الأدبالجاهلي في

الأدبالجاهلي في

تأليفحسين طه

الجاهلي الأدب فيحسين طه

٣٩٢٩ / ٢٠١٤ إيداع رقم٩٧٨ ٩٧٧ ٧١٩ ٦٧٣ ٤ تدمك:

والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسةوالثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة للناشر محفوظة الحقوق جميع

٢٦ / ٨ / ٢٠١٢ بتاريخ ٨٨٦٢ برقم المشهرة

وأفكاره المؤلف آراء عن مسئولة غير والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة إنمؤلفه آراء عن الكتاب يعبر وإنما

القاهرة ،١١٤٧١ نصر مدينة السفارات، حي الفتح، عمارات ٥٤العربية مصر جمهورية

+ ٢٠٢ ٣٥٣٦٥٨٥٣ فاكس: + ٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥٢ تليفون:hindawi@hindawi.org الإلكتروني: البريد

http://www.hindawi.org الإلكتروني: الموقع

سالم. إيهاب الغلاف: تصميم

أو تصويرية وسيلة بأية الكتاب هذا من جزء أي استعمال أو نسخ يمنععلى والتسجيل الفوتوغرافي التصوير ذلك ويشمل ميكانيكية، أو إلكترونيةذلك في بما أخرى، نشر وسيلة أية استخدام أو مضغوطة أقراص أو أشرطة

الناشر. من خطي إذن دون واسترجاعها، المعلومات حفظ

Cover Artwork and Design Copyright © 2014 HindawiFoundation for Education and Culture.Copyright © Taha Hussein 1927.All rights reserved.

المحتويات

7 الثانية الطبعة مقدمة9 وتاريخه الأدب -١51 الجاهليون -٢95 الشعر نحل أسباب -٣149 والشعراء الشعر -٤213 مضر شعر -٥271 الشعر -٦285 الجاهلي النثر -٧

الثانية الطبعة مقدمة

وغير فصول، إليه وأضيفت فصل مكانه وأثبت فصل منه حذف الماضية، السنة كتاب هذاالتغيير. بعض عنوانه

أن يريدون الذين حاجة إلى الثانية الطبعة هذه في وفقت قد أكون أن أرجو وأناالأدب في التحقيق وسبل البحث مناهج من خاصة والجاهلي عامة العربي الأدب يدرسوا

وتاريخه.في والثانية الأولى السنتين في الجامعة طلاب على يلقى ما خلاصة حال كل على وهو

الآداب. كليةحسين طه١٩٢٧ سنة مايو ١١

الأول الكتاب

الأدبوتاريخه

الأدبفيمصر درس (1)

أردت عندما العلاء» أبي «لذكرى مقدمة أملي كنت ١٩١٥ سنة من الشهر هذا مثل فيمذهبان: بمصر الأدب درس في كان قد أن المقدمة هذه في ألاحظ وكنت الناس، في إذاعتهيفسر كان حين المرصفي،1 سيد الشيخ الأستاذ يمثله كان الذي القدماء مذهب أحدهما«الأمالي» كتاب أو للمبرد «الكامل» كتاب أو تمام لأبي الحماسة» «ديوان الأزهر في لتلاميذهالبصرة في المسلمين قدماء من والنقاد اللغويين مذهب التفسير هذا في ينحو القالي، علي لأبيوالصرف النحو عن شديد وانصراف والغريب، النقد إلى شديد ميل مع وبغداد، والكوفة

البلاغة. علوم من الأزهريون ألف وما«نلينو» الأستاذ بفضل المصرية الجامعة استحدثته الذي الأوروبيين مذهب والآخرومؤرخي النقاد نحو العربية الآداب درس في ينحو كان والذي المستشرقين، من خلفه ومنوكنت القديمة. الأوروبية الآداب أو الحية الأوروبية الآداب لدرس يعرضون حين الآداب،

عظيم. المذهبين بين الفرق أن ألاحظإتقانا العربية الآداب نتقن أن أردنا إذا منه بد لا المذهبين كلا أن ألاحظ وكنتوالكتابة النقد ملكة الطلاب نفوس في وننشئ مقاربا فقها تاريخها ونفقه صحيحاثالث مذهب المذهبين هذين بين كان قد أن ألاحظ وكنت المنتج. البحث بمناهج ونأخذهموهو صرفا؛ والطلاب الأساتذة عنه يصرف أن في الخير كل والخير شر، كله رديء مشوهالمصرية الثانوية المدارس وفي العلوم ودار القضاء مدرسة في قائما كان الذي المذهب هذا

١٣٤٩ھ. عام رمضان في الله رحمه ذلك بعد الأستاذ توفي 1

الجاهلي الأدب في

البحث، في المحدثين أسلوب من ولا النقد في القدماء أسلوب من بحظ يأخذ لا والذي كلها،والشعراء الكتاب إلى فيعمد الآداب، تاريخ يسمونه فيما الأوروبيين يقلد أن يحاول وإنمااختلافها، على الطبقات كتب من ترجمة لهم يختلس أو لهم فيترجم والفلاسفة والخطباءكل في يلم ثم الخطيب، بيان أو الكاتب نثر أو الشاعر شعر من بشيء ترجمة كل يتبع ثمدقة، ولا احتياط ولا فهم ولا فقه غير بعضفي إلى بعضها يلفق المعاني من بطائفة عصرحينا العربية» اللغة أدب و«تاريخ حينا العربية» اللغة «أدب كله الخليط هذا ويسمىفيهم، ويذيعوه للطلاب الكلام هذا الآداب أساتذة يكتب بأن جرت قد العادة وكانت آخر.من فرغوا إذا حتى الامتحان، أداء على به يستعينون استظهارا الطلاب هؤلاء فيستظهرهولا بقليل منه ينتفعوا لم حفظوا، ما عنهم انصرف أو حفظوا عما انصرفوا الامتحان هذاوإنما الذوق. يشبه شيئا ولا ذوقا منه يفيدوا ولم بحثا، ولا نقدا منه يتعلموا ولم كثير،هذه أيامنا إلى الله خلقها منذ العربية بالآداب يمرون أنفسهم رأوا وقد — إليهم يخيل كانجليلة. ولا دقيقة منه تخطئهم ولم شيء منه يفتهم لم كله، العلم وعت قد صدورهم أن —تاريخ يدرسوا لم لأنهم وطلابه؛ الأزهر علماء البريء الغرور هذا بحكم يزدرون وكانوافي الشعر تنقل ولا بالشعر، الشعراء تكسب ولا الجاهلي، العصر يعرفوا ولم اللغة، آدابولم العلوم. نشأة ولا والفرزدق، جرير مناقضة ولا الأموي، العصر يعرفوا ولم القبائل،ترجم ما ولا الرقيق، والنثر السهل الشعر من فيه استحدث ما ولا العصرالعباسي، يعرفواولا التتار، يد في بغداد سقطت أن بعد الأدب انحطاط يعرفوا ولم اليونان. فلسفة من فيه

الكبير. علي محمد دولة مصر في قامت يوم الأدب رقيالجامعة وكانت القرن، هذا أوائل في الحكومة مدارس في الحال هي هذه كانتواحد: وقت في النافعين بالمذهبين فعنيت قيما، تغييرا هذا تغير أخذت قد القديمة المصريةوعهدت الأدب، بدرس مهدي الشيخ المرحوم إلى ثم ناصف، حفني المرحوم إلى عهدتكان فبينما الأدب. تاريخ بدرس فييت الأستاذ ثم نلينو، الأستاذ ثم جويدي، الأستاذ إلىالعناية من عظيم حظ فيه وتحليل نقد درس المختلفة ونصوصه الأدب يدرسان الأولانوالميل القديم العربي الأدب حب الطلاب نفوس في فيبثان والبيان، واللغة والصرف بالنحوالإنشاء؛ وملكة الذوق فيهم وينشئان المختلفة، نصوصه من الجيد واستظهار قراءته إلىكيف الطلاب فيعلمون الحديثة، الغربية بمناهجهم الأدبي التاريخ يدرسون الآخرون كانأثره، ويقوي صاحبه، يتم الدرس في الأسلوبين كلا وكان ويستنبطون. ويقارنون يبحثونشكلها في العربي الأدب حياة يغير أن خليقا مستقيما علميا أدبيا مزاجا للطالب ن ويكو

القانون. أصحاب يقول كما وموضوعها،

10

وتاريخه الأدب

هذه إلى وتنتهي النتيجة هذه إلى تصل أن خليقة القديمة المصرية الجامعة وكانتأعضاء بين الخلف ووقع المالي، العسر وأصابها الكبرى الحرب صدمتها أن لولا الغاية؛الأساتذة دعوة عن كارهة أو طائعة فعجزت الاقتصاد؛ إلى الشديد الميل فيها وظهر إدارتها،المهدي الشيخ المرحوم وكلفت الآداب، درس إلى الآداب تاريخ درس وأضافت المستشرقين،رجلا كان وإنما آداب، مؤرخ مهدي الشيخ المرحوم يكن ولم جميعا. بالأمرين ينهض أنالفهم هذا يصيب فهمها، على تلاميذه ويعين فيفهمها القصيدة يقرأ أن يستطيع أديبابعد مهدي، الشيخ المرحوم من سمعته درسا أنسى فلن أنس ومهما حينا. ويخطئه حيناوكنت الأندلس، في العربي الأدب تاريخ في الدرس هذا كان الآداب. بتاريخ إليه عهد أنفرنسا، في الفرنسي الأدب بدروس عهد حديث وكنت نلينو، الأستاذ بدروس عهد حديثأن إلا هي وما الدرس. من فخرجت سمعت، ما أسيغ أن أستطع ولم نفسي أملك فلمإدارة مجلس إلى أجله من وشكاني الأستاذ له غضب عنيفا، نقدا الصحف إحدى في نشرتالعلمية البعثة طلاب بين من اسمي محو من أقل تكن لم قاسية عقوبة وطلب الجامعة،الأمر بإصلاح فيه الخير أهل يظفر ولم هذا، في الجامعة إدارة مجلس وانقسم للجامعة.

وجهد. مشقة بعد إلا فرنسا إلى العودة من وتمكيني الأستاذ وإرضاءمدرستي في به تدرس الآداب كانت الذي النحو إلى الآداب بدرس الجامعة عادتأن العلاء» أبي «ذكرى مقدمة في سنين عشر منذ أتمنى كنت ولقد العلوم، ودار القضاءالجامعة ولكن وتاريخه؛ الأدب درس في المنتج القيم أسلوبها لاستئناف الجامعة توفق

الأسلوب. هذا لاستئناف الأسف مع توفق لم القديمةأن يرجى ولا ينتظر يكن فلم الثانوية، والمدارس العلوم ودار القضاء مدرسة أماأبواب أغلقت وقد المنهج هذا يتغير أن يرجى وكيف العربي. الأدب درس في منهجها يتغيروبين بينها وحيل الطلق، الهواء وبين بينها فحيل محكما، إغلاقا ونوافذها المدارس هذهتعيد، ما وتبدأ تبدأ ما تعيد هي كما وظلت والحياة؟ والحركة القوة يبعث الذي الضوءالبدء هذا إلى مطمئنون والأساتذة الماضية، السنة في تكرر كانت ما سنة كل في وتكررنقشا وينقشونها استظهارا يستظهرونها المذكرات، هذه إلى مطمئنون والطلاب والإعادة.الامتحان من فرغوا إذا حتى الامتحان، لجان أمام كرا» و«يكرونها الامتحان، أوراق علىالتلاميذ هؤلاء وحفظ أساتذتهم، مذكرات لتلاميذهم واختصروا ومعلمين، أساتذة أصبحوا

بالشهادات. الأمر آخر وظفروا و«كروا» ونقشواولقد الحكومة، مدارس في الأدبي الدرس منهج يتغير أن يرجى ولا ينتظر يكن ولمما هي فإذا العلوم، دار طلاب في تذاع التي المذكرات هذه إحدى أشهر منذ أقرأ كنت

11

الجاهلي الأدب في

تغيرت بل الله؛ أستغفر تتغير، لم سنة، عشرة خمس منذ أو سنين عشر منذ أقرؤه كنتالامتحان لأمر وتيسيرا بالطلاب، رفقا فيه؛ وأسرف الإيجاز إلى صاحبها وعمد فاختصرت،

عليهم!بهذا كلفا الشريف الأزهر كان العقيم، بأسلوبها محتفظة المدارس هذه كانت وبينمايطمع الأزهر كان لقد لا؟ ولم الشغف، أشد به مشغوفا إليه، تواقا نفسه، العقيم الأسلوبيظفر بما يظفرون لعلهم والقضاء، العلوم دار كطلاب طلابه يكون أن ويريد النظام، فيالمدرستين هاتين نظام فلينقل وإذن العامة. وإعجاب الحكومة رضا من وهؤلاء أولئك بهيقال غريبا شيئا الشريف الأزهر وعرف سيئا، نقلا بعضه أو كله إليه نقل وقد الأزهر، إلىرأيك وما القضاء! ومدرسة العلوم دار عرفته مما ومرة مرة ألف شر هو اللغة، أدب له:الفقه؟ في يقلدون كما تقليدا فيه يقلدون الأدب، وبين بينهم صلة لا قوم يدرسه أدب فيبالأدب. جهل عن الأدب في ويقلدون بالفقه، علم عن الفقه في يقلدون هم بل الله؛ نستغفريلتمس المرصفي سيد الشيخ الأستاذ رأيت يوم أحسسته الذي الألم ذلك لاذعا كان وكمليرضي الجديد النظام على الأدب يدرس كيف منها ليتعلم اللغة» «أدب في المدرسية الكتبانحطاطا إلا الأمر حقيقة في يكن لم الذي الرقي بهذا وكلفه النظام إلى الأزهر حاجة

قريب. وقت في الأزهر منه يبرأ أن مخلصين نرجو والذي وضعة،وكانت الأزهر، في الأدب درس وانحط الحكومة، مدارس في الأدب درس يتقدم لماختلافها، على مدارسنا تدرسفي التي العلم ألوان إلى تنظر أن تستطيع أنك كله هذا نتيجةمنها أخذوا قد المصريون وإذا وضعفا، قوة يختلف تقدما وتقدم ارتقى قد كلها فإذاأنه في أشك لست بل إصبعا، يتقدم لم العلم ألوان من واحدا لونا إلا بها، بأس لا بحظوظالسنة هذه في الأدب يدرس الذي الأستاذ بين فليس العربي، الأدب وهو منكرا، تأخرا تأخرظفر الذي التلميذ بين وليس ما، فرق سنة عشرة خمس من يدرسه كان الذي والأستاذعلى أدل وليس ما. فرق سنة خمسعشرة منذ بها يظفر كان والذي الآن الثانوية بالشهادةاضطررنا الثانوية، الشهادة لحملة الجامعة في الأدب ندرس أن أردنا حين أننا من كله هذاعن فضلا والتاريخ، والبلاغة والصرف النحو أوليات فنعلمهم أوله، من الدرس نبدأ أن إلىيتقدم لم الأدب أن معناه وإنما مصر، في يتقدم لم الأدب أن هذا وليسمعنى الأدب. أولياتوالإجازات. بالشهادات لتظفر مذهبها وتذهب تقلدها التي والمدارس الحكومة مدارس فيحظها ويعظم تحيا مصر فبينما مصر، ومدارس مصر بين عظيم الفرق أن تعلم وأنتهذا فتستغل أوروبا وبين بينها الاتصال يشتد وبينما السن، بها تقدمت كلما الحياة من

12

وتاريخه الأدب

الحرب، قبل كانت حيث فيها المدارس تظل المختلفة، الحياة فروع في به وتنتفع الاتصاللأن ذلك خاص؛ بنوع الأدب في الدستور، وقبل الاستقلال وقبل الحماية، قبل كانت وحيثالأمر غريب ومن والضوء. الهواء وبين بينها حيل قد مغلقة — قلنا كما — المدارس هذهعهدت البعثات هذه أعضاء عاد إذا حتى أوروبا، إلى العلمية البعثات ترسل الحكومة أنبعثات ترسل أن في تفكر لا الحكومة ولكن المدارس، في المختلفة العلوم بدرس إليهموالمعلمين العلوم دار في العلم هذا بتحديد البعثات هذه أعضاء إلى وتعهد الأدب، لدرسمن الحظ قوية طريقها، في ماضية — قلنا كما — مصر ولكن المدارس. من وغيرهماتأثيرا العربي الأدب حياة في كله هذا أثر وقد بأوروبا، والاتصال والحركة والقوة الحياةأن الناس يستطيع وحيث والحرية، والضوء الهواء حيث المدارس خارج ولكن ظاهرا،العربي الأدب تلتمس أن شئت فإذا ضيق، ولا حرج غير في ويكتبوا ويتكلموا يتنفسواالكتب وفي المجلات وفي اليومية الصحف في فالتمسه ونشاط، وقوة حياة من يخلو لا الذيوشخصية طرافة من يخلو لا الذي الكثير بالشيء منه فستظفر الأحاديث، وفي الأندية وفي

للنمو. صالح واستعدادمحتكرا والقيود، الأغلال بهذه مثقلا فيها الأدب وظل هي، حيث مدارسنا ظلت وإذاإلى بطبيعتها مضطرة هي وإنما تحيي، أن ولا تجدد أن تستطيع لا التي الجماعة هذه فييأخذ أن العربي الأدب يستطيع فلن — الموت كلمة أملي كدت وقد — والجمود السكونولا القوة، من بحظها تأخذ أن العربية اللغة تستطيع ولن له، المقدور بحظه الحياة منيختل أن الآن هي كما الحال ظلت إذا بد ولا الصحيح. بالمعنى حية علمية لغة تصبح أنذلك الجامدة، الأدبية وحياتنا المطرد، والاجتماعي والعلمي السياسي رقينا بين التوازنليس ولغتها، أدبها في الأمم عليه تعتمد الذي الميدان الأدبية، للحياة الصالح الميدان بأنالعقول فيها وتنشأ الشباب فيها يتكون التي المدارس هو بل المجلات، ولا الصحف هوناحية في ا حق الأمة ى ترق أن أردت فإذا الحياة، في للجهاد الأمة أجيال فيها وتعد والملكات،وأقومها السبل أصلح وحدها المدرسة في واجد فأنت المدرسة، إلى فاعمد حياتها نواحي من

الرقي. هذا إلى وأوضحهاذرعا نضيق ما أكثر وما تعليم! لغة ليست العربية اللغة أن من نشكو ما أكثر مامن نبذل ما أقل ما ولكن العالي! التعليم في الأجنبية اللغات اصطناع إلى باضطرارناتكون وكيف ما! جهدا هذا في نبذل لا نحن بل التعليم، لغة العربية اللغة لنجعل الجهدفي تدرس لا العربية فاللغة المصرية! المدارس في تدرس لا وهي التعليم لغة العربية اللغة

13

الجاهلي الأدب في

بينه صلة لا الحياة، وبين بينه صلة لا غريب المدارسشيء هذه في يدرس وإنما مدارسنا،المدارس تلاميذ تمتحن أن تستطيع أنك ذلك وآية وعاطفته، وشعوره التلميذ عقل وبينمن يجدون ما واضحة عربية لغة في لك يصفوا أن إليهم تطلب وأن والعالية، الثانويةالمصيب، وأنت المخطئ فأنا بشيء منهم ظفرت فإن رأي، أو عاطفة أو إحساس أو شعورشيئا بعضهم عند وجدت فإن بشيء، أكثرهم من تظفر لن أو بشيء، منهم تظفر لن ولكنكالسياسية والأندية والمجلات للصحف به مدين هو وإنما للمدرسة، به مدينا هو فليس

والأدبية.

الإصلاح سبيل (2)

الإصلاح؟ هذا سبيل وما منه، مفر لا محتوم فالإصلاح وإذنخيرا نجد لا لأننا مضطرين؛ الآن إليها نلجأ تعلة إحداهما سبيلان: الإصلاح لهذاوهي الثانية، السبيل إلى نصل أن نستطيع حتى بها، نتعلل أن من لنا بد فلا منها،

المنتجة. المتينة القويمةوتلاميذ العالية المدارس طلاب إلى نحبب أن في استطعنا ما نجتهد أن فهي الأولى فأماالنصوص، هذه إليهم ونقرب وتفهمها، العربية النصوص قراءة والابتدائية الثانويةمعلموه لهم يمثله كما — ليس العربي الأدب أن على ونظهرهم اختيارها، لهم ونحسنهو وإنما تذوقه، إلى ولا إساغته إلى سبيل لا الهضم، عسر جدبا ا جاف — الشيوخ منيقوم ما وفيه الشعور، حاجة يرضي ما فيه لذيذ، خصب هين لين كله هذا عكس علىحياته في الإنسان حاجة يرضي ما وفيه الخلق، فساد من يصلح ما وفيه اللسان، عوجإلى عجزوا قد المعلمين من الشيوخ كان وإذا أيضا. والإنسانية والوطنية والمنزلية الفرديةالعربي، أدبنا من الخصبة العذبة النواحي هذه على وطلابنا تلاميذنا يظهروا أن عن الآنهذه شبابنا على يعرضوا أن يستطيعون الذين إلى المعارف وزارة تلجأ أن من أقل فلاوزارة تلجأ أن يجب نعم، ومحتكريه! بأهله البائس الأدب هذا من الحلوة الجذابة الصوراللغة ويقرءون ذوق، في العربي الأدب يدرسون الذين الفنيين من طائفة إلى «المعارف»العيش إلى وسيلة لا ومتعة، لذة بهما العناية ومن منهما ويتخذون وفقه، فهم في العربيةالفنيين، هؤلاء من طائفة إلى المعارف وزارة تلجأ أن يجب الشهر. آخر الراتب وقبضالأدبية العصور في والعلماء والكتاب الشعراء آثار من للشبان يتخيروا أن إليهم تطلبحتى المدارس، في به يتعللون ما أدق بعبارة أو المدارس، في ويدرسون يقرءون ما المختلفة

14

وتاريخه الأدب

الأدبي الإصلاح طريق وحدها هي التي الثانية، السبيل تلك إلى تصل أن الوزارة تستطيعالمعلمين. إعداد هي الثانية السبيل وهذه المنتج،

اللغة، لهذه أساتذة مصر في فليس العربية؛ اللغة يعلمون الذين المعلمين إعداد نعم!من مظهر إنها حيث من ولا البيان، وسائل من ووسيلة للتعبير أداة إنها حيث من لاللغة أساتذة مصر في ليس العلمي، للبحث وموضوع الأمة لحياة ومرآة التاريخ مظاهروما نحوا يسمونه الذي المشوه الغريب الشيء لهذا أساتذة مصر في وإنما وآدابها، العربيةإنما بالأدب؛ هو وما وأدبا بالبلاغة، هو وما وبلاغة بالصرف، هو وما وصرفا بالنحو، هواستيعابه على الذاكرة تكره بعض، إلى بعضه ضم قد القول من ولغو مرصوف، كلام هوفي إن يقول: أن يستطيع الذي ومن هذا! لها أتيح متى لتقيئنه أقسمت وقد فتستوعبه،احتكرت التي الطائفة تتقصىهذه أن تستطيع وأنت وآدابها؟! العربية للغة مصرأساتذةيعرفوا أن يمكن أو عرفوا قليلا إلا فيها ترى فلن القانون، بحكم وآدابها العربية اللغةالناقد! منهم وأين الشاعر! منهم وأين الكاتب! منهم وأين اللغوي، والفقه الأدبي بالذوقمن أسلوبا أو العلم ألوان من لونا أو القول فنون من فنا يبتكر أن على القادر منهم وأينتراهم فهل قرن، نصف منذ وآدابها اللغة تعليم احتكروا قد أولاء هم ها البيان؟! أساليبآثارهم نحص تعال قيما؟! كتابا فيها نشروا أو طريفا، بحثا وآدابها اللغة في استحدثواوالصرف، النحو مدرسيفي كتاب مصر: في المدني التعليم نظم منذ وآدابها اللغة في العلميةيقرءوا أن من الطلاب يمكن ولا بالحاجة، يفي لا نحيفجدب ضئيل أنه في الآن أحد يشك لافي مثله وشيء يفهم، أن ينبغي كما ويفهموه وجهه، على العسر بعض عسيرا عربيا، ا نصأن ينبغي التي الحلوة الأدبية الفنون هذه حول لأنه بلاغة؛ يسمى أن الإثم من البلاغة،صيغ أن إلا والهندسة، الجبر كصيغ معضلة جافة صيغ إلى ونعيما لذة الطلاب فيها يجدفي وجفوة جمود على إلا تدل لا التي هي البلاغة وصيغ قيم، علم على تدل والهندسة الجبرللتلاميذ تذكرهما أن يكفي فيهما، النظر شر الله وقاك الأدب في كتابان أو وكتاب الطبع،

… العربية اللغة وأساتذة العربية اللغة وبغض والضجر، السأم وجوههم في لتعرفينشروها أن أصحابها استخذى العالية، المدارس طلاب في تذاع مذكرات ثم ماذا؟ ثمكتابتها، على مكرهون فهم منها؛ خيرا للناس يخرجوا أن أصحابها وعجز كتب، أنها على

استظهارها. على مكرهون والطلابحينا يسمى المتقدمين والعلماء القديم الأدب على السطو من لون ثم ماذا؟ ثمالمسخ هو إنما شيء، في كله هذا من هو وما بالتهذيب؛ وحينا بالاختيار، وحينا بالاختصار،

15

الجاهلي الأدب في

عنه روى فيما الجاحظ ذكرها التي الإفساد ألوان من كله هذا إلى وما والبتر والتشويهالبلدان». «معجم كتابه أول في ياقوت

الآثار هذه أن أفترى سنة، خمسين نحو أو سنة خمسين منذ القوم آثار هي هذهعصمت الحضارة، وموئل الأدب ملجأ التاريخ عرفها منذ كانت المصرية، كالأمة بأمة خليقةوالتتر؟ الترك وبأس العجمة سطوة من العربي الأدب وحمت الضياع، من اليوناني الأدباللغة درس يحتكروا بأن ويطالبوا الناس، هؤلاء بها ليعتز تكفي الآثار هذه أن أفترىهذه أن فأرى أنا أما سيقوم؟ وما منها قام ما الحكومة مدارس في العربي والأدب العربيةأن من ذراعا وأضيق باعا أقصر أنهم وعلى أفلسوا، قد الناس هؤلاء أن على تدل الآثارالعلمي معهدهم معهم وأفلس أفلسوا نعم! كمصر. بلد في بحاجتها العربية للغة ينهضوالوزارة بد ولا أفلسوا! الضرورة، هذه زالت أن بعد يزول أن ويجب لضرورة، أنشئ الذيإلغاء، العلوم» «دار تلغي أن من — العربية اللغة حاجة تقدر كانت إذ — «المعارف»المعهدان فهذان أخرى، ناحية من الجامعة وعلى ناحية من المعلمين2 مدرسة على وتعتمدمتصلان المعهدان هذان الحاجة، هذه ويرضيا العربية، اللغة حاجة يقدرا أن على قادرانوقدرة قوة منهما يستمدان الأوروبي، وبالأدب الأوروبية العلمية بالحياة متينا اتصالاالأوروبي الأدب من تعرف لا العلوم دار مدرسة أن حين في والإنتاج، والنفع البقاء علىأستاذا تتصور وكيف تفيد. فلن تضر لم إن مشوهة صورا إلا الأوروبية الحياة من ولامن بمنهج ولا أجنبي، بأدب ولا أجنبية بلغة يلم أن ينتظر ولا يلم لم العربي للأدبيلم لا العربي للأدب أستاذا تتصور وكيف الأدب؟! وأطوار اللغة حياة عن البحث مناهجتاريخ درسوا حين المختلفة العلمية النتائج من الفرنج إليه انتهى بما يلم أن ينتظر ولامن بد ولا الناس، هؤلاء عند الآن العلم يلتمس وإنما المختلفة؟! ولغاته وآدابه الشرقما ونسترد بأجنحتنا، ونطير أقدامنا، على ننهض أن نحن لنا يتاح حتى عندهم، التماسهأستاذا تتصور أن تستطيع كيف ثم وتاريخنا. وآدابنا علومنا من الناس هؤلاء عليه غلبناودقائقه، أسراره يفقه أن ولا يفهمه أن يستطيع ولا العربي الأدب يعرف لا العربي للأدب

وزارة على ألححنا حين وكنا مقامها، التربية معهد وإقامة المعلمين مدرسة إلغاء الجامعة إنشاء اقتضى 2الأمر هذا أفسدت المعارف وزارة ولكن كثيرا، خيرا والعلم للأدب منه نرجو عليه وأعناها ذلك في المعارفمحاربة في وأخذ شيئا التربية معهد يغن ولم المعلمين مدرسة فضاعت التعليم أمور من غيره أفسدت كما

العنب!» الشوك من تجني لا «وإنك الأخرى. الحكومية المدارس مكان إلى وردها الآداب كلية

16

وتاريخه الأدب

هؤلاء عند غناء لا صدقني ودقائقه؟! بأسراره والفقه فهمه على الطلاب يعين أن عن فضلاالمعلمين إلى العلوم دار عن العدول من بد لا سواهم، إلى عنهم العدول من بد ولا القومغير عناية العربي بالأدب المعهدان هذان يعنى أن على ولكن المصرية، الجامعة وإلى العلياالجامعة مذهب العربي الأدب درس في المعهدان هذان يذهب أن على الآن، به عنايتهماوالصرف والنحو باللغة قوية عناية في القدماء يدرسه كان كما يدرسانه القديمة، المصريةبفهم قوية عناية في المحدثون يدرسه كما ويدرسانه والعروضوالقافية، والغريب والبيانوفي والشعورية، العقلية الحياة مظاهر من وغيره الأدب وبين والشعب، الأدب بين الصلةمن لبعضها يكون أن يمكن وما المختلفة، الأمم آداب بين الصلة بتحقيق قوية عنايةوآدابها، السامية اللغات إتقان على درسه في معتمدين يدرسانه الآخر. بعضها في تأثيروآدابها، الإسلامية اللغات إتقان وعلى وآدابهما، واللاتينية اليونانية اللغتين إتقان على ثمأن يمكن العربي الأدب أن لك زعم فمن وآدابها، الحديثة الأوروبية اللغات إتقان على ثمإلى السبيل وكيف مشعوذ. وإما مخدوع إما فهو كله هذا على الاعتماد دون الآن يدرساللغة بين والمعنوية المادية الصلة تدرس لم إذا صحيحا درسا العربي الأدب يدرس أنأن إلى سبيل هناك وهل السامي؟ والأدب العربي الأدب وبين السامية واللغات العربيةفي الأدب شيوخ بين أن تظن وهل والأناجيل؟! التوراة تفهم أن دون العربي الأدب يدرسندرس لم إذا العربي الأدب درس إلى السبيل وكيف الأناجيل؟ قرأ أو التوراة قرأ مصرمنوالرومان اليونان لحضارة كان ما مقدار نتبين ولم وآدابهما، واللاتينية اليونانية اللغةالآداب هذه إلى بالقياس العربي أدبنا مكانة نتبين ولم وعلمنا، وفلسفتنا أدبنا في تأثير منهوميروس، إلياذة قرأ من مصر في الأدب شيوخ من أن تظن وهل واللاتينية؟ اليونانيةوحوار الخطباء وخطابة المغنين وغناء الممثلين تمثيل عن فضلا Virgile فرجيل وإنيادة

المتحاورين؟شعر ولا أدب لليونان ليس أن الآن طلابه يعلم من مصر في الأدب شيوخ من أليساللغات ندرس لم إذا العربي الأدب درس إلى السبيل وكيف الضاد؟! لأهل كما خطابة ولاتأثير من وآدابها اللغات لهذه كان ما ونتبين منها، الفارسية سيما ولا المختلفة، الإسلاميةفيها؟ وأثر المختلفة بالآداب تأثر وإنما العاج، من برج في ينشأ لم الذي العربي أدبنا فيعمر شعر من بشيء ألم أو الشاهنامة، قرأ من مصر في الأدب شيوخ من أن تظن وهللم إذا العربي الأدب درس إلى السبيل وكيف الحافظ؟ أو السعدي شعر من أو الخيامدرس إلى السبيل كيف ثم الحديث؟ أدبنا في تأثيرها ونتبين الحية، الأوروبية اللغات ندرس

17

الجاهلي الأدب في

يدرس كما آدابنا وندرس الحديث، العلمي البحث بمناهج نأخذ لم إذا العربي الأدبآدابهم؟ والألمان والإنجليز الفرنسيون

تتحمل لا التي الأنحاء هذه إلى إلا أنحائها، أظهر إلى إلا المسألة من أشر ولم كله هذاعن البحث مناهج بين الصلة إلى فأشرت التعمق بعض تعمقت أني ولو خلافا، ولا جدلابهذه أكتفي ولكني وأثقلت، لأطلت العربية اللغة وفقه واللاتينية اليونانية اللغتين فقهأن وأعتقد العلماء، إلى بالتحدث منها العامة إلى بالتحدث أشبه هي التي الموجزة الإشارةلما تصلح لا أصبحت قد العلوم دار أن من أزعم ما لإثبات تكفي وحدها الإشارة هذهالمعهدين إلى عنها فليعدل وآدابها؛ العربية اللغة لتعليم أساتذة إعداد من الآن إليها يطلب

والجامعة. المعلمين، مدرسة وهما العبء، بهذا ينهضا أن يستطيعان اللذين

الأدب ودرس الثقافة (3)

وحده، الأدب لدراسة أساسيلا لأنه كله؛ هذا قبل يجيء أن ينبغي كان آخر شيئا أذكر ولميستطيع لا التي المتينة، العامة الثقافة هذه وهو منظمة، قوية علمية دراسة لكل بلبل الكيمياء، طالب عنها يستغني أن يستطيع لا كما الأدب، طالب عنها يستغني أنراقية. بيئة في راقية عيشة يعيش أن يريد إنسان كل عنها يستغني أن يستطيع لا كمافالأدب اختلافها؛ على الأخرى الدراسات حاجة من أشد الثقافة هذه إلى الأدب حاجة ولعليمس وما العقل يمس ما منها سواء المختلفة، الحياة بأنحاء شديدا اتصالا بطبيعته متصلوالموازنات، المقارنات إلى الحاجة شديد بطبيعته والأدب المادية. يمسحاجاتنا وما الشعورهذه من تمكن قد الطالب كان إذا إلا النحو هذا على الأدب في التعمق إلى سبيل من وليسالطالب كان إذا العربي الأدب درس إلى السبيل وكيف العميقة، الواسعة المتينة الثقافةالآيات هذه وحديثه، قديمه الأجنبي الأدب آيات — وشيوخنا طلابنا يجهل كما — يجهلالغربية الشعوب طبقات في بها العلم تغلغل والتي كلها، الإنسانية حياة في أثرت التيهوميروس قرأ قد الأدب شيوخ من مصرشيخا في تجد أن العسير من يكون ولقد كافة؟!Shakespeare شكسبير عن فضلا Aristophane أرسطوفان أو Sophocle سوفوكل أوأنك في رأيك وما مستحيلا، يكن لم إن عسير ذلك Ibsen إبسن أو Tolstoi تلستوي أوولا الأدب في يختص لا الناس أوساط من شابا إنجلترا أو ألمانيا أو فرنسا في تجد تكاد لا

به. بأس لا بحظ كله هذا من ألم قد يكون أن دون بدراسته، يعنىعلى القصور عند بهم الأمر يقف لم مصر في العربي الأدب شيوخ أن نلاحظ وهناكان فيما التقصير إلى تجاوزوه منه؛ شر هو ما إلى القصور هذا تجاوزا بل مهمتهم،

18

وتاريخه الأدب

يرون العرب أدباء من القدماء كان فقد عنه؛ منصرف لا أمرا يرونه أنفسهم القدماءبطرف»، شيء كل من «الأخذ هو الأدب أن — ذلك يعرفون مصر في الأدب وشيوخ —بحث لكل أساسا الواسعة المتينة الثقافة يتخذون كانوا القدماء أن إلا معنى لهذا وليسكاتبا. أو بيانيا أو لغويا يكون أن قبل مثقفا كان لأنه أديبا؛ الجاحظ كان منتج. أدبيمن وغيرها والكوفة والبصرة بغداد في الأدباء من وأمثاله الجاحظ أن في شك من وليسوفقه وأدب لغة من قديمهم يتقنون — العباسي العصر إبان — كانوا المسلمين أمصارفنونه؛ من كثير في ويتصرفون الجديد، يحسنون كله هذا إتقان إلى وكانوا ورواية، وحديثيحسنون وكانوا الهند، وحكمة الفرس، وسياسة وعلومهم، اليونان فلسفة يحسنون كانواكتابا، وكانوا أدباء فكانوا بطرف، شيء كل من يأخذون كانوا البلدان، وتقويم التاريخلحاول العصر هذا في الجاحظ عاش ولو الخالد. التراث هذا لنا يتركوا أن واستطاعواأن أفتظن اليونان. فلسفة إتقان عصره في حاول كما والفرنسية، الألمانية الفلسفة إتقانالأدب إن يقولون: هم كلا! يدانيه؟ أو القدماء أدبائنا حظ يشبه الثقافة من حظا لشيوخنابطرف، شيء كل من يأخذوا أن عن الناس أبعد ولكنهم بطرف»، شيء كل من «الأخذ هويحدثك أن بمصريستطيع الأدب شيوخ من وكم الجديد! فكيف نفسه القديم يجهلون همكانوا وإذا إليه! ومن الجاحظ عنها يتحدث كان كما العرب عرفها التي اليونان فلسفة عناليوناني القديم عن فضلا الأوروبي، الجديد إلى سبيلهم فكيف العربي؛ القديم يجهلون

والسامي؟! واللاتينيمن ليس وتفيد، تنتج حيث إلى بدراسته والوصول العربي الأدب إتقان أن ترى فأنتالدراسات هذه كل وإلى إليها، أشرت التي الثقافة هذه إلى يحتاج هو وإنما الهينة، الأمور

إيجازا. فيها القول أوجزت التيهذه بكل ينهض أن يستطيع واحدا رجلا أن يصدق أن يستطيع الذي ومن ستقول:بكل ويلم الإسلامية، الأمم ولغات السامية واللغات واللاتينية اليونانية فيتقن الدراسات،التعجيز، فنون من فنا كله هذا اشتراط أليس العلم، وضروب الفنون ألوان من ذكرت مالهذا وأنك بطرف، كله هذا من أخذت قد أنك الناس إلى والتخييل والتيه الإغراب من وضرباأن يستطيع الذي ومن احتكارا؟! درسها تحتكر وأن الآداب تدرس أن وحدك تستطيعالدراسات، من الضخم المقدار هذا مثل يتقن إنجلترا في أو فرنسا في الأدب أستاذ أن يصدق

الإنجليزي؟ أو الفرنسي أدبه درس من يأخذ أن قبلفي المشقة من بشيء أشعر أكن ولم منك، أسمعه أن أنتظر كنت وأنا هذا، ستقول— تعرف لن أنك وأزعم — أعرف لا أني شيء كل قبل فلنلاحظ القول، هذا عليك أرد أن

19

الجاهلي الأدب في

واللاتينية اليونانية أتقن وقد إلا اللقب هذا يستحق الإنجليزي أو الفرنسي للأدب أستاذاأقل على الحية اللغات من لغتين كله هذا جانب إلى أتقن ثم وفلسفة، وأدبا وفقها لغةفيها فأنفق أدبه أنحاء من بعينها لناحية متينة متقنة ثقافة وبعد هذا بعد فرغ ثم تقدير،الرجل يلم أن فيه يقبلون الناس كان الذي العصر ذهب قد أن هذا بعد لنلاحظ ثم حياته.العصر هذا انقضى فيه، وينبغ يدرسه العلم أنواع من بنوع وينفرد شيء بكل الواحدالجامعة في ويتأثرون الصناعة، في يتأثرون كما العلم في يتأثرون عمالا الأفراد وأصبحالقانون بهذا تأثرهم ولكن العمل، توزيع بقانون والمتجر المصنع في يتأثرون كما والكليةمعناه وإنما عداهما. ما ويجهل المسألتين أو المسألة يتقن منهم واحد كل أن معناه ليسفروع من فرع على وقواه جهوده يوفر ثم لعمله، المتقنة العدة يتخذ منهم واحد كل أنفإذا النحو. هذا وعلى آخر، لفرع آخر رجل يفرغ حين في إتقانا، أشد له ليكون العمل هذامن واحد لكل يفرغ أن نريد فإنما الأدب لدرس أساسية المتقدمة الدراسات هذه إن قلنا:ما خلاصة على الأدبي بحثه في الأديب يعتمد وأن الإخصائيين، من طائفة الدراسات هذه

العلمية. النتائج من الإخصائيون هؤلاء إليه ينتهيأو الحيوان صاحب أيستطيع الخالصفحدثني: العلم أصحاب إلى واقصد الأدب ودعإتقان من عدته العلم لهذا يأخذ ولما النبات علم أو الحيوان يعرضلعلم أن النبات صاحبدون والكيمياء الطبيعة يتقن أن يستطيع وهل فروعهما؟ اختلاف على والكيمياء الطبيعةبحظ يأخذ أن يستطيع وهل والجغرافيا؟ والجيولوجيا الرياضة من موفور بحظ يأخذ أنيحتاج التي الواسعة العميقة المتينة الثقافة بهذه شيء كل قبل يظفر أن دون كله هذا منبلقب خليقا فرنسيا عالما نعرف وهل المستنير؟ والرجل والأديب العالم قدمنا كما إليهاواللاتينية؟ اليونانية من بحظه يأخذ ولا الراقية، الأوروبية الحية اللغات يتقن لا العلماءالسلاح بهذا وتسلح العدة هذه اتخذ الذي العالم هذا أن أتظن هذا، بعد حدثني ثموالطبيعة الكيمياء من مادته في إليه يحتاج لما يفرغ أو النبات، علم أو الحيوان بعلم يستقلأصحاب إليه يصل ما على ويعتمد الحيوان، علم فروع من لفرع يفرغ إنه كلا! والرياضة؟ليكون علمه، وسائل يتقن أن إلى مضطر ولكنه العلمية، النتائج من والكيمياء الطبيعةوكذلك هذا، من شيء إلى احتاج كلما والتحقيق والملاحظة والمراجعة المراقبة على قادرا«دار فأين مصر، في الأدب أساتذة يكون أن نريد وكذلك أوروبا، في الأدب أساتذة أو الأدباء

كله؟ هذا من العلوم»

20

وتاريخه الأدب

الأدب (4)

أليسمن فيه؟ التعمق نحاول أن دون القول بدأنا منذ حوله ندور الذي الأدب هذا ما ولكنتتجدد أن الحق من وأن الدراسات، هذه بكل اتصاله الحق من أن لنتبين نعرفه أن الخيرالأدب في رأيي أبسط أن أحب وقد بلى! قدمنا؟ الذي النحو على «المعارف» وزارة عناية بهنفسه في فالأمر العلماء، وأسلوب العلماء لغة حرصعلى غير في بل حيلة، ولا تكلف غير فيغريب شيء الأدب أن يعتقدوا أن تعودوا قد مصر في الناس كان وإن كله، هذا من أيسرإلا العربي الأدب عن محدثا باحثا ترى تكاد ولا كنهه. إلى نصل أن وعسير تحديده، صعبالعناية هذه في فوفق المختلفة، العربية العصور في المختلفة ومعانيها «الأدب» بكلمة عنيمن الآن نفهمه أن ينبغي الذي المعنى بتحديد عني هذا من فرغ إذا حتى يوفق، لم أووأسرف وزاوج سجع القديم أنصار من كان فإن يتكلف؛ التحديد هذا في وهو اللفظ، هذاغريبة جملا لك ووضع وتكلف تحذق الجديد أنصار من كان وإن والزواج، السجع فيوموقف السماء. من وحيا يستنزل كأنه أو العليا، الفلسفة أصول من أصلا يحدد كأنهويزاوجون، يسجعون أولئك الأدب؛ بإزاء كموقفهم الشعر بإزاء الفريقين من الباحثينهي، كما الأشياء آخذ أن أريد وإنما أبتكر، أن أريد ولست ويستوحون، يتحذقون وهؤلاءمن اشتق قد «الأدب» لفظ أن في كثير والقول الناس. من المستنيرون يتمثلها كما وأتمثلها«الأدب» لفظ بين الصلة تكلف في أيضا كثير والقول الولائم، إلى الدعوة بمعنى «الأدب»من الكلمة هذه عليه دلت فيما كثير القول ثم الولائم، إلى الدعوة بمعنى «الأدب» وبين

العصور. باختلاف اختلفت التي المعانيفهو الكلمة؛ هذه اشتقاق في رأيا نلينو لأستاذنا أن الموضع هذا غير في ذكرت قدوإنما المفرد، من تشتق لم الكلمة هذه أن ويرى العادة، بمعنى «الدأب» من يشتقهاجمعت كما «آداب» فقيل: قلبت ثم «أدآب» على «دأب» جمعت فقد الجمع؛ من اشتقت

و«آرام». «آبار» فقيل: قلبت ثم و«أرآم» «أبآر» على و«ورئم» «بئر»هذا أصل العرب نسي «للدأب»حتى جمعا «الآداب» استعمال وكثر نلينو: الأستاذ قاللا أدبا مفرده منه فأخذوا فيه، قلب لا جمع أنه إليهم وخيل قلب، من فيه كان وما الجمعالقديم الطبيعي المعنى هذا من انتقل ثم العادة، بمعنى الكلمة هذه استعمال وجرى دأبا،

المختلفة. الأخرى معانيه إلىعلى أصله في يعتمد اللغة، أصحاب من غيره كرأي نلينو الأستاذ رأي أن وظاهرلفظ أن لنا يبين ما الواضحة العلمية القرائن أو النصوص من لدينا فليس الفرض؛

21

الجاهلي الأدب في

جمع «الأدآب» من اشتق قد أو الولائم، إلى الدعوة بمعنى «الأدب» من اشتق قد «الأدب»ورد صحيحا جاهليا عربيا ا نص نعرف لا أننا هو فيه شك لا الذي الشيء ولكن «دأب».ورد قد «الأدب» لفظ أن نعرف لا أننا هو أيضا فيه شك لا الذي والشيء «الأدب»، لفظ فيهالمحدثين رأي يكن مهما حديث، في وردت قد المادة هذه أن هو نعرفه ما وكل القرآن، فيهو الحديث وهذا المادة، هذه استعمل قد النبي أن على القاطعة بالحجة هو فليس فيهثبت إذا إلا لغويا حكما يثبت لا الحديث هذا تأديبي»، فأحسن ربي «أدبني صلى الله عليه وسلم: قولهولكننا النبي، عن بلفظه صح أنه تقدير أقل على الراجح من كان أو الشك، يقبل لا ثبوتاصحيح نص لدينا ليس إنه تردد: غير في نقول أن إذن فنستطيع كله، هذا عن بعيدونأو معروفا كان قد والأسماء الأفعال من منه يتصرف وما «الأدب» لفظ أن يثبت قاطع

ظهوره. إبان أو الإسلام قبل مستعملاأو صح ما لتحقيق سبيل هناك وليس كثير، الأربعة الخلفاء على المحمول والكلاميتصرف وما الكلمة هذه بأن القطع من يمكننا ما لدينا فليس الكلام، هذا من يصح لمالنصوص كانت وإذا النبي. وفاة تلت التي السنين أثناء الحجاز في شائعة كانت قد منهاالعربية اللغة في منها يتصرف وما الكلمة هذه أولية لإثبات تعوزنا القاطعة الصحيحةمستفيضة شائعة كانت قد الكلمة هذه أن في نشك أن العسير من يكون فقد الفصحى،كثرة قرأت إذا ولكنك فيه. ظهرت الذي الوقت تحديد نستطيع أن دون أمية، بني أياممن يخلو لا إحساسا أحسست أمية بني أيام المادة هذه فيها استعملت التي النصوصكان الذي النحو على والتعليم التعليم، هو إنما المادة هذه فيه استعملت ما أول أن قوةالشعر، رواية أنواعها: اختلاف على الرواية بطريقة التعليم أي أمية؛ بني أيام مألوفاقدمائهم الأبطال وسيرة الجاهلي بالعصر يتصل ما وكل الأولين، وأحاديث الأخبار، وروايةالمستنير العربي يحرصعليها كان التي الثقافة تكوين شأنه من كان ما وكل ومحدثيهم،هذه نرى نكاد ولا الخلفاء، بها يعتز التي الأرستقراطية من أو الحاكمة، الأرستقراطية منويستعملون «أدب»، يستعملون فهم فاعل: اسم أو فعلا إلا الأمر أول في مستعملة المادةوالدين، الحديث رواة على هذا «المؤدب» لفظ يطلقون لا وهم «المؤدب»، لفظ خاص بنوعوالخبر الشعر تعليم يحترفون كانوا الذين وعلى والخبر، الشعر رواة على يطلقونه وإنماالسامية اللغات في تعرف لا الكلمة هذه إن يقال: وقد الأرستقراطية، لأبناء ذلك إلى وماالعربية النصوص بين وليس الأخرى، السامية اللغات في تعرف لا كانت وإذا الأخرى،الخلفاء عن ورد فيما ولا الحديث، في ولا القرآن في وليست يثبتها، ما الصحيحة الجاهلية

جاءت؟ قد تكون أين فمن قاطعة، بطريقة

22

وتاريخه الأدب

اللغويين من غيره افترض وكما نلينو الأستاذ افترض كما نفترض، أن نستطيع هناولا الفرض، هذا على أحرص لا أني على — حرج الافتراض هذا مثل في وليس القدماء،الآخرين، العرب لغات في أثرت قد قريش لغة أن المحقق من — أقويه أو أرجحه إني أقول:في كافة العرب فتكلمها ودين، وإدارة سياسة لغة رسمية؛ لغة الإسلام جعلها أن بعدبلغات تأثرت قد هذه قريش لغة أن أيضا المحقق من ولكن تقدير. أقل على الأدبية آثارهموهي اللغات هذه في مؤثرة فهي الإسلام؛ قبل بها تأثرت كما الإسلام، بعد المختلفة العربكل وفي لغة كل في طبيعي فهو إثبات، إلى أو بحث إلى يحتاج ما هذا في وليس بها، متأثرةما درس في تتعمق حين — سترى ولكنك يسير، قريش لغة إلى بالقياس وإثباته لهجة،ومعاجمهم كتبهم في يدونوا لم اللغة علماء أن — الفصحى العربية اللغة تدوين من كانالعرب، من مختلفة قبائل في شائعة كانت كثيرة ألفاظا دونوا وإنما وحدها، قريش لغةالألفاظ هذه ترد أن — الأسف مع — الآن اليسير من وليس قريش، تعرفها تكن ولمعربية، لغة كلها سميت فقد الصحيحة؛ الجغرافية مواطنها إلى المعاجم بها تمتلئ التيإنما الفصحى، العربية اللغة هذه أن الناس ونسي الفصحى، اللغة هذه على كلها وحملتوالذي الحجاز. هو العربية البلاد أقاليم من إقليم لغة أو العرب، أحياء من حي لغة هيلم فهم قريش، لغة غير من دونوا قد يكونوا مهما اللغة علماء أن هو إليه نصل أن نريدقريش لغة وبين بينه ما لبعد إهمالا، أهمل ما إلى بالقياس قليلا شيئا إلا منها يدونواالتي اليمنية اللغات هذه ذلك وآية خاص، بوجه القرآن وبين بينه ما ولبعد عام، بوجهبعضها وورد القرآن، في بعضها ورد ألفاظا منها وحفظوا إشارة، إليها القدماء أشاراللغة وبين بينها ما لبعد إهمالا أهملوها ولكنهم قريش، بلغة الشعر من قيل فيما الآخراستنباطا يستنبطونها المحدثون وأخذ والاشتقاق، والتصريف النحو أصول في القرشيةتدون ولم اليمنية، وغير اليمنية اللغات أصول من ا جد كثير شيء إذن ضاع النقوش. منوالسريانية، العبرية الأخريين الساميتين اللغتين وفي قريش لغة في دونت كما المعاجم فيهايمنع ما فليس السريانية، في ولا العبرانية في ولا قريش لغة في «الأدب» مادة نجد لم فإذاإحدى من إليها انتقلت الأموي، العصر إبان قريش لغة في دخلت قد الكلمة هذه تكون أن

اللغات؟ أي من ولكن ضاعت، التي العربية اللغاتالكلمة هذه أصل يكن ومهما يسيرة، معرفته إلى السبيل تكون لا قد شيء ذلكالعلم من النحو هذا على الأموي العصر منذ تدل كانت فقد منه، اشتقت الذي ومصدرهاوكانت والخبر. بالشعر متصل أو وخبر شعر هو وإنما بالدين، متصلا ولا دينا ليس الذي

23

الجاهلي الأدب في

وحسن الجانب، لين من اليومية، العملية حياتنا في الآن منها نفهمه أن تعودنا ما على تدلوكان عام. بوجه خير أنه على الناس تواضع لما الملائمة والحياة الشمائل، ورقة الخلق،النوع هذا وهو الأدب، علمه المعنيين: هذين منها فيفهمون فلانا» «أدب يقولون: الناسوظل ذكرناها. التي الحياة من النوع هذا وهو بالأدب وأخذه إليه، أشرنا الذي العلم منهذه. أيامنا إلى بل الفصيح، العربي العصر طوال المعنيين هذين على يدل «الأدب» لفظمع اللفظ ومضى آخر، حينا وضاقا حينا فاتسعا كثيرا، تطورا المعنيان هذان تطور وقدوصدر أمية بني أيام — الأول بمعناه «الأدب» فكان وضيقهما، سعتهما في المعنيين هذينعلوم ظهرت ثم الناس، وأيام والأخبار والأنساب الشعر عن عبارة — العباسي العصروتأثر العلوم، هذه قويت ثم الأدب. في هذا كل فدخل أصولها، ووضعت ودونت اللغةوأخذت التخصص، فكان العمل، توزيع قانون الطبيعي، القانون بهذا بها المشتغلون«الأدب» معنى كان للهجرة الثالث القرن كان إذا حتى فواحدا، واحدا تستقل العلوم هذهتجده الذي العلم من النحو هذا على إلا يدل لا وأصبح السعة، بعد الضيق إلى عاد قدوالشعر سلام، لابن الشعراء وطبقات للجاحظ، والتبيين والبيان للمبرد، كالكامل كتب فيمعناه إلى الثالث القرن في يعود كاد أو عاد قد الأدب أن هذا ومعنى قتيبة. لابن والشعراءويفسره به يتصل وما الشعر وهو العصرالأموي، إبان الأول القرن في عليه يدل كان الذياستحدث الذي الفني النثر هذا فشمل العباس بني أيام وزاد والأيام، والأنساب الأخبار منيكن لم آخر شيئا وزاد بعد. فيما سترى كما العربي، العقل وارتقى الكتابة انتشرت منذالجاحظ كتب في أحيانا نجده الذي الفني النقد من النحو هذا وهو أمية، بني أيام معروفا

آنفا. ذكرناها التي سلام وابن قتيبة وابن والمبردحيث من اللغة رواية تكن ولم للأديب، منه بد يكن لم وإن أدبا، النحو يكن فلم وإذنتاريخ، هي حيث من الأخبار رواية تكن ولم للأديب، منها بد يكن لم وإن أدبا، مادتهاكان إنما بد، للأديب منهما يكن لم وإن أدبا، تاريخ، هي حيث من الأنساب رواية ولاعلى والدلالة لتفسيرهما بهما يتصل وما والنثر، الشعر من يؤثر ما الصحيح بمعناه الأدبحينا، ونحوا حينا، لغة والنثر بالشعر يتصل الذي هذا وكان فيهما، الفني الجمال مواضعاستقلت قد اللغة علوم أن ومع الأحيان. بعض في فنيا ونقدا ثالثا، حينا وأخبارا ونسباالقرن طوال منه جزءا قل: أو له، تابعا بالأدب متصلا النقد ظل فقد الثاني، القرن منذالقرنين؛ هذين أثناء الاستقلال من بشيء يظفر أو يستقل يكد ولم الرابع، والقرن الثالثغير في مفرقة فنية ملاحظات قتيبة وابن سلام وابن والمبرد الجاحظ كتب في ترى فأنت

24

وتاريخه الأدب

الثالث: القرن في كثيرا منه خيرا الرابع القرن في الأمر يكن ولم قاعدة. غير وعلى نظاميصبح ولم ينفصل لم ذلك مع ولكنه بها، يستأثر وكاد النقد فيها قوي كتبا ترى فأنتعلى النقد فيه يغلب الذي الأدب من النوع لهذا الأمثلة أوضح ولعل بعينه، علما أو فنافبين هلال أبو فأما والآمدي؛ الجرجاني الحسن وأبي العسكري هلال أبي كتب الروايةعلى يدل أن وحاول والنثر، للشعر فيه عرض وقد الصناعتين» «كتاب كتبه من أيديناأيدينا وبين والقواعد، الأصول يشبه شيئا لذلك يضع وأن فيهما، الفني الجمال مواضعتغلب الرواية إذ الصناعتين في يغلب النقد وبينما المعاني»، «ديوان كتاب أيضا كتبه منفي هذا مثل وقل فنونا، وصنفت أبوابا قسمت قد منظمة رواية ولكنها المعاني، ديوان فيأنصار بين عنيفة الخصومة كانت الرابع القرن هذا وفي ربه. عبد لابن الفريد العقد كتابظهرت القرن هذا تقدم فلما … أخرى ناحية من تمام أبي وأنصار ناحية من البحتريالخصومة؛ هذه في النقد واستفاد وخصومه. المتنبي أنصار بين أيضا قوية الخصومةالمتنبي بين «الوساطة كتابه الجرجاني وألف الطائيين»، بين «الموازنة كتابه الآمدي فألفالاستقلال هذا ولكن يستقل، أن النقد وهم النحو. هذا من كثيرة كتب وظهرت وخصومه»،أطرافه. جميع من الفساد وأخذه جمد حتى به يظفر كاد وما مشقة، بعد إلا له يتم لمالإعجاز» «دلائل الجرجاني القاهر عبد كتاب استقلاله مظهر وكان البلاغة، علم في استقللا أنا والواقع عليه، وقضى أماته بل النقد ينفع لم الاستقلال هذا ولكن البلاغة»، و«أسرارفاترة كتب هي وإنما البلاغة، في أو النقد في قيما شيئا القاهر عبد كتابي بعد نرى نكادألوان وتكلفت جدت قد أنها وحسبك تثمر، أن ولا تورق أن حرية ليست جافة، وأصولالرسمية، والمدارس الأزهر في يدرس الذي السخف هذا الأخيرة ثمراتها فكانت المشقة،

البلاغة. علوم يسمى والذيكما — يدل والرابع والثالث الثاني القرن في كان قد «الأدب» أن تفهم كله هذا منونقدهما ناحية، من لتفسيرهما بهما، يتصل وما والنثر، الشعر من يؤثر ما على — قدمنا

أخرى. ناحية منألست هذا؟ من أكثر شيء على يدل وهل هذا؟ غير شيء على الآن الأدب يدل وهلهذه من به يتصل وما ونثرا نظما الكلام مأثور منه فهمت الآن «الأدب» لفظ سمعت إذا

أخرى؟ ناحية من وتذوقه ناحية من فهمه على تعين التي والفنون العلومالذي هذا غير شيء على الحديثة أو القديمة الأجنبية الأمم عند «الأدب» يدل هل ثماليوناني الكلام مأثور إلا منه نفهم لا اليوناني الأدب ذكرنا إذا فنحن عندنا؟ عليه يدل

25

الجاهلي الأدب في

نفهم وسيمونيد، وسافو بندار شعر منه ونفهم والأوديسة، الإلياذة منه نفهم ونثرا: شعرانثر منه ونفهم وتوسيديد، هيرودوت تاريخ منه ونفهم الممثلين، الشعراء قصص منهالروماني، الأدب في هذا مثل وقل وديموستين، بيريكليس وخطب وإيسوقراط، أفلاطوننظما الفرنسي الكلام مأثور على إلا الفرنسي الأدب يدل فلا الحديث. الأدب في مثله وقلله اعتراضا هنا ولكن الكلام. مأثور يتجاوز أن جوهره في يستطيع لا إذن فالأدب ونثرا،اعتمدت إذا الشاعر أو للكاتب الفني الأثر تفهم أن تستطيع لا إنك عظيم؛ حظ القوة منقد وإنما النقد، ومن والأخبار الأنساب ومن اللغة علوم من عليه نعتمد أن تعودنا ما علىمثلا ولنضرب ظاهرة، صلة الأدب وبين بينها ليس أخرى أشياء على تعتمد أن إلى تحتاجكلها اللغة وعلوم النحو فهم على الناس أقدر فكن العلاء، أبي أو كالمتنبي عربي بشاعرفي ذلك يكفيك فلن والبديع، والبيان المعاني علوم في الناس أمهر وكن والتاريخ، والأخبارالمتنبي، لتفهم الخلقية الفلسفة إلى محتاج أنت وإنما العلاء، أبي وشعر المتنبي شعر فهمإلى بل النجوم، علم وإلى الفلك وإلى الطبيعة بعد ما وإلى الطبيعة فلسفة إلى محتاج وأنت

العلاء. أبي شعر لتفهم أحيانا، الرياضةوتذوقه، لتفسيره به يتصل وما الكلام مأثور بأنه الأدب نعرف حين فنحن وإذنهذه الكلام بمأثور يتصل مما فهمنا إذا شيئا نقول لا شيء؛ كل نقول أو شيئا، نقول لاتذوقها، على إعانتك أو والنثر الشعر لتفسير تكفي لا أنها رأيت فقد الفنية؛ اللغوية العلومالذي هذا من فهمنا إذا شيء كل ونقول المنطق. أهل يقول كما جامع، غير إذن فالتعريفإلى حاجتنا رأيت فقد يذاق؛ أو ليفهم الكلام هذا إليه يحتاج ما كل الكلام بمأثور يتصلفي أننا لترى العلاء أبي في تنظر أن ويكفي العلاء. وأبي المتنبي لفهم وفروعها الفلسفةالديانات، في الهند ومذاهب واليهودية النصرانية وإلى كلها الإسلامي الدين علوم إلى حاجةكل فالأدب وإذن الأدب، في تدخل والفنون العلوم هذه فكل وإذن العلاء، أبي شعر لنفهم

المنطق. أهل يقول كما مانع، غير فالتعريف وإذن شيء،الأدب أن من الكتاب هذا صدر في يديك بين قدمت فيما فتفكر تعود أن يجب ولكنوعلى جهة، من تعينه علوم على اعتمد إذا إلا يثمر أن ولا يوجد أن يمكن لا العلوم من كغيرهيتصل طبيعية بعلوم الأمثال لك ضربت فقد أخرى. جهة من عميقة متينة عامة ثقافةفالطبيعة بعض؛ من بعضها يكون أن دون بعض، إلى بعضها ويحتاج ببعض بعضهافصلا الطبيعة أو الطبيعة، فصول من فصلا الرياضة تكون أن دون الرياضة إلى محتاجةالكلام مأثور فالأدب الأدب؛ وتاريخ الأدب بين الفرق يظهر وهنا الرياضة. فصول من

26

وتاريخه الأدب

الكلام هذا يتجاوز ألا يستطيع أدب هو حيث من بالأدب يعنى الذي والأديب قدمنا، كماولا الكلام، بمأثور يكتفي أن يستطيع لا الأدب مؤرخ ولكن نثرا، أو كان نظما الجيدوتذوقه، فهمه من لتمكننا شديدا اتصالا الكلام بمأثور تتصل التي والفنون العلوم بهذهيعرب أن يجب ناطق حيوان هو حيث من الإنسان هذا يتجاوز أن إلى مضطر هو وإنماالإنساني، العقل تاريخ يدرس أن إلى مضطر فهو فنية؛ كلامية بصورة نفسه في عماالآداب مؤرخ إن فنقول: التبسط إلى ولنعد الشعور. تاريخ يدرس أن إلى مضطر وهوالاجتماعية الحياة وتاريخ الجميلة، والفنون والفلسفة العلوم بتاريخ يلم أن إلى مضطروتفصيلا إجمالا ويتفاوت وإطنابا إيجازا يختلف إلماما أيضا، والاقتصادية والسياسيةيكتفي لا هنا ومن بهما. تأثر أو والنثر الشعر في تأثير من كلها الأشياء لهذه ما باختلافالنظم تاريخ ويدرس اليونانية، الفلسفة يدرس هو بل قدمنا، بما اليونانية الآداب مؤرخأنا تظن ولا اليونانية. الاقتصادية الحياة تاريخ ويدرس اختلافها، على اليونانية السياسيةإلا شيئا منها تفهم لن بل المضحكة، أرسطوفان قصص تفهم لن ولكنك نغلو، أو نسرفالمسيح. قبل الخامس القرن في الأثينية الحياة من الأنحاء هذه بكل واضحا إلماما ألممت إذاالتي الحديثة أو القديمة الأمم من أمة أي وفي الأدب عصور عصرمن أي في هذا مثل وقلتستطيع أنك تزعم فهل لك: قدمته الذي غير عربيا آخر مثلا لك ولأضرب أدب. لها كان

نواس: أبي همزية تفهم أن

إغ��راء ال��ل��وم ف��إن ل��وم��ي ع��ن��ك دع

أيام وقوة مذهب من لهم كان وما عامة، والمعتزلة خاصة، النظام تعرف أن دونقوله: تفهم أن تستطيع وكيف نواس؟ أبي

أش��ي��اء ع��ن��ك وغ��اب��ت ش��ي��ئ��ا ح��ف��ظ��ت ف��ل��س��ف��ة ال��ع��ل��م ف��ي ي��دع��ي ل��م��ن ف��ق��ل

أن إلى حاجة في فأنت النظام يريد أنه عرفت فإذا النظام؟ يريد أنه تعرف لم إذاالذين المعتزلة من كان النظام أن فسترى نواس؟ أبو به عرض ولم النظام، من تعرفمخلد فصاحبها كبيرة الخمر شرب كان وإذا النار؛ في مخلد الكبيرة صاحب إن يقولون:إلى مضطر وأنت المعتزلة، فلسفة في متعمق وأنت النظام، فلسفة في فأنت وإذن النار، فيلتفهم فيه، والمعتزلة السنة أهل واختلاف التوحيد تدرس أن إلى مضطر اضطرارا، ذلك

نواس. أبي خمريات من خمرية

27

الجاهلي الأدب في

غرابة وأي شيء كل معها يؤرخ هو وإنما بالآداب، يكتفي لا إذن الآداب تاريخإلى مضطرا هو أليس السياسية؟ بالحياة السياسية الحياة تاريخ يكتفي فهل هذا! فيالحياة هذه تفهم أن على ليعينك والفنون والاقتصاد والفلسفة والعلم الأدب يؤرخ أنهذه إلى مقسمة الإنسان حياة كانت ومتى هذا؟ غير يفعل أن يستطيع وهل السياسية؟

ا؟ تام استغناء بعض عن يستغني أن بعضها يستطيع التي المنفصلة الأقسامالاقتصاد مؤرخ يدرس كما والاقتصاد، السياسة تاريخ الآداب مؤرخ يدرسالسياسية الحياة مؤرخ أن هو الفرق من بينهما ما وكل الآداب، تاريخ والسياسةوكذلك لبحثه، مكملة هي حيث من الأخرى الأشياء ويدرس لنفسها، الحياة هذه يدرسمكملة هي حيث من السياسية بالحياة ويلم لنفسها، الأدبية الحياة يدرس الآداب مؤرخ

الأدبية. الحياة لدرسفالأدب والعام، الخاص بين ما صلة الأدب وتاريخ الأدب بين أن إذن لك ظهر فقدلا أخرى أشياء إليه ويتناول هذا الكلام مأثور يتناول الأدب تاريخ ولكن الكلام، مأثوربه. وتأثرها فيه تأثيرها وعرف فهمت، إذا إلا تذوقه إلى ولا الكلام هذا فهم إلى سبيل

الكلام مأثور هو إنما جوهره في الأدب إن فنقول: كله هذا نوجز أن نستطيع وقدإذا إلا وتذوقه بفهمه الأديب ينهض أن يستطيع لا المأثور الكلام هذا وإن ونثرا، نظمايعنى حين على منها. بد لا الإضافية العلوم من طائفة وعلى قوية، عامة ثقافة على اعتمدمضطر نفسه الوقت في ولكنه به، يتصل وما المأثور الكلام بهذا شيء كل قبل الأدب تاريخبالأدب يعنى من يتناولها أن يستطيع لا قد أشياء ويتناول بحثه، ميدان يوسع أن إلىقيمته ما الأدبي التاريخ هذا عن سألت إذا وأنت وإسهاب. تفصيل في أدب هو حيث منصرف؛ تاريخي أحدهما منهما: بد لا أمرين منه ننتظر أن ينبغي أنه رأيت نفعه، ومابتباين متباينة مؤثرات من فيه عمل وما أطوار من عليه اختلف وما بالأدب ينبئنا فهودرس الأدب طلاب على ويهون التجاوز بعض التاريخ يتجاوز والثاني والبيئات، العصورلهم بد لا أشياء تحصيل في الكثير الشيء وقتهم من يضيعوا أن دون فيه، والتعمق الأدبفي يتخصصوا أن يريدون لا كانوا إذا سيما ولا فيها، يتعمقوا أن دون خلاصاتها منقراءة من المستنيرين وعامة الطلاب يريح الأدبي فالتاريخ صناعة. لهم ويتخذوه الأدبالهند أمور من عرف وما لأرسطاطاليس، ترجم وما و«شفائه»، سينا ابن «إشارات»الأشياء هذه خلاصات لهم يضع لأنه كله هذا من يريحهم العلاء. أبي شعر ليفهمواعامة من كانوا فإن العلائي، والأدب العلائية الفلسفة تكوين في تأثيرها مبلغ لهم ويبين

28

وتاريخه الأدب

الدرس يريدون الذين من كانوا وإن يفهمون؛ بما وقنعوا يقرءون بما اكتفوا المستنيرينبحث إلى وسيلة الآداب تاريخ إليهم يقدمها التي الخلاصات هذه اتخذوا والتخصصلعامة نافع الصرفة التاريخية قيمته على الآداب فتاريخ أنفسهم. هم به ينهضون جديدفيهم يبعث لأنه للطلاب؛ نافع إليه، يحتاجون ما إليهم ويقدم يريحهم لأنه المستنيرين؛

ويدرسون. يبحثون كيف ويعلمهم والدرس البحث إلى الشوق

وتاريخه الأدب بين الصلة (5)

منفصلا علما يكون أن ولا يستقل، أن يستطيع لا الآداب تاريخ بأن أعترف أني علىوالحياة السياسي التاريخ بين ما مثل البعد من الأدبية الحياة وبين بينه بنفسه، قائماآخر، شيء الثورة هذه وتاريخ شيء، الفرنسية الثورة أن الفهم حق أفهم فأنا السياسية.أن أستطيع ولا آخر. شيء وتاريخها شيء، البروتستنتية الحركة أن الفهم حق وأفهمبروتستنتية، حركة البروتستنتية الحركة تاريخ ولا ثورة الفرنسية الثورة تاريخ أعديضع وأن للثورة، بغضا الناس أشد ويتقنه الثورة تاريخ يضع أن الفهم حق أفهم بلفي الأمر ولكن البروتستنتية. عن انصرافا الناس أشد ويتقنه البروتستنتية الحركة تاريخغير الآداب يؤرخ أن مستحيل أنه على توافقني فأنت النحو، هذا على ليس الأدب تاريخلأن ذلك الديانات؛ يؤرخوا أن الملحدون يستطيع وكما الثائر غير الثورة أرخ كما الأديبوإنما وحدها، الخالص العلمي البحث مناهج على يعتمد أن يستطيع لا الأدب تاريخالتي الفردية الشخصية الملكات هذه إلى معها مضطر هو الذوق، إلى معها مضطر هويتأثر لأنه جهة؛ من نفسه في أدب إذن الأدب فتاريخ منها. يتحلل أن في العالم يجتهدعلم الأدب وتاريخ المختلفة، الفنية المؤثرات وهذه الذوق من الكلام مأثور به يتأثر بمالأنه والرياضية؛ الطبيعية كالعلوم علما يكون أن يستطيع لا ولكنه أخرى، جهة منيقول كما objectif «موضوعيا» بحثا يكون أن يستطيع لا ولأنه الشخصية، بهذه متأثروسط شيء إذن هو كثيرة. وجوه من subjectif «ذاتي» بحث هو وإنما العلم، أصحاب

الأدب. ذاتية وفيه العلم، موضوعية فيه الخالص: والأدب الخالص العلم بين

29

الجاهلي الأدب في

الوصفي والأدب الإنشائي الأدب (6)

والآخر إنشائي، أدب أحدهما أدبان: الأدب أن من الموضع هذا غير في قلته ما إلى أعود وهناالتي القصيدة هذه هو ونثرا، نظما الكلام هذا فهو الإنشائي الأدب فأما وصفي. أدبلا صاحبها يحدثها التي الآثار هذه هو الكاتب، ينشئها التي والرسالة الشاعر، ينشدهاأحسه إحساسا أو شعورا يصف أن إلا بها يريد لا نفسه، في الفني الجمال إلا بها يريدهذه هو وخشونة، وعنفا روعة أو وعذوبة، ولينا رقة يلائمه لفظ في له خطر خاطرا أوالعرف ينبعث وكما الغرد، الطائر عن التغريد يصدر كما صاحبها عن تصدر التي الآثارالطبيعية الآثار هذه هو المضيئة. الشمس عن الضوء ينبعث وكما الأرجة، الزهرة منطريق يتخذ حين الفني النحو هذا هو الإنسانية، الحياة أنحاء من نحوا تمثل التيفي الجمال ناحية تمثل التي الفنون هذه من وغيرهما والغناء التصوير كمثل مثله الكلام؛الأدب هو الكلمة، بمعنى الصحيح الأدب هو ا، حق الأدب هو الإنشائي الأدب هذا نفوسنا،ينتجوه، أن يريدون لأنهم لا والشعراء؛ الكتاب ينتجه والذي ونثر، شعر إلى ينحل الذيالتي الفنية الملكات هذه بحكم الأمر، أول في اضطرارا إنتاجه إلى مضطرون لأنهم بل

عليها. الله فطرهمبالبيئة تأثر من الفنية الآثار له تخضع ما لكل خاضع الإنشائي الأدب وهذاأيضا. المؤثرات هذه في تأثير ومن الأخرى، المؤثرات من ذلك إلى وما والزمان والجماعةوالإتقان؛ الجودة من حظه عظم كلما وبيئته لعصره مرآة وهو صاحبه، لنفس مرآة هوأن سهولة في نفهم أن فنستطيع وإذن للتجديد. قابل متطور متغير هذا بحكم وهويأتي الجديد، وأنصار القديم أنصار أصحابه بين يكون وأن وجديد؛ قديم فيه يكونالناس أن نعلم ونحن الأديب، لمزاج مظهر أنه من أو الأديب، بمزاج متصل أنه من ذلكومعتدلين، ومتطرفين محافظين إلى وشعورهم حياتهم في منقسمين أبدا وسيظلون كانواوهذا وهؤلاء، أولئك بين يتوسطون والآخرون يجددون، وهؤلاء القدماء يقلدون أولئكبنفس الاتصال من الحظ وفي والرداءة، الجودة من الحظ في بطبعه متفاوت الأدبعنه الناس برضا الحفل قليل الشخصية قوي صادق الشاعر هذا عنها، والبعد صاحبهلإرضاء محب الشاعر وهذا نفسه، من قطعة يكون أن خليق فشعره عليه؛ سخطهم أولنا يمثل فشعره فيه؛ يفنوا أن على لا فيهم يفنى أن على حريص لسخطهم كاره الناسالناحية هذه إلا هو منه يمثل ولا الناس يمثل شعره قل: أو هو، يمثله مما أكثر الناسهذا وعلى فيه، تظهر تكاد فلا الخاصة وآراؤه الخاصة عواطفه فأما إليها، أشرنا التي

30

وتاريخه الأدب

لا أخرى ولمؤثرات إليها أشرنا التي المؤثرات هذه لكل الإنشائي الأدب يخضع النحوبها. نلم أن نستطيع

لا الوصفي الأدب هذا الوصفي، بالأدب سميناه ما أو الثاني، الأدب يظهر وهناوحرارتها، العاصفة يتناول لا وجمالها، الطبيعة يتناول لا هي، حيث من الأشياء يتناولالإنشائي الأدب يتناول وإنما الحزن، ولا الفرح يتناول لا السخط، ولا الرضا يتناول لاالإنشائي الأدب هذا يتناول وهو يقولون، كما مباشرا، تمثيلا الأشياء هذه يمثل الذيبما الإنشائي الأدب هذا يتناول وهو آخر، حينا ومؤرخا حينا، ومحللا حينا، مفسراا، حق الأدب — قدمنا كما — فهو الإنشائي الأدب فأما نقدا. يسموه أن على الناس اتفقالأدب وبينما الآداب. تاريخ يسموه أن على المحدثون اتفق ما فهو الوصفي الأدب وأماالوصفي الأدب نرى — فيه دخل إن يفسده كاد أو — العلم يفسده كله فن الإنشائيحسنا مزاجا يكون أن المعتدلين عند فيضطر يوفق لا ولكنه كله، علما يكون أن يحاولهذا فيه، غناء لا فسادا المتطرفين عند ويفسد والذوق، البحث من قل: أو والفن، العلم منمن مظهر أو العصر، هذا آثار من أثر أنه نفهم أن ينبغي ولا حديثا ليس الوصفي الأدبوحظ إنشائي أدب لها كان التي الأمم كل في قديم هو وإنما الحديثة، النهضة هذه مظاهرالعصر أثر فقد فيه؛ يؤثر لم الحديث العصر أن هذا معنى وليس الحضارة. من قويوهو الأجنبية، الآداب في جدده خاص: بنوع الوصفي الأدب هذا وفي شيء كل في الحديثوالأدب الوصفي الأدب بين الصلة إن نقول: أن نريد إنما الآن. عندنا يجدده أن يحاولعرف فقد وعلومها، والرياضية الطبيعية الفنون بين كالصلة تكون أن تشبه الإنشائيوالطبيعة، الرياضة علوم يعرفوا أن قبل بها وانتفعوا والرياضية الطبيعية الفنون الناسإلى صورة ومن هيئة إلى هيئة من الأجسام وحولوا الأثقال، ورفعوا الأبعاد، فمسحواكل عليها تعتمد التي النظريات يحققوا أو يعرفوا أن قبل بالنجوم، واهتدوا صورة،العلوم، لمعرفة العقلية حياتها توفقها ولم الفنون عرفت أمم هناك بل الفنون. هذهما الشعراء أنشأ فقد والعلوم؛ الفنون هذه بين كالأمر ووصفيه إنشائيه الأدب في والأمريتغنى كما الأمر، أول إرادة غير في بل عناء، ولا تكلف غير في والنثر الشعر من أنشئواأمر في وذاك هذا من ونشأ التفكير، وكان العقلي الرقي كان ثم الزهرة. وتتأرج الطائرالعقل حاول والطبيعية. الرياضية الفنون تلك أمر في نشأ ما مثل الأدبية الفنون هذهنظرياتها، يصوغ وأن وقواعدها، أصولها الأدبية الفنون هذه من يستخلص أن الإنسانيالأدب في نظرت إذا أنك الحق وفي معا. التعليمي العلمي القالب هذا في يصبها وأن

31

الجاهلي الأدب في

القرن كان إذا حتى الأمر، أول كله فنا كان قد اليوناني الأدب أن فسترى مثلا اليونانيويضعون النظريات، ويستنبطون ويرتبون يجمعون وأثينا الإسكندرية علماء أخذ الرابعوكذلك ورتبوا، وصفوا ثم أنشئوا الرومان، فعل وكذلك والبيان. للنقد والأصول القواعدالعرب يظل العباسي العصر كاد وما والإسلاميون، الجاهليون أنشأ أنفسهم: العرب فعلتقرأ شيء وأي والنظريات، الأصول له ويستنبطون ويرتبونه أدبهم يصفوا أخذوا حتىالجاحظ3 يكن فلم الوصفي! الأدب هذا إلا سلام وابن قتيبة وابن والمبرد الجاحظ فييكون كما والكتاب الشعراء من كانوا واصفين، أدباء كانوا وإنما منشئين أدباء وأصحابه

الأثقال. رافع من الطبيعة وصاحب المساح، من الرياضة صاحبطبيعي وهو قديم هو وإنما متكلفا، علما هو وليس إذن، حديثا الأدب تاريخ فليسوالبيئة والمكان بالزمان متصل والفنون، العلوم من كغيره أنه الأمر في ما وكل أيضا،يتغير فهو وإذن كلها. الإنسانية الحياة في تؤثر التي المؤثرات تلك بكل متأثر والجماعة،نستحدثه أن نريد الذي الأدب فتاريخ وإذن وينحط، ويرقى ويتأخر، ويتقدم ويتطور،أقل، ولا أكثر لا القدماء ترك لما وإصلاح تجديد هو وإنما اختراعا، ولا إنشاء ليس الآن

والإصلاح؟ التجديد هذا في نأخذ أن نريد منهج أي على أو قاعدة أي فعلى

الأدبي التاريخ مقاييس (7)

السياسي المقياس (1-7)

الرسمي الأدب هذا نحو وننحو مصر في الأدب شيوخ مذهب نذهب أن أردنا إن أمانسلك أن من أيسر شيء وأي اليسر، كل يسير فالأمر والثانوية، العالية المدارس في المألوفستغير أنها إليهم وخيل الناس، بها ففتن حين منذ استحدثت التي المعبدة الطريقة هذهالطريقة وهذه العلم؛ في والابتكار الاختراع شرف الجيل لهذا ستضمن وأنها كله، الأدبإلى الناحية هذه من وتقسيمها فيها، ظهرت التي العصور حيث من الآداب إلى النظر هيآداب ثم الانحطاط، عصر في نشأت وآداب عباسية، وآداب إسلامية، وآداب جاهلية، آداب

وهو «الحيوان»، وفي والتبيين» «البيان في واصف فهو جميعا، الأدبين في قوية مشاركة للجاحظ بل 3

الكتاب في الأدبان يختلط ما وكثيرا الرسائل. من وغيرهما «البخلاء»، وفي والتدوير» «التربيع في منشئكتبه. من الواحد

32

وتاريخه الأدب

وقفة العصور هذه من عصر كل عند الباحث يقف ثم الحديث، العصر هذا في نشأتقصيرا، كتابا يضع أن يريد كان إن وتقصر طويلا، كتابا يضع أن يريد كان إن تطولوفنونه: الأدب أنواع من العصر هذا في ظهر بما يحيط أن يحاول الوقفة هذه في وهووخامسة الخطابة، عن ورابعة الأمثال، عن وثالثة النثر، عن وأخرى الشعر، عن فكلمةوالخطباء الشعراء تناول العامة الملاحظات هذه من فرغ إذا حتى جرا، وهلم … العلم عنمن اختزالا ترجمتهم مختزلا إيجاز، في لهم فترجم كثرتهم، أو قلتهم والعلماء والكتابإن وهو اختلافها. على الطبقات كتب من أو خلكان ابن كتاب من أو الثعالبي كتابمجتهد الحديث أصحاب من كان وإن والزواج، للسجع متكلف القديم أصحاب من كانهذا وعلى ألمانيا. أو إنجليزيا أو فرنسيا لونا يكتب ما على يسبغ أن محاول الإغراب فيكله، بالأدب وأحاط جديدا علما استحدث قد أنه إليه ويخيل الآداب، تاريخ له يتم النحوخاص بنوع منهم العلم طلاب وإلى قرائه إلى ويخيل والدرس، البحث عناء قراءه وكفىينقصهم وماذا وحفظوه. كله الأدب قرءوا فقد واستوعبوه الكتاب هذا قرءوا إذا أنهمأسماء وحفظوا والمنحطة، الراقية عصوره وفي إسلامه وفي جاهليته في الأدب درسوا وقدمن قطعة أو الشعر من أبياتا منهم واحد لكل استظهروا والخطباء، والكتاب الشعراءإلى العلم من المقدار هذا حصل بمن حاجة وأي العلم؟! هذا يعدل بالأدب علم وأي النثر!الأدب ويظل محصل، بأنه الطالب ويقنع عالم، بأنه المؤلف يقنع يستزيد؟ أو يبحث أن

والأسفار. الكتب بطون في مقبورا مجهولافي نعلم ما نعلم إنما نحن بل نسلكها، أن نريد ولا الطريقة هذه نحب لا نحنونطمس الطريقة هذه آثار لنمحو والصحف، الرسائل في نكتب ما ونكتب الجامعة،

الحق. إلى وأهدى وأوضح أقوم أخرى طريقا مكانها ونمد أعلامها،وحدها السياسية الحياة تتخذ أنها أحدهما لأمرين: الطريقة هذه نكره ونحنوهو وازدهرت، السياسية الحياة ارتقت إذا خصب راق فالأدب الأدبية: للحياة مقياساراقيا كان العربي الأدب أن ذلك وآية وعقمت. السياسية الحياة انحطت إذا جدب منحطفيما كانت العصر هذا في السياسية الحياة لأن العباسي؛ العصر وصدر أمية بني أيامفأزالوا القديم، العالم من ضخم جزء على وسيطروا للعرب الفتوح تمت فقد راقية، يظهرالضعف في العربي السلطان أخذ إذا حتى القسطنطينية. يونان وهابهم الفرس دولةالغلبة تمت فإذا والانحلال، الضعف في الأدب أخذ القوة، في الأعجمي السلطان وأخذمحمد يأتي حتى وجموده ذبوله في يظل وهو كاد، أو العربي الأدب محي فقد للترك

33

الجاهلي الأدب في

أغصانه وتمتد ويزهر فينتعش الأدب بها يضرب سحرية، عصا يده وفي مصر إلى عليكله. العربي الشرق فتظل النضرة،

كما ليست العربية السياسية الحياة أن يجهلون المذهب هذا يذهبون الذين ولكنبني أيام السياسية العرب حياة أن مطلقا المحقق من فليس وضعفا، قوة إليهم يخيلكان وربما وخنوع،4 ذل من تخل لم أنها المحقق من كان وربما كلها، عزا كانت أميةوليس قسطنطينية، لقياصرة الوجوه بعض من أذعنوا قد أمية بني خلفاء أن المحقق منبل دولتهم، طوال وطمأنينة ودعة أمن حياة كانت أمية بني حياة أن مطلقا المحقق منلم وإذا الأوقات. أكثر في وهلع وخوف اضطراب حياة كانت أنها المحقق من كان ربماالداخل، في وأمن الخارج في عز حياة كانت قد الأموية السياسية الحياة أن محققا يكنرقي استتبع قد رقيها أن إذن المحقق من وليس الراقية، السياسية بالحياة هي فليستالحياة اضطراب في سببا وفسادها اضطرابها يكون أن المعقول وإنما الأدبية، الحياةأمية، بني أيام شك غير من راقية الأدبية الحياة كانت فقد ذلك ومع وفسادها. الأدبيةتبع قد وانحطاطه الأدب رقي أن المحقق من فليس هذا، مثل العباسي العصر في وقلفي منحطا كان الأدب إن قائل: يقول أن المنكر الجهل ومن وانحطاطها، السياسة رقيفي راقية كانت السياسة إن قائل: يقول أن الفاحشة المكابرة من أن كما الرابع، القرن

القرن. هذاأمر في نسرف ألا نريد إنما والسياسة، الأدب بين الصلة ننكر أننا هذا معنى وليسكما علاتها على السياسة نأخذ ألا ونريد للأدب، مقياسا السياسة تصبح حتى الصلة هذهمصدر السياسي الرقي يكون فقد هذا؛ في محتوم الاحتياط وإنما علاته، على الأدب نأخذالرابع والقرن أيضا، الأدبي الرقي مصدر السياسي الانحطاط يكون وقد الأدبي، الرقيكثير في عكسية صلة تكون قد والسياسة الأدب بين الصلة أن على واضح دليل الهجريانقسمت إذا المعقول من أليس المنحطة. السياسة حساب على الأدب فيرقى الأحيان، منبين يقع أن والثائرون، والأمراء الملوك أطرافها في ونجم العربية، كالدولة ضخمة دولة

الشام. على يغيروا لا حتى إليهم يؤديه مال على الروم يصالح أن علي مع خصومته أثناء معاوية اضطر 4إمبراطور إلى يؤديه آخر مال وعلى جمعة كل في دينار ألف على كذلك يصالحهم أن إلى الملك عبد واضطرالبلدان» «فتوح (انظر: العراق. في الزبير بن لمصعب حربه أثناء الشام على يغيروا لا حتى قسطنطينية(.٧٠ سنة حوادث في «الطبري» وانظر: ،١٩٠١ القاهرة طبعة ١٦٧ صفحة الجراجمة أمر في للبلاذري

34

وتاريخه الأدب

ينشأ وأن والعلماء، والكتاب الشعراء تشجيع التنافس هذا من ينشأ وأن التنافس، هؤلاءالقرن إبان كان الذي هو هذا بها؟ وظفر الإجادة إلى توفيق ثم وكد، جد التشجيع هذا منالمدن تنافس من نشأ إيطاليا في الحديثة النهضة إبان مثله شيء وكان الإسلامي. الرابعنشأ الخامس القرن في اليونانية القوة إبان اليونان بلاد في مثله شيء وكان الإيطالية،اليونانية المستعمرات وفي جهة من الحقيقية اليونان بلاد في اليونانية المدن تنافس منالأدبي؛ الرقي إلى سبيلا السياسي الرقي يكون فقد ذلك ومع أخرى. جهة من الإيطاليةوكانت والمأمون، الرشيد أيام عزيزة قوية كانت العربية السياسة أن في شك من فليسذلك فأثر البأس، شديد قويا أغسطس سلطان وكان مزهرة. راقية كذلك الأدبية الحياةفي ذلك فأثر مترفا، قصره وكان قويا عشر الرابع لويس سلطان وكان اللاتيني. الأدب في

عشر. السابع القرن إبان الفرنسي الأدب رقيالأدبية، للحياة مقياسا تكون لأن مطلقا تصلح لا السياسية الحياة أن ترى فأنتتبعث كالفلسفة، كالعلم، الاجتماعية، كالحياة المؤثرات، من كغيرها السياسية وإنمايتخذ أن ينبغي فلا آخر، حينا والجمود الخمول إلى وتضطره حينا الأدب في النشاطمقياسا نفسه الأدب يتخذ أن ينبغي لا كما الأدبية، للحياة مقياسا الأشياء هذه من واحدهو حيث من نفسه وفي لنفسه الأدب يدرس أن ينبغي إنما الأشياء. هذه من لواحدفهذا الخالصة، الأدبية عصورها لها وتحدد هي حيث من تؤخذ أن يمكن مستقلة ظاهرة

الرسمية. الطريقة هذه في يبغضاننا اللذين الأمرين أحدقد الرسمي المذهب هذا أن وهو أثرا، منه وأقبح الأمر هذا من شر الآخر والأمرهو يقولون، كما سطحي، هو العمق، من بريء ولكنه عريضا، يكون وقد طويلا يكونيخيل هو أخرى، جهة من والانخداع الغفلة وعلى جهة، من والتضليل الكذب على قائمإنما بشيء، والأدباء الأدب من يحط لم أنه مع والأدباء بالأدب أحاط قد أنه صاحبه إلىالذي الرسمي الجديد العلم هذا أن ذلك وآية وأسماء. ألفاظا وحفظ وصيغا جملا عرفالشعراء هؤلاء أمر في جديد شيء عن للناس يكشف لم العربية الآداب تاريخ يسمونهالله! أستغفر كانوا، كما الشعراء هؤلاء ظل وإنما العباسيين، أو الإسلاميين أو الجاهليينيأخذ لم الجديد الأدبي التاريخ لأن الاضمحلال؛ بعض واضمحلت شخصياتهم خفيت بلقراءه وحمل به، واكتفى اقتطافا الكتب من اقتطفه قليلا شيئا إلا الشخصيات هذه منالقيس امرئ من تعرف لا الآن المتأدبين جمهرة أن في أشك وما أيضا. به يكتفوا أن علىالقرن في المتأدبون يعرفه كان ما إلى بالقياس يذكر شيئا والبحتري نواس وأبي والفرزدق

35

الجاهلي الأدب في

من حظنا يقو لم التاريخ فهذا الثالث. أو الرابع القرن عن فضلا السادس أو الخامسفيه الأمر صوري، علم هو كاد. أو عليه وأتى ومحاه أضعفه وإنما العربي، بالأدب العلمالذي الكتاب هذا في أو «التخليص» كتاب في إليه انتهت ما إلى انتهت حين البلاغة كعلوموالفصل والمجاز، والاستعارة، التشبيه، يعرفون القدماء كان الثانوية. المدارس في يدرسبالأدب متصلة وفنية علمية معرفة كله هذا يعرفون كانوا والجناس، والقصر، والوصل،حملت النظريات واستيعاب والتعميم والإيجاز الاختصار في الرغبة ولكن قويا، اتصالاتعريفات كلها الأشياء هذه أصبحت حتى ويخففوا، يبسطوا أن على العلماء من طائفةبالعلم أحاط قد أنه يستظهرها، وهو حافظها، إلى ويخيل وتستظهر، تحفظ أن يمكنحياة درس الباحث يتكلف لم البيانية، الفنون هذه كأمر الآن الأدبي التاريخ وأمر كله.أباه وأن حجر، بن حندج اسمه أن يعلم وهو فهمه، في والجد ديوانه وقراءة القيس امرئعم و«ألا «… نبك «قفا صاحب وأنه قسطنطينية، إلى ذهب وأنه أسد، بنو قتله ملكا كانوما …»؟ صباحا عم «ألا وما هذه؟ «… نبك «قفا ما ولكن «… البالي الطلل أيها صباحاما لهما؟ المعاصر الشعر من مكانتهما ما الفنية؟ قيمتهما ما أسلوبهما؟ ما موضوعهما؟الصلة ما الشاعر؟ نفس وبين بينهما الصلة ما بعدهما؟ جاء الذي الشعر من مكانتهمابال، على للباحث تخطر لا مسائل هذه كل بينهم؟ قيلتا الذين الناس نفوس وبين بينهماأو كلها المسائل هذه إلى لفته إذا ذرعا بك القارئ ضاق ربما بل للقارئ، تخطر لا وهياطمأن الذي الكسل هذا عن تثيره أن وتحاول عليه، وتشق وتزعجه تقلقله لأنك بعضها؛

اطمئنانا. إليهالكسل، في مرغب ولأنه عقيم، ولأنه قاصر، لأنه شر؛ السطحي البحث من النحو هذامن شر ثم ا. حق الأدبية الحياة انحطاط سبب ولأنه الخمول، على حاث للهمم، مثبطوحدة أنه على العربي الأدب يأخذ فهو قدمناه، ما كل من قيمة أقل ليست أخرى ناحيةأدق: بعبارة أو كذلك؟ العربي الأدب أكان ولكن العصور، بانقسام إلا تنقسم لا مستقلةعلى قرنين إلا كذلك يكن لم كلا! حياته؟ طوال متجزئة غير وحدة العربي الأدب أكانالكثيرة البلاد هذه أن في شك هناك فليس كاملين، قرنين كذلك يكن لم لعله تقدير، أكثريفني متصلا ا تام خضوعا العربية المركزية للسلطة تخضع لم المسلمون افتتحها التيالفتح، بعد فشيئا شيئا شخصيتها تسترد أخذت وإنما العرب، شخصية في شخصيتهاالأدب في وتتمايز تظهر الشخصيات هذه أخذت حتى المسلمين يظل الرابع القرن كاد ومامصر في القومية الآداب ظهرت فقد وإذن أيضا. والدين والسياسة، والاقتصاد والعلم

36

وتاريخه الأدب

دمشق أدب يتخذ أن العلمي الإثم ومن الأندلس. بلاد وفي الفرس بلاد وفي سورية وفيحين وحلب وقرطبة القاهرة في منحطا الأدب كان فقد كلها؛ الآداب لهذه مقياسا وبغدادفي مزهرا كان حين دمشق في منحطا الأدب كان بل دمشق، في أو بغداد في مزهرا كانفمن وإذن والكوفة. البصرة في مزهرا كان حينما بغداد في منحطا وكان والمدينة، مكةالعباسية؛ الخلافة أوقات جميع في للمسلمين أدبيا مركزا بغداد تتخذ أن والجهل الإثمفي تتمثل التي الأدبية الشخصيات هذه بكل تصنع وماذا للخلافة، مركزا كانت لأنهابها تصنع لا الشمالية؟ وإفريقية صقلية في بل والفرس، سورية وفي والأندلس مصربيئاتها تدرس أن ولا تدرسها أن تحاول لم لأنك تجهلها شيئا، منها تعرف لا لأنك شيئا؛المذهب بهذا ذلك في متأثرا الكبرى، الإسلامية الحواضر بدرس اكتفيت وإنما المختلفة،المذهب، هذا عن إذن فلنعدل للأدب، مقياسا السياسة اتخاذ مذهب العقيم، الرسمي

آخر. مذهبا لنا ولنلتمس

العلمي المقياس (2-7)

وهم الماضي، القرن إبان ظهروا فرنسا في الآداب ومؤرخي النقاد من فريق مذهب هناكعلما الأدب تاريخ يجعلوا أن يريدون أنهم في يتفقون ويختلفون: بينهم فيما يتفقونفأما الغرض، هذا إلى يسلكونها التي الطريقة في ويختلفون الطبيعية، العلوم من كغيرهمن الجديد العلم هذا قوانين يستنبط أن فيريد 5Sainte Beuve بوف سانت وهو أولهمومن — التعبير هذا صح إن — عضويا نفسيا درسا والشعراء الكتاب شخصيات درسالفصائل ترتيب في النبات علماء يصنع ما نحو على بينها، فيما الشخصيات هذه ترتيبوالمادي المعنوي ومزاجه الشاعر أو الكاتب لنفسية بأن مقتنع فهو المختلفة، النباتيةالمزاج وهذا النفسية هذه فدرس وإذن البيانية؛ الأدبية الآيات من ينتج فيما الموفور الأثر

النقد في بوف سانت نظرية فيه القارئ يجد بوف سانت كتب من خاص كتاب تعيين اليسير من ليس 5القراءة ولكن بحياته، أحاطت التي الظروف بحكم التطور كثيرة كانت آراءه لأن نهائيا؛ بسطا مبسوطةدقيقة صورا القارئ تعطي الإثنين أحاديث وفي الأدبية الصور وفي Port Royal رويال بور تاريخ فيوالأدب النقد في مذهبه يصور أن يمكن بوف سانت كتب من كتابا أن على وأطوارها، النظرية لهذهChateaubriand et بريان شاتو كتاب وهو الكثيرة آثاره لقراءة أوقاتهم تتسع لا للذين مقاربا تصويرا

.son groupes

37

الجاهلي الأدب في

أن من بد فلا تختلف مهما الأمزجة وهذه النفسيات هذه بأن مقتنع وهو منه، بد لا أمرمن بفن العناية في يتفقوا أن والشعراء الكتاب استطاع لما وإلا ما، تشابه بينها يكونوالشعراء، الكتاب هؤلاء تدرسشخصيات أن تستطيع إذن فأنت الشعر. من فن أو النثرالذي وهو الناحية هذه من بينهم فيما به يتمايزون ما الدرس هذا من تستنبط وأنعليه تعتمد الذي وهو أخرى ناحية من فيه يشتركون وما ويحدها، شخصياتهم يكونالصرفة. العلمية قوانينهم العلماء يستخلص كما الأدبي، العلمي قانونك استخلاص فييعتمد لا فهو بوف؛ مضىسانت مما أبعد إلى فيمضي 6Taine تين وهو ثانيهم وأماوتردد؛ احتياط في إلا بها يعتد يكاد ولا الفردية، الشخصيات هذه على قويا اعتمادا مثلهالكاتب شخصية وما عامة. أشياء على تعتمد أن فيجب عامة، العلمية القوانين لأن ذلكقد تظنه أم نفسه، أحدث قد الكاتب أن أتظن جاءت؟ أين ومن نفسها؟ في الشاعر أوشيء كل أليس ابتكارا؟! يبتكر أن يمكن العالم في شيء وأي ابتكارا؟ الفنية آثاره ابتكرالعالم بين ذلك في فرق وأي عنه؟ سيحدث لأثر وعلة أحدثته قد لعلة أثرا الأمر حقيقة فيأو الكاتب عند الشاعر أو الكاتب تلتمس أن ينبغي فلا وإذن المادي؟ والعالم المعنوييخضع والتي أحدثتهما، التي المؤثرات هذه في تلتمسهما أن ينبغي وإنما نفسه، الشاعر

إنساني. شيء كل لهانشأ الذي الجنس آثار من قل: أو فيه، نشأ التي الأمة آثار من أثر هو هو؟ ما الفرد،والملكات والعادات الأخلاق وهذه المختلفة. ومميزاته وملكاته وعاداته أخلاقه فيه منه:في شيء كل لهما يخضع اللذين العظيمين المؤثرين لهذين أثر هي هي؟ ما والمميزاتوالزمان ذلك؛ إلى وما والجغرافية الإقليمية حاله من به يتصل وما المكان الدنيا: هذهدينية، أو علمية أو اقتصادية أو كانت سياسية المختلفة الأحداث هذه من يستتبع وماآثار من أثر إذن الشاعر أو الكاتب والانتقال. للتطور شيء كل تخضع التي الأحداث هذهالغرض يكون أن وينبغي المؤثرات، هذه من يلتمس أن فينبغي والزمان، والبيئة الجنسأحدثت التي المؤثرات هذه تحقيق هو إنما تاريخه عن والبحث الأدب درس من الصحيح

الآثار. من نظم أو كتب ما يصدر أن على وأرغمته الشاعر، أو الكاتب

كتابه وأسهلها أقربها كان وربما والأدب، النقد في مذهبه تحقيق أراد لمن مرجعا تصلح كلها تين كتب 6

مقدمته فليقرأ والسرعة الإيجاز أراد فمن الدكتوراه، درجة به نال الذي وهو وأساطيره، لافونتين عنالإنجليزية. الآداب لتاريخ

38

وتاريخه الأدب

مما أبعد إلى الطريقة هذه في مضى فقد 7Brunetiére برونتيير وهو الثالث وأماالنشوء لنظريات وأنواعه الأدب فنون يخضع أن من أقل يحاول ولم صاحباه، مضىالحي الكائن كان وإذا لا؟ ولم دروين، أنصار من التطور أصحاب مذهب على والارتقاءآثار من أثرا الأدب وكان التطور، لقوانين أو والارتقاء النشوء لقوانين بطبعه خاضعافكرت إذا وأنت القوانين. لهذه مثله يخضع أن من بد فلا حي، كائن هو الذي الإنسانويمضي حال، إلى حال من ويتحول ويتطور ينشأ أنه فسترى الأدب فنون من فن أمر فيتطور الذي النحو نفس على وفرعه، أصله بين البعد يشتد حتى والتحول التطور هذا فيا. حق الأدب فهم إلى سبيل لا النحو هذا غير وعلى الأول. أصله من إليه وانتهى الإنسان بهالفنون هذه شأن الشأن وإنما عظيما، نفسه في الشاعر أو الكاتب شأن فليس وإذنتطورت، وكيف نشأت؟ أين ومن نشأت كيف والشعراء: الكتاب يعالجها التي الأدبيةاليونان عند نشأ كيف إليه انظر التمثيلي: الشعر لذلك مثلا وخذ تطورت؟ أين وإلىفي عملت التي والاجتماعية والأدبية والسياسية الدينية الأسباب هذه وما نشأ، أين ومنوأوريبيد سوفوكل آثار بين ا جد الأمد بعد حتى وارتقى تطور كيف إليه انظر ثم إنشائه،جرى كيف إليه انظر ثم باكوس. بأعياد المحتفلون الأمر أول يأتيه كان وما وأرسطوفانفرنسا، في عشر السابع القرن في إليه وصل ما إلى وصل حتى المتباينة، المختلفة بالأطواركيف إليه انظر ثم فيها، يعيش التي للبيئة ملائمة حياته تكون أن في دائما مجتهدايلائم أن يستطيع لا أنه ظهر عشر التاسع القرن كان إذا حتى هذا، تطوره في يمضيواعتمدت يميته. كاد أو فأماته أدركه ما التطور من فأدركه فيها يعيش التي البيئةالشعري التمثيل من بقي ما واجتهد الشعر، على اعتمادها من أكثر النثر على الملاعبنفسها بالفنون معنيا صاحبنا يمضي النحو هذا وعلى وبيئته، عصره يلائم أن في نفسه

ومميزاتهم. بالأشخاص عنايته من أكثر وتطورهاالتي القوية العلمية النهضة هذه ظهور من كان ما كلها المحاولات هذه وأصلولما وبهجتها، لجدتها الأوروبية العقول خلبت والتي الماضي، القرن في شيء كل على أتتتغييرا الإنسان حياة غيرت التي الكثيرة الاختراعات بهذه الملموس الجدي الثمر من آتت

Etudes critiques sur I’histoire الفرنسي» الأدب لتاريخ نقد «دراسة إلى مذهبه درس في يرجع 7

وتطور Evolution des genres الأجناس تطور كتابي إلى خاص وبنوع de la literature francaise.Evolution du lyrisme الغنائي الشعر

39

الجاهلي الأدب في

لا ما كل عن ينصرفون كادوا أو وانصرفوا بالعلم الناس فتن ا. تام يكون أن يوشكولم تحيا، أن من والتاريخ والآداب للفلسفة بد يكن ولم ما. علمية صبغة عليه تظهرهي فلتأخذ فيها، تحيا التي الجديدة بيئتها وبين حياتها بين تلائم أن من لها بد يكنالصبغة هذه إلى كومت8 أوجست بها أسرع فقد الفلسفة فأما ما، علمية صبغة أيضاالفلسفة من نحو إلى أصحابه،9 به أسرع فقد التاريخ وأما المعروفة. الوضعية العلميةفي غد وإلى الآن إلى يجدون يزالون لا وهم الأمر، آخر العلم من نحو إلى ثم الأمر، أولالذين الثلاثة هؤلاء به أسرع فقد الأدب وأما العلوم. من كغيره علم تاريخهم أن إثباتأوفقوا ولكن بها، يصبغوه أن حاولوا التي العلمية الصبغة هذه إلى إليهم الإشارة قدمناتاريخ أن من قدمناه لما إلا لشيء لا يوفقوا، أن يمكن ولا يوفقوا لم كلا! حاولوا؟ فيماأشد متأثر هو وإنما صرفا، «موضوعيا» يكون أن الوجوه من بوجه يستطيع لا الأدب

العام. الذوق قبل الشخصي وبالذوق بالذوق، وأقواه التأثرموقفك فسيكون بوف؛ سانت تركها التي القيمة الآثار هذه تقرأ أن تستطيع وأنتعند تجدها التي اللذة تعدل لذة قراءتها في وستجد القيمة، الفنية الآيات من موقفك منهابوف؛ سانت عنهم كتب اللذين من غيرهم أو فيني أو لامارتين أو موسيه آثار تقرأ ماذلك الآثار؛ هذه تقرأ ما عند حموضة جفاء من تخلو لا التي العلمية اللذة هذه تجد ولنيمحو أن يستطع لم … قوانين يستنبط أن ولا عالما يكون أن يستطع لم بوف سانت لأنتتحدث وأنت تسمعه وأنت يكتب فيما تراه فأنت تأثيرها، من يخفف أن ولا شخصيتهوأنت عناء، ولا مشقة غير في وتستكشفها وأهواءه، وميوله عواطفه تستكشف وأنت إليهذلك في والحسد بالبغض متأثرا وكان الفصل، هذا في بالحب متأثرا كان أنه تعرفوباستور ودروين ولامارك نيوتون شخصية من تظفر أن تستطيع أنك أفتظن الفصل،الأدبية؟ آثاره في بوف سانت شخصية من به تظفر ما بمثل الخالصة العلمية آثارهم في

آخر. شيء والأدب شيء، والعلم أديبا؛ كان هذا ولأن علماء، كانوا هؤلاء لأن كلا!

.Cours de philosophie positive الوضعية» الفلسفة في «دروس العظيم كتابه إلى يرجع 8Introductions aux Méthodes ولنجلوا سنيوبوس تأليف التاريخي»، المنهج إلى «المدخل كتاب انظر 9تأليف الاجتماعية» العلوم على مطبقا التاريخي «المنهج وكتاب .Historiques. Seignobos et Langloi

.La méhode historique appliqué aux sciences sociales سنيوبوس

40

وتاريخه الأدب

في كاف نفسه وهذا وذوقه، شخصيته من الآداب مؤرخ يبرأ أن إلى إذن سبيل لاومن ذوقه من يبرأ أن استطاع وهبه علما. يكون أن وبين الأدب تاريخ بين يحول أنفأول معمله، في عناصره الكيمياء صاحب يعالج كما الأدباء آثار يعالج وأن شخصيته،بينه ا تام انقطاعا الصلة تنقطع وأن بغيضا، ا جاف الأدب تاريخ يصبح أن لهذا نتيجةيرغبهم ولا القراء إلى الإنشائي الأدب هذا يحبب لا جدبا يصبح وأن الإنشائي، الأدب وبينالمستنيرين من رجلا رأيت ومتى هو. قراءته إلى الناس يميل لا جدبا يصبح أن بل فيه،ويستنير نفسه على وقته لينفق الجيولوجيا، أو الطبيعة أو الكيمياء كتب من لكتاب يفرغبه يعنى والجيولوجيا والطبيعة الكيمياء من نوعا الأدب تاريخ فيصبح إذن العلم؛ فيتاريخ أن لو يسيرا هذا احتمال يكون وقد المستنيرون، عنه وينصرف وحدهم المختصونلنا ففسر علما، يكون أن على حرصه إليه يضطره الذي الضيق هذا من استفاد الأدبالطبيعة ظواهر الطبيعية العلوم لنا تفسر كما قوانينها، لنا واستنبط الأدبية الظواهرفي يقل مهما لأنه ذلك غناء؛ ذي بشيء هذا من يظفر لن ولكنه قوانينها، لنا وتستنبطلم عقدة أمامه فستظل الأدبية، الفنون تطور في يقل ومهما والجنس، والزمان البيئةآثارها وبين بينها والصلة الأدب في المنتج نفسية وهي لحلها، هو يوفق ولن بعد تحلوأن هوجو فكتور يكون أن هوجو فكتور استطاع ولم النفسية؟ هذه هي ما الأدبية،

الآيات؟ من يحدث ما يحدثفرنسا أبناء من غيره دون هوجو فكتور شخصية العصر هذا اختار فلم العصر؟

خاصة؟ فرنسا ومن جميعاالفرنسيين؟ من غيره دون هوجو فكتور البيئة اختارت فلم البيئة؟

دون هوجو فكتور شخص في كالكاملة أو كاملة الجنس مزايا ظهرت فلم الجنس؟موجزة: وبعبارة صحيحا؟ قويا تمثيلا الجنس هذا يمثلون الذين الأشخاص من غيرههي وإنما النبوغ، لتفسير هو يوفق ولن النبوغ، تفسير عن عاجزا الأدبي التاريخ سيظليكون أن الأدبي التاريخ يستطيع لن تظفر، لا وقد تظفر قد وتجد، تبحث أخرى علوملا الأدبي التاريخ دام وما النبوغ، عقدة لنا وتحل العلوم هذه تظفر حتى منتجا علماتنتج، ما وبين بينها والصلة المنتج نفسية صحيحة، علمية بطريقة لنا، يفسر أن يستطيعأن يستطيع فلن وذوقه، الكاتب شخصية من يبرأ أن يستطيع لا الأدبي التاريخ دام وما

علما! يكون أن على يحرص لم أفهم لا أني والحق علما، يكونعدلنا كما العلمي المذهب هذا عن نعدل أن إلى مضطرون فنحن شيء، من يكن مهما

غيرهما. آخر مذهبا لنا نلتمس وأن السياسي، المذهب ذلك عن

41

الجاهلي الأدب في

الأدبي المقياس (3-7)

سبيلا ونتخذه عنده ونقف نختاره الذي الثالث المذهب هذا أحسست قد أنك إلا أظن وماقدمنا ما كل في ولمحته المذهب هذا أحسست وتاريخه، العربية اللغة أدب عن البحث إلىمن يبرئه ذلك لأن كله؛ علما الآداب تاريخ يكون أن إلى نطمئن لا فنحن الفصول. منالناس أشد ونحن عقيما، ا جاف يكون أن إلى ويضطره الذوق ويحرمه المؤلف شخصيةإلى الأدب يحبب بحيث والخصب والخفة اللين من الآداب تاريخ يكون أن على حرصاجهة من بينها الصلة واستكشاف الأدبية الظواهر تفسير ويستطيع جهة، من الناسأمرين وبين بينه يحول ذلك لأن كله؛ فنا التاريخ هذا يكون أن إلى نطمئن لا ونحن أخرى.والكتاب الشعراء يدرس للآداب مؤرخ في رأيك وما الإنصاف، أحدهما بدونهما: له قوام لاتظن وهل وهواه! وميله بذوقه إلا النتائج من إليه ينتهي فيما ولا الدرس هذا في يتأثر فلاجميعا، للأذواق مقياسا وحده ذوقه يتخذ كاتب إلى الإنسان يطمئن أن الميسور من أنإلى وسيلة وحدها شخصيته ويتخذ جميعا، الأهواء محو إلى وسيلة وحده هواه ويتخذيعرض أو نفسه غير تاريخه في ينتج كهذا مؤرخا تظن وهل جميعا؟ الشخصيات إفناءوشخصيته، المؤرخ ذوق الآداب تاريخ في أتبين أن أحب إني صورته؟ غير صورة عليكوالشعراء الكتاب أذواق هي أخرى وشخصيات أذواقا جانبهما إلى أتبين أن أحب ولكنيالمؤرخ ذوق أتبين أن قبل والشخصيات الأذواق هذه أتبين أن أحب أنا بل وشخصياتهم،في إلا كتابه في يظهر أن أحب ولا بعد، عن إلا نفسه المؤرخ أرى أن أحب ولا وشخصيته،فيه وأزهد انصرافا عنه أنصرف فإني وإلا الاستحياء، من شيء وعلى التلطف من شيءالعلم يكون وقد أنا، أريد ما على لا هو يحب ما على يكرهني أن يريد أنه وأحس زهدا،

إكراها. عليه أكرهت إذا إلي الأشياء أبغض نفسهحين والعقم الجدب إلى يضطر الآداب تاريخ أن فكما العقم؛ فهو الثاني الأمر أماالجدب إلى يضطر فهو يطيق، لا ما الأمر من يتكلف لأنه كله؛ علما يكون أن يحاولأعتقد القصور من شيء إلى نفسه يضطر لأنه كله؛ فنا يكون بأن يكتفي حين والعقمولا بحثا صاحبه فيه يحاول لا الذي التاريخ لهذا نفع وأي منه، يبرأ أن يستطيع أنهكلما وميله وذوقه صورته عليك يعيد هو وإنما وأهوائه، ميوله من تجردا ولا استقصاء

أديب؟! أو شاعر أو لكاتب عرضالإغراق يجتنب أن يجب كما العلم، في الإغراق يجتنب أن يجب إذن الآداب فتاريخمن بد لا أن أحس فأنا ذلك ومع وسطا. سبيلا الأمرين بين لنفسه يتخذ وأن الفن، في

42

وتاريخه الأدب

الآداب مؤرخ أن شيء كل قبل فلنلاحظ والجلاء، الوضوح من بشيء المسألة هذه معالجةمضطر وهو للفن، فيها أثر لا التي الصرفة العلوم من طائفة عن يستغني أن يستطيع لافقه يتقن أن إلى مثلا مضطر فهو بها؛ الانتفاع ويحسن إتقانا العلوم هذه يتقن أن إلىيؤرخها؛ أن يريد التي الآداب لغة يتقن لا للآداب مؤرخا أفهم أن أستطيع ولست اللغة،هو وإنما فيه، أثر الشخصي والهوى الشخصي للذوق وليس الفنون، من اللغة فقه وليسوالصرف النحو علوم يتقن أن إلى أيضا مضطر وهو ومناهجه، وقوانينه أصوله له علم

كلها. العلوم هذه مناهج خاص بنوع يتقن أن وإلى والتاريخ، والبيانفيعرف نفسها، الأدبي البحث مناهج يتقن أن إلى كله هذا فوق مضطر هو ثميحققه فكيف قرأه فإذا يقرؤه، فكيف استكشفه فإذا الأدبي، النص يستكشف كيفالأدبي عمله إلى ووصل الإعداد «عملية» من فرغ فقد كله هذا من فرغ فإذا ويضبطه،نواس، أبي شعر أدرس أن أريد شخصيته. فيه وتتجلى ذوقه فيه يظهر الذي الصرفوأصوله، قواعده المنظم البحث ولهذا الشعر، هذا عن أبحث أن إلى الأمر أول مضطر فأناعلمية مقارنة وأقارن نصوصه وأحقق أقرأه أن إلى مضطر فأنا الشعر هذا وجدت فإذاوالنصوص المختلفة النسخ هذه من استخلصت فإذا عليه، تشتمل التي النسخ بين دقيقةقراءة النص هذا أقرأ أن إلى مضطر فأنا واختياري، بحثي إليه انتهى ا نص المتباينةمن الشعر هذا في ما ويستخلص ويحلل ويفسر يفهم أن يريد الذي المنقب الباحثالنص فاستكشفت كله هذا من فرغت أنا فإذا بيانية. أو نحوية أو لغوية خصائصالعلوم بهذه كله هذا في مستعينا ومميزاته، خصائصه واستخلصت وفسرته وحققتهفقد L’erudition العربية إلى أترجمه كيف أعرف لا أجنبي لفظ يجمعها التي المختلفةأجتهد الذي الفني القسم وبدأ للآداب، مؤرخا عملي من الخالص العلمي القسم انتهىأرد، لم أم أردت سواء فيه، أعتمد ولكني فيه، شخصيتي تأثير أخفف أن في استطعت ماأكون أن أحاول ومهما عالما أكون أن أحاول فمهما النقد، هو القسم وهذا الذوق، علىشعر من القصيدة أستحسن أن أستطيع فلن — التعبير هذا صح إن — «موضوعيا»ينفر ولم طبعي على تثقل ولم وهواي عاطفتي ووافقت نفسي لاءمت إذا إلا نواس أبيوأفسره وأحققه وأضبطه النص لك أستكشف حين عالم إذن أنا الخاص. مزاجي منهاغير أو الوجهة هذه من صحيح النص هذا أن لم وأزعم واللغوية، النحوية الوجهة منوإذن النص. هذا من الفني الجمال مواضع على أدلك حين عالما لست ولكني صحيح؛فإذا فيه، تنظر أن لك وإنما تنكره، أن أيضا لك وليس أقوله ما تقبل أن عليك فليس

الخاص. ذوقك فلك هواك يوافق لم وإن فذاك، هواك وافق

43

الجاهلي الأدب في

العلمي، القسم القسمين: هذين إلى بطبعه منقسم الآداب تاريخ أن ترى فأنتالتاريخ كتب من الكتاب فليس متمايزين: ليسا القسمين هذين ولكن الفني، والقسمالقسم أن الواقعة الحقيقة وإنما فني، والآخر علمي أحدهما جزأين إلى ينقسم الأدبيعلومهم عن بالبحث العلماء من فريق فينفرد الأحيان، من كثير في الخالصيستقل العلميالأمر ظاهر في الضئيلة الخاصة بالموضوعات أحدهم يعنى وربما فيها، الكتب وتدوينباستكشاف يعنون أولئك الممتعة، الكتب أو الكتاب فيها ويضع واستقصاء بحثا فيقتلهاالحبر جهة من الصرفة: المادية الوجهة من ونقدها وتاريخها ووصفها المخطوطة النسخأحداث، من عليها اختلف وما تعليقات من عليها كتب وما الخط، وخصائص والورق،

الملاك. من أيديهم في وقعت ومن الكتب، دور من إليه تنقلت وماحيث ومن الصرفة، اللغوية الوجهة من النصوص من نص بدرس يعنون وهؤلاءالاتصال، هذا مقدار حيث ومن متصل، غير أو فيه أنشئ الذي اللغوي بالعصر متصل هويكون أن يمكن ما حيث ومن وإتقانه، بلغته العلم في حظ من للمؤلف ما حيث ومنالبحث. من النحو بهذا يتصل مما ذلك وغير المؤلف، لغة في تأثير من الأجنبية للغاتذلك إلى فيسلك عالم، أو شاعر أو كاتب شخصية عن للبحث آخر رجل يفرغ وربماآثار في ويلتمسه الآثار، من ترك فيما عالمه أو كاتبه أو شاعره يلتمس مختلفة، سبلاأحيانا يلتمسه بل بعده، جاءوا الذين من غيره آثار في ويلتمسه له، المعاصرين من غيرهوجنسه، وبيئته عصره وبين بينه الصلة تحقيق في يجتهد ثم وطبعه، مزاجه آثار فيالعلمي البحث من النوع هذا ومثل تفاعل. من المؤثرات هذه وبين بينه ما تحقيق وفيوالباحثين اللغويين لجهود الحقيقية الزهرة هو الإحصاء، يبلغه يكاد لا كثير الخالصكثير في يزدريها والتي — الأمر حقيقة في الخصبة الجهود هذه وعلى وتاريخه، الأدب عننقول: — وفخامته لضخامته يبهر أو العاجلة المنفعة يحقق بما المشغوفون الأحيان منيضع أن أراد مثلا فرنسيا عالما أن فلو الصحيح، الأدبي التاريخ يقوم الجهود هذه علىلشيء وفق لما جميعا الفني العلمي البحث لشرائط مستوفيا الفرنسي الأدب تاريخ في كتاباأشرنا الذين المتواضعون العلماء هؤلاء يكن لم لو غناء غير في حياته ولأنفق يريد مماالقوي الدرس لهذا قيمة خلاصات يديه بين ووضعوا البحث، سبيل له مهدوا قد إليهموظروفها عصورها في الفرنسية الأدبية الحياة أنحاء به تناولوا الذي الخصب العنيفعلى حياته يقف وهذا شاعر، شخصية درس على حياته يقف هذا المختلفة، وموضوعاتهاالأدبية المجلات في تنظر أن تستطيع وأنت جرا. وهلم … واستكشافها النصوص تحقيق

44

وتاريخه الأدب

باريس ومجلة العالمين كمجلة المستنيرين لجمهور يصدر ما منها سواء مثلا، الفرنسيةلتعرف العلماء، كمجلة العلماء من للمتخصصين منها يصدر وما الفرنسية، والمجلة

الآداب. تاريخ من الخالص العلمي النحو في الجهود من العلماء يبذل ما مقدارالآداب مؤرخ ولكن العلماء؛ له ويعرض هو حيث من العلمي النحو هذا إذن يستقلالخاص الفني وجهده الخاص العلمي جهده إليها ويضيف نتائجه، ويستثمر يستغلهوالذي الآداب، تاريخ نسميه الذي المزاج هذا كتابه في له يتم كلها الجهود هذه ومن أيضا،

جميعا. والذوق الشعور ولذة العقل لذة نقرؤه حين فيه نجد

العربية؟ الآداب تاريخ يوجد متى (8)

فنا ولا كله علما ليس الذي الآداب تاريخ أن وجلاء وضوح في لك يظهر هنا ومنفيه ويتنافسون عليه يتهالكون الذين هؤلاء يظن بحيث والسهولة اليسر من ليس كلهإليه يحتاج ما إلى — فهو والخاصة؛ العامة موضوعاته في الكتب وضع إلى ويستبقونالعلوم من لها قوية شخصية ومن عظيم، حظ الأدبي الذوق من لها قوية شخصية منمنه، له بد لا آخر شيء إلى محتاج — أيضا عظيم حظ بعضها إلى أشرنا التي الأدبيةصح إن الأولية، مواده له تهيئ والتي تحصى، لا التي المتفرقة العلمية الجهود هذه وهوللدرس ويعدها ويفسرها ويحققها النصوص له يستكشف من إلى محتاج التعبير، هذاوبيان، وصرف ونحو لغة من المختلفة العلوم هذه له يقدم من إلى محتاج والفهم،ينهض أن من بد فلا العبء هذا ببعض وحده ينهض أن يستطيع لا المؤرخ كان وإذاويرون الكتب دور في حياتهم ينفقون الذين المتواضعون العمال هؤلاء قبله العبء بهذا

فهمه. أو تحقيقه أو نص باستكشاف يظفرون يوم الناس أسعد أنفسهميتناول صحيح أدبي تاريخ لوضع بعد يأن لم الوقت إن نقول: أن نستطيع هنا منولأن بعد، تبذل لم المتفرقة الجهود هذه لأن ذلك والفني؛ العلمي بالبحث العربية آدابناأن تريد وكيف بعد. عندنا الصحيح العلمي وجهها على تعرف لم المختلفة العلوم هذهالنصوص كثرة تفسر ولم تحقق ولم تستكشف لم وأنت العربي الأدب تاريخ تضعولم العربي الأدب تاريخ تضع أن تريد وكيف والإسلام! الجاهلية في القديمة العربيةللغة ينظم ولم والقديمة، الحديثة اللغات فقه دون ما نحو على فقهها العربية للغة يدونوصرفها؟! نحوها والقديمة الحديثة للغات نظم ما نحو على وصرفها نحوها العربيةالنصوص على معتمدة — لك تبين التي التاريخية المعاجم بوضع الباحثون يعن ولم

45

الجاهلي الأدب في

تفهم أن من بذلك فتمكنك المختلفة، المعاني على دلالتها في الكلمات تطور — الصحيحةالمختلفة المعاجم هذه تريد كما لا أصحابها أراد وكما وجهها على الأدبية النصوصتزال وما العربية الآداب تاريخ تضع أن تريد كيف ثم البحث! في عليها تعتمد التيما إلا منها نعرف نكاد لا كالمجهولة، أو مجهولة والعلماء والشعراء الكتاب شخصيات

والطبقات؟! التراجم وكتب «الأغاني» حفظهبعد يدون لم العربي السياسي والتاريخ العربي الأدب تاريخ تضع أن تريد كيف ثمالعربي الفني والتاريخ وجهه، على بعد يدون لم العربي العلمي والتاريخ وجهه، علىيشبه وما والنحل» «الملل كتاب يتجاوز لم والآراء المذاهب وتاريخ مجهولا، يزال لاأو مجهولة العربية تكلمت التي الإسلامية الأمم من الكثرة وآداب والنحل»، «الملل كتابأثناء والحجاز والعراق الشام في عاشوا الذين هؤلاء إلا ذلك من نستثني لا كالمجهولة،

الإسلام؟! بعد الأولى الثلاثة القرونفيما يتقسمونه العلماء له يفرغ أن ومن علميا، درسا كله هذا يدرس أن من بد لافي الآداب مؤرخ عليها يعتمد أن الممكن من كان الجهود هذه أثمرت إذا حتى بينهم؛والطلاب للمستنيرين منها ويعطي الجهود هذه كل يختصر ممتع، قيم تاريخ وضعوما والدرس. البحث من الاستزادة على وتحثهم فيه وترغبهم الأدب إليهم تحبب صورةمن تصدق فلا تعرض، لم المتفرقة النتائج هذه دامت وما تبذل، لم الجهود هذه دامتلفظ إن الكلمة. لهذه الصحيح بالمعنى العربية اللغة لآداب تاريخا يضع أنه لك يزعمالكلمة هذه وأصل ،Histoire لفظ الأجانب فيه يستعمل فيما الآن نحن نستعمله التاريخ

الحيوان. تاريخ كتب عندما أرسطاطاليس فهمه كما والوصف الوصف،التاريخ أن كما الوجوه، بعض من علميا وصفا الآداب وصف معناه الآداب فتاريخالأشياء من شيئا يصف أن أراد ومن الطبيعية، للكائنات العلمي الوصف معناه الطبيعيبما العلم من له بد فلا مقاربة، أو مشابهة صورة منه يعطيك صادقا فنيا علميا وصفاأن لي والحق خيال، صاحب أو كاذب إما هو يجهل؟ ما يصف فيمن رأيك وما يصف،لك يصفون حين يكذبون ويتخيلون: يكذبون العربي الأدب تاريخ في يكتبون الذين كثرةلم لأنهم يعرفونها؛ لا فهم والسياسية، والفنية والعلمية الأدبية الوجهة من بغداد حياةوأسرفوا فقلدوا «الأغاني»، في صحفا قرءوا وإنما مصادرها، في يلتمسوها ولم عنها يبحثواالتي الأحكام هذه لك يرسلون حين يكذبون المبالغة، في فأسرفوا بالغوا أو التقليد فيأن تستطيع وأنت الشعراء، ولا الكتاب يقرءوا لم لأنهم والشعراء؛ الكتاب بها يتناولون

46

وتاريخه الأدب

ويحتكرون الأدب تاريخ على يتهالكون الذين وهؤلاء أولئك بين فليس مطمئنا؛ تصدقنيالتحليلي، والنقد الدرس عن فضلا قراءة كله البحتري ديوان قرأ من فيه والكتابة تعليمهمجهولين، يزالون لا شعراؤنا الناس، هؤلاء عند البحتري كأمر جميعا الشعراء وأمرونشره تعليمه يتكلفون الذين لأن مجهولا؛ يزال لا كله وأدبنا مجهولين، يزالون لا وكتابنا— شيئا منه قرءوا إن قل: أو — قرءوه وإن يقرءونه، لا لأنهم يجهلونه؛ وهم يجهلونه،في الهمم تثبيط من ولا التشاؤم من ولا الغلو من فليس وإذن وجهه. على يفهمونه لا فهمالعربية، الآداب تاريخ ينتج أن يستطيع لن فيه نعيش الذي الجيل هذا إن نقول: أن شيءومدرسة الآداب بكلية يعنى أن هو — يستطيع وليته — يعمل أن يستطيع ما وكلوالذين أوروبا في أمثالهم إلى أشرنا الذين العمال هؤلاء إخراج من تمكنهما عناية المعلمينذلك من لهم تهيأ فإذا البناء، مواد وإعداد الأرض تهيئة على وجهودهم حياتهم يقفون

الآداب. تاريخ وضع في البدء ينتظر أن يمكن فقد ملائم، شيء

والأدب الحرية (9)

ضروريا ليس لأنه الفصل؛ هذا له أفرد أن أحببت آخر أساسيا شرطا هناك أن علىوهو الإنشائي، الأدب إلى بالقياس ضروري هو بل وحده، الآداب تاريخ إلى بالقياسبالقياس ضروري وهو الفلسفة، إلى بالقياس ضروري وهو العلم، إلى بالقياس ضروريحرية به أريد كلها، والشعورية العقلية الحياة إلى بالقياس ضروري وهو الفن، إلى

الرأي.أصحاب تعود كما الرأي حرية عن أحدثك فلن تسأم؛ ولا تضجر ألا أحب وأناالحديث هذا من تعلم أنك ظني وأكبر عنها، يحدثوك أن والصحف والدستور القانونالصالحة للحياة أساسيا شرطا وتراها أقدسها كما الحرية تقدس وأنك أعلم، ما مثليطمع التي الحرية هذه عن أحدثك أن أريد إنما الاجتماعية، وكالحرية السياسية كالحريةالحرية هذه الحياة. من بحظه ويأخذ وينمو يقوى أن ليستطيع ناشئ علم كل فيهابحياته مدينا ليس مستقلة ووحدة موجود كائن كأنه نفسه إلى ينظر أن من تمكنه التييظفر أن أريد أخرى، ودينية وسياسية اجتماعية عوامل أو أخرى فنون أو أخرى لعلوملا غاية يكون أن من تمكنه التي لنفسه، يدرس أن من تمكنه التي الحرية بهذه الأدبويحتكرونه يعلمونه الذين عند الأدب إن قل: أو الآن، إلى وسيلة عندنا فالأدب وسيلة.بها يتصل وما كلها اللغة إن قل: بل والسياسي. العقلي الجمود عصر كان منذ وسيلة

47

الجاهلي الأدب في

حيث من تدرس وإنما لنفسها، تدرس لا وسيلة عندنا تزال لا وفنون وآداب علوم منالناحية هذه من وهي مقدسة الناحية هذه من وهي آخر، غرض تحقيق إلى سبيل هيواحد، وقت في ومبتذلة مقدسة والآداب اللغة تكون أن الغريب من يكون وقد مبتذلة.تدرس وهي والدين، القرآن لغة لأنها مقدسة ومبتذلة؛ مقدسة الأمر حقيقة في ولكنهالأنها ومبتذلة والدين، القرآن فهم إلى وسيلة هي حيث من القديم الأدب أصحاب رأي فيأمكن لو ميسورا يكون قد عنها الاستغناء ولأن إضافي، درسها ولأن لنفسها، تدرس لامنها خير التوحيد ولأن وأشرف، منها خير الفقه ولأن بدونها، والحديث القرآن يفهم أنبدرسها الناس أخذ قد الله لأن تدرس لنفسها، تدرس الدينية العلوم هذه لأن وأشرف؛مقدسة إذن والآداب اللغة والآخرة. الدنيا في الناس منافع تحقق لأنها تدرس بها، والعلمالصحيح، العلمي للبحث تخضع أن تستطيع لا مقدسة هي حيث من وهي ومبتذلة،يستلزم قد الصحيح العلمي والبحث الصحيح، العلمي للبحث تخضعها أن تريد وكيفالمقدسة يعرضالأشياء الذي في رأيك وما تقدير، أقل على والشك والإنكار، والتكذيب النقدالعلمي للبحث تخضع أن أيضا تستطيع لا مبتذلة هي حيث من وهي الأمور! هذه لمثلأن ذلك من خيرا أليس وسائل؟ وهي وعلومها واللغة بالأدب يعنى الذي ذا ومن الحديث،قشور؟ وهي وعلومهما والأدب باللغة يعنى أن يستطيع الذي ذا ومن بالغايات؟ يعنىوالأدب للغة العلمي الدرس يصبح النحو هذا وعلى باللباب؟ يعنى أن ذلك من خيرا أليسينشئه درسا علم يدرس أن تريد وكيف أخرى، جهة من مهينا ومزدرى جهة، من خطرا

واحد؟ وقت في مهين خطير وهو والإثمار الإزهار من ويمكنه وينميهلنشأة أساسي شرط المعنى بهذا الحرية أن على توافقني أن الآن استطعت أنك أظنكما وشرف، حرية في الآداب تاريخ أدرس أن أريد فأنا العربية. لغتنا في الأدبي التاريخسلطان. أي الدرس هذا في أخشى لا والنبات، الحيوان علم الطبيعي العلم صاحب يدرسبها واستقلت بحريتها ظفرت التي العلوم شأن والآداب اللغة شأن يكون أن أريد وأنافي أن أتظن والاستقلال. الحرية في بحقها السلطات كل لها اعترفت والتي قبل، منمن فيهما يدرس وما العلوم كلية أو الطب لكلية تعرض أن تستطيع سلطة مثلا مصروحملت استقلت قد العلوم هذه لأن كلا! ذلك؟ إلى وما والارتقاء والنشوء التطور مذاهبلنفسها تدرس العلوم هذه لأن بالاستقلال؛ لها تعترف أن على كله العالم في السلطاتوسائل. لا غايات هي حيث من تدرس بأنها لها يعترفوا أن على جميعا الناس أرغم وقدفي إلا يصل ولم ومشقة، جهد بعد وصل المنزلة، هذه إلى الآن أوروبا في الأدب وصل وقد

48

وتاريخه الأدب

من يستمتع وأصبح لنفسه، يدرس وأصبح بالفعل وصل قد ولكنه الأخير، العصر هذابالسلاح يحاربونه لا خصومه وأصبح والكيمياء، الطبيعة به تستمتع ما بمثل الحريةالأدبي العلمي بالسلاح يحاربونه وإنما قبل، من يفعلون كانوا كما القضائي أو الإداريأو لين ومن ضعف أو قوة من مزاجهم يلائم بما ويتجادلون الحجة فيقيمون الخالص،

عنف.العصر لحاجات ملائمة حياة يحيا أن العربي الأدب يستطيع وحده الشرط هذا علىقال ما لأعيد الأدب أدرس لي فما وإلا والفنية، العلمية الوجهة من فيه نعيش الذيعلى حياتي لأقصر الأدب أدرس لي وما القدماء؟ قال ما بنشر أكتفي لا ولم القدماء؟منفعة ولا شأن كله هذا في لي وليس والخوارج والشيعة المعتزلة وذم السنة أهل مدحبالإسلام مبشرا لأكون الأدب أدرس أن يكلفني أن يستطيع الذي ومن علمية؟ غاية ولاهذا من أكتفي وأنا الملحدين، أناقش أن أريد ولا أبشر أن أريد لا وأنا للإلحاد هادما أومن صناعة أي أوثر فأنا تصدقني، أن تستطيع ديني؟! حظ من الله وبين بيني بما كلهيدرسون الذين هؤلاء يفهمها كما الأدب صناعة على مزدراة مهينة تكن مهما الصناعاتالمؤرخين أخذت السياسية السلطة وهب أقل، ولا أكثر لا وسيلة هو حيث من الأدبفيما كان إذا إلا يدرسون ولا يكتبون فلا السياسة، تصرف تحت تاريخهم يضعوا بأنالمؤرخون أليس تصرفها، أنحاء من نحو أو السياسية للسلطة تأييد يدرسون أو يكتبونيكونوا أن على الكراث أو الفول يبيعوا أن يؤثرون الاسم، بهذا خليقين كانوا إن جميعا،

والأخلاق! العلم لها يفسدون السياسة أيدي في أدواتولا دينيا علما يعتبر ألا إلى حاجة في هو الحرية، هذه إلى إذن حاجة في الأدبيكون أن إلى حاجة في هو التقديس، هذا من يتحرر أن إلى حاجة في وهو دينية، وسيلةوالإنكار؛ والرفض والشك والتحليل والنقد للبحث يخضع أن على قادرا العلوم من كغيرهتتحلل أن إلى حاجة في العربية واللغة ا، حق الخصبة الأشياء هي كلها الأشياء هذه لأنلتجارب المادة تخضع كما الباحثين لعمل تخضع أن إلى حاجة في هي التقديس، منيستقيم التقديس هذا من اللغة تتحلل ويوم التبعية هذه من الأدب يتحرر يوم العلماء.يكن لم حين الوسطى القرون أتذكر ا. حق لذيذا قيما ثمرا ويؤتي ا حق ويزهر ا حق الأدبثم يهينه؟ بما يمس أن ينبغي لا مقدسا كان لأنه الإنساني؛ الجسم تشريح للناس يباحيوم أتذكر ثم والتمثيل؟ التصوير فنون وفي الطب علوم في ذلك تأثير كان ماذا أتذكرأتذكر الدقيق؟ الدرس لهذا ويخضعوه بالتشريح الإنسان جسم يدرسوا أن للناس أبيح

49

الجاهلي الأدب في

ذلك عن نشأ وكيف الطبية، الفنون وفي الطبيعية العلوم في الأثر من ذلك أحدث ماذااللغة شأن بعينه هذا منتجة؟ صحيحة استقامة والتمثيل التصوير فنون استقامت أناللغة تتحلل يوم إلا الأدب فنون تستقيم ولن والأدبية اللغوية العلوم توجد لن والأدب:العلماء. لتجارب المادة تخضع كما للبحث نخضعهما أن لنا ويباح التقديس من والأدبنتمنى، أن نستطيع فنحن نتمناها، لأننا تنال لن للأدب نطلبها التي الحرية هذه ولكنهذه ننال إنما أمانيك، لتحقق تتمنى أن يكفي كان وما منتجا، وحده الأمل كان وماتكون أن الله أراد فقد ما؛ سلطة إياها تمنحنا أن ننتظر لا بأنفسنا نأخذها يوم الحريةظل في بالحرية يتمتع متحضرا بلدا مصر تكون أن الله أراد وقد للعلم، ا حق الحرية هذه

والقانون. الدستورالقرآن لفهم يدرس الوسائل علوم من علما ليس الأدب أن إذن قاعدتنا فلتكنالجمال تذوق إلى شيء كل قبل به ويقصد لنفسه يدرس علم هو وإنما فقط، والحديث

الكلام. من يؤثر فيما الفني

50

الثاني الكتاب

الجاهليون

وأدبهم لغتهم

تمهيد (1)

عندنا الناس يألفه لم جديد، وأدبهم ولغتهم الجاهليين تاريخ عن البحث من نحو وهذاسيزورون آخر فريقا وبأن عليه، ساخطين سيلقونه منهم فريقا بأن أثق وأكاد قبل، منبعبارة أو البحث، هذا أذيع أن أريد هؤلاء وازورار أولئك سخط على ولكني ازورارا، عنها سر وليس الجامعة، في طلابي إلى به تحدثت حين اليوم قبل أذعته فقد أقيده؛ أن أصح

مائتين. من أكثر إلى به تتحدث ماالمواقف تلك في بمثله شعرت أني أعرف ما اقتناعا البحث هذا بنتائج اقتنعت ولقديحملني الذي هو القوي الاقتناع وهذا العربي، الأدب تاريخ من وقفتها التي المختلفةمكترث ولا الساخط بسخط حافل غير الفصول، هذه في ونشره البحث هذا تقييد علىآخرين، على وشق قوما أسخط وإن البحث هذا أن إلى مطمئن وأنا . المزور بازورارالمستقبل عدة الأمر حقيقة في هم الذين المستنيرين من القليلة الطائفة هذه فسيرضي

الجديد. الأدب وذخر النهضة وقوامبينهم، اللجاج فيها واشتد والجديد، القديم مسألة حين منذ الناس تناول ولقدأن أعتقد ولكني المختصمين. بين فيها يقضي أن يستطيع أنه بعضهم إلى وخيليتجاوزون يكادوا لم فهم أطرافها، جميع من المسألة يتناولوا لم أنفسهم المختصمينهذه في تصطنع التي والأساليب وشعر، نثر من الناس يتعاطاها التي الأدب فنون

الجاهلي الأدب في

إلى يتحدث أن يريد حين الشاعر أو الكاتب إليها يعمد التي والألفاظ والمعاني، الفنونالكتابي الفن يتناول لا آخر وجها للمسألة ولكن عقله. نتائج أو نفسه بعواطف الناس

فنونه. وتاريخ الأدب عن العلمي البحث يتناول وإنما الشعري، أوذلك نتناول لا القدماء، قال ما وتاريخه الأدب في نقبل أن إما اثنتين: بين نحننقول: أن لنا يتيح والذي بحث، كل منه يخلو لا الذي اليسير المقدار بهذا إلا النقد منضل أو الكسائي واهتدى يوفق، لم أو عبيدة أبو ووفق أصاب، أو الأصمعي أخطأأن أريد فلست أنسيت؛ لقد البحث. موضع كله المتقدمين علم نضع أن وإما الطريق.الأدب في القدماء قال مما شيئا نقبل ألا أريد الشك. أقول: أن أريد وإنما البحث، أقول:

الرجحان. إلى ينتهيان فقد اليقين إلى ينتهيا لم إن وتثبيت بحث بعد إلا وتاريخهيبعث الذي الإيمان بين الفرق فهو عظيم؛ البحث في المذهبين هذين بين والفرقمن كثير في وينتهي والاضطراب القلق على يبعث الذي والشك والرضا، الاطمئنان علىيناله لا القدماء تركه حيث شيء كل يدع الأول المذهب والجحود. الإنكار إلى الأحيانالثاني المذهب وأما رفيقا، ا مس إلا وتفصيله جملته في يمسه ولا تبديل، ولا بتغييركثيرا. شيئا منه يمحو أن أكثره يمح لم إن وأخشى عقب على رأسا القديم العلم فيقلببين الأمثلة: من بشيء نقوله أن نريد ما ولنوضح العام، الكلام من النحو هذا ولندعالقديم أنصار فأما الحق. إلى فيها وننتهي ندرسها أن نريد الجاهلي الشعر مسألة يدينامن القدماء أجمع قد أليس يسير، سهل عليهم والأمر معبدة، واضحة أمامهم فالطريقمن كثيرة طائفة أن على والأندلس ومصر وفارس والشام العراق في الأمصار علماءالعلماء هؤلاء أجمع قد أليس الشعر؟ من كثيرا وقالت الإسلام قبل عاشت قد الشعراءولا الناس يتناقلها مضبوطة محفوظة معروفة أسماء الشعراء لهؤلاء أن على أنفسهممقدارا الشعراء لهؤلاء أن على العلماء هؤلاء أجمع قد أليس فيها؟ يختلفون يكادونعصر جاء حتى الناس، عنهم وتناقله رواتهم عنهم حفظه والمقطوعات القصائد منالعلماء كان وإذا أيامنا؟ إلى يبقى أن الله شاء ما منه وبقي الكتب في فدون التدوينالشعراء آثار إلينا ونقلوا وضبطوها، الشعراء أسماء لنا فرووا كله، هذا على أجمعوا قديكن لم فإذا إليه. مطمئنين به راضين قالوا ما عنهم نأخذ أن إلا يبق فلم وفسروها،أنصار مذاهب يجاوز أن دون هذا يستطيع فهو ويحقق وينقد يبحث أن من بد لأحدنابعض الضبط في وتفاوتوا الاختلاف، بعض الرواية في اختلفوا قد فالعلماء القديم.ولنقل: ضبط، على ضبطا ولنؤثر رواية، على رواية ولنرجح بينهم فلنوازن التفاوت،

52

الجاهليون

الأدب في لنذهب ثعلب. يوفق ولم المبرد وفق أو الكوفيون، وأخطأ البصريون أصابالقديم، أنصار مذهب هذا الاجتهاد، باب أغلق أن بعد الفقه في الفقهاء مذهب وفنونهالحكومة مدارس عليه مضت أيضا، الرسمي المذهب وهو مصر، في الذائع المذهب وهو

واختلاف. تفاوت من بينها ما على ومناهجها وكتبهاالتأليف من النحو هذا ولا الأدب، في المستحدثة الألفاظ هذه تخدعك أن ينبغي ولاالترتيب من شيئا فيه يدخل أن ويحاول عصور، إلى الأدبي التاريخ يقسم الذيزال فما الموضوع. ولا اللباب يمس لا والأشكال بالقشور عناية كله فذلك والتنظيم؛جرهم، من أولئك زال وما ومستعربة، عاربة وإلى وباقية، بائدة إلى ينقسمون العربصاحب وطرفة «… نبك «قفا صاحب القيس امرؤ زال وما إسماعيل، ولد من وهؤلاءفي العرب كلام زال وما «… هبي «ألا صاحب كلثوم بن وعمرو «… أطلال «لخولةآخر إلى ومسجوع، مرسل إلى ينقسم والنثر ونثر، شعر إلى ينقسم وإسلامها جاهليتهاعلى يلقون وما كتب من يضعون فيما القديم أنصار يفرغه الذي الكثير الكلام هذا

دروس. من والطلاب التلاميذأنفسهم أخذوا وقد شيئا فيه يغيروا أن لهم كان وما شيئا، الأدب في يغيروا لم همأغلقه كما الاجتهاد باب الأدب في أنفسهم على وأغلقوا القدماء، قال ما إلى بالاطمئنان

الكلام. في والمتكلمون الفقه في الفقهاءتكاد لا عقاب فيها تقوم ملتوية، معوجة أمامهم فالطريق الجديد، أنصار وأماإلى منهما أقرب البطء إلى هما وريث أناة في إلا يمضون يكادون لا وهم تحصى،الإيمان هذا يرزقوا لم هم أو اطمئنان، ولا بإيمان أنفسهم يأخذون لا أنهم ذلك السرعة؛رضا، والاضطراب القلق وفي لذة الشك في تجد عقولا لهم الله خلق وقد والاطمئنان.عليهم وسواء موضعها، يتبينوا حتى خطوة الأدب تاريخ في يخطوا أن يريدون لا وهم

الخلاف. أشد وبينهم بينهم كان أم القديم وأنصار القدماء وافقواأشد ولعل والشك. بالتحفظ يلقونه وإنما القدماء، قال ما إلى يطمئنون لا هميدرسوا أن يريدون هم واطمئنانا. ثقة القدماء من يجدون حين الشك يملكهم ماويتساءلون: عليه، أجمعوا ما على القدماء إجماع فيتجاهلون الجاهلي، الشعر مسألةهو؟ وما معرفته؟ إلى السبيل فما جاهلي شعر هناك كان فإن جاهلي؟ شعر أهناكإلى حلها يحتاج الأسئلة من طائفة في ويمضون غيره؟ من يمتاز وبم مقداره؟ وماالعرب أن يعرفون لا هم الأفراد. جهود إلى لا العلمية الجماعات جهود وإلى وأناة روية

53

الجاهلي الأدب في

ولد من وهؤلاء جرهم، من أولئك أن ولا ومستعربة وعاربة وبائدة، باقية إلى ينقسمونيعرفون ولكنهم المطولات؛ هذه قالوا كلثوم وابن وطرفة القيس امرأ أن ولا إسماعيل،مخطئين؟ أم مصيبين القدماء أكان يتبينوا أن ويريدون ذلك، يرون كانوا القدماء أن

فهي الخطر؛ جليلة عظيمة المجددون يذهبه الذي المذهب لهذا اللازمة والنتائجالناس كان فيما يشكون أنهم وحسبك آخر، شيء كل إلى منها أقرب الأدبية الثورة إلى

فيه. شك لا حق أنه على الناس أجمع ما يجحدون وقد يقينا، يرونهأخرى حدود إلى يجاوزه هو بل الحد، هذا عند منتهيا المذهب هذا حظ وليسأنه على الناس اتفق ما أو التاريخ تغيير إلى ينتهون قد فهم أثرا؛ وأعظم مدى منه أبعداثنتين: بين وهم فيها. الشك يباح يكن لم أشياء في الشك إلى ينتهون قد وهم تاريخ،يعرفوا أن وإما ويستريحوا، فيريحوا وحقوقه العلم ويجحدوا أنفسهم يجحدوا أن إمامن العلماء له يتعرض أن ينبغي لما فيتعرضوا واجبه، للعلم ويؤدوا حقها لأنفسهم

الساخطين. سخط من العلماء يحتمله أن ينبغي ما ويحتملوا الأذى،وربما للأذى، أتعرض أن أحب بأني أتمدح ولست العلماء، من أني أزعم ولستدعة في العيش لذات أتذوق أن وأريد المطمئنة، الهادئة الحياة أحب أني الحق من كانما الناس إلى أعلن أن وأحب أبحث، أن وأحب أفكر، أن أحب ذلك مع ولكني ورضا،أو عني الناس رضا من نصيبي آخذ أن أكره ولا والتفكير؛ البحث بعد إليه أنتهيولأحدثك الله، على فلأعتمد وإذن يكرهون. ما أو يحبون ما إليهم أعلن حين علي سخطهمالمهرة يسلكها التي الطرق هذه الحديث هذا في ولأتجنب وصدق، وأمانة صراحة في به

كثير. الاحتياط من وشيء وأناة رفق في يألفوا لم ما الناس على ليدخلوا الكتاب منالجاهلي الأدب قيمة في شككت أنني هو الحديث هذا في به أفجؤك شيء فأولحتى وأتدبر، وأقرأ وأفكر، أبحث فأخذت الشك، علي ألح قل: أو الشك، في وألححتالمطلقة الكثرة أن ذلك اليقين؛ من قريب فهو يقينا يكن إلا شيء إلى كله هذا بي انتهىظهور بعد منحولة هي وإنما شيء، في الجاهلية من ليست جاهليا أدبا نسميه مماحياة تمثل مما أكثر وأهواءهم وميولهم المسلمين حياة تمثل إسلامية فهي الإسلام،يمثل لا ا جد قليل الصحيح الجاهلي الأدب من بقي ما أن في أشك أكاد ولا الجاهليين،الصحيحة الأدبية الصورة استخراج في عليه الاعتماد ينبغي ولا شيء على يدل ولا شيئاأتردد لا ذلك مع ولكني النظرية، لهذه الخطيرة النتائج أقدر وأنا الجاهلي. العصر لهذاتقرؤه ما أن القراء من غيرك وإلى إليك أعلن أن عن أضعف ولا وإذاعتها، إثباتها في

54

الجاهليون

في الناس هؤلاء من ليس عنترة أو كلثوم ابن أو طرفة أو القيس امرئ شعر أنه علىأو القصاص تكلف أو النحاة صنعة أو الأعراب اختلاق أو الرواة نحل هو وإنما شيء،

والمتكلمين. والمحدثين المفسرين اختراعوأنا يضع، لم الإسلام من القريب الجاهلي العصر أن كله هذا مع أزعم وأناالشعر، على نعتمد ألا بشرط ولكن صحيحا، قويا واضحا تصورا نتصوره أن نستطيع

أخرى. ناحية من والأساطير والتاريخ ناحية، من القرآن على بلأن أكره ولست الخطيرة؟ النظرية هذه إلى البحث بي انتهى كيف وستسألني:أجيبك أن ولأجل عنه، لأجيبك إلا أكتب ما أكتب لا أنا بل السؤال، هذا على أجيبكأن وسترى المسائل، من مختلفة طائفة في إليك أتحدث أن يجب مقنعة إجابة عليهالتي النظرية هذه هي واحدة نتيجة إلى كلها تنتهي المسائل من المختلفة الطائفة هذهبعد العربية للأمة الداخلية السياسية الحياة عن أحدثك أن يجب حين، منذ ذكرتهاويجب صلة. من الأدب وبين الحياة هذه بين وما الفتح، حركة ووقوف الإسلام ظهوروفي الفرس بلاد في الفتح بعد أمرهم على غلبوا الذين الناس أولئك حال عن أحدثك أنصلة. من وآدابهم العرب لغة وبين الحال هذه بين وما ومصر، والعراق والجزيرة الشاممن والأدب اللغة وبين بينها وما واللغوية الدينية العلوم نشأة عن أحدثك أن ويجباليهود بين وما وبعده، الإسلام قبل العرب بلاد في اليهود عن أحدثك أن يجب ثم صلة.كان وما المسيحية عن هذا بعد أحدثك أن ويجب صلة. من العربي الأدب وبين هؤلاءالعقلية العرب حياة في تأثير من أحدثت وما الإسلام قبل العرب بلاد في الانتشار من لهاالعربي والشعر العربي الأدب وبين كله هذا بين وما والأدبية، والاقتصادية والاجتماعيةقبل العرب حياة في عملت خارجية سياسية مؤثرات عن أحدثك أن يجب ثم صلة. مننحل الذي العربي الأدب وفي الجاهلي العربي الأدب في ا جد قوي أثر لها وكان الإسلامالنظرية تلك إلى كلها ستنتهي إليها أشرت التي المباحث وهذه الجاهليين. إلى وأضيففي الجاهلية من ليست الجاهلي الأدب نسميه مما المطلقة الكثرة أن وهي قدمتها، التي

شيء.وبين بيني فيما عندها أقف لم لأني المباحث؛ هذه عند أقف لم ذلك مع ولكنيدلالة أقوى أظنه البحث من آخر نحو إلى معك أجاوزها أن وأريد جاوزتها، بل نفسيبنا فسينتهي واللغوي، الفني البحث هو ذلك كلها؛ الماضية المباحث من حجة وأنهضغيرهما إلى أو الأعشى إلى أو القيس امرئ إلى ينسب الذي الشعر هذا أن إلى البحث هذا

55

الجاهلي الأدب في

الشعراء، لهؤلاء يكون أن والفنية اللغوية الوجهة من يمكن لا الجاهليين الشعراء منإلى البحث هذا بنا وسينتهي نعم! القرآن. يظهر أن قبل وأذيع قيل قد يكون أن ولاوتأويل القرآن تفسير على الشعر بهذا يستشهد أن ينبغي لا أنه وهي غريبة، نتيجةوتأويله، الشعر هذا تفسير على والحديث بالقرآن يستشهد أن ينبغي وإنما الحديث،تتخذ أن ينبغي ولا شيء، على تدل ولا شيئا تثبت لا الأشعار هذه إن أقول: أن أريداختراعا واخترعت تكلفت إنما فهي والحديث، القرآن علم من إليه اتخذت ما إلى وسيلة

عليه. يستشهدوا أن يريدون كانوا ما على العلماء بها ليستشهدقدمتها، التي النظرية هذه هي واحدة، غاية إلى كلها الطرق هذه من انتهينا فإذابأن الآن منذ أعترف وأنا ا، حق جاهليا أدبا يكون أن يمكن عما نبحث أن في فسنجتهدنتيجة إلى بنا ينتهي قد أنه في شديدا شكا أشك وبأني العسر، كل عسر البحث هذا

فسنحاوله. ذلك ومع مرضية،

البحث منهج (2)

إلى أضطرهم أن دون أقول أن أريد ما للناس أقول وأن جليا، واضحا أكون أن أحبالأغراض عن والكشف والتفسير النقد في مختلفة مذاهب ويذهبوا ويتحملوا يتأولوا أننفسي أريح وأن التعب، ألوان من اللون هذا من الناس أريح أن أريد إليها، أرمي التيهذا في سأسلك إني أقول: أن أريد مناقشة. إلى يحتاج لا فيما والمناقشة والدفع الرد منالعلم من يتناولون فيما والفلسفة العلم أصحاب من المحدثين مسلك البحث من النحو«ديكارت» استحدثه الذي الفلسفي المنهج هذا الأدب في أصطنع أن أريد والفلسفة،أن يعلمون جميعا والناس الحديث، العصر هذا أول في الأشياء حقائق عن للبحثقبل، من يعلمه كان شيء كل من الباحث يتجرد أن هي المنهج لهذا الأساسية القاعدةيعلمون جميعا والناس ا، تام خلوا فيه قيل مما الذهن خالي بحثه موضوع يستقبل وأنمن كان قد ظهر، يوم والفلسفة الدين في القديم أنصار عليه سخط الذي المنهج هذا أنقد وأنه تجديدا، والفلسفة العلم جدد قد وأنه أثرا، وأحسنها وأقواها المناهج أخصبهذا به يمتاز الذي الطابع هو وأنه فنونهم، في والفنانين أدبهم في الأدباء مذاهب غير

الحديث. العصربالبحث وتاريخه القديم العربي أدبنا نتناول أن نريد حين المنهج هذا فلنصطنعمن فيهما قيل ما كل من أنفسنا برأنا وقد وتاريخه الأدب هذا ولنستقبل والاستقصاء،

56

الجاهليون

ورءوسنا وأرجلنا أيدينا تأخذ التي الثقيلة الكثيرة الأغلال هذه كل من وخلصنا قبل،الحرة العقلية الحركة وبين بيننا وتحول الحرة، الجسمية الحركة وبين بيننا فتحول

أيضا.عواطفنا ننسى أن وتاريخه العربي الأدب عن البحث نستقبل حين يجب نعم!ما ننسى وأن بها، يتصل ما وكل الدينية عواطفنا ننسى وأن مشخصاتها، وكل القوميةمناهج إلا لشيء نذعن ولا بشيء نتقيد ألا يجب والدينية؛ القومية العواطف هذه يضادفسنضطر بها يتصل وما العواطف هذه ننس لم إذا أنا ذلك الصحيح، العلمي البحثهذا؟ غير القدماء فعل وهل يلائمها، بما عقولنا وسنغل العواطف، وإرضاء المحاباة إلىكانوا أو للعرب، يتعصبون عربا القدماء كان هذا؟ غير شيء القدماء علم أفسد وهلفي غلوا للعرب المتعصبين لأن الفساد؛ من علمهم يبرأ فلم العرب، على يتعصبون عجماغلوا العرب على المتعصبين ولأن العلم؛ وعلى أنفسهم على فأسرفوا وإكبارهم تمجيدهم

أيضا. العلم وعلى أنفسهم على فأسرفوا وإصغارهم تحقيرهم فيالإسلام لهذا شيء كل فأخضعوا الإسلام، حب في مخلصين مسلمين القدماء كانألوان من لون أو الأدب فصول من لفصل ولا علمي لمبحث يعرضوا ولم إياه، وحبهمأخذوه، هذا مذهبهم لاءم فما كلمته، ويعلي ويعزه الإسلام يؤيد إنه حيث من إلا الفنأو نصارى أو يهودا المسلمين: غير القدماء كان أو انصرافا. عنه انصرفوا نافره وماحياتهم في فتأثروا زيغ، نفوسهم وفي مرض قلوبهم في مسلمين أو ملحدين أو مجوساالغض نحو بحثهم في ونحوا الإسلام على تعصبوا الصادقون: المسلمون به تأثر ما بمثلعلى وجنوا العلم وأفسدوا الإسلام وظلموا أنفسهم فظلموا شأنه، من والتصغير منهيتناولوا وأن وقلوبهم، عقولهم بين يفرقوا أن استطاعوا القدماء أن ولو المقبلة، الأجياليتصل ما ولا عصبية ولا بقومية ذلك في يتأثرون لا المحدثون تناوله ما نحو على العلمهذا من ولأراحونا أيدينا، بين نجده الذي الأدب غير أدبا لنا لتركوا الأهواء، من كله بهذاوأنت منها. التخلص إلى سبيل لا الإنسان طبيعة هذه ولكن الآن. نتكلفه الذي العناءمذهب الفلسفة في ذهبوا الفلاسفة أن فلو شيء، كل في نقوله الذي هذا تقول أن تستطيعالجديد، منهجه يستحدث أن إلى «ديكارت» احتاج لما الأولى، العصور منذ «ديكارت»لما «سينيوبوس» مذهب الأولى العصور منذ التاريخ كتابة في ذهبوا المؤرخين أن ولولو الإيجاز: إلى أدنى وبعبارة التاريخ، في منهجه يستحدث أن إلى «سينيوبوس» احتاج

الكمال. في يطمع أن إلى احتاج لما كاملا خلق الإنسان أن

57

الجاهلي الأدب في

العلم، عليهم أفسد مما العلمية حياتهم في به تأثروا ما على القدماء لوم فلندعندرس أن في ولنجتهد أفسدوه، كما العلم نفسد ألا وفي تأثروا، كما نتأثر ألا في ولنجتهدبينه بالملائمة معنيين ولا منهم، الغض أو العرب بتمجيد حافلين غير العربي الأدبتأباه ما إلى البحث هذا بنا ينتهي حين وجلين ولا والأدبي، العلمي البحث نتائج وبينحررنا نحن فإن الدينية، العاطفة تكرهه أو السياسية الأهواء منه تنفر أو القوميةإلى يصل لم نتائج إلى العلمي ببحثنا سنصل أننا في شك من فليس الحد هذا إلى أنفسنااختلفنا أو الرأي في اتفقنا سواء أصدقاء سنلتقي أننا في شك من وليس القدماء، مثلهاوالعواطف الأهواء إنما البغض؛ أسباب من سببا العلم في الرأي اختلاف كان فما فيه؛

والعداء. البغض من الحياة عليهم يفسد ما إلى بالناس تنتهي التي هيفحسب، والأدب والفلسفة العلم في خصبا ليس هذا «ديكارت» منهج أن ترى فأنتالمنهج بهذا الأخذ أن ترى وأنت أيضا، الاجتماعية والحياة الأخلاق في خصب هو وإنماالذين على حتم هو بل وحدهم، فيه ويكتبون العلم يدرسون الذين على حتما ليسيستطيعون لا الذين إلى الآن منذ أطلب حين مسرف غير أني ترى وأنت أيضا، يقرءونأو العلم يقرءون حين والأهواء العواطف أغلال من ويخلصوا القديم من يبرءوا أنا. حق أحرارا يكونوا أن إلا قراءتها تفيدهم فلن الفصول؛ هذه يقرءوا ألا فيه يكتبون

الجاهلية الحياة مرآة (3)

الجاهلي الأدب في لا القرآن في تلتمس أن يجب

ويجدون عليه ويشفقون القديم العربي بالأدب يكلفون الذين يطمئن أن أحب أني علىعصرها انقضى جاهلية حياة يمثل جاهليا أدبا هناك أن يعتقدوا أن في اللذة من شيئاوبين بينهم السبيل يقطع ولن يعتقدون، ما الكتاب هذا يمحو فلن الإسلام، بظهوربل وفنية. علمية لذة من يبتغون ما درسها في ويجدون يدرسونها الجاهلية الحياة هذهقصيرة واضحة جديدة طريقا لهم سأستكشف أني فأزعم هذا من أبعد إلى أذهب أناحياة إلى منها يصلون أصح: بعبارة أو الجاهلية، الحياة هذه إلى منها يصلون سهلةلهذه المخالفة كل مخالفة ممتعة مشرقة قيمة جاهلية حياة إلى يعرفوها، لم جاهليةأني ذلك الجاهليين؛ الشعراء إلى ينسب مما وغيرها المطولات في يجدونها التي الحياةالجاهلي. الأدب يسمونه الذي الأدب هذا يمثلها أن أنكر وإنما الجاهلية، الحياة أنكر لا

58

الجاهليون

والنابغة القيس امرئ طريق إليها أسلك فلست الجاهلية الحياة أدرس أن أردت فإذاوإنما إليهم، ينسب بما أثق لا لأني صيفي؛ بن وأكثم ساعدة بن وقس وزهير والأعشىفي أدرسها صحته، في الشك إلى سبيل لا نص في وأدرسها أخرى، طريقا إليها أسلكفيه، الشك إلى سبيل لا ثابت القرآن ونص الجاهلي، للعصر مرآة أصدق فالقرآن القرآن،وفي وجادلوه، النبي عاصروا الذين الشعراء هؤلاء شعر في وأدرسها القرآن، في أدرسهاوالحياة الآراء عن طابت قد نفوسهم تكن ولم بعده جاءوا الذين الآخرين الشعراء شعرأعرف فلست نفسه؛ الأموي الشعر في أدرسها بل الإسلام، ظهور قبل آباؤهم ألفها التيبمقدار إلا فيه تجدد ولم الأدب في المحافظة بمذهب استمسكت القديمة الأمم من أمةالرمة وذي وجرير الفرزدق شعر في ظاهرة الجاهليين العرب فحياة العربية، كالأمةوبشر وعنترة طرفة إلى ينسب الذي الشعر هذا في ظهورها من أكثر والراعي والأخطل

خازم. أبي بنتسمعها، حين غريبة القضية وهذه الجاهلية، للحياة مرآة أصدق القرآن إن قلت:أعجبوا قد الناس أن نفهم أن اليسير من فليس قليلا؛ فيها تفكر حين بديهية ولكنهاالتي الصلة هذه هي صلة، وبينه بينهم تكون أن إلا آياته عليهم تليت حين بالقرآنإليه. ينظرون أو يسمعونه حين به يعجبون الذين وبين البديع الفني الأثر بين توجدإلا فيه النبي وجادلوا وناهضوه القرآن قاوموا قد العرب أن نفهم أن اليسير من وليسالممكن من ليس بل اليسير من وليس ودقائقه. أسراره على ووقفوا فهموه قد يكونوا أنوعوه، ولا فهموه لما كذلك كان فلو العرب؛ على كله جديدا كان القرآن أن نصدق أنفي جديدا القرآن كان إنما الآخر. بعضهم فيه وجادل ناهضه ولا بعضهم به آمن ولاكان ولكنه وقانون دين من للناس شرع فيما جديدا إليه، يدعو فيما جديدا أسلوبه،العصر في أي عصره؛ في الناس يصطنعها كان التي الأدبية اللغة هي لغته عربيا؛ كتاباعلى رد وفيه الوثنية، من يعتقدون كانوا فيما الوثنيين على رد القرآن وفي الجاهلي،يهود على يرد لا وهو والمجوس. الصابئة على رد وفيه النصارى، على رد وفيه اليهود،يرد وإنما وحدهم، الجزيرة وصابئة الفرس، ومجوس الروم، نصارى على ولا فلسطين،قيمة له كانت لما ذلك ولولا نفسها، العربية البلاد في تمثلهم كانت العرب من فرق علىتأييده سبيل في وضحوا وأيدوه، عارضوه الذين أولئك من أحد به حفل ولما خطر، ولا

… والحياة بالأموال ومعارضتهالتي الديانات هذه من غيرها أو البوذية أهاجم أخذت أني لو بي يحفل أحدا أفترىاليهود وأهيج النصرانية، أهاجم حين النصارى أغيظ ولكني مصر؟! في أحد يدينها لا

59

الجاهلي الأدب في

من لواحد أعرض أكاد لا وأنا الإسلام، أهاجم حين المسلمين وأحفظ اليهود، أهاجم حينتمثلها نفسها الدولة مقاومة ثم الجماعات، ثم الأفراد مقاومة أجد حتى الأديان هذهوتحميها المصريون بها يؤمن مصر في ممثلة ديانات أهاجم لأني ذلك والقضاء؛ النيابةالوثنيون، فعارضه الوثنية هاجم الإسلام: ظهر حين الحال كانت وكذلك المصرية. الدولةهذه تكن ولم النصارى. فعارضه النصرانية وهاجم اليهود، فعارضه اليهودية وهاجموبأس ومنعة قوة من لأهلها كان ما بمقدار تقدر كانت وإنما لينة، ولا هينة المعارضةونصبت مكة من النبي أخرجت فقد قريش وثنية أما والسياسية، الاجتماعية الحياة فيوجاهدته عليه ألبت فقد اليهود يهودية وأما الهجرة، إلى أصحابه واضطرت الحرب لهتكن فلم النصارى نصرانية وأما والقتال، الحرب إلى انتهت ثم وجدليا، عقليا جهادالأن لماذا؟ واليهودية. الوثنية المعارضة قوة قوية النبي حياة إبان للإسلام معارضتهافي ويهودية مكة في وثنية كانت إنما نصرانية؛ بيئة تكن لم النبي فيها ظهر التي البيئةمثل المدينتين هاتين نصارى من للقي نجران في أو الحيرة في النبي ظهر ولو المدينة،

المدينة. ويهود مكة مشركي من لقي مااستحال حتى ويهوده الحجاز مشركي على يظهر يكد لم الإسلام أن الحق وفيالنبي أدرك مسلح، اصطدام إلى بالحجة ونضال جدال من النصارى وبين بينه الجهاد

حدوده. أقصى إلى الخلفاء به وانتهى أولهمن وغيرهم والنصارى واليهود الوثنيين عن يتحدث حين القرآن أن ترى فأنتفهو العرب؛ ألفها وديانات نحل وعن العرب عن يتحدث إنما والديانات، النحل أصحابوالتأييد المعارضة من ذلك في يلقى وهو يؤيد، ما منها ويؤيد يبطل، ما منها يبطلالفرق أبعد فما وإذن الناس، نفوس على السلطان من والديانات النحل لهذه ما بمقدارونتيجة الجاهليين، إلى يضاف الذي الأدب هذا في الجاهلية الحياة عن البحث نتيجة بين

القرآن. في عنها البحثبريئة جافة غامضة حياة لنا فيظهر الجاهليين إلى يضاف الذي الشعر هذا فأماوالمسيطرة النفس على المتسلطة الدينية والعاطفة القوي الديني الشعور من كالبريئة أوطرفة أو القيس امرئ شعر في هذا من شيئا تجد فأين وإلا العلمية، الحياة علىالدينية الحياة تصوير عن كله الجاهلي الشعر يعجز أن عجيبا أوليس عنترة؟! أو

للجاهليين؟!

60

الجاهليون

يجادلوا أن إلى أهلها تدعو قوية دينية حياة لنا يمثل آخر، شيئا فيمثل القرآن وأماإلى ثم الكيد، إلى لجئوا الغناء قليل أصبح قد أنه رأوا فإذا الجدال، وسعهم ما عنها

تذر. ولا تبقي لا التي الحرب إعلان إلى ثم الاضطهاد،ثم العذاب ألوان وتذيقهم وتضطهدهم لأبنائها تكيد كانت قريشا أن أفتظنوحياتها وقوتها بثروتها سبيلها في وتضحي الحرب لهم تنصب ثم ديارهم من تخرجهمكانت كلا! الجاهليين؟ إلى يضاف الذي الشعر هذا يمثله ما إلا الدين من لها يكن لم لوجاهدت ما جاهدت الدين بهذا وللإيمان الدين ولهذا بدينها، الإيمان قوية متدينة قريشالعرب من وهؤلاء أولئك غير في مثله وقل اليهود؛ في ذلك مثل وقل ضحت، بما وضحت

دينهم. عن النبي جاهدوا الذينيسمونه الذي الشعر هذا من العرب عند الدينية للحياة تمثيلا أصدق إذن فالقرآنلا غيرها آخر شيئا يمثل وإنما وحدها، الدينية الحياة يمثل لا القرآن ولكن الجاهلي،والخصام الجدال على قدرة يمثل قوية، عقلية حياة يمثل الجاهلي: الشعر هذا في نجدهيجادلون كانوا الذين أولئك وصف قد القرآن أليس عظيما. حظا جهادها في القرآن أنفقهذه من بالدين يتصل وفيما الدين في ويحاورون؟ ويخاصمون الجدال بقوة النبيفي البعث، في لحلها: يوفقوا أن دون حياتهم فيها الفلاسفة ينفق التي المعضلة المسائل

ذلك. إلى وما المعجزة في والناس، الله بين الاتصال إمكان في الخلق،لأصحابه ويشهد بالقوة القرآن يصفه جدالا الأشياء هذه في يجادلون قوما أفتظنلنا يمثلهم بحيث والخشونة والغلظة والغباوة الجهل من القوم هؤلاء أفتظن بالمهارة،ولا غلاظا ولا أغبياء، ولا جهالا يكونوا لم كلا! الجاهليين؟! إلى يضاف الذي الشعر هذارقيقة عواطف وأصحاب وذكاء، علم أصحاب كانوا وإنما جافية؛ خشنة حياة أصحاب

ونعمة. لين فيه وعيشكذلك؛ كلهم القرآن يمثلهم ولا كذلك، كلهم العرب يكن فلم نحتاط؛ أن يجب وهناطبقتين: إلى منقسمين الحديثة الأمم من وككثير القديمة الأمم من كغيرهم كانوا وإنمالا الذين العامة وطبقة والعلم، والذكاء والجاه بالثروة يمتازون الذين المستنيرين طبقة

حظ. كله هذا من لهم يكون يكادونطاعة كفروا الذين المستضعفين أولئك عن يحدثنا أليس بهذا، شاهد القرآنيسألون: يوم سيقولون والذين بالحق، اقتناعا ولا الرأي في جهادا لا وزعمائهم لسادتهمجفوة عن يحدثنا والقرآن بلى! بيلا﴾؟ الس فأضلونا وكبراءنا سادتنا أطعنا ا إن ﴿ربنا

61

الجاهلي الأدب في

التي الرقيقة العاطفة من حظهم وقلة والنفاق الكفر في وإمعانهم وغلظتهم الأعرابألا وأجدر ونفاقا كفرا أشد ﴿الأعراب يقول: الذي هو أليس والتدين، الإيمان على تحملبلى! بالمال؟ الأعراب قلوب يتألف أن للنبي شرع قد أليس الله﴾؟ أنزل ما حدود يعلمواالممتازون فيها القديمة، الأمم من كغيرها كانت أنها على العربية الأمة يمثل إذن فالقرآناستنارة في حظ لهم يكن لم الذين العامة وفيها يجادلهم، النبي كان الذين المستنيرونالنبي يتألفهم كان والذين وخصومه، النبي بين النزاع موضوع كانوا والذين وامتياز،

أحيانا. بالمالصورة منها يعطينا هو بل فحسب، مستنيرة متدينة العربية الأمة يمثل لا والقرآنالحياة درس في الجاهلي الشعر هذا على يعتمدوا أن تعودوا الذين لها يدهش أخرىفي تعيش معتزلة أمة الإسلام قبل كانوا العرب أن يعتقدون فهم الإسلام. قبل العربيةهذا على يبنون وهم الخارجي، العالم يعرفها ولا الخارجي العالم تعرف لا صحرائهاالخارجية المؤثرات بهذه يتأثر لم الجاهلي الشعر إن يقولون: فهم ونظريات؛ قضاياكان لقد ذلك! له وأنى والروم، الفرس بحضارة يتأثر لم الإسلامي: الشعر في أثرت التيهذا، غير بشيء يحدثنا القرآن كلا! المتحضرة. الأمم وبين بينها صلة لا صحراء في يقالاتصال على كانوا بل الأمم، من حولهم بمن اتصال على كانوا العرب بأن يحدثنا القرآنوبين بينهم كان وما الروم عن يحدثنا القرآن أليس شيعا، وفرقهم أحزابا قسمهم قويوحزب أولئك، يشايع حزب مختلفين: حزبين إلى العرب فيها انقسمت حرب من الفرس﴿الم الآيات: بهذه تبتدئ الروم» «سورة تسمى سورة القرآن في أليس هؤلاء؟ يناصرلله سنين بضع في * سيغلبون غلبهم بعد ن م وهم الأرض أدنى في * الروم غلبت *

يشاء﴾؟ من ينصر الله بنصر * المؤمنون يفرح ويومئذ بعد ومن قبل من الأمرأن ترى فأنت معتزلين، الجاهلي الشعر هذا أصحاب يظن كما إذن العرب يكن لمبغيرهم الاقتصادي اتصالهم يصف وهو والروم، الفرس بسياسة عنايتهم يصف القرآنيف﴾، والص تاء الش رحلة إيلافهم * قريش ﴿لإيلاف المعروفة: السورة في الأمم منالحبشة حيث اليمن إلى والأخرى الروم، حيث الشام إلى الرحلتين هاتين إحدى وكانت

الفرس. أوألم الحبشة، بلاد إلى المندب باب بوغاز تجاوزوا العرب أن تحدثنا النبي وسيرةتجاوزوا بأنهم تحدثنا نفسها السيرة وهذه البلاد؟ هذه إلى الأولون المهاجرون يهاجرمعتزلين، إذن يكونوا فلم مصر، إلى وفلسطين الشام تجاوزوا وبأنهم الفرس، بلاد إلى

62

الجاهليون

الأمم من وغيرهم والهند والحبش والروم الفرس تأثير من بنجوة إذن يكونوا ولمفي يكونوا ولم غلاظا، ولا جهالا يكونوا ولم دين، غير على يكونوا لم لهم، المجاورةهو بل القرآن، يمثلهم كذلك الأخرى، الأمم إلى بالقياس اقتصادية أو سياسية عزلةوقد آنفا، إليها أشرنا التي الأوجه هذه من خطرا أقل ليس آخر وجها حياتهم من يمثلالعناية؛ من عظيم بحظ يختصوه أن والحديثة القديمة الأمم حياة عن الباحثون تعودحياة يمس الذي الوجه هذا هو ذلك كلها، الاجتماعية الحياة قوام فيه يرون لأنهمفأنت وطوائفهم. طبقاتهم بين الصلة هذه لنا يظهر والذي الداخلية، الاقتصادية العربدون كله الجاهلي الأدب هذا تقرأ أن تستطيع وأنت القيس، امرئ تقرأ أن تستطيعأنفسهم. وبين بينهم فيما الاقتصادية العرب حياة لك يمثل غناء ذي بشيء تظفر أنوصلت خارجية تجارية حياة للعرب كانت قد أن وحده القرآن من عرفت أنك فكماللعرب كانت قد أن وحده، القرآن ومن القرآن، من فستعرف الأجنبية، الأمم وبين بينهممن كان سوءها لعل النبي، ظهور وقت سيئة اقتصادية حياة أنفسهم وبين بينهم فيماالقرآن أن حين منذ رأيت فقد منهم. كثيرين ناس قلوب إلى الإسلام حبب التي الأشياءناحية من مستضعفين جهال وإلى ناحية، من ممتازين مستنيرين إلى العرب يقسمبين والنزاع الخصومة موضوع كانوا المستضعفين الجهال هؤلاء أن رأيت وقد أخرى،فريق آخرين: فريقين إلى العرب يقسم أنه رأيت القرآن قرأت إذا وأنت وأعدائه. النبيليس الذين أو المعدمين الفقراء وفريق الربا، في المسرفين بالثروة المستأثرين الأغنياءوقف وقد عنهم. يستغنوا أو المرابين هؤلاء يقاوموا أن من يمكنهم ما الثروة من لهموذاد عنهم وناضل المستضعفين، الفقراء هؤلاء جانب إلى وقوة وحزم صراحة في الإسلامسلك مختلفة: مسالك والذياد النضال هذا في وسلك ظلمهم. في والمسرفين خصومهمالربا يأكلون الذين ومثل تحريمه، في وألح الربا حرم حين والعنف القوة مسلك فيهمامن بقي ما ويذروا الله يتقوا أن آمنوا الذين وأمر المس، من الشيطان يتخبطهم بالذينوالرفق اللين مسلك فيهما وسلك يفعلوا. لم إن ورسوله الله من بحرب وآذنهم الربا،بها يرغب البينات الأمثال هذه وضرب بالفقراء، الأغنياء وأوصى بالصدق أمر حينصاحبها يقدمه قرضا الصدقة وجعل عليهم، والعطف بالفقراء البر في الأموال أصحابوشدة حزم فيه بين، بين فيهما وسلك القيامة. يوم مضاعفا إليه يرد أن على الله إلى

الفقراء. لحاجة وسد للأغنياء تطهير أنها على الزكاة شرع حين ورفق لين وفيهالصدقة على والحث الربا بتحريم كلها العناية هذه يعنى كان القرآن أن أفتظنوالاضطراب الفساد من الداخلية الاقتصادية العرب حياة تكن لم لو الزكاة وفرض

63

الجاهلي الأدب في

أين وحدثني الجاهلي، الأدب في كهذا شيئا أو هذا لي فالتمس ذلك؟ إلى تدعو بحيثذلك، ومع والفقراء. الأغنياء بين ما نضالا لك يصور ما ونثره شعره الأدب هذا في تجدله يعرضه وما ضر من صاحبه يحمل وما الفقير فقر يمثل لا الذي الأدب هذا فمادماء وامتصاص والبطش الظلم في وإسرافه الغني طغيان يمثل لا والذي أذى، منهذه من بالشكوى مرة لسانه انطلق من البائسين العرب هؤلاء بين يكن ألم المعدمين؟لسانه انطلق من الظلم في المسرفين العرب هؤلاء من يكن ألم المنكرة؟ السيئة الحياةالناحية هذه القرآن يمثل لا ثم البائسين؟ هؤلاء على وتسلطه كبرياءه يمثل بما مرةخطرا وأعظم أقوم أخرى ناحية يمثل وإنما الداخلية، الاقتصادية الحياة من وحدهاتكون وتكاد به خليقة لأنها الشعر؛ يمثلها أن ننتظر كنا التي الناحية هذه يمثل منها:الصلة لنا تظهر التي الناحية هذه الخالصة، النفسية الناحية هذه نريد عليه، موقوفةهذا عن نتساءل أن نلبث لم قليلا فيها فكرنا إن التي الناحية هذه والمال، العربي بينكراما أجوادا العرب لنا يمثل الجاهلي فالشعر كاذب؟ أم هو أصادق الجاهلي الشعرفي وإلحاحا البخل ذم في إلحاحا القرآن في ولكن ازدرائها؛ في مسرفين للأموال مهينينفي والاجتماعية الاقتصادية الحياة آفات من إذن والطمع البخل كان فقد الطمع؛ ذمعن وينهى اليتيم برعاية القرآن فيها يأمر التي الآيات هذه تقرأ أن ويكفي الجاهلية،يأكلون الذين ﴿إن الآية: هذه نقرأ أن ويكفي عليه، والبغي ظلمه وعن ماله في الإسرافشعورا لتشعر سعيرا﴾؛ وسيصلون نارا بطونهم في يأكلون إنما ظلما اليتامى أموالللمال متلفين أجوادا الشعر هذا يمثلهم كما يكونوا لم الجاهلية في العرب بأن قوياوكان والحريص، المتلاف منهم وكان والبخيل، الجواد منهم كان وإنما لكرامته، مهينينوتحصيله. جمعه سبيل في والعاطفة الفضيلة يزدري من ومنهم المال يزدري من منهمالقرآن يمثله لما الملائمة كل ملائم هذا أن الحق وفي كذلك، كانوا العرب أن الحق وفيهاتين في الحياة قوام التجارة كانت فقد والمدينة؛ مكة في المتحضرين العرب حياة منالربا معها يذكر أن إلى مضطر فهو القديمة الأمم في التجارة ذكر ومن الحاضرتين.المال بحب تتصل التي والاجتماعية الفردية النقائص وهذه والظلم والطمع والبخلعلى الشك تقبل لا دلالة القرآن يدل شيئا، منها الجاهلي الأدب يظهر لا والتي وجمعه،وروما أثينا في ذلك قبل ممثلة كانت كما والطائف، والمدينة مكة في ممثلة كانت أنهاالإسلام بها جاء التي الثورة أن على يدل هذا، من أكثر على القرآن يدل بل وقرطاجنة.

واقتصاد. وسياسة دين ثورة كانت وإنما غير، ليس دين ثورة تكن لم

64

الجاهليون

مدى، أبعد إلى العرب تاريخ من النفسية الناحية هذه تمثيل في يمضي والقرآنالمعسر وانتظار باللين فيأمر والمدين، الدائن بين الصلة تنظيم في يدقق كيف إليه فانظرأمر ينظم أخذ الرفق على والحث بالمعروف الأمر هذا من فرغ إذا حتى يوسر. حتىالصلة تمثيل في منه أبلغ أعرف لا تنظيما وحرص وعدل وحزم دقة في المتقارضينى سم م أجل إلى بدين تداينتم إذا آمنوا الذين أيها ﴿يا والأموال: العرب بين النفسيةفليكتب الله علمه كما يكتب أن كاتب يأب ولا بالعدل كاتب بينكم وليكتب فاكتبوهالحق عليه الذي كان فإن شيئا منه يبخس ولا ربه الله وليتق الحق عليه الذي وليمللشهيدين واستشهدوا بالعدل وليه فليملل هو يمل أن يستطيع لا أو ضعيفا أو سفيهاتضل أن هداء الش من ترضون ن مم وامرأتان فرجل رجلين يكونا لم فإن رجالكم منتكتبوه أن تسأموا ولا دعوا ما إذا هداء الش يأب ولا الأخرى إحداهما فتذكر إحداهماإلا ترتابوا ألا وأدنى هادة للش وأقوم الله عند أقسط ذلكم أجله إلى كبيرا أو صغيراإذا وأشهدوا تكتبوها ألا جناح عليكم فليس بينكم تديرونها ة حاضر تجارة تكون أنويعلمكم الله واتقوا بكم فسوق فإنه تفعلوا وإن شهيد ولا كاتب يضار ولا تبايعتمفإن قبوضة م فرهان كاتبا تجدوا ولم سفر على كنتم وإن * عليم ء شي بكل والله اللهومن هادة الش تكتموا ولا ربه الله وليتق أمانته اؤتمن الذي فليؤد بعضا بعضكم أمنالناس الله يشرعه جديد نظام سيقولون عليم﴾. تعملون بما والله قلبه آثم فإنه يكتمهاكان الربا تحريم ولكن فيه، نرتاب ولا ذلك ننكر لسنا لمصالحهم، ورعاية بهم رفقاقل: أو — ذلك مع وهو لمصالحهم، ورعاية بهم رفقا للناس الله شرعه جديدا نظامامن لكثير رافعا منهم، كثير لآمال محققا الاقتصادية، لحياتهم ملائما كان — لذلك وهووينظم إصلاحا، ويقر فسادا يزيل أن يريد يكن لم إذا النظم هذه الله يشرع ولم الظلم.

وأكمله؟ ممكن وجه أحسن على الناس بين الصلاتأن ننتظر كنا أشياء إلى الاقتصادية العرب حياة من كله هذا القرآن يتجاوز ثموصدق، صحة من نصيبا له أن لو فيه إليها الإشارة نرى أو الجاهلي الشعر في نراهاتمثلها لا نواح من إلا بها يعنى لا وهو والبادية، الصحراء بحياة إلا يعنى لا الشعر فهذاوما أعماقها، في يتغلغل ولا رفيقا ا مس يمسها فهو المدر لحياة عرض فإذا ا، تام تمثيلاذكر الجاهلي الشعر في نجد نكاد لا أنا الأمر عجيب ومن الإسلام. شعر نعرف هكذاالعرب كان فهل أقل. ولا أكثر لا الجهل على يدل فذكر ذكر فإذا إليه، الإشارة أو البحر

65

الجاهلي الأدب في

على فيمن القرآن أما مرافقهم؟ في يصطنعونه ولا ا حق البحر يجهلون الجاهلية فيأذكر مختلفة كثيرة منافع البحر هذا في لهم وبأن البحر، لهم سخر قد الله بأن العربالصيد، منها وأذكر كالأعلام. البحر في المنشآت الجواري يذكر فالقرآن الملاحة؛ منهامنها وأذكر طريا. لحما البحر من يستخرجون كانوا بأنهم العرب على من القرآن ففيأن إلى الغلو في أذهب ولست لهذا. صريح ذكر القرآن ففي والمرجان، اللؤلؤ استخراجمصادر من مصدرا والمرجان اللؤلؤ واستخراج الصيد من يتخذون كانوا أنهم أزعمكله بهذا العرب على وامتنانه كله لهذا القرآن ذكر أن ألاحظ ولكني الضخمة، الثروةالمعرفة حق يعرفونه كانوا بل كله، هذا يجهلون يكونوا لم العرب أن على قاطع دليلعليهم، به الحجة أقام وما له القرآن عرض فما وإلا قويا، تأثرا به تتأثر حياتهم وكانت

الجاهلي؟ الشعر في هذا من شيئا أو هذا تجد فأينالعربية الحياة أنواع من لغيرها وأعرض الاقتصادية الحياة أدع أن أستطيع وأناهذا به يحدثنا لا بما الحياة هذه أمر من يحدثنا القرآن أن لك فأبين والمدر، الوبر في

الجاهلي. الأدب هذا لنا يصور لا ما دقائقها من لنا ويصور الجاهلي، الأدبسياسة وأصحاب وبأس، وقوة ثروة وأصحاب ودين، علم أصحاب العرب كان وإذاوخارجي داخلي اقتصاد وأصحاب فيها، مؤثرة بها متأثرة العامة، بالسياسة متصلةيستطيع وكيف همجية، جاهلة أمة لا راقية متحضرة أمة يكونوا أن أخلقهم فما معقد،

همجية! جاهلية أمة في ظهر قد القرآن أن يصدق أن عاقل رجلفي التماسها من وأجدى أنفع القرآن في الجاهلية العربية الحياة التماس أن أرأيتكل يغير البحث من النحو هذا أن أرأيت الجاهلي! الأدب يسمونه الذي العقيم الأدب هذا

الجاهليين! أمر من نعرف أن تعودنا ما التغيير

واللغة الجاهلي الأدب (4)

الأدب هذا من المطلقة الكثرة بصحة التسليم علينا يحظر آخر شيئا هناك أن علىالحياة يمثل لا أنه رأينا الذي الأدب فهذا إليه، نذهب ما إثبات في أبلغ ولعله الجاهلي،يمثل أن عن البعد كل بعيد الجاهليين للعرب والاقتصادية والسياسية والعقلية الدينيةمن شيء إلى يحتاج هنا والأمر فيه. قيل أنه الرواة يزعم الذي العصر في العربية اللغةالذي المحدود الدقيق معناها بها نريد العربية اللغة ذكرنا إذا فنحن والأناة، الرويةحيث من الألفاظ بها نريد معناه. ما اللغة لفظ عن فيها نبحث حين المعاجم في نجده

66

الجاهليون

ملائما تطورا وتتطور أخرى، ومجازا مرة حقيقة تستعمل معانيها، على تدل ألفاظ هياللغة. هذه أصحاب يحياها التي الحياة لمقتضيات

اللغة تعرف في ولنجتهد الجاهلية، اللغة يمثل لا الجاهلي الأدب هذا إن نقول:هذا الجاهلي أدبهم أن الرواة يزعم الذي العصر في كانت ماذا أو هي، ما هذه الجاهليةالعرب أن فهو عليه يتفقون كادوا أو الرواة عليه اتفق الذي الرأي أما فيه؟ ظهر قدفي الأولى منازلهم وعدنانية اليمن، في الأولى منازلهم قحطانية قسمين: إلى ينقسمون

الحجاز.فهم العربية على فطروا الله، خلقهم منذ عرب القحطانية أن على متفقون وهمهي أخرى لغة يتكلمون كانوا اكتسابا، العربية اكتسبوا قد العدنانية أن وعلى العاربة،صدورهم من الأولى لغتهم فمحيت العاربة، العرب لغة تعلموا ثم الكلدانية، أو العبرانيةالمستعربة العدنانية هذه أن على متفقون وهم المستعارة. الثانية اللغة هذه فيها وثبتتهذه لكل أساسا يتخذونه حديثا يروون وهم إبراهيم، بن بإسماعيل نسبها يتصل إنما

إبراهيم.1 بن إسماعيل أبيه لغة ونسي بالعربية تكلم من أول أن خلاصته النظرية،البحث أثبته أيضا آخر شيء على يتفقون ولكنهم الرواة، يتفق كله هذا علىعدنان ولغة العاربة» العرب «وهي حمير لغة بين قويا خلافا هناك أن وهو الحديث؛لسان «ما يقول: كان أنه العلاء بن عمرو أبي عن روي وقد المستعربة»، العرب «وهي

بلغتنا.»2 لغتهم ولا بلساننا حميريصطنعها كان التي اللغة بين جوهريا خلافا أثبت قد الحديث3 البحث أن الحق وفيالبلاد، هذه شمال في يصطنعونها كانوا التي واللغة العربية، البلاد جنوب في الناسالنحو قواعد وفي اللفظ في الخلاف هذا إثبات من تمكننا ونصوص نقوش الآن ولدينا

المسألة. هذه حل من بد فلا وإذن أيضا، والتصريف

ليدن. طبعة ٤ صفحة سلام لابن الشعراء» «طبقات انظر 1.٤ صفحة سلام لابن الشعراء» «طبقات انظر 2

عنوانها واللاتينية بالعربية غويدي أغناطيوس للأستاذ رسالة ١٩٣٠ سنة في الآداب كلية نشرت 3

Summarium Grammatica veteris linguae القديمة» الجنوبية العربية اللغة علم في «المختصربين والوفاق الخلاف وجوه من بشيء يلم أن أراد من إليه يرجع أن يحسن .Arabiscae merdionalis

العرب. جزيرة في والجنوب الشمال لغتي

67

الجاهلي الأدب في

العاربة، نسميهم الذين العرب أولئك من العربية تعلموا قد إسماعيل أبناء كان إذايصطنعها كان التي واللغة العاربة العرب يصطنعها كان التي اللغة بين ما بعد فكيفمتمايزتان، لغتان إنهما يقول: أن العلاء بن عمرو أبو استطاع حتى المستعربة، العربجدالا؟ ولا شكا تقبل لا التي بالأدلة التمايز هذا يثبتوا أن المحدثون العلماء واستطاعأن ينبغي ما تحديد في شديدا اضطرابا مضطربون جميعا والمحدثين القدماء أن الحقوهذا العربية، اللغة لفظ من يفهم أن ينبغي ما تحديد وفي العرب، لفظ من يفهمنضع أن من يمكننا أن ولا العلمي التحقيق على يعين أن شأنه من ليس الاضطرابكانوا فقد القدماء فأما بحلها. نعنى أن يجب التي المسألة — وجلاء دقة في — أمامناعلى تحديدها في يتفقوا لم وإن العربية، البلاد هذه سكان العرب4 لفظ من يفهمونفي البلاد هذه سكان بين يفرقون يكونوا ولم اليوم، الحديثون الجغرافيون يحدده ماشأن ذلك يكن ولم عربا. الشمال أهل وكان عربا الجنوب أهل كان وإنما التسمية،اليمن فأهل والرومان، اليونان من القدماء شأن كان وإنما وحدهم العرب من القدماءالعرب لفظ يطلقون منهم ففريق المحدثون وأما وهؤلاء. أولئك عند عرب والأنباط عربمنهم فريق عند ولكن آسيا، أطراف من الطرف هذا سكان على القدماء يطلقه كان كمااليمنيين بعربية يكتفون لا فهم كثيرا، أو قليلا الطرف هذا يتجاوزوا أن إلى ظاهرا ميلافي البابليون يكون وأن عربا النبط يكون أن يريدون ولكنهم والنجديين، والحجازيينالعربية البلاد به يتجاوزوا حتى العرب لفظ يمدون ترى كما وهم عربا. الأول عصرهموحضارة عربية، حضارة النبط فحضارة غريبة: نتائج هذا على يرتبون وهم الطبيعية،العربية واللغة عربي، وتشريع عربية حضارة حمورابي عهد من وتشريعهم البابليينالعربي الجنس يتسع ما وبمقدار وتضيق، العربية البلاد تتسع ما بمقدار وتضيق تتسع

ويضيق. نفسهالتاريخ في عنهما ينتج وما والاضطراب الاختلاف لهذا أعرض أن يعنيني وليسمرة العرب إلى والمحدثون القدماء يضيفها التي الأخرى السامية الأمم تاريخ وفي العربيينتجها التي الخطيرة النتائج أوضح أن يعنيني وإنما أخرى، مرة عنهم ويفصلونهانعرف نكاد لا أننا فالواقع وآدابها. العربية اللغة تاريخ في والاضطراب الخلط هذانؤرخها أن نريد والتي اللفظ هذا من الآن نفهمها التي العربية اللغة بين متينة صلة

العرب». «جزيرة لياقوت: البلدان» «معجم انظر 4

68

الجاهليون

وغير حينا عربية والمحدثين القدماء بعض يعدها التي الأمم هذه ولغات آدابها، ونؤرخكثير في تتشابه الناحية هذه من وهي سامية؛ اللغات هذه كل نعم! آخر. حينا عربيةواللغة سامية، العبرانية اللغة ولكن أخرى، ويضعف مرة يقوى تشابها الأصول منوبين وبينها سامية، كلها الآرامية واللهجات سامية، الكلدانيين ولغة سامية، الفينيقيةالعربية اللغة بين ما مثل آخر حينا والضعيف حينا القوي التشابه من العربية اللغةوإذن والأنباط. والحبش والسبئيين الحميريين ولغة حمورابي عصر في البابليين ولغةاللغات كانت كما عربية كلها الآراميين ولهجات الكلدانية والسريانية العبرانية تكون فلم

الأخرى؟ واللهجاتنفهم وأن نتفق أن اليسير من يكون فقد عربية كلها السامية اللغات كانت وإذا«السامي»، لفظ موضع «العربي» لفظ يضعون فهم يريدون؛ ما الرأي هذا أصحاب مننعود أن من ذلك يمنعنا أن دون أرادوا، إن لأصحابه نقره أن نستطيع اصطلاح وهوخصائصها منها لكل وأن بينها، فيما متباينة مختلفة العربية اللغات هذه أن فنقررالتي الفصحى اللغة هذه وهي تعنينا، التي هي بعينها منها واحدة وأن ومميزاتها،العقل وازدراء الإسراف ومن عربيا. أدبا نسميه أن على اتفقنا وفيما القرآن في نجدهامن عليه اتفقوا قد القدماء كان لما — احتياط ولا تحفظ غير في — نطمئن أن والعلموالعماليق وجديس وطسم وثمود عاد فالبائدة وباقية، بائدة إلى منقسمون العرب أنعدنان. والمستعربة قحطان فالعاربة ومستعربة. عاربة إلى تنقسم والباقية إليهم؛ ومنعاد من نعرف لا فنحن احتياط؛ ولا نقد غير من كله هذا نقبل أن الإسراف من نقول:من بوجه نستطيع ولا ا، تام جهلا لغتهم نجهل ونحن القرآن، به أخبرنا ما إلا وثمودولا العماليق ولا جديسا ولا طسما نعرف لا ونحن شيئا، أمرهم في نقرر أن الوجوهما رفض إلى المسلمين علماء من القدماء سبقنا وقد كثيرا، ولا قليلا لغاتهم من نعرفالأخبار هذه حاشى وخبر، ونثرر شعر من والعماليق وجديس وطسم وثمود لعاد روي

والعبرة. للعظة إلماما القرآن بها ألم التيلأننا للبحث؛ ولا للعلم موضوعا تصلح لا ولغاتها والقبائل الأمم هذه فكل وإذنهذه تدل علام نعرف لا نحن بل أسماءها، إلا منها نعرف ولا كله الجهل نجهلهاشعبان فهما عدنان؛ وفي قحطان في كذلك ليس الأمر ولكن محققة. دقيقة دلالة الأسماءنستطيع ونحن جدالا، ولا شكا تقبل لا نصوص عنهما إلينا ووصلت التاريخ عرفهمافي المختلفة النتائج الدرس هذا من ونستخلص علميا، درسا النصوص هذه ندرس أن

69

الجاهلي الأدب في

لموقفنا المخالفة كل مخالف الشعبين هذين بإزاء فموقفنا وإذن والتاريخ. والأدب اللغةيقفون كانوا المسلمين من القدماء أن رأيت وقد وجديس. وطسم وثمود عاد بإزاءهو قحطان شعب أن ناحية من يرون فكانوا متناقضين، موقفين الشعبين هذين منوكانوا اكتسابا. واكتسبها العربية منه تعلم قد عدنان شعب وأن ا، حق العربي الشعبقحطان لسان وأن عدنان، لغة هي ليست قحطان لغة أن أخرى ناحية من يرونهذا يزيلوا أن ولا التناقض هذا يعرفوا أن القدماء يحاول ولم عدنان، لسان هو ليسالقحطانية، عن عربيتها أخذت العدنانية أن من عليه كانوا ما على مضوا وإنما اللبس،لغة أن ومن وخطباء، شعراء كذلك وللقحطانية وخطباء شعراء للعدنانية أن ومنوإن عدنان لغة ليست قحطان لغة كانت وإن القرآن لغة هي واحدة وهؤلاء أولئكلاستكشاف المحدثون العلماء فوفق الله أراد وقد عدنان. لسان ليس قحطان لسان كانومعينية، وسبئية حميرية من القحطانية اللغات لاستكشاف قل: أو القحطانية، اللغةالقديمة المصرية اللغة قرءوا كما اللغات هذه لقراءة العلماء هؤلاء يوفق أن الله وأرادالسامية. اللغات من أخرى طائفة قرءوا وكما والأشوريين، البابليين لغة قرءوا وكمالعلماء تقدر لم عناية الحميرية اللغة بهذه المحدثون العلماء هؤلاء يعنى أن الله وأرادبينها ويقارنوا وصرفها، نحوها فيستنبطوا للهجرة، والثاني الأول القرن في المسلمينالبحث هذا نتيجة وكانت عنها. والبعيدة منها القريبة السامية اللغات من غيرها وبينوأن آخر، شيء الفصحى العربية واللغة شيء الحميرية اللغة أن المتصل والجد الطويلمتأثرة العربية، اللغة إلى منها القديمة الحبشية اللغة إلى أقرب الحميرية اللغة هذهوصرفها. الفصحى عربيتنا بنحو تأثرها من أكثر وصرفها الحبشية اللغة هذه بنحوالذي المستقل علمها الحميرية للغة فإن كله؛ هذا في المفصل القول موضع هنا وليسالموضوع هذا درسوا الذين المستشرقين كتب في التحقيق شاء من إليه يرجع أن ينبغي

وأتقنوه.وهم الدليل، تفصيل عليهم ويعرض الحجة، لهم تقام أن إلا يأبون قوما ولكنأن مدع يدعي أن بالعقول العبث أو التقصير من أن ويرون ويلجون ذلك في يغلوننعلن حين علينا الحق من كأن الفرق، مواضع على يدل أن دون مفترقتان اللغتينعلى المحرم من وكأن هذا. على الدليل نقيم وأن آخر شيء والعبرانية شيء العربية أنأن دون والكيميائي الطبيعي البحث بنتائج يعتز أن مثلا الطبيعي التاريخ صاحبنتائج على يعتمد أن لعالم يصح لا كأنه والكيميائية، الطبيعية الأدلة تفصيل في يدخل

الأخرى. العلوم في الإخصائيون إليها انتهى التي البحث

70

الجاهليون

العلاء بن عمرو أبو إليه اطمأن ما إلى يطمئنوا أن يستطيعون لا الممارون هؤلاءحين يصدقونا أن يريدون ولا والحميرية، العربية بين الجوهري الخلاف وجود منيقرءوا أن يريدون وإنما عمرو، أبو يقوله كان ما أثبت قد الحديث العلم بأن ننبئهمنضع لو أنا يجهلون وهم الخلاف، هذا مواضع بأنفسهم يتبينوا وأن حميرية نصوصافلن الحميري بخطها مكتوبة أصحابها تركها كما الحميرية النصوص هذه أيديهم بينإلى منقولة أيديهم بين نضعها ولو خطوة، قراءتها في يتقدموا أن إلى سبيلا يجدوابالنحو المتصلة الفروق استنباط عن فضلا فهم غير من يقرءون فقد العربي الخطنضيع فقد الفروق هذه على أيديهم ونضع لهم نترجم لو أنا يجهلون وهم والصرف.بعض لهم نورد كله هذا على ولكنا غناء. ولا حاجة غير في والمكان الزمان من كثيرانزعم بما يقتنعون ثم ويستنبطون ويفهمون يقرءون لعلهم علاتها على النصوص هذهأخرى. سامية لغة وأية العربية بين كالصلة والحميرية العربية بين الصلة أن من لهمفي لتلاميذه الكبير جويدي الأستاذ أورده الذي السهل القريب النص هذا وليقرءوا

القرب: من والحميرية العربية اللغة بين لما نموذج أنه على القديمة الجامعة

وقههمو حجن مزندن ذن ذهرن مقه إل هقنيو كلبت بنو وأخهو وهبمنعمتم. وسعدهمو لوفيهمو بمسألهو

الكلمات: هذه تفسير في جويدي الأستاذ قالالكتابة في وآخرها الكلمة وسط من تحذف ما كثيرا والألف رجل، اسم وهاب أي وهبم:

العربية. في التنوين بدل فهي الأخيرة الميم أما والياء، الواو وكذلك الحميريةضمير بدل فهي آخرها في «هو» أما الهاء، قبل حذفت واو ففيه وأخوه، أي وأخهو:

العربية. في «ھ» وهو الغائبللقبيلة. لأنه بالواو كتب بنو:

اسم وكلبة مربوطة تاء الحميرية الكتابة في وليس المربوطة بالتاء كلبة أي كلبت:قبيلة.

تبدل الحميرية اللغة في أفعل وزن على الذي والفعل أعطوا، ومعناه أقنوا أي هقنيو:الجماعة. بواو اتصاله مع منه العلة حرف يحذف لا والمعتل هاء، همزته

أوام. وفي هران في يعبد كان آلهتهم من إله اسم مقه: إل

71

الجاهلي الأدب في

صاحب، بمعنى وذو هران، من والألف ذو، من حذفت الواو هران، ذو أي ذهرن:باليمن. ذمار حصن إنه ياقوت: قال موضع وهران

الألف منه وحذفت الإشارة لتأكيد آخره في النون زيدت إشارة اسم وهو ذان أي ذن:كالعادة.

حميري. لفظ وهو لوح أي مزندن:بسبب. أو لأن معناه حجن:

الجمع. في المفعول ضمير هو «وهمو» أجابهم، أي وقههمو:سؤاله. عن أي بمسألهو:

أي لوفيهمو ومعنى هقنيو، في كما العلة حرف منه يحذف لم فعل هو لوفيهمو:سلمهم.

وساعدهم. أي وسعدهم:التنوين. بدل والميم نعمة أي نعمتم:

بعينه: الغرض لهذا نفسه جويدي الأستاذ أورده الذي الآخر النص هذا وليقرءوا

مقه لإل وثنن شمتي مريب هجرن بخلف خمتن بعلتي وشفنرم أمهو أختلوفيهمو. بمسألهو وقههمو حجن أوم بعل

النص: هذا تفسير في الأستاذ وقالالعربية. في الهاء بدل أمهو في و«هو» اسمها، وهذا أمه، أخت أي أمهو: أخت

الشنفرى. من يقرب وهو علم وشفنرم:صاحبتي. أي بعلتي:

أل بدل الأخيرة والنون تقدم، كما الكلمة وسط في محذوفة فالياء الخيمة، أي خمتن:التعريف. أداةوراء. أي بخلف:

للإشارة. فيها والنون هجر، البحرين لقاعدة قيل ولذلك مدينة، أي هجرن:

72

الجاهليون

مريب اللاتين من القدماء عند اسمها وكان اليمن، في المعروفة مأرب مدينة هي مريب:الحميري. الاسم يطابق وهو

وضعتا. أي شمتي:للإشارة. فيه والنون صنما، أي وثنن:ذكره. تقدم الذي الإله أي مقه: لإل

صاحب. أي بعل:بلد. وأوام تقدم، كما الألف منه وحذفت أوام، أي أوم:

بسبب. أو لأن أي حجن:أجابهم. أي وقههمو:

سؤاله. عن أي بمسألهو:سلمهم. لوفيهمو:

وأشباههما النصين هذين تفسير في نتعمق أن إلينا يطلبون لا هؤلاء أن ونظنالعربية اللغتين بين الجوهري الخلاف من منهما يستخرج أن يمكن ما واستخراجإلى وما ببعض بعضها الجمل واتصال والصرف النحو وأصول اللفظ مادة في والحميريةلا مختلفتين لغتين بإزاء أننا معنا يرون ونظنهم اللغات، بين يباعد أو يقارب مما ذلكإلا ليس القواعد بعض وتشابه الألفاظ بعض تقارب بأن يشعرون ونظنهم واحدة، لغةوالعبرانية والسريانية ناحية من الفصحى عربيتنا بين القواعد وتشابه الألفاظ كتقارب

أخرى. ناحية منأن دون لهم نثبته الذي النص هذا ويفسروا ويفهموا يقرءوا أن هذا بعد ونحبأن خليقون فهم واحدة لغة والعربية الحميرية أن يرون يزالون لا كانوا فإن نفسره،من والإسلاميين الجاهليين شعر ويفسرون يفهمون كما ويفسروه؛ النص هذا يفهموا

مستقيم: ومذهبنا ظاهرة فحجتنا وإلا العرب،

اله بت ذولى وشعنهوا كللم عبدلم قو الهت وهعل هنام وبنيهمي لعاد

وصنا رحمنن براد يرت بتهمو وهشينن ناو(ل). حيو تم ما وخمس وسبعي ذلثلثن ذخرق بورخ

73

الجاهلي الأدب في

انتهى.والعدنانية شيء فالقحطانية تفصيله، في القول نبين أن من وأبين أوضح إذن الأمرلا العربية الآداب تأريخ يريدون والذين آخر. شيء والعربية شيء والحميرية آخر، شيء

السريانية. أو العبرانية الآداب يؤرخون لا أنهم كما الحميرية، الآداب يؤرخونوالذين قحطان إلى ينسبون الذين الجاهليين الشعراء هؤلاء خطب فما وإذنإلى هاجرت قد قحطانية إنها يقال: قبائل من قلتهم وكانت اليمن تنزل كثرتهم كانتإليهم يضاف والخطباء الكهان من فريق خطب وما الشعراء هؤلاء خطب ما الشمال؟القرآن؟ في نراها كما الفصحى العربية اللغة ونثره لشعره يتخذ وكلهم وسجع، نثر

إلى سبيل لا ففرض الفصحى العربية لغتنا يتكلمون كانوا الناس هؤلاء أن أماأخرى، لغة يتكلمون كانوا أنهم ظهر فقد الجاهلي؛ بالعصر يتصل فيما عنده الوقوفيضاف كما الفصحى، لغتنا في والنثر الشعر من إليهم يضاف فما أخرى، لغات قل: أوسبيل لا متكلف منحول والنثر، الشعر من إليهم ومن وجديس وطسم وثمود عاد إلى

إليه. الاطمئنان أو قبوله إلىيكونوا أن يمنع الذي فما لغات، أو لغة للحميريين كانت قد أن فلنسلم سيقولون:ونحن الفنيين؟ ونثرهم شعرهم فيها ينشئون لهم أدبية لغة العدنانية لغة اتخذوا قدكانت فقد الإسلام؛ ظهور بعد جدالا ولا شكا يحتمل لا حق أنه على الفرض هذا نقبلالناشئة حكومته ولغة المقدس كتابه ولغة الجديد الدين هذا لغة الفصحى العربية اللغةبعد أصبحت كما لهم، أدبية لغة أصبحت ثم للعرب رسمية لغة فأصبحت القوية،الشعوب من نعرف من وفيها كلها، الإسلامية للدول أدبية لغة ثم رسمية لغة الفتحعظيم. وسلطان باهرة حضارة إلى العرب سبق من وفيها المتباينة، والأجيال المختلفة

الإسلام، ظهور بعد العرب وغير للعرب أدبية لغة إذن الفصحى العربية اللغة كانتلغة تكون أن العدنانية لغة استطاعت كيف نتبين أن نحب فقد الإسلام ظهور قبل فأماأن شأنها من التي — والاقتصادية السياسية السيادة أن نعلم ونحن للقحطانية، أدبيةأن نعلم ونحن العدنانيين، دون للقحطانيين كانت قد — الشعوب على اللغة تفرضللقحطانية كانت الشعوب على وتفرضها اللغة أمر ترفع أن شأنها من التي الحضارةثروة ولا سيادة من لهم حظ لا قوم لغة تفرض أن في إذن العلة فما العدنانية، دونلم وكيف المتحضرون؟ وهم المترفون وهم الساسة وهم السادة هم قوم على حضارة ولاوالمؤرخون الرواة يقول فيما — والقحطانية العدنانية، على لغتها القحطانية تفرض

74

الجاهليون

كما اليمن في المباشر لسلطانها أخضعتهم لسلطانها: وأخضعتهم العدنانية أذلت قد —حماية تحت والشام، العراق أطراف على منهم فريق تسلط حين لسلطانها أخضعتهم

والمؤرخون؟ الرواة يقول فيما والروم الفرسلم بكرامة الفصحى العربية اللغة خص قد الله أن نفهم أن القديم أنصار أيريدقحطان، من المترفين الساسة السادة لغة على تفوقها وجعل أخرى، لغة بها يخصأرادوا فإن الإسلام؟ يدي بين قدمها المعجزة من نوعا السيادة، في دونهم قوم لغة وهيالدعوة فنون من فن أنه على ولكن لهم، ونقره منهم نقبله أن مستعدون فنحن هذا

العلم. حقائق من حقيقة أنه على لا الدينية،أداة عدنان لغة اتخذت قد القحطانية أن نفهم أن إلى إذن سبيل هناك ليسبلغة خطباؤها وتكلم كهانها وسجع قحطان شعراء شعر فكيف الأدبية: آثارها لإظهارعليهم حمل قد والنثر والسجع الشعر من إليهم يضاف ما لأن ذلك فعلوا إنما القرآن؟

حملا. الإسلام بعدالبلاد شمال إلى هاجر قد القحطانية هذه من فريقا أن تنسى ولكنك سيقولون:الفريق هذا يكون أن يمنع الذي فما القديم، بموطنه عهده وبعد فيه واستقر العربيةآثاره لإظهار وأداة للتخاطب أداة واتخذها الشمال، أهل لغة وتعلم الأولى، لغته نسي قدالعربية؛ البلاد شمال من مختلفة مواطن في استقرت قد الأزد أن نعلم ونحن الأدبية؟قيل صحيح شعر ولهم العدنانية لغة يتكلمون وكانوا المدينة، في والخزرج الأوس وكانتصطنع وكانت الحجاز في وكانت قحطانية خزاعة كانت وقد عدنان؛ بلغة النبي أيامشعر لهم يروى الذين القحطانيين الشعراء وأكثر قضاعة، كانت وكذلك عدنان. لغةوقد الكندي، القيس امرؤ هو الشعراء هؤلاء وأكبر القبائل، هذه من كانوا إنما جاهليفنشأ تغلب، من وتزوج أسد بني على أبوه وملك فيها، وتسلطت نجد إلى قبيلته هاجرت

العدنانية. حجور في القيس امرؤعلى يقوم ولكنه بالفعل، قيل قد هذ كل بل الله! نستغفر يقال، أن يمكن هذا كلحتى يقبلهما أن حقه العلم يقدر عالم يستطيع ولا نحن نستطيع لا مختلفين أساسينالقبائل هذه أن هو نعرفه ما فكل النسب؛ أحدهما البين: العلمي الدليل عليهما يقومأحيانا ذلك في تتردد كانت أنها على قحطان، إلى نفسها وتنسب قحطانية تسمى كانتقحطانية كانت القبائل هذه أن لنا يؤكد أن يستطيع الذي من ولكن عدنان، إلى فتنتسبأن أونستطيع الدعوى؟! هذه صدق على بالبرهان يأتي أن دون ا حق عدنانية أو ا حق

75

الجاهلي الأدب في

إلى طروادة من هاجروا الطرواديين أبناء أنهم من يزعمون كانوا فيما الرومان نصدقالآن لنا يزعم زاعما نصدق أن أونستطيع بريام؟ على اليونان انتصر أن بعد إيطالياوما البريطانية؟ البلاد إلى هاجر إسرائيلي شعب هو إنما البريطاني الشعب أن مثلاوالمنفعة؟! للذة والأهواء الأغراض وأصحاب القصاص يتكلفها التي الأحاديث هذه قيمةإليها اضطر قد اليمن عرب من فريقا إن يقولون: التي الهجرة هذه الثاني:هذه أن الآن لنا يثبت أن يستطيع الذي من ولكن العرم، سيل حادثة بعد اضطراراالعلمية. الأدلة عليها تقوم أن إلى القصاص أحاديث من فهي فيه؛ شك لا حق الهجرةوذكر العرم، سيل كان قد أن الحديث البحث وأثبت العرم، سيل القرآن ذكر نعم!يحدد فلم هذا، على القرآن يزد ولم ممزق، كل سبأ له تمزقت قد السيل هذا أن القرآنالسبئية القبائل لنا يسم ولم ممزق، كل سبأ مزقت كيف يقل ولم العرم، سيل تاريختسمي نصوص بعد تستكشف ولم إليها، هاجرت التي المواطن لنا يبين ولم مزقت، التيالعلم نتجاوز ولا نغلو ولا نسرف لا فنحن وإذن المواطن. هذه على تدل أو القبائل هذهالمواطن هذه إلى بعينها القبائل هذه هجرة أن وقوة صراحة في نعلن حين القرآن ولااستغلالا القرآنية النصوص هذه القصاص فيه واستغل الإسلام، بعد كان تكلف بعينهاظهور بعد والمضرية القحطانية بين بالصلة إلماما الناس أقل يعرفها سياسية لأسباب

الإسلام.هذه إلى نطمئن ولا النسب، صحة نقبل لا لأننا الفرض؛ هذا نقبل لا إذن نحننظرية تعكس غريبة نظرية إلى لانتهى سلمناه لو كله هذا أن ملاحظة مع الهجرة.هم المستعربة العرب وأن عدنان، هم العاربة العرب أن وهي ا، تام عكسا القدماءالإسماعيلية كانت أن بعد إسماعيل أبناء من العربية تعلمت القحطانية وأن قحطان،امرؤ أبيه لغة ونسي العربية تعلم من أول وأن قحطان، أبناء من العربية تعلمت قدإنما العاربة العرب أن في نشك لا ونحن إبراهيم. بن إسماعيل لا حجر بن القيسبعد استعربوا ولكنهم القحطانيون، هم إنما المستعربة العرب أن وفي العدنانيون، هم

قبله. لا الإسلام«اللغة لفظ عليه يدل الذي المعنى يحددوا أن يريدون الذين على الحق فمن وإذنالأنساب على لا الجغرافي الموطن على التحديد هذا في يعتمدوا أن الفصحى» العربيةمنه ونجد والحجاز العربية البلاد شمال هو للعدنانيين الجغرافي والموطن والأساطير.دون العرب، بلاد من الإقليم هذا سكان نريد فإنما العدنانية ذكرنا إذا فنحن خاصة،

76

الجاهليون

ذكرنا إذا ونحن عدنان. إلى تنتهي التي الأنساب هذه بصحة منا تسليما هذا يكون أنهذا يكون أن دون العربية، البلاد جنوب من الأقاليم هذه سكان نريد فإنما القحطانية

قحطان. إلى تنتهي التي الأنساب لهذه منا قبولانؤرخ أن نريد التي وهي الشمال؛ في قائمة كانت إحداهما لغتين: بإزاء إذن ونحنوالسبئية الحميرية النصوص تمثلها التي وهي الجنوب؛ في قائمة كانت والأخرى آدابها،شعر من الجنوب أهل إلى يضاف ما ننكر حين نشتط ولا نسرف لا ونحن والمعينية،

الإسلام. قبل الشمال أهل بلغة قيل ونثر وسجع

واللهجات الجاهلي الشعر (5)

نفسه، العدناني الجاهلي الشعر إلى القحطاني الجاهلي الشعر هذا يتجاوز الأمر أن علىثم قيس إلى انتقل ثم ربيعة في كان عدنان:5 قبائل في تنقل الشعر أن يحدثوننا فالرواةوجرير، الفرزدق نبغ حين أمية بني أيام إلى أي الإسلام؛ بعد ما إلى فيها فظل تميم، إلىربيعة ما نعرف لا لأننا باسمين؛ إلا الكلام من النوع هذا نقبل أن نستطيع لا ونحنشكا تقدير، أقل على نشك، أو ننكر لأننا أي صحيحة؛ علمية معرفة تميم وما قيس ومابين تصل التي الأنساب قيمة وفي القبائل، بها تسمى التي الأسماء هذه قيمة في قويامنه الأساطير إلى أقرب كله هذا أن نرجح أو ونعتقد القبائل؛ هذه أسماء وبين الشعراء

اليقين. العلم إلىلها نعرض حيث إلى فلندعها الآن، تعنينا لا مسألة وقيمته النسب مسألة ولكنفي مجملا بيانا فيها رأينا بينا وقد لها، نعرض أن الكتاب هذا مباحث اقتضت إذاهذه قيمة في الشك على وتحملنا الآن تعنينا التي المسألة إنما العلاء».6 أبي «ذكرىفالرواة خالصة، فنية مسألة الإسلام» قبل عدنان قبائل في الشعر تنقل «نظرية النظريةيظهر أن قبل اللهجة متفقة ولا اللغة متحدة تكن لم عدنان قبائل أن على مجمعون7

ص٥٤. ج١ القاهرة طبعة و«العمدة» ص١٣. ليدن طبعة سلام» ابن «طبقات 5الثانية. الطبعة ١٢٦ صفحة 6

القاهرة طبعة ج١ ص٩١–١١٧ عشر الثالث النوع آخر إلى التاسع النوع للسيوطي؛ «المزهر» انظر 7١٢٨٢ھ.

77

الجاهلي الأدب في

المعقول من وكان اللهجات، تباين من كثيرا ويزيل المختلفة اللغات بين فيقارب الإسلامإذا سيما ولا الإسلام، ظهور قبل لهجاتهم وتتباين العدنانية العرب لغات تختلف أنالعرب أن وثبت العربية، العزلة نظرية وهي آنفا إليها أشرنا التي النظرية صحتوالمعنوية المادية المواصلات أسباب من بينهم يكن لم وأنه متنابذين، متقاطعين كانوا

اللهجات. توحيد من يمكن ماالقبائل هذه من قبيلة لكل تكون أن ا جد المعقول من كان كله هذا صح فإذااللهجات وتباين اللغات اختلاف يظهر وأن الكلام، في ومذهبها ولهجتها لغتها العدنانيةولهجات واحدة لغة العرب على القرآن يفرض أن قبل قيل الذي القبائل هذه شعر فيتقرأ أن تستطيع فأنت الجاهلي، العربي الشعر في ذلك من شيئا نرى لا ولكننا متقاربة،الصحيح، الجاهلي للشعر نموذجا القديم أنصار يتخذها التي المعلقات أو المطولات هذهلزهير، وأخرى قحطان، من أي كندة من وهو القيس لامرئ مطولة فيها أن فسترىبن لعمرو وقصيدة لطرفة، قصيدة ثم قيس، من وكلهم للبيد، وثالثة لعنترة، وأخرى

ربيعة. من وكلهم حلزة بن للحارث أخرى وقصيدة كلثوم،يكون أن يشبه بشيء فيها تشعر أن دون السبع القصائد هذه تقرأ أن تستطيعهو، هو العروضي البحر الكلام: مذهب في تباينا أو اللغة في تباعدا أو اللهجة في اختلافاالمسلمين، شعراء عند تجدها كما معانيها في مستعملة والألفاظ هي، هي القافية وقواعد

هو. هو الشعري والمذهبالشعراء شعر في يؤثر لم القبائل اختلاف أن على يدل المطولات هذه في شيء كلالعربية القبائل بين اختلاف هناك يكن لم بأنه نؤمن أن إما اثنتين: بين فنحن ما، تأثيرانعترف أن وإما الكلامي، المذهب في ولا اللهجة في ولا اللغة في لا وقحطان عدنان منونحن حملا. الإسلام بعد عليها حمل وإنما القبائل هذه عن يصدر لم الشعر هذا بأنكان واللهجة اللغة اختلاف أن على قائم القاطع فالبرهان الأولى؛ إلى منا أميل الثانية إلىأبا رأيت كما بذلك أنفسهم القدماء يعترف وقحطان، عدنان إلى بالقياس واقعة حقيقة

الحديث. البحث ويثبته العلاء، بن عمرومن يمكننا ما الوقت من غيرنا لدى أو لدينا أن لو الأثر بعيد شيء وهناكهي واحدة ولهجة واحدة بلغة تلي الذي القرآن أن وهو فيه، القول وتفصيل استقصائهقراءاته كثرت حتى المختلفة القبائل من القراء يتناوله يكد لم ولهجتها، قريش لغة

78

الجاهليون

ضبطه في المتأخرون والعلماء القراء جد كثيرا، تباينا وتباينت فيه اللهجات8 وتعددتالتي القراءات هذه إلى هنا نشير ولسنا خاصة. علوما أو علما له وأقاموا وتحقيقهحركات أو بناء حركات أكانت سواء الحركات ضبط في كثيرا اختلافا بينها فيما تختلفمعه بي أو جبال ﴿يا الآية: في «الطير» نصب في القراء اختلاف إلى نشير لسنا إعراب،رسول جاءكم ﴿لقد الآية: في فتحها أو الفاء ضم في اختلافهم إلى ولا رفعها، أو والطير﴾حجرا ﴿ويقولون الآية: في كسرها أو الحاء ضم في اختلافهم إلى ولا أنفسكم﴾، ن مالروم ﴿غلبت الآية: في للمعلوم أو للمجهول الفعل بناء في اختلافهم إلى ولا حجورا﴾، ماختلاف من النحو هذا إلى نشير لا سيغلبون﴾. غلبهم بعد ن م وهم الأرض أدنى في *إذا النتائج من عنها ينشأ ولما لها نعرض معضلة مسألة فتلك القرآن، في الرواياتالعقل، يقبله القراءات في آخر اختلاف إلى نشير إنما القرآن. تاريخ ندرس أن لنا أتيحتستطع لم التي العرب قبائل بين اللهجات اختلاف ضرورة وتقتضيه النقل، ويسيغهمن وعشيرته النبي يتلوه كان كما القرآن لتقرأ وشفاهها وألسنتها حناجرها تغير أنتكن لم حيث ومدت قريش، تميل تكن لم حيث فأمالت تتكلم؛ كانت كما فقرأته قريش،أو أخفت أو وأدغمت تسكن، تكن لم حيث وسكنت تقصر، تكن لم حيث وقصرت تمد،

تنقل. ولا تخفي ولا تدغم تكن لم حيث نقلتالسبع القراءات هذه أن فهموا الدين رجال من قوما أن ذلك منها، بد لا وقفة وهناولم ريبة، ولا شك غير في كافر فمنكرها قلبه، على جبريل بها نزل النبي عن متواترةعليه قوله من الصحيح في روي ما سوى يقولون ما على به يستدلون لدليل يوفقوا

أحرف.» سبعة على القرآن «أنزل والسلام: الصلاةمنكرها وليس كثير، ولا قليل في الوحي من السبع القراءات هذه ليست أن والحقواختلافها، اللهجات مصدرها قراءات هي وإنما دينه، في مغتمزا ولا فاسقا ولا كافرابالفعل فيها جادلوا وقد بعضها، ويقبلوا بعضها ينكروا وأن فيها يجادلوا أن للناسلشيء أحدا كفر المسلمين من أحدا أن نعرف ولم بعضا، بعضهم فيها وخطأ وتماروا

١٢٧٩ھ. القاهرة طبعة ٥٩ صفحة ١ جزء للسيوطي «الإتقان» انظر 8

79

الجاهلي الأدب في

هي وإنما القرآن،9 عليها أنزل التي السبعة بالأحرف القراءات هذه وليست هذا، منأنزل فمعنى اللغة، والحرف: حرف، جمع فالأحرف: آخر، شيء الأحرف وهذه شيءيفسر ومادتها، لفظها في مختلفة لغات سبع على أنزل أنه أحرف سبعة على القرآنفي أنس قول ذلك ويفسر وأقبل، وتعال هلم كقولك هو إنما مسعود: ابن القول ذلكويفسر واحد، وأهدى وأقوم أصوب قيلا» وأصوب وطأ أشد هي الليل ناشئة «إن الآية:صيحة إلا ينظرون ﴿ما مكان واحدة» زقية إلا ينظرون «هل مسعود: ابن قراءة ذلك

واحدة﴾.التي القراءات هذه فأما ومادة، لفظا بينها فيما تختلف التي اللغات إذن الأحرفالإعراب، حركات وفي والإثبات النقل وفي والسكون الحركة وفي والمد القصر في تختلفوقد واللفظ، المادة في لا والشكل الصورة في اختلاف لأنها شيء؛ في الأحرف من فليستفي مختلفة لغات سبع على أي أحرف؛ سبعة على أنزل القرآن أن على المسلمون اتفقوالنبي الأحرف هذه في تماروا النبي أصحاب أن على المسلمون واتفق ومادتها، ألفاظهايقرءون أصحابه استمر النبي توفي فلما نهيهم، في وألح ذلك عن فنهاهم أظهرهم، بينفاشتد النبي؛ من سمعه الذي الحرف على يقرئ كل السبعة، الأحرف هذه على القرآنالمسلمين جيوش في سيما ولا الناس بين تقع الفتنة كادت حتى ذلك في والمراء الخلاففرفع الخلافة، ومستقر الوحي مهبط عن بعيدة الثغور في وترابط تغزو كانت التيالقرآن نص في الاختلاف من المسلمين بين يقع أن وأشفق له فجزع عثمان، إلى الأمرالإمام المصحف لهم فجمع الإنجيل؛ نص في الاختلاف من النصارى بين وقع ما مثل

محوا. فمحي المصاحف من عداه بما وأمر الأمصار، في وأذاعههذا هو واحد حرف إلا يبق ولم أحرف، ستة السبعة الأحرف من محيت هذا وعلىلهجات اختلفت الذي الحرف وهو قريش، حرف وهو عثمان، مصحف في نقرؤه الذيوأثبتت طائفة ونقلت فريق، ورقق فريق وفخم بعضهم؛ وقصر بعضهم فمد فيه: القراء

طائفة.

معا محزنة مضحكة وفكاهة خطر من تخلو لا التي الجملة هذه المرسي المزني عن السيوطي نقل 9

جهل وهو السبع، القراءات — السبعة بالأحرف أي — بها المراد أن العوام من كثير ظن «وقد وهي:.٦٢ صفحة الأول الجزء «الإتقان» قبيح.»

80

الجاهليون

اختلاف مظاهر من مظهر هي إنما لها عرضنا التي القراءات هذه أن ترى فأنتست منها محي لغات هي إنما القرآن عليها أنزل التي القراءات تلك وأن اللهجات،

واحدة. منها وبقيتالقرآن عليها أنزل التي اللغات هذه يعينوا أن والرواة القراء بعض حاول ولقدهذا يقبلوا لم الثقات ولكن وخزاعة. لقريش واثنتان هوازن عجز من خمس فقالوا:هذا في نثبت أن علينا الحق من كان وربما إعراضا، عنه وأعرضوا الكلام من النحوننكر ولم الله حدود نتجاوز لم أنا وتبين إليه ذهبنا ما تؤيد التي النصوص المكانمن واستنزلوا منه ليس ما الوحي إلى أضافوا آخرون قوم هم وإنما المتواترة، القراءات

السماء.10 من ينزل لم شيئا السماءورواه قاله ما الموضوع هذا في النصوص من نثبت أن نستطيع ما خير ولعلفإذا قائل: لنا قال فإن جعفر: أبو «قال قال: المعروف؛ تفسيره في الطبري جرير ابنعليه بما وصفت ما عندك أحرف» سبعة على القرآن «أنزل صلى الله عليه وسلم: النبي قول تأويل كانوإلا قولك، بذلك فتحقق لغات بسبع مقروءا الله كتاب في حرفا فأوجدنا استشهدت،نزل أنه ذلك تأويل أن زعم من قول صحة بعدمكه معلوما كان كذلك ذلك تجد لم فإنوفساد والمثل، والقصص، والجدل، والوعيد، والوعد، والنهي، الأمر، وهو معان بسبعةمن جميعه في متفرقة سبعة القرآن في لغات السبعة الأحرف إن ذلك في تقول أو قولك؛النظر يمعن لم من بعض يقول كان كما الألسن، مختلفة العرب قبائل من أحياء لغاتذي على خطؤه يلتبس ولا عقل ذو فساده يجهل لا بما القول إلى بذلك فتصير ذلك، فيصلى الله عليه وسلم: النبي قول تأويل في مقالتك لتصحيح احتججت بها التي الأخبار أن وذلك لب،الله وعبد الخطاب بن عمر عن رويتها التي الأخبار هي أحرف» سبعة على القرآن «نزلرسول أصحاب من عنه ذلك رويت وعمن عليهم، الله رحمة كعب بن وأبي مسعود بنوأنكر تأويله دون قراءته في فاختلفوا القرآن بعض تلاوة في تماروا بأنهم صلى الله عليه وسلم اللهما أقرأه صلى الله عليه وسلم الله رسول أن منها قراءة منهم قارئ كل دعوى مع بعض قراءة بعض

أحرف»، سبعة على القرآن «أنزل الحديث: معنى في العلماء آراء «الإتقان» كتاب في السيوطي لخص 10فهم من عليهم أيسر فهمه يكون فقد ويتدبروه؛ يقرءوه أن الأزهريين من الدين برجال يحسن فصل فيصدق إن الأزهر في تفهم تزال لا التي باللغة يكتب كان السيوطي لأن الطبري؛ عن ننقلها التي النصوص

.٦٣ إلى ٥٦ صفحة من ١ جزء «الإتقان» انظر ظننا.

81

الجاهلي الأدب في

صلى الله عليه وسلم الله رسول حكم من فكان صلى الله عليه وسلم، الله رسول إلى احتكموا ثم قرأ، التي بالصفة قرأفيها، نازعوه الذين أصحابه قراءة خلافها على منهم قارئ كل قراءة صوب أن بينهملما الإسلام في الشك بعضهم قلب خالط حتى علم، كما يقرأ أن منهم امرئ كل وأمرعنه الله جلاه ثم اختلافها، على منهم قارئ كل قراءة صلى الله عليه وسلم الله رسول تصويب من رأى

أحرف. سبعة على أنزل القرآن أن له صلى الله عليه وسلم الله رسول ببيانمتفرقة القائل هذا قال كما عندك القرآن بها نزل التي السبعة الأحرف كانت فإنرويتها التي الأخبار معاني بطلت فقد الإسلام، أهل مصاحف في اليوم مثبتة القرآن فيالقرآن من سورة قراءة في اختلفوا أنهم صلى الله عليه وسلم الله رسول أصحاب من عنه رويتها عمنكانت إذا السبعة الأحرف لأن علم؛ كما يقرأ أن كلا فأمر صلى الله عليه وسلم، الله رسول إلى فاختصمواكل لأن تاليه؛ بين اختلافا ذلك من حرف موجب فغير القرآن جميع في متفرقة لغاتكان وإذا أنزل، وما المصحف في به هو ما على واحدة تلاوة الحرف ذلك يتلو فإنما تالمعنى وفسد سورة، قراءة في اختلفوا أنهم عنهم روي الذين اختلاف وجه بطل ذلكيوجب هنالك معنى لا كان إذ علم؛ ما على يقرأه أن منهم قارئ كل صلى الله عليه وسلم النبي أمر

معنى. في افتراقا ولا لفظ في اختلافاغير واحد والعلم واحد والمعلم القوم بين اختلاف هنالك يكون أن يجوز وكيفعهد على القرآن حروف في الاختلاف عنهم روي الذين عن الخبر صحة وفي أوجه؟! ذيتقدم قد ما على ذلك في صلى الله عليه وسلم الله رسول إلى وتحاكموا اختلفوا فإنهم صلى الله عليه وسلم الله رسولمتفرقة سبعة أحرف هي إنما السبعة الأحرف بأن القول فساد على الدلالة أبين وصفناهإذا المتدبر أن مع المعاني. باتفاق واحدة كلمة في مختلفة لغات أنها لا القرآن سور فيوادعائه أحرف» سبعة على القرآن «أنزل صلى الله عليه وسلم: النبي قول تأويله في القائل هذا قول تدبرواعتلاله ذلك قيله بين جمع ثم القرآن جميع في متفرقة لغات منبع أنها ذلك معنى أنهو قال أنه والتابعين الصحابة من عنه ذلك روي عمن رويت التي بالأخبار ذلك لقيلهزقية» «إلا الله عبد قراءة بمنزلة هو قال: بعضهم وأن وأقبل، وهلم تعال قولك: بمنزلةذلك في مفسدة حججه أن علم حججه، من ذلك أشبه وما صيحة﴾ ﴿إلا قراءتنا في هيالقراءتين: إحدى عنده القرآن به نزل الذي لأن حججه؛ مضادة فيه مقالته وأن مقالته،اللغات من لغة كل لأن ذلك؛ جميع لا هلم، أو أقبل أو تعال وإما زقية، وإما صيحة إماالأخرى، اللغة فيه الذي الحرف أو الكلمة غير القرآن من حرف أو كلمة في عنده، السبعوأقبل؛ وتعال هلم بمنزلة ذلك قال: من بقول لقوله اعتلاله بطل كذلك ذلك كان وإذا

82

الجاهليون

قائل أبطل وقد واحد؛ معنى التأويل في يجمعها مختلفة ألفاظ هي الكلمات هذه لأنتبين فقد القرآن؛ من واحد حرف في السبع اللغات اجتماع قوله حكينا الذي القول هذاذلك في القول ليس له: فقيل بحجته، قوله وإفساد بقوله، لقوله حجته إفساد بذلكهن القرآن بها الله أنزل التي السبعة الأحرف بل وصفت، اللذين الوجهين من بواحدالقائل: كقول المعاني واتفاق الألفاظ باختلاف واحدة وكلمة واحد حرف في سبع لغاتالألفاظ فيه تختلف مما ذلك ونحو وقربي ونحوي وقصدي وإلي وتعال وأقبل هلمروينا كالذي الألسن، به بالبيان اختلفت وإن المعاني فيه وتتفق المنطق من بضروبوتعال هلم قولك: بمنزلة ذلك أن الصحابة من عنه روينا وعمن صلى الله عليه وسلم الله رسول عن آنفانجد الله كتاب أي ففي قال: فإن صيحة﴾، و﴿إلا زقية» إلا ينظرون «ما وقوله: وأقبلما صحة لك فنسلم المعنى متفقات الألفاظ مختلفات سبع بلغات مقروءا واحدا حرفاأن أخبرنا وإنما اليوم، موجود ذلك أن ندع لم إنا قيل: ذلك؟ في التأويل من ادعيتالأخبار به جاءت ما نحو على أحرف» سبعة على القرآن «أنزل صلى الله عليه وسلم: النبي قول معنىبينا، قد التي للعلل ذلك في مخالفونا ادعاه ما دون وصفنا ما وهو ذكرها تقدم التيوصفت ما على ذلك في الأمر كان إن موجودة غير الستة الأخر الأحرف بال فما قال: فإننبيه على عنده من الله وأنزلهن بهن، بالقراءة وأمر أصحابه صلى الله عليه وسلم الله رسول أقرأهن وقدتضييع فذلك الأمة؟ نسيتهن أم ورفعها؟ نسخها على الدلالة فما فرفعت؟ أنسخت صلى الله عليه وسلمالأمة ضيعتها ولا فترفع، تنسخ لم له: قيل ذلك؟ في القصة ما أم بحفظه، أمروا قد مابأي وحفظه قراءته في وخيرت القرآن بحفظ أمرت الأمة ولكن بحفظها، مأمورة وهيتكفر أن موسرة، وهي يمين في حنثت هي إذا أمرت كما شاءت؛ السبعة الأحرف تلكعلى جميعها أجمع فلو كسوة، أو إطعام أو بعتق إما شاءت: الثلاث الكفارات بأيكانت المكفر شاء الثلاث بأي التكفير حظرها دون الثلاث الكفارات من بواحدة التكفير

الله. حق من عليها الواجب ذلك في مؤدية الله حكم مصيبةالسبعة الأحرف بأي قراءته في وخيرت وقراءته القرآن بحفظ أمرت الأمة فكذلكواحد بحرف قراءته واحد، حرف على الثبات عليها أوجبت العلل من لعلة فرأت، شاءت،بما قارئه على حروفه بجميع قراءته تحظر ولم الباقية، الستة بالأحرف القراءة ورفضدون واحد حرف على الثبات عليها أوجبت التي العلة وما قال: فإن قراءته. في له أذنالعزيز عبد حدثنا قال: الضبي عبدة بن أحمد حدثنا قيل: الباقية؟ الستة الأحرف سائرثابت بن زيد بن خارجة عن شهاب ابن عن غزية بن عمارة عن الدراوردي محمد بن

83

الجاهلي الأدب في

على الخطاب بن عمر دخل باليمامة صلى الله عليه وسلم الله رسول أصحاب قتل لما قال: زيد أبيه عنالفراش تهافت تهافتوا باليمامة صلى الله عليه وسلم الله رسول أصحاب إن فقال: الله رحمه بكر أبيالقرآن حملة وهم يقتلوا حتى ذلك فعلوا إلا موطنا يشهدوا ألا أخشى وإني النار، فييفعل لم ما أفعل وقال: بكر أبو منها فنفر وكتبته، جمعته فلو وينسى، القرآن فيضيعفدخلت زيد: قال ثابت، بن زيد إلى بكر أبو أرسل ثم ذلك، في فتراجعا صلى الله عليه وسلم، الله رسولكاتب وأنت عليه، فأبيت أمر إلى دعاني قد هذا إن بكر: أبو لي فقال محزئل، وعمر عليهعمر قول بكر أبو فاقتص قال: أفعل، لا توافقني وإن اتبعتكما، معه تكن فإن الوحي،عمر قال أن إلى صلى الله عليه وسلم، الله رسول يفعل لم ما نفعل وقلت: ذلك من فنفرت ساكت، وعمرفي علينا ما والله، شيء لا فقلنا: ننظر، فذهبنا قال: ذلك؟ فعلتما لو عليكما وما كلمة:والعسب، الأكتاف وكسر الأدم قطع في فكتبته بكر أبو فأمرني زيد: قال شيء. ذلكهلك فلما عنده، فكانت واحدة صحيفة في ذلك كتب عمر، وكان بكر أبو هلك فلماغزوة من قدم اليمان بن حذيفة إن ثم صلى الله عليه وسلم، النبي زوج حفصة عند الصحيفة كانتأمير يا فقال: عفان بن عثمان أتى حتى بيته يدخل فلم أرمينية، فرج في غزاها كانأهل فحضرها أرمينية، فرج غزوت قال: ذاك؟ وما عثمان: فقال الناس، أدرك المؤمنين،يسمع لم بما فيأتون كعب بن أبي بقراءة يقرءون الشام أهل فإذا الشام، وأهل العراقفيأتون مسعود ابن بقراءة يقرءون العراق أهل وإذا العراق، أهل فتكفرهم العراق أهلأن عفان بن عثمان فأمرني زيد: قال الشام؛ أهل فتكفرهم الشام أهل يسمع لم بماوما فاكتباه، عليه اجتمعتما فما فصيحا، لبيبا معك مدخل إني وقال: مصحفا، له أكتب

العاص. بن سعيد بن أبان معه فجعل إلي، فارفعاه فيه اختلفتماوقال «التابوه» فقلت: زيد قال التابوت﴾ يأتيكم أن ملكه آية ﴿إن بلغا فلما قال:فرغت فلما قال: «التابوت»، فكتب عثمان إلى ذلك فرفعنا «التابوت»، سعيد: بن أبانالله عاهدوا ما صدقوا رجال المؤمنين ﴿من الآية: هذه فيه أجد فلم عرضة عرضتهفلم عنها أسألهم المهاجرين فاستعرضت قال: تبديلا﴾، لوا بد ﴿وما قوله: إلى عليه﴾منهم، أحد عند أجدها فلم عنها أسألهم الأنصار استعرضت ثم منهم، أحد عند أجدهافيه أجد فلم أخرى عرضة عرضته ثم فكتبتها، ثابت بن خزيمة عند وجدتها حتىعليكم﴾ حريص عنتم ما عليه عزيز أنفسكم ن م رسول جاءكم ﴿لقد الآيتين: هاتينثم منهم، أحد عند أجدها فلم عنها أسألهم المهاجرين فاستعرضت السورة؛ آخر إلىآخر رجل مع وجدتها حتى منهم، أحد عند أجدها فلم عنها أسألهم الأنصار استعرضت

84

الجاهليون

على سورة لجعلتها آيات ثلاث تمت ولو «براءة»، آخر في فأثبتها أيضا، خزيمة يدعىيسألها حفصة إلى عثمان أرسل ثم شيئا. فيه أجد فلم أخرى عرضة عرضته ثم حدة،فلم عليها المصحف فعرض إياها، فأعطته إليها، ليردنها لها وحلف الصحيفة تعطية أنماتت فلما مصاحف. يكتبوا أن الناس وأمر نفسه وطابت إليها، فردها شيء في يختلفاغسلا.11 فغسلت إياها فأعطاهم بعزمة الصحيفة في عمر بن الله عبد إلى أرسل حفصةالتي الستة الأحرف هذه بإزاء عثمان موقف عن يذود كيف الطبري إلى وانظرفيه ينبغي لا فيما والمراء الخلاف في يتورطوا أن عليهم وإشفاقا بالمسلمين رحمة محاهاضعفت من بعض قال «فإن المعنى: هذا في قيم كثير كلام بعد قال ثم مراء، ولا خلافقيل: بقراءتها؟ وأمرهم صلى الله عليه وسلم الله رسول أقرأهموها قراءة ترك لهم جاز وكيف معرفته:لأن ورخصة؛ إباحة أمر كان وإنما وفرض، إيجاب أمر يكن لم بذلك إياهم أمره إنالأحرف تلك من حرف بكل العلم يكون أن لوجب عليهم فرضا كانت لو بها القراءةالأمة. قراءة من الشك ويزيل العذر خبره ويقطع الحجة بنقله يقوم من عند السبعةأن بعد مخيرين بها القراءة في كانوا أنهم على دليل أوضح كذلك ذلك نقل تركهم وفيفإذا السبعة، الأحرف تلك ببعض الحجة بنقله تجب من الأمة من القرآن نقله في يكونعليهم كان ما تاركين السبع القراءات جميع نقل بتركهم القوم يكن لم كذلك ذلك كانهو كان ذلك من فعلوا الذي كان إذ فعلوا؛ ما الفعل من عليهم الواجب كان بل نقله،فعلوه لو ما فعل من أولى بهم عليهم الواجب بفعل القيام فكان وأهله، للإسلام النظر

ذلك.»12 من السلامة إلى منهم أقرب وأهله الإسلام على الجناية إلى كانوالها، عرضنا التي القراءات هذه في خصومة كل يقطع الذي النص هذا إلى وانظر

الطبري: قال اللهجات، اختلاف مصدرها إن وقلنا:

حرف وتسكين ونصبه وجره حرف رفع في القراءة اختلاف من كان ما فأماصلى الله عليه وسلم: النبي قول معنى فمن الصورة اتفاق مع آخر إلى حرف ونقل وتحريكهحرف لا أنه معلوم لأنه بمعزل؛ أحرف» سبعة على القرآن أقرأ أن «أمرتبه المراء يوجب المعنى بهذا قراءته في القراءة اختلفت مما القرآن حروف من

بولاق. طبع ص١٨–٢١ ج١ «الطبري» 11ص٢٢. ج١ «الطبري» 12

85

الجاهلي الأدب في

والسلام الصلاة عليه أوجب وقد الأمة، علماء من أحد قول في به المماري كفرعنه وتظاهرت إليه المتنازعون فيه تنازع الذي الوجه من الكفر فيه بالمراء

الكتاب.13 هذا أول في ذكرها قدمنا قد ما على الرواية، بذلك

اختلاف من النوع هذا إن نقول: فيه كنا فيما ولنمض الاستطراد، هذا فلندعبوجه وقوافيه وبحوره وتقاطيعه أوزانه في الشعر: في اللازم الطبيعي أثره له اللهجات

عام.دونها كما وقوافيه وبحوره الشعر أوزان استقامت كيف نفهم أن نستطيع ولسناوإذا اللهجات، واختلاف اللغات تباين من بينها كان ما على كلها العرب لقبائل الخليلأن استطاع قد الشعر، به يتقيد بما مقيدا ولا شعرا ليس وهو القرآن، نظم يكن لمالقيود، من تعلم بما مقيد وهو الشعر، استطاع فكيف القبائل، لهذه الأداء في يستقيموتقطيعه الشعر وزن في آثارها المتباينة اللهجات هذه تحدث لم وكيف لها؟ يستقيم أنالأوزان وبين اللهجة، في الاختلاف هذا بين واضحة صلة توجد لم كيف أي الموسيقى؛

القبائل؟ تصطنعها كانت التي الشعريةقبائل أن في شك من وليس القرآن، بعد قائما كان اللهجات اختلاف ولكن ستقول:اللهجات، اختلاف فيه يظهر ولم الإسلام بعد الشعر تعاطت قد اختلافها على العربتكون أن يمنع ما فليس الإسلام، بعد الاختلاف هذا على وأوزانه بحوره استقامت فكما

الجاهلي. العصر في عليه استقامت قدأن أنكر ولست الإسلام، بعد واقعة حقيقة كان اللهجات اختلاف أن أنكر ولستيحسن شيئا تنسى أنك أظن ولكني الاختلاف، هذا رغم كلها للقبائل استقام قد الشعرللأدب وتقيدت لغتها، غير لغة للأدب اتخذت قد الإسلام بعد القبائل أن وهو تنساه، ألافرض قد الإسلام أن أي الخاصة؛ لغتها في شعرت أو كتبت لو بها لتتقيد تكن لم بقيودالقبائل هذه تتقيد أن غريبا فليس قريش. لغة هي واحدة عامة لغة جميعا العرب علىالقيسي أو التميمي يكن فلم عام، بوجه أدبها في ونثرها، شعرها في الجديدة اللغة بهذهبلغة يقوله كان إنما ولهجتها، قيس أو تميم بلغة يقوله الإسلام في الشعر يقول حينوالحديثة؛ القديمة اللغات من العربية اللغة غير في واضح ذلك ومثل ولهجتها. قريش

ص٢٣. ج١ «الطبري» 13

86

الجاهليون

شعرهم لليونيين وكان الدورية، وأوزانهم الدوري شعرهم اليونان من للدوريين كاناليوني الشعر ذاع عامة اليونانية البلاد على أثينا ظهرت لما ثم اليونية. وأوزانهم اليونيما يصطنعون نثروا أو نظموا إذا الدوريون وأصبح الأتيكي. والنثر اليونية والأوزانهذبها التي اليونية اللغة ويصطنعون والنثر، النظم مناهج من أثينا في يصطنع كانوأساليبهم وأوزانهم ولهجاتهم لغتهم عن يعدلون كانوا فهم الكلام؛ في الأثينيين مذهبعدلوا الإسلام: بعد العرب فعل وكذلك وأساليبهم.14 وأوزانهم ولهجتهم الأثينيين لغة إلىالقرآن لغة إلى الخاصة ولهجتهم لغتهم به تمتاز كانت ما كل عن الأدبية لغتهم فيالمتباعدة والأطراف المتنائية الأقاليم ذات الكبرى الحديثة الأمم في كذلك والأمر ولهجتها.فرنسا ففي فرنسا، هو حيا واحدا مثلا إلا لذلك أضرب ولست المعقد. الجنسي والتكوينشعرها؛ ولها الخاص قوامها ولها نحوها لها إقليمية لغات الفرنسية اللغة جانب إلىعن يعدلون قيمة علمية أو أدبية آثارا يظهروا أن أرادوا إذا الأقاليم فأهل ذلك ومع«ميسترال» مذهب يذهب من بينهم من ا جد وقليل الفرنسية، اللغة إلى الإقليمية لغتهم

الخاصة. الإقليمية لغته في فيكتبالأدب يدرسون الذين له يدهش قد آخر مثلا أضرب أن إلى بالحاجة أشعر وأنالغتنا في أن ذلك الأدب، تاريخ عن الباحثين من مثله يتعودوا لم لأنهم العربي؛لهجاتهم، العليا مصر فلأهل القول، أنحاء من متباينة وأنحاء مختلفة لهجات المصريةلهجاتهم، السفلي مصر ولأهل لهجتهم، القاهرة ولأهل لهجاتهم، الوسطى مصر ولأهلالعامية، لغتهم في شعر من للمصريين ما وبين اللهجات هذه بين مطرد اتفاق وهناكوهؤلاء الدلتا، أهل ولا القاهرة أهل يصطنعها لا أوزانا يصطنعون العليا مصر فأهلكان فما الأشياء، لطبيعة ملائم وهذا العليا، مصر أهل يصطنعها لا أوزانا يصطنعونحين فنحن كله هذا ومع الكلام، في ولهجة لغة من أصحابه ألف عما يخرج أن للشعرإلى الإقليمية ولهجتنا لغتنا عن نعدل والعلمي الأدبي النثر نكتب أو الأدبي الشعر ننظمقريش؛ ولهجة قريش لغة وهي الإسلام، بعد العرب إليها عدل التي واللهجة اللغة هذه

ولهجته. القرآن لغة أي

إلى ٣٤ صفحة الأول الجزء كروازيه وموريس كروازيه ألفريد تأليف اليونانية» الآداب «تاريخ انظر 14.٥٠

87

الجاهلي الأدب في

وأخضعت العربية البلاد في ولهجتها قريش لغة أسادت نعلم: أن هي إذن فالمسألةإنها ونقول: فنتوسط نحن أما بعده؟ أم الإسلام قبل والنثر الشعر في لسلطانها العربسياسية وحدة إلى تستحيل مكة أخذت وحين قريش شأن عظم حين الإسلام قبيل سادتولكن العربية، البلاد أطراف على تتسلط كانت التي الأجنبية للسياسية مقاومة مستقلةجاء فلما الحجاز، تتجاوز تكد ولم يذكر شيئا تكن لم الإسلام قبيل قريش لغة سيادةوالسياسي الديني السلطان مع واللهجة اللغة سلطان وسار السيادة هذه عمت الإسلام

لجنب. جنباالذين أولئك شعر في واللهجة اللغة اتفاق نفسر أن استطعنا إذا فنحن وإذنأو يعاصروه لم الذين شعر في نفسره أن نستطيع فلن الحجاز، أهل من النبي عاصروا

يجاوروه. لمإلينا وصل وما والحديث القرآن في نجدها التي الفصحى العربية اللغة هذه أن أماجدالا؛ أو شكا يحتمل أنه نرى فما قريش، لغة وأصحابه للنبي المعاصرة النصوص منومحدثيهم ورواتهم علمائهم كلمة واتفقت الإسلام، بعد ذلك على العرب أجمع فقدلنا بقي الذي الحرف هذا أن على قل: أو قريش، بلغة نزل القرآن أن على ومفسريهميجمع أن والتحذق الكلف من يكون وقد قريش.15 حرف هو إنما السبعة الأحرف منالأول الإسلامي العصر في يظهر وألا قريش، لغة هي القرآن لغة أن على كافة العربكان ما رغم فيه يجادل أو هذا ينكر من العباس بني أيام في ولا أمية بني أيام في ولاقريش بين السياسية الخصومات ومن الحميرية الشعوبية ومن الأعجمية الشعوبية منلغة هي وإنما قريش، لغة ليست اللغة هذه أن زاعم يزعم ثم مضر، قبائل من وغيرها

القبيلة. هذه تكن مهما أخرى قبيلةبلاد في شائعتين كانتا مختلفتين لغتين تمثل صحيحة نصوصا لدينا أن والواقعلغة والثانية نصوصها، بعض وأثبتنا إليها أشرنا التي الجنوب لغة إحداهما العرب:صحتها تقبل لا والتي اللغة هذه من عندنا التي الصحيحة النصوص وأقدم الشمال.وأمام جهة، من الإجماع هذا أمام مضطرون فنحن القرآن، هو إنما ريبة ولا شكافهم وأمام ثالثة، جهة من قريش في القرآن نزول وأمام أخرى، جهة من النبي قرشية

آنفا. «المزهر» كتاب من إليها أشرنا التي الفصول انظر 15

88

الجاهليون

اللغة في القرآن اتفاق وأمام رابعة، جهة من عنف ولا مشقة غير في القرآن للفظ قريشمن القرشيين أصحابه عن الرواية ومن القرشي النبي حديث من صح ما مع واللهجة

قريش. لغة هي إنما القرآن لغة بأن نسلم أن إلى خامسة، جهةونجد، الحجاز قبائل من قريش غير في تفهم كانت قد اللغة هذه ولكن ستقول:بل والخزرج، والأوس كخزاعة اليمني ومنها وتميم، كقيس المضرى القبائل هذه ومنتستعمر كانت التي اليهودية هذه وهي الوجوه من بوجه عربية تكن لم قبائل منهاإلى أو اليمن إلى القبائل هذه انتماء وفي النسب في رأينا تعرف ولكنك الحجاز. شمالأن عرفنا فكرنا إن ونحن الإسلام، قبيل سادت قريش لغة إن قلنا: فقد هذا ومع مضر،البيئات عن فلنبحث والاقتصادية، السياسية بالسيادة عادة تتصل إنما اللغات سيادة

الإسلام. قبيل العربية البلاد شمال في والاقتصادية السياسية الوجهة من الممتازةالسيادة هذه أو الحيرة في الفارسية السيادة هذه في نفكر أن نستطيع لا أننا الحقلهذه وكانت السيادة، هذه تمثل عربية أسر هناك كانت فقد الشام؛ أطراف في الروميةتكن ولم حجازية، يظهر فيما تكن لم الأسر هذه ولكن السلطان. من ضروب الأسرأي إلى منها الأعجمية إلى أقرب مختلطة بيئات كانت إنما خالصة، عربية بيئات بيئاتهايمنية كانت البيئة هذه ولكن نجد؛ في كندية بيئة أربع: بيئات إلا تبق فلم آخر. شيءما الضخامة من لها يكن ولم تطل لم وسيادتهم والمؤرخون، الرواة زعم ما صح إنالعربية. البلاد شمال على والديني والاقتصادي السياسي سلطانها تسلط أن من يمكنهاوما مكة في قوي ولكنه حقيقي، سياسي سلطان لها كان مكة، في قرشية أخرى وبيئةمقدار كان فقد عظيم؛ اقتصادي بسلطان يعتز كان السياسي السلطان وهذا حولها.قوي ديني بسلطان يعتز السلطان هذا وكان قريش، يد في التجارة من ا جد عظيمالشمال. عرب من الحجاز أهل وغير الحجاز أهل إليها يحج كان التي الكعبة مصدرههذه له تجتمع بمن وأخلق وديني، واقتصادي سياسي سلطان إذن لقريش اجتمع فقدالطائف، بيئة هي ثالثة وبيئة البادية. أهل من حوله من على لغته يفرض أن السلطاترابعة وبيئة المكية. البيئة تداني تكن لم ولكنها الاقتصادي السلطان من شيء لها كاننظن ولكنا حولها، وما يثرب في اليهودية العربية البيئة هذه هي الحجاز، شمال فيالناس هؤلاء لغة كانت الفصحى العربية اللغة هذه إن يقول: أن في يفكر لا أحدا أنتكن لم وقوتها ثروتها على البيئة هذه أن عن فضلا والخزرج الأوس من أو اليهود من

سلطان. من لها كان فيما قريشا تداني

89

الجاهلي الأدب في

فرضا الحجاز قبائل على فرضت الفصحى، العربية اللغة هذه هي إذن قريش لغةوالسياسية الدينية الحاجات وتبادل المنفعة على يعتمد وإنما السيف على يعتمد لاوسيلة الحج، كان كما الأدب، كتب في إليها يشار التي الأسواق هذه وكانت والاقتصادية.

قريش. للغة السيادة وسائل منوآدابها ومادتها لفظها في تطورت وكيف نشأت؟ وكيف قريش؟ لغة أصل ما ولكنالإجابة إلى سبيل لا مسائل هذه كل القرآن؟ في نراه الذي الشكل هذا إلى انتهت حتىاللغات بهذه تتصل سامية لغة اللغة هذه أن من أكثر نعرف لا فنحن الآن، عليهايوم في الوصول من نيأس نكاد ونحن آسيا، من القسم هذا في شائعة كانت التي الكثيرةأقدم والقرآن وكيف الإسلام، ظهور قبل اللغة لهذه محقق علمي تاريخ إلى الأيام منالتكوين تامة متقنة كاملة فيه اللغة نرى ونحن اللغة، هذه في إلينا وصل صحيح نص

الآداب! في يظهر الذي الراقي الفني الوجود هذا إلى الطبيعي الوجود تجاوزت قدفيه لج الذي السخيف الاعتراض هذا عند نقف أن إلى حاجة غير في أنا ونظنومتى العرب على قريش لغة الإسلام فرض كيف يسألنا: فأخذ القديم، أنصار بعضعلى دليل أوضح نفسه في الاعتراض هذا فإيراد اللغة؟ هذه بفرض «المرسوم» صدرعلى قريش لغة الإسلام فرض فقد الأشياء، بطبائع الفقه من الناس أبعد صاحبه أنبقريش تتصل كانت قبائل على يفرضها أن به فأخلق شيء، في قريش من تكن لم أممعلى لغتها روما فرضت المسلمين على قريش لغة الإسلام يفرض أن وقبل قويا. اتصالاومن كلها، الغربية الرومانية الإمبراطورية على ثم إيطاليا، على ثم الأرض، من حولها ماوما الحديثة الأمم فرضت ذلك بعد ومن كله، الشرق على لغتهم اليونان فرض ذلك قبل

الأرض. من أقطار على لغاتها تفرض زالتالقديم أنصار كان وإن خطرا، هذا من أقل ليست أخرى مسألة إلى ولننتقلالبحث في الريبة هذه مثل يتعودوا لم لأنهم والمشقة؛ العسر من شيئا فهمها في سيجدونللاستشهاد مادة الجاهلي الشعر هذا اتخذوا قد العلماء أن نلاحظ أنا وهي العلمي،يكادون لا أنهم الغريب ومن الكلامية. ومذاهبهما ونحوهما والحديث القرآن ألفاظ علىعلى قد إنما الجاهلي الشعر هذا كأن لتحس إنك حتى عسرا، ولا مشقة ذلك في يجدونطولا أراد عما ينقص ولا يزيد لا لابسه قد على الثوب يقد كما والحديث القرآن قدالموازاة في الدقة هذه وأن الأشياء، طبيعة من ليس هذا بأن نجهر فنحن إذن وسعة.رزقوا الذين إلا الاطمئنان على تحمل أن ينبغي لا الجاهلي والشعر والحديث القرآن بين

90

الجاهليون

الشك على الموازاة في الدقة هذه تحملنا أن يجب إنما مثله. لنا يتح لم السذاجة من حظامن نتيجة الموازاة في الدقة هذه تكون ألا يمكن أليس أنفسنا: نسأل أن وعلى والحيرة،وسواد الأيام بياض أصحابه فيه وأنفق وطلب تكلف شيء هي وإنما المصادفة، نتائجابن على أقبل فلانا أن لنصدق السذاجة من ا جد عظيم حظ على نكون أن يجب الليالي؟يلقي فأخذ القرآن، لغة حول المائتين تتجاوز المسائل16 من طائفة له أعد وقد عباسنعم؛ فيقول: أشعارها؟ في ذلك العرب تعرف وهل سأله: عليها أجاب فإذا المسألة، عليهإن تشك لا بيتا وينشد … الشعراء من غيرهما قال أو عنترة قال أو القيس امرؤ قالألفاظ من عليه يستشهد الذي اللفظ صحة ليثبت وضع إنما أنه في الفقه أهل من كنت

القرآن.ولكننا القديم، الأدب أنصار لها سيغضب التي الأمور هذه من أمرا نمس وهناقصة تكون أن الممكن من أليس مخادعين: ولا مواربين لا بدأنا كما طريقنا في سنمضيالأغراض هذه من لغرض وتصنع تكلف في وضعت قد الأزرق بن ونافع عباس ابنمطابقة كلها القرآن ألفاظ أن لإثبات ونحله؛ الكلام وضع إلى تدعو كانت التي المختلفةعلى الناس أقدر من كان عباس بن الله عبد أن لإثبات أو العرب، لغة من للفصيحابن ذاكرة أن تعلم وأنت الجاهليين؟ العرب لكلام أحفظهم ومن وتفسيره القرآن تأويلنافع مع قصته تذكر وأنت للهجرة، والثالث الثاني القرن في المثل مضرب كانت عباس

أنشده: حين ربيعة أبي بن وعمر هذا، الأزرق بن

ف��م��ب��ك��ر غ��اد أن��ت ن��ع��م آل أم��ن

الناس إلى ونقله العلم عنه أخذ مولى له كان عباس بن الله عبد أن تعلم وأنتالكثير الحفظ هذا إثبات أن تعلم وأنت عكرمة.17 وهو: كثيرا؛ شيئا مولاه على ودس

عرضها التي المسائل هذه من حسنا مقدارا العباس أبو فيه أورد فقد للمبرد «الكامل» كتاب انظر 16إلى السند وينتهي المثنى بن معمر عبيدة أبي عن المسائل هذه أكثر يروي والمبرد عباس، ابن على نافع

ليبزج. طبعة ٥٧٢ إلى ٥٤٢ صفحة «الكامل» عكرمة.مولى أن لو طاوس: وقال المطايا. إليه لشدت حديثه من عكرمة عنهم كف لو جبير: بن سعيد قال 17

القسم الثاني الجزء سعد» ابن «طبقات المطايا. إليه لشدت حديثه من وكف الله اتقى هذا عباس ابن.١٣٣ صفحة الثاني

91

الجاهلي الأدب في

كثيرة أشياء روى عباس ابن لأن سياسية؛ فائدة من يخلو يكن لم عباس بن الله لعبدمنك أحفظ رأيت ما له: قال حين الأزرق بن نافع أجاب عباس ابن ولأن الشيعة، تنفعالشيعة ترويه حديثا هنا أن تعلم وأنت علي. من أحفظ رأيت ما بقوله: عباس، ابن يا

بابها. عليا ويجعل العلم، مدينة النبي يجعلوسهولة سذاجة في وضعت وقد هذه عباس ابن قصة تكون أن يمكن أليس بلألفاظ من لفظا الطالب يسمع أن وهو اليسير، التعليمي الغرض لهذا إلا لشيء لا ويسرطائفة يفسر أن العلماء أحد أراد عناء؟ ولا مشقة غير من عليه الشاهد ويجد القرآنالقصة لهذه ولعل أراد. ما إلى سبيلا واتخذها القصة هذه فوضع القرآن، ألفاظ منالعالم هذا فيها فزاد قليلة، مسائل عن عباس ابن سأل نافعا لعل ا، جد يسيرا أصلا

الناس. يتداولها مستقلة رسالة أصبحت حتى ومدهاالعصر في شائعا كان الصرفة التعليمية للأغراض والنحل التكلف من النحو وهذاإثبات في أتعمق أن ولا أطيل أن أريد ولست والرابع. الثالث القرن في سيما ولا العباسي،فسترى الكتب، من يشبهه ما وإلى القالي، علي لأبي «الأمالي» كتاب إلى أحيلك إنما هذا،وسترى18 وشيبا، شبابا ونساء رجالا الأعراب إلى تنسب والأوصاف الأحاجي من طائفةأبيها فرس في منهن واحدة كل فتقول آبائهن، أفراس وتواصفن اجتمعن خمسا بناتيقل، لم أنه حين في ا، حق قيل قد أنه على السذاجة أهل يأخذه ومسجوعا غريبا كلامايريد عالم أو فيها، يقال وما الخيل أوصاف تلاميذه يحفظ أن يريد معلم كتبه وإنماوتواصفن اجتمعن بنات19 في ذلك مثل وقل العلم. من وعى ما كثرة ويظهر يتفيهق أنمسجوعا غريبا كلاما يقلن فأخذن منهن، واحدة كل فيه تطمع الذي للزوج الأعلى المثل

الرجل. من المرأة تحب ما إلى التلميح أو والتعريض والفتوة الرجولة وصف فيو«ديوان الفريد» و«العقد «الأمالي» في نجده وسجعا، ونثرا شعرا كثير هذا ومثلأصل هو النحل من النحو هذا أن أعتقد وأكاد الكتب. من وغيرها هلال لأبي المعاني»

الإنشاء. أنواع من النوع هذا من يشبهها وما المقامات

يليها. وما ١٨٧ صفحة الثانية الطبعة الأول الجزء «الأمالي» 18في أبلغ قصة فسترى يليها وما ٨٠ صفحة أيضا وانظر ١٦ صفحة الثانية الطبعة «الأمالي» كتاب 19

عباسيا. سجعا الفصحى اللغة يسجعن حميريات فيها يتكلمن اللاتي النسوة لأن نريد؛ ما إثبات

92

الجاهليون

حين، منذ أقول كنت ما لأقول إليه فلأعد يظهر، فيما الموضوع عن بعدت ولكنيثبت الذي الجاهلي الشعر هذا أليس نسأل: أن وللعلم لأنفسنا علينا الحق من أن وهويمثل لا بل حضاراتهم، ولا دياناتهم ولا عقليتهم ولا الجاهليين العرب حياة يمثل لا أنهأما الإسلام؟ بعد حملا أصحابه على وحمل وضعا وضع قد الشعر هذا أليس لغتهم؛نتبين أن النظرية هذه لنا ثبتت أن بعد محتاجون ولكننا هذا. في الآن أشك أكاد فلا أنا

الإسلام. بعد ونحلهما والنثر الشعر وضع على الناس حملت التي المختلفة الأسباب

93

الثالث الكتاب

الشعر أسبابنحل

العرب على مقصورا النحل ليس (1)

من بشيء تقوم أن لها قدر التي القديمة الأمم تاريخ درس الباحث يتعود أن يجبوالصروف، الخطوب وألوان والمحن الصعاب من حياتها اعترض وما الأعمال، جلائلشيء هناك كان وإذا أصله. إلى فيه شيء كل ويرد وجهه، على العربية الأمة تاريخ ليفهميلموا لم أنهم فهو فيه، للحق يوفقوا فلم وآدابهم العرب تاريخ كتبوا الذين على يؤخذالعربية الأمة بين يقارنوا أن لهم يخطر لم أو القديمة، الأمم هذه بتاريخ كافيا إلماماتعرف لم فذة أمة كأنها العربية الأمة هذه إلى نظروا وإنما قبلها؛ من خلت التي والأممفيها يؤثر ولم أحد في تؤثر لم أحد، يشبهها ولم أحدا تشبه لم أحد، يعرفها ولم أحدا

القديم. العالم على سلطانها وانبساط العربية الحضارة قيام قبل أحد،العرب تاريخ وبين بينه وقارنوا القديمة الأمم هذه تاريخ درسوا لو أنهم والحقهذه من أذكر ولست أنفسهم. العرب تاريخ بذلك ولتغير العربية، الأمة في رأيهم لتغيرالأمتين لهاتين قدر فقد الرومانية؛ والأمة اليونانية الأمة اثنتين: أمتين إلا القديمة الأممتحضرت كلتاهما الوسطى: العصور في العربية للأمة قدر ما مثل القديمة العصور فيالمختلفة، السياسية الصروف لهذه الداخلية حياتها في خضعت وكلتاهما بداوة، بعدالخاص موطنها تتجاوز أن إلى دفعها السياسي التكوين من نوع إلى انتهت وكلتاهماسلطانها تبسط لم وكلتاهما الأرض، على سلطانها وتبسط المجاورة البلاد على وتغيربه تنتفع تزال لا قيما تراثا للإنسانية وتركت وانتفعت نفعت وإنما عبثا؛ الأرض على

ونظاما. تشريعا الرومان وترك وأدبا، فلسفة اليونان ترك الآن؛ إلىبداوة، بعد والرومان اليونان تحضر كما تحضرت العربية، الأمة شأن كان وكذلكتكوينها بها وانتهى مختلفة، سياسية بصروف والرومان اليونان تأثر كما وتأثرت

الجاهلي الأدب في

الحدود تجاوز من إليه والرومان لليونان السياسي التكوين انتهى ما مثل إلى السياسيللإنسانية والرومان اليونان ترك كما وتركت الأرض، على السلطان وبسط الطبيعيةالعوارض تكون أن شيء في العجيب من وليس ودين. وعلم أدب فيه خالدا قيما تراثالحياة عرضت التي للعوارض مشبهة فروعها اختلاف على العرب لحياة عرضت التي

كثيرة. وجوه من والرومان اليونانمتشابهة نتائج إلى بنا ينتهي الثلاث الأمم هذه حياة في الهادئ التفكير أن الحق وفيالأمم هذه بين ما إلى قدمناها التي الإشارة هذه أليست لا! ولم — متحدة نقل: لم إن —أثرت قد متقاربة أو واحدة مؤثرات أن في تفكر أن على لتحملك تكفي شبه، من الثلاث

متقاربة؟ أو واحدة نتائج إلى فانتهت الأمم هذه حياة فيمن يكون أن يمكن عما للبحث بإزائه نحن الذي الموضوع نترك أن نريد ولسناأن نريد وإنما لهذا. نكتب لم فنحن والرومان؛ واليونان العرب بين افتراق أو اتفاقيجزع والتي الكتاب هذا في ندرسها أن نحاول التي الأدبية الظاهرة هذه إن نقول:إلى تتجاوزها وإنما العربية، الأمة على مقصورة ليست شديدا، جزعا القديم أنصار لهاأول العربية الأمة تكون فلن الخالدتين. الأمتين هاتين سيما ولا القديمة، الأمم من غيرهاالأمة في الشعر نحل وإنما وزورا. كذبا قدمائها على وحمل نحلا الشعر فيها نحل أمةالناس به وانخدع شعرائهما، من القدماء على وحمل قبل من الرومانية والأمة اليونانيةإليها؛ مطمئنين الناس توارثها أدبية سنة والإيمان الانخداع هذا عن ونشأت له. وآمنواواللغة والأدب التاريخ أصحاب من النقاد استطاع وحتى الحديث العصر كان حتى

سبيلا. ذلك إلى استطاعوا ما أصولها إلى الأشياء يردوا أن والفلسفةوأنها بعد، تنته لم والرومان اليونان إلى بالقياس هذه النقد حركة أن تعلم وأنتما ا تام تغييرا غيرت نتائج إلى وصلت قد أنها تعلم وأنت غد. بعد ولا غدا تنتهي لنعلى فستوافقني فكرت إذا وأنت وآدابهما. الأمتين هاتين تاريخ من متوارثا معروفا كانوالتاريخ الأدب في الباحثين تأثر الأمر حقيقة في هو إنما النقدية الحركة هذه منشأ أن

الفلسفي. «ديكارت» منهج وهو الكتاب، هذا أول في إليه دعوت الذي المنهج بهذاوالأدبي العلمي بحثنا في المنهج بهذا نتأثر أن من بد فلا كرهنا أو رضينا وسواءكما وتاريخنا آدابنا نقد في نصطنعه أن من بد ولا الغرب. أهل به قبلنا من تأثر كمامنذ أخذت قد نفسها عقليتنا لأن ذلك وتاريخهم؛ آدابهم نقد في الغرب أهل اصطنعهالشرقية، إلى منها الغربية إلى أقرب قل: أو غربية، وتصبح تتغير السنين من عشرات

الغرب. بأهل الاتصال في وأسرعت التغير في جدت الزمن عليها مضى كلما وهي

96

الشعر نحل أسباب

فليس الجديد، ينصرون وآخرون القديم، ينصرون قوم الآن مصر في كان وإذالم وآخرين الغربية، الصبغة بهذه عقليتهم اصطبغت قد قوما مصر في لأن إلا ذلكمصر في الغربي العلم وانتشار قليل. بحظ إلا منها يظفروا لم أو بحظ منها يظفرواهذا نشر إلى والاجتماعية الفردية الجهود واتجاه يوم، إلى يوم من انتشاره وازديادندرس وبأن غربيا، عقلنا يصبح بأن غد بعد أو غدا سيقضي ذلك كل الغربي، العلمآدابهم درس في الغرب أهل فعل كما «ديكارت»، بمنهج متأثرين وتاريخهم العرب آداب

والرومان. اليونان وآدابالآن تنشر التي الكثيرة الكتب هذه من كتاب بأي قليلا إلماما تلم أن أحب ولقدماذا الإلمام هذا بعد نفسك تسأل وأن اللاتينية، أو اليونانية الآداب تاريخ في أوروبا فييعتقد كان ما أحق الأمتين. هاتين عند الآداب تاريخ في القدماء يعتقده كان مما بقي«هوميروس» شأن في به يؤمنون كانوا ما أحق والأوديسة؟ الإلياذة شأن في القدماءأساسا يتخذونه القدماء كان ما أحق القصصيين؟ الشعراء من وغيرهما و«هيزيودوس»اللذيذ من إن والرومان؟ اليونان أخبار من كلها وحياتهم وأدبهم وعلمهم لسياستهمتاريخ في ليفوس» و«تيتوس اليونان، تاريخ في «هيرودوت» كتب ما تقرأ أن ا حقمن شيئا تجد تكاد لا ولكنك الأمتين. هاتين تاريخ في الآن المحدثون يكتب وما الرومان،وما وآدابهم، العرب تاريخ من الطبري ويرويه إسحاق ابن به يتحدث كان ما بين الفرقالمؤرخين هؤلاء من الكثرة لأن ذلك العصر؛ هذا في العرب عن والأدباء المؤرخون يكتبهوأن بشخصيتها تؤمن أن بعد تستطع ولم الحديث، المنهج بهذا بعد تتأثر لم والأدباء

والأساطير. الأوهام من الشخصية هذه تخلصفنحن والمؤرخين الأدباء هؤلاء من الكثرة يرضي ألا الكتاب لهذا قدر قد كان وإذالمنهج فالمستقبل الناشئ؛ الجيل هذا في تأثيره من يقلل ولن يضيره لن ذلك بأن واثقون

القدماء. لمناهج لا «ديكارت»

الشعر ونحل السياسة (2)

دعت التي المؤثرات من القديمة الأمم له خضعت ما لمثل خضعوا قد العرب إن قلت:وحياتها العربية الأمة طبعت التي المؤثرات هذه أهم ولعل والأخبار، الشعر نحل إلىمزاج لأنه فيه؛ والفصل تمييزه يصعب الذي المؤثر هذا هو يزول ولا يمحى لا بطابعالتاريخ فهم إلى سبيل لا أنه والحق والسياسة. الدين هما ا، جد قويين عنصرين من

97

الجاهلي الأدب في

— والسياسة الدين مسألة — المسألة هذه وضحت إذا إلا فروعه تختلف مهما الإسلامييخلصوا أن الإسلام ظهر منذ العرب يستطيع ألا الظروف أرادت فقد كافيا. توضيحا

والثاني. الأول القرنين في حياتهم لحظات من لحظة في المؤثرين هذين منبهذا يعتزوا أن إلى محتاجون فهم بالإسلام؛ إلا العالم على يظهروا لم مسلمون همالسلطان وهذا الظهور هذا لهم يضمن ما به اتصالهم في ويجدوا ويرضوه الإسلامفهم ومنافع؛ مطامع وأصحاب عصبية أهل نفسه الوقت في وهم عليه. يحرصون الذيودينهم. ومطامعهم منافعهم وبين بينها ويلائموا العصبية هذه يراعوا أن إلى مضطرونبالدين، متأثر حياتهم مظاهر من مظهر وكل حركاتهم من حركة فكل وإذنواجتهادا والسياسة، بالدين متصلا تأثرا نصف كما حياتهم كانت وإذا بالسياسة. متأثربالمؤرخ فخليق جميعا، منها الاستفادة في أصح: بعبارة أو بينهما، التوفيق في متصلاأساسا العرب عند والسياسة الدين مسألة يجعل أن الاجتماعي أو الأدبي أو السياسيبك نتعمق عندما وسترى التاريخ، فروع من عنه يبحث أن يريد الذي الفرع عن للبحث

مخطئين. ولا غلاة لسنا أنا الموضوع هذا في قليلاالنبي بين اتصل الذي العنيف الجهاد هذا هو نلاحظه، أن يحسن ما وأولالإسلام عهد أول في أما أخرى. ناحية من وأوليائها قريش وبين ناحية، من وأصحابهجدليا الجهاد هذا كان فقد مستضعفين مكة في وأصحابه النبي كان حين بالظهوربالقرآن يجادلهم قومه من المطلقة الكثرة بإزاء وحده به يقوم يكاد النبي وكان خالصا،وهو الإعياء. إلى ويضطرهم ويفحمهم منهم فيبلغ المحكمات، الآيات بهذه ويقارعهمولكنه خطر. ذو حزب له ن تكو حتى فريق قومه من له انتصر حظا ذلك من بلغ كلمافي ذلك يكن لم أو قهر، ولا تغلب ولا ملك في يطمع يكن ولم سياسيا، حزبا يكن لمقريش مناضلة اشتدت أسره وقوي قوته اشتدت كلما كان الحزب هذا أن غير دعوته.المدينة. إلى النبي هجرة من ثم الأولى الهجرة من تعلم ما كان حتى إياه، وفتنتها له

لنصر الأنصار أعد وعما المدينة، إلى الهجرة هذه عن البحث موضع هنا وليسنسجل أن نستطيع ولكنا الهجرة. أنتجتها التي المختلفة النتائج وعن وإيوائه، النبيجديدا؛ وضعا وقريش النبي بين الخلاف مسألة وضعت قد الهجرة هذه أن مطمئنينعلى يعتمد دينيا كان أن بعد والسيف القوة على حله في يعتمد سياسيا الخلاف جعلت

غير. ليس بالحجة والنضال الجدال

98

الشعر نحل أسباب

وبأسها المادية قوتها لها سياسية وحدة للإسلام تكونت المدينة إلى النبي هاجر منذإلى القديمة، والسنن الموروثة والآراء الأوثان تجاوز قد الأمر أن قريش وأحست الشديد،وهو به، يتصل وما الدين من قريش نفوس في خطرا أعظم يظهر فيما كان آخر شيءترحل كانت التي البلاد وبين مكة بين التجارية والطرق الحجاز، في السياسية السيادةأصل هو العير على الاستيلاء محاولة أن تعلم وأنت والصيف. الشتاء في بتجارتها إليهابين الجهاد أن في إذن شك من فليس بدر، في وقريش النبي بين الأولى الكبرى الوقعةأصبح المدينة إلى انتقل فلما مكة، في النبي أقام ما خالصا دينيا كان قد وقريش النبيوالمسلمين قريش بين النزاع موضوع وأصبح واقتصاديا. وسياسيا دينيا الجهاد هذاأو العربية، الأمة ذلك مع يتناول هو بل حق، غير أو حق الإسلام أن على مقصورا ليس

تخضع. لمن التجارية والطرق تذعن، لمن تقدير، أقل على الحجازيةمع لا المدينة إلى هاجر منذ النبي سيرة تفهم أن تستطيع وحده النحو هذا علىتاريخ نكتب لا ولكننا أيضا. اليهود مع بل العرب، من غيرها مع بل وحدها قريشالجهاد استحالة أن وهو كله، هذا من يعنينا ما إلى مسرعين نصل أن نريد وإنما النبي،أو والمدينة، مكة بين عداوة استحدث قد دينيا جهادا كان أن بعد سياسي جهاد إلىالمودة صلات بأن تحدثنا1 فالسيرة قبل، من موجودة تكن لم والأنصار، قريش بينذلك وكان المدينة، إلى النبي يهاجر أن قبل والخزرج الأوس وبين قريش بين قوية كانتبد يكن ولم الشام، إلى قريش طريق على والخزرج الأوس كان فقد وطبيعيا؛ معقولاالود صلات وتوثق التجارية طرقها ن تؤم أن من مكة تسمى التي التجارية المدينة لهذه

للخطر. الطريق هذا يعرضوا أن يستطيعون الذين معهذه اصطبغت أن إلا هي وما والمدينة، مكة بين عداوة الهجرة بعد إذن نشأتهي وما «أحد»، في قريش انتصرت ويوم «بدر» في الأنصار انتصر يوم بالدم العداوةقريش وشعراء الأنصار شعراء فوقف السيف مع العداوة هذه في الشعر اشترك أن إلابذكر ويشيد وأنسابه أحسابه عن فريق كل يدافع ويتناضلون، ويتجادلون يتهاجونالنبي عن قريشا يدافعون الأنصار شعراء كان فقد دقيقا؛ الموقف كان ثم قومه،

استرده حتى حجرهم في المطلب عبد نشأ وقد يثرب، في النجار بني من هاشم بن المطلب عبد أم كانت 1

النبي تزير إليها ذهبت قد وكانت يثرب من راجعة وهي النبي أم وهب بنت آمنة وماتت المطلب. أخوهو١٠٨. ١٠٢ صفحة ١٣٢٩ سنة القاهرة طبعة هشام» ابن «سيرة فيها. أخواله

99

الجاهلي الأدب في

وأصحابه النبي الأنصار مع يهجون قريش شعراء وكان قريش، من وهم وأصحابهالحدة من يمكن ما أقصى بلغ قد الهجاء هذا يكون أن ويجب قريش. خلاصة من وهمكان مثلما ويعدهم، ويقدمهم أصحابه ويثبت عليه يحرض كان النبي فإن والعنف؛

حسانا.2 يؤيد كان جبريل أن ويتحدث الله، عند والمثوبة الأجر من المقاتلين يعدتعلم وأنت واشتدت الحرب كثرت لما والأنصار قريش بين واشتد إذن الهجاء كثرالدفاع في وجدهم المسفوكة، للدماء الثأر على وحرصهم العصبية من العرب حظ مقدارالحجاز أهل من الحيين هذين بين الضغينة تبلغ أن غريبا فليس المنتهكة؛ الأعراض عن

تبلغ. أن تستطيع كانت ما أقصى إلىمن وأعانها والأموال، والأنفس واللسان بالسنان جهادها في قريش مضت ولقدأظلت قد النبي خيل إذا يوم ذات وأمست توفق. لم ولكنها واليهود، العرب من أعانهاالمقاومة في يمضي أن إما اثنتين: بين هو فإذا سفيان أبو وحازمها زعيمها فنظر مكة،هذا لعل وينتظر الناس فيه دخل فيما ويدخل ويصالح يصانع أن وإما مكة، فتفنىإلى يعود أن الأنصار إلى قريش ومن المدينة إلى مكة من انتقل الذي السياسي السلطانهذه للنبي وتمت قريش، معه وأسلمت سفيان أبو أسلم أخرى. مرة مكة وإلى قريشوالأنصار قريش بين متأججة كانت التي النار هذه على الرماد وألقي العربية. الوحدة

الدين. في مؤتلفين إخوانا الأمر ظاهر في جميعا الناس وأصبحالضغائن تلك يمحو أن لاستطاع طويلا زمنا مكة فتح بعد عمر لو النبي ولعلقاعدة يضع ولم بقليل، الفتح بعد توفي ولكنه أخرى، وجهة العرب نفوس يوجه وأنهذه تعود أن في غرابة فأي فرقة. بعد جمعها التي الأمة لهذه دستورا ولا للخلافة،الذي الرماد هذا يزول أن وفي نومها، بعد الفتنة تستيقظ أن وفي الظهور، إلى الضغائن

الأحقاد! تلك يخفي كانقريش من المهاجرون اختلف حتى الدنيا هذه يدع يكد لم النبي أن الحق وفيبين يفسد الأمر وكاد تكون. ولمن تكون، أين الخلافة في والخزرج الأوس من والأنصارذاك إذ كانت المادية القوة أن ولولا قريش، من نفر وحزم دين من بقية لولا الفريقينوظهر قريش. إلى الإمارة منهم تخرج أن وقبلوا الأنصار أذعن أن إلا هي فما قريش. إلى

.٦ صفحة ٤ جزء بولاق طبعة «الأغاني» 2

100

الشعر نحل أسباب

بن سعد إلا فيه يخالفهم لا ذلك على أجمعوا قد وأنهم الفريقين، بين استقر قد الأمر أنالمسلمين، بصلاة يصلي وأن عمر، يبايع وأن بكر، أبا يبايع أن أبى الذي الأنصاري عبادةغيلة قتل حتى العزيمة، ماضي الشكيمة قوي المعارضة يمثل وظل بحجهم، يحج وأنما إلى والأنصار قريش قوة وانصرفت الرواة.3 يزعم فيما الجن قتلته أسفاره، بعض فيعمر. أيام الفتوح من كان ما وإلى بكر، أبي أيام المسلمين على العرب انتفاض من كانتلك ينسوا أن يستطيعون يكونوا لم والمدينة مكة في وهؤلاء أولئك من المقيمين ولكنالغزوات. في سفكت التي الدماء تلك ولا النبي، أيام بينهم كانت التي العنيفة الخصومةبعبارة أو — والأنصار المهاجرين بين حال قد عمر حزم أن في شك من وليسرواية عن نهى عمر أن يحدثوننا فالرواة الفتنة، وبين — والأنصار قريش بين أصح:تثبت نفسها الرواية وهذه النبي.4 أيام والمشركون المسلمون به تهاجى الذي الشعرأيام بعضا بعضهم به هجا قد كان ما تذاكروا والأنصار قريشا أن وهي أخرى، روايةإلا به يشعر لا ما والشماتة اللذة من ذلك في يجدون روايته، على حراصا وكانوا النبي،

انتصر. أو وتر إذا القوية العصبية صاحبينشدهم المسلمين من نفر في حسان فإذا يوم، ذات مر عمر أن الرواة ذكر وقدعني إليك حسان: قال البعير! كرغاء أرغاء وقال: بأذنه فأخذ النبي، مسجد في شعراعمر فمضى فيرضى؛ منك خير هو من المكان هذا في أنشد كنت لقد فوالله عمر؛ ياموتورين، كانوا الأنصار أن من قدمناه ما يلاحظ لمن يسير الرواية هذه وفقه وتركه.5للنبي بنصرهم يتعزون فكانوا عنهم، الأمر انصراف إلى تطمئن لا كانت عصبيتهم وأنبأيديهم أفادوا وما النبي، موت قبل البلاء من لهم كان وما قريش من وانتصافهم

مجد. من وألسنتهمهزيمة، من أصابها ما وتنكر قريش، تزدرى أن عصبيته تكره قرشيا عمر وكانالرعية،6 أمور يضبط أن يريد حازما أميرا كله هذا فوق وكان منكر، من عنها أشيع وما

.١١٥ صفحة ٢ قسم ٧ جزء ليدن طبعة سعد» ابن «طبقات 3.٥ صفحة ٤ جزء بولاق طبعة «الأغاني» 4.٦ صفحة ٤ جزء بولاق طبعة «الأغاني» 5

مصدر ذلك ولعل مخالفة، أقل الإسلام قواعد عن منهم خالف من على ويشتد الشعراء يتتبع عمر كان 6

الشعر. عن أعرض أنه علم حين لبيد عطاء زاد فقد والأغلب؛ لبيد أحدث عما الكوفة في موسى أبا سؤاله

101

الجاهلي الأدب في

لم ولكنه التوفيق، بعض وفق وقد العصبية، غير شيء على المسلمين ملك يؤسس وأنيريد. كان ما بكل يظفر

أيام المدينة قدما الخطاب بن وضرار الزبعرى بن الله عبد أن الرواة7 تحدثالناس يألفه الحديث حسن ضريرا رجلا وكان جحش، بن أحمد أبي إلى فذهبا عمر،هو قال: وننشده، لينشدنا ثابت بن حسان لنا لتدعو جئناك قالا: عنده. ويتحدثونأن يريدان مكة من أقبلا قد أخواك هذان قال: فجاء. حسان إلى وأرسل تريدان، مانبدأ. بل قالا: بدأت: شئتما وإن فابدأا، شئتما إن حسان: قال لك، ويسمعا يسمعاكفرغ فلما كالمرجل، يغلي وأخذ فار حتى الأنصار في قريش قالت مما ينشدانه فأخذاوقص عمر إلى مغضبا حسان وذهب مكة، إلى ومضيا راحلته على منهما كل استوىكانا إذا حتى ردهما، من أرسل ثم الله، شاء إن عليك سأردهما عمر: قال الخبر. عليهفأنشدهما شئت؛ ما أنشدهما لحسان: قال النبي، أصحاب من نفر ومعه عمر يدي بيننهيتكم كنت قد «الأغاني»: صاحب يحدثنا فيما — ذلك بعد عمر وقال اشتفى، حتىهذا عمر أقال وسواء فاكتبوه،8 أبوا إذ فأما الضغائن، يوقظ لأنه الشعر؛ هذا رواية عن

يضيع. ألا على لقريش هجاءهم يكتبون الأنصار كان فقد يقله، لم أمالجاهلية، في قليل الشعر من حظها فإذا قريش نظرت وقد سلام:9 ابن قالهذا من خاص بنوع استكثرت أنها في عندي شك من وليس الإسلام. في منه فاستكثرت

الأنصار. فيه يهجى الذي الشعرالسياسية الفكرة تقدمت عثمان، إلى المشورة بعد الخلافة وانتهت عمر قتل ولمافحسب، قريش في الخلافة تصبح فلم أخرى، خطوة سفيان أبا تشغل كانت التيالأمويين، عصبية واشتدت قريش، عصبية واشتدت خاصة. أمية بني في أصبحت بليفرغ العرب وأخذ الفتح، حركة هدأت وقد العرب. بين الأخرى العصبيات واشتدت

ابن «طبقات والزبرقان. الحطيئة قصة كذلك وانظر ،٣٠ صفحة سلام لابن الشعراء» «طبقات انظروانظر ،٤٣ صفحة سلام» ابن «طبقات الحسحاس، بني عبد مع حديثه وانظر ،٢٥ صفحة سلام».٣٢ صفحة سلام» ابن «طبقات الناس. ببعض يعرض عبدة بن لعلقمة شعرا أنشد من على للحد إقامته

.٥ صفحة ٤ جزء بولاق طبعة «الأغاني» 7.٥ صفحة ٤ جزء «أغاني» 8

.٦٢ صفحة سلام» ابن «طبقات 9

102

الشعر نحل أسباب

وانتهاء المسلمين وافتراق عثمان قتل من تعلم ما ذلك نتائج من وكان لبعض. بعضهموالحروب. الفتن تلك بعد أمية بني إلى كله الأمر

الخطة هذه أخفقت أدق: بعبارة أو السياسية الخليفة خطة تغيرت الوقت ذلك فيقبل الضغائن من بينهم كان ما يتذاكروا أن العرب منع وهي عمر؛ يختطها كان التيجميع في والتفاخر التنافس من جاهليتهم في فيه كانوا مما شر إلى العرب وعاد الإسلام،الأنصار من الشعراء تنافس من كان ما عليك أقص أن ويكفي الإسلامية. الأمصارإلى الوقت ذلك في العرب عاد حد أي إلى لنعلم معاوية، بن ويزيد معاوية عند وغيرهم

القديمة.10 عصبيتهمبنت برملة شبب حسان بن الرحمن عبد بأن تخبر التي القصة تلك قرأت ولعلكالرحمن: لعبد وقال كعادته، الحلم فاصطنع معاوية فأما أمية. بني في نكاية معاويةرجل كان سفيان؛ أبي لجده صورة كان فقد يزيد وأما هند. أختها من أنت فأينبن كعب فأغرى سنن، من للناس سنه وما الإسلام على وسخط وفتك وقوة عصبيةفأغرى إسلام؟ بعد كافرا تردني أن أتريد وقال: فاستعفاه الأنصار، بهجاء جعيل

مشهورا. مقذعا هجاء الأنصار وهجا فأجابه نصرانيا وكان الأخطلشيء، كل على العصبية يؤثر سفيان، أبي لجده صادقة صورة كان يزيد إن قلت:الأنصار حرمات فيها انتهكت التي الحرة وقعة صاحب هو يزيد أن تنكر لا وأنتتقم لم والتي بدر في عليها انتصروا الذين من قريش فيها انتقمت والتي المدينة، فيفيها قتل قد إنه الحرة: وقعة يقصون حين الرواة يقول ما ولأمر قائمة. بعدها للأنصار

قريشا. أذلوا الذين من أي بدرا؛ شهدوا الذين من ثمانونبن عمرو لنا تمثل التي الأخرى11 القصة هذه عليك أقص أن إلى حاجة في ولستيمحوه، أن معاوية إلى وطلب هذا، اسمهم كره حتى بالأنصار ذرعا ضاق وقد العاصيقول: أن إلى أمية بني شايع الذي الوحيد الأنصاري وهو بشير بن النعمان واضطر

الأن��ص��ار س��وى ب��ه ن��ج��ي��ب ن��س��ب ل��ن��ا ف��م��ا ال��دع��اء ت��ج��ب لا س��ع��د ي��ا

.١٢٢ صفحة ١٤ وجزء يليها، وما ١٤٨ صفحة ١٣ جزء بولاق طبعة «الأغاني» 10

.١٢٧ صفحة ١٤ جزء بولاق طبع «الأغاني» 11

103

الجاهلي الأدب في

ال��ك��ف��ار! ع��ل��ى ن��س��ب��ا ب��ه أث��ق��ل ل��ق��وم��ن��ا الإل��ه ت��خ��ي��ره ن��س��بال��ن��ار وق��ود ه��م ال��ق��ل��ي��ب ي��وم م��ن��ك��م ب��ب��در ث��ووا ال��ذي��ن إن

أقل معاوية يكن فلم غير. ليس تسرعه على عمرا فلام الشعر هذا معاوية سمع وقدهذه أصحاب ولكن يزيد. عهده ولي أو عمرو مشيره من لقريش وتعصبا للأنصار بغضاكيزيد، المسرف منهم فكان شديدا، تفاوتا بينهم فيما يتفاوتون كانوا القرشية العصبيةالعطف يشبه شيء إلى العصبية في الاقتصاد يتجاوز من منهم وكان كمعاوية. والمقتصدالأنصار على العاطفين هؤلاء من كان العوام بن الزبير ولعل لهم، والرثاء الأنصار علىأنه الرواة12 يحدثنا فقد فيهم، النبي لوصية والراعين لعهدهم الحافظين لهم الراثينفلامهم يقول، بما حافلين غير وهم ينشدهم، حسان فيهم فإذا المسلمين من بنفر مريمدحه فقال حسان. نفس في ذلك وأثر النبي، من حسان شعر موقع وذكرهم ذلك علىمن أثبته أن أريد ما على الدلالة حسن فهو الشعر، هذا أول إلى تلتفت أن وأحب —

قريش: منهم وقفته الذي الجديد الموقف لهذا الأنصار نفوس على الحزن دخول

ي��ع��دل ب��ال��ف��ع��ل وال��ق��ول ح��واري��ه وه��دي��ه ال��ن��ب��ي ع��ه��د ع��ل��ى أق��امأع��دل وال��ح��ق ال��ح��ق ول��ي ي��وال��ي وط��ري��ق��ه م��ن��ه��اج��ه ع��ل��ى أق��امم��ح��ج��ل ي��وم ك��ان م��ا إذا ي��ص��ول ال��ذي وال��ب��ط��ل ال��م��ش��ه��ور ال��ف��ارس ه��وي��رق��ل ال��م��وت إل��ى س��ب��اق ب��أب��ي��ض ح��ش��ه��ا ل��ح��رب س��اق��ه��ا ع��ن ك��ش��ف��ت إذال��م��رف��ل ب��ي��ت��ه��ا ف��ي أس��د وم��ن أم��ه ص��ف��ي��ة ك��ان��ت ام��رأ وإنم��ؤث��ل م��ج��د الإس��لام ن��ص��رة وم��ن ق��ري��ب��ة ق��رب��ى ال��ل��ه رس��ول م��ن ل��هف��ي��ج��زل ي��ع��ط��ي وال��ل��ه ال��م��ص��ط��ف��ى ع��ن ب��س��ي��ف��ه ال��زب��ي��ر ذب ك��رب��ة ف��ك��مي��ذب��ل دام م��ا ال��ده��ر ي��ك��ون ول��ي��س ق��ب��ل��ه ك��ان ولا ف��ي��ه��م م��ث��ل��ه ف��م��اأف��ض��ل ال��ه��اش��م��ي��ة اب��ن ي��ا وف��ع��ل��ك م��ع��اش��ر ف��ع��ال م��ن خ��ي��ر ث��ن��اؤك

النبي لعهد حسان ذكر يمثلان كيف المقطوعة أول في البيتين هذين إلى فانظرولكن إياهم. وإنصافه لهم النبي موالاة من الأنصار فات ما على وأسفه عليه وحزنه

.٧ صفحة ٤ جزء «الأغاني» 12

104

الشعر نحل أسباب

الموضوع يتجاوز لا لأنه به؛ بأس لا الاستطراد من شيء إلى تدعو الأبيات هذه بقيةوإحصاء الزبير مدح في الإلحاح إلى بها قصد أنه الأبيات هذه قراءة من يظهر فقد كثيرا.

أولها. قوة يلائم لا ضعفا آخرها في أن يظهر وقد مآثره،بالدقة، الزبير بن الله عبد حفدة ومن الزبير آل من نفر القصة هذه روى وقدما بها وتجاوزت وطولتها الأبيات هذه مدت قد الزبيريين عصبية تكون أن أفتستبعدمن الزبيرية العصبية تريد كانت ما إلى بالجميل الاعتراف من حسان أراد قد كان

خاص؟ بنوع الله عبد ابنه منافسي على أو منافسيه على الزبير تفضيلمن كان ما لك ذكرت فقد أيضا، فيه نحن ما يثبت لأنه به؛ بأس لا آخر واستطرادلهذا غضب بشير بن النعمان أن — رأيت كما — يتحدثون وهم للأنصار، الأخطل هجاءأبيات في رأيت ما مثل فيها فسترى لك، نرويها أبياتا معاوية يدي بين وأنشد الهجاءالنعمان كان وقد يقولوا. لم ما الشعراء إلى تضيف التي العصبية هذه أثر من حسانعندهم. للنفع التماسا يمالئهم قل: أو أمية، ولبني لقريش يتعصب الأنصار في بشير بنالزبير كان كما معاوية، مع صفين شهد الذي الوحيد الأنصاري كان أنه تحدثوا وقداحتفاظا أو النبي، لعهد ذكرا الأنصار على تعطف كانت التي القرشية القلة هذه من

لمعاوية: بشير بن النعمان قال الحاجة. ليوم الأنصار بمودة

ال��ع��م��ائ��م ع��ل��ي��ه��ا م��ش��دودا الأزد ل��ح��ي ت��ع��ت��رف ال��ح��ق ت��ع��ط��ن��ا إلا م��ع��اويالأراق��م؟ ع��ل��ي��ك ت��ج��دي ال��ذي وم��اذا ض��ل��ة الأراق��م ع��ب��د أي��ش��ت��م��ن��اال��دراه��م ع��ن��ك ت��رض��ي��ه م��ن ف��دون��ك ل��س��ان��ه ق��ط��ع دون ث��ار ل��ي ف��م��ان��ادم ال��ح��وادث غ��ب ف��ي ل��ع��ل��ك دن��ي��ة ت��س��م��ن��ا لا روي��دا وراعال��م��خ��ارم ت��خ��ت��رم��ك ي��وم��ا الأوس أو خ��زرج��ي��ة ع��ص��ب��ة م��ن��ا ت��ل��ق م��ت��ىال��ش��ك��ائ��م ع��ل��ي��ه��ا أرس��ال ش��م��اط��ي��ط م��س��ت��ط��ي��رة ك��ال��ق��ط��ا خ��ي��ل وت��ل��ق��اكال��م��ح��ارم ت��س��ت��ب��اح ح��ت��ى وع��م��ران ع��ام��ر ب��ن ع��م��رو ال��ع��م��ران ي��س��وم��ه��اال��م��ق��ادم ال��س��ي��وف ه��ول م��ن وت��ب��ي��ض ح��ج��ل��ه��ا ال��ع��زي��زة ال��خ��ود م��ن وي��ب��دوس��ال��م والأم��ر ف��الآن ف��ت��ع��زب��ه ال��ت��ئ��ام��ه ب��ع��د ال��ص��دع ش��ع��ب ف��ت��ط��ل��بص��ارم وأب��ي��ض آب��ائ��ي ت��واري��ث ت��ب��ع��ي��ة لأم��ة ف��ث��وب��ي وإلاخ��ث��ارم ل��ه��ذم��ي ف��ي��ه��ا ال��ق��س��ب ن��وى ك��ع��وب��ه ك��أن خ��ط��ي وأس��م��ررواغ��م والأن��وف ق��ري��ش��ا أذل��ت وق��ي��ع��ة ب��ب��در ت��ش��ه��د ل��م ك��ن��ت ف��إن

105

الجاهلي الأدب في

ع��ال��م الأم��ر م��ن ي��خ��ف��ى ب��م��ا وأن��ت غ��ال��ب ب��ن ل��ؤي ح��ي��ي ب��ن��ي ف��س��ائ��لق��ات��م ق��وم��ك ن��اب ع��م��ا ول��ي��ل��ك س��ي��وف��ن��ا ب��در ي��وم ت��ت��ب��در أل��موج��م��اج��م م��ن��ك��م أك��ف وط��ارت ج��م��ع��ك��م ت��ف��رق ح��ت��ى ض��رب��ن��اك��مال��ت��م��ائ��م ع��ل��ي��ك خ��وف ع��ل��ى وأن��ت ع��رائ��س ال��ح��رام ال��ب��ي��ت ع��ل��ى وع��ادتالأداه��م ع��ل��ي��ك ع��ض��ت م��ا ق��ب��ل وم��ن ب��غ��ض��ة ب��الأن��ام��ل ق��ري��ش وع��ض��تت��ف��اق��م ف��ي��ه والأم��ر ال��ش��ج��ا م��ك��ان ن��ك��ي��ده أم��ر ك��ل ف��ي ل��ه��ا ف��ك��ن��اض��ائ��م ال��ده��ر م��ن ي��وم��ا ض��ام��ن��ا ولا ص��ف��ات��ن��ا ف��أوه��ى رام رم��ى إن ف��م��اال��س��لال��م إل��ي��ك ي��وم��ا ب��ه��ا س��ت��رق��ى ك��ث��ي��رة أم��ور ع��ن لأغ��ض��ي وإن��يأك��ات��م م��ن��ى ال��ن��ف��س ف��ي ال��ت��ي ل��ت��ل��ك وإن��ن��ي ش��م��س ع��ب��د ف��ي��ه��ا أص��ان��عه��اش��م والأم��ر ال��ح��ق ول��ي ول��ك��ن أه��ل��ه! ل��س��ت ال��ذي والأم��ر أن��ت ف��م��الازم ه��و ال��ذي ب��الأم��ر ل��ك ف��م��ن ش��ت��ات��ه ب��ع��د الأم��ر ي��ص��ي��ر إل��ي��كوخ��ات��م إم��ام ه��اد ل��ه وم��ن��ه��م ب��ه��م ف��اه��ت��د ال��ه��دى ال��ل��ه ش��رع ب��ه��م

النعمان على حملت قد تقدير، أقل على الأخيرة، الثلاثة الأبيات هذه أن ا جد فظاهرالحكم أخطأهم حين الأنصار أن نعلم أننا ومع الشيعة. عليه حملها حملا، بشير بنلبني المناوئ الحزب تأييد إلى السياسي موقفهم بطبيعة مالوا قريش على فاضطغنواولا المذهب هاشمي يكن لم بشير بن النعمان أن في نشك فلسنا علي، إلى فانضموا أمية،آل من الأمر انتقال أحس فلما سفيانيا، أصح: بعبارة أو أمويا، كان إنما الرأي، علوي

ذلك. في وقتل الزبير ابن إلى الأمويين عن تحول الحكم بن مروان إلى سفيان أبيترى وأنت والأنصار، بقريش انتهت قد العصبية كانت حد أي إلى ترى فأنتالعصبية استغلت كيف الاستطرادين هذين من ترى وأنت والشعراء، الشعر في تأثيرها

خصومها. لمناهضة بشير بن النعمان وشعر حسان شعر والهاشمية الزبيريةالشعر في وتأثيرها والأنصار قريش بين العصبية هذه أمر من بعد أفرغ لم ولكنيبن الرحمن عبد بين كان ما أذكر أن دون العصبية هذه أدع أن أريد ولا والشعراء،لم الذي العنيف النضال هذا من مروان الخليفة أخي الحكم بن الرحمن وعبد حسان

ضئيلة.13 آثار إلا منه لنا تبق

يليها. وما ١٥٠ صفحة ١٣ جزء «أغاني» 13

106

الشعر نحل أسباب

مضطرون وهم الشاعرين، هذين بين المهاجاة هذه أصل في يختلفون والرواةيتحدثون فكانوا الأنصار أما أيضا. الرواية في العصبية دخلت فقد يختلفوا؛ أن إلىيحب كان الأنصاري حسان بن الرحمن عبد ولكن صديقين، كانا الرجلين هذين أنبن الرحمن عبد امرأة فراسل صاحبه ذلك فبلغ إليها ويختلف القرشي صاحبه امرأةبيته؛ في تزوره أن على صاحبه امرأة حمل حتى فاحتال زوجها، هذه وأنبأت حسان.فلما يزورها، أن على القرشي حملت حتى امرأته واحتالت الحجر، إحدى في وأخفاهافإذا الحجر، إحدى في فأدخلته تخفيه أن فأرادت زوجها أقبل عندها المقام به استقرنفسها، القصة تروي فكانت قريش وأما الصديقين. بين الأمر ففسد امرأته، يرى هوعبد امرأة رسائل تأتيه كانت بأنه لصديقه الوفي مظهر صاحبها تظهر تعكسها لكنها

الصديق. لحرمة رعاية تريد كانت ما إلى يجيبها فلا حسان بن الرحمنأن بعد وقريش الأنصار به تتفكه كانت خيال القصة هذه أن في شك من ليسهذه أصل عن «الأغاني» صاحب يرويه ما وأن بينهما، العملية الخصومة نار هدأتالقرشي فقال لهما، بأكلب يتصيدان الصديقان كان النساء: عن البعد كل بعيد المهاجاة

لصاحبه:

ت��ص��ط��د ل��م ك��لاب��ك��م وم��ث��ل ب��ق��ع ق��ل��ط��ي��ة إن��ه��ا ك��لاب��ك ازج��ر

حسان: ابن عليه فرد

ال��م��ت��ص��ي��د ع��ن ي��غ��ن��ي��ن��ا ف��ال��ت��م��ر ص��ي��ده ف��ري��س��ة م��ن ي��أك��ل […] م��نوال��م��ت��ردد ال��ول��غ ف��ي ك��ك��لاب��ك��م وأم��ك��م ري��ق��ون أن��اس إن��ام��ه��ن��د ب��ك��ل ي��م��ن��ع��ك��م وال��ري��ف ت��ح��ت��رش��ون��ه ل��ل��ض��ب ح��زن��اك��م

اليوم. ذلك منذ الصديقين بين الشر وعظمقال: حين الأنصار نفسية تصوير أحسن قد حسان بن الرحمن عبد ولعل

أذن��اب��ا ال��ن��اس ف��روع وص��ار ذل ب��ه وال��ع��زي��ز ع��زي��زا ال��ذل��ي��ل ص��ارأرب��اب��ا ل��ل��ن��اس ك��ن��ت��م م��ت��ى ف��ي��ك��م ل��ك��م ي��ب��ي��ن ح��ت��ى ل��م��ل��ت��م��س إن��يأن��س��اب��ا ال��ع��ل��م ق��دي��م وع��ن��ك��م ع��ن��ا وس��ل��وا ان��ظ��روا ث��م ظ��ل��ع��ك��م وف��ارق��وا

107

الجاهلي الأدب في

وربيعة، مضر من بشعراء القرشي فاستعان الشاعرين، هذين تجاوز الأمر أن علىالعاصي، بن سعيد إلى فأرسل معاوية، إلى وانتهى والشعراء الشعر الأمر تجاوز ثمسعيد وكان سوط. مائة الشاعرين من كلا يضرب بأن يأمره المدينة، على واليه وكانبين وكانت عمر. أيام عليهم عطوفا الزبير كان كما معاوية، أيام في الأنصار على عطوفاالقرشي، يضرب أن أيضا وكره يضربه، أن فكره مودة، حسان بن الرحمن وعبد سعيدأسرع الذي الحكم بن لمروان المدينة ولاية ترك أن يلبث لم أنه غير معاوية، أمر فعطلبن الرحمن عبد ذكر هنا سوط. مائة حسان بن الرحمن عبد وضرب لأخيه فتعصب

إليه: فكتب بشير، بن النعمان هو الشام في سفيرا للأنصار أن حسان

ن��ع��م��ان؟ راق��د أم خ��ل��ي��ل��ي م ب��ال��ش��أ أن��ت أغ��ائ��ب ش��ع��ري ل��ي��تال��وس��ن��ان وي��وق��ظ ي��وم��ا ئ��ب ال��غ��ا ي��رج��ع ف��ق��د ت��ك��ن م��ا أي��ةك��ان��وا ال��ع��ه��د ع��ل��ى ق��دم��ا وح��رام��ا أب��وي��ن��ا وع��ام��را ع��م��را إنغ��ض��ب��ان؟ ع��ات��ب أن��ت أم ـ��ت��اب ـ ال��ك��ت�� ق��ل��ة أم م��ان��ع��وك إن��ه��مه��وان؟ ع��ل��ي��ك ب��ه أم��رى أم ـ��س ال��ق��راط��ي��ـ أع��ززت��ك أم ج��ف��اء أمال��رك��ب��ان ب��ذل��ك وأت��ت��ك��م ��ت رض س��اق��ي أن أن��ب��ئ��ت ي��ومال��ح��دث��ان ب��ه��ا أت��ى أم��ور ـ��وى ب��ل��ـ ف��ي ع��م��ك اب��ن إن ق��ال��وا: ث��مالأزم��ان ب��ه أت��ت ف��ي��م��ا ـ��ب��ة وال��ص��ح��ـ وال��ود الأرح��ام ف��ن��س��ي��تال��س��ن��ان ل��ولا ال��ع��ي��دان ك��ب��ع��ض أو ق��ن��اة ف��اع��ل��م��ن ال��رم��ح إن��م��ا

أمره،14 عطل سعيدا أن له فذكر معاوية، على بشير بن النعمان فدخل قالوا:أن أريد النعمان: قال ماذا؟ فتريد معاوية: قال وحده، الأنصاري في أنفذه مروان وأنهذه ذلك في قال النعمان أن ويروى جميعا. الرجلين في أمرك ليمضين مروان على تعزم

الأبيات:

أم��ي��ر أو م��ل��ك ع��ل��ي��ه ج��ار م��ث��ل��ن��ا م��ا س��ف��ي��ان أب��ي اب��ن ي��ا

.١٢٧ صفحة ١٤ جزء «الأغاني» 14

108

الشعر نحل أسباب

ف��ق��ي��ر إل��ي��ن��ا أن��ت إذ ب��ال��ح��ن��و أف��راس��ن��ا م��ق��دم ب��ن��ا اذك��رب��ش��ي��ر ف��ي��ه��ا ب��الأم��ر آث��رك��م ال��ذي ال��س��اع��دي غ��داة واذك��رع��س��ي��ر ب��ب��در ي��وم ب��ك��م م��ر وق��د ب��در م��ث��ل ع��ل��ي��ه��م ف��اح��ذرال��ص��دور ت��ص��ح ال��ح��ق ف��أع��ط��ه ث��ائ��ر ل��ه ح��س��ان اب��ن إنص��غ��ي��ر ف��ي��ه��ا أم��رك ل��ك��م م��ل��ك��ا ش��ت��ت��ت ل��ن��ا أي��ام وم��ث��لت��زي��ر ك��اظ��م��ات خ��زرا ت��ج��ول وأش��ي��اع��ه��ا الأزد ت��رى أم��ان��ص��ي��ر ل��ي وه��م ص��ال��وا ص��ل��ت إن م��ع��ش��ر م��ن��ه��م ح��ول��ي ي��ص��ولك��ث��ي��ر وع��دي��د م��ن��ي��ع ع��ز ن��ع��ت��ل��ى ف��لا ال��ض��ي��م ل��ن��ا ي��أب��ىال��ص��خ��ور ع��ن��ه��ا ت��ن��ق��ل ع��ادي��ة ج��رث��وم��ة ع��ز ف��ي وع��ن��ص��ر

الرحمن عبد واستعفى سوطا، خمسين أخاه فضرب مروان، إلى معاوية أمر وانتهىمائة الحر حد ضربه قد مروان أن المدينة في يذيع أخذ ولكنه فعفا. الباقي في حسان بنالحكم، بن الرحمن عبد على المقالة هذه فشقت خمسين، العبد حد أخاه وضرب سوط

الرجلين. بين الهجاء واتصل ففعل، المائة عليه يتم أن إليه فطلب أخيه على وأقبلهذه في ضخما ا خاص كتابا يضع أن السياسي التاريخ في الكاتب يستطيع ولقدأمية؛ بني أيام المسلمين حياة في التأثير من لها كان وما والأنصار، قريش بين العصبيةويستطيع والأندلس. وإفريقية مصر في نقول: بل وقريش، ومكة المدينة في نقول لاقريش بين العصبية لهذه كان فيما مستقلا سفرا يضع أن الأدب تاريخ في الكاتبنحله الذي الشعر وفي الإسلام، في قالوه الذي الفريقين شعر في التأثير من والأنصارالأدبي أو السياسي المؤرخ يتجاوز أن دون هذا الجاهلية. في شعراءهما الفريقانالأخرى! القبائل بين الخصومة إلى تجاوزها إذا فكيف والأنصار، قريش بين الخصومةالعرب إلى تجاوزتهم ولكنها والمدينة، مكة أهل على مقصورة تكن لم العصبية أن ذلكربيعة وتعصبت عدنان، بقية على مضر وتعصبت اليمنية؛ على العدنانية فتعصبت كافة،والقرشية، والتميمية القيسية العصبية فيها فكانت نفسها، مضر وانقسمت مضر، علىفقد اليمن؛ في ذلك مثل وقل بكر. وعصبية تغلب عصبية فيها فكانت ربيعة وانقسمت

عصبيتها. ولقضاعة عصبيتها ولحمير عصبيتها، للأزد كانتبأشكال وتتشكل أطرافها وتمتد وتتفرع تتشعب العصبيات هذه كل وكانتالعراق، في وآخر الشام؛ في شكل فلها بها؛ تحيط التي والإقليمية السياسية الظروفالتي هي العصبية هذه أن العلم حق تعلم وأنت الأندلس. في ورابع خراسان، في وثالث

109

الجاهلي الأدب في

العصبيات، محو تريد كانت التي النبي سياسة عن عدلوا لأنهم أمية؛ بني سلطان أزالتضبطها، عن عجزوا ثم العصبية قووا فريق؛ على العرب من بفريق يعتزوا أن وأرادوا

للفرس. العرب من أدالت بل منهم، فأدالتتأثيرها من يسيرا طرفا رأيت قد السياسية الحياة في العصبية تأثير هذا كان وإذاالجهاد هذا في العربية القبائل هذه تتصور أن تستطيع فأنت والشعراء، الشعر فيقديم، خير الجاهلية في قديمها يكون أن على منها واحدة كل تحرص العنيف، السياسيأن الظروف أرادت وقد العهد. بعيد مؤثلا رفيعا الجاهلية في مجدها يكون أن وعلىحفظا. ترويه كانت وإنما بعد، شعرها تكتب تكن لم العرب لأن الجاهلي؛ الشعر يضيعالرواة من قتل الفتن، ثم الفتوح ثم الردة حروب من الإسلام في كان ما كان فلماشعرها، وراجعت أمية، بني أيام الأمصار في العرب اطمأنت ثم كثير، خلق والحفاظلهذه وقودا تقدمه الشعر إلى حاجة في بعد وهي بقي، قد أقله وإذا أكثره ضاع قد فإذاالطوال، وغير الطوال القصائد منه وقالت الشعر، من فاستكثرت المضطرمة؛ العصبية

القدماء. شعراءها ونحلتهايعتقده كان شيء هو وإنما استنباطا، نستنبطه أو نحن نفترضه شيئا هذا وليسيحدثنا وهو الشعراء»، «طبقات كتابه في سلام بن محمد حدثنا وقد أنفسهم، القدماءذلك فاضطرها الجاهلية، في شعرا العرب أقل كانت قريشا بأن يحدثنا هذا: من بأكثربن يونس عن يحدثنا سلام وابن الإسلام.15 في لشعر نحلا العرب أكثر تكون أن إلىإلا الجاهلية شعر من بقي ما يقول: كان أنه العلاء بن عمرو أبي عن نقل أنه حبيب

كثير. وشعر علم لجاءكم وافرا جاءكم ولو أقله،بأن بأس ولا ضاع، قد الشعر أكثر أن لإثبات الاستدلال من مذهب سلام ولابنالشعراء أشهر من الأبرص بن وعبيد العبد بن طرفة أن يرى فهو قصيرة. إلمامة به نلمالشاعرين لهذين يحفظوا لم المصححين الرواة أن يرى وهو تقدما، وأشدهم الجاهليينفهما لهما يحفظ ما إلا قالا قد الشاعران هذان يكن لم إن يقول: فهو عشر، قصائد غيريبق ولم ضاع، ولكنه كثيرا شعرا قالا فقد وإذن التقدم؛ وهذا الشهرة هذه يستحقان لاقصائد إلا الشاعرين لهذين يروى ألا الرواة غير على أو الرواة على وشق القليل. هذا إلاكثير. حمل — سلام ابن يقول كما — عليهما وحمل يقولا، لم ما إليهما فأضافوا عشر،

.١٠ صفحة 15

110

الشعر نحل أسباب

إسحاق ابن يرويه كان ما ينقد هو بل الحد، هذا عند يقف لا سلام ابن ولكنهذا أن ويؤكد وغيرهم، وثمود عاد إلى يضيفونه الشعر من السيرة أصحاب من وغيرهتثبت التي القرآنية النصوص هذه من أوضح ذلك على دليل وأي مختلق، منحول الشعر

باقية. منهم يبق ولم وثمود عادا أباد قد الله أنولكننا وثمود، عاد وغير وثمود عاد شعر من النحو لهذا قليل بعد وسنعرضنحس، كما ويحسون نتبين، كما يتبينون القدماء كان كيف لنبين الآن ذكرناه إنماومنها السياسي منها لأسباب منحول، أكثره الجاهليين إلى يضاف الذي الشعر هذا أنمن أضعف كانت النقد في مناهجهم ولكن هذا، يتبينون القدماء وكان السياسي. غيريستطيع أنه سلام ابن زعم هنا ومن الغاية. عن يقصرون ثم يبدءون فكانوا مناهجنا،وأخرى الأبرش، لجذيمة تنسب أبياتا فروى العربي، الشعر أولية من شيئا لنا يروي أنالشعر، هذا نقبل أن نستطيع لا نحن أننا وسترى هذا.16 ونحو جناب، بن لزهير تنسب

وثمود.17 عاد شعر يقبل أن يستطيع لم سلام ابن أن كمالا أنها نعتقد نتيجة إلى بنا ينتهي الطويل الفصل هذا فإن شيء من يكن ومهماأهم من كانت قد السياسية المنافع من بها يتصل وما العصبية أن وهي الشك، تقبلسبقونا قد القدماء أن رأيت وقد للجاهليين. الشعر نحل على العرب حملت التي الأسباببأن يحدثنا سلام فابن كبيرا، شقاء بها شقوا قد أنهم ترى أن وأريد النتيجة، هذه إلىيجدون ولكنهم سهولة، في الرواة ينحله الذي الشعر يميزوا أن على قادرون العلم أهل

أنفسهم. العرب ينحله الذي الشعر تمييز في وعسرا مشقةمنها نستخلص وإنما وتسجيلها، النتيجة هذه استخلاص عند نقف لا ونحنأن جاهليا يسمى الذي الشعر يقرأ حين مضطر الآداب مؤرخ أن وهي علمية، قاعدةعلى العرب من فريق تأييد أو العصبية تقوية شأنه من شيئا رأى كلما صحته في يشكالشعر هذا يؤيدها التي العصبية أو القبيلة كانت كلما الشك هذا يشتد أن ويجب فريق.

للمسلمين. السياسية الحياة في دورا — يقولون كما — لعبت قد عصبية أو قبيلة

.١٣ ص١٢، سلام» ابن «طبقات 16ص٤. نفسه المصدر 17

111

الجاهلي الأدب في

الشعر ونحل الدين (3)

تكلف في أثرا السياسية والمنافع العواطف من أقل الدينية والمنافع العواطف تكن ولموفي فيها بل وحدها، المتأخرة العصور في نقول لا الجاهليين، إلى وإضافته ونحله الشعرالراشدين الخلفاء أيام إلى بالدين المتأثر النحل عصر ارتقى وربما أيضا. الأموي العصرللهونا الموضوع هذا إليه يحتاج ما البال وفراغ سعة الوقت من لدينا أن ولو أيضا.نضع أن وهو قيمة، أدبية علمية فائدة من يخلو لا البحث من بنوع القارئ وألهينا

بالدين. المتأثر النحل لهذا تاريخاأحاطت التي المختلفة الظروف إليها دعت مختلفة، أشكالا تشكل أنه نرى فنحنيقصد أطواره بعض في النحل هذا فكان عامة. وللمسلمين خاصة للعرب الدينية بالحياةوأنت الناس. عامة إلى موجها النوع هذا وكان النبي، وصدق النبوة صحة إثبات إلى بهممهدا الجاهلية في قيل الذي الشعر هذا من يروى ما كل هذا على تحمل أن تستطيعالعامة لتقنع تروى التي والأساطير الأخبار هذه من بها يتصل ما وكل النبي، لبعثةنبي بعثة ينتظرون كانوا النصارى، ورهبان اليهود وأحبار وكهانهم، العرب علماء بأنوالسير التاريخ كتب من وغيرها هشام» ابن «سيرة وفي مكة. أو قريش من يخرج عربيالشعر من آخر لونا هذا على تحمل أن تستطيع وأنت النوع.18 هذا من كثيرة ضروبعرب من الجاهليين إلى أضيف وإنما الإنس عرب من الجاهليين إلى يضف لم المنحولليس آدم إلى ينتسبون الذين الناس من أمة تكن لم العربية الأمة أن يظهر فقد الجن.الأمة حياة تحيا كانت الجن من أخرى أمة الإنسية الأمة هذه بإزاء كان وإنما غير،ما مثل وتتوقع تحس، ما مثل وتحس المؤثرات، من له تخضع لما وتخضع الإنسيةهم شعراؤها كان بل الإنس، شعر من أجود شعرها وكان الشعر، تقول وكانت تتوقع.الأعراب أن تعرف وأنت وهبيد، عبيد قصة تعرف فأنت الإنس. شعراء يلهمون الذينالنبوة قبل الشعراء يلهمون كانوا الذين الشياطين بتسمية الإسلام بعد لهوا قد والرواةالقرآن، يتلو وهو للنبي استمعوا الجن أن أنبأت الجن» «سورة القرآن وفي وبعدها.الجديد. الدين إلى ودعوهم قومهم فأنذروا وعادوا وبرسوله، بالله وآمنوا قلوبهم فلانتثم السمع، يسترقون السماء في يصعدون كانوا الجن بأن أيضا تنبئ السورة وهذه

الأنف». «الروض هامش بعدها وما و٥٥ بعدها وما ص١٩ هاشم» ابن «سيرة راجع 18

112

الشعر نحل أسباب

حيل النبوة زمن قارب فلما الغيب. بأسرار وضعفا قوة يختلف إلماما ألموا وقد يهبطونأهل عن السماء أخبار وانقطعت الشهب، بهذه فرجموا السمع، استراق وبين بينهمالآيات من يشبهها وما السورة هذه يقرءون والرواة القصاص يكد فلم حينا. الأرضلا استغلالا واستغلوها مذهب، كل تأويلها في ذهبوا حتى الجن عن حديث فيها التينفسه النبي على ووضعوا السجع، من وفنون الشعر من بضروب الجن وأنطقوا له، حدإليه.19 ويقصدون يريدونه الذي النحو على القرآن آيات لتأويل منها بد يكن لم أحاديثوأنطقتها أدواتها من أداة الجن اتخذت قد نفسها السياسة أن هذا من وأعجبقتل من كان ما إلى السابق الفصل في أشرنا فقد نفسه. الإسلامي العصر في بالشعرتحدثوا إنهم وقلنا: لقريش، بالخلافة يذعن أن أبى الذي الأنصاري ذلك عباده، بن سعدبقتل تفتخر الجن قالته شعرا رووا وإنما الحديث، بهذا يكتفوا لم وهم قتلته، الجن أن

هذا: عبادة بن سعد

ع��ب��اده ب��ن س��ع��د رج ال��خ��ز س��ي��د ق��ت��ل��ن��ا ق��دف��ؤاده20 ن��خ��ط��ئ ف��ل��م ـ��ن ب��س��ه��م��ي��ـ ورم��ي��ن��اه

الخطاب: بن عمر فيه رثت شعرا الجن قالت وكذلك

ب��أس��ؤق ال��ع��ض��اه ت��ه��ت��ز الأرض ل��ه أظ��ل��م��ت ب��ال��م��دي��ن��ة ق��ت��ي��ل أب��ع��دال��م��م��زق الأدي��م ذاك ف��ي ال��ل��ه ي��د وب��ارك��ت إم��ام م��ن خ��ي��را ال��ل��ه ج��زىي��س��ب��ق ب��الأم��س ح��اول��ت م��ا ل��ي��درك ن��ع��ام��ة ج��ن��اح��ي ي��رك��ب أو ي��س��ع ف��م��نت��ف��ت��ق ل��م أك��م��ام��ه��ا ف��ي ب��وائ��ق ب��ع��ده��ا غ��ادرت ث��م أم��ورا ق��ض��ي��تم��ط��رق ال��ع��ي��ن أزرق س��ب��ن��ت��ى ب��ك��ف��ي وف��ات��ه ت��ك��ون أن أخ��ش��ى ك��ن��ت وم��ا

هشام» ابن و«سيرة بولاق، طبع ٦٤ صفحة ٢٩ جزء الطبري» «تفسير كله الموضوع هذا في انظر 19يليها. وما ١٧ صفحة العرب» أشعار و«جمهرة يليها، وما ١٩٤ صفحة ١ جزء

ص١٤٥. سعد» ابن «طبقات من الثاني القسم من الثالث الجزء 20

113

الجاهلي الأدب في

وهم الجن، شعر من الكلام هذا بأن مقتنعون الرواية أصحاب أن والعجبالشماخ إلى الشعر هذا أضافوا قد الناس بأن والسخرية الإنكار من شيء في يتحدثون

ضرار.21 بنباسم والإنس للجن الشعر نحل من نحو على أظهرناك فقد فيه؛ نحن ما إلى ولنعدالذين العامة حاجات إرضاء هو إنما — نرجح فيما — النحل هذا من والغرض الدين،في النبي صدق دلائل من إن لهم: يقال أن يكرهون ولا شيء، كل في المعجزة يريدونشياطين الانتظار بهذا تحدثت طويل، بدهر يجيء أن قبل منتظرا كان أنه رسالته

النصارى. ورهبان اليهود وأحبار الإنس، وكهان الجنليخترعوا الجن فيها ذكرت التي الآيات على اعتمدوا قد والناحلين القصاص أن وكماأيضا القرآن على اعتمدوا قد فهم بالدين، المتصلة وأخبارهم الجن شعر من اخترعوا مافالقرآن الأحبار؛ إلى تضاف التي والأحاديث والأشعار الأخبار من ونحلوا رووا فيماوإذن والإنجيل، التوراة في عندهم مكتوبا النبي يجدون والنصارى اليهود بأن يحدثنامن المخلصين أن ليثبت الشعر من بها يتصل وما والأساطير القصص تخترع أن فيجبأن قبل حتى به الإيمان إلى الناس ويدعون النبي بعثة يتوقعون كانوا والرهبان الأحبار

زمانه. الناس يظليتصل ما وهو الجاهليين، إلى وإضافته الشعر نحل في الدين تأثير من آخر ونوعالنبي بأن الناس اقتنع ما فلأمر قريش، في ونسبه أسرته ناحية من النبي شأن بتعظيموأن مناف، عبد بني صفوة هاشم بنوا يكون وأن هاشم، بني صفوة يكون أن يجبصفوة وقريش قريش، صفوة قصي تكون وأن قصي، بني صفوة مناف عبد يكونوأخذ كلها. الإنسانية صفوة والعرب العرب، صفوة وعدنان عدنان، ومضرصفوة مضر،بأسرة منه يتصل وما والتنقية التصفية من النوع هذا تثبيت في يجتهدون القصاصالأخبار من وقصي مناف وعبد وهاشم المطلب وعبد الله عبد إلى فيضيفون خاصة، النبيعامة، العرب وعلى خاصة قومهم على تفوقهم ويثبت مكانتهم ويعلي شأنهم يرفع ماالعامة كانت إذا سيما ولا الشعر تستتبع العرب عند القصص طبيعة أن تعلم وأنت

القصص. بهذا تراد التي هي

صفحة أول قسم ٣ جزء سعد» ابن «طبقات انظر وجزء، مزرد وأخويه للشماخ الأبيات هذه تنسب 21.٢٩ صفحة سلام» ابن و«طبقات ١٠٢ صفحة ٧ جزء و«الأغاني» ٢٤٠

114

الشعر نحل أسباب

أرادت فقد الشعر، نحل على السياسية والعواطف الدينية العواطف تتظاهر وهناالملك، هذا حول يختلف وأن النبي، رهط قريش في والملك الخلافة تكون أن الظروفويشتد الأدنين، النبي رهط هاشم بني إلى منهم وينتقل أميه بني في حينا فيستقرالجهاد وسائل من وسيلة القصص وهؤلاء أولئك ويتخذ وهؤلاء، أولئك بين التنافسفي مجد من لأمية كان ما إثبات في القصاص فيجتهد أمية بني أيام في فأما السياسي.مجد من هاشم لبني كان ما إثبات في القصاص فيجتهد العباسيين في وأما الجاهلية.الروايات وتكثر السياسيين الحزبين هذين قصاص بين الخصومة وتشتد الجاهلية. في

والأشعار. والأخبارالقرشية فالأرستقراطية مناف؛ عبد بني من الصنوين هذين على الأمر يقتصر لا ثمحظا لها أن كما قديمها في منه حظ لها يكون أن على حريصة المجد، إلى طموح كلهاوتغري والأشعار، الأخبار تنحل اختلافها على القرشية فالبطون وإذن حديثها. في منهمن النبي رهط قريشا أن إلا كله لهذا أصل ولا بنحلها. القصاص وغير القصاصالدينية العواطف تعاون إلى فانظر أخرى، ناحية من فيها استقر قد الملك وأن ناحية،

العباس. بني وأيام أمية بني أيام الشعر نحل على والسياسةابن «سيرة في تنظر أن تستطيع فأنت الأمثال؛ لك أضرب أن إلى حاجة في ولستأضرب وإنما الكثير، الشيء كله هذا من لترى والتاريخ السير كتب من وغيرها هشام»الشعر نحل على تحث كانت قريش بطون أن من إليه ذهبت ما يوضح واحدا مثلا لكرهط تمس سأرويها التي القصة وهذه هاشمية. أو كانت أموية المالكة للأسرة منافسةالشعر نحل على قريش لحرص قويا صادقا مثلا تعطيك وهي قريش، من مخزوم بني

دينا. ولا صدقا فيه ترعى ولا ذلك في تتحرج لاأبو لي قال قال: نهشل أبي بن العزيز عبد عن له بإسناد «الأغاني» صاحب تحدثأربعة هذه خال يا مغرما: منه أطلب وجئته هشام، بن الحارث بن الرحمن عبد بن بكرصلى الله عليه وسلم، الله رسول ينشدها حسانا سمعت وقل: الأربعة، الأبيات هذه وأنشد درهم آلافعائشة سمعت أقول: أن شئت إن ولكن ورسوله، الله على أفتري أن بالله أعوذ فقلت:الله ورسول صلى الله عليه وسلم الله رسول ينشد حسانا سمعت تقول أن إلا لا، فقال: فعلت، تنشدهاقل فقال: إلي فأرسل ليال. عدة نتكلم لا لذلك فأقمنا عليه، وأبيت علي فأبى جالس؛ صلى الله عليه وسلمفسماهم، لي! سمهم فقلت: أمية، وبني — المغيرة ابن يعني — هشاما بها تمدح أبياتا

فقلت: لأبيك، واجعلها عكاظ في اجعلها وقال:

115

الجاهلي الأدب في

س��ه��م ب��ن��ي أخ��ت ل��دت و ق��وم ل��ل��ه ألاال��خ��ص��م م��دره م��ن��اف ع��ب��د وأب��و ه��ش��اموال��ح��زم ال��ق��وة ع��ل��ى أش��ب��اك ال��رم��ح��ي��ن وذوي��رم��ي ك��ث��ب م��ن وذا ي��ذودان ف��ه��ذانل��ل��ه��ض��م م��ن��اع��ون ن الأق��را ت��زده��ي أس��ودال��ه��زم م��ن ال��ن��اس ـ��ن��ع��وا م��ـ ع��ك��اظ ي��وم وه��مال��ض��خ��م ال��ح��س��ب ب��س��ر أش��ب��وا ول��دوا م��ن وه��مإث��م ع��ل��ى أح��ل��ف لا ال��ل��ه وب��ي��ت أح��ل��ف ف��إنوال��ردم ال��ش��أم ق��ص��ور ب��ي��ن إخ��وة م��ن ل��م��اال��ح��ل��م ف��ي أوزن أو ـ��ة ري��ط��ـ ب��ن��ي م��ن ب��أزك��ى

قال: الزبعرى، ابن قالها قل: ولكن لا، فقال: أبي، قالها هذه فقلت: جئت ثم قال:الزبعرى.22 ابن إلى الناس كتب في منسوبة الآن إلى فهي

يكذب أن على صاحبه أراد كيف هشام بن الحارث بن الرحمن عبد إلى فانظرحسانا سمع أنه صاحبه يذيع حتى النحل هذا يكفيه لا ثم حسانا، الشعر وينحلأن كره صاحبنا ولكن درهم. آلاف بأربعة ذلك كل النبي، يدي بين الشعر هذا ينشديرضيه لا الرحمن وعبد عائشة، على يكذب أن واستباح المقدار، بهذا النبي على يكذب

فاختصما. النبي؛ على الكذب إلايريد والآخر معروف، لشاعر شعرا يريد هذا صاحبه، إلى الحاجة شديد وكلاهماومثل قريش، شاعر الزبعرى بن الله عبد الشعر ينحل أن على الأمر آخر فيتفقان المال،

كثير. هذاالقصاص إليه يلجأ الذي هذا وهو الشعر، نحل في الدين تأثير من آخر نحوومن وثمود كعاد البائدة القديمة الأمم أخبار من القرآن في مكتوبا يجدونه ما لتفسيرجد حين وتحليله نقده سلام ابن كفانا وقد كثيرا، شعرا إليهم يضيفون فالرواة إليهم؛وحمير تبع إلى يضاف مما يشبهه وما الشعر هذا أن إثبات في الشعراء طبقات في

.٣٠ صفحة أول جزء «الأغاني» 22

116

الشعر نحل أسباب

إسحاق وابن القصص،23 أصحاب من إليه ومن إسحاق ابن وضعه منحول، موضوعوتبع وثمود عاد إلى يضيفونه بالشعر يكتفون لا القصص أصحاب من إليه ومنحين هابيل رثى أنه يزعمون فهم نفسه، آدم إلى الشعر يضيفون هم وإنما وحمير،السخف. من الحد هذا عند نقف أن والإملال الإطالة من أن ونظن قابيل،24 أخوه قتلهعند العلمية الحياة ظهرت حين وذلك الشعر، نحل في الدين تأثير من آخر ونحوأولئك أو الموالى أو هم فأرادوا المغلوبة، الأمم وبين بينهم الأسباب اتصلت أن بعد العربشعروا ما ولأمر ومعانيه، ألفاظه صحة ويثبتوا لغويا درسا القرآن يدرسوا أن وهؤلاءعلى فحرصوا العرب، للغة ألفاظه في مطابق عربي كتاب القرآن أن إثبات إلى بالحاجةهذه أن يثبت العرب شعر من بشيء القرآن كلمات من كلمة كل على يستشهدوا أنأن على مشقة غير في توافقني وأنت عربيتها. في الشك إلى سبيل لا عربية القرآنية الكلمةبه يستشهد الذي الشعر هذا كل إلى نطمئن أن الأول، الكتاب في قدمت كما العسير، منالله عبد قصة وفي ذلك في رأينا عرفت وقد ومعانيه، القرآن ألفاظ على والمفسرون الرواةواحدا، شيئا نعيد وإنما فيه، القول نعيد أن إلى حاجة فلا الأزرق، بن ونافع عباس بنأوثق لذلك وهو ريبا ولا شكا لغته تقبل لا عربي نص هناك كان إذا أنه نعتقد أننا وهوعلى نستشهد أن يجب وألفاظه القرآن وبنصوص القرآن، فهو العربية للغة مصدرالقرآن. نصوص على الشعر بهذا نستشهد أن بدل الجاهلي، الشعر يسمونه ما صحة

واستقامة القرآن، عربية في جاد عالم إلى الشك يتسرب أن يمكن كيف أفهم ولستوإنما وأسلوب. ونظم لفظ من النبي أيام العرب عرف ما على ونظمه وأساليبه ألفاظهيتفقوا لم خاص بنوع الموالي من التأويل وأصحاب العلماء أن وهي أخرى، مسألة هناكفي خصومات بينهم فكانت نصوصه، وتأويل القرآن فهم على الأحيان من كثير فيوأصحاب الفقهاء بين أخرى خصومات نشأت الخصومات هذه وعن والتفسير، التأويل

التشريع.

.٤ صفحة سلام» ابن «طبقات 23ص١٢٨. ج٥ بغداد» «تاريخ 24

117

الجاهلي الأدب في

كان العلماء بين الخصومات فهذه الشعر، نحل في الدين تأثير من جديد نوع وهناوالخلفاء الأمراء وثقة فيه الناس ورأي وشهرته العالم مكانة في قليل غير تأثير لهافي المنتصرين مظهر دائما يظهروا أن على حراصا العلماء هؤلاء كان هنا ومن بعلمه.لهم يتيح شيء وأي رأي. من إليه يذهبون فيما والصواب للحق الموفقين خصوماتهمالاستشهاد، لهذا استغلالهم كثر وقد القرآن؟ نزول قبل العرب قالته بما الاستشهاد هذاواللغوية الأدبية الكتب قراءة وأصبحت شيء، كل على الجاهليين بشعر فاستشهدواالعربي الشعر لهذا غريبة وصورة قويا أثرا نفسك في تترك والمقالات التفسير وكتبمن فيه ينظر كان ما اختلاف على العلماء، هؤلاء أحد أن إليك ليخيل حتى الجاهلي،العرب كلام من الله شاء بما فيظفر احتاج إذا يده يمد أن إلا عليه يكن لم العلم، فروعوهذا، شيء. كل وأحصى شيء كل وعى قد الإسلام قبل العرب كلام كأن الإسلام؛ قبلفظاظا، غلاظا جهلة كانوا شيء كل في قالوا الذين الجاهليين هؤلاء أن على مجمعون وهمالحضارة إليه انتهت ما على وغلظتهم بجهلهم يستشهد الغلاظ الجهال هؤلاء إلى أفترىوغير الجاهليين، العرب بشعر مذاهبهم يثبتون فالمعتزلة فنية؟ ودقة علم من العباسيةوما الجاهليين. شعر على معتمدين المعتزلة آراء ينقضون المقالات أصحاب من المعتزلةالله كرسي أن ليثبت المعتزلة بعض رواه الذي الشطر هذا أمام مثلي ضاحك أنك إلا أرىطبعا: المجهول الشاعر قول هو الشطر وهذا علمه؛ هو والأرض السموات وسع الذي

م��خ��ل��وق ال��ل��ه ع��ل��م ي��ك��رس��ئ ولا

فهو استقصائه؛ أو إحصائه إلى سبيل لا كثير الجاهليين على العلم أصحاب وكذبالأدب، وأهل اللغة ورجال والمقالات التأويل وأصحاب الدين رجال على مقصورا ليستناولوه. الذي الموضوع يكن مهما العلم في قالوا الذين من غيرهم إلى يجاوزهم هو وإنماإلى شيء كل يرد أن الناس من فريق عند العباسي العصر في البدع كان ما لأمروغيرهم. والروم الفرس من المغلوبون بها جاء أو استحدثت التي الأشياء حتى العربكتاب في نظرت إذا وأنت حد، للجاهليين الشعر لنحل فليس كذلك الأمر كان وإذا

ويرضيك. يقنعك ما النحل هذا من رأيت للجاحظ «الحيوان»نحل في الدينية والمنافع العواطف تأثير من فيه أنا عما أبعد أن أريد لا ولكنيلم ولكننا التأثير، هذا من فنونا الآن إلى رأينا وقد الجاهليين، إلى وإضافته الشعرالقدماء بعقول عبثا وأشدها أثرا وأبعدها خطرا كلها الفنون هذه أعظم إلى بعد نصل

118

الشعر نحل أسباب

المسلمين بين الدين في الجدال استؤنف عندما ظهر الذي النوع هذا وهو والمحدثين،النبي بين قوي الذي الجدال هذا والنصارى. اليهود سيما ولا الأخرى، الملل وأصحابوانقطع العرب، بلاد في والوثنيين اليهود على النبي انتصار تم أن بعد هدأ ثم وخصومه،للحجة تكن لم الخلفاء هؤلاء أيام في الكلمة لأن الراشدين؛ الخلفاء أيام ينقطع كاد أوالروم دولة من واقتطع الفرس سلطان أزال الذي السيف لهذا كانت وإنما للسان، ولاواستقر الفتوح هذه انتهت فلما الشمالية. إفريقية من وقسما ومصر وفلسطين الشأمالنصارى، وغير النصارى من المغلوبين وبين بينهم الأسباب واتصلت الأمصار في العربوذهب آخر، شيء أي إلى منها النضال إلى أقرب صورة وأخذ الجدال هذا استؤنفإلى نشير أن نحب غرابة من تخلو لا مذاهب الخصومة من النوع هذا في المجادلون

الإيجاز. من شيء في بعضهاأن قبل كانت العرب بلاد في أولية للإسلام أن يثبتوا أن أرادوا فقد المسلمون أماأوحاه الذي الحق الدين خلاصة هي وصفوته الإسلامي الدين خلاصة وأن النبي، يبعثأخذوه بالإسلام، يدينون قوما الإسلام قبل نجد أن غريبا فليس قبل. من الأنبياء إلى اللهالكتب، هذه عن يحدثنا والقرآن القرآن. قبل أوحيت التي السماوية الكتب هذه منالتوراة غير يذكر وهو والنصارى. اليهود فيهما ويجادل والإنجيل التوراة يذكر فهوهو آخر دينا والنصارى اليهود دين غير ويذكر إبراهيم. صحف هو آخر شيئا والإنجيلوإذا الصحيح. معناها نتبين أن الآن إلى نستطع لم التي الحنيفية هذه هو إبراهيم، ملةوتأويله، بدينهم استأثروا قد النصارى وكان وتأويله، بدينهم استأثروا قد اليهود كانيزعمون، ما صحة عليهم ينكر من موقف وهؤلاء أولئك من وقف قد القرآن وكانولم والتغيير، بالتحريف واتهمهم والإنجيل، التوراة من أيديهم بين ما صحة في فطعنالمسلمون أخذ فقد بتأويلها، الانفراد لنفسه زعم ولا إبراهيم ملة احتكر قد أحد يكناليهود دين من وأنقى أقدم هو الذي هذا إبراهيم دين إلى خلاصته في الإسلام يردون

والنصارى.إبراهيم، دين يجدد الإسلام أن فكرة وبعده الإسلام ظهور أثناء العرب في وشاعتالعصور، من عصر في العرب دين كان قد هذا إبراهيم دين أن يعتقدون أخذوا هنا ومنبدين يحتفظ ولم الأوثان. عبادة إلى وانصرفت المضلون به أضلها لما عنه أعرضت ثممن فنجد يتحدثون، الأفراد وهؤلاء حين. إلى حين من يظهرون قليلون أفراد إلا إبراهيمهو إبراهيم ودين إبراهيم، أتباع فهم يسير؛ ذلك وتأويل الإسلام، يشبه ما أحاديثهم

119

الجاهلي الأدب في

وضعت قد الناس هؤلاء فأحاديث أيضا؛ يسير العلمية الوجهة من هذا وتفسير الإسلام.العرب بلاد في للإسلام أن ليثبت إلا لشيء لا الإسلام، بعد حملا عليهم وحملت لهموالأشعار الأخبار هذه من تجد ما كل تحمل أن تستطيع النحو هذا وعلى وسابقة. قدمةوالحديث القرآن في ما وبين بينها يظهر والتي الجاهليين، إلى تضاف التي والأحاديث

ضعيف. أو قوي شبهوالمستشرقين الفرنج، من القرآن تاريخ عن الباحثون بها عني مسألة إلى نصل وهنايرون الباحثون هؤلاء كان فقد القرآن. في الخالصة العربية المصادر تأثير وهي خاصة؛البلاد في شائعة كانت بين بين أخرى ومذاهب والنصرانية باليهودية تأثر القرآن أنخالصا، عربيا مصدرا المصادر هذه إلى يضيفوا أن رأوا ولكنهم جاورها، وما العربيةمنهم. يتحنفون كانوا الذين سيما ولا الجاهليين، العرب شعر من المصدر هذا والتمسوا١٩٠٤ سنة الآسيوية المجلة له نشرته — طويل فصل في هوار» «كليمان الأستاذ وزعمهذا القرآن، مصادر من جديدا مصدرا واستكشف قيم، بشيء ذلك من ظفر قد أنه —الأستاذ أطال وقد الصلت. أبي بن أمية شعر هو الجديد المصدر وهذا القيم، الشيءوبين الصلت، أبي بن أمية إلى ينسب الذي الشعر هذا بين وقارن البحث هذا في «هوار»

نتيجتين: إلى المقارنة هذه من وانتهى القرآن، من آياتبين فروقا هناك لأن صحيح؛ الصلت أبي بن لأمية ينسب الذي الشعر هذا أن الأولى:لكانت منحولا كان ولو القصص، بعض تفصيل من القرآن في جاء وما فيه جاء مارأي في — فيجب صحيحا، الشعر هذا كان وإذا القرآن. وبين بينه تامة المطابقة

القرآن. نظم في كثيرا أو قليلا به استعان قد النبي يكون أن — «هوار» الأستاذعلى المسلمين حملتا قد القرآن نظم في به النبي واستعانة الشعر هذا صحة أن الثانية:النبي أن وليصح بالجدة، القرآن ليستأثر ومحوه الصلت أبي بن أمية شعر محاربةأو — «هوار» الأستاذ استطاع النحو هذا وعلى السماء. من الوحي بتلقي انفرد قدالشعر هذا وأن صحيحا، جاهليا شعرا هناك أن يثبت أن — استطاع أنه إليه خيل«هوار» بالأستاذ إعجابا الناس أشد من أني ومع القرآن. في أثر له كان قد الجاهليالنتائج من الأحيان من كثير في إليه ينتهون وبما المستشرقين، أصحابه من وبطائفةلا فإني للبحث، يتخذونها التي وبالمناهج العربي الأدب تاريخ في القيمة العلميةيتورط كيف أعجب أن دون آنفا إليه أشرت الذي الفصل هذا مثل أقرأ أن أستطيعالقرآن يكون أن هنا يعنيني وليس العلم. وبين بينها صلة لا مواقف في أحيانا العلماء

120

الشعر نحل أسباب

وما للوحي أتعرض لا وأنا القرآن، أؤرخ لا فأنا يكون، لا أو أمية بشعر تأثر قدلا ذلك كل والنصارى، اليهود به يتحدث كان وما القرآن بين للصلة ولا به، يتصلالشعراء. من وأمثاله الصلت أبي بن أمية شعر هو يعنيني الذي وإنما الآن، يعنينيصحة في يشكون أنهم وأمثاله الموضوع هذا في المستشرقين أمر من والغريبتاريخيا مصدرا السيرة في يرون فلا الجحود، إلى الشك بعضهم ويتجاوز نفسها. السيرةالأخبار من طائفة جميعا، العلماء عند تكون أن ينبغي كما عندهم، هي وإنما صحيحا،منحولها. من صحيحها ليمتاز الدقيق العلمي والبحث التحقيق إلى تحتاج والأحاديثمن يقفون ولكنهم الموقف. هذا في ويغلون السيرة، من العلمي الموقف هذا يقفون همأدنى ليست أمية أخبار أن مع المطمئن، المستيقن موقف وشعره الصلت أبي بن أميةنحو إلى الغريب الاطمئنان هذا سر فما السيرة، أخبار من الصحة في أبلغ ولا الصدق إلىهذا من يبرءوا لم أنفسهم المستشرقون يكون أن أيمكن الآخر؟ النحو دون الأخبار منولست مستشرقا فلست أنا أما الديانات؟ أصحاب من الباحثين به يرمون الذي التعصبالموقف نفس الصلت أبي بن أمية شعر من أقف أن أريد وإنما الدين، رجال من رجلاالصلت أبي بن أمية شعر أن وحسبي جميعا. الجاهلين شعر من وقفته الذي العلميامرئ شعر في شككت كما صحته في لأشك والحفظ الرواية طريق من إلا إلينا يصل لم

الصلت. أبي بن أمية موقف النبي من لهم يكن لم وإن وزهير، والأعشى القيسأبي بن أمية شعر في كله الارتياب أرتاب أن على يحملني نفسه الموقف هذا إن ثمورثى مخالفيه، وأيد أصحابه هجا الخصومة؛ موقف النبي من أمية وقف فقد الصلت،هذا وليضيع شعره، رواية عن لينهى يكفي وحده هذا وكان المشركين، من بدر أهلوأصحابه النبي فيه هجي الذي الوثني الشعر من المطلقة الكثرة ضاعت كما الشعريمكن وليس واليهود. الوثننيين من مخالفيهم وبين بينهم شديدة الخصومة كانت حينوالوحي بالعلم لينفرد أمية شعر رواية عن نهى النبي أن شيء في الحق من يكون أنلا الشعر، من كغيره شعرا إلا الصلت أبي بن أمية شعر كان فما الغيب، وأخباركان وما للقرآن. ينهض أن الشعر من غيره يستطع لم كما للقرآن ينهض أن يستطيعوقد النصارى، ورهبان اليهود أحبار كعلم إلا الدين بأمور الصلت أبي بن أمية علموبالسيف مرة بالحجة العرب عقول على يغلبهم أن واستطاع وهؤلاء لأولئك النبي ثبتالذين الكثيرين الشعراء هؤلاء مع كأمره الصلت أبي ابن مع النبي فأمر أخرى، مرة

عليه. وألبوا وناهضوه هجوه

121

الجاهلي الأدب في

فيه أمية شعر من شيئا أنشد النبي أن من يروى ما تفهم أن تستطيع هنا ومنكان ما مثل إلى يدعو كان لأنه لسانه؛ آمن قلبه.» وكفر لسانه «آمن فقال: وتحنف دينعلى خافوه إذا حتى ووادعوه، النبي أيدوا الذين اليهود هؤلاء كأمر فأمره إليه، يدعو

قريش. من المشركين عليه ظاهروا والديني والاقتصادي السياسي سلطانهمأو العرب من المتحنفين شعر في بدعا الصلت أبي بن أمية شعر إذن ليسما إلا محوه، تعمدوا قد المسلمون يكون أن يمكن وليس منهم، والمتهودين المنتصرينفي مسلكهم فيه المسلمون سلك فقد الإسلام؛ على ونعيا وأصحابه للنبي هجاء منه كان

ضاع. حتى أهمل الذي الشعر من غيرهوصالح ثمود كأخبار القرآن، في وردت أخبارا الصلت أبي بن أمية شعر في ولكنمخالفا أمية شعر في الأخبار هذه ورود أن «هوار» الأستاذ ويرى والصيحة، والناقةالنبي أن وعلى جهة، من الشعر هذا صحة على دليل القرآن في جاء لما المخالفة بعض

أخرى. جهة من أخباره منه استقى قدمن القرآن في جاء ما أن زعم الذي فمن البحث، من النحو هذا قيمة أدري ولستكثيرا أن ينكر أن يستطيع الذي ومن القرآن؟ به يجيء أن قبل مجهولا كله كان الأخباروبعضه النصارى، عند وبعضه اليهود عند بعضه معروفا كان القرآني القصص منيعرفه أن اليسير من كان كما النبي، يعرفه أن اليسير من وكان أنفسهم؟ العرب عندالنبي يكون فلم متعاصرين، وأمية النبي كان ثم الكتاب. بأهل المتصلين من النبي غيريستطيع الذي من ثم النبي؟ عن أخذ الذي هو أمية يكون ولا أمية عن أخذ الذي هونصوص وبين شعره بين يلائم أن ملزم القرآن ليحاكي الشعر ينحل من إن يقول: أنشعره أن ويوهم النحل ليخفي استطاع ما بينهما يخالف أن المعقول أليس القرآن؟

بلى! تعمل؟ ولا فيه تكلف لا صحيحمن غيره وإلى الصلت أبي بن أمية إلى يضاف الذي الشعر هذا أن نعتقد ونحن— ليثبتوا المسلمون نحله نحلا، نحل إنما قبله جاءوا أو النبي عاصروا الذين المتحنفيننقبل أن نستطيع لا هنا ومن العربية. البلاد في وسابقة قدمة للإسلام أن — قدمنا كما

قليل. غير والشك الاحتياط من شيء مع إلا والمتحنفين الشعراء هؤلاء إلى يضاف مانظروا فقد الأخرى، الديانات أصحاب من المسلمين غير فأما المسلمين، شأن هذااستعمروا قد اليهود أن الحق وفي قديم. الإسلام قبل العربية الأمة حياة في لهم فإذاأيضا الحق وفي الشام. طريق وعلى وحولها المدينة في الحجاز بلاد من قليل غير جزءا

122

الشعر نحل أسباب

اليمن سراة عند حينا استقرت أنها ويظهر اليمن، إلى الحجاز جاوزت قد اليهودية أنالحبشة، وبين اليمن أهل بين كانت التي الخصومة في ما بوجه أثرت وأنها وأشرافها،نجران في للنصارى اضطهاد حركة استتبعت قد اليهودية أن الحق في ثم نصارى. وهم

البروج». «سورة في القرآن ذكرهاظاهر وهو وأساطيرهم، العرب أخبار في ظاهر هذا وكل فيه، شك لا حق هذا كلتعلم وأنت وآياته، القرآن سور من اليهود يمس ما قليلا فليس خاص، بنوع القرآن فيعمر أيام العرب بلاد عن اليهود بإجلاء انتهت خصومة من واليهود النبي بين كان مامن وليس تهودوا، قد العرب من كثير وكان ا، حق تعربوا قد اليهود وكان الخطاب. بنالقبيلتين هاتين أعد قد والخزرج الأوس وبين اليهود بين الاختلاط أن في عندي شك

صاحبه. وتأييد الجديد الدين لقبولبعض في قويا انتشارا دياناتهم انتشرت فقد النصارى فأما اليهود، حال هذهيلي وفيما الروم، لسلطان الخاضعون الغسانيون كان حيث الشأم يلي فيما العرب بلادالتي اليمن بلاد من نجران وفي الفرس، لسلطان الخاضعون المناذرة كان حيث العراق

نصارى. وهم بالحبش اتصال على كانتطولا تختلف بأزمان الإسلام قبل تنصرت البادين العرب من قبائل أن ويظهرالفقه. مسائل من مسألة أثارت وأنها نصرانية، كانت تغلب أن مثلا نعلم فنحن وقصرا،غير من فتقبل الجزية فأما السيف، أو الإسلام إلا العربي من يقبل لم أنه فالقاعدة

الفقهاء.25 يقول فيما عمر، قبلها مضعفة صدقة منها قبلت تغلب ولكن العرب،الإسلام أن الظن وأكبر العرب، بلاد في اليهودية تغلغلت كما إذن النصرانية تغلغلتالعربية الأمة ولكن الديانتين. هاتين إحدى اعتناق إلى بالعرب الأمر لانتهى يظهر لم لوأقل جديدا دينا استتبع والذي الدينين، لهذين يستقم لم الذي الخاص مزاجها لها كان

العربية. الأمة لطبيعة تامة ملاءمة ملائم أنه به يوصف ماالعربية البلاد في الدينان هذان ينشر أن المعقول من فليس شيء من يكن مهماالعصبية أن رأيت وقد الإسلام، قبل العربي الشعر في ظاهر أثر لهما يكون أن دونبعد الجاهلية في عشائرهم إلى ويضيفوه الشعر ينحلوا أن على العرب حملت العربية

مصر. طبع ١٩٣ صفحة قتيبة لابن «المعارف» وكتاب ١٨٩ صفحة للبلاذري البلدان» «فتوح انظر 25

123

الجاهلي الأدب في

من لأسلافهم تعصبوا والنصارى: اليهود في كذلك فالأمر العشائر؛ هذه شعر ضاع أنيكون أن إلا وأبوا الوثنيين، من غيرهم كشعر شعر لهم يكون أن إلا وأبوا الجاهليين،ونظموا غيرهم، نحل كما فنحلوا أيضا، وسؤدد مجد لغيرهم كان كما وسؤدد مجد لهماليهود شعراء من وغيرهما زيد بن عدي وإلى عادياء بن السموءل إلى أضافوه شعرا

والنصارى.بن عدي إلى نسب فيما يجدون فهم هذا؛ من شيئا يحسون أنفسهم القدماء والرواةبالإقليم ذلك تعليل فيحاولون الجاهلي، العصر يلائمان لا ولينا سهولة الشعر من زيد

الحيرة. أهل يصطنعها كان التي الحضرية الحياة واصطناع بالفرس، والاتصالولا خاص، بنوع السموءل شعر في اليهود، شعر في السهولة هذه مثل نجد ونحنصحت إن — السموءل كان فقد عدي؛ شعر في به عللت ما بمثل نعللها أن نستطيعأصحاب حياة إلى منها البادين السادة حياة إلى أقرب خشنة عيشة يعيش — الأخبارامرئ إلى أضافوها قصيدة نحلوا السموءل ولد بأن «الأغاني» صاحب ويحدثنا الحضر.القسطنطينية. إلى طريقه في سلاحه أودعه حين السموءل بها مدح أنه وزعموا القيس،تضاف التي الرائية القصيدة هذه نحلوا الذين هم السموءل ولد أن نحن ونرجحالكلبي. مع المشهورة قصته في السموءل بن شرحبيل بها مدح إنه يقال: والتي للأعشىللعواطف ما مثل أغراضها وتنوع اختلافها على الدينية للعواطف أن ترى فأنت

الجاهليين. إلى وإضافته الشعر نحل في التأثير من السياسيةللأهواء ما تأثير فيه يظهر الذي الشعر قبول في نحتاط أن الحق من كان وإذاللأهواء ما تأثير فيه يظهر الذي الشعر قبول في نحتاط أن أيضا الحق فمن السياسية،

الدينية.هذه ذهبت والدين، السياسة بين مقسم جاهليا يسمى الذي الشعر أن الظن وأكبر

الآخر. بالشطر هذا وذهب منه، بشطرإلى تتجاوزهما هي بل والدين، السياسة على مقصورة ليست النحل أسباب ولكن

أخرى. أشياء

124

الشعر نحل أسباب

الشعر القصصونحل (4)

اتصالا وبالسياسة بالدين يتصل ولكنه سياسة، ولا دينا ليس شيء الأشياء هذه منالقول. من قدمنا فيما مرة غير إليه أشرنا الذي القصص به نريد قويا،

فنون من فن هو وإنما الدين، من ولا السياسة من ليس نفسه في فالقصصألوان من للون مرآة وكان الشعبية، والآداب الخاصة آداب بين توسط العربي، الأدبالعربي الأدب عصور من قصير غير عصر في وأزهر المسلمين، عند النفسية الحياةالتدوين كثر إذا حتى العباس. بني أيام من وصدرا أمية بني أيام أزهر الراقية،مجالس إلى الانتقال يتكلفوا أن دون بالقراءة يلهوا أن الناس واستطاع الكتب وانتشرتحتى فشيئا، شيئا الراقية الأدبية صفته يفقد وأخذ الفن، هذا أمر ضعف القصاص،

الناس. عنه وانصرف ابتذليقدرها لم خيالية ناحية من كلها والإسلامية العربية الحياة تناول الأدبي الفن وهذمصطفى الأستاذ إلا منهم أستثني أكاد لا قدرها، العربية الآداب تاريخ درسوا الذينالشعر نحل في القصص تأثير من يكون أن يمكن لما فطن قد فهو الرافعي؛ صادقالجزء في حسنة إحاطة بها وأحاط قيمة، أخرى لأشياء فطن كما القدماء، إلى وإضافتهالعربية الحياة تناول قد الفن هذا إن نقول: العرب».26 آداب «تاريخ كتابه من الأوللو العربي الأدب تاريخ يدرسون الذين أن ونعتقد خالصة، خيالية ناحية من الإسلاميةرأيهم ولغيروا قيمة، نتائج إلى لوصلوا صحيحة علمية عناية الفن هذا بدرس عنوا أنهمالمسلمين، عند القصص فن نشأة إلى دعت التي الأسباب تكن فمهما الأدب. تاريخ فيالقصصي الشعر منزلة بعينها هي المسلمين عند منزلته وكانت الفن. هذا نشأ فقدالشعر بين الصلة بعينها هي الجماعات وبين بينه الصلة وكانت اليونان، قدماء عند

القدماء. اليونان وجماعات اليوناني القصصيقصصية آثارا تركوا قد المسلمين من القصاص هؤلاء أن في عندنا شك من وليسبين ما وكل و«الأودسة». «الإلياذة» عن النفس في موقع وحسن وروعة جمالا تقل لانثرا كان وإنما كله، شعرا يكن لم الأول أن هو الفرق من واليوناني الإسلامي القصصيلقيه يكن لم الأول وأن شعرا، كله الثاني كان حين على حين إلى حين من الشعر يزينه

الإسلام». «فجر كتاب في علميا استيعابا القصص عن البحث أمين أحمد الأستاذ استوعب 26

125

الجاهلي الأدب في

الأداة على يعتمد اليوناني القاص كان حين على الموسيقية الأدوات أنغام على صاحبهمن الثاني وجد ما مثل المسلمين عناية من يجد لم الأول وأن ما، اعتمادا الموسيقيةبجمعهما ويعنون و«الأودسة» «الإلياذة» يقدسون اليونان كان فبينما اليونان، عنايةمشغولين المسلمون كان بالقرآن،27 المسلمين عناية وإذاعتهما وروايتهما وترتيبهما

هذا. قصصهم عن وعلومه بالقرآنوإنما لنفسه؛ الأولى الإسلامية العصور في يدرس لم العربي الأدب أن الحق وفيومن منه الأحكام واستنباط وتأويله القرآن تفسير إلى وسيلة هو حيث من درسيمضي كان الذي القصص هذا من به وألصق الجد إلى أدنى كله هذا وكان الحديث،العليا؛ ومثله وشهواته أهواءه له ويمثل الشعب نفس من ويتقرب أراد، إذا الخيال مع

المسلمين. من الجد أصحاب القصص عن ينصرف أن غريبا فليسقديم لهم فيذكرون الأمصار، مساجد في الناس إلى يتحدثون المسلمين قصاص كانورواية والحديث القرآن تفسير في معهم ويمضون بالنبوات، يتصل وما والعجم العربيلزمهم حيث إلى لا بهم يذهب أن الخيال يستطيع حيث إلى والفتوح والمغازي السيرةيلقون بما مشغوفين القصاص، بهؤلاء كلفين الناس وكان يقفوا. أن والصدق العلممن الجديدة الأداة هذه لقيمة والأمراء الخلفاء فطن ما أسرع وما حديث. من إليهمشديدا، استغلالا واستغلوها عليها وسيطروا فاصطنعوها والدينية! السياسية الوجهة

كالشعر. سياسية أداة القصص وأصبحالعناية إليه انتهت ما مثل إلى ستنتهي الفن هذا بدرس العناية أن في شك من وليسينشرون القصاص تصطنع كانت اختلافها على السياسية الأحزاب أن من الشعر بدرسعنها يناضلون الشعراء تصطنع كانت كما اختلافها، على الشعب طبقات في الدعوة لهاهاشمي كان أنه إسحاق ابن سيرة من نعرف ونحن وزعمائها. آرائها عن ويذودونظفر وأنه بالسلطان، عهدهم آخر في الأمويين من عناء ذلك في لقي وأنه والهوى، النزعة

بالملك.28 عهدهم أول في العباسيين عند المنزلة بحسن

في المسيح قبل السادس القرن في والأودسة الإلياذة لجمع الأثيني الطاغية بيزاسترات عمله ما انظر 27.٤١٢ صفحة الأول كروازيه وموريس ألفريد تأليف اليونانية» الآداب «تاريخ كتاب

لابن «المعارف» وكتاب ص٦١٢ أول جزء خلكان وابن ص١٢٨، الأول الجزء بغداد» «تاريخ انظر 28ص١٦٨. قتيبة

126

الشعر نحل أسباب

ومكة والكوفة البصرة في يقصون كانوا الذين القصاص حياة درس في والتعمقهؤلاء بين كانت التي الصلات على شك غير من يظهرنا الأمصار، من وغيرها والمدينة

السياسية. الأحزاب وبين القصاصرأيت وقد أيضا، بالدين تأثر وإنما وحدها، بالسياسة يتأثر لم القصص أن غير

التأثر. هذا توضح مثلا الماضي الفصل فييتحدث كان الذي الشعب روح هو والدين؛ السياسة غير آخر بشيء القصص وتأثراجتهد هنا ومن الأمور. وغرائب والمعجزات بالأساطير شديدة عناية عني هنا ومن إليه.أن نستطيع فنحن الغامض. وتوضيح منها الناقص وإكمال الأساطير هذه تفسير فيأربعة: أهمها مختلفة، مصادر من وثروته قوته يستمد كان القصص هذا إن نقول:

كانت وما والروايات، الأحاديث من به يتصل كان وما القرآن هو عربي مصدر الأول:شعر، من تروي كانت وما وأساطيرها، أخبارها من الأمصار في العرب به تتحدث

وفتوحهم. وغزواتهم والخلفاء النبي سيرة من الرواة به يتحدث كان ومامن الكتاب أهل عن القصاص يأخذه كان ما وهو نصراني، يهودي مصدر الثاني:تأثير هنا ننسى أن ينبغي وليس بذلك، يتصل وما والرهبان والأحبار الأنبياء أخبارمخلصين ويدسونها الأحاديث يضعون وأخذوا أسلموا الذين والنصارى اليهود أولئك

مخلصين. غير أومن خاصة العراق في القصاص يستقيه كان الذي هذا وهو فارسي، مصدر الثالث:

وأساطيرها. الهند وأخبار وأساطيرهم بأخبارهم يتصل مما الفرسمن العربية غير العامة نفسية يمثل الذي هذا هو مختلط، مصدر الرابع: المصدر ثمالأخلاط هؤلاء من إليهم ومن والسريان الأنباط من والشأم والجزيرة العراق أهلسياسي وجود ولا سيادة لهم تكن لم والذين الأقطار، هذه في منبثين كانوا الذين

ظاهر.القول من ألوانا قصصهم في ترى فكنت القصاص، تمد كانت المصادر هذه كلالخيال سلطان وظهور لاضطرابها المحقق العالم تعجب لا قد الحديث، من وفنوناهذه التئام يقدر أن يستطيع من به يعجب رائعا فنيا أدبيا جمالا لها ولكن عليها؛به ويعجب الناس، من متباينة وأجيال مختلفة بشعوب تتصل التي المختلفة الأهواءتلهم كانت التي والأجيال الشعوب نفسية فيه يتبينوا أن يحاولون الذين خاص بنوع

القصاص. هؤلاء

127

الجاهلي الأدب في

كانوا بما القصاص ألسنة تطلق كانت كلها المصادر هذه فإن شيء، من يكن مهماولا له قيمة لا العربي القصص أن تعلم وأنت الأمصار، في سامعيهم إلى به يتحدثونفي تنظر أن ويكفي حين. إلى حين من الشعر يزينه لم إذا سامعيه نفس في خطرتستطيع لا القصص هذه أن فسترى يشبهها، وما عنترة قصة وفي وليلة» ليلة «ألفلا القصص هذه مواقف من خطر ذي أو قيم موقف كل وأن الشعر، عن تستغني أنله عمادا يكون كثير أو قليل الشعر من قدر إليه أضيف إذا إلا وسامعه لكاتبه يستقيملا مقادير إلى حاجة في العباس وبني أمية بني أيام القصاص كان فقد وإذن ودعامة.قد وهم فيه، المختلفة مواقفهم بها ويدعمون قصصهم بها يزينون الشعر من لها حد

يشتهون. كانوا ما وفوق يشتهون كانوا ما الشعر هذا من وجدوابما ولا بقصصهم يستقلون يكونوا لم القصاص هؤلاء أن في أشك أكاد ولاالناس من بأفراد يستعينون كانوا وإنما القصص، هذا في الشعر من إليه يحتاجونوينسقونها. القصائد لهم ينظمون وآخرين ويلفقونها، والأخبار الأحاديث لهم يجمعونإسحاق ابن أن سلام ابن حدثنا فقد الفرض؛ هذا نفترض أن لنا يبيح نص ولدينابه أوتى إنما بالشعر، لي علم لا فيقول: الشعر غثاء من يروي كان عما يعتذر كانالقوم؟ هؤلاء فمن يحمله، هو وكان بالشعر يأتون إذن قوم هناك كان فقد فأحمله.29الناس إلى يتحدثون يكونوا لم القصاص هؤلاء أن نتصور أن لنا الحق من أليسوالملفقين الرواة من قليلة غير طائفة على يشرف منهم واحد كل كان وإنما فحسب،هؤلاء وتنسيق أولئك تلفيق من مقدار لهم استقام إذا حتى والمنسقين، النظام ومنمثل هذا في مثلهم وكان الناس؟ بين وأذاعوه روحهم من فيه ونفخوا بطابعهم طبعوههذه رأيت إذا تدهش وأنت الكبير، دوماس» «ألكسندر المعروف الفرنسي القصاصهشام ابن سيرة من فلديك القصاص، آثار من لنا بقي فيما تنبث التي الشعرية الكثرةأحد، غزوة حول وبعضها بدر، غزوة حول بعضها نظم الشعر، من دواوين وحدهاوغير الشعراء إلى هذا كل وأضيف والوقائع. المواقف من الغزوتين هاتين غير في وبعضهاوبعضه علي، إلى وبعضه حمزة، إلى بعضه وأضيف المعروفين، الأشخاص من الشعراءوإلى قريش، شعراء من نفر إلى بعضه وأضيف مالك، بن كعب إلى وبعضه حسان، إلى

.٤ صفحة سلام» ابن «طبقات انظر 29

128

الشعر نحل أسباب

غير وليس قريش. غير من آخر نفر وإلى قط،30 شعراء يكونوا لم قريش من نفروإلى مرة الجاهليين إلى يضاف الذي الشعر هذا من حظا منها أقل هشام» ابن «سيرة

أخرى. مرة المخضرمينبني أيام المختلفة الأمصار في الشعرية المصانع من صدر الذي الشعر هذا وكثرةوأن به، مقتنعين كانوا القدماء أن يظهر رأي نشأة في سببا كانت عباس وبني أميةشاعرة، كلها العربية الأمة أن وهو اقتناعا؛ به أقل ليست المحدثين من المطلقة الكثرةينساق هو فإذا القول إلى همه يصرف أن يكفي وسليقته، بطبعه شاعر عربي كل وأنأولئك وعذر يرونه، المحدثون يزال وما هذا، يعتقدون القدماء كان انسياقا.31 إليهغير ومنهم المعروف منهم ناس إلى تضاف الشعر من فاحشة كثرة لديهم أن وهؤلاءاستطاعوا فقد منهم والمحققون العلماء فأما البدوي. ومنهم الحضري ومنهم المعروف،يطمئنوا أن ولا يقبلوه أن يستطيعوا لم كثيرا أو قليلا مقدارا الشعر هذا من ينفوا أنضخمة مقادير لديهم فإذا نظروا والتمحيص والنقد والنفي الحذف بعد ولكنهم إليه،فأي البدوي، ومنهم الحضري ومنهم المجهول، ومنهم المعروف منهم ناس إلى تضافعربيا الرجل يكون أن يكفي وأنه بفطرته، شاعر العربي أن يعتقدوا أن من أيسر شيء

شاء؟ وكيف شاء متى الشعر ليقولتتفاوت الأمم بأن نؤمن أن نستطيع فنحن الأشياء، طبيعة يلائم لا كهذا رأيا ولكنالآخر، بعضها من شعرا أكثر وبعضها بعض، من أشعر فبعضها الشعر، من حظوظهامن أمة تكون أن أو كله، شاعرا الناس من جيل يكون أن نفهم أن نستطيع لا ولكنتدلنا قديمة نصوص ولدينا أيضا! وولدانا وشيبا شبانا ونساء رجالا كلها شاعرة الأمميوفق فلم الشعر قول العربي حاول ما فكثيرا شعراء؛ جميعا يكونوا لم العرب أن علىأن الشعراء إلى فيها المسلمون احتاج التي المواقف بعض في النبي إلى طلب وقد لشيء،لم لأنه له؛ يأذن أن النبي فأبى قريش، شعراء على به يرد شعرا يقول أن في لعلي يأذن

لحسان.32 وأذن شيء، في ذلك من يكن

بعدها. وما ٨٩ صفحة الثاني القسم من الثاني الجزء سعد، لابن الكبرى» «الطبقات 30

.١٣١٣ سنة مصر طبع ٥٦ صفحة الثاني الجزء للجاحظ والتبيين» «البيان 31

ص٤. ٤ جزء «الأغاني» 32

129

الجاهلي الأدب في

يكونوا لم العرب أن على البراهين ونبسط الأدلة نقيم أن إلى حاجة في أننا نظن وماالقدماء إلى خيلت التي هي الشعر هذا كثرة أن نوضح أن سبيلنا وإنما شعراء، كلهمتجد أنك قدمنا ما إلى أضفت فإذا «الشاعر». للفظ مرادف «العربي» لفظ أن والمحدثينمرة: يقولون فتراهم مسمى، غير بل معروف غير قائل إلى يضاف الشعر من كثيرافلان، بني من رجل قال ورابعة: الآخر، قال وثالثة: الأول، قال وأخرى: الشاعر، قالوالمحدثين القدماء عذرت كله هذا لاحظت إذا نقول: جرا. وهلم … أعرابي قال وخامسة:

شعراء. كلهم العرب أن اعتقدوا إذاالقوية، والأذهان واللسن الفصاحة ذات الأمم من كغيرهم كانوا العرب أن والحقغير إلى يضاف الذي الشعر هذا أكثر وأن كافتهم، يعم أن دون الشعر فيهم يكثرهذه من بسبب نحلا؛ نحل موضوع مصنوع شعر هو إنما مجهول، قائل إلى أو قائل

القصص. ومنها بإزائها، نحن التي الأسبابناحية، من قصصهم به لتزدان القصاص إليه احتاج الذي الشعر هذا كثرةعلى فقبلوها العلماء، من فريقا خدعت أخرى، ناحية من والسامعون القراء وليسيغهاتكلف من الشعر هذا في ما إلى العلماء بعض فطن وقد ا. حق العرب عن صدرت أنهاأن يستحيل الشعر هذا بعض أن إلى وفطن آخر. حينا وإسفاف سخف ومن حيناأنكر الذي سلام بن محمد العلماء هؤلاء ومن إليهم. ينسب الذين عن صدر قد يكونما كثيرا وأنكر وتبع.33 وحمير وثمود عاد إلى إسحاق ابن يضيفه ما — رأيت كما —بالشعر عرف من منهم سواء والنساء الرجال شعر من «السيرة» في إسحاق ابن رواهوأصحابه إسحاق ابن روى ما أنكروا سلام ابن غير وآخرون قط.34 شعرا يقل لم ومن[ابن] يرويه كان ما «السيرة» في لنا يروي الذي هشام ابن منهم نذكر القصاصون،أهل بعض أو بالشعر العلم أهل وأكثر قال: القصيدة، رواية من فرغ إذا حتى إسحاق؛

إليه.35 تضاف لمن ينكرها أو أكثرها، ينكر أو القصيدة، هذه ينكر بالشعر، العلم

.٥ صفحة 33

.٤ نفسه المصدر 34فيها مواضعه بعض إلى بالإشارة نكتفي ولذا بكثرة؛ هشام» ابن «سيرة في ورد الشعر من النحو هذا 35

ثان وجزء و١٧٩، و١٥٠ و١٤٨ و٨٠ و٧٩ و٥٣ و٥٢ و٢٢ ١٨ صفحة أول جزء الحصر: وجه على لاالأنف». «الروض هامش و٥٧ ٥٦ صفحة

130

الشعر نحل أسباب

فلم أيضا؛ خدعوا الشعر نحل في القصص لأثر فطنوا الذين العلماء هؤلاء ولكنوالفؤاد النافذة البصيرة ذو منهم كان بل محمقين، ولا ضعافا جميعا الشعر صناع يكنفي يجتهد فطنا وكان ونحله، تكلفه ويحسن الشعر يجيد فكان اللطيف، والطبع الذكيعلى سهل إذا بأنه يحدثنا نفسه سلام وابن الكثير. للشيء ذلك من ويوفق صنعته إخفاءيميزوا أن عليهم العسير فمن الناحلين، من الضعفاء تكلفه ما يعرفوا أن النقاد العلماءويضعون يتكلفون كانوا أنفسهم العرب أن رأيت وقد أنفسهم. العرب يتكلفه كان ما

كله. هذا في فيسرفون ويكذبون،الطائفة هذه المنحول الشعر هذا عن سلام ابن لانخداع الأمثلة أوضح من ولعلبعضها يضاف والتي الصحيح،36 الشعر من العرب قالته ما أقدم أنها على رواها التيوبعضها تميم، بن العنبر إلى وبعضها جناب، بن زهير إلى وبعضها الأبرش، جذيمة إلىعيلان. قيس بن سعد بن أعصر إلى وبعضها تميم، بن مناة زيد ابني وسعد مالك إلىا جد واضح الصنعة، بين التكلف ظاهر سقيم سخيف فيه نظرت إذا الشعر هذا وكلأسطورة أو الأمثال من مثلا ليفسر تكلفه القصاص من ا قاص أو الرواة من راويا أنمثلا لذلك ولنضرب غير. ليس السامع أو القارئ ليلذ أو غريبا، لفظا أو الأساطير من

وهما: عيلان، قيس بن سعد بن أعصر إلى يضافان اللذين البيتين هذين

م��ن��ك��ر ب��ل��ون أت��ى ال��زم��ان ن��ف��د ب��ع��دم��ا ل��رأس��ك م��ا ع��م��ي��رة ق��ال��تالأع��ص��ر واخ��ت��لاف ال��ل��ي��ال��ي ك��ر رأس��ه ش��ي��ب أب��اك إن أع��م��ي��ر

لهذا «أعصر» سمي إنما الرجل هذا إن والرواة: العلماء من وغيره سلام ابن قالبشيء.37 وليس «يعصر» يسميه الناس وبعض سلام: ابن قال الأخير. البيت

فيه يعيش كان الذي العصر في يعيش كان ا معد أن يحدثنا نفسه سلام وابنقرون38 عشرة من بأكثر الإسلام قبل أي عدة؛ بقرون المسيح قبل أي عمران؛ بن موسىنزار بن مضر بن إلياس ابن عيلان قيس بن سعد ابن هو هذا «أعصر» أن لاحظنا فإذا

.١٣ ص١٢، سلام ابن انظر 36ص١٢. سلام» ابن «طبقات 37ص٥. سلام» ابن «طبقات 38

131

الجاهلي الأدب في

قرون بعشرة الإسلام قبل أي ا؛ جد متقدم زمن في عاش فقد عاش إن أنه رأينا معد، بنتقدير. أقل على

الإسلام قبل قيلا قد يكونا أن يمكن آنفا قرأتهما اللذين البيتين هذين أن أفتظنقرون، أربعة أو قرون بثلاثة الإسلام قبل العربية اللغة نعرف لا ونحن سنة، بألفأو النبي أيام قيل الذي الصحيح العربي الشعر فهم في قليلة غير مشقة نجد ونحنسلام ابن رأي صح إن الذي الكلام هذا فهم في العسر من شيئا نجد ولا النبي، بعد

قرون؟ عشرة من بأكثر النبي قبل قيل فقدالذي الرجل هذا اسم ليفسرا الإسلام في قيلا إنما البيتين هذين أن جليا واضحا أليسيوجد؟ لم أم الأمر حقيقة في أوجد نعرف لا الأساطير أشخاص من الأمر حقيقة في هوتميم، بن مناة زيد ابني وسعد مالك إلى سلام ابن يضيفه فيما هذا مثل وقلأنهم عندنا الظن وأكبر تميم؟ ومن مناة، زيد ومن مالك، ومن سعد، من نعرف لا فنحنالعرب تستعمله مثلا والقصاص الرواة رأى ولكن قط، يوجدوا لم أساطير أشخاصهنا ومن أيضا، الأمثال تفسير إلى حاجة في وهي الإبل»، سعد يا تورد هكذا «ما وهو:

الرجز. من إليهما يضاف بما ومالك سعد فيها نطق التي القصة هذه اخترعتوهو: تميم، بن للعنبر يضاف ما هذا مثل وقل

واغ��ت��راب��ه��ا ب��ه��راء ف��ي وال��ن��أي اض��ط��راب��ه��ا دل��وي م��ن راب��ن��ي ق��دق��راب��ه��ا39 ي��ج��ئ م��لأى ت��ج��ئ إلا

فيما المثل مجرى يجري كان الذي الأخير البيت هذا تفسير يتجاوز لا عندنا فالأمريتصل ما كل وفي الأبرش، جذيمة إلى يضاف الذي الشعر هذا في هذا مثل وقل يظهر.

قصير. ووزيره عدي بن عمرو أخته وابن الزباء وصاحبته بجذيمةأسماء فيها ذكرت الأمثال من طائفة تفسير وهو واحد، أصل إلا كله لهذا فليسجدع ما «لأمر وقولهم: أمر»، لقصير يطاع «لا كقولهم: بعضهم، أو كلهم الناس هؤلاءفي الناس بهؤلاء يتصل ما فيها ذكر أو الطوق.» عن عمرو «شب وقولهم: أنفه»، قصيروالشام والجزيرة العراق سكان من الأخلاط هؤلاء عند شائعة كانت التي القصص هذه

ص١١. نفسه المصدر 39

132

الشعر نحل أسباب

والبرج «العصا»، تسمى كانت التي جذيمة كفرس العرب، بوادي من بها يتصل وماالتي جذيمة ودم العصا»، «برج يسمى وكان نفقت أن بعد العصا على قصير بناه الذيإدخالها في قصير احتال التي عدي بن عمرو وجمال الذهب، من طست في الزباء جمعته

الغرائر.40 في الرجال وعليها تدمروالأساطير الحكايات هذه كل في والتفسير الفهم من المذهب هذا تذهب أن وتستطيع

الشعر. من فيها ينشد وما إليها وما والأمكنة والأمثال بالأسماء تتصل التيعلاتها، على والأشعار الأخبار هذه قبلوا وإنما المذهب؛ هذا يذهبوا لم القدماء ولكنمصححون. ثقات أنهم يعتقدون كانوا رواة من سمعوا لأنهم صحيحة؛ أنها على ورووهاوهي العربي، الشعر أقدم من أنها على لجذيمة أبياتا وغيره سلام ابن روى هنا ومن

البيت: بهذا تبتدئ التي

ش��م��الات41 ث��وب��ي ت��رف��ع��ن ع��ل��م ف��ي أوف��ي��ت رب��م��ا

شديدا، ميلا إليه ويميلون به يتحدثون الناس كان القصص ألوان من لون وهناكأبعد إلى الحياة لهم مدت الذين المعمرين أخبار وهو والأعاجيب، الأكاذيب فيه ويروونفي الثقات العلماء قبلها وأشعار أخبار المعمرين هؤلاء حول رويت وقد الناس. ألف ممافي لنا يروي وهو نفسه، سلام وابن السجستاني،42 حاتم كأبي للهجرة الثالث القرنالمعمرين، هؤلاء أحد إلى يضاف الذي السخيف المتكلف الشعر هذا «الطبقات» كتاب

قال: حتى طويلا بقاء بقي الذي سعد بن كعب بن ربيعة بن المستوغر وهو

م��ئ��ي��ن��ا ال��س��ن��ي��ن ع��دد م��ن وازددت وط��ول��ه��ا ال��ح��ي��اة م��ن س��ئ��م��ت ول��ق��دس��ن��ي��ن��ا ال��ش��ه��ور ع��دد م��ن وازددت ل��ي م��ئ��ت��ان ب��ع��ده��ا م��ن أت��ت م��ائ��ةت��ح��دون��ا43 ول��ي��ل��ة ي��ك��ر ي��وم ف��ات��ن��ا ق��د ك��م��ا إلا ب��ق��ي م��ا ه��ل

أوروبا. طبع ص٧٥٧–٧٦٦ أول الطبري» جرير ابن «تاريخ 40ص١٣. سلام» ابن «طبقات 41

مرارا. طبع وقد «المعمرين» كتاب له 42ص٢١. سلام ابن و«طبقات» مصر، طبع ٩ صفحة «المعمرين» كتاب 43

133

الجاهلي الأدب في

نحلا ولا تكلفا ولا سخفا الشعر هذا من أقل ليس آخر شعرا سلام ابن لنا ويرويالموت: حضره حين نهد بن زيد بن دويد إلى يضيفه

أب��ل��ي��ت��ه ب��ل��ى ل��ل��ده��ر ك��ان ل��و ب��ي��ت��ه ل��دوي��د ي��ب��ن��ى ال��ي��ومح��وي��ت��ه ص��ال��ح ن��ه��ب رب ي��ا ك��ف��ي��ت��ه واح��دا ق��رن��ي ك��ان أوث��ن��ي��ت��ه44 ��ب م��خ��ض وم��ع��ص��م ل��وي��ت��ه ح��س��ن غ��ي��ل ورب

من إسحاق ابن يروي كان فيما الشك من أظهر ما على سلام، ابن أن ترى فأنتإسحاق ابن وغير إسحاق ابن يرويه كان عما انخدع قد وحمير، وتبع وثمود عاد شعر

وباديتهم. العرب حاضرة من القدماء إلى يضيفونه الشعر من القصاص منالأخبار هذه في وذلك شديدا، اتصالا بالبادية الأمر يتصل حين انخداعا أشد والرواةمن الأخبار هذه بعض سمعوا فهم الناس»، «أيام أو العرب» «أيام يسمونها التيمن جد أنه على منها يروى كان ما فقبلوا مطولة، مفصلة تقص رأوها ثم الأعرابالأمر أن مع العرب؛ تاريخ منه واستخلصوا الشعر، به وفسروا وفسروه ورووه الأمر،العربية الحياة لهذه القصصي المظهر إلا الأخبار هذه فليست قدمناه، ما يتجاوز لا فيهبالشعر. وزينوه ونموه فيه فزادوا الأمصار في استقروا أن بعد العرب ذكره القديمة،الشعر قصائد من وغيرها و«الأودسة» «الإلياذة» فيه فأنشئوا قديمهم اليونان ذكر كماوالغبراء، داحس وحرب البسوس فحرب الإحصاء. يبلغها يكاد يكن لم التي القصصيليست الشعر فيها ونظم الكتب فيها وضعت التي الكثيرة «الأيام» وهذه الفجار، وحربكان وذكريات لأساطير وتنمية توسيعا إلا — نظريتنا استقامت إن — الأمر حقيقة في

الإسلام. بعد بها يتحدثون العربيقف أن خليق العربية الآداب مؤرخ إن مطمئنين: نقول أن نستطيع هنا ومنإلى يضاف الذي الشعر هذا أمام — الصريح الإنكار موقف يقف لم إن — الشك موقفتوضيح أو القصص من لقصة تزيين أو تفسير الأمر حقيقة في هو والذي الجاهلين،

الأمثال. من لمثل شرح أو الأسماء، من لاسمأصل لا موضوع والعماليق وجرهم وجديس وطسم وثمود عاد عن يروى ما كل

له.

ص٢٠. «المعمرين» وكتاب ص١١، سلام» ابن «طبقات 44

134

الشعر نحل أسباب

الكهان وأخبار القديمة، العصور في اليمن وشعراء وحمير تبع عن يروى ما وكلله. أصل لا موضوع بعده العرب وتفرق العرم بسيل يتصل وما

الشعر من بذلك يتصل وما وخصوماتها وحروبها العرب أيام من يروى ما وكلشك. غير من موضوعة منه المطلقة والكثرة موضوعا، يكون أن خليق

والأمم العرب بين كان بما تتصل التي والأشعار الأخبار هذه من يروى ما وكلأن خليق والحبشة، واليهود بالفرس كعلاقاتهم الإسلام، قبل العلاقات من الأجنبيةوما آدم شعر نذكر ولسنا شك، غير من موضوعة المطلقة وكثرته موضوعا، يكون

لاعبين. ولا هازلين الكتاب هذا نكتب لم فنحن يشبهه،

الشعر ونحل الشعوبية (5)

الشعر نحل في القوي الأثر من لهم يكون أن يمكن وفيما فيهم رأيك ما والشعوبية،أخبارا نحلوا قد الشعوبية هؤلاء أن فنعتقد نحن أما الجاهليين؟ إلى وإضافتها والأخبارالأخبار نحل عند أمرهم يقف ولم والإسلاميين. الجاهليين إلى وأضافوها كثيرة وأشعاراوأنت فيه. والإسراف النحل إلى ومناظريهم خصومهم اضطروا قد هم بل والأشعار،للعرب المغلوبون الفرس أضمره الذي الحقد هذا هو إنما الفرقة هذه أصل أن تعلمللعرب، الفتح تم منذ مختلفة مظاهر أخذت قد الخصومة هذه أن تعلم وأنت الغالبين.نريد لا ولكنا والأدبية، والسياسية الدينية المسلمين حياة في بعيدة مختلفة آثارا وأحدثتالشعر نحل وفي وحدها الأدبية الحياة في الشعوبية تأثير الفصل هذا في نتجاوز أن

خاص. بنوع للجاهلييناستعرب قد الفرس سبي من فريق كان حتى للهجرة الأول القرن ينتصف يكد لموذرية، نسل فيها له ن يكو وأخذ الخالصة، العربية الأقطار واستوطن العربية، وأتقنهي وما أنفسهم. العرب يتكلمها كما العربية يتكلم الناشئ الفارسي الشباب هذا وأخذشعراء ينظمه كان ما نحو على العربي الشعر نظم يحاول الشباب هذا أخذ أن إلافي العرب شاركوا أن إلى تجاوزوه بل الشعر، نظم عند أمرهم يقف لم ثم العرب،العربية للأحزاب يتعصبون شعراء الموالي هؤلاء من فكان السياسية، الشعرية أغراضهم

عنها. ويناضلون السياسيةتيسيرا عليهم الأمر يسر الأحزاب من الموالي وقفه الذي السياسي الموقف وهذابه يفرح حتى الأحزاب هذه من لحزب تأييده يظهر يكاد لا أحدهم كان فقد شديدا،

135

الجاهلي الأدب في

نحو على مذهب، كل تشجيعه في ويذهب الصلات له ويجزل عليه ويعطف الحزب هذاعليها تقبل التأييد، مواقف منها تقف التي بالصحف الآن السياسية الأحزاب تفعل ماإلا تريد لا ولأنها الدعوة، نشر إلا تريد لا لأنها بشيء؛ ذلك في تبالي لا المعونة وتمنحهاالعواقب. وتدبر السوائل اختيار في يحقق ألا خليقا كان وحده الفوز ابتغى ومن الفوز،تأييده يعلن المولى هذا كان أمية: بني أيام العربية الأحزاب تفعل كانت وكذلكأكان يعنيهم لا إليهم! الأمويون يضمه ما أسرع فما الشعر، من قصيدة في للأمويين

والزلفى. للحظوة مبتغيا أو لهم مخلصابين الخصومة كانت وكذلك الهاشميين، وحزب الزبير آل حزب يفعل كان وكذلكالعربية، السياسة في يتدخلوا أن الموالي من الموتورين للمغلوبين تبيح العربية الأحزاب

النبي. وقرابة قريش أشراف يهجوا وأنإسماعيل يشجعون الزبير آل وكان الأعمى،45 العباس أبا يشجعون أمية بنو كانخاصة قريش أشراف هجو لأنفسهما يستبيحان الشاعران هذان وكان يسار،46 بن

الزبير. آل أو حرب وآل مروان لآل التأييد سبيل في عامة والعربالخصومة هذه يستغلون كانوا إنما ا، حق للعرب مخلصين الموالي هؤلاء يكن ولمحياة إلى الولاء حياة أو الرق من وليخرجوا جهة، من ليعيشوا الأحزاب، بين السياسية، غل من صدورهم في ما ليشفوا ثم أخرى، جهة من والسادة الأحرار حياة تشبه

ثالثة. جهة من للعرب ضغينة من يضمرون كانوا ما أنفسهم عن سوا وينفكانوا الذين الموالي الشعراء من الطائفة لهذه مثل أظهر يسار بن إسماعيل ولعللحاجاتهم السياسية الخصومات من بينهم ما ويستغلون ويزدرونهم العرب يبغضونمروان آل ظفر فلما الهوى، زبيري يسار بن إسماعيل كان وقالوا: وأهوائهم، ولذاتهمبن الوليد على يوم ذات فاستأذن أمية. بنو وقبله مروانيا إسماعيل أصبح الزبير بآلقال: هذا بكائه عن سأله فلما يبكي، عليه دخل له أذن إذا حتى ساعة، فأخره الملك عبدوهو إليه ويعتذر عليه يهون الوليد فأخذ أبي، ومروانية مروانيتي تعلم وأنت أخرتنيبعض تبعه خرج فلما صلته. فأحسن الوليد وصله حتى البكاء، في إغراقا إلا يزداد لاهذه إن فأجاب: كانت؟ ومتى هي؟ ما ادعاها: التي المروانية هذه عن فسأله حضر من

ص٦٢. ج١٥ «الأغاني» 45

ص١١٩. ج٤ «الأغاني» 46

136

الشعر نحل أسباب

يتقرب أن على يموت وهو يسارا أباه حملت التي وهي مروان، لآل بغضنا هي المروانيةما مكان مروان آل تلعن أن على أمه تحمل التي وهي الحكم، بن مروان بلعن الله إلى

التسبيح.47 من به تتقربعنهم يذودون الشعراء هؤلاء اصطناع إلى حاجة في كانوا مروان آل ولكنوالفرس. الموالي نفوس في هاشم بني منزلة علمت فقد خاصة؛ هاشم بني ويناضلون

حد؛ له يكن لم الأعمى العباس أبي لشاعرهم أمية بني حب بأن يحدثوننا والرواةهذا عليه فدخل مرة، الملك عبد وحج مكة.48 في إليه ترسل أمية بني صلات كانت فقدقرابته من المجلس في من على الملك عبد فحلف الزبير، ابن به هجا شعرا وأنشده الشاعركادت حتى والثياب الحلل عليه فألقيت قالوا منهم، واحد كل ليكسونه قريش ومن

الملك.49 عبد مع مجلسه بقية عليها فجلس ونهض تخفيه،والزبيريين، الأمويين سيرة من أقل الموالي من أنصارهم مع الهاشميين سيرة تكن ولمذكر ثم أولا، العرب هجو لأنفسهم الموالي هؤلاء استباح أن كله لهذا النتيجة وكانتبالفرس الافتخار في الموالي هؤلاء قال ما أكثر ضاع وقد ثانيا. بالفرس والافتخار قديمهم«الأغاني» في مغنيا مجزئا طرفا ذلك من تجد ولكنك أمية، بني أيام العرب وهجاء

الأدب. كتب من وغيرهفيها يهجو نواس أبو قالها التي القصيدة هذه تقرأ أن فيكفي العباسي العصر أما

ومطلعها: فيها، حبسه أطال الرشيد إن يقال: والتي وقريشا، العرب

وح��اص��ب��ه��ا50 ق��ط��ره��ا م��ن ض��رب��ان وغ��ي��ره��ا ع��ف��ت ب��دار ل��ي��س��ت

بين بالفرس فخره أنشد أن يسار بن بإسماعيل بلغت الجرأة أن يحدثوننا وهميديه بين كانت بركة في فألقي به وأمر الخليفة عليه فغضب الملك، عبد بن هشام يدي

الموت.51 على أشرف وقد إلا يخرج ولم

ص١٢٠. ج٤ «الأغاني» انظر 47ص٦٢. ج١٥ «الأغاني» 48ص٦٢. ج١٥ «الأغاني» 49

.١٨٩٨ مصر طبع ص١٥٥ نواس» أبي «ديوان راجع 50

ص١٢٥. ج٤ «الأغاني» 51

137

الجاهلي الأدب في

في أثر من له كان وما العرب على الفرس حقد من صورة لنعطيك كله هذا نسوقالشعراء. لهؤلاء الأدبية الحياة

أن فيكفي الشعر، نحل في الشعوبية هذه تأثير من نريد كنا ما إلى وصلنا وقدكانوا أنفسهم العرب أن يثبت أن في ليفكر العرب على الافتخار الموالي من الشاعر يحاولفي ويقولون وتقدمهم، الفرس بفضل يعترفون التغلب هذا الإسلام لهم يتيح أن قبلالحوادث كانت إذا سيما ولا عندهم، المثوبة به ويبتغون إليهم به يتقربون الشعر ذلك

منه. وتدني ذلك على تعين والأساطير التاريخيةالعراق على الإسلام قبل سيطروا قد الفرس أن ينكر أن يستطيع الذي ومنيستطيع الذي ذا ومن العرب؟ من وباديته حضره يسكن كان من لسلطانهم وأخضعواالذي ذا ومن الحبشة؟ منه وأخرج اليمن احتل جيشا أرسلوا قد الفرس أن ينكر أنكانوا الحيرة ملوك وأن وقائع، والعرب الفرس بين كانت قد أنه ينكر أن يستطيعهذا كان وإذا العربية؟ البادية أشراف حين إلى حين من إليهم يوفدون للفرس أتباعايزدرونهم الذين المتغلبين العرب على به يعتزون لا ولم الموالي؟ يستغله لا فلم ا حق كله

وخدما؟ رقيقا ويتخذونهموشعره، الكلام نثر من بكثير العرب أنطقوا فهم هذا؛ في يقصروا لم الموالي أن الحقومدحه كسرى زار الأعشى أن لنا زعموا وهم منهم، وتقرب عليهم وثناء للفرس مدح فيهإياد من وغيرهما يعمر53 بن ولقيط زيد52 بن عدي إلى أضافوا وهم بجوائزه، وظفرأنطقوا وهم وجيوشهم، وسلطانهم الفرس بملوك الإشادة فيه الشعر من كثيرا والعبادبن أمية أبو وهو ربيعة، بن الصلت أبي إلى تضاف بأبيات الطائف شعراء من شاعرا

الأبيات: هذه نروي أن الخير من يكون وقد المعروف، الصلت أبي

أم��ث��الا ال��ن��اس ف��ي ل��ه��م ت��رى إن م��ا خ��رج��وا ع��ص��ب��ة م��ن دره��م ل��ل��هأش��ب��الا ال��غ��ي��ض��ات ف��ي ت��رب��ب أس��دا ج��ح��اج��ح��ة غ��را م��رازب��ة ب��ي��ض��ا

ج٢ كثير» ابن و«تاريخ و٣٢، ص٣١ سلام» ابن و«طبقات بعدها، وما ص٢٤ ج٢ «الأغاني» انظر 52و١٨٣. و١٨٢ ١٧٩ صفحات

مصرص٢. طبع العلوي» حمزة بن علي بن الله هبة «مختارات راجع 53

138

الشعر نحل أسباب

م��ي��الا ال��ط��ع��ن ف��ي م��ن��ه��م ت��رى ولا م��غ��اف��ره��م ح��رت إذا ي��رم��ض��ون لاص��الا إذ ال��ج��ي��ش ي��وم وه��رز م��ث��ل أو ل��ه ال��ج��ن��ود وس��اب��ور ك��س��رى م��ث��ل م��نم��ح��لالا م��ن��ك دارا غ��م��دان رأس ف��ي م��رت��ف��ع��ا ال��ت��اج ع��ل��ي��ك ه��ن��ي��ئ��ا ف��اش��ربإس��ب��الا ب��ردي��ك ف��ي ال��ي��وم وأس��ب��ل ن��ع��ام��ت��ه��م ش��ال��ت إذ ب��ال��م��س��ك واض��ط��مأب��والا54 ب��ع��د ف��ع��ادا ب��م��اء ش��ي��ب��ا ل��ب��ن م��ن ق��ع��ب��ان لا ال��م��ك��ارم ت��ل��ك

وهي الأبيات هذه أوله في قتيبة ابن زاد وقد يزن، ذي بن سيف مدح في والشعروهي: عليه، ندل أن نريد ما على الدلالة في أبلغ

أح��والا ل��لأع��داء ال��ب��ح��ر ف��ي ��ج ل��ج ي��زن ذي اب��ن أم��ث��ال ال��وت��ر ي��ط��ل��ب ل��نق��الا ال��ذي ال��ق��ول ع��ن��ده ي��ج��د ف��ل��م ن��ع��ام��ت��ه ش��ال��ت وق��د ه��رق��ل أت��ىإي��غ��الا أب��ع��دت ل��ق��د ال��س��ن��ي��ن، م��ن ت��اس��ع��ة ب��ع��د ك��س��رى ن��ح��و ان��ت��ح��ى ث��مق��ل��ق��الا أس��رع��ت ل��ق��د ع��م��ري إن��ك ي��ح��م��ل��ه��م الأح��رار ب��ب��ن��ي أت��ى ح��ت��ى

سائره، في العرب وعلى الشعر أول في الروم على الفرس قدم كيف إليه فانظرالفرس، سلطان أزالوا كما سلطانهم وأزالوا الإسلام بعد الروم غلبوا العرب أن ولوالفرس شأن يشبه شأن العرب مع للروم لكان الفرس، له أخضعوا ما لمثل وأخضعوهمأقاليمهم من طائفة اقتطعوا وإنما الروم، سلطان يقوضوا لم العرب ولكن معهم.

قائمة. دولتهم وظلتفسترى بالفرس، الفخر في يسار بن إسماعيل قالها أبياتا نروي أن الخير ومنوالريبة. الشك من شيء على يحمل ما الصلت أبي إلى يضاف الذي الشعر وبين بينها

قال:

ب��م��ه��دوم ح��وض��ي ولا ال��ح��ف��اظ ع��ن��د خ��ور ب��ذي ع��ودي م��ا وج��دك إن��يم��س��م��وم ال��س��ي��ف ك��ح��د ل��س��ان ول��ي ب��ه ي��ق��اس لا وم��ج��دي ك��ري��م أص��ل��ي

و«البداية ٥٢ أول هشام» ابن و«سيرة مصر، طبع ص١٢٠ ٢ جزء والطبري ص٧٥، ج١٦ «الأغاني» 54الرواية. في اختلاف مع و١٧٩ ١٧٨ صفحة ج٢ كثير لابن والنهاية»

139

الجاهلي الأدب في

م��ع��م��وم ال��م��ل��ك ب��ت��اج ق��رم ك��ل م��ن ح��س��ب ذوي أق��وام م��ج��د ب��ه أح��م��يم��ط��اع��ي��م م��س��ام��ي��ح ع��ت��اق ج��رد م��رازب��ة ب��ل��ج س��ادة ج��ح��اج��حل��ت��ع��ظ��ي��م أو ل��ف��خ��ر وال��ه��رم��زان م��ع��ا ال��ج��ن��ود وس��اب��ور ك��س��رى م��ث��ل م��نوال��روم ال��ت��رك م��ل��وك أذل��وا وه��م زح��ف��وا إن ال��روع ي��وم ال��ك��ت��ائ��ب أس��دال��ل��ه��ام��ي��م الأس��د ال��ض��راغ��م��ة م��ش��ي س��اب��غ��ة ال��م��اذي ح��ل��ق ف��ي ي��م��ش��ونال��ج��راث��ي��م55 ع��ز ق��ه��رت ج��رث��وم��ة ل��ن��ا ب��أن ت��ن��ب��ي ت��س��أل��ي إن ه��ن��اك

لمآثر ذكرا العرب إلى يضيفونها والأخبار للشعر الموالي نحل من النحو هذا إلىأن إلى مضطرين العرب فكان الجاهلية، في ومجد سلطان من لهم كان وما الفرسلأن إثبات؛ وفيه الفرس على للعرب تغليب فيه اللون، هذا يشبه النحل من بلون يجيبواأن أو هؤلاء يذل أن شأنه من يكن لم العرب على وتسلطهم الجاهلية في الفرس ملك

أولئك. عليهم يقدموعزتها العرب بمحامد كسرى أمام تتحدث التي الوفود هذه مواقف هنا ومنوالتي الحيرة ملوك إلى تضاف التي المواقف هذه هنا ومن للضيم. وإبائهم ومنعتهاوالوقائع الأيام هذه هنا من ثم الأعظم، للملك مناهضين عصاة أحيانا الملوك هؤلاء تظهر

قار. ذي كيوم الفرس على للعرب كانت التينحل على الفرس حملت قد الأول السياسي مظهرها في الشعوبية أن ترى فأنت

بمثله. النحل يلقوا أن على العرب وأكرهت والأخبار، الأشعارسلطان وقيام الأمويين سقوط بعد استحالت أن تلبث لم الشعوبية هذه أن علىفي والجدل البحث إلى أقرب أدبية علمية صورة له خلاف إلى العباسيين يد على الفرسوكان والمغلوب. الغالب بين السياسية الخصومة من معروفا كان ما إلى منها العلم أنواععلى والفرس العرب حمل من وأبلغ السابق النوع من أخصب الشعوبية من النحو هذا

فيه. والإسراف النحلوالكلام واللغة الأدب إلى انصرفوا الذين العلماء من المطلقة الكثرة أن تلاحظ ولعلكمن والمشيرين الوزراء بسلطان يستظلون وكانوا الموالي، العجم من كانوا والفلسفةوالسلطان الملك في الفرس سابقة إثبات من استحالت قد غايتهم وكانت أيضا. الفرس

ص١٢٥. ٤ جزء «الأغاني» 55

140

الشعر نحل أسباب

أن على الناهضة الأدلة وإقامة العباس، بني أيام كسبوه الذي السلطان هذا ترويج إلىالفعلية السيادة وبين بينهم حيل الذين العرب هؤلاء أن وعلى أهله، إلى رد قد الأمرأصحاب والمناظرون العلماء هؤلاء كان هنا ومن السيادة. لهذه أهلا يكونوا ولم ليسوا

أقدارهم. من وغض عليهم ونعي للعرب ازدراءلغة من يروون فيما إليه العرب يرجع الذي المثنى بن معمر عبيدة أبو فأمالا كتابا وضع الذي وهو لهم، وازدراء للعرب بغضا الناس أشد كان فقد وأدب،الموالي علماء من عبيدة أبي غير وأما العرب»،56 «مثالب وهو اسمه إلا الآن نعرففي ينالونهم حد، غير إلى العرب ازدراء في يمضون كانوا فقد وفلاسفتهم ومتكلميهمأيضا، دينهم في وينالونهم خطاباتهم في وينالونهم شعرهم، في وينالونهم حروبهم،المجوسية تفضل كانت التي الفارسية الشعوبية مظاهر من مظهرا إلا الزندقة فليست

الإسلام. علىالفرس كان حد أي إلى منه تستبين كثيرا كلاما والتبيين» «البيان في تجد وأنتالفرس بخطب يعجبون فهم العرب؛ آثار على ويقدمونها الأعجمية الأمم بآثار يعجبونالعرب على ينكرون وهم وفلسفتهم. اليونان ومنطق وحكمتها، الهند وعلم وسياساتهم،العرب أن ليثبت قوة من يملك ما ينفق والجاحظ هذا، يقارب شيء لهم يكون أن

منها. بخير يأتوا وأن الأعجمية المفاخر هذه لكل ينهضوا أن يستطيعونالكتاب هذا والموالي العرب علماء بين العنيفة الخصومة لهذه مثال أصدق ولعلكما الكتاب هذا وأصل العصا»، «كتاب وهو والتبيين» «البيان في الجاحظ كتبه الذيما العرب خطباء على وينكرون الخطابة، العرب على ينكرون كانوا الشعوبية أن تعلموكانوا أداة، من يتخذون كانوا وما وشكل هيئة من خطابتهم أثناء يصطنعون كانوا«كتاب الجاحظ فكتب يخطبون، وهم والمخصرة العصا اتخاذ العرب على يعيبونللعصا العربي الخطيب اتخاذ وأن العجم، من أخطب العرب أن فيه ليثبت العصا»وفي التوراة وفي والسنة القرآن في محمودة العصا أليست الخطابي، فنه من يغض لاذلك في أنفق حتى العصا فضائل تعداد في الجاحظ مضى هنا ومن القدماء؟ أحاديث

ضخما. سفرا

ثان جزء خلكان لابن الأعيان» «وفيات وكتاب مصر، طبع ص٣٩٥ للسيوطي الوعاة» «بغية راجع 56

بولاق. طبع بعدها وما ١٣٨ صفحة

141

الجاهلي الأدب في

كانوا الذين من وأمثاله الجاحظ أن نلاحظ أن هو كله هذا من يعنينا والذيأن يستطيعوا لم روايتهم، تكن ومهما علمهم يكن مهما الشعوبية، على بالرد يعنونخصومهم ليسكتوا اضطرارا إليه يضطرون كانوا الذي النحل هذا من أنفسهم يعصمواالأشعار من الجاحظ يرويه ما كل أن نصدق أن اليسير من فليس الشعوبية، منالعلم حق نعلم ونحن صحيح. الجاهليين إلى ويضيفه والمخصرة العصا حول والأخبارالشعوبية كانت الكذب. وسائلها فأيسر والأحزاب الفرق بين تشتد حين الخصومة أنمن ينحلون الشعوبية خصوم وكان منهم، وغض للعرب عيب فيه ما الشعر من تنحل

لأقدارهم. ورفع العرب عن ذود فيه ما الشعر«الحيوان» كتاب في خاص بنوع تجده الشعوبية، إليه دعت النحل من آخر ونوعأن ذلك الأدب؛ نحو أصحابها بها ينحو التي العلم كتب من يشبهه وما للجاحظالعربي الأدب أن يزعموا أن إلى وأنصارهم العرب دعت والعجم العرب بين الخصومةعرضوا فإذا المحدثة، العلوم عليه تشتمل شيء من يخلو يكاد لا أو يخلو لا القديمبه ألموا أو عرفوه قد العرب أن يثبتوا أن من بد فلا الأجنبية العلوم هذه في مما لشيء

به. ويلمون يعرفونه كادوا أوفي الجاحظ لها عرض التي الحيوانية الأنواع هذه من شيئا تجد تكاد لا هنا ومنواضحا قصيرا، أو طويلا كثيرا أو قليلا شيئا فيه العرب قالت وقد إلا «الحيوان» كتابمضطرون هم شيء، كل في وسابقة شيء كل في قول للعرب يكون أن يجب غامضا. أوويزداد يشتد واضطرارهم المغلوبة، الأمم هذه على فضلهم ليثبتوا اضطرارا ذلك إلىالمغلوبة الأمم هذه ترفع ما وبمقدار السياسي السلطان من يفقدون ما بمقدار شدة

رءوسها.في الشعوبية تركتها التي المختلفة الآثار هذه تفصيل في أمضي أن أستطيع وأناإلماما لألم إلا الكتاب هذا أكتب لم ولكني خاص، بنوع الشعر نحل وفي العربي الأدبالشعر، من الجاهليين إلى يضاف ما قيمة في الشك على تحمل التي الأسباب هذه بكل

كافيا. إلماما ذلك في وتأثيرها بالشعوبية ألممت قد وأحسبني

142

الشعر نحل أسباب

الشعر ونحل الرواة (6)

بظروف تتصل والتي النحل على تحمل كانت التي العامة الأسباب هذه من فرغنا فإذامضطرون نحن بل شيء، كل من نفرغ فلن للمسلمين، والفنية والدينية السياسية الحياةوالاطراد العموم من ليست الأسباب، من أخرى طائفة عند قصيرة وقفات نقف أن إلىالقديم، العربي الأدب حياة في تأثيرا منها أقل ليست ولكنها المتقدمة، الأسباب بمنزلةالأسباب هذه بها أريد والنثر. الشعر من يقولوا لم ما الجاهليين تحميل على وحثاالأشخاص وهؤلاء ودونوه، العرب أدب إلينا نقلوا الذين أولئك بأشخاص تتصل التيبه يتأثر كان بما متأثرون فهم العرب، من يكونوا أن إما اثنتين: بين وهم الرواة، همأقف أن أريد التي هي أخرى بأشياء متأثرون فهم الموالي، من يكونوا أن وإما العرب،

قلت. كما قصيرة وقفات عندهاعظيما: الهزل من حظه وجعلت العربي بالأدب عبثت التي المؤثرات هذه أهم ولعلالأخلاق وقواعد الدين أصول عن وانصرافهم والعبث، اللهو في وإسرافهم الرواة مجون

الأخلاق. وتنكره الدين يأباه ما إلىإلى الأربعاء» «حديث من الأول الجزء في مفصلا كتبته الذي بعد أحتاج لا ولعلي

والمجون. اللهو من الناس هؤلاء فيه كان ما وصف في أطيل أنفأما جميعا، والرواة كلها الرواية ذكرت فقد ذكرتهما إذا اثنين إلا هنا أذكر ولست

الأحمر. فخلف الآخر وأما الراوية، فحماد أحدهمازعيم الأحمر خلف وكان والحفظ، الرواية في الكوفة أهل زعيم الراوية حماد كانله ليس نفسه، على مسرفا الرجلين كلا وكان أيضا. والحفظ الرواية في البصرة أهلمستهترا فاسقا سكيرا الرجلين كلا وكان وقار. ولا احتشام ولا خلق ولا دين من حظ

ومجون. ودعابة شك صاحب الرجلين كلا وكان والفسق. بالخمروكلهم إياس، بن ومطيع الزبرقان وحماد عجرد لحماد صديقا كان فقد حماد فأماالحباب بن لوالبة صديقا فكان خلف وأما الوقور. الكريم بالرجل يليق لا فيما أسرفالدعابة مظهر الثلاثة العراق أمصار في جميعا الناس هؤلاء وكان نواس. لأبي وأستاذاجميعا، الناس ذلك على يتفق بالزندقة، ورمي دينه في اتهم من إلا منهم ليس والخلاعة؛

دنيا. أو دين في صلاحا أحد لهم يزعم ولا بخير، أحد يصفهم لامن أخذوا ما أخذوا عنه حماد؛ الرواية في أستاذهم أن على مجمعون الكوفة وأهلما أخذوا عنه خلف؛ الرواية في أستاذهم أن على مجمعون البصرة وأهل العرب. شعر

143

الجاهلي الأدب في

دينهما في الرجلين تجريح على مجمعون البصرة وأهل أيضا. العرب شعر من أخذواويحسنان الشعر يحفظان يكونا لم أنهما على مجمعون وهم ومروءتهما، وخلقهمافيه والمهارة التقليد من يصلان مجيدين شاعرين كذلك كانا وأنهما غير، ليس روايته

ينحلان. وما يرويان ما بين يميز أن أحد يستطيع لا حيث إلىقد أنه الضبي؛ المفضل هو الكوفة رواة خيرة من راوية عنه فيحدثنا حماد فأماقال: خطأ؟ أم ألحن ذلك سبب عن سئل فلما أبدا، بعده يصلح لا إفسادا الشعر أفسدبلغات عالم رجل ولكنه الصواب، إلى أخطأ من يردون العلم أهل فإن كذلك؛ كان ليتهمذهب به يشبه الشعر يقول يزال فلا ومعانيهم، الشعراء ومذاهب وأشعارها العربيتميز ولا القدماء، أشعار فتختلط الآفاق، في عنه ذلك ويحمل شعره في ويدخله رجل

ذلك؟57 وأين ناقد، عالم عند إلا منها الصحيحالأشعري موسى أبي بن بردة أبي بن بلال على دخل أنه سلام بن محمد ويحدثناالحطيئة شعر في التي القصيدة فأنشده حماد إلى فعاد شيئا؛ أطرفتني ما بلال: له فقالوأنا به، أعلم ولا موسى أبا الحطيئة يمدح ويحك! بلال: قال موسى، أبي مديح فيالناس في فذهبت حماد تركها وقد الناس. في تذهب دعها ولكن الحطيئة!58 شعر أرويقالها الحطيئة أن يزعم من فمنهم يختلفون، أنفسهم الرواة الحطيئة». «ديوان في وهي

ا.59 حقويلحن يكسر كان حماد، عن يروي لمن العجب يقول: حبيب بن يونس وكانيبطل أنه الناس في فأعلن حاجبه فأمر للمهدي، الرواية في حماد كذب وثبت ويكذب،60

حماد.61 روايةيكاد لا ذلك في وأخباره منها، والتكثر الرواية في يسرف كان حمادا أن الحق وفييستطيع أنه يزيد بن للوليد زعم وقد عرفه، إلا شيء عن يسأل يكن فلم أحد، يصدقها

.١٧٢ صفحة ج٥ «الأغاني» 57

ص١٥. سلام» ابن «طبقات 58ص١٧٢. ج٥ «الأغاني» 59

ص١٥. سلام» ابن «طبقات 60ص١٧٢. ج٥ «الأغاني» 61

144

الشعر نحل أسباب

الشعراء، من يعرفهم لم لمن قصيدة مائة المعجم حروف من حرف كل على يروي أنأجازه.62 ثم امتحانه أتم من به فوكل ضجر، حتى الوليد وامتحنه قالوا:

الناس أفرس كان بأنه ينبئنا سلام وابن كثير، كذبه في الناس فكلام خلف وأمافي نسك ثم لهم، يضع أن الله شاء ما الكوفة لأهل وضع أنه ويتحدثون الشعر.63 ببيتواعترف تصديقه، فأبوا الشعر، من لهم وضع قد كان بما الكوفة أهل فأنبأ أيامه، آخر

قصيدة. غير وضع بأنه للأصمعي هورويت ا شر تأبط على أخرى ولامية الشنفرى، على العرب لامية وضع أنه ويزعمون

«الحماسة». فيكان والنحل، الكذب في هذين صاحبيه من حظا أقل يكن لم كوفي راوية وهناكمسجد في ووضعه بخطه مصحفا كتب قبيلة شعر جمع إذا حتى القبائل، شعر يجمععمرو أبو وهو الخمر، شرب في إسرافه لولا ثقة كان إنه خصومه: ويقول الكوفة،

قبيلة.64 سبعين شعر جمع إنه ويقولون: الشيباني،يضيفه شعرا منها واحدة لكل يجمع للقبائل، نفسه يؤجر كان أنه الظن وأكبراليوناني الأدب تاريخ في كثيرا مثله كان الأدب، تاريخ في غريبا هذا وليس شعرائها، إلى

والروماني.الشيباني، عمرو وأبي وخلف حماد مروءة فسدت كما الرواة مروءة فسدت وإذاإلى والتقرب المال ككسب والنحل الكذب على تحملهم مختلفة ظروف بهم أحاطت وإذافسدت إذا نقول: — العرب ونكاية والمنافسين الخصوم على والظهور والأمراء الأشرافنقبل ألا علينا الحق من كان الظروف، هذه مثل بهم وأحاطت الرواة هؤلاء مروءة

القدماء. شعر من إلينا ينقلون ما مطمئنينقد شعوبية ولا مجون ولا بفسق يعرفوا ولم مروءتهم تفسد لم رواة أن والعجب

بيتا: الأعشى على وضع بأنه يعترف العلاء بن عمرو فأبو ونحلوا؛ أيضا كذبوا

.١٦٥ ص١٦٤، ج٥ «الأغاني» 62ص١٥. سلام» ابن «طبقات 63

بعدها. وما ص٣٢٩ ج٦ الخطيب بن بكر لأبي بغداد» «تاريخ 64

145

الجاهلي الأدب في

وال��ص��ل��ع��ا65 ال��ش��ي��ب إلا ال��ح��وادث م��ن ن��ك��رت ال��ذي ك��ان وم��ا وأن��ك��رت��ن��ي

ذلك. من بشيء الأصمعي ويعترفالبيت: هذا له فوضع «فعلا» العرب إعمال عن سأله سيبويه إن اللاحقي ويقول

الأق��دار66 م��ن ي��ن��ج��ي��ه ل��ي��س م��ا وآم��ن ت��ض��ي��ر لا أم��ورا ح��ذر

كثير. هذا ومثلالنحل يتخذون كانوا أنهم في شك من ليس هؤلاء غير الرواة من طائفة وهناكالسخرية من شيء في ذلك يفعلون وكانوا الكسب، وسائل من وسيلة واللغة الشعر فيالأمصار رواة البادية في إليهم يرتحل كان الذين الأعراب هؤلاء بهم نريد والعبث؛أن في الأعراب أخلاق يعرف من عند شك من فليس والغريب. الشعر عن يسألونهموعنايتهم والغريب الشعر طلب في عليهم الأمصار أهل إلحاح رأوا حين الناس هؤلاءأحسوا أن يلبثوا لم ثم منها. واستكثروا بضاعتهم قدروا منهما، إليهم يلقون كانوا بماباديتهم في يظلوا أن وأبوا تجارتهم، في فجدوا البضاعة، هذه على الأمصار حرص ازدياديهبطون لا ولما بأنفسهم؟ بضاعتهم إصدار هم يتولون لا ولم الأمصار، رواة ينتظرونومشاق الرحلة من فيريحونهم الرواة إلى والنوادر والغريب الشعر يحملون الأمصارحين يفيدون يكونوا لم ما ذلك من ويفيدون بينهم، التنافس ويحدث ونفقاته؟ السفر

العلاء؟ بن عمرو أبي أو كالأصمعي رجل إلا إليهم الصحاري يقتحم يكن لمفنفقت حولهم، الرواة ازدحام وكثر خاصة، العراق في الأمصار إلى انحدروا وكذلكيكذبون، الأعراب هؤلاء فأخذ الإنتاج؛ إلى أدعى البضاعة نفاق أن تعلم وأنت بضاعتهم،هؤلاء أحد عن يحدثنا فالأصمعي ذلك، أنفسهم الرواة أحس حتى الكذب، في وأسرفواعمرا، يسمى كلهم شاعرا ثمانين أو شاعر لمائة أنشد أنه — ضمضم أبو واسمه الأعراب

ثلاثين.67 على نقدر فلم الأحمر وخلف أنا فعددت الأصمعي: قال

ص٤٨٩. أول ج خلكان وابن ص٢٦٧، للسيوطي الوعاة» و«بغية ،٢٣ صفحة ج٣ «الأغاني» 65

بولاق. طبع ص٤٥٩ ج٣ الأدب» و«خزانة بولاق، طبع ص٥٨ ج١ للشنتمري الكتاب» «شواهد راجع 66

بريل. طبع ٥ ص٤، قتيبة» ابن «طبقات راجع 67

146

الشعر نحل أسباب

فيما البصرة ورد نويرة بن متمم بن داود أن عبيدة أبي عن سلام ابن ويحدثناحاجته. وكفاه أبيه شعر عن يسأله عبيدة أبو فأخذ الأعراب، له يقدم

يضع أخذ به عبيدة أبي عناية تنقطع أن وكره أبيه شعر رواية من داود فرغ فلماعبيدة.68 أبو ذلك وعرف يقل، لم ما أبيه على

نحل على حملت التي المختلفة الأسباب إحصاء من نريد كنا ما بلغتا قد أننا ونظنموقف نقف أن إلى العصر هذا في نحن تضطرنا والتي الجاهليين، إلى وإضافته الشعر

الشعر. هذا أمام والاحتياط الشكالشعر نحل إلى يدعو كان الأولى الثلاثة القرون في المسلمين حياة في شيء كلحياة السيئة والحياة والبررة، الأتقياء حياة الصالحة الحياة ذلك في سواء وتلفيقه،

المجون. وأصحاب الفسقيقول ما نقبل أن والفطنة الحزم من أن تظن فهل النحو، هذا على الأمر كان فإذا

تحقيق؟ ولا نقد غير في القدماءعلى مقصورين يكونا لم والتاريخ الأدب في والنحل الكذب هذا أن قدمنا وقدما تعرف في نجتهد أن لنا فخير كلها، القديمة الآداب في شائع حظ هما وإنما العرب،نفسه الشعر ندرس أن ذلك وسبيل الشعر، من الجاهليين إلى إضافته تصح أن يمكن

الظروف. من به يحيط ما درسنا أن بعد ومعانيه ألفاظه في

ص١٤. سلام» ابن «طبقات 68

147

الرابع الكتاب

والشعراء الشعر

قصصوتاريخ (1)

نسمي أن أو الأشياء، حقائق لهم نغير أن في منا يطمعون لا القديم أنصار أن نظنعلى حراصا نكن ومهما سخطهم، ونتجنب رضاهم لنبلغ أسمائهم، بغير الحقائق هذهوللعبث أحرص، الحق رضا على فنحن لسخطهم، الكره شديدي نكن ومهما يرضوا، أن

كرها. أشد والعلم بالحقولن بالتاريخ، ليس ما وتاريخا بالحق، ليس ما ا حق نسمي أن نستطيع ولنيضاف وما الجاهليين الشعراء هؤلاء سيرة من يروى ما بأن نعترف أن نستطيعقصص كله هذا كثرة وإنما به، الثقة أو إليه الاطمئنان يمكن تاريخ الشعر من إليهموسبيل وأوهاما. ظنونا النفوس في تبعث وإنما ترجيحا، ولا يقينا تفيد لا وأساطيرفيدرسها والأغراض، الأهواء من وبراءة وأناة عناية في يستعرضها أن المحقق الباحثشيء أو حق إلى هذا درسه من انتهى فإن والتحليل؛ النقد في مستقصيا ناقدا، محللاعلى يحمله قد الذي الشك من به يحتفظ أن ينبغي ما بكل محتفظا أثبته الحق يشبه

جديد. من ونظره بحثه ويستأنف رأيه يغير أنصحيحة، تاريخية طريق من إلينا تصل لم وأشعارهم الجاهليين أخبار أن ذلكالرواية طريق والأساطير؛ القصص منها تصل التي الطريق هذه من إلينا وصلت وإنماهذا أمام مضطرون فنحن والنحل. التكلف طريق واللعب، الفكاهة طريق والأحاديث،هي التي وفطرتنا وأهواءنا ميولنا نقاوم أن وإلى كاملة، بحريتنا نحتفظ أن إلى كلهإلينا وصل عربيا ا نص نعرف لا ونحن ويسر. سهولة في والاطمئنان للتصديق مستعدةالنقوش، من طائفة إلا القرآن قبل إليها نطمئن أن يمكن صحيحة تاريخية طريق من

الجاهلي الأدب في

كل فذلك الرسم تاريخ في أفادت إن وهي باطلا، منه تنفي ولا ا حق الأدب في تثبت لاالآن. إلى منها يؤخذ أن يمكن ما

صحته إلى يطمئن أن المؤرخ يستطيع الذي القديم العربي النص هو وحده القرآنالخطباء هؤلاء وخطب الشعراء هؤلاء شعر فأما فيه. تلي الذي للعصر مشخصا ويعتبرهسيما ولا إليها، الاطمئنان إلى ولا بها الثقة إلى سبيل فلا الساجعين، هؤلاء وسجعوبعدما صحتها، في الشك إلى تدعو التي الأسباب من الثاني الكتاب في لك بسطنا بعدماوالنحل. التكلف على الناس تحمل كانت التي الأسباب من الثالث الكتاب في لك بسطناأمام أحدهما مختلفان: موقفان العربية الآداب لمؤرخ يكون أن فيجب وإذنالنصوص أمام والآخر الجاهلي، العصر عن تروى التي والأسمار والأقاصيص الأساطير

بالقرآن. تبتدئ التي الصحيحة التاريخيةهو وإنما وحدها، العربية الآداب شأن ليس هذا أن الماضي الكتاب في لك بينا وقدأنا ولولا اللاتيني. والأدب اليوناني بالأدب الأمثال لك وضربنا كلها، القديمة الآداب شأنفلكل الحديثة؛ الحية الآداب من لطائفة أخرى أمثالا لك لضربنا الإيجاز على نحرصالمنحول. وتاريخها الصحيح تاريخها أمة ولكل المتكلف، وقسمه الصحيح قسمه أدبسائر من العربي والأدب العربية الأمة يميزوا أن القديم أنصار يريد لم ندري ولسنالتخضع العامة القوانين وضع قد الله أن يزعم أن يستطيع الذي ومن والآداب، الأممالجيل كلا! وقحطان؟ عدنان إلى ينتسب كان الذي الجيل هذا إلا كلها الإنسانية لهاالأفراد حياة على تسيطر التي العامة القوانين لهذه خاضع الأجيال، من كغيره العربي

والجماعات.جده نتيجة وكانت وأثمر، وعمل جد قد الخيال وهذا الشعبي، خيالهم للعرببل وحده الجاهلي العصر عن لا تروى التي والأساطير الأقاصيص هذه وإثماره وعمله«حديث سميناها التي فصولنا في رأيت وقد أيضا. التاريخية الإسلامية العصور عنوغيرهم العذريين عن تروى التي الغرامية القصص هذه من طائفة في نشك أنا الأربعاء»الزعماء بعض يقول كما — عقولنا نلغي أن ا حق ويجب الأموي، العصر في العشاق منوالقواد والخلفاء والكتاب الشعراء عن لنا يروى ما كل بأن لنؤمن — السياسيينأو المبرد كتاب في أو الطبري كتاب في أو «الأغاني» كتاب في ورد لأنه صحيح؛ والوزراءالشخصي، وجودنا نلغي وأن عقولنا نلغي أن يجب نعم! الجاحظ. أسفار من سفر فيكتاب من نسخة فيصبح يعدوه لا «الكامل» يحفظ هذا متحركة: كتب إلى نستحيل وأن

150

والشعراء الشعر

فيصبح والتبيين» «البيان كتاب يحفظ وهذا بلسان، وتنطق رجلين على تمشي «الكامل»بلسان مرة يتكلم غريبا مزاجا فيصبح الكتب هذه من أخلاطا يحفظ وهذا منه، نسخة

سلام. ابن بلسان ورابعة ثعلب بلسان وثالثة المبرد بلسان وأخرى الجاحظنحن أما العلمية، الحياة أنحاء من النحو بهذا لأنفسهم يرضوا أن القديم لأنصارلنا تكون أن إلا نرضى ولا متحركة، كتبا أو حاكية أدوات نكون أن الإباء كل فنأبىوهذه طغيان، ولا تحكم غير في والتمحيص النقد على بها ونستعين بها نفهم عقولننظر كما القدماء إلى ننظر أن إلى — قبل من غيرنا اضطرت كما — تضطرنا العقولمن أحدا أقدس لا فأنا وهؤلاء، بأولئك تحيط التي الظروف ننسى أن دون المحدثين إلىوالاضطراب، الخطأ من أعصمه ولا والنحل، الكذب من أبرئه ولا يعاصرونني الذينوأحلل وأتحرى، أنقد حتى أقبل لا فأنا شيء، عنه لي نقل أو بشيء إلي تحدث فإذاالمعاصرين يقدس أنفسهم القديم أنصار من أحدا أن أعرف وما التحليل. في وأدققكما اليومية حياتهم يحيون أنهم ذلك وآية تبصر، ولا نقد غير من إليهم ويطمئنيشتري وكما غيرهم يبيع كما ويدخرون ويشترون يبيعون فهم الجديد؛ أنصار يحياهاالذكاء من مقدار في الناس سائر يدبرها كما الخاصة أمورهم يدبرون وهم يدخر. وكماولا المعاصرين، إلى بالقياس الناقدة ملكاتهم يصطنعون بالهم فما والحذر. والفطنةإلى والاطمئنان التصديق يحبون كانوا إذا بالهم وما القدماء؟ إلى بالقياس يصطنعونهايعرضون بل عشرين، تساوي سلعته أن لهم يزعم حين البائع يصدقون لا الحد هذاصدقوا أنهم ولو يريدون؟ ما إلى ينتهوا حتى ويساومون عشرة من وأقل عشرة عليهالأمثال مضرب لكانوا إليهم ويطمئنون القدماء يصدقون كما إليهم واطمأنوا المحدثينفهم الله؛ لهم نحمد ولكنا وعناء، وضنكا كدا حياتهم ولكانت والحمق، والسفه الغفلة فيللتخلص واسعة وحيلة بدقائقها وفطنة بالأمور بصر أصحاب معاصريهم إلى بالقياسنبذل. ما مثل والسمن الخبز في ويبذلون نشتريه، كما اللحم يشترون وهم المآزق، منلهم ما والمحدثين؟ القدماء بين يصطنعونها التي التفرقة هذه مصدر فما وإذن

هؤلاء؟ في يشكون ولا لأولئك يؤمنونجميع في العامة نفوس على تسيطر التي الفكرة هذه إلا مصدر التفرقة لهذه ليسالشر إلى صائر الزمان وأن الجديد، من خير القديم أن وهي العصور، جميع وفي الأممإلى بهم يمضي ولا وراء، إلى بهم يرجع القهقرى، بالناس يسير الدهر وأن الخير، إلى لا

… أمام

151

الجاهلي الأدب في

ثم حجما، العظيمة التفاحة تعدل الذهبية العصور في كانت القمحة أن زعمواالآن!1 هي حيث إلى وصلت حتى تتضاءل القمحة فأخذت الناس على الله غضب

بحيث والقوة والضخامة الطول من كان القديمة الأجيال من الرجل أن وزعمواجذوة في فيشويه الجو في يده يرفع ثم السمك، منه فيأخذ البحر في يده يغمس كان

ازدرادا.2 شواءه فيزدرد فمه إلى بيده يهبط ثم الشمس،استطاع بحيث والجسامة الضخامة من كانوا القديمة الأجيال أهل أن وزعموا

الفرات. عليه يعبر جسرا أحدهم فخذ يتخذ أن الأنبياء، بعض أو الملوك، بعضلا إيمانا بهذا العامة يؤمن المحدثين، من خير والقدماء الجديد، من خير فالقديمالحضارة فأصحاب ثابت، أصله ولكن ويتغير، يتطور الإيمان وهذا زعزعته، إلى سبيللك، قدمتها التي الأحاديث هذه بمثل يؤمنون لا بحظ العلم من أخذوا الذين والمدنيةكانت الأفئدة وأن الأولى، العصور في استيقاظا أشد كانت مثلا الأخلاق أن يرون ولكنهمتفضيل يكون النحو هذا وعلى الصحة، من حظا أعظم كانت الأبدان وأن ذكاء، أشدجهة من الحاضر على بطبعنا ساخطون ولأننا جهة، من نراه لا قديم لأنه القديم؛

أخرى.يثقون العلاء بن عمرو وأبي والأصمعي وحماد بخلف يثقون الذين أن تظن فهلوأقل أخلاقا، المعاصرين من أحسن الناس هؤلاء كان كلا! لك؟ قدمت ما غير لشيء بهمأثقب وكانوا حافظة، منهم أقوى وكانوا أفئدة منهم أذكى كانوا الكذب، إلى ميلا منهمأليس الذهبي، العصر هذا في يعيشون كانوا لأنهم قدماء؛ لأنهم لماذا؟ بصائر، منهم

فيه! نعيش الذي العصر هذا إلى بالقياس ذهبيا عصرا العباسي العصرأنهم أيضا نزعم لا ولكننا المحدثين، من ا شر كانوا القدماء أن نزعم فلا نحن أماالتي الحياة ظروف إلا بينهم تفرق لا سواء، وهؤلاء أولئك وإنما منهم، خيرا كانوا

مجموعات ١٢٣ رقم الكتب بدار خطية نسخة — عوج» خبر في «الأوج كتابه في السيوطي يروي 1

من لوح على ينقلونه رجال أربعة إلا يحمله لا كان العنب عنقود إن قال: المفسرين بعض أن — ص٤٢حبة أن تفسيره في القرطبي ويروي رجال. أربعة أو خمسة جوفها في تسع الرمانة وإن بينهم، الخشب

البقرة. ككلى كانت القمحخبر في «الأوج كتاب في أيضا هذا وراجع بولاق. طبع ص٤٦ للثعلبي المجالس» «عرائس كتاب راجع 2

للسيوطي. عوج»

152

والشعراء الشعر

كما يكذبون القدماء كان الطبائع، هذه تتغير أن دون لها ملائمة صورا طبائعهم تصورمن القدماء حظ وكان المحدثون،4 يخطئ كما يخطئون القدماء وكان المحدثون،3 يكذبفي بلغ ما العصور تلك في الرقي من يبلغ لم العقل لأن المحدثين؛ حظ من أعظم الخطأفإذا العصر، هذا في استكشف ما والنقد البحث مناهج من يستكشف ولم العصر، هذامسرفين، ولا غلاة فلسنا والاحتياط الشك موقف القدماء أمام نقف بأن أنفسنا أخذناإلى نطلب كنا وإذا دين، من علينا له ما للعلم ونؤدي حقها، لعقولنا نؤدي نحن وإنمايقرءون حين حياتهم بين يلائموا وأن منطقيين، يكونوا أن فهو شيئا القديم أنصار

ويشترون. يبيعون حين وحياتهم ويكتبون،العصر في والشعراء الشعر عن البحث من شيئا الشديد الإيجاز مع فلنتناول وإذنامتلأت التي والأخبار الأشعار هذه من نطمئن أن نستطيع شيء أي إلى لنرى الجاهلي؛

وربيعة. اليمن بشعراء منهم ولنبدأ والأسفار، الكتب بها

اليمن شعر (2)

شعراء؟ الجاهلية في لليمن وهللبعضهم يروون يمنيين شعراء يحصون وهم ذلك، في يشكون فلا القدماء أماتختلف أخبارا لهم ويروون البيتين، أو البيت ولبعضهم مقطوعات، ولبعضهم قصائد،نقول لا جميعا، الشعراء هؤلاء من نقف ولكنا وضعفا. قوة وتتفاوت وقصرا، طولاعلى كله قائم الشعراء هؤلاء فأمر والإنكار، الرفض موقف بل والشك الحيطة موقفزعموا، القدماء أن ذلك التضليل؛ إلى به قصد تكلف على كله قائم أو أساسي، خطأمن حظهم يكون أن فيجب العرب؛ من كغيرهم عرب اليمن أهل أن إليهم، خيل أومن بد فلا كذلك الأمر كان وإذا ونجد. الحجاز أهل من غيرهم كحظ والشعراء الشعرفصيحة اليمنيين ألسنة تكون أن من بد ولا شعراؤها، أو شاعرها قبيلة لكل يكون أنخاصة. والمضريين عامة العدنانيين ألسنة كانت كما ورديئه، الشعر بجيد منطلقة عذبة

ص٣٤٧. «الكامل» كتاب في فراجعه الأعراب تكاذيب في فصلا المبرد عقد 3

لأبي فصلا ذلك في أيضا وراجع بعدها، وما ص٢٤٨ ثان جزء للسيوطي «المزهر» كتاب هذا في راجع 4

.١٣٢٠ سنة الآستانة طبع ٥١ صفحة ٢ جزء «الصناعتين» كتابه في العسكري هلال

153

الجاهلي الأدب في

المادية المصاعب من قدمنا ما لولا الجد موقف كله هذا عند الوقوف يصح كان وقدغير أخرى لغة يتكلمون كانوا اليمن أهل أن عرفت فقد ذلك؛ وبين بيننا تحول التيأن اليسير من ليس أن عرفت وقد اليمنيين، شعر فيها قيل التي القرشية اللغة هذهمن استحدثوا وما لأدبهم قريش لغة الجاهلية في استعاروا قد الناس هؤلاء أن نفترضوالتي تركوها التي النقوش هذه في أثره لظهر ذلك من شيئا فعلوا قد ولو ونثر، شعرالقرشية اللغة هذه لاتخذوا فعلوا قد لو منها. طائفة عليك عرضنا والتي استكشفت،مآثرهم وتخليد لشعرهم لغة اتخذوها كما بالكتابة، مآثرهم وتخليد لتاريخهم لغةقريش، لغة تقارب بلغة أو قريش، بلغة كتب يمنيا واحدا نقشا نعرف لا ولكنا بالكلام.يكون أن نفهم أن نستطيع فكيف وإذن قريش. للغة تأثير أقل فيها يظهر بلغة أووتخليد التاريخ وكتابة والحوار الكلام في تتخذ إحداهما مختلفتان: لغتان اليمن لأهلوالأخرى آلهتهم، إلى وتقربهم بينهم فيما الناس وتعامل والأبنية العمارات على المآثر

وحدهما؟ والسجع وللشعر والسجع، للشعر تتخذنحو هاجرت إنها يقال: التي اليمنية القبائل هذه سيذكرون أنهم نعلم ونحنولكنك العدنانيين. لغة واتخذت آبائها لغة ونسيت ونجد، الحجاز في واستقرت الشمالوعرفت وهم، من عليه تقوم وما شك من بها يحيط وما الهجرة هذه في رأينا عرفت قدهم القحطانيين أن تثبت لأنها القدماء؛ نظرية على خطرا صحتها كانت صحت إن أنهاونسوا العربية تعلموا الذين هم القحطانية وأن العاربة، هم العدنانيين وأن المستعربة،على أبيه. لغة ونسي العربية تعلم من أول إبراهيم بن إسماعيل كان أن بعد آبائهم لغةفهم بيناه؛ الذي الحد هذا عند يقف لا اليماني الشعر هذا في القدماء رأي فساد أنولم الشمال إلى يهاجروا لم اليمن من لقوم واللهجة اللغة قرشي عربيا شعرا يروونكانت وحيث الجنوب من آباؤهم كان حيث استقروا وإنما والحجاز، نجدا يستوطنوا

الجنوب. لغات أو الجنوب للغة السيطرةونرى الأعاجيب، أعجوبة نراه شيء إلى يتجاوزونه وإنما بهذا، يكتفون لا هم بليروون وهم اللغة؛ فقه في نظرياتهم يغيروا أن إلى جميعا اللغويين لاضطر صح لو أنه

الأدنين. أبناءه عاصروا أو إبراهيم بن إسماعيل عاصروا لقوم شعرا

154

والشعراء الشعر

القدم من القرآن بها نزل التي القرشية اللغة هذه لكانت الشعر هذا صح قد ولوإلى يضاف الذي الشعر هذا نقرأ أن ويكفي نتصور. ولا نظن لا بحيث العهد وبعدالذين إلى يضاف الذي الشعر هذا وأن واضطراب، خلط كله الأمر هذا أن لنعرف جرهمفيه، غناء ولا له قيمة لا وجديس، وطسم وثمود عاد كشعر هو إنما إسماعيل عاصرواتفسير أو القصص، تزيين أو الفكاهة، في رغبة تكلفا؛ وتكلفوه صنعة القصاص صنعهإلى يضاف الذي الشعر هذا إلى انظر حولها. العرب واختصام الكعبة ببناء يتصل ما

إسماعيل: أصهار من وهو عمرو بن مضاض

س��ام��ر ب��م��ك��ة ي��س��م��ر ول��م أن��ي��س ال��ص��ف��ا إل��ى ال��ح��ج��ون ب��ي��ن ي��ك��ن ل��م ك��أنح��اض��ر الأري��ك��ة ذي م��ن ال��م��ن��ح��ن��ى إل��ى ف��ج��ن��وب��ه وس��ط��ه ي��ت��رب��ع ول��مال��ع��واث��ر وال��ج��دود ال��ل��ي��ال��ي ص��روف ف��أب��ادن��ا أه��ل��ه��ا ك��ن��ا ن��ح��ن ب��ل��ىال��م��خ��ام��ر وال��ع��دو ي��ع��وي ال��ذئ��ب ب��ه��ا غ��رب��ة دار ب��ه��ا رب��ي وأب��دل��ن��اوع��ام��ر س��ه��ي��ل ي��ب��ع��د لا ال��ع��رش أذا أن��م: ول��م ال��خ��ل��ي ن��ام إذا أق��ولوال��ي��ح��اب��ر ب��دل��ت��ه��ا ق��د وح��م��ي��ر أري��ده��ا لا أوج��ه��ا م��ن��ه��م وب��دل��توت��ش��اج��ر ب��ي��ن��ن��ا ش��ر وي��ص��ب��ح ب��ك��ل��ك��ل ع��ل��ي��ن��ا ال��دن��ي��ا ت��م��ل ف��إنظ��اه��ر ذاك إذ وال��خ��ي��ر ب��ه ن��م��ش��ي ن��اب��ت ب��ع��د م��ن ال��ب��ي��ت ولاة ف��ن��ح��نالأص��اه��ر ون��ح��ن م��ن��ا ف��أب��ن��اؤه ع��ل��م��ت��ه ش��خ��ص خ��ي��ر ج��دي وأن��ك��حال��م��ق��ادر! ت��ج��ري — ل��ل��ن��اس ي��ا — ك��ذل��ك ب��ق��درة ال��م��ل��ي��ك م��ن��ه��ا وأخ��رج��ن��اال��غ��واب��ر ال��س��ن��ون ع��ض��ت��ن��ا ك��ذل��ك ب��غ��ب��ط��ة وك��ن��ا أح��ادي��ث��ا ف��ص��رن��اال��م��ش��اع��ر وف��ي��ه��ا أم��ن ح��رم ب��ه��ا ل��ب��ل��دة ت��ب��ك��ي ال��ع��ي��ن دم��وع وس��ح��توال��ظ��واه��ر س��ي��ل��ه ب��م��ف��ض��ى أق��ام ب��ع��دن��ا ب��أج��ي��اد م��ن ش��ع��ري ل��ي��ت وي��اع��م��ائ��ر ع��دي ح��ب��ي وم��ن م��ض��اض ب��ه ي��ك��ن ل��م ك��أن أم��س��ى م��ن��ى ف��ب��ط��نت��ح��اذر5 م��م��ا م��ن��ج��ي��ك ج��زع وه��ل ن��ح��ب��ه ب��ش��يء آت ف��رج ف��ه��ل

إلى يضيفها ١٨٥ صفحة ثان جزء «تاريخه» في كثير ابن أوردها وقد ص١١٠، ج١٣ «الأغاني» 5

ابن أوردها وكذلك «الأغاني»، صاحب رواية عن كثير اختلاف روايته وفي مضاض، بن الحارث بن عمرو.٣٢٢ صفحة ثان جزء خلدون

155

الجاهلي الأدب في

أصهاره من إبراهيم بن إسماعيل تعلمها التي اللغة لكانت الشعر هذا صح فلوالكلام هذا في تراها التي هذه هي قرنا عشر خمسة من بأكثر الإسلام قبل الجرهميينوالقافية، والعروض والصرف النحو قواعد مستقيمة تعب، ولا فيها شدة لا لينة، سهلةأن أحد عرف وما الإسلام. ظهور وبعد النبي أيام للقرشيين عليه تستقيم كانت ما علىأو مقدسة تكون أن دون اللغة هذه استعصت كما الطبيعي التطور على استعصت لغةتنظر أن أحب للحميريين شعرا يروون — لك قدمت كما — الرواة أن على كالمقدسة.شيء ذلك في وليس إسماعيل، إليهم أصهر الذي الجرهميين كشعر أنه فسترى فيه،يكون أن هو الغريب وإنما عاربة، عربا والجرهميون الحميريون كان فقد الغرابة؛ منشعر من والمتانة الجودة عن وأبعد والرداءة السخف إلى أدنى العاربة العرب هذه شعرتلميذ فرب غريبا؛ يكون لا قد ذلك أن على منهم. تعلموا الذين المستعربة العرب أولئكالعرب من عليها وأقدر للعربية أملك كانت مستعربة عرب ورب أستاذه، على تفوق

تبع: بن حسان إلى يضاف الذي الشعر هذا إلى وانظر العاربة،

ال��ب��لاد ف��ي ط��وف��ة ال��رأي وه��و ي��ري��ن��ي رأي��ي إن ال��ن��اس أي��ه��اال��ع��واد م��ش��ي��ة ب��ال��ب��ط��اري��ق ت��ردى وب��ال��ق��ن��اب��ل ب��ال��ع��وال��يال��م��ن��ادي ص��وت ي��س��ت��ج��ي��ب ج��ح��ف��ل ع��رب��ي ع��رم��رم وب��ج��ي��شوم��راد ح��م��ي��ر وال��ب��ه��ال��ي��ل وإي��اد وخ��ن��دف ت��م��ي��م م��نوادي ك��ل ف��ي ك��ال��ج��ب��ال وم��ع��ي خ��ل��ف��ي ال��ن��اس س��ارت س��رت ف��إذاوال��ع��م��اد6 ال��ن��ه��ى أول��ي خ��م��ر ك��أس ق��وم��ي ح��م��ي��ر س��ق ث��م ��ن��ي س��ق

من الثاني الكتاب في لك قدمناه ما إلى تقيسه حين سيما لا الشعر هذا في ترى فماوالصرف؟ والنحو اللفظ في النصوص هذه وبين بينه وتقارن حميرية، نصوص

نقف وأن الشعر، هذا رواية في نمضي أن الوقت وإضاعة الإطالة من يكون وقدالهزل هذا عن ننصرف أن علينا الحق من يكون وقد إليهم، يضاف الذين الشعراء عندالسماء إلى يصلوا حتى يصعدوا أن القديم أنصار يستطيع فقد القول. جد من شيء إلىبأن أنفسهم غير يقنعوا أن دون السابعة، الأرض إلى يصلوا حتى يهبطوا وأن السابعة،

ص٧. ٢٠ جزء «الأغاني»، 6

156

والشعراء الشعر

فيها. قيل إنه يقال التي العصور في الجنوب أهل عن صدر قد قديم وأمثاله الكلام هذاوأمثاله الشعر هذا نحل إلى دعت التي الأسباب الثالث الكتاب في لك قدمنا قد ونحنبها تثبت أن تستطيع الجاهلية في سابقة لها أن وإثبات شأنها، ورفع اليمانية لتمجيد

وخلافتهم. المضريين نبوة أمامالشعر، من إليهم يضاف ما وتقرأ هؤلاء اليمن شعراء تحصي أنك الأمر غريب ومنإلا منه نستثني لا والاضطراب، واللين والسخف السهولة من النحو هذا على كله فتراه

فيه. رأينا وستعرف القيس، امرئ إلى يضاف مالأنها شعراء؛ لها يكون أن ينبغي كان وما شعراء، إذن الجاهلية في لليمن يكن لمفتفسير ذلك ومع الشعر، لغة تتخذها لأن يكفي إلماما بها تلم ولا العربية تتكلم تكن لمالتفكير أحسنت أنت إن عناء إلى ولا مشقة إلى يحتاج لا قائليه إلى وانتسابه الشعر هذااليمنيين من هؤلاء من شاعر شعر تقرأ لن وأنت الثالث. الكتاب في يديك بين قدمنا فيماالكتاب في قدمناها التي الأسباب هذه من بسبب بعيد من أو قريب من متصلا رأيته إلاولولا بالأساطير، متصلا بالقصص، متصلا بالسياسة، متصلا بالدين؛ متصلا الثالث:قصيرة؛ وقفة عنده نقف أن يجب واحدا شيئا ولكن الأمثال. لك لضربنا الإطالة اتقاءمنحول الشعر هذا أن من إثباته نريد ما على الشك يقبل لا الذي الدليل يقيم لأنه

قدمناها. التي الأسباب هذه من لسبب الإسلام بعد مصنوعبإزاء الشعر لها ويروى تذكر إنما اليمنيين من الشعراء هؤلاء كثرة أن هو ذلكبإزاء الشعراء هؤلاء بعض فيذكر الغريب، غير ومنها الغريب منها القصص من طائفةيدل مصطنعة، متكلفة أنها في شك لا قصة في خصومة7 من الكعبة حول كان ماوالجبال، الأماكن أسماء لتفسير تكلف من فيها ما ذلك على يدل كما لفظها ذلك علىيقال ما بإزاء بعضهم ويذكر متوارثة. سنة أو معروفة عادة من مكة في كان ما وتفسيرالأرض، أقطار على سلطانه وبسط الغزو في فأمعن غزا قد حمير ملوك بعض أن منفهم سئموها، حتى الحياة في لهم الله مد الذين المعمرين من كان أنه بعضهم ويذكرممن وغيره الكلبي جناب بن زهير شأن وذلك الناس، في الزهد ويظهرون الموت يتمنونبين وقعت إنها يقال: التي الخصومات هذه بإزاء بعضهم ويذكر إليهم،8 الإشارة قدمنا

ثان جزء كثير ابن وفي بعدها، وما ٣٣٢ صفحة ثان جزء خلدون ابن في البيت ولاية على الخلاف راجع 7

بعدها. وما ٢٠٥ صفحة.١٩٢ صفحة ثان جزء كثير ابن راجع 8

157

الجاهلي الأدب في

انتصارات القحطانية على العدنانية فيها فانتصرت الجاهلية في والقحطانية العدنانيةوزعموا ضخمة. نظريات عليها فبنوا المؤرخين من المحدثين بعض بها فتن باهرة،بساداتها فثارت لها بدا ثم الدهر، من طويلا حينا للقحطانية أذعنت العدنانية أنثم البسوس. حرب في يذكر الذي كليب النصر هذا إلى قائدها وكان عليهم، وانتصرتظفرت الذي الاستقلال هذا أن فيروون الأدبي، التاريخ إلى السياسي التاريخ من ينتقلون

العدناني. العربي الشعر عنها نشأ وأدبية عقلية نهضة لها أحدث قد عدنان بهخضوع ننفي ولسنا الجاهلية، في والقحطانية العدنانية بين الخصومة ننفي ولسناشيئا ننفي لا بالاستقلال. وظفرها عليها وانتصارها بها وثورتها للقحطانية العدنانيةلشيء المرجحة أو القاطعة التاريخية بالنصوص بعد نظفر لم لأنا نثبته؛ ولا ذلك منكله هذا من نقف أدق بعبارة أو الشك، موقف كله هذا من نقف وإنما ذلك. منالأدلة من نجد حتى والأساطير، والأخبار الأحاديث من القصاص يروي ما بإزاء موقفنا

الإثبات. أو النفي لترجيح يكفي ما التاريخيةفيما — أنطقت والقحطانية، العدنانية بين كانت إنها يقال: التي الخصومات هذهالأدب. كتب في مفرقة نماذج منه لنا بقيت كثير بشعر الشعراء من طائفة — يظهرثبت قد فلو والتاريخي، الأدبي للنقد تثبت أن النماذج هذه استطاعت لو نود وكنالها نلتمس أن على ولأكرهتنا البحث، موضع اليمن في الأدبية اللغة مسألة لوضعتأن يمكن لا الشعر هذا بأن تقنعك بأن كفيلة النماذج لهذه اليسيرة القراءة ولكن . حلاأمام تقف وهنا اليمنية. المضرية العصبية أنشأته إسلامي شعر هو وإنما جاهليا، يكونما تقرأ حين فأنت وتأييدها، العصبيات لإرضاء القصاص تفنن في الأعاجيب من طائفةالشعراء من طائفة ترى عجبا: ترى الثاني الكلاب يوم في قيل الذي الشعر من يروىهذا في النصر لأن وذلك بذكرها؛ والإشادة مدحها في ويغلون مضر على يثنون اليمنيينومنها الحميري، منها اليمنية القبائل من طائفة على تميم هي مضرية لقبيلة كان اليوموأسرت منكرة، هزيمة اليمن جموع — القصاص يقول فيما — انهزمت وقد الكهلاني.وانطلقت يموت. أن قبل نفسه ورثى وقتل يغوث عبد قائدهم وأسر ساداتها من طائفةوسيلة الاعتذار هذا من فيتخذون الهزيمة، عن بالاعتذار المنهزمين من الشعراء ألسنةولكنك وإقدام. وبأس شجاعة من لهم كان وما التميميين، على الثناء في الإسراف إلىهو وإنما يقولوه، لم اليمن أهل من الجاهليين أن في الشعر هذا تقرأ وأنت تشك لااليمينيين إنطاق إلى وقصدوا التميمية، للعصبية والمروجون تميم قصاص صنعه شعر

158

والشعراء الشعر

تحتاج لن الشعر هذا من طائفة وإليك خاصة. وتميم عامة المضريين بفضل أنفسهمالتي القصيدة هذه إلى أولا فانظر معناها، في ولا مادتها في لا تفسير، إلى ولا شرح إلى— قرأتها حين أنا ذكرت كما — ستذكر أنك إلا أرى وما واقرأها، يغوث، عبد إلى تضافحية لدغته وقد نفسه بها يرثي التميمي الريب بن لمالك إحداهما شائعتين: قصيدتينالقيس، امرئ إلى تضاف التي المشهورة اللامية والأخرى معاوية،9 أيام الموت فأحس

صباحا»: انعم «ألا مطلعها والتي حين، بعد عنها سنتحدث والتي

ل��ي��ا ولا ن��ف��ع ال��ل��وم ف��ي ل��ك��م��ا ف��م��ا ب��ي��ا م��ا ال��ل��وم ك��ف��ى ت��ل��وم��ون��ي لا ألاش��م��ال��ي��ا م��ن أخ��ي ل��وم��ي وم��ا ق��ل��ي��ل ن��ف��ع��ه��ا ال��م��لام��ة أن ت��ع��ل��م��ا أل��مت��لاق��ي��ا ألا ن��ج��ران م��ن ن��دام��اي ف��ب��ل��غ��ن ع��رض��ت إم��ا راك��ب��ا ف��ي��اال��ي��م��ان��ي��ا ح��ض��رم��وت ب��أع��ل��ى وق��ي��س��ا ك��ل��ي��ه��م��ا والأي��ه��م��ي��ن ك��رب أب��اال��م��وال��ي��ا والآخ��ري��ن ص��ري��ح��ه��م م��لام��ة ب��ال��ك��لاب ق��وم��ي ال��ل��ه ج��زىت��وال��ي��ا ال��ج��ي��اد ال��ح��و خ��ل��ف��ه��ا ت��رى ن��ه��دة ال��خ��ي��ل م��ن ��ت��ن��ي ن��ج ش��ئ��ت ول��وال��م��ح��ام��ي��ا ي��خ��ت��ط��ف��ن ال��رم��اح وك��ان أب��ي��ك��م ذم��ار أح��م��ي ول��ك��ن��ن��يوع��ادي��ا ع��ل��ي��ه م��ع��دوا ال��ل��ي��ث أن��ا أن��ن��ي م��ل��ي��ك��ة ع��رس��ي ع��ل��م��ت وق��دل��س��ان��ي��ا ع��ن أط��ل��ق��وا ت��ي��م أم��ع��ش��ر ب��ن��س��ع��ة: ل��س��ان��ي ش��دوا وق��د أق��ولب��وائ��ي��ا م��ن ي��ك��ن ل��م أخ��اك��م ف��إن ف��أس��ج��ح��وا م��ل��ك��ت��م ق��د ت��ي��م أم��ع��ش��رب��م��ال��ي��ا ت��ح��رب��ون��ي ت��ط��ل��ق��ون��ي وإن س��ي��دا ب��ي ت��ق��ت��ل��وا ت��ق��ت��ل��ون��ي ف��إنال��م��ت��ال��ي��ا ال��م��ع��زب��ي��ن ال��رع��اء ن��ش��ي��د س��ام��ع��ا ل��س��ت أن ال��ل��ه ع��ب��اد ��ا أح��قي��م��ان��ي��ا أس��ي��را ق��ب��ل��ي ت��ر ل��م ك��أن ع��ب��ش��م��ي��ة ش��ي��خ��ة م��ن��ي وت��ض��ح��كن��س��ائ��ي��ا ت��ري��د م��ا م��ن��ي ي��راودن رك��دا ح��ول��ي ال��ح��ي ن��س��اء وظ��لم��اض��ي��ا ح��ي لا ح��ي��ث وأم��ض��ي ـ��م��ط��ي ال��ـ وم��ع��م��ل ال��ج��زور ��ار ن��ح ك��ن��ت وق��د

أولها: 9

ال��ن��واج��ي��ا ال��ق��لاص أزج��ي ال��غ��ض��ا ب��ج��ن��ب ل��ي��ل��ة أب��ي��ت��ن ه��ل ش��ع��ري ل��ي��ت ألا

عليه. الناس ولده منحول والباقي بيتا عشر ثلاثة قاله الذي إن عبيدة: أبو ويقول

159

الجاهلي الأدب في

ردائ��ي��ا ال��ق��ي��ن��ت��ي��ن ب��ي��ن وأص��دع م��ط��ي��ت��ي ال��ك��رام ��رب ل��ل��ش وأن��ح��رب��ن��ان��ي��ا ال��ق��ن��اة ب��ت��ص��ري��ف ل��ب��ي��ق��ا ال��ق��ن��ا ش��م��س��ه��ا ال��خ��ي��ل م��ا إذا وك��ن��تال��ع��وال��ي��ا إل��ي أن��ح��وا وق��د ب��ك��ف��ي وزع��ت��ه��ا ال��ج��راد س��وم وع��ادي��ةرج��ال��ي��ا ع��ن ��س��ي ن��ف ك��ري ل��خ��ي��ل��ي: أق��ل ول��م ج��وادا أرك��ب ل��م ك��أن��ين��اري��ا10 ض��وء أع��ظ��م��وا ص��دق: لأي��س��ار أق��ل ول��م ال��روي ال��زق أس��ب��أ ول��م

ذلك، بعد وحدثني الكندي قيس بن البراء إلى تضاف التي القصيدة هذه إلى وانظرالموتور؟ الكندي هذا به أثنى مما بخير تميم على يثني أن يستطيع تميميا أن أتظنقبيح من اليماني هذا به نالها مما بشر اليمانية ينال أن يستطيع مضريا أن أتظن بل

المسبة؟

ال��ك��لاب ي��وم وذاك ع��اد ق��ت��ل ج��دي��دا ي��وم��ا ت��م��ي��م ق��ت��ل��ت��ن��اغ��اب أس��د ك��أن��ه��م ق��وم ن��ح��و س��وق��ا ال��ح��ي��ن ي��س��وق��ن��ا ج��ئ��ن��ا ي��ومالأن��ي��اب وح��اش��د وب��ك��ي��ل ط��را وال��م��ذاح��ج الأزد ف��ي س��رتالأرب��اب وح��م��ي��ر وج��ذام ول��خ��م ال��م��ل��وك ك��ن��دة وب��ن��يال��رغ��اب ال��ط��وال ال��ح��ارث وب��ن��ي وزب��ي��د وخ��ث��ع��م وم��رادال��ن��ه��اب دون ال��ب��وار ف��ل��ق��ي��ن��ا ن��ه��اب��ا ن��رج��و ال��ص��م��ي��م وح��ش��دن��اع��ذاب س��وط ال��ح��روب ف��ي خ��ل��ق��ت وس��ع��د س��ع��د أس��ود ل��ق��ي��ت��ن��اش��راب��ي أس��ي��غ م��ا ال��ن��ج��م أرق��ب وث��اق ف��ي م��س��ه��دا ت��رك��ون��يك��ال��ه��ض��اب م��ه��ج��ت��ي ع��ن ب��م��ئ��ي��ن دف��اع��ي ول��ولا ل��ل��ردى خ��ائ��ف��اال��ت��راب ف��ي م��غ��ي��ب��ا ض��ري��ح ف��ي ك��ق��وم��ي وك��ن��ت ال��ردى ل��س��ق��ي��تال��رب��اب ق��ت��ي��ل ب��ك��ت ك��ن��س��اء ن��س��ائ��ي ب��ال��ع��وي��ل ال��دم��ع ت��ذرفب��ان��س��ك��اب دم��وع��ه��ا م��ن درر ف��ارق��ون��ي الأل��ى ع��ل��ى ف��ل��ع��ي��ن��يال��ك��لاب ق��ت��ل ك��الأس��ود ق��ت��ل��وا رج��ال ب��ع��د ال��ح��ي��اة أب��غ��ي ك��ي��فش��ه��اب واب��ن ال��ف��ت��ي��ان وي��زي��د ي��غ��وث ع��ب��د ال��ح��ارث��ي م��ن��ه��م

.٧٥ صفحة ١٥ جزء و«الأغاني» للضبي «المفضليات» في القصيدة هذه راجع 10

160

والشعراء الشعر

غ��ض��اب ب��ق��وم م��ن��وا أل��ف ب��ع��د وم��ئ��ي��ن ن��ع��ده��ا م��ئ��ي��ن ف��يالأن��س��اب11 م��م��ح��وض��ة ح��رب أس��د ش��م ال��ع��ران��ي��ن م��ن ب��رج��ال

البراء قصيدة من أبلغ الجرمي الله عبد بن وعلة إلى تضاف التي القصيدة وهذهضعف في تشتركان وكلتاهما اليمانية. على والنعي تميم على الثناء في الكندي قيس بنالمنظومات في يلمس كما لمسا، فيهما ليلمس التكلف إن حتى النظم، وسوء وسقمه اللفظ

وعلة: قال والأشخاص، القبائل أسماء لنظم تعرضان حين سيما ولا العلمية،

أخ��اه��ا ال��ك��لاب ع��ل��ى ج��اش��ت ح��ي��ن ل��ن��ه��د ف��ق��ل��ت ن��ه��د ع��ذل��ت��ن��يوب��زاه��ا ص��ق��وره��ا وت��م��ي��م م��اء ط��ي��ر ل��دي��ه��م ك��ن��ا ي��ومي��راه��ا م��ن ي��خ��اف��ه��ا ل��ن��ه��د! ي��ا ف��س��ع��د ال��ف��رار ع��ل��ى ت��ل��وم��وا لاس��واه��ا وال��ض��راب ال��ط��ع��ن ك��ره م��ا إذا ال��ط��ع��ان ه��م��ه��ا إن��م��اوص��داه��ا وح��م��ي��ر ط��س��م م��ث��ل م��ش��اع��ا ح��دي��ث��ا م��ذح��ج��ا ت��رك��وان��داه��ا وف��ض��ل س��ل��م��ه��ا واب��ت��غ��وا س��ع��د ح��ي وادع��وا ل��ق��ح��ط��ان ي��اق��واه��ا ش��دي��د ب��أس��ه��ا ب��اس��ل غ��ي��اض أس��د ال��س��ع��ود س��ع��د إنأب��اه��ا ال��م��ل��وك ك��ن��دة وب��ن��و ك��ع��ب ب��ن ح��ار ب��ال��ك��لاب ف��ض��ح��تي��راه��ا ح��ولا ال��ك��ب��ول وب��ع��ض ي��غ��وث ع��ب��د ل��ل��م��ن��ون أس��ل��م��وام��ن��اه��ا س��ع��د ذاك ف��ي ف��أص��اب��ت ص��رف��ا ال��م��ن��ي��ة س��ق��وا أل��ف ب��ع��دن��ه��اه��ا أن��اة ذو وال��م��ذاح��ي��ج وم��رادا وج��ره��م��ا ن��ه��دا ل��ي��توم��ن��اه��ا12 رب��اب��ه��ا ت��ب��ت��دره��ا ق��اع ف��ق��ع ت��ك��ن ف��ل��م ت��م��ي��م ع��ن

ما الصحة إلى منه أقرب ولا والأسلوب والمعنى اللفظ في الشعر هذا من خيرا وليسانهزام من فيه كان وما الأول، الكلاب يوم ذكروا إنهم يقال: الذين الشعراء إلى يضافالعصبية أن الظن وأكبر ربيعة، أمام الكندي الحارث بن شرحبيل ملكها عن تميممضر لذم الشعر؛ بهذا الشعراء أولئك أنطقت التي هي الربعية العصبية أو اليمانية

.٧٨ صفحة ١٥ جزء «الأغاني» 11

.٩٧ صفحة ١٥ جزء «الأغاني» 12

161

الجاهلي الأدب في

الكلام مثلا الشعر لهذا ولنضرب أخرى. ناحية من والربعيين اليمانية ومدح ناحية منشرحبيل: أخيه رثاء في الحارث بن معديكرب إلى يضاف الذي

ال��ط��راب ف��وق الأس��ر ك��ت��ج��اف��ي ل��ن��اب��ي ال��ف��راش ع��ن ج��ن��ب��ي إنش��راب��ي أس��ي��غ ولا ع��ي��ن��ي ق��أ ت��ر ف��لا إل��ي ن��م��ى ح��دي��ث م��ن��ه��اب ك��ال��ش م��ل��ة ح��ر ع��ل��ى س ال��ن��ا أك��ت��م��ه��ا ك��ال��ذع��اف م��رةوش��ب��اب ل��ذة ح��ال ف��ي ح الأرم��ا ت��ع��اوده إذ ش��رح��ب��ي��ل م��نم��ج��اب غ��ي��ر وأن��ت ت��م��ي��م��ا ع��و ت��د إذ ش��ه��دت��ك ول��و ��ي أم اب��ن ي��اال��ك��لاب ي��وم الأع��داء دم��اء م��ن ظ��ب��اه ت��ج��ري ال��ح��س��ام ل��ت��رك��تث��ي��اب��ي ت��ب��ز أو ال��رح��ب ت��ب��ل��غ ح��ت��ى ورائ��ك م��ن ط��اع��ن��ت ث��مب��الأذن��اب ي��ت��ق��ي��ن خ��ي��ل��ه��م وول��ت ت��م��ي��م ب��ن��و ث��ارت ي��ومال��رب��اب ورب رب��ك��م وي��ح��ك��م إن��ي أس��ي��د ب��ن��ي ي��ا وي��ح��ك��مال��ل��ب��اب ب��ال��م��ئ��ي��ن ال��ف��ق��ر ع��ل��ى ـ��ك��م وح��اب��ي��ـ ال��ج��زي��ل م��ع��ط��ي��ك��م أي��نال��م��ذاب ك��ن��ض��ح ن��ح��ره ع��ل��ى ـ��ف ب��ال��س��ي��ـ ال��ك��ت��ي��ب��ة ي��ض��رب ف��ارسال��غ��راب13 ك��ل��ون ق��ارح ت��ح��ت��ه ج��ريء ال��ك��م��اة ي��ض��رب ف��ارس

إلى يضاف ما اضطراب ولا تردد غير في الشعر بهذا تلحق أن تستطيع وأنتالتي الأيام هذه من الكلاب، يومي وغير الكلاب بيومي يتصل مما أنفسهم المضريينوتكلفهم، القصاص نحل من الشعر هذا فكل الإسلام. قبل والمضرية اليمنية بين كانتالدعوة نشر وإلى آخر، حينا وتكميله القصص تزيين وإلى حينا، الفكاهة إلى به قصدواهذا سنقف أنا الكتاب هذا قراءة في تتقدم حين وسترى ثالثة. مرة للعصبية والترويجالقبائل بين كانت التي والأيام بالمواقع يتصل الذي الشعر من كثيرة طائفة بإزاء الموقفناحية من والمضريين ناحية، من والربعيين اليمنيين بين ولكن المضرية. والقبائل الربعيةوكما رأيت كما والربعيين اليمنيين إلى يضاف الذي الشعر فكثرة عظيما، فرقا أخرىأن وقل والأحاجي. والأعاجيب النوادر من وبطائفة والمواقع الأيام بهذه متصلة سترىمن طائفة تسجيل إلى وسيلة يتخذه ولم بالشعر استقل شاعرا وهؤلاء لأولئك تعرف

.٦٥ صفحة ١١ جزء «الأغاني» 13

162

والشعراء الشعر

غير على الأمر أن حين في قبيلته، إلى تضاف كانت التي المثالب من طائفة أو المفاخرما لمثل متكلف منحول أنه في شك لا الذي شعرهم فلهم المضريين؛ إلى بالقياس ذلكوالعصبيات، والأيام بالقصص يتصل الذي شعرهم لهم وتكلف. الربعي الشعر له نحليتصل وإنما بالعصبيات، ولا بالقصص يتصل لا آخر شعرا الشعر هذا غير لهم ولكنإذا الأمر أن على عليه، حياتهم ووقفوا مهنة، لهم الشعر اتخذوا الشعراء من بطائفةلها فليس يوجد، يكاد لا قل: أو قليل، الشعراء هؤلاء من اليمن فحظ مختلف؛ فكرت

فيه. رأينا وسترى القيس امرؤ إلا شاعر الجاهلية فيمخترعون الإسلام في اليمانية شعراء وإنما فحل، شاعر الإسلام في لها وليسضعاف هم أو اليمن، كوضاح صحيح تاريخي وجود لهم يكون أن دون اختراعاالعباسي العصر في فأما الإسلام. وصدر الأموي العصر نريد وإنما الطبقة، في متأخرونفلا أنفسهم؛ والموالي والجنوب الشمال أهل من العرب بين شائعا الشعر أصبح فقدوابن نواس كأبي كانوا فهؤلاء الحميري! بالسيد ولا بالطائيين يعتد أن إذن ينبغيوصناعة، تعلم عن الشعر قالوا قد شيء، في العرب من يكونوا لم الذين والمتنبي، الروميبحكم أصبحت التي اللغة هذه في قالوه إنهم قل: أو الطبيعية، لغتهم غير في وقالوا

الأدب. لغة والسياسة الدينوذلك ضئيل، قليل الإسلام في الشعر من وحظها شعراء، الجاهلية في لليمن ليسالإسلام جاء فلما الجاهلية، في اليمن لغة العربية اللغة تكن فلم الأشياء؛ لطبيعة ملائمكحظ هذا في حظهم فكان فيها؛ الشعر ويتكلف العربية، يتعلم اليمنيين بعض أخذوعصبية، سياسية لأسباب فيها، الشعر وتكلفوا العربية تعلموا الذين الفرس من المواليضعافا قليلين الموالي كشعراء الإسلام في اليمن شعراء وكان الثالث. الكتاب في رأيت كماأعشى الشعراء هؤلاء أظهر ولعل والعصبيات. بالأحزاب متصلين الطبقة، في متأخرينقتله وقد خاصة14 الأشعث بن الرحمن عبد وشاعر اليمانية شاعر كان وقد همدان،

الحجاج.ولكنه المضريين حظ من أقل الجاهلية في والشعراء الشعر من فحظها ربيعة أمالا ولكنهم الجاهلية، في فحولا شعراء لربيعة يسمون فالرواة اليمن؛ حظ من أكثر

.١٥٣ صفحة ٥ جزء «الأغاني» 14

163

الجاهلي الأدب في

رفضه، إلى مضطرون نحن الشعر، من قليلا شيئا إلا الفحول الشعراء لهؤلاء يروونمن ربيعة فحظ الإسلام جاء فإذا حين. بعد ربيعة لشعر نعرض عندما سنرى كماأن استطاع الإسلام في فحل ولربيعة دائما، اليمن حظ وفوق مضر حظ دون الشعرمن ولكنه الأخطل دون آخر شاعر ولربيعة الأخطل. وهو جميعا مضر فحول يناهضمتأخرون ضعاف قليلون ولكنهم آخرون، شعراء لربيعة ثم القطامي. هو الشعراء كبارعدنانية، ربيعة كانت فقد الأشياء؛ لطبيعة ملائم أيضا وهذا اليمن، كشعراء الطبقة فيلم ولكنها المضريين، من واللغة والنسب الموطن قريبة الشمال عرب من كانت أنها نريدعلى حمل قد الجاهلي شعرها يكون أن الظن فأكبر الإسلام، قبل قريش لغة تتكلم تكنومن اليمن استعراب من وأسرع أيسر استعرابها كان الإسلام كان فلما حملا، شعرائهاكان فقد مضر فأما والقطامي. الأخطل فيها ونبغ الشعراء فيها فنجم الموالي، استعرابوكان وغيرها، وضبة وتميم قيس في منها، مختلفة قبائل ومن شعراء الجاهلية في لهاالشعراء هؤلاء أن على يدل شيء كل وكان وفنا، صناعة الشعر يتخذون الشعراء هؤلاءتضعف لم الإسلام جاء فلما العرب، جزيرة من الإقليم هذا في فنية عقلية نهضة يمثلونواشتدت منهم، النابهون وكثر الشعراء عدد وكثر أزرها، واشتد قويت بل النهضة هذههذا فكل العباسي. العصر من وصدرا الأموي العصر طوال بينهم والمنافسة الخصومةمضر، نهضت حين سترى كما نشأ وطبيعي، أصيل مضر، في أصيل الشعر أن على يدلفي مضر انتهت حين الطيب ثمره وأتى أشده وبلغ النهضة، هذه قويت حين وقوييكن لم حين على الحياة، فروع جميع في والقوة النهضة من حظها أقصى إلى الإسلاممن والربعيين اليمنيين حظ فتفاوت ربيعة؛ في ولا اليمن في أصيلا ولا طبيعيا الشعرلإتقانها واستعدادهم أهلها من قربهم بتفاوت القرشية العربية تعلموا حين الشعر

الأدبي. الفن من وحظهمتنقل نظرية وهي الثاني، الكتاب في إليها أشرنا التي النظرية أن نرى هنا ومنطبيعة من للواقع ملائمة ولا طبيعية ولا صحيحة نظرية ليست القبائل، في الشعرمن قيس إلى ثم ربيعة إلى منها ينتقل ثم اليمن في الشعر ينشأ أن نفهم فلسنا الأشياء.العربي الشعر هذا ينشأ أن نفهم وإنما القدماء، قال ما نحو على تميم، إلى ثم مضرربيعة إلى وموطنا؛ ولغة طبيعة إليها العربية القبائل أقرب إلى منها وينتقل مضر، فيواشتركت العربية اللغة هذه تعلمت ولكنها ربيعة من أبعد أخرى عربية قبائل إلى ثمفحاربتهما قوية منافسة وربيعة مضر ونافست والدينية، السياسية العرب حياة في

164

والشعراء الشعر

إلى نفسه الوقت في انتقل ثم اليمنية. القبائل هي القبائل وهذه الشعر، وهو بسلاحهماتعلمت ولكنها شيء، في الساميين من ليست بل شيء، في العرب من ليست أخرى أمممنافسة ونافستهم والدينية، السياسية حياتهم في العرب وشاركت كاليمنيين العربيةهذه من الفرس وغير الفرس هي الأمم وهذه الشعر، وهو بسلاحهم وحاربتهم قوية

المسلمين. لسلطان خضعت التي الشعوبيكلفنا لن أنه سترى ولكنك القديم، أنصار كنانة في سهم آخر نظنه اعتراض وهناكلها القبائل وهذه شعراء، ولقضاعة شعراء ولخزاعة شعراء فللأنصار عناء: ولا مشقةنستطيع فلن نفعل ومهما كثير. شعر — يظهر فما — الشعراء لهؤلاء صح وقد يمنية،أن ننكر أن نستطيع ولن مالك، بن وكعب رواحة بن الله وعبد حسان شعر ننكر أنبن سعيد ابنه بعده وظهر فيه، ونبغ أبيه عن الشعر أخذ قد حسان بن الرحمن عبدنوابغ من الأنصاري الأحوص وكان زهير. سلسلة تشبه سلسلة له فكانت الرحمن، عبدمن الإجادة في حظا أقل ليسوا متفوقون، آخرون شعراء الجاهلية في وللأنصار الشعراء،

غير. ليس يمنيون لأنهم هؤلاء؛ شعر يرفض أن التحكم ومن مضر. شعراءشعر من موقفنا منه نقف وإنما هؤلاء، شعر نرفض لا ولكننا حق، هذا وكلأنهم يعتقدوا أن فللأنصار مضريون، أصحابه ولأن مضري، الشعر هذا لأن مضر؛صحيحا شيئا مطلقا نعرف لا نحن ولكنا يمنيين، يعدوهم أن القديم ولأنصار يمنيون،نعرف ولا الحجاز، في يقيمون كانوا الناس هؤلاء أن نعرف وإنما اليمنية، هذه لنا يثبتعندنا فهم الحجاز؛ إلى قدموا متى نعرف لا بل الحجاز، إلى قدومهم قبل شيئا عنهمما كل وهذا أخرى، لغة لهم تكن ولم لغته وتكلموا الحجاز استوطنوا قد حجازيونوربيعة مضر ألفاظ نستعمل أنا الثاني الكتاب في رأيت فقد المضريين؛ نذكر عندما نريدهي وإنما النسابون، يفهمها كان التي معانيها بها نريد لا وحمير وقحطان وعدنان

الجغرافية. المواطن بها ونريد نستعملها فنحن الناس وألفها شاعت، ألفاظالحجاز نعرف وإنما ربيعة، ولا مضر ولا قحطان ولا عدنان نعرف لا فنحنونعرف العرب، هؤلاء مستقر كانت التي المواطن هذه نعرف والعراق، واليمن ونجدامضر ذكرنا فإذا ونجد، الحجاز في ظاهرة الإسلام قبيل كانت القرشية اللغة هذه أنلحياتهم مظهرا ويتخذونها اللغة هذه يتكلمون كانوا الذين العرب هؤلاء نريد فإنمااتصالا طروادة بأهل الرومانيين اتصال يعرف أنه يزعم أن يستطيع الذي ومن الأدبية.طروادة من هاجروا أنهم يزعمون الرومانيون كان فقد ذلك ومع صحيحا؟ تاريخيا

165

الجاهلي الأدب في

أنسابها لتصل الشعوب تنتحلها التي الأحاديث هذه كل في ذلك مثل وقل إيطاليا، إلىبعضهم وزعم الفينيقيين، سلالة من أنهم اليونان بعض زعم فقد القديمة؛ بالشعوبفي نسبنا يكن مهما الأدبية الوجهة من عرب الآن ونحن المصريين! سلالة من أنهم الآخرمن شئت بمن أو بالترك أو باليونان أو القدماء بالمصريين متصلين لنكن الأمر، حقيقةوهي واقعة، علمية حقيقة يغير لا كله فذلك فيها، واستقرت مصر غزت التي الشعوب

قرون. منذ لنا طبيعية لغة غيرها نعرف لا القرشية، العربية اللغة هي لغتنا أنالبلاد شمال استوطنوا الذين العرب هؤلاء من إليهم ومن الأنصار شأن ذلكونظمه عاداته ويتخذون الشمال هذا لغة يتكلمون وهم التاريخ عليهم وظهر العربية،بل وتميم، قريش كشعر مضري الأنصار هؤلاء فشعر والدينية، والاجتماعية السياسيةكانوا فيما وشاركوهم أهله لغة وتعلموا الحجاز، شمال استعمروا الذين اليهود كشعر

شعر. من يقولوناليمن إلى يضاف ما كل تردد غير في نرفض أنا الطويل البحث هذا وخلاصةاليمانية به اعتدت الذي الرجل هذا شعر نرفض أن نستطيع لا ولكنا شعر، من وأهلهافي اختلفت حتى العصور، من عصر في كلها العرب به اعتدت والذي فخرا، لها واتخذتهشعر نرفض أن نستطيع لا نقول: القيس. امرؤ وهو الجاهلي، العصر شعراء أكبر أنه

خاصة. وقفة عنده نقف أن دون جملة الرجل هذا

علقمة – عبيد القيس– امرؤ (3)

فيها كثيرة بأخبار عنهم الرواة يتحدث كثير شعر لهم يروى الذين الشعراء أقدم لعلالقيس. امرؤ هو وتفصيل تطويل

قبل عاشوا أنهم زعموا الشعراء من طائفة بأسماء يتحدثون الرواة أن نعلم نحنأو البيتين أو البيت إلا الشعراء لهؤلاء يروون لا ولكنهم شعرا، وقالوا القيس امرئوهم يغني، لا الذي القليل الشيء إلا الشعراء هؤلاء أخبار من يذكرون لا وهم الأبيات،العهد ببعد الشعراء هؤلاء إلى تضاف أن يمكن التي والأشعار الأخبار قلة يعللونيضاف لما النقد من قليلا أن الماضي الكتاب في رأيت وقد الحفاظ. وقلة الزمن وتقادم

شعر. أو خبر من إليهم يضاف ما جحود إلى بك ينتهي الشعراء هؤلاء إلىالرواة أن يظهر الذين وأصحابه القيس امرئ عند ولنقف الشعراء هؤلاء فلندع

الكثير. الشيء لهم ورووا عنهم عرفوا

166

والشعراء الشعر

كندة؟ من ولكن كندة. من رجل أنه في يختلفون فلا الرواة أما القيس؟ امرؤ مننسبها في الاختلاف بعض يختلفون وهم قحطان، من قبيلة أنها في الرواة يختلف لايمانية، قبيلة أنها على يتفقون حال كل على ولكنهم سادتها، أخبار وفي اسمها وتفسير

منها. القيس امرأ أن وعلىعليها الاتفاق اليسير من ليس فأشياء أمه، واسم أبيه واسم القيس امرئ اسم فأماقيسا، اسمه كان وقد حندجا، اسمه كان وقد القيس، امرأ اسمه كان فقد الرواة، بينبنت فاطمة أمه اسم وكان أيضا. حجرا أبيه اسم كان وقد عمرا، أبيه اسم كان وقدوهب، بأبي يعرف القيس امرؤ وكان تملك. أمه اسم وكان وكليب، مهلهل أخت ربيعةابنة له وكانت جميعا. بناته يئد وكان ذكر، ولد له يكن ولم الحارث، بأبي يعرف وكانالضليل، بالملك يعرف وكان أبيه، بنت كانت وإنما ابنته، هند تكن ولم هند، لها: يقال

القروح. بذي يعرف وكانأو ا حق تسميه أن تستطيع ما المضطرب الخليط هذا من تستخلص أن أنت وعليكحق أنه على الرواة كثرة عليه اتفقت ما تأخذ أن من أيسر شيء وأي الحق، يشبه شيئاالقيس، امرؤ ولقبه حجر، بن حندج اسمه أن على اتفقت قد الرواة وكثرة فيه؟ شك لااتفقت وإذا الرواة، كثرة اتفقت هذا على ربيعة. بنت فاطمة وأمه وهب، أبو وكنيتهراجحا. يكون أن يجب تقدير أقل على أو صحيحا، يكون أن فيجب شيء على الكثرة

الكثرة آراء إلى الاطمئنان على مكرها أراني أو الكثرة، آراء إلى أطمئن فقد أنا أماكثرة كانت فقد شيئا! تغني لا العلم في الكثرة ولكن يشبهها. وما النيابية المجالس فيوكانت مخطئة. كانت الكثرة أن ذلك بعد وظهر وحركتها، الأرض كروية تنكر العلماءتغني لا العلم في فالكثرة صحيح، غير أنه الحديث العلم أثبت ما كل ترى العلماء كثرة

شيئا.أن السبيل وإنما القيس، امرئ في الكثرة قول نقبل أن إلى سبيل من فليس وإذنلاحظت إذا سبيل من المنتجة الموازنة هذه إلى وليس القلة. تزعم ما وبين بينه نوازنوتكلف النحل هذا على تحمل كانت التي الأسباب هذه من الماضي الكتاب في قدمناه ما

القصص.مضطرون نحن وإنما المختلفين، الفريقين بين نفصل أن نستطيع فلسنا وإذننعرف أن دون به يتحدثون كانوا الناس أن على وهؤلاء، أولئك يقول ما نقبل أن إلىعلى دليل أوضح القيس امرئ حياة في الخلط من وأشباهه هذا ولعل فيه، الحق وجه

167

الجاهلي الأدب في

ونكاد ذلك نرجح ونحن — ا حق وجد قد يكن إن القيس امرأ أن من إليه نذهب ماالأساطير من طائفة وإلا هذا، اسمه إلا شيئا عنه يعرفوا لم الناس فإن — به نوقن

الاسم. بهذا تتصل والأحاديثالناس بين تشع لم والأحاديث الأساطير هذه من الكثرة أن نلاحظ أن يحسن وهنافي نشأت أنها إذن الظن فأكبر والقصاصين. المدونين الرواة عصر في متأخر، عصر في إلاالقصة هذه أنشأ الذي أن الظن وأكبر ا. حق الجاهلي العصر عن تورث ولم العصر هذاللنبي تمت منذ الإسلامية، الحياة في كندة قبيلة احتلته الذي المكان هذا هو إنما ونماهامن وفدا أن نعلم فنحن للهجرة، الأول القرن أواخر إلى العربية البلاد على السيطرة— طلب الوفد هذا أن نعلم ونحن قيس15 بن الأشعث رأسه وعلى النبي على وفد كندة

الدين. يعلمهم مفقها معهم يرسل أن النبي إلى — السيرة تقول فيماالنجير في حاصرها بكر أبي عامل وأن النبي، موت بعد ارتدت كندة أن نعلم ونحنالأشعث فيها بكر أبي إلى طائفة منها وأوفد كثيرا، خلقا منها وقتل حكمه، على وأنزلهافيما — وخرج فروة16 أم أخته ج فتزو بكر أبي إلى وأصهر وأناب تاب الذي قيس بنونحرا عقرا السوق إبل في ومضى سيفه فاستل المدينة في الإبل سوق إلى — الرواة يزعمالإبل أصحاب إلى وأدى الطعام إلى المدينة أهل دعا ولكنه الجنون، به الناس ظن حتىقد الرجل هذا أن نعلم ونحن عرسه،17 وليمة الفاحشة المجزرة هذه وكانت أموالهم،هذا في بلاؤه وحسن الفرس، حرب في المسلمين مواقع وشهد الشأم، فتح في اشتركفي التحكيم قبول على عليا وأكره معاوية، على عليا وظاهر لعثمان، عملا وتولى كله18عليه الكوفة، سادات من سيدا كان الأشعث بن محمد ابنه أن نعلم ونحن صفين.19حجر قصة أن نعلم ونحن الكندي. عدي بن حجر أخذ أعياه حين زياد اعتمد وحده

.١٨٠ صفحة ثالث جزء كثير» ابن «تاريخ راجع 15

طبع بعدها وما ٢٧٥ صفحة ٣ جزء الطبري» و«تاريخ ،٦٩ إلى ٦٧ صفحة ثان جزء خلدون ابن 16بولاق. طبع ١٦٠ صفحة ٢ جزء الأثير» ابن و«تاريخ مصر،

.٩٨ صفحة ١ جزء الغابة» «أسد 17

.٩٨ صفحة ١ جزء التهذيب» «تهذيب 18

نفسه. المصدر 19

168

والشعراء الشعر

عامة المسلمين نفوس في تركت قد أصحابه من نفر في إياه معاوية وقتل هذا عدي بنالشهيد.20 صورة في الرجل هذا مثل عميقا قويا أثرا خاصة واليمنيين

الأشعث بن محمد بن الرحمن عبد وهو قيس بن الأشعث حفيد أن نعلم نحن ثمإراقة في سببا وكان للزوال، مروان آل ملك وعرض الملك، عبد وخلع بالحجاج، ثار قدفيبلغون يحصون حروبه في قتلوا الذين وكان والشأم. العراق أهل من المسلمين دماءثم فارس، مدن في فتنقل الكرة أعاد ثم الترك، ملك إلى فلجأ انهزم ثم الآلاف، عشراتقتل ثم الحجاج، عامل إلى فأسلمه الملك هذا به غدر ثم الترك، ملك إلى فعاد استيأس

ومصر.21 والشأم العراق في به وطوف رأسه احتز ثم العراق، إلى طريقه في نفسهوتؤثر الإسلامية، الحياة في المنزلة هذه تنزل الكندية الأسرة كهذه أسرة أن أفتظنلها لينشروا القصاص تأجر ولا القصص تصطنع لا المسلمين، تاريخ في الآثار هذهويحدثنا بلى! صوتها؟ ويبعد ذكرها يرفع أن شأنه من ما كل عنها ويذيعوا الدعوةالشعراء اتخذ كما وأجرهم القصاص اتخذ الأشعث بن الرحمن عبد أن أنفسهم الرواة

همدان.22 أعشى شاعره وكان ذر، بن عمر له: يقال قاص له وكان صلتهم، وأجزلالقصاص هؤلاء بعمل شك غير من متأثر الجاهلية في كندة أخبار من يروى فماوجوه من تشبه خاص بنوع القيس امرئ وقصة الأشعث. لآل يعملون كانوا الذينوهل أبيه، بثأر مطالبا القيس امرأ لنا تمثل فهي الأشعث؛ بن الرحمن عبد حياة كثيرةلنا تمثل وهي عدي؟ بن لحجر منتقما إلا التاريخ يفقهون الذين عند الرحمن عبد ثارمن أقل ليس أنه يرى الأشعث بن الرحمن عبد كان وقد الملك، في طامعا القيس امرأقبائل في متنقلا القيس امرأ لنا تمثل وهي به. يطالب وكان للملك، استئهالا أمية بنيتمثل وهي والعراق. فارس مدن في متنقلا الأشعث بن الرحمن عبد كان وقد العرب،إلى لاجئا الأشعث بن الرحمن عبد كان وقد به، مستعينا قيصر إلى لاجئا القيس امرأكاد أن بعد قيصر به غدر وقد القيس امرأ أخيرا لنا تمثل وهي به. مستعينا الترك ملكالحجاج. رسل له كاد أن بعد الرحمن بعبد الترك ملك غدر وقد القصر،23 في أسدي له

بعدها. وما ٢ صفحة ج١٦ «الأغاني» 20

.٣٩-٤٠ صفحة ٨ جزء و«الطبري» ،٢٠٦-٢٠٧ ،١٩١-١٩٢ صفحة ج٤ الأثير لابن «الكامل» راجع 21

.١٥٣ صفحة ج٥ «الأغاني» 22

.١٨٥ صفحة ج١ الأثير لابن «الكامل» راجع 23

169

الجاهلي الأدب في

وقد الروم، بلاد من عائدا طريقه في مات وقد القيس امرأ وذاك هذا بعد لنا تمثل وهيالترك. بلاد من عائدا طريقه في الرحمن عبد مات

بها يتحدث كما القيس امرئ حياة أن نرجح أن بل نفترض، أن اليسير من أليسلهوى إرضاء القصاص استحدثه الرحمن عبد لحياة التمثيل من لونا إلا ليست الرواةمن أمية بني لعمال اتقاء الضليل الملك اسم له واستعاروا العراق في اليمنية الشعوبمن الضليل الملك هذا عن تعرف كانت الأخبار من يسيرة لطائفة واستغلالا ناحية،

أخرى؟ ناحية

فأقل أيسر، وتأويله يسير شأنه تأويله؟ وما شأنه؟ ما القيس امرئ وشعر ستقول:قدمنا التي القصة بهذه يتصل أحدهما قسمين: تقسمه أن يلزمك الشعر هذا في نظرلتمثيل ونحل تسجيلها، أو لتفسيرها نحل القصة هذه شأن فشأنه وإذن إليها، الإشارةوالبصرة، الكوفة في وأحيائهم العرب قبائل بين قائما كان الذي القوي التنافس هذاهذا بأن الحديث، البحث يألفون الذين من كنت إن يقنعك، الشعر لهذا درس وأقلجاهلي. لا إسلامي شعر هو إنما بقصته ويتصل القيس امرئ إلى يضاف الذي الشعرالثالث القسم في فصلناها أخرى ولأسباب إليها أشرنا التي الأسباب لهذه ونحل قيل:القصة، بهذه يتصل لا فشعر الثاني القسم وأما القسمين. أحد فهذا الكتاب، هذا منالقسم ذا في ولنا والحزبية، السياسية الأهواء عن مستقلة القول من فنونا يتناول وإنما

حين. بعد نسطره رأيأشبه — فكرت إذا — القيس امرئ شخصية أن القصير البحث هذا وخلاصةأنها في الآن اليونانية الآداب مؤرخو يشك لا هوميروس. اليوناني الشاعر بشخصية شيءلا ولكنهم باقيا، قويا تأثيرها وكان ا، حق القصصي الشعر في وأثرت ا، حق وجدت قدالتي الأحاديث هذه إلى ينظرون وإنما إليه، الاطمئنان يمكن شيئا أمرها من يعرفونهو القيس فامرؤ أقل. ولا أكثر لا والأساطير القصص إلى ينظرون كما عنه، تروىهو إليه، الاطمئنان يمكن شيء عنه يعرف لا الذي الملك أنه نريد ا، حق الضليل الملكالشعر من طائفة أن الأمر غريب ومن اللغوية. المعاجم أصحاب يقول كما ، قل بن ضلبها يمدح العربية القبائل في متنقلا كان حينما قالها أنه على القيس امرئ إلى تنسبفي القيس امرئ نزول تبين الأخبار من طائفة الأشعار بهذه وتتصل تلك، ويهجو هذهشيئا وإن بفلان. واستعانته فلان، عند وجواره القبيلة، تلك إلى والتجاءه القبيلة، هذه

170

والشعراء الشعر

في تنقل قد — اليونان رواة يزعم فيما — فهو هوميروس؛ حياة في يلاحظ هذا مثلوالانصراف. الإعراض بعضها ومن والتجلة، الكرامة بعضها من فلقي اليونانية، المدنالتنافس مظاهر من مظهر أنها على الأحاديث هذه يفسرون اليونانية الآداب ومؤرخوعطف أو أجاره أو أه نش أو هوميروس ضيف أنه لنفسه يزعم كلها اليونانية المدن بين

عليه.تنقل تمس التي والأشعار الأخبار هذه تفسير في نفسه المذهب هذا نذهب ونحنفي العربية القبائل تنافست حين نحلت محدثة فهي العرب؛ قبائل في القيس امرئأعظم والفضل الشرف من لنفسها تزعم أن حي وكل قبيلة كل أرادت وحين الإسلام،القصيدة أن يحدثنا «الأغاني» فصاحب هذا؛ بعض القدماء أحس وقد ممكن. حظإليه لجأ حين السموءل بها يمدح قالها أنه على القيس امرئ إلى تضاف التي القافيةعقال بن دارم أن ظننا وأكبر السموءل،24 ولد من وهو عقال بن دارم نحلها منحولة،نحل أيضا: بها يتصل ما ونحل كلها، القصة نحل وإنما وحدها، القصيدة ينحل لمالقيس، امرئ أسلحة تسليم أبى حين أبيه من بمنظر قتل الذي السموءل ابن قصةالمشهور: الشعر هذا فيه وقال السموءل بن بشريح استجار الذي الأعشى قصة ونحل

أظ��ف��اري ال��ق��د ب��ع��د ال��ي��وم ح��ب��ال��ك ع��ل��ق��ت ب��ع��دم��ا ت��ت��رك��ن��ي لا ش��ري��حوت��س��ي��اري ت��ردادي ال��ع��ج��م ف��ي وط��ال ع��دن إل��ى ب��ان��ق��ي��ا ب��ي��ن م��ا ج��ل��ت ق��دإن��ك��ار غ��ي��ر ب��ع��رف أب��وك م��ج��دا وأوث��ق��ه��م ع��ه��دا أك��رم��ه��م ف��ك��انال��ض��اري ك��ال��م��س��ت��أس��د ال��ش��دائ��د وف��ي واب��ل��ه ج��اد اس��ت��م��ط��روه م��ا ك��ال��غ��ي��ثج��رار ال��ل��ي��ل ك��ه��زي��ع ج��ح��ف��ل ف��ي ب��ه ال��ه��م��ام ط��اف إذ ك��ال��س��م��وءل ك��نح��ار س��ام��ع ف��إن��ي ت��ش��اء م��ا ق��ل ل��ه: ف��ق��ال خ��س��ف خ��ط��ت��ي س��ام��ه إذل��م��خ��ت��ار ح��ظ ف��ي��ه��م��ا وم��ا ف��اخ��ت��ر ب��ي��ن��ه��م��ا أن��ت وث��ك��ل غ��در ف��ق��ال:ج��اري م��ان��ع إن��ي أس��ي��رك اق��ت��ل ل��ه: ق��ال ث��م ط��وي��ل غ��ي��ر ف��ش��كغ��وار غ��ي��ر ك��ري��م��ا ق��ت��ل��ت وإن ق��ات��ل��ه ك��ن��ت إن خ��ل��ف ل��ه أن��اأط��ه��ار ذات وب��ي��ض ك��ري��م رب ب��ه ظ��ف��رت إن ي��ع��ق��ب��ن��ي��ه وس��وف

.٧٠ صفحة ج٨ «الأغاني» 24

171

الجاهلي الأدب في

أس��راري اس��ت��ودع��ن إذا وح��اف��ظ��ات ه��درا ذاه��ب ل��دي��ن��ا س��ره��ن لاب��خ��ت��ار25 ف��ي��ه��ا وع��ده ي��ك��ن ول��م ب��ه��ا ي��س��ب لا ك��ي أدراع��ه ف��اخ��ت��ار

امرئ ذهاب قصة هي أخرى قصة نحل في سببا المنحولة القصة هذه كانت ثمالرائية القصيدة هذه منحولة الأشعار. من بها يتصل وما القسطنطينية، إلى القيس

مطلعها: التي الطويلة

ف��ع��رع��را ظ��ب��ي ب��ط��ن س��ل��ي��م��ى وح��ل��ت أق��ص��را ك��ان ب��ع��دم��ا ش��وق ل��ك س��م��ا

والذي قيصر، مع الحمام دخل حين القيس امرؤ قاله الذي الشعر هذا منحوللابنة أضمره القيس امرأ إن يقال: الذي الحب هذا منحول روايته. عن الكتاب هذا ننزهقافل وهو السم أحس حين القيس امرئ إلى تضاف التي الأشعار هذه منحولة قيصر.

الروم. بلاد منقدمناها. التي الأسباب لتلك شاعت، التي الأحاديث هذه يفسر لأنه منحول؛ هذا كلنعرف أن نحب فقد الشعر، هذا نحل على الفنية الأدلة التماس من بد يكن لم وإذاابنته، وفتن الحمام معه دخل حتى قيصر وخالط الروم بلاد القيس امرؤ زار كيفلم شعره: في ما أثر لذلك يظهر ولم قسطنطينية، في اليونانية الحضارة مظاهر ورأىهذه يصف لم قسطنطينية، كنائس من كنيسة يصف لم يذكره، ولم القصر يصفيكون أن يمكن ما شيئا يصف لم الروميات، يصف لم فتنها، التي الإمبراطورية الفتاةوالجهل والاضطراب الضعف فيه لتحس الشعر هذا تقرأ أن يكفي ثم ا. حق روميا

قسطنطينية. إلى بالطريقشاعرا نتصور أن على تعيننا التي هي وحدها السذاجة فإن شيء، من يكن ومهماالروم بلاد إلى رحلته في القيس امرئ إلى يضاف الذي الشعر هذا قال قديما عربيا

منها. وقفولهمن هو إنما القيس امرئ بسيرة يتصل الذي الشعر هذا كل أن معنا رأيت وإذاشعر من الثاني القسم هذا عند قصيرة وقفة معك نقف أن يصح فقد القصاص، عمل

.١٣١ صفحة قتيبة لابن الشعراء» «طبقات في الأعشى ترجمة أيضا وراجع ص٧٩، ج٨ «الأغاني» 25

172

والشعراء الشعر

بالعناية الشعر هذا أحق ولعل بها. يتصل ولا سيرته يفسر الذي وهو القيس، امرئاثنتان: قصيدتان

الأولى:وم��ن��زل ح��ب��ي��ب ذك��رى م��ن ن��ب��ك ق��ف��ا

الثانية:ال��ب��ال��ي ال��ط��ل��ل أي��ه��ا ص��ب��اح��ا ان��ع��م ألا

والتكلف ، بين فيه والاضطراب ظاهر، فيه فالضعف القصيدتين، هاتين عدا ما فأمالا ملاحظة شيء كل قبل نلاحظ أن لنا يكون وقد باليد، يلمسان يكادان والإسفافأحاديث صحت إن — القيس امرأ أن وهي القديم، أنصار منها يتخلص كيف أدريوما وإعرابه لفظه في القرآن وبين بينه فرق لا اللغة، قرشي وشعره يمني، — الرواةكل مخالفة اليمن لغة أن — قدمنا كما — نعلم ونحن الكلام. قواعد من بذلك يتصللغة في بل الحجاز، أهل لغة في شعره اليمني الشاعر نظم فكيف الحجاز، للغة المخالفةبني على ملكا أبوه وكان عدنان، قبائل في القيس امرؤ نشأ سيقولون: خاصة؟ قريشعدنان لغة يصطنع أن غريبا فليس خاله، مهلهل وكان تغلب، بني من أمه وكانت أسد،هذا طريق من إلا نثبته أن نستطيع ولا كله، هذا نجهل ولكننا اليمن، لغة عن ويعدلمنحول. بأنه ونصفه الشعر هذا في نشك ونحن القيس، امرئ إلى ينسب الذي الشعر

القيس امرئ بشعر فيها نشك التي القيس امرئ لغة نثبت ندور: فنحن وإذنلا فنحن تعقيدا، المسألة هذه من أقل ليست أخرى مسألة أمام أننا على فيه. نشك الذيالعربية البلاد في السائدة اللغة هي قريش لغة أكانت الآن نعلم أن نستطيع ولا نعلمأخذت إنما وأنها الوقت، ذلك في العرب لغة تكن لم أنها الظن وأكبر القيس؟ امرئ أيامقدمنا. كما الإسلام بظهور السيادة لها وتمت للمسيح، السادس القرن أواسط في تسودلم اللغة هذه أن مع القرآن لغة في شعره اليمني القيس امرؤ نظم فكيف وإذنمطلقا تجد لا أنك هذا من وأعجب القيس؟ امرؤ فيه عاش الذي العصر في سائدة تكنيمني، أنه على يدل القول أنحاء من نحوا أو أسلوبا أو لفظا القيس امرئ شعر فيالأولى لغته أن نتصور أن نستطيع فكيف عدنان بلغة تأثر قد القيس امرؤ يكن فمهماالقديم أنصار أن نظن شعره؟ في ما أثر لها يظهر ولم ا تام محوا نفسه من محيت قدإلى الشعر هذا إضافة أن ونظن المشكلة، هذه ليحلوا والعناء المشقة من كثيرا سيجدون

المشكلة. هذه تحل أن قبل مستحيلة القيس امرئ

173

الجاهلي الأدب في

ابني وكليب مهلهل أخت ابن القيس فامرؤ آخر؛ شيء عن نسأل أن نحب أننا علىمهلهل حول نسجت قد عريضة طويلة قصة أن تعلم وأنت — يقولون فيما — ربيعةيقول فيما — سنة أربعين اتصلت التي الحرب وهذه البسوس قصة هذه هذين، وكليبامرؤ يشير ألا العجيب فمن وتغلب.26 بكر الأختين القبيلتين بين ما وأفسدت القصاص—المحن هذه إلى ولا مهلهل، خاله بلاء إلى ولا كليب، خاله مقتل إلى واحد بحرف القيسبكر. بني على لأخواله كانت التي المآثر هذه إلى ولا تغلب، بني من أخواله أصابت التيفي شكا اللغة، في شكا القصة، في شكا شكا: إلا تجد فلن وجهت فأينما وإذنكل إلى ونطمئن نؤمن أن هذا بعد يريدون وهم الشعر؛ في شكا الرحلة، في شكا النسب،قد الله أن لو نطمئن وأن نؤمن أن نستطيع نعم القيس. امرئ عن القدماء به يحدث ماعن للبحث تجنبا بالقديم يأخذوا أن الناس إلى يحبب الذي العقلي الكسل هذا رزقناومشقة الشك تعب عليه نؤثر فنحن الكسل؛ من النوع هذا يرزقنا لم الله ولكن الجديد،

البحث.ليس القيس امرئ إلى يضاف الذي الشعر هذا أكثر أن إلى بنا ينتهي البحث وهذاحمل اختلاقا، عليه ومختلق حملا، عليه محمول هو وإنما شيء، في القيس امرئ منالثاني القرن في الشعر دونوا الذين الرواة الآخر بعضه وحمل أنفسهم، العرب بعضه

للهجرة.أكثر والتعمل التكلف فيها يظهر قصيدة نعرف فلسنا نفسها المعلقة في ولننظرالعشر أو السبع القصائد هذه تعليق بقصة نحفل لا القصيدة؛ هذه في يظهران ممانشأت التي القصة بهذه يحفلون القديم أنصار أن نظن فما الدفاتر؛ في أو الكعبة علىولكننا بالآداب. وعنايتهم العرب حياة في شيء يثبتها لا والتي ا، جد متأخر عصر فيصحة في يشكون فهم القصيدة، هذه بعض في يشكون أنفسهم القدماء أن نلاحظ

البيتين: هذين

ف��ل��ف��ل27 ح��ب ك��أن��ه��ا وق��ي��ع��ان��ه��ا ع��رص��ات��ه��ا ف��ي الآرام ب��ع��ر ت��رىح��ن��ظ��ل ن��اق��ف ال��ح��ي س��م��رات ل��دى ت��ح��م��ل��وا ي��وم ال��ب��ي��ن غ��داة ك��أن��ي

بعدها. وما ١٨٧ صفحة أول جزء الأثير لابن «الكامل» راجع 26

.٢٠٤ الثمين» «العقد 27

174

والشعراء الشعر

الأبيات: هذه في يشكون وهم

م��رح��ل ذل��ول م��ن��ي ك��اه��ل ع��ل��ى ع��ص��ام��ه��ا ج��ع��ل��ت أق��وام وق��راب��ةال��م��ع��ي��ل ك��ال��خ��ل��ي��ع ي��ع��وي ال��ذئ��ب ب��ه ق��ط��ع��ت��ه ق��ف��ر ال��ع��ي��ر ك��ج��وف ووادت��م��ول ل��م��ا ك��ن��ت إن ال��غ��ن��ى ق��ل��ي��ل ش��أن��ن��ا إن ع��وى: ل��م��ا ل��ه ف��ق��ل��تي��ه��زل وح��رث��ك ح��رث��ي ي��ح��ت��رث وم��ن أق��ات��ه ش��ي��ئ��ا ن��ال م��ا إذا ك��لان��ا

ترتيبها، وفي28 ألفاظها في القصيدة رواية في كثيرا اختلافا يختلفون هذا بعد وهمهذه على مقصورا الاختلاف هذا وليس بيت. مكان وبيتا لفظ مكان لفظا ويضعونلحملنا وحده يكفي شنيع اختلاف وهو كله، الجاهلي الشعر يتناول وإنما القصيدة؛كاذبة سيئة صورة للمستشرقين أعطى قد اختلاف وهو الشعر. هذا قيمة في الشك علىفي لها وجود لا الوحدة وأن مؤتلف، ولا منسق غير أنه إليهم فخيل العربي، الشعر منأن تستطيع وأنك أيضا، القصيدة في لها وجود لا الشعرية الشخصية وأن القصيدة،جناحا، أو حرجا ذلك في تجد أن دون غيره شعر الشاعر إلى تضيف وأن وتؤخر، تقدم

بالقافية. ولا بالوزن تخل لم دمت مامصطنعة. منحولة الشعر هذا كثرة لأن الجاهلي؛ الشعر في صحيحا هذا يكون وقدأقل به يعبث أن ناقد أي أتحدى فأنا لقائليه نسبته صحت الذي الإسلامي الشعر فأمافيه الشاعر شخصية وأن بينة، فيه القصيدة وحدة أن أزعم وأنا يفسده، أن دون عبثالشعر هذا اتخاذ من الخطأ هذا جاء إنما أجنبي. شعر أي في منها ظهورا أقل ليستيمثل لا — قدمنا كما — الجاهلي الشعر هذا أن مع العربي، للشعر نموذجا الجاهلي

الرواة. وتكلف القصاص لعبث نموذجا إلا يصح ولا شيئاوهما: القصيدة في قلقان البيتين هذين أن في يخالفون لا القديم أنصار أن ونظن

ل��ي��ب��ت��ل��ي ال��ه��م��وم ب��أن��واع ع��ل��ي س��دول��ه أرخ��ى ال��ب��ح��ر ك��م��وج ول��ي��لب��ك��ل��ك��ل ون��اء أع��ج��ازا وأردف ب��ص��ل��ب��ه ت��م��ط��ى ل��م��ا ل��ه ف��ق��ل��ت

.٢٠٥ الثمين» «العقد 28

175

الجاهلي الأدب في

وهو: يليهما الذي البيت على للدخول البيتان هذان وضع فقد

ب��أم��ث��ل م��ن��ك الإص��ب��اح وم��ا ب��ص��ب��ح ان��ج��ل��ي ألا ال��ط��وي��ل ال��ل��ي��ل أي��ه��ا ألا

آخر. شيء بأي منهما والمخمس المشطر بتكلف أشبه البيتان وهذانفقد القصيدة، في دخيل أنه في نختلف نكاد لا الذي الشعر هذا من فرغنا فإذاعلى الشاعر وقوف أولا هي الأجزاء وهذه الأولى، أجزائها إلى القصيدة نرد أن نستطيعوما الصيد، إلى منه والاستطراد الليل ذكر ثم خليلته، وصف من بذلك يتصل وما الدار،

السيل. من يتبعه وما البرق ذكر ثم الفرس، وصف من الصيد إلى به يتوسليكون بأن أشبه فحش من فيه وما العذارى مع اللهو وصف بأن القول ولنسرعيوم في خرج الفرزدق أن يحدثوننا فالرواة جاهليا، يكون بأن منه الفرزدق نحل منيستحممن، نساء فيه وإذا غدير إلى انتهى حتى آثارا فاتبع البصرة، ضاحية إلى مطيرصاحب يا به: النساء فصاح منصرفا، وولى جلجل! دارة بيوم اليوم هذا أشبه ما فقال:عليهن فقص جلجل، دارة بحديث ليحدثهن عليه وعزمن فسألنه إليهن، فعاد البغلة،

قوله: وأنشدهن القيس، امرئ قصة

ج��ل��ج��ل ب��دارة ي��وم س��ي��م��ا ولا ص��ال��ح م��ن��ه��ن ل��ك ي��وم رب ألا

الأبيات29الفحش هذا على ليم قد وأنه وغلظته، فحشه ويلاحظون الفرزدق شعر يقرءون والذينبشعره فهي الأبيات، هذه إليه يضيفوا أن في مشقة يجدون لا الغلطة، هذه وعلىوهم القدماء إلى يضيفونها الأحاديث هذه بمثل يتحدثون القدماء كان ما وكثيرا أشبه.كلها القصيدة كلغة الأبيات هذه فلغة شيء، من يكن ومهما أنفسهم، عند من ينحلونها

أدبية. لغة القرآن لغة اتخذ إسلامي شاعر عن تصدر أن يمكن قرشية عدنانيةإليها، للوصول تجشم ما وتجشمه لها، وزيارته لخليلته، القيس امرئ وصف أماكان وما مرطها، بذيل آثارهما وتعفيتها معه وخروجها رأته، حين الفضيحة وتخوفها

بعدها. وما ٢٦ صفحة ج١٩ «الأغاني» 29

176

والشعراء الشعر

النحو فهذا آخر. شيء بأي منه ربيعة أبي بن عمر بشعر أشبه فهو لهو، من بينهماينازعه ولم احتكارا احتكره قد ربيعة أبي بن عمر فن الشعر في الغرامي القصص منهذا فيه ويتخذ الفن هذا إلى القيس امرؤ يسبق أن ا حق غريبا يكون ولقد أحد. فيهمن أحد يشير ولا فيه، فيقلده ربيعة أبي ابن يأتي ثم النحو، هذا عنه ويعرف الأسلوبامرئ تأثير إلى أشاروا قد أنهم مع القيس، بامرئ تأثر قد ربيعة أبي ابن أن إلى النقادالقيس امرؤ يكون أن يمكن فكيف الوصف، من أنحاء في الشعراء من طائفة في القيسشخصية كون والذي ربيعة، أبي ابن عليه عاش الذي الغزل من الفن هذا منشئ هو

ذلك؟ له يعرف ولا الشعرية ربيعة أبي ابنأن في تشك تكد لم ربيعة أبي ابن شعر من قصيدتين أو قصيدة قرأت إذا وأنتمثل وقل هذا. له العرب وعرفت قويا، استغلالا واستغله ابتكارا، ابتكره فنه الفن هذا

الأخرى: القيس امرئ قصيدة في تجده الذي الغرامي القصص هذا في هذا

ال��ب��ال��ي ال��ط��ل��ل أي��ه��ا ص��ب��اح��ا ان��ع��م ألا

إذن نرجح ونحن الفرزدق، وروح ربيعة أبي ابن فن الفاحش القصص هذا ففيبهذين متأثرون رواة أضافه القيس: امرئ إلى أضيف إنما الغزل من النوع هذا أن

الإسلاميين. الشاعرينالتردد موقف فيه نقف ولكننا والصيد، الفرس وصف سيما ولا الوصف، بقينبغ قد كان القيس امرأ أن فالظاهر الموقف، هذا إلى تضطرنا التي هي واللغة أيضا،كثيرة أشياء ذلك في استحدث قد أنه والظاهر والمطر، والسيل والصيد الخيل وصف فيأم أيدينا بين الذي الشعر هذا في الأشياء هذه أقال ولكن قبل، من مألوفة تكن لممقتضبة جمل وإلا الذكر، إلا منه يبق ولم الزمان به وذهب ضاع آخر شعر في قالهاالقديم؟ شاعرنا إلى وأضافوه ولفقوه نسقوه محدث شعر في فنظموها الرواة أخذهاوشبه الأوابد، قيد من أول هو القيس امرأ أن نقبل فنحن نرجحه، الذي مذهبنا هذاقال قد يكون أن في الشك أعظم نشك ولكننا ذلك، إلى وما والعقبان بالعصي الخيلوفي المعلقة في نجده الذي الوصف هذا أن الظن وأكبر الرواة، يرويها التي الأبيات هذه

غير. ليس ريحه من ولكن القيس، امرئ ريح من شيء فيه الأخرى اللامية

177

الجاهلي الأدب في

يقال: التي البائية القصيدة وهي نحلا منحولة بأنها نجزم ثالثة قصيدة هناكامرئ زوج جندب أم وإن الفحل، عبدة بن علقمة بها يخاصم أنشأها القيس امرأ إنالقيس امرئ ديوان في القصيدتين تجد وأنت زوجها، على علقمة غلبت قد القيس

فمطلعها: القيس امرئ قصيدة فأما علقمة، وديوان

ال��م��ع��ذب ال��ف��ؤاد ل��ب��ان��ات ل��ن��ق��ض��ي ج��ن��دب أم ع��ل��ى ب��ي م��را خ��ل��ي��ل��ي

فمطلعها: علقمة قصيدة وأما

ال��ت��ج��ن��ب ه��ذا ك��ل ��ا ح��ق ي��ك ول��م م��ذه��ب ك��ل ف��ي ال��ه��ج��ران م��ن ذه��ب��ت

هذين أن على ظاهرة، إسلامية رقة فيهما لتحس البيتين هذين تقرأ أن ويكفيتجدها كثيرة أبيات على بل كثيرة، ألفاظ على بل كثيرة، معان على تواردا قد الشاعرينالقضية ربح وبه علقمة إلى يضاف الذي البيت أن وعلى معا، القصيدتين في بنصها

وهو: القيس، لامرئ يروى

ال��م��ت��ح��ل��ب ال��رائ��ح ك��م��ر ي��م��ر ع��ن��ان��ه م��ن ث��ان��ي��ا ف��أدرك��ه��ن

وهو: لعلقمة يروى القضية القيس امرؤ به خسر الذي والبيت

م��ن��ع��ب30 أه��وج وق��ع م��ن��ه ول��ل��زج��ر درة ول��ل��س��اق أل��ه��وب ف��ل��ل��س��وط

شخصية بين فرقا فيهما تجد أن دون القصيدتين تقرأ أن تستطيع وأنتمنظوما غريبا كلاما تقرأ أنك تحس وإنما ما، شخصية فيهما تجد لا أنت بل الشاعرين،لم علقمة أن الظن وأكبر وتفصيلا. جملة الفرس وصف من جمعه يمكن ما جمعالجاهلية من ليستا القصيدتين وأن بينهما، تحكم لم جندب أم وأن القيس، امرأ يفاخرفي أشرنا التي الأسباب تلك من لسبب اللغة علماء من عالم صنع هما وإنما شيء، في

ص١٢٨. ج٧ «الأغاني» في جندب أم تحكيم انظر 30

178

والشعراء الشعر

والأصمعي عبيدة أبو وكان النحل. على اللغة علماء تحمل كانت أنها إلى الماضي الكتابنظن وما به، وأحذق عليه أقدر أيهما إياها: العرب ووصف بالخيل، العلم في يتنافسانمن العلماء بين التنافس من النحو هذا آثار من أثر وأمثالهما القصيدتين هاتين أن إلا

المختلفة. الإسلامية الأمصار أهلمعه يذكر وإنما وحده، يذكر لا القيس امرأ أن ذلك منها، بد لا أخرى وقفة وهناالرواة يكاد فلا علقمة فأما الأبرص. بن وعبيد — رأيت كما — علقمة الشعراء منالتي ببائيته غسان ملوك من ملكا ومدحه القيس لامرئ مفاخرته إلا شيئا عنه يذكرون

مطلعها:

م��ش��ي��ب ح��ان ع��ص��ر ال��ش��ب��اب ب��ع��ي��د ط��روب ال��ح��س��ان ف��ي ق��ل��ب ب��ك ط��ح��ا

الإسلام؛ ظهور بعد مات أنه وإلا شعره، ويناشدها قريش على يتردد كان أنه وإلامولد قبل مات فقد يتأخر مهما الذي القيس امرئ إلى بالقياس ا جد متأخر عصر في أيالخامس القرن قبل عاش وربما السادس القرن قبل عاش أنه نحن نرى والذي النبي،

أيضا.إثبات على يعيننا ما الشعر من إليه يضاف وما سيرته في التمسنا فقد عبيد وأماإلى بنا انتهت أنها ذلك ا: جد محزنة النتيجة فكانت وشعره، القيس امرئ شخصيةوليس وشعره، القيس امرئ من وقفناه الذي الموقف نفس وشعره عبيد من نقف أنعند عبيد إنما التصديق. يقبل بشيء عبيد عن يحدثوننا لا فالرواة ذنب؛ ذلك في عليناوالسماء للجن صديقا كان والكرامات، الخوارق أصحاب من شخص والقصاص الرواةالنعمان قتله منكرة: ميتة ومات قرون، ثلاثة إلى به يصلون طويلا عمرا عمر معا،واسم عبيد شيطان يعرفون والرواة بؤسه. يوم في السماء ماء بن المنذر أو المنذر، بنعبيد»، كان ما هبيد «لولا المثل: هذا يرسل أن بعضهم حاول وقد هبيد، الشيطان هذايوفق، فلم عبيد غير ناسا الشعر يلهم أن أراد أنه وزعموا شعرا، هذا لهبيد رووا وقدعبيد أخبار من نقرأ ما كل ولكن وعجب،31 لذة من تخلو لا أحاديث الجن مع ولعبيدالعامة. أشباه أو العامة أنفس في إلا الاطمئنان يبعث ولا شيئا شخصيته من يعطينا لا

للقرشي. العرب» أشعار «جمهرة مقدمة راجع 31

179

الجاهلي الأدب في

مضطرب بأنه يحدثوننا فالرواة وضوحا، شخصيته من أشد فليس عبيد شعر فأماعبيد من يبق لم أنه الشعراء» «طبقات كتابه من موضع في يحدثنا سلام وابن ضائع،قوله: إلا له يعرف لا أنه آخر موضع في يحدثنا ولكنه عشر،32 بقدر قصائد إلا وطرفة

ف��ال��ذن��وب ف��ال��ق��ط��ب��ي��ات م��ل��ح��وب أه��ل��ه م��ن أق��ف��ر

هذه يروون آخرين رواة ولكن ذلك،33 بعد ما أدري ولا سلام: ابن يقول ثماستعطاف وفي ومعارضته، القيس امرئ هجاء في آخر شعرا له ويروون كاملة، القصيدةبأنها لتجزم مطلعها قدمنا التي القصيدة هذه تقرأ أن ويكفي أسد،34 بني على حجريثبتهما ما نحو على وعلمه الله وحدانية فيها يثبت أنه وحسبك لها، أصل لا منحولة

فيقول: القرآن،

ال��ق��ل��وب أخ��ف��ت م��ا ع��لام ش��ري��ك ل��ه ل��ي��س وال��ل��ه

من له حظ فلا كندة فيه وهجا القيس امرأ فيه عارض الذي الآخر شعره فأمايمكن لا والأسلوب اللفظ في وسهولة وضعفا إسفافا فيه أن وذلك نعتقد، فيما صحة

أولها: التي القصيدة هذه تقرأ أن ويكفي قديم، شاعر إلى تضاف أن

وح��ي��ن��ا إدلالا أب��ي��ه ـ��ل ب��ق��ت��ـ ال��م��خ��وف��ن��ا ذا ي��اوم��ي��ن��ا35 ك��ذب��ا س��رات��ن��ا ـ��ت ق��ت��ل��ـ ق��د أن��ك أزع��م��ت

التنافس أثر من هو إنما وأشباهه الشعر هذا وأن القصاص، عمل من أنها لتعرفوالمضرية. اليمنية العصبية بين

.١ صفحة 32

.٣١ صفحة 33

.٥٧ صفحة ج١٩ «الأغاني» 34

.٩٠ صفحة الشجري ابن ومختارات ص٨٥ ج٧ «الأغاني» 35

180

والشعراء الشعر

على يدك ووضعنا الشعر هذا لك لروينا عليه ونحرص الإيجاز نؤثر أننا ولولافكل وإذن أيسر، عليه والحكم يسير، الشعر هذا إلى الرجوع ولكن فيه، التوليد مواضع

عبيد. كشعر أيضا منحول هذا عبيد بشعر يتصل الذي القيس امرئ شعروعبيد القيس امرئ الثلاثة: الشعراء بهؤلاء الصغيرة الإلمامة هذه من رأيت وقدالشعر هذا من المطلقة الكثرة وأن يذكر، يكاد لا شعرهم من الصحيح أن وعلقمة،ذلك من نستثني لا الجاهلي، العصر إلى بالقياس شيئا تنفي ولا شيئا تثبت لا مصنوعة

لعلقمة: اثنتين قصيدتين إلاالأولى:

ط��روب ال��ح��س��ان ف��ي ق��ل��ب ب��ك ط��ح��ا

والثانية:م��ك��ت��وم اس��ت��ودع��ت وم��ا ع��ل��م��ت م��ا ه��ل

التحفظ من شيء مع الصحة من نصيب القصيدتين لهاتين يكون أن يمكن فقدالشعر في رأينا تمس لا القصيدتين هاتين صحة ولكن الثانية، القصيدة أبيات بعض فيورأيت الإسلام. ظهور بعد مات وأنه ا، جد العصر متأخر علقمة أن رأيت فقد الجاهلي،في بالشك لأنفسنا احتفظنا أننا على شعره، عليها ويعرض قريشا يأتي كان أنه أيضافيها يذهب التي الأبيات هذه وهي التوليد، فيها يظهر الثانية القصيدة من أبيات بعض

المثل. وضرب الحكمة مذهب الشاعر

جليلة – مهلهل – قميئة بن عمرو (4)

الرواة يقول فيما — أحدهما كان القيس. امرئ بذكر ذكرهما يتصل آخران وشاعرانيعد لم كما الرحلة هذه من يعد ولم قسطنطينية، إلى رحلته في صحبه له، صديقا —الرواة يقول فيما — القيس امرئ خال الآخر وكان قميئة، بن عمرو وهو القيس؛ امرؤ

ربيعة.36 بن مهلهل وهو —

.١٥٨ صفحة ١٦ جزء «الأغاني» 36

181

الجاهلي الأدب في

أن التفكير من قليل بعد فسترى الشاعرين، هذين عند قصيرة وقفة من بد ولاأصح ليس شعرهما وأن وعبيد، القيس امرئ حياة من أثبت ولا أوضح ليست حياتهما

وعبيد. القيس امرئ شعر من أصدق ولافقد غريبا؛ شبها قميئة بن وعمرو القيس امرئ بين أن شيء كل قبل ولنلاحظاتفق الذي غير تفسيرا الاسم هذا نحن وفسرنا الضليل، الملك يسمى القيس امرؤ كانإنه قلنا: شيء، عنه يعرف لا الذي المجهول الملك إنه فقلنا: اللغة، وأصحاب الرواة عليهمن المتأخرون فأما الضائع، عمرا قميئة بن عمرو تسمي العرب وكانت . قل بن ضلأليس ويسر، سهولة في فوجدوه تفسيرا التسمية لهذه التمسوا فقد الإسلام بعد الرواةإذن فهو الرحلة؟ هذه في مات قد أليس القسطنطينية؟ إلى القيس امرئ مع رحل قدفسرنا كما الاسم هذا فنفسر نحن أما وجه، ولا قصد غير في ضاع لأنه الضائع؛ عمروالذاكرة، من القيس امرؤ ضاع كما ضاع قميئة بن عمرو أن ونرى القيس، امرئ اسمأمر من ولا القيس امرئ من يعرف لم كما هذا، اسمه إلا شيء أمره من يعرف ولمعليه وحمل قصة، صاحبيه من لكل وضعت كما قصة له ووضعت اسماهما، إلا عبيد

أيضا. الشعر صاحبيه على حمل كما شعرإلى السن به انتهت وقد القيس امرأ وعرف طويلا، عمر قميئة ابن إن الرواة: قال«إن سلام: ابن قال سنه،37 رغم رحلته في واستصحبه أحبه القيس امرأ ولكن الهرم،وفي بشيء.»38 ذلك وليس قميئة، بن لعمرو القيس امرئ شعر بعض تدعي أقيش بنيلا كما قميئة بن لعمرو يكون أن يمكن لا الشعر هذا فإن بشيء؛ ليس هذا أن الحق

محمول. محدث شعر فهو القيس؛ لامرئ يكون أن يمكنالسن به تقدمت أن بعد إلا القيس، امرأ يعرف لا قميئة بن عمرو كان وإذابه تتقدم لم الذي القيس امرئ قبل الشعر قال قد يكون أن فيجب الهرم، وأدركهامرؤ فليس وإذن الأول، شبابه في الشعر قال قميئة ابن أن يزعمون والرواة السن،والرواة كهذا شيء عند نقف لنا ما ولكن الشعر، باب للناس فتح من أول هو القيسبن مهلهل القصائد قصد من أول أن يزعمون فهم شديدا؟ اضطرابا فيه يضطربونذلك ومعنى أمه، قبل من الشعر جاءه إنما القيس امرأ وكأن القيس، امرئ خال ربيعة

.١٥٨ صفحة ج١٦ «الأغاني» 37

.٣٧ صفحة سلام ابن 38

182

والشعراء الشعر

كله، يمان الشعر أن تزعم أخرى نظرية نشأت هنا ومن قحطاني. لا عدناني الشعر أننقف حين أنا ترى فأنت الإسلام. في نواس بأبي وختم الجاهلية في القيس بامرئ بدئهذا من أكثر سترى ولكن وقحطان، عدنان بين العصبية نتجاوز لا كهذه مسألة عند

قليل. بعدحديث هي وإنما قيما، شيئا ليست الرواة يرويها التي قميئة بن عمرو قصةعمرو ونشأ عمه، فكفله طفلا عنه توفي أباه أن يزعمون فهم الأحاديث، من كغيرهلأمر زوجها غاب إذا حتى ذلك، وكتمت عمه امرأة به فكلفت الطلعة، وضيء جميلاعن وامتناعا لعمه وفاء فامتنع نفسها، إلى دعته جاء فلما الفتى، إلى أرسلت أموره منزوجها عاد إذا حتى جفنة، أثره على وألقت عليه حنقت ولكنها وانصرف. الأمر منكرالرجل فغضب الأثر، عن وكشفت الأمر زوجها على وقصت والغيظ الغضب أظهرتالحيرة، إلى فهرب بقتله، هم أنه يزعم من فمنهم الرواة، يختلف وهنا أخيه.39 ابن علىفي عمه إلى الشاب اعتذر فقد شيء من يكن ومهما عنه: أعرض أنه يزعم من ومنهم

وتوليد: ولين سهولة من فيه جاء ما بيدك لتلمس طرفا منه لك نروي شعر

غ��دا وت��ن��ت��ظ��را ش��م��ل��ي ت��ج��م��ع��ا وأن ت��زودا أن ت��س��ت��ع��ج��لا لا خ��ل��ي��ل��يال��ردى ب��س��ائ��ق��ة ي��وم��ا س��رع��ت��ي ولا م��غ��ن��م ب��س��ائ��ق ي��وم��ا ل��ب��ث��ي ف��م��اوت��ح��م��دا ع��ل��ي م��ن��ا وت��س��ت��وج��ب��ا ل��ب��ان��ة أق��ض ال��ي��وم ف��ي ت��ن��ظ��را وإنم��رث��دا لأص��رم س��وءا ت��ؤام��رن��ي رش��ي��دة ب��ج��د ن��ف��س م��ا ل��ع��م��ركوأص��ع��دا م��رارا ل��ؤم��ي م��ن وأف��رغ ج��م��ة ق��وارص م��ن��ي ظ��ه��رت وإنم��ت��ج��ه��دا ك��ادن��ي ب��اغ ق��ول س��وى ج��ن��ي��ت��ه أك��ون أن ج��رم غ��ي��ر ع��ل��ىن��ددا ال��م��ق��ام��ة ف��ي ال��م��ن��ادي م��ا إذا ب��خ��ل��ة ت��دع��و ال��م��رء ل��ن��ع��م ل��ع��م��ريأوق��دا ه��و إذا م��ن��ه��ا م��وئ��س ولا م��ت��ع��ب��س لا ال��ق��در رم��اد ع��ظ��ي��مم��رق��دا ال��م��ال م��ن ت��ت��رك ل��م ال��ري��ح م��ن ع��ري��ة وه��ب��ت ك��ح��ل ص��رح��ت وإنوأخ��م��دا ع��ل��ي��ه��م ال��ق��رب��ى ذو ض��ن إذا وخ��ط��ب��ه��م ال��م��وال��ي وطء ع��ل��ى ص��ب��رت

ص١٩٤. ج١٦ «الأغاني» 39

183

الجاهلي الأدب في

أج��ردا40 غ��ي��ر م��اج��د ال��م��ح��ي��ا ك��ري��م م��ح��اف��ظ إلا ال��ح��ي ح��رم ي��ح��م ول��م

أمام بأننا القارئ ليقتنع يكفي القصيدة هذه وفي القصة هذه في النظر أن ونظنالشعر هذا القصيدة هذه من خيرا وليس صدق، من له حظ لا متكلف منحول شيءوضعفه،41 هرمه به يصف السن به تقدمت لما أنشأه قميئة بن عمرو إن يقال: الذيمن أو — الشعبي ويزعم الروم. بلاد إلى القيس امرئ مع يرتحل أن قبل قاله ولعلهوهو: فيها، مات التي علته في به تمثل مروان بن الملك عبد أن — الشعبي عن روى

ل��ج��ام��ي ع��ن��ان ع��ن��ي ب��ه��ا خ��ل��ع��ت ح��ج��ة ت��س��ع��ي��ن ج��اوزت وق��د ك��أن��يق��ي��ام��ي ب��ع��ده��ن ث��لاث��ا أن��وء ال��ع��ص��ا وع��ل��ى م��رة ال��راح��ت��ي��ن ع��ل��ىب��رام؟ ول��ي��س ي��رم��ي م��ن ب��ال ف��م��ا أرى لا ح��ي��ث م��ن ال��ده��ر ب��ن��ات رم��ت��ن��يس��ه��ام ب��غ��ي��ر أرم��ي ول��ك��ن��م��ا رم��ي��ت��ه��ا ب��ن��ب��ل أرم��ي م��ا أن ف��ل��وك��ه��ام غ��ي��ر ال��ب��رى ج��دي��د ح��دي��ث��ا ي��ك��ن أل��م ق��ال��وا: ال��ن��اس رآن��ي م��ا إذان��ظ��ام��ي س��ل��ك أف��ن��ي��ت م��ا ي��ف��ن وم��ا ل��ي��ل��ة ال��ده��ر م��ن أف��ن��ى وم��ا وأف��ن��ىوع��ام42 ذاك ب��ع��د ع��ام وت��أم��ي��ل ول��ي��ل��ة ي��وم ت��أم��ي��ل وأه��ل��ك��ن��ي

عبيد الضائعين: صاحبيه إلى قميئة بن عمرو نضيف أن هذا بعد نستطيع فنحنوشعره. أمره من لنا يثبت أن يمكن ماذا لنرى مهلهل، إلى ننتقل وأن القيس، وامرئالسذاجة من نبلغ أن فيجب فيه، الاختلاف إلى سبيل لا يسير أنه فنظن أمره فأماالعريضة؛ الطويلة القصة هذه أمر من الرواة به يتحدث كان بما لنسلم قليل غير حظاوعظم ونميت طولت قد القصة هذه أن على يسير الاتفاق أن ونظن البسوس. قصةوتغلب بكر وبين ناحية، من ومضر ربيعة بين التنافس اشتد حين الإسلام في أمرهاأمره عظم فقد القصة؛ هذه بطل إلا الأمر حقيقة في مهلهل وليس أخرى. ناحية منعنيفة خصومة أن ننكر ولسنا فيها. وطول القصة هذه نميت ما بمقدار شأنه وارتفعهذه وأن القديمة، الجاهلية العصور في وتغلب بكر الشقيقتين القبيلتين بين كانت

ص١٥٨. ج١٦ «الأغاني» 40

ص١٦٥. ج١٦ «الأغاني» 41

نفسه. المصدر 42

184

والشعراء الشعر

أسباب ولكن القتلى، فيها وكثرت الدماء فيها سفكت حروب إلى انتهت قد الخصومةإلا منها يبق ولم كلها ذهبت قد الأدبية وآثارها وأعراضها ومظاهرها الخصومة هذهوربيعة وتغلب بكر ووجدت قويا. استغلالا فاستغلوها القصاص تناولها ضئيلة ذكرىكلها الشرف ومظاهر والخلافة النبوة تكن ألم لا؟ ولم الاستغلال، هذا في حاجتها كلهاوهذا السيادة بهذه لمضر يؤمنوا أن ربيعة من العرب يستطيع وكيف الإسلام؟ في لمضروسيادة؟ وشرفا مجدا — تقدير أقل على — العهد قديم في لأنفسهم يثبتوا أن دون المجدالملوك منهم كان الجاهلية: في عدنان من العرب سادة كانوا أنهم فزعموا فعلوا: وقدقاوموا الذين منهم وكان عدنان، ولد عن القحطانية ذادوا الذين منهم وكان والسادة،جيوش هزموا الذين منهم وكان الشأم، في والغسانيين العراق في اللخميين طغيانقبل العرب قديم ولربيعة الإسلام، بعد العرب حديث إذن لمضر قار. ذي يوم في كسرىبني أيام ومضر ربيعة بين الفعلية الخصومة من كان ما هذا إلى لاحظت فإذا الإسلام،

يقول: الذي مضر شاعر جرير بين الأدبية الخصومة من كان وما أمية

ف��ي��ن��ا وال��خ��لاف��ة ال��ن��ب��وة ج��ع��ل ت��غ��ل��ب��ا ال��م��ك��ارم ح��رم ال��ذي إنق��ط��ي��ن��ا إل��ى س��اق��ك��م ش��ئ��ت ل��و خ��ل��ي��ف��ة دم��ش��ق ف��ي ع��م��ي اب��ن ه��ذا

يقول: الذي الأخطل وبين

الأغ��لالا وف��ك��ك��ا ال��م��ل��وك ق��ت��لا ال��ل��ذا ع��م��ي إن ك��ل��ي��ب أب��ن��ي

النحل كثرة تتصور أن عليك يصعب لم الخصومات هذه كل لاحظت إذا نقول:وهما خاصة؛ ربيعة من القبيلتين هاتين وحول عامة، ربيعة حول والشعر القصص فيبه تتحدث كانت فيما الشك من كثيرا يظهرون كانوا الرواة بعض أن على وتغلب، بكر

الحروب. هذه أمر من وتغلب بكرالقيس امرئ شخصية من بأوضح مهلهل شخصية فليست شيء من يكن ومهماالأساطير إلى هي صورا منه البسوس قصة لنا تركت وإنما قميئة؛ بن عمرو أو عبيد أومهلهلا أن ترى كانت العرب إن سلام: ابن قال هنا ومن آخر. شيء أي إلى منها أقرب

185

الجاهلي الأدب في

شيئا، يدع ولم يتكثر لم مهلهلا أن والحق فعله43 من بأكثر قوله في ويدعي يكثر كانأنه زعمت بل النحل، بهذا تكتف ولم يقل. لم ما ونحلته الإسلام في تغلب تكثرت وإنماأنفسهم؛ الرواة أحسه أو الآن نحس ما أحست ثم الشعر. وأطال القصيد قصد من أولالاضطراب لهذا أنه الرواة، زعم أو فزعمت واختلاطا، اضطرابا الشعر هذا في أن وهوسلام ابن ويستشهد الاضطراب، والهلهلة: الشعر، هلهل لأنه مهلهلا؛ سمي والاختلاط

النابغة: بقول هذا على

ك��اذب44 ال��ن��س��ج ه��ل��ه��ل ب��ق��ول أت��اك

واختلاط. هلهلة فيه مضطرب، مهلهل شعر أن في شك من وليسوابن وعبيد القيس امرئ شعر في نفسها الهلهلة هذه نجد أن نستطيع ولكننا

إذن. مهلهلا جميعا كانوا فقد الجاهلي؛ العصر شعراء من غيرهم وكثير قميئةبحيث الشعر، جميعا الجاهلية شعراء يهلهل أن إلى نطمئن أن نستطيع لا أننا غيرالشدة وفي والضعف، القوة في تتفاوت مختلفة شعرية شخصيات منهم لكل يصبحمن وضعوه الذين هلهله الشعر؟ هلهل الذي فمن وإذن والسهولة، الإغراب وفي واللين،

الإسلام. بعد والخصومة التنافس وأصحاب والناحلين القصاصأن يمكن لا أنه نرى كما لترى مهلهل شعر من شيء على نظهرك أن ويحسن

العرب: قالته شعر أقدم يكون

ت��ح��وري ف��لا ان��ق��ض��ي��ت أن��ت إذا أن��ي��ري ح��س��م ب��ذي أل��ي��ل��ت��ن��اال��ق��ص��ي��ر ال��ل��ي��ل م��ع أب��ك��ي ف��ق��د ل��ي��ل��ي ط��ال ب��ال��ذن��ائ��ب ي��ك ف��إنزي��ر أي ب��ال��ذن��ائ��ب ف��ي��ع��ل��م ك��ل��ي��ب ع��ن ال��م��ق��اب��ر ن��ب��ش ف��ل��وال��ق��ب��ور ت��ح��ت م��ن ل��ق��اء وك��ي��ف ع��ي��ن��ا ل��ق��ر ال��ش��ع��ث��م��ي��ن ب��ي��ومال��ع��ب��ي��ر م��ث��ل دم ف��ي ب��ج��ي��را ب��واردات ت��رك��ت ق��د وأن��ي

.١٢ صفحة 43

نفسه. المصدر 44

186

والشعراء الشعر

ل��ل��ص��دور أش��ف��ى ال��غ��ش��م وب��ع��ض ع��ب��اد ب��ن��ي ب��ي��وت ب��ه ه��ت��ك��تال��خ��دور م��خ��ب��أة ب��رزت إذا ك��ل��ي��ب م��ن ي��وف��ى ل��ي��س أن ع��ل��ىال��ن��س��ور م��ن ال��ق��ش��ع��م��ان ع��ل��ي��ه ت��رك��ن��ا ق��د م��رة ب��ن وه��م��امك��ال��ب��ع��ي��ر خ��دب وي��خ��ل��ج��ه ف��ي��ه وال��رم��ح ب��ص��دره ي��ن��وءب��ال��ذك��ور ت��ق��رع ال��ب��ي��ض ص��ل��ي��ل ب��ح��ج��ر م��ن أس��م��ع ال��ري��ح ف��ل��ولاال��زئ��ي��ر ف��ي ل��ج��ت ال��غ��اب ك��أس��د ج��اءوا ي��وم ش��ق��ي��ق��ة ل��ب��ن��ي ف��دىج��رور ج��ال��ي��ه��ا ب��ي��ن ب��ع��ي��د ب��ئ��ر أش��ط��ان رم��اح��ه��م ك��أنم��دي��ر رح��ي��ا ع��ن��ي��زة ب��ج��ن��ب أب��ي��ن��ا وب��ن��ي ك��أن��ن��ا غ��داةغ��دي��ر45 ف��ي ت��رخ��ص ال��خ��ي��ل ك��أن ع��ل��ي��ه��م ع��اك��ف��ة ال��خ��ي��ل ت��ظ��ل

وأن قافيته، وتطرد الشعر هذا وزن يستقيم أن الدهش موقع نفسك من يقع أليسأعراض من شيء عليه يظهر ولا شيء في يشذ لا التي النظم وأساليب النحو قواعد يلائميقع أليس الشعر؟ وطول القصيدة قصد من أول هو صاحبه أن على يدل مما أو القدمالشاعر وإسفاف ولينه، اللفظ سهولة معه تلاحظ حين الدهش موقع كله هذا نفسك في

وسوقيه؟ اللفظ مبتذل على إلا يقدرون لا الذين من رجل أنه تشك لا حيث إلى فيهالتي جليلة أخيه امرأة إليه نضيف أن دون هذا مهلهلا نترك أن نريد لا ولكنناهذا في شاعرة أو شاعر أيستطيع ندري لا بشعر — الرواة يقول فيما — كليبا رثتوليلى للخنساء نقرأ أننا مع وابتذالا، ولينا سهولة منه بأشد يأتي أن الحديث العصرالبدوية للمرأة صادقة صورة يعطينا ما الأسر وشدة المتن قوة من فيه شعرا الأخيلية

جليلة: قالت العربية.

ت��س��أل��ي ح��ت��ى ب��ال��ل��وم ت��ع��ج��ل��ي ف��لا ش��ئ��ت إن الأق��وام اب��ن��ة ي��اواع��ذل��ي ف��ل��وم��ي ال��ل��وم ي��وج��ب ال��ذي ت��ب��ي��ن��ت أن��ت ف��إذاف��اف��ع��ل��ي ع��ل��ي��ه م��ن��ه��ا ش��ف��ق ع��ل��ى ل��ي��م��ت ام��رئ أخ��ت ت��ك��ن إنت��ن��ج��ل��ي أو ان��ج��ل��ت ع��م��ا ح��س��رت��ي ف��ي��ا ج��س��اس ف��ع��ل ع��ن��دي ج��ل

ص١٤٧. ج٤ «الأغاني» 45

187

الجاهلي الأدب في

أج��ل��ي وم��دن ظ��ه��ري ق��اص��م ب��ه وج��دي ع��ل��ى ج��س��اس ف��ع��لأح��ف��ل ل��م ف��ان��ف��ق��أت أخ��ت��ه��ا س��وى ع��ي��ن��ي ف��ق��ئ��ت ب��ع��ي��ن ل��وت��ف��ت��ل��ي م��ا أذى الأم ت��ح��م��ل ك��م��ا ال��ع��ي��ن ق��ذى ال��ع��ي��ن ت��ح��م��لع��ل م��ن ج��م��ي��ع��ا ب��ي��ت��ي س��ق��ف ب��ه ال��ده��ر ق��وض ق��ت��ي��لا ي��االأول ب��ي��ت��ي ه��دم ف��ي وان��ث��ن��ى اس��ت��ح��دث��ت��ه ال��ذي ال��ب��ي��ت ه��دمال��م��س��ت��أص��ل ب��ه ال��م��ص��م��ى رم��ي��ة ك��ث��ب م��ن ق��ت��ل��ه ورم��ان��يم��ع��ض��ل ب��رزء ال��ده��ر خ��ص��ن��ي ق��د ال��ي��وم دون��ك��ن ن��س��ائ��ي ي��ام��س��ت��ق��ب��ل��ي ول��ظ��ى ورائ��ي م��ن ب��ل��ظ��ى ك��ل��ي��ب ق��ت��ل خ��ص��ن��يي��ن��ج��ل��ي46 ل��ي��وم ي��ب��ك��ي إن��م��ا ك��م��ن ل��ي��وم��ي��ن ي��ب��ك��ي م��ن ل��ي��س

أنها في يرتاب أحدا أن نظن ما أسجاع عن الأحاديث هذه كل في أعرضنا وقدمشقة غير في لنضيف تكفي رويناه الذي الشعر هذا قراءة أن ونعتقد متكلفة، مصنوعة

القيس. امرئ أخته ابن إلى أخيه وامرأة مهلهلامن نفرغ لم ولكننا الشعراء، من به يتصل ومن القيس امرئ من فرغنا وقدهذه لك وستثبت منهم، طائفة عند قصيرة أخرى وقفات من بد فلا أنفسهم، الشعراءالقيس امرئ على الشك يقتصر ألا خشينا إن مسرفين ولا غلاة لسنا أننا الوقفات

وشعره.

حلزة بن الحارث – كلثوم بن عمرو (5)

لا المعلقات أصحاب من الشاعرين هذين إلى أخيه وامرأة مهلهلا ندع حين ونحنفعمرو وتغلب، بكر حيا وهما ربيعة؛ من الحيين هذين نتجاوز لا بل ربيعة، نتجاوزمفاخرها سجل الذي هو الناطق، تغلب لسان الرواة عرف في وهو تغلبي، كلثوم بنكان وقد المعلقات. بين تروى التي قصيدته في أدق: بعبارة أو شعره، في بذكرها وأشادوإباء البأس وشدة والأيد القوة ورث تغلب، أبطال من بطلا — الرواة يقول فيما —

مهلهل. بنت ليلى أمه كانت فقد مهلهل؛ جده عن الضيم

ص١٥٠. ج٤ «الأغاني» 46

188

والشعراء الشعر

الأساطير من بطائفة أمه، مولد في بل ونشأته، مولده في كلثوم بن عمرو أحيط وقدلما مهلهلا أن زعموا والنحل: العبث ألوان من لون أنها في سذاجة الناس أشد يشك لاستلد هذه ابنته بأن له وتنبأ آت فأتاه نام ثم أمها، فأخفتها بوأدها أمر ليلى له ولدتله، فأظهرت وألح، فكذب وئدت، فقيل: ابنته عن سأل أصبح فلما شأن، له يكون ابنايأتيها من النائم يرى فيما ترى زالت فما كلثوما، تزوجت ثم غذائها، بإحسان فأمرقومه كلثوم بن عمرو ساد وقد قالوا ونشأته. ولدته حتى بالأعاجيب ابنها عن فيخبرها

عشرة.47 الخامسة يتجاوز ولماأحيط قد كلثوم بن عمرو أن على تدل إشارة، إليها نشير التي الأحاديث هذه فكلومع التاريخ. أشخاص إلى منه أقرب القصص أبطال إلى جعلته الأساطير من بطائفةالشعراء، من ذكرهم قدمنا ما خلاف على أنه يظهر وقد ا، حق وجد أنه يظهر فقد ذلك

أيامه.48 إلى باقيا كان عقب له كان بأن يحدثنا «الأغاني» فصاحب أعقب؛ وقدأبطال من بطلا أم التاريخ أشخاص من شخصا كلثوم بن عمرو أكان وسواءتكون أن يمكن لا أو جاهلية تكون أن يمكن لا إليه تنسب التي القصيدة فإن القصص،أن من الرواة به يتحدث ما إلى نطمئن أن شيء كل قبل نستطيع وهل جاهلية. كثرتهابغى حين ذلك المشهور، هند بن عمرو هو الحيرة ملوك من ملكا قتل كلثوم بن عمرومهلهل بنت ليلى أمه تستخدم أن في طمع أن إلى الطغيان به وانتهى هذا هند بن عمروطبقا؛ تناولها أن المهلهل بنت ليلى إلى الملك أم هند فطلبت الرواة: قال هذا، عمرو أموكان لتغلب! يا ذلاه! وا ليلى: وصاحت حاجتها، إلى الحاجة صاحبة لتقم ليلى: فأجابتهاونهضت الملك، به فضرب معلق سيف إلى فوثب دعاءها فسمع الملك قبة في عمرو ابنها

باديتهم.49 إلى وعادوا الملك قبة فنهبوا تغلب بنومن وهل بعد، إلينا يصل لم القصة هذه يثبت الذي التاريخي النص أن غيروبني المنذر آل بين الحد هذا عند الأمر ويقف القتلة هذه الحيرة ملك يقتل أن المعقوللونا هذا أليس أخرى؟ ناحية من البادية وأهل الفرس ملوك وبين ناحية، من تغلب

ص١٥٧. ج٩ «الأغاني» 47

ص١٧٦. ج٩ «الأغاني» 48

ص١٧٦. ج٩ «الأغاني» 49

189

الجاهلي الأدب في

المفاخرة إلى العرب حاجة من يستمدونها القصاص بها يتحدث كان التي الأحاديث منينحل كان الذي الشعر هذا من نوع نفسها كلثوم بن عمرو وقصيدة بلى! والتنافس؟وحده، يتكثر يكن لم مهلهلا أن رأيت القصيدة هذه قرأت إذا وأنت الأحاديث. هذه معإلى تضاف كلمة نعرف فلسنا كلثوم، بن عمرو سبطه والكذب التكثر أورث وإنمارأي أن على هذه. كلثوم بن عمرو كلمة في ما والغلو الإسراف من وفيها الجاهليينيختلفون وهم بعضها، في يشكون فهم القيس امرئ معلقة في رأيهم يشبه فيها الرواةجذيمة أخت ابن عدي بن عمرو قالها أم كلثوم، بن عمرو أقالها منها: الأولى الأبيات فيالقصيدة: مطلع أن فيرون كلثوم بن لعمرو الأبيات هذه يضيفون الذين فأما الأبرش؟

ف��اص��ب��ح��ي��ن��ا ب��ص��ح��ن��ك ه��ب��ي ألا

مطلعها: أن فيرون الآخرون وأما

ظ��ع��ي��ن��ا ي��ا ال��ت��ف��رق ق��ب��ل ق��ف��ي

بالبيتين: عدي بن عمرو إنطاق في يختلفون لا وهؤلاء وأولئك

ال��ي��م��ي��ن��ا م��ج��راه��ا ال��ك��أس وك��ان ع��م��رو أم ع��ن��ا ال��ك��أس ص��ددتت��ص��ب��ح��ي��ن��ا لا ال��ذي ب��ص��اح��ب��ك ع��م��رو أم ال��ث��لاث��ة ش��ر وم��ا

وفي القصيدة وسط تقع مكررة أبياتا فيها ترى القصيدة في تمضي حين وأنتاختلاف مصدره الجاهلي، الشعر أكثر في مشترك الاضطراب من النحو هذا ولكن آخرها،جزالة، من يخلو لا سهلا لفظا فيها فستجد نفسها القصيدة قرأت فإذا الروايات،إلى حين من فيه يسرف الشاعر أن لولا به بأس لا وفخرا حسانا، معاني فيها وستجد

كقوله: السخف؛ إلى به ينتهي إسرافا حين

س��اج��دي��ن��ا ال��ج��ب��اب��ر ل��ه ت��خ��ر ف��ط��ام��ا ل��ن��ا ال��رض��ي��ع ب��ل��غ إذا

190

والشعراء الشعر

كقوله: وبأسه؛ بقوته واعتزازه للضيم البدوي إباء تمثل أبياتا فيها وستجد

ال��ج��اه��ل��ي��ن��ا ج��ه��ل ف��وق ف��ن��ج��ه��ل ع��ل��ي��ن��ا أح��د ي��ج��ه��ل��ن لا ألا

يمثل لا إنه فأقول: أسرع ولكني للضيم، البدوي إباء يمثل البيت هذا إن قلت:الممل: الحد هذا إلى الحروف تكرار عن وإعراضه البدوي الطبع سلامة

ال��ج��اه��ل��ي��ن��ا ج��ه��ل ف��وق ف��ن��ج��ه��ل ع��ل��ي��ن��ا أح��د ي��ج��ه��ل��ن لا ألا

وهم مل، حتى الجهل هذا واشتد واللامات، والهاءات الجيمات هذه كثرت فقدالبيت هذا صحة في نشك لكنا التعسف، من النوع هذا مثل فيه بيتا الأعشى على يحملون

الأعشى. إلى يضاف الذيما وسهولته اللفظ رقة من هذه كلثوم ابن قصيدة في فإن شيء، من يكن ومهماالذي العصر هذا في العربية باللغة العلم من حظا الناس أقل على يسيرا فهمها يجعلوقبل للمسيح السادس القرن منتصف في العرب تتحدث كانت هكذا وما فيه. نحنهذا في خاصة ربيعة تتحدث كانت هكذا وما قرن، نصف من يقرب بما الإسلام ظهوريتحدث كان هكذا ما بل الشعر، لغة فيه تصبح ولم مضر لغة فيه تسد لم الذي العصرهذه واقرأ قرن، بنحو كلثوم ابن بعد أي الأموي؛ العصر في عاش الذي التغلبي الأخطل

جاهليتها: إلى أتطمئن وحدثني الأبيات

وت��خ��ب��ري��ن��ا ال��ي��ق��ي��ن ن��خ��ب��رك ظ��ع��ي��ن��ا ي��ا ال��ت��ف��رق ق��ب��ل ق��ف��يالأم��ي��ن��ا؟ خ��ن��ت أم ال��ب��ي��ن ل��وش��ك ص��رم��ا أح��دث��ت ه��ل ن��س��أل��ك ق��ف��يال��ع��ي��ون��ا م��وال��ي��ك ب��ه أق��ر وط��ع��ن��ا ض��رب��ا ك��ري��ه��ة ب��ي��ومت��ع��ل��ي��م��ن��ا لا ب��م��ا غ��د وب��ع��د ره��ن ال��ي��وم وإن غ��دا وإنال��ك��اش��ح��ي��ن��ا ع��ي��ون أم��ن��ت وق��د خ��لاء ع��ل��ى دخ��ل��ت إذا ت��ري��كج��ن��ي��ن��ا ت��ق��رأ ل��م ال��ل��ون ه��ج��ان ب��ك��ر أدم��اء ع��ي��ط��ل ذراع��يال��لام��س��ي��ن��ا أك��ف م��ن ح��ص��ان��ا رخ��ص��ا ال��ع��اج ح��ق م��ث��ل وث��دي��اول��ي��ن��ا ب��م��ا ت��ن��وء روادف��ه��ا وط��ال��ت س��م��ق��ت ل��دن��ة وم��ت��ن��يج��ن��ون��ا ب��ه ج��ن��ن��ت ق��د وك��ش��ح��ا ع��ن��ه��ا ال��ب��اب ي��ض��ي��ف وم��أك��م��ة

191

الجاهلي الأدب في

رن��ي��ن��ا ح��ل��ي��ه��م��ا خ��ش��اش ي��رن رخ��ام أو ب��ل��ن��ط وس��اري��ت��ي

أيضا: الأبيات هذه واقرأ

ون��ي��ن��ا ق��د وأن��ا ت��ض��ع��ض��ع��ن��ا أن��ا الأق��وام ي��ع��ل��م لا ألاال��ج��اه��ل��ي��ن��ا ج��ه��ل ف��وق ف��ن��ج��ه��ل ع��ل��ي��ن��ا أح��د ي��ج��ه��ل��ن لا ألاق��ط��ي��ن��ا؟ ف��ي��ه��ا ل��ق��ي��ل��ك��م ن��ك��ون ه��ن��د ب��ن ع��م��رو م��ش��ي��ئ��ة ب��أيوت��زدري��ن��ا؟ ال��وش��اة ب��ن��ا ت��ط��ي��ع ه��ن��د ب��ن ع��م��رو م��ش��ي��ئ��ة ب��أيم��ق��ت��وي��ن��ا؟ لأم��ك ك��ن��ا م��ت��ى روي��دا وت��وع��دن��ا ت��ه��ددن��ات��ل��ي��ن��ا أن ق��ب��ل��ك الأع��داء ع��ل��ى أع��ي��ت ع��م��رو ي��ا ق��ن��ات��ن��ا ف��إن

الأبيات: وهذه

رض��ي��ن��ا ل��م��ا الآخ��ذون ون��ح��ن س��خ��ط��ن��ا ل��م��ا ال��ت��ارك��ون ون��ح��نأب��ي��ن��ا ب��ن��و الأي��س��ري��ن وك��ان ال��ت��ق��ي��ن��ا إذا الأي��م��ن��ي��ن وك��ن��اي��ل��ي��ن��ا ف��ي��م��ن ص��ول��ة وص��ل��ن��ا ي��ل��ي��ه��م ف��ي��م��ن ص��ول��ة ف��ص��ال��وام��ص��ف��دي��ن��ا ب��ال��م��ل��وك وأب��ن��ا وب��ال��س��ب��اي��ا ب��ال��ن��ه��اب ف��آب��واال��ي��ق��ي��ن��ا م��ن��ا ت��ع��رف��وا أل��م��ا إل��ي��ك��م ب��ك��ر ب��ن��ي ي��ا إل��ي��ك��م

الأخيرة: الأبيات وبين بينها ووازن الأبيات وهذه

ب��ن��ي��ن��ا ب��أب��ط��ح��ه��ا ق��ب��ب إذا م��ع��د م��ن ال��ق��ب��ائ��ل ع��ل��م وق��داب��ت��ل��ي��ن��ا إذا ال��م��ه��ل��ك��ون وأن��ا ق��درن��ا إذا ال��م��ط��ع��م��ون ب��أن��اش��ي��ن��ا ب��ح��ي��ث ال��ن��ازل��ون وأن��ا أردن��ا ل��م��ا ال��م��ان��ع��ون وأن��ارض��ي��ن��ا إذا الآخ��ذون وأن��ا س��خ��ط��ن��ا إذا ال��ت��ارك��ون وأن��اع��ص��ي��ن��ا إذا ال��ع��ارم��ون وأن��ا أط��ع��ن��ا إذا ال��ع��اص��م��ون وأن��اوط��ي��ن��ا ك��درا غ��ي��رن��ا وي��ش��رب ص��ف��وا ال��م��اء وردن��ا إن ون��ش��رب

192

والشعراء الشعر

الأبيات: وهذه

ف��ي��ن��ا ال��ذل ن��ق��ر أن أب��ي��ن��ا خ��س��ف��ا ال��ن��اس س��ام ال��م��ل��ك م��ا إذاق��ادري��ن��ا ن��ب��ط��ش ح��ي��ن ون��ب��ط��ش ع��ل��ي��ه��ا أم��س��ى وم��ن ال��دن��ي��ا ل��ن��اس��ف��ي��ن��ا ن��م��ل��ؤه ال��ب��ح��ر وم��اء ع��ن��ا ض��اق ح��ت��ى ال��ب��ر م��لأن��اس��اج��دي��ن��ا ال��ج��ب��اب��ر ل��ه ت��خ��ر ف��ط��ام��ا ل��ن��ا ال��رض��ي��ع ب��ل��غ إذا

فيما — بكر لسان وكان حلزة، بن الحارث قصيدة وأرصن القصيدة هذه من أمتنعمر أن زعموا أيضا. هند بن عمرو يدي بين عنها والذائد ومحاميها — الرواة يقولفتعرضت رهائن، منهما واتخذ وتغلب بكر المختصمتين القبيلتين بين أصلح هند بنبدية وطالبت بكر على تغلب فتجنت أكثرها، هلك أو وهلكت الشر لبعض تغلب رهائنهند بن عمرو إلى أشرافها واجتمعت بينهما، الحرب تستأنف وكادت بكر، وأبت الهلكى،وارتجل قوسه على فاعتمد فنهض تغلب، إلى الملك ميل الحارث وأحس بينهم، ليحكمستار، وبينه بينه يكون أن أمر قد الملك وكان وضح، به وكان قالوا القصيدة، هذهجانبه إلى أجلسه حتى فشيئا شيئا ويدنيه به يعجب الملك أخذ قصيدته ينشد أخذ فلما

لبكر.50 وقضىنظمت هي وإنما ارتجالا، مرتجلة ليست أنها لترى القصيدة هذه تقرأ أن ويكفيالارتجال مظاهر من فيها وليس دقيقا، ترتيبا أجزائها ورتب طويلا، الشاعر فيها وفكر

قوله: في تجده الذي الإقواء هذا وهو واحد، شيء إلا

ال��س��م��اء م��اء ب��ن ال��م��ن��ذر م��ل��ك ح��ت��ى ال��ن��اس ب��ذل��ك ف��م��ل��ك��ن��ا

عند حتى شائعا شيئا كان الإقواء ولكن البيت، هذا إلا مرفوعة كلها فالقافيةالحارث قصيدة إن نقول: وقت. كل في يرتجلون يكونوا لم الذين الإسلاميين، الشعراءيقول ما صح إن — واحد عصر في نظمتا وقد كلثوم، ابن قصيدة من وأرصن أمتنفي بينها ووازن للحارث الأبيات هذه فاقرأ هند، بن عمرو إلى مسوقتان فهما — الرواة

عمرو: شعر من لك قدمنا ما وبين والمعنى اللفظ

ص١٧١. ج٩ «الأغاني» 50

193

الجاهلي الأدب في

ك��ف��اء ل��دي��ه ل��م��ا ف��ي��ه��ا ج��د ي��و لا ال��ب��ري��ة أض��رع م��ل��كال��ع��ف��اء أص��ي��ب إذا ع��ل��ي��ه ل، ف��م��ط��ل��و ت��غ��ل��ب��ي م��ن أص��اب��وا م��ارع��اء؟! ه��ن��د لاب��ن ن��ح��ن ه��ل ـ��ذر ال��م��ن��ـ غ��زا إذا ق��وم��ن��ا ك��ت��ك��ال��ي��فال��ع��وص��اء دي��اره��ا ف��أدن��ى ن م��ي��س��و ق��ب��ة ال��ع��ل��ي��اء أح��ل إذاأل��ق��اء ك��أن��ه��م ح��ي ك��ل م��ن ق��راض��ب��ة ل��ه ف��ت��أوتالأش��ق��ي��اء ب��ه ي��ش��ق��ى ب��ل��غ ال��ل��ه وأم��ر ب��الأس��ودي��ن ف��ه��داه��مأش��راء أم��ن��ي��ة إل��ي��ك��م ـ��ه��م ف��س��اق��ت��ـ غ��رورا ت��م��ن��ون��ه��م إذوال��ض��ح��اء ش��خ��ص��ه��م الآل ي��رف��ع ول��ك��ن غ��رورا ي��غ��روك��م ل��م

ينتصفوا لم عليهم، كانت بإغارات تغلب الشاعر فيها يعير الأبيات هذه إلى وانظرأصحابها: من لأنفسهم

ال��ج��زاء وم��ن��ا غ��ازي��ه��م ـ��ن��م ي��غ��ـ أن ك��ن��دة ج��ن��اح أع��ي��ن��اال��ح��داء ولا ج��ن��دل ولا ـ��س ق��ي��ـ ولا ال��م��ض��رب��ون م��ن��ا ل��ي��سب��رءاء ح��رب��ه��م م��ن ف��إن��ا ـ��در ي��غ��ـ ف��م��ن ع��ت��ي��ق ب��ن��ي ج��ن��اي��ا أمالأع��ب��اء؟ ال��م��ح��م��ل ب��ج��وز ـ��ط ن��ي��ـ ك��م��ا ال��ع��ب��اد ج��رى ع��ل��ي��ن��ا أمال��ق��ض��اء ص��دوره��ن رم��اح ـ��ه��م ب��أي��دي��ـ ت��م��ي��م م��ن وث��م��ان��ونال��ح��داء م��ن��ه��ا ي��ص��م ب��ن��ه��اب وآب��وا م��ل��ح��ب��ي��ن ت��رك��وه��مغ��ب��راء م��ح��ارب م��ن ج��م��ع��ت م��ا أم ح��ن��ي��ف��ة ج��رى ع��ل��ي��ن��ا أمأن��داء ج��ن��وا ف��ي��م��ا ع��ل��ي��ن��ا ـ��س ل��ي��ـ أم ق��ض��اع��ة ج��رى ع��ل��ي��ن��ا أمزه��راء ولا ش��ام��ة ل��ه��م ج��ع ت��ر ف��ل��م ي��س��ت��رج��ع��ون ج��اءوا ث��م

الأسر. وشدة المتن وقوة اللفظ جودة في عظيما فرقا القصيدتين بين أن ترى فأنتالأمر في ما وكل منحولتان، أنهما نرجح فنحن القصدتين؛ في رأينا يغير لا هذا أن علىولينا، وشدة وضعفا قوة يختلفون أنفسهم كالشعراء كانوا ينحلون كانوا الذين أنيحسنون الذين الأقوياء الرواة هؤلاء من كان حلزة بن الحارث قصيدة نحل فالذيقلناه ما نعيد أن في نتردد ولسنا وأيد، متانة في القصيد ونظم وتنسيقه، اللفظ تخيرهو إنما وتغلب بكر بين بالخصومة يتصل مما يشبههما وما القصيدتين هاتين أن من

الجاهلية. في لا الإسلام في القبيلتين بين التنافس آثار من

194

والشعراء الشعر

المتلمس – العبد بن طرفة (6)

والمتلمس، العبد بن طرفة هما قصيرة، وقفة عندهما نقف ربيعة من آخران وشاعرانخال كان المتلمس أن زعموا فقد قبل، من جمعهما القصص لأن نجمعهما وإنماالقليل الشيء في جمعهما قد بل الحد، هذا عند بينهما القصص جمع يقف ولم طرفة.51الأول القرن منذ الناس بها لهج أسطورة والمتلمس لطرفة أن ذلك عنهما؛ نعرفه الذيأيسرها الروايات هذه من نتخير ولكنا كثيرا، اختلافا روايتها في يختلفون وهم للهجرة،

الإنسان. طبيعة إلى وأقربهاوفدا ثم عليهما، أحنقاه حتى هند بن عمرو هجوا الشاعرين هذين أن زعمواكتب أنه وأوهمهما بالبحرين، عامله إلى كتابين لهما وكتب حسنا لقاء فتلقاهما عليه،كتابه في شك المتلمس ولكن العامل، هذا إلى يقصدان فخرجا والصلات، بالجوائز لهماوألح النهر، في كتابه فألقى المتلمس بقتل أمر فيه فإذا الحيرة، أهل من غلاما فأقرأهفنجا، الشأم إلى أحدهما مضى الشاعران: وافترق فأبى، فعله يفعل أن في طرفة علىالعشرين يتجاوز لم السن حديث طرفة وكان الموت.52 فلقي البحرين إلى الآخر ومضىكثرت وقد الآخر، بعضهم رأي في والعشرين السادسة يتجاوز ولم الرواة بعض رأي فيفيها. النحل لظهور ذكرها عن أعرضنا أشياء إلى وأفضت القصة، هذه حول الأحاديثلا فأقسم الموت، من وأفلت الشام إلى هرب حين المتلمس على هند بن عمرو وغضب

له.53 المتلمس هجاء واتصل العراق، حب يطعمسلام ابن يرو لم بل المقلين، من الشاعرين هذين يعدون المحققون والرواةإنه موضع: في عنه سلام ابن قال فقد طرفة فأما قصيدة، له يسم ولم شيئا للمتلمسسلام ابن واستقل عشر، بقدر قصائد إلا لهما يبق ولم الفحول، أقدم من وعبيد هوحين أنه رأيت وقد كثير، حمل عليهما حمل قد إنه وقال: الشاعرين، على القصائد هذهله عرف فقد طرفة فأما واحدا، بيتا إلا له يعرف لم طبقته في عبيدا يضع أن أراد

هكذا: مطلعها وروى المطولة

ص١٢١. ج٢١ و«الأغاني» ص٣٦، سلام» ابن «طبقات 51

بعدها. وما ص١٢٥ ج٢١ «الأغاني» 52

ص١٢٨. ج٢١ «الأغاني» 53

195

الجاهلي الأدب في

ال��غ��د إل��ى وأب��ك��ي أب��ك��ي ب��ه��ا وق��ف��ت ث��ه��م��د ب��ب��رق��ة أط��لال ل��خ��ول��ة

المشهورة: الرائية له وعرف

م��س��ت��ق��ر ج��ن��ون ال��ح��ب وم��ن ه��ر ش��اق��ت��ك أم ال��ي��وم أص��ح��وت

يريد بواحدة،54 الناس أشعر إنه وقال: عليها، يدل لم أخرى قصائد له وعرفأخرى وقصيدة القصيدتين هاتين على يشتمل لطرفة ديوان أيدينا وبين المعلقة،

وهي: مشهورة،

ال��ل��م��م ت��ح��لاق ي��وم ب��خ��زازى ي��ع��رف��ن��ا ال��ذي ع��ن��ا س��ائ��ل��وا

ما فيه رأيت طرفة شعر قرأت إذا وأنت غناء، بذات ليست أخرى مقطوعات ثممن منهم، المضريين سيما ولا الجاهليين، إلى يضاف الذي الشعر هذا أكثر في ترىأن دون شيئا منها تفهم فلا المتصلة الأبيات لتقرأ حتى أحيانا، وغرابته اللفظ متانةالمضريين بشعر أشبه الشعر هذا أن تلاحظ أن إلى مضطر ولكنك بالمعاجم. تستعينتحدثنا فيما جمعناهم وإنما عفوا، ربيعة شعراء نجمع لم فنحن الربعيين؛ بشعر منهالسهولة هذه هو جميعا، فيه يتفقون شيئا بينهم لأن الآن إلى الكتاب هذا في إليك بهفكيف حلزة، بن الحارث قصيدة إلا ذلك في منهم نستثني لا أحيانا، الإسفاف تبلغ التيلم ما الإغراب من وآثر أسره، واشتد متنه فقوى جميعا ربيعة شعراء عن طرفة شذ

المضريين؟ شعر من شعره ودنا أصحابه، يؤثرالناقة: بها يصف التي الأبيات هذه وانظر

وت��غ��ت��دي ت��روح م��رق��ال ب��ع��وج��اء اح��ت��ض��اره ع��ن��ده ال��ه��م لأم��ض��ي وإن��يب��رج��د ظ��ه��ر ك��أن��ه لاح��ب ع��ل��ى ن��ص��أت��ه��ا الإران ك��أل��واح أم��ونأرب��د لأزع��ر ت��ب��رى س��ف��ن��ج��ة ك��أن��ه��ا ت��ردى وج��ن��اء ج��م��ال��ي��ة

ص٣٠. سلام ابن 54

196

والشعراء الشعر

م��ع��ب��د م��ور ف��وق وظ��ي��ف��ا وظ��ي��ف��ا وأت��ب��ع��ت ن��اج��ي��ات ع��ت��اق��ا ت��ب��اريأغ��ي��د الأس��رة م��ول��ي ح��دائ��ق ت��رت��ع��ي ال��ش��ول ف��ي ال��ق��ف��ي��ن ت��رب��ع��تم��ل��ب��د أك��ل��ف روع��ات خ��ص��ل ب��ذي وت��ت��ق��ي ال��م��ه��ي��ب ص��وت إل��ى ت��ري��عب��م��س��رد ال��ع��س��ي��ب ف��ي ش��ك��ا ح��ف��اف��ي��ه ت��ك��ن��ف��ا م��ض��رح��ي ج��ن��اح��ي ك��أن

— قلناه فيما نفكر أن إلى فيضطرنا ناقته، وصف في النحو هذا على يمضي وهومنه باللغة العلماء صنعة من يكون أن إلى أقرب الأوصاف هذه أكثر أن من — قبل من

واقرأ: للناقة وصفه دع ولكن آخر، شيء أي إلى

أرف��د ال��ق��وم ي��س��ت��رف��د م��ت��ى ول��ك��ن م��خ��اف��ة ال��ت��لاع ب��ح��لال ول��س��تت��ص��ط��د ال��ح��وان��ي��ت ف��ي ت��ق��ت��ن��ص��ن��ي وإن ت��ل��ق��ن��ي ال��ق��وم ح��ل��ق��ة ف��ي ت��ب��غ��ن��ي ف��إنوازدد ف��اغ��ن غ��ن��ى ذا ع��ن��ه��ا ك��ن��ت وإن روي��ة ك��أس��ا أص��ب��ح��ك ت��أت��ن��ي م��ت��ىال��م��ص��م��د ال��ش��ري��ف ال��ب��ي��ت ذروة إل��ى ت��لاق��ن��ي ال��ج��م��ي��ع ال��ح��ي ي��ل��ت��ق وإنوم��ج��س��د ب��رد ب��ي��ن ع��ل��ي��ن��ا ت��روح وق��ي��ن��ة ك��ال��ن��ج��وم ب��ي��ض ن��دام��ايال��م��ت��ج��رد ب��ض��ة ال��ن��دام��ى ب��ج��س رق��ي��ق��ة م��ن��ه��ا ال��ج��ي��ب ق��ط��اب رح��ي��بت��ش��دد ل��م م��ط��روق��ة رس��ل��ه��ا ع��ل��ى ل��ن��ا ان��ب��رت أس��م��ع��ي��ن��ا ق��ل��ن��ا: ن��ح��ن إذاردي رب��ع ع��ل��ى أظ��آر ت��ج��اوب ص��وت��ه��ا خ��ل��ت ص��وت��ه��ا ف��ي رج��ع��ت إذا

وسترى عنف، غير في ولكن وشدة ضعف، غير في ولكن لينا الأبيات هذه في فسترىقد بالألفاظ هو ولا المبتذل، بالسوقي هو ولا يفهم، لا الذي بالغريب هو لا كلاماشخصية لك فستظهر القصيدة قراءة في وامض شيء. على تدل أن دون رصفا رصفتبشيء يؤمن لا من إليهما يعمد واللذة اللهو مذهب جلي: واضح الحياة في ومذهب قويةما على والعار الإثم من برئ نعيم من له تتيح فيما إلا الحياة من يطمع ولا الموت، بعد

الناس: هؤلاء عليه يفهمهما كان

وم��ت��ل��دي ط��ري��ف��ي وإن��ف��اق��ي وب��ي��ع��ي ول��ذت��ي ال��خ��م��ور ت��ش��راب��ي زال وم��اال��م��ع��ب��د ال��ب��ع��ي��ر إف��راد وأف��ردت ك��ل��ه��ا ال��ع��ش��ي��رة ت��ح��ام��ت��ن��ي أن إل��ىال��م��م��دد ال��ط��راف ه��ذاك أه��ل ولا ي��ن��ك��رون��ن��ي لا غ��ب��راء ب��ن��ي رأي��ت

197

الجاهلي الأدب في

م��خ��ل��دي؟ أن��ت ه��ل ال��ل��ذات أش��ه��د وأن ال��وغ��ى أح��ض��ر ال��زاج��ري أي��ه��ذا ألاي��دي م��ل��ك��ت ب��م��ا أب��ادره��ا ف��دع��ن��ي م��ن��ي��ت��ي دف��ع ت��س��ط��ي��ع لا ك��ن��ت ف��إنع��ودي ق��ام م��ت��ى أح��ف��ل ل��م وج��دك ال��ف��ت��ى ع��ي��ش��ة م��ن ه��ن ث��لاث ول��ولات��زب��د ب��ال��م��اء ت��ع��ل م��ا م��ت��ى ك��م��ي��ت ب��ش��رب��ة ال��ع��اذلات س��ب��ق��ي ف��م��ن��ه��نال��م��ت��ورد ن��ب��ه��ت��ه ال��غ��ض��ا ك��س��ي��د م��ح��ن��ب��ا ال��م��ض��اف ن��ادى إذا وك��ريال��م��ع��م��د ال��ط��راف ت��ح��ت ب��ب��ه��ك��ن��ة م��ع��ج��ب وال��دج��ن ال��دج��ن ي��وم وت��ق��ص��ي��ر

متكلفة أنها يزعم أن يلمحها من يستطيع لا قوية، بارزة شخصية الشعر هذا فيالحزن بينة الإلحاد، واضحة البداوة ظاهرة الشخصية وهذه مستعارة، أو منحولة أووالتمس فكر رجلا تمثل الشخصية هذه واعتدال. قصد في الإباحة إلى والميل واليأسميله في صادق حزنه، في صادق يأسه، في صادق وهو شيء، إلى يصل فلم والهدى الخيرآخر، رجل قاله أم طرفة قاله قد الشعر أهذا أدري ولست يؤثرها. التي اللذات هذه إلىهذا صاحب اسم أعرف أن يعنيني ليس بل الشعر، هذا قائل طرفة أن يعنيني وليسهذا وأن نحل، ولا فيه تكلف لا صحيح الشعر هذا أن هو يعنيني الذي وإنما الشعر؛إنما الشعر هذا وأن به، يتصل أن يمكن ولا الناقة وصف في قدمنا ما يشبه لا الشعرالكثير الكلام هذا تضاعيف في حين إلى حين من به نعثر الذي النادر الشعر من هووحياة قوة فيه ا حق شعرا نقرأ أنا نقرؤه حين فنحس الجاهليين، إلى يضاف الذي

وروح.الوصف هذا هو اللغة، علماء صنعه شعرا القصيدة هذه في أن أرجح فأنا وإذنولسنا يشبهها، وما الأبيات هذه هو ا حق شاعر عن صدر وشعرا بعضه، قدمنا الذي

نحلا. ونحله ا دس الشاعر على دس ما نفسها الأبيات هذه في يكون أن نأمنغيره، أم طرفة أهو أدري ولست طرفة، إنه الرواة: فيقول القصيدة صاحب فأماشاك. ملحد بدوي شاعر أنه هو أعرفه ما وكل إسلامي؟ أم هو أجاهلي أدري لست بلتستخفي الشاعر شخصية فإن الأخريين؛ القصيدتين عند أقف أن أحب ولستيمثل والذي مرة، غير عنده وقفت الذي الشعر هذا إلى معهما وتعود استخفاء فيهمابن الحارث كقصيدة القصيدتين هاتين أن الظن وأكبر القديم. وفخرها القبيلة مجد

وائل. بن بكر لمآثر تخليدا الإسلام في وضعتا حلزة

198

والشعراء الشعر

يعود فشعره طرفة، أمر من أيسر المتلمس وأمر المتلمس، إلى ولنصل طرفة فلندعوابتذال، وإسفاف رقة من فيه ما وإلى إليه، الإشارة قدمنا الذي ربيعة شعر إلى بناسينيته تقرأ أن فيكفي القافية، في سيما ولا ظاهر فيه التكلف أن أمره غريب ومن

أولها: التي

م��ل��ب��وس ال��ع��ج��ز وث��وب ال��ث��واء ط��ال أم��ك��م ل��ل��ه ألا ب��ك��ر آل ي��ا

آخرها يوضع فقد الرواية؛ مضطربة القصيدة هذه أن على القافية. تكلف لتحسمطلعها: يروى وقد أولها، في

ال��ع��ي��س ت��س��ت��ودع ب��ه��ا ف��لاة وم��ن ق��ذف م��س��ت��ع��م��ل م��ن م��ي��ة دون ك��م

إلى منها أدنى ولعلها هذه، من أمتن ولا أجود ليست أخرى قصيدة وللمتلمسمطلعها: التي وهي الرداءة،

ي��رم��س؟ س��وف أو ال��ط��ي��ر ل��ع��اف��ي ص��ري��ع م��ن��ي��ة ره��ن ال��م��رء أن ت��ر أل��مأم��ل��س وج��ل��دك ح��را ب��ه��ا وم��وت��ن م��ي��ت��ة م��خ��اف��ة ض��ي��م��ا ت��ق��ب��ل��ن ف��لا

فيها: ويقول

ف��ي��ج��ل��س��وا ي��ض��ام��وا أن إلا ال��ع��ج��ز وم��ا وت��ح��دث��وا رأوا م��ا إلا ال��ن��اس وم��ا

أولها: التي وهي الشعر، من إليه يضاف ما أجود المتلمس ميمية كانت وربما

ي��ت��ك��رم��ا ب��أن إلا ك��رم أخ��ا أرى ولا رج��ال أم��ي ي��ع��ي��رن��ي

تقدير أقل على — أكثره أو شعره من المتلمس إلى يضاف ما كل أن الظن وأكبرحفظت الأخبار من وطائفة الأمثال من طائفة تفسير صنعته من الغرض مصنوع، —العرب وغير العرب من الأخلاط هؤلاء في وسيرتهم، الحيرة ملوك عن الشعب نفوس فياخترع قد نفسه المتلمس شخص يكون أن أستبعد ولا السواد، يسكنون كانوا الذينالناس يكن لم والذي المتلمس، بصحيفة يضرب كان الذي المثل لهذا تفسيرا اختراعا،

199

الجاهلي الأدب في

الشعبية الأساطير هذه من تفسيره واستمدوا القصاص ففسره شيئا، أمره من يعرفونمرة. غير إليها أشرنا الى

الأعشى (7)

الأعشى وهو يظهر؛ فيما الغرابة من أمره يخلو لا شاعرا جاهليتها في لربيعة أن علىويذكر بكر، بأعشى أخرى وأحيانا قيس، بأعشى أحيانا يعرف الذي قيس، بن ميمونأدرك الرواة، يقول فيما متأخر وهو بصير، أبا يكنى: وهو غير. ليس الأعشى لقبه غالباذلك يستنبط كأنما للهجرة سبع بسنة وفاته يؤرخ من الناس ومن يسلم. وكاد الإسلامسبيل عن وصدته قريش فاعترضته النبي على وفد أنه تحدثنا التي القصة هذه منللخمر حظر من فيه بما الإسلام عن له منفرة حمراء، ناقة بمائة إياه مغرية الله،هدنة، محمد وبين بيننا إن له: قال سفيان أبا أن القصة هذه وفي والقمار، والزنايكن ومهما الحديبية. هدنة يذكر إنما سفيان أبا أن الأعشى موت أرخوا الذين ففهمتدل معه تذكر التي والأسماء به تتصل التي الأخبار وكل متأخر، فالأعشى شيء منالعصر آخر في كان كلهم الناس من طائفة مدح أنه يذكرون فهم متأخرا؛ كان أنه علىلغة فيه ظهرت الذي العصر في يعيش إذن الأعشى كان فقد قيمته، كله ولهذا الجاهلي،الأعشى أن يحدثوننا والرواة الشيء. بعض ونجد الحجاز وتتجاوز تمتد وأخذت قريش،داخلية إلى أقرب هو وإنما العراق، ربيعة من إذن هو فليس اليمامة؛ في يعيش كانمن طائفة إلا الأعشى أمر من يعرفون لا هذا بعد الرواة ولكن الشمالية. العربية البلادرائحة فيه الأحاديث هذه بعض إليها، الاطمئنان أو بها الثقة إلى سبيل لا الأحاديثالشعر من أبيات من يستنبط وبعضها والنحل، الكذب فيه ظاهر وبعضها الأساطير،أين من يعرف لا شعر من أخبارهم القدماء به يستنبط الذي النحو هذا على شائعةلأنه الجوع؛ بقتيل يعرف كان الأعشى أبا جندل بن قيس بأن مثلا يحدثوننا فهم جاء.ذلك يستنبطون جوعا: فيه الرجل ومات سدته، صخرة فمه على فسقطت غار إلى أوى

هو: البيت وهذا جهنام، واسمه يهاجيه كان للأعشى خصم إلى يضيفونه بيت من

راض��ع ج��م��اع��ة م��ن ع��ب��د وخ��ال��ك ج��ن��دل ب��ن ق��ي��س ال��ج��وع ق��ت��ي��ل أب��وك

يضاف فيما ذلك لك يظهر وشراب، ولذة لهو صاحب الأعشى لنا يمثلون والرواةأنه اليمامة ولاة بعض عن روي فقد الأخبار؛ من طائفة في يظهر كما الشعر، من إليه

200

والشعراء الشعر

هذه إلى فقصد الدار، فناء في بأنه فأخبر قبره عن وسأل عليه، فدل الأعشى دار عن سألهذا حول يجتمعون الفتيان بأن فأخبر ذلك عن فسأل رطب، هو فإذا القبر ورأى الدارحظه القبر على صبوا نوبته جاءت فإذا منهم، واحدا الأعشى ويعدون فيشربون القبرالقرن في اليمامة فتيان كان فقد الخبر هذا صح وإذا رطوبته. علة فذلك الخمر، منفي يصطنعون ولا يستترون لا الخمر، شرب في مغرقين اللهو في مسرفين للهجرة الأولالرطوبة بهذه لقبره ليحتفظ كافيا وحده الأعشى حظ كان وإذا الحيطة. من شيئا ذلكمن هو إنما له، قيمة لا الخبر هذا أن والظاهر مجتمعين! الفتيان هؤلاء حظوظ بال فماقبورهم. على الخمر وصب الموتى منادمة من الأساطير في بما تتصل الى الأخبار هذه

حين سيما ولا بالأعشى، يتصلون كانوا اليمامة فتيان بأن أيضا يحدثوننا والرواةالتفسير من نوعا إلا كله هذا نرى وما ويشربون، عنده فيطعمون أسفاره من يعودعن أحجم أنه من يروى ولما الخمر، فيه يصف الذي الشعر من الأعشى إلى يضاف لما

له. بقيت كانت الخمر من صبابة ليستنفد سنة التريث وآثر الإسلامبعض لنا يمثل شيئا الأعشى حياة من — قلنا كما — يعرفون لا الرواة أن علىالشعراء من كان أنه على يجمعون هذا بعد وهم وشيخا. كهلا حياته أو نشأته التمثيلالقيس امرؤ وهم الأولى؛ الطبقة يؤلفون الذين الأربعة هؤلاء من يعدونه المقدمين،يونس إلى بعضهم يضيفه سجع في الأربعة هؤلاء يجمعون ثم وزهير. والنابغة والأعشىإذا الناس أشعر القيس امرأ أن وهو حبيب؛ بن يونس غير إلى وبعضهم حبيب، بنرغب. إذا أشعرهم وزهير رهب، إذا أشعرهم والنابغة طرب، إذا أشعرهم والأعشى ركب،وإلى والصيد، الخيل وصف من القيس امرئ إلى يضاف ما كثرة من هذا يستنبطونامرأ ولكن المدح. من زهير وإلى الخمر، وصف من الأعشى وإلى الاعتذار، من النابغةودعارة لهو صاحب ذلك إلى كان وإنما غير، ليس وصيد خيل صاحب يكن لم القيسالنابغة شعر في الاعتذار أن وسترى فحسب، اعتذار صاحب النابغة يكن ولم وفجور.إليه يضيف ما صح إن وهجاء، ومدح وصف صاحب النابغة كان وإنما شيئا، ليسالخمر، وصف من حظه من أعظم المدح من حظه ولكن الخمر، يصف والأعشى الرواة.منوع — الشعر من إليه يضاف ما صح إن — ومدحه زهير، من مدحا أكثر وهولهذا فليس الهجاء، ويحسن ويشبب يصف كان ولكنه يمدح، زهير وكان الفنون. كثير

قوافيه. في إلا قيمة إذن السجعيروي سلام ابن ولكن بعض، على الشعراء هؤلاء بعض تقديم في يفتنون والرواةامرأ يقدمون كانوا البصرة أهل بأن يحدثنا قيمتها: لها قصيرة جملة ذلك من لنا

201

الجاهلي الأدب في

زهيرا يقدمون كانوا والبادية الحجاز وأهل الأعشى، يقدمون كانوا الكوفة وأهل القيس،زهير كان فقد فطبيعي؛ والنابغة زهيرا والبادية الحجاز أهل تقديم فأما والنابغة،55وسياسة ونسب موطن اتصال والبادية الحجاز بأهل متصلين بدويين شاعرين والنابغةفي العراق أهل وأما مضر، لشعر نعرض حين ذلك سترى كما شيء، كل قبل ولغةهذين شعر يؤثروا أن المعقول ومن ربعية، يمنية كثرتهم كانت فقد والكوفة البصرةوالآخر القيس، امرؤ هو خالص يمني — الرواة يقول فيما — وأحدهما الشاعرين؛العراقيين تقديم يقف لا وربما الأعشى. وهو كثير اليمنية في شعره ولكن نسبه، في ربعيوالشعر والمولد النشأة عراقي الشاعرين هذين فأحد الحد؛ هذا عند الشاعرين لهذينقصته لفقت فقد القيس، امرؤ وهو — الفرض من قدمناه ما صح إن — والحياةالعراق في اختراعا شعره واخترع الأشعث، بن الرحمن عبد قصة بعد العراق في تلفيقامن وغيرها الكوفة في ونظم اخترع الأعشى شعر من كثيرا أن قليل بعد وسترى أيضا.

ربعية. أو كانت يمنية العراقية البيئاتأحاديث، ذلك في ويروون بالشعر، تكسب من أول الأعشى بأن الرواة ويحدثناولكنه قومه، في المكانة رفيع عظيما كان النابغة بأن نفسه الوقت في يحدثوننا ولكنهميغض إذن بالشعر التكسب كان فقد قدره. من وحط منه ذلك فغض بشعره تكسبزهير من يغض لم بالشعر التكسب ولكن الجاهلية. في أقدارهم من ويحط الشعراء منيغض لا بالشعر التكسب وكان ذلك. من بشيء الرواة يحدثنا لا قدره؛ من يحط ولممهيبا، مخوفا ويجعله شأنه ويعظم يرفعه كان بل قدره، من يحط ولا الأعشى منأن أحس حين وجزع فزع سفيان أبا أن وحسبك واصطناعه، بتملقه العرب ويغريأشراف إليه وجمع ذلك، عن صده في فاحتال النبي، فمادح المدينة على وافد الأعشىالعرب نيران عليهم يضرم أن حمراء ناقة مائة للأعشى يجمعوا لم إن وأنذرهم قريشجمع تحب قريش كانت وما حمراء، ناقة مائة وجمعت قريش فأشفقت النبي؛ بمدحه

العطاء. من النوع هذا إلى تميل ولا الحمر، النوقأن في عليه تلح عمته أو أمه أخذت الذي المحلق أخبار من يروى ما وحسبكفأصبح فعل، حتى الخمر من ا وزق وبرديه أبيه ناقة إليه يهدي أو الأعشى يضيف

الثورة. ضخم عظيما

.١٦ صفحة سلام» ابن «طبقات 55

202

والشعراء الشعر

بواحدة يشبب أن في الأعشى إلى فرغبت بناتها، عليها كسدت امرأة أن وحسبكقرينا، فوجدت بالثانية شبب ثم فتزوجت بإحداهن الأعشى فشبب تنفق، لعلها منهنويتقاضى واحدة، واحدة بهن يشبب زال وما الخاطبون، إليها فأسرع بالثالثة شبب ثم

جميعا.56 زوجهن حتى جزورا ذلك علىقدره. من حط ولا منه يغض لم بالشعر الأعشى تكسب أن على يدل هذا كل

ذلك على يستشهدون رفعه، إلا رجلا يمدح لا كان الأعشى إن يقولون: والرواةالكلبي وظفر فوضعه، الأعشى هجاه الذي الكلبي الرجل هذا وقصة المحلق، بقصةقدمناها التي القصة في السموءل بن بشريح استجار أن لولا يقتله فكاد مرة بالأعشى

لك.57علقمة ويذكرون الكلبي هذا يذكرون وضعه، إلا رجلا يهج لم إنه يقولون: وكانوامدح الأعشى أن زعموا فكاهة؛ من يخلو لا خبر هذا علاثة بن علقمة مع وله علاثة، بنوالبرود والطيب الدهن من عرضا فأعطاه نقد، الأسود عند يكن ولم العنسى، الأسودعلقمة فاستجار نفسه على خافهم عامر بني بلاد في كان فلما بمتاعه. الأعشى وعادومن الأعشى: قال نعم، قال والجن؟ الإنس من تجيرني الأعشى: قال فأجاره، علاثة بن— علقمة ينافس وكان — الطفيل بن عامر إلى الأعشى فتحول لا، علقمة قال الموت؟الأعشى: قال نعم، قال والجن؟ الإنس من تجيرني الأعشى: قال عامر، فأجاره فاستجارهفي مت إن عامر: قال الموت؟ من تجيرني وكيف الأعشى: قال نعم. قال الموت؟ ومنواتصل الموت. من تجيرني أنك عرفت الآن الأعشى: قال أهلك، إلى ديتك أرسلت جواري

المشهورة:58 قصيدته في علقمة على وفضله بعامر

وال��وات��ر الأوت��ار ال��ن��اق��ض ع��ام��ر إل��ى أن��ت م��ا ع��ل��ق��م

.٧٩ صفحة ج٨ «الأغاني» 56

نفسه. المصدر 57ص٨٠. ج٨ «الأغاني» 58

203

الجاهلي الأدب في

فيها: يقول صادية قصيدة في علقمة وهجا

خ��م��ائ��ص��ا ي��ب��ت��ن غ��رث��ى وج��ارات��ك��م ب��ط��ون��ك��م م��لاء ال��م��ش��ت��ى ف��ي ت��ب��ي��ت��ون

علقمة، إلى به وأتي بلاده في فوقع الكلبي، مع أدركه ما علقمة مع أدركه ثمعلقمة. عنه وعفا ومدح، واستعطف فاعتذر

أخرى ومرة أصدقاءه، به يطعم ما يجد لا فقيرا مرة الأعشى لنا يمثلون والرواةالحميري فائش ذا سلامة مدح بأنه يحدثوننا وهم وعنب، كروم فيها أرض له غنيا

أولها: التي بلاميته

م��ه��لا م��ض��وا إذا ال��س��ف��ر ف��ي وإن م��رت��ح��لا وإن م��ح��لا إن

فيها: يقول والتي

ج��ع��لا ح��ي��ث��م��ا وال��ش��يء ئ��ش ف��ا ذا س��لام��ة ق��ل��دت��ه ال��ش��ع��ر

له: وقال عنبرا، ملئت قد مدبوغة وكرشا وحللا حمراء ناقة مائة سلامة فأعطاهمدح من له فاجتمع حمراء، ناقة بثلاثمائة فباعها الحيرة فورد فيها، عما تخدع أن إياك

الحلل.59 غير حمراء ناقة أربعمائة فائش ذي سلامةوهم بشعره جميعا الناس مدح وقد التجوال، كثير رحالة الأعشى يمثلون والرواة

البيتين: هذين إليه يضيفون

ف��أورش��ل��م ف��ح��م��ص ع��م��ان آف��اق��ه ل��ل��م��ال وط��وف��تال��ع��ج��م وأرض ال��ن��ب��ي��ط وأرض داره ف��ي ال��ن��ج��اش��ي أت��ي��ت

.٨٢ صفحة ٨ جزء «الأغاني» 59

204

والشعراء الشعر

النبيط أرض ولا النجاشي يأت ولم التطواف، هذا يطوف لم الرجل أن الظن وأكبرأشراف من طائفة مدح أن يتجاوز لم ذلك من شيئا فعل إن ولعله العجم، أرض ولاولكن الشام. وبادية الحيرة وفي يليهما مما اليمن وأطراف والحجاز نجد في العربهذه برواية يفكهون وهم عطاءه، وأخذ ومدحه كسرى إلى وصل أنه يزعمون الرواة

وأولها: المحلق في بقصيدته يتغنى سمعه كسرى أن وهي القصة،

ت��ع��ش��ق ب��ي وم��ا س��ق��م م��ن ب��ي وم��ا ال��م��ؤرق ال��س��ه��اد ه��ذا وم��ا أرق��ت

لص.60 فهو عشق ولا سقم غير في سهر قد كان إن قال: البيت له فسر فلماالمدح هذا كثرة أن فسنرى الأعشى مدح من بقي ما نحصي أن حاولنا إذا ونحنومدح نجران، أهل ومدح فائش،61 ذا سلامة الأعشى مدح فقد اليمنيين؛ إلى منصرفةومدح العنسى،62 الأسود ومدح الكندي، قيس بن الأشعث ومدح معديكرب، بن قيسثم ربعي. وهو اليمامة صاحب علي بن هوذة مدح ثم النعمان، أخا المنذر بن الأسودمن يمدح ولم الفخر، فأكثر قار ذي في الفرس من وموقفها بربيعة شعره في هو فخرحين علقمة مدح ثم خصمه، علقمة ليهجو مدحه وإنما الطفيل63 بن عامر إلا مضر

النبي. ومدح يده، في وقعأنه نريد لا ا حق الشعوبية شاعر الأعشى كان فقد كسرى، مدح أنه أيضا صح فإذاشاعرها كان أنه نريد وإنما — شعوبية هناك تكن فلم — الجاهلية في شاعرها كانالكوفة، في الإسلام في صنعت قد الأعشى شعر من الكثرة هذه أن نريد الإسلام. فيالقصاص يمنع الذي وما مضر. على واليمن ربيعة بين العصبي التحالف مظهر وكانتالآفاق في به فيطوفوا المدح كثير كان بأنه عرف كالأعشى شاعرا يستغلوا أن والناحلينأشراف بمدح ثم اليمانية، القبائل من وغيرهما وكندة حمير من الأشراف بمدح وينطقوهمناهضة عن اليمن ربيعة عجزت أن بعد مضر، لجاهلية مناهضة كله هذا وفي ربيعة،

والخلافة؟ النبوة وفيها الإسلام في مضر

ص١٣٧. أوروبا طبع قتيبة» ابن «طبقات 60

ص٨٢. ج٨ «الأغاني» 61

ص٨٠. ج٨ «الأغاني» 62

ص٥٥. ج١٥ «الأغاني» 63

205

الجاهلي الأدب في

قد ولكني مضريان، وهما علاثة بن وعلقمة الطفيل بن عامر الأعشى مدح نعم!صراحة في برأيي أحدثك أن شئت وإن المدح. هذا فيها كان التي الظروف لك ذكرتوإنما علقمة، مدح أو عامرا مدح قد الأعشى يكون أن في شديدا شكا أشك فإني وصدقالجاهلية، في لا الإسلام في حولهما العصبية واشتدت الرجلين، هذين بين المنافرة كانتبعضه حمل كثيرا، شيئا وهجائهما الرجلين مدح في الشعر من العصبية هذه فنحلتويكفي آخرين. شعراء على وبعضه الحطيئة على وبعضه لبيد على وبعضه الأعشى علىعلى وزينت ورصت وضعت قد قصة أنها لترى «الأغاني» في المنافرة هذه قصة تقرأ أنتتصل حين سيما ولا الغريب، والشعر بالسجع وتزين القصص ع ترص كانت ما نحوستقول: المضريين، لهذين الأعشى مدح إلى أطمئن لا إذن أنا بالأعراب. القصص هذهإلى اطمئنانا أكثر لست أني في رأيك وما مضري! وهو فرفعه الكلابي المحلق مدح ولكنهما أو كله الأعشى مدح يكون أن أخشى وإنما وعلقمة، عامر قصة إلى مني المحلق قصةوالربعية، واليمنية القيسية فيه وتنافست وصنع نحل قد الأعشى من مدح من لنا بقيالنبي مدح ولكنه ستقول: التنافس. هذا مظاهر من مظهرا هذه المحلق قصيدة وكانتفي أتردد ولا النبي، يمدح لم الأعشى أن في أشك لا أني في رأيك وما مضري! والنبيضعيف قاص نحلها منحولة، النبي مدح في للأعشى تروى التي الدالية هذه بأن القطعتقرأ أن ويكفي النحل. في المهارة قليل اللفظ مهلهل النظم، رديء الشعر من الحظإلى فيها، المدح سيما ولا وأنها، الأعشى، إلى يضاف ما أسخف أنها لترى القصيدة هذه

الجيد. الشعر إلى منها أقرب المتونالقصيدة: هذه بعض وانظر

م��وع��دا؟ ي��ث��رب آل ف��ي ل��ه��ا ف��إن ي��م��م��ت أي��ن ال��س��ائ��ل��ي: أي��ه��ذا ألاأص��ع��دا ح��ي��ث ب��ه الأع��ش��ى ع��ن ح��ف��ي س��ائ��ل رب ف��ي��ا ع��ن��ي ت��س��أل��ي ف��إنأج��ردا غ��ي��ر ل��ي��ن��ا خ��ن��اق��ا ي��داه��ا وراج��ع��ت ال��ن��ج��اء ب��رج��ل��ي��ه��ا أج��دتأص��ي��دا ال��ظ��ه��ي��رة ح��رب��اء خ��ل��ت إذا ع��ج��رف��ي��ة ��رت ه��ج م��ا إذا وف��ي��ه��اوم��زف��دا ي��غ��ي��ب م��ا ج��دي��ا رق��ي��ب��ي��ن ل��ه��ا ف��ت��رى أدل��ج��ت م��ا إذا وأم��ام��ح��م��دا ت��زور ح��ت��ى ح��ف��ى م��ن ولا ك��لال��ة م��ن ل��ه��ا أرث��ي لا ف��آل��ي��توأن��ج��دا ال��ب��لاد ف��ي ل��ع��م��ري أغ��ار وذك��ره ت��رون لا م��ا ي��رى ن��ب��يي��دا ف��واض��ل��ه م��ن وت��ل��ق��ي ت��راح��ي ه��اش��م اب��ن ب��اب ع��ن��د ت��ن��اخ��ي م��ا م��ت��ى

206

والشعراء الشعر

غ��دا م��ان��ع��ه ال��ي��وم ع��ط��اء ول��ي��س ون��ائ��ل ت��غ��ب م��ا ص��دق��ات ل��هت��زودا ق��د م��ن ال��م��وت ب��ع��د ولاق��ي��ت ال��ت��ق��ى م��ن ب��زاد ت��رح��ل ل��م أن��ت إذاأرص��دا ك��ان ال��ذي ل��لأم��ر ف��ت��رص��د ك��م��ث��ل��ه ت��ك��ون ألا ع��ل��ى ن��دم��تل��ت��ف��ص��دا ح��دي��دا س��ه��م��ا ت��أخ��ذن ولا ت��ق��رب��ن��ه��ا لا وال��م��ي��ت��ات ف��إي��اكف��اع��ب��دا وال��ل��ه الأوث��ان ت��ع��ب��د ولا ت��ن��س��ك��ن��ه لا ال��م��ن��ص��وب ال��ن��ص��ب وذات��أب��دا أو ف��ان��ك��ح��ن ح��رام ع��ل��ي��ك س��ره��ا إن ج��ارة ت��ق��رب��ن ولاال��م��ق��ي��دا الأس��ي��ر ولا ل��ع��اق��ب��ة ت��ق��ط��ع��ن��ه ف��لا ال��ق��رب��ى ال��رح��م وذاف��اح��م��دا وال��ل��ه ال��ش��ي��ط��ان ت��ح��م��د ولا وال��ض��ح��ى ال��ع��ش��ي��ات ح��ي��ن ع��ل��ى وس��ب��حم��خ��ل��دا64 ي��وم��ا ال��م��رء ت��ح��س��ب��ن ولا ض��رارة ذي ب��ائ��س م��ن ت��س��خ��رن ولا

مظهر بأنه أتهمه المدح، من الأعشى إلى يضاف ما كل في الشك شديد إذن أنافلست للأعشى شخصية التماس من بد يكن لم فإذا الإسلام، في العصبية مظاهر منوأمر الأعشى، فيها تصرف التي الفنون من غيره في ألتمسها وإنما المدح، هذا في ألتمسها

أيضا. مختلط الفنون هذهالأعشى غزل في أجد ولكني للصيد، وصف وله للخمر، وصف وله غزل، فللأعشىعن يروى فيما رأيك وما والنحل. بالتكلف وأعلله ربيعة، شعر في أعرفه شديدا ليناوأشجعهم بيت في وأخنثهم بيت في الناس أغزل الأعشى إن يقول: كان أنه من الشعبي

فقوله: الغزل بيت فأما بيت؛ في

ال��وح��ل ال��وج��ي ي��م��ش��ي ك��م��ا ال��ه��وي��ن��ا ت��م��ش��ي ع��وارض��ه��ا م��ص��ق��ول ف��رع��اء غ��راء

فقوله: بيت أخنث وأما

رج��ل! ي��ا م��ن��ك ووي��ل��ي ع��ل��ي��ك وي��ل��ي زائ��ره��ا: ج��ئ��ت ل��م��ا ه��ري��رة ق��ال��ت

.٨٢ صفحة ج٨ «الأغاني» 64

207

الجاهلي الأدب في

فقوله: بيت أشجع وأما

ن��زل65 م��ع��ش��ر ف��إن��ا ت��ن��زل��ون أو ع��ادت��ن��ا ت��ل��ك ف��ق��ل��ن��ا: ال��ط��راد! ق��ال��وا:

الأبيات هذه في اجتمعت قد والشجاعة والخنوثة الغزل أن أحق أدري ولستالشعر هذا من يقربها شديدا لينا فيها أن أعرف ولكني لغيره، تجتمع لم كما للأعشىهذه من لينا بأقل نفسها القصيدة هذه مطلع وليس مرة، غير إليه أشرت الذي الربعي

الأبيات:

ال��رج��ل؟ أي��ه��ا وداع��ا ت��ط��ي��ق وه��ل م��رت��ح��ل ال��رك��ب إن ه��ري��رة ودع

العبث إلى بها قصد قد منحولة أنها في تشك لا أبيات نفسها القصيدة هذه وفيوهي: والدعابة،

ال��رج��ل غ��ي��ره��ا أخ��رى وع��ل��ق غ��ي��ري رج��لا وع��ل��ق��ت ع��رض��ا ع��ل��ق��ت��ه��اوه��ل ب��ه��ا م��ي��ت ع��م��ه��ا ب��ن��ي وم��ن ي��ح��اول��ه��ا م��ا ف��ت��اة وع��ل��ق��ت��هت��ب��ل ك��ل��ه ح��ب ال��ح��ب ف��أج��م��ع ت��لائ��م��ن��ي م��ا أخ��ي��رى وع��ل��ق��ت��ن��يوم��خ��ت��ب��ل وم��خ��ب��ول ودان ن��اء ب��ص��اح��ب��ه ي��ه��ذي م��غ��رم ف��ك��ل��ن��ا

هذا مثل وتجد ورصانة، متانة من يخلو لا جيدا شعرا القصيدة هذه في أن علىاللامية: الأخرى القصيدة في الجيد الشعر

س��ؤال��ي! ت��رد وم��ا وس��ؤال��ي ب��الأط��لال ال��ك��ب��ي��ر ب��ك��اء م��ا

منه وانتقل بالغزل الشاعر بدأها فقد عجب؛ من يخلو لا القصيدة هذه أمر ولكنعاد وطره المدح هذا من قضى إذا حتى المنذر، بن الأسود مدح المدح، إلى ثم الوصف إلىالمدح إلى الشاعر يتخلص أن والمألوف القصيدة، به فختم الصيد وصف إلى ثم الغزل إلى

.٧٩ صفحة ج٨ «الأغاني» 65

208

والشعراء الشعر

أخرى مرة والوصف الغزل إلى عنه العدول فأما القصيدة، من ينتهي حتى فيه فيمضيولا منها يكن ولم إدخالا القصيدة هذه في أدخل قد المدح هذا أن الظن وأكبر فغريب!

متأخرا. عباسيا روحا فيه فتحس المدح هذا تقرأ وأنت سيمامن قصائد أو قصيدتين عليك لعرضنا للإطالة يتسع لا السفر هذا أن ولولاشخصية له كانت إن الشاعر لشخصية والتماس وتحليل نقد فيه عرضا الأعشى، شعر

ظاهرة.في وتصرف الجاهلي، العصر آخر في عاش شاعر أنه الأعشى في رأينا وخلاصةالعرب، أشراف من طائفة ومدح والوصف، والخمر الغزل أظهرها الشعر من فنونكثيرا مدحا مكانه إليه فأضافت ضاع قد كان ولعله المدح، هذا استغلت العصبية ولكنيضاف الذي الشعر هذا بين أن في شك ولا للمضريين. قليلا ومدحا والربعيين لليمنيينهذه تمييز ولكن ا، حق قالها قد الأعشى يكون أن يمكن وأبياتا مقطوعات الأعشى إلىأن على اليسير. بالشيء ليس المتكلف المنحول من بها يحيط مما والمقطوعات الأبياتوفيه المتقن الجيد ففيه الاختلاف، أشد مختلف الأعشى إلى يضاف الذي المنحول هذاينحله ما تمييز اليسير من أن من سلام ابن قال ما تنس لم ولعلك السخيف، الضعيفأنفسهم، العرب ينحله ما تمييز في العسر كل العسر يكون حين في والمتكلفون، الرواةالعرب تكلفه الذي الشعر لهذا مختلفة نماذج خاصة الأعشى شعر في تجد أنك وعندنا

المتأخرون. الرواة تكلفه والذيإلماما، بشعرهم ونلم عندهم نقف أن نستطيع كنا ربيعة من آخرون شعراء وهناكهذا في درسناهم الذين الشعراء هؤلاء أمر في إليه انتهينا ما مثل إلى فيهم وننتهيوضحنا قد أنا إلينا ويخيل المثل، ضربنا فقد قدمنا؛ بما نكتفي ولكنا القصير، البحثالشعر من النوع هذا بإزاء موقفنا في نقوله أن نريد ما كل عن الحجاب وأزلنا وبينا

الجاهلي.شعرهم، نحلل أن إلى ولا الشعراء ندرس أن إلى الكتاب هذا في نقصد لم ونحنالشعراء وهؤلاء الجاهلي الشعر هذا درس طريقة في رأينا نبسط أن إلى قصدنا وإنماودرس شاعرا، شاعرا الشعراء تتبع فأما نريد. كنا ما ذلك من بلغنا وقد الجاهليين،الكتاب، هذا غير في لبعضه نفرغ فقد مقطوعة، ومقطوعة قصيدة قصيدة شعرهمينهض أن من بد لا بل أعوام، أو عام في وحدنا به ننهض أن نستطيع فلن نفعل ومهماالبحث نختم أن نريد أنا على ويطلبونه، إليه فيسعون الحق يحبون الذين معنا به

بملاحظتين:

209

الجاهلي الأدب في

فهي صحيحة تاريخية تكن إلا نتيجة إلى بنا ينتهي قدمناه الذي الدرس هذا أن الأولى:الشعراء أقدم أن وهي تحقيقه؛ في ويجتهدوا الباحثون عنده يقف أن يحسن فرضوسواء ربعيون، أو يمنيون هم إنما الرواة يزعم كان وفيما العرب تزعم كانت فيماكانت قبائلهم أن على يدل أخبارهم من يروى فما هؤلاء من أو أولئك من أكانوااتصالا بالفرس تتصل التي البلاد هذه في أي والجزيرة؛ والعراق نجد في تعيش

السواء. على وقحطان عدنان من العرب إليها يهاجر كان والتي ظاهرا،وأهل ناحية من اليمن أهل دفعت التي الحركات هذه أن نرجح فنحن وإذنلا ولكنها — مختلفة عصور في ونجد، والجزيرة العراق إلى أخرى ناحية من الحجازمن كان لما وأدبية، عقلية نهضة أحدثت قد — للمسيح الرابع القرن تتجاوز تكاد

بالفرس. اتصالهما ومن بينهما فيما العربيين الجنسين اختلاطالشعر ظهر التحقيق: تريد كنت إذا — قل أو الشعر، نشأ النهضة هذه ومنالذكرى، إلا شيء منه لنا يبق ولم الشعر هذا ذهب وقد أدبيا، فنا وأصبح وقويالعراق أقطار النهضة هذه تجاوزت حتى للمسيح السادس القرن يأتي يكد لم ولكنومن أهله، فمست الحجاز نحو العربية البلاد أعماق في وتغلغلت ونجد، والجزيرةكما — فالشعر الشمالية، العربية البلاد أهل من إليهم ومن مضر في الشعر ظهر هناإليه نصل ولم نعرفه لم ولكنا بربيعة، القحطانية اتصلت حين قوي يمني — ترىالفهم من النحو هذا ولعل ربيعة. عن مضر وأخذته العربية البلاد في تغلغل حين إلامرة، غير ناقشناها التي النظرية وهي القبائل، في الشعر تنقل لنظرية تفسير أصدقتعمدنا إنا نقول: أن نستطيع هنا ومن القدماء. يأخذها كان كما نأخذها أن وأبينافي فلنا أخرى، ناحية من مضر وشعر ناحية، من وربيعة اليمن شعر بين الفصلونحدد نؤرخه أن نستطيع لأننا وربيعة؛ اليمن شعر في رأينا غير رأي مضر شعرعقبة ذلك وبين بيننا تحول أن دون قديمه بعض نقبل أن نستطيع ولأننا أوليته،

عنيفة. لغويةأكثرهم أو كلهم الإسلام أدركوا قد مضر من الجاهليين الشعراء أن وسترى

كثير. شيء شعرهم من يصح أن غريبا فليسمن شيء نفوسهم وفي قراءته من يفرغون قد البحث هذا يقرءون الذين أن الثانية:مخطئين يشعرون وقد الكتاب، من مكان كل في نردده الذي الأدبي الشك لهذا الأثريتخوفون وقد لين، ولا رفق غير في إليه ونقصد تعمدا، الهدم نتعمد بأننا مصيبين أو

210

والشعراء الشعر

الأدب هذا به يتصل الذي القرآن وعلى عامة، العربي الأدب على الهدم هذا عواقبخاصة.

اليقين مصدر الشك لأن لا به، بأس ولا منه ضرر لا الشك هذا إن نقول: فلهؤلاءوخير متين، أساس على تقوم أن وعلومه العربي للأدب آن قد لأنه بل غير؛ ليسلها، يصلح ولا الحياة يستطيع لا ما لين ولا رفق غير في منه يزال أن العربي للأدبأكثر الحركة عن وتعوق تنفع، مما أكثر تضر التي الأثقال بهذه مثقلا يبقى أن من

منها. تمكن ممانخالف فنحن بأسا؛ والهدم الشك من النوع هذا من القرآن على نخشى ولسنالتصح الجاهلي الشعر إلى حاجة في القرآن أن يعتقدون الذين أولئك الخلاف أشدالنبي عربية ينكر لم أحدا لأن الخلاف؛ أشد ذلك في نخالفهم ألفاظه، وتثبت عربيتهعليهم تتلى سمعوه حين القرآن فهموا قد العرب أن ينكر لم أحدا ولأن نعرف، فيمافهموا قد العرب أن أحد ينكر لم وإذا عربي، النبي أن أحد ينكر لم وإذا آياته،الجاهلي، الشعر هذا يبطل أن من القرآن عربية على خوف فأي سمعوه، حين القرآنمن أنفسهم القديم أنصار بين وليس الجاهليين؟ إلى يضاف الذي الشعر هذا أووكتابته القرآن رواية في الاحتياط أشد احتاطوا قد المسلمين أن في ينازع أن يستطيعتدوين في عليه الاعتماد يمكن قديم عربي نص أصدق أصبح حتى وتفسيره، ودرسهانصرفوا بل فيها، يحتاطوا ولم الشعر برواية يحفلوا لم وهم وفهمها. العربية اللغةالدهر من فترة بعد إلا يراجعوها ولم كارهين، أو طائعين الأوقات بعض في عنهاولا كتابة غير في العرب شعر من حفظ كان قد بما والزمان النسيان عبث أن وبعدبعربيته: وإيمانا لنصوصه وتقديسا له وإجلالا للقرآن إكبارا أشد فأيهما تدوين،على القاطعة بعربيته يستدل الذي الصادق الصحيح النص وحده يراه الذي ذلكيرويه كان بشعر القرآن عربية على يستدل الذي ذلك أم فيها، المشكوك العربية تلكالمأجور ومنهم الفاسق ومنهم الكذاب منهم قوم تحفظ ولا احتياط غير في وينحله

والعبث؟ اللهو صاحب ومنهمهذا كثرة أو الجاهلي الشعر بأن مقتنعون مذهبنا، إلى فمطمئنون نحن أماوالكذب العبث من قدمنا ما إلا شيء على تدل ولا شيئا تمثل لا الجاهلي الشعرهو إنما — نص على بنص الاستدلال من بد يكن لم إذا — الوجه وأن والنحل،القرآن. عربية على الشعر بهذا لا الشعر هذا عربية على القرآن بنصوص الاستدلال

211

الخامس الكتاب

شعرمضر

والنحل المضري الشعر (1)

ونفترض أيضا، ربيعة شعر نرفض ونكاد الجاهلية، في اليمن شعر نرفض أنا عرفتولا الذكرى، إلا يمثل لا الجاهلية في العرب من الفريقين هذين إلى يضاف ما أنالوجهة من الإسلام قبل الراقية الحياة في قدمة لهم كانت الناس هؤلاء بأن إلا يشهدكله هذا حقيقة ولكن السياسية، الوجهة من الحياة هذه في قدمة لهم كانت كما الأدبية،وتكلف تتكلف، أن استطاعت ما منها فتكلفت الإسلام، بعد العرب وأنسيتها ضاعتالتكلف هذا في المؤثرات أشد وكان يتكلفوا. أن استطاعوا ما والقصاص الرواة لهاشجرت والتي لها حد لا التي الخصومات وهذه الجنسية، والعصبية السياسي التنافسبعض في وتحتد تشتد كانت والتي مضر، في السلطان استقر أن بمجرد العرب بينمن الحي بهذا يعتزون وعمالهم أمية بني من والأمراء الخلفاء كان وعندما النواحي،

آخر. حي إلى عنه يميلون ثم غيره، دون العربالأموية الإسلامية الحياة في العاملة الأمم تستبق أن إلى قدمنا كما دعا ذلك كلفي ومجدها بقديمها الحاضرة وآمالها مطامعها تؤيد أن في وتجتهد قويا، استباقا

الماضية. العصورصحيح وهو الفرس، إلى بالقياس صحيح وهو العرب، إلى بالقياس صحيح ذلكقرب عن الأموية السياسية الحياة في اشتركوا الذين من وهؤلاء أولئك غير إلى بالقياسالعصبية هذه إن نقول: أن نريد وإنما ذلك، في القول نعيد أن نريد ولسنا بعد، أوالجاهلية على الشعر يحملوا أن إلى والموالي والربعية اليمنية اضطرت التي السياسيةآثارها من تعفهم لم أنها كما الأدبية، آثارها من أنفسهم المضريين تعف لم حملاأن حقها من وكان الإسلام، في المجد من حظها لمضر كان فقد والاجتماعية. السياسية

الجاهلي الأدب في

تتزيد أن على يحملها كان نفسه هذا ولكن والخلافة، النبوة من فيها الله أقر بما تعتزلم إن خلقا وتخلقه خاملا، كان إن شأنه من وترفع قديمها، تذكر أن وعلى المجد منوقد الكتاب، هذا فصول من تقدم فيما هذا على الأمثال لك ضربنا وقد موجودا؛ يكنعلى تحمله الإسلام؛ في للشعر تكلفا المضرية القبائل أكثر قريش كانت كيف عرفتوضعه. عن هي عجزت إن لها يضعه من وتستأجر استطاعت، إن تضعه الجاهلية:وهؤلاء أولئك وضع أن في سببا والأنصار قريش بين الخصومة كانت كيف عرفت وقدوليس جاهدوه، أو وأيدوه النبي عاصروا الذين شعرائهم على حملوه الشعر من كثيراتكون ما أحرص الناهضة الشعوب أن يعلمون جميعا فالناس الغرابة! من شيء ذلك فيقديما الباهر حديثها إلى وتضيف المجد، من وتتزيد تتكثر أن على وظفرها نهضتها إبانخمولها تعير أن من الظافرة الناهضة الشعوب على أشق وليس أزره. ويشد يلائمهنهضتهم إبان والرومان اليونان تكلف فيما ولنا والظفر. النهوض قبل شأنها وضعةكبير الأمر حقيقة في له يكن لم بقديم فيها ينوهون والأساطير والشعر الأخبار من

نقول. ما على دليل أصدق شأن،شديدة أنها فسترى الآن، الناهضة الشرقية الأمم حياة في تنظر أن تستطيع وأنتفي والافتنان التكلف إلى ذلك بها ينتهي أن تكره لا قديمها، أمر من الرفع على الحرصهذا ضيم نفسها عن لتمحو تذل حين قديمها شأن من الرفع تتكلف فالشعوب النحل،بين لتلائم تعز حين نفسه هذا تفعل والشعوب بالماضي، الحاضر عن ولتتعزى الذل،كانت ما يعيروها أن يستطيعون الذين الخصوم هؤلاء ألسنة ولتقطع وحديثها، قديمها

وخمول. ضعة من الفوز قبل فيهالربعية نحلت وكما وتكلفت، اليمانية نحلت كما وتكلفت، مضر نحلت فقد وإذنالتي الأسباب واختلفت النحل في جميعا اتفقوا وتكلفوا، الموالي نحل وكما وتكلفت،للشعر، وتكلفها المضرية نحل من كان بما يحدثوننا أنفسهم والقدماء عليه. حملتهمكثير في القدماء لنا ذكرها وإنما والأنصار، قريش بين الخصومة هذه نخترع لم فنحنوالمؤرخين، الأدباء كتب في وآثارها أخبارها تجد أن تستطيع وأنت والإطالة، التفصيل منالذي نويرة بن متمم بن داود عن سلام ابن رواها التي القصة هذه نخترع لم ونحنأن من القدماء عليه اتفق ما نخترع لم نحن ثم أبيه.1 على ويحمله الشعر يصنع كان

.١٤ صفحة سلام» ابن «طبقات 1

214

مضر شعر

الشيء فضاع وحفاظه، الشعر رواة من ضخمة طائفة أفنت قد والفتن والفتوح المغازيتجده لم فلما الأمصار، في استقرت أن بعد العرب وافتقدته الشعر، هذا من الكثيرربعية والحفاظ الرواة هؤلاء كثرة تكن ولم تخترع،2 أن استطاعت ما مكانه اخترعتأعناق على الإسلام قام فقد الموفور؛ النصيب فيها لمضر كان وإنما غير، ليس يمنية أوذلك استتبع وما العربية، الدولة تشييد في الأوفر الحظ صاحبة المضرية وكانت مضر،في شعر لليمن يكون أن نرفض أنا من قدمنا ما ذلك إلى أضف وفتنة. وفتح حرب منتتصل التي الأسباب لهذه الجاهلية، في شعر لربيعة يكون أن نرفض ونكاد الجاهلية،وأفنت الحروب أفنتهم الذين والحفاظ الرواة هؤلاء أن لك فسيظهر واللهجات، باللغاتالجاهلية في مضر شعر يروون مضريين كانوا إنما الشعر، من يحفظون كانوا ما معهم

الإسلام. وصدرشعرها لذهاب مضر ونحلت غيرها، نحل كما للعصبية مضر نحلت فقد وإذنمن نقف أن العلمية الأمانة علينا توجبه ما فأقل وإذن غيرها. نحل كما الصحيحالشك موقف نقول: وإنما الإنكار، أو الرفض موقف نقول لا الجاهلي، المضري الشعر

والاحتياط.الصعوبة لأن الإنكار؛ أو الرفض موقف الجاهلي المضري الشعر من نقف لا نحنبالقياس تعترضنا لا واليمنيين الربعيين شعر نرفض أن إلى اضطرتنا التي اللغويةالحجاز في ظهرت قد القرشيين لغة أن نعتقد أنا مرة غير لك بينا فقد المضريين، إلىوإذن العرب، بلاد من الشمالي القسم هذا في أدبية لغة وأصبحت الإسلام، قبيل ونجدقالوا قد الناحية هذه في نجموا الذين الشعراء يكون أن الوجوه من بوجه يبعد فليسالقطع في نتردد ولا هذا في نشك لا نحن بل الجديدة، القرشية اللغة هذه في الشعرلفظ من عليه استقامت ما على واستقامتها القرآن لغة نفهم أن عن نعجز فقد به؛وتنمو تنشأ أن من مكنتها قوية أدبية سابقة اللغة لهذه تكون أن دون وأسلوب ومعنىلسنا البديع. الكامل الطور هذا إلى القرآن بها يصل حتى طور إلى طور من وتستحيلقديم الشعر هذا أن في أيضا نشك ولسنا الجاهلية، في شعر لمضر كان قد أن في نشكنشك لا ولكننا العلماء. من والمتقدمون الرواة يظن مما وأبعد أقدم السابقة بعيد العهد

.١٠ صفحة سلام» ابن «طبقات 2

215

الجاهلي الأدب في

لا ا جد قليل شيء إلا منه لنا يبق ولم كثرته، وضاعت ذهب قد الشعر هذا أن في أيضاوكثر اضطرب قد مضر شعر من لنا بقي الذي القليل المقدار وهذا شيئا، يمثل يكادالمستحيل، من يكن لم إن ا، جد العسير من أصبح حتى والنحل، والتكلف الخلط فيه

وتصفيته. تخليصهالمضري الشعر صحة من القدماء يقول ما تقبل أن على حريصا تكن مهما وأنتحلها إلى الآن يبق لم المسائل من طائفة أمام الحيرة موقف تقف أن مضطر الجاهلي،عليها؟ يعتمد التي الأوزان هذه أصل وما مثلا؟ المضري الشعر نشأ فكيف سبيل: منبعبارة أو القصيدة؟ في القافية التزمت كيف أدق: بعبارة أو القافية؟ نشأت وكيفالقصار المقطوعات الجاهليون العرب عرف وهل القصيدة؟ نشأت كيف الدقة: في أبلغواحدة، قافية فيها يلتزم لا قصائد العرب عرف وهل الطوال؟ القصائد يعرفوا أن قبلوالطول؟ القصر من القصيدة حظ باختلاف وتكثر تقل مختلفة قواف على تعتمد وإنماالعرب اعتمد التي المقاييس كانت وماذا الوجود؟ إلى أسبق كان العروضية الأوزان وأي

الأوزان؟ هذه تخيل في عليهامن طائفة تلقي أن ولك الصرفة، المادية الشعرية الصناعة إلى بالقياس كله هذاالشعرية: بالمعاني متصلة وهي صعوبة، المسائل هذه من أقل ليست الأخرى المسائلوكيف الصرفة؟ المعنوية الوجهة من القصيدة وحدة أمرهم أول في العرب تصور فكيفبدء من الشعرية سنتهم تكوين في العرب احتال وكيف الوحدة، هذه عندهم نشأتبين الصلة وتحقيق موضوع، إلى موضوع من والانتقال معين، نحو على القصيدةهذه العرب عند نشأت كيف ثم القصيدة؟ عليها تشتمل التي المختلفة الموضوعاتالتشبيه على آخر وحينا المجاز على وحينا الحقيقة على حينا تعتمد التي الشعرية الصور

والكناية؟وقافيته الشعر وزن تمس لا المسائل من أخرى طائفة تلقي أن تستطيع وأنتلغة كانت فهل والصرفية: والنحوية اللغوية الوجهة من ألفاظه تمس وإنما ومعناه،شعرهم؟ إلينا وصل الذين الجاهليين هؤلاء شعر في نراها كما وصرفه ونحوه الشعرقليلا الآن نشهدها التي لغته تخالف أخرى لغة أمره أول في الشعر لهذا كانت هل أم

كثيرا؟ أونعرف أن عن فيه شك لا عجزا نعجز لأنا سبيل؛ من حلها إلى ليس مسائل هذه كليمكننا بما الأولية هذه من نلم أن عن فيه شك لا عجزا ونعجز الجاهلي، الشعر أولية

216

مضر شعر

أن نقبل أن نستطيع لا ونحن مقاربا. أو صحيحا حلا المسائل هذه حل نحاول أن مننشأ وإنما والنابغة. زهير عند هو كما كاملا نشأ أو السماء، من نزل قد العربي الشعربلغ حتى فشيئا، شيئا أجزاؤه واتسقت ونما قوي ثم مضطربا، واهنا ضعيفا الشعرعنا وذهبت الشعر هذا طفولة عنا وذهبت الإسلام، فيه ظهر الذي العصر قبل أشده

أيضا. تطوره مظاهرفلا المضري الجاهلي الشعر من القديم تلتمس أن تستطيع أنك الأمر غريب ومنالأبرص، بن عبيد الرواة يذكرهم الذين المضريين الشعراء أقدم ولعل بشيء، منه تظفر

وهو: واحدا، بيتا إلا له يعرف لا سلام ابن أن رأيت وقد

ف��ال��ذن��وب ف��ال��ق��ط��ب��ي��ات م��ل��ح��وب أه��ل��ه م��ن أق��ف��ر

كثيرا فيها يظهروا أن في اجتهدوا قد الناحلين من القصيدة هذه أتموا الذين وأننفوس في بقي قد كان الذكرى من شيئا أن على يدل وذلك العروضي، الاضطراب منلم المتكلفين ولكن العروضية، الناحية هذه من أوليته في الشعر اضطراب يمثل العربغير في فستحس القصيدة هذه تقرأ أن تستطيع فأنت الاضطراب، هذا تمثيل يحسنواالعروض بقواعد العلم يحسنون قوم صنعه مصنوع، متكلف الاضطراب هذا أن مشقة

وأصوله.الإسلام أدركت ا جد العصر فمتأخرة مضر من الجاهليين الشعراء هؤلاء كثرة فأماأيام إلى الآخرون وعاش إبانها، أو البعثة قبل أقدمها ومات النبي أدركت قل: أو كلها،عليك وما أمية. بني أيام أدركوا حتى منهم بفريق السن واتصلت الراشدين، الخلفاءأخبارهم صحت من سلام ابن فيها أحصى التي الشعراء» «طبقات في تنظر أن إلاالعشرة يبلغون لا الإسلام قبل منهم ماتوا الذين أن فسترى الجاهليين، شعراء من عندهاضطربت قد الإسلام قبل منهم ماتوا الذين أن وسترى المخضرمون.3 هم بقيتهم وأنوالعبث، الفساد فيه وكثر الشعر من إليهم يضاف ما وقل شديدا، اضطرابا أخبارهمبالمعنى قديم مضري جاهلي شعر من نيأس أن إلى مضطرون أننا على يدل هذا وكلشعر لنا يصح أن يمكن الذي المضري الجاهلي الشعر وإنما الكلمة، لهذه الصحيح

له. كالمعاصر أو القرآن معاصر العصر متأخر حديث

.٢٧ إلى ١٥ صفحة سلام» ابن «طبقات 3

217

الجاهلي الأدب في

يزاد أن ومن والاضطراب، الفساد من يسلم لم نفسه المتأخر الشعر هذا إن ثمالكتاب في قدمتها التي الأسباب بتلك كله هذا في متأثرا لفظه، ويغير منه وينقص فيهويقول النبي بها يمدح التي طالب أبي قصيدة هذا على الأدلة أقوى من ولعل الثالث.

فيها:

ل��لأرام��ل ع��ص��م��ة ال��ي��ت��ام��ى ث��م��ال ب��وج��ه��ه ال��غ��م��ام ي��س��ت��س��ق��ى وأب��ي��ض

القصيدة، هذه إليه وأضاف الكلام، جيد مكة شعراء من طالب أبا سلام ابن عد فقدفقال: منتهاها؟ أين أتدري فسأله: صحيحة، فقال: عنها سأله الأصمعي أن حدثنا ثمالنبي، فيها مدح أبياتا قال طالب أبا أن إلا سلام ابن يعرف يكن فلم وإذن أدري.4 لا

عليه.5 أمرها اختلط حتى فيها وزيد طولت قد الأبيات هذه ولكنمن أحد على يحمل لم أنه يحدثنا سلام فابن حسان، شعر في هذا مثل وقلهشام» ابن «سيرة في نظرت إذا تستطيع وأنت حسان.6 على حمل ما مثل الشعراءالعصر هذا في الشعراء أكثر على حمل قد بل تقول: أن والفتن والفتوح المغازي وكتبالبطولة عصر العصر هذا كان فقد هذا؟! في غرابة وأي حسان، على حمل ما مثلسياسية حركة الجديد الدين هذا عن ونتجت جديد، دين فيه ظهر المضرية، العربيةالبطولة عصور من عصرا رأيت ومتى القديم. العالم وجه لها تغير وعقلية واجتماعيةهذه من يفعلوا لم ما أهله على يحمل ولم والنحل، والتكلف القصص حوله يكثر لمعصرهم وحظ حظهم وتلائم ذكرهم من وتعلي شأنهم من ترفع التي والأعمال الأقوال

البطولة؟ منوالمشقة عنهم، صح الذي الشعر من أكثر الجاهليين هؤلاء على المحمول فالشعرالصحيح. الشعر وذلك المنحول المحمول الشعر هذا بين نفرق أن في هي إنما الحقيقيةلا ورواة قصاص نحلها التي هذه هي والنحل، التكلف ظاهرة أشعارا هنالك إن نعم!شعراء وضعها أشعارا هناك ولكن التقليد. في المهارة من ولا بالشعر العلم من لهم حظ

.٦٠ صفحة نفسه المصدر 4نفسه. المصدر 5.٥٢ صفحة 6

218

مضر شعر

على وأقدر والشعر، باللغة أعلم كانوا رواة وضعها وأخرى أنفسهم، العرب من ماهرونالشعر بين فالتفريق إليهما، ومن وحماد كخلف أنفسهم، العرب من فيهما التصرفإليه الوصول يمكن وقد اليسيرة، الأشياء من ليس هؤلاء صنعه الذي والشعر الصحيحوكيف بشيء، الموقف هذا مثل في يقطع ألا إلى مضطر الباحث أن أزعم ولكني أحيانا.ومؤسسي اللغة علماء من الفحول عنه انخدع وقد بشيء هذا مثل في تقطع أن تريدمختلفة لأغراض الرواة له وضع بما سيبويه انخداع من يقال ما رأيت وقد النحو؟

به.7 العبث منهاالذي هو إنه قال: الأصمعي إن يقال: حين بشيء هذا في تقطع أن تستطيع وكيف

قوله: الأعشى على وضع

وال��ص��ل��ع��ا ال��ش��ي��ب إلا ال��ح��وادث م��ن ن��ك��رت ال��ذي ك��ان وم��ا وأن��ك��رت��ن��ي

قوله: النابغة على وضع بأنه اعترف الأصمعي غير وإن

ال��ل��ج��م��ا8 ت��ع��ل��ك وأخ��رى ال��ع��ج��اج ت��ح��ت ص��ائ��م��ة غ��ي��ر وخ��ي��ل ص��ي��ام خ��ي��ل

لليمنيين كما وقصصا وأساليب أحاديث جاهليتهم في للمضريين أن تنس لا ثمإلى أضيف شعرا استتبعت قد والقصص والأساطير الأحاديث هذه وأن والربعيين،لليمنيين أن فكما واليمنيين. الربعيين إلى أضيف شعرا الأخرى استتبعت كما المضريين،البسوس، أحاديث وللربعيين ذلك، يشبه وما العرم سيل وأخبار الكلاب أحاديثهذه وكل بعاث. وأحاديث الفجار وأحاديث والغبراء داحس أحاديث فللمضريينالبحث موضع ولكن الشعر، فيها وقالوا دونوها قد شعراء يظهر فيما لها الأحاديثأم صحيحا الشعر هذا أكان إسلاميين، أم جاهليين الشعراء هؤلاء أكان نعرف أن هو

منحولا؟أن شأنه من ليس الجاهلية في صحيحا شعرا للمضريين بأن قولنا أن والخلاصةالمشقة من حظنا يضاعف أن شأنه من بل والاطمئنان، الدعة على يحملنا أو يريحنا

بولاق. طبع أول ج ١٨٩ صفحة خلكان ابن 7الثمين». «العقد راجع 8

219

الجاهلي الأدب في

في مضطرون ونحن الصحيح، الشعر هذا عن نبحث أن إلى مضطرون لأننا والعناء!أصولا ذلك بعد ونلاحظ النحل، أسباب من قدمناه ما كل نلاحظ أن إلى البحث هذاعندما وسترى والربعيين. اليمنيين شعر في إليها نحتج لم وعلمية فنية أخرى وقواعدبحيث واللين اليسر من ليس الشعر هذا تحقيق في الأمر أن المضريين للشعراء نعرض

إليك. يخيلكما ولا نحب كما وشعرهم الشعراء لهؤلاء نعرض لن أننا الآن منذ نقدم أنا علىوإنما التفصيلي، العلمي التحقيق إلى الكتاب هذا في نقصد لا لأنا نفعل؛ أن ينبغيالتحليل ومناهج البحث مذاهب من بسطه يمكن ما وبسط النماذج عرض إلى نقصدمن فيدرسه بيت لكل الباحث فيه يعرض الذي التحليلي التفصيلي النقد فأما الشعري.فيه، قيل الذي بالعصر واتصالا وقافية ووزنا وأسلوبا ومعنى لفظا المختلفة وجوههعلى يعرض وإنما القراء، من الكثرة على يعرض لا وهو الموضع، هذا غير موضع فله

وفنا. صناعة العلم من النحو هذا يتخذون الذين

المضريين الشعراء كثرة (2)

الجاهلية في المضريين الشعراء أسماء من والتاريخ الأدب كتب حفظت فيما نظرة أن علىوهذه غريبة، كثرة كثيرة الأسماء فهذه الحيرة، من يخلو لا موقفا تقفك بأن كفيلةجهة من القديم المضري الشعر من حفظ ولما جهة، من الأشياء لطبيعة مناقضة الكثرةالكثرة من المضريون الشعراء يكون أن يظهر فيما فتأبى الأشياء طبيعة فأما أخرى.فريق يجتمع ألا الغريب من يكون وقد مدينة، ولا فصيلة ولا قبيلة منهم تخلو لا بحيثشعراء. أو شاعر لهم يكون أن دون الأسماء من اسم تحت أو مكان في العرب منأن تستطيع لا قاسية لازمة اجتماعية حاجة العصر ذلك في كان الشعر إن يقال: وقدقل كبر، أو صغر العرب أحياء من الحي عنها يستغني أن ولا القبيلة، عنها تستغنيالملائمة كل ملائم كلها والفصائل كلها والأحياء كلها القبائل في الشاعر فوجود كثر، أووصلح تشب وحرب متصلة خصومة من تخلو تكن لم التي البدوية الحياة لطبيعةالمادية، مرافقها لها يهيئ من إلى حاجة في جماعة أو قبيلة أو حي كل أن وكما يعقد.أو المرافق هذه كانت أدبية المعنوية مرافقها لها يهيئ من إلى حاجة في كذلك فهيوقسوتها لزومها على نفسها المادية الحاجات هذه أن نلاحظ ولكنا دينية. أو سياسيةلهم يهيئون الذين من الاستكثار إلى البدوية القبائل تضطر أن يمكن ولا تضطر لم

220

مضر شعر

لها يهيئون كانوا الذين الشعراء من استكثرت كما الحاجة، إليها تمس التي المرافق هذهالحضارة عظمت كلما وتقوى تشتد الحاجة أن والمعروف والسياسية. الأدبية مرافقهايسير الاجتماعي العمل توزيع قانون أن أيضا والمعروف الناس. على سلطانها واشتدفحاجة وقوتها، الحضارة نمو مع ويتعقد يصعب إنما وأنه البدوية، الحياة في ببطءكان ثم ومن المتحضرة، الأمة حاجة من أبسط معنوية أو كانت مادية البدوية القبيلةالمتحضرة، الأمة في منهم البدوية القبيلة في أقل الحاجة هذه إليهم تدعو الذين العمالوغير العرب بلاد في تضطرب البدوية القبائل تزال وما أيضا. تنوعا وأقل عددا أقل هموتعقدت زادت ولعلها الجاهلي، العصر في كانت كما حاجاتها تزال وما العرب، بلادالشعر من كحظها الآن والشعراء الشعر من حظها أن ذلك مع نرى وما الشيء، بعضوالشعراء الشعر من الرواة لها يضيفه الذي كالحظ أو الجاهلي، العصر في والشعراءعلم، بعد وجهلت رقي، بعد البدوية العربية الأمة انحطت تقل: ولا العصر. ذلك فيمن خيرا كانوا الإسلام قبل العربية البلاد في البادية أهل أن نظن فما لين؛ بعد وقستبصيرة نفاذ منهم وأشد طبعا، منهم أصفى كانوا أو الآن، العربية البلاد في البادية أهل

للشعر. وتهيؤا قريحة وتوقدحين سيما ولا غرابة، من تخلو لا الرواة يسميهم الذين الشعراء هؤلاء فكثرة وإذنأن من الرواة به يتحدث كان ما إلى بالقياس شيئا ليست نفسها الكثرة هذه أن نلاحظضمضم أبا أن ومن الحصر، فوق كان الشعر أن ومن الإحصاء، فوق كانوا الشعراءقصيدة مائة أنشأ حمادا أن ومن عمرا، يسمى كان كلهم شاعر لمائة واحدة ليلة في أنشدقصيدة سبعمائة ينشد أن يستطيع كان أنه ومن المعجم، حروف من حرف كل علىغير أرجوزة ألف عشر أربعة يحفظ كان الأصمعي أن ومن سعاد»، «بانت كلها أولهايقال ومما منه، أكثر أو ذلك نحو يحفظ كان تمام أبا أن ومن والمقطوعات، القصائد

هؤلاء.9 غير عنالأمصار علماء بين الثالث القرن في شائعة كانت التي الفكرة أن على يدل هذا فكلعلى العرب تمثل كانت قل: أو الشعر، من حظا الأمم أعظم كأنهم العرب تمثل كانت

شيء. في الحق من يكون أن يمكن لا هذا أن وظاهر شعراء، جميعا أنهم

المصرية. الكتب بدار خطية نسخة المصري، سيبويه أخبار راجع 9

221

الجاهلي الأدب في

والفطنة الذوق من لهم كان محققين علماء من يخل لم العباسي العصر أن علىسلام ابن كان وربما الفاحش، اللغو هذا مثل في التورط من يعصمهم ما والاقتصادولم إسرافا يتعمدوا ولم كذب في يتورطوا لم الذين المحققين العلماء لهؤلاء مثل أحسنفي ذلك بعد وقعوا فإن الاحتياط؛ استطاعوا ما احتاطوا وإنما تضليل، إلى يقصدوا

النقد. ملكة في رقي من لهم كان ما وحظ والبيئة العصر حكم فذلك الخطأصح الذين الجاهليين الشعراء أسماء يحصي أن حاول أو سلام ابن أحصى وقدسبعين، بهم يتجاوز فلم الشعر، وقالوا وجدوا أنهم البصرة أهل من ولأصحابه لهأصحاب ذكر ثم شعراء، أربعة من طبقة كل تتألف عشر، طبقات إلى أولا قسمهمفي وأربعة المدينة في وخمسة مكة في ثمانية وهم القرى وشعراء أربعة، وهم المراثيالأعشى كان وإن شعراء،10 لليمامة يعرف لا أنه وأعلن البحرين، في وثلاثة الطائفعد ثم الطبقات، في سلام ابن عدهم وقد — الرواة يقول فيما — اليمامة من والمتلمسجميعا الشعراء هؤلاء من لواحد عرض إذا وهو الشعراء، من ثمانية لليهود سلام ابنلم وإن أنه وروحه الرجل لفظ من والظاهر أبياتا. أو بيتا له وروى شيئا عنه ذكرمن صحيح أنه البصرة أهل عند معروفا كان بما حسنا إلماما يلم فهو يستقصي يكنكثيرة طائفة عن سلام ابن أعرض وقد الشعر. من إليهم يضاف وما الشعراء وجودولا الرواة، من الفرج أبي غير وسماهم «الأغاني» في الفرج أبو سماهم الشعراء منالبصرة علماء من المحققين أن على واضح دليل سلام ابن من الإعراض هذا أن في شكويكفي الشعر. من إليهم يضاف ما صحة في أو الشعراء هؤلاء وجود في يشكون كانواالبلاد في مفرقين شاعرا سبعين الجاهليين الشعراء من ذكر قد سلام ابن أن نلاحظ أنشعراء ومنهم والمضري، والربعي اليمني فمنهم كلها، العربية والقبائل كلها العربيةوستين سبعة لمضر ى سم فقد الفرج أبو فأما اليهود. وشعراء البادية وشعراء المدنبإحصائهم، نحفل لم آخرين شعراء ى وسم عشر، ثلاثة ولربيعة أربعين، ولليمن شاعرا،

بجرهم. يتصل من ومنهم بجديس، يتصل من منهمشعرا بالناس تهتف كانت التي الهواتف هذه ولا الجن، شعراء نذكر ولم هذا؛وبقيت أسماؤهم ذهبت الذين الشعراء هؤلاء نذكر لم أننا كما أخرى، مرة ونثرا مرة

ص٧٠. سلام» ابن «طبقات 10

222

مضر شعر

والمقطوعات الطوال القصائد والتاريخ والنحو الأدب كتب في منها ورويت أشعارهم،المفردة. والأبيات القصار

هؤلاء بإزاء الرأي في متفقين يكونوا لم أنفسهم القدماء أن كله هذا في ترى فأنتيحتاطون البصرة أهل من المحققون كان فبينما الشعر، من إليهم يضاف وما الشعراءوالمرونة، اللين من شيء في لهم يروى ما يقبلون الكوفة أهل كان الاحتياط في ويتشددونما لقبول استعدادا الكوفة كأهل بغداد أهل وكان الأحيان. من كثير في إليه ويضيفونكان فقد النحل! من يبرءوا لم أنفسهم البصرة أهل أن على الرواية، في وتزيدا يروىتشدد في يكن ومهما الشيباني. عمرو وأبو حماد الكوفة أهل من كان كما خلف منهمونستكثر التردد، موقف أيضا منهم نقف فنحن إليه ومن سلام ابن واحتياط البصريينينبغي يكن لم ما وقبلوا خدعوا قد منهم الصادقين المنصفين أن ونرى إليه، اطمأنوا ماالسند بنقد عنوا الحديث، أصحاب من المحققين كأمر ذلك في أمرهم وكان يقبلوا، أنإليهم يحمل كان ما بنقد يعنون يكادوا ولم العناية هذه إلى وانصرفوا وتصحيحه،ذلك ومع الصحيح. من قريب أو صحيح السند أن لهم ثبت إذا والأشعار الأخبار منيخدع ولكنه محتاطا، مأمونا صادقا الراوي يكون فقد يكفي، لا وحده السند فتصحيحبحيث والفطنة والدقة المهارة من الراوي يكون وقد له، يروى وعما نفسه عن ذلك معالأمين. الورع التقي الصادق مظهر لهم ويظهر الناس على أمره يخفي أن يستطيعجمع فإذا الكوفة، في القبائل شعر يجمع كان الشيباني عمرو أبا أن يحدثوننا وهمشديد كان أنه هذا بعد يحدثوننا وهم بخطه، فكتبه المصحف إلى انصرف قبيلة شعر

للشعر. الوضع كثير كان أنه يحدثوننا هم ثم الخمر، بشرب الكلف

الداخلي النقد (1-2)

وإما مخدوعون، أنفسهم لأنهم إما الرواة؛ أمر في أنفسنا عن نخدع لأن معرضون فنحنطريقه، من إلينا يصل ما لتصحيح تكفي لا بالسند فالعناية وإذن خادعون. لأنهمالتعبير، هذا صح إن داخلي، نقد إلى الخارجي النقد هذا نتجاوز أن من لنا بد ولاهذا وقافيته. وعروضه ونحوه ومعناه لفظه في نفسه الشعري النص يتناول نقد إلىأصحيح الشعر من لنا يروى ما قيمة على يظهرنا أن يستطيع وحده لأنه لازم؛ النقدإلى بالقياس الآن منتجا ولا يسيرا ليس الشديد الأسف مع ولكنه صحيح؟ غير أم هوالنص هذا إن علمي ترجيح أو يقين في نقول أن نستطيع لا فنحن الجاهلي، الشعر

223

الجاهلي الأدب في

الجاهلي العصر هذا لغة لأن ملائم؛ غير أو الجاهلي للعصر اللغوية الوجهة من ملائمقاطعة صحة منها لدينا صح ما وكل صحيحا، علميا ولا تاريخيا ضبطا تضبط لميزعم أن يستطيع الذي ذا من ولكن القرآن. لغة هي إنما التدوين إلى حاجة في ولكنهاالنبي؟ لأيام المضريين بين مألوفة شائعة كانت التي الألفاظ كل استعمل قد القرآن أنشعر في نجدها التي اللغة هذه أن يزعم أن يستطيع الذي ذا من أخرى ناحية ومنإبان المضريين عند مألوفة شائعة كلها كانت اللغة معاجم وفي والعباسيين الأمويينالإسلام بعد خلطا خلطوا قد العرب أن الشك يقبل لا علما نعلم ونحن الإسلام، ظهورألفاظا استمدت كما أمية، بني أيام مضرية غير قبائل لغات امتصت قد مضر لغة وأنتدوين إلى نصل لم دمنا وما الفرس؟ وغير بالفرس الاختلاط وبعد الفتح بعد أعجميةاللغة هذه نتخذ أن عن عاجزون فنحن صحيحا تاريخيا تدوينا الجاهلية المضرية اللغة

رفضه. أو الإسلام قبل المضريين إلى يضاف ما لتصحيح علميا مقياسافمن والعروض، والصرف النحو إلى بالقياس هذا مثل تقول أن تستطيع وأنتمثلا سيبويه كتاب في هما كما والصرف العربي النحو أن يزعم أن يستطيع الذي ذاالذي ذا ومن الإسلام؟ قبل المضرية عند وصرف نحو من معروفا كان ما يمثلانكلها العروضية الأوزان هذه اصطنعوا قد المضريين من الجاهليين أن يزعم أن يستطيعاستعملت التي الأوزان لنا يعين أن يستطيع الذي ذا من بل الخليل؟ دونها ما نحو على

الإسلام؟ بعد استحدثت والتي الإسلام قبلأن يستطيع الذي الوحيد النحو أنه مع العلمية المقاييس من النحو فهذا وإذنالحق إلى بنا ينتهي أن يستطيع لا أمامنا، مغلق اليقين يشبه شيء أو يقين إلى بنا ينتهيإلى ومطمئنون هذا، إلى مطمئنون ذلك مع ونحن الجاهلي. المضري الشعر هذا أمر فيالسبيل فكيف الإسلام، بعد المضريين على حمل بما اختلط قد صح الذي الشعر هذا أن

غيره؟ من الصحيح تمييز إلى

اللفظ غرابة (2-2)

وخلاصته الجاهلي، الشعر تحقيق في والمحدثون القدماء يذهبه خداع مذهب هنالكقيل: الغريب كثيرة رصينة متينة كانت فإن الشعر؛ منها يأتلف التي الألفاظ إلى النظرالمذهب وهذا مصنوع. الشعر إن قيل: مألوفة لينة سهلة كانت وإن جاهلي. الشعر إنبينها ليس صحراء في يعيشون بادية أهل كانوا الجاهليين الشعراء أن على بالطبع يقوم

224

مضر شعر

بشيء محتفظة الصحراء بإقليم متأثرة بدوية لغتهم فظلت اتصال، الحضارة وبينوقبلت العيش ولين بالترف تأثرت التي الحضر لغة من يميزها والحوشية الغربة منشعر المذهب هذا لأصحاب عرض فإذا أيضا. الأجنبية والأجناس الأجنبية اللغات تأثيرفي يصنعون كما العلل، لذلك التمسوا ولين وإسفاف سهولة وفيه الجاهليين إلى يضافإلى يضاف ذلك مع وهو مسف، لين سهل الشعر هذا من فكثير زيد؛ بن عدي شعروالأمانة. بالصدق معروفون ثقات رواة علماء إليه يضيفه المضري، الجاهلي الشاعر هذاولا المشقة من شيء التعليل هذا في وليس والإسفاف. اللين هذا تعليل من بد فلا وإذنفي ينفق وكان الفرس، بحضارة متصلا كان أي الحيرة؛ أهل من عدي كان فقد العسر؛ولان، شعره رق جرم فلا ولين، نعومة من تخلو لا راضية، حياة الخصبة البلاد هذهخاصة. والمضريين عامة الجاهليين شعر في مألوف هو ما واللين الرقة هذه في وخالفأطراف في الغسانيين عند وعاشوا الحيرة، في عاشوا آخرين شعراء هنالك ولكنالأسر شديد ذلك في شعرهم وظل هنية، ناعمة حياة الإقليمين هذين في وقضوا الشام،النابغة مثلا لذلك ولنضرب اللين، حظ من أكثر فيه الشدة حظ متينا، رصينا المتن قويواتخذ وتحضر شديدا، اتصالا — الرواة يقول فيما — بالنعمان اتصل فقد الذبياني؛الشعر قوي ذلك مع وهو كثير، بشيء الغسانيين عطاء من وظفر والفضة، الذهب آنيةالسن، به تقدمت أن بعد النابغة نبغ فقد قلت فإن والصلابة. الشدة من الحظ عظيملغته تتغير أن اليسير يكن فلم تكوينه، تم أن بعد إلا والشام الحيرة بملوك يتصل ولمتربيته في وتأثر الحيرة، في ولد فقد حضرية، نشأة زيد بن عدي نشأ حين على لهجته أونادم لأنه النابغة مع اسمه يذكر آخر شاعر هناك قلت: الفرس، بحياة كلها ونشأتهامرأة المتجردة هوى إنه أيضا: ويقال النعمان، إلى بالنابغة وشى إنه ويقال: النعمانيتصل لم النشأة بدوي وهو اليشكري، ل المنخ هو الشاعر وهذا بها، وشبب النعمانشعراء أن نظن ما قصيدة له يروون والرواة السن، به تقدمت أن بعد إلا بالنعمانواللين، السهولة إلى منها أقرب شعرا يقولوا أن استطاعوا قد العباسي العصر في بغداد

مطلعها: التي القصيدة وهي

ت��ح��وري ولا ال��ع��راق ن��ح��و ف��س��ي��ري ع��اذل��ت��ي ك��ن��ت إن

225

الجاهلي الأدب في

فيها: يقول والتي

ال��م��ط��ي��ر ال��ي��وم ف��ي ال��خ��در ة ال��ف��ت��ا ع��ل��ى دخ��ل��ت ول��ق��دال��ح��ري��ر وف��ي ال��دم��ق��س ف��ي ف��ل ت��ر ال��ح��س��ن��اء ال��ك��اع��بال��غ��دي��ر إل��ى ال��ق��ط��اة م��ش��ي ف��ت��داف��ع��ت ف��دف��ع��ت��ه��اال��غ��ري��ر ال��ظ��ب��ي ك��ت��ن��ف��س ف��ت��ن��ف��س��ت ول��ث��م��ت��ه��اح��رور! م��ن ب��ج��س��م��ك م��ا ـ��ل م��ن��خ��ـ ي��ا وق��ال��ت: ودن��توس��ي��ري ع��ن��ي ف��اه��دئ��ي ـ��ك ح��ب��ـ غ��ي��ر ج��س��م��ي ش��ف م��اوال��س��دي��ر ال��خ��ورن��ق رب ف��إن��ن��ي ش��رب��ت وإذاوال��ب��ع��ي��ر ال��ش��وي��ه��ة رب ف��إن��ن��ي ص��ح��وت وإذاالأس��ي��ر ل��ل��ع��ان��ي ه��ن��د ي��ا ل��م��ت��ي��م م��ن ه��ن��د ي��ا

عهد حديث النشأة بدوي كالنابغة وهو الحد هذا إلى ولان المنخل شعر رق فكيفبالحضارة؟

داخل يعيش كان الذي الأعشى وهو لماما، إلا الحضارة يعرف لم آخر شاعر وهناكوأقيال والشام الحيرة أصحاب إلى — الرواة يقول فيما — ويختلف العربية، البلادشعر أن لك قدمنا وقد تنكر، ما واللين السهولة من الأعشى شعر في تجد وأنت اليمن،في يعيشون كانوا الربعيين الشعراء وأكثر اليسير، النزر إلا مسف لين سهل كله ربيعةشعر بال وما مضر؟ شعر دون ولان رق قد شعرهم بال فما العراق، بادية الباديةالواحد المضري الشاعر شعر بال ما بل ولين؟ رقة من يخل لم المضريين من فريقبن علقمة إلى تضاف التي القصيدة هذه إلى وانظر الواحدة؟ القصيدة في ويلين يصلب

بغدادي: لكأنه حتى يرق الذي البيت بهذا ابتدئت كيف عبدة

ال��ت��ج��ن��ب ه��ذا ك��ل ��ا ح��ق ي��ك ول��م م��ذه��ب ك��ل ف��ي ال��ه��ج��ران م��ن ذه��ب��ت

الفرس. وصف في الإلغاز إلى يصل حتى الشاعر يشتد ثمكثيرا شعرا للنابغة يصححون كما لعلقمة الشعر هذا يصححون ذلك مع والرواة

ولين. سهولة آخره وفي وشدة، صلابة صدره فيسهل ما منه ونرفض فنصححه، واشتد صلب ما الشعر هذا من نقبل أننا أفترى

ولان؟

226

مضر شعر

والاحتياط؛ والتردد الوقوف إلى يدعو نظرا الأمر في أن لولا هذا يقبل أن يمكن وقديؤخذ أن ولا وصعوبته، لغرابته صحيح أنه على الصعب الغريب يؤخذ أن ينبغي فلاوقد متكلفة، تكون قد الغرابة لأن ذلك ولينه؛ لسهولته منحول أنه على السهل اللينأنفسهم والقدماء والمتأدبين، العلماء خداع إلى وسيلة ويتخذها العالم أو الراوي يتكلفهاالذي هو خلفا أن يزعمون وهم منحولة، الشنفرى إلى تنسب التي اللامية أن يرون

البيت: هذا ففيها ذلك ومع نحلها،

ج��ي��أل وع��رف��اء زه��ل��ول وأرق��ط ع��م��ل��س س��ي��د أه��ل��ون دون��ك��م ول��ي

وغرابتها؟ ألفاظه وشدة البيت هذا صلابة في ترى فماذاأن دون تقرأها أن تستطيع أخباره، في «الأغاني» صاحب رواها قصيدة ولخلفتفسيرها في المعاجم إلى ورجعت الفرج أبو حولها قال بما استعنت فإذا شيئا، منها تفهمأن تستطيع وأنت لخلف، فالقصيدة ذلك ومع وأقبحه، الشعر أفحش من أنها عرفتكان فقد ذلك ومع الغريب. في وإغراقا العنجهية من حظا الأعراب أشد إلى تضيفهاالفهم إلى وأدناه اللفظ أيسر يصطنعون خلف عصر وقبل خلف عصر في العراق شعراء

فيه. والإقذاع الهجاء يريدون حينوذي والعجاج رؤبة رجز تقرأ أن تستطيع فأنت الحد، هذا عند الأمر يقف ولاحتى قليلا إلا منها تفهم أن دون عليها وتزيد المائة من تأتلف الأرجوزة تقرأ وأن الرمة،يعيشون الرمة وذو والعجاج رؤبة كان فقد ذلك ومع بالمعاجم. الاستعانة إلى تضطروكان العباس، بني أيام بعضهم أدرك حتى العصر هذا بهم وتأخر الأموي، العصر فيالجاهلي الشعر في تجد ولن رؤبة، عن والغريب واللغة الرجز يأخذ حبيب بن يونسأن في عندي شك من وليس الرجاز، هؤلاء رجز من والصلابة الشدة في تقرب قصيدةكثيرة لأسباب اختراعا الألفاظ ويخترعون تكلفا، الغريب يتكلفون كانوا الرجاز هؤلاءيكون أن يجب الرمة وذي وأبيه رؤبة رجز أن أفترى الكتاب. هذا غير في لها نعرض قد

الأسر؟ وقوة المتن شدة في مسرف اللفظ، غريب أنه إلا لشيء لا جاهليانقرأه أن نستطيع أيدينا بين نفسه والقرآن وخلف والعجاج لرؤبة نعرض لنا ومابالقياس الغريب قليل سهل يسير أسره وقوة متنه شدة على أنه فسترى فيه؛ وننظرمن فنفهمها سوره من الطويلة السورة نقرأ أن نستطيع ونحن الجاهلي، الشعر إلىالقرآن سهولة أن أفترى المعاجم، إلى شديدا احتياجا نحتاج أن دون اللغوية الوجهة

227

الجاهلي الأدب في

تلي الذي العصر إلى نسبته صحة في للشك مجالا تترك الأفهام من وقربه ألفاظه ويسرفيه؟

اللغوية الوجهة من فتفهمه أكثره تقرأ أن تستطيع عنه، صح الذي النبي وحديثعنف. ولا مشقة غير من

أن ينبغي ولا والقدم، الصحة على دليلا اللفظ غرابة تتخذ أن ينبغي فلا وإذنيضاف الشعر تقرأ أن غريبا فليس وإذن والجدة، النحل على دليلا اللفظ سهولة تتخذإلى يضاف الشعر نقرأ وأن صحته، ذلك مع ونرجح مشقة دون فنفهمه الجاهليين إلى

صحيحا. يكون أن ذلك مع ونرفض شيئا، منه نفهم فلا الجاهليينميالون فنحن الموضوع هذا في قاعدة شبه أو قاعدة وضع من بد يكن لم وإذاميالون أننا كما الغريب، في صاحبه يسرف الذي الشعر من الشك موقف نقف أن إلىواللين، السهولة في صاحبه يسرف الذي الشعر من أيضا الشك موقف نقف أن إلىصح وما القرآن لغة يناسب الذي هذا هو صحته في للنظر نستعد الذي الشعر وإنماالحوشية، في إسراف ولا للغريب تكلف غير في أسلوب ورصانة لفظ متانة الحديث منإسفاف غير في الفهم من وقربا مأخذ سهولة الحديث من صح وما القرآن ويناسبنقطع السهل المتين الشعر هذا نجد حين إننا نقول: لا أننا على السخف. من دنو ولاالذي الشعر هذا بأن لنا يقطع الذي فمن صحته، في للنظر نستعد قلنا: وإنما بصحته،في ماهر راوية أو إسلامي عربي شاعر ينحله لم ومتانة رصانة في ومعناه لفظه سهل

النحل؟

المعنى بداوة (3-2)

في يعتمدون اللفظ، دون المعنى في والنحل الصحة أسباب التماس إلى قوم يذهب وقدوالمضريين عامة الجاهليين الشعراء أن من الغريب أصحاب عليه يعتمد ما على ذلكظاهرة، وخشونة كثير شظف فيها عيشة الصحراء في يعيشون بادية أهل كانوا خاصةالاجتماعية البيئة ولحياة خاصة، الشاعر لحياة مرآة ومعناه لفظه في الشعر كان وإذاشعراء إليها يقصد التي المعاني تكون أن فيجب عام، بوجه الشاعر فيها يعيش التيشعر في وجد فإذا وموضوعاتها، وأغراضها صورها في البادية لحياة ملائمة الجاهليينوجد فإن لتفسيره؛ العلة نلتمس أن فيجب القانون هذا يخالف ما الشعراء هؤلاء بعضتجد لا قد أنك ذلك: مثال منحول. فالشعر وإلا فذاك، المخالفة هذه يفسر ما حياته في

228

مضر شعر

فقد ما؛ وحضارة ترف على يدل ما القيس امرئ شعر في رأيت إن الغرابة من شيئالحياة ملائمين وخياله تصوره يكون أن المعقول فمن ملك، وابن ملكا القيس امرؤ كانشعر ففي زيد، بن عدي شعر ومن المنخل، شعر من قدمنا ما أيضا ذلك ومثال الملوك،عن العراق في بالحضارة اتصلا لأنهما تقبل؛ ولكنها حضرية، معان الشاعرين هذين

بعيد. أو قريبقبل ننكر لأنا ذلك سبقه؛ الذي المذهب من الحق إلى أقرب ليس المذهب هذا ولكنأصحاب كانوا اليمن أهل أن نعلم ونحن بادية، أهل كلهم العرب يكون أن شيء كلأهلها يخل ولم حضارة من تخل لم مدن للمضريين كان أن نعلم ونحن حضارة،بين ظاهرا الفرق يكون أن فيجب وإذن والطائف، والمدينة مكة في رقيق عيش منعاشوا الذين الشعراء وألفاظ ومعانيهم، المدن في وعاشوا نشئوا الذين الشعراء ألفاظكل موافق والمدنيين المكيين فشعر الفرق؛ هذا نجد نكاد لا ولكنا ومعانيهم. البادية فيوالمعاني والأغراض والتصور الخيال في ونجد الحجاز أهل من البدويين لشعر الموافقةلأن المذهب؛ هذا على نعتمد أن نستطيع لا أخرى ناحية ومن ناحية، من هذا عام، بوجهوغير ونجد الحجاز في بادية كثرتهم ظلت وإنما الإسلام، بعد كلهم يتحضروا لم العربفكيف الشعر. ونحلت الجاهلية، في تقوله كانت كما الشعر تقول وظلت ونجد، الحجازليكون تكفي البدوي والمعنى البدوي والخيال البدوي التصور بأن تقطع أن تستطيعإلا ذلك تحقيق في تعتمد لم إذا بدويا إسلاميا الشعر هذا يكون لا ولم جاهليا؟ الشعر

البادية؟ لحياة وصوره معانيه ملاءمة علىمهرة يمنع الذي فما اللفظ، في قلنا ما مثل أيضا هذا في نقول أن نستطيع ونحنشعراء تقليد ويحسنوا ا، تام إتقانا البدوية الحياة يتقنوا أن المتحضرين والشعراء الرواةكان الذي هو وهذا الأغراض؟ من إليه يقصدون وما ومعانيهم ألفاظهم في الباديةومعانيها وأغراضها البادية بلغة أعلم وحماد خلف كان فقد العباس؛ بني أيام بالفعلتخطئة في يترددون لا أمثالهما من الرواة وكان أنفسهم، البادية أهل من وخيالاتها

أنفسهم. عن فيخدعونهم يقلدونهم كانوا كما الأعرابنحل قد الأعراب إلى يضاف الذي العذب الغزل هذا أن في شك من عندنا وليس

وبغداد. والبصرة الكوفة في أكثرهأن الفطنة من وليس اللفظ، تزييف من عسرا أشد ليس المعنى فتزييف وإذننتخذ أن الفطنة من ليس أنه كما الجاهلي، الشعر لصحة مقياسا المعنى بدوية نتخذ

أيضا. الشعر هذا لصحة مقياسا اللفظ غرابة

229

الجاهلي الأدب في

أو وجه، كل من صحيحا المقياس هذا وليكن مقياس، من لنا بد فلا ذلك ومعلأننا حال؛ كل على إليه محتاجون فنحن الآخر، بعضها دون الوجوه بعض من صحيحانستطيع لا أننا بحجة الجاهلية في المضريين إلى يضاف ما كل نرفض أن نستطيع لاأن عسى فما أيضا، تقليده لإمكان المعنى على ولا تقليده، لإمكان اللفظ على نعتمد أن

المقياس؟ هذا يكون

مقياسمركب (4-2)

ا، حق إليه نطمئن أن نستطيع علمي لمقياس بعد نوفق لم أننا إلى الآن من ننبه أن يجبتفيد فقد اليقين تفد إلا مقاييس أو مقياس إلى الوصول من نيأس لم ذلك مع ولكننا

اليقين. إلى يقرب الذي الترجيح إلى أحيانا تنتهي وقد الظن،اللفظ على نعتمد ولا وحده، المعنى على نعتمد ولا وحده، اللفظ على نعتمد لا نحنوتاريخية، فنية أخرى أشياء وعلى والمعنى اللفظ على نعتمد وإنما غير، ليس والمعنىفي الرأي صواب إلينا يقرب مقياسا لأنفسنا نستخلص كلها الأشياء هذه مجموع ومنالجاهلي. المضري الشعر هذا من طائفة في أصح بعبارة أو المضري، الجاهلي الشعر هذا

المثل. وضرب التفصيل من شيء دون هذا يفهم أن العسير من يكون وقدالشعر هذا تحقيق إلى طريقا ولنلتمس للبحث، موضوعا زهير شعر فلنتخذ

صحيح؟ غير أم هو أصحيح الحديثالبدوية للحياة ظاهرة ملاءمة ملائمين ومعناه زهير لفظ يكون أن نشترط فنحناللغة تكون أن ننكر أنا من قدمنا بما يعترض أن ينبغي ولا الجاهلي، العصر آخرمع ولكننا هذا، في رأينا نغير لا فنحن صحيحا؛ علميا تدوينا دونت قد المضرية الجاهليةنتصورها أن إذن فنستطيع والحديث؛ القرآن بفضل ما، بوجه اللغة هذه نعرف ذلكللغة ملائمة غير أو ملائمة الألفاظ هذه إن نقول: أن إذن ونستطيع ما، تصوراوما والخيالات الصور من منه يتألف وما المعنى في الأمر وكذلك النبي، أيام الجاهليين

الأغراض. من إليه يرميأمامنا بقيت فيه الشعر قيل الذي للعصر والمعنى اللفظ ملاءمة تحققنا فإذاغير آخر شيء إلى نلجأ وهنا والتزييف، التقليد إمكان مشكلة وهي ا، جد عسيرة مشكلةوهذه الفنية، الخصائص وهو الشعر، فيه قيل الذي للعصر وملاءمتهما والمعنى اللفظتلتمس أن ويمكن مثلا، زهير عند واحد، شاعر عند تلتمس أن يمكن الفنية الخصائص

230

مضر شعر

بالخصائص نكتفي فلا الاحتياط في نبالغ أن نريد ولكننا الشعراء. من طائفة عندليست الخصائص هذه تكون أن نأمن لا لأننا واحد؛ شاعر عند بها نظفر التي الفنيةالشاعر، إلى وأضافه الشعر نحل الذي الراوية حظ هي وإنما نفسه، الشاعر حظوشبه الأوابد قيد من أول القيس امرأ إن يقولون: فالرواة يوضحه؛ مثلا لذلك ولنضربالأوابد قيد من أول القيس امرأ أن لي يضمن الذي ذا فمن والعقبان، بالعصي الخيلالقيس امرئ شعر تكلف الذي الراوية يكون لا ولم والعقبان؟ بالعصي الخيل وشبهفيما القيس امرئ إلى ذلك وأضاف والعقبان، بالعصي الخيل وشبه الأوابد قيد الذي هو

أضاف؟دون وحده الشاعر عند توجد التي الفنية الخصائص بهذه أكتفي لا إذن أناهذا فيها يشترك أخرى خصائص ألتمس وإنما أرجحها، أو شعره بصحة لأقطع غيره

ما. صلة وبينهم بينه آخرون وشعراء الشاعرالشعراء من ما طائفة بين مشتركة ورأيتها الفنية الخصائص بهذه ظفرت فإذاهذه شعر أن على الدليل يقوم أن إلا الصحة، من نصيبا الطائفة هذه لشعر أن رجحتلأني الشك؛ إلى أعود الحال هذه وفي بعينه، راو رواه أو بعينه راو نحله قد كله الطائفة

ونحل. تكلف الذي الراوي خصائص المشتركة الخصائص هذه تكون أن آمن لاالراوي، خصائص لا شعراء خصائص هي إنما الخصائص هذه أن لي صح فإذاخصائصهم التمست البيت، من الشعراء هؤلاء إلى يضاف ما صحة ذلك على ورجحتتصحيح في عليها أعتمد أن حين منذ أبيت والتي منهم واحد كل بها انفرد التي الفنيةأن قدمت كما أريد غموض، أو لبس كل يزيل بمثل كله هذا ولأوضح رفضه، أو الشعرحجر، بن أوس راوية كان زهيرا بأن يحدثوننا الرواة أن فأرى زهير، شعر عن أبحثأبيه، عن الشعر تعلم شاعرا كان زهير بن كعب وأن زهير، راوية كان الحطيئة وأنيحدثوننا الرواة رأيت وقد والحطيئة. وكعب وزهير أوس أربعة: شعراء يدي فبين وإذنمن القصيدة يظهر أن قبل أحيانا الحول وينفق ويتكلفه شعره يصنع كان زهيرا بأنكعبا وأن صنعته، في ويشقى يتكلفه الشعر عبيد من عبدا كان الحطيئة وأن شعره،كله هذا كان فإذا وإذن؛ فيه. والعناء وتثقيفه الشعر صناعة ذكر قد كليهما والحطيئةالثاني وأستاذها حجر، بن أوس الأول أستاذها معينة شعرية مدرسة بإزاء فإنا ا حق. كثير أخذ جميل وعن جميل، الإسلام في عنه أخذ الذي الحطيئة الثالث وأستاذها زهير،ولألتمس الشعراء هؤلاء شخصية تكون التي الخصائص عن شيء كل قبل فلأعرض

231

الجاهلي الأدب في

الفنية الوجوه من بطائفة ظفرت فإذا التشابه، من جميعا بينهم يكون أن يمكن مابمدرسة ظفرت قد أني المرجح من كان شخصياتهم اختلاف على جميعا فيها يشتركونوإذا المدرسة. هذه عليها تقوم كانت التي الفنية وبالقواعد الجاهلي، الشعر مدارس منشعرهم أن المرجح كان الأربعة هؤلاء شعر روى أو نحل قد واحدا راوية أن لي يثبت لمالشعر هذا صحة إلى أستريح والتدقيق التحقيق هذا بعد أني هذا معنى وليس صحيح.نحله ذلك بعد ألتمس ثم وأرجحها، صحته أفترض أني معناه بل شك، ولا بحث غير فيقدمتها التي للأسباب الرواة وغير الرواة إليه أضاف مما صحيحه واستخلاص وتحليله

الثالث. الكتاب فيالفنية والخصائص والمعنى اللفظ من أؤلفه الذي المقياس بهذا أني ترى فأنتالجاهلي. الشعر هذا أمر في والصواب الحق من شيء إلى أصل أن أستطيع قد المشتركةحيث من الآن الجاهلي الشعر عن نبحث أن ينبغي لا أنه هي لهذا والنتيجةالشعراء، هؤلاء أنشأت التي المدارس حيث من بل إليهم، يضاف الذين الشعراء شخصيةفي الجاهلي للشعر كانت فقد يضحك؛ لا أنه لك أؤكد ولكني اللفظ، هذا من وستضحكأستكشف أن يظهر فيما واستطعت منها، بواحدة ظفرت فقد أنا فأما مدارس. مضرأن فعليك أنت وأما آنفا. ذكرتها التي المدرسة هذه وهي الفنية، خصائصها بعضالتي هذه المدينة، في الشعرية المدرسة فتلتمس الأسلوب هذا على البحث هذا في تمضيمالك بن وكعب ثابت بن وحسان الحطيم بن وقيس الأسلت بن قيس من تتألف كانتوشعراء حسان بن الرحمن عبد بن وسعيد حسان بن الرحمن وعبد رواحة بن الله وعبدالتي المدرسة هذه مكة، في الشعرية المدرسة وتلتمس الإسلام. بعد المدينة في الأنصارجهاد اشتد عندما ظهروا ولكنهم الجاهلية، في شأن لهم يكن لم شعراء من تتألف كانتمثلها خاصة قرشية شعرية سنة مكة في كونوا حتى شخصيتهم وقويت للنبي، قريشأخرى مدارس تلتمس أن وتستطيع والعرجي. ربيعة أبي بن كعمر شعراء الإسلام بعدمدرسة تنافس — يظهر فيما — كانت التي ضرار بن الشماخ كمدارس البادية، فيتأخذهم ولا جماعات المضريين الجاهليين الشعراء خذ النحو، هذا على وامض زهير.الأفراد خصائص فالتمس خصائصها جماعة لكل تحقق أن استطعت إذا حتى أفرادا،

ومميزاتهم.أشياء من تأليفا ألفته الذي المقياس هذا أن إلى مطمئن فأنا شيء من يكن ومهماهذه عليك فأعرض ولأبدأ بها، بأس لا نتائج إلى يؤدي قد بينها فيما الاتصال بعيدة

232

مضر شعر

من النحو هذا إتمام الباحثين من ولغيرك لك تاركا بخصائصها ظفرت التي المدرسةالاستقصاء.

النابغة – زهير بن كعب – الحطيئة – زهير – حجر أوسبن (3)

حجر أوسبن (1-3)

بأوس، نبتدئهم وأن واحد، فصل في الشعراء هؤلاء نجمع أن الغريب من يكون وقدهو أوس وأن واحد، أصل إلى جميعا ينتهون أنهم نرى أنا آنفا عرفت قد ولكنكا نص القدماء ببعضه يحدثنا وإنما أنفسنا، عند من هذا نستنبط لم ونحن أستاذهم.أو زهير، أستاذ كان قد أوسا أن على متفقون فهم تلميحا، الآخر بعضه إلى ويلمحونبين الفنية الصلة بهذه يكتفون لا قد وهم أوس. راوية كان زهيرا أن على أدق بعبارةيروون وبغداد والكوفة البصرة وعلماء لأوس. ربيبا كان زهيرا أن فيزعمون الشاعرينالنابغة ظهر حتى مضر، شاعر كان أوسا إن يقول: كان أنه العلاء بن عمرو أبي عنقد السنة هذه وكأن مدافع. غير الجاهلية في تميم شاعر ذلك بعد وظل فأخملاه، وزهيريعدلون لا تميم من أشياخا شهد أنه البصرة علماء بعض روى فقد تميم؛ بني في ظلتفظل منه طأطأ النابغة ولكن مضر شاعر كان أوسا بأن الأصمعي وتحدث أحدا، بأوسيعده سلام ابن أن والظاهر الثالثة، الطبقة في أوسا يعد عبيدة أبو وكان تميم. شاعرسلام ابن كتاب من أيدينا في مما سقط ولكنه والحطيئة، كعب مع الثانية الطبقة في

الثانية. الطبقة لهذه الرابع الشاعر معه وسقطوبغداد والكوفة البصرة علماء من القدماء أن على تدل والأخبار الأحاديث هذه وكلوزهير؛ النابغة تلميذيه إلا مضر من عليه يقدمون ولا وتفوقه، قدره لأوس يعرفون كانواالرواة ولكن أستاذهما. من أكثر عرفا حتى واشتهر عظم قد التلميذين هذين أمر لأنأنه على إلا يتفقون لا نسبه، في يختلفون فهم شيئا، أوس أمر من هذا بعد يعرفون لاواتصل فضالة، له: يقال أسد بني من رجلا مدح أنه على متفقون وهم تميمي، مضريسقط أنه هذا بفضالة اتصاله أصل أن يزعمون وهم قصيدة. بغير موته بعد ورثاه بهفلما مكانه، فبات ساقه فانكسرت أسد بني بلاد في وكان أسفاره بعض في ناقته عنوسألها صغراهن فدعا فزعن، رأينه فلما الكمأة، يجنين الحي بنات أقبل الصبح كانله: فقولي أبيك إلى اذهبي وقال حجرا فأعطاها فضالة، بنت حليمة قالت: اسمها، عن

233

الجاهلي الأدب في

جئتني لقد بنية، يا أبوها: قال رسالتها الفتاة أدت فلما السلام، عليك يقرأ هذا ابنحتى يفارقه ولم أوس على بيته ضرب حتى بأهله انتقل ثم الدهر. ذم أو الدهر بمدحما كل هذا مع ولكنها الإغراب، ومحاولة التكلف من القصة هذه في ما وظاهر استقل.

أوس. أخبار من الفرج أبو يرويمن نعرف أن من اليأس إلى ولنطمئن مجهولة، أوس حياة أن إلى إذن فلنطمئنهذه من الفائدة بعض من تخلو لا قد القصير ديوانه قراءة أن على هذا، غير شيئا أمرهنتبين أن نستطيع وقد هجاهم؛ وآخرين مدحهم قوم أسماء شعره في نجد فقد الناحية؛السرعة إلى أحوج ولكننا وقومه، بنفسه الفخر ومن والهجاء المدح هذا من حياته بعض

التفصيل. هذا عند نقف أن منلهذا نعرض أن إلى مضطرون ونحن شعره، ولنعرض الآن أوس حياة فلندعمفصلا، درسا أوس ديوان لدرس يتسع لا الكتاب هذا فمثل شديد؛ إيجاز في الشعراللفظية الوجهة من أوس شعر لأن ذلك ونمل؛ نثقل أن الدرس لهذا عرضنا إن ونخشىمتينة وألفاظه بدوية كلها فمعانيه صادقا، قويا تمثيلا البادية حياة يمثل والمعنويةقصائده من القصيدة تقرأ أن تستطيع وأنت أحيانا. الغريب فيها كثر وربما رصينة،هذه لبعد وإما وصعوبته، اللفظ لغرابة إما ستار؛ وراء من إلا معانيها تحس فلايضاف ما أن في شك من وليس التصور. وضروب الخيال ألوان من ألفت عما المعانيمما الفهم إلى وأقرب مأخذا وأدنى لفظا أيسر جملته في الشعر من وزهير النابغة إلىأن الظن وأكبر هذا، تثبت نماذج عليك وسنعرض أيضا. جملته في أوس شعر من بقيبعض أوس عن وزهير النابغة تأخر هو إنما وتلميذيه الأستاذ بين الفرق هذا مصدرالسادس القرن من الثاني النصف في كانت المضري الشعر لغة أن فالظاهر الشيء،والقيود الغريب من وتتحلل التحضر، بعض وتتحضر سريعا تطورا تتطور للمسيحالتطور هذا أعانوا الذين من كانا وزهيرا النابغة أن أيضا والظاهر ما. حد إلى البدويةإن ثم الخالد. بطابعه الأدبية اللغة هذه فطبع القرآن جاء حتى غايته إلى به وأسرعواكثر النحل أن وهو أستاذهما؛ وشعر التلميذين شعر بين الفرق لهذا آخر مصدرا هناكمن يخل لم الذي نفسه أوس شعر في النحل تشبه لا كثرة وزهير النابغة شعر فيالخاصة لأنه — أوس شعر من عنده نقف أن يعنينا والذي سترى. كما والتكلف، النحلفإن الوصف، في الشعري مذهبه شيء كل قبل هو إنما — تلاميذه وبين بينه المشتركةأن وعلى ناحية، من وتلاميذه زهير شعر نفهم أن على سيعيننا المذهب هذا تشخيص

234

مضر شعر

نغير أن وعلى أخرى، ناحية من قصير عصر في ورقيه نفسه المذهب هذا تطور نلاحظشاعر أوسا أن ذلك ثالثة. ناحية من العباس بني أيام الشعرية المذاهب بعض في رأيناويديه، وأذنيه بعينيه يشعر كأنه بحسه، يشعر كأنه التعبير، هذا صح إن مادي، حسيالحواس، وراء من الآخرين من أودعت حيث منه تودع لم الخيال ملكة كأن قل: أوملكة إن العلمي: التدقيق من بد يكن لم إن — قل أو نفسها. الحواس أودعت وإنماالحس، هذا عن الاستقلال قليلة المادي بحسه الاتصال شديدة كانت أوس عند الخيالإليها الحس ينقلها التي الصور تخضع تكن لم وحدها؛ شيئا تعمل تكن لم كأنها حتىنفسها الحواس تتخذ كانت إنما التأليف، ثم والتنقيح والتصفية التجويد من شيء إلىماديا، حسيا قدمنا كما أوس شعر في الوصف كان هذا ومن التأليف، هذا إلى وسيلةلمظاهر كالصادقة أو صادقة حكاية كان آخر، شيء بأي منه بالتصوير أشبه وكان

الطبيعة.تحس حاكية أدوات كانت صاحبنا حواس أن فتظن كله، هذا يخدعك أن ينبغي ولا«الفنوغراف»، شأن أو الشمسي التصوير أداة شأن هو كما وتصورها فتنقلها الطبيعةحواسه على الاعتماد شديد بالحواس، الخيال اتصال شديد الحس قوي أوس كان وإنمايؤلف كان — ولتلاميذه له أخرى ميزة وهنا — ولكنه الشعرية، الصور من يؤلف فيمابميزتين: يمتاز إذن فهو وعناء. مشقة ويجد التأليف هذا في ويعمل تأليفا، الصور هذهالشعر يتخذ فنانا كان أنه والثانية بالحس، التأثر شديد ماديا كان خياله أن إحداهماويقضي تفكيرا، فيه ويفكر إنشاء صاحبه وينشئه ويتعلم، يدرس وفنا وصناعة حرفة

القصير. غير الوقت فيه والتفكير إنشائه فيوكما الغزير، الينبوع من الماء يفيض كما أوس من يفيض إذن الشعر يكن لمعملا شعره يعمل أوس كان وإنما البادية، أهل من الشعر صدور نقدر أن تعودنا

إنشاء. وينشئهبينهما فيما مختلفتان شاعرنا بهما يمتاز اللتين الميزتين هاتين أن ترى فأنتعليها جبل وإنما الأمر، أول يتكلفها ولم الشاعر يردها فطرية إحداهما ظاهرا: اختلافاحمله الذي الاتصال هذا وحسه، خياله بين الشديد الاتصال هذا وهي معه، ونشأتذلك في يرجع أن دون المحسوسة الطبيعية المظاهر من الفني الجمال يستوحي أن علىنماها ولكنه أوس، ينشئها لم فطرية الميزة هذه الخاصة. ودخيلته نفسه أعماق إلىوبين بينه الفرق تلاحظ عندما ذلك نتيجة وسترى عليها، الاعتماد وأكثر وتعهدها

زهير. تلميذه

235

الجاهلي الأدب في

أساسية قاعدة واتخذها إليها وقصد الشاعر تعمدها فإرادية الأخرى الميزة وأماترسل التي السجية مع الشعر قوله في الاندفاع وعدم الطبع مقاومة وهي الشعري، لفنهعلى شاعرنا حملت التي المقاومة هذه بالماء. الينبوع يفيض كما بالشعر فتفيض إرسالاوهي والحطيئة. وكعب زهير عند ظاهرة ستجدها التي هي ويتكلفه شعره يعمل أنالأناة من به وصفوهم بما فوصفوهم الشعراء هؤلاء عند أحسوها الرواة أن سترى التي

الشعر. قول في والرويةعند الخالص البياني الفن استفاد أوس عند رأيناهما اللتين الخصلتين هاتين ومنوإذا فيها. والافتنان والاستعارة والمجاز التشبيه عندهم فكثر جميعا؛ الشعراء هؤلاءوالمجاز والاستعارة التشبيه على فاعتمدوا بدءوا الذين أن ا حق وعرفنا كله هذا لنا صحالجاهليون، الشعراء هؤلاء هم إنما فيها، التصرف في وافتنوا منها وأكثروا شعرهم فيفيه والإلحاح وتعمده الخالص البياني الفن صناعة أن عرفنا وزهير، أوس وبخاصةوليس العباس، بني أيام الجديدة الأدبية الحياة مظاهر من مظهرا نظن كنا كما ليستفي البيانية المدرسة هذه وليست نظن، كنا كما منميها، أو مبتكرها هو الوليد بن مسلموالنهضة، النمو عباسية أو النشأة عباسية للفن، بالفن تعنى التي المدرسة هذه الشعر؛الجاهلي، العصر في نشأت أثرا، العربي الشعر تاريخ في وأبعد ذلك من أقدم هي وإنماجميل منهم الأموي العصر في ممثلون لهم وكان والحطيئة، زهير ونماها أوس وأنشأهاثم المعتز وابن تمام أبو ثم مسلم فتناولها العباس، بني أيام إلى سننها واتصلت وكثير،

المتنبي.لا تأثير، من الجاهلية الشعرية المدرسة هذه لدرس سيكون ما مقدار ترى هنا منمنه أبعد آخر شيء إثبات في بل فحسب، بعضه أو كله صحيح هؤلاء شعر أن إثبات فيوعنيت فنا، الشعر اتخذت التي البيانية المدرسة هذه نشأة وهو الآداب؛ تاريخ في أثرا

والمعنى. الموضوع بجمال عنايتها عن تقل لا عناية والشكل الصورة بجمال فيهقد أن ونحسب دليلا، عليها نقم لم دعوى بسطنا أن على نزد لم الآن إلى ولكناذلك من فرغنا إذا حتى أوس، شعر من الواضحة بالمثل الدعوى هذه لنثبت الوقت آن

تلاميذه. عند الميزتين هاتين التمسناهذه هي الميزتين هاتين لإثبات أوس شعر من لها نعرض قصيدة أول ولعلما أجود أنها ويرون شديدا، إعجابا بها يعجبون القدماء كان التي الحائية القصيدة

الجاهلي. العصر أثناء المطر وصف في قيل

236

مضر شعر

يروونها فكانوا الكوفة أهل فأما القصيدة: هذه قائل في يختلفون القدماء كان وقدوكان عبيد. إلى مضافة الشجري» ابن «مختارات في تراها وأنت الأبرص، بن لعبيدوفي للمبرد، «الكامل» كتاب في ذلك تعرف أوس، إلى يضيفونها والبغداديون البصريونالقصيدة هذه أن والظاهر قتيبة، لابن الشعراء» «طبقات كتاب وفي «الأغاني»، كتاببينها ا جد شديد التشابه لأن — شك غير من — لأوس إحداهما قصيدتين من تأتلفوالأخرى أوس، شعر من أنها على والبصريون الكوفيون يتفق أخرى قصائد وبينأوس قصيدة وجمعوا عليهم الأمر فاختلط عبيد، أنه يظنون الكوفيون كان آخر لشاعر

الثانية. القصيدة هذه من وشيئاصرع مرات: ثلاث فيها الشاعر صرع قد أوس ديوان في القصيدة نرى أنا والواقع

فقال: المطلع في

إص��لاح ب��ع��د ف��س��اد ف��ي ف��ن��ك��ت إذ ال��لاح��ي ال��ص��ارم وداع ل��م��ي��س ودع

فقال: بقليل ذلك بعد وصرع

إص��ب��اح��ي؟! ال��ي��وم ب��ه��ذا ان��ت��ظ��رت ه��ل ال��لاح��ي س��اع��ة ول��ي��س��ت ت��ل��وم ه��ب��ت

فقال: بقليل هذا بعد صرع ثم

ل��واح ال��ن��وم ب��ع��ي��د ل��م��س��ت��ك��ف ص��اح��ي م��ع��ي ت��أرق ول��م أرق��ت إن��ي

لأوس، القصيدة هذه من الأول القسم يروون كانوا البصريين أن والظاهربقوله: المبرد استشهاد ذلك وآية الثالث، القسم إلى ويضيفونه

م��ك��لاح غ��ي��ر ع��روب ال��ح��ل��ي��م ت��ص��ب��ي آن��س��ة ال��رئ��م ب��م��ث��ل ل��ه��وت وق��د

لأوس. البيت وأضاف «العروب»، تفسير على

237

الجاهلي الأدب في

ويبدءونها القصيدة، من الأول القسم هذا يجهلون كانوا فكأنهم الكوفيون فأماوهو: الثاني، بالقسم

إص��ب��اح��ي؟! ال��ل��ون ب��ه��ذا ان��ت��ظ��رت ه��لا ال��لاح��ي س��اع��ة ول��ي��س��ت ت��ل��وم ه��ب��ت

هذا أن ظننا وأكبر الشجري»، ابن «مختارات في مبدوءة القصيدة ترى وكذلكعند نعرفه لا والحزن التفكير من شيء ففيه أوس؛ شعر من ليس نفسه الثاني القسم

الأبيات: هذه وانظر أوس،

إص��ب��اح��ي؟! ال��ل��ون ب��ه��ذا ان��ت��ظ��رت ه��لا ال��لاح��ي س��اع��ة ول��ي��س��ت ت��ل��وم ه��ب��توإص��لاح��ي إف��س��ادي ل��ن��ف��س��ي أن ع��ل��م��ت وق��د ت��ل��ح��ان��ي ال��ل��ه ق��ات��ل��ه��اب��أرب��اح أب��ن��ا ولا وه��ب��ن��ا ف��م��ا وي��ع��ج��ب��ن��ا ي��ل��ه��ي��ن��ا ال��ش��ب��اب ك��انص��اح��ي أن��ن��ي ي��وم��ا م��ح��ال��ة ف��لا ث��م��ن��ا ل��ه��ا أرزأ أو ال��خ��م��ر أش��رب إنوض��اح ال��ت��رس ك��ظ��ه��ر م��ل��ي��ع ف��ي أو ب��م��ح��ن��ي��ة ق��ب��ر م��ن م��ح��ال��ة ولا

الذي وهو يعنينا، الذي هو القصيدة من الثالث فالقسم شيء من يكن ومهمافي — شيء كل قبل — فسترى نظر، وإنعام تأمل في تقرأه أن إلى وندعوك عليك نعرضهبأشياء التشبيه وكثرة التشبيه، كثرة وسترى لك، ذكرناها التي المادية هذه القسم هذا

أوس: قال بدوية. وكلها بالبصر، أو بالسمع تحس كلها مادية

ل��واح ال��ن��وم ب��ع��ي��د ل��م��س��ت��ك��ف ص��اح��ي م��ع��ي ت��أرق ول��م أرق��ت إن��يل��م��اح ال��ص��ب��ح ك��م��ض��يء ع��ارض ف��ي أرق��ب��ه ال��ل��ي��ل أب��ي��ت ل��ب��رق م��ن ي��ا

لفظ استعمال وإلى المضيء، بالصبح البرق تشبيه الأول، التشبيه هذا إلى فانظرهذا من ليصلح اللفظ هذا استعمل كأنه حسنا، تمثيلا البرق خطف يمثل الذي لماحالبرق ضوء وليس لمحا، الصبح ضوء فليس الاحتياط، بعض فيه وليحتاط التشبيه،الصبح، لكأنه حتى يومض حين البرق ضوء قوة لك يصور أن أوس يريد إنما مستمرا؛

أوس: يقول ثم يقيم، لا لماح الضوء هذا إن يقول: أن نفسه الوقت في يريد ولكنه

ب��ال��راح ق��ام م��ن ي��دف��ع��ه ي��ك��اد ه��ي��دب��ه الأرض ف��وي��ق م��س��ف دان

238

مضر شعر

ثم الأرض، وبين بينه وقارب السحاب، إلى أضافه الذي الهيدب هذا إلى فانظرالتي المادية من الشاعر حظ قوة فسترى بالراح»، قام من يدفعه «يكاد قوله: إلى انظرثم قمت. إذا وتدفعه بيديك تمسه أن لتستطيع حتى الأرض، من قريبا السحاب تمثل

أوس: يقول

م��ص��ب��اح ض��وء أو م��ن��ش��رة ري��ط وأس��ف��ل��ه أع��لاه ب��ي��ن ك��أن��م��ا

يقول: ثم أيضا، بالبصر محسوسان ماديان تشبيهان وهما

داح��ي لاع��ب أو ف��اح��ص ك��أن��ه م��ب��ت��رك��ا الأرض ج��دي��د ع��ن ال��ح��ص��ى ي��ن��ف��ي

مبصران ماديان تشبيهان الثاني الشطر وفي ملموسة، مادية الأول الشطر وفييقول: ثم أيضا،

رم��اح ال��خ��ي��ل ي��ن��ف��ي أب��ل��ق أق��راب ش��ط��ب��ا ع��لا ل��م��ا ري��ق��ه ك��أنب��أرش��اح ه��م��ت ق��د ل��ه��ام��ي��م ش��ع��ث��ا ش��رف��ا ج��ل��ة ع��ش��ارا ف��ي��ه ك��أنض��اح��ي ق��رق��ر ف��ي أولاده��ا ت��س��ي��م م��ش��اف��ره��ا ه��دلا ح��ن��اج��ره��ا ��ا ب��حدلاح ال��م��اء ي��س��ح م��زن أع��ج��از ب��ه وم��ال ب��أولاه ج��ن��وب ه��ب��توم��ن��ط��اح م��ن��ه��ا م��رت��ف��ق ب��ي��ن م��ن م��م��رع��ة وال��ق��ي��ع��ان ال��روض ف��أص��ب��ح

أخرى، مرة وبالإبل مرة بالخيل تشبيه من فيها وما كلها، الأبيات هذه إلى فانظرأتقنها قد والتي بالسمع، وحينا بالبصر حينا تحس التي الشعرية الصور هذه وإلىتصوير في به يتمثلون فكانوا البادية أهل فتن أنه يظهر تحقيقا؛ وحققها الشاعر

الأدب. كتب من وغيره «الأغاني» في تجده ما على العارض ووصف السحابوصف إليهما يضاف المدرسة، هذه غير من آخرين شاعرين إلى هذا بعد وانظرلاميته في الأعشى والثاني المشهورة، معلقته في القيس امرؤ أحدهما والسحاب: للمطر

مطلعها: التي

ال��رج��ل؟! أي��ه��ا وداع��ا ت��ط��ي��ق وه��ل م��رت��ح��ل ال��رك��ب إن ه��ري��رة ودع

239

الجاهلي الأدب في

فقال: القيس امرؤ فأما

م��ك��ل��ل ح��ب��ي ف��ي ال��ي��دي��ن ك��ل��م��ع وم��ي��ض��ه أري��ك ب��رق��ا ت��رى أص��احال��م��ف��ت��ل ب��ال��ذب��ال ال��س��ل��ي��ط أم��ال راه��ب م��ص��اب��ي��ح أو س��ن��اه ي��ض��يءم��ت��أم��ل��ي م��ا ب��ع��د ال��ع��ذي��ب وب��ي��ن ض��ارج ب��ي��ن وص��ح��ب��ت��ي ل��ه ق��ع��دتف��ي��ذب��ل ال��س��ت��ار ع��ل��ى وأي��س��ره ص��وب��ه أي��م��ن ب��ال��ش��ي��م ق��ط��ن ع��ل��ىال��ك��ن��ه��ب��ل دوح الأذق��ان ع��ل��ى ي��ك��ب ك��ن��ي��ف��ة ح��ول ال��م��اء ي��س��ح ف��أض��ح��ى

من يخلو الذي الشعر هذا بين عظيم الفرق أن معي ترى أن في تتردد لا وأظنكلك. قدمناه الذي أوس وشعر الدقيقة الصورة أو الرائع التشبيه

فيقول: الأعشى وأما

ش��ع��ل ح��اف��ات��ه ف��ي ال��ب��رق ك��أن��م��ا أرم��ق��ه ب��ت ق��د ع��ارض��ا ت��رى ه��ل ب��لم��ت��ص��ل ال��م��اء ب��س��ج��ال م��ن��ط��ق ع��م��ل م��ف��أم وج��وز رادف ل��هش��غ��ل ولا ك��أس ف��ي ال��ل��ذاذة ولا أرق��ب��ه ح��ي��ن ع��ن��ه ال��ل��ه��و ي��ل��ه��ن��ي ل��مال��ث��م��ل؟! ال��ش��ارب ي��ش��ي��م وك��ي��ف ش��ي��م��وا، ث��م��ل��وا: وق��د درن��ا ف��ي ل��ل��ش��رب ف��ق��ل��تف��ال��رج��ل ف��الأب��لاء ف��ال��ع��س��ج��دي��ة ج��اده��م��ا ال��خ��ال ف��ب��ط��ن ن��م��ار ق��ال��وا:ف��ال��ح��ب��ل ال��رب��و م��ن��ه ت��داف��ع ح��ت��ى ف��ب��رق��ت��ه ف��خ��ن��زي��ر ي��ج��ري ف��ال��س��ف��حال��س��ه��ل ال��غ��ي��ن��ة ف��ك��ث��ي��ب ال��ق��ط��ا روض ت��ك��ف��ل��ة ال��م��اء ع��ن��ه ت��ح��م��ل ح��ت��ىوال��رس��ل ال��ق��ود ع��ن��ه��ا ت��ج��ان��ف وزرا غ��رض��ا أص��ب��ح��ت ق��د ل��ه��ا دي��ارا ي��س��ق��ي

حظا منه وأقل وروعة، جودة القيس امرئ شعر من روينا ما دون الشعر وهذاالبيت: هذا لولا ا تام خلوا التشبيه من يخلو يكاد هو بل التشبيه، من

م��ت��ص��ل ال��م��اء ب��س��ج��ال م��ن��ط��ق ع��م��ل م��ف��أم وج��وز رادف ل��ه

الذي الشعري، المذهب هذا عن البعد كل بعيدون فنحن شيء من يكن ومهمانستطيع ونحن أوس. حائية في رأيناه الذي الدقيق والتصوير المادي الحس على يعتمدوصف مشهورة، لامية أخرى قصيدة إلى وننتقل أوس، شعر من القصيدة هذه ندع أن

240

مضر شعر

وصف في سلكها التي نفسها الطريق السلاح وصف في وسلك فأجاد، سلاحه أوس فيهاالدقيق: المادي والتصوير التشبيه طريق وهي والسيل، والمطر السحاب

أع��ص��لا ال��ش��ر م��ن ن��اب��ا ل��ه��ا رأي��ت ب��ع��دم��ا ل��ل��ح��رب أع��ددت ام��رؤ وإن��يم��ن��ص��لا م��زج��ا ع��راص��ا ال��ق��س��ب ن��وى ك��ع��وب��ه ك��أن ردي��ن��ي��ا أص��مال��م��ف��ت��لا ال��ذب��ال وي��ح��ش��وه ل��ف��ص��ح ي��ش��ب��ه ال��ع��زي��ز ك��م��ص��ب��اح ع��ل��ي��هف��أج��ف��لا ري��ح ن��ف��ح ب��ق��اع أح��س ق��رارة ك��ن��ه��ي ص��ول��ي��ا وأم��ل��سأع��زلا ال��ن��ج��م م��ن ط��ل��ع��ا ص��ادف��ت وق��د ارت��ف��اع��ه��ا ع��ن��د ال��ش��م��س ق��رون ك��أنت��س��رب��لا إن لام��رئ وأزي��ن ف��أح��ص��ن وش��ع��اع��ه��ا ض��وءه��ا ف��ي��ه ت��رددت��ه��ل��لا ح��ب��ي ف��ي ب��رق ت��لأل��ؤ غ��راره ك��أن ه��ن��دي��ا وأب��ي��ضت��أك��لا ال��ل��ج��ي��ن م��ص��ح��اة م��ث��ل ع��ل��ى أث��ره ت��أك��ل غ��م��د م��ن س��ل إذاف��أس��ه��لا ب��ردا خ��اف ذر وم��درج ال��رب��ا ي��ت��ب��ع ال��ن��م��ل م��دب ك��أنم��ن��ص��لا وأن��ع��ت أب��ل��ى ب��ال��ذي ك��ف��ى ج��لائ��ه م��ت��ون م��ن ص��ف��ح��ت��ي��ه ع��ل��ىم��ج��ل��لا ب��ال��س��ح��اب ت��راه ب��ط��ود ش��ظ��ي��ة ف��رع رأس م��ن وم��ب��ض��وع��ةال��م��ت��ن��زلا ي��زل��ق ب��ده��ن ع��ل��ل��ن م��ت��ون��ه ك��أن ص��ف��وان ظ��ه��ر ع��ل��ىم��ت��أم��لا ط��رف��ه ف��ي��ه��ا ل��ي��ك��لأ ن��ف��س��ه ي��ج��ش��م راع ب��ه��ا ي��ط��ي��فم��ع��ج��لا م��ن��ه��ا ب��ال��ي��أس ق��رون��ت��ه وأس��م��ح��ت م��ي��دع��ان م��ن ام��رأ ف��لاق��ىم��ع��م��لا وي��ق��ص��ر غ��م ع��ل��ى ي��دل م��خ��ب��را ت��ذك��رن ه��ل ل��ه: ف��ق��الت��ب��ك��لا أو ب��ه��ا ب��ي��ع��ا ل��م��ل��ت��م��س ب��ض��اع��ة م��ن أب��ص��رت��ه��ا م��ا خ��ي��ر ع��ل��ىوت��ع��م��لا ت��ك��ل ح��ت��ى ب��ق��ن��ت��ه ت��ن��ال��ه ل��ن ش��ام��خ ج��ب��ي��ل ف��وي��قم��ه��ب��لا ن��ي��ق��ي��ن ك��ل رأس��ي ب��ي��ن ي��رى دون��ه ال��ط��ود م��ن أل��ه��اب��ا ف��أب��ص��روت��وك��لا ل��ه ب��أس��ب��اب وأل��ق��ى م��ع��ص��م وه��و ن��ف��س��ه ف��ي��ه��ا ف��أش��رطت��وص��لا م��رق��ى ط��ول ع��ل��ي��ه ت��ع��ي��ا ك��ل��م��ا ال��ص��خ��ر أظ��ف��اره أك��ل��ت وق��دت��ف��ص��لا ع��ن��ه زل ل��و م��وط��ن ع��ل��ى م��ش��ف��ق وه��و ن��ال��ه��ا ح��ت��ى زال ف��م��ام��ؤم��لا رج��اء إلا ن��ف��س��ه ولا ب��ه ص��ع��دت ال��ذي ي��رج��و لا ف��أق��ب��لف��أط��ولا ع��ل��ي��ه ح��رص��ا ب��ه��ا وح��ل ق��ض��اءه ي��ري��د م��م��ا ق��ض��ى ف��ل��م��اص��ي��ق��لا ب��ال��م��داوس ب��أخ��ذ رق��ي��ق غ��راب��ه��ا ح��د ذات ع��ل��ي��ه��ا أم��رت��ف��ت��لا م��ا إذا ال��ب��ه��م��ى س��ق��ى ش��ب��ي��ه ع��وده��ا ب��راي��ة م��ن ف��خ��ذي��ه ع��ل��ى

241

الجاهلي الأدب في

ل��ت��ذب��لا ال��ل��ح��اء م��اء ي��م��ظ��ع��ه��ا ي��زل ل��م ال��ك��رب ذل��ك م��ن ن��ج��ا ف��ل��م��اف��ت��ع��ط��لا ب��ه��ا أزرى ق��ص��ر ولا ع��اب��ه��ا ال��ط��ول لا ص��ف��راء ف��ج��رده��اأف��ض��لا ال��ك��ف م��وض��ع م��ن ع��ج��س��ه��ا ولا م��ل��ئ��ه��ا دون لا ال��ك��ف ط��لاع ك��ت��وموأزم��لا ن��ئ��ي��م��ا ع��ن��ه��ا أن��ب��ض��وا إذا ل��ص��وت��ه��ا س��م��ع��ت ت��ع��اط��وه��ا م��ا إذاأق��ب��لا ث��م ع��ج��س��ه��ا م��ن م��ن��ت��ه��ى إل��ى س��ه��م��ه��ا أدب��ر ال��ن��زع ف��ي��ه��ا ش��د وإنوت��ن��ب��لا ص��ان��ع ف��ي��ه��ا ت��ن��ط��ع غ��رائ��ب ف��روع م��ن ج��ف��ي��ر وح��ش��وت��زي��لا ري��ح ي��وم ف��ي ال��غ��ض��ا ك��ج��م��ر أن��ص��لا ورك��ب��ن أن��ض��اء ت��خ��ي��رنوت��ص��ق��لا ت��س��ن أن إلا ي��ب��ق ف��ل��م ف��ه��م��ه م��ن��ه��ن ال��ص��ن��ع ف��ي ق��ض��ى ف��ل��م��اأط��ح��لا ال��م��س ل��ي��ن ل��ؤام��ا س��خ��ام��ا ظ��واه��را ي��م��ان ري��ش م��ن ك��س��اه��نم��خ��ض��لا أه��اض��ي��ب ذا ي��وم��ا ك��ان وإن ال��ن��دى س��اق��ط ف��ي أن��ف��رن إذا ي��خ��رنم��ب��ق��لا ع��رن��ان ص��ادف��ن وأط��لاؤه��ا ال��ش��وى ال��م��ل��م��ع��ة ال��م��ط��اف��ي��ل خ��واروأع��ج��لا ح��روب م��ن ب��أس وأردف ال��ت��ق��ت إذا ال��ح��روب ف��ي ع��ت��ادي ف��ذاك

سيفه يصف أن أراد حين المادي التشبيه من الألوان هذه إلى عمد كيف إليه فانظروالصوت ووترها، منه اتخذت الذي والعود القوس يصف أن أراد وحين ودرعه، ورمحهوريشها، السهام هذه نضال ثم السهم، وحركة عنها ينزع حين القوس عن ينبعث الذيصعوبة من لفظه يخلو لا الذي المادي التشبيه طرق من ترى ما كله هذا في سلكالمشقة هذه الإنسان يتكلف أن يستحق بحيث الفني الجمال من ولكنه ما، ومشقة

ويتذوقه. ليفهمهفنون وعلى عليه يعتمد الذي الوصف من النوع وهذا التشبيه هذا تجد وأنتالأبيات كهذه إليه، مضافا أو منحولا يكون أن إلا كله أوس شعر في المختلفة البيانلم الذي الشعر من أوس على أدخل لما نموذجا — حين بعد — عليك سنعرضها التيهذه عند ا جد قصيرة وقفة معك أقف أن دون أوس شعر أدع أن أريد لا ولكني يقله.شديدا، إعجابا بها يعجبون القدماء كان والتي لأوس، حفظت التي الأخرى، القصيدةالتي المرثية هي القصيدة وهذه آنفا، ذكرها مر التي بالحائية إعجابهم من أقل ليس

مطلعها: والتي فضالة صاحبه بها رثى

وق��ع��ا ق��د ت��ح��ذري��ن ال��ذي إن ج��زع��ا أج��م��ل��ي ال��ن��ف��س أي��ت��ه��ا

242

مضر شعر

رثاء يبتدئ لم أحدا إن يقول: قتيبة ابن وكان المطلع، بهذا يعجبون القدماء كانفيها، التأثير شديد النفس من الموقع حسن جميل البيت أن والواقع البيت. هذا بمثلالشيء تقبل أن إلى يدعوك الذي الإذعان هذا للقضاء، الإذعان من النحو هذا سيما ولاالقصيدة هذه من يعنينا الذي وإنما ا. مرد له تستطيع فلا وقع قد دام ما هو كماحتى التعبير في المادية الطريقة هذه وهو أوس، شعر من سبق فيما عنانا الذي هوأعماق إلى ويرجع الخارجية الأشياء عن عادة الشاعر فيها يعرض التي الموضوعات فيالمطلع هذا في نفسه إلى أوس رجع وقد كمين، حزن من فيها وما عواطفها يستثير نفسهثم خلال، من له كان ما فعدد صاحبه، إلى انصرف أن يلبث لم ولكنه رويناه؛ الذيالتشبيهات من طائفة إلى وسيلة الرثاء هذا ويتخذ خارجية، كلها بأشياء يرثيه أخذ

قال: وروعة. جمال من تخلو لا المادية، والتعبيرات

ج��م��ع��ا وال��ق��وى وال��ح��زم ـ��دة وال��ن��ج��ـ ال��س��م��اح��ة ج��م��ع ال��ذي إنس��م��ع��ا وق��د رأى ق��د ك��أن ـ��ن ال��ظ��ـ ل��ك ي��ظ��ن ال��ذي الأل��م��ع��يط��ب��ع��ا ي��م��ت ول��م ب��ض��ع��ف ي��م��ن��ع ل��م ال��م��رزأ ال��م��ت��ل��ف ال��م��خ��ل��فرب��ع��ا ع��ائ��ذ خ��ل��ف ي��رس��ل��وا ل��م إذا ت��ح��وط ف��ي ال��ن��اس وال��ح��اف��ظج��زع��ا ن��ف��وس��ه��م وط��ارت ـ��وام ب��أق��ـ ال��ب��ط��ان ح��ل��ق��ت��ا وازدح��م��تم��ل��ت��ف��ع��ا ال��ف��ت��اة ك��م��ي��ع ب��ات وإذ ال��ب��ل��ي��ل ال��ش��م��أل وه��ب��تف��رع��ا م��ج��ل��لا س��ق��ب��ا أق��وام ال��ـ م��ن ال��ع��ب��ام ال��ه��ي��دب وش��ب��هس��ب��ع��ا أه��ل��ه��ا زاد ف��ي ـ��ح��س��ن��اء ال��ـ ال��م��ن��ع��م��ة ال��ك��اع��ب وك��ان��تال��ن��زع��ا؟ ي��ح��اول ق��د ل��م��ن ش��يء م��ن الإش��اح��ة ت��ن��ف��ع وه��ل أودىط��م��ع��ا وط��ام��ع ط��را ـ��ي��ان وال��ف��ت��ـ وال��م��دام��ة ال��ش��رب ل��ي��ب��ك��كج��دع��ا ت��ول��ب��ا ب��ال��م��اء ت��ص��م��ت ن��واش��ره��ا ع��ار ه��دم وذاتت��ل��ع��ا وس��ائ��ر م��غ��ي��را خ��اف��وا وإذ ال��ص��ب��اح ح��اذروا إذ وال��ح��ي

الجدب تمثيل في المادية الخارجية الصور من طائفة على اعتمد كيف فانظرالبرد، من الإشفاق شديد رجلا مرة علينا يعرض فهو القبيلة، في وآثارها والبرد والقحطفتاة أخرى مرة علينا ويعرض امرأته. دون وحده به يلتفع بردائه نفسه ليؤثر إنه حتىأرهقاها قد والجدب القحط ولكن الطعام، إلى الميل قليلة تكون أن شأنها من ناشئةثالثة ومرة القليل. الشيء الزاد هذا من يكفيه لا السبع فكأنها أهلها زاد في أسرفت حتى

243

الجاهلي الأدب في

فأطرافها كله، جسمها يستر أن يستطيع لا باليا ثوبا اتخذت قد معوزة فقيرة امرأةوتلهيه تصمته وهي ويتضور يصيح يديها بين الصغير وطفلها عارية ونواشرها بادية

بالماء.لضربت والإملال الإطالة أجتنب أن أريد أني ولولا كله، أوس شعر النحو هذا وعلى

أريد. ما إثبات في قوة الأمثال هذه من أقل ليست أخرى أمثالا لكمذهب ذهبوا قد جميعا أنهم أيضا والنابغة وتلاميذه لزهير نعرض عندما وسترىلم أنهم على الدقيق، المادي والتصوير التشبيه من النحو هذا على الاعتماد في أستاذهماستعارة والألفاظ المعاني من طائفة منه استعاروا بل أثره، واقتفاء بتقليده يكتفواشائعا حظا أصبحت قد كانت والألفاظ المعاني هذه لكأن حتى شكا، تحتمل لا ظاهرة

كلها. للمدرسةالميمية القصيدة على أحيلك ولكني لهذا، الأمثال ضرب في أطيل أن أريد ولست

مطلعها: والتي أوس قالها التي

ال��م��ك��رم وال��ش��ب��اب ال��ت��ص��اب��ي وب��ه ل��م��ي م��ع��رف��ة ب��ع��د م��ن��ا ت��ن��ك��رت

بالمعلقة. المعروفة ميميته في استغلها قد زهيرا فسنرىوصف في أوس شعر على فيه معتمد الصيد وصف من والنابغة زهير في ما وكلأنها فزعم ناقته ذكر حين داليته في النابغة إليه قصد الذي التشبيه وهذا أيضا، الصيدففر، وكلابه الصائد أحس حين الثور هذا قصص علينا يقص أخذ ثم الوحشي، كالثور— النابغة عند نجده الذي التشبيه هذا نقول — صرعها حتى الكلاب فصارع عطف ثمواستعاروا أوس، شعر على الشاعران فيه اعتمد إنما زهير؛ عند منه قريبا شيئا وتجد

أيضا. وصوره أوس ألفاظ الأحيان من كثير فيشعره في يتوكأ كان زهيرا إن يقولون: فكانوا هذا، من لشيء القدماء فطن وقدلفظها استغلا والنابغة؛ زهير استغلها لأوس أبياتا قتيبة ابن وذكر أوس، شعر على

البيت: هذا منها أخرى، أحيانا لفظها دون معناها واستغلا أحيانا، ومعناها

ت��ق��ل��م ل��م أظ��ف��اره��ا ح��ق��ب��ة ل��ف��ي ء ه��ؤلا والأح��ال��ي��ف إن��ا ل��ع��م��رك

244

مضر شعر

فقال: زهير أخذه

ت��ق��ل��م ل��م أظ��ف��اره ل��ب��د ل��ه م��ق��ذف ال��س��لاح ش��اك��ي أس��د ل��دى

فقال: النابغة وأخذه

الأظ��ف��ار م��ق��ل��م��ي غ��ي��ر آت��وك أن��ه��م م��ح��ال��ة لا ق��ع��ي��ن وب��ن��و

زهير، إلى ولننتقل الآن أوسا فلندع كثير. وكعب والنابغة زهير شعر في هذا ومثلأوس: إلى أضيف الذي للمنحول نموذج أنها على الأبيات هذه لك ننقل أن بعد ولكن

ال��ج��وام��ع أح��ك��م��ت��ه ح��زم أم��ر إل��ى ج��ل��ه��م لأدع��و ق��وم��ي إل��ى رح��ل��توس��ام��ع راء وال��ل��ه م��ن��ى ب��خ��ي��ف ت��ع��اق��دوا ع��ل��ي��ه ك��ان��وا ب��م��ا ل��ي��وف��واال��رواج��ع ال��ق��دي��م ب��ال��ود وي��رج��ع م��غ��رم وي��ع��رج أرح��ام وت��وص��لص��ان��ع أن��ا ال��ذي ف��ب��ل��غ��ه��ا وأوس��ا ك��ل��ه��ا ع��ث��م��ان أف��ن��اء ب��ه��ا ف��أب��ل��غالأص��اب��ع ش��اي��ع��ت��ن��ي م��ا ال��ع��لا وأم��ر وال��ت��ق��ى ال��ب��ر إل��ى ج��ه��را س��أدع��وه��مواس��ع ال��ل��ه م��ن ث��وب س��ي��ل��ب��س��ك��م ف��إن��ه اس��ت��ط��ع��ت��م م��ا ج��م��ي��ع��ا ف��ك��ون��واوت��داف��ع ال��ع��لا ت��ث��ن��ي ي��دا وك��ون��وا ف��اج��م��ع��وه��م ق��وم��ك��م ف��أس��م��وا وق��وم��واودائ��ع ال��ع��ه��ود إن ب��ه��ا ف��أوف��وا أم��رت��ك��م م��ا ت��ف��ع��ل��وا ل��م أن��ت��م ف��إنخ��ال��ع ال��م��ؤك��د ل��ل��ع��ه��د ه��و وم��ن ب��ع��ه��ده ف��ي��وف��ي ي��دع��و م��ن وش��ت��انال��خ��واض��ع ال��م��ط��ي ع��ن��ي ت��ب��ل��غ��ه��ا ن��ص��ي��ح��ت��ي أج��ازت ن��ص��ر أب��ا إل��ي��كال��م��ط��ال��ع ع��ل��ي��ك س��دت إذ ال��ن��ص��ر أب��ا م��ن��ى م��ن ب��ال��خ��ي��ف ع��اه��دت ب��م��ا ف��أوفون��داف��ع أح��س��اب��ن��ا ع��ن ن��ذب��ب ت��ع��ل��م��ون��ه ق��د الأش��ي��اخ ب��ن��و ف��ن��ح��نج��ائ��ع ل��ي��ط��ع��م أو ك��رب ل��ي��ك��ش��ف م��ح��ل��ه ال��م��خ��وف ب��ال��ث��غ��ر ون��ح��ب��س

المهلهل الضعيف الشعر هذا بين الفرق إلى ننبهك أن إلى حاجة في أنك أرى وماالمذهب هذا الأبيات هذه في تجد لا أنك إلى ذلك أوس، شعر من روايته لك قدمنا وما

رأيت. كما المادية الصور على يعتمد الذي الشعري

245

الجاهلي الأدب في

زهير (2-3)

هي وإنما أوس، أمر من يعرفون مما أكثر زهير أمر من يعرفون الرواة يكاد ولابخلاصة نلم ولعلنا التاريخ، حقائق إلى منها الأساطير إلى أقرب كثرتها وأحاديث أخبارإلى بعضهم وينسبه غطفان في يقيم كان إنه نقول: حين زهير عن الرواة يقول ماشاعرا، يقولون فيما أبوه وكان قيسيا، غطفانيا يكون أن إلا المحققون ويأبى مزينة،ابناه وكان شاعرة، أخت وله أيضا، شاعرا الغطفاني الغدير بن بشامة خاله وكانيقال ابن هذا لعقبة وكان شاعرا، كعب بن عقبة حفيده وكان شاعرين، وبجير كعبعن أخذ الحطيئة وأن أوس، راوية كان زهيرا أن قدمنا وقد شاعرا، وكان العوام لهمتصلة الشعر فسلسلة جميل، عن أخذ كثيرا وأن الحطيئة، عن أخذ جميلا وأن زهير،والنابغة زهير وكان والرواية. التعليم قبل من به متصلة هي كما النسب قبل من بزهيرالبادية شعر يمثلان كانا كأنهما والحجاز، البادية أهل عند أثيرين — قدمنا كما —أنها عرفت التعليم قبل من بزهير تتصل التي السلسلة هذه في نظرت وإذا وذوقها،آخر في فحلا الحطيئة كان الحجاز: أهل عند مقدمين جميعا كانوا شعراء من تتألففي البادية ذوق تمثيل أصدق يمثلان وكثير جميل وكان الإسلام، وأول الجاهلي العصر

خاصة. الغزلمنحولة أنها في شك لا الأحاديث، من بطائفة هذا بعد زهير عن يتحدثون والرواةوبجيرا كعبا ابنيه وأوصى النبي، بعثة قبل الإسلام بظهور تنبأ أنه يزعمون فهم متكلفة،في شك من وليس إسلامية، دينية لأصول ذكر فيه شعرا له يضيفون وهم يسلما. أنيزعمون وهم زهير. غير أم زهير إلى أضيف ما منه سواء وأمثاله الشعر هذا تكلف

مات. حتى الشعر عن زهير فانقطع شيطانه، من بالله فاستعاذ رآه النبي أن أيضايروى ما أنسى كدت وقد والخاصة، العامة حياته في زهير عن يقال ما خلاصة هذهيمدحه ألا هرم حلف من كان وما مدحه، من وإكثاره سنان بن لهرم انقطاعه عنكان حين هرما استثنائه ومن زهير استحياء من كان وما وصله، إلا يحييه ولا زهيرالديات، احتملا لأنهما عوف؛ بن الحارث هرم مع زهير مدح وقد فيحييهم، ملأ في يلقاهفمختلف زهير في الرواة رأي فأما بينهما. كانت حرب في وذبيان عبس بين وأصلحاأن بعد لذلك نعرض أن الإطالة من ولعل المقدمين، الشعراء هؤلاء في كرأيهم مضطرب،أنه زعموا ولكنهم زهيرا، يقدم كان الخطاب بن عمر أن زعموا وقد مرة. غير إليه أشرنافكان فنية، علل إلى يستند كان إنما زهيرا يقدم كان حين وهو أيضا. النابغة يقدم كان

246

مضر شعر

وهو فيه. بما إلا الرجل يمدح ولا حوشيه، يتبع ولا الكلام بين يعاظل لا زهيرا إن يقول:في جميعا الرجلين قدم عمر يكون وقد ما، ديني روح فيه شعرا ذكر النابغة قدم حينكما يمثلان الرجلان هذان كان فقد الغرابة، من شيء ذلك في وليس مختلفين؛ وقتين

والحجاز. البادية ذوق قلنايفكر الشعر، قول في بطيئا كان أنه الرواة عند زهير به يتصف ما أظهر ولعلالحوليات، قصة إليه أضيفت ولذلك للناس؛ قصيدته يظهر أن قبل وينقح ويرويأن الموضع هذا غير في أيضا وسترى مذهبه، يذهبان كانا وكعبا الحطيئة أن وسترىوهذه أيضا. المذهب هذا يذهب كان حفصة أبي بن مروان هو عباسيا أمويا شاعراالمدرسة هذه أصحاب أن من قلناه ما تؤيد وتلاميذه لزهير الرواة يذكرها التي الخصلة

الفن. هذا في وأناة فن أصحاب كانوا الشعريةلأعرض مفصلا، درسا زهيرا أدرس أن — الإطالة خشية لولا — أحب كنت وقدبضرب كله هذا من أكتفي ولكني عليه، المقصورة وخصائصه المشتركة، خصاله عليكقليلا المشقة من شيئا هذا في تجد ولن أستاذه، وبين بينه الفنية الصلة وإثبات المثلاتصال شديد كأستاذه أنه تلاحظ أن إلى مضطر زهير شعر تقرأ حين فأنت كثيرا. ولاأحرص وهو الشعرية، صوره إخراج في الحواس على الاعتماد شديد بالحس، الخيالوعرضها المعاني وصف إلى طريقا الشعري الأسلوب هذا يتخذ لأنه هذا؛ على أستاذه منفيه يندفع ولا وصناعة، فنا الشعر يتخذ الأناة، على حريص متأن كأستاذه وهو عليك.من أيسر لغته لأن أوس؛ أثر من أظهر الفني النحو هذا في زهير وأثر سجيته. معفي زهير بشعر الاستشهاد كثر هنا ومن أوس، شهرة من أبعد شهرته ولأن أوس، لغة

بقوله: فاستشهدوا البيان،

ورواح��ل��ه ال��ص��ب��ا أف��راس وع��ري ب��اط��ل��ه وأق��ص��ر س��ل��م��ى ع��ن ال��ق��ل��ب ص��ح��ا

بقوله: واستشهدوا

ت��ق��ل��م ل��م أظ��ف��اره ل��ب��د ل��ه م��ق��ذف ال��س��لاح ش��اك��ي أس��د ل��دى

247

الجاهلي الأدب في

ذلك، بعد فصلت ثم أجملت ثلاثة، تشبيهات على اشتمل بيتا له قتيبة ابن وذكرقوله: وهو

ال��ظ��ب��اء ف��ي��ه��ا وش��اك��ه��ت ـ��ب��ح��ور ال��ـ ودر ش��ب��ه��ا ال��م��ه��ا ت��ن��ازع��ت

قوله: في فصله ثم البيت، هذا في التشبيه أجمل

ال��خ��لاء م��رت��ع��ه��ا أدم��اء ف��م��ن م��ن��ه��ا ال��ع��ق��د ف��وي��ق م��ا ف��أم��اوال��ص��ف��اء ال��م��لاح��ة ول��ل��در م��ه��اة ف��م��ن ال��م��ق��ل��ت��ان وأم��ا

منحولة، كثرتها أو القصيدة هذه أن إلي يخيل فقد الشعر، هذا بصحة أقطع ولستهذه بين فقاربوا أنفسهم القدماء أحسها فقهية ولاصطلاحات فيها، يظهر لضعف

القضاء. في الأشعري موسى أبي إلى الخطاب بن عمر رسالة وبين القصيدةفي تنظر حين وأنت التشبيه، في زهير تقليد فيها يظهر الثلاثة الأبيات هذه ولكن

مطلعها: التي المشهورة المطولة

ف��ال��م��ت��ث��ل��م ال��دراج ب��ح��وم��ان��ة ت��ك��ل��م ل��م دم��ن��ة أوف��ى أم أم��ن

وأدقها، الكلمة معاني بأصح المصور الشاعر فهو زهير؛ في رأينا بصحة تقتنعالثاني: البيت في يقول فهو بيتا؛ بيتا القصيدة هذه في معي وأمعن

م��ع��ص��م ن��واش��ر ف��ي وش��م م��راج��ع ك��أن��ه��ا ب��ال��رق��م��ت��ي��ن ل��ه��ا ودار

طرفة: إلى يضاف فيما تجده الذي التشبيه هو

ال��ي��د ظ��اه��ر ف��ي ال��وش��م ك��ب��اق��ي ت��ل��وح ث��ه��م��د ب��ب��رق��ة أط��لال ل��خ��ول��ة

زهير: قول إلى انظر ثم

م��ج��ث��م ك��ل م��ن ي��ن��ه��ض��ن وأط��لاؤه��ا خ��ل��ف��ة ي��م��ش��ي��ن والآرام ال��ع��ي��ن ب��ه��ا

248

مضر شعر

أوس، عند أصلها تجد أن وتستطيع النابغة، شعر في ستراها بديعة صورة وهييقول: ثم

ت��وه��م ب��ع��د ال��دار ع��رف��ت ف��لأي��ا ح��ج��ة ع��ش��ري��ن ب��ع��د إل��ي��ه��ا وق��ف��تي��ت��ه��دم ل��م ال��ح��وض ك��ج��ذم ون��ؤي��ا م��رج��ل م��ع��رس ف��ي س��ف��ع��ا أث��اف��ي

إليه انظر ثم أيضا. المادي التصوير وهو النابغة، عند نفسه الأسلوب هذا وسترىسلكنها التي والطريق فيها كن اللائي النساء سفر يذكر أن أراد كيف الدار حيا أن بعدالصور من طائفة في إلا الموضوع هذا يعرض أن يستطع فلم إليه، انتهين الذي والماء

فقال: حظا؛ منه جميعا لها ولكن الحسن في تتفاوت المادية

ج��رث��م ف��وق م��ن ب��ال��ع��ل��ي��اء ت��ح��م��ل��ن ظ��ع��ائ��ن م��ن ت��رى ه��ل خ��ل��ي��ل��ي ��ر ت��ب��صوم��ح��رم م��ح��ل م��ن ب��ال��ق��ن��ان وك��م وح��زن��ه ي��م��ي��ن ع��ن ال��ق��ن��ان ج��ع��ل��نال��دم م��ش��اك��ه��ة ح��واش��ي��ه��ا وراد وك��ل��ة ع��ت��اق ب��أن��م��اط ع��ل��ونوم��ف��أم ق��ش��ي��ب ق��ي��ن��ي ك��ل ع��ل��ى ج��زع��ن��ه ث��م ال��س��وب��ان م��ن ظ��ه��رنال��م��ت��ن��ع��م ال��ن��اع��م دل ع��ل��ي��ه��ن م��ت��ن��ه ي��ع��ل��ون ال��س��وب��ان ف��ي وورك��نل��ل��ف��م ك��ال��ي��د ال��رس ل��وادي ف��ه��ن ب��س��ح��رة واس��ت��ح��رن ب��ك��ورا ب��ك��رنال��م��ت��وس��م ال��ن��اظ��ر ل��ع��ي��ن أن��ي��ق وم��ن��ظ��ر ل��ل��ص��دي��ق م��ل��ه��ى وف��ي��ه��ني��ح��ط��م ل��م ال��ف��ن��ا ح��ب ب��ه ن��زل��ن م��ن��زل ك��ل ف��ي ال��ع��ه��ن ف��ت��ات ك��أنال��م��ت��خ��ي��م ال��ح��اض��ر ع��ص��ى وض��ع��ن ج��م��ام��ه زرق��ا ال��م��اء وردن ف��ل��م��ا

فتملأ وهدوء أناه في بك تمر بعضا، بعضها علا مادية، حسان صور كلها فهييثير أن الشاعر أراد ما تحس بل عليك، عرضها من الشاعر أراد ما وتفهم عينيك، منهاوالذي تحب، من عنك يرتحل عندما تجده الذي الألم هذا وهو العرض، بهذا نفسك فيالتي المختلفة المنازل وفي سفره، في المرتحل تتبع حتى عليها ويسيطر نفسك في يشتد

مقيم. وأنت نفسك تتبعه فيها ينزل

249

الجاهلي الأدب في

كان كما المدح في هو فإذا المريين، صاحبيه مدح إلى الوصف هذا من زهير وينتقلقوله: إلى فانظر الكلام، أساليب من غيره على المادي التصوير مؤثر الوصف في

ب��ال��دم ال��ع��ش��ي��رة ب��ي��ن م��ا ت��ب��زل ب��ع��دم��ا م��رة ب��ن غ��ي��ظ س��اع��ي��ا س��ع��ىوج��ره��م ق��ري��ش م��ن ب��ن��وه رج��ال ح��ول��ه ط��اف ال��ذي ب��ال��ب��ي��ت ف��أق��س��م��توم��ب��رم س��ح��ي��ل م��ن ح��ال ك��ل ع��ل��ى وج��دت��م��ا ال��س��ي��دان ل��ن��ع��م ي��م��ي��ن��ام��ن��ش��م ع��ط��ر ب��ي��ن��ه��م ودق��وا ت��ف��ان��وا ب��ع��دم��ا وذب��ي��ان ع��ب��س��ا ت��دارك��ت��م��ا

ما، مادية صورة من يخلو أبياتها من بيت يكاد فلن القصيدة، قراءة في وامضكاد حتى ازدحاما، والتشبيهات الصور فيها ازدحمت التي الأبيات هذه إلى تصل حتى

قوله: وهي بعض، جمال بعضها ويخفي بعضا بعضها يركب

ال��م��رج��م ب��ال��ح��دي��ث ع��ن��ه��ا ه��و وم��ا وذق��ت��م ع��ل��م��ت��م م��ا إلا ال��ح��رب وم��اف��ت��ض��رم ض��ري��ت��م��وه��ا إذا وت��ض��ر ذم��ي��م��ة ت��ب��ع��ث��وه��ا ت��ب��ع��ث��وه��ا م��ت��ىف��ت��ت��ئ��م ت��ح��م��ل ث��م ك��ش��اف��ا وت��ل��ق��ح ب��ث��ق��ال��ه��ا ال��رح��ى ع��رك ف��ت��ع��رك��ك��مف��ت��ف��ط��م ت��رض��ع ث��م ع��اد ك��أح��م��ر ك��ل��ه��م أش��أم غ��ل��م��ان ل��ك��م ف��ت��ن��ت��جودره��م ق��ف��ي��ز م��ن ب��ال��ع��راق ق��رى لأه��ل��ه��ا ت��غ��ل لا م��ا ل��ك��م ف��ت��غ��ل��ل

الذي بالحديث مرة الحرب يشبه هو فإذا الصور، عليه ازدحمت كيف إليه فانظرثم كشافا تلقح التي بالناقة ثم تضطرم، حتى تشب تكاد لا التي بالنار وأخرى يثار،فيشبه التشبيه هذا عن يعدل ثم تفطم، ثم ترضع ثم شؤم، أولاد تلد ثم فتتئم، تحمل

قوله: إلى ذلك بعد وانظر والدرهم، الحب لأهلها تغل التي العراقية بالقرى الحرب

ض��م��ض��م ب��ن ح��ص��ي��ن ي��وات��ي��ه��م لا ب��ه��ا ع��ل��ي��ه��م ج��ر ال��ح��ي ل��ن��ع��م ل��ع��م��ريي��ت��ج��م��ج��م ول��م أب��داه��ا ه��و ف��لا م��س��ت��ك��ن��ة ع��ل��ى ك��ش��ح��ا ط��وى وك��انم��ل��ج��م ورائ��ي م��ن ب��أل��ف ع��دوي أت��ق��ي ث��م ح��اج��ت��ي س��أق��ض��ي وق��ال:ق��ش��ع��م أم رح��ل��ه��ا أل��ق��ت ح��ي��ث ل��دي ك��ث��ي��رة ب��ي��وت ت��ف��زع ول��م ف��ش��دت��ق��ل��م ل��م أظ��ف��اره ل��ب��د ل��ه م��ق��ذف ال��س��لاح ش��اك��ي أس��د ل��دىي��ظ��ل��م ب��ال��ظ��ل��م ي��ب��د وإلا س��ري��ع��ا ب��ظ��ل��م��ه ي��ع��اق��ب ي��ظ��ل��م م��ت��ى ج��ريء

250

مضر شعر

ما تمثيل أبدع وتمثل بعض، إثر بعضها يقفو حسان مادية صور كتلك فهيفي يفكر فهو نفسه، إليه ثابت ثم لها، فجزع النازلة به ألمت وقد الرجل نفس في يترددولكن سينصرونه قومه بأن نفسه مشجعا ثم عزمه مخفيا ثم عازما ثم مترددا الثأرهذين إلى ذلك بعد وانظر يريد، ما منه يبلغ حتى عزمه في ماضيا ثم يحرجهم، أن بعدفي البدوية السذاجة إلى أقرب ولا لفظا، أصدق ولا منهما، أبلغ أعرف فلست البيتين؛

جفوة: ولا خشونة غير

وب��ال��دم ب��ال��رم��اح ت��س��ي��ل غ��م��ارا أوردوا ث��م ظ��م��ئ��ه��م م��ن رع��وا م��ا رع��وام��ت��وخ��م م��س��ت��وب��ل ك��لأ إل��ى أص��دروا ث��م ب��ي��ن��ه��م م��ن��اي��ا ف��ق��ض��وا

الذي وهو أجزائها، من الأخير الجزء هذا إلى تصل حتى القصيدة في امض ثمولكنك منحول، الجزء هذا أبيات من وكثير المثل، وضرب الحكمة إلى فيه الشاعر قصد

كقوله: زهير، طابع عليها أبياتا فيه تجد

ب��م��ن��س��م وي��وط��أ ب��أن��ي��اب ي��ض��رس ك��ث��ي��رة أم��ور ف��ي ي��ص��ان��ع ل��م وم��نل��ه��ذم ك��ل رك��ب��ت ال��ع��وال��ي ي��ط��ي��ع ف��إن��ه ال��زج��اج أط��راف ي��ع��ص وم��ني��ظ��ل��م ال��ن��اس ي��ظ��ل��م لا وم��ن ي��ه��دم ب��س��لاح��ه ح��وض��ه ع��ن ي��ذد ل��م وم��ن

شاعرنا أن على الدليل تقيم أن العبث من أن الشعر هذا تقرأ وأنت لاحظت ولعلكألفاظه. له يتخير ثم أجزائه بين ويلائم معناه يتخير فيه، يندفع ولا الشعر يصنع فنانوأكثر الفن، في منه أدخل فهو أوس وبين بينه الشبه شدة على أنه أيضا لاحظت ولعلكويلي الصور تتنوع أن على أيضا حرصا منه وأكثر المقصودة، الإجادة على حرصا منهالأمر يدعو حين وعنف حركة وفي الهدوء، إلى الأمر يدعو حين هدوء في بعضا، بعضهاهذه إلى انظر النساء، تلك في شعرا لك يذكر حين الهدوء إلى فانظر والعنف. الحركة إلىساكن وأنت نفسك في يحدث الذي الألم هذا تلائم دعة في بعضا بعضها يتبع الصوريصف أن أراد حين السريعة العنيفة الحركة هذه إلى انظر ثم المرتحلين، أحبتك تتبعأن أيضا لاحظت ولعلك شؤم. من به تصيبهم وما ضر، من به الناس تنال وما الحربلغة وبين بينها ما فبعد زهير، شعر في ما تطورا تطورت قد الفنية الأدبية اللغة هذهظاهرا، دنوا الأفهام إلى ودنت الغريب فيها قل القرآن؛ لغة وبين بينها ما وقرب أوس،

251

الجاهلي الأدب في

حين كله هذا واجد وأنت والشراح، المعاجم استشارة إلى تقرؤها وأنت حاجتك وقلتفيها: يقول التي لاميته تقرأ حين له، صح الذي زهير شعر تقرأ

ب��اط��ل��ه وأق��ص��ر س��ل��م��ى ع��ن ال��ق��ل��ب ص��ح��ا

المدح: في البديعة الصورة هذه فيها تجد والتي

ف��واض��ل��ه ت��غ��ب م��ا م��ع��ت��ق��ي��ه ع��ل��ى غ��م��ام��ة ي��داه ف��ي��اض وأب��ي��ضع��واذل��ه ب��ال��ص��ري��م ل��دي��ه ق��ع��ودا ف��رأي��ت��ه غ��دوة ع��ل��ي��ه ب��ك��رتم��خ��ات��ل��ه أي��ن ي��دري��ن ف��م��ا وأع��ي��ا ي��ل��م��ن��ه وط��ورا ط��ورا ي��ف��دي��ن��هف��اع��ل��ه ه��و ال��ذي الأم��ر ع��ل��ى ع��زوم م��رزأ ك��ري��م ع��ن م��ن��ه ف��أق��ص��رنن��ائ��ل��ه ال��م��ال ي��ه��ل��ك ق��د ول��ك��ن��ه م��ال��ه ال��خ��م��ر ت��ت��ل��ف لا ث��ق��ة أخ��يس��ائ��ل��ه أن��ت ال��ذي ت��ع��ط��ي��ه ك��أن��ك م��ت��ه��ل��لا ج��ئ��ت��ه م��ا إذا ت��راه

ما نحو على وهو للجاهليين، روي ما خير من للصيد وصف القصيدة هذه وفيبعضا. بعضها يلي التي الصور على يعتمد قصص زهير: طريقة من لك قدمتأولها: لزهير أخرى لامية تقرأ حين نفسها الخصائص هذه واجد وأنت

ف��ال��ث��ق��ل ال��ت��ع��ان��ي��ق س��ل��م��ى م��ن وأق��ف��ر ي��س��ل��و م��ا ط��لاب��ك ع��ن إلا ال��ق��ل��ب ص��ح��ا

مطلعها: وقافية

ع��ل��ق��ا م��ا أس��م��اء م��ن ال��ق��ل��ب وع��ل��ق ف��ان��ف��رق��ا ال��ب��ي��ن أج��د ال��خ��ل��ي��ط إن

فلندع نطيل، أن كراهة الآن لها نعرض أن نستطيع لا التي القصائد هذه وغيركعب. ابنه عند قصيرة وقفة ولنقف زهيرا

252

مضر شعر

زهير بن كعب (3-3)

جهلا حياته يجهلون الرواة أن من زهير في قلناه ما كعب أمر في نعيد أن من بد ولايزجره أبوه وكان الشعر، قول على حريصا كان أنه إلا منها يعرفون يكادون لا ا، تامأبوه به ضاق حتى الشعر، بقول كلفا إلا والضرب الزجر يزيده فلا ويضربه ذلك عنفيجيز، ابنه ويستجيز البيت يقول وأخذ الصحراء، إلى به وانطلق ناقته على فأردفه

الشعر. قول في له فأذن شاعرا، يكون أن يستطيع أنه من أبوه استوثق حتىغيره، رواها وقد سلام، ابن عن ننقلها قصة والحطيئة لكعب يذكرون والرواةالأوسية، المدرسة هذه لنا تمثل لأنها الفحش؛ من تخلو لا كانت وإن هي كما وننقلها(الحطيئة) وقال سلام: ابن قال لها. أخرى مدرسة منافسة ومن أصولها من وشيئاغيري الفحول ذهب وقد وانقطاعي، البيت أهل شعر روايتي علمت قد زهير: بن لكعبأروى لأشعاركم الناس فإن موضعا؛ وتضعني نفسك فيه تذكر شعرا قلت فلو وغيرك،

كعب: فقال أسرع، وإليها

ج��رول وف��وز ك��ع��ب ث��وى م��ا إذا ي��ح��وك��ه��ا م��ن ش��أن��ه��ا ل��ل��ق��واف��ي ف��م��ني��ت��ن��خ��ل م��ا م��ث��ل م��ن��ه��ا ت��ن��خ��ل واح��دا ال��ن��اس م��ن ت��ل��ق��ى لا ك��ف��ي��ت��كي��ت��م��ث��ل م��ا ك��ل ع��ن��ه��ا ف��ي��ق��ص��ر م��ت��ون��ه��ا ت��ل��ي��ن ح��ت��ى ي��ث��ق��ف��ه��ا

فقال: عريضا وكان الشماخ أخو مزرد واعترضه

أت��ن��ح��ل ول��م أك��ف��ئ ل��م ال��ن��اس م��ن ش��اع��ر خ��ل��ف خ��ل��ف��ت��ن��ي إذ وب��اس��ت��كأت��ن��خ��ل م��ن��ك��م��ا أف��ت��ى ك��ن��ت وإن ت��ت��ن��خ��لا وإن أج��ش��ب، ت��ج��ش��ب��ا ف��إنك��ال��م��ن��خ��ل ولا ك��ش��م��اخ ول��س��ت ث��اب��ت اب��ن ال��ح��س��ام ك��ح��س��ان ول��س��تم��ب��ه��ل11 أك��ن��اف ال��ل��ه ع��ب��د أح��ل��ت��ك أوارة ق��دس أه��ل م��ن ام��رؤ وأن��ت

تستقيم حتى القوافي بتثقيف والحطيئة كعب عناية القصيدة هذه من يعنينا والذيوالمنخل، ثابت بن وحسان الشماخ أخاه عليهما وتفضيله لهما، مزرد ونهوض متونها،

ص٢١. سلام» ابن «طبقات راجع 11

253

الجاهلي الأدب في

كان وإنما الشعراء، أفراد بين يكن لم التنافس أن إلى يشير — نظن فيما — هذا فكلمنهم. طوائف بين

فيها دخل كان وإن نذكرها، أن إلى حاجة في لسنا معروفة النبي مع كعب وقصةثم بالأنصار عرض كعبا أن من يقال فيما نشك فنحن نظن؛ فيما الرواة وعبث النحلمدينون حال كل على ولكننا البردة. قصة من التحفظ موقف نقف أننا كما مدحهم،يبقى يكد فلم كعب، شعر في رأي من لأنفسنا ن نكو أن نستطيع بما القصة لهذهعلى وهي إليها، وإضافتهم بها الرواة عبث من كثر ما على سعاد»12 «بانت إلا لكعبوفيها المادية، الصور على الاعتماد فيها وزهير؛ أوس بطابع مطبوعة قصيدة كله هذاما ووصفها غزلها في فسترى القصيدة، هذه أول واقرأ الظاهرة. الفنية والعناية الأناةفي رأيت وربما المادي، والوصف المحقق التشبيه من وزهير أوس عند ترى أن تعودتالغريبة الضخمة الألفاظ إيثار في به واقتداء الأول المدرسة بأستاذ شديدا تأثرا الوصف

أبياته: لبعض استعارة بل

م��ك��ب��ول ي��ف��د ل��م إث��ره��ا م��ت��ي��م م��ت��ب��ول ال��ي��وم ف��ق��ل��ب��ي س��ع��اد ب��ان��تم��ك��ح��ول ال��ط��رف غ��ض��ي��ض أغ��ن إلا رح��ل��وا إذ ال��ب��ي��ن غ��داة س��ع��اد وم��اط��ول ولا م��ن��ه��ا ق��ص��ر ي��ش��ت��ك��ى لا م��دب��رة ع��ج��زاء م��ق��ب��ل��ة ه��ي��ف��اءم��ع��ل��ول ب��ال��راح م��ن��ه��ل ك��أن��ه اب��ت��س��م��ت إذا ظ��ل��م ذي ع��وارض ت��ج��ل��وم��ش��م��ول وه��و أض��ح��ى ب��أب��ط��ح ص��اف م��ح��ن��ي��ة م��اء م��ن ش��ب��م ب��ذي ش��ج��تي��ع��ال��ي��ل ب��ي��ض غ��ادي��ة ص��وب م��ن وأف��رط��ه ع��ن��ه ال��ق��ذى ال��ري��اح ت��ن��ف��يم��ق��ب��ول ال��ن��ص��ح ان ل��و أو ب��وع��ده��ا ص��دق��ت أن��ه��ا ل��و خ��ل��ة ل��ه��ا ف��ي��اوت��ب��دي��ل وإخ��لاف وول��ع ف��ج��ع دم��ه��ا م��ن س��ي��ط ق��د خ��ل��ة ل��ك��ن��ه��اال��غ��ول أث��واب��ه��ا ف��ي ت��ل��ون ك��م��ا ب��ه��ا ت��ك��ون ح��ال ع��ل��ى ت��دوم ف��م��اال��غ��راب��ي��ل ال��م��اء ي��م��س��ك ك��م��ا إلا زع��م��ت ال��ذي ب��ال��ع��ه��د ت��م��س��ك وم��ا

أوس، وعند زهير عند أشباهها رأيت التي المتصلة المادية الصورة هذه ترى فأنتوتقليد قدمنا، كما كثير فيه الغريب أن لولا الغزل كأمر القصيدة هذه في الوصف وأمر

المصرية. الكتب دار تنشره والأحول لثعلب تعليقات عليه لكعب ديوانا أظهرت الأخيرة الأعوام أن على 12

254

مضر شعر

فيرد القصيدة لهذه يعرض أن الجامعة طلاب بعض استطاع وقد ظاهر. فيه أوسهذه ففيه المدح فأما أوس. وشعر زهير شعر من فيها احتذيت التي الأصول إلى أكثرهابن للنعمان النابغة بمدح يذكر ما وفيه كثير، فيه النحل ولكن أيضا المادية الصوربأبيه تأثره على الدليل لكان شيء كعب شعر من حفظ قد ولو إليه. واعتذاره المنذرتفكير نظرة القصيدة في نظرت إن واضح حال كل على ولكنه وأنصع، أظهر وبأوس

قصيرة. ولوأخيه على بها رد إنه يقال: أبيات، إلا شيء شعره من يبق فلم بجيرا نذكر ولسناكانت ربما بل منحولة، الأبيات هذه تكون أن نرجح ولكننا إسلامه، على لامه حين كعبالظن وأكبر أيضا. منحولة بالنبي تعريض وفيها نفسه كعب إلى تضاف التي الأبياتفضاع والطائف قريش شعراء مع النبي جاهدوا الذين الشعراء أولئك من كان كعبا أن

شيء. منه يبق ولم والمسلمين للنبي هجاؤهمبيتان إلا له يبق لم والذي بالمضرب، يعرف الذي كعب بن عقبة أيضا نذكر ولسناكان وكأنه المسلمين، بين السياسي الحزبي الجهاد في يد ذا كان أنه على تدل ثلاثة أو

الهوى. زبيريبشيء. شعره من نظفر فلم عقبة بن العوام فأما

أو مقطوعة النسب قبل من بزهير تتصل التي الشعرية السلسلة كانت فإذاموصولة والرواية التعليم قبل من به تتصل التي الأخرى فالسلسلة كالمقطوعة،بالشعراء واتصلت كله الأموي العصر عبرت أنها والظاهر . وكثير وجميل بالحطيئةهذا في يعنينا واحد شاعر عند السلسلة هذه نقف ولكنا واستحالة، تطور في العباسيين

الحطيئة. وهو دهرا، فيه وعمر الإسلام أدرك جاهلي، لأنه الكتاب

الحطيئة (4-3)

ذلك وكعب؛ وزهير أوس أمر من يعلمون مما أكثر الحطيئة أمر من يعلمون والرواةظاهر شأن له وكان المسلمين، بأشراف واتصل فيه، ر وعم الإسلام، أدرك الحطيئة لأنوتناقلوه. الكثير الشيء عنه الناس فعرف معاوية، أيام إلى المختلفة العربية البيئات فيمكنت فقد والتكلف، النحل من تخلو لا مضطربة قليلة نفسها في الأخبار هذه أن ومعمن صحيحا يكن لم إن تصورا وشخصيته الحطيئة نفسية يتصوروا أن من القدماء

الحق. من يخلو لا مقارب فهو وجه كل

255

الجاهلي الأدب في

كان أنه — أوس بن جرول واسمه — الحطيئة خصال من خصلة أظهر ولعلوإباحته حريته في الجاهلية يمثل كان تمثيل؛ أصدق الإسلام إبان الجاهلية يمثلغير. ليس للسلطان اتقاء الدين هذا وتكلفه نفسه، إلى خلا إذا الدين عن وانصرافهكان أنه على متفقون ولكنهم وفاته، بعد أو النبي أيام أسلم أنه في مختلفون الرواةبكر أبي أيام في المرتدين أيد وقد الدين، من الحظ قليل الإيمان، ضعيف الإسلام، رقيق

إليه: يضاف الذي الشعر هذا في

ب��ك��ر! أب��ي دي��ن ب��ال م��ا ل��ه��ف��ت��ي ف��ي��ا ب��ي��ن��ن��ا ك��ان إذ ال��ل��ه رس��ول أط��ع��ن��اال��ظ��ه��ر ق��اص��م��ة ال��ل��ه وب��ي��ت ف��ت��ل��ك ب��ع��ده؟! م��ات إذا ب��ك��را أي��ورث��ه��ا

الكوفة أهل شهد حين معيط أبي بن عقبة بن للوليد رثى إنه أيضا: يقولون وهمالرواة به عبث شعرا ذلك في إليه ويضيفون الصلاة، أثناء بالسكر عثمان عند عليهتكن لم سيرته أن على متفقون كله هذا بعد وهم وجهه. عن فحولوه الشيعة؛ وظرفاءالذي الأعرابي سيرة كانت إنما الدين، هذا بحلاوة متأثر دينه في مخلص مسلم سيرةالعيش. في وخشونة الخلق في وجفوة الطبع في غلظة من فيها وما البادية، بحياة احتفظالخوف من شيء في منه فيضحكون الناس يراه الأطوار، غريب كله لهذا الحطيئة وكانعلى يجرؤ ولم الجديد، على سخط الذي العنصر هذا يمثل كان أنه ذلك قليل؛ غير والذعروسلك ناصروه، والذين الجديد الدين لهذا بغضه يخف لم ولكنه فنافق. سخطه إظهارومكاناتهم وأموالهم أعراضهم في الناس فنال الدين، طريق غير مسلكا السخط بهذالا أنك ذلك وآية كثيرا، مالا له وأفادت ربحت تجارة كله هذا من واتخذ الاجتماعية،فاسدة مضطربة الجاهلية في كانت سيرته أن على الإسلام. قبل حياته في بشيء تظفرعامر على وفضله علاثة بن بعلقمة اتصل الشعراء، من كغيره كان إنما الأطوار، غريبةمألوفة. بدوية جاهلية حياة في علقمة على وفضله بعامر لبيد اتصل كما الطفيل، بنالحطيئة وأسلم راضية، صالحة سيرة له فاستقامت إسلامه، فخلص أخلص لبيدا ولكنالغريب. هذا مذهبه وذهب سيرته فاضطربت بالإسلام، نفسه تطب فلم رهبة، أو رغبةآخرون، وأحبه قوم كرهه بالسوء فيهم لسانه إطلاقه وكثرة الناس هجائه ولكثرةمن إشفاقا تحاموه أخرى؛ جهة من عليه وازدحموا جهة من الناس تحاماه قل: أومع قصته يفسر وهذا ومنافسيهم. خصومهم على به يستعينون عليه وازدحموا لسانه،عمه بني على به ليستعين فأجاره بالحطيئة يختص أن أراد الذي بدر بن الزبرقان

256

مضر شعر

التكلف من تخلو لا طويلة قصة في إليهم حولوه حتى به هؤلاء زال فما شماس، آلفحبسه السلطان، إلى أمره رفع حتى ورهطه الزبرقان هجاء في وأخذ فتحول والنحل،

درهم. آلاف بثلاثة المسلمين أعراض منه واشترى عنه، عفا ثم عمرمن يخلو لا رأيا فيه لهم القدماء كون المضطربة السيرة ولهذه نفسه الهجاء ولهذاقال الأصمعي، عن الفرج أبو نقله الذي الرأي وهو صواب. من يخلو لا ولكنه مبالغة،الخير، قليل الشر، كثير النفس، دنيء ملحفا، سئولا جشعا الحطيئة «كان الأصمعي:في تقول أن تشاء وما الدين، فاسد النسب، مغمور الهيئة، رث المنظر، قبيح بخيلا،

شعره.»13 في ذلك تجد وقلما وجدته، إلا عيب من شاعر شعربالمسألة الفقراء فأوصى الموت، حضره حين الحطيئة وصية عن يقال ما هذا ومثلغير إلى اليتامى، أموال تؤكل بأن وأوصى يسارا، عبده يعتق أن وأبى فيها، والإلحاحإن وهو به، وعبثوا فيه زادوا قد الرواة أن في شك ولا فحش. من يخلو ولا يقال مما ذلكوجاءوا عاصروه الذين رأي يمثل أنه في شك فلا نفسها في الحطيئة شخصية يمثل لم

الشخصية. هذه في بقليل بعدهمنكرا أثرا الحطيئة شعر في المنكرة الشخصية لهذه تجد لا أنك الأمر غريب ومنوأباه؛ أمه وهجا نفسه هجا إنه حتى الهجاء، في مسرفا كان إنه يقولون: فهم مثلها،فحشا أقل هجاءه ولكن هجاء، الحطيئة كان وقد الرواة. غلو من نظن فيما هذا ولكننورده أن نستحي ما الهجاء من الشاعرين فلهذين وزهير؛ أوس أستاذيه هجاء منالفحش، من الحظ قليل ولذعه شدته على فهو الحطيئة هجاء فأما الكتاب. هذا فيمنزلتهم قبل من الناس ينال إنما الهجاء إلى يقصد حين وهو العفة، فيه غلبت وربما

والخصال. الأخلاق من يكرهونه أو يحمدونه العرب كان وما الاجتماعية،صفاء في اللفظ رائع سمح لها عرض التي الشعرية الفنون من الهجاء غير في وهوأشد متناقضتين شخصيتين ذا كان الحطيئة أن في شك من وليس وسهولة. ومتانةبجاهليتها واحتفظت الإسلام على استعصت التي العملية شخصيته إحداهما التناقض:اللتين الخصلتين بهاتين جاهليتها من احتفظت التي الفنية شخصيته والأخرى كاملة،به فتأثرت القرآن، تقاوم أن تستطيع لم ولكنها وكعب، وأوس زهير عند إليهما أشرناالحطيئة. شعر من صح ما تقرأ حين لمسا ذلك تلمس المعنى، في به وتأثرت اللفظ في

ص٤٤. ج٢ «الأغاني» راجع 13

257

الجاهلي الأدب في

للحطيئة، كثر كما له النحل كثر قد المدرسة هذه شعراء من شاعرا أن نظن وماموسى أبا بها مدح الحطيئة إن يقال: التي كتلك نحلا، كلها نحلت قصائد فهناكأخرى قصائد وهناك وضعها. الذي هو حمادا أن أنفسهم الرواة عرف وقد الأشعري،موضوعة بأنها نحن ونقطع الآخر، ببعضها حماد عبث وعرفوا بعضها عن القدماء خدعمختاراته. في للحطيئة الشجري ابن روى فيما القصائد هذه نماذج تجد وأنت كلها.بين كان فيما وتدخل والهجاء، المدح من الحطيئة أكثر فقد معقول؛ للحطيئة والنحلمدحه كثرة بعده القبائل تستغل أن عجيبا فليس والتنافس؛ الخصومة من القبائلمن الحطيئة إلى يضاف ما كثرة أن نرجح هنا ومن الأعشى. مدح استغلت كما وهجائهمن نصحح نكاد ولا منحولة، ورهطه بدر بن الزبرقان وذم قريع بني مدح في الشعروالأخرى عمر، فيها حبسه التي السينية إحداهما اثنتين: قصيدتين إلا كله الشعر هذامدح في الحطيئة إلى يضاف فيما هذا مثل وقل عليك. بعضها سنعرض التي الداليةبعضهم وذم العبسيين بعض مدح وفي قريش، أشراف مدح وفي علاثة، بن علقمةمتأثر الشعر هذا كل حنيفة، بني وغير حنيفة بني من الربعيين بعض مدح وفي الآخر،

الأعشى. شعر بها تأثر كما بالعصبيةظاهرا، قويا الزهيرية الأوسية المدرسة هذه طابع الحطيئة شعر في واجد وأنتوذلك الطابع، هذا من يخلو يكاد أو يخلو الشعر من كثيرا شيئا تصادف قد ولكنك

آنفا. ذكرناه الذي المنحول هو الشعر فهذا يسير؛في المدرسة طابع فسترى فيها، حبس التي هذه الحطيئة سينية عليك ولنعرض

أبياتها: من بيت كل

ب��أك��ي��اس ش��م��اس ب��ن لأي آل ف��ي ج��ن��ب��ا ام��رأ لام��وا م��ع��ش��ر م��ا وال��ل��هال��ن��اس آخ��ر ي��ح��دو ج��اء ب��ائ��س ف��ي ل��ك��م أب��ا لا ب��غ��ي��ض ذن��ب ك��ان م��اوإب��س��اس��ي م��س��ح��ي ب��ه��ا ي��ج��يء ي��وم��ا درت��ك��م أن ل��و م��ري��ت��ك��م ل��ق��دوإم��راس��ي م��ت��ح��ي ل��ك��م ي��ك��ون ك��ي��م��ا لأرش��دك��م ع��م��دا م��دح��ت��ك��م وق��دآس��ي ف��ي��ك��م ل��ج��راح��ي ي��ك��ن ول��م أن��ف��س��ك��م غ��ي��ب م��ن��ك��م ل��ي ب��دا ل��م��اك��ال��ي��اس ل��ل��ح��ر ط��اردا ت��رى ول��ن ن��وال��ك��م م��ن م��ري��ح��ا ي��أس��ا أزم��ع��تأرم��اس ب��ي��ن م��ق��ي��م��ا وغ��ادروه م��ن��زل��ه ه��ون أط��ال��وا ل��ق��وم ج��اروأض��راس ب��أن��ي��اب وج��رح��وه ك��لاب��ه��م وه��رت��ه ق��راه م��ل��وا

258

مضر شعر

ال��ك��اس��ي ال��ط��اع��م أن��ت ف��إن��ك واق��ع��د ل��ب��غ��ي��ت��ه��ا ت��رح��ل لا ال��م��ك��ارم دعش��م��اس آل م��ن أب��ا والأك��رم��ي��ن ح��ص��ى الأك��ث��ري��ن ف��إن أم��ام س��ي��ريوال��ن��اس ال��ل��ه ب��ي��ن ال��ع��رف ي��ذه��ب لا ج��وازي��ه ي��ع��دم لا ال��خ��ي��ر ي��ف��ع��ل م��نراس��ي أص��ل��ه��ا ص��ف��اة لأي آل م��ن م��ع��اول��ك��م ف��ل��ت إن ذن��ب��ي ك��ان م��اأن��ك��اس غ��ي��ر ون��ب��لا ت��ل��ي��دا م��ج��دا ك��ن��ائ��ن��ه��م م��ن ف��س��ل��وا ن��اض��ل��وك ق��د

أوس وعند زهير عند وجدتها ما نحو على تجدها المادية الصور هذه إلى فانظروالاستعصاء بالبخل الزبرقان أهل يصف أن أراد كيف الحطيئة إلى ترى ألا كعب، وعندمن تجود فلا ومسحها مريها في ويتلطف وتمسح تمرى بالناقة فشبههم السائلين، علىمن شماس لآل ما رسوخ يذكر أن أراد كيف إليه ترى ألا ثم كثير؟ ولا بقليل اللبنالمعاول فيها تعمل الراسية بالصخرة فشبهه الذم، ولا الهجاء منه ينال لا الذي المجدالزبرقان آل أن يذكر أن أراد كيف إليه ترى ألا ثم شيئا؟ منها تنال أن دون فتفلبالشر نالوه أنهم يذكر أن أراد وكيف جراحه؟ يأسوا لم إنهم فقال: كربته يفرجوا لمفي نظنك وما كلها، القصيدة في النحو هذا وعلى وأضراس؟ بأنياب جرحوه إنهم فقال:

قوله: في سيما ولا ظاهر، القصيدة هذه في القرآن تأثير أن إلى ننبهك أن حاجة

وال��ن��اس ال��ل��ه ب��ي��ن ال��ع��رف ي��ذه��ب لا ج��وازي��ه ي��ع��دم لا ال��خ��ي��ر ي��ف��ع��ل م��ن

خاص، بنوع الأبيات هذه أول وإلى عمر، حبسه حين قالها التي الأبيات إلى وانظرالمدرسة: هذه طابع أيضا فيها فسترى

ش��ج��ر ولا م��اء لا ال��ح��واص��ل زغ��ب م��رخ ب��ذي لأف��راخ ت��ق��ول م��اذا

الحواصل. زغب أفراخا فذكر صغار، لأطفال تقول ماذا يقول: أن أرادقال ما خير من وهي هؤلاء، شماس آل مدح في دالية أخرى قصيدة وللحطيئةقال الشعري. وأسلوبه زهير بمدح التأثر شديدة ذلك على وهي المدح، في الجاهليون

الحطيئة:

ن��ج��د ب��ن��ا وات��لأب خ��م��س��ا س��رن وق��د ه��ن��د ه��ج��ع��وا ب��ع��دم��ا ط��رق��ت��ن��ا ألا

259

الجاهلي الأدب في

وال��ب��ع��د ال��ن��أي دون��ه��ا م��ن أت��ى وه��ن��د ه��ن��د ب��ه��ا وأرض ه��ن��د ح��ب��ذا ألاورد م��ع��رورف ب��ال��ب��وص��ي ي��ق��م��ص غ��وارب ذو دون��ه��ا م��ن أت��ى وه��ن��دص��دوا ك��م��ا ص��ددت أن ع��ل��ي غ��ض��اب م��ع��اش��ر ع��ن ن��ك��ب��ت��ه��ا ال��ت��ي وإنال��ع��د وال��ح��س��ب الأح��لام ب��ه��ا أت��اه��م وإن��م��ا لأي ب��ن ش��م��اس آل أت��تودوا وم��ن إل��ي��ه لان��وا م��ن ال��ج��د وذو ص��دوره��م ت��ع��ادي م��ن ال��ش��ق��ي ف��إنوال��ج��د ال��ح��ف��ي��ظ��ة ج��اء غ��ض��ب��وا وإن أن��ات��ه��ا ب��ع��ي��دا أح��لام��ا ي��س��وس��ونس��دوا ال��ذي ال��م��ك��ان س��دوا أو ال��ل��وم م��ن لأب��ي��ك��م أب��ا لا ع��ل��ي��ه��م أق��ل��واش��دوا ع��ق��دوا وإن أوف��وا ع��اه��دوا وإن ال��ب��ن��ا أح��س��ن��وا ب��ن��وا إن ق��وم أول��ئ��كك��دوا ولا ك��دروه��ا لا أن��ع��م��وا وإن ب��ه��ا ج��زوا ع��ل��ي��ه��م ال��ن��ع��م��ى ك��ان��ت وإنردوا أح��لام��ك��م، ب��ع��ض ردوا ال��ده��ر: م��ن ح��ادث ج��ل ع��ل��ى م��ولاه��م ق��ال وإنم��رد ش��وارب��ه��م ت��ط��رر ل��م ن��واش��ئ ك��ف��ت��ه��م ب��ع��ي��د لأي ع��ن غ��اب وإنق��دوا؟ أدي��م��ك��م ولا م��ق��ط��ع ع��ل��ى خ��ذل��وك��م أع��ل��م��ه��م ول��م وك��ي��فال��ج��د وب��ن��ى آب��اؤه��م ل��ه��م ب��ن��ى ل��ل��دج��ى م��ك��اش��ي��ف ال��ه��ي��ج��ا ف��ي م��ط��اع��ي��نج��ل��د؟ ل��ك��م أخ ال��ع��ل��ي��ا ال��س��ورة إل��ى ل��ك��م س��ع��ى ق��د ب��أن لأي��ا م��ب��ل��غ ف��م��نال��ج��ه��د أج��اري��ه ي��ث��ن��ي ولا ع��ن��ان ع��ن��ان��ه ي��س��اوي لا ج��ارى ح��ي��ن ج��رىال��م��ج��د أن��ه رأى ل��م��ا م��ج��ده��م ع��ل��ى ف��ح��ث��ه��م أض��ي��ع أق��وام م��ج��د رأىس��ع��د ع��ل��م��ت ب��ال��ذي إلا ق��ل��ت وم��ا ع��ل��ي��ه��م س��ع��د أف��ن��اء لام��ن��ي وق��د

تكاد فأنت المدرسة؛ تأثير من القصيدة هذه في ما على ندلك أن إلى تحتاج لا ولعلكالكناية وطريق مرة، التشبيه طريق إليها سلك قد المادية الصورة هذه بيت كل في تجدسهولة لفظها متانة على القصيدة هذه في تجد وأنت أخرى، مرة التحقيق وطريق مرة،سريع. قوي تطور في الوقت ذلك في الشعر لغة أن على واضحة دلالة يدلان مأخذ وقرب

النابغة (5-3)

فلم الرواة على أمرهم عمي الذين الجاهليين الشعراء سلسلة إلى النابغة مع ونعوديعرفون الرواة أن والواقع شيئا. منها يعرفون يكادوا لم أو شيئا، حياتهم من يعرفواقيس من ثم غطفان ثم ذبيان من وهو معاوية، بن زياد فهو أبيه، واسم النابغة اسمالإسلام، يدرك وكاد الجاهلي، العصر آخر في عاش أنه أيضا يعرفون والرواة عيلان.

مثلا. ثابت بن حسان أدرك أسلموا، الذين من طائفة حال كل على وأدرك

260

مضر شعر

الشعرية الوجهة من عصره في المكانة عظيم كان النابغة أن يعرفون والرواةعلى وأثنى الأعشى ففضل عكاظ، في إليه احتكموا الشعراء أن يزعمون وهم الخالصة.أو كلها متكلفة أنها في شك لا طويلة قصة في ثابت بن حسان وأغضب الخنساء،

حسان: بيت في الخنساء إلى يضاف الذي المفصل النقد هذا ذلك على يدل أكثرها،

دم��ا ن��ج��دة م��ن ي��ق��ط��رن وأس��ي��اف��ن��ا ال��ض��ح��ى ف��ي ي��ل��م��ع��ن ال��غ��ر ال��ج��ف��ن��ات ل��ن��ا

كالخنساء. جاهلية بدوية بشاعرة منه وصاحبه السائر» «المثل ب أليق نقد وهومدحه. خالص ويصفيه المنذر بن بالنعمان متصلا كان النابغة أن يعرفون والرواةإلى تنازعه كانت نفسه ولكن ومدحهم، بالغسانيين فاتصل النعمان عليه غضب ثموالتوبة. بالعفو منه وظفر إليه عاد حتى الوسائل ويتخذ يحتال زال فما النعمان،السخط هذا مصدر يتبينوا أن يريدون حين يوافقون لا قل: بل يتفقون، لا الرواة ولكنالسخط هذا في الأصل أن يزعم فبعضهم شاعره؛ على المنذر بن النعمان سخطه الذيفغضب قوم به ووشى النابغة، فتعلل يأخذه أن النعمان أحب النابغة عند كان سيفالنعمان، زوج المتجردة هي امرأة السخط هذا في الأصل أن يزعم وبعضهم النعمان.النابغة إلى النعمان وطلب ذكره، مر الذي النابغة صاحب اليشكري ل المنخ يهواها كانالنعمان. فغضب بالنابغة ووشى ل المنخ فغار الوصف، في وأسرف فوصفها يصفها أنمستعطفا النعمان إلى فيه معتذرا قاله الذي النابغة شعر نقرأ أنا الأمر غريب ومنوظاهر السخط. هذا أصل يبين شيئا فيه نرى نكاد لا أو شيئا، فيه نرى فلا له،باسمين، إلا المتجردة قصة إلى ننظر ولا الجادين، وقفة السيف قصة عند نقف لا أنناشعر كان وربما القصتين؛ هاتين غير في السخط هذا أصل نلتمس أن الحق من وأنأو قوية دلالة يدلنا أن يستطيع الذي هو فيه النحل وكثرة غموضه على نفسه النابغةبين فالتنافس سياسي؛ القصة هذه أصل أن والظاهر القصة. هذه أصل على ضعيفةبين تنافسا استتبع أنه أيضا ومعروف معروف، الجاهلي العصر آخر في والروم الفرسحروب إلى تجاوزه بل التنافس، عند يقف لم الأمر وأن الشام، وملوك الحيرة ملوكفي عنيفة جهودا يبذلون كانوا الشام وملوك الحيرة ملوك أن والظاهر عنيفة. دمويةأن والظاهر العربية. البلاد داخل والروم الفرس من وساداتهم لأنفسهم الدعوة نشرومدحهم إليهم فسعى النابغة، يستهووا أن الأوقات من وقت في استطاعوا قد الغسانيين

261

الجاهلي الأدب في

في نجده الذي هو وهذا النابغة، وأوعد لذلك النعمان فغضب النعمان، إلى انقطاعه رغمأولها: التي المشهورة النابغة قصيدة

وأن��ص��ب م��ن��ه��ا أه��ت��م ال��ت��ي وت��ل��ك ل��م��ت��ن��ي أن��ك — ال��ل��ع��ن أب��ي��ت — أت��ان��يوي��ق��ش��ب ف��راش��ي ي��ع��ل��ى ب��ه ه��راس��ا ل��ي ف��رش��ن ال��ع��ائ��دات ك��أن ف��ب��تم��ذه��ب ل��ل��م��رء ال��ل��ه وراء ول��ي��س ري��ب��ة ل��ن��ف��س��ك أت��رك ف��ل��م ح��ل��ف��توأك��ذب أغ��ش ال��واش��ي ل��م��ب��ل��غ��ك خ��ي��ان��ة ع��ن��ي ب��ل��غ��ت ق��د ك��ن��ت ل��ئ��نوم��ذه��ب م��س��ت��راد ف��ي��ه الأرض م��ن ج��ان��ب ل��ي ام��رأ ك��ن��ت ول��ك��ن��ن��يوأق��رب أم��وال��ه��م ف��ي أح��ك��م أت��ي��ت��ه��م م��ا إذا وإخ��وان م��ل��وكأذن��ب��وا ذل��ك ش��ك��ر ف��ي ت��ره��م ف��ل��م اص��ط��ف��ي��ت��ه��م أراك ق��وم ف��ي ك��ف��ع��ل��كأج��رب ال��ق��ار ب��ه م��ط��ل��ي ال��ن��اس إل��ى ك��أن��ن��ي ب��ال��وع��ي��د ت��ت��رك��ن��ي ف��لاي��ت��ذب��ذب دون��ه��ا م��ل��ك ك��ل ت��رى س��ورة أع��ط��اك ال��ل��ه أن ت��ر أل��مك��وك��ب م��ن��ه��ن ي��ب��د ل��م ط��ل��ع��ت إذا ك��واك��ب وال��م��ل��وك ش��م��س ب��أن��كال��م��ه��ذب ال��رج��ال أي ش��ع��ث ع��ل��ى ��ه ت��ل��م لا أخ��ا ب��م��س��ت��ب��ق ول��س��تي��ع��ت��ب ف��م��ث��ل��ك ع��ت��ب��ى ذا ت��ك وإن ظ��ل��م��ت��ه ف��ع��ب��د م��ظ��ل��وم��ا أك ف��إن

غير ملوكا مدحه هو إنما النعمان إلى النابغة ذنب أن الشعر هذا من فظاهرأموالهم في وحكموه إليه أحسنوا قد الملوك هؤلاء بأن المدح هذا عن يعتذر وهو النعمان،على الحجة ويقيم ذنبا، يكون أن يصلح لا الشكر هذا أن يرى وهو صنعهم، لهم فشكرذنبا. الشكر هذا يرى فلا ذلك، له فيشكرون إليهم ويحسن قوما يصطفي بأنه النعمانالغسانيين عن الناس تخذيل في النعمان بصنيع هنا يعرض إنما النابغة أن وظاهرالسيف. قصة وعن المتجردة قصة عن البعد أشد بعيدون فنحن إليه؛ أنصارهم واجتذابحياة من يعرفون الرواة كان ما أكثر عرفت فقد قدمناه الذي هذا عرفت فإذاكما النابغة حياة نجهل أن إلى مضطرون إذن فنحن شيئا. ليس أنه ترى وأنت النابغة،فقد منه؛ كثير في مؤقت الجهل هذا إن نقول: ولكننا زهير، وحياة أوس حياة جهلناالحوادث من طائفة على يظهرنا أن يستطيع النابغة لديوان المفصل الدرس أن نظنوليس عشيرته، في الاجتماعية ومكانته النابغة حياة الشيء بعض لنا تبين التي الدقيقةبطبيعته ينقسم النابغة فشعر الأثر، بعيدة عظيمة كانت قد المكانة هذه أن في شك منقاله شعر الثاني وفي ومعتذرا، مادحا الحيرة ملوك في قاله شعر الأول أقسام: ثلاثة

262

مضر شعر

جاهلية بدوية شئون في قاله شعر والثالث أيضا، ومستعطفا مادحا غسان ملوك فيالأقسام هذه تقرأ حين وأنت والسلم. الحرب صلات من بينها كان وما نجد قبائل تمسقومه وعند غسان ملوك عند عظيمة كانت النابغة مكانة بأن قويا شعورا تشعر الثلاثةوغسان الحيرة ملوك فيه رغب الذي هو البادية في مكانته عظم ولعل البادية. أهل من

بينهم. للنزاع موضوعا واتخاذه وتملقه باصطناعه وأغراهموهؤلاء، أولئك عند لهم يشفع قومه: وسيلة كان أنه النابغة شعر في نرى ونحنبل غير؛ ليس الشفيع السفير مقام لا النجدية البدوية القبائل هذه من يقوم كان وأنهويحثهم أخرى، مرة بها ويأمرهم الحرب عند مرة ينهاهم فتراه المرشد، الزعيم مقامله كان قد أن ونرى الغسانيين. بطش ويخوفهم وعهودهم، بمحالفتهم الاحتفاظ علىعن ويناضل عليهم يرد فهو سياسته، ينكرون معارضون القبائل هذه زعماء منوهناك؛ هنا تجدها دقيقة تفصيلات إلى ذلك آخر؛ حينا وعنيفا حينا، لينا سياستهناحية، توضح أن بعض إلى بعضها وتقرن تستخلصها حين شك غير من وتستطيعوالخارجية الداخلية السياسية الحياة من نقول: بل وحده، النابغة حياة من نقول لا

البحث. هذا لمثل الكتاب هذا نضع لم ولكننا الجاهلي. العصر آخر نجد لعربطويلة؛ الوقفة هذه تكون ولن النابغة، شعر عند وقفة ولنقف كله، هذا فلندعمنه صح ما طبع قد وكعب، الحطيئة وكشعر أوس وشعر زهير كشعر النابغة فشعروأنت فاحشة، كثرة النحل ذلك جانب إلى فيه وكثر بيناه، الذي الفني الطابع بهذاشعر في النحل ولكن جهد. ولا مشقة غير في المنحول الشعر هذا تميز أن تستطيععليه يضعوا بأن يكتفون لا فالرواة أصحابه، شعر في تغلغل مما أكثر متغلغل النابغةيضعون وقد الشطر، عليه يضعون قد أحيانا ولكنهم البيت، أو المقطوعة أو القصيدةمضطربا فاسدا الرواة إلى وصل قد النابغة شعر وكأن القصيدة. أجزاء من الجزء عليهبقصيدته مثلا لك ولأضرب ويكمله. يصلحه ما إليه وأضافوا وأكملوه فأصلحوه ناقصا

مطلعها: التي الدالية

الأم��د س��ال��ف ع��ل��ي��ه��ا وط��ال أق��وت ف��ال��س��ن��د ب��ال��ع��ل��ي��اء م��ي��ة دار ي��ا

263

الجاهلي الأدب في

من بقي وما الدار وصف فيه تجد المدرسة، بطابع مطبوع القصيدة هذه فأولكقوله: اللفظ، في شاركهم وربما والحطيئة، وأوس زهير عند تجده ما نحو على آثار

ال��ج��ل��د ب��ال��م��ظ��ل��وم��ة ك��ال��ح��وض وال��ن��ؤي أب��ي��ن��ه��ا م��ا لأي��ا الأث��اف��ي إلا

زهير: بقول يذكر فهو

ت��وه��م ب��ع��د ال��دار ع��رف��ت ف��لأي��ا ح��ج��ة ع��ش��ري��ن ب��ع��د ع��ل��ي��ه��ا وق��ف��تي��ت��ه��دم ل��م ال��ح��وض ك��ج��ذم ون��ؤي��ا م��رج��ل م��ع��رس ف��ي س��ف��ع��ا أث��اف��ي

كقوله: الحطيئة، بشعر النابغة شعر تفسر أن استطعت وربما

ال��ث��أد ف��ي ب��ال��م��س��ح��اة ال��ول��ي��دة ض��رب ول��ب��ده أق��اص��ي��ه ع��ل��ي��ه ردت

الحطيئة: قول يفسره

ت��ب��ادره ال��ظ��لام ق��ب��ل ب��م��س��ح��ات��ه��ا غ��ري��رة ف��ق��ام��ت ج��ون��ا ع��ارض��ا رأتداب��ره ورف��ع ن��واح��ي��ه وس��دت دون��ه��ا ال��م��اء أت��ى ح��ت��ى ب��رح��ت ف��م��ا

الوصف هذا في معتمدا فوصفها ناقته إلى عمد وآثارها، الدار من النابغة فرغ فإذايتجاوز لم وربما القصص، من شيء في المادية الصور عرض من أصحابه مذهب على

قوله: وذلك قدمنا، كما أوس قال ما

وح��د م��س��ت��أن��س ع��ل��ى ال��ج��ل��ي��ل ي��وم ب��ن��ا ال��ن��ه��ار زال وق��د رح��ل��ي ك��أنال��ف��رد ال��ص��ي��ق��ل ك��س��ي��ف ال��م��ص��ي��ر ط��اوي أك��ارع��ه م��وش��ي وج��رة وح��ش م��نال��ب��رد ج��ام��د ع��ل��ي��ه ال��ش��م��ال ت��زج��ي س��اري��ة ال��ج��وزاء م��ن ع��ل��ي��ه أس��رتص��رد وم��ن خ��وف م��ن ال��ش��وام��ت ط��وع ل��ه ف��ب��ات ك��لاب ص��وت م��ن ف��ارت��اعال��ح��رد م��ن ب��ري��ات ال��ك��ع��وب ص��م��ع ب��ه واس��ت��م��ر ع��ل��ي��ه ف��ب��ث��ه��نال��ن��ج��د ال��م��ح��ج��ر ع��ن��د ال��م��ع��ارك ط��ع��ن ي��وزع��ه ح��ي��ث م��ن��ه ض��م��ران وك��انال��ع��ض��د م��ن ي��ش��ف��ي إذ ال��م��ب��ي��ط��ر ط��ع��ن ف��أن��ف��ذه��ا ب��ال��م��درى ال��ف��ري��ص��ة ش��ك

264

مضر شعر

م��ف��ت��أد ع��ن��د ن��س��وه ش��رب ��ود س��ف ص��ف��ح��ت��ه ج��ن��ب م��ن خ��ارج��ا ك��أن��هأود ذي غ��ي��ر ص��دق ال��ل��ون ح��ال��ك ف��ي م��ن��ق��ب��ض��ا ال��روق أع��ل��ى ي��ع��ج��م ف��ظ��لق��ود ولا ع��ق��ل إل��ى س��ب��ي��ل ولا ص��اح��ب��ه إق��ع��اص واش��ق رأى ل��م��اي��ص��د ول��م ي��س��ل��م ل��م م��ولاك وإن ط��م��ع��ا أرى لا إن��ي ال��ن��ف��س: ل��ه ق��ال��تال��ب��ع��د وف��ي الأدن��ى ف��ي ال��ن��اس ع��ل��ى ف��ض��لا ل��ه إن ال��ن��ع��م��ان ت��ب��ل��غ��ن��ي ف��ت��ل��ك

حتى المادية الصور على معتمدا وزهير أوس عند تراه الذي القصص بعينه فهوفقد الموضع؛ هذا من يبدأ النحل ولكن الشاعر. يريد ما إلى الناقة وصف من ينتهيأصحابه، يمضي ما نحو على مدحه يمضيفي أن المعقول وكان النعمان، إلى النابغة وصلاللفظ ضعيف كلام في له، تدمر الجن وبناء داود بن سليمان ذكر إلى يستطرد ولكنه

النابغة: شعر وبين بينه صلة لا المعنى سخيف

أح��د م��ن الأق��وام م��ن أح��اش��ي ولا ي��ش��ب��ه��ه ال��ن��اس ف��ي أح��دا أرى ولاال��ف��ن��د ع��ن ف��اح��دده��ا ال��ب��ري��ة ف��ي ق��م ل��ه: الإل��ه ق��ال إذ س��ل��ي��م��ان إلاوال��ع��م��د ب��ال��ص��ف��اح ت��دم��ر ي��ب��ن��ون ل��ه��م أذن��ت ق��د إن��ي ال��ج��ن وخ��ي��سال��رش��د ع��ل��ى وادل��ل��ه أط��اع��ك ك��م��ا ب��ط��اع��ت��ه ف��ان��ف��ع��ه أط��اع��ك ف��م��نض��م��د ع��ل��ى ت��ق��ع��د ولا ال��ظ��ل��وم ت��ن��ه��ى م��ع��اق��ب��ة ف��ع��اق��ب��ه ع��ص��اك وم��نالأم��د ع��ل��ى اس��ت��ول��ى إذا ال��ج��واد س��ب��ق س��اب��ق��ه أن��ت م��ن أو ل��م��ث��ل��ك إلا

تأتي التي الأبيات وأن إدخالا، القصيدة على أدخلت قد الأبيات هذه أن والظاهرقوله: هي إنما مكانها

ال��ل��ب��د أوب��اره��ا ف��ي ت��وض��ح س��ع��دان زي��ن��ه��ا ال��ع��ك��اء ال��م��ائ��ة ال��واه��بال��ج��دد ال��ح��ب��رة ب��رح��ال م��ش��دودة م��راف��ق��ه��ا ف��ت��لا خ��ي��س��ت ق��د والأدمب��ال��ج��رد ك��ال��غ��زلان ال��ه��واج��ر ب��رد ف��ن��ق��ه��ا ال��ري��ط ذي��ول وال��راك��ض��اتال��ب��رد ذي ال��ش��ؤب��وب م��ن ت��ن��ج��و ك��ال��ط��ي��ر أع��ن��ت��ه��ا ف��ي غ��رب��ا ت��م��زع وال��خ��ي��ل

265

الجاهلي الأدب في

أن في شك ولا مطارها، أو وحمامها اليمامة زرقاء قصة الأبيات هذه بعد تأتي ثمقوله: في إشارة إليها أشار قد النابغة يكون أن إلا القصيدة، في منحولة القصة هذه

ال��ث��م��د وارد ش��راع ح��م��ام إل��ى ن��ظ��رت إذ ال��ح��ي ف��ت��اة ك��ح��ك��م واح��ك��م

ذلك: بعد قوله فأما

ال��رم��د م��ن ت��ك��ح��ل ل��م ال��زج��اج��ة م��ث��ل وت��ت��ب��ع��ه ن��ي��ق ج��ان��ب��ا ي��ح��ف��هف��ق��د ون��ص��ف��ه ح��م��ام��ت��ن��ا إل��ى ل��ن��ا ال��ح��م��ام ه��ذا ل��ي��ت��م��ا ألا ق��ال��ت:ت��زد ول��م ت��ن��ق��ص ل��م وت��س��ع��ي��ن ت��س��ع��ا زع��م��ت ك��م��ا ف��أل��ف��وه ف��ح��س��ب��وهال��ع��دد ذل��ك ف��ي ح��س��ب��ة وأس��رع��ت ح��م��ام��ت��ه��ا ف��ي��ه��ا م��ائ��ة ف��ك��م��ل��ت

في ليس نفسه البيت ذلك أن الظن وأكبر البيت. ذلك لتفسير الرواة تكلف فمنألا النعمان إلى النابغة يطلب حين الاعتذار أثناء يأتي هو وإنما القصيدة، من موضعه

فراسة. أو روية دون الوشاة قول فيه يقبلفيه اعتذر الذي النابغة شعر من القصيدة هذه غير في يقال أن يجب هذا ومثلمطلعها: التي قصيدته من مثلا لنا يصح فلم غسان، ملوك فيه مدح أو النعمان إلى

ال��دواف��ع ف��ال��ت��لاع أري��ك ف��ج��ن��ب��ا ف��ال��ف��وارع ف��رت��ن��ا م��ن ح��س��ا ذو ع��ف��ا

وجاء وآثارها، الدار وصف في القصيدة أول في بعضها جاء متفرقة أبيات إلاقوله: وهو مضطرب، ولكنه القصيدة وسط في بعضها

ال��م��س��ام��ع م��ن��ه��ا ت��س��ت��ك ال��ت��ي وت��ل��ك ل��م��ت��ن��ي أن��ك ال��ل��ع��ن أب��ي��ت أت��ان��ين��اق��ع ال��س��م أن��ي��اب��ه��ا ف��ي ال��رق��ش م��ن ض��ئ��ي��ل��ة س��اورت��ن��ي ك��أن��ي ف��ب��تق��ع��اق��ع ي��دي��ه ف��ي ال��ن��س��اء ل��ح��ل��ي س��ل��ي��م��ه��ا ال��ت��م��ام ل��ي��ل م��ن ي��س��ه��دت��راج��ع وط��ورا ط��ورا ت��ط��ل��ق��ه س��م��ه��ا س��وء م��ن ال��راق��ون ت��ن��اذره��ا

266

مضر شعر

الثاني الشطر ضاع أن بعد البيت لتكميل أدخل قد الأخير الشطر هذا أن وعندناالنابغة: قول القصيدة هذه من لنا صح ثم منه،

واس��ع ع��ن��ك ال��م��ن��ت��أى أن خ��ل��ت وإن م��درك��ي ه��و ال��ذي ك��ال��ل��ي��ل ف��إن��كن��وازع إل��ي��ك أي��د ب��ه��ا ت��م��د م��ت��ي��ن��ة ح��ب��ال ف��ي ح��ج��ن خ��ط��اط��ي��ف

دون جزء نحل ما ومنه كله، المنحول فمنه القصيدة من الأبيات هذه عدا ما فأماالآخر. الجزء

مطلعها: التي النابغة وقصيدة

وع��ال إل��ى ال��ح��ب��ي ب��م��رف��ض ال��ب��وال��ي ال��دم��ن ظ��لام��ة أم��ن

قوله: إلى الأول قسمها إلا عندنا منها يصح لا

وخ��ال��ي ع��م��ي رب��ه��ا ب��ع��ذرة إل��ي��ه س��ارت لام��رئ ف��داء

ومنه النحل، فيه كثر فقد الغسانيين؛ به مدح الذي النابغة شعر في هذا مثل وقلالأخطل: على النابغة بها الشعبي فضل التي الأبيات كهذه الإسلام، بعد كله اخترع ما

ال��ت��م��ام س��ري��ع ال��خ��ي��ر م��س��ت��ق��ب��ل وج��ه��ه ح��س��ن غ��لام ه��ذا

نظما. غسان بني من الملوك فيها نظم قد أبيات فهيمطلعها: التي النابغة وبائية

ال��ك��واك��ب ب��ط��يء أق��اس��ي��ه ول��ي��ل ن��اص��ب أم��ي��م��ة ي��ا ل��ه��م ك��ل��ي��ن��ي

قصيدة نرفض أنا وظاهر كثير، فيها الرواية عبث ولكن جملتها، في صحيحةأولها: إلا منها نقبل ولا كلها، المتجردة

م��زود وغ��ي��ر زاد ذا ع��ج��لان م��غ��ت��دي أو رائ��ح م��ي��ة آل أم��ن

267

الجاهلي الأدب في

الأس��ود ال��غ��راب خ��ب��رن��ا وب��ذاك غ��دا رح��ل��ت��ن��ا أن ال��ب��وارح زع��مغ��د ف��ي الأح��ب��ة ت��ف��ري��ق ك��ان إن ب��ه أه��لا ولا ب��غ��د م��رح��ب��ا لا

متأخر. الأبيات هذه في الإقواء إصلاح أن نرى ونحنهو أو قليل فيه فالنحل الخالصة البدوية الحياة يمس الذي النابغة شعر فأماطابع فيه فترى الشعر هذا تقرأ حين ذلك تعرف والاعتذار، المدح هذا في النحل من أقل

قليلا. وإسفافا مطردين ورصانة متانة فيه وترى المدرسة،في تشك لا لنا صح الذي النابغة شعر من عليك عرضنا ما قرأت أن بعد ولعلكفي ورأيتها داليته في المادية صوره رأيت فقد الزهيرية؛ الأوسية المدرسة بهذه اتصاله

بقوله: النابغة يقدمون والناس أيضا، العينية

واس��ع ع��ن��ك ال��م��ن��ت��أى أن خ��ل��ت وإن م��درك��ي ه��و ال��ذي ك��ال��ل��ي��ل ف��إن��ك

من التشبيه هذا جمال جاء وإنما البديع؛ التشبيه هذا غير البيت هذا في شيء وأيغايته. في معنوي جوهره في مادي أنهقوله: للنابغة يحمدون والناس

ي��ت��ذب��ذب دون��ه��ا م��ل��ك ك��ل ت��رى س��ورة أع��ط��اك ال��ل��ه أن ت��ر أل��مك��وك��ب م��ن��ه��ن ي��ب��د ل��م ط��ل��ع��ت إذا ك��واك��ب وال��م��ل��وك ش��م��س ب��أن��ك

غايته، في المعنوي جوهره في المادي التشبيه هذا إلا البيتين هذين في شيء وأيالبديعة الصورة هذه منها أهمل أن أستطيع لا حسان جياد صور شعره في وللنابغة

قوله: في

ال��ب��رد ذي ال��ش��ؤب��وب م��ن ت��ن��ج��و ك��ال��ط��ي��ر أع��ن��ت��ه��ا ف��ي غ��رب��ا ت��م��زع وال��خ��ي��ل

الفنيتين الوجهتين من فيه شك لا بأصحابه النابغة فاتصال شيء من يكن ومهمافهناك ذكرنا، ممن أكثر المدرسة هذه تلاميذ أن في شك من وليس إليهما، أشرنا اللتينسيرتهم، وساروا وأصحابه أوس عن أخذوا قد والقيسي التميمي منهم آخرون شعراء

268

مضر شعر

هم بل وحدها المدرسة هذه زعماء ليسوا وهم الزعماء، فهم ذكرنا؛ بمن نكتفي ولكناكله. الجاهلي المضري الشعر زعماء يظهر فيما

البحث من حقهم وفيناهم قد نكون أن من البعد أشد بعيدون أنا نعلم ونحنبهذا مكتفون ذلك مع ولكنا ا، جد ضئيل بحظ إلا ذلك من نأخذ لم نحن بل والتحليل،هذا أن إلينا يخيل وقد وامتحانه. المنهاج عرض إلا الأمر حقيقة في نرد لم لأنا المقدار؛المدارس درس وفي أنفسهم الشعراء هؤلاء درس في سلوكه وأن منتج، صحيح المنهاجإلى هي الجاهلي الشعر من طائفة إظهار إلى ينتهي قد آنفا إليها أشرنا التي الأخرى

والنحل. الفساد إلى منها أقرب الصحةهدمنا وإنما غير، ليس هدامين نكن لم الكتاب هذا في أنا كله هذا بعد ترى فأنتأنا نعتقد ونحن الدعائم، قوي الأساس متين بناؤنا يكون أن نحاول ونحن لنبني،الصادقين معونة وإلى ناحية، من الوقت إلى حاجة في ولكنا لكثير؛ ذلك من نوفق قدالمخلصين هؤلاء من إليه نحتاج ما نفقد لن أنا الظن وأكبر أخرى. ناحية من المخلصينمنذ ودقة تفصيل في المضري الجاهلي الشعر عن البحث هذا نستأنف حين الصادقين

الله. شاء إن المقبلة السنة

269

السادس الكتاب

الشعر

وفنونه – ونوعه – طبيعته

العربي الشعر تعريف (1)

لنا شاء ما الشعر ذاكرين بلغنا حيث إلى الكتاب هذا من نمضي أن الغريب من يكون قدخصائصه عن بحث أو بتعريف نفسه في الشعر لهذا نعرض أن دون نذكره، أن البحثالشعر لندرس البحث من النحو هذا إلى حاجة في نكن لم أنا نظن ولكنا ومميزاته،الشعر، معنى يعرفون جميعا فالناس صحيح؛ غير أو صحيح إنه حيث من الجاهلينحدثهم فلسنا مختلفة، نماذج منه ويستظهرون العربي الشعر يعرفون جميعا وهمالغريب كان وربما والعباسي، والأموي الجاهلي الشعر عن نحدثهم حين يجهلون عما

تعريفه. محاولة أو الشعر لتعريف نحتاج أن هوالناس لأن لا خاصة؛ العربي والشعر الشعر، تعريف محاولون ذلك مع أنا علىالذي المعنى على الأدبي التاريخ عن الباحثون يتفق أن الخير من لأن بل يجهلونه،الشعر معنى في يختلفون فالناس الباحثون. هؤلاء يذكره حين الشعر لفظ من يفهموالقافية. الوزن في المنظوم الكلام هو الشعر أن يرى من فمنهم قليل: غير اختلافافيه ويقصد الخيال، على صاحبه فيه يعتمد الذي الكلام هو الشعر أن يرى من ومنهمهذا يكون أن يعنيه لا القلوب، ويستهوي الألباب يخلب الذي الفني الجمال هذا إلىبين وسطا موقفا يقف من ومنهم منظوم. غير أو والقافية الوزن في منظوما الكلامعلى صاحبه فيه يعتمد الذي المنظوم الكلام على إلا الشعر لفظ يطلق فلا وهؤلاء، أولئكوإن شعرا والصرف النحو منظومات يرى لا فهو الفني؛ الجمال إلى فيه ويقصد الخيال

الجاهلي الأدب في

شعرا، العميد ابن رسائل أو الهمذاني مقامات يرى لا وهو والقافية. الوزن في نظمتمن يتحللون قوم وهناك الفني. الجمال إلى وقصد الخيال على اعتماد من تخل لم وإنالأمم بعض عند الشعر بتطور ذلك في متأثرين الآخر بعضها دون القيود هذه بعضبينهم فيما يتفقون لا قد وهم بالوزن. ويكتفون مثلا القافية في يتحللون فهم الأجنبية؛منها الاكتفاء يريد من ومنهم إلغاءها، يريد من فمنهم القافية؛ من التحلل مقدار علىالتزام إلى بعضهم فمال نفسه؛ الوزن التزام مقدار في يتفقوا لم وربما اليسير بالمقدارالبحور، هذه في الافتنان إلى الآخر بعضهم ومال الواحدة، القصيدة في الواحد البحرالبحور هذه إلى أضاف وربما العروضيون، عرفها التي البحور من ببحر بحرا فخلط

قبل. من عهد به للعروضيين يكن لم مالازم طبيعي هو بل فيه، نحن الذي العصر على مقصورا الاختلاف هذا وليسهذا على دلالة أوضح وليس العرب، من القدماء عرفه وقد هو، حيث من الفني للتطورمن بينهما وما والأندلس بغداد في حضارتهم في العرب استحدثها التي الفنون هذه منالموشحات يعرفون والأمويون الجاهليون العرب يكن فلم العربية، الإسلامية الأقطاربعضها احتفظ والتي الشعر، من استحدثت التي المختلفة الفنون هذه ولا الأزجال ولا

المألوفة. العامية اللغة في بعضها واندفع الفصحى العربية باللغةقائما وأغراضه لفظه حيث من الشعر معنى في الشعراء بين الاختلاف هذا وسيظلا تام خضوعا خاضعة غير خاصة حياة لهم كانت وما أنفسهم، الشعراء هؤلاء قام ما

للتقليد.تطورهم في المنتجين الشعراء هؤلاء يتبع أن صناعته بحكم مضطر الآداب ومؤرخ

يرض. لم أو ذلك عن رضي فن من يستحدثون ما يسجل وأن وافتنانهم،يكن مهما الشعر لفظ عليه يطلقون فيما العرب من الشعراء اختلاف أن والحقعلميا تعريفا منه ويستخلص يضبطه أن الآداب مؤرخ على العسير من فليس عظيمايكون أن يجب الشعر أن على عصورهم جميع في متفقون فالعرب العربي. للشعريتصور أن العربي يستطيع لا الشاعر، إليه يقصد الذي الوزن يكن مهما موزوناالموسيقي المقياس بهذا قل: أو العروضي، المقياس بهذا مقيدا لفظه كان إذا إلا الشعروالعرب ما. ملاءمة الواحد البيت أجزاء بين يلائم بل القصيدة، أبيات بين يلائم الذيالقدماء فأما ما، تقييدا بالقافية يقيد حتى شعرا يكون لا الشعر أن على أيضا متفقونفي القافية هذه من يتحلل بعضهم أخذ ثم والأرجوزة، الواحدة القافية يلتزمون فكانوا

272

الشعر

افتنانا نفسه الوزن في افتنوا كما كثيرا افتنانا ذلك في وافتنوا القصيد، في ثم الرجز،من الموسيقي العروضي بالمقياس مقيدا الشعر لفظ يكون أن من إذن بد فلا كثيرا.المقدار بهذا عادة يكتفون لا والأدباء الشعراء ولكن أخرى. ناحية من وبالقافية ناحية،اختيارا اللفظ مختارة خاصة لغة للشعر تكون أن يريدون وإنما اللفظي، التقييد منعلى ويعصمه أخرى، أحيانا وعذوبة رقة ويمنحه أحيانا، وجزالة روعة يمنحه دقيقا،للفظ الفنية الجودة هو ثالث بقيد الشعر يقيد أن من إذن بد فلا الابتذال. من حال كل

منه. يتألف الذيفيه فاتفقوا المعنى، إلى انتقلوا المقدار هذا على وشعراؤهم العرب أدباء اتفق فإذاشريفا جيدا يكون أن يجب المعنى أن على يتفقون فهم أشياء؛ في واختلفوا شيء علىمعناها على الاتفاق اليسير من ليس غامضة عامة ألفاظ ترى كما هذه ولكن قيما.حين الشخصي الذوق تحكيم من يبرءوا أن الأدباء يستطيع لا هنا ومن المحدود، الدقيقمن يبرءوا أن يستطيعون لا كذلك وهم رداءته. أو المعنى جودة يقدروا أن يريدونالرقة أو والروعة الجزالة من اللفظ حظ يقدروا أن يريدون الشخصيحين الذوق تحكيموالاجتماعية. الفردية الأذواق باختلاف تختلف إضافية كلها الأشياء هذه لأن والعذوبة؛وفي الحق، على أو الخيال على يعتمد أن يجب الشعر أن في هذا بعد الأدباء يختلف ثمحظ لا الذي الشعر يؤثر من فمنهم الحق؛ على اعتماده أو الخيال على اعتماده مقدارومنهم الواقع. للحق مطابق صادق للخيال وصف هو وإنما للاختراع، ولا للخيال فيهالمبالغات في فيتورط ذلك في ويسرف الخيال مع صاحبه يسترسل الذي الشعر يؤثر من

وسطا. طريقا وذاك هذا بين يأخذ من ومنهم الغلو، وألوانالمعنى هو أم اللفظ أهو الشعري: الجمال مقياس في يختلفون كله هذا بعد هم ثمابن قدمه ما الثالث القرن في ذلك في كتب ما أحسن ولعل جميعا؟ الأمران هما أموما ومعناه، لفظه حسن ما إلى الشعر قسم حين الشعراء طبقات كتابه يدي بين قتيبةجميعا ومعناه لفظه فسد وما لفظه، دون معناه حسن وما معناه، دون لفظه حسنلا المنطقية الدقة من فيه يظهر ما على نفسه التقسيم هذا ولكن الأمثال لذلك وضرببه يوصف الذي الحسن هذا على يتفقوا أن يستطيعون لا الأدباء فإن شيئا؛ يجدي

273

الجاهلي الأدب في

اللفظ جيدة الأبيات هذه يرى من منهم أن ذلك وآية كلاهما، أو أحدهما والمعنى اللفظوهي: المعنى،1 عادية

م��اس��ح ه��و م��ن ب��الأرك��ان ��ح وم��س ح��اج��ة ك��ل م��ن��ى م��ن ق��ض��ي��ن��ا ول��م��ارائ��ح ه��و ال��ذي ال��غ��ادي ي��ن��ظ��ر ول��م رح��ال��ن��ا ال��م��ط��اي��ا ح��دب ع��ل��ى وش��دتالأب��اط��ح ال��م��ط��ي ب��أع��ن��اق وس��ال��ت ب��ي��ن��ن��ا الأح��ادي��ث ب��أط��راف أخ��ذن��ا

كل في ذلك مثل وقل معناها.2 لجودة آثرها وربما المعنى، جيدة يراها من ومنهمبيئته وذوق ومزاجه ذوقه باختلاف يختلف الناقد حكم فإن الذوق؛ فيه يحكم شعر

ومزاجها.اللفظ قبل من أحيانا يأتيه خالصا فنيا جمالا الشعر في فإن شيء من يكن ومهماهذا من الشعر حظ يختلف ومهما جميعا. قبلهما من وأحيانا المعنى، قبل من وأحياناما حظا منه للشعر فإن الجمال، هذا في ورأيهم النقاد ذوق يختلف ومهما الجمال،الشعراء كان وإذا به. والشعور إحساسه في أذواقهم سلمت إذا جميعا الناس يتفقمتفقون فهم والقافية، بالوزن لفظه يتقيد أن يجب الشعر أن على متفقين والأدباءمصدره يكن مهما الفني الجمال هذا من ما حظ له يكون أن يجب الشعر أن على كذلك

ومقداره.والقافية، بالوزن المقيد الكلام بأنه آمنين الشعر نعرف أن نستطيع فنحن وإذنالمنتجين الشعراء فلندع المقدار هذا على اتفقنا فإذا الفني، الجمال إلى به يقصد والذيلا الفني، الجمال هذا وتصوير القيود هذه تقدير في اختلاف من فيه هم وما والنقادالنقاد. ونقد الشعراء شعر عند فيها نقف التي التفصيلية الدراسات في إلا لذلك نعرضيضعه حيث الشعر يضع ولا الإغراب، إلى يقصد لا التعريف هذا أن ترى فأنتالخيال من له كان من إلا إليها يسمو لا التي العالية المكانة هذه في أنفسهم الشعراءأن العلماء من الباحثون يستطيع لا حيث إلى به يصعد أن يستطيع قوي جناح

وكذلك ،١٥ صفحة البلاغة» «أسرار كتابه في بسطه وقد الجرجاني القاهر عبد الرأي هذا يرون ممن 1

الشعراء». «طبقات في قتيبة وابن ٤٢ صفحة «الصناعتين» في هلال أبوالمعنى. جيدة أنها على يرويها الأدب رواة من الكثير 2

274

الشعر

حيث من الشعر يلتمس لأنه ذلك واعتدال؛ تواضع فيه يسير تعريف هو إنما يصعدوا.والناقد؛ الشاعر إليه يسمو أعلى مثل هو حيث من لا وتستقرأ، تدرس واقعة حقيقة هومن حظهم يختلف مهما الشعراء بحثه يتناول أن إلى مضطر الآداب تاريخ لأن وذلكالشعراء عند يقف كما النابغين، للشعراء يعرض فهو طبقاتهم، تتفاوت ومهما الإجادة،ينتجه لما جامعا للشعر تعريفه يكون أن فيجب الشعراء، بأوساط يعنى وكما الخاملين،

وهؤلاء. أولئك

العربي الشعر من المعاصرين موقف (2)

في ونزعاتهم وأهوائهم ميولهم باختلاف مختلف العربي الشعر في الناس رأي ولكنالعربي بالشعر يعنون الذين إلى نظرت إذا وأنت الحياة، فروع من وغيرها والعلم الفنالشعر، هو وحده العربي الشعر أن يرى فبعضهم ثلاثة: مواقف منه يقفون رأيتهمالقديم أنصار هم وهؤلاء له؛ يثبت أن ولا يعدله أن يستطيع لا الأجنبي الشعر وأنجميعا هؤلاء وزعيم شيء. على الأجنبية اللغات آداب من يظهروا لم الذين والقدماءالفرس وأن ومنطق، فلسفة أصحاب اليونان أن يرى كان الذي الجاحظ يظهر فيماوالنثر الشعر في البيان فأما وأخلاق، حكمة أصحاب الهند أهل وأن ونقل، تقليد أصحابوخطابة وبندار هوميروس شعر الجاحظ عرف قد ولو وحدهم. وحظهم العرب فحظيذهبون الآن القديمة المدرسة وشيوخ تغييرا. ذلك في رأيه لغير وديموستين بركليسيعترفون لا وهم باستظهاره. ويأخذونهم لتلاميذهم كلامه ويلقنون الجاحظ، مذهبالأمم الشعوب هذه إلى يضيفون وهم بيان. من بحظ والفرس والهند والرومان لليونانقل: أو «راسين»، أو «شكسبير» القيس بامرئ يعدلون أنهم نظن وما كلها، الحديثةالشعراء من أمثالهما وعرفوا عرفوهما قد ولو وراسين. شكسبير وجود يجهلون إنهمعدلوا لما بل الشعراء، هؤلاء من شاعرا القيس بامرئ عدلوا لما المحدثين الأوروبيينالشعراء، هؤلاء يفهموا أن يستطيعوا لن لأنهم ذلك جميعا؛ الشعراء هؤلاء القيس بامرئثقافة إلى محتاج الحديث الأوروبي الشعر ففهم يسيغوه، أو شعرهم يذوقوا أن ولاوسيرون يرون فهم وإذن كثير. ولا بقليل منها الشيوخ هؤلاء يظفر لم متينة أوروبيةالعربية اللغة أن أبدا وسيرون يرون أنهم كما الشعر، هو وحده العربي الشعر أن أبداعنصر هو الذي الأزهري الطالب يسمعها كلمة أول أن تعلم ولعلك اللغة. هي وحدهاأفصح العرب لغة جعل الذي لله «الحمد الكفراوي: قول هي إنما القديمة المدرسة

275

الجاهلي الأدب في

أفصح العربية اللغة بأن الاقتناع في يمضي اليوم ذلك منذ الأزهري والطالب اللغات.»أو كانت قديمة الأخرى الأمم تنتجه ما وأن الآثار، أرقى العربية الآثار وأن اللغات،يتاح والذين جمالا. تمثل ولا شيئا تغني لا وعجمة رطانة هي إنما الآداب من حديثةحين الأمر أول يدهشون ما اتصالا الحديثة بالثقافة يتصلوا أن الطلاب هؤلاء من لهموخطباءهم العرب شعراء يعدلون وخطباء شعراء والرومان لليونان كان قد أن يرونهؤلاء أن وكما سبيل. وهؤلاء أولئك بين للمقارنة كانت إن أحيانا عليهم ويتفوقونغنية العربية اللغة هذه لأن كافة؛ الأجنبية اللغات على العربية اللغة يقدمون الشيوخدون الألفاظ بمئات والداهية والحية والخمر والسيف البعير على تدل الثروة ضخمةمن الأجنبية اللغات حظ يعرفوا أن ودون قيمتها، أو الثروة هذه مصدر يقدروا أنلأسباب العربي الشعر يقدمون فهم وأجدى. أنفع تكون قد الثروة من أخرى أنواعحظ يعظم مهما تتغير لا واحدة قافية الواحدة القصيدة في يلتزم لأنه الأسباب؛ كهذهكما — يكفي شعراء، كلهم العرب ولأن يحصى، لا كثير ولأنه الطول، من القصيدةتواتيه والمعاني الألفاظ فإذا الكلام مذهب إلى ه هم أحدهم يصرف أن — الجاحظ يقولقيمة يقدروا أن دون الكلام هذا من ألوان في يمضون وهم انثيالا. عليه وتنثال أرسالا،الأجنبي الشعر قيمة يتعرفوا أن ودون والبطلان، الصحة من وحظها الأسباب هذهوأبقى والخصائص المزايا هذه من أقوم تكون قد أخرى ومزايا خصائص من وحظه

أثرا.العربي والأدب خاصة العربي الشعر ازدراء في يغلون آخر وفريق فريق. هؤلاءالذين هم الجديد، أنصار من المتطرفون هم وهؤلاء وإكباره. إيثاره في الشيوخ غلو عامةيقيموا ولم غيرها يعرفوا فلم وفن أدب من استحدثت وما الحديثة، الحضارة فتنتهمالقديم الأدب هذا يشبه ما أو القديم الأدب عن يتحدثون لا هؤلاء وزنا. العربي للأدبأو الشعر يقرضون حين يذهبون وهم أحيانا. وازورار سخط وفي وازدراء سخرية في إلايزدرون هم العربي. الأدب قديم وبين بينها صلة لا شاذة غريبة مذاهب النثر يكتبونوهم نفسها، اللغة أصول يزدرون وهم والصرف، النحو يزدرون وهم والقافية، الوزنإليها ترتاح ولا العربي المنطق لها يطمئن لا الكلام، نظم في ومناهج أساليب يبتدعونوما وكتابهم وخطبائهم العرب شعراء عن تحدثهم أن تستطيع وأنت العربية. الأذنهم فيما وسيمضون إعراضا، عنك فسيعرضون الفني والإتقان الإجادة من به ظفرواأن وكما قليل. غير الغفلة من وشيء الغرور على الأحيان أكثر في يعتمد ابتداع من فيه

276

الشعر

في المسرفون فهؤلاء يجهلونها، لأنهم الأجنبية الآداب يجحدون حين معذورون الشيوخيذوقوه أن يستطيعون ولا ا تام جهلا العربي الأدب يجهلون لأنهم معذورون؛ التجديدالحديث. وبين بينهم الصلة فانقطعت العلوم ودار الأزهر أهم نش أولئك يسيغوه. أن ولا

القديم. وبين بينهم الصلة فانقطعت الخالصة الأجنبية المدارس أتهم نش وهؤلاءالمسرفين القديم أنصار من حظها كثر وإن مصر إن فنقول: ننصف أن يجب وهناهو أو قليل التجديد في المسرفين من فحظها العلوم، ودار الأزهر لمكان عصرنا فيمحتفظون للتطور واستعدادهم بالتجديد كلفهم على المصريين لأن ذلك موجود؛ غيربهم عبثت قد الحرص، أشد عليها حريصون والسياسية، الاجتماعية بشخصيتهمبهذه محتفظين مصريين ذلك على ظلوا ولكنهم قرنا، عشرين من أكثر منذ الخطوب— وطبيعته مزاجه يكن مهما — المصريين أفراد من فرد كل في أن هذا ومعنى المصرية.كله ذلك على ولكنه أحيانا، ويثور يتطور فهو به؛ والاستمساك القديم إلى الميل من حظاالقديم يمقت من المصريين في تجد فلن القديم. هذا بأسباب مستمسك بقديمه متصلوما اللغة أصول في التفريط إلى يميل أو العربي، الأدب يزدري أو كله؛ المقت العربيالعربي الشرق أدباء من طائفة ومن إذن المصريين فمن الكلام. فنون من الناس ألفموقف عامة العربي والأدب خاصة العربي الشعر في يقف الذي الثالث الفريق يتكون

والاعتدال. والإنصاف القصدعلى يقبلونه وإنما به، يكتفون لا ولكنهم القديم، العربي الأدب يزدرون لا هؤلاءلهم يكون أن ذلك مع ويريدون المختلفة، عصوره في يؤدي أن ينبغي كان ما أدى قد أنهيسخرون ولا وجريرا، الفرزدق يزدرون لا هم فيه. يعيشون الذي للعصر ملائم أدبويتخذونهم وتحقيق، عناية في ويدرسونهم بهم يعجبون بل والمتنبي، الرومي ابن منأن ينبغي لما عليا مثلا يتخذونهم لا ولكنهم وقيمه. العربي الشعر لجيد نماذج أحياناالجهل من عصمهم قد الله لأن معتدلون؛ هم الأيام. هذا في العربي الشعر عليه يكونوأساغوه، فذاقوه القديم الأدب درسوا هم والتعصب، الغلو إلى أصحابه يضطر الذييرقى أن على قادر العربي الأديب أن واقتنعوا وأساغوه، فذاقوه الأجنبي الأدب ودرسوامن يغير أو يفسده أن دون الحديثة الحياة لهذه صادقة مرآة يجعله حيث إلى بأدبهيضعون لا لأنهم قدره؛ القديم العربي الشعر يقدرون هؤلاء شيئا. الجوهرية أصولهبين يكون ما هذا في يلحظون وإنما ورديئه، الشعر جيد به يقيسون مطلقا مقياساأرضى قد العربي الشعر أن يرون وهم صلة. من فيه قيل الذي العصر وبين الشعر

277

الجاهلي الأدب في

عواطفهم فمثل والفني، الأدبي رقيهم عصور في المختلفة حاجاتهم لهم وقضى العربببعضه يظفر لم صادقا قويا تصويرا والاجتماعية الفردية حياتهم وصور وأهواءهم،أهواءنا؛ ولا نحن عواطفنا يمثل لا أن القديم العربي الشعر على عيبا وليس التاريخ. فيبهذا تأخذ أن تستطيع وأنت وأهواءنا. نحن عواطفنا ليمثل يقولوه لم أصحابه فإنأن الجيد الشعر إلى يطلب ما كل إنما وشكسبير، وبندار هوميروس شعر نفسه العيبيستطيعون حين جميعا الناس من المعتدلون يحسه الفني، الجمال من حظ فيه يكونالجمال من الحظ هذا واجد وأنت والبيئات، العصور تختلف مهما ويسيغوه يذوقوه أنوتسيغ الشعراء هؤلاء تقرأ أن استطعت متى فرجيل وعند وشكسبير هوميروس عندعند قوي الفني الجمال من الحظ هذا أن — موفقين ونظننا — نزعم ونحن شعرهم.يقرءوه أن استطاعوا متى جميعا الناس ويلذه يحسه العرب، من المجيدين الشعراءالصور من ألوانا فيه أن فأما له. الملائمة بالثقافة أنفسهم له أعدوا متى أي ويفهموه؛شعرية، عادة من ألفوا وما الفرنج ميول تلائم ولا الحديث الذوق منها ينفر والمعانيالصور من ألوانا الفرنجة من الشعراء نوابغ عند تجد ولكنك فيه. شك لا شيء فذلكأنت بل شعرية. عادة من العرب ألف ما تلائم ولا العربي الذوق منها ينفر والمعانيالذوق إليها يطمئن لا والمعاني الصور من ألوانا وفرجيل وبندار هوميروس عند واجدمن واللاتيني اليوناني الأدب وبين الذوق هذا بين ما شدة على الآن الحديث الأوروبي

الاتصال.من مظهر ناحية من فهو مختلفتين؛ ناحيتين جيد شعر لكل أن القول وخلاصةفي مؤثر جميعا، الناس إلى موجه الناحية هذه من وهو المطلق، الفني الجمال مظاهرتمثل مرآة أخرى ناحية من وهو وتذوقه. لفهمه يعدو أن بشرط ولكن جميعا، الناسبزمانه متصل الناحية هذه من وهو وعصره، وبيئته الشاعر شخصية ضعف أو قوة فيفهو حقيقية. قيمة له كانت لما الخاصتين هاتين إحدى من الشعر خلا قد ولو ومكانه.الإنسانية إليه تطمح الذي الجمال مظاهر من — قلنا كما — مظهر الأولى بخاصتهوبيئاتها. عصورها تختلف مهما والأجناس الشعوب بين قوية صلة بهذا وهو كلها،نقرؤه كيف عرفنا إذا التاريخ مصادر أصدق من مصدر الأخرى الناحية من وهوفي والجماعات الأفراد حياة لنا يصور فهو العلمي؛ البحث لمناهج ونخضعه ونفهمهيجمع ما واستخلاص والمقارنة الموازنة من يمكننا بهذا وهو المختلفة، وأمكنتها أزمنتهاهاتين نجد أننا في شك من وليس فروق. من بينهم يفصل وما صلة من الناس بين

278

الشعر

فيه نجد خاص؛ بنوع والأندلسي والعباسي الأموي العربي الشعر في قويتين الخاصتينفيه. قيل الذي للعصر الصادق التمثيل هذا فيه ونجد المشترك، الفني الجمال هذا

في وهو وحقائقه، العلم عن الباحثين يلائم لا غلو القديم العربي الشعر فازدراءالأجنبي. الشعر ازدراء من والخطل الإسراف في إمعانا أقل ليس نفسه الوقت

العربي الشعر نوع (3)

هذا عند تقف لا العربي الشعر حول والجديد القديم أنصار بين الخصومة ولكنقديمه الأجنبي الشعر على الجديد أنصار ظهر فقد آخر. شيء إلى تتجاوزه وإنما الحد،— ومعناه لفظه في خصب نفسه في غني أنه على — الشعر هذا أن وعرفوا وحديثه،وقد لا؟! وكيف مثله. العربي للشعر ليس حظ ذلك من له الفنون، متباين الأنواع كثيرالشعر يسمى وآخر القصصي، الشعر يسمى شعرا والفرنج والرومان اليونان عند رأواالجمال من وحظوظا ومميزات خصائص الأنواع هذه من نوع لكل ورأوا التمثيلي.استطاع قد فيه المذاهب واختلاف متنوعة، الأجنبي الشعر هذا صنوف أن ورأوا مختلفة،على يعرض أن نفسه الوقت في واستطاع كثيرة، وجوه من أصحابه حياة يمثل أنالعربي الشعر من ذلك والتمسوا متنوعة. مختلفة المطلق الفني الجمال مظاهر الناسأصحابه ووصفوا والضعف، بالنقص فوصفوه منه، يقرب شيئا يجدوا ولم يجدوه فلمأحفظوا حتى العربي للشعر وازدرائهم الأجنبي بالشعر افتتانهم في واندفعوا بالقصور،يسلكوا لم ولكنهم العربي، شعرهم عن يذودون هؤلاء فهب وغاظوهم؛ القديم أنصارأنفسهم على الأمر وأفسدوا فخلطوا السبل، بهم التوت وإنما سواء، طريقا الدفاع هذا فيمختلف منوع الأجنبي كالشعر العربي الشعر أن زعموا أنهم ذلك العربي. الشعر وعلىأنصار لهم زعم قد أليس لا؟ ولم التمثيل، وفيه الغناء وفيه القصص فيه المذاهب،بلاء؟ من فيها الأبطال يبلي وما والمحن للحروب ذكر فيه القصصي الشعر أن الجديدفيها. الأبطال وبلاء والمحن للحروب ذكر ففيها هذا؟ غير شيء العربية الحماسة وهلوالغبراء، داحس حرب في أو البسوس حرب في قيل الذي الشعر هذا في تجده شيء وأيالإسلامية؟ الفتن في أو والفتوح، المغازي في أو بعاث، حرب في أو الفجار حرب في أوالقيس امرؤ يكون لا ولم كأخيل؟ عنترة يكون لا ولم كأخيل؟ مهلهل يكون لا ولموالإنيادة؟ والأوديسة الإلياذة كأبطال العربية الحماسة أبطال يكون لا ولم كأوليس؟

279

الجاهلي الأدب في

النفس عواطف يصف غناء الأجنبي الشعر في أن الجديد أنصار لهم زعم قد أليسشعرا أليس هو؟ شيء أي العربي، والغزل قويا؟ تمثيلا الفرد حياة ويمثل وأهواءها،أي العربي، والرثاء وأهواءه؟ عواطفه فيه ويصور ولذته، وألمه حبه الشاعر فيه يغنيشعرهم يغنون كانوا اليونان أن زعمت فإن والهجاء. المدح في ذلك مثل وقل هو؟ شيءومن العرب؟ صناجة الأعشى سمي قد أليس أيضا، شعرهم يغنون العرب كان فقدونحن العباس؟ وبني أمية بني أيام الشعر وبين بينه والصلة الغناء مكان يجهل الذي

«الأغاني». بكتاب لذلك مدينونعلى يعتمد تمثيلا الأجنبي الشعر في أن الجديد أنصار لهم زعم قد أليسوبين العاشقين بين حوارا العربي الشعر في أن يجحد أن يستطيع الذي ومن الحوار؟ويلح عليه فتأبى صاحبته على يدخل حين القيس امرئ شعر شعر وأي المتخاصمين،أبي ابن ديوان عليه يشتمل الذي الشعر كثرة أن يجحد أن يستطيع الذي ومن عليها؟

وتمثيل؟ حوار هي إنما ربيعةالعربي الشعر هذا ففي فضل؛ العربي الشعر على الأجنبي للشعر فليس وإذندفاعهم في القديمة المدرسة شيوخ مضى هذا وعلى التمثيل. وفيه الغناء، وفيه القصص،ذلك الشعر؛ وعلى أنفسهم على — قلنا كما — الأمر فأفسدوا العربي، الشعر عنيعرفه كما القصصي، فالشعر تمثيل. فيه وليس قصص فيه ليس العربي الشعر لأنليس والحروب الأبطال ذكر على يعتمد لا والمحدثين، القدماء من الفن هذا أصحابالمعنوي؛ ومنها اللفظي منها أخرى أشياء على ويعتمد ذلك، على يعتمد هو وإنما غير،وهو الأبيات، من آلافا قصائده من القصيدة تبلغ الطول في مسرف طويل لفظه في فهومعينة بقيود نفسه الأداء في مقيد وهو والموسيقى، الوزن من بألوان مقيد لفظه فيفيها، الأبطال وبلاء والمحن الحروب يذكر معناه في وهو تفصيلها. موضع هنا ليسيفني اجتماعي معناه في هو ثم يقول. أن يريد ما ويستوحيهم أيضا الآلهة يذكر ولكنهالتي والجماعة جهة، من يصفها التي الجماعة في كالتام أو ا تام إفناء الشاعر شخصية

هذا. من شيء العربي الشعر هذا في وليس أخرى، جهة من ينشدهايعرفه لا حوار على يعتمد وإنما غير، ليس الحوار على يعتمد لا التمثيلي والشعرأجاب أو قلت أو قال لفظ فيه يرد لا أكثر، أو اثنين بين حوار على العربي، الشعرعلى الحوار مع يعتمد هو ثم الكلمة. لهذه الصحيح بالمعنى حوار هو وإنما أجبت، أوويأتون يذهبون وإنما الحديث، على يقتصرون لا المتحاورين أن بمعنى والحركة، العمل

280

الشعر

الحركة ملؤها عاملة حياة تصحبه فهو العادية؛ حياتهم في الناس يأتي ما الأعمال منوالرقص الغناء على خاص بنوع القدماء عند نفسه الوقت في يعتمد وهو والنشاط.قديمه العربي الشعر في نجده الذي اليسير الحوار هذا من كله هذا وأين والموسيقى.

ذكرها. إلى الآن حاجة لا للتمثيل أخرى فنية خصالا أذكر ولم ذلك، وحديثه؟في أن يرون حين الأمر ويفسدون يخلطون القديمة المدرسة شيوخ أن ترى فأنتالشعر مميزات فيه كله، غناء العربي الشعر أن والحق تمثيلا، أو قصصا العربي الشعرمن بها يتصل وما الفرد نفسية شيء كل قبل يمثل أنه بمعنى شخصي فهو الغنائي؛كذلك وهو والفخر، الحماسة في كذلك وهو النسيب، في كذلك هو وميل. وهوى عاطفةمن ليس الموسيقى. على معتمد أمره أول في وهو والهجاء، والرثاء والمدح الوصف فيالغناء تأثير فيه وقل فشيئا شيئا الموسيقى عن استقل ثم غناء، يغنى كان أنه في شككالترتيل الشعر في هو الغناء، وبين القراءة بين شيء والإنشاد إنشادا. ينشد أصبح حتى

القرآن. فيولا منه يغض لا هذا ولكن خالص، غنائي شعر إذن نعرفه الذي العربي فالشعرلم أو اشتمل بأنه الشعر يقاس فليس الأجنبي؛ الشعر عليه يقدم ولا قدره من يضعاشتمل الذي النوع يجد لم أو أجاد بأنه يقاس وإنما ذاك، أو النوع هذا على يشتملحاجات من يؤدى أن ينبغي كان ما تأدية أجاد قد العربي الشعر أن قدمنا وقد عليه.من يبرءون لا أنفسهم الجديد أنصار أن على فيها. قيل التي عصوره في الفنية العربأن ذلك احتياط؛ ولا تحفظ غير في إطلاقا قضيتهم يطلقون فهم الاضطراب، بعضشيء كل قبل وجدت إنما الشعر من الثلاثة الأنواع هذه أن هو يقين علم نعلمه الذيالشعرية للحياة أطوارا كانت أنها بمعنى مصطحبة؛ لا متعاقبة ووجدت اليونان عندملائما الأدبية الحياة من طورا القصصي الشعر فكان بعض، إثر بعضها جاء اليونانيةالشعر وكان المسيح، قبل والتاسع العاشر القرن أثناء سذاجتهم في اليونان لحياةاليونان عند الفردية الشخصية لرقي ملائما الأدبية الحياة أطوار من طورا الغنائيوكان المسيح، قبل والسادس السابع القرن في ظهر الذي والسياسي الاجتماعي وللتطورظهرا اللذين الفلسفي العقلي والرقي الديمقراطية الحياة آثار من أثرا التمثيلي الشعرتستصحب تكد لم الأنواع هذه أن الأمر غريب ومن المسيح. قبل الخامس القرن فيالتمثيل. قوي حين الغناء وضعف الغناء، قوي حين القصص ضعف فقد اليونان؛ عندوالمحدثين، القدماء بين اليونانية الأمة غير أخرى أمم عند الأنواع هذه نجد ونحن

281

الجاهلي الأدب في

قلد قد فرجيل أن في شك من فليس لليونان. تقليدا الأمم هذه عند وجدت قد ولكنهاكتيرانس الرومان من الممثلين أن في شك من وليس بندار. قلد وهوراس هوميروس،الأوروبيين، من المحدثين أن في أيضا شك من وليس اليونان. من الممثلين قلدوا قد وبلوتوغناء قصص من استحدثوا فيما والرومان اليونان قلدوا قد الفرنسيون، سيما ولاراسين، عند ظاهرة اليونان وآثار وبوالو، كورني عند ظاهرة الرومان فآثار وتمثيل؛والغناء القصص أصحاب من وغيرها وفولتير موليير عند ظاهرة وهؤلاء أولئك وآثارمتأثرة والحديثة، القديمة الأمم هذه عند تقليدية الأنواع هذه نشأة كانت وإذا والتمثيل.الأجناس طبيعة ولا الشعر طبيعة إلى فيها يرجع لا فالأمر الأدبية، وحياتهم باليونانفقلدتها اليونان، آداب عرفت قد الأمم هذه أن إلى يرجع وإنما الشعر، هذا قرضت التيهذه تعرف لا التي الأمم فأما ذلك. بعد قوية شخصية فيها لنفسها كونت ثم الأمر، أولجنسها في اليونان تشارك آرية أمم الأمم هذه ومن تقلدها، فلم والأدبية اليونانية الحياةأجنبية أمم ومنها الوسطى. القرون في والأوروبيين والهنود الفرس كقدماء وطبيعتهالقلدوها، اليونان آداب عرفوا لو العرب أن وعندنا العربية. كالأمة الآري الجنس هذا عنقوية؟ شخصية الفلسفة في لأنفسهم وكونوا فقلدوها اليونان فلسفة عرفوا أنهم ترى ألافن عندهم وظهر يقلدونه، فأخذوا الحديث الأدب الآن يعرفون أخذوا أنهم ترى ألا ثم

الأوروبي؟ الغنائي للشعر ملائما تطورا يتطور الغنائي شعرهم وأخذ التمثيل،يعرفوا لم العرب أن هو وإنما قوته، أو العربي الشعر قصور أمر ليس إذن فالأمر

فيه. وتفوقت فقلدته النوع هذا الأخرى الأمم وعرفت يقلدوه، فلم الأدب من نوعامن ليس الأدب تاريخ يدرسه الذي القديم العربي فالشعر شيء من يكن ومهما

غير. ليس غناء هو وإنما شيء، في التمثيل من ولا القصص،

الشعر فنون (4)

العربي الشعر فنون يذكرون حين أيضا الخلط من يبرءون لا القديمة المدرسة وشيوخالتقسيم من طائفة على الفنون هذه ذكر في يعتمدون فهم الجاهلي؛ العصر في سيما ولاإلى يضيفون الناحية هذه من وهم تمام. لأبي الحماسة ديوان عليه اشتمل ما أظهرهاالموضوع هذا في نطيل أن نريد ولسنا لمحا. إلا يعرفها لم لعله فنونا الجاهلي العصرالأدب يدرسون الذين يقول كما نقول إنما بالإطالة، خليقا الأمر حقيقة في نراه لا الذيوالفخر والغزل والرثاء والمدح الوصف منها مختلفة، فنونا للشعر إن عادة: العربي

282

الشعر

إلى بعضها ويردون منها، وينقصون الفنون هذه في يزيدون والقدماء والحماسة.يشطرون وهم الهجاء، إلى العتاب يردون وهم الميت، مدح إلى الرثاء يردون فهم بعض؛فيه. غناء لا الذي الكثير الكلام من هذا غير إلى مذكر، وغزل مؤنث غزل شطرين الغزلولكن العرب؛ عند نشأت وكيف الفنون هذه تاريخ نعرف أن الخير من يكون وقدوليس رفضه. أو الجاهلي الشعر إثبات من بسبيله نحن ما على موقوف هذا في اليقينفي أيضا شك من وليس ورثوا. وهجوا ومدحوا وصفوا قد الجاهليين أن في الآن شك منوقوي تم وإنما عندهم، يتم لم الغزل فن أن نرجح ولكننا النساء، بذكر ألموا قد أنهمكان فلما النساء، على مقصورا ظل العصر هذا في أنه كما أمية. بني أيام الإسلام فيملائما تطورا كلها الفنون هذه تطورت وقد فأسرف. الغلمان تناول البغدادي العصر

الآن. يعنينا مما ليس التطور هذا درس ولكن والخاصة، العامة العربية للحياة

الشعر بحور (5)

الحاجة شديدة أنها وعلى العسر، من فيها ما على لندل إلا لها نعرض لا مسألة وهذهيتبينوا أن يريدون حين يضطربون والمحدثون فالقدماء الباحثون. بها يعنى أن إلىومقياسا. نظاما النشأة لهذه يحددوا أن إلا يأبون لم أدري ولست العربي، الشعر نشأةأن وزعموا أنفسهم، أراحوا قد فهم القديم؛ أنصار من القصد إلى أقرب القدماء أن علىويحصون الشعر بحور يعدون أخذوا ثم الشعر، عليها نظمت أعاريض توهمت العربفاندفع الغموض؛ هذا يتجنبوا أن أرادوا فقد المحدثون أما وقوافيه. وضروبه أعاريضهالإبل حركات من أوزانه اشتقت إنما العربي الشعر أن زعم حتى الخيال في بعضهمأوزان بين يقاربوا أن في واجتهدوا السير، من مختلفة ضروب في الصحراء تقطع حينإلى سبيل لا وافتراض خيال كله هذا أن وظاهر المادية. الإبل حركات وبين الشعر

تحقيقه.كوزن العربي الشعر وزن أن هو فيه الشك إلى سبيل لا أن يظهر الذي والشيءومن غناء، أمره أول في فالشعر والغناء. الموسيقى آثار من أثر هو إنما الشعر، من غيرهالوزن. ذكر فقد موجزة: بعبارة قل أو والتقطيع، والنغم اللحن ذكر فقد الغناء ذكرمستقلين، نشآ قد والموسيقى الشعر أن القديمة الأمم تاريخ في نعرف لا أنا والواقعويقرأ. ينشد فأخذ الموسيقى عن الشعر استقل ثم أيضا. معا ونميا معا نشآ وإنماقل: أو الخالص، الإيقاع في عنه مستقلة الغناء في الشعر إلى محتاجة الموسيقى وظلت

283

الجاهلي الأدب في

أخذت وحده الحديث العصر هذا وفي الفنين. هذين بين الاتصال نقطة الغناء ظللألحانها. موضوعا أحيانا النثر وتتخذ ا، تام استغناء الشعر عن تستغني الموسيقىمنظومة. غير منثورة تمثيلية قصصا الفرنسية الموسيقية الملاعب في نشهد وأخذنالغتنا في نشهد ولم منظومة. غير منثورة منفصلة موسيقية قطعا أيضا نجد وأخذناكله العربي الغناء وإنما الشعر، دون النثر على يعتمد غناء يظهر فيما الآن إلى العربيةأن تستحق التي المسألة إنما إليه. يلجأ الذي النظم نوع يكن مهما الشعر على يعتمدالعلماء: أحصاها التي العروضية الأوزان تاريخ هي الحجاب عنها يزال وأن تدرسالخليل أحصاها التي الأوزان هذه الجاهليون عرف وهل نشأت؟ ومتى نشأت، كيفالتي الأوزان وما الآخر؟ بعضها الإسلاميون واستحدث بعضها عرفوا هل أو والأخفش؟أسبق الجاهليين أوزان وأي المسلمون؟ استحدثها التي الأوزان وما الجاهليون؟ عرفهاوأيها بعض؟ إلى بعضها تطور هل أم منفصلة الأوزان هذه ظهرت وهل الظهور؟ إلىالمسلمين حملت التي الاختيارية أو الاضطرارية الفنية الأسباب وما الآخر؟ عن تطورالحجاب، عنها يزال وأن تدرس، أن خليقة مسائل هذه كل الأوزان؟ من يستحدثوا أن

ولننتظر. بعرضها فلنكتف تقدير، أقل على الآن اليسير بالشيء ليس ذلك ولكن

284

السابع الكتاب

الجاهلي النثر

النثر ظهور (1)

متفقون وهؤلاء فأولئك القديم، وأنصار القدماء نظرية تغيير من ا بد نرى لا أيضا وهناأكثر وكان الشعر، قبل وجد قد النثر أن وعلى نثر، جاهليتهم في للعرب كان قد أنه علىحفظوا ما إلى بالقياس يذكر شيئا النثر من يحفظوا لم الرواة ولكن مادة. وأغزر منهفلم النثر منها وخلا وروايته، الشعر حفظ على أعانا والقافية الوزن لأن الشعر؛ منوالنثر. الشعر بين يفاضلون القدماء أخذ النحو هذا وعلى اليسير. النزر إلا منه يحفظوالقافية الوزن لأن الشعر؛ فقدم المفاضلة، من اللون هذا في وأمثاله رشيق ابن ومضىله، نظام لا الذي بالدر النثر يشبه حين على العقد، ينتظمه الذي بالدر أشبه يجعلانهالخطابة، في إلا النثر صاحب يقوم لا حين على قائما ينشده صاحبه لأن الشعر؛ وقدم

… جرا وهلمعلى شيء كل قبل يتفق أن من بد ولا صحيحة، غير نفسها في النظرية هذه ولكنلفظ من عندهم يفهم ما على اتفق كما الآداب، مؤرخي عند «النثر» لفظ من يفهم ماأن في شك من فليس قافية، ولا وزن ينظمه لا كلام كل النثر من فهم إن فأما «الشعر».تخاطبوا أنهم في شك من وليس ا. جد قديمة عصور منذ نثر الجاهليين للعرب كان قديحملهم الذي الفني الشعور فيهم يظهر أن قبل المقتضبة والجمل والكلمات بالإشاراتوعلم اللغة أصحاب أهم إن النثر من النوع هذا ولكن الشعر. ويقرضوا يتغنوا أن علىالذي الآداب مؤرخ في رأيك وما كثير. ولا قليل في الآداب مؤرخ يعني لا فهو النفسالذي النثر إنما المبتذلة؟! العادية وحاجاتهم اليومية حياتهم في الناس بأحاديث يعنىإنه يقال: أن يمكن والذي أدبا، يعد أن يمكن الذي النثر هو الآداب مؤرخ به يعنىمن ناحية أي من النفس في التأثير إلى قصد وفيه الجمال، مظاهر من مظهر فيه فن،

الجاهلي الأدب في

ا، خاص تكلفا ويتكلفه خاصة عناية صاحبه به يعنى الذي الكلام هذا هو أنحائها،أن ويحاول بشعره، الشاعر يعنى كما عليه، والتعويل فيه بالنظر يأخذك أن ويريدتاريخ في يفهم أن ينبغي ولا — النحو هذا على «النثر» فهم فإذا نفسك. في به يؤثرمن عهدا أحدث العرب عند كان قد أنه في شك من فليس — النحو هذا على إلا الآدابومعها نشأت الله، خلقها التي الأمم بقية من ممتازة أمة ليست العرب لأن ذلك الشعر؛حسب وتطورت ونمت نشأت الأمم من كغيرها هي وإنما وأدبها. وعلمها ونثرها شعرهاجميعا. الشعوب حياة على يسيطر يزال وما سيطر الذي الطبيعي الاجتماعي النظام

لأنه الكلام؛ في الفن مظاهر أول وأنه النثر، من عهدا أقدم الشعر أن نعرف ونحنوالجماعة. الفرد مع تنشأ تكاد التي الملكات وهذه والخيال والشعور بالحس متصلالشمس عن الضوء انبعاث يشبه أن يوشك انبعاثا الإنسانية الحياة عن إذن ينبعث فهوالإرادة تأثير التفكير، مظاهر من ومظهر العقل لغة فهو النثر فأما الزهرة. عن والعطريقترن وأن ظهوره، يتأخر أن غريبا فليس أيضا؛ الشعر في تأثيرها من أعظم فيهأو قديمة أمة نعرف ولسنا الشعر. إليها يحتاج لا واجتماعية طبيعية أخرى بظواهرالشعر. ظهور مع النثر فيها ظهر أو الشعر، يظهر أن قبل النثر فيها ظهر حديثةشيء، كل قبل الشعر من بحظها تأخذ الأمم أن عامة الآداب تاريخ في نعرفه الذي وإنماجهلا النثر تجهل وهي ويستحيل الشعر فيها يتطور طوالا عصورا حياتها من وتنفقأن فسترى الغربية والأمم والرومان اليونان عند الأمر تلتمس أن تستطيع وأنت ا. تامتستطيع وأنت طوال. بأزمان النثر تعرف أن قبل الشعر ونظمت تغنت كلها الأمم هذهأو وحشية أمما فسترى لنا، المعاصرة الراقية غير والبيئات الأمم في ذلك تلتمس أنفي ذلك تلتمس أن تستطيع وأنت حظ. النثر من لها وليس الشعر وتنظم تتغنى بدويةالعامية، لغتها في الشعر تنظم الجاهلة المصرية البيئات فسترى نفسها، المصرية أقاليمناوكثرة. قلة يختلف التعليم من بحظ تأخذ حين إلا اللغة هذه في النثر تعرف لا ولكنهاعادة يقوى ولا يظهر لا وهو الشعر، إلى بالقياس العهد حديث متأخر إذن فالنثرتظهر وحين العقل، نسميها التي المفكرة الملكة هذه وتقوى الجماعة في تظهر حين إلاويحتاج ويروي يفكر فالعقل الكتابة؛ نسميها التي الاجتماعية الظاهرة هذه وتشيعإلى ويعلنهما وترويته تفكيره يقيد أن من تمكنه والكتابة وترويته، تفكيره يعلن أن إلىقبل الشعر في العقل نسميها التي المفكرة القوة هذه آثار تظهر أن من بد ولا الناس.العقل احتاج العقل تفكير عن وقافيته بوزنه الشعر ضاق إذا حتى النثر؛ في ظهورها

286

الجاهلي النثر

ولغة وقافية وزن من الشعرية القيود هذه من أغراضه عن التعبير في يتحلل أن إلىبه يضيق حين العقل بها يشعر التي الحاجة هذه ومن الخيال. على واعتماد خاصةثم الناس. إلى ليتحدث وأساليبه التخاطب لغة على العقل فيعتمد النثر؛ يظهر الشعرشعرا ليس جديد فن له ينشأ حتى ويهذبها يصلحها والأساليب اللغة بهذه يزال مابمقدار فشيئا شيئا الفن هذا ويقوى بينهما. وسط شيء هو وإنما تخاطب، لغة وليسوإذا والدين، والفلسفة التاريخ لغة هو فإذا تكوينه، يتم حتى ويرقى العقل يقوى ما

الخالصة. الأدبية المظاهر من مظهر هو

الجاهلي النثر من موقفنا (2)

يكون فقد النظرية، هذه ضوء على الجاهليين العرب عند النثر تاريخ التمسنا نحن فإذالأننا ذلك قيم؛ شيء إلى الآن نهتدي أن — المستحيل من يكن لم إن — جدا العسير منالجاهلي، الشعر من وقفناه الذي الموقف نفس الجاهلي النثر من نقف أن إلى مضطرونما كل تردد غير من ونرفض الجنوب، وعرب الشمال عرب قسمين: إلى العرب فنقسمكالشعر إليهم يضاف الذي النثر لأن ذلك الإسلام؛ قبل نثر من الجنوب عرب إلى يضاففي ولأمر صحيحا، يكون ألا فيجب علم، بها لهم يكن لم التي قريش بلغة روي قدنصوصا فيها وتركوا كتبوها معروفة لغة الناس لهؤلاء فإن الشعر؛ في منه أظهر النثرفمن للنثر. الفنية القواعد بعض منها ونستخلص وندرسها نقرأها أن نستطيع منثورةلهم يكن لم لغة في والثاني الطبيعية، لغتهم في أحدهما نثران: لهم يكون أن العجيبقريش. بلغة كتب قد نثر فيه مكتوبا واحدا أثرا لنا يتركوا ألا الغريب ومن عهد. بهاالجاهلية في خطابة أو مسجوع أو مرسل نثر من اليمنيين إلى يضاف ما فكل وإذنقدمنا التي للأسباب نحلا الإسلام بعد نحل الصحة من له حظ ولا له قيمة لا مرفوض

الثالث. الكتاب فيتذكر ولعلك شعرهم، من موقفنا نثرهم من نقف أن من بد فلا الشمال عرب أماالذي سائره في الاحتياط أشد ونحتاط ربيعة، إلى أضيف الذي الشعر أكثر نرفض أنايضاف مما نفسه الموقف هذا نقف فنحن الأعشى. كشعر ا جد متأخر عصر في نشأمنه نقبل نكاد ولا نرفضه والجزيرة، والبحرين العراق عرب من وغيرها ربيعة إلىصحة بها نتبين التي المقاييس نلتمس أنا عرفت وقد المضريون، إلا يبق فلم شيئا.المقاييس هذه من وفقنا قد أن إلينا يخيل وإنه بطلانه، أو الجاهلية في المضري الشعر

287

الجاهلي الأدب في

إلى حاجة في الأمم فليست شعرها، في الأمر من أصعب مضر نثر في الأمر ولكن لشيء.الكتابة إلى حاجة في هي وليست الشعر، لتقول الحضارة من الحظ عظيمة تكون أنبداوتهم على الشعر قالوا قد المضريين بأن نسلم أن صح فإذا أيضا. الشعر لتقولنتردد أن الحق من يكون فقد الإسلام، قبل تحضروا حين الحضارة من حظهم وضعفالجاهلية حضارتهم تاريخ نعرف أن إلى حاجة في لأنا النثر؛ من إليهم يضاف فيماهذا من لنا يمثل يكاد لا إليهم يضاف الذي الشعر أن وظاهر العقلي. رقيهم وتاريخواحد أثر لدينا وليس عندهم، الكتابة انتشار تاريخ نجهل نكاد أو نجهل ونحن شيئا،بعض الرواية على الاعتماد صح وإذا الإسلام. قبل كتب مضري عربي نص فيه مكتوبفي وحدها الرواية على نعتمد أن شيء في العلمي البحث من فليس الشعر، في الشيءالمضريين إلى يضاف الذي الكثير النثر هذا نرفض أن إلى مضطرون إذن فنحن النثر.

الشعر. من إليهم يضاف ما بعض نقبل أننا مع الإسلام، قبل

الجاهلي النثر صور (3)

ما، نثر للمضريين كان قد أن على يدل العربي الأدب تاريخ في شيء فكل ذلك ومعفما به، بأس لا الرقي من حد إلى وصل نثر الإسلام قبل لهم كان قد أن على يدل بلوحسبك والروية. التفكير أثر فيه البناء متقن الخلق كامل الجاهلي الشعر من لنا يصحبه بأس لا حظ لهم كان وقد بذلك، لتقتنع والحطيئة والنابغة زهير شعر في تنظر أنالتجارية أغراضهم في الكتابة يتخذون وكانوا والمدينة. والطائف مكة في الحضارة منالفرس، ومجوس والنصارى باليهود الاتصال من قليل غير حظ على وكانوا والاقتصادية،واستحداث الكتابة إلى ثم والروية، التفكير إلى كله هذا يدعوهم أن المعقول من فكانوكان الأخرى، الأمم وأحوال الأولين بأخبار والمعرفة العلم من حظ على وكانوا النثر،لهم ليكون يكفي هذا وكل ذلك؛ إلى وما والطب كالنجوم الفنون من أخرى ألوان لهمجهلا النثر جهلوا قد أنهم نزعم لا النثر من إليهم يضاف ما نرفض حين فنحن ما. نثرمنه إلينا يصل لم نثر لهم كان قد أن نزعم وإنما الإسلام، بعد إلا يعرفوه ولم ا تام

مرجحة. أو قاطعة علمية بطريقة شيءالسجع وهذا كسرى، عند العرب وفود إلى تضاف التي الخطب وهذه ستقول:الحكم وهذه ساعدة، بن قس إلى يضاف الذي الكلام وهذا الكهان، إلى يضاف الذيمن نرفضها فنجيب: بها؟ نصنع ماذا وعظمائهم حكمائهم إلى تضاف التي والوصايا

288

الجاهلي النثر

التي الإسلامية العصور إلى كلها لتردها فيها وتنظر تقرأها أن تستطيع لأنك تردد؛ غيرلنفس للهجرة الثالث القرن وفي الثاني القرن أول في نحل إنما وأكثرها فيها. نحلتفي وتكثر وشعوبية وقصص ودين سياسة من الشعر نحل على حملت التي الأسباب

ذلك. إلى وما الروايةهو إنما الجاهليين إلى يضاف الذي النثر هذا من نستخلصه أن يمكننا ما وكلكان ما تقليد كثيرا أو قليلا حاول قد النثر هذا يكون أن الممكن من أن وهو واحد، شيءيحفظ أن دون الجاهلي، النثر هذا من ما صورة لنا فحفظ نثر، من جاهليتهم في للعربالمضرية اتصال شهد قد للمسيح السادس القرن أن الظن وأكبر نصوصه. من ا نص لنااليمن أهل من الكتابة واستعارتها الحضارة، أسباب من بشيء وأخذها الأجنبية، بالأممالحضرية بالحياة وتأثرها — ذلك في العلماء اختلاف على — السريان النبط من أومنها تحلل وإنما كلها الشعر قيود من يتحلل لم النثر من نوع فيها فنشأ العامة؛السجع فنشأ ما؛ التزاما القافية فيه التزمت وإنما الوزن، فيه يلتزم لم الشيء، بعضنظن وما أيضا. الفنية الرسائل بعض وفي الفنية الخطابات بعض في يلتزم كان الذيفكان ما، تقييدا يتقيدوا لم العادية اليومية حاجاتهم في الكتابة استعملوا حين أنهم إلاوالآخر المطلق، التحلل الشعر قيود من يتحلل لم فني أحدهما إذن: النثر من نوعان لهموصلت قد ولو آخر. شيء أي على اعتماده من أكثر التخاطب لغة على اعتمد عاديأساس على العربي النثر تاريخ نقيم أن لاستطعنا النثر هذا من مكتوبة طائفة إليناوصلوا حد أي وإلى الشعر، قيود من يتحللوا أن العرب استطاع كيف نعرف وأن متين،وبني أمية بني أيام نراه حيث إلى انتهى حتى نثرهم تطور وكيف التحلل، هذا منتاريخ يدرسوا أن يريدون والذين إلينا، يصل لم النصوص هذه من شيئا ولكن العباس.وحده. القرآن إلى بل جاهلي نثر إلى لا يردوه أن إلى مضطرون الصحيح العربي النثرالمثل أصبح حتى العرب نفوس في للقرآن الأدبي التأثير بعد حد أي إلى نعلم فنحنكانوا الشعراء أن غير أيضا. والشاعر والخطيب والمحاور الكاتب يحتذيه الذي الأعلىشعرية نماذج يظهر فيما لديهم وكان موروثة. شعرية بسنن رأيت، كما يحتفظون،وللمحاورين خطابية سنن للخطباء كانت قد أن وظاهر عليها. وقاسوا تأثروها جاهليةأيضا وظاهر والإسلام. الجاهلية بين تنقطع لم الحياة سلسلة فإن الحوار؛ في سننوفي النبي أحاديث في ونلمحها القرآن في نلمحها أيضا النثر في سنن لهم كانت قد أننماذج فلدينا الشعر؛ كأمر ليس رأيت كما النثر أمر ولكن وخطبهم. الخلفاء أحاديث

العصر. لهذا واحد نثري نموذج لدينا وليس الجاهلي للعصر شعرية

289

الجاهلي الأدب في

تكون أن يجب الأمثال من قليلة غير طائفة أن معك أرى وأنا والأمثال؟ ستقول:بالشيء ليس الإسلام في تستحدث لم التي الجاهلية الأمثال هذه تحقيق ولكن جاهلية.لدرس مقياسا يؤخذ أن يصح متطور، مضطرب شعبي أدب بطبيعتها والأمثال اليسير.لعبث خاص بنوع ومقياسا تتكون، كيف القصيرة الجملة لدرس ومقياسا اللغة،

آخر. شيء الفني والنثر شيء، كله هذا ولكن والمعاني. بالألفاظ الشعوبالفساد مظاهر من الجاهليين إلى يضاف الذي النثر حظ أن الأمر غريب ومنكهذا واللين، السهولة فيه تعرف نثر فهناك إليهم؛ يضاف الذي الشعر كحظ والنحلالذي كهذا والرصانة، الشدة فيه تعرف نثر وهناك ساعدة. بن قس إلى يضاف الذيالشعراء؛ كحياة مضطربة الجاهليين من الناثرين وحياة صيفي. بن أكثم إلى يضاففيما وهي قرن، ونصف قرنين أو قرون، ثلاثة أو قرون سبعة عمر قد ساعدة بن فقسذي وحياة المعمرين. من صيفي بن أكثم وكان المعتدلون. عليها يتفق سن أقل يظهربفساد واضطرابه النثر هذا فساد قارنت فإذا الأعاجيب. من تخلو لا العدواني الأصبع

موقفنا. النثر هذا من تقف أن في تتردد لم واضطرابها الناثرين حياةالإسلام، قبل خطباء يكونوا لم العرب أن ترى بها؟ تصنع ماذا والخطابة ستقول:العرب كان قد أن أنكر فلا أنا أما المفوهون؟ الخطباء فيهم كان قد أن على والإجماعوإنما غناء. ذا شيئا تكن لم خطابتهم أن في أتردد لا ولكني خطباء، الإسلام قبلالطبيعية الفنون هذه من ليست الخطابة أن ذلك خالص؛ إسلامي فن العربية الخطابةاجتماعية ظاهرة هي وإنما لنفسها، الأفراد بها ويعنى عفوا الشعوب عن تصدر التيتكن لم الإسلام قبل للعرب الاجتماعية الحياة وكل الحياة. من خاص لنوع ملائمةكانت فالحواضر ممتازة، قوية خطابة إلى تدعو — القديم أنصار غضب وإن —تكن ولم يذكر، خطر فيها السياسية للحياة يكن ولم واقتصاد، ومال تجارة حواضروالمسلمون. النصارى تعود كما الخطب إلقاء إلى تحتاج قوية علمية دينية حياة لهمولكنه والجدل، الحوار إلى يدعو وهذا وخصومات؛ وغزو حرب في كانوا البادية وأهلالحياة إلى والاطمئنان والثبات الاستقرار إلى تحتاج فالخطابة الخطابة، إلى يدعو لاأيام ولا البداوة، أيام ولا الملوك، أيام خطابة اليونان عند ترى لا وأنت المعقدة. المدنيةديمقراطية العامة السياسية للحياة ملازمة ظاهرة اليونانية الخطابة وإنما الطغيان.أيام ولا الملوك أيام ولا البداوة أيام الخطابة الرومان يعرف ولم أرستقراطية. أو كانتفيهم وظهرت السياسية حياتهم تعقدت حين عرفوها وإنما الأرستقراطية، الجمهورية

290

الجاهلي النثر

خطب استثنينا إذا — المسيحية أوروبا في الخطابة تظهر ولم الحزبية. الخصوماتفيها واشتركت السياسية الحياة تعقدت حين الديمقراطي العصر في إلا — الكنائساستحدثت إنما ممتازة. خطابة الجاهلية في للعرب كانت قد أن إذن تصدق فلا الشعوب.السياسية الخصومة نجمت حين وقويت والخلفاء، النبي استحدثها الإسلام، في الخطابة

المسلمين. بين الحزبية

اتفق لما المخالفة كل مخالف الجاهلي الأدب في الأمر أن كله الكتاب هذا في ترى فأنتفي وقلته فيه، ومشكوك مرفوض بين الجاهلي الشعر فكثرة والمعلمون، الأساتذة عليه

فيه. غناء ولا له قيمة لا نثر من الجاهليين إلى يضاف وما الدرس، إلى حاجةا؟ حق الجاهلي العصر ضاع فهل وإذن

في تلتمس أن يجب الجاهلية الحياة إن قلنا: حين ذلك في رأينا بينا فقد نحن أماالجاهلي. الأدب في لا القرآن

إلى ننظر فنحن رأينا، تلخص بجملة فر الس هذا نختم أن من بد يكن لم وإذاتتخذ التي الوسائل لدرسه ويتخذ التاريخ، قبل ما إلى المؤرخ ينظر كما الجاهلي الأدبثقة في يدرس أن يمكن الذي التاريخ ا، حق الأدب تاريخ فأما التاريخ. قبل ما لدرس

بالقرآن. يبتدئ فإنما تزول، ولا تضطرب لا ثابتة أرض وعلى واطمئنان،

291