اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية وزارة التعليم العايل والبحث العلمي

ر ـ اجلزائامعةج ارــد اآلثـمعه

:سالة لنيل درجة املاجستري يف اآلثار اإلسالمية بعنوانر

:األستاذ الدكتور تحت إشــراف :إعداد الطالب

لعرج محمود د العزيز ــعب محمد رابح فيسة

في المنشآت المرابطية مدينة ندرومة

دراسة تاريخية أثرية

تشكرات

أتقدم بجزيل الشكر والعرفان إلى أستاذي الفاضل

الدكتور عبد العزيز محمود لعرج عن تبنيه هذا العمل،

استوى، وتحمله تعب التصحيح وتتبعه له منذ بدايته إلى أن

.منا جزيل الشكر والتوجيه فله

في إخراج كما أتقدم بالشكر الخالص لكل من ساهـم،

هذه الرسالة إلى النور بالدعـــاء الخالص وبالكلمة

.الطيبة

إهداء

:هدي هذا العمل المتواضع إلــى أ

.إلى روح والدي-

.ةي الكريمتالد و-

. و أخواتـي إخوتـي -

. إلى كل قريب منــا -

.إلى كل من يبتغي صالح األمـة -

و متك التي أنعمت عليربي أوزعني أن أشكر نع"

"على والدي و أن أعمل صالحا ترضاه

قائمة املختصرات الطبعة: ط -1 اجلزء: ج -2 حتقيق: حتـ -3 ترمجة : تر -4 اهلجري : هـ -5 امليالدي : م -6 ة حالصف: ص -7 شرح ( ) : -8 آيات : « » -9

حذف (...) : -10 تويف : ت -11 ت الشركة الوطنية للنشر و التوزيع.ن.و.ش -12 أ الس الوطين للثقافة و الفنون و اآلداب.ف.ث.و.م -13

1- T Tome 2- P page 3- E Edition

: مقدمة يعترب فن العمارة مرآة صادقة تعكس جوانب متعددة من حضارات الشعوب و ثقافام اليت ظهرت على مر العصور و طوى التاريخ صفحاا لتظل املباين القدمية مبثابة شواهد على تلك

ة املدن من الطابع أو العصور و تصل املاضي باحلاضر من خالل تواجدها و تتحدد شخصيالطوابع املعمارية اليت تضمها املدينة فتكسبها صفة التمييز نتيجة طوابعها املعمارية عن املدن

.األخرى او تعطيها صفة اإلشتراك مع البعض اآلخر يف الصفات املعمارية ملبانيها املختلفة و انطالقا من هذه و تعترب مدينة ندرومة من بني املدن اليت ختللتها الطوابع املعمارية

الزاوية يتحدد لنا نوع من أنواع هذه الطوابع و الذي حصرناه يف الطابع أو الفن املرابطي يف .املدينة الذي يؤدي بنا حتما إىل البحث عن مكوناا و كيف متركزت املنشآت املرابطية فيها

الوصف الذي تقدمه لنا و رغم أن مدينة ندرومة قد حظيت ببعض االهتمام من حيثمصادر التاريخ و نصوصها وبعض النصوص احلديثة ، فإن االهتمام بالتفاصيل املعمارية للمنشآت

.من زاوية أثرية بقي ناقصا .ومل تعطى له األمهية الكبرية لدرجة تكاد تكون الدراسات حول هذا املوضوع معدومة

:أمهية اختيار املوضوع ندرومة مل تكن مبستوى املدن املغربية األخرى إال أن تارخيها كان حافال رغم أن مدينة

بعدة أحداث تارخيية عكست بالتايل واقعا ثقافيا و اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا و عمرانيا السيما أا يف فترة من فترات . ميزها عن باقي املدن الصغرية يف املنطقة الغربية من اجلزائر

ت معماريا بطابع العمارة املرابطية ذات النمط اخلاص و الذي احتوى على التاريخ طبع .مكونات معمارية تعددت فيها تقنيات و مواد البناء

حيث مل يتطرق الباحثون املختصون يف اال األثري إىل مثل هذه التفاصيل الدقيقة ض اإلشارات فإا ال تعدوا أن للتعريف باملنشآت املرابطية و تنميطها ، و حىت و إن وجدت بع

تكون بسيطة و غري متخصصة ، ال تصل إىل النتائج اليت يصبو األثري لتحقيقها ، و منها .إشارات يف كتاب العمارة العسكرية لألستاذ رشيد بورويبة

إن اختيار دراسة الفترة المرابطية في مدينة ندرومة ناتج أساسا عن رغبة لبس عن هذا الجانب من العمارة ، باعتبار أن بقايا هذه ملحة في آشف بعض ال

الفترة لم تدرس في آثير من جوانبها التي لعبت دورا هامـا في المجـاالت .الحيوية للدولـة المرابطية

و أثناء املعاينة امليدانية اليت قمنا ا يف املدينة و بعد اإلطالع على بعض الدراسات حول لنا النقص الكبري يف دراسة املنشآت املرابطية يف املدينة ، مما دعاين إىل سرب األغوار املدينة ، تبني

.و لو بالقسط اليسري

:اإلشكالية لقد انصب اهتمام الباحثين في تاريخ الدولة المرابطية حول الجوانب السياسية و االقتصادية حيث أحاطوا الموضوع من جميع جوانبه ، غافلين بذلكعن الجانب المعماري لهذه الدولة الذي يعاني من فراغ ملحوظ في المصادر و المراجع و خاصة آلما تصدى الباحث لدراسة الجوانب الحضارية لمدن المغرب

.اإلسالمي عامة و المنشآت المرابطية على وجه الخصوص وافرا من هذه من هذه الزاوية ، فقد آان لمدينة ندرومة نصيبا ا و انطالق

لذا .المنشآت التي وجدت آنتيجة حتمية لتوسع هذه الدولة في المغرب األوسط فإننا قد رآزنا في بحثنا هذا على إنجازات المرابطين في هذه المدينة المنقسمة

. الميدان العسكري و الميدان الديني و الميدان المدني : على ميادين ثالثةلبحث حول أهم المنشات و تسليط الضوء على أهم و تتمحور إشكالية هذا ا تويندرج ضمن هذا اإلشكال بعض اإلشكاليا. مميزات العمارة المرابطة

: ونذآر منها. الجزئية نحاول اإلجابة عليها في محلها خالل مراحل البحث ؟ما سبب عدم اهتمام الباحثني بالعمارة املرابطية يف مدينة ندرومة • ؟ قة باملدن املغربية األخرى يف تفاصيلها املعماريةهل للمدينة عال • و بالعمائر السابقة هلـا ما مدى تأثر املنشآت املرابطية يف املدينة ببعضها البعض •

. معماريا و ختطيطيا ؟ :املنهجية املتبعة يف دراسة املوضوع

: من أجل دراسة موضوع مدينة ندرومة دراسة أثرية ، اعتمدنا على

الذي اعتمدنا فيه على أهم املصادر واملراجع اليت سنشري إليها لتتبع املراحل و املنهج النظري - التارخيية للمدينة، وتسليط الضوء على الفترة املرابطية وأهم مبانيها ومنشاا يف املدينة، مع اعتماد

.املقاالت والرسائل اجلامعية اليت تناولت املوضوع من جهة أو من أخرى وذلك بالوصف والتقاط ،املنهج التطبيقي فقد اعتمدت فيه على املعاينة امليدانية للمدينة -

.الصور وأخذ القياسات ورسم املخطّطات، ومقارنتها ببعضها البعض . املنهج التحليلي و الذي بينا من خالله أمهية العناصر املعمارية و مقارنتها مع العمائر املغربية-

: كالتايل اخلطة جاءت وعليه فقد :ل األولـالفص ). املناخ – التضاريس –املوقع ( اإلطار اجلغرايف ملدينة ندرومة - ). أصل التسمية ودور املدينة احلضاري(اإلطار التارخيي - .املراحل التارخيية للمدينة - .حملة تارخيية عن الدولة املرابطية -

صيناا العسكرية ختطيط مدينة ندرومة وحت : ثاينالفصـل ال ). القصبة– دار اإلمارة –املسجد اجلامـع : (احملور األول - ) .األحياء السكنية و ملحقاا، الشوارع و الدروب : ( احملور الثاين - ) . املداخل- األبراج-السور: التحصينات العسكرية : ( احملور الثالث -

.املنشآت الدينية : لثالفصـل الثــا .لكبري ااجلامع - .مسجد القدارين - .مسجد اللة الزهراء الشريفة - املنشآت املدنية : رابعالفصـل ال

.مرتل دار زرهوين - .مرتل دار فتوح - .مام البالـي احل -

اخلامتــة

: نقد املصادر اعتمدنا يف حبثنا هدا على بعض املصادر و املراجع اليت تناولت هدا املوضوع من زاوية أو أخرى للضرورة فصعوبة املوضوع تقتضي منا ذلك ونظرا ألن الفترة املرابطية تفتقر إىل الكثري من

ابن : ولعل أن الكتاب الذين أرخوا لآلسرة املرابطني أمثال . جنبيةاملصادر سواء بالعربية أو األالذي ضاع كما ضاع " األنباء يف سياسة الرؤساء " الصرييف أمني سرتا شفني بن علي يف كتابه

الذي يذكره ابن اخلطيب يف أعمال األعالم و يف " األنوار اجللية يف أخبار الدولة املرابطية " كتابه ما ورد ذكره يف كتاب احللل املوشية ملؤلفه اهول ،وأبرز املصادر اليت إعتمدا ك. اإلحاطة

: هي

الذي يذكر فيه وصفا للمدينة ، " البلدان " يف كتابه)م797/هـ184(ت سنة:اليعقويب / 1رخ إستنتج من خالله األستاذ رشيد بورويبة أن سور املدينة يعود إىل الفترة املرابطية بدافع أن املؤ

اليعقويب ،عاش يف ظل تلك احلقبة الزمنية ،اليت كان املرابطون فيها سادة املغرب ، و الذي .ساعدين يف دراسة التحصينات العسكرية للمدينة

املغرب و ا، يف ذكر إفريقي "املغرب "يف كتابه ) م1096/هـ487(أبو عبيد اهللا البكري /2

، ومنه القسم اخلاص بوصف " املسالك و املمالك " ،و هو اجلزء املتبقي من كتابه اجلغرايف

، حيث يذكر وصفا خاصا باملدينة، وقد استفدت 1911سنة سالنوداملغرب ،الذي نشره من القسم اخلاص جبغرافية األندلس ، الذي نشره عبد الرمحان حجي ، حيث استفدت منه يف

رباط و أعمال عبد اهللا ابن ياسني احلديث عن املرابطني ، وبدايتهم األوىل خاصة ما ذكره عن الهذه الشخصية اليت أثرت مبادئها على مسار احلركة الدينية، وبالتايل على اجلانب العمراين، .

.املتمثل خاصة يف املنشآت الدينية ، كاملساجد ، يف جزئه " نزهة املشتاق يف اختراق األفاق) م1160/هـ560(الشريف اإلدريسي / 3

ض السودان و مصر و األندلس ، الذي اهتم كثريا بذكر الطرق و املدن اخلاص باملغرب وارواملسافات و األبعاد بينها ، ووصف معاملها و أارها و جباهلا و قلما يتعرض إىل تاريخ إنشاء

.فكتابه يصلح ألن يكون خريطة طبيعية جغرافية استخدمت منه يف وصف املدينة. املدن قسم " املعجب يف تلخيص أخبار املغرب)م1247/هـ647(عبد الواحد املراكشي /4

كتابه هذا إىل عدة فصول ، خص فيه بالد األندلس جبزء كبري و ذكر فيه فضل بالد املغرب حيث يذكر أهم األحداث اليت جرت فيه ، و يف فصول أخرى يتطرق إىل أهم ما شهده هذا

ا على سبيل املثال دولة املرابطني و ما القطر من قيام دويالت غريت جمرى التاريخ ، نذكر منهتالها من أحداث ، كما أن املؤلف عاصر حقبة تارخيية مليئة باألحداث التارخيية أدرجها يف

.كتابه هذا ليأيت يف آخر مؤلفِه بذكر أقاليم املغرب و األندلس

ملغرب البيان املغرب يف أخبار األندلس و ا)م1313/هـ712: (ابن عذارى املراكشي / 5 .الكتاب الذي اعتمدنا عليه يف أربعة جملدات "

جاء يف اجلزء األول منها ذكر حدود املغرب و إفريقية و ما جاء يف فضل املغرب و مراحل .الفتوحات و الدويالت اليت قامت بعد ذلك و هي األغلبية و الفاطمية و اإلدريسية و الزيرية

ندلس و صفتها مث دخول اإلسالم إليها و الوالة الذين تعاقبوا و يف اجلزء الثاين ذكر بالد األ .عليها ، مث عرج إىل ذكر أخبار الدولة األموية باألندلس و والا

أما يف اجلزء الثالث فأكمل الكالم على أمويي األندلس مث ما تلى ذلك من حكم ملوك . ملوك الطوائف الطوائف ، و ذيله ببعض األوراق ملؤلف جمهول من تاريخ

أما اجلزء الرابع و األخري فقد استهله مؤلفه بذكر أخبار املرابطني ، و أطنب يف الكالم على .أعماهلم يف األندلس ، و أرفقه مبالحق يف نفس املوضوع

األنيس املطرب بروض القرطاس يف أخبار ملوك )م1341/هـ741: (ابن أيب زرع / 6بدأ املؤلف بذكر دولة األدارسة و من تعاقب على حكمها و " اس املغرب و تاريخ مدينة ف

األحداث اليت جرت ا ، مث ذكر خرب قبائل زناتة و ما كان من أمرها ، و انتقل بعد ذلك إىل دولة املرابطني و اتساعها و ما قامت به من أعمال و انتظام امللك هلا إىل حني ظهور دولة

د ذلك بدراسة واسعة ، مث ذكر الدولة املرينية و هي الدولة اليت املوحدين اليت خصها املؤلف بع .عاش يف كنفها املؤلف و ألف كتابه هذا يف هذا العصر

وهو بصفة عامة املوسوعة العلمية لكل ) 1408/هـ808: (عبد الرمحان ابن خلدون /5ليه هو عدم ختصيص من أراد البحث يف تاريخ املغرب و التاريخ اإلسالمي الوسيط، و املالحظ ع

.القدر الكايف للفترة املرابطية و املالحظ بصفة عامة على هذه املصادر ، أا متكاملة ، نلمس فيها مسحة االختالف الطفيف

أما بالنسبة للمراجع ، فكانت . يف التواريخ ،و هذا راجع رمبا للفترة اليت عاشها كل مؤلف :للغة الفرنسية ومنها حمصورة تعد على األصابع ، و معظمها با

1/Canal, J . L’Arrondissement De Tlemcen , Monographie De Tlemcen ( Bulltin De La Société D’Archiologie D’Oran ) , 1988 .

2/Basset, R. Nedroma Et les Traras, Paris, 1901 .

ىل الوصف العام للمدينة ، و إوهي دراسات أجريت أ ثناء فترة االستعمار الفرنسي ، و تتعرض منها يف املراحل التارخيية للمدينة ، و ذكر تسميات بعض املنشات و مواقعها داخل تاليت استفد

:ومن الدراسات باللغة الفرنسية أيضا جند . املدينة 3/ Grand Guillaume,J. Nedroma l’Evolution d’Une Medina, Leiden Brill , 1976. 4/ Sari ,DJ. les Villes Pré Coloniales De l’Algerie Occidentale . Nedroma. Mazouna.Kalaa, Alger 1978 .

بأطروحة الدكتوراة اليت قدمها األستاذ فيها أما الدراسة املعمارية للمنشآت ، فقد استعنت اجلزائر ، و الذي جامعة" املباين املرينية يف إمارة تلمسان الزيانية" عبد العزيز لعرج بعنوان

ساعدين كثريا يف الوصف املعماري للمنشات، و أيضا يف طريقة املنهجية لدراسة املدينة . اإلسالمية خاصة

احلياة العمرانية يف عهد " حسيبة عبدوين بعنوان : كما اعتمدت على رسالة ماجستري لـجلت فيها بعض املنشآت جبامعة اجلزائر ، حيث عا" م 11-هـ5الدولة املرابطية خالل ق

املرابطية منها اجلامع الكبري بندرومة و تلمسان و اجلزائر معتمدة يف ذلك على الدراسة الوصفية .

موساوي عربية : لـ....." احلمامات اجلزائرية " و استعنت أيضا برسالة ماجستري بعنوان . دراسةسليمة ، اليت أفادتين يف الدراسة الوصفية للحمام موضوع ال

. إىل جانب هذا اعتمدت بعض املقاالت اليت تناولت اجلانب التارخيي للمدينة

:الفصل األول

).املناخ -التضاريس- املوقع( اإلطار اجلغرايف - ) . أصل التسمية ( اإلطار التارخيي - . و دورها احلضاري لمدينةلة املراحل التارخيي - .حملة تارخيية عن الدولة املرابطية -

1:ار اجلغرايف ـإلط ا

تعد مدينة ندرومة من بني مدن الغرب اجلزائري ، و هي مدينة صغرية تقع بني خطي طول ي تبعد كلم، وه50 وبينها و بني تلمسان العاصمة مسافة °40 -°50وخطي عرض 200°- 190°

كلم وتبعد عن عاصمة الغرب اجلزائري وهران حبوايل 45عن احلدود املغربية اجلزائرية حوايل ) . 01: أنظـر اخلـريطة رقم( .كلم 160

يف سفحم، ذلك ألا جتثم 360 وترتفع مدينة ندرومة عن مستوى سطح البحر حبوايل ونظرا ملوقع املدينة اإلستراتيجي .م1136حبوايل مرتفع فالوسن وهو جبل من املدينة ينحدر ارتفاعه

و القريب من البحر فقد شكلت على مر األيام و تعاقبها طريقا رابطا بني الشرق و الغرب ، حيث

-neU’D’evolution LNedroma .G, Grand Guillaume : أنظر عن ذلك-1

. 75p , 1976, rillBeiden L,edinaM , 7t, slamI’Le Dncyclopédie En I )Nedroma( .utresA’Dt E, D .Evan, E.C. WorthBos.-

Paris E.,1993,p875-876.

التالتة ي أن الطريق اجلنويب املؤدي إىل الغرب يصلها مبدينة الغزوات عن طريق هضبة واد )Teleta (حديها الشماليني ،سيدنا يوشع كما يسمى زوات و شاطىءو يعترب مرسى الغ

و بني مدينة ندرومة و مرسى هنني مسافة قصرية تقدر حبوايل . كلم 18ا ب محيث تبعد عنهميال، حيث يشكل هذا املرسى أمهية كبرية بالنسبة لتلمسان و ندرومة معا ، و قد كانت جبال 13

رومة مستقرا لقبيلة كومية و ال شك يف أن مدينة ندرومة تاجرا املمتدة بني مرسى هنني و مدينة نداستفادت جتاريا و اقتصاديا من هذا املرسى وهي بذلك تقع باجلهة املقابلة للبحر األبيض املتوسط ،

.كم مما أكسبها مناخ متوسطي17حيث تبعد عنه حبوايل

من ثالث سالسل موازية للبحر فهي تتكون و مبا أن املدينة تقع فوق هضبة ويف منطقة جبلية ، ذات أشكال خمروطية تشترك يف احلدود عند الساحــل

و هي تشكل امتدادا طبيعيا جلبال منطقة ترارا ، كما تعتر ندرومة قلب هذه املنطقة حيث حيدها شرقا و جنوبا وادي التافنة ، و غربا وادي كيس الذي يفصلها عن املغرب ، و قد اختذت كل قبيلة

حمددا يف جباهلا على شكل قرى اختريت بطريقة متكن الدفاع عنها ، و ذلك من خالل مكانا منحدرات وعرة يصعب الولوج إليها أو الوصول إىل مضارا ، حيث تبدوا كل قرية أو مركز كما

ساعد على التمركز ا وفرة املياه ون موقعها الطبيعي افة إىل أض باإل2لو كان حصنا أو قلعة و ندرومة * ال بأس ا ، فبالرغم من أن منطقة تراراثروة فالحية مما سهل وجود فيها اإلنساين

منطقتني جبليتني فإما كانتا تشرفان يف أسافلهما على جيوب فالحية يف هيئة وديان صغرية إضافة ري حتتل إىل سهول واسعة تزرع فيها احلبوب و يتخذ منها مراعي للماشية ، و قد كانت قبيلة بين من

أسافل مدينة ندرومة و منحدرات وادي التالتة ، و أما قبيلة بين مسهل فكانت ختتص بوادي تافنة 3و القرى املتجمعة حول جبال فلوسن ، حيث كانت ا بساتني كثرية نتيجة لوفرة املياه حيها تربة و قد مثلت هذه السهول و البساتني و اجليوب الفالحية بالنسبة لسكان ندرومة و ضوا

خصبة و أراضي زراعية هامة ، و ذلك ما عبـر عنـه

Canal,J.Monographie De Tlemcen (Bulletin De La Société 1- D’Archiologie D’ Oron ) , 1888,P 83.

: م ، أنظر 16/هـ10لفظ ظهر ألول مرة في القرن : ترارا - *Basset,R.Nedroma Et Les Traras, Paris 1901,p 65.

Canal,J. Op-Cit, P84. 2-

بغريب املدينـة و مشاليها " ... البكري يف القرن اخلامس اهلجري احلادي عشر ميالدي أنه ، و فضال 4..."بسايـط طيبـة و مزارع و واديها وادي ماسيـن كثيـر الفواكـه و الثمار

الثاين عشر ميالدي يف وصفه ، ري جاهلرن السادس يف القيعما ذكره البكري فإن اإلدريسموضعها يف سند و هلا مزارع كثرية و هلا واد جيري يف شرقيها عليه بساتني " ... للمدينة يقول أن

، فهو يؤكد أن هذه البساتني و تلك البسايط و اجليوب الفالحية 5..."و سقي كثري ...و جنات املنطقة مما جعلها حتتل مكانة مرموقة بني جاراا من املدن ، كانت تدر غالت وفرية على املدينة و

و حتتل الصدارة كمركز حضاري إقليمي يتنافس عليها احلكام ، و حتاول حواضر املغرب أن .6تلحقـها ا و خاصـة بعد سقوط املوحدين

نة بساتني كثرية و أما احلسن الوزان فيذكر أن بادية ندرومة منتجة إىل أقصى حد ، فحول املديأراضي مغروسة بأشجار مثمرة أمهها شجر اخلروب ، إىل جانب هذا فقد توفرت املنطقة على ثروة

، و من خالل معاينتنا للمنطقة 7مائية مكنت السكان من استخدامها يف سقي أراضيهم و بساتينهم . تبني لنا أن مكان الواد ال يزال ظاهرا مما يؤكد كالم املؤرخني

: لتارخيير ااإلطاة ندرومة ن لقد تباينت أقوال و آراء املؤرخني و الرحالة حول أصل تسمية مدي: أصل التسمية -

فريجع احلسن الوازن أصل تسميتها إىل الفترة الرومانية و أن الرومان أسسوها قدميا . و إشتقاقهاا موقعا ذو بقعة واسعة يف أثناء فترة حكمهم يف املنطقة حيث إختاروا هل،عندما بسطوا سيطرم

و إثين عشر ميال عن البحر املتوسط، ويقول مؤرخنا أن الرومان ،سهل بعيد بنحو ميلني من اجلبليف لغة ) ند ( اختاروا هلا نفس املوقع مع نفس التصميم ملدينة روما و أن امسها مشتق من كلمة

.8)مثيل (الالتينية ) Similis(األفارقة اليت هلا نفس املدلول يف كلمة سيميليس

، ص 1911 ، نشره دي ساالن ، الجزائر ، المغرب في ذآر إفريقيه و المغرب من آتاب المسالك و الممالك البكري ، -180.

2-اإلدريسي، نزهة المشتاق في اختراق اآلفاق، نشره هنري بيراس ، مطبعة الحكومة ، الجزائر،1957،ص 12-11. ،مجلة بحوثمة حتى سقوط الدولة الزيانيةالتطور التاريخي لمدينة ندرو عبد العزيز لعرج، -3

.167، ص 200، جامعة الجزائر،6:العدد، دار الغرب اإلسالمي ، بيروت ، 1،ج 1محمد حجي و محمد األخضر ط : تروصف إفريقيا الحسن الوزان ، -4

:و انظـر . 14 ، ص 1983 ، 1989 دار المعرفة ، الرباط ، 2رين ، جمحمد حجي و محمد زنيبر و آخ: ، ترإفريقيا مارمول آربخال ، -

295ص

: و انظر .13 ص المصدر السابق، الحسن الوزان ،- 1

هلذا أو مادي نه ليس لدينا أي سند أو شاهد تارخييأ و يبقى املشكل القائم حول هذا القول اإلشتقاق ، ألن مدينة ندرومة كانت بعيدة كل البعد عن روما و حضارا عكس ما قيل عن

ضال عن أنه مل يعثر يف املدينة عن آثار ، ف 9و غريها من املدن ااورة لندرومة) تلمسان ( بوماريا .رومانية

وذهب البعض اآلخر إىل أن مدينة ندرومة مشتقة من عبارة نظروا إىل املاء أو أنظروا إىل املاء العبارة اليت نطق ا الفرسان العرب عند رؤيتهم للماء تعجبا من كثرته و غزارته و هيبصيغة األمر

أو من قلب هائها نونا لسوء ) تندورمات (عريب كلمة بربرية أال و هي آتية من تأا كما قيل .10 هندرومةhoundالنطق بالكلمة

على لسان اجلغرايف واملؤرخ اليعقويب م 892/هـ278ن مدينة ندرومة ذكرت سنة أ نظن و أين ـالعلوييعد من مدينة فأب:"....، بلفظ فلوسن و هو اجلبل الذي توجد به املدينة حيث يقول

أي اللة مغنية،حيث كان حممد بن علي بن " Numalta" توجد منالطة] والية تلمسان[رى ـبص حممد بن سليمان بن عبد اهللا بن واما البلدة األخرية التابعة ألمارة بين،سليمان يتوىل احلكم فيها ائل بربرية من سكاا من جمموعة من قبف وهي مدينة كبرية يتأل..."*حسن ،فتسمى بفلوسن

ومن خالل كالم اليعقويب يتضح لنا أن .11...."مطمطة وتاجرة و جزولة وصنهاجة واجنفة وأجنيزةو الذي .املدينة اختذت اسم فلوسن يف البداية ،وذلك لقرا من جبل فلوسن املعروف يف املنطقة

ية لألدارسة و هذا الذي يظهر من قوله أن املدينة كانت حتت حكم إمارة بين حممد بن سليمان املوال . 12يشري إليه بن خلدون

و مدينة ... " : م قائال11 و أما البكري فيذكر املدينة بامسها املعروف و ذلك يف القرن ندرومة هي يف طرف جبل تاجرا و غربيها و مشاليها بسايط طيبة و مزارع و بينها و بني البحر

.295 صمصدر سابق، مارمول آربخال ،-

.142، ص 1987 ، الجزائر 99: ، العدد مجلة الثقافة،)ندرومة بين الماضي و الحاضر ( الطاهر زرهوني - 9 .143 ، ص نفسـه - 10

:. متر، أنظر في ذلك1136جبل مجاور لمدينة ندرومة وهي تقع على جزء منه، ويرتفع عن البحربحوالي : فلوسن -*, De Mon.Prix,C.Six Mois Chez Les Traras Tour De Monde, 1889,P380

112 ،ص1988التراث العربي ، بيروت ، دارإحياء ،1ط .آتاب البلدان اليعقوبي ، -1 .359، ص 1967 ، مطبعة بريل ، 7 ، جاألعالق النفيسة آتاب ابن رسته ، - من عاصرهم من ذوي العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في أيام العرب و العجم و البربر و عبد الرحمان بن خلدون ، -2

.90م، ص 1992/هـ1413لبنان ، –، دار الكتب العلمية ، بيروت 7، ج1 ، طالسلطان األآبر

هو ر كثري الثمار و له مرسى مأمون و عليه حصنان و عشرة أميال و ساحلها وادي ماسني و ، و يتفق 13"...و مدينة ندرومة مسورة جليلة و هلا ر و بساتني فيها من مجيع الثمار... رباط

نص البكري مع نص اليعقويب يف ذكر تاجرا فالبكري يذكرها كقبيلة ، أما اليعقويب فيذكرها و الثاين يذكرها ندينة بامسني خمتلفني فاألول يذكرها بفلوس مث إن املؤرخني يذكرون امل،كمنطقة ليصبح فيما ، املدينة ليتخذ اسم ندرومةم مما يوحي للباحث أنه مبرور الزمن تغري اس ندرومةبامسها

وال نعلم مىت اختذت املدينة هذا االسم بالتحديد ألنه مل يرد ذكرها عند ،بعد االسم املعروف .م11املؤرخني قبل القرن

نزهة املشتاق يف " مث يذكرها لنا املؤرخ و اجلغرايف املعروف بالشريف اإلدريسي يف كتابه وندرومة مدينة كبرية عامرة آهلة ذات سوق وسور موضعها " ......حيث يقول "اختراق اآلفاق

قي بساتني و جنات وعمارة و س،يف سند و هلا مزارع كثرية وهلا واد جيري يف شرقيها وعليه .14كثري

وهم من ، قدميا بصطفورة أخوة ملاية و مطغرةنيويذكر إبن خلدون أن قبيلة كومية املعروف ولد فاتن كما قدمناه يقول وهلم ثالث بطون منها تفرعت شعوم و قبائلهم وهي ندرومة و

صل حيث يرجع إبن خلدون أ، 15صغارة و بنو يلول،فمن ندرومة نغوطة و حرسةوفردة وفراتةلكن الذي يتبادر إىل أذهاننا هو عدم .مدينة ندرومة إىل قبيلة كوميه،فهي بطن من بطون قبائلها

م مما يعين أن املدينة اختذت اسم ندرومة 11ذكر املدينة ذا االسم من قبل املؤرخني العرب قبل ق 16باسييف فترة جمهولة ،حيث عوض باسم آخر جنهل أحداث هذا التغري وهذا ما أشار إليه

. وكانال على حد سواء و يضع لنا هذا املخطط عن قبيلة كوميه اليت احندرت منها املدينة ،

، 1 ، ط الروض المعطار في خبر األقطار محمد بن عبد المنعم الحميري ، -: و انظر. البكري ،مصدر سابق ،- 13

:وانظر.576 ، ص 1975مطابع هيد لبرخ ، بيروت، 322،ص 1984،المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، الجزائر، المدن المغربيةإسماعيل العربي ، - 30 ،ص 1992، بيروت،3ج،1 ،طأخبار الدول وآثار األول في التاريخ أحمد بن يوسف القرماني،-

.11 ص مصدر سابق، الشريف اإلدريسي ،- 14 .257ص، 12ج،سابق، مصدر عبد الرحمان بن خلدون - 15

3- ,P31. - BASSET,R.Op-Cit -. Canal,J. Op-Cit , p 50,51.

نفوطة

ندرومة

هفاتة

صغرة

حرسة

كومية

فرانة

ملاية مطغرة

فردة

فاتن

:أمهية ندرومة كمركز حضاري بالنسبة لتلمسان

متميزة بالنسبة لعاصمة املغرب األوسط تلمسان و حتتل مدينة ندرومة مبوقعها أمهية حضارية ذلك لتموقعها على الطريق التجاري الكبري الرابط بني هذه األخرية و مدينة وجدة و املمتد منها إىل رباط تازا فمدينة فاس ، كما تعد ندرومة إحدى املدن اهلامة و الرئيسية ململكة تلمسان

و على أي حال فإن . 17 املغرب األوسط يف) م1544-م1234/هـ954-هـ633(الزيانية وصف املدينة كما ورد يف النصوص التارخيية فإنه ال يتحدث عن مدينة حديثة بقدر ما يتحدث عن مدينة ذات أمهية كبرية من الناحية اإلقتصادية و العمرانية ، فهذه النصوص تتحدث عن موقع

و بساتني مثمرة ، و أهم ما تذكره أيضا املدينة و حدودها و ما اشتملت عليه من سهول زراعية ، و السور هو أحد املعايري احلضارية اليت متيزت ا املدن اإلسالمية 18هو إحاطة املدينة بسور

باعتباره وسيلة من وسائل حفظ النفس و املال و العرض و الدفاع عن املصاحل العامة للمدينة و .19 اعتىن ا اإلسالم أهلها ، و هذه من بني املقاصد الكربى اليت

"... نصه يف قوله من و تظهر أمهية املدينة أيضا من خالل ما يذكره البكري يف موضع آخر ..." و ساحلها وادي ماسني و له مرسى مأمون و عليه حصنان و رباط حسن مقصود يتربك به

، و لعل ذكر البكري فوجود مثل هذه املنشآت يف املدينة يدل على أمهية و حيوية املنطقة 20 21إمنا يدل على أن هذا األخري مل يعد موجها للحراسة و الدفاع عن املنطقة للرباط ذه الصيغة

1- Canal,J.Op-Cit,P79. :و انظر. 80 البكري، مصدر سابق ، ص -2.169-168 عبد العزيز لعرج،مرجع سابق ،ص -

3- محمد عبد الستار عثمان، المدينة اإلسالمية، ط1، دار اآلفاق العربية ، القاهرة ، 1999،ص135

.80البكري، مصدر سابق، ص -1 عبد -: و انظر. 08، ص1963،دار الثقافة، تونس ، بين اآلثار اإلسالمية في تونسمصطفى زبيس ، -2

.169العزيز لعرج ، مرجع سابق،ص .80البكري، مصدر سابق، ص -3

يلول

، بل أصبح مكانا يتربك به أهل املدينة و الرحالة ، و من مث فقد الوظيفة العسكرية اليت أنشأ من دينة من أي هجوم مباغت ، و يبدو أن أجلها ، فالرباط يبىن عادة للمراقبة و محاية املنطقة و امل

رباط تاونت أو الغزوات بين كالمها من أجل ذلك ، لكننا جنهل تاريخ إنشائهما و اسم من .أنشأمها كما أننا ال نعرف شكل كل منهما و خمططهما املعماري

هذا و رغم أمهية املدينة فإن البكري مل يشر إىل أي مسجد أو جامع للمدينة ، و سكوته عنال يعين أن املدينة كانت جمرد حتصني فقط، بل على العكس فإن ذكره للرباط دل على ذلك

إن سرق أحدهم فيه أو "... بصفة غري مباشرة ، أي أن الوازع الديين نستشفه من خالل قوله ه و هذا ما جيعلنا نعتقد أنه كان للمدينة مسجد يستلهم من22..." أتى بفاحشة مل تتأخر عقوبته

.سكاا مثل هذه املعتقدات إذ ال يعقل أن تكون مدينة ذه األمهية لتخلو منه و البكري نفسه يشري يف معرض حديثه عن مدينة ترنانا القريبة من ندرومة و اليت تبعد عنها

، 23..." كانت مسورة و هلا سوق و مسجد جامع و بساتني كثرية "... حبوايل مثانية أميال أا نة ترنانا و ندرومة متشاان من حيث إحاطتهما بسور و الذي يعترب من املعايري اهلامة و مدي

.للمدينة، إذ ال بد من أن يكون هلذه املدينة مسجد ، و ذلك لكوا مصرا أو مركزا حضاريا مدينة كبرية: "... أما اإلدريسي بعد قرن من الزمن بعد البكري يقول عن مدينة ندرومة أا

عامرة آهلة ذات سور و سوق و موضعها يف سند و ا مزارع كثرية و ا وادي جيري يف ، و هو ما يؤكد كالم البكري أن 24..."شرقيها و عليه بساتني و جنات و عمارة و سقي كثري

املدينة حماطة بسور و ما كانت تتميز به من سهول و بساتني ، ويضاف إىل كل ذلك عناصر سوق و اجلنان و السقي الكثري و العمائر مما يدل على مدى التغيري الذي طرأ على جديدة أمهها ال

املدينة مما انعكس على نسيجها العمراين، لكن اإلدريسي نفسه ال يشري إىل وجود املسجد باملدينة ،و الظاهر أن تطور املدينة عمرانيا يؤكد وجود مسجد جامع و مساجد أخرى و هو الذي

. دن يف املغرب األوسط أنذاك احتوت عليه امل :أهم املراحل التارخيية ملدينة ندرومة

البكري ، مصدر سابق ، ص -1 .11 اإلدريسي ، مصدر سابق، ص -2

ال شك يف أن األحداث التارخيية و الصراعات السياسية اليت عاشتها مدينة تلمسان عاصمة املغرب األوسط انعكست بصفة مباشرة على املدن الصغرية ااورة هلا، و اليت من بينها مدينة

أدوارا هامة يف هذه الفترات احلالكة، حيث أا أصبحت تابعة يف عصر الوالة ندرومة اليت لعبت .25 هـ، مث باسم العباسيني بعدها132للقريوان الذين حكموا باسم األمويني قبل سنة

تقبلت هذه لينتقل احلكم يف هذه املنطقة للقبيلة اليت عرفت باسم بين يفرن الزناتية و فيما بعد ، و اليت ما فتئت أن سلمتها ل املنطقة من مغراوة و كومية و غريها سلطة األدارسةاألخرية و قبائ

، لتبقى بذلك مدينة ندرومة حتت هذه 26بدون قتال إلدريس بن عبد اهللا صاحب املغرب األقصى السيطرة إىل أن حل

ولة بعد قضائه على الدولة األغلبية يف إفريقية و الد، م909/ هـ296 احلكم الفاطمي سنة .27الرستمية يف تيهرت

لكن األهايل رفضوا هذا األخري و قاموا ضده باملبايعة لعبد الرمحان الناصر صاحب األندلس و العديد من نوميالفاطمويي األندلس فقد حاول أذلك بسبب الصراع القائم بني الفاطميني و

هلم ذلك لبعض الوقت لكن املرات مد جذور دعوم و توسيع نطاق نفوذهم إىل األندلس و قد مت .28هذا األمر ما كان يريح األمويني أنفسهم

و مل يستقم األمر للفاطميني و ال لألمويني يف تلمسان و ما جاورها عن طريق قبيليت بين يفرن م ، مث يتم 958/ هـ ، 347و مغراوة ، ليتم بعد ذلك ضم تلمسان إىل اململكة العبيدية سنة

زيري يف املنطقة فاسحا اال ألصحاب مدينة أشري فتم ضم باقي مدن املغرب بعدها التدخل ال، و استوىل 29األوسط حىت أصبح نفوذهم أوسع مما كان عليه و مت حكم املنطقة باسم الفاطميني

، 1985 ، الجزائر باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان عاصمة دولة بني زيان محمد رمضان شاوش ، -25

.53ص :و انظر. 08 ،ص 1934 ، فاس، طرباألنيس الم ابن أبي زرع ، - 26 . 143 ، ص 1954 ، الدار البيضاء ، 1 ، جاإلستقصاء ألخبار دول المغرب األقصى السالوي -

BASSET ,R.Op-Cit, p 31 - .133-132م،ص1980لبنان ، -، دار الكتاب العربي ، بيروت6ج الكامل في التاريخ، ابن األثير، -2

.609 ص 1981، دار النهضة بيروت ، 2ج،)العصر اإلسالمي ( المغرب الكبير،عبد العزيز سالم ،-3

.59 ، ص مرجع سابق محمد رمضان شاوش ،- 29

م على منطقة تلمسان 937/ هـ 363األمري يوسف بلكني بن زيري بن مناد الصنهاجي سنة .30و خرا و شرد أهلها

هـ ، 454 و قوم استطاعت أن تفتك املدينة و السيطرة عليها سنة * لكن وطأة احلماديني هجري، احلادي عشر اخلامس م ، ليمتد زحف اهلالليني و قبائل املعقل يف أواسط القرن 1063

، ليظهر جنم املرابطني على واقع 31 و عاثوا يف أرضه فساداميالدي ، حنو مدن املغرب األوسط اث السياسية يف اية الربع الثالث من القرن اخلامس اهلجري ، احلادي عشر ميالدي ، حيث األحد

باقي املدينة بقيادة علىم ، و سيطروا 1079/ هـ، 472سيطروا على أرجاء مدينة تلمسان سنة ، و قد أقام 32 ألف من املرابطني امللثمني20القائد املرابطي مزديل اللمتوين على رأس جيش من

سف بن تاشفني مدينة جديدة أمساها مدينة تاقرارت و أحاطها بسور واحد وأصبحت مركزا يورمسيا للسلطة املرابطية ، و من هنا ميكن لنا اإلستنتاج أنه مبسري يوسف بن تاشفني من املغرب إىل تلمسان يكون قد أمر باختاذ األسوار كتحصينات اة العدو خاصة و أن العهد املرابطي عرف

م ، لذلك حنن نعتقد أنه يف 1103/ هـ496صراعات ، أمهها حمنة غزو املنصور احلمادي سنة خضم هذه الفترة قد تكون مدينة ندرومة اختذت هلا أسوارا اة أي عدوان مرتقب، فقد شيد

سان املرابطون العديد من املعامل بقيت شاهدة على تواجدهم يف تلك احلقبة، منها اجلامع الكبري بتلم ، و ال شك أن دخول تلمسان حتت حكم املرابطني سبقه دخول 33و أيضا اجلامع الكبري بندرومة

ندرومة و نواحيها و املناطق املمتدة حوهلا يف حكمهم ، و يبدو أن يوسف ابن تاشفني وجد هلا مناصرين له يف ندرومة كما وجد املدينة على درجة من األمهية جعلته يوليها عناية ببناء جامع

حتت إشراف قاضيه على سبتة أبو حممد عبد اهللا بن سعيد و هو اإلسم الذي تذكره كتابة باخلط

:و انظر . 158 – 157 ، ص 7 ،ج مصدر سابق عبد الرحمان بن خلدون، - 30 .57 -56،ص مصدر سابق ابن أبي زرع،- عبد الواحد المراآشي ، المعجب في تلخيص أخبار المغرب، وضع حواشيه خليل -: عن سقوط الحماديين أنظر -*

عبد الرحمان بن خلدون، مصدر - 145 ، ص1998 لبنان ، -، دار الكتب العلمية ، بيروت1عمران المنصور، ط .316،ص6سابق،ج

.32 ، ص 1984الجزائر، تلمسان عبر العصور،د عمرو الطمار ، محم- 31عرفوا بذلك التخاذهم لثاما داآن اللون و عرفوا باللمتونيين نسبة لقبيلة لمتونة التي تمثل حاليا أراضي : الملثمين - 32

:الصحراء الغربية و موريتانيا اإلسالمية ـ انظر في ذلك 102، ص 1957 ، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة ،ابطين يام دولة المرق حسن أحمد محمود،-

.66 ، ص مرجع سابق محمد رمضان شاوش ، - 33

الكويف حمفورة يف لوحة عبارة عن مسند اإلمام يف منرب اجلامع و هي حمفوظة حاليا يف املتحف . 34الوطين اآلثار القدمية و الفنون اإلسالمية باجلزائر

م ، أن يويل 1145/ هـ540ية استطاع عبد املؤمن بن علي سنة سقوط الدولة املرابطبعد وأبو على احلكم و ذلك بعد اإلنتصار الذي حققه اجليش املوحدي على املرابطني، فوىل ابنه أبناءه

و عني أخاه أبو عمران م مث استدعاه إىل مراكش1155/هـ549حفص على تلمسان سنة يكن فإن هذه األحداث و إن كانت ختص ، و مهما35م1168/هـ564موسى إىل غاية سنة

مدينة تلمسان إال أنه و من خالل متحيص النصوص التارخيية و مقارنتها ، فإنه يتبني لنا أن مدينة و ذهابا و إيابا بني املغرب األقصىندرومة كانت تشكل مهزة وصل و أرض أحداث تأثرت ا

.املغرب األوسط م ميالد ثالث دويالت ، 13/هـ7 هذه الفترة بالذات أي ق و قد شهد املغرب اإلسالمي يف

و هم احلفصيون يف تونس و املرينيون يف املغرب األقصى و الزيانيون يف املغرب األوسط ، و قد و ، 36ليةكان هذا االنقسام نتيجة حتمية ملا تعيشه املنطقة أنذاك من أوضاع سياسية و عسكرية متتا

و قد كان الصراع ،37م1235/هـ633تلمسان و ضواحيها سنةاستقل بنو عبد الواد مبنطقة و ينة ندرومة للكثري من اإلضطرابات تعرضت مدعلى أشده بني الزيانيني و املرينيني و عليه فقد

بين حتت سيطرة و تارة ،املضايقات مما جعلها تدخل تارة حتت حكم بين زيان يف عهد يغمراسنيوما دون 40 ، حيث طوقوا عليها حصارا دام أكثر من ، الذين ضيقوا عليها عدة مرات38مرين

هـ، و 698م ، مث خاضوا معركة حامسة أخضعوا ا املدينة سنة 1295/هـ 695جدوى سنة و أذى اا أضرارـوا ـأحلق

.39و ملكوها يف نفس السنة باسم األمري أيب يعقوب يوسف

.705-704 ، ص2عبد العزيز سالم، مرجع سابق ، ج -1 .175، مرجع سابق ، ... عبد العزيز لعرج ، التطور التاريخي لمدينة ندرومة - .508 -507 ،ص 6 ، جق مصدر ساب عبد الرحمان بن خلدون ،- 35 .141 ،ص 1980، بيروت ،2، جتاريخ الجزائر ا لعام عبد الرحمان الجياللي ، - 36

.141 نفسه ، ص -4 عبد الحميد حاجيات، إصدارات المكتبة : ، تح بغية الرواد في ذآر الملوك من بني عبد الواد يحيى بن خلدون ، - 38

:و انظر .209، ص1980الوطنية ، الجزائر، .41 ،ص2001، مكتبة الثقافة الدينية ، بور سعيد الجزائر، 2 ط، تاريخ الدولة الزيانية بتلمسانابن األحمر ، -

:و انظر. 39 ، ص2 السالوي ، مصدر سابق ، ج- 39 66 – 41 ابن األحمر ، مصدر سابق ، ص–

- Basset,R. Op- Cit,P11 . -

لنا أا قد فقدت الكثري من معاملها و من خالل ما سبق ذكره عن حصار مدينة ندرومة يتبنياألثرية السيما األسوار و التحصينات مبعانيها فقد ذكر هذا النص التارخيي أا تعرضت لضرر كبري

.ها أثناء احلصار ئمما يعين ان التحصينات املرابطية للمدينة تكون قد فقدت الكثري من أجزام للمدينة و ملكوها من 1335/هـ735ية مث قام بنو مرين بغزو و حصار جديد يف اا إىل تلمسان فاستوىل على ندرومة و هنني، و ققبل السلطان املريين أيب احلسن الذي جاء مشر

م ، 1337/ هـ 737استوىل على تلمسان و قتل ملكها أبا تاشفني األول ابن أيب محو سنة ت ندرومة حتت محايته و عني عليها أبو زيد فاندثرت الدولة الزيانية و شرد اجليش الزياين الذي كان

–م 1346/هـ747أمري قسنطينة احلفصي و حفيد السلطان حيىي أيب بكر واليا عليها سنة م مكافئة على بيعته أليب احلسن املريين و دخوله يف طاعته فأمر تقسيم جباية ندرومة 1347 .40عليهم

ين استغل من خالهلا كل من األمري أبو و لقد وقعت بعد ذلك اضطرابات يف أوساط بين مر –هنني ( ثابت وأخوه أبو سعيد هذه الظروف ليفتكا من أيدي عمال بين مرين كل من املدن

اليت اختارها أخوهم الكبري أبو يعقوب لتكون مقر سكناه لينقطع عن احلياة ) ندرومة - تلمسان .41الدنيا متفرغا للعبادة فيها

تعبريا منه إلخوته عن خلو ذهنه عن أي طموح سياسي أو رغبة يف احلكم و كان انعزاله فيها خصوصا و الصراع على أشده بني دويالت املغرب و قبائله و بني أمراء عائلة الدولة الواحدة و هو ما دفع األخوان أبو سعيد و أبو ثابت إىل النهوض إلعادة إحياء الدولة الزيانية دون ختوف

و يف الوقت الذي كان فيه أبو 42يب يعقوب والد أيب محو املنعزل يف ندرومة من أخيهما األكرب أ

:و انظر .219 ،ص بق مصدر سايحيى ابن خلدون ، -1

.40، ص 2 ، جمصدر سابق، السالوي - .146 ، ص 1985أبو عياد ، الجزائر ، : ، تحتاريخ بني زيان التنسي ، -ماريا خيسوس بيقيرا، : تح المسند الصحيح الحسن في مآثر موالنا أبي الحسن ابن مرزوق التلمساني ، -

.329،ص 1981الجزائر ، . 39، ص1985، منشورات وزارة الثقافة ،الجزائر ، تلمسان عاصمة المغرب األوسط يحيى بو عزيز ، - .32، ص مصدر سابق ابن األحمر، - 41 :و انظر. 237-236 يحي بن خلدون، مصدر سابق ، ص– 3 .172-171 ،ص 3 السالوي ، مصدر سابق ، ج- .244 ، ص7 عبد الرحمن بن خلدون ، مصدر سابق ، ج-4

محو و عائلته مستقرين يف ندرومة حتت احلكم املريين اجتهت أنظار سكان املدينة إىل بناء مئذنة اجلامع الكبري ، و ال شك أن أبا حممد و والده سامها يف ذلك ، فالنص التأسيسي للمئذنة يشري

.43نيت على يد أهل املدينةإىل أا ب و قد بقيت ندرومة حتت حكم بين مرين و تابعة لدولتهم يف عهد أيب عنان فارس، ذلك أنه

حىت م 1360/هـ759ما إن أعاد أبو محو موسى الثاين إحياء الدولة الزيانية للمرة الثانية عام ة أيب محو و أرسلت إليه بادرت ندرومة مع من بادر من مدن أخرى كوجدة و هنني إىل مبايع

و هو بتلمسان ، و قد التزم أهل ندرومة صف أيب محو يف صراعه الطويل مع بين 44الوفود من جهة و مع أمراء البيت الزياين كمحمد بن عثمان بن أيب تاشفني امللقب بالقيب ، و 45مرين

مرين البيت الزياين بعده ولده ابو تاشفني الذي ولد يف ندرومة من جهة أخرى، و قد ألب بنوعلى أيب محو و أثاروا التنافس بني أمرائه و خاصة على يد السلطان أيب سامل و السلطانني عبد العزيز و أيب العباس ، و قام بعض هؤالء السالطني املرينيني فضال عن ذلك بغزو تلمسان و

دمهم ، و يغري على احتالهلا ملدة قصرية ، حيث كان أبو محو يضطر إىل ترك عاصمته عند مقاجلهات الشرقية من بالدهم قاطعا عليهم بذلك خطوط املواصالت و اإلمدادات بينهم و بني فاس عاصمتهم، ملحقا م أضرارا كبرية يف تلك املناطق ليعودوا بعد ذلك إىل بالدهم تاركني

. تلمسان فيسترجعها أبو محو رقية و اجلنوبية الشرقية من تلمسان حىت و قد دارت رحى هذه الصراعات يف اجلهات الش

، أما املناطق الغربية من تلمسان و مدا و عالقتها بتلك م 1388/هـ791مقتل أيب محو سنة الصراعات فإننا جند النصوص التارخيية ال تذكر ذلك، حيث يعتقد أا انطوت على نفسها حتت

اخلاصة مبدينة ندرومة و مناطقها قليلة ال زعامات حملية كبين عبيد ما جعل املعلومات التارخيية

، مجلة تاريخ و حضارة المغرب ، ) بو حمو موسى الثاني سياسته و أدبهالسلطان أ( بد الحميد حاجيات ، ع-1 . 08م ، ص1970، 08العدد

دراسة " ، المباني المرينية في إمارة تلمسان الزيانيةعبد العزيز لعرج ، : عن الصراع المريني الزياني أنظر-2-08م ، ص1999آتوراه في اآلثار اإلسالمية، معهد اآلثار، جامعة الجزائر،، أطروحة د " أثرية معمارية و فنية

90.

م1554/هـ962سيما أثناء الفترة املمتدة بني وفاة أيب محو الثاين و سقوط الدولة الزيانية سنة .46على يد األتراك العثمانيني

فاختلفت أيديهم على 47 ليظهر بعد ذلك على مسرح األحداث كل من األتراك و اإلسبان جيذا إليه ، حيث كثرت جتاوزات األتراك يف املنطقة إىل أن سيطروا عليها و قبائل هذه املنطقة كل

أطرارة و غريها يف عهد عمر آغا ، و قد كان ملدينة ندرومة الدور الفعال يف مقاومة الغارات .48املغربية و صدها و ذلك باستيالء اجليش التركي على وجدة

أن مدينة ندرومة مل تعرف السكينة و ال اهلدوء ، بل و يتبني لنا من خالل ما سبق ذكره كانت دائما منطقة نزاع و صراع بني املتناحرين حوهلا و الراغبني يف احتالهلا و اإلستيالء على منطقتها احلدودية ، إىل أن أصبحت مقر عمالة مطغرة اليت ضمت يف عهد األتراك قبائل شىت منها

إلستعمار الفرنسي الذي أعاد الكرة و أدار رحى املعارك يف الطرارة و السواحلية، حىت ظهر ا .املنطقة

)02أنظر الخريطة رقم ( م11/ هـ 5ق : لمحة تاريخية عن الدولة المرابطية لقد عاش العامل اإلسالمي حالة تفكك و ضعف إثر تكاثف ضربات املغول عليه و محالت التتار

يتقلص اإلسالمييف الغرب كان احلكم و ،يب يف الشرق أيضا مما انعكس سلبا على احلكم العر اإلسترداد يف األندلس ، و بالتايل فإن هذا اجلو كان سببا حروببسبب احلمالت الصليبية و

أن األخطار كما مراكز احلكم فيها تإىل دول صغرى و تعدداجلناح الغريب مباشرا يف انقسام ى شكل مساجد و أربطة و مدارس و أكثر من ذلك اخلارجية زادت يف احلماس الديين فظهر عل

اإلهتمام باال الدفاعي الذي من أساليبه التحصينات العسكرية لتهمل بذلك جماالت الفن و .49الزخرفة

1- أنظر عن هذا : عبد الحميد حاجيات ،أبو حمو موسى الزياني ،حياته و آثاره ، ش.و.ن.ت.، الجزائر ، 1974م

.14،ص عن هذه األحداث أنظر - 47م ، و ثائق و دراسات ، 1792-1492زائر و إسبانيا، أحمد توفيق المدني، حرب الثالثمائة سنة بين الج- .196-186 الجزائر ، ص –ت، دار البعث ، قسنطينة .ن.و.ش .162 ، ص مرجع سابق الطاهر زرهوني ،- 48 .10-09،ص 1977 ، دار الفكر ،2ط تاريخ الفن عند العرب و المسلمين، أنور الرفاعي ،- 49

اإلسالمي يف أوائل القرن اخلامس اهلجري احلادي عشر ميالدي سقوط الدولة الغرب شهد و قد كبنو هود و بنو األمحر و بنو صمادح حلت مكاا طوائف اليت الاألموية باألندلس و قيام دويالت

، هذه الدولة اليت تنتمي إىل إحدى بطون و بنو األفطس و بنو عباد الذين استنجدوا بدولة امللثمني من ا كما نسبوا أيضا إىل عرب محري يف اليمن أي ليسو، 50من صنهاجة اجلنوبالربانس و هم

.51الرببر، غري أن حقيقة انتمائهم إىل الرببر هي األقرب 52صاحب كتاب احللل أيضا ذلك ذكر و قد

فاملنطقة صنهاجية . إىل الصواب ، و ذلك راجع للمنطقة اليت عاشوا فيها و الدولة اليت أسسوهابربرية و الدولة أيضا بربرية رغم أن لغتها كانت عربية حيث عرف الصنهاجيون أهل اللثام يف املائة

. هجرةالثالثة لل و لقد عرف املرابطون عدة انتصارات على جريام من السودان ، مث تفرق مشلهم و تشتت إىل

.53 بطنا70عدة بطون بلغ عددها حـوايل و لقد كانت جتمع هذه القبائل .54 أقواها جـزولة ملطة ، جدالة ، مسوفة ، هسكورة ، ملتونة

اليت كانت العامل الوحيد الذي فرق هذه القبائل ، و صفات مشتركة و تفرقهم السلطة و السيادة ، الذي كان امليزة املعروفة بينهم 55أما ما جيمعهم فهو اإلسالم من جهة و اللثام من جهة أخرى

القرن اخلامس اهلجري و أثناءالذي مييزهم عن باقي املناطق األخرى منها صنهاجة الشمال ، و يف ات و غزوات بين هالل قامت القبائل الصنهاجية بلم مشلها و احلادي عشر ميالدي كثرت االحنراف

التشبع بنور اإلسالم الذي جعلها رائدة يف أرض الصحراء باسم اجلهاد ، داعية للحق و رد السنة ، هذه القبائل امللثمة اليت ستكون الدولة املرابطية فيما بالكتاب و بالتمسك و ذلكاملظالـم

.214ص ،6 ، جابق،مصدر س عبد الرحمان بن خلدون - 50، الشرآة العربية للطبع ،القاهرة 2 إبراهيم األبياري، ط:، تحنهاية األرب في معرفة أنساب العرب القلقشندي ، - 51

.317، ص 1959، ص 1392 ،مطبعة التقدم اإلسالمية،تونس ،2، ط الحلل الموشية في ذآر األخبار المراآشية مؤلف مجهول ، - 52 .320 ، ص1،جمرجع سابق الجياللي ، عبد الرحمان-17-18 :و انظر . 75 ، ص مصدر سابق ابن أبي زرع ، - 53

.182 ،6 ، ج مصدر سابق ابن خلدون،- نشر و تعليق ، تحفة الزائر في مآثر األمير عبد القادر و أخبار الجزائر محمد عبد القادر الجزائري ، -

. 161ة ،ص ممدوح حقي ، دار اليقض .164، ص مصدر سابق البكري ،- 54 -: غلب عليهم الحياء فتلثموا انظر لما حووا و إحراز آل فضيلة : ما قيل حول حياء الملثمين - 55

.88 ، صمصدر سابقابن أبي زرع ،

األوضاع السائدة لدى هذه ى نشأة هذه الدولة ال بأس أن نلقي نظرة علبعد و قبل التطرق ملراحلكان أول ملوكهم : " القبائل قبل جميء عبد اهللا بن ياسني حيث يذكر لنا ابن اخلطيب ما يلي

مث وىل حفيده يالتو بن بطي بن فيولوتان بن تيكان ، الذي عرف بقوته56األمري يرلونان اللمتوين مث ويل من بعده ابنه تالني بن يالتني و بقي أمريا ،م900/هـ 287 ويف سنةالصنهاجي إىل أن ت حىت قتل من قبل القـبائل الصنهاجية فتفرق أمرهم مدة م918/هـ306على صنهاجة إىل

إىل أن وحد ،، بعد ما بقيت يف يدهم حوايل قرن * سنة ، ضاعت خالهلا مدينة أودغشت120 استشهد يف معارك السودان ، ليتوىل مثذي عرف باسم تاريسين صفوفهم حممد بن تيفات اللمطي ال

. 57األمر من بعده حيىي بن إبراهيم اجلدايلتصبح هذه الشخصية فيما بعد السبب يف حضور ل، 58والذي كان صهرا يف قبيلة ملتونة بزواجه فيها

م لتعطش هذا األخري ،إىل ديار القبائل الصنهاجية بفضل حيىي بن إبراهي59اإلمام عبد اهللا بن ياسني ألداء فريضة احلج و ترك ولده م1036/هـ427 توجه يف سنةحيث للعلم و حبه لإلسالم

و يف طريق عودته مر بالقريوان فلقي ،يف حروا مع أعدائهاو يقودها يرأس القبائل بن حيي إبراهيم عند انتهاء بعض حلقه ، فجلس يستمع إىل دروسه و حيضر جمالسه و60ا الشيخ أبا عمران الفاسي

و كان اهلدف منها أن يرسل معه الشيخ حماوراتكانت تدور بينه و بني الشيخ أبو عمران الفاسيأحدا ممن توفرت فيه الشروط لنشر تعاليم الدين و قواعده حىت يتعلمها ، فسأله الشيخ عن قبيلته و

ما : " هاجية ، فقال له الفقيه قبائل الصنالوطنه فذكر انه من الصحراء من قبيلة جدالة إحدى ما لنا علم من العلوم و ال مذهب من املذاهب ألننا يف الصحراء : " ؟ ، فرد عليه األمري " مذهبكم

منقطعون ال يصل إلينا إال بعض التجار اجلهال حرفتهم اإلشتغال بالبيع و الشراء و ال علم عندهم و لتعلم ري حيىي بن إبراهيم كان متعطشا للتغيري ، فيتبني لنا من خالل هذا احلوار أن األم61...

.76 ، ص ر سابقمصد ،بن أبي زرع: انظر. يسميه ابن أبي زرع ، ثيلوان بن تيكالن- 56 :أنظر. مدينة في الصحراء آانت تتحكم في الطرق التجارية مما جعلها سوقا آبيرة -* .31 ، ص مصدر سابق اإلدريسي ،- . 158 ، ص مصدر سابق البكري ،-

.215، ص 6، ج مصدر سابق ،ابن خلدون. يسميه ابن خلدون يحيى بن إبراهيم الكندالي- 57، في جزئه تاريخ المغرب في العصر أعمال األعالم في من بويع قبل اإلحتالم من ملوك اإلسالم الخطيب ، إبن - 58

.226-225،ص 1964الوسيط ، تح أحمد مختار العبادي و إبراهيم الكتاني ، دار الكتاب الدار البيضاء ة العربية ، بيروت ضر النه ، دا تاريخ المغرب و األندلس بدر احمد -،215 ، ص مصدر سابقابن خلدون،

.61،ص 1978 .78 ،ص مصدر سابقابن أبي زرع ، : عن شخصيته و نسبه انظر- 59 .226 ،ص مصدر سابقابن الخطيب ،: عن شخصيته و نسبه انظر- 60 .07، ص 1967 ، دار الثقافة ، لبنان ،4، ج البيان المغرب في اخبار األندلس و المغرب ابن عذارى المراآشي ،- 61

دفعه إىل التنقل إىل احلج و جعله يعرض فكرة التغيري على هو الذي و هذاقواعد اإلسالم القومية أحد الطلبة إىل بالد صنهاجة و يقوم فيها بدور الدعوة و التوعية يرسل معهالشيخ يف القريوان وأن

لطلبة و ذلك لبعد املسافة و قساوة الصحراء وطبيعتها اليت مل لكن الرد كان سلبيا من طرف ا .62 الفقيه أبو عمران حنو سجلماسةه يعتادوا عليها فوجه

و حبوزته و ملا توجه تلقاء سلجماسة أين يوجد تلميذ الشيخ الذي يدعى وجاج بن زلو اللمطي املصادر و هنا تتفق ياسني، فاعتذرهذا األخري و دله على عبد اهللا بنكتاب من طرف الشيخ ،

أنه كان من " التارخيية حول هذا و مت بالفعل اختيار عبد اهللا بن ياسني اجلزويل الذي قيل عنه الفقهاء الناني و كان شهما قوي النفس حازما ، ذا رأي و خري و تدبري حسن و أنه كان من

، و حني 63"فقه و األدب و السياسة حذاق الطلبة األذكياء من أهل الدين و الفضل و التقوى و الوصل إىل أرض امللثمني شرع ينشر التعاليم اإلسالمية الصحيحة و يأمرهم باملعروف و ينهاهم عن

و كان شديدا معهم يف ذلك فتولد املنكر ملا مسعه و شاهده من أمور ختالف الدين اإلسالمي ذا األمر إصرارا قويا و عزمية فذة ملواجهة هزاده، ف فخالفوه و هدموا داره نفور األهايلنتيجة ذلك .64هذا النفور

و هكذا رمست األقدار هلذه الشخصية ألن تكون هي رافعة راية اجلهاد يف فترة كان العامل اإلسالمي يعيش مرحلة الركود و التراجع ، فتحمل القبائل الصنهاجية امللثمة مسؤولية صعبة و

غاربة يف رفع شعار العلم واهلداية باسم اإلسالم، ومن رباط حساسة أبرزت للعامل كله دور امل ب ريـاح الشعوب الصحراوية الصنهاجية امللثمة مقتحمة كالعواصف أعماق 65السنيغال

الصحراء لتسلك طريقها صوب الشمال فينضج هلا فيه رجال كانوا يف أمسى صورة البطولة و بلغوا أرض األندلس و نالوا ما نالوه من شرف اإلنتصارات على جبهات القتال باسم اجلهاد حىت

.خلدت تارخيهم تلك العمائر اليت حنن بصدد دراسة عينة منها و إن كان يف حقهم تقصري

.149-148 ، مصدر سابق البكري ، - : حول تاريخ المدينة انظر - 62، دار الغرب اإلسالمي ، لبنان دورالمرابطين في نشر اإلسالم في غرب إفريقيا د ندش عصمت عبد اللطيف، -

.33، ص 1988 .78 ، ص مصدر سابق ابن أبي زرع ،- 63 .100 ، ص 1 ، ج مصدر سابق السالوي ،- 64

:انظر و . 39م،ص1969 ،1 ، مكتبة القاهرة الحديثة ، ط السياسي شعيرة ، المرابطون تاريخهميعبدا لهاد - 4 170حرآات إبراهيم ، مرجع سابق ، ص-

حتصيناا العسكرية مدينة ندرومة وختطيط: الفصل الثاين

" القصبة،األمارة ،اجلامع، دار املسجد" احملور األول •

" ملحقااو السكنية األحياء" الثاين وراحمل •

. و الدروبالشوارع -

" للمدينة العسكريةالتحصينات "الثالث وراحمل •

.السور -

.األبراج -

.املداخل -

:حتصيناا العسكرية مدينة ندرومة وختطيط أو أسست يف مفتوحة مدنا املدن اإلسالمية يف املشرق أو يف املغرب ، سواء كانتنإ ختطيطها و توزيع ريقةـطه ـونعين ب. راين العام ـد اإلسالم فإا تتفق يف مظهرها العمـعه

جندها أيضا تتفق يف أبنيتها كما و اتساع و تشعب طرقها و تنوعها ،يةـ العمران مراكزها طبيعة أولتماسه بتأثري املناخ أو املوقع ا إىلامة باستثناء تفاصيلها الزخرفية ، أو ما اضطرت ـع

.66 و كـما يف مصر و الشام و العراق ،و األندلسما يف املغرب ـاملكان كيف عصوره املتعاقبة ما انتهى إليه الفـكر اإلسالمي يف جمال و تبلور مصادر التراث اإلسالمي

حيث تعكس لنا املصادر العديدة الـيت كتبها أصحاا عن تاريخ املدن و ،ختطـيط املدن

، دار تخطيط مدينة اإلسكندرية وعمرانها في العصر اإلسالمي السيد عبد العزيز سالم ، 66-

.14 ، ص 1964المعارف لبنان

خططها كثريا من احلقائق التـي توضح إلـى حد كبري التطور الفكري املتعلق بتخطـيط و تتـنوع باختـالف وظـائفها و ظـروف و ختتلف املـدن و إنشاء املـدن اإلسالمية

.67إنشائـهاو مواقعها و مواضعها و املؤثرات اليت تؤثر على منوها و تطورهـاهذه بعضقد متيزت ولاملميزة هلا ، األسس فقد كانت مواقع املدن اإلسالمية األوىل من

السهول أو مع عندهـا سـواء كانت فـيتجتاملدن مبواقعها اليت تتحكم يف الطرق أو التـي يف مـناطق االنتقـال بني السهول و الصحـراء كما كانت عليه البصرة التـي ميثل موقعها

حيث كـان هلذه املواقع املتميزة أثرها يف ،نقطة تالقي الطرق الربية بني مشال العراق و جنوبه مل تكن تزيد ازدهار املـدن اإلسالمـية فيـما بعد فرغم البدايات املتواضعة هلذه املدن و اليت

عن عدد من اخليام و األكواخ اليت بنيت من أعواد البوص أو اللنب أو القصب مثلـما كان احلال فإنـها صارت . هـ17هـ و الكوفة اليت أنشئت يف 16 بالبصرة التـي أنشئت يف عام

ين مدن كبـرية بعد ذلك و فاقت املـدن اليت سبقتها عمرا و وجودا سواء يف حجمها السكا .68أو مساحتها

و بقيت أثار املـدن اإلسالمية مبثابة شواهد حية على تلك العصور و تصل املاضي باحلاضر فتكسبها . من خالل تواجدها الذي حيدد لنا شخصية طابعها أو طوابعها املعمارية اليت تضمها تراك مـع صفة التميز نتيجة طوابعها املعمارية عن املـدن األخـرى أو تعطيها صفة اإلش

البعض اآلخر يف الصفات املعـمارية ملبانيها أمـا الثبات و التغري فـي الطوابع املعمـارية للمدينة الواحدة مـا هو إال انعكاس لتغلب العناصر الثابتة أو املتغرية إحدامهـا على األخرى و

ادية و الثقافية التـي املقصود هنا باملتغريات أو العناصر املتغرية النواحـي االجتماعية و االقتصبينمـا املقصود بالثوابت أو العناصر . تتغري يف كل اتمعات و لكـن بدرجات متفـاوتة

الثابتة هي األشياء السامية التـي تعلوا عن إمكانية التغيري إال يف حاالت نادرة مثل التعاليم أو ديـنة و ذلك عن طريق تشجيع اليت تربز دورها التأثريي فـي نشـأة امل .69الشرائـع الدينية

.29 ، ص مرجع سابقمحمد عبد الستار عثمان ،- 67

. 66 ، ص 1989، دار النهضة العربية ، بيروت دراسات في مدن العالم اإلسالمي السيد خالد المطري ،- 68 1999آلفاق العربية ، مصر ، ، دار ا1 ، ط رشيد، النشأة االزدهار االنحسارجليلة جمال القاضي و آخرون ، - 69

.274، ص

الـدين اإلسالمي يف سكـىن املـدن و الذي كان له الدور اهلام أيضا يف إكساب املديـنة .70اإلسالمية األوىل خصائص بارزة سواء يف تركيبها الداخلي أو يف عالقاا املكانية

و تعاقبت و تعد مدينة نـدرومة من بني املـدن الـيت عايشت الفترات اإلسالمـية و عاشت نفس املراحـل اليت عايشتها مـدينة تلمسان عاصمة املغرب األوسـط عليهـا احملن

، و اليت اختري هلا النسق املتـبع فـي إنشاء املـدن اإلسالمـية األولـى ، و لئن كانت إال أن،71جهـودا قد بذلت فعال و مبادرات هنـا و هناك لتعريف و حتبيب تـاريخ بالدنا

معمارية ذات قيمة طرزهذه املدينة و ما تعنيه من أمهية بالنسبة لتاريخ العمارة اإلسالمية من علمـية و أثرية تقف حجر عثرة يف وجه الباحث فـي سبيل الوصول إلـى إعادة صياغة التخطـيط اخلاص باملديـنة و تركيباته العمرانية و تثبط اإلرادة و القدرة علـى معاجلة ما

من املعـامل األثرية السيما إذا كان البحث يقتصر علـى فترة قديـمة من فترات بقـي لذلك فإن مدينة ندرومة ،وسط ألاملديـنة اإلسالمية و التـي عايشت أحداثهـا مدن املغرب ا

اختفى الكثري من معاملها الرئيسية و اليت مل يبق منها سوى األشتات اليت تناثرت هناو هنـاك و معامله الرئيسية و كثري منذه األجزاء جند السور احمليـط ا و الذي اندثرتيف مقدمة ه

خـاصة اجلهة الغربية منه و الشمالية و إن كـان هذا ألسباب توسع عمران املدينة يف الفترة و مل ر املعنية باألماتاحلديثة ، إال أن عوامل أخرى متثلت يف عدم االهتمام من جانب السلط

ة نـدرومة فقط هذا اإلهـمال بل أصاب الكثيـر من املـدن األخرى املوزعة حيدث ملدين .على أحناء الوطن

أنظر الشكل رقم ( ومع هذا النقص الذي صادفناه أثناء تتبع املخطط العمراين للمدينة و أجزائها ارتأينا أنه البد علينا من االعتمـاد و التركـيز على اجلـانب النظري)

و ذلك بتقريب اهليكل العمراين للمديـنة ولو بنسبة قليلة ، اجلانب التطبيقي ،باإلضافة إىلفاضطررنا إلـى االستعانة بالنصوص التارخيية خاصة و االستفادة أيضا من الدراسات و التقارير

.احلديثة

.67السيد خالد المطري ، مرجع سابق ، ص- 70 .140 ، ص مرجع سابق ، ي الطاهر زر هون- 71

و ما تعكسه املصادر التارخيية بصفة عامة و كتب تـاريخ املدن و خططها على وجه ه الضوء على ئمـام لدى املسلمني بالفكـر العمراين للمـدينة اإلسالمية و إلقـااخلصوص اهت

. ما خيص ختطيطـها و تكويناا املعمارية مما يكشف على اجلوانب املعمارية و اإلنـشائية بصورة مـباشرة وإعطاء صورة واضحة

ا تبقّى من آثار مدينة ،كـما ان الربط بني ماورد يف هذه املصادر و مـ72للمدينة اإلسالميةندرومة يكشف عن احلقائق و يؤكدها واقعا ملموسا و إن كان البد من استنطاق الرؤية أو

.73املنظور اإلسالمي يف التخطيط املادي للمدن لنمطية هذا التخطيط و تشاه يف أسسه العامة اإلسالمية و يضع هذا املنظور اإلسالمي شروطا تكشف عن رؤية ختطيطية راقية للمدينة

اهتمت باجلوانب الوظيفية و االجتماعية و السياسية للمجتمع مما يؤكد أصالة املدينة اإلسالمية و عمق الفكر اإلسالمي و رؤيته السليمة يف ختطيط املدن و هو فكر تبلور و نضج مع تقدم العصر

ع ،و لقد أورد هذه الشروط كل من إبن أيب الربي74مستفيدا يف ذلك من التجربة يف كتابه ) هـت(يف كتابه سلوك املالك يف تدبري املسالك ، و القزويين )هـت(

يف كتابه املشهور املقدمة ، و هـم ) هـت(آثار البالد و أخبار العباد و ابن خلدون أكثـر من ذلك ممن ألفوا يف هذا امليدان ، حيث نصحوا باعتمـاد هذه الشـروط كقواعد يف

: ميكن تلخيص هذه الشروط فيما يلي متصري البلدان و إختيار املوقع اجلغرايف و املظهر اخلارجي و من ذلك سعة املياه و وفرا مع اإلبتعاد عن املياه

و منها إمكان املرية املستمرة و . الفاسدة و ذلك بأن يكون البلد على ر أو بإزاء عيون عذبة .نة أفضل لتسهيل حتصيلها ذلك بتوافر املزارع و يكون قرا من املدي

و منها اعتدال املكان و جودة اهلواء من أجل السالمة من األمراض و الصحة لألبدان و حسن املزاج

. و منها القرب من املراعي و اإلحتطاب و طيب املراعي للدواب حلاجة اإلنسان إليها على احليطان و األبواب و منها حتصني املنازل من األعداء فالسكن يف اخليام و اإلقتصار

ليس بكاف لدفع غائلة العدو ، و كذا اختيار أفضل ناحية يف البالد و أفضل مكان يف الناحية و

.41: ،صمرجع سابق محمد عبد الستار عثمان،- 72 .122، ص مرجع سابق، ...، المباني المرينية عبد العزيز لعرج -2

.30 ،ص رجع سابق، م محمد عبد الستار عثمان - 74

أعلى مرتل يف املكان من السواحل و اجلبال و األفضل أن تكون املدينة على هضبة و أن يدور .حوهلا ر أو حبر كي يكون حتصينها طبيعيا

سور منيع يعني أهلها و حيميهم و كذا حفر خندق ، هذا و إن للتنظيم و منها أن حييط ا :الداخلي للمدينة شروط أخرى منها

.أن يقدر طرقها و شوارعها حسب أمهية املسلك يف املدينة .أن يبين جامع للصالة يف وسطها و أن يبين مساجد يف دورها

.أن يقدر أسواقها حسب كفاءا .75العلم و املنافعأن ينقل إليها أهل

و بناء املدن سواء يف املشرق أو يف املغرب ، أصبح االعتماد فيه على هذه الشـروط النسق املتبع يف إنشائها و مهمـا اختلفت مواقعهـا و تباينت ظروف إنشائها، و من املؤكد أن أبرز

ن دار اإلمـارة و هذه العناصر التخطيطية فـي املديـنة هو املسجد اجلـامع و يلتصق به بدء مالقصر امللكـي و السوق ، مث اخلطـط أو األحيـاء السكنية بأزقتها و شوارعها و سور املدينة

.76بأبوابه و أبراجهو هذه احملاور الثالثة و مع مرور الزمن اختلف تأثريها يف ختطيط املديـنة اإلسالمية قوة أو

ية األساسية و الثانوية للمدينة اإلسالمية ، ضعفا، إىل أنه رغـم ذلك ضلت التكوينـات املعمارو اليت متثل االنعكاس املادي لرؤية التخطيط ثابتة مميزة للمدينة اإلسالمية عن غريها لاللتزام

و ميكن حتديد هذه احملاور يف ما 77بقواعد و أسس إسالمية حمددة لنضام التخطيط و اإلنشاء : يلي

، 1 ، دراسة و تحقيق ناجي التكريتي، ط على التمام والكمالالكمسلوك المالك في تدبير الم ابن أبي الربيع ، - 75

.154-151 ، ص1978منشوارات عويدات ، بيروت، بايس ، 9-8، ص1980، دار صادر، دار بيروت، بيروت ، آثار البالد و أخبار العباد القزويني ، - .275-273 عبد الرحمن ابن خلدون ، المقدمة، مصدر سابق، ص - .62 ، ص مرجع سابقالسيد خالد المطري ، -: و انظر . 111نفسـه ، ص - 76 .44، ص 1975 ، نشر منشآت المعارف ، اإلسكندرية ،جغرافية العمران عبد الفتاح وهيبة ، –

. 112 ص ،مرجع سابق، محمد عبد الستارعثمان - 77

دينية املكانة األولـى يف املديـنة فهي املركز والقلب النابض هلا حتتل املباين ال :احملور األول .78ممثلة يف املسجد اجلامع و مساجد األحياء مث ما حييط به من عناصر أخرى على اختالفها

و املسجد اجلامع هو الـذي تقام فيه صالة اجلمعة أين جيتمع كل أهل املدينة فيه باإلضافة يف كل يوم، و نستطيع من خالل كل مـا سبق أن نستشف أمهية إىل إقامة الصلوات اخلمس

املسجد باعتبـاره النواة اليت تتشكل من حوهلا بـاقي املنشآت العـامة اليت تتموضع يف أمكنة تكون أكثر قربا من املسجد ، و ذلك طبعا لتسهيل متابعة ممارسة الشعـائر الدينية و أيضا

.79شآت العامة تـأكيد الثقافة الدينية يف املن أما عن هذا احملور فإننا جند أن نظامها التخطيطي الذي جاءت عليه أوىل املدن اإلسالمية

( و مدينة الكوفة) م /هـ(يف املشرق و املغرب كمدينة البصرة

و كذلك باملغرب حيث جند نظام هذه املدن يتوسطه املسجد اجلامع ، ) م /هـرت الرستمية حيتل جامعها وسط املدينة و جامعي مراكش و تلمسان املرابطيـني فمثال مدينة تيه

، و اتبعت نفس الظاهرة يف معظم املدن اإلسالمية ، حيث اعتاد املسلمون يف بناء مدم 80أيضا .81أن جيعلوا اجلامع يف مركزها و هو أول ما خيتط فيها

مل تشر إىل ما ذكرناه سابقا ، لكن ما أما عن مدينة ندرومة فإن النصوص التارخييةميكن قوله يف هذا الشأن هو أن املرابطني الذين بنوا املسجد اجلامع ا مل يكونوا ليخالفوا سنن األوائل يف بناء مدم و ذلك ما يظهر جليا يف مدم كتلمسان و مراكش ، و ذلك باعتبار أن

ؤسسة شاملة جامعة ملختلف مناحي احلياة، ففيه املسجد هو مركز احلياة الروحية عندهم ، فهو م

2-maisons des - , Les villes Musulmanes De L’Afrique De Nord. R,Le tournoux -

livres , alger , 1957, p11-12 .123.124 ، ص مرجع سابق، ... عبد العزيز لعرج ، المباني المرينية-: و أنظر

للنشر 74سامي جرجس ، دار اتولييه : ، تر عمارةالحرف التقليدية اإلسالمية في ال ، المغرب و أندري باآار . 77 ص 1981

. 120-116 ، ص 1986دار طالس للدراسات و الترجمة ، دمشق ، ، 1ط ، الفن اإلسالمي عفيف بهنسي ، - 79 . 295م، ص1961 القاهرة ،-، دار المعارف ، مصرالمدخل. مساجد القاهرة و مدارسهاأحمد فكري، -1 .249-245-242،ص 2، مرجع سابق،ج...عزيز سالم، المغرب الكبير عبد ال- 2 .427-425 ،ص1969عادل زعيتر، دار الكتب، القاهرة ،: ،ترحضارة العرب غوستاف لوبون، - 3

، و هذا ما سنتطرق إليه بشيء 82تقام اإلجتماعات و اللقاءات و العبادات و التعليم و القضاء .من التفصيل يف الفصل الرابع

:القصبة ودار اإلمارة ي كانت عليه يف أما عن القصبة و دار اإلمارة باملدينة فإننا ال نستطيع حتديد مكاا الذ

الفترة املرابطية ، أما عن القصبة املقابلة للجهة اجلنوبية للمدينة و اليت تقع خارج السور من هذه اجلهة الذي به الباب املسمى باب القصبة فال نظن أا تعود هلذه الفترة ، إذ أن باب القصبة من

هذه اجلهة ، أما القصبة املقابلة هذه اجلهة متصل مباشرة بالسور مما يوحي بأنه حد املدينة منفلها سورين دفاعيني من جهتها اجلنوبية و ينحدر حنو اجلهة الشمالية و به باب من اجلهة الغربية يظهر أنه مدخل رئيسي للقصبة ، و مل يبق من هذه القصبة سوى هذا السور املذكور و بعض

ذكر أن أبا يعقوب الزياين أقام بندرومة بقايا حمراب املسجد ا ، و مبا أن املصادر التارخيية تفيحتمل أن يكون هو الذي أنشأها ، كما أن البناء هلذه القصبة بباا و السور احمليط ا يدل على أا مل تنب مع مدينة ندرومة القدمية بل هي حديثة عنها أو أا تعرضت للقصف أثناء

ن قبل أهايل املدينة يف فترات حديثة ، كما أن اإلعتداءات املرينية على املدينة أو أا خربت مباب القصبة الذي يوجد باجلهة اجلنوبية و الذي يتصل بالسور ، فإن املتتبع هلذا السور شرقا جيد

يف حني أن القصبة تبقى بالنسبة هلذا ) أنظر الشكل رقم ( أنه ينعطف إىل الشمال .وبية مما يوحي بانفصاهلا عنها الركن اجلنويب الشرقي مقابلة له يف اجلهة اجلن

و هذا احملور ينحصر يف داخل املدينة و يشغل بذلك اخلطط أو األحياء :احملور الثاين إضافة إىل الشوارع والدروب،83السكنية من ساحات و محامات و مساجد أحياء و دكاكني

، فإحاطة املدينة بأسوار حدد مساحتها و أسوارها ااملدينة اإلسالمية وحتصيناب ها تأثر ختطيطاليتو حدد أيضا هيئة امتدادها و أرباضها ، مما كان له األثر املباشر على عدد و مقاييس واجتاهات

. 84شوارعها

83 - Le tourneaux,R .Op-Cit, p 12-15. .124، ص مرجع سابق ،... المباني المرينية، عبد العزيز لعرج -: أنظر في ذلك -

.64، ص مرجع سابق سيد خالد المطري، - .21-16 ص مرجع سابق،،... سيد عبد العزيز سالم، تخطيط مدينة مصر-

:و انظر . 173 ، ص مرجع سابق محمد عبد الستار عثمان ، - 84

و حتتل شوارع املدينة مكانة ذات أمهية خاصة يف التخطيط احلضري وتتوقف طريقة تشييد املدينة اإلسالمية ضيقة التخطيط و لب هذه الشوارع يففأغ، 85الشارع على حركة السري املتوقعة

متعرجة يف سريها تربط بينها حارات أو جتمعات سكنية تكون شبكة خطوطها متعرجة متداخلة بعضها مغلق و بعضها )أنظر الصورة رقم ( و تؤدي هذه احلارات إىل أزقة و دروب

لشوارع ميزة من ميزات ، ويعترب ضيق ا)--أنظر الصور رقم ( ذــناف .86املدينة اإلسالمية على عكس املدن الرومانية اليت كانت تعرف اتساعا يف الطرق والشوارع

أما عن مدينة ندرومة فمن خالل املعاينة امليدانية للشوارع و الدروب اليت ختترقها ة بشكل منحدر أي حسب فاملالحظ و للوهلة األوىل أا متتد من اجلهة اجلنوبية إىل اجلهة الشمالي

امتداد املدينة ما عدى شارع التربيعة الذي يقطع املدينة من اجلهة الشرقية إىل اجلهة الغربية عند ساحة التربيعة اليت اشتهرت ا املدينة و عن الشوارع األخرى فإننا جند شارعي القصبة و اليهود

تقليدا لنمط املدن اإلسالمية األخرى ميتدان باجتاه الشمال ، و هذه الشوارع يف املدينة جاءت لكثرة تعرجها و ضيقها و اتساعها حسب توزيع األحياء السكنية داخل املدينة و عن مقاسات

و طوهلا خيتلف حسب اختالف اياا و اأمتار عرض7 و 6هذه الشوارع فهي تتراوح بني .امتدادها يف اجلهة الشمالية

( دة و تنقسم إىل قسمني فمنها النافذة ومنها غري النافذةأما عن الدروب فهي كثرية و متعدأنظر ( ، أما عن األوىل فإننا جند درب الفخارين درب اللة الزهراء)أنظر الصورة رقم

و دروب كثرية اتفقت يف كثري من تفاصيلها من تعرج و ضيق واكتضاض )الصورة رقم .يف أيام العطل و السوق هذه الدروب هو الدرب غري النافذ وأحسن مثال على ذلك هو درب و القسم الثاين من

يف اجلهة الشمالية ، و على العموم فإن مقاسات هذه ) أنظر الصورة رقم ( اخلربة الدروب ال تزيد عن املترين يف كثري من األحيان ، مما جعلها تصعب من حركة السكان و تنقلهم

.اصل فيها و النمو الدميوغرايفيف املدينة خاصة و التطور العمراين احل

.175 ، ص مرجع سابقي ، خالد المطر- :و انظر . 103 ، ص مرجع سابق نيكيتااليسيف ، - 85 .120 ، ص مرجع سابق،عفيف بهنسي - .16 ، ص مرجع سابق، عبد العزيز سالم - 86

و ارتبطت تسمية هذه الدروب إما باحلرفة املمارسة يف ذلك احلي أو الفئة اليت تقطن املكان أو رمبا كان هلا عالقة ببعض املنشآت األثرية الواقعة يف األحياء كدرب القصبة املمتد من باب

وب شكلت دوما العنصر اهلام لتسيري القصبة و برجه ، و مهما يكن فإن وظيفة الشوارع و الدرحركة السكان و تنقلهم و ما يفسر ضيق الشوارع بصفة عامة هو احلماية من حرارة الشمس و زيادة الظل خاصة يف فصل الصيف ، و لقد كانت هذه الشوارع ختضع إلشراف احملتسب الذي

ها أو يقلل من عرضها و يراقب استخدامها كطريق يسلكها السكان و مينع إقامة أي بناء يعترض 87.اتساعها أو شغلها حبرف و أعمال ملوثة هلا

إال أننا خصصنا له فصال تناولنا فيه دراسة مرتلني و احلمام مع الشوارع و الدروب طبعا من .خالل املعاينة امليدانية

ئت و و يتبني لنا من خالل تتبع معامل املباين و املنشـآت املرابطـية يف ندرومـة أا أنشتوزعت يف نواحي املديـنة حسب تلك الشروط التـي حتددت من خـالل ما ذكـره ابن أبـي الربيـع و القز ويين و ابن خلدون و أن نصـائحهم قـد طبقت ، حيث حتـدد

الدراسات احلديثة والنصوص التارخيية القديـمة هذا النسق من خـالل وصف املدينة العام . سيما تلك التقارير اليت وضعها الفرنسيون أثناء فترة االستعمارودراسة نسيجها العمراين ال

و قد أثرت األهـداف املتوخاة من تأسيس املدن و الشـروط التـي حتكمت يف عمراا و عماراتـها يف تركيبها العام وختطيـطها ، و قد ظل ذلك التركيب و تلك احملاور ثابتة يف

ل طرأ على بعضـها مع تطور عمران املـدن ، حيث قلـيأومعظمـها مع تغيري كبـري شكلت تلك املـحاور أقساما عمـائرية و مؤسسات ذات وظـائف و استخـدامات

. تظهـر لـنا من خـالل فصـول هذا البحث 88متباينة و هذا احملور هو من أهم املكونات و املعامل البارزة يف املديـنة أال و هو :احملور الثالث

مبداخله و أبراجه و الذي يتوزع يف شـكل إطـار خارجي وهو على صلة مباشرة السور بوسط املديـنة عرب شوارعها الرئيسية ، و هو

.مسينـاه العمارة العسكرية ما جعلناه حمل دراستـنا يف هذا الفصل أو بـاألحرى أ

.211، ص 1999، بيروت، 1،ج1 ، ط موسوعة العمارة و األثار و الفنون اإلسالمية حسن الباشا ، - 87 .131 ، ص مرجع سابقلعرج ، عبد العزيز -1

و جند عناصر هذا احملور و املتمثلة يف السور و أجزائه الدفاعية من بني أهم ما ركز عليه املسلمون يف بناء مدم و حفظ كياا سياسيا و عسكريا ، إذ أن سور املدينة مل يستغن عنه

رورة تتطلبها حلماية نفسها و دفع املسلمون يف كثري منها ، و عليه فإن أسوار أي مدينة كانت ضأعدائها كما حدث للموحدين يف صراعهم مع املرابطني ، حيث كانت أسوار املدن تصدهم ، فعمدوا إىل ختريبها حىت إذا أدركوا قيمتها أعادوا ترميمها و إصالحها ، كما يالحظ ذلك يف

. 89مراكش و فاس باملغرب األقصى و تلمسان و وهران باملغرب األوسط و يف مدينة ندرومة فإن امتناعها يف العديد من املرات أثناء اهلجومات املرينية املتكررة خري دليل على ما قام به املرابطون من حتصني وتقويةللمدينة و اهتمامهم بتقوية أسوارها و طريقة

بقاء بعض من بنائها ،و قد ذكرنا آنفا صمود املدينة خالل احلصار املريين هلا ، و هو ما يفسرتلك األجزاء، اليت أمكن لنا تتبع بقاياها من خالل املعاينة امليدانية ال سيما اجلهة اجلنوبية و الغربية

. و حسب هذا التقسيم الذي سنراعي فيه وصف املدينة من اخلارج إىل الداخل فلنبدأ اآلن

.من التحصينات العسكرية :التحصينات العسكـرية

و نعين بالعمـارة العسكرية ملديـنة نـدرومة حتصيناا العسكرية و استحكاماا احلربية ، من أسوار و ما حتويه من أبراج ومداخل وهي مبفهوم أعم ، محاية املديـنة و الدفاع عنـها من اخلطر الداهم أو اهلجومات اخلارجية عليها ، و بقاء املدينة و سالمتـها أمر مرهون

.ى قوة هذه اإلستحكامات و فعاليتها مبد و فضال عن ذلك فإن تأمني السكان بعد ختطيط املدينة و بنـاء العمائر واملرافق و املساكن ا و محاية حيام و أمـواهلم ضرورة يقرهـا الدين وتقتضيها الشريعة وهي من املقاصد الشرعية

تعاملت معه الدول و احلكومات بأخذ األمن يف العصور الوسطىهاجسا، لذلك اعترب90لإلسالماحليطة ، حيث أن األحداث السياسية اليت عاشها املغرب يف تلك الفترة و خطورا كان هلا األثر

Marcais,G.Manuel D’Art M usulman Architecture Tunisie,Maroc 2- ,Espagne,Sicil, T1,A.Picard,Paris,1926, P349-350.

.135 ، ص مرجع سابقمحمد عبد الستار عثمان ، - 90

الكبري يف زعزعت األمن و اإلستقرار ال سيما الظاهرة اجلديدة اليت وفدت إىل املغرب أال و هي عبثهم ، حيث خربوا القريوان و نالوا من عرب بين هالل و ما حلق هذا القطر من ختريبهم و

، مث طرقوا باب املغرب األوسط و ديد الدولة احلمادية ، و *احلضارة و قوضوا ملك بين زيريكان من املمكن أن يتجاوزوا املغرب األوسط إىل املغرب األقصى ، و يعيثوا فيه فسادا ، كما

املرابطني حال دون ذلك ، إذ وضعت هذه فعلوا ذلك من قبل يف إفريقية ، و لكن قيام دولة األخرية حامية هلا مبدينة تلمسان ، استطاعت أن جتنب من خالهلا بالد املغرب األقصى شر بين هالل ، حيث اهتم املرابطون بشأن املغرب األوسط ألم كانوا يعلمون أنه البلد املتحكم يف

ون السكينة يف جزء من املغـرب األوسط الطريق املوصل إىل املغرب األقصى ، فقد أقر املرابط 91وقد عملـوا على حتصينـه

و تتجلى لنا إمكانيات هذا التحصني يف قوة و صالبة التحصينات العسكرية اليت أقامها املرابطون ، حيث بلغ عدد احلصون و القالع اليت أنشؤوها ما يزيد عن سبعني حصنا ، يضاف إىل ذلك

، و 92 كانت تعيش بأرض املغرب األقصى ، كقبائل زناتة و برغواطة مراقبة بقية القبائل اليتقد زادت حاجة املرابطني هلذه احلصون و القالع بظهور ثورة الدعي حممد بن تومرت ، حيث حتركت قوات املوحدين لإلستالء على مناطق املغرب األقصى و املالحظ أن هذه احلصون شيد

.93جدراا مسيكة صلبة التكوين معظمها من احلجارة و الطوب فجاءت لذلك كان لزاما على أويل األمر ومن بـأيديهم السلطان اختـيار املوقع الطبيعـي احلصني للمديـنة و إنشائها، و هذا على ما يبدو ما هو إال انعكاس لألفكار العسكرية التـي

.تناولتها مصادر الفكر العمراين بالبحث كما أشرنا سابقا ال جند أن ابن خلدون يرى بأن يكون موقع املدينة يف ممتنع من األمكنة كهضبة خالية فمثـ

أو وجود موانع مائية حوهلا، أو جيعل على جوانبها حتصينا هلا إلعاقة املهامجني هلا ، و تشكيل

.157 عبد الواحد المراآشي ، مصدر سابق ، ص -: أنظر عن ذلك - * : و انظر. 229-328 حسن أحمد محمود، مرجع سابق ، ص-1 .94، دار الشرق، ص 1 ، طهـ6النشاط اإلقتصادي في المغرب اإلسالمي خالل القرن عز الدين أحمد موسى، -

، مصر 1 ، ط"عصر المرابطين و الموحدين" الحضارة اإلسالمية في المغرب و األندلسحسن علي حسن ، - 92 .293-292 ، ص1980، .244، مرجع سابق، ص... ابراهيم حرآات، المغرب عبر التاريخ-3

، و ذلك لتسهيل عملية الدفـاع 94جند للدفـاع عنها مـع إحاطتـها بسياج من األسـوار . و املراقبة لكل التحركات و اإلشراف

و كغريها من املـدن فـإن مديـنة ندرومة توفرت فيها استحكامات عسكرية من أسوار و أبراج، استطعـنا من خالل املعاينة امليدانية تعيني أو حتديد ما تبقى منـها ، و ما ميكن قوله

سكرية أو حصنا لتجمع مما سبق هو أننا ال نستطيع اجلزم بـأن مديـنة ندرومة كانت مدينة عاجلند املقاتلة ، أو ما شابه ذلك ، إال أنـنا ومن خـالل النصوص التارخيية و الوثائق نستشف أمهية املديـنة اليت رمبا كانت هلا عالقة وطيدة بإنتقال اجليوش املرابطية من املغرب األقصى و

اما و مركزا قريبا من إستالئـها عليه حنو املغرب األوسط ، و هي بذلك اعتربت معربا ه .مديـنة تلمسان يتم فيها إستعادة قوة اجليش و تنظيمه

عندمـا نتحدث عن التحصيـنات فإننا نقصد بـها األسوار و املداخل و :حتصينات املدينةاألبراج اليت حتيـط باملدينة و تتخلـلها من كـل اجلهات وقد ذكرنا فيما سبق أننا يف أثناء

نية حصرنا بقايا هذه اإلستحكامات و اليت مل يبق منها الكثري ، نظرا للعوامل املعاينة امليـداالطبيعـية والبشرية ، حيث شهدت هذه األسوار ختريبا عرب تارخيها ، كما أن التطور الدميوغـرايف فرض عليها اإلتساع لتخرج عن حدودها األوىل حيث أصبحت البيوت تالصق

و كذا غزو اإلمسنت و احلديـد لألثـار و يتضح ذلك خاصة األسـوار من الداخل و اخلارج يف اجلهة اجلنوبية للمديـنة عند باب القصبة و برجه حيث أصبح هذا الربج أو هذه اجلهة مبثابة

. نفايات و مزابل أثرت سلبا على هذه اآلثار ممكان يلهوا فيه الصغري و الكبـري تاركني وراءهة إىل كوا أكثر نفعا هلا من أية قدرة عسكرية أو شجاعة مثالية و تعود أمهية حتصينات املدين

،فلقد ركز 95ملا تتميز به أسوارها من إحكام يف طـريقة البناء اليت تزداد صالبة كلما تقادمتاملرابطون كل التركيز على تشييد القالع واحلصون يف األماكن الصعبة حىت ال يستطيع الغزاة

96.الوصول إليها بسهولة

: = و أنظر 619ص.1 ، جمصدر سابق، عبد الرحمان ابن خلدون 94 .21 ،ص ، مرجع سابق عبد العزيز سالم -= . 169 عبد العزيز لعرج ، مرجع سابق ، ص - 95 .175، مرجع سابق، ص...لتطور التاريخي عبد العزيز لعرج، ا- 96

و سور مدينة ندرومة يعود للفترة املرابطـية حيث يؤكد لنا الدكتور رشيد بورويبة هذا و مديـنة "....: القول استنادا إىل النص التارخيي الذي ذكره البكري واصفا املديـنة بقوله

و باملقارنة مع تاريخ وفاته يتبني لـنا أن السور كان موجودا ... " نـدرومة مسورة جلـيلة تاريخ وفاة هذا املؤرخ تـدخل ضمن حكم . 97 هـ487لفترة املرابطـية حيث أن سنة يف ا

أو أحد الـذي أنشأ هذا السورالفترة املرابطية إال أننا جنهل إن كان يوسف إبن تاشفني هو حيث لـم تشر النصوص التارخيية و ال الدراسات احلديـثة إلـى هذا و ال شك يف أن خلفائه

و احلصون من مراكش يف اجلنوب حىت مديـنة فاس يف الشـمال و من تلمسان انتشار القالعيف الشرق إلـى طنجة يف الغرب ما كان ليدع املرابطون فيه مدينة ندرومة هكذا دون حتصني أو

األقصـى و (قوة يتم عن طريقها صد اهلجمات و إحـكام سيطرم على منـاطق املغربني ة ذات أمهية كبرية و وضعها موضع األمصار و املدن اهلامة، و وهو ما جعل املدين98) األوسط

.99إن مل تكن عاصمة أو مصرا كبريا فهي مركز حضاري إقليمي يعيشونه من اوبناء األسوار كان أمرا طبيعيا بالنسبة للمرابطني للوسط الطبيعـي الذي كانو

اورة هلم ، و بالتالـي فإن بالد السودان و القـبائل الصنهاجية ايف جفاف وغزوات متتالية 100فـكرة التحصني و االستعداد للـدفاع عن أ نفسهم كـان أ مرا مألـوفا بالنسبة للرببـر

و كثرة احلروب سواء باملغرب أو األندلس جعلت فكرة التحصني أمرا حتميا يتعامل به املرابطون طبق يف قد د هذا األمر، و جن101 من األخطار الدامهة هلا و حفظ الرعية املدنحلفظ سالمة

مدينة ندرومة و حتصينها فلم يغفل املرابطون عن هذا ، بل ساروا على نفس الطريـقة يف حفظ .تهمكيان سيادم و عز دول

:و انظر . 80 البكري ، مصدر سابق ، ص - 97

Office Des . MedivaleAlgerie'architecture Militaire De L'L. R ,BourouibaPublication Universitaires Algerie 1983,p92,93.

:و انظر. 228 ، ص سابق مرجع حسن احمد محمود ،- 98، رسالة ماجستير في م11- هـ5الدولة المرابطية خالل القرن ، الحياة العمرانية في عهد عبدوني حسيبة –

.164 ص 2003التاريخ اإلسالمي ، معهد التاريخ ، جامعة الجزائر ، .169،مرجع سابق، ص... عبد العزيز لعرج، المباني المرينية-54

Terasse,H . Histoire De Maroc Des Origines A L’Etablissement Du 1 - Protoctorale Francais, E. Atlantide, Casablanca, 1949. p 249

.169،مرجع سابق، ص ... عبد العزيز لعرج، المباني المرينية--2

و تعود أمهية التحصينات العسكريةيف كيفية إنشائها و مدى تالحم أجزائها و مكوناا و األسوار و اليت تزداد صالبة كلما مر عليها الزمن و تعرف أيضا الطريقة اليت أحكم ا بنيان هذه

باسم الطابية أو التراب املدكوك ، و صمود أسوار مدينة ندرومة املبنية ذه املادة يعطي لنا خري . 102دليل على أمهية هذه املادة

خالل و من خري األدلة و الرباهني على قوة و صالبة أسوار ندرومة هو ما استقرءناه من النصوص التارخيية و ما استنتجناه من حصار أيب يعقوب لتلمسان سنة

حني نزل بذراع الصابون من ظاهرها و مل يتمكن من اقتحامها ، م/هـو توىل عنها إىل فاس ، و إغارته أثناء الرجوع على مدينة ندرومة و امتناعها ، و يف سنة

خرج فيه أبو يعقوب املريين للمرة الثالثة جتدد الصراع بني الفريقني م /هـ ، 103لغزو تلمسان ، فحاصر مدينة ندرومة بعد أن خرب مدينة وجدة ، و كانت تابعة للزيانيني

فيتضح أن ندرومة استعصت عليه بالرغم من حصارها و التضييق عليها ، فتركها و عاد إىل . تحصني و الدفاعبالده مما دل على أن املدينة كانت على درجة كبرية من ال

لنا صعوبة يف و املنتشر يف أماكن متفرقة منها سبب إن بقايا سور مدينة ندرومة :السور- 1 حيث مل تظهر لنا الصفة اليت كان يسري فيها اجتاهه ،حتديد الشكل الذي يتخذه هيكله احلقيقي

اليت بقيت على حاهلا هي ) انظر الصورة رقم ( أن اجلهة اجلنوبية، غريحول حميط املدينة جهاته فاسحة بعض هذه اجلهة فإن السور ختتفي آثاره يفيف جزئياا ، و مبعظمأو احتفظت

يف أطراف املدينة حيث كانت متراصة واسعة بذلك اال للسكنات احلديثة اليت منت و بصفة ة الزفت احلديثة ، و نظرا للطبقات الترابية و طبقم 30ويبلغ طول السور يف هذه اجلهة حوايل

املتراكمة على طول امتداد السور فإا قللت من ارتفاعه حيث أن اجلزء السفلي اختفى حتت هذه الطبقة ، فضال عن ذلك فإن أجزاًء كبرية من السور يف اجلهة اجلنوبية اختفت حتت البنايات

.احلديثة حيث جندها تظهر بصفة متقطعة

منشورات الوحدة العربية المغرب ، ص ،النظام السياسي و الحربي في عهد المرابطين إبراهيم حرآات، -3

185. .209 يحي بن خلدون ، مصدر سابق ، ص-4

اليت مل )أنظر الصورة رقم ( غربية ه حنو اجلهة الو ال يظهر أثر للسور إال باإلجتا الذي حيد املدينة من اجلهة يلوادا ة مبحاذا هيميـكن لنا تتبع السور فيها نظرا الرتفاعها ، و

لتقاط إل فلم نستطع إذا االقتراب من السور سوى غربية و هي بذلك حمصنة طبيعيا و عليهال .الصور

من هذه اجلهة فإن السور قد بقيت معظم أجزائه واضحة املعامل ، و ألن املدينة حمصنة طبيعيا و ذلك باملقارنة مع باقي أجزائه يف اجلهات األخرى ، مث إن ارتفاع املدينة عن مستوى الوادي و بعدها عنه فقد اعترب فاصال بينها و بني األخطار الدامهة أثناء احلروب مما جعل هذه اجلهة سهلة

.اقبة و ختفيف عىبء احلراسة على اجلند ال النظر و املرو للمالحظة فإن السور من هذه اجلهة يتبع خمططه انعطافات و تعرجات الوادي و هذا على طول امتداده يف اجلهة الغربية للمدينة و ال شك يف أن ارتفاع السور من هذه اجلهة و الذي

: أمران يفوق مخسة أمتار أحيانا ساعد يف حفظه ، و ما دل على ذلك صموده أمام اهلجمات اليت تعرضت هلا املدينة عدة مرات خاصة تلك اليت كانت : األمر األول

.من قبل املرينيني عدم إحلاق األذى مبعظم أجزائه و ذلك من قبل السكان على عكس ما حدث يف : األمر الثاين

. ثر عليه يف هذه اجلهة اجلهة الشرقية حيث أننا جند إنتشار السكنات احلديثة بكثرة مما أ فإن السور ختتفي اثاره إلتساع )أنظر الصورة رقم ( أما من اجلهة الشـمالية

العمران من هذه اجلهة حيث جند املباين احلديثة و السوق و توزع الدكاكني واملقاهي التـي نا بتاتا و هذا راجع ا ال تظهر ل للسور فإشرقية اجلهة الأماأنشئت كلها يف الفترة احلديـثة ، و

و استقراء كما أشرنا إلـى املباين احلديثة و تأثري اإلنسان ، و من خالل دراستنا امليدانية تبني لنا أن نسبة كبرية من السور اختفت و لـم يبق منه سوى بعض النصوص التارخيية

ة خاصة و اهلجمة العنيفة اليت تعرضت هلا املدينة سناألطـالل اليت سبق ذكرهاحني خرج اجليش املريين و نزل بأفران اجليار إىل الشمال من م /هـ

، وتركوا حامية كبرية مبدينة وجدة تباشر قتال املدن احلدودية بني الدولتني كما 104املدينة

.76 ، ص3 السالوي ، مصدر سابق، ج-1.236ابن أبي زرع ، مصدر سابق ، ص-2

، متبعني سياسة التهدمي و التخريب و إفساد السابلة و حرق الزروع 105يذكر ذلك ابن أيب زرعانت مدينة ندرومة أكثر املدن معاناة و أشدها تعرضا للضغط و التخريب و األغراس و قد ك

.باعتبارها أهم تلك املدن و هذا ال يعين أن أحداث التاريخ هي السبب املباشر و الوحيد يف دم أجزاء كربى من ا السور و التحصينات ، بل إن عوامل أخرى أثرت بالسلب أيضا كالطبيعة، و أما عن أبعاد بقاي

جند باجلهة اجلنوبية قد بلغ املتر أحيانا ، وعند برج القصبةه مسك جدارهذا السور و مقاساته فإن أمتار و علـى نفس 5 ، و يقدر ارتـفاع السور حبوايل م1.60مسك اجلدار يصل إلـى

اجلهة ، أما ارتفاع السور إذا ما أضيفت له شرافات هذه باقي أجزاءيفاملستوى من االرتفاع ، م0.50 و عرضها م0.84 متر وهذه الشرافات يبلغ ارتـفاعها 5.45فيبلغ حوايل ذا الربج ه

و هي رباعية الشكل ، م0.70و املسافة بينها أي فتحات الرمي و املراقبة فتبلغ حوايل .واستعملت هذه الشرافات لتمكن اجلند من املراقبة يف حال املدافعة عن حرمة املدينة و سكاا

اليت حلجارة املادة املستعملة يف بناء السور ، فقد استعملت املواد احمللية و املتمثلة يف ا أمااستخدمها املرابطون بكثرة يف مبانيهم و منشآم العسكرية خاصة، كما يظهر لنا ذلك يف املنشآت الدفاعية يف مراكش و يف تاسغيموت أيضا مث استعمال احلجارة غري املنجدة مبختلف

، مث إن نفس املادة جندها قد 106حجام يف األسوار و يف أبواا الرئيسية بطريقة حمكمة البناء األاستعملت بطريقة التزاوج بينها و بني الطابية و اآلجر يف سور تلمسان من اجلهة الشمالية الغربية

أيضا يف ، و ال غرابة يف أن يستعمل املرابطون مثل هذه املواد 107 باب القرمدينيأي من جهة اليت اشتهر استعماهلا يف *الطابية كما استعملواعلى إختالف أحجامها سور مدينة ندرومة

Terrasse,H. Et Basset,R. Sanctuaires Almohades , Collection -1 hesperis, Laros, Paris,1932, P384-385.

2- Marcais,G.L’ Architecture Musulmane D’Occdent,

Tunisie,Algerie,Maroc ,Espagnole,Sicile,Arts Et Metiers Graphique, Paris , 1954,P219-220.

: عن التعاريف المختلفة عن هذه المادة أنظر-* .727، ص1 عبد الرحمن بن خلدون ، مصدر سابق ، ج- .116 ، ص1988، المغرب ،1مصطفى أبو ضيف أحمد، ج: ، تح مسالك األبصار في ممالك األمصار العمري ،-

ن استعمال مثل هذه املواد أل لقرب املدينة من جبل فالوسن ذلك، والعمائر املرابطية و املوحدية قدرا على ذلك صالبة هذه املواد و،باإلضافة إىل يتم توفريه بأقل جهد ودون تكلفة أو مشقة

.مقاومة عوامل الزمن ويعد سور املدينة احليز أو احلاجز الذي كان يضم كتلة هائلة من املباين واملنشآت اخلاصة

والعامة يف املدينة ،و املتتبع لسور مدينة ندرومة يتبني له هذا من خالل امتداد املدينة من الشمال ن الكتلتني الشرقية و الغربية كانتا متوفرتني ، ولو أ و منحدرةاىل اجلنوب بصفة مستطيلة

.مكن لنا مالحظة ذلك أل و كسمة هامة يف التحصينات العسكرية لقد ظهرت األبراج يف وقت مبكر: األبراج -2

ذلك بالنظر إىل األمهية الوظيفية هلا ، حيث أا استعملت كمركز مراقبة كي ال تطرق املدينة عد اجلند يف الدفاع عن املدينة عند اقتراب العدو و ذلك بالنظر إىل على حني غفلة ، كما تسا

األمهية الوظيفية هلا ، حيث أا استعملت كمركز مراقبة كي ال تطرق املدينة على حني غفلة ، كما تساعد اجلند يف الدفاع عن املدينة عند اقتراب العدو إذ أنه عادة ما تبىن األبراج فوق مداخل

بذلك متنع ولوج احملاربني إىل داخل املدينة ، حيث أنه يبىن فوقها سور تعلوه املدينة و هيشرافات و تتخلله مزاغل تسمح حبماية اجلند و متكنهم من القيام مبهمة الدفاع عن املدينة على

.أكمل وجه فقد كانت ختتلف من حيث احلجم و الشكل حسب أمهية املدينة و و أما عن مظهرها العام مهية موقع الربج يف سورها ، حيث أن شكل الربج يف ركن السور خيتلف عن شكله فوق أ

و عادة ما كان حييط باملداخل برجان كان من شأما تقوية السور احمليط و كان هلا إما املداخل . 108قاعدة مربعة أو نصف دائرية و ذلك حسب العصر الذي شيدت فيه

ون ملتحمة باألسوار من أساسها إىل قمتها كما أا و املالحظ يف هذه األبراج أا تكختتلف يف شكلها و حجمها ، و يف مدينة ندرومة مل يبق من آثار و معامل األبراج سوى برج

الذي يقع يف الضلع اجلنوبية لسور املدينة و حيتوي )أنظر الصورة رقم ( القصبة

ب سر .نشر،راحمد محمد تغلب،:،تر"التخطيط المادي" ،، المدينة اإلسالمية نيكيتا اليسيف - 108 .102 ،ص 1983،اليونسكو،تجن .138 عبد الستار عثمان ، مرجع سابق ، ص-*

اغل ، و يبلغ طول هذا زجلند و م خاصة با)أنظر الصورة رقم ( تكوينه على شرفات . م4.10 م و بروزه عن احلائط بـ5الربج

: ، حيث يزيد ارتفاعه عن السور بـ م5.40: وأما ارتفاعه إىل غاية الشرفات يقدر بـ وذلك يسمح للمدافعني و اجلند باحلراسة و املراقبة ملدى أكرب يف جمال الرؤية و مبدى ،م2.10

عدم ل، و لقد دم جزء كبري منه وذلك راجع طبعا حلوادث الزمن و *رميأبعد يف جمال ال .االهتمام بالتراث اإلسالمي

و ال جند أبراج أخرى على طول السور املترامية حول املدينة مما يوحي لنا أا دمت و ا و على ذكرهت تأ ملتآكلت أجزاؤها ، حيث مل تشر الدراسات احلديثة إىل مثل هذه األبراج و

. ذلك راجع رمبا إىل قلة الدراسات امليدانية اليت حتدد ذلك إضافة إىل ما سبق ذكره ، فقد اعتربت األبواب يف املدينة اإلسالمية من أهم :األبواب -3

يرى املتتبع الستراتيجية بناء املدينة والعناصر املعمارية اليت تضاف إىل التحصينات و مقوماا ، وظيفة تشكل مهزة وصل بني خارج وداخل املدينة، عالوة على هذا فإا تعترب أن هذا العنصر ذا

منافذ للمدينة و نوافذ هلا ، فهي تأيت يف الغالب على شكل قبو أو دهليز أو ممر واسع يسمح ، و قدتنبه 109مبراقبة الدخول و اخلروج ، و أيضا معاجلة الفراغ الواصل بني الداخل و اخلارج

اليت متيزت ا أبواب املدن اإلسالمية املؤرخون و اجلغرافيون القدامى أمثال إىل هذه األمهيةالقزويين الذي ينصح بأن تفتح عدة أبواب يف السور الواحد لكي ال يتزاحم الناس و حتدث

.110الفوضى يف مداخل املدينة رقها أربعة و يف مدينة ندرومة فإننا جندها توفرت على هذا العنصر اهلام ، حيث ختت

أبواب إثنان منها يف اجلهة الغربية و الشرقية و تعرف بأمساء باب تازا يف اجلهة الغربية و باب الفراقي يف اجلهة الشرقية على التوايل ، و إثنان منها يف اجلهة الشمالية و اجلنوبية و تعرف بأمساء

، و رغم إلتواء طرق على التوايل اجلنوبية و باب القصبة يف اجلهةالشماليةباب املدينة يف اجلهةاملدينة و تعرجها فإن األبواب يف مدينة ندرومة تبدو للمتفحص و املتأمل يف خمططها أا متوقعت بصفة حمورية متناظرة أو تقترب من ذلك ، فمثال جند الباب الشمايل يقابل الباب اجلنويب و الباب

. 85 ،ص 1992 مطبعة أبو داود ، الجزائر ، ،إشكالية العمران و المشروع اإلسالمي إبراهيم بن يوسف ، - 109 :و انظر . 07 ،ص1960لبنان، - القزويني ، آثار البالد و أخبار العباد ، دار صادر، بيروت-2 .174، مرجع سابق ، ص... عبد العزيز لعرج ، المباني المرينية -

دو ذلك أيضا يف مدينة املنصورة اليت حتتوي على الغريب جنده أيضا يقابل الباب الشرقي ، كما يب ، حيث تعترب هذه السمة املعمارية من بني السمات البارزة اليت اشتهرت ا 111أربعة أبواب

الكثري من املدن اإلسالمية و يتضح ذلك أيضا يف مدينة بغداد حيث توجد ا أربعة أبواب حمورية يها أمساء املدن أو املناطق املتجهة إليها و املفتوحة عليها يف اجلهات اجلغرافية األربعة ،و أطلق عل

112. فإن تسميته بباب الفراقي الشائعة بني أهل املدينة مل جند له ذكرا الباب الشرقيعن أما و

يف النصوص التارخيية، غري أننا نرجح يف أن تكون هذه التسمية استمدت من افتراق الطرق يف ر لنا من خالل املعاينة امليدانية ، و أما عن شكله و ختطيطه فإنه مل هذا املكان و هذا الذي يظه

يتوفر لدينا الدليل املادي لتحديد معامله و دراستها ألنه مل يبق له أثر ، غري أن شارع من شوارع املدينة خيترق الفراغ الذي كان يشكل مدخل املدينة من هذه اجلهة مما ال يدع جماال للشك يف أنه

. هدم و عوامل الطبيعة تعرض للو املسمى بباب تازا فال شك أن إطالق مثل هذا اإلسم على باب الغريبالباب و أماعن

من أبواب املدينة يعترب مسة هامة و ذلك بالنظر إىل األمهية اليت عرفت ا مدينة تازا ، حيث يقع لغربية ملدينة ندرومة ، و رمبا هذا الباب يف الطريق الغريب املؤدي إليها و اليت تقع يف احلدود ا

ارتبطت هذه التسمية برباط تازا و أمهيته أنذاك، كما توحي هذه التسمية بالعالقة اليت كانت تربط املدينتني ببعضهما و كذا أمهية هذا الطريق الذي يعترب ممرا هاما بني تلمسان و مدن املغرب

حيث مل نعثر له على أثر ، و ألن شبكة األقصى، أما عن شكل هذا الباب فلم ميكن لنا حتديده الطرق احلديثة و سعتها من هذه اجلهة و من اجلهة الشرقية أيضا أتت على بنية األبواب، و لعل أن باب تازا قد اكتسى أمهية خاصة حيث جند أن مدينة ندرومة يف طرقها الرئيسية خاصة

و اجلهة الغربية ، و ذلك ملا متثله هذه اجلنويب منها قد انفتحت على مدينة تازا و ذلك بالتوجه حن .املدينة من أمهية حضارية

فإن تسميته )أنظر الصورة رقم ( بباب املدينة و املسمى الباب الشمايلو أما عن تبدو واضحة نظرا ألن الداخل من هذا الباب يفضي مباشرة إىل املدينة و أجزائها ، كما كان

.175، مرجع سابق ، ص... عبد العزيز لعرج ، المباني المرينية -3 .58، ص1971 آمال الدين سامح ، العمارة في صدر اإلسالم ، مطبعة جامعة القاهرة ، -4

، و الذي ميكن قوله هو أن هذه التسمية أطلقت على املدخل يف يعترب حد املدينة من هذه اجلهة فترة حديثة و ذلك للنمو العمراين الذي عرفته املدينة من هذه اجلهة ، و هو ما أتى على بنيته

الذي أدخلت عليه األساسية حيث أنشأت فوقه بنايات حديثة مل تذر منه سوى عقده احلدوي واعتقادنا و من خالل املعاينة امليدانية فإن هذا الباب يعترب بعض الترميمات احلديثة ، و حسب

فكما أشرنا فإن السور يف هذه ،اجلهة الشماليةيف املعلم الوحيد الذي يظهر لنا حدود املدينة .اجلهة اختفت جل معامله

الواقع يف اجلهة اجلنوبية من ) -أنظر الصورة رقم ( باب القصبةو يعترب ختطيطه األصلي، و تعود تسميته ذا اإلسم الباب الوحيد الذي بقي حمافظا على حائط املدينة

فنجده يتوسط احلائط اجلنويب تقريبا ومن خالل نسبة إىل القصبة اليت بنيت جنوب هذا الباب ،بارتفاع أيضا يقدر حبوايل و م 2.52املعاينة امليدانية فإننا جنده حيتوي على فتحة تتسع عن

و لإلشارة فإن املداخل املنكسرة من بني ما اشتهرت به يث يشكل مدخال منكسرا ح م 2.54التحصينات املرابطية ، فباب مراكش املرابطي و الذي يعود إىل عهد علي بن يوسف بن تاشفني

من بني أهم األمثلة هلذه املداخل ، باإلضافة إىل باب املخزن 113و املعروف باسم باب العروس إىل حد كبري ، إال أن الفرق بني هذه األبواب و باب القصبة مبدينة ندرومة هو و الذي يشبهه

احتوائهما على برجــان ، و قد اقتدى املوحدون ذا النظام يف إنشاء أبواب مدم و مبانيهم ا قبو ذو عقدين متقاطعني حيصر لنا فراغ باب القصبة يعلواملدنية و العسكرية و حىت الدينية ،و

، و إىل داخل املدينة فضي عرضا يم2.52 طوال و حوايل م2.54الشكل ذو مقاسات مربع الذي يتجلى للباحث من خالل املعاينة امليدانية أن الباب اجلنويب أي باب القصبة و الباب الشمايل املسمى بباب املدينة مها البابان الرئيسيان للمدينة ، و يرجح أنه كان هلما دور أكرب من

ألبواب ، و ذلك بالنظر إىل حجمهما و اتساع فتحاما و أيضا التصاهلما بالطرق باقي ا .الرئيسية املؤدية للمدينة ،كما يقع باب القصبة و باب املدينة على حمور واحد

ن النصوص التارخيية مل تشر إىل ذلك أ ،لباحث يف أصل تسمية هذه األبوابل يظهرو الذي لبا ما كانت أبواب املدن اإلسالمية سواء يف املشرق أو يف املغرب هلا و يصعب عليه التأويل ، فغا

دالالا يف التاريخ السياسي و االقتصادي و احلضاري لكن األمر الذي ميكن لنا قوله هو أن Marcais,G.L’ Architecture … , Op-Cit,P219. 1-

الكثري من سكان هذه املدينة قد تناقلوا هذه التسميات اخلاصة بأبواب املدينة و غريها من صل هذه التسميات يعود إىل فترات قدمية من أ جد ، مما يوحي لنا أن املنشآت األخرى أبا عن

و ال دراسات يف هذا الصددال مما مل تشر إليه و هذاتاريخ املدينة و رمبا إىل الفترة املرابطية ،غرابة يف أن إطالق هذه التسميات على أبواب املدن يف املغرب اإلسالمي عامة له إحياءات و

حيث أننا جند أمثلة لذلك يف مدينة املنصورة اليت مسي أحد أبواا بباب فاس دالالت تارخيية ، ،و الذي جنده قد فتح يف اجتاه بالد بين مرين و عاصمتهم فاس ، و إطالق اسم باب تازا يف 114

مدينة ندرومة له عدة دالالت و ذلك ملا تتميز به هذه املدينة خاصة و أن الطريق اجلنويب يربط . ببعضهما املدينتني

و مهما يكن فإن مدينة ندرومة بتحصيناا العسكرية من أسوار و أبراج ومداخل استطاعت أن تشكل حلقة من حلقات التاريخ العسكري و السياسي تاركة لنا جماال واسعا

.كغريها من املدن اإلسالمية للبحث و كشف أسرار هذا اال مستقبال

. 403 ابن مرزوق ، مصدر سابق ، ص - 114

ملنشآت الدينيةا: لثلثا االفصل

اجلامع الكبري •

ارين مسجد القّد •

مسجد اللة الزهراء •

:املنشآت الدينيةتعترب املنشآت الدينية امليزة اخلاصة اليت إنفردت ا املدينة اإلسالمية ، عن غريها من املدن،

الشعوب حيث يظهر لنا املسجد اجلامع فهي الصبغة الدينية اليت يتميز ا املسلمون عن غريهم منوهو يتوسط املدينة و هو يعد مبثابة القلب النابض هلا ويضاف إليه مساجد األحياء اليت تتوزع يف

أحياء املدينة و اليت تطورت مع احلياة اإلجتماعية ألفراد احلي وسكانه عرب العصور التارخيية .115املتتابعة

ركة إصالح دينية على أكتاف بربر الصحراء و على املذهب وقد قامت الدولة املرابطية كحاملالكي الذي يدعو إىل إحياء السنن النبوية و العودة باتمع اإلسالمي إىل نقائه األول، فاحتة بذلك اال لالهتمام بالعمارة الدينية و اختاذها كقاعدة للدعوة و اجلهاد، حيث امتازت هذه

ى مسات الشخصية املرابطية، لذلك فإنه مل يصل إلينا إال القليل منها العمارة بالبساطة و هي إحد116.

إن املتتبع للتاريخ املرابطي يالحظ أن املرابطني رغم أم اهتموا بالتحصينات العسكرية و بناء احلصون و األسوار ، إال أم أولو اهتماما خاصا باملنشآت الدينية و العناية ا، و كان اهلدف من

: كله طبعا من أجل تقوية بنية اتمع لتحقيق جناح أكثر انطالقا من قوله سبحانه وتعاىل ذلكأفمن أسس بنيانه على تقوى من اهللا خري أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فاار به يف "

. 117"نار جهنم و اهللا ال يهدي القوم الظّاملني : املساجدسجد الرجل ، وضع جبهته على األرض و سجد البعري خف رأسه نقول : لغةسجد امل

و منه املسجد احلرام يف مكة -مصلى اجلماعة–عند ركوبه، و املسِجد بكسر اجليم مجع مساجد و املسجد األقصى يف بيت املقدس، و املسجد بفتح اجليم جبهة الرجل و موضع السجود من

.بدنه

:و انظر . 233 ،ص مرجع سابق محمد عبد الستار عثمان ، - 115 .44، صمرجع سابق عبد الفتاح محمد وهيبة ،-

. 495ص ،1986إلسكندرية ا ، ، منشأة المعارفو الفنون في دولة اإلسالم العمارة، د زغلول عبد الحميد سع-116 :وانظر

. 61 ص، بيروت،دار الثقافة،الفنون الزخرفية اإلسالمية في المغرب و األندلس ،محمد عبد العزيز مرزوق - .) 109( آية، سورة التوبة - 117

، و قد 118ملخصص للصلوات اخلمس و منه املسجد اجلامع فاملسجد هو املكان ااصطالحاأما وجد يف عهد النيب صلى اهللا عليه و سلم املسجد اجلامع و الذي خصص هلذا الغرض، و لقد أصبحت الكلمتان اجلامع و املسجد مترادفتني و مها تؤديان يف أذهان الناس من أبناء زماننا

القول على عمومه، و الثانية يراد ا ختصيصه، مفهوما واحدا، مع أن أوالمها يقصد ا إطالقذلك أن كل جامع هو يف نفس الوقت مسجد و ليس كل مسجد جامع، و الفرق بينهما أن اجلامع هو املسجد الذي تؤدى فيه الصالة اجلامعة ، بينما املسجد هو املكان الذي تؤدى فيه

. 119الصالة اليومية يؤدي إىل جانب وظيفته التعبدية و إقام الصالة رسالة و قد كان املسجد يف السابق

حضارية يف خمتلف وجوه النشاطات اإلنسانية اليت يعيشها البشر يف حيام منفردين و جمتمعني يف آن واحد، إذ هو مركز احلياة احلقيقي عند العرب، فاختذه العلماء مقرا هلم و أصبح مكانا تتخذ

احل العامة ، و هو مركز للتعليم ، و املسجد هو بيت للنظر يف مصاحل فيه القرارت اليت تتعلق باملصاألمة حيث كان يقوم بنفس املهمة اليت يؤديها جملس النواب يف العصر احلديث، و يكفي أن يأمر

حىت يترك املسلمون ما بأيديهم من ) الصالة جامعة ( اخلليفة أو السلطان من ينادي يف الناس . 120علق مبصاحلهم أعمال ليشهدوا ما يت

و تعترب املساجد من أهم املباين اليت متتاز ا العمارة اإلسالمية، و اليت متيزت بالبساطة يف أن املباين و املصانع يف امللة اإلسالمية قليلة بالنسبة "... ختطيطها كما ذكر ابن خلدون ذلك بقوله السبب يف ذلك ما ذكرنا مثله يف الرببر بعينه إذ و ...إىل قدرا و إىل من كان قبلها من الدول

و . 282، ص2000، مكتبة مدبولي،1 ، طمعجم المصطلحات العمارة و الفنون اإلسالميةعاصم محمد رزق، -1

:انظر .31-30، ص1971 ، مطابع األهرام التجارية ، مصر، مساجد مصر و أولياؤها الصالحونحمد، سعاد ماهر م- . 145،ص1988لبنان ، –، دارالعلم للماليين ،بيروت 1 ، طالمساجد في اإلسالم الشيخ طه الولي ، -2

:و عن األغراض العامة للمسجد أنظر . 525غوستاف لوبون ، مرجع سابق ، ص -1 .168وص158 طه الولي، مرجع سابق ص الشيخ- : و انظر .857– 856، ص 3 ،ج مصدر سابقبن خلدون ، عبد الرحمن -2و عن . 21 ص ،1981 ، بيروت لبنان ، دار الرائد العربي ،فنون اإلسالم زآي محمد حسن ، -

:التعاريف المختلفة للمسجد أنظر . 11،ص 1994،مصر ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 2 ط تاريخ المساجد األثرية، حسن عبد الوهاب -

العرب أعرق يف البداوة و أبعد عن الصنائع و أيضا فكان الدين أول األمر مانعا من املغاالت يف ، لذلك نلمس يف املساجد األوىل يف اإلسالم املسحة البسيطة يف 121... "البنيان و اإلسراف فيه

بأربعة جدران و قد حتاط خبندق حمفور كما كان احلال بنائها، حيث كانت قطعة األرض حتاط يف مسجد الكوفة ، و كان السقف يقام على أعمدة مصنوعة من جذوع النخل أو مأخوذة من

. األعمدة احلجرية يف املعابد و الكنائس القدمية و املهجورة يف املناطق اليت فتحها العرب اكميهم وحمكوميهم و ما يظهر لنا ذلك هو األمر الذي لقد اهتم املرابطون باملساجد ح

وجهه يوسف بن تاشفني إىل والة دولته ورعاياه على بناء املساجد واإلكثار منها، وأن تاركها باملقابل يعاقب عنها حيث أنه عندما استقر مبراكش أمر ببناء مسجد للصالة و قصبة صغرية

.122ء املسجد تواضعا منه وتوّرعاخاصة جلمع األموال وقد شارك بنفسه يف بنا ) 02أنظر الشكل رقم ( :اجلامع الكبري بندرومة

يقع هذا املسجد يف اجلهة اجلنوبية من املدينة ويعترب من بني أهم املنشآت املرابطية يف املدينة اعتمادا املنرب الذي على جزء كبري منه بقي حمافظا على هيئته و استنادا إىل النقش الكتايب احملفور على

يوجد جزء منه باملتحف الوطين لآلثار بالعاصمة بأنه يعترب من بني األعمال اليت قام ا يوسف بن :تاشفني ، حيث جاء يف النقش املكتوب مايلي

بسم اهللا الرمحن الرحيم و صلى اهللا على سيدنا حممد و آله الطيبني و سلم تسليما، ال إله إال (ومن يبتغ غري اإلسالم دينا فلن يقبل منه و ) اإلسالم (عند اهللا ) الدين ( إن اهللا حممد رسول اهللا

األمري السيد يوسف بن تاشفني أدام اهللا توفيقه و ) به(هذا مما أنعم ) هو يف اآلخرة من اخلاسرين كان الفراغ منه على يدي الفقيه القاضي أبو حممد عبد اهللا بن سعيد يوم اخلميس ) و...(أجزلواختلف كل من كتب حول املسجد يف إسم األمري أو املؤسس ...".ابع عشر من شهرالس

احلقيقي للمسجد ألن عوامل الزمن و األََرضة أتلفت أجزاء كبرية من الكتابة اليت وجدت ، و يؤكد باسي أن املؤسس هو يوسف بن تاشفني يف الفترة اليت صار فيها سيد املغرب 123عليه

: =و انظر. 95 ،ص مصدر سابقابن أبى زرع ، - 122 .749 ، ص 2 ،ج مرجع سابق، ... تخطيط مدينة اإلسكندرية السيد عبد العزيز سالم ،-=

- Basset, R.Op-Cit, p22. 1- - Marcais,G. La Chaire De La Grande Mosqueé De Nedroma -2Cinquantaine De La Faculté Des Lettres D’Alger , 1932,p321. - Marcais,G.L’architecture Musulmane …, OP-Cit,p191.

د جورج مارسي من ناحية أخرى أنه من احملتمل أن يكون أحد أبناءه بينما يؤك" هـ474 "أي األمري ( هو من أسس املسجد ومل يتول احلكم مثل العزيز الذي تنطبق عليه متام اإلنطباق صفة

، غري أننا نرجح القول الذي يرى أن يوسف بن تاشفني هو الذي بناه ، و هو الرأي 124)السيد و ما يدلنا على ذلك اهتمام هذا األمري ببناء املساجد، وكذلك ،125الذي أكده رشيد بورويبة

األمر الذي وجهه للوالة بأن يتخذوا املساجد و يعظموا شأا و إن ما يؤكد ذلك هو التفاصيل اليت تشابه فيها هذا املسجد و باقي املساجد املرابطية ذات الصحن املكشوف ، كما أشار إىل

ياليل أنه إذا ما قارنا هذا املسجد باملسجد اجلامع باجلزائر العاصمة، ذلك األستاذ عبد الرمحن اجل .126فإنه صورة طبق األصل ما عدى االختالف الذي نشاهده يف املساحة فقط

:الوصف العام للمسجد لقد حافظ املسجد اجلامع مبدينة ندرومة على معظم أقسامه املعمارية، من الصحن و

احملراب و غريها، حيث بنيت جدرانه بالطابية و يشغل اجلامع شكال اجلدران و املداخل و . مستطيال ميتد من الشرق إىل الغرب

و أما عن ختطيطه العام فقد جاء بناؤه على نفس النمط الذي اعتمد يف اجلناح الشرقي و منطه الغريب لبالد اإلسالم، و لقد كان املسجد النبوي النموذج الرئيسي الذي شيدت على

.املساجد اجلامعة، و كان هذا التخطيط يسمى بالتخطيط ذي الصحن و الظالت و لقد كان املسجد النبوي يف بدايته بسيطا مث زاد عمر بن اخلطاب يف مساحته و مل يكتمل ختطيطه إال يف عهد عثمان بن عفان، و من مث صار منوذجا اهتدى به املسلمون و ساروا

املساجد يف شرق العامل اإلسالمي و غربه مع بعض اإلختالف يف التفاصيل من عليه يف ختطيط

إبراهيم شّبوخ ،إصدارات المكتبة الوطنية ، : تر ئرية الكتابات األثرية في المساجد الجزا رشيد بورويبة ، -

.54-53م ، ص 1979الجزائر Bourouiba,R.L’Art Religieux Musulman En Algerie , 2. E, -1 Alger,1981,P122-123.

، مطبعة صاري بدر الدين و 2 طة تاريخ المدن الثالث ، الجزائر ، المدية ، مليان عبد الرحمان الجياللي ، - 126 .35 ، ص 1972أبناؤه ، الجزائر

ناحية عدد الظالت و كرب املساحة اليت يشغلها املسجد أو صغرها تبعا لتعداد أهايل املنطقة اليت .127شيد ا املسجد

مشق و لقد استعمل هذا النظام يف املساجد األوىل لإلسالم، فلقد كان املسجد األموي بدحيتوي على ظالت حتيط بالصحن من جهاته األربعة تتكون كل منها من رواق واحد باستثناء بيت الصالة الذي كان به ثالث أروقة تتجه بالطاا موازية جلدار القبلة، و ذلك عندما بناه الوليد

مل هـ 170هـ، كما أن مسجد قرطبة ملا بناه عبد الرمحان الداخل عام 96بن عبد امللك عام تكن به إال ظلة القبلة اليت كانت تتجه بالطاا عمودية على جدار القبلة و أضيفت له األروقة

.128م951/هـ340الثالثة الباقية عام و استمر هذا النظام إىل فترات طويلة فقد ذكر أمحد فكري رمحه اهللا أن مساجد القاهرة يف

معة األوىل، و هلا مثلها بيوت مسقوفة للصالة متتد العصر الفاطمي ظلت حمتفظة بنظم املساجد اجلاأساكيبها موازية جلدار القبلة و تنقسم إىل بالطات أو فيها أاء مكشوفة، و حتيط بكل منها

.129جمنبات من رواق أو أكثر كما أن مسجد القريوان يعترب املرجع يف ختطيط املساجد املغربية، فقد كان حييط بصحنه

، و قد كانت بالطاته م736/هـ221 أكربها رواق القبلة و ذلك ملا أعيد بناؤه عام أربعة أروقة ، و إن املتفحص ملعظم خمططات املساجد املغربية و األندلسية 130تتجه عمودية على جدار القبلة

ال جيدها يف مجلتها تنفك على هذا التخطيط ذي الصحن و الظالت، حيث جرت العادة بأن ميتد حىت يشغل معظم مساحة املسجد ، و هو ما نراه يف مسجد ندرومة، الذي ميتد فيه بيت الصالة

بيت الصالة إىل مؤخرة املسجد، و قد اتبع هذا املخطط أيضا يف املساجد السابقة الذكر، و بذلك

، الهيئة المصرية العامة للتأليف و النشر، 1، جالعمارة العربية في مصر اإلسالمية، عصر الوالةفريد شافعي، - 127 : و انظر . 66،237،241، ص1970المطبعة لثقافية،

. 66، ص 200عكرمة، دمشق، ، دار 1 ، طمساجد القيروان نجوى عثمان، - : عن مسجد قرطبة أنظر- . 245-243نفســه، ص - 128

1977، دار الجنوب للنشر ، تونس، مسجد قرطبة و قصر الحمراء عبد العزيز الدوالتلي ،- ، 1962اإلسكندرية، -، دار المعارف بمصر1، جمساجد القاهرة و مدارسها، العصر الفاطمي أحمد فكري، - 129 .125ص : و انظر . 245 فريد شافعي، مرجع سابق ، ص - 130

. =193-180، ص1981أ، الكويت،.ف.ت.و.، م المساجد حسين مؤنس ،- L’art Hispanos , 3T, Essai Sur L’Architecture Religieuse Musulmane.L , Golvin-

Musulman, E., Klin Cksieck , Paris 1979 ,P 140,148. .09 p,Cit- OP, …L’architecture Musulmane.G,Marcais -

فإن عمق بيت الصالة ميثل مسة مشتركة بني هذه املساجد اجلامعة غري أن الزيادات اليت حصلت يف بة جعلته يفضل هذه املساجد مساحة، إذ يعترب بيت الصالة فيه أضخم بيت صالة بين مسجد قرط، و أما عن صحن مسجد ندرومة فهو على منط املساجد املغربية، فهو مكشوف 131يف اإلسـالم

و أقل حجما من بيت الصالة و نالحظ ذلك أيضا يف مسجد القريوان و الذي احتوى على .صالة فيه صحن مكشوف يقارب حجم بيت ال

و قد مجعت كثري من امليزات مسجد ندرومة بأسالفه من املساجد املغربية و سيتضح ذلك من .خالل األمثلة أثناء دراسة العناصر املعمارية بالتفصيل

فإنه يظهر لنا من خالل املعاينة امليدانية أنه أجريت عليه بعض الترميمات، عن حالة املسجد و أما بكسوة جدرانه بسبب ما حلقها من جراء الرطوبة و األمطار، و عموما فإن و ذلك يف ما يتعلق

املسجد اجلامع لندرومة من الداخل قد احتوى على صحن مكشوف حتيط به أربعة أروقة أوسعها رواق القبلة الذي ميثل بيت الصالة و يتقدمه حائط القبلة الذي يتوسطه احملراب، و يلي الصحن

املسجد ، و يعترب املسجد من حيث شكله و مساحته مشاا للمسجد من اخللف جدار مؤخرة ، و اجلدير بالذكر ها )04-03أنظر الشكلني ( ، و مبسجد تلمسان *اجلامع باجلزائر العاصمة

هنا هو أن مسجد ندرومة أقل حجما من هذين املسجدين و السبب يف ذلك هو الفرق بني أمهية سان و اجلزائر عاصمة إقليمية للمرابطني ، و بالتايل فإن هذه املدن، فلقد كانت كل من تلم

. حجمهما أكرب من حجم مدينة ندرومة :بيت الصالة

يقوم بيت الصالة عادة على عمد حتمل فوقها عقودا أو أقواسا يكون فوقها السقف و هذه .األعمدة تقسم بيت الصالة إىل أروقة رأسية و أخرى موازية جلدار القبلة

و عمقه م 28.30و أما بيت الصالة يف مسجد ندرومة فإنه ذو شكل مستطيل عرضه ، أي أن عمق بيت الصالة فيه أقل عمقا من عرضه كما هو احلال يف بيت الصالة 132م9.70

.197، مرجع سابق ، ص ...حسين مؤنس ، المساجد - 131La .G,Marcais : أنظر -*

, Hesperis , Chaire De La Grande Mosqueé D’Alger-. 1926 1 - .172 P, Cit-Op , 4T, Essai Sur L’Architecture … .L ,Golvin2-

Bourouiba,R.L’Art Religieux Musulman…, Op-Cit,P109.

مبسجدي اجلزائر و تلمسان، و هذا من بني ما امتازت به العمارة املرابطية يف املنشآت الدينية و من تسع بالطات عمودية على حائط القبلة وستة أساكيب، خبالف ما هي يتكون بيت الصالة بل إنه يف هذا النظام التخطيطي يشبه املسجد النبوي باملدينة و مسجد 133عليه يف جامع دمشق

القريوان و مسجد قرطبة و هو النظام الذي انتهجه املرابطون يف بناء كٍل من املسجد اجلامع ، وتعترب البالطة املركزية املمتدة من احملراب إىل الصحن هي األوسع بتلمسان و مسجدهم باجلزائر

إذا ما قورنت بباقي البالطات، و هذا ما اشتهرت به خمططات كثري من املساجد، حيث أصبحت ميزة واضحة من ميزاا ، كما يظهر يف املساجد السابقة العهد عن مسجد ندرومة كاملسجد

د أيضا هذه الظاهر يف املسجد اجلامع بالقريوان و مسجد األموي بدمشق و مساجد مصر و جن .134قرطبة و تازا و تنمل و مراكش و إشبيلية و الرباط و مسجد فاس

:احملــرابلفظ احملراب يف آيات من القرآن واضحة املعاين و الداللة األوىل يف سورة مرمي عن لقد ورد

كلما " ، و يف قوله تعاىل 11مرمي اآلية " احملراب فخرج على قومه من " قصة زكريا عليه السالم ، و قد أطلقت كلمة احملراب 37آل عمران اآلية " دخل عليها زكريا احملراب وجد عندها رزقا

يف تلك اآليات على حجرة أو صومعة يؤدي فيها املتعبد شعائر الصالة و مناجاة اهللا و التقرب د كعالمة تعني اجتاهه أقدس مكان عند املسلمني إليه، و من مث فقد اقتبست بالنسبة للمساج

يتجهون إليه يف صالم، و سواء كانت هذه العالمة على هيئة رسم مسطح أو غائر أو بارز فهو .135جمرد رمز يعني اجتاه بيت اهللا احلرام

و لقد تطور احملراب تطورا فائقا حيث جند أنه كان على هيئة عالمة يف جدار القبلة تتميز البساطة تطور مع تطور العمارة املسجدية إىل حمراب جموف، و لعل أقدم حمراب جموف ذلك ب

املوجود بقبة الصخرة يف القدس، مث حمراب املسجد األموي بدمشق و جند هذا النوع من احملاريب ، و بالنسبة إىل هذا األخري فإن احملراب 136يف كل من الكوفة و البصرة و الفسطاط و القريوان

جود به و الذي أضافه زيادة اهللا بن األغلب كان جموفا و هو على نسق احملراب األصلي اوف املو

. 180 حسين مؤنس ، مرجع سابق ، ص-1 .609فريد شافعي، مرجع سابق ، ص - 135 .624-623، 611 نفســه، ص - 136

، و هو ما يدل على أن هذا النوع من 137أيضا الذي بناه عقبة بن نافع و هو خلف احملراب احلايل .احملاريب انتشر منذ زمن مبكر

ساجد السابقة له، بل إن املرابطني و بالنسبة ملسجد ندرومة فإنه مل خيرج عن عمارة املاقتبسوا هذا النموذج من احملاريب فجاء حمراب املسجد اجلامع جموفا غائرا يف جدار القبلة، و كان حيتل تقريبا وسط هذه اجلهة من املسجد، و هو أيضا يشبه إىل حد كبري حمرايب جامع تلمسان و

مسجد ندرومة و يف معظم املساجد املغربية جامع اجلزائر، و ال جند أثرا لتعدد احملاريب يف واألندلسية، و هي الظاهرة اليت انتشرت يف بالد املشرق يف بعض املساجد و اليت اعتربها بعض

.علماء اآلثار ظاهرة زخرفية ليس إال كما أن انتشار احملاريب املسطحة يف بالد املغرب مل يكن بالصفة اليت انتشرت ا احملاريب

وفة، فقد وجد هذا النوع من احملاريب خاصة يف مصر و بقيت مناذج عديدة منها تعود للفترة ا .138الفاطمية

احلربة أو اللواء ) أي العرتة( و هي العرتة و مما نالحظه أيضا يف مسجد ندرومة عنصر اب من الفضاء و الذي يركزه شيخ القبيلة يف الصحراء قبل القيام إىل الصالة ليحدد موضع احملر

مقام اإلمام من املصلني، وقد عرف هذا منذ عهد النيب صلى اهللا عليه و سلم ، و من هنا تظهر العالقة القوية بني العرتة و احملراب فهي تقابله على حموره عرب البالطة العمودية عليه و تقام يف

احملراب معا و هي ذا مبثابة الصحن عند اية بالطة احملراب، و تشري إىل اجتاه حائط القبلة وحمراب ثاين أو حمراب رمزي يهتدي به املصلون الجتاه القبلة يف صالم فرادي و مجاعات خاصة الغرباء منهم، و نظرا الكتظاظ املساجد يف تلك األيام فقد دعت احلاجة إىل اختاذ موضع يقابل

ملسجد و تكبريه حىت يستطيع من احملراب يقف فيه إمام ثان أو مؤذن يردد ابتهاالت خطيب ايصلي يف الصحن و األروقة األخرى متابعة اإلمام دون مشقة، و قد ظهر هذا العنصر ليؤدي نفس الوظيفة اليت تؤديها دكة املبلغ اليت استعملت يف املساجد املشرقية و جند أمثلة عن عنصر العرتة يف

وجدت يف مسجد الزيتونة منذ عام هـ و261املسجد اجلامع بالقريوان حيث ظهرت فيه ستة

.75-74 نجوى عثمان ، مرجع سابق ، ص - 137 : و انظر . 624-623 فريد شافعي ، مرجع سابق ، ص - 138 .145، مرجع سابق ، ص... أحمد فكري، مساجد القاهرة-

و هو ما جنده أيضا يف املساجد املغربية، 139هـ و ظهرت أيضا يف املسجد اجلامع بالقاهرة381فنجدها مثال يف املساجد املرابطية كاملسجد اجلامع بتلمسان و املسجد اجلامع باجلزائر و مسجدنا

املرينية كمسجد سيدي احللوي و موضوع الدراسة، و انتشرت بعد هذه الفترة يف املساجد .140مسجد سيدي أيب مدين بتلمسان

: الصحنعترب الصحن من بني أبرز العناصر يف املساجد و ذلك بالنظر إىل أمهيته، و قد تطور الصحن ي

تبعا للنظام التخطيط للمسجد و كذا للمناطق اليت يوجد ا، أي أن املناخ كان له دور يف حتديد فرش الصحن يف ، و قد كانت الصحون تغرس فيها األشجار لتلطيف اجلو، كماشكل الصحون

.أول األمر باحلصى مث بلط بعد ذلك، كما كان ذلك يف مسجد القريوان و قد كان شكل الصحون تبعا لنظام ختطيط املسجد فقد كان يف املسجد النبوي بصفة

.دات اليت متت به طولية أي أن عمقه أكرب من عرضه و ذلك بعد الزيا أما يف املسجد األموي بدمشق فقد كان الصحن أعرض من العمق، و يف املغرب فإن جامع القريوان كان يشبه إىل حد كبري اجلامع النبوي، و كذا معظم مساجد تلك الفترة، و مل ينتشر

يالدي و هو ما نظام صحون مماثلة للمسجد األموي إال بعد القرن اخلامس اهلجري احلادي عشر م 141نلمسه يف جامع قرطبة و جامع إشبيلية، وهو ما يظهر أيضا يف جامعي تلمسان و اجلزائر

.املرابطيني، و هو ما انتهج يف مسجد ندرومة ذكرنا فيما سبق أن حجم الصحن حتدده أي أن املناخ له دور كبري يف حتديد شكلها حيث

و لكنها يف البالد الباردة كانت تبىن حبيث ميكن من خالهلا كانت تعمل مفتوحة يف البالد احلارة دفع الربودة عنها و للصحن أمهية بالغة يف املباين اإلسالمية حيث يستمد منه املبىن اإلضاءة و التهوية و يتم عن طريقه التخفيف من حدة الضوء الذي تزداد قوته صيفا، كما يقوم بترشيح

املناطق اإلسالمية و موقعها مشاال و جنوبا، و للصحن أيضا اهلواء و تنقيته و يتم هذا حسب

: و انظر . 142، مرجع سابق ، ص... أحمد فكري، مساجد القاهرة- 139

Golvin, L.Essai Sur L’Architecture … , T1 , Op-Cit ,P 46 .

. 547، مرجع سابق، ص ... لعرج، المباني المرينية عبد العزيز- 140- Golvin, L.Essai Sur L’Architecture … , T1 , Op-Cit ,P 45 . - 141

، باإلضافة 142وظائف أخرى منها التقليل من حدة الرياح و التخفيف من حدة التيارات اهلوائيةإىل أنه يستقطب املصلني إذا ضاق املسجد بأهله خاصة أيام اجلمعة و املناسبات و جند أن كثريا

يف وسطها و هي ذا تساعد على تلطيف اجلو، كما تستعمل من الصحون ا نافورة ماء تبىن .143للوضوء و الشرب

إن صحن املسجد اجلامع بندرومة أقل اتساعا إذا ما قورن بصحن مسجد تلمسان، ذلك ألن اهتمام املعماري بتوسيع بيت الصالة رمبا هو السبب املباشر يف عدم توسعته كما هو احلال يف

، كما أن عامل املناخ كان له األثر الكبري يف بناء املساجد يف العامل *وان مسجد عقبة بالقرياإلسالمي، إال أن اإلختالف بني مسجد ندرومة و مسجد عقبة بالقريوان يكمن يف كون أن هذا األخري جاء خاليا من انبات، بينما جندها يف مسجد ندرومة قد أحاطت بالصحن، و شكل

و تتوسطه فوارة يرجح أا حديثة العهد نظرا )م6.80/م9(مقاساته مستطيل و صحن املسجدألنه مل ترد إشارة إليها مت احلديث فيها عن هذه الفوارة، ويتميز الصحن بصغر مساحته إذا ما

.قورن ببيت الصالة، وأيضا مبساحة املسجد اإلمجالية*وأما إذا قورن بباقي املساجد املرابطية كمسجد تلمسان قل مساحة منه و جنده يقترب من التقاليد اليت سارت عليها فإنه أصحون العمائر الدينية و املدنية املغربية و األندلسية، وحنن ال نعلم إذا كان صحن املسجد قد تعرض لتغيريات وجتديدات

فسه، حيث تقلص كتلك اليت أحدثت يف صحن املسجد اجلامع بتلمسان يف عهد الدولة الزيانية و رمبا على يد يغمراسن ن القرويني مسجد حجم الصحن يف املسجد املرابطي ليصبح ذو شكل مربع بعد أن كان مستطيال مثلما كان عليه صحن

.144يف فاس

. 576، مرجع سابق، ص ... عبد العزيز لعرج، المبان يالمرينية - 142 .62 محمد حسين جودي، مرجع سابق، ص- 143

: عن هذا المسجد أنظر - * .1936، مطبعة المعارف، مصر، المسجد الجامع بالقيروان أحمد فكري ، –

:عن هذا المسجد أنظر - * Les Monuments Arabes De .W, Et.G,Marcais

Tlemcen, Fontemoing ,Paris,1905 Marcais G.L’Architecture…, Op- Cit,p :197.199. -1 Bourouiba, R.Op-Cit, p 160. -2 .

و لإلشارة فإن صحون املساجد املغربية واألندلسية قد اختذت منطا واحدا أصبح فيما بعد كرب حجما إذا ما قورن بعمقها، لتظل فيما تقليدا متبعا فيما بينها حيث كانت مستطيلة عرضها أ

بعد الصورة القائمة يف املساجد املرابطية واملوحدية على حد سواء و أصبحت منذ ذلك الوقت مسة من مسات العمارة املرابطية و املوحدية ميكن من خالهلا حتديد صفة نوع العمارة و

.145تنميطها

:أعمدة اجلامع و دعاماتهاستخدام الدعامات يف بالد املشرق و املغرب بصفة عامة و نظرا لألمهية اليت شاع لقد

امتازت ا الدعامات من حيث صالبتها و قوة ارتكازها فإننا جندها استعملت يف العمائر اإلسالمية املبكرة فمثال جندها يف مسجد قبة الصخرة و املسجد األموي، حيث بنيت باحلجارة

قصر األخيضر وكانت مادة بنائها فيه باآلجر، و انتشرت خاصة بعد كما جندها استعملت يفالقرن الثالث هجري و قوي انتشارها يف القرنني السادس و السابع اهلجريني و ما بعد ذلك، و لقد كثر استعمال الدعامات باملنشآت املرابطية فقد بنيت معظمها باحلجارة لتتطور فيما بعد، و

من املسجد اجلامع بتلمسان و املسجد اجلامع باجلزائر، و لعل أن جند أمثلة عن هذا يف كلاإلهتمام بالدعامات يعود أساسا إىل وظيفتها احلساسة داخل املباين الدينية خاصة، حبيث أا حتمل العقود الرافعة للسقف، كما أا حتافظ على توازن املبىن لذا فإننا جندها استخدمت و تطور

ابطني و مل تكن حكرا عليهم بل إا مشلت املنشآت املوحدية فيما بعد كجامع استعماهلا لدى املر .146تازا و تنمل و الكتبية و كذا جندها يف الفترة املرينية

دعامة أكربها دعامات رواق القبلة حيث 37 حيتوي املسجد اجلامع مبدينة ندرومة على شكل الالم األوسط أو على شكل متقاطع اعتمدت عقود املسجد على دعامات مستطيلة أو على

عقود 3و املربع و املستطيل حيمل عقدين أما الذي على شكل الالم األوسط فيحمل قود، و ال شك يف أن األعمدة و الدعامات و ما يتصل ا أصبح بابا ع 4 والدعامةالقاطعة حتمل

.560-557،559، مرجع سابق، ص ... عبدالعزيز لعرج، المباني المرينية- 146

فات ال بأس ا ، سواء يف واسعا من أبواب العمارة اإلسالمية أضاف فيه املعماري املسلم إضاأشكاهلا أو يف وسائل ربطه بعضها ببعض و كيفية وصل العقود بالسقف أو إقامة قباب فوقها،

147فبواسطة األعمدة ينقسم بيت الصالة إىل أروقة عمودية و أخرى عرضية موازية جلدار القبلة ن املساجد املرابطية مل ، و أما عن استعمال األعمدة يف املسجد اجلامع بندرومة فهو كغريه م

يعتمد يف مظهره الداخلي على األعمدة و ذلك ألن معظم املساجد املرابطية خضعت لنمط جديد أال وهو الدعامات اليت تكون دوما ذات قاعدة مطولة أو مصلبة ليس هلا من الرشاقة حظ

خالل هذا مدى ، و قد تباينت يف املسجد الدعامات مبقاساا املختلفة، و يتنب لنا من148كبري .الثقل الذي حتمله هذه الدعامات باختاذها أشكاال خمتلفة وذلك إلحداث التوازن يف هذه املنشأة

: العقودلقد شاع استعمال العقد احلدوي يف الفن املرابطي و باألخص يف املغرب و ر البارزة يف العمارة ، و يعترب العقد احلدوي أو عقد حدوة الفرس من بني أهم العناص149األندلس

املغربية واألندلسية، فبالرغم من أنه ظهر يف العمارة املشرقية وبالضبط يف املسجد األموي بدمشق ، وتعود احللقات السابقة للعصر اإلسالمي إىل 150فقد حضي بعناية خاصة يف املغرب واألندلس

البزنطي، ذلك أن أقدم مثل العمارة يف مشال اجلزيرة العربية يف كل من العصر الساساين والعصرمؤرخ من عقد حدوة الفرس يوجد يف معمدانية مار يعقوب مبدينة نصيبني، مث تأيت احللقات التالية يف الشام وآسيا الصغرى ففي املسجد األموي بدمشق جند هذا النوع من العقود يف البائكات

نظر أن هذا النوع مل ينتشر يف احمليطة بالصحن والشبابيك اليت تعلوتلك العقود ومما يستوقف الالعمارة العربية يف الشرق اإلسالمي مثلما إنتشر يف غربه الذي ميكن القول بأنه هاجر إليه منذ

، وجند هذا النوع من 151العصر اإلسالمي املبكر وأصبح من أشهر مميزات العناصر املعمارية هناكاملدبب، وقد إنتقل إستعماله إىل مسجد العقود قد استعمل يف جامع عقبة بتونس بنوعيه الدائري و

.88 حسين مؤنس ، مرجع سابق ، ص- 1سالم ، الدار لطفي عبد البديع ، عبد العزيز : ، تر الفن اإلسالمي في إسبانيا مانويل جوميث مورينو، - 2

.338، ص 1968المصرية للتأليف و الترجمة ، مصر . 113، ص مرجع سابق، زآي محمد حسن-3 : عن هذا المسجد و تخطيطه أنظر - .89 حسين مؤنس ، مرجع سابق ، ص- .564.، المرجع السابق،ص.... عبد العزيز لعرج، المباني المرينية -4 . .203.، مرجع سابق، ص.... فريد شافعي، العمارة اإلسالمية -1

قرطبة أيضا وظهر يف الفترة املرابطية بشيء من التغيري يف صورته كما يبدو ذلك واضحا يف جامع اجلزائر وجامع تلمسان، وهنا يظهر العقد احلدوي املفصص يف كل من هذه املساجد كما ظهر يف

دوى على العمارة الدينية بل جنده استعمل ، ومل يقتصر إنتشار العقد احل152مسجد القرويني أيضا يف عمائر أخرى مدنية وعسكرية، وما زاد يف أمهية هذا العقد هو شدة مقاومته إندفاع القوة

.153الناشئة من إحننائها بطريقة تفوق مقاومة العقود األخرى املعروفة أنذاكالة و الصحن من و قد ساد هذا العقد يف املسجد اجلامع بندرومة خاصة يف بيت الص

إال أنه مل 154مجيع جهاته و هو املالحظ يف مسجد تلمسان و مسجد أمحد بن طولون بالقاهرة تستعمل العقود املفصصة اليت ظهرت يف املسجد اجلامع باجلزائر العاصمة، حيث اعتمدت العقود

ارة بالصفة احلدوية على الدعامات و هي تظهر بالصفة املوازية تارة مع امتداد األساكيب وتالعمودية على جدار القبلة مع امتداد البالطات مما زاد يف تناسق املسجد و شكله الداخلي، فهو ميثل فنا معماريا جديدا مقتبسا من طرز املساجد الكربى كمسجد قرطبة ، ال سيما طريقة التغطية

. و نظامها التخطيطي : املدخل الرئيسي و املئذنة

لرئيسي للمسجد باجلهة الشمالية و هو يتوسط اجلدار الشمايل و يفضي يقع املدخل ا ، و هي ليست م1748/ هـ 749 مباشرة إىل الصحن، أما عن املئذنة فاملعروف أا بنيت سنة

من منشآت املرابطني حيث مل تذكر املصادر أا كانت يف املسجد حني بنائه، و هو الذي انتهج بناء كل من مسجدي تلمسان و اجلزائر، باإلضافة إىل أن تاريخ أيضا من طرف املرابطني يف

و أا بنيت 155 )م1349-1348/هـ749( إنشاء املئذنة قد جاء مبينا يف مدخلها و هو سنة بسم اهللا " : من طرف أهايل املدينة ، فقد ورد يف شأا نص كتايب يشري إىل هذا جاء فيه

وها الصامع أهل ندرومة بأمواهلم و أنفسهم و ... حممد الرمحن الرحيم وصلى اهللا على سيدنا

. 113، ص مرجع سابق، زآي محمد حسن-2 :وأنظر. 105. نجوي عثمان، مرجع سابق،ص-3 .564.ص.، مرجع سابق ... عبد العزيز لعرج ، المباني المرينية - :، وأنظر81-71.، مرجع سابق ص... أحمد فكري، جامع القيروان-4 .564.ص.، مرجع سابق ... عبد العزيز لعرج ، المباني المرينية -

Bourouiba, R.Op-Cit, p 108. -1

كل احتسابنا هللا و انبنت يف مخسني يوما بناها حممد بن عبد احلق بن عبد الرمحان الشيصي يف عام درجة و هي تشبه مئذنة اجلامع 99 و تتألف هذه املئذنة من "ربعني وسبع ماية رمحه اهللا اتسع و

، و جتمعها صفات مشتركة بينها وبني املآذن املغربية األندلسية بصفة الكبري بتلمسان إىل حد كبري .عامة و املآذن املرينية باملغرب والزيانية بتلمسان بصفة خاصة

هذا وقد كان يتعني على احلاكم يف بنائه املسجد اجلامع أن يراعي ظروف ساكين أرجاء املدينة فحينما كثر املسلمون يف عهد النيب صلى اهللا اءفيتخذ هلم مساجد ألحيائهم تسمى مساجد األحي

عليه و سلم أمرهم بإنشاء املساجد يف األحياء و هذا ما عرف فيما بعد مبساجد األحياء، و اليت كانت خمصصة للصلوات اخلمس و قد كان نظام املدن اإلسالمية يقتضي أن يكون يف كل حي

و أيضا للمحافظة على روح اجلماعة اليت مسجده اخلاص به ، و ذلك للمحافظة على الصلواتقد يقررها اإلسالم و حيث عليها، و قد حافظت املدينة اإلسالمية على هذا النظام قرونا عديدة ف

أو مساجد الفروض اخلمسة لكي يؤدي ) مساجد األحياء ( أنشأ املسلمون يف املدن اليت فتحوها لذهاب إىل املسجد اجلامع خاصة إذا كان بعيدا ا املسلمون صالم غري اجلامعة دون اضطرار ل

و هو على البصرة عنهم ، وكان عمر بن اخلطاب أول من أمر بذلك فقد كتب إىل أيب موسىيأمره أن يتخذ مسجدا للجماعة ويتخذ للقبائل مساجد فإذا كان يوم اجلمعة انضموا إىل مسجد

.156اجلماعةلسلف الصاحل باختاذهم مساجد األحياء كما سبق و قد سار املرابطون سادة املغرب على ج ا

ذكره وذلك بأمر من األمري يوسف بن تاشفني، أما من الناحية املعمارية و الفنية ملساجد األحياء فقد جاءت بسيطة ال جند هلا أمثلة يف غري أرض املغرب و هي ببساطتها تقترب من البداوة بل من

الذي يعّبر عن إسالم صاف ال تشوبه شائبة تكلّف أو زهو، البدائية لكنها تنطق باإلميان الصحيح وهو على طراز املساجد الشعبية الصغرية اليت جندها يف القرى والواحات وأحياء املدن، وبالتايل فهي مساجد تقتصر على احلد األدىن من عناصر العمارة املسجدية فنادرا ما جند فيها قبة ذات

جند فيها دائما إميانا رمبا خلت منه مساجد أخرى تكلفت األلوف فخامة أو مئذنة سامقة و لكننا .157بعد األلوف

. 35-33 ، ص مرجع سابق محمد عبد الستار عثمان ، - 156 :و انظر . 266 حسين مؤنس ، مرجع سابق، ص - 157

)05أنظر الشكل رقم ( :مسجد القدارين يقع هذا املسجد يف القسم اجلنويب الشرقي ملدينة ندرومة و بالضبط بني حيي رأس

نذ فترة بعيدة حيث كانت اجلماعة و حي القدارين و قد أطلق هذا اإلسم حسب سكان املنطقة ممتارس يف هذا احلي حرفة صناعة القدور و اليت يطلق على صانعيها اسم القدارين فمنذ ذلك الوقت أصبح اإلسم متداوال ويطلق على املسجد واحلي يف آن واحد، و قد مت إطالق الكثري من

.ة من الفترات الزاهرة هلا التسميات املتصلة باحلرف على املنشآت يف املدينة اليت شكّلّت دوما فتر و معظم هذه االشتقاقات يكون إما نسبة حلرفة معينة مورست يف املنطقة أو نسبة لرجل صاحل

.عاش فيها، إىل غري ذلك من األمور اليت هلا عالقة بالتسمية و أصلها ة اإلدريسية و و مل تشر الدراسات إىل تاريخ إنشاء هذا املسجد غري أن باسي ينسبه إىل الفتر

، لكن من خالل معاينتنا امليدانية و دراستنا للمسجد اتضح 158يذكر أنه ذو طراز مغريب أندلسيلنا أن املسجد قد يعود تارخيه إىل الفترة املرابطية و ذلك عن طريق مالحظتنا ألوجه التشابه اليت

طيط و التركيب جتمع عناصر هذا املسجد و املسجد الكبري املرابطي، و ذلك من حيث التخالعمراين لدرجة كبرية كشكل الدعامات ومقاساا و أيضا العقود، و هناك أمر آخر و هو تلك البساطة اليت متيز ا املرابطون و اليت ارتسمت معاملها على هذه املنشأة من حيث أقسام املسجد

كالم باسي صحيحا و الداخلية و حجمه، و هذا التشابه الكبري هو ما جيعلنا نقول بأنه لو كان نسبنا املسجد إىل الفترة اإلدريسية فإنه كان من األجدى م اختاذ مسجد يف وسط املدينة يكون أكرب حجما وأكثر مجاال و زخرفة يذيع صوم و ختلد به حضارم، و حنن نرجح أن هذا املسجد

جد األحياء التساع قد يكون من منشآت املرابطني و جاء هذا املسجد كحتمية مع غريه من مسااملدينة و لضيق املسجد الكبري بسكاا إذ أصبح ال يتسع ألهاليها إلقامة الصلوات اخلمس و بقاء هذا املسجد حمافظا على أهم تكويناته املعمارية لدليل آخر على أنه من بني املنشآت املرابطية اليت

.159اختذت القوة و الصالبة من بني أهم املميزات املعمارية هلا

2004القاهرة -لقاهرة ، دار ا2،طبحوث و دراسات في العمارة ٌاإلسالمية محمد حمزة اسماعيل الحداد ، - .199-198، ص

. 71-70، ص مرجع سابق آندري باآار ،-

Basset,R.,Op-cit,P26-27. -1 .376 ، صمرجع سابق حسن علي حسن ،- 159

) 15 أنظر الصورة رقم ( :الوصف العام للمسجد يتخذ مسجد القدارين شكال مستطيال تقريبا متجة من الشمال إىل اجلنوب مقاساته ، و هو أوسع حجما إذا ما قورن بباقي مساجد األحياء يف املدينة، م8.97× م13.15 العامة

جزء آخر يعلوا مؤخر املسجد خاص و يتكون من الداخل من بيت للصالة خاص بالرجال وبالنساء و الذي استحدث يف فترة متأخرة تعود إىل وقتنا احلايل، ويتوسط جدار القبلة حمراب و قريبا منه تقع حجرة خاصة باإلمام وتعترب هذه احلجرة مما استحدث يف املسجد أيضا و هي ذات

.سجد من اجلهة الشمالية ا باب يفضي إىل خارج املم2.05× م2.22مقاسات صغرية )18-17أنظر الصورة رقم ( :بيت الصالة

يتكون بيت الصالة من ثالث بالطات عمودية على جدار القبلة أوسعها أوسطها، و أربعة أساكيب، و تتميز البالطة الوسطى و اليت متتد بشكل عمودي على حائط القبلة و بالضبط على

بينما مقاس البالطات م3: اع باقي البالطات األخرى و يقدر بـاحملراب باتساع يفوق اتس .م2.90األخرى على جانبيها يقدر حبوايل

)20- 18أنظر الصورة رقم ( :احملراب و الدعاماتأما عن حمراب مسجد القدارين فلم حيافظ على شكله األصلي مما يصعب على الباحث

م عمقا و 1.20عرضا و م 0.77راب احلديث مقاساته كالتايل حتديد نوعه وهيأته غري أن احملهو ذو عقد حدوي استعملت فيه مواد حديثة، و تعترب حماريب مساجد األحياء بصفة عامة أقل حجما و عناية من حيث الشكل والتخطيط إذا ما قورنت باملساجد اجلامعة، و ال شك أن ختطيط

ط املساجد اجلامعة كتلمسان و اجلزائر العاصمة، و ذلك مساجد األحياء املرابطية اشتق من ختطيمن خالل عناصرها املعمارية كالدعامات مثال فكانت مصدر استلهام املعمار املرابطي و منبع

. اقتباسه أما عن الدعامات فإن ضخامة املساجد املرابطية جعلت من الصعوبة احلصول على أعمدة

، و يف مسجد القدارين بلغ عددها 160تها و متانتهاكبرية، فاختريت الدعامات لصالب منها تتوسط بيت الصالة و يلحق ذه الدعامات دعامات حائطية أخرى بارزة مخسة،عشرة

إثنان منها متقابلتان حتمل عقود البالطة الوسطى العمودية على احملراب واإلثنتان مخسةعددها

.40، مرجع سابق ، ص...دن الثالث عبد الرحمان الجياللي ،تاريخ الم-1

حلائط القبلة، والدعامة اخلامسة واقعة يف مؤخر املتبقيتان على احلائط الواقع يف اجلهة اليمىن .املسجد مقابلة لبائكة البالطة اليسرى املوازية حلائط القبلة

)22-21أنظر الصورة رقم ( :العقود يف مسجد القدارين و سارت على نفس النظام الذي وجد * لقد استعملت العقود احلدويةازية جلدار القبلة و العمودية عليه و ذلك بأشكال خمتلفة و أحجام يف املسجد اجلامع بالصفتني املو

متباينة، حتكم فيها شكل املسجد و أيضا شكل الدعامات و حجمها، و تقاطع البالطة األوىل عند املدخل مع األسكوب الثالث شكلت لنا عقود مزدوجة وختلوا عقود املسجد من أي زخرفة على

تلت الفترة املرابطية و اليت استعملت العقد احلدوي ذو الزخارف عكس ما وجد يف العمائر اليت . 161اجلصية و اليت جند هلا مثاال يف مسجد سيدي احللوي يف الفترة املرينية بتلمسان

)19أنظر الصورة رقم ( : السقفيعترب سقف مسجد القدارين من بني العناصر اليت أعيد ترميمها يف فترات حديثة، حيث

خلت عليه مواد بنائية حديثة مجعت بني أعمدة احلديد واآلجر، واستعمل يف تغطية كل هذا أدوالراجح أن يكون م 4.35طبقة من اجلري و يرتفع سقف املسجد عن مستوى األرضية بـ

اخلشب أول مادة استعملت يف السقف قبل هذا التجديد و ذلك ألن اخلشب ذو أمهية كبرية يف و من صنانع البناء "... رية و طرق البناء ، فقد ذكر ابن خلدون ذلك بقوله اإلستعماالت املعما

عمال السقف بأن متد اخلشب احملكمة النجارة أو الساذجة على حائطي البيت و من فوقها لذلك اعترب اخلشب من بني املواد األساسية اليت اعتمدها 162"األلواح كذلك موصولة بالدساتري

رهم املختلفة كما يظهر ذلك يف جامع تلمسان و فاس، و قد كانت املرابطون يف بناء عمائصناعة اخلشب و زخرفته أحد األعمال األندلسية اليت استخدمها املرابطون يف مراكش و فاس، الشيء الذي جعلها تندثر نتيجة لعوامل الزمن وتقوم حملها مواد أخرى أدخلت ضمن الترميمات

: هو العقد الذي يتعدى قطره نصف الدائرة أنظر : العقد الحدوي - * .489 مانويل جوميث مورينو، مرجع سابق، ص-

.279 ، ص مرجع سابق، ... عبد العزيز لعرج ،المباني المرينية- 161 .727 ص1 عبد الرحمن بن خلدون ، مصدر سابق ، ج- 2

مة قد توفرت على هذه املادة حبكم قرا من الغابات القريبة احلديثة، و ال شك أن مدينة ندرو .منها

)23-16أنظر الصورة رقم ( :املدخل الرئيسي واملئذنة يقع املدخل الرئيسي ملسجد القدارين يف اجلدار الغريب ويفتح على الشارع مباشرة وهو

ارتفاعا حىت نقطة م 2.24عرضا و م 1.45مدخل ذو عقد حدوي منكسر قليال، مقاساته انكسار العقد و حييط باملدخل إطار مت بناؤه باآلجر نظن أنه أنشأ يف الفترة احلديثة، وللمدخل باب من خشب حديث العهد أيضا، و على يسار املدخل من اخلارج جند نافذتان متجانبتان

. طوال م1.64× عرضا م 1.20حتتويان على عقود منكسرة مقاساا ملدخل من اجلهة اليسرى املئذنة و اليت رمبا قد تكون أنشئت يف فترات حديثة جدا، و مل و يعلو ا

نتمكن من أخذ مقاساا لعدم توفر مفاتيح الباب اخلاص ا و يذكر باسي املسجد دون ذكر املئذنة مما يدل على أا قد تكون أنشئت يف فترة ما بعد اإلستقالل خاصة و أا وضعت فوقها

.ات الصوت لسماع اآلذان مما جيعل هذا سببا لبنائها من طرف األهايل مكّبرو لإلشارة فإن مسجد القدارين إذا ما قورن بباقي مساجد األحياء فإنه يوجد يف حالة حسنة متكّن الباحث من دراسته و تتبع عناصره املكّونة له بالدراسة والتحليل، و هو إىل يومنا هذا تقام فيه

س و قد خّصص له إمام يقوم عليه و يؤم الناس فيه و مبوقعه بني احلّيني اللذين الصلوات اخلمذكرنامها آنفا، فإن هذا املسجد استطاع أن حيد من الضغط الذي يشهده املسجد اجلامع أثناء

.الصلوات اخلمس نتيجة التزايد السكاين الذي تشهده املدينة بني املنشآت املرابطية يف مدينة ندرومة مسجد اللة ومن بني املساجد اليت نرّجح أا تكون من

الزهراء الشريفة الذي مل تشر إليه الدراسات ولو إشارات تارخيية ميكن لنا من خالهلا معرفة السنة اليت بين فيها املسجد ما عدا باسي الذي يذكر بأن املسجد نسبة المرأة صاحلة و أنه يعود إىل فترة

ي جعلنا نرجح أنه يعود للفترة املرابطية شبهه الكبري مبسجد القدارين من قدمية من التاريخ، و الذحيث الدعامات و العقود فإا تتشابه إىل حد كبري، باإلضافة إىل أنه بعيد نوعا ما على مسجد القدارين إذ يقع يف حي يبعد عنه و املسمى حي رأس اجلماعة يف اجلهة اجلنوبية، و قد عرف عن

كانوا يبنون يف كل حي مسجد، كما أن املئذنة املوجودة ذا املسجد تشبه كل املرابطني أمالشبه املئذنة املوجودة يف مسجد القدارين و يعاين هذا املسجد من عدم اإلهتمام من جانب

السلطات اخلاصة و املتكفلة باآلثار، حيث أن حالته السيئة صّعبت من الدراسة امليدانية اليت قمنا اآلن مغلق قمنا بفتحه ودراسة أقسامه الداخلية اليت مل يبقى منها سوى القليل فحىت ا، و هو

املنازل من حوله سقطت وذلك لقدم احلي و أيضا عدم القيام بالترميمات الالزمة ملثل هذه .املنشآت

)06 و الشكل رقم24أنظر الصورة رقم ( :مسجد اللة الزهراء الشريفةسجد بالقرب من مسجد القدارين و بالضبط يف حي رأس اجلماعة يف القسم يقع هذا امل

، و جنهل 163اجلنويب من مدينة ندرومة والذي ينسب إىل امرأة صاحلة كانت تعيش يف املنطقةتاريخ هذه املنشأة ألن النصوص التارخيية وحىت الدراسات احلديثة مل تشر إىل ذلك غري أن أغلب

ين يف نفس الفترة اليت بين فيها مسجد القدارين، وذلك بسبب أوجه الظن هو أن هذا املسجد بالتشابه اليت جتمع بني املسجدين، وأيضا اخلصائص املعمارية مثل العقود والدعامات وأحجامها مع التشابه يف الشكل و أيضا تلك البساطة اليت متتاز ا هذه املساجد و صغر حجمها مما يوحي

. الفنية اليت صبغت جل العمائر املرابطية للباحث أثر تلك املسحةو هذا ما جعلنا نعتقد أن مسجد اللة الزهراء الشريفة يعود للفترة املرابطية ناهيك عن تلك اخلصائص اليت تشابه فيها كثريا مع املسجد الكبري باملدينة و الذي تؤكد الدراسات أنه من

مه يف املنطقة، و قد اّتخذ هذا املسجد مدرسة اإلنشاءات اليت قام ا يوسف بن تاشفني أثناء حكلتحفيظ القرآن يف فترة من الفترات السابقة مث مسجد للصلوات اخلمس حسب سكان املنطقة ليتم

.بعد ذلك غلقه للخطورة اليت أصبح يشكّلها شاشته على سكان احلي :الوصف العام للمسجد

رمبا ) 31أنظر الصورة رقم ( أسفله حانوت يقع املسجد بالطابق األول حيث جعل كانت تصرف مداخله يف مصاحل املسجد، و يتخذ مسجد اللة الزهراء الشريفة شكال مربعا تقريبا

و هو أقل حجما من مسجد م 9.49×م8.55و هو يقع يف الطابق العلوي مقاساته العامة ينحرف احملراب إىل اجلهة اليسرى القدارين و تكويناته الداخلية هي بيت للصالة صغري احلجم و

من جدار القبلة و الذي بقي حمافظا على شكله األصلي ومل تلحقه الترميمات اليت حلقت حمراب .مسجد القدارين

Basset, R.,Op-Cit, P24 -1

)30أنظر الصورة رقم ( :بيت الصالة يتكون بيت الصالة من ثالث بالطات عمودية على جدار القبلة، و أسكوبني، و تعترب

الطة الوسطى أوسع من البالطتني املتبقيتني و هي تقع بالشكل العمودي مباشرة على احملراب و الب، و مبا أن م1.95 و باقي البالطات يقدر اتساعها حبوايل م2.67يقدر اتساع هذه البالطة بـ

هذا املسجد اختذ للصلوات اخلمس واخلاص بسكان احلي فإن املقاسات تتماشى و عدد السكان .بل و قد تعطي فكرة على معدل السكان به فيه،

)30-29-28أنظر الصورة رقم ( :احملراب و الدعامات لقد بقي حمراب مسجد اللة الزهراء الشريفة حمافظا على تكوينه األصلي فهو حمراب

عمقا، ذو عقد حدوي منكسر قليال، و ما مييز م 0.75م عرضا و 1بسيط ذو مقاسات صغرية راب هذا املسجد هو بروزه يف جدار القبلة من اخلارج و حماريب املساجد اجلامعة كما أشرنا حم

.سابقا أقل تكليفا وتعظيما من حماريب املساجد اجلامعة اليت اعتين ا أّيما اعتناء أما عن دعامات مسجد اللة الزهراء الشريفة فيبلغ عددها مخسة، إثنتان منها تتوسطان بيت

و إثنتان منها بارزتان يف احلائط إحدامها على احلائط األمين جلدار القبلة واألخرى على الصالةيساره، و الدعامة اخلامسة تقع يف مؤخر جدار املسجد، و ال ختتلف هذه الدعامات كثريا عن دعامات املسجد اجلامع و أيضا عن مسجد القدارين سواء من حيث املقاسات أو من حيث

، و اليت جاءت 164 هذه الدعامات من بني أهم العناصر املعمارية يف املباين املرابطيةالشكل، و تعتربوظيفتها متماشية وفقا مع الضخامة اليت متيزت ا هذه املباين وارتكاز الثقل الذي كان سببا يف

.ابتكار هذا العنصر املعماري )30أنظر الصورة رقم ( العقودسجد اللة الزهراء الشريفة العقود احلدوية وهو التقليد املتبع يف لقد استعملت يف م

املساجد املرابطية، إال أن عقود هذا املسجد انقسمت إىل نوعني منها احلدوية البسيطة و منها احلدوية الشديدة االنكسار اليت كانت نتيجة حتمية لصغر حجم املسجد و شكله، وما ميّيز عقود

: أنظرعن ذلك - 164

.376 ، ص مرجع سابق حسن علي حسن ، - Golvin,L.Op-Cit,T4 , p 213 -

جد بصفة موازية جلدار القبلة على العكس منها يف عقود مسجد القدارين هذا املسجد هو أا تواليت جاءت بالصفتني املوازية والعمودية على جدار القبلة و أيضا املسجد الكبري و ختلوا عقود هذا

.املسجد من الزخرفة و األشكال اهلندسية )27أنظر الصورة رقم ( : السقف

ة الزهراء العالية يف حالة يرثى هلا فقد ّدم جزء كبري منه، يوجد سقف مسجد الل وتكويناته من اخلشب املنتظم و استعمل يف تغطيته اخلشب و مادة الطابية املخلوطة بالتراب واجلري

وهو ذو ارتفاع أقل إذا ما قورن م2.70ويرتفع هذا السقف عن مستوى أرضية املسجد حبوايل ا بسبب متوقعه يف الطابق العلوي و أيضا مراعاة لتخفيف الضغط مبسجد القدارين، و ذلك رمب

.على الساباط و الدكّان الذي يقع حتت املسجد )32-26أنظر الصورة رقم ( :املدخل الرئيسي و املئذنة

حيتوي مسجد اللة الزهراء الشريفة على مدخل واحد يقع يف اجلهة الغربية للمسجد و نلج من خالله للمسجد و ذلك بعد الصعود يف الدرج الذي يصله بالطابق هو مدخل بسيط

وقد سقّف هذا الدرج ) 25 أنظر الصورة رقم( درجـة19السفلي و يتكون الدرج من ارتفاعا، و أما عن املئذنة فهي م1.90 عرضا و م0.66بأعمدة خشبية واملدخل مقاساته

ا و ذلك بسبب هشاشة املسجد و أيضا احلالة مئذنة حديثة العهد مل نتمكن من أخذ مقاساالسيئة اليت توجد عليها هذه املئذنة، لكن ما ميكن قوله هو أن هذه املئذنة بسيطة التكوين تكاد تكون بناية عادية إذا ما شوهدت من اخلارج ونرّجح أا تكون قد بنيت يف نفس الفترة مع

.مئذنة مسجد القدارين ذات التكوين البسيط أيضا ومهما يكن فإن هذه املنشآت الدينية اليت سبق احلديث عنها واليت عاجلناها مبنهج القياس و املقارنة مع باقي املنشآت املرابطية يف املدينة، وذلك من خالل األقسام و العناصر املعمارية املكّونة

املرابطي سواء من الناحية هلا، فإننا نقول بأن هذه املنشآت الدينية غلب عليها الطابع املعماري املعمارية أو من ناحية التكوين ومواد البناء اليت اشتهرت ا العمارة املرابطية، و اليت مجعت بني الطابية و اخلشب و مواد أخرى حملية و يتضح ذلك من خالل معاينة مسجد اللة الزهراء الشريفة

.ينه الذي حافظ على هذه املواد و أيضا على أصل بنائه و تكو

مث إن التحليل األثري للتخطيط املعماري هلذه العمائر يؤكد لنا الّصلة القوية بتصميم املساجد املرابطية و هذا التخطيط املعماري هو أحد النماذج لذلك التصميم و النوع الذي ساد منطقة

ة يف تلمسان املغرب األوسط يف تلك الفترة و اليت تأثرت به فيما بعد ختطيطات املساجد خاصكما نالحظه يف املساجد املرينية كمسجد سيدي أيب مدين، وغريه من املساجد املرينية والزيانية

.165حيث أن العمارة الدينية أخذت اجتاهات جديدة يف هذه الفتراتفإننا جندها جاءت مساجد عادية تتسم اجلامعةساجد أحياء ندرومة باملو مبقارنة مساجد

التخطيط وصغر احلجم و عدم انتظام ختطيطها و هي تشبه بذلك مساجد األحياء بالبساطة يفبتلمسان و املساجد املرينية بفاس، أو أا تقع يف أحياء سكنية مزدمحة يف أغلبها، فجاءت على شكل مصليات صغرية ال تتسع إال ألفراد احلي، و ما نالحظه يف مساجد أحياء ندرومة أن اجتاه

.ها جاء موازيا جلدار القبلة و هو ما جنده يف املسجد اجلامع بدمشق البالطات فيتتشابه يف أمور كثرية فإننا جندها األحياء بتلمسان ساجد أحياء ندرومة مبو مبقارنة مساجد

منها الشكل اخلارجي يف كل من مسجد الشرفاء الذي يعود إىل القرن اخلامس اهلجري، و كذا طا التخطيط و غري خاضعني للنمطية، و هذا ما جنده يف مسجد مسجد باب زير فهما بسي

القدارين و مسجد اللة الزهراء الشريفة بندرومة، و من بني العوامل املؤثرة يف شكل و ختطيط هذه املساجد الكثافة السكانية باألحياء اليت تتواجد ا، حيث أا تتسع يف األحياء الكثرية

.ء األقل كثافة السكان بينما تضيق يف األحيابتلمسان يقع يف الطابق األول و هو ) هـ 9ق ( أيضا أن مسجد سيدي السنوسي و جند

.بذلك يتشابه مع مسجد اللة الزهراء بندرومة أما من حيث التخطيط الداخلي فإن مداخل مساجد أحياء تلمسان تشبه مداخل مساجد

سط و بساطتها، كما أن بيوت الصالة يف مساجد األحياء بندرومة من حيث أحجامها املتو ، كما بلغت يف مسجد باب 2م70تلمسان متقاربة احلجم، إذ بلغت يف مسجد الشرفاء حوايل

2م117 مبسجد اللة الزهراء الشريفة و ب 2م80تتراوح بني حوايل و جندها 2م55زير حوايل مات اليت استعملت يف كل من مساجد مبسجد القدارين بندرومة، و من أوجه التشابه أيضا الدعا

تلمسان و مساجد ندرومة، و مما يالحظ أيضا عدم وجود األعمدة كما أن العقود اليت حتملها

.372 ، ص مرجع سابق،... محمود عبد العزيز لعرج، المباني المرينية- 165

هذه األعمدة ذات شكل حدوي و الذي جنده يف كل هذه املساجد، و من أوجه التشابه أيضا .ة مادة اخلشب اليت استعملت يف التسقيف حيث جنده بعوارض خشبية منتظم

و الشك أن حماريب هذه املساجد كانت متشاة إذ مل يبق لنا إال منوذج أصلي مبسجد اللة .فيما جندها جددت وأعيد بناؤها يف املساجد األخرى ) 27-26أنظر الصورة رقم ( الزهراء

أما من حيث مظاهر اإلختالف فيتجلى لنا ذلك يف املآذن، حيث يفتقد مسجد الشرفاء بتلمسان للمئذنة و هو الذي انتهجه املرابطون يف بناء عمائرهم، كما أن املآذن ) ـه5ق(

املوجودة يف مساجد ندرومة ليست أصلية و رمبا تكون من بناء الزيانيني، و هو الذي جنده يف كل .من مسجدي سيدي السنوسي و مسجد باب زير

سجدي سيدي السنوسي و باب زير و من أوجه اإلختالف أيضا البالطات حيث جندها يف معمودية على جدار القبلة و هو النمط املتبع يف ختطيط مسجد القدارين كما هو احلال يف مسجدي القريوان و قرطبة، أما يف مسجد الشرفاء فهي موازية جلدار القبلة و هو النمط املوجود

.يني بفاس مثلما هو عليه احلال يف جامع القرو166مبسجد اللة الزهراء الشريفة

، مذآرة التخرج لنيل مساجد األحياء بمدينة تلمسان الياس بوراي ، -: أنظر عن مساجد أحياء تلمسان - 166 .47 -34 ، ص 2003هادة الليسانس في اآلثار اإلسالمية ، قسم اآلثار جامعة الجزائر ، ش

املنشآت املدنية : الرابع الفصل

)دار زرهوين ( مرتل •

)دار فتوح ( مرتل •

احلّمام البايل •

:املنشآت املدنية إن معلوماتنا عن العمارة املدنية املرابطية قليلة وخاصة ما يتعلق منها بالدور والقصور،

يف ذلك رمبا يتلخص يف أن عمارم عادة ما تكون من النوع الديين املتمثلة يف املساجد والسبب وهي مؤسسات ذات النفع العام الذي تم به الدولة أو مجهور الناس، األمر الذي جعل احلفاظ

.عليها من الشؤون العامةاليت كثريا ما و هو ما يفسر استمرارها على طول العصور وذلك على عكس القصور

كانت تكون هدفا يف أعمال التخريب من جانب العامة أو اإلمهال واهلدم من جانب احلكومات ، و رغم ذلك فإن للمسكن أمهية بالغة يف حياة الناس ألنه من األمور الضرورية 167املستجّدة

يكون لعائلةاليت حيتاجها الستمرار حياته، و السكن هو نفسه البيت و هو املرتل و هو الدار و واحدة أو أكثر، و يتكون من جمموعة من الغرف أو احلجر و قيل جمموعة أبيات متقاربة تشكل دارا، و قد متيزت الدور اإلسالمية عامة و السكنية خاصة بأربع ميزات، أوهلا البساطة من اخلارج

دمني ثانيا، حيث و النقش و اإلبداع من الداخل و ذلك الستمتاع أهل الدار أوال و للضيوف القا .168جاءت مقاييس املسكن اإلسالمي و خصائصه واضحة ختضع للمناخ و عوامل أخرى

فقد أخذت اهتماما كبريا من جانب اإلنسان و أمهية املسكن يف حياة اجملتمعات و أما عن ر، ذلك لألمهية اليت يكتسيها املسكن و ما يوفره من حاجات خمتلفة كاألمن و الراحة واإلستقرا

ليتطور فيما بعد مفهومه و ذلك بالسعي وراء حتقيق الرفاهية و اجلمال، حيث أصبح املرتل ميثل املظهر الثقايف و احلضاري لألسرة و اتمع، فهو اخللية األساسية للمدينة و حمور منوها و تنظيمها

ى الفرد من و تطورها، وقد كان حتقيق هذه األغراض خيتلف باختالف الزمان و البيئة و مستوو تتجلى أمهية املسكن يف حياة الفرد من جهة أخرى يف جتسيد ظاهرة ، 169حيث الفقر و الغىن

حيث أننا " ال ضرر و ال ضرار" اخلصوصية اليت اعتمدت يف أصلها على القاعدة األصولية

.503سعد زغلول ،مرجع سابق، ص -1

: أنظر- 168، غرفة )408ص(، منزل )383ص(، مسكن )94-93ص( عبد الرحيم غالب، مرجع سابق، مادة بيت - ) .183-182ص(، دار )295ص( ) .103ص(، دار )211ص(، غرفة )39-38ص(ق، مادة بيت عاصم محمد رزق، مرجع ساب-

، منشورات 2 ، جقمم عالمية في تراث الحضارة العربية اإلسالمية المعماري و الفني عبد القادر الريحاوي ، -1 .609 ، ص 2000الثقافة ، دمشق وزارة

ظا جندها واضحة املعامل يف ختطيط املسكن ال سيما يف الصحن، وذلك بانفتاحه على الداخل حمافبذلك على احلرمات و األعراض و أسرار األسرة و حريتها، و قد سار خمطط املرتل على هذا

و على العموم فإن ، 170النحو عرب العصور اإلسالمية دون اإلخالل بدوره أو التخلي عنه طبيعة الدور وكياا يف العامل اإلسالمي جاءت متشاة و ذلك نتيجة لتفاعالت كبرية بني

الدينية و االجتماعية و غريها من املؤثرات اليت تطبع كل جمتمع بطابع خاص من مكان العوامل . 171إىل آخر ومن عصر آلخر

فإن تواجد املساكن متالصقة يف األحياء السكنية و كيفية األمهية اإلجتماعية و من حيث ألفراد، و إلقاء نظرة ختطيطها كفيلة بإظهار صور التضامن و التآزر بني العائالت و األسر و ا

بسيطة على التصميم العمراين لألحياء السكنية و ما تشتمل عليه من حارات كفيلة بإعطاء صورة ، فمن تقاليد البيت العريب أال تكون له غري واجهة واحدة 172واضحة عن الدالالت اإلجتماعية

ة للبيت بالبساطة يف أو اثنتني بسبب اتصاله مع البيوت ااورة، و تتصف الواجهات اخلارجيعناصره املعمارية و الزخرفية إذا ما قورنت مبا يف الداخل من عناية و مجال فين و هي خالية من الفتحات املطلة على اخلارج إال من نوافذ ضيقة جعلت فوق مستوى الرؤية يف الطابق

. 173األرضيل حي مجاعة من السكان هلا و األحياء السكنية صممت من الناحية البشرية حبيث جيمع ك أو االنتماءات القبلية بل و 174صلة ببعضها يف القرىب و الدم أو يتشابه يف الوظائف أو املصاحل

حىت الدينية فقد وجد يف املدن اإلسالمية أحياء خاصة باليهود، و معظم األحياء األخرى تكون سالمي متمثال يف البصرة و الكوفة كل منها خمتصة بقبيلة معينة و قد وجد هذا يف شرق العامل اإل

.مثال و كذا يف غرب العامل اإلسالمي يف القريوان و فاس و غريمها

.582، مرجع سابق ، ص... عبد العزيز لعرج ، المباني المرينية -2 ، دار الراتب الجماعية ، بيروت ، 3، طالعمارة و العمران في الوطن العربي عبد العالي إبراهيم ، محمد-3

:و انظر . 26، ص 1986 .374، مرجع سابق ص ... عبد العزيز لعرج ، المباني المريني-

حولية المؤرخ ) اعيةالعمران اإلسالمي و عمارته السكنية قيم دينية و دالالت إجتم(، عبد العزيز لعرج - 172 . 86 ،ص2005 ، الجزائر،4-3يصدرها إتحاد المؤرخين الجزائريين ، العدد

.626، مرجع سابق ، ص... عبد القادر الريحاوي، قمم عالمية- 173 .86، مرجع سابق، ص.... عبد العزيز لعرج، العمران اإلسالمي- 174

للمجتمع اإلسالمي فقد نظمتها رؤية إسالمية مقتبسة باملنظومة القيمية أما عالقة التخطيط املختلفة و تنظيمها من القرآن و األحاديث و اجتهادات الفقهاء و األئمة و العلماء و التنظيمات

مرتبط بتنظيم اتمع و تنظيم احلياة اإلجتماعية و حصر مظاهرها، فهناك آيات كثرية و أحاديث عديدة حتث املسلم على احترام حرمة غريه يف النطاق العام و يف نطاق اجلوار و أن يقف يف

.175حريته عند بداية حرية غريه .سكن اإلسالمي فهي تظهر يف األصول القدمية له أما بالنسبة لألمهية احلضارية للم

:األصول القدمية للمسكن اإلسالمي لقد ثبت من خالل نتائج احلفريات اليت أجريت يف بالد الرافدين و الشام و مصر أن للمسكن اإلسالمي أصول قدمية جتمعت فيها خربات هامة يف جمال البناء و التعمري لدى إنسان الشرق العريب، حيث دلت هذه الدراسات على أن الشكل العام للبيت قد اعتمد يف تكوينه على

مثال ذلك الفناء الذي فناء مكشوف حتيط به غرف مستطيلة و ضيقة لكي يسهل تسقيفها،غرفة 13وجدت آثار له يف بالد الرافدين و الذي يعود لأللف الثاين قبل امليالد وحييط به عادة

ني، يزودها هذا الفناء باهلواء والضوء وهو متصل بالباب اخلارجي بواسطة دهليز يف طابق .، ليتواصل هذا النمط من املساكن لفترات طويلة بعد ذلك 176صغري

فقد أدخل على املرتل مزيدا من التطور و الرقي يف الروماين اإلغريقي و و أما يف العصر ما التقارب يف تقاليد بناء البيوت يف حضارات مدن البحر التخطيط و العناصر املعمارية، السي

يف البيت الروماين و الفناء الشائع يف البيت الشرقي ) األتريوم ( و ) فالباتيو (األبيض املتوسط . 177عناصر أساسية

تأثر البيت العريب بالدين اإلسالمي ، كما تأثرت العمارة و الفنون و األموي و يف العصر عقيدة و ب احلياة به، و مما ال شك فيه أن البيت التقليدي يتالءم و مبادىء اإلسالم أسلو و اليت حتث على عدم إنتهاك حرمة اآلخرين و اإلطالع على عورام و ضرورة إخبارهم ،شريعة

يا أيها الذين آمنوا ال " بالزيارة و اللقاء و التنبيه إىل ذلك عن بعد، لقوله سبحانه و تعاىل ، و يواصل 27سورة النور اآلية " دخلوا بيوتا غري بيوتكم حىت تستأنسوا و تسلموا على أهلها ت

.89 نفســه ، ص - 175

.55،ص 1999 ، مكتبة الدار العربية ، القاهرة 1، طيمة في بالد الرافدين الفنون القدحسن الباشا ، -1 .611-610 ، مرجع سابق ، ص الريحاوي عبد القادر -2

القرآن الكرمي يف نصوص أخرى و بنفس الصيغة املنع من اقتحام البيوت بغري رضى أهلها و أخذ اإلذن منهم و ذلك ملا تسببه مثل هذه التصرفات من حرج و ضيق يف الصدور إن حلت بأهل

فإن مل جتدوا فيها أحدا فال تدخلوها حىت يؤذن لكم، و إن قيل لكم " ل، مصداقا لقوله تعاىل املرت و من خالل 28سورة النور اآلية " ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم، و اهللا مبا تعملون عليم

هذه النصوص القرآنية يتبني لنا أن كشف عورات املسلمني و اإلطالع عليها ال جيوز شرعا إال ضوابط و شروط حددا الشريعة اإلسالمية، و قد جسد املعمار املسلم هذه النصوص و جعلها ب

واقعا ملموسا جتسده عناصر املنشآت السكنية و أقسامها الداخلية عمال بتلك األوامر و النواهي السابقة الذكر و أيضا املوروث الذي خلفه سلفنا الصاحل نتاجا لعقيدة سليمة جسدت القاعدة

، حيث وجد فيه املسلم راحته فدعم أسس هذا 178" ال ضرر و ال ضرار" ألصولية املعروفة ا .البيت و رسخها، إال أنه مل يصل إلينا أي منوذج من هذه البيوت يصفها لنا بدقة

إن إلقاء نظرة على عناصر املرتل اإلسالمي و تركيبه العام من حيث التخطيط الداخلي و لى عالقة هذا األخري بالعقيدة اإلسالمية اليت تدعو للمحافظة على حرمة اخلارجي يعطي فكرة ع

.األسرة و اجلريان فإن التخطيط اخلارجي للمرتل من حيث عدم تقابل األبواب و استعمال التنكيب يف الشوارع باإلضافة فتح الكوى يف أعلى اجلدران و التحرز يف إنشائها يف عدم كشف عورات اجلريان و

السترة فوق السطح باإلضافة إىل البساطة اليت يبىن ا املرتل من اخلارج حبيث تظهر بناءكذااملنازل ذات تناسق واحد حىت أن الناظر إليها ال يشعر باإلختالل بل يرى الوحدة املعمارية اليت توحي و تدل على الوحدة اإلجتماعية، كل هذا مستنبط من الفكر العمراين للمسلمني من حيث

افظة على احلرمات بعظها على بعض و األمر باحملافظة على حقوق اجلريان و إعطاء كل ذي احمل .حق حقه اليت هي أساس اإلستقرار و الراحة

للمرتل من حيث توزع الغرف فيه و اإلحتياط يف إنشاء املراحيض األفقي و بالنسبة للتخطيطريان، و كذا الصحن املنفتح و الذي من حيث أا ال حتدث رائحة على الساكن و ال على اجل

يزين يف كثري من األحيان ببعض األشجار و نافورة املاء، ليظهر احلرية اليت تتمتع ا األسرة داخل املرتل و خاصة املرأة، باإلضافة إىل وجود البئر الذي يفي حباجيات أهل الدار من هذا العنصر

.90 مرجع سابق، ص ،... العمران اإلسالمي ، عبد العزيز لعرج -178

إلستمتاع مبا هو مباح له حمافظا على شعور احليوي اهلام، كل هذا يظهر حرية املسلم يف ااآلخرين من حيث التخطيط اخلارجي ملرتله و هو أمر حيث عليه اإلسالم و يدعو إليه و هو نابع

.من روحه مثال، فهو بشكل عام مفتوح على الشارع أو يف املرتل مدخل فلو تكلمنا على البوابة أو

فتح على الصحن مباشرة، حمافظا على اخلصوصية و زقاق ضيق، و يؤدي إىل دهليز كي ال ين . 179حرية السكان، و غالبا ما يكون الدهليز ممرا منكسرا

فهو ميثل يف املنشآت املدنية النواة اليت تدور حوهلا أقسام املرتل، و هو للصحن أما بالنسبة ة يف أسلوب السكن مبثابة القلب النابض للجسم أي أنه جوهر املبىن، فهو ذا له مكانة كبري

واملعيشة، حيث تطل عليه احلجرات من مجيع جهاته بألواا و زخارفها حول الفتحات و األبواب، فهو ذا يفاجأ الداخل إليه بإحساس اإلنتقال من جو البساطة إىل جو الغىن بكل

لية للمبىن مظاهر اجلمال و البهجة، إذ أن اهتمام العريب املسلم كان ينصب على الواجهات الداخأكثر من الواجهات اخلارجية، و لقد طور املعماري املسلم الفناء إىل أن حتول إىل حديقة فيحاء، و يظهر ذلك يف تبليط األرضية و جعل الفناء حديقة غناء تفجرت فيها املياه بواسطة نافورة يف

.وسطه حبيث أصبح احلوش فردوسا أرضيا، هذا و إن للصحن منافع عديدة ميد الصحن أقسام البيوت بالنور و اهلواء و أشعة الشمس و يلطف من الناحية الصحيةمن ف

برودة اجلو شتاء و حرارته صيفا، فهو يتحول إىل خزان كبري للهواء البارد يف ليايل الصيف، فيمد الغرف بربودته حىت ساعات متأخرة من النهار، و بالعكس فإنه حيتفظ يف الشتاء بدفء النهار

. شمس ليمد ا الغرف بعد غياب الشمس املفإن منافعه تظهر من حيث انفتاح الصحن إىل السماء و و النفسية الناحية اإلجتماعية و من

هذا ما جيعل املرء حيس باحلرية املطلقة و اهلدوء و الطمأنينة، والصحن مكان التقاء أفراد األسرة و .180ائية و اللقاءات اإلجتماعيةتعاوم، و مقر اجللسات الصباحية و املس

.628 عبد القادر الريحاوي، مرجع سابق، ص- 179 : أنظر - 180

.63 محمد حسين جودي، مرجع سابق، ص-.629، مرجع سابق، ص عبد القادر الريحاوي- . 121، ص2000، مكتبة مدبولي، القاهرة، 3، جموسوعة عناصر العمارة اإلسالمية يحيى وزيري، -

. 167 عاصم محمد رزق، مرجع سابق، ص–

و نظرا ألمهية الصحن فإن املعماري املرابطي اقتبس هذا الفضاء و وجد له مكانه باملرتل، و ال شك أن أمهية الصحن من حيث احلجم و من حيث توفري أسباب الراحة تتفاوت حسب حالة

. هذا العنصر صاحب املرتل فقرا و غًىن، و لكن املنازل يف مجلتها تتوفر على( هلا أمهية كبرية يف عمارة املنازل، و هي ذا أروقة جانبية كما يفصل الغرف عن الصحن

تتقدم الغرف و احلجر يف الطابق األرضي، و تكون أمام غرف الطابق العلوي ) أي األروقة بشكل ممر مكشوف الوجه، و كانت األروقة تطل على جانب واحد أو جانبني، أو حتيطبالصحن من مجيع جهاته، و استخدمه العرب منذ العصور القدمية، مث استحدث استخدام هذا العنصر املعماري ألول مرة يف دار اإلمارة بالكوفة يف عهد اإلسالم األول، و ظهرت األروقة يف بيوت العباسيني و قصورهم يف سامراء و القصر العباسي يف بغداد و يف املساجد، و إن سبب

ام األروقة توفري مساحات مظللة حتيط بالصحن و ختفف من حرارة الشمس صيفا و استخد .181تسهل السري و التنقل فيها كما توفر احلماية من األمطار يف فصل الشتاء

و قد وجد هذا العنصر املعماري أيضا يف منازل ندرومة، و ال شك أنه كانت له أمهيته .مل ينفك على هذا النظام احلضارية خاصة يف هذه الفترة، و

، فقد كانت اآلبار حتفر أو تبىن يف ختوم األرض بشكل البئر و تتوفر كثري من املنازل على أسطواين أو خمروطي للحصول على ماء صاحل للشرب، و قد عرف العرب أنواعا خمتلفة من هذه

عا الستخدامها، أمهها البكرة اآلبار كان لكل منها صفة متيزها و لكل منها لوازم تكثر أو تقل تب، لذلك اعترب املاء من 182و الدلو و احلبل اليت كانت يف معظم األحيان مناسبة مع عمق البئر

الشروط اهلامة و الضرورية اليت عددها مفكرو اإلسالم إلقامة املدن، و الذي إن فقد فال وجود ، و مع هذا 30األنبياء اآلية " يو جعلنا من املاء كل شيء ح" للحياة أبدا لقوله تبارك تعاىل

كانت بعض املدن مبوضع يكثر فيه املاء مما يسهل على الساكنني ا حفر اآلبار يف بيوم، و هذا ما وجدناه يف أحد املنازل املدروسة بندرومة، و مما علم أن مدينة ندرومة متواجدة بسفح اجلبل

ملاء، لذلك فإننا نظن أن معظم املنازل كان ا فباإلضافة إىل وجود واديها فإن موقعها يكثر فيه ا .آبار

:ر وانظ. 629عبد القادر الريحاوي، مرجع سابق، ص - 181

65 محمد حسين جودي، مرجع سابق، ص- . 42 عاصم محمد رزق، مرجع سابق، ص- 182

معمارية أخرى تظهر التخطيط األفقي هلا هذا و قد توفرت املنازل مبدينة ندرومة على عناصر.

للمنازل فمن الناحية العمرانية كلما منت املدينة و ازدادت العموديطللتخطي أما بالنسبة م و احنصر البنيان يف داخلها أفقيا، و هو ما كان يؤدي باملعمار كثافتها السكانية كلما ضاقت

إىل اإلرتفاع بالوحدات السكنية يف صورا العمودية كحل عمراين و معماري لتناقص الفراغات و انعدامها داخل األسوار لدرجة مل يكن ممكنا معها احلفاظ على املساحات اخلضراء من حدائق

فإن اإلرتفاع باملبىن مل يكن مسموحا له أن يتجاوز ارتفاع أسوار و بساتني، و من جهة أخرىاملدينة و هو ما كان يؤدي أمام النمو األفقي و العمودي للوحدات السكنية إىل اكتضاض املدينة باملباين، و بالتايل حيدث انفجار عمراين خترج املدينة عن أسوارها أو متتد خارجها، فتنمو أحياء

.183 هلاجماورة و مالصقة و يف الطابق العلوي فنجده يف أكثر البيوت، و هو ال يغطي كامل املساحة، مما يدع جماال إلحداث سطح أو أكثر يستفاد منه يف بعض احلاجات املرتلية، و اجللوس و النوم يف ليايل الصيف، و يصعد للطابق العلوي بسالمل حجرية خمفية يف مكان مسقوف أحيانا أو ظاهر يف

ض جوانب الصحن، و يف الطابق العلوي غرف و قاعات خمصصة للنوم و خاصة يف الشتاء بعلكوا معرضة ألشعة الشمس أكثر من قاعات الطابق األرضي، حيث الظل و الرطوبة و املياه،

.مما جيعل هذا األخري مناسبا ألوقات الصيف من النور و الشمس و اإلطاللة و قد كثرت الفتحات يف غرف الطابق العلوي رغبة يف مزيد

على الصحن، و قد وجد أمام غرف هذا الطابق ممر يطل على الصحن و يصل بني الغرف و هو . 184مبثابة رواق علوي

أو ما يسمى أيضا باملشربيات، ذلك الرواشن كما ظهر يف التخطيط العلوي للمنازل عنصر من اليسري التطلع إىل داخل البيوت املقابلة، أن املساكن يف األحياء ارتفعت طوابقها فأصبح

خصوصا إذا كانت املساحة بينهما ضيقة، و النوافذ مفتوحة على بعضها بطريقة متقابلة، و هو ما

.88،مرجع سابق، ص... عبد العزيز لعرج، العمران اإلسالمي- 183 .631 عبد القادر الريحاوي، مرجع سابق، ص- 184

يتناىف و املنظور اإلسالمي للجوار لذلك جلأ املعماري إىل وضع حواجز تسمح للنور و اهلواء .185 نور الشمس القويبالدخول منها، كما أا ختفف من شدة احلر و

و رغم أن هذا العنصر انتشر مبكرا يف العمارة اإلسالمية، إال أننا مل جند هذا العنصر يف املرتلني املدروسني مبدينة ندرومة، فرمبا كان الصحن ميد غرف الطابق األول مبا حتتاجه من النور

الطابقني العلويني باملرتلني موضوع و اهلواء و بالتايل استغىن املعماري عن هذا العنصر كما أن .الدراسة مهدمني، فمن احملتمل أنه كانت ما رواشن و الذي كان يعلو املساكن و هو السطح و من العناصر املعمارية املهمة يف املنازل عنصر

عبارة عن فضاء مفتوح بالكامل حيث يستغل يف العادة لبعض أنشطة األسرة، فينتفع به يف اإلبرادأيام احلر و الدفء أيام الربد، كما يستعمل لنشر الغسيل يف كل الفترات، كما يصري جملسا لألسرة صيفا يف السهرات الليلية، و ألمهيته فقد بنيت سترة للحفاظ على حرمات اجلريان بعضها

و هو ما مينع من التطلع إىل م1.5على بعض، و قد تتكون السترة من جدار علوه أكثر من ، و هو ذه األمهية مبكان يستعمل أيضا يف نشر الزرع و قد يوجد به خمازن 186ح ااورةالسطو

.صغرية كمخزن للمرية و مما ال شك فيه أن املباين املرابطية كانت على هذا النسق رغم أن املرتلني املدروسني يف

ذا العنصر ذو أمهية كبرية هذه الرسالة كما ذكرنا آنفا كانت طوابقهما العلوية مهدمة، إال أن ه .يف عمارة املنازل لذلك ال نشك يف أن املرابطني قد استعملوها يف مساكنهم

يف املدن املفتوحة و ) م8-7/ هـ2-1( و مما اعتاد عليه املسلمون يف القرون األوىل للهجرة ذلك يف مدينة املنشأة أن يبنوا مساكنهم بشكل أفقي و على املستوى األرضي حيث جند مثاال ل

م حيث شهدت 641/هـ21الفسطاط يف مصر اليت أنشأها عمرو بن العاص بعد فتح مصر سنة هذه املدينة حركة عمرانية و معمارية كثيفة و ذلك بالنظر إىل أصل سكاا و كثافتهم حيث حدث يف هذه املدينة و بالضبط يف زمن عمر بني اخلطاب حني كان عمرو بن العاص واليا عليها أن خارجة بن حذافة كان من أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه و سلم و متويل الشرطة لعمرو

:و انظر . 457 فريد شافعي، مرجع سابق، ص- 185

.68 حسين جودي، مرجع سابق، ص–. 627 عبد القادر الريحاوي، مرجع سابق، ص- . 93، مرجع سابق، ص... عبد العزيز لعرج، العمران اإلسالمي-

.94، مرجع سابق، ص... عبد العزيز لعرج، العمران اإلسالمي- 186

بن العاص ضاق عليه سكنه فبىن غرفة بطابق علوي، و كان أول من أحدث ذلك يف مصر مما أثار تفكري الناس و شغل سوء الفهم بينهم و إصدار أحكامهم بأن هذا الصحايب اجلليل فعل ذلك

إلطالع على عورات املسلمني من جريانه فرفعوا شكواهم إىل اخلليفة عمر بن اخلطاب عنوة منه لأما بعد فقد بلغين أن خارجة بن حذافة بىن غرفة " ... فكتب هذه الرسالة إىل عمرو بن العاص

، 187" و لقد أراد خارجة أن يطلع على عورات جريانه، فإذا أتاك كتايب هذا فاهدمها و السالم أخرى أن خارجة بن حذافة بىن غرفة يف زمن عمر بن اخلطاب كانت تشرف على ية رواو يف

أن انصب سريرا يف الناحية " اجلريان فشكوه إىل عمر بن اخلطاب فكتب إىل عمرو بن العـاص ، و مما سبق ذكره 188"اليت شكيت مث أقم عليه رجال ال جسيما و ال قصريا فإن أشرفت فسدها

م املسلمني حكاما و حمكومني بتطبيق تعاليم الدين احلنيف و القواعد يتبني لنا مدى اهتمااألصولية يف احلياة اإلجتماعية و تنظيم شؤوا، ومع التطور و اإلزدهار الذي شهده العصر األموي خرج املرتل من إطار البساطة و التقشف الذي كان عليه إىل زي جديد متثل بعضه يف

عديد منها يف بادية الشام و األردن و يف فلسطني، و ما القصر إال بيت تلك القصور، و اليت جند الكبري، و أحسن مثال على هذه القصور هو قصر احلري الغريب الذي جاء خمططه على شكل دار كبرية حييط ا سور، توزعت داخله أجنحة السكن على طابقني و هي بيوت متالصقة يتكون

. 189لى جوانبه غرف بعضها مربع و آخر مستطيلكل بيت منها من و واسع تنفتح ع فإننا ال جند للمرتل آثارا سوى داخل قصور و منازل اخللفاء و العباسي و أما يف العصر

حيث مل يعد ) كقصر األخيضر ، و اجلوسق اخلاقاين ، و بلكوارا ، و قصر اجلص ( األمراء بل أصبح أشبه مبدينة ملكية فيها الباحات القصر العباسي بيتا كبريا كما كان القصر األموي

الواسعة و املالعب و احلدائق و السراديب و بيوت السكن و احلمامات و قاعة العرش و قاعة اإلستقبال، و يتضح لنا مثال آخر للبيت العباسي يف بيوت الفسطاط حيث تعددت فيها

و احتوى الصحن أيضا على الوحدات السكنية، و هلا جناح إضايف جياور الباب له فناء خاص،

و . 104 ، ص 1920 ، طبع في مدينة ليدن المحروسة بمطبعة بريل ، فتوح مصر و أخبارها ابن عبد الحكم ، -1

:انظر . 118 ، ص1988لبنان، - ، دار الكتب العلمية ، بيروتالحاوي للفتاوي السيوطي ، - .91، مرجع سابق ، ص... عبد العزيز لعرج، العمران اإلسالمي- .107 ابن عبد الحكم ، مصدر سابق ، ص -2 .613-611 ، مرجع سابق ، صالريحاوي عبد القادر -1

بركة ماء إضافة إىل ذلك فأننا جند يف بيوت الفسطاط إهتما خاصا باملدخل املنكسر الذي يعطي .190للصحن عزلة كاملة فال شك يف أنه قد تأثر تأثرا كبريا ببيوت املشرق العريب حيث املغرب بالدو أما عن املرتل يف

ذلك التأثري من خالل تأثُر العمارة السكنية املغربية يف استمد شكل ختطيطه منها، و يظهر لنا العصر الرستمي يف مدينة سدراتة اإلباضية اليت كشف عنها عدد من الباحثني األجانب و يف

، ) Harolde Tarry (و هارولد تاري ) Victor Largeot( مقدمتهم فيكتور الرجو يف هذه الفترة، و قد وجدوا نوعني من حفريتهم حتديد شكل املرتل حيث استطاعوا من خالل

املنازل، األول متكون من قاعة واحدة مفتوحة على الفناء، و اآلخر يظهر على شكل قاعات .191مستطيلة كل منها تطل على فناء

( أما عن شكل املنـزل يف الفتـرة احلماديـة فإن اإلكتشافـات اليت قام ـا Golvin (192لقلعة من خالل قصر املنار أثبتت أن املسكن يف هذه الفترة و رشيد بورويبة يف ا

ذو شكل مستطيل ينفتح على فناء وسطي حماط بأروقة أو بدوا، و احلجرات مالصقة للحوائط اخلارجية مما دل على أن املؤثرات املشرقية جاءت واضحة املعامل يف املسكن احلمادي الذي بدى

كقصر ابن مردنيش، حيث أسفرت نتائج باألندلساكن تأثريه واضح املعامل يف بعض املسالبحث األثري و احلفريات يف مدينة الزهراء أن بناء القصور يف هذه املدينة قد اختذ نظامني، األول نظام الدار اليت تقوم حول فراغ مركزي يتمثل يف الصحن و الذي تتوزع حوله مجيع

.193تألف من بالطات أو أروقة متوازية الغرف و القاعات، و الثاين نظام القصر الذي يلزاما علينا أن نعتمد هذه األمثلة اليت عرفها املرتل اإلسالمي من خالل فترات وعليه فإنه كان

تطوره ومقارنتها مع بعض الدراسات حول املرتل املرابطي ال سيما أعمال التنقيب اليت قام ا

، الهيئة المصرية للتأليف والنشر ،المطبعة 1 ، مجلعربية في مصر اإلسالمية عصر الوالةالعمارة افريد شافعي ، -2

.433،ص1970الثقافية ، 1982، المؤتمر العاشر لآلثار في البالد العربية ، وزارة الثقافة الجزائرية ، ) بيوت سدراتة( رشيد بورويبة ،-1

.03-02، ص Golvin.L, Recherches Archeologiques A La Qala Des Bani- 2- Hammad,Maison Nouveel , La Rose , Paris , 1965 , P83 .

قرطبة حاضرة الخالفة في األندلس ، دراسة تاريخية عمرانية أثرية في العصر اإلسالمي سالم، عبد العزيز -3 .1972، دار النهضة العربية ، بيروت ، 2،ج

كن لنا من خالهلا التعرف على مثال للمرتل األثري هنري ترياس يف قصبة مراكش، حيث أماملرابطي الذي مت نسبته لعهد علي بن يوسف بن تاشفني، و يتكون هذا املرتل من ثالث فناءات

و لكن و رغم ،194حتيط ا حجرات واسعة شبيهة بتلك املوجودة بقصر ابن مردنيش يف مرسيةر أكثر تعقيدا إذا ما أردنا ضبط و حتديد ما بقي من منازل مرابطية يف مدينة ندرومة يبقي األم

تاريخ و شكل هذا املسكن يف هذه الفترة، وذلك لقلة الدراسات حوهلا واليت يعتريها الكثري من الغموض، حيث أننا كلما ابتعدنا عنها نزداد جهال حبقيقة املنازل والدور فيها وتبقى احلقيقة

. ملرتل املرابطي ودراسة أقسامه الداخليةنسبية ال مطلقة واليت يصعب من خالهلا تنميط ا و مما يفتح لنا اال للمقارنة أيضا الكالم الذي يذكره احلسن الوزان عن الدار أو املرتل يف

ساحة مكشوفة و احلجرات " ... مدينة فاس حيث يتحدث فيه عن التخطيط املعماري له فيقول ، و ال شك يف أن تكوين هذا 195وحييط بالساحة املكشوفة أروقة ..." قائمة يف كل جوانبها

النمط من املساكن اليت تنسب إىل الفترة املرينية امتدادا لنمط املسكن املرابطي وتطورا لعمارته، وعلى العموم فإن الوصف الكامل للبيت يف املغرب العريب مل يرق إىل الدرجة اليت ميكن من خالهلا

وأحباث متخصصة تغوص يف أعماق هذا امليدان وتفي حباجة الباحثني و تشفي إقامة دراساتغليلهم، على العكس منه فإن املرتل يف املشرق العريب حضي بالعديد من الدراسات اليت كشفت

.احلجاب عن بعض ما تتوق إليه نفس الباحث واملهتم باملرتل العريب عرب التاريخ دينة ندرومة فقد دم منها جزء كبري و خترب، و ذلك بسبب إمهال أما فيما يتعلق بدور م

السلطات املعنية بترميم هذه الدور واحملافظة عليها و بفعل الزمن ومل يبق منها إال أطالل قمنا حنن من خالل املعاينة امليدانية بدراسة مرتلني، حيث أنه مل يكن من السهل القيام ذه الدراسة إال بشّق

و ذلك بسبب احلالة السيئة اليت وجدنا عليها املرتلني ، و سنبدأ بدراسة املرتل الذي ّمسي األنفس .حديثا دار زرهوين

) 07 أنظر الشكل رقم : (مرتل دار زرهوين يقع هذا املرتل يف اجلهة اجلنوبية الشرقية من املدينة وبالضبط يف حي اخلربة و هو يتوسط

ة العهد وهو مستغل من أحد سكان املدينة متخذا منه مسكنا له، إضافة إىل جمموعة مساكن حديث

194 - Marcais G.L’Architecture…, Op- Cit,p :214.

.222 ، ص 1، جمصدر سابق ،حسن الوزان -2

ذلك فإن الطابق العلوي قد دم ومل يبقى إال بعض املعامل كالدرج الصاعد من الطابق األرضي إليه و املرتل عموما يف حالة سيئة آيل إىل السقوط إن مل تتداركه أيادي الترميم حيث يبدو أن

ض لإلمهال يف فترة ما من فترات التاريخ و اليت ال ميكن حتديدها مما أدى إىل دم هذا املرتل تعّر ). 40أنظر الصورة رقم ( و حتوله إىل خربة طابقه العلوي

أما عن الدار فنرّجح أا قد تكون من بني املنازل املرابطية وذلك طبعا باالستناد إىل مواد جندها تبدو بسيطة يف دار زرهوين حيث كانت متكونة من البناء اليت استعملت فيها لذلك

اخلشب واحلجارة بكامل أشكاهلا و مادة الطابية اليت غلبت على جل املباين و املنشآت املرابطية كما هو معروف عن هذه املادة من صالبة و قوة يف التكوين، كما أورد ذلك ابن فضل اهللا

هو أشد من احلجر و ال تعمل فيه اانيق و ال " ... العمري يف كالمه عن الطابية حيث يقول ، هذا عن استعماهلا يف التحصينات العسكرية، أما يف العمارة املدنية فإن الطابية 196..."تؤثر فيه

تعترب مادة عازلة حتافظ على مستويات درجة احلرارة و الرطوبة، حيث كان استعمال املرابطني هلا ري مما هي عليه يف التحصينات العسكرية، ذلك ألننا جند مسك اجلدار يف عمائرهم املدنية أقل بكث

.يف املساكن أقل حجما مما هو عليه يف األسوار هلذا املرتل فإنه اختذ واجهة وحيدة )33أنظر الصورة رقم ( أما من حيث الشكل اخلارجي

و هي خالية من الفتحات اتسمت بالبساطة إذا ما قورنت مبا يف داخل املرتل من عناية و مجال ، .املطلّة على اخلارج و يتوّسطها مدخل يفضي من خالله إىل املرتل و حجراته

) 33أنظر الصورة رقم ( :كتلة املدخل عرضا و ينفذ من خالهلا عرب مدخل م1.37م طوال و 1.93 و هي مربعة تقريبا مقاسها

.منكسر يتصل مباشرة بالصحن من مسات املرتل اإلسالمي فهو حيجبه عن ) 34أنظر الصورة رقم ( ملدخل املنكسر ويعترب ا

، و ذلك وفقا 197الشارع العمومي حبيث تتجه الدار حنو داخلها مديرة ظهرها عن خارجهاللتعاليم و القيم الدينية اليت تقتضي حرمة املرتل وتنقّل ساكنيه يف الداخل بكل حرية و خاصة

املرتل بالنسبة هلا الفضاء الوحيد الذي جتد فيه راحتها، و هذا املدخل جّسد أيضا املرأة اليت يعّد

.116، ص1 العمري ، مصدر سابق ، ج-1 . 99، ص 1992، مطبعة أبو داوود ، الجزائر ، إشكالية العمران و المشروع اإلسالمي إبراهيم بن يوسف، -1

مدى اهتمام الدين و حفاظه على احلرمات و على حرية التنقل داخل املرتل بعيدا عن عيون املاّرة فجاءت مداخل املنازل على شكل هيكل بنائي ملتٍو و منكسر حيتوي على بابني داخلي يفتح

ء الداخلي للمسكن و خارجية يفتح على الزقاق أو الطريق و بني البابني سقيفة أو ممر على الفنا ، 198ايته مها الباب الداخلي و اخلارجي " لـ" على هيأة منكسرة تشبه حرف الالم اإلبتدائي

، و هنا 199و هو ما حيجب سكان املنازل املقابلة إذا خرجوا أو وقفوا باألبواب أو أشرفوا عليهاى الداللة اإلجتماعية و الدور الوظيفي ملثل هذه املداخل يف املدينة اإلسالمية و هي حفظ تتجل

" .ال ضرر و ال ضرار " حرمة اجلريان إنطالقا من القاعدة اّألصولية ) 08أنظر الشكل رقم ( : الفناء

و مساحته و يتوسط املرتل وهو ذو شكل مستطيل تقريبا ممتد من الشرق إىل الغرب، ، و ذه املساحة فهو يقارب مساحة الفناء يف مرتل قصبة مراكش الذي م6.50×م 11.60

و تشرف على الفناء أروقة مل يبق منها م08×م10اكتشفه هنري ترياس حيث قدرت مساحته ، )الثاين ( إال آثار األعمدة اليت كانت حتمل األروقـة املشرفـة على الصحن يف الطابق العلوي

هنا نشري إىل أن صحون منازل ندرومة خالية من بركة املاء أو النافورة اليت جندها يف صحون و .200املنازل باملشرق العريب كما يظهر يف قصر األخيضر العباسي

أما عن أرضية الفناء فهي من احلجارة حيث ال ندري إن كانت أصلية أو استحدثت يف فترات بني أهم العناصر الرئيسية سواء يف العمارة الدينية أو املدنية الحقة، و يعد الفناء الداخلي من

على مر العصور تقريبا، حيث أوجدته الضرورة يف أول عمارة عرفها التاريخ و استمر استعماله يف كافة بقاع العامل بالرغم من اختالف املؤثرات االجتماعية و املناخية و الدينية، فإن وظائفه

لصحية، إذ أنه ميد أقسام البيت بالنور و اهلواء و أشعة الشمس و يلطف من كانت متعددة فمنها ابرودة اجلو شتاء و حرارته صيفا، و يسّهل اإلتصال بني عناصر السكن املختلفة وكانت متارس فيه أوجه النشاط املختلفة مثل الغزل و النسيج و النجارة، كما أنه اتفق و النواحي االقتصادية

.92، مرجع سابق ، ص...إلسالمي عبد العزيز لعرج ، العمران ا -2 : و انظر. 342، ص مرجع سابقمحمد عبد الستار عثمان ، -3 ،1990 ، دارالقلم ،دمشق 1 ، طالفن اإلسالمي إلتزام و ابتداع صالح أحمد الشامي ،-

.324 ص .167 ، مرجع سابق ، صالريحاوي عبد القادر -1

،و مبا 201 يف قدرة اإلنسان العادية تسقيف كافة سطح األرض اليت كان ميلكها حيث أنه مل يكنأن املرابطني انتهجوا منهج الدين يف حكمهم فقد انطبق ذلك أيضا على منشآم املعمارية، فلم

، اليت *يكونوا ليتخلّفوا عن مثل هذا العنصر اهلام يف تكوين املرتل الداخلي و وظائفه املتعددةا الكثري من كتب العمارة وأوضحت قيمتها ودورها يف حفظ حرمة املرتل وتزويده حتدثت عنه

.بالنور واهلواء وأشعة الشمس، وتلطيف اجلو داخل املسكن شتاًء وصيفا حيث يتحول الفناء إىل خزان كبري للهواء البارد يف الليايل الصيفية فيمد البيت بربودته حىت

كس فإنه حيتفظ يف الشتاء بدفء األيام املشمسة ليمد ا غرف ساعات متأخرة من النهار، و بالعالبيت ساعات أخرى بعد غياب الشمس و الصحن مكان التقاء أفراد األسرة و تعاوم و مقر

، و تعّد الدراسة اليت قام ا الدكتور عبد القادر الرحياوي من 202جلسام و اجتماعام اليوميةحتليال لعنصر الصحن الذي اعترب مسة من مسات البيت العريب خري الدراسات و أعمقها وصفا و

. 203األصيل يف املشرق أو املغرب ) 38أنظر الصورة رقم ( :اإلصطبل

م6.70 يوجد اإلصطبل مباشرة على ميني الداخل للمرتل من الباب الرئيسي و مقاساته ( فيه البقايا املتساقطة من السقف م عرضا، وقد دم جزء كبري من سقفه وتراكمت 2 طوال و

، وقد فتحت به فتحات صغرية احلجم تطل على الصحن و يرّجح أا )39أنظر الصورة رقم استعملت لتفقّد الدواب ورمبا إلضاءة اإلصطبل، و ما يفسر لنا قرب اإلصطبل من املدخل الكبري

دواب و بقاياها، و مما للمرتل هو عدم إحلاق األذى بالصحن و السكان عن طريق فضالت ال

، دار الوفاء لوظيفية بالعمائر الدينية المملوآية الباقية بمدينة القاهرة نظرية ا محمد عبد الستار عثمان ، -2

.257،ص 2000اإلسكندرية ،

: أنظر ،عن وظائف الصحن - * ،كتبة الزهراء ، القاهرة، م المدينة اإلسالمية دراسة في نشأة التحضر سعيد ناصف ، -

، 64 – 63 ، ص 1999 ،لجامعيةا دار الراتب ، 2، جالعمارة الخليجية بين األصالة و التجديد محمد عبد العال إبراهيم، - .17 ، ص1987 ،روتبي . 626 ، ص مرجع سابقعبد القادر الريحاوي ، -1، وزارة المؤتمر العاشر لآلثار في البالد العربية، ) البيت في المشرق العربي اإلسالمي( عبد القادر الريحاوي، -2

. 17ص ،1982الجزائرية ، الثقافة

نعتقده ومن خالل الدراسة امليدانية ومعاينة اإلصطبل فإن صغر حجمه يوحي لنا بأن الدواب اليت .كانت ألصحاب املرتل هي نفعية مهيئة لنقل بعض احلاجيات اليت ختص املرتل كاحلطب و غريه

اخليول وما شاها و تأمني و لإلصطبل أمهية بالغة فقد اهتم املسلمون ببنائه و ذلك لرعايةمبيتها نظرا ملا هلذه احليوانات من أمهية يف حيام قبل اإلسالم و بعده، حيث كانت الدور ال ختلوا من هذا العنصر يف املباين فكانت تلحق ا اصطبالت اخليل أو احلمري أو البغال، و هي ذات

و حىت أثناء 204 تنقلهم و محل متاعهماستعمال يعود بفائدة على البيت و يسهل مهام الرجال يف .الغزو

ومن املعروف أن املرابطني أهل البداوة و أصوهلا امتلكوا مثل هذه الدواب وعرفوا قيمتها خاصة و أن فترم التارخيية عاشت الكثري من املعارك و الصراعات و أن جيوشهم تنقلت يف

يه أن يكون املرابطون قد اّتخذوا قسما من أرجاء املغرب و عايشوا هذه األحداث و مما ال شك ف .أقسام منازهلم لرعاية الدواب و حفظها و ذلك لإلعتماد عليها وقت الشدة و أثناء احلروب

ومل تشر الدراسات إىل مثل هذا العنصر و اهتمام املرابطني به رمبا ألن جل العمائر املرابطية ، غري أن املالحظ للبساطة اليت امتاز ا هذا السيما املدنية منها دمت و اندثرت معاملها

اإلصطبل الذي أحلق باملرتل يتجلى له الصواب و يظهر له أن اهلدف منه هو صيانة الدواب و محايتها ملا هلا من أمهية، و أيضا مما يلفت االنتباه هو اخنفاض أرضية اإلصطبل قليال عن باقي

.أقسام املرتل و قربه من املدخل الرئيسي :املرحاض

يوجد يف اجلهة الشمالية من املرتل و قد قّسم إىل جزئني كل منها على حدى، األول عرضا و م1.50م طوال و 2.55م عرضا و الثاين مقاساته 1.17 طوال و م2.55مقاساته

الذي يغلب على الظن هو أن أحدمها خصص لسكان الطابق األرضي و اآلخر لسكان الطابق ) أو املرحاض ( مبا لعائلتني خمتلفتني كل منها سكن طابقا، و مل جند أي أثر للكنيف الثاين أو ر

غري أن القناة اليت تتصل بالكنيف قد كسر جزء منها يف امتدادها حنو املدخل الرئيسي للمرتل

و انظر . 554، ص 1988 ، المطبعة العربية ، بيروت 1، طموسوعة العمارة اإلسالمية عبد الرحيم غالب ، -1: ، ص 1974 ، ، دار المعارف ، مصر2، ط الفن اإلسالمي ، أصوله فلسفته ، مدارسه أبو صالح األلفي ، -

125 .

وهي مشتركة بني املرحاض األول و الثاين وكالمها يتصل ا، وقد عملت هذه القناة حتت .ل تالشي أرضية الصحن و زواهلا كان سببا مباشرا يف دمها و ظهورها للعيان األرض و لع

:الوحدات السكنية تتوزع حول الصحن الوحدات السكنية على جهاته الثالث و هي أربعة غرف، وبني

ل و الغرفة األوىل و الثانية توجد املراحيض اليت سبق ذكرها و هي يف اجلدار اجلنويب للمرتالغرفتان الثالثة و الرابعة فتقعان يف اجلهة الشرقية للمرتل، و قد اختلفت أحجام هذه الغرف، إذ أنه باملقارنة مع غرف املرتل املرابطي املكتشف بقصبة مراكش فإن حجراته أوسع مما هي عليه يف

جند ) 36رة رقم أنظر الصو( ندرومة، و ذلك حبسب الوظيفة اليت أعّدت هلا، ففي الغرفة األوىل و هذه الغرفة رمبا م0.98 عرضا و هي ذات مدخل ذو اتساع 1.95م طوال و 7.50مقاساا

استعملت للضيوف و استقبال الناس و ذلك التساعها و أيضا قرا من املدخل الرئيسي، و هي × م1.20غرفة بسيطة ختلوا من الزخارف و هلا نافذة فتحت على الصحن مباشرة ذات مقاسات

. ، و تعّد هذه الغرفة أكرب حجرات املرتل ووحداته م0.70تفصلهما املراحيض عن بعضها ) 37أنظر الصورة رقم ( وتلي الغرفة األوىل غرفة أخرى

عرضا وهي غرفة بسيطة يكتنف م2.10م طوال و 4.70وهي الغرفة الثانية ذات مقاسات ض أغراض املرتل ورمبا لوضع املالبس و غريها، و مدخلها من الداخل خزانتان استعملت رمبا لبع

وقد تكون هذه احلجرة قد خصصت للنوم أو غرفة عادية ذات م1× م0.55هي ذات مقاييس .وظائف عامة

و باجلدار الشرقي جند الغرفة الثالثة اليت نعتقد أا كانت خمزنا أو غرفة نوم للصغار و ذلك م و هي تعلو خمزنا له نفس املقاييس و نصعد إليها بدرج 2.55× م 2.32ملقاييسها الصغرية

قوامه أربع درجات و هي غرفة بسيطة أيضا أحلقت باملرتل رمبا لتخزين املؤونة و حفظها و يدل .أيضا على ذلك حجم باا الصغري

، و مقاساا أما عن الغرفة الرابعة فهي تقع أيضا يف اجلدار الشرقي و باحملاذاة من الغرفة الثالثةم عرضا، و هي من بني الغرف اليت اتسمت باالتساع و البساطة أيضا و 2.32 طوال و م4.35

م، و نرّجح يف أن تكون هذه الغرفة قد 0.60×م 0.90ا خزانتان متجاورتان مقاساما استعملت كمطبخ للطابق األرضي، و باجلهة الشمالية جند خمزن آخر ذو مقاييس صغرية جدا و

هل الوظيفة اليت أعد هلا إال أننا نظن أنه استعمل كمخزن أو مكان لوضع أسرجة الدواب أو جن .علفها ومؤونتها اخلاصة

، و املالحظ على هذه م3م و2.90 وترتفع غرف هذا املرتل عن مستوى سطح األرضية حبوايل يف وأيضا احلجارة الغرف أن مواد بناءها بسيطة مجعت بني اخلشب وأعمدته املنتظمة يف التسق

بنوعيها الكبرية واملنتظمة، واملعروف أن العمارة املرابطية اعتمدت يف كثري من املباين املدنية على .مثل هذه املواد واليت متتاز بالصالبة و القوة و أيضا مت اعتمادها بشكل كبري يف العمارة املدنية

) 41ظر الصورة رقم أن( و ) 09أنظر الشكل رقم : ( )دار فتوح ( مرتل يقع مرتل دار فتوح يف اجلهة اجلنوبية للمدينة وبالضبط يف اجلهة الغربية للمسجد املرابطي

الكبري مبركز املدينة و وسطها و املرتل يف حالة تدهور مستمرة يوشك أن تقع معظم أجزائه و ات املعنية، و ما يدل على ذلك هو ذلك بفعل تآكل اجلدران و أيضا عدم اإلهتمام من قبل السلط

أو الثاين دون تدخل يذكر، ورغم اخلطورة اليت ) 54أنظر الصورة رقم ( يدم طابقه العلويشكّلها هذا التدهور فإن املرتل مأهول وتقطنه عائلة كان هلا اجلهد الكبري يف مساعدتنا على

لسابق دراسته فإنه من الراجح أن يكون دراسة املرتل، ولإلشارة فإن التشابه الكبري مع املرتل ااملرتلني قد بنيا يف نفس الفترة و ذلك طبعا استنتاجا من خالل مواد البناء املستعملة و أيضا شكل

.املرتل و توزع أقسامه الداخلية غري أن اإلختالف يكمن يف عدم وجود اإلصطبل يف هذا املرتل ) 42أنظر الصورة رقم ( : املدخل

أنظر الصورة ( كما هو معهود يف املنازل اإلسالمية فقد شاع استخدام املدخل املنكسر م نلج من خالله حنو رواق 1.17حيث أن مدخل دار فتوح يبلغ مقاس فتحته ) 43رقم

منكسر يشكل لنا دهليزا حيجب من خالله الفناء عن الشارع و عن أعني املارة و هو يشبه يف نة الشمايل واملسمى باب القصبة، و مدخل املرتل بسيط قد سقّف بأعمدة تصميمه مدخل املدي

اخلشب الذي بدأ يفقد أجزاءه شيئا فشيئا و استعمل يف تغطيته أيضا الطابية، وقد جاءت املداخل املنكسرة يف املنازل املرينية على هذا النمط كما أشار إىل ذلك يف دراسته للمباين املرينية الدكتور

، مما يؤكد أن عناصر املرتل املغريب قدمية يف معاملها، و إن كنا نرّجح أن مرتل 205يز لعرجعبد العز

.389، ص مرجع سابق ،... ، المباني المرينيةعبد العزيز لعرج -1

دار فتوح يعود للفترة املرابطية فإن استمرار مثل هذه التقاليد يف بناء املرتل ما هو إال دليل على . حول هذا التشابه الكبري بني املباين املغربية يف فترات تارخيية خمتلفة و إن قلّت الدراسات

) 44أنظر الصورة رقم ( : الفناء ( و هو يلي املدخل مباشرة و يتوسط املرتل و من حوله توجد الغرف وآثار األعمدة

اليت كانت حتمل ممرات الطابق الثاين والذي دمت كل معامله، وهذا ) 54أنظر الصورة رقم ، و أما عن سطح أرضيته م5.70× م9.60ته الصحن أو الفناء مستطيل الشكل تقريبا مقاسا

فهو بسيط تغطيه احلجارة بأشكاهلا املختلفة و هي متناسقة مع بعضها البعض و أيضا متناسبة وشكل املرتل الذي نال منه الزمن و أثّرت فيه الطبيعة، و ما سبق ذكره عن الوظائف املتعددة

كان الدار و توفري الراحة هلم و حرية تنقّلهم للفناء فإن االهتمام به وببنائه جاء نتيجة حلتمية سداخلها، و من هنا كان البد من الفناء الذي عوجل يف بنائه و كأنه حّيز خللق مناخ مصّغر ميكن

.206التكّيف معه ) 51أنظر الصورة رقم : ( املرحاض

كان من لقد تغري موقع املرحاض يف هذا املرتل وذلك حسب مساحة املرتل، فبذلكالضرورة جعله بالقرب من املدخل العام للمرتل و هو يقع باجلهة الغربية منه، و هنا جاء املرحاض غرفة واحدة ومل يقّسم و ذلك رمبا ألن سكان املرتل كانوا من عائلة واحدة اشتركت

رة ، ومل جند أي أثر للكنيف، غري أنه أضيف آخر يف الفتم1.56× م 2.40فيه، و مقاساته هي .احلديثة و مل تظهر لنا قنوات املرحاض و ال شك يف أا غطّيت حتت سطح أرضية املرتل

: الوحدات السكنية أو احلجرات

و تتوزع غرف مرتل دار فتوح حول الفناء من اجلهات األربع، و هي ستة غرف و الذي حلّت حمله غرفتني ازدياد عدد الغرف يف هذا املرتل هو بسبب عدم وجود اإلصطبل و

اختلف توزيعهما يف املرتل و مساحتهما أيضا، و على هذا فإن املرتل تغري شكله و توزيع وحداته .السكنية عن مرتل دار زرهوين، إال أنه ال خيتلف حجم غرفه و مساحتها كثريا عن هذا األخري

.71 ص، 1992عات الجامعية، الجزائر، ديوان المطبونظريات العمارة،رئيف مهنى، -1

.113 ص، سابقع، مرجزآي محمد حسن -: و انظر

تخذة بذلك الزاوية من هذه اجلهة جزًء وبدًء فإن الغرفة األوىل يف املرتل تقع يف اجلهة الغربية ممنها، أي أن مساحة الغرفة أخذت إحدى أركان املرتل و ذلك من اجلهة الغربية و هي حماذية

م، و أما عن مساحتها 0.70للمرحاض و تطل على الفناء مبدخل بسيط ذو فتحة ذات مقياس ة لبعض أغراض ، حيث نعتقد أا كانت خمصصم1.57× م2.40فهي ذات مقاييس صغرية

.املرتل و لوازم السكان أو أا كانت تستعمل حلفظ املؤونة و غريها من احلاجيات املرتلية أما عن الغرف الثانية و الثالثة فإا اختذت شكل غرفة داخل غرفة يعين أن الداخل إىل الغرفة

ما ضّمتا إىل بعضهما البعض الثالثة البد وأن مير مبدخل الغرفة الثانية وهاتان الغرفتان نظن ألتقارب مقاسات كل واحدة منهما و أيضا شكل كل واحدة منها، فمقاسات الغرفة الثانية هي

م، و الراجح هو أن هاتان 1.94× م2.20م و مقاسات الغرفة الثالثة هي 1.44× م2.40وم للصبيان و الغرفتان كانتا تشكالن غرفة واحدة من حيث الوظيفة و املعتقد أا كانت غرفة ن

و تسقيف هذه الغرفة من األعمدة م 0.75مدخل هاتان الغرفتان بسيط ذو فتحة ذات مقاس .اخلشبية دم منها جزء كبري و تآكل

و اليت تعترب من ) 48أنظر الصورة رقم ( مث تلي هذه الغرفة يف اجلهة اجلنوبية الغرفة الثالثة ع الغرف و هي ذات مدخل بسيط ذو اتساع م من بني أوس1.93× م 4.16حيث مقاساا

× م 1.05، وهي خالية من أي عناصر زخرفية غري أا حتتوي على نافذة مقاساا م0.90

، ال شك يف أا استعملت يف وية الغرفة و أيضا الزيادة يف إضاءا و هي تطل على م0.60لضيوف و زوار املرتل من األقارب الفناء و الذي يترّجح عندنا هو أن الغرفة استعملت الستقبال ا

.و اجلريان و اليت تقع يف ) 47أنظر الصورة رقم ( وأما عن الغرفة اليت تلي هذه الغرفة فهي الغرفةالرابعة

م و هي من بني أوسع الغرف يف املرتل 2.47× م4.20نفس اجلهة اجلنوبية للمرتل و مقاساا م و تسقيفها بنفس كيفية تسقيف باقي الغرف و 0.98أيضا ، ذات مدخل بسيط إتساع فتحته

يعتقد أن هذه الغرف استعملت كمطبخ للمرتل و هي بسيطة خالية من الزخارف أو أي نوافذ تطل على الصحن مما يبقي على شك الباحث أا كانت مطبخا للعائلة يف الطابق األرضي إال أننا

ة بناء املرتل و رمبا إتالف مثل هذه العناصر و مل جند أي معلم من معامل املطبخ و ذلك لقدم فتر

استحداث عناصر أخرى يف هذه الفترة املعاصرة، بدليل أن العائلة اليت تقطن املرتل حاليا غّيرت .وجه كثري من أقسام املرتل

اجلهة الشرقية للمرتل و هي ذات ) 46أنظر الصورة رقم ( و قد احتلت الغرفة اخلامسة و هي أوسع الغرف م2.16×م6.02 و مقاسات هذه الغرفة هي م0.95ع مدخل ذو اتسا

، و يرّجح أن هذه الغرفة م0.85×م1.27مساحة و ا نافذة على ميني املدخل مقاساا استعملت لبعض وظائف املرتل أو غرفة أخرى خمصصة للضيوف و الجتماع العائلة، و إذا ما

ضاءة فإا اشتملت على نوافذ وعلى مساحات قورنت غرف هذا املرتل من حيث احلجم و اإل . واسعة متكن من القيام بوظائف املرتل على أحسن الوجه

و ) 45أنظر الصورة رقم ( و يف اجلهة الشمالية جند الغرفة األخرية و هي الغرفة السادسة ، و قد احتلت هذه الغرفة هذه اجلهة وحدها و ا مدخل بسيط م1.47×م5.85مقاساا

م و ا من الداخل خزانة استعملت رمبا للمالبس أو أغراض املرتل اخلاصة و 1.00ع فتحته اتسام، وسقف هذه الغرفة مشكّل من أعمدة احلطب و الكلس و مادة 0.45×م0.40مقاساا

الطابية وعلى العموم فإن الغالب على الظن أن هذه الغرفة استعملت لنوم بعض األفراد و سبب اليت رّجحناها للنوم هو رمبا لكثرة عدد أفراد سكان هذا الطابق أو اشتراك كثرة عدد الغرف

عائلتني يف آن واحد، ومل جند أثر للمخزن كما أن ارتفاع هذه الغرف عن مستوى أرضية املرتل أنظر الصورة ( ، أي أنه أقرب من ارتفاع مرتل دار زرهوين، و تسقيف املرتلم2.90ال يزيد عن

ا قورن بتسقيف مرتل دار زرهوين فإنه استعملت نفس املواد يف بنائه أال و هي إذا م) 50رقم .أعمدة اخلشب و الكلس و الطابية

) 52أنظر الصورة رقم ( : البئر و يوجد البئر يف اجلدار الشمايل للمرتل و بالضبط أسفل الدرج الصاعد إىل الطابق الثاين و

. اعتمد يف بنائه على احلجارة م1.15قاس فتحته أو قطره مياهه جارية إىل يومنا هذا و م ومل تشر املصادر التارخيية يف نصوصها حول طريقة بناء اآلبار يف الفترة املرابطية و ال عن كيفية بنائها، و كل ما ميكن قوله أن اختاذ البئر يف املنازل ما هو إال دليل على وفرة املياه يف

املتخصصني يف مثل هذه املهن، و على العكس فإن البئر استبدل أو تغري يف املنطقة و أيضا وجود

، مما زاد يف مجالية املرتل و 207املنازل املشرقية فاستعملت بدال منه النافورة اليت تتوسط الفناءروعته، و مهما يكن فإن للبئر وظائف ال ميكن االستغناء عنها، فمنها الغسيل و أيضا توفري املياه

الدواب و غريها من الوظائف املتعلقة بنظافة املرتل، و هذا البئر يف شكله و تكويناته لشرب البنائية يشبه كثريا بئر ضريح سيدي أيب مدين الذي نعتقد أنه تقليدا له حبكم أن العمارة املرينية

رتل و أقسامه ليست بالبعيدة فترا عن فترة العمارة املرابطية اليت اقتبست منها الكثري السيما امل .الداخلية

و مهما يكن فإن الدارس ملثل هذه املنازل و اليت نرّجح أا تكون من بني املنازل اليت أنشأها املرابطون يف مدينة ندرومة، و يستنتج أنه لبساطتها و قلة تكاليف بنائها و أيضا طريقتها

ابطية حبكم أن هذه األخرية مل تنل نصيبها من العناية البدائية يف البناء أا من بني العمائر املدنية املر أهلها م، فمدينة فاس مثال استخد208يف عصر املرابطني إذ كانوا أهل بساطة و تقشف و حروب

احلجر و اآلجر و الكلس يف منازهلم مع أسقف خشبية، وكان الطابع العام يف تنظيم البيت باب الدهليز إىل صحن البيت الذي حتيط به الغرف، يؤدي إىل دهليز يتناسب مع حجم البيت ومن

وعادة ما يكون تكوين هذه املنازل من طابق أو طابقني وإذا كانت الدار كبرية فقد يكون هلا .209أمام الغرف أروقة تدفع عنها حر الشمس ومطر الشتاء

عمائر الدينية و وتبقى الدراسات حول املنازل املغربية القدمية ناقصة إذا ما قورنت بغريها من الالعسكرية اليت نالت قسطا وافرا من الدراسة ولعل من أبرز عوائق البحث يف العمارة املدنية هو نقص النصوص التارخيية و انعدامها وأيضا نقص املباين اليت تعرضت لعوامل التغيري مما جيعل نسبة

والتعليق عليها باألمثلة الدراسة فيها و االستنتاجات حمدودة البد من تعميق االستدالل فيها .الصرحية من الواقع واملعامل األثرية هلذه العمارة

و هكذا و من خالل ما سبقت دراسته نكون قد شخصنا من حيث التخطيط و التركيب صورة املرتل املرابطي و الذي سار على منطية معمارية مرتبطة بطبيعة املناخ و بنسق ديين أخالقي

.17 ص مرجع سابق، ، ...، المؤتمر العاشرعبد القادر الريحاوي -1 .113، ص مرجع سابق زآي محمد حسن زآي ، -2 .95، ص ،مرجع سابقحسيبة عبدوني -1

سرة و احترام اتمع ملثل هذا التكوين االجتماعي يف حركته و عالقات حافظ على وحدة األ . أفراده بعضهم ببعض

)املرابطي ( احلمام البايل

: نبذة تارخيية عن احلماماتسالمية، و ذلك ليس جاءت عمارة احلمامات يف فترات مبكرة من تاريخ احلضارة اإل لقد

ألا مظهر حضارة و ترف فحسب، بل ألن ضرورة الدين اإلسالمي أوجبت الطهارة و اإلغتسال على كل مسلم، فأحلقت احلمامات يف البداية باألبنية السكنية خاصة القصور منذ

)م725/هـ107(، و محام الصرخ )م712/هـ93(العصر األموي مثلما كان يف قصري عمرة ببادية الشام، مث مت إنشاء احلمامات العامة بعد ذلك يف ) م 744/هـ127( ربة املفجر و قصر خ

بنفس التكوين حيث احتفظت هذه احلمامات العربية املبكرة ، أرجاء املدن اإلسالمية املتعددةاملعماري الذي عرفته احلمـامـات اليونانيـة و الرومانيـة دون تغييـر يذكر، و اشتملت

، و طريقة إتصال هذه الوحدات بعضها *)الباردة و الدافئة و الساخنة ( الثالث على الغرفببعض لكن شكلها خضع للتقاليد اإلسالمية اجلديدة اليت ظهرت يف محامات القصور األموية

.210املشار إليها سابقا أهم املراكز فال شك يف أن احلمام قد اعترب من بني حماماتلاألمهية اإلجتماعية ل و أما عن

احلساسة يف املدينة اإلسالمية، إذ أن دوره فيها خيتلف متاما عن دوره يف املدينة اليونانية و الرومانية، حيث كانت هذه األبنية يف هذين العصرين منتدى لنخبة اتمع من ذوي السلطان و

يف املدينة اإلسالمية، األغنياء، جيتمعون فيها للتسلية و املتعة و اللهو، بينما هي لعامة الناس يدخلون إليها للنظافة و التطهر نظرا للوازع الديين الذي يأمر به الدين و حيث عليه، و هذا الذي

. 211مل يكن من أساسيات احلمام قبل اإلسالم و يعترب احلمام من بني أهم املنشآت املدنية يف املدينة اإلسالمية و ذلك ملا يقدمه من خدمة

ا يوفره من راحة لعامة سكان املدينة، حيث كثر إنشاء مثل هذه املنشآت حلاجيات لسكاا و موظيفية مرتبطة بدعوة اإلسالم للنظافة و التطهر و عدم قدرة العامة على تضمني منازهلم محامات

-.In ) Hammam (.Et D’Autres, D .Evan, E.C. WorthBos:عن تعاريف الغرف الثالث أنظر -*

Encyclopédie De L’Islam…, Op-Cit,T3,P 143-144. .85-84عاصم محمد رزق ، ص -1. .86 مرجع سابق، ص عاصم محمد رزق ، -1

خاصة وبرغبة القادرين على إنشاء هذه احلمامات العامة الستثمار أمواهلم يف إنشائها ملا تدره من .212 وفري لشدة الطلب عليهاربح

و أما عن احلمام املرابطي بندرومة فإن املصادر التارخيية مل تشر إليه، كما أنه مل يرد ذكره يف كتب املؤرخني و الرحالة، الذين وصفوا املدينة أو مروا باملنطقة، فاملعاصرون للفترة املرابطية مل

يف حديثه عن وصف املدينة، كما مل يذكره اإلدريسي يذكروا شيئا عنه فاليعقويب مل يتكلم عنهيف وصفه أيضا، و لكن رغم هذا فإنه يترّجح لدينا أن احلمام يعود للفترة املرابطية ويدخل ضمن املنشآت اليت قام املرابطون ببنائها وتشييدها، ويأيت مكّمال للجامع الكبري الذي يفصله عنه

اليت ال تقضى الصالة إال ا، وال تؤدى فريضتها إال الشارع ، وهو من مستلزمات الطهارة .باالغتسال اليت بين احلمام من أجلها

هو املَسخن من الفعل محى مبعىن سخن، وقد اتفق يف التعريف اللغوي للحمام لغة واحلمام ، 213ابن منظور يف لسان العرب، و املقريزي يف اخلطط أنه احلميم و احلميم، هو املاء احلار

.ويتوافق هذا مع حرارة احلمام الفعلية و سخونة مائه و تأثريها يف جسم املستحم من تصببه عرقا يف املغرب األوسط و مدى تأثره ا فيتبني لنا من احلمامات السابقة حلمام ندرومةو أما عن

، خالل ما ذكره البكري أن عددا كبريا من احلمامات كان متواجدا يف مدن املغرب و قراهفأرشقون مثال بتلمسان كان يتواجد ا محامان، و أما مدينة جراوة كان ا مخس محامات، و بسبتة فعدد احلمامات ا ال يتجاوز الثالثة، أما تيهرت فقد كان يتواجد ا اثين عشرة محاما، و

214 عشرون محاما م11/هـ05يف مدينة فاس فقد كان عدد احلمامات ا يف القرن قد كثرت احلمامات و تعددت يف املدن اإلسالمية و أصبحت إحدى الظواهر البارزة يف و ل

اتمع اإلسالمي فاحلمام حيتل املرتبة الثانية مكانة بعد الدار حيث كانت عادة االستحمام من

.246 ، ص مرجع سابق ، ...المدينة اإلسالمية محمد عبد الستار عثمان ، -2قدم له عبد اهللا العاليلي و أعاد ، 1ج المحيط،لسان العربإبن منظور، -: عن التعاريف المختلفة للحمام أنظر-1

ص ،1988لبنان، - لسان العرب، بيروتدار-بناءه على الحرف األول من الكلمة يوسف خياط، دتر الجيل بيروت712 .

. 431 ، ص 2، ج ... الخطط المقريزي، - ، مؤسسة 1ج ، 6مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة ، ط: تح ، المحيط قاموس فيروز آبادي ، -

.1097 ، ص1998الرسالة ، بيروت ، . 197،ص 998، مكتبة لبنان ناشرون، بيروت، محيط المحيطالمعلم بطرس البستاني، -

.142-115-103-77-68 البكري ، مصدر سابق ، ص-2

العادات املتأصلة بعمق يف اإلسالم للطهارة والنظافة و دليل ذلك أنه ما كادت مشس اإلسالم .215ن األندلس حىت بطلت عادة االستحمام يف البالد اليت أصاا االستردادتغرب ع

ومما جيعلنا نرجح أن احلمام بين خالل املرحلة املرابطية هو تشابه نظامه املعماري و ختطيطه بنظام و ختطيط احلمامات املغربية، اليت مل خيرج نظام ختطيطها عن محامي مدينة الزهراء و قلعة

، الذي أصبح فيما بعد النسق املتبع و النظام املطبق يف احلمامات املرابطية و املوحدية، إال بين محادأنه و من خالل الدراسة اليت قام ا أندي بازانا و اليت جاء موضوعها حول دور و منازل شرق

و اليت األندلس يف العصر اإلسالمي ، و اليت أشار إليها األستاذ عبد العزيز لعرج يف أطروحته، توحي بأن نظام محام ندرومة له نفس التقسيمات اليت احتوت عليها محامات القرى اليت أشار إليها بازانا، أي البيت البارد و البيت الدافئ و البيت الساخن الذي يتصل به نظام التسخني، و

ريا بقدر ما بربط الصلة بني محامات القرى و املدن احلضارية الكربى، فإن اإلختالف ال يبدو كب الذي تكاد ختلوا منه محامات القرى و الزخرفيبدو متناسقا يتمم بعضه بعضا ، ما عدا الثراء

.216األرياف كما أن قرب محام ندرومة من املسجد الكبري املرابطي قد يصلح دليال ألن نقول بأنه قد

جبوار املساجد واملساجد أنشأ معه يف نفس الفترة، ألن احلمامات العامة كانت تتخذ أماكنها، لقوله تبارك 217اجلامعة سواء يف وسط املدينة أو أحيائها السكنية، الرتباطها بالطهارة والنظافة

يا بين آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا وال تسرفوا إنه ال حيب " و تعاىل .218"املسرفني

عبد العزيز لعرج يف أطروحته، نقال عن وعن ختطيط احلمام املرابطي فقد أشار الدكتور ميشال ترياس إىل محام زاغورة املرابطي الذي نشر خمططا له يتضح من خالله أنه يتكون مثل احلمامات القدمية من قاعة خللع املالبس ومالحق هلا وثالث قاعات هي الباردة والدافئة واحلارة و

ة احلمام إىل الفترة املرابطية من خالل وهذه األدلة تساعدنا يف ترجيح ونسب219فرن التسخني .أقسامه املعمارية اليت تشبه كثريا محام زاغورة الذي أشار إليه الدكتور عبد العزيز لعرج

.22 ص ،، مرجع سابق ... تخطيط مدينة اإلسكندريةعبد العزيز سالم، -3 .448-447، مرجع سابق ، ص ...لعرج ، المباني المرينية عبد العزيز -1 .106-102 ، ص مرجع سابقا ألسيف تنيكي -2 .31سورة األعراف، آية -3 .448 ، ص سابق رجعم ،...المباني المرينية عبد العزيز لعرج ، -4

) 10أنظر الشكل رقم ( :الدراسة الوصفية حلمام البايل يشرف على طريق يقع احلمام البايل باجلهة اجلنوبية املقابلة للمسجد اجلامع، وكالمها

واسع وقد تعرض احلمام البايل لعدة إصالحات وترميمات أتت على بنيته األصلية ومجاليته اليت أنشأ عليها حيث تغّير شكله العام ومنطه وطرازه املعماري وجوهر ختطيطه، وحيتوي احلمام

:عموما على أربع قاعات هي على التوايل FRIGIDARIUM- القاعة الباردة أو قاعة االستراحة .1 القاعة TEPIDARIUM-القاعة الدافئة .2

CALDARIUM -الساخنة أو احلارة الفرن أو الفرناق .3

ا وقد توزعت هذه القاعات على خمطط بنائي اختذ شكال شبه مستطيل صغري احلجم إذا مقورن بباقي احلمامات خاصة محام قصر املنار بقلعة بين محاد، و هو ميتد من الشمال إىل اجلنوب،

مما يؤهله ألن يتسع لعدد كبري من الزبائن سواء من سكان 2م162واحلمام يتربع على مساحة عرضه املدينة أو من خارجها، وهو بذلك حيتل مكانا استراتيجيا يف املدينة مما ساعد على عدم ت

للتخريب وحفاظه على أجزائه وعناصره املعمارية اليت نقوم اآلن بدراستها، وأيضا مما يبني أمهية احلمام هو اهتمام السلطات املعنية بترميمه وتصنيفه ضمن املعامل األثرية و املنشآت اهلامة يف

.املدينة : الوصف العام ألقسام احلمام

:املظهر اخلارجي للحمامحيث ميتد من ) 55أنظر الصورة رقم ( ملظهر اخلارجي للحمام ذو شكل مستطيلو ايبد

اجلهة اجلنوبية إىل اجلهة الشمالية و يفصله عن املسجد اجلامع بندرومة شارع التربيعة حيث تقابل كتلة مدخله اجلدار اجلنويب للمسجد و قد تعرض احلمام إىل عملية ترميم حديثة مست مجيع

ثر على بنيته األصلية كما يبدو ذلك واضحا من خالل املادة اليت استعملت يف أقسامه مما أتغطيت جدرانه من اخلارج و الداخل على حد سواء و املتمثلة يف املالط، و أيضا السقف الذي

يعلو كتلة املدخل و تغطي احلمام أقبية نصف أسطوانية ا عيون زجاجية استعملت اإلضاءة مع ، و )55أنظر الصورة رقم ( الدافئة و جند أيضا ثالثة مداخن خمصصة للدخان قبة تتوسط الغرفة

:ميكن تقسيم احلمام إىل ثالثة أقسام هي كاآليت اليت تواجه ) 56أنظر الصورة رقم ( ويتمثل هذا القسم يف كتلة املدخل : القسم األول

اردة أو غرفة االستراحة وتبلغ تقريبا يؤدي مباشرة إىل الغرفة البم1.10اجلامع ويبلغ عرضه أي أا مائلة إىل اإلستطالة و هي خمصصة للراحة واإلسترخاء أو م6.79×م 7.70مقاساا

كما يسمى بيت اإلستراحة و الذي يظهر لنا يف احلمام امللكي بقصر احلمراء يف أحسن صورة ) 58أنظر الصورة رقم ( ر،ويفصلها إىل جزئني جمموعة من العقود احلدوية القليلة اإلنكسا220

ومها أصليان يف احلمام *اليت شاع استعماهلا يف العمائر املرابطية حيملها عمودان من مادة الرخام ) .57أنظر الصورة رقم ( و أبداا مستديرة

وقد غطّيت هذه الغرفة بقبو نصف أسطواين حيتوي على فتحات لإلضاءة أو عيون ثل هذه األقبية يف احلمام الذي مت العثور عليه من خالل احلفريات ، وقد استعملت م221زجاجية

، وتساعد هذه الفتحات على دخول النور 222اليت متت يف مدينة قرطبة بالقرب من اجلامع الكبريوخيلوا هذا القبو من أي مظهر زخريف وقد أحلق ذه القاعة مرحاض يقع على ميني باب

.الدخولويتمثل هذا القسم يف القاعة الدافئة اليت تتصل بالغرفة ) 11شكل رقم أنظر ال( :القسم الثاين

و ذلك يف منتصف الضلع الغريب ) 59أنظر الصورة رقم ( م 0.76الباردة بباب عرضه حوايل و تعترب هذه الغرفة م7.28×م6.33للقاعة الباردة أما القاعة الباردة فهي مربعة الشكل تقريبا

الذي يصادف املستحمني مباشرة بعد خروجهم من الغرفة تنفس املا تعترب أكثر اتساعا و ذلك ألتتوسطها قبة وجدت ) 61أنظر الصورة رقم ( تغطيها أربعة أقبية نصف أسطوانية حيث الساخنة

حتمل عقود ) 60أنظر الصورة رقم ( ا عيون زجاجية لإلضاءة حتمل هذه القبة أربعـة أعمدة

.150 عبد العزيز الدوالتلي ، مرجع سابق ، ص-1 :االتها أنظر عن تعريف هذه المادة و استعم - * .189 مانويل جوميث مورينو، مرجع سابق ص - .122 دار المعارف، بيروت ، ص اإلسالم،ن فنوفريد شافعي، -2 .26 ص،، مرجع سابق ... ، قرطبة حاضرةعبد العزيز سالم -3

ه األعمدة مستديرة وهي من الرخام األبيض وتعترب هذه األعمدة حدوية متقاطعة، و أبدان هذ ).61-55أنظر الصورة رقم ( أصلية مل يستغىن عنها يف الترميم

وتوجد ذه القاعة أربعة مصطبات لإلستراحة وهي حتيط بالقاعة من ثالث جهات قد تحمني، ويف جنوب القاعة زودت جدران هذه القاعة حبنايا لوضع املالبس واملناشف ولوازم املس

. يصل ما بني القاعة الدافئة واحلارةم0.80الدافئة يفتح باب صغري عرضه ويتمثل هذا القسم يف الغرفة احلارة والفرنق ) 13-12أنظر الشكل رقم ( : القسم الثالث

أو الفرن والغرفة احلارة مستطيلة الشكل تقريبا وهي حتتوي على غرفة جانبية مقاساا ، و الغرفة م3.71×م5.79، إضافة إىل ذلك فإن مقاسات الغرفة الساخنة هي م1.98×م4.14عادة ما كانت تعترب خلوة أو غرفة منفردة ختصص للشخصيات ) 59أنظر الصورة رقم ( اجلانبية

املتميزة يف اتمع ويستخدمها العرسان والعرائس عند زفافهم، وقد أشار إىل ذلك احلسن الوزان .223يف كتابه

واآلخر للماء الساخن ) 62أنظر الصورة رقم ( ويوجد بالغرفة حوضني أحدمها للماء البارد تغرف منها املياه، و هذه الغرفة م1.81طول ضلع كل واحد منهما ) 64أنظر الصورة رقم (

الساخنة احتوت على مصطبات حجرية جللوس املستحمني وتنظيف أجسامهم، وقد خصص يتقاضى على ذلك أجرا، ويغطي هذه الغرفة قوم مبسدهم وتنظيف أجسامهم وخلدمتهم طياب ي

. قبو نصف أسطواين به عيون زجاجية لإلضاءة وزيادة النور أما عن اجلزء الثاين من القسم الثالث فهو الفرنق الذي يعترب جزء هاما من احلمام و ذلك

يد احلمام باملاء الساخن، ويقع يف اجلزء اجلنويب بالنظر إىل أمهية الوظيفة اليت يؤديها من حيث تزو، و يغطي م2.43×م 7.40من احلمام وهو ذو حجرة مستقلة عن باقي القاعات و مقاساا

خارج احلمام و هو ) 65أنظر الصورة رقم ( هذه القاعة قبو نصف اسطواين و هلا مدخل خاص درجة لنصل إىل اجلزء الثاين من 13 وذو عقد حدوي صغري ونرتل للفرن بـ م1.03ذو اتساع

) 68أنظر الصورة رقم ( ، الذي يعلوه القدر)66أنظر الصورة رقم ( احلجرة حيث يوجد املوقد اخلاص باملاء، و يتم عرب أنبوب ممتد من البئر تزويده باملاء ليسخن بعد ذلك و يزود الفرن

ت أرضية احلمام، و هذا ما استعمل القاعات الساخنة بالبخار واحلرارة عرب قنوات فخارية متتد حت

.226 ص مصدر سابق ،حسن الوزان، -1

، و 224أيضا يف محام قصر املنار بقلعة بين محاد و يف محام قصر منية مبدينة الزهراء باألندلس .استعملت هذه القنوات لتزويد قاعات احلمام باهلواء الساخن

ويزود املوقد بفضالت النجارة واحلطب و هي خمزنة يف حجرة الفرن، ويف منتصف قبو هذه وملساعدة الفرن يف إضرام ناره ) 68أنظر الصورة رقم ( احلجرة أحدث ثقب لتهوية القاعة

.وعدم بقاء الدخان املتصاعد من املوقد يف القاعةميكن لنا مالحظة أوجه حبمام بقصر املنار بقلعة بين محاد و مبقارنة محام مدينة ندرومة

عات الثالث و من خالل العناصر األساسية املكونة هلما، التشابه و املقاربة بينهما، من خالل القاانطالقا من كتلة املدخل اليت جندها يف محام ندرومة تفضي مباشرة إىل القاعة الباردة على العكس مما هو يف محام القلعة فإن املدخل فيه يفضي إىل قاعة املالبس أوال مث القاعات الثالثة و أيضا

و القاعات فقد جاءت متشاة، و ذلك من خالل أروقة مير من طريقة تسخني أرضية احلمام .خالهلا اهلواء الساخن، و ال غرابة يف أن يكون هذا النظام املعماري هو السائد يف تلك الفترة

ن محامات األندلس تتجلى لنا صورا يف محام مدينة الزهراء و بالضبط يف قصر منية و أما عة الفين و املعماري، حيث جاءت مشاة باحلمامات األموية الذي سار على نفس طراز قرطب

باملشرق، فهي متكونة من قاعة أوىل مغطاة بقبو متقاطع تليها قاعتان غطيت كل منهما بقبو نصف أسطواين، ختترقها فتحات لإلضاءة، و يقابل القاعة احلارة املوقد أو غرفة التسخني، و ميتد

، و من خالل ما سبق ذكره ميكن القول أن محام 225ر البخارعرب أرضيتها أنابيب فخارية ملروندرومة و غريه من احلمامات املغربية جاء نظام ختطيطها متأثرا مبثيالا يف املشرق و املغرب و األندلس، حيث أن هذه احلمامات املبكرة يف اإلسالم بنيت يف غالبها على أنقاض محامات قدمية

، و يندرج احلمام 226الرومانية و احلمامات املصرية القدمية والفارسيةترجع إىل الفترات اإلغريقية البايل ملدينة ندرومة ضمن احلمامات العامة اليت تقع وسط املدينة بالقرب من اجلامع الكبري ليقصدها عامة الناس وعابري السبيل و الغرباء وقد خصص هذا احلمام للرجال فقط وال ندري

. أو منذ نشأتهإن كان ذلك يف فترة حديثة

.200 مانويل جوميث مورينو ، مرجع سابق ص-1 :و انظر . 200مانويل جوميث مورينو ، مرجع سابق ص -1 .446، ص مرجع سابق ، ...المباني المرينية عبد العزيز لعرج، - .442، ص مرجع سابق ، ...المباني المرينية عبد العزيز لعرج، -1

وكان احلمام هو املكان الذي يستشعر فيه املرء ببهجة احلياة فيولد يف نفسه إحساسا بالراحة و حيدث فيها شعورا بانتعاش بدين و روحي وأيضا الشعور النفسي الذي حيدثه خبار املاء وما

نشيط اجلسم ، فضال عن ذلك الفوائد الصحية و العالجية من نظافة و ت227يتبعه من تدليكوعالج األمراض العابرة كأمراض املفاصل وقد أحلق باحلمام من يقوم خبدمة الزبائن وغالبا ما يتكّونون من صاحب احلمام أو نائب له وعمله حتصيل األجرة من زبائن احلمام و مراقبة العمل

" ني باسم فيه، ومسؤول آخر عن أغراض الزبائن ومالبسهم، وأيضا جمموعة من العمال املعروفوهؤالء مهمتهم داخل الغرفة الساخنة ويقوم صاحب احلمام على تزويد " املّساد" أو " الطّياب

.الفرن باحلطب وتفقّده وذلك لتسخني احلمام ومراقبة درجة حرارته 6 قبل القرن ة أما من الناحية املعمارية فإن املعلومات تنقصنا عن احلمامات املغربية األندلسي

هـ 6-هـ5ق والدراسات قليلة حول اجلانب املعماري هلا ورغم هذا فإن محامات م12/ هـ

اليت ،228 قليلة يف املغرب فإن نظمها املعمارية تشبه احلمامات األندلسية واملشرقيةم12-م11/كانت وال شك سائدة يف محامات املدن املغربية وقراها ، فمدينة فاس كان عدد محاماا يف

.229عشرين محاما م11/هـ5القرن ومحام مدينة ندرومة إذا ما قورن حبمام الصباغني الذي ينسب إىل محامات القرن اخلامس اهلجري يشاه إىل حد كبري، وذلك من حيث تغطية احلمام باألقبية النصف أسطوانية، وقبة مثانية

مة فهي تتوسط الغرفة األضالع جندها يف محام الصباغني تتوسط الغرفة الباردة أما يف محام ندروالدافئة و من أوجه التشابه بينها أيضا تلك الثقوب اليت تزود القاعة الساخنة حبرارة املوقد، إال أن اإلختالف بني هذين احلمامني يكمن يف أن محام الصباغني خيلو من الغرفة الدافئة واليت جندها يف

. 230محام ندرومة

. 23 ص ،، مرجع سابق ... تخطيط مدينة اإلسكندرية عبد العزيز سالم ، -2 .477 ، ص مرجع سابق ،... المباني المرينية العزيز لعرج ،عبد -3 .142، ص مصدر سابقالبكري، -4

: عن هذه المقارنة أنظر-230Manuel D’Art Musulman..., Op-Cit, P334-338 - Marcais G.

.449، مرجع سابق ، ص... عبد العزيز لعرج ، المباني المرينية - ، دراسة أثرية الحمامات الجزائرية من العصر اإلسالمي إلى نهاية العهد العثماني عربية سليمة موساوي ، -

.84-83، ص 1991-1990معمارية ، ماجستير في علم اآلثار ، جامعة الجزائر ،

نه أصبح من مستلزمات املدينة اإلسالمية حبيث حافظ على ونظرا لفوائد احلمام املتعددة فإنظامه املعماري القدمي بأقسامه وأجزائه جمسدا بذلك أمهية العمارة املدنية يف املدينة وأيضا مدى

.أمهية االعتناء ا لتلبية احتياجات اتمع يف خمتلف امليادينامتداد لسابقتها من العمائر األموية يف املشرق وهكذا فإن العمارة املدنية املرابطية ما هي إال

ونظرياا يف األندلس كما بينا ذلك وحىت وإن اختلفت فتراا التارخيية فإن تقسيماا وعناصرها املعمارية شكلت قامسا مشتركا بينها حىت ولو تباينت املسافات واختلفت اللهجات، ويوضح

لصور املعمارية للمباين املرابطية ولو بصفة تقريبية ذلك الدراسة الوصفية السابقة اليت بينت امعتمدة يف ذلك على الترجيح واالستنتاج واملقارنة بينها وبني نظرياا يف املشرق أو يف املغرب

.واألندلس

:اخلامتةابطية يف املدينة خامتة حبثنا هذا و من خالل فصول الدراسة و معاينة أهم املنشآت املرو يف

و حالتها تبني لنا من خالل دراستها الوصفية اليت حددنا من خالهلا خمططاا و نظامها املعماري :الذي جاء مبينا يف الدراسة التحليلية و عليه فقد تبني من خالل حبثنا هذا ما يلي

ة املدينة بالنسبة لتلمسان ففي الفصل األول ذكرنا أهم املراحل التارخيية للمدينة و بينا أمهي .، و تكلمنا بشيء من التفصيل عن الدولة املرابطية

أما الفصل الثاين بدأناه بالكالم عن التخطيط العام للمدينة و أقسامها اليت جاءت يف ثالثة و التحصينات العسكرية للمدينة، وفصلنا القول واملنشآت املدنية حماور و هي املنشآت الدينية

عن العمارة العسكرية موضوع هذا الفصل املتمثلة يف السور و األبراج و األبواب ، حيث بينا أن السور يعود للفترة املرابطية و ذلك من خالل مواد البناء اليت استعملت فيه اعتمادا على ما

.بقي ماثال منه ، و يعترب السور من بني مسات و خصائص العمارة العسكرية املرابطية تطرقنا إىل برج القصبة الذي يعترب الشاهد الوحيد يف املدينة و بينا ختطيطه و وظيفته و أمهيته ، مث

مث عرجنا على األبواب األربعة اليت كانت تتوزع يف السور حيث مل بيق منها إال اثنان باب .القصبة و باب املدينة و وصفنامها و بينا أمهية األبواب يف املدن

خصصنا الفصل الثالث للمنشآت الدينية، حيث درسنا املسجد اجلامع و يف حنيمسجدين من مساجد األحياء فأما املسجد اجلامع املرابطي فتكلمنا على عناصره املعمارية

.األصلية و املضافة مع مقارنتها مبساجد أخرى أما يرجعان إىل أما املسجدين و مها مسجد القدارين و مسجد اللة الزهراء الشريفة فرجحنا

الفترة املرابطية اعتمادا على املقارنة مع مساجد أخرى كما بينا موقعهما يف املدينة و كذا أصل تسمية املسجدين و العناصر املعمارية املكونة هلما و سعتهما و بينا أوجه التشابه بينهما و بني

املآذن يف املسجدين مضافة ، بعض مساجد األحياء بتلمسان ، و كذا أوجه اإلختالف و بينا أن .و قد تكون من العصر الزياين ، و املئذنتني متشاتني إىل حد كبري

أما الفصل الرابع و األخري فخصصناه للمنشآت املدنية و ذكرنا فيها مرتلني و الشوارع و البناء و الدروب و محام ، و رجحنا يف أن يكون أصل املرتلني مرابطني اعتمادا على مواد

نظامها املعماري و تكلمنا عن مكوناما و أنه حتققت فيهما شروط العمارة اإلسالمية من عدم

تقابل األبواب و املداخل املنكسرة و وجود الصحن و به البئر الذي يعترب العنصر احليوي اهلام و ا باقي كذا مكان اإلسطبل الذي مينع وصول الضرر لصاحب املسكن و للجريان ، و ذكرن

. العناصر املعمارية اهلامة أما الشوارع و الدروب اليت تعترب شرايني املدينة، فذكرنا مناذج منها بأمسائها و أحجامها و

.كيفية توزعها يف املدينة و ختمنا هذا الفصل بالكالم على احلمام البايل املرابطي و نظامه املعماري و أنه قد توفرت

عمارية اخلاصة باحلمامات من وجود القاعات الثالثة و الفرناق و غريها و هو فيه العناصر امل .النظام السائد أنذاك ، كما أن سعته تعطي فكرة على أمهية املدينة و رقيها

و أرفقنا الرسالة بأشكال و صور توضيحية ، و عليه تظهر أمهية مدينة ندرومة يف العهد ثمون من اهتمام باعتبارها مركزا حضاريا بالنسبة لعاصمة املغرب املرابطي و ما أوالها املل

.األوسط تلمسان و أخريا نستطيع القول بأن مدينة ندرومة تشات مع املدن املغربية من حيث التفاصيل

.املعمارية ، كما أن منشآا قد تأثرت ببعضها البعض و بالعمائر السابقة هلا معماريا و ختطيطيا من خالل ما سبق ذكره يف هذه الدراسة املتواضعة و ما جاء فيها عن العمارة الدينية و ما ذكرناه من عناصرها املعمارية، و كذا العمارة املدنية و ما ورد فيها من دراسة ملرتلني و ما تاله

، فإننا حاولنا من دراسة للشوارع و الدروب، و العمارة العسكرية و املتعلقة باألبراج و األبوابمن خالهلا إعطاء صورة ملا كانت عليه املدينة يف العهد املرابطي، و قد حاولنا التدليل على أن هذه املدينة من إنشاء املرابطني بناء على منط العمارة اليت عرفوا ا و كذا على املواد املستعملة

لدراسة مثل هذه املدن أو فتح آفاقبداية أن هذه الدراسة ما هي إال : فيها، و عليه فإننا نقول .اليت مل حتض بعد بدراسة معمقة و اليت تضيف ورقة لتاريخ بالدنا

إن دراسة وافية لكل املدينة تستلزم تظافر اجلهود و طول املدة لذلك، هلذا فإننا نظن أنه من منهم بنوع األوىل أن تدرس املدينة من طرف جمموعة من الباحثني و ذلك باهتمام كل واحد

مث جتمع هذه البحوث إلعطاء نظرة كاملة ) الدينية، املدنية، العسكرية ( واحد من أنواع العمارة .على شكل املدينة و ختطيطها يف الفترات القدمية و ما طرأ عليها من جتديد و إضافة

ة إال األثر ألن اإلهتمام الفعلي مبا بقي من اآلثار يف املنطقة و إال فلن يبق بعد فترة قصري .املباين املدروسة يف طريق اإلندثار

اإلهتمام بسور املدينة و ذلك بترميمه ترميما علميا مبتابعة اختصاصيني و األمر نفسه يقال . على باب القصبة باملدينة

وبية كما أن الدراسة هلذه املدينة ال تكون كافية إال بالقيام حبفرية خاصة يف اجلهة اجلنللمدينة أين توجد القصبة املنسوبة ألحد أفراد العائلة الزيانية، و اليت مل يبق منها إال آثار قليلة آيلة

.لإلندثار و الفناء و يف األخري أرجو أن أكون قد أسهمت بشيء قليل يف إلقاء الضوء على بعض اجلوانب

ملكتباتنا عن آثار و تاريخ جزء من املعمارية على مدينة ندرومة، كما أكون قد أضفت شيئا .بالدنا، و احلمد هللا رب العاملني

األشكــــــال

املخططــات

الصــــــــور

:خمطط املسجد الكبري بندرومة عن) :2(شكل رقمال

Golvin.L,Essai Sur LArchitecture… ;T4 ,P172.

مبدينة ندرومةدرب بين زيد )01: ( رقمالصورة

مبدينة ندرومة درب بين عفان )02: ( رقمالصورة

مبدينة ندرومةدرب بين عفان ) 03: ( رقمالصورة

مبدينة ندرومة ريةاخلدرب ) 04: ( رقمصورةال

مبدينة ندرومةدرب رأس اجلماعة ) 05: ( رقمالصورة

مبدينة ندرومةزقاق بني درب اخلربة ودرب السوق ) 06: ( رقمالصورة

ندرومة مبدينةدرب غري نافذ) 07: ( رقمالصورة

مبدينة ندرومةالسور من اجلهة اجلنوبية ) 08: (لصورة رقم

مبدينة ندرومةالغربيةالسور من اجلهة ) 09: (الصورة رقم

مبدينة ندرومةالشرافات يف باب القصبة ) 10: (الصورة رقم

مبدينة ندرومةباب القصبة من اخلارج ) 11: (الصورة رقم

املرمم باجلهة الشمالية مبدينة ندرومةباب املدينة) 12: (الصورة رقم

مبدينة ندرومةن الداخل ف باب القصبة ) 13: (الصورة رقم

يف برج القصبة مبدينة ندرومة الشرافات) 14(: الصورة رقم

بمدينة ندرومةمسجد القدارين من الخارج ) 15: (الصورة رقم

بمدينة ندرومة مسجد القدارين مدخل )16: (الصورة رقم

بمدينة ندرومةمسجد القدارين منظر عام ل ) 17: (الصورة رقم

بمدينة ندرومةمسجد القدارين بيت الصالة ب ) 18: (الصورة رقم

بمدينة ندرومةمسجد القدارين السقف الحديث ل ) 19: (الصورة رقم

بمدينة ندرومة مسجد القدارين محراب )20: (الصورة رقم

بمدينة ندرومةمسجد القدارين عقود ودعامات )21: (الصورة رقم

بمدينة ندرومةن مسجد القداري عقد ب ) 22: (الصورة رقم

بمسجد القدارين بمدينة ندرومةنيةلزيامنظر للمئذنة ا) 23: (صورة رقم ال

منظر خارجي لمسجد اللة الزهراء بمدينة ندرومة) 24: ( الصورة رقم

ء بمدينة ندرومةدرج صاعد لمسجد اللة الزهرا) 25: ( الصورة رقم

سقف يعلو مدخل مسجد اللة الزهراء بمدينة ندرومة) 26: ( الصورة رقم

سقف مسجد اللة الزهراء بمدينة ندرومة) 27: ( الصورة رقم

مدينة ندرومةمحراب مسجد اللة الزهراء من الداخل ب) 28: ( الصورة رقم

محراب مسجد اللة الزهراء من الخارج بمدينة ندرومة) 29: ( الصورة رقم

دعامات لمسجد اللة الزهراء وبت الصالة فيه بمدينة ندرومة) 30: ( الصورة رقم

مدخل دكان أسفل مسجد اللة الزهراء بمدينة ندرومة) 31: (ة رقم الصور

المئذنة الزيانية بمسجد اللة الزهراء بمدينة ندرومة) 32: ( الصورة رقم

واجهة المنزل والمدخل دار زرهوني بندرومة) 33: (الصورة رقم

منظر خارجي للمدخل المنكسر دار زرهوني بندرومة) 34: (الصورة رقم

دار زرهوني بندرومةبقايا بعض األعمدة) 35: (الصورة رقم

هوني بندرومة دار زرمدخل الغرفة األولى) 36: (الصورة رقم

دار زرهوني بندرومةمدخل غرفة) 37: (الصورة رقم

دار زرهوني بندرومةطبلصاإل )38: (الصورة رقم

دار زرهوني بندرومةسقف اإلصطبل) 39: (الصورة رقم

دار زرهوني بندرومةبقايا الطابق العلوي) 40: (الصورة رقم

المنظر العام لدار فتوح بمدينة ندرومة) 41: (الصورة رقم

دار فتوح بمدينة ندرومةواجهة المدخل ب) 42: (الصورة رقم

دار فتوح بمدينة ندرومةالمدخل المنكسر للمنزل من الداخل ب) 43: (الصورة رقم

دار فتوح بمدينة ندرومة بالفناء وبقايا بعض األعمدة) 44: (الصورة رقم

دار فتوح بمدينة ندرومةمدخل إحدى الغرف ب) 45: (الصورة رقم

دار فتوحمدخل الغرفة المقابلة لمدخل المنزل ب) 46: (الصورة رقم بمدينة ندرومة

دار فتوح بمدينة ندرومةمدخل غرفة ب) 47: (الصورة رقم

دار فتوح بمدينة ندرومةمدخل غرفة ب) 48: (الصورة رقم

دار فتوح بمدينة ندرومةسقف الغرف ب) 49: (الصورة رقم

دار فتوح بمدينة ندرومةإحدى خزائن الغرف ب) 50: (الصورة رقم

مةدار فتوح بمدينة ندروالمرحاض ب) 51: (الصورة رقم

دار فتوح بمدينة ندرومةالبئر ب) 52: (الصورة رقم

دار فتوح بمدينة ندرومةب الدرج الصاعد للطابق العلوي) 53: (الصورة رقم

دار فتوح بمدينة ندرومةبقايا األعمدة والطابق العلوي ب) 54: (ة رقمالصور

منظر علوي لحمام البالي بمدينة ندرومة) 55: ( الصورة رقم

ندرومةالمدخل الرئيسي بالحمام البالي بمدينة ) 56: (الصورة رقم

أعمدة وعقود الغرفة الباردة باللحمام البالي بمدينة ندرومة ) 57: ( الصورة رقم

عقود الغرفة الباردة وأعمدتها بالحمام البالي بمدينة ندرومة) 58: ( الصورة رقم

مدخل الغرفة الدافئة بالحمام البالي بمدينة ندرومة) 59: ( الصورة رقم

أعمدة الغرفة الدافئة بالحمام البالي بمدينة ندرومة) 60: ( الصورة رقم

الحمام البالي بمدينة ندرومةأقبية الحمام من الخارج والمداخن ب) 61: ( الصورة رقم

حوض الماء البارد بالحمام البالي بمدينة ندرومة) 62: ( الصورة رقم

الحجرة الخاصة بالغرفة الساخنة بالحمام البالي بمدينة ندرومة) 63: ( الصورة رقم

حوض الماء الساخن بالحمام البالي بمدينة ندرومة) 64 (: الصورة رقم

مدخل الفرناق بالحمام البالي بمدينة ندرومة) 65: ( الصورة رقم

الموقد بالحمام البالي بمدينة ندرومة) 66: ( الصورة رقم

بالحمام البالي بمدينة ندرومةخزان الماء ) 67: (الصورة رقم

ثقب للتهوية في قبو الفرن بالحمام البالي بمدينة ندرومة) 68: (الصورة رقم

املصــــادر

املــراجــع

:قائمة املصادر واملراجع املصادر العربية القرآن الكرمي

، نزهة املشتاق)هـ548ت ) (يت أبو عبد اهللا الشريف السب( اإلدريسي -1يف اختراق اآلفاق ،نص املغرب و ارض السودان ومصر و األندلس ، نشره ، هنري بريس،

.1957مطبعة احلكومة، اجلزائر ، لبنان، -، الكامل يف التاريخ ، دار الكتاب العريب ، بريوت)هـ630ت (ابن األثري -2

1980. ، مكتبة الثقافة 1الدولة الزيانية بتلمسان ط، تاريخ ) هـ807ت ( ،ابن األمحر -3

. 2001الدينية، بورسعيد اجلزائر ، ،األنيس)هـ741ت) (أبو احلسن علي بن عبد اهللا الفاسي( ابن أيب زرع -4

املطرب بروض القرطاس يف أخبار ملوك املغرب و تاريخ مدينة ، فاس ، نشره دور نربح، .1934أوبال،

، سلوك املالك يف تدبري املسالك ، )هـ227ت ) ( د بن حممد أمح( ابن أيب الربيع -5 .1978، منشورات عويدات ، بريوت، باريس ، 1دراسة و تقيق ناجي التكرييت ، ط

، أعمال األعالم فيمن بويع )هـ776ت)(لسان الدين أبو عبد اهللا حممد ( ابن اخلطيب-6: ب العريب يف العصر الوسيط،تحقبل اإلحتالم من ملوك اإلسالم،حتت عنوان تاريخ املغر

.م1964أمحد خمتار العبادي، إبراهيم الكتاين، دار الكتاب، الدار البيضاء، ،)هـ808ت) (أبو زيد عبد الرمحان بن حممد املغريب ( ابن خلدون -7

كتاب العرب و ديوان املبتدأ و اخلرب يف أيام العرب و العجم و الرببر و من عاصرهم من ذوي .1996كرب ،املؤسسة الوطنية للفنون املطبعية،السلطان األ

، بغية الرواد يف ذكر امللوك من بين عبد )هـ780ت)(أبوزكريا حيي ( ابن خلدون -8 .1980عبد احلميد حاجيات،إصدار املكتبة الوطنيةاجلزائر،: الواد،تح

.م1967 ابن رسته ، كتاب األعالق النفيسة،مطبعة ابريل ،-9

، فتوح مصر )هـ257ت ) ( أيب القاسم عبد الرمحن بن عبد اهللا ( ابن عبد احلكم -10 .1920و اخبارها ، طبع يف مدينة ليدن احملروسة مبطبعة بريل

، البيان )هـ712(كان حيا سنة ) أبو العباس أمحد بن حممد املراكشي( ابن عذارى -11 .م 1967املغرب يف أخبار األندلس واملغرب، دار الثقافة، لبنان،

، املسند الصحيح احلسن يف مآثر و حماسن موالنا أيب ) حممد التلمساين( ابن مرزوق -12 .1981ماريا خيسوس بيقريا،اجلزائر،: احلسن،تح

، املغرب يف ذكر بالد إفريقية )هـ487ت ) (أبو عبيد اهللا بن عبد العزيز ( البكري-13 .1911. اجلزائر و املغرب من كتاب املسالك و املمالك، نشره دي سيالن ،

، تاريخ بين زيان ملوك تلمسان، مقتطف )هـ899ت)(حممد بن عبد اهللا ( التنسي-14حممود بوعياد، املؤسسة الوطنية : من نظم الدر و العقيان يف بيان شرف بين زيان ، حتـ

.م1985هـ،1405للكتاب و املكتبة الوطنية اجلزائرية، اجلزائر، )مد بن عبد اهللا بن عبد املنعم الصنهاجي أبو عبد اهللا حم(احلمريي -15

.1975،مطابع هيدلربخ، بريوت 1املعطار يف خرباألقطار،ط ،الروض)هـ866ت(، احلاوي للفتاوي ) هـ911ت) (أبو الفضل جالل الدين عبد الرمحن ( السيوطي -16

.1988لبنان ، -، دار الكتب العلمية ، بريوت، )هـ742ت)(س أمحدبن حممدبن حيي بن فضل اهللاشهاب الدين أبو العبا( العمري -17

.1988مصطفى أبو ضيف أمحد ، املغرب ،: مسالك األبصار يف ممالك األمصار، تح، آثار البالد و أخبار العباد ، ) هـ 682ت)( زكريا بن حممد بن حممود ( القزويين -18

.1960هـن1380دار صادر ، دار بريوت ، ،اية األرب يف معرفة أنساب )هـ820ت ) (أمحد بن عليأبو العباس (القلقشندى -19

.1959، الشركة العربية للطبع، القاهرة، 2إبراهيم األبياري، ط: العرب، حتـحممد حجي وحممد زنيرب وآخرون، دار املعرفة، الرباط، : كرخبال، إفريقيا، ترل مارمو-20

.م1989، مطبعة التقدم 2املراكشية، ط مؤلف جمهول، احللل املوشية يف ذكر األخبار -21

.هـ1392اإلسالمية، تونس ،

، املعجب يف تلخيص أخبار ) هـ 647ت ) ( عبد الواحد بن علي ( املراكشي -22لبنان ، -، دار الكتب العلمية ن بريوت1املغرب ، وضع حواشيه خليل عمران املنصور ، ط

1998. ( كان حيا سنة) ألفريقيحسن بن حممد الفاسي املعروف بليون ا( الوزان -23

، دار الغرب اإلسالمي، 2حممد حجي وحممد األخضر، ط: ، وصف إفريقيا، تر)هـ957 .م1983بريوت

دار إحياء 1، كتاب البلدان، ط)هـ 284ت) ( أمحد بن أيب يعقوب ( اليعقويب-24 .1988التراث العريب، بريوت،

املراجع باللغة العربية

العمارة اخلليجية بني األصالة والتجديد، دار الراتب اجلامعية، ،)عايلعبد ال حممد(إبراهيم -1 .م1987بريوت

، دار الراتب اجلامعية، بريوت 3العمارة والعمران يف الوطن العريب، ط، // ، // -2 .م1986

، دار املعارف، مصر، 2، الفن اإلسالمي، أصوله، فلسفته، مدارسه، ط)أبو صاحل( األلفي-3 .م1974

ب.أمحد حممد تغلب، نشر، ر: تر" التخطيط املادي"، املدينة اإلسالمية )نيكيتا(أليسيف -4 .1983سرجنت اليونسكو،

، مكتبة الدار العربية، القاهرة، 1، الفنون القدمية يف بالد الرافدين، ط)حسن( الباشا -5سامي : تر، املغرب واحلرف التقليدية اإلسالمية يف العمارة،)أندري( باكار -15م1999

.م1981 للنشر، 74جرجس، دار أتولييهسامي جرجس، : ، املغرب واحلرف التقليدية اإلسالمية يف العمارة، تر)أندري( باكار -6

.م1981 للنشر، 74دار أتولييه .م1978، تاريخ املغرب واألندلس، دار النهضة العربية، بريوت، )أمحد( بدر-7

ران واملشروع اإلسالمي، مطبعة أبو داود، اجلزائر، ، إشكالية العم)إبراهيم( بن يوسف -8 .م1992

، دار طالس للدراسات والترمجة، دمشق، 1، الفن اإلسالمي، ط)عفيف( نسي-9 .م1986

إبراهيم شبوخ، إصدار : ، الكتابات األثرية يف املساجد اجلزائرية، تر)رشيد( بورويبة-10 .م1979املكتبة الوطنية، اجلزائر،

، تلمسان عاصمة املغرب األوسط، منشورات وزارة الثقافة، اجلزائر، )حيي(ز بو عزي-11 .م1985

، وصف إفريقيا الشمالية ، مأخوذ من كتاب البلدان لليعقويب، اجلزائر ) هنري( برياس -121960.

ت، .ن.و.، أبو محو موسى الزياين ، حياته و آثاره ، ش) عبد احلميد ( حاجيات -13 .1974اجلزائر،

، املغرب عرب التاريخ من عصر ما قبل التاريخ إىل اية دولة )إبراهيم( حركات-14 .م1965، دار السلمي املغرب، 1املوحدين، ط

.،النظام السياسي واحلريب يف عهد املرابطني، منشورات الوحدة العربية، املغرب// ، // -15لس، عصر املرابطني و ، احلضارة اإلسالمية يف املغرب و األند)علي حسن( حسن -16

.1980، مصر، 1املوحدين ، ط .م1981 فنون اإلسالم، دار الرائد العريب، بريوت، لبنان، ،)حممد زكي(حسن -17، دار 2، حبوث ودراسات يف العمارة اإلسالمية، ط) إمساعيل(احلداد و) حممد( محزة-18

.م2004القاهرة، القاهرة .م1980اجلزائر العام، بريوت، ، تاريخ )عبد الرمحن( اجلياليل -19، مطبعة صاري بدر الدين 2، تاريخ املدن الثالث، اجلزائر، املدية، مليانة، ط// ، // -20

.م1972وأبناؤه، اجلزائر، دور املرابطني يف نشر اإلسالم يف غرب إفريقيا، دار ،)عصمت عبد اللطيف( دندش-21

.م 1988 لبنان،الغرب اإلسالمي

، مسجد قرطبة و قصر احلمراء ، دار اجلنوب للنشر ، تونس ، ) عبد العزيز(تلي الدوال-221977.

.م1977، دار الفكر، 2، تاريخ الفن عند العرب واملسلمني، ط)أنور( الرفاعي-23 قمم عاملية يف تراث احلضارة العربية اإلسالمية املعماري ،)عبد القادر( الرحياوي -24

.م2000ثقافة، دمشق والفين، منشورات وزارة ال .1963، اآلثار اإلسالمية يف تونس ، دار الثقافة ، تونس ، )مصطفى( زبيس -25 ، اهليئة املصرية 1العمارة العربية يف مصر اإلسالمية عصر الوالة ، مج ،)فريد( شافعي-26

.1970العامة للتأليف و النشر ، املطبعة الثقافية ، سوسان يف التعريف حباضرة تلمسان عاصمة دولة بين باقة ال،)رمضان حممد(شاوش -27

.1985زيان اجلزائر، دار القلم، دمشق، 1، الفن اإلسالمي التزام وابتداع، ط)صاحل أمحد( الشامي-28

، املدن املغربية، املؤسسة الوطنية للفنون املطبعية، اجلزائر، )إمساعيل(العريب -199061984.

، مكتبة القاهرة احلديثة، 1بطون تارخيهم السياسي، ط املرا،)عبد اهلادي( شعرية -29 .م1969

، دار النهضة، 2، ج)العصر اإلسالمي( املغرب الكبري، ،)السيد عبد العزيز( سامل-30 .م1981بريوت،

ختطيط مدينة اإلسكندرية وعمراا يف العصر اإلسالمي، دار املعارف لبنان ، // ، // -31 .م1964

ة حاضرة اخلالفة يف األندلس، دراسة تارخيية عمرانية أثرية يف العصر ، قرطب// ، // -32 .1972اإلسالمي ، دار النهضة العربية ، بريوت،

.م1984 تلمسان عرب العصور، اجلزائر، ،)عمرو حممد( الطّمار-33 العمارة والفنون يف دولة اإلسالم، منشأة التعارف، ،)زغلول سعد( عبد احلميد -34

.م1986 اإلسكندرية،

جغرافية العمران، نشر منشآت املعارف، اإلسكندرية، ،)وهيبة( عبد الفتاح -35 .م1975

حتفة الزائر يف مآثر األمري عبد القادر وأخبار اجلزائر، نشر وتعليق ،)حممد( عبد القادر-36 .ممدوح حقي، دار اليقظة

ملصرية العامة للكتاب، ، اهليئة ا2 تاريخ املساجد األثرية، ط،)حسن( عبد الوهاب -37 .م1994مصر،

، دار اآلفاق العربية، القاهرة، 1 املدينة اإلسالمية، ط،)عبد الستار حممد( عثمان -38 .م1999

، دار الوفاء، ة نظرية الوظيفية بالعمائر الدينية اململوكية الباقية مبدينة القاهر، // ، // -39 .م2000اإلسكندرية،

.2000،دار عكرمة،دمشق،1لقريوان،ط،مساجد ا)جنوى( عثمان-40 1984، املدن املغربية ، املؤسسة الوطنية للفنون املطبعية ، اجلزائر ، )إمساعيل( العريب -41

. ، النشاط اإلقتصادي يف املغرب خالل القرن السادس ) أمحد موسى( عز الدين -42

.، دار الشرق 1هجري، طية باملغرب يف عهد عبد املؤمن بن علي ، دار ، الدولة املوحد) علي عبد اهللا( عالم-43

.1971 القاهرة ، –املعارف ، مصر ، مطبعة املدين القاهرة، 4، دولة اإلسالم يف األندلس ، ط) حممد عبد اهللا ( عنان -44

1997. القاهرة -، مساجد القاهرة و مدارسها ، املدخل، دار املعارف ، مصر) أمحد ( فكري -45

،1961. .1936،املسجد اجلامع بالقريوان،مطبعة املعارف،مصر،//،//-46

، بريوت ، 1، أخبار الدول و آثار األول يف التاريخ ، ط) أمحد بن يوسف( القرماين -1992.

، دار األفاق 1وآخرون، رشيد النشأة اإلزدهار اإلحنسار، ط) مجال جليلة( القاضي-47 .م1999العربية، مصر،

عادل زعيتر ، دار الكتاب ، القاهرة ، : ،حضارة العرب ، تر)غوستاف ( لوبون -481969.

، مساجد مصر و أولياؤها الصاحلون، مطابع األهرام التجارية ، )سعاد حممد( ماهر -49 .1971مصر ،

.1957، قيام دولة املرابطني، مكتب النهضة املصرية، القاهرة، )حسن أمحد( حممود -50لفنون الزخرفية اإلسالمية يف املغرب واألندلس، دار الثقافة، ا،)عبد العزيز(مرزوق -51 .بريوت

، دراسات يف مدن العامل اإلسالمي، دار النهضة العربية، بريوت )خالد( املطري-52 .م1989

.م1992 نظريات العمارة، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، ،)رئيف( مهنا -53الس الوطين للثقافة والفنون واآلداب، مطابع املساجد، إصدارات ،)حسني( مؤنس -54

.م1981األنباء الكويت، لطفي عبد البديع و السيد : ، الفن اإلسالمي يف إسبانيا، تر)مانويل جوميث ( مورينو -55

.1968عبد العزيز سامل ، دار الكتاب العريب ، القاهرة ، تحضر مكتبة الزهراء الشرق املدينة اإلسالمية دراسة يف نشأة ال،)سعيد( ناصف -56

.م99القاهرةلبنان ، -، بريوت1، املساجد يف اإلسالم ، دار العلم للماليني ، ط) طـه ( الويل -57

1988.

.املراجع باللغة الفرنسية

1-Basset.R,Nedroma et Les Traras , Paris, 1901. 2- Bosworth. C, Et , Donzel.E, Et D’Autres (Nedroma) In Encyclopedie De L’Islam, T7, Paris E., 1993. 3-Bourouiba.R,Larchitecture Militaire De L’Algerie Medivale, Office Des Publication Universitaires D’Algerie, 1983. 4-Bourouiba.R,L’ Art Religieux Musulmane, Algerie, 2 E. Alger, 1983. 5- Canal.J, Monographie De Tlemcen, (Bulletin De La Société D’Archeologie D’Oran), 1988. 6- De mopurix.C, Six Mois Chez Les Traras, Tours De Monde. 7-Golvin.L, Essai Sur L’Architecteure Religieuse Musulmane, T4, L’Art Hispanos Musulman, E. Klincksieck, Paris, 1979. 8- Golvin.L, Rechercges Archéologiques A La Qala Des Béni- Hammad , G.P, Maison Nouveel,La Rose, Paris 1965. 9-Grand Guillaume, J. Nedrouma L’Evolution D’Une Medina, Leiden Brill, 1976. 10- Le Tourneaux.R, Les Villes Musulmanes De L’Afrique Du Nord, Maisons Des Livres, Algerie 1957. 11-Marçais,G. La Chaire De La Grande Mosquée De Nedroma Cinquantaine De La Faculté Lettres D’Alger 1932. 12-Marçais,G.L’Architecture Musulmane D’Occident Tunisie- Algerie, Maroc, Espaniol, Sicile ,Arts Et Metiers Graphique, Paris, 1954. 13- Marçais,G. Et W. Les Monument Arabes De Tlemcen , Fon Temoing , Paris , 1905. 14- Marçais,G. La Chaire De La Mosquée D’Alger , Hesperis , La Rose ,Paris , 1926. 15- Marçais,G. Les Arabes En Berbérie Du XI Au XIV Siécles , Constantine, Paris , 1913.

16-Marçais,G. Manuel D’Art Musulman L’Architecture Musulmane D’Occident Tunisie- Algerie, Maroc, Espaniol, Sicile , T2 , A, Picard ,1926. 17- Sari , DJ. Les Villes Pré Coloniales , L’Algerie Occidentale , Nedroma , Mazouna , Qalaa , 2e E. Sociéte National D’Edition , Alger 1978. 18-Terrasse, H. Histoire De Maroc Des Origines A L’Etablissement Du Protoctorale Francais, E. Atlantide, Casablanca, 1949. 19-Terrasse,H.Et,Basset.R, Sanctuaires Almohades,Colection Hesperis, La Rose, Paris , 1932.

.مؤمترات- جمالت- رسائل- موسوعات-قواميس

:قواميس لسان العرب، قدم له عبد اهللا ،) هـ711ت (،)عبد الرمحن بن مكرم( ابن منظور-1

ل، بريوت، لبنان، ي أعاد بناؤه على احلرف األول من الكلمة يوسف خياط، دار اجليالعاليل .م1988

حميط احمليط، قاموس مطول للغة العربية، ،)ـه1303 ت (،)املعلم بطرس( البستاين -2 .م1987مكتبة لبنان ناشرون، بريوت،

، دار جهاد 1،معجم مصطلحات العمارة و الفنون اإلسالمية ، ط) عاصم( حممد رزق -3،2000. : القاموس احمليط، تح،)هـ817ت () جمد الدين حممد بن يعقوب( الفريوز آبادي -4

.م1998، مؤسسة الرسالة، بريوت، لبنان، 6رسالة، طمكتبة التراث يف مؤسسة ال :موسوعات

، بريوت، 1، ج1 موسوعة العمارة واآلثار والفنون اإلسالمية، ط،)حسن( الباشا -5 .م1988

.2000،مكتبة مدبويل،القاهرة،3،موسوعة عناصر العمارة اإلسالمية،ج)حيىي (وزيري-6 :رسائل

دراسة أثرية معمارية (نية ا املرينية يف إمارة تلمسان الزي املباين،)حممود عبد العزيز( لعرج -7 .م1999، رسالة دكتوراة يف اآلثار اإلسالمية، معهد اآلثار، جامعة اجلزائر، )وفنية

، احلمامات اجلزائرية من العصر اإلسالمي إىل اية العهد العثماين ) عربية ( موساوي -8- 1990ثار ، معهد اآلثار ، جامعة اجلزائر ، دراسة أثرية معمارية،ماجستري يف علم اآل

1991 . م، 11-هـ5 احلياة العمرانية يف عهد الدولة املرابطية خالل ق ،)حسيبة( عبدوين -9

.م2003 يف التاريخ اإلسالمي، معهد التاريخ، جامعة اجلزائر، رسالة ماجستري :جمالت

اين ، سياسته و أدبه ، جملة ، السلطان أبو محو موسى الث) عبد احلميد ( حاجيات-10 .1970، 08تاريخ و حضارة املغرب ، العدد

، اجلزائر 99 ندرومة بني املاضي واحلاضر، جملة الثقافة، العدد ،)الطاهر( زرهوين -11 .م1987

، التطور التارخيي ملدينة ندرومة حىت سقوط الدولة الزيانية ) حممود عبد العزيز( لعرج -12 . 2000، جامعة اجلزائر ،6دد ، جملة حبوث ، الع

، العمران اإلسالمي و عمارته السكنية قيم دينية و ) حممود عبد العزيز ( لعرج -13 ، اجلزائر 4-3دالالت إجتماعية ، حولية املؤرخ يصدرها إجتاد املؤرخني اجلزائريني ، العدد

2005. :مؤمترات

عاشر لآلثار يف البالد العربية ، وزارة ، بيوت سدراتة ، املؤمتر ال) رشيد ( بورويبة -14 .1982الثقافة، اجلزائر ،

املؤمتر العاشر لآلثار يف البالد البيت يف املشرق العريب، ،)عبد القادر( الرحياوي -15 .م1982العربية، وزارة الثقافة، اجلزائر

الفهـــــــا ر س

فهرس األعالم

)أ( .20براهيم بن حيي إ - .53 أمحد بن طولون - .87-10-7- 4 اإلدريسي -

11 إدريس بن عبد اهللا- .20 أبا عمران الفاسي- .29-26ابن أيب الربيع - .36 ابن أيب زرع - .59-47-32-29-26-7-6 ابن خلدون - .19 ابن اخلطيب - .72 ابن فضل اهللا العمري - .87 ابن منظور - .48د اهللا بن سعيد أبو حممد عب- .3 أبو حفص - .16-15-14أبومحو - .13 أبو عمران موسى - .14 أبو زيد - .15-14 أبو ثابت - .15-14 أبو سعيد - .15 أبو عنان فارس - .16 أبو سامل - .16 أبو العباس - .16-14 أبو تاشفني -

.55 أيب موسى - .35-15-14 أيب يعقوب يوسف - . 14 أيب احلسن - .89-88دري بازانا أن-

)ب( .60-56-48-7 باسي - .88-33-10-9-6-4-3 البكري - .70-49-33بورويبة -

)ت( .19 تالني بن يالتني -

)ج( .48 جورج مارسي -

)ح( .94-71-4 احلسن الوزان -

)ف( .7 فاتن - .70 فيكتور الرجو -

)ق( .29 القزويين - .70 قولفان -

)ك(

.7 كانال -

)م( .19 أنس مالك بن- .6-5 حممد بن علي بن سليمان - .19 حممد بن تيفات - .54 حممد بن عبد احلق بن عبد الرمحن الشيصي - .87 املقريزي - .16 حممد بن عثمان - .31 حممد بن تومرت - .91 ميشال ترياس - .12 مزديل اللمتوين - .12 املنصور احلمادي -

)ع( .11 عبد الرمحن الناصر - .13من ين علي عبد املؤ- .40 علي بن يوسف - .49 عبد الرمحن اجلياليل - .75 عبد القادر الرحياوي - .91-88-79 عبد العزيز لعرج - .48 العزيز - .55 عمر بن اخلطاب - .20-19 عبد اهللا بن ياسني - .16 عمر آغا -

)هـ(

.70هارولد تاري - .73-70هنري ترياس -

)و( .20 وجاج بن زلو اللمطي -

)ي( .19 يالتوبن بطي - .20-19 حيي بن ابراهيم اجلدايل - .19 يرلونان اللمتوين - .87-6-5 اليعقويب - .52-13 يغمراسن - .12 يوسف بن بلكني - .71-61-55-48-47-12يوسف بن تاشفني -

فهرس األمــاكن )أ(

.95-90-89-88-70-53-34-23-21-17-11 األندلس - .11 أشري- .36 أفران اجليار - .31-11 أفريقية - .69 األردن - .88 أرشقون - .19 أودغشت -

)ب( .79-41-40-39-33 باب القصبة - .37 باب القرمدين - .39 باب تازا - .39 باب الفراقي - .41-40-39 باب املدينة - .40 باب العروس - .40 باب املخزن - .38 برج القصبة - .46 بيت املقدس - .68 بالد الرافدين - .69 بلكوارا - .55-27-23 البصرة - .37 تاسغيموت -

.10-9 تارنانا - .12 تاقرارت --32-31-29-28-24-16-15-14-13-12-11-10-8-5-2 تلمسان -

33-35-37-39-50-51-52-53-54-58-59-65-88. .6-2 تاجرا - .3 ترارا - .39-8 تازا - .88-27-11 تيهرت -

)ج( .58-54-53-51-50-49ائر اجلز- .69 اجلوسق اخلاقاين - .88 جراوة -

)ح( .86 محام الصرخ - .91 محام البايل - .61 حي رأس اجلماعة - .56 حي القدارين -

)د( .83-82-80-72 دار زرهوين - .80-79-78 دار الفتوح - .43 درب الفخارين - .43 درب اللة الزهراء - .43 درب اخلربة - .43صبة درب الق-

.51 دمشق -

)ذ( .35 ذراع الصابون -

)ر( .5 روما -

)ش( .86-69-68-32 الشام - .33-23-17-2 الشرق -

)س( .88 سبتة - .20 سجلماسة - .70 سدراتة - .21 السنغال - .34-19 السودان - .2 سيدنا يوشع -

)ض( .83 ضريح سيدي أيب مدين -

)ع( .32 العراق -

)غ( .2ي الغرب اجلزائر-

.33-23-17-2 الغرب - .9-2 الغزوات-

)ف( .91-88-83-71-59-52-34-33-29-16-8 فاس - .37-6-5-3-2 فالوسن - .69 فلسطني - .69 الفسطاط -

)ق( .53 القاهرة - .93-89-53-49 قرطبة - .33 قصر احلجر - .86 قصر خربة املفجر - .69 قصر احلري الغريب - .86 قصري عمرة - .73-69خيضر قصر األ- .69 قصر اجلص - .95-92-89-70 قصر املنار - .71-70 قصر ابن مردنيش - .95-89 قصر منية - .92 قصر احلمراء - .95-92-89-88-70 القلعة - .51-50-49-30-20 القريوان -

)ك( .47-27-23 الكوفة -

)م( .95-89-88-70 مدينة الزهراء - .77-73-70-59-47-40-37-33-29-28-13 مراكش - .71 مرسية - .46 املسجد احلرام - .46 املسجد األقصى - .52 مسجد القرويني - .-64-63-62-61-60-59-58-57-56 مسجد القدارين - .59 مسجد سيدي احللوي - .65 مسجد سيدي أيب مدين - .64-63-62-61-60 مسجد اللة الزهراء - .95-90-75 املشرق - .68 -23 مصر --69-55-54-53-48 -34-30-29-27-26-23-15-4-3 املغرب -

75-88-90-91-95-. .40-34-32-31-13-11 املغرب األقصى - .88-64-32-31-29-25-24-13-12-11-10-8 املغرب األوسط - .5 مغنية - .46 مكة -

)ن( . ندرومـة معظم الرسـالـة -

)ـه( .15-14-2هنني -

)و( .3-2دي التالتة وا- .3 وادي التافنة - .3دي كيس وا- .9-6-3 وادي ماسني - .36-35-34-15-8 وجدة - .29 وهران -

)ي( .8 اليمن -

فهرس القبائل و الشعوب

)أ( .17-16 األتراك - .16 اإلسبان - .6 أجنفة - .6 أجنيزة - .11-6 األدارسة - .17-10 األمويون - .11 األغالبة - .17-16 أطرارة -

)ب( .47- 45 -34-18-6بر الرب- .18 الربانس - .31 برغواطة - .3 بين منري - .3 بين مسهل - .11 بين يفرن - .16 بين عبيد - .30 بنو زيري - .7 بنو يلول -

)ت( .6 تاجرا - .17 التتار -

)ج( .20-18 جدالة - .18-6 جزولة -

)ح( .7 حرسة - .31-12 احلماديني - .13 احلفصيون -

)د( .45-13دولة املرابطية ال- .52-16-15-14-13 الدولة الزيانية - .11 الدولة الرستمية -

)ز( .31 زناتة - .35-3 الزيانيون -

)ر( .5-4 الرومان -

)س( .17 السواحلية -

)ص( .34-21-20-19-18-6 صنهاجة - .7 صطفورة - .7 صغارة -

)ع( .10 العباسيني - .47-46-7-5 العرب - .16ن العثمانيو-

)ف( .7 فراتة - .7 فردة - .11 الفاطميون - .29 الفرنسيون -

)ق( .12 قبائل املعقل -

)ك( .11-7-2 كومية -

)ل(

.7 ملاية - .7 مطغرة - .18 ملطة -

.19-18 ملتونة -

)م( . املرابطــون معظم الرسالـة - .18 مسوفة - .6 مطمطة - .11 مغراوة - .29-16-15-14-13 املرينيون - .41-31-20-13-4 املوحدون - .17 املغول -

)ن( .7 نغوطة -

)هـ( .18هسكورة - .31-30-12اهلالليون -

فهرس اخلرائط واألشكال

123.........خريطة املوقع اجلغرايف ملدينة ندرومة: 01 خريطة رقم 124....خريطة متثل حدود الدولة املرابطية الكربى: 02 خريطة رقم 125..........................خمطط مدينة ندرومة: 01ل رقم شك 126...................خمطط املسجد الكبريبندرومة: 02شكل رقم 127....................خمطط املسجد الكبريبتلمسان: 03شكل رقم 128.............خمطط املسجد الكبريباجلزائرالعاصمة: 04شكل رقم 129.......................جد القدارين خمطط مس: 05شكل رقم 130..............خمطط مسجد اللة الزهراء الشريفة : 06شكل رقم 131............................خمطط دار زرهوين: 07شكل رقم 132.........................خمطط فناء دار زرهوين: 08شكل رقم 133................................خمطط دار فتوح: 09شكل رقم 134..................املخطط اخلارجي للحمام البايل: 10شكل رقم 135.............خمطط الغرفة الدافئة والباردة للحمام: 11شكل رقم 136...........................خمطط الغرفة الساخنة: 12شكل رقم 137................خمطط الفرناق أو مسخن احلمام: 13شكل رقم

:فهرس الصور 139......................درب بين زيد بندرومة: 55الصورة رقم 139..............................درب بين عفان : 56الصورة رقم 140.......................درب بين عفان بندرومة: 57الصورة رقم 140.........................درب اخلربة بندرومة :58الصورة رقم 141..................بندرومة رأس اجلماعة درب: 59الصورة رقم 141..زقاق بني درب اخلربة ودرب السوق بندرومة: 60الصورة رقم 142................................درب غري نافذ:61الصورة رقم 143..................سور املدينة من اجلهة اجلنوبية: 62لصورة رقم 143.......................السور من اجلهة الغربية: 63الصورة رقم 144....................................الشّرافات: 64الصورة رقم 144..................................باب القصبة: 65الصورة رقم 145........................... .باب املدينة املرمم: 66الصورة رقم 145.......................باب القصبة من الداخل: 67الصورة رقم 146....................................الشّرافات: 68الصورة رقم 147..................مسجد القدارين من اخلارج: 01الصورة رقم 147.......................مدخل مسجد القدارين: 02الصورة رقم 148......................منظرعام ملسجد القدارين:03الصورة رقم 148..................................بيت الصالة:04الصورة رقم 149......................السقف احلديث للمسجد:05الصورة رقم 149..................................... احملراب: 06الصورة رقم 150......................مات املسجدعقود و دعا:07الصورة رقم 150..........................أحد العقود باملسجد: 08الصورة رقم 151............................. .....ملئذنة الزيانية09الصورة رقم 152...............منظر خارجي ملسجد اللة الزهراء 10الصورة رقم

152.....................................رج صاعد11الصورة رقم 153.......................السقف الذي يعلو املدخل2:الصورة رقم 153................قف مسجد اللة الزهراء الشريفة 13الصورة رقم 154.................................حمراب املسجد14الصورة رقم 154.............................احملراب من اخلارج15الصورة رقم 155...................دعامات املسجدوبيت الصالة16الصورة رقم 155.....................دخل الدكان أسفل املسجد17الصورة رقم 156....................................ملئذنة الزيانية18الصورةرقم

157....)....................دار زرهوين(اجهة املرتل19الصورةرقم 157)....................دار زرهوين(املدخل املنكسر20الصورة رقم 158)...................دار زرهوين(قايا أعمدة املرتل 21الصورةرقم 158).................دار زرهوين(دخل الغرفة األوىل22الصورة رقم 159.............).دار زرهوين(مدخل إحدى الغرف23الصورة رقم 159)..........................دار زرهوين(إلسطبل24ورة رقمالص 160)...........................دار زرهوين(إلسطبل25الصورةرقم 160)..............دار زرهوين( بقايا الطابق العلوي26الصورة رقم 161...........................منظر العام لدارفتوح27الصورة رقم 161.......................لدارفتوح جهة املدخلوا28الصورة رقم 162.......................لدارفتوح املدخل املنكسر29الصورة رقم 162.............لدارفتوح الفناء وبقايا بعض األعمدة30الصورةرقم 163.................لدارفتوح مدخل إحدى الغرف31الصورة رقم 163.......لة ملدخل املرتل لدارفتوحدخل الغرفة املقاب32الصورة رقم 164.........................لدارفتوح مدخل غرفة33الصورة رقم 164.........................لدارفتوح مدخل غرفة34الصورة رقم 165.......................لدارفتوح سقف الغرف35الصورة رقم

165.................بدارفتوح احدى خزائن الغرف36الصورة رقم 166.............................بدارفتوح املرحاض37الصورة رقم 166.................................لبئر بدارفتوح38الصورة رقم 167.......................الدرج الصاعد بدار فتوح39الصورة رقم 167........................بقايا األعمدة بدار فتوح40الصورة رقم 168.....................منظر للحمام من اخلارج :41الصورة رقم 168......................املدخل الرئيسي للحمام : 42الصورة رقم 169.................أعمدة الغرفة الباردةوعقودها : 43الصورة رقم 169..........................عقود الغرفة الباردة :44:الصورة رقم 170..........................مدخل الغرفة الدافئة :45صورة رقمال 170..........................أعمدة الغرفة الدافئة: 46الصورة رقم 171........................أقبية احلمام من اخلارج: 47الصورة رقم 171.............................حوض املاء البارد: 48الصورة رقم 172.... ...........احلجرة اخلاصة بالغرفة الساخنة :49رة رقمالصو 172..........................حوض املاء الساخن :50الصورة رقم 173..............................مدخل الفرناق :51الصورة رقم 173......................................املوقد : 52الصورة رقم 174................................... خزان املاء:53الصورة رقم 174................... ..ثقب للتهوية يف قبو الفرن:54الصورة رقم

فهرس املوضوعات أ.......................................................... املقدمة

اإلطار اجلغرايف والتارخيي: الفصل األول 02....................................................ايفاإلطار اجلغر 04....................................................اإلطار التارخيي 08......................أمهية ندرومة كمركز حضاري بالنسبة لتلمسان 10................................. أهم املراحل التارخيية ملدينة ندرومة 17......................................حملة تارخيية عن الدولة املرابطية

ختطيط املدينة وحتصيناا العسكرية :الفصل الثاين

23...........................وحتصيناا العسكرية ختطيط مدينة ندرومة 29.......................................................احملور األول 31.......................................................احملور الثاين 34......................................................احملور الثالث 35..............................................التحصينات العسكرية 37....................................................حتصينات املدينة 40.........................................................السـور 43..........................................................األبراج 44.......................................................األبـواب

الدينيةنشآتامل :لثلثاالفصل ا

50...................................................املنشآت الدينية 51..........................................................املساجد 53......................................................اجلامع الكبري 54.............................................الوصف العام للمسجد 57.......................................................بيت الصالة 58.......................................................احملــراب 60...........................................................الصحن 63...........................................والدعاماتأعمدة اجلامع 64............................................................العقود 66............................................املدخل الرئيسي واملئذنة 67...................................................مسجد القدارين 69.............................................الوصف العام للمسجد 69.......................................................بيت الصالة 69................................................احملراب والدعامات 70............................................................العقود 71..........................................................السقف 71............................................املدخل الرئيسي واملئذنة 73........................................مسجد اللة الزهراء الشريفة 74.............................................الوصف العام للمسجد 74.......................................................بيت الصالة 74.................................................احملراب والدعامات 75............................................................العقود 75...........................................................السقف

76............................................املدخل الرئيسي واملئذنة 77............................مقارنة املساجد مبساجد األحياء بتلمسان

املدنيةنشآتامل: رابع الفصل ال

80....................................................املنشآت املدنية 81.........................................األمهية اإلجتماعية للمسكن 82................................ األصول القدمية للمسكن اإلسالمي 85............................................التخطيط األفقي للمرتل 87.................................................يالتخطيط العمود 94..................................................مرتل دار زرهوين 95.......................................................كتلة املدخل 96.............................................................الفناء 97..........................................................اإلصطبل 99.........................................................املرحاض 99.................................................الوحدات السكنية 101...................................................مرتل دار فتوح 101..........................................................املدخل 102........................................................... الفناء 102........................................................املرحاض 103.....................................الوحدات السكنية واحلجرات 105............................................................البئر 108.....................................................احلمام البايل 109...................................... نبذة تارخيية عن احلمامات 109................................................. أمهية احلمامات

111.................................. احلمامات السابقة حلمام ندرومة 113..........................................الدراسة الوصفية للحمام 113.......................................الوصف العام ألقسام احلمام 114.....................................................القسم األول 115.....................................................القسم الثاين 115....................................................القسم الثالث 117..............................مقارنة محام ندرومة حبمام قصر املنار 120...........................................................اخلامتة

124.......................................................األشكال

139..........................................................الصور

175..........................................قائمة املصادر و املراجع

189..................................................فهرس األعالم

194..................................................فهرس األماكن

200.........................................فهرس القبائل والشعوب

204 .........................................فهرس األشكال والصور

208..............................................فهرس املوضوعات