إسبانيا... وتجربتي في التميز الصحّي 17032015
TRANSCRIPT
جداولها يف اإبحارك يتوقف وال احلياة م�شاغل تتعدد
على ت�شتفيق حتى كبريا �شوطا تقطع اأن وما املمتدة،
وبعيدا ر�شمت، التي دائرة حياتك لتجدها خارج ذاتك
جتببرك حينها اأردت، الببتببي اهببتببمببامبباتببك نببطبباق عببن
وتختزل بها، االهتمام تعاود اأن املنهكة ذاتك �شرخات
اأياما معدودات لتعيد لها رونقها اأجندتك املزدحمة من
ون�شاطها وحيويتها، وقد كان.
اأيببام ذاتببي وهببذا زمبباين اخلا�ص،« قلت يف نف�شي »هببذه
فقد جرت العادة �شنويا اأن اأمنح اأحد اأهم �شركاء احلياة
ا�شتدامة �شراكتنا، لذلك اأ�شبوعني كاملني الأطمئن على
حملت حقائبي هذه ال�شنة اأي�شا يف �شهر مار�ص متوجها
اإ�شبانيا، قا�شدا مركزا �شحيا عامليا، اإىل جنوب �شرق
ناتك ممك على وتطمئن ذاتك مع رحلة تببرم اأن جميل
والتفكر للتاأمل نزهة يف ت�شحبها اأن جميل ال�شحية،
ت�شكر اخلالق والبعيدة، ثم القريبة يف جمريات حياتك
�شبحانه على ما وهبك من نعم وفرية مكللة باال�شتدامة
عفوا وعافية.
اقت�شت الرحلة اأن اأتوقف يف مطار )ميونيخ( يف اأملانيا،
رغم عاب�ص، بوجه اجلبببوازات م�شوؤول ا�شتقبلني حيث
مدينة اإىل طريقي ويف �شبيل عابر اأنببنببي لببه اإخببببباري
د. عماد الدين حسين
�شغرية نحو طائرة اأخذت طريقي ثم ومن االأ�شبانية، )األيكانتي(
اأو�شطي �شرق ركابها �شمن يكن مل الواحدة، الدرجة ذات عادية
�شواي، جل�شت على مقعدي يف ال�شف االأول، وانطلقت الرحلة من )
ميونخ( لت�شتمر �شاعتني حتى و�شلت اأخريا اإىل )األيكانتي(، والتي
تعتر جزءا من مقاطعة فالين�شيا االإ�شبانية.
واأنا مني يت�شرب الوقت ووجببدت احلقائب ا�شتقبال �شالة و�شلت
اأتعقب احلقيبة تلو االأخرة دون اأن اأجد تلك التي تخ�شني من بينها،
اإىل اأن اأ�شعفتني ذاكرتي املرهقة و�شارعت اإىل ال�شالة الدولية بعد
اإدراكي اأن القادم من خارج اأوروبا عليه اأن ي�شتلم اأمتعته منها، كنت
كالذي ي�شافر الأول مرة، التقطت حقيبتي وغادرت املطار على عجل
املركز املجهزة ب�شيارة بانتظاري ال�شحي املركز الأجد مندوبا من
وا�شرتقت ال�شعداء وتنف�شت ال�شيارة ركبت الراحة، و�شائل بكل
من اأدركت عليه، متاحة االإنرتنت ووجت خدمة هاتفي اإىل النظر
الرنامج، بداأ حتى و�شلت اأن فما متميز، مركز اأنه اللحظة تلك
وكاأين على موعد مع التميز ال�شحي.
ا�شتغرق الطريق اإىل املركز ال�شحي حوايل خم�شة واأربعون دقيقة،
ملناطق ال�شاحر واجلمال اخلالبة بالطبيعة خاللها نظري متعت
جبلية خ�شراء تلتقي نهاياتها ب�شفحات �شواطئ ممتدة، وحديث مع
نف�شي يرتنح يف طرب بني �شجن وزهو، وح�شرة وفخر، وهم�شت يف
نف�شي قائال: »يوما ما كنا ن�شو�ص ون�شود يف تلك الربوع، هنا و�شلت
وت��ج��رب��ت��ي في إس���ب���ان���ي���ا... ال������ت������م������ي������ز ال�����ص�����ح�����يإس������ب������ان������ي������ا... وت�����ج�����رب�����ت�����ي ف�������ي ال����ت����م����ي����ز ال����ص����ح����ي
إس��ب��ان��ي��ا... وت��ج��رب��ت��ي فيال����ت����م����ي����ز ال����ص����ح����ي
إس���ب���ان���ي���ا... وت��ج��رب��ت��ي ف���ي ال��ت��م��ي��ز ال��ص��ح��ي
في وتجربتي إسبانيا... ال���ت���م���ي���ز ال���ص���ح���ي
إس����ب����ان����ي����ا... وت���ج���رب���ت���ي ف�����ي ال���ت���م���ي���ز ال���ص���ح���ي
في وتجربتي إسبانيا... ال����ت����م����ي����ز ال���ص���ح���ي
إس������ب������ان������ي������ا... وت���ج���رب���ت���ي ف��يال��ت��م��ي��ز ال��ص��ح��ي
إس�����ب�����ان�����ي�����ا... في وت��ج��رب��ت��ي الصح��ي التمي��ز
مظاهرها بكل االأندل�ص دولة كانت هنا اأجدادنا، فتوحات
احل�شارية البديعة، هنا ازدانت وازدهرت ثم زالت!«
مع لل�شري انطلقت الببتببايل، اليوم من الباكر ال�شباح ويف
جمموعة على حافة اجلبل متاأمال اإطاللة فاتنة على ي�شارنا،
بحر متعرج واأمواج �شغرية تتالطم برفق، منظر يجلو الب�شر،
وينقي الذاكرة من �شوائب االأحداث، م�شهد ي�شفو له العقل،
ويلني القلب، يتهياأ كل منهما معا للتاأمل والتدبر يف بديع خلق
اهلل و�شنعه �شبحانه، وتبداأ التجليات الربانية تتداعى اأمامك،
�شبحان الذي اغتزل اجلبل والبحر واللون االأخ�شر يف م�شهد
واحد متناغم، �شبحانك ربي �شبحانك، اجلبل متدرج يف لوحة
جمالية اآ�شرة، والبحر يعك�ص األوانه القزحية يف االأفق ليعانق
اأنامل األوانا مبهجة تعجز االأخ�شر لونه اجلبل وي�شفي على
اأي فنان مبدع عن اإتقان ر�شمها، فالطبيعة حتكي، والطرقات
حتكي، والكنائ�ص يحكي، واجلبل يحكي، وال�شاطئ حتكي،
وحتاول جاهدا �شياغة كل ما تراه من بديع �شنع اخلالق يف
�شطور، فياأ�شرك املكان ويغمرك مب�شاعر دافئة، و�شرعان ما
تخونك احلروف وتهجرك الكلمات.
من واحبببد اأنبببه تبني يل فقد ، املببركببز عببن وعبببودة حلديثنا
اإليهم و�شل تقريرا يدعوا اإذ مل ال�شحية، املنتجعات اأجنح
بخ�شو�ص �شحتي اإال مروا عليه قراءة ودرا�شة وحتليال، وو�شعوا
برناجما متكامال لتحقيق املراد من اإقامتي فيه ملدة اأ�شبوعني،
وياأتي اجلدول متتابعا منظما وحمكما لتكون العوائد هي �شحتي
واال�شتدامة هي مطيتي، اأجمل االأوقات ق�شيتها يف املنتجع مبعية
حينا، واأكتب املا�شي واأ�شتدعي واأتاأمل اأتفكر االأخ�شر، اللون
وال امل�شتقبل واأ�شتقرئ اأخرى، اأحيانا ل واأعببد احلا�شر واأراجببع
تخلوا اأوقات الراحة من عبئ التخطيط.
يف تلك االآونة كنت اأ�شعى اإىل التعرف على تاريخ املنطقة، ووجدت
اأن ال�شريف االإدري�شي قد مر من هنا وكتب عنها يف كتابه )نزهة
امل�شتاق يف اخرتاق االآفاق( قائال: »لقنت مدينة �شغرية عامرة،
وبها �شوق وم�شجد جامع ومنر ويتجهز منها باحللفاء اإىل جميع
منيعة ولها ق�شبة واأعناب، كثري وبقل فواكه وبها البحر، بالد
عالية جدا يف اأعايل جبل ي�شعد اإليه مب�شقة وتعب وهي اأي�شا مع
�شغرها تن�شاأ بها املراكب ال�شفرية...اإلخ«. نف�ص اأ�شماء االأماكن
بني اأن عربا من االإدري�شي كان على يقني وكاأن االآن، املوجودة
ون يوما ما من هذا املكان، لكن رمبا مل يخطر على اأمته �شيمر
ح�شارة لزيارة الكرام مرور �شيمر العربي هذا اأن حينها باله
اأجداده بجواز �شفر، ويعامل ك�شيف وكاأجنبي.
يف املدينة العتيقة )األتية(، تلتحف اأعمدة االإنارة باأوراق ال�شجر
يف تناغم، ويتاألق الع�شب االأخ�شر وقد زادته االإنارة بهجة
اأنت واملا�شي يف ح�شرة التاريخ، وجماال، يف هذه املدينة،
واملكان، الزمان االأندل�ص، ت�شتعيد بذاكرتك ما قراأته عن
ال�شعراء والفقهاء، وامللوك والنا�ص، احلدائق الغناء، واملياه
ت�شتح�شر االأندل�ص ويف الببزهببراء، واحل�شارة الرقراقة،
الوجع واحللم واملا�شي واحلا�شر، ويبقى دوما القلم ينهل
من الذاكرة ليمنحك �شطورا وجمل، يف االأندل�ص امل�شكوت
عنه اأكرث مما تقراأه العني اأو ت�شت�شعره اأنت، اإنه وليد اأحفاد
احلا�شر واإرث ملوك املا�شي البعيد، وتت�شاءل بغ�شة موؤملة
يف احللق، كيف بنوا تلك احل�شارة ثم رحلوا، لكنها حكمة
ام نداولها بنين يأ الواحد االأحد، يقول جل يف عاله: »وتلنك االن
ال كمن �شهداء واهلل الذين اآمنوا ويتخذ منن
لم اهلل ا�ص وليعن الن
املني،« )اآل عمران: 140(. يحب الظ
ويف ختام الرحلة، تكت�شف اأنك تنام وت�شتيقظ بنظام الطبيعة
الروعة هذه امتزجت اإذا بالك فما لك، اهلل خلقه الببذي
ب�شوت ال�شيخ عبد البا�شط عبدال�شمد يرتل؟ �شرتى بركة
اأن بعد االآن تعم ج�شدك وطاقتك وحياتك، الرحمن اآيات
اأ�شبح للطعام مذاقا يف فمي كنت قد فقدته، عدت لذاتي
وكاأين يف غمرة امل�شاغل ن�شيت اأن لالأطعمة مذاقا ونكهات،
حتى نف�شي كدت اأن�شاها يف خ�شم حياة �شاخبة ومت�شارعة
بالعمل الدوؤوب وبيئة املدن ورائحة املباين.
واأ�شحبها يف رحلة لذاتي الراحة اأ�شرتق اأن كان البد من
�شحية، اآثرت فيها اال�شتجمام، وراعيت فيها �شحة البدن،
ال�شحة واأن العالج، من خري الوقاية اأن يقينا علمت اأن بعد
مبكرا ت�شحو االآن والببعببطبباء، للتميز ممكناتك اأحببد اجلببيببدة
جديدا يوما منحك اأن على اهلل �شاكرا ا�شتقبالك يف واحلياة
ووجببوه اإيجابية طاقة مببن ينتظرك مببا وجتببد غببمبباره، لتخو�ص
�شاف بعقل موطنك اإىل تعود الأنك كثريا اهلل وحتمد اإيجابية،
تخل�شت وقد ال�شلبية، والرتاكمات ال�شوائب كل وذهن خال من
من وزنك الزائد و�شغوطك احلياتية، وا�شتعدت توازنك الطبيعي
من وتبداأ واالبتكار، لالإبداع فكرك وتهياأ والفكري، والبيولوجي
جديد مع اأمل جديد يف درب جديد يف رحلة حياتية اأجمل ما فيها
اأهمهم حياة �شركاء وهبك قد �شبحانه اهلل باأن موقنا تكون اأن
راأ�ص مالك ال�شحي.
الدكتور عماد الدين ح�سني
األيكانتي- اإ�شبانيا- 17 مار�ص 2015
• ) CMI-CEO ( الرئي�س التنفيذي ملجموعة
• م�ست�سار رئي�سي ـ التطوير والتميز املوؤ�س�سي
• ) EFQM Master Assessor , Belgium ( مقيم رئي�سي معتمد
• ) EFQM Licensed Trainer, Belgium ( مدرب معتمد
• ) CKM Instructor KMI, USA ( مدرب معتمد فى اإدارة املعرفة
• ) Chartered Arbitrator ( حمكم جتاري دويل مبركز اأبوظبي للتوفيق والتحكيم التجاري