ملنهيات: كتاب الترمذي: املؤلف احلكيم ا

بسم اهللا الرمحن الرحيم

واحلمد هللا رب العاملني، مبا محد به نفسه، كما هو أهله؛ والصالة على حممد عبده ورسوله، وعلى آله، كما هو .أهله

ج، عن يونس بن عبيد حدثين أيب، عن رجاء بن نوح،عن عباد ابن كثري، عن عثمان األعر: قال أبو عبد اهللا رمحه اهللاأبو هريرة، : حدثين سبعة رهط من أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، منهم: أنه قال: وحوشب، عن احلسن

وجابر بن عبد اهللا، وعبد اهللا بن عمرو بن العاص، وعمران بن حصني، ومعقل بن يسار؛ كلهم حيدث عن رسول .أنه هنى: اهللا صلى اهللا عليه وسلم، ويزيد بعضهم على بعض

حدثنا محزة بن ربيعة، عن عباد بن كثري : وحدثنا الفضل بن حممد بن وزير الدمشقي قال: قال أبو عبد اهللا رمحه اهللاحدثين رهط من أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه : أنه قال: بن قيس الثقفي، عن عثمان األعرج، عن احلسن

هللا األنصاري، وعبد اهللا بن عمرو بن العاص، وعبد اهللا بن عمر أبو هريرة الدوسي، وجابر بن عبد ا: وسلم، منهم .أنه هنى: بن اخلطاب، وعمران بن حصني، ومعقل بن يسار، وأنس بن مالك؛ يزيد بعضهم على بعض

: فقد نظرنا يف هذا احلديث، يف هذه األشياء اليت رووا عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: قال أبو عبد اهللا رمحهوقد مجعها احلديث كله، ومل جند شيئا قد هنى عنه . ى عنها، فإذا هي متفاوتة؛ فمنها هنى أدب، ومنها هنى حترميأنه هنوذلك أن ضرره راجع إىل بعده عن سبيل اهلدى؛ فإن سبيل اهلدى مستقيم إىل اهللا تعاىل، ومن زاغ فإمنا . إال حبق

دعا العباد إىل دار السالم وأعلمهم -تبارك امسه -، وأن اهللا يزيغ عن اهللا تعاىل؛ واالستقامة تقرب العبيد إىل اهللافمن ). قل هذه سبيلى أدعوا إىل اهللا على بصرية أنا ومن اتبعنى: (أهنم مالقوه، وبعث رسوله عليه السالم؛ فقال

وما آتاكم الرسول فخذوه، (يف تنزيله وقال اهللا تعاىل. أجابه فعال فقد أجابه، وإجابته اتباع رسوله فيما زجر عنه ).وما نهاكم عنه فانتهوا

فمن ترك األدب احنط عن درجته، ومن وثب . منه هنى حترمي تأديب، ومنه هنى حترمي: فوجدنا النهى على ضربني .على التحرمي سقط يف اهللكة

االحتباء يف ثوب واحد (.ل يف ثوب واحدهنى أن حيتىب الرج:) وأما قوله

.فقمن أن يكون إمنا هنى عنه من أجل أن العورة تبدو إذا احتىب به؛ ألنه مل يتستر، فإذا احتىب بدت عورته. وكان القوم حديثى عهد جباهلية، وكانوا يطوفون بالبيت عراة، فلم يكونوا حيتشمون من التعرى وكشف العورة

وأمرهم بالستر يف غري آية من التنزيل، وأمرهم بغض األبصار، وحفظ فلما من اهللا تعاىل عليهم باإلسالم؛ فأدهبم،ال ) وقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم). قل للمؤمنني يغضوا من أبصارهم، ويحفظوا فروجهم(الفروج؛ فقال

.هذا الباب على اخللق ، فشدد يف هذا، وحسم(حيل لرجل يؤمن باهللا واليوم اآلخر أن ينظر إىل عرض أخيه اشتمال الرجل يف ثوب واحد

(.هنى أن يشتمل الرجل يف ثوب واحد:) وأما قولهفهذا مثل ما وصفنا بدءا أنه ستبدو عورته إذا . أن يلتف بثوبه، ويرفع أحد جانبيه ميينا ومشاال على عاتقه: فاالشتمال .فعل ذلك

اشتمال الصماء (.بثوب هنى أن تشتمل الصماء:) وأما قوله

.فهو أن يلتف بثوب، مث خيرج يده اليمىن من عند صدره: فأما الصماء. فالعلة فيه مثل ذلك أيضاحدثنا عبد الكرمي بن عبد اهللا السكرى، حدثنا على بن احلسن، عن عبد اهللا بن املبارك، عن جرير، عن قابوس، عن

تلك : جل بثوبه، مث خيرج يده من قبل صدره؛ وقالأنه كان يكره أن يلتحف الر: أبيه، عن ابن عباس رضى اهللا عنه .الصماء

االنتعال قائما (.إين أخاف أن حيدث به داء ال دواء له: وقال -هنى أن ينتعل الرجل وهو قائم : )وأما قوله

.فقد بني العلة فيه؛ فللجسد عليك حق، فإذا محلت عليه ما ال يطيق، فحدث به داء؛ فقد ظلمته

من أن ترفع قدما لتنعلها، فصار محل البدن على . بدن على الرجلني، فإذا انتعلت قائما، مل جتد بداوإمنا جعل قوام الرجل واحدة؛ فاضطربت العروق، فإذا اضطربت العروق، مل يؤمن أن حيدث داء؛ ألن العروق جمارى الدم وجمارى

قعت يف مرض ال خترج منه أبدا، ورمبا الريح؛ فإذا تضايقت يف حال االضطراب، هاج الدم، وهاجت الرياح؛ فرمبا وفاض الدم من العروق إذا اختنق العرق عند تضايقه من مكانه؛ فصار الدم علقة، فإذا صارعلقة مل جير، وكان دمه

.فاسدا، ورمبا انكمشت الرياح احلادثة، وهاجت الساكنة؛ فهذا أمر عظيم ).وا بأيديكم إىل التهلكةوال تلق: (وقد أوصى اهللا العباد يف شأن النفس؛ فقال

ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا : (مث قال). وال تقتلوا أنفسكم إن اهللا كان بكم رحيما: (وقالاء خفية؛ فخفى على العامة فهذه أشي.. وظلم النفس كظلم العباد! فانظر أى وعيد هذا). وكان ذلك على اهللا يسريا

وإمنا تستر له ألنه ستره، فنحن نقيم ستره، ال أن نسرب عنه، فالستر غري التستر . عظيم مرجوع ضررها إىل النفسحدثنا بشر ابن . وأيضا خلة أخرى أن اجلن والشياطني ينظرون إىل عورات بىن آدم، فيضحكون ويستهزئون. عنه

بن هشام بن عبدامللك، حدثنا األعمش، عن زيد العمى، عن أنس بن مالك خالد البصرى،حدثنا سعيد بن مسلمةستر بني أعني اجلن وبني عورات بىن آدم إذا وضع الرجل (رضى اهللا عنه، عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال

.وكذلك يف الرباز خياف أن ترميه اجلن بداهية) بسم اهللا: ثوبه أن يقولاهللا عليه وسلم عن االغتسال يف الرباز حىت خيطوا على أنفسهم دائرة؛ كى يكون ذلك وقد هنى رسول اهللا صلى

قال رسول اهللا : حدثنا قتيبة، عن ابن هلية، عن عقيل عن ابن شهاب، قال. حرميا هلم، فال يصل إليه اجلن بداهيةيخطط على نفسه خطا، إذا اغتسل أحدكم يف براز من األرض ومل جيد ما يستتر به، فل)صلى اهللا عليه وسلم (.وليغتسل وسط اخلط

أحكام قضاء احلاجة

البول يف املغتسل

(.هنى أن يبال يف املغتسل: )وأما قولهكان يف -أعىن املدينة -وذلك أن املغتسل يف ذلك الزمان ( أن منه حيدث عامة الوسوسة:)فقد بني يف حديث آخر

املوضع وحال، فإذا بال فيه استنقع واختلط بذلك الطني أرض ذات سباخ، فإذا صب املاء استنقع، وصار ذلك وأما إذا كان مغتسال مقاما ومشيدا، فجرى فلم يبق هنالك بول، فلن جيد الوسواس سبيال إىل أن . الذي فيه البول

.حيدث نفسك بشيء البول يف املاء الراكد

(.وهنى عن البول يف املاء الراكد:) وأما قولهاملواضع اليت يستنقع فيها املاء، وهي قليلة، ال عرض وال طول؛ فإذا بال فيها مل يؤمن أن جييء فهذه غدران املدينة و

.جاء فيغترف منه للوضوء: مث قال أبو هريرة رضى اهللا عنه(. عن أن يبول يف املاء الراكد مث يغتسل فيه أو يتوضأ منه)وقد هنى يف حديث آخر

لك اجلارود بن معاذ، حدثنا عمر بن هارون، عن محاد بن سلمة، عن أىب حدثنا بذ. وليبل يف املاء اجلارى أن شاءرأيت عبد اهللا بن بريدة يبول يف املاء : وحدثنا الشقيقى، عن أبيه، عن جده، قال: املهزم، عن أىب هريرة، قال

.اجلارىال بأس بالبول يف : حدثنا احلسن بن مطيع، حدثنا خلف بن أيوب، عن حيىي بن زكريا، عن يونس، عن احلسن، قال

.املاء اجلارىوإمنا وقع النهى يف املاء الراكد إذا كان قليال ليس له عرض ينبسط وال طول ميتد؛ فذلك : قال أبو عبد اهللا رمحه اهللا

وأما إذا انبسط حىت يشبه اجلارى يف اطراد بعضه على بعض، فهو الحق باجلارى؛ أال ترى إىل قول . مبنزلة اإلناء )هو الطهور ماؤه، احلل ميتته: (ى اهللا عليه وسلم يف البحر وهو راكدرسول اهللا صل

البول يف املشارع (.هنى أن يبول يف املشارع:) وأما قوله

فإن مشارع املدينة راكدة وذلك أن العيون املنتبذة عن املدينة كانت تشرع منها إىل املدينة، فتجرى إىل حوض، .وهو املشرعة، فيستقى منه

املاء اجلارى فيها كالساكن ليس له انصباب وجرى كالنهر، فذلك البول يدور -اين واحد؛ ألن املشارع فهذا واألو .مع املاء يف املشرعة، وال يكاد خيرج إال بعد مدة

وإمنا رخص يف املاء اجلارى . فكل مكان ال يكون جمرى املاء فيه قوة وانصباب، فإذا بال فيه فالبول هناك موجودوقلما يوجد يف املشارع ذلك اجلرى السريع الذي يذهب بأثر البول؛ أال ترى أهنم مل يعنوا باجلرى . جلريه وذهابه

.الضعيف من األهنار حىت يكون له قوة، فمنهم من قال حىت يدهده بعرة أو جوزةإذا كان : ليلمسعت أبا يوسف يقول يف املاء اجلارى الق: حدثنا عمر بن أىب عمر،حدثنا شريح بن النعمان، قال: قال

.بقدر ما إذا رفعت بكفيك منه، فاض من اجلانبني، ومل ينقطع أعاله من أسفله؛ فال بأس به .على ذلك تأولوه( إذا كان املاء قلني مل حيمل خبثا: )وتأويل حديث رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

إذا كان عينه تنبع، وكانت مقدار ( إذا كان املاء قلني) ومسعت أبا يوسف يقول يف تأويل احلديث الذي جاء: قال .قلتني، وهو جار وله نبعان، فال بأس به

إذا كان املاء : حدثنا اجلارود، حدثنا عيسى بن الفضل املروزى، عن عبد اهللا ابن املبارك يف تأويل هذه احلديث، قال

:) قول يف تأويل هذا احلديثمسعت أبا يوسف ي: حدثنا عمر بن أىب عمر،حدثنا شريح بن النعمان، قال. قلني جاريا .إذا كان عينه تنبع، وكانت مقدار قلتني، وهو جار وله نبعان؛ فتوضأ من نبعانه؛ فال بأس به( إذا كان املاء قلني

البول والفرج باد للشمس أو القمر

(.هنى أن يبول الرجل وفرجه باد إىل الشمس أو القمر:) وأما قوله .وآيتان من آياته، وكسوهتما من نور العرش فيما روى لنا فإن الشمس والقمر خلقان من خلقه،

.فال تستقبل بعورتك إيامها إعظاما هلما، وإجالآل لذلك النورحدثنا عمر بن حيىي ). وجعلنا الليل والنهار آيتني، فمحونا آية الليل، وجعلنا آية النهار مبصرة: (وقد قال اهللا تعاىل

.سواد يف القمر: قال) فمحونا آية الليل: (ن نافع األيلى، عن أنس بن مالك يف قوله تعاىلب .أن املالئكة املوكلني بسياقتهما معهما؛ فإذا بدا هلما بدا للمالئكة: وأيضا علة أخرى

بني الذين ال يفارقونكم الكرام الكات -أو قال أكرموا -أجلوا :)وروى عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قالوقالت . وكان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يستر عورته عن عائشة رضى اهللا عنها( الغائط واجلنابة. إال يف حالني

(. -يعىن عورته -ما رأيت منه :)عائشة رضى اهللا عنهاكان : ن مالك قالحدثنا اجلارود، حدثنا الفضل بن موسى، عن عبد السالم بن حرب، عن األعمش،عن أنس ب

.رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إذا دخل اخلالء مل يرفع ثوبه حىت يدنو من األرض استقبال القبلة واستدبارها ببول أو غائط

(.هنى أن تبول مستقبل القبلة :) وأما قولهت لنفسه فلم ميلكه بسط األرض، وجعلها بساطا لعباده ومهادا ومسكنا، واختار موضع البي.. فإن القبلة بيت اهللا

وهو بعني . وهو حبذاء البيت املعمور، وحبذاء العرش؛ فله حرمة عظيمة. أحدا، وجعله حمل الرمحة ومعلمه ومظهره .اهللا، وصفوته من األرض؛ فإذا استقبله بفرجه، فقد أسقط حرمته، واستهان به

مسعت من أىب نصري، عن : ابن الصباح، قال حدثنا حممد بن إمساعيل بن مسرة األمحس، حدثنا إبراهيم بن عيينة، عنمن احنرف عن القبلة من غائط أو بول تعظيما جلالل اهللا تعاىل، مل : موىل ألىب بكر، عن أىب بكر رضى اهللا عنه، قال

.ومن مقت نفسه يف ذات اهللا آمنه اهللا من مقته: قال. يستو منحرفا حىت يغفر اهللا لهحدثنا اجلارود بذلك، حدثنا عبيد اهللا .. أنه تبول مستقبل القبلة: يه وسلممث روى عن رسول اهللا صلى اهللا عل

رأيت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف كنفيه مستقبل : موسى، حدثنا عيسى اخلياط، عن نافع، عن ابن عمر، قال .القبلة

التستقبلوها وال )عليه وسلم، قال رسول اهللا صلى اهللا: حدثنا عيسى، عن أبيه، عن أىب هريرة، قال: قال عبيد اهللاأما قول أىب هريرة، . صدق أبوهريرة، وصدق ابن عمر: فذكرت ذلك للشعىب، فقال: قال عيسى(. تستدبروها

وأما قول ابن عمر رضى اهللا عنهم، فذاك كنيف بيت صنع للننت ليس . فذاك يف الصحراء ال يستقبلها وال يستدبرهاهل بن العباس، حدثنا عبد اهللا بن منري العوىف، عن عبيد اهللا، عن نافع، عن حدثنا س. فيه قبلة؛ استقبل حيث شئت

.رأيت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف كنفيه لبنتني مستقبل القبلة يبول: ابن عمر، قال التبول قائما

(.هنى أن يبول الرجل وهو قائم:) وأما قوله :فهذا على معنيني

استنزهوا من البول، فإن )ؤمن من أن يصيبه من النضح، وقال صلى اهللا عليه وسلم أنه إذا بال قائما مل ي: أحدمهالوال متريغ يف :)ال يا رسول اهللا؛ فقال: ، قالوا(أتسمعون ما أمسع؟:)وروى أنه مر بقرب، فقال( عامة عذاب القرب منه

تسمع من اخلافقني، قلوبكم، وتزبيد يف حديثكم لسمعتم ما أمسع، إن صاحب القرب أقعد فضرب فصاح صيحة (.يف البول: )يا رسول اهللا، يف ماذا؟ قال: قيل(. وتطاير كل عضو منه مث عاد إىل مكانه

وذكر لنا أنه ملا وضع سعد بن معاذ األنصارى رضى اهللا عنه، الذى اهتز العرش لوفاته، يف قربه تضايق عليه : قال (.قد تضايق على هذا العبد الصاحل حفرته، مث فرج عنهل: )قربه؛ فسبح رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، مث قال

وذلك أن القوم كانوا ال يستنجون باملاء، ويكتفون ( كان يقصر يف بعض طهوره:) يا رسول اهللا، مم ذاك؟ فقال:قيل .فلما ظهر االستنجاء كانوا يفعلون وال يفعلون. وكان عهدهم بذلك األمر كذلك. باألحجار

ا صار عندنا كذلك؛ ألن آدم عليه السالم ملا أكل من الشجرة، وجد العدو سبيال إىل فشأن البول عظيم؛ وإمنوما خرج من . جوفه، فاستقر عند املعدة؛ فلذلك ما خرج من أسفل البدن صار حدثا، وكان ذلك الشيء جنسا

بن آدم مما يلى فما كان يف جوف ا. أعلى البدن مثل الدموع والنخاعة واملخاط كان طاهرا ومل يكن طهوره حدثا .مستقره ينجس بنجاسته وكفره

(.يرتاد ويتبوأ لبوله كما يتبوأ ملنزله: )وإذا بال قائما مل يؤمن من النضح، وكان النىب صلى اهللا عليه وسلمحدثنا بذلك صاحل بن عبد اهللا، حدثنا محاد بن زيد، عن واصل موىل أىب عيينه، عن حيىي بن عبيد، عن رسول اهللا

.عليه وسلم بذلكصلى اهللا أنه قد : وكان إذا وجد مكانا أو موضعا يتمكن فيه بال قائما؛ فقد روى عنه صلى اهللا عليه وسلم، من وجوه كثريه

.فعل ذلك .أنه كره ذلك: مث روى عنه

فيها ففعله عندنا ذلك يف تلك املواضع الىت إذا بال فيها قائما كان أنزه له، وتركه لذلك يف املواضع الىت إذا بال .أنه مر بسباطة قوم فبال قائما:وروى عنه. وال نظن به صلى اهللا عليه وسلم غري ذلك. قاعدا كان أنزه له

.فهذا ما قلناه إنه ملا أمن من النضج مل يعبأ بالقيامأن القيام حال غري متمكن، ومادام قائما فإن العروق قائمة بقيام البدن، والقلب منتصب، وجممع : وعله أخرى

عروق عند القلب، فما دام القلب منتصبا فالعروق كذلك، فإذا قعد استرخت العروق؛ أال ترى أنك جتد عن الوإذا أراد أن ميسكه إمنا ميسكه بالقلب؛ ألن جممع . وما دام ال يسترخى ال يقدر أن يبول. البول استرخاء القلب

البول أوسع، وجريه أسهل؛ ال سترخاء فإذا قعد على قدميه كان سبيل . العروق هنالك يصرر حىت يستمسك .فهذا غري مدفوع. القلب وختلية التصرير

االستنجاء بروث أو عظم

(.هنى أن يستنجى بروث أو بعظم:) وأما قولهفذلك من أجل أن اجلن ملا انصدعوا عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ليلة أسلموا وبايعوا، رجع منهم راجع إليه

.إليهم بعظم وروث، فصار العظم حلما والروث طعاما، وكان ذلك زادهم فسأله الزاد، فرمىحدثنا عبد اهللا بن الوضاح النخعى، حدثنا حفص بن غياث، عن داود ابن أىب هند، عن الشعىب، عن علقمة عن عبد

(.كم من اجلنال تستنجوا بالعظم وال بالروث؛ فإهنما زاد إخوان:)قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: اهللا، قالحدثنا صاحل بن حممد، حدثنا إبراهيم بن حممد األسلمى، عن الصاحل موىل التوأمة، عن ابن عباس وابن مسعود رضى

جعل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم زاد اجلن العظام والروث، وال ميرون على شئ منه إال : اهللا عنهما، قاال .وجدوه حلما وشعريا

بن سامل القداح، عن إسرائيل عن أىب فزارة، عن أىب زيد موىل عمرو بن حريث، عن عبد حدثنا صاحل، حدثنا سعيدفحركىن برجليه، : كنت مضطجعا عند الكعبة، فمر ىب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم:اهللا بن مسعود، قال

ال تربح :)خطا، فقالفتناولت إدارة رجل إىل جنىب فأخذهتا، مث انطلقت معه، مث برز، مث خط على ( احلقىن:)وقالمث انطلق، فبت ليلى قائما على رجلى، فسمعت صوتا مل أمسع مثله، (. هذا اخلط، فإنك إن خرجت مل ترىن ومل أرك

فجاء رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف وجه . فهممت أن أخرج، مث ذكرت قول رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، مث (أما إنك لو جلست مل يضرك:)لة، ومازلت قائما، قال عليه السالميا رسول اهللا، ما منت اللي: الصبح، قلت

فقال رسول اهللا . نعم يا رسول اهللا، فتناولت اإلدارة وأنا أراها ماء، فإذا هي نبيذ: ، قلت(هل من طهور؟: )قالمل اقض لكما أ:)، مث توضأ وصلى خلفه رجال، فلما سلم قال هلما(مترة طيبة وماء طهور: )صلى اهللا عليه وسلميا رسول اهللا، مسعت صوتا مل أمسع مبثله : بلى ولكنا أحببنا أن نشهد الصالة معك، قلت: قال( ولقومكما حوائجهم؟

أما إنك لو خرجت مل ترىن ومل أرك، أما الصوت األول فسألوا الرزق : )فهممت أن أخرج، مث ذكرت قولك؛ فقاليا رسول اهللا، ما رزقهم؟ : ، قلت(خر فسلمت عليهم فردوا السالمفدعوت اهللا أن يرزقهم فأمنوا،وأما الصوت اآل

أما الروث فيكون أخضر كما كان وأما العظم :) وكيف يأكلون الروث والعظم؟ قال: قلت( الروث والعظم:)قال (.فينهشون منه

حدثنا أىب، حدثنا حدثنا عمر بن ابن عمرن حدثنا ربيع بن روح احلوطى، حدثنا بقية، حدثىن منري بن يزيد القيىن، صلى بنا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم صالة العشاء : قحافة بن ربيعة، حدثىن الزبري بن العوام رضى اهللا عنه، قال

، فسكت القوم، فلم يتكلم أحد منهم، مث (أيكم يتبعىن إىل وفد اجلن الليلة؟: )يف مسجد املدينة، فلما انصرف قالمن القوم أحد، فمر ىب ميشى، فأخذ بيدى، فجعلت أمشى معه، وما أحد مشى معه قال لنا ذلك ثانيا، فلم يتكلم

غريى، حىت حبس عنا جبال املدينة، وأفضينا إىل أرض براز، فإذا حنن برجال طوال كأهنم الرماح يستنفرون ثياهبم خط رسول اهللا صلى من بني أرجلهم، كلما رأيتهم غشيتىن رعدة حىت ما متسكىن رجالى من الفرق، فلما دنا منهم

، فلما جلست فيها ذهب عىن كل شئ (اقعد يف وسطها:)اهللا عليه وسلم بإهبام رجله يف األرض دائرة، وقال ىلكنت أجده من ريبة، وتقدم رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم بيىن وبينهم قريبا، مث تال عليهم قرآنا رقيقا حىت سطع

، (التفت:) احلق، فرجعنا منشى غري بعيد، فقال ىل:)صلى اهللا عليه وسلم فقالالفجر، مث انصرفوا فمر ىب رسول اهللا يا رسول اهللا، إىن ألرى حيث كنا : ، قلت(انظر هل ترى من هؤالء القوم أحدا حيث كنا؟:)وقد أسفرنا، فقال

اآلخر، مث فخفض رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يده إىل األرض، فأخذ عظما وروثة، فضم أحدمها إىل. سواداال حيل ألحد : قال الزبري رضى اهللا عنه(. رشد أولئك ورشد قومهم:)رمى هبما قبلهم، مث قال صلى اهللا عليه وسلم

.مسع هبذا احلديث أن يستنجى بعظم وال روثة بعده

االستنجاء بتراب قد استنجى به مرة سابقة

(.هنى أن يستنجى بتراب قد استنجى به مرة:) وأما قوله. وإمنا يتطهر بالتراب الطاهر الذى مل يستنج به. خيلو أن يكون عليه عذرة يابسة، فال يكون ذلك له طهوراألنه ال

ال تستنجوا : حدثنا صاحل بن عبد اهللا، حدثنا اجلراح بن مليح، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعى، قال .بعظم، وال رجيع، وال حبجر قد استنجى به مرة

ل الرجل، واملرأة املرأة، دون ثوب بينهمامباشرة الرج (.وهنى أن يباشر الرجل الرجل، واملرأة املرأة، ال ثوب بينهما:) وأما قوله

. فهذا فعل يدعو إىل الفتنة والبالء، فال ينبغى للمسلم أن يتعرض لذلك، فإن النفس ذات شهوة، والشيطان مزين .لنساءومن ها هنا استغىن الرجال بالرجال، والنساء با

كشف ما حيدث يف اجلماع (.وهنى أن يتحدث الرجل مبا خيلو به مع أهله، وأن تتحدث املرأة مبا ختلو به مع زوجها:) وأما قوله

ووصفه، فمثل ذلك كما قال رسول اهللا صلى . فهذا فعل مستور، فيه حشمة وحياء؛ فإخفاؤه أستر، فإذا حدث به؛ ألن احلديث بذلك داع إىل الفتنة والبالء، (ة، فأتاها على قارعة الطريقكمثل شيطان لقي شيطان: )اهللا عليه وسلم

.فرمبا حدث بشيء يسري يسىب قلبه بذلك إىل امرأته وتسىب املرأة قلبها بذلك إىل زوجها

قضاء احلاجة حتت شجرة مثمرة

(.وهنى أن يقضى الرجل حاجته حتت شجرة مثمرة:) وأما قولهفرمبا سقط من تلك الشجرة مثرة فوقعت يف العذرة، فإذا كان عند جناه فما سقط من فمن أجل أن يف ذلك فسادا؛ .اجلىن فهو فيه؛ ففي هذا ضرر قضاء احلاجة على ضفة هنر

(.وهنى أن يقضى الرجل حاجته على ضفة هنر:) وأما قولهستقاء منه؛ ففيه أذى وضرر فهذا مثل األول؛ ففي هذا ضرر على الناس؛ إذ ال ميكنهم الدنو من املاء للوضوء واال

.على املسلمني قضاء احلاجة يف الطريق العام

(.وهنى أن يقضى الرجل حاجته على طريق عام:) وأما قوله .وإمنا شرط العامر من أجل ضرر املسلمني والتأذى بذلك. هو الذى يسلكه الناس: والطريق العامر.فهذا مثل األول

و على ضفة هنر، أو حتت شجرة مثمرة، فعليه لعنة اهللا واملالئكة والناس من قضى حاجته يف طريق عام، أ:)وقال (.أمجعني

(.من أذى مسلما فقد آذاىن، ومن آذاىن فقد أذى اهللا:)فإمنا استوجبوا اللعنة من اهللا ألذى املسلمني؛ فأنه قال االستنجاء باليمني

(.هنى أن يستنجى الرجل بيمينه:) وأما قولهاهللا من األشياء، وبه يرجو أن يتناول صحيفته، وبه يأكل ويشرب ويأخذ ويعطى، وبه يصافح فإن اليمني خمتار

املسلمني، فال حيق عليه أن ميتهنه للغائط؛ فأن يف الشمال كفاية، وحقيق عليه أن ينزهه عن ذلك إقامة حلرمة ما .فضله اهللا

قطع النخلة املثمرة (.هنى أن تقطع النخلة احلاملة:) وأما قوله

فالذى يرطب منه ثالث مترات كل يوم أو . فمن أجل أن ذلك فساد؛ ألن النخلة إذا محلت فهي وإن صارت بسراكل أربع من كل مشروخ،وال يرطب الشمروخ كله يف يوم واحد كالعنب، وإمنا جيتىن منه يف كل يوم شيئا قليال من

.ا، وفيه ما مل يبلغ أناه ومل يدرككل مشروخ، فإذا قطعها دفعة واحدة كان فيه فساد؛ ألن فيه رطب .وكانت النخلة معاشهم، ويف الطعام هناك عزة، وكأنه أحب أن يرفقوا مبعاشهم

أكرموا عمتكم النخلة؛ فإهنا من فضلة :)وروى عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قال. والنخلة عمة اآلدمينيلقاح، فإذا قطعت وهى حامل كان فيه فساد؛ فشبه فسادها بفساد أال ترى أهنا حتتاج إىل ال(.طينة آدم عليه السالم

.النفس، قتلت خطأ فصارت عليه غرامة دية لوىل القتيل وكفارة عتق رقبة،فكأنه شبه الفساد بالفساد احلذف بالبندق

(.فنهى عن احلذف بالبندق:) وأما قولهوقال رسول اهللا صلى . كله، وال يكون كالذبيحة فإن ذلك كاملثلة؛ أال ترى أنه يصري املرمى به موقوذا، وينكسر

إن اهللا كتب اإلحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وليحد أحدكم شفرته، ولريح :) اهللا عليه وسلم .واحلذف بالبندق أمر وبيل بعيد من اإلحسان، ويصري ميتة، وفيه فساد ومثلة(.ذبيحته

اللعب باحلمامفإن ذلك خصلة من خصال قوم لوط، وهى فعل يصد عن ذكر اهللا وعن (.اللعب باحلماموهنى عن :) وأما قوله .وإذا لعب به اصطاد حراما، وأضاع صالته، ودعاه ذلك إىل الفتنة واإلشراف على اجلريان. الصالة

عليه وروى عن رسول اهللا صلى اهللا! ؛ وكيف ال يفتقر وقد قسا قلبه؟(من لعب باحلمام افتقر:)وروى يف اخلرب أن (.شيطان يتبع شيطانة:) وسلم أنه رأى رجال يتبع محامة فقال

تسبيل اإلزار (.هنى عن تسبيل اإلزار:) وأما قوله

فذاك من أجل الكرب واخليالء؛ فإن من يسبل إزاره وجيره تعززا وقلة مباالة وتيها، وزهوا بنفسه، واحتقارا لعباد اهللا، .ضاد اهللا يف ملكوته ونازعه يف ردائهوكربا على خلق اهللا؛ فهذا عبد قد

كان رجل مما كان قبلكم يف األمم اخلالية يتبختر يف مشيته يف :)وروى عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قاليا أرض ابتلعيه، فابتلعته، فهو ! انظروا لعبدى كيف ينازعىن ردائى؟: جمالسهم وطرقهم، فقال اهللا تعاىل ملالئكته

(.إىل يوم القيامة يتجلجل فيها

حدثنا أىب، عن صاحل بن حممد، عن حفص بن سامل، عن ابن شهاب، عن احلسن، عن أىب هريرة، عن رسول اهللا وحدثنا إبراهيم بن هارون،حدثنا زكريا بن حازم الشيباىن، عن قتادة، عن أنس، عن : صلى اهللا عليه وسلم، قال

الفخر، والعظمة، والكرب، : تعاىل أربعة مل أشرك فيهن أحد: اهللا يقول: )رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قال (.والقدر سرى؛ فمن ينازعىن يف واحد منهن كببته يف جهنم

؛ فدل (من جر اإلزار خيالء:)وعامة األحاديث الىت جاءت عن جر اإلزار، إمنا تدل على أن النهى مع الشرط، قال

.ءهذا على أن النهى عن جر اإلزار إذا كان خيال: حدثنا قتيبة عن سعيد، حدثنا مالك بن أنس، عن نافع وزيد بن أسلم وعبد اهللا بن زبري، كلهم خيرب عن ابن عمر

(.ال ينظر اهللا يوم القيامة إىل من جر ثوبه خيالء:)أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قالال :)ول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قالوحدثنا قتيبة،عن مالك،عن أىب الزناد، عن األعرج، عن أىب هريرة،عن رس

(.ينظر اهللا إىل من جر إزاره بطرا .فهذا اإلسبال واجلر للثوب إمنا كره للمختال الفخور

.سرف وخميلة: كل ما شئت، والبس ما شئت، ما أخطأتك خصلتان: وروى عن ابن عباس رضى اهللا عنه أنه قال .جير اإلزار ويسبله؛ فنهوا عن ذلكوقد كان يف بدء اإلسالم املختال يلبس اخلز، و

يا رسول اهللا، :وقد كان فيهم من يلبس اخلز ويسبل اإلزار فال يعاب عليه، منهم أبوبكر رضى اهللا عنه؛ حيث قالحدثنا (. لست منهم يا أبا بكر:)إىن رجل قليل اللحم فإذا أبرزت سقط إزارى على قدمى وقد قلت ما قلت؟ قال

قال رسول : يونس، عن زهري، عن موسى بن عقبة، عن سامل بن عبد اهللا، عن أبيه، قال بذلك أىب، حدثنا أمحد بنبأىب أنت يا : ؛ فقال أبوبكر رضى اهللا عنه(من جر ثوبه خيالء مل ينظر اهللا إليه يوم القيامة: )اهللا صلى اهللا عليه وسلم

لست ممن :)ل اهللا صلى اهللا عليه وسلمرسول اهللا، إن أحد شقى إزارى يسترخى إال أن أتعاهد ذلك منه؟ فقال رسو (.يصنعه خيالء

أدركت ثالثة عشر من :حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا أىب، عن إسرائيل، عن حكيم بن جبري، عن خيثمة، قال .أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يلبسون اخلز

.واحلسني رضى اهللا عنهما يلبسان اخلز كان بن احلسن:حدثنا سفيان،عن أبيه،حدثنا حممد بن قيس،عن أىب عون،قالمسعت بكر به عبد اهللا املزىن يف : حدثنا إبراهيم بن يوسف، حدثنا يزيد بن زريع، عن عمرو بن أىب وهب، قال

كان أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم الذين ال يلبسون ال يطعنون على الذين : املسجد البصرة يقول .يلبسون

يف لبس .. أىب،حدثنا عتبة بن عبدالرمحن، عن على بن زيد بن جدعان،عن سعيد بن املسيب حدثنا سفيان،حدثنا .إن من صالح القلب ترك اخلز: فذكرت ذلك للحسن رمحه اهللا.. إذا صلح قلبك فالبس ما بدا لك: اخلز، قال

إىن رجل محش : له؛ فقالكان عبد اهللا يسبل إزاره، فقيل : حدثنا سفيان،حدثنا أىب،عن منصور، عن أىب وائل، قال .يعىن رقيق الساقني: قال سفيان. الساقني

فقد وضح لنا أن سبب النهى إمنا هو اخليالء، فإذا علم من قلبه أنه خمتال فليجتنب وكان يف بدء األمر رفع اإلزار ء ضمائرهم، إىل أنصاف الساق جتنبا للخيالء واملراءاة، وكذلك تشمري القميص، فلم يزل الناس يف تبديل من سو

.حىت صار ذلك تصنعا ومراءاة؛ فكان من مشر اإلزار والقميص ممقوتا لسوء مرادهالسنة اليوم يف هذا الزى، أو : أنه طول قميصه له اخلياط يف ذلك؛ فقال: وروى عن أيوب السختياىن رمحه اهللا

يوم صار التشمري مراءاة وتصنعا فال. كأنه ذهب إىل أنه إمنا هنى عن طوله للخيالء فشمروا.. كالمها هذا معناهوروى أن عمر بن عبدالعزيز رمحه اهللا كان قميصه وجبته تضرب شراك !! وتزيينا للخلق خيتالون يف الدنيا بالدين

.نعليه

االجتماع على الشراب

(.وهنى عن اجلمع على الشراب:) وأما قوله .يديرون األقداحفلعله من أجل أن ذلك تشبه بأهل الفسق حني جيتمعون على الفسق

قال على بن أىب طالب رضى اهللا : حدثنا أىب، حدثنا ثابت بن حممد الزاهد، حدثنا ابن شهاب، عن األجلح، قالشراب املؤمنني أن يشربوا على أثر طعامهم ما طاب هلم، وشراب املنافقني أن يضعوا األقداح يديروهنا بينهم : عنه

.يتشبهون بأهل الشرك متها أو على خالتهانكاح املرأة على ع

(.هنى أن تنكح املرأة على عمتها أو على خالتها:) وأما قوله

فهذا إذا فعله فقد مجع بني امرأة وحمرمها، وقد حرم اهللا تعاىل يف تنزيله اجلمع بني املرأة وابنتها، واجلمع بني األختني؛ .لألخرىفإذا نكحها على عمتها فقد مجع القطيعة؛ ألنه ليس واحد منهما مبحرم

نكاح ابنيت العم

(.هنى عن نكاح ابنىت العم:) وأما قولهمن أجل القطيعة، فقد كشف عن وجه العلة؛ ألن الغرية كائنة،فإذا مجع بني ابنىت العم كأن كان له عمان ولكل

.حمولكن إذا فعل جاءت الغرية وجاءت قطيعة الر..فهذا مطلق.واحد منهما ابنة فليس واحد منهما حمرم لألخرىوهذا ليس هنى حترمي،إمنا هو نظر للدين، ونصيحة هللا يف دينه؛ ألن النكاح للفعلة، فال ينبغى أن يستعف من ناحية،

.وخيرب دينه من ناحية أخرى نكاح الشغار (.هنى عن نكاح الشغار:) وأما قوله

.زوجىن ابنتك هذه على أن أزوجك ابنىت هذه: وهو أن يقولوقد جعل اهللا تعاىل . ال ميلك إال املال، وقد جعل بضع كل واحدة منهما مهرا لألخرى فهذا ال جيوز ألن البضع

وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنىب إن أراد النىب أن : (لرسوله صلى اهللا عليه وسلم خاصة أن ميلك بال مهر؛ فقالال، وإذا زوجه ابنته على أن يزوجه فاملؤمنون ال ميلكون األبضاع إال بامل). يستنكحها خالصة لك من دون املؤمنني

.ابنته فقد صري بضعها مهرا لألخرى التزوج من والئد أهل الكتاب

(.وهنى أن يتزوج والئد أهل الكتاب:) وأما قولهومن مل يستطع منكم طوال أن ينكح احملصنات :( فإن اهللا تعاىل شرط عند إطالقه لعباده تزويج اإلماء املؤمنات؛ فقال

).من ماملكت أميانكم من فتياتكم املؤمناتاملؤمنات ف توارث أهل ملتني

(.هنى أن يتوارث أهل ملتني:) وأما قوله .كلها ملة واحدة؛ ألن األديان كلها كفر واحد، فال يتوارث أهل ملتني -أديان الضاللة -فاألديان

يرث املسلم الكافر، وال الكافر ال: )أنه قال.. وقد جاء عن أسامة بن زيد، عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم (.املسلم

: مسعناه من الزهرى يقول:حدثنا سفيان، قال:حدثنا سعيد بن عبد الرمحن املخزومى وعبد اجلبار بن العالء، قاال .مسعت على بن احلسني، عن عمرو بن عثمان، عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

رحم، والكافر ال وصلة له؛ ألنه منقطع عن اهللا، ومن انقطع عن اهللا مل وهذا من أجل أن املرياث إمنا يرثه باتصال الفهذا املسلم إمنا يستحق مال امليت باتصاله مبيته، وإمنا . يتصل رمحه بشيء؛ ألن الرحم بدت وشق هلا امسا من امسه

! عن اهللا فمىت يتصل؟ فإذا انقطع. اتصل مبيته التصاله برمحه، وإمنا اتصل برمحه ال تصاله بالرمحن الذى بدت منه: خلق اهللا تعاىل الرحم فقامت فأخذت حبقوى الرمحن، فقالت:)وروى عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قال

مه، أنا الرمحن، وأنت الرحم، خلقتك بيدى، وشققت لك امسا من امسى، :هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقالحدثنا ببعض ذلك قتيبة بن سعيد، (. وصلك، وأن أقطع من قطعك؟ وقربت مكانك مىن؛ أال ترضني أن أصل من

حدثنا حامت ابن إمساعيل املدىن، عن معاوية بن أىب املزرد موىل بىن هاشم، حدثىن عمى أبو احلباب سعيد بن يسار، وحدثنا ببعضه الفضل بن حممد، حدثنا عمران بن بكار. عن أىب هريرة، عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

احلمصى، حدثنا على بن عياش، حدثنا حممد بن زياد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، عن رسول اهللا صلى خلقتك بيدى، وشققت لك امسا من امسى، وقربت مكانك مىن؛ وعزتى )قال اهللا تعاىل للرحم : اهللا عليه وسلم، قال

(.وجالىل ألصلن من وصلك، وألقطعن من قطعك؛ مث ال أرضى حىت ترضنيومن يشرك باهللا : (فهذه نفوس متباية، فإمنا تتصل باألرحام املتصلة ال باألرحام املنقطعة: قال أبو عبد اهللا رمحه اهللا

فكيف يقرنه بامليت املسلم حىت يستحق ). فكأنما خر من السماء فتخطفه الطري أو تهوى به الريح يف مكان سحيقإن أهل امللل قد تباينوا مبللهم، فال يرث : وقد قيل). فبعدا لقوم ال يؤمنون: (يء وقد قال اهللا تعاىلبقرباه ش

فإذا (. ال يتوارث أهل ملتني:)فصري أهل كل دين ملة، واحتج بقوله. اليهودى النصراىن، وال النصراىن اجملوسى .تشتت مللهم مل يتوارثوا

إن الذين (حيقق قوهلم هذه اآلية .. نا من أهل الكوفة، ورأوا أن الكفر كله ملة واحدةومل يأخذ هبذا القول علماؤهذان : (مث قال). قيامةآمنوا والذين هادوا والصابئني والنصارى واملجوس والذين أشركوا إن اهللا يفصل بينهم يوم ال

وذكر الذين آمنوا، فصري الكفر واإلسالم ملة، ).م، فالذين كفروا قطعت هلم ثياب من نارخصمان اختصموا يف رهب .حىت صريهم خصمني يف رهبم

الرقية

(.وهنى عن الرقية:) وأما قوله .وتلك أخذوها من اهلند؛ فخاف أن ميازحه الشرك. فهذا عندنا احليات واجلنون

).أقرب الرقى إىل الشك رقية احلية واجملانني: (لوروى عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قا .فأما الرقى الىت يرقيها الراقى بالقرآن والعزائم يستشفى، فال بأس به؛ ألن هذا تربك وتفاؤل

وقد روى عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف شأن عمرو بن جرير، حدثنا قتيبة ابن سعيد،حدثنا ابن هلية، عن أن عمرو بن جرير رضى اهللا عنه دعى المرأة باملدينة لدغتها حية لريقيها، فأىب، فأخرب به :أىب الزبري، عن جابر

ال :)،فقرأها عليه،فقال(اقرأها:)إنك لتزجر عن الرقى؛ فقال:رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، فدعاه، فقال عمرو (.بأس به، إمنا هى مواثيق فارق هبا

كان ىل خال : أخربىن عمى، عن األعمش، عن أىب سفيان، عن جابر، قال وحدثنا ابن أخى حيىي بن عيسى الرملى،يا رسول اهللا، إنك هنيت عن : يرقى من العقرب، فنهى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن الرقية، فأتاه خاىل، فقال

هبا، من استطاع إمنا هذه مواثيق ال بأس:)، فقال(اعرضوها على:)فقال عليه السالم! الرقى، وحنن نرقى من العقرب (.أن ينفع أخاه فليفعل

قلت لعائشة : وحدثنا إبراهيم بن يوسف الصريىف، حدثنا أبوبكر بن عياش، عن مغرية،عن إبراهيم، عن األسود، قالأى شيء : إنا نزلنا واديا، فقتل صاحب لنا حية، فصرع حلينه، فرقيته بكلمات باحلمريية فقالت: رضى اهللا عنها

.ما هبا بأس:فقالت: قال( فقطا.حبرا. ملحة. قرنيه. شجه:)هي؟ قلتمررت حبى، فإذا سيد القوم بينهم، فرقيته بفاحتة الكتاب فربأ، : وروى عن أىب سعيد اخلدرى رضى اهللا عنه أنه قال

ألقى يف :، قلت)من أين علمت أهنا رقية؟: (فأعطوىن مائة شاة؛ فذكرت ذلك لرسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، فقال ).لقد كان يؤخذ برقية باطل، لقد رقيت برقية حق؛ خذها واضربوا ىل معكم بسهم: (فسى؛ فقالن

.فقد كشف سبب النهى، وأطلق الذى ال يشوبه شيء من مهجور الكالم: قالكان :وحدثنا عقبة بن قبيصة، حدثنا أىب، عن منصور، عن املنهال، حدثنا سعيد بن جبري، عن ابن عباس، قال: قال

أعيذكما بكلمات اهللا التامات من كل شيطان وهامة، :)هللا صلى اهللا عليه وسلم يعوذ احلسن واحلسني يقولرسول ا (.هكذا كان أىب يعوذ إمساعيل وإسحاق:)، مث يقول(ومن كل عني المة

تعليق التمائم (.وهنى عن تعليق التمائم:) وأما قوله

وأن العبد إذا اتكل على شيء وكله اهللا إليه . اجلىن وهو أن يعلق خرزة كى ال تصيبه اآلفة، وخرزة كى يذهب .وخذله وأعطاه مناه حيث قصد له استدراجا

فقد كره العلماء كل شيء يعقد، مثل الوتر واألعواد الىت تقطع فيمسكه اإلنسان للفروج، واحلديد الفوالذ الذى من أجل هذا كره العلماء كثريا من فهذا وأشباهه غواية الشيطان؛ و. جيعله يف العضد كيال تصيبه آفة اجلن

.أن فيه اسم اهللا تعاىل وخيالط به اخلالء: هذه، والثاىن: إحدامها: وإمنا كرهوا من جهتني. التعويذات والعزائم (.من تعلق شيئا وكل إليه: )وروى عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قال

أن آل حممد ابن أم عبد ألغنياء : لده شيئا من ذلك، فقالأنه رأى يف عنق و: وروى عن ابن مسعود رضى اهللا عنه .عن الشرك

من :، قال(ما هذه؟:)أنه رأى على رجل حديدة، فقال: وذكر عن بعض أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلمن برجال وأنه كان رجال من اإلنس يعوذو: (وقد ذكر اهللا يف تنزيله فقال(. فأهنا ال تزيدك إال وهنا:)قال. الواهنة )..فزادهم رهقا: (قال اهللا تعاىل).. من اجلن

أعوذ بسيد هذا الوادى أن يضرىن أحد من اجلن يف هذا : وذلك أن أهل اجلاهلية كانوا إذا نزلوا واديا قال أحدهم .فلم يزدادوا هبا إال رهقا!الوادى

عباد لتتم به األمر من دوام العافية ودفع فهذا كله من التمائم، كأنه اشتق هذا االسم من أن هذه األشياء تكلفها الليس من التمائم ما علق بعد نزول : البالء، وال تتم إال هبا، فسموها متيمة؛ أال ترى أن عائشة رضى اهللا عنها قالت

حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن هلية، عن بكري بن عبد اهللا ابن األج، عن القاسم بن حممد،عن عائشة رضى . البالءكأهنا ذهبت إىل أن هذا بعد نزول البالء استشفاء وتربك . ليس من التمائم ما علق بعد نزول البالء: عنها قالتاهللا

فإذا عقد احلمى بالوتر، فإمنا يعقد مبا يقرأ من القرآن؛ وإمنا يستشفى بأمساء اهللا وبالقرآن، والعقد منه . وتفاؤل .تفاؤل، والفأل من حسن الظن باهللا عزوجل

كان رسول : أبو عمار احلسن بن حريث اخلزاعى،حدثنا أوس بن عبد اهللا بن بريدة، عن أبيه، عن جده، قال حدثنا .اهللا صلى اهللا عليه وسلم يتفاءل وال يتطري

فعقد احلمى، وما أشبه ذلك، هو . وإن العبد إذا أحسن الظن باهللا يف األمور، وأمله، ورجاءه، ويف له الكرمي بذلك .ل، فإذا فعله على هذا السبيل وىف له حبسن ظنهمن طريق التفاؤ

إتيان العراف وتصديقه

من صدقه فقد برئ مما أنزل اهللا على حممد صلى اهللا عليه :وهنى أن يؤتى العراف يسأله ويصدقه؛ وقال:) وأما قوله (..وسلم

سه، والعراف والكاهن يتلقون رمجا، وإمنا قاله من تلقاء نف -ما مل يعرف -فذلك ألن العراف يعرفه من علم الغيب األخبار عن الشياطني؛ وذلك أن الشياطني تسترق السمع من السماء مما تتحدث به املالئكة من قضاء يقضيه ربنا تبارك وتعاىل،فإذا استرق الشيطان من ذلك شيئا ألقاه إىل الكاهن فيتخذ ذلك أصال وبيىن عليه األكاذيب؛ فريوج

.يصدق فيه ويظهر صدقهعنه ذلك بذلك الواحد الذى زجر الطري،وهو الذى خيرب عن أصواهتم : والعيافة. والعرافة، والكهانة، والعيافة؛ كلها قريب بعضها من بعض

يا أيها : )باألمور، وإمنا من اهللا تعاىل بذلك على رجل من ولد آدم فيما نعلمه وهو سليمان صلوات اهللا عليه فقال .وأما هؤالء الذين يدعون هذا فادعاؤهم باطل(. طريالناس علمنا منطق ال

الرنة (.وهنى عن الرنة:) وأما قوله

عند خروجه من ملكوت السماء وحلول اللعنة به، ورنة عند : إنه رن ثالث رنات: ويقال. فإن أول من رن إبليس .بعث حممد صلى اهللا عليه وسلم، ورنة ثالثة حني نزلت فاحتة الكتاب

أصلها من السخطة؛ فلذلك عظم شأهنا، فمن فعلها عند املصائب كأنه إذا فعلها أبدى ما يدل على والرنني صرخة .أنه سخط على اهللا، والسخط على اهللا من النفاق

النياحة (.وهنى عن النياحة:) وأما قوله

م حمال؛ ألنه من وأما أهل املصائب فهذا منه.باألعجمية) ستيون(فإن النوح من فعل النادمني على الذنوب، وهو وأهل الذنوب ينوحون ندما على ما فرط منهم من اجلفاء وأسفا على ما فاهتم من املركز الذى أحلوا به؛ . السخطة

فإن لكل مؤمن مركزا بني يدى اهللا، وهو حزب اهللا؛ فإذا أذنب، فقد زال عن املركز، وخرج من الستر، فتفرد عن توبة فإن النوح ظاهر فعله، واحلنني باطن فعله، حن إىل املركز فناح عليه؛ فهذا نوح ال. فهو ينوح على ذلك. املأمن

ألنه وإن تاب؛ فإنه ال يقدر على رد تلك الساعات الىت مضت يف وقت املعصية، وقد زال عن املركز؛ أال ترى إىل ).فأزهلما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه: (قوله عزوجل

نصب عينه، وعني اهللا عليهم؛ فإذا زال عن املقام، وتداركه اهللا تعاىل بأن تاب عليه، فمراكز املوحدين بني يدى اهللا .ناح على تلك الساعات الىت مضت ومركزه خال عن العبودية غائب عن حزب اهللا

س مقاما ألجسامهم، فهذا املقام لي). وما منا إال له مقام معلوم: (أال ترى إىل قول اهللا تعاىل.. وكذلك شأن املالئكة .إمنا هى مقام أعماهلم

وقد تتفاوت املراكز بألف . مث لقلوهبم مقاوم. وكذلك مراكز املوحدين إمنا هى مراكز أعماهلم بني يدى اهللا تعاىلوإمنا قيل للمالئكة مقاوم، وللموحدين مراكز؛ ألن املوحدين . ألف درجة، وأكثر من ذلك مما ال حيصيه العدو تفاوتا

ل حرب جياهدون الشيطان يف ذات اهللا وجياهدون نفوسهم، فلهم يف جهادهم ألوية وروايات قد ركزوها بني هم أهيدى اهللا يف حمل عظيم يف امللكوت، إليها ترفع أعمال العباد، مث يبعث هبا إىل اخلزائن، ومنها ما ال يبعث، ولكن

ومقاوم أعماهلم معلومة من وراء ذلك، . البعث حلبه إياهمخيتاهلا وجه رب العاملني فيضعه عنده لنظرته إليها إىل يوم .كل على درجته

فهذا النائح إمنا ينوح على فوت ما ال يقدر على رده، فإذا استعمل أهل املصائب ذلك الفعل فهو حمال ومسج، كأهنم .يريدون رد املوت وحياة هذا الذى دعاه اهللا لوقته فأجابه

كان البكاء هللا تعاىل، هتبطها رمحة ورأفة، قد عملت فيه، به اخلوف حبرارة الرأفة وأما البكاء فزينة وحلية، فإذاوسالت إىل الرأس، فأسبل دمعة من غري تكلف يرحم هبا من نزل به املوت الفظيع شأنه، وخاب مقدمه على اهللا؛

حملبوب؛ فتعمل فيه الرآفة فهو ينظر بعني بصرية إىل عظيم شأن املوت الذى حل به، وإىل هول املقدم، وإىل فراق افتدمع لذلك عينه، وحيزن به قلبه، فهذا حممود وبذلك يزين أهل املصائب أن يعظموا ما عظم اهللا، وأن حيزنوا ملا

.أحزهنم، وأن يتوجعوا لفراقهوس وقد رويت األخبار يف شأن أحوال السلف املاضني يف شأن املصيبة، فاختلفت أحواهلم على تباين الطبيعة والنفالعزيزة، فمنهم من بكا ورق، ومنهم من جتلد فلبس وهتيأ وتزين وتبسم، ومنهم من استكان، ومنهم من أظهر

.السرور واختذ الطعام ومجع اإلخوانفأعالهم يف هذا الباب من أقر األمور مقرها، ووضعها باحملل الذى وضعها اهللا؛ فهذا فعل األنبياء واألولياء، ولفضل

.قروا على ذلكالنفس واملعرفة واآلخرون خافوا من خليانة النفوس ففزعوا إىل التسليم وتدافع اإلخوان يف إظهار الرضا حبكم اهللا، والتشاغل عن

فهؤالء ضعفاء من الضعف عملوا وردوا الدمعة، وتناسوا، وخالطوا الناس، . املصيبة كى يستكملوا ثواب الصابرينحىت وجد الشيطان سبيال يف هذا أيضا، فدعاهم يف .. لتقصري يف شأن الصربوتشاغلوا، وهلوا عن املصيبة؛ خوفا من ا

زماننا هذا إىل خدعة عظيمة ليجتمعوا على السرور، واختاذ طعام كطعام الوالئم، وانبساط وتفارح؛ يريدون بذلك .إقامة الصرب يف الظاهر، فإذا ظاهرهم خالف فعل الرسل واألنبياء

كون مللك املوت ولرسل رب العاملني أثر يف بيت، وسلطان يزعزع األرواح من ومسج هذا يف رأى العني أن يالنفوس، وتصري النفوس جيفة ملقاة تنتقل إىل بيت البلى؛ مث يكون هنالك شبه العزف، والقصف، واللغط، ، وختم له والضوضاء، والفرح، وقلة املباالة، يزعمون أن هذا يوم شكر؛ إذ أنه خرج من الدنيا، فتخلص من آفاهتا

.باإلسالموإقامة الصرب يف ظاهر األمر يسري يف جنب . فهذا كله حتسن بالقول، وتفارح باجلهد، والنفس ممتلئة من الوجدوإمنا الصرب الوافر أن . فهذا خراب الباطن. باطنه؛ فهو يظهر السرور ويف النفس من وجع الفراق جزع وتلهف

.ع اهللا فيما حكم، قد حبب إليك حبه حكمه، وطابت نفسك باملصيبةتكون بقلبك راضيا عن اهللا، ونفسك طيبة مفاملرارة يف النفس، واحلالوة يف . فهذا الصرب الوافر؛ ألن حلبه حالوة ولفراق هذا النفس الىت حل هبا املوت مرارة

من النفس فكلما ثارت مرارة. فكلما ثارت حرقة من موضع الرأفة عملت يف شأن الدمعة حىت جيرى املاء. القلبمن أجل الفراق تلقته حالوة حمبة اهللا يف الصرب فأبطلته؛ ألهنما اجتمعا يف الصدر، فتالشت املرارة، وثبتت احلالوة؛

.فإذا مل يكن هذا فما يغىن هذا السرور الظاهر. لغلبه احملبة وسلطاهنمايعصى اهللا جبارحة من أجل تلك واختاذ العرس أخاف أن يصري هذا تصنعا ورياء؛ ألنه يكفيه حفظ اجلوارح أن

.املصيبة؛ فهذا صرب الظاهروإن فر من التقصري واالستكانة، فتبسم، ولبس من صاحل ثيابه، كما فعل مطرف يف وفاة أبيه؛ فهذا أيضا حسن،

.وهو دون األوليته لغط فأما رجل حلت به مصيبة فاجعة حمرقة، شأهنا عظيم يف امللكوت، فيذهب فيتخذ عرسا، وجيتمع يف ب

فأن أراد به اهللا فهو جهل عندنا، وإن أراد به التصنع . وضوضاء، فهذا مسج، وقد جاوز القصد، وتكلف جهال .فممقوت

ويتقرب إىل اهللا بذلك احلزن، كما . السرور يف موضعه، احلزن يف موضعه: وفعل األقوياء أن يضع كل شيء موضعهأن رجال شكر يف موضع الصرب لكان لشكره موضع هناك، ولو قال ولو . يتقرب بالسرور؛ ألن ذلك كله هللا وباهللا

ولكن احلمد يف موضع النعمة، واالستغفار يف موضع الذنب، . لكان لقوله هناك موضع) احلمد هللا: (عند الذنبوالشكر يف موضع النعمة، والصرب يف موضع الشدة، فإذا حولته وجدت لكل منه متسعا يف األخر؛ ولكن هذا نفص

وروى أن عمر بن اخلطاب مر بعثمان رضى اهللا عنهما وهو قاعد، فبدأه عثمان بالسالم، . لتدبري، ونكس لألموريف اففي هذا القدر عتب عليه عمر رضى اهللا عنه؛ السالم من ! يا أبا حممد، ومل تنكس السنة؟: فقال عمر رضى اهللا عنه

فإذا أزلته عن موضعه . ن العباد، فإمنا ينبغى األمان من الواردوالسالم أمان م. املار على اجلالس؛ ألنه هو الواجل عليهفوجدنا فعل الرسول صلى اهللا عليه وسلم، وهو سيد ولد آدم عليه السالم، عند املصائب، إظهار تعظيم . انتقض

يرحم، القلب إمنا هذه رمحة، ومن ال يرحم ال:) وملا توىف اهللا ابنه إبراهيم بكى، مث قال. أمر وإجالله، ويبكى وحيزنلوال أنه سبيل مأتى، ووعد حق، حلزنا عليك أشد من . حيزن، والعني تدمع، وال نقول ما يسخط الرب يا إبراهيم

صوت : إمنا هنيتكم عن صوتني أمحقني فاجرين: )مث قال ألصحابه(. ولو عاش إبراهيم بعدى لكان صديقا نبيا. هذاالرنة صرخة من موضع السخط خرجت، وهذا املزمار مالهى فهذه(. رنة عند مصيبة، وصوت مزمار عند نعمة

وهلذا غور . الشيطان، صوته جاء هبا فمازج هذا املزمار، وجاء هبا فصوت يف األوثان، حىت سىب قلوب عبدة األوثان " .األولياء " بعيد، وقد وصفناه يف كتاب

لى اهللا عليه وسلم إذا اشتد به احلزن أخذ كان رسول ص: وقالت عائشة رضى اهللا عنها يف شأن وفاة سعد بن معاذ .بلحيته

ووجدنا ذكر يعقوب صلى اهللا عليه وسلم يف التنزيل أنه حزن على يوسف عليه السالم، فلم يذمه اهللا تعاىل على ذلك مع ما أدى احلزن من نفسه؛ وذلك أنه قال عندما استحكمت أمور البالء عليه، وحبس الولد اآلخر بسبب ما

).وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف: (ه من السرقةادعى عليويا كلمة دعاء ونداء األسف للهبان احلريق؛ وذلك أن احلزن أصله من الرأفة، والرأفة هلا حريق، ومعدهنا يف

حدثنا كذلك روى عن على بن أىب طالب رضى اهللا عنه، حدثنا بذلك العباس بن عبد العظيم العنربى، .. الطحالموسى بن مسعود، عن حممد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن الزهرى، عن عياض بن خليفة، عن على رضى اهللا

(.الرمحة يف الكبد، والرأفة يف الطحال:)عنه، قال

حدثنا أىب، حدثنا إمساعيل بن صبيح اليشكرى، حدثنا صالح بن وقاد األنصارى، عن سعد بن طريف، عن عكرمة، موضع :يا بىن، أين موضع الرأفة منك؟ وأين موضع الرمحة؟ قال: أن داود عليه السالم قال البنه: عن ابن عباس

.الرأفة الطحال، وأما موضع الرمحة فالكبدفهذه الرأفة إذا هاجت فلها هلبان، وإذا طار اللهب إىل الصدر اخترق ظاهر القلب ووجهه، فصار كاللسان املخترق

القلوب كحزونة األرض، واشتقاق احلزن من ذلك؛ فكان يعقوب عليه السالم حني بالشيء احلار، فصارت على إمنا هو ذلك اللهبان الذى كان يلتهب من ).. يا أسفى: (دعا األصل الذى من معدن الرأفة، فقال) يا أسفى: (قال

فيطمئن إىل وصوله إىل الرأفة لفراق يوسف عليه السالم لطول الغيبة، ومل يكن قد وجد خرب موته فيحتسبه عند اهللا، .اهللا

وأنبياء اهللا أكثر اخللق رأفة، وأوفرهم حظا منها، وأرحم الربية؛ فكانت الرأفة تلتهب فيه، فلما بلغ التلهب و واألسف مما يدل على الشدة من احلزن ). يا أسفى على يوسف: (التلظى مبالغة دعاة كاملستروح إليه وقال

ملا اشتد : ، خيرب أنه)فلما آسفونا انتقمنا منهم: (أال ترى إىل قوله تعاىل.. له حريق والغضب مجيعا؛ ألن الغضب .غضىب عليهم تلهب فطار اللهب فحلت النقمة بفرعون وقومه

أال ترى أنه ملا نادى األسف نداء الندبة .. فإمنا نادى يوسف عليه السالم ذلك األسف عند اشتداد حريق الرأفة : وذلك أنه ملا هاج اللهب منه مل يقل منه). وابيضت عيناه من احلزن فهو كظيم: (حكى اهللا عند ندائه -لياء هبذه ا

؛ ألنه وجد يوسف عليه السالم مرهتنا حبكم اهللا بشيء قد سلف من يعقوب عليه السالم مستورا عن )يا يوسفاه(: مسعت أىب يقول: ياد، حدثنا عبد اهللا بن أىب مسيط ابن عجالن، قالحدثنا عبد اهللا بن أىب ز.. اخللق، مث صار ظاهرا

إنما : (فقال عند ذلك. فوعزتى ال أكشف ما بك حىت تدعوىن! أتشكوىن؟: بلغنا أن يعقوب عليه السالم قال له ربهوإمنا قال ذلك من قبل ملا . اهللا أعلم مبا تشكو يا يعقوب: ، فقال له جربيل عليه السالم)أشكو بثى وحزنى إلى اهللا

. حزىن على أخيه: فما الذى قوس ظهرك؟ قال: حزىن على يوسف، فقيل: ما الذى أذهب بصرك؟ قال: قيل لهإنما أشكو بثى وحزنى : (فقال عند ذلك. فوعزتى ال أكشف ما بك حىت تدعوىن! أتشكوىن؟: فأوحى اهللا تعاىل إليه

وعزتى لو كانا ميتني ألحييتهما لك حىت تنظر إليهما، وإمنا وجدت عليكم أنكم ذحبتم :؛ فأوحى اهللا إليه)إىل اهللاشاة، فقام عليكم مسكني، فلم تطعموه منها شيئا، فأن أحب خلقى األنبياء، مث املساكني، فاصنع طعاما وادع عملة

أى ( عملة املساكني:) ولهوق. من كان صائما فليفطر الليلة عند آل يعقوب: فصنع طعاما، مث قال. املساكني .وكانت مساكني بىن إسرائيل هبذه الصفة ملسكنة العباد، وسائرهم فقراء. صوامهم وعبادهم

فهذا فعل كان قد بدر من يعقوب عليه السالم، وهو ال يستغربه؛ فجعله اهللا لبالئه، وجعل البالء سببا الستخراج .صربه، وامتحان قلبه

بتلى عبده الستخراج ما يف ضمريه وإبرازه ألهل مسائه وأرضه استحيا أن يبتليه من غري وإن ربنا كرمي إذا أراد أن يذلك : (، مث قال)وما بكم من نعمة فمن اهللا: (أال ترى إىل قوله.. علة أو سبب؛ فيكون ذلك كاالرجتاع يف العطية

وإذا أراد اهللا أن يبتلى عبدا ليربز صربه اجلميل ). حىت يغريوا ما بأنفسهمبأن اهللا لم يك مغريا نعمة أنعمها على قوم الذى توىل وصفه بنفسه منه من اهللا تعاىل أعطاه من العافية والرجاء والنعمة، فجعل على مقدمة البالء سببا كالعلة،

ر صربه وشرفه على اخللق، مثل ما فعل يعقوب عليه السالم، وكذلك روى يف قصة أيوب عليه السالم؛ ليظهوبلغنا أنه كان على مقدمة البالء أنه كان عند فرعون يوم دخل عليه موسى عليه : وتكون اخللق به مقتدين، قال

السالم، وكان أيوب عليه السالم عن نصرته، وكانت منه كلمة أو كلمتان كاملدارى، فكان هذا موجده يف الستر

.تاله وجعل البالء سببا إلبراز صربه، والثناء عليه، واالحتجاج بفعله على اخللقعلى أيوب، فجعله سببا لبالئه؛ فاببل : أأنت فعلت هذا بآهلنتا يا إبراهيم؟ قال: وكذلك يف شأن إبراهيم عليه السالم؛ حيث كسر األصنام، مث قيل له

وقال يف شأن . نفسه هللا يف العاملنيفابتلى باحلريق، مث جعلها عليه بردا وسالما، وأبرز صربه وبذل . فعله كبريهم هذافابتلى بذبح ابنه، مث خلصه وفداه بذبح عظيم، وقال يف شأن سارة حيث مر هبا على . إىن سقيم: خروجه إىل الصيد

.فابتلى بفراق إمساعيل وهاجر. هى أخىت: امللك فقالسالم مر هتنا مبا سلف متعلقا فوجد يعقوب يوسف عليهما ال. وكذلك يف شأن موسى عليه السالم، ومثل هذا كثري

حبكم اهللا حبق اهللا، فلم يستجر أن يناديه نداء النادبني، وهاج منه الشوق إليه واحلنني من النفس حلبه إياه، ومعاذ اهللا أفليس قد .. أن يتوهم على يعقوب عليه السالم أن حبه كان مذموما شهوانيا، وإمنا أحبه من بني ولده حلب اهللا فيه

علما، وحلما،وكرما،وصحفا، وبرا، وتقوى، وعبودية، وبذال، وسخاء، ومجاال : ية فربز على مجيع إخوتهظهرت احلب .يف معاىل األخالق

.وكذلك وجدنا فاطمة رضى اهللا عنها، فحب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم هلا حلبية اهللا فيها من بني ولدهثرة، فإذا تلك األثرة ليست من اآلباء من قبل نفوسهم امليالة باهلوى وكذلك جند أوالد األنبياء هلم تفاوت وهلم أ

والشهوة، وإمنا ذلك بقلوب طاهرة، وأفئدة زكية، وصدور عاملة بتلك األشياء؛ فتميل قلوهبم إىل بعض أوالدهم ..دون بعض من أجل حظ هلذا الولد عند اهللا ما ليس لغريه

يا رسول اهللا، أين : م حينما ذكر أوالد خدجية رضى اهللا عنها، فقالتأال ترى أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسللو : (فهل ذكر غري هذا شيئا؟ وقال عليه السالم عند ذكر إبراهيم عليه السالم). يف اجلنة:: (أطفاىل منك؟ قال

بيني، ومل يرزقه ، يعلمك بأنه حمظوظ عند اهللا تعاىل حظ الصديقني، وحظ الن)عاش إبراهيم بعدى لكان صديقا نبياوحظه هناك يف اآلخرة قائم حظ صديق نىب، ولو . من األجل يف الدنيا ما يظهر عليه الصديقية والنبوة قلبا وجوارح

.عاش لظهر عليه هذافلما استحكم البالء على يعقوب عليه السالم، وطال األمر، وعملت الرأفة، وغلبت مرافق الشوق، وتلهبت

وهو ينتظر ماذا . ناديه وهو متعلق حبق اهللا الذى قد وجب على يعقوب بسبب ذلك املسكنيالرأفة؛ فلم يستجز أن ييربز له من الغيب يف هذا احلكم، وحيسن ظنه باهللا وال ييأس من روح اهللا؛ ألنه متوقع من كرم اهللا؛ فنادى األسف

وابيضت عيناه : (ه، قال اهللا تعاىلفلما ناداه صار ذلك اللهب إىل الرأس كاحملبب له، فذهب ببصر. الذي عليه أسففإمنا كظم عن نداء يوسف، وكن عنه، فنادى أسفه؛ فحمد اهللا له وذكر كظمه أنه واقف ). من احلزن فهو كظيم

عند حكمى، معظم ألمرى، ومن تعظيمه ووقوفه عند حكمى مل يذكر اسم من اشتاق إليه وحنت نفسه، فنادى .األسف زينة لبالئه، وحلية ملصابه، ما كان ليناديه، وال ليذكر يف التنزيل شأنه فلوال أن ذلك. األسف

فهؤالء األنبياء والرسل عليهم السالم يضعون كل شيء موضعه كما وصف اهللا تعاىل، فيقدرون عليه مبا قواهم اهللا .تعاىل من النبوة

حىت عزى بأن ميثل ملك فجاءه متخاصما مع أنه حزن على ابنه حزنا شديدا:كذلك روى لنا سليمان عليه السالمألنه : ما محلك على ذلك؟ فقال: فقال له سليمان عليه السالم. إن هذا مشى يف زرعى واختذ طريقا: آخر، فقال

.ففطن سليمان عليه السالم بأنه أريد بذلك فتعزى. زرع يف طريق الناس وممرهميا موسى ما :ون عليهما السالم، فقال اهللا تعاىلوكذلك روى عن موسى عليه السالم؛ حيث بكى على هار

هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ما كان ينبغى لك أن حتن على فقد شيء معى، وال أن تستأنس بغريى، وال أن يكون

.بكاؤك على هارون إال ىل ..ويف هذا كالم كثري تركناه لئال يطول

وإذا أحزهنم حزنوا، وإذا خوفهم خافوا، وإذا أضحكهم فاألقوياء هذا فعلهم، يعظمون أمر اهللا، فإذا أبكاهم بكوا، .ضحكوا، وإذا بشرهم فرحوا، وإذا بسطهم انبسطوا

والضعفاء من خوف خيانة النفوس، إذا أبكاهم دافعوا البكاء، وإذا أحزهنم فزعوا وردوا ذلك إىل أمور السرور، ، وإذا بشرهم نسبوا ذلك إىل الوسوسة، وإذا وإذا خوفهم حتريوا، وإذا أضحكهم اهتموا وحسبوها استدراجا ومكرا

فهذا كله النسداد الطريق فيما بينهم وبني اهللا، واحلجب الىت حتجب النفس . بسطهم انقبضوا وحسبوه خذالنامدالة على عيىن الفؤاد والصدور منهم لفوزان دخان الشهوات، وأخالق النفس مغيمة كغيوم اآلفاق إذا أحاطت

.الشمسباألرض فحجبت إشراق

لواحق النياحة

وهنى عن النياحة، واالستماع إىل النياحة؛ وهنى عن اجلمع عند صاحب امليت، وعن إطعام الناس آل :) وأما قوله (.امليت، وعن اإلجابة إىل طعام امليت؛ وهنى أن يقعد الرجل يف بيته للمصيبة مث يؤتى فيعزى

صابه حكم اهللا يف ذلك الشيء، وخلص إىل النفس ما فهذا كله معدود يف صفحة النوح؛ ألن صاحب املصيبة أكرهت، واقتضاها إميانه التسليم هللا، والتعرى من املنازعة مع اهللا يف ذلك الشيء الذى استأثر به؛ فسلموا بقلوهبم،

.واسترجعوا بألسنتهم؛ اعترافا بأن امللك هللا، واملرجع إليه؛ فريد إلينا ما أخذ منا وأضعافهعمى من ذلك، فكانت نفوسهم تنازع وتتبع الغائب، فإذا مل جتد صاح ورن النوح التعديد بعد وأهل الكفر يف

فذلك الصراخ من . أحوال الغائب وما كان ألفا به، ويتوجع، ويتفجع؛ فليس عنده نور املعرفة فيطفى به ثائرتهضاق عن النور من أن يلج سخطه على ربه يف حكمه، وضيق صدره مبا حل به من حكمه، يضيق عن التسليم ألنه

.فيه؛ فيصرخ، ويرن، وينتف الشعر، ويشق جيبا، وخيمش وجها، ويعدو أحوال امليت؛ توجعا وأسفا على ذلك

وإمنا أوتى ذلك ألنه متكرب جبار، ومن . كل ذلك تلظيا على حكم ربه، وسخطا على مقدوره، واشتداد على تدبريهإذا قيل لهم ال إال اهللا يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا : (يقول ال إله إال اهللاجلرب والكرب الذى فيه تكرب على اهللا أن

وإذا : (وحدوا،استكربوا وامشأزت قلوهبم: ملا حجبهم عن رمحته جهلوا الرمحن، وملا قال هلم). آلهتنا لشاعر مجنونفعند املصائب واملكاره ضيقت قلوهبم تلك اجلربية الىت فيهم؛ فمن ضيق ). ستبشرونذكر الذين من دونه إذا هم ي

.ومنهم من حيرق نفسه، ومنهم من جيدع أنفا وأذنا. الصدر صرخوا، ونتفوا، ومخشوا، وخدشوا، وشقوا اجليوبفذلك من السخط . يعةفالنياحة هي تعديد األحوال كاملراثى لتتوقد نار املصيبة، وحرقات الرأفة، وتقوى الفج

وكانوا حيتشدون لذلك، ويتخذون عليه الطعام، وتتبع نساؤهم امليت إىل املدفن هبذه . والتلهف على الفائت املفقودالصفات، ويقعدون حمتشدين متعاونني على إقامة هذا الرسم أياما وشهورا جزعني ساخطني، ويزورون القبور

بنفورهم عن كل نعمة وموضع سرور، كهيئة املقهور املتكلم املتشكى ممن فيظهرون من اجلزع أكثر مما يف باطنهم .قهرة وظلمه

..فهذه كلها أحوال املشركني يف مصائبهمفلما ابتعث اهللا رسوله اهللا صلى اهللا عليه وسلم بدين اإلسالم، أمرهم بالصرب والنزول على حكمه، وأكرم األمة

وزجر رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن النياحة، وعن كل ما أشبه -ل ببعثه، وبشرهم، وبني هلم الثواب يف األجإذا وجب فال تبكني : (النياحة، وكل سبب من أسباهبا؛ حىت هنى عن البكاء؛ فقال يف شأن ميت مات حبضرته

م عن أراد بذلك حسم هذا الباب على املسلمني حلداثة عهدهم بأمر اجلاهلية، حىت بلغ من حسمه أن هناه). باكية .زيارة القبور

فكذلك كل أمر حرمه اهللا، وكان لذلك األمر أسباب، حرم تلك األسباب الداعية إىل ذلك األمر، منها حترمي اخلمر؛ فلما حرمت اخلمر زجر عن كل شراب يف دباء، أو حنتم، أو مزفت، أو مقري، أو نقري؛ خمافة أن يشتد

فلما هدأت النفس،ومرنت عن االنتهاء عما هنو عنه، . نشق الزقوإن كان يف زق فاشتد ا. الشراب وهم ال يعملونكنت هنيتكم عن النبيذ فاشربوا، وال تشربوا مسكرا، وكنت هنيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإن :)أطلق هلم فقالبور قالوا هجرا، فبني عليه السالم علة النهى أهنم كانوا إذا زاروا الق(. وال تقولوا هجرا: )، مث قال(فيها معتربا

.فصاروا إىل النياحة، فلما متسكوا وعقلوا اإلسالم أطلق هلم الزيارة .وحسم عليهم أبواب النياحة حىت إذا اهتدوا وفقهوا أطلق هلم من ذلك ما مل يكن به بأس

خزومى عبد حدثنا امل(. اصنعوا آلل جعفر طعاما؛ فقد أتاهم أمر شغلهم: )فلما جاءه نعي جعفر رضى اهللا عنه، قالأجتتمع عندكم النساء عند : اجلبار، حدثنا سفيان، عن أىب إسرائيل، عن طلحة بن مصرف، سأل حيىي بن عبد اهللا

.فتلك النياحة فال تفعلوا: نعم، قال: خروج امليت؟ قالعن عبد حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الفضل بن فضالة، عن ربيعة بن سيف املعافرى، عن أىب عبد الرمحن احلبلى،

قربنا مع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ميتا، فلما انصرف رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : اهللا بن عمرو، قالانصرفنا، فلما حاذى بابه وقف وتوسط الطريق، فإذا امرأة مقبله ال نظنه عرفها، فلما دنت فإذا هي فاطمة رضي

أتيت أهل هذا امليت : ، فقالت(ما أخرجك يا فاطمة من بيتك؟:)سلماهللا عنها فقال هلا رسول اهللا صلى اهللا عليه وفقال رسول اهللا صلى : ، قال أبو عبد الرمحن)ال حيفظ ربيعه أى ذلك قالت( -أو عزيتهم -فرمحت إليهم ميتهم

لغت لو ب: )معاذ اهللا وقد مسعتك تذكر فيها ما تذكر، قال: ، قالت(فلعلك بلغت منهم الكدى؟:)اهللا عليه وسلم .الكدى املقابر: قال قتيبة(. معهم الكدى ما رأيت اجلنة حىت يراها جدك أبو أبيك

أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم :حدثنا املخزومى، حدثنا سفيان، عن إمساعيل بن أىب خالد، عن حسن ابن املعتمر، فما زال يصيح هبا حىت رأى امرأة معها خممرة، وهو يريد أن يصلى على جنازة، فصاح صيحة، فقام ال يكرب

حدثنا سفيان بن .. فهذا كله يف بدء األمر. دخلت املدينة، فلما توارت بالبيوت، تقدم النيب عليه السالم وكرب عليهااحتضرت بنت رسول : وكيع، حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضى اهللا عنه، قال

وما يل ال : إليه، وجعلها بني يديه، فوضعها وقد قضت، فبكت أم أمين، فقيل هلا اهللا صلى اهللا عليه وسلم، فضمها (.إىن ال أبكى، إمنا هى رمحة:)أبكي والنيب عليه السالم يبكي؛ فقال النىب عليه السالم

.إن املؤمن خبري على كل حال، تنزع نفسه من بني جنبيه وهو حيمد اهللاسم الباب، وطمس أفعال اجلاهلية وسنتها، مث أطلق يف إرسال الدموع، مث فإمنا هنى عن البكاء يف بدء األمر حل

(.ما كان من القلب أو العني فمن اهللا، وما كان من اليد أو اللسان فمن الشيطان:)قالحدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا أىب، عن ابن ليلى، عن عطاء عن جابر، عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ملا بكى

إمنا هنيتكم عن صوتني : )قال! يا رسول اهللا، أليس قد هنيتنا عن البكاء؟: إبراهيم عليه السالم قال رجلعند موت (.صوت رنة عند مصيبة، وصوت مزمار عند نعمة: أمحقني فاجرين

ملا مات خالد بن الوليد رضى اهللا عنه اجتمع نساء بىن : حدثنا املخزومى، حدثنا سفيان، عن األعمش،عن شقيق قالوما على نساء بىن املغرية لو أهرقن على أىب سليمان سجال أو : املغرية يف بيته يبكني عليه، فقيل لعمر رضى اهللا عنه

.الصوت: شق اجليب، واللقلقة: والنقع. سجلني ما مل يكن نقع أو لقلقه؛ ليعلم أن البكاء (أن امليت ليعذب ببكاء أهله:)وعمر رضى اهللا عنه يروى عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

.املنهى عنه هو الصوت، والتعديد نوحا، وأما الدموع فهو بكاء رمحةفقد دل ذلك على أن هذه األشياء من احلزن والدمع خارج من هذه األشياء؛ فإن الرسول عليه السالم شدد يف

االجتماع، واختاذ الطعام؛ ذلك بدءا حىت عقل الناس وفقهوا يف الدين، فوسع األمر عليهم يف إسبال الدموع، ويف .شفقة على أهل امليت

فكل ما كان هللا فهو حسن؛ فإذا أصاب املسلم مصيبة قعد للتعزية هو وأهل بيته، معظمني املوت، وهلذا امليت الذي وحتازنوا على ما دخل من النقص يف عدد املسلمني؛ فإن فقد رجل . خال منه مصاله، وآثار إسالمه وبركة عبودته

فقعد ليعزى، أو لئال يشتد على إخوانه عن املسلمني . سلمني أعظم من فقد الدنيا مبا فيها من الزينة والنعممن املفإذا رق وبكى فهو مأجور؛ ألنه إن مل يرسل دمعته . طلبه وتتبع األبواب يف لقائه، فقعد على هذه النية؛ فهو مأجور

: وهو فعل املسلمني. ك على هذا القصد فهو مأجوررجع ذلك احلزن على نفسه وذلك مما يضر به فإذا فعل ذلرمحوا، ورقعوا، وحزنوا، وبكوا، وطعموا، واجتمعوا، وزاروا القبور، وسلموا على املوتى، ودعوا، وعظموا أمر

وأكرمت هذه األمة بفضل . امليت وأمر اهللا، وسلموا إليه أمرهم قلبا، واطمأنوا إىل فعله، طيبة بذلك نفوسهم .فهذا سبيل املهتدين الصابرين. فأنه مل يعط أمة هذا اإلسترجاع،

وأما من بكى رياء، ومجع الناس للمراءاة، والتزين، والفخر، واخليالء، واختذ على ذلك طعاما، وباهى، وقعد للتعزية .للتكرب والعلو؛ فهذا أمر اجلاهلية

بارك من أيوب السختياىن أمرين من أمر أخذ ابن امل: مسعت احلسن بن الربيع يقول: ومسعت أبا يعلى يقول: قال.. مات يعلى بن عطاء ومل يترك ذكرا، فقعد أيوب السختياىن على بابه؛ وكان أيوب إذا قدم من سفر أطعم: الناس

.فمات سهل بن على ومل يترك ذكرا، فقعد ابن املبارك على بابه؛ وكان إذا قدم من سفر أطعم

املعازف واللهو

املزمار عند النعمة، وهنى عن الدف والكوبة، وهنى عن الرقص وهنى عن كل ذى وتر، وهنى وهنى عن :) وأما قوله (.عن اللعب كله

وقد أمر اهللا تعاىل رسوله اهللا صلى اهللا عليه وسلم مبحقه؛ فليس . فهذا كله من الباطل، وليس يف هذا شيء من احلقلة، عن على بن يزيد، عن القاسم، عن أىب أمامة، حدثنا صاحل بن عبد اهللا، حدثنا فرج بن فضا. شيء من هذا حق

إن اهللا تعاىل بعثىن رمحة للعاملني، وأمرىن مبحق املعازف، واملزامري، والصليب، :)رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: قالال يشرب عبد من عبيدى جرعة من مخر متعمدا إال سقيته من صديد أهل النار : وحلف رىب بعزته. وأمر اجلاهلية

يوم القيامة، مغفورا له معذبا، وال يتركها من خمافىت إال سقيته من حياض يوم القيامة، وال يسقيها صبيا صغريا أو (.ضعيفا مسلما إال سقيته من صديد أهل النار يوم القيامة مغفورا له أو معذبا

جسادهم؛ فذهبت طائفة منهم فالفرح مقسوم على أوالد آدم كلهم، مركب يف أ: قال أبو عبد اهللا رمحه اهللا

.فاستعملته يف عبادة األوثان، وطائفة استعملوه يف دنياهم، وطائفة استعملوه يف ذات اهللافمن فرح باألوثان فأجزانه دائمة يف النار، ومن فرح بدنياه فخسرانه بني يدى اهللا غدا مع اخلسران، ومن فرح

رح باهللا قرب وحىي وأكرم وشرف وبويء له منازل يف باإلسالم والطاعة شكر على ذلك وأثيب عليه، ومن فقل بفضل اهللا وبرمحته : (، مث قال)وفرحوا باحلياة الدنيا، وما احلياة الدنيا يف اآلخرة إال متاع: (عليني، قال اهللا تعاىل

.أيها الصديقون، تنعموا بذكرى، وىب فافرحوا: ى أنه قال للصديقنيمث رو). فبذلك فليفرحوا هو خري مما يجمعونفاملشتغلون بنفوسهم فرحوا مبا فضلهم اهللا به من اإلسالم ومن عليهم؛ واملشتغلون باهللا انكشف هلم الغطاء، وفرحوا

فخابوا حني ). ديهم فرحونكل حزب بما ل: (باهللا، وتاهت قلوهبم يف جالل اهللا؛ ففرحوا بأدياهنم، قال اهللا تعاىل .استعملوا هذا الفرح الذى أعطوا يف دين تلقوه من الشيطان

فلما جاء اهللا باإلسالم، وبعث حممدا رسوله اهللا صلى اهللا عليه وسلم، وهو سبب الفرح والرمحة، أمره مبحق كل واملزامري، وكل ذي وتر؛ ألن ذلك فرح فرح به أهل الباطل؛ فأمره بكسر األوثان والصلبان، وأمره حبق العازف

فرح فيه حظ الشيطان؛ وجعل الفرح بيده، فهو ميزجها يف هذه األصوات؛ حىت يضربوا بذلك حظ الشيطان؛ حىت فمنهم من فرح بالعبودة، ومل يكن له طريق إليه فيفرح به، ومنهم من فرح . ال يكون فرح إال باهللا وبالعبودية له

.باهللا .ويوضع كل هذا يف امليزان يف كفة الباطل. عازف، واللعب بكل ما يلهى عن اهللافهذا سبب حترمي ال

واملعازف كل ما جتد نفسك لصوته إذا حرك عزوفا، فالعزوف سلطان الشهوة، وإمنا صار كذلك ألن الشهوة الىت ة للعباد، وقسم للعدو فيك إمنا هى من احملفوفة بباب النار بالشهوات، فتلك خلقها اهللا ذات زينة وضياء وهبجة فتن

فحظوظ اآلدميني، يف أجوافهم، وحظ العدو عنده؛ فإذا مازج حبظه حظوظ . منها حظا، وجعل لآلدميني حظاوقد روى حديث حيىي بن زكريا عليه السالم حني سأل . اآلدميني، اهتاجت شهوات اآلدميني، وتلظت فتنتهم

فيها شهوات بىن آدم، فأنا أذيقهم إياها واحدا : ك؟ قالما هذه األكواز الصغار الىت علقتها على وسط: إبليس .واحدا، حىت آخذهم بواحدة منها

وأما الصوت الذى خيرج من األوثان، فذلك أصله من اللطف، أعلى له إبليس حظا من اللطف يومئذ فأعطى على خرجت األصوات من وإذا. االستدراج، فهو بذلك يصوت يف أجواف األصنام، فسىب هبا قلوبا خلت من التوحيد

.كل ذى وتر مازج ما أعطى من اللطف هبذا الصوت حىت تفنت القلوب بذلك، وسبا نفوسهم الشهوانيةأال ترى .. وأهل التوحيد حشى توحيدهم بالفرح باهللا، فال يقدر العدو أن يسىب قلوهبم ونفوسهم مبا عنده من الفرح

فإذا ). اإلميان وزينه في قلوبكم، وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان ولكن اهللا حبب إليهم: (إىل قوله تعاىلكانت احملبة والزينة يف قلب، فذاك قلب حمشو من الفرح مبواله، وهو ال يعلم لغلبة الشهوات، وغلبة أفراح الدنيا،

. كيف تدمع عيناه، وكيف يقع يف العويلأال ترى أنه إذا وعظ وذكر باهللا.. قد انكمش مبا فيه من الفرح

من سرورى ! أنت تصوم الدهر وتتعب، فمم مسنك هذا؟: ومسعت اجلارود بن معاذ يقول لوكيع رمحه اهللا: قالفليست هذه البدانة من تربية أغذية الدنيا؛ فإذا فرح اإلنسان بدن وحلم فكل فرح من فرح الدنيا فهو . باإلسالم

فإن كان فرحه باهللا فاهللا أوىل، وإن كان فرحه بأمر اهللا أوىل به وهو طاعته وعبودته، . لحمأملك بذلك البدن والوأن كان فرحه بدنياه فدنياه أملك به وأوىل،فإذا كانت الدنيا ضاع املسكني، وحتولت أفراحه أحزانا ودهشا وحرية

وكذلك ما . ؛ فالنار معه، والشيطان قرينه،وإن كان فرحه مبعبوده من الرجس واألوثان، فهو أوىل به. وأسفا وندما

ومن أجل ذلك ال يكاد جيد . حرم اهللا من هذه األشربة سببها األفراح الىت هتتاج به فيه، حىت تفسد عليه عقله .منهمكا يف هذا الشراب ال يصرب عنه؛ ملا وجد من لذة الفرح يف عاجل الدنيا

الكذب

(.وهنى عن الكذب:) وأما قولهومل يكن ذلك ( كان كذا)الكذب جمانب اإلميان؛ألنه إذا قال : بالكذب هو افتراء على اهللا؛ ولذلك قيلفإن القول

ومل يكونه اهللا صار ( كان)الشيء؛ فقد زعم أن اهللا تعاىل قد كون ذلك الشيء؛ ألنه ال كائن إال مبكون، فإذا قال إنما يفترى الكذب : (ما كونه اهللا، فقال اهللا تعاىلفقد نفى ( إنه مل يكن)وإذا قال لشيء وقد كان . كذبا على اهللا

).الذين ال يؤمنون بآيات اهللاولو أبيح الكذب مل تستقر القلوب على شيء عند وجود األخبار، فكان القائل يقول والقلب ال يطمئن لقوله؛ ألنه

ومن ظهر كذبه . ب على أخبار القائلنيفلما حرم الكذب بان الصدق، واستقرت القلو. ال يدرى أصدق أم كذب .افتضح، وانتهك ستره، وهان، وذل، فوقع احلذر من الكذب، فاطمأنت القلوب ألخبار املخربين

الغيبة واالستماع إليها (.وهنى عن الغيبة، وعن االستماع إىل الغيبة:) وأما قوله

توحيد؛ فصار حرام الدم، حرام املال، حرام فالغيبة تناول لعرض املؤمن، وله ذمة وحرمة عظيمة مبا فيه من ال .العرض؛ ألن املال قوام الدين والعرض

واملوحد يف ستر التوحيد، كل شيء من شأنه دينا وخلقه؛ فإذا ذكرته بشيء من السوء، فإمنا خيرج شيئا مستورا .بستر اهللا تعاىل، فقد هتك اهللا تعاىل

غيبة؛ ألنه نطق هبا عنده، وبني يديه يهتك ستره، وإمنا يصري هتكا واملستمع له شريك؛ فلوال املستمع مل يصر قولهفاعترب مبلك من ملوك الدنيا أسدل سترا على بابه، فعمد رجل إىل ذلك الستر فهتكه، ماذا . بالقول ألنه أظهر عنده

شركه؛ ألنه أعمل حيل للجرأة الىت اجترأ؟ واملستمع غري السامع؛ ألنه قد يسمع وهو ال يرضى به، فإذا استمع فقد .مسعه يف ذلك ورضى به النميمة واالستماع إليها

(.وهنى عن النميمة واالستماع إليها:)وأما قولهفهذا أفسد ما أصلح اهللا، وعمد إىل الوصلة . فالنميمة أن ينم على أخيه املسلم إىل مسلم آخر ما يوحشه به عنده

فهذا فعل يؤدى إىل فساد عظيم، ويفضى إىل . وبغضة بينهمالىت وصلهم اهللا هبا فحل عقدها، حىت تولدت عداوة ألنه جندى الشيطان وجاسوسه حيرش ويغرى (. ال يدخل اجلنة قتات: )ولذلك قال عليه السالم. الشرور كلها

.حىت يفرق ما مجعه النظرة الثانية (.وهنى عن النظرة الثانية:) وأما قوله

ره واقع على األشياء بال قصد من القلب، فذاك باستعمال العني، فمن أجل أن العني مفتوحة على خلقتها، وبص. فتلك النظرة هى لك؛ ألن تلك عن غري إرادة حلالل أو حرام، وإمنا هى حملات اخللقة إلحساس القلب باألشياءفإذا وصلت اللمحة إىل القلب والنفس هجست اهلواجس من النفس إىل القلب بإرادة، فخرجت اإلرادة إىل

، فرمى ببصره إىل ذلك الشيء مدركا له، فإن كان ذلك الشيء حمرما عليه وجب عليه أن يكف بصره عن البصرالرمى حني هجس اهلاجس من نفسه وحتركت اإلرادة، فإن مل يكف عن النظرة الثانية فهى عليه، وهو آمث بذلك،

.والنظرة األوىل موضوعة عنه؛ ألهنا عن غري إرادة لشيء معلوم اذبةاليمني الكومن حلف بيمني صرب كاذبة ليقتطع هبا مال امرئ مسلم لقى اهللا وهو :)قال(. وهنى عن اليمني الكاذبة:) وأما قوله

(.عليه غضبان

وإذا حلف على . وقد وصفنا بدءا أن الكذب هو زعم أنه مل يكن وقد كونه اهللا تعاىل، فهو قائل على اهللا تعاىل زوراوالصرب هو أن يثبت على هذه اجلرأة، وال . نفى بامسه، فهذه جرأة على اجلرأةذلك فهو يريد أن يؤكد ذلك ال

يهاب، وال ينفر قلبه من أن يؤكد شيئا مل يكونه اهللا، وهو يريد أن يثبته بامسه األعظم، يريد به اقتطاع شيء من : عن اهللا تعاىل أنه قال وروى. فلذلك عظم اخلطب فيه، وحل الغضب به. حطام الدنيا مما قسم ألخيه وجعل له رزقا

: وما الفيلوت؟ قال: يارب: )قال. يا موسى ال حتلف ىب كاذبا؛ فمن حلف على كاذبا ألقيت عليه ثقال الفيلوت(فمن سكر عن اهللا فماذا يبقى معه؟ وكيف يكون حال مقدمه على اهللا وهو سكران عن اهللا (. السكر من غري شراب فقد أسكره غضبه عليه؟

السحر

(.وهنى عن السحر:) قوله وأمافالسحر هو أمر قد خالطه الشرك، وذلك أن إبليس سأل ربه سلطانا فأعطى، فأخذ على ذلك عهدا من ربه ليكون

بذلك مسلطا على أشياء، فاختذ جملسا عند هاروت وماروت، وهيأ جنوده هناك ليعلم السحر؛ فكل من أتاه من ماروت، فإذا أتاه وأشرك أعطاه من ذلك العهد وقيض له عونا شياطينه ال اآلدميني، فإمنا يقصد يف الظاهر هاروت و

يفارقه، يكون معه حيثما ذهب ينفث ويعقد باسم املسحور، فجعل السحر بذلك املقصود له يف ذلك؛ وذلك قوله ).ومن شر النفاثات يف العقد: (عزوجل

ق من نار، فإذا أشرك وخرج منه التوحيد لزم الشيطان وإمنا ينفث الساحر شيطانه الذى هو فيه، والشيطان خل .قلبه، فإذا نفث يف العقد هيج مجيع ما يف جسد هذا املسحور، وأخذ أعضاءه بتلك العقد

جمتاز متزود منها بلغة إىل دار اهللا يف داره؛ .. دنيا، وآخرة: وإمنا هى داران. وهذا ممن اشترى احلياة الدنيا باآلخرةشخص قلبه إليها، فمنع مناه من هذه إال ما هيأه اهللا من رزق، وهو مقتض عليه الشكر، وأعطى يف فقد نزع أمله، و

.اآلخرة مناه وشهواتهكذلك هذا الساحر ملا أشرك، أعطى من الدنيا ما اشتهت نفسه من طريق السحر، على قدر ما أعطى إبليس من

؛ استدراجا ومكرا لينتقم منه ومن أتباعه من الشياطني السلطان يف إدراك األشياء وتعجلها وتكوهنا له على مناه .واآلدميني يوم القيامة

). وما كفر سليمان ولكن الشياطني كفروا: ( وهذا بلوى من اهللا لعباده؛ فوصف اهللا تعاىل ذلك يف تنزيله فقالما أطاق سليمان هذا امللك إال : الواوذلك أنه ملا مات سليمان عليه السالم، كفرت طائفة من بىن إسرائيل، فق

بالسحر الذى وجدنا حتت كرسيه، وقد كان الشيطان كتب أبوابا من السحر يف الوقت الذى حل به ما حل، قال

، وهو ذلك الشيطان؛ فربأه اهللا تعاىل من ذلك القول الذى قالت )وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب: (اهللا تعاىل، أى اتبعت )واتبعوا ما تتلوا الشياطني على ملك سليمان: (يف زمن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، فقال اليهود

وما كفر سليمان ولكن الشياطني كفروا : (اليهود ما كتبه الشياطني يف ذلك الوقت من السحر فأكفروه، قالوالشياطني يعلمون الناس السحر، وامللكان ). وما أنزل على امللكني ببابل هاروت وماروتيعلمون الناس السحر

وما يعلمان من أحد حىت يقوال إنما : (مث قال.هاروت وماروت يعلمان األخذة، وهو ما يفرقان بني املرء وزوجهولقد علموا لمن اشتراه ما له في : ( مث قال).منهما ما يفرقون به بني املرء وزوجه نحن فتنة فال تكفر فيتعلمون

.ألنه اشترى الشرك؛ فلم يبق له يف اآلخرة نصيب).األخرة من خالقابر على توحيده شهوته وأعطى املوحد الص. فأعطى هذا شهوته ومناه من الدنيا، الىت آثرها، واختارها،وتعجلها

؛ صربوا على )إنى جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون: (قال اهللا عزوجل.. ومناه من اآلخرة الىت آثرهاه كان إن: (مث ذكر املوحدين فقال). اخسئوا فيها وال تكلمون(وخسئ اآلخرون حني قال هلم . التوحيد ففازوا باجلنة

.، وذكر اآلية)فريق من عبادى يقولون ربنا آمنا

وبدء السحر من أين جاء؟ وكيف كان سببه؟ " األولياء " وقد شرحنا صفة السحر وما يعلم امللكان يف كتاب له وتعظيما أنه كان بني هاروت وماروت وبني اآلدميني شيطان يعلم يف سنة مسألة تعزيزا: وروى عن جماهد أو غريه

.ليكون طريا على قلوب الغواة املفترين

الطرية

(.وهنى عن الطرية:) وأما قولهأمل تر : (أال ترى إىل قوله تعاىل.. فالفار ممقوت. فالطرية هى الفرار من أقدار اهللا وأقضيته، وهى الحقة به حيثما فر

(.موتوا مث أحياهمفقال هلم اهللا . إىل الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر املوت .موتوا، فماتوا بكلمة عن آخرهم، مث تفضل عليهم بأن أحياهم آلجاهلم الباقية: مقتهم بفرارهم، فقال هلم اهللا: قال

أن يسمع صوت طائر يف أول النهارن أوف ي ابتداء عمل، أو استقبلك رجل ناقص اخللق أو أعمى أو : والطريةقد ساء ظنه بربه من غري أصل معقول، مث يفر من قدرة؛ فنهى رسول اهللا فهذا. مشوه، فتتشاءم وتترك ذلك الوجه

.صلى اهللا عليه وسلم عن ذلكفهذا املتطري قد ساء ظنه بربه، ففر من ذلك األمر وتركه، فالضرر حال به؛ ألنه فار من ربه مسىء الظن به؛ فأدركه

قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا : (ىل فيما حيكيبذلك الذي ظن وعاجله كي يعلم أن ربه غري معجز، قال اهللا تعا، أي أن الذي طار من عند اهللا من أقداره )طائركم معكم: (قالت الرسل بل). لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم

: قالوا: (وقال يف قصة صاحل) ألزمناه طائره يف عنقه وكل إنسان: (قال اهللا تعاىل. وأقضيته هو معكم الزم لكم ).طائركم عند اهللا، بل أنتم قوم تفتنون: اطيرنا بك وبمن معك، قال

الكهانة (.وهنى عن إتيان الكهان: )وأما قوله

من امللكوت، إذا حدثت املالئكة بشيء قد أذن فالكهنة تالميذ الشياطني يترقون إىل اجلو األعلى، يسترقون السمع .اهللا فيه، وهو كائن يف األرض عن قريب، فيفشون اخلرب يف السماء إىل وقت الظهور على األرض

فهؤالء الكهان قد ألفوا الشياطني ووزروهم على دعوى علم الغيب، وقد خزن اهللا تعاىل غيبه من العباد، فقال وال يعلم الغيب إال اهللا، وإذا أظهره يف السموات على أفواه املالئكة، بارزته ) وات واألرضولله غيب السم: (تعاى

الشياطني فاسترقت ، ومرت به إىل األرض، فأدته إىل تالمذهتا من اآلدميني ليخرب به ناسا، يريد بذلك إبطال ما تفرد .لشأنهاهللا به من علم الغيب وخزنه عن اخللق إثباتا للوحي وتأكيدا

فالكاهن يرجم بالغيب عن يف شيطان، فهو رسوله، ويزيد فيه من الكذب غري قليل، يروج ذلك كله بالكلمة ومن أجل ذلك جعل الكواكب حرسا للسماء، وجعلها رجوما . الواحدة املسترقة اليت تظهر يف وقتها يف األرض

؛ فاخلطفة هي اإلستراق، والشهاب )ثاقب: (، إىل قوله)الكواكبإنا زينا السماء الدنيا بزينة : (للشياطني، فقالقال ) وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا: (وقوله. رجم الكواكب بنوره حىت حيرقه إن أصابه

ن بن عمرو، عن عبد امللك بن حدثنا صاحل بن حممد، حدثنا سليما.. حترس بال حول وال قوة إال باهللا: ابن عباس .عمري، عن ابن عباس رضي اهللا عنه

؟؟

حضور اللعب أو الباطل

(.هنى عن حضور اللعب وحضور الباطل: )وأما قولهفإذا كان معطال، فال له وال عليه، وهو غدا . فإن اهللا تعاىل مل خيلقه عبثاس، وال تركه سدى، وإمنا خلقه ليعبده

.ما فاتهمتحسر نادم متلهف على .فإذا عمل هللا يف أمر دنياه وآخرته، فهو له وال عليه، وثوابه قائم دائم

وإذا حضره غريه شركه يف ذلك اللعب والباطل، ألنه إمنا يلعب من أجل أن يريه بذلك شيئا ولوال اخللقف ما رأى .أحد ؟

إجابة الفاسقني وجمالستهم وحمادثتهم

(.الفاسقني، وجمالستهم وحمادثتهمونهى عن إجابة طعام : )وأما قولهوكذلك قال يف . فسقت النواة من قشرهتا: اخلروج، يقال يف اللغة: والفسق. فالفاسق من ترك إسم اهللا عامدا لتركه

).كان من اجلن ففسق عن أمر ربه: (شأن إبليس

ودا، ومنهم من فسقعن أمره فتىن ومتردا فمنهم من فسق عن أمر به مردا أو تكربا أو جح: فاخلروج على وجهنيفالرجاء العظيم الذي يف . فهذا فاسق وليس بكافر؛ فاألول جمترىء على اهللا، وهذا جمترىء بقوة التوحيد. على ربه

.حشو توحيده، واحملبة، واألثرة اليت احتسشت النفس هبا من ربه، فتجرأتر والفتنة واملعصية؛ ويف جمالستهم توقري هلم، ويف حمادثتهم واجمليب لدعوة الفاسق عون له على ما هو فيه من الش

).وال تعاونوا على اإلمث والعدوان: (أنس هبم؛ فهذا كله عون، وقال اهللا تعاىل ؟خمالطة الدعي

تمى إىل غري وهنى عن جمالسة الدعى، ومؤاكلته، ومشاربته، وحمادثته،وهو الذي يدعى إىل غري أبيه، واملن: )وأما قوله

(.مواليه، ملعون على لسان نبيه عليه السالموذلك أنه كفور، والكفور ممقوت؛ فهذا الدعي سالسلة أبيه وفلذة كبده، وعطف قلبه؛ ولده، ورباه، وتبناه، وحاطه حياطة اآلباء، فذهب وتربأ من أبيه، وادعى أنه لغريه، فهذا قد كفر النعمة وانتسب إىل الفجور؛ فهذا

.ب اللعنةمستوج .وكذلك عبد أعتق، ووىل نعمته أعتقه، فذهب وواىل غريه؛ فهو كفور لنعمة اهللا

. وأما الدعى، وهو ولد الزنا، فذاك جسد ركب يف بطنه أمه على حرام، فاختلط املاءان، وامتشجا على معصية اهللا .جيز فيه طهارة وال عفةفهو وإن مل يكن له ذنب فيما عمل أبواه، فأصل اخللقة مبنية على أمر عظيم مل

.ولذلك قيل لود الزنا شر الثالثة، وال يؤمن يف الصالة ولد زنيةفإمنا شددوا يف هذا ألهنم نظروا إىل أصل البنية، وهو مبنزلة . ال جيوز يف عتق الرقبة ولد الزنا: ومن العلماء من قال

رع يف أرض ال ملك له فيها، فصار ذلك بذر نبت يف أرض غصب، فالبذر وإن كان لصاحبه ملكا، فإمنا كان الزقد بذره يف حمترث ال ملك له فيها، فما زرع من ذلك البذر فخلقه اهللا -فكذلك هذا الولد بذر .. الزرع حراما

.تعاىل كان ذلك اخللق حراما، واحلرام مرفوض

الغناء

(.هنى عن الغناء، وعن اإلستماع إىل الغناء: )وأما قوله. س األمارة بالسوء، الداعية إىل ركون الدنيا وشهواهتا، امللهية عن ذكر اهللا، وعن ذكر ما أعدفالغناء مهيج للنفو

. فهذه الفنوس أسود رابضة يف عرينها، فإذا هيجت األسود، فعارضها يف ذلك الوقت معارض، كان حتفه فيه .الغنا رقية الزنا: ولذلك روى عن فضيل بن عياض رمحه اهللا أنه قال

كنا يف : رود، حدثنا الفضل بن موسى، عن داود بن عبد الرمحن املكي، عن خالد بن عبد الرمحن، قالحدثنا اجلاإن الفرس ليصهل : عسكر سليمان بن عبد امللك فسمع غناء من الليل، فأرسل إليهم بكرة فجىء هبم، فقال

له العنز، وإن الرجل ليتغىن فتسودق له الرمكة، وغن الفحل ليهدر فتضبع له الناقة، وإن التيس ليثب فتستحرم .فخلى سبيلهم.. هذا مثلة ال حتل: قال عمر بن عبد العزيز. اخصوهم..فتشتاق إليه املرأة

فالغناء هو صوت فيه كالم ذو معان، فالصوت مهيج للقلوب خاصة، وما يف الصوت من : قال أبو عبد اهللا رمحه اهللا .عاين مهيج للهوىالكالم خاصة مهيج للنفوس، وما يف الكالم من امل

وإن كانت هذه املعاين مما تدل على اهللا، تنعم القلب، وأقبل إىل اهللا، وانقادت النفس تابعة له، ومال اهلوى إليها .ومعها

وإن كانت هذه املعاين مما تدل على هنات النفس، وشأن الدنيا وباهلا وأحواهلا، تنعمت النفس ولذت، وانقاد القلب تغنوا : )ولذلك قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم. د اهلوى والعدو سبيال إىل صرعتهأسريا يف يدها، ووج

: فقال" الغىن " وقد ذهب بعض العلماء يف تأويل هذا احلديث إىل (. ليس منا من مل يتغن بالقرآن: )وقال( بالقرآن ..يستغىن به عما سواه

ما أذن اهللا : )أال ترى انه قال يف احلديث.. يد والترجيعوليس هذا معناه، ولكن تأويله من حسن اهلبوب به والتردفالترمن هو التلون باأللوان، ومنه قيل للعندليب : قال أبو عبد اهللا رمحه اهللا( لشيء ما أذن لنيب حسن الترمن بالقرآن

ومه، فغض وإمنا قيل غناء ألنه إذا صوت به فإذا ارخى يف حلقه صوته عن به، أي دخل خيش. إذا صوت إنه ليترمنمن صوته مث أرسله فجهر به حىت يكون ذا ألوان؛ فهو مأخوذ من الغنة ألنه اغنت باحلروف والصوت مث أبرزه

وإذا كان . وكذلك خلق ابن آدم، إمنا يعظم األمر عنده بالتلون ليتجدد، ألن كل لون يرد فهو جديد طرى. ليتلونء من أجل النفس؛ ألهنا ملولة سريعة امللل؛ ألهنا ضعيفة فتلون األشيا. لون واحد عتق عند النفس وخلق فيربمه

خفيفة شهوانية طياشة، ال تكاد تصاير األشياء سعة وغناء، كفعل القلب؛ فإن القلب ذو وقار وسكينة وغناء .وطمأنينة، وإمنا تلونت األشياء من أجل أن يتهىن هبا

ورد املكي أخو وهيب، عن ابن أيب مليكة، عن عبد اهللا حدثنا سليمان بن أيب هالل الذهيب، حدثنا عبد اجلبار بن اليا أبا حممد، (. ليس منا من مل يتغن بالقرآن: )قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: بن السائب، عن أيب لبابة، قال

ر فالغناء، والشعر، واحلداء، والرجز، جرت األخبا. حيسنه ما استطاع: أريت من كان منا ليس حبسن الصوت؟ قالباجتناب ذلك والزجر عنه، فنظرنا كيف هذه األخبارن فوجدنا هذه األشياء إمنا هي أصوات فيها كالم ومعان؛ فما

.كان من ذلك هللا بالقرآ، وبالكالم املرضي، فهو حممودفقد أمر رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم بالشعر حيث هجا حسان بن ثابت . وماكان للنفس والدنيا فهو مذموم

(.لكأمنا تنضحوهنم بالنبل: )ركني، وكذلك كعب بن مالك، وابن رواحة، وقالاملشكان رسول اهللا : حدثنا علي بن حجر، حدثنا ابن أيب الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة رضي اهللا عنها، قالت

يؤيد حسان بروح إن اهللا : )صلى اهللا عليه وسلم يضع منربا حلسان بن ثابت يف املسجد ينشد عليه الشعر ويقولوحدثنا علي حدثنا عبد الرمحن ابن أيب الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، (. القدس ما نافح عن اهللا وعن رسوله

.عن عائشةن عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم مبثلهشبيب فهذا شعر وت( ألن ميتلىء جوف أحدكم قيحا خري له من أن ميتلىء شعرا: )مث روى عنه يف حديث آخر

ألم . والشعراء يتبعهم الغاوون: (وقد بني اهللا تعاىل يف كتابه حاهلم واستثىن منهم احملمود، فقال. ومهاجاة املسلمنيآمنوا إال الذين: (، مث استثىن منهم فربأهم من الذم فقال)وأنهم يقولون ماال يفعلون. تر أنهم يف كل واد يهيمون

فاستثىن منهم من تكلم بالشعر، وذكر اهللا ). وعملوا الصالحات وذكروا اهللا كثريا وانتصروا من بعد ما ظلموافذلك عمل صاحل، وعدة من عدد احلرب، . كثريا، وأراد بذلك اإلنتصار هللا، ولرسوله، ولدين اهللا، وللمؤمنني

.وقوام الدينجر، حدثنا إمساعيل بن عياش، حدثنا عبد الرمحن ابن زياد بن أنعم، عن عبد الرمحن بن نافع، عن حدثنا علي بن ح

حسنه كحسن الكالم، وقبيحه : الشعر مبنزلة الكالم: )قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: عبد اهللا بن عمرو، قال (.كقبيح الكالم

وما ابتغى به فرح . والدار اآلخرة، صار يف امليزان مع احلسنات فمن ابتغى به وجه اله،: قال أبو عبد اهللا رمحه اهللا .الدنيا، وسرورها، وهبجتها، صار هباء منثورا

وما ابتغى به . وكذلك احلداء والرجز ما ابتغى به وجه اهللا، والدار اآلخرة، واملعونة على الدين، فهو يف ميزان العمليا ابن األكوع، : )هللا صلى اهللا عليه وسلم قال يف حجة الوداعز أال ترى أن رسول ا.أفراح الناس، فهذا مذموم

..يريد التخفيف على املشاة حوله -يعين الرجز -، (هات لنا من هناتك :وقال ابن رواحة يوم دخل مكة بني يدي ناقة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

سولهخلوا فكل احلق يف ر... خلوا بىن الكفار عن سبيله

أعرف احلق ىف قبوله... يارب إنى مؤمن بقبيله ويذهل اخلليل عن خليله... ضربا يزيل اهلام ع، مقيله

يا ابن رواحة، يف حرم اهللا وبني يدي رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم؟ فقال رسول اهللا : فقال عمر رضي اهللا عنه .ألنه رأى كالمه عدة وقوة للمؤمنني، ونكاية للعدو" مه يا عمر : " ه وسلمصلى اهللا علي

فإذا تغىن بالقرآن، فهو ترجيع؛ ألن يف القرآن بشرى ولطائف، فإذا تغىن به، طرب القلب، فمر بالنفس، فمال هبا وا ليطربوا ال ليذلوا وإمنا بشر. والنفس تسرع يف اإلجابة يف الطرب والبهجة ما ال تسرع يف الوعيد. إىل ناحيته

ومسع . ويف الوعد طعم وذوق، ويف الطرب تورد وزهرة وتنزع. وينكسروا، فكفى بالوعيد كاسرا للنفس وقامعا هلا، (لقد أوتى هذا مزمارا من مزامري آل داود: )رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قراءة أيب موسى رضي اهللا عنه، فقال

.، لو علمت أنك تسمع حلربته لك حتبريايا رسول اهللا: فقال أبو موسىوكان داود عليه السالم إذا قرأ الزبور لون يف صوته سبعني لونا، فيقرؤه بأحلان يطرب هبا احملموم، ويقف الطري عن

.طريانه، ومل تبق دابة يف بر وال حبر إال استمعت لقراءته

تعليم األطفال الغناء ومثن املغنية وأجرهتا

(.هى عن تعليم الصبيان الغناء، وعن تعليم الفتيات، وعن مثن املغنية، وعن أجر املغنيةون: )وأما قولهومن الناس من يشتري لهو احلديث ليضل : (أال ترى إىل قوله تعاىل.. فهذا من أجل ما قلنا بدءا إن هذا هلو ولعب

).ع، سبيل اللهوإمنا تعلم لريتفع مثنها عند أهل . يل اهللا، فتعليم الصبيان فساد هلم، وكذلك املغنيةفإذا كان الغناء هلوا يضل عن سب

.الريب والفساد؛ ألهنم يبغون هبا نصيب النفسحدثنا على بن حجر السعدي، حدثنا املشمعل بن ملحان من ولد عدى بن حامت الطائى، عن مطرح بن يزيد، عن

قال رسول اهللا صلى اهللا عليه : يزيد، عن القاسم، عن أيب أمامة، قالعبيد اهللا بن زهر، عن زهر، عن علي بن ومن الناس من يشتري لهو احلديث : (وفي مثله نزلت. ال يحل تعليم املغنيات، وال بيعهن، وأمانهن حرام: )وسلم

اهللا، حدثنا فرج بن فضالة، عن ابن يزيد، عن القاسم، عن أيب أمامة، حدثنا صاحل بن عبد). ليضل عن سبيل الله .عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم حنو هذا

حدثنا عمر بن أيب عمر، حدثنا قيس بن جعفر الدارمي، حدثين عبيد اهللا بن رؤيةب بن العجاج، عن أبيه، عن جده، (.بالعراض والدمث، وإياك وأعراض املسلمنييا عجاج شبب : قال يل أبو هريرة رضي اهللا عنه: قال

بيع العلم ومثنه (.وهنى عن بيع العلم ومثنه: )وأما قوله

وقد أخذ اهللا على أهل الكتاب ميثاقهم أن يبينوه وال . فالعلم هو دين اهللا ابتعث به أنبياءه؛ فال يباع بعرض الدنيا ).فبس ما يشترون(يعين الدنيا ) اء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليالفنبذوه ور: (يكتمونه، فباعوه؛ فذمهم اهللا قال

(.علم جمانا كما علمت جمانا: )وقال يف التوراة ).قل ما أسألكم عليه من أجر، وما أنا من املتكلفني: (وقال لنبيه عليه السالم

وكذلك العلماء نعدهم خلفاء الرسل، . ما ائتمنه عليه من علمه ووحيه يعرض الدنياومل يطلق ألحد أن يبلغ عن اهللا

فقد كان العلماء يتوقون يف حالة البيع . وهم مبلغون عن اهللا، فليس ألحد منهم أن يأخذ عليه نواال من حطام الدنياهذا لك : رمحه اهللا أنه قيل لهوالشراء أن حيابوا أو يزادوا ملكاهنم من العلم؛ حىت روى لنا عن احلسن البصري

فهذا إذا قبل احملاباة طمعا فيه من أجل دينه، فأما إذا عرف له حقه . إمنا جئت أشتري بدرمهي ال بديين: فقال. بكذاوكان عليه السالم يؤثر، . ومل يزل أهل الدين يعرف هلم، ويؤثرون على غريهم من الناس. من غري طمع، فال بأس به

.على نبوته ومكانه من اهللا تعاىلويفضل، ويعرف له الشعر املهجور

(.وهنى عن الشعر، وعن جمالسة الشاعر: )وأما قوله

فإن كان وقع النهي عن مثنه على الصحيفة فاملعىن على ما وصفنا . فقد وصفنا شأنه بدءا أن هذا هو الشعر املهجورأال ترى أنه ما هنى عبد .. غري داخل يف ذلك النهىوأما إذا كان كالما حممودا، فالبيع ومثنه . من أنه كالم مهجور

اهللا بن رواحةن وكعب بن مالك، وحسان بن ثابت، وهم شعراء رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يذبون عنه لكأنما تنضحونهم : )ويهجون الكفار ويعريوهنم وينكون فيهم، كما وصفهم رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، وقال

(.بلبالنوالشعراء يتبعهم الغاوون : (وإمنا معناه يف النهي عندنا عن جمالسة الشعراء عمن كان هبذه الصفة اليت ذكر اهللا تعاىل

ثالب فبني أهنم يف أودية الضاللة يهيمون طعنا وتعيريا وم) ألم تر أنهم يف كل واد يهيمون وأنهم يقولون ماال يفعلونإال : (مث استنثى احملمود منهم، فقال. فمن جالسه فهو تابعه، وهو فار. لألموات ورميا بالفرى لفروج احملصينات

وما كان من الشعر بعد ذلك ). الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا اهللا كثريا وانتصروا من بعد ما ظلمواإن من الشعر : )هذا املنهى، وقد روي عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قالحكمة وموعظة، فهو خارج عن

(.فقد جند كثريا من احلكم قد نقلتها األئمة بالقوايف يف األحاديث( حلكمة

لبس الذهب للرجال

(.وهنى عن لبس الذهب للرجال: )وأما قولهأال ترى إىل .. ت من الدنيا الستعمال أغلى شيء منهاواجلبابرة الفراعنة إمنا قصد. فالذهب أغلى شيء يف الدنيا

، يعرف قدر موسى من طريق الذهب؛ فحلية الذهب هو زى )فلوال ألقى عليه أسورة من ذهب: (قول فرعون .اجلبابرةراكب أعدائي؛ ال تلبسوا لباس أعدائي، وال تركبوا م: قل لبين إسرائيل: أن اهللا تعاىل قال: وروى يف اخلرب: قال

.فتكونوا أعدائي كما هم أعدائيفهؤالء اجلبابرة عمدوا إىل أعايل النعم، وغلى أعزه عند اخللق؛ فتناولوه من الدنيا، يريدون بذلك اخليالء والفخر .على عباد اهللا تكربا وتعظما وتيها، وهو الذهب واحلرير وركوب النمور؛ ألن النمر عزيز أخذه ال يكاد يتمكن منه

هذان حمرمان على ذكور : )أما الذهب واحلرير، فأخذمها رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم بيده، ورقى املنرب، فقالففسبب ذلك التحرمي وعلته أن الذهب واحلرير للرجال خيالء وجترب وتعظم؛ فحرم ذلك عليهم (. أميت، حل إلناثهم

فهن إن افتخرن وتعظمن . عون على العفة لألزواجمن أجل هذا الضرر العظيم، وأحل لإلناث ألهنا زينة هلن و

.واختلن، فهن إناث ليس منهن فراعنة وال جبابرة لبس القسى " .وهنى عن لبس القسى : " وأما قوله

: وروى عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قال: فهو قريب مما وصفنا، القسى ثياب محر كاألرجوانن قال -يف ثياب محر : قال) فخرج على قوم فى زينته: (وروى يف اخلرب يف قوله عز وجل: لقا" طاحلمرة زينة الشيطان

. -يعين به قارون مسعت : حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا أبو مثيلة حيىي بن واضح، حدثنا عبيد اهللا بن سليمان، عن الضحاك، قال

.عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم نزاال عن عبد اهللا أنه كره القسى، ويرويه عبد اهللا ؟؟؟؟؟؟

لبس احلرير

(.وهنى عن لبس احلرير والقز، وعن لبس الديباج، وعن لبس اخلز، وعن الركوب على جلود النمور: )وأما قولهفإمنا صارت كلها . فجنس منه الصوف، وجنس منه احلرير، وجنس منه اجللود املدبوغة، وجنس منه السداب

ولو كانت من أجل أجناسها لرد كل شيء إىل جنسه، مث . واحد من أجل أهنا زي الفراعنة واجلبابرةمضمومة يف هنى أطلق هلم اخلز من أجل أنه شيء دوهنا، وقد يكون منه اخلسيس الذي يوازى القطن والكتان وأصله صوف، فهو

ة خزا كما ذكر احلرير والسندس وإن كان لينا فإنه كساء، وليس يف األكسية خريية، فهل مسعت اهللا ذكر يف اجلنفأما اخلز فهو شعر ليست من لباس اجلبابرة والفراعنة، بل يأنفون من ذلك، وإمنا . فهذا كله إبريسم. واإلسترباق

أالترى أنه أبيح للرجال التحلي بالفضة مثل اخلواتيم وحنوه، مث هنى عن الشرب .. هو للقواد والدهاقني والبطاريق .بالذهب؛ ألن هذا تشبه بأهل الكفر يف آنية الفضة وسوى

فإمنا زجر عن هذه األشياء كي ال يتشبهوا بأهل الكفر باهللا، وليضاهوا أولياء اهللا فيما وعدهم يف اآلجل، فمن فعل تجزون أذهبتم طيباتكم يف حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم: (ذلك قيل له يوم القيامة حني يعرض على ربه

).عذاب اهلون ؟

تفليج األسنان والتنمص واخلصاء

).ونهى عن تفليج األسنان، وعن التنمص، وعن اخلصاء: )وأما قوله .فهذا كله مثلة، واملثلة أن تفعل فعال تتشبه باخلالق وتتمثل؛ ألن من شأنه أن يفعل ما مل يكن فيخلق

فقد بدلت خلق اهللا، ومتثلت هبف ي . مييز بني األسنان، فيجعل بينهن خلالفتفليج األسنان أن يعاجله باحلديد، حىت .أن تغري خلقه، وترتاد أن تكون على ما تريد

والتنمص، وهو نتف الشعر من اجلبني، ففيه مؤونة عظيمة يف نتفه، ولو كان حلقا لكان ايسر، ولكنه نتف، وأمل .وجيع، وتعذيب للنفس

) ال تبديل لخلق اهللا: (اىل، فانت تريد أن جتعله يف خلق اإلناث، وهو قولهوكذلك اخلصاء، ذكره اهللا تع

.هواإلخصاء:قال الوشم

" .وهنى عن الوشم : )وأما قولهفهو وخز باإلبر حىت يصري كتابة على اليد أو صورة شيء ممن يهوى، مث ينضحه بالنبل، ويذر عليه ليبقى أثره هناك

.كاخللقةإال من اتبعك : (أهل اجلاهلية أشرا وبطرا؛ اتباعا للهوى وللشيطان، وقد وعد اهللا يف تنزيله فقالفهذا كله من فعل

: بسلطان عليهم جار يف الغواة وهم تبعه، واستثىن اهللا عباده منهم فقال) من الغاوين وإن جهنم لموعدهم أمجعني .فال جتد مؤمنا يتبع الشيطان، إمناهو تابع هلواه). إن عبادى ليس لك عليهم سلطان(

.فهذه األشياء اليت زجر عنها رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، هي من مترد أهل الكفر وبطرهموأما ما كان من مثل حلق الرأس يف النسك، أو لألذى، أو للحر يف الصيف يريد أن خيفف عن نفسه مؤونة الشعر،

.ة؛ فهذا من أجل منفعة الدين أوالدنيا؛ فهو غري داخل يف ذلكومثل اخلتان، واحلجامال بأس به، : عن حف املرأة لزوجها جبينها؟ ونتف الشعر حىت حتفيها، فقالت: وسئلت عائشة رضي اهللا عنها: قال

.إمنا هي شيء تزين املرأة به نفسها لزوجها .ا تطلى وجهها بالورس وحنوه للكلفكانت إحدان: وسئلت من التداوي من الكلفب الوجه؟ فقالت: قال

خروج املرأة من بيت زوجها بدون إذنهفإن خرجت بغري إذنه لعنتها مالئكة السماء ومالئكة . ونهى أن خترج املرأة من بيت زوجها إال بإذنه: )وأما قوله

(.الرمحة ومالئكة العذاب حىت ترجعخلق لكم من (وقالك ). وجعل منها زوجها ليسكن إليها( :فإن املرأة خلقت مسكنا للرجال، وكذا أخرب يف تنزيله

).أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليهافأصل تزوجيها للعفة والسكون؛ فإن النفس تضطرب للشهوة اهلائجة فتهبط يف اهللكة والدنس؛ فجعلت هذه

هر؛ فاملرأة يف وثاقه، ومهرها الزم عليه، فإذا عقد النكاح، وضمن امل. ليسكن عن اإلضطراب ويعف عن الدنسوهي ال تدري مىت يكون وقت . ونفقتها جارية على الزوج، ومن حق الزوج عليها أن تكون مستعدة حلاجته إليها

احلاجة، ومىت هتيج الشهوة فعرضت له احلاجة إليها، فإذا فقدها عند احلاجة خيف عليه أن جيد الشيطان سبيال إىل ورمبا خرجت فعرضت نفسها للرجال، ويف . فهذه عاصية قد استوجبت اللعنة يف امللكوت. يف الزناإهالكه، فيقع

الزوج غرية، فهو يقاسي تلك الغرية واملرأة يف اخليانة له أن ترى شخصها غريه، فيلتذ مبحاسنها فوق الثياب، وهي .يف وثاقه وملكه، ونفقتها جارية عليه، وقد بذل مهرها وألزم نفسه ذلك

فإذا خرجت بإذن الزوج، فقد سقطت هذه املؤن عنها، وليس عليها من قبل الزوج تبعة يف وقت الفقد عند .احلاجة

أنه خرج يوما فرجع من الطريق كاملستعجل، فرؤى ذلك يف وجهه، يف : وروى عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلمنه ألقى يف نفسي شهوة النساء، فقمت لذلك، إ: )البيت نساء فخرجن، فأتى أهله، مث خرج ورأسه يقطر، فقالإذا رأى أحدكم امرأة، : )وقال يف حديث آخر(. ورجعت إليكم، كان ذلك فافعلوا هكذا من أماثل أعمالكم

(.فوقعت يف قلبه، فليعمد إىل امرأته، فليواقعها، فإن ذلك يرد ما يف قلبه

.ولذلك كان يغزو وبرفقته إحدى نسائه خمافة احلاجة املرأة للمسجدتطيب

(.هنى ان تتطيب املرأة للمسجد: )وأما قوله

فهذا الطيب داع إىل الفتنة، وكان النساء خيرجن إىل املسجد . فإن فعلت مل تقبل صالهتا حىت تغتسل اغتسال اجلنابةلت ذلك يف ذلك الزمان لصالة املكتوبة، فنهني عن الطيب؛ لئال يوجد رحيها فتكون فتىن، وأمرت باإلغتسال عن فع

.كاإلغتسال من اجلنابة باألشنان والسدر كي يذهب عبق العطر

تزين املرأة لغري زوجها

(.وهنى أن تتزين املرأة لغري زوجها: )وأما قولهوال : (فإنف علت كان على اهللا ان حيرقها بالنار؛ فالتزين لغري الزوج تربج وتطلع وتشرف للرجال، وقال اهللا تعاىل

، وهو صوت اخللخال، فإذا فعلت ذلك )وال يضربن بأرجلهن ما يخفني من زنتهن: (وقال). ج اجلاهليةتبرجن تبر .وتزينت لغري زوجها فهذا فساد عظيم يف قلبها، وخيانة للزوج

ال اصرب : قال" ا طلقه: " وإن مل تكن ذات زوج فالفتنة فيها باعثة إىل ما هو أعظم من ذلك، كما قال ذلك الرجلحدثنا بذلك عبد اجلبار بن العالء، حدثنا " فأمسكها إن شئت فاستمتع هبا : عنها إن فعلت ذلك فتراين احبهان قال

حدثنا عبد . سفيان، عن هارون بن زياد، عن عبد اهللا بن عبيد بن عمري، عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم بذلكجعفر بن حبان، عن معاوية بن قرة، عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم الكرمي، عن علي بن عبد اهللا، حدثنا

.بذلك كالم املرأة (.ونهى أن تتكلم املرأة مع غري زوجها أو ذي رحم غري حمرم إال مخس كلمات فيما ال بد منه: (وأما قوله

جها فقد أذاقته بعض شهوهتا، فقد فهذا سببه ما تقدم، ألن الكالم نغمة، ويف النغمة فتنة وشهوة، فإذا كلمت غري زومث أطلق . اال ترى أنه استنثى احملرم ألهنا ال حتل له، وقرب رمحها منه حيول دون أن جيد طعما للذاهتا.. خانت زوجها

.هلا يف كلمات حمظورات ذات عدد ال بد هلا منها للضرورةحىت ابتلى بالء عظيما وخرب منزله، فسألت عن وكان عندنا رجل أعمى، افتنت جبارة له،: قال أبوعبد اهللا رمحه اهللا

كان بينهما كوة، فكانت جتىء تلك املرأة فتحدث إمرأة األعمى ويستمع األعمى إىل حديثها، : سبب ذلك، فقيل .فيما ذكر يل.. فافتنت هبا حلالوة نغمتها وعذوبة ألفاظها؛ حلال النغمة، (لتسبح الرجال، ولتصفق النساءمن نابه شيء يف صالته، ف: )والنغمة شأهنا عظيم، ومن ها هنا قال

واملراة جند من جنود إبليس عظيم؛ ولذلك قال إبليس . فإن فيه افتتانا للمصلني إذا مسعوا نغمة املرأة بالتسبيح. فأنت نصف جندي، وأنت موضع سري، وأنت سهمي املسموم الذي أرمي بلك فال أخطىء: حيث خلقت املرأة

فهي من قرهنا إىل . هنا خلقت من الضلع الذي جياور موضع الشهوة، من آدم عليه السالموإمنا صارت مسمومة ألالوجه : قدمها شهوة حىت شعرها وظفرها؛ فلذلك أمرت أن تستر كل شيء منها إال ما ظهر مما ال ميتنع وهو

.والكفان؛ فبالوجه تنظر، وبالرجل متشي، وباليد تتناول: مث قال) وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب(يب من املؤمني وقال أال ترى كيف حجب اهللا نساء الن

فرحم اهللا العباد، فمنعهم النظر إليهن كيال يقعوا يف خيانة الرسول صلى اهللا عليه ). ذلكم اأطهر لقلوبكم وقلوبهن(فما ظنك مبن خان حممد صلى اهللا عليه وسلم يف أهله ماذا حيل به . سالموسلم، وال يقعن يف خيانة الرسول عليه ال

من اهللا؟ حدثنا عمر بن أيب عمر، حدثنا سعيد بن أيب مرمي املصري، حدثنا نافع بن يزيد، حدثنا خالد بن يزيد، عن يا روح اهللا : الملقى حيىي ابن زكريا عيسى عليهما السالم، فقال حيىي لعيسى عليهما الس: عثمان بن سعيد، قال

بل أنت فحدثين؛ أنت خري مين؛ أنت روح اهللا وكلمته : قال عيسى عليه السالم.. وكلمته ألقاها إىل مرمي، حدثينيا روح اهللا، ما يبدي : قال. ال تغضب: قال له عيسى عليه السالم. تقعد مع الروح؛ فحدثين ما يبعد من غضب اهللا

يا روح اهللا، هؤالء شداد كلهن؛ فكيف يل هبن؟ : قال. ، والفخر، والعظمةالتعزز، واحلمية: الغضب ويثبته؟ قالوإياك واللهو؛ فيسخط اهللا عليك، وإياك والزنا؛ فإنه من غضب : مث قال له. سكن الروح، واكظم الغيظ: قالحديد النظر إىل ما التكونن .. النظر، والشهوة، واتباعها: يا روح اهللا، ما يبدي الزنا وثبته ويقيده؟ قال: قال. الرب

.ليس لك؛ فإنه لن يزىن فرجك ما حفظت عينيك، ولن تستطيع ذلك إال باهللا امتناع املرأة عن زوجها

(.وهنى أن متنع املرأة نفسها عن زوجها ولو كانت على قتب، إذا كانت طاهرة: )وأما قولهون مستعدة له يف وقت احلاجة؛ ليعف فهذا قد تقدم وصفه؛ ألن الزوج قد ضمن املهر، والنفقة، وعقدالعقد؛ لتك

.عما حرم اهللا تعاىلأال ترى أنه أطلق اهللا تعاىل له أربعا؛ ألهنا صارت مشغولة عنه .. فأوقات احلاجة هي الحقة باملفروضات الواجبات

.باحليضابل عندهم، وذلك أهنم يف اجلاهلية كانوا أهل بادية، وقلت القو. فهو قتب البعري( ولو كانت على قتب: )وقوله

فلم يعذرها يف ذلك الوقت الذي تطلق للوالدة أن متنع نفسها . فكن يقعدن على قتب األرض عند الطلق حىت تلدحىت تبذل، وهي يف ذلك الوقت عند الوالدة يف وقت احليض، فإن رأت الدم فهي طاهرة؛ ألن ذلك ليس بدم

إذا : )احليض؛ ولذلك شرط يف احلديث فقال حيض، وإذا كان الوالدة يف وقت احليض فهي معذورة، من أجل .ألهنا رمبا ولدت يف أيام حيضها( كانت طاهرة

بيع الثمر قبل أن يبدو صالحه

وهنى عن بيع النخل حىت تزهو وجتيء حبمار أو بصفار، وعن بيع العنب حىت يسود، وعن احلب حىت : )وأما قوله (.يشتد وعن الثمرة حىت تطعم يف أكمامها

فرمبا باع النخل، وقد بدا مثرته؛ ألن اهللا تعاىل قد حظر على ا، ومل . ثال واحدالعباد أكل األموال بالباطلفهذا كله متصرحبال ينتفع هبا؛ ألهنا كحب الرمان املتراكم؛ فذاك ما ال نفع فيه فإذا أصابته آفة، وهو بتلك احلال، فقد صار

.اآلخذ لثمنه آكال بالباطلصار حبال ينتفع به، فقد أعطى مثنا يف شيء ينتفع به إن كان اهللا تعاىل يرزقه السالمة حىت فإذا امحار واصفار، فقد

.يدرك، وإال فقد أخذ شيئا ينتفع بهوكذلك العنب إذا كان عوزقا ال مثن له، وكذلك احلب الذي مل ينعقد ومل يبلغ الفرك، وعن الثمرة حىت تطعم يف

.أكامها

ومن قبل ذلك فيه ما مل ينعقد ليس له مثن، فإذا أصابته آفة يف ذلك الوقت مل يكن ما فك مثرة صار هلا مثن يف ذلك، .ضاأخذ من مثنه إال بالباطل؛ ألنه مل يعط عنه عو

فهذا غرر فقد أخذ ماله . أبيعك هذا الزرع حبقله مث حيصد بعد بكذا درهم: وكذا بكيله من الثمر واحملاقلة أن تقول .على شيء ال يدري يكون أم ال

بيع السنني (.وهنى عن بيع السنني: )وأما قوله

.أبيعك مثرة هذا النخل لكذا وكذا من السنني بكذا درهم: وهو أن يقول .فقد أخذ ماله على شيء ال يدري أن يكون أم ال فهذا غرر؛

املزابنة واحملاقلة (.وهنى عن املزابنة واحملاقلة: )وأما قوله

فهذا ربا؛ ألنه ال يدري لعل التمر الذي على رؤوس . أبيعك مثرة هذا النخل بكذا قفيز من متر: وهو أن يقول .بالرب، سواء بسواء، والفضل ربا، وكذلك العنب بالزبيب النخل زائد على الذي يكيل له؛ ألن التمر بالتمر، والرب

بيع القردة واخلنازيروهنى عن بيع القردة، وعن جلود القردة واخلنازير؛ ألن القرد واخلنزير سبع وقد هنى عن كل ذي ناب : )وأما قوله (.من السباع

نه حرام ال ينتفع به، ومباح قتلهن، وما وكذلك الذئب والنمر وكل ذي ناب فهو سبع، ال جيوز بيعه، وال مثن له؛ أل .أبيح لك قتلهن فال ميلك، وما ال ميلك مل جيز بيعه، وال ملك ألحد عليهن

ز أال ترى أن رسول اهللا صلى اهللا عليه .ولو قتل رجل ذئبا يف يد آخر أو أسدا أو قردا أوخنزيرا، مل يكن عليه شيءفلما ظهر النفع . للكالب مثنا، غال كلب الصيد وكلب املاضية وسلم أهدر شأن الكالب، وأمر بقتلهنن ومل جيعل

.من جنس منهن، وقع امللك، وحل بيعهن، وغرم قاتلهنحدثنا ابن مسلم، حدثنا على بن سعيد املسروقى، حدثنا عباد ابن عوام، عن حممد بن أيب إسحاق، عن عمران بن

عريا، فتزوج بامرأة وأمهرها ذلك الكلب، فقتله؛ أن رجال كان له كلب صيد، قد أعطى به عشرين ب: أيب أنيس .فرفع ذلك إىل عثمان رضي اهللا عنه، فغرمه عشرين بعريا

بيع الصنم (.وهنى عن بيع الصنم: )وأما قوله

(. أمرين ريب بكسر األوثان، وحمق املعارف: )فكذلك أيضا؛ ألنه ال مثن له، وقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم .شيء أمر اهللا تعاىل رسوله صلى اهللا عليه وسلم مبحقه وإبطالهفكيف جيوز بيع

حدثنا صاحل بن حممدن حدثنا قيس . وكذلك بيع املزامري واملعارف، وهو باطل، وال مثن له، ومن كسره مل يغرم شيئا .بن الربيع عن أيب إسحاق، عن شريح أنه أتى برجل كسر طنبور اآلخر، فلم يضمنه شريح

واجلوزالشطرنج والنرد

وهنى . وهنى عن بيع الشطرنج، وعن اللعب به؛ وهنى عن النرد، واللعب به، وعن خمالة الالعب بالنرد: )وأما قوله .عن القمار كله، وعن اللعب باجلوز للصبيان

فإمنا . كل ما أهلى عن الصالة، وعن ذكر اهللا؛ فهو قمار: قال القاسم بن حممد.. فهذا كله من القمار، وهو امليسر

.هنى عن ذلك كله؛ ألنه ملهى، يدعو إىل القمار، ويلهىوقد رخص . فأما بيع الشطرنج والنرد فهو شيء ال مثن له؛ ألنه ال نفع، ولو كسر وأحرق مل يضمن الكاسر شيئاوالذي جاء من . ابن عمر للصبيان يف اللعب باجلوز يف أيام العيد فيما روى عنه؛ ألن ذلك منهم غري طلب القمار

.واللعب كله باطل، وما خلق اخللق للعب. عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم تأديبا هلمالنيب

اخلمر

وهنى عن شرب اخلمر، وعن بيع اخلمر، وعن أن يعصر اخلمر، وعن أن يشترى اخلمر، وعن محولة : )واما قولهشارهبا، وساقيها، وبائعها،وآكل اخلمر،وهنى أن يسقى اخلمر؛ فإن اهللا تعاىل لعن اخلمر، وعاصرها، ومعتصرها، و

(.مثنها، وحاملها، واحملمولة إليهمن شرهبا فهو كعابد الوثن، وال يقبل له صالة أربعني يوما؛ فإن مات ويف بطنه شيء : )وقال صلى اهللا عليه وسلم

ر وما خيرج من صديد أهل النا: )وما طينة اخلبال؟ قال: قيل(. منها كان حقا على اهللا تعاىل أن من طينة اخلبال .فيجتمع ذلك يف قدور جهنم فيصري محيما فيشربه أهل النار ويصهر به ما يف بطوهنم واجللود( فروج الزناة. فكل شراب خامر العقل أو خالطه حىت شده عن أن يشرق على قلبه فهو مخر( وهنى عن شرب اخلمر: )وأما قوله

.ى املنرب خطيبا يف شأن اخلمروكذلك قال عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه، حيث قام علفاخلمر ما خامر العقل وغشاه؛ فكل . فاخلمر نزل حترميا أيضا كالربا، فلما كان الربا أبواب، فكذلك اخلمر أجناس

فالعصري إمنا يغلى ويصري رجسا مبا يناله من يد العدو، وذلك أن العدو خلق من مارج من . شيء مغطى فهو خممررجس من عمل الشيطان : (أال ترى أنه قال يف تنزيله.. فخاضه أزبد وغلى؛ فرجاسته يف يدهنار، فإذا أدخل يده فيه

.فعمله هو إدخال يده فيه حىت يغلى من حرارة يده املعلونة؛ فرجاسته منها) فاجتنبوهوذلك أن العقل يف .فحرمه اهللا؛ ألنه ملا دخل طار إىل رأسه، إىل معدن العقل، فأفسده، وسد الطريق إىل القلب

فإذا صار سدا، بقى العقل يف الدماغ منكمنا، فاستد . الدماغ، وشعاعه وعمله يف القلب، وتدبريه يف الصدرومن ذلك . وسكر غريه وساكر بنفسه. سكر النهر، أي سده: ويف ذلك قيل. سكر، أي سد: ولذلك قيل. الطريق

كل شراب إىل، فإمنا هو من وضع يد الشيطان فيه، فهو داخل ف. أي سدت) سكرت أبصارنا: (قوله تعاىل حكايةفاحلمد هللا على حترميه على . مع نصيبه إىل املعدة، وآخذ للذهن، وحابس للعقل، ويبقى اإلميان منفردا يف القلب

.عبادهت من الفرح يف فهذا سبب من اهللا يف الظاهر ملا هو يف الباطن، وذلك أن احلالوة خرج: قال أبو عبد اهللا رمحه اهللا

األصل، فإذا شربه فرح، واهللا ال حيب الفرحني بغريه، فطبع اآلدمي علىالفرح بوجود كل شيء حلو، وقد وضع يف .العنب عامة الفرحأن آدم عليه السالم ملا دخلها أول ما أكل منها العنب، فامتأل فرحا حىت مثل، فعندها أكل من : وروى عن وهب

: أال ترى كيف ذمة اهللا تعاىل.. فعامة اخللق هلكوا يف أفراح الدنيا. إىل خدعه الشجرة، ووجد العدو سبيال ).ال تفرح إن اهللا ال يحب الفرحني: (وقال).. وال تفرحوا بما آتاكم: (وقال).. وفرحوا باحلياة الدنيا(

).رحوا هو خري مما يجمعونقل بفضل اهللا وبرمحته فبذلك فليف: (وقال .فرح باهللا، وهو فرح الصديقني؛ وفرح بفضل اهللا ورمحته وهو اإلسالم والقرآن: فاألفراح كلها مذمومة، إال فرحني

والفرح يقسى القلب، فإذا صار فيه الشراب دب فيه الفرح، فلذلك يشتد على هؤالء الشربة مفارقته والنزوع

فهم حيتملون مرارته، وأذاه، وغائلته، وصوره العاجل؛ وخياطرون مبا أمامهم من . دوا لذة الفرحعنه؛ ألهنم قد وجفإذا طبخ بالنار مل يبق للشيطان نصيب، ومل يكن له سلطان . اهلول العظيم، والعذاب األليم، والوعيد الذاهل ألهله

أخذ منها العدو، وفتنتها يف الصدر يف وقت يف صدره، حىت جيىء بتلك النار، وهي نار ذات زينة وهبجة وشهوة، في .سلطانه، وإمنا يكون سلطانه مع نصيبه من الشراب، فلم يقدر على فتنته إذا ذهب نصيبه

فهو أن يعصر العنب على نية اخلمر، فهو حرام عليه، وأما شرب العصرين فال ( ونهى أن يعصر اخلمر: )وأما قوله .وكذلك بيعه وشراؤه ومثنه ومحولته. عصر اخلمر، أى للخمروإمنا هنى عن أن ي. بأس به مامل يغل

.، يعين يف الدواء، وأن اهللا مل جيعل الشفاء فيما حرم عليكم(يسقى الصبيان: )وقولهوشارهبا، . والعاصر هو الفاعل له، واملعتصر هو الذي يعصر له. ، إذا عصرها للخمر(عاصرها ومعتصرها: )وقوله

.ء شركاء يف هذه احلرمةوساقيها، وحاملها؛ فهؤالال عقل هلما، قد أحاط فرح العباد هلما بقلبه، وشارب احلمر قد صار يف هذا الوقت ( شاربها كعابد الوثن: )وقال

. مسلوب العقل ممتلئا فرحا من ذلك الشراب، فاشتبها يف صفة احلال، ال يف امللة؛ ألن هذا مسلم، وذاك كافركأنهم إىل نصب (أال ترى إىل قوله .. به، فكان املشركون يفرحون بآهلتهم ولكنه شبهه به لسلب العقل وفرحه

يبتدرون آهلتهم أيهم يستلمها : وروى عن احلسن رمحه اهللا أنه قال. ، والوفض السرعة يف النهوض كالرمل)يوفضون .قبل

الربا

الربا، وعن إطعام الربا، ولعن آكل الربا، هنى عن أكل الربا، وعن الشهادة على الربا، وعن كتابة: )وأما قوله (.ومواكله، وكاتبه، وشاهده

.فهؤالء كلهم قد تعاونوا على هذا اإلمث والعدوان، وكل قد أخذ حبظه من احلرام، وكذلك اخلمر نكاح التحليل

األول، وهنى وهنى عن املطلقة أن تتزوج زوجا آخر حيلها لألول، وهنى الذي تزوجها ليحلها للزوج : )وأما قوله (.زوجها األول إذا علم ذلك؛ فإن اهللا تعاىل لعن الذي يفعل ذلك يف املستحل واملستحل له

فهذا التحليل خمادعة؛ ألن اهللا تعاىل أدب املؤمنني، وأمرهم بالطالق للعدة، وهو أن يطلقها طاهرا يف طهر مل جيامعها طلقها واحدة للسنة، مث واحدة عذر يف الثنتني، ومل يعذر يف فإن . فيه، فلما طلق ثالثا مجيعا كان ذلك معصية ووزرا

فإذا ذهب يعمل . ال حتل لك بعد الثالثة حىت تنكح زوجا غريك؛ كي تتأدب وحتذر، فال تطلق ثالثا: الثالثة، فقيل لهه على التحليل، فقد طمس وجه األدب، وكان فيه ضرر يعم؛ فزجر رسول اهللا صلى اهللا عليهوسلم باللعن؛ ألن

.نكاح دلسة وخدعة وغرور ال رغبة فيه بيع وسلف (.وهنى عن بيع وسلف: )وأما قوله

.أشتري منك بكذا على أن تقرضين كذا: فهو أن يقول شرطان يف بيع

(.وهنى عن شرطني يف بيع: )وأما قولها، وال يؤدي أحدمها أخذت هذا منك بالنقد بكذا، وبالنسيئة بكذا، فافترقا على قولني مل جيب واحدا منهم: فيقول .ما لزمه

بيع ما ليس عنده (.وهنى عن بيع ما ليس عنده: )وأما قوله

وقد تأول بعض العلماء أن املواعدة . فمن أجل أنه عقد البيع على شيء مل ميلكه، ال يدري أميلكه أم ال، فلم ميلك .اشتر كذا حىت أشتري منك: داخلة يف النهي، وهو أن يواعده فيقول

يضمنربح ما مل (.وهنى عن ربح ما مل يضمن: )وأما قوله

وهذا باب يدخل فيه أشياء كثرية من . فهو الذي يشتري الشيء، مث يبيعه قبل القبض، وقبل أن يدخل يف ضمانهفكل شيء مل يدخل يف ضمانه، فربح من ذلك الوجه، فهو منهي عنه؛ ألنه ال . اإلجارات، والزراعات، واملضاربات

.ميلكه بعد اللةاجل

حتبس اإلبل أربعني يوما، والبقر : وهنى عن اجلاللة، وركوهبا، وألباهنا من البقر، والغنم، واإلبل وقال: )وأما قوله (.حتبس الدجاجة ثالثة أيام: )ويف حديث النيب صلى اهللا عليه وسلم(. كذلك، والغنم سبعة أيام

وإمنا كره . لكنه يعاف ويتنزه منه، وإمنا حتبس للتنظيفواجلاللة اليت تأكل اجللة، وهي العذرة، فهذا ليس مبحرم، و .وإمنا كره ركوهبا لعرقها ولعاهبا. ألباهنا؛ ألن العذرة صارت علفا هلا وغذاء، ومنها يدر لبنها

والعذرة رجس، ومن اعتلفها صارت . والعذرة شيء قد خالطه يلبس يف جوف اإلنسان فرجاسته بالعدو وقد نالتهمن بني السباع؛ ألنه ) أو لحم خنزير فإنه رجس: (أن اهللا تعاىل مسى اخلمر رجسا؛ يف تنزيله، فقالأال ترى .. رجسا

.خلق يف سفينة نوح عليه السالم ألكل العذرة، فصارت العذرة غذاء له، فأصابته رجاسة الشيطان ضرب الوجه (.وهنى أن يضرب الرجل خده او خد غريه: )وأما قوله .تعاىل أكرم هذا اآلدمي بصورته، فصارت هلا حرمة، فنهى عن ضرب الوجوه والتقبيحفإن اهللا

حدثنا اجلارود بن معاذ، حدثنا جرير، عن األعمش عن حبيب بن أيب ثابت، عن عطاء بن أيب رباح، عن ابن عمر وهنى عن (. الوجوه إن اهللا خلق آدم على صورة الرمحن؛ فال تقبحوا: )قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: قال

.ضرب وجوه البهائم؛ ألن الوجه أكرم األشياء على اخللق

ضرب الوجه

(.ونهى أن يضرب الرجل خده أو خد غريه: )وأما قولهفإن اهللا تعاىل أكرم هذا اآلدمي بصورته، فصارت هلا حرمة، فنهى عن ضرب الوجوه والتقبيح، حدثنا اجلارود بن

قال رسول : مش، عن حبيب بن أيب ثابت، عن عطاء بن أيب رباح، عن ابن عمر قالمعاذ، حدثنا جرير، عن األعوهنى عن ضرب وجوه البهائم؛ ( إن اهللا خلق آدم على صورة الرمحن، فال تقبحوا الوجوه: )اهللا صلى اهللا عليه وسلم

.ألن الوجه أكرم األشياء على اخللق مصافحة الذمى

).وهنى عن مصافحة الذمى: )وأما قولهألنه كافر، والصفاح للمسلم، ألنه أخوه يف دينه وصفيه؛ للمصافاة يصافحه، ولإلميان يؤمنه بالسالم عليه؛ فال

.يستحق الذمى هذا عظام الفيل (.وهنى أن ينتفع بعظام الفيل: )وأما قوله

.ن اآلثاروقد جاء الرخصة م. فالفيل غري مطلق أكل حلمه، وعظامه فيه دسومة فخليق أن يكون من أجل ذلك البول يف اإلناء الذي ينتفع به

(.وهنى أن يبال يف اإلناء الذي ينتفع به: )وأما قوله .فهذا تنزه، وليس حبرام؛ ألن اإلناء الذي بال فيه تشرب البول فيه؛ فهو خليق أن ال يشرب فيه وال يؤكل

جمامعة املرأة مستقبال القبلة (.مستقبل القبلةوهنى أن جيامع الرجل امرأته : )وأما قوله

.فهذا لتعظيم البيت، ومن أجل ذلك هنى عن البول مستقبل القبلة جمامعة املرأة بعد اخلروج من اخلالء دون أن يتوضأ

(.وهنى أن جيامع الرجل امرأته وقد خرج من اخلالء حىت يتوضأ: )وأما قولهأال ترى أنه يؤمر إذا .. ضأ تباعد منهفهذا تأديب، وخليق أن يكون الشيطان معه حني خرج من اخلالء، فإذا تو

(.أعوذ بك من اخلبث واخلبائث: )دخل اخلالء أن يقول النوم جنبا بال وضوء

(.وهنى أن يبيت الرجل وهو جنب حىت يتوضأ: )وأما قولهحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقى، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أيب .. وقد جاء رخصة يف ذلك.. فهذا تأديب

.كان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم جينب مث ينام وال ميس ماء: اق، عن األسود، عن عائشة، قالتإسح مسيجد ومصيحف: قول

فهذا من أجل أنه صغرها بالتسمية، وال حيتمالن التصغري، ( مسيجد ومصيحف: هنى أن يقول الرجل: )وأما قوله .وفيه جفاء عظيم وهو من شره النفس وبطرها

وبيع حاضر لباد تلقي اجللب (.وهنى أن يستقبل الرجل الرفاق معهم البيوع حىت يقدموا السوق: )وأما قوله

فهذا يف بدء األمر، ملا قدم رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم املدينة، وهي خالية من املرافق واملعاش؛ فأحب أن تكون تقبال األعراب وتلقي الركبان؛ كي يدخلوا عامرة ألهنا دار اهلجرة؛ حىت تطمئن نفوس من يهاجر؛ فنهاهم عن اس

.السوق، فهناك يكون بيعهم؛ كي يعم اجلميع نفع اجللب الذي جاءوا به، وترخص األسعار؛ حىت يقدم البادي وهو ال يعلم سعر البلد فيسهل يف بيعه؛ فنهى احلاضر أن يبيع له على (وهنى أن يبيع حاضر لباد)

.بعض االستقصاء كي يرزق الناس بعضهم من .وهذا يف بدء األمر، حىت عمرت األسواق، وكثر اجللب واتسع الناس، واستقرت دار اهلجرة وألفة الناس

وكان ينهى عن قطع أشجارها، وعن اإلصطياد فيها، كل ذلك توخيا لنزهتها وسعتها؛ كي يرغب الناس يف .توطينها، فلما توسعوا سقط هذا النهي عامته

(.ال بيع حاضر لباد، ودعوا الناس يرزق اهللا بعضهم من بعض: ) عليه وسلم قالوروى عن رسول اهللا صلى اهللا بيع املاء (.وهنى عن بيع املاء: )وأما قوله

فأما األرض فكل ميلك من املاء ما يف يده يسوقه إىل . ألن املاء حياة اخللق، واملسلمون شركاء فيه للشقة واحليوان .ار جاز، وإن باع يف النهر فهو بيع فاسد ال يدري ما يعقد عليه البيعأرضه، فإذا باع باملكيال أو باملقد

.فهذا من هذه اجلهة فاسدوخلة أخرى أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم حيث الناس على بذل فضل املاء كي يتساحموا، وال ينسوا الفضل

من منع فضل : )فقال صلى اهللا عليه وسلم) ينكموال تنسوا الفضل ب: (بينهم؛ فقد ندب اهللا العباد إىل ذلك، فقال (.ماء ليمنع به كأل منعه اهللا فضله يوم القيامة

منع الكأل

(.وهنى عن منع الكأل: )وأما قولهفهذا مثله؛ ألن املسلمني فيه شركاء ملرعى دواهبم؛ ألنه مل ينبته، ومل يعمل فيه عمال، إمنا أنبته اهللا مرعى للبهائم مث

ا نبت يف أرض مملوكة، فمن سبقه إليه فاحتشه فهو له، وكذلك روى عن رسول اهللا صلى اهللا عليه خلقه، فإذ .وهذا شيء عام ال يستغىن عنه وال يسوغ منعه( املاء، والكأل، والنار: املسلموهن شركاء يف ثالث: )وسلم

غش اللنب (.وهنى أن يشاب لنب لبيع: )وأما قوله

!!زداد يف الكيل، فهو غش وخيانة، وإمنا باع املاء بسعر اللنبفهذا إذا صب املاء فيه حىت ي تعاطي السيف مسلوال

(.ليغمده مث يناوله: )وقال( وهنى أن يتعاطى السيف مسلوال: )وأما قولهفهذا لتعظيم الدماء، ولعله إن أعطاه مسلوال أن يزل فيقتل آلخر، فيكون املعطي معينا له، وليغمده حىت يكون هو

.له، فيكون وباله عليهن وال يشركه املعطيالذي يس سل السيف يف املسجد

(.وهنى أن يسل السيف يف املسجد: )وأما قولهولقد كنتم تمنون املوت : (أال ترى إىل قوله.. وذلك أن املسجد يبىن للذكر، والسيف منه املوت إال أن يعصم اهللا

.فإمنا رأوا السيوف يف احلرب فيه املوت فسماه اهللا تعاىل الرؤية ٩وأنتم تنظرون من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه برى النبل أو تريشه أو املرور به يف املسجد

(.وهنى أن يربى النبل يف املسجد، أو تريش، أو مير هبا يف املسجد إال وهو آخذ بنصوهلا: )وأما قوله .جد، وليس السالح من شأن املسجدفهذا كله خوفا من أن يصيب مسلما يف املس

رفع األصوات يف املسجد، ونشدان الضالة، وإنشاد الشعر، وإقامة احلدود،

واإلقتصاص، والبيعوهنى عن رفع األصوات يف املساجد، وأن تنشد الضالة، وأن ينشد الشعر، وأن تقام فيه احلدود، وعن : )وأما قوله

(.أن تقاص فيه اجلراحات، وعن البيع فيهفهذا كله يشبه بعضه بعضا؛ ألن فعل هذا كله يف املسجد ترك حلرمة املسجد؛ ألن املسجد بيت اهللا، أذن اهللا أن

من أتى املسجد : يرفع، ويعظم، ويشرف، ويذكر إسم اهللا فيه، ومن أتى املسجد فقد زار ربه، وأن يف التوراة مكتوبا ..اجد بيوت طيبةفقد زارين وضافين، ولن أرض له قرى دون اجلنة، فاملس

حدثنا حيىي بن أمحر الطائي، حدثنا حممد بن مسلم الطائي، حدثين خال عبد اهللا بن املؤذن، عن سعيد بن املسيب، مث ). اهللا نور السموات واألرض: (من جلس يف املسجد، فإمنا جيالس ربه، وتصديق ذلك يف كتاب اهللا تعاىل: قالينبك عن قول سعيد، فإذا رفع الصوت فيه يف ) ىف(فقوله ) أن ترفع ويذكر فيها امسهيف بيوت أذن اهللا : (قال

فرفع الصوت يف الدعاء، والذكر، والقرآن، واملناظرة للتفقه يف الدين، . خصومة، أو لغط، أو لغو؛ فقد ضيع حرمته .حممود كله؛ وهلذا بىن، ألن هذا كله ذكر اهللا

وناشد الضالة طالب دنيا، وإمنا . اص من اجلراحات عقوبات، واملسجد موضع نزول الرمحنوإقامة احلدود واالقتصوكذلك البيع والشراء فهو أرباح الدنيا، وإمنا بين ألرباح اآلخرة وملتاجرة امللك األعلى ال . بين لطلب اآلخرة

.ثل هذاوالبيع حيضره الشياطني واللغو والكذب، واملسجد ليس حبقيق مل. ملتاجرة العبادوأما إنشاد الشعر، فإن كان من الشعر الذي فيه قوام الدين، ويرجع إىل حممود األمر؛ فهو خارج من النهي؛ فقد

فعله حسان بن ثابت يف مسجد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، ويف حرم اهللا تعاىل حني دخل مكة، وفعله عبد اهللا اهللا عليه وسلمن ويف حرم اهللا تعاىل حني دخل مكة، واحلرام بن رواحة رضي اهللا عنه يف مسجد رسول اهللا صلى

أال ترى إىل . وما كان فيه تشبيب ومباح أن يبسط، فاملسجد معظم ومنزه عن ذلك؛ ألنه للذكر بىن. مسجد كله ).اسم اهللا كثريا ومساجد يذكر فيها: (وقال). يف بيوت أذن اهللا أن ترفع ويذكر فيها امسه: (قوله تعاىل

دخول الرجل احلمام العام بدون مئزر (.وهنى أن يدخل احلمام إال مبئزر: )وأما قوله

فمن أجل العورة؛ ألن النظر إىل عورة املسلم حرام، وقد سترى اهللا ذلك على آدم وحواء عليهما السالم، وقال اهللا فهو سوأة قد وريت عنهما، فأمر ولده بالستر، فإذا دخل بغري ). اتهماليبدى لهما ما وورى عنهما من سوء: (تعاىل

حدثنا حممود بن عبد اهللا بن بزيغ .. مئزر فقد أمث، إال أن يكون خاليا ليس معه أحد، فليس بآم، وقد ترك األدبعليه وسلم، يا رسول اهللا صلى اهللا: البصرى، حدثنا يزيد بن زريع، عن هبز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قلت

أرايت إن كان : قلت(. احفظ عورتك إال عن زوجك أو ما ملكت ميينك: " عوراتنا ما نأيت منها وما نذر؟ قال (.فاهللا أحق أن تستحي منه: )أحدنا خاليا؟ قال

دخول املرأة احلمام العام

(.وهنى أن تدخله املرأة: )وأما قولهأنه كتب إىل أمراء األجناد بالنهى عن ذلك : ن عمر رضي اهللا عنهوجاء ع.. فمن ذلك أيضا حظر عليها أصال تأديبا

.فإذا كانت سقيمة، ودخلت مستترة، فال بأس به. إال من سقم

.والرجل قد أبيح له دخوله مبئزر، واملرأة من قرهنا إىل قدمها عورةن فاحتيط هلن أن ال يدخلن إال من سقم: عيل بن عياش، عن أيب بكر بن أيب مرمي الغساين، عن حكيم بن عمريحدثنا بذلك حيىي بن أمحر الطائي، حدثنا إمسا

. سقم: أن احلمام حرام على كل مؤمن إال مبئزر، وعلى النساء إال من: أن عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه كتب .وإمساعيل، عن األحوص بن حكيم،عن عمري، عن أبيه، عن عمر مبثله

النظر إىل العورة (.ن ينظر الرجل إىل عورة الرجل، واملرأة إىل عورة املرأةوهنى أ: )واما قوله

وإمنا ظهر هلما ذلك . فتلك سوأة، وقد سترها اهللا، ومساها سوأةن وخلق آدم عليه السالم وسترها عنه وعن زوجته .باملعصية، فاستحييا مما رأيا

فإذا نظرت إليها فقد نظرت إىل ). يواري سواءتكميا بين آدم، قد أنزلنا عليكم لباسا : (وقال. فذاك موضع حياءألن أموت، مث أنشر، مث : شيء قد واراه اهللا باللباس الذي أنزل من أجله، وهتكت ستر اهللا؛ ولذلك قال سليمان

" ويف هذا كالم كثري قد شرحناه يف كتاب . أموت، مث أنشرن أحب إىل من أن أرى عورة مسلم، أو يرى عورتيس " .العلل

اخللوة باألجنبية (.وهنى أن خيلو الرجل بإمرأة غري حمرم: )وأما قوله

ما خال رجل بامرأة غري : )أن الرسول صلى اهللا عليه وسلم قال: فهذا فعل داع إىل فتنة عظيمة، وروى يف اخلرب (.ذات رحم حمرم إال كان الشيطان ثالثهما

ة من اهللا عز وجل على القلب، وعصمة من اهللا على طريق عصم: العصمة عصمتان: قال أبو عبد اهللا رمحه اهللافإذا خال بامرأة غري حمرم فقد ذهبت األسباب، وانقطعت العصمة، فإن أدركته عصمة اللهعلى اإلنفراد . األسباب

أال ترى أن يوسف عليه السالم مل ينصرف حىت رأى الربهان، وهو جربيل على .. برمحة منه وفضل وإال فقد هلكعقوب صلى اهللا عليهما، فحينئذ ولىهاربا، وهذه عصمة على سبب خاص كرامة من اهللا، ليس كاألسباب صورة ي .العامة

واألسباب العامة هو أن يهم بأمر، فيحدث حدث من األمر، فيقطع عليك هذا، نوحيول بينك وبينه، من خوف، أو .فهذه عصمة وسبب. نياحياء، أو نقص تدبري، أو جيىء إنسان، فيحول بينك وبينه أحداث الد

لو مل يصب املسلم من أحيه : مسعت ليثا يذكر عن جماهد، قال: حدثنا حممد بن الضحاك، حدثنا ابن إدريس، قال .املسلم شيئا إال أن حياءه مينعه من املعاصي

.فهذه عصمة األسبابأن رجال وجد امرأة على : جعرةحدثنا عبد الوهاب بن فليح املكي، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن حيىي بن

غدير فراودها عن نفسها، فلما جلس منها ذهب حيرك ذكره، فإذا هو مثل اهلدبة، مل يقدر على شيء منها؛ فندم، فأتى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فذكر ذلك له، فأمره النيب صلى اهللا عليه وسلم أن يركع أربع ركعات،

).أقم الصالة طريف النهار: (فنزلت اجللوس على مائدة يشرب عليها اخلمر

(.وهنى أن يجلس على مائدة يشرب عليها اخلمر: )وأما قولهفإلت اللعنة غري مأمونة أن حتل تلك املائدة، فأما الربكة فقد ارتفعت، ألن كل رزق فمادته من الربكة، فإذا انقطع

.املدد صارت رزءا يف الدنيا، ووباال يف اآلخرة لاألكل بالشما

(.وهنى أن يأكل الرجل بشماله: )وأما قوله

فإن الشمال للشيطان، واليمني للملك، وكاتب احلسنات عن اليمني، وكاتب السيئات عن الشمال، وغدا صفوف أهل اجلنة عن اليمني، وصفوف أهل النار عن الشمال، واجلنة عن اليميين، والنار عن الشمال؛ فمختار اهللا عز وجل

.قاع اليمنيمن األشياء والب: وما كان من مرفوض وإزالة أذى فبالشمال، مثل. فما كان من أكل، أو شرب، أو ليس، أو تناول مرفق، فباليمني

.اإلستناء، واالمتخاط، وما أشبههحدثنا الفضل بن حممد، حدثنا حممد بن عبد اهللا الرملي، حدثنا مؤمل ابن إمساعيل، عن مبارك بن فضالة، حدثين

.إين ألكره أن أمس فرجي بيميين،وأنا أرجو أن أخذ به كتايب: ن مسلم بن يسار، مسع أباه يقولعبيد اهللا ب

النفخ يف الطعام والشراب

فهذا إذا كان مع غريه، فهو مؤذ له، ولعله ان يعاف صاحبه ذلك، ( وهنى عن النفخ يف الطعام والشراب: )وأما قوله .نعلم به بأسا؛ ألنه ليس فيه أذة وال إفساد على أحد وأما إذا كان وحده فال. فيكون قد أفسد عليه

إمنا كره : حدثنا حممد بن علي الشقيقي، حدثنا أيب، حدثنا أبو عصمة، عن احلجاج،عن عبد امللك، عن إبراهيم، قال .النفخ يف الطعام

ه عن النفخ يف سألت: حدثنا حممد، حدثنا أيب، حدثنا حممد بن زيد، حدثين صاحب يل، عن إسحاق بن سويد، قالتفه، وإذا أراد أن : إال أن األحنف قالك إن يف اإلنسان رحيان، فإذا أراد أن يربد الشيء قال. ال أدري: الطعام؟ قال .آه: يسخن قال

الروح : مسعت وهب بن منبه قال: حدثنا عبدان بن عثمان، حدثنا عبد اهللا بن املبارك، حدثنا بكار بن عبد اهللا، قالوالروح يأمر باخلري، والنفس تأمر بالشر، والريح احلارة من . نفس يف البطن، فإذا التقيا جاء النوميف الرأس، وال

.النفس، والباردة من الروح، وهي باردةهذه من : مث قال" أف : " مث نفخ وهب على يده فقال: وزاد فيه غريه عن وهب قال: قال أبو عبد اهللا رمحه اهللا

.هذه من النفس، وهي حارة: قال" آه " :مث قال. الروح، وهي باردة النفخ يف الصالة

(.وهنى أن ينفخ يف الصالة: )وأما قولهإذا كان نفخ يسمع فهو كالم، ويقطع الصالة؛ ألن : فإن النفخ يف الصالة جمراه جمرى الكالم؛ ولذلك قال علماؤنا

وال : (، وقال)أف لكم: (إبراهيم عليه السالموقد ذكر اهللا تعاىل عن . وهي كلمة" تف " أو " أف " النفخ إمنا هو لو علم اهللا شيئا أردة يف : )وروى عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قال. فهذه كلمة بالغة) تقل لهما أف

حدثنا عمر بن أيب عمر، حدثنا حممد بن حجر، عن أيب جعفر، عن زيد بن علي، عن أبيه ( العقوق من أف لذكرهلو علم اهللا من العقوق شيئا أردة : )قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وصسلم: عن علي رضي اهللا عنه، قالعن جده،

(.من أف لذكره؛ فليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار، وليعمل العاق ما شاء أن يعمل، فلن يدخل اجلنة

الكالم القذع " األف : " عن أيب رجاء، قال حدثنا عمر بن أيب عمر، حدثنا هارون الراسيب، عن جعفر بن حيان، .الردىء اجلفى

.وسخ يف األظفار، والتف قالمتها" األف : " قال أبو عمرو بن العالء رمحه اهللا الصالة إىل مقربة أو محام

(.وهنى عن الصالة إىل موضع حش، أو محام، أو مقربة: )وأما قولهوإذا مل تكن . وإذا كانت بينه وبني هذه األشياء سترة فال بأس به. مهفهذا تأديب، وال نعلم أنه يفسد صالته ما أما

سترة ففيه وحشة؛ ألن احلش متغوطة الناس؛ وإمنا مسى حشا؛ ألنه موضع النخيل، وكانوا يتغوطون هناك للسترة، يستحب أن فال. واحلمام أقذار الناس وغسالتهم، واملقربة دفن املوتى، وفيها البلى، وتبدد العظام، واألوصال

.يستقبل اهللا تعاىل مبثل هذه األشياء أربع كىن (.عن أيب مالك، وأيب احلكم، وأيب القاسم، وأيب عيسى: وهنى عن أربع كىن: )وأما قوله

واالسم متبذل، فإذا أريد إجالله . فإن هذه األلفاظ غري عذبة، فيها بعض الوحشة؛ ألن الكىن إكرام املؤمن وإجالله ..تبذلكىن عن االسم امل

واألمساء يف األصل على احلقائق هي مسات األشياء، مث أحدث الناس أشياء صريوها عالئم فيما بينهم تفاؤال وتطريا، فأول اسم بدا يف اخللق آدم عليه السالم؛ ألنه مشتق من أدمي األرض، وكأنه مشتق من اإلدام، ألنه مجع بني ترابه

الوسيلة، وهذا واألوسط واحد؛ ألن الذي يقرب والذي جيمع يقرب ومائه وعجن، وكأنه مشتق من األدمة وهي أبا البشر، فأكرم بذكر األبوة، فكل من كىن من : أيضا، فإمنا مسي آدم فيصري هذا له مسة، مث كىن عن امسه، فقال

شيء، ففزع إىل بعده من ولده عن إسم من األمساء باألبوة، مث أحلق أبوته باسم من األمساء تفاؤال بشيء أو تطريا من .فهذا شأن الكىن.. التفاؤل، ال أنه تطري

فأما النهي عن أيب مالك، فريى أنه استوحش من هذه اللفظة، ألنه ال مالك إال اهللا، ومنه بدأ امللك للمالكني، يه فف" يا أبا احلكم " " يا مالك " فإذا قلت . وأول املالكني اهللا تعاىل. فحسن أن يسمى مالك ألنه قد مملكهم

.وحشةرسول اهللا وكلمته ألقاها : (فتلك الوحشة موجودة؛ ألن اهللا تعاىل يقول" يا أبا عيسى " وأما أبو عيسى، فإذا قلت

.فنفى عنه أبوة اآلباء) إىل مرمي وروح منهطى، وأنا أقسم، فكان سيد أنا أبو القاسم؛ اهللا يع: )فهو كما قال صلى اهللا عليه وسلم" أيب القاسم " وأما قوله

يأىب اهللا يل : )وكان يقول). وال تبسطها كل البسط: (وما زال جوادا حىت منعه اهللا من اإلعطاء، فقال" اخلزان فهذه كنيته، ومكرمة . فثبتت أبوته إىل القسمة. ال: وما سئل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قط فقال(. البخل .عظيمة

فهو كذلك، ولكن هكذا قدر اهللا " . ا كانت هذه الكنية له متقدمة قبل نبوته من أجل ابنه القاسم إمن: ومن قالتعاىل ان يكىن بذلك، حىت يكون قامسا من قسامه، فيكىن عن إمسه باألبوة بالقسمة، حىت كىن عن ذلك فعل اهللا

.ورسولهوإمنا يدعو بعضهم بعضا باإلسم ). بينكم كدعاء بعضكم بعضا ال تجعلوا دعاء الرسول: (مث أدب اهللا املؤمنني فقال

يا رسول اهللا، يا نيب اهللا، : والكنية، فأين إجالل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إذا سويته بالناس؟ فأدهبم حىت قالوا

قال رسول اهللا صلى اهللا عليه و. فأدب اهللا املؤمنني بذلك. يا حممد: فأما اجلفاة األعراب فكانوا جييئون ويقولونقد أطلق : فتأول من بعده هذه الكلمة على ضروب شىت؛ فمنهم من قال(. مسوا بامسي وال تكنوا بكنييت: )وسلم

قد : ومنهم من قال(. اهللا يعطي، وأنا أقسم)اإلسم للعامة، وحظر الكنية على مذهب ما جاء به اخلرب من القسمة من له هذا اإلسم، فليس له أن جيمع بني كنيته وامسه فيتشبه به؛ ألنه مسى حممد أطلق اإلسم وحظر الكنية على

هذا يف حياته، فلما قبض رسول اهللا صلى اهللا عليه : ومنهم من قال. وأمحد على اإلسم األصلي وكذلك الكنية .وسلم ارتفع النهي

أربعة أمساء

(.كة، ورافعيسار، ونافع، وبر: وهنى عن أربعة من األمساء: )وأما قولهفاليسر واليسار من اهللا تعاىل، والنافع هو اهللا، والربكة عنده ينزهلا حيث شاء، والرافع هو اهللا يرفع وخيفض، بيده

أال ترى انه ال يكره أن يسمى عليما أو حكيما أو مالكا؛ فاليسر والنفع .. فهذه أمساؤهم؛ فكره. ميزان القسط .والربكة والرفع أصله من الربوبية

.هذا تأديب وليس حبظرو قتل النملة واهلدهد والصرد والنحل

(.وهنى عن قتل النملة، واهلدهد، والصرد، والنحل: )وأما قولهفأما ما كان . فإن الدواب خلقت من األرض من املوضع الذي رفعت منه تربة آدم عليه السالم، فجعلت سخرة له

باع وما ال يؤكل، وما كان مما يلي أعاله فذلك مما يؤكل، من التربة مما يلي أسفل آدم عليه السالم فهو السأو لم يروا أنا خلقنا لهم مم : (واحلمامة من موضع القلب، فلذلك يؤنس هبا وتأنس باآلدميني، وهو قوله تعاىل

م، مث خلق مما عملت األيدي هذه فعمل اهللا كان يف تربة آدم عليه السال). عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون .مث كل دابة راجعة إىل تربتها، وإىل جوهرها من األرض. الدواب، أي من ذلك املوضع

أال ترى أن الضفدع كيف نصرت .. وقسم اهللا اخلري والشر بني خلقه، فوضع اخلري يف بعض، والشر يف بعضن الوزع كيف نفخ النار على إبراهيم عليه السالم عداوة إبراهيم عليه السالم باملاء الذي نقل بفمه ليطفئ أال ترى أ

له، ووالية إلبليس؛ ألنه من جنس احلية؟ وأال ترى أن الغراب كيف ترك أمر الرسول عليه السالم، وأقبل على جيفة محامة، وجفا حيث خرج من السفينة يوم استوت سفينة نوح عليه السالم على اجلودي؟ وأال ترى أن احلمامة

.. سرعت الرجعة ويف منقارها ورق الزيتون، وعلى رجليها أثر الطني؛ فهذه جواهر األرض، فالنملة كيسةكيف أأال ترى أهنا جتمع يف صيفها لشتائها حرزا وأخذا باحلزم، فلم يكن هذا هلا من بينالدواب إال وهلا هناك فضل معرفة

: موكبه حىت تبسم نيب اهللا ضاحكا من قوهلا، فقالتوبصر؟ أال ترى كيف قالت عندما أقبل سليمان عليه السالم يف أال ترى أنه فزع عندما مسع هذه ). يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ال يحطمنكم سليمان وجنوده وهم ال يشعرون(

.الكلمة إىل إيزاع الشكر؛ ألهنا ذكرت احلطم، مث نسبته إىل أن يفعل ذلكاهلدهد، فحدثنا سليمان بن محيد أبو الربيع األيادي، حدثنا عون بن عمارة، عن احلسن اجلعدي، عن الزبري بن وأما

.إمنا صرف اهللا شر سليمان عليه السالم عن اهلدهد ألنه كان بارا بأبويه: حريث، عن عكرمة، قالارجع : آلته إىل بيته، فقال للملكإن ملكا خرج إىل الصيد يف يوم صحو، فقابله حراث يرجع مع : ومسعته يقول

.هو رجل منجم، على به: فهذا يوم مطري، فلم يقبل األمري ما قال ومضى، وكان ساعة جاء املطر؛ فقال األمريلست مبنجم، ولكن أعلم علم النمل أنه يدخل طعامه يوما يعلم أنه يكون مطرا يف بيته، وخيرجه يوما يعلم أنه : فقال

.منجم ال أناال يكون مطرا؛ فهم وأما الصرد، فحدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا ابن مهدي، عن قرة بن خالد، عن موسى بن أيب غليط، عن أيب هريرة

أنه كان دليل إبراهيم عليه السالم حيث سار من الشام : وروى يف اخلرب. الصرد أول طري صام: رضي اهللا عنه، قال .لبناء الكعبة

وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من اجلبال بيوتا ومن : (تنزيل بالطاعة هللا تعاىل، فقالوأما النحلة، فمذكورة يف الفالثمرات منها ما هو حلو، ومنها مر، ومنها بشع، ومنه حامض، ومنه حار، ) ذلال: (إىل قوله) الشجر ومما يعرشون

ن الكل وتركت شهوهتا، فجعل اهللا ما يف بطنها عسال حلوا كله، وصري فيه شفاء ومنه رخو لني؛ فذلت هللا فأكلت مللناس؛ ألهنا مل تأكل بنهمة وال شهوة، وإمنا أكلته طاعة وذلة لرهبا؛ فصارت بذلك سالكة لسبل رهبا بترك النهمة

.واهلوى؛ يعلم العباد أن السالك لسبيله من ترك النهمة يف األمورت من رهبا كل هذا الثناء، ونالت هذه املرتبة؛ فكيف باآلدمي املكرم املفضل على الربية، وقد قال فهذه زنابري احتمل

).وفضلناهم على كثري ممن خلقنا تفضيال: (اهللا تعاىل

التحريش بني البهائم

(.وهنى أن حيرش بني البهائم، أو ميثل هبا، وقالك من فعل ذلك فهو ملعون: )وأما قولهفإن اهللا وضع العدل بني خلقه، مث مل يرض من الظلم بقليل، وال كثري، والمثقال ذرة، وال حبة خردل، وليس بتارك

فإذا حرش، فقد دعاهم إىل . أحدا من خلقه يوم القيامة حىت يقضي له، حىت أن الشاة اجلماء ليقاد هلا من القرناء .قيامة إذا كان هو سبب ذلكالظلم، واستعملهم بذلك؛ فالوبال راجع إليه يوم ال

التخنيث وخمالطة املخنثوهنى عن التخنيث، وعن حديث املخنث، وحمادثة املخنث، وعن جمالسة املخنث، وعن صحبة املخنث، : )وأما قوله

(.لعن اهللا املخنث: وعن إجابة دعوة املخنث، وقاللذي يف باطنه حول أحوال الظاهر حىت مده فا. فاملخنث خلق هائل شأنه، فظيع أمره؛ فظاهره رجل، وباطنه امرأة

إىل أحوال النساء قوال ومشيا وعمال ولباسا وزيا وهيئة، فقد حلت به اللعنة؛ ألنه مسخ، فنفسه نفوس النساء، وخلقته خلقة الرجال؛ فلذلك ال تكاد جتد منهم تائبا ألن نفسه املمسوخة قد غريت قلبه وطبعه إىل أخالق النساء

.وطلبهن للرجالوهذا آية عظيمة من آيات اهللا عز وجل يعترب هبا املسلمون، ويستعيذون باهللا من شرها، فكأنه جعل هذا موعظة

.للخلق ليشكروه على لباس العافية

فلما كان زمن عمر رضي اهللا عنه، . وقد كان على عهد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم خمنث، فنفاه إىل البقيع .ملدينة ليسأل الناس، فأذن له يف اجلمعة مرةاستأذنه يف الدخول إىل ا

حدثنا محيد بن الربيع اللخمي، حدثنا بكر بن عبد الرمحن بن أيب ليلى، عن عبد الكرمي، عن جماهد، عن عامر بن أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم نفى رجال خمنثا من املدينة فكان كذلك حىت إمرة عمر : سعد، عن سعد بن مالك

.عنه، فكان يرخص له أن يدخل يوم اجلمعة املدينة فيتصدق عليهرضي اهللا حدثنا عمر بن أيب عمر العبدي، حدثنا احلسن بن أيب صاحل البجلي، عن عبد الرزاق، عن حيىي بن العالء، حدثنا

هللا كنا عند رسول ا: حدثنا يزيد بن عبداهللا اجلهين، عن صفوان بن أمية، قال: بشر بن منري، مسع مكحوال يقوليا رسول اهللا، إن اهللا كتب على الشقوة، فال أراين أرزق إال من : صلى اهللا عليه وسلم، فجاء عمرو بن مرة، فقال

ال آذن لك، وال )فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم . ضرب دىف بكفي، فأذن له يف الغناء من غري فاحشةال طيبا فاخترت ما حرمه اهللا عليك من رزقه مكان ما كرامة، وال نعمة، كذبت أي عدو اهللا، فقد رزقك اهللا حال

أما إنك إن فعلت بعد التقدمة . ولو كنت تقدمت إليك لفعلت بك، قم عين وتب إىل اهللا. أحل اهللا لك من خالل، فقام عمرو وبه (شيئا ضربتك ضربا وجيعا، وجعلتك مثلة، ونفيتك من أهلك، وأحللت سلبك هنبة لفتيان املدينة

هؤالء العصاة من مات منهم بغري توبة حشره : )واحلزن ما ال يعلمه إال اهللا، فقال عليه السالم بعد ما توىلمن الشر فقام عرفطة بن هنيك التيميمى، ( اهللا كما كان يوم القيامة خمنثا عريانا، ال يستتر من الناس هبدبه، كلما قام صرع

وبركة، وهو مشغلة عن ذكر اهللا، وعن الصالة يف اجلماعة، إن أهلي مرزوقون من هذا الصيد، ولنا فيه قسم : فقالأحله، ألن اهللا تعاىل قد أحله، نعمالعملن واهللا : )وبنا غليه حاجة، أفتحله أو حترمه؟ فقال النيب صلى اهللا عليه وسلم

ت عنها يف أوىل بالعذر، وقد كان هللا رسل قبل كلها تصطاد أوتطلب الصيد ويكفيك من الصالة يف اجلماعة إذا غبطلب الرزق حبك للجماعة، وحبك ذكر اهللا وأهله، فابتغ على نفسك وعيالك حالال، فإن ذلك جهاد يف سبيل

سأل عرفطة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن ذلك ألن : مسعته يقول( اهللا، واعلم أن عون اهللا مع صاحل التجاريدهن، فلذلك سأله عرفطة، فقال رسول اهللا صلى اهللا العرب تقول إن الوحش دواب اجلن يركبوهنن، فال جيوز ص

.عليه وسلم ما قال

االختصار حتزنا على املصائب

(.وهنى عن اإلختصار يتحازنون على مصائبهم: )وأما قولهواإلختصار أن يأخذ بيده على خصره من . أن إبليس نزل من السماء هبذه الصفة مدحورا مطرودا: وروى يف اخلرب

.اجلانبني تثاؤب يف الصالةال

(.ليمسك بيده على فيه؛ فإن الشيطان يضحك منه: وهنى عن التثاؤب يف الصالة، وقال: )وأما قوله .؛ فالضحك من ذهاب البال(يضحك يف جوفه: )أال ترى أنه قال.. من قلة املباالة ألقى إىل إبليس. التثاؤب أصله

قال : ن عجالن، عن أيب حازم، عن سهل بن سعد، قالحدثنا هارون بن حامت الكويف، حدثنا ابن إدريس، عن ابفإمنا أمر بالتسبيح من بني ( سبحان اهللا: إذا تثاءب أحدكم يف صالته فليقل: )رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

ا فإذ( سبحان اهللا: )الكالم، ومل يؤمر بالتهليل وال بالتكبري وال بالتحميد؛ ألن مبتدأ هذه الكلمة وهو السني من قولهوإذا هللت أو كربت أو محدت، فمبتدأ كلمته . نطقت هبا، وضممت شفتيك انقمع وذهب سلطانه لذكر اهللا

.مفتوح، وهو األلف والالم، فإذا نطق هبا مع الفتح وجد العدو سبيال إىل الدخول احللف باآلباء والكعبة واحلياة

(.عبة، ال وحياتك وحياة فالنال والك: ال وأبيك، أو يقول: وهنى أن يقول الرجل: )وأما قولهفهذا حالف بغري اهللا، فمن حلف باهللا فإمنا يريد بذلك الشيء أن يثبته باسم اهللا، وإذا حلف بغري اهللا فقد ضاده؛ ألن

هذه األشياء كلها زائلة واهللا دائم ال يزول، وإمنا يؤكد إثبات األشياء بالدائم الذي ال يزول، فكذا وصفه بني .ردت أن تؤكده بشيء هو زائل فإن، فكأنك تريد أن تثبت له دميومتهفإذا أ. العباد !ال نزال خبري ما بقيت: قول

(.وهنى أن يقول الرجل ال نزال خبري ما بقيت: )وأما قوله

وقد نسب اخلري إىل غري مستحقه فهذا . فإنه قد نسب اخلري إليه، واخلري والنعمة لويل النعمة، فبقاؤه ال جيدي نفعاوإذا اعترف أن اخلري كله بيد اهللا مث يقول لعبده ال تزال خبري ما بقيت، فهذا حكم منه على اهللا فما يدريه .كفران

.أن يكون كذلك

!قول ما شاء اهللا وشئت

(.ما شاء اهللا وشئت: وهنى أن يقول: )وأما قولهوما : (شاء العبد، قال اهللا تعاىلفهذا شرك يف املشيئة، فهي لفظة سيئةن وقول شينع؛ ألن املشيئة هللا، ومبشيئته

فال جيمع بني املشيئتني؛ ألن مشيئة العبد إمنا تقوم مبشيئة اهللا تعاىل، فإذا نطقه بالواو، فقد .تشاءون إال أن يشاء اهللاحد ما شاء اهللا مث شئت، كما نطق به الكتاب، وكما هو يف األصل؛ فإنه ال يقدر أ: مجع بينهما وسوى، ولكن ليقل

.أن يشاء شيئا حىت يشاء اهللا ذلك، فعند ذلك يشاء العبد احللف بغري اهللا

(.وهنى أن حيلف بغري اهللا: )وأما قولهفقد وصفنا بدءا فمن مل يرض باهللا فليس من اهللا، فإمنا يؤكد احلادث من األفعال واألخبار بامسبه، فمن مل يرض

.فعل من خال قلبه من عظمة اهللا، وال جيد تعظيم امسه على قلبه وذلك. بذلك، فلنفاق فيه، واملنافق ليس من اهللافهذا األصل، فلما ساءت رعة اخللق، وأدبر الزمان هبم إىل ظهور اجلهل واملنكر، فإذا عرض عليه اليمني باهللا اجترأ،

يف صدره، وإذا اجترأ فامتناعه ملا يعلم أنه يقع يف احلرام من تقية اإلسالم . فإذا عرض عليه اليمني بالطالق امتنع .على اليمني باهللا، فإمنا يفعله جلهله باهللا وقلة خوفه منه وحيائه

.فإذا اضطر اإلنسان لشيء من هذا، وهو يعلم أن صاحبه هبذه الصفة، فحلفه بالطالق والعتاق وحنوه مل أر به بأسا احللف بسورة من كتاب اهللا

من حلف بشيء من كتاب اهللا تعاىل، فعليه : عز وجل، فقال وهنى أن حيلف بسورة من كتاب اهللا: )وأما قوله (.بكالمه ميني، فمن شاء بر، ومن شاء فجر

.فكتاب اهللا كالم اهللا، فاحللف بكالمه كاحللف بفعل من أفعاله، فإن حلف على التربي منه فهو ميني سوءإنه برىء من اإلسالم، : م، أو قالمن حلف مبلة سوى اإلسال: )وروى عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قال

(.فإن كان صادقا فلن يرجع إال اإلسالم ساملا، وإن كان كاذبا فهو كما قالإن كنت فعلت كذا فأنا برىء من اإلسالم، وقد فعلها، فقد كفر عقد : فهذا معناه إذا حلف على شيء ماض فقال

وكيف ال يكون مسيئا، وإمنا أعطى اإلسالم من املنة، فإن كان صادقا فقد أساء القول بالتربي من اإلسالم، . مينيوهو على أعظم خطر؛ ألنه ال يدري ما يكون يف العاقبة، فيجترىء أن يلفظ مبثل هذه اللفظة مستخفا هبذا اخلطر،

وأما إذا حلف به على شيء مل يكن، فهو يريد أن يؤكد ذلك الشيء . وال خياف أن يسلبه اهللا بكفرانه واستخفافه

.اللفظة، فقد أساء يف قوله، ولكنه إن حنث يف ذلك لزمته كفارة ميني هبذه سوم الرجل على سوم أخيه، وخطبته على خطبة أخيه

(.وهنى أن يسوم الرجل على سوم أخيه، وأن خيطب على خطبة أخيه: )وأما قوله .فمن أجل أن يف هذا إفسادا، وهو داعية إىل الشحناء، فمنع القوم من ذلك

أنه ال يسوم على سومه ما مل يرد، فإذا رد فله أن يدخل يف سومه، : ، عن مطرف، عن مالك بن أنسحدثنا أيبولقد كان رجل مادام يسوم ومياكس ال يسع أحدا الدخول فيه . فكذلك اخلطبة إذا رد مرة فله أن يدخل يف خطبته

م، مث ال يزال يتردد ومياكس لكثرة الضرر يف ذلك، وال يسد على الرجل بيع شيء يريده ملكان هذا السائ .والراغبون يف ذلك مبعزل عنه ينتظرون رفضه، فهذا ضرر

جمامعة املرأة يف حضور أحد (.وهنى أن جيامع الرجل املرأة وعنده أحد حىت الصيب يف املهد: )وأما قوله

د، فهذا تشديد وحسم وأما ذكر الصيب يف امله. فهذا تأديب؛ ألنه إذا مسع الوجس غريه رجال أو امرأة افتنت بهللباب حىت ال يطمع أحد يف الكبري، فأما الصغري فال يعلم به بأسا وكذلك صغري مل يعقل، وقد ذكر اهللا يف تنزيله

فإذا كان طفال هبذه الصفة أجنبيا جاز له أن ينظر إىل املرأة ) أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء: (فقالية، وإن كان رضيعا يف املهد فهذا أحرى أن ال يكون به بأس يف حال اجلماع؛ وإمنا حظر هذا الفعل من أجل األجنب .اإلفتتان

أنه كان : حدثنا أيب حدثنا أبو نعيم، حدثنا عباد بن العوام، عن أيب شيبة، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي اهللا عنه .ه ذلك الستماع الوجسأنه كر: وروى عن احلسن: قال. ينام بني جاريتني

؟؟

حد الشفرة والشاة تنظر

(.وهنى أنتحد الشفرة والشاة تنظر: )وأما قوله .فهذا لقلة الرمحة، ومن ال يرحم ال يرحم. فهذا ألهنا تفزع، ويهوهلا ذلك؛ ألهنا تعلم

قتلتهم فأحسنوا إن اهللا كتب اإلحسان على كل شيء، فإذا : )وروى عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قال (.القتلة

أمر رسول اهللا صلى اهللا عليبه : )حدثنا قتيبة، حدثنا ابن هليعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سامل، عن أبيه، قال .فهذا من اإلحسان، وإنه حيب احملسنني(. وسلم حبد الشفار، وأن تواري عن البهائم

؟

حمو اسم اهللا تعاىل بالبزاق

فهو وإن كان . ألن البزاق من شأنه أن يتفل، فالتفل على الشيطان) حو اسم اهللا تعاىل بالبزاقوهنى أن مي: )وأما قولهأال ترى أن الشيء إذا استحقر واستهني به .. طاهرا، فهو مهجور مرمى هبن فال حيسن ان يلقى على إسم اهللا تعاىل

.ىل بالبزاق تشبيه بالتفل؛ فهو قبيحبزق عليه صاحبه، وكذلك إذا خسىء يتفل عليه؟ فهذا احملو إلسم اهللا تعا ؟

قعود الرجل يف املسجد وهو جنب

(.وهنى أن يقعد الرجل يف املسجد وهو جنب: )وأما قولهوإمنا رخص للمجتاز ) وال جنبا إال عابري سبيل: (فهذا لتعظيم حرمة املسجد؛ ألنه إمنا بىن للذكر، وقال اهللا تعاىل

.متوطن الذي يعربه ألن القاعد ؟

اختاذ املسجد طريقا

(.وهنى أن مير يف املسجد يتخذه طريقا حىت يصلى فيه ركعتني: )وأما قوله (.كره أن يسوي املسجد يتخذه طريقا حىت يصلى فيه ركعتني.. فهذا تأديب

واهللا أعلم؛ ألنه كره أن يسوي املسجد بسائر البقاع عند الناس، فإذا مر فيه جمتازا فال بأس به عندنا .. فهذا تأديب ولكن هذا إذا اختذه طريقا . قد ذكر يف تنزيله مع اجلنابة لعابري سبيل، فإذا كان بغري جنابة فهو أحرى أن يوسع له

لنفسه فال يزال فيه كالذي يصري الشيء وطنا يدوم عليه، فهو غري حمبوب حىت يصلي ركعتني، فيكون ممزوجا فعلها د أخرجه من حد املسجد، فهو عنده مسجد صالته يف مروره مرتفق ورخصة؛ ألنه بفعل املرور إذا صريه طريقا، فق

إمنا بىن للصالة، فمادام له فيه صالة فهو مقيم حلرمة ما بىن له، فإذا أعده طريقا ورفض الصالة فيه فقد أخرجه مما .بىن له، فهو منهى عنه (.وهنى أن يندب امليت: )؟؟ندب امليت وأما قوله

.ة إىل الفتنة واجلزع، ألن املرائي والكالم يعمل يف النفوس، فيهيج الرفأة حىت يرق الفؤاد فيجزعفالندبة داعيأال .. ورمبا كان يف الندبة افتخار ومديح ال يستحقه امليت وهو ال يدري مقدمه على اهللا، فهو على غرور يتكلم

: على قرب شاب قتل شهيدا، فقال قائلأن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وقف : ترى إىل حديث أنس بن مالك .هنيئا لك

فالندبة (. وما يدريك؟ فعله كان يبخل مبا ال ينقصه، ويتكلم فيما ال يعنيه: )فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم .تزكية، وقد زجر اهللا عن التزكية للنفوس؛ والرباءة هلا، والشهادة هلا

؟

نعي امليت يف القبائل

(.مات فالن فاشهدوه، وأن ينعى يف القبائل: أن يقال وهنى: )وأما قوله .فهذا من أجل أن هذا فعل أهل اجلاهلية، كانوا يتكاثرون، ويتفاخرون باجلمع، ويتزينون بذلك، وهو رياء ومسعة

؟؟

التعري بالليل والنهار

(.وهنى عن التعري بالليل والنهار: )وأما قولهما يف بيت مستور يغتسل فيه، فإن كان يف إزار فهو أفضل، فإن مل يكن فهو يف فأ. فمعناه أن يكون هذا التعري بارزافإذا تعرى بارزا مل يأمن أن يفجأه بعض من ال حيل له النظر فرياه عريانا، وقد أمر . سعة غري آمث، ولكنه ترك األفضل، أي ال يتعروا فقد أمر )حفظوا فروجهمقل للمؤمنني يغضوا من أبصارهم وي: (اهللا تعاىل حبفظ الفروج، وقال

.بالستر، وغض البصر عمن ال يستروحدثنا حممد بن عبد اهللا بن : حدثنا أيب رمحه اهللا، حدثنا مكي بن إبراهيم، عن هبز بن حكيم، عن أبيه،عن جده، قال

اهللا، عوراتنا ما نأيت منها وما يا رسول: قلت: بزيغ البصري، حدثنا يزيد بن زريع، عن هبز، عن أبيه، عن جده، قالفاهللا أحق أن : )فإن كان أحدنا خاليا؟ قال: قلت( احفظ عورتك إال من زوجتك أو ما ملكت ميينك: )نذر؟ قال

(.يستحى منه

(.وهنى أن ميشي الرجل بالليل والنهار منتصبا عريانا: )؟قيام الرجل بالليل والنهار منتصبا عريانا وأما قولهوروى عن رسول . وكانوا ال يبالون من التعري ملا قد سلبوا من احلياء. أنه وأن هذا من فعل اجلاهليةفقد ذكرنا ش

(.قلة احلياء كفر: )وروى عنه أنه قال(. احلياء من اإلميان: )اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قالملصري، عن مرثد بن عبداهللا، حدثنا بذلك اجلارود، حدثنا سليمان بن عمرو النخعي، حدثنا يزيد بن أيب حبيب ا

(.قلة احلياء كفر: )قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: عن أيب هريرة، قالوأيضا خلة أخرى أن خياف عليه : قال. اإلنتصاب عريانا هو من قلة املباالة وقلة احلياء: قال أبو عبد اهللا رمحه اهللامن اغتسل يف براز من األرض : )اهللا عليه وسلم أنه قالوقد جاء عن رسول اهللا صلى . من اجلن أن ترميه ببلية

فهذا إذا . حدثنا قتيبة، حدثنا ابن هليعة، عن عقيل، عن ابن شهاب بذلك(. بالليل، فليخط حوله دائرة ليغتسل فيها .مل جيد ما يستتر به، واحتاج إىل غسل فعل مثل ذلك، حىت ال جيد العدو وأعوانه سبيال إليه

ر يف احلديث أن يتخلى عن مجيع ثيابه بال حاجة وال ضرورة، فأما املستنجي واملغتسل فال جيد بدا والتعري الذي ذك .وقد أبان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ذلك. من كشف عورته

حدثنا بشر بن خالد العسكري، حدثنا مسلمة بن هشام بن عبد امللك، عن األعمش عن زيد العمى، عن أنس، ستر بني أعني اجلن وبني عورات بين آدم إذا وضع أحدهم ثوبه أن : ) صلى اهللا عليه وسلمقال رسول اهللا: قال

(.يقولك بسم اهللاأنه كان إذا أراد أن يغتسل دخل املاء مع ثوبه، مث يرفعه قليال قليال حىت : وروى عن موسى بن عمران عليه السالم

.يغيب حىت يغيب جسده يف املاء، فحينئذ يضع ثوبهدثنا اجلارود، حدثنا الفضل بن موسى، عن عبد السالم بن حرب، عن األعمش، عن زيد العمى، عن أنس، وح .كان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ال يرفع ثوبه عند احلاجة حىت يدنو من األرض: قال

مباشرة الرجل امرأته وهي حائض بدون ثوب

(.إال وبينهما ثوب وهنى أن يباشر الرجل امرأته وهي حائض: )وأما قولهفهذا حسم على الناس كي ال جتد النفس ذريعة إىل الوقاع هبا؛ فإنه إذا باشرها يف وقت احليض خيف عليه الفتنة

.حىت يتعدى إىل الوقاعواألصل أنه حيل له منها كل شيء إال اجلماع، وأما فيما دون الفرج فهو مباح له يف وقت احليض، ولكن الرسول

.دب املؤمنني، وحسم عليهم األبواب الداعية إىل الفتىنعليه السالم أقلت لعائشة : مسعت مسروقا قال: حدثنا اجلارود، عن وكيع، عن عبيد بن عبد الرمحن، عن مروان األصفر، قال

.كل شيء إال الفرج: ما حيل للرجل من امرأته إذا كانت حائضا؟ قالت: رضي اهللا عنها س قدميه شيءبيات الرجل على سطح دون أن حيب

(.وهنى أن يبيت الرجل على سطح وليس حيبس قدميه شيء دونه: )وأما قولهفإذا كان يف الستر بقدر ما ميسك رجليه فال بأس، وذلك . فهذا ألنه خياف أن يتردى عن السطح يف نومه إذا انقلب

.أدىن الستر احلجامة يوم األربعاء ويوم السبت

(.من فعل ذلك فأصابه وضح فال يلومن إال نفسه: األربعاء ويوم السبت وقال وهنى عن احلجامة يوم: )وأما قولهفالسبت هو يوم قد أسبت اهللا اخللق فيه، وذلك أنه ابتدأ يف خلقه يوم األحد، فخلق األرض يف يومني، والسماء يف

ياء، وخلق اجلنة والنار يوم يومني، وقدر يف هذه األيام أقواهتا، فذلك أربعة أيام، فأمسك يوم األربعاء عن جرى األشاخلميس، مث خلق آدم يوم اجلمعة، وهو آخر خلقه، ألن هذه األشياء كلها خلقت له، ومن أجله، ومن أجل ذريته،

.فختم اخللق به

مث حلظ إلىاخللق حلظة يوم السبت يعرفهم نفسه،ويلهمهم ربوبيته، وأقبل على الكالم، فأثىن على نفسه، وجمد فأطرق له كل شيء وأنصت له كل شيء، وأقروا بامللك، وذلوا . وذلك يف األخبار مروي. هنفسه، وخاطب خلق

وانقادوان فاسبتوا من كالمه، فسمى يوم السبت، وباألعجمية شه مشتق من احلرية واإلسبات، وهو اخلدر وسنة فإذا ) وجعلنا نومكم سباتا: (النعاس، والسنة ريح النوم، فصار اخللق كاملوقوذ من أثقال الكالم، ومنه قوله عز وجل

فإذا احتجم الرجل يومئذ فإمنا حيتجم يف وقت ركود الدم . أسبت فهو ثقيل حيذر، فهذا يف كل سبت موجودوأما يوم األربعاء فهو يوم قدر اهللا األقوات فيه، والدم قوت النفس وغذاؤها، فال خيرج يف . وإسباته فيعود برصا

.رضا وفرحاوقت تقدير األقوات فيعود بحدثنا ايب، عن موسى بن إمساعيل، عن بكار بن عبد العزيز بن . ويف غري هذا احلديث كراهية احلجامة يوم الثالثاء

إن رسول اهللا صلى اهللا عليه : أن أبا بكرة كان ينهى أهله عن احلجامة يوم الثالثاء، ويقول: أيب بكرة، عن أبيه .(فيها ساعة ال يرقأ فيها دم: )وسلم قال

حدثنا عبد اهللا بن عبد اهللا بن أسيد الكاليب، حدثنا زاجر بن الصلت، عن عبد اهللا بن حفص،عن عبد اهللا بن هو اليوم الذي أنزل فيه احلديد؛ فال : أن أبا بكرة كان ينهى عن احلجامة يوم الثالثاء، ويقول: القاسم، عن أبيه

فإذا كان يوم اهتياجه خمافة . ؛ فال يهيج الدم يف يوم مهتاجهيستعمل احلديد يف اليوم الذي أنزل فيه، وهو يوم الدم .أن ال يرقأ، فكذلك ال يهيج يف يوم إسباته خمافة أن جيمد وينعقد فيصري برصا

الكالم أو العبث يوم اجلمعة واإلمام خيطب

شارة بيده أو برأسه وهنى عن الكالم يوم اجلمعة واإلمام خيطب، وعن اللعب باحلصى، واإلمياء، وعن إ: )وأما قوله (.من تكلم يوم اجلمعة واإلمام خيطب؛ فقد لغا، ومن لغا فال مجعة له: )واإلمام خيطب وقال

إمنا قصرت عن أربع فجعلت ركعتني من اجل اخلطبة؛ ملا علم اهللا أن بالناس حاجة إىل : قال أبو عبد اهللا رمحه اهللاوع مرة، جيمعهم لصالهتم، ويذكرهم بأيام اهللا ويعظهم؛ املوعظة والتذكرة، فأمر قائدهم أن يقوم يف كل أسب

.فاشتملت هذه اجلمعة على أمر عظيم من الثواب اجلزيل والفضلوكذلك اإلمياء واإلشارة فيه مشغلة عن املوعظة وإن . فمن ذهب يتكلم يف ذلك الوقت فقد شغل قلبه عن املوعظة

.قل ودق شأنه، فهو الغهب فضل مجعته وجزيل ثوابه، ال أهنا تبطل ويؤمر باإلعادة، بل صالته جائزة، ولكنها ، أي يذ(ال مجعة له: )وقوله

.منقوصة، وقد ذهب حظه من فضل اجلمعة؛ فقد بقيت صالته مقصورة إىل ركعتني وفاته فضل مجعته اخلضاب بالسواد

(.وهنى عن اخلضاب بالسواد: )وأما قوله يبيحه كان غررا ومن أجل أن الشيب وقار أكرم اهللا به إبراهيم عليه فهذا من أجل أنه غرر، فإن أراد أن يتزوج ومل

السالم ومن تبعه على ملته، فإذا شاب وغريه بالسواد فكأنه رفض تلك الكرامة وزينتها وحرم وقاره؛ ألنه يريد أن .يتشبه باحلالة األوىل

يقع يف النهي املأثوم، وقد كان احلسن ومن فعله مل. وهذا تأديب واختيار من النيب صلى اهللا عليه وسلم لألمةواحلسني رضي اهللا عنهما خيضبان بالسواد، وقد فعله كثري من الصحابة، غال أن اخلضاب على الغالب احلمرة

.والصفرة، فقد زجر عن ذلك يف وقته .أول من خضب بالسواد فرعون: حدثنا أيب، حدثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن أيب رباح، عن جماهد، قال

فأما عبد تذلل هللا عبادة . فهذا فعل اجلبارين الذين يأنفون من الشيب، ويكرهون أن يكونوا يف زي الضعفاء املشيخةوعبودية، فإن خضب بالسواد ليتزين به عند أهله أو ليهيب العدو إذا خرج غازيا، فإن الشاب أنكى يف العدو من

.كل مراده أمر مجيلالشيخ وأهيب له، مل تلحقه سنن الفراعنة، وهو على حدثنا قتيبة، عن ابن هليعة،عن خالد بن أيب عمران، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أنس بن مالك،

(.غريوا الشيب، وال تقربوه السواد، وال تشبهوا باليهود: )قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: قال .عن الزهري،عن أيب سلمة، عن أيب هريرة رضي اهللا عنهحدثنا سعيد بن عبد الرمحن املخزومي، حدثنا سفيان،

جيء بأيب قحافة يوم فتح مكة : حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا ابن إدريس، عن ليث، عن أيب الزبري، عن جابر، قال (.غريوا هذا الشينب وجنبوه السواد)وحليته كالثغامة بياضا، فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلمك

.فالشيب وقار، وإمنا قصد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم لتغيريه خمالفة أهل الكتاب: اهللا رمحه اهللاقال أبو عبد حدثنا حممد بن كناسة، عن هشام بن عروة، عن أخيه عثمان : حدثنا محيد بن الربيع اللخمي ويعقوب بن شيبة قاال

إن اليهود والنصارى ال يصبغون : )يه وسلمقال رسول اهللا صلى اهللا عل: بن عزوة، عن الزبري بن العوام، قال (.فخالفوهم

غريوا اللحى وال : )قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: حدثنا علي بن حجر، عن ابن عباس رضي اهللا عنه، قال (.تشبهوا باألعاجم

ا األجلح، عن عبد وحدثنا حممد بن علي بن احلسن بن شقيق العبدي، حدثنا أيب، حدثنا عبد اهللا بن املبارك، حدثن

إن أحسن ما غريمت به : )قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: اهللا بن بريدة، عن أيب األسود الديلني عن أيب ذر، قال (.الشيب احلناء والكتم

حدثنا إمساعيل بن عياش احلمصي، حدثنا سامل بن عبد : وحدثنا علي بن حجر السعدي وحيىي بن أمحد الطائي، قاال: مسعت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول: لكالعي، عن أيب عبد اهللا القرشي، عن عبد اهللا ابن عمر، قالاهللا ا

(.الصفرة خضاب املؤمن، واحلمرة خضاب املسلم، والسواد خضاب الكافر)خلري، وحدثنا حممد بن حيىي القصري، حدثنا أبو محص العبدي، عن حممد ابن إبراهيم بن عكاشة السدي، عن أيب ا

عليكم باحلناء؛ فإنه خضاب اإلسالم، يزيد يف : )قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: عن عقبة بن عامر، قال (.وعليكم بالصفرة؛ فإهنا خضاب اإلميان. العقل، وجيلي البصر، ويذهب بالصداع، ويزيد يف اجلماع، ويزين املؤمن

بيد اهللا بن عمرو الرقى، عن عبد الكرمي، عن سعيد بن جبري، حدثنا أيب رمحه اهللا، حدثنا جندل بن والق، حدثنا عيكون قوم يف آخر الزمان قوم خيضبون بالسواد ال ينظر : )قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: عن ابن عباس، قال (.اهللا إليهم يوم القيامة

فإن . كذلك كان من قبل فعل الفراعنةفهذا فعل أهل العتو واجلربية يف آخر الزمان، و: قال أبو عبد اهللا رمحه اهللااملرء إذا شاخ راح، وإذا راح استحقره السفهاء، واستوقره العقالء، وكان أهل العتو يأنفون من ذلك، ويغريونه

.بالسواد، خيفون على الناظرين إليهم أحواهلموآلمرنهم فليغيرن : (عن قول العدوفهذه مثلة يريد أن يعود يف هيئة الشاب، وقد قال اهللا تعاىل يف تنزيله فيما حيكي

فإذا أذهب املغري وقاره بسواد، فهو كأنه يريد أن يعود كما كان، ). ال تبديل لخلق اهللا: (وقال اهللا تعاىل). خلق اهللاأول من خضب أال ترى أن ... فإنه يكره الشيب؛ ألنه عالمة إلقباله على املوت. حلبه للشباب، وحرصه على العمر

.بالسواد فرعون، فهو السابق على العتو: إال ان اجملوس حيفون حلاهم، ويعفون شوارهبم، يريدون بذلك التعلم والتجلد للسنني، فقال صلى اهللا عليه وسلم

إن أهل الشرك يعفون : )وقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم(. خالفوا اجملوس؛ جزوا الشوارب، وأوفروا اللحى) (.هبم وحيفون حلاهم، فخالفوهم فأعفوا اللحى وحفوا الشواربشوار

ويف مذهب حممد صلى اهللا . ففي مذهب كسرى التجلد والتجرب والعتو، وأن يكون يف هيئة الغلمان والشبانوتطهرهم يف قص الشارب لئال يبقى فيه ( عليهوسلم التواضع، والعبودية هللا، والتطهري، وزينة الرجال يف اللحى

(.لطعاموضر ا .فأما منريخص يف خضاب السواد من السلف فلمعىن غري هذا: قال أبو عبد اهللا رمحه اهللا

حدثنا حممد بن مرزوق البصرين حدثنا علي بن عيسى، حدثنا الصديق بن عمر، حدثين رفاع السدوسي، حدثنا ابن وا بالسواد؛ فإنه أنس للزوجة، اختضب: )قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: صهيب، حدثه عن أبيه صهيب، قال

(.ومكيدة للعدومسعت أبا الحق حيدث عن عبد اهللا بن معاوية، : وحدثنا على بن حجر، حدثنا شعيب بن إسحاق الدمشقي، قال

(.اختضبوا بالسواد؛ فإنه أنس للنساء، وهيبة للعدو: )قال عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه: قالعيل، عن اجلعد بن عبد الرمحن، عن السايب بن سبيع، بعثه عمر بن اخلطاب رضي حدثنا قتيبة، حدثنا حامت بن إمسا

.اهللا عنه وهو أبيض الرأس واللحية، فرجع وهو أسود الرأس واللحية يتراءى ويتمارى يف معرفته

وحدثنا عبد اجلبار، حدثنا احلسن بن حبيب بن ندية، عن عبد الصمد ابن حبيب، عن أبيه، عن احلكم بن عمرو دخلت أنا وأخي رافع على عمر بن اخلطاب رضي الله عنه وأنا خمضوب باحلناء وأخي بالصفرة، : لغفاري، قالا

.وسئل عن السواد، فكرهه... أما خطابك فخضاب اإلسالم، وأما خضاب أخيك فخضاب اإلميان: فقال، (آنس للزوجة، ومكيدة للعدو): فقد جاء عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم بأنه: قال أبو عبد اهللا رمحه اهللا

فللنساء على أزواجهن حقوق، منها حق التزين هلن . وكذلك قول عمر رضي اهللا عنه من بعده على الوجهني مجيعا .إين ألحب أن أتزين ألمرأيت كما أحب أن تتزين يل: وقال ابن عباس رضي اهللا عنه

أال ترى أن حممد بن .. عله فهو خارج من النهي عندنافمن التزين أن خيفي شيبه، وخيضبه بسواد، فإن كان هلذا يفهذا ألقته على أهلي، وإهنن حيبنب منا ما حنب : احلنفية رمحه اهللا ملا خرج إىل الناس يف محراء أنكروا عليه، فقال

حدثنا يزيغ احلنظلي، عن أيب وهب، عن الضحاك،: حدثنا بذلك فضالة بن فضل، واجلارود به معاذ، قاال... منهن .عن حممد بن احلنفية

إمنا : أال ترى أن عثمان رضي اهللا عنه ملا دخل بامرأته، فرأت به منالشيب، ففطن هلا عثمان رضي اهللا عنه، فقال هلا .وراء الشيب ما حتبني

.فللنساء يف هذا متييز ونظر وميل إىل األشب فاألشب؛ ألن هنمتها يف الرجال؛ ألهنا خلقت من الرجل .علي رضي اهللا عنه اختضب بالسواد؛ ألنه يف اخلرب أنه تزوج ثلثمائة وكذلك احلسن بن

؛ ألن اإلسالم يف احلياة، واإلميان عند املوت؛ ألنه إذا (احلمرة خضاب اإلسالم، والصفرة خضاب اإلميان: )وإمنا قاله وقد غري شيبه، لئال حىت يقدم إىل رب. قرب املوت زالت عنه أعمال الشريعة، واإلسالم ما ظهر، واإلميان ما بطن

اللهم من أحييته منا فأحيه على اإلسالم : )أال ترى إىل قوله عليه السالم يف دعائه على اجلنازة... يشبه أهل الكتاب (.ومن توفيته منا فتوفه على اإلميان

اجلرس

وروى عن : قال فالضرب به يشبه املعازف؛ ألهنا تصوت وتتلون، وتلذذ السامعني،) وهنى عن اجلرس: )وأما قولهأال .. وحماضر الشيطان عند ضرب اجلرس( ال تصحب املالئكة رفقة فيها جرس: )رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

فاألصوات مقسمة على مجيع . ترى أن اجلن والشياطني يدعون بضرب اجلرس، وبطنني الطست، وما أشبه ذلكليكون له بذلك تبع يؤويهم إليه فأعطى على اإلستدراج اخللقن فكل له منه حظن وإن العدو سال ربه زيادة يف حله

ألنه ينال على املكر واخلداع، فلما اعطى استعملها يف هذه األصوات من املعارف واملزامري واجلرس والصيح والصفري، فمزج الذي عنده من ذلك هبذه األصوات اليت حتدث منها هذه األشياء، فما كان من ذلك اجلنس فهو

.، وجتتنبه املالئكةحظ الشيطان تكنية الذمى (.يا أبا فالن: وهنى أن يقال للذمي: )وأما قوله

فذاك من أجل أن الكنية كرامة وإجالل، فال حييا هبا الذمي، وال يوجب له ذلك، وال يستحق اإلجالال، ألنه عدو .اهللا

اخلامت املصنوع من احلديد أوالصفر أو الذهب

(.رجل واملرأة خبامت من حديد، وعن خامت الصفر، وخامت الذهبوهنى أن يتختم ال: )وأما قولهفاحلديد حلية أهل النار، وأما خامت الصفر فمن أجل األصنام، وأما خامت الذهب فمن أجل أن الذهب حمرم على

.الذكورعبد اهللا بن حدثنا أيب، حدثنا جندل بن والق، حدثنا حممد بن الفضل بن عطية، عن عبد اهللا بن مسلم الباهلي، عن

: دخل رجل من األنصار على رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وعليه خامت من حديد، فقال: بريدة، عن أبيه قال: مايل مايل أجد منك ريح األصنام؟ فقال)فقال . مايل أرى عليك حلية أهل النار؟ن فنزعه فاختذ خامت من شبه)

(.مه مثقاالاختذه فضة، وال تت: )فماتأمرين يارسول اهللا؟ قال: ان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم خرج وبيده ذهب وحرير، فقال: فأما اخلامت من الذهنب فروى يف حديث آخر

حدثنا بذلك قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن أيب ( هذان حرامان على ذكور أميت، حل إلناثهم)أنه مسع علي بن أيب طالب رضي اهللا عنه، عن رسول اهللا : لغافقيحبيب، عن أيب أفلح اهلمداين، عن عبد اهللا زريز ا

(.إن هذين حرام على ذكور أميت: )صلى اهللا عليه وسلم يقول

حدثنا حممد بن علي الشقيقي، حدثنا عبد اهللا بن املبارك، أخربين عبد الرمحن بن زياد بن أنعم، عن عبد الرمحن بن هذان حمرمان على ذكور أميت حل : )اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قالرافع عن عبد اهللا بن عمرو، عن رسول

(.إلناثهمقال رسول اهللا : أخربنا حيىي بن أمحر، حدثنا شريك، عن أيب إسحاق، عن احلارث، عن علي رضي اهللا عنه، قال

(.ال يتختم بالذهب وال يلبس القسى: )صلى اهللا عليه وسلم، حدثنا أبو األحوص، عن أشعث بن أيب الشعثاء، عن معاوية بن سويدن عن حدثنا سليمان بن أيب هالل الدهين

(.هنانا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن التختم بالذهب: الرباء بن عازب، قالفإمنا وقع هذا النهي على الرجال دون النساء؛ ألن املرأة تتزين لزوجها للعفة عن احلرام، : قال أبو عبد اهللا رمحه اهللا

س على الرجال من الزينة كل ذلك، إمنا على الرجال التنظيف والتطهري والتطييب؛ ألن بغية النساء من الرجال وليالفراش، ألن املرأة خلقت من الرجل، فنهمتها يف الرجال، والرجل يتخري ويبغي الزينة واحللية؛ ألن هنمته متشعبة يف

(.النساء ويف غريها من سائر الشهواتخلق الرجل من طني، فنهمته يف الطني، وخلقت املرأة من : )هللا بن مسعود رضي اهللا عنه أنه قالوروى عن عبد ا

(.الرجل؛ فنهمتها يف الرجال ).أو من ينشأ يف احللية: (وقال اهللا تعاىل جده

.فاحللية هلن دون الرجالأتيت رسول اهللا : معوذ بن عفراء، قالتحدثنا على بن حجر، شريك عن عبد اهللا بن حممد بن عقيل، عن ربيع بنت

حدثين يعقوب بن شيبة، حدثين . صلى اهللا عليه وسلم بقناع من رطب وأجر زعب، فأعطاين ملء كفه حليا أو ذهبا (.حتلى به: ) " أعطاين ملء كفه ذهبا وقال: إسحاق بن عيسى الطباع، عن شريك بإسناده مثله غري أنه قال

ا عبد اهللا بن منري، عن حممد بن إسحاق، عن حيىي بن عباد، عن أبيه، عن عائشة رضي حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنأهدى النجاشي إىل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم حبلى فيها خامت من ذهب، فيه فصى حبشي، : اهللا عنها، قالت

ته أمامة بنت أيب العاص، فأخذه رسول اهللا صلى اهللا عليهوسلم بعود أو ببعض أصابعه، وإنه ليعرض عنه، فدعا ابن (.حتلى هبذا يا بنية: )فقال

أتى رسول اهللا صلى : حدثنا عباد بن يعقوب األسدي، حدثين سرى بن عبد اهللا، عن جعفر بن حممد، عن أبيه، قالل ؛ فتغري ألوان نساء رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، ك(ألعطينها أحب أهلي إىل: )اهللا عليه وسلم بقالدة، فقال

فعلقها يف " تعاىل يا بنية : " واحدة تقول يعطى صاحبيت، حىت إذا استبان يف وجوههن وأمامة يف ناحية البيت، فقال (.عنقها

حدثنا موسى بن عبد اهللا السيقل، حدثنا محاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أم حممد، عن عائشة، عن النيب صلى .اهللا عليه وسلم مبثله

مث . هنانا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن خامت الذهب: أما ما جاء من حديث الرباء: رمحه اهللاقال أبو عبد اهللا حدثنا حممد بن بشار، حدثنا حممد بن جمعفر وابن مهدي، حدثنا شعبة، عن أيب . فذاك له خاص -روى من فعله .رأيت على الرباء رضي اهللا عنه خامتا من ذهب: السفر، قال

.رأيت على الرباء خامتا من ذهب: شجاع املروزي، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أيب إسحاق قال حدثنا حممد بنرايت على الرباء خامتا من ذهب، : وحدثنا حممد بن مقبل، حدثنا عيسى بن خالد، عن شيخ من أهل جوزجان، قال

.رخص يل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: ما هذا؟ قال: فقلتعمر البصرى، حدثنا إبراهيم بن عبد اهللا الباجي، حدثنا أبو املغرية اجلوزجاين، عن الرباء بن وحدثنا حممد بن م

(.حتل ما ألبسك اهللا ورسوله: )أعطاين رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم خامتا من ذهب، فقال: عازب، قالفإمنا ( هنانا: )والذي قال( لبسك اهللاما أ: )أال ترى أنه قال.. فهذا كشف عن أمر الرباء أنه له خاص ومكرمة من اهللا

.هي للعامة .وأما الذي يتخذ آنفا من ذهب أو سنا، فليس ذلك من اللباس وال التحلي

أصيب : حدثنا إمساعيل بن عبد اهللا بن أيب، قال: )حدثنا محيد بن علي موىل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال (.أن اختذ أنفا من ذهب أنفي، فأمرين رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

حدثنا علي بن حممد بن مروان السدى، حدثين أيب، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي اهللا عنها، .انكسر سن لعبد اهللا بن عبد اهللا بن أىب، فأمره رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أن جيعل مكانه سنا من ذهب: قالت

أن جده عرفجة بن : حدثنا أبو األشهب، عن عبد الرمحن بن طرقة بن عرفجة وحدثنا اجلارود، حدثنا النضري،سعد أصيب أنفه يوم الكالب يف اجلاهلية فاختذ أنفا من ورق، فأننت عليه، فذكر ذلك لرسول اهللا صلى اهللا عليه

.وسلم فأمره أن يتخذ أنفا من ذهب .نعم: عبد الرمحن أدرك جده عرفجة؟ قال: قلت أليب األشهب

؟

نقش احليوان يف اخلامت

(.وهنى أن ينقش احليوان يف اخلواتيم: )وأما قوله: ألنه إذا نقش حيول صورة، واملصور هو اهللا تعاىل، وقد زجر رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن التصاوير، وقال

(.أحيوا ما خلقتم: أشد الناس عذابا املصورون، يقال هلم) .ختم به يف طينة أو يف شيء صارت صورة فإذا نقش يف اخلامت حيوانا، مث

: وأما ما جاء من األخبار يف نفس من لبس من الصحابة والتابعني اخلواتيم اليت فيها هذه النقوش، فروى عن حذيفةمسعت . أحاديث كثرية -أنه لبس خامتا عليه نقش كركيني متقابلني، وفالن لبس خامتا فيه ذباب، وأشباه هذا

أن هذه خواتيم العجم، فلما فتحوا كور األعاجم : مسعت أيب يقول ملا حدث هبذه األحاديث: لسفيان بن وكيع يقو .غنموها، فإمنا لبسوها من أجل أهنا غنيمة، ومل يعبئوا بذلك النقش

: حدثنا عبد اهللا بن سعيد األشج، حدثنا عقبة بن خالد السكوين، عن أيب أمية بن يعلى الثقفي، عن أيب الزناد، قال .ت يف يد أيب بردة بن أيب موسى خامتا من فضة عتيق، عليه أسدان متقابالن، بينهما رجل يلحسانهرأي

فهذا خامت قد روى يف األخبار أنه خامت دانيال عليه السالم، ملا فتحت تستر غنموه : قال أبو عبد اهللا رمحه اهللاا ألقى يف البئر، وفيه أسدان قد خرجا فجعال وأمريهم أبو موسى فأصابه يف الفىء، وذلك أن دانيال عليه السالم مل

وهذا . فلما لبسه أبو موسى رضي اهللا عنه مل يغريه عن حاله. كي يكون نصب عينيه عطف اهللا عليه -يلحسانه كما فعل داود عليه السالم أحب أن تكون اخلطيئة نصب عينيه، فسأل ربه أن ينقشها يف كفه، ففعل، فكان إذا

.فوقع اإلناء من يدهرآمها اضطربت يده نقش إسم اهللا تعاىل على اخلامت

(.وهنى أن ينقش إسم اهللا على اخلامت: )وأما قولهوهذا إمنا . فهذا تأديب وحسم على الناس لكي يعظموا إسم اهللا تعاىل؛ فإنه يلبس ذلك ويدخل يف اخلالء ويستنجي

أحد فيه بنو آدم فيسموا هبا، فإن نقش هبا، على هنى عن هذا اإلسم خاصة فيما نعلم؛ ألن اهللا تعاىل ال يشركه وإمنا خص إسم اهللا تعاىل؛ ألن إمسه الذي هو إمسه من العظمة أن جيل . اخلواتيم مل يكن داخال يف هذا النهي عندنا .هذا اإلسم عن أن يدخل به املواضع الدنيئة

حممد سطر، " : حممد رسول اهللا اهللا " أسطر وأما ما جاء عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه نقش خامته ثالثة .ورسول سطر، واهللا سطر، فلم جيئنا أنه كان يدخل به اخلالء

حدثنا أمحد بن مدرك اهلروي، حدثنا عون بن جعفر، عن مسرف بن أيب معاذ، عن صاحل بن مرداس، عن شهر بن جبل طور سيناء رأى اجلبار يف أصبعه ملا ارتقى موسى عليه السالم: قال: حوشب، عن أيب هريرة رضي اهللا عنه

.يا رب حلى من حلى الرجال: يا موسىن ما هذا؟ قال: خامتا، فقال .فاكتب عليه لكل أجل كتاب: قال: ال يا رب: فهل عليه شيء من أمسائي أو كالمي؟ قال: قال

أن نقش : ن عبد اهللا بن أنسحدثنا عمر بن أيب عمر، حدثنا شباب بن خليفة، حدثنا األنصاري، عن أبيه، عن مثامة ب (.حممد رسول اهللا: )خامت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ثالثة أسطر

حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد العنربي، حدثنا أيب، حدثنا حممد بن ثابت البناين، " .حممد رسول اهللا " من ورق نقشه أنه اختذ خامتا: حدثين أيب، عن أنس، عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

أن رسول اهللا صلى اهللا عليه : حدثنا حيىي بن أمحر الطائي، حدثنا محاد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس " .ال ينقش أحد على نقشه : " وقال" حممد رسول اهللا " وسلم اختذ خامتا من فضة ونقش فيه بو عامر العقدي، حدثنا زمعة ابن صاحل، عن سلمة بن وهرام، عن يعلى بن حدثنا حممد بن بشار العبدي، حدثنا أ

" .حممد رسول اهللا " صنعت لرسول صلى اهللا عليه وسلم خامتا مل يشركين فيه أحد، ونقشه؛ : أمية، قال

اختذ رسول اهللا: حدثنا حممد بن ميمون املكي، حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر قالحممد " صلى اهللا عليه وسلم خامتا من ذهب، مث ألقاه، مث اختذ خامتا فضة، فجعل فصه من باطن كفه، مث نقش عليه

معناه أنه إمنا نقش ليختم به الكتب، : قال أبو عبد اهللا رمحه اهللا(.ال ينقش أحد على نقش خامتي: )وقال" رسول اهللا ال ينقش على مثل نقشه؛ الشتباه : إذا مل يكن خمتوما، فلذلك قال إن امللوك ال يقرون الكتاب: وذلك أنه قيل له

.وكذلك خامت اخلالفة ممنوع أن نقشه على مثل نقشه الشتباه األمر. األمر، ودخول الضرر .فذلك عندنا مبعىن دخول اخلالء( جعل فصه مما يلي بطن كفيه: )وأما قوله

: امللطي، عن ابن جريج، عن عطاء اخلراساين، عن ابن عباس، قالحدثنا أبو الربيع األيادي، حدثنا إسحاق بن جنيح .كان خامت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم من فضة، وكان جيعله مما يلي راحته

: حدثنا أبو الربيع األيادي، حدثنا إسحاق بن جنيح امللطي، عن ابن جريج، عن عطاء اخلراساين، عن ابن عباس، قال .اهللا عليه وسلم من فضة، وكان جيعله مما يلي راحته كان خامت رسول اهللا صلى

حدثنا أبو اخلطاب احلرشي، حدثنا زياد بن حيىي، حدثنا عبد اهللا بن ميمون القداح، عن جعفر بن حممد، عن أبيه، .أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم كان يتختم يف ميينه: عن جابر بن عبد اهللا األنصاري

النيسابوري، حدثنا ابن منري، حدثنا إبراهيم بن الفضل، عن عبد اهللا بن حممد، عن عبد اهللا وحدثنا بشر بن القاسم .أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم كان يتختم يف ميينه: بن جعفر

حدثنا اجلارودن . فهذا حلال اإلستنجاء، كأنه كره أن يستنجي واخلامت فيه ذلك النقش: قال أبو عبد اهللا رمحه اهللاسالت عكرمة عن الرجل يدخل اخلالء وعليه خامت فيه : ا حيىي بن الضريس، عن عبد العزيز بن أيب رواد، قالحدثن

.جيعل فصه يف كفه، مث يقبض عليه، فيكون كالقرآن يف صدره: اسم اهللا؟ قال

الصالة بعد العصر وبعد الفجر

(.بعد العصر، وبعد الفجر: وهنى عن الصالة يف ساعتني: )وأما قولهفحسم على الناس . ويف وقت طلوعها، ووقت زواهلا، ووقت غروهبا: ففي النهار ثالث ساعات الصالة فيهن حمرمة

باب الصالة بعد العصر وبعد الفجر حىت ال يقعوا يف الوقت احملرم، فالساعات حمرمة فيها بعد الفجر وبعد العصر .منهي عنها

اهللا بن املبارك، حدثنا موسى بن علي بن رباح اللخمي، عن أبيه، عن حدثنا إبراهيم بن عبد اهللا اخلالل، حدثنا عبد حىت تطلع : ثالث ساعات هنانا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أن نصلي فيهن، وأن نقرب موتانا: عقبة بن عامر، قال

(.الشمس بازغة، وحني يستوي الزوال، وحني تضيف للغروب حىت تغرب صيام ستة أيام

؟ (.يوم الفطر، ويوم النحر، ويوم يشك فيه من رمضان، وثالثة أيام بعد النحر: وهنى عن صيام ستة أيام: )وأما قوله .فيكون فصال بني الفريضة والتطوع( يوم الفطر: )فأما قوله

. كل، مث اإلطعامفبدأ باأل) فكلوا منها وأطعموا القانع واملعتر: (فألكل القربان؛ ألنه طعمة اهللا، قال" النحر " وأما وكان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يطعم يوم الفطر قبل أن خيرج، وال يطعم يوم النحر حىت يرجع فيأكل من

حلم األضحية، كأنه أحب أن يكون على ريق الغذاء، فريجع فيذبح األضحية فيأكل منها، فكان يأكل من كبدها؛ .ي واإلستشفاء فيهألنه موضع الرمحن من كل ذي روح، فذاك كالتداو

فمن أجل أنه إذا صام فكأنه زاد يف الفرض، وذاك إذا صام على انه من الفرض، وأما إذا صامه " يوم الشك " وأما

تطوعا فقد فعله رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فكان يصوم شعبان كله يصله إىل رمضان، كأنه يتأول يف قول اهللا ).عني توبة من اهللافصيام شهرين متتاب: (تعاىل

وإذا حظر اهللا على العباد شيئا فانتهى وقت احلظر أحب أن . فهي أيام خروج الناس من اإلحرام" أيام النحر " وأما إذا : (وقال) وإذا حللتم فاصطادوا: (مث قال) ال تقتلوا الصيد وأنتم حرم: (أال ترى أنه قال. يرجعوا إىل إطالقه

) فإذا قضيت الصالة فانتشروا يف األرض(مث قالك ) ي للصالة من يوم اجلمعة فاسعوا إىل ذكر اهللا وذروا البيعنودفكان عبد اهللا من بشر إذا قضى الصالة خرج مث عاد إىل املسجد، فأحب أن يطلق ويراهم مطلقتني، كما رآهم يف

أال ترى إىل قوله عليه ... ا يف اإلحرام، فإذا فرغوا أحب اهللا اهللا تعاىل أن يراهم حملنيفكانو. احلظر حمظورا عليهموكان القوم يف اإلحرام ممنوعني من التبعل، فلما أطلقوا أحب اهللا (. أيام التشريق أيام أكل وشرب وبعال: )السالم

مهم، وليتقوى الذاكر على ذكره؛ فإهنا أيام هلم ذلك، فنهوا عن صيامه ليكونوا يف هيئة املطلقني احمللني من إحرا .ذكر

واعترب برجل له عبد، قيد عبده، مث أطلقه، فثبت على مكانه كامللقى نفسه كسال، فهذا مستثقل وخم، بعيد عن فهذه مبادرة (. إن أحب عبادي إىل أعجلهم فطرا: )أال ترى إىل قوله.. الكياسة، ال يفرح بإطالقه، فكأنه مل يعبأ به

.ىل رخصته، فإن اهللا حيب أن تؤتى رخصه كما حيب أن تؤتى عزائمهإوكذلك هنى عن صيام األضحى والفطر فيما نرى ليخرج من صومه يوم الفطر، وليأكل من حلم أضحيته يوم

شهدت العيد مع عمر بن : حدثنا سعيد املخزومي، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري عن أيب عبيد، قال. النحرإن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم هنىعن صيام هذين : ي اهللا عنه، فبدأ بالصالة، مث خطب فقالاخلطاب رض

فقد بني عمر رضي اهللا . اليومني، أما يوم الفطر ففطركم من صيامكم، وأما يوم األضحى فتأكلون من حلوم نسككم .عنه العلة فيه

سفر املرأة فوق ثالث دون زوج أو ذي حمرم

(.ى أن تسافر املرأة فوق ثالث إال مع زوج أو ذي حمرموهن: )وأما قوله

فهذا توقيت ومقدار السفر الذي يقدر فيه لقصر الصالة وانقطاع املسح على اخلفني، كأنه رأى أن ما دون مسرية وإن غابت املرأة عن وطنها، فليست تلك غيبة . ثالث وإن كان يسمى سفرا فليس بذلك السفر الذي يوجب العذر

: أال ترى إىل قول رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم.. أحوال الوطن: ألن يف الغربة تضييعا الفتقاد األحوالغربة؛ وهذا كله نصيب النفس؛ . ، فإمنا صار هكذا ألنه افتقد أحوال التربية والنعمة والتغذية(من مات غريبا مات شهيدا)

ة؟ فيجد القلب حينئذ الزهادة واخلالصة من شهوات فإمنا حتب احلياة، فإذا افتقدت هذا كله فما تصنع باحلياأال ترى .. النفس، فيقدر أن حيتسب بنفسه على اهللا، فكتب شهيدا، ألن الشهيد هو الذي احتسب نفسه على اهللا

فإمنا صار أمينا إذا ختلص العبد من (. الشهداء أمناء اهللا قتلوا أو ماتوا: )إىل قول رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلمومن مل خيلص قلبه من أسر . ثار النفس وأحب املوت ومتناه، فذلك قد سلم نفسه إىل اهللا، واحتسب هبا عليهإي

النفس، فنفسه متشبثة حبب احلياة الدنيا للشهوة الغالبة، فهو فار من املوت، فإذا مات مل يكن شهيدا، وليس هو من واخلائن من قد وجل يف رده حىت يؤخذ . الرد، رده بال كرهأمناء اهللا؛ ألن األمني من إذا أعطى شيئا عاريةن فيسال

قل يا أيها الذين هادوا : (حنن أولياء اهللا: عندما قالت اليهود والنصارى -عزوجل -منه بغري طيبة نفسه، قال اهللا

، مث أعلم العباد الذي منعهم من ذلك )دقنيإن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس، فتمنوا املوت إن كنتم صافمن قدم سوءا، فهو عبد آبق، فار من اهللا تعاىل؛ فكيف يتمىن القدوم ). وال يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم: (فقال

حمل عليه؟ وكيف تطيب نفسه باملوت؟ وكيف يكتب شهيدا، والشهيد من خيتار وجه اهللا ورزقه هناك عنده يف القربة ليشهده، فيلزمه هذا اإلسم؟ فأخرب أن الويل يتمىن املوت، وكذلك املقتول يف سبيل اهللا سلم نفسه إىل اهللا

بذال فقلل اإلسم، وكذلك املطعون أيس من احلياة، وكذلك النفساء أيست من احلياة فطابت نفسها باملوت فهي دم، واملبطون؛ فهؤالء كلهم قد طيبوا أنفسهم باملوت، باذلة، وكذلك الغريق، وصاحب احلرق، وكذلك صاحب اهل

. واحتسبوا على اهللا، وتركوا اخليانة يف شأن الروح ملا أيسوا من احلياة، فقبل اهللا ذلك منهم، وأحلقهم بالشهداءلى فهذا الغريب قد حلق هبم أيضا من أجل ما وصفنا أنه ملا اقتقدت نفسه تلك األشياء طلب املوت وسلس قيادة وختعن تشبث النفس هبا، فخرج من اخليانة، وصار من الشهداء، فكان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم صري توقيت

الثالث اغترابا، وما دون ذلك حكمه حكم احلضر، وإمنا مسى حضرا ألنه حتضره النعمة والتربية، ومسيت غربة ألنه .لربازأغرب نفسه وتباعد، ومسى سفرا ألنه أسفر عن النعمة إىل ا

إحراق شيء من احليوان بالنار

(.وهنى أن حيرق شيء من احليوان بالنار: )وأما قوله .والنار مثلة، واملثلة تشبه بفعل اهللا؛ ألن اهللا تعاىل يعذب بالنار إذا عاقب. فإنه ليس ألحد أن يعذب بعذاب اهللا

عمر بن أيب عمر، حدثنا نعيم بن محاد، وقد جاء حديث عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف شان احلية، حدثناكنا مع : حدثنا ابن إدريس، عن شريح، عن عمرو بن دينار، عن أيب عبيدة بن عبد اهللا بن مسعود،عن أبيه، قال

فسبقتنا إىل جحر " اقتلوها : " رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم مبىن فمرت حية، فقال صلى اهللا عليه وسلمحدثت به ابن : قال نعيم( هاتوا بسعفة ونار فأضرموها عليه نارا: )صلى اهللا عليه وسلمفدخلتهن فقال رسول اهللا

.أيب عتبة وابن إدريس حي، فجعل يتعجب، فلم يصرب حىت قام إليه ومسع منها وليس هذا احلرق، ولكنه ملا فاتتهم وهي عدو هلم احتال يف إيصال اهلالك إليها مل: -رمحه اهللا -قال أبو عبد اهللا

فإقامة عداوتك يف شأن احلية ) اهبطوا بعضكم لبعض عدو: (أحب أن يقيم العداوة اليت نصبها اهللا بينهم حيث قالوشأن إبليس مما يتقرب به إىل اهللا، فلما ابتدروا قتلها سبقتهم، فاحتال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم لقتلها كي

نصبها اهللا بينهم، وينتصر إلىاحلق، فإهنا مالت إىل الباطل وإىل إبليس، فألقى خيفر ذمة إبليس، ويقيم العداوة اليت .النار على الصخرة كي حتمي فتموت غما فليس ذلك حرقا

وكانت احلية أقيمت يف اجلنة خلدمة آدم عليه السالم، وكانت ذات قوام وهلا عرف كأحسن من بني نابيها، حىت س، وسلبت قوائمهان وجعلت متشي على بطنها، وجعل رزقها يف التراب، دخل وكلمه منها، فلعنت ولعن إبلي

اخفروا ذمة : يقول -رضي اهللا عنه -فكان ابن عباس . أنت يف ذميت، فال ختايف من الذي أصابك: وقال هلا إبليس .ىت خرستوتتكلمني أيضا، فشق لساهنا ح: فلما لعنت تكلمت، فروى يف اخلرب أنه قال هلا الرب تعاىل. عدو اهللا

قال اهللا تعاىل آلدم : مسعت وهب بن منبه يقول: حدثنا اهلامشي، حدثنا عبد الرزاق، عن عمر بن عبد الرمحن، قالومل يكن يف األرض . ملعونة األرض اليت منها خلقت لعنة يتحول مثارها شوكا: عليه السلم عندما أكل من الشجرة

يا حواء، غررت عبدي؛ فإنك ال حتملني محال إال محلتيه : قالوال يف اجلنة شجرتان أفضل من الطلح والسدر، مث

أنت الذي دخل امللعون يف جوفك : وقال للحية. كرها، فإذا أردت أن تضعي ما يف بطنك أشرفت على املوت مراراحىت غر عبدي؛ ملعونة أنت لعنة تتحول قوائمك يف بطنك، وال يكون لك رزق إال التراب؛ أنت عدو بين آدم،

.أعداؤك، أين لقيت واحدا منهم أخذت بعقبه، وحيث لقيك شدخ رأسك وهمفهذه عداوة أصلية متأكدة يتقرب هبا إىل اهللا، وإمنا أعطيت السم يف ناهبا ملتنع به : -رمحه اهللا -قال أبو عبد اهللا

لعقرب وإن كنتم يف اقتلوا احلية وا: )ولتحذر فتقتل؛ ولذلك قال رسول اهللا صلى اهللا عليه نوسلم. عن ولد آدمحدثنا بذلك عبد الوهاب بن فليبح، حدثنا عبد العزيز عبد الصمد، حدثنا بذلك عبد الوهاب بن فليح، (. الصالة

حدثنا عبد العزيز عبد الصمد، حدثنا هشام أبو املقدام، عن حممد بن كعب، عن ابن عباس عن رسول اهللا صلى اهللا ي، حدثنا عبد الرحيم، بن زيد العمى، عن أبيه، عن حممد بن كعب، عن وحدثنا حممد بن موسى احلرش. عليه وسلم

.ابن عباس، عن النيب صلى اهللا عليه وسلم مبثلهقال رسول اهللا صلى اهللا عليه : حدثنا قتيبة، عن ليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر، قال. وأبيح للمحرم قتلها

(.منها احلية: مخس يقتلن يف احلرم: )وسلميزيد بن عمرو بن يزيد البزاين عبد اهللا الفتوي، حدثنا أمحد بن حرب الغساين، حدثتين ساكنة بنت اجلعد، وحدثنا

صغريها وكبريها، : اقتلوا احلية: )مسعت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول: عن سري بن نبهان الغنوية، قالت (.قتلته كان شهيدا وأسودها وأبيضها؛ فإن من قتلها كانت له فداء من النار، ومن

قتل اجلان

(.وهنى عن قتل اجلان: )أو ماقولهفهم اجلان، . فذلك طائفة مناجلن قد أنست باملسلمني، وهلم مساكن يف بيوتات املسلمني، وخلقتهن خلقة احليات

حدثنا . ذلكوروى لنا عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه زجر عن . أولياءه وعشريته: فإذا قتلوا أضروا بالقاتلقال : بذلك سفيان بن وكيع، حدثنا حيىي بن سعيد، عن ابن عجالن، حدثين صيفي، عن أيب سعيد اخلدري، قال

إن باملدينة نفرا من اجلن أسلموا، فمن رأى شيئا من هذه العوامر فليؤذنه ثالثا، : )رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم (.فإن بد له بعد ذلك فليقتله؛ فإنه شيطان

خرج : نا الزبري بن بكار الزبريي، حدثنا سعيد بن سعيد املقربي، عن أخيه، عن جده أيب سعيد اخلدري، قالحدثرسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إىل أحد، فخرج معه فىت من بين خدرة هو حديث عهد بعرس، فاستأذن رسول اهللا

رمح حىت دخل الدار، فوجد زوجته بباب صلى اهللا عليهوسلم أن يطالع أهله، فأذن له، فخرج الفىت ويف يده. حية مطوية على فراشك، هي اليت ذعرتين: ما أخرجك من بيتك؟ قالت: حجرته جالسة، فافزعه ذلك، فقال

فذكر ذلك لرسول اهللا . فدخل الفىت فركزها برحمه مث خرج هبا يف الرمح ترتكض فماتت، ومات الفىت من ساعته (.تلوا شيئا جتدوه يف البيوت منهن حىت تقدمواال تق: )صلىاهللا عليه وسلم فقال

وحدثنا حممد بن أيوب السختياين، حدثنا عبد اهللا بن صاحل، حدثين معاوية بن صاحل، عن أيب الزاهرية، عن جبري بن صنف هلم أجنحة : اجلن على ثالثة أصناف: )قال رسول اهللا صلىاهللا عليه وسلم: نفري، عن أيب ثعلبة اخلشين، قال

(.ن يف اهلواء، وصنف حيات وكالب، وصنف حيلون ويظعنونيطريو

قال : وزاد فيه غريه عن أيب أسامة، عن أيب املنيب، عن حيىي بن أيب كثري، عن أيب سلمة، عن أيب الدرداء، قال: قالفثلث كالب وحيات وخشاش األرض، وثلث ريح : خلق اهللا اجلن ثالثة أثالث: )رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

فثلث هلم قلوب ال يعقلو هبا، : وخلق اهللا اإلنسان ثالث أثالث. افة، وثلث كبين آدم هلم الثواب وعليهم العقابهفوثلث أجسامهم أجسام آدم . ومل أعني ال يبصرون هبا، وهلم آذان ال يسمعون هبا؛ إن هم إال كاألنعام، بل هم اضل

(.ال ظل إال ظلهوثلث يف ظل يوم . عليه السالم وقلوهبم قلوب الشياطنيحدثنا ابن أيب مسرة، حدثنا يعقوب بن حممد الزهري، حدثنا حامت بن إمساعيل، حدثنا إمساعيل بن جممع، عن

أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم هنى عن قتل ذوات : الزهري، عن سامل، عن أبيه، حدثين عمر بن اخلطاب .يعين اجلان -البيوت

عن سفيان، عن أيب قيس األودي، عن علقمة، قالك اقتلوا احليا كلها إال اجلنان الذي وحدثنا أيب، حدثنا أبو نعيم، (.يعين احليات -كأنه ميل فإنه جنها، وال يضر أحدكم كافرا قتل أو هو

اجلان اليت هنى رسول اهللا صلى اهللا صلى : حدثنا صاحل بن حممد، حدثنا حيىي بن واضح أبو مثيلة، حدثنا ربيع بن بدر (.عليه وسلم عن قتلها هي اليت متشي وال تلتوي اهللا

.عالمة اجلنية أهنا إذا مشت ال تلتوي: حدثنا نصر بن فضالة،عن حممد بن سالم البيكندي عن ابن املبارك، قال

تقبيل الرجل الرجل أو التزام الرجل الرجل

(.وهنى أن يقبل الرجل الرجل، أو يلتزم الرجل الرجل: )وأما قوله .فهذا للعامة، وليس كل الناس يستوي. يدعو إىل ريبة وفسادفهذا فعل

ملا افتتح رسول : وحدثنا صاحل بن حممد، حدثنا قبيس بن الربيع، عن األجلح بن عبد اهللا الكندي، عن الشعيب، قالليه اهللا صلى اهللا عليه وسلم خيرب أتاه البشري بأن جعفر قد خرج من أرض احلبشة، فقال رسول اهللا صلى اهللا ع

.فخرج يتلقاه، فالتزمه، وقبل بني عينيه( ال أدري بأيهما أسر بفتح خيرب أم بقدوم جعفر: )وسلمفاإللتزام والتقبيل من فعل األولياء وأهل احملبة، والعامة نفوسهم معهم، واخليانة معهم -رمحه اهللا -قال أبو عبد اهللا

ترى أنه قبل بني عينيه؛ وذلك أن املأخوذ بالناصية الذي قد أخذ أال.. فاألولياء قد تنزهوا وبرئوا من اخليانة. كائنة .بناصيته إىل اهللا

اإلحناء أو السجود لغري اهللا (.وهنى أن ينحين الرجل للرجل، أو يسجد ألحد غري اهللا: " وأما قوله

د كان يف األمم قبلنا وق. فهذا تواضع وعبادة، وال يستحق ذلك أحد غري اهللا؛ ألن اإلحنناء كالركوع، والركوع هللافأكرم اهللا عز وجل هذه األمة بتحية أهل اجلنة، وخصهم هبا . إذا لقى الرجل الرجل احنىن له، يريد بذلك أمانة

.فجعل السالم أمانا بينهم: حدثنا حممد بن علي الشقيقي، حدثنا أيب، حدثنا إمساعيل بن عباس، حدثنا أبو سلمة احلمصي، عن حيىي بن خالد

.السالم أمان اهللا يف األرض: قال -رضي اهللا عنه -بكر الصديق أن أبا السالم : قال -رضي اهللا عنه -وحدثنا الشقيقي، حدثنا أشعث بن سوار، عن كردوس بن عياش، عن ابن مسعود

طن، معناه أن يكون يف ذمة أمانك يف الظاهر والبا. إسم من أمساء اهللا تعاىل؛ فأفشوه بينكم نصحا من عند قلوبكم .فال تؤذه وال ختنه بفعلك، وال تضمر له على سوء، وال حتله من رمحتك ورأفتك ونصحك

: قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، حدثنا أيب، حدثنا أوىف، عن أنس، قالجلنة، وصفوف الصالة وهي صفوف السالم وهو حتية أهل ا: إن اهللا تعاىل أعطاين ثالث خصال مل يعطها أحدا قبلي)

: معناه أن موسى دعا وأمن هارون عليهما السالم، وهو قول(. إال ما كان من موسى وهارون.. املالئكة، وآمنيفجعل هلذه األمة : -رمحه اهللا -قال أبو عبد اهللا ). قد أجيبت دعوتكما: (اآلية، فقال) ربنا اطمس على أموالهم(

.ن اإلحنناء السالم، فإن عاد إىل ذلك فقد رفض كرامة اهللابدال م شرب اخلليطني

(.البسر والتمر: وهنى عن شرب اخلليطني: )وأما قوله .فهو من أجل أنه إذا اختلط النىيء بالنضيج اشتد وقواه

الذبح بالسن أو الظفر (.وهنى أن يذبح بالسنب والظفر: )وأما قوله

اد، وإمنا يربد األوداج وميزقها فيصري كهيئة املوقوذة، وإذا مل يقطع الودج مل يسل الدم، ألنه ال يقطع قطع الشيء احل .فجمد فيه، فصار آكال للدم

املثلة (.وهنى عن املثلة: )وأما قوله

.فاملثلة تشبه ومتثل باخلالئق، وتبديل خلقه تعاىل

اإلنتباذ يف الدباء واحلنتم والنقري واملزفت

(.أن ينبذ يف شيء منها: عن الدباء، واحلنتم، والنقري، واملزفتوهنى : )وأما قولهوذلك أن الدباء هو القرع، فإذا اشتد فيه وغال مل يشعر، وكذلك احلنتم وهي جرار مقربة، وكذلك النقري وهو

.خشب منقور جموف، واملزفت، وهو الذي قد ضرب بالزفتفإمنا حرم عنه باب شرب النبيذ الذي يغلي ويشتد، . ه فيجتنبهفهذه أوعية ال تنشق إذا إىل ما فيها فيعلم به صاحب

أدخلي ( إن األوعية الحترم شيئا وال حتله: )مث ملا استحكم حترمي كل مسكر يف قلوهبم فاجتنبوه، قال. واملراد منه هذاعبد احلميد حدثنا بذلك صاحل بن حممد، حدثنا(. اشربوا من األشربة ما طاب لكم، فإذا خبث فذروه: )عنهم فقال

.بن هبرام، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلمحدثنا أبو األحوص، عن حيىي بن التميمي، عن عمرو بن عامر، عن أنس بن : حدثنا أيب، حدثنا احلماين وعفان قاال

(.شربوا فيها، وال تشربوا مسكراكنت هنيتكم عن األوعية، فا: )قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: مالك، قالحدثنا حفص بن عمر، حدثنا . اشربوا فيها ما شئتم، فمن شاء أو كي سقاه على إمث: وقال عثمان رضي اهللا عنه

أنه مسع مسروقا حيدث عن ابن : يزيد بن هارون، حدثنا محاد بن زيد، حدثنا فرق السنجي، حدثنا جابر بن زيدكنت هنيتكم عن هذه الظروف، فانتبذوا فيها، واجتنبوا كل : )وسلم أنه قالمسعود عن النيب صلى اهللا عليه

(.مسكرحدثنا ابن أيب مسرة، حدثنا يعقوب بن حممد الزهري، حدثنا عبد اهللا بن وهب، حدثنا إبن أيب صاحل، عن أيوب بن

ء ال حيل شيئا وال حيرمه، أال إن وعا: )قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: هالل، عن مسروق، عن عبد اهللا، قال

(.وكل مسكر حرام ؟

التنخم يف قبلة املسجد

(.وهنى عن التنخم يف قبلة املسجد: )وأما قولهوالنخامة فضول . فالقبلة هلا حرمة عظيمة؛ ألهنا قبالة بيت اهللا، وقباله معلمه، وقبالة البيت املعمور، وقبالة العرش

أالترى أنه ليس من األدب أن يبزق .. فيكون كالشيء الذي ال حرمة له الرأس والصدر، فال يرمى هبا يف القبلة،عن يساره : )الرجل عن ميينه وال أمامه، وكذلك روى عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه زجر عن ذلك، وقال

(.أو حتت قدمه ؟

البزاق يف البئر الذي يشرب منه

(.وهنى عن البزاق يف البئر يشرب منه: )وأما قولهفمن أجل أن هذا إفساد على كل مستقى يعاف ويقذره، ولعله أن يكون يف بعض بزاقه ماخالطه دم؛ فإنه ينجس

(.بئره من حيث ال يعلم ؟

تغيري احلدود بغري حق

(.ومن فعل ذلك فعليه لعنة اهللا: وهنى أن حيول شيء من ختوم األرض، قال: )وأما قولهمن : )أخذ من أرض غريه، فقد روىعن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلماحلدود فإذا حول أو غضب أو : فالتخوم

(.ظلم شربا من األرض، فأخذه بغري حق، طوقه اهللا من سبع أرضنيوذلك أن األرض هللا يورثها من يشاء من عباده، جعلها بساطا لعباده، وصري فيها معاشهم، مث ملكهم على مقاديره؛

وهي أرض واحدة . ذه من غري الوجه الذي أذن فيه، صار غاصبا ألرض اهللافمن تعدى حده الذي أذن له فيه، فأخ (.فتقت فجعلت سبعا، فالغاصب هلا يطوق ذلك الذي غصبه من سبع أرضني، حىت جيىء هبا يوم القيامة يف عنقه

من : أوجه للفقراء ووجدنا ملك األشياء كلها إمنا أذن اهللا تعاىل للعباد يف تناوهلا من ستة اوجه لألغنياء، ومن مثانيةمن الصدقة، : فهذه ستة لألغنياء، وللفقراء زيادة وجهني.. الغنيمة، والتجارة، والوصية، واهلبة، واهلدية، واملرياث

.فما تناولوا من الدنيا من هذه السبل الثمانية أبيح هلم وسائر ذلك حرام. واللقطة (.وهنى عن الوصال يف الصوم: )؟الوصال يف الصوم وأما قوله

فإنه إذا واصل ترك هدية اهللا، وذلك أن اهللا تعاىل أهدى إىل هذه األمة الغذاء املبارك، وهو السحورن جعله طعمة السحور هو الغذاء املبارك؛ فتسحروا : )أال ترى إىل قول رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم.. هلم؛ فهو تارك طعمة (.ولو جبرعة من ماء

. وكذلك يف اآلخرة هلم رزقهم منها بكرة وعشيا. وعشيا، علىهذا ركب وغذىفاآلدمي إمنا له طعامه غدوا فالصائم من األمم املاضية أمر بترك غذائه إىل عشائه فصريها واحدة، فعطف اهللا على هذه األمة فجمع هلم الغذاء

اء مبكانه يف وقت جيمع والعشاء، ومل حيل بينهم وبني ذلك، وإمنا أمرهم أن يقدموا هذا الغذاء قبل طلوع الفجر العش .هلم يف صومهم األمرين مجيعا

وسائر األمم كانوا إذا تعشوا حرم عليهم إىل مثلها من اليوم الثاين، وكذلك كان يف بدء هذه األمة، فسمح اهللا هلم التوبة من اهللا الرمحة والعفو ف). علم اهللا أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم: (يف ذلك، فقال

فاآلن باشروهن وابتغوا ما كتب اهللا لكم وكلوا واشربوا حىت يتبني لكم اخليط األبيض : (واجلود؛ فرحم وجاد وقالعلى حدة، إن كل يوم فرض : وأيضا خلة أخرى. فإذا واصل الصوم ذهب هذا كله) من اخليط األسود من الفجر

.فإذا واصل مل يكن فصل بني الفرضني ؟

التبتل

(.من مل ينكح فليس منا: ، وقال(وهنى عن التبتل: )وأما قولهوهذه أمة (. تزوجوا توالدو، فإين مكاثر بكم األمم: رفض النكاح، وقال صلى اهللا عليه وسلم: فالتبتل عن النساء

.حمبوبة مرحومة، فيحب أن يكثرواما أحل اهللا حالال أحب إليه من النكاح، وما أحل حالال : )رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قالوروى عن : قال

حدثنا حيىي بن أمحر الطائي، حدثنا إمساعيل بن عياش، عن محيد بن مالك اللخمي، عن (. أبغض إليه من الطالق .ه وسلم، فإذا تبتل ذهب كلهمكحول، عن معاذ بن جبل، عن رسول اهللا صلى اهللا علي

.ان النبيني عليهم السالم فضلوا بكثرة اجلماع ملا فيه من اللذة: وروى عن سعيد بن املسيب: قالأعطيت قوة أربعني رجال يف النكاح وأعطى املؤمن قوة : )وروى عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قال

(.عشرةه السالم قلة اجلماع، فتبسم جربيل عليه السالم حىت تألأل مسجد رسول أنه شكا إىل جربيل علي: وروى عنه: قال

حدثنا بذلك عمر بن . أين أنت من اهلريسة؛ فإن فيها قوة أربعني رجال: اهللا صلى اهللا عليه وسلم من ثناياه، مث قالهريرةن عن رسول أيب عمر، حدثنا حيىي بن صاحل الوحاظي، حدثنا أرطأة بن املنذر السكوين، عن مكحول عن أيب

.اهللا صلى اهللا عليه وسلم مثلهأال ترى .. يف التبتل انقطاع النسل، وفقد ما خص اهللا تعاىل به هذه األمة من شأن النكاح: قال أبو عبد اهللا رمحه اهللا

واتقوا اهللا : (مث قال. حالتسمية عند النكا: فروىعن عطاء أنه قال) فاتوا حرثكم أنى شئتم، وقدموا ألنفسكم: (قوله (.إن من سنيت النكاح: )وقال صلى اهللا عليه وسلم) واغلموا أنكم مالقوه وبشر املؤمنني

؟

القزع

(.وهنى عن القزع: )وأما قوله .وهو أن حيلق بعض رأس الصيب ويترك بعضه، فهذا تشبه بالقسيس

.ألصول يف بابهوذكر شرح هذا بتمامه يف نوادر ا ؟

بيع السمك يف املاء

(.وهنى عن بيع السمكة يف املاء: )وأما يف قولهوهذا وأشباهه، وكل بيع على خطر، ال يدري . وقد هنى عن بيع الغرر.. فهذا أيضا غرر ال يدري يصيبه أم ال

.صاحبه أيقدر على تسليمه أم ال؛ فهو غرر، وأخذ ماله ومل يعط شيئا (.وهنى عن بيع املضامني واملالقيح: )املالقيح وأما قوله؟بيع املضامني و .أبيعك ما تضمن بطن هذه اجلارية، أو هذه الناقة، أو ما يلقح العام: وهو أن يقول

؟

بيع حبل احلبلة

(.عن بيع حبل احلبلة: )وأما قولهعك اآلن ذلك احلبل الذي أبيعك حبل هذا احلمل الذي ظهر يف البطن، فإذا ولدت وكربت، فأناأبي: وهو أن يقول

.يتوقع من هذا احلبل .فهذا كله باطل كالم وربح؛ أخذ ماله على كالم يرجو

؟

بيع املصاحف

(وهنى عن بيع املصاحف: )وأما قوله

ومن رخص فيه، فإمنا يرخص . فمن أجل أن ذلك الذي فيه كتاب اهللا تعاىل وكالمه، فليس ألحد ان يأخذ عليه مثناأال ترى ان الدراهم البيض يتبايع هبا وفيها سورة ثابتة، فال يقع .. لبيع واقع على الورق والرقمن أجل أنه رأى ا

كذلك العلم ال يباع، وإذا بيعت فإمنا تقع على الصحف، ال على . البيع على الكتابةن وإمنا يقع يقع على الفضةوقد كره ذلك كثري من العلماء، ورخص . وهذا النهي عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم تأديب. العلم الذي فيه

.فيه آخرون ملا ذكرت ؟

إستئجار األجري دون أن يعلمه أجره

(.وهنى أن يستأجر أجريا حىت يعلمه أجره: )وأما قولهفهذا من أجل أنه شرط علما، ومل يشترط أجرا، ومل يتعاقد على شيء، وإن تنازعا اشتبه األمر، ويؤدي إىل اجملازفة

فإذا مل يعلم أجره، فقد استعمل اجلهل، ويلزمه . فال ينبغي له أن يقدم على ما يعقب مثل هذا، فإنه فسادواخلصومة،

.أجر مثله ؟

منع اجلار أن يغرز خشبة يف جداره

(.وهنى أن مينع جاره أن يغرر خشبة يف حائطه: )أما قولهحلكم له أن مينع ذلك؛ ألنه ملكه، ولكن منعه فهذا إقامة حلرمة اجلار، ويف منع ذلك قطيعة ووحشة وتباغض، ويف ا

يؤدي إىل فساد وتباين، وهو يف ذلك مسقط حلرمة اجلار، وهو عندي داخل يف منع املاعون إن شاء اهللا تعاىل، وقد واملاعون هو ). اعونويمنعون امل. الذين هم يراءون. فويل للمصلني، الذين هم ع، صالتهم ساهون: (قال اهللا تعاىل

.الفأس، والدلو، والقدر: كل شيء مرتفق به وميتهن، ورأسهن الركوة، مث من بعده العواري مثل بيع احليوان باحليوان نسيئة

(.وهنى عن بيع احليوان باحليوان نسيئة: )وأما قولهما ما وجب له عليه، فإذا تبايعا فمن أجل أهنما إذا تبايعا بذلك بتعاين على شيء يعلمان مالذي وجب كل واحد منه

.واحليوان معلوم متفاوت، فرب بعري خري من مخسة أبعرة، فلم ينعقد بيعهما على معلوم، وهذا جمهولوإمنا البيع عن تراض، فلو تنازعا مل يدر واحد منهما ما وجب له عليه، فإذا تبايعا واحليوان معلوم يف نفسه غائبا

.البيع وقع على عني معلوم، فيدريان مايتطالبان وما وجب على كل واحد منهماكان أو حاضرا فهو جائز؛ ألن (.وهنى عن عقر املواشي يف دار احلرب: )؟عقر املواشي يف دار احلرب دون ضرورة وأما قوله

.فمن أجل أنه فساد، وكذلك إحراق الزرع املبارزة بدون إذن اإلمام

(.ماموهنى عن املبارزة بغري إذن اإل: )وأما قولهورمبا بارز . ألن اإلمام إمنا نصب ليؤمت به يف أمر احلرب؛ ألنه يوفق من أجل العسكر ماال يوفق لواحد من نفسه

.ويف ذلك نكاية يف املسلمني ويف اإلمام؛ فال ينبغي أن يفعل ذلك إال بإذن اإلمام. فأصيب ؟

اإلمامة باألجر

(.وهنى عن اإلمامة باألجر: )وأما قولهعبادة يعبد ربه، ويقتدي به من خلفه، والعبد ال يأخذ على عبادة مواله أجرا إال منه، وإن أخذ فباطال فاإلمامة

.أخذه، وال جيب له عليه شيء تعليم القرآن باألجر

(.وهنى عن تعليم القرآن باألجر: )وأما قولهقل ما أسألكم عليه من : (شترى، فقالفمن أجل أن القرآن رمحة من اهللا تعاىل وهو عهد اهللا، ورمحته ال تباع وال ت

).أجر وما أنا من املتكلفني ؟

اآلذان باألجر

(.وهنى عن اآلذان باألجر: )وأما قولهفمن أجل أن املؤذن يدعو إىل الصالة والفالح، فهو داع إىل اهللا، وال حيل أن يأخذ على الدعاء إىل اهللا أجرا، قال

إن أعطيتين أدع، وغال مل أدعك : فإذا ابتغى أجرا، فهو كأنه يقول) ن أحسن قوال ممن دعا إىل اهللاوم: (اهللا تعاىل .إىل اهللا تعاىل

بيع الوالء وهبته

فالوالء ونعمة توالها املعتق على عبده إن فك رقبته من الرق، وهو وىل نعمته، فإذا مات هذا املعتق فمرياثه للمعتق، املعتق أن جيعل والءه الذي هو له لبعض ورثته دون بعض، أو لرجل أجنيب، ببيع أو هبة أو وجه من وال يقدر هذا

وإن كان املعتق ترك . فإذا مات وله ورثة، فإمنا ترث ورثته ماله ال نعمته اليت أنعم هبا على مملوك فأعتقه. الوجوهن املعتق ترك اثنني، فمات أحد اإلثنني وترك أوالدا مث وإن كا. اثنني، فمات أحد اإلثنني وترك أوالدا، مث مات املعتق

ألن األول ملا مات ) الوالء للكرب: )مات املعتق، فالوالء هلذا؛ ألن الباقي دون أوالد هذا األب الذي مات، وهو قولهك رقبته مل يورث والؤه أحدا؛ ألن تلك النعمة اصطنعها إىل عبده، فإذا مات املعتق، فأقرب الناس إليه من ويل ف

وهذا إذا مل يترك ورثة، فإن مات أحد اإلثنني، فإنه مل يكن ورث شيئا فيورثه . وأنعم هبا عليه، فلذلك يرث مالهفالوالء حلمة كلحمة النسب؛ فكما أن النسب ال . ولده، فإن مات واألب األكرب حيا، فهو أوىل من ولد ابن امليت

.يباع، فكذلك الوالء

نزو احلمري على اخليل

(.وهنى أن تنزى احلمري على اخليل: )أما قولهوقال . يا رسول اهللا، إن ننزي احلمري على اخليل: فألنه احتال يف خلق اهللا، ومنه تكون البغال، ويف حديث آخر قالوا

(.إمنا يفعل ذلك الذين ال يعلمون)ن حفص بن عمر، عن إبراهيم بن حدثنا بذلك عمر بن أيب عمر ب. وهو فعل امللوك اجلبابرة، وهذا زنا من البهائم

: قال) لوال أن رأى برهان ربه: (احلكم، عن أبان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي اهللا عنه، يف قوله تعاىليا يوسف أماعلمت أن الطري إذا زنا تساقط ريشه،وأنالثور إذا زنا وقع الدود يف : جاء جربيل عليه السالم فقال

(.الطري أن تنزوا محامةعلى الدجاجة، وزنا الثور أن ينزو على محار أو جنس غري جنسه قرنه، وزنا العرافة

(.وهنى عن العرافة: )وأما قوله .فالعريف حيتمل وزر القوم ألن فيه ظلما وتعديا غال ما عصم اهللا تعاىل

وإن كان أراد بقوله ( عريف النارال بد للناس من عريف، وال: )وروى عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قالوهوالذي يزعم أنه يعرف أمور " عريف " هنى عن العرافة والكهانة وشبهه، فهذا أشد وأمر؛ فإن الكاهن يقال له

.الغيب، وهو كاذب اليقدر على ذلك؛ إذ مل يطلع علىغيبه إال من ارتضى اهلجران

ران أخاه فوق الثالث، ومن مات مهاجرا ألخيه كانت من كان ال بد فاعال فال يهج: ، وقال(وهنى عن اهلجران) (.النار أوىل به

) واهجرهن يف املضاجع: (أال ترى أهنقال يف شأن النساء.. ففي اهلجران حمقرة ومذلة، قد منعه السالم وبر اللسانة والبغضاء، وقد هتك فاهلجران ن يصارم اخاه على العداو. يكون تأديبا هلا ألن هجران املضاجع استهانة ورفض

.فإن كان ال بد مؤدبه فثالث وال جياوز. حرمة اإلسالم ونبذها وراء ظهره الصرف (.وهنى عن الصرف: )وأما قوله

حدثنا يزيد بن مغفل ولد أيب طيبة، حدثنا ابن فضيل، عن ليثن عن جماهد، عن أيب هريرة رضي اهللا . فألن عامته رباولو . لكان بيعهم الرب -وال يتبايعون -لو أن أهل اجلنة تبايعوا : )هللا عليه وسلمقال رسول اهللا صلى ا: عنه، قال

حدثنا أبو طالب (. وإن إبليس ليحب الصرف كما حيب أحدكم ولده. أن أهل النار تبايعوا لكان بيعهم الصرفيف األرض ما لو أصابين أشد حر : مسعت احلسن البصري يقول: اهلروي، حدثنا شبيب بن سليم املصري، قال

.استظللت حتت ظل صرييف االستعانة باملشركني يف احلرب

(.روهنى ان يقاتل املشركني باملشركني: وأما قوله .ألن االستنصار باألعداء حمال، وأن اهللا تعاىل يعدل بعضهم ببعض فال ينصرهم، فمن أجلهم خياف احلرمان

قتل الصبيان (.وهنى عن قتل الصبيان: )وأما قوله

أجل أهنم ذرية، وليس هلم نكاية، ولعل اهللا يقبل بقلوهبم فهذا موت أن يكف عن قتلهم وال يسوقهم إىل النار، فمن .فإن مل يرزقوا اإلسالم كانوا سببا يرتفق هبم املسلمون، وهم مبنزلة األموال اليت يغنموهنا

عقر اخليل يف القتال (.وهنى أن تعقر اخليل يف القتال: )وأما قولهجل أنه فساد إال عند اإلستئصال إذا استحر القتال ومحيت النفوس قامت النصرة، فعندها يعقرون اخليل، فمن أ

.ويكسرون غمد السيوف، وحيملون محلة اليأس من احلياة بيع الذهب بالفضة نسيئة

.فهذا كله ربا( وهنى عن بيع الذهب بالفضة نسيئة: )وأما قوله

بيع الذهب بالذهب

(.ى عن بيع الذهب بالذهب إال وزنا بوزن سواء بسواءوهن: )وأما قوله " .العلل " فهذا كله ربا، وقد شرحناه يف كتاب

واهللا أعلم مت حبمد اهللا تعاىل

ISLAM ICBOOK.WS ين| ٢٠١٠ م لمسل احة لجميع ا مت ق لحقو ع ا جمي