2م01

و 1ماي

ـ 1ه

43ة 2

انيالث

ى ماد

ج

فجلو

بابي

ألدي ا

ناد ال

ع

ساب ال

ددلع

ا

را

يس س

جلةم

دراسات:تلويحة

لسيد البيد الشاعرمحمد الثبيتي

دراسة في كتاب: السلفية والليبرالية

حوارات مع:ضيف فهد،

ماجد الثبيتي، محمد جميل،

نصار احلاج

فصل من رواية:إختراع موريل ألدلفو

كاساريس

إبداعات عيد اخلميسي،مالك اخلالدي،

جناة املاجد،حضية خافي،

علي عفيفي

ملف العدد:

الرواية المغربية

7

SAYS

ARA1 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

SAYSARA CULTURAL QUARTERLY

جمادى الثاني 1432هـمايو 2011م

سعر النسخة )10( رياالت سعوديةأو ما يعادلها بالعمالت األخرى

ريرتح

اليئة

ه

2م01

و 1ماي

ـ 1ه

43ة 2

انيالث

ى ماد

ج

فجلو

بابي

ألدي ا

ناد ال

ع

ساب ال

ددلع

ا

را

يس س

جلةم

دراسات:تلويحة

لسيد البيد الشاعرمحمد الثبيتي

دراسة في كتاب: السلفية والليبرالية

حوارات مع:ضيف فهد،

ماجد الثبيتي، محمد جميل،

نصار احلاج

فصل من رواية:إختراع موريل ألدلفو

كاساريس

إبداعات عيد اخلميسي،مالك اخلالدي،

جناة املاجد،حضية خافي،

علي عفيفي

ملف العدد: الرواية المغربية

7

ددلع

ف اغال

رئيس التحريرإبراهيم بن موسى احلميد

التحريرمالك اخلالدي - ضاري احلميدعصام أبو زيد - هشام بن شاوي

رئيس مجلس اإلدارةإبراهيم بن موسى احلميد

أعضاء مجلس اإلدارة

د. حامد الوردةد. غربي الشمريحسني اخلليفةفارس الروضان

جميعان الشراريسعود اخلضعأحمد القعيد

نادي اجلوف األدبي الثقافيطريق امللك عبدالله

جنوب شركة الكهرباءهاتف: 04/6257042 فاكس: 04/6257046

ص. ب: )2505( سكاكا/ اجلوف اململكة العربية السعوديةموقع النادي على اإلنترنت

www.adabialjouf.comالبريد اإللكتروني

adabialjouf@gmail.com

للنشر في املجلةاملراسالت باسم رئيس التحرير. -

saysaramag@gmail.comيشترط في املواد التي ترسل إلى املجلة أن ال -

تكون منشورة سابقا.فنية وترتيبها العتبارات املواد نشر يخضع -

بحتة.وال كتابها آراء عــن تعبر املنشورة املــقــاالت -

تعبر بالضرورة عن رأي املجلة.

فصلية ثقافية تصدر عننادي اجلوف األدبي الثقافي

7SA

YSAR

A1 جمادى الثانيمايو

1432هـ2011م

25

25

25

املحتــــــــــــــــــــوياتدراسات ونقد

6 ..................... تلويحة وداع لسيد البيد – هشام بنشاويدراسة في كتاب السلفية والليبرالية اغتيال اإلبداع في ثقافتنا العربية – هويدا صالح....................................... 13

ملف العدد: الرواية المغربيةالوعي اجلمالي وسؤال التلقي................................ 2123 ................. بني البحث عن القارئ والبحث عن املوضوع26 ................................ قراءة في رواية »قاع اخلابية«سؤال السرد وإنتاج املعرفة في »أوراق« عبدالله العروي..... 36شهادة - مصطفى لغتيري.................................... 4043 ........................................ شهادة - محمد فاهي

حوارات مع القاص ضيف فهد – ضاري احلميد وعصام أبو زيد... 4953 ........ مع الشاعر والقاص ماجد الثبيتي –عصام أبو زيد مع الشاعر السوداني محمد جميل – عمر محفوظ........ 5764 ....... مع الشاعر السوداني نصار احلاج – ضاري احلميد

إبداع – شعر70 ............................ في أي بحر... - الطاهر لكنيزي72 .................................... قصائد – عيد اخلميسيلي كأسي ولي عنبي – الطيب هلو........................... 7475 ..................................... مــــاء – سعيد السوقايليلوحة – بهاء الدين رمضان................................... 76وحدي – مالك اخلالدي..................................... 7778 ................................ أضرحة احللم – جناة املاجدنفثات – يوسف الرحيلي..................................... 80

SAYS

ARA جمادى الثاني2

مايو1432هـ2011م

25

25

25

املحتــــــــــــــــــــوياتإبداع – قصص

ما كان باألمس – حضيه خافي.............................. 8586 ................................... قضبان الطني – زكية جنم90 .................................. إنـه دجـاجـة - سعيد بودبوزعندما تيأس الروح – ماجدة اخلالدي....................... 97سيــف خشـب - محمد مستجاب............................. 99

فصل من روايةاختراع موريل ألدلفو كاساريس )ترجمة( – أحمد مياني... 105

أقواساملواطنة في الشعر السعودي قصيدة )وطن اجلمال( لنجاة املاجد 115 .............................. أمنوذجا - د. إبراهيم الدهون118 ........ اجلوف في ذاكرة التاريخ واألدب – مالك اخلالديبحيرة خلف التل – محمد جميل أحمد ونصار احلاج...... 121

شهادات إبداعية126 ....................................... السر – ماجد الثبيتي129 ..................... عني لص ومخيلة محتال – ضيف فهد131 ............................... شهادة شعرية – نصار احلاجشهادة شعرية – محمد جميل............................... 137

كتب139 ................................................ إعداد احملرر

SAYS

ARA3 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

SAYS

ARA جمادى الثاني4

مايو1432هـ2011م

االفتتاحية

ـــي ـــة مـــصـــدرا لـــإبـــداع األدب ـــرواي تــظــل الــدر فــي خلد ــى مــفــاوز لــم ي والــفــنــي، ودلــيــال إلبأجوائها تنقلنا فهي إليها؛ الوصول الكثيرين الساحرة من غابات األمازون وأجواء كولومبيا كليمنجارو وبــاريــس وجــبــال لندن إلــى شـــوارع وثلوج سيبيريا وجبال داغستان، حتى بات أدب الرواية يزاحم الركام الشعري الهائل في التراث العرب ديــوان إنها يقول من وأصبح العربي، من للكثير هاجسا أصبحت أن بعد الجديد، المبدعين، وأسلوبا مبتكرا لإبداع، ال يضاهيه أي فن آخر. وقد أصبح لكل بلد عربي روائيوه مجموعهم في يشكلون باتوا حتى ومبدعوه، ظــاهــرة إبــداعــيــة مــتــجــددة فــي ســمــاء الثقافة العالميين، الرواية عمالقة يزاحمون العربية؛ وبإقبال الــروايــة، بسوق انفردوا طالما الذين

القراء عقودا طويلة.

وفي مغرب العالم العربي اليوم، نجد أن الرواية المغربية باتت تشكل عالمة مهمة في اليوم منهم العربي، حتى وصل اإلبــداع سماء يفوز بجوائز عالمية، مثل: جائزة جونكور من وغيرهما؛ العربية، البوكر وجائزة الفرنسية، تأكيدا على المكانة التي باتت تأخذها الرواية في المغرب العربي من مكانة سامية بين الفنون أسماء اليوم سمائها في ويحضر اإلبداعية. األشعري، ومحمد ــرادة، ب محمد مثل: مهمة، ومـــبـــارك ربـــيـــع، ومــحــمــد عــزالــديــن الـــتـــازي، وبنسالم حميش، وهشام بنشاوي، ينضمون إلى سبقوهم الذين المغاربة المبدعين من كوكبة

بالكتابة باللغتين العربية والفرنسية.

تــضــيــف الـــروايـــة الــمــغــربــيــة مــوضــوعــات الــعــربــي، مثرية الــروائــي جــديــدة فــي المشهد هذا المشهد، بإضافات تعزز الحضور الروائي تشكل إذ الــعــالــمــي؛ الــصــعــيــد عــلــى الــعــربــي موضوعات الهموم اليومية لإنسان، والهجرة، والتنظير والمرأة، والهوية، واللغة، والبطالة، النقاشات أبرز واألساطير، بالفلسفة المنتهي كانت وإن المغربية، الرواية حولها تدور التي تضيف التي المتفردة موضوعاتها منها لكل الكثير؛ وقد ال يكون ذلك صحيحا دون اإلحالة وإحالتها تفكيكها ليتم بعينها، روايــــات إلــى من الرغم على والناقد؛ القارئ مشرط على القومية )الــذاكــرة كتابه -فــي دراج فيصل أن النهضة إلى زمن العربية من زمن الرواية في العربية المؤسسة عــن والــصــادر ) الــســقــوط لــلــدراســات والــنــشــر- حـــاول قــــراءة الخطاب الروائي العربي، بوصفه ظاهرة ثقافية موحدة؛ بالمكان تحتفل تبقى المغربية الرواية أن إال وخصوصيته، إذ تخاتل معظم الروايات قراءها ــمــحــاور ومـــوضـــوعـــات تــخــالــف تــلــك الــــرؤى بالــروايــات بعض عليها درجــت التي التقليدية المشرقية، وبخاصة ما كتب منها في مرحلة

الستينيات من القرن الميالدي المنصرم..

الذي المغربية، الرواية يأتي ملف ولهذا، تقدمه سيسرا إلضاءة جانب من هذا الطريق،

محمال بشهادات إبداعية وتجارب ثرية.

............................................................ < إبراهيم احلميد*

* رئيس مجلس اإلدارة.

SAYS

ARA5 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

قد ون

اتاس

در

دراسات ونقد

SAYS

ARA جمادى الثاني6

مايو1432هـ2011م

مشهد تنقصه بحيرة دموع

)سيد البيد( في سريره، غب )طرده( بتلك الطريقة المهينة من مدينة سلطان ابن عبدالعزيز للخدمات اإلنسانية، شبه خارطة اليوم »وجهه الوعي، عن غائب للبكاء«؛ وفي رقدته العاجزة، يرفع بصره

ســريــره، بــجــوار الــواقــف المذيع ناحية لم مهال! طفولية. بنظرات فيه يحدق تــقــتــرب كــامــيــرا الــبــرنــامــج مــن مالمحه فــي لــقــطــة مــقــربــة، حــتــى نــقــرأ تعابير المخرج يكن لــم ربــمــا، وعينيه. وجــهــه ويهدينا سيفعلها، البيد سيد أن يتوقع كانت لو حتى ذابحا، تراجيديا مشهدا

لقطة من سيرة الوجع والفجيعة)تلويحة وداع لسيد البيد(

< هشام بنشاوي*

اعتراف:ال أنكر أنني لم أسمع باسمه من قبل، ولم أقرأ له أي شيء، وهذا ليس ذنبي، وإنما تقصير اإلعالم الثقافي السعودي، الذي »يسوق« أسماء ويقبر أخرى. لكن، ومن خالل تلصصي على بعض المتصفحات، لفت انتباهي مقال »مات صانع النقاد« لصالح الطريقي، وزلزلتني إشارته إلى كلمة الشاعر الكبير محمود درويش، عندما أجري معه حوارا في قرطاج، فسأل الصحافي: »من أين ؟«، فرد علي: »صحافي سعودي«،

فقال درويش: »أها، من بلد الثبيتي«.

SAYS

ARA7 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

قد ون

اتاس

در

تلك لكن شــي، بــأي تشي ال تقاسيمه النظرة البريئة المستطلعة أفاضت كأس يتساءل: البيد( )سيد فتخيلت الشجن، »هل يعود الصبا مشرعا للغناء المعطر،

أو للبكاء الفصيح؟«.موسيقى تــنــقــصــه الــمــشــهــد حـــقـــا، يسفحون ومــمــثــلــيــن مـــؤثـــرة، تــصــويــريــة بحيرة دموع اصطناعية على شفير البوح واالنهيار الوجداني، فنسارع بالبحث عن ليس يــا ســـادة؛ هــذا مــعــذرة، المناديل. عن »روبــرتــاج« إنــه ميلودراميا. مشهدا تقريبا- بــال حــراك - كهل ممدد رجــل على سرير، يشبه أسرة الرضع، محاصر سيتقلب رضيعا كــان لو كما بالوسائد،

في رقدته، فيتأذى!كبير، شاعر الرجل هــذا )لألسف، ـــن اســتــضــافــهــم ـــذي بـــشـــهـــادة أحـــبـــتـــه، ال

البرنامج. شاعر كبير أهانه وطنه!!(. الرجل - الذي ال أعرفه- يتخلى عن المذيع، ناحية ويلتفت الــبــاذخ، شــروده كــمــا طــفــل وديــــــع. رغـــمـــا عــنــي تنهمر الغائب هذا أن وأحس حارتان، دمعتان عن الوعي قد تنبأ بمعاناته في قصيدة وهو المذيع، ناحية فالتفت »الــظــمــأ«، للمستجير هنا »مــاذا منها: يتلو مقطعا مــن الــهــجــيــر؟/طــعــامــه ورق/مــــــاذا هنا أرقــه/ الهجير؟/منامه مــن للمستجير

ماذا هنا للمستجير من الهجير؟/ مدامه موسيقى«.

هدية اليوتوب.. طعنة ثالثة:قصائده عــن أبحث ألفيتني هكذا

ربما، أشــعــاره؛ أقــرأ أن قبل الصوتية، تختزن تـــزال مــا المقطوعات تلك ألن شعلة الحياة المقدسة، بعد انطفائها في »جوجل«، بالشيخ لذت الواهن. الجسد ووجــدتــنــي فــي مــوقــع »الــيــوتــوب«؛ موقع الفضائح بامتياز.. وجاءت الطعنة الثالثة على يجود أن اعتاد الــذي الموقع، من يا الــمــؤقــتــة.. بالمسرات المتلصصين

الله!صــوت بـــدوي شــامــخ، »مــتــرع بلهيب إراديــا، وجدتني أفكر في المواويل«. ال آخر في الشعراء تنتظر التي التعاسة، المطاف، كما كتب شاعر مغربي شاب، يتمرد على هذا كأنما ينتحر، أن فضل الذي )المشترك(، التراجيدي المصير يــتــربــص بــالــشــعــراء فــي آخـــر الــمــطــاف، المهينة الطريقة بتلك تباعا، فيرحلون في أوطان جاحدة. وتبدأ مهزلة حراس المتخشبة، المراثي محترفي المقابر.. األجر.. المدفوعة النقدية، والدراسات

متاجرة بجثت األعدقاء.

تتعدد األسباب والفقد واحد محمد الثبيتي )1952-2011م( ليس دنيا يغادرون آخر من يكون ولن أولهم، الحطام، بتلك الطريقة المفجعة. وهاهو

SAYS

ARA جمادى الثاني8

مايو1432هـ2011م

فقيد الشعر السعودي يرحل، مثلما رحل أوج فــي يرحلون دنــقــل؛ وأمـــل السياب في ــزال ي مــا العربي والشعر عطائهم،

مسيس الحاجة إليهم.

ـــمـــوت واحــــد، ـــاب وال تــتــعــدد األســـبوالفقد واحد.

***

أنشودة للوطن القاسيتألمت حين علمت أن )سيد البيد(، ال الــالفــتــة، الشعرية التجربة صــاحــب وتــطــارده ســيــارة خاصة وال يملك شقة ـــون..!! وحـــورب كــثــيــرا، فــحــرم من ـــدي الجـــائـــزة نـــــادي أدبـــــي جــــدة فـــي مطلع التسعينات، فآثر االنسحاب في صمت: بــاب خلفي بعد أن رأيــت »خــرجــت مــن والرغبة بالتوتر تنز ومــالمــح مشاهد

في خلق أزمة، وتحويل »التضاريس« إلى وثيقة إدانة«.

ـــكـــن صـــمـــت )ســــيــــد الـــبـــيـــد( لـــــم يوابتعاده عن المشهد األدبي انهزاما وال استسالما، بل من أجل كتابة المزيد من معارك خوض بدل المربكة، النصوص دونكيشوتية، ونستغرب كيف يحارب رجل أحب وطنه بكل هذا الوله، فكرس معظم في الطبيعة مفردات بكل للتغني شعره بلده، حتى حبات الرمال، بدل أن يصنع شهرة زائفة، كأي متشاعر يكتب قصائد

غزل، ال يقرأها سوى المراهقين. لقد انحاز الثبيتي في شعره لإنسان، والوطن؛ والجمال الخير، الحب، ولقيم فاستهل »تغريبة القوافل والمطر«، التي بجملته هــالل بني تغريبة فيها استلهم الصبح/ مهج »أدر الشهيرة: الشعرية صــــب لــنــا وطـــنـــا فـــي الــــكــــؤوس/ يــديــر

الرؤوس«. ـــتـــضـــاريـــس« قــرع وفــــي رائـــعـــتـــه »ال)عراف الرمل( بوابة االحتمال، حن إلى الطفولة، وقــار واعتنق األرمــلــة، قريته ابتكر وقـــد ــان«، ــت ــواب ب و»لــلــجــرح فكتب ــلــدمــاء صــهــيــال: »مـــن شــفــاهــي تقطر لالــشــمــس/ وصــمــتــي لــغــة شــاهــقــة تتلو/أسارير البالد«. وألنه شاعر أحب وطنه، الواعد للصيف، بسطائه ترقب أنشد بأفراح البدو وأعياد األيتام، وتكررت في متفردة، مضمخة كلمات شجية أشعاره بعبق السنين الخوالي: )الطفولة، الجرح، ــح، الــشــيــح، الــلــيــل، الــنــخــل، الــنــاي، ــري الوال الحناء(. التمائم، األغاني، الهديل،

SAYS

ARA9 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

قد ون

اتاس

در

يــضــاهــي حــبــه لــلــوطــن ســـوى إخــالصــه رومانسيا نكوصا ليس وهــذا لبداوته، أو رعويا، أو ميال للعيش البدائي، وإنما سلبت التي المدينة، إلغــــراءات رفــض اإلنسان بساطة العيش وبراءته في حياة الظلم، والتسليع، فالتشييء الــبــداوة، الجوع، الفقر والقهر من مظاهر الحياة من »صفحة قصيدته وفي المتحضرة. ببدواته، افــتــخــاره يعلن ـــدوي«، ب أوراق نبرة فــي وشويهاتها وإبــلــهــا بصحرائه

رومانسية، وبلغة سهلة ممتنعة:

غرتــــه فـــوق قديـــم حــصــان أنـــا الصباحـــات أنـــوار الشمس تـــوزع

يطوعـــــه ال عــصــي حصــــان أنـــا الهنيهــــات عطر أو العناقيد بوح

تتبعنـــي والــصــحــراء أركــض أتيت وأحرف الرمل تجري بين خطواتي

أمنحهـــــــا اآلفــــاق.. أنتعل أتــيــت جرحي.. وأبحث فيها عن بداياتي

يا أنت لو تسكبين البدر في كبدي أو تشعلين دماء البحر في ذاتـــــي

كتفي عن الرمل بقايا تزيلي فلن عباءاتـــي من الخزامي عبير وال

هذي الشقوق التي تختال في قدمي المسافـــات نبض صاغها قصائد

وهذه البسمة العطشى على شفتي الحكايــات عــذري الريح من نهر

***

وبــشــغــف صـــوفـــي يــفــتــتــح قــصــيــدة ــــرمــــال.. مـــوقـــف الــجــنــاس« »مـــوقـــف الراسما صورة الوطن من منظور فلسفته في أوقــفــنــي ثــم ــي../ ــن »ضــم الثبيتية: وميم وحـــاء بميم ودعـــانـــي:/ ــرمــال/ الودال/واستوى ساطعا في يقيني/وقال:/ بنات افترعت فرعان/أنت والنخل أنت اعترفن النواقيس/هن الــنــوى/ورفــعــت النواميس/فاكهة الــنــوى/وعــرفــن بسر الشعراء/تساقيتما الــفــقــراء/وفــاكــهــة بــالــخــلــيــطــيــن:/خــمــرا بــريــئــا.. وســحــرا

حالل..«.إنه - وبتعبير الدكتور سعد البازعي- »في هذا النص المدهش ليس بعروضه عنه تسفر بما وإنــمــا فحسب، اللغوية تلك العروض من صور شعرية موغلة في العمق والجمال معا، يلتحم الشاعر، كما كان يفعل دائما، بصورة الوطن كما تبرز والرمال النخل الطبيعية: مفرداته في

SAYS

ARA جمادى الثاني10

مايو1432هـ2011م

ــســان والــثــقــافــة. الــســيــاق الصوفي واإلنوالــذي الــبــدء، منذ يبرز كما للقصيدة، يذكر بالنفري أو ابن عربي، ال يلبث أن تفاصيل إلى تنحاز قصيدة إلى يفضي عن بــعــيــدا المختلفة بــوجــوهــه الــوطــن أجواء التصوف التقليدية. النخل إحدى الشاعر يرسمها الــتــي التفاصيل تلك

بغنائية عذبة«.

القصيدة تصافح البؤس اليوميتأملها في »التضاريس« تسرف وال الصوفي، بل سرعان ما تجترح مشهدية تتغنى ومــدهــشــة، تلقائية ســيــنــمــائــيــة، والــمــهــمــل، معانقة والــمــنــســي بــالــيــومــي ويتماهى والمسحوقين، البسطاء هموم فيعلن عــن رغبته الــنــخــل، مــع الــشــاعــر ــمــزارع ـــشـــوارع، الـــرمـــل، ال لــمــصــادقــة الالسفينة الــبــحــر، الــمــديــنــة، والــنــخــيــل، والــشــاطــئ الــجــمــيــل، الــبــالبــل والــعــزف بشموخه، الــشــاعــر ويتباهى والــهــديــل. الثمر ذي الــنــخــل، شــمــوخ يشبه ـــذي الالخرافي والصبر الجميل، المتسامي في فضاء الليل، غير عابئ بالشجر الهزيل، الذي يغتابه والوتد الذليل، الذي يذمه. ذروتها المتفردة التصويرية اللغة وتبلغ في نص »تعارف«، وهي تغوص في بؤس البائسة الغرفة حيث اليومي، المعيش الــبــاردة، التي بــال بــاب وال نــوافــذ.. وال موقد وال سرير وال لوحة في الجدار وال

مائدة.وفـــي »الــصــعــلــوك » يــتــســاءل )سيد الــصــعــلــوك، بعد أن لــســان الــبــيــد( على يفيق من الجوع والخوف ظهرا، فيمضي

إلى السوق، وكل زاده أوراقه وخطاه: »من يقاسمني الجوع والشعر والصعلكه/ من التهلكه؟؟«، ويحضر في يقاسمني نشوة كتابات الثبيتي الهم القومي أيضا، حيث يكتب عن الهوان العربي في »تقاسيم«:

شاعر:ــــق مــــــن خــــيــــل الــــفــــتــــوح ــــب لــــــم ي

ــــــــة والـــــــــســـــــــروج ســـــــــــوى األعــــــــن

فأنا هنا،ــــــى شـــــــــــــــطـــــــــــــــر بــــــــــــــــــال مــــــعــــــن

ـــــــــــــجـــــــــــــوج ـــــــــــــــة ل ـــــــــــــــي ـــــــــــــــاف وق

القصيدة/ المرأة/الوطنبالمرأة/ البيد( )سيد عالقة تبدو األنثى شديدة الخصوصية، مترفعة عن بغريب ليس وهــذا والشهواني، المادي ــتــوســل نــصــوصــه بــالغــة عــلــى شـــاعـــر تالــمــوروث وتستلهم الــقــرآنــي، األســلــوب الشعري والصوفي. وقد علمتنا التجارب الشعرية القديمة أن الغزل العفيف ارتبط بالبداوة والصحراء وقسوة العيش؛ لذا، ال نستغرب أن يكون عمر بن أبي ربيعة شعرهما. فــي ماجنين الــقــيــس وامــــرؤ أســالفــه، عــفــة الثبيتي يستعير هــكــذا ويكتب قصائده الغزلية بـ »لغة طعنت في البكاء طويال«؛ لغة يطمح أن يستهل بها وطنه وقلب معشوقته، ويثير انتباهنا أن الوطن يحضر قبل العشيقة في قصيدته ــه الــرقــيــق في الــغــزلــيــة. فــلــنــتــأمــل غــزلقصيدته »برقيات حب إلى غائبة«: »أنا حلمك الذهبي.. أنا/ أنا همك االزلي..

SAYS

ARA11 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

قد ون

اتاس

در

أنــا/ أنــا لحنك الــبــدوي.. أنــا/ أنــا فرح الدمع في مقلتيك/ أنا وهج الوشم في وجنتيك/ وأنت الشباب/ وأنت السراب/

وأنت العذاب/.. وأنت أنا!!«.ــنــاجــي وفـــــي قـــصـــيـــدة »أغــــنــــيــــة« يالمحبوبة القريبة من »أرقه العذب« وهي تحرس سهاده، حتى ال ينام، تلك الحبيبة روحها و»لثمت حدائقها، أسكنته التي

وجعه«:يا التي سكنت غرفة ال تمس ستائرها

وحين لمست قيودي كانت ضفائرهافاحتجبت بأحشائها ألف عام وعام

ي بال شفتين وصرت أغنوأحيا بال رئتين

وألجم بين يديها خيول الكالم

حيث أكــثــر، الشاعر رؤيــة ستتضح تصير الحبيبة والغناء معادلين جماليين إلى المغني الشاعر/ فيمضي للوطن.. الحريق، مــن الرحيق ممتصا المعنى، يــمــر بين الــلــذيــذ«. »الــلــحــن بــــــ مجهشا المسالك والمهالك، والحبيبة هي المالذ، حيث ال شجر يلوذ به حمام الشاعر، وال يم يلم شتات أشرعته في قصيدة »موقف

الرمال.. موقف الجناس«: أحدق في أسارير الحبيبة كي

أسميهافضاقت

عنسجاياهااألسامي

ألفيتها وطنيوبهجة صوتها شجني

هذه الحبيبة لن تكون سوى القصيدة، وهي »شهد على حد الموس« تتصادى مع الوطن، وفي »بوابة الريح« يغالي شاعرنا الــوطــن(: )بالقصيدة/ بها التغزل فــي ومنزلي قلقي/ ينتابي أينما »قصائدي خاتمة وفـــي مــفــاتــيــحــي«. ألــقــي حيثما قولي »أي يــتــســاءل: الــريــحــيــة، الــبــوابــة أم للنخل قلت مــا سيدتي/ عند أحلى ما قلت للشيح؟!«. والنخل والشيح- كما نعرف- من مفردات الصحراء/ الوطن،

بينما المقصود بالسيدة القصيدة.

آخر الكالمـــد إنــهــاء هـــذه الــســطــور بتلك ال أريلم البيد( »)ســيــد المستهلكة: الــعــبــارة بهذه نــصــوصــا، يكتب مــن ألن ــمــت«، يهذه بكل مسكونة والــشــجــن، الــعــذوبــة الشعر، محبي قلوب في بــاق الفجيعة، روحه بينما بيولوجيا، ســوى يغيب ولــن صافحناها، كلما كلماته بين تــرفــرف سيظل بيننا كـ »عاشق بكر ينام معطرا/ بالريح/مرتديا غموض الليل«. لن نرثيه، األحياء- أولئك الــرثــاء يستحقون فمن يستحقون حــــاربــــوه.. الـــذيـــن األمـــــوات شاعرا أهــانــوا ألنــهــم عليهم نشفق أن كــانــوا قــد اطلعوا نـــدري إن كــبــيــرا، وال على »الرقية المكية«؛ هل قرأوا سطوره وهاء وكــاف بميم يتغزل وهو النورانية، مدينته المقدسة )مكة(؟! هل انتبهوا إلى استعاراته اآلسرة للغة القرآنية، بخالف شعراء كثيرين يميلون إلى اللغة التوراتية واألساطير؟ هل رأوا سناء الفجر، الذي »تلقاء وهــو تــروايــحــه«، طالت »إذ فاته

SAYS

ARA جمادى الثاني12

مايو1432هـ2011م

»بوابة الــروح« في قصيدة آية يتلو مكة الريح«؟

أسمعه يشتعل غناء كالعصافير، وهو يحيي )سيد البيد(، ناظما مرثية خالدة رائعته األمـــوات.. في األحــيــاء/ ألولئك

»تحية لسيد البيد«:

ستموت النسور التي وشمت دمك الطفل يوما

وأنت الذي في عروق الثرىنخلة ال تموت

مرحبا سيد البيد..إنا نصبناك فوق الجراح العظيمة

حتى تكون سمانا وصحراءناعوت وهوانا الذي يستبد فال تحتويه الن

ستموت النسور التي وشمت دمك الطفل يوما

وأنت الذي في حلوق المصابيح أغنية ال تموت

مرحبا سيد البيد..إنا انتظرناك حتى صحونا على وقع

نعليكحين استكانت لخطوتك الطرقاتوألقت عليك النوافذ دفء البيوتستموت النسور التي وشمت دمك

الطفل يوماوأنت الذي في قلوب الصبايا هوى ال

يموت..

صدر حديثا عن النادي األدبي بالجوف

الرحالة األوروبيونعوض البادي

SAYS

ARA13 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

قد ون

اتاس

در

قراءة يف كتاب:

»السلفية والليبرالية:اغتيال اإلبداع في ثقافتنا العربية«

جريمة تخلف المشروع النهضوي العربي،وأسباب انكماش أثره الثقافي

< قراءة: هويدا صالح - القاهرة*

والتقعير، التعقيد عــن البعد كــل تبعد سهلة لغة فــي لنا يقدم المتخصص، غير الــعــام الــقــارئ على وتــراهــن الكاتب عبدالله البريدي قراءته الواعية لجدلية العالقة بين السلفية والليبرالية وتجلياتها في ثقافتنا المعاصرة، وذلك في كتابه: »السلفية والليبرالية: اغتيال اإلبداع في

ثقافتنا العربية«.

وفيه يطرح الباحث إشكالية كبرى، هي التعاطي مع التراث ويعدها المعاصرة، الغربية والحضارة اإلسالمي العربي

فهل محير؛ كالهما موقفين أمام أنفسنا نجد ألننا العربية؛ الثقافة إشكاليات أهم يجب علينا وتحت دعوى المحافظة على التراث والهوية الثقافية العربية، أن نتجاهل معطيات الحضارة الغربية، وكل ما قدمته للبشرية، ونغرق في الرجعية والتخلف، أم ننسلخ عن جلدنا وهويتنا ونتجه كلية نحو الغرب حتى ال نصاب بالجمود والتخلف ونقع في براثن التغريب؟ أم نحن قادرون على أن نأخذ من الحضارة الغربية ما يفيد لحظتنا الراهنة، ويسمح لنا أن نواكب االعصر، نفيد من أطروحات الغرب الفكرية، فيما ال يضيع هويتنا الثقافية العربية واإلسالمية هذه هي اإلشكالية الكبرى، التي يطرحها

علينا الباحث.

SAYS

ARA جمادى الثاني14

مايو1432هـ2011م

فــي هــذا الــكــتــاب، حــاول الباحث أن يعرف السلفية ويوجد جذورها في التراث العربي، كما عرف الليبرالية وانعكاساتها على الثقافة العربية المعاصرة، والعالقة التحرر محاوال المفهومين، بين الجدلية إلى نوع من ذلك الجمود الفكري وصوال مــن اإلبــــداع الــعــربــي فــي كــافــة الجوانب من األول الجزء جاء والبحثية: الفكرية

الكتاب تحت عنوان:

)السلفية والليبرالية بين الفنائية والمائية(

حاول أن يعرف السلفية، ويعود بها إلى جذورها فطرح تساؤال عن ماهية السلفية، فهل السلفية هي »االتجاه الذي كان عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان، واألئمة انحراف دون نهجهم سلك ومن األربعة، والروافض كالخوارج مبتدع، مسلك إلى هي أم والمعتزلة«؟ والجهمية والمرجئة »موافقة الرأي للكتاب والسنة وروحهما«؟ المنابع إلــى ترجع تطهير، حركة هي أم األولــى لتنقي اإلســالم من كل ما علق به مــن خــرافــات وبــدع صوفية ضـــارة؛ فهي االجتهاد بــاب فتح أجــل مــن كفاح بذلك هي أم القطيع؟ روح من المسلم وإنقاد

غير ذلك؟

وفي هذا السياق، ومن أهم اإلشكاليات التي وضعها البريدي تحت أضواء التحليل، بين السلفي، الفكر في الواضح الخلط مصطلحي »السلف والسلفية«؛ فمصطلح وجود إلى يشير العام، بمفهومه السلف

فئة محل اقتداء لدى مجموعة من الناس في جوانب معينة، وهو بهذا المعنى سمة الزمة في كل دين من األديان، بل هو سمة أو فكرية أو فلسفية أيــديــولــوجــيــة لكل

سياسية لكل سلف.

ــارات واالشــتــراطــات ــب غــيــر أن االعــتينتخب والمواصفات واالستحقاقات لمن ما والتباين، االختالف محل هي كسلف

يجعلها مفتقرة لجهود بحثية متعمقة.

الحظها -كــمــا النهائية والمحصلة وتشوش جلي خلط وجــود هي المؤلف- بالسلفية الــتــعــريــف جــهــود فـــي ظــاهــر والتأريخ لها، وهو األمر الذي أوجد لديه تأريخية وتتبع لتقصي دافعا )المؤلف(

هذا المصطلح.

فــــي هـــــذا الـــــشـــــأن، وفـــــي حــوصــلــة للمصطلح، الشاملة للمنابع استقراءاته ــى أي ــقــف عــل ـــم ي يـــؤكـــد الـــمـــؤلـــف أنــــه لأن مصطلح إلى اإلشــارة يتضمن مصدر السلفية قد استخدم فعال حتى منتصف القرن السابع الهجري. ويرجح أن اإلمام الشهير ابن تيمية )661-728هـ( أول من ولكن كتبه، بعض فــي ونــشــره استخدمه

على نطاق ضيق.

وفي هذه الفترة تحديدا، وإلى فترات زمنية الحقة تركز المصطلح على جانب العقيدة، من غير أن يتكئ على تحزب أو تخندق؛ فغايته كانت تكثيف االهتمام على »آثــار ومنهج« السلف، ال سيما في الشق

العقدي.

SAYS

ARA15 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

قد ون

اتاس

در

وكان القرن الـ12 الهجري هو الفضاء من السلفية، مصطلح فيه تــمــدد الـــذي بن محمد للشيخ التجديد دعـــوة خــالل عبدالوهاب )1115-1206 هـ( الذي توجه التي الــدعــوة عــن معبرا جــديــدا، توجها العقيدة مع كبير مدى إلى تتنامى كانت

في تلك المرحلة.

غير أنه بدا نوع من التمايز بعد ذلك المصطلح، في حركة يظهر على خارطة تجسيد مــن المصطلح، انسحاب تشبه وهــو يحملها، عــمــن التعبير إلـــى فــكــرة األمر الذي صنع )بحسب البريدي( وعاء لالحتواء وإلحداث التراكمية في مفردات ذلك الفكر، سواء النظرية أو المفاهيمية

أو السلوكية

إذا، السلفية مفهوم إشكالي بحد ذاته كونه ال يمتد بجذوره إلى السلف المقصود، وأنه ال ينتسب إلى أي حديث نبوي، ولم األربعة المذاهب أصحاب من أي يذكره في العرضي ذكــره بعد لكن التابعين، أو كل من ذكــره عند توالى تيمية ابن كتاب

ابن كثير وابن القيم وابن خلدون وغيرهم، وقد حدد هذا المفهوم، في ما بعد، بشيء من الذاتية وباطمئنان إلى صوابية النهج.

ورجـــوعـــا إلـــى معنى الــســلــفــيــة، وأيـــا كان تعريفها، يقرر الكاتب في الختام أن العقدي البعد العام تعد السلفية بنسقها الــركــيــزة التفصيلية الــعــلــمــيــة بــجــوانــبــه المحورية لفكرها، هذا إلى جانب انشغالها النظري التفصيلي بعلمي الحديث والفقه، المسائل إلى االنشغال مشدود وكل ذلك

واألدوات واإلشكاليات التراثية

التباس مفهوم الليبراليةلألدبيات المتأني التحليل خالل من التباسا ثمة أن المؤلف يالحظ الغربية، وغـــمـــوضـــا شـــديـــديـــن يـــلـــفـــان مــصــطــلــح الــلــيــبــرالــيــة، حــيــث ال اتــفــاق حـــول تــأريــخ ومعانيه تشكالته عن فضال المصطلح،

ومبادئه ومقوماته المتضادة أحيانا.

المثقفين من قطاعا فإن ذلــك، ومع الــعــرب ال يــجــدون بـــدا مــن الـــعـــودة إلــى

اغتيال والــلــيــبــرالــيــة.. السلفية الكتاب: اإلبداع في ثقافتنا العربية.

المؤلف: عبدالله البريدي

المركز الثقافي العربي دار النشر:

الدار البيضاء المغرب مكان النشر:

208 صفحة من القطع المتوسط الصفحات:

SAYS

ARA جمادى الثاني16

مايو1432هـ2011م

األجنبية، والمعاجم اللغوية القواميس علهم بذلك أن يظفروا بمعنى اصطالحي

له؟

انعكس وفي هذا فقر منهجي طافح عــلــى كــثــيــر مـــن مـــواقـــف الـــعـــرب الــذيــن وأشكال بــأقــدار الليبرالية مــع يتعاطون مــخــتــلــفــة، فــمــن ذلـــك قـــول أحــدهــم »أنــا مسلم يعني ثانيا، ليبرالي ثم أوال مسلم مبادئ وليبرالي آليات«. وقول آخر: »إنني ألنني التفكير؛ ليبرالي الفكر، إسالمي والليبرالية فكريا محتوى باإلسالم أؤمن أداة للتفكير«. وثمة مثقفون آخرون يعلنون صــبــاح مــســاء، وبــكــل زهــو وتــفــاخــر، أنهم لألفكار نقد هــي ومجاالتهم ليبراليون التي فيها اإلسالم المتطرف في المجتمع، وهي عندهم لغة للحوار والمناقشة وليس إنها في نظرهم مجد ال القهر والحرب،

يستحقه مجتمعهم العربي.

مما - وغيرها المواقف هــذه وأمــام أشار إليه الكتاب - ال يجد البريدي حرجا التشظي مــن نــوع قبالة أنــه التأكيد فــي سمة ويعدونه أصحابه به يعتز الفكري؛ ــــارزة لــفــكــرهــم، وهـــم فــي ذلـــك يــجــدون بألنــفــســهــم عـــــذرا فـــي عــــدم الـــولـــوج في البعد ذلــك واستحقاقات تبعات نــقــاش مدارسة عن فضال الفكري، المفاهيمي اإلشــكــالــيــات الـــدائـــرة حـــول الــمــســوغ أو القاعدة المفاهيمية والفلسفية التي يمكن فكري مــشــروع لتشييد منها ينطلق أن مــتــمــاســك، يفضي )ولـــو بــعــد حــيــن( إلــى

تأسيس آليات وإجراءات للنوعية والتبعية والبناء الثقافي والسياسي في إطار نسيج

المجتمع وثقافته التي يؤمن بها.

على العرب المثقفين إصــرار وأمــام التغافل عن أو المصطلح بذلك التمسك عن تــام أو شبه تــام توقف مع إشكاليته بشأن بال ذي اإلسهام في صناعة شيء الليبرالية. يقرر المؤلف أن جل أطروحات التيار الليبرالي العربي لم تحظ بتنظيرات الطابع عليها غلب مــا وكــثــيــرا رصــيــنــة، من يــكــون ال وقــد المختصر، الصحفي بظهور يتنبأ أن المحلل عــلــى العسير الليبرالية عن والمؤلفات الكتب عشرات

في غضون الفترة القريبة المقبلة.

واضــح غــيــر مــفــهــوم الليبرالية إذا، ــخــدم كـــمـــرادف ــســت ــــارة ي الـــمـــعـــالـــم، فــــتأو لــلــحــريــة؛ كــمــرادف ــــارة وت للعلمانية، يعرف بأنه التحرر من السلطات، أو عدم االقتصادي الشأن في الحكومات تدخل أو الــتــســامــح يــعــنــي أو واالجـــتـــمـــاعـــي، االنفتاح، أو العدالة والمساواة، والحقيقة الــحــيــاة دخـــل كمصطلح الــلــيــبــرالــيــة أن العربية كمفهوم وفكرة وليس نسقا فكريا كال أن الباحث يــرى ولــذلــك، متجانسا؛ المفهومين لم يؤسسا فعال لقاعدة فكرية ــواقــع، وابــتــعــدا في مــتــطــورة فاعلة مــع الالتوجه المفترض الجمهور عن الخطاب إليه، وجرى تبسيط المفهومين إلى الحد األقصى مع اتساع شمولهما..هل الصراع يعطل والليبرالية السلفية بين الجدلي

SAYS

ARA17 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

قد ون

اتاس

در

التغيير؟

وفي الجزء الثاني الذي حمل عنوان: التغيير تعطيل بين والليبرالية )السلفية وتهميشه( يقدم البريدي األدلة على تحيز كل فئة لموقفها وموقعها، فغابت الصفات ــدة فـــي نــمــط الــتــفــكــيــر الــعــربــي ــمــحــاي الوبقي خــاص، بشكل واإلســالمــي عموما، مع بعض الحقيقي شاغرا الباحث موقع

االستثناءات القليلة.

بحسب األنفة منسوب انخفاض إن الليبراليين، جملة ــدى ل الــمــؤلــف تعبير جــعــلــهــم يــعــيــشــون الــتــســلــيــم الــمــطــلــق أو شبهه بــإنــتــاج اآلخـــر -وبــخــاصــة اإلنــتــاج الغربي- علما وفكرا وممارسة أيضا، ومن الفكري الــفــضــاء على األمـــر ينعكس ثــم من كثيرة أمـــور فــي لليبرالية والتعبوي أهمها خلق بعض األقفال الذهنية، كقفل »نحن لسنا مبدعين« حيث تنخفض الثقة »اإليمان« إلى تصل تكاد لدرجة بالذات ــــداع فــي كافة ــقــدرة عــلــى اإلب بــانــعــدام الالميادين التي يوجد فيها األستاذ الغربي

ويعمل فيها عبقريته.

استرجاعيا السلفي العقل كان ولئن يميل إلى تعميم االستثناء، فكذلك العقل استحضاري استرجاعي فهو الليبرالي، يــحــضــر الــتــطــبــيــقــات الــجــاهــزة مــن سلة الــمــنــجــزات الــغــربــيــة، ويــلــجــأ كــثــيــرا إلــى تعميم األذواق الشخصية على أنها معيار االعتدال واالنفتاح واإلنسانية، دون إيراد أي معايير يمكن االحتكام إليها في قبول

تلك األذواق أو ردها، وبخاصة أنه يؤمن بتعددية المرجعيات وعدم قداستها.

السلفية والليبرالية وضمور اإلبداع

التساؤالت؛ من جملة الباحث يطرح أولها، من الذي أعاقنا فعال عن الممارسة اإلبداعية: السلفية أم الليبرالية أم كالهما؟ أم تعاقبت كل من السلفية والليبرالية في فكرية منعطفات في اإلبـــداع عن صدنا

مختلفة؟

عن الحديث استهالله وفــي بــدايــة، العقل السلفي، يشير المؤلف إلى أن هذا من مجموعة إلــى منجذب مثالي العقل والتفكير؛ وهذا في والتشخيص المبادئ حد ذاته أمر إيجابي، ولكن ثمة إشكاليات ذلك فمن المفرط؛ المثالي التوجه في الناس بــأن االعتقاد إلــى يميل عقل أنــه تقريبا، شــيء كــل فــي يتفقوا أن ينبغي ويضيق ذرعا باالختالفات نظرا لمحورية الوقت القيم وصحتها المطلقة؛ وهو في ذاتـــه لــم يستفد مــن الــســعــة الــهــائــلــة في الفقه اإلسالمي، الذي يعد موطنا للتنوع

المدهش في االجتهادات والتطبيقات.

كما أن العقل السلفي قد ال يعترف وال يعالج بعض الحقائق، بحجة الحفاظ على دائما يسعى فهو القيمية؛ المكتسبات السلفي في النموذج أو »المثال« لتحقيق وتوقعات عالية بمعايير المعاش الواقع لــلــظــروف مــــراعــــاة مـــن دون مــرتــفــعــة،

SAYS

ARA جمادى الثاني18

مايو1432هـ2011م

والمالبسات في كثير من األحيان؛ األمر الذي جعل المؤلف يقرر من دون عناء أن العقل السلفي »استرجاعي« ال »توليدي«، من والتطبيقات األفــكــار يسترجع فهو ويلجأ يــصــنــعــهــا، وال الــســلــفــيــة الـــذاكـــرة بعض انتخاب عبر االستثناء تعميم إلــى السلوكيات لبعض السلف، محاوال تعميمها

على بقية أفراد األمة.

إلــى يــــؤدي التفكير مــن ــون الــل هـــذا تشكيل أقفال ذهنية في فضائها الفكري الممارسة إعــاقــة شأنها مــن والــتــربــوي، يصبح جزئي؛ أو كامل بشكل اإلبداعية الفكر من خاللها تقاربيا يركز على إنتاج بدال الصحيحة، الحلول من عدد صغير

من توليد أفكار جديدة ومتنوعة.

ألجـــل ذلــــك، لـــم تــفــلــح الــســلــفــيــة في التي ال تحتمل غير الثوابت بين التفريق المتغيرات وبين واحــدة، صحيحة إجابة وتحتمل كــثــيــرة ــات إجــاب تستوعب الــتــي بدائل متنوعة، ومالت بإفراط إلى تثبيت على الــقــدرة بذلك ففقدت المتغيرات، وأجهزت الــراهــنــة، اللحظة مــع التعامل من كثير فــي الضيقة بنظراتها عليها

المسائل والقضايا.

ومن ثم، خيم التقليد، وضرب بأطنابه الــرواق السلفي المعاصر الذي عجز في الــوعــظ النهضوي من عــن تــجــاوز تــخــوم دون أن يخلق أو يشارك في خلق األسئلة أن قــاعــدة عــلــى الصحيحة، النهضوية ذكية، إجــابــات يستجلب الــذكــي الــســؤال

ــل ــدائ ويــســتــكــشــف عـــالقـــات وطـــرائـــق وبجديدة.

البريدي نظر فــي الليبرالي العقل أخفق هو اآلخر في ممارسة اإلبــداع، إذ الليبرالية كحركة ورؤية فكرية تنشط في المجتمعات العربية من دون أن يكون لها يجعل الذي األمر متماسك، واحد معنى هذا العقل يعجز عن الوفاء بالحد األدنى األمر لما هو عليه المنهجية، خالفا من يظهر ألن يجهد هناك، فهو الغرب؛ في لشأنه، ومــعــل الــحــديــث للعلم كــمــقــدس ومــشــيــد بــالــمــوضــوعــيــة وحـــامـــل لــلــوائــهــا

ومتمسك بمبادئها.

للخطاب التفحص مــن كــاف وبــقــدر من الكثير أن نــدرك الليبرالي، العربي ال كــمــا يشتغلون ال الــعــرب الليبراليين يــتــفــهــمــون عــلــى نــحــو مــتــعــمــق الــقــضــايــا بطبيعة المتعلقة والمنهجية الفلسفية العلم وأدواته، وحدوده وإمكاناته ونقائصه

وإخفاقاته.

وتعليال لهذه »الظاهرة«، يقرر المؤلف أن العقل الليبرالي يتسم -ضمن خصائص النص مع المرن التعامل بنزعة متعددة- الليبراليون معها يشعر بطريقة الديني، بتحقق ذواتهم عبر ممارسة عقلية يرونها ــة وجــالــبــة لــفــهــوم وأنــســاق مــتــحــررة واعــيشرنقة من بذلك لينعتقوا للنص، جديدة النصية الضيقة التي يرمون بها خصومهم الــســلــفــيــيــن، وهــــم فـــي ذلــــك يميلون مـــن وبدرجات متفاوتة من الحماسة إلى اقتحام

SAYS

ARA19 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

قد ون

اتاس

در

منطقة النص الديني باألساليب الخاطئة، الواسعة الفضاءات اقتحام في ويخفقون في مجاالت العلوم اإلنسانية واالجتماعية التي وهــي المتنوعة، الفكرية والــحــقــول

تفتقر إلى اإلبداع في عالمنا اإلسالمي

من المسئول الحقيقي عن اغتيال اإلبداع؟

في الجزء الرابع يرى البريدي أن إخفاق كل من النموذجين السلفي والليبرالي في تقديم نتاج إبداعي نوعيا، سببه االنكفاء الذاتي وتنوع طرق التناول، ولهذا، يصنف ثالثة إلـــى الــثــقــافــي بــالــنــتــاج المشتغلين مستويات، ويوسع المستوى األول ليشمل كل مشتغل بالثقافة أو منتج أو مروج لها، والصحافيين الباحثين نــمــط: مــن وهــم والمراجعين للنتاجات الفكرية؛ وفضيلتهم استبصار في جيدة حساسية لديهم أن الخلل واإلشارة إليه من دون التطرق إلى ندر. فيما إال المشكلة، مناقشة أو حل أما المستوى الثاني، فهم الباحثون الذين يجعلون همهم إيجاد طريقة تفكير لمقاربة الثالث والمستوى البحث. مدار المشكلة الــذيــن األكــاديــمــيــون المتخصصون هــم المشكالت استبصار على القدرة لديهم واقتراح الحلول لها والخروج بنسق فكري متجانس وبرؤية شاملة لموضوع البحث. ــه إذا كــان لكل من الــبــريــدي أن ويـــرى د. اإلســهــامــات والــثــانــي األول المستويين اإلبداعية؛ العملية في والجيدة المفيدة مسؤولية عليها تقع الثالثة الفئة فــإن

سلم وتحديد الجمعي بالذكاء االرتــقــاء بوصلة تحديد إلى والوصول األولــويــات، والمعيقات الــمــشــاكــل لمعرفة حقيقية السلفية مــن كــل عــن بــعــيــدا الحقيقية، والليبرالية، واالنتهاء من الجمع والتصنيف ومراكمة المعلومات والتصانيف واالنتقال إلى مرحلة االستفادة من هذه التصانيف

والتراكمات الكثيرة في عمل مفيد.

ويستنتج الباحث في النهاية أن تخلف الــمــشــروع الــنــهــضــوي الــعــربــي، وأســبــاب انــكــمــاش أثـــره الــثــقــافــي، وارتــــــداده، كــان علمانية أو حينا متزمتة دينية بــدوافــع أن معتبرا آخر، إلى سلفية حينا منزلقة العقل السلفي يتسم بتسليم مطلق للنص، المناقشة أو النقد أو التقييم، ما رافضا للحجج مهمشا بالعواطف، مليئا يجعله نــقــاشــه، منفعل فـــي الــعــقــلــيــة، مــحــتــدا التعامل في جفاء ذلــك وينعكس النبرة؛ الليبرالي الفكر كان وإذا المخالفين، مع إال الديني، النص مع مرن بتعامل يتسم ال ضعيفة بحثية أدوات يــســتــخــدم أنـــه تمكنه من الفهم الجيد للنص التشريعي، فتأتي النتائج هزيلة، وربما متنافرة أحيانا لخصومه يتيح مــا ــنــص، ال مــقــاصــد مــع آخذا بالجهل، واتهامه عليه االنقضاض لمنطقة اقتحامه الليبرالي الفكر على الديني بأساليب خاطئة، في حين النص يخفق في اقتحام الفضاءات الواسعة في واالجتماعية اإلنسانية العلوم مــجــاالت والفكرية المتنوعة المفقودة في العالمين

العربي واإلسالمي.

SAYS

ARA جمادى الثاني20

مايو1432هـ2011م

ملف الرواية المغربية

بيةغر

املاية

رو ال

فمل

SAYS

ARA21 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

بيةغر

املاية

رو ال

فمل

فـــي مـــغـــرب الــتــســعــيــنــات، بـــرزت عــدة أصــوات روائــيــة جــديــدة، مغربية المالمح والخصوصية، كامتداد لجيل الــمــؤســســيــن، وإن لـــم يــحــظ اإلبــــداع بنفس - عــامــة بــصــفــة - الــمــغــربــي األدبي النقد بها يتمتع التي المكانة،

العربي. األدبــي المشهد في المغربي ــد عــدد ــزاي ــدة، ت ــجــدي وفـــي األلــفــيــة الــيــن، حــتــى صـــار مــن الصعب ــي ــروائ الالــروائــيــون وســاهــم نــقــديــا، متابعتهم ــجــدد مــع األســـاتـــذة مــحــمــد بــــرادة، المحمد المديني، أحمد ربيع، مبارك

الرواية المغربية المعاصرة:

الوعي الجمالي وسؤال التلقي

< إعداد: سيسرا - املغرب*

قطرة ضوء في حقل ألغامصفحات على كثيرا تــرددت عبارة يقرأ«، والمغرب يطبع ولبنان تكتب »مصر الماضي، في القرن أواخر ثمانينات المغربية في الثقافية للصحف المالحق إشارة إلى احتكار المشرق العربي للريادة الثقافية، حيث كانت الرواية مصرية السوسيوثقافية، التحوالت وبفضل فلسطينيا.. أو عراقيا والشعر بامتياز، االقتصادية والسياسية العميقة، التي شهدتها المجتمعات العربية، بدأت بعض األطراف تفرض وجودها على خارطة اإلبداع، سارقة شعلة التميز من المركز؛

وهكذا، صار بإمكان دارس األدب الحديث عن رواية لبنانية أو سورية مثال...

SAYS

ARA جمادى الثاني22

مايو1432هـ2011م

الــمــيــلــودي شغموم ـــازي، ـــت ال ــن ــدي عــزالوغــيــرهــم فـــي رفـــد الــتــجــربــة الــروائــيــة الجديدة في المغرب. وعبر تراكم نوعي استطاع أن يخلخل مفاهيم الواقع ويطرح أغلب ولــجــأ والمجتمع، ـــذات ال أسئلة كاختيار جمالي التجريب إلى الروائيين وأيديولوجي للتعبير عن مغرب التحوالت، العميقة وسريعة اإليقاع. وقد ساهم تنوع وتباين والثقافية، االجتماعية الخلفيات مسروداتهم، إثــراء في الروائيين أعمار الفضاءات والمنظورات، اللغات وتعدد

والثيمات..

المغرب في الــروايــة تعد لم هكذا، بــل صار الــروائــيــيــن، حــكــرا على بعض الهندسة، الطب، القانون، دارس يكتبها الفلسفة، التاريخ، والقادمون من اإلعالم، الشعر، القصة القصيرة، وحتى من بعض الحرف اليدوية، وصرنا نقرأ عن مواضيع السرية كالهجرة عنها، يكتب مرة ألول والــتــطــرف الــديــنــي.. ولــم يعد الــروائــي كان وإن المشرق، أسير عقدة المغربي القارئ المغربي - والعربي عموما- يميل ألن والعالمية، المشرقية الــروايــة إلــى بعض الروايات المغربية - من منظوره- تغالي في التجريب وتفتقد إلى الحكاية، علما أن هذا القارئ ال يهمه في األساس

سوى متعة الحكي.

وإغفالنا الفادح بقصورنا نعترف لــلــكــثــيــر مـــن األســـئـــلـــة الـــمـــؤرقـــة في الــروايــة ذكـــر الــمــلــف، فبمجرد هـــذا

من الكثير أمامنا ستنفتح المغربية، أن يمكن التي المتاهات، األبــــواب/ المشهد بفسيفساء لــإلــمــام نلجها الــروائــي بــالــمــغــرب. قــد يــقــول قائل: الرواية مالمح مقاربة باإلمكان كــان النسوية في المغرب، أو هوية الرواية، التي يكتبها مغاربة باللغة الفرنسية أو اإلسبانية أو الهولندية، أو على األقل، مــعــالــجــة الــتــالقــح األجــنــاســي ومــدى األشكال باقي مــن الــروايــة اســتــفــادة التعبيرية كالمسرح، السينما والشعر، أو استلهام الرواية للفلسفة/ التاريخ/ التراث/ األسطورة، أو إشكالية الرواية والسيرة الذاتية/ التخييل الذاتي، أو السجون، والــمــذكــرات/ أدب الــروايــة وهذه األخيرة حققت مقروئية جيدة، الثالثة، مع اتساع في مستهل األلفية هامش الحرية، وإن جنحت أغلب كتب سنوات وضحايا السابقين المعتقلين وافتقدت المذكرات، إلــى الــرصــاص

الجماليات الروائية...

مــأزق فعال، ستجد نفسك كمن إنه أسئلة األلـــغـــام... مــن حقل فــي يمشي كل تكفي ولــن أمــامــك، ستتفجر كثيرة صفحات المجلة لإلمام بمالمح الرواية المغربية وانشغاالتها، وبكل ألوان طيف المشهد الروائي بالمغرب. الحيز هنا ال يتسع سوى ألن نسكب قطرة ضوء.. من الجمالي والــوعــي التلقي ســؤال منظور

بالكتابة.

SAYS

ARA23 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

بيةغر

املاية

رو ال

فمل

المهم هو أن الحرية، التي تدفقت بها الرواية، منحتها مقروئية كبرى، وجعلت القارئ، المغربي والعربي والغربي يحس

بأنه يالمس أدبا حقيقيا.

بــاإلضــافــة إلـــى غــيــاب الــحــريــة في الرقابة من نوع يسود الروائية، الكتابة أدوار لعب فــي الكاتب فيبدأ الــذاتــيــة. والقارئ والكاتب المفتش دور مختلفة: للعلن يخرج حتى األدوار، من وغيرها

نوعا من المسخ الكتابي.

ــى الــرقــابــة الذاتية وهـــذا الــنــزوع إليدفع الكاتب إلى االشتغال على مواضيع

الــذي السبب وهــو ومــطــروقــة، معروفة بالفعل يتذكر ال العربي الــقــارئ يجعل ـــــــات صـــدمـــتـــه. والـــصـــدمـــة، هــنــا، رواي

بالمفهوم اإليجابي.

يتذكر الــمــغــربــي الــقــارئ كـــان وإذا ــــــات مــعــيــنــة، فــألنــهــا، في أســـمـــاء روايالغالب، كانت تدرس في الثانوية أو في الجامعات، وليس ألنها أثرت عليه أو أنه

اكتشفها بمفرده.

ولــيــس مــســتــغــربــا أن نــجــد الــحــريــة فالمتتبع، الرواية. غير آخر ميدان في جرأة فيها يجد للمدونات األيـــام، هــذه

الرواية المغربية المعاصرة:

بين البحث عن القارئ والبحث عن الموضوع< محمد املزديوي - مغربي مقيم في باريس

على مفتوحة مؤلفيها عيون تكون تكتب حين والمغربية، العربية الروايات لكأن الجوائز، التي بدأت تنتعش وتتوالد هذه األيام وتفسد ذوق القراءة وجوهر الكتابة اإلبداعية في صميمها. ال رواية من دون حرية. نثر العالم في مواجهة ذاتية الشاعر.

حوارية الرواية وتدفق الشخوص والمواقف في مواجهة »رسالة« الشعر الوهمية.

وألن الحرية ضرورية في كتابة الرواية، فليس ثمة ما يدهش حين نعلم أن الرواية للراحل محمد الحافي« »الخبز التي حققت شهرة عالمية، ليست سوى المغربية شكري، ولن ندخل في جدل عميق حول تحديد جنس »الخبز الحافي« هل هي رواية

أم سيرة ذاتية أم أنها تخييل ذاتي.

SAYS

ARA جمادى الثاني24

مايو1432هـ2011م

متصاعدة في تناول كل القضايا، بل إن هذه المدونات ساعدت )أو دفعت( بعض القضايا تناول في الجرأة إلــى الكتاب

الجنسية والدينية واالجتماعية.

وما دمنا في إطار الرواية المغربية، فلنعترف أن تراكمها بطيء للغاية، إذ ال تصدر أكثر من عشر روايات في السنة يبشر بمستقبل المغرب، وهو ما ال في زاهر للرواية المغربية. كما أن محدودية يطبع ال إذ آخــر، عائقا تشكل الــقــراءة بلد فــي لــلــروايــة، ألفي نسخة مــن أكثر

يتجاوز سكانه 32 مليون نسمة.

ولعل ثمة من يزعم أن بقاء روايتين وبنسالم األشــعــري )مــحــمــد مغربيتين لجائزة النهائية التصفية في حميش( على )هــذا البريطانية العربية- البوكر الجائزة تحكيم لجنة حيادية افــتــراض وجدية أعضائها(، ما يدل، نسبيا، على بعض عافية للرواية المغربية. لكن هذه الشجرة ال يمكنها أن تخفي غابة انسداد مقروئيتها وعــدم المغربية الرواية أفق إن وجدت. وليس الكم وحده )حتى وإن تحدثنا عنه من قبل(، من يحسم األمر، ولنا في مثال المكسيكي خوان رولفو ما يؤكد أن األدب الرفيع، ال عالقة له بالكم

وال بالجوائز وال بالتسليع.

الكبير البرتغالي الــروائــي يتحدث أنطونيو لوبو أنطونيش عن خوان رولفو: سن في كتب رولفو خــوان )المكسيكي الرائع، الكتاب هذا والثالثين الخامسة

بيدرو بارامو، البسيط، حسب ما يبدو، لم إنــه ثم جيد، إلعــداد أخضعه ولكنه ــه قــرأت حــيــن حــيــاتــه. بقية شيئا يكتب الجيد أن تحس بالغيرة، ومن أحسست كونه أتفهم الــكــتــاب. كــبــار مــن بالغيرة تــوقــف عــن الــكــتــابــة بــعــد هـــذا الــكــتــاب: تــنــتــابــنــي رغـــبـــة مــســتــمــرة فـــي الــتــوقــف ألني الكتابة أواصــل لكني الكتابة، عن ني ال أمتلك شيئا. أنا ال أعرف فعل أحسشيء آخر: ال أستطيع البقاء في البيت وتأمل السقف، بينما الجميع يعمل. لكن

الرغبة في التوقف حاضرة(.

بارامو«، »بيدرو اليتيمة صاحب إن ما كان ليصبح أسطورة لو أن األمر كان فقط بالتراكم، بل إن سبب ذيوع روايته الواقعة لمفهوم تــطــويــره أو خلقه هــو الحقا، به، سيعترف ما وهو السحرية، ــز، حــيــن أكــد غــابــريــيــل غــارســيــا مــاركــيعلى دور رولفو في كتابة »مائة عام من

العزلة«.

المغربية الــروايــة هموم بين من إن لــيــس غــيــاب الـــجـــرأة، فــهــي جــريــئــة إلــى التي الثيمة هــي ولــكــن كــبــيــرة، درجـــات هي الرواية كانت وإذا كثيرا. تتطور ال للواقع، كما )وليس فقط للرواية صدى يقول البعض، حيث نقرأ روايات واقعية فجة، أي نقل فوتوغرافي ألشياء الواقع(، فالكتابة تكتب نفسها أيضا، ولعل كتابة روايـــة داخـــل روايـــة هــي أيــضــا جــزء من

صميم الكتابة الروائية واإلبداع.

SAYS

ARA25 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

بيةغر

املاية

رو ال

فمل

كما أن الروائيين المغاربيين، وبحكم االستعماري، والبعد الجغرافي الــقــرب فرنسا تــجــارب ــى إل باستمرار يــنــظــرون وهو ما يعني، نظريا على األقل، استعارة موضوعاتها واستيراد الكتابية، األشكال المتجددة. ولعل الحديث القديم المتجدد والتخييل األوتوبيوغرافية الكتابة عــن الذاتي، دليل على هجرة التجارب والطرق

الكتابية.

والقريب، القديم التاريخ استعادة شيء جديد ويفتح أفقا جديدا للرواية. وقد اشتغل روائيون مغاربة عديدون )بن سالم وآخــرون( على الخمليشي حميش، كمال خلدون )ابن توظيفه أو التاريخ استعادة والدول البربرية في المغرب وغيرها من المواضيع(. لكن تبقى الصياغة والتوظيف الجيد هما المحددان لخلق قارئ مغربي جديد تروقه هذه الكتابات وهذه التجارب الذائقة الكتابية، ويقطع مع والمغامرات وواقعيته محفوظ )نجيب المحفوظية

البورجوازية(.

أن الــجــديــدة الــروايــة مــن المطلوب قــراء تخلق كــي جــديــدة مواضيع تخترع جــددا، وهــو ما حــدا بالشاعر والــروائــي المغربي حسن نجمي في روايته الجديدة ــرود/ الــمــركــز الــثــقــافــي الــعــربــي( ــرت )جــيوهو جديد، موضوع في يغوص أن إلــى بالمغرب أقامت أمريكية فنانة موضوع وتعرفت على شاب مغربي، في ما يشبه وحضاري ثقافي حــوار أو مبكرة حداثة

قبل األوان، أي قبل أن يصبح موضة، هذه األيام. ومن يقرأ الرواية الجديدة لحسن على الدقيق باالشتغال سيعجب نجمي، المرجعيات، من الهائل وبالكم الــروايــة، بنوع القراءة بعد القارئ وحتما سيخرج من المتعة، التي هي ضرورية في الرواية، عن الكثير معرفة في الرغبة من ونــوع تاريخنا مــن مجهولة تـــزال ال محطات

الحديث والمعاصر.

ـــغـــال عــلــى مــوضــوع كــمــا أن االشـــتبــكــر، يمكنه أن الــهــجــرة، وهـــو مــوضــوع يتم لم أفــق على المغربية الــروايــة يفتح ارتياده من قبل، وهذا هو ديدن الروائي علي أفيالل، المقيم في فرنسا. إذ يثري المكتبة، منذ عشرين سنة، بما يتجاوز 23 رواية، عن الهجرة والمهاجرين. ومن يقرأ المغاربة العمال باريس وعن كتاباته عن انسحاقهم وعــن ومعاناتهم المهاجرين وعالقاتهم مع المحيط الغربي )المعادي آفــاقــا ال يكتشف األحـــيـــان(، فــي معظم توجد في رواية » الحي الالتيني« للراحل سهيل إدريس، والتي تعتبر عالمة فارقة

في الكتابة الروائية.

بمثابة خاتمة: ال تزال الرواية المغربية في بداياتها، وهــي بــدايــات مــتــرددة، كما هــو شــأن كل المعوقات أن كما جــديــد. كتابي جنس من لعل حــصــرهــا. ويصعب جــدا كثيرة الــقــراء، وقلة الكتابة في التسرع بينها، وأيضا عدم االشتغال على الكتابة، إذ ال

SAYS

ARA جمادى الثاني26

مايو1432هـ2011م

أن يتصورون الكتاب من العديدون يزال إلهام، وليست عملية الرواية هي مسألة وجــــذاذات قــــراءة وتخطيط مــن مــركــبــة طريقة بــقــراءة )ينصح وغيرها وتنقيح

األمريكي ريموند كارفر في الكتابة(.

المغامرة من الكتاب خــوف أن كما ومن التجريبية، يجعل الروايات المغربية

المستوى. نــفــس فــي وتــتــواجــد تتشابه على إنجازها تم التي الحريات أن كما المستوى االجتماعي )حرية المرأة وشيوع وغيرها(، اإلعالم ووسائل الديمقراطية فــي حين الكتابة. فــي تجد صــداهــا لــم أن الكتابة هي التي يجب أن تكون رائدة

ونبوئية، أي سابقة على عصرها.

دراسة نقديةقراءة في رواية »قاع الخابية«)1(للكاتب عبداللطيف اللعبين .. بطعم الذاكرة

< إبراهيم احلجري

جاءت رواية »قاع الخابية« لتعزز غزارة اإلنتاج اإلبداعي عبداللطيف والــروائــي الشاعر عليه عودنا الــذي الثر، الفرنسية والعربية، وقد قام بالترجمة اللعبي باللغتين العربية لهذه الرواية الكاتب حسان بورقية، بحس إبداعي متميز، وبحرص بليغ على الحفاظ على مقومات النص مــا يمكن من بــأقــصــى أجــــواء محكيه، ونــقــل الـــروائـــي، األمانة؛ وقد وفق في ذلك بالنظر إلى السالسة اللغوية

واالنسجام في الترابط ووضوح المعاني وتناسق العناصر المشكلة للعمل الروائي، ما؛ يدل على أن المترجم قد تعايش مع أجواء الرواية مدة طويلة، ونظر إليها في شموليتها، وسعى إلى تمثلها في تمظهرها العام، في ارتباطها اللهجي والفصحي؛ في تزاوج متفرد وغريب، ورؤيتها للعالم، انطالقا من الموقع الذي تحتله بين أعمال المبدع. وقد حاولت القرن من والتسعينيات األربعينيات بين تــراوح زمنية مساحة تغطي أن الرواية هذه الماضي؛ ويتضح ذلك من خالل حضور مؤشرات التواجد االستعماري قبل إبعاد الملك ابن يوسف إلى جزيرة مدغشقر ثم عودته إلى أرض الوطن، انتهاء بمؤشر سقوط جدار برلين. تأتي وقائع وأحداث الرواية في شكل رغبة جامحة في التذكر واسترجاع الماضي

التليد، والتقاط اللحظات المعتمة، قصد إعتاقها من أسر السهو والنسيان.

SAYS

ARA27 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

بيةغر

املاية

رو ال

فمل

ـــة ـــرواي ــة هــــذه ال ــون ــأمــل عــن ــت ـــــن ي مويقارنها بالمحتوى العام للمسرود يلقى الذي الرابط الخيط إيجاد في صعوبة بارتحاالت الخابية«، »قاع مقولة يحبك الــســردي، المسار نــتــوءات عبر المعنى وعتبة مــواربــا معبرا العنونة يجعل مــا مضللة ال تقود المتلقي إلى بر النص، بل تجعله يعيد الكرة لبناء تمثل مغاير، ليس بناء مسبقا افترضه ما هو بالضرورة على مؤشرات خارجية؛ غير أن السارد في خاتمة النص الروائي يتطرق إلى هذا الموضوع ليحسم في أمر ذبذبات الحيرة واالرتباك والتشويش التي تعترض الرحلة القرائية؛ إذ يحيل المتلقي على نادرة من بــنــصــهــا)2(. وقد نـــوادر جــحــا، ثــم يثبتها بعدا ــارد الــس لدى العنونة هذه اتخذت إشارات ثناياه بين يحمل تأويليا عميقا المرة، لسذاجة النقد الالذع والسخرية إلى وانصرافهم التافه، وتعاليهم الناس القشور بدل االنشغال باألسئلة الحقيقية التي يلح واقعهم في طرحها، فارين نحو الهوامش االستسالمية، اعتقادا بشطارة

واهية.

تــنــســاب الــحــكــايــة فـــي روايـــــة »قـــاع الخابية« رقراقة عذبة كما لو كان الواقع نفسه هو الذي يسردها ويخيط لحمها، ال تكلف وال مبالغة، تروي بالتلقائية نفسها مغامراته صغير طفل بها يحكي التي وأزقــة المدرسة باحات في الشيطانية

ممتعة التفاصيل كــانــت لــذلــك الــحــي؛ وشيقة؛ تحسس القارئ بأنها ال تحتاط منه أو تتحفظ من شغبه، تهمس له بنحو كبير، فيفرح لفرح المحكي ويحزن لحزنه ويخاف لخوفه، إنها )أي الكتابة السردية هنا( تؤسس عالقتها بالقارئ على منطق ال، ولــم واالنــســجــام، والحميمية األلفة في وتشركه أيــضــا عنه تحكي أليست كمائنها الملتبسة والمتشبعة؟ إن الكتابة في هذه »القاع« تنبني على استراتيجية الخطاب الجمعي والدينامكية المجتمعية وكذا التحوالت والتعالقات والصراعات، التي كانت تحكم فترة معينة عاشها جيل بالوتيرة أيــضــا( )والــعــرب المغاربة مــن إليها ويــشــدهــم نفسه والــنــشــيــد ــهــا ذاتبهذا تسجيله يمكن ومــا ذاتـــه. الحنين لم الــروايــة هــذه أن مالمح الخصوص، الــتــداولــي والــداللــي تــخــرج عــن السياق والــشــكــلــي، الـــذي يــؤطــر كــتــابــات روائــيــة اللعبي، اللطيف لعبد مجايلة مغربية ذاتها.. واألحــالم الهواجس تحكمها بل تتشابه، المسرودة الوقائع حتى وربما

وإن فرق بينها الزمان والمكان.

الفتا تفصيال هــنــا الــحــكــي يشكل لوقائع وأحداث مر بها البطل )ناموس( في أدق مجرياتها، والبد من التأكيد هنا الروائية، للكتابة التسجيلي على الطابع الخابية(، )قــاع في الحكي يبتعد ال إذ بــخــصــوص هـــذا الــوســم أو الــطــابــع عن

SAYS

ARA جمادى الثاني28

مايو1432هـ2011م

باقي الروايات المغربية لكتاب من جيل عبداللطيف اللعبي)3(، لكن التسجيل في بمعناه يفهم أن يجب ال المنحى هــذا الــروائــي يهم فــال التقريري، التاريخي كتابة تاريخ تلك التجربة، بكيفية مجردة ومحايدة؛ بل ما كان يهمه ويعنيه أكثر هو األحداث فهم وقناعته في طريقته هو، وصياغتها فنيا، وبمعنى أدق، أيدولوجيا، بالضبط جعله الـــذي السبب هــو هــذا إلــى فــن، والفن الــتــاريــخ يــحــاول تحويل بينهما في المزج تاريخ، عن طريق إلى تشكيال أثــمــرت هجينة، فكرية عملية آخر مشوها ليس بفن وال بتاريخ)4(، إنه يجب هكذا وكفى، روايــة اللعبي حسب أن نفهمها نحن أيضا، فال يضير الرواية أن تستلهم موادها من مجاالت مجاورة فعلى وموحيا، هادفا توظيفا وتوظفها تكون خاثرة أن يمكن ذلــك، العكس من والتاريخ الواقع يحتمل مما أكثر وغنية أن أخــــرى بــعــبــارة يــمــكــنــنــا، نفسيهما؛ نسميها رواية ذاتية العتبارين أساسين:

أنها تحكي عن تمثالت الذات للواقع -فــي سيرورتها ــاء واألشــي والــتــاريــخ الذاتي وتسرد والزمنية، التاريخية إنها نقول الروائي، حتى ال بصيغة

سيرة ذاتية.

أن تبرز العالقات الشائكة بين األفراد -والجماعات بفاس العتيقة، إبان فترة حرجة من تاريخ الوطن، حيث كانت

امتحان صعب في المغربية الهوية واجتياح االستعماري التكالب أمام العدو )اآلخر( للبالد )األنا(. أضف ــك أنــهــا تــصــور الــحــيــاة على ــى ذل إلالعتيقة، بفاس وتلقائيتها بساطتها س صمودها أمام المحتل وهي تؤسبطريقة أهلها الخاصة في التفكير تكاد الرواية( )أي إنها والمواجهة.

تكون نوستالجيا ذاتية.

لفعل المؤطر الفضاء فــاس، تصبح ـــة، مــركــز الــرؤيــة ـــرواي الــســرد داخــــل الللكتابة، الداخلي الكوني التصدع وبؤرة موقعها بحكم المدينة هــذه كانت وقــد لتحتل دائما والتاريخي، مؤهلة الثقافي هذا الموقع في الكتابة الروائية المغربية لكونها معبر التاريخ والفكر لدى اإلنسان الت مشك في أساسية ولبنة المغربي، ــة والــــذاكــــرة لــيــس فقط ــوي ــه ـــــذات ال البل والمبدعين فحسب، للكتاب بالنسبة

SAYS

ARA29 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

بيةغر

املاية

رو ال

فمل

حلوا حيثما قاطبة، للمغاربة بالنسبة وارتحلوا. ومع أن فاس اليوم ليست هي الماضوية صورتها فــإن األمـــس، فــاس ــارد في ــس مــا تــزال طــريــة فــي مفكرة الالمتلفعة تفاصيلها بــل الخابية«، »قــاع وسيئها، جميلها الــذكــريــات بــتــالويــن الغاربة ردهــاتــهــا وبكل ومــرهــا، حلوها المرتبطة بالمواقف والسلوكات المنهدة والمنفرطة، يحضر كل ذلك جيدا ويبرز في اآلن؛ كأنما قد وقع للتو محمال بكل أهل عليها المجبول البساطة أناسيم المتواضعة الحياة مظاهر وبكل فــاس، وفهمهم ــاس الــن تصرفات فــي منطبعة تجاه وفلسفتهم والــظــواهــر، لــألحــداث وجودهم ا يحف اللذين والمحيط الكون أن السارد، على األنطلوجي. وقد أصر يبرر تمظهر الحياة هذه كما كان يقرأها تأويل دون من اآلخــريــن، عيون في هو أو تدخل، وكأنما ترك لتلك الحياة حرية دون مــن الــخــاصــة بطريقتها انكتابها التي اآلنية الحيوية تلك فيها يــردع أن وانجراف اللحظة اندفاع من تستلهمها رها الدائم كنبع ال يقاوم، األحداث وتفجســيــرورة داللــيــا تعكس هنا الكتابة إن

حكايات متعددة ومتوازية:

حكاية فاس، وهي المدينة الشعبية -الــعــتــيــقــة، إبــــان فــتــرة مـــن أصــعــب

المراحل التاريخية وأحلكها.

المشاكس الــطــفــل نــامــوس حــكــايــة -

انـــطـــالقـــا مـــن تــمــثــالتــه لــلــقــضــايــا المطروحة، ونظرة اآلخرين إليه.

المحافظة الفاسية األســرة حكاية -عــلــى الــتــقــالــيــد، وهــــي تــوضــع في موقع التحدي، أمام غزو اآلخر بكل ترسانته الفكرية والبشرية والمادية، )اآلخــر( لقضية الساذج وتصورها

الموازي والمرادف للشيطان.

حــكــايــة تــشــكــل الــقــضــيــة الــوطــنــيــة -مــع حــلــول فــتــرة حــرجــة مــن تــاريــخ الوضع وانفجار الوطنية، المقاومة وإبعاد الملكية األســـرة نفي عقب إلى بــن يوسف الــبــالد محمد رمــز

جزيرة »مدغشقر«.

متجانسة الــحــكــايــات هـــذه أن إال بعض، فــي ــن مــضــم بعضها ومــتــداخــلــة نــفــس اآلن ألنــهــا تضيء ومــتــوازيــة فــي بعضها بعضا، وتتعالق بشكل الفت كأنها االستذكار منطقه رفيع بخيط محبوكة

.)Flash-back( واالسترجاع

فــمــنــطــق الـــحـــكـــي لــــم يـــكـــن يــنــبــنــي والتنبؤ االســتــشــراف فعل أســـاس على واالستقبال بقدر ما كان يتألف ويتأسس تنطلق واالســتــرجــاع، التذكر فعل على الكتابة من حدث راهن يبث على شاشة اإلعالن تم عندما بفاس »كنت التلفاز: عن سقوط جدار برلين. وكانت العائلة، أبــي، بيت فــي مجتمعة، الــصــبــاح، ذاك

SAYS

ARA جمادى الثاني30

مايو1432هـ2011م

لم ذلــك ومــع سلفا. مولعا والتلفزيون يكن أحد حولي مهتما بالصور التاريخية تسبح ثم الشاشة«5، على تتوالى التي ا مم بعد ذلك في الذاكرة تستلهم بعضا تختزنه مــن أحـــداث ووقــائــع المــعــة في نهاية في »كنا الحديث: المغرب تاريخ شهر يوليو، مع اقتراب اكتمال البدر، مر اآلن عام على خلع ملك البالد عن عرشه مشددة، مراقبة تحت اآلن كــان ونفيه، إدريــس يلح بعيدة إفريقية جــزيــرة فــي وكنت كـــاســـكـــار. مــــدام تسميتها عــلــى أسخر، مع بقية متعلمي األسرة، من هذا الحدثين هذين بين المبتكر«6، التلفظ تتشابك األحداث وتتعالق وتتعقد أحيانا والعالقات تنفتح على جو األسر حينما السرية بين أفرادها وكيفية فهم األطفال ــه كنا ـــعـــالقـــات، وفــــي هــــذا كــل لـــهـــذه اليحيل األول متباينين، شعورين نصادف على العشق العجيب للطفولة والماضي، أنماط السخرية من والثاني يحيل على فهم وأساليب ــذاك آن السائدة التفكير

الناس لألشياء والعالقات بينها.

على برمتها الحكي عملية تنهض المغربية الــشــخــصــيــة مــقــومــات إبــــراز )الــفــاســيــة عــلــى الــخــصــوص( مــن جهة، كمدينة فــاس تصوير ثانية جهة ومــن إســـتـــراتـــيـــجـــيـــة فــــي جـــســـد الـــحـــضـــارة المغربية فهي تتوافر على أقدم جامعة، ما يجعلها بؤرة لجذب طالب العلم أينما

منظمة لدولة عاصمة أول وهي كانوا، بالمغرب، ومن ثم فاختيار فاس لم يكن رهينا بشرط االنتماء، بل بمعرفة الكاتب لوزنها الثقيل في ميزان الحضارة والفكر والتاريخ. ففي الوقت الذي كنا ننتظر من القدسي جوها فــي يدخلنا أن الــســارد تاريخيا حافلة أنها وبخاصة الشهير، والدين التصوف رجـــاالت مــن بالعديد والفقه، بقدر ما كنا ننتظر أن نجول عبر الفكر تفاصيل مسارات الحكائي المتن والكتاتيب الــجــوامــع رحـــاب وتــحــوالتــه، والمدارس وأخيرا قبلة الثقافة والمعرفة أنفسنا بنا نجد فإذا القرويين«، »جامع نذرع الشوارع والباحات، وردهات اللعب الشغب مــن بالكثير المفعم الطفولي والمشاكسة والشيطنة، كنا نفعل ذلك من خالل مقاس طفل قاس برهافته وحدسه

SAYS

ARA31 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

بيةغر

املاية

رو ال

فمل

وجـــســـارتـــه أيـــضـــا، الــطــفــل كــان يقودنا عبر هذه الــذي وكله الهامشية التفاصيل بــمــا يكتشف غــبــطــة وبــشــر كأنما فكنا ويحقق، ويضع القاسية نعيش معه طفولته يعيق لما ونحزن بها ونلتذ سحر توثبها، ونفرح لما قد تصادف من نجاحات، أو لم

يقدنا الطفل )ناموس( إلى أن نعيش معه بجائزة يفوز وهــو حقيقية فــرح مرحلة آنــذاك: طنجة إذاعـــة نظمتها مسابقة ــعــد عـــدة مـــحـــاوالت ال طــائــل تحتها »بوأسابيع مرت في الرصد، سعدت أخيرا في وبالفوز الصحيح الــجــواب بإعطاء بالخبر أعلم لــم ويالمفارقة! الــقــرعــة، الرفاق أحــد عبر جاءني إنما مباشرة، الــذي علمه من رفيق كان قد علمه من رفيق ثالث. كان اسمي، وإن حرف قليال، الجمر )...( على هذا تماما التقط قد لقد مــتــنــاهــيــيــن«)7( ال أسبوعين عشت عشنا مع الطفل ناموس )ولسنا ندري لم لشيطنته أم ته ألخـف االسم، بهذا سمي من متداخلتين مرحلتين وجــســارتــه؟( المشاعر: مرحلة الفرح وقد فاز بجائزة لطالما حلم بها وجد للظفر بها، ومرحلة مباشرة، الخبر سماعه لعدم اإلخــفــاق قد انتظاره وكــون حـــرف، اسمه ولكون الجائزة ثم أخيرا كون هذه كثيرا، طال إلى االختفاء »كنت بحاجة بخسة جدا:

عن األنظار ألكتشف محتوى العلبة. عندما وصلت أعاله، باالنفعال األنفاس مقطوع أكــثــر مــن الــتــســلــق، أخــذت بتلك للتنعم الكافي الوقت كانت الــمــتــمــيــزة. الــلــحــظــة تلك هي المرة األولــى التي بــمــراســلــة... فيها أتــوصــل الهدية اســتــخــرجــت أخــيــرا المتاق إليها: صابونة معطرة )كادوم(«8.

وكــان )نــامــوس( فــي كــل مــرة يحيلنا للشخصية الجوهرية ــالت الــمــشــك إلــى الفاسية، انطالقا من مرحلة الطفولة التي كان يعيشها، وكذا مراحل الكبر والبلوغ منه، قريبون آخــرون يحياها كــان التي كإدريس، وغيثة، والسي محمد، عسالة، عبداللطيف، الـــــداودي، ســي والــمــعــلــم زهور، الطويسة، زوجة األخ )اللة زينب( الحاج محمد... حيث يعمد السارد إلى سرد مراحل االلتماع األساسية في حياة الطفل ناموس واقتناصها، على اعتبار أن في واستراتيجية مهمة مرحلة الطفولة اإلشــراق لحظات فذكر اإلنــســان. حياة في الصبا المتواضع حيث االنسالل إلى األزقة للعب مع أبناء الحومات المجاورة، والتلصص على مجالس الكبار وما يروج بينهم من نقاشات ومواضيع، ثم االنشداد إلى اختراق أجواء بعيدة، حيث األسواق والحالقي والمحجات البشرية الضخمة،

SAYS

ARA جمادى الثاني32

مايو1432هـ2011م

وأيضا الطفولي الشغب ممارسة قصد للتملص من الحصار الذي تفرضه عليه اللــة غيثة فــي الـــدار، وفــي الــوقــت ذاتــه ويغنيها شخصيته يشحذ نــامــوس كــان الكبار تفاصيل على اطالعه خالل من

وانشغاالتهم:

ـــاع بــجــلــســات الـــدردشـــة ـــت ـــم االســـت -ــــور الـــديـــن والــجــنــس ومــنــاقــشــة أم

والحياة.

االطــــــــالع عـــلـــى أشــــكــــال الـــحـــيـــاة -ومعاناتها وأنماطها بمدينته، وكيفية ــا مــــن طـــــرف اآلخـــريـــن ــه ــت مــواجــهــراب، ــك ال الطفل ــــس، حــربــه، )إدري

الحالق الدكالي...(.

االنفتاح على قضية الوطن والتنصت -وكيفية االســتــعــمــار، مــســألــة عــلــى

مواجهته من طرف الوطنيين.

بالجسد واالنشغال الرغبات تسلق -وقد الداخلية، وحاجاته وإغراءاته ذلــك جليا مــن خــالل مراقبته بــدا تــزيــن أمــه ووقــوفــهــا أمــام لطريقة جالسة هناك، غيثة »يجد المرآة: عــلــى فـــــراش صــغــيــر، البـــســـة كما تــلــبــس فـــي الــمــنــاســبــات الــكــبــيــرة، مــعــصــوبــة الـــــرأس بــمــنــديــل أصــفــر زعـــفـــرانـــي. وعـــلـــى مــنــديــل مــطــرز مسرح فوق الزليج، تضع عدة زينتها سواك، قطعة مكحلة، المتواضعة،

طــيــنــيــة صــغــيــرة مطلية صــحــيــفــة بقشرة صبغ قرمزي )عكار(...«)9(، يقظة فجر الـــذي اإلحــســاس لكن اإليروتيكية حواسه وفــورة غرائزه الخارجية اإلهــاجــات اشــتــعــال هــو اآلتية عن األصدقاء وملفوظات األم واحتكاكه والحاليقية)11(، والبالغين رفقة األصدقاء بالنساء المتحررات ــبــاس الــتــقــلــيــدي فـــي زحـــام ــل مـــن اليكتشف بدأ أنه والواقع « السوق، لهما الــلــتــان أوال، يـــداه مــحــاســنــه. شكل متناغم، فرجاله، اللتان قضى الكفاية. فيه بما جميلتان بأنهما ومن ثم جنوحه إلى مالمسة خديه، شفتيه، وشيئا فشيئا صدره وبطنه. يــتــردد، جــســده وســط يبلغ عندما خصوصا وأن النبض ثمة أقوى وأن تصلبا عذبا ينتظر أن يمسك ويلعب به في الهواء الطلق، ويعرض ألشعة الشمس كي يعرش أكثر. هنا تتوقف ناموس من الجرأة. وما يستخلصه رائــق مع جسده، انسجام ذلــك هو كان بينما ويسكنه يتملكه ذا هاهو فيما مضى غريبا عنه شيئا ما«)12(.

مؤسسات ــراق اخــت تجربة ولــوجــه -سواء االخــتــالط يطبعها مجتمعية أو مع )اللطيف( الجنس اآلخر مع اآلخـــر )الــمــســتــعــمــر(، ونــذكــر هنا: ودور والحلقة والسينما المدرسة

SAYS

ARA33 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

بيةغر

املاية

رو ال

فمل

وقد وغيرها، )الحضرة(، الجذبة كرست، هذه المؤسسات، لديه شغف واكتشافها. الحياة فــي االنغماس الــذات عــن الكتابة أن والــمــالحــظ أنها أي المراهقة، فترة تتجاوز لم شارفت ذلك الخيط المشترك بين بفورة يبزغ وشباب تنقضي طفولة نهاية مــن أيــام عصيبة فــي وعنف الخمسينيات، وبــدايــة األربعينيات ــتــي تــأجــج فــيــهــا الــكــفــاح الــفــتــرة الـــدهـــورت فــيــهــا الــحــالــة الــوطــنــي وتاالجتماعية للمواطنين، هكذا كانت الطفولة في هذا النص ممزقة بين متطلبات الذات ويقظة حس وطني واجتماعي وفكري سابق عن أوانه.

قدراته كامل الــروائــي استغل لقد -ــاء الــعــالــم عــلــى الــتــولــيــف بــيــن أشــيعلى قدرته فيها بما هو، وأشيائه التخييل الذي يعتبر منتوجه من خلق وحادثة، واقعة حقيقة ومخلوقات ــحــواس ــل رغـــــم عـــــدم خــضــوعــهــا لالمباشرة. إن ذلك يندرج، إذا شئنا، عبر وتجلياته الــالوعــي خــانــة فــي الخاضعة غير والكوابيس األحــالم المباشر. اإلدراك لحواس بدورها إذا، نحن بصدد حقائق وإن كانت ال تمسك من الخارج إال أنها، وضمن بــجــوانــيــة تــمــســك ــن، ــي مــع إدراك الـــكـــاتـــب. حــقــائــق تــشــكــلــت كــنــتــاج

الخاصة، الكاتب لمناخات طبيعي بال أو بوعيه تعمل، طفقت لكنها نصه وتشكيل تشكيله على وعيه،

بالعموم والتفاصيل)13(.

والخارجي الداخلي البعدان يتناغم ـــي الـــنـــص بــشــكــل مــثــيــر، فــهــو بــقــدر فــبــه الــخــاص مـــا يــكــشــف عـــن واقـــــع كــاتذاته، اآلن في يعمل، فإنه والشخصي، عــمــل الــمــنــارة فــي مــســح إنــــاري متتابع المعتمة، االجتماعي الــواقــع لكثافات لعتمة ـــارة إن الــروائــي( الــنــص )أي فهو فهو ـــواقـــع14. ال لعتمة ــــارة وإن ــــذات، الشهادة هذه الذات عن ذاتها وعن مرحلة شهدتها، بالعالقات الفارقة للشخصيات وللمجتمع معا؛ ثم بعد ذلك يتحول النص من الذاتي إلى العام ليصبح سيرة لجيل بكامله، حوصر في حيز المكان والزمان المحددين؛ حامال ومتحمال ما حفل به هــذا الحيز مــن عــواصــف وارتــجــاجــات الــصــعــود والــهــبــوط. وعــلــيــه، فــإن روايــة سيرة على أساسا تنبني الخابية« »قــاع أن يمكن الـــذي )نــامــوس(، معينة ذات الكاتب على األمـــر، غالبية فــي يحيل، حدودها تتعدى أنها إال نفسه، الفعلي المناخ دام اآلخــريــن، ما بــذوات لتتصل بحيث والجبروت السطوة من له العام هــذه لخصوصية األول الــمــشــكــل بـــات بصدد نكون ال وبذلك جميعا، الــذوات حــيــاة واحـــدة مــفــردة، بــل حــيــال حيوات

SAYS

ARA جمادى الثاني34

مايو1432هـ2011م

متعددة ومتنوعة وفقا لطبائع االشتباك بين المهجن بالنص الواقعي الحياتي ــه ويــتــفــاعــلــون مــعــه، ومــن مــن يــفــعــلــون بلقارئ يخيل معهم. ويتفاعل بهم يفعل هذا القاع أيضا أن فاس المدينة تكتب ذاتها وتتذكر عمارتها وصريخها ونغولها ووطأتها ــــدواب وال بــالــنــاس المكشوف تحت نير االستعمار، وقد تحيلنا البنيات الداللية للنص على سمات مميزة وسمت

المدينة:

اعــتــمــاد اقــتــصــادهــا عــلــى الــتــجــارة -البسيطة وممارسة الحرف التقليدية يضطر مــا مــثــال(، الجلد )صناعة بعيش القناعة إلــى قاطنوها معه شعبي بسيط وتافه، لكنهم مع ذلك يبدون سعداء بفقرهم، فرحين بما

يملكون من بساطة وعيال.

والتحايل األخــالقــي النفاق ســيــادة -في التظاهر خــالل مــن القيم على والعقيدة، والحكمة بالرزانة الخارج ثم ممارسة ضد ذلك خفية )الكالم نطق الحرفيين- بين الرائج النابي أمــام جنسية بــإيــحــاءات غيثة األم -بداية الغرباء أمام التزيين األسرة ـــســـاء- الـــتـــعـــايـــر بــكــالم ـــن ســـفـــور التخل جنسية وملفوظات إيروتيكي بالحياء -تبول النساء المكشوف على قارعات الطرق- االنتظار الجماعي لدم الشرف ليلة زفاف السي محمد

السينما- إلــى المختلط -الــذهــاب عراء النساء أمام الرجال(.

نغولها بالمقدس والمدنس والخرافة -حيث البالية، والتقاليد والشعوذة مجامع الحضرة والجذبة المختلطة والــرجــال، ميرة( )اللــة النساء بين واإليــمــان بالحجيج االحتفاء وكــذا كظهور والميتافيزيقا؛ بــالــخــرافــة ــوع بـــن يـــوســـف في ــمــلــك الــمــخــل الاالنتقاء على الــحــرص ثــم الــقــمــر، الــصــعــب لــزوجــة االبــــن مــن طــرف ــتــفــاصــيــل ال مــــن ـــرهـــا وغـــي األم، بها تحفل الــتــي والغنية المشوقة فاس مواقع عبر الروائية، السيرة حرم - )القرويين الشهيرة األثرية ـــــس- ســيــدي حــــرازم- مــــوالي إدريجنان بوجلود- السقاطين- ســوق السبع- عقيبة البطحاء- السبيل- عين الخيل- عين علو- زنقة فاس- ومن الجيسة...(. باب اللمطيين- ــزخــم الــثــر مــن األحــــداث يــتــأمــل الــتــفــاصــيــل واألمــكــنــة والـــوقـــائـــع والالتي والمحفوظات، والملفوظات ال والــروائــي السيري النص تعتمر يسعه إال أن يسلم بالمقدرة العالية لذاكرة كاتب عاش أغلب والخارقة

عمره خارج المغرب.

هذه بها التقطت التي الطريقة إن ناموس حياة في ليس الساطعة الوقائع

SAYS

ARA35 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

بيةغر

املاية

رو ال

فمل

وحـــــده، بـــل بــالــنــســبــة لــمــجــايــلــيــه كــافــة، نؤكد يجعلنا الــفــاســيــيــن، مــن وبــخــاصــة عــلــى أهــمــيــة ســيــكــولــوجــيــة الـــذاكـــرة في اجتياح الجانب السير- ذاتي)15( في »قاع الخابية«، إذ تعزى ذاكرة السيرة الذاتية: تذكر إلى Autobiographical memoryاألحداث التي يخبرها الشخص ويعيشها مباشرة، وليست التي يسمعها عن اآلخرين، الومضية. الذكريات في الحال هي كما هذه )Brewer,1986( بريور عــرف وقــد الذاكرة بأنها: »ذاكرة المعلومات المتعلقة بالذات«. فهذه الذاكرة تتضمن الذكريات أو األحداث الشخصية الفريدة والمتميزة، عاشها والتي نفسه، بالشخص الخاصة في وأصبحت حياته، من ما مرحلة في ــذات تــاريــخــه الــشــخــصــي، والــمــرتــبــطــة بSelf- الــذاتــيــة ومــخــطــطــاتــه الــشــخــص

بمثابة الذكريات هذه وتعتبر ،schemasمن متنوع لــعــدد معقدة عقلية تمثالت المعلومات الخاصة بأحداث معقدة تعتبر متيسرة بالنسبة إلى هذا الشخص، وقد مختلفة شــروحــات أو أوصــافــا تتضمن Different lenels of( نفسه لــلــحــدث يحصل كــان مــا وهـــذا .)descriptionsلناموس في العديد من المناسبات إذ كان ينصرف إلى إبداء آرائه في وقائع معينة وأحــداث خاصة تمر به أو يشهدها، من منظور الطفل الذي يتسلق مدراج العمر

شيئا فشيئا، نذكر من ذلك مثال:

بسرد األهــل استمتاع على تعليقه -العم قصة حجه.

فاس أهــل تفسير لطريقة انــتــقــاده -محمد المبعد الملك ظهور مسألة

ابن يوسف في القمر.

الناس بين تعليقه على كيفية تمييز -ــار حـــزب االســتــقــالل وحـــزب ــي اخــتآنذاك، وأسس الشورى واالستقالل

هذا االختيار.

وطريقة أمــه ــن ــزي ت لطريقة انتقاده -اخــتــيــارهــا واخــتــبــارهــا لــزوجــة األخ ــده وال إزاء وتصرفها زيــنــب( )اللـــة

إدريس.

يخيل إلينا أن سيرة »ناموس« شديدة كما حياتية أحـــداث عــن تحكي البيئية الحياة بظروف تماما محكومة كانت لو

االجتماعية التي أحاطت به)17(.

الخابية« »قــاع روايــة تختزل هكذا، الــعــد، يحصيها ثـــرة ال وأســـــرار ــم عــوالمثلما وتعقد بكثافة ومتوالدة متداخلة عقود في بأسره العالم تختزل كانت لو عصيبة من التاريخ الذات المغربية وتشكل الهوية أمام تناطح أحداث بحجم الجبال، في حين كانت الشخصية المغربية تتهيأ الحــتــضــان هـــذا الــعــالــم االنــتــهــاكــي، في وتلقائيتها ببساطتها تحوله وتيرة تسارع كــانــت )قــاع نـــدري إن الــمــعــهــودة؛ فلسنا الخابية( كتابة الذات في تشكلها أم ذات

الكتابة أثناء تشكلها.

SAYS

ARA جمادى الثاني36

مايو1432هـ2011م

وضــــرورة عــلــى رأس هـــذه الــمــالحــظــات، الــعــروي عبدالله مكانة على التنصيص

الفكرية والتاريخية، إذ هو صاحب طرح فكري إلى جانب طروحات

فكرية أخرى لمعاصريه يتمثل وما العربية؛ النهضة سؤال يـــواكـــب هــــذا األخـــيـــر من الهوية أسئلة أخرى كسؤال نلمس قد وعليه، والـــذات. ـــه رفـــضـــا لــكــل ـــات فــــي إجـــاب

الجاهزة الفكرية المنظومات ــفــي، الــتــقــنــي، )الـــنـــمـــوذج الــســل

البناء إعادة إلى داعيا الماركسي(؛ وفق الخصوصية العربية.

على العروي عبدالله عند الفكرة تستند يعد السياق هذا في وهو التاريخي؛ المعطى عند أهل االختصاص، صاحب مدرسة تاريخية الــفــهــم الغيبي ورواســبــه حـــررت الــحــدث مــن

الكتابة ال أن إلى هــذا، نخلص من المتعددة. سند دون الــعــروي عبدالله عند الــســرديــة جليا يظهر ما وهو وتاريخي، فكري السبيل هـــو فــمــا »أوراق«. فـــي لتمثل مادة ومبنى هذا المؤلف؟ »أوراق« أن مــن الــرغــم عــلــى

تحمل ناقدها الداخلي.

مع التعامل منا يقتضي »أوراق« تحت أي أداة نظرية، اســتــحــضــار مــؤلــفــات الــكــاتــب روايــة بالترتيب: وهــي السابقة بين ومــن الفريق. اليتيم، الغربة، مع تتقاطع أوراق« « أن ذلـــك، دواعـــي الثيمة في للعروي السابق الــســردي التأليف وفي بعده، ومــا االستقالل بمسألة المتعلقة يتعلق مــا وبــخــاصــة الــســرديــة البنية مفاصل إدريــس. أعني المركزية والشخصية بالراوي للعروي السردية األعمال كل تعد هل وعليه،

دراسة نقدية..

سؤال السرد وإنتاج المعرفةفي »أوراق« عبداهلل العروي

< عبدالغني فوزي - املغرب

مدخل:بمالحظات تكون ما أشبه هي العروي، عبدالله »أوراق« حول أثيرها التي الورقة المتن حيث مــن المغاير المؤلف هــذا بتركيبة اإلحــاطــة منها السعي متناثرة، بنيته أدبي(. هذا، فضال، عن تاريخي، )فكري، والمرجع الصوت المتعدد السردي السردية المنشطرة والمنكسرة. وهي بذلك تخرج عن طريقة المحكيات التقليدية،

الموسومة بالخطية ومبدأ السببية.

SAYS

ARA37 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

بيةغر

املاية

رو ال

فمل

تأليفا سرديا واحــدا؛ أم أن كل عمل يعبر عن استقالله األدبي ونغمته السردية الخاصة؟

تأطيرات »أوراق«:الجمع بصيغة ــكــرة، ن الــعــنــوان استعمل والتعدد؛ ومن بين ما يعنيه ذلك غياب التحديد قد الداللة، مكثفة كلمة بذلك وهو والتعيين، أول في للقارىء تخطر أوراق أي على تحيل وهلة )مذ كرات، سيرة، أوراق سرية...(. لكن حين نربط العنوان بنوع المؤلف )سيرة إدريس الذهنية(، ينكشف بعض غموض هذه األوراق، إذ األمر يتعلق بعملية تأريخية لسلسلة الوعي أو غاية وألي كيفية؟ بأية لكن إدريـــس. لــدى غايات؟ يقول عبدالله العروي في هذا السياق: »أنا لم أسميها ورقات ولكن سميتها أوراق ألنها الكالسيكي للناقد األوراق كتاب من مأخوذة

أبي بكر محمد بن يحيى الصولي«.

يميل الــعــروي عبدالله الــكــاتــب أن يــبــدو اتسم الذي التأليف، في القديمة الطرق إلي وفكرية أدبية أنــواع وتجاور بالشمولية آنــذاك عدة في المؤلف الواحد. وحين نربط العنوان شهيتنا تفتح الذهنية( إدريــس )سيرة بتذييله األوراق وطريقة تقديمها للقراء )مقدمة فصول خاتمة(. يبدو أن هذا المؤلف قدم على طريقة إلى يدفع ما وهــو والفكرية. النظرية الكتب ــعــروي بحث ال الــمــركــب: هــل أوراق الــتــســاؤل بطريقة إبداعية يتوخى تثبيت أهداف معينة؟ ومــن ثــم، استثمار مــيــراث إدريـــس هــذا الفتى القابع في أعماق المثقفين المغاربة الرافضين

لمنطق اللعبة السياسية بالمغرب؟

لتقطيع شهيتنا، »أوراق« عــتــبــات تفتح »أوراق« في المعتمدة السردية البنية مفاصل

قصد استجالء مبناها ومحتواها.

المبنى السردي لـ»أوراق«:)العائلة، كلوحات مرتبة »أوراق« حكاية المدرسة، الوطن...(، كل لوحة تمظهر معطى ذاتيا في حياة إدريــس ضمن فترة محددة في أربعين سنة، ما قبل االستقالل بعشرين سنة، ومـــا بــعــده بــالــمــدة ذاتـــهـــا. انــتــقــل إدريــــس في وبالتالي مغربية، مدن عبر األولــى العشرينية العودة البيضاء، الــربــاط، )مــراكــش، مـــدارس ما بفرنسا العليا دراســتــه تــابــع ثــم لــلــربــاط(؛ االنتقال هذا سمح وقد و1956م. 1953 بين وتقديم وشــخــوص، أمكنة بــوصــف ــدراســي المن بالتعاقب إدريــس تبناها فلسفية نظريات أفالطون، )الرومانسية، والبناء الهدم خــالل

سارتر، نيتشه، الماركسية..(.

األحــداث في يميز هذه وغير خفي، فما سرديتها هو منطق المفارقة: بين فئات داخل المغرب، وفي التصورات حول الحركة الوطنية، قبل المعروفة السياسية الهيآت تركيبة وكذا االســتــقــالل أعــنــي حــزب االســتــقــالل والــحــزب الشيوعي؛ هذا فضال عن المقارنة بين البلدان المتقدمة )اليابان مثال( والمغرب الذي يبحث

عن شكله في كل شيء.

المعتمدة السردية بالتقنية يتعلق وفي ما االعتماد عــدم نالحظ األحــــداث، تقديم فــي حضور المقابل وفي والخطية؛ التعاقب على ذلــك من يــواكــب ومــا المحكي، فــي االنشطار تداخل وإحاالت منكسرة في المكان والزمان. والدته أن به أثــق من أخبرني »أوراق«: تقول مــدارس تدخله ال أن بطنها فــي وهــو نــذرتــه النصارى وأن توقفه على شيوخ فاس ومراكش،

SAYS

ARA جمادى الثاني38

مايو1432هـ2011م

لكنها ماتت وهو صغير » 1. تظهر هنا العودة إلـــى الـــــوراء )االســـتـــرجـــاع(، وتــقــديــم أحـــداث غائبة في الحكاية مرتبطة بصبا إدريس. وقد نذكر هنا األمـــام، إلــى أحيانا األحـــداث تقفز الحدث المتعلق باالكتساح اإلسرائيلي لبيروت في »أوراق« قــول هــذا يــؤكــد وقــد )1982م(. تعريف إدريس: هو »إدريس بن إدريس األديب وأحـــوال الــنــاس أخــبــار على المطلع الصولي العرب«)2(. وهو ما يثبت أن السرد يفيض عن أربعينية إدريس اعتمادا على السارد وشعيب، أحــداث على ومعلق ناقد والثاني راو، األول

سيرة إدريس.

فاعلة، قــوى على األحــــداث هــذه تنهض الطلبة، األب، )األم، إدريـــس حــول متمحورة األخير هــذا فيبدو مــفــكــرون...(. األســاتــذة، كأنه يوزع األدوار من خالل االلتقاء بشخوص تمظهراته على وقفا أخـــرى، مــع واالخــتــالف العاملية البنية تسعف وقد والفكرية. الذاتية والبرامج السردية هنا، لضبط مواقع الشخوص

وفق محورين، وهما التواصل والصراع:

مرسل ذات مرسل إليه

األوراق قبل إدريس السارد شعيب

التأليف

المساعد الموضوع المعاكس

الدراسة مغرب مستقل فعليا المستعمر

مباالة ال ومثقفا كاتبا إدريـــس الــمــقــروء الطلبة

الفن السينمائي األمية والسطحية..

ترتيب إعــــادة فــي الــســارد دور يتلخص ضــيــاع أي عـــن ــعــيــدا ب وتــقــديــمــهــا األوراق،

محتمل مــن خــالل رؤيـــة حــداثــيــة. أمــا شعيب ينتقد أوراق هذا األخير إدريــس، فإنه صديق عن المعبر المعرفي السؤال طــرح خــالل من هذا أن يؤكد ما وهو ودينية. تقليدية أصــول المؤلف فتح المجال السردي لتجادل وتجاذب األمر كأن )تقليدية حداثية(، فكريتين رؤيتين اإلســالمــي الــعــربــي- المجتمع بمعمار يتعلق تنشطر« قد وعليه، الداخلي. إشكاله وجوهر أوراق » إلى محكيات )محكي إدريــس، محكي خلق مــا وهــو ومتداخلة، متعالقة شــعــيــب...(

التضمين الحكائي واالحتواء.

على يعتمد ال »أوراق« فــي الــحــكــي إن ينهض بل للزمن، التصاعدي والسير الخطية االسترجاع تقنيتي خــالل مــن التكسير على االستيهامات في االستغراق وكذا واالستباق، مختلفة أزمنة معه طــرح ما وهــو النفسية... حكائية(. ذاتية، )تاريخية، المرجع ومتعددة تقول أوراق: »يحتفل الناس باألربعينية، لنحتفل ظلمات فــي سنة عشرين إدريـــس، بعشرينية « االستقالل نور في سنة وعشرين االحتالل القصة وما الكالم زمن لنا هذا 3. قد يحدد يحبل به من قضايا وإشكاالت متعلقة بالحركة الوطنية ودور المثقف.. إلى جانب ذلك يمكن تحديد أزمنة أخرى واردة في المؤلف من قبيل: اإلثنين، األربعاء، لحظة.. وهو ما يؤكد لنا زمن الذاهبة اليوميات الذي يعتمد منطق السياق: وبعد إدريــس، )والدة وأماما وراء الحكي في موته(. يقول السارد في هذا السياق: »سنصف

في ما بعد عالقة إدريس بالفن السابع«)4(.

زوايا نظر في »أوراق«:للبعد بالغة يعطي عبدالله العروي أهمية

SAYS

ARA39 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

بيةغر

املاية

رو ال

فمل

ــفــكــري وفـــي أعــمــالــه الــنــفــســي فـــي طــرحــه الأن ينبغي تغيير أي بــأن يومن ألنــه السردية؛ ينهض أوال على تحتيات تربوية ونفسية. وفي كأداة إدريــس الكاتب شخصية اختار »أوراق« في مظاهرها طارحا عنها، لينفصل سردية وعليه، حياة(. )بناء والبناء التأمل من إطــار العاطفية إدريس الوقوف حول عالقات يمكن )مـــع مــرجــانــة، والــفــتــاة األلــمــانــيــة واألخــــرى من النابعتين والكآبة العزلة وكذا الفرنسية(، خياره وتوقه، هذا فضال عن انخراطه في كل

ما يتعلق بالوطن.

مر لقد عاطفي، هــو بما يتعلق مــا ففي إدريس بفراغ عاطفي لم تستطع أي امرأة أن تمأله وحالة من التناقضات الداخلية بين الواقع المتفسخ والمثال العصي ضمن عالم مرفوض، وهو ما أدى إلى التعامل المثالي مع المرأة؛ إذ إدريس يتمثله شبح إلى األخيرة هذه تحولت

عبر الذات المشحونة إلى حد االنفجار.

الوطنية، الحركة إدريــس في انخرط كما حول المثارة النظر ووجهات األحــداث متابعا نقول اإلطار، والوطنية...وفي هذا االستقالل إن إدريس عبر عن وطنية صادقة دون الخضوع للعبة المصالح أو التبعية إللتواءات المستعمر. ارتــدادا وإخفاقا مركبا، بسبب غير أنه عرف ما آل إليه المغرب بعد استقالله الشكلي غير الداعين إدريــس أمثال الوطنيين عن المعبر المغربية الدولة تحديث إلى من صوت بأكثر

وعصرنة االقتصاد.

قدمت »أوراق« تأريخا لألحداث الوطنية، الماضي، الــقــرن مــن الخمسينات فــتــرة إبـــان ومنها نفي الملك محمد الخامس، وفي المقابل المناخ هذا وضمن الوطنية.. الحركة صالبة

االستعمارية والــطــروحــات بالمواقف الــغــاص المخلخلة مغاربة قبل من وأحيانا المتسربة ذلك ضمن أقــول للرؤية. والمضببة للثوابت ما وهــو والحاسة، الفكرة متوقد إدريــس كــان أدى به من خالل تحليالته إلى اعتبار مسألة المغرب تاريخ في حاسمة مسألة االستقالل في طفيليين »كنا »أوراق«: تقول المعاصر. مغرب األجــانــب وهــا نحن أجــانــب فــي مغرب

األشباح العائدة«)5(.

على سبيل الختم:من خالل ترسانة إدريس الفكرية والمعرفية إنه القول يمكن والعالم، والوطن الــذات حول يعبر عن رؤية من بين سماتها اإليمان بالذات )التفوق( والقضية الوطنية إلى حد الترفع عن منطق اللعبة الفاسدة ودائرة المصالح الضيقة واآلنـــيـــة. وهـــو لــعــمــري، صـــوت الــمــثــقــف غير المؤطر إال ضمن إطار الوطن واإلنسان. لنقول

مع السارد وشعيب في خاتمة »أوراق«.

)إدريــس أودى به إيمانه(. فأيننا من هذا ــمــان بــالــوطــن والــقــضــيــة إلـــى حــد التوحد اإليبالمعنى التاريخي، وإن أدى ذلك إلى اإلخفاق؟ يكون شــهــادة على أن يمكن األخــيــر هــذا ألن

االنتصار.

األصيل المثقف صــوت هو إذن، إدريــس اآلخر يتلقاه من ما كل الــذي يضع والحداثي في المحك المغربي والعربي، كأنه يبحث عن نــمــوذج خــاص ألحـــوال قــوم تــائــه. الــســرد بهذا قد حكاية في وغــوص بحث أداة هو المعنى

تحكي نفسها أيضا.

SAYS

ARA جمادى الثاني40

مايو1432هـ2011م

أن ــة ــي األدب ــاس األجــن نــظــريــة علمتنا بخصائص وينماز يتميز أدبــي جنس كــل محددة، تميزه عن باقي األجناس األخرى، والتي األدبية، الكتابة وبحكم تجربتي في انتقلت فيها ما بين عدة أجناس، كالقصة والرواية جدا القصيرة والقصة القصيرة

والمسرحية والشعر.

تمنح الـــروايـــة أن أزعـــم أن أستطيع من كثير لتصريف أرحــب مجاال الكاتب تكنيك مستوى على تشغله التي األمـــور، رحب صدر فللرواية ومضامينها، الكتابة أنواع جميع تذمر، دون من ليشمل يتسع يتجاور الرواية دفتي فبين وفنونه، القول

الحوار مع الوصف مع روح الشعر، التي إن افتقدتها الرواية أضحت جافة ال يتعاطى أتحدث الشغف، من بكثير الــقــارئ معها هنا عن الشعر بمعناه العام، الذي يمكن أن نلمسه في كثير من األعمال، حتى تلك التي تبدو ظاهريا أبعد ما تكون عن الشعر، هذا الشعرية للغة أنتصر أنني بالمرة يعني ال الكثير ميزت التي الــروائــيــة، الكتابة في من كتاب الرواية، وبخاصة في مرحلة ما انزاحت والتي العربية، الرواية تاريخ من فأصبح الشعري، التكثيف نحو بالرواية معها الحديث عن »األجناس عبر النوعية« ــرره، بــل أمــيــل إلـــى تــوظــيــف لغة ــب لــه مــا يال حتى المستطاع، قدر محايدة سردية، العمل بــاقــي مــكــونــات ــقــارئ عــن ال تشغل ــــي، فـــلـــدي - فــضــال عـــن إيــمــانــي ــــروائ الاقتناع األجــنــاس- بين الفاصلة بالحدود واألخــيــر األول فــي ليست اللغة ــأن ب ــام تســــوى وســيــلــة، وعــنــصــر ضــمــن عــنــاصــر الكتابة فــي إغفالها عــدم يتعين أخـــرى، قــراءة بكثافة على أقــبــل لــهــذا الــروائــيــة؛ ألمس التي المترجمة، العالمية الــروايــة فيها نضجا على مستوى التكنيك، مرفوقا بوعي جلي بالحدود الفاصلة باألجناس، إذ

شهادة< مصطفى لغتيري

أحرص على أن تتوافر روايتي على حكاية ما،وأومن بأن األشكال أكثر عمقا من المضامين

SAYS

ARA41 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

بيةغر

املاية

رو ال

فمل

أن هــذه الــروايــة تعطي لكل عنصر حقه، فنجد أنفسنا أمام شخصيات واضحة وأزمنة وأمكنة برؤيا مــؤطــرة المعالم، الـــكـــاتـــب الــعــمــيــقــة؛ إذ يــــؤدي عــنــصــر كــــل أن منفرد، بشكل وظيفته باقي مــع عالقته وفــي الـــعـــنـــاصـــر؛ وهـــــــذا ال ـــة عن ـــداعـــي يــنــفــي اإلبكـــثـــيـــر مــــن الـــــروايـــــات استوعب التي العربية،

ووظيفتها الرواية مفهوم بعمق أصحابها الفنية والجمالية واالجتماعية، فال غرابة بجائزة مثال محفوظ نجيب يتوج أن إذا نوبل لآلداب، كما أن رواياته تحقق أرقاما قياسية في القراءة، في الوقت الذي يشتكي منه الجميع من أزمة القراءة ومحدوديتها؛ فروايات محفوظ -كما يعلم الجميع- تقدم الــفــن الـــروائـــي بــأصــولــه الــعــالــمــيــة.. كما في العناصر أهــم من الحكاية أن أعتبر الروائي البناء في المعطى فهذا الرواية، عنه الرواية تخلت ومتى أساسيا، أعتبره بالتالي وفــقــدت وماهيتها، كنهها فقدت الرواية في غالبا يبحث الــذي جمهورها، عالقة تظل مــا عــن حكاية يــقــرأهــا الــتــي الرواية، قد االنتهاء من قراءة بعد بذهنه بداية لها وتقليدية سلسة حكاية تــكــون معقدة، حكاية أو ونهاية، وعقدة ووســط على تعتمد األحــيــان بعض في ومتشظية البياضات، التي يمألها القارئ بتأويالته، أو تخترقها االسترجاعات »الفالش باك«،

لكن ال بد -فــي رأيــي- مـــن تـــوافـــرهـــا -أعــنــي ــــن هــذا الـــحـــكـــايـــة- ومالمنطلق أحرص شديد الحرص على أن تتوافر ما؛ حكاية على روايتي لــكــن تــقــديــمــهــا لــلــقــارئ طريقة عــلــى يعتمد ال واحدة؛ فإيماني الراسخ بأن األشكال أكثر عمقا من المضامين، يحفزني على أن أحاول أن أقدم الــروايــات فــي الحكاية التي أكتبها بتقنيات وأشكال متنوعة، حتى تعدد أن كما والنمطية. التكرار أتــفــادى التقنيات تولد لدى القارئ جملة من هذه بالتالي وتدفعه واألحاسيس، التساؤالت الدالالت توليد في الفعالة المشاركة إلى ما غالبا والــتــي الــروائــي، للمتن العميقة

يطلق عليها: »المعنى الثاني«.لــقــد حــاولــت، مــثــال، تــوظــيــف تقنيات الحر في روايــة »رجــال وكــالب«، التداعي بما ووظــيــفــيــا، بنيويا توظيفها كــان الــتــي فرضت الحكائي الــنــص طبيعة أن يعني على استعماله، إذ أن البطل مصاب بمرض للقارئ يحكي أن وبعد القهري، الوسواس ليتقمص يــدعــوه المرضية، حالته إحــدى شخصية الطبيب النفسي، حتى يتسنى له تحليل الحاالت المرضية للسارد، المرتبطة بأحداث يتوهمها ظانا أنها أحداث واقعية، انطالقا حياته لــه يحكي أن لــزامــا فكان من أصوله الضاربة في عمق البادية، التي الــذي كان فالحا الرواية جــده، يمثلها في

SAYS

ARA جمادى الثاني42

مايو1432هـ2011م

يعيش على خيرات األرض، فأصيب بمرض ظروف في وفاته إلــى أدى عضال نفسي محزنة، ومرورا بأبيه الذي انتقل إلى المدينة فطاردته لعنة المرض النفسي، وصوال إلى الشخصية الرئيسية/ السارد، الذي طوقته إلى بــه أدت ونفسية، اجتماعية ظـــروف أعاله. المذكور المرض يصبح ضحية أن « القديسة روايــة »عائشة أما فيما يخص فحاولت أن أقدمها بشكل مختلف، جاعال لها عمادا قنديشة« »عايشة أسطورة من تتضمنها، الــتــي للحكاية الصلبة ــنــواة والالــمــعــاش، التي بــالــواقــع مــن خــالل ربطها تضطرب في أتونها الشخصيات، والمعلوم أن هــــذه األســــطــــورة تــهــيــمــن عــلــى عــقــول يقطنون الذين أولئك وبخاصة المغاربة، على الساحل األطلسي؛ إذ يغلب على جلهم على ليال تتجول جنية، بــوجــود االعــتــقــاد ضفاف شواطئ األطلسي، فتسلب الرجال ضحية فيقعون وفتنتها، بجمالها عقولهم إلغوائها، يتبعون خطواتها دون إرادة منهم، هذه توظيف كــان وقــد بـــاألذى، فتصيبهم األسطورة محكوما ببعد تنويري، يتمثل في وضع المجتمع أمام مرآة ليرى نفسه، من خالل الكشف عن عقلية اإلنسان المغربي يحيا الــذي عــام، بشكل والعربي بخاصة الذي الوقت ففي متناقضة؛ ثنائية ضمن يدعي فيه الحداثة والعقالنية، نجده يلجأ في يواجهه مشكل أول لحل الخرافة إلى

حياته.إفريقية »ليلة روايــتــي بخصوص أمــا تقنية توظيف على فيها اعــتــمــدت »فــقــد الــشــارح، الــســرد يعني بما ســـرد«، »الميتا يعني بما السردي، المتن في تمثلته وقد

ذاتــهــا، فــي تفكر تنكتب الــروايــة وهــي أن التفكير في القارئ في إشــراك من خالل التقنية التي سيعتمدها الروائي في كتابتها، وهذه التقنية تسعى - باإلضافة إلى طابعها التجديدي في الكتابة السردية- إلى إشراك يتخلص حتى الــروائــي، العمل في القارئ وفعالة، واعية قراءته لتكون سلبيته؛ من الرواية في اعتمدت كما كذلك، ومنتجة نفسها على تقنية رواية داخل رواية، فبطل الرواية »يحيى البيضاوي«، وهو روائي من الجيل القديم وجد نفسه متجاوزا إبداعيا يلتقي في لقاء »الرواية بين األمس واليوم« بروائية شابة تدعى بمدينة فاس المنعقد »أمل المغيث«، فيثمر لقاؤهما مشروع رواية مشتركة، يتفقان على أن تكون بطلتها الفتاة الكاميرونية »كريستينا«، التي التقيا بها في في فيشرعان اإلفريقي، الرقص مهرجان التخطيط للرواية وأحداثها ومراميها تحت

أنظار القارئ.وخالصة القول إن الرواية جنس أدبي التقنيات من بتجريب عدد للكاتب يسمح واألساليب، كما يمكنها أن تستوعب جميع الــمــضــامــيــن، حــتــى تــلــك الــتــي تــبــدو أكثر في يذهب أن الــروائــي ومــن حق تعقيدا، أعتقد لكنني شتى، مذاهب المجال هذا الفنية ووظيفتها للرواية عميقا فهما أن على بالمحافظة كاتبها تلزم واالجتماعية الروائي، العمل عناصر من األدنــى الحد كما هو متعارف عليها عالميا، خاصة فيما لغة وتــوظــيــف الحكائي، بالعنصر يتعلق ذلك دون ما أما وفعالة، واضحة سردية فال يؤدي االختالف حوله إلى أن » يفسد

للود قضية«.

SAYS

ARA43 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

بيةغر

املاية

رو ال

فمل

فهم تــحــاول أن هــو روايـــة تكتب أن تــكــون منخرطا، فاعال يــجــري؛ ألنــك مــا

تتراجع تكتب، وعندما ومنفعال، ـــى الــخــلــف لـــتـــدرك وتــعــي. إلآنذاك، تدخل إلى حقل من

»الــخــلــق« عــارضــا تجربة أن إلــى طامحا حياتية، للتواصل صالحة تكون مع أكبر عدد من القراء، ال ســيــمــا وأنـــهـــا تــغــذي

يألفوه ــم ل بــمــا تجربتهم مــن أحــاســيــس، وانــفــعــاالت،

التخييل ورؤى.. وصـــراعـــات هو الكيمياء، التي تعمل على تنسيب

العالم الروائي، وتنقذه من اختبار اليقيني والعقلي.

دمج على قــادرة امبراطورية الرواية لتحويلها وصياغتها الخطابات أنــواع كل إلى ملكية خاصة، وهي مؤهلة ألن تنبش في األسئلة الصعبة أو المنسية، التي قد ال تتناولها الفلسفة بهيبتها وشجاعتها، أو األخرى. اإلنسانية العلوم تتناولها ال قد إن التخييل هو من يمنح الرواية فرادتها، ويحاول الكاتب أن ينفذ إلى ما وراء السطح والظاهر، سواء في المجتمع أو في ذات

من إليه ينظر قد مثال فالواقع الــفــرد.. زوايا متعددة؛ هل هو الواقع الحرفي الذي يجري أمامنا؟ هل هي تلك الدوافع تــكــمــن وراء الـــتـــي واألســــبــــاب هو هل المسطحة؟ الصورة والــروايــة المأمول؟ الــواقــع ليست ملزمة بأن تتبع ذلك الفكري المنهجي الخط ــيــل، فــهــي قد ــتــحــل فـــي المنفلتة، أخــرى لغة توظف ـــوظـــف خــطــابــات ــمــا ت ــل مــثأخرى. إن الرواية فن متحرر تجاه بل الطابوهات، تجاه ليس يبحث ايطالي كاتب ذاته. فهذا الفكر عن ميتافيزيقا األحالم، وهذا كاتب هندي يبحث عن تلك الندوب التي تقضم الروح على مهل، وذاك كاتب نمساوي يبحث عن المخبأ والغامض.. وهذا آخر يبحث في

األشياء عن أي دال معبر...

ـــي ـــروائ يــبــد أ اهــتــمــامــي بــالــنــص التوسيعها على أعمل ــواة، ن من باالنطالق بالشرح والتحليل، مستحضرا مناخ الرواية رئيسية.. وأحـــداث وصـــراع مــن شخوص وكأنني أكتب على ضوء نص موجود. وهذه عملية ليست سحرية، بل هي طريق طويل

شهادة< محمد فاهي

أحب الرواية مثلما أحب الحياة

SAYS

ARA جمادى الثاني44

مايو1432هـ2011م

والــنــجــاحــات بــاإلخــفــاقــات ــيء ومــل متعب القليلة. لكنني مقتنع به إلى حدود رواياتي الثالث، على األقل. ومن المعروف، أن كتابا آخرين يكتبون مباشرة، ويركزون طاقاتهم البدئية في كتابة جملة أولى ناجحة.. عندما تتضح معالم النص في ذهني، أنهمك في فأنا الحال، وبطبيعة توقف. دون كتابته الــذي المخطط، ــى إل حرفيا أنضبط ال هذا يغدو بل كاملة، »كنانيش« يشغل قد واللعب للخرق واسعة مساحة المخطط األول، اإلعــداد واإلغناء. خالل والزوغان لتسليط أحتاجها ومقاالت كتبا أقــرأ قد الضوء على بعض العناصر، وال عالقة لما سميته مخططا بالمسودة، وال أعده مسودة

إال ما أنجز أثناء التحقيق النصي.

عــنــدمــا أكــتــب، أحــــاول اإلنــصــات إلــى أنصت مثلما إيقاعها، ألحــســن الجملة، مفاصله في للنص الداخلي اإليــقــاع إلــى رافدا الحوار أعد أن ويمكن كليته. وفي اللغات بين الحوار وأقصد لإيقاع، آخر فــقــرة طويلة أســتــســيــغ ال والــخــطــابــات. بإيقاع واحــد، وأحـــاول - ما أمكن- جــدا الكتابة بلغة سليمة؛ تركيبا ونحوا ومعجما

وترقيما.

كثيمة الهامش يحضر أكتبه، ما في أساسية. تناول الهامش ليس من أجل زرع اليأس، بل ألنه واقع أكيد، ال يمكن التغاضي عنه، إنه اإلنسان في نهاية المطاف يصارع من أجل العيش وتحقيق الذات. والفن الذي ال يلبس لباسا رثا ال يكون فنا عظيما، كما

يقول أحد المفكرين.

فــي روايــتــي األولــــى: »حــكــايــة صفراء عن قصة تقديم أردت الــنــســيــان«، لقمر مركزا يكون أن يحدث وكيف »المنسي«، مضيئا، لكنه يتوارى نقطة صغيرة ال تعرف حياتها إال من خالل االنعكاس. إن العنوان يعبر عــن هــذه الــمــفــارقــة، وهــي كــذلــك.. المألوفة، ولهذا ألنها ليست على الصورة السبب جاءت الرواية مشذرة في جزء كبير لكنها و»قــصــص«، »حــكــايــات« إلــى منها، أن بالمناسبة وأتذكر األم. القصة ترفد من استغرابه أبــدى جويطي عبدالكريم الــروايــة صفحة. فــي يتجاوز فصل ال أن »صهيل فــصــل يقصد كـــان أنـــه شــك وال ــتــشــذرات تــنــطــوي على ــغــيــاب«. هـــذه ال الالــهــامــش، فــي يعيشون حــيــوات شــخــوص الــذي الــعــالــم« »حجم مــن نسخة ولكأنها من يظهر يعد لــم مـــرات وفــي يشغلونه. تنطوي على حـــروف إال الــشــخــوص هــذه يحملون الشخوص الغياب. من قدر أكبر قدرهم ويعيشون حياتهم المقسطة، مثلما لبدايات إخالصها عن تعبر الــروايــة هي الــروايــة رومانيسك مــتــوار هــو أيــضــا فــي

الشفوية.

الــتــيــمــة الــثــانــيــة هــي الــهــجــرة، ســواء الداخلية أم الخارجية. قد يقول قائل مثال إن الهجرة موضوع مستهلك، ولكنها واقع ما يزال مستمرا، ومجتمعنا ما يزال يعيش تبعاتها الحضارية واالجتماعية. والهجرة أيضا فهي علنية، أو سرية الخارجية، واقــع نعيشه يوميا، على األقــل في بعض الــمــدن والــجــهــات، وهــي ظــاهــرة ال يمكن والعالقات القيم فــي أثــرهــا على القفز

SAYS

ARA45 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

بيةغر

املاية

رو ال

فمل

والــوعــي والــالوعــي. إن المهم هو ما قد رؤية من الموضوع إلى ما روايــة تضيفه الخير روايــة: »صباح في فنية. ومعالجة الهجرة لنمطي حــضــور ـــــوردة«، ال أيــتــهــا للشخوص مركزة تجربة خــالل من معا، هذه في الوجود. أجل من في صراعهم والفقد الغياب عــن كناية أيضا الــروايــة واالضمحالل )حقل األسماء... واألسماء األخــرى(، وهي تتمثل التمزق ال التشذر، ــى. يتجلى ذلــك في كما في الــروايــة األولأخرى قصة إنها »الممسرحة«: المقاطع عن الغياب وفيه. لكن السرد يجرف معه بالصباح، يهتف من إذ الــخــاص، تفاؤله من عليها ويــغــدق وردة الــروايــة ويسمي بالمناسبة، نفسه؟ الــســرد غير إطــرائــه صدورها )المنتظر الثالثة الرواية تقول حية، وردة »إنــهــا الــشــرق(: إفريقيا عــن جدير بالفراشات أن تحلم بها...«، بطبيعة الخاصة حقولها الـــروايـــة لــهــذه الــحــال

ورهاناتها التيماتية والجمالية...

عندما نتحدث عن الهامش )أو القاع، نستحضر أن البــد آخـــرون(، يسميه كما هوية يشكل كان الذين المغاربة، الكتاب شكري محمد مــثــل لــروايــاتــهــم، متميزة ومحمد زفزاف. لقد نجح الراحل محمد للهامش مــجــاال يــفــســح أن فــي زفــــزاف ورؤاه. وفضاءاته بلغته نفسه، عن ليعبر إلى السارد يتوارى أن السهل من وليس الشخوص، عالم السرد ليتلمس الخلف، وكأن السارد لم يكن إال شاهدا عابرا. إذا كان من وصف لهذا الموقف فهو الرواية؛ وأخالقها ورهافتها معرفتها في الرواية

كاتب يجسدها أن يمكن كــمــا الــعــالــيــة، الروائية زفــزاف محمد تجربة إن كبير. مصدر ال غنى عنه لألجيال الالحقة من الكتاب، مثلما هي لبنة أساسية في تاريخ أعمال كل قــرأت لقد المغربية. الــروايــة محمد زفزاف، وأتمنى أن أعود لقراءتها. وكنت قد أنجزت بحثي في اإلجــازة سنة حول بمراكش، اآلداب كلية في 1984م روايته: »المرأة والــوردة«، وإن لم يرضني هذا البحث )إلــى الحد الــذي مزقت فيه بحوزتي، كــانــت الــتــي الــوحــيــدة النسخة صيف تلك السنة ذاتها، ألنني خجلت من

عملي(.

أحب الرواية مثلما أحب الحياة. أحب أن أقرأها وأكتبها معا. الرواية هي غذائي الدائم الذي ال أتخلى عنه حتى، وأنا أقرا

كتبا أخرى...

SAYS

ARA جمادى الثاني46

مايو1432هـ2011م

SAYS

ARA47 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

ــــرــــــــ

ــعــشـــــ

SAYS

ARA جمادى الثاني48

مايو1432هـ2011م

حوارات

اتوار

ــــــــــــــــ

حـ

SAYS

ARA49 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

اتوار

ــــــــــــــــ

حـ

في قصصك القصيرة.. تبدو وكأنك <تـــبـــدأ مــــن نــقــطــة مــجــهــولــة حــتــى بقوة النص ينمو إلــيــك.. بالنسبة أنت وأيــن تعليقك؟ ما ذاتية.. دفع

من نصك؟

التذكر، مــن الحنين، مــن أبـــدأ أنــا >الــنــظــرات واإلصــغــاء والعيشة ومــن بالغبطة الفائضة والمتأملة الهانئة، ـــمـــان.. كــانــت هــذه والــتــصــديــق واإلي

الــعــيــشــة فـــي كــنــف الــمــعــنــى األول والــنــهــائــي لــلــقــداســة بــالــنــســبــة لــي:

والدي.

وفي أنــنــي، وجــدت فقدته، أن بعد دون قصدية ومن األولــى.. أعمالي كــامــلــة، أعــمــد إلـــى إعــــادة بعثه في القصص، وفي األمور الكلمات، في إذ االســتــرســال.. طابع تفتقد التي بطريقته، بحركته، يصنع كــان أنــه

حوار مع القاص

ضيف فهد< حوار ضاري احلميد وعصام أبو زيد*

قاص جرئ يعشق التجريب، يرى نفسه )ظاهرة(، ويقول في حوار مع »سيسرا«: »ال أظن أنه بإمكان أحد مطابقة تجربتي مع تجربة أخرى في هذا الكون«. كما أكد أن » ضعفنا إبداعيا هو بسبب ابتعادنا عن قراءة التراث قراءة حقيقية إبداعية«. إنه ضيف فهد، والذي حل أخيرا ضيفا في ندوة »ليلة سردية وشهادات إبداعية« بأدبي الجوف بمشاركة القاص والشاعر ماجد الثبيتي. التقينا صاحب »مخلوقات األب«

وكان لنا معه هذا الحوار:

القاص ضيف فهد:أنا ظاهرة.. وتجربتي ال تتطابق مع أي تجربة أخرى في الكون، >

لكنهم يحجمون عن تصنيفي كنموذج خاص.قراءة التراث ال تنطوي على رجعية بل تصنع وعيا قادرا على خلق >

الذهنية الفارزة والناقدة.»جسد الثقافة« يجعلني في قلب العالم الذي أتخيله. >

SAYS

ARA جمادى الثاني50

مايو1432هـ2011م

وبــصــدقــه الــهــائــل مـــع كـــل شــــيء.. ثم ــســمــاء، وال واألرض.. الـــنـــاس.. الــنــهــايــة مــن خـــالل شجاعته، وفـــي ــه قـــــادر، ومـــن دون أن ــأن ويــقــيــنــه بيتبادل معي - طوال حياته - حديثا يمكن ما يصنع بالتفاصيل، يتصف

لي تسميته باألسلوب.

لذا، عندما ينمو النص فهو ال ينمو إلى إنما، إضافة الذاتية بقوة دفعه ذلك، بقوة االمتنان، والتفكير بطريقة جديدة تمكن الكلمات من )نقل( ما

ال يمكن وصفه.

وأنا في النص أكمن كطيف، كطرف يقوم بالتوصيل، أو كآلة إعادة تصنيع للبهجة التي عشتها فترة طويلة من اآلن عن طريق لها وأعــود حياتي..

الحنين والكتابة.

فـــي قــصــصــك تــأتــي مــتــعــة الــتــأمــل <لتطغى على متعة الحكي.. فهل أنت

عدو للحكي؟

الحكي سلطة، تحكم، وإمالء.. وهو >في النهاية سلب لما يمكن أن يصل له الخيال.. حجب ألفق التوقع.. أعرف أن هذا هجاء طويل لما أسميته أنت مــبــررا.. أجـــده لكنني )بــالــحــكــي(.. أي األمـــر، هــذا مثل يطمح عندما

الحكي، لكي يكون بديال للتأمل.

شــبــح بــورخــيــس غــالــبــا مــا يــتــراءى <للقارئ عند التعاطي مع نصوصك..

ما تعليقك؟

تــم إشاعته ال.. ال أظـــن، هــذا أمــر >وتصديقه، بالنسبة لي األمر ال يعدو كنموذج، وضعي من أنفة كونه عن إحجام عن تصنيفي كظاهرة، وعدم نموذجنا صنع بإمكاننا أنه تصديق يكون قد وبشكل فنحيل، الخاص.. نماذج إلــى منطقي، وال مبرر غير

عليا.

أنه أمتثل ألحـــد، وال أظــن لــم أنـــا، مع تجربتي مطابقة أحــد بــإمــكــان

تجربة أخرى في هذا الكون.

لماذا أنت عدو للرواية؟ <

يقول إميل سيوران: إن عمال ذا نفس >البناء، لمتطلبات وخاضعا طــويــل، الــتــتــابــع، هــو عمل بهاجس ومــزيــفــا

SAYS

ARA51 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

اتوار

ــــــــــــــــ

حـ

من اإلفــراط في التماسك بحيث ال يمكن أن يكون حقيقيا.

لذا أنا ال أعد نفسي عدوا للرواية، إنما، وفي العمق، أنا عدو لألعمال المفرطة في التماسك، أو اإلحساس

بهذا الوهم..

أنا قارئ جيد للرواية.. لكن الرواية والعالية.. الحقيقية نماذجها فــي لدينا، مع كل المقدمة وليست هذه

أسى!

هل أنت حقا لم تطلع على النماذج <المتعارف عليها أكاديميا في القصة

القصيرة عالميا وعربيا؟

لم أطلع..؟! من قال هذا األمر.. أنا >كفرت لكنني الحقيقة.. في اطلعت والذي الجامد األكاديمي بالنموذج يفتقد لكل شيء ما عدا الملل. وأعد بــالــخــروج عليه بــكــل مــا أمــتــلــك من

أسلحة تهشيم وتكسير ونسف.

ما هو موقفك من التراث؟ كيف ترى <دوره في واقعنا المعاصر؟

كان هناك لو فيما إبداعيا، ضعفنا >غــيــري مــن يـــرى هـــذا الــضــعــف، هو ـــراءة الــتــراث بسبب ابــتــعــادنــا عــن ققراءة حقيقية إبداعية، قفزنا كقرود شامبانزي نشيطة وغير مدربة جيدا، ومن سقط منا أكثر ممن وصل إلى أنكر ال والتي البعيدة الفاكهة تلك أوال علينا كــان لكن لــذتــهــا.. مــدى

القيام بخطوات التدريب الكافية..

قراءة التراث ال تنطوي على رجعية وال شـــكـــل مــــن أشــــكــــال االرتــــهــــان للماضي بل هي في الحقيقة تصنع وعيا قادرا على خلق الذهنية الفارزة صحي بشكل والمتذوقة والناقدة.. وفي فــيــه.. مبالغ انبهار دون ومــن النهاية تبعدنا عن خطيئة االستنساخ

الفج.

ماذا قدم لك موقع )جسد الثقافة( <الذي تكتب فيه تحت اسم )مرتزق(،

ولماذا مرتزق؟

عالية نوعية الثقافة لي جسد قدم >رجل أنا التلقي، من ولحظية وحية لجماليات فيه مبالغ بشكل أقـــدر ــي لــلــحــركــة ــن ــدفــع )الـــصـــخـــب(.. ويإحــســاســي بــأنــنــي فـــي تــنــافــس مع األغيار.. ثم، أن تتلقى وخالل ثوان كمية كبيرة من الجذل والغبطة ناتج بما واالنبهار اإلعــجــاب كلمات عن داخلي الطفل يبقي هــذا تصنعه.. في حالة صحية جيدة.. يحثه على والــشــقــاوة.. القفز فــي االســتــمــرار جسد الثقافة يجعلني في قلب العالم

الذي أتخيله..

مــرتــزق، هــو تأكيد على صفة أســم ، لـــدي شعور الــعــنــاد األصــيــلــة لــــديــــأن هــــذه الـــمـــفـــردة سيئة عــمــيــق باالرتـــزاق، داللــيــا، مظلومة السمعة ومرتزق، وبقطعه دالليا عن تاريخية

SAYS

ARA جمادى الثاني52

مايو1432هـ2011م

االستخدام، أمر جميل ومشروع..

كيف جاءت تجربة نشر مجموعتك <األولى والوحيدة )مخلوقات األب(؟

تخلق لذيذة.. تجربة النشر تجربة >قراء جددا.. وأصدقاء تلق في أماكن

غير متوقعة في هذا العالم..

وما كان لي أن أتم هذا النشر األول ـــوحـــيـــد.. لــــوال إيـــمـــان الــصــديــق والالــجــمــيــل الــشــاعــر والــنــاقــد: سعود نشره يمكن ما لــدي بأن السويدا.. حائل نادي لتعاون وكان وطباعته.. األثر أكبر الجميلين وناسه األدبــي

إلنجاز هذا األمر.

تحضر األفكار الفلسفية في خلفية <حقيقي انطباع هذا هل قصصك..

أم أننا أخطأنا؟

ال أعرف! ربما.. عموما، ومع إيماني >تحصيلها يــمــكــن ال الــفــلــســفــة ـــأن بأمر وأنـــه شخصي، تثقيفي بشكل وأن أكــاديــمــي، بشكل تعلمه يــجــب إبداعيا لتعثرنا األســبــاب أهــم مــن هو خلو مناهجنا في جميع مراحلها أنني إال األمــر.. بهذا االهتمام من الفلسفية األعــمــال بــقــراءة شــغــوف المتاحة.. وربما ظهر مثل هذا األمر الذي تتحدث عنه في ما أقوم بكتابته

من نصوص.

فيما تفكر اآلن؟ <

في السؤال األخير.. وأبعد من هذا >

نصوص تجميع إنــهــاء فــي قــلــيــال.. ــمــجــمــوعــة الـــثـــانـــيـــة الـــتـــي أفــكــر ال

بطباعتها.

هــل أزعــجــنــاك؟ وكــيــف تـــرى هكذا <حوارات صحافية مع األدباء؟

وأثناء أنا إزعــاج، يكن هناك لم ال، >زيارتي لكم هناك )في أدبي الجوف( أحــبــبــت مــا تــقــومــون بـــه، إيــمــانــكــم، وعــمــلــكــم والـــــذي لـــم تــســلــط عليه كل واستمراركم رغم كافية، أضــواء مــا يصل كــل أحـــب يجعلني شـــيء، لــقــاء طــويــل.. ولــو لــي منكم.. حتى بقراءته.. سيهتم أحــدا أن أظــن ال الـــحـــوارات األدبــيــة مــع األدبـــــاء.. ال

أقوم بقراءتها..!

SAYS

ARA53 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

اتوار

ــــــــــــــــ

حـ

بين اإلبداعية تجربتك تــرى كيف <الــقــصــيــرة وقصيدة الــقــصــة كــتــابــة النثر ، وبخاصة أن قصائدك النثرية

ذات نفس سردي؟

في البدء كان الشعر، أو هذا ما أعتقد >بالشكل وجــوده في ذاتي وذلك يقينا الكتاب أغلبية لدى للميول الطبيعي اليوم. شعر البدايات المتواضع والذي

حوار مع الشاعر

والقاص ماجد الثبيتي

< حاوره عصام أبو زيد*

يرى الشاعر والقاص السعودي ماجد الثبيتي أن ارتفاع سقف اإلعالم المحلي أنتج الثقافية، الساحة في آفاق جديدة فتح على وقــادرا وكبيرا، متنوعا ثقافيا حراكا مشيرا إلى أهمية وجود مشاركة حقيقية بين مجالس األندية األدبية والمثقفين، من دون عد ذلك إنجازا ألهداف األندية، بل هو في األصل واجب رئيسي. وأوضح أن فوزه بجائزة الشارقة لإلبداع العربي عن النص األول أضاف إليه الكثير، فيما شدد على عدم رغبته في كتابة رواية، وقال في حوار خاص مع )سيسرا(: »استطعت التخلص التجريب باب من والدخول النثر، قصيدة كتابة عبر القصيرة القصة كتابة من )الفهرست بعنوان قصصية مجموعة للثبيتي صــدرت ســرديــة«. بــروح والمغامرة للعام العربي لإلبداع الشارقة في مسابقة األول بالمركز الفائزة أخــرى( وقصص 2008م، ولديه مخطوطة شعرية بعنوان )سفينة نوح عليها السالم( نشر جزءا منها في موقع جهة الشعر اإللكتروني.. كما أقام عددا من األمسيات القصصية والشعرية الجمعية في وكذلك والــجــوف، الشرقية والمنطقة والــريــاض الطائف أندية في

السعودية للثقافة والفنون. كان لسيسرا معه هذا الحوار:

ماجد الثبيتي:

< ارتفاع سقف اإلعالم المحلي أنتج حراكا ثقافيا متنوعا وكبيرا.< ال أفكر في كتابة الرواية وأكتب قصيدتي بروح سردية.

< أسست مدونة »جهنم« ألشارك اآلخرين متعة كلمات في بطنها ألف شرارة.

SAYS

ARA جمادى الثاني54

مايو1432هـ2011م

حقيقة دون مــجــردة مــحــاوالت يمثل الشعر واكتمال نضوجه. الحقا كتبت الــقــصــة الــقــصــيــرة واســتــطــعــت خــالل فــتــرة وجــيــزة الــوصــول إلـــى الــصــورة المقبولة من رضائي لما أقدمه، وذلك عبر منتديات جسد الثقافة منذ العام 2004 تقريبا. البيئة التي كانت تمثل غالبية لــدى والتلقي التواصل ذروة كبرى من الكتاب السعوديين الشباب. في نهاية عام 2007 اكتمل مشروعي عليه المراهنة واستطعت القصصي وعبر المنبر عبر رســمــيــا وتقديمه عدد من المشاركات »من دون االسم الــمــســتــعــار ضـــــاري« الــــذي هـــو جــزء بشكل تجربتي من ورئيسي حميمي أو سبب. دون قصد من اسم كامل. ليس هناك كما هو متعارف عليه في بين صلة وجــود المستعارة األســمــاء يكتب لما يعنيه ومــا العلم االســـم/

وراءه.

بالجائزة توقفت عن فيما بعد فوزي كتابة القصة القصيرة واتجهت لكتابة ـــدخـــول مـــن بــاب ــنــثــر، وال قــصــيــدة الســرديــة. بـــروح والــمــغــامــرة التجريب »قصيدتي« بالتحديد - اليوم أراهــا - خالصة ما يمثل ذاتي وحواري مع العالم المباشر واألخير. حيث ترتبط فــي جــوهــرهــا بــتــســاؤالتــي الــيــومــيــة، وبالبحث الالنهائي للمناطق الجديدة والمغايرة. وال أدري عن غدا حيال ما

أكتبه اليوم »جهل طبيعي«.

مقوالت مدعومةهـــل أنــــت فـــي طــريــقــك إلــــى كــتــابــة <

الرواية؟

ال أفكر في ذلك اليوم، وال أرى هذا >تحتاج إذ أدواتـــي. مــن قريبا الفن إلى »نفس الرواية قبل الفن أحيانا طبيعية غير وقــدرة طويل« ســردي

على االسترسال!

نسميه بــمــا الكبير شغفك لــمــاذا <أقــوال( في آراء أو مأثورة )مقوالت ألدبــــــاء ومــفــكــريــن عــــرب وأجـــانـــب وبـــخـــاصـــة وأنــــــك أســـســـت مـــدونـــة إلــكــتــرونــيــة لــهــذا الــغــرض بــعــنــوان

»جهنم«؟

السبب هو عدم قدرتي أحيانا على >

SAYS

ARA55 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

اتوار

ــــــــــــــــ

حـ

تحمل حجم المتعة العظيم.. المتعة الــتــي أتــوقــف إزاءهــــا وهــي تغمرني بــجــوهــرهــا، ســـواء كــانــت مــقــولــة أو ــف شـــــذرة أو كــلــمــة فـــي بــطــنــهــا أللمشاركة الماسة وحاجتي شـــرارة؛ اآلخرين، تلك المتعة/ اللحظة كانت دافعا لتأسيس مدونة »جهنم«، ودعم تلك المقوالت بصور فوتوغرافية أو المفارقة على تعتمد فنية لــوحــات المضاعف. البصري التوضيح أو مثل تعدها أن يمكنك هــوايــة تلك

الصيد..!

لحظة الفوزمــــاذا أضــــاف إلــيــك فــــوزك بــجــائــزة <الشارقة لإلبداع العربي عن اإلصدار التي االتهامات تــرى وكيف األول؟

توجه إلى الجوائز األدبية؟

أضــاف الكثير، جــاءت فــي ظــروف >له تلق لم أو أقدمه بما تعترف لم اهــتــمــامــا، وبــخــاصــة عــلــى مستوى يعتريها ومــا المحلية المسابقات غير ــيــر مــعــاي أو مـــجـــامـــالت مـــن داعما الفوز لحظة فكانت أصيلة؛ معنويا كبيرا بحصولي على المركز من عــريــضــة مــنــافــســة فـــي األول ـــان عــدد كــتــاب الــقــصــة الــعــرب، وكالمتنافسين 130 قاصا وقاصة من مختلف الدول. وبالنسبة لالتهامات رغم عدم متابعتي الكاملة لنوع هذه االتهامات أو للجوائز التي يتم توجيه االتهامات لها. أتفق مع بعضها التي

تحارب الجوائز المشبوهة من بعض »القذافية« العربية الدكتاتوريات تعمل ال التي المسابقات أو مثال، باستقاللية عن مؤسسات الدول أو

بمعايير معلنة وحقيقية.

المطروحة الــقــضــايــا أن تـــرى هــل <لــلــنــقــاش فـــي الــســاحــة الــثــقــافــيــة المحلية جديرة بطرح آفاق جديدة

في الفكر والرؤية؟

مـــقـــارنـــة مـــع فـــتـــرة ســابــقــة كــانــت >في والرتابة والمجامالت المدائح الثقافية لمالحقنا والــرؤيــة الفكر رعبا المتوجسة المحلية ولساحتنا ــوم هناك ــي مــن أدنــــى الــقــضــايــا. الوقــادر وكبير، متنوع ثقافي حــراك في ومؤثرة جديدة آفــاق فتح على ويعود سبب هذا الثقافية. ساحتنا التطور الملحوظ إلى ارتفاع سقف اإلعــــالم الــمــحــلــي، وانــفــتــاح نــافــذة عبر للجميع، وتــتــســع حـــرة كــونــيــة اإلنترنت وصناعته لإعالم الجديد بكل أدواته، وإتاحة الفرص الكاملة بين مكانة واكتساب الوعي، لتخلق

العالم.

ليلة سرديةما هو انطباعك عن زيارتك لمنطقة <»ليلة بــنــدوة الــجــوف ومــشــاركــتــك بالنادي إبداعية« وشــهــادات سردية القاص بمشاركة بالجوف األدبـــي

ضيف فهد؟

SAYS

ARA جمادى الثاني56

مايو1432هـ2011م

األولــى وهــي مدهشة، زيـــارة كانت >بالنسبة إلي لمنطقة الجوف، ورغم مرافقنا عــبــر استطعنا قــصــرهــا، الكريم من النادي األستاذ عبدالسالم هدوء نستكشف أن القاضب حمد الخاصة، وطبيعتها المدينة هــذه ومدى الراحة التي يمكن أن تتحقق الحياة ضــوضــاء عــن بعيدا نفسيا وصخبها في المدن الكبيرة، ومحفزا لإبداع بشكل كامل. وتوافقت هذه أيام أثناء معتدلة أجواء مع الزيارة مهرجان الزيتون في منطقة الجوف، ما زاد من نجاح هذه الليلة السردية بالعاملين للقاء الكبيرة والفرصة فــي نــادي الــجــوف األدبـــي، ومثقفي

المنطقة.

كـــيـــف تـــــرى واقــــــع قـــصـــيـــدة الــنــثــر <السعودية؟

خلت، سنوات قبل بواقعها مقارنة >واضــح تأثير وذو مميز واقـــع هــو

من وهناك عدد ملحوظ. وحضور وحقيقية ناضجة إبداعية مشاريع لعدد السعودية النثر قصيدة فــي المميز الشاعر أمثال: كتابها، من حـــمـــد الـــفـــقـــيـــه، والــــشــــاعــــر عــيــد حديثة تجارب وهناك الخميسي؛ وذات عمق فني ملموس لدى جدا عبدالعزيز أمــثــال: شباب، شعراء ومحمد الحميد، ومحمد الحميد، خضر، وعبد الله العثمان، وآخرين. أحيانا ناقصا واقعا يجعله ما وإن والــدراســات النقد واقــع تأخر هــو الجادة، في تجارب شعراء قصيدة النثر السعودية وافتقار المؤسسات الرسمية كاألندية األدبية للشجاعة لقصيدة سعودي ملتقى طــرح في منهم الــكــثــيــر يــخــشــى إذ الــنــثــر، رغم ــي األدب النوع بهذا االعــتــراف ــى الــمــســتــوى ـــه عــل حـــضـــوره وقـــوتالمشاركات فــي عــدد مــن الــعــربــي

الخارجية.

صدر حديثا عن النادي األدبي بالجوف

ديوان »قلب من زجاج«للشاعر حامد أبو طلعة

SAYS

ARA57 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

اتوار

ــــــــــــــــ

حـ

قــصــائــدك »أنــاشــيــد مــبــلــلــة بــالــحــزن« <المجموعة اقتضتها إحــاالت ثمة هل

الشعرية األولى لك؟

العودة هنا اإلجابة علينا تفرض ربما >

فـــــاألدب فـــي أحــد ـــى مــعــنــى األدب. إلمعانيه هو سؤال حزين بامتياز بحسب تتعدد الناقد فيصل دراج؛ وعليه، فقد الحزن ذلك عنها ينبثق التي المصادر

اإلبداع يجعل الحزن جميال.. والمرأة إشكالية ملتبسة في الشعر العربي

< حاوره عمر محفوظ الصعيدي*

مـــهـــووس بـــإعـــادة صــيــاغــة الــطــبــيــعــة بــالــحــلــم والــغــنــاء والــمــوســيــقــى واأللــــــــوان، مـــهـــووس بـــالـــرقـــص عــلــى كل اإليقاعات، الشاعر محمد جميل أحمد، كالعصفور ينثر في وينقر السامعين، نحن أحزاننا على الوجد فتافيت كنهر.. يحاصرنا مقهور. حلم عن بحثا مواجعنا ظل مواسم لنفتتح ومواجعنا؛ خيبتنا ينقر المطر ات كحب

العطر في قحط الفصول.

في حاليا مقيم المميزة، وإبــداعــاتــه حضوره له العربية، اللغة في مجاز جميل المملكة العربية السعودية.. كاتب مقال أسبوعي في صحيفة إيالف اإللكترونية، بدأ روائيا برواية )بر العجم(، الفائزة بجائزة الطيب صالح عام 2005م، والصادرة عن دار الحصاد السورية عام 2007م، وله كتاب في النقد األدبي بعنوان )أحداق النرجس(، كما

صدرت له مؤخرا مجموعة شعرية بعنوان )بريد الحواس( عن نادي الجوف األدبي.

كان لسيسرا معه هذا الحوار:

الشاعر السوداني محمد جميل أحمد:

SAYS

ARA جمادى الثاني58

مايو1432هـ2011م

في التاريخ الشخصي، والميول الفطرية، والنظرة العامة للحياة، وما إلى ذلك من مصادر متعددة. لكن ربما كان التحدي هو في جعل ذلك الحزن كونيا وإنسانيا عبر خاصية اإلبداع الشعري؛ فذلك هو هو جميال الحزن يجعل ومــا المحك.

اإلبداع.الشارع، تحمل الشاعر، الشعر، قضايا: <الــكــثــيــر مــن الــمــالمــح، فــي قــصــائــدك. فمثال في قصيدة الطرائد، حين تقول مــن عتبات نــحــن نطلع الــلــيــل )شــجــر أسالفنا المقادير صيد نحن الصدى، قصيدة وفي القيامة(. يرقبون عسس،

وطن:

هو الطين تعويذة مزمنه >

الردى صولـة والردى أحصنه

فـــاهـــرب مـــن الــطــيــن هـــذا أوانـــــك في المحو

ال يعرف الطين صورته

والهياكل أقنعة والغريب المعــلـق بيني وبينك

ارجوحة محزنه(المالمح لتلك تفسير مــن لــك فــهــل <

الشعرية؟

تفرضها خيارات كلها والشاعر الشعر >الموهبة والتجربة. ثمة استعدادت وميول ناقدا أو شاعرا ما شخص من تجعل كتعبير جمالي، ال فالشعر تشكيليا؛ أو تنبثق مفاعيله من حساسية واحــدة بل الشعر أن ذلك التجارب. بتعدد تتعدد يالحق باستمرار إيقاع الحياة اإلنسانية وتدفقها. والشاعر هو من يقبض على ذلك من ويجعل الــالوعــي، في المعنى صحيح الكلمات. عبر متجليا المعنى أن في شعري نزعة ميتافيزيقية وطابعا تجريديا، وتلك سمات تلعب في تحديدها حيثياتها وتأتي جــدا، غامضة مصادر

SAYS

ARA59 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

اتوار

ــــــــــــــــ

حـ

من العديد بين واشتباك مراكمة عبر حين والمناسبات. والمواقف التجارب يكتب الشاعر يستحضر الالوعي، وهذه عناصر من الكثير فيها يكمن منطقة المعاني تأتي حيث الغامضة، الحياة وتتدفق االنفعاالت بصورة عشوائية في تنظيمها يعيد الشاعر ولكن البداية، تستوي أن إلــى والتنقيح الحذف عبر تكوينها تأخذ النص مالمح القصيدة. مأخوذا الشاعر ينتجها عفوية بصورة بحرارة التجربة لكن خروج تلك المالمح ــهــا إلـــى معان فــي قــصــيــدة مــا وإحــاالتمتعددة ضمن قراءات العقل الواعي؛ كل تلك العمليات هي من شأن الناقد الذي والفنية اللغوية المعرفة أدوات يختبر في رصد التجربة الشعرية والغوص في

مستويات القراءة والتأويل. كتابة الشعر.. هل هي مهنة أم موهبة؟ <

ومتى بدأت تكتب؟

بالطبع، هي في البداية موهبة. بل هي >الموهبة غابت فــإذا بــاألســاس؛ موهبة عن الشعر كف عن كونه إبداعا، وتحول إلى صناعة. لكن التمرس في الموهبة يمنح الشاعر القدرة على اختيار الكتابة الشعرية كنشاط تعبيري وإبداعي، ومن الكتابة تــأتــي بالمهنة الموهبة تـــزاوج عن لتعبر األحــيــان بعض في الشعرية االثــنــيــن مــعــا. لــكــن الــشــعــر فــي تأويله كتابة بالضرورة هو العميق اإلبــداعــي فالشعر بكثير؛ المهنة معنى تتجاوز اختراق للغة والواقع والزمن، من خالل تجربة إنسانية ممتازة، تملك باستمرار قابلية متجددة للتأثير على مر األزمنة.

ــــدأت الــكــتــابــة الــشــعــريــة مــنــذ بــدايــة بتجربتي وكانت الميالدية، التسعينيات في يجعلني نحو على تتقدم باستمرار كتاباتي مــع قطيعة أحــدث مرحلة كــل السابقة، وربما لهذا السبب أصبح لدي مجموعة شعرية واحدة حتى اآلن. وهي عنها رضــيــت ألنــنــي واحــــدة مجموعة الشعر لمعنى رؤيتي خــالل من شعريا حاليا، وإال فإنه كان باإلمكان أن أصدر أكثر من مجموعة شعرية منذ منتصف

التسعينيات الحزن كما بدا لي من حواء تراجيديا <الكتابة القصائد.. فعندك تحار خالل ن حـــزن الــلــيــالــي فـــي رســــم أنـــثـــى، تـــلـــوالكئيبة، صورة للفتاة حواء؛ هي البنت الــمــوســيــقــا..«.. بالطبع الــطــالــعــة مــن هناك الكثير من الصور.. ماذا عن حواء

في حياة الشاعر جميل وذاكرته؟

ــمــال الــبــشــري حــــواء، هــي ســــؤال االكــت >ــجــمــال فــيــه أيـــضـــا. وبــهــذا ومـــوطـــن الالتجربة فــي حضورها فــإن االعــتــبــار، ــصــورة عــامــة هــو جـــزء من الــشــعــريــة بكينونة الشعر ذاتــه، وليس فقط مجرد طبيعة تأخذ ربما كذلك، لــه. موضوع المرأة في تجربتي الشعرية نصيبها من تلك األسباب المعقدة التي تجعل شاعرا ــمــرأة مــوضــوعــا قابال ال مــا يجعل مــن للتجريد. عموما تأتي المرأة في شعري ضمن سياقات مختلفة، لكنها ال تخرج في وصورها للمرأة نمطية تاريخ عن التاريخي؛ والمخيال الجمعية الذاكرة أي في كونها أنثى، تملك تأويالت كثيرة في موضوعها الشعري. ولعل في بعض

SAYS

ARA جمادى الثاني60

مايو1432هـ2011م

المجرد الجانب هــذا يظهر قصائدي ــى )قــصــيــدة الــطــرائــد(، ــث لــحــضــور األنمثال، في إطار رمزي مشحون بالدالالت التاريخية والثقافية أكثر من كونها ذاتا يعني أن دون من ودم، لحم من زمنية ذلك بالطبع غيابا لحضورها كأنثى من في مــا، تحضر بصورة المرأة الــواقــع. إشكاليات من كإشكالية العربي الشعر جــدا، ملتبسة إشكالية وهــي التعبير، وتأخذ وجوها وأقنعة مختلفة لحضورها اإلنــســانــي مــن خــالل وســائــط الــذاكــرة والتاريخ والعادات؛ وهي إحاالت قد ال تفرز بالضرورة حضورا إنسانيا مكتمال في الكتابة الشعرية العربية؛ إذ أن كتابة معقدة ألسباب - ظلت شعريا الــمــرأة كــثــيــرا عــن مــعــادلــة العين تــخــرج - ال باستمرار حضورها فــي أي والجسد

موضوعا لعين الشاعر عبر جمالها. ورده، تــرنــيــمــتــه، الــــوطــــن؛ شــخــصــيــة <إجــهــاشــه، وحـــضـــوره فــي الـــرؤيـــا.. هل المواطنة إلــى لــلــداللــة ذلــك ــدت تــعــمأم ثمة الراهنة؟ وبخاصة في المرحلة

دالالت أخرى؟

متعالية قيمة باستمرار يظل الــوطــن >ال مريضا يــكــون حين لكنه ومــجــردة، في ومنضبطا مــوحــدا انطباعا يترك في بأوطاننا عالقاتنا المواطن. وعي طابع ذات أيــضــا هــي المنطقة هـــذه تــجــريــدي. الــوطــن هــو السماء األولـــى، قد لكنه يوسف، سعدي تعبير بحسب يــكــون ســمــاء طــــاردة؟ ومــن هــنــا، يمكن لفكرة المواطنة الحقيقية أن تجعل من عالقة الفرد بوطنه عالقة حميمة ودافئة

وبعيدة عن التجريد. ليس بالضرورة أن واحدة على شاكلة الوطن تكون صــورة في نفوس المواطنين. ثمة وطن تسكنه غــاب عــنــدمــا ولــهــذا، يسكنك! ووطـــن أديبنا الكبير الروائي الطيب صالح عن السودان ألكثر من 12 سنة شكك بعض الناس في عالقته بالوطن، فكان يجيبهم في للوطن جميلة بصورة يحتفظ بأنه فيفقد إلــيــه يــعــود أن ويــخــشــى نفسه هذه الصورة مرة وإلى األبد. لكن يظل الوطن تعويذة؛ ألننا في كل األحوال ال نختار أوطاننا، فالوطن كاألم ال يمكنك أن تختاره، وعليك أن تقبله كيفما كان. الوطن ينعكس ولهذا حظوظ األوطــان في الــشــاعــر. تعبير عــلــى بــإشــكــاالتــه المرحلة الراهنة، ينقسم الوطن فتنقسم معه أحاسيس ظلت موحدة منذ الوالدة. صعب أن ينسى اإلنسان جزءا من وطنه بكامل وعيه، إنها عملية قاهرة تصنعها السياسة وتدفع ثمنها العواطف. وربما كان الشاعر أكثر إحساسا بفقد الوطن ــام ــهــذا قـــال )بــريــخــت( أي مــن غــيــره ولالــنــازيــة: لــن يقول الــنــاس لــمــاذا صمت لــمــاذا صمت بــل سيقولون الــمــفــكــرون

الشعراء؟ باختصار تناولت قد كنت قصيدة، في <إلى حد االستدراك موضوع الطفولة » الغربة عن األهل الــمــرآة، وهــل هي في البديل؟ الوطن أم والبلد.. واألصدقاء ت أد بــل أسهمت أخــرى أســبــاب ثمة أم الشاعر محمد داخــل الفرح مــوت إلــى

جميل؟

التي الوحيدة المرحلة هــي الطفولة، >

SAYS

ARA61 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

اتوار

ــــــــــــــــ

حـ

يمتلكها الشاعر وتظل باستمرار مخزونا إلبــداعــه. الغربة ضــرب مــن االقــتــالع، وحين يصبح الفرد غريبا تنهض الذاكرة الغالب، وفــي مــوازيــا. وطنا له لترسم الــذي في الوطن أجمل من هــذا يكون الواقع، ولعله هذا ما كان يخشاه الطيب يعرفه. ال وطــن إلــى يعود حين صالح كشعراء نعيش في زمن تبدلت فيه الكثير القيم، الكثير من إزاء من صور الحياة الغربة مكتملة األركــان كما في لم تعد الماضي؛ فوسائل االتصال كسرت حدة بالنسبة الغربة أن كما الــفــراق، قسوة للسودانيين أصبحت أقرب إلى الهجرة. ما صــورة تجد أن يمكنك الهجرة في معك. الكثيرين وجــود بسبب للوطن، لكن للشاعر غربته المركبة. ثمة غربة في الشاعر تجعله غريبا بين أهله. أما أشياء فهناك الــفــرح مــوت بخصوص كثيرة في الواقع تفيض بالتشاؤم. وحين يغيب الفرح عن الشاعر، ال يكون ذلك بالضرورة عالمة على طبع في تكوينه، به يفيض ما بسبب ذلــك يكون قد بل ــفــرح في الــواقــع مــن عــالمــات تقتل النفسه. كثير من أسباب هذا العالم الذي نعيش فيه تكاد تقتل الفرح في نفوسنا. )الــفــرح ليس الماغوط قــال ذات مــرة، مهنتي( الشاعر بصورة من الصورة كائن غير واقعي وينحاز إلى خياله باستمرار إزاء كل القيم التي يؤمن بها؛ ولهذا، فإن نسبة الخيال الكثيف في تعبيره، تخلق له أسبابا لتجاوز الواقع. ال يمكن للوطن أن يكون له بديال حين تختار وطنا غير وطنك.. تفتقد الكثير، وتظل باستمرار المكان، ذلــك مع التماهي عن عاجزا

بعيدا عن السماء األولى. »وطــــن مــن كــــالم، بــتــضــاريــس، وحـــدود <مــــعــــجــــزاتــــه، والـــــشـــــواطـــــئ، والــــمــــدن برسم قمت أنــك أعتقد الــصــاخــبــة..«، لوحة باأللوان الحارة أو الساخنة.. ماذا عن الوطن.. هل هو الغربة/ المأوى، أم

الحلم/الغيم.. أم ماذا؟

النفس الــوطــن هــي صــورة الكتابة عــن >تنطبع الوطن. وحين لذلك في مخيال ــبــعــد، تــكــون صـــور الـــوطـــن مـــن عــلــى الأكثر حميمية ودفئا؛ ولهذا تظل مخيلة الشاعر قابلة النتاج صور المتناهية من صور إنها الوطن. في الحياة مفردات يمكن كما المخيلة تلك مــن تــخــرج ال ــواقــع بــل تخرج أن تــكــون هــنــاك فــي البطاقة كثيفة من الحنين تجعلها مشعة وملونة ومغرقة في التفاصيل التي تدمج بالمعنى. حين اإلبــداع في حياة حافلة يكون الوطن غربة تصبح الذات مشردة وحين يكون مأوى يمنحها معنى وقيمة أما حين يكون حلما تصبح الحياة فيه في المعلقة الجميلة الصور من ضربا وطنا يملك شاعر كــل الفنتازيا عالم في يكون حين سيما ال لوطنه، موازيا الغربة. الحنين بفجر التجربة الشعرية التعبير، ممكنات من بطاقة ويشحنها الشاعر من يجعل بأسلوب الوطن عن وكأن المستمرة، الكتابة من حالة في الشاعر كلمات عــن يعبر حــالــه لــســان »أجمل حكمت( )ناظم العظيم التركي األيام التي لم نعشها بعد وأجمل األشعار من حالة إنها بعد...«، نكتبها لم التي تجديد الوالء الوطني في غياب الوطن

SAYS

ARA جمادى الثاني62

مايو1432هـ2011م

عن العين وحضوره في القلب. المجموعتين؟ هاتين غير نشرت هل <هل الطبع.. قيد األدبية األعمال ومــا

من مخطوطات؟

ربما كان من المفارقة أن أول ما نشرته >هو نص روائي وليس نصا شعريا، على الرغم من أنني شاعر في األصل. كان النص الروائي بعنوان )بر العجم( وحاز على الجائزة التقديرية لمسابقة الطيب ــهــا ـــي فـــي دورت ـــروائ صــالــح لـــإبـــداع الالثالثة 2005م. بينما صدرت مجموعتي الــحــواس( خــالل هذا )بــريــد الشعرية فأنا مشتبك كثيرة، لي نصوص العام. في كتابات متنوعة. أكتب في النقد ولي النرجس( )أحــداق بعنوان نقدي كتاب وهو حصيلة لقراءات نقدية في تجارب شعرية وسردية عن شعراء متميزين، من أمثال محمود درويش، وسعدي يوسف، بافقيه، الــجــنــابــي، وعــلــي وعــبــدالــقــادر وعلي الدميني، وعلي العمري، وغيرهم، الروائية التجارب في قــراءات إضافة ــي كاتب الــعــربــيــة والــعــالــمــيــة. كــذلــك لمخطوط في الفكر اإلسالمي التنويري المعاصر: اإلســالمــي )الــفــكــر بــعــنــوان انشغاالت هــذه والــتــأويــل(. اآليدلوجيا فيها؛ نفسي أجــد الكتابة من مختلفة في نفسي أجد وبعده ذلك قبل لكنني

الشعر والكتابة بصورة عامة. مـــــاذا عـــن لــــون الــغــربــة والــــحــــزن، هل <سيبقى الخط البياني ألسلوب الشاعر

السوداني محمد جميل؟

تــأخــذ الــكــتــابــة طــابــعــهــا مــن شخصية >الكاتب وميوله ونزعاته. لكن هذا الميل

ممتدة واحــدة حالة بالضرورة يعني ال تــجــربــة جــديــدة كــل فــفــي التعبير؛ مــن جديد. تعبير هناك يكون الحياة فــي األسلوبية في كتابة الشعر تأخذ طابعها من مراحل التعبير، والمعجم الشخصي للشاعر، والفرادة التي تدرجه في مكان الفرادة كانت ربما أنــه أعتقد متميز. في الصوت الشعري من أكثر عالمات التميز أهمية بالنسبة للشاعر، بصرف الــنــظــر عــن الــطــابــع الـــذي يــلــون شعره لــنــاحــيــة الــتــجــنــيــس. كــل الــنــاس تكتب يختلف عنه التعبير لكن الــحــزن عــن ــة؛ ومــع ــشــعــري بــاخــتــالف الـــتـــجـــارب الالمختلفة المراحل تفرض ربما ذلــك، اختيارات جديدة على الكتابة الشعرية، للتعبير. مختلفة اقــتــراحــات وتختبر يمكن ال فهو نهائية ال عملية الشعر أن تحده حدود حتى في الموضوع ذي التيمة الواحدة )نصوص الشاعر أحمد شعرية كتابة كل في ألنــه مثاال( مطر تتموضع جــديــدا عالما الشاعر يخلق ــدا عن ــي ــع ــمــات واألشــــيــــاء ب ــكــل ــه ال فــياللغة والعالم. وهذه حيثياتها في نظام الخاصية التي تمنح الشعر آفاقا خارقة للغة والزمن. ومن الصعب تحديد خط بياني للشعر؛ فالشعر ضد كل الخطوط المرسومة سلفا. كل كتابة شعرية بصمة كان ولــو األخـــرى، الكتابة عن مختلفة الموضوع واحدا. فالتجارب الشعرية ال

تتناسخ أبدا. »الكوميديا اإلنسانية«.. ثالثة يعيشون <والكرم/ والنخلة الجمل الــجــوف، في الــدالالت هذه استخدام دت تعم حتما الثالث ألسباب ربما شخصية، أو فكرية..

SAYS

ARA63 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

اتوار

ــــــــــــــــ

حـ

ن لنا رأيك؟ في قصائدك هل تبي

ذات مرة، كتب الناقد والكاتب السعودي >الكرم( )أركلوجيا عن السريحي سعيد المجاز هــذا استعير أن لــي جــاز ولــو فلن أعدو الحقيقة في القول إن الكرم فــي منطقة الــجــوف هــو جــزء مــن تلك األركلوجيا الضاربة في أعماق التاريخ. تأخذ الرموز معانيها من المكان؛ المكان في الجوف يعكس فرادته على اإلنسان. وبين النخلة والجمل تمتد حياة تستقطب روح الحضارة والبداوة في ذات واحدة ومكان واحد. الحياة القديمة هي صورة للذاكرة وما تختزنه منطقة الجوف من والحضارة الــبــداوة بين مزجت سمات هو غنى يسمح لها بالتنوع والفرادة في الوقت نفسه. حين زرت الجوف بدعوة في لمست ـــي األدب ــنــادي ال مــن كريمة الحفاوة من المعنى هذا يومين خالل فــي طباع يبدو مطبوعا الــذي والــكــرم المكان فــي تمتد أريحية ثمة الــنــاس. يتجاوز أن اإلنسان يملك ال واإلنسان. مــاضــيــه، فــمــاضــي اإلنـــســـان جـــزء منه

وهكذا فإن ذلك الماضي العريق الذي تكشف عنه األركلوجيا )اآلثار( الصامتة في منطقة الجوف هو في داللة أخرى، وما اإلنــســان طبيعة في ناطقا يتجلى إذا عريقين. وكــرم سماح مــن يختزنه واقفة، العطاء وهي تمنح النخلة كانت فـــإن الــجــمــل هــو كــائــن الــصــبــر. وبين حدي الشام والعراق والجزيرة بدت لي منطقة الجوف كما لو أنها تختزن فرادة في وإنسانها. وتاريخها بذاتها مكتفية الــعــالمــات هـــذه تمتد الــجــوف منطقة التاريخ تخترق وهــويــة كــرمــوز الــثــالث الحي المعنى يظل فيما والجغرافيا؛ للكرم هو سمت اإلنسان الذي ال يخطئه

الزائر والمار بهذه المنطقة العريقة.

اإلنسانية القيمة عالمات أهــم من إن الوحشة محو على قــدرتــه هــي للكرم، والغربة في نفس الضيف، بفعل أريحية إحساسا هــذا أن وأحــســب المضيف. شعرت به عميقا ودافئا، حين كنت ضيفا

على النادي األدبي بمنطقة الجوف.

صدر حديثا عن النادي األدبي بالجوف

الديوان األول للشاعر صالح عودة العنزي حامال عنوان

»من أمطرك«

SAYS

ARA جمادى الثاني64

مايو1432هـ2011م

تضف لم النثر قصيدة أن صحيح هل <شيئا للشعر العربي؟

ال أتــفــق مــع هــذه الــمــقــولــة، بــل أرى أن >التحوالت أكبر النثر واحدة من قصيدة

الــجــمــالــيــة الـــبـــاهـــرة الـــتـــي حـــدثـــت في المنجز مع وتعاطت العربية، الشعرية عالية وقـــدرة بوعي الشعري والــتــراكــم وطاقاته الشعر جوهر إلــى النفاذ على أن واستطاعت الالمحدودة، اإلبداعية

القصيدة تولد من تراكمات عديدة تتشكل داخل الشاعر

< حوار ضاري احلميد*

أن يقف الشعر عند عتبات القرون الماضية، والركون في قوالبه وأشكاله التاريخية.. له إلى متحف أثريات الزمن، فاعلية مستمرة ومتجددة، والقصيدة تشتبك أن نحو

مع الزمن وتتغذى منه.تفتح أن على وقدرتها وجمالها روعتها بكل داخل نصوصي وتولد المرأة تتحرك

نوافذ الضوء أبدا نحو الحياة.شاعر سوداني يقيم منذ عام 1995م في المملكة العربية السعودية، يحتفي بالقصيدة على طريقته؛ فهي عنده حياة ورؤيا وتصورات.. راوده حلمه أن يكون فنانا تشكيليا، عنده النثر قصيدة تمثل و قوله. حد على والشعر التشكيل بين الكبير للتشابه

أجمل الكتابات الشعرية وأكثرها إبداعا وتنوعا وثراء..صدر له ديوان »يسقطون وراء الغبار« عن دار كاف نون – بالقاهرة 2003م.

و»تحت لهاة الشمس« – مختارات شعرية سودانية – الجزائر 2007م.و»غابة صغيرة« – مختارات شعرية قصصية – الجزائر 2009م.

و«كلما في السر أطفأنا القناديل« – نينوى للدراسات والنشر – سوريا 2009م.معه كان لنا هذا الحوار ..

نصار الحاج لــ »سيسرا«

SAYS

ARA65 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

اتوار

ــــــــــــــــ

حـ

تتحرك أكثر في التعبير عن قدرة الشعر وقضايا هموم في اكثر للتوغل العربي على ووعــرة عصية كانت وموضوعات، والتنويعات التقليدية، القصيدة دروب في الكتابة التي التزمت بخط القصيدة لــكــنــهــا بفضل ــهــا؛ ــن ــي الــتــقــلــيــديــة وقــوانـــفـــضـــاء الــــرحــــب الــــذي ـــحـــوالت وال ـــت الأن استطاعت الــنــثــر، قصيدة أوجــدتــه والمفاهيم الموضوعات تلك من تجعل النثر، قصيدة استثمرتها بــكــرا حــقــوال ـــــدت بــهــا الــشــعــريــة الــعــربــيــة بــلــغــة ورفلة محم عالية.. فنية وإشتغاالت وصــور الشعر فــي منجزها ــت ضــخ بجماليات إلى مصاف حركة به العربي، وصعدت كل شئ التي طالت والحداثة، التجديد التي البشرية واالبــتــكــارات الحياة فــي المستمر، في سبيل التخلق من طابعها الوصول دائما إلى منجزات جديدة تلبي رغبات وتطلعات ما يحدث من تطورات والقراءة، التلقي، مستويات على هائلة

العملية يخص فيما الــمــعــارف، وتــعــدد اإلبداعية.

انفعال.. لــديــك: القصيدة تشكل كيف <عزلة.. انكسار، أم لحظات صفاء؟

ــدة عـــنـــدي هـــي حـــالـــة إنــحــيــاز ــقــصــي ال >إنسانية صافية لكل ما ذكرت في سؤالك تراكمات من تولد القصيدة منه، وأبعد عديدة تتشكل داخل الشاعر، على عدة الشعورية ولكل شاعر حالته مستويات. النفسية والمزاجية التي ترافق القصيدة كثيرة، تصبح أحايين كتابتها، وفي عند لــكــل قــصــيــدة حــالــتــهــا الــمــخــتــلــفــة الــتــي أنها الـــحـــاالت، كــل فــي وأظـــن تتبعها، لحظة توتر ولذة شفافة جدا، قد يمتزج فيها االنفعال والعزلة والصفاء والجنون، الوعي والالوعي، وتظل القصيدة وحدها

من تختار كيفية وزمن والدتها. هواجسك من خاللها ترتب العوالم أي <

الشعرية؟

SAYS

ARA جمادى الثاني66

مايو1432هـ2011م

مــشــغــول بـــاإلنـــســـان فـــي بـــعـــده الــكــلــي >والفردي، في داللته الشاملة أو األنا في ذاتيتها المفرطة في بعض األحيان، من أجل الكشف والتعبير عن ما هو إنساني محض. قصائدي متوترة ومشغولة بهذا

الهاجس. ما الذي يشكله لك الزمن، كبعد شعري <

وجودي؟تفاصيلنا الزمن عنصر مهم وفاعل في >حساسية أكثر والشعر كلها، الحياتية المحسوس فعله يحدث الزمن تجاهه. ــــمــــدرك فـــي كـــل مــعــطــيــات الــحــيــاة والالعالقات فــي الطبيعة، فــي وأرواحــهــا، اإلنـــســـانـــيـــة، فــــي الـــســـلـــوك الـــبـــشـــري، فــي الــمــشــاهــدات الــيــومــيــة والــتــحــوالت مستمرة فــاعــلــيــة الـــزمـــن الــوجــدانــيــة؛ مع تشتبك القصيدة وكذلك ومتجددة،

الزمن وتتغذى منه. الذي يمارس في الظلم أنواع ما أقسى <

حق الشعر العربي؟أقسى ما يمكن أن يطال الشعر العربي >عند بــالــوقــوف نطالبه أن هــو ظلم مــن في والــركــون الماضية، الــقــرون عتبات الشكل بهذا التاريخية، وأشكاله قوالبه له إلى متحف أثريات. كذلك قلة أو نحوشح المنابر التي تعنى بالشعر وعمليات والنشر، والــدراســات، والــقــراءة، التلقي األكاديمية المناهج في التطوير وعــدم حتى العربية، والجامعات المدارس في الهائلة الشعرية المنجزات مع تتعاطى كل العربية.. الشعرية في حدثت التي

هذا يمثل ظلما في الشعر العربي.

الشعر لغة ما عادت صالحة لهذا الزمن، <فما قولك في هذا؟

الشعر القول. أتفق مع هذا بالتأكيد ال >سيظل لغة تمارس تجديدها على اللغة، مراهنا أبدا على حاجة اإلنسان للشعر. ما القصيدة التي صدأت في درج مكتبك <

بعد أن صدأت في دواخلك؟القصائد التي تنزوي أو تقبع في األدراج >نتيجة األحايين بعض في ربما كثيرة، ممارسة نقد ذاتي فائض على القصيدة، التي المستمرة الرضاء ربما حالة عدم يبدو أن ترافق أي نص شعري.. مجرد حوله الشكوك تبدأ إكتماله، حالة في الكتابة تظل لهذا الشاعر، داخــل تنمو مــســتــمــرة، ويــظــل الــشــعــر مــســتــمــرا، ال نهاية وال للكتابة نهاية وال للشعر نهاية للقصيدة. ال بد من قصائد تلوك صمتها في األدراج، وال بد من قصائد تتراقص على مــســارح الــضــوء.. رغــم أنها قــد ال تكون األجمل من تلك التي تخاف الصدأ

وهي في انتظار وعد الخروج؟ماذا أعطت المرأة ألشعارك؟ <

ل تجم ودافـــق، دائـــم نبع عــطــاء الــمــرأة >اإلنــســانــيــة كــلــهــا.. وقــصــائــدي وروحـــي وتــولــد الــمــرأة تتحرك بالمرأة. مشبعة وجمالها روعــتــهــا بكل نصوصي داخـــل وقدرتها على أن تفتح نوافذ الضوء أبدا نحو الحياة. المرأة وردت في قصائدي بكل هذا الدفق الجمالي.. ولم ترد سوى والــحــيــاة، والــجــمــال للحب مانحة أنــهــا أقصى في اإلنسانية العالقات وصفاء

درجاتها سطوعا.

SAYS

ARA67 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

اتوار

ــــــــــــــــ

حـ

ما رأيك فيمن يقول أن الشعراء يكتبون <قصائد للنوم فقط؟

هؤالء ال يعرفون الشعر، وينقصهم الكثير >يعانون فقدانا في حياتهم وروحهم، هم

هائال حتى يعرفوا ان الشعر للحياة. كيف تقيم حركة الشعر الحديث؟ <

حــركــة الــشــعــر الــحــديــث بــخــيــر، وتسير >بخطى واثقة ومتجددة، مراهنة على أن الشعر ضروري لإنسانية، وضروري للغة

والمعرفة وال خوف على الشعر أبدا. تكلم لنا عن تجربتك مع النشر؟ <

جــدا الجميل فيها النشر مــع تجربتي >وفيها المرهق والمتعب جدا، فيها الذي طبعته مجانا وحصلت على مكافأة مقابل لطباعة ماال دفعت الذي وفيها النشر، من يخصني ما على أحصل ولم كتابي

عائد وال نسخ.لها في تجارب هنالك مشاكل ال حصر الكتاب مع دور ومؤسسات النشر، وكثيرا إلى نشر دار مــن التجربة تختلف مــا أخرى، وتختلف الشروط وظروف النشر من جهة إلى أخرى.. ومن كاتب إلى آخر. ال أظن أن عملية النشر بعافية في بلداننا، بل هي في حال سيئة جدا، وأعتقد أنها تحتاج لوعي أكبر من دور النشر، والوعي الذي الكبير والتنويري الثقافي بدورها اخــتــارت الــتــي المهنة هــذه عبر تــؤديــه طريقها. من المؤكد هنالك عدد من دور الناشرة، تعي هذا الجهات النشر، ومن الدور.. وتسهم بوعي كبير في احترافية النشر، وبشروط محفزة ومجزية للكتاب،

وللجهات الناشرة نفسها.أال تالحظ في اآلونة األخيرة أن الشاعر <يحترق ويبدع ويكتب شعرا.. لكن عندما ينزل إلى الواقع يجد الناشر يبحث عن وكــأن الشعر، مــن أكثر ويطلبها روايـــة، جنس فــرض في دور له أصبح الناشر

أدبي دون غيره.. ما رأيك؟إلى حد كبير يحدث هذا مع بعض دور >بــمــفــهــوم تسويقي ــرر ذلـــك ــب الــنــشــر، ويالرواية أن نــرى حيث بحت، إقتصادي تباع أكثر من الشعر في األزمنة الحالية، انفجار فيها حــدث الــروايــة أن ولربما لم الــتــي العربية مجتمعاتنا فــي هــائــل ــقــوة في ـــة حـــاضـــرة فــيــهــا ب ـــرواي تــكــن الالمفاجئ وبانفجارها اإلبــداعــي، متنها قضايانا مــن العديد إلــى تطرقت هــذا المسكوت مجتماعتنا وهموم وهمومنا عنها، ولهذا، بدت الرواية وكأنها جاءت

SAYS

ARA جمادى الثاني68

مايو1432هـ2011م

القراء من شغف على وحــازت بجديد، جعل دور النشر تطلبها، لكن مع هذا ما يزال هنالك الكثير من الجهات الناشرة

تحتفي بالشعر وطباعته. وجهان والــفــن األدب إن دائــمــا يقولون <

لعملة واحدة؟ ما رأيك؟ ذوق بتطوير معني جمالي فعل كالهما >اإلنسانية والفنون اآلداب نحو البشرية ـــاط ـــب اإلرت لــفــك جـــــدوى مـــن أرى وال

بينهما. إلى الحاج نصار أقــرب قصائد ما هي <

قلبه؟دائما غريبا، يبدو ربما شيئا ســأقــول >وتظل كتبتها، قصيدة آلخــر أنــحــاز مــا هي األقرب إلى قلبي وروحي، تطاردني إليها دائــمــا، حتى وتــحــاصــرنــي، وأحـــن ــأتــي قــصــيــدة أخــــرى وتــســتــحــوذ عــلــي تالقصائد بعض هنالك تظل لكن كليا، محتفظة ببريقها وسطوتها داخل الروح

وهي كثيرة.

ما الذي يؤرقك كشاعر عربي؟ <تؤرقني أحوالنا المنحدرة نحو المستنقع >

دائما.هل من كلمة أخيرة لمجلتكم »سيسرا«؟ <

بدأت لكنها ولــيــدة، مجلة »سيسرا« >كيفية في التجربة اكتملت من حيث إصدار مجلة رصينة، ومنحازة للكتابة اإلبداعية، في أبهى فنياتها وجماليتها وتواصلها مع اإلبداعية واإلخراجية، المبدعين والكتاب في شتى المجاالت واألمكنة. وهي مجلة تستحق أن تولد سيسرا هكذا وهي تستمد اسمها – – من ذلك العمق التاريخي المشحون بالذاكرة والتجربة اإلنسانية الباذخة، مـــنـــذ قــــــرون فــــي مــنــطــقــة الـــجـــوف بالمملكة العربية السعودية، اسم ظل ورصانته جماليته ويكتسب يتخلق وعمقه منذ ذلك التاريخ حتى لحظتنا الراهنة.. تاريخا يدفع الطاقات نحو

المستقبل.

صدر حديثا عن النادي األدبي بالجوف

زاڤيراإلهام عقال البراهيم

SAYS

ARA69 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

ــــرــــــــ

ــعــشـــــ

إبداع - شعر

SAYS

ARA جمادى الثاني70

مايو1432هـ2011م

ــور الفكرفــي أي بــحــر يــــروق الــشــعــر والــص به ضاقت ما الشوق من وبي

ــــخــــر ف ذوو قـــــــوم ـــهـــا ب بــــــالد ظفرواإلــــــى قــد واإلســـالم والــجــود بالعز

ــهــم وديـــدنـــهـــم ــــهــــم شـــمـــائـــل أخــــرالــــعــــدل والـــحـــق ديــن ـــمـــة ول ـــك فـــي ح

بهم يــســتــغــاث حــيــن المغيثون ـــــــدرهــم ك وال ـــــــــن م ال اإللـــــــــه بــــــعــــــد

ــرت ــش ـــفـــاء لـــو ن ـــر يــــزدخــــرأخــالقــهــم ديـــــم وط ـــهـــا لـــــرأيـــــت الـــخـــي ـــال أذي

ــم، قــد تــســاوى عــنــده البشريـــســـودهـــم مــــلــــك فـــي قـــلـــبـــه وطــــن بـــل عــال

ــو أنــفــت ـــتـــصـــرفــي نفسه نــخــوة األجــــداد ل ـــن ــــة واإلســـــــــــالم ي ــــعــــروب ــــل ول

ــــدر أعـــطـــى فــــأجــــزل لـــــــآداب فـــي كـــــرم ــــت ــــب ــــة والــــــعــــــلــــــوم ي ــــقــــاف ــــلــــث ول

ـــــواضـــــع يــــضــــوع نـــدى ــــــــزة فـــي ت يصطبروع يوم الض على يــومــا ــان ك ما

لـــــــه ـــر ـــظـــي ــــ ن ال ود ــــة ــــي ع ــــر ـــــ ــــل ـــرول ـــخ ـــت ـــف ـــه ي ـــل ـــدال ــــة عـــب ــــمــــحــــب فــــب

طرواواألمــر شــورى، لــذا قد ضــم مجلسه أسمى عقول على اإلخالص قد ف

ــــــــــــؤازره ي ـــــــــره س وارث دررســـــلـــــطـــــان ــــــــكــــــــاره أف حــــــكــــــم ــــــــه ــــــــوال أق

ــه ـــــدت ســلــيــقــت ـــــوق ـــف ت ـــصـــي ـــــذ ح يختبرف الــجــنــان حــيــن حــلــيــم شــهــم

ـــر مــعــتــمــد ـــــشـــــورة ويـــنـــتـــظـــرونــــايــــف األلــــمــــعــــي خـــي ــــكــــل م يـــــرجـــــى ل

ــــقــــت بــــشــــائــــره ــــدف ـــــح أغـــــــــر ت ـــــب الضررص فيطمس األسى فلول تفري

ــهــد بــن بـــدر أمــيــر الــجــوف قاطبة فـــــي كــــــــل ســــهــــل وربـــــــــــــوة لـــــه أثـــــرف

ـــره يـــحـــيـــي حــضــارتــهــا ــهــمــرفــــيــــض مـــآث ــن ــــان الــــوفــــر ي ــــر ك وحــيــثــمــا م

ــي بها ق ــر ــل الشجرلـــم يــــأل جــهــدا وعـــزمـــا ل ها يحف روضـــــة غـــدت حــتــى

في أي بحر..

< الطاهر لكنيزي*

SAYS

ARA71 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

ــــرــــــــ

ــعــشـــــ

نهضوا قد الخفاق األخضر ــهــربالعلم ــب أركـــــان صـــــرح عـــال والــــكــــون مــن

ـــل الـــبـــر كـــالـــزيـــتـــون ســامــقــة ــضــرســـنـــاب ــــره ن ــــم ـــل ت ـــخ كـــمـــا شـــمـــاريـــخ ن

ـــد الـــحـــضـــارة، واآلثـــــــار شــاهــدة ـــه مـــن الــرجــاجــيــل حــتــى ســيــســرا غـــررم

ــعــة مــــــــارد تــنــافــســهــا ـــرتــــســــنــــو، كــقــل ك ــعــة زعـــبـــل وتـــذ فـــي الـــحـــســـن قــل

ــفــهــم ادخــرواأمــــجــــاد قـــــوم ســـمـــا بــهــا خــالئ ما خير فكانت أهملوها ما

فـــكـــربــالــجــوف نـــــاد يـــقـــدم الــثــقــافــة في قــــوامــــهــــا أدب مــــن أطـــــبـــــاق

ــــــاده األدبـــــــــــاء كـــلـــمـــا ظـــمـــئـــت ــــــرت ــري أرواحـــــهـــــم ونــــــاب حـــرفـــهـــم ضــج

ــقــت فــي فــضــائــه خــواطــرهــم ــــدوهــــم ومـــــا فــــتــــرواقــد حــل ــــش فــــــطــــــرزوه ب

ــــل مــثــلــبــة ــــد ك ــــرص ــصــر هــــم الـــعـــيـــون ل ــه ـــصـــادعـــون بـــحـــق لـــيـــس يــن ال

دوال ريـــاحـــهـــا حــلــحــلــت أزمـــــة خـــــور كـــم ـــســـهـــا م مــــا مـــشـــاريـــعـــنـــا إال

تنحني ال للقهر شامخة، ـــــــــدى جــهــيــنــة الــخــبــركــالــطــود ول ـــنـــي، ت وال

الرسول مثوى يا الــوحــي مهبط إذا ما الخلق في زمر حجوا أو اعتمروايا

ـــدم عـــاء فــي ن حمى قد افتقرواوالـــنـــفـــس تـــجـــأر بـــالـــد والدمع يهمي، وللر

ــة ــســطــت روحــــك رضـــوانـــا ومــرحــم ـــورب لـــكـــي تــحــيــطــهــم اآليــــــات والـــس

ـــهـــد ـــضـــط ـــــت مـــــــــأوى لـــــكـــــل م ـــــأن حــصــن مــنــيــع ومـــن عــــاداك يــنــدحــرف

ــرتــحــيــة مــن رئــيــس الــمــنــتــدى عــبــقــت ــوق ــب مــا يــجــتــبــيــه روحـــــه ال ــي ــأط ب

ينهمرمـــن مــــــدن كــســكــاكــا أو طــبــرجــل أو الــجــود الــلــقــائــط حــيــث مــن

أو الحديثة الــقــريــات تــخــوم مــن ـــزرأو دومـــــــة شــــكــــر بــــحــــمــــد الــــلــــه يـــت

شــــأن الــثــقــافــة حــتــى يــبــلــغ الــوطــر يــــنــــضــــده بــــاقــــة لـــلـــســـاهـــريـــن عــلــى

ـــــــن حــــنــــايــــاه إجــــــــالل يـــســـوغـــه لــــــأدبــــــاء قـــطـــوفـــا زهـــــرهـــــا عـــطـــروم

لــكــن خــيــر الــكــالم حــيــن يــخــتــصــر..ما جــف ضــرع الــيــراع عــن فضائلهم

SAYS

ARA جمادى الثاني72

مايو1432هـ2011م

نتائج أولية للفحوصات

أمام غرفة انتظار األشعة البانورامية، تتسكع حياتي محاولة عدم لفت االنتباه. نحوي، ناظرة ألــم وببطء مبتسمة تمر مشيحا النظر أتجه لمشاهد أكثر إثارة.. مضض- -عــلــى بتفحصها ومــتــظــاهــرا أشـــــارك األطـــبـــاء تـــرددهـــم وبـــرودهـــم، الـــمـــمـــرضـــات ال مـــبـــاالتـــهـــن وشــطــائــر وهن دأبهن النظافة عامالت البرجر. عن العرق أمسح فيما البالط يمسحن وجه طفولتي. ثمة موعد غرامي بأشعة للحنين مغناطيسي رنــيــن تــلــفــزيــونــيــة، تعد احتمال الحرية متتالية، بمقاطع

للدم آخر تحليل للبول، أخــرى عينة به للحالة. ـــي األول والتوصيف يتطابق ال فيما األنحاء، في مرحه يشيع التعقيم يتآلف لم بأنف التسكع حياتي تواصل وروائح الديتول.. أحاديث متقطعة فيما نتائج الفحوصات تتنقل من يد ألخرى، بمعطف وجناحين.. المكان رائع للوهلة

األولى، فقط.

هذه الكلمات لو نجحت في الوصف جيدا..

إنـــنـــي مـــجـــرد واصــــــف. أصــــف ما يصنعه غيابها بالحياة.. تتشقق ويسقط

قصائد

< عيد اخلميسي*

SAYS

ARA73 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

ــــرــــــــ

ــعــشـــــ

عنها الطالء، بالبيت يعج بروائح العطن، بــالــروح منفلتة وبــال مـــدار. أصــف طعم الرماد بتأن، لون التعفن المليء بالنقاط أتــذوق أي شيء أن والتعرجات. أجــرب

بتمهل..

هل ينهي األمر سريعا؟

الــخــرســانــة في عــمــود مصبوب مــن الغبار، به يلتصق الكورنيش، على سور طويال قميصا يــرتــدي الرطوبة وبفعل طبقات والضحك. والكلمات األيــام من االتــســاخ الــتــي تجد فيه جــســدا وروحـــا

حانية وحدها من يحتضنه.

في نجحت لو حتى الكلمات هــذه الوصف جيدا لن تكون أكثر من ذلك.

تأليف األنظمة المرنة

ــو كــنــت واقـــفـــا عــلــى مــداخــل حــتــى لالمطولة، الــشــروحــات مقدما الجملة؛ مــشــفــوعــة بــتــقــاريــر ذهــبــيــة فـــي حسن معاطف حتى مجانية، النوايا-كهدايا الفصول، وكــل المتناسبة التفسيرات نقدرها التي األهمية دروع إبــراز حتى تأليب حــتــى الــنــحــاس، حــتــى جميعا– حشود الصبايا والجند وسخرة القوم …

إلى آخر ما هو دارج في األنظمة الــخ. المرنة.

مشاريع تربية االفتعاالت هذه تنجح كطريقة لتربية الدواجن واألصدقاء.

تنجح مع ابتسامة تدفع بالسجين تلو اآلخر في سعادة التلقي. مبهج ما تنتجه ذهنية تتقن التأليف، ال يضاهي التأليف أحــد. كماله يستحق وال بــرأيــي، شــيء الخيار اآلخر- متروك لالتصال بصديق الوقت في مناسبة إجابة إلــى يصل لن وطنها الحرة االنفعاالت المحدد.هذه

الحرية كما كنت تعلم دوما.

دفتر توفير

الوسام الذي أحمله باعتداد: حقدي. االكتمال اإلنساني لفضائل االنتباه ورعونة األلم. النتيجة الطبيعية آلالف النداءات المسكوكات وآالف ســدى، ذهبت التي لنمو بــســرعــة تـــزايـــدت الــتــي العصبية الحقد ينبع ال التوفير.. دفتر عائدات وتستنبته ــدي جــل مـــن ــز ــن ي قــلــبــي. مـــن بالموجات واصــطــدامــي الــهــواء عيني، التي يثيرها اآلخرون تدفع بقواربي إلى التقدم أكثر نحو نقطة المحيط األخيرة،

هناك يمكنني أن أذرف الدموع: لي.

.moc.liamtoh@isemahkladie *

SAYS

ARA جمادى الثاني74

مايو1432هـ2011م

تاج القصيدة شاغر

منذ استبد بنا الخيال

وغادر البرق الجميل

ديارنا

نحو المنافي

ة األسالف منذ ارتدينا جب

في وضح الحضاره

ملك الغواية شاعر

ت بأوصال القصيد خيوله دب

في ساعة الوصب

بصر القوافي شاخص

نحو المعاني في تدحرجها األخير

إلى شفير الموت

يدفعها

صل والكتب أفول الن

زمن الجفاف يلف أوتار المدينة

تشهق األلحان فيها

ر آخر األنفاس من رئتي كي تبذ

هو واللعب استدارة سهرة لل

سأطوف وحدي في المدائن باحثا

عن سرة األرض الكريهة

قبل أن تغتالني لغتي

ويغتال المدى أدبي

سأقول

حين يحاصر

الليل الكريه قصيدتي

»لي كأسي األولى ولي عنبي

لي كأسي األولى

ولي عنبي«.

لي كأسي . .ولي عنبي

< الطيب هلو*

* شاعر وناقد من املغرب.

SAYS

ARA75 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

ــــرــــــــ

ــعــشـــــ

1الماء وقد ضاق ذرعا بسجن األرض، الشرر ملء عيونه.

2اآلن، عرفت كم أنت مسافر وتائه، دؤوبا تبحث عن ينابيعك األولى.

3قطرات الندى، األزهار، تبكي بدموع مستعارة.

4سدد أيها الماء ملء قطراتك، فالعطش طريدة عصية.

5الغرقى سكارى، لقد ثملوا بمعاقرة الماء.

6الماء هو الماء، شفاف ورقراق، عتيق لن يشيخ أبدا.

7ب نفسه مرارا، عماذا تبحث بالضبط أيها الماء؟ ماء، بخار، ثلج، يجر

8الماء دائما في سباق، فهل من منافس؟

9الماء تستهويه المهاوي، أتواضع أم هزيمة؟

10قطرة الماء هندسة الكون.

مــــــــاء..

< سعيد السوقايلي*

* شاعر من املغرب.

SAYS

ARA جمادى الثاني76

مايو1432هـ2011م

1على شكل حلم..

يغادر قلبي ويوغل في نبض هذي المدينة

مثل دم ســـــــال

راح يفك خيوط الفصول عناق الطير

وعند نوافذها يستبين هو الوقت

ماد يغشى حقول الرويصطاد سجن الحنين

دعوه ينام على ريشة للطير فيدخله في البنفسج ورد

فضاء ور وبل

ينمو على العشب والجمر مس باركها في عراء اليمام ال الش

يل يدرك طمي الرجال وال الن

ليدخل في جسدي ما الذي يبتغي

من عجين المسافة غير أمومتها والخطوط،

وشوق إليها يقد قميصا لها مثقال بالعناق؟

تراوغ أحالمه الكائنات هو اآلن مرتكز فوق رغبتها

في الفراشات غارق

يشق األراضين جرحاوعند سحابة لون جديد

ل نارا ونورا يشكير دخانا على هيئة الط

هد ويخلق من رعشة النلون الجراح

خيل وحزن النوشيئا مضيئا

يبوح بثلج المدينة

لوحة

< بهاء الدين رمضان*

SAYS

ARA77 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

ــــرــــــــ

ــعــشـــــ

أغرد فوق البيادر

وحدي..

و أشرب من ماء حزني هناك..

تمر طيوف األغاريد

حيرى..

فتضرمني

في الحنايا اشتياق..

أفتش عن بعض نبضي

و أذرو..

بقاياي في دهشة األقحوان!

فما عادت األمنيات تغني

و ما عاد في الزفرات

انعتاق..

رسمتك حينا

ذرفتك حينا..

وواريت كل شذاك الغياب

فلم يبق في الضوء

إال شعاعا

يمزق صبحي

و يزجي الوراء..

أعيش على سحنة الفجر

أروي عروقي يباب

ألكمل خيطا من العمر

يأبى ذبوال ويقتات

لون العذاب..

هناك على ضفة الحزن

أرسم بعضي..

و يرسمني الحزن

لحن نقاء..

وحــــدي

< مالك اخلالدي*

* اجلوف/ سكاكا.

SAYS

ARA جمادى الثاني78

مايو1432هـ2011م

وأمــــســــح دمـــعـــي والـــــجـــــروح ســـهـــامأضــــاحــــك نــفــســي والـــهـــمـــوم جــســام

ــــد أمـــســـي أن يـــعـــود وحــيــلــتــي ــــاش األحـــــــــــالمأن هـــــــــــذه ــل ـــ ــي ـــ ل ـــن جــــ إذا

ــة ـــ ـــة فــابــتـــــســامـــ أنـــــا إال دمـــعــــ ـــا ـــن ســـــــالمومــــ ــــ ــــ ـــب نـــارهــــ ــــ ـــات حــــ ــــ ــــ وجـــن

ـــار مــآربــي ـــن ــــــي جـــســـد مـــضـــنـــى ب ــوم يــقــــــــام ول وبــيــت الــمــنــى بــيــن الــنــجـــ

ــر ثــائ والــمــجــد الــمــجــد بـــلـــوغ ــى اآلمأروم ــغـــ ـــ ــت ـــ ــب ــم ال وبـــــيــنــي وبـــــيـــــن

ــط ــتــخــب ــن شــــعــــوري تــــائــــه م ـــ ـــــالمســفــي ــد غـــشـــاه ظـــ ـــ ــل أمــــــوري ق ـــ ـــ ــي ول

* * *

يــا حــمــام األيـــك شـــدوك متعبي أال كـــــيــف يـــا هـــذا الــحــمــام تـــــنــــــــام؟ أال

مــكــبــل بـــالـــهـــمـــوم مــثــلــي كـــنـــــــت تـــــــالمإذا ـــدوت ــــ شــــ ــا لــمـــ إذن ــت ـــ فــلــســـ

ــا ــك شــاديـــ ــامأنــــا يـــا أنـــــــا لـــمـــا ســمــعــتـــ ـــ ــوى بــســـ ـــ ــدا بــالــهـــ ـــ ـــ ـــرت عــه تـــذكــــ

صبابتي وعـــطـــر مــحــبــوبــي ـــرت مـــن بــيــن الـــضـــلـــوع أقــامــواتـــذكـــرت ـــذك ت

ـــرت مــــن كــــانــــوا يـــــــرون بــأنــنــي ــــ ـــذك ســقـــــامت ـــؤاد ــــ الـــفــــ غـــــشــى إذا دواء

أضرحة الحلم

< جناة املاجد*

SAYS

ARA79 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

ــــرــــــــ

ــعــشـــــ

* شاعرة سعودية وكاتبة في جريدة الصباح الكويتية.

ـــوا تــذكـــــرت مـــن كـــانـــوا يــقــولــون أنــنــي والمــــ األنــــــــــــــام خـــــان إذا ـــاء ــــ وفــــ

ــــــؤرق خــاطــري ـــرت والــــذكــــرى ت ـــذك ــبــي بـــألـــــــــــوان الـــجـــحـــود يـــضـــامت وقــل

ــذي الـــدمـــــــــــوع لـــثـــام تـــذكـــرت واألجـــفـــان حــبــلــى بــأدمــعــي ـــ ــك يـــا هـــ ـــ ــأن ـــ ك

ــتــي ـــتـــرى وحــال ـــــــــام ت ـــوامتــــذكــــرت واألي ــــ ـــد صــــ ــــ ــــ ــــ ــلــبــي زاه ـــ ـــ تــــســــوء وقـــ

نضارتي الشديد الــيــأس هــشــم ـــــام وقــد ــد خــيـــ ــم الــتــلــيـــ وقــــد صـــــار لــلــهـــ

بمفرقي الكئيب الشيب أعشب ــم الــقــديــم لــجـــــاموقد ــحــل وقـــد ألــجــم ال

تـــوددا الحبيب أستجدي عـــدت ومــــا عـــــاد يــعــثــو فـــي الــــفــــؤاد غــــرام ومــا

* * *

ـــب إيــــه ســئــمــتــه ـــح حـــــــــرام عـــلـــي الـــحـــــــــــب إيـــــــــــه حــــرامســئــمــت زمـــــان ال

ـــــح طــعـــــــــــام ســئــمــت وطــعــم الـــــزاد ال أســتــســيــغــه أال كــيــف يــهــنــا لــلــجــريـــ

غائر والجرح العمر قطار بي ــام مضى ـــ ــيــنــي وبـــيـــن الــعــالــمــيــن خــصـــ وب

ـــــي ـــ ــــــي لــتــمــســح أدمــعـــ أم ـــــالمأال أيــنــهــا ـــ ـــ ــاء غ ـــ ـــ ـــي فـــي دنـــيـــا الــشــقـــ كـــأن

ســـدولـــه الــبــهــيــم ــيــل ــل ال ــم واألوهـــــــــــامإذا أســـــدل ـــ ـــ ــي الــهـــ ـــ ـــ ـــ ــراش ــــإن ف ف

ــل واألصـــحـــاب واألرحـــــامأســــامــــر أحـــالمـــي وأبـــنـــي قــصــائــدي ـــ هـــم األهـــ

SAYS

ARA جمادى الثاني80

مايو1432هـ2011م

حلمك، ابسط كفــ

أعدد متكأللماء..

افتح قلبك،

واقطف ناصية الميناء!!

ترفيهانكسرت

تفرقت بين السطور

شظايا..

أنا الحل،

إسمي هو الكلـمة الضائعه!!

شعراءعندما تفقد الشمس أنفاسها

في الغمام،

نقطف الصحو

من شرفات الكالم

نصيحةيرتفع الصوت

تجاهده الجدرانيتغلغل في اإلسمنت

ويغـفو............................................................

أنت تبوح بأخطائك فجأهوتتراجع فجأه

لكن الصوت النائم في الجدرانقد يستيقظ فجأه؛فارفع مئزرك اآلن،

حتى ال يرفع مئزرك الجيران!!

شرففي اللوحة

أقرأ أسماء الشهداءقال المرشد:

أكثرهم مات بداء الفطنة

ــثات ـ نفــ

< يوسف الرحيلي*

SAYS

ARA81 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

ــــرــــــــ

ــعــشـــــ

لم تلمسه يد األعـداء!!صورة

المذيعةتقرأ نهب الزالزل

والقلب يطفـوعلى )ريختر(ال يقف!!

شيخوخة ذئبيعوي،

فوق سرير من أدوية القلب..يحدث أنثاه

عن األغنام المقبوره،والراعي إذ يغشاه النوم

.................................

.................................ويبكي،

ل في الصوره.. إذ يتأميتذكر إخوته

في أرجاء

المعموره!!

ضوءأزيح عن مدينتي الضباب،

فأبصر الرجال

في الخنادق المضاءه،

وأبصر النساء

في شوارع المشاة ،

وأبصر األطفال في الكـتـاب!!

..................................

...................................

ذاتما عاد في المرآة

متـسع لوجه قادم

..………………

..………………

فارحل إلى نهر

فافه!! ي شاربيك على ضـ تسو

SAYS

ARA جمادى الثاني82

مايو1432هـ2011م

SAYS

ARA83 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

ــــرــــــــ

ــعــشـــــ

SAYS

ARA جمادى الثاني84

مايو1432هـ2011م

إبداع – قصص

صص

– قاع

بدإ

SAYS

ARA85 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

صص

– قاع

بدإ

دوام مــن االســتــالم مــن انتهينا أن بعد الفترة ونبدأ لالنصراف، الليلي »الشفت« وتجهيز الــشــراشــف، تغيير مــن الصباحية؛ النقص، أيــن ومعرفة وتحضيرها، األدوات كان عليه، ألرد الــهــاتــف، رن الخلل؟ وفــيــم اتصال من مستشفى القوى الخاص، يخبرنا جنود كلهم إسعافات، »8« بإرسال قام بأنه مــصــابــون بــحــاالت ســيــئــة. ســارعــت بإخبار إدارة وأخــبــر التجهيزات، وبــاشــر الــرئــيــس، بإرسال االهتمام وبــادرونــا لدينا، التمريض قسم وضج ومتخصصين، وأطباء ممرضين االتــصــال، مــن لحظات فــي لدينا ــطــوارئ الللصيدلية أوراقـــــا أنـــا أخـــذت لــالســتــعــداد، لبعض األدوية الناقصة، وتوجهت إلحضارها الجزء في الصيدلية كانت الصيدلية. من في ـــطـــوارئ وال المستشفى، مــن الــجــنــوبــي الجزء الغربي. سارعت للحصول على األدوية سمعت عودتي طريق وفي بسرعة، والعودة أصوات اإلسعافات تضج في الخارج؛ دخلت وفي الثالجة، في األدويــة ووضعت بسرعة طريقي إلى غرفة استقبال الحاالت الحرجة،

شاهدت من النافذة ما لم أعرفه..!؟وليس ،»9« اإلسعافات عــدد كــان فلقد

جماني لتخبرني الرئيس، عن سألت ،»8«أنــه فــي غرفة الــحــاالت الــحــرجــة.. سارعت دفع حــاولــت وصلت وعندما إلــيــه، بالتوجه ألفاجأ مــجــددا.. حــاولــت يفتح، فلم الــبــاب أشعر ولم للوراء يدفعني وجهي في بعودته بشيء بعدها.. عندما استيقظت بعد مكوث شهرين في غيبوبة.. تزورني إحدى الناجيات زميلة لي من قسم »تنويم الباطنية« لم تنزل يومها؛ لوجود نقص في جهاز التمريض، لدى

ذلك القسم، قالت لي:إن اإلسعافات عددها كان زائدا، والزائد منها كان يحمل جنديا بال ذراع وال أرجل، مع إصابة في رأسه، وقد حشي جسده بالقنابل والمتفجرات، وعندما حاولوا مساعدته، ظنا

منهم أنه مصاب.. اكتشفوا ما كان..!!سألتها: كم كان عدد الناجيين؟؟

يــقــارب مــا الناجيين عـــدد كـــان قــالــت: وممرضين أطــبــاء مــن نــاجــيــا، عشر الستة كانت التي الــحــاالت إلــى إضــافــة وعاملين، وجريح مــصــاب، بين الـــطـــوارئ: فــي حينها

ومعوق، وغيرها.هكذا.. ما ظننته، كان باألمس..!

استيقظت لترى نفسي الدنيا بعين واحد،استيقظت ألسير في كرسي متحرك،

استيقظت ألتناول طعامي بيد واحدة،وأربعة من وزميلتان - يومها - أنا كنت األيــام، كغيره من بدأناه، عاديا؛ يوما كان

الزمالء ونائبه في صبيحة ذلك اليوم.

ما كان باألمس!!؟

< حضية عبده خافي*

SAYS

ARA جمادى الثاني86

مايو1432هـ2011م

»سمراء.. أنت تعيشين تفاصيل كابوس طويل، سيفضي بك إلى حافة الجنون..استيقظي..! »عذال« لن يعود.

غادري ذكراه.. كي يغادرك األسطى«!تتأمل وجه شقيقتها، بتفاصيله التي تضج أنوثة وجاذبية..تلحظ أحالم الغد وهي تتراقص بين نظراتها المتوقدة..

رغم فارق السنوات القصيرة، الذي يفصل بين عمريهماإال أن الحياة وهبت أختها من فرص النجاة، أكثر مما وهبتها..

- »اتركيني.. رغداء«!

- »لن أتركك حتى تعودي معي قبل مغيب الشمس«..

- »قلت لك اتركيني وحدي.. عودي إلى القرية اآلن«..

ــراقــص داخـــل ــمــت ومــيــض الـــفـــرح العينيها الجريئتين يخبو..

تبهت بسمتها البيضاء..

في تهمس منها.. تقترب تنهض.. أذنها:

مــكــثــت هــنــا حتى إن - »ســـمـــراء.. المساء.. ستموتين!

سيقتلك أبي..

سمعته البارحة يتوعد، أنه سيقتلك إن لم تعودي باكرا معي«.

تدفع شقيقتها نحو الطريق المؤدية إلى القرية بكلتي يديها.

»قلت لك اذهبي اآلن.. عودي«!

عائدة تركض وهــي شبحها تتأمل نحو بيوت الطين..

قضبان الطين ..

< زكية جنم*

SAYS

ARA87 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

صص

– قاع

بدإ

ــك األســــــــوار، الـــتـــي تــطــبــق على ــل تتبتلع جسدها كل مساء حينما أنفاسها

إلى الداخل

ــجــد فــــي انـــتـــظـــارهـــا ســـيـــال مــن ــت لالصفعات والركالت..

ال لــســبــب، إال ألنــهــا تــعــود وحــدهــا ليال..!

ساكنتي جاحظتين.. عيناها ظلت النظرة..

تتأمالن قرص الشمس، وهو ينحدر ـــؤرة الــقــاتــمــة الــتــي تــجــهــل ما ـــب نــحــو ال

خلفها.

بثنايا مخيلتها. هالمية عالقة فكرة تتقافز.. تهز وعيها.. لعلها تستفيق..

تستشعر أن كينونتها ليست سوى ذرة تراب تسبح في قفار شاسعة ال تنته.

رأسها مستند إلى جذع شجرة األراك العتيقة.. تلك الشجرة التي شهدت لقاءه

األول.. ووداعه األخير.

»عذال« لم يكن ذلك البدوي الممتشق سيف قسوته، وجالفة طبعه.

بؤسه رداء يتلثم هادئا.. كان ساكنا وغربته ليخفي وراءه جريرته الوحيدة.. التي الــقــبــيــلــة، هـــذه إلـــى ينتمي ال أنـــه

أنجبت »سمراء«!

كان يهش على غنمه بعصا سميكة، قادته حينما االتــجــاه مــاهــيــة تـــدرك ال

إليها..

في لحظة متعثرة أشبه بالسراب

استفهام كعالمة أمامها يقف كــان تعني ال الظهر، حانية القامة.. معوجة البحث أكثر من ســؤال، ال يتجشم عناء

عن جواب ليقترن به..

لتعرجات تــذعــن العريضة جبهته داكـــنـــة.. تــشــق طــريــقــهــا بــشــراســة نحو

استدارة عينيه..

حينما ذهنها، يكتسح مفاجئ شلل تبدأ بتذكر ما حدث..

في يوم خارج أقواس بؤسها.. منحها إنسانيته.. ومنحته قلبا، لم يجتز أسواره

أحد قبله..

دون اللحظات تمر أن معه اعتادت حديث.. فكأنما أفسح الصمت مساحاته الشفافة، لتستنطق هي مكامن مشاعره.. تحت مدفونة كلمة عن بداخله وتفتش

ركام السنوات البالية.

كـــلـــمـــة يـــبـــســـت فــــي فـــمـــه قـــبـــل أن يلفظها..

أو بها.. لتعترف هي تكن لم كلمة ليجيد هو كيفية نطقها..

SAYS

ARA جمادى الثاني88

مايو1432هـ2011م

واستفاقت اليباس داهمها مشاعر متأخرة على ضفاف الخريف..

لم تغادر ذهنها تلك اللحظة.. حينما توشح رداءه القاتم.. وأدار لها ظهره.

لم تكن تــدرك أنــه لن يــعــود.. أو أن سنوات طوال سوف تمضي من عمرها

على قارعة االنتظار..

ليس لبوصلة حدسها أن تدرك إلى أي صوب مضى..

هــــي تـــثـــق بـــذلـــك الــــحــــدس حــيــنــمــا أخبرها أنه على قيد الحياة ، لكنها تريد

أن تمتلك خارطته بيدها..

لتبدو العمق إلى تنحدر أن تريد ال ـــه.. جــــــرداء من عــــاجــــزة.. فـــارغـــة مـــنذلــك اإلحــســاس بــاألمــان والـــدفء الــذي

تستشعره حينما يكون إلى جوارها.

يسحقها شعور بالخواء..!

فوق الــبــؤس معالم خطواتها تحفر سحنتها، في كل مرة تعود أدراجها ليال.

أي مصير أسود ينتظرها بدونه.

حفيف الشجر يدب إلى أذنيها.. يهز انتباهها..

إلى شجرة ما يزال ظهرها مستندا األراك..

هنا وجدته، وهنا فقدته، وهنا تنتظر

قدومه كل مغيب..

اليابسة.. أغصانها تتسلق نظراتها ذات صباح.. سمعت نساء القرية يحكين الدنيا.. إلى الخروج تعجلت سمراء أن العتيقة األراك شـــجـــرة تــحــت ــتــولــد ل

المنتصبة بشموخ في مشارف القرية..

كانت والدتها تجر في وهن جسدها المثقل بجنين في أحشائها.. وقربة ماء

ممتلئة على رأسها..

البيت.. إلــى تصل حتى تمهلها لــم فولدتها تحت تلك الشجرة.

أغصانها.. تهز ـــاردة ب هـــواء لفحة موتها ستشهد أنــهــا ســمــراء إلــى يخيل

مثلما شهدت مولدها..

وربـــمـــا ســتــدفــن بـــــأرض »عــــــذال«، ــة وســتــلــتــقــي أوردتـــهـــمـــا مـــعـــا عــلــى تــرب

واحدة.

كانت فغلبتها.. حائرة دمعة غالبت حادة السقوط.. صفعت - وهي تنحدر- موجعة صغيرة كشوكة الــبــاردة وجنتها

الوخز :

- »عودي أيتها الملعونة.. عودي«

في تعصف تــهــدر.. نابية ـــداءات نأذنيها..

مــريــعــا.. خيوط القمر كــان الــظــالم

SAYS

ARA89 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

صص

– قاع

بدإ

ثنايا بــيــن الــوعــر طريقها تــشــق ـــدأت بالعتمة..

اليأس، أذيــال تجر سمراء.. وقفت وهي تعود أدراجها نحو القرية الرابضة

في الظالم..

تسير في تثاقل.. توخز سمعها آيات اللعن والطعن..

عارمة رغــبــة تسحق خطواتها كــأن في الهرب نحو بقعة أرض، تبحث فيها عن خيط رفيع لحكاية أو لعلها تقتنص

خبرا عن عذال..

.. أم ميت؟! - أتراه حي

خطوة تتلوها خطوات..

الـــبـــيـــوت تــتــعــمــلــق حـــــول نــاظــريــهــا كاألشباح المفزعة..

ما تزال رغبتها بالهرب تتصاعد في صدرها..

الشجرة شبح ــــوراء.. ال إلــى تلتفت عــذال كعصا يبدو العتمة فــي الــغــارقــة على فتستدل بها يــلــوح الــتــي الــهــزيــلــة،

مجيئه..

وبين بينها الفاصلة المسافة تتأمل الشجرة..

هل مساكنهم..؟ عن بعيدة هي كم كانت تقطع تلك المسافة كل يوم دون أن

تشعر بالتعب؟!

خيل إليها أن ثمة شبح يتحرك قرب الشجرة.. أتراه عذال قد عاد؟

ــأت فــكــرة ــب ارتـــخـــى بــصــرهــا.. اخــتحمقاء بصدرها:

ــهــرب من - »فـــي الــغــد ســـأحـــاول الجديد«

ــت الــطــيــن ــي ــب اصــــطــــدم بـــصـــرهـــا بالمنتصب في علو أمامها..

استدارت في اتجاه بابه الخشبي ذي المزالج القاسي

احتواها الظالم إلى الداخل

تتوالى السكون.. جنح تشق صفعة الصفعات..

من هنالك ليس تستغيث.. سمراء مجيب.. أصوات ركل تتابع..

غــائــر، نشيج إلــى يتحول صراخها وأنين متقطع..

فشيئا.. يسود األنات شيئا تتضاءل السكون أرجاء القرية..

صوت يهدر من الداخل..

- »احمل جسدها القذر وادفنه تحت شجرة األراك.

SAYS

ARA جمادى الثاني90

مايو1432هـ2011م

إنـه دجـاجـة

< سعيد بودبوز*

ولكنه كان يدرك تماما بأن هؤالء لم الوظيفة هــذه لرفض مستعدين يكونوا بــأن في يـــدرك كــان لو عرضت عليهم. ات الــذ تعزية من نوعا إياها احتقارهم على التعثر الذي منيت به حظوظهم. ففي

النهاية يبقى حاصال على وظيفة شريفة والنظرات الشكليات عــن النظر بغض ـــه لــم يكن ــم إن السطحية إلــى األمـــور. ثفكل طاقته، يفوق ما الوظيفة هذه في ما كان عليه أن يفعل هو أن يلقي بعض

ه رمية مقالع انقذف من قاع النوم، وزمجر في وجه الصباح قائال: »كال، لن أصبح كأنمن محوه على أوشكت التي البطالة، من حين بعد بذلك..«. أسمح لن متسوال، على خريطة المدينة، حصل أخيرا على وظيفة ال بأس بها.. من شأنها أن تضمن إلى العاطلين زمالئه ببعض أفضى الذي المدقع العوز ذلك له حياة سليمة من لون البنية التحتية لهذا المجتمع توازي اذين الجدد، وقد أصبحوا يشك طبقة الشحضا في مستشفى بنية )قنوات( الصرف الصحي في مجال العمران. تم تعيينه ممراألمراض العقلية. صحيح أن بعض أصدقائه وجيرانه قابلوا هذا التعيين بنوع من االحتقار، وسخروا منه قائلين: »إذا لم يكن في األفق بديل عن التمريض، فلقد كان

ضا في مستشفى عادي بدل مستشفى المجانين«. من المفروض أن يعينوك ممر

SAYS

ARA91 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

صص

– قاع

بدإ

الدروس السيكولوجية على أفراد القسم المرضى هــؤالء من عليه يشرف الــذي نــظــريــة دروس هـــي أقــــل. وال أكــثــر ال جاهزة كانت الوقت. نفس في وعملية في متناول قدرته. لم يكن عليه أن يعمل أكثر من 12 ساعة في األسبوع، فالقانون أن على ينص كان للمستشفى الداخلي وقت العمل يجب أال يتجاوز ساعتين في ا ة ستة أيام في األسبوع. لم اليوم، ولمدالقانون، بهذا المستشفى في أخــبــروه ألول مرة، أدرك بأنه وجد عمال يحسد عــلــيــه مهما يــقــول الــجــيــران وغــيــرهــم. وهي بتفصيل، العمل له طبيعة شرحوا أن يقف أمام المرضى، في قاعة الدرس، الحيوانات على لوحة ويرسم لهم بعض كبيرة متكئة على الحائط، ثم يطلب منهم أن يحاولوا التعرف على هذه الحيوانات، فهم ذلك. بخصوص إجاباتهم موا ويقدطبيعة البرنامج بسرعة وسهولة. كان يتم تخصيص كل أسبوع لرسم حيوان معين، وأشــكــال ــه ألــوان بتغيير يكتفى أن على الوضعيات التي يتخذها في الصورة. إذا كلبا يرسم أن المثال، على سبيل ر، قــرفعليه أن يستمر في رسمه مرارا وتكرارا القول يمكن وهكذا كامل. أسبوع لمدة إذ واحـــد، والكلب دة متعد األلـــوان بــأن

ن يجب أن يمحى الرسم بمجرد أن يتمكالمرضى من تقديم إيجاباتهم، ثم يرسمه الدرس من ج يتدر بلون مختلف، وهكذا الــســؤال األصــلــي )مــا هـــذا؟( والــجــواب ــات ــي )كــلــب(، إلــى أســئــلــة وإجــاب األصــلالكلب«؟ هذا لــون »ما قبيل من فرعية واإلجــابــة )لــونــه أســود( وهكذا دواليك. كان يستمتع بالبحث عن تفاسير ممكنة لبعض التصرفات الغريبة التي كان يقوم بها الــمــرضــى، وإن كــانــت، فــي الــواقــع، تصرفات قولية محضة، فعلى الرغم من كونهم مجانين إال أنهم كانوا مسالمين. كان وزير الصحة )بحكم طبيعة منصبه( وآخــر، بين حين المستشفى هــذا يــزور

SAYS

ARA جمادى الثاني92

مايو1432هـ2011م

ولقد خطر على بال صاحبنا أن يرسمه مع يتفاعلون كيف ليرى المرضى أمــام صــورتــه. حــدث ذات درس أن رســم لهم

صورة لوزير الصحة، ثم سألهم:

ما هذا؟

أجابوا بإجماع:

إنه دجاجة

ر نفس الرسم والسؤال والجواب تكروهم كامل أسبوع ة وتكرارا..لمد مــرارا بالدجاجة..كلما الــوزيــر معالي ينعتون يجيبوا..بإجماع..بكل أن منهم طــلــب األلـــــوان. رســمــه بــبــذلــة بــيــضــاء فقالوا أسود بجلباب رسمه بيضاء«. »دجاجة ـــس على فــقــالــوا »دجــاجــة ســــوداء«.. وقاأللــوان كامل من ذلك في شــأن أسبوع

واألشكال والمالبس والنعوت...

كان من الحكمة أال يقول )من هذا؟( في كاملة التجنيس حــريــة يــتــرك حتى متناول المجانين، ولهذا قال )ما هذا؟(..

حتى يتبين له، من خالل إجاباتهم، حجم المسافة الفاصلة بين الجنون والعقل في

أمخاخهم.

أثارت هذه اإلجابة استغرابه. دفعته

« جاد مع األطباء إلجراء نقاش »سيكوباثيدوا له القائمين على المستشفى، لكنهم أكبأن األمر طبيعي جدا بالنسبة للمجانين. تــســاءل فــي نــفــســه: »كــيــف اتــفــق هــؤالء بالدجاجة، الــوزيــر نعت على وأجمعوا ة؟ ورغم اختالفه الكامل وفي أكثر من مرل كثيرا، وفي األخير عن الدجاجة؟«..تأممباشرة عالقة لألمر بــأن نفسه أقنع األسبوع طــوال رسمها التي بالدجاجة إلــى ما ل يتوص أن أجــل ومــن . الماضير د هذه الفرضية التي اقتنع بها، قر يؤكاألسبوع »بــاخــرة«، خــالل لهم يرسم أن ــل مــالحــظــاتــه حـــول ما الــمــقــبــل، ويــســجل، ا حان موعد الدرس األو سيحدث. لممن هذا األسبوع، استدعى المجانين إلى ق في القاعة. أخذ كل منهم مكانه. حدوجوههم على طريقة سقراط. نظر إلى أو يزيد أال على الحائط حرصا ساعة د من ينقص شيء من زمن الــدرس. تأكأن أنظار جميع المجانين متجهة إليه..

عند ذلك رسم الباخرة، ثم التفت إليهم في الجميع بقي إذا ا مم التأكد قصد تفرقوا، أنهم أم هادة والش الــدرس عالم فــي عــالــم الــغــيــب، شـــذر مــــذر. ممتاز، اللوحة. نحو متجهة أنظارهم مازالت

SAYS

ARA93 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

صص

– قاع

بدإ

أنهم على الوحيد برهانهم هــذا وكــان ــــدرس والــشــهــادة. مـــازالـــوا فــي عــالــم الموا إجاباتهم، وحصل طلب منهم أن يقدشبه إجماع على الجواب الصحيح. كاد المرة، إال الــصــواب، هــذه الكل في يقع »إنه قائال: أجاب والذي واحد، مجنون محراث«. ال بأس. ربما هناك عالقة ما الباخرة والمحراث. فاألولى تحرث بين األسبوع .بعد البر يحرث والثاني البحر ر أن يرسم ص لرسم الباخرة، قر المخصة أخرى، مع لهم صورة لوزير الصحة مريعرفونه جيدا؛ فعندما كانوا أنهم العلم يأتي لزيارة المستشفى، بين حين وآخر، يطلوا على معاليه من أن بإمكانهم كان لهم. صة المخص القاعات نوافذ خالل دا لكي يــخــرج من رســـم الــصــورة مـــجـــدهــذه الــورطــة، فلو حــدث أن كان الوزير ـــدرس، لظنها مــؤامــرة حــاضــرا، أثــنــاء الالنيل تستهدف ضــده..مــؤامــرة تــحــاك من سمعته ومن بعده »الفيزيونومي« في هذا المستشفى..كان يفترض بالمرضى التربية مــبــادئ يتلقوا أن )المجانين( رجــاالت عــن وخفية بــســرعــة، الوطنية الـــدولـــة، حتى يــبــدو كـــأن الــشــعــب كــلــه، بعقالئه ومجانينه، فداء للنظام والوحدة

ستور والد المشترك والعيش الترابية و... حتى وإن لم يشارك أحد، من أفراد ــور. ســت ــد الــشــعــب، فــي صــيــاغــة هـــذا الأقالمها رفعت قد المالئكة أن صحيح ل تحم قد السلطة ولكن المجنون، عن بعض مسؤولياته لمن يحيطون به، وهذا رأسها وعلى التمريض، هيئة أن يعني به مجانين ه ا يتفو صاحبنا، مسؤولة عماألمة من أقوال ال تليق بأصحاب السعادة

والمعالي و...

إجــابــاتــهــم، مــوا يــقــد أن طــلــب منهم لكن يبدو أنــه لم يتغير في األمــر شيء؛ الصورة صاحب نعت على أجمعوا لقد بالدجاجة، مرة أخرى، ال بالباخرة )وهذا ال بالمحراث. وال صاحبنا( عه توق مــا ة إال بالله... )تمتم في حيرة حول وال قومن أمر هذه اإلجابة الجماعية الغريبة(، ولكن مع ذلك لم يكن يعتبر هذه المسألة مرهقة له في عمله، بل على العكس كان يجد فيها بعض التسلية حين يبحث لها أو النفس، علم دهاليز إجابات في عن يتعلق ما بالخصوص..إال العقلي الطب فقد هــذه، والدجاجة« »الــوزيــر بجدلية عدا األمـــر، ر يتكر أال يتمنى فعال كــان ذلك فال مشكلة. على األقل أصبح اآلن

SAYS

ARA جمادى الثاني94

مايو1432هـ2011م

صدر حديثا عن النادي األدبي بالجوف

كتاب»في حضرة السيد الموت«

للدكتور يوسف بن حسن العارف

ن به ، ليحس ينتظر استالم راتبه الشهريمن أحواله المعيشية، بعد أن تمكن من فيما ــا أم الوظيفة، هــذه على الحصول مضى فقد كان يائسا من كل شيء. كان يعتقد بأنه على المرء أال يموت في هذه فلن الفقر، عتبة تحت وهــو المنطقة، يصلي أحد صالة الجنازة على جثمانه، ولن يتم تكريمه كما يليق بالموتى. صار كل شيء يباع ويشترى حوله، حتى »سورة ـــرت بـــارتـــفـــاع األســـعـــار اإلخـــــالص« تـــأثالذي طال أسواق الخضر وباقي المواد يعقل قائال: »هل يتساءل كان الغذائية. ما تملك ــت ال وأن اآلخــر العالم تلج أن ــقــرأ عــلــى جــثــمــانــك تــســتــأجــر بـــه مـــن ير من الذكر اإلخــالص أو ما تيس ســورة

مصرعك تلقى أن يعقل هــل الحكيم؟ وراءك؟«. أحد ويقوقل يحوقل أن دون يسخر كــان بمن يهتم لم ولغيره، لهذا، من وظيفة التمريض التي حصل عليها. كان تفاعله مع المجانين يدخله في جو ل والتسلية لدرجة أنه من البحث والتأمالزمان، وها هو الشهر لم يشعر بمرور األول مــن عــمــلــه قــد مــضــى. اســتــدعــاه طلب ثــم مكتبه، إلــى المستشفى مدير صاحبنا. ــع وق وثيقة. على التوقيع منه

وقال له المدير:

»من الناحية الطبية فأنت اآلن لم تعد ل خطرا على المجتمع، مجنونا بما يشكرنا إخراجك كما كنت من قبل، ولهذا قر

من المستشفى.. هنيئا لك«.

* كاتب من املغرب.

SAYS

ARA95 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

صص

– قاع

بدإ

SAYS

ARA جمادى الثاني96

مايو1432هـ2011م

SAYS

ARA97 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

صص

– قاع

بدإ

من فجوة الماضي تراكمت أوجاعه، واستسالمه ألوهامه القاتلة

بعد قضية قضى السجن من خــرج فيها سنتين ظلما..

دفعته األحزان إلى اليأس

ورسمت له الدنيا، رسمت ألما..

في أخر ممر من منزله توجد غرفة صامتة

ال يعرف لها حياة

داخلها شخصية هامدة

ال حراك له سوى التأمل

الــذي ظلمه العالم عــن نفسه عــزل

ولم يسمعه، وانطوى ببرودة األيام وقسوة لياليه..

استلقى على سريره..

بعد تنهيدة ألم

والسيجارة في فمه

وأمامه مرآة

هنا، يتطاير والدخان بنفسه ينظر وهناك

ويقول بفكره العاثر:

- هــــل.. هــــل.. هــــــل..؟؟؟ هــل هــذا أنا..؟!

يجاري نفسه، يسأل، ويجاوب

عندما تيأس الروح

< ماجدة اخلالدي*

من منا ال يخطئ؟

من منا ال يعصي؟

من منا ليس له ذكريات، وماض مؤلم؟

SAYS

ARA جمادى الثاني98

مايو1432هـ2011م

وهو على هذا الحال

خيل له طيفه يعزيه:

- »ليث« ماذا جرى لك؟ لم كل هذا اليأس..؟

هل تذكرني؟

هل نسيت من هو ليث؟

كان له طموح..

وكان له انبثاق في حياته..

ليث.. الجميع يشهد بمروءته

ماذا حصل؟!

أفق من كابوسك المزعج

أصــبــحــت شــبــه جـــثـــة، تــرتــمــي بين أحضان األحياء

عالم كل هذا الجمود؟

أيعجبك حالك وما أصبحت عليه؟!

ليث..

استفق!! أنت كفرق من حديث الذات المطبق

ــكــرة ـــــت ن أصـــبـــحـــت ال شـــــــيء.. أنمزعجة.. أنت عاله على مجتمع

سأتغير..

سأصبح أنني أعدك سأتغير.. نعم إنسانا آخر

ولكن من أنت؟

نظر إلي بحدة..

أنا ألمك الذي تهرب منه

أنا الواقع الحقيقي.. بعيد عن عالم

الزيف والكذب

بــيــن حقيقة الــضــائــع نــصــفــك أنــــا

الماضي، وواقع مؤلم تعيشه

سأقتلك.. سآتي يوما يتلوه يوم أخر

صرخت مذعورا..

سأتغير

تنبهت فجأة.. أني ما زلت أغفو على

سريري

رن هاتفي.. إنه صالح صديقي

الــدرج، مــن السجائر علبه سحبت

ومنحت مالبسي رائحة عطرية

مصرية بأغنية أتمتم وأنا وخرجت

قديمة )روحي قلبي عقلي أين أنت اآلن؟

بل أين أنا؟!(.

* سكاكا اجلوف.

SAYS

ARA99 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

صص

– قاع

بدإ

حبا لمن ال يعرف أحد له نسبا. قدم ال وعــمــره وجهه على هائما القرية إلــى يتجاوز العاشرة، فلم تهتم القرية به فقد كان أبلها، وكان األطفال يناوشونه وينعتونه ال وقــت، أي فــي يتجول كــان )بالعبيط(، فيه، تؤثر لم الشمس يعنيه، حرارة شيء غير أنها زادت من سمرة بشرته وتجعيد يمضي فيغتسل، يداهمه الشتاء شعره.

حافيا بين طرقات القرية، وقباب المقابر، فأصبحت قدمه خشنة متشققة.

ــشــجــرة كــفــالح قــديــم، ظـــل يــرعــى الويـــرويـــهـــا كــــأم، ويـــربـــت عــلــيــهــا كــواعــظ، يقويها مالت وإذا نسيما، عليها ويحاجي

باألعواد وبعض الحطب.

طـــال االنــتــظــار، يــراقــبــهــا كــي تثمر،

سيــف خشـب

< محمد مستجاب*

حبا لمن زرع صبارا لقبر، ولمن مات من دون قبر، وأنسا لصمت الــهــواء فــي الخشبي ـــوح بسيفه ل الــبــشــر.. كـــالم الــمــوتــى عــن

فاضطربت السماء.

ولم ذابلة، الطريق، على ملقاة الكافور شجرة وجد لمن حبا يعرفها، فأخذها ورفعها في وجه السماء، فابتسمت، وتمنى أن تكون شجرة فاكهة، أو نخلة، تساقط الرطب عليه ليل نهار. فرح بها وزرعها وسط المقابر التي يعيش فيها وحيدا بين األموات، والذين يعطفون عليه ويطعمونه ويأوونه، فقد اعتاد على طعام ويتدثر أمواتهن، على النساء تخرجه الــذي والنور( )الرحمة

بمالبس الراحلين.

SAYS

ARA جمادى الثاني100

مايو1432هـ2011م

وكبر معها، يستظل بها من وهج الشمس، يحوطها كما يحوط الرجال زوجاتهم، يغني وسط صمت المقابر بصوت غير مفهوم، والعصافير التي تسكن الفروع تزداد. كان

حرا وسعيدا.

يذهب األطفال للعب معه، رغم تهديد )العشة( وبجوار الذهاب، بعدم األمهات التي أقامها أسفل الشجرة، يجلسون معه، ويأكلون الكثير من طعامه الذي تعطيه له يختلسونه الذي الطعام من أو الزائرات،

من أمهاتهم.

كبرت الشجرة، أصبحت وارفة تعشش بها العصافير ساكنة مطمئنة، وهو أسفلها على مكانا لــه يجد أن ويــحــاول يتابعهم

فروعها..

ـــاب يــجــالــســونــه ـــشـــب شــــــاخ، وظـــــل الليسامرهم.. كان حديثه مشوقا لهم. عندما أصبح يحكي لهم عن الجن والعفاريت التي ويضحك، فيخيفهم الليل، في معها يلهو بسيفه وراءه يهرول أحدهم ضايقه وإذا الخشبي فيفر ضاحكا، ثم ال يلبث أن يعود

ويصالحه.

* * *المقابر، وامــتــألت األرض، ضــاقــت وقــــــررت الـــقـــريـــة قــطــع الـــشـــجـــرة لــبــنــاء الصباح فــي يخشونه، لكنهم مقابرهم، بعدتهم، الرجال وأنطلق القرية، تجمعت

وحولهم األطفال يلهون، وفي أثرهم بعض النساء.

قادمون، أنهم الصباح هذا في أيقن من كفقيد خارجا خرج من عشته ووقف القبر، مهلهل المالبس، وشعره المجعد لم ذراعيه فرد تصفيفه، في المالئكة تفلح يستقبلهم وابتسامته العريضة يسيح منها لعابه على شعر ذقنه، وعندما رأى اآلالت وقـــال في قــفــز طــفــل يجالسه بــأيــديــهــم،

حزن:

- سيقطعون الشجرة..

لم يفهم، ظل واقفا فاردا ذراعيه وفمه والــتــفــوا حوله ــرجــال، ال احتشد مــفــتــوح،

وحول الشجرة، قال أحدهم:

- سنقطع الشجرة..

ثار عليهم، قذفهم بالحجارة فشتتهم، تجمعوا مرة أخري، أمسك بسيفه الخشبي ملوحا في وجههم، فهرولوا فارين هاربين

إلى بيوتهم.

بسيفه، مزهوا الشجرة أسفل وقــف زقزقة العصافير تحييه باالنتصار، فازداد وقبلها الشجرة واحتضن وضحكا، زهــوا بعض ورش يطمئنها، علي جذعها وربــت

المياه يروي ظمأها، بعد ارتجافها منهم.

أكثر قادمين، رآهم التالي، اليوم في من أمس، وعلى وجوههم التصميم، شهر الناس بــه.. يلوح الــهــواء وأخــذ سيفه في

SAYS

ARA101 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

صص

– قاع

بدإ

الحجارة، بعض تناول حذر، في يقتربون ما ولكن سرعان فتفرقوا، يقذفهم وأخذ

تجمعوا وازدادوا إصرارا.

اقترب رجالن يضحكان، وثالث يتبعهم ساخرا، طعن األول بالسيف، تحطم السيف الجميع، رجع األولــى، ضحك الطعنة من صارخا، الشجرة، واحتضن الخلف إلــى بــكــلــمــات غــيــر مــفــهــومــة، أزعــجــت سكان القبور، تمكن بعض الرجال من اإلمساك ــعــاده عــن الــشــجــرة وعــشــتــه، وكلمة بــه وإب

)اقطعوا( أيقظت النائمين في قبورهم..

صــرخ.. وصــرخ، صمت القبور امتص الــصــدى، ومــع الــضــربــات والــقــطــع وكثرة الهمهمات ضاع الصراخ وتالشى الصدى، تعلو جلبة فــي حزينة العصافير هــربــت ومحاوالت الصراخ السماوات، وسط في وأصبح مالبسه، تمزقت منهم، التملص عاريا، وقف كميت يبحث عن كفن، ضحك

الرجال، وتغامزت النساء وأخفين عيونهن واألطــفــال بــالــحــوائــط، ــواريــن وت بأيديهن

يبكون صامتين.

صرخ رجل محذرا أن يفسحوا للشجرة، هرب الجميع من أماكنهم، وتوارت الشمس غاربة في حزن، والعصافير تصرخ باحثة عن مأوى، هرع يحتضن الشجرة الساقطة، احتضنها بعيونه وذراعيه وقلبه وصراخه، عاليا، دويــا محدثة تطقطق ظلت ولكنها وصـــراخـــه تـــالشـــي مـــع صــمــت الــمــقــابــر

والشمس الغاربة والغبار واألطفال.

* * *وكل صباح - تأتي الشمس، واألطفال، والعصافير، كي يضعوا الطعام على قبره،

أسفل جذع الشجرة، حبا.

* * *

صدر حديثا عن النادي األدبي بالجوف

كتاب »واحات وظالل«نصوص شعرية

لأطفال والناشئينللمؤلف الطاهر لكنيزي

SAYS

ARA جمادى الثاني102

مايو1432هـ2011م

SAYS

ARA103 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

صص

– قاع

بدإ

SAYS

ARA جمادى الثاني104

مايو1432هـ2011م

فصل من رواية

اية رو

منصل

ف

SAYS

ARA105 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

اية رو

منصل

ف

أملي هذا عمل يكون أن الممكن من اللحية. ذي الــتــنــس والعــــب الــصــيــاديــن التنس العــب مــع رؤيتها الــيــوم أغاظتني الــمــزيــف هـــذا؛ لــســت غـــيـــران؛ لكنني لم أرها باألمس كذلك؛ كنت سأذهب إلى تل األحجار لكن هؤالء الصيادين قد منعوني من أن أواصل؛ لم يوجهوا لي كلمة، هربت قبل أن يروني. حاولت أن أحيط بهم من فأصدقاؤهم مستحيال كــان ولــكــن فــوق

يتابعونهم وهم يصيدون.

الشمس كــانــت حــولــهــم، درت عندما قد غربت، فقط األحجار هي من شهدت

هبوط الليل.

دواء ال بــارتــكــاب حماقة أقـــوم ربــمــا لطفتها التي المرأة، هذه تقوم ربما لها؛

شموس المساءات، بتسليمي للشرطة.

حماية أنسى ال لكنني عليها؛ ل أتقو

اختراع موريلجزء من رواية للكاتب الأرجنتيني »اأدولفو بيوي كا�صاري�س« ت�صدر قريبا

< ترجمه عن اإلسبانية: أحمد مياني*

ال أنتظر شيئا. ليس األمر بهذه الفظاعة. بعدما حسمت األمر، تحصلت على الهدوء.

لكن هذه المرأة أعطتني أمال. يجب أن أخشى اآلمال..!

تتأمل الغروب كل مساء؛ وأنا أرقبها مختبئا. أمس، واليوم تلك تنتظر وأيامي ليالي أن اكتشفت كذلك من جديد، الساعة. كانت المرأة تبدو لي سخيفة بحسيتها الغجرية ربما أشعر، ذلك ومع بإفراط. الكبير الملون ومنديلها إلي نظرت أو كلمتني لو أنها المزاح، من بقليل أقولها

أصدقائه في المرء يجده الــذي األمــان ذلــك داخلي في يتدفق فسوف للحظة، وحبيباته وذويه من دمه نفسه.

SAYS

ARA جمادى الثاني106

مايو1432هـ2011م

القانون. الذين يقررون العقوبات يفرضون بالحرية نتعلق تجعلنا ودفـــاعـــات زمــنــا

بجنون.

اآلن، غزتني القذارة والشعر الذي ال أستطيع جزه.. عجوز بعض الشيء، أربي األمل في االقتراب من تلك المرأة الرقيقة

والجميلة بال أدنى شك.

آنية، الكبيرة مصاعبي أن فــي ــق أثلن األول. االنــطــبــاع مــجــاوزة فــي تتمثل

يهزمني هذا المحتال المزيف.

* * *فـــاض الــمــاء بــكــثــرة ثـــالث مـــرات في خمسة عشر يوما. أنقذني الحظ باألمس مــن الــمــوت غــرقــا. كــان الــمــاء على وشك مباغتتي. اتكلت على العالمات التي نحتها فــي الــشــجــرة. كــانــت حــســابــاتــي أن المد الفجر فــي نمت أنــنــي لــو الــيــوم. سيأتي كــان بــســرعــة شــديــدة، مــيــتــا. اآلن لكنت كل مرة لديه الــذي بالحسم يصعد الماء أنني لدرجة كبيرا تقصيري كان أسبوع. اآلن ال أعــرف إلــى أي شــيء أعـــزي هذه أم حسابية أخــطــاء إلــى هــل المفاجآت: إلى ضياع مؤقت النتظام المد. إذا ما كان المد قد غير عاداته فإن الحياة في هذه المنخفضات ستكون كذلك غير مضمونة. ومع ذلك سأتكيف مع األمــر. لقد نجوت

من مصائب جمة.

ومحموما؛ متألما لوقت طويل عشت منشغال للغاية أال أموت من الجوع؛ ودون

المكلفة النقمة )بتلك الكتابة على قــدرة التي أدين بها للبشر(.

عند وصولي كان هناك بعض الزاد في تحميص فرن في المتحف. طعام خزانة والملح والماء الدقيق وببعض كالسيكي، ذلـــك بوقت بــعــد يــؤكــل. صنعت خــبــزا ال قصير أكلت دقيقا من الجراب )مع بعض الرشفات من الماء(. انتهى كل شيء حتى بعض ألسنة الخراف والتي كانت في حالة سيئة، حتى أعواد الكبريت )مستهلكا منها أكثر النار كان مخترعو كم يوميا(. ثالثة تقدما منا! ظللت أعمل، مؤذيا نفسي أياما اشتغل فخا. عندما أنصب بال عدد، كي تمكنت من أكل طيور مدماة ولذيذة. تتبعت نباتات. جذور أيضا أكلت العزاب؛ تراث يترك لي األلم وشحوب رطب ورهيب لم أي ذكرى طيبة. وسمح التصلبات وبعض به، حلمت قــد كنت ينسى، ال خــوف لــي

بالتعرف على النباتات األشد سمية.

معي. ليست فــالــعــدة بــضــيــق؛ أشــعــر معاكسة؛ وظروفها صحية غير المنطقة لكن، منذ عدة شهور، كانت حياتي الحالية

تبدو لي نعيما مقيما!

المد اليومي ليس بخطر وغير منتظم؛ المغطاة األشــجــار فــروع يرفع ما أحيانا باألوراق، التي أفردها للنوم وأستيقظ في

بحر متشرب بأوحال المستنقعات.

ــد.. في يتبقى لــي الــمــســاء كــي أصــيــاه قـــد وصــلــت إلــى ــمــي ــاح تــكــون ال الــصــبخــصــري، وتــكــون حــركــاتــي ثقيلة كــمــا لو

SAYS

ARA107 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

اية رو

منصل

ف

جدا؛ كبيرا المياه في الغارق الجزء كان وفي المقابل، ثمة أبراص وأفاع أقل، أما

الذباب فيبقى طوال اليوم.. طوال العام.

إلى أتــوق المتحف. في هناك العدة إلنقاذها. بحملة والقيام الجرأة امتالك ربما ال يكون األمر ضروريا فهؤالء الناس

سيختفون؛ ربما كنت أهلوس.

بــعــيــدا عــن متناولي، ــقــارب ال أصــبــح ليس أفــقــده مــا الــشــرقــي. الشاطئ على وأنــه سجينا، لست أنــنــي أعـــرف بكثير. يمكن هل لكن، الجزيرة؛ مغادرة يمكنني أن أغادر بالفعل؟ أعرف أي جحيم يحوي ذلك القارب. جئت من راباول حتى هنا. لم يكن لدي ماء للشرب وال قبعة.. مجذفا، الشمس ضربة كانت ينضب، ال والبحر والتعب أكبر مما يحتمل جسدي. أصاباني

بمرض العج، ونوم ال ينقطع.

تمييز فــي اآلن طالعي حسن يكمن الجذور الصالحة لألكل. تمكنت من ترتيب أعمالي، بكل أقــوم جيد.. بشكل حياتي في للراحة. وقــت اآلن، حتى لــي، ويبقى

هذه السعة أشعر أنني حر وسعيد.

أعمل ظللت واليوم تأخرت؛ باألمس من دون توقف؛ ومع ذلــك، بقي شيء من الكثير هناك يكون عندما للغد؛ العمل المساءات هــذه ال امــرأة فــإن العمل، من

تشغلني.

صباح أمس، هاجم البحر الوهاد. لم أر قط مدا بهذه الضخامة. كان ما يزال

)األمطار األمــطــار هطلت عندما يشتد، هنا ليست متواترة، لكنها شديدة الغزارة، علي كــان هــوجــاء(. بــعــواصــف مصحوبة

البحث عن سد..

وانــدفــاع السفح بتزحلقات منشغال إلى صعدت واألغــصــان، والريح األمطار الكنيسة في أختبئ أن لي الــربــوة. خطر

)المكان األكثر عزلة في الجزيرة(.

كنت في الغرف المخصصة للقسيسين مالبسهم ويغيروا إفطارهم يتناولوا كي شاغلى بــيــن راع أو قسيس أي أر )لـــم كــان هناك شخصان الــجــزيــرة(؛ وفــجــأة، حــاضــران بشكل فـــظ، كــمــا لــو أنــهــمــا لم يأتيا، كما لو أنهما ظهرا فقط في رؤيتي أو في مخيلتي.. اختبأت – حائرا وبرعونة – تحت المذبح، بين حرير ملون ودانتيال.

لم يروني. ولآلن ال يزايلني الخوف.

أمضيت وقتا من دون حركة، منحنيا، فــي وضـــع غــيــر مــريــح، مــراقــبــا مــن بين المذبح أسفل الكائنة الحريرية الستائر الجلبة على منصب وتركيزي الرئيسي، المتداخلة مع العاصفة، أنظر لجبال بيوت للنمال، المتحركة الطرق المعتمة، النمل المزاحة... البالطات والكبيرة، الشاحبة منتبها إلى نقاط الماء على الحائط وفي القنوات المرتجة في المياه إلى السقف، الصغيرة، إلى المطر في الدروب القريبة، إلى البرق، إلى الضجيج المبهم للعاصفة، للعوارض شاطئه، على للبحر لألشجار، أو صوت الخطوات ــد عــزل أري الــفــوريــة،

SAYS

ARA جمادى الثاني108

مايو1432هـ2011م

شخص كان يتقدم نحو مكمني، وتجنب أي ظهور آخر مفاجئ.

عبر الضجيج بدأت أسمع أجزاء من االستماع تــركــت وبــعــيــد.. مقتضب لحن وفكرت أنه كان كتلك األشكال التي، حسب ليوناردو، تظهر حينما نحدق، لبعض الوقت، في بقع الرطوبة. عادت الموسيقى وكانت بانسجامها، مستمتعا غائمتين. عيناي

متشنجا قبل أن يتملكني الرعب.

المياه، النافذة. إلى ذهبت وقت بعد معتمة المــعــة، غير ــزجــاج، ال فــي بيضاء تــرى... بالكاد الــهــواء، فــي عميق بشكل أنني درجــة إلى كبيرة مفاجأة لي حدثت

تطلعت من الباب المفتوح.

المتشبهون التأبه، أبطال يعيش هنا مهجور مستشفى قاطنو )أو بــالــكــبــراء، أنــا أو – مــن دون جــمــهــور لــلــمــجــانــيــن(. الــجــمــهــور الــمــتــوقــع مــنــذ الـــبـــدايـــة- كي اإلزعاج يعبرون حد فإنهم يكونوا أصالء حقيقي، هذا الموت. يتحدون المحتمل، ولـــيـــس اخـــتـــراعـــا مـــن جـــانـــب حـــقـــدي.. أخــرجــوا الــفــونــوغــراف الـــذي كــان هناك لقاعة المالصقة الخضراء، الغرفة في األحياء المائية، كان رجال ونساء يجلسون هناك على العشب أو على دكك، يتحدثون، وســط يــرقــصــون للموسيقى، يستمعون عاصفة من مياه ورياح هددت باقتالع كل

األشجار.

لــي عــن امــرأة أنــه ال غنى يبدو اآلن المنديل. قد يكون كل هذا التوقي من عدم

تنتظر أال الشيء. االنتظار سخيفا بعض شيئا من الحياة، كي ال تجازف بها؛ أن تعد نفسك ميتا، كي ال تموت. فجأة بدا لي كل هذا سباتا مرعبا ومقلقا بدرجة كبيرة؛ أود لو أن ينتهي. بعد الهروب. بعد أن عشت تحصلت يــدمــرنــي، كــان بتعب مبال غير إلى قــراراتــي تعيدني ربما الــراحــة؛ على ذلك الماضي أو إلى القضاة؛ وأفضل ذلك

على هذا المطهر الطويل.

ـــــام، حــيــنــذاك ــــدأت مــنــذ ثــمــانــيــة أي بسجلت الظهور المعجز لهؤالء األشخاص؛ في المساء ارتجفت بالقرب من الصخور كان شــيء كــل إن لنفسي قلت الشرقية. مبتذال: الشخص البوهيمي الذي يصاحب المرأة، وحبي لها الخاص بعازب طالت به المرأة كانت يومين: بعد عدت العزوبية.

SAYS

ARA109 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

اية رو

منصل

ف

هناك؛ بدأت أكتشف أن هذا كان الشيء المعجز الــوحــيــد؛ بــعــد ذلـــك جـــاءت أيــام فيها، المرأة أر لم المنحوسة، الصيادين أيــام إصــالح ما أيــام الملتحي والفيضان،

خربه الفيضان، اليوم في المساء..

* * *أنا مرتعب وغير سعيد بنفسي، ولكن أنتظر بــالــغ. عــلــي اآلن أن لـــدي إصـــرار تأخروا إذا وقت؛ أي في الدخالء، قدوم malum عـــالمـــة ســيــئــة تـــكـــون فـــســـوف سأخبىء . علي للقبض سيأتون signumهذه اليوميات، وسأهيئ بيانا، وسأخبئهما ليس بعيدا من القارب.. مقررا أن أصارع، أن أهرب. مع ذلك، لست عابئا باألخطار. أن إلهمالي فيمكن أبـــدا، مرتاحا لست

يحرمني من تلك المرأة لألبد.

بعد االستحمام أصبحت نظيفا وأقل هندمة )بسبب تأثير الرطوبة على لحيتي وعــلــى شــعــري(، ذهــبــت ألراهــــا. كنت قد رســمــت هـــذه الــخــطــة: أن أنــتــظــرهــا عند شاردا ستجدني تأتي، وعندما الصخور؛ وقت هناك الشمس؛ سيكون عند غروب المحتملة والخشية المفاجأة لتستحيل إلى فضول: سيتشفع لصالحنا اإلخالص أنــا، مــن وستسألني للمساء؛ المشترك

وسنصبح أصدقاء.

عدم )يغيظني جــدا. متاخرا وصلت انضباطي هذا. أفكر أن في هذا الموكب من اآلفات المسمى بالعالم المتحضر. في

كاراكاس، كان عدم انضباطي زخرفا مكلفا، كان من خصائصي األكثر شخصية!(.

لــقــد أفـــســـدت كـــل شــــيء. كــانــت هي تتأمل الغروب، وانبثقت أنا فجأة من وراء الكثيف، وبشعري فجأة، األحجار. بعض ومكشوفا من الوهاد، ال بد لي أنني ظهرت

بهيئتي المفزعة المتزايدة.

ال بد أن الدخالء سيأتون بين لحظة بيان. ولست أي بإعداد أقــم لم وأخــرى.

خائفا.

هذه المرأة أكثر من أن تكون غجرية مزيفة. تدهشني جرأتها. ليس هناك من رأتني. ال رمشة عين، وال أنها دليل على

أي جفلة خفيفة.

ــاك فـــي األفـــق ــــزال هــن الــشــمــس ال تتلك كانت تجليها؛ بــل الشمس، )ليست تغيب أو سوف فيها، غابت التي اللحظة ويــراهــا الــمــرء حيث ال تــوجــد(. كنت قد بمنديلها رأيتها تسلقت األحجار بسرعة. ركبتها، على معقودتين وبيديها الملون، تنفسي يعد لجم لم العالم. تغني نظرتها ممكنا. تبدو المرتفعات الصخرية مرتعشة

والبحر كذلك.

بينما كنت أفكر في هذا كله، سمعت البحر بضجيج حركته وتعبه، إلى جانبي، إلــى جانبي. بنفسه ألقى كــان قد لو كما هدأت قليال فليس محتمال أنها قد سمعت

صوت أنفاسي.

اللحظة أرجــىء كي عندئذ، اكتشفت

SAYS

ARA جمادى الثاني110

مايو1432هـ2011م

سيكولوجيا قــانــونــا فيها، أحــادثــهــا الــتــي من التحدث لي المالئم من كــان قديما. بالنظر من فوق. لي مكان مرتفع، يسمح أن يمكن الكبير ــمــادي ال االرتـــفـــاع هـــذا يقاوم، في جانب منه، إحساسي بالدونية.

صعدت عدة أحجار أخرى. زاد التعجل أجبرت قد كنت ســوء. حالتي والمجهود نفسي عــلــى الــتــحــدث إلــيــهــا هـــذا الــيــوم. بعدم اإلحــســاس تجنيبها أردت كنت لــو األمان- بسبب المكان المنعزل والظالم-

لما كان بإمكاني االنتظار لدقيقة واحدة.

أراهـــــا كــمــن تــتــخــذ وضــعــا مـــن أجــل مصور خفي، كانت في سكينة المساء، في سأقطعها وكنت المحدودة غير السكينة

عليها.

كان سيصبح قول أي شيء طلبا مقلقا. كنت أجهل إذا ما كان لدي صوت.

رأيتها وأنا مختبئ. خفت أن تفاجئني وأنا أتجسس عليها؛ ظهرت، ربما بطريقة مع نظرتها؛ مرمى فــي الخشونة، زائـــدة نظرتها الهادئ؛ تنفسها ينقطع لم ذلــك؛ غــضــت الــطــرف عــنــي، كــمــا لــو كــنــت غير

مرئي.

لم أتوقف. آنسة، أريد أن تسمعيني- قلت على أمل أال يصل إليها توسلي، فقد كنت منفعال لدرجة نسياني ما أردت قوله. آنسة سخيف على كلمة وقــع أن لــي بــدا هذه الجزيرة. إضافة إلى أن الجملة كانت الظهور مــع )متزامنة زائــد بشكل أمــريــة

الــفــجــائــي والـــوقـــت الــمــتــأخــر والـــوحـــدة( أصررت: أعرف أنه ليس الئقا..

لم أعد أتذكر ما قلته بالتحديد. كنت تقريبا الواعيا. تحدثت إليها بصوت مهذب وخفيض، وبهيئة توعز بالبذاءة. وقعت، من جديد، في كلمة آنسة. تخليت عن الكلمات آمـــال أن تقربنا الـــغـــروب، أتــأمــل وبــــدأت نظرة الهدوء التي نتقاسمها. عدت ألتكلم. المجهود الذي قمت به كي أتمالك نفسي، أخفض صوتي وأزيد من نبرة البذاءة. مرت ألححت، الصمت. من أخــرى دقائق عدة كنت النهاية في كريهة. بطريقة توسلت، طلبت مرتجفا، استثنائي. بشكل سخيفا إليها، بصراخ، تقريبا، أن تشتمني، أن تشي

بي، لكن أال تبقى صامتة هكذا.

لم يكن األمر كما لو أنها لم تسمعني، أن لو كما كــان بل ترني؛ لم أنها لو كما ال عينيها وأن للسمع، تصلحان ال أذنيها تنفعان للنظر. بطريقة ما شتمتني، أظهرت أنها ليست خائفة مني. كان الليل قد حل وســارت الخياطة، حقيبة أخــذت عندما

بهدوء على الجانب األعلى من الربوة.

لم يأت الرجال بعد للبحث عني. ربما لن يأتوا هذه الليلة. ربما تكون هذه المرأة مندهشة كثيرا من كل ما جرى، ولم تحك

لهم عن ظهوري.

الليل معتم. أعرف الجزيرة جيدا: ال أخشى من جيش بكامله لو جاء يبحث عني

ليال.* * *

SAYS

ARA111 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

اية رو

منصل

ف

حـــدث، مـــرة أخــــرى، كــمــا لــو أنــهــا لم ترني. لم أرتكب خطأ آخر إال البقاء ساكتا كنت عليه. كــان مــا ــى إل الصمت وعـــودة إلى الــمــرأة الــغــروب عندما جــاءت أتأمل مكان عن تبحث هادئة، كانت الصخور. باتجاهي. البطانية. بعدها مشت لتفرش وأنا أتمطع كدت أن ألمسها. هذا االحتمال أرعبني )كما لو كنت واقعا في خطر من جراء لمس شبح(. في غضها الطرف عني ذلــك، فبجلوسها ثمة شــيء مخيف. رغــم ما، وبطريقة تتحداني. فإنها بجانبي، وضعت نهاية لهذا التجاهل؛ أخرجت كتابا

من الحقيبة وأخذت تقرأ.

نفسي؛ أهــدىء كي الهدنة، استغليت بعد ذلك، عندما رأيتها تضع الكتاب وترفع نظرتها فكرت: »إنها تحضر استجوابا«. لم يحدث هذا. تفاقم الصمت الذي ال مناص منه. فهمت أهمية أال أقاطعها، لكن دون

مكابرة ودون داع ظللت ساكتا.

ــا ســاعــيــا ــه لـــم يــــأت أحــــد مـــن زمــالئورائي. ربما لم تحدثهم عني، ربما تقلقهم معرفتي بالجزيرة )لهذا تعود المرأة يوميا متصنعة حدثا عاطفيا(. آخذ حذري، أنا

جاهز لمفاجئة المؤامرة األكثر صمتا.

اكــتــشــفــت فــــي نــفــســي مـــيـــال لــتــوقــع التبعات السيئة بشكل استثنائي. تكون في السنوات الثالث أو األربع الماضية، ليس

عرضيا وال يزعجني.

عودة المرأة، القرب الذي بحثت عنه، تغير سعيد إلــى يشير شــيء كل أن يبدو

بشكل أكبر مما يمكنني تخيله..

ربما نسيت لحيتي.. سنواتي.. الشرطة لآلن تــزال ال والتي كثيرا، التي طاردتني

تبحث عني، بعناد، كلعنة نافذة.

هذا أكتب باألمل، أتعلق أن يجب ال وتخطر لي فكرة هي عبارة عن أمل.

ال أعتقد أنني قد شتمت المرأة، لكن ربما كانت الفرصة سانحة ألعوضها. ماذا يفعل رجل في موقف كهذا؟ يرسل زهورا. عندما التكلف لكن سخيفة.. خطة هذه

يكون بسيطا فإنه يملك القلب.

عند الجزيرة. في كثيرة زهور هناك وصولي، كانت هناك مجموعة كبيرة منها بالتأكيد والمتحف. السباحة حمام حول فوق صغيرة حديقة صنع مــن سأتمكن الــعــشــب الـــذي يــحــوط الــصــخــور. أحيانا صداقة على التحصل في الطبيعة تنفع امرأة. ربما تساعدني على كسر الصمت الشعري أسلوبي هــذا سيكون والــحــذر.. األخير. أنا لم أشكل ألوانا، ال أفهم شيئا تقريبا في فن الرسم.. أثق، مع ذلك، في قدرتي على عمل شيء متواضع ينم عني

كهاو للحدائق.

* * *ـــي الـــفـــجـــر. شـــعـــرت أن صـــحـــوت فأكمل كــي تكفي كانت تضحيتي جـــدارة العمل. رأيت الزهور )غزيرة في الناحية لي بدا ما نزعت الــوهــاد(. السفلية من

SAYS

ARA جمادى الثاني112

مايو1432هـ2011م

أنه أقل نفورا. كذلك الزهور ذات األلوان بعد حيوانية. لها خضرة شبه الغامضة عليها، نــظــرة ألقيت ــوقــت، ال مــن قليل تحت من تفيض كانت ألنها أرتبها، كي

ذراعي: كانت ميتة.

لكني خطتي، عــن أتخلى أن كــدت األعلى، في آخــر مكانا ثمة أن تذكرت على مرأى من المتحف، غني بالزهور.. وألن الوقت كان مبكرا، فقد بدا لي أنه ليس هناك من خطر في الذهاب لرؤية بالتأكيد. نائمين الدخالء كان الزهور. جدا كــانــت صغيرة زهـــور، عــدة قطعت ــهــا ذلــــك االســتــعــجــال وخــشــنــة. لــيــس لالوحشي للموت. هناك عائقان: حجمها

الصغير وأنها على مرأى من المتحف.

قضيت الصباح بكامله معرضا نفسي ألن يكتشفني أحد منهم، لديه الهمة ألن أن شرطا أظـــن الــعــاشــرة. قــبــل يصحو متواضعا للكارثة كهذا لم يتم الوفاء به. طــوال مــدة عملي في ضم الــزهــور كنت أرقب المتحف ولم أر واحدا من شاغليه: يسمح لي هذا بافتراض أنهم لم يروني. الزهور صغيرة جدا. على أن أزرع اآلالف واآلالف إذا لم أشأ حديقة تافهة )يمكن أن تكون أكثر جماال، وأسهل في عملها؛ لكن يظل هناك خطر أال تراها المرأة(. عكفت على تحضير مربع الحديقة وحفر المعد وسطحها متصلبة )إنــهــا األرض

ــهــا بــمــاء المطر. شــديــد االتـــســـاع(، وريعندما أنتهي من تحضير األرض سيكون علي البحث عن زهور أكثر. سأفعل كل ما في وسعي كي ال يفاجئني أحد، وبشكل خاص، كي ال يقطعوا علي عملي، أو أن

يروه قبل اكتماله.

كونية ضـــــرورات هــنــاك أن نــســيــت بالنسبة لحركة النبات. ال يمكنني تصديق غــروب حتى حية تبقى لــن الــزهــور أن الشمس بعد كل هذا العمل الخطر، وبعد

كل هذا التعب.

أفتقر إلى جماليات تنسيق الحدائق، على أي حال، فإن الحديقة، بين المراعي الذي القش من الصغيرة الجبال وبين يحوط النباتات، ستبدو مثيرة للمشاعر. طبقا الـــحـــال؛ بطبيعة غــشــا، ســيــكــون حديقة الــمــســاء هـــذا ســتــكــون لخطتي، أو غـــدا ميتة تصبح ربــمــا بــهــا؛ معتنى يخجلني الــريــح(. هبت )إذا أزهــار دون قليال إعالن خطتي. امرأة هائلة الطول جالسة، تتأمل الغروب، بيدين معقودتين على ركبة واحدة؛ ورجل ضئيل، مصنوع مــن األوراق، راكـــع أمــامــهــا )تــحــت هــذه الشخصية سأضع كلمة أنا بين قوسين(. ســتــكــون هــنــاك هـــذه الــكــلــمــات: سامية، الحي بالصمت نائية، وليست غامضة

للوردة.

* شاعر ومترجم مصري مقيم في إسبانيا.

SAYS

ARA113 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

قد ون

اتاس

در

SAYS

ARA جمادى الثاني114

مايو1432هـ2011م

SAYS

ARA115 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

ســوا

ــــــــأقــ

< د.إبراهيم الدهون*

لذا، تهدف هذه الدراسة النقدية إلى الحقيقية المواطنة ورموز مفردات تبيان في قصيدة “وطن الجمال” للشاعرة نجاة إذا “الجرح ديوانها خــالل مــن الماجد، تنفس” الصادر عن نادي الجوف األدبي، الحس تنمية فــي وأثــرهــا 2010م، سنة الــوطــنــي والـــــوازع االنــتــمــائــي بــيــن أفـــراد

المجتمع.

السعودي الشعر لمسيرة المدقق إن يلحظ دقة التفاعل والتمازج والتعامل مع ومكوناته، عناصره أســـاس على الــوطــن التي تنطلق من الفرد، الذي يبلور المكان

ويؤسس المنهج.

ومما ال شك فيه أن للوطن سحرا يتمثل قضايا في وحديثهم الشعراء تمسك في ارتباطا ترتبط عمومية، أكثر ومسائل

وثيقا بمفاهيم واتجاهات المواطنة.

اشتق مفهوم المواطنة فــإن وعليه، من كلمة الوطن، تشترك فيه جميع األمم، وكيان يفرض وجودا على الفرد المنتمي، وال تتجزأ ال مشكالته أن يشعر الـــذي ينفصل عن مشاكل أفراد المجتمع اآلخر.

الدراسة أهمية هذه تأتي ومن هنا، بناء في الشعري النص أثــر تقصي في

المواطنة في الشعر السعودي

قصيدة )وطن الجمال(لنجاة الماجد أنموذجا

إن حضور المواطنة الصالحة، والتعبير عن أصول اإلسالم تعبيرا سليما، وبث القيم والفضائل العليا في األجيال، وتطوير المجتمع فكريا وثقافيا في األدب السعودي، راسة والبحث الجاد ألن بشكل عام، والشعر بشكل خاص، الفت لالنتباه، ومثير للدالمواطنة الصالحة عامل للتقدم واالزدهار الفعالين للمواطن الصالح. وعليه، فإن من المجتمع، أبناء مع والمثاقفة التواصل عملية ليقيم جاهدا يسعى الشاعر

حيث إنه ينهض بوظيفة اجتماعية، مؤداها مراس الكالم مع الناس والتأثير فيه.

SAYS

ARA جمادى الثاني116

مايو1432هـ2011م

ــحــة، ومــــدى الــتــصــاق ــصــال الــمــواطــنــة الوالوطنية؛ بالوطن والتحامها الشاعرة

تطبيقا على قصيدتها آنفة الذكر.

فحينما نتأمل قصيدة وطن الجمال، عن فضال الوطنية، الــروح جليا نلحظ تجسيد نعمة الله على المجتمع السعودي في اجتماع الكلمة وتآلف القلوب، في ظل اإلسالم مبادئ من تنطلق حكيمة قيادة

ومفاهيمه الواضحة ووسطيته العظيمة.

ــشــاعــرة الــمــاجــد في لــقــد كــرســت الالكلمة أمــانــة، وأثـــرا قــويــا فــي اإلنــســان، والتفاني الثبات من لونا العنوان فكان وطنا الجمال؛ وطــن بالوطن، والتماهي وحاضر التليد، األجداد بماضي عظيما للوطن من بما فتذكرنا الطريف؛ األبناء والمعاصرة، األصــالــة بين تجمع أمجاد

فتورث النشوة واالعتزاز واالفتخار.

أمـــل سعادتها ــاعــرة ــش ال تــجــد لـــذا، ألنــه عنه؛ حديثها لحظة فــي وفرحتها ـــســـمـــوق واألمـــجـــاد ــر وال ــمــآث ــال يــطــفــح ب

العظيمة. إذ تقول:

يا سائال عن موطني وإبائي؟وطني يطاول قمة الجوزاء

لو تقرأ األمجاد يبدو موطنيموسوعة للمجد والعلياء

وله يؤول الدين دين محمدخير العباد وسيد الشفعاء

دين السالم الحق ليس تمايزفيه وال يفضي إلى البغضاء

ومن هنا، نستشعر أن الشاعرة تعلن

الله أفــاء ما مصورة لوطنها، حبها عن سبحانه وتعالى عن هذه البالد من فضل كبير، في أن قيض لها أشخاصا استقاموا على دين رسولنا محمد -صلى الله عليه الله ونبيه من وسلم- وحكموها بما أمر الماجد فتدخل ومــســاواة، وتــقــوى عــدل في صورة محفزة ورائعة، لتعبر عن شدة تعلقها وشغفها بالوطن، حيث ترتفع درجة

المناجاة والهيام به.

الشعرية األســطــر إلــى مضينا وإذا الوطن صــورة نرى قصيدتها، في اآلتية الــنــور على كبيرا إلــحــاحــا تلح مشرقة، الدينية، اللــة الــد تكرر وهنا، والــهــدايــة؛ وتنبه أبناء مجتمعها على التشبث الحقيقي باألرض، فتستغل الشاعرة الثقافة الدينية

لتبرز الوطن وسماته المتميزة لقولها:

وبموطني أم القرى أرض الهدىحيث انبالج النور في األرجاء

وطن وكل المسلمين تجلهفي العقل مسكنه وفي األحشاء

وبموطني للدين قامت دولةوعلى شريعة ربها السمحاء

ومقامه في ليلة اإلسراء

ومن يتأمل األسطر الشعرية- السابقة- يجد أن النور يشع من جوهرة هذا الوطن، الذي يمتلئ ترابه أمنا وسالما، فضال عن هذه األرض، مهوى أفئدة الناس، لما فيها من إحساس يجبر األرواح الكسيرة، وفيها بيت الله العتيق، موئل العابدين من جموع الله أرض أنها كما الغفيرة، المسلمين األخيرة، الوحي دائــرة فيها اكتملت التي

SAYS

ARA117 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

ســوا

ــــــــأقــ

إذ بعث فيها سيد البشرية قاطبة، ومتمم ــد، عليه مـــكـــارم األخـــــالق ســيــدنــا مــحــم

الصالة والسالم.

وترتفع النغمة الوطنية ارتفاعا صارخا ومــلــحــوظــا، يــصــل األمـــر بــالــشــاعــرة إلــى التركيز على صورة الوطن الشامخة، في ثباتها على معتقدها وفي أمنها وتكاتفها

وتضامنها، فتقول:

هو مصدر اإللهام كم مبدعمنه استقى هو فتنة الشعراء

وطن الجمال به العيون تكحلتوغدت تباهي أعين النجالء

...تاريخه الوضاء فيه مالحم

للنصر والتمكين والعلياءحكامه آل السعود ومجدهم

نور يبدد قسوة الظلماءبالعلم أحيوها وبثوا نوره

في الخافقين بخيرة العلماء

تــصــرح الــمــاجــد فــي هـــذه األســطــر سعود آل ــتــصــارات ان بقصة الــشــعــريــة ونــجــاحــهــم فــي مــســيــرة الــبــنــاء والــنــمــاء بلغ عطاؤهم البلد حتى واالزدهــار لهذا منذ شامخة، قمة المجد وبلغ ذروتـــه، تطور من نلمسه لما الحكم، دفة تسلم هائل، ورعاية األطياف كافة، الذي يزرع

بدوره قيم االنتماء والوالء.

الماجد أرادت األثـــنـــاء، هـــذه وفـــي فأثمر الوطني، انتمائها في االنغماس

قصصا وأنتجت بـــارزة، قيما ارتباطها ناجحة لدالالت العطاء والخير، على نحو

ما تراءت صورته في قولها:

أو تسألوني أي قطر موطني؟وطني العظيم وموطن العطاء

كم من عظيم أنجبته بالدناوغدا كزهر عاطر األنباء

فمتى سألتم عن مآثر موطنيفي البحر أو في الصخرة الصماءوطني وما وطن يضاهي موطني

هو أول.. بشهادة األعداء

يتجلى تعلق الماجد بالوطن، إذ تضفي الخنوع رفـــض إذ مــشــرقــا مــظــهــرا عليه واالستكانة، وألبسته عباءة السموق والعلو الشعري الــنــص يمتلئ لذلك والــكــبــريــاء، والــتــواشــج، بالبقاء المرتبطة بالثيمات وتثبيت القيم وانبعاث اللحظات االشراقية، وثيمة مـــرات، تسع )وطـــن( ثيمة كتكرار انساقا لتصوغها مــرات، ثماني )موطن( والموسيقا الداللية األبعاد فيها تتناغم الشعرية، فضال عن انعكاس عمق االنتماء

المكاني لتراب هذا الوطن.

المواطنة، عن الماجد عبرت هكذا، الســـيـــمـــا تــوظــيــفــهــا لـــلـــمـــفـــردة الـــلـــغـــويـــة انتماءها؛ رسخت التي الشعرية والصورة النص في ومتعلقاته الوطن، فاستحضار الشعري داللة أكيدة، وإشارة واضحة إلى إبراز دور النص الشعري في الكشف عن

تجربة الشاعر وموقفه الفكري.

* جامعة اجلوف.

SAYS

ARA جمادى الثاني118

مايو1432هـ2011م

< مالك اخلالدي*

1- قال ياقوت: عقدة الجوف موضع في سماوة كلب بين الشام والعراق، ذكره

المتنبي في قوله:

ــــا بــــالــــنــــقــــاب ــــخــــيــــرن وأمـــــــســـــــت تــــرى ــــق ال ووادي الــــمــــيــــاه وادي

ـــــت )بـــســـيـــطـــة( جــــــوب الــــرا وجـــــابالـــمـــهـــا وبـــــيـــــن ـــــعـــــام الـــــن بــــيــــن ء

إلـــى عــقــدة )الـــجـــوف( حــتــى شفتــــــجــــــراوي بـــعـــض الـــصـــدا بــــمــــاء ال

والــــــصــــــبــــــاح صـــــــــــور لـــــهـــــا والح والـــضـــحـــا لــــهــــا الـــــشـــــغـــــور والح

ــــعــــي ديـــــــداؤهـــــــا ــــجــــمــــي ومـــــــــس الوغـــــــادى )األضــــــــــارع( ثــــم الــــدنــــا)1(

وبسيطة: أرض زراعية خصبة تقع في الجوف، واألضارع إحدى قرى المنطقة.

عن الــبــلــدان فــي اليعقوبي يقول -2الجوف منطقة مــن طــي مــن قسم رحيل بني سعد في حائل على لسان ديــار إلــى

األحيمر السعدي الشاعر:

والـــنـــوى الــنــقــل بـــائـــع مـــوســـى وأن ـــــــاب والــــســــتــــار خــطــيــر ـــيـــن ب لـــــه ب

خال )الجوف( من قطاع سعد فما بهامصير)2(. البتول يرجو لمستصرخ

نواف األمير التنوخي مــدح وقــد -3ــجــوف قديما( الــشــعــالن )أحـــد أمــــراء الالنخيل منظر ورأى الــجــوف زار عندما فــي شمال رحلته أثــنــاء بها يحيط الــذي

الجزيرة العربية ببيتين:

الـــديـــار وأهــلــهــا لــقــد زرت لــعــمــري وطـــفـــت بــهــا حــتــى دعـــيـــت بــطــواف

الجوف في ذاكرة التاريخ واألدب

لم تغب منطقة الجوف عن ذاكــرة الحضارة فكانت تطل بين الفينة واألخــرى من بين سطور الخلود في أسفار األدب والتاريخ، ولعلنا نقف على بعض تلك المواضع

كمصافحة سريعة لنبض الجوف المضيء.

فمن المواضع التي ذكرت فيها الجوف ونواحيها في شعر العرب ما يلي:

SAYS

ARA119 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

ســوا

ــــــــأقــ

يـــزهـــو )الــــــجــــــوف( ـــل مـــث أر ـــم فـــلبنخله ولم أر فيها حاكما مثل نواف)3(

3- وقــال يــاقــوت: ذهــب بعض الــرواة كان ومــعــاويــة علي بين التحكيم أن إلــى بدومة الجندل، وأكثر الرواة على أنه كان ـــأذرح، وقــد أكثر الشعراء في ذكــر أذرح بوأن التحكيم كان بها، ولم يبلغني شيء من الشعر في دومة إال قول األعور الشني وإن

كان الوزن يستقيم بأذرح وهو هذا:

رضــيــنــا بحكم الــلــه فــي كــل مــوطــنــفــان ــل وعـــــمـــــرو وعــــبــــدالــــلــــه مــخــت

ـــيـــس بــــهــــادي أمــــــة مــــن ضـــاللـــة ولــان)4( )بــــدومــــة(، شــيــخــا فــتــنــة عــمــي

ودومـــــة الــجــنــدل إحــــدى مــحــافــظــات منطقة الجوف.

4- وقال الفرزدق:

طــواهــن مــا بــيــن الــجــواء و)دومــــة(العصب)5(. من البرود طي وركبانها

5- قال األعشى:

ــا والــــوالئــــدا أجـــــدك ودعــــــت الــصــبقاصدا فيهن الجور بعد وأصبحت

أبــتــاع جــهــال بحكمة أن ومـــا خــلــت ومـــا خــلــت مــهــراســا بــــالدي ومــــاردا

ـــاب الـــقـــامـــوس ـــت وأشـــــــار صـــاحـــب كالــمــحــيــط إلـــى أن مـــــاردا حــصــن بــدومــة البناء: فــي التمريد قـــال: حين الجندل مطول، ممرد: وبناء والتسوية، التمليس

والمارد: المرتفع والعاتي، وقويرة مشرفة مــن أطــــراف خــيــاشــيــم الــجــبــل الــمــعــروف بالعارض، وحصن بدومة الجندل، واألبلق فعجزت الزباء قصدتهما بتيماء، حصن

فقالت: )تمرد مارد وعز األبلق()6(.

6- قال أبو الذيال البلوي:

ولــــم تـــر عــيــنــي مــثــل يــــوم رأيـــتـــهبـ)زعبل( ما اخضر األراك وأثمرا)7(.

وقد رجح سعد ابن جنيدل في كتابه بالد الجوف بأن زعبل المذكور في البيت

هو الحصن الواقع في سكاكا الجوف.

بـــــن ضـــــرار الــــشــــمــــاخ وقــــــــال -7الذبياني:

فأضحت بصحراء )البسيطة( عاصفاتولي الحصا سمر العجيات مجمرا

الــحــمــوي: )بسيطة ــاقــوت ي ذكــرهــا البادية في أرض بسطة تصغير بلفظ

بين الشام والعراق()8(.

في خصبة زراعــيــة أرض وبسيطة منطقة الجوف.

وسنعرض اآلن شيئا مما قاله بعض الرحالة والمؤرخين عن منطقة الجوف:

قال العالمة حمد الجاسر -رحمه الله- -: )و بالد الجوف أثيرة في نفسي، فقد سعدت بزيارتها مرات، وعرفت -بين من مــن خيرة من أمــيــرا أهلها- مــن عرفت عرفت من األمراء خلقا وتواضعا ومحبة ينال هذا أن على الخير، وحرصا لفعل

SAYS

ARA جمادى الثاني120

مايو1432هـ2011م

من نصيبه بــالدنــا مــن الحبيب الــجــزء التقدم واإلصالح كامال غير منقوص()9(.

بعد )و بــن جنيدل: الــمــؤرخ سعد وقــال -مشاهداتي ما فيها من آثار التزال ماثلة تدل على عراقة تاريخية وقوة عمرانية، وما رأيته فيها من نهضة عمرانية وتقدم في مــحــدودا تفكيري يعد لم اجتماعي بصورة ومشاهداتي مالحظاتي تدوين

موجزة()10(.

أتينا )وفجأة بلنت: آن الليدي الرحالة -إلــــى مـــا يــشــبــه طــــرف حـــــوض، وهــنــاك امــتــدت واحــة إلــى األســفــل بالقرب منه بــســور ذي النخيل مــحــاطــة واســعــة مــن أبراج على مسافات بينها، ومدينة صغيرة القلعة السوداء، لقد كنا في ملتفة حول

الجوف!()11(.

فالين: أوغست جــورج الفنلندي الرحالة -)وصلنا عند آخر وادي السرحان إلى دائرة من الجبال الصغيرة الكلسية الحجارة تقع

التي يفتخر سكانها بينها مدينة الجوف، بتسميتها )جوف الدنيا( ألنها تقع على بعد متساو من مختلف تخوم الجزء الشمالي

من أرض الجزيرة العربية(.

المدينة هــذه في ما أغــرب )إن ويقول: -التركيب االجتماعي لكل قرية، فلكل قرية منظرها الخاص، وسكانها المتميزون عن

غيرهم()12(.

وقال الرحالة لوريمر عن مدينة الجوف: -)هي أكبر مدينة في والية أمير جبل شمر

في أواسط شبه الجزيرة العربية()13(.

و يقول الباحث تركي القهيدان: )المنطقة -تــضــم آثـــــــارا نــــــادرة جــعــلــت الــبــاحــثــيــن وهي آثارها، عن بحثا إليها يتقاطرون جديرة بأن يبحث الباحثون في تاريخها، ويكتب عنها الكتاب وينقب المنقبون عن آثارها، وأرضها من أخصب األراضي في المملكة، ومياهها من أوفر وأعذب المياه

في الجزيرة()14(.

)1( معجم البلدان لياقوت احلموي.)2( هدية األصحاب في جواهر أنساب منطقة اجلوف لعبدالرحمن الشايع.

)3( شبكة املعرفة الرقمية.

)4( معجم البلدان لياقوت.)5( بالد اجلوف لسعد بن جنيدل.

)6( املرجع السابق.)7( صفة جزيرة العرب حلمد اجلاسر.

)8( كتاب السمح لسليمان األفنس الشراري صفحة 29.)9( كتاب بالد اجلوف لسعد بن جنيدل.

)10( املرجع السابق.)11( كتاب رحلة إلى جند ملؤلفته الليدي آن بلنت.

)12( كتاب اكتشاف جزيرة العرب ملؤلفته جاكلني بيرين.)13( كتاب بالد اجلوف لسعد بن جنيدل.

)14( اجلوف أرض اآلثار واحلضارة للقهيدان.

SAYS

ARA121 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

ســوا

ــــــــأقــ

< محمد جميل أحمد، نصار احلاج*

اإلحساس المريح في المكان... والكثير من مفردات شعور تجعل الشاعر أكثر ثقة بما سيقول. في مطار الجوف استقبلنا ظهر الجميل المصور 2011/1/12م األربــعــاء والصحافي الــضــمــيــري(، الــشــاب )صـــالح األستاذ )ضاري الحميد(، تحركنا مباشرة تبعد 50 الــتــي الــجــنــدل إلــى مدينة دومـــة إلى متجهين سكاكا مدينة عن مترا كيلو مع سريعة إطاللة وعبر الــجــوف. متحف )مدير القعيد أحمد لألستاذ ممتع شــرح الــمــتــحــف( ولــقــطــات تــصــويــر مـــاهـــرة من كاميرا صالح بدا لنا لوهلة أننا أمام ماض لحظات نمسكه أن يستحق الحاضر في

الجندل دومـــة السحيق؛ الــزمــن ذلــك مــن التاريخ في أثرية احتضنت ظالل حاضرة مكان شهد نقطة جذب والتقاء بين الشام عمر ومسجد مــارد بقلعة مررنا والعراق. عريقة وأحجار ردهــات عبر الخطاب بن القدم... ثم أطللنا من وراء التل على بحيرة ذلك من إرث فيهم الجوف أهــل ساحرة. المزيج الشامي والعراقي في تخوم الجزيرة للزيتون يانعة العربية رمال متدفقة وزروع )النويصر( متحف )الــبــســيــطــة(.وفــي فــي كانت المنطقة تحتفظ بصورتها في التاريخ القريب: أوان من الطين، وبنادق من القرن التاسع عشر، وصور ألبناء نوري الشعالن

بحيرة خلف التل:

ليلة شعر سودانية بنادي الجوف األدبي

إلى من يبحثون ربما، تــدري، وأنــت ال المختلس الفرح أن تحمل بعض ما أجمل عنه في المنفى والغياب. في يوم بارد هبطنا على مطار مدينة سكاكا الجوف تلبية أعتذر عنها ألسباب ليلة شعرية سودانية األدبــي إلحياء النادي كريمة من لدعوة محمد كبيرنا عنها غــاب فيما رجــب عيسى عصام )الثالوث( في صديقنا قاهرة مدني. بفضل حفاوة وترتيب رئيس النادي األدبي بالجوف األستاذ األديب إبراهيم العريقة في دومة اآلثــار المكان: الحميد، كان كل ما حولنا يوحي بزمن ما خارج

الجندل، بشاشة اللقاء وحفاوة الكرم،

SAYS

ARA جمادى الثاني122

مايو1432هـ2011م

تذكر بأجواء الثورة العربية الكبرى... وذئاب إلى وصلنا العصر بعد محنطة. بــظــالل فندق )النزل( بمدينة سكاكا حيث كانت لنا فيه راحة يسيرة وكرم باذخ بصحبة ضاري الــرمــحــي حتى ــاذ محمود وصـــالح واألســتأزف موعد لقاء مع جمهور كريم من أبناء الجوف ومن أبناء السودان توافدوا للنادي ليسمعوا شعرا في يوم ربما كان الشعر أقل منه بكثير في نفوس السودانيين؛ ذلك اليوم فيه نستفيق يــوم أول كــان 2011/1/12م كل قلب على المر االنفصال حقيقة على النفوس في حاضرا الحزن كان سوداني. لــكــن جـــدل الــشــعــر وقـــدرتـــه عــلــى تمجيد الجمال في الحزن وإشاعته في كل النفوس الحزن مــن وجــعــل الــحــاضــريــن. بين جمع جميال ربما. بدأت األمسية بكلمة ترحيبية من رئيس النادي األستاذ إبراهيم الحميد يقدم أن منا واحــد كــل اقــتــرح على حيث صاحبه في إشاعة ذكية إلحساس بحميمية المكان. قرأنا من الشعر ما جعلنا نشعر في

السودانيين وجــوه بأن األمسية تلك نهاية رغم حزنها عكست امتنانا وشعورا في ذلك حملنا أنا لو كما أحسسنا الحزين. اليوم إليهم عزاءا مؤقتا في تلك النصوص وخدرا خفيفا على هامش المنفى. فالحزن الذي تدفق في النصوص بطريقة ال شعورية، كان عن )الحياة( لتغطية صحيفة ذكيا عنوانا األمسية حيث جاء فيها بعض ما قرأناه من نصوص، ومن ردود على أسئلة الحضور...)قال الشاعر نصار الحاج إن قصيدة النثر هامشا. تعد ولم اآلن كبيرا حيزا أخــذت يجب أن نكون متحركين في جميع جوانب أن الــضــرورة من الشعر. في كما الحياة، تحصل تحوالت هنا وهناك. وقصيدة النثر رهان يتحرك على نطاق أوسع، فيما اعتبر غموض أن أحــمــد جميل محمد الشاعر الشعر هو الذي يسمح بقراءته للمرة األولى والثانية والثالثة، وأن للقصيدة منابع كثيرة. الشعر هو الشعر سواء كان مقفى أو نثريا أو حتى تفعيلة هذه أشكال خارجية للشعر؛

SAYS

ARA123 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

ســوا

ــــــــأقــ

أن كما الــداخــل، في يتشكل الــذي الشعر اإللهام مــن تأتي غامضة الشعر مــصــادر والذاكرة ومن التجارب الشخصية أو تأتي من طبيعة الحياة العامة. وفي إجابة على أجاب الشعراء، قصائد في الحزن ســؤال شخصا لــكــل بـــأن جميل محمد الــشــاعــر هل الــســودان في يحدث ما »ولكن حزنه، لــلــفــرح؟«؛ فــي إجــابــة ضمنية على يــدعــو

الحزن على انفصال الجنوب.

قـــرأ نــصــار الــحــاج قــصــائــده مستهال جـــاء السافــــــــنا، وردة بقــصيدة: إيـاها فيها »واحدة من نيران السافنا/ عشب الله كولمبوس الزنج/تلعن غابات في الساحر ــيــه لهسيس ــح أذن فــي غــفــوتــه األبــديــة/فــت » ثانية األولــى بشهوته القادم/نام النسل »أيها األصدقاء: أيها من قصيدة: قرأ ثم زرقــتــهــا الــتــي رصفنا ــمــاء األصــدقــاء/الــسبالفوانيس/ األرض رمــاد هر/لونت بالس

الــبــراكــيــن فــي عتمة وأزهـــرت/كـــأحـــجـــار أحمد جميل محمد الشاعر تــاله الليل«. المحو ســيــرة قــصــيــدة: منها قصائد فــي كنت عابـرا « ومنها مقفاة، قصيدة وهــي ـن ـريــقــهـ بـ ضـباب/والــمـرائي روب ــد ـــ والما/ فــلـ األمانـي ـــي حول ــراب/لمعـــت الســـاب/ غ ـــر ــنــي ال ـــ ـــ ــادرت ـــك الـــوصـــــــل غـــ أوشـــــيـــد ـفا/ب خـفـي ا هـشـ كالـغـيـوم أزل لـم ـوع دمـ ي كــتــاب/فـكــأنـ يـالي ـ والـلـ المحـو مـذ عـمـر ـمـوع الشـ كــأن شـمـعتــناهى/أو اب«. ليعود الدور إلى الشاعر نصار ليقرأ قصيدة: الغريب يقول فيها البيت الذي كان أبوابه/صار باألصدقاء/ تصدعت مأهوال ت من مأوى للعناكب/ والحيوانات التي فر

المجنزرات/صار صرير حظائرها/تحت الشارع/ والطير يقود إلى مقبرة األطفال«. ثم قرأ محمد جميل أحمد قصيدة بعنوان نطلع نحن، الليل »شجر ومنها الطرائد، من عتـبات الصدى./ الغيوم نساء توشـحن فلك يندبون/على فرساننا الطرائد، بين الدهر/ ،/أول مغلولة والقبائل خــاســر،

دى ما تقول به آخره في الرمال./كان الصراد«( انتهى الريح،/كان المدى صهوة للطـ

التقطنا صورا وذكريات مع األصدقاء بنادي الجوف وعلى رأسهم األستاذ إبراهيم في السودانيين بعض مع وكذلك الحميد المدينة. في الليل كنا في موعد مع جلسة سمر على مأدبة عشاء عامرة بمنزل األستاذ إبراهيم الحميد رئيس نادي الجوف األدبي، حفها جمع كريم من مبدعي منطقة الجوف عبدالرحمن الكبير المبدع رأسهم وعلى الدرعان، والدكتور جميل الحميد، والقاص الــذي محفوظ د.عــمــر المصري والــنــاقــد الذكية بتعليقاته الــيــوم طـــوال معنا كــان وروحه المرحة. وبدعوة كريمة من األستاذ إبراهيم الحميد ذهبنا في اليوم التالي في عبدالرحمن األمــيــر مؤسسة لمقر زيـــارة الثقافي المعلم وهــي بالجوف السديري البارز لمنطقة الجوف. فهي بحق مؤسسة مثل الــدوريــات من العديد تصدر مرموقة مــجــلــة )الـــجـــوبـــة( الــفــصــلــيــة الــتــي يـــرأس تحريرها األستاذ إبراهيم الحميد، وكذلك مجلة )أدوماتو( التي تعنى باآلثار في منطقة الجوف. يضم مبنى المؤسسة مكتبة كبيرة للكتب في مختلف مجاالت العلوم باإلضافة بحق تعتبر حديثة إلكترونية مكتبة إلــى

SAYS

ARA جمادى الثاني124

مايو1432هـ2011م

الجوف. بمنطقة والمعرفة للثقافة منارة ويومية شهرية دوريــات المكتبة تضم كما وفــصــلــيــة كــثــيــرة جـــدا مــن مختلف أنــحــاء صحبتنا في وكــان والعالم. العربي العالم األســتــاذ الخيرية الــســديــري مؤسسة فــي

والشاعر صديقنا محمود الرمحي.

ثمة جهود كبيرة يقودها األستاذ إبراهيم األدبـــي عبر الــجــوف ــادي ن رئيس الحميد والثقافة التنوير في الجبهات من العديد بالمنطقة فهو من خالل واإلبــداع والوعي الثقافية األنشطة على المتعدد إشــرافــه يمتحن قدراته وصبره على مواجهة الكثير التنويري تعترض نشاطه التي العوائق من وهي عوائق صبر في مواجهتها في مواطن كــثــيــرة. مــع ذلـــك يــبــدي األســـتـــاذ الحميد بالغة وحــفــاوة كريما وخلقا جما تواضعا

تشعرك كما لو أنك تعرفه من قبل.

كــانــت ليلة حــافــة بــحــديــث شــجــي عن سمعنا الــحــيــاة وشــجــون واإلبــــداع الشعر األستاذ مــن وصــادقــا عميقا حديثا فيها عبدالرحمن الدرعان، وتحدث فيها كذلك إبـــراهـــيـــم الــحــمــيــد عـــن منطقة ـــاذ األســـت

شغفه عن كشف بكالم وتاريخها الجوف الجميل وإحساسه المنطقة بتلك العميق إمــكــانــات سياحية مــن عليه تــنــطــوي بــمــا

وآثارية كبرى.

كانت رحلتنا سياحة شفيفة في التاريخ مع الدافئة اإلنسانية والعالقات والشعر ال النبيل صدقهم بعمق تشعر أصــدقــاء في الكالم الذي ينتقونه كما ينتقى أطايب الــثــمــر بــل وكــذلــك فــي األشــيــاء الصغيرة عن المعبرة الحميمة والترتيبات واليومية

حبهم للشعر واإلبداع والمبدعين.

حين غادرنا مدينة سكاكا الجوف في مساء ممطر شعرنا كما لو أننا اقمنا فيها دهرا سعيدا وعدنا منها محملين بحقيبتين األمير مؤسسة بــإصــدارات ملئتا أنيقتين عــبــدالــرحــمــن الــســديــري الــخــيــريــة وبعض وشهادتي األدبــي الجوف نــادي مطبوعات ترتيبات وبفضل األمسية. تلك تقدير عن القاضب حــمــد عــبــدالــســالم الــقــديــر األخ الجوف بــأدبــي العامة الــعــالقــات مــســؤول من لنا قدمه ما بكل ميسرة رحلتنا كانت اهتمام وتدابير غاية في اللطف والتهذيب.

صدر حديثا عن النادي األدبي بالجوف

ديوان »بريد الحواس«للشاعر محمد جميل أحمد

SAYS

ARA125 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

عيةبدا

ت إادا

شه

شهادات إبداعية

SAYS

ARA جمادى الثاني126

مايو1432هـ2011م

تلك أتــذكــر أن اآلن أســتــطــيــع ال ــتــي دفــعــتــنــي لــلــخــروج عن الــلــحــظــة الالقطيع، تلك اللحظة التي تشبه تماما

لحظة مــولــدي وانــدفــاعــي بــرعــب من المعقدة. الحياة إلــى البسيط الرحم وبــالــعــمــوم ال أعــتــقــد أن هــنــاك أحـــدا

السر..شهادة إبداعية مزيفة

< ماجد الثبيتي*

»لو أن حجرا كلمك.. هل كنت ستخبر أحدا بذلك؟«)يوجين غيفلك(

طرق أصبحت والجمود، والتناقضات التعقيدات من بالكثير مليء واقــع في أيامي تصدره الــذي األزيــز بعيد، مكان إلى تسير في حياتي العفوية التعبير وأشكال الحياة من حولي ال يمكن سماعه جيدا، والمحاوالت العبثية في فهم في كانت الكتابة المائة. في مائة ومستبعدة خاطئة مسألة شيء كل وإدراك البدء المحاولة رقم واحد لتسليط الضوء على الندوب التي تتركها مشاهداتي للهواء منفذا والــتــأمــل« والــفــن والــقــراءة »الكتابة أصبحت وبــبــطء اليومية. المتخيل، ثقبا لأمل االسم، وفرصة أخيرة في عدم االنجراف للواقع المعقد

والمتناقض والجامد أعاله.

SAYS

ARA127 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

عيةبدا

ت إادا

شه

كتلك، لحظة تذكر يستطيع العالم في يــوم وكـــل ــيــوم ال بعمق أستشعر ولــكــنــي من الــبــدء فــي الحثيث السعي لحظات جديد وإربــاك ذاتي بطريقة تختلف عن تلك الــتــي كــانــت بــاألمــس، وإربـــاك أكبر الــقــراء معي وإثـــارة رتابة هذا عــدد من العالم وهمجيته وفوضاه بأسئلة صادمة

ومبهجة ومغايرة في آن.

الشخصية الــحــالــة تــلــك أرى لــســت أو خاطئة أو األحـــوال صحيحة كل في ــذلــك، قـــدر ما بـــاألحـــرى لــســت أســعــى لأرغب حقا في الهرب الناجح من تحديد الــحــالــة والــتــنــظــيــر لــهــا وأتــمــنــى أحــيــانــا أمنية عن عوضا البحث مواصلة كثيرة

الوصول!

الــتــي تغمر الــحــديــثــة الــوســائــط أن الــعــالــم تــســاهــم كــلــيــا فــي إعــــادة قـــراءة تــردد دون والــحــيــاة واألفــكــار المفاهيم الحديثة الــفــنــون وأن لــحــظــي، وبــشــكــل التغيير تساهم في صنع أشكالها بكافة التي الطويلة القفزات وتواكب والتحول ينتجها العلم وتتلقاها الحياة. هكذا أفهم

األمور تقريبا...

2

> »لماذا اخترت الكتابة؟«.سأل المحاور

< »لكي ألتقي بالنساء الجميالت«.أجاب نورمان ميلر

هل يمكن تفسير األمر على أن الكتابة للكذب، فرصة كانت القصة وتــحــديــدا لتنمية الكذب والخيال بالتحديد؟ الكذب الطفولي المتقن الذي كنت أمارسه وتطور إلى فن رفيع؟ أو أن الكتابة خرجت من صــلــب الــحــيــاة الــمــعــاشــة داخــــل مجلس البادية الله؟ حيث قصص والدي رحمه الالذعة في أحاديث وأشعارهم ونكاتهم الكبير الـــرمـــزيـــة وجـــانـــب ــمــجــالــس؟ الشعر فــي ومــؤثــرة عميقة وجدتها الــتــي السن كبار يروونه الــذي مثال المحاورة أو الذي نحضره في المناسبات الشعبية واالجتماعية ورمزية المزح واللمز العميق ويــمــررون المجالس يتصدرون مــن بين كانت وراء رسائل موجعة ومضحكة معا

تخلق لذة الكتابة؟

االعتقاد األغلب هو أن جانب الموهبة تكون عبر عدد رهيب من المؤثرات وال أنسى منها الرغبة الشخصية التي قالها ميللر نورمان العظيم اإلمريكي الروائي

أعاله.

3»كفوا عن سؤالي عن برنامجي: أن

أتنفس، أليس برنامجا كافيا«سيوران

في المدرسة لم أجد حافزا للكتابة الثانوية، مــن متأخرة مرحلة فــي عــدا بينما ما أتذكره حول مرحلة المتوسطة وله عالقة بجانب القراءة غير المنهجية الــمــدرســة لمكتبة فــقــط عــابــر مــشــهــد

SAYS

ARA جمادى الثاني128

مايو1432هـ2011م

مشهد قليال. والمعتم المغبر آنـــذاك، ذلك وتــال وذا حميمية صادقة. خــاص ــــات عـــدد كــبــيــر مــن كــتــب الــجــيــب »روايمراهقتي في تتناول والتي المستقبل« القدرة وتلك العلمي الخيال مواضيع على كسر الواقع دائما وبدرجة متطورة. حتى جـــاءت نــافــذة الــعــالــم »اإلنــتــرنــت« على تجربتي في جديدة آفــاق وفتحت للخيال دائمة مالحقة على شــيء. كل بكل شيء والسماح أبعد إلى والوصول على والــقــدرة قبل. من مستحيال يبدو اهتمامات الــمــجــهــول الــعــالــم مــشــاركــة ــعــددة وتــنــمــيــة مـــا فـــي داخـــلـــي عبر مــتالــتــواصــل والــنــشــر اإللــكــتــرونــي ولمس ردود المتلقين في حينها. فجاءت جائزة لمجموعتي 2008 العالم في الشارقة القصصية األولى »والوحيدة كما أعتقد

لعدد عــالــيــا معنويا جــــزاءا مستقبال« حينها. فــي المحلية اإلحــبــاطــات مــن والمكسب المهم كان في جعل من حولي من أسرتي أخذ اهتمامي بالكتابة مأخذ

الجد ودعمي الحقا.

واإلبـــداع الكتابة لحظة بــأن أعتقد اســتــقــالل عن هــي لحظة بشكل خــاص المغايرة على ما جرت االعتياد وموقف األمور وخالصة اإلساءة أحيانا لما يمكن أجدها ولذلك منه. مفروغ أمر اعتباره لحظتي الذاتية والوحيدة والممتعة جدا.

الــكــراهــيــة لجميع مــن جــعــل مــديــنــا المتقن، للكذب للكتابة، مــبــرر أحــيــانــا لـــإســـاءة الـــثـــأر، ولــكــل الــلــحــظــات التي

جعلتني والعالم أنداد.

14-فبراير-2011

* شاعر وقاص سعودي.

صدر حديثا عن النادي األدبي بالجوف

ديوان»رغوة تباغت ريش األوراق«للشاعر إبراهيم الحسين

SAYS

ARA129 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

عيةبدا

ت إادا

شه

لدي عين لص.. ومخيلة محتال الوحيدة عيني هــي الــلــص وعــيــن

المبصرة عند الكتابة.. القصة لكتابة طــريــقــي ــرت واخــت

بهذه العين.. بــأقــل أخــبــركــم أن وأود فـــكـــرت، التفكير، هذا عن للملل مثيرة كلمات بأن الكتابة بعد أن زحزحت )الصورة( الطريقة أصابت أن بعد رجعة، وبــال الــقــديــمــة لــلــســرد والــتــي تــرتــكــز على

كتابة أن فكرت مقتل.. فــي الــوصــف نـــصـــا قــصــصــيــا تــــحــــاول مــــن خــاللــه الدخول في منافسة مع( الصورة(.. أي أن تكتب حدثا موازيا، ممتلئا بالصور، واألحداث، والعد التنازلي، والتشويق..

أنت رجل مقضي عليك. تتمكن ال ــة زاوي من الكتابة يجب بــراعــتــهــا( من كــانــت )الـــصـــورة مهما

التقاطها.. ــغــل عــلــيــه.. ولــيــس هــــذا مـــا أشــت

التواصل في ستفكر تأكيد بكل بالفزع، ويصيبك مهما، تقوله ما تجد ال أن بطريقة أقل مواجهة.. أن تكتب ما تود قوله.. سيكون أقل أهمية بالطبع.. وأقل

تلقائية لكنه بالنسبة لي أكثر تسلية وأكثر سالمة..

قلت تسلية؟!. بالفعل.. هذا توصيف دقيق لما أقوم به.. كنت أتمنى لو كان لدي هم كبير أكتب من أجله.. أمر طوباوي أود بلوغه أو النضال من خالل الكتابة

لتحقيقه.. لكن، مع األسف، ال أستطيع إدعاء مثل هذا األمر.

شهادة إبداعيةعين لص.. ومخيلة محتال

< ضيف فهد*

SAYS

ARA جمادى الثاني130

مايو1432هـ2011م

بالضرورة أن أكون نجحت فيه..الــمــهــم أنــنــي عــرفــت شـــروط اللعبة

وامتثلت لها.الكتابة.. قضية في جــدا أناني أنــا متسعا أجــد ال الــذاتــيــة.. للمتعة أكتب كما طوباوية( أو كبيرة )بهموم للتفكير العابي الكتابة هي مصنع ذكت سابقا.. بتحويل التفكير الخطأ ومن الصغيرة.

مصنع العاب إلى مصنع ذخيرة مـــا أقـــــوم بـــه مـــن خــــالل نــصــوصــي للهروب مقترح تقديم هــو القصصية من الحكاية وفي ظل تواجدنا في مدن

)تخلو( من الحكاية( تقريبا..أنت أمام خيارين.. إما أن )تخترع( النص يــقــوم عليه الــحــكــايــة غــيــر أمـــرا

القصصي.. )إلـــــى ـــة ـــحـــكـــاي ال هــــــذه تـــنـــقـــل أو تكتب نصا ســرديــا عن أن الــمــاضــي(.. أنه يحدث.. يفترض اآلن.. حكاية عما تكون السردية.. للشروط فيها وتمتثل

مزورا صغيرا.. كتابة نصوص الذين نجحوا في كل هــربــوا أنــهــم نــجــد مختلفة.. )مــحــلــيــة( التاريخ إلى حكاياتهم نقلوا للماضي..

الذي كان يمتلك )حياة(.. )مقفلة( مــدن فــي حكاية تكتب أن يكتب كمن بالضبط أنــت ناسها.. على )تحلم( عــالــم عــلــمــي(.. )خــيــال حكاية

بوجوده..

فــكــرت أنـــه إذا مــا كـــان الــشــعــر هو لمصلحة )الـــزمـــنـــي( لــكــســر مـــحـــاولـــة

المطلق..لــمــاذا ال نــحــاول فــي الــســرد كسر

)الحكائي( لذات المصلحة.نعم، السرد، أو أي عمل فني هو لفت

انتباه لطريقة تفكير الذات المنتجة.. علي يــقــول والممتنع الــمــمــنــوع فــي حرب عن التفكيك بأنه )قطع الصلة مع المؤلف ومراده ومع المعنى وإحتماالته. الخطابية الوقائع مع التعامل يجري به أو تـــدل إشـــــارات بصفتها ال وحـــدهـــا، يجري مــواد بوصفها بل تنبئ، عالمات تتعلق بكيفية العمل عليها إلنتاج معرفة ا « فإن ولهذا والمعنى. المعرفة إنتاج لتفكيك يتجاوز منطوق الخطاب الى ما يستبعده ما إلــى واليقوله، عنه يسكت نــبــش لــألصــول وتعرية إنـــه ويــتــنــاســاه.

لألسس وفضح للبداهات.ومن هنا يشكل التفكيك استراتيجية الذين يريدون التحررمن سلطة النصوص وإمبريالية المعنى أو ديكتاتورية الحقيقة. بهويتهم عالقتهم يمارسون الذين وكــل تضعهم مفتوحة بطريقة تهم وإنــتــمــاءا خارج أي تصنيف جاهز أو إطار جامد. ومأزقه أن منطوقه يقول لنا بأن الخطاب

ليس بمنطوقه بل بالمسكوت عنه(.إنشاء أحـــاول صنعه عند مــا وهــذا أي نــص.. أي نص يفكك نفسه قبل أن

يمارس عليه هذا الفعل.

* قاص سعودي.

SAYS

ARA131 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

عيةبدا

ت إادا

شه

نربيه داخلنا الذي أم من الشغف تجرح نـــداءات ــا أرواحــن تخترق حين براكين فوهات وتوقد ساكنة أســرارا أرواحنا البعيدة من التخوم كامنة في فتنهمر بذرة البحث عن إجابات أو عن

أسئلة ورغبات؟

ــقــاحــات إنــــه الــشــعــر يـــأتـــي مـــن لعديدة...

ـــولـــد مـــن بــراكــيــن فـــي الــمــاضــي يالــســحــيــق ومـــن يــنــابــيــع فـــي الــحــاضــر أن دون يتخلق كــالــرمــال، الــمــتــحــرك زلــزال أنــه ونـــدرك نحسه لكننا نـــراه

يا ترى من أين تبدأ الشهادة الشعرية؟

هل من ذلك النبع السحيق حد الخرافة واألسطورة؟

أم من الالوعى الموغل في غراباته وغيبياته، الالوعي الذي لن نستطيع اإلمساك به وترويضه أبدا؟

وقراءاتنا وتوقعاتنا وخياالتنا ومشاهداتنا إدراكنا مع الملتبس وعينا من أم الكائن هــذا ويــولــد ولـــد أيــن مــن لتفسير المستمرة ومحاوالتنا وتراكماتنا

السحري داخلنا؟

شهادة شعرية

< نصار الصادق احلاج*

SAYS

ARA جمادى الثاني132

مايو1432هـ2011م

الروح وضوء الحياة والنهر الذي يجرفنا القرابين ويلتهم بأغنياته يــهــدر حين أمواجه وشالالته تعكسها التي بالبهجة ال الــتــي والــمــيــاه وأســمــاكــه وتماسيحه تــتــوقــف عــن غــوايــاتــهــا ورمـــالـــه الــتــي ال المارقين ــهــواة وال الــعــشــاق عنها يغيب

والمتمردين والسحرة...

التي برهاناته المستقبل من ويولد تشبه ماوراء الشعر، تشبه خلوده، تشبه نبوءاته، تشبه ال حتمياته تشبه قطيعته مع اإلجابات اليقينية التي تشكل حجابا يتخلق مستقبل نحو بعيدا العبور مــن

دائما...

المستقبل متعدد والشعر متعدد.والــشــعــر الــحــيــاة ذروة الــمــســتــقــبــل اإلنسانية وجوهر الحياة خالصة ذروة

الشفاف.

باختراقاته دائــمــا يأتي المستقبل رهــانــاتــه واخــتــبــار ومعطياته وكــائــنــاتــه والشعر وإشراقاته وخيباته ومفاجآته

كذلك.

التي بــالــنــطــفــة الــقــبــض لــنــا فكيف تصبح شعرا لنحدد من أين جاءت وكيف

جاءت ومتى وكيف تخلقت؟

إنه الشعر يولد من إختالط األنساب هذه تعددت كلما وراسخا بهيا ويصير اللقاحات، كلما تراكمت المياه وتوهجت القصية الكهوف رحــم في نبتاته بــذور

بهذا تتجدد التي نطفته تحتضن التي ــه الــخــلــق الــمــخــتــلــف لــجــيــنــاتــه وعــالقــاتالتي الطيور ومثل الحب مثل الــمــاردة ماسكة وهي وأوكارها فضاءاتها تختار هواة يصطادها أن قبل حريتها بشرط

األقفاص والقناصة.

ومولودها الحرية جنين الشعر إنه يكون الحرية تنعدم حين لهذا اهي، الزأول المارقين والعابرين إلى زلزلة عروش

الطغاة هو الشعر.

هل هذه شهادة شعرية التي أكتبها؟

أم هو هروب من الشهادة الشعرية؟ التقطنا مــهــمــا قـــاصـــرة ســتــكــون ــي ــت اللنا يــبــدو مــا ورصــدنــا حياتها تفاصيل داخلنا الشعر أوجــدت التي التربة أنــه الــدم أنها ظننا بمياه سقيناها ومهما ـــذي ضـــخ حــيــاة الــشــعــر فــيــنــا، ومهما الاصطادت ذاكرتنا وجها من حياة الشعر الخيبة بسندان ذاكرتنا سنضرب فينا إشارات نسيانها أخرى على أوقات في

مهمة من هذه الحياة الشعرية.

إذن على أن أحكي التفاصيل العادية ذاكــرتــي يـــداي وأدركــتــهــا الــتــي لمستها ــــي على واخــتــزنــتــهــا وصــورتــهــا لــي أدواتحول شهادتي ومــؤشــرات مكونات أنها إدراكـــي أنــهــا وعــلــى الــشــعــريــة تجربتي لــلــشــعــر... وعــلــى أنــهــا الــمــحــطــات التي

SAYS

ARA133 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

عيةبدا

ت إادا

شه

وعلي كتابتي بوصلة فــي الشعر تعني ان أدرك أن هنالك أشياء ستغيب ولهذا الشعرية الشهادة كتابة أعدنا لو ربما الكثير من مرات ومرات ستكون هنالك هنالك ستكون المتحركة، التفاصيل المتعددة، ستكون التصورات الكثير من ألنها ليس الشهادات، من الكثير هناك محض خيال بل ألنها شريكة للواقع في كالهواء، المتدفقة مجرياته من الكثير وبعمق العمر أيــام بطول تتخلق وألنها والمشاهدات المالحظة وبقوة الذاكرة

والقراءات والتحوالت.

إذنسأنزلق اآلن إلى تلك المنطقة الوعرة ومحاولة الشعرية، الشهادة حكاية من أكثر والممتدة المتشعبة دروبها لملمة

مما أراه.

ولدت في قرية صغيرة على ضفاف نهر النيل األبيض بوسط السودان، وأظن أن القرية تخلق عوالمها، وتخلق حياتها د تــجــد الــتــي اليومية التفاصيل وتــنــتــج بالقرية التوجد كيانها، حيث في الروح حــدائــق وال سينما وال عــامــة مكتبات عامة وال متنزهات تأكل وقت الناس، وال الذي النهر قريتنا في كان تلفزيونات، ضفافه وعلى تقريبا كيلو مسافة يبعد نسبح وكثيرا ما شاهدنا التماسيح تمور فنهرب نحونا وتــتــحــرك الــمــيــاه حولها تــكــاد أن تطير من وقــلــوبــنــا ــمــاء ال مــن

نفسها حـــول التماسيح ـــدور ت أمــاكــنــهــا عــائــدة ومـــرة واحـــدة رأيــنــا فــرس البحر الــخــضــروات بـــمـــزارع نستمتع وكــذلــك منها يأكل أن يريد لمن المباحة مجانا في الحقل وكانت هناك المياه المنسابة وكانت المائية ي ــر ال بقنوات النهر من بالقرية تحيط الزراعية الحقول هناك ميدان هنالك وكان االتجاهات، كل من واحد للعب كرة القدم، وألنها بقعة صلبة ومرتفعة من األرض وال تحمل أي بوادر تركوها لــلــزراعــة تصلح وال للخصوبة ــه عـــارضـــات حــديــديــة غـــرزت مــيــدانــا باإلنجليزي االستعمار زمن منذ باألرض تتخلخل لم صامدة زالــت وما للسودان أوقات واستخدامها في بها العبث رغم ها األفقي كثيرة كألعاب للمشي على خطأو مهارات التشعلق والصمود لزمن أطول ح ومرات مع الحركات البهلوانية وقد جرالميدان، حيث أرجلنا في هذا الحصى

أنه غير مهيأ لممارسة هذه اللعبة.

الحالي موقعها فــي قريتنا أنشئت منذ بداية األربعينيات بعد أن رحلت عن عليها خوفا األبيض النيل نهر شواطئ من الغرق بعد إنشاء خزان جبل األولياء الــقــريــب مــن الــخــرطــوم وكــذلــك يوجد بقريتنا )ود الطريفي( وهي غابة صغيرة، شهدت الكثير من أيامنا الجميلة ضمن السدر أشجار فيه تنتج الــذي الموسم تتكون التي األشــجــار وهــي النبق ثمار منها هذه الغابة الصغيرة إضافة ألشجار

SAYS

ARA جمادى الثاني134

مايو1432هـ2011م

في كتبت الطريفي لود إشــارة الحراز. قصيدتي )الوقت الذي يشبهك( المقطع

التالي:

ة حكايات عابرة ثمالمكان بــوابــتــه. يفتح ي ــذ ال الكهف التي المشاوير كــريــات. الــذ يــأوي الــذي الضريح والبيت. الضريح بين أزهـــرت الذي أزهرت به أشجار السدر المثمرة. الضريح خازن األسرار والنذور الباذخة. الــضــريــح هـــو الــحــديــقــة الـــوحـــيـــدة في

بلدتنا.

ــتــه الــضــريــح فــي هــذا وهـــو مــا ســمــيالقمر هناك كذلك الــشــعــري، المقطع وقد كان عنصرا مهما في بهجة الليالي. تشتعل أخـــرى حــيــاة يعني الــقــمــر كـــان بالليل، كان يعني بذخ اللعب والسهر، كان الفرح، كنوافير تتدفق كاملة يعني حياة حياة مضيئة كأنها تأتي من األعالي مثل

نزول الضوء.

تبدو الــتــي التفاصيل هـــذه كــل مــع وكهولها القرية لشباب كــان مــحــدودة، نــاديــا أنـــشـــأوا وعـــي مختلف ومــتــقــدم، الثقافي )نادي مبروكة اجتماعيا ثقافيا االجـــتـــمـــاعـــي( وحـــيـــن تــفــتــحــت عــيــونــنــا فــي دوره على الــحــيــاة وجــدنــاه راســخــا ــه أمسيات ومــســاهــمــاتــه، كــانــت تــقــام بمسرحية وشعرية وغنائية وسنويا تتحول القرية إلى شعلة من النشاط الدافق بكل

القرية يزور والفنون حين اآلداب أنــواع ولمدة أسبوع سنويا طالب معهد التربية إحدى قريتنا كانت حيث الرضا، بخت معسكرا لتكون اختيرت التي المناطق التربية معهد طــالب مــن لــجــزء سنويا وكانوا يشعلون القرية إبداعا وفنا راقيا، وأسابيع الثقافي الــنــادي أنشطة عبر طالب معهد التربية، هنا وللمرة األولى المسرح شاهدنا المدرسة دخول وقبل جدا الشعر بهرني وقد الشعر وسمعنا الكثيرون وكــان المبكرة السن تلك في يقرضون الشعر بصنوفه المختلفة بدءا وما الغزل شعر إلــى الديني الشعر من بكافة وكــذلــك مــوضــوعــات مــن بينهما أشكال الكتابة الشعرية باستثناء قصيدة أولئك أحــد إبراهيم خالي وكــان النثر. الرحمة له توفى مبكرا والــذي الشعراء لكني الشعرية، تجربته تكتمل أن قبل ا ومختلفا أذكر جيدا أنه كان إنسانا حرالتعبير والكتابة وكنت أحبه في وجريئا جدا وأرى أنه ال يشبه اآلخرين وهو كان الكتب عنده المــســت أنني كما كــذلــك. والمجالت ودواوين الشعر والروايات قبل

أن أدخل المدرسة وأعرف تصنيفاتها.

من هنا ولد الشغف بالشعر ومحبته السنة ومنذ المدرسة كانت ذلــك وبعد المكتبة حصص بــدأت إبتدائي الرابعة كبير في دور األســتــاذة مــن لعدد وكــان ولها لــنــا محببة المكتبة حــصــة جــعــل جمالها الخاص وكذلك باختيارات الكتب

SAYS

ARA135 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

عيةبدا

ت إادا

شه

حول وتواصل فاعلية وخلق والمجالت مع العالقة وامــتــدت كتب، من نقرأ ما المصدر بوصفها المدرسية المكتبات المبكرة وظروف السن تلك الوحيد في مالمحها.. لبعض أشــرت التي القرية ذلك وبعد جــدا، والجميل الكثير قرأنا في مجال الشعر قرأت الكثير، لكن علي ان أشير للتجارب الشعرية األحدث التي كان لها أثرا في مفهومي للشعر واإلعجاب المهدي محمد مثل هــؤالء مــن بنماذج المجذوب، محمد الفيتوري، محي الدين فارس، جيلي عبدالرحمن، صالح أحمد النور إبراهيم، المكي محمد إبراهيم، عثمان أبكر، محمد عبدالحي مصطفى سند وحتى تجارب حديثة جدا مثل عالم عبدالقادر ومحمد ــور ن محمد عــبــاس الكبير أثرها التجارب لهذه كان سبيل في التعاطي مع الشعر وتحوالت التجربة إلى التقليدية مــن القصيدة كتابة فــي التفعيلة إلى قصيدة النثر وأذكر جيدا أن للشاعر متجول لدرويش معزوفة ديوان محمد الفيتوري كان له أثر عاصف حيث ومختلفة جديدة شعرية كتابة لي مثل منحازة قصيدة كتابة بمحاولة وفتنت القصيدة تلك لي بــدت مثلما لحريتها فــي ذلــك الــزمــن مــن الــبــدايــات وتلمس خــطــى الــشــعــر والــكــتــابــة. كــذلــك هناك أسماء شعرية من خارج السودان أعتقد أنها شكلت أبعادا كثيرة وغنية مثل نزار دنقل، أمــل عبدالصبور، صــالح قباني،

البياتي، عبدالوهاب الثياب، شاكر بدر الماغوط أدونيس ومحمد قاسم حداد، قــرأت محمود وقــت متأخر نسبيا وفــي درويـــــش. إضــافــة لـــقـــراءات أخــــرى في والفكر والرواية المتنوعة اآلداب مجال كلها أسهمت في تشكيل وعي والتاريخ، ــة والــتــجــربــة ــداعــي وتــطــويــر أدواتـــــي اإلبوال عــديــدة أرواح مــن تتغذي الشعرية التعلم ومسيرة التجربة مسيرة تتوقف ومتنوعة متعددة تــجــارب مــن واإلفــــادة ومن كتاب كبار وكذلك من كتاب ما زالوا ينتجون كتابتهم ومساهماتهم اإلبداعية.

الحقة مختلفة مراحل على هنالك أثر فاعل لها توجد نشاطات وتجمعات الثقافية والملتقيات المنتديات مثل تطوير ومــحــاولــة الجامعية واألنــشــطــة تعاطينا مع الكتاب والمعرفة عموما وبعد ذلك في بدايات التسعينات كنا مجموعة نلتقى والمبدعين والشعراء الكتاب من أسبوعيا في منتدى مكتبة البشير الريح مجموعة مع والحقا درمــان بــأم العامة شرفات مجموعة كــونــا األصــدقــاء مــن ومهمة جميلة مرحلة وكــانــت الثقافية وكــمــا أن االلــتــقــاء والــســمــاع واإلطـــالع ـــجـــارب مـــتـــعـــددة من ـــواصـــل مـــع ت ـــت والنوعا يخلق وثقافات مختلفة جغرافيات من االحتكاك والسماع ألصوات شعرية متنوعة شعرية مشاريع تطرح جــديــدة األطــراف لكل اإلبداعية التجربة يثري وهنا المتعدد المعرفي الــتــالقــح بــهــذا

SAYS

ARA جمادى الثاني136

مايو1432هـ2011م

لها أنها أعتقد مهمة محطات سأذكر أثرها الجميل مثل مشاركاتي في ملتقى والملتقى األول الجديد للشعر صنعاء الثاني ومهرجان األدب والكتاب الشباب ــة الــشــعــريــة بــنــادي بــالــجــزائــر واألمــســيالجوف األدبي التي أثارت حوارا ونقاشا غنيا ومفيدا حول قضايا ثقافية وشعرية عديدة وخاللها قلت الكثير مما يرد اآلن أدونها التي الشعرية الشهادة هــذه في وقد كانت بذرتها كشهادة شعرية تخلقت

في تلك األمسية الشعرية.

الــخــيــارات مــع قطيعة لـــدي ليست الشعرية المختلفة وأعتقد أن كل أشكال حرية جوهر مــن هــي الشعرية الكتابة وكل الكتابة حــريــة جــوهــر ومــن الشعر تضيف وبــاهــرة ناصعة إبداعية تجربة لغيرها من أشكال الكتابة واإلبــداع وإن تقتصر حاليا الشعرية نصوصي كانت النثر وقــصــيــدة التفعيلة قصيدة على ــر لــقــصــيــدة الــنــثــر حيث ــث وبــانــحــيــاز أكالكتابة مقترحات أجمل تمثل أنها أرى وثراء وتنوعا إبداعية وأكثرها الشعرية جــعــل الــشــعــر نــفــســه يــتــخــذ جــمــالــيــات بسقف تعترف ال كتابة وينتج متعددة يحد من قدراتها ورغباتها في التعبير.. بل صارت الكتابة الشعرية عبر قصيدة تتوقف لــن ناصعة حرية مــشــروع النثر

وإلى األبد.

أعرف أن هذا قد ال يكون وفيا لما يمكن أن يكون شهادة شعرية وقد يكون أهــم وأعمق قد ضاعت هناك إشــارات عــنــد لحظة الــكــتــابــة وقـــد تــســربــت من شرف الحضور ضمن هذا السرد الذي تجربتي حــول شهادتي مالمسة يحاول أنتجته حتى اآلن ربما ما لكن الشعرية من أعمال قد تسهم بشكل أو آخر عملية اإلطالع عليه لو أمكن ذلك من سد بعض مما سقط عن هذه الشهادة وبعض مما لم تقوله وبعض الثقوب هنا وهناك، وقد ما كل طياتها بين األعمال هــذه تحمل يمكن أن أقوله عبر شهادة شعرية، حيث يسقطون بعنوان ــوان شعر دي لي صــدر وراء الغبار في العام 2003 صدرت من كاف نون القاهرة ومختارات شعرية من الــســودان فــي الــعــام 2007 صـــدرت من جمعية البيت للثقافة والفنون بالجزائر، 2009 السودان من قصصية مختارات ــيــت لــلــثــقــافــة ــب صـــــدرت مـــن جــمــعــيــة الفي كلما ديوان شعر بالجزائر، والفنون السر أطفأنا القناديل 2011 صدرت من وقيد بسوريا والنشر للدراسات نينوى سيصدر المشاغبات بيت ديــوان الطبع

من دار النهضة العربية بلبنان.

5 أبريل 2011

* شاعر من السودان.

SAYS

ARA137 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

عيةبدا

ت إادا

شه

وكـــــــان انــــفــــتــــاح الــــــذاكــــــرة عــلــى ايــقــاع قــصــائــد الــمــقــررات الــدراســيــة ــهــا الــمــخــتــلــفــة مــصــحــوبــة فـــي مــراحــلبــاألنــاشــيــد، يــحــفــز الــتــطــريــب الـــذي أعتقد القوافي. تلك من لــدي يتولد

أن االيـــقـــاع هــو إغــــواء الــشــعــر األول المادي األثــر هي الموسيقية فطاقته للسماع الذي بهرني في طفولة مبكرة بالمعنى اإلمساك قــادرة على تكن لم الشعري. وقعت فجأة على النص في

نفسه المرء يجد حين الحياة، كتابة من جزء للشاعر بالنسبة الشعر كتابة شاعرا ألسباب كثيرة ومعقدة، ال يمكن أن يفسر الكثير من وقائع طفولته مثال أو حياته الخاصة والعامة في تلك الطفولة إال بعد أشواط طويلة في الشباب والكهولة. الشاعر بطبيعته كائن يسعى باستمرار إلى توحيد الذات والموضوع هو الشاعر رؤى على المخيلة لكن ضغط شاقة، مهمة وهــذه واحــد في خط إلى أقــرب األمــر كان الشعر كتابة بــدأت القناعة. حين تلك به حيال ماينزاح التراث كان منواله. على نصوص وكتابة التقليدي اإليقاع تحدي في تجربة امرؤ عنترة، الجاهلية شعراء لدواوين مبكرة قــراءات تأثير من بقوة حاضرا

القيس، لبيد ووو.

شهادة شعرية

< محمد جميل أحمد*

SAYS

ARA جمادى الثاني138

مايو1432هـ2011م

ديوان بدر شاكر السياب، في مكتبة ابن عمي. ومنذ ذلك الحين عرفت أن للشعر بمعزل عن للتذوق وقابلة حداثة ممكنة في المهيبة الــمــعــيــاريــة الــنــمــذجــة تــلــك التراث. الشعر بالنسبة للشاعر جزء من انبثاقه الطبيعي عن الحياة؛ هو صياغة المتناهية من انتهاك النظام الرمزي للغة الشعر مــع الشاعر جــدل المجاز، عبر مغامرة متجددة مع اللغة والذات والعالم والكلمات واألشياء؛ مغامرة ال تنتهي إال أن الحواس. منذ لتبدأ مرة أخرى عبر أدري الشعر وحتى اآلن، ال كتابة بدأت كيف ينبثق الشعر وال أدرك كنهه فهو من أصــداء الــروح التي تترك أثرها بسكون الجسد. وعلى الشاعر حين يكتب نصه أن يصغي ألصوات اإللهام التي ترن في ســواء كثيرة، منابع للقصيدة الــبــاطــن. تفعيلة؛ أو نثريا أو مقفى شعرا أكانت

تلك أشكال خارجية للشعر الذي يتشكل فــي الـــداخـــل. مــصــادر الــشــعــر غامضة تأتي من اإللهام والذاكرة ومن التجارب الحياة طبيعة من تأتي أو الشخصية،

العامة.

ومـــن الــصــعــب أن يــمــســك الــشــاعــر مهمة فتلك لقصيدته، واضـــح بسبب الناقد في فحص النص من خالل أدواته فغالبا الشاعر أمــا واللغوية، المعرفية الجمالي التعبير عن مــســؤوال يكون ما لقصيدته، أو عن صياغة خطابه الخاص في معجم اللغة. وقد يكون الشاعر تحت إلحاح أو حالة تقوم بالضغط عليه، وقد يكتب القصيدة في نصف ساعة، وأحيانا تكون عبر التراكم وتأخذ أياما، وقد تأخذ شهرا أحيانا، فتختلف الحاالت التعبيرية عن الشعر باختالف التجربة وباختالف

إحساس الشاعر.* كاتب وشاعر وروائي سوداني مقيم بالسعودية.

صدر حديثا عن النادي األدبي بالجوف

»القصيدة وتحوالتمفهوم الكتابة«

للشاعر والناقد السعودي محمد الحرز

SAYS

ARA139 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

ـبتـــــ

ك

كتب

SAYS

ARA جمادى الثاني140

مايو1432هـ2011م

واحات وظالل نصوص شعرية لألطفال في لكنيزي الــطــاهــر للشاعر والــنــاشــئــيــن من الصورة مع اللغة تتعانق الواحات هذه أجل التربية وتقوية الروح الدينية والوطنية واألخالقية لدي أبنائنا الصغار فكل ما في الطفل بيئة تستلهم قصائد مــن الــواحــات واهتماماته واقــعــه وتــنــاســب ومــشــاهــداتــه ومعجمه اللغوي. يأتي هذا اإلصدار في إطار توجه النادي نحو االهتمام بالطفل وثقافته، وترسيخ القيم الدينية والوطنية واألخالقية. وأكد المؤلف )الطاهر لكنيزي( في تقديمه لنصوصه الشعرية لألطفال والناشئين أنها تهدف إلى التربية والترفيه، وإغناء الذاكرة برصيد معجمي متنوع، وتوسيع آفاق الخيال، وتنمية الذوق الفني والجمالي، وتعويد األذن على اإليقاع، وتمرير أخالق حميدة ونماذج من السلوك في التعامل وحسن التصرف في الطفل حــاالت وظــروف ومــواقــف يصادفها

خالل حياته.

عودة صالح الشاعر قصائد تتميز والعمق والفصاحة اللغوية بالرصانة من الكثير إلــيــه يفتقد الـــذي الــشــديــد شعر بعض شعراء ما بعد الحداثة الذين ينتهجون نهج القصيدة العمودية، هذا ما الجوف الناقد والمحاضر بجامعة أكده في الله خلف عبدالحافظ محمود د. أن مضيفا الــديــوان غــالف على كلمته قصائد الشاعر تتميز بالصدق المتمثل في انطالق معظم القصائد من مرجعية فــلــســفــيــة خـــاصـــة تــعــكــس وجـــهـــة نظر الشاعر في كل ما يشعر به أو يفكر فيه، الذاتية القصائد ذلــك فــي تــجــاوز وقــد جميع أتــت حيث العامة، القصائد إلــى ذاتية رؤيــة عــن لتعبر الــديــوان قصائد ما كل في للشاعر الخصوصية شديدة يعبر عنه، كما تميزت بالتنويع بين شعر

التفعيلة والشعر العمودي.

واحات وظالل )شعر الـــكـــتـــاب:لأطفال(.

الطاهر لكنيزي.الــمــؤلــف:نادي الجوف األدبي.الـــنـــاشـــر:2011م.اإلصـــدار:

من أمطرك )شعر(.الـــكـــتـــاب:صالح عودة.الــمــؤلــف:نادي الجوف األدبي.الـــنـــاشـــر:2011م.اإلصـــدار:

SAYS

ARA141 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

ـبتـــــ

ك

يتألف الكتاب من مجموعة من المقاالت وتتصدره مقدمة لألكاديمي والناقد السعودي أن فيها يؤكد والــذي البازعي سعد دكتور بقدر مؤلفها حــول تأتلف الــمــقــاالت »تلك التي النقدية ما تأتلف حول الشعر والرؤى أنها هو المقاالت تلك يميز ومما تتناوله. تتناول موضوعها، أي الشعر، بحميمية تصل حد التوحد حينا وحد االنفصال القلق حينا بالشعر رأفــة ثمة الحالتين كلتا وفي آخــر، وخوف عليه.. يخشى الحرز على الشعر من سوء الفهم الذي يتهدده في مشهدنا األدبي، يخشى على روح الحداثة فيه أن تذوي لدى بذلك، يشي ما يرى وهو أنفسهم الشعراء المشهد وفــي النقد، إســـاءات من ويخشى أيضا. حقيقي خطر ذلــك أن لــه يؤكد مــا ولو أردنا اختصار المسعى الذي يتجه إليه مستترا، وشــاعــرا حــاضــرا نــاقــدا المؤلف، من الشعرية الحداثة حماية في لوجدناه أو الشعراء من منتجيها لدى سواء الذبول

متلقيها من النقاد والقراء«.

الكتاب هو نصوص ومقاالت للمؤلف

سيرة فــي باكية ـــراءات ق بأنها يصفها

مقدمته في يقول حيث الموت بعد ما

للكتاب »لقد استودعت في هذا الكتاب

السيد/ تجاه الشخصية الفجيعة حالة

الموت، عبر لغة رثائية/ باكية. استنبت

فيها سيرة ما بعد الموت.. موجزة تارة،

ومسهبة تارة أخرى؛ حسب ما تراءى لي

من نور مشيت فيه ما وسعني ذلك. آمل

أن تكون الكلمات/ البوح الجنائزي واحة

تــذكــركــم بــي عــنــدمــا يــخــتــارنــي السيد/

فالموت ببعيد.. ذلــك ولــيــس الــمــوت..

أقرب إلينا من حبل الوريد«.

القصيدة وتحوالت الـــكـــتـــاب:مفهوم الكتابة )مقاالت(.

محمد الحرز.الــمــؤلــف:نادي الجوف األدبي.الـــنـــاشـــر:2011اإلصـــدار:

في حضرة السيد الموت الـــكـــتـــاب:)نصوص ومقاالت(.

د. حسن بن يوسف العارف.الــمــؤلــف:نادي الجوف األدبي.الـــنـــاشـــر:2011اإلصـــدار:

SAYS

ARA جمادى الثاني142

مايو1432هـ2011م

»رائحة بعنوان قصصية مجموعة الــحــنــيــن« لــلــكــاتــبــة خــديــجــة الــصــاعــدي ــم األدبـــــي ــقــصــي صـــــــادرة عــــن نــــــادي العلى اشتملت 2010م األولــــى الطبعة عشر قصص.. ترصد القاصة في هذه المجموعة المواقف النفسية تجاه الفتاة من قبل األسرة والمجتمع ومحاولة هذه الفتاة المقاومة والدفاع عن حقوقها ضد التنين الذي يقهرها في النوم واليقظة. مشحونة متوترة لغة القاصة وتتوسل وتحاول المتدفقة، األنثوية باألحاسيس وبصمة خاصا أسلوبا لنفسها تخلق أن

مميزة.

ــنــاشــئ فـــي أســمــى ديـــــوان »شــــدو الاشتمل قاسم شريف للشاعر المرافئ« عــلــى خــمــس وخــمــســيــن قــصــيــدة تــوجــه هادفا الناشئ الجيل إلــى الشاعر بها السلوك وترسيخ الطالب تهذيب إلــى من وتحريره للطالب واألرقـــى األسمى عقدة الخجل والخوف واالنعزال والدفع بــه إلــى مــواطــن الفعل االجــتــمــاعــي من عدوانية. أو تشنجات أو انفعاالت غير والديوان تجربة متميزة وإضافة حقيقية للشباب يــتــوجــه الــــذي الــشــعــر لمكتبة إلى العربية المكتبة وتحتاج واليافعين مــن دور لها لما مثل هــذه اإلصــــدارات فعال في تثقيف الجيل الجديد واالرتقاء

بتفكيره.

رائحة الحنين.الـــكـــتـــاب:خديجة الصاعدي.الــمــؤلــف:نادي القصيم األدبيالـــنـــاشـــر:2010م.اإلصـــدار:

شدو الناشئ في أسمى الـــكـــتـــاب:المرافئ.

شريف قاسم.الــمــؤلــف:نادي نجران األدبيالـــنـــاشـــر:2011م.اإلصـــدار:

SAYS

ARA143 جمادى الثاني

مايو1432هـ2011م

ـبتـــــ

ك

انحراف الــفــهــم... »انــحــراف كتاب المعنى« للناقد علي فايع األلمعي والذي بالدرس والنقد مقاالت حول تناول فيه ـــة نــشــرت في ـــرواي الــشــعــر والــقــصــة والالــوطــن فــي الــوطــنــيــة متمثلة الــصــحــف والحياة، وقام الكاتب بجمعها بين دفتي كتاب هادفا من ذلك إلى تزويد المكتبة اإلبــداعــي. المشهد يضئ بما النقدية ولعل مثل هذه اإلصدارات تشكل رافدا ال غنى للحركة النقدية عنه على الرغم من أنها لم يتم تأليفها مباشرة في هيئة كــتــاب بــل جـــاءت فــي األصـــل فــي صــورة

مقاالت متفرقة منشورة هنا وهناك.

الليل« »بكاء القصصية المجموعة السبيعي في الخضيبي للقاص عبدالله طبعتها األولى 2010م، والمجموعة هي رؤى لبعض القضايا الذاتية واالجتماعية ولقطات خاطفه تبلور رمزا وداللة ترسم أعماق وتستبطن القضايا بعض مالمح الحياة واقـــع معترك فــي الشخصيات ــف أكــثــر ــــذي غــل مـــع فــلــســفــة الـــحـــزن الالقصص. وتتميز لغة السبيعي باإليجاز والكثافة والشاعرية مما منح المجموعة القصصية نكهة خاصة وملمحا متفردا، النفسي التحليل إلــى تستند أنــهــا كما النفس لخبايا وسبرا عمقا زادهــا مما المتوترة وانفعاالتها بهواجسها البشرية

والمتغيرة.

انحراف الفهم انحراف الـــكـــتـــاب:المعنى.

علي فايع األلمعي.الــمــؤلــف:نادي أبها األدبيالـــنـــاشـــر:2011م.اإلصـــدار:

بكاء الليل.الـــكـــتـــاب:عبدالله الخضيبي الــمــؤلــف:

السبيعي.نادي الطائف األدبيالـــنـــاشـــر:2010م.اإلصـــدار:

SAYS

ARA جمادى الثاني144

مايو1432هـ2011م

وتتنوع الشواهد تتعد الكتاب هذا في روعي وقد دفتيه، بين ذكرت التي المواقع في اختيار الشعر ربط أجزاء الوطن حرصا على تحقيق التماسك واالندماج والتواصل، ليشكل المجتمع، أفــراد بين الترابط وقــوة ذلك نسيجا واحدا مما يعطي الوطن الهوية التي تتميز بالقوة والمهابة، علما بان المؤلف خــالل أكثر مــن ثالثين عــامــا على وقــف – والمعاهد، واألطـــالل والمآثر ــار اآلث أغلب ورصد الشواهد الشعرية عن بعض المواقع واستمتع الغالي الوطن أنحاء مختلف في بقصص الــمــجــد، وســحــر الــتــاريــخ، وروعـــة التي والمعاهد الشواهد إن حيث الجمال، القلب وتأسر النظر، تبهر المحبون خلدها بها وتعلق األذن، تطرب وكلماتهم والـــروح، الــنــفــس فــال تــفــارقــهــا.. إنــهــا كــلــمــات تطال

السماء شموخا وعزة وكرامة.

والمجاز الداللي، بالتجريد المجموعة تتسم البالغي، والغموض الفني، وتشغيل الرموز الموحية. وإلى قدرتها على إلى اإلدهــاش، ما يجعلها تميل الربط بين السردي والشعري وتحويل اللغة العادية اليومية إلى لغة أدبية ورؤية تحول العالم المتناهي

في الكبر إلى عالم متناه في الصغر.من المجتمع جوانب بعض يقرأ القاص كان حوله، من زوايا متنوعة، يكشف من خاللها نقاط قوة تصلح للتعظيم والعناية، وبعض نقاط ضعف. ظاهرة حكمة يجد النصوص، لتلك والمتفحص تارة وخافية تارة أخرى، يودعها بين سطور قليلة ال يمل من البحث عنها ويتذوق دائما قراءتها وتأملها ويحس بجمال تناوله لها من طرف لين، لكنه يوفظ

من تراوده الغفلة!هــل كــان الــقــاص يــحــاول اإلســهــام فــي تدعيم البناء في المجتمع من حوله؟ ربما.. فأنت تلحظ متماسكا قــويــا مجتمعا يـــروم أنــه ريــب دون مــن يــبــدأ بــالــنــواة الــصــغــيــرة »األســـــرة« ويــنــطــلــق منها ليكون على قدر المجتمع أفراد يزيد من تضامن

التحديات..

معاهد وشواهد – شعرية الـــكـــتـــاب:المكان.

د.تنيضب الفايدي.الــمــؤلــف:على نفقة المؤلفالـــنـــاشـــر: 2009م.اإلصـــدار:

حروف وسنابل »قصص الـــكـــتـــاب:قصيرة جدا«

محمد صوانهالــمــؤلــف:مؤسسة عبدالرحمن الـــنـــاشـــر:

السديري الخيرية2010م.اإلصـــدار: