كم

أو كشف رؤية و الذي سوف يقع الحقا يف املستقبل، و بذلك يتحقق االستباق و أحيانا أخرى ال يتحقق، كما أنه

ة و ذلك حسب الوظيفة اليت يؤديها، باإلضافة ـــه صراحـــق و إما يعلنـــدث املسبـــد للحـــهل فإما مي ـــر من شكـــذ أكثـــيتخ

التكرار الذي يعتمد عليه أيضا و بذلك تندرج هذه األشكال حتت نوعيه اخلارجي و الداخلي و اليت سوف إىل عامل

.ةـــــة املقدمــــــاألمثل ذهـــــه رـــــر عبـــــتظه

Le prolepse externe: االستباق الخارجي -2-1- 2-1

ة ـــاق كطليعــان و مها االستبــاق نوعـــت هذا االستبــوي حتـــو ينض األوىلة ـــف عن احلكايـــه خيتلـــي ألنـــى باخلارجــيسم

.51، ص 3خطاب احلكاية، ط: جريار جنيت (1)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

28

:يلي اللذان يتمثالن كماو إعالناو االستباق بصفته

Amorce: االستباق كطليعة - أ

ة ــــاآلتيداث ــــل إشارات و متهيدات لألحــــور الصريح بل يأيت ضمين على شكــــاق الظهــــوع من االستبـــدم هذا النــــيع

تكتسي داللتها إال فيما بعد، و اليت تتعلق بفن جمرد عالمات بال استشراف، و لو تلميحي لن «يف السرد فيكون

ة من االنتظار و التطلع لوقوع ـت حالــــا جنيــــع كما يسميهــــات أو الطالئــــق هذه التلميحــــختل (1)»السيكيالك يءالتهي

دعا خيعرض « ميارس السارد التمويه الفين و اليت قد تتحقق فيكتمل املعىن و أحيانا ال تتحقق ملا ،األحداث

.فتكون بذلك استباقات خادعة يكتشفها القارئ مبرور السرد (2)»مغلوطة

ه و تعرف على سي رابح الذي راح يعرفه ـــــترب من قريــــدما هــــريب بعــــر العـــــة يظهـــــع احلقيقيـــــذه الطالئـــــن هــــمن بيو

ور البائع اجلوال مح على املدينة اجلديدة و يعاونه على إجياد منزل يناسبه، و عند املرور بالدكاكني اليت تعرض الفضة تذك

الل ــــد من خـــده من جديـــه أن جيـــاستطاعتان يف ــل إن كـــه متسائـــم سلعتـــا عليهــه عارضــــــر على قريتـــــــا كان ميالقبايلي مل

دمت هذه اإلشارة االستباقية على شكل استفهام الذي كان ق (3)»هل ميكن أن يلتقي به يف هذه املدينة« ال ــــهذا املث

اليت جيهل كل املدينة الكبرية عن صعوبة التقاء العريب حبمو القبايلي يف هذهكما عرب ،مبثابة وسيلة الستشراف املستقبل

ئةالثالمثاة و الثمانني بعد ـــة الرابعـــول إىل الصفحـــدى و حىت الوصـــم طول املـــذا و رغـــم هـــن رغـــصغرية و كبرية فيها، لك

ده منذ ـــلقد افتقرة، ـــأة كبيـــو القبايلي مفاجكان لقاؤه حبم « اء فقد ــــه اللقــــق معــــاق و حتقـــــحتقق هذا االستب) 384(

ن إ حتققه رغم طول مداه و بذلك ميكن القول ل هذا املقطع السردي إجابة على االستباق الطليعي وبني مث (4)»واتـسن

.واالستباق حقق غايته يف التمهيد حلدث الحق متثل يف لقاء العريب مع مح

.83املرجع السابق، ص (1)

.84املرجع نفسه، ص (2)

.147، ص 1حوبة و رحلة البحث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (3)

.284املصدر نفسه، ص (4)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

29

فرحات –وقوع جمزرة، فقبل ذلك اتفق اجلميعنسوق مثال آخر جاء على شكل احتمال وقوع حدث، املتمثل يف و

م ــــــم و هويتهــــة باسرتداد حقوقهــــة للمطالبــــرة سلميــــروج يف مسيـــعلى اخل - ةــــذا الكشافـــه، و كــــريب و رفاقــــاس و العــــعب

نـــــم«ا ـــــم طالبـــــا هلــــرية و قمعهــــا إزاء هذه املســــف من رد فرنسو ــــي خته الذــــر العريب مبوقفــــلكن جه ،مــــو كرامته

ع ــــر بتسد ـــــزرة املقـــــات العريب باـــــد من تلميحــــو على بع (1)»وع جمزرةــــقو الـــــا احتمــــأن يناقشوا أيض وةـــاإلخ

اجلزائرية الذي تقدم املسرية و قتلت سالفة الرومية كما قتل تل حامل الراية دث و انطلق الرصاص بقوة و ق ـات حــــصفح

حتولت الشوارع كلها «ت األمور و خرج الوضع عن السيطرة و ــو انفلت ،أيضا وديـــو اليهـــــون املونشـــــم مشعـــــالعريب عدوه

اء ــة بيضــــن إال أسلحـــــن عند اجلزائرييــــوارع، مل يكـــــش إىل الشـــــــيو اجل ــــةــــن و الشرطـــــزل املعمريــــة، نــــــــة للمعركـــــإىل مساح

د ختوف ع (2)»و حلقت الطائرات يف السماء و مسعت نداءات مبكربات الصوت تدعو اجلزائريني إىل التزام بيوم

ل و القمع اليت تعرض ـــل يف حالة الفوضى و القتــــمتثم يف اية الرواية ـــة حلدث مهــــالعريب من وقوع ازرة استباقا كطليع

.و ذا يكون قد حتقق االستباق الطليعي ،من ماي الثامن رجماز يف و اليت متثلت هلا اجلزائريون يف املسرية

أن نريد « القايد عباس خبطف الطاهر يف قوله هدأشار محيدة إىل سي و يربز مقطع استباقي من هذا النوع ملا

أرادها لنفسه القايد و ذلك بسبب هروب أخته محامة مع غرميه العريب ملا (3)»خنطفه مساء و هو عائد بغنمه إىل بيتهم

ة اليت حدثت بالفعل بعد ثالثة و عشرون صفحة بالتقريب عندما ــــد هلذه العمليــــاق هنا مبثابة متهيـــعباس، فكان االستب

لت عملية خطف مث (4)»عينا بندقية يف صدرهذراعيه و ملعت مه و أخرى كبلتامتدت يد سريعة و أغلقت ف«

ة ــــل يف عمليــــاملتمث حقالالد هلذا احلدث ـــه يف التمهيـــايل حقق هذا االستباق هدفـــدة و بالتـــاق محيـــة الستبـــالطاهر نتيج

.و كذا متيزه باملدى الطويل فــاخلط

ارةـــاإلشمثل ةالحق أحداثوع ـم بوقـاليت توهو ق ـتتحق ل يف االستباقات اليت الـغري حقيقية تتمث عـر طالئــكما تظه

.541املصدر السابق، ص (1)

.550املصدر نفسه، ص (2)

.161املصدر نفسه، ص (3)

.185املصدر نفسه، ص (4)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

30

ه ــــــا و ألبيـــع هلـــظ مبا وقـــعة، مل يت ــــــا خليفـــزوجه رة علىـــذه املـــد أن الدور هـــأعتق« د عباس عن خليفة ــــا القايـــاليت قدمه

ر طبخ زوجة خليفة الذي ال ينافسها حضر القايد عباس احتفال يف الزاوية و على مائدة الطعام تذك (1)»و أخيه من قبله

ر أيضا خليفة ألنه يراه عدوا له و لكل عائلته الذي و الذي كان سببا يف قتلها لرفضها تنفيد أوامره و هنا تذك ،فيه أحد

ة و حدث ــــة خادعـدث ذلك و كان هذا االستباق عبارة عن طليعـــمل حيرد ــــيف السدم ــــن مع التقــــلك ،لهــــلقت ملح

اق من خالل توقع القايد عباس طمع ـوهنا أيضا ال يتحقق االستب .هــــا منــــــاس انتقامـــــد عبـــــة القايـــــل خليفــــس و قتــــالعك

كشف السرد هذه اخلدعة و مل يطمع (2)»عينيه إىل ممتلكاتنا إن هلا ابنا سيمد « ابن سالفة الرومية يف ملكه و ثروته

رافضا بذلك ،به السرد فرتة معينة مث أظهره كمقاوم لواقع اجلزائر احملتليوسف أبدا يف ملك أخيه القايد عباس، فقد غي

توقع ا د هلا مليت مه ال ، والالحقة د هذا االستباق حلدث مل تقع أحداثهله والده و أخوه، و منه فقد مه بالذل الذي ق

م ابنته ليحمي ابنه الوحيد، و رمبا الشك أن الشيخ لكحل سينهار و يسل « القايد عباس استسالم الشيخ لكحل

ة ــــمحام اعــــإلرجر ـــــــف الطاهـــل خبطـــخ لكحـــــاس على الشيـــد عبـــــضغط القاي (3)»مــــر مجيعهـــسينقلب ضد أوالد بلخي

ه و ال انقلب على عرشه أوالد سيدي علي، بل كان العكس، فصحيح أنه اار لذلك لكنه احتم بأوالد ـــم ابنتـــــسل فال

ب ظن القايد عباس و مل يتحقق ي ذلك مع تقدم األحداث فخ بعد تبني و هو ما ،عرشه و طلب مساعدم يف حمنته

.االستباق الذي خضع للتمويه السردي فكان طليعة خادعة

توزعت االستباقات يف الرواية بني استباقات متحققة و أخرى كخدعة و بنسب متقاربة نوعا ما استخدمها السارد

ليمهد ألحداث كان هلا دور مهم يف السرد بتحققها مثل تلميح العريب لوقوع جمزرة عقب املسرية ضد االحتالل

ملح القايد عباس لقتل جمرى السرد ملاو استباقات أخرى لو حتققت لتغري ،حصل بالفعل بعد ذلك الفرنسي و هو ما

الذي ، وخليفة فلم يتحقق االستباق و قتله خليفة كما كان املدى الذي فصل بني هذه االستباقات و حدوثها بعيد

.وصل إىل أكثر من عشرين صفحة يف بعض االستباقات

34املصدر السابق، ص (1)

35نفسه، ص املصدر (2)

161املصدر نفسه، ص (3)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

31

:االستباق بصفته إعالنا - ب

فهو يعلن « شكال ظاهرا و مبتعدا بذلك عن التلميح فيتخذخيتلف االستباق بصفته إعالنا عن النوع السابق

و بذلك يقدم حدثا موجزا سوف يقع حتما، بطريقة تفصيلية، أثناء السرد (1)»صراحة عما سيأيت يف سرده مفصال

.زهالالحق شرط أن يكون معلن و صريح و هو شرط أساسي ميي

و هو توقع ميكن أن حيقق على الفور، يف حالة تلك « إىل حني يتحقق االستباق ينتظر القارئ و يتوقع و

فقد يطول املدى و قد (2)»أطول مدى اإلعالنلكن الغالب أن يكون ..القصري جدا،. األمدذات املدى أو اإلعالنات

.مقتضيات النص السردييقصر باعتبار املسافة الفاصلة بني االستباق و حدوثه و ذلك حسب

الزيتوين للعريب خطبة إعالنعن حدث متثل يف خباراإلغرضه - عرب هذا املثال– إعالنانقف عند االستباق بصفته

أخرب الزيتوين العريب خبطبة (3)»إىل أوالد النش لنخطب ابنة خالتك ألخيك سامل ستذهب معنا غدا« أخيهم سامل

ما دكما متيز مبداه الطويل فبع اواضحو ا،كان هذا االستباق صرحياملنتمية ألوالد النش لة بنت خليفةو سامل على سر

ة ـــكما جاء يف حديث سي الطالب أثناء اخلطب،ةـــاخلطب تـــأقيماق و ـــــق االستبــــة حتقــــون صفحــــارب الثمانية و الثالثــــيق

عرب (4)»م نطلب ابنتكم البننا سامل كاملهم جئنا « سيدي علي أوالدو يف حضرة اجلميع من العرشني أوالد النش و

ن االستباق حقق إز حبتمية حدوثه رغم امتداده الطويل، و ميكن القول ي متاملقطع السردي على حتقق االستباق الذي

من عرش أوالد سيدي علي دث الحق متثل يف خطبة سامل ولد بلخريحلبصورة موجزة اإلخبارو اإلعالنهدفه يف

.بنت خليفة من عرش أوالد النش رغم العداوة املوجودة بني العرشني لةو لسر

حيث يظهر اهتمام ،سالفة الرومية عن مصري شخصية متثلت يف لإلعالنظف و نورد مثال ثان لالستباق الذي و

رأ ـــجتسأ« اللـــــاس من خــــــزم طلبها من القايد عبـــــو يعت ،نــــا يف الســـــجبماهلا رغم تقدمه ةـــــد عمار ا و هي املعروفــــالقاي

137، ص 2بنية الشكل الروائي، ط: حسن حبراوي (1)

82، ص 3خطاب احلكاية، ط: جريار جنيت (2)

.26، ص 1حوبة و رحلة البحث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (3)

.64ملصدر نفسه، ص ا (4)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

32

فقد كان شغفه (1)»طلبها للزواج طبعا، و لكن سأقنعه بأن يرسلها خادمة يف الزاويةأطلب منه سالفة الرومية، لن أو

و متيزت املسافة اليت شغلها هذا اصرحي اإعالنعليها إىل درجة متلكها، فكان لالستحواذ الفرص بسالفة كبري ويتحني

دة ــــم القايد عباس ومحيـــــداه« ة و ذلك ملا ـــــان حتققه طويلة جدا جتاوزت املئة صفحـــــه و حىت مكـــــمن بدايت النـــــاإلع

قال ...ا و قد أحاطوها من كل وانطلقوا ... و بعض الرجال بيت سالفة الرومية أمسكوا ا بقوة غري مبالني بصرخاا

ا، لن ــة أيامــر، البد أن متكث يف الزاويــ خطيسكنها جين . ...رد...تـن ة قد ج ــمسعنا أن املسكين: أحدهم للقائد عباس

كيفية نا متثل هذا املقطع السردي يف احلدث الالحق الذي جاء مفصال و مبي (2)»ارـــعمخ ـــا إال الشيـــهدر على جني ـــيق

م مداه ــــاق رغــــه و حتقق بذلك االستبــــل على طلبـــــذا قد حتص ــــا إىل القايد عمار، و ــــة و تسليمهــــــالقبض على سالف

و بالتايل حقق ،منه مثلت عملية خطف سالفة الرومية نتيجة الستباق القايد عمار املتمثل يف طلبها له ل وـــالطوي

.االستباق غايته يف االعالن عن مصري سالفة بعد مدة من الوقت و املتمثل يف عملية خطفها و أسرها يف الزاوية

اسي ـداث الحقة ذات بعد سيـــي يهدف إىل اإلخبار و الكشف عن أحقدم هذا االستباق الذنر ــال أخيــو كمث

ر ــــــم كالبشيــــة نشاطاـــاء و متابعــــه بالعلمـــــامــــح اهتمـــــه سي رابــــرز فيــــز حيث يبــــل موجــشكبدث ــه احلـــن فيــــعلي

أخربه أن الشيخ ابن باديس « عليهم فقد كان معه صديقه العريب و ال ضيفسيحو ابن باديس الذي يــــــاإلبراهيم

رب الزيارة ـــأعلن سي رابح عن خ (3)»ارةـــــري كل ما ينجح الزيـــــهو مكلف بتحض وع، وــــــزور مدينة سطيف هذا االسبــــــسي

بعد الصالة أحاط الناس بالضيوف « لة أحداثها مفص ر بأكثر من مئة صفحة فجاءتد و اليت حدثت بعد مدى ق

نظر .. أن نذوب يف فرنسا ؟ دىجاألس من ــــألي: م الشيخ ابن باديس ــــسأل أحده..يء،ــــة كل شــــتعطش كبري ملعرف

كان هدف الزيارة لنشر (4)»حنن لسنا فرنسا، وال ميكن أن نكون فرنسا و لو أراد بعضهم: ..الشيخ بسخرية و قال

37املصدر السابق، ص (1)

222در نفسه، ص املص (2)

)236-235(املصدر نفسه،ص (3)

363املصدر نفسه، ص (4)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

33

ع السردي نتيجة حتمية هلذا ــــل هذا املقطار، و بذلك مث ــــم اة االستعممــــذ اهلـــــول و شحــــالوعي و تنوير العق

ةــــــــة الالحقــــالسياسي داثــــــــاألحعن ارــــخباإله يف ــــــــق غايتـــــــرة و حقـــــة كبيـــــل مبسافــه من قبــــن عنـــــذي أعلــــاق الــــاالستب

.ال يف تعزيز أبطال الرواية يف مقاومتهم لالحتالل الفرنسيــــم و فعــــاليت كان هلا دور مه و

الالحقة اليت جاءت مفصله مهما كان غرضها األحداثعن اإلعالنعالن أدى دوره يف و ذا يكون االستباق كإ

ذات بعد أحداثو اإلخبار عن ،ا حدث مع سالفة الرومية و حادثة خطفهامكاإلخبار عن مصري الشخصيات مثل

.بغرض التوعيةلة و زيارة ابن باديس لسطيف و سياسي مثل خطبة سر أواجتماعي

Le prolepse interne répétitif:التكرارياالستباق الداخلي -2-2- 2-1

مقدما - تضاعف« تندرج االستباقات التكرارية ضمن االستباقات الداخلية ألا تتداخل مع احلكاية فهي متثل

وما مييزها هو التكرار، حيث تتكرر مقاطع سردية مستبقة (1)»مقطعا سرديا، مهما بلغت قلة هذه املضاعفة –دائما

ما توجد إال يف حالة قل « ندر استخدامها يف النصوص السردية حيث ي اوقت سردها بالتفصيل و أيض حيني سوف

ة احلكاية كذلك تؤدي االستباقات التكراري يلقتوكما تؤدي االسرتجاعات التكرارية وظيفة تذكري مل...تلميحات و حرية

النـــــــــإعة ــــــــا وظيفـــــإن هلــردي فــــــــرار الســــل التكـــــأسس على عامـــات تتــــذه االستباقــــــــت هـــإذا كانـــف (2)»هــــالن لــــــدور إع

.عن هذه األحداث

يد يف الكشف عن الشحنة العاطفية ـــاليت تف، و االستباقات وع منـــــق هذا النـــــاذج اليت حتقـــــض النمـــــر على بعــــعثنو

عن االنتقام من القايد عباس و اليت تكررت يف هذه الرواية اليت ختتلج داخل أكثر من شخصية هذه الشحنة اليت تعرب

تصرفاته ضطهاد و القتل اليت انتهجها القايد عباس ضد الضعفاء، و ضد كل واحد يرفضلسياسة الظلم و اال افنظر

العريب املشحونة باالنتقام و تظهر نفسية ،مستقويا عليهم بدعم فرنسا لهسواء كان من عرشه أو من العروش األخرى

.80، ص 3خطاب احلكاية، ط: جريار جنيت (1)

.81املرجع نفسه، ص (2)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

34

فقد قتل القايد عباس والد العريب و مل دأ نفسه و بقيت (1)»سأمتص دمه و أنتقم من املظلومني«عرب هذا املثال

ة أيضا ـــــراري و يأيت دور خليفــــاق تكـــعلن عن استبج يف السرد ي و مع التدر ،نـــــل املظلوميـــــام لكــــأر و االنتقــــتطالب بالث

م ـــــه دون دعـــــأر له بنفســـــه سيثــــــدم زوجت«امــــــاالنتق ة علىــــــاحلاقدة واحلريص هــــــتس نفسيــــــيعك اق الذيــــــذا االستبـــــيف ه

املشرتك بكل برودة و مل يأبه ألحد و تكرر عدوهمأراد خليفة أن يثأر لزوجته اليت قتلها هي أيضا (2)»أحدمن

البد « املدينة من خالل أمقران الذي ال يعرف القايد عباس و إمنا مسع عنه و عن جرائمه يفاالستباق مرة أخرى لكن

فهذه ،ندته يف التخلص من القايد عباس متضامنا معهأراد أمقران صديق العريب مسا (3)»من قتل القايد عباس

،باقه هو أيضا لقتل القايدتاالستباقات اليت كشفت عن الشحن العاطفية حشدت مساعدة أمقران هلا من خالل اس

قـــردي الالحـــع الســــــــاملقطدث ـــة حىت حــــــة طويلــــــــمساف استغرقت ة وـــة االستباقيــــع السرديــــــت هذه املقاطـــــــفقد تضاعف

(4)»ة، و تطاير خمه يف كل مكان ــكالبطيخاس ــــر رأس عبــــو تفج ةة، من بندقية وفي ة وفي ــــت رصاصــــو انطلق «ق ــــو حتق

و هكذا حققت هذه االستباقات التكرارية مبتغاها و كشفت عن البعد النفسي هلذه الشخصيات املشحونة باالنتقام

مدى ذاتالبعض و متثلت استباقات منذ بداية السرد حىت مقتل القايد على يديهم، و جاءت متباعدة عن بعضها

رد بشكل شحيح و بنسبة أقل من االسرتجاعاتبعيد جتاوزت العشرات من الصفحات حلني حتققها، كما وظفها الس

اخلارجية حيث جاءت االستباقات كطليعة أكثر من االستباقات بصفتها اعالنا و اليت تشرتك يف اعتمادها على املدى

.الطويل

ن اخلطاب الروائي ارتكز على مفارقات زمنية غلب فيها االسرتجاع على االستباق، فكان له إوعموما ميكن القول

و من ذلك ميكن اعتبار ،عنها اإلعالندور التذكري بأحداث الرواية املستمدة من تاريخ اجلزائر أكثر من استشرافها و

ة ــــة ثانيــــة كمرحلــــا الدميومـــــة تليهــــص الزمنيــــة النـــــاء هندســــبنة األوىل من ــــل املرحلــــي الذي ميثـــي إسرتجاعـــاخلطاب الروائ

41، ص 1حوبه و رحلة البحث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (1)

74املصدر نفسه، ص (2)

260ص : املصدر نفسه (3)

.271املصدر نفسه،ص (4)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

35

.و اليت تساهم يف تشكيل هذا البناء

La durée: المدة - 2-2

تعد املدة الزمنية واحدة من نتائج العالقة القائمة بني كل من زمن القصة و زمن اخلطاب فهي استغراق زمين

العالقة بني قياس زمين و قياس « ب بالضرورة إيقاع يسري عليه يتمثل يف السرعة اليت نقصد ا طل للحكي الذي يت

األيامهي مدة القصة، مقيسة بالثواين و الدقائق و الساعات و ( فستحدد سرعة احلكاية بالعالقة بني مدة ...مكاين

ترتبط املدة بالسرعة السردية الناجتة (1)» )هو طول النص، املقيس بالسطور و الصفحات( و طول ) والشهور و السنني

من العالقة بني مدة القصة و طول النص السردي، اليت ال ميكنها أن تسري على وترية واحدة و بالتايل فالرواية حتتمل

ن كوا ممة الواحدة، ناهيك غفيها إىل استحالة تقبلها لفكرة الن يؤدي اتساع مساحة النص« أكثر من إيقاع حيث

و تعدد اخلطابات مبا ال يسمح بوحدة السرعة كما ،األحداثبالعديد من الشخصيات و - يف الغالب- أصال حتفل

أحداثهافالرواية بكثافة (2)» ة و يقل عدد األحداث و عدد الشخصياتـــا املساحــــق فيهــــيت تضيـــرة الـــــة القصيــــيف القص

الرواية علىو تعدد خطاباا و شخصياا، يتشكل إيقاعها السردي املرتاوح بني السرعة و البطئ و هو ما ينطبق

فاستوعبت شخصيات ،املدروسة اليت تناولت أحداثها املاضية على شكل استذكارات ملرحلة مهمة من تاريخ اجلزائر

و اختلفت و تعددت خطاباا بني اخلطاب املنقول و هو السائد ،كانت كثرية و أحداثها أكثر متصارعة فيما بينهما و

ذف ــــا باحلــــر إيقاعهـــة يف تغيــــر مستعينــر احلـــر املباشــــغي وبــــاألسلل و و ـــاب احملــــرود و اخلطــــاب املســـــو اخلط ةـــــيف الرواي

بتقنيات لتسريع السرد و املشهد و الوصف ليبطئه و هو الغالب يف الرواية، هذه - غري املهمة لألحداث –و اخلالصة

و ميكن ...و امل،..املشهد،..احلركات السردية األربع، هي احلذف و الوقفة الوصفية و« التقنيات يسميها جنيت

ق الصيغ الرياضية التالية، اليت تدل فيها زق ـــدا عن طريـــــا جـــــا كافيـــــع ختطيطـــــات األربـــــذه احلركــــة هلــــم الزمنيــــط القيــــختطي

، إذن 0=ن، زق=زح : ة ــــــالوقف: اـــا عرفيــــا أو زمنـــا كاذبـــس إال زمنــــة الذي ليـــن احلكايـــو زح على زمالقصة على زمن

102، ص 3خطاب احلكاية، ط: جريار جنيت (1)

135، ص 2008، 1،ط)لبنان- بريوت(الزمن النوعي و إشكاليات النوع السردي، مؤسسة االنتشار العريب،: هيثم احلاج علي (2)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

36

مما يتبني (1)»زق ∞ ˃إذن زح 0= ، زق0= زق و احلذف زح ˃زح : زق و امل =زح: زق و املشهد ∞˂زح

ة ــــــة داللــــن القصـــــدم زمــــعة ي ــــة الوقفــــر حركـــده عبــــة، فتجــــــــن القصــــة لزمـــــــرة بالنسبــــة معتبــــة قيمــــن احلكايـــــق أن لزمــــسب

م ــــواري، و بذلك تساهــــاوى معه يف املشهد احلــــداث و يتســــع تقدم األحــــرد الذي مينــــعلى سيطرة الوصف على الس

ام زمن ــــاية أمص زمن احلكــــن الباقيتني فيتقلــــة للحركتيــــرد و بالنسبـــــل الســـــيف تعطي) دـــــة و املشهـــــالوقف(ن ــــــهتني احلركتي

زمن رذف فسيتمــــردي و ينعدم خالل حركة احلــــداث النص الســــص أحــــم فيها تلخيــــالقصة يف احلكاية املة اليت يت

ل على تسريع السرد، و منه ينقسم اإليقاع ــذف و امــــل كل من احلــــايل يعمــــو بالت داثـــــاألحدم ــــة و تتقـــــالقص

.يضم املشهد و الوقفة ءبطيإيقاع امل و احلذف و يضم سريع إيقاع السردي إىل

Sommaire: المجمل -1- 2-2

ور ـات لعدة أيام أو شهـــضع صفحبالسرد يف بضع فقرات أو « ل يف نصه اليت تعين ــــة امــــارد حركـــــف الســـــيوظ

عندما يتكاثف السرد و تكثر األحداث يتم جتاوز األحداث (2)»، أعمال أو أقوالأو سنوات من الوجود، دون تفاصيل

.و بذلك ترتك هذه األخرية مساحة تتحرك فيها األحداث الرئيسية ،الثانوية منها بتلخيصها

وسيلة االنتقال األكثر شيوعا بني « فجنيت يعتربها زاء النص، ــط بني أجـــة على الربـــذه احلركة التلخيصيـــل هـــتعم

ذا ـــــي إىل هـــــة تنتمــــــــات كاملــــاه االسرتجاعــــا مسينــــا يف مــــة و السيمــــع االستيعابيـــــــم املقاطــــمعظ و أن ...رــــمشهد و آخ

ات تستوعب األحداث احلاضرة فهي كذلك حتيط ـة أو اخلالصـــــملة اـــــت احلكايــــإذا كان (3)»ردــــط من الســـــالنم

خمتزلة أو حتيلنا على ماضي الشخصيات و بذلك تتنوع احلكاية بالزمن املاضي و تظهر على شكل أحداث ماضية

.املة يف تقدميها و تتميز

ص حياة محامة اجلديدة يف املدينة عن احلكاية املة املمزوجة باالسرتجاع فنقف عند املثال الذي خل انستعرض منوذج

ا ــــة، عن عاداــــا يف املدينــــدث عن رحلتهــــتتح كاألمريةع ـــــة اجلمـــــت محامة متوسطـــــانطلق« ث ـــا حيـــالل حكيهــمن خ

)109-108(، ص 3خطاب احلكاية ، ط: جريار جنيت (1)

109املرجع نفسه، ص (2)

110املرجع نفسه، ص (3)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

37

و نصارها، عن حركة الوعي اليت كان يتحدث هااماا، عن يهودزقتها، عن دكاكينها و مح و تقاليدها، عن أسواقها و أ

ة أن تذكر سي رابح و زوجته تركية ــــى محامـــوال تنس... ودان يف احلربــــا سي سليمان البغدادي و سي حممود املفقـــعنه

ة متاما ـــريب و املختلفــــة مع العـــــا محامــــت إليهدة اليت فر ــــة اجلديـــــالبيئع ــــيقدم لنا هذا املقط (1)»ع من حديثهاــــيف كل مقط

و حدثتهم عن ماضيها و عن غياا الذي طال سنوات، كما بأهلهافبعد عودا ألول مرة التقت ،عن حياا السابقة

حيث اختزلت حياة اسرتجاعية جاءت غري حمددة املدةل هذا املقطع الذي مجع بني اخلالصة و االسرتجاع خالصة مث

.محامة اجلديدة يف هذه الفقرة و سامهت هكذا يف تسريع السرد

ال و يعرفنا على طفولة ـــالشخصيات مثلما خيربنا به هذا املث ية بشكل آخر و حتيلنا إىل ماضـلة امـر احلكايـو تظه

مرضت أمه «الرواية و مل تتناوهلا إال من خالل هذا املقطع االسرتجاعي امل و حياة العريب املاضية اليت جتاوزا

لة، معىن ذلك أنه فاطمة الزهراء مرضا شديدا حني أجنبته فلم تقدر حىت على إرضاعه، و وفرت له ذلك عنزم املدل

ثالث سنوات حفظ جزء مهما مل ميكث العريب يف الكتاب غري...األوىلوجد نفسه وجها لوجه مع الطبيعة منذ أيامه

ل ــــدور متثـــل بـــــة امـــت تقنيـــــقام (2)»ة راعياـــع به إىل الطبيعــازوراره دف رده وـــده من متـــم، حىت تأكد والـــمن القرآن الكري

فكشفت عن تعلقه بالطبيعة ،يف اختزال حياة العريب املاضية اليت كانت يف حدود التسعة عشرة سنة بانت بتطور السرد

ه إىل أن صار راعيا، و منه فقد حققت احلركة املة ري منذ الوالدة و كيف ترىب يف حضنها، فاستحوذت على كل تفك

و نضيف أيضا أن احلركة املة تشمل ،غايتها يف تسريع السرد من خالل هذه اخلالصة االسرتجاعية حلياة العريب

ور ـــــر و تصــــق باحلاضـــــرة تتعلــــات كثيـــود خالصــــي وجــــال ينف« ا ــــل ما رأينــــي مثـــا باملاضـــاطهالث و ارتبـــالث األزمنة

ب امل حنو ـــمثلما يذه (3)»داث ــــال و أحـــــع فيه من أفعـــــلنا ما سيقص ــــل و تلخــــه أو تستشرف املستقبــــــمستجدات

ع السردــم يف تسريــــاق أن يساهـــــذا ميكن لالستبــــل كذلك و هكــــشرف املستقبــــر و يستــــن احلاضــــف يف الزمــــيقي ــــاملاض

حياة الطاهر صالذي يلخ - دم كل أنواع اخلالصاتـــا أن نقـــفال يسعن –ال االستباقي ـــو نوضح ذلك عرب هذا املث

325، ص 1حوبة ورحلة البحث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (1)

39املصدر نفسه، ص (2)

146، ص 2بنية الشكل الروائي،ط: حسن حبراوي (3)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

38

قويا و سيحرص على مجع ل ما يبحث عنه هو عمل قار، مازال شاباأو « ا يف املدينة اجلديدة م ـــاملستقبلية اليت حيل

ع زوجة من أسرة ثرية، فرصته الوحيدة ليود اقتناصت فرصة ثروة متكنه من احلياة السعيدة، و سيتزوج و لكنه لن يفو

روة ملا ــــم باملال و العمل و الزواج و الثـــالطاهر الذي حيلل ــــص الستشراف مستقبــــف هذا امللخــــظو (1)»الفقر إىل األبد

و بذلك ساعدت هذه الفقرة يف تسريع ،إىل املدينة اجلديدة بالنسبة إليه ةعودالريب و محامة يف ـــــه العـــأم هو و رافق

.السرد بوصفها استباق ملخص حلياة الطاهر غري معروف املدة ألنه مل حيدث بعد

باختصار شديد مثلما حدث مع الطاهر ملا مت تلخيص فرتة لكن بعرض أحداث زمنية طويلة تتميز هذه التقنيةكما

ظهر هذا املقطع ي (2)»هناك قبع الطاهر زمنا مربوطا بالسالسل كاحليوان « سجنه الطويلة يف هذه اجلملة املوجزة

مما ،ا أعوام من البؤس و السوء بلغت حد تشبيهه باحليوانقضى فيه اليتالسردي املرور السريع على فرتة سجنه الطويلة

.تقدم فرتة طويلة من الزمن يف موجز صغري ل هذا النوع من أسرع التلخيصات اليتو ميث ،يف تسريع السرد اساعد كثري

شكل وظف النص الروائي تقنية امل بوصفها عامل من عوامل تسريع السرد حيث اختذت يف ظهورها أكثر من

فربزت ممزوجة بتقنية االسرتجاع يف تلخيص األحداث املاضية و تلخيص ماضي الشخصيات مثل تلخيص طفولة العريب

للطاهر بالنسبة اليقظةفقد أطلت عرب تقنية االستباق يف استشراف مستقبل الشخصيات مثل أحالم ،و عكس ذلك

الراهنة و اعتمدت على نوع األحداثالسرد عرب اختزال و سامهت أيضا يف تسريع ،الطامع يف حياة املدينة اجلديدة

يف تكثيف السرد عرب مقاطع قصرية تطوي فرتات زمنية طويلة مثل غياب الطاهر يف مجلة مركزة لتقدم ل آخر أسرع متث

.بذلك احلركة املة بصور خمتلفة

L’ellipse:الحذف - 2- 2- 2

جزءا «عن مقاطع أو فرتات زمنية معينة غري ذات أمهية حيث ميثليقدم احلذف خدمة كبرية للسارد الذي يستغين

كداثه بطريقة متناسقة، و يكون بذلويسمح انعدام هذا اجلزء للنص أن يستوعب مجيع أح (3)»النص منعدما عمليا من

327، ص 1حوبة ورحلة البحث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (1)

307املصدر نفسه، ص (2)

120، ص 3خطاب احلكاية،ط: جريار جنيت (3)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

39

.يعرف احلذف ثالثة أنواع هي احلذف الصريح و الضمين و االفرتاضي، و )امل(أسرع من التلخيص

:الصريح الحذف - أ

إشارة «علن عن الفرتة الزمنية للمقاطع احملذوفة على شكل عن هذا النوع من احلذف بشكل واضح حيث ي عرب ي

"...ني ــــد ذلك بسنتــبع" ، و إمنا منطه "ن ـــت سنيــمض"من منط ...ن الذي حتذفهــــإىل ردح الزم) ددة أو غري حمددةــــحم(

مضت بضع " الشكلني أن يضيفا إىل اإلشارة الزمنية متاما خرب ذا مضمون قصصي، من نوع مث إنه ميكن كال هذين

حمدد و قد يكون غري قد يكون احلذف (1)»سنوات من السعادة و هذه احلذوف املنعوتة هي أحد موارد السرد الروائي

.أو داللة يراد إيصاهلا عن طريقه ذلك، كما ميكن أن حيمل معىن

ة الذي ياملضمون اإلشارةاليت تعرب عن هذا النوع من احلذف و نفتتحها بالصريح احملدد ذا األمثلةو نسوق بعض

فأغدقوا على ل، ــــداده من قبــــوا أجــــارا، و احتضنه املكان كما احتضنــــوجد الشيخ لدعوته أنص« ال ـــيظهر عرب هذا املث

ض إال ــــو مل مي.. م لهــــذروا أنفسهنة فيها أمراء ينعمون بكل ما يوفر هلم التفرغ ملا ــــار الطلبرات وصــــة من كل اخليـــــالزاوي

ذا املقطع السردي اسرتجاع ملاضي مثل ه (2)»عداد الناس للثورة ضد فرنسا تدان من العمل أو أقل حىت بلغه نبأ اســــعق

هذا . الدين حىت وصل م الزمن إىل التمكن من االستعداد للثورةعرش أوالد سيدي بوقبة و كيف متيزوا بنشر العلم و

و هي إشارة مضمونية ،ددت بالعقدين من الزمن فقد كانت طويلة و متيزت بالعملل فرتة حمذوفة ح الزمن الذي مث

على ت أيام لقد مر « الصريح غري احملدد، حيث متيز بقصر مدته اتسم ا هذا احلذف و نقدم مثال عن احلذف

دد الفرتة احملذوفة مل حت (3)»األبرياءأحداث أول فيفري اليت مل يكتف الفرنسيون فيها مبا قتلوا، بل امتدت أياديهم إىل

ما يدل على أا فرتة غري ذات أمهية ،ل فيفري الداميةا اليت دامت أيام و هي الفرتة اليت تلت أحداث أو ح ر وإن ص

ما ساعد ) األبرياءانتقام فرنسا من (و األحداث الالحقة ) مظاهرات فيفري(بالنسبة للسرد مقارنة باألحداث السابقة

.يف تسريع السرد

118املرجع السابق، ص (1)

.46، ص 1حوبة و رحلة البحث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (2)

.437ملصدر نفسه، ص ا (3)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

40

دد و غري احملدد أيضا ـــالقصصي احملون ــــدد و غري احملدد و ذا املضمـــــذف الصريح احملـــــردي على احلـــــر النص الســـــتوف

ظف احلذف الصريح ذا املضمون القصصي فاملقام ال يسعنا لتقدمي كل احلاالت، فقد و ،ا تقدمي هذين املثالنينثر آو

لوصف حالة الفرتة احملذوفة و لتبيينها ألا ذات أمهية مقارنة باحلذف غري املقرتن باخلرب القصصي مثل فرتة العمل

كانت طويلة املدة، حيث متيزت احلذوف املوجودة و اليت سرتجاعيفة اليت سبقت االستعداد للثورة يف املقطع اإلاحملذو

سرتجاعات بطول مدا مقارنة باحلذوف املوجودة على مستوى حاضر السرد اليت متيزت بقصر مدا على مستوى اإل

س ــــــعك رةـــــرد احلاضـــــداث الســـــا عن أحـــــدة يف مضموــــت بعياـــــسرتجاعوى اإلـــــودة على مستــــألن احلذوف املوج

ذف فرتات قصرية اليت ال تساعد يف تطور فهي تنتمي إليه حيث حت ،ودة على مستوى حاضر السردـــذوف املوجـــــاحل

تناولت أيام العمل يف زاوية عرش أوالد ل فيفري ذات أمهية أكثر من اسرتجاعات اليت األحداث السردية مثل أحداث أو

للتحضري للثورة، فمميزات احلذف الصريح و قصره و ارتباطه و عدم ارتباطه باخلرب السردي هي اليت حتدد سيدي بوقبة

.موقعه من السرد

:الحذف الضمني - ب

احلذوف الضمنية ت أن ـــن جنيـــــ ص، يبيــــــر يف النـــــرا و ال يظهـــــأيت مضمـــــح فيــــين عن الصريــــذف الضمـــف احلــــخيتل

يف النص بوجودها بالذات، و اليت إمنا ميكن القارئ أن يستدل عليها من ثغرة يف التسلسل الزمين ح ر صتلك اليت ال ي «

ف إال عرب الفراغ السردي يف هذه احلالة ال توجد أي عالمة تشري إىل وجود احلذ (1)»أو احنالل لالستمرارية السردية

.ة يف الزمن و يف تتابع األحداث فيكون مبثابة األثر الذي يرتكه هذا احلذفالذي يكشف عن وجود هو

يقدم هذا املثال الذي حيوي هذا النوع من احلذف كما يتم حذف فرتات من حياة شخصية عند تقدميها و التعريف

ل األمر و عاش ه أبوها أو لفقد والديه صغريا، فكف« سرتجاعي اليت ظهرت عرب هذا املقطع اإل بةا مثل شخصية عيو

ف ــــبة و تكشال حركة زمنية متثل حياة عيو ــــهذا املث ســــيعك (2)»هـــــه بلخري يف بيتــــم قبل أن يكفلــــهتيف بي األوىله ــــسنوات

.119، ص 3خطاب احلكاية، ط: جريار جنيت (1)

.103، ص 1املهدي املنتظر، طحوبة و رحلة البحث عن : عز الدين جالوجي (2)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

41

بني انتقاله كفله من طرف والد محامة وتبني فقد لوالديه و بني ما عن حذف أحداث و فرتات زمنية غري حمددة اليت

.الضمنية وفذاحللت فراغات يف التسلسل الزمين اليت متثلت يف هذه احملذوفات شك ،بلخري تإىل بي

و القبايلي و طلبوا منه الزيتوين و زوجته مح استضافثانوية، وغري مهمة ملا أحداثعن حذف اآخر نقدم مثاال

به، و سأوافيكم بالبشرى إن سأسأل عنهما يف كل مكان أحل « البحث عن العريب و محامة و الذي وعدهم بذلك

أرسل إىل العلجة بنت املكي ثالث حبات زالبية مع أحد يالقبايلي عرش أوالد سيدي عل شاء اهللا قبل أن يغادر محو

ة ــــو مع العلجـــــث مح ـــــود بني حديـــــع الزمين املوجــــال من خالل القطــــذا املثــــين يف هـــــذف الضمــــــر احلـــــيظه (1)»اـــــأوالده

مــــه تفهــــتفاصيلو هــــأحداثدة، و ــــار إليه و غري معروف املـــــذف غري مشـــو هو ح ،ةــــو هلا حبات الزالبيو بني إرسال مح

ا ورد ــــــــا هلا كمــــة إرساهلــــن مثـــة و مــــات الزالبيــــوله على حبـــة و حصــــوين و العلجـــــه بيت الزيتــــرد كمغادرتــــاق الســــمن سي

.غري ذات أمهية بالنسبة للسرد ألا ال تساهم يف تطوره او هي بذلك متثل أحداث

وج مبعية أصحابه سالفة الرومية و راح ابنها يوسف الر ،أخري يظهر هذا احلذف ملا اختطف الشيخ عمارو كمثال

وج الفىت بعيدا سحب يوسف الر « سراحها مقابل حياة ابنه حيث إلطالقو أرسل إىل خاطفها رسالة ديد ،إلنقاذها

يف فمه رسالة و انطلق مبتعدا مستسلما و قد هزته املفاجأة، دس األرضو أشبع أمقران احلارس لكما، حني اار إىل

ال ميكن حتديد مدة الزمن احملذوف (2)»و بات الرعد الشديد ميزق قلب الشيخ عمار، معيدا قراءة الرسالة مرات عديدة

جتاوز تفاصيل ذلك مت بني بعث الرسالة إىل حني قراءا، لكن ميكن فهم أن الرسالة وصلت و متت قراءا، حىت وإن

كت عنها لقلة أمهيتها يف تطور األحداث و هكذا مت تسريع السرد من خالل ميتة س ابالقفز على الزمن كوا أحداث

.هذا احلذف

توفر احلذف الضمين الذي يفهم من خالل التقطع يف تسلسل األحداث عند التعريف حبياة الشخصيات مثل

ة يف الروايةــــة و هو ميثل شخصية ثانويــــول املرور بكل جوانب حياته خاصــــقس من املعـــفلي ،بةف مبراحل حياة عيو ـــالتعري

181ا��"در ا�!�ق، ص (1)

446املصدر نفسه، ص (2)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

42

مثلما حدث عند خطف ابن القايد عمار و عند بعث محو حلبات الزالبية ةاحلاضر األحداثعند عرض ظهر كذلك و

.ملا أسقطت أحداثه غري املهمة و بالتايل ال يتعطل السرد األحداثجد حذف ساعد يف تطور و ،للعلجة زوجة الزيتوين

:الحذف االفتراضي -ج

وقعته بل أحيانا تستحيل م « يقرتب احلذف االفرتاضي من الضمين من حيث عدم وجود إشارات تدل عليه حيث

ع ــــمين ذا الـــــ، لكن هذوفحلاوع من ـــــهذا الن دــــة يف حتديــــتتجلى هنا الصعوب (1)»ع كان ــــموض أيه يف ــــل وضعـــــيستحي

و هي وجهة نظر منحته شكل (2)»تلك البياضات املطبعية اليت تعقب انتهاء الفصول فتوقف السرد مؤقتا « من اعتبار

الفصول الثالثة ل و آخر كل فصل من عنه و الذي يظهر يف أو يعرب زه هو البياض الذيأو دليل للتعرف عليه، فما ميي

على لسان حوبة و هي شخصية غري ،اينقل السارد أحداث الرواية بوصفه بعيدا عن أحداثه قدم يف شكل ملافالرواية ت

ا بياض سواء ــب و يفصل بينهمــــم إىل السرد بضمري الغائـــــر املتكلــــل من السرد بضميــــحيث ينتق داثـــــاألحة يف ـــــمشارك

رد حكايته ـــــم ملا يســـــل ضمري املتكلـــــن، فيستعمــــة بني حكايتيـــــة عازلـــــو ميثل منطقــــفه ،لــــة كل فصــــة أو يف ايــــيف بداي

ري الغائب و هنا تسرتجع أحداث الرواية ــــل إىل السرد بضمــــها مث ينتقـــــا و كيف حكت حكايتــــه معهـــــة كحديثــــمع حوب

.ي فرتة من تاريخ اجلزائر الدامي املتمثلة يف جمازر الثامن من مايط غاليت ت

الثانوية اليت ال تساهم يف تطور األحداث من خالل احلذف الذي استعملته الرواية األحداثيتغاضى السرد عن

أـــــو أحيانا تلج ،ددــــدد و غري احملــــه احملــــبنوعي األولوع ــــر النــــة، فحضــــة و االفرتاضيــــالصرحية و الضمني ةالثــــالث هـــــــبأنواع

ورة ــري للثــــاء يف املثال و هي الفرتة احملذوفة املقرتنة بالعمل اليت سبقت التحضـــــون القصصي كما جــــذف ذا املضمــــإىل احل

سرتجاعي الذي استأثر بطول مدة احلذف لقلة أمهية أجل وصف الفرتة احملذوفة اليت كانت على مستوى املقطع اإلمن

و كذلك ،ته احملذوفةيتميز بقصر مد ذيحداث املسقطة على مستوى احلاضر السردي الاألأحداثها احملذوفة مقارنة ب

من خالل أسقطتن األحداث اليت ناسب لذلك ألظهر احلذف الضمين من خالل تقدمي حياة الشخصيات و هو امل

ة و ال يف تطورها خاصة ـــــد أحداث الروايـــــد يف تعقيـــــا ال تفيــــرد ألـــــة يتجاوزها الســــداث ميتــــين هي أحــــذف الضمــــاحل

119، ص 3خطاب احلكاية، ط: جريار جنيت (1)

�راوي �� ا�&%ل ا�روا#� ،ط: �ن ���2 ،164 (2)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

43

و كذلك تسقط األحداث غري املهمة من ،فت به منذ طفولتهعر بة وإذا كانت شخصية ثانوية مثل شخصية عيو

ار و بني قراءا من أجل احلاضر السردي لتساهم يف تطور السرد مثل الفرتة اليت أسقطت بني بعث رسالة إىل القايد عم

فيتمثل يف احلذف االفرتاضي الذي يظهر على األخريأما النوع ،سراح ابنه إطالق حترير سالفة الرومية من قبضته مقابل

بياض يفصل بني بداية و اية كل فصل و يف الوقت نفسه يفصل بني حكايتني، أي بني احلكاية األوىل بضمري شكل

وبني احلكاية الثانية بضمري الغائب ملا يسرد السارد أحداث الرواية اليت يتحدث فيها السارد عن حكايته اخلاصة املتكلم

.املسرتجعة من ذاكرة اجلزائر التارخيية

La scéne: المشهد -3- 2-2

ب جريار جنيتـــــم كذلك، فيأيت حســــال يقل أمهية عنه واألخرى ةـــــاإليقاعيات ــــي احلركـــــد عن باقــــف املشهــــخيتل

دل ـــــي (1)»اــــــا عرفيـــــة حتقيقـــــــالقصة و ـــــن بني احلكايـــــاوي الزمـــــق تســـــــــحيق... ان، وــــب األحيــــواري يف أغلــــح دـــاملشه«

هذا التساوي بني الزمنني على وجود تكاثف يف السرد أين تتحرك األحداث املختلفة و تنمو، ما يدل على وجود حركة

باحلوار عرفي فتتحدث فيما بينها مكونة ما األحداث ل الشخصيات بتقدمي هذهــئ، حيث تتكفـــــم بالبطـــــة تتســــــسردي

Le dialogue ستعمل بكثافة يف الرواية و مع كثري من الشخصيات ميكننا أن نسميها رواية حوارية، حيث يعمل ا الذي

ا ــــتفاصيلهاة و ـــــواري عن أدق أمور احليــــ املشهد احلعرب ي « ا ه ملــــــار حركتــــــرد مع استشعـــــيء سرعة الســــــوار على تبطـــــاحل

ر ــر و الذي يظهــــي للزمن احلاضـــــوار الذي ينتمـــــئ يف احلـــــتنمو األحداث السردية ببط (2)»اش اآلنـــــا كأا تعــــو أحداثه

ولذقيمة هلم، هؤالء بين وي وي سريميهم التاريخ يف املزبلة، ال :قاطعه أمقران قائال بغضب« :من خالل املثال احلواري

.وهم يتهمون كل من حيمل هذا الفكر بالتطرف و التعصب :وج قائالقاطعه يوسف الر

: أمسك سي رابح بدراع أمقران كأمنا مينعه من الرد و قال

.ديين و جنسي و بالدي فإين من أشد املتعصبنيحب عينإذا كان التعصب ي -

.108، ص 3خطاب احلكاية، ط: جريار جنيت (1)

.240، ص 1ية، طالزمن يف الرواية العرب: مها حسن القصراوي (2)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

44

.سكوت ، فالتفت إليه اجلميعتدخل العريب املوستاش بعد طول

بارك اهللا فيكم ، لكن ما احلل، كيف ميكن أن نتحرك، و ماذا نفعل؟

أصابعه، و قال جو ع يوسف الر قفر

.األيديننتظر التعليمات، الشك أن القيادة لن تبقى مكتوفة

كشف احلوار عن البعد (1)»مكتوفة األيدي ننتظر التعليمات، ال شك أن القيادة لن تبقى:قاطعه سي رابح

د ــــــذا املشهــــمن خالل هث ـــــــتبحات ــــــالشخصي ذهفه ،ت فيهــــة شاركـــــب السياسي لكل شخصيــــ اجلاني و بني ـــــالسياس

فظهر منو ،اجلزائرينيعن احلل للخروج من األزمة رافضة واقع االستعمار املفروض عليها وذلك بنشر الوعي بني

.األحداث اليت وردت بشكل تفصيلي مع تعقيبات السارد و بلغت سعة احلوار حدوث ثالث صفحات و نصف

ة ــبؤرة زمني« ول بذلك إىل ــــردية و يتحــــات الســــف التقنيــــب من خمتلــــذ شكل مركــــيتخ أند احلواري ــــن للمشهــــميك

ا باستطرادات ــــا ال بل مرهقــــاد يكون دوما مضخمــــة فهو يكـــو الظروف التكميلي ارــــاألخب أنواعل ــــجاذب لكب ـــأو قط

(2)»من كل األنواع من استعادات و استشرافات و معرتضات ترددية و وصفية و تدخالت تعليمية من السارد

يستوعب احلوار بعض هذه اآلليات من استباق و اسرتجاع و تلخيص فيؤثر ذلك على طوله الزمين و منه على حركة

: رد خليفة حبماس «، على هذا احلوار اجلاذب قدم مثاالنالسرد و

.نعم سننتصر سننتصر، هذا ما ردده أيب منذ عقود، و هذا ما مات دونه، ومات دون األحرار قبلنا -

:ق سي رابح مؤكدا عل

ادر ــــــد القــــر عبـــرج مرورا باألميــــدي فــــوط سيـــــة، منذ سقــــف حلظــــة مل تتوقـــــب يا خليفــــت ثورة هذا الشعــــصدق -

ؤرة ــــكشفت هذه الب (3) »األوراسراين إىل بوعمامة، إىل انتفاضة ـخ احلداد و املقــــر إىل الشيـاي إىل الال نسومـد بــأمح إىل

ة و نفسية خليفة ــــة العاطفيـــف الشحنــــعرب االستباق الذي وصات اليت استقطبتها ـــــي من خالل التقنيـــــد التارخيـــــعن البع

.365، ص 1حوبة و رحلة البحث عن املهدي املنتظر،ط: عز الدين جالوجي (1)

.121بناء الرواية،ص : سيزا قاسم (2)

.359ص ،1ط ،حوبة و رحلة البحث عن املهدي املنتظر،مصدر سابق: عز الدين جالوجي (3)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

45

.ل الذي خيتزنه خليفة داخله كدافع للعمل حنو احلريةؤ و عن كم التفا ،يف االنتصاراليت تطمح

و عن أبطاهلا اليت تعكس ،و من خالل االسرتجاع الذي كشف عن تاريخ اجلزائر الطويل الذي ال يعرف االزام

ل موجز عن هذه الفرتة الثائرة و هو ما يبطئ ــــود و لو بشكـــــذ عقــــا منـــــات اليت عاشتهـــــا و األزمـــــروب اليت خاضتهــــاحل

.تراوحت سعته النصف صفحة تقريبايف سرعة السرد و

حوار داخلي « ، و هو Monologueو تعتمد حركة املشهد على نوع آخر من احلوار يتمثل يف املونولوج

ه على ما خيتلجها من مشاعر و تروي ما يدور بداخلها ـة من خاللــــ الشخصيتعرب (1)»ا ــــة و ذاــــدث بني الشخصيــــحي

.يتساوي كل من زمن القصة و زمن اخلطاب و تتباطئ األحداث السرديةو هنا

اس م و الثأر ألبيه من القايد عب اــرة بعد االنتقـة و املستقـريب املرتاحـة العــف عن نفسيــيكش ثـال حيــــذا املثــــدم هــــقنو

بثأرك خذتأسدا و تركت من صلبك أسودا، لقد أنت كيا أبت « دم على شكل مناجاة ملا زار العريب قرب أبيه ق الذي

ناجاة نفسية العريب املرتاحة بعد الثأر و الذي شغل مدة من زمن اخلطاب هذه امل تصفو (2)»عنيو أرقت دم الكلب الل

.و منه ساهم يف بطئ احلركة السردية

ما ختتلج به الشخصية و ذلك ملا يستشرف فرحات إظهارو يستطيع املونولوج أن يرتبط بزمن املستقبل من خالل

(3)»على طاولة واحدة لينهلوا العلم أيضا مىت جيلس أبناؤنا مع أبناء الفرنسيني«عباس املستقبل من خالل أمنياته

اإلدماجيبع االجتاه ت امنية عن أفكار شخصية فرحات عباس الذي أكشف هذا املقطع املونولوجي الذي أخذ شكل

حىت مع الفرنسيـــني ني ــــوق اجلزائريـــــاوى حقـــــىن أن تتســــالل بل يتمــــعن االستق ـــــثو ال يبحـــــة فهــــــارة الفرنسيـــــاحلض ـــــعم

.ذاته قالب استفهامي قد أخذ حواره مع توى التعليم وـعلى مس

ف عن دواخل شخصيات ــف للكشــــظوج الذي و ــــوار و املونولــــاحله ــــد بنوعيــــص السردي املشهـــب على هذا النـــغل

نتئطماريب الذي ارتاحت نفسه و ـــة و العــــة خليفـــــشخصيل ــــة مثــــوق للحريــــة بني اليت تتــــا املتأرجحــــف نفسياـــوص و

244، ص 1الزمن يف الرواية العربية، ط: مها حسن القصراوي (1)

323، ص 1حوبة و رحلة البحث عن املهدي املنتظر،ط: عز الدين جالوجي (2)

439املصدر نفسه، ص (3)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

46

االندماج مع فرنسا يف احلقوق و الواجبات حسب ل يف مو بني نفسية فرحات عباس اليت تأ ،ثأره لوالده تنفيذعند

رد و ارتبط كذلك املشهد باالسرتجاع ــــا الســــة يتخللهــــد حواريـــــا مشاهــــة يف معظمهـــــاءت الروايــــة اليت وردت و جــــاألمثل

.و االستباق أيضا

Pause:الوقفة الوصفية -4- 2-2

مقارنة بزمن القصة الذي ينعدم فيها أو يكاد ما يعين ) اخلطاب(لزمن احلكاية عطي حركة الوصف قيمة معتربة ت

و جلريار جنيت ،أن الوصف يسيطر على السرد، و قد يكون وصف شخصيات أو أمكنة و ذلك حبسب النص الروائي

حبث عن الزمن يةرواة التقليدية، و حتديدا يف بيرأي يف ذلك حيث أمثرت جهوده عند حتليله للنصوص السردية الغر

..ال حيتم أبدا وقفة للحكاية أو تعليقا للقصة«ل مع السرد حيث ل النوع األو ــيتص،ن منهــــف نوعيـــــول الوصــــع حــــالضائ

...منظر دون أن يوافق ذلك التوقف توقفا تأمليا للبطل نفسه وأف عند موضوع ـة ال تتوقــــال إن احلكاية الربوستيــــو فع

رتبط تيكون يف هذه احلالة الوصف جزء من حركة السرد و (1)»ت القطعة الوصفية أبدا من زمنية القصةتفللتايل ال و با

و باملقابل يأيت النوع ،و يدل هذا على التمازج الذي حيدث بينهما و بالتايل يكون ذا أمهية للسرد ،الوقفة حبركة البطل

قانونا وصفيا غري زمين على االطالق و هو قانون يتخلى السارد « الثاين الذي ينفصل عن السرد فيوقفه حيث ميثل

نح الوصف و هكذا مي (2)»يف هذه النقطة من القصة...أحدال ينظر إليه مبوجبه عن جمرى القصة و يهتم بوصف منظر

يف مضمار السرد اسرتاحةمبثابة وقفة أو « ل للحركة السردية و يبدوــب يف تعطيــــرد، و الذي يتسبـــــر من الســـــة أكثــــأمهي

و هنا تتحدد الوظيفة التزيينية للوصف اليت تتوازى مع الوصف املنفصل عن السرد (3)»و يكون له دور مجايل خالص

.حيث تركز على مجال و زخرف اخلطاب

اللباس افــــأوصسدية و فالصور اجل: تـــة يف نفس الوقــــة و رمزيــــة تفسرييــــذات طبيع« ي ــــة فهــــة الثانيــــالوظيف أما

وص ــــالشخا يف نفس اآلن تلك ـــــوص و تربيرهـــــة الشخـــــارة نفسيـــــن إثـــــالواقعيي هـــــتباعازاك و ــــــى عند بلـــــث تتوخـــــو التأثي

.112، ص 3خطاب احلكاية، ط: جريار جنيت (1)

)113-112(املرجع نفسه، ص (2)

.77ص حدود السرد، ترمجة بنعيسى بومحالة، ضمن كتاب طرائق حتليل السرد األديب، : جريار جنيت (3)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

47

ختتلف (1)»و نتيجة دفعة واحدة، هكذا يصري الوصف، عنصرا أساسيا يف العرض ) سبب(اليت هي مبثابة عالمة و علة

فمن خالهلا يرتبط الوصف بالسرد فيكون – الكالسيكيةالتزيينية اليت تنتمي إىل املرحلة الوظيفة التفسريية عن الوظيفة

و يساعد يف تقدمي املفيد السردي لتفسري األحداث و تكتمل صور الشخصيات املراد ،لألحداث املتعاقبة المكم

.إيضاحها

ي ـــال االسرتجاعـــــر عرب هذا املثـــــة اليت تظهـــــة الوصفيــــــة السرديـــــذه احلركـــــر عن هـــــ ة اليت تعبــــض األمثلــــوق بعــــو نس

ق يف مالبسهم ناس بالتأـــيتصفون عن عامة الن« راك الذين ـــــف األتــــات فيصـــــة للشخصيـــــح اخلارجيـــــاملالمف ــــالذي يص

عرض هذا املقطع وصف هليئة األتراك (2)»و عادة الرجال وضع قبعات محراء، و محل عصي منقوشة من اخليزران

فتحققت الوظيفة التزيينية ،تركية زوجة سي رابحاحلديث عن أصل الال اخلارجية اليت متيزوا ا يف املاضي يف معرض

ميثل السرد مؤقتا ألنه يف هذه احلالة إليقافو شكلت اسرتاحة سردية استعان ا السارد ،عرب وصف الشخصيات

.السردية و ال يرتبط بلحظاته الزمنية و بالتايل ساهم يف تبطئ السرد رغم سعته القصرية األحداثوصف منفصل عن

ام فهو احلم ة من خالل وصف ديكورات و زخارف ـــف األمكنـــــلوص لتزيييناف ــــذا الوصـــــا عرب هـــــح السرد أيضــــو يسرتي

و أقواس ضخمة، به غرف إحداها مللون، و به أعمدة كبريةاملزخرف و ا جذو طابع تركي، مغطى من الداخل بالزلي«

و يف الزاوية اليسرى غرفة ،ساخنة لالستحمام، و أخرى باردة للراحة و تغيري املالبس و بينهما ثالثة صغرية لالسرتاحة

ام الذي ميلكه سي كشف هذا املقطع الوصفي عن فن العمارة الرتكي من خالل احلم (3)»صغرية تسمى غرفة العرائس

تساهم و أقواسه و غرفه فجاءت هذه االسرتاحة الوقفية يف بضعة أسطر فلم أعمدتهو زخارفه و رابح فوصف تفاصيله

.بل يف إبطاء سرعة الزمن األحداثيف تطور

زينة و املتأملة احل تهننتقل إىل الوصف بوظيفته التفسريية فيظهر عرب هذا املثال كاشفا عن نفسية الزيتوين و عاطف

الفائر كزبد البحر كان يرتاءى له، سواء ينوحده الدم اهلادر القا«حلادثة مقتل والده عرب وصف هذا املشهد الطبيعي

.املرجع السابق، الصفحة نفسها (1)

.299، ص 1حوبه و رحلة البحث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (2)

.203املصدر نفسه، ص (3)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

48

الشرق هي سيل من دماء قزعات السحاب اليت تشكلت يف غري موعدها تدفعها الريح إىل ...أغمض عينيه أم فتحهما

نعيق الغربان الذي راح ..على اهلضبات و اجلبال احمليطة ليست إال رؤوس منحورين الناتئة أمامه سوداء، هذه الصخور

توين ميثل هذا املقطع وصف ملشهد طبيعي رآه الزي (1)»ورثباملنذر بالويل و اليقتحم ثغري أذنيه ليس إال صيحات القتال

و ما نعيق الغربان إال صراخ ،املنتحرة ر السحاب املشكل من الدماء و اجلبال كالرؤوسبعينني حزينتني و غاضبتني فصو

اس د عب ـــة مقتل والده على يد القايــــكره حبادثة و الذي يذ ـــة الزيتوين املتأملـــــه نفسيــــام الذي تعكســـــال و صوت االنتقــــالقت

ر سبب الوصف س فر مشهد القتل و يميثل متهيد لوصف الحق يصو ومل األحداث احلزينة حيو هو ذا وصف

ضرحته الدماء و شكلت حوله بركا ا كجذع شجرة عمالق و قد دله أبوه بلخري ممد أىتر «املتشائم فقد حدث أن

، و أسلم الروح "ك و إخوتك أمانة يف عنقكأم " عينني مليئتني باحلسرة الذاحبة و مل يتفوه إال األبصغرية و رفع فيه

مل تغب هذه الصورة عن عينني الزيتوين اليت حتمل (2)»أعمق من ذلك ذلكلكنه قرأ يف عينيه غري ذلك و أكثر من

و ارتبط ا و تطور معها يف هذا املشهد و متثل األحداثوالده احملاطة بالوصف فهنا وصف حترك ارضتحاصورة

وصف متصل بالسرد، جاء و خدم شخصية الزيتوين مقدما بذلك نفسيتها و كشف عن موقف من حياا املاضية هلذه

.را و موضحا و العبا دورا مهما يف تصعيد األحداث الباحثة عن الثأرالشخصية و متثل وصفا مفس

دث ذو الوظيفة التفسريية الذي يكشف عن شخصية سالفة الرومية ــــل باحلــــف املتصــــعن الوص ثانيا االـــــدم مثــــو نق

ت ــــــ يت تربـــــف ال و هي الـــــة كيــــــة عقل سالفة الروميـــــجاجه بر ــــــرارة نفســــيف ق« ة ــــروف حياا ملا اعرتف خليفــــو عن ظ

سالفة الرومية يف رأيه لبؤة ،متها احلياة مبرارا و عركتها صروف األيام بقساوا، رفع يف مالحمها عينيهعل و يف املدينة،

و شجاعتها، كان أنفها دقيقا شامخ اهلامة، و كانت جرحية، تناوشتها السهام من كل جانب فشكت كبد كربيائها

قائق النعمان يف بساتني الربيع، أصابعها البيضاء الطويلة هما، و ما زال ثغرها يشبه ورد شيجر ها عصفورين يف حمعينا

كشف هذا املقطع (3)»كبها الدهرنامللساء كسيقان الربواق املزهرة، لقد زادا املأساة مجاال، ليست وحدها من

.15املصدر السابق، ص (1) .املصدر نفسه، الصفحة نفسها (2)

.74املصدر نفسه،ص (3)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

49

السردي يف الرواية و ذلك متهيدا ملسارها ،الوصفي عن املالمح الداخلية و اخلارجية لسالفة الرومية و ظروفها االجتماعية

ر حياا احلزينة و البائسة و وصفها باللبؤة األوصاف اليت قدمها عنها خليفة تفس ف ،ن باجلراح و اآلالمثخو مصريها امل

اجلرحية يكشف عن مدى معاناا و املشاكل و األزمات اليت تعرضت هلا جراء مجاهلا األخاذ و من طمع الطامعني فيها

ففسر الوصف شخصية سالفة و كشف عن ظروفها و أحزاا و كان ،متها الصرب على احملنل و رجاجة عقلها اليت ع

.بذلك يف خدمة السرد

ظهر الوصف يف هذا اخلطاب بصفة كبرية و تراوح بني املتصل بالسرد ذو الوظيفة التفسريية الذي كشف عن نفسية

بالشخصيات و مصريها عرب وصف مالحمها اخلارجية رفر و عالشخصيات من جهة مثل نفسية الزيتوين احلزينة و فس

و بني الوصف املنفصل عن السرد ،يف حياا من جهة أخرى مثل وصف مالمح سالفة اجلميلة و ما تسبب من مشاكل

املقدمة المح الشخصيات و وصف األمكنة من خالل األمثلةمالذي حضر لزخرفة اخلطاب و تزيينه مثل وصف

.ام حيث اقتصرت هذه املقاطع التزيينية بقصر سعتهاكوصف مالمح األتراك اخلارجية و وصف فن عمارم يف احلم

و ذلك لطول املشاهد ن مرحلة املدة متيزت بسيطرة اإليقاع البطيء و غلبته على اإليقاع السريعإميكن القول

.ذف و اخلالصةاحلوارية و كثرة احلركات الوصفية مقارنة باحل

، فكيف متثل؟ و ماهي ظهر تقنية التكرار عرب املرحلة الثالثة يف هذه الدراسة الزمنية املتمثلة يف التواتر السرديتو

خصائصه؟

La fréquence narrative: التواتر السردي - 2-3

)اخلطاب(القصة و زمن احلكاية يعد التواتر ثالث نتيجة بعد الرتتيب الزمين و الدميومة من عالقة املقارنة بني زمن

، فحسب جريار جنيت تنبين هذه العالقة على مبدأ التكرار (1)»عالقات التكرار بني احلكاية و القصة«فهو يتمثل يف

نقسم التواتر إىل ثالثة أنواع بني األحداث يف القصة و ما يقابلها من منطوق سردي يف احلكاية أو اخلطاب و منه ي

:هي

.129، ص 3خطاب احلكاية، ط: جريار جنيت (1)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

50

Récit singulatif: )الحكاية التفردية(التفردي أو المفرد التواتر -1- 2-3

ة عن باقي التواترات األخرى، فيبتعد متاما عن التكرار ــذه احلالـــــــــرد يف هـــــــــــر املفـــــــــز التواتـــــــــيتمي :نــــــه حالتيــــــز فيــــــومني

ما يعين أن األحداث اليت تقع مرة واحدة على مستوى (1)»1، ق1ح ..أن يروى مرة واحدة ما وقع مرة واحدة«و هو

وص و نقدم أمثلة ـــالعديد من النصوم عليه ــــوهو أمر تق ،دةــمرة واح) اخلطاب(ة ــــوى احلكايـــــف على مستــــة توظـــــالقص

رمت الال تركية حببل «مها السرد مرة واحدة عرب هذا املثال فقط اليت قد على ذلك فنعرض مشهد والدة محامة لطفلها

و أسرعت ،للعريب، و أمرته بتعليقه، فعجل يربطه خبشب السقف لتمسك به محامة كاملتأرجحة فيساعدها على الوضع

شا دافئا تعد ع كأاتسخن املاء و تعد ثياب القماط، و حتفر حفرة صغرية وسط الدار، تدثرها بقطع القماش

ا جاءها املخاض أسرعت الال تركية ر وظف التواتر املف (2)»للفراخد عرب احلدث اليت متثل يف والدة محامة لطفلها مل

حدث كل هذا مرة واحدة و مت سرده مرة واحدة أيضا ما يلزم الصغري فقد و حضرت ما يلزمها و ،ملساعدا يف والدا

.فلم يرتدد و مل يتكرر حيث يعد من األحداث الثانوية بالنسبة لألحداث الرئيسية

خالف انقاد ، و هوعن هذا النوع من التواتر متثل يف حدث له دور يف تغري جمرى األحداث اآخر و نسوق مثاال

تم رفع العريب املوستاش رأسه غري مصدق، الحظ خالف التيقر جي«التيقر للعريب من املوت و الذي يعد من أعدائه

خلف شجرة قريبة مازال يصوب بندقيته باجتاه الشرطي، أسرع إليه خالف التيقر يشد ساقه جيدا بعمامته دون أن

بعد الفوضى اليت أفسدت املسرية السلمية للجزائريني أنقد خالف حدث هذا املشهد مرة واحدة و مل يتكرر ف (3)»ينطق

التيقر العريب املصاب من رصاص الشرطي الفرنسي و ضمد جرحه بعمامته كل هذا و العريب يف حالة الدهشة جراء ما

ملا األحداثو جعلها تسبق اية الرواية رغم هذا فقد ساعدت يف تغري األحداثبدر من عدوه فقد أخر السرد هذه

.شخصية العريب و حتقق التواتر التفردي يشخصية رئيسية يف الرواية و ه ذمت انقا

ة ما وقع مراتــــرات ال متناهيــــروى مـــــأن ي«ا على ـــر هنــــوم التواتـــرار و يقـــــة عن األوىل يف التكــــــة الثانيـــــرق احلالـــــتفت

130، صالسابقاملرجع (1)

218، ص 1حوبة و رحلة احلث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (2)

)552- 551(ا��"در ��، ص (3)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

51

اوى عدد مرات وقوع األحداث على مستوى القصة ـــن يتسأروط بـــــرار هنا مشـــــون التكـــــيك (1)»)ن، قنح(ة ـــــال متناهي

استعماله يف الرواية و يظهر من خالل هذا املثال مع عدد مرات سردها على مستوى احلكاية أو اخلطاب، و قد قل

ل كالم حوبة كشخصية غري مشاركة ـــو الذي ينق ،داثـاألحد عن ـــارد البعيـــــالسرف ـــــي من طــــق بفعل احلكـــــذي يتعلــــال

مة إىل ثالثة أجزاء يسرد يف كل مرة جزء من احلكاية بضمري الغائب وميهدو يسرتجع أحداث الرواية املقس األحداثيف

تكلم و يبدأ يف اسرتجاع أحداث اجلزء لكل جزء مسرتجع حبكاية خاصة به و مع حوبة ملا حتكي له حكايتها بضمري امل

ينبلغ :بقوهلاكما حكت جدا شهرزاد يف سالف العصر و األوان مستفتحة .. رت حتكيمو ا«ل ذه العبارة األو

رة األوىل ـــا يف املـــــة و شخصياـــــاع أحداث الروايـــــاسرتجارة مت ـــــذه العب (2)» د ذو العقل الرشيد أنهـــــب السعيــــاحلبي أيها

و راحت حوبة تكمل حكايتها بلغين أيها « و يف املرة الثانية و تستأنف هذه احلكاية باألسلوب نفسه يف جزءها الثاين

ملاأحداث اجلزء الثالث و يف املرة الثالثة حتكي حوبة على لسان السارد (3)»...احلبيب الوسيم، ذو القلب السليم، أن

طيف للق القالت حوبة و هي تقلب عينيها السوداوين الواسعتني كأمنا تقلد شهرزاد بلغين أيها احلبيب الظريف ذو اخل«

فما حدث ثالث مرات سرد ثالث مرات أيضا حبسب أجزاء الرواية و عربت هذه املقاطع (4)»...امرت حتكي..أن

ل معتمد على األحداث الثانويةرواية كان التواتر املفرد بشقه األو السردية عن التواتر املفرد بشقه الثاين و حبسب ال

الشخصية الرئيسية أما التواتر خالف التيقر للعريب كإنقاذكوالدة محامة و أحداث هلا دور يف تغيري جمرى أحداث أخرى

.املفرد بشقه الثاين فكان دور مهم ألنه جتسد يف أحداث مهمة متثلت يف طريقة تقدمي أحداث الرواية من خالل السارد

Récit Répétitif) : الحكاية التكرارية(التواتر التكراري -2- 2-3

يروي مرات ال متناهية ما وقع «و هو أن على حساب أحداث القصة) اخلطاب(يتكرر املنطوق السردي يف احلكاية

و نبني ،يكثر هذا النوع يف النص من خالل تكرار أحداث مهمة و أخرى أقل أمهية منها (5)»)1قح ن، (مرة واحدة

�، ط: ��رار ���ت �!%�130، ص 3(ط!ب ا� (1)

13، ص1حوبه و رحلة احلث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (2)

.139ا��"در ��، ص (3)

285املصدر نفسه، ص (4)

.131، ص 3طمرجع سابق ،خطاب احلكاية،: جريار جنيت (5)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

52

فتواترت جرمية عرب هذا املثال التواتر التكراري الذي يكشف عن الشحنة العاطفية للشخصية و هي شخصية الزيتوين

م عرش أوالد سيدي علي فالعرشني جيمع بينهما العداوة من خالل ــة زعيـــــد الزيتوين بوصفـــــر والــــــش لبلخيــــــأوالد النل ــــقت

كشف التكرار هنا عن نفسية الزيتوين املتأججة حنو (1)»كان الزيتوين يعلم أن أوالد النش هم من قتلوا أباه« هذا املثال

قتل بمن القايد عباس، فقد تكررت هذه احلادثة يف الرواية حىت مت االنتقام فعال اخصوص لنش واالنتقام من أوالد ا

.القايد عباس على يد العريب و رفاقه

مثل مرض سرولة خنجرا « خر يعكس وصف حالة نفسية خليفة جراء ما حدث البنته فقد آو يظهر تواتر

رة ــة بنت خليفة أكثر من مــــلو ر اليت تسرد مرض س داثــــاألحتكررت (2)»يفة و قلبه در يف كبد خلــــه القــــا غرســــمسموم

.ت تأمله و حزنه على ابنته الوحيدةسكع عن الشحنة العاطفية اليت تأججت بداخل خليفة و و جاء هذا املقطع يعرب

كان فرحات عباس أى «عباس يف هذا املثال و خنتم ذا املثال الذي يقوم التكرار هنا بالتعريف بشخصية فرحات

عميق على آداب لدراسة الطب و الصيدلة يف اجلزائر العاصمة و كان إىل جانب ذلك شابا طموحا مثقفا مطلعا بشك

ة و تأثره ا و انتمائه لالجتاه بيتكررت املقاطع اليت تظهر ثقافة فرحات عباس الغر (3)»الغرب و ثقافته، متأثرا ما

خر ألن اجتاه آحيث اختذت األحداث منحى عنه هذا التواتر التكراري االندماجي و هذا من بينهم و هو ما كشف

الطامعني للحرية عرب الثورة و املقاومة و مد االستعمار بكل أنواعه عما إذا كان أصحابهفرحات عكس اجتاه العريب و

.له نفس اجتاههم

Récit itératif: )الحكاية الترددية(التواتر الترددي -3- 2-3

ا هذه يف فتجد )..ن،ق1ح(ما وقع مرات ال ائية ) بل دفعة واحدة(يروى مرة واحدة«خيتزل السرد أحداث القصة مل

ة النص ــد يف مساحــــقتصيو از ــــرد هنا موجــــيأيت الس (4)»" كل يوم أو األسبوع كله"ة من مثلــــة، صياغة استخداميــــاحلال

20، ص1حوبه و رحلة احلث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (1)

.351املصدر نفسه، ص (2)

395املصدر نفسه، ص (3)

131، ص 1ط ،خطاب احلكاية: جريار جنيت (4)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

53

ل ــــادة مثـــــل عـــــشك ذــــيأخر الرتددي و ـــــث يأيت التواتــــرد، حيـــــة بعد التواتر املفـــــاال يف الروايـــــر استعمــــر األكثــــالتواتو هو

(1)»يصعد سفح اجلبل األسود، هي عادة منحدرة فيه منذ الصغر«ما يوضحه هذا املثال عند خليفة الذي كان

و هو ما أراد التواتر التكراري توضيحه فرتددات ،على شكل عادة بلل املرات اليت صعدها خليفة إىل اجلاختزلت ك

.هثانوية ال تضيف للسرد أي شيء يساعد يف تطور الت أحداثخليفة يف الصعود مث

الذي يتعلق بزيارة ابن يف هذا الشاهد "كل يوم "شارة الدالة و قد يأيت هذا التواتر و يوحي بالتكرار من خالل اإل

ل هلا، و يف كل مرة أتأكد ـــم ال مثيـــــودة طعامهـــــف، وجـــــت كثريا يف بيوت أبناء سطيـــــلقد أكل«ف ـــــس ملدينة سطيـــــبادي

و هنا التكرار ،واحدةذا التأكد دفعة ــن السرد أبرز هــــودة الطعام لكــــد ابن باديس من جــرر تأكــفتك (2)»من ذلك أكثر

ن التكرار ال يضيف شيئا جديدا حيث يتم توفري الكم السردي يف مواقع أخرى يتطلبها فيه اقتصاد ملساحة النص أل

.همة مقارنة مع األساسية منهاامل فيهتم باألحداث الرئيسية كون التواترات الرتددية حتوي األحداث غري ،السرد

حظا وافرا من االستعمال يف هذا اخلطاب السردي ماعدا التواتر املفرد بنوعه املكرر و بصفة عامة كان للتواترات

األولوية إعطاءها و الذي قل استعماله حيث ركزت على التواترات الرتددية اليت اهتمت باألحداث الثانوية لتجاوز

ودة طعام أبناء سطيف و كذا تكرر صعود للرئيسية منها فهي املناسبة هلذا النوع من التواتر مثل تأكد ابن باديس من ج

املهمة لكشف عن نفسية شخصية مثل أما التواترات التكرارية فارتكزت على األحداث ،خليفة للجبل حسب األمثلة

و التعريف بالشخصيات كشخصية فرحات عباس املثقفة ثقافة غربية أما التواتر ،نفسية خليفة املتأملة من مرض ابنته

طغى على النص مثل كل النصوص السردية و هو املالئم للسرد كنوع من التواترات املستعملة لتقدمي املفرد فهو الذي

.األحداث السردية

كشف حتليل هذا النص السردي عن كيفية توظيف املشكالت الزمنية اليت تظهر مجاليته فإذا نظرنا إىل املفارقات

دنا هيمنة مفارقة االسرتجاع على نظريا مفارقة االستباق ألن النص اعتمد على حضور الزمن املاضي، كونه جالزمنية و

يسرتجع ذكريات ماضية تعلقت بأحداث تارخيية متثلت يف جمازر الثامن من ماي، حيث حضر االسرتجاع بكل أنواعه

75، ص1حوبه و رحلة احلث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (1)

484ا��"در ��، ص (2)

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

54

و العداوة اليت عرفها عرشي القرية، و االسرتجاع االسرتجاع اخلارجي بأحداث سابقة عن السرد مثل الصراع فعرفنا

و فرحات عباس من خالل االسرتجاع غريي القصة والداخلي عرف مباضي العديد من الشخصيات مثل شخصية مح

زيفة اليت بعثت للقايد عباس من أجل قتله و جاء االسرتجاع التكميلي و غطى الثغرات السردية على قل تها كالرسالة امل

ف عن نفسيات شخصياته الباحثة عن االنتقام ــراري الذي كشـــــاع التكــــذا االسرتجـو ك ،وزانـــــة ســــــرف الشخصيـــــط من

من القايد عباس كشخصية الزيتوين و خليفة و العريب و كل من تضرر من ظلمه كمثال أما االستباق فكان قليل كون

و تراوح بني االستباق كطليعة الذي ميهد لوقوع أحداث الرواية و أحيانا ،داثــق األحـــــمما تستب رــــــع أكثـــــــة تسرتجــــــالرواي

ده بقتل خليفة ليحدث العكس بعد مدة ــــاس و توعـــــدث مع القايد عبـــــا حـــــة مثلمـــــاق كخدعــــــر االستبــــــق عبـــــال تتحق

.عباس ة عدوه القايدمن السرد و يقتل خليف

ث تتسارع وترية احلدث عرب احلذف ياملدة الزمنية فقد ارتبطت احلركات األربعة بطبيعة احلدث ح أما على مستوى

اة ـــــص حيـــــا مت تلخيـــــات مثلمــــــأمهية كتلخيص حياة الشخصي األقل باألحداثذا تعلق األمر إبأنواعه و كذا اخلالصة

ة باحلذف الصريح أو الضمين كإسقاط األحداث امليتة اليت ــامليت داثـــــاألحاط ــــــأو عند إسق ،ةــدة يف املدينــــة اجلديــــــمحام

ل البياض الذي كشف عنه تضمنت كيفية وصول رسالة خطف ابن القايد عمار إليه، و يف احلذف االفرتاضي فقد مث

ضمري املتكلم إىل ضمري الغائب و تتباطئ وترية من من طرف السارد ملا ينتقل السرد قال من حكاية إىل أخرىنتاال

ا ينقلها السارد من خالل حوارات الشخصيات اليت دارت من ــــــات و املونولوجـــــاحلدث عرب املشهد فتتحرك األحداث مل

ف ـــــكوص ريفـــــلزخاه ـــــف بنوعيــــــالل و كذا الوصــلالحتقاومتها ة يف مــــــداث املدينـــــو بني أح ،داث القرية بصراعااــــــأح

ة ـــــة سالفــــــه كشخصيـــــروف شخصياتـــــري الذي يكشف عن ماضي و ظــــف التفسيـــــرد و الوصـــــف الســـــن و توقـــــاألماك

.دوهـام لعـــــــــه الوصف من انتقــــــــوين و ما يعكســـــــن و الزيتـــــو ما يعكسه من حم

وده ــــــــــــــيف صع ة ـــــادة خليفـــــة كعـــــــــانويـداث الثـــــم باألحـــــذي يهتـــــرددي الــــــــه التـــــر و أنواعـــــوى التواتـــــو على مست

ات الشخصيات اليت تعرب عن االنتقام دوما و التواتر يو التواتر التكراري الذي يعكس نفس املتنفسل الذي فيه ـــــــــللجب

رد بعدم التكرار ــــو تواءم الس األمهيةث ــــا من حيــــردة اليت ال حتتاج للتكرار لبساطتهــــداث املفــــل بأحبنوعيه األو ديفر لتا

���ــ� ا���ـ� �ـ� ا� وا�ـ� اول ـــا���

55

حبسب عدد سردها مثل سرد حوبة على لسان السارد أحداث الرواية على ثالثة األحداثو النوع الثاين املتعلق بتكرار

.أجزاء

فإنه ميكن أن يتناول إطار آخر يتجاوز ،و يف األخري ميكن القول أن النص إذا اعتمد على الزمن كإطار شكلي

.الشكل إىل الداللة يتمثل يف إطار املكان

:�ـــا��ـا���ــــ�

� �ـــــ� ا��وا�ـــ� ��ـــن� ا�ــــ�

�ـــــ�ن��ــــــ�م ا� - 1.

.و�ــــ� ا� �ـــــ�ن - 2

:ا�����ـ�ت ا� ����ـ� - 3

.�ـأ��� ا��� -1- 3

.أ��� ا�����ل - 2- 3

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

57

:مفهوم المكان -1

را إىل االهتمام باملكان لكوما ينتميان إىل هذا الوجود و بذلك احتل املكان مكانة طنفسه مض اإلنسانوجد

مثال عند االستهالل به يف القصائد به األدبية فكان االهتمام إبداعاتهو جتلى تأثره به أيضا عرب اإلنسانمهمة يف حياة

ن ـــــن و الدارسيـــــام املبدعيـــــي بعد ذلك باهتمـــــا حظــــكمر،ـــــا عند الشاعــــل لقيمتهــــوف على الطلــــة و ذلك بالوقـــــاجلاهلي

ة، و إن كان هناك تفاوت يف االهتمام بينه و بني بقية العناصر الفنية األخرى كالزمن ــــة يف جمال الروايــــن خاصـــــو الباحثي

و األحداث و الشخصيات رغم أن قيمته ال تقل عنها، فهو يرتبط ا ألنه يتشكل من خالل األحداث اليت تقوم ا

أن العمل «كربى من ذلك ملا الحظ أمهية Gaston Bachlarالشخصيات بل وصل أن منحه غاستون باشالر

خاصة ملا يساهم تهــزه كان سبب أمهيـــ، فتمي (1)»هــــه و بالتايل أصالتــــد خصوصيتــــة فهو يفتقــــد املكانيــــن يفتقــــاألديب حي

رؤية الروائي من خالل طاقته الداللية و منه فإننا حناول االقرتاب من هذه الدالالت اليت تنبض ا أمكنة الرواية إبرازيف

املفاهيم حول املكان ضنتيجة ملا كان من تأثري األمكنة على الشخصيات الروائية، وقبل ذلك حناول أن نضيء بع

.املكان الروائيعامل ابتداء من اللغوي و الفلسفي قبل الولوج إىل

:لغة - 1-1

: املكان للموضع، و اجلمع أمكنة، و أماكن مجع اجلمع، قال ثعلب «ورد مصطلح املكان يف لسان العرب، فتمثل

هذا على أنه كن مكانك، و قم مكانك، و اقعد مقعدك، فقد دل : ن العرب تقول أل يبطل أن يكون مكان فعاال

اه ــــن معنــــ و بي ،نـــة و أماكـان كأمكنــــح املكـــــع ملصطلـــــر من مجــــور أكثـــــبني ابن منظ (2) »مصدر من كان أو موضع منه

سع موضع و مت ع و ـــحمل و موق«ات املقدمة له مثل ـــــده ضمن هذه املرادفــــدل على املوضع، هذا املعىن الذي جنــــالذي ي

.سع فهو يشري على الشكل أو احلجم أو املساحة اليت يستطيع أن يتميز ا املكانو من خالل مرادف املت (3)»زو حي

ون ����ر �� :�� � ا��ر و ا وز��، ط��� ��ت ا ���ن، ر��� �� ب ھ��، ا �ؤ �درا�ت و ا ���)6-5(، ص�6 ،2006 (1)

�رب، دار !�در: ا�ن ��ظور �ن ا ��ن-��روت(� �دس، ) 83، ص 1، ط 1997، ا ���د ا(2)

#����� .1700، ص�3وس &�&# ا �'�ت، ط�ا �ورد ا &�&#، %: رو$# ا (3)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

58

:المفهوم الفلسفي - 1-2

شغل املكان الفالسفة منذ القدم هو أيضا حيث ال يقل أمهية عن الزمان و ما دار حوله من دراسات، و ألن

، عمد إىل االهتمام به و البحث فيه، حيث كل واحد تبىن وجهة نظر خبصوصه و وجوده مرتبط باملكان اإلنسان

بني أن املكان ليس جسما «ان نذكر منها ما جاء به الكندي ملا ـــدة ختص تعريف املكــــرت آراء عديـــو قد ظه ،يعتقدها

ة ــــىن اإلحاطــــان عرب هذا التعريف معـــــاملك ذــــيأخ (1)»انــــلذي حيويه املكم اــــارج اجلســــح الذي هو خــــا هو السطــــمنإو

املتصور الذي يشغله زي احل«و هو ما تناولته بعض وجهات النظر ملا نظرت إىل املكان على أنه ،فهو حييط باألشياء

(2)»)ميكن االنتقال فيه باستمرار(غري حمدود ) األجزاء(متصل ... اجلسم و متتد فيه أبعاده، من خصائصه أنه متجانس

و غري قابل للقسمة كونه اإىل معىن اإلحاطة عرب هذا املفهوم، فيكون املكان متجانس باإلضافةتربز خصائص املكان

.متصل و ال يعرف له ما حيده، فاحلركة داخله تكون مستمرة و بذلك يتميز باالتساع أيضا

(3)»املكان ميتثل على أنه مقدار المتناه... ر عدم وجود مكان ال ميكن أبدا تصو «أنه ىأما بالنسبة لكانط فري

أيضا متيزه باالستمرارية و عدم و يبني ،خاصية أساسية من خصائصه يؤكد كانط على صفة وجودية املكان جاعال منها

وسط متجانس له أبعاد ثالثة حيث ميكن كل نقطة من نقاطه رسم ثالثة خطوط «و هناك من يتصوره ،زواله و انتهائه

يتشكل املكان حسب (4) »مستقيمة عمودية كل منها على اآلخرين و هناك متييز بني املكان و االمتداد فاملكان حجم

.شكل حجم يأخذهذا الرأي من ثالثة أبعاد حيث

ع ـــاء، و متســــث يظهر املكان حييط باألشيــــت أحيانا أخرى حيـــــا فقد اختلفـــــت أحيانـــــعرب هذه اآلراء اليت و إن اتفق

و هي بعض خصائص املكان من وجهة النظر الفلسفية اليت مل نقف عندها ،اليت داخله و غري حمدود و يتميز باحلركة

.طويال للوصول إىل املكان الروائي لرصد خمتلف جتلياته

�ر��� �: (�د ا ر$��ن �دوي � ا*�، ا �ؤ�* ��ر، �وو(� ا ��ن-��روت(درا�ت و ا� .306، ص 1984، 1، ط) (1)

.155، ص 1معجم الفلسفة، ط: حممود يعقوب (2)

*�،: (�د ا ر$��ن �دوي �* .274ص ،1ط�ر�� ��ق،�وو(� ا (3)

. 571ص ، 2000، 1، ط)لبنان- بريوت(املوسوعة امليسرة يف الفكر الفلسفي و االجتماعي، : كميل احلاج (4)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

59

:اصطالحا - 1-3

نال املكان نصيبا من الدراسة، حيث راح كل باحث يدلو بدلوه مبينا ما وصل إليه من تصور، و بذلك اكتسب

م رأيه جند عبد املالك مرتاض الذي قد ،أيضا من ذلك خمتلفة باختالف دارسيه كما تعددت التسميات ااملكان مفاهيم

اء من منظورنا ـــمصطلح الفض«ان فقال ـــاملك ه و بنيز و فرق بينــــ ح احليـــدام مصطلـــــر استخــــوع ملا آثــــحول هذا املوض

ز ألن الفضاء من الضرورة أن يكون معناه جاريا يف اخلواء و الفراغ، بينما احلي ز، على األول، قاصر بالقياس إىل احلي

ه ـــــ ن أن املكان نريد أن نقفـــــعلى حي...م، و الشكلـــــل، و احلجـــــ، و الوزن، و الثقوءــــــه إىل النتـــــرف استعمالـــــا ينصــــلدين

هـــــو حز اجلغرايف وم احلي ـــــل الروائي، على مفهــــــيف العم راغ ــــــاء ، حيث يدل على الفــــــون قد أقصى الفضـــــهكذا يك (1)»د

ز الذي يدل على الوزن و احلجم و حصر املكان يف املفهوم اجلغرايف حيث تفرد عنه و تبىن احلي ألنه قاصر و ال يعرب

ان لكن ــــــاء و املكـــــــق بني الفضر ــــــره أيضا و فــــــة نظـــــد حلميداين الذي تبىن وجهــــــل جند محيـــــاض ذا الرأي يف املقابــــــمرت

مشويل، إنه يشري إىل املسرح الروائي بكامله، و املكان «ص الفضاء و اعتربه قمن منظور خمتلف عن الرأي السابق، فلم ي

ي دودية و يغط الحميتميز الفضاء عنده بال (2)»ت الفضاء الروائيميكن أن يكون فقط متعلقا مبجال جزئي من جماال

من يف هذا الفضاء و يشكل جزء منه و قد أمكنة متعددة، و اليت تشمل حىت خيال أبطاله بينما املكان فهو متض

ذاته، إنه الفضاء الفضاء اجلغرايف هو مقابل ملفهوم املكان، و يتولد عن طريق احلكي «حصره يف موقع جغرايف ملا بني أن

ات ــــة و للشخصيـــــا للحركــــــل مسرحـــــوبذلك فهو يشك (3)»ون فيهــــــم يتحركــــــال، أو يفرتض أــــــرك فيه األبطـــــالذي يتح

.و األحداث، و الذي ميثل نوع من أنواع األفضية

ره و نظر له املكان اجلغرايف بل هناك من الدارسني من حر قة اليت حصرته يف و مل يبق املكان رهني النظرة الضي

ان ـــإن املك«انـــــات املكــــه مجاليـــــالر يف كتابــــــون بشـــــه غاستــــمش و ربطوه باخلربة احلياتية مثل ما قد ـبوصفه مكان للعي

ال ال ميكن أن يبقى مكانا ال مباليا، ذا أبعاد هندسية و حسب فهو مكان قد عاش فيه بشر ــــذب حنوه اخليــــالذي ينج

.141يف نظرية الرواية،ص : عبد امللك مرتاض (1) . 63، ص 2000، 3، ط)لبنان-بريوت(،)املغرب-الدار البيضاء(بنية النص السردي من منظور النقد األديب، املركز الثقايف العريب: محيد حلميداين 2) .62املرجع نفسه، ص (3)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

60

ننا ننجذب حنوه ألنه يكثف الوجود يف حدود تتسم إليس بشكل موضوعي فقط، بل بكل ما يف اخليال من حتيز،

بابراز مجالية هذا ئييقوم الروا (1)»ةباجلمالية يف جمال الصور، ال تكون العالقات املتبادلة بني اخلارج و األلفة متوازي

ا عن نفسه غرايف معرب ة االنسانية متجاوزا بذلك حدود هذا اال اجلــد التجربان فيجس ــــه باالنســــان من خالل عالقتــــاملك

حيتوي على ه الكيان االجتماعي الذيبأن «رح يص اوافق معه الناقد ياسني النصري ملو هو الرأي الذي يت ،و مشاعره

ار و وعي ـــــة و أفكـــــزء من أخالقيـــــخالصة التفاعل بني االنسان و جمتمعه، لذا فشأنه شأن أي نتاج اجتماعي حيمل ج

ر سلوكه و بذلك يرتبط س صاحبه و يفس ــساكنة، فيعك او مواقف افـــــان هنا أيضا عواطـــــحيمل املك (2)»هـــــساكن

.و من هنا تتشكل العالقة بني املكان و الشخصيات الروائية ،فيه بالشخصيات اليت تتحرك

ف عن دالالت املكان املختلفة ـة عندما حياول الروائي الكشـــــة خاصـــــيف الرواي امـمه ار ـــــان عنصــــد املكــذا يعــــو هك

للثنائيات اإلنسانيةالذي أخضع القيم و العالقات اليت حيملها للقارئ و هذا وفق ما جاء به الناقد الروسي يوري لومتان

..ترتبط القيم اردة بإحداثيات مكانية حمسوسة«عندما املكانية و ذلك

غري قيم/ قيم= منخفض /عال

خري/شرير= ميني /يسار

األغراب/األهل= بعيد /قريب

ل ــــــه ليصـــــدى جغرافيتــــــة يتعـــــــذه احلالـــــــان يف هــــــف املكيــتوظ (3)»مـــــي على الفهــــمستعص/ قابل للفهم= مغلق / مفتوح

عن قيم )منخفض/ عال( إىل الكشف عن داللته حيث يتم ربط اإلحداثيات املكانية بنظم احلياة املختلفة، فتعرب ثنائية

) مغلق/مفتوح(ومتثل ثنائية ،بعيد عن الروابط العائلية/و ثنائية قريب ،ميني عن القيم األخالقية/و ثنائية يسار ،اجتماعية

ماعية و األخالقية جيسدها تالوصول إىل هذه القيم االجعن قيم الفهم و االستيعاب و هي قيم معنوية فهو من أجل

تماد على اللغة حيث عرب هذه الثنائيات املكانية املتضادة و ذلك من أجل التعرف على الواقع و كل ذلك يكون باالع

31، ص2006، 6��� ��ت ا ���ن، ط: ��ون ����ر (1)

�!�ر �ن ا�� :،���� �راق -�'داد(ا روا�� و ا ���ن، دار ا �ؤون ا 31، ص1986، )ا(2)

�#، ر��� �زا %�م: �وري و&��ن * 65، !*$� 2،1988،ط)ا �'رب-ا دار ا ��-�ء( ا �/�.ت، ، (�ون،-�ن ��ب ��� ��ت ا ���ن����� ا ���ن ا(3)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

61

و بذلك تساهم (1)»ل عامل املعطيات احملسوسة إىل نظامأداة من أدوات الثقافة بوصفها آلية حتو ...اللغة«يعتربها لومتان

ز و مكان و مهما اختلفت التسميات من حي . اندة الشخصيات أيضاسالروائي مب يتوسلهااللغة يف تشكيل املكان اليت

هو اال الذي تقع فيه أحداث الرواية املختلفة و اليت تساهم فيها حركة شخصياته يف إعطاء و فضاء يبقى املكان

.دالالت خاصة ذا املكان و كذا الوصف الذي يساهم يف توضيح الدالالت و الرموز للمكان

:وصف المكان -2

ي و اليت ـــــــص الروائـــــــه النــــــز معــــــز يتميـــــل مميــــــــه يف شكــــــــلتقدميه و ــــــــلعرض طريقـــــــةي إىل ــــــان الروائـــاملكحيتــــاج

يستلزم كل حمكي حدا أدىن من«ل راميون يتتمثل يف الوصف الذي يعد وسيلة مهمة يف تشكيل املكان حيث يقول ميش

ف ــا للوصـــغي أن يوليهـــــذه اليت ينبــــة هـــــي، و احلالــــه الروائـــــلذي يواجي اـــــة، و لذلك فالسؤال احلقيقــــــارات الوصفيـــــشاإل

صحيح أن حضور الوصف ضروري و مهم لكن من الواجب مراعاة كيفية (2)»و االستعمال الذي ينبغي أن جيعله له

ال يف إيهام القارئ بواقعية متباينة أيضا إذا يساهم الوصف بشكل فع اخمتلفة و بالتايل وظائف امظاهر يتخذيفه فهو ظتو

بتفاصيله الصغرية يف عامل الرواية التخييلي و يشعر القارئ أنه يعيش يف عامل الواقعيدخل العامل اخلارجي «املكان حيث

اليت تعتمد على التفاصيل اإليهاميةفة و هي الوظي (3)»ال عامل اخليال، و خيلق انطباعا باحلقيقة أو تأثريا مباشرا بالواقع

نذكر منها أحداث الثامن من ماي اليت يقدمها هذا ،، و حتاول أن تسند الوصف بوقائع تارخييةاإىل درجة التصديق

ر املسرية ندفع أحد الشبان حىت تصد اا الرعد، يرتج هلا الشارع كله، و ــــات من كل مكان كأـــرت الصيحـــــو كث«ع ــــاملقط

فا، فجاشت مشاعر الناس و هتفوا حبياة الوطن، و هم يسعدون برؤية العلم اجلزائري ر مرف و أخرج العلم اجلزائري و رفعه

ال بوزيد ـــبفرح غامر، إنه سع ل الراية ماحل الفىت ــــتاش، و هو يتأمــــقال العريب املوس..ب املدينة،ــــل مرة يف قلألو فر ـــــيرف

ة ــــقدم الوصف ممزوج حبركة الشخصيات جتاوز مداه سبع صفحات منذ بدايتها إىل غاي (4)»و ارتفعت حناجر الكشافة

اء ـــــاال و نســـــــرج رينــــــة باملتظاهـــــل األمكنـــــوارع و كــــــــالش تــــاكتظالل حيث ــــوات االحتــــى يد قـــــزرة علـــــا إىل جمـــــحتوهل

��ق، ص ا �ر�� 64ا (1)

��ن -��روت(، )ا دار ا ��-�ء -ا �'رب(ا *-�ء ا روا3#، ر��� (�د ا ر$�م $زل، ا2ر�/�� ا �رق،: ����ل را��ون � 44،ص 2002، ) (2)

�115��ء ا روا��، ص : �زا %�م (3)

�ظر، ط: (ز ا د�ن ��و�#� )549-548(، ص 1$و�6 و ر$�� ا �$ث (ن ا �4دي ا (4)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

62

ر ما ، و من خالل هذا الوصف صو الوطنية باألناشيدمن خالل الكشافة اليت ارتفعت حناجرهم تنادي األطفالو حىت

ال بوزيد الذي استشهد و كان حامال منهم الشخصية التارخيية سع يف حق هؤالء األبرياء ذلكحدث من قتل بعد

اليت تعتمد على التفاصيل يف نقل األحداث حيث الطريقة االستقصائيةر كل ذلك وفق للراية الوطنية اجلزائرية، صو

(1)»ع الوصف ـول مقاطــــوف و لذلك تطـــيء املوصـــل الشــــدد ممكن من تفاصيـــاول أكرب عــــاء على تنــــوم االستقصـــــيق«

ق بأا حقيقة و ذا يريد الراوي أن يوث اإلحساسو ذلك من أجل أن جيعل القارئ يتفاعل مع األحداث و تعطى له

ل خرجوا ز زرة الثامن من ماي يف حق أبرياء ع الرتكابهور مدى بشاعة االستعمار و وحشيته و يص األحداثهذه

ف أمكنة خمتلفة تعلقت بواقع ـــوي وصم الراد ـــــة فقد قـــــة تارخييـــــة و مبا أن الروايـــــة و باحلريـــــش بكرامـــــق يف العيــــينادوا باحل

يرتبط هنا وصف املكان و فة التفسريية اليت كان هلا نصيب يف الرواية ظيكما تظهر الو ،و شخصيات تارخيية أخرى

يعكس حقيقة الشخصية و من جانب آخر، إن حياة «بالشخصية فيكشف املكان عن نفسية صاحبه حيث

وبذلك يصبح املكان مرآة عاكسة للشخصية وحيدث انسجام (2)»يرتبط ارها طبيعة املكان الذي الشخصية تفس

وحده الدم «ملا عكس وصف املكان الطبيعي نفسية الزيتوين احلزينة و املتأملة اليت تظهر عرب هذا املثال ذلك بينهما و

السحاب اليت تشكلت يف غري قزعات....له، سواء أغمض عينيه أم فتحهمااءى كزبد البحر كان يرت راهلادر القاين الفائ

موعدها تدفعها الريح إىل الشرق هي سيل من دماء سوداء، هذه الصخور الناتئة أمامه على اهلضبات و اجلبال احمليطة

(3)»بالثبور صيحات القتال املنذرنعيق الغربان الذي راح يقتحم ثغري أذنيه ليس إال ..رؤوس منحورينليست إال

ان بالشخصية ـــف املكـــــده غدرا فمزج وصـــــرة بقتل والــــــه املتأثـــوين و نفسيتـــــهذا املكان حالة الزيت فــــس الراوي بوصـــعك

ن ـــــورين و املقتوليـــــال برؤوس املنحـــــه اجلبنه شب أا ـــــكم ،م أذنيه بصيحات القتالـــــق الغربان الذي اقتحـــــه نعيو ذلك ملا شب

تعبري هويـربره موقفه من حادثة مقتل والده بلخري على يد القايد عباس غدرا و و هذا ،سحاب بالدماء السوداءو ال

.اإلنساينعن ارتباط املكان بالشعور

124- 123(���ء ا روا��، ص : �زا %�م ( (1)

6، ص *�)119- 118(ا �ر�� (2)

�ظر، ط: (ز ا د�ن ��و�# � 15، ص 1$و�6 و ر$�� ا �$ث (ن ا �4دي ا(3)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

63

ة ــــــــف األمكنــــالل وصـــــة ال بأس ا من خـــــر مبساحـــــذي توفــــــال ريفـــــلزخاف ـــــن الوصم اـــــو النص أيضـــــا ال خيلــــكم

مبثابة اسرتاحة تتوقف عندها األحداث و هي تعتمد على الوصف ةيالزخرفوقد سبقت اإلشارة إليها حيث تعد الوظيفة

التزييين مثلما كان يف الرواية التقليدية من وصف للمباين الكالسيكية و اللوحات و تظهر هذه الوظيفة حني يصف

يد، غرف قها بذراعيه يف حشو شدالزاوية يف حضن جبل كأمنا يطو «الراوي زاوية أوالد سيدي بوقبة حيث متوقعت هذه

باألشجار، و بينهما مقر الشيخ تتتخذ و قد التف أخرىأقساما لتعليم القرآن و بعض علومه، و تخذت عديدة تقاربت

ا أكوام التنب و القش ـــدس خلفهـــــام تتكـــــة لألنعـــــالواسع التـــــاإلسطبت ـــــد قامـــــو غري بعي...وه و زواره،ــــفيه يلقى مريدي

جيمع الذي وية اليت متثل مقر القايد عمار زاكشفت هذه األسطر عن وصف تزييين وبالتفصيل لل (1)» الرعاة و غرف

ح اجلهة اليت ختص تربية الطلبة و معلمي الزاوية و من جهة أخرى وض سكن مقر سكنه و زوجاته و أوالده و أيضا

ر شكل الزاوية ملا دخلها خليفة و غريها كان هذا الوصف مبثابة إطار لألحداث حيث صو كاإلسطبالتاحليوانات

هي إال ذريعة خطفها من أجل خدمته يف الزاوية و ما الذيار سالفة الرومية من قبضة القايد عم ذمتسلال النقا

.ا كان يعرف عن ماضيها يف دار الفسادملو األخاذللتمكن منها جلماهلا

الوصف غلبحيث ،هامية و التفسريية و الزخرفيةيللوصف اإل ةتطاع الروائي أن يوظف الوظائف الثالثاس

دد ـــــان حمــــم وصف ملكرة يقد ـــدرج يف الوصف يف كل مـــعلى الت ااالستقصائي على نصه كما كان وصفه للمكان معتمد

حالة الشخصية سواء يف احلزن مثل ما حدث مع الزيتوين و مل يكن دفعة واحدة كما كان هناك انسجام بني املكان و

بواقعية لإليهامبفرح املشاركني عند بداية مسرية الثامن من ماي والنفسية عرب الوظيفة التفسريية أ لتفسري حالته

متصال اذب القارئ إليها عرب الوظيفة اإليهامية حيث امتزج الوصف حبركة الشخصيات فتجلى وصفجاألحداث و

.السرد و هو الغالب على النص، فبدت هذه الوظائف منسجمة يف الرواية و كانت بنسب متفاوتة عن بعضها البعضب

��ق، ص .296ا �!در ا (1)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

64

:التشكيالت المكانية-3

و دارت ،زا كبرياو رحلة البحث عن املهدي املنتظر للروائي عز الدين جالوجي حي هاحتوى املكان يف رواية حوب

لة بدالالت تؤدي وظائف جاءت حمم فعلى شخصياا اكبري اأحداثها بني القرية و املدينة و قد كان ألماكن الرواية أثر

جند ضمن خمتلفة، و من ذلك أخذنا مببدأ التقاطب املكاين الذي يعتمد على أماكن إقامة و أخرى لالنتقال كثنائية

اكن إقامة اختيارية و أماكن إقامة إجبارية، أما أماكن االنتقال و هي األماكنتقاطب جديد متثل يف أم اإلقامةأماكن

.اليت شهدت تنقل الشخصيات املرتاوحة بني أماكن االنتقال العامة و أماكن االنتقال اخلاصة

ة ــــــة اإلقامــــذه الثنائيـــن هــــل ضمـــــاليت تدخدم هذا التقاطب و ـــاليت ختمنها ة ــــا املهم ـــــاخرتن نـــــكا األمرة ـــــرا لكثـــــو نظ

يف معظمها مغلقة أما اإلقامةل يف ثنائية املغلق و املفتوح حيث كانت أماكن نتقال و اليت تظهر أيضا بوجه آخر متث و اإل

و يظهر ذلك أيضا فيها رة حركة الشخصيات ــــث منيز كثـحي ،ةـت مفتوحة و هي الغالبة يف الروايءال فجاــــــن االنتقــــــأماك

اء مجلة امسية و الذي يدل على احلركة و االنتقال من خالل الرحلة و البحث ـــة الذي جـــــوان الروايـــــالل عنــــــن خـــــحىت م

:يلي و تتجلى هذه األماكن كما

:أماكن اإلقامة - 3-1

بني ما تربزه من داللة الفقر و األمل و الطمأنينة اع وـــــة بني الضيق و االتســـــة املرتاوحـــــدودة املساحـــــن حمـــــهي أماك

و بني -بوصفها مكان للسكن- اليت تتمثل يف البيوت ختياريةاإلقامة اإلبني أماكن و وفق هذا مت تقسيم هذه األماكن

بوجه خمتلف كما هي عنه يف األصل اليت ظهرت يف الروايةو ةأماكن اإلقامة اإلجبارية اليت حصرناها يف مكان الزاوي

:يلي كن كماا و تتمثل هذه األم،الدالة على الظلم واالستبداد فكانت لبعض شخصيات الرواية مبثابة مكان إجباري هلم

:أماكن اإلقامة اإلختيارية -1- 3-1

: البيت -

حيث خيتار العيش فيه و قد و له معه ذكريات، يكون البيت هنا مكان إقامة اختياري صاحبه يرتبط به عادة

ة و املتمثلة يف السكن ـــأثبت البيت وظيفته احلقيقية ـــــالل الروايـــــومن خ ،هــــــق عليــــــاح فيه و قد يضيـــــه و يرتـــــم معـــــينسج

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

65

.و اإلقامة و مل يتحول إىل مكان عمل أو ممارسة أي وظيفة أخرى

الوصف عن داللته االجتماعية و االقتصادية و الذي تراوح بني التفصيل يف وصف البيوت و بني اإلشارة كشف

بيتني واحد يف القرية حيث امتلكت بعض الشخصيات- رـت أكثـالداخلي للبي بف باجلانــــالوص مــاهتفقد –ة هلاـالسريع

ل سالفة و خليفة و العريب ــــة مثـــــة إىل املدينـــــم من القريـــــداث و انتقاهلــــــاألحور ــــــة تطـــــة، وذلك نتيجـــــو الثاين يف املدين

شرتك مع أخويه الزيتوين املتزوج و سامل حيث او محامة، فإذا توقفنا مع العريب جند أنه سكن يف بيت والده بلخري و

ددا ـــــــرق جمــــــة و غــــــر الغرفد ــــــم الذي تصــــــراش اليتيــــــدد على الفـــــه و متــــــــــالعريب غرفتل ـــــدخ« رة ـــــــــــه الصغيـــــت غرفتـــــوصف

مل يفرط الراوي يف الوصف بل اقتصرت على هذه املفردات الفراش اليتيم، و الغرق يف أحالمه (1)»يف أحالمه و كوابيسه

حالة الفقر و البؤس اليت كان يعيشها العريب الذي ميارس مهنة الرعي و هو ما يعكس إىلو كوابيسه و يف ذلك إشارة

هنا ميارس نوعا من اهلروب من واقعه كأنهه و ــــا يف أحالمـــــه غائبـــــب احلياة اليت جعلتـــــة مبتاعـــــمو املهمو ة ـــــاملرهق تهــــنفسي

صوت الغضب الذي عال كذا ل إىل حد قتل والده و ـــــم القايد عباس الذي وصــــــراء ظلـــــــبه ج س ـــــمن القيد الذي حيو

حبيس أضالعه و هو ضعيف إزاء كل هذا ال يعرف سوى الصمت و يحب محامة الذي بق أيضاو يطالبه باالنتقام و

جلمود احلياة و عدم يرمزالذي يف القرية غري ذلك املغلق - لكن بتطور األحداث امتلك العريب بيتا جديدا يف املدينة

جبانب صديقه سي رابح الذي ساعده يف ذلك بعد فراره حبمامة من جربوت القايد عباس، فقد كان أحسن - تقدمها

اطف قال العريب املوستاش و يف نفسه ختتلط عو «فيه باأللفة و األمن و إن مل يكن واسعا أحس من السابق حاال بكثري

ضرب سي ...ا يف القرية ألف مرةـــل من بيتنـــــر، أفضـــــدي قصـــــهذا عن ارـــــاالنكسار و ــر االنتصـزن و مشاعـــالفرح و احل

هناك ترتيبات ،قائال مبارك عليك سنرتك أمر ترتيب األثاث للنساء، اسرتح قليال سأعود للمدينة رابح على كتفه

فالنسبة إليه كان قصرا و شهد ،ببيته اجلديد أما مشاعر احلزن و االنكسار فكانت لفراق أهلهفرح العريب (2)»تنقصنا

ارة ـــــــــــة و يف ذلك إشـــــات مجيلـــــه بذكريـــــر بيتـــــــــبلخري و بذلك تعط ه ـــــابند ــــة و مولـــــه حبمامـــــزواجكدة ـــــمناسبات سعيفيه

ه ــــــــبيت ةادي ضعيف و رغم بساطـــــة رغم أنه ال ميلك عمل و يعاين من مستوى اقتصــــــو الطمأنين نــــــباألمه ـــــإحساسإىل

�ظر، ط: (ز ا د�ن ��و�# � .25، ص 1$و�6 و ر$�� ا �$ث (ن ا �4دي ا (1)

6، ص*�).166-165(ا �!در (2)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

66

باملقابل فأخوه الزيتوين يعاين من ظروف ، وقد جتاوز بعض مشاكله و مساحته املتواضعة لكنه أحسن من بيت القرية

مربعة أو تكاد ، يف جدارها املقابل للباب طاق «وصف غرفته بشكل تفصيلي و طفت صورة الفقر فهي تم ف صعبة

ف ــــف السقـــــد سعو ـــــساب الربد، و قد ر ـــــا و حيشى شتاء خبيش مينع تســـــفتح صيفاوز قطره شربا واحدا، ي ـــــال يتج دائري

كشف الوصف عن الوضع االجتماعي (1)»ة كبرية، جيب أن تبدئي بطالئهاــميل هلا محيــــــأمحوين ـــــقال الزيت...وادهـــــو أع

ة صغرية ــــا بفتحــــــدة و استبداهلــــــود نافــــــدم وجـــــت، فعــــــــاب البيـــــــه أصحـــــــردي الذي يعانيــــــب و املتـــــو االقتصادي الصع

د ساكنه و يشعره بالقلق أيضا و كذا السقف الذي ال يقي و بالتايل عدم وجود الضوء الكايف، يقي و سدها يف الشتاء

الزيتوين يألف هذا املكان الذي تربطه به ذكرياته و لذلك فهو ن إال أمن حر الصيف و برد الشتاء رغم هذا البؤس

الل ـــــاالحت أثناءاين أيضا من األزمة و جراء ب خريام ـــــوت القرية اليت تعـــــلبي دييتصف باحلميمية، إن هذا البيت جتس

ظهر البيت ي، من جهة أخرى االحتالل يف تلك الفرتة ئةوطحتت يف القرية و من خالل ذلك برزت صورة البيت الريفي

جيذب إليه الشخصيات بصفة خمتلفة عن السابقة ملا يتخذ دورا بنائيا يدفع األحداث حنو األمام فهو مكان مبثابة مركز

بعد فرارها كل من محامة و العريب بعد هروم من القرية و كذا استقبل سالفة هبيتسي رابح يف و ذلك حني استقبل

هذا بييت اعتربه بيتك يا سي العريب، دخلوا «من قبضة القايد عمار و حبثا عن ابنها يوسف حيث يظهر سي رابح قائال

و أسرعت ...تركية: حوشا كبريا تنفتح فيه ثالث أبواب، و تغطيه أشجار عنب و تني، رفع صوته رابح ينادي زوجته

ليلج العريب و سي رابح حجرة منزوية خاصة ...على استحياءتغيب داخل احلجرة مع محامة، اليت دخلت

ويظهر االنسجام بني ه،وصف هذا املقطع البيت من الداخل الذي يتميز باالتساع بسعة قلب أصحاب (2)»بالضيوف

ة سي رابح املنفتحة ـــــرف شخصيـــــاء من طـــــوف و الغربـــــوح للضيــــــمفت اريـــــاختية ــــــد مكان إقامــــــه فيعــــــان و صاحبــــــاملك

فهذا البيت تفوح منه رائحة الكرم و العطاء فيدل على وضع ، و املناضلة فيما بعد -و العارفة بأمور احلياة- و املساعدة

.سع للجميعاقتصادي و اجتماعي جيد و يتصف باأللفة و احلرية و يت

��ق، ص 22ا �!در ا (1)

6، ص *�145ا �!در (2)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

67

عمر فرانكو و زوجته من امليف بيت كل ةاألجنبية املتمثلو ة بالفئة الغني يظهر مكان آخر خمتلف هذه املرة يرتبط

عرب بيت من اخلارج الوصف حيثوما كانت تتمتع به من بيوت فاخرة، لطبقة الربجوازية الفرنسيةلسوزان املمثالن

يث ربط صورة البيت صفحات ح ألثاث أيضا على مدىلفخامة من الواسعة و من الداخل املتميز بالرحابة و تهحديق

كانت يداه تزداد نشوة «باحلدث من خالل خيانة سوزان لزوجها فرانكو مع العريب الذي يعمل لديهم كبستاين حيث

و سوزان وردته ...و مها يالمسان تربة ندية خمضبة بدماء الساقية، تسري يف عروق خمتلف النباتات فتزيدها تألقا و اء

دخال الغرفة األوىل ظل ...ختتفي من هلب الشمس يف ظل شجرة عمالقة، تعتمر قبعتها الكبريةاليتيمة جتلس قريبا منه،

نها صور كبرية متأل غرفة وغرف سي رابح، تزي هلا من غرفة كبرية عمالقة مساحتها حبجم كل مندهشا فاغرا فمه، يا

ن سوزان حتس بالسعادة يف هذا القصر مل تك...ثها متاثيل و حتفثاجلدران و تتهاوى من السقف ثريات كالنجوم و تؤ

واسعة الديقة كاحليشري الوصف إىل الثراء الذي كان يتمتع به أصحاب البيت (1)»املنيف، كل شيء حوهلا كان غريبا

حتف و متاثيل وصور و أفرشة ،راقي ت ومن الداخل كل شيء فيه فاخر واالنبات فخمتل نة مـعمالق اار ــوي أشجــحتاليت

على الرفاهية االجتماعية و االقتصادية لكن يبدو أن ليس هناك انسجام داللة ،العريب أذهلهو ما و و شساعة املكان

ت دور ـــــبني سوزان و قصرها اليت حتس بالغربة جتاهه و باحلزن إىل درجة اخليانة مع البستاين اجلزائري و بذلك يبدو للبي

تعاطفة مع اجلزائري املهي و ا اخلوف و القلق و الوحشة ـــل يف داخلهـا حيمـؤس حاهلــفب ،اـدهو قي اــــــا حريتهـــــق سلبهــــــمغل

، و هكذا فقد تنوعت ألا ليست فرنسية األصل و تكره زوجها املعمر املستبد ألما خمتلفان يف االنتماء و يف التفكري

تتمثل بيوت فقرية و البيوت الراقية مشكلة ثنائية ضدية الداللة البيوت بني الفقر و الغىن و بني األمن و االستقرار و بني

.فرنسي راقي تعريب فقري و بييف بيت

:اإلجبارية اإلقامةأماكن -2- 3-1

:الزاوية -

��ق، ص ).247-246(ا �!در ا (1)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

68

يرمز افغدت مكان ،األصل بوصفها مكان إقامة إجباري أخذت الزاوية دور خمتلف يف الرواية عما هي عليه يف

ت عتبللطهارة و القداسة و نشر الوعي الديين و السياسي، و قد ا ابعدما كانت رمز دة للحرياتللسلطة الفاسدة و املقي

الختيار قايد يسري شؤون وية أسلوب اإلجبار يف كل شيء حىت على مستوى السلطة ملا حاكت الدسائس زاهذه ال

ملا خشيت «ار و كان هلا ذلك الزاوية خدمة ملصاحلها ملا أجربت الشيخ بلقاسم على التنحي لصاحل أخيه القايد عم

أن تتحول إىل بؤر للثورة تفتأل هذه التجمعات الدينية ما ـــمثت هلا أن ــــة أثبتـــــا السابقــــذه جتارــــا من كل ذلك، هــــفرنس

ر به الناس و تقودهم لالنصياع، فلما على استمالة الشيخ بلقاسم ليكون عونا هلا و سندا ختد و االنتفاضة، عملت

ار، فأوغرت صدره فتخلص من أخيه، و استوىل على زمام الزاوية يسري شؤوا مبا ضالتها يف أخيه عم عجزت وجدت

صاحل فرنسا و اخلضوع هلا مبعىن انتهاج سياسة الظلم و الطغيان مبت الزاوية االهتمام تبن (1)»خيدم أهواءه ومصاحل فرنسا

قوم به، كما حتولت تسبب ما بلالستبداد السلطوي قداسة اليت خلقت ألجله إىل رمز مدنس و رمز للرمز منفتحولت

س زعيم إىل مكان إقامة جربية لكل من الطاهر و سالفة الرومية نتيجة لألسر الذي تعرضا له حيث خطف القايد عبا

عرش أوالد سيدي بوقبة سالفة من أجل أغراضه الدنيئة و سجنها يف الزاوية اليت متثل مكان إقامة له و لعرشه، طالبا

سأجرأ و أطلب منه سالفة الرومية، لن أطلبها للزواج طبعا، و لكن سأقنعه بأن يرسلها «بذلك من القايد عباس بقوله

اقرتنت الزاوية هنا بالدنس و التعفن (2)»منها أوطاري يتصريف سأقضخادمة يف الزاوية و هناك حيث تكون حتت

ت دور جباري لسالفة و أد إاألخالقي ملا أراد أن يقوم به القايد عمار و رغم اتساع مساحة الزاوية إال أا كانت مكان

مأل اليأس كياا حنيالسجن و هو دور سليب ملكان مظلم و مغلق أثر على شخصية سالفة اليت كانت تنتظر املوت

الدور نفسه ملا تعرض الطاهر للخطف من طرف القايد عباس عن ت زاوية أوالد النش بزعامة القايد عباس كما عرب

و بذلك محامة، لزواج منلطلبه باو رفضهم هرـ اع ألوامـــــدم االنصيـــــريب و عـــــة مع العــــــه محامــــــروب أختــــــبسبب ه

و انطلق خارجا من البيت قطع احلوش هرولة، دخل «هذه الزاوية باالنتقام و الظلم أيضا من خالل هذا املقطع اقرتنت

ري تنفتح عليه حجرة صغرية تتسورها حيطان غو منها دخل إىل فناء ص...فإسطبالت كبرية بوابة كبرية تؤدي إىل حوش

��ق، ص .51ا �!در ا (1)

6، ص *�.37ا �!در (2)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

69

كانت (1)»كان مرهقا، حنيفا لعب املوت على كل مالحمه...عالية، هناك قبع الطاهر زمنا مربوطا بالسالسل كاحليوان

اجعل منه األسر إنسانففيها الطاهر املوجودة يف الزاوية أوالد النش جبانب القايد عباس أسر اليت كاحلجرة صغرية تل

ابائسو اموحش اإليه مكان نسبةفاقد للعودة للحياة ينتظر املوت يف كل حلظة نتيجة تأثري املكان فيه و كان بالو ضعيفا

مكان إقامة إجباري سلبت من اإلنسان حريته كت الزاوية عرب هذه املقاطع عن سلبيتها و هكذا دل ،امظلم او سجن

.منتهكة لكرامته أيضا

بيوت اجلزائريني البعد االقتصادي و االجتماعي جراء تمتثلت أماكن اإلقامة االختيارية يف البيوت حيث عكس

لى الثراء و االتساع ع تم و البؤس و االستبداد كبيت سي رابح يف املدينة الذي دلـوه ومن الظلــــر الذي عانـــــع املريـــــاقالو

لفرنسا مقابل ذلك ظهر قصر سوزان الذي عكس حالة و ارتياح ساكنيه و كذلك بيت القايد عباس نظري والئه

وبذلك تظهر ثنائية البيت الراقي الذي ميتلكه الفرنسيون األثرياء مقابل البيت . الدائمالرفاهية اليت تتمتع ا رغم حزا

.ه اجلزائريون الفقراءكلتالبائس الذي مي

طهارة حتولت إىل مكان أسر بالنسبة للطاهر للرمز اليت تعد ت يف الزاوية ــــالذي متثل ةـــــاإلجباري ةـــــاإلقامن ـــــا أماكــــأم

.كمكان سليب قيد احلريات و رمز للظلم و الستبداد السلطة تفظهر ،مبثابة سجن هلم تسالفة و كانو

:أماكن االنتقال - 3-2

ة و اقتصادية يف اتمع ـد عادة حتوالت اجتماعيـــو هي اليت تشه ةـــن اإلقامــــس أماكــــال عكــــن االنتقـــــون أماكـــــتك

، و هو ما جنده يف هذه الرواية حيث األماكنمن خالل حركة الشخصيات و ما ينتج عنها من أحداث و عالقتها ذه

اليت متتعت ملساحة احلرية و ذلك نظرا ،شهدت هذه األمكنة حركة رهيبة من االنتقاالت اليت مارستها شخصيات الرواية

حياء و الطرق كما ة اليت تنضوي حتتها الشوارع و األا و اليت وفرا هلا هذه األماكن املرتاوحة بني أماكن انتقال عام

خاصة ذات مساحة هندسية و أماكن انتقال ،يني و الفرنسينيتنفتح على الطبيعة أيضا و يشرتك فيها كل من اجلزائر

ابة و دار الفساد و هي مجيعها ميكن اعتبارها أماكن مفتوحة نظرا لالنسجام سجد و القر ام و املحمددة كاملقهى و احلم

��ق، ص 307ا �!در ا (1)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

70

خالهلا رفض واقع االستبداد و االستعمار و رفض الظلم رغم تشهدحيث ،األماكناحلاصل بني الشخصيات و

الظروف وما محلته هذه األماكن أيضا من حياة و موت و فشل و خيبة و انتصار و إرادة كما قساوةصعوبة العيش و

.انتقاال للشخصيات أكثرها كانتها و انتقينا أمه اليت زا مهما خاصة أماكن املدينةشغلت األماكن حي

:أماكن االنتقال العامة -1- 3-2

:الطبيعة ومفرداتها - أ

فالفنان«عام ملجأ الشخصيات للتنفيس عن مكنوناا و كذا للراحة و احلرية الذاتيةلت الطبيعة كمكان انتقال مث

فعملية اإلحياء لكي ...كما قال أرسطو، عندما حياكي الطبيعة فهو يف واقع األمر ال ينسخها، و لكنه يوحي ا

ه ــــة من جتربتـــــان النابعــــــوان الفنـــــال و ألــــــا من جديد بأشكــــــد تشكيلهـــــي الذي يعيـــــفنلل اـــــاج إىل ذلك املرجـــــحتت...مـــــتت

حيث ترتبط الطبيعة بدواخل النفسيات فتتشكل صورة املكان ذات داللة خاصة و هنا فقد أعطى (1)»و معاناته

عام للشخصيات فكانت مكان إجيايب ىل جانب كوا مكان انتقال إالروائي الطبيعة اليت حتتويها القرية داللة االنفتاح

له اأشد االرتباط و مارست فيه حريتها و هو ما جنده مع العريب الذي وجد يف هذه الطبيعة متنفست ا ارتبط و هلا

يء ـــــر، الشـــــه من البشـــــمة ما مل يتعل ــــــم من الطبيعـــتعل ..و...رــاحلب و العطاء و الصب«ه ـــــا فقد علمتــــــيهرب إليه

...را بوهج الصمت، والشيء أحلى عنده من إنصاته للطبيعة يف هدوئها و ثوراثى عنده من حلظات التأمل مدـــــأحل

أن يدغدغ عيوا فتفيض أحلانا كاملاء الزالل، تتجاوب معها اجلبال و الفجاج فيحس القصبةوالشيء أحلى عنده من

مته حيث كان كثريا التنقل لت الطبيعة بالنسبة للعريب املدرسة اليت عل شك (2)»له الطبيعة مجيعها تعزف معه و ترقص

فة حيث مت وصفها و ألبسها صفات صإليها يغدو و يروج إليها دائما منسجما معها يف كل حاالا اهلادئة و العا

و متسك لألرضو و اليت ترمز لألم وهي داللة على شدة ارتباطه بالطبيعة ،بتهإنسانية ملا تعزف و ترقص على أحلان قص

و هو األمر الذي ال يفرتق معه فتاح و الراحة النفسية اليت ختتلج الشخصيةو بذلك متثل حالة االن ،بأرضه القروي

اليتيم و احلزين، فقد كان هو اجلبل مصدر األمل و الصرب ملاضيهو خليفة ملا جعل مفردة من مفردات هذه الطبيعة

#���� �ر��: ���ر ا ��ر، ���� ��ت ا ���ن 2# ا روا�� ا �ر��� �درا�ت و ا � ا��ن-��روت(، ا �ؤ� . 252، ص 1994، 1،ط)ا7ردن-(��ن(،) (1)

�ظر، ط: (ز ا د�ن ��و�# � )40- 39(، ص1$و�6 ور$�� ا �$ث (ن ا (2)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

71

د الدنيا أمام عينيه يلجأ إىل اجلبل، مينحه رة فيه منذ الصغر، حني تس د ــــادة متجـــــود، هي عـــــل األســــــاجلبح ــــــيصعد سف«

احلكمة و يكشف له احلقيقة، يتمدد على صخوره فيحس بالراحة كرضيع ينام هادئا على مهده، رمبا يعود ذلك إىل

ف منذ صباه و هو يرتدد عليه حيث ــل مل تتوقــــيبدو أن حركة خليفة للجب (1)»صباها منذ ـــــاىن منهـــــاليت ع حالة اليتم

يتميز و ت الدنيا يف وجهه إليه كلما اسود يفر الذي كان املهو ف ،وضعه الروائي يف إطار اسرتجاعي لألحداث املاضية

لطبيعة مكان تنتقل إليه الشخصيات وذا فقد كانت ا ،بالعلو و الشموخ و هو بذلك مرتبط بشموخ و كربياء خليفة

حيث لتجد احلرية و األمن و الراحة يف هذا املكان املتسع داللة على التشبث باألرض و بالوطن هربا من ضيقها

داث و تتطور و ينتقل كل ـة لتتغري األحــــزء األول من الروايــــت يف إطار اجلــــدمق يت و ال ،ةـــــة إىل القريـــــت هذه الطبيعــــانتم

.ا شوارع املدينةها حركة املقاومة اليت شهدمن العريب و خليفة للمدينة و تظهر أحداث جديدة أمه

:الشوارع - ب

فقد شهد ،يرتبط الشارع دائما باحلركة و االنتقال و خاصة يف املدن و يعد من أهم أمكنتها و هو كذلك يف الرواية

اتـــــــا الشخصيــــــــل خالهلــــــان عبارة عن وسيلة تنتقـــــكفالرواية يف ة واسعة ـع على مساحــــــ ة و تربــــــاالت واسعــــــة انتقـــــحرك

اه بشوارع فا إي بح معر ل مع سي رامن مكان إىل آخر و هذا مثل ما جنده مع العريب بعد هروبه إىل املدينة الذي تنق

م الراقية، يف حدائقهم البديعة ــــم كل يوم يف مساكنهـــــا يف سطيف فرياهـــــأما هن«رة ـــــة و الفقيـــــبني الراقي ةــــــاملتفاوتة ـــــاملدين

ق بني الطرفني عميقة، ليس للعرب من هذه األرض إال جتمعات و يف خمامرهم، يف مقابرهم، يف كنائسهم الضخمة، الفر

أثناء تعرف العريب على شوارع املدينة اجلديدة (2)»تأنف من سكناها حىت الكالب املشردة لبيوت بائسة كثري منها

ا ــــاليت يسكنه األحياءز سكنها الفرنسيون و الفقر و البؤس الذي ميي ياليت األحياءسطيف الحظ الفرق بني مدى رقي

يعرف املدينة شربا شربا بالشارع فهو ي رابحكما ظهر مدى ارتباط س الل و االستبداد الفرنسي وـرب نتيجة لالحتـالع

ها ــف شوارعـــــو قد مت وص،ذلك ريب بعدـــــع حىت العـــــياجلمها ـــــعلي ا و مير ـــــا دائمـــــــعليه مير أن ه ــــــت من طقوســـــبل أصبح

.الضعفاء نيا حتمله من مهوم اجلزائريمب باحلركةعلى احلياة املليئة داال مدى صفحات حيث يظهر الشارع على

��ق، ص .75ا �!در ا (1)

6، ص *�210ا �!در (2)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

72

بيوم الراقيةبمتثل األحياء اليت يسكنها الفرنسيون فالشوارع الراقية و الشعبية ةــوارع الراقيـــــللشة ـــــة ضديـــــر ثنائيــــــتظه

.و الشوارع الشعبية بتجمعاا السكانية الضيقة و الفقرية ،و حدائقهم البديعة

وذلك ملا تتغري داللته بعدما كان يعرب دةدقصده الشخصيات من أجل غاية حمتبعد ذلك يظهر الشارع كملجأ

عن مهوم وطنية تتمثل يف رفض االستعمار و العمل و نشر الوعي رـ و يعبر ـــيظه م،ـة و معاناـــــاس اليوميــــوم النـــــن مهــــع

أعني االستعمار يف مكان يسمح هلم رية و لو خفية عن احلو بذلك ميارسون ،و العلم و املعرفة اة االستعمار

جيلسون للناس لجميع وقت يضيعونه صارا لزاما عليهم أن يتفرقوا يف كل تضاريس املدينة لمل يعد «باالنتقال حيث

اب لتعليم يناقشون، حيللون يضيئون العقول املظلمة، يبذرون يف القلوب أمال سيشرق قريبا، يف كل حي أقاموا كت

ذكورا و إناثا مبادئ العربية أوال، مث حفظ القرآن الكرمي ثانيا، مث يتوسعون لبعض من حيالفه احلظ من خالل األطفال

يصف الروائي الشارع (1)»و الدنيا خاصة الفقه و التفسري و احلساب و التاريخحترك الشخصيات فيدرس علوم الدين

ة و يف كل مكان ـــة انتقاالت واسعــــرف حركــــان و يعــــكة على املـــــاس باملسؤولية و الوعي بالقضيـــــس اإلحســـــحيث ينعك

ر ـــــ، يربز هذا الشارع كمكان انتقال عام واسع و غيامن تنوير للعقول و للتعليم و التعريف باملقاومة و احلث عليه

ر ـــــران و بلخيـــــو أمق حـــــي رابــــريب و ســـــات كالعـــــع به شخصيـــــــاح اليت تتمتـــــدل على االنفتـــــح باحلرية و يـــــدود يسمـــــــــحم

فقد ، و يتجلى البعد السياسي الذي احتواه و إن عرف هذا الشارع التحضري للمقاومة و رفض االستعمار ،و غريهم

ف أيضا جتسيد ذلك الرفض عرب املظاهرات و املسريات اليت عرفها رغم القتل و الظلم الذي تعرضوا له لكن يبقى ر ع

أيقظ أطفال الكشافة «اي و ما عرفته من أحداث ملاصوت املقاومة و الثورة هو السائد و من أمهها مسرية الثامن من م

املدينة مع الصباح الباكر و هم يندفعون بلباسهم املوحد باجتاه مقر الكشافة، مث راح اجلميع يتوافدون على مسجد

املسرية وصفت (2)»، كبارا و صغارارجاال و نساءاحملطة كأم السيل املنهمر، و اكتظت م الباحة و الشوارع احمليطة،

وه من هتافات ــوع و ما قدمــــــود و اجلمــــــذه احلشــــــل هــــــارع لكـــــــواء الشـــــت احتــــــنات و بي ــــــدى صفحـــــل على مــــبالتفصي

داء من العريب ــــل شارك فيها ابتــــفالكالل، ـــــة و االستقـــــب احلريـــار و حــــم و االستعمــــض الظلــــت رفـــــنو استعدادات بي

��ق، ص .40ا �!در ا (1)

6، ص *�.545ا �!در (2)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

73

ة من قتل ــدث و ما آلت إليه املسرية يف النهايــــــم ما حـــــة و رغـــــة و سالفة و سي رابح و بلخري و حىت الكشافـــــو محام

ة للحرية حيث أراد الروائي أن يقدم صورة و جمازر يف حق األبرياء، إال أن هذا املكان انسجم مع شخصياته احملب

ت و بالفعل من خالل ما سبق عرب ،هذا املكان كي مينحها واقعية أكثرواضحة هلذه املسرية و بالتايل أن يوثق صورة

اح الذي عرفته و احلرية اليت منحتها لشخصياته، مث القتل ـا و كذا االنفتـــــال اليت عاشتهـــــة االنتقــــــوارع عن حركــــذه الشــــه

.نشر الوعي بالثورة هاأمه و األحداثو الظلم االحتالل و بالتايل كان هلذا املكان دور فعال و اجيايب يف تطور

:أماكن االنتقال الخاصة -2- 3-2

:امالحم - أ

كن املدينة اليت تتصف باحلركة حيث كان له دور مهم يف سري األحداث أيضا و قد اتسم ا ام إىل أمينتمي احلم

لالستحمام إىل مكان للتحضري للثورة أي مكان ذو بعد اقتصادي من مكانبتعدد املهام حيث تطور و جتاوز مهمته

ال من اجلزائريني ــيضعه بذلك ضمن ميسوري احلفح ــــسي رابلدر رزق ـــــ، ويشكل مصأيضــــــا يـــــان ذو بعد سياســــإىل مك

ا ــــات لكننـــــدى صفحـــــى مــــــعل زينته اليت عرضته و ــــــرز زخارفــــــل و أبــــــه من الداخــــــوصفلي ـــــض الروائر ــــو قد تع

بعد منتصف النهار اماحلم « ثها فكان ر على هذا املقطع الذي يبني دوره يف البداية ملا ظهرت املدينة و أحداــنقتص

تح صدره للرجال الذين يقصدونه بكثرة، و قد تغريت فيه كثري من ممارسات النساء، و يتحول ليال إىل مرقد يقصده في

إلتقاء ام ال تتوقف تشغله النساء ارا و يقصده الرجال ليال و يشكل مكان حركة احلم ف (1) »الغرباء و عابرو السبيل

مبيت و بالتايل للراحة و أما بالنسبة حلمامة و الال تركية زوجة سي رابح لللالستحمام أو سواء لكل واحد غرضهو

ام ارات على النشاط الذي يتميز به احلم ـــــو هي إش ،دــــــل يستفيـــــفالكو هكـــــذا رزق لل ادر ــل مصـيشكفه ـــــن عليـــــيتالقائم

دوره كل هذا ساهم يف تطور و جتاوز ،و االجتماعية اليت يشهدها اإلنسانيةنتيجة العالقات أيضا مكان إجيايبكو

كان ساءم«التخطيط للمقاومة بأسلوب تدرجيي من خالل العمل السري فمن خالله مت إىل دور أمسى و أرقى األصلي

تتوسطها طاولة حتيط ا مثانية كراسي، تنفتح يف جدارها الشمايل لاألو ام يف حجرة صغرية بالطابق املوعد يف احلم

��ق، ص .205ا �!در ا (1)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

74

ت سي رابح صورة كبرية لألمري نافدة صغرية كثريا ما استعملت أساسا ملراقبة حركة الشارع، و يف قلب جدارها األكرب ثب

كلها حتت مسعه و بصره ااجتماعاتنسنعقد ... د املقاومة اجلزائرية، سي األمريقال سي رابح هذه صورة ...عبد القادر

النضايل فرغم ضيق و العمل صت للنشاط خص ام احلم داخل ميثل هذا املقطع وصف تفصيلي لغرفة (1)»ليباركها

إال أا كانت املقاومة عبد القادر الذي يعكس شخصية سي رابح األمرياملتضمن صورة مساحتها و بساطة أثاثها

و بذلك فسح هذا املكان جماال للحرية ،للثورة ةــــــات التحضرييـــــالل االجتماعـــــايل من خــــــل النضـــــبداية االنطالقة للعم

رت من عملها طو هذه الشخصيات اليت ، ة إىل كونه مكان انتقالـــــباإلضاف احــــمنفت اانــــــل مكــــــو مث ةـــــة سريــــو لو بطريق

ليس أهم عند «ر دور املكان أيضا حيث جديد متثل يف حزب الثوار و بالتايل تطو و متكنت من تأسيس حزب سياسي

تركز نقاشهم على ضبط طرق و... اـــــا و رعايتهــــــا يف سقيهــــــوا مجيعـــــة اليت سامهــــــوار، هذه النبتــــــاجلميع من حزب الث

ه للعمل ـــــممارستع ـــــبني هذا املقط (2)»ورة، إضافة إىل الرجال الذين يفجرواـــــل ثـــــان كـــــمجع املال أوال، املال هو شري

عده عد جتاوز ب كان له أكثر من داللة وب كم ام يف الرواية برزع للمال و لرجال و بذلك يكون احلم ـــــوري من مجـــــالث

.االقتصادي إىل داللته كمركز لإلعداد للعمل الثوري

:المقهى - ب

، فهو ينضوي حتت أماكن يشربون القهوةو يؤدي املقهى وظيفة اجتماعية نفعية يلتقي فيه األشخاص يتحدثون

التشكيل الظاهري لفكرة املقهى تكمن مقولة الوعاء حيث ال يركن بساكنيه «االنتقال اخلاصة يف الرواية و هو يف

ت مبقهى و كثري هي الشخصيات اليت مر (3)»ف يرحلون إليهاح م يف ربوع أمكنة أتو منها و سو و املؤقتني، بل يس

نة عند انتقال العريب إليها و هو ميارس دوره إىل آخر دياملمكان ظهوره يف اجلزء الثاين من الرواية بظهورو ارتبط ،العرب

م دوره الكبري يف التوعية بالقضية اجلزائرية ام مثال وقد ال األخرى كاحلم ــــكن االنتقا حتول مثل بعض أم ثـــــداث حيـــــاألح

يف حياة شخصيات الرواية إىل درجة القداسة ملا قصد كل سي رابح و العريب املقهى الذي يظهر يف هذا أكد أمهيتهو

��ق، ص .364ا �!در ا (1)

6، ص *�)468-467(ا �!در (2)

�!�ر 40ا روا�� و ا ���ن، ص : ���ن ا (3)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

75

يف الطريق إىل البيت دخال مقهى العرب، اليت كانت كاملكان املقدس البد أن يزوره اجلميع، جلسا حيتسيا «املقطع

و بالتايل ،هذا املكان املقدس الذي منحهم الراحة النفسية عرب متضية الوقت فيه و الرتويح عن النفس (1)»ين قهوةفنج

فغالبيتهم يعانون ينيرغم مساحته و وضعية املرتدية اليت تعكس مستوى مرتاديه من اجلزائر يظهر كمكان مفتوح أيضا

منذ اختاروا طاولة يف الزاوية و جلسا قال إا مدعاة للشفقة لعلها مل تطل«من العوز و الفقر عرب هذا الوصف

ها و مستوى مرتاديها الذين حتولوا ر ظهر فقمن األوصاف اليت ت ي جاء وصف حالة مقهى العرب بالتدرج و ه (2)»بنيت

هى العرب قمنطلقني من م ام بني الشخصيات وبني املكان فغدوا ثائرين على أوضاعهمــــــدث انسجـــــحيث ح ،هم أيضا

ة ــــــأقبل سي رابح، دخل مقهى العرب اليت كانت مكتظ«بضرورة املقاومة و ذلك ملا وعي الكن نشر ا و هو من بني أم

ب أن ــــ، جي..ة أرضنا العزيزةـــــت فرنسا الظاملــــوم احتلــــــل هذا اليــــــوان يف مثـــــيا إخ: ، قال سي اهلادي..حد التجشؤ

م، ــــعلى مقاطعة العمل عندهم و مقاطعة سلعته نظهر للفرنسيني أننا لن نرضى بتواجدهم بيننا، و هذا يقوم منذ اآلن

يظهر هذا املقطع التجمعات اليت أصبحت تغزو (3)»ورة، هؤالء يفهمون إال لغة القوةــورة الثـــــالث: بـــــه صوت غاضـــــقاطع

املقهى ليس لتمضية الوقت كما يف السابق و إمنا لغرض آخر أمسى و أرقى من أجل توعية كل شرائح اتمع املتعلم و

إال أن مقهى ةضيقمساحته الغريه بضرورة الثورة ضد فرنسا فوجدوا يف هذا املكان احلرية يف التعبري عن رأيهم رغم

املقهى بعدما يف هذارب حيمل االنفتاح أيضا و هو انعكاس النفتاح نفسيات أبطاله جاعلني منه منربا لتوصيل رأيهم الع

.دمة قضيتهم حنو االحتاللخلتطور أيضا إىل مكان لتوعية اجلزائريني . عن النفس حلرتويلكان مكان للتسلية و

:القرابة - ج

ء لقضا نههلم ، يقصدو امقدس ات مكاند الرواية سواء يف القرية أو املدينة و ع ة يف اكتسبت القرابة مكانة مهم

و بذلك فالشخصيات تبحث عن ،و هو بذلك مكان يعكس هذه الثقافة اليت تدل على حرية ممارسته حوائجهم

رياته طفولته و هو الراحة و الطمأنينة يف هذا املكان اخلاص و احملدد حيث يظهر هذا املشهد عند اسرتجاع العريب لذك

�ظر، ط: (ز ا د�ن ��و�# � . 214، ص 1$و�6 ور$�� ا �$ث (ن ا (1)

6، ص *�236ا �!در (2)

6ا �!در *�355، ص (3)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

76

ي علي سيدابة مرتعة بالرهبة حني كان يزور مع والدته قر اللحظات كم كانت«برفقة والده و هو يف زيارة هلذا املكان

و ختفف من خطوها و ترتفع متتماا ... ل و وليهم الصاحل تدعوه أمه أن يلزم الصمت و مها يقرتبان منههم األو جد

املغطى حاملكان املكسو هيبة وجالال و جتلس عند الضري رأسها و تدخل ئطأمعناها، تطبكلمات ال يدري الصغري

ه خضر تشعل البخور و الشمع و تنتحب تستمد العون منه على مهوم الزمان، خيرجان و قد استحالت أم أبقماش

بالقماش والضريح املكس ىل حالةإبشيء من التفصيل جو هذه الزيارة من موقف األم املنكسرة وييصف الرا(1)»ربيعا

اح وفرج حلالة الزائرة ــو ما ينتج عنه من ارتي ضرحةلألات املرافقة ـــــستلزماملمن وع و هي ـــــط به من مشـــــر و ما حييـــــاألخض

العريب ربيعا و هو كمكان انتقال يعكس كثرة أمملا غدت نفسية و بذلك يربز انفتاح هذا املكان رغم حمدودية مساحته

نفسه يف املدينة ملا تكتسي األمركذلك ،ة عندهــــــده و الطقوس املقامـــــاس اليت تقصــــــالل النـــــمن خه ـــــاالنتقاالت إلي

فتحت سطيف جفنيها صباحا على « هذا املقطع ذلك بالبعد القداسي و يبني عامر و وليها سيدي اخلري أوالدقرابة

... هو وحده ميلك بربكته القدرة على إغاثة الناس ،ريح الويل الصاحل سيدي اخلري ضللخروج إىل أنفسهماملئات يعدون

م هذا قد (2)»سيأكل اجلميع أمام الضريح ،حبون األنعام و ينصبون القدور لطهو الطعامذي اراحو ،هناك حني جتمعوا

عا ـن طمــــلحاضريلام ـــــات و إطعــــــح لألضحيـــــاالت و ذبـــــح من ابتهــــة و الضريـــــة يف القرابـــــوس املقامــــللطق افــــاملقطع وص

يات ــــمن شخص ابتداءات ــــــان من شخصيــــــري هذا املكـــــــر تأثـــــه يظهـــــــومن ،مـــــل مشاكلهــــر و يف حــــــر و يف اخليــــيف املط

اإلسالميمع الدين هذه الطقوس رة بلغت مرتبة القداسة رغم تعارضـــة كبيـــــه لقيمـــــة إعطائـــــة إىل درجــــــة إىل املدينـــــالقري

ب بعد ثقايف ـــتشكيل بناء الرواية و اكتست يف ــــكن اليت سامها م األمــــــان يكون من أهــــــايب يف املكــــــري االجيـــــذا التأثـــــو

.يساقداله بعدو حضاري و األكثر

:المسجد - د

له فكن يف بناء املكان العام للرواية، ا كن االنتقال اخلاصة اليت سامهت كغريها من هذه األما ينتمي املسجد إىل أم

دوره يف تعليم القرآن للصبية حصر القرية الذي، حيث منيز أكثر من مسجد ابتداء من مسجد حضور على طول الرواية

��ق، ص .41ا �!در ا (1)

6ا �!در *�390، ص (2)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

77

خالل مفردة صغري، ملا إالزت القرية و الذي مل يتم وصفه هندسيا نظرا بالوضع املزري و حالة الفقر و العزلة اليت مي

و أخذه يف جولة لتعريفه ،الذي مت وصفه من طرف سي رابح للعريب بعد تعرفه عليه) سطيف(سجد املدينة مب قورن

، بناه األتراك قبل أن يرحلوا عن هذه األرض و توجد كنيستان الوحيد يف املدينة هذا املسجد«املدينة فقد كان ب

للنصارى و كنيس لليهود كان املسجد من احلجارة يرتبع على مساحة كبرية ميد منارته عاليا إىل السماء، الفرق شاسع

خيتلف مسجد املدينة (1)»ة القرآن الكرمييإال كتاب لتعليم الصب بينه و بني جامعهم يف العرش جامعهم الصغري ال يتخذ

همتسع و ذا منارة عالية حيث أبرز مكان فهو له املتسم باالجيابية عن مسجد القرية يف الشكل و يف الدور الذي أوكل

كنيس اليهود يف تلك الفرتة لوجود األديانر تعدد ــيظهالذي التارخيي و هدـي عن بعــل بناؤه الرتكــــالل أصـــــمن خ يو االر

هلوية اجلزائرية على او إن اتسم املسجد بدوره كمكان للصالة فهو داللة ،و الكنيسة لكن بصفة استعمارية و استبدادية

ا املسجد اجلديد الذي كان له كبري األثر يف اجلزائريني من خالل نشر الوعي و التعريف ينهض اإلسالمية و اليت

ة به كثريا للتحضري للمقاومة و الثورة فقد شهد حركة نشيطة و يظهر ر ت شخصيات الرواية الثائـارتبط و ةاجلزائريبالقضية

ن أسآخذ معي العريب املوستاش فقط جيب «وج مع سي رابح ذلك عرب هذا املقطع االستشهادي حلديث يوسف الر

ي االستقالل يف النفوس ـــــر وعـــــا و ينشــــــون منربا لنا مجيعا جيمع كلمتنـــــليك دـــــن املسجـــــبتدشي نسرعن أد ــــــا البـــــتبقى هن

نه مل يقدم أي وصف لبناء املسجد اجلديد فقد بني قيمته و دوره كمكان انتقلت فيه أرغم (2)»و يفضح االستعمار

ل يف نشر الوعي باالستقالل ـــــ متثالذي سياسي ال هاوز بعده الديين إىل بعدــجت اتسم باالنفتاح و ثالشخصيات حي

و ذا فاللجوء ،منه القوة لتأثريه فيهم مستمدين االستعمار احملتل وقيودم الواقع ــــة رغـــــة احلركـــــالل حريـــــخ منفمورست

رغم أن أبطاله شخصيات ،و سبيل للقوة و النصر على العدو اإلسالمإىل املسجد يدل أيضا على التمسك بتعاليم

و ابن باديس اإلبراهيميكالبشري تقودهم يف ذلك شخصيات دينيةو غريها كالعريب و سي رابح و يوسف غري متدنية

.منهجها يف احلياة و يف دحر االحتالل اإلسالميةجعلت التعاليم

��ق ، ص 148ا �!در ا (1)

6، ص *�359ا �!در (2)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

78

:دار الفساد - ه

الشخصيات ىيف التأثري عل االيت كان هلا دور إجيابي األخرىخيتلف هذا املكان عن بقية أماكن االنتقال اخلاصة

له بعد فجتاوز حدود الدين فيه تم ي للرذيلة ال دار الفساد مكانفقد شك ،حيث اتسم بالسلبية للداللة اليت كان يربزها

ان إال ـــذا املكـــــــــف هــــــــم وصــــــــمل يت ،وةـــــر الشرعيــارج األطـة خـــــث عن املتعـات اليت تبحـقصده الشخصيتي ـــــر أخالقـــــغي

هاــــب ر ـــــة و مـــــريب و محامــــد املدينة حبثا عن العــــالذي قص وبةـــــعي ه مثلـــــردد عليـــــتتات اليت كانت ـــــالل الشخصيــــمن خ

احملرومة، ليتفرج بعدها على عشرات األجساد العارية ف على حدة و مفاجأته دار الفساد اليت قصدها عجال تعر «

من نوع ةحبريانتقلت إىل هذا املكان شخصيات تتمتع (1)»تعرض عليه املتعة، فيختار من يشاء ليليب رغبته سريعا

ال صيتهــر حىت وصـــــو خالف التيق ةـــــاملرقومدة ــن األخالقي مثل وريــــــة و التعفـــــة الرذيلـــــثقاف ــــاهـر من خاللــــاص تنشـــــخ

.وبة القرويإىل عي

دوره يف نشر الوعي له مكان للعبادة و ميثلاملسجد فد ثنائية ضدية، ـــــاد مع املسجـــــل دار الفســـــو بذلك يشك

.يف نشر الثقافة العليلة ذات البعد الالأخالقي هادور فيتمثل دار الفساد أما الثوري

:المقرات و النوادي و المحالت - و

ي و مقر الكشافة قرت ت كبرية للشخصيات خاصة نادي الالكن يف املدينة و قد عرفت حركة انتقاا متوقعت هذه األم

ألمقران فاختلف عنهما كونه حمل للحدادة يقصد من أجل قضاء حاجة متعلقة باحلدادة و كتبه أيضا أما حمل احلدادة

على املكان من خالل ما انعكسو هو ما ،صاحبه مثقف ودارس للتاريخ و يعرف اللغتني العربية و الفرنسية تبني أن

وراح ... إىل غرفة صغرية ليغري مالبسه أمقراندخل «احتواه أيضا هذا احملل الذي جلب انتباه العريب ملا زاره يف حمله

ب صغري إىل جوار مرقد مرتفع عن األرض، بعض الكتب كان العريب املوستاش يقلب أوراقا و كتبا تناثرت فوق مكت

هل أمقران عامل أيضا خيفي ...بالعربية و بعضها بالفرنسية و معها أوراق كتبت برموز مل يفهم منها شيئا، إا طالسم

��ق، ص 262ا �!در ا (1)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

79

ملقطع أظهر هذا ا (1)»جلس أمقران إىل جواره و أخربه أنه باحث يف الروحانيات...ذلك عنه؟ هل هو مشعود ساحر؟

حيث انعكست شخصية أمقران ،غرفة احملل و ما حتتويه من أثاث و كتب ختص أمقران من خالل وصف تفصيلي هلا

ان لتجارة احلدادة ــمثقف و عامل روحانيات فشغل الغرفة بكتبه و طالمسه و بذلك جتاوز احملل كمك هكون على املكان

يلغ اجلانب مللكن هذا ،فقط باإلشارة إىل ذلك استحضار األرواح و لو كان خيص إىل مكان ينايف الدين فيما

من طرف العريب و سي رابح و أمقران االجيايب هلذا املكان يف التحضري ملقاومة االحتالل من خالل إقامة حزب شديد

الال و ةللمؤسسني إال محامة ـزب الثوار، مل يضم بعد ذلك إضافـي حتأسيس تنظيم سري مس و هكذا مت «و غريهم

يعكس هذا املقطع البعد الذي أبرزه هذا املكان يف خدمة الثورة و العمل اجلماعي لألبطال (2)»ة و سالفة الروميةــــتركي

الرئيسي هـادور انــــــكف رىــــــرات أخـــت به مقــــــدور الذي ختصصـــــان، هذا الــــــرا على هذا املكـــــكثي ترددوان الذين ـــــاملقاومي

للثورة من أجل االستقالل اإلعداد يف سبيلة كن مفتحة أيضا تؤدي وظيفة مهم ا و لذلك فهي أم ،ألجله أنشئتاليت

يف نادي الشباب جلس حسان بلخري يطرح على يوسف الروج و سي رابح فكرة تأسيس «مثلما جند مع هذا النادي

سامقا حىت يبلغ وهج مؤكدا أا ستكون لبنة أخرى يف صرح الوطن الذي جيب أن يعلو ،شعبة مجعية العلماء بسطيف

تأسيس مجعية العلماء رقي املستوى التعليمي و الثقايف ىلصبوا إيعكس هدف نادي الشباب الذي (3)»الشمس

املرتبط بتعاليم الدين لوطنهاملقاوم احملب فقثبني علماء وسياسيني و كذلك بلخري الرجل امل أسستهلشخصياته اليت

و األمر نفسه جنده مع مقر الكشافة الذي اشرتك يف املطلب الرئيسي و هو االستقالل عن فرنسا حيث ،اإلسالمي

كان احملل حافال ... ل مقر للكشافةمارة حيث سيفتح أو تحبي ال)Daumal(اجته اجلميع إىل شارع دومال «

االجتماع عرب (4)»مالحمه تربعمتاألمل يف نفس حسان بلخري ، فانتفض و سرى باألحالم اجلميلة، و مرتعاباحلاضرين،

ى ـــــأعط اإلسالميةنفصال عن الكشافة الفرنسية و تأسيس كشافة قائمة على املبادئ يف مقر الكشافة متت املطالبة باال

الل ــــد االحتـــــــورة ضــــــعوامل الثعامل من كو وة ـــــــدر للقــــكن كمصا ذه األمـــــــي هـــــــم الروائد ـــــو بذلك ق ،اؤلـــــور بالتفــــــشعال

��ق، ص )197- 196(ا �!در ا (1)

6، ص *�.406ا �!در (2)

6، ص *�.462ا �!در (3)

6، ص *�.459ا �!در (4)

���ــ� ا���ـــن �� ا��وا ــ�ا��� �ـــا���

80

من خالل نشر الوعي و قد كانت عالقة هذه املقرات بأصحاا إجيابية مارست فيها حريتها و حقها يف طلب العيش

خلقت يتالسياسي ال ابعده املقراتهذه عكستو بذلك ،تالكرمي و رفض الظلم و االستبداد الفرنسي يف كل ااال

.ألجله

و تركزت يف املدينة أين مارست الشخصيات فيها ،او إجيابي امهم ادور ةت أماكن االنتقال العامة و اخلاصأد

تعانيها و عملت على حتسينها، سعت يتالت عن رفضها حلالة البؤس فعرب ،حرية االنتقال من أجل الوصول ألهدافها

دور يف نشر الوعي الثقايف و السياسي و بذلك احنو تكسري القيود و رفض واقع االستعمار بالثورة و املقاومة، فكان هل

ام و يف املسريات أو يف أماكن االنتقال اخلاصة كاحلم اءـاألحيكالشوارع و ال العامةـن االنتقـــاح سواء يف أماكــز باالنفتمتي

ثنائية املكان املقدس ك فرعيةعنها ثنائيات ضدية تولدتثناء دار الفساد، حيث تساب و املقهى و املسجد و املقرات

ة اليت يسكنها الفرنسيون ــلراقية الشوارع اــــــاد و كذا ثنائيـــــمتثل يف دار الفسالذي ان املدنس ـــــمتثل يف املسجد و املكالذي

.يسكنها العرب اجلزائريونالفقرية اليت و الشوارع

ن إقامة إجبارية و اختيارية و أماكن انتقال ــفتقابلت بني أماكة عن خصوصية املكان ــــت التشكيالت املكانيـــــكشف

ة ـــــة الشوارع الراقيــــــو ثنائي ،ريبـــــة البيت الراقي و البيت الشعيب العـــــثنائيكة ــــــثنائية ضدي عنهـــــا ة و تفرعتــــــو خاص عامة

سياسية و اجتماعية عكست صراع اذة بذلك أبعادـــو الشوارع البائسة، و ثنائية املسجد و دار الفساد متخ

.منهج املقاومة و رفض واقع االحتالل و تبين من استبداد السلطة هاالشخصيات يف انتقام

وظائفه التزيينية كديكور بيف ذلك متوسال وصف املكان على تقدمي التفاصيل بصورة تدرجيية لتوضيحهاو اعتمد

و الوظيفة اإليهامية اليت تعتمد على الشخصيات و الوقائع التارخيية لتوهم القارئ حبقيقة املكان و الوظيفة ،لألحداث

امهم اا، هذه الشخصيات اليت كان هلا دور اط املكان ـــة ارتبـــــات، نتيجـــــوك الشخصيـــــسل نف عـــــة اليت تكشـــــالتفسريي

.دا أيضاتقل يف تطور األحداث و كذلك للوظائف اليت

: ــــا����ــ� ـــا���ــ

ــ� ا��وا�ـــ� ا����ــ�ت ــ��

.ا�����ت ا� وا����ـ�م - 1

.���ـــــ� ا����ـــــ�ت - 2

.����ـــــــ� ا����ـــــــ�ت - 3

�ـ�ء ا����ـ�ت - 4� .د��ـ� أ

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

82

:مفهوم الشخصيات الروائية -1

ال تقوم من دون شخصياا و وكذلك الرواية بوصفها تنطلق من الواقع اإلنسانعن تستغيناحلياة ال يدرك اجلميع أن

ل كل شيء ـــــت متثــــفكان لاو ـــــــة تفاوتا يف التنــــا التارخييـــــقد عرف مسري ــــاأم ال، و هي على أمهيته ةـــــإنسانيواء كانت ـس

أن رواية الشخصيات أصبحت ملكا «ه رأيه ملا قال يلت، حيث أبدى آالن جرييف الرواية التقليدية و مع تغري الزمن حتو

هلا بإعطائهكن رغم هذا يسجل مرتاض موقفه و صارت بعد ذلك شأا شأن العناصر السردية األخرى ل (1)»للماضي

الت األخرى، حيث إا هي الشخصية هي واسطة العقد بني مجيع املشك « عن رأيه يف أن أمهية كبرية يف الرواية و يعرب

(2)»و هي اليت تتفاعل مع الزمن...ر املكانو هي اليت تعم ...اليت تصطنع اللغة، و هي اليت تبث أو تنجز احلدث،

الة لبناء تشبك الشخصية خيوطها مع خمتلف العناصر السردية من لغة و مكان و زمان وحدث بطريقة حمورية و فع

العديد من النقاد الذين تناولوها بالبحث و الدراسة و خرجوا تمجايل، هذه الطريقة استقطبو خطاب روائي فين

السردي من خالل طريقة توظيفه يف الرواية النموذج تسليط الضوء على هذا املكون ه حناولو من. بتصورات خمتلفة

.وجهات نظرحوله من ثريأ مبتدئني باملفهوم و ما

و النقدي، فقد أمهل اإلبداعياختلفت اآلراء و تعددت املفاهيم حول الشخصية نتيجة للتطور الذي شهده امليدان

رمبا تكون هناك حكايات خرافية من غري مسات «أرسطو مفهوم الشخصية و نظر إليها من زاوية ملا قال عنها

يظهر أنه اهتم بالفعل الذي ترتبط به (3)»شخصية، و لكن لن تكون هناك مسات شخصية من غري حكاية خرافية

نها بعد ذلك أصبحت عنصر مهم داخل النص لكة هلذا الفعل، و أوصف اسمالشخصية و الذي يتحكم ا ألا متثل

.السردي يف حدود القرن التاسع عشر

و هذا بعدما تطورت ،أشار إىل حدوث خلط بني الشخصية التخييلية و الشخصية احلقيقيةآخر كما كان هناك تصور

يف النص السردي من خالل وصفها بأدق تفاصيلها و عكسها لواقع احلياة و هو امهم االشخصية و أصبحت عنصر

.36دراسات يف اآلداب االجنبية، ترمجة مصطفى ابراهيم مصطفى،دار املعرف مبصر، ص حنو رواية جديدة: جرييهآالن روب (1)

)104-103(يف نظرية الرواية، ص : عبد امللك مرتاض (2)

.62، ص 2002، 2، ط)سوريا -حلب(مدخل إىل التحليل البنوي للقصص، ترمجة منذر عياشي، مركز االمناء احلضاري،: روالن بارث (3)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

83

اد إىل املطابقة بني املؤلف و الشخصية التخيلية خصوصا يف روايات ضمري اء و النق ما أدى يف كثري من األحيان بالقر «

، و باخلصوص يف رواية السرية، حيث إذن حتدث املغالطة ملا يصعب التمييز بني املؤلف و الشخصية الروائية (1)»املتكلم

، ميسكها القارئ عرب خييلية موجودة داخل النص السرديتحقيقية تعيش يف الواقع و الشخصية ال ةل املؤلف شخصيميث

ثل ــــة نظره اليت تتمـــــالل وجهـــــده بارث من خــــــوي و هو ما يؤكــــــار لغــــل إطــــــون داخــــــي بذلك تكــــــراءة و هــــــة القـــــمرحل

قد كان حيث تظهر هذه الشخصيات من خالل الكلمات و املقاطع السردية و (2)»الشخصيات كائنات ورقية« يف أن

و أخرى ثابتةجند قيما « موقفه إزاء هذه ملا يقول و يبني اهتموا بالشخصية، و بنظرة مغايرة يظهر فالدميري بروب ممن

ها ــأو وظائف actionsت نفسه، و ماال يتغري هو أفعاهلا ــــات و صفاا يف الوقـــــاء الشخصيـــــوما يتغري هو أمس رة،ـــــمتغي

نا لإىل شخصيات خمتلفة، و هذا ما يسمح األفعالو ميكن أن نستخلص من ذلك أنه غالبا ما تسند القصة نفس

متغرية من حيث ألاأمهل بروب الشخصيات يف حد ذاا (3)»بدراسة القصص انطالقا من وظائف الشخصيات

و بذلك فقد اهتم باألدوار اليت تقدمها ثابتةو ركز على وظيفتها ألا ال تتغري و تبقى ،االسم و الصفة و بالتايل تتعدد

ربطه باحلكاية ق هذا املفهوم و الشخصيات و هكذا كانت هلا األولوية يف احلكاية و استغىن عن الشخصية حيث طب

.اخلرافية و العجيبة

لقد اقرتح غرمياس أخريا « ث دورها و وظيفتها أيضاـــة من حيــــر للشخصيـــــملا نظ grimassف عنه غرمياس ـــــو مل خيتل

من هنا جاء امسهم يصف و يصف شخصيات القصة، ليس حبسب ما هم عليه، ولكن حبسب ما يفعلون أن

حيث اختفى مصطلح الشخصية و استبدل بعامل، هذا العامل الذي ميكن أن يكون شخص أو حيوان (4)»كعوامل

.أو حىت فكرة

، حيث تعد آراءه من أهم اآلراء اليت تناولت قضية الشخصية فهو philips hamoneب هامونييظهر بعد ذلك فيل

ميكن «جتماعي للتصور التقليدي، فالنسبة إليه أقصى التحليل السيكولوجي و االو ينظر للشخصية من جانب لساين،

.212، ����2 ا���ل ا�روا �، ط: �ن ��راوي (1)

. 72،ص 2التحليل البنوي للقصص، ط:رو�ن ��رث (2)

.37، ص 1996، 1، ط)سوريا- دمشق(مورفولوجية القصة، ترمجة عبد الكرمي حسن، مسرية بن عمو، شراع للدراسات و النسر و التوزيع: فالدميري بروب (3)

.65ص ،2طمرجع سابق، التحليل البنوي للقصص،:رو�ن ��رث (4)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

84

تقوم باجنازه الذات .. مرفيم فارغ، أي بياض داليل ال حتيل على نفسها، فهي حتتاج إىل بناء بأاحتديد الشخصية

وحيدد هويتها أو معناها من خالل السياق ومن خالل عملية القراءة اليت متنحها (1)»املستهلكة للنص زمن فعل القراءة

.دالالت قابلة للتحليل و الوصف، تبدأ فارغة، و ميألها النص بالصفات عن طريق فعل القراءة

كانت هذه من أهم اآلراء النقدية حول الشخصية اليت استفادت منها الدراسات السردية، هذه املفاهيم اليت فتحت

.وظيفتها يف البناء السردي اال للنظر بطرق خمتلفة من خالل تصنيفها و كيفية بناءها و من حيث

:تصنيف الشخصيات -2

فليب هامون يف حبثه حول الشخصية على الدراسات البنيوية و السميائية فأصبح تصنيفه ذا أمهية كبرية ألنه ستندا

ىن هذه التيبولوجيات الشكلية ــــأهم و أغ أن « ن حبراوي ملا قالــــدي، و قد صرح بذلك حســــف التقليــــد عن التصنيـــــابتع

من الناحية االجرائية هي تلك اليت يقرتحها فيليب هامون يف دراسته الالمعة حول القانون السميولوجي

او هكذا بدا تصنيف (2)»ال تتوسل بالنموذج السيكولوجي... كوا قائمة على أساس نظرية واضحة...ةيللشخص

وم به الشخصية داخل النص ــــالل الوظيفة أو الدور اليت تقـــــم مقاربته من خي و قد ــــلنفسف اـــــى به التصنيــــأقص اثــــحدي

إىل أنه ينظر للشخصية على أا عالمة تكتسب اإلشارةحيث سبقت –و كإجراء أول اهتم بتصنيف العالمات

فتحيل العالمات األوىل على املرجع أي ةو ميز بني أنواع ثالث -بناؤها من خالل النص ومن خالل نشاط القراءة أيضا

العامل اخلارجي و العالمات الثانية حتيل على حمفل امللفوظية و املرتبط بآثار املؤلف و العالمات الثالثة حتيل على نفس

(3)رديـــــة بني أجزاء العمل الســــات الرابطــــوظ أي العالمــــامللف

شارية اط من الشخصيات و هي الشخصيات املرجعية و اإلــــــة أمنــــد ثالثــــالعالمات يف حتديد على هذه ـــــكما استن

. من خالله كيفية توظيف شخصيات هذه الروايةة و نبني ـــده يف الدراســـــف الذي سنعتمـــــارية، و هو التصنيـــــو االستذك

09، ص1990، )املغرب-الرباط(مسيولوجية الشخصيات الروائية، ترمجة سعيد بن كراد، حمفوظة لدار الكالم، : فيليب هامون (1)

216، ص �2ن ��راوي، ���� ا���ل ا�روا �، ط (2)

.08مرجع سابق، ص روائية،مسيولوجية الشخصيات ال: فيليب هامون (3)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

85

:الشخصيات المرجعية - 2-1

شخصيات «الشخصيات اليت حتيل على الواقع اخلارجي بتارخيه و ثقافته فتتميز بني تنتمي هذه الفئة إىل

، شخصيات )احلب و الكراهية(، شخصيات جمازية)فينوس زوس(، شخصيات أسطورية)نابليون الثالث(تارخيية

ا، كما حتيل حتيل هذه الشخصيات كلها على معىن ممتلئ و ثابت حددته ثقافة م)تالالعامل، الفارس، احمل(اجتماعية

و هكذا فإن هذه (1)»، إن قراءا مرتبطة بدرجة استيعاب القارئ هلذه الثقافةثابتةعلى أدوار و برامج و استعماالت

، و قد توفرت كل أنواع هذه الشخصيات يكتمل معناها من خالل شرط سياق النص و كذا شرط وجود القارئ

.الشخصيات يف الرواية

Personnages historique: الشخصيات التاريخية - أ

زء ـــة يف فرتة اجلحفلت بالشخصيات التارخيية كوا تعاجل فرتة من تاريخ اجلزائر كانت حافلة باألحداث التارخيية املهم

ر ـــــزء األخيـــــــر يف اجلــــــذي ظهـــس الـــــيد بن باديــــــر عبد احلمـــــات يظهــــــمن بني هذه الشخصيو يـــــــرن املاضـاألول من الق

س خطبة ــــــلقد ألقى ابن بادي«دوره املهم يف هذا املقطع أبرزتفت الرواية من تناول هذه األحداث و من الرواية أين كث

ق و توجه وفد منهم ــــــالغلوا جرمية ـــــــك النواب فرفضر ــــد و املدارس و حتــــــة غلق املساجـــــددا جبرميـــــمن قينارية يف نادي الرت

الرواية و هو ميارس عمله السياسي من خالل هأظهرت (2)»و وزير الداخلية choutenإىل باريس ملقابلة شوطان

مشاركته يف اجلمعيات و النوادي اليت تدعم املقاومة فلم يكتفي بتقدمي العلم فقط بل حرص على نشر الوعي و العمل

مل يقف ابن باديس «ت عنه الرواية فلم تغري حقيقته اليت يذكرها الشاهد لدعم املقاومة و هو الدور اليت عرب لهمن خال

ملي ـــــى ذلك إىل مرحلة التفكري العالل بل تعد ــــــة يف الصحافة داعيا إىل االستقــــــة التفكري و الكتابــــــه اهللا عند مرحلــــــرمح

دور اجلهادي من أجل التبىن ابن باديس (3)»أكثر من حديث أبدى فيه عزمه على إعالن اجلهاد و قد روي عن الشيخ

24ا��ر�� ا���ق، ص (1)

413، ص�1و�% و ر�$� ا���ث ن ا��#دي ا���"ظر، ط: ز ا�د�ن ��و�� (2)

)93-92(، ص 1999، 2، ط)سوريا- دمشق(عبد احلميد بن باديس العامل الرباين و الزعيم السياسي، دار القلم : مازن صالح مطبقاين (3)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

86

ت هذه الرواية اليت مل تغري هذه احلقيقة و بذلك أد هالصحفية و هو ما أكدتدحر االحتالل و مل يكتف بالكتابة

.الشخصية التارخيية دورها يف الرواية و كانت منسجمة مع التاريخ

فمنهااألحداث السياسية ظهور يف النصف الثاين منها عند اظهرت الشخصيات التارخيية يف الرواية و باخلصوص

كاألمري عبد القادر، و منها اليت شاركت يف األحداث و تفاعلت مثل ابن باديس و كان اليت ذكرت باالسم فقط

ينقل األحداث بالتفاصيل بل مت اتارخيي كون سجالتفاعلها هذا مع الشخصيات الروائية الذي أبعد الرواية من أن ت

.داخل هذا امللفوظ الروائي إدماجها

Personnages légendaires :الشخصيات األسطورية - ب

بصورة واضحة يف النص الروائي من خالل تشع أطورة شهرزاد اليت سأاليت برزت األسطوريةالشخصيات من بني

ا يستمع حلكاياا و يدوا فإذا هلمقابال اشخصية حوبة اليت تقوم بسرد األحداث على لسان السارد الذي يتخذ موقف

ت تلقى على مسامعه ــــة كانـــــفالقص«اة و احلياة ــــــا يف النجــــكايات من نسج خياهلا طمعحبا ــــليهامتأل لي درزاـــــكانت شه

ن الشمس ألعن الكالم املباح عندئذن تنهي الليلة من غري أن تنجز القصة، فتسكت أاد بو تشغل شهرزاد ذكائها الوق

فقد كانت حتكي لزوجها شهريار املستبد بالنساء (1)»و هكذا تستمر ألف ليلة و ليلة...أشرقت و الديك صاح

بقة له، فحوبة تسرد حكاياا ارا مسرتجعة ذكرياا األليمة عن فرتة دموية املتعطش للقتل بسبب خيانة زوجته السا

عانت فيها اجلزائر متثلت يف جمازر الثامن من ماي من خالل هذا املقطع على ثالث أجزاء مستهلة كل جزء بالعبارة

السنوات ألمسع منها حكاياا جلس إىل حوبة حبيبيت الساعات و األيام و أما أحلى أن «االستهاللية اخلاصة بشهرزاد

ت صباحا نسماته ــــكان الوق...ا األشجارـــــة تغطيهـــــا على كرسيني متقابلني يف شرفـــــجلسن اءــــي عبقا و سنلتتضوع عل

كما حكت جدا شهرزاد يف سالف...و امرت حتكي...منعشة رغم الشمس اليت تربعت عروسة يف كبد السماء

ة ــــبني حوبأن دو ـــــيب (2)»....هـــــد أنــــل الرشيــــد، ذو العقــــب السعيــــبلغين أيها احلبي...اــــة بقوهلــــــــمستفتح ناألواالعصر و

.شهرزاد و شهريار، بني اجلدور و الفروع: التوجنيحممد (1)

)13-12(، ص�1و�% و ر�$� ا���ث ن ا��#دي ا���"ظر، ط: ز ا�د�ن ��و�� (2)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

87

فيظهر السارد سليما سويا من خالل وصفها إياه برجاحة ،و عشق عبقة حب ال تنتهي فحكاياا ــارد قصــــو الس

رح هو بدوره برفضه أن العقل حيث يستمع حلكاياا كما يعمل أيضا على تدوينها و يكون له الفضل أيضا حني يص

ألين كنت كالطفل الوديع الذي ينام حاملا رد شهريارهاو إن تكن هي شهرزادي فأنا لست «هريار ملا يقول شيكون

و يستبد و الذي شبه شهريار الذي يبطشو مبا يتصف به من وداعه فهو ال ي(1)»أحالمه الصغرية أن تدغدغ احلكاية

ينتظر اية احلكاية ليقتل بل هو يتنعم يف حضنها ألا عنده ليست املرأة فقط بل األرض، هي سطيف و هي اجلزائر

.و احلرية عن طريق الشجاعة و الثورة و املقاومة األملأيضا، وحوبة تروي عن

Personnages sociaux: الشخصيات االجتماعية -ج

ات ـــــت الفئــــايل اختلفـــود و بالتــــي املوجـــــقاوت الطبــــة، اليت عربت عن التفــــات االجتماعيــــبالشخصي ت الروايةــــحفل

:الشخصيات، و املتمثلة كما يلي اليت تنتمي إليها

ظهرت شخصيات حتيل على فئة اجتماعية متواضعة اليت تفاوتت بني البساطة و الفقر نتيجة واقعهم الصعب

كان عامال عند «خمتلفة بعدما رحل عن قريته لظلم القايد عباس له اوج الذي امتهن مهنحيث يظهر هنا يوسف الر

ذا ـــــمثل ه (2)»عنده أكثر من عام و بعدها رحل إىل العاصمة علمت أنه يعمل يف امليناءل القهواجي، اشتغل عال

ق ــــــــــر الشقيـــــاس غيـــــد عبـــــلقايل اه أخــــــــم كونــــــه، و رغـــــب أم ــــــت طلــــــف حتـــــح عن يوســـــث سي رابــــة حبـــــع نتيجــــــاملقط

يف عامال اشتغلبتعاده عن القرية و با ،حياته كانت بسيطة تقرتب إىل العوز أكثر أن إال النفوذمن والده، ذو املال و

وعيه بواقعه، و هو بذلك ينتمي إىل هذه الفئة البسيطة اليتذلك يف تغري هو قد ساعدأيضا يف امليناء عامال مثاملقهى

الذي يتعامل مع هذه الفئة و اليت يتعذر إيفاد كل امليسور احلالأمقران احلداد مثلت معظم شخصيات الرواية حىت

.األمثلة اخلاصة ا

.11ا��&در ا���ق ، ص (1)

.305ا��&در �'% ، ص (2)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

88

فئة املعمرين الفرنسيني اليت حتيل على الفئة االستعمارية الثرية و املستبدة بالضعفاء اجلزائريني مثل شخصية ظهرت

ظهر هذا املثال يف إطار (1)»اهلكتارات و يشغل الناس كالعبيدرجل غين جدا يستويل على مئات «فرانكو، فهو

ة ـــــو هو ينتمي إىل الفئة املرموق. املهتمة مبصاحلها فقطو التعريف بشخصية فرانكو اليت مارست سطوا على الضعفاء

و املتحكمة ة القادة ـــمتثلت يف فئات خادمة للقوات الفرنسية و خائنة لوطنها ـــــشخصي األخريةه هذه ـــــتقابل ةـــــالفرنسي

أوالد النش على رأسهم القايد عباس ميثلون السلطة «يف مصائر الناس اليت ظهرت من خالل الزوايا مثل زاوية

ديد اليت تنتمي ملكان القرية و ختضع هلا اجلميع بالته (2)»ل عاصـــذراع ك يو ـــــلع أن تـــــاوم تستطيــــة اليت ال تقــــالعسكري

.و القتل و الظلم

ات تأمتر حتت إمرة القايد عمار ــــبصاعة ـــــات متثل جمموعـــــة و هي شخصيـــــة السابقـــــبالفئ ئـــــــةذه الفـــــن هــــــو تستعي

ة ـــــلذلك عصاباستعمل القايد عباس « عملوا يف ختويف الضعفاء ذلك ملايف قضاء حوائجهم اليت متثل العصا اليت يست

.محيدة و أعوانهيف ملمثلة اة ــــا القايد يف حماولة خطف محامـــــهذه العصابة استعمله (3)»ا إىل محيدةــــــد قيادــــــة أسنــــــقوي

فقد أراد تنوعت الشخصية االجتماعية من خالل هذه الفئات املختلفة اليت ختصصت كل فئة بالدور اخلاص ا،

مرحلة تارخيية من تاريخ اجلزائر هي حوادث الثامن من ماي و قد شاركت هذه الشخصيات روائي أن يصو الر

ىل ذلك و بينت توجهها إاالجتماعية يف هذه األحداث من خالل التعرض إىل حياا و وظيفتها اليت دفعتها

.السياسي املختلف باختالف الفئة اليت تنتمي إليها

:المجازيةالشخصيات -د

من خالل فعل الشخصية و ما و هي تشارك، إنسانيةختتلف الشخصيات اازية عن بقية األنواع ألا غري

فظهرت على شكل أفكار و قيم خمتلفة ،و تطورها األحداثيف حتريك اكبري ايف الرواية، حيث كان هلا دور أكثرها

كثرية و تراوح بني احلب الذي مل يكتمل وبني الذي جنح و كان وقود مشلت شخصيات يتنذكر منها قيمة احلب ال

.158ا��&در ا���ق ، ص (1)

.32ا��&در �'% ، ص (2)

.�ا��&در �'% ،ا�&'�� �'# (3)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

89

هة أخرى و ذلك جأحداث الرواية متثل يف حب العريب املوستاش حلمامة من جهة و حبه لسوزان الفرنسية من

وراءن مكان الدافع (1) »لكين أحب سوزان أيضا... األوحد حلمامة لن أنساهحيب «صرح ملا باعرتاف العريب نفسه

حبهما من طمع القايد عباس يف الزواج من محامة نتيجة قيود اتمع ذفرار العريب املوستاش و محامة من القرية هو انقا

العريب الذي شعر بهجديد حب ربز يالقروي و استبداد حاكميها ليصال إىل املدينة بأحداثها و دواماا و صراعاا و

همة م مبهمةالقيام املساعدة يف ه الروائي من أجل قب الذي خلــــو، هذا احلــــوجة املعمر فرانكسوزان ز اه ـــــاجتاش ـــــاملوست

ية اازية املتمثلة ــــده و هنا تربز هذه الشخصـــــا ملقتل والـــــريب انتقامـــــاس من طرف العـــــل القايد عبـــــة و هي قتـــــيف الرواي

.وأدت وظيفتها يف حتريك األحداث امتألت شيئا فشيئا يف فكرة احلب اليت

املسرتجعة و كان األحداثيف ولاأل، حيث عرضت منذ املشهد اكتسبت فكرة االنتقام ثقل كبري يف الرواية

إن «يسعى كل متضرر من ظلم القايد عباس إىل االنتقام منه، منهم خليفة الذي شارك هو أيضا يف االنتقام منه بقوله

تبلورت فكرة االنتقام من خالل األحداث اليت تسببت (2) »التخلص منه يف أسرع فرصةجيب لقايد عباس وصمة عارا

ر و من أوالد ـــــيف نشوء هذه الفكرة عرب ظلم القايد عباس للضعفاء من عرش أوالد سيدي علي، بقتل زعيمها بلخي

داث املشاركة و هكذا تكون قد امتألت تدرجييا ــــام يف األحــــالنتقح دور اـــــقتل زوجة خليفة ليتضو به هو أيضا، ــــعرش

.و عكست ثقافة هذه البيئة

ة ــرة االنتقام تقدمت أحداث الروايــــت فكــــة بعدما انتهــــف الثاين من الروايــــة يف النصــــل يف احلريـــــرة األمـــــت فكــــجتل

وج عن صرح يوسف الر و إىل مرحلة خمتلفة من ذلك طرحت فكرة املقاومة و الثورة وتفاعلت شخصيات الرواية معها

صر ــا احلبيبة سننتـاع إىل كل شرب من أرضنــــــرى إىل األصقــلوعي جيب أن ينتقل أيضا إىل القهذا ا«هذه الفكرة

و هنا انتشر الوعي بضرورة رفض االحتالل و طغى حضور هذه الفكرة ابتداء من نشر الوعي و التوجه (3)»سننتصر

.دورها الفاعل يف األحداث يعكس ح و هذاباملسل استبدالهحنو العمل السياسي إىل

.246ا��&در ا���ق ، ص (1)

.223ا��&در �'% ، ص (2)

.359ا��&در �'% ، ص (3)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

90

الذكر، طفت ضافة إىل القيم السابقةباإلالشخصيات اازية حضرت بشكل الفت يف الرواية ف ن إميكن القول

أس و الشوق و الوفاء و احلزن اليت أحالت على أدوار خمتلفة ـــــل اليـــــها مثـــــرها مجيعـــــام لذكـــــا املقـــــرى ال يسعنـــــأخ قيمــــا

.و سامهت يف تبلور أحداث النص السردي

Personnages embrayeurs: الشخصيات اإلشارية -2-2

ؤلف أو القارئ دليل حضور امل«الفئة بنقل أفكار املؤلف إىل القارئ و بذلك تكون مبثابة تقوم شخصيات هذه

لذا تهرواي ةو متثل بذلك السارد الذي يتوسله املؤلف يف كتاب (1)»بامسهأو من ينوب عنهما يف النص، شخصيات ناطقة

هناك «مرسل اخلطاب الروائي و بالتايل والراوي ه أوالسارد أمان املؤلف هو كاتب الرواية ألجيب عدم اخللط بينهما

العديدة اليت يتسرت وراءها الروائي األقنعةالراوي قناع من يساوي ذلك إذ أن مسافة تفصل بني الروائي و الراوي، هذا ال

.و يتمثل بذلك السارد كوسيط بني املؤلف و النص (2)»لتقدمي عمله

خياله و جعلها حتكي و تفصح يفف ـــاردة اليت أبدعها املؤلـــة حوبة الســـــة يف شخصيــــاالشارية ـــــل الشخصيـــــا تتمثــــو هن

بكل تفاصيلها و بذلك مل اعليم اميثل سارد ، فهور أحداث الروايةعن أحداث الرواية على لسان هذا السارد الذي يؤط

.صواتتتعدد األ

ة ــــداث الروايــــا فهي تفصح عن أحــــأيض ةاردـــــكي ما تقوله حوبة الســـالسارد الذي حي ة االشارية عربـــــرز الشخصيــــتب

على لسان هذا السارد الذي يظهر السرد بضمري املتكلم ملا حيكي حكايته مع حوبة و يظهر بضمري الغائب ملا يسرتجع

لقد قررت أخريا أن حتكي «لرواية خاصة ملا يقول احلكاية على لسان حوبة أيضا و هو بذلك سارد عليم بكل تفاصيل ا

ث هنا السارد بضمري املتكلم يف حكايته مع حوبة و اليت نقلت على لسانه جزء هام من تاريخ حتد (3)»يل قصتها

باسمأثري يف القارئ و بذلك كانت مبثابة الناطق الرمسي تصداقية و الواقعية من أجل الاملبكل حرية ما أكسبته اجلزائر

24مسيولوجية الشخصيات الروائية، ص: فيليب هامون (1)

184بناء الرواية، ص : سيزا قاسم (2)

11، ص�1و�% و ر�$� ا���ث ن ا��#دي ا���"ظر، ط: ز ا�د�ن ��و�� (3)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

91

لة بني ـــــوكذلك واص بينه و بني النص ةلــــة واصـــــارد و حكيه من خالل حوبة شخصيـــــذا جعل املؤلف الســــاملؤلف وهك

.ف و القارئـــــــاملؤل

Personnages anaphores:الشخصيات االستذكارية - 2-3

ن، فتحيل ــــق معيـــــن نســــــا ضمــــل مالحمهـــــكوا تكتمة ــــــات السابقــــات االستذكارية عن الشخصيــــــتتميز الشخصي

ة من االستدعاءات ــــج شبكــــــوظ بنســــــامللف لــــــداخ ومـــــــتق«رر و هي ــــع فتتكـــــة أو ستقـــــداث واقعـــــات و أحـــــعلى معلوم

مية ــــفة تنظيـــــا وظيــــــو وظيفته) رةـــمة، فقــــــلة، كلـــــكجزء من مج(ة ــــــام متفاوتـــــأحج ة و ذاتــــــملفوظي بأجــــــزاءر ـــــو التذكي

و ترابطية باألساس، إا عالمة باألساس تشحذ ذاكرة القارئ إا شخصيات للتبشري شخصيات هلا ذاكرة تقوم ببذر

م ـــــت خدمة التنظيــــــدمقبؤ تكون قد ـــاع و تنـــــالل ما تقوم به الشخصيات من اسرتجـــــو من خ (1)»اراتـــــاإلمل ــــــأو تأوي

رت يف الرواية و نلمس هذا ـــــي توفـــف التــــــالل هذه الوظائـــــى ذلك من خو يتجل ،رديـــــو الربط بني أجزاء العمل الس

هذا ىرأ ، حيثين من الضغوط اليت حتاصره من كل جانبمن الشخصيات يف شخصية العريب الذي كان يعاالنوع

س ـــــالشم ار قاهر الغول، هل تدرك أن د علي حيدر البت أمازلت نائما كالنساء ؟ أنت من ساللة السي «احللم

عن جسده هـــــرأسل ــــــضربه ففصاء، و ـــــبالسم األرضل ــــــه برقا يوصـــــل سيفــــــو است....ولـــــالغ رأسد من ــة،تتقــــــاجالوه

ى له يف املنام أعاد صورة الشيخ الذي جتل ...يقفز أمامه كأرنب مفزوع وض العريب فزعا رأسهو راح ...و اندفع الدم

تأثر العريب أشد التأثر حلادثة مقتل والده (2)»األخضر بهليال من أخرىهل هي روح والده تدعوه لالنتقام أم صورة

على يد القايد عباس و تأثر بذلك كل العرش و قد استحالت الدنيا بعده فراغا سوى من االنتقام و الكوابيس اليت

ر حلمه بطلب الشيخ منه االنتقام و الذي تساءل إن كان هو شبيه البهلي خلضر و ذا قام العريب تالحقه و قد فس

ل البهلي صامت حزين يف تلك الفرتة إىل املنتقم لوالده و حتو إنسانل العريب من هذه الدالئل و بالفعل حتو بتأويل

بدور قائمةفقري درويش إىل ويل صاحل بعد قتله على يد القايد عباس، فتمثلت شخصية العريب إنسانخلضر من جمرد

.التأويل و احللم معا

25مسيولوجية الشخصيات الروائية، ص: هامونفيليب (1)

)44-43(، ص�1و�% و ر�$� ا���ث ن ا��#دي ا���"ظر، ط: ز ا�د�ن ��و�� (2)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

92

أمقران على إثر عودته مع العريب و سي امن خالل خاصية االسرتجاع اليت قام تظهر شخصية استذكارية أخرى

حييل (1) »مبجرد أن وصله االستدعاء الومهي أسرع تسبقه أحالمه و أطماعه«رابح من عملية قتل القايد عباس ملا صرح

ني املاضي القريب و احلاضر ت وظيفة الربط بو بذلك تكون هذه الشخصية قد أد كالم الشخصية إىل تذكر احلادثة

ذهابه إىل احلاكم العام، و احلقيقة أن خيص الذيمن أجل التعريف مبصدر االستدعاء الذي وصل إىل القايد عباس

.ذلك فتمثل فجوة سرديةسوزان هي اليت بعثته باالتفاق معهم فجاء هذا االسرتجاع و أكمل حقيقة األحداث و بني

مثلت القاعدة، و نظرا ألحداث الرواية اليت هيمنت الشخصية املرجعية على الرواية من خالل الشخصية االجتماعية

اليت وظفت بدورها واألحداث مبساعدة الشخصيات التارخيية تاعتمدت على هذه الفئة من الشخصيات و اليت حرك

االستذكارية من خالل التبؤ و االسرتجاع واالستباق اليت احلقيقي و الذي مل يغريه النص الروائي كما حضرت الشخصية

.بعة من قبل الراويسرتجاعية و اليت كشفت عن التقنية املت يف هذه الرواية اإل اوافر اكان هلا نصيب

و ما يالحظ أنه ميكن للشخصية الواحدة أن تنتمي إىل أكثر من نوع، مثلما حدث مع شخصية العريب اليت

انتمت إىل الشخصية اازية من خالل حبه حلمامة و الذي نتجت عنه أحداث الرواية املختلفة، و انتمت هذه

القايد عباس، فمعظم شخصيات الرواية الشخصية أيضا إىل الشخصية االستذكارية من خالل حلمه و تأويله بقتل

. تنتمي إىل نوع أو أكثر من أنواع الشخصيات و هي ميزة متيزت ا شخصيات هذا النص السردي

:تقديم الشخصيات -3

نها و بني القارئ ا وفق طريقته ومن خالل الوصف حيصل االتصال بيــــة و يرمسهــــه الروائيـــــف شخصياتـــــف املؤلـــــيوظ

ليب يمنهم فو و الذي يساهم أيضا يف إضافة دالالا، و لذلك يسعى الدارسون لتحديد طريقة تقدمي الشخصيات،

نــــز بيـــــــــميي«أن دارســــ، فالشخصية عنده تكسب معناها و تتحقق دالالا من خالل السياق، و لذلك فعلى الهامون

.272ا��&در ا���ق ، ص (1)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

93

ص و مواصفات ـــل بني خصائـــــب أن يكون هناك تكامـــــا، فيجــــــو عند حتليله (1)»اــــــات و فعلهـــــة الشخصيــــــكينون

مها هامون و اليت متثل طريقته يف تقدميالشخصية و بني وظائفها السردية و ذلك ال يكون إال من خالل املعايري اليت قد

.ياس الكيفي و املقياس النوعيز بني نوعني مها املقهذه الشخصيات حيث ميي

و هي (2)»تواتر معلومة تتعلق بشخصية معطاة بشكل صريح داخل النص(املعايري الكمية «متثل املقياس األول يف

أي تلك املعلومات املقدمة حول الشخصيات مثل األوصاف اخلارجية و الداخلية و االجتماعية، و املقياس الثاين

هذه املعلومة املتعلقة بكينونة الشخصيات هل املعايري الكيفية و داخل هذه املعايري سنتساءل «النوعي الذي متثل يف

أو من طرف (شخصيات أخرى تعاليق غري مباشرة، من خالل ةبطريقة مباشرة من طرف الشخصية نفسها أو بطريق

ف هذا ـــــخيتل (3)»ة و نشاطهاـــــا من خالل الشخصيــــــة مت احلصول عليهـــــة ضمنيـــــيتعلق مبعلوم رــــاألم املؤلف أم أن

ة و اليت تتعلق إما بالشخصية أو املؤلف أي مبعىن من يقدمها مابق يف الرتكيز على مصدر املعلومة املقدـاملقياس عن الس

.دالليافمن خالل هذين املقياسني ميكن التعرف على الشخصية كما ميكن تطبيقها

و بذلك فقد تنوعت املعلومات املقدمة أكثر تعاملت الرواية مع املقياسني و إن غلب التعامل مع املقياس النوعي

:و املتمثلة كما يلي حول الشخصية الروائية

:المقياس الكيفي - 3-1

تنضوي حتت هذا املقياس املعايري الكمية و هي املعلومات و األوصاف املقدمة حول الشخصية و اليت ختتلف بني

جل فهم وظيفتها يف النص حيث التزم املؤلف بالتعريف بكل أاخلصائص اجلسمية و النفسية و االجتماعية، وذلك من

.األحداثها على مستوى لشخصية ملا يدخ

: الخصائص الجسمية - أ

رها ــات و غيـــــح اجلسدية و اهليئــــــاملالم«ات فهي متثل ــــــة للشخصيـــــم من خالل هذه اخلصائص البنية اجلسميـــــترس

.37مسيولوجية الشخصيات الروائية، ص: فيليب هامون (1)

.املرجع نفسه، الصفحة نفسها (2)

.فسهااملرجع نفسه، الصفحة ن (3)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

94

وذلك من أجل فهم الدور اليت (1)»من التفاصيل اليت تعمل أساسا على رسم صورة الشخصية و كأا ماثلة للعيان

و األمثلة كثرية نظرا لكثرة الشخصيات و حنصرها يف هذه ،مع هذه اخلصائص امهتؤديه الشخصية و مدى انسجا

و سريعا ظهر شاب «األمثلة ، نبدأ مع شخصية خالف التيقر فقد رمست مالحمه اخلارجية و اليت تظهر عرب هذا املقطع

زعت على وجهه نقاط وشم أمسر اللون، مفتول العضالت، يف عينيه جحوظ و ملعان، و على جبهته ندبة غائرة، و تو

اه من دور يف الرواية فقد كان ينتمي لعصابة تقوم سقاط تلك املواصفات على ما أد إرغب السارد يف (2)»هنا و هناك

ول من أجل االنتقام لقتل القايد عباس و ذلك بإرساله باخلطف و السرقة و ظهر هنا ملا أظهره القايد عمار للقايد جل

كما قام بعدها خبطف ابن العريب بإيعاز من القايد ،من سالفة و خليفة و العريب و محامة للمدينة من أجل خطف كل

تساعده على القيام لةو ه و كذا عضالته املفتفهو خادم لكل األعمال الشريرة فمالمح وجهه تعكس شر عمار أيضا

.ب القوة اجلسديةبالسطو و االختطاف و بذلك تعينه صفاته على حتقيق مثل هذه األعمال اليت تتطل

صارت أحلى من جنب «مست مالمح محامة أيضا يف بداية األحداث ملا كربت و أصبحت شابة مجيلة فقد ر كما

هكذا رآها سي الطالب خالل (3)»ة عينيها، إا أشبه مبهرة عربيةلالرعاة، امتدت قامتها و د صدرها، وزادت كحو

ا عرف مل األمرهلا حىت طمع يف الزواج منها و إن أسر ذلك ازيارة هلم حينما قدمت واجب الضيافة له، فقد شده مج

ت بطمع القايد عباس أيضا يف الزواج منها هو اآلخر، هذا األمر الذي من خالله تطورت أحداث الرواية و ذلك ملا فر

ىل املدينة خوفا من بطش القايد عباس نتيجة رفضها له، لتبدأ هي و العريب حياة جديدة يف املدينة محامة مع العريب إ

وقد خطف الطاهر بسبب فرارها و مات والده حلزنه على أخيها الطاهر و كان مجال ،خمتلفة متاما عن حياة القرية

. فهم وظيفتها يف النصمحامة سببا يف وقوع كل هذه األحداث و بذلك سامهت مواصفات محامة يف

مالحمها اجلسدية و هو أمر متيزت به الرواية و قد ساهم ذلك يف توضيح قيمة بإبرازارتبط ظهور كل شخصية يف الرواية

.الشخصيات و تبيان دورها من خالل هذه املعلومات و هذا ال مينع من االستعانة باخلصائص النفسية أيضا

.211،ص 2011منطق السرد يف سورة الكهف، ديوان املطبوعات اجلامعية، : بوقرومة حكيمة (1)

.319، ص�1و�% و ر�$� ا���ث ن ا��#دي ا���"ظر، ط: ز ا�د�ن ��و�� (2)

28املصدر نفسه، ص (3)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

95

:الخصائص النفسية -ب

تشعر و حتس «تتضح الشخصيات أيضا من خالل هذه اخلصائص ملا يتم التغلغل إىل دواخل الشخصيات فهي

تفرح و حتزن، تتأمل و تتنعم، هذا الشعور هو جزء هام من كينونتها، و مكمل لوظائفها السردية، مما يؤدي إىل فهم

يزيولوجية فقط لرسم صورة الشخصية بل و هي يف ذلك ال تعتمد على األوصاف الف (1)»الشخصية بكل جوانبها

يتمتع مبعرفة كل تفاصيلها الداخلية هفقد رصد لنا السارد نفسيات كل شخصياته كونتعتمد على حالتها النفسية أيضا

نتيجة ملا قام به من عمل االنتشاءق بالفرح و بجياشة تع مبا اختلج خليفة من مشاعر و أحاسيس اعليم افنجده سارد

بالراحة الكربى، تتساقط ــسور يف صدره، إنه حيـــــة، كانت متـــة طويال، مشاعر عمالقـــــمل ينم خليف«ة إليه ــــبالنسبل ـــــجلي

كشف هذا املقطع (2)»، مث ينتشي أكثر و هو يرى نفسه بطال فعل ما عجز عنه اآلخرون...على قلبه روحا و رحيانا

ه ـــــــه و جربوتـــــه من القايد عباس الذي عاىن من ظلمــــبالبطولة لقتله أو النتقام اســـــــساإلححة إىل خليفة الفر ةـــــنفسيعن

شخصية خليفة امتألت ذه احلالة قول أن الو بذلك ميكن إبراهيمو استبداده الذي جترأ و قتل زوجته الربح بنت

.النفسية نتيجة للموقف الذي حدث و هو االنتقام

راهـــو ما اعت در ــــــاملتمثلة يف بلخيو ية ـــــت يف فهم الشخصـــــص سامهــــهذه اخلصائ ف أن ـــــح كيـــــيوض ثانمثال رز ـــــيب

ذلك قتل وطغيان على يد االحتالل الفرنسي واجلزائريني نتيجة ما تعرضوا له من إخوانهمن مشاعر احلزن و األمل جتاه

ات دل أملاــــأة أنــــــه فجــــــت يف أذنيـــــد، و تعالـــــــزن شديـــــــه حــــــو قد غشي الـــــات متأمـــــــحلظ در ــــــبلخي انـــــملا سكت حس

النفسية و هو دم السارد حالة بلخري قد (3)»و استغاثات األسرى و أنات األطفال و النساء و األحرار يذحبون كاخلراف

يف طريقه حلضور مؤمتر يف نادي الرتقي أين مت املناداة بضرورة االستقالل و مقاومة االستعمار و هنا يظهر تعاطف بلخري

الثامن من مايرة ـــارك فيما بعد يف مسيـــــش ذيده يف هذه الرواية والـــــسجالذي السياسي هـــــا بني انتمائــــــه كمـــــمع إخوان

.و بذلك سامهت هذه الصفة الداخلية يف توضيح داللة شخصية و توضح وظيفة يف الرواية

212منطق السرد ،ص : بوقرومة حكيمة (1)

293، ص�1و�% و ر�$� ا���ث ن ا��#دي ا���"ظر، ط: ز ا�د�ن ��و�� (2)

452املصدر نفسه، ص (3)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

96

وهذا نتيجة للوضع اليت عاشته شخصيات ،و الظلم األملعاشت شخصيات الرواية الفرحة لكنها عاشت احلزن و

الرواية اليت عانت من ظلم و استبداد السلطة احلاكمة من خالل القايد عباس و القايد عمار نتيجة أطماعهم يف

الرواية اية عانت من ظلم االحتالل و سياسة القمع و خاصة اخلريات و العباد و بانتقال األحداث إىل املدينة

ن ــــــات ال ميكــــــذه الشخصيـــــــو بذلك فه .دث فيها من جمازرــــــرت مسرية الثامن من ماي و ما حو ــــــو اليت صة ـــــــاملأساوي

أن حتس و تشعر أو حتزن و تفرح يف الفراغ و إمنا هي تنتمي إىل وسط تعيش فيه يعكس مظهرها االجتماعي من خالل

.خصائص االجتماعية اليت تتميز ا

:الخصائص االجتماعية - ج

تعيش يف وسط جمتمع تتأثر «ميكن االستناد أيضا على التحديدات االجتماعية إلبراز الشخصيات أكثر ألا

تتمايز الشخصيات نتيجة تأثرها (1)»بظروفه و عاداته و تقاليده فقد تتوافق شخصياا مع أوضاع اتمع و قد ختتلف

وار خمتلفة و هو مثل ما جنده من خالل هذه األمثلة ملا تعكس الصراع دمبختلف الظروف االجتماعية حيث تقوم بأ

عن سياسة االندماج ال كان يبحثو الذي تعانيه شخصية فرحات عباس بسبب وضع اجلزائر احملتل الذي الذي تعيشه

كان فرحات عباس قد أى دراسة الطب و الصيدلة يف اجلزائر «لثقافته الغربية فقد االستقالل و احلرية و ذلك

(2)»لعا بشكل عميق على آداب الغرب و ثقافته، متأثرا ماالعاصمة، و كان إىل جانب ذلك شابا طموحا مثقفا مط

الب باالندماج مع اتمع عكس هذا املقطع مكانة فرحات عباس االجتماعية املرحية و انتمائه السياسي الذي يط

ادي ــــــيت تنــــال مندالـــــاج بـــــب باالندمــــــة اليت تطالــــــإىل الفئ تمىانة و بذلك ـــــــة الغربيــــره بالثقافـــــــب تأثــــــي بسبـــــالفرنس

.ة و االستقاللــــــباحلري

كانت سوزان قد انفصلت عن فرانكو منذ أكثر «االجتماعية و السياسية ة سوزانيظهر مثال يكشف عن وضعي

219منطق السرد ،ص : بوقرومة حكيمة (1)

.395، ص�1و�% و ر�$� ا���ث ن ا��#دي ا���"ظر، ط: ز ا�د�ن ��و�� (2)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

97

من عام، و هي ال متقت فرانكو لتصرفاته احلمقاء، و للفرق الكبري بينهما يف السن و التفكري فحسب، بل أيضا ألا

يظهر من املثال معاناة سوزان اجتماعيا و سياسيا كوا تعيش حالة غري (1)»حتمل شعورا معاديا لكل ما هو فرنسي

ةـــاألملانيا ــــــو كذا أصوهل ،ه لفرنسا بسبب ظروفها الصعبةنتقام اليت تكن ور الكره و االــانفصاهلا و كذا شع ببسرة بـــمستق

ية سوزان أكثر و بذلك سامهت هذه ومن خالل هذه اخلصائص توضحت شخص و تعاملها مع العريب و تعاطفها معه

د ــــــق بالعديـــــتعبفهي ةـــــذه األمثلـــــا نــــــة و إن اكتفيـــــــــة يف الروايــــــــــة خمتلفـــــات اجتماعيـــــن فئــــــف عــــــيف الكش صـــــاخلصائ

يف النص من أجل ةبتوظيف هذه اخلصائص الثالث اهتم الراوي. من بالشخصيات ذات الوظائف املختلفة و العديدة

.إبراز هذه الشخصيات و توضيحها

: المقياس النوعي - 3-2

تفاصيل الداخلية و اخلارجية للشخصيات فهو اليهتم هذا املقياس مبصدر املعلومات املقدمة وهو الراوي العليم بكل

، فمعظم الشخصيات خضعت هلذا املقياس من خالل التعامل مع مبدأ التدرج بسبب طول الرواية الذي يتوىل السرد

ة ــــــة الواحدة قدمت صفاا اخلارجيـــــالشخصي أن م ــــــريت بذلك الشخصيات مع العلــــــدت لسنوات و تغــــــا فقد امتـــــزمني

ها خاصة يف تطور األحداث و تغري اكبري انعرض أمهها اليت كان هلا دور و النفسية و االجتماعية ، و لكثرة الشخصيات

.و شخصية يوسف الروج أيضا زةو كذا شخصية سي رابح املمي احملركة لألحداث شخصية العريب املوستاش

ملبدأ اكتملت البطاقة الداللية لشخصية سي رابح تدرجييا على طول السرد فلم تقدم دفعة واحدة بل خضعت

يقتضي أثناء تقدمي الشخصية، االنتقال بالوصف من العام إىل اخلاص، و من املظهر اخلارجي إىل املظاهر «رج الذي التد

ريسعى الروائي إىل بيان وضع شخصية سي رابح و تأث (2)»مع اآلخرين تنسجهاالداخلية للشخصية و العالقات اليت

كان سي رابح طويال حنيال عريض «سي رابح ل ام وصفشخصيته فقد قد ل يف ت إىل التحو أد اليت الظروف عليه

أظهر هذا (3)»نيا، ال يبدو الشر على مالحمهبيضاء، و يلبس معطفا جتاريا أسود، و سروال عرب ب املنكبني يضع عمامة

.344ا��&در ا���ق، ص (1)

.245، ص 2روائي، طحسن حبراوي بنية الشكل ال (2)

143، ص�1و�% و ر�$� ا���ث ن ا��#دي ا���"ظر، ط: ز ا�د�ن ��و�� (3)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

98

تدل على الشر و قد املقطع املالمح اخلارجية و النفسية لسي رابح فوصف الراوي شكله و لباسه و كذا املالمح اليت ال

ها سي رابح للعريب من مساعدة ملة يف املساعدات الكبرية اليت قد ـــسي رابح بعد ذلك واملتمث هملا سيفعل داـل هذا متهيمث

بدا سي رابح يف غاية الراحة و االطمئنان رغم أنه مل «يف بناء منزله و كذا مشاركته يف االنتقام من القايد عباس حيث

و هو اإلنسان عباس يف قتل القايدالعريب ل كبري يف شخصية سي رابح ملا ساعد حتو حدث فقد (1)»حياتهيقتل يف

ت ـينال، لكن بـــــمبثل هذه األعموم ــــــام و ال يقـــــة ميلك محـــــش يف املدينـــــان ثري يعيــــــهو إنس ،املساعد للغرباءو املسامل

يظهره هذا و هو ماري و مساعدة الناس امتد إىل املساعدة و املشاركة يف العمل السياسي ــــب اخلــــاألحداث أن ح

عاد سي رابح من قسنطينة بعد غياب دام أياما، قضى اليوم األول يف مكتب اجلمعية ملعرفة آخر «املقطع

لعمل يف املختصة امكتب اجلمعية منها يف ص هذا املقطع رحلة سي رابح الذي قضى بعضاخل(2)»املستجدات

ل املقاوم ـــــثل يف مشاركته يف العمـــــول آخر متـــــهو إال متهيد إىل حت السياسي و هو حتول شهدته شخصية سي رابح و ما

حيث ساعدت صفاته اخلارجية و النفسية و االجتماعية باملشاركة يف املظاهرات خاصة مسرية الثامن من ماي و ذلك

نته من الثرية مك فبنية جسمه القوية و طيبة نفسه و وضعيته االجتماعيةيف فهم وظيفته يف النص املتكاملة فيما بينها

.ل شخصيته لكن بشكل تدرجيي لتكتمل بطاقته الدالليةالقيام بكل هذه األعمال و بالتايل حتو

املوستاش هي الشخصية احملورية يف النص، حيث مارست حضورها يف كل أحداث ن شخصية العريبإميكن القول

.الرواية من أوهلا حىت النهاية

ظهر اجلانب النفسي من شخصيته الذي متيز أقام السارد بعرض هذه الشخصية بشكل تدرجيي، حيث و

، يعتكف فيه بعيدا عن ثرثرة الناس، مل الصمت وحده كان كهف العريب«بالصمت و الوحدة و االنعزال عرب هذا املقطع

يعتقد اجلميع مبن فيهم أخوه الزيتوين أنه ال يبايل بأحد و أن صمته الدائم ...يعد يطيق االستماع إىل ما ال يفيد الكالم

رت العريب كل هذه األحاسيس اليت قيدته صحا (3)»أكثرهم إحساسا بكل ما حييط بهان و هم خمطئون كدليل أنانيته،

272ا��&در ا���ق، ص (1)

.411ا��&در �'%، ص (2)

.39ا��&در �'%، ص (3)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

99

يجة الوضع الذي كان يعيشه من مقتل والده غدرا وظلم القايد عباس هلم و استبداده، و حالة الفقر اليت يعانيها و نت

الصارمة لكن و مع تغري األحداث لقرية ابه أضالعه و ال يعرف كيف يعلنه يف ضل تقاليد اقتض الذيمامة حل هحب

و هناك تغريت هامن طمع القايد عباس يف الزواج من قريته باهلروب حببيبته محامة إىل املدينة قيوداستطاع أن يتمرد على

أشار «حياة العريب املوستاش و أصبح يعمل بستانيا يف حديقة املعمر فرانكو بعدما كان راعيا يف قريته، فقد كان أن

ا من توجيهاته الصارمة، أنت هنا عامل، عليك من األرض و أمر العريب بتقليب تربتها مكثر إىل قطعة رئيس العمال

فبعدما ، هذا املقطع وضعية العريب االجتماعية عند انتقاله للمدينة أظهر (1)»طاعة األوامر، و تنفيدها دون مناقشة

جترأ أن كان و نادرايرى اجلنود الفرنسيني إال ال ل إىل أجري عند املعمرين و هو الذي كان كان يعمل راعي لغنمه حتو

ملا هو أكثر، فقد مكنه ذلك من العزم على قتل االعريب على القايد عباس بالوقوف يف وجهه و الفرار للمدينة متهيد

ه ـــلنفسه و ـــــكبري، لقد انتقم ألبيبانتشاء ســـــكان العريب حي«ه عن مشاعر اجتاه ذلك ــــــو ما اختلج ذه عزمهـــــالقايد و تنفي

العريب بنفسية خمتلفة ر ظهعرب هذا املقطع عن ارتياح العريب النتقامه لقاتل والده بلخري و هنا ي (2)»ن ــلكل املظلومي و

ريا يف أحداث الرواية اليت ثكان عليها يف القرية املتميزة باألمل و الضيق، حيث ساعده هذا الفعل الذي غري ك مامتاما ع

أصبح مقاوما و ثائرا فتجرأه على قتل و تهالعريب و هو التحول الذي حدث يف حيا به انتقلت إىل جانب خمتلف تأثر

رز العريب املوستاش خنجره يف قلبه غ«ل متهيد على جترئه على مقاومة االحتالل و قد حدث و أن القايد عباس مث

الذي هالته املفاجأة، بلكمة أفقدته فتهوى يف مكانه، مل يسرتد العريب املوستاش خنجره و أسرع يباغت املعمر

ة ـــة فرنسا االستعمارية و املطالبة باحلريـــــريب املوستاش يف مسرية الثامن من ماي الرافضة لسياســـــالعوهنا شارك (3)»هـــــتوازن

ت ـــــإىل قضايا أكرب وطنية بعدما كانت القرية تقيد فكره و هنا اجتمع هو االستقالل و هو ما يعكس حتوله و تطور وعي

لكنري ـــــــمن التحول الكب هاة مكنتــــــزة هلذه الشخصيــات و املتكاملة فيما بينها و املميــــــكل هذه اخلصائص و الصف

.يف األخري الداللية تهتكتمل بطاقلة يجيبطريقة تدر

.170ا��&در ا���ق، ص (1)

.272ا��&در �'%، ص (2)

.550ا��&در �'%، ص (3)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

100

قت فيما اليت تكاملت و تناسو ة واليت ال ختتلف عن سابقتها يف التدرج يف تقدمي خصائصها تظهر شخصية ثالث

ما «ن احلكاية باهتا إال من بعض الصفات القليلة و منها مبينها حيث كان حضور هذه الشخصية يف النصف األول

جيد لقد ظل عميقة ال متحى بسهولة؟عسى ابنها الوحيد أن يفعل و قد حفرت اإلهانات يف قلبه و قلب أمه أخاديد

و هنا توافقت خصائص هذه (1)»اإلقصاءنفسه غرضا لسهام اهلمز و اللمز، و ظل يعاين من حصار الوحدة و

طرة ـــكانت مض ذبسبب ماضي أمه املشني إ-ذ الذي عاين منه ــــــة النبــــــة و ذلك نتيجــــــة و االجتماعيـــــالشخصية النفسي

ثرت الرحيل و ترك القرية بال عودة و يتحول آنفسية حمطمة وحيدة ذي يعكس من طرف القايد عباس و ال –إىل ذلك

ر عليه يف هذا املقطع و تغريت وضعيته االجتماعية رغم عدم ظهوره و مشاركته يف تطور األحداث ثيوسف الروج و نع

ي ـــــالل القهواجــــكان عامال عند ع«ة عنه ــــفة الروميور سي رابح على بعض أخباره نتيجة حبث والدته سالثعند ع

و تعكس هذه الوظائف اليت (2)»ل عنه أكثر من عام و بعدها رحل إىل العاصمة، علمت أنه يعمل يف امليناءـــــاشتغ

ب ـــــبسب اوذـــــان منبـــــدما كـــبع رةـــــمستق غري تبدوه من القرية اليت ـــــة بعد رحيلـــــعملها يوسف حتول وضعيته االجتماعي

يف العمل هة متهيد لدخولـــــف و مبثابــــا يف تغري شخصية يوســــوس كان سببــــح و ملمـــــر واضــــــو هو تغيالقايد عباس

ملا راح همشادهانحد إىلو سي رابح العريب تفكري جتاوز به ه الذيو تبدل تفكري هي نتيجة تغري وعيــــالسياس

جاءت يوسف الروج أين، من اجلميع بالدهشة أصيبحىت ،حيدثهم عن حمطات خمتلفة من تاريخ اجلزائر القدمي «

ميكن به يوسف اجلميع ، أدهشذا الوعي الذي (3)»كالوحش ة؟ ما هذا الوعي النازل عليه فجأ كل هده املعلومات

ة ــــاالجتماعي هـــــه خالل تغري خصائصــــبــي الثوري الذي اكتســـــا و يكون الوعــــشيئا فشيئته الداللية متتأل ـــــول أي بطاقـــــالق

انتقالهو د للمشاركة كل هذا مه ،ه ذا الشكلغري منف على و امليناء و بالتايل تعر ملقهىلعمل يف او تدبدا بني ا

وــــــندعن ــــــــــحن «اي ـــــن من مـــــــداث الثامــــارك يف أحــــــــــي و ذلك ملا شـــــللعمل السياسمن د فرتة ــــــح بعـــــــل املسلــــــإىل العم

.73ا��&در ا���ق، ص (1)

.305ا��&در �'%، ص (2)

).349- 348(ا��&در �'%، ص (3)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

101

و من خالل خمتلف هذه (1)»ا باليت هي أحسن أو باليت هي أخشن ـــــاب فرنســــاجلزائر، البد من انسح اللـــــالستق

و تنضج الشخصية الداللية تهيوسف الروج تكتمل بطاق شخصيةا اخلاصة ب إيفادناالصفات اليت تدرج السارد يف

.عند إبراز خمتلف مالحمها التعامل مع شخصيات عديدة متعلى دفعات بصورة منطقية و متسلسلة و هكذا

انب من حياا اعتمد املقياس النوعي على مبدأ التدرج يف تقدمي شخصياته و كذا التلخيص يف الكشف عن جو

، و كان الراوي هو مصدر ةو حدث التكامل بني الصفات الثالث و كانت كل صفة متهيدا للصفة اليت تأيت بعدها

م شخصياته ـوي يف تقدمي معظافقد تدرج الر ، يــــــاس النوعــــــالل املقيـــــدمي الشخصيات من خـــــــد يف تقـــــــات الوحيــــــاملعلوم

األحداث كما ساعد يف إبراز هذه له هذه الشخصيات نتيجة تغري تهذا التدرج عن التحول الذي تعرضو كشف

.مه املقياس الكيفي أيضاالشخصيات و توضيحها و هو ما قد

:داللة أسماء الشخصيات -4

املدلول أمال الدال االسم، ينظر فيليب هامون للشخصية بوصفها عالمة و هي بذلك تتكون من دال و مدلول ميث

إذا كانت الشخصية مدلوال، أي عنصر «فيمثل الصفات و الوظائف اليت حتيل عليها حسب تصوره و الذي يبني أنه

أي جمموعة من اإلشارات (تظهر إال من خالل دال ال متواصل، فإا ال) سانيةلكما هو الشأن مع العالمة ال(يف عالقة

و يف هذا اإلطار فإن اختيار اسم معني لشخصية معينة، عادة ما يتم انطالقا من الواقع الذي )اليت ميكن تسميتها السمة

يساهم بشكل كبري يف حتديد السمة الداللية )أو طريقة تركيبه الصويت(و هذا املظهر الصويت...حيدثه املظهر الصويت

من عوامل وضوح الشخصية و بالتايل الوضوح النصي، أيضا خيتاره الروائي و حياول أن عد االسم عامالي (2)»للشخصية

و هو يضع األمساء لشخصياته أن تكون «يوجد االرتباط بينه و بني الشخصية اليت حتمل هذا االسم حيث يسعى

وع ــــــدر ذلك التنـــــوجودها، و من هنا مصا و ــــــو للشخصية احتماليته مقروئيتهة حبيث حتقق للنص ــــــة و منسجمـــــمتناسب

.350ا��&در ا���ق، ص (1)

)10-9(مسيولوجية الشخصيات الروائية، ص: فيليب هامون (2)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

102

وهكذا فال جمال للصدفة هنا بل تتماشى التسمية مع الوظيفة (1)»و االختالف الذي يطبع أمساء الشخصيات الروائية

ة ا من أجل املسامهة يف البناء العام ملالمح الشخصية و هو ما تناسب مع الروايةداليت أوكلت إىل الشخصية املقصو

حرف الكاف ) القصر(فأطلق على شخصية «القيود التقليدية كا موضوع الدراسة، و إن حدث من قبل و كسر كاف

)K ( ا مستقاة من الواقع إال أن األمساء الروائية إو (2)»األرقامشخصية احملاكمة جمرد رقم من على ون كان عذره أ

من الوظائف اليت تقوم ا هذه مأخوذةعموما تقليد ألمساء حقيقية فبعضها تكون أمساء شخصيات حقيقية و أخرى

الذي حلقت به تغيريات نذكر منها مثال اسم العريبر يف الرواية ــــس صفاا و هي اليت تتوفـــــرى تعكـــــات و أخـــــالشخصي

و حتول إىل اسم مركب هو العريب املوستاش، ففي البوح األول من الرواية و أثناء تواجده يف القرية محل اسم العريب فقط

و هي شو الذي يشري إىل صفة الشجاعة و الكرم و العطاء، و عند هروبه إىل املدينة أضيف إىل امسه كلمة املوستا

يصر على وصف «بة تعين الشوارب أطلقها عليه صديقه سي رابح عند رؤيته له ألول مرة وقد كان بعد ذلك كلمة معر

العريب باملوستاش يضيفها إىل امسه كل مرة، و مل جيد العريب حرجا يف ذلك، بل وجد فيه متعة، املوستاش أو الشاربان

يز ا العريب املوستاش يف املدينة و ذلك للدور الذي قام به ـــــة اليت متــــــلهذه الرجولة و البطو (3)»جـــــة و النضــــــرمز للرجول

فهذه املزاوجة يف االسم منحته رمز من انتقام القايد عباس، و مشاركته يف املقاومة و الثورة ضد االحتالل و هكذا

.الرجولة و البطولة و بالتايل التعيني و التنويع ضمن املسار السردي

و تظهر شخصية أخرى من خالل سي رابح الذي يرتكب إمسه من جزئني، يتمثل اجلزء االول يف كلمة سي اليت

تضاف كلمة سي السم الشخص تقديرا له، و تقال للمتعلم و ملن له «أشار إىل معناها الروائي يف اهلامش عرب قوله

وزن اسم أتت على و االحرتام، و يتمثل اجلزء الثاين يف كلمة رابح رو هي بذلك تدل على التقدي (4)»مكانة يف اتمع

زته أيضا و هي الصفات اليت عربت بالفعل عنه و مي (5)»صاحب الربح و الكاسب و الكثري الربح«يل على حيو فاعل

لعريب لم مثلما حدث و بذلك تكون قد التقت فيه معاين الكسب و الثراء و الربح و مساعدة احملتاج و حىت الغرباء منه

247، ص 2بنية الشكل الروائي، ط :حسن حبراوي (1)

.97*� �ظر�� ا�روا��، ص : �د ا��$ك �ر"�ض (2)

.145، ص�1و�% و ر�$� ا���ث ن ا��#دي ا���"ظر، ط: ز ا�د�ن ��و�� (3)

.17ا��&در �'%، ص (4)

�وو � �/��ء ا�,ر��� و ا.�����ا.��ء�,�م ،. (5)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

103

مرة، و يظهر ذلك على مستوى النص من خالل هذا ألولثر وصوله إىل املدينة فارا من القرية و التقائه بسي رابح إ

(1)»العريب املوستاش، راقبتك طويال و ظهرت يل حريتك، اطمئن أنا رابح، سي رابح، هل حتتاج إىل مساعدة«املقطع

لصفته االجتماعية الثرية و فحسب اعكست مساعدة سي رابح للجميع نبل أخالقه، فالربح الذي يتمتع به ليس مادي

ة ـــــرات احلزينــــرغم وجود بعض الفت اب صداقات جديدة عرب مساعدته هلمـــــالذي متثل يف اكتسأيضــــــا حه املعنوي ـــــرببل

الة من طرف ابنته اليت حبث عنها طويال و مل يرها من قبل ـــبوصول رس ر الروايةـــــى يف آخـــــتتالشه و اليت بدأت ـــــيف حيات

و بذلك حققت هذه الشخصية الربح و هي السمة الداللية املعادلة السم الدال رابح و امتأل الفراغ الداليل عرب هذا

.لاالسم، حيث ميكن إقامة ترابط مباشر بني الدال و املدلو

وبة اليت ال حتمل اسم علم مضاف إىل هذا كما أطلق على بعض شخصياته أمساء عاهات متيزوا ا مثل شخصية عي

وهنا اكتسبت (2)»و هو رغم عرجته ال يستعمل العصا أبدا «كما جاء يف قوله االسم بل اكتفى باسم العاهة فقط

.هذه الشخصية امسها من العاهة اليت عينت ا مما يدل على عدم اعتباطية هذه التسمية

ما جنده مع القايد عباس و هي إشارة إىل التنويع يف داللة لو يرتبط أيضا مستوى تعيني الشخصية بوظيفتها مث

ح معىن كلمة القايد يف اهلامش ء املركبة و قد وض ضمن املسار السردي من خالل هذه الشخصيات ذات األمسا التسمية

تنطقها العامة بالياء بدل اهلمزة، و هو اعالل معروف يف العربية للتخفيف، و القايد رتبة تركية كانت تعطيها «بقوله

يح تظهر عرب هذا التوض (3)»فرنسا لبعض أتباعها مجعها قياد و األصل فيها قواد قلبوا الواو ياء لتناسب كسرة القاف

آثرت املال و النفود على الصرب على حمن الوطن، أما الشق وظيفة الشخصية العميلة لفرنسا و اخلائنة لوطنها و اليت

ت على صفة القيادة و القوة و هو ما دل (4)»كالعبوس و العباس األسد«الثاين من االسم فجاء معناه يف القاموس احمليط

القايد عباس ...إىل...السلطة انتقلت«عندما النفوذيوازيها يف النص بوصف زعيم عرش أوالد النش و ميتلك السلطة و

ي كان قد منت عالقته بفرنسا،و كسب لقومه قوة و هيبة، و توسع يف امتالك األراضي على حساب كل ذال

143، ص�1و�% و ر�$� ا���ث ن ا��#دي ا���"ظر، ط: ز ا�د�ن ��و�� (1)

.252ا��&در �'%، ص (2)

.31ا��&در �'%، ص (3)

�د �,�م ا�,ر2و�، �ؤ� ا�ر��� �$ط�� � و ا���ر: ا�'�روز آ��دي ��ا��6�وس ا����ط، "��6ق ��"ب ا�"راث *� �ؤ� ا�ر��� ��4راف

.550ص .2005، 8، ط)����ن-��روت(و ا�"وز�� (4)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

104

دور الذي قام به القايد عباس الذي استخدم قوته يف اجلربوت و الظلم و االستبداد على بين و هذا يبني ال(1)»العروش

.القوةو ستبداد باإلتنسجم السمة الداللية لالسم مع املسار السردي للشخصية املوحية وطنه و بذلك

معناها يف البطولة، فجاء بالنسبة للشخصيات النسائية فيمكن تفكيك اسم محامة اليت شاركت العريب املوستاش أما

وسط الصدر، و املرأة، أو اجلميلة، و خيار املال، وسعدانة البعري، و ساحة : احلمامة كسحابة«يف القاموس احمليط أن

يل هذا االسم على املرأة اجلميلة و هي املواصفات اليت اكتسبتها حي (2)»القصر النقية، و بكرة الدلو، و حلقة الباب

وصفت أنفقد سبق و تتبع للمسار السردي للشخصية يكشف عن هذه الداللةشخصية محامة يف الرواية حيث إن امل

أشبهمن جنب الرعاة، امتدت قامتها، و د صدرها ، وزادت كحولة عينيها،إا أحلىصارت «من مرة و منها ملا أكثر

محامة لوصف هذا املقطع مجا (3)»األرضتسبقها إىل األسودشعرها ت ضفرية مبهرة عربية،حني وضعت الصينية تدل

هذا اجلمال الذي حيملها الذي يدل على مدى الرتابط املباشر بني الدال و املدلول ألن االسم يدل على الشخصية اليت

، فلوال األحداثو حب العريب هلا أوصلها إىل املدينة هربا من القايد عباس لتتغري منهايف الزواج عباس أثار طمع القايد

. بطها السارد حبوبه الساردة أيضار ا إىل املدينة و لوال وجود محامة ملا قامت الرواية، و قد حب العريب حلمامة ملا فر

تعد حوبه أول شخصية ظهرت على مستوى النص السردي و اليت تولت السرد على لسان السارد ينقل ما تقوله

، و البنت ويل فيهم حوبة األخت، و األبوان: احلوب و احلوبه«فعلى مستوى التسمية ورد معناها يف القاموس احمليط

تلتقي هذه (4)»ةو احلوب، احلزن و الوحش...و اهلم، و احلاجة ماألوحوبة و حيبة قرابة من االم و احلوبة، رقة فؤاد

ل احلزن و الوحشة ملا تنقل أحداث اجلزائر املاضية من خالل القرية بصراعاا القبلية و ظلم ـــــي متثــــــة فهـــــاين يف حوبـــــعامل

ا السياسية وكلها جتنح حتت ظل االستعمار البغيض و هي أيضا حتتضن األم ــــة بصراعاــــــاد و يف املدينــــــداد القي ـــــو استب

)56-55(، ص�1و�% و ر�$� ا���ث ن ا��#دي ا���"ظر، ط: ز ا�د�ن ��و�� (1)

.1098،ص 8ا��6�وس ا����ط،ط: ا�'�روز آ��دي (2)

.28ا��&در ا���ق، ص (3)

.77،ص 8ط�ر�� ��ق،ا��6�وس ا����ط،: ا�'�روز آ��دي (4)

���ـ ا�����ـ�ت �� ا� وا�ـ �ا���� ـــا���

105

اجلس إىل حوبة حبيبيت أنما أحلى « عن مشاعره اجتاهها و األخت و احلبيبة من خالل السارد عندما حيدثها و يعرب

كاياا ميثلها السارد يف ومن خالل ح(1) »الساعات و األيام و السنوات ألمسع منها حكايتها لتتضوع علي عبقا و سنا

موجودة داخلها، هل «شهرزاد كما يذكر أنه يربطها حبمامة إىل درجة جعلها هي نفسها حوبة اليت أكدت له أن محامة

هنا تتوحد حوبه و محامة و تدل (2)»دري ملا كلما ذكرت محامة تبدت يل مالمح حوبهأولست .. هي فرع من محامة؟

و عرب ما سبق فقد امتأل البياض الداليل يف احلكاية عرب اسم حوبة الذي ،واحدة و هي وجهة نظر السارد امرأةعلى

.ارتبط مع وظيفتها يف السرد و انسجم كل من الدال و املدلول

خمتارة بدقة تتماشى مع وظيفة كل ءالشخصيات بوافر االهتمام من طرف الروائي فكانت أمسا أمساءيت ظح

سمة الداللية من خالل األحداث الحيث إن تتبع املسار السردي السم الشخصية يظهر يف النص السردي، شخصية

سبب حتول االسم إىل االسم مركب متقدف ،التسمية و إثراء داللتها أحيانا كما اعتمدت على األمساء املركبة لتنويع

يتطلب الذي طور األحداث و متاشيا مع وضعه اجلديد مثل ما حدث مع العريب ملا حتول إىل العريب املوستاش نتيجة ت

كما تنوعت التسميات بني اليت تدل على ،الشجاعة و الرجال و املتمثل يف مواجهة االحتالل و تبين العمل الثوري

العاهة مثل عيوبة و على الصفة مثل سي رابح و هكذا يساهم االسم يف اكتمال صورة و داللة الشخصية من خالل

.دور القارئ يف ذلك

اعية و كذا توفرت مجيع أنواع الشخصيات يف الرواية، املرجعية بأنواعها التارخيية و األسطورية و اازية و االجتم

االشارية عرب حوبة الساردة و السارد الذي ينقل على لساا و الشخصيات االستذكارية أيضا اليت تراوحت بني

ت الشخصيات أن تنتمي إىل أكثر من نوع ـــــكما استطاع داث و املستبقة هلاــــــة لألحـــــــة و املسرتجعــــــات احلاملـــــالشخصي

و غلب الوصف التدرجيي للشخصية و التعريف ا من خالل تكامل ،ى املقياس النوعي و الكيفيو اعتمد الراوي عل

داليل يف الخمتلف املواصفات اخلارجية و االجتماعية والنفسية الكتمال بطاقتها الداللية و اليت من خالهلا ميتأل البياض

.كل من الدال و املدلول يف حالة ترابط مباشر جعلت كما دقق يف اختيار أمساء الشخصيات بصورة منسجمة ،الرواية

.12، ص�1و�% و ر�$� ا���ث ن ا��#دي ا���"ظر، ط: ز ا�د�ن ��و�� (1)

.132ا��&در �'%، ص (2)

: ا�ا�ـــــ�ــ� ـــا���ــ

�ـــــ� ا�وا�ـــ� ا��ــــد� ــــ��

.دـ�ا����ـ�م - 1

2 - . �ـــــــا��

.�ـــــــــا���� - 3

.ا��ت ا��دي - 4

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

107

:مفهوم السرد -1

فإن كان لكل عنصر منها - من زمان و مكان و شخصيات –ة ــــة السابقـــــر املدروســـــعن باقي العناص ردخيتلف الس

فإن السرد ال خيضع هلذه املعادلة بل يكتفي باجلانب الفين ألنه عبارة عن أسلوب لغوي ،يف الواقع مقابله التخييلي

و لتوضيحه أكثر، حندد مفهومه الذي ال بأس من تناول اجلانب اللغوي منه قبل الولوج -و حتديدا هنا –يتوسله النثر

.إىل اجلانب االصطالحي

:لغة - 1-1

تأيت به منسقا بعضه يف أثر بعض متتابعا، سرد ءتـقدمة شيء إىل شي«جاء يف لسان العرب أن السرد يعين

ن ــ بي (1)»تابعتاق له و السرد املــــإذا كان جيد السي اث سرد ـــــا إذا تابعه و فالن يسرد احلديرد ـــــرده س ـــــث و حنوه يســـــاحلدي

السرد حيمل معىن التتابع، أي انتظام األشياء وفق تسلسل معني و أشار إىل سرد احلديث يعين نسجه ابن منظور أن

.وفق منطق متتايل و متعاقب يسري على منهج حمدد

و هي أيضا حتمل (2)»تعداد، عد، احصاء «م البعلبكي يف قاموسه مرادفات له ختتلف عما سبق مثل كما قد

.صفة التتابع

:اصطالحا - 1-2

إن السرد لقائم « من بني الباحثني الذين اهتموا بالسرد و تناولوه يف دراسام فمن بني ما قاله عنه ثكان روالن بار

ضا يف الرواية و القصة يو بديهي أن نقول إنه لقائم أ. يدياجيف األسطورة و احلكاية، كما هو قائم يف الكوميديا و الرتا

متثل (3)»لنكاد حنسب أنه ال يوجد مكتوب، مهما كان جنسه و نوعه خيلو من سرد على حنو ما و القصة القصرية، إنا

مأن قابله بالقصة حيث حصره يف حدود األجناس األدبية من قصة و رواية فينقل احلدث و يقد ارث عن السردبموقف

.من خالهلا

.273، ص 1997، 1، ط)لبنان-بريوت(لسان العرب، الد الثالث، دار صادر،: ابن منظور (1)

.1700، ص 3املورد الثالثي قاموس ثالثي اللغات، عريب، اجنليزي، فرنسي، ط: روحي البعلبكي (2)

.12، ص 2002، 2، ط)سوريا-حلب(احلضاري،مدخل التحليل البنيوي للقصص،ترمجة منذر عياشي، مركز االمناء : روالن بارث (3)

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

108

السرد «رأي تودوروف الذي نظر إىل مفهوم السرد عرب مستويني متثل األول يف مستوى القصة فرأى أن نعرضو

تتمثل هذه السرود يف أحداث القصة (1)»حسب هذا التصور يتكون بكامله من تسلسل سرود صغرى أو من تداخلها

ع املفهوم اللغوي، أما املستوى الثاين فقدمه ابع بشكل منطقي و متسلسل، وهنا يشرتك السرد يف صفة التتابع متاليت تت

من حيث سنعترب السرد من حيث هو خطاب و حسب«بوصفه خطابا و نستدل على ذلك حسب ما جاء يف قوله

خيتلف السرد هنا عن املستوى السابق فريكز على نقل احلدث (2)»هو كالم واقعي موجه من طرف السارد إىل القارئ

.القارئ السارد الذي يوصله إىل

كان هذا هو مفهوم تودوروف للسرد الذي ساعد جنيت على بلورة مفهومه للسرد هو أيضا و منه انطلق يف دراسته

تدل كلمة احلكاية على املنطوق « ذا املفهوم عندما ولو توسع حيث استند على مفاهيم ثالث فميز املعىن األ

يتمظهر السرد هنا (3)»السردي أي اخلطاب السفوي أو املكتوب الذي يصطلح برواية حدث أو سلسلة من األحداث

.تشكل ما يعرف باخلطاب ألحداثكملفوظ أو كنص سردي الذي هو عبارة عن عرض

ا دل كلمة احلكاية على سلسلة األحداث احلقيقية أو التخييلية، اليت تشكل موضوع ت«و مييز املعىن الثاين عن األول مل

دل هذا املفهوم الثاين على أحداث القصة اليت يتوفر فيها شرط التتابع املنطقي و الذي يطلق عليه ي (4)»هذه اخلطبة

.باملضمون السردي

أيضا، غري أنه ليس البثة احلدث الذي يروى، بل هو تدل كلمة احلكاية على حدث «و يريد باملعىن الثالث ملا

حيمل السرد هنا معىن مغاير (5)»إنه فعل السرد متناوال يف ذاته: احلدث الذي يقوم على أن شخصا ما يروي شيئا

هو فعل السرد الذي يعين طريقة تقدمي احلدث من طرف الشخص الذي يروي األهمفصحيح أن األحداث مهمة لكن

.السارد أال و هو

.44، ص 1مقوالت السرد األديب، تر احلسني سحبان و فؤاد صفا، ضمن كتاب طرائق حتليل السرد االديب ، ط: فيتان تودوروفز ت (1)

.55املرجع نفسه، ص (2)

.37، ص3خطاب احلكاية، ط: جريار جنيت (3)

.املرجع نفسه، الصفحة نفسها (4) .37املرجع نفسه، ص (5)

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

109

فيحتاج بالضرورة إىل فاعل يقوم ذا الفعل أي إىل سارد - حسب جنيت- و مبا أن السرد عبارة عن فعل سردي

و منه فالسرد طريقة نقل األحداث طرفاها السارد و املسرود له ) القارئ(جها هلا إىل متلقي يسرد أحداث القصة، مت

و الصوت نظوراملز أساسية يف السرد تتمثل يف الصيغة و ــــل سردية تشكل ركائــــوسائة ـــــدم هذه الطريقــــتقو ، )املتلقي(

.السردي

:الصيغة -2

و اختلفت آراء الناقدين فكل -كوا تقنية مهمة يف اخلطاب السردي-ها من البحث و الدراسةنالت الصيغة حظ

الكيفية اليت يعرض لنا ا «، و من أهم هؤالء جند تودوروف الذي عرفها أا اواحد قدم تصوره الذي يراه مناسب

و هكذا تتعلق الصيغة بطريقة عرض املادة احلكائية سواء من طرف السارد أو من طرف (1)»السارد القصة و يقدمها لنا

و احلكي Représentationالتمثيل أو العرض «الشخصيات، حيث ميكن القول أا تعتمد على منطني سرديني مها

Narration وم ــــتق(2)»ةـــــاب، القصـــــاخلط...ني ـــــة، املفهومـــــعيني رـــتوى أكثـــــالن يف مســـــان يقابـــــذان النمطــــ، و ه

يف نقل القصة، فتحضر من خالل صيغة العرض )السرد(و احلكي) التمثيل(ة على منطني رئيسيني مها العرضـــــالصيغ

وال، أما صيغة السرد فال تتدخل الشخصيات و إمنا ختتص ـــي األقــــر عن حكــــا فتعبـــــل أقواهلـــــم نقــــالشخصيات ملا يت

يد يقطني ، كما ينبثق عنهما صيغ متعددة و هو الطرح الذي تبناه سعحبكي األحداث و ذلك ملا ينقلها السارد فقط

ه الفرعية اليت تتضمنها كل ــــده يف حتليله للخطاب الروائي حيث قدم صيغــــبعدما اطلع على خمتلف التصورات، و اعتم

.اس هلاكأس) السرد(يت العرض و احلكي ـــمن صيغ

اخلطاب املسرود الذي يرسله من صيغة انطالقاميز سعيد يقطني بني سبع حاالت من الصيغ ميكن حتديدها

املتكلم إىل مروي له، و جند منه أيضا صيغة اخلطاب املسرود الذايت الذي يتعلق بكتابة السرية وذلك ملا يتحدث املتكلم

احلديث رة يف ـــاب املعروض الذي يتسم باملباشـــــثل يف صيغة اخلطـــــيتم اآخر اد نوعــــه أي عن ذاته، كما جنـــدث لــــعما ح

.61، ص 1مقوالت السرد األديب، ط: فيتان تودوروفز ت (1)

.املرجع نفسه، الصفحة نفسها (2)

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

110

حنو املتلقي و هو ما يعين عدم تدخل الراوي بأي تعليق، و خيتلف عنه اخلطاب املعروض غري املباشر من طرف املتكلم

، و كما تظهر أيضا صيغة اخلطاب املعروض الذايت ملا يتحدث املتكلم عن نفسه ق الراوي على احلوارو ذلك ملا يعل

و ذلك ملا يتم املباشر صيغة اخلطاب املنقولالنوع األخري فنجد منه ، أما لكن يف الوقت احلاضر و ليس يف املاضي

لف عنه اخلطاب املنقول غري املباشر سوى يف التصرف يف الكالم تنقل كالم املتكلم بشكل حريف إىل املتلقي، و ال خي

.(1)وبذلك ميارس السارد احلرية يف نقله

ور وذلك ـــــة و املنظــــن مها املسافـــــا إىل نوعيــــمهحيث قس ن له رأي فيها و خيتلف تصور جنيت عن سابقيه الذي كا

ع فعال أن يروي كثريا أو قليال مما يروى، و أن يرويه من وجهة النظر هذه أو تلك و هذه ــــاملرء يستطي«ار إىل أن ـــــملا أش

ميز هذا التعريف بني املسافة (2)»إليها مقولة الصيغة السرديةا بالضبط هي اليت تشري ـال ممارستهـــــدرة و أشكــــالق

و املنظور حيث مثل املنظور الصيغة الثانية اليت من خالهلا يتم تناول احلدث السردي من وجهة نظر أو رؤية راوي هذا

أو بكمية اخلرب املسرود قل أما املسافة فتتعلق - و اليت سوف يتم تناوهلا فيما بعد–اخلرب، أي تتعلق مبن يرى هذا اخلرب

انطلق جنيت يف هذا النوع من الفكر اإلغريقي و بالتحديد عند ف ،بالراوي الذي هذا اخلرب وأكثر و أيضا تتعلق بسارد

نفسه هو املتكلم، و مل يورد أدىن إشارة إلفهامنا أن «أفالطون الذي ميز بني احلكاية اخلالصة و احملاكاة فالشاعر

ا ــــد ليحملنــــيبدل اجله (ر ـــــة أو لكون الشاعـــــة خالصـــــون حكايـــــو هذا ما يسميه أفالط...ر غريهــــص آخـــــشخ مـــــاملتكل

بل شخصية ما، إذا تعلق األمر بأقوال منطوق ا، و هذا ما يسميه أفالطون )على االعتقاد بأن ليس هو املتكلم

- أما احملاكاة ،الصيغتني فاحلكاية اخلالصة يتوىل فيها الشاعر الكالم و ال خيفي ذلك ظهر الفرق بني هتنيي(3)»حماكاة

ل ــة تتمثـــم جديد للمسافـــــت إىل تقسيـــــل جنيـــــة، و هكذا توصـــــات لتبدو هي املتحدثـــــخيتفي وراء الشخصي -ســـــفالعك

أما ،رديـــــم يف كمية اإلخبار الســــاألحداث تفرتض سارد متحكيف حكاية األحداث و حكاية األقوال، فحكاية

ارد و القارئ يتمثل يف الشخصيات اليت ـــط بني الســـــة األوىل حيث تتوفر على وسيـــــحكاية األقوال ختتلف عن احلكاي

)198-197(، ص 2حتليل اخلطاب الروائي، ط: سعيد يقطني (1)

، ط: ��رار ���ت ��� .177، ص �3ط�ب ا� (2)

178.املرجع نفسه، ص (3)

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

111

ة األحداث و يقرتح جنيت تقوم بدور اإلخبار أو السرد و بذلك يظهر اخلطاب املباشر بعدما كان غري مباشر يف حكاي

:ثالثة أنواع من صيغ اخلطاب ممثلة كما يلي

Le discours narativisé : الخطاب المسرود أو المسرد - 1- 2

ار ــرد أفكــــوى هذا النوع من اخلطاب يتعلق بســــعلى مست) املتلقي(رود لهــــارد إىل املســـــه الســـــاب الذي يرسلــــاخلط إن

ففكرة (1)»أخربت أمي بعزمي على الزواج من ألربتني«و هذا مثل ما بينه جنيت يف دراسته للرواية الذي صرح بطلها

الزواج هنا مل ترق إىل مرحلة التحقق و االجناز كما جاءت خمتصرة أيضا مل يفصل فيها، و هذا مثل ما جنده يف الرواية

بكل خبايا ابوصفه عارف –فالسارد ملسرود و يشغل مساحة معتربة منهاحيث يتوفر اخلطاب ا - موضوع الدراسة –

كان على يقني أن الزيتوين يفكر «ة ـار و مكنونات الزيتوين الداخليـــــة العريب بأفكـــــخيربنا من خالل شخصي - هــــشخصيات

ال، و سفره غري املعتاد خارج القرية، كل تالؤه ببعض الرجخ، و ايف األمر نفسه، و خيطط لالنتقام أيضا، حتركاته الكثرية

شخصية الد هذا املقطع السردي أن خيرب عن الفكرة اليت ختتلج أعماق أرا(2)»ذلك يثري يف نفسه شكوكا ترقى إىل اليقني

حيث استولت فكرة االنتقام على كل ،و املتمثلة يف عزم الزيتوين على قتل القايد عباس الطاغية الذي تأدى منه اجلميع

دة ـــرات عديــــرة تكررت مــــم أن هذه الفكــــ، مع العلل ــــة من غري تفصيــــزل يف حدود كلمــــل خمتــــت بشكــــره و قدمـــــتفكي

فالرواية ذات طبيعة اسرتجاعية - وذلك بتعدد الشخصيات املقهورة اليت عزمت على االنتقام –يف الرواية ذا األسلوب

قدمت أحداثها املؤملة تأكيدا لفكرة رفض الظلم و رفع القيد مهما كان نوعه يف فرتة من فرتات تاريخ اجلزائر املستعمر

وص يف أعماق الشخصيات و إعالمنا مبا ختفيه و ما غما يعين أن اخلطاب املسرود ساهم يف بناء الرواية من خالل ال

فعربه مت رسم مالمح بعض ل الوصف يتوس اأيضا ملو من جهة ثانية يفيد هذا النوع من اخلطاب ،ن جهةتريد حتقيقه م

دخلت سالفة الرومية احلمام، الذي مل تدخله يف حياا إال « الشخصيات كشخصية ال ال تركية مثلما جاء هذا املقطع

أة يف ذلك الزمن هذه املر رأتمرة واحدة منذ عشرين سنة مل يتغري كثريا، غري أن القائمني عليه قد تغريوا، ال تذكر أا

186املرجع السابق، ص (1)

)43- 42(، ص1حوبه ورحلة البحث عن املهدي املنتظر،ط: عز الدين جالوجي (2)

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

112

نت حنيفة شقراء معتدلة الطول، تأملت مالحمها كااليت جتلس كاألمرية تدير شؤون احلمام، و يناديها الناس ال ال تركية

مالحمها اخلارجية اليت تعكس ) سي رابح(وصف السارد الال تركية زوجة صاحب احلمام (1)» آخاد ليف عينيها مجا

سور جاعال ـــل الرتكي و كذا حاهلا امليــــب، هذا الوصف الذي فسر انتمائها لألصــــا بشكل مقتضــــا و حسن هيئتهــــمجاهل

.اخلطاب املسرود وسيلة لتوصيل فكرته و التعبري عنهامن

شغلت التقنيات السردية كاخلطاب الداخلي و الوصف جانب من خطاب الرواية فهو اخلطاب املسرود الذي كان

ة ال ال تركية ــــف شخصيــــا كوصــــف مالحمهـــو وص ،ةــــــة الزيتوين املنتقمــــا كشخصيــشخصياة خبايا نفسية ــــــعرفملة ــــوسيل

ة ـــه حوبـــــل ما تسرتجعـــــارد ينقـــــي ألن الســـــسرتجاعة اإلــــــل خطاب الروايــــــم و تشكيـــــم يف تنظيـــــوع فهو يساهــــو ذا التن

.من أحداث الرواية املاضية و هي بعيدة عنها معتمدا على هذه التقنيات

Le Discours Transposé 2-2 - الخطاب المحول باألسلوب غير المباشر:

ال يكتفي بنقل األقوال إىل مجل صغرية «م أقوال هذا اخلطاب بصفة غري مباشرة ألن السارد حسب رأي جنيت قد ت

ون أمينا ــــفالسارد هنا ال يك. (2)»ه اخلاصــــر عنها بأسلوبـــــه اخلاص، و بالتايل يعبــــها و يدجمها يف خطابـــة بل يكشفــــتابع

عاد العريب « الة اليت جندها من هذا اخلطاب ملو من األمث ،ضموامبيف نقلها، فيخضعها لتصرفه شرط عدم املساس

مع سي رابح إىل البيت، و يف الطريق أخربه أن هذا الشاب مثقف درس بتونس، و أنه يطوف مبدن اجلزائر املوستاش

تصرف السارد يف نقل اخلرب بأسلوبه اخلاص، الذي جاء للتعريف بشخصية سي (3)»صفوف الناس لينشر الوعي يف

اهلادي املثقفة و العاملة على نشر الوعي بني اجلزائريني و تعريفهم بأوضاعهم السائدة حتت االستعمار يف بداية

نقال حرفيا ، بل نقل مضمون احلوار الذي ل حديث سي رابح لصديقه العريب، فلم ينقله ة، الذي مث ومحتضريهم للمقا

دار بينهما يف طريق عودما إىل املنزل، و ما حديث سي رابح إال جواب عن سؤال مفرتض من طرف العريب و الذي

غريي القصة جاء للتعريف بالشخصية جاعال من اخلطاب احملول باألسلوب غري املباشر ضا مبظهر االسرتجاعيظهر أ

.299املصدر السابق، ص (1)

.186، ص 3خطاب احلكاية، ط: جريار جنيت (2)

.172، ص 1حوبه ورحلة البحث عن املهدي املنتظر،ط: عز الدين جالوجي (3)

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

113

ما أكثرها االسرتجاعات الغريية اليت تعرف بالشخصيات يف الرواية بوصفها رواية اسرتجاعية وسيلة يف ذلك و

شخصياته و الذي هو يرويها تفاصيلفشخصيات الرواية ال تعرف بنفسها بل ترتك شرف التقدمي للسارد العليم بكل

.على لسان حوبة الشخصية الساردة غري مشاركة يف أحداث الرواية

ح ـــــأل رابــــس«ــاحوار مل زالـاختوب غري مباشر من خالل ــع آخر عرب عن اخلطاب احملول باألسلـف على مقطنق اكم

ال خيتلف هذا (1)»عن اختفاء سالفة الرومية، و تلقى إجابات مقتضبة ال تشفي غليال، اكتفى ا فرحات عباس

طاب احملول باألسلوب غري اخلاملثال عن السابق فقد عربت الشخصية عن تساؤهلا بشأن اختفاء سالفة الرومية بواسطة

و ذا يكون هذا اخلطاب قد ساعد ،رةـــفه بدرجة كبيه و كث ـفي فو الذي جاء يف شكل حوار لكن السارد تصر املباشر

.الرواية مثل التعريف بالشخصيات كشخصية اهلادي يف املثال السابق أيضايف بناء أسلوب يتماشى مع

ر ـــــــــاحل رــــــــر املباشـــــــــوب غيــــــــــرف باألسلـــــــــــا يعـــــــــــول مــــــــــــاب احملــــــــوع من اخلطــــــــذا النـــــــــن هــــــــت ضمــــــز جنيــــــــميي و

Le style indirecte libre و خطاب ) املصرح به أو الداخلي(خلط بني خطاب الشخصية «ه فيعد

فينتج تداخل بينهما ما يتطلب الرتكيز يف التفريق بينهما ومن عالمات هذا اخلطاب عدم ظهور اجلملة (2)»السارد

ا املثال الذي يكشف عنه ذو ينطبق ذلك على ه ،لوحظ يف الروايةأو النقطتني أو املزدوجتني و هو ما " قال"سنادية اإل

قريةبعد مغادرته لل –ببطولة و شجاعة خليفة على إثر قتله للقايد عباس هس إعجابـــوج الزيتوين الذي يعكـــــر مونولــــعب

نفسه عواطف يف خطوات خليفة، وراح يبتعد ممتطيا فرس الزيتوين، مل يتحرك الزيتوين من مكانه، ظل جامدا يتابع «و

و يف نظر تلت اآلن فال يهم، أنت يف نظر اجلميعحىت لو ق إلعجاب و الغرية، لقد صرت بطال يا خليفة هنيئا لك، ا

هذا املثال، فلم يستعمل مجلة عرب صيغة األسلوب غري املباشر احلر استخدمت(3)» نفسك باألساس بطل بطل كبري

د ار ــــالس ىمل يتخليف احلقيقة و ،مـــــهي اليت تتكل وينـــــة الزيتـــــاق أن شخصيــــي االنطبـــــو هذا يعط "هـــــقال يف نفس"ال ـــــمث

بشجاعة إعجابهعن دوره بل تكلم على لسان الشخصية بواسطة خطاب األسلوب غري املباشر احلر فعرب الزيتوين عن

.431املصدر السابق، ص (1)

.186، ص 3، طكايةب احلخطا: جريار جنيت (2)

.294، ص 1،ط، مصدر سابقحوبة ورحلة البحث عن املهدي املنتظر: عز الدين جالوجي (3)

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

114

و يظهر مثال ،و انتهى اخلطاب مبجرد انتهاء حديث الداخلي للزيتوين ،عباس خليفة بعد ختليصهم من الطاغية القايد

لول من ظنون و شكوك حول قاتل أبيه فكان أن جثان يوضح هذا النوع من اخلطاب الذي يظهر عرب ما يدور داخل

متحججا بضيوف ع الشيخ عمار الذي رفض تلبية الدعوة إىل الطعام جلول متكئا على جذع الزيتونة و هو يود وقف«

ة، هل ميكن أن تكون هي القاتلة ؟لقد كانت حتمل أليب حقدا سيأتونه الحقا، و كانت ظنونه حتوم حول سالفة الرومي

حيدث أن يقع لبس يف التمييز بني خطاب السارد و خطاب الشخصية و لكن ليس من املستحيل عدم (1)»دفينا

و ظنه أن سالفة الرومية هي ملا تساءل جلول عن قاتل والده " اءلتس"التفريق بينهما، ففي هذه احلالة غابت عبارة

احلر فقد باشراملاألسلوب غري على لسان السارد عن طريق اؤلسالتت شخصية جلول عن هذا حيث عرب ،الفاعلة

.خطاب آخر وهي مميزات هذا اخلطاب ئو يبتدو مبجرد انتهاء تساءل جلول ينغلق اخلطاب او موجز اجاء قصري

املباشر األسلوب غري املباشر احلر أقل مقارنة باخلطاب احملول باألسلوب غري خطاب ىكان اعتماد الرواية عل

وحي بذلك لكن السارد هو الذي يتكلم الذي يحيث ارتكز يف الكشف عن دواخل الشخصيات عرب حوارها الداخلي

لسارد لل وال حىت من بعيد و السيطرة تكون ــــات ال تتدخـــــر فالشخصيـــــول غري املباشـــــاخلطاب احملس ــــعك يف احلقيقة

.يف أقواهلا حبسب أسلوبه اخلاصتصرف يفقط

le discours rapporté :الخطاب المنقول -3- 2

ى فيهـب جنيت تعطــــفهو حسرة ــــباملباشي ــــه خطاب يوحــــة كونـــــة اخلطابات السابقــــاب عن بقيـــــف هذا اخلطـــــخيتل

.و ال لصياغته حرفيا حيث ال وجود ألسلوبه القوال نقألا، فيتميز السارد باألمانة و ينقل (2)»الكلمة فورا لشخصية «

على معظم خطاب الرواية اليت فيها استذكار أحداث ماضية و اليت متثل مرحلة من مراحل هيمن اخلطاب املنقول

ت رفضتاريخ اجلزائر من القرن املاضي اليت تناولت جمازر الثامن من ماي يف الشرق اجلزائري و حتديدا سطيف و بين

)315-314(املصدر السابق، ص (1)

187، ص 3جريار جنيت، خطاب احلكاية، ط (2)

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

115

كل شاملقاومة كموقف ضد االحتالل الفرنسي حيث أخد اخلطاب املنقول حلالة الظلم و العبودية و تبينينياجلزائر

نه املثال الذي دار يف مثل ما بي ر ات حرفيا بال حتـــارد كالم الشخصيــــــم الرواية فنقل الســــــر على معظــــــوار الذي توفــــــاحل

املتمثلة يف قتل و ذه العملية اليت قاموا ا بني شخصيات العريب و أمقران كاشفا عن موقف كل واحد منهم إزاء ه

.. مبجرد أن وصله االستدعاء الومهي أسرع تسبقه أحالمه و أطماعه «:القايد عباس قال أمقران

:، و جلس قائال...ولكن... بانتشاء كبري، كان العريب املوستاش حيس

أرجو أن ال يفطنوا إلينا -

و توجه باحلديث إىل سي رابح

..اكتشف أمرناإذا -

.قاطعه أمقران معنفا

.ىل السجن، السجن لألبطال يا جبانإ سنذهب -

: تأمله العريب املوستاش بنظرة الئمة و قال

أخشى من الثأر، ليس مين، بل من عرشي كله، أريد أن أضع حدا لسلسلة القتل اليت دامت عقودا، و مل جنن -

قدم هذا املقطع بواسطة اخلطاب املنقول الذي دار بني العريب و أمقران بعد عودم برفقة سي (1)»منها إال اهلالك

ف العريب حيث كشفت الشخصيات من خالله على نشوا باالنتصار و ختو ،رابح من عملية اغتيال القايد عباس

رفيا و كأنه حاضر معها رغم أنه قام السارد بنقل كالم الشخصيات ح ،على أهله من مغبة كشفهم و االنتقام منهم

كوا شخصيات غائبة، و الرواية مسرتجعة فاحلوار حياول عرب اخلطاب املنقول ترهني هذه األحداثغري مشارك يف

.األحداث و كأا حدثت يف الزمن احلاضر، فالشخصيات تتكلم بصوت السارد و هو يتكلم بصوا

تؤازر هذه احلوارات يف بناء نسيج الرواية اخلطايب مثل ما أوحي للعريب من شعر تربز أيضا اخلطابات الفردية املنقولة

حول ما حييط به من أوضاع الظلم و االستعباد و من طلب للحرية و املقاومة

272، ص 1حوبة ورحلة البحث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (1)

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

116

ليل احلقره طال و الظلم طغى و جترب يا خاوي «

و كسرو كبري ما يتجبـر وطنا يف حماين و اهوال

هيا نتكلو على ربنا ولفعال و نعلن نورتنا يف جبالنا و انفجر

(1) »هلا عزه تزيد و تكرب نسقيو أرضنا بالدم بال سؤال و نرجعو

ة العريب ـالذي كشف من خالل شخصي،منه يبخباصة الشع ر وـت من الشعارة يف أبيـول هذه املــاب املنقـــــل اخلطـــــمتث

ة و العصيان الذي جتلى ـــــللحريورات اليت تدعو للثورة و ــــــر للعيان الفرنسي من خالل املنشـــــــدأ يظهــــــي الذي بــــــعن الوع

هر ــــــريب دون غيـــــا العــــــص ـــــات اليت اختــــــل هذه األبيــــــيف نق اارد أمينـــــــوت الســــــص از اخلوف و هنا بدــــــر حاجـــــيف كس

.الروايةمن شخصيات الرواية ألنه الشخصية الوحيدة اليت قدمت الشعر الشعيب يف

ساهم اخلطاب املنقول يف تناسق الرواية مع ما محله من أقوال جاءت على شكل حوارات و أقوال فردية مثلما

ستباقات و املونولوجات اليت ال يسعنا أن منثلها سرتجاعات و اإلو كذا أخذت شكل اإل ،وردت عرب املثالني السابقني

التنقل د صيغ اخلطابات يف الرواية نتج عنه تعدد يف طريقة تقدميها مع و تعد ،فلم يتقيد بصيغة خطاب واحدة مجيعها

ارد نقله ـــــب ما يريد الســــيتواجد أكثر من خطابني يف الصفحة الواحدة و هذا حبسحيث انا ــــات أحيـــــالسريع بني اخلطاب

حيقق التفرد يف خطاب الرواية و كوا تسرتجع الصيغبني التناوب و هذا . فيه دواخل شخصياتهختمن أقوال و ما

.كثافة أكثر من بقية اخلطاباتبذكريات أو أحداث ماضية فارضة بذلك اخلطاب املنقول و

ل القايد عباس و التحضري قتفالسارد حياول تصوير ما مضى كما حدث فعال أي نقله بأمانة مثل االتفاق على

كوصف مثال مالمح ز مهم و كشف عن دواخل و أفكار شخصياته ذي شغل حي د الو كذا اخلطاب املسر ،للثورة

و األسلوب مثل التعريف بشخصية اهلادي و يأيت بعد ذلك اخلطاب احملول باألسلوب غري املباشر ،اخلارجية لالال تركية

مقارنة مع اخلطابات األخرى و ذا تشكل تهو هذا دليل على قلة أمهي كبرية غري املباشر احلر الذي ظهر بنسبة غري

.سليما خلطاب الروايةهذه اخلطابات مع بعضها البعض بناء

.527السابق، ص املصدر (1)

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

117

:رـــــالتبئي -3

سبقت اإلشارة إىل أن احلدث السردي يتناول من وجهة نظر أو رؤية الراوي، و هو األمر الذي أشار إليه تودوروف

أيضا حيث تعددت اآلراء و تضاربت و نتج عنها أيضا تعدد يف املصطلحات، فظهرت الرؤية و املنظور و وجهة النظر

العالقة بني ضمري الغائب هو يف القصة وبني ضمري املتكلم أنا « و التبئري، فقد استعمل مصطلح الرؤية و حددها بأا

فإذا كانت الرؤية متثل الكيفية اليت يتم ا تقدمي القصة (1)»يف اخلطاب، أي العالقة بني الشخصية الروائية و بني السارد

طرق تقدميها و كان له فهي حتتمل أكثر من زاوية لتقدميها اليت ترتاوح بني السارد أو الشخصية و بذلك تعددت

.اتصنيفه

ة ـثل يف الرؤية مع و الرؤيــــور جون بويون املتمــــدها من تصــــاف و اليت استمــــالث أصنــــة إىل ثــــف تودوروف الرؤيــــصن

من الشخصية أكرب>يف احلالة األوىل السارد اختذمن اخللف و الرؤية من اخلارج و أضاف عليها تعديالت حيث

و هنا حتدث يساوي الشخصية= الروائية وهنا يكون السارد أعلم من الشخصية و يف احلالة الثانية يكون السارد

أصغر من الشخصية و هذه احلالة ال <املساواة بينهما يف معرفة أخبار الشخصيات و يف احلالة الثالثة يكون السارد

(2)ها من اخلارج فقط متكنه من معرفة دواخل الشخصيات بل يعرف

هي متعلقة «كما اختار الناقد العريب محيد حلميداين مصطلح زاوية الرؤية هلذه الصيغة من خالل تعريفه فيذكر أا

طريقة ل ـــرى و متثــــف األخــــف عن بقية التعاريــــو هي هنا ال ختتل (3)»ةــــي القصة املتخيلــــة حلكـــــة املستخدمــــبالتقني

.التعبري عن زاوية النظر

أما بالنسبة جلريار جنيت فقد استخدم مصطلح التبئري و آثره على بقية املصطلحات األخرى كالرؤية و وجهة النظر

عنه كل من بويون و تودوروف فنجد النمط الذي يعرب مه فها إىل ثالثة أصناف معتمدا على ما قد كما أنه صن

.58، ص 1مقوالت السرد األديب، ط: فيتان تودوروفز ت (1)

)59-58(ا��ر�� ����، ص (2)

(3) . 46، ص 3طبنية النص السردي من منظور النقد األديب،: محيد حلميداين

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

118

ف ــتوص (1)»فهـــــرفة أفكاره و عواطــــمح لنا مبعــــا دون أن يســـــل أمامنـــــرف فيها البطـــــيتص... اخلارجيري ــــبالتبئ«

احلكاية ذات التبئري «و هو عكس النوع الثاين فتكون الشخصية من خالل هذا النوع من اخلارج و ال يعلم بدواخلها

م من وجهة نظر شخصية واحدةقد ملا ي ايكون التبئري الداخلي ثابت (2) »تغريام) ب(أم ...ثابتا) أ(الداخلي سواء أكان

أما التبئري الداخلي يف احلالة املتغرية فهو يتعلق بتعدد الشخصيات اليت ترى و تقدم وجهة نظرها و هناك تبئري آخر و

ما يعين أن التبئري معدوم (3)»التبئري الصفرالنمط الذي متثله احلكاية الكالسيكية هو احلكاية غري املبأرة، أو ذات «هو

مسرية من طرف السارد الذي يتحكم فيها تكون حيث ال تتمكن الشخصيات من تقدمي وجهة نظرها يف النص و إمنا

مارس السارد سلطته عليها و كان هو املتحكم االتبئري الذي تبنته الرواية ملو هو ،فيعرف ظاهرها و ما ختفيه يف أعماقها

األوحد يف الرواية يقول ما تقوله شخصية حوبة اليت تقوم بفعل السرد هي أيضا كما جاء يف قوله

بلغين أيها احلبيب السعيد : او امرت حتكي كما حكت جدا شهرزاد يف سالف العصر و األوان مستفتحة بقوهل«

رض ـــــول، و بذلك يفـــــة اخلطاب املنقـــــا بواسطــــــي تديل بأقواهلـــــة كـــــارد حلوبـــــازل الســـــتن (4)»...ذو العقل الرشيد أنه

داث اليت ــــذه األحـــــداث هـــــرده من أحـــــل العامل الذي يســــم بكل تفاصيــــارد العليـــــارد و يكون الســـــه على الســـــــسلطت

اء يف حق ــــج عنه هذه اازر و الدمـــــالل الفرنسي الذي نتــــض االستغــــرفتتناول مرحلة تارخيية متيزت حبب املقاومة و

ت ــــــــرفضو ط بل ـــــــــالل فقـــــض االحتـــــــــت و مل ترفــــت و جالـــــو صال تـــــة حتركـــــــــات الروايـــــاجلزائري فشخصي الشعب

بطريقة املتحكم فتعامل السارد معها ،و االستبداد بكل أنواعه ت الظلمــــو واجهة ــــا ذليلــــجيعلها و ــــد حريتهـــــــ كل ما يقي

يعلم ما بداخلها إىل درجة حتليل مشاعرها و تفسري أفعاهلا مثل ما جنده عند هذا املقطع لكنه ختتار فهي ال فيها

مل ينم خليفة طويال، مشاعر عمالقة كانت متور صدره، إنه حيس بالراحة «السردي حول وصف احلالة الداخلية خلليفة

202، ص 3خطاب احلكاية، ط: جريار جنيت (1)

.201ص : املرجع نفسه (2)

.الصفحة نفسهااملرجع نفسه، (3)

.13، ص 1حوبه و رحلة البحث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (4)

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

119

ر و هو ـــــــــي أكثـــــه فرحة، مث ينتشـــــح ترفرف حواليــــــــته الربـــــس بروح زوجـــــا، و حيــــاقط على قلبه روحا رحيانتس الكربى

د ـــــل القايـــــرة و القلق، من قتــــــل دوامة احليـــأ أن يدخـــــه ما يفتـــــو لكن. رونـــــعنه اآلخز ــــل ما عجــــال فعــــه بطــــــــــرى نفســـــي

اس فهو الذي أجهز عليه بعدما وجده يصارع ـل القايد عبــــــة بعد مقتـــــه خليفـــــأعلن السارد عما يفكر في(1)»؟ و محيدة

ص ـه املقتولة و ختليـــــا لزوجتـــــه كان انتقامـــــة بني الفرح و القلق، ففرحـــــضطربة و املرتاوحامل هم تفسري ملشاعر املوت كما قد

نت سرتجاعية مك فالرواية و لطبيعتها اإل القايد عباس ن سبقه و حاول قتلممالناس من شره و سبب قلقه هو استغرابه

و هو املناسب لذلك بئري الصفر من خالل ضمري الغائبالسارد من تقدميها على النحو الذي يريد بطريقة الت

ب ـــــذا و حســــس هـــــة، وليـــــارد اخلاصــــة الســـــص حكايــــاالسرتجاع مع ضمري املتكلم الذي ظهر يف مواضع حمددة خت

و جتاوز االسرتجاع إىل االستباق مبعرفة د على التنويع من تقنيات السردـــــل األحداث ساعـــــم بكل تفاصيــــارد العليـــــفالس

مستقبل الشخصيات و خمتلف التقنيات األخرى اليت وسعها السرد و املقام ال يسعها لذكرها مجيعا و إذا كانت هذه

.الصيغة تتعلق مبن يرى، فإن السرد يتعلق أيضا مبن يتكلم عرب الصوت السردي

:الصوت السردي-4

و بذلك يرتبط بصوت ،مهكلم، أي صوت السارد يف النص ألن النص حيتاج إىل من يقد يتعلق الصوت هنا مبن يت

مه السارد من زاوية عالقته بالتبئري بل يتجاوز إىل حتديده من زاوية أخرى تتعلق مبن يتكلم فالصوت السارد حيث ال يقد

فهو يربز من خالل السارد و عالقته بفعل (2)»على عالقة بذات النطق و مبقامه بكيفية أعم«حسب جنيت يدل

.السارد إزاء السرد ةالسرد أو يعين التعبري عن السرد عرب السارد و كذا وضعي

م عالقات مع املقام السردي و القصة املسرودة و هي الزمن السردي ـــــوت السردي عناصر تقيـــــز جنيت يف الصــــ ميي

.)لضمريا(و املستوى السردي و الشخص

ي ــة بصيغة املاضــــللحكايي ـــــع الكالســـــو هو املوق« قـــــحالالن ــــرف بالزمـــــــعد ما ي ـــــردي جنـــــاط الزمن الســــمن بني أمن

.293املصدر السابق، ص (1)

.42، ص 3خطاب احلكاية، ط: جريار جنيت (2)

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

120

بعد صيغة املاضي تدل على أن األحداث حدثت و انتهت و بذلك السرد يأيت (1)»و لعله األكثر تواترا مبا ال يقاس

اع أحداثـــــدت عليه ألا تسرتجـــة و اعتمــــت معه الروايـــــمتاشالذي قـــــحالالة هذا الزمن ـــــال أحداث القصــــاكتم

ارد ـــة على طوهلا، فالســــــه الروايــــــتن ن الذي تبــــــن من ماي و هو الزمـــــع الثامــــــت يف وقائــــر متثلـــــخ اجلزائـــــتاري منية ـــــماض

يتحدث عن قصته مع حوبه فإنه ينقلها بواسطة اخلطاب املنقول الذي يدل على غياب شخصية حوبة مثل هذا ملا

أعادت إيل حوبة مسودة اجلزء الثاين من احلكاية بعد أن قرأا، كنت منتشيا جدا حىت الثمالة، ما أمجل أن تقرأ «املثال

ازلت لك عن عرش احلكي، كنت معجبا جدا بشخصية سي رابح و شخصية أمقران و بشخصية لك امرأة ألا تن

الرواية التبئري ت تبن (2)»العريب املوستاش كان عندي حدس أن بصمتهم ستكون قوية جدا يف اجلزء الثالث من احلكاية

حوبة يسرد ما تقول و إن استعمل بدواخل شخصية الصفر الذي جيعل من السارد عامل بكل تفاصيل الرواية فهو عامل

الذي يدل على احلدث املاضي و هو الذي يتوائم مع املستوى السردي الذي " كان"الذي يسبقه الفعل الفعل املضارع

.انتهجه النص ألن مجيع عناصر الصوت السردي املعتمدة يف النص تتماشى مع بعضها البعض يف الرواية

ن ــمنطي«ه يوجد ـــــه أنــــت بقولـــــزها جنية مي ـــــع خمتلفـــــذ مواقـــــاردة اليت تتخـــــذات الســـــدل على الـــــر فيـــــة للضميـــــبالنسب

ة ـــارد حاضر بصفته شخصية يف القصـــــا، و آخر ذو ســـــة اليت يرويهـــــب من القصــــات، مها منط ذو سارد غائـــــمن احلكاي

شري ضمري الغائب إىل منط غريي ي(3)»و أمسي النمط األول غريي القصة، و النمط الثاين مثلي القصة.. يرويهااليت

أما ضمري املتكلم فيشري ،سردها و بذلك فهو غري مشارك يف األحداثيالقصة كون السارد غائب عن القصة اليت

ارد ضمري املتكلم من جهة ـــة هذه، يستعمل الســــيف الرواية املدروسو رد، ــــر يف الســــارد حاضــــة فالســــط مثلي القصــــللنم

الشخصية حوبة و هي تسرد حكايتها لكن هو من ينقلها، و من جهة استخدامه لضمري او يعرب عن حكايته اخلاصة مل

مراحل اجلزائر املستعمرة كما ا يسرتجع األحداث املاضية اليت متثل موضوع الرواية و ينقل مرحلة تارخيية من ملالغائب

ئ إىل الدخول ار ع القـــــو كأنه يدف داث فقطـــــاع األحـــــدأ يف اسرتجـــــل ملا يبـــــل قليـــــب و بشكــــــر املخاطـــــدم ضميـــــيستخ

42، ص املرجع السابق (1)

277، ص 1حوبة ورحلة البحث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (2)

.255، ص 3ط مرجع سابق،خطاب احلكاية،: جريار جنيت (3)

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

121

مستوى أن، فبالرغم من استبدال الضمائر إال )املتكلم و الغائب(مباشرة و هو مبثابة وسيط بني الضمريين األحداثيف

.السرد ال يتغري

للمستوى فتم التفريق بني مستويني، ففي املستوى األول يكون السارد خارج القصة أما املستوى الثاين أما بالنسبة

ملستوى السردي يقودنا إىل حتديد وضع السارد من خالل العالقة اليت أقامها جنيت فيكون السارد داخل القصة و هذا ا

بني مستوى السرد سواء كان داخل القصة أو خارجها مع عالقة السارد بالقصة من ناحية منط غريي القصة أو مثلي

خارج القصة غريي القصة «لرواية، يكون فيها السارد أوال وى اـــــد على مستـــــا الذي يتواجــــــر منهـــــاط نذكـــــة إىل أمنـــــالقص

و هنا يكون السارد غري مشارك يف األحداث (1)»يروي قصة غائب عنها األوىلرجة د، سارد من ال و منوذجه هومريوس

مل يعد للجميع وقت «و يستخدم ضمري الغائب و هو النمط الذي غلب وساد يف الرواية و يظهر يف هذا املقطع

، صار لزاما عليهم أن يتفرقوا يف كل تضاريس املدينة، جيلسون للناس يناقشون، حيللون، يضيئون، العقول يضيعونه

ينتمي هذا املقطع إىل املستوى الذي يكون فيه السارد غري مشارك (2)»يف القلوب أمال سيشرق قريبااملظلمة، يبذرون

يف األحداث و بالتايل خارج نطاق القصة املسرودة، الذي يتطلب منه استعمال ضمري الغائب و بالتايل فال يسرد قصته

و بكل به ا، يصف الشخصيات و يعرف ما تفكر اخلاصة بل تكون احلكاية غريية القصة فالسارد عامل بكل تفاصيله

الشخصيات اليت حتضر للمقاومة و تتحرك و تذهب و تروح يف كل مكان تستطيع أن متارس فيه توعيتها للشعب

الوضع اجلزائري بقضيتهم و التعريف ا و تقضي على الغفلة اليت تسيطر على عقوهلم حبشد النفوس و الثورة على

ات هذا النمط ــــل متطلبـــــر تتشكـــــو ذه العناص،يــــــذلك الفعل املاضيف دما ــــــا مستخــــــرف فرنســــــل من طــــــد احملتـــــالسائ

: خارج القصة، مثلي القصة، و منوذجه «يكون السارد اهة أخرى يستعمل ضمري املتكلم ملرجة األوىل، و من جدمن ال

و هنا تتم احملافظة على مستوى السرد نفسه ألن سارد الرواية (3)»وىل يروي قصته اخلاصةرجة األدجيل بال سارد من ال

يكون خارج القصة االسرتجاعية لكن يتحدث عنه و عن شخصية حوبة بطريقة العارف و املؤطر يف السرد و ينقل ما

.258املرجع السابق، ص (1)

.408، ص 1حوبة رحلة البحث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (2)

258، ص 3خطاب احلكاية، ط: جريار جنيت (3)

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

122

اية كل مقطـــــتأيت هذه املقاطة و ـــــة غائبـــــا يف احلقيقـــــرة لكنهــــــا حاضـــــقالته كأ ع اسرتجاعي لتمهد ــع يف بداية و

انسحبنا عائدين يلفنا الصمت، و حتلق بنا خياالتنا تسرتجع أحداثا جليلة «لألحداث و للتوضيح مثل هذا املقطع

حىت ال تضيع وقعت ذات سوات يف هذا الوطن الغايل، و محدت اهللا أن حوبة نقلتها رواية، و كان يل فضل تدوينها

يكون السارد خارج اوى نفسه ملـــاول هذا املقطع السردي املستــــــيتن (1)»ال القادمةـــــالتاريخ، و األجي اـــــفيلعنن من الذاكرة

ا عن هدفه من سرد الرواية اليت تذكرت فرتة ال تقل القصة لكن من زاوية تقدميه لقصته بواسطة ضمري املتكلم معرب

فرتات اجلزائر املستعمرة متثلت يف جمازر الثامن من ماي بكل أحداثها و آماهلا و آالمها كي تبقى حمفورة يف أمهيتها عن

بكل خبايا دواخل حوبة غري او يظهر السارد عارف ،ته مع حوبة عند التذكري ذه األحداثلالذاكرة و واصفا حا

املشاركة و ما حتمله عن ذكرى هذه املرحلة و يستخدم أيضا الفعل املضارع مصحوبا بالفعل كان لتدل على املاضي

كون السرد ينتمي ملستوى واحد من الدرجة األوىل خارج احلكاية يتناوب بني ضمريي الغائب و املتكلم و هو ما

.دف إىل رصد التحوالت االجتماعية و السياسية يف تلك الفرتة من التاريخ اجلزائري اليت يتماشى مع طبيعة الرواية

اتضحت صورة الصوت السردي يف الرواية عرب هذين املثالني حيث اجتمعت فيها هذه العناصر من تبين للزمن

أو الغائب و الربط بينهما بضمري م املعتمد على األحداث املاضية للرواية و باسرتجاعاا سواء بالضمري املتكل حقالال

كل هذه عنهما عالقة السارد باحلكاية املسرتجعة و احلكاية اخلاصة بالسارداملخاطب كوسيط بينهما و الذي ترتب

العناصر احتاجت إىل صوت حيتويها من خالل تبين سارد عليم بالرواية و الذي ال يكتفي بذلك بل يقوم بوظائف

: أخرى ممثلة كما يلي

:وظائف السارد - 4-1

اليت يقوم ا و هي الوظيفة السردية، و قد حددها جنيت األساسيةتوكل للسارد وظائف أخرى زيادة على الوظيفة

:و أمجلها يف مخس وظائف و هي

556، ص 1حوبة رحلة البحث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (1)

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

123

La Fonction narrativisé: الوظيفة السردية -أ

هي الوظيفة السردية احملضة، اليت ال ميكن أي سارد ... و...القصة « ط بـ ــــو ترتب ة للساردـــــة األساسيـــــل الوظيفـــــمتث

األحداثعرب هذه الوظيفة ينقل السارد املادة السردية أو (1)»أن حييد عنها دون أن يفقد يف الوقت نفسه صفة السارد

و تتجلى هذه الوظيفة يف الرواية من خالل السارد الذي يقوم بوضع اإلطار العام للسرد إىل املسرود له فال غىن عنها

و هي تسرد حكايتها على لسانه و يف الوقت نفسه يعد - غري املشاركة يف احلدث- فأظهر شخصية حوبة الساردة

كالعني النضاحة، تنبجس حوبة حني حتكي تكون « السارد عامل بكل تفاصيل الرواية غري املشارك هو أيضا فيقول

لقد قررت أخريا أن حتكي يل قصتها، مل تشأ أن تبدأ منذ ولدت، هي تقول ...احلكاية من كل جوارحها و جوانبها

عرب هذه الوظيفة وضع خمطط (2)»دائما أن أعمق من ذلك بكثري، أنا تاريخ ممتد اجلذور يف املاضي، املاضي السحيق

موضحا ذلك من خالل صيغة على لسانه تأيتتها للسارد كمتلقي حلكايتها و اليت لسرد احلكاية، فحوبة تسرد حكاي

حني حتكي أو من خالل صيغة اخلطاب احملول لألسلوب غري املباشر لقد قررت أن حتكي يل فهي تسرتجع مرحلة

املنقذالبديل حدثت يف املاضي ترفض الراهن املظلم و تبحث عن ـاحساسة من مراحل اجلزائر العصيبة، تسرد أحداث

له اله إىل املدينة و حتو ــة و انتقــــــيف القري يدي علــــــش و أوالد سيـــــداء بني أوالد النــــــراع و العـــــــذكار الصتـــــــالل اســـــــمن خ

.الستعمارضد اإىل مقاومة

Fonction de régie: وظيفة اإلدارة -ب

و تسمى أيضا بوظيفة التنظيم ألن السارد يقوم بتنظيم خطابه السردي و بذلك يتحكم يف بنائه من خالل

الته و صالته ــليربز متفص...ا ما ــــف نوعــــاب لساين واصـــــارد يف خطــــــع إليه الســـــن أن يرجــــردي، الذي ميكـــــالنص الس«

النص الشكل املتناسق الذي يريده له السارد مثلما يأخذو ذه العوامل (3)»و تعالقاته، وباختصار تنظيمه الداخلي

ة ــان السارد و مها على مسافـــــة تسرد أحداثها الشخصية حوبة على لســـــص شكل حكايـــــع الرواية ملا أخد النـــــدث مـــــح

، ط: ��رار ���ت ��� .264، ص �3ط�ب ا� (1)

)12-11(، ص 1حوبة و رحلة البحث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (2)

، : ��رار ���ت ��� .264ص ، 3طمرجع سابق،�ط�ب ا� (3)

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

124

شكل فالسارد هنا ينظم سرده و يبني (1)»لقد قررت أن حتكي قصتها يل«رواية من خالل املقطع مع شخصيات ال

وامرت حتكي كما «اخلطاب املطروح الذي استعمل فيه صيغة اخلطاب املنقول يف نقله لألحداث كما حكت حوبة

وذه الطريقة جاءت (2)»بلغين أيها احلبيب السعيد: حكت جدا شهرزاد يف سالف العصر و األوان مستفتحة بقوهلا

الرواية تسرتجع ذكريات ماضية من تاريخ اجلزائر و حمن الفقر و االستعباد و رفضها ملقاومة االحتالل الفرنسي و هنا

أيضا جند ته و انكسر و ختلف إىل الوراء من خالل نقل هذه األحداث و على مسار الروايةزمن الرواية حترر من خطي

ة ــــــف األمكنـــــداث و على أيضا وصـــــات لألحـــــستباقداء بني العروش و اإلـت الصراع و العـــــات أخرى مثال بينـــــاسرتجاع

و التفسريي و الذي ال يسعنا أن نذكر مجيع األمثلة و ذا تتحقق مجالية شكل لزخريفاو الشخصية الذي تراوح بني

.النص ذا التنظيم

Fonction de communication: لوظيفة التواصلية ا -ج

تعتمد هذه الوظيفة على العالقة القائمة بني السارد و املسرود له فيحاول السارد أن يتواصل مع املسرود له و بذلك

ارد نفسه، فتوجه السارد ـــو الس -ينـــب أو الضمــــر أو الغائـــــاحلاض –رود له ـــــاه مها املســـــحمرك«ردي ـــــع الســـــون الوضـــــكي

توافقه وظيفة نذكر يف الوقت نفسه –أو احلفاظ عليه ...إىل املسرود له، و اهتمامه بإقامة صلة به، بل حوار معه

تلقى فمن أجل التواصل مع امل (3)»نتباهية التحقق من االتصال و الوظيفة الندائية، التأثري يف املرسل إليهبالوظيفة اإل

يدجمه يف حكاية مثلما يربز هذا املقطع ذلك ا املتلقي الضمين و يؤثر فيه مليوجه اخلطاب إىل احياول السارد أن ينبهه مل

ن ال هوادة ــــر، و لكــــى األمـــــوا إذا اقتضـــــة، و موتـــــل احلريـــــوا من أجــــــون حاربــــــا اجلزائريــــــأيه«ه ــــــارد بقولــــــم الســــفيخاطبه

هم على الثورة على االستبداد و حياول أن يؤثر عليهم و يقنعهم بضرورة ث حبنبه السارد اجلزائريني ي (4)»مع املضطهدين

الوطن و الثورة يل حريةــــثل يف التضحية يف سبـــــي أيديولوجي يتمـــــالة ذات مغزى وطنــــون هذه الرســـــلك تكاد و بذــــــاجله

11، ص1حوبة و رحلة البحث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (1)

.13املصدر نفسه، ص (2)

265، ص3خطاب احلكاية، ط: جريار جنيت (3)

535، ص3ط مصدر سابق،حوبة و رحلة البحث عن املهدي املنتظر،: عز الدين جالوجي (4)

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

125

اليت ستأيت –على كل فساد و عدم التسامح مع كل مستبد و بذلك تتداخل هذه الوظيفة مع الوظيفة األيديولوجية

.أيضا -الحقا

Fonction d’attestation: وظيفة البينة أو الشهادة -د

تتناول مشاركة السارد مبا «ة ـــاع بصحة روايته ألن هذه الوظيفـــــاول اإلقنـــــه فيحـــــدق قولــــــا عن صــــــارد هنــــــن الســــــ يبي

ميكن أن تتخذ على شكل شهادة فقط كما هو .. معهاهو كذلك يف القصة اليت يرويها أي تتناول العالقة اليت يقيمها

ي منه خربه أو درجة دقة ذكرياته اخلاصة أو األحاسيس اليت تثريها ـــدر الذي يستقـــــارد إىل املصــــــدما يشري الســــــالشأن عن

من جهة ثانية تنظر تعتمد هذه الوظيفة من جهة على مصدر السارد يف نقله للخرب و (1)»يف نفسه مثل هذه احلادثة

انسحبنا عائدين «إىل مشاعره جتاه القصة و الذي يتجلى يف هذا املثال الذي يكشف عن هذين االجتاهني أو املستويني

كانت أحداث (2)»يلفنا الصمت و حتلق بنا خياالتنا تسرتجع أحداثا جليلة وقعت ذات سنوات يف هذا الوطن الغايل

اجتمعت فيها مقاومة االستعمار و حتديه و نتائجها الدموية و اازر املرتتبة عن هذه جليلة بالفعل غطت فرتة قاسية،

حه السارد و تأكيدا على صحة روايته و عرب كذلك على ما كان هذا بيانه وض .املقاومة متثلت يف جمازر الثامن ماي

اليت نقلها من وضعيته كسارد من الدرجة ، ر على هذا املاضي املؤملاختلجه هو و حوبة من مشاعر احلزن و التحس

حتدث هكذا بصفته اغائب إىل ضمري اجلمع املتكلم ملاألوىل و خارج القصة و مثلي القصة حيث انتقل من ضمري ال

.حيث مل يسلم سرده من تعليقاته الذي ظهر من خالل الوظيفة األيديولوجية اعليم اسارد

La Fonction idéologique: الوظيفة األيديولوجية -ه

تدخالت السارد املباشرة أو غري «يقوم السارد عرب هذه الوظيفة بالتعليق على األحداث بغرض تفسريها حيث أن

يريد السارد من التعليقات (3)»املباشرة يف القصة تستطيع أيضا أن تتخذ الشكل األكثر تعليمية مسموح به على العمل

ق على األحداث املؤسفة و الدموية اليت حدثت و املعاناة السارد يعل اما جنده يف الرواية مل تقدمي تفسريه و فكرته مثل

265، ص 3خطاب احلكاية، ط: جريار جنيت (1)

.556، ص 3حوبة و رحلة البحث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (2)

.265مرجع سابق، ص خطاب احلكاية،: جريار جنيت (3)

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

126

إن عويل األبرياء العزل ليرتدد صداه اليوم و إين ألمسعه كأنه حيدث اللحظة ما أكثر جرائم «يقول االيت عاشها أهلها مل

موقفه األيديولوجي من الوضع الذي كان يف تلك الرواية و يبني يأيت السارد يف آخر (1)»فرنسا يف هذا الوطن الغايل

الفرتة اليت راح ضحيتها األبرياء من اجلزائريني بال ذنب سوى أم أرادوا احلرية و السالم لبالدهم، يصدر حكمه مجية

.االستعمار الفرنسي و ما ارتكبته من جمازر و جرائم ضد اإلنسانية يف حقهم، و اليت ال تنسى

، فهي تسرتجع حكاية ماضية عن فرتة حمددة من املقاومة اجلزائرية عرب سارد ينقلها حقالالالرواية إىل زمن السرد انتمت

عن الساردة حوبة مستخدما بذلك ضمريين ضمري الغائب تارة و ضمري املتكلم تارة أخرى متخذا بذلك السارد

ضمري الغائب و يسرتجع احلكاية بأحداثها املختلفة اليت تدور إزاء هذا السرد، فيكون خارج القصة و يستخدمينتوضع

احول العروش و مقاومة االحتالل و بأشخاصها املتصارعة على طول الرواية و من جهة ثانية يستخدم ضمري املتكلم مل

و إن مل يسرد حكايته مع حوبة و كيف سردت له حكايتها و بذلك يبقى السارد يف مستوى الدرجة األوىل من السرد

إال أنه تسند إليه وظائف بوصفه سارد متيزت ما بني الوظيفة السردية و هي أساسية بوصفها يف األحداث ايكن مشارك

من خالل وظيفة يستخدم التقنيات السردية، و تربز مجاليات النص اسرد حيث ينقل األحداث السردية مليقوم عليها ال

ية و االستباقات كوصف األماكن و الشخصيات الذي حيمل النوع الزخريف عرب االسرتجاعات لألحداث املاض اإلدارة

كوصف مالمح شخصية سالفة الرومية و ذلك تفسريا كوصف احلمام من خالل األمثلة السابقة أو النوع التفسريي

رود لهــــت بني السارد و املســـة فكانــــالتواصلية ــــالوظيف أماا ــــا يف شفائهـــــا الذي كان سببـــــن فيها و مجاهلــــلطمع الطامعي

ان يف رسالة اليت قدمتها الرواية إىل متلقى ضمين متثل يف دعوة السارد اجلزائريني للمقاومة ضد الوضع الراهن احملتل ــكطرف

د على األحداث اليت محلت تعليق السار األيديولوجيةو بذلك تداخلت مع الوظيفة إيديولوجيو هي رسالة ذات مغزى

يتداخل معها ألن السارد استشهد بوقائع تارخيية ضا ي بشاعة جرائم فرنسا و كذا الوظيفة االستشهادية هي أالذي يبني

.متثلت يف أحداث الثامن ماي الدموية

ه عليها فهو ينقلها ـــرض سلطتـــــيفارد الذي ـــــداث الرواية من طرف الســـــة نقل أحـــــرد مت تقدمي طريقـــــل الســـــعرب فص

.556، ص 1حوبة و رحلة البحث عن املهدي املنتظر، ط: عز الدين جالوجي (1)

�ـ� ا�وا�ـ� ا��د� �ــ� ا�ا��� ـــا���

127

عن حوبة الشخصية الساردة غري املشاركة يف األحداث هي أيضا مبا أن الرواية اسرتجاعية والسارد يقوم بعملية تذكري

صفر أي سارد عامل بكل دواخل شخصياته يعرف ماضيها ومستقبلها و يتحكم تبئريفهي تتطلب ،لألحداث املاضية

فصيغة اخلطاب املنقول هي الطاغية يف الرواية ألا تقوم ،حىت صيغ اخلطابات و إن اشتملت عليها كلهايف السرد كله

ل غري تأيت صيغ اخلطاب احملو يتواءم مع طبيعة الرواية بعد ذلك ما أقوال حوبة الغائبة، فتظهر و كأا حاضرة وهو بنقل

مع الرواية حقالالود و كذا صوا السردي مل خيتلف عن الصيغتني فتناسق السرد ر ــــاب املســــه و كذا اخلطـــر بنوعيـــــاملباش

السارد سرد اغريي القصة و مثلي القصة ملقيه و كذا وضعية السارد اليت انتمت ملستوى الدرجة األوىل من السرد بش

و وظائفه متيزت بالتداخل فيما بينها كالوظيفة ،حكايته مع حوبة و انتقاله كذلك إىل سرد أحداث الرواية املاضية

اليت محلت موضوع الثورة و املقاومة ) الشهادة(وظيفة اإلثبات التواصلية اليت تداخلت مع الوظيفة األيديولوجية و معها

واية تها ر سردت أحداث الرواية بواسطة اخلطاب املنقول على لسان حوبة بصف او رفض االحتالل و الوظيفة السردية مل

و كذا امجالية اخلطاب السردي الذي كان خطاب اسرتجاعي إبرازاسرتجاعية و هو ما اعتمدت عليه وظيفة التنسيق يف

ر ــــة و تبئيـــت كل العناصر السردية من صيغ خطابيــــا و ذا كانــــة اليت يأيت االسرتجاع يف مقدمتهـــــة التقنيات الشكليــــبقي

.سردي منسجمة فيها بينها و تناسقت مع طبيعة الرواية االسرتجاعية و صوت

ــ�ـــ���ــــا��ــ

ا�����ـــــ�

129

:الخاتمة

:النتائج اليت توصل إليها البحث و اليت تتلخص يف هذه النقاط أهمرصد فيها أ أنهذه اخلامتة من خالل أحاول

و الذي من خالله ،املدى البعيد و القريب ذو هيمن االسرتجاع على االستباق الذي تراوح بني الطويل و القصري و - 1

مبختلف االسرتجاع اسرتجعت ذكريات ماضيه تعلقت بأحداث تارخيية متثلت يف جمازر الثامن من ماي كما حضر

و اليت كانت قليلة يف كسد الثغرات و الداخلي بأنواعه أيضا ،ح أحداث سابقة عن السردأنواعه اخلارجي الذي وض

و جند الذي كشف ،بتغي اليت أو بظهور الشخصيات اجلديدةيتجلى الشخصيات و الذي ضياو التعريف مب ،النص

. يات الشخصيات و ما أكثرهنفس عن

داث و إلعالا أيضا ـــــلألح يدـــــالتمه ات عملت علىــــسرتجاعة من اإلــــــة أقل مقارنــــــات مساحــــــت اإلستباقـــــشغل - 2

.ل للتحققـــــو منها ما كانت سريعة و منها ما احتاج إىل مدى طوي ةبو جاءت مقتض

توفر احلذف بأنواعه الثالثة الصريح و الضمين و االفرتاضي ، ةعناصرها األربع على مستوى املدة الزمنية توفرت -3

حياةاليت جتلت من خالل تقدمي و كذا اخلالصة بنسبة كبرية، و الذي قام بدور إسقاط األحداث امليتة يف النص

ت و رغم توافرها يف النص أد كذلك كخالصات اسرتجاعية، سرتجاعاتكما محلت يف طياا اإل أيضا الشخصيات

كانت طويلة و بذلك و املشاهد اليت احتلت مساحات واسعة يف الرواية بطول الرواية متيزت ريع السرد إال أن سدورها يف ت

.و اخلالصات أيضاستباقات إلو اكثرية حوارات كبؤر جالبة معها اإلسرتجاعات يف أحيان تشكلت

نـــــاألماك من خــــــالل ريفــــــلزخاف ــــــرد حيث وظف الوصـــــــــة للســــــة اليت كانت مبثابة اسرتاحــــــي الوقفــــــل الروائـــاستعم - 4

.الذي كشف من خالله عن ماضي و نفسية الشخصيات ا و الوصف التفسرييــــو تفاصيله

الذي عكس نفسيات الشخصيات و كذا حضر التواتر بأنواعه الرتددي الذي اهتم باألحداث املاضية و التكراري - 5

.قة موجزة و بشكل وافر أيضايبطر التوتراتقد حضرت هذه التفردي بنوعيه و

ل صورة ـــج لتكتمبوصف املكان اهتماما كبريا بطريقة تفصيلية وفق مبدأ التدر اهتم الروائي ان فقد ـــــبالنسبة للمك - 6

و يكون ية تتوقف خالهلا األحداث ــــفالوظيفة التزيين ةف الثالثــــــكما أنه اعتمد على وظائف الوص،رـــــــان يف األخيــــاملك

ا�����ـــــ�

130

ر املكان بالشخصية، فيعكس حقيقتها و يفس هذا النوع من الوصف كإطار لألحداث ويف الوظيفة التفسريية يرتبط

ات ــــــع التارخيية و كذا الشخصيـــــــالوقائ فهي تتوسل اإليهامية ور اإلنساين و أما الوظيفةـــــعن الشع عرب يسلوكها و هكذا

.مبصداقية املكان من أجل جذب القارئ إليه اإحساسالتارخيية لتعطى اليت

ملا استند يف معاجلتها على األحداث التارخيية اليت مرت ا ) منطقة سطيف (كن الرواية ا ألم قام الروائي بالتأريخ -7

.القرن املاضي ناجلزائر يف النصف األول م

اهتم الروائي بوصف املكان هندسيا و جغرافيا كما قام بربط املكان بالشخصية من خالل تأثر املكان بالشخصية و - 8

.سياسية و نفسية و اجتماعية و متعددة اقتصادية ااملكان أبعاد اختذو بذلك االتأثري فيه

مقابل أماكن اإلجباريةبقسميها االختيارية و أماكن اإلقامةكثنائية برزت أماكن الرواية خاضعة للتقابل الضدي -9

و الشوارع الشعبية و ثنائية ثنائية الشوارع الراقية مثل جديدة اتائينثرعت عنها فاالنتقال العامة و اخلاصة و اليت ت

.نته أحداث الرواية عن الصراع السياسي و االجتماعي الذي بي املكان الطاهر و املكان املدنس اليت تعرب

.ت دورا أكرب منها أيضااحتلت أماكن االنتقال مساحة أوسع من أماكن اإلقامة كما أد - 10

سابقة حدثت اا ألا تسرتجع أحداثــــم أحداثهـــــيف تقدي حقالن الـــــعلى الزمة ـــــفقد اعتمدت الرواي سردة للــــالنسبب - 11

.من قبل

ها واخلبكل تفاصيل األحداث يعلم د اارد و الذي يكون عليمــــسيف الرد سر الـــــصر الذي حيــــــر الصفـــــيالتبئ تـــــتبن - 12

.و حيركها كيفما يشاء

و غلب أسلوب غري املباشر و كذلك األسلوب املنقول اللذان ةاخلطابات املنقولة و املسرود أنواعتوفرت كل - 13

.يتوافقان مع التبئري الصفر

ي عرب الراوي من خالل الشخصية ـــــسرد الروائــــت من خالل تقنية الـــــات فقد أطلـــــبة للشخصيـــــا بالنســـــأم - 14

.و املتبين للتبئري الصفر يف خطابه على أسلوب الراوي العليم بكل تفاصيل الرواية االعتماد تبنتاإلشارية و

ا�����ـــــ�

131

أيضا مع املقياس الكيفي عن درج الراوي يف وصف شخصياته عرب املقياس النوعي الذي ساد يف الرواية و كشف ت - 15

مكوناا و توضيح إلبرازالكبري بالشخصيات من خالل هيئتها اخلارجية و أبعادها النفسية و االجتماعية االهتمام

.وحىت تكتمل البطاقة الداللية لكل شخصية دورها يف الرواية

ة ــــــــة و اازيــــــة و االجتماعيــــــــــسطورية و األــــــــــخييالتار ا ــــــــــة بأنواعهــــــــــــات، املرجعيــــــواع الشخصيـــــــع أنــــــرت مجيــــــــتوف-16

األنواعنوع من هذه أكثر من أن تنتمي إىل الشخصياتهذه استطاعت ارية و االستذكارية كما ــــشاإلالشخصيات و

.تكتف بنوع واحد فقط و مل

الشخصيات و الصفة و الوظيفة اليت تؤديها الشخصية و اعتمد أمساءيف الربط بني االنسجاماعتمد الروائي على -17

.كتمل صورة الشخصية و داللتها عند القارئتداللتها ل إثراءاملركبة يف التسمية للتنويع و األمساءعلى

ن و ميكن القول يف األخري أين حاولت من خالل دراسيت املتواضعة توضيح كيفية تشكيل معمار العمل الروائي م

من زمن ومكان وشخصيات و سرد، و توضيح وظيفة كل خالل تبيني العالقات القائمة بني هذه العناصر الشكلية،

و مدى مسامهة هذه العناصر يف شد عضد الرواية، لكن البحث يف هذا اال ال ينضب مادامت ةعنصر على حد

.الروايات تصدر و تتواجد باستمرار

�در و ا�� ا��ــ ا���ـــ����

ا���ا��

133

ئمة المصادر و المراجعقا

: المصادر -أوال

.2011، 1، دار الروائع للنشر و التوزيع، طحوبه و رحلة البحث عن املهدي املنتظر :عز الدين جالوجي

:المراجع -ثانيا

:المراجع العربية - أ

.2011السرد يف سورة الكهف، ديوان املطبوعات اجلامعية، منطق : بوقرومة حكيمة -

)املغرب - دار البيضاء(املركز الثقايف العريب، ،)الشخصية- الزمن- الفضاء(بنية الشكل الروائي،: حسن حبراوي -

.2009، 2، ط)لبنان- بريوت (

) املغرب -دار البيضاء(العريب،بنية النص السردي من منظور النقد األديب، املركز الثقايف :محيد حلميداين -

. 3،2000، ط)لبنان-بريوت(

)املغرب -دار البيضاء(املركز الثقايف العريب، ،)التبئري- السرد- الزمن(حتليل اخلطاب الروائي،: سعيد يقطني -

.2005، 4،ط) لبنان- بريوت(

.2004، )ط.د(املصرية للكتابمطابع اهليئة دراسة مقارنة يف ثالثية جنيب حمفوظ ، بناء الرواية، : سيزا قاسم -

)لبنان- بريوت(مجالية املكان يف الرواية العربية، املؤسسة العربية للدراسات و النشر: شاكر النابلسي -

.1994، 1، ط)األردن-عمان(

) األردن- أربد(دراسة يف روايات جنيب الكيالين، عامل الكتب احلديثبنية اخلطاب الروائي،: شريف حبيلةال -

.2010، 1ط

) ط.د(لس الوطين للثقافة و الفنون، الكويتيف نظرية الرواية، حبث يف تقنيات السرد، ا: امللك مرتاض عبد -

.1998ديسمرب

ا���ا��

134

1، ط)سوريا- دمشق(عبد احلميد ابن باديس العامل الرباين و الزعيم السياسي، دار القلم: مازن صالح مطبقاين -

1999.

.2004، 1العربية، املؤسسة العربية للدراسات و النشر، بريوت، طالزمن يف الرواية : مها حسن القصراوي -

1، ط)لبنان -بريوت(العريب، االنتشارالنوع السردي، مؤسسة إشكالياتالزمن النوعي و : هيثم احلاج علي -

2008 .

.1986، )العراق-بغداد(الرواية و املكان، دار الشؤون العامة : ياسني النصري -

:المراجع المترجمة - ب

تقدمي ،، مصطفى ابراهيم مصطفىرمجةحنو رواية جديدة، دراسات يف اآلداب األجنبية، ت: جرييه آالن روب -

.رف مبصراالدكتور لويس العوض، دار املع

و فؤاد صفا، ضمن كتاب طرائق حتليل السرد مقوالت السرد األديب، ترمجة احلسني سحبان: ان تودوروفتتزفي -

.1992، 1، ط)املغرب-الرباط(األديب، منشورات إحتاد املغرب

.الة، ضمن كتاب طرائق السرد األديبمححدود السرد، ترمجة بنعيسي بو : جريار جنيت -

3خطاب احلكاية حبث يف النهج، ترمجة حممد معتصم، منشورات االختالف، اجلزائر، ط: جريار جنيت -

2003.

) سوريا- حلب(عياشي، مركز اإلمناء احلضاريمدخل إىل التحليل البنيوي للقصص، ترمجة منذر : روالن بارث -

. 2002، 2ط

مورفولوجية القصة، ترمجة عبدالكرمي حسن و مسرية بن عمر، شراع للدراسات و النشر : فالدميري بروب -

.1996) دمشق-سوريا(و التوزيع

ا���ا��

135

) املغرب- الرباط(الكالمسيميولوجية الشخصيات الروائية، ترمجة سعيد بن كراد، حمفوظة لدار : فيليب هامون -

1990.

6مجاليات املكان، ترمجة غالب هلسة، املؤسسة اجلامعية للدراسات و النشر و التوزيع، ط: غاستون بشالر -

2006 .

) لبنان- بريوت(، )املغرب-الدار البيضاء(الفضاء الروائي، ترمجة عبد الرحيم حزل، افريقيا الشرق:ميشيل راميون -

2002 .

االتــــــون املقــــات املكان، عيــــــاب مجاليـــــــــــن كتــــــــضميزا قاسم،ـــــة ســـــــين، ترمجــــــــان الفــــــلة املكـــــــمشك: يوري لومتان -

.1988، 2ط ،)املغرب - دار البيضاء(

:المعاجم -ثالثا

.1955، 1و النشر، بريوت، ط بنائي للطباعةلمعجم املصطلحات الفلسفية، دار الفكر ال: خليل أمحد خليل -

ن ــــــني للمالييــــات، عريب ،اجنليزي، فرنسي، دار املعلمــــــــــي اللغــــــاموس ثالثــــــــي قــــــورد الثالثــــــامل: روحي البعلبكي -

.1،2005،ط)لبنان- بريوت(

مكتب الرتاث يف مؤسسة الرسالة بإشراف القاموس احمليط، حتقيق : جمد الدين حممد بن يعقوب الفريوز آبادي -

.2005، 8،ط)لبنان- بريوت(حممد النعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة للطباعة و النشر و التوزيع،

. 2008، 1معجم الفلسفة، دار الكتاب احلديث، القاهرة، ط: حممود يعقوب -

.1997، 1، ط)لبنان- بريوت(لسان العرب، الد الثالث، دار صادر: ابن منظور -

.2008، 1، ط)لبنان- بريوت(لسان العرب، الد السابع، دار صادر: ابن منظور -

ا���ا��

136

:رونيةكتالمواقع االل -رابعا

23:36، الساعة 14/03/2009شهرزاد و شهريار بني اجلدور و الفروع، تاريخ : حممد التوجني -

www.startimes.com

http://asmaa.org، موسوعة لألمساء العربية و األجنبية معجم األمساء -

�تــــــ��ـــ�س ا����ـــــ��

ا���ـــــ�س

138

اتــــــرس الموضوعـــــفه

.االهداء

.التشكر

ج-ب- أ..........................................................................................مقدمة

05..........................................................................................مدخل

.بنية الزمن في الرواية: الفصل األول

08.................................................................................مفهوم الزمن - 1

08...................................................................................لغة - 1- 1

09......................................................................املفهوم الفلسفي -1-2

11.............................................................................إصطالحا - 3- 1

15...........................................................................حتليل الزمن الروائي - 2

15......................................................................الرتتيب الزمين - 1- 2

16......................................................................االسرتجاع - 1- 1- 2

17...........................................................اإلسرتجاع اخلارجي -2-1-1-1

19...........................................................االسرتجاع الداخلي -2-1-1-2

19...........................................................االسرتجاع الداخلي غريي القصة -أ

21..........................................................االسرتجاع الداخلي مثلي القصة -ب

25............................................................االسرتجاع املختلط - 3- 1- 1- 2

27........................................................................اإلستباق - 2- 1- 2

27 ............................................................االستباق اخلارجي - 1- 2- 1- 2

ا���ـــــ�س

139

28 .....................................................................االستباق كطليعة -أ

31................................................................االستباق بصفته إعالنا - ب

33....................................................االستباق الداخلي التكراري - 2- 2- 1- 2

35..............................................................................املدة الزمنية - 2- 2

36............................................................................امل -2-2-1

38...........................................................................احلذف -2-2-2

39..........................................................................احلذف الصريح -أ

40........................................................................احلذف الضمين - ب

42......................................................................احلذف االفرتاضي - ج

43............................................................................املشهد -2-2-3

46.....................................................................الوقفة الوصفية -2-2-4

49............................................................................التواتر السردي - 3- 2

50.....................................................................التواتر التفردي -2-3-1

51....................................................................التواتر التكراري -2-3-2

52.....................................................................التواتر الرتددي -2-3-3

وايةبنية المكان في الر : الفصل الثاني

57................................................................................مفهوم املكان - 1

57...................................................................................لغة-1-1

58......................................................................املفهوم الفلسفي -1-2

59............................................................................إصطالحا -1-3

ا���ـــــ�س

140

61...............................................................................وصف املكان - 2

64..........................................................................التشكيالت املكانية - 3

64..........................................................................أماكن االقامة - 1- 3

64..................................................البيت: االختياريةأماكن اإلقامة -3-1-1

67.....................................................الزاوية اماكن االقامة اإلجبارية - 2- 1- 3

69..........................................................................االنتقالأماكن - 2- 3

70..............................................................أماكن االنتقال العامة - 1- 2- 3

70..................................................................الطبيعة و مفرداا -أ

71...........................................................................الشوارع -ب

73..............................................................أماكن االنتقال اخلاصة -3-2-2

73.............................................................................اماحلم -أ

74............................................................................املقهى -ب

75...........................................................................القرابة - ج

76.............................................................................املسجد -د

78..........................................................................دار الفساد - ه

78...........................................................املقرات و النوادي و احملالت -و

بنية الشخصيات في الرواية: الفصل الثالث

82...............................................................................مفهوم الشخصيات - 1

84..............................................................................الشخصياتتصنيف - 2

85......................................................................الشخصيات املرجعية - 1- 2

ا���ـــــ�س

141

85......................................................................الشخصيات التارخيية - أ

86...................................................................الشخصيات االسطورية -ب

87....................................................................الشخصيات االجتماعية - ج

88........................................................................الشخصيات اازية - د

90.......................................................................الشخصيات اإلشارية-2-2

91...................................................................الشخصيات االستذكارية -2-3

92................................................................................تقدمي الشخصيات - 3

93............................................................................املقياس الكيفي -3-1

93.........................................................................اخلصائص اجلسمية - أ

95.........................................................................اخلصائص النفسية -ب

96......................................................................اخلصائص االجتماعية - ج

97..............................................................................املقياس النوعي - 2- 3

101...........................................................................الشخصياتداللة أمساء - 4

بنية السرد في الرواية: الفصل الرابع

107.....................................................................................مفهوم السرد - 1

107.......................................................................................لغة-1-1

107................................................................................اصطالحا -1-2

109..........................................................................................الصيغة - 2

111............................................................................اخلطاب املسرود - 1- 2

112.........................................................ل باألسلوب غري املباشراخلطاب احملو - 2- 2

ا���ـــــ�س

142

114.........................................................................اخلطاب املنقول - 3- 2

117.........................................................................................التبئري - 3

119.................................................................................الصوت السردي - 4

122.........................................................................وظائف السارد - 1- 4

123............................................................................الوظيفة السردية -أ

123..............................................................................وظيفة اإلدارة - ب

124..........................................................................الوظيفة التواصلية - ج

125.....................................................................نة أو الشهادةوظيفة البي - د

125.......................................................................الوظيفة االيديولوجية -ه

129...............................................................................................اخلامتة

133...............................................................................قائمة املصادر و املراجع

138....................................................................................املوضوعاتفهرس

:ص البحثملخ

حوبة ورحلة البحث "كشفت هذه الدراسة عن جتربة روائية متميزة للروائي عز الدين جالوجي، متثلت يف رواية

إبراز كيفية توظيف عناصره الشكلية من زمن و مكان من خاللبتحليل بنية اخلطاب تاختص يث ح" عن املهدي املنتظر

هي الرتتيب الزمين ةوشخصيات وسرد، فقد أثبتت حركة الزمن املرنة فاعليتها يف تفسري األحداث عرب مستويات ثالث

و اختزاالته اراتهسريع و البطيء، و التواتر بتكر ستباقية و املدة الزمنية املرتاوحة بني اإليقاع السرتجاعية و اإلاإل مبفارقاته

.لألحداث السردية

ة ـــان و داللته عرب تبىن مبدأ الثنائيات الضدية اليت كشفت عن ثنائية مكانيـــخصوصية املك إبرازكما عملت على

بذلك و ،شعبيةو االنتقال اليت تتفرع عنها ثنائيات جديدة كثنائية األماكن الراقية و األماكن ال اإلقامةة و هي ثنائية ــــرئيسي

.رواية من خالل عالقته بالشخصية القائمة على مبدأ التأثري و التأث اه املكان يف الر الذي أد فقد برز الدور املهم

تعددها و اختالفها كما مت تناول داللة أمسائها الذي مت تصنيفها الذي بني ن أجل فهم وظيفة الشخصية يف النصم و

.يف تقدميهاج در ــدأ التـرها عرب مبـف مظاهــام هذه األمساء مع أصحاا و كذلك إبراز خمتلــو انسجق ــــدى تعلــم كشف عن

اليت و غـــكز على أنواع من الصيتالسرد الذي ير من خاللة بطريقة تقدمي أحداث الرواية ـــت الدراسا اهتم ــــكم

ة يقابله ـــة السرديــــرف أول يف العمليــــكط-اردـــــرف الســــة من طــــة و املسرتجعــــاملاضيا ــــة بأحداثهــــت يف متاسك الروايـــمهسا

ؤول عن ــــردي و هو املســـر الســــم اخلبــــلتنظي التبئري الصفرمن خالل رد ـــل الســــمبفاص هـــــو الذي عرب عن حتكم -القارئ

.املستويات السردية كذا راز وظائفه وــردي مع إبــــــوت الســــــالص

ذه الصورة يف املسامهة يف شد عضد و هكذا فقد بدت هذه العناصر متداخلة و مرتابطة فيما بينها و ساعد توظيفها

.شكل مجايلبالرواية

Résumé

L’étude a révélé une expérience romancière distinguée du romancier Azzedine

Djelawdji, représentée dans le roman « houba et le parcours de recherche d’elmehdi

elmontadher », où nous nous sommes penchés sur l’analyse de la structure du discours

en mettant en évidence l’usage de ses éléments formels de temps, de lieu, de

personnages et de narration ; le mouvement souple du temps a prouvé son efficacité

d'interprétation d'événements à travers trois niveaux qui sont l’ordre chronologique

par ses paradoxes analepsiques et prolepsiques , la durée s'étendant entre l'allure

rapide et lente et la fréquence par ses répétitions et ses restrictions d'événements

narratifs.

Nous avons travaillé sur la mise en évidence de la spécificité de l'endroit et sa

signification par l'adoption du principe des paires opposées qui ont révélé une paire

spatiale majeure celle de la résidence et le déplacement, de cette dernière découlent de

nouvelles paires telles que la paire des endroits chics et les endroits populaires, ainsi il

est apparu le rôle important joué par le lieu dans le roman à travers sa relation avec la

personnalité basée sur le principe de l'influence et de la sensibilité.

Afin de comprendre la fonction de personnalité dans le texte, nous l’avons

classifié, ce qui a montré sa diversité et sa différence et nous avons également abordé

la signification de ses noms, cela a montré combien les noms sont corrélés et

compatibles avec leurs propriétaires et nous avons aussi souligné ses diverses

manifestations à travers le principe de sa présentation progressive.

L'étude a également porté sur la manière de la présentation des événements du

roman à travers la narration qui se fonde sur des types de modes qui ont contribué à la

cohésion du roman par ses événements passés et récupérés par le narrateur - comme

une première partie du processus narratif en face du narrataire - qui a montré sa

maîtrise de la narration à travers la focalisation pour organiser le renseignement

narratif et il est aussi responsable de la voix narrative en montrant ses fonctionnalités

et ses niveaux narratifs.

Ainsi, ces éléments semblaient enchevêtrés et corrélés entre eux et leur intégration

de cette manière a renforcé la qualité du roman.

Abstract

The study revealed a distinguished novelist experience of the novelist Azzedine

Djelawdji, represented in the novel "houba and the route of search of elmehdi

elmontadher ", where we focused on the analysis of discourse structure by

highlighting the use of its formal elements of time, place, characters and narrative; the

flexible movement of time has proven its efficiency of interpretation of events

through three levels which are the chronological order by its analepsic and prolepsic

paradoxes , the period extending between the fast and slow pace and the frequency of

its repetition and restrictions of narrative events.

We worked on the highlighting of the specificity of the place and its significance

by the adoption of the principle of the opposite pairs which revealed a major spatial

pair that of the residence and movement, of the latter arises new pairs such as the pair

of posh places and popular places, so it appeared the important role played by the

place in the novel through its relation with personality based on the principle of

influence and sensitivity.

In order to understand the personality function in the text, we have classified it,

which showed its diversity and its difference and we also discussed the meaning of its

names, this had showed how much names are correlated and compatible with their

owners and we have also highlighted its various manifestations through the principle

of its progressive presentation.

The study also focused the way of the presentation of the events of the novel

through the narration which is based on the types of patterns that contributed to the

cohesion of the novel by its past events and recovered by the narrator - as a first part

of the narrative process in front of the reader - Which showed the control of the story

through the focus to organize the narrative information and it is also responsible for

the narrative voice showing its features and narrative levels.

So, these elements seemed tangled and correlated and their integration in this way

has enhanced the quality of the novel.

REPUBLIQUE ALGERIENNE

MINISTRE DE L’ENSEIG NEMENT

Université : 20 Août 1955 Skikda

Faculté des lettres et des langues

Département de la langue et littérature arabe

Présenté en vue de l’obtention du diplôme de magistére

OPTION : Littérature

Par : RAMDANE SAOUSSEN

DIRECTEUR DE MEMOIRE : B oubaiou

Devant les jurys :

Nom et PrénomPrésident Abdelkader Natour

Examinateur Walid Examinateur Omar

La structure du discours narratif dans le roman " Houba et le

parcours de recherche d’elmehdi elmontadher " de romancier

AZZEDINE DJELAWDJI

ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE

NEMENT SUPERIEUR ET DE LA RECHERCHE S

Département de la langue et littérature arabe

MEMOIRE

Présenté en vue de l’obtention du diplôme de magistére

Spécialité : littérature algérienne contemporaine

: RAMDANE SAOUSSEN Code : D012115005M

oubaiou Boudjema cadre : Professeur

Nom et Prénom Grade Abdelkader Natour Maitre de conférence A

Walid Bouadila Maitre de conférence A Omar Belmeguenai Maitre de conférence A

La structure du discours narratif dans le roman " Houba et le

cherche d’elmehdi elmontadher " de romancier

AZZEDINE DJELAWDJI

ET POPULAIRE

ET DE LA RECHERCHE SCIENTIFIQUE

Année : 2014/2015

contemporaine et moderne

université : Skikda

Etablissement Univ skikda Univ skikda Univ Annaba

La structure du discours narratif dans le roman " Houba et le

cherche d’elmehdi elmontadher " de romancier