ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو...

21
1 أﺜر ﻨﻤط اﻝﻬﻴﻜل اﻝﺘﻨظﻴﻤﻲ ﻓﻲ ﻓﺎﻋﻠ ﻴﺔ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ ﻴﺎﺴف ﺤﺴﻴﺒﺔ1 ﻤﻠﺨص: إن ﻤوﻀوع اﻝﻬﻴﻜل اﻝﺘﻨظﻴﻤﻲ واﺤدا ﻤن اﻝﻤوﻀوﻋﺎت اﻝﻤﻬﻤﺔ ﻋﻨد اﻝﺒﺤث ﻓﻲ ﻨظرﻴﺎت اﻝﺘﻨظﻴم اﻹداري ، وﻓﻲ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﺤﻘﻴق اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻤﺠﻬﺎ ﺒﻔﺎﻋﻠﻴﺔ وواﻗﻌﻴﺔ ﻤﺘﻤﻴزة ﻷﻫداﻓﻬﺎ وﺒر. إن ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ ﺘﻌﺘﻤد ا، وﺒﺸﻜل ﻤﺒﺎﺸر، وﺘﺘﺄﺜر ﻜﺜﻴر ﺒﺎﻝﻨﻤط اﻝﺴﺎﺌد اﻝذي ﻴﺠﺴد ﻫﻴﻜﻠﻬﺎ اﻝﺘﻨظﻴﻤﻲ اﻝﻘﺎﺌم، واﻝذي ﻴﻌﺒر ﻋ ن ﻗدرة ﻫذﻩ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻤﺎرﺴﺘﻬﺎ ﻝواﺠﺒﺎﺘﻬﺎ، ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴد اﻝﺒﻴﺌﺔ اﻝداﺨﻠﻴﺔ أو اﻝﺒﻴﺌﺔ اﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻝﺨﺎرﺠﻴﺔ. اطﻴﺔ، ﺘﻤﺜل ﻨﻤطﺎ ﺸﺎﺌﻌﺎ ﻤن اﻝﻬﻴﻜل ذا ﻜﺎﻨت اﻝﺒﻴروﻗرٕ وا ة اﻷﺼوات اﻝﻤﻌﺎرﻀﺔ ﻝﻬﺎ، ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺴﺎﺌدة ﻓﻲ اﻝﺘﻨظﻴﻤﻲ، ﺒرﻏم ﺤد اﻝﺘﻨظﻴﻤﺎت اﻝﻤﻌﺎﺼرة، وﺒﺎﻷﺨص ﻤﻨﻬﺎ اﻝﺤﻜوﻤﻴﺔ وأﺠﻬزة اﻝﻘطﺎع اﻝﻌﺎم. اطﻴﺔ ذا ﻜﺎﻨت اﻷدﻫوﻗرٕ وا ، ﻫﻲ اﻷ ا ﻤن اﻝﻬﻴﻜل ﺨرى ﺘﻤﺜل ﻨﻤطﺎ ﻤﺘطور اﻝﺘﻨظﻴﻤﻲ ﻝﻰ ﻜﻴﻔﻴﺔٕ ، ﻴﺨرج ﺒﺎﻝﻤﻨظﻤﺔ إﻝﻰ ﺤﺎﻝﺔ اﻝﻬدﻓﻴﺔ واﻝﻘﺼدﻴﺔ، وا اء ﻤﺤل ﺴﻠطﺔ ﺸﺎﻋﺔ ﺴﻠطﺔ اﻝﺨﺒرٕ اﻝﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺤﺎﻻت اﻝﺘﺸﺎﺒك واﻝﺘﻌﻘﻴد، وا اطﻴﺔ اﻝﻤدﻴرﻴن، ﻓﺈن ﻫذا اﻝﻨﻤط رﻏم ﺨروﺠﻪ ﻋﻠﻰ اﻝﺴﻴﺎﻗﺎت اﻝﺒﻴروﻗر اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ، ﻗد أﺜﺒت ﻨﺠﺎﺤﺎت ﻜﺜﻴرة ﺒﻘدرﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻜﻴف ﻤﻊ ﺤﺘﻤﻴﺎت اﻝﺘﻐﻴﻴر واﻝﺘطوﻴر ا ﻝﺘﻨظﻴﻤﻲ. ﳌ ﺭ ﺔ ﻮﻃﻨﺔ ﻌﻠ ﻺﺣ1 :

Upload: others

Post on 25-Sep-2019

11 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

1

المؤسسة يةأثر نمط الهيكل التنظيمي في فاعل

1ياسف حسيبة

:ملخص إن موضوع الهيكل التنظيمي واحدا من الموضوعات المهمة عند

المؤسسات ، وفي كيفية تحقيق البحث في نظريات التنظيم اإلداريالمؤسسة تعتمد إن فاعلية.ألهدافها وبرامجها بفاعلية وواقعية متميزة

بالنمط السائد الذي يجسد هيكلها وتتأثر كثيرا، وبشكل مباشر،

ن قدرة هذه المؤسسة على ممارستها التنظيمي القائم، والذي يعبر ع

.الخارجيةلواجباتها، على صعيد البيئة الداخلية أو البيئة اإلجتماعية وٕاذا كانت البيروقراطية، تمثل نمطا شائعا من الهيكل

التنظيمي، برغم حّدة األصوات المعارضة لها، فإنها حقيقة سائدة في

. التنظيمات المعاصرة، وباألخص منها الحكومية وأجهزة القطاع العام

خرى تمثل نمطا متطورا من الهيكل، هي األوٕاذا كانت األدهوقراطية

، يخرج بالمنظمة إلى حالة الهدفية والقصدية، وٕالى كيفية التنظيمي

التعامل مع حاالت التشابك والتعقيد، وٕاشاعة سلطة الخبراء محل سلطة

المديرين، فإن هذا النمط رغم خروجه على السياقات البيروقراطية

التقليدية، قد أثبت نجاحات كثيرة بقدرته على التكيف مع حتميات

.لتنظيميالتغيير والتطوير ا

باملدرسة الوطنية العليا لإلحصاء واإلقتصاد التطبيقي باجلزائر -أ –أستاذة مساعدة قسم 1:

Page 2: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

2

:مقدمةإن الواقع اإلداري للمؤسسات المعاصرة، يفصح عن حاالت

كثيرة من التباين بين قدرة آلياتها وٕامكانياتها الداخلية، وبين ما تنشده من

دون التمكن من تحقيقها فعليا، وسبب ذلك يعود إلى , األهداف المطلوبةلهيكل التنظيمي، فبعد أن كان ا. الجمود الذي يتخلل هيكلها التنظيمي

وسيلة محققة ألهداف المؤسسة، أصبح غاية بحد ذاته، وجرى إغفال شبه مؤكد لألهداف الحقيقة للمؤسسة، وغدت اللوائح والقواعد واألنظمة اإلدارية غايات ينبغي تنفيذها وتطبيقها، في الوقت الذي يحتم عليها أن

ليات، لغرض تكون وسائل تساعد في تنظيم السلوكيات وتحديد المسؤو .تحقيق األهداف األساسية، وبلوغ الغايات اإلدارية للمؤسسة بفاعلية

:الهيكل التنظيمي- 1يمكن وصف الهيكل التنظيمي بأنه نظام يوضح مهام المنظمة، والتفاعالت والعالقات بين وحداتها من جهة، واألطراف ذات المصلحة

يشترط الهيكل التنظيمي كيف يجب تقسيم المهام، ومن .1من جهة أخرىالذي يكون مسؤوال أمام المدير، وكذلك يحدد لنا آليات التنسيق الرسمية بين األقسام والمستويات اإلدارية، إلى جانب تحديده ألنماط التفاعل التي

أبعاد الهيكل - 1-1 . يتوجب إتباعها في موقع العمل

:التنظيمي

عمان -الطبعة الثالثة –دار وائل للنشر والتوزيع –نظرية املنظمة والتنظيم – )2008(حممد قاسم القريويت: 1

. 143ص –األردن –

Page 3: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

3

.2فق الباحثون اإلداريون عل ثالثة أبعاد رئيسية للهيكل وهيويت

.التعقيد والضخامة- .الرسمية والتقنين-

.درجة من المركزية-

نعني بالتعقيد درجة اإلختالف أو التمايز الموجودة في : التعقيد-)1

يعتبر مبدأ تقسيم العمل والتخصص أساسا مهما في عملية . 3المنظمةتقسيم المنظمة إلى عدد من الوحدات وفق أسس التنظيم، ويتضمن

معينة، ويتم ترتيب هذه الوحدات عموديا، يشرف كل منها على عدد من

والتعقيد . األقسام والفروع، مما يضمن اإلشراف الدقيق والمساءلةالتنظيمي محصلة أسباب كثيرة أهمها تنوع الوحدات اإلدارية أفقيا،

.وعموديا، وجغرافيا

يشيرمفهوم الرسمية إلى الدرجة التي يتم فيها تقنين :الرسمية-)2

. القواعد وٕاجراءات العمل، بحيث تتم تأدية األعمال بشكل محدد ومنّمطنعني بالرسمية الدرجة التي يكون فيها العمل رسميا، أي يكون العمل

الذي يمارسه الفرد محكوما بقواعد وٕاجراءات وسلوكيات محددة بحيث ال تحذيرات عديدة من قبل اإلدارة تمنعه عليها ألن هناكيستطيع الخروج .من ممارسة ذلك

تشير المركزية إلى المستوى التنظيمي الذي له حق : مركزيةال-)3

إتخاذ القرار، فبعض المنظمات لديها مركزية عالية فتكون معظم القرارات

دار اليازوري العلمية –نظرية املنظمة ، مدخل التصميم – )2009(لغاليبعباس اخلفاجي ، طاهر حمسن ا نعمة :2

. 103ص –األردن –عمان –الطبعة العربية –للنشر والتوزيع

عمان –الطبعة الثالثة –دار وائل للنشر والتوزيع –نظرية املنظمة، اهليكل والتصميم – ) 2008(مؤيد سعيد السامل: 3

.62ص –األردن –

Page 4: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

4

من اإلدارة العليا، والبعض اآلخر يكون هناك تفويض في إتخاذ القرار

كبير في تحديد نوع للمستويات الدنيا والمركزية والالمركزية لها دور وتعني المركزية تجميع كافة السلطات وحق إتخاذ . 1يالهيكل التنظيم

القرارات في المراكز القيادية العليا حيث التستطيع المستويات اإلدارية .الدنيا إتخاذ قرار دون الرجوع إلى المركز اإلداري األعلى

:محددات الهيكل التنظيمي-2- 1ما أنه ليس هناك تنظيم أمثل يصلح لكل المنظمات وفي كل األوقات، ك

ليس هناك هيكل تنظيمي أمثل، وتفسر هذه الحقيقة التنوع الكبير في .أشكال التنظيمات والهياكل التنظيمية التي تستخدمها المنظمات

ويتأثر الهيكل التنظيمي بعدة عوامل عند تصميمه وصياغته ليكون .شامال ومناسبا

أهداف المنظمة ق الهيكل التنظيمي هو وسيلة لتحقي: اإلستراتيجية-)1

يل أو تحديد لهيكل المنظمة ال بد أن ينطلق من وعليه فإن أي تحل

فالتغيير . )األهداف طويلة المدى للمنظمة(أهداف وٕاستراتيجية المنظمة .في إستراتيجية المنظمة يالزمها تغير في الهيكل التنظيمي للمنظمة

اإلستراتيجية تعبر عن مسار يتم تفضيله، :مفهوم اإلستراتيجية -أ

وٕاختياره من بين عدة مسارات، بهدف تحقيق الشركة أو المنظمة

وغايتها وأهدافها، ومن ثم تحقيق اإلتجاه الذي إرتضته هذه رسالتها

.المنظمة أو تلك الشركة لنفسها في المستقبل

عامل الكتب احلديث للنشر –والتطبيقات احلديثة أساسيات اإلدارة ، املبادئ – )2009(نعيم إبراهيم الظاهر : 1

. 134ص – إربد - الطبعة األوىل –والتوزيع

Page 5: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

5

وتحديد يطلق مصطلح اإلستراتيجية على األهداف البعيدة المحددة،

البدائل المتاحة، واإلختيار بينها على أساس مقارنة التكاليف والفوائد

المرتبطة بكل بديل، وتقييم كل البدائل، ومن ثم إختيار البديل األفضل،

والذي يطلق عليه إسم البديل اإلستراتيجي ومن ثم توصيفه في برنامج

.زمني قبل التنفيذ

: ظيمي أثر اإلستراتيجية في الهيكل التن - ب

أن تغيير اإلستراتيجية "جاندلر"إستنتج :chandler جاندلر دراسة •

وقد إستنتج أن التغيرات في إستراتيجية . 1والتغيير التنظيمي مترابطان

والسبب كما يقول .الشركة تتقدم وتقود التغيرات في هيكل المنظمة

هو أن اإلستراتيجية الجديدة تتطلب هيكل تنظيمي جديد أو "جاندلر"

وما لم يتبع . على األقل يتم تحديثه إذا أرادت المنظمة العمل بكفاءة

وبالنسبة لجاندلر . الهيكل اإلستراتيجية، ستنشأ لدينا حالة عدم الكفاءة

تغير فيه المؤسسات يرات الهيكلية تتدخل في الوقت الذيفإن التغي

.2يتهاإستراتيج

إن : (charles snow)وسنو (raymond miles)دراسة مايلز •

وبإختالف تجتمع تعني أن المؤسسات milesو snow إستراتيجية

نشاطاتها في أربع مجموعات مختلفة وذلك على أساس تشابه أنماط سلوك تلك المؤسسات في كل نوع من تلك

1 :Jean-françois soutenain, Philippe farcet(2007) – organisation et gestion de

l’entreprise – berti éditions –p122. 2 :Michel darbelet, Laurent izard, Michel scaramuzza(2006) – notions

fondamentales de management – 5 édition – éditions foucher – paris –p58.

Page 6: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

6

.1المحللون، والمستجيبونالمدافعون، المنقبون، : األنواع األربعة

في "بورتر"وينطلق : michael porterدراسات مايكل بورتر •

تناوله لمفهوم اإلستراتيجية من التأكيد على أنه ال يمكن ألي منظمة أن

تبدع في كل المجاالت مما يوجب عليها تحديد الميزة التنافسية لها وٕاتباع .اإلستراتيجية التي تساعدها في اإلستفادة من ذلك

يتفق الباحثون في موضوع الحجم على إعتماد :حجم المنظمة -)2

مؤشر عدد العاملين لوصف حجم المنظمة، على إعتبار أن مؤشر عدد

العاملين له عالقة بباقي المؤشرات األخرى لقياس الحجم مثل رأس

وعلى إختالف آراء الكتاب والباحثين . 2والمبيعات مثالالمال، واألصول،

عالقة متبادلة بين حجم التنظيم وطبيعة فإن هناك إتفاقا عاما على وجود

إذ أن حجم التنظيم يستلزم نمطا تنظيميا معينا، كما . التركيب التنظيميأن نمط التنظيم يستلزم بدوره تنظيما بحجم معين، وٕاضافة ألثر الحجم

.على درجة تعقيد التنظيم فإن للحجم أيضا تأثيرا على الرسمية والمركزية

التكنولوجيا أحد المتغيرات الهيكلية ألنها تؤثر :التكنولوجيا -)3

وبشكل مباشر في عالقات األفراد بالمنظمة وأيضا تؤثر على اإلتصال

ويتبين .3واإلنجاز وغيرهابينهم وعلى المستويات اإلدارية وعلى األداء

من الدراسات أن طبيعة التكنولوجيا يفسر الفروق بين التنظيمات في

تعقيد، والرسمية، ودرجة المركزية ولكن مجال درجة التطور وال

التكنولوجيا ليست المحدد الرئيسي الوحيد لنمط التنظيم، وقد يكون

رسالة دكتوراه –معايري أداء املؤسسات من خالل مقاربات التحليل اإلستراتيجي – )2008(سواكري مباركة :1

. 85ص - كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيري –دولة

. 149ص –مرجع سبق ذكره –نعمة عباس اخلفاجي، طاهر حمسن الغاليب : 2

. 134ص –مرجع سبق ذكره –أساسيات اإلدارة، املبادىء والتطبيقات احلديثة –نعيم إبراهيم الظاهر : 3

Page 7: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

7

تأثير التكنولوجيا على الوحدات داخل التنظيم أكثر منها على التنظيم

.ككل

جي للمنظمة على ر تؤثر عناصر المحيط الخا: بيئة المنظمة - )4

العناصر، الظروف اإلقتصادية واإلجتماعية التنظيم، ومن بين أهم هذه

السائدة والتكنولوجية والثقافية

في المجتمع، فالمنظمة كائن حي، كما يؤثر في المحيط فإنه أيضا

إن البيئات الديناميكية والمتغيرة تستلزم تنظيمات مرنة .1يتأثر به

ة، وعضوية، وفيها درجة أقل من اإلعتماد على التقنين والرسمية الزائد

وتعتمد األسلوب الالمركزي في اإلدارة، وذلك على خالف الوضع في

البيئات الهادفة والتي ال تقلبات كبيرة فيها، ويناسبها التنظيمات

المعقدة، التي تعتمد على التقنين والرسمية ودرجة أكبر من إمكانية

.إتباع األسلوب المركزي في اإلدارة

منظمة صالحيات متنوعة، وهذه ةأيتمتلك إدارة :القوة والسيطرة-)5

. تستند على جوانب رسمية بحكم وجود الفرد في موقع وظيفي معين

وكلما كان هذا الموقع يقع في قمة الهرم إزدادت الصالحيات التي

إن إتجاه وسياسات اإلدارات . ك الموقع اإلدارييمتلكها من يشغل ذل

ر األكبر في تحديد لها األث )ةالذين يمتلكون السلطة والقو ( العليا

–الدار اجلامعية –التنظيم اإلداري يف املنظمات املعاصرة، مدخل تطبيقي – )2005( مصطفى حممود أبو بكر: 1

. 123ص –اإلسكندرية

Page 8: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

8

الهيكل التنظيمي للمنظمة، حيث هناك صلة مباشرة بين الهيكل وطريقة

.2ممارسة القوة

:أشكال الهياكل التنظيمية - 2

إهتمت نظريات التنظيم اإلداري للمنظمات، بتناول أوضاع لقد

وأنماط التصميم التنظيمي، وتنوعت مداخل هذه النظريات، في تحديد تناولها وتصنيفها لنوعيات التصميم التنظيمي، إال أنه موقعها وطريقة

يمكن تحديد نوعين مهمين، يستوعبان عبر فلسفتهما كثيرا من األفكار والمداخل واإلتجاهات، التي عنيت بدراسة وتحليل الواقع التصميمي للمنظمات، بشكل يجعل كال منهما، مجسدا لمنظور كلي، له إشتراطاته

ه وخصوصيته، لسفته وٕاستراتيجياته الممثلة لبنيتوآلياته وخصائصه وف :وهذان المنظوران هما

:المنظور التقليدي -1- 2 النمط البيروقراطي في التصميم التنظيمي، ويقوم هذا ويجسده

المنظور على أساس فكرة الطريق األفضل واألوحد في قيام التصميم

مثل األسلوب يالتنظيمي الكفء والفاعل في المنظمة، وهذا الطريق

فيبر، (األحسن واألمثل ألية منظمة، وهو ما تجلت عنه جهود

، وأسهمت في صياغة ما يعرف بمبادئ )وتايلور، وفايول، وغيرهم

التنظيم ، على إعتبار أن تلك المبادئ، هي التي تؤمن للمنظمات

بأسرع وأفضل تصميمات تنظيمية ثابتة، تعينها على بناء المؤسسات

2 : Jean-luc charron, Sabine sépari (2004) – organisation et gestion de

l’entreprise – manuel et applications – dunod – paris – p65 .

Page 9: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

9

عليه الحال، فيما لو يصار إلى إعتماد أساليب التجربة مما يكون

.والخطأ في بناء التصميم التنظيمي لها

وهناك أنماط أو خيارات للتصميم التنظيمي البيروقراطي تمثل حركة

:المنظمات والتطور الحاصل في تصميماتها التنظيمية، وهي

هو الذي ومن التسمية نجد أن الهيكل البسيط :الهيكل البسيط-)1

وهو هيكل ال توجد فيه تفصيالت كثيرة . ال يكون أكثر مما هو عليه

وقليل التعقيد والرسمية وتكون السلطة المركزية محصورة في شخص

وجميع .1يتميز بمركزية قوية جداحيث هذا النموذج من التنظيم . واحد

.2المهمة تتخذ من طرف المدير نفسه القرارات

وللتوضيح، . عندما تكون المنظمة بسيطة فإن الهيكل البسيط يناسبها

يمكن القول أنه عندما تكون المنظمة صغيرة في الحجم، وصغيرة في

أي أن (وحينما تكون البيئة بسيطة عمرها، وربما في مرحلة إنشائها،

، وحينما يكون مالك )عناصرها محدودة وتتوافر عنها كافة البيانات

وبشكل (و مديرها، وحينما يود أن يستحوذ على السلطة المنظمة ه

.فإن الهيكل البسيط هو المناسب )مركزي

وهو قريب جدا من التنظيم اآللي، :البيروقراطي اآللي الهيكل-)2

وهنالك درجة عالية من الرسمية وتقيد واضح بالتسلسل الهرمي، وفصل تام بين األنشطة

2 : Barabel , Meier(2010) – manageor, les meilleures pratiques du

management – 2 édition – dunod – paris – p104.

1 : Olivier torrès-blay(2000) – economie d’entreprise – organisation et

stratégie à l’aube de la nouvelle économie – éditions economica – paris –

p94.

Page 10: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

10

منظمات هناك . 1هيكل إداري تفصيليواإلستشارية، ويتواجد التنفيذية

تنشأ صغيرة وتتجه في نموها تجاه الهيكل البيروقراطي الميكانيكي، تسعى منذ نشأتها إلى أن تكون ذات هيكل بيروقراطي وهناك منظمات

ويتصف هذا الهيكل بأن أعمال وأنشطة المنظمة تتسم بأنها . ميكانيكي2على درجة عالية من الروتينية

، وهناك إجراءات وقواعد وسياسات ن سلطة إتخاذ عمل رسمية عالية، كما أن هناك مركزية عالية، حيث أ

القرارات هي مركزية، وأن القرارات تتم وتمر من خالل إجراءات رسمية كما تتسم الوحدات . لكي تعبر خالل المستويات التنظيمية رسميا

ل نوع من التمايز التنظيمية والوظائف بوجود وصف دقيق لها تمث .والفوارق الحادة

ظهرت في النصف الثاني من :الهيكل البيروقراطي المهني-)3

وذات تخصص مهني عال، القرن العشرين منظمات كبيرة الحجم،

وحيث تعطى . عال وتدريب متقدمذوي تعليم نيوتتطلب متخصص

درجات عالية من الحرية والسلطة لهؤالء المهنيين ألداء عملهم

وبالتالي فإن الهيكل . وبالتالي فإن سمة العمل هنا المركزية. حترفالم،وليس على غرار التنظيمات 3هنا هو هيكل بيروقراطي المركزي

البيروقراطية التقليدية والميكانيكية، حيث تكون النزعة المركزية عالية . بسبب تنميط كافة اإلجراءات ونظم العمل حتى تنميط السلوك نفسه

الطبعة الثانية – )النظريات، العمليات اإلدارية، وظائف املنظمة (مبادئ اإلدارة احلديثة – )2009( حسني حرمي : 1

. 199ص-198ص –األردن –عمان –دار احلامد للنشر والتوزيع –

2 : Henry mintzberg(1991) – structure et dynamique des organisations – les

éditions d’organisation – paris – p 282.

3 : Jean-luc charron, Sabine sépari – op cit – p90.

Page 11: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

11

يظهر الهيكل التقسيمي حينما تتضخم إحدى : الهيكل التقسيمي-)4

الشركات وتصبح في حجم عمالق، وتضطر بشكل طبيعي إلى تقسيم

نفسها إلى عدة شركات فرعية، ولكل شركة فرعية استقالليتها مع اإلحتفاظ للشركة األم التي تملك كافة رأس المال واألسهم بالتنسيق

والقرارات . ت التابعةبصورة أو بأخرى بين الشركا

إن اإلدارة العليا تلجأ غالبا إلى أنظمة محاسبة .اإلستراتيجية هي مركزية ، بمعنى أنها في الوقت الذي تسمح فيه لألقسام بهذه اإلستقاللية1ومراقبة

في إتخاذ القرارات الخاصة بإدارة شؤونها تقوم )الالمركزية العالية( .بمراقبة نتائج تلك القرارات

هذه األنواع التنظيمية، الممثلة لنمط التصميم التنظيمي إن

مثلما عكست . البيروقراطي، عكست حالة التحوالت المجتمعية والبيئيةمفهوم دورة حياة المنظمة، خالل وجودها الزمني والمكاني، الذي كانت

عليه المنظمات البيروقراطية، ولم تخل تلك األنواع من نقاط القوة من اإلنتقادات التي أخذت عليها إفتراضاتها الجاهزة، بعيدا والضعف، وال

عن الدراية الفعلية باألحوال والظروف والمبررات التنظيمية والبيئية

واإلجتماعية، الواجب إستحضارها قبل صياغة أي تصميم تنظيمي عليه في قيام المنظمة أو في مباشرتها لعملياتها مسبق، يمكن اإلعتماد

.فهاوتحقيق أهدا

:المنظور الحديث -2- 2

1 : Hellriegel, Slocum, Woodman(2004) – management des organisations –

éditions de boeck université – 1 édition - bruxelles – p417.

Page 12: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

12

األدهوقراطي في التصميم التنظيمي، ويقوم هذا ويجسده النمط

المنظور، على ضرورة إجراء التطوير وحسن إستخدام الوسائل، فضال

عن إدراك أهمية رسم وتحديد األهداف المطلوبة بدقة متناهية،

نظمة ن الموتوظيف اإلختصاصات والمهارات على أكمل وجه، بما يمكّ

من العمل في ظل حاالت الالتأكد والتعقيدات البيئية، والتعامل مع

الحاصلة في راتياألوضاع المحيطة تعامال واقعيا، واإلستجابة للتغي

.حياة المنظمات

وقد نجم عن األخذ بالعوامل الموقفية في التصميم التنظيمي، شيوع

لعشرين المنصرم، النمط األدهوقراطي، خالل الربع األخير من القرن ا

حيث إتسمت المنظمات القائمة على هذا النمط الكبير، بالتقسيمات

األفقية، وبقلة عدد المستويات اإلدارية، وعدم الحاجة الملحة إلى

رسمية القواعد وتقنين السلوكيات، وبروز حاالت تبني أساليب

ات الالمركزية، وتفعيل المرونة والتجاوب مع متغيرات البيئة والتعقيد

في إطار اإلستفادة من التدريب العالي، والمهارات اإلجتماعية،

والخبرات التخصصية الدقيقة وبناء فرق العمل، وبالتالي وجود عدد من

التنظيمات المؤقتة، ذات القدرة الكافية على تبني اإلستراتيجيات

التنظيمية واإلدارية المختلفة، التي يشكل اإلبتكار واإلبداعية، اتجاها

.طلوبا في تحقيق أهدافهام

إن هذا المنظور الحديث، قد خرج من ظاهرة اإللتزام بالمبادئ المطلقة

في تصميم المنظمات، إلى ظاهرة التعددية واإلقتناع بعدم وجود تصميم

واحد دون غيره، هو األصلح ألية منظمة في كل زمان ومكان، وٕانما

، تسهم إسهاما هناك مجموعة محددات وضغوطات وٕامكانيات وبيئات

Page 13: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

13

فاعال في طبيعة ونوعية التصميم التنظيمي القائم في المنظمة، طبقا

.لمقتضيات الموقف والحالة الراهنة المحيطة بها

وقد ظهرت خيارات متعددة للتصميم التنظيمي األدهوقراطي، سعيا في

التعامل مع حالة الوقتية، والهدفية، والتعقيدية، والحيوية، والشبكية،

رمية، التي أفرزتها معطيات الظروف الجديدة للمنظمات وجعلتها والاله

:، ومن أهم هذه الخيارات نماذج التصميم اآلتيةأمام تحديات متتالية

هذا المفهوم إلى تنظيمات إدارية تقوم يشير :هيكل المصفوفة-)1

من العاملين في الوحدات على اإلستعانة بمجموعة من الخبراء

التنظيمية األساسية في التنظيم الرئيسي ليعملوا معا تحت قيادة رؤساء

هذا . مجموعات، بحيث يتولى رئيس كل مجموعة إدارة مشروع جديد

وتتمثل الميزة األساسية . جنبا إلى جنب مع وجود التنظيم الرئيسي

.نموذج البيروقراطيلنمط المصفوفة بتوفير المرونة التي يفتقر إليها الويالحظ على الهياكل المصفوفية أنها تتصف بوجود خط أوامر مزدوج

، بمعنى خضوع المرؤوس لسلطتين في نفس 1بدال من خط واحد

.الوقت، وهي الظاهرة التي تعرف بالسلطة المزدوجة

إن الهياكل المصفوفية تنتهك بوضوح أحد المبادئ التقليدية لإلدارة

ألمر، مع ما يحمله من إنعكاسات سلبية مؤثرة على وهو مبدأ وحدة ا

. 2التنظيم

إنه في ظل وجود إزدواجية سلطة إصدار األوامر والتعليمات للفرد،

ووجود أكثر من رئيس واحد للفرد العامل في المشروع، فقد ينشأ عن

1 :Michel darbelet, Laurent izard, Michel scaramuzza – op cit – p53.

. 238ص –اإلسكندرية –دار اجلامعة اجلديدة – )ميماتالنظرية، اهلياكل، التص( :التنظيم – )2007(طارق طه :2

Page 14: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

14

، وهذه تقود بالتالي إلى 2واإللتباس ويؤدي إلى النزاع 1ذلك الغموض

، مما قد ينشأ 3زرع بذور الصراع على القوة، ويؤدي إلى إحباط العاملين

عنه القلق والتوتر لدى األفراد الذين يميلون إلى، بل ويرغبون، األمان غير أنه على الرغم من ذلك فإن التنظيم المصفوفي . وعدم الغموض

طلبات العمليات المتخصصة يتزايد قي سعة التطبيق بسبب إستجابته لمت . 4والمعقدة للكثير من المنظمات المعاصرة

حينما تجد المنظمات كبيرة :هيكل الوحدات اإلضافية المستقلة-)2

الحجم والتقليدية في هياكلها أنها أصبحت مكبلة باألنظمة والهياكل

البيروقراطية، وتظهر الحاجة إلى وحدات إضافية جديدة، تخاف

ب الوحدات الجديدة عدوى البيروقراطية الموجودة المنظمة أن تصي

فعند إنشاء الوحدات اإلضافية الجديدة . في باقي وحدات المنظمة حاليا

تعطيها اإلستقاللية في الموارد واألنظمة، كما تعطى للعاملين فيها

ورؤسائهم الحرية في التفكير والتصرف وٕاتخاذ القرار بدون إستخدام

.تاحة والمفروضة على باقي وحدات المنظمةالقنوات الروتينية الم

تقوم المؤسسة في هذا النوع من التنظيم بإسناد :الهيكل الشبكي -)3

وتتميز بمسؤوليات وظائف رئيسية منها إلى مؤسسات أخرى مستقلة،

1 : Alain burlaud, Jean-françois soutenain, philippe farcet, odile

messonet(2009) – DCG7management, manuel et applications – 3 édition –

editions foucher – vanves – p149.

2 : Stephen robbins, timothy judge, philippe gabilliet(2006) –

comportements organisationnels – 12 édition – pearson education – france

– p562.

�� –ا����� ا�و�� –أ�� ا�دارة ا���� �ة – ) 2007( ��� �����رحبي : 3�دار ��ء ��

. 122ص –���ن - وا�$#ز!

–دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة –نظرية املنظمة – )2007(محودخليل حممد حسن الشماع، خضري كاظم : 4

. 172 ص –األردن

Page 15: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

15

، والتي يتم التعاقد معها من قبل اإلدارة العليا في 5وٕاستقاللية قوية

وعوضا من أن يتم وضع وحدات التصنيع والهندسة .المؤسسة

والمبيعات والمحاسبة في المؤسسة فإن خدمات هذه الوحدات تقدم من

قبل مؤسسات أخرى مستقلة تعمل بموجب عقود وترتبط بالمكتب

ويتناسب هذا النمط التنظيمي مع التطورات . الرئيسي للمؤسسة

قة على اإلشراف واإلتصال التكنولوجية السريعة بما تتيحه من قدرة فائ

.1عن بعدتحاول بعض المنظمات إلغاء كافة الحدود : هيكل بال حدود-)4

والقيود الخاصة بوجود وحدات تنظيمية، ومستويات تنظيمية ورئاسية،

فتقوم بإنشاء هياكل الترتبط بتسلسل رئاسي معين، والترتبط بحدود

واضحة وبدون قيود الوحدات التنظيمية، فهي إذن هياكل بال حدود

. 2إن التنظيم بدون حدود يبحث إلزالة التسلسل الهرمي. رسمية عليها

:الهيكل التنظيمي في المؤسسة العمومية الجزائرية -3

أداء ضعف يوجد إجماع بين اإلقتصاديين واإلداريين، إن

ات صادية يرجع إلى سوء تصاميم البناءالمؤسسات العمومية اإلقت

بإعتبارها المتسبب الرئيسي في اإلختالالت المطلقة التنظيمية

.والنسبية

إن الجانب التنظيمي لم يحض باإلهتمام المطلوب السيما مع ظهور

المشاريع الكبرى الطموحة، خالل المخططين الرباعيين، فكان األسلوب

5 : Michel darbelet, laurent izard, michel scaramuzza – op cit - p62.

. 294ص –مرجع سبق ذكره –حممد قاسم القريويت : 1

2: Stephen robbins, Timothy judge, Phillipe gabilliet – op cit – p565.

Page 16: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

16

إن الهياكل التنظيمية كانت . التلقائي هو السائد في تنظيمها وتسييرها

األجنبية التي كثيرا ما كان يوكل ساس تخيالت، فالهيئات تصمم على أ

. إليها مهمة تصميمها إلى أجانب على جهل بالمتغيرات البيئية

تنظيمات جامدة دون استراتيجية مفروضة بقوانين ولوائح محددة

وال تتمتع المؤسسة بالقدر الكافي من الحرية لتغيير 3وسلطة مركزية

.وتعديل تنظيمها

فالهيكل التنظيمي وسيلة لمساعدة المؤسسات على تحقيق األهداف

التي أنشئت من

أجلها، إال أن ذلك مرهون بتوفر حد أدنى من العقالنية في التنظيم في

تسيير المؤسسات، وفي حالة عدم توفر هذا الحد من التنظيم يستحيل

.اءالوصول إلى توليفة عقالنية لوسائل اإلنتاج ورفع مستوى األد

اإن النظام السياسي واإلقتصادي تعرضا لصدمات عنيفة ومتتالية، كم

تعرضت العادات والتقاليد والقيم الثقافية لموجات التغيير، كذلك على

المستوى الداخلي أن مؤهالت وقيم األفراد وحاجاتهم ودوافعهم

، في حين أن الجانب والتكنولوجيا المستخدمة في تغيير مستديم

. 1ؤسساتنا يتسم باإلنغالق والصالبةالتنظيمي لم

إن أول تعديل للبناء التنظيمي للمؤسسات العمومية منذ إنشائها حدث

في المخطط الخماسي األول في إطار إعادة الهيكلة العضوية، أين

3 : Mustapha hassen-bey(2006) – entreprise algérienne, gestion, mise à

niveau et performance économique – thala editions, el-biar, Alger – p36.

- دولة دكتوراه رسالة–أثر البيئة على أداء املؤسسات العمومية اإلقتصادية، حالة اجلزائر – )1999( علي عبد اهللا: 1

. 296ص –كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيري

Page 17: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

17

ابتلى الفكر اإلداري المسيطر على تنظيم المؤسسات اإلقتصادية

.العمومية بمرض النمطية أو التنميط

الربحية، –يكل التنظيمي كأداة لتحقيق مجموعة أهدافإن اله

يجب أن تكون المرونة جزء من خصائصها التنظيمية - النمو، البقاء

من أجل التكيف مع التغيرات ومستجدات المحيط لتحتفظ بالسبق

.والتفوق على المنافسين

:الخاتمة، ترتهن بشكل أو بأخر بواحد من ؤسسةإن درجة فاعلية الم

تنظيمي، حيث كلما كان ال جوه المجسدة لها، وتتمثل بالهيكلالو أهم

ويمنحها القدرة الكافية على هذا الهيكل يفي بمتطلبات المؤسسة

المرونة والحركة وتوجيه الجهود في إطار من السياقات والضوابط لبلوغ

.ذلك في تحقيق فاعلية تلك المؤسسة األهداف، أسهم

المنظمات القائمة في البيئة إن الوضع السائد لطبيعة

الجزائرية، يعكس التصميم التنظيمي البيروقراطي، التي إعتادت على

التعامل معه وسريانه عبر سلوكياتها ونشاطاتها، وقد أصبح هذا

التصميم هو الظاهرة الواقعية للتعبير عما هو كائن، التي من خاللها

حاورها، وسبب يمكن التعامل مع فاعلية المؤسسة ككل، وبمختلف م

ذلك يرجع إلى حقيقة التراكم المعرفي للثقافة التنظيمية واإلدارية،

باإلضافة إلى طبيعة األهداف التقليدية، التي تعارفت عليها تلك

.المنظمات

ما ينبغي أن يكون، هو الوضع المنطقي للتصميم إن

األدهوقراطي، بخالف ما هو كائن بالنسبة للتصميم البيروقراطي كوضع

Page 18: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

18

فعلي متحقق، إن المنظمة ال بد لها من أن تتطور وأن تقوم بإجراء

يات التي تواجهها، التغييرات المتناسبة مع المؤثرات والضغوطات والتحد

، تصميمها التنظيمي من نمط البيروقراطية التقليدية أي أن تتحول في

إلى نمط األدهوقراطية، وهذا يعتمد على رؤية القيادات في بناء

استراتيجيات جديدة للمنظمة، تنقل رسالتها إلى حيز التحقيق في

.الوسط البيئي واإلجتماعي

)الهيكل البيروقراطي(إن الهيكل التنظيمي، ومن خالل بعديه

، له تأثيرات متعددة وٕانعكاسات مهمة في تحديد )الهيكل األدهوقراطي(و

وهذا التأثير ، ، وفي أبعادها المتفرعة عنهاؤسسةدرجات فاعلية الم

واإلنعكاس ال يقف عند جانب محدد، وٕانما يشمل جوانب كثيرة، داخل

وخارج المؤسسة، والبيئة والمجتمع، ويأخذ بالتحوالت الثقافية

والحضارية، وبالتطورات التقنية والتكنولوجية والمعلوماتية، وبالتالي

فإن فاعلية المؤسسة تتحقق، كلما كان اإلهتمام بتطوير الهيكل

التنظيمي قائما في المؤسسة، ومأخوذا باإلعتبار من قبل القيادات

.المعنية به واإلدارات العليا المعنية بذلك التصميم

:المراجع

Page 19: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

19

دار –نظرية المنظمة والتنظيم – )2008( محمد قاسم القريوتي)1

.األردن –عمان –الطبعة الثالثة –وائل للنشر والتوزيع

نظرية – )2009(الخفاجي، طاهر محسن الغالبينعمة عباس )2

–دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع –المنظمة، مدخل التصميم

.األردن –عمان –الطبعة العربية

–نظرية المنظمة، الهيكل والتصميم – )2008(مؤيد سعيد السالم)3

.األردن –عمان –الطبعة الثالثة –دار وائل للنشر والتوزيع

أساسيات اإلدارة، المبادئ والتطبيقات – )2009(نعيم إبراهيم الظاهر)4

– الطبعة األولى –عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع –الحديثة

.إربد

معايير أداء المؤسسات من خالل – )2008(سواكري مباركة)5

كلية العلوم –رسالة دكتوراه دولة –مقاربات التحليل اإلستراتيجي

.ة وعلوم التسييراإلقتصادي

التنظيم اإلداري في المنظمات – )2005(أبو بكر مصطفى محمود)6

.اإلسكندرية –الدار الجامعية –المعاصرة، مدخل تطبيقي

النظريات، العمليات (مبادئ اإلدارة الحديثة – )2009(حسين حريم)7

دار الحامد للنشر –الطبعة الثانية – )اإلدارية، وظائف المنظمة

.األردن –عمان –والتوزيع

– )النظرية، الهياكل، التصميمات(: التنظيم – )2007(طارق طه)8

.اإلسكندرية –دار الجامعة الجديدة

دار –أسس اإلدارة المعاصرة – )2007(ربحي مصطفى عليان)9

.عمان –الطبعة األولى – صفاء للنشر والتوزيع

Page 20: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

20

نظرية – )2007(الشماع، خضير كاظم حمودخليل محمد حسن )10

.األردن –دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة –المنظمة

أثر البيئة على أداء المؤسسات العمومية – )1999(علي عبد اهللا)11

كلية العلوم –رسالة دكتوراه دولة –اإلقتصادية، حالة الجزائر

.اإلقتصادية وعلوم التسيير 12)Jean- françois soutenain, philippe

farcet(2007) –organisation et gestion de l’entreprise – berti éditions. 13)Michel darbelet, laurent izard, michel scaramuzza(2006) – notions fondamentales de management – 5 édition – éditions foucher – paris. 14)Jean-luc charron, sabine sépari(2004) – organisation et gestion de l’entreprise, manuel et applications – dunod – paris. 15)Barabel, Meier(2010) – manageor, les meilleures pratiques du management – 2 édition – dunod – paris. 16)Olivier torrès-blay(2000) – economie d’entreprise, organisation et stratégie à l’aube de la nouvelle économie – éditions economica – paris. 17)Henry mintzberg(1991) – structure et dynamique des organisations – les éditions d’organisation – paris. 18)Hellriegel, Slocum, Woodman(2004) – management des organisations – éditions de boeck université – 1 édition – bruxelles. 19)Alain burlaud, Jean -françois soutenain, Philippe farcet, Odile messonet(2009) – DCG7 management, manuel et applications – 3 édition – éditions foucher – vanves. 20)Stephen robbins, Timothy judge, Philippe gabilliet(2006) – comportements organisationnels – 12 édition – pearson education – france. 21)Mustapha hassen-bey(2006) – entreprise algérienne, gestion, mise à niveau et performance économique – thala éditions – el biar – Alger.

Page 21: ﻠﻋﺎﻓ ﻲﻓ ﻲﻤﻴظﻨﺘﻝا لﻜﻴﻬﻝا طﻤﻨ رﺜأ · 5 دﻴدﺤﺘو ،ةددﺤﻤﻝا ةدﻴﻌﺒﻝا فادﻫﻷا ﻰﻠﻋ ﺔﻴﺠﻴﺘراﺘﺴﻹا

21