األخوان الجمهوريون

!!الضحية غير واجبة !!ال علي الفقراء !!و ال علي األغنياء

هـ١٤٠٢ ذو القعدة ١٩٨٢الطبعة الرابعة سبتمبر

:اإلهداء !! ال تضحوا .. إلى افراد الشعب

... عندما ضحى عنها !! َمتهفالنبى الكريم قد اسقط الضحية فى حق اَََََََََََََََََََََََََََََََََََ ..وفهم ذلك كبار األصحاب وعلماؤهم واغنياؤهم فلم يكونوا يضحون

كما أن حكم الضحية انها سنَة عادة، تتغير بتغير الظروف التاريخية، ..جتماعية، واألقتصادية واإل .جتماعية واضحة للعيانصادية واإلقتضرارها اإلأم فإن ووالي

!!ليوم ليست مطلوبة دينيا ولكل ذلك فإن الضحية ا !!بل اَن تركها قربة دينية اكثر من فعلها

اتركوا الضحية واحرصوا على السنَة الحقيقية فى حسن العبادة وحسن فإن وقت السنَة الذى اظلنا ، يتطلب دقة التمييز والتمسك .. المعاملة

.. ساسها أبجوهر السنة و

٢

بسم اهللا الرحمن الرحيمهي موالكم و .. فاليوم ال يؤخذ منكم فدية، و ال من الذين كفرو، مأواكم النار(

ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اهللا و ما أنزل من الحق* بئس المصيرو ال يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم األمد، فقست قلوبهم و ..

.. يمصدق اهللا العظ) كثير منهم فاسقون

: مقدمة الطبعة الثالثة

و ال علي !! ال علي الفقراء !! الضحية غير واجبة (اليوم، نخرج للناس بالطبعة الثالثة من كتابنا ؤنا او لقد ساق اهللا نجاحا عظيما للطبعتين السابقتين من هذا الكتاب، فقد تقبله قر!!).. األغنياء

.. أنه قد جاء في وقته تماما، و هللا الحمد و المنةو في ذلك بشارة رصينة.. الكرام قبوال حسنا

: ال حجة بيننا و بينكم هذا الكتاب قد أورد من األسانيد الصحيحة من السنة المشرفة، و من عمل أكابر األصحاب في

و نحن ) ال حجة بيننا و بينكم(سقوط الضحية عن األمة حتي أنه لم يترك بقية حجة لمحتج علينا ..مة لسنا بصدد إيراد نص جديد، فإن متن الكتاب قد كفانا ذلك و أوفيفي هذه المقد

..اإللتزام بترك الضحية هذا العام.. و الجديد في هذه المقدمة أننا نطالب الناس باإللتزاملقد ظهر لنا من المناقشات العديدة التي أدرناها حول هذا الكتاب أن الناس ال يملكون حجة دينية

.نا و إنما هو سلطان العادة يتبعونه بغير علم، و ال هدي و ال كتاب منيرواحدة في مواجهتمن هذا اإلعتبار فإننا نتشدد في مطالبة كل أفراد الشعب بأن يلتزموا بترك األضاحي، كما كان

..يفعل كبار األصحاب و أثرياؤهم و علماؤهم، و كما يفعل الجمهوريون منذ حين من الوقت لرجل الشارع العادي أن يعلم عدم وجوب الضحية دينا، فاتبعواالعلم بالعمل لقد أصبح من الميسور

اصبح شعبنا عارفا بهذا األمر، فلتكن معرفتنا معينة لنا دلق.. ، فانه ال خير فى علم اليتبعه عمل !!على تطبيق شريعتنا، ولتكن شريعتنا منفتحة على روح ديننا

احسن ما انزل اليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة واتبعوا: (يرذيخشى الناس هذا الن اال ؟؟)وانتم التشعرون

:اتركوا الضحية هذا العام

ولكنها فى هذا العام بالذات .. سر كل عام لقد كانت الضحية تشكل عبئا اقتصاديا ثقيال على األ سعر الخروف اكبر اثرا حتى على االسر ذوات الدخول فوق المتوسطة، فكما هو معلوم فإن

..هذا بالطبع من غير التكاليف االخرى .. توسط اليوم يربو على الستين جنيها مالترك الضحية رفعا للحرج ، ودرءا يا فى ضرورةل مثال عم بهضرب اهللاهذا الواقع المادى

) وتلك االمثال نضربها للناس وما يعقلها اال العالمون: (للمشقةن ون ال يخضعون التشريع للظروف االقثصادية، كما انهم ال يتحللوغنى عن البيان ان الجمهوريي

من التزام الشرع خشية المشقة ولكنهم يبصرون السعة والمرونة فى النصوص بحيث تستطيع ، بل اهللاواالن فان حكم الوقت ابطل الضحية، والوقت آية من آيات .. استيعاب الظروف المتغيرة

!! الكبرى هآياتهو من امر الضحية لم نطالب الناس بتطوير الثشريع االسالمى وانما ابرزنا التشريع فى ونحن فى .. ا بعد ذلك للمعانى الرفيعة فى امر الفداء نثم تسامي.. فى، وهو يكفى لترك االضحية لوضعه الس

٣

ولو كان للذين يزعمون انهم فقهاء بصر بالتشريع ألفتوا بسقوط الضحية من غير كبير اجتهاد ، ..مر ظاهر فهو ا

: اليوم اليؤخذ منكم فدية

والحياة العليا هى حياة !! ياة اآلخرى هى الحياة العليا حوال!! الحياة الدنيا هى الحياة السفلى ) .. وما هذة الحياة الدنيا اال لهو ولعب وان الدار اآلخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون: (االنسان

.. م مجسد تدخل به حياتنا السفلى مدارج حياتنا العليا وهو عل" الحياة"الحيوان مبالغة فى : و طبقوه و العارفون هم اآلن، و ليسوا غدا، في الحياة العليا، فهم قد إمتثلوا للقول النبوي الكريم

..) موتوا قبل أن تموتوا(اقرأ ان .. ومن لم يدخل الحياة العليا اآلن فانه ال يجدها غدا ، اال بعد معاناة العذاب فى النار

وفى الحياة ) ومن كان فى هذه اعمى فهو فى اآلخرة اعمى واضل سبيال: (شئت القول المبارك نفوسنا ، ومفهوم الفداء فى االسالم مفهوم متطور يدق وال ينتهى الالعليا فإن اهللا ال يأخذ منَا فدية ا

.. ياء محمد فدى الحيوان بالعلم خاتم االنب!! اب االنبياء ابراهيم فدى الضحية البشرية بالحيوان

) .. فاليوم ال يؤخذ منكم فدية(وما كان لنفس (والقاعدة اَن الناقص يفدى الكامل ، فالحيوان يفدى االنسان والجاهل يفدى العالم

فلو اَن اهللا لم يجعل رجس المؤمن ) .. ان تؤمن االَ بإذن اهللا ويجعل الرجس على الذين ال يعقلون .. آمن من آمن على الكافر لما

فداء – اى قشرته -والعارف يفدى بعضه بعضا، تفدى كثافته لطافته، فقد يصاب جسم العارف : ولقد اصاب شاعر العرب من هذا الباب حين قال.. لقلبه ولعقله كما جرى لنبى اهللا ايوب

وتسلم اعراض لنا وعقول يهون علينا ان تصاب جسومنا

وفى .. (يم على ذبح الحيوان ونذهل عن نفوسنا، ونتركها على جهلها اذا كان ذلك كذلك، فكيف نق

..) ؟!انفسكم افال تبصرون اتركوا الضحية هذا العام .. مرة اخرى

ولقد ذكرناكم بآيات ربكم فال تخَروا .. سندا ضعيفا ليس فى الدين سند الستمرار الضحية اال .. عليها صَما وعميانا

الضحيةالحجة الدينية مع ترك الحجة االقتصادية مع ترك الضحية الحجة الصحية مع ترك الضحية

الجتماعية مع ترك الضحيةلحجة ااالضحية (فى عبارة واحدة . فهل بقى شئ ؟؟ اتركوا الضحية فإنها جهل بالدين، وجهل بالعصر

مد فقست م األ كالذين اوتوا الكتاب من قبلكم فطال عليهوافاتركوها وال تكون) .. اآلن جهل بالدين ..م هقلوب

) اهللا وما نزل من الحق ؟؟رالم يان للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذك( !! أنيقد !! بلى

٤

ن الرحيممبسم اهللا الرح ) ..اب بغتة وانتم ال تشعرونذواتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم، من قبل ان يأتيكم الع(

..صدق اهللا العظيم :نيةمقدمت الطبعة الثا

) ال على الفقرء وال على االغنياء!! الضحية غير واجبة : (هذه هى مقدمة الطبعة الثانية من كتابناوهو كتاب قد اثار اهتمام السادة القراء بصورة ملحوظة، وقد استغربه الكثيرون ، لطول ما ..

انما كان فى وعنوان الكتاب. كانوا يظنون ان الضحية واجبة، على الرغم من انها ليست كذلك اتجاه توكيد كونها غير واجبة، ال على الفقراء، وال على االغنياء ، لدحض رأى الفقهاء القائل

ى الذى لم يبن على اى سند واضح ال من نصوص رأبأنها انما تجب على الموسرين فقط، ذلك التخريج ، جرت وانما هو محض ! السنة المطهرة، وال من عمل االصحاب، وال من آراء التابعين

به العادة، ويعوزه السند كما سلفت الى ذلك اإلشارة ، وتعوزه المعرفة بروح الدين، كما تعوزه دقة التمييز التى حدت بالموسرين من اكابر الصحابة على تركها، وعلى التصريح بانهم انما

اولئك فى متن هذا وسيجد القارئ الكريم اثبات كل ! يفعلون ذلك، لكى ال يظن الفقراء انها واجبة ..الكتاب

!! الضحية عادة

لفوا الضحية زمنا طويال، اليجعل منها أونحن نحب ان نؤكد للمسلمين اليوم، ان كون الناس قد حوال، بل على النقيض من ذلك تماما، فإنه متى ما اتضح باالسانيد، واالدلَة واجبا بحال من األ

وال على ! بانها ليست واجبة، ال على الفقراء حاب،من احاديث النبى، ومن عمل االص الدوامغ، محض عادة، إعتادها الناس، فقويت على مر فهيفقد وجب اإلقالع الفورى عنها،! االغنياء

ولقد اسهم تخريج الفقهاء الخاطئ بانها انما .. جبا الفوها و أالناس، لطول ما الزمن، حتى ظنَهاوهو تخريج لم يوفق اطالقا .. يقها، فى حياة الناس تجب على الموسرين فقط، فى ترسيخها، وتعم

فى رفع العنت والمشقة ،عن الفقراء ،ان كان قد قصد به الى ذلك، وذلك لسبب بسيط، وهو اَن كل مسلم يرى انه لئن يخطئ فى جانب تقدير حاله من الفقر فيضحى ، رغم المشقة والعنت، خير له

هذا باالضافة الى االعتبارات !! قد يكون قادرا عليهمن ان يخطئ فى جانب الترك لواجب دينى ، .. االجتماعية العديدة التى تدفع الفقراء الى ان يضحوا رغم رقة حالهم، ما دام االغنياء يضحون

سانيد الضافية التى وردت فى متن الكتاب نضيف فى هذه المقدمة مزيدا ونحن باألضافة الى األ الجزء الرابع عن "سبل السالم"فقد جاء فى .. وبها على االمة من االسانيد الدالة على عدم وج

جاء فى صحيح مسلم عن عائشة قالت ان رسول اهللا امر بكبش اقرن فأتى به : (الضحية ما يلى يا عائشة هلمى المدية اشحذيها بحجر، ففعلت، ثم اخذها، واخذه، فاضجعه، ثم :ليضحى به، فقال

) .. محمد وآل محمد ومن امة محمد ثم ضحى بهبسم اهللا تقبل من: ذبحه، ثم قال ) .. لم يصح عن احد من الصحابة قال انها واجبة: (قال ابن حزم

فلما " مخصيين"ذبح النبي يوم الذبح كبشين أقرنين أملحين موجأين : (كما ورد عن جابر، قاليفا و ما أنا أني وجهت وجهي للذي فطر السموات و األرض علي ملة إبراهيم حن: "وجههما قالاللهم منك و لك عن محمد و أمته .. ، ال شريك له، و بذلك أمرت و أنا المسلمينمن المشركين

)..رواه أبو داؤود و إبن ماجة "بإسم اهللا و اهللا أكبر ثم ذبح

٥

و في مواجهة ذلك ) فصل لربك و أنحر(و يحتجنا البعض في القول بعدم وجوب الضحية باآلية كان النبي صلي اهللا عليه و سلم ينحر قبل أن يصلي فأمر أن ( عن أنس نذكر ما أخرجه جرير

و من . كأنه يقول إذا نحرت فبعد صالة العيد"يصلي ثم ينحر، فهي تعيين لوقت النحر، ال لوجوبه ")..أجل ذلك ذهب الجمهور من الصحابة و التابعين لعدم الوجوب

!!المسلمون أمام أحد أمرين

زيادة األسانيد في توكيد عدم وجوب الضحية على األمة، ونحن نوجه الحديث هذا ما كان من أمر منهم بوجه خاص، بأن عدم وجوب ءفى ختام هذه المقدمة الى المسلمين عامة، والى العلما

حاديث النبوية، وبصريح اقوال اكابر الصحابة وفعلهم، فال حجة الضحية امر ثابت بصريح األفالموسرون من اكابر الصحابة لم يضحوا، فلم يبق .. فقير او غنى لمن يزعم بانها واجبة، على

اال ان القول بوجوبها على االغنياء محض تخريج وجبت مراجعته الفورية، فالحق احق ان يتبع …

وهو حق ال مراء فيه، (-وعلى كل فالناس امام احد خيارين، فاَما ان يكون ما قلناه فى امرها حقَا… فيجب االخذ به، وتوعية الناس وفقه، دون ابطاء –) هذا الكتاب ى متنكما سيرى القارئ ف

لة القطعية من احاديث النبى، وعمل الفتجب معارضته باالسانيد، والد واَما ان يكون غير ذلك،ا لفعله خصومنا فى الرأى نَذلك غير ممكن ، ولو كان ممك نَا لعلى يقين تام من انإو.. االصحاب

عة ية، ولذلك فانه يتوجب على سائر المسلمين اال يدعوا فرصة لعلماء الشرعمن علماء الشريلتمييع قضايا الدين، واتخاذ المواقف الوسطية، وان يحملوهم على اتخاذ موقف واضح من هذين

… الموقفين، فانه ليس بعد الهدى اال الضالل … وانا لنسأل اهللا ان يهدينا وان يهدى بنا، انه سميع مجيب

٦

سم اهللا الرحمن الرحيمبكذلك .. ومها، وال دماؤها، ولكن يناله التقوى منكم لحلن ينال اهللا (

!!) سخَرها لكم لتكبروا اهللا على ما هداكم، وبشر المحسنين ..صدق اهللا العظيم

: المقدمة

فى يعرض النصوص القاطعة، واآلثار المسنودة فى سقوط الضحية ) .. الضحية(هذا الكتاب عن وياتى الكتاب فى وقته تماما، فقد صارت الظروف االقتصادية الصعبة، !! حق االمة المسلمة

ثلة فى غالء اسعار الماشية، بصورة مذهلة، واقعا ضاغطا يجعل دعوتنا الى التمثل بالنبى مالمتالكريم حين ضحى عن امته، فاسقط وجوب الضحية عنها، وباصحابه حين كان كبارهم،

.. ال يضحون، اتباعا لروح الدين وتفهما لعمل النبى الكريم صلى اهللا عليه وسلم واغنياؤهم،هذا الى جانب .. يجعل هذه الدعوة اليوم، اكثر واقعية، واقرب الى االذهان من اى وقت مضى

..اآلثار االجتماعية السلبية التى تنجم عن الضحية فى مثل ظروفنا الراهنة ، مبرارت دينية، كدأب )الضحية(لصعوبة، واالستحالة العملية فى ولسنا نريد بذلك، ان نجد ل

من هسند الثابت، المسبق فى الضحية الدينيالدعاة الدينيين، اليوم، ولكننا انما نريد ان نجد لراينا هذا الواقع الجديد، كدابنا دائما حين نسبق االحداث برفع صوت العقل، فيبدو غريبا ال يسمع له،

فنحن االخوان الجمهوريين، فى !! ل االحداث براسها، فيجد راينا مصداقه فيها اال بعد ان تطانما نرى ان الضحية كما هى فى ) ونحن الدعاة الى احيائها ، اليوم(تحرينا التباع السنة الحقيقية

… الدين ، سنة عادة، سقط حكمها بذهاب ظروفها، وسند ذلك بأقوى االسانيد القرآنية، والنبوية فنحن، ومنذ زمن، النضحى، كما لم يكن ابو بكر، وعمر، واغنياء االصحاب يضحون، ولذلك

وقد اخرجنا بذلك نشرة داخلية خاصة بنا، التزمناها، .. فى هذا الكتاب فيما ترويه اآلثار المثبتة الى الشعب ٧/١١/١٩٧٨ثم اصدرنا فى العام الماضى منشورا بتاريخ .. فى انفسنا، اشد االلتزام

ة، بينا فيه حكم الضحية كسنة عادة مرحلية، اسقط النبى الكريم وجوبها عن االمة، فاحسن كافولو كان دافع الناس للضحية دافعا دينيا لما احتفظوا بها، : (وقلنا فيه.. ه اتباعه فى ذلك تصحاب

حتاجين، يل، وفى تفقد الملوهى المرحلية، واهملوا السنن النبوية االساسية فى الخلق، وفى قيام الدل على انتهاء وقت الضحية كقربة دينية، بعد ان اصبحت مظهرا يوالبذل لهم، وذلك مما

ساليب تبعدهم عن الدين، وتذهب باستقرارهم االقتصادى مع ان أحرص الناس عليه، وبياجتماعيا ة هنالك سننا اساسية تهم المتدينين، اكثر فاكثر، ولكنها ال تجد منا الحرص الذى تجده الضحي

..) كعادة اجتماعية من اى وقت ) وجوبا(فالضحية ساقطة فى حق هذه االمة، وسقوطها اليوم ، فى حقها، اكثر

فإلى الكتاب بنية خالصة فى التحرى الشديد لوجه الحق ، وفى العزم الماضى على … مضى …اتباعه، فالحق احق ان يتبع، واهللا المستعان

٧

الفصل األول سنة عبادة عادة الالضحية كانت سنة

ماهى سنة العادة ؟؟

سنة العادة هى ما كان يفعله الرسول ، صلى اهللا عليه وسلم، اخذ بالعادة السائدة فى ذلك المجتمع، كل، والملبس، والمركب، مما يمثل التطور التاريخى لذلك أوالتى انما تتعلق بمظاهر الحياة ، كالم ض مع غرض من اغراض الدين، فىرو المعاملة، وال يتعاالمجتمع، واليتعلق بجوهر العبادة، ا

بمثل هذه العادة انما هو من تمام تنزل ولقد كان اخذه، صلى اهللا عليه وسلم،.. ذلك الوقت خذ : (قال تعالى لرسوله الكريم. العرف، وانما ان تعايشه وتهذبه، وتتسامى به )...(الرسالة

، و ذلك تدريجا للناس، و رحمة بهم، و دفعا ) …ين العفو، وأمر بالعرف، وأعرض عن الجاهللقد جاءكم رسول من أنفسكم ، عزيز عليه ما عنتم، : (قال تعالي.. للمشقة، و العنت، عنهم

و من هذه الحكمة أن سنة العادة ليست سنة باقية، و .) .. حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيمهي تتطور، و تتغير حسب ما يجد من تطور إنما هي رهينة بالظروف التاريخية الموقوتة، ف

و من سنة العادة كانت اللحية، و العمامة، و العصا، و .. المجتمع البشري، و الفرد البشري .. الضحية

أما سنة العبادة، تمييزا لها عن سنة العادة، فإنما هي السنة الباقية، الواجبة اإلتباع، ألنها تقوم علي ل عمل النبي الكريم، في خاصة نفسه، و الدال علي معرفته بربه، و أصول القرآن الثابتة، و تمث

و هذه هي السنة التي نعنيها حيثما تحدثنا عن السنة، و ذلك كالصلوات الخمس،. عبوديته له.. صالة القيام في الثلث األخير من الليل، و كالزكاة النبوية في إنفاق ما زاد عن الحاجة الحاضرة

لة النبي لربه، و هي تثمر معاملة النبي للخلق، و هي تقوم إبتداء علي كف و هذه السنة هي معامو هذه هي السنة المعنية بقول . األذي عن الناس، ثم تحمل األذي منهم، ثم توصيل الخير إليهم

من الغرباء يا : قالوا!! بدأ اإلسالم غريبا، و سيعود غريبا، كما بدأ، فطوبي للغرباء: (النبي الكريم !!)..الذين يحيون سنتي بعد إندثارها: هللا ؟؟ قالرسول ا

و الضحية سنة من سنن العادة التي فعلها الرسول الكريم، و لكنها، حتي كسنة عادة، أقل سنن العادة تأكيدا، فقد أسقطها عن أفراد أمته، لقيامه بها عنهم، فلم يلتزمها أكابر أصحابه، و سائرهم

.كما سنري في هذا الفصل

و الهدي سنة عادة لها جذورها قبل اإلسالمالضحية :من الفداء اإلنساني الي الفداء الحيواني

حينما كان الفرد البشـري ) الضحية(ها هو األستاذ محمود محمد طه يتحدث عن طور من أطوار ثم عن طور آخر منها حينما فدى األنسان بالحيوان، فصار الحيوان هو ) !!الضحية(هو، نفسه،

بالحيوان فيتم، بالعلم، فـداء ) الضحية(مشيرا بذلك، الى طور جديد فيه تسقط حتى .. )الضحية(، )الرسالة الثانية من اإلسالم : (يقول األستاذ محمود فى كتاب !! الفرد البشرى، فداء الحيوان، معا

عة ولما كان الفرد البشري األول غليظ الطبع، قاسي القلب، بليد الحس، حيواني النز : (٢٩صفحة فقد احتاج إلى عنف عنيف لترويضه، ولنقله من االستيحاش إلى االستيناس، وكذلك كان العـرف االجتماعي األول، شديدا عنيفا، يفرض الموت عقوبة على أيسر المخالفات، بل انه يفرض علـى األفراد الصالحين أن يضعوا حياتهم دائما في خدمة مجتمعهم، فقد كانت الضحية البشرية معروفة

٨

تذبح على مذابح معابد الجماعة، استجالبا لرضا اآللهة، أو دفعا لغضبها حين يظن بها الغضـب، ولقد كانت هذه الشريعة العنيفة، في دحض حرية الفرد، في سبيل مصـلحة الجماعـة معروفـة ومعموال بها، إلى وقت قريب، ففي زمن أبي األنبياء، إبراهيم الخليل وهو قد عاش قبـل مـيالد

بحوالي ألفي سنة، كانت هذه الشريعة ال تزال مقبولة دينا وعقال، فإنه هو نفسه قـد أمـر المسيحبذبح ابنه إسماعيل، فأقبل على تنفيذ األمر غير هياب وال متردد، فتأذن اهللا يومئذ بنسخها فنسخت،

جـة وفدي البشر بحيوانية أغلظ من حيوانيته، وكان هذا إعالما بأن ارتفاع البشر درجة فـوق در وقـال إنـي ((الحيوان قد أشرف على غايته، ولقد قص اهللا علينا من أمر إبراهيم وإسماعيل فقال

فلمـا بلـغ معـه ∗ فبشرناه بغالم حليم ∗ رب هب لي من الصالحين ∗ذاهب إلى ربي سيهديني السعي قال يا بني إني أرى في المنام أنى أذبحك، فانظر ماذا ترى، قال يا أبتي افعل مـا تـؤمر،

قد صـدقت ∗ وناديناه أن يا إبراهيم ∗ فلما أسلما وتله للجبين ∗ستجدني إن شاء اهللا من الصابرين وتركنا عليـه ∗ وفديناه بذبح عظيم ∗ إن هذا لهو البالء المبين ∗الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين

)). سالم على إبراهيم∗في اآلخرين ني، إبطال شريعة العنف بالفرد البشري، ألنهـا تعني، فيما تع ))وتركنا عليه في اآلخرين ((

لبثت حقبا سحيقة، وقد تم انتفاعه بها، فارتفع من وهدة الحيوانية وأصبح خليقا أن يفدى بما هـو .دونه من بهيمة األنعام

وال عبرة ببعض صور العنف التي ال يزال يتعرض لها األفراد في المجتمعات البشـرية فان التضـحية الحسـية . الزوال كلما أتيحت لها فرص الوعي والرشد المعاصرة، فإنها آيلة إلى

بالفرد البشري لم تنته بجرة قلم على عهد إبراهيم الخليل، والتاريخ يخبرنا أن المسلمين، لدى فتح مصر، قد وجدوها تمارس في صورة عروس النيل، فإنه قد قيل أن عمرو بن العاص، فاتح مصر

ذات يوم على جلبة عظيمة، فسأل عنها، فأخبر أن القوم قد جرى عرفهم وأميرها يومئذ، قد انتبه بأن يتخيروا بنتا، من أجمل الفتيات، ومن أعرق األسر، يزفونها كل عام إلى النيل، يلقونهـا فـي أحضانه فداء لقومها من القحط، ألنها تغري النيل بأن يفيض عليهم باليمن والبركات، فطلب إليهم

يستأنوا بها، حتى يستأمر عمر بن الخطاب في ذلك، فكتب إلى عمر، فـرد عمرو بن العاص أن :عمر بجوابه المشهور الذي قال فيه

بسم اهللا الرحمن الرحيم (( .من عبد اهللا عمر بن الخطاب، أمير المؤمنين، إلى نيل مصر .السالم عليك ورحمة اهللا تعالى وبركاته )) .فض، وان كنت إنما تفيض من عند اهللا ففضأما بعد، فإن كنت تفيض من عندك فال ت وأمر عمرو بن العاص أن يلقيه في النيل، ففعل، وفاض النيل، وأبطلت من يومئـذ تلـك

.العادة، وتم بالعلم فداء جديد للفرد البشري

:فداء االنسان بالعلموقد اشار هذا ... وان عن فداء االنسان بالحي) الرسالة الثانية من االسالم( هذا ما جاء فى كتاب

واذا قال : (الكتاب ايضا ، الى فداء االنسان بالعلم حينما تحدث عن بنى اسرائيل فيما تحكيه اآليةسكم ، ذلكم فبوا الى بارئكم فاقتلوا انوموسى لقومه يا قوم انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل ، فت

وفرض عليهم ، فى (فقال الكتاب ) لرحيمخير لكم عند بارئكم ، فتاب عليكم ، انه هو التواب االتوبة ان يقتلوا انفسهم قتال حسيا، وهو بسبيل مما تحدثنا عنه فى امر الضحية بالفرد البشرى

ولما تقدم الفرد البشرى هونا واصبح ال (ومضى الكتاب ليقول ) على مذابح العبادة فى اول النشأةث الكتاب من هذا التخفيف حين جاء التشريع فى ، وتحد) يحتاج كل ذلك التشديد ليتربى خفف عنه

٩

و ال "ونهى عن قتل النفس حين اصبحت تستجيب باقل من هذا العنف فقال : (حق االمة المحمديةو هو إنما كان في شريعته بنا رحيما ألننا أصبحنا رحماء " تقتلوا أنفسكم إن اهللا كان بكم رحيما

") كما تدين تدان" .٤٥ و ٤٤ص ) إلسالمالرسالة الثانية من ا(

و قد أكد النبي الكريم أن حكمة الضحية بالحيوان قد أشرفت، هي أيضا، علي غايتها، فضحي هو ضحي بها ختما لسنة أبيه إبراهيم، في الفداء بالحيوان، و إفتتاحا .. ببهيمة األنعام، ففدي بها أمته

: ما هذه األضاحي ؟؟ قال: أصحابهفإنه لما سأله. للعهد الذي تنتهي فيه عادة القربان الحيواني، و تفسير إبن كثير لسورة الحج، ٢٦سنن إبن ماجة، الثاني، صفحة !! (سنة أبيكم إبراهيم

) ..٦٤١الجزء الرابع، صفحة

:الضحايا و الهدايا في الجاهليةي ، من و عن عادة القربان بالضحايا و الهدايا في الجاهلية يقول إبن كثير في تفسير قوله تعال

لن ينال اهللا لحومها و ال دماؤها، و لكن يناله التقوي منكم، كذلك سخرها لك لتكبروا (سورة الحج ) .. اهللا علي ما هداكم، و بشر المحسنين

إنما شرع لكم نحر هذه الهدايا و الضحايا لتذكروه عند ذبحها، فإنه الخالق : يقول اهللا تعالي(و ال دماؤها فإنه تعالي هو الغني عما سواه، و قد كانوا في الرازق ال يناله شيء من لحومها،

جاهليتهم إذا ذبحوها، آللهتهم و ضعوا عليها من لحوم قرابينهم، و نضحوا عليها من دمائها، فقال حدثنا علي بن الحسين، حدثنا : و قال إبن أبي حاتم) لن ينال اهللا لحومها و ال دماؤها: (تعالي

كان أهل الجاهلية ينضحون : ا إبراهيم بن المختار عن أبي جريح قالمحمد بن أبي حماد، حدثنفنحن أحق أن : (البيت بلحوم األبل و دمائها، فقال أصحاب رسول اهللا صلي اهللا عليه و سلم

أي يتقبل ذلك و ) لن ينال اهللا لحومها و ال دماؤها و لكن يناله التقوي منكم(فأنزل اهللا ) ننضح .سير إبن كثير إنتهي تف–) يجزي عليه

و هكذا فإن الضحايا و الهدايا كانت عادة إجتماعية سائدة، قبل اإلسالم، و لكنها كانت قرابين لآللهة، يذكرون عليها أسماءها، و ال يأكلون لحومها فلما جاء اإلسالم أبقي علي هذه العادة

عن اآللهة، و جعل ما إلرتباطها بالتطور التاريخي لذلك المجتمع، و لكنه جعلها قربة هللا، بداليذكر عليها هو إسم اهللا، بدال عن أسماء اآللهة، و منع نضح دمائها و لحومها علي الكعبة، و أباح

و البدن جعلناها من شعائر اهللا، لكم فيها خير، فأذكروا إسم اهللا عليها : (قال تعالي... أكل لحومها و المعتر، كذلك سخرناها لكم لعلكم صواف، فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها، و أطعموا القانع

) .. تشكرون، و هي إبل الهدي الذي يسوقه الحاج معه ليذبحه بعد أداء مناسكه، و يهديه للكعبة، كان )فالبدن(

جاء .. ، و هو اإلنتفاع بلحومها، كما وجهت لذكر اهللا، و شكره)لكم فيها خير(للمسلمين فيها خير، قال كان المشركون ال يأكلون من " فكلوا منها: ("٦٣٢بع، صفحة في تفسير إبن كثير، الجزء الرا

) .. ذبائحهم فرخص للمسلمينألحمد إبراهيم الشريف، صفحة ) مكة و المدينة في الجاهلية و عصر الرسول(و يقول كتاب

و مضامين اآليات : (قبل اإلسالم، و عن دخولها عهد اإلسالم) الهدي( عن أصل عادة ١٨٣-١٨٢ها تلهم بقوة و صراحة إنها كانت من تقاليد العرب قبل البعثة و قد أقرها اإلسالم لما فيها و أساليب

من فوائد عظيمة في ظروف الحج و في بيئته قبل البعثة و بعدها، و كان العرب يحيطون هذا د التقليد بالعناية و الحرمة بل التقديس و الرهبة حتي ليترك الحاج هديه سائما فال يتعرض له اح

بسؤ الن التعرض له انما هو التعرض لمال اهللا وكان من عاداتهم ان يلطخوا جدران الكعبة بدماء

١٠

الهدى تقربا الى اهللا رب البيت وقد ابطل االسالم هذه العادة ونسبه الى ان اهللا لن يناله شئ من ون من اكل لحومها وال دماؤها ولكن الذى يريده من الناس هو التقوى واالخالص ، وكانوا ياثم

لحوم هديهم ويتركونها للفقراء والمساكين والسباع والجوارح ، فأباح االسالم الصحاب الهدى ان شاءوا ان ياكلوا منه وان يطعموا البائس والفقير والقانع والمعتر اى المحتاجين سألوا او لم سألوا

رونها فى اثتاء الذبح فنهى الكعبة ويذك ، كما كانوا يذبحون الهدى عند االوثان واالنصاب فى فناء .انتهى ) القرآن عن هذا واوجب ذكر اهللا وحده عند الذبح

فالهدى والضحية ، كفداء وقربة ، انما كان عادة اجتماعية سائدة قبل االسالم ، وقد دخلت عهد .االسالم بعد تهذيبها ، وسنرى فيما يلى كيف ضحى النبى الكريم عن امته فأسقط عنها وجوبها

: سول الكريم يضحى عن امته فيسقط عنها الضحيةالر

جاء فى !! وفدى الرسول صلى اهللا عليه وسلم امته بان ضحى عنها ، فاسقط الضحية عن كافتها عن على بن الحسين عن ابى رافع ان رسول اهللا (٦٤٢تفسير ابن كثير ، الجزء الرابع ، صفحة

اقرنين املحين ، فاذا صلى وخطب الناس ضحى اشترى كبشين سمينينكان إذا صلى اهللا عليه ، اهاللهم هذا عن امتى جميع": اتى باحدهما وهو قائم فى مصاله فذبحه بنفسه بالمدية ، ثم يقول

هذا عن محمد ": تى باآلخر فيذبحه بنفسه ثم يقولؤ ثم ي" من شهد لك بالتوحيد ، وشهد لى بالبالغثم ..)رواه احمد ، وابن ماجة . ا م هو واهله منهكلأللمساكين ، وي فيطعمهما جميعا "وآل محمد

فاسقط ذلك وقد تقدم انه عليه السالم ضحى عن امته : (٦٤٦يمضى ابن كثير فيقول ، فى صفحة .الخطوط تحت العبارات من وضعنا نحن ) وجوبها عنهم

هيم ، ولكنه لم فالنبى الكريم بضحيته ، عنه ، وعن آل بيته ، وعن امته ، انما فعل سنة ابيه ابرافعل سنة ابراهيم فاختتمها ، وفدى امته عنها ، وافتتح عهدا جديدا للتقرب .. يستن الضحيه ابتداء

الى اهللا بالعلم ، وفدى النفس بالفكر ، ال بالحيوان ، وهو فى نفس الوقت ، انما جارى عادة سائدة .. ، فهذبها ، وتسامى بها ، وفتح الطريق الى ما هو خير منها

-:ونسوق فيما يلى دالئل اخرى على اسقاط الرسول الكريم للضحية عن امتهوقد اخرج مسلم وغيره من حديث ام : (٩١ ، الجزء الرابع ، صفحة "سبل السالم"جاء فى )١

اذا دخلت العشر فاراد احدكم ان يضحى فال : قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: سلمة قالت، ) يدل على عدم الوجوب" فاراد احدكم " ان قوله: شيئا قال الشافعىياخذ من شعره وال بشره

مثل هذه الرواية ، ومثل هذا ٤٦٤، الجزء االول ، صفحة ) بداية المجتهد ونهاية المقتصد(وفى . التعقيب

وتدل الروايات على ان النحر قد كتب على الرسول الكريم ولم يكتب على امته ، قياما عنها ) ٢فىنفس الصفحة ) سبل السالم(فقد اورد .. العادة الموروثة وفداء لها باسقاطها عنها بسنة هذهثالثة هن علي فرض و لكم : "ولما اخرجه البيهقى ايضا من حديث ابن عباس قال: (السابقةكتب علي النحر، و لم : "و أخرجه إيضا عن طريق آخر بلفظ.. و عد منها الضحية " تطوعالكريم ضحي إسقاطا لوجوبها علي أمته، و ضحي أصحابه تطوعا، ال وجوبا، فالنبي ") ... يكتب

و كبارهم، و علماؤهم، و أثرياؤهم، تركوها، فلم يضحوا، عمال بحكم إسقاطها، كما سنري بعد .قليلو أخرج البيهقي من حديث عمرو بن العاص أنه : (٩٦، صفحة ) سبل السالم(و جاء في ) ٣

قلم إظافرك، و قص : (صلي اهللا عليه و سلم قال لرجل سأله عن الضحية و أنه قد ال يجدها، فقالرواه ايضا ابو داؤود فى !!) شاربك، و أحلق عانتك، فذلك تمام أضحيتك عند اهللا عز و جل

بدال الضحية تطيفة الى اسلوفى هذا الحديث اشارة . ٩٣داؤود الجزء الثالث ، صفحة سنن ابى (

١١

بالحيوان بعمل يتجه الى تهذيب بقايا الموروث الحيوانى فى البشر ، انفسهم ، وهى الشعور واالظافر ، مما يفتح الطريق امام قيمة جديدة هى ان يفدى االنسان نفسه ، بتهذيب نفسه ال بكائن

!!، انسانا كان او حيوان خارجه

!!الصحابة ال يضحون كنت جارا البى بكر "وقال ابو سريحة (٦٤٦ جاء فى تفسير ابن كثير الجزء الرابع صفحة

ء الرابع زالج" سبل االسالم" وجاء فى )"وكانا اليضحيان خشية ان يقتدى الناس بهماوعمر فاخرج البهيقى عن – ايجاب الضحية –وافعال الصحابة دالة على عدم االيجاب : (٩١صفحة

وجاء فى ) كانا ال يضحيان خشية ان يقتدى بهماأنهما ابى بكر وعمر رضى اهللا عنهما – ال يضحونوكان الصحابة رضى اهللا عنهم (٩١ء الثامن صفحة ز للشاطبى الج"االعتصام"

فلو ... وهكذا . وهذه الخطوط تحت بعض العبارات هى من وضعنا نحن) يعنى انهم ال يلتزمونوابو ... اولى الناس بادائها , لم تسقط الضحية عن االمة لكان االصحاب وعلى راسهم الشيخان

) االعتصام(بكر وهو من عرف بتحرى االتباع ، والتجافى عن االبتداع ، وقد اورد عنه كتاب ركا شيئا كان لست تا: وعن ابى بكر الصديق رضى اهللا عنه انه قال: (٥٥للشاطبى ، فى صفحة

) !!رسول اهللا عليه وسلم يعمل به اال عملت به ، انى اخشى ان تركت شيئا من امره ان ازيغواليكم طائفة اخرى من الصحابة ادركت سقوط الضحية عنها، فلم تضح، بل ذهبت شتي المذاهب

قال : (٤٦٤فحة ، الجزء األول، ص"بداية المجتهد و نهاية المقتصد" فقد أورد -:لتأكيد هذا السقوطمن لقيت فقل له هذه أضحية إبن : بعثني إبن عباس بدرهمين إشتري بهما لحما، و قال: عكرمة !!) و روي عن بالل أنه ضحي بديك!! عباس

عن أنه إذا حضر األضحي أعطي و أخرج: (٩١، الجزء الرابع، صفحة "سبل السالم"و ذكر إبن عباس، و روي أن بالال ةر الناس أنه ضحيإشتري بهما لحما، و أخب: له درهمين فقالىمول

و ..) ضحي بديك، و مثله روي عن أبي هريرة، و الروايات عن الصحابة في هذا المعني كثيرة: نفس الرواية، في نفس الموضوع السابق، كما روي عن بالل قوله"اإلعتصام"روي الشاطبي في

) ضحية(إبن عباس باللحم، و ) ضحية (و هكذا فإن) ... ال أبالي ان أضحي بكبشين أو بديك(و قد ذهب إبن عباس الي أكثر من .. بالل بالديك إنما هي إمعانا منهما في تأكيد سقوط الضحية

ما رأينا بيتا أكثر لحما و خبزا و علما : و قال طاقوس: (٩١، صفحة "اإلعتصام"ذلك فيما يرويه ).يوم العيدمن بيت إبن عباس، يذبح و ينحر كل يوم، ثم ال يذبح

أما عبد اهللا إبن مسعود فلم يدع قط حجة لمحتج بوجوبها، ال علي المعوزين، و ال علي أني : و قال إبن مسعود: (٩١، الجزء الثاني صفحة "اإلعتصام"فقد روي الشاطبي في !! الموسرين

!!)ألترك أضحيتي، و إني لمن أيسركم، مخافة أن يظن الجيران أنها واجبةسانا نحتاج، بعد قول النبي الكريم، و أقوال صحابته، و أفعالهم الي دليل نقلي آخر و بعد، فهل ع

علي سقوط الضحية، في حق األمة؟؟ أم هل عسي من يعدل عن هذه الواضحة أن يكون أكثر بكر، و عمر، و عبد اهللا بن عباس، و أبي هريرة، و عبد اهللا بن يحرصا علي اإلتباع من أب

ائر الصحابة؟؟مسعود، و بالل، و س

:ضعف أدلة وجوب الضحية

٩١، الجزء الرابع، صفة "سبل السالم"فقد ذكر .. و أدلة وجوب الضحية ضعيفة، في حد ذاتها علي أهل كل بيت في كل عام (، و حديث )من كان له سعة و لم يضح فال يقربن مصالنا(حديث

١٢

األول موقوف فال حجة فيه، و و الحديث األول: (، و قال)فصل لربك و أنحر(و آية ) أضحية - و أنحر-انه مجهول، و اآلية محتملة فقد فسر قوله: الثاني ضعف بأبي رملة، قال الخطابي

بوضع الكف علي النحر في الصالة، أخرجه إبن أبي حانم، و إبن أبي شاهين في سننه، و إبن و لو سلم فهي دالة علي مردويه، و البيهقي عن إبن عباس، و فيه روايات من الصحابة مثل ذلك،

في تفسير "تنوير المقباس"و قد ذكر .. إنتهي ) أن النحر بعد الصالة فهي تعيين لوقته ال لوجوبه ..إبن عباس هذا التفسير لآلية أيضا

من وجد سعة فلم يضح فال ( حول حديث ٦٤٦و جاء في تفسير إبن كثير، الجزء الرابع، صفحة ، و تعليقنا علي هذا الحديث جاء )غرابة و أستنكره أحمد بن حنبلعلي أن فيه ): (يقربن مصالنا

، و وجه ..)و قد ضعفه أبو داؤود، و النسائي: (٢٦، الجزء الثاني، صفحة )سنن إبن ماجة(في الصحة في األمر أن الضحية قد سقطت في حق األمة، فقيرها، و غنيها، و لكنها انما كانت تؤدي

ا، و ال عبرة إطالقا، برأي بعض الفقهاء بوجوب الضحية حتي أحيانا من بعض األصحاب تطوع، فإنه قول بالرأي، )٧١٥الفقه علي المذاهب األربعة، صفحة (و لو باإلضطرار الي إستدانة ثمنها

و يري بعض الفقهاء وجوبها !! و نصوصه -يتناقض مع روح الدين، و حكمة مشروعية أحكامهو لقد ذهب أبو : (ر إبن كثير، في نفس الموضع السابقجاء في تفسي.. علي الموسرين فحسب

و : (ثم أورد الرأي اآلخر) حنيفة و مالك الثوري الي القول بوجوب الضحية علي من ملك نصاباليس في المال حق "ال تجب األضحية بل هي مستحبة كما جاء في الحديث : قال الشافعي و أحمد

وسرين، و الفقراء، علي السواء، إنما يتمشي مع روح فالقول بعدم وجوبها علي الم") سوي الزكاةفال معني حتي ألن يقال !! أكثر من ذلك.. اآلثار القرآنية، و النبوية، و أقوال و أفعال الصحابة

و قد حسم أكابر الصحابة، و منهم الموسرين سقوطها عنهم، . أنها مستحبة في حق الموسرينسنة عين مؤكدة يثاب : ( الفقهاء يقولون عن الضحيةو... حسما جازما ال لبس فيه و ال شبهة

و ذلك .. ٧١٥ الفقه علي المذاهب األربعة، الجزء األول، صفحة -)فاعلها و ال يعاقب تاركهاأخذا بما كان عليه األمر أيام مرحليتها كعمل تطوعي من األصحاب، و لكن هذا التعريف قاصر

.يتها بسقوطها عنهم، قوال، و فعال بصورة نهائيةتماما عن مبلغ األمر، فقد حسم الصحابة مرحل

١٣

الفصل الثاني

:العودة بالضحية الي أصلهاو (إن الضحية في حقيقتها و أصلها هي فداء الكامل بالناقص و من ثم فدي اإلنسان بالحيوان

ي و المطلوب أساسا هو مواجهة النقص داخل اإلنسان و الذي قد يبلغ أن يضح) فديناه بذبح عظيمتوبوا الي بارئكم فأقتلوا : (قال تعالي. الفرد بنفسه تقربا و تفدية أو يضحي به تفدية لآلخرين

و لكن بتقدم العلم و المعرفة الدينية كما سبق أن ) إني أري في المنام أني أذبحك(و قال ) أنفسكم لتهذيب النفس وضحنا فدي اإلنسان بالحيوان و لكن التقرب بذبح الحيوان و بكل القربات إنما هو

و هو تهذيب يبدأ من خارج النفس ثم يدق و ينسحب الي داخل النفس و مطاردة النقص في غوارها واآلن فإن حاجتنا للسالم هي حاجة حياة أو موت و السالم ال يتحقق في األرض إال إذا ا

و من ثم فإن تحقق في النفس اإلنسانية و لن تحقق النفس السالم الداخلي و هي تنطوي علي نفسها الضحية اآلن، ترجع الي أصلها و حقيقتها، و هي قتل النقص في اإلنسان و لما كانت النهاية تشبه البداية، و ال تشبهها، فإن القتل اآلن هو القتل المعنوي بالفكر القوي، الدقيق، الذي به نتخلص من

فالمطلوب اليوم ليس .. س نقائصنا، و لذلك فإن الوقت اآلن هو وقت الجهاد األكبر، جهاد النفالتقرب الي اهللا بقتل الكافر، أو ذبح الحيوان، و إنما المطلوب قتل النفس السفلي في كل فرد منا

و هذا ما سنفصل طرفا منه، فيما يقبل من هذا ) موتوا قبل أن تموتوا(إستجابة لألمر النبوي ..الفصل

:فداءفي عهد السالم الفكر، ال الحيوان، هو القربة و ال

و وعي أصحابه ذلك، و !! لقد أسقط الرسول الكريم صلي اهللا عليه و سلم الضحية عن أمته ألتزموه، إيذانا بنهاية عهد القربة الي اهللا، و الفداء بالحيوان، و إفتتاحا لعهد القربة، و الفداء

هو الفكر الفكر المروض بالعبادة، المؤدب بأدب الدين، المخلص من هوي النفس، و !! بالفكرالمستقيم، و لقد كان جوهر السنة النبوية هو الفكر المستقيم حتي يمكن أن نعرف السنة بأنها الفكر

و قد كانت حياة النبي كلها خيرا، و ) (طريق محمد(قال األستاذ محمود محمد طه في كتاب !! ، ال عادة فيها، حضورا، و فكرا، في كل ما يأتي و ما يدع، و كما كانت عبادته فكرا، و تجديدا

فقد كان يقدم الميامن علي المياسر، و .. كذلك كانت عاداته، في الفكر، عبادة، و وزنا بالقسطيحب التيامن، و ما خير بين أمرين إال أختار أيسرهما ما لم يكن إثما و كان في جميع مضطربه

ه، و أكله، و لبسه، علي ذكر، و فكر، فهو ال يقوم، و ال يجلس، إال علي فكر، و كذلك كان نومحتي كانت حركاته تجسيدا لمعاني القرآن و كان من ثمرات صالته، و فكره، و ذكره، في جميع

و النبي الكريم هو . إنتهي) حاالته، حالوة شمائله التي حببته الي النفوس، و وضعته مكان القدوة جماع تكاليف اإلسالم، فما ذلك بأن الفكر المستقيم) عبادة سبعين سنة تفكر ساعة خير من(القائل

: أنزل القرآن، و ما شرعت الشرائع، و ما عزمت العزائم إال إلنجاب الفكر المستقيم، قال تعالي !!)و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم، و لعلهم يتفكرون(

طور قدرته من و الكرامة البشرية إنما ال تتحقق، في قمتها، إال إذا صحح الفرد البشري حاله، و . داخله، عن طريق الفكر، ال بوسيلة خارجة عنه، كالحيوان، يفدي بها نفسه، أو يتقرب بها الي اهللا

ففداء الفرد البشري نفسه بنفسه، بوسيلة الفكر، في اإلستغفار، و الشكر، مثال، هما عمالن فكريان، ها لتتحمل مسئوليتها التامة عن ، و تنمية لالدراكةفي المقام األول، إنما هو إيقاظ لهذه القوي

و في فداء الفرد البشري نفسه بنفسه، عن طريق فكره، فداء .. تصحيح خطئها، و التسامي بحالها

١٤

للحيوان من أن يتخذ وسيلة تقرب، أو تفدية، و توسيع، بذلك، لقاعدة الحياة، و تسام بالعالقة مع .كل األحياء و األشياء

: نهاية الضحية في عهد السالم

فقد شرعت الحرب، في . و ثمة و شيجة بين ذبح حيوان الضحية، و قتل الكافر، في اإلسالماإلسالم، علي الكفار، إلعتبارات مرحلية، هي أن عقول أولئك الكفار لم تكن من النضج بحيث

و حتي قتال الكفار، .. تستطيع أن تعرف الحق و تلتزمه، ففرضت عليها تلك الوصاية الغليظة المؤمنين، نفسه، إنما كان مرحلة متطورة، و ملطفة علي مرحلة تعذيب الكفار، في األمم بأيدي

الماضية، بالعناصر الصماء، كالطوفان، و الريح، و الصواعق، و قد كانوا أشد فظاظة، و غلظة، ، قاتلوهم يعذبهم اهللا بأيديكم، و يخزهم، و ينصركم عليهم): (الحرب(قال تعالي عن هذه .. و تبلدا

في المدينة، ناسخة ) الحرب(، و قد نزلت مثل هذه اآلية من آيات )و يشف صدور قوم مؤمنينوقل الحق من : (و التي لم تكن البشرية يومئذ بمستطيعة أن تستجيب لها، مثل آية) السالم(آليات

و اليوم، و في هذا العصر الذي صارت فيه حاجة..) ربكم، فمن شاء فليؤمن، و من شاء فليكفرالبشرية الي السالم حاجة حياة، أو موت، بعد أن عجزت الفلسفات المعاصرة عن تحقيق السالم العالمي، عجزا تاما، و صارت العقول البشرية الي النضج، و الي إمكانية معرفة الحق، و

و تحت ظل ).. الحرب(، و ننسخ أيات )السالم(ألتزامه، صار حكم الوقت يقتضي أن نبعث آيات فيفدي !! هذا، الذي ال يبلغ غايته إال ببعث اإلسالم، تسقط أيضا الضحية بالحيوان) سالمال(عهد

و لقد يكفي ).. ألم يكن المؤمن مأجورا علي قتال الكافر؟؟(الحيوان من أن يتخذ ذبحه قربة دينية ن اهللا، و ما كان لنفس أن تؤمن إال بإذ: (أن يكون الكافر، بمجرد كفره، فداء للمؤمن، لقوله تعالي

، كما يكفي أن يكون مجرد وجود الحيوان، فداء للبشر، و )و يجعل الرجس علي الذين ال يعقلون ..ذلك بإرتفاع البشر درجة فوق الحيوانية، و أن يكون الحيوان مسخرا لمنفعة البشر

و المسلم هنا تتسع لتشمل ) .. المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده) (السالم(و في عهد أفغير دين اهللا : (و الدليل!! ن كل عاقل، و كل غير عاقل مسلم هللا تعاليأذلك ب!! ألحياء و األشياءا

و إن من شيء (و ) يبغون و له أسلم من في السموات و األرض طوعا و كرها و إليه يرجعون عن يكف المسلم يده) السالم(و لذلك، ففي عهد ) .. إال يسبح بحمده، و لكن ال تفقهون تسبيحهم

ذبح الحيوان بغرض الفداء أو التقرب، و هو يملك وسيلة، الي ذلك أفضل، و أعمق، و هي !!الفكر

١٥

الفصل الثالث

:التمسك بالضحية اليوم تمسك بقشور الدين و تفريط في لبابهإن تمسك المسلمين بالضحية اليوم إنما يعطي صورة لتمسكهم العام بقشور الدين، و تفريطهم في

و ال نحتاج الي جهد كبير في التدليل علي هذا التفريط، فنظرة عجلي الي ما عليه!! لبابهو معروف في األثر . المسلمون اليوم من مفارقات، في األخالق، و المعاملة، تسعفنا بالدليل

ليسوا علي شيء، المسلمون اليوم) .. إنما بعثت ألتمم مكارم األخالق(و ) الدين المعاملة: (النبوي، أو يؤدي بعضهم، الشعائر الدينية بصورة ميتة، ال روح فيها، و ال حياة، و قد تملكها يؤدون

فذهب عنهم بذلك لباب الدين .. سلطان العادة، فال تؤثر في أخالقهم، و ال في أخالق من حولهماألصلي، و إن بقيت القشرة الخارجية، و صاروا كغيرهم من النصاري و اليهود، علي مظاهر

يذهبون الي أماكن العبادة، بصورة تقليدية، آلية ال ثمرة من ورائها تظهر !! دين، بال دين تحكي ال ملتتبعن سنن من كان قبلك: (علي أخالقهم، و قاماتهم الروحية، فأدركتهم نذارة النبي المعصوم

اليهود و : قالوا!! شبرا بشبر، و ذراعا بذراع، حتي لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه و لقد إندثرت بينهم اليوم، السنة و ماتت، و عاد اإلسالم، بينهم غريبا، )..؟؟ قال فمن؟؟ النصاري ..كما بدأ

بدأ اإلسالم غريبا، و سيعود غريبا كما بدأ، فطوبي : (و في رواية لحديث إندثار السنة جاء و كذا إنه كما يقال للرجل في حي كذا: (يا رسول اهللا كيف يكون غريبا؟؟ قال: قالوا!! للغرباء!!) الذين يحييون ما أمات الناس من سنتي: (و في رواية إنه سئل عن الغرباء فقال!!) لغريب

ما أتي علي الناس من عام إال (: و عن إبن عباس قال) ٣الجزء األول، صفحة " اإلعتصام"(لموضع المصدر السابق و ا)!! (أحدثوا فيه بدعة، و أماتوا سنة، حتي تحيا البدع و تموت السنن

، عن بداية إندثار السنة، و تداعيها ٩ أيضا الجزء األول صفحة "اإلعتصام"و جاء في ) .. نفسهلو خرج رسول اهللا صلي اهللا عليه و سلم عليكم ما : روي عن أبي الدرداء أنه قال: (في اإلندثار

ليوم؟ قال فكيف لو كان ا:قال األوزاعي.. عرف شيئا مما كان عليه هو و أصحابه إال الصالةدخل أبو : فكيف لو أدرك األوزاعي هذا الزمان؟؟ و عن أم الدرداء قالت :عيسي بن يونس

و اهللا ما أعرف فيهم شيئا من أمر محمد االُ أنهم : ما أغضبك؟؟ فقال: الدرداء و هو غضبان فقلتكم من لو أن رجال نزل في(: و عن ميمون بن مهران قال) ... رواه البخاري!!) (يصلون جميعا

ما أعرف شيئا مما أدركت (: و عن سهل بن مالك عن أبيه قال!! )السلف ما عرف غير هذه القبلةهذه، جميعا، دالئل بدء أندثار معالم السنة، منذ نهاية العهد !!) عليه الناس إال النداء بالصالة

اليوم من إنحطاط النبوي، أو الخالفة الراشدة، و تداعي هذا اإلندثار الي ما وصل إليه المسلمون ديني، دخل به الفترة الثانية، أو الجاهلية الثانية و من أول دالئل موت السنة، و إندثارها، اليوم،

، إلنبهام معالم هذه السنة )كل حزب بما لديهم فرحون(تماما، بينه تفرقهم شيعا و فرقا و إحزابا إسرائيل الي إحدي و سبعين فرقة تفرقت بنو (: جاء في النذارة بهذا المصير المشئوم!! أمامهم

كلها في النار إال واحدة، و تفرقت النصاري إثنين و سبعين فرقة كلها في النار إال واحدة، و و من هي يا رسول اهللا؟؟ : قالوا!! تفترق أمتي علي ثالث و سبعين فرقة كلها في النار إال واحدة

إتخاذ البدع سنة، كصالة التروايح، و إتخاذ فقد شاع بين المسلمين ) !! قال ما أنا عليه و أصحابيسنة العادة سنة عبادة، كاللحية، و الضحية، و ذلك مع تفريطهم التام في السنة الحقيقية، و هي

و تمسكهم بالضحية صورة لهذا التمسك األعمي بقشور الدين، !! تجويد العبادة، و حسن المعاملةن صحابته اإلتباع بإسقاطها عن انفسهم، و مع ذلك فقد أسقطها النبي الكريم في حق أمته، و أحس

١٦

و مرد هذا التمسك األعمي إما !! تبرز الضحية، كل عيد أضحي، كأهم معلم ديني، بين المسلمينالجهل بسقوطها كقربة دينية، و فداء ديني، و إما العمل بها كمظهر إجتماعي بعيد، كل البعد عن

بل أن منهم من يحرص .. الين مفارقة لروح الدين، و نصهالقربة، و الفداء الديني، و في كال الح !!علي الضحية و هو يفرط في أوجب الواجبات الدينية، في العبادة و المعاملة

١٧

الفصل الرابع

:الضحية اليوم عمل مخالف للدين و فكيف و نحن أمام فعل فعله النبي الكريم، و نص قرآني في بهيمة اإلنعام كقربة: و إذا قال قائل

كان لنا من جهة أخري في فعل النبى ، فداء، محتجا بذلك علي عدم سقوط الضحية في حق األمةفقد ضحى الرسول الكريم !! اصحابه ، واقوالهم ، حجة على سقوطها الكريم ، وقوله ، وفى فعلوجريا مع العادة السائدة ، وضحى معه اصحابه ، ثم اسقط وجوبها !! فداء المته من الضحية

والقاعدة الذهبية فى التشريع هى !! فعله ، وقوله ، وفهم اصحابه ذلك فلم يعودوا يضحون بومن ذلك سابقة المؤلفة قلوبهم فى الزكاة ، فقد حفظ اهللا لهم ) ... تفسير المصلحة بتغيير الزمان(

لوبهم ، انما الصدقات للفقراء والمساكين ، والعاملين عليها ، والمؤلفة ق(هذا السهم بنص قرآنى ...) وفى الرقاب ، والغارمين ، وفى سبيل اهللا ، وابن السبيل ، فريضة من اهللا ، واهللا عليم حكيم

وكان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يعطى هذا السهم للمؤلفة قلوبهم حتى لحق بالرفيق .. ال حاجة لنا(: لهمولما ولى ابو بكر الخالفة اشار عمر اليه بقطع هذا السهم عنهم قائال. االعلى

الجوهرة !!) ( فقد اعز اهللا االسالم ، واغنى عنكم ، فان اسلمتم ، واال فالسيف بيننا وبينكم ،بكم وقال !! وقد امضى ابو بكر راى عمر ) ، الجزء االول١٦٤النيرة على مختصر القدورى ص

حة بتغيير االزمان تبعا لتغير المصل( ان راى عمر ٢٣٩، صفحة )اصول الفقه(فى )الدواليبى(نظر الى علة النص ال (واضاف ان عمر !!) رغم ان النص القرآنى ال يزال ثابتا غير منسوخ

الى ظاهره و أعتبر إعطاء المؤلفة قلوبهم معلال بظروف زمنية موقوتة و تلك هي تأليفهم و إتقاء الداعية للعطاء شرهم عندما كان اإلسالم ضعيفا، فلما قويت شوكة اإلسالم و تغيرت الظروف

و هكذا فإن النص القرآني، و األثر ) !! كان من موجبات العمل بعلته أن يمنعوا هذا العطاءو من جوهر السنة معرفة هذه الحكمة و التصرف .. النبوي، إنما هما معلوالن، دائما بحكمة

وسائل لتأدية فالنصوص ليست غاية في ذاتها و إنما هي .. وفقها بإمضاء حكم النص، أو تطويره و في حالة الضحية، بالذات ، نحن أمام نصوص و آثار بسقوط الضحية هي التي .. المصالح

و القرآن !! تنسخ نصوص و آثار مشروعيتها المرحلية، و العبرة هنا بفهم النص، ال بمجرد النصبآيات ربهم لم و الذين إذا ذكروا : (الكريم يطالبنا بفهم اآليات، و يحذرنا من جمود الفهم بقوله

فالواجب الديني، إذن يقتضينا أن نفرق بين أصول اإلسالم، و ) ... يخروا عليها صما و عمياناو إذا كان هذا هو أوان إحياء ... فروعه، و بين سنة العبادة األصلية الباقية، و سنة العادة الموقوتةالبشري أن ينفتح الدين أمام القربة السنة الحقيقية في العبادة، و المعاملة، و إذا إقتضي نضج العقل

الدينية بالفكر، بدال عن القربة الدينية بإهراق دم الحيوان، و إذا جعلت الظروف اإلقتصادية، و اإلجتماعية، و الصحية، كما سنري، أمر الضحية شاقا، و عسيرا، و ضارا، و إذا كانت الضحية

الكريم و حسن إتباع أكابر األصحاب، فإن أصال غير واجبة في حق األمة المحمدية بتوجيه النبيبل !! الضحية، اليوم، و في وجه اإلعتبارات التي جدت، تصبح عمال مخالفا للدين، تمام المخالفةو !! هي ال تعدو أن تكون تداعيا، و تأكيدا لتمسك المسلمين بقشور دينهم، و تفريطهم في لبابه

!!صاديا، و صحياسنري فيما يلي دواعي سقوطها إجتماعيا، و إقت

١٨

:أضرار الضحية اإلقتصادية اليوممن حكم المشروعية المرحلية للضحية التوسعة علي األسر حينما لم يكن اللحم متاحا لسائرها، يوميا، و إنما كان طعاما موسميا نادرا، في ظروف شظف العيش التي كان يعيشها مجتمع

ء في شرح الزرقاني علي موطأ اإلمام مالك جا. الجزيرة العربية، غير ميسور إال للموسرينحدثني عن مالك عن عبد اهللا إبن أبي بكر، عن عبد اهللا بن واقد أنه ): (٧٥المجلد الثالث صفحة (

نهي رسول اهللا صلي اهللا عليه و سلم عن أكل لحوم الضحايا بعد ثالثة، قال عبد اهللا إبن أبي : قالصدق، سمعت عائشة زوج النبي صلي اهللا عليه : قالتفذكرت ذلك لعمرة بنت عبد الرحمن ف: بكر

دف ناس من أهل البادية حضرة األضحي في زمان رسول اهللا صلي اهللا عليه و سلم : و سلم تقوللقد : فلما كان بعد ذلك، قيل لرسول اهللا: قالت. إدخروا لثالث و تصدقوا بما بقي: فقال الرسول

إنما نهيتكم من أجل الدافة دفت عليكم، : (فقال الرسولكان الناس ينتفعون بضحاياهم بعد ثالثة، فأراد أن يعينوهم، و لذا ) يعني بالدافة قوم مساكين قدموا المدينة) (فكلوا، و تصدقوا، و أدخروا

و جاء في ).. و ليست بعزيمة، و لكن أراد أن يطعم منها، و اهللا أعلم بمراد دينه: قالت عائشةإنا كنا : قال رسول اهللا صلي اهللا عليه و سلم): (٩٣ث، صفحة سنن أبي داؤود، الجزء الثال(

نهيناكم عن لحومها أن تأكلوها فوق ثالث لكي تسعكم فقد جاء اهللا بالسعة فكلوا، و أدخروا، و و هكذا يقف العامل ) ... أتجروا، أال و أن هذه األيام أيام أكل و شرب و ذكر اهللا عز و جل

، كما جاء )م المرحلي للضحية، فقد كان الناس ينتفعون بضحاياهمأيضا، وراء الحك) اإلقتصادي(كما جاء في الحديث، و ذلك في تلك ) أيام أكل و شرب(في رواية الحديث، و كانت أيام العيد

كما أشار الحديث هي إحدي علل ) السعة(البيئة المعسرة، الشحيحة بموارد الغذاء، فكانت لحومها فوق ثالث إنما هو، في حد ذاته، دليل علي تغيير الضحية، ثم إن نسخ حكم عدم إدخار

.األحكام بتغيير الظروفوراء حكم الضحية المرحلي قد إنتفي اليوم حيث لم يعد اللحم ) اإلقتصادي(و لذلك فإن العامل

ذاء موسميا نادرا، يضطر الناس إدخاره كما كانوا يفعلون في الماضي، أكثر من ذلك فقد غففي بالدنا، كما !! اإلقتصادية من الضحية في الماضي الي ضرر إقتصادي اليومتحولت المنفعة

هو في سائر البالد اليوم، إرتفعت أسعار الماشية، إرتفاعا مذهال، تحت ظروف الغالء العالمي مما يجعل من العسير إن لم نقل من المستحيل علي األسرة السودانية، المتوسطة الحال، ناهيك عن

و بذلك، صارت الضحية اليوم، من وجهة النظر اإلقتصادية !! تشتري كبشا للضحيةالفقيرة، أنو كثير من هذه األسر يعجز عن .. التي تدخل في إطار الدين، إنما تشكل مشقة و إستحالة عملية

مواجهة متطلبات الحياة األساسية فكيف بالضحية؟؟ إن مثل هذا العبء المالي الذي تسببه الضحية ي غياب التربية الدينية الصحيحة مما يفتح الباب أمام كثير من المخالفات التي ترتكب إنما هو ف

أيسرها تكبيل ميزانيات األسر بالديون، ثم هي قد تمتد الي .. للحصول علي المال، بأي سبيلو هذه و تلك من !! اإلرتشاء، أو التالعب بالمال العام، أو العجز عن الوفاء باإللتزامات المالية

ألضرار اإلقتصادية التي تجعل الضحية، في هذه الظروف، عمال غير مرغوب فيه دينيا، دفعا االضحية ساقطة شرعا في حق المسلمين و بخاصة اليوم، فلماذا التمسك ... للضرر، و سدا للذريعة

ة األعمي بها، و هي تجر الويالت المالية علي األفراد، و األسر، و تحدث خلال إقتصاديا في الطاق اإلستهالكية، و التصديرية للبالد، في هذه الظروف الصعبة؟؟

١٩

:األضرار اإلجتماعية و الصحية للضحية اليومو في الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها الناس، اليوم، تنجم عن األضرار اإلقتصادية

لمستطيعين فبجانب إهتزاز الموقف اإلجتماعي لغير ا.. للضحية أضرار إجتماعية ال حصر لهاالذين يضحون و هم مكبلون بالديون، و يواجهون إختالال شديدا في ميزانيات أسرهم او يعجزون

طيعون ، تعن الوفاء بالتزاماتهم المالية العامة ، هناك االثار االجتماعية الضارة التى يجرها المسيضحى فيدخل فى فهم ، اما ان يضطروا غير المستطيع ل.. بضحيتهم على بقية افراد المجتمع

الضيق المالى الشديد ، انقاذا السرته من الحرج ، واما ان يكلفه اشد العنت اذا قاوم الضغط ، وعند ذلك ، ايضا ، تبرز اشد صور الطبقية حدة فى مجتمعنا ،حاالجتماعى الثقيل فلم يض

... وتنجم عنها اسوا اآلثار النفسية الهدامة لسودان الديمقراطية التى اصدرها فى العم الماضى ، فيما نشرته ولذلك فان فتوى مفتي جمهورية ا

فهو قد ذهب ... انما هى تسير فى اتجاه تعقيد المشكلة اكثر فاكثر ٩/١١/٧٨بتاريخ )الصحافة(فهو )!! سنة للقادر المستطيع الذى اليحتاج الى ثمنها لنفسه او لعياله طيلة العام(للقول بان الضحية

وهو قول يحارب ماوردناه من ماثورات عن !! فى حق المستطيع ) اجبةو(يرى انها سنة فقد كان االول يذبح كل يوم ، اال يوم .. كعبد اهللا بن عباس ، وعبد اهللا بن مسعود .. بة االصحانى الترك اضحيتى وانى لمن ايسركم ، مخالفة ان يظن الجيران انها (وقد قال الثانى !! العيد الجتماعية الضارة الناجمة عن تضحية االغنياء دون الفقراء تؤكد هذا السقوط واآلثار ا) !! واجبة

فلك ان تتصور اآلثار النفسية المحيطة . للضحية فى حق االغنياء ، والفقراء ، على السواء !! باالسر الفقيرة وهى ال تضحى ، وجيرانهم االغنياء يضحون ، ثم هى تتلقى منهم اللحم صدقة

عى الصحى، و يظل الحديث عن اضرار الضحية الصحية ، فى ظروف غياب الوالنحب هنا ، انب االضرار الصحية نواكتظاظ االحياء بالسكان ، فاالرشادات الصحية المالوفة التى تقدم لتج

...للضحية انما تعطى صورة لحجم هذه االضرار

: خاتمةوسنة العادة تتغير بتغير .. عادة مما تقدم فى متن الكتاب ثبت واتضح لنا تماما ان الضحية سنة

كما ثبت ان النبى الكريم ، قد ضحى عن امته .. ينة عالمجتمعات ، وتخضع للمالبسات المفاسقطها عنها ، وكما ان كبار الخلفاء الراشدين ، وعلماء االصحاب ، واثرياءهم كانوا اليضحون

ع العادة ، والمباهاة ، والتفاخر انها دواف! فمن اين لنا االصرار على الضحية مع كل ذلك ؟.. واعجب من ذلك .. التى نتورط بها فى المشاكل ، واالنحرافات ، ثم نحن ننسب هذا الضياع للدين

اننا نعتبره قرية ، وذلك لجهلنا المطبق بروح الدين ، بل لجهلنا بالنصوص ، وبموقف كبار ..االصحاب

لنبى الكريم قد ضحى عن امته فاسقط وجوبها عنهم، فان كنت ايها القارئ من المتدينين فاعلم ان الو كانت .. بكر ، وهو هو من عرف بدقة االتباع ، وتحريه ، والحرص عليه اان سيدنا ابو

وان كنت .. الضحية مطلوبة من االمة ، كما نتوهم اآلن ، لكان هو اولى من عملها ، ودعا لها وان كنت من .. ك ، مثل ما فعل سيدنا ابوبكر ممن يقتدى به ، فاتركها بعلم حتى ال يقتدى ب

اسرهم ، فتذكر ان من هو اولى منك و اآلخرين ، واحراجهم تتقرب باعناتاالغنياء فبدال من ان بفهم الدين ، واحرص منك عليه ، قد ترك الضحية ، وهو موسر ، ليعلن سقوطها ، وليراعى

ال يضحى وكذلك عمر وابو هريرة ما ورد فقد كان ابوبكرمف.. ظروف ، وخواطر اآلخرين وقد كان ابن عباس ، وهو حبر االمة ، يذبح مرارا اال يوم .. وبالل وكثير من كبار االصحاب

٢٠

٢١

انى الترك اضحيتى وانى لمن ايسركم مخافة ان (وقلل ابن مسعود .. النحر، فيكف عن الذبح توهما ان النبى قد امرك بذلك ا ، مهوان كنت تخرب ميزانيتك وتربك).. يظن الجيران انها واجبة

: جاء فى الحديث ان صحابيا سال النبى الكريم عن الضحية فقال.. فاعلم ان النبى الكريم قد نهاك !!) ..فان لم اجد اال شاة اهلى ومنيحتهم اذبحها ؟ قال ال (

با ؟؟ كن قد رزئنا بالرن فى الضحية فلماذا التمسك بها ان لم الدينيواذا كان هذا هو الموقف ايها المسلمون !! وادركتنا النذارة باندثار الدين فتمسكنا بالشكليات على حساب الجوهر واللباب ؟

اعرفوا السنة النبوية ، الحقيقية ، والتزموها ، واتركوا القشور التى انتم عليها ، فالوقت وقت !! المة كما جاء فى متن احياء السنة ، فالضحية قد كانت سنة عادة مرحلية ، وقد سقطت فى حق ا

واهللا المسئول ان يهدينا الى حقائق ديننا لنمارسها بالوعى ، وبالفكر ال بالعادة ، فان .. هذا الكتاب .. فهو تعالى اكرم مسئول ، واسرع مجيب .. آفة العبادة نفسها ان تصبح عادة

األخوان الجمهوريون ١١٥١امدرمان ص ب

٥٦٩١٢تلفون