حقوقاإلنسان

اإلسالم في

تأليفمعالي الدكتور

عبد الله بن عبد المحسنالتركي

وزير الشئون اإلسالميةواألوقاف والدعوة واإلرشاد

اإلسالم في اإلنسان حقوق

2

اإلسالم في اإلنسان حقوق

مقدمة

على والس��الم والص��الة الع��المين، رب لل��ه الحم��د

بعد: أما والمرسلين، األنبياء أفضل

العص��ر، ه��ذا في تب��دو تع��الى، الله إلى الدعوة فإن

وعسيرة. شاقة كله، اإلنساني المستوى وعلى

ال��تي المجتمع��ات داخ��ل ال��دعاة مهم��ة تب��دو كم��ا

ومتشابكة. معقدة خارجها، أو فيها يعيشون

أداء في الجه����د يق����ل أن يع����ني ال ذل����ك، ولكن

ال�تي الصعاب، مواجهة عن الدعاة ينصرف أو الرسالة،

مهمتهم. أداء في تعترضهم

إص��الح وإلى الحق، الدين وإلى الله، إلى الدعوة إن

هي كل��ه، اإلنس��اني المس��توى على والقل��وب، النفوس

جميعا. الناس إلى اإلسالمية، األمة رسالة

ه��دي على ال��واجب، ه��ذا أداء في تس��ير أن ويجب

الل��ه أرس��له وسالمه- ال��ذي عليه الله الرسول- صلوات

} تعالى: قال جميعا، الناس إلى الحق ودين بالهدى

} (1)س��ورة(

(. 158 اآلية األعراف،

} فق��ال: اإلس��الم بظه��ور س��بحانه الله وعد وقد

} (2)(. 33 اآلية التوبة، )سورة

. 158آية: األعراف ( سورة?)1. 33آية: التوبة ( سورة?)2

3

اإلسالم في اإلنسان حقوق

إلى بالدعوة يتحقق كله، الدين على اإلسالم وظهور

التخطي��ط، إلى العص��ر هذا في تحتاج التي تعالى، الله

يحي��اه ال��ذي الواق��ع ومعرفة المناسبة، أساليبها واختيار

وخارجها. اإلسالمية المجتمعات داخل في الناس،

لنش��ر أهال ليكون��وا ال��دعاة؛ إع��داد إلى تحت��اج كم��ا

والنفوس. القلوب إلصالح الناس، بين الله كلمة

ال��تي ال��دعوة ألس��اليب بي��ان تعالى، الله كتاب وفي

} والنف��وس: العق��ول تخ��اطب

} (. 125 اآلية النحل، )سورة(1)

األعلى المث��ل والفعلية، القولية الشريفة السنة وفي

وإص���الح الن���اس، ومخاطب���ة ال���دعوة، ممارس���ة في

وتزكيتها. النفوس،

وآدابه��ا، ال��دعوة أص��ول تق��ررت النب��وة، عه��د وفي

في المخاطبين، اختالف على عليها، تسير التي والسنن

واألحوال. والظروف واألفهام العقول

إلى ال��داعي ب��ه يتس��لح أن يجب مم��ا ه��ذا ومعرفة

فيها، التجربة وأصدق الدعوة، في العلم أول وهو الله،

منها. المقصود لتحقيق دليل وخير

إال ومك��ان، زم��ان أي في ال��دعاة عم��ل يستقيم وال

عقيدة اإلسالم، علوم ومدارسة والسنة، بالكتاب بالعلم

الرسول سنة واتباع اإلسالم، بفضائل والتحلي وشريعة،. 125آية: النحل ( سورة?)1

4

اإلسالم في اإلنسان حقوق

والش����رح واإلرش����اد، والنص����ح واإلعالم، اإلبالغ في

الظ��روف اختالف على بال��دعوة، للمخ��اطبين والبي��ان،

واألحوال.

على اإلس��الم ظه��ور يحتاج بالذات، العصر هذا وفي

في وق��دوتهم بعلمهم، يظهرون��ه دع��اة إلى كل��ه، الدين

حي��اتهم يشغل وما الناس، بأحوال ومعرفتهم مسلكهم،

والدنيا. الدين أمور من

الن��اس عق��ول ش��غلت عدي��دة، قض��ايا ج��دت لق��د

وس��عيهم، اهتم��امهم من واف��را حظ��ا ون��الت وفك��رهم

به���ذه علم على الل���ه، إلى ال���دعاة يك���ون أن وينبغي

من فيه�ا وم�ا به�ا، والق�ائمين منه�ا، ي�راد وما القضايا،

شر. أو للناس خير

تع��الى الل��ه إلى ال��دعاة يض��عها أن ذل��ك، من وأهم

أساس��ه، على وتق��وم ب��ه، فت��وزن اإلسالم، ميزان على

واألعم��ال، األفك��ار في الطيب، من الخبيث يتميز حتى

عليهم، يع��رض م��ا حقيق��ة المس��لمون يع��رف وح��تى

وم��ا من��ه، فيس��تفيدون من��ه، ينفعهم م��ا بين ويم��يزون

عنه. فيعرضون ودنياهم، دينهم في يضرهم

تث��ار ال��تي القض��ايا حقيقة على الدعاة يتعرف وحين

بين المس��اواة أو اإلنس��ان، حق��وق باس��م الن��اس، بين

بم��ا يس��تطيعون ال��ديني، التس��امح أو والم��رأة، الرج��ل

وبما رسوله وسنة تعالى الله بكتاب علم من عندهم

5

اإلسالم في اإلنسان حقوق

أهله��ا وأح��وال ال��دعوات، ه��ذه حقيق��ة عن يعرفون��ه

يكون��وا أن إليه��ا، ت��رمي ال��تي واألهداف بها، والقائمين

الخ��ير، إلى ودع��اة يث��ار، فيم��ا الح��ق إلى للناس هداة

مجتمعاتهم. في لإلصالح وروادا

كله. الدين على اإلسالم يظهر وبذلك

تث��ار قض��ية على الض��وء ألقي الص��فحات، هذه وفي

وهي أهميته��ا، على اإللح��اح وي��زداد األي��ام، ه��ذه في

اإلنسان. حقوق قضية

الن���اس، من كث���يرا يغ���ري ج���ذاب، المص���طلح إن

المعاصر. المسلم بها ينخدع قد براقة، والمبادئ

والمس��لمون قرن��ا، عش��ر أربع��ة من أك��ثر ومن��ذ

الن��اس، بين والتس��وية اإلنس��ان، كرام��ة عن يس��معون

ظه��ور من��ذ المسلمين إن بل بينهم، والتراحم والتكافل

وأح��اديث العزي��ز، الكت��اب آي��ات يق��رؤون وهم اإلسالم،

المع��اني ه��ذه إلى وته��ديهم ترش��دهم، المص��طفى

السامية.

على الض��رر، ك��ل والضرر الخطر، كل الخطر ولكن

بين ن���وازن حينم���ا يظه���ر اإلس���المية، المجتمع���ات

ه��ذه عن وص��وب ح��دب ك��ل من تأتينا التي الشعارات

عنها. اإلسالمية مفاهيمنا وبين المبادئ،

والمس��اواة اإلنس��ان، كرام��ة دينن��ا من نع��رف فنحن

الناس. بين والتراحم والتكافل، والشورى، الناس، بين

6

اإلسالم في اإلنسان حقوق

عنه��ا، نفهمه وما نعرفه، ما هو إليه، يدعون ما فهل

ديننا؟ في

المص��طلحات تك��ون وربم��ا وبراق��ة، جذابة فالمبادئ،

المف�اهيم؟ هي وم�ا المض�مون؟ ه�و م�ا ولكن واح�دة،

حين وس��لوكنا، وأخالقن��ا عقي��دتنا في ذل��ك أث��ر وم��ا

في نحق��ق أن دون وحدها، والشعارات المبادئ تخدعنا

تحتها؟ تندرج التي المفاهيم وفي مضمونها،

الحقيق��ة على نتع��رف أن البحث، ه��ذا في المقصود

عالمن���ا في تث���ار كم���ا اإلنس���ان، حق���وق قض���ية في

ش�����عاراتها، نض�����ع أن ذل�����ك، من وأهم المعاص�����ر،

من قاص��دين اإلس��الم، م��يزان في ونتائجها، ومفاهيمها،

إلى المس��لمين وإرش��اد الل��ه، س��بيل إلى الدعوة ذلك،

ودنياهم: دينهم وإصالح الخير، إلى وهدايتهم الحق،

{

} (1)(. 17 اآلية الرعد، )سورة

المستعان. والله

. 17آية: الرعد ( سورة?)1

المحسن عبد بن الله عبد

التركي

اإلسالمية الشؤون وزير

واإلرشاد والدعوة واألوقاف

7

اإلسالم في اإلنسان حقوق

الغربي الفكر في اإلنسان حقوق

في ك��برى بأهمي��ة اإلنس��ان، حق��وق قض��ية تظف��ر

وال���دول الش���عوب مس���توى على الح���ديث، العص���ر

الدولية. والمنظمات

الذي الإنسان لحقوق العالمي الميثاق ويعد

في المتحدة للأمم العامة الجمعية 10/12أصدرته

ولجهود م1948/ الغرب، لحضارة تتويجا ،

. الحديث العصر في فيه والمصلحين المفكرين

الثاني��ة العالمي��ة الح��رب نهاية بعد الميثاق صدر وقد

البش��رية، وح��دة في الرغب��ة عن تعبيرا قليلة، بسنوات

ال��ذي ال��دولي، المجتم��ع في اإلنس��ان، حق��وق ووح��دة

الحرب. ويالت من قاسى

أفض��ى ق��د إهمالها، أو اإلنسان، حقوق تناسي وكان

في ورد كما اإلنساني، الضمير آذت همجية أعمال إلى

الميثاق.

اإلنس��ان احترام توطيد إلى مقدمته في دعا ولذلك،

واتخ��اذ والتعليم، التربي��ة طري��ق عن والعم��ل وحريات��ه،

بحق��وق االع��تراف لض��مان وعالمي��ة؛ قومي��ة إج��راءات

األعض��اء ال��دول بين فعال��ة، بصورة ومراعاتها اإلنسان،

الخاض�عة الش�عوب بين وك�ذلك العالمي�ة، المنظمة في

لسلطانها.

8

اإلسالم في اإلنسان حقوق

جه��ودا اإلنس�ان، لحق��وق الع�المي الميث��اق ت��وج لقد

الغرب. من وفالسفة لمفكرين كثيرة

عش���ر الث���الث الق���رن إلى الجه���ود ه���ذه وترج���ع

في م1215 س��نة كارتا الماجنا صدرت حينما الميالدي،

حقه بمقتضاها، اإلنجليزي الشعب اكتسب التي إنجلترا،

ب��ه توقعه��ا ك��انت ال��تي المالي��ة، المظ��الم تجنب في

وقتذاك. السلطة

س��نة األم��ريكي االس��تقالل إعالن وثيقة تضمنت وقد

على بتأكي��دها اإلنس��ان، حق��وق من يع��د م��ا م1776

والمساواة. والحرية الحياة في الحق

حق���وق إعالن وثيق���ة الفرنس���ية الث���ورة وأص���درت

عن إعالن��ا تع��د وهي م،1789 / 8 / 26 في اإلنسان

الحقوق. هذه

العالمي الميثاق المواثيق، هذه سبقت وهكذا

بع��د وحاس��مة، هام��ة خطوة يعد الذي اإلنسان، لحقوق

ق��رون، لع��دة األوروب��يين والفالس��فة المفك��رين جه��ود

واآلالم، المعان��اة من الش��عوب حماي��ة استهدفت والتي

والديني��ة اإلداري��ة الس�لطات من تحته�ا ترزأ كانت التي

النهض��ة عصر وبدايات الظالم، عصور خالل أوروبا، في

األوروبية.

الحكم اس���تبداد إلى ترج���ع ال���تي المعان���اة تل���ك

إلى الكنيس���ة وان���دفاع الكنيس���ة، ورج���ال اإلقط���اعي

9

اإلسالم في اإلنسان حقوق

تحري��ر إلى تسعى التي الفكرية، االتجاهات كل محاربة

ونفسه. اإلنسان عقل

اإلس��الم، في وج��ود لها يكن لم كلها، العوامل وهذه

حضارة. أو وشريعة، عقيدة

وهي: ذكرها، ينبغي مسألة، وثمة

في نش��أت ال��تي ه��ذه، اإلنس��ان حق��وق فك��رة أن

اإلنس��ان تحري��ر في اس��تخدمت األوروبية، القارة داخل

ولم الكنيس��ة، ورج��ال الس��لطة طغي��ان من األوروبي

بأكمله��ا، ش��عوبا بالحماي��ة لتش��مل الفك��رة، ه��ذه تمت��د

ب��ل الح��ديث، العص��ر في األوروبي لالس��تعمار خض��عت

م��ع يتعارض ما كل واالستبداد، المظالم من منه القت

اإلنسان. حقوق مبادئ

يرب��ط وال��ذي اإلنس��ان، لحق��وق العالمي الميثاق إن

النظ��ر رك��ز قد المتحدة، األمم ميثاق وبين بينه البعض

الدولي. المستوى على اإلنسان حقوق على

خاض��عة دول��ة، ك��ل في القض��ية ه��ذه تص��بح ولم

به��ذه االع��تراف ام��تزج بل الوطنية، السيادة العتبارات

الدولة عالقة تعد ولم دولي، بطابع وممارساتها الحقوق

س��وى تهم وال الدولي، القانون إطار عن خارجة بالفرد

الداخلي. القانون

جع�ل وال�ذي المم�يز، ال�دولي طابعه�ا له�ا أصبح بل

النس��بية إط��ار من يخ��رج اإلنس��ان حق��وق موض��وع

10

اإلسالم في اإلنسان حقوق

النظم جانب من تستغل كانت التي والمكانية، الزمانية

في الماركس��ية، والنظم والفاش��ية كالنازية االستبدادية،

ال��دول ج��انب من اس��تغلت كم��ا األف��راد، كرام��ة إهدار

الع��ادل، وغ��ير اإلنس��اني، غير التعامل في االستعمارية،

العص��ر في لس��لطانها خاض��عة كانت التي الشعوب مع

الحديث.

لحق��وق ال��دولي الط��ابع وه��و األم��ر، ل��ذلك أن غ��ير

محاذيره. اإلنسان،

متشابكا موضوعا اإلنسان، حقوق موضوع أصبح فقد

ه��ذا وأص��بح ب��المواقف، الفك��ر في��ه يختل��ط ومعق��دا،

وربم��ا الحاض��ر، ال��وقت في الع��الم يش��غل الموض��وع،

قادمة. لعقود

أس��لحة أحد اآلن، اإلنسان حقوق قضية أصبحت لقد

في ذل��ك يب��دو الك��برى، لل��دول الخارجي��ة السياس��ة

تق��ديم في معي��ارا اإلنس��ان، حق��وق قض��ية اس��تخدام

ه���ذه فتحجب النامي���ة، لل���دول الدولي���ة المس���اعدات

بمخالف��ة تتهم أو تخ��الف، ال��تي الدول عن المساعدات

القوية. الدول نظر في اإلنسان، حقوق

سامي" في "مفوض وظيفة إنشاء فكرة ظهرت كما

اإلنسان. حقوق مبادئ تطبيق لمراعاة المتحدة؛ األمم

مش��كالت من ذل��ك، تنفي��ذ على يترتب ما يخفى وال

عن أعلن جدي��د، ع��المي لنظ��ام المعق��د الواق��ع في

11

اإلسالم في اإلنسان حقوق

اتجاهات��ه اآلن ح��تى تتبل��ور ولم س��نوات، من��ذ وج��وده

من لص��ور الب��اب يفتح مم��ا وموازينه، األساسية وقيمه

لل��دول، الداخلي��ة الش��ؤون في المس��وغ غ��ير الت��دخل

اإلنسان. حقوق شعار تحت

ال��دول غ��ير أخ��رى أطراف��ا ف��إن أخ��رى، ناحية ومن

ذات وأنش��طتها، أه��دافها بمقتضى أصبحت والحكومات،

األهلي���ة، الجمعي���ات مث���ل بالموض���وع، كب���يرة ص���لة

المختلفة. البالد في الحكومية، غير والمنظمات

في مهم أث��ر الحكومي��ة، غ��ير للمنظم��ات ك��ان لق��د

من الفترة في انعقد الذي اإلنسان، لحقوق فينا مؤتمر

ه����1414 مح���رم5 إلى ه����1413 الحج���ة ذي24

المملكة فيه وشاركت م،1993 يونيه25- 14 الموافق

برئاس��ة ع��ال، مس��توى على بوف��د الس��عودية العربي��ة

وزي��ر الفيص��ل س��عود األم��ير الملكي الس��مو ص��احب

الخارجية.

مكافئ�ا في�ه، الحكومي�ة غ�ير المنظم�ات عم�ل وكان

والحكومات. للدول ومناظرا

في ب���الحق االقتن���اع من لمزي���د الب���اب يفتح مم���ا

مب��ادئ بخ��رق تتهم ال��تي البالد في ال��دولي الت��دخل

ه���ذه أو ال���دول، ه���ذه نظ���ر في اإلنس���ان، حق���وق

تط��بيق على المحافظ��ة س��تار تحت األهلية، المنظمات

اإلنسان. حقوق مبادئ

12

اإلسالم في اإلنسان حقوق

المجال، هذا في عملها رسخت منظمات، بينها ومن

وزنا تقيم وال افتراءات، من تخلو ال التي تقاريرها ولها

إزاء للش��عوب، والدينية والثقافية االجتماعية للخصوصية

الوحيد. الغربي نموذجها

13

اإلسالم في اإلنسان حقوق

اإلنسان لحقوق األوروبية النظرة نقد

لحق���وق األولى األوروبي���ة المدرس���ة نش���أت لق���د

عش��ر الث��امن الق��رن خالل سياس��ية، نش��أة اإلنس��ان،

تأكي��د ه��و وقادته��ا، مفكريه��ا ه��دف وك��ان الميالدي،

متناول عن بعيدة وجعلها المجتمع، في العامة الحريات

جزاء دون إهدارها، تستطيع ال حتى المستبدة، السلطة

قانوني.

بموض��وع أوروب��ا، في اإلنسان حقوق ارتبطت ولذلك

الدساتير. عليها تنص كانت التي العامة، الحريات

تختلف، السياسية األنظمة ألن سديدا؛ ذلك يكن ولم

وإضفاء اإلنسان، حقوق فكرة إضعاف ذلك، شأن ومن

العام��ة، والحري��ات الحق��وق وجعل عليها، النسبية طابع

عنها. رغما أو السلطة ضد تمارس كأنها

م��ع العام��ة، الحري��ات مص��طلح توحي��د ظ��ل ولق��د

تأكي��د ك��ان إذ طويل��ة؛ ف��ترة اإلنس��ان، حق��وق مصطلح

في عليه��ا الف��رد حصول مبدأ وترسيخ العامة، الحريات

من س��يما ال المفك��رين، شغل ما هو السلطة، مواجهة

القانون. رجال

حري��ة مث��ل العام��ة، الحري��ات ه��ذه بعض ألن ذل��ك؛

وبالنظ��ام بالس��لطة االتص��ال ش��ديدة وال��رأي، الفك��ر

تتض���من أن ه���و اله���دف، فك���ان الس���ائد، السياس���ي

لتطبيقها. وضمانات الحريات، هذه نصوصا الدساتير

14

اإلسالم في اإلنسان حقوق

دول ش���عوب أن إلى األس���اس، في ذل���ك ويرج���ع

اس��تبداد من تع��اني ك��انت العم��وم، وج��ه على أوروب��ا

الكنيسة. رجال وتحكم السلطة

اإلنس��ان، حقوق في األوروبية المدرسة تطورت لقد

ذاتها. )الحق( في فكرة إلى ناظرة

تل��ك هي اإلنس��ان، حق��وق تك��ون أن ذلك، ومقتضى

كون��ه لمج��رد للف��رد؛ به��ا االعتراف يتعين التي الحقوق

ب��ل قانوني��ة، حماي��ة له��ا يك��ون أن يش��ترط وال إنسانا،

الس��لطة يك��ون ال اإلنس��ان، حق��وق من بكونه��ا الع��برة

تحميها. أو تمنحها

يب���دأ اإلنس���ان، حق���وق فك���رة في التط���ور وه���ذا

لم��ا مغاير أساس وهو ذاتها، الحق فكرة من باالنطالق

اإلنسان، حقوق في األوروبية المدرسة نشأة في سبق

حق��وق أن باعتب��ار الموض��وع، في النظ��ر ب��دأت ال��تي

ض���د تم���ارس ال���تي العام���ة الحري���ات هي اإلنس���ان،

السلطة.

يمكن ال الحق��وق بعض ألن أيض��ا؛ منتق��د نظ��ر وه��و

في اإلنس��ان ح��ق مث��ل الحري��ات، من حري��ة اعتب��اره

الحري��ة مع��نى في ليس الحق فهذا االجتماعي، التأمين

العامة. الحريات صور من غيرها أو

15

اإلسالم في اإلنسان حقوق

أن ينبغي الحقوق تلك فإن اإلسالمي، النظر في أما

وليس الغ��ير، مواجه��ة في الفرد بها يتمتع عامة، تكون

وحدها. السلطة مواجهة في

في قيم��ة اإلس��المي، النظ��ر في اإلنس��ان فكرام��ة

وليس الجمي��ع، مواجه��ة في به��ا يتمت��ع واإلنسان ذاتها،

وحدها. السلطة مواجهة في

بتحري��ر والحاس��مة األولى الخط��وة اإلسالم، بدأ وقد

داخ��ل في الح��رة، إرادت��ه يض��عف م��ا كل من اإلنسان

بعد. فيما سنذكره مما خارجه، ومن نفسه اإلنسان

الحديث��ة، األوروبية المدرسة في حدث الذي والتطور

الحق��وق ه��ذه أن في اإلس��المي، النظ��ر م��ع يتف��ق قد

في تتوق���ف ال وأنه���ا إنس��انا، بوص��فه لإلنس��ان تثبت

ال ألن��ه له��ا؛ الق��انون تقري��ر على وع��دمها، وجوده��ا

ينشئها.

أنه��ا إلى نش��أتها يرج��ع الوض��عي، النظ��ر ك��ان وإذا

يرجع��ون المس��لمين ف��إن الجماع��ة، ض��مير من تنبث��ق

الل��ه إرادة إلى آدم��يين، باعتب��ارهم له��ا، اس��تحقاقهم

عليهم. وتفضله وتشريعه، وحكمته وتعالى، سبحانه

مص��در إلى األوروبي الوض��عي النظ��ر في والس��بب،

الرغب��ة إلى يرج��ع الجماع��ة، ض��مير وأنه الحقوق، هذه

الحقوق. لهذه مصدرا الدين عن االبتعاد في

16

اإلسالم في اإلنسان حقوق

في الرغب��ة عن مع��برا الجماع��ة ض��مير جعل ولذلك

المص��در من االق��تراب دون الحق��وق، هذه مصدر إعالء

تع��الى الل��ه ش��رع وهو اإلنسان، حقوق لكافة الحقيقي

اإلسالمي. النظر في هو كما ودينه،

البش��ر، من الماليين مئ��ات فك��ر م��ع يتف��ق ال وه��ذا

إلى وإس��نادها اإلنس��ان حق��وق نس��بة أن ونري��ر الذين

الع��المي؛ والتط��بيق االقتن��اع في ض��مان أعظم الل��ه

لشأنها. ورفعة إعالء ذلك في ألن

من تنب��ع اإلس��المية، الشريعة في اإلنسان حقوق إن

الزمانية، النسبية وعن البشر، إرادة عن مستقلة فكرة

التط��بيق مع��ايير أي المتع��ددة، والمف��اهيم والمكاني��ة،

النظم اختالف على اإلنسانية، المجتمعات في المختلفة

والقوانين.

وتع���الى- على الل���ه- س���بحانه نعم من بإيج���از، هي

نصوص��ها، في اإلس��المية، الش��ريعة في ج��اءت عب��اده،

والمحكوم، الحاكم الكافة، بها وألزمت العامة، وأصولها

السلطة، يد في سالحا ليست وهي والشعوب، والدول

الحكام. أو المجتمع على الناس لخروج مسوغا أو

الزماني���ة النس��بية عيب يتالفى اإلس���المي، والنظ��ر

الكاف��ة، مواجه��ة في اإلنس��ان حقوق ويجعل والمكانية،

وذل��ك مص��درها، باعتب��ار الحق��وق، له��ذه ض��مانا ويقيم

والممارسة. التطبيق عند الضمانات أقوى

17

اإلسالم في اإلنسان حقوق

في اإلنس��ان حق��وق قيم ب��أن االدع��اء الخط��أ ومن

ال مطلق��ة والمس��اواة، الحري��ة مث��ل الوض��عي، النظ��ر

وزمانه��ا وأحواله��ا اإلنس��انية المجتمع��ات بحس��ب تتغ��ير

ومكانها.

اعتب��اره يمكن ال اإلنس��ان، حق��وق مفه��وم أن ذل��ك،

لمع��ايير التق��ويم في يخض��ع ص��ارما، علمي��ا مفهوم��ا

الزم���ان اختالف على المجتمع���ات ك���ل في واح���دة،

واألحوال. والظروف والمكان

والعدال��ة الحرية في الحق فإن المثال، سبيل وعلى

اإلنس��ان حق��وق من أساس��ية حق��وق وهي والمس��اواة،

في وال��وزن التقدير بذات تظفر ال الحديث، العصر في

حيث من الدرج��ة نفس في توضع وال المجتمعات، كل

واألولويات. األهمية

ظ��اهرا، سياسيا مفهوما الحرية تعطي الدول، فبعض

ب��ل فرديا، أو ثقافيا أو اجتماعيا مفهوما يعطيها وبعضها

الحري��ة علي��ه يطل��ق فيم��ا جنس��يا، مفهوم��ا يعطيه��ا

بذاتها. الفوضى وهي الجنسية،

لظ��روف تخض��ع لإلنس��ان، علي��ا قيم��ة والمس��اواة

االجتماعية. وللمفاهيم المادية المصالح

المص��الح وف��ق األحيان من كثير في تفسر والعدالة،

واألهواء.

ونسبيا. متغيرا يبدو القيم، مفهوم إن

18

اإلسالم في اإلنسان حقوق

أو للحري���ة واح���د مفه���وم على االتف���اق يمكن وال

ص��حته تض��من ال��تي المفه��وم ه��ذا وضوابط المساواة،

في االعتم��اد أن لن��ا يظه��ر مم��ا التط��بيق، في وبق��اءه

وض��وابطها، ومفاهيمه��ا العلي��ا اإلنس��انية القيم تحدي��د

والمكانية. الزمانية النسبية من يتجرد أن ينبغي

اعتم��دنا إذا إال يت��أتى ال ذل��ك أن يقين، عن ونعتق��د

من وأعلى أس���مى تش���ريعي مص���در على ذل���ك في

اإلنس��ان ل��ه يخض��ع والبش��ر، والمك��ان الزم��ان ق��وانين

واقتناع. إيمان عن إنسانا بوصفه

ال اإلنس��ان، حقوق موضوع في النسبية من فالتجرد

المس��لمين، لدى وهو وحده، الطريق هذا عبر إال يتأتى

في اإللهي، بمص��درها اإلس��المية الش��ريعة في يتمث��ل

ونصوصها. أصولها

من الحديث��ة المدرس��ة إلي��ه توص��لت ما أن ينكر وال

على خط���وة يع���د اإلنس���ان، حق���وق فهم في تط���ور

إليه. ألمحنا الذي الطريق

من أعلى مصدر لها اإلنسان، حقوق فإن وبمقتضاه،

في معين مجتم��ع ب��ه يأخ��ذ ال��ذي االجتم��اعي، التنظيم

ومواريثه وتقاليده وأعرافه قوانينه بمقتضى بعينه، زمن

الثقافية.

19

اإلسالم في اإلنسان حقوق

إلى اإلنس��ان حق��وق إس��ناد في التجريد هذا أن غير

العالمي��ة إلى الوص��ول في يكفي ال الجماع��ة، ض��مير

اإلنساني. والتاريخ اإلنسانية تنشدها التي

قب��ل ق��د الجماع��ة، ض��مير أن بجالء، ذلك لنا يوضح

المظ��الم أبش��ع من يع��د م��ا والمك��ان، الزم��ان في

اإلنسان. حقوق لفكرة مناقضة وأكثرها

عدي��دة مجتمع��ات في اإلنس��اني الض��مير قب��ل لق��د

القديم��ة، اإلمبراطوري��ات في س��يما ال معين��ة، وأزم��ان

الح��ديث، العص��ر في السياسية النظم بعض في وحتى

ألتف��ه اإلنس��انية الحياة قيمة إهدار بالذات، أوروبا وفي

بمجتمع��ات والمآس��ي المظ��الم إيق��اع وقب��ل األس��باب،

في ح���تى أو الع���رق أو ال���دين في مخالف���ة أخ���رى

س���ريعة ق���راءة من ذل���ك على أدل وليس المص���الح،

وآسيا. أفريقيا في األوروبي لالستعمار

لحق��وق علوي��ا مص��درا يص��لح ال الجماعة، ضمير إن

باعتب��اره الف��رد ويس��تحقها اإلنس��انية، تعم أنه��ا يفترض

آدميا.

الحق���وق في ح���تى اإلنس���ان حق���وق مف���اهيم إن

والمس��اواة، اإلنس��انية الكرام��ة ح��ق مث��ل األساس��ية،

للمفاهيم تبعا نسبية قيمة تكتسب االجتماعي، والضمان

في شك وال يتكون والذي الجماعة، ضمير يعطيها التي

20

اإلسالم في اإلنسان حقوق

وفي متباين��ة، لظ��روف وتبع��ا بعينه، ومكان معين زمن

الخطورة. من فيه ما ذلك

به��ا قص��د إذا إال الجماع��ة، ض��مير عب��ارة تص��ح وال

والمك��ان، الزم��ان امتداد على السوي اإلنساني الضمير

قيم غرس��ته ال��ذي الض��مير، أن��ه إلى نص��ل وعندئ��ذ

ال���وحي تت���ابع على اإلنس���ان، في اإللهي���ة الرس���االت

ال��ذي وناسخها، خاتمها اإلسالم ظهور حتى والرساالت،

شريعته. وفق ربهم الناس يتعبد أن يجب

اإلنسان لحقوق العالمي اإلعالن من القصد كان لقد

نموذجا يكون أن م،1948 / 12 / 10 بتاريخ صدر الذي

حق��وق مكانة تتعزز حتى الشعوب، لكل مشتركا عالميا

ص��ياغة تتبعه��ا أن يجب خط��وة، مجرد فيكون اإلنسان،

اإللزامية. قوته له يكون اإلنسان، لحقوق دولي لقانون

ورد م��ا يتحول أن على المتحدة، األمم هيئة وعملت

دولية، اتفاقية إلى اإلنسان لحقوق العالمي اإلعالن في

االجتماعي��ة الحقوق اتفاقيتي إنجاز تم االتجاه هذا وفي

االتفاقيت��ان وص��درت والسياس��ية، والمدنية واالقتصادية،

م. 1976 عام نفاذهما وبدأ م،1966 / 12 / 16 في

بقض��ية االهتم��ام ف��إن االتفاقيتين، هاتين جانب وإلى

مث��ل: عدي��دة، اتفاقي��ات في ظه��ر اإلنس��ان حق��وق

واتفاقي��ة العنص��ري، التمي��يز إلزال��ة الدولي��ة االتفاقي��ة

21

اإلسالم في اإلنسان حقوق

العم���ال حق���وق حماي���ة واتفاقي���ة الطف���ل، حق���وق

المهاجرين.

لموض��وع التص��دي في والممارس��ة العم��ل تم وق��د

إط��ارات ع��بر الع��المي، المس��توى على اإلنسان حقوق

العام��ة الجمعي��ة رأسها وعلى المجال، هذا في متعددة

جامع��ة مث��ل اإلقليمي��ة، والمنظم��ات المتح��دة، لألمم

اإلسالمي. المؤتمر ومنظمة العربية، الدول

الخ��براء من لج��ان على الدولي��ة المنظم��ات وتعتم��د

بحق��وق المتعلق��ة الموض��وعات بحث يتول��ون ال��ذين

المختلف��ة، ال��دول في تطبيقه��ا مراقب��ة أو اإلنس��ان،

بشأنها. المقدمة والبيانات التقارير وفحص

الشعوب، مستوى على بالموضوع االهتمام أفرز وقد

في��ه، مب��الغ بتق��دير بعض��ها تمتع حكومية، غير منظمات

من تقاريره��ا تخل��و ال ال��تي الدولية، العفو منظمة مثل

الديني��ة بالخص��ائص الجه��ل ويعيبه��ا والغ��رض، اله��وى

الغربية. غير والشعوب للمسلمين واالجتماعية والثقافية

بين وج��وهري أساسي فارق إلى اإلشارة من بد وال

الوض��عية، القانوني��ة النظم كل وبين اإلسالمي، التشريع

وافيا. ظهورا اإلنسان حقوق موضوع في أثره يظهر

اإلس��المية، الش��ريعة تعت��بر اإلس��المي، الش��رع ففي

لإلنس��ان مق��رر حق يوجد وال كلها، الحقوق مصدر هي

تك��ون وب��ذلك الكلي��ة، قواع��دها أو نصوص��ها عن يخرج

22

اإلسالم في اإلنسان حقوق

وس��نده ومصدره، الحق أساس هي اإلسالمية، الشريعة

المجتمع. في عليه والحفاظ وجوده وضمان

من العكس على األمر فإن الوضعي التصور في أما

تماما. ذلك

والقانون. التشريع أساس هو فيه، الحق إن

المجتم��ع ي��راه ما كل ومعناها: أن القاعدة، هي هذه

المجتم��ع، في ونظام��ا - قانون��ا ل��ذلك - تبعا يصبح حقا،

تض��عه ال��ذي والنظ��ام، الق��انون أس��اس هن��ا، ف��الحق

شرعيتها. مصدر كان أيا القائمة، السلطة

يراه ما مصدره، ولكن ربانيا، تشريعا مصدره وليس

بذاته. ومجتمع معين ومكان معين وقت في الناس

األغلبي��ة تراه بل الناس، جميع يراه ال ما أيضا، وهو

األغلبية. هذه قدر كان أيا منهم،

ومج��ردا عاما معيارا نملك نحن- المسلمين- فإننا أما

يخض��ع معي��ار، وه��و اإللهي، الشرع هو الحقوق، لتحديد

واقتناع. إيمان عن الجميع له

إذ ذل��ك؛ خالف على الوض��عية النظم في األمر بينما

معي��ار أساس��ه، على الحق��وق تتح��دد ال��ذي المعيار إن

والمك��ان الزم��ان بحسب للتغيير وقابل بطبيعته، نسبي

وه��و والثقافي��ة، الديني��ة مواريثها واختالف والمجتمعات،

واإلنك��ار، واإلق��رار والمناقش��ة للج��دل قاب��ل معي��ار،

والس���لطة المجتم���ع، في الظ���روف اختالف بحس���ب

23

اإلسالم في اإلنسان حقوق

ذل�ك يقر ال بينما األساس، هو يصبح وقد عليه، القائمة

الحق. وقت في نفسه المجتمع أو آخر، مجتمع

ه���ذه تتجنب أن الوض���عية، النظم ح���اولت ومهم���ا

الجماع��ة، ض��مير إلى اإلنس��ان حق��وق بإس��ناد النسبية،

زماني��ا نس��بية لمعطي��ات وفق��ا يتكون الضمير هذا فإن

ينص��رف أن ينبغي الجماع��ة، لفظ أن سيما ال ومكانيا،

أم��ر وه��و كلها، اإلنسانية الجماعة إلى المجال هذا في

المعيش. الواقع في اآلن حتى له وجود ال

في اإلنس��انية الوح��دة وه��و المبدأ، هذا يترسخ بينما

واض��حا، الكريم القرآن في أساسه جاء والذي اإلسالم،

تعالى: الله قال

{

} (. 13 اآلية الحجرات، )سورة(1)

من ج��اءت اإلس��المي، النظ��ر في كله��ا واإلنس��انية

تعالى: الله يقول واحدة، نفس

{

} (2)

(. 1 اآلية النساء، )سورة

القاع���دة س���المة تظه���ر اإلس���المي، الش���رع وفي

وصحتها.

. 13آية: الحجرات ( سورة?)1. 1آية: النساء ( سورة?)2

24

اإلسالم في اإلنسان حقوق

الل��ه شرع وهي ومصدره، الحق أساس الشريعة إن

ومكان. زمان كل في اإلنسان لبني

قي��ود عن بعي��د علوي، إلهي، مصدر للحق يكون هنا

في واألح���وال الظ���روف واختالف والمك���ان، الزم���ان

اإلنسانية. المجتمعات

األمين، مركز في تعد اإلسالمي النظر في والسلطة

في طرف��ا ليس��ت فهي الن��اس، مص��الح ي��رعى ال��ذي

تتقي��د سلطة وهي منه، أنفسهم يحمون الناس مواجهة

الكلية. ومبادئها نصوصها في اإلسالمية بالشريعة

عن ومس��ئوليتها الس��لطة أمان��ة وهي الفكرة، وهذه

تجع��ل وهي والمص��در، المنش��أ إس��المية فك��رة الناس،

السلطة. مع يتعاون المجتمع

في اإلنس��ان لحق��وق العالمي الميثاق أن هنا، ونؤكد

وحض��ارته الغ��رب فك��ر عن يع��بر والتق��ويم، الع��رض

فحسب.

للحكم أساس���ا به���ا يأخ���ذ ال���تي المع���ايير وبعض

بوضوح. ذلك تكشف والتقويم،

)هومان��ا( ال��ذي مقياس وبحسب المثال، سبيل فعلى

تعت��بر اإلع��دام، عقوب��ة ف��إن المج��ال، ه��ذا في به يعتد

اإلنسان. لحقوق انتهاكا

25

اإلسالم في اإلنسان حقوق

المعي��ار، هذا بحسب األسرة تكوين في المرأة وحق

الض���وابط عن النظ���ر بغض مطلق���ا، يك���ون أن يجب

البشر. من الماليين مئات بها يؤمن التي الدينية،

الجنسي، الشذوذ ممارسة على عقوبة فرض إن بل

اإلنسان. لحقوق انتهاكا يعد

تظف��ر أن يمكن ال المع��ايير، هذه مثل أن يخفى وال

العالمي. المستوى على بالموافقة حتى أو باالحترام،

والم����واريث والثقاف����ات الحض����ارات تع����دد ف����إن

أن ي��وجب اإللهي��ة، الرس��االت عن فض��ال االجتماعي��ة،

متعددة. والمفاهيم المعايير تكون

ل��دى مقبول��ة اإلنسان، حقوق ميثاق مبادئ تكون قد

البعض.

التط��بيق، وض��وابط التق��ويم، ومعايير المفاهيم، لكن

الثقاف���ات لتع���دد مراع���اة نس���بية، تك���ون أن يجب

يت��اح بحيث المعاص��ر، العالم في االجتماعية والمواريث

وقوانينه���ا السياس���ية نظمه���ا تك���ون أن دول���ة لك���ل

ومواريث��ه وقيم��ه شعبها مصالح عن معبرة وتشريعاتها،

مب��ادئ أول وه��و اإلنس��ان، كرامة نطاق في الحضارية،

الحض���ارات اختالف على وأهمه���ا، اإلنس���ان حق���وق

شعوب في واالجتماعية التاريخية والمواريث والثقافات،

العالم.

26

اإلسالم في اإلنسان حقوق

الفترة في انعقد الذي فينا مؤتمر مداوالت أن إلى ونشير

الحجة 24من الموافق 1413ذي ه� 1414محرم 5ه�

اقتناع 1993يونيه 25 -14الموافق عن كشفت قد م،

ال�دول س�يما ال الس�ليم، المنط�ق بهذا الدول من كثير

المع��ايير وازدواج المف��اهيم اختالف هاله��ا التي النامية،

والقيم المب��ادئ بعض إن ح��تى والتق��ويم، الحكم عن��د

حماي��ة، تلقى وال ت��تراجع، اإلنسان حقوق في األساسية

ال��دول من كث��ير مص��الح م��ع تعارض��ها يظه��ر حينم��ا

السياسية. وأهدافها

بعض ض��د س��الحا والقيم المب��ادئ ه��ذه تتخ��ذ بينم��ا

لل��دول السياس��ية المص��الح م��ع تتف��ق حينم��ا ال��دول،

بالذات. الكبرى

والتط��بيق الحكم مع��ايير ازدواجية إلى النظر ويمكن

مث�ل الحاض�ر، ال�وقت في عدي�دة إس�المية قض�ايا في

أو كش��مير، قض��ية أو والهرس��ك، البوسنة شعب قضية

فلسطين. قضية

بحس��ب ب��ل المص��الح، بحس��ب تتع��دد المع��ايير، إن

الديني. أو العرقي التعصب

ال��تي اإلنس��ان، حق��وق انتهاك��ات أن المح��زن ومن

لم القضايا، هذه في العالمي اإلنساني الضمير أفزعت

عن لل�دفاع الك�برى، ال�دول من ع�ادل بموق�ف تواج�ه

عليها. العدوان ورد اإلنسان، حقوق مبادئ

27

اإلسالم في اإلنسان حقوق

وتش��ريد وقت��ل م��ذابح من جرى ما إلى النظر وكان

له��ذه السياس��ية بالمص��الح محكوم��ا للنس��اء، واغتصاب

الدول.

منظم��ة مث��ل الش��هيرة، األهلي��ة المنظم��ات وح��تى

تالح��ق ولم الباهتة، اإلدانة بمجرد اكتفت الدولية، العفو

الحم��اس بنفس الك��برى، الج��رائم هذه عن المسؤولين

دول��ة في تح��دث فردي��ة واقع��ة شأن في تظهره الذي

آسيوية. أو أفريقية

28

اإلسالم في اإلنسان حقوق

اإلنسان لحقوق اإلسالمية النظرة خصائصاإلنسان: حقوق في الدين أوال: موقع

ك��برى حقيق��ة إلى ابت��داء نشير أن الضروري، من

موض��وع في المتخصص��ين غ��ير من كث��ير على تخفى

خ��اص، وج��ه على اإلسالمي والتشريع اإللهية الرساالت

اإلغف��ال، أو االهتم��ام ع��دم القض��ية هذه تلقى وقد بل

الفكر دائرة في سيما ال المتخصصين، بعض جانب من

بالذات. الغربي

العص��ر بداي��ة من��ذ الغ��ربي الفك��ر في ال��دين إن

والمجتم��ع، الف��رد حي��اة من ت��دريجيا ينس��حب الحديث،

برب�ه اإلنس�ان عالق�ة الوحي�د مجاله بأن االقتناع ويزداد

هامشي. أثر المجتمع إصالح في أثره وأن فحسب،

أوروب��ا، في والسياس��ية التاريخي��ة الظ��روف وبسبب

الفرنس��ية الث��ورة بع��د ساد فقد الوسطى، العصور في

بع��د ثم الدول��ة، عن ال��دين فص��ل مب��دأ م1789 سنة

ال��دين، عن المجتم��ع لع��زل المحاوالت أكبر كانت ذلك

الق��رن بداي��ة في طبقت ال��تي الماركس��ية، ي��د على

نهايته. في وتطبيقا فكرا وانهارت م(،1917) العشرين

تعري��ف من واض��حا ال��دين تجاه الغربي الفكر ويبدو

وهي لل��دين، التعريف��ات عش��رات فهن��اك ذات��ه، ال��دين

حي��اة عن ال��دين إبع��اد تح��اول ال��تي اآلراء لك��ل تتس��ع

الفرد. أمام فكرته في غامضا جعله أو الناس،

29

اإلسالم في اإلنسان حقوق

ألس��باب اإلس��الم، في قاطع��ا رفض��ا مرف��وض وذلك

تفصيلها. إلى حاجة ال واضحة

موض��وع في ال��دين مفه��وم ح��ول الخالف أث��ير وقد

من علم��اء بين عق��د لق��اء في بال��ذات، اإلنسان حقوق

الق��انون رج��ال كب��ار وبعض السعودية، العربية المملكة

األوروبيين.

رج��ال كبار بعض أبدى عاما، عشرين من أكثر فمنذ

المملك��ة سفارة طريق عن أوروبا، في والفكر القانون

بعلماء االجتماع في رغبة باريس، في السعودية العربية

مف��اهيم في للتعم��ق الس��عودية، العربي��ة المملك��ة من

اإلسالم. في اإلنسان حقوق

ص�فر ش�هر خالل المملكة في العدل وزارة ونظمت

من حض��رها ثالث��ا، م( ن��دوات1972 )م��ارس ه���1392

وأساتذة العلماء من وعدد العدل، وزير معالي المملكة

الجامعات.

الق��انون أس��اتذة من أربع��ة األوروبي الج��انب ومن

الكبار:

الع��ام واألمين الس��ابق، إيرلن��دا خارجي��ة األول: وزير

التشريعية. األوربية للجنة

الدراس��ات أس��اتذة ومن المستش��رقين، والثاني: من

اإلسالمية.

30

اإلسالم في اإلنسان حقوق

المجل��ة وم��دير الع��ام، الق��انون أس��اتذة والثالث: من

فرنسا. في تصدر التي اإلنسان، لحقوق الدولية

االس��تئناف محكم��ة في المح��امين كب��ار والرابع: من

باريس. في

مسائل طرح األوربي الجانب أن الندوة، وثائق وفي

الحساس��ة، المس��ائل من جانب��ه من يعتبره��ا كان عدة،

وأب���دى بترح���اب، اس���تقبلها الس���عودي الج���انب ولكن

عليها. لإلجابة استعداده

المسائل: هذه وموجز

الق��رآن تتخ��ذ الس��عودية، العربي��ة المملك��ة أوال: أن

الق��رآن ن��زل وق��د لقوانينه��ا، وأص��ال لها دستورا الكريم

الج��انب ي��راه م��ا وه��و قرن��ا، عش��ر أربع��ة منذ الكريم

بالمالحظة. جديرا األوروبي

كالقت��ل الحدود، عقوبات من القرآن به نزل ثانيا: ما

والجلد. والقطع

المرأة. ثالثا: قضية

وض��ع وع��دم النقابي��ة، التنظيمات حظر رابعا: مسألة

حكم(. )نظام دستور

مح��اكم المملك��ة في يوج��د ك��ان إذا عم��ا وتساءلوا،

رج��ال وج��وده ع��دم على يع��ترض م��ا وه��و اس��تئناف،

المعاصر. العالم في القانون

31

اإلسالم في اإلنسان حقوق

الس��عودي، للجانب فرصة المسائل، هذه إثارة كانت

األس��اتذة أم��ام الص��حيحة اإلس��المية المف��اهيم يبرز أن

األوروبيين.

متميزا. دعويا عمال ذلك وكان

يأخ��ذون ومفكري��ه، الغ��رب علم��اء من كثيرين إن إذ

وش����عائره وعبادات����ه وأركان����ه اإلس����الم عن علمهم

ومفاهيم��ه اإلس��الم حقيق��ة يعرف��ون ال ممن ومعامالته،

موض��وعات في س��يما ال الس��امية، وأهداف��ه الص��حيحة

إقن��اع في ولمجته��د االهتم��ام، أش��د الغ��رب به��ا يهتم

إلهي. هدي كل عن بعيدا بها، الناس

ذكرن��ا بالذات- كم��ا اإلنسان حقوق موضوع في فهم

القض��ية، ه��ذه في مكان��ا لل��دين يجعل��ون قب��ل- ال من

بالكلية. عنه ويعرضون

لنفسه. اإلنسان قررها عندهم، فالحقوق

أن وه��و عرض��ه، من ب��د ال إش��كال يع��رض وعن��دما

تمنح ال��تي األعلى السلطة تعرف كلها، القانونية النظم

به. ويتمتع الحق يتلقى من وتعرف الحق،

ه��ذه ذل��ك-: إن إلى أش��رنا يقال- وقد ذلك على بناء

كلم��ة الض��مير وكلمة الجماعة، ضمير مصدرها الحقوق

فعال، الغ��ائب الض��مير فهو الجماعة، ضمير أما غامضة،

افتراضا. هؤالء افترضه والذي

32

اإلسالم في اإلنسان حقوق

ال��دين مفهوم المملكة علماء لشرح اللقاء هذا وفي

القواع��د بين في��ه وم��يزوا غيرهم، وعند المسلمين عند

األحك��ام وبين اإلس��المية، الش��ريعة في الثابت��ة العام��ة

الش��ريعة، أن عن وكش��فوا فيه��ا، والتفص��يلية الجزئي��ة

مض����مونها في للعب����اد الحقيقي����ة المص����الح تحف����ظ

ج��رائم على الحدي��ة العقوب��ات أن وبين��وا وقواع��دها،

أمن تحف��ظ حكيم��ة جنائي��ة سياسة هي وقليلة، خطيرة

الجريم��ة، انتش��ار من ح��د أبع��د إلى وتقل��ل الن��اس،

وأموالهم. وأعراضهم الناس بأرواح واالستهانة

علم��اء ب��ه ق��ام ال��ذي المهم، ال��دعوى العم��ل ه��ذا

الدين أصول مع يتعارض فكر لمواجهة مؤهلون، ودعاة

أب��دى أن نتيجت��ه، ك��انت وقيم��ه، وش��ريعته اإلس��المي

الش���ريعة عن س���مع بم���ا إعجاب���ه األوروبي الج���انب

فيها. اإلنسان وحقوق اإلسالمية

برايد: ماك المستر الوفد رئيس وقال

تعلن أن يجب اإلس��المي، البل��د ه��ذا ومن هن��ا )من

العلم��اء على يت��وجب وأنه غيره، من ال اإلنسان حقوق

الرأي على المجهولة الحقوق هذه يعلنوا أن المسلمين

لتش�ويه س�ببا به�ا، الجه�ل ك�ان وال�تي الع�المي، العام

اإلسالمي(. والحكم والمسلمين اإلسالم سمعة

أعلن مس��يحيا، الوف��د: )بص��فتي أعضاء أحد قال كما

السادة يوافق وأنه حقيقة، الله يعبد البلد، هذا في أنه

33

اإلسالم في اإلنسان حقوق

بع�د اإلنس�ان حقوق في القرآن أحكام أن في العلماء،

ش��ك بال تتف��وق تطبيقه��ا، في الواقع ورأى سمعها، أن

اإلنسان(. !! حقوق ميثاق على

المميز الطابع من جانب الندوات هذه في ظهر لقد

اإلنسان. حقوق موضوع في اإلسالمي، للنظر

باعتب��اره اإلس��الم في لإلنس��ان ح��ق أي إنثانيAAا:

الشرعية، األحكام في تقرر لما نتيجة يكون إنما آدميا،

نتيج��ة وليس النبوي��ة، السنة أو القرآن في وردت التي

التفك��ير في الحال هو كما سياسي، أو اجتماعي تطور

في اإلنسان بحقوق يسمى ما يعرف بدأ الذي الغربي،

الدراس�ات في ونم�و طويل، تطور بعد الحديث، العصر

والسياسية. واالجتماعية القانونية

ب��ني تك��ريم على الك��ريم القرآن في النص ورد لقد

} تع��الى: الل��ه آدم. يق��ول

} )سورة(1)

(. 70 اآلية اإلسراء،

الع��المي اإلعالن تض��من طويل��ة، بق��رون ذل��ك وبع��د

اإلعالن ديباج��ة تب��دأ إذ اللف��ظ، نفس اإلنس��ان لحق��وق

األس��رة أعضاء جميع في المتأصلة )بالكرامة باالعتراف

البشرية(.

. 70آية: اإلسراء ( سورة?)1

34

اإلسالم في اإلنسان حقوق

اآلدمي اإلس��الم- ولف��ظ في اآلدمي حق��وق إنثالثا:

الل��ون- أو الع��رق على تق��وم تفرق��ة ك��ل ينفي بذات��ه

ارتباط��ا وترتب��ط اإلس��المية، الش��ريعة من ج��زءا وردت

فيه. واألخالقي العقدي بالبناء وثيقا

ال��تي الش��رعية بالنص��وص مض��مونة اآلدمي، فحقوق

الج��زاء وعلى ب��ل ض��ماناته، وعلى الح��ق، على تنص

انتهاكه. عند المقرر

} مضمون: الحياة في فالحق

} (1)(. 151 اآلية األنعام، . )سورة

النص: هذا انتهاك عند مقرر والجزاء

{

(. 178 اآلية البقرة، )سورة(2) {

في مفص��لة دقيق��ة ش��رعية بشروط يوقع جزاء وهو

وح��ق المجتم��ع ح��ق تض��من ش��روط وهي الفقه، كتب

معا. الفرد

منص��وص االجتم��اعي التكافل في الحق فإن وكذلك،

}تعالى: الله قول في عليه

} (3)24 اآليتان المعارج، )سورة،

25 .)

بينت اإلسالم، أركان من ركن وهي الزكاة، وفريضة

التكاف���ل لتحقي���ق تخص���ص ال���تي األم���وال وح���ددت. 151آية: األنعام ( سورة?)1. 178آية: البقرة ( سورة?)2. 25 ،24اآليتان: المعارج ( سورة?)3

35

اإلسالم في اإلنسان حقوق

في تعالى الله وبين اإلسالمي، المجتمع في االجتماعي

المجتم��ع ي��وفر أن تستحق التي الفئات الكريم، القرآن

} تع��الى: قول��ه في معيش��تها س��بل

} (1)

(. 60 اآلية التوبة، )سورة

الش��ريعة، في وردت ال��تي اآلدمي حقوق في وهكذا

الناس. بين كالمساواة

الن��اس، بين التفاض��ل معي��ار الكريم القرآن جعل إذ

بالعم��ل واالل��تزام تع��الى، الل��ه خشية وهي التقوى، هو

ه��ذه نتيج��ة نبي��ه، وس��نة الل��ه، كت��اب في كما الصالح،

} الخش��ية:

} (2)(. 13 اآلية الحجرات، )سورة

الع��رق أس��اس على الن��اس تفاض��ل اإلس��الم وحظر

واللون.

ابن مس��لم: )ي��ا لرج��ل الص��حابة أح��د ق��ال وعن��دما

وس��المه- عليه الله الرسول- صلوات وصف(3)السوداء(

وقيم معايير على أي جاهلية، على يدل بأنه القول هذا

التخلف مجتمعات في إال تصلح ال اإلسالم، على سابقة

. 60آية: التوبة ( سورة?)1. 13آية: الحجرات ( سورة?)2/288)ص ال��بيهقي الحس��ين بن أحمد بكر أبي لإلمام اإليمان ( شعب?)3

4 .)

36

اإلسالم في اإلنسان حقوق

األرض على خ��ده الجلي��ل الص��حابي ووض��ع والجه��ل،

عنه. يعفو أن بقوله إليه أساء ممن طالبا

من���ذ اإلس���الم، في اآلدمي كرام���ة تكن لمرابعAAا:

تش��ريعيا نظام��ا ك��انت ب��ل عام��ا، شعارا القرآن، نزول

م��ا وأهم اإلس��المي، واألخالقي العقدي البناء في داخال

البناء. هذا في عامة نظرية إلى يستند أنه يميزه

من والمهم األص��يل الح��ق وهي اإلنس��ان، كرامة إن

أس�باب، جمل�ة إلى اإلس��الم في تس�تند اآلدمي، حقوق

أهمها: من

ال��ذي الك��ائن وأنه المخلوقات، أكرم هو اإلنسان أن

بيده: الله سواه بأن تشرف

{

} (1)(. 29 اآلية الحجر، )سورة

كلها: األسماء وعلمه

{

} (2)

(. 31 اآلية البقرة، )سورة

اإلنس��ان أن على ت��دل الك��ريم الق��رآن في واآلي��ات

وص��ورتها الخلق��ة أص��ل حيث من المخلوق��ات، أق��وم

{ } سبحانه: يقوله(. 4 اآلية التين، )سورة(3). 29آية: الحجر ( سورة?)1. 31آية: البقرة ( سورة?)2. 4آية: التين ( سورة?)3

37

اإلسالم في اإلنسان حقوق

} خلقته: بحسب ضعيفا اإلنسان هذا كان وإن

} (1)(. 28 اآلية النساء، )سورة

ال��ذي وه��و وعق��ل، إرادة ل��ه ال��ذي المخل��وق لكن��ه

} واألرض: الس��ماوات في م��ا له الله سخر

} )سورة(2)

(. 13 اآلية الجاثية،

ذك�ر الك��ريم، الل�ه كتاب في اآليات من العديد وفي

لخدم��ة والحي��وان والنب��ات والبح��ر ال��بر الل��ه تس��خير

اللي��ل في وانتظام��ه س��يره في الكون إن بل اإلنسان،

والك��واكب والنج��وم والقم��ر الش��مس ودوران والنه��ار،

اإلنس��ان، على الل��ه لنعم مظه��ر ه��و إنم��ا أفالكها، في

قدرته. آيات من وآية

ش��عارا، ليس��ت آدم، لب��ني الله وهبها التي فالكرامة

وش��واهده مؤيدات��ه ل��ه اإلس��الم، في أص��يل بناء ولكنها

والسنة. الكتاب نصوص من كثير في

العيش، في وكرامت��ه يول��د، حين اإلنسان كرامة إنها

يموت. حين وكرامته

ونفس يولد، حين ألبويه نعمة اإلسالم، في فاإلنسان

المجتم��ع في حقوقه��ا وتن��ال تحي��ا، أن تس��تحق بشرية

عليه، ويصلى فيغسل يموت، حين يكرم وهو اإلنساني،

اإلس��الم، ويحظ��ر والمغف��رة، بالرحم��ة الناس له ويدعو

. 28آية: النساء ( سورة?)1. 13آية: الجاثية ( سورة?)2

38

اإلسالم في اإلنسان حقوق

بجسد التمثيل ويحرم بحق، إال اإلنسان جسد يمس أن

النبي وينهى بشيء، يشعر ال ميت وهو حتى اإلنسان ال�تي الكرام��ة لتل�ك احترام��ا الميت، عظ�ام كس�ر عن

حيات��ه، مس��يرة وفي مول��ده من��ذ لآلدمي الل��ه وهبه��ا

موته. بعد وحتى

الل��ه رس��ول عنه��ا- أن الل��ه - رض��ي عائش��ة فعن. (2) (1) { حيا ككسره الميت عظم كسر} قال:

قب��ل الكرام��ة تل��ك تقرير إلى سبق وحده، فاإلسالم

اإلنس��انية، للكرام��ة كامل��ة ص��ورة في البش��ر مواثي��ق

عام. وأربعمائة ألف من أكثر منذ المسلمون يعرفها

النظ��ر بغض الن��اس، لكل عام اإللهي، التكريم وهذا

االجتماعي. والوضع واللون العرق عن

تكف��ل بحيث المعاهدين، حقوق الشريعة نظمت وقد

والمال، والعرض والبدن النفس وحرمة الحياة حق لهم

أو اإلس��المي، المجتمع في العهد على قائمين داموا ما

اإلسالمي. المجتمع خارج مسالمين كانوا

والس��نة الك��ريم الق��رآن آي��ات في ذل��ك وتفص��يل

واجته��اد وتفص��يل بي��ان من عليهما يبنى وما المطهرة،

اإلسالمي. الفقه كتب في

،3207) الجنائز داود ( أبو?)1 ،1616) الجن�ائز في ج�اء ما ماجه ابن ( ) (. 6/100) أحمد

ه�ل ، العظم يج�د الحف�ار في ب�اب ، الجن�ائز كت�اب في داود أبو ( رواه?)2،3191 ، المكان ذلك يتنكب :114 ص الم��رام بل��وغ في الحاف��ظ ق��ال

مسلم. شرط على وإسناده

39

اإلسالم في اإلنسان حقوق

والفكر اإلسالمي النظر بين الفرق الغربيالحق فكرة في

إعالمي��ة ق��درة الحاض��ر، ال��وقت في التعبير يكتسب

والمف��اهيم المض��امين، بحث في ت��ؤثر عالية، وسياسية

التعبير. يتضمنها التي

أيضا ولديهم اآلدمي، حقوق تعبير لديهم فالمسلمون

في المس��لمون يتح��دث وك��ذلك األم��ة، حق��وق تعب��ير

العب��اد، وحق��وق الل��ه حقوق عن بعيد، زمن منذ وضوح

المض��مون في وأوفى أص��دق األم��ر، حقيق��ة في وهي

الع����المي: )حق����وق المص����طلح من المف����اهيم وفي

اإلنسان(.

في س��ببا وليس اس��تعماله، من يمن��ع ال ذل��ك ولكن

المض��مون ويتم��يز المف��اهيم، تتض��ح أن بشرط إهماله،

الناس. أمام

ال اإلنس��ان، حق��وق وث��ائق تتض��منها ال��تي فالمب��ادئ

يمكن فال منه��ا، لكث��ير اآلدمي اس��تحقاق على مطعن

في اآلدمي ح��ق إنك��ار اإلس��المية، النظ��ر وجه��ة من

الحري��ة، في الح��ق من حرمان��ه وال اإلنس��انية، الكرامة

في االجتماعي��ة، المش�اركة وفي المس�اواة، في والحق

فيه. يعيش الذي المجتمع

40

اإلسالم في اإلنسان حقوق

في المف��اهيم تتض��ح أن إس��الميا، المطل��وب ولكن

التش���ريعية ص���ورتها في تك���ون وأن المب���ادئ، ه���ذه

محررة.

اإلنس��ان حق��وق رأس على تأتي التي الحقوق فهذه

ال وش��عارات، عام��ة مب��ادئ تمث��ل المعاصر، الزمن في

ي��أتي الخالف ولكن عرضها، بمجرد منها كثير رد يمكن

والمف��اهيم الحق��وق، ه��ذه إلي��ه تص��ل الذي المدى في

تتضمنها. التي

وبين جملت��ه، في اإلس��المي الفق��ه بين خالف هن��اك

الح��ق فك��رة ح��ول الع��الم، في السائد القانوني النظر

ذاتها.

وفي تع�الى، الل�ه أسماء من المسلمين، عند فالحق

الثابت. األمر هو القرآن، بها نزل التي العرب لغة

تتحرر أن يجب إسالمهم، بمجرد جميعا، والمسلمون

العبودية تبدأ هنا ومن الله لغير الخضوع من إرادتهم

وحده. تعالى لله

ومجاالته��ا، الحري��ة ه��ذه مفه��وم الش��ريعة وتنظم

وأمره لله الخضوع بحكم ومداها، استعمالها وشروط

اإللهية. الشريعة في المتمثل ونهيه،

تعالى الله أن اإلسالمي، النظر في المسلمات ومن

} الحكم: وله شيء، لكل والمالك والبارئ، الخالق هو

} (1)(. 57 اآلية األنعام، . )سورة. 57آية: األنعام ( سورة?)1

41

اإلسالم في اإلنسان حقوق

وت��بين الش��ريعة، تقرره��ا كله��ا الحق��وق فإن وبذلك،

�ع��ترف ح��ق يوج��د وال م��داها، وتح��دد مجاالته��ا، ب��ه ي

أو نصوص��ها في الش��ريعة، ل��ه أقرت��ه إذا إال للمس��لم،

الكلية. وقواعدها أصولها

والمخ��اطب اس��تعمالها وش��روط الحقوق هذه ومدى

الشرع. نطاق عن تخرج ال الواضحة، ومفاهيمها بها

الفك��ر عن تمام��ا يختل��ف المج��از، بك��ل النظ��ر ه��ذا

بع��د الحياة، عن الدين عزل دائما يحاول الذي الغربي،

وال��دول المجتمع��ات في الدول��ة، عن ال��دين فص��ل أن

العلمانية. بمبدأ تأخذ التي

ه��ذا وراء م��ا إلى تنظ��ر ال أيض��ا، إيج��از بك��ل وهي

ال��تي ال��دنيا الحي��اة هي كله��ا، اإلنسانية فالحياة العالم،

واألعمال. واألفكار األنظار إليها تتوجه

ه���ذه يمنح عمن التس���اؤل، إلى حاج���ة في ولس���نا

إن��ه مفاهيمه��ا، يوض��ح أو م��داها، يح��دد أو الحق��وق،

السلطة. يملك من فهو أيضا اإلنسان

- الغربي���ة النظ���ر وجه���ة - من داع هن���اك وليس

لب���ني الحق���وق ه���ذه تمنح علوي���ة س���لطة الف���تراض

اإلنسان.

وه�و الحق��وق، ه�ذه نفس�ه يمنح ال�ذي هو فاإلنسان

بها. يتمتع الذي وهو وشروطها، مداها يبين الذي

42

اإلسالم في اإلنسان حقوق

وموض��وعا، أطراف��ا تتضمن كلها، الحقوق كانت ولما

انتهت فق��د ل��ه، متلق ومن للحق مانح من بد ال وكان

- ق�دمنا - كم�ا الق�ول إلى الحديث�ة األوروبي�ة المدرسة

- أي الجماع��ة ض��مير عن تص��در الحق��وق، ه��ذه ب��أن

بإقرار تتمتع جعلها بهدف - وذلك مجموعه في اإلنسان

بطبيع�ة التص�وير ذل�ك ويج�ري واحترامه�ا، له�ا الجمي�ع

النظ��ر استبعاد مع بل ديني، نظر أي عن بعيدا الحال،

عمدا. الديني

أس��اس جميع��ا، المس��لمين لدى اإلسالمية والشريعة

المجتمع. في وجوده وضمان ومصدره، الحق

يمنح��ه ال��ذي الح��ق فإن بالذات، الغربي الفكر وفي

ض��مير أو السلطة أو المسيطر - الفرد لنفسه اإلنسان

المجتمع. يطبقه الذي القانون أساس - هو الجماعة

أن علي��ه، القائم��ة الس��لطة أو المجتم��ع ي��رى وحين

بحري��ة يتمت��ع أو عمال، يم��ارس أن حق��ه من اإلنس��ان

ف��الحق للف��رد، حق��ا ويص��ير قانون��ا، ذل��ك يصبح معينة،

النظام. أساس هو لنفسه، اإلنسان يراه الذي

وفي كث��يرة، أحي��ان في أدى ال��ذي ه��و الفك��ر، ه��ذا

إلى المادي��ة، العص��ر بمق��اييس متم��يزة أوروبي��ة دول

اإلنس��انية الفط��رة تأباه��ا التص��رفات، من أن��واع إباح��ة

بين الجنس��ي الش��ذوذ ف��أبيح كله��ا، الس��ماوية واألدي��ان

أف��راد بين ال��زواج وأبيح إنجل��ترا(، في )كم��ا الب��الغين

43

اإلسالم في اإلنسان حقوق

األوروبية البالد بعض في به يسمح )كما الواحد الجنس

صحيح، نكاح من األبناء بين التسوية وجرت الشمالية(،

سفاح. من األبناء وبين

توزن قانونا صار ثم ومن الجماعة، ضمير رأى هكذا

اإلنسان. حقوق أساسه على وتقوم به،

وبإيج���از، التالي���ة الص���فحات في نع���رض وس���وف

النظ��ر وجه��ة من اإلنس��ان لحق��وق أساس��ية لمف��اهيم

والعق�ل، الب�دن، وسالمة الحياة، حق وخاصة اإلسالمية،

يت��بين ح��تى والتكاف��ل، والمس��اواة، والحري��ة، والعرض،

في تط��رح ال��تي والش��عارات المب��ادئ عن اختالفه��ا

اإلنسان. حقوق باسم واإلعالمية، الدولية الساحة

الص��حيحة، بمفاهيمه��ا اإلنس��ان حقوق يحدد فاإلسالم

اإلنس��ان، كرام��ة تحق��ق ال��تي الش��رعية، وض��وابطها

والمجتمع. الفرد مصالح وتحفظ

اإلنس��ان ب��ني لك��ل وأحكامه، بالشرع مضمونة وهي

واأللوان. األعراق اختالف على

44

اإلسالم في اإلنسان حقوق

والعرض والعقل البدن وسالمة الحياة حق الكائنات أكرم اإلسالمي، المفهوم في اإلنسان يعتبر

وم��ا الس��ماوات في ما الله سخر أجله ومن وأشرفها،

والتدبر. والتفكير العقل نعمة ومنحه األرض، في

نظري��ة إلى اإلس��الم في تس��تند اإلنس��انية، فالكرامة

القاصر. الغربي المفهوم عن يميزها ما وهذا متكاملة،

في واض��حة ومض��مونها، الكرام��ة تل��ك أس��باب إن

اإلنسان. لخدمة واألرض السماوات في ما تسخير

قيمته��ا في الف��رد حي��اة أن الكرام��ة، هذه آثار ومن

يق��ول واستمراره، البشري النوع حياة مع تتساوى تكاد

} تعالى: الله

} (1)سورة( .

(. 32 اآلية المائدة،

الحي��اة، ح��ق من تن��ال ال��تي التص��رفات ك��ل وتمن��ع

كتع���ذيب من���ه، تنقص أو والع���رض، الب���دن وس���المة

معنوي��ا، أو مادي��ا حيات��ه في علي��ه والع��دوان اإلنس��ان،

إذ الح��رب، في ول��و وفات��ه، بع��د بجثت��ه التمثي��ل وحتى

وفاته. بعد ما إلى لإلنسان التكريم يمتد

لم لإلنس��ان، الحي��اة ح��ق على الحف��اظ أج��ل ومن

ودفاع��ا الح��ق، أج��ل من إال اإلس��الم في القتال يشرع

واإلعالن. اإلنذار وبعد الحق، عن. 32آية: المائدة ( سورة?)1

45

اإلسالم في اإلنسان حقوق

من ب��دافع أو للمغ��انم، طلب��ا القت��ال اإلس��الم وحرم

العرقي. أو القومي التعصب

الح��رب، أعم��ال ممارس��ة على قي��ود اإلس��الم وفي

وكب��ار واألطفال النساء من المحاربين غير قتل فيحرم

يقوم��ون من قت��ل ويمن��ع للعب��ادة، والمنقطعين الس��ن

ال دام��وا م��ا ك��الزراع، القتال��ة، ساحة عن بعيدا بالعمل

القتال. في يشتركون

الض��رع، وإهالك ال��زرع إتالف اإلس��الم، في ويح��رم

الناس. ألقوات حفاظا

القت��ال أخالق في عالي��ا مثال ض��رب الن��بي إن بل

ام��رأة، قت��ل في أص��حابه على اع��ترض حينم��ا وآداب��ه،

. (2) (1) { لتقاتل هذه كانت ما} وقال:

ع�داء حال�ة في وهم مك�ة، أه�ل إلى أرس�ل وحينما

.(3) لهم الضروري القوت على يعاونهم ما معه، وحرب

على االعتداء شيوع من والوقاية االحتياط أجل ومن

} تعالى: قال القصاص، حكم كان اإلنسانية، الحياة

(. 2842) الجهاد ماجه ابن ( ،2669) الجهاد داود ( أبو?)1 في باب ، الجهاد : كتاب329 / 7 داود أبي سنن شرح ، المعبود ( عون?)2

/ 3 مس��لم ص��حيح وفي ، النساء قتل النس��اء قت��ل تح��ريم ب��اب1364 ام��رأة - قال: وجدت عنهما الله - رضي عمر ابن عن نافع والصبيان: عن

والصبيان. النساء قتل عن الله رسول فنهى ، المغازي بعض في مقتولة ثمام��ة وح��ديث حنيفة بني وفد باب ، المغازي كتاب ، البخاري ( صحيح?)3

وحبس��ه األسير ربط باب ، الجهاد كتاب ، مسلم ( وصحيح4372) أثال بن / ص20/ ج هش�ام البن النبوي�ة الس�يرة في أيض�ا القص�ة ( وانظ�ر59)

. 88 ،87 / ص8 الباري فتح وفي ،639 ،638

46

اإلسالم في اإلنسان حقوق

} (1).

} تعالى: (. قال45 اآلية المائدة، )سورة

} (2)(. 178 اآلية البقرة، . )سورة

الفق��ه في المفص��لة وض��ماناته "بش��روطه ذلك وكل

اإلسالمي.

أن الإس��الم في حرم الإنسانية، النفس حفظ أجل ومن

} تعالى: الله قال نفسه، الإنسان يقتل

} (3)(. 29 الآية النساء، . )سورة

الله قال الهالك، إلى بنفسه اإلنسان يلقي أن وحرم

. )سورة(4) { } تعالى:

(. 195 اآلية البقرة،

الش��رع نظ��ر في اإلنس��ان عق��ل على الحفاظ ومن

وتخ��ل بالعق��ل، ت��ذهب ألنه��ا الخم��ر؛ ح��رم اإلس��المي،

ذه��اب إلى ي��ؤدي م��ا ك��ل وحظ��ر والتمي��يز، ب��اإلدراك

الفكرية. اإلنسان ملكات إضعاف أو العقل،

. 45آية: المائدة ( سورة?)1. 178آية: البقرة ( سورة?)2. 29آية: النساء ( سورة?)3. 195آية: البقرة ( سورة?)4

47

اإلسالم في اإلنسان حقوق

العق��ل نعم��ة ق��در المس��لمين علم��اء أدرك ولق��د

اإلنسان. حياة في وأثرها واإلدراك

والح��واس الب��دن وس��المة الحي��اة ح��ق في وي��دخل

م��ا تجنب من المس��لم، على الل��ه أوجب��ه والمش��اعر،

به. يضر

أو المس��لم اإلنسان تعذيب التحريم، أشد الله وحرم

الجارح��ة بالكلمة حتى قدره، من والحط كرامته انتهاك

} تع��الى: الل��ه ق��ال من��ه، الس��خرية أو

} )سورة(1) .

(. 11 اآلية الحجرات،

ودفنه. عليه والصالة وتكفينه غسله وأوجب

اإلنس��ان كي��ان على الحف��اظ الشريعة أحكام وتكفل

والمشاعر. والعقل والجسد النفس كله،

والحف��اظ الحماي��ة أوج��ه لتفص��يل المق��ام يتس��ع وال

} األرض: في الل��ه استخلفه الذي اإلنسان، كيان على

} (2).

(. 30 اآلية البقرة، )سورة

اإلنس��ان، لب��ني وتش��ريف وتكليف تكريم خالفة وهي

والخ���ير ب���الحق األرض وتعم���ير وح���ده، الل���ه لعب���ادة

اإلنسان. لبني والسالم

. 11آية: الحجرات ( سورة?)1. 30آية: البقرة ( سورة?)2

48

اإلسالم في اإلنسان حقوق

اإلنسان حرية

األف��راد في ت��ؤثر ال��تي الكلمة تلك الحرية تصبح لم

المجتمع��ات في راسخة عقيدة الغرب، في والجماعات

قرون. عدة دام ومرير طويل كفاح بعد إال الغربية،

حك��ام اس��تبداد من أوروب��ا في الن��اس يتخلص ولم

ووق��وفهم وجم��ودهم، الكنيسة، رجال وسلطان اإلقطاع

العلمي، والتق��دم اإلنس��اني، للتح��رر نزعة كل وجه في

عش��رات دام وفالس��فة، كت��اب بذل��ه كب��ير جهد بعد إال

السنين.

واض��حا تحدي��دا الحري��ة مع��نى يتح��دد لم ذل��ك، ومع

اآلن. حتى

أس��اس الش��ريعة تعت��بر اإلس��المي، المفه��وم وفي

الشريعة. أساس الحق وليس الحق،

غاي��ات لتحقي��ق كبرى وسيلة هو الحرية، في فالحق

في ورس��الته اإلنس��ان كرام��ة م��ع تتف��ق وسامية، نبيلة

األرض. في استخالفه

من اإلنس��ان بتحري��ر اإلس��الم ب��دأ ذل��ك، أج��ل ومن

نفس��ه ش��هوات من وتحري��ره الل��ه لغ��ير العبودي��ة

غريزته. ونزوات

ق��درة هي المس��لمين، علم��اء ي��رى كم��ا فالحري��ة

ل��ه ض��رر أو أذى من لم��انع إال التصرف، على اإلنسان

لغيره. أو

49

اإلسالم في اإلنسان حقوق

من يتح���رر أن اإلنس���ان على يجب اإلس���الم وفي

الل��ه غ��ير اإلنس��ان عبادة الله وسمى الله، غير عبودية

} تعالى: الله قال به، يكفروا أن الناس وأمر طاغوتا،

} (1)(. 60 اآلية النساء، . )سورة

ك���ل عرفت���ه اقتص���اديا نظام���ا ال���رق ك���ان ولم���ا

للتخلص ناجع��ة وس��يلة اإلس��الم س��لك فقد الحضارات،

يك��ون م��ا على اقتصرت حتى موارده، من فضيق منه،

في ح��تى اتباع��ه عدم جواز مع مشروع، قتال في منه

األرق�اء، تحري�ر في التوسعة أشد وسع ثم الحالة، هذه

المعامل��ة رق��ة إلى يش��ير ذات��ه، " في "الرقي��ق ولف��ظ

يتف��ق أن اإلس��الم، في ويج��وز إليهم، واإلحس��ان لهم

الل��ه ق��ال م��ال، نظ��ير عتق��ه على س��يده م��ع الرقي��ق

)سورة (2) { } تعالى:

الرقي��ق تحري��ر اإلس��الم في (. ويجب33 اآلي��ة الن��ور،

أو الخط��أ كالقت��ل اإلنس��ان، يرتكبه��ا أخط��اء على جزاء

السيد من الهزل إن حتى الدينية، الشعائر بعض تجاوز

تحرر في أثره ينتج هزال، أو خطأ الرقيق بعتق وتلفظه

الرقيق.

. 60آية: النساء ( سورة?)1. 33آية: النور ( سورة?)2

50

اإلسالم في اإلنسان حقوق

الزائف��ة الحري��ة شعارات تحقيقه تستطع لم ما وهو

تعرض��ت مجتمع��ات في وحقيق��ة، فعال ال��رق وجود مع

الماضي. القرن خالل االستعماري والنهب للغزو

مئ��ات الغربي��ون اختط��ف بق��رون، ذل��ك قب��ل ومن

في أج��ر دون لهم ليعمل��وا أفريقي��ا، أبن��اء من األل��وف

مزارعهم.

كيان، له مجتمع إسالمي بلد في يبق لم أنه ويكفي

الرقيق. األول أصله

مجتمع األمريكية، المتحدة الواليات في يزال ال بينما

ماليين. عدة من الزنوج

والت��دبر، التفك��ر إلى دع��وة الك��ريم، الق��رآن وفي

إلى الوص��ول بغي��ة الك��ون؛ في والنظ��ر العقل وإعمال

}وقع: بما واالعتبار واالجتماعية، الكونية السنن معرفة

} (. 69 اآلية النمل، . )سورة(1)

{ } (2).

(. 20 اآلية العنكبوت، )سورة

ه��و المنك��ر، عن والنهي ب��المعروف األم��ر وواجب

والرأي العلم أهل قيام من بد وال كله، المجتمع واجب

ق��ال ال��ديني، بواجب��ه وفى ق��د المجتمع يكون حتى به،

} تع��الى:

. 69آية: النمل ( سورة?)1. 20آية: العنكبوت ( سورة?)2

51

اإلسالم في اإلنسان حقوق

} (1)عمران، آل . )سورة

(. 104 اآلية

أمورهم في والتشاور بالتناصح مطالبون والمسلمون

العامة.

والسالم-: الصالة نبيه- عليه مخاطبا تعالى الله يقول

{ } (2) اآلي��ة عم��ران، آل )س��ورة

159 .)

من يك��ون ال��ذي المس��لم المجتم��ع الل��ه، ويمت��دح

.(3) { } الش��ورى: وآداب��ه ص��فاته

(. 38 اآلية الشورى، )سورة

كم��ا األم��ر، ألولي ينص��ح أن المسلم، على حرج فال

الشريف: الحديث في

قال: لله الله؟ رسول يا قيل: لمن النصيحة الدين}

(5) (4) { وع��امتهم المس��لمين وألئم��ة ولرس��وله ولكتاب��ه

يجب ال��ذي الشورى، بحكم مكفولة بالرأي، فالمشاركة

تق��وم أن األم��ة وتستطيع به، تعمل أن كلها األمة على

. 104آية: عمران آل ( سورة?)1. 159آية: عمران آل ( سورة?)2. 38آية: الشورى ( سورة?)3،55) اإليمان ( مسلم?)4 ،4197) البيع��ة النسائي ( ) األدب داود أب��و (

(. 4/102) أحمد ( ،4944،95 برقم اإليمان في مسلم ( رواه?)5 ب��اب ، األدب كتاب في داود وأبو

ال��بر أب��واب في الترم��ذي ورواه ، ال��داري تميم عن كالهما ، النصيحة في كت��اب في والنس��ائي ، هري��رة أبي عن17 النص��يحة في ب��اب ، والص��لة

الداري. وتميم ، هريرة أبي عن ،31 لإلمام النصيحة باب ، البيعة

52

اإلسالم في اإلنسان حقوق

في والتناص��ح التش��اور فائ��دة يحق��ق طري��ق ب��أي ب��ه

وهديه. اإلسالم توجيهات وفق العامة، األمور

قيمة أنه بالشورى يتعلق فيما اإلسالم في تقرر لقد

أه��ل إلى منه��ا اله��دف يحقق بما تطبيقها وترك كبرى،

ونظامه��ا ش��كلها في يرون��ه م��ا يخت��ارون والعقد، الحل

وإجراءاتها.

الحفاظ إال اإلسالم، في والفكر الرأي لحرية حد وال

وح��دوده، وقيم��ه اإلس��الم وأرك��ان ال��دين أص��ول على

العامة. المصالح ورعاية

وال والدنيا، الدين أمور في ومطلوب، مباح فاالجتهاد

أو العقي��دة أص��ول من أص��ال يه��دم م��ا إال من��ه ينك��ر

أو اإلس��الم، أخالق من خلقي��ة قيم��ة يه��در أو التشريع،

وإضاللهم. الناس فتنة يقصد

تب��ني الش��رع، بض��وابط المنض��بطة ال��رأي فحري��ة

بطري��ق وتبص��ره أخط��اءه، وتص��حح اإلسالمي، المجتمع

العامة. أموره في والفالح الهداية

أي في مطلق���ة وال���رأي، الفك���ر حري���ة تكن ولم

أص��ول من تق��رر م��ا على يخرج��ون لل��ذين مجتم��ع،

معتق���داتهم، ك���انت مهم���ا األخالق، ومك���ارم االعتق���اد

المطلقة. الفوضى هي المطلقة، فالحرية

م��ا الس��واء، على والم��رأة للرج��ل الش��ريعة وتكف��ل

المدنية. بالحرية تسميته على القانون علماء تواضع

53

اإلسالم في اإلنسان حقوق

ش��أنها، من المالي��ة وذمته��ا كامل��ة، الم��رأة أهلية إن

حرة وهي حرج، دون المالية التصرفات تجري أن ولها

زوجها. اختيار في

البك��ر الل��ه-: )إن - رحم��ه القيم ابن اإلم��ام يق��ول

من ش��يء أي في أبوه��ا يتص��رف ال الرش��يدة، العاقلة

. (1)برضاها( إال مالها

علي��ه مض��ت ال��ذي اإلس��المي التش��ريع أن ش��ك وال

الوض��عية الق��وانين إلي��ه تص��ل لم الطويل��ة، الق��رون

في الم��رأة أهلي��ة على قي��ودا وض��عت ال��تي الحديث��ة،

زواجها. بعد التصرف

باإلنس��ان تس��مو اإلسالم، في كبرى قيمة الحرية إن

في مم��ا انفالت��ا وليس��ت والروحي��ة، المادي��ة حياته في

الخلقي، أو االجتم��اعي الس��لوك قواع��د من اإلس��الم

وتماسكه. مصالحه للمجتمع يحفظ الذي

أو الفس��اد نش��ر في ألح��د حري��ة ال اإلس��الم وفي

ت��نزل ال الحري��ة ألن المجتم��ع؛ في الفتن��ة أو الرذيل��ة

ي��ؤذي أن ل��ه ت��بيح وال واإلفس��اد، الش��ر إلى بص��احبها

للخطر. المجتمع يعرض أو غيره،

الح��ديث، العص��ر في عدي��دة مجتمع��ات قاست وكم

م���ذبح على وذبحه���ا الفض���يلة، وإه���دار االنفالت، من

اإلنس��اني والجس��د النفس كرام��ة وإه��دار الش��هوات،

الحرية. باسمه�. 1407 بيروت الرسالة مؤسسة ( طبع97: 5) المعاد ( زاد?)1

54

اإلسالم في اإلنسان حقوق

له��ا الحق��وق، كل مثل ولكنها لإلنسان، حق فالحرية

وله��ا تجاوزه��ا، وال إه��دارها، يج��وز ال اجتماعية، وظيفة

ومجاالتها. وقيودها ضوابطها

55

اإلسالم في اإلنسان حقوق

المساواة

األجن���اس اختالف على الن���اس بين المس���اواة تع���د

اإلس��المي، الش��رع في أص��يال مب��دأ واللغ��ات، واألل��وان

في قائم��ا وظه��وره، أهميت��ه على المب��دأ هذا يكن ولم

أو الفارسية أو المصرية كالحضارة القديمة، الحضارات

طبق��ات إلى الن��اس تقس��يم س��ائدا ك��ان إذ الروماني��ة؛

العكس على أو وأفضليتها، ميزاتها منها لكل اجتماعية،

المتدني. االجتماعي لوضعها تبعا ذلك، من

القديم��ة، المجتمع��ات في البشر بين التفرقة وكانت

والق��وة والفق��ر، والغ��نى والل��ون، الجنس إلى تس��تند

الحك��ام طبق��ة وك��انت والعبودي��ة، والحري��ة والض��عف،

بعض إن ب��ل المم��يزة، الطبق��ات من ال��دين ورج��ال

طائف��ة يع��رف ك��ان الهن��دي، المجتمع مثل المجتمعات،

ينتقل��وا أن الطبقة، أفراد على محرما وكان المنبوذين،

ت��تيح ملك��اتهم ك��انت ول��و ح��تى أعلى، طبق��ة إلى منها

ذلك. لهم

س�نة الفرنس�ية الث��ورة رفعت الح��ديث، العصر وفي

المساواة. شعار م،1789

المب��ادئ أن اإلنس��ان تعلم العملية، التجارب أن غير

م��ا هن��اك يك��ون أن دون تكفي، ال وح��دها والش��عارات

الجزاء ويفرض التطبيق، طريق ويفتح المضامين، يحدد

المخالفة. عند

56

اإلسالم في اإلنسان حقوق

مب��دأ في اإلس��المي التش��ريع في نج��ده م��ا وذل��ك

الناس. بين المساواة

مح��دد، ومض��مونها الشرع، بحكم أصلية تسوية فهي

ق��ائم، مخالفته��ا عند والجزاء واضحة، تطبيقها وأساليب

وأخروي. دنيوي جزاء وهو

في بينهم التس��وية تع��ني البش��ر، بين التس��وية إن

الناس. كل فيه يتساوى الذي اإلنساني، الكيان حقوق

ال��تي الفرعي��ة الحق��وق في الحس��ابية التس��وية أم��ا

مع��نى فإنه��ا المتم��اثلين، غ��ير بين المساواة إلى تؤدي

والتي الله، كرمها التي اآلدمية في التسوية عن يختلف

تع��الى: الل��ه قال واضح، وأصل ثابتة مبادئ إلى تستند

{

} (. 1 اآلية النساء، )سورة (1)

واحدة. نفس من كلهم فالناس

المساواة: في األصل هذا الشريف الحديث ويبين

�ة عنكم أذهب قد الله إن} �ي وفخره��ا الجاهلية ع�ب

آدم، بن��و والن��اس ش��قي، وف��اجر تقي، م��ؤمن باآلب��اء،

أو برج��ال فخ��رهم عن أق��وام لينتهين ت��راب، من وآدم

ال��تي الجعالن من ع��دتهم من الل��ه عن��د أه��ون ليكونن

. 1آية: النساء ( سورة?)1

57

اإلسالم في اإلنسان حقوق

األص�لية اإلس�الم قاع�دة ه�ذه(2) (1) { النتن بأنفها تدفع

الك��ريم، الق��رآن آي��ات في تح��ددت كما المساواة، في

المشرفة. السنة وبينتها

وتختل��ف وأوض��اعهم، الن��اس، أح��وال تختل��ف وحينما

واألل��وان األجن��اس في التنوع ويوجد وأمكنتهم، أزمنتهم

والعلم والض��عف، والق��وة والفق��ر، والغ��نى واللغ��ات،

بين واالقتص��ادي االجتم��اعي الموق��ع ويختل��ف والجه��ل،

بين للتفاض��ل معايير المجتمعات تفرض حينذاك الناس،

واالختالف. التنوع هذا إزاء الناس،

المس��اواة ألن للتفاض��ل؛ معي��ار وض��ع من ب��د وال

والمش��كلة اإلنس��اني، الكي��ان في إال تك��ون ال المطلقة

بمب��دأ يخ��ل ال بحيث المعي��ار، ه��ذا وض��ع عن��د تب��دأ

ورقي، نم��و وسيلة التفاضل ويجعل ذاته، في المساواة

الناس. بين والتفرقة للظلم ذريعة وليس

ك��ل ت��رك فق��د اإلس��المي، الش��رع في جاء ما وهذا

والموق��ع والض��عف، ك��القوة للتفاضل، السائدة المعايير

إليه��ا ينتمي ال��تي الطبق��ة أو االقتصادي، أو االجتماعي،

واللون. الجنس أو اإلنسان،

(. 5116) األدب داود أبو ( ،3955) المناقب ( الترمذي?)1 سننه: في داود وأبو ،361 / ص2مسنده: ج� في أحمد اإلمام ( رواه?)2

س��ننه: كت��اب في والترم��ذي ، باألحس��اب التف��اخر في باب ، األدب كتاب الب��اء ويس��ر ، العين بض��م ، الحجرات. والعبية سورة ومن باب ، التفسير

والنخوة. ، التكبر هي ، المشددة الياء وفتح ، المشددة

58

اإلسالم في اإلنسان حقوق

المجتمع��ات في قائم��ة ك��انت المع��ايير، ه��ذه فك��ل

مب��دأ األق��دمين، الفالس��فة بعض أنك��ر ح��تى القديم��ة،

بعض أن ق��رر ال��ذي أفالط��ون مث��ل ذات��ه، المس��اواة

لكي خل��ق؛ وبعض��هم والس��يطرة، للحكم خلقوا؛ الناس

غيره. أجل من يعمل محكوما يكون

أمام��ه يتس��اوى للتفاض��ل، معي��ار اإلس��الم في وج��اء

والحري��ة واألل��وان، األجن��اس اختالف على جميعا الخلق

} تعالى: الله قال التقوى، معيار إنه والعبودية،

} )سورة(1) .

(. 13 اآلية الحجرات،

ك��ل إلي��ه االرتق��اء يس��تطيع هن��ا، التفاض��ل معيار إن

بعضا، بعضها يعلو طبقات إلى الناس يقسم وال البشر،

باإلنسان. والسمو الرقي إلى يدفع معيار وهو

وم��ع الل��ه عند اإلنسانية الكرامة معيار التقوى إن

حقيقي معي��ار وه�و ال�دنيا، في الصالح معيار فهي ذلك

أفض��ل يجعل��ه دني��اه، في اإلنسان صالح إن إذ وعملي؛

ال ال��ذي غ��يره من في��ه، يعيش ال��ذي وللمجتمع لنفسه

بشيء. مجتمعه وال نفسه يفيد

الحقيقي المعي��ار به��ذا اإلس��المي ال��دين ه��دم وق��د

المع��ايير ك��ل والمجتم��ع، اإلنس��ان بحي��اة ي��رتقي ال��ذي

منها. الكثير إلى الكريم القرآن أشار التي الزائفة،. 13آية: الحجرات ( سورة?)1

59

اإلسالم في اإلنسان حقوق

المع��ايير أص��حاب على اإلنك��ار في تعالى الله يقول

التفاضل: في الزائفة

{ } (1)

(. 111 اآلية الشعراء، )سورة

أق��ل هم م�ن ألن يؤمن��وا؛ لم أنهم على ي��دل مم��ا

. بالرسول آمنوا قد منهم

وقالوا:

{ } )سورة(2) البقرة،

(. 13 اآلية

يحس���بون ك���انوا ومن ق���ريش وجه���اء طلب ولم���ا

الفق�راء يط�رد أن الن�بي من ق�ومهم، سادة أنفسهم

وآمن��وا حول��ه التف��وا ال��ذين الناس وضعاف والمساكين

أن يري��دون أنهم بحج��ة وبالل، ياس��ر، بن كعم��ار ب��ه،

يك��ون مجلسا يجلسون ال ولكنهم النبي إلى يستمعوا

قول نزل الكريم، الرسول من الرعاية محل هؤالء فيه

} تع��الى: الل��ه

} (3).

(. 52 اآلية األنعام، )سورة

من وجه��اء شفع حين المساواة، معنى النبي وبين

ح��د عليه��ا وجب ش��ريفة ام��رأة إعف��اء في الق��وم،. 111آية: الشعراء ( سورة?)1. 13آية: البقرة ( سورة?)2. 52آية: األنعام ( سورة?)3

60

اإلسالم في اإلنسان حقوق

الن�بي ف�أبى العقوب�ة، عليه�ا توق�ع ال ح�تى الس�رقة، ألن الله؛ حدود في الشفاعة جواز عدم إلى ونبه ذلك،

إيث��ار إلى ويؤدي الناس، بين المساواة بمبدأ يخل ذلك

الح��دود إقام��ة م��ع العقاب، من بإعفائهم الوجاهة ذوي

إذا األم��ر ذلك أن الرسول وبين الناس، ضعفاء على

فقال: الزوال، إلى به أدى مجتمع في ساد

فيهم سرق إذا كانوا أنهم قبلكم الذين أهلك إنما}

علي�ه أق�اموا الضعيف فيهم سرق وإذا تركوه، الشريف

أص���حابه أح���د على الرس���ول ويعيب(2) (1) { الح���د

ص��احبا ع��ير أنه منه، والتلقي الحب على له المالزمين

�الال الغفاري ذر أبو عير فحين بلونه، له األس��ود، بلونه ب

الجليل: للصحابي وقال النبي غضب

. (4) (3) { جاهلية فيك امرؤ إنك}

الوداع: حجة في خطبته في وقال

على لعجمي وال أعجمي، على لع��ربي فض��ل ال}

إال أحم��ر على أس��ود وال أسود، على ألحمر وال عربي، الترمذي ( ،1688) الحدود مسلم ( ،3288) األنبياء أحاديث ( البخاري?)1

،1430) الحدود ،4903) السارق قطع النسائي ( ) الح��دود داود أبو ( ) الحدود الدارمي ( ،6/162) أحمد ( ،2547) الحدود ماجه ابن ( ،43732302 .)

في ومس��لم ، األنبي��اء أح��اديث ص��حيحه: كت��اب في البخ��اري ( رواه?)2 عن والنهي ، وغ��يره الش��ريف السارق قطع باب ، الحدود صحيحه: كتاب

للبخاري. واللفظ ، الحدود في الشفاعة،30) اإليم�ان ( البخاري?)3 ،1661) األيم�ان مس�لم ( ال�بر الترم�ذي (

(. 5/161) أحمد ( ،5157) األدب داود أبو ( ،1945) والصلة أم��ر من المعاص��ي ب��اب ، اإليم��ان ص��حيحه: كت��اب في البخاري ( رواه?)4

األيمان صحيحه: كتاب في ومسلم ، بالشرك إال صاحبها يكفر وال الجاهليةيغلبه. ما يكلفه وال ، يلبس مما وإلباسه ، يأكل مما المملوك إطعام باب ،

61

اإلسالم في اإلنسان حقوق

أص��ل اإلس��المية الش��ريعة وأق��امت(2) (1) { ب��التقوى

ه��ذا يجع��ل ال��ذي النح��و على أحكامه��ا، في المس��اواة

الحياة. مصالح وتحصيل اإلنسان، لرقي وسيلة المبدأ

أم��ر بم��ا الرجل، مثل مكلفة اإلسالم في المرأة إن

الل��ه ق��ال مثل��ه، جزاءه��ا وإن عن��ه، نهى وم��ا ب��ه الل��ه

تعالى:

{

} (3)(. 97 اآلية النحل، )سورة

واجب��ات، وعلي��ه حقوق له والمرأة، الرجل من وكل

الرج��ل حقوق من تجعل تكاملية، وواجبات حقوق وهي

في متك��امال كال وواجباته��ا، الم��رأة وحق��وق وواجبات��ه،

األسرة. حياة بها تصلح واحدة، وحدة

ح��ق من ف��إن الطالق، الرج��ل ح��ق من ك��ان ف��إذا

معين��ة- وله��ا تضرها- بشروط زوجية من الخروج المرأة

ال��ذي زوجه��ا، من أضيرت إذا التطليق طلب في الحق

عليها. أمينا يكون ال

العم��ل احت��اج أو إليه، احتاجت إذا العمل حقها ومن

له��ا، المناس��بة واألعم��ال المهن بعض في كم��ا إليه��ا،

الشرع. ضوابط وفق

(. 5/411) ( أحمد?)1/228 الش��يباني حنب��ل بن أحمد اإلمام مسند ترتيب ، الرباني ( الفتح?)2

ذلك. وغير النسب في باآلباء التفاخر من الترهيب في جاء ما باب19. 97آية: النحل ( سورة?)3

62

اإلسالم في اإلنسان حقوق

المستقلة. المالية وذمتها الكاملة أهليتها ولها

: الرسول قال كما وهي

التس��وية وم��ع(2) (1) { الرجال شقائق النساء إنما}

ال��تي والواجب��ات الحق��وق وم��ع اإلنس��اني، الكي��ان في

التوص��ية إلى دع��وة اإلس��الم ففي األسرة، في تتكامل

تعالى: الله قال بالمعروف، ومعاشرتها بالمرأة،

{ } )سورة(3) اآلية النساء، .

امرأته كراهة إلى يسارع أال الرجل إلى نداء ( وفيه19

سبحانه: يقول يعاب، ما بعض فيها كان ولو

{

} (4)(. 19 اآلية النساء، )سورة

الم���رأة مص���لحة التكاملي���ة، التس���وية ه���ذه وفي

اإلنساني. المجتمع ثم األسرة، ومصلحة والرجل،

أرب��ع، إلى زوجاته يعدد أن للرجل يباح اإلسالم وفي

بينهن. والتسوية العدل ووجوب ذلك، على القدرة مع

ت��ترك أن يص��ح ال امرأة لمراعاة الباب يفتح والتعدد

الب��اب يغل��ق كما بها، مسؤول وال معيل، بال الحياة في

واللهو، للمتعة أداة مجرد وجعلها المرأة، استغالل أمام

بشيء. نحوها االلتزام ودون للمسؤولية، تحمل دون

(. 6/256) أحمد ( ،113) الطهارة ( الترمذي?)1 ( والترمذي1 / 161 )236 ورقمه ، الطهارة كتاب في داود أبو ( رواه?)2

(190 / 1 .). 19آية: النساء ( سورة?)3. 19آية: النساء ( سورة?)4

63

اإلسالم في اإلنسان حقوق

مش��روعة، غير معاشرة تقبل التي المرأة حال وهذا

نحوها التزام ال حيث حال، كل في الخاسرة هي تكون

الزوجات. يعدد ال بأنه ويتظاهر له، خليلة يتخذها ممن

من والمحك���وم الح���اكم بين والتكام���ل والتع���اون

اإلسالم. في األساسية القواعد

مب��دأ الخل��ق، أفض��ل وه��و أص��حابه، الن��بي ويعلم

يص��ف� ك��ان لم��ا أن��ه منها متعددة، أمثلة في المساواة

خ��رج رجال ي��ده في ص��غيرة بعصا دفع للقتال، أصحابه

الرس��ول كش��ف إلي��ه، الرج��ل شكا فلما الصف، من ب��ه ف��إذا الرج��ل، من��ه يقتص لكي الش��ريفة؛ بطنه عن

أن وم��راده مبتغ��اه وك��ان الن��بي جس��د ليقب��ل يه��وي

(1) القت��ال في يستش��هد أن قب��ل الرس��ول جسد يمس

بك��ر أب��و يق��ول ذل��ك، الن��بي أص��حاب تعلم ولق��دللناس:

وهي(2)فقوموني( أسأت وإن فأعينوني أحسنت )إن

ي��رعى ال��ذي األمر، لولي الطاعة بحق تخل ال مساواة

المسلمين. مصالح

الحق��وق في التس��وية المحكومين حق من كان فإذا

في ل��ه الطاع��ة الح��اكم ح��ق من ف��إن والواجب��ات،

والمكره. المنشط

394 ص5 ج الجس��د قبل��ة في ب��اب ، األدب داود: كت��اب أب��و ( رواه?)1. 5224 حديث

. 340 ص6 ج كثير ابن لإلمام والنهاية ( البداية?)2

64

اإلسالم في اإلنسان حقوق

في الح��ق أعطت التي الشريعة أساسه الحق، وهذا

تعالى: الله قال المساواة،

{

} (1)(. 59 اآلية النساء، )سورة

اإلنساني، الكيان في البشر بين تسوية اإلسالم وفي

تعالى: الله يقول لآلدمي، هي اإلنسانية فالكرامة

{

} (2)(. 70 اآلية اإلسراء، )سورة

برض��اه، إال للمس��لم يح��ل ال والذمي، المعاهد ومال

اإلسالمي. المجتمع في مصون وعرضه

اإلس�الم: إلى ال�دعوة كتابه في أرنولد توماس يقول

الحكم ظ��ل في ملح��وظ بتسامح نعمت المسيحية )إن

طويلة(. قرون منذ تعرفه لم اإلسالمي،

آمن��ا اإلسالمي المجتمع في يعيش أن للذمي ويمكن

اإلحس��ان، ب��البر ويتمت��ع بل وعرضه، وماله نفسه على

من ش��يخا أعطى حين الخط��اب بن عم��ر فع��ل كما

. 59آية: النساء ( سورة?)1. 70آية: اإلسراء ( سورة?)2

65

اإلسالم في اإلنسان حقوق

حاجت��ه، رأى لم��ا الم��ال، بيت من الذم��ة أه��ل ش��يوخ

. (1) الكسب عن وعجزه

وقواع��دها الن��اس بين التس��وية آداب من ذل��ك وكل

} تع���الى: الل���ه ق���ول من مس���تمدة وهي العام���ة،

} (2)س��ورة( .

(. 8 اآلية الممتحنة،

في ج���اءت ال���تي المس���اواة ص���ور أهم من تل���ك

قض��ايا من مهمة قضايا في ومفاهيمها، أصولها اإلسالم

الجنس، أو الل��ون بس��بب العنص��رية البش��ر: التفرق��ة

وقض��ية اإلسالمي، المجتمع في وحقوقها المرأة وقضية

في والمس��اواة والعدل والمحكوم، الحاكم بين التسوية

الذميين. مع التعامل

في معروف����ة تل����ك، المس����اواة قواع����د تكن ولم

اإلسالم. قبل اإلنسانية المجتمعات

دار . طبع48 ،38 ص ، ا ج القيم ابن لإلمام الذمة أهل ( انظر: أحكام?)1بيروت. للماليين العلم

. 8آية: الممتحنة ( سورة?)2

66

اإلسالم في اإلنسان حقوق

االجتماعي التكافل

بن��اء على اإلس��الم، في االجتم��اعي التكاف��ل يرتك��ز

المنظومة ومن العقيدة، من أساسه له متكامل، فكري

لإلنس��ان الحق هذا تقرير يكن فلم اإلسالمية، األخالقية

في الش��أن ه��و كما فرضا، فرضته بشرية تجارب وليد

الحديث. الملعا تسود التي االجتماعي الضمان نظم

نهاي��ة في االجتم��اعي الض��مان فك��رة نش��أت فق��د

السالم أن تقريرها في وروعي الثانية، العالمية الحرب

إذا الش��عوب حي��اة في يتحق��ق أن يمكن ال االجتم��اعي

أن دون وحاجت��ه، وش��دائده محن��ه يواج��ه الف��رد ت��رك

ي��د لم��د اس��تعداد على حول��ه من المجتم��ع ب��أن يشعر

ومحنته. ضعفه وقت إليه المعونة

متقدم��ة، فك��رة يمث��ل اإلس��الم، في التكاف��ل ولكن

أوج��ه تق��ديم أو الن��اس، بين التع��اون مج��رد تتج��اوز

والحاجة. الضعف وقت المساعدة

نفس��ها تف��رض ال��تي االجتماعية الحاجة ليس ومبناه

التكاف��ل يس��تمد وإنم��ا بعينه، مكان أو معين وقت في

في مق���رر مب���دأ من مبن���اه اإلس���الم في االجتم���اعي

في المؤم��نين بين المتبادل��ة الوالية مبدأ وهو الشريعة،

} تع��الى: الل��ه يق��ول المجتم��ع،

67

اإلسالم في اإلنسان حقوق

} (. 71 اآلية التوبة، )سورة (1)

في وتبعاته��ا مس��ؤولياتها له��ا المتبادلة، الوالية فهذه

والوالي��ة اإلنس��ان، حي��اة من والمعنوية المادية الجوانب

والق��درة الهيمنة معاني تتضمن فهي متعددة، معان لها

والتعاضد. والتساند

مس��تقال يعيش ال اإلس��المي، التص��ور في فاإلنس��ان

أف��راد م��ع يتب��ادل وإنم��ا غ��يره، عن منع��زال بنفس��ه،

اإلش��راف من تعني��ه بم��ا الوالي��ة، اآلخ��رين المجتم��ع

ش���ؤون وفي الحي���اة، أم���ور في والتكاف���ل والتس���اند

المجتمع.

أف�راد من الق�ادر التزام يعني اإلسالم، في والتكافل

أفراده. تجاه المجتمع

ه��ذا على الدالل��ة في النبوي��ة األح��اديث أوض��ح ومن

ظه��ر فض��ل مع��ه ك��ان من} الرسول قول المعنى،

من فض��ل له كان ومن له، ظهر ال من على به فليعد

. (3) (2) { له زاد ال من على به فليعد زاد

علي��ه الل��ه الرسول- صلوات الحديث: إن راوي يقول

ال أن حس��بنا ح��تى الم��ال أنواع من يعدد وسالمه- أخذ

الفضل. في لنا حق

. 71آية: التوبة ( سورة?)1(. 3/34) أحمد ( ،1663) الزكاة داود أبو ( ،1728) اللقطة ( مسلم?)2. 3 / 1354 المال بفضول المواساة استحباب مسلم: باب ( رواه?)3

68

اإلسالم في اإلنسان حقوق

المتب��ادل التع��اون يتج��اوز اإلس��الم، في فالتكام��ل

أداء س��وى مقاب��ل، بال الع��ون مع��نى إلى لمص��لحة،

وجل. عز الله ثواب في والرجاء الواجب

على الزم��ا كان اإلنسان إليه احتاج متى العون وهذا

غ��ير احت��اج ك�ان ول�و ب��ه، يق��وم أن المس�لم المجتم��ع

كرام��ة يهدر ال مجتمع في يعيش آدميا باعتباره مسلم،

والحاجة. الضعف بسبب اإلنسان

الفق��راء الخط��اب بن عم��ر الخليف��ة ع��اون فق��د

المجتمع في يعيشون الذين الذمة أهل من والمحتاجين

من األم����ور والة ذل����ك على وج����رى(1) اإلس����المي

منهم المس��لم غ��ير على مالي��ا تكلي��ف فال المس��لمين،

مادي�ا يع�ان أنه كما وحاجته، فقره ثبت إذا قدرته فوق

حياته. تحفظ حتى

أح��د يتح��دث أن قبل الخطاب بن عمر فعل هكذا

عام. وأربعمائة بألف االجتماعي، الضمان عن

تعالى: الله يقول إخوة، والمؤمنون

{ } (2)اآلية الحجرات، . )سورة

10 .)

بعض. أولياء وهم

المحتاج، وإعانة والصدقة اإلنفاق على الله حث وقد

، واجب��ا حق��ا باعتب��اره المحت��اج بح��ق الوف��اء إلى ودعا

. 48 ،38 ص ،1 ج ، القيم ابن لإلمام الذمة أهل ( انظر: أحكام?)1. 10آية: الحجرات ( سورة?)2

69

اإلسالم في اإلنسان حقوق

} : تع��الى ق��ال

} (1)24 اآليتان المعارج، )سورة،

25 .)

حق��ا باعتباره االجتماعي للتكافل األساس يضع وذلك

اإلنسان. حقوق من

الرس��ول أح��اديث من مجموع��ة ذل��ك ج��انب وإلى يش��د كالبني��ان وت��راحمهم ت��وادهم في المؤم��نين تجعل

المس��لم، أخي��ه عضو كأنه المسلم وتصور بعضا، بعضه

المجتمع مسؤولية الرسول بين وقد لشكواه، يشتكي

إن��ذارها في قوي��ة عب��ارة في فيه، محتاج فرد كل عن

وج��اره يش��بع بال��ذي الم��ؤمن ليس} والمجتم��ع: للفرد

. (2) { جنبه إلى جائع

يق��وم ومن المجتم��ع تحمي��ل في الرس��ول ويص��ل

ين��ال ال م��دى إلى والمحت��اج، الض��عيف مس��ؤولية عليه

المزعومة. اإلنسان حقوق عصر العصر، هذا في حتى

من} وس��المه-: علي��ه الل��ه الرس��ول- ص��لوات يقول

وعلي ف��إلي ض��ياعا أو دينا ترك ومن فألهله، ماال ترك

. 25 ،24: اآليتان ، المعارج ( سورة?)1/3) الكب��ير في ( والط��براني112) المف��رد األدب في البخاري ( رواه?)2

175 / / 4) المستدرك في ( والحاكم1 ، اإلس��ناد ( وقال: صحيح167 الذهبي. ووافقه

70

اإلسالم في اإلنسان حقوق

ويؤدي��ه المجتم��ع، ب��ه يل��تزم ال��ذي التكاف��ل إنه(2) (1) {

ال ح��تى الن��اس، من والض��عاف األيت��ام نح��و األمر ولي

الحياة. في يضيعوا

يص�بح ال ح�تى الحق�وق، تحدي�د من ب�د ال ك�ان وإذا

اإلس��المي الش��رع بين فقد فحسب، يتردد شعارا الحق

أف��راد من عليه القادرين مسؤولية وحدد التكافل، صور

المجتمع.

وفريض��ته اإلسالم، أركان أحد هي التي الزكاة تظهر

اإلس��الم، في االجتم��اعي التكافل صور أول االجتماعية،

بتق��دير مق��در ح��ق وهي مسلم، كل على فريضة وهي

ت�دل وهي معين�ة، بش�روط الم�ال في الحكيم الش�ارع

بم��ال تتح��دد ال ال��تي الص��دقة من أخص مع��نى على

بذاته. قدر أو معين

وفيمن ق��درها، في األف��راد الختيار متروكة فالصدقة

الزك��اة خالف على وذل��ك المحت��اجين، من إلي��ه توج��ه

الش��ارع، حددها التي المال أنواع في الله فرضها التي

) ف��الخمس في��ه، الزك��اة ومقدار نوع، كل نصاب وبين

أم��وال من م��دفونا وج��د م��ا وه��و الرك��از، %( في20

%(5. 2) العشر وربع أنواعها، اختالف على الجاهلية،

داود أبو ( ،1578) العيدين صالة النسائي ( ،867) الجمعة ( مسلم?)1،2954) والفيء واإلمارة الخراج ،45) المقدم�ة ماجه ابن ( ) أحم�د ( 3/311 .)

المؤم��نين من ت��وفي بلف��ظ: )فمن الكفالة كتاب في البخاري ( أخرجه?)2 كت��اب في فلورثت��ه..( ومس��لم م��اال ت��رك ومن ، قض��اؤه فعلي دينا فترك

فلورثته. ماال ترك من باب الفرائض

71

اإلسالم في اإلنسان حقوق

حكمهم��ا ويأخ��ذ والفض��ة، ال��ذهب النق��دين من كل في

وهي والمع�ادن، التج�ارة، عروض وفي النقدية، األوراق

ل��ه مما غيرها، من فيها يخلق مما األرض من خرج ما

أم وغيرهم��ا، والفض��ة كالذهب جامدا أكان سواء قيمة،

والنفط. كالقار، سائال كان

من الأرض من الخ��ارج في الزكاة الله أوجب كما

يس��قى كان %( إذا10) العشر بمقدار والثمار الزروع

الس��ماء من يش��رب كال��ذي مؤن��ة، وال مش��قة بغ��ير

مم��ا ك��ان %( إذا5) العش��ر نص��ف وبمق��دار واألنه��ار،

واآلالت. بالدواب، يسقى كالذي ومؤنه، بمشقة يسقى

اإلب��ل من األنع��ام بهيم��ة المفروض��ة الزك��اة وتشمل

مح��ددة بمقادير معلوما، نصابا بلغت إذا والغنم، والبقر

اإلسالمي. الفقه كتب في

في الم���ال ت���داول م���يزان الزك���اة أص���لحت وق���د

المجتمع��ات في تداول��ه كان فقد اإلنسانية، المجتمعات

والتكافل. العدل من النقيض على يجري القديمة

ل��دى ال��ثروة ت��تراكم لكي يك��دحون؛ الفق��راء ك��ان

الم��يزان، اإلس��الم فع��دل الس��لطان، وأص��حاب األغني��اء

فريض�ة والفق�ير للمحت�اج يؤدي الذي هو القادر، وجعل

حكيم. عليم والله الله، من

الفق��ه، كتب في مفص��لة الم��ال، في الزكاة وأحكام

تفصيلها. المقام يقتضي وال

72

اإلسالم في اإلنسان حقوق

مص��ارفها، في وإنفاقه��ا الزكاة جمع أن أهمها، ومن

المجتمع. في األمر ولي مسؤولية

الزك��اة، إلي��ه ت��دفع من واضحا تحديدا اإلسالم وحدد

الشريفة: اآلية ذلك في نذكر أن ويكفي

{

} (1).

(. 60 اآلية التوبة، )سورة

ص��ورها، بجمي��ع الحاجة أصحاب تجمع مصارف وهي

وظروفها. أوقاتها كل وفي

زك��اة ش��رعت المال، في الزكاة فريضة جانب وإلى

بع��د العي��د يوم في صوره بأجلى التكافل لتقيم الفطر؛

ق��وت يمل��ك من على تجب وهي رمض��ان، شهر صيام

يؤديه��ا، من ك��ل يس��تطيع زهي��د ومقدارها وليلته، يومه

االجتماعي، التكافل في اإلسهام على بقدرته يشعر أن

يستحقونه. لمن الحق هذا وأداء

م��ا اإلس��الم، في االجتم��اعي التكاف��ل ص��ور ومن

على الفق��راء األق��ارب نفق��ة وج��وب من الل��ه ش��رعه

على واألبناء الزوج، على الزوجة فنفقة الغني، القريب

الق��ادر، الول��د على الفق��يرين الوال��دين ونفق��ة األب،

يرث��ه، ال��ذي أخي��ه على المحت��اج أو الفق��ير األخ ونفقة

. 60آية: التوبة ( سورة?)1

73

اإلسالم في اإلنسان حقوق

نفق��ة ش��أن في المس��لمين علم��اء بعض وس��ع وق��د

األرحام. ذوي إلى تصل حتى األقارب،

في ال��ديات أحك��ام االجتم��اعي، التكاف��ل ص��ور ومن

وق��د القتي��ل، لورث��ة تجب الدي��ة ف��إن الخط��أ، القت��ل

فق��د بع��د الحي��اة مواجهة على فتعينهم صغارا، يكونون

مورثهم.

دف��ع في خط��أ القات��ل إلى العص��بة أق��رب ويتشارك

المقتول. ورثة إلى الدية

المقتول، لورثة المجتمع من ضمانا تمثل هنا، والدية

مسلم. مجتمع في هدرا إنسان دم يضيع فال

على اإلس��الم، في االجتم��اعي التكاف��ل يقتص��ر وال

تعاون��ا يع��د م��ا إلى يمت��د بل فحسب، المادية الجوانب

البر. على شامال

علم��ه اإلنسان يكتم أال اإلسالم، في التوجيهات فمن

اإلنس���ان يبخ���ل وال التعليم، إلى يحت���اج عمن الن���افع

فال���دين واإلرش���اد، للنص���ح يحت���اج من على بنص���حه

الشريف. الحديث في ورد كما النصيحة،

له��ا يتع��رض محن��ة، أو ض��عف حال��ة توج��د تك��اد وال

في توجيه�ات ويج�د إال اإلس�المي، المجتم�ع في الف�رد

أو إلي��ه، المس��اعدة ي��د مد إلى القادرين تدعو اإلسالم

ح��تى أو نفع��ا، أو م��اال المعون��ة، ه��ذه عليهم ت��وجب

ورحمة. وشفقة مواساة

74

اإلسالم في اإلنسان حقوق

السعودية العربية المملكة

اإلنسان وحقوق

الجمل��ة، في اإلس��المي الع��الم تم��يز خصوصية هناك

اإلنس��ان، حق��وق مج��ال في الع��الم دول مختل��ف عن

اإلسالمية المجتمعات اختالف من الخصوصية هذه وتنبع

والمف��اهيم، المنطلقات في المجتمعات، من غيرها عن

للش���عوب المم���يز والثق���افي الفك���ري التك���وين وفي

عامة. اإلسالمية

العق��ل ص��اغ ال��ذي النبوة- هو عصر اإلسالم- منذ إن

ويمث��ل الق��رون، امت��داد على اإلسالمي والفكر المسلم

وفك��ره، المس��لم عق��ل من كب��يرا جانبا اإللهي، الوحي

ج��انب إلى والمعرف��ة، للعلم مصادره أهم من ومصدرا

األخرى. المعرفة مصادر من له الله هيأه ما

الفك��ر في بال ذا جانبا اإللهي، الوحي يمثل ال بينما

ج��رى ول��ذلك بال��ذات؛ الح��ديث العص��ر في الغ��ربي

يع��د ولم ع��ام، بوج��ه الغربية الحياة في الدين تهميش

اإلنس��انية، للمعرف��ة وثابت��ا يقيني��ا مصدرا اإللهي الوحي

بأنه: " كل الفرنسية الموسوعة في عرف الدين إن بل

". العلم مع تتعارض معرفة أو سلطة

من��ذ الحديث، العصر في الغربية الحضارة واستقرت

فكري��ة منطلق��ات على الميالدي عش��ر السادس القرن

75

اإلسالم في اإلنسان حقوق

عن ال��دين فص��ل مب��دأ نتيجته��ا من ك��ان الدين، بشأن

الدولة.

عن تمام��ا بعيد له، والعداء بل للدين، المفهوم وهذا

المس��لم يعت��بر إذ جماع��ة؛ أو ف��ردا المس��لم تفك��ير

وأولى الحي���اة، مقاص���د أهم ال���دين، على المحافظ���ة

أن إلى إض��افة عليه��ا، الحف��اظ ينبغي ال��تي ض��روراتها

هي المس��لمين، عند تظل اإلسالمية، الخلقية المنظومة

االجتم��اعي، والس��لوك للقيم والض��ابط األعلى المث��ل

التشريعي النظام هي ونصوصها، الشريعة أصول وتظل

واالجتماعية. األسرية كلها، عالقاته في للمجتمع

أو الف��ردي واالتب��اع االل��تزام درج��ة ك��انت ومهم��ا

الدين بقدسية اإليمان من يغير ال ذلك فإن االجتماعي،

إص��الح على وق��درتها، الش��ريعة وص��الحية وض��رورته،

ومكان. زمان كل في والمجتمع الفرد

للخصوصية نموذجا السعودية، العربية المملكة وتعتبر

الش��ريعة، تط��بيق وفي العقي��دة، ال��تزام في اإلس��المية

اإلسالم. هدي على واالجتماعي الفكري التمايز وفي

مقدس��ات أهم تض��م بأنها تتشرف المملكة أن ذلك،

للن��اس، وض��ع بيت أول المش��رفة، الكعب��ة المس��لمين،

الرس��ول ومس��جد المكرمة، مكة في الحرام والمسجد

النبوية. المدينة وسالمه- في عليه الله - صلوات

76

اإلسالم في اإلنسان حقوق

وقامت لإلسالم، أمة أول كانت المملكة، أرض وفي

خ��ير األم��ة، هذه وكانت النبوة، عصر في له دولة أول

} تع��الى: الل��ه قال كما للناس، أخرجت أمة

} (1)آل . )سورة

(. 110 اآلية عمران،

ه��دي على الفري��دة نشأتها في اإلسالم دولة وكانت

والنم��وذج األعلى المث��ل الرس��ول وحكم��ة الق��رآن،

ومكان زمان كل في تظهر إسالمية، دولة لكل الكامل

الدهر. آخر إلى النبوة، عصر بعد

لمالع��ا تم��يز وال��تي إليه��ا، أش��رنا ال��تي والخصوصية

تك��ون م��ا أش��د اإلنس��ان، حقوق موضوع في اإلسالمي

السعودية. العربية المملكة في ووضوحا ظهورا

الح�ديث، العص�ر في الس�عودية الدول�ة نش�أة فمن�ذ

رحم��ه س��عود بن محمد اإلمام مؤسسها عهد من بداية

الملك اإلمام عهد، في توحدها إلى ه�،1157 عام الله

في الل��ه رحمه سعود، آل الرحمن عبد بن العزيز عبد

وإلى الميالدي، العش��رين الهج��ري، عش��ر الرابع القرن

تع��الى، الله شرع اتباع على قائمة وهي الحاضر، وقتنا

أمورها. جميع في أحكامه وإنفاذ

. 110آية: عمران آل ( سورة?)1

77

اإلسالم في اإلنسان حقوق

سياس��ات على الحاكم��ان هم��ا والس��نة، فالكت��اب

وتنظيماتها. المملكة

الشرع اتخاذ على نشأتها، منذ المملكة حافظت وقد

اقتض��تها ال��تي أنظمته��ا لك��ل وض��ابطا وموجه��ا حاكم��ا

المملك��ة توحي��د ص��احبت ال��تي والتط��ور، النم��و حرك��ة

في مكانته���ا وعل���و نهض���تها ثم الس���عودية، العربي���ة

الدولي. المجتمع

يظه��ر النح��و، ه��ذا على الله بشرع المملكة والتزام

الدولي، المجتمع أمام وضوح بكل اإلسالمية الخصوصية

الدولي��ة العالق��ات في إليه ينظر الذي النموذج ويجعلها

األخرى. والعوالم اإلسالمي العالم بين

الش��رع، أحك��ام بتط��بيق المملك��ة ال��تزام وبس��بب

منهج وف��ق رس��وله وس��نة الل��ه كتاب من المستمدة

الع���الم في مكانته���ا ف���إن المملك���ة، في متكام���ل

من مس��تمدة ال��دولي، المجتم��ع نظ��ر وفي اإلس��المي،

ذاته. اإلسالم

أرض���ها في وبعث للن���اس، وض���ع بيت أول ففيه���ا،

الص��الة والمرسلين- علي��ه األنبياء وخاتم اإلسالم رسول

فيه��ا وأقيمت أرض��ها، من ونوره هديه والسالم- وانتشر

األولى. اإلسالم دولة

مقوماتها. كل المملكة أعطى فاإلسالم،

78

اإلسالم في اإلنسان حقوق

في أعطاه��ا ش��ريعته، بتطبيق اليوم المملكة والتزام

ومكانتها. قيمتها الدولي المجتمع

في اإلنس��ان حق��وق التالي��ة الص��فحات في ونتن��اول

بعض وفي المملك����ة، في للحكم األساس����ي النظ����ام

عام��ة، اإلسالمية الخصوصية يظهر بما الخاصة، أنظمتها

الش��رع بأحك��ام خاص��ة المملك��ة ال��تزام عن ويكش��ف

نبي���ه وس���نة الك���ريم، الل���ه كت���اب وف���ق اإلس���المي،

المطهرة.

79

اإلسالم في اإلنسان حقوق

النظام في اإلنسان حقوق

في األخرى واألنظمة للحكم األساسيالمملكة

العربي��ة المملك��ة في للحكم األساس��ي النظام صدر

/ أ ب��الرقم الموسوم الملكي األمر بمقتضى السعودية،

ه�. 1412 / 8 / 27 في90

ونظ��ام الدول��ة، ش��كل يوض��ح ال��ذي النظ��ام وه��و

والواجب��ات الحق��وق وي��بين س��لطاتها، ويح��دد حكمه��ا،

االقتصادية، والمبادئ االجتماعية، والمقومات لمواطنيها،

والدولة. المجتمع عليها يسير التي

س��لطاتها تلتزم��ه ال��ذي المملك��ة نظ��ام بإيج��از، فهو

عقيدة الدين، حفظ إلى الدائم سعيها في ومؤسساتها،

التي بحقوقهم والوفاء الناس، مصالح وتحقيق وشريعة،

أرض على ورخ���ائهم أمنهم وض���مان الش���رع، أوجبه���ا

المملكة.

بن فه��د الملك الشريفين، الحرمين خادم كلمة وفي

األساس��ي النظام صدور بمناسبة سعود، آل العزيز عبد

األس���س ت���برز المواط���نين، وأبنائ���ه إلخوان���ه للحكم

المملكة. في الحكم نظام عليها أقيم التي والمبادئ

وعلى وش���ريعة، عقي���دة اإلس���الم على أقيم فق���د

أحكامهما. فهم في الصحيح المنهاج

80

اإلسالم في اإلنسان حقوق

- ك��انت الش��ريفين الح��رمين خادم قال - كما وبذلك

في والحكم السياس��ة في متم��يزا نموذج��ا المملك��ة،

الحديث. السياسي التاريخ

فراغ، من المملكة في الحكم نظام صياغة تأت ولم

ب��ه، معم��ول واق��ع وأم��ر ق��ائم، لشيء توثيقا كانت بل

قرون��ا أحكامه��ا تط��بيق اس��تمر ال��تي الش��ريعة عم��اده

الدول��ة ق��امت من��ذ به��ا، الكامل االلتزام وظهر عديدة،

األولى. السعودية

وس��نة الل��ه كت��اب ه��و المملك��ة، في الدس��تور إن

ش��يء ك��ل في يرج��ع وإليهم��ا يحتكم، إليهم��ا رسوله

فيه. يختلف

العربي��ة المملك��ة في العلي��ا والس��لطة الس��يادة إن

وهم��ا رسوله وسنة تعالى الله لكتاب هي السعودية،

الس��ابعة الم��ادة ب��ذلك تصرح كما فيها، السلطة مصدر

الحكم. نظام من

- اإلس��المي غ��ير النظ��ر - في الس��يادة أو فالسلطة

البشرية. السلطات من لسلطة أو الدولة، أو للحاكم

الل��ه لحكم تخض��ع المملكة، في السلطات هذه لكن

والسنة. الكتاب في

يق��وم األساس��ي، النظ��ام من الثامن��ة الم��ادة وفي

وف��ق والمس��اواة، والش��ورى العدل أساس على الحكم

اإلسالمية. الشريعة قواعد

81

اإلسالم في اإلنسان حقوق

وهو األعلى، المرجع وفق يتم المبادئ، هذه وتحقيق

والسنة. الكتاب

الن��اس له��ا يبحث ثم تطل��ق، ش��عارات ليس��ت فهي

واأله��واء اآلراء في��ه تختلف ومفهوم، ومرجع معنى عن

والعقول.

المواثي��ق أوردته��ا ال��تي اإلنس��ان حق��وق مجال وفي

س��نة اإلنس��ان لحق��وق العالمي اإلعالن وأهمها الدولية،

والسياس����ية، المدني����ة الحق����وق واتفاقيت����ا م،1948

م،1966 س��نة الص��ادرتان واالقتص��ادية، واالجتماعي��ة

م. 1976 سنة بهما العمل بدأ واللتان

نص المملك��ة، في للحكم األساس��ي النظام أن نرى

مبادئ. من المواثيق تلك عليه نصت مما أكثر على

من عدي��دة مف��ردات الدولي��ة، المواثي��ق أوردت لق��د

واق��ع من كله��ا مس��تمدة المب��ادئ، هذه تحت الحقوق،

وال��ديني الت��اريخي وتراثها وظروفها الغربية المجتمعات

واالجتماعي.

اس��تمد ال��ذي اإلس��المي، الشرع ميزة تبقى أنه غير

أن��ه في المملك��ة، في للحكم األساس��ي النظ��ام من��ه

وال��تي الش��ريعة، تبيحه��ا ال��تي الحقوق لكل الباب يفتح

والحري����ة اإلنس����انية الكرام����ة مب����ادئ تحت تن����درج

والشورى. االجتماعي والتكافل والمساواة

82

اإلسالم في اإلنسان حقوق

مفاهيمه��ا ويح��دد يوض��ح، مرج��ع المبادئ، هذه ولكل

كله. اإلنساني المستوى على الصحيحة

الحق��وق، يح��دد الل��ه، ش��ريعة وه��و هن��ا، المرجع إن

الصالح. ويستبقي الزائف، ويستبعد المفاهيم، ويوضح

يتعل��ق ال��ذي الحكم، نظ��ام من الث��الث الب��اب ففي

في األس��رة قيم��ة تظه��ر السعودي، المجتمع بمقومات

على أفرادها يربى حيث للمجتمع، نواة اإلسالمي النظر

لل���ه والطاع���ة وال���والء اإلس���المية، العقي���دة أس���اس

وتنفي��ذه، النظ��ام، واح��ترام األم��ر، وألولي وللرس��ول

(. 9)م به واالعتزاز الوطن وحب

والحف��اظ األسرة، روابط توثيق على الدولة وتحرص

(. 10)م واإلسالمية العربية قيمها على

نف���وس في العقي���دة غ���رس إلى التعليم ويه���دف

(. 13)م والمهارات المعارف وإكسابهم النشء،

األساس���ي النظ���ام نص االقتص���ادية، المب���ادئ وفي

االس��تيالء ومن��ع الخاص��ة، الملكي��ة حرم��ة على للحكم،

)م ع��ادل تع��ويض ومقاب��ل العام��ة، للمص��لحة إال عليها

18 .)

عام��ة، مصادرة األموال مصادرة19 المادة وحظرت

إال جريم��ة على عقوب��ة الجزئي��ة المص��ادرة تك��ون وال

قضائي. بحكم

83

اإلسالم في اإلنسان حقوق

ال���تي والرس���وم الض���رائب ش���أن في مهم وأم���ر

على يتف��وق المملك��ة في النظ��ام فإن الدولة، تفرضها

في والرس��وم فالض��رائب كاف��ة، الع��الم دول في غيره

م��ا بحس��ب تفرضها الدولة، إطالقات من الدول معظم

تراه.

وعلى الحاج��ة، عن��د إال تف��رض فال المملكة، في أما

المواطنين. على يسرا وأكثر أعدل وهو العدل، أساس

والعش��رون، الحادي��ة الم��ادة نص��ت فقد الزكاة، وأما

الشرعية. مصارفها في وتنفق تجبى، أنها على

المظالم من الشرع بحكم آمن السعودي، فالمواطن

العالم. في كثيرة شعوب تعانيها التي المالية

للحكم األساس��ي النظ��ام من الخ��امس الب��اب وفي

السادس��ة الم��ادة نص��ت والواجب��ات، ب��الحقوق المتعلق

وفق اإلنسان حقوق الدولة تحمي أن على والعشرون،

اإلسالمية. الشريعة

وال��تزام الحق��وق، ه��ذه أهمية يؤكد رئيس، نص وهو

بها. بالوفاء الدولة

ال��ذي ال��رئيس، النص له��ذا التالي��ة النصوص وجاءت

الحق���وق ب���اب ض���من اإلنس���ان حق���وق إلى أش���ار

في وردت ال��تي اإلنس��ان حق��وق بمف��ردات والواجبات،

ع��ام ب��ألف الدولي��ة المواثي��ق قب��ل اإلسالمية، الشريعة

األقل. على

84

اإلسالم في اإلنسان حقوق

في به��ا المعم��ول الدس��اتير من كث��يرا أن حين في

السادس��ة الم��ادة نص مث��ل تتض��من ال عدي��دة، دول

الش��ريعة وف��ق اإلنس��ان حقوق جعلت التي والعشرين،

المواطن. حقوق من اإلسالمية،

النظ��ام في وردت ال��تي اإلنسان حقوق مفردات إن

عليه��ا نص��ت ال��تي الحق��وق تش��مل للحكم، األساس��ي

ال��تي الحق��وق، بعض في عليها وتزيد الدولية، المواثيق

المواطنين. تجاه الدولة بها تلتزم

ح��االت في وأس��رته الم��واطن حق تكفل الدولة، إن

نظ�ام وت��دعم والش�يخوخة، والعج��ز والم��رض الطوارئ

(. 27 )م االجتماعي الضمان

الك��ريم الق��رآن في ورد أص��يل إس��المي نظ��ر وه��و

والتطبيق. المبدأ حيث من النبوية، والسنة

وتس��ن عليه، قادر لكل العمل مجاالت تيسر والدولة

(. 28 )م العمل وصاحب العامل تحمي التي األنظمة

اإلسالمي. الشرع لمبادئ أمين تطبيق وهو

تفص��يل المملك��ة، في والعم��ال العم��ل نظ��ام وفي

أج��ره في العام��ل حماي��ة وج��وه من عدي��دة ألوج��ه

التعسفي. الفصل من وأمنه وصحته،

ال��تي البطال��ة لمكافح��ة النظ��ام، في فصل وخصص

عنها. الشرع نهى

85

اإلسالم في اإلنسان حقوق

وتع��نى واآلداب، والثقاف��ة العل��وم ت��رعى والدول��ة

اإلس���المي ال���تراث وتص���ون العلمي، البحث بتش���جيع

واإلس��المية العربي��ة الحض��ارة في وتس��هم والع��ربي،

(. 29 )م واإلنسانية

األمي��ة بمكافح��ة وتل��تزم العام، التعليم الدولة وتوفر

(. 30 )م

الك��ريم الق��رآن في ورد لم��ا إس��المي تط��بيق وه��و

أهل��ه، ورعاي��ة العلم، على الحض من الرسول وسنة

الناس. أمام طرقه وتيسير

الثقافي��ة الحقوق من الصالح تشمل النصوص، وهذه

عليها. وتزيد الدولية، المواثيق في وردت التي

بالص��حة الدول��ة تع��نى والثالثين، الحادية المادة وفي

مواطن. لكل الصحية الرعاية وتوفر العامة،

لإلنسان. الرئيسة االجتماعية الحقوق من وهذه

للم���واطن، حق���ا للحكم، األساس���ي النظ���ام وزاد

وحمايته��ا البيئ��ة على بالمحافظ��ة الدولة، على والتزاما

(. 32 )م عنها التلوث ومنع وتطويرها،

كله، العالم دساتير مستوى على مستحدث نص وهو

بالص��حة وارتباطه��ا البيئ��ة لعلوم العلمي التطور اقتضاه

النظ��ام في إدراج��ه إلى المملك��ة وس��ارعت العام��ة،

أرض في الم��واطن حق��وق من حق��ا للحكم، األساسي

طهور. وماء نقي وهواء صالحة

86

اإلسالم في اإلنسان حقوق

ال���بر في الفس���اد عن نهي الك���ريم، الق���رآن وفي

والبحر.

المك��ان تحمي ش��ريفة توجيهات النبوية، السنة وفي

الفساد. من وصحته وشرابه اإلنسان وطعام

بتوف��ير الدولة تلتزم والثالثين، السادسة المادة وفي

وال إقليمه���ا، على والمقيمين مواطنيه���ا لجمي���ع األمن

إال حبس��ه أو توقيف��ه أو أح��د تص��رفات تقيي��د يج��وز

النظام. أحكام بموجب

المتمدنة. الدول دساتير كل في عادة يرد نص وهو

األساسي النظام نص والثالثين، السابعة المادة وفي

دخوله��ا يج��وز وال حرمته��ا، للمس��اكن أن على للحكم،

ال��تي الح��االت في إال تفتيش��ها وال ص��احبها، إذن بغ��ير

النظام. يبينها

قاع����دة على نص والثالثين، الثامن����ة الم����ادة وفي

المتمدن��ة: العقوب��ة ال��دول دس��اتير به��ا تأخ��ذ ش��رعية

نص على بن���اء إال عقوب���ة وال جريم���ة وال شخص���ية،

الالحق��ة األعمال على إال عقاب وال نظامي، أو شرعي

النظامي. بالنص للعمل

اإلعالن في ك���برى أص���وال تع���د النص���وص، وه���ذه

اإلنسان. لحقوق العالمي

ال��ذكر، س��الفة الثالثة النصوص في الواردة والمبادئ

. رسوله وسنة الكريم الله لكتاب أمين تطبيق

87

اإلسالم في اإلنسان حقوق

(1) { } تعالى: الله يقول

(. 39 اآلية النجم، )سورة

سبحانه: ويقول

{ } )سورة(2) اإلسراء،

(. 15 اآلية

شأنه: جل ويقول

{ } )سورة(3) .

(. 15 اآلية اإلسراء،

عن نهي المس��اكن، حرم��ة في الك��ريم القرآن وفي

وفي أهله��ا، على والس��الم االس��تئذان بع��د إال دخوله��ا

ما عنه- قبل الله رضي الخطاب بن عمر للخليفة قول

ال��تي الض��مانات ع��ام- يجم��ع وأربعمائ��ة ألف على يزيد

قبل: المذكورة الثالث المواد عليها نصت

. (4)العدول( بغير اإلسالم في رجل يؤسر ال )والله

النظ��ام أورده��ا ألهميته��ا، نظ��را الض��مانات وه��ذه

المملكة. في للحكم األساسي

أن ينبغي ألحكامه��ا، تفصيال تصدر التي األنظمة وكل

اإلسالمية. المبادئ بهذه تتقيد

. 39آية: النجم ( سورة?)1. 15آية: اإلسراء ( سورة?)2. 15آية: اإلسراء ( سورة?)3 الش��هادات في جاء ما باب ، األقضية كتاب في الموطأ في مالك ( رواه?)4

(1400 .)

88

اإلسالم في اإلنسان حقوق

النظ��ام نص واالتص��ال، وال��رأي التعب��ير مج��ال وفي

والنش��ر اإلعالم وس��ائل ال��تزام على للحكم، األساس��ي

الدولة. وبأنظمة الطيبة بالكلمة التعبير، وسائل وجميع

إلى ي��ؤدي م��ا والثالث��ون، التاس��عة الم��ادة وحظ��رت

وعالقاته��ا الدول��ة ب��أمن يمس أو واالنقس��ام، الفتن��ة

وت��بين وحقوق��ه، اإلنس��ان كرامة إلى يسيء أو العامة،

ذلك. كيفية األنظمة

المراس��الت حرم��ة األربع��ون، الم��ادة تص��ون كم��ا

تج���يز فال الهاتفي���ة، والمخ���ابرات والبريدي���ة البرقي���ة

االس���تماع أو تأخيره���ا أو عليه���ا االطالع أو مص���ادرتها

النظام. يبينها التي الحاالت في إال إليها،

لحري��ة الس��ابقتان المادت��ان وض��عتها التي والضوابط

القانوني���ة النظم في به���ا مع���ترف ض���مانات التعب���ير،

العالمية.

المملك��ة في للحكم األساس��ي النظ��ام في ولكنه��ا

الش��ريعة وبأحك��ام الك��ريم، القرآن في بأصلها تستهدي

الفتنة: عن تنهى التي

{ } (1)البقرة، . )سورة

(. 217 اآلية

الله: بحبل واالعتصام الوحدة على وتحض

. 217آية: البقرة ( سورة?)1

89

اإلسالم في اإلنسان حقوق

{ } (1)سورة( .

(. 103 اآلية عمران، آل

وأس��راره، اإلنس��ان خصوص��ية يحمي الشرع أن كما

أسرته بشؤون يتعلق ما سيما ال االبتذال، عن ويصونها

واالتصال. التراسل وسائل تتناولها التي

عامة: التجسس عن الشرع وينهى

{

} (2)(. 12 اآلية الحجرات، . )سورة

الغ��ير، أو المجتم��ع حق��وق لحماي��ة إال ذل��ك يباح وال

للحكم. األساسي النظام في ورد كما

تحدي���د وفي للن���اس، الح���ق إق���رار في والمرج���ع

الكت��اب في كم��ا الل��ه ش��رع ه��و وضوابطه، مفهومه

والسنة.

اس����تقالل على للحكم، األساس����ي النظ����ام وينص

على س���لطان وال المملك���ة، في القض���ائية الس���لطة

(. 46 )م اإلسالمية للشريعة إال قضائهم في القضاة

)م والمقيمين للمواط��نين مكف��ول التقاض��ي، وح��ق

47 .)

القض��ائية األحك��ام بتنفي��ذ معنيون ينيبه، ومن والملك

(. 55 )م

. 103آية: عمران آل ( سورة?)1. 12آية: الحجرات ( سورة?)2

90

اإلسالم في اإلنسان حقوق

ينيبه ومن الملك وعناية القضائية، السلطة واستقالل

اإلنسان، حقوق إلنفاذ مهمة ضمانة يعد أحكامها، بتنفيذ

تعرض��ت إذا للحكم، األساس��ي النظ��ام عليها نص التي

االنتقاص. أو لالنتهاك

النظ��ام عليه��ا نص ال��تي اإلنس��ان حق��وق م��يزة إن

ش��رعية قواع��د أنه��ا المملك��ة، في للحكم األساس��ي

والمف��اهيم، المع��الم ومح��دده واض��حة نظامي��ة وأحك��ام

بفع��ل تحته��ا ي��دخل براق��ة، ومب��ادئ ش��عارات وليس��ت

تض��ر يجعلها وما يضيعها، ما الزائفة، والمفاهيم األهوال

المسلم. واإلنسان بالمجتمع

ت���ؤدى اإلس���المي، الش���رع في اإلنس���ان فحق���وق

بعمارة وجدارته وتقدمه، رقيه، إلي الصحيحة بمفاهيمها

األرض.

91

اإلسالم في اإلنسان حقوق

الخاتمة

حق��وق في اإلس��المية الخصوص��ية ه��ذه وأخيرا: ف��إن

العربي��ة المملك��ة في تطبيقاته��ا تظه��ر وال��تي اإلنسان،

في الدول من كثير بالتزام لألسف تحظ لم السعودية،

اإلسالمي. العالم

اإلس��المي- نتيج��ة الع��الم دول من كث��ير اعتنقت لقد

أمام��ه- انهياره��ا أو بال��ذات الغ��ربي ب��الفكر انبهاره��ا

وال��تي الغ��ربي، الفكر يطلقها التي والشعارات المبادئ

اإللهي. الهدي عن بعيدا وحياته وتراثه تاريخه تمثل

انتق��ادات أم��ام ض��عيفة ال��دول ه��ذه تب��دو ول��ذلك،

اإلنسان. حقوق مجال في لها الغرب

والجري مفاهيمه، باعتناق الفكرية هزيمتها بدأت لقد

وقوانينه. شعاراته وراء

ش��عوبها عقي��دة توجب��ه ما إلى لها- بالنظر تبين فإذا

وقيمه����ا الحض����اري وتراثه����ا وش����ريعتها المس����لمة،

وتح�ول بمجتمعاته�ا، تض�ر المب�ادئ تل�ك االجتماعية- أن

للفك��ر التبعي��ة تل��ك من الخ��روج وحاولت تقدمها، دون

وس��ائل له��ا انبرت اإلنسان، حقوق موضوع في الغربي

الدينية الخصوصية في حقها عليها تنكر الغربية، اإلعالم

كث��يرة، دول من��ه تش��كو ما وهو والثقافية، واالجتماعية

الظالمة. نتائجه وتتحمل

92

اإلسالم في اإلنسان حقوق

لحق��وق فين��ا م��ؤتمر في واض��حا ذل��ك ظه��ر وق��د

الحج��ة ذي24 من الف��ترة في عق��د ال��ذي اإلنس��ان،

يونيه25- 14 الموافق ه�1414 محرم5 إلى ه�1413

أن في��ه، المشاركة الدول من كثير حاولت إذ م،1993

طغي��ان أم��ام واالجتماعي��ة، الثقافية بخصوصيتها تتمسك

اإلنسان. حقوق قضية في ومفاهيمها الغربية الثقافة

اختياره��ا وه��و اإلس��المية، البالد ي��د في الح��ل إن

وأص��ول النبوي��ة، والس��نة الكريم القرآن اإللهي، للهدي

الخصوص��ية بتل��ك االع��تزاز وإظه��ار ومبادئه��ا، الش��ريعة

بها. وااللتزام وتطبيقها والثقافية، الدينية

مش��رفا موقعا لها تكفل التي هي الخصوصية، وهذه

الدولي. المجتمع في اإلنسان حقوق مجال في

تمليه��ا ال��تي الشريعة أحكام يلتزمون المسلمين، إن

تنب��ع الش��ريعة، هذه أصول ومن اإلسالم، عقيدة عليهم

س��يما ال الص��حيحة، ومفاهيمه��ا اإلنس��ان حق��وق مبادئ

بحيات�ه وتنهض ترفع�ه، ال�تي اإلنسان بحرية يتعلق فيما

نطاق في المسلمة المرأة بحقوق يتعلق وما اإلنسانية،

والمجتمع. األسرة ومصلحة اإلنسانية، كرامتها

المس���لمون يس���تمد الش���ريعة، ه���ذه أص���ول ومن

للمجتم��ع، الم��دمر وأثرها الجريمة مواجهة في نظامهم

من الش��ريعة ت��وفره بما واألمان، األمن حقه من الذي

93

اإلسالم في اإلنسان حقوق

الح���دود أحك���ام في له���ا وردع الجريم���ة، من وقاي���ة

والتعزيزات. والقصاص

في العالي��ة القيم اإلس��المية، الش��ريعة في ول��دينا

نحت��اج فال الش��رعية، بض��وابطها والتعب��ير التفكير حرية

الغير. من واالستعارة التقليد إلى

حرية لمبادئ الزائفة المفاهيم إليه أدت ما رأينا وقد

اعتب��ار دون الن��اس، بين الحس��ابية والتس��وية اإلنس��ان،

والواجب��ات الحق��وق في للعدال��ة وال اإلنس��انية، للنظرة

الف���رد على وخيم���ة ع���واقب من المجتم���ع، داخ���ل

العالم. مجتمعات من كثير في والمجتمع

لألم��ة العاص��م ه��و اإلس��المية، الش��ريعة تط��بيق إن

المجتمع��ات في��ه وقعت فيم��ا ال��تردي من اإلس��المية

والفس��اد، للظلم وش��يوع أخالقي، ت��دهور من الغربي��ة

لألسرة. وتفكك للجريمة، وانتشار

لم��ا نتص��دى حين دفاعن��ا وج��وهر س�الحنا أيض��ا وهو

مش�����بوهة حمالت من اإلس�����المية البالد إلى يوج�����ه

للفكر تابعين يكونوا أن المسلمين من تطلب ومغرضة،

في اإللهي اله��دي حمل��ة أنهم م��ع ومفاهيم��ه، الغ��ربي

ال��ذي وه��و المعاص��ر، عالمن��ا في والش��ريعة العقي��دة

} ك��انوا: كم��ا يع��ودوا أن لهم يض��من

} (1)(. 110 اآلية عمران، آل . )سورة

. 110آية: عمران آل ( سورة?)1

94

اإلسالم في اإلنسان حقوق

حق��وق موض��وع في اإلس��المية األم��ة تظه��ر وسوف

قب�ل اإلنس�ان ك�رم الذي اإللهي للهدي حاملة اإلنسان،

} ع��ام: ألف من بأكثر الدولية المواثيق

} (1)(. 70 اآلية اإلسراء، . )سورة

والش��عوب- على اإلسالمية- ال��دول األمة تجمع وحين

ض��وء في اإلنس��ان حق��وق في واألنف��ع األق��وم اختي��ار

الع���الم في موقعه���ا يك���ون س���وف اإللهي، اله���دي

موق��ع ه��و بال��ذات، الموض��وع ه��ذا وفي المعاص��ر،

} الطالب: مقعد وليس المعلم،

(. 24 الآية الأنفال، )سورة (2) {

وصحبه آله وعلى محمد نبينا على الله وصلى

وسلم.

. 70آية: اإلسراء ( سورة?)1. 24آية: األنفال ( سورة?)2

95

اإلسالم في اإلنسان حقوق

اآليات فهرس هي بالتي وجادلهم الحسنة والموعظة بالحكمة ربك سبيل إلى ادع

4.......................................................................أحسن....من أنزل وما إليك أنزل بما آمنوا أنهم يزعمون الذين إلى تر ألم37

زبدا السيل فاحتمل بقدرها أودية فسالت ماء السماء من أنزل6..........................................................................رابيا والمؤلفة عليها والعاملين والمساكين للفقراء الصدقات إنما

55, 26.............................................................قلوبهم لعلكم الله واتقوا أخويكم بين فأصلحوا إخوة المؤمنون إنما

53..................................................................ترحمون27.............ساجدين له فقعوا روحي من فيه ونفخت سويته فإذا النفضوا القلب غليظ فظا كنت ولو لهم لنت الله من رحمة فبما39.................................................................حولك من

45......................................األرذلون واتبعك لك أنؤمن قالوا إن به تستعجلون ما عندي ما به وكذبتم ربي من بينة على إني قل

30.....................................................................الحكم...وبالوالدين شيئا به تشركوا أال عليكم ربكم حرم ما أتل تعالوا قل25 ينشئ الله ثم الخلق بدأ كيف فانظروا األرض في سيروا قل

39............................................................اآلخرة النشأة38.......المجرمين عاقبة كان كيف فانظروا األرض في سيروا قل ملك له الذي جميعا إليكم الله رسول إني الناس ياأيها قل

3..................................................................السماوات المنكر عن وتنهون بالمعروف تأمرون للناس أخرجت أمة خير كنتم

70, 58...........................................................وتؤمنون من يخرجوكم ولم الدين في يقاتلوكم لم الذين عن الله ينهاكم ال

50....................................................................دياركم27.................................تقويم أحسن في اإلنسان خلقنا لقد

53, 25................................................والمحروم للسائل نفس بغير نفسا قتل من أنه إسرائيل بني على كتبنا ذلك أجل من33..........................................................................أو

تزر وال عليها يضل فإنما ضل ومن لنفسه يهتدي فإنما اهتدى من65.....................................................................وازرة

طيبة حياة فلنحيينه مؤمن وهو أنثى أو ذكر من صالحا عمل من47................................................................ولنجزينهم

96

اإلسالم في اإلنسان حقوق

كله الدين على ليظهره الحق ودين بالهدى رسوله أرسل الذي هو3...........................................................................ولوفيها أتجعل قالوا خليفة األرض في جاعل إني للمالئكة ربك قال وإذ36...السفهاء آمن كما أنؤمن قالوا الناس آمن كما آمنوا لهم قيل وإذا45

..إذ عليكم الله نعمة واذكروا تفرقوا وال جميعا الله بحبل واعتصموا67

ومما بينهم شورى وأمرهم الصالة وأقاموا لربهم استجابوا والذين39..................................................................رزقناهم53, 25................................معلوم حق أموالهم في والذين

بالمعروف يأمرون بعض أولياء بعضهم والمؤمنات والمؤمنون51...............................................................عن وينهون

65........................................سعى ما إال لإلنسان ليس وأن.إن وأحسنوا التهلكة إلى بأيديكم تلقوا وال الله سبيل في وأنفقوا . .

35 في إن منه جميعا األرض في وما السماوات في ما لكم وسخر

28................................................................آليات ذلك أنبئوني فقال المالئكة على عرضهم ثم كلها األسماء آدم وعلم

27....................................................................بأسماء.باألنف واألنف بالعين والعين بالنفس النفس أن فيها عليهم وكتبنا .

34 ما وجهه يريدون والعشي بالغداة ربهم يدعون الذين تطرد وال

45......................................................................عليك عن وينهون بالمعروف ويأمرون الخير إلى يدعون أمة منكم ولتكن39....................................................................المنكر

من ورزقناهم والبحر البر في وحملناهم آدم بني كرمنا ولقد71, 49, 24.....................................................الطيبات

فضله من الله يغنيهم حتى نكاحا يجدون ال الذين وليستعفف38....................................................................والذين

67.وال إثم الظن بعض إن الظن من كثيرا اجتنبوا آمنوا الذين ياأيها.يحييكم لما دعاكم إذا وللرسول لله استجيبوا آمنوا الذين ياأيها .71

.منكم األمر وأولي الرسول وأطيعوا الله أطيعوا آمنوا الذين ياأيها .49

97

اإلسالم في اإلنسان حقوق

بالحر الحر القتلى في القصاص عليكم كتب آمنوا الذين ياأيها34, 25..............................................................والعبد

35...........تكون أن إال بالباطل بينكم أموالكم تأكلوا ال آمنوا الذين ياأيها....تعضلوهن وال كرها النساء ترثوا أن لكم يحل ال آمنوا الذين ياأيها48

منهم خيرا يكونوا أن عسى قوم من قوم يسخر ال آمنوا الذين ياأيها35

منها وخلق واحدة نفس من خلقكم الذي ربكم اتقوا الناس ياأيها42, 18...............................................................زوجها وقبائل شعوبا وجعلناكم وأنثى ذكر من خلقناكم إنا الناس ياأيها

44, 26, 18.....................................................لتعارفوا27...................ضعيفا اإلنسان وخلق عنكم يخفف أن الله يريد

عن وصد كبير فيه قتال قل فيه قتال الحرام الشهر عن يسألونك66......................................................................سبيل

98

اإلسالم في اإلنسان حقوق

األحاديث فهرس ولرسوله ولكتابه لله قال ؟ الله رسول يا لمن قيل النصيحة الدين39.....................................................................وألئمة

تقي، مؤمن باآلباء، وفخرها الجاهلية عبية عنكم أذهب اللهقد إن43.....................................................................وفاجر

46...................................................جاهلية فيك امرؤ إنك47............................................الرجال شقائق النساء إنما تركوه، الشريف فيهم سرق إذا كانوا أنهم قبلكم الذين أهلك إنما46................................................................سرق وإذا

28........................................حيا ككسره الميت عظم كسر ألحمر وال عربي، على لعجمي وال أعجمي، على لعربي فضل ال

46...........................................................وال أسود، على53....................جنبه إلى جائع وجاره يشبع بالذي المؤمن ليس

34....................................................لتقاتل هذه كانت ما54........وعلي فإلي ضياعا أو دينا ترك ومن فألهله، ماال ترك من له، ظهر ال من على به فليعد ظهر فضل معه كان من

52.................................زاد من فضل له كان ومن

99

اإلسالم في اإلنسان حقوق

الفهرس3...................................................................مقدمة7....................................الغربي الفكر في اإلنسان حقوق

11............................اإلنسان لحقوق األوروبية النظرة نقد21.....................اإلنسان لحقوق اإلسالمية النظرة خصائص

.الحق فكرة في الغربي والفكر اإلسالمي النظر بين الفرق .2933......................والعرض والعقل البدن وسالمة الحياة حق

37.........................................................اإلنسان حرية42..............................................................المساواة

50..................................................االجتماعي التكافل56.....................اإلنسان وحقوق السعودية العربية المملكة

األخرى واألنظمة للحكم األساسي النظام في اإلنسان حقوق59...........................................................المملكة في

68................................................................الخاتمة71.........................................................اآليات فهرس73.....................................................األحاديث فهرس

74...............................................................الفهرس

100