"علم االجتماع واخلدمة االجتماعية" ]االجتماعية واخلدمة االجتماع االجتماعية ، التعاون بني املشتغلني علم ، تعريف اخلدمة االجتماع االجتماعية ، تعريف علم واخلدمة االجتماع العالقة بني علم[

رجبنعبد الرمح إبراهيمدكتور وكيل كلية اخلدمة االجتماعية جبامعة حلوان

، والنشر بالقاهرة للطباعة الثقافة دار( اتمع تنظيم ونظريات مناذج ، ونشر يف كتاب ١٩٨٢ذا مقال كنت قد كتبنه يف عام ه

)، بتصرف قليل هنا كأصلهواملقال منشور (٢٠٠٣مث يف عام ، ١٩٨٥يف عام بالرياض الكتب عامل ، وقد أعادت طباعته دار )١٩٨٣

سـواء مـن الناحيـة ،ني علم االجتماع واخلدمة االجتماعية هذه دراسة للعالقة ب ، هذه العالقة اليت مرت بالعديد من املراحـل -- من الناحية النظرية التصورية أو ،التارخيية . اخلارجية بالنسبة لكليهماأو الداخلية ،واألوضاعبالعديد من العوامل وتأثرت

ـ اإلطـار يف ووضعها ساسيةاألوسنبدأ هذا العرض مبحاولة لتحديد املفاهيم ذي ال، وبعد ذلك نتتبع املراحل التارخيية املختلفة لعالقة علـم ستستخدم فيه خالل هذه الدراسة

ـ يف عليها أثرتمع حتليل العوامل اليت ،االجتماع واخلدمة االجتماعية م ت كل مرحلة ، وخن .صوريةت الأوعرضنا بتحليل العالقة بينهما من الناحية النظرية

املقصود بعلم االجتماع واخلدمة االجتماعية : والأ

علم االجتماع )١(

أو للسلوك االجتمـاعي الدراسة العلمية " علم االجتماع هو أنهناك اتفاق على

دراسـة التجمعـات االجتماعيـة " نـه أ أو، )١("الفعل االجتماعي الذي يقوم به البشر

تلك النظم نفسها وكيف تنشأ ، مـع ودراسة نظم، فيه من عيش ت ما إطار يفواجلماعات

" ونتائج تلك التغريات ، عليها رأطتات اليت غري الت أسبابدراسة هـذه أن ، ومن الواضح )٢(

ما وراء هذا القدر أما –تكاد تقتصر على حتديد اال العام لعلم االجتماع تعريفات عامة فـان هنـاك – ساسـية األومهامه هذا العلم برسالة وخصوصا فيما يتصل –املتفق عليه

من نه أدا ج اثنني من علماء االجتماع قد و أن وجهات النظر ، لدرجة يفاختالفات واسعة

٢

نـه أ علـى إليـه ينظـر أن ما نقوله جيب أن" قول الرا حبثا هلما ب يصد أنهلما الضروري ماأحىت اكتشفا قد – وباملناسبة –مالحظات اثنني فقط من رجال علم االجتماع اللذين

يتحـدث ال ميكن أن اجتماع فإن أي عامل وباختصار ..ال يتفقان علي بعض القضايا املعينة

.)٣( " كلهاالجتماعباسم علم األساسـية وأهدافـه يف تصور رسالة علـم االجتمـاع تغري أن هذه االختالفا

لـم اخلالفات بني رجـال ع تفصيالت يف الدخول يف باإلغراققاته النظرية لن تغرينا ومنطلباملـداخل سـنعين فقـط أننا أي ، بالقدر الذي يؤثر على تناولنا ملوضوعنا إالاالجتماع

من املشكالت االجتماعية ومن مهنة اخلدمة االجتماعية مواقف حمددة تأخذاليت والتصورات علـم إطار يفيزة ا نتكلم عن ثالثة اجتاهات متم أنميكننا نه إبصفة عامة ، ويف هذا الصدد ف

:ع املعاصر االجتما

:)الوظيفيون( األكادمييعلم االجتماع : األولاالجتاه

أ بـد لنالنظري بشكل خاص )٤(األكادميي هلذا االجتاه األويل األصول نتبع أنميكننا الستخدام منهج البحث العلمي Compte وجيست كونتأ من الدعوة اليت وجهها التأريخ له

أن هذا االجتـاه أصحاب ويري ،اإلنسانيةالعلوم اسة در يف ) العلوم الطبيعية يفالذي جنح (تقتصر على مجع احلقائق عن الظواهر االجتماعيـة ووصـفها وصـفا أنمهمة العلم جيب

وضع يفاملصلحني االجتماعيني لالستفادة منها أمامموضوعيا حمايدا ، مع ترك هذه احلقائق

.)٥( نظرهم علما نظريا خالصايف العامة وذا يكون علم االجتماع اإلصالحيةالسياسة القـرن أواخـر حد كبري لدي رجال علم االجتماع حىت إىلولقد ساد هذا االجتاه

التاسع عشر ، وارتبط بنظرة تفاؤلية راضية عن النظم االجتماعية واالقتصـادية للمجتمـع زدهر هذا هذه النظم تضمن تلقائيا حتقيق التقدم والنمو ، وقد ا بأنغامض مع تصور ،الغريب

القرن العشرين وخصوصا بفضل جهود تالكوت بارسونز ومتابعيـه مـن أوائل يفاالجتاه بدراسة متطلبات بقاء واستمرار االتسـاق أساسا الذين اهتموا ،نظرية الوظيفية ال أصحاب

اامهم باحملافظة والعمل إيل أدي مما ، من اهتمامهم بدراسة التغري والصراع أكثراالجتماعية هم غالبـا ممـن هذا االجتاه أصحاب أنتدعيم النظم القائمة ، ومما هو جدير بالذكر على

٣

علـم يف املتخصصـني أغلبية اجلامعات والذين ميثلون يفيقومون بتدريس علم االجتماع

)منهم% ٧٠(االجتماع ال -حبكم اهتمامهم ببناء النظريـة - ؤالءه أنومن الواضح ، )٦(

ال يشاركون فإمولذلك ملواجهة املشكالت االجتماعية ، اتبيق بالتطكبريايبدون اهتماما

يف إال، اللهم تذكر عالقات يف اهتمامهم وال يدخلون معهم يفرجال اخلدمة االجتماعية لمهن واالجتاه للمهنية دراستهم ل إطار يفحدود الدراسة السوسيولوجية للخدمة االجتماعية

.فيما يعرف بنظرية املنظمات

:)مدرسة الصراع( نقديونال: ه الثاين االجتا

للعلوم االجتماعيـة هـي مسـاعدة األساسية املهمة أن هذا االجتاه أصحابيري عن الظـواهر االجتماعيـة وليس فقط جمرد مجع احلقائق ،على اتمع السيطرة يف اإلنسان

دا دائما ، وان مل يكن سائ كان هذا االجتاه موجودا باستمرار وإذا ووصفها كما هي عليه؛ ووضوح املشكالت االجتماعية املترتبـة مع تعقد اتمعات جديدة أبعادا قد اكتسب نهإف

القـرن ثالثينات يفاالقتصادي الذي اجتاح العامل وبصفة خاصة مع الكساد ،نيععلى التص ومـن القائمة، التنظيمات االقتصادية واالجتماعية يفشكك ت بدأ نوع من ال حيث العشرين،

اتمع ، وعلى بناء اتمعـات يف هذا االجتاه على التغيري اجلذري أصحابتركيز اء هنا ج

مـاركس بآراء تأثر قد بعضهم أن ، ومن الواضح )٧(مبا حيقق تغيري مراكز القوة من جديد

، ومقتضـي هـذا )٨(اليسار اجلديد أصحاب البعض ب م يسميه و ،وخصوصا الباكرة منها ممـا جيـري يف حىت حياديا أويقف موقفا سلبيا أنماع ال جيب علم االجت أن إذناالجتاه اإلنساين كل حلظة عن نضال اتمع يفمييا نقديا يعرب و موقفا تق يأخذعليه أن وإمنا، اتمع

.)٩( االنتهازيةأو االستغالل أوللتخلص من كل ما علق به نتيجة لالضطهاد

مـن دارسـي علـم باب الباحثني هذا االجتاه بصفه خاصة جمموعات من ش ويتبىن النـاس ينعزل عـن واقـع حيـاة أنن عامل االجتماع ال جيب أاالجتماع الذين يؤمنون ب

من الوضع اجزءإنه يكون ذا فال إ و، زائفة أكادمييةعلى مكانة ومشكالم امللحة للحفاظ اجبه العلمي و وإمنا ، هذا الوضعيف ذوي املصاحل أهداف مستغل خلدمة أو مستقطب ،القائم

٤

النظم االجتماعيـة يف التغيري الثوري إحداثيعمل على أن و ، يتخذ موقفا نقديا صارما أن . بالثورينياحل الطبقات املستغلة وهلذا يسمى هؤالءواالقتصادية القائمة لص

يف قدرة اخلدمة االجتماعية كمهنة علـى حتقيـق التغـيري بعنف يتشكك هذا الفريق و

حمـيط يف اجلهود اليت تبـذل أنويرون بل لذي تسعي لتحقيقه ، االجتماعي املقصود ا

وإمنـا ،تستهدف صاحل الفئات املستغلة ال الجتماعية تكون عادة جزئية ومفتتة، الرعاية ا

امتصـاص السـخط إىل و، التغـيري متييـع قضـايا إيل - بغري قصدأوبقصد -تؤدي

.الدافعةحد عناصر قوا أالثورة من وبالتايل سلب ،االجتماعي

:علم االجتماع التطبيقي : االجتاه الثالث

مع ازدياد الطلب على علماء االجتماع لشغل وظائف املستشارين لعدد كبري مـن مطالبة اتمع بوجود دور اجيايب فعـال الصناعية والعسكرية واالجتماعية ، ومع املؤسسات

جتتـذب اهتمـام أخـذت اليت االجتماعية احلادة مواجهة املشكالت يفلعلماء االجتماع ، فقد قوي ذلك االجتـاه القرن العشرين قطاعات عريضة من السكان ابتداء من مخسينات

ي لبناء النظريات كما يتصور جالعا برجه يف ينعزل أن عامل االجتماع ال جيب أنيري الذي غيري الثوري الت إىل السياسيني املتطلعني مهمة يتوىل أن ، كما ال جيب األول االجتاه أصحاب

ما لديه من أقصي يستخدم أن جيب وإمنا االجتاه الثاين ، أصحابلنظم اتمع كما يتصور النظم واملؤسسات القائمة لوظائفها ، وـذا أداءلتحسني االجتماعية معرفه بالظواهر علم و

ـ تقدم اتمع وختفيف املشكالت االجتماعية يفيسهم عامل االجتماع ن إ ، ومـن هنـا فبني علم االجتمـاع م بالتعاون االهتما إىلقرب الفئات الثالثة أ هذا االجتاه هم حابأص

.اخلدمة االجتماعيةو

اخلدمة االجتماعية )٢(

ن معظم تلك التعريفات ال إ االجتماعية ف للخدمة لدينا العديد من التعريفات أنرغم دا يضم جوانب ال ج عن تقدمي مفهوم جامع مانع هلا ، فبعض التعريفات واسع قاصرازال

يشمل جوانـب تعتـرب أن من أضيق وبعضها ، نطاق اخلدمة االجتماعية يفتدخل بطبيعتها

٥

االجتمـاعيني لألخصائيني ، ولعل هذا هو ما حدا باجلمعية القومية )١٠(جزءا ال يتجزأ منها امل عالتعريف بالما أصبح يسمى إىل حماولة التوصل إىل لالجتاه NASW بالواليات املتحدة

جمموعـة إىل حتليل املمارسة أساسعلى ، وذلك ١٩٥٨اخلدمة االجتماعية عام " ملمارسة"

ة املصـادق و ،الفنيـة الطـرق و ،األغراضو ،املعارف و ،القيم املهنية هي :من املكونات

نعرض هنا تعريفني نظريني يعكـس أنفقد يكون من املفيد وعلى أي حال .)١١(اتمعية : رسالتها إدراك يف املهنةاحل تطور مرحلة من مركل منهما مبنيـة علـى خدمة مهنية " أابف والتر فريدالندر اخلدمة االجتماعية عرلقد -١

أو كأفراد األفراد ، تعمل على مساعدة اإلنسانيةالعالقات ات مهار وعلى ،العلمية رفااملع

العتمـاد علـى ا مع حتقيق الرضاء النفسي واالجتماعي إىل مجاعات ليصلوا يف كأعضاء

.)١٢( املستقبل يفأنفسهمبتسيري وتدعيم العالقـات اليت تم املهنة" أاعلى كما عرفها فينك وزمالؤه -٢

فإـا ونتيجة لـذلك ، النظم االجتماعية أو اجلماعات أو األفراد بني األساسيةاالجتماعية

حبكم ما متلكه مـن وأ وظيفتها االجتماعية سواء حبكم العمل االجتماعي تتحمل مسئولية

.)١٣("معرفة مهنية اخلدمة االجتماعية كمفهوم تعتمد على أن التعريفني يؤكدان على أنوحنن نالحظ

سواء عن طريق تيسري اإلنسانيةحتسني نوعيه احلياة تستهدف وأا املعرفة العلمية املتراكمة أن إال، جتماعيـة االحتياجـات اال إشـباع علـى عن طريق العمل أوضية العالقات املر

ومهـا ـذا ، نقطة تركيزها يفختتلف قليال كل من التعريفني يفمستويات التدخل املهين . مرحلتني من مراحل منو املهنةأويعكسان موقفني

:اخلدمة االجتماعية التقليدية ) أ(

علـى التـدخل علـى أساساكان املوقف التقليدي ملهنة اخلدمة االجتماعية يركز أو وال يعطي اهتماما كبريا للتدخل على مستوي اتمع احمللـي ، اجلماعة أولفرد مستوي ا

األصـول إىل ويرتد هذا املوقـف ،األساسيةعلى مستوي اتمع العام والنظم االجتماعية

٦

حاولت منذ منتصف القرن التاسع عشر مواجهة املشـكالت اليت للجهود التطوعية األويل يف املشكالت تكمن بباأس أن تلك اجلهود اليت تصورت --اعية املترتبة على الثورة الصن

ذاته كسبب حمتمل للمشكالت البناء االجتماعي دور يف تشكك أن دون أنفسهم األفراد

األغلبيـة وكانت ، ازدهارا كبريا خدمة الفرد ازدهرت طريقة اإلطارويف هذا . االجتماعية هـذا أن واحلقيقة ، هذه الطريقة يف اراالجتماعيني تتخصص باستمر لألخصائينيالساحقة

واقع يف اآلنوال زال قائما حىت (من القرن العشرين بداية الستينات حىتاملوقف ظل سائدا حني بدأ االجتاه لالهتمـام )ن احنسر على مستوي النظرية إ الواليات املتحدة و يفاملمارسة

ردحـا رجال علم االجتماع ولقد ظل الكثريون من ، بالتغيري االجتماعي الواسع النطاق

حـىت وال زال البعض ،)١٤(صور للخدمة االجتماعية تمن الزمن يتعاملون مع هذا ال طويال . التارخيي للخدمة االجتماعية ذا التصور التقليديبأخرى أو بدرجة متأثرا اآلن

:اخلدمة االجتماعية احلديثة ) ب(

موجودا السياسات والتشريعات وبتغيري النظم الذي يهتم اإلصالحيكان املدخل ى مـد ارتبط وقد ،السيادةن مل تكتب له إ تاريخ اخلدمة االجتماعية و يف بأخرى أوبدرجة

الكسـاد أزمات يف ةري كب ة دافع ة فاكتسب قو ، نظمه االجتماعية إىلبنظرة اتمع بروزهالقتصادية القائمـة قدرة النظم االجتماعية وا يفحيث بدأ التشكك ،املايل واحلروب العاملية

ـ بدأت ومن هنا ، حاجات الناس تلقائيا إشباععلى التغيري االجتمـاعي الواسـع املطالبة بالذي يتم على مستوي النظم االجتماعية نفسها بدال من االقتصار على مسـتوي النطاق،

دعداأ بدأت حيث ، مهنة اخلدمة االجتماعيةيفاحلديث وهذا هو االجتاه ؛ واجلماعات األفراد بالسياسة االجتماعيـة املتصلة االهتمام باملسائل يف االجتماعيني األخصائيني من أكرب و أكرب

الغلبـة االهتمامات الفردية التقليدية اليت ال زالت هلا إىل باإلضافة-والتخطيط االجتماعي

. )١٥( املمارسةيف أو املناهج يف درالف مبكان خدمة أو الطالب بأعدادسواء فيما يتصل ، االجتماعية احلياة االرتباط الوثيق بني خمتلف مستويات إدراكينبع هذا املوقف من و

جمتمع حملي أو منظمة رمسية أو مجاعة يف كعضو أو كفرد اإلنسان حياة أوجهوالتفاعل بني أردنـا إذا ومن هنا ضرورة التدخل على كل مستوي من تلك املستويات ، جمتمع قومي أو

٧

وأدوار أسـاليب تبلور لنفسها املهنة بدأت وهلذا كله فقد ،شكل فعال ب املهنة أهدافحتقيق

.)١٦(تالئم العمل على خمتلف تلك املستويات جديدة

اخلدمة االجتماعية واالجتماع التطبيقي )٣(

يفتغيريات إحداثتدخلها املهين على حماولة يف كانت اخلدمة االجتماعية تركز إذا اتمعات احملليـة والـنظم يف أو واجلماعات األفرادية بني العالقات االجتماع يف أو األفراد

إلحداث السوسيولوجيةجتماع التطبيقي يتضمن استخدام املعرفة وكان علم اال ،االجتماعية إذان التساؤل يثار عادة حول مـا ، فإ العالقات واملؤسسات والنظم االجتماعية يفتغيريات

ويف هذه ، خمتلفان أمران أما أوبيقي شيئا واحدا كانت اخلدمة االجتماعية واالجتماع التط . يلزم توضيح الفروق بينهمااحلالة

احلاجة للخدمـة االجتماعيـة أن نوضح بادئ ذي بدء أنجيب : املنطلقات القيمية )١(نشأت ملواجهة املشكالت االجتماعية الـيت إليها التغيريات املشار إلحداثكطريقة للتدخل

الدينية جمموعة القيم يف أساسان مثل هذا التدخل جيد تربيره أ و ،لصناعيةترتبت على الثورة ا املادية أحواهلم ية وترق األفراد تغيري بإمكانية اإلميان مع ،واملساواة وقيم الدميقراطية واإلنسانية

الرعايـة أيديولوجية" واالجتماعية من خالل عالقة عالجية وهذا هو ما يطلق عليه البعض

اخلدمة أن نؤكد أنوما يهمنا هنا هو )١٧( اخلدمة االجتماعية إليهااليت تستند "االجتماعية . واتمعاملهنةواضح املعامل ومعترفا به من احنيازا قيميا معينااالجتماعية متثل

فلقد كان علماء ، حد كبري إىلخيتلف بالنسبة لعلم االجتماع التطبيقي فالوضع أما عن الظـواهر احلقائق املوضوعية إىليسعون للوصول أم إمنا يتصورون االجتماع تقليديا

االجتمـاعي لإلصالح من يتجه إىلينظرون كانوا و ، جمال القيم يفاالجتماعية دون دخول

ه منـذ وقـت أنيوضح لنا )١٨( وهذا جولدنر ،اجتماعختلي عن صفته كعامل قد نه أعلى نه حيمل بني طياتـه أ باعتبار ،ف صاحبه يشر ال أمرا" املهندس االجتماعي "قريب كان تعبري

، ن يكون موضوعيا غري منحـاز أ مثل هذا العامل االجتماعي قد حنث بعهده ب أن يفالشك ثر هذا املوقف أ ولقد . مقابل شهرة مجاهريية ال قيمة هلا يفقد باع مواريث العلم يكون نه أو

حرجون طويال من اختاذ موقف حيث ظل رجاله يت، كبريا على علم االجتماع التطبيقيتأثريا

٨

ولكـن واقـع -- العمالء أهداف حدود يفقيمي من عمالئهم مكتفني بتقدمي مشورم قـد الـيت كانت هلم قيمهم املهنية إذاما ألنفسهم يقرروا أناملمارسة كان يفرض عليهم

يف ، كثريا الشأن هذا يف اختاذهم القرار تأخر وعلى أي حال فقد ،ختتلف عن قيم عمالئهم ولقد سـاعد ، حد كبري إىلالذي كانت اخلدمة االجتماعية متخففة من هذا العبء الوقت

عليه احلال بالنسبة لالجتمـاع مما كان بأكثرهذا على انتشار اخلدمة االجتماعية وتطورها لعلم االجتماع التطبيقي ة موضوع االلتزامات القيمي أن على ذلك من أدل وليس ،التطبيقي

لكي يتفق رجالـه )١٩( وقت قريب حىتبالنسبة هلذا الفرع الذي انتظر يوم هو موضوع ال يستقر عليها اليت املهنة مث قيم ، للمجتمع ككل األخالقية بااللتزام هو املبادئ األوىل أنعلى

املنظمة اليت يعمل فيها رجـال االجتمـاع أو قيم العميل وأخريا ،الزمالء السوسيولوجيون .التطبيقي

ن جماالت اهتمام كل من اخلدمة االجتماعية واالجتماع التطبيقـي إ :ات العمل مستوي) ٢( بتفرقـة تـالكوت أخذناأننا ولو . ليست متطابقة اإال أ حد كبري إىل متقاربةن كانت إو

:إىلوتقسيمها )٢٠(لألنساقبارسونز بني املستويات الثالثة .جيابدراستها علم االنثروبولووخيتص : ثقافيةأنساق) أ( دراستها كل من علم االجتماع وعلم االقتصاد يفويشترك : اجتماعية أنساق) ب(

. العلوم السياسيةوأيضا .بدراستها علم النفسوخيتص : Personality Systems شخصيةأنساق) ج(

منصبا على النوع – فيما يبدو أيضا والتطبيقي – اهتمام عامل االجتماع النظري أن جند فإننا األنساق املتبادل بني التأثريخذ فكرة أمع ( االجتماعية األنساق وهي األنساق من طاألوس

املوقف ككل ه ينصب علىاهتمامن إ رجل اخلدمة االجتماعية فأما) االعتبار بطبيعة احلال يفقـرب أاخلدمة االجتماعية وذا تكون ،األنساق وهذا يفترض اهتمامه بكل مستويات –

جمـرد أن تكون إىلمنها موجهة قيميا سلوكية واجتماعية تطبيقية علوما تكون أن إىل

.علم اجتماع تطبيقي

التوصـية " يقف عنـد حـد أنيستطيع ن رجل االجتماع التطبيقي إ :طبيعة املهمة ) ٣(

االجتمـاعي فهـو األخصـائي أما ،يقوم بنفسه بالتدخل لتنفيذ توصياته أندون " بالتغيري

٩

االتصال يف الفنية ومهاراته املهنيةذاته مستخدما ، بنفسه "يريالتدخل للتغ " يتحمل مسؤولية يف ما إجراءاختاذ رض ف مشكالت الواقع الذي ي يف ألذنيهنه يكون غارقا إ ومن هنا ف ،والتأثري

حـىت ال ميلك رفاهية التوقف وتعليق احلكم وهو بذلك ،احلال دون انتظار لنتائج البحوث املبـادئ أو يضطر لالعتماد على بعض املؤشرات وإمنا ، نتائج حمققة ذات عمومية إيليصل أحيانا وهو ، املهنية مستهديا بالقيم املهنية واتمعية املمارسة اليت تراكمت من خالل العامة

رجل االجتماع التطبيقي فغالبا ما أما .ته رجل االجتماع التطبيقي طالبا مشور إىلقد يلجأ وذا مينحونه الوقت فورا رأيه يبدي أنمنه ال يتوقعون عمالؤه مبشكالم وهم إليهيتقدم دراساته وحبوثه وينتظرون حىت يتم له بلورة مشورته مث يتخـذون قـرارهم إلجراءالكايف

ل مع املوقف مبا يتضمنه من م رجل اخلدمة االجتماعية غالبا ما يتعا أن كما .مسترشدين ا يـة لم ع يفالعمالء مسئولية الدخول حمل مع ويت ، بالقرار متصلةواعتبارات سياسية عوامل على حني يتوقف ، االعتبار يف املرتبطة باملشكلة األخرىخذ مصاحل الفئات أ تضمن تفاعلية

. املشورةإبداءدور رجل االجتماع التطبيقي عند حد

االهتمـام يفالتطبيقي يشتركان اخلدمة االجتماعية واالجتماع ن أإىل وخنلص من هذا كله الوقت الذي نزلت فيه يفاالجتماعية ولكن العالقات والنظم يفالتغيري إحداثل على بالعم

حدود يف قلب املشكالت االجتماعية يف وخاضت فيه املمارسة ميدان إىلاخلدمة االجتماعية ممـا من جانب اتمع به قيمي حمدد ومعترف إطار وبتوجيه من ما هو متاح هلا من معرفة

قد حتـرج ن علم االجتماع فإ تقدمي اخلدمات يف الفنية أساليبهاة وتطوير ساعدها على بلور وذا مل يكـن لعـامل ، ميدان املمارسة حفاظا على موضوعية العامل النظري إىلعن الرتول

امـاك أنكمـا ، )٢١(احلرب العامليـة الثانيـة حىت املمارسة يفاالجتماع مكان قوي

ة مشكالت الواقع استلزم عدم التقيـد باحلـدود بـني مواجه يف االجتماعيني األخصائينياخلدمـة كانت وذا ،التخصصات اليت يلتزم ا كل علم من العلوم السلوكية واالجتماعية

بني التفرقة نستطيع فإننا وأخريا ،تطبيقياجتماع تكون جمرد علم أن من أوسعاالجتماعية التوصـية "تقـدمي يف يتمثل غالبـا ولاأل أناالجتماع التطبيقي واخلدمة االجتماعية على

."التدخل للتغيري"متثل اخلدمة االجتماعية أن حني يف" بالتغيري

١٠

االجتماع واخلدمة االجتماعية تارخيياالعالقة بني: ثانيا

وتعاون قوي بني رجال علم االجتمـاع وثيقةما سبق فقد نتوقع قيام عالقات يف ضوء ـ نوأن حـىت األحيانغلب أ يفولكن احلال مل يكن كذلك ؛ورجال اخلدمة االجتماعية ل ي

علم االجتماع واخلدمة هناك ارتباطا وثيقا جدا ومباشرا بني أنعتقد أ إنين"يقول )٢٢(تيمز اللـهم ،فال يوجد ارتباط االجتماعيني واألخصائيني بني علماء االجتماع أما ؛االجتماعية

مسئولية قلب ما كان - احلقيقة يف- من اجلانبني يتحمل وكل... سلبيا ارتباطا كان إذا إال ، له ما يربره متاما قول تيمز أنواحلقيقة . "مستعرة معركة إىل يكون حوارا هادئا أنجيب إىلمل يكن صراعا يرتد اخلدمة االجتماعية مهنةو االجتماع علم هذا الصراع بني أنذلك

بكليهما مـن أحاطت ظروف تارخيية إىل أساسه يف يرتد وإمنا، موضوعية أو نظريه انيدأس .آخر منو وتطور كل منهما من جانب إىل وايل ظروف ترتد ،جانب

متعارفا أصبح تقسيم ثالثي وفقكال من هذين النوعني من املؤثرات وسنستعرض فيما يلي

وهو تقسـيم مراحـل أال )٢٣( بني مؤرخي عالقة االجتماع واخلدمة االجتماعية اآلنعليه :إىلالعالقة بينهما

.البداية املشتركة) أ( .عةيالقط) ب( .التقارب احلديث) ج(

:البداية املشتركة -١

الواسع النطاق الذي صاحبها وما ترتب على ذلك الثورة الصناعية والتغري االجتماعي أدت يف االجتمـاعي باإلصـالح اهتمام واسـع إىلمن تفكك اجتماعي ومشكالت اجتماعية

تسعي فئات متعددة أن، وكان من الطبيعي اجنلترا يفنصف الثاين من القرن التاسع عشر ال ولقد كانت هـذه ،اإلصالحية هذه اجلهود يفومن منظورات متباينة للمشاركة يف اتمع

١١

مجعيات تنظيم إطار يف للخدمة االجتماعية األوىل األصولهي الفترة اليت بدأت تتبلور فيها للفقـر فريسـة نت هذه اجلمعيات تؤمن بفكرة مسئولية الفرد عن وقوعه وكا، اإلحسان

Personal inadequacyتبنتها مجعيات تنظيم هذه الفردية اجلامدة اليت أن )٢٤( ويري بيتر ليونارد، واجتاهاته الداروينية االجتماعيـة هربرت سينسر التطورية آراء تنطلق من كانت اإلحسان

تتدخل فيما ينشأ مـن أنن الدولة ال جيب أ و ،"طبيعية"ريخ عملية التا أنواليت كانت تري قدرة اتمع ضعافإ إىل النهاية يفن هذا يؤدي أل، غري القادرين األفرادتوازن طبيعي حلماية

.اءقعلى البن مل تكن هلـا نفـس قـوة إ و -حركة احملالت االجتماعية أن جند فإننا أخريومن جهة فتوجه بعض جهودها للعمل االجتمـاعي ،منظورا خمتلفا تأخذ - اإلحسانتنظيم مجعيات

حركـة بعض قادة أن ومن املعروف ، الطبقات العاملة حوالأل اإلصالحاتلتحقيق بعض .اإلصالحي من بني رجال االجتماع ذوي االجتاه أيضاكانوا االجتماعية احملالت

رجال االجتماع وقادة اخلدمة مجعت املشكالت االجتماعية الواسعة النطاق بني فلقد وإذن اخلدمة االجتماعية وتأثرت ، االجتماعي اإلصالح سنواا الباكرة حول قضايا يفاالجتماعية

معهـد علمـي أول أن حىت ، اجنلترا يف كبريا تأثرا هذه الفترة التكوينية بعلم االجتماع يفوكان " االجتماعمدرسة علم " كان يسمي ١٩٠٣ سنة يف االجتماعيني األخصائينيلتدريب

.)٢٥( مقدمة مناهجهيفيضع الدراسات السوسيولوجية

فس التقـارب حـول املشـكالت وجود ن الحظ ن فإننا الواليات املتحدة إىل انتقلنا وإذا

حول بداية هذا القرن كان عدد مـن رواد علـم " )٢٦(يقول هربرت جانز االجتماعية ، ، ذلك الوقـت يفعمل االجتماعي املطروحة قضايا ال يف غارقني آلذام األمريكياالجتماع

،خصوصا مـن الطبقـات الفقـرية ، املدن وسكاا أحوالوخصوصا فيما يتصل بتحسني احلكومي والصـحة واإلصالح لتخطيط املدن والترويج اإلصالحية احلركات يففشاركوا

ؤسسـات وغريها مـن م احملالت االجتماعية واجلمعيات اخلريية إنشاء يف وسامهوا ،العامة ."الرعاية االجتماعية

قيـام اجلمعيـة يفوتبدو هذه العالقة الوثيقة بني االجتماع واخلدمة االجتماعية بوضـوح واإلصـالحي االهتمامني النظري واليت كانت تضم ١٨٦٥ للعلوم االجتماعية سنة األمريكية

١٢

"م االجتماع لعل "األمريكية اجلمعية أنشئت عندما ١٩٠٦ عام حىت واستمر هذا الوضع ،معا حـني عـرب االجتـاه يف ، االجتمـاعي اإلصالحكعالمة على انفصال علم االجتماع عن

١٨٧٤ منذ واإلحسان لإلصالحياتاملؤمتر القومي تشكيل عن نفسه من خالل اإلصالحي

.)٢٧(للخدمة االجتماعية مؤمترا قوميا ١٩١٨منذ عام أصبحوالذي كتابات ماري رتشـموند يف أخريضح من جهة السوسيولوجي الوا التأثريكما يظهر هذا

االجتماعية وبظروف العمـل الصـناعي /تعكس اهتماما قويا بالبيئة االقتصادية "اليت كانت على الفـرد منـذ كما كانت تتضمن تركيزا ،لألسرة وضمان دخل مناسب ،واإلسكان

االجتمـاعيني نياألخصـائي تأثرنه رغم أ إىل )٢٩(وهلذا يشري ليونارد ، )٢٨("أيضابدايتها العوامل اكتشاف دور يف مرونة أكثر مع املمارسة العملية كانوا أم إال "الفردية"فلسفة الب

الذين حـاولوا تقـدمي تفسـري امشـل األوائلاالجتماع هذا مع علماء يفالبيئية متمشني ية نه يسمي مسامهة ماري ريتشمند باملرحلة السوسـيولوج إ وهلذا ف ،للمشكالت االجتماعية

. خدمة الفرديف

:القطيعة -٢

استمرت العالقات الوثيقة بني علم االجتماع واخلدمة االجتماعية حىت اية العقد الثاين من الواليات املتحدة فيما بعد وذلك نتيجـة يفرت هذه العالقات قد فت أن إال ،العشرينالقرن

: فيما يلي إليهالبعض العوامل اليت نشري خصوصـا – علم االجتماع أبد : ملهنة للحصول على املكانة كفاح العلم وا ) ١(

كأحـد السعي للحصول علـى االعتـراف بـه يف –فيما بني احلربني العامليتني وهلذا فقد انـدفع علمـاء األمريكية، اجلامعات يف األكادمييةالعلمية التخصصات

مـة والتخلي عمـا يـثري العلم البحت تلك الفترة للتشبث بطابع يفاالجتماع فركـزوا ، الفترة السـابقة يف كانت سائدة لديهم اليت واإلصالحيةالنواحي العملية

مداخل نظرية إىلجهودهم على املشكالت املتصلة مبنهجية البحث العلمي والتوصل .وابتعدوا عن االهتمامات العملية للخدمة االجتماعية ،واسعة النطاق

١٣

مرحلة مكنتها مـن إىلية قد وصلت االجتماعكانت اخلدمة فقد ويف نفس الوقت أيضـا االجتماعيون األخصائيون أ وبد ،بلورة بعض مبادئها وطرقها املهنية املتميزة

كغريها مـن املهـن كمهنة كاملة م األمريكيلتحقيق اعتراف اتمع يطمحون

وطرقهم أساليبهم على بلورة أيضا االجتماعيون األخصائيونفانكب ، عهدا األقدم

الكساد أنولعل مما ساعد على هذا االجتاه ، )٣٠(األفرادللتعامل مع الالزمة الفنية لتـويل األمريكيـة احلكومـة تدخل إيل أديقد القرن العشرين ثالثينات يفاملايل

ممـا ١٩٣٥مني االجتماعي سنة أالتمسئولية املساعدات املالية عن طريق تشريعات األفـراد تم فقط بالعمليات الفنية ملساعدة لكي األهلية تفرغ املؤسسات إىل أدي

.)٣١(وعالجهم هو من السمات اليت Professionalism "املهنية" االجتاه حنو أن نالحظ هنا أنوجيب

على العالقة بني العلـم أثرهابشكل واضح واليت تركت األمريكييتميز ا اتمع حيث انغلق كل منـهما ،رحلة هذه امل يف ) اخلدمة االجتماعية (واملهنة ) االجتماع(

االهتمـام : يل بتغبري بـورتر أو، األوسععلى نفسه متجاهال القضايا االجتماعية االجتاه حنو يأخذ اجنلترا فلم يف أما، Cause رسالةال على حساب Function بالوظيفة

ولذلك فلم يفقد علم االجتماع اهتمامـه باملشـكالت ، احلاداملهنية هذا الشكل

أن اجنلترا يفاستطاعت اخلدمة االجتماعية كما ، )٣٢(تماعية والقضايا العملية االج . االجتماع وعلم النفسلمحتتفظ بتوازا بني التركيز على ع

الواليات املتحدة إىلمدرسة التحليل النفسي جاءت : الطوفان الطيب النفسي ) ٢(على الفور االجتماعيون ناألخصائيوووجد فيها العقد الثاين من القرن العشرين يف

الفنية وانصرفوا عـن وأساليبهامها فاجتهوا لالغتراف من مفاهي ، ضالتهم املنشودة

عمـى ال"بنـوع مـن إصـابتهم إىل )٣٣( البعض رأي يف أديمما علم االجتماع إىل اختزال تفسريات الظواهر االجتماعيـة إىلجعلهم ميالني الذي " سوسيولوجيال

التـأثري ذلك نرد سبب أنوميكن ، العناصر البنائية وإمهال فردية وشخصية أسباب : ما يلي إىل ذلك الوقت يفالكبري للتحليل النفسي على اخلدمة االجتماعية

١٤

وإطـار االجتماعيني جماال معرفيـا ألخصائينيلالتحليل النفسي أعطي. ١ه ما علي عملهم اليومي خبالف يف به االستفادةتصوريا متماسكا يستطيعون

اليت يقدمها علم االجتماع والـيت املدىالواسعة اردة النظريات احلال من .مليست هلا فائدة تطبيقية مباشرة هل

الفرد ميثل البديل املقبول عـن الـدور شخصية تغيري كان التركيز على . ٢ االهتمام السوسيولوجي بتغيري أنو خصوصا – تغيري البيئة يفثل التمالعاجز

كما ،هذا التغيري إلحداث عملية إجراءات إىلمل يكن يشري تماعي البناء االج األدهى و، القادة العمالينيأو اهتمامات بعض رجال السياسة إىلقرب أكان

ويف نفـس أيضـا نفسه كان معرضا األمريكي علم االجتماع أنمن ذلك يـد على وبولوجيا االجتماعية التحليل النفسي عن طريق االنثر لتأثريالفترة

.)٣٤(مارجريت ميد وعن طريق الفرويديني اجلدد فقد لفتـت ،كانت دائما موجودة قد ورغم هذه القطيعة فان بعض نقاط االتصال

عيني األخصائيني االجتما أنظار اليت قدمها رجال علم االجتماع واآلراءبعض املناهج راسة اليت الديف W. I. Thomasوخصوصا منهج دراسة احلالة الذي استخدمه توماس

الـيت اإلصالحي والدراسات املسحية ذات الطابع ، فيها عن الفالح البولندي شارك . مدرسة شيكاغو على يد روبرت بارك وزمالؤهأجرا

يف بعض علماء االجتماع كانوا يقومون خالل تلك الفترة بالتدريس أنكما سنجد كان مـن أنهرغم - McIverمدارس اخلدمة االجتماعية ولقد قام روبرت ماكيفر

مدرسة نيويـورك يف بالتدريس -علم االجتماع كعلم نظري مركز دعم املهتمني ب مسامهة " بعنوان ١٩٣١ سنة يف كتاب يفنشرت حماضراته ، كما للخدمة االجتماعية

كان بطبيعة احلال يتكلم عن اخلدمـة لكنه و، " علم االجتماع للخدمة االجتماعية

.)٣٥( ذلك الوقت وهو منظور اخلدمات الفرديةيفئد االجتماعية من املنظور السا

:التقارب احلديث -٣

١٥

العلـوم كأحـد أكادمييـا علما معترفا به أصبحقد ١٩٥٠قبل عام كان علم االجتماع اخلدمـة كمـا كانـت الواليات املتحدة األمريكية، يف اجلامعات يفعية املستقرة مااالجت

تراف ا كمهنة بدرجة تكفي لتخفيـف حـدة االع يفاالجتماعية قد حققت تقدما كبريا وقد مهد هذا كله السبيل ، مداخل العالج الفردي فقط استخدام االقتصار على وقفتها عند

كانت حتدث أنه بالرغم من –اء بني العلم واملهنة لوجود ظروف مالئمة حلدوث تفاعل بن

ـ أخـري ومن جهـة )٣٦(األحيان بعض يفالتقليدية العداوات إىل من االرتداد ألوان ن إ ف الثالثينات وخـالل احلـرب يفالكساد العاملي فترة خاللالظروف اليت مرت ا الشعوب

من مشكالت اجتماعية واسعة النطاق – كما اشرنا –وما شهدته اتمعات العاملية الثانية ، القائمـة النظرة التفاؤلية الواثقة بالتنظيمات االجتماعية واالقتصادية إضعاف إىل أدتقد

وبـدأت ، تلك التنظيمات والشعور باالغتراب لدي فئات عديـدة يف التشكك أدت إىل وهلما عما يستطيعان تقدميـه ملواجهـة أاملهنة لتس تلك العلم و ذلك إىل االجتاه يفاتمعات

النهاية وتقاس مبدي ما يف ترتبط إمنا قيمة كل منهما أناملشكالت االجتماعية امللحة باعتبار اخلدمـة حتريـك إىل هذا كله أديوقد . على تلك املشكالت للتأثري يفعاله أنكن هلما مي

من املشاغل الضيقة اخلاصة بكل منـهما إزعاجهما للخروج وعلم االجتماع و االجتماعية والتقارب والتعاون ،اجلديد نوع من التفاهم أ وهكذا بد ، املرحلة السابقة يفواليت شغال ا

على أساس من االحترام املتبادل إلسهام كل ذه املشكالت العملية امللحة مثل ه مواجهة يف :اآلتية ااالت يف نتبع دوافع هذا التعاون ومظاهره أنحنن نستطيع و .منهما

الدراسات التقوميية لنتائج التدخل املهين باستخدام الطـرق التقليديـة أظهرت) أ(ـ يفقصورا واضحا للخدمة االجتماعية األخصـائيني إدراك وتزايـد ،رق تلك الط

والطبقية واتمعية على العميـل دون األسرية التأثرياتاالجتماعيني لضرورة فهم مسلماا التقليديـة يف تعيد النظر املهنة وبدأت ،التركيز الشديد على مشاعر العميل

.وتستفيد من نتائج العلوم االجتماعية اخلدمـة كليـات يف علم االجتمـاع زيادة االهتمام بتدريس إىلهذا أدي) ب(

تنظيم اتمـع والتخطـيط يفاالجتماعية وخصوصا مع ظهور ختصصات جديدة مـن رجـال علـم كبرية عدادأ وذا دخلت ،االجتماعي والسياسة االجتماعية

١٦

األسـاتذة أولئـك زيادة اهتمام إىل هذا بدوره أدي وقد ،االجتماع تلك املدارس .نية امليدامبشكالت املمارسة

الواليات املتحدة خصوصا يف الستينات يفنشأ عن السخط االجتماعي املتزايد ) ج( مشروعات على املستوي القومي ملواجهة مشـكالت بإنشاءزيادة اهتمام احلكومة

إلحـداث احملليني األهايل وكانت هذه الربامج تعطي اهتماما كبريا ملشاركة ،الفقر عليها فقـد اإلنفاقاق تلك املشروعات وضخامة ونتيجة التساع نط ، التغيري فيهم

ـذه املـداخل األخذهناك ضرورة لوجود نظرية سوسيولوجية شاملة تربر كانت كبرية من رجال علـم أعداد ومن هنا دخلت ،النظرية املوجهة للربامج االجتماعية

االجتمـاعيني األخصائيني جنب مع إىل تلك املشروعات للعمل جنبا إىلاالجتماع االجتماعيني األخصائيني زيادة اهتمام إىل هذا أدي ولقد ، مشتركة أهدافلتحقيق

زيادة تقدير رجال علم االجتمـاع إىل أديبنظريات علم االجتماع من ناحية كما .أخري تذليلها من جهة يفللصعوبات اليت تواجه املمارس ولضرورة املشاركة

على املوقف النظري أصروا الذينجتماع حىت رجال علم اال أنه جند فإننا وأخريا) د( تغيريه يف االقتصار على وصف الواقع دون املشاركة وأيدوا لعلم االجتماع تالبح

دراسة املهـن إطار يف يتجهون لدراسة اخلدمة االجتماعية ا قد بدأو أولئك حىت – Organization Theory نطاق نظريات املنظمـات يف Professionalismواالجتاه حنو املهنية

تشكل جزءا له وزنـه قد أصبحت برامج اخلدمة االجتماعية ومؤسساا أنباعتبار النظـري أو الواقع االجتماعي الذي يتعرض رجل االجتماع الوصـفي أجزاءمن

.)٣٧(لدراسته

النظري لعالقة علم االجتماع واخلدمة االجتماعية اإلطار: ثالثا

تقسيم مريح مييز إىل تصل أنم االجتماع تستطيع دائما عليفكانت وجهات النظر التقليدية عالقـة أاعلى بشكل حاسم بني علم االجتماع واخلدمة االجتماعية وحيدد العالقة بينهما

فـن وبني هم الواقع وبناء نظرية تصفه وتفسره ف األساسية وظيفته )حبت(علم نظري بني

تساعد على إجراءات باستخدام الواقع حتسني أو تغيري األساسية تطبيقي وظيفته أوعملي

١٧

ولقد ساعد على هذا التصـور شـيوع ، ختفيفه أو األفراد سوء التكيف الذي يعانيه إزالة العلمـي األساس وعدم وضوح ، علم االجتماع من ناحية يف Positivist االجتاهات الوضعية

وميثل .أخريهة ذلك الوقت من ج يفعلى اخلدمات الفردية للخدمة االجتماعية وتركيزها وهو مـن - حتديد العالقة بني االجتماع واخلدمة االجتماعية روبرت ماكيفر يفهذا االجتاه

١٩٢١ الصادر عام كتابهيف -أساطني علم االجتماع أننه من الضـروري أ حيث يري )٣٨(

يقدم وصفات تصـلح أنوال ميكن االجتماع كعلم يدرس العالقات االجتماعية إىلننظر وصف الكيفية الـيت تنمـو ـا املشـكالت على ويقتصر لإلصالح أو العملية للنواحي

ن إوذا ف ، ظهرت إذا تغيريات لتعديلها إحداث والكيفية اليت ميكن ا ،االجتماعية وتظهر األخصـائي أمـا ، على حد تعـبريه "ال يقدم قط حلوال مباشرة ملشكالت احلياة "العلم

، " قلب جمـال القـيم يفيدخل " ذا ألنهاراته ملواجهتها يتخذ قر أناالجتماعي فعليه هو االجتماعيني األخصائيني الذي يساعد األساس يقدم أن ما يستطيعه علم االجتماع وأقصي

اليت تضفي التكامل علـى تفكريهـم Social Philosophy االجتماعية الفلسفةبناء تلك "على ."هنية املأنشطتهم وحتكم اجتاه أمامهموتثري الطريق

حل مشكالت اتمع ونتيجـة يفونتيجة للضغوط على علم االجتماع للمسامهة اآلن أمامن ناحية ونتيجـة لزيـادة ملواجهة تلك املشكالت التنظري إىلالجتاه العديدين من رجاله

مبنية على Practice Theory" مارسةلملنظرية " إيلجتماعية بالوصول ل اخلدمة االااهتمام رج بأن وزيادة اقتناعهم ، عملية حمققة وخمتربة باستخدام قواعد املنهج العلمي الصحيح معارف

Practice "حكمـة املمارسـة "جمرد تعتمد على أناملمارسة املهنية اليوم مل يعد من املقبول

wisdom تمـع والتخطـيط . نظري حمققأساس على وإمناومع زيادة االهتمام بتنظـيم ا احلدود الفاصـلة فإن نتيجة هلذا كله -- أخريجهة ة االجتماعية من االجتماعي والسياس

هنـاك وأصبح ،وضوحها ومتيزها فقدت قد القدمية بني علم االجتماع واخلدمة االجتماعية . بينهما على أرض الواقعقدر كبري من التداخل

أنمن رغم بال أنه إىلوهو من علماء االجتماع املقتدرين )٣٩(ويشري ايرنست جرينوود

ن اخلدمـة أ و"العلـم "اليت هي مـن جـنس العلوم االجتماعية إىلعلم االجتماع ينتمي احلدود بينهما أن إال "االتكنولوجي"فنون املمارسة اليت هي من جنس إىلاالجتماعية تنتمي

١٨

علـى ل ل ويد ، يلتقيا عليها لصاحلهما معا أن مشتركة ميكن أرضان هناك أ و ،ليست فاصلة كل املشتغلني بكل بأنخطأ يوحي ) إىل علم وتكنولوجيا اجتماعية (التقسيم هذا بأنذلك

هنـاك أن الواقع أن إىل ويشري ،اآلخرين مواجهة يفمتجانسون فيما بينهم من العلم واملهنة

املؤسسات يفطلبون للعمل وي ،يهتمون بالبحوث التطبيقية )٤٠(جمموعة من علماء االجتماع أخـري ومن جهة ،يطبقوا نظريام حلل مشكالت معينة ريها لكي الصناعية والتعليمية وغ

جنـد فإننا عموما هو حبل املشكالت ممارسي اخلدمة االجتماعية اهتمام أننه بالرغم من إف ميكن من أنهوهو يري ... ببناء النظرية وخصوصا نظرية املمارسة أكثر منهم تم أعدادا

ذوي االهتمام التطبيقي ورجال اخلدمة االجتماعية رجال علم االجتماع (هاتني اموعتني منطقة متوسطة ملصلحة العلم واملهنة حيث يفجني فريق جديد يعمل )ذوي االجتاه النظري

مبـا ( حل املشكالت يف الواقع خالل تطبيق معارفها يفيتم اختبار نظريات علم االجتماع االرتقاء إىل وهذا يؤدي )Practice test ة الواقعياملمارسةمن خالل ختبار اال نسميه أنميكن

مـن للممارسةبالنظرية االجتماعية ويف نفس الوقت فانه يكون من املمكن استمداد مبادئ .الجتماعية وربطها عن طريق البحوثقوانني العلوم ا

كمـا – املتزايـد لإلحساس صدي واسع النطاق نتيجة اآلن جرينوود جتد آراء أنوالواقع اخلدمـة ( واملهنـة )االجتماع ( العلم كل من احملك النهائي لنجاح بأن –قبل شرنا من أ

فهم وحل املشكالت االجتماعية يف مدي مسامهة كل منهما بطريقته يفهو ) االجتماعية

.امللحة

يفني حول اخلدمة االجتماعية يديتقلالقدمية لرجال علم االجتماع ال بعض التصورات أنغري ممن مل يدركوا حقيقة التغيريات اآلن على بعض رجال علم االجتماع ال زالت تؤثر املاضي

ـ ، األخرية السنوات يفاليت طرأت علي املهنة للخدمـة توي التـنظري وخصوصا على مس وقـد )يدانامل يفن مل يكن بنفس الوضوح على مستوي الربامج واملمارسة إو(االجتماعية

: بعض تلك التصوراتإىل نشري بكلمة موجزة أنيكون من املفيد هنا حماولة لتمييع الصراع أاعلى اخلدمات االجتماعية عموما ينتقد الفكر املاركسي . ١

أخطـاء عن أساساعن طريق املواجهة املنظمة للمشكالت الفردية النامجة ، الطبقي

يف اخلدمة االجتماعية أن ويري متابعو هذا اللون من التفكري ،)٤١(النظام االجتماعي

١٩

علـى لإلبقـاء اتمع تستخدم يف يد ذوي السلطان يف أداة إال ليست ذاضوء ه التغـيري لصـاحل وهي ذا تقوم بوظيفة الضبط االجتماعي ومتنع ، القائمة األوضاع ربيبة النظام بأا ، ويف نفس اخلط نرى البعض يِسمون اخلدمة االجتماعية اجلماهريتخلص من مضايقات الفقراء وامتصاص الثورة لل األغنياء متثل سعي وأا ، الرأمسايل

.عليهم أصـوهلا اخلدمة االجتماعية منذ أن هذه التصورات ال يدركون أصحاب أنوالواقع

وإذا ، والتغيري االجتماعي االجتماعي الضبط كانت تتضمن كال من وظيفيت األويلـ – كانت منوذجا ميثل اجتاه الضبط االجتماعي اإلحسانكانت مجعيات تنظيم ن إ ف

كانت متثل اجتاه التغيري االجتماعي اإلصالحاحملالت االجتماعية وما تبنته من جهود إطار يف تعمل بطبيعة احلال إمنا أي مهنة أن نالحظ أن هنا جيب أننا غري .االجتماعي

اليت نعيش األوضاع واملهن عموما تعكس هذه ،اجتماعي واقتصادي وفكري معني ، ال فعالية لـه املهن دائما عنصر منفعل أنذا بطبيعة احلال وليس معين ه . نطاقها يف

يف تبتعد كثريا عن النسق القيمي السـائد أن املهن ال تستطيع أنولكن ما نقصده ا بكو األويلا ا بداي يفن ارتبطت إ اخلدمة االجتماعية و أن جند فإننا وهلذا ،اتمع

أصبح أنبعد أا إالللمجتمع رة نطاق القيم املستق يفعنصر ضبط اجتماعي يعمل ختلق عناصر ثقافية جديدة يف الوقت الـذي أيضاهلا كياا املهين املستقل قد بدأت

اخلدمة كانت إذا"يف هذا الصدد )٤٢( يقول هريود ،العناصر القائمة على حتافظ فيه ي نسق فرعي يؤدي وظائف لصاحل النسق االجتمـاع أاعلى إليهااالجتماعية ينظر

فهي تتـبين ، درجة من االستقالل أيضا فان للخدمة االجتماعية ، للمجتمع األوسع... والنقد للنسق القيمي السـائد املعارضة تدافع عنها ومتثل نوعا من وأهدافاقيما

ن اخلدمة االجتماعيـة إففي اتمعات الصناعية اليت تركز على التحصيل والنجاح ف تلـك بأسـباب اعي تقف لتذكر اتمـع بقـوة اليت تم بعوارض الفشل االجتم

اخلدمة االجتماعية وسيلة بأن هذا يتعارض مع التصور أن ومن الواضح ،املشكالتقد تتفق اخلدمة االجتماعية أن أيضاكما يقول ، "الرأمسالية نوع من الرفاهية لتأكيد

دم اتمع وهـي النهاية خت يف فاملهن ، اتمع وقد ختتلف معها يفمع النظرة السائدة

٢٠

األحيـان بعـض يف تتخذ أنلمهنة ل ولكن من املمكن ،أعماهلا عن أمامهمسئولة وصف إىلموقف الصراع مع اتمع حول التغيريات املطلوبة مما دعا بعض الكتاب

باالغتراب عـن حيـاة حتس Minority Culture أقليةثقافة "بأااخلدمة االجتماعية وهـذا ، "ضمري اتمع " تكون أناملهنة حتاول أن ذلك وتفسري ."كرباألاتمع

، القائمـة األوضـاع جيعلها معرضة هلجوم القوي املضادة اليت حتاول احملافظة على احملافظـة علـى النسـق يفاخلدمة االجتماعية كما تسـاعد أنوحاصل هذا كله

بدور أيضا تقوم فإااالجتماعي وكما تتشكل بقوي اجتماعية خارجة عن سيطرا يفموقف اخلدمـة االجتماعيـة وهلذا فان ،عيش فيها ت تشكيل الثقافة اليت يفمهم

االجتماعيـة اخلدمة أن غري .اتمع حماط دائما بالتناقضات والصراعات والغموض اتمـع املهنة اليت ختضع هلذه التناقضات بني قيم املهنة ومطالب هيليست وحدها . املهنافةع بالنسبة لك الواقيففهذا هو احلال

شكل اخلدمات يفرون اخلدمة االجتماعية وزال بعض رجال علم االجتماع يتص يال . ٢ وال ، املتفرقة اليت ال تصدر عن تصور مشويل للنظم االجتماعية وتكاملـها "الفردية"

أن وغالبا ما يتصـور هـؤالء ،تعي بالتايل تداخل مسببات املشكالت االجتماعية مـن أن ال يـدرك هأن االجتماعي باحلاالت الفردية يعين بداهة ياألخصائانشغال البناء االجتماعي يسـتدعي يف خللل أعراض تكون تلك املشكالت جمرد أناملمكن

. من نطاق التدخل الفرديأوسعتدخال على نطاق بـدأت وإمنـا الفردية مل تعد تركز فقط على اخلدمات اآلن اخلدمة االجتماعية أنوالواقع

والسياسـة ، والتخطيط االجتمـاعي ،تنظيم اتمعطرق أو منهجيات ل أكربي اهتماما تعط تلـك السياسـات يفتعـديالت لتحقيـق Social Action والعمل االجتماعي ،االجتماعية

أنه من أي وقت مضي أكثر االجتماعيني اليوم يدركون األخصائيني أن ذلك االجتماعية، واتمعات احملليـة علـى واألسر األفراداعية هي مساعدة اخلدمة االجتم أهداف كانت إذا

وظـائفهم أداء خلق الظروف الـيت تسـاعدهم علـى يفمشكالم واملسامهة مواجهة يف مبساعدة األفراد على التكيف االجتمـاعي التزاما مزدوجا يتضمن ، فإن هذا االجتماعية

٢١

إصـالح أو وبتعـديل ،تمع من جهة مع املعايري والقيم اليت يؤمن ا ا إمكانيامحدود

.)٤٣(أخريالسمات العامة للنسق االجتماعي من جهة

أثار لتداخل إدراكا أكثر أصبحوا االجتماعيني قد األخصائيني أنهذا ضوء يفومن الواضح فـإم ولذلك ، على بعضها البعض ) الثقافية و االجتماعية والشخصية (خمتلف املستويات

املوقف يف التأثري قدر ممكن من أكرب كل تلك املستويات لضمان إىلين يوجهون تدخلهم امله عوامـل اليت تركـز علـى يتوقف بطبيعة احلال على مدى توافر النظريات األمر أنغري ،

يقتضي توافر جهود علم االجتماع هذا اهلدف أن يف وال جدال ، املتبادل التأثريوحدود هذا اتمع أهداف أيضا كل منهما ولكن أهدافقق ليس فقط مبا حي ،واخلدمة االجتماعية عليه

.الذي يعطي كال منهما دعمه هلذا الغرضاالحتـاد " هذا االجتاه اليوم ظهـور يف ذات الداللة على سري املهنة احلثيث األمورولعل من

Inter-University Consortium For International Social "اجلامعي الدويل للتنميـة االجتماعيـة

Development اخلدمة االجتماعيـة وعلـم القائمني بتدريس جمموعات من الذي يتكون من م االقتصاد والعلوم السياسية مبدارس اخلدمة االجتماعية بالواليات املتحـدة لاالجتماع وع

والذي يستهدف حتويل تعلـيم وممارسـة اخلدمـة ،وبعض بلدان العامل الثالث األمريكية ثـل هـذه مب شيء كان هناك إذا(البحتة "االجتماعية"ركيز على العوامل االجتماعية من الت

ومن التركيز على العمل ، السياسية / االقتصادية /إىل التركيز على العوامل االجتماعية ) الصفةاليت تتفاعل بشكل خـاص إىل العمل على تغيري خمتلف مستويات األنساق األفرادتغيري على

الـنظم يف أساسـية تغـيريات إحـداث دف ، واحمللى ليميواإلقعلى املستوي القومي إحـداث واىل ، الوقاية من املشكالت االجتماعيـة إىلمبا يؤدي ، واملؤسسات االجتماعية

وبطبيعـة . )٤٤(اإلنسانية اتمعات يف لتحسني نوعية احلياة ، تلك النظم يفجيابية إتغيريات

أن والبـد interdisciplinary التخصصـات يكون جامعا بني أناملدخل البد هذا احلال فان لفهـم اتمـع مجيعـا متني من النظريات اليت تقدمها تلك العلوم أساسيكون مبنيا على

التـدخل املقصـود واملخطـط مبا يساعد على ، الفرعية أنساقهداخل وديناميات احلركة

االحتياجـات عإشبا كل قطاعات احلياة اليت تؤثر على يف التغيريات املرغوبة إلحداث

. للسكان دون اقتصار على جمال الرعاية االجتماعية وحدهاإلنسانية

٢٢

صادر والتعليقاتامل(1) Read Bain and William L. Kolb. "Sociology" in Julius Gould and W. Kolb,

eds., A Dictionary of the Social Sciences (New York; The Free Press, 1964)

P. 676.

(2) Albert J. Reiss, Jr., "Sociology: The Field" in, David L. Sills, ed.,

International Encyclopedia of the Social Sciences (New York : The

Macmillan Co., 1968) Vol. 15, P. 1.

(3) Neal Gross and G. Fishman, "The Management of Educational

Establishments " in, Paul Lazarsfeld, et al., eds., The Uses of Sociology

(London : Weidenfeld and Nicolas, 1968 ) P. 310.

(4) Alvin W. Gouldner, The Coming Crisis of Western Sociology ( London :

Heinemann, 1970 ) P. 23.

مؤسسـة دار : القاهرة (علم االجتماع التطبيقي وتنمية اتمع العريب : صالح العبد . د )٥( .٢١ص ) ١٩٧٢ ،التعاون للطبع والنشر

(6) Alex Inkles, What is Sociology ? (N.J. : Prentice-Hall, Inc., 1964) P. 110.

دار الكتب : اإلسكندرية (دراسات يف علم االجتماع التطبيقي : حممد عاطف غيث . د )٧( .١٧ – ١٦ ، ١٠ – ٩ص ص ) ١٩٧٢. اجلامعية

(8) Alvin Gouldner. Op. cit., PP. 399 – 400.

.١٧ ، ص املرجع املذكور: حممد عاطف غيث . د )٩(

(10) See : Noel Timms, Social work (London : Routledge & Kegan Paul, 1970)

P. 2.

(11) Harriet Bartlett, "Towards The Clarification and Improvement of Social

Work Practice" in, Social Work, Vol. 3 No. 2, April, 1958, PP. 3 – 9.

(12) Walter A. Friedlander, Introduction to Social Welfare (New Jersey :

Prentice-Hall, Inc., 1955) P.4.

(13) Arthur E. Fink, et al., The Field of Social Work (New York : Holt,

Rinehart, and Winston, 4th ed., 1967) P. 12.

٢٣

(14) Robert McIver, The Contribution of Sociology to Social Work (New York;

Columbia University Press), 1931.

(15) Henry J. Meyer, "Professionalization and Social Work To-day." In Edwin J.

Thomas, ed., Behavioral Science for Social Workers (New York : The Free

Press, 1967) PP 379 – 400.

(16) Walter A. Friedlander, Concepts and Methods of Social Work, (New Jersey:

Prentice-Hall, Inc., 1958) PP. 8–9.

(17) Paul Halmos, "Problems Arising in the teaching of Sociology to Social

Workers" in, International Social Service Review, United Nations, New

York, No. 8, March 1961, P. 22, See also, Arthur Cohen, Social Work in

the American Tradition (New York : Holt, Rinehart, and Winston, 1958)

P. 3.

(18) Alvin W. Gouldner and S. M. Miller eds., Applied Sociology (New York :

The Free Press, 1965) P. 13.

(19) Robert C. Angell "The Ethical Problems of Applied Sociology" in Paul

Lazarsfeld, et al, op. cit., P. 740.

(20) Albert J. Reiss Jr., op. cit., PP. 2 - 3.

(21) Herbert J. Gans, "Urban Poverty and Social Planning" in. Paul Lazarsfeld,

et al, op. cit., P. 438.

(22) Noel Timms, in his introduction to, Brain Heraud, Sociology and Social

Work (Oxford : Pergamon Press, 1970). P. VII.

بعض املقاالت والكتب اليت تؤرخ للعالقة بـني االجتمـاع األخرية السنوات يفظهرت )٢٣(عيـة اجنلترا والواليات املتحدة باعتبارها مهد نشأة اخلدمة االجتما يفواخلدمة االجتماعية

بعض إىل من العالقات شكالاأل تؤدي هذه أن كنا نتوقع وإذا –مبفهومها املهين احلديث ) كمصر مـثال (إليها اليت انتقلت األخرى الدول يفاالنعكاسات على عالقة املهنة والعلم

– مصـر يف على تلك العالقة أثرتالعوامل احمللية اليت هناك بعض أن أيضا ندرك فإننا بـإذن نستكمل ا هذا املوضوع فيما بعد أنستحق دراسة خاصة نرجو وهذا موضوع ي

.اهللا

٢٤

(24) Peter Leonard, Sociology in Social Work (London Routledge & Kegen

Paul, 1966) P. 4.

(25) Brian Heraud, op. cit., P. 4.

(26) Herbert J. Gans, op. cit., P. 438.

(27) Peter Leonard, op. cit., PP. 7 – 8.

(28) Walter Friedlander, Concepts and Methods of Social Work, op. cit., P. 88.

(29) Peter Leonard, op. cit., P. 8.

(30) Henry J. Meyer, et al, "Social Work and Social Welfare", in Paul

Lazarsfeld, et al, op. cit., P. 157.

(31) Peter Leonard, op. cit., P. 17.

(32) Brian Heraud, op. cit. P. 5.

(33) Ibid.

(34) Brian Heraud, op. cit. P. 6.

(35) Loc. cit.

(36) Henry J. Meyer, et al, "Social Work and Social Welfare" op. cit., P. 157.

(37) Ibid., PP. 158 – 159; Brain Heraud, op. cit., PP. 8 – 9 12; and Herbert Gans,

op. cit., P. 15.

(38) Peter Leonard, op. cit., P. 15.

(39) Ernest Greenwood "The Practice of Science and the Science of Practice,"

in, Warren Bennis, et al, The Planning of Change (New York : Holt,

Rinehart, and Winston. 1961) PP. 73 – 82.

مريكيـة األ اجلمعية أعضاء واحلكومية من بني األهليةتقدر نسبة من يعملون باملؤسسات )٤٠( راجع: بالبحوث والتدريس باجلامعات % ٧٠ حني يعمل يف% ٣٠لعلم االجتماع حبوايل

Alex Ingles, op. cit., P. 110كتاب

(41) Brian Heraud, op. cit., PP. 193 – 194.

(42) Ibid., P. 206.

(43) Henry J Meyer, "Social Work," op. cit., Vol. 14, P. 495,; and Walter

Friedlander, op. cit., P. 8.

٢٥

(44) Richard Parvis , The Social Development Concept, (N.Y. Council on

Social Work Education, 1980, Mimeographed); C. David Hollister and John

F. Jones, "Education for Social Development." State of the Art Conference

on Comparative Social Development, 1978, Columbia, Missouri

(Mimeographed).