يبا ر يكب أحمك

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا

نعيم معرفة اهللا هو جنة الدنيا

أعده وكتبه حجازيمحمد أشرف صالح/ د

م٢٠١٢/ هـ ١٤٣٢

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٢

﴿C D E F G ﴾

حمفوظة لكل مسلم ومسلمة والتوزيع والرتمجة والنقلحقوق الطبع

٠٠٢٠١١١٣٣٨٣٣٨٩: اتصل عىلللمساعدة يف التوزيع اخلريي

﴿{z | } ~ � ﴾

anamuslim@windowslive.com: لالقرتاحاتwww.Iam-muslim.com: ملزيد من الكتب

www.Iam-muslim.net

٢٠١٠ / ١٧٣٣٩: رقم اإليداع

ar_resala@yahoo.com

كم أحبك يا ربي ٣ >ىل خري البـرش حممـد والصالة والسالم ع،احلمد هللا كام أمر

. سار عىل األثرومن احلمد هللا محد ، احلمد هللا محد الصابرين،احلمد هللا محد الشاكرين

. املنيبنيالتائبني …أما بعد

إن « :>قال رسول اهللا تسعة هللا وتسعني اسام مائـة إال واحـدا من أحصاها دخل اجلنة ]مسلمالبخاري وح صحي[ » : اهللا هبا كلهـا وأثنـى ودعا حفظها وآمن هبا قلبه، وتعلم مجيع معانيها واستحرض تلك املعاين يف بجميعها،عليه

. اهللا بمقتىض تلك املعاين واألسامء والصفاتدبوع اهللا« أعظم أسمائه « :

s t u v x﴿: قال اهللا تعاىل w y z { ﴾] ٨: طه[. هو االسم اجلامع الـذي تـضاف إليـه كـل األسـامء اهللافاسم

.اهللا والرحيم من أسماء اهللا،الرحمن من أسماء :فنقولاحلسنى االسم وال يستطيع أحد أن حيىص خصائص وعظمة هذا. م ملسامه كل كامل عىل اإلطـالق فكيف نحىص خصائص اس

د وجالل ومجال مدح ومحلوك وخري وإحسان !؟فام ذكر هذا االسم عند خوف إال وال عنـد كـرب إال ، أزاله وال عند غم إال فرجه،كشفه وال عند ضيق إال وسعه، . ورشع ، وأرســلت الرســل،وهبــذا االســم أنزلــت الكتــب . وفيه املواالة وعليه املعاداة،اجلهاد

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٤

زين ونصب الـرصاط وبه وضعت املوا، وبه وقعت الواقعة، . السؤال يف القرب ويوم البعث والنشورهوعن سـعد مـن عرفـه وأشقياء، وبه انقسمت اخلالئق إىل سعداء .حقه وشقي من جهله وترك بحقه،وقام اإلله ووه ﴿v w x y z { | } ﴾

]٨٤: الزخرف [ وال يستحق العبادة إال إياه،هو الذي ال معبود بحق سواهف ، وكيف يدعو مـن ،نبغي للعبد أن يوجه شيئا من العبادة إال لهفال ي

!أو ينفعه فضال عن أن يرضه ،دونه من ال جييبه وال يسمعه ١٥: سبأ [﴾ 7 6 5 4 ﴿ الرب وهو[ ورباهم ،حلفظ حياهتماملادية ى خملوقاته بنعمه بهو الذي رف

.حلفظ دينهموكتبه برسله وال يف ذرة من ملكوته،ترصف معه أحد وهو الذي ال ي . ٢٣: احلرش [﴾ § ¦ ¥﴿ الملك وهو[ ويملك من يملكه،ذي يملك كل يشءال فهو . ال يـشاركه يف ملكـه أحـد،الذي بيده ملكـوت كـل يشء ،

.واملترصف يف ملكوته ال يعينه يف ذلك أحد ت حييـى ويميـ،بال معنيووهو املترصف يف خلقه بام يشاء،

ويؤتى امللـك ،ه أحدء قضا فال يرد،ويعز من يشاء ويذل من يشاء ،اد أمره أحدويأمر وينهى فال يض ،من يشاء وينزع امللك ممن يشاء

.ويضل آخرين باإلعراض عن هديه، أمرهتباعبافيهدى أقواما الواحد وهو ﴿Ê Ë ÍÌ Î Ï Ð ﴾] ١٦: غافر[

كم أحبك يا ربي ٥ ١: اإلخالص [﴾ $ # " !﴿ األحد وهو [ وال شبيه وال عدل،الذي ليس له نظري وال مثيلفهو وال ،

. وال مشري وال معني، وال زوجة وال رشيك،فئ وال ولدك كام أو اخلري والرش ،الظلمة والضياء: فليس يف الدنيا إهلان

تعاىل ،كام يزعم النصارىوهو ليس ثالث ثالثة ،يزعم الفالسفة يقولون علوا كبريااهللا عام . إنام اهللا إله واحد، وصفاتهفهو الذي توحد يف ذاته ويف أسامئه. ؟ غريهرضا بالعبادةفمن آمن بأن اهللا واحد فكيف يطلب هللا األحد إن اهللا ال يقبل من العمل إال ما كان خالصا ف

وابتغى به وجه فكل عمل ابتغيت به مدح ، بط الناس فهو عمل حا حتى األعامل التي ابتغيت هبا وجه ،، بل عليه عقابليس له ثواب

، فإن اهللا أغنى الرشكاء عن الرشك،اهللا والناس معا فهي مردودة . أرشك يف العمل معه غريه تركه ورشكهومن إن اهللا وتر حيب الوتر« : >قال الوتر وهو ]صحيح مسلم[» .

٢: اإلخالص [ ﴾ & '﴿ الصمد وهو[ ويصمدون إليه يف ، الذي يقصده اخلالئق يف مسائلهمفهو

ال مستغاث ، فهو املستغاث به يف املصائب واحلوائج،حوائجهم . عيل احلقيقةغريهوهو الذي كملت مجيع أوصافه من كل الوجوه وهو ،

الذي كمل يف عظمتهالعظيم الذي كمل يفالسيد وهو ، الذي كمل يف علمهوالعليم ،سؤدده الذي كمل يف والحليم ،

الذي كمل يف غناهوالغني ،حلمه .

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٦

٢٣: احلرش [ ﴾ ¥ ¦ § ﴿ السالم وهو[ فاللهم أنت السالم ومنك .فهو الذي اإليامن به أمان خللقه

. تباركت يا ذا اجلالل واإلكرام،السالم

سبوح « : > تسبيح رسول اهللاوكان من السبوح وهو قدوس رب املالئكة والروح ]صحيح مسلم[» .

من إنس ، ويف كل مكان،الذي يسبحه خلقه بكل لسانفهو r q p o n m l k j ﴿ومجاد وجان وحيوان

s t﴾ ] ٤٤: اإلرساء[ ٢٣: احلرش [ ﴾ ¥ ¦ § ﴿ القدوس وهو[

وتنزه عن كل نقص وعيب،الذي اتصف بصفات الكاملهو ف . فيحب طهارة ،والذي حيب الطهارة والنظافة من عباده

.وحيب طهارة قلوهبم من الرشك ، وثياهبم من النجاسةأجسامهم وجب ذلك له أن يتنزه أ،القدوسومن استشعر اسم اهللا

ل يف الدنيا فمن فعل املعايص تعرض لعذاب اهللا العاج ،عن املعايص وقلة ، النفسثب وخ،وحل به ضيق الصدر ،واآلجل يوم القيامة

الرزق، وحم . اخلالق سبحانهضض اخللق بعد بغغ وب،ق الربكة إن اهللا مجيل حيب « : >قال رسول اهللا الجميل وهو اجلامل ]صحيح مسلم[»

والصفات واألسامء واألفعالالذي له مطلق اجلامل يف الذات فهو. ٢٤ : احلج[ ﴾& ' ) ( ﴿ الحميد وهو[ ال نحيص ،املستحق جلميع أنواع الثناء واحلمد واملجدهو ف

كم أحبك يا ربي ٧ ؟ وكيف حييص العبد الضعيف ثناء عىل احلميد املجيد،ثناء عليه ويف اآلخرة سيحمده ،ويف الدنيا ال حيمده إال الطائعون

، ينفدال فإن املؤمن سيحمده عىل النعيم الذي ، واملرشكونالعصاة .وإن املذنب سيحمده أنه مل يعاقبه بأكثر مما أذنب

وال ينسبها ، فيعرتف هبا،الرباحلمد هو شهود القلب لنعم و ثم يرصف تلك النعمة يف ، وحيمده عليها باللسان وبالقلب،لغريه

.م بحق اهللا عليه أبدا ثم ال يرى نفسه قد قا،مراضيه باجلوارح على كمال صفاته: شيئين احلمد يكون عىل و،

. إلى مخلوقاتهإحسانهوعلى أنعم اهللا عىل عبد من نعمة فام ،احلمد أعظم من النعمةو

اهللا عليها إال كان محده هللا نعمة من اهللا أكرب من النعمة دمحف ذاته واحلمد ،ه فإن محد العبد لربه من توفيق الرب لعبد،األوىل

وأن حيمد اهللا ،نعمة من اهللا تستوجب عىل العبد أن يطيل شكرها نعمة أكرب من » الحمد هللا «: فإن قول العبد ،الذي أنعم عليه هبا

.ألن ثواب احلمد ال يفنى ونعيم الدنيا ال يبقى ؛نعيم الدنيا يوم القيامة حني نعيمهاومن محد اهللا عىل نعمة مل يسأل عن

.ل الناس عن كل نعيم الدنياأسي ٧٣: هود [﴾ < = >﴿ المجيد وهو [ واخلري الكثري، والفضل الواسع،ذو الرشف العظيمفهو . النور وهو ﴿ |{zy ﴾] ٣٥: النور[ ، .نور السماوات واألرضوهو وصلح عليه ، أعوذ بنور وجهك الذي أرشقت له الظلامت

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٨

. غضبك أو ينزل يب سخطكعيل أن حيل أمر الدنيا واآلخرةوبنوره اهتدى أهل ، فبنوره أرشد لإليامن صاحب الغواية

.السعادة واهلداية فالظلامت ،فهو الذي خيرج عباده من الظلامت إىل النور

. والنور واحد وهو نور العزيز احلميد،متعددة بقدر شعب الكفر ه عىل رسله وأوليائه ومن نوره ما جعل، كتابهنور ومن نوره،

. يضيئون هلم طريق اجلنة،فهم مصابيح اهلداية لغريهم متم أمره ونارص وهو ،وهو هدايتهمتم نوره وهو تعاىل

. وسيبلغ أمره ما بلغ الليل والنهار ولو كره الكافرون،دينه

الحق وهو ﴿¨ © ª « ﴾] ١١٦: املؤمنون[ وإله وكل معبود ،عبادة إال هو فال يستحق ال،فهو اإلله احلق

. وكل عبادة هلم رشك وضالل،سواه باطل ووعده احلق، وفعله احلق،وقوله احلق ،الحقفهو .

الصادق وهو ﴿ Ó Ò ÑÐ Ï Î﴾ .ق من اهللا قيالدص وال أ،ق من اهللا حديثادص فال أ ] ١٤٦ : األنعام[

اليقني و،وعد ترسخ عنده اليقنيومن آمن بأن اهللا صادق الوسيجازي ، االعتقاد اجلازم أن اهللا سيجازي باجلنة أهل طاعتهوه

. فيدعوه ذلك للقيام بأمره وطاعته،عنه عراضأهل اإلبالنار هو االعتقاد اجلازم أن قدراليقني اهللا تم بعلمه وتدبريه

ن وما أخطأك مل يك ،وأن ما أصابك مل يكن ليخطئك ،وخلقه .بقضاء اهللا وقدره للرضا ذلك ه فيدعو،ليصيبك هء االعتقاد اجلازم أن اهللا سينرص دينه ويعز أولياواليقني هو.

كم أحبك يا ربي ٩ ٢٥: النور [﴾ © § ¦ ¥ ﴿ المبين وهو[ هو الذي ظهرت أدلة وجوده وكاملهف. وهو الذي عال بحجته عىل كل خلقه فال يامريه أحد . هلم سبيل الرشادني وب،ني لعباده احلق من الباطلوهو الذي ب . الجليـل وهو ﴿V W X Y Z [ ﴾] ٧٨: الرمحن[ ه زن امل، بجميع نعوت اجلالل وصفات الكاملاملتصففهو

ذو هو و ،املتعايل عن األشباه واألمثال ،عن النقائص واملحال .الجالل واإلكرام

العزيز وهو ﴿ ª « ¬ ﴾] ٢٣: احلرش[ وال معقب حلكمه ،وال خمالف ألمره ، الذي ال مغالب لهفهو . فال حيتاج إىل ، وهو الذي عز يف سلطانه وقهره وكامل قدرته

. معني وال مشري ومنع بعزته املهانة عن ، دينهتباعبا أعز أولياءه عزتهومن

فإن الرشك ؛ والذل لهبأن عصمهم من الرشك وعبادة غري اهللاملؤمنني . وإن الذل هللا هلو عني العزة،باهللا هو عني الذل ملن أرشك مع اهللا

فهم بعزته يتعززون عىل من ،وهو يعطي العزة ملن أطاعه fed﴿ ،]١٣٩: النساء [﴾µ´³²﴿ خالفهم

g ﴾ ] ٨: املنافقون[ ٤: الشورى [﴾ : 9 8﴿ العظيم وهو[ ختيلته من فكل ما ،اوز قدره وعظمته حدود العقلفهو الذي ج

؟كيف حييط العقل املخلوق بعظمة خالقهف ،عظمته فاهللا أعظم منه

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ١٠

عبد أن خياف هول يقتيض من الالعظيمواسم اهللايا فالن : ( يه على، وما الذي سيفعله حني يناداملوقف بني يديه

خيفيه وال سقف فال حائط) إىل العرض عىل اجلبار تعال،ابن فالنالصاحلات فليبادر باألعامل ، وال نارص من دون اهللا ينجيه،يؤويه

يف اآلخرة زلعله يفو ،يف وقت اإلمهال قبل انقطاع اآلجال . وينجو من فزع األهوال،باآلمال العلي وهو ﴿ p o n m﴾ ]١٢ : غافر [

األعلى هوو ﴿o p q r ﴾] ٨: األعىل[ قد عال ، بائن من خلقه،فهو سبحانه قد استوى عىل عرشه

،وله علو الشأن ،فاتوله علو الص ، فله علو الذات،فوق عباده .، بل له العلو كلهوله علو القهر

وشاهد بقلبك نزول األمر من فوق العرش بأنواع التدبري وإنشاء دول ، وكشف البالء، واملنع والعطاء،من اإلماتة واإلحياء

.إبادة آخرينو جتعل العبد يتوجه له بالدعاء يف عليائهالعلي اهللا واسم . العبد القرب من اهللا إال بالعمل الصالح الذي يبلغ ولن

ويسكنه جنة عالية سقفها عرش ،جيازيه عليه مواله بأن يعليه .الرمحن تبارك وتعاىل

األخري من ل كل ليلة إىل السامء الدنيا يف الثلثزن يتعاىلوهو ويقبل ، ويغفر للمذنبني،فيجيب الدعاة ويعطي السائلني ،الليل

وذلك ،ويغني الفقراء ، ويشفي املرىض، وينرص املظلومني،التائبني .حتى يطلع الفجر

كم أحبك يا ربي ١١ ففي وقت السحر ختتلف أفعال البرش وفريق، يف اجلنة فريق،

،ين ووقت فجور الفاجر، اجتهاد الطائعنيوقت، فهذا يف سقرفيتقرب اهللا منهم وينزل إىل السامء الدنيا قبل أن يصعد عملهم

.فيحجز العايص عن عصيانه ، إليه .وهيدي التائب لرتك خرسانه

. برضوانهزويوفق الطائع للفو ٩: الرعد [﴾ ^ _﴿ المتعالي وهو[ واألعوان فهو املتعايل عن الرشكاء والوزراء والنظراء واألنداد . وهو املتعايل عن صفات اخللق التي أغلبها رديئة وضعيفة وهزيلة. وهو ]٢٣: سبأ [﴾ 7 8 9﴿ الكبير وهو

.األكبر فهو الذي كل يشء دونه﴿½ ¾ ¿ À

Á Â Ã Ä﴾] ٦٧: الزمر[ يف كفه نسموات واألرض وما فيهن وما بينهوهو الذي ال

.ألعيلوهللا املثل ا كخردلة يف كف آحاد عباده فهو أكرب من كل ؛عبد يطمئن له جتعل الالكبيرواسم اهللاوأكرب من ،وأكرب من الظاملني ،، فهو أكرب من األعداءيشء

. وأكرب من ظلمهم وسطوهتم،الكافرينالمتكبر وهو ﴿¬ «ª ﴾

. ذو الكبرياءوهو ]٢٣: احلرش [

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ١٢

ن نازعه فيهام وم،فهو الذي ال ينبغي الكربياء والعظمة إال له ومن حيلل عليه غضبه فقد هوى،أذاقه عذابه وقصمه وغضب عليه .

وهذا من ،فالبرش يتكربون بام وهبهم اهللا من قوة أو مال وال ، ألهنم يتكربون بيشء ال يملكونه وال يتحكمون فيه؛النقص

وصفاته ،اته العليا، فإنه يتكرب بصف تعاىل أما اهللا.وهبوه ألنفسهم وأبدية بأبديته ،، وصفاته تعاىل أزلية بأزليته سبحانهلذاتهالزمة . وهذا عني الكامل، من الوجوه وصفاته ال نقص فيها بوجه،سبحانه ألن ؛يبغض املتكربين من البرش لسوء أخالقهم أل اهللاو

،اآلدمي إذا ملك ما يتكرب به طغى عىل خلق اهللا وآذاهم وظلمهم . وهذا كامل بعد كامل،مع كونه متكرب ودود كريملكن اهللا رحيم

لذلك جيب عىل املسلم أن يتواضع. فالعبد ال ينبغي ،والتواضع يشمل عدم التكرب عىل أوامر اهللا فيكون ممن تشبه بإبليس يف تكربه عن ، اهللائا من رشعيرد شيله أن

.طاعة أمر اهللا فريفق ،موالتواضع يشمل الذل عىل املؤمنني بأن يرى نفسه أقله

ويشتد تواضعه ،ىل شيخهمويشفق ع ،ويرحم صغريهم ،بضعيفهم . ال لذلة يف نفسه بل رمحة هبم،فيعاملهم معاملة الذليل، لوالديه القادر وهو﴿w| {zyx~ }﴾ ] ٦٥: األنعام[

القدير وهو ﴿ _a﴾ ]٥٤ : الروم[ المقتدر وهو ﴿@ A B C D E ﴾] ٥٥: القمر[ له مطلق القدرة وكامهلا ومتامهاالذيفهو .

كم أحبك يا ربي ١٣ إنه عىل كل ، يقول له كن فيكونفإنام إذا أراد شيئا الذيوهو

. ما يشاء إذا شاء وكيف شاء يف أي وقت شاءيفعل ،يشء قدير األرض وال يف السامءزه يشء يف ج يعال الذي وهو. قدرته أن خلق اخللق وبعثهم عندهكامل ومن كخلق نفس

. ال أكثروبعثهاواحدة خلق السمواالذي وهو ت واألرض وما بينهام يف ستة أيام

. تعبومل يمسه وال يؤ ، يمسك السموات واألرض أن تزوالالذيوهو ده و

ويمسك السامء أن تقع عىل ،حفظهام فال يصعب عليه ذلك .األرض إال بإذنه

سأله يف جلب النفع ودفع جيعل العبد يالقادرواسم اهللاىل يشء وال قدرة للعباد ع، فال يملك القدرة التامة إال هو،الرض

.، فال حول وال قوة للعبد إال به سبحانهإال بام أقدرهم اهللا عليه فكيف يرتكه العبد ويسأل غريه من العبيد فيام ال يقدر عليه

أكثر من ذلك و! أو أصفياءإال الرب القدير حتى وإن كانوا أولياءلو كانوا موتى ال يملكون ألنفسهم نفعا وال رضا فكيف يسأهلم ،

يعون أن يدفعوا عن العبد حاجاته ودفع مرضاته وهم ال يستط فإن امليت ينتفع ، فضال عن أن يدفعوا عن غريهم!؟أنفسهم

.احلي هو الذي ينفع امليت ال العكسف ،باستغفار احلي لهعنيد يبتغي منه النفع أو رحال س يتوجه العبد إىل كوكيف

؟العزيز احلميدالرض من دون

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ١٤

القوى وهو ﴿ ih g fj ﴾ ]٦٦ : هود[ يقتيض أن خيافه العبد بالغيب، فال يقع يف القويواسم اهللا

. لسخطه وأليم أخذهيتعرضذنب، حتى ال فليس فوق قوته قوة، فهو الذي ال يقوم لقوته يشء . نالمتي وهو ﴿T U V W X Y Z ﴾] ٥٨: الذاريات[ تني الذي ال يصيبه تعب وال مشقةهو القوي املف . الجبار وهو ﴿¬ « ª﴾ ] ٢٣: احلرش[

.ذو الجبروت وهووجيرب قلوب املستضعفني، فهو الذي يقصم ظهور املتكربين . فهو خيشاه ، جيعل العبد خيشاه وحيبهالجبارواسم اهللا

؟ فمن لكل أرملة ويتيم إال هو، وحيبه جلربه لكل كسري،جلربوته لوال جربه لقلوب ؟ لكل نازلة وبالء إال هو سبحانهومن

.املنكرسين ملا استطاعت حتمل البالء وملا أصبحت من الصابرين القهار وهو ﴿@ A B C D E

F ﴾] ٣٩: يوسف[ القاهر وهو ﴿Ô Õ Ö × ﴾] ١٨: األنعام[ ه كل خملوقن قهر بسلطاالذي فهو. يقهر أعداء الدين وهيلكهم وقت ما يريدالذي وهو . يسخر قهرا ما يريد بام يريد ليبلغ هبم ما يريدالذي وهو . وال حيب كل ،واهللا تعاىل ال حيب الظاملني وال املتكربين

وهو تعاىل يبغض ، وهو تعاىل ال حيب الفساد،خمتال فخور . وال يرىض عن القوم الفاسقني، وال يرىض الكفر،فقنياملنا

كم أحبك يا ربي ١٥ وسخط عىل كل من خاصم يف ،وهو تعاىل سخط عىل اليهود .زوجهافراش عىل كل امرأة متتنع عن وسخط ،باطل وسيغضب يوم ،وهو تعاىل غضب عىل اليهود ولعنهم

. ولن يغضب بعده مثله، قبله مثلهيغضبالقيامة غضبا مل لم س وي، جيعل العبد يستكني له وخيضع لهالقهار واسم اهللا

وجيعل العبد يستعني به عىل كل ظامل ،لقضائه ويرىض بقدره . فليس له إال القهار يقهره ويذيقه من العذاب الشديد،صنديد وخيضع ،ويستكني ألمره ،عل العبد يذل هللاجيواسم القهار

.ل العبادة بتامم احلب مع غاية الذفيؤدي ،حلكمهالقهار جيعل العبد خياف من ربهواسم .

قد أحاط ف ، وعظيم قدرهـ ربه مقام ـ هي أن خياف العبد ١ .علمه بكل يشء

قد ، وهو عار غري خمتون،مقامه بني يدي ربه للحساب ـ و خياف ٢ . وبلغ قلبه حنجرته من شدة اهللع، العرقوأجلمه ،الشمسأهلبته ـ و خياف ذنبه وخياف وعيد اهللا الذي يلحق أهل اإلعراض ٣ واملنافق يرى ذنبه ، فاملؤمن يرى ذنبه كاجلبل يكاد أن يقع عليه،عنه

.بيدهكالذباب وقع عىل أنفه فأطاره

وأمرض ، أن يضحك ملئ فمه> قد منع النبي اخلوفوإن .ن من البكاءي أسودني وجعل عىل وجه الصاحلني خط،جلنةملبرشين باا

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ١٦

ومن أنواع اخلوف: قلوب هي ارجتاف و؛ خوفا أال تقبل حسناهتم وأال تغفر سيئاهتمالصاحلني وكلام ازداد ،

علم العبد بربه ازداد خشية لعظمته وعلوه وقدرته وقهره فتجد .ومراقبته

، ³ ² ± ° ¯ ﴿ وهم العلامء ﴿Õ Ö اخلشية أن م فتدفعه]٢٨: فاطر [﴾´

ومن من وا فيفر ]٥٠: الذاريات [﴾ ×ومن

فضل كل يشء فإن ،فضل اخلوف من اهللافإذا سألت عن . يف الدنيا واآلخرةن يكو

كتمل خوف اهللا في قلب فإذا ا: األمن في الدنيا -١

يف عينيه رغوص ،من سواهمالعبد زال من قلبه كل خوف فكيف ،فلم يعد يرى أحدا منهم لضآلته يف نظره ،كل املخلوقني

؟م إال موالهظعخيافه أو خيشاه وهو ال يفأهل ! ؟وهل األمن إال يوم الفزع ،األمن في اآلخرة - ٢

بلغ ، حفاة عراة حتت أديم شمس حارقة،حرش يف هول عظيمامل ينسى معه أنه عريان وينسى أن النساء ،من أحدهم الذعر مبلغا

ينتظر قضاء ،دق البرص إىل السامء إنه ينظر إىل أعىل حي،حوله عرايا ، ماءرشبةفال رواء وال ، فاه وجف لسانه وانشق حلقهرغقد ف ،اهللا

.والساعات متر سنوات ،وإنام اللحظات متر ساعات

كم أحبك يا ربي ١٧ غري غضبانبويف كنف ر ، فإنه يف روح ورحياناملؤمنأما ،

وألبسهم ،قد أظلهم حتت ظل العرش يف أمان أبدي وظل رسمدي رؤوسهم وجعل عىل، وأسبغ عليهم الرضوان،لل اإليامنمن ح

دمعة خوف إهنا؟من األثامن فبكم تشرتي ظل ذلك اليوم ،التيجان

. أن يراك حيث هناكووجل قلب ،من اهللا حيث ال يراك أحد وهو أن ،هو عكس اخلوف من اهللا الخوف الشركي

أو ،إذا ترك تعظيمهمن صاحب القرب أن يغضب عليه خياف العبد فيقصده بأنواع ،ام يكرهباف من وثن أو من طاغوت أن يصيبه خي

. وهذا من الرشك األكرب، حتى يرضيه،التي ال تنبغي إال هللالطاعات الولي وهو ﴿ ¶ µ ´ ﴾] ولي وهو ]٩: الشورى

.ولي المتقينوولي المؤمنين واإلسالم ويؤذن ، نارصهم ومؤيدهمفهو ، للمؤمننيالولي فهو

من « : >قال رسول اهللا ،عاداهم من باحلرب عادى وليا يل فقد آذنته باحلرب ]صحيح البخاري [». وأن يتوىل دينه ، يقتيض أن يتواله العبدالوليواسم اهللا

وأن يتوىل الطائفة املؤمنة التي تنتمي ،اإلسالم الذي ارتضاه لنفسه ،الفاسدةوال أدياهنم ، وال يتوىل غريهم من الكفار،هلذا الدين

.ال آهلتهم الباطلةو ومن رغب عن والية اهللا ،فمن توىل اهللا كان من املؤمنني

.تركه اهللا ملن تواله وكان من الكافرينوتوىل أعداءه كانوا من أقرب الناس نسباوإنوحترم مواالة الكفار .

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ١٨

والسري حتت رايتهم، وحترم نرصهتم، وحيرم االستغفار هلم ، وحترم ،رم االستعانة هبم يف احلروب وحت،واالنضامم ألحزاهبم

وحيرم ، وحترم طاعتهم يف غري ما أمر اهللا،توليتهم للمناصب املهمة وحترم معاونتهم عىل الظلم الذي ،الثناء عليهم وعىل كفرهم

وحيرم ،وأعيادهم وحيرم التشبه هبم يف زهيم وكالمهم ،يفعلونهرم حي و، وحيرم التسمي بأسامئهم،زورحضورها ألهنا من ال

رم حي و،بغري غرض رشعيالتواجد يف بالدهم وأماكن سلطاهنم . وجماملتهم يف أحكام الدينمداهنتهم

أدى الفرائض صار إذا إن العبدأدى النوافل وداوم عليها صار فإذا ، وأحب اهللا منه إيامنه

فأحبه اهللا حبا كامال من كل وجه ه اهللا تواله وأسقط فإذا أحب.فيصبح ، ،من قلبه كل األنداد

فتتم له ،يسمع وال يبرص وال يمشى إال إىل ما يرىض اهللالعبد ال رصه ويده ورجله سمعه وب: كل حواسه فتصبح .الوالية هللا تعاىل

شيئا إال ، فهو ال حيرك ساكنا وال يفعل شيئا وال يرتك تابعة ملراد اهللاوال يفعل ، له تعاىلفهو ال يفعل شيئا إال هللا ،هللا وباهللا

. به تعاىلشيئا إال باهللا ل العبد إىل والية اهللا إال بمتابعة الفرائض بالنوافلصوال ي،

وال يقبل اهللا النافلة حتى ،فالفرائض أحب يشء هللا تليها النوافلتؤدى الفريضة زال العبد يتابع الفرائض بالنوافل حتى يصل وال ي،

.إىل إحسان العبادة

كم أحبك يا ربي ١٩

صفة من يحبهم اهللا ﴿ y x w v u t﴾ وحب اهللا للعبد ، ودليل

.خرهاآوهو أوهلا و ،كامهلا وأعىل منازهلاه نجعلهم حيبو مل يصلوا إىل حبه هلم إال بعد أن هوأولياؤ

.هنه ويعبدونطيعووييف وصفهم أهنم ومما جاء : .ـ يحبون ربهم١؛ـ أذلة على المؤمنين٢

مر حبهم لرهبم أن صاروا ثوأ ،ـ أعزة على الكافرين٣

. واملرشكنييبغضون من يبغضهم اهللا من الكافرين إىل ثم دفعهم حبهم هللا ،ن في سبيل اهللا ـ يجاهدو٤

. يعقد فإذا به : ويشرتي بذلك ،يبيع نفسه هللا ،اجلنة

وال ينتظر إىل يوم ، ألنه إذا مات دخل اجلنة من فوره؛ ،احلساب ،> وحممد ×جربيل

القرآن العظيم ، © ª ﴿: فقال تعاىل .فإن القرآن كالم اهللا §

± ° ® ¬ «﴾

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٢٠

فبعد أن عرفت قيمة نفسك وعظم شأهنا تبيعها فهل ترىض أن، ؟ ويكون ثمنها شيئا من الدنيا الفانية!لغري اهللا

متنعه رهبة الناس أن فلم ،وال يخافون لومة الئم ـ ٥ ، وال يمنع من رزق ،رب من أجلقفإنه ال ي. فتجده فلم يقم هلا وزنا دائم ،

، قد استلذ بالطاعة وحتمل املشقة،قيام بحقه وفرضه وال،الذكر لربه دائم ،اهللاطاعة وإن حترك فب، وإن نطق فعن اهللا،اهللاذكر فإن تكلم فب . اجلنة عن يمينه والنار عن يساره والرصاط أمامهكأن ،املراقبة لربه ٥٨: الفرقان [﴾ 6 7 8 9 : ;﴿: الحي وهو[ ه زائلالذي ال يموت وكل ما سوافهو. وهو الذي ال ابتداء ألوليته وال زوال آلخريته . وهو الذي مل تسبق حياته بالعدم وال تعقب بالفناء . هو والقيوم ، هو االسم اجلامع لصفات الذاتوالحي

.االسم اجلامع لصفات األفعال القيوم وهو ﴿s t u v w x y ﴾] ٢٥٥: البقرة[ وال حيتاج إىل غريه،ملقيم لغريه ا،الذي قام بنفسهفهو . وال قوام هلم ، وهو غني عنهم، وهو الذي كل خلقه فقري إليه . وال حاجة به إىل أحد، فحاجة كل أحد إليه،إال به الباقي وهو ﴿T U V W X Y ﴾] ٢٧: الرمحن[ فناء خملوقاتهبعداألبدي الذي يبقى فهو . ءشا وهو الذي يبقي من شاء ما.

كم أحبك يا ربي ٢١ الغني وهو ﴿ Æ Å Ä Ã ﴾ ]٣٨ : حممد[ وهو الغني عن كل ما ، يف يشءأحدالذي ال حيتاج إىل فهو . وكل أحد حيتاج إليه،سواه ى نطمعهم يف ذلك الغ لكي ي،أظهر غناه للسائلنيوهو الذي

فيخربهم أنه ال يعطيه إال ، املقيمنعيمالفيسألوه ما عنده من .يقبلوا عىل إصالح الدنيا والدين ف،للطائعني وأن ،فينبغي للمؤمن أن يثق بام عند اهللا أكثر من وثوقه بام يف يديه

وأما إن كان يف شك ، بل حتام سيزيد،يوقن أن ماله لن ينقص بالصدقة . فإن اهللا ال حيب املنافقني املتشككني، أجرب ريب :وقال اد إليه أدى ذلك إىل فإذا استشعرت غنى اهللا التام وفقر العب

رغبة ورهبة إليه،هانكسار القلب بني يدي . فتشاهد أنك ال متلك لنفسك رضا وال نفعا وال موتا وال

فلو ، من أنفاسكسف وأنت حتتاج إىل اهللا يف كل ن،حياة وال نشورا ويف ،ل طرفة عنيك وأنت حتتاج إىل اهللا يف ،سكه عليكشاء اهللا ألم

،قلبكل نبضة

ثم تشاهد ضعفك يف املرض واالبتالء، وهو المعافي،فهو الطبيب .

ثم تشاهد معاصيك وتقصريك يف العمل الصالح، ،ولوال أنه يرس لك طاعته مل تطعه ،

. ورغم ذلك تشاهد ، وأن بره مل

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٢٢

فيدفعك ذلك حلبه والذل بني يديه ،ينقطع بمعاصيك وخذالنك .انكسار القلب لديهو

هو االستغناء باخلالق عن املخلوقني، .وهو عني االفتقار إىل اهللا

إليه يف أمر اهلدايةومن االفتقار إىل اهللا االفتقار ﴿ Â Á ÀÌ Ë Ê É È Ç Æ Å Ä Ã ﴾] ٤٣: األعراف[

وافتقر ، واقرتب منه فأدناه، وخضع لهل ذ،من افتقر إىل اهللاو . وبخوفه عن ما عداه، أغناه بحبه عام سواه،إليه فأغناه

فإذا رجي لقاء اهللا،

٤٨: النجم [﴾ 1 2 3 4 ﴿ المغني وهو[ الذي وسع خلقه بغناه فهو. فمن ، طرفة عني عنهوكل خلقه مفتقرون إليه ال غنى هلم

ر ثومن تك ذل،من طلب العز بغري اهللا ، واستغنى بغري اهللا افتقر فغريه مل يكونوا موجودين حتى أوجدهم اهللا وال قدرة ،بغريه قل

.هلم عىل يشء من أنفسهم أو غريها إال بام أقدرهم اهللا مطلق الفقر إىل واملخلوق له ،فاخلالق له مطلق الغنى وكامله

.اهللا وإىل كامله وكلهم ، وكلهم فقري إال من أغناه،فكلهم ضال إال من هداه

وكلهم جائع إال ، إال من كساهر وكلهم عا،مذنب إال من عافاه . وكلهم ضائع إال من آواه،من كفاه

كم أحبك يا ربي ٢٣لو شاء مل خيلقهمو ، وهو الذي مل خيلق اخللق حلاجة إليهم،

.بغريهم ولو شاء لذهب هبم وجاءنقص منه توال ، وهو الذي ال تزيد يف ملكه طاعة الطائعني

.معصية العاصني ولو أن كل خلقه اجتمعوا يف صعيد واحد وسأل كل واحد

بل وأعطى كل واحد ، فأعطى كل سائل ما سأل،ما بلغت أمنيته ما نقص ذلك من ملكه إال كام تأخذ ،جمموع ما أعطى اجلميع

.اإلبرة من ماء البحرفإن سلبه اهللا ، فغنى العبد عن كثرة العرض الذي وهبه اهللا له

. واهللا إن شاء أغناه وإن شاء أفقره،قرإياه افتفهو ،غناه وال يستطيع أحد أن يسلبه ، وغني الرب ذايت

وهو الذي خلق ما جيعل به غريه غنيا،الذي خلق كل خملوقاته ، وهو غني عمن خلق بل هم الذين حيتاجون ، ال حيتاج إىل خملوقاته،

.إليه من إنسان وحيوان ومجادبل اسمه ،سم الغني بعد أن خلق خملوقاته وهو مل يستفد ا

. ومل يزدد بعد خلقهم غنى،الغني قبل أن خيلق خملوقاته الرحمن الرحيم وهو ﴿ * ) ( ' &

أرحم وخير الراحمينوهو ]٣- ٢: الفاحتة [﴾ + , ة ذو الرحمة الواسع والراحمين

قال رسول اهللا ،أرحم باإلنسان من األم بوليدهافهو<: أرحم هللا« بعباده من هذه املرأة بولدها ]صحيح البخاري ومسلم[» .

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٢٤

صفة أفعالهالرحيم و،ذاته صفة الرحمن . وما أكثر غفالت العباد عن تلك الرمحات،اهللافام أكثر رمحات . واإلنعام واخلري واإلحسانالتفضيلالرمحة هي . رة ورحيمهاممحن الدنيا واآلخر فهو. وكتب عىل العرش أن، وهو الذي كتب عىل نفسه الرمحة

. وغضبه من أفعاله، ألن رمحته صفة ذاته؛رمحته سبقت غضبه ذو الرحمة الواسعة وهو ﴿ # $ % &

فرمحته سبعون ،الذي وسعت رمحته كل يشء ]١٤٧: األنعام [﴾ ' أنزل منها جزءا واحدا يف ،جزءا يرتاحم اخلالئق فيام وهبا ،الدنيا . لريحم هبا خلقه،ء ليوم القيامة وادخر باقي األجزا،بينهم فال ، وأما يف اآلخرة،فرمحته يف الدنيا نائلة كل خملوق

.يناهلا إال املؤمنون وهو تعاىلأخاه بام يف يده وال يملك من املؤمن يؤثر .يف اجلنة ويرحم املعطي بجزائه ،، فريحم اآلخذ بام أخذغريه هو ويقتل الكافر املسلم فيدخله اهللا ، إىل رجلني

سلم الكافر ويموت عىل حسن ثم ي،درجة الشهداء يف اجلنة ، ولوال الكافر ما بلغ املسلم ما بلغ، فيلتقيان يف اجلنة،العمل

.رمحتهآثار من سبحانهوعجبه وضحكه ان وهوناللهم« :رجال يقول > سمع النبي الم إين

أسألك بأن لك احلمد إله ال إال أنت وحدك ال رشيك لك، املنان ، بديع الساموات واألرض اجلالل ذو ، واإلكرام فقال . النبي < : »

لقد سأل باسمه اهللا األعظم إذا ذيال ، سئل به أعطى وإذا ، دعي به أجاب ]صححه األلباين[» .

كم أحبك يا ربي ٢٥ أعطي احلياة والعقل والنطق وحسن اخللق ،واملننذو العطايا فهو. واملنان من املن وهو .ال من املنة وهي التعيري بالعطاء ، العطاءكثرة ١٤: لربوج ا[﴾ ¡ � ~﴿ الودود وهو[ ك لبل العجب من م ، إىل سيده يتوددليس العجب من عبد .إىل عبيدهيتودد ومن تقرب إليه ،اهللا إليه ذراعامن تقرب إليه شربا تقرب ف . أتاه اهللا تعاىل هرولةيمشى ومن أتاه ،تقرب اهللا إليه باعا ،ذراعا إىل تكتب عرش حسناتاحلسنةف ،وهو يضاعف ثواب العمل

. حتى من هم بحسنة كتبها،سبعامئة ضعف إىل أضعاف كثرية . وهى أرسع يشء حموا،عنده تكتب واحدة والسيئةويعطي ثوابا عظيام عىل عمل قليل ر فكفصيام يوم عرفة ي ،

واحلج ،ر ذنوب سنةفك وصيام يوم عاشوراء ي،ذنوب سنتني .عمره مىض من مار ذنوب العبد كلها يف فكاملربور ي وال يكلفهم من األعامل إال ما ،يريد بعباده اليرسسبحانه وهو

.وبعدم االستطاعةوالعذر التكاليف باملرض ثم يسقط عنهم،يستطيعون لكن حقيقته ،فالبالء ظاهره الشقاء ،حتى ابتالؤه كله رمحة

. فالبالء منحة يف ثنايا املحنة،وعاقبته الرمحة أو لريفعه درجة ، عبده ليكفر عنه خطيئة عملهافإن اهللا يبتىل

فريتفع بالصرب ، أو ليستخرج منه معاين الصرب عىل البالء،يف اجلنة .حتى يدخل اجلنة بغري حساب

وقد يبتىل اهللا عبده ليفيق من معصية هو مقيم عليها. وفؤالر وهو ﴿ Æ Å Ä Ã ﴾] ١١٧: التوبة[،

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٢٦

﴿y z { ﴾] ٢٠٧: البقرة[ ؛ باملؤمنني أرسل إليهم رسله وأنزل إليهم كتبهرأفتهفمن

.ليخرجهم من ظلامت الكفر إىل نور اإليامن هلم هبم أنه اشرتى منهم أنفسهم وأمواهلم بأنرأفته ومن .أنفسهم وأمواهلم واجلنة: ومن خلقه ،اجلميع ملكه مع أن ،اجلنة

إن« : >قال رسول اهللا الرفيق وهو اهللا رفيق حيب الرفق يف األمر كله ]صحيح مسلم[» .

رحيام هبم ،بالمؤمنينفيجب عىل العبد أن يكون رفيقا .ألهنم أولياء اهللا وأحبابه ؛بمصلحتهم وهيتم ،حيب اخلري هلم

ويكون ال تأخذه يف ،ألهنم أعداء اهللا ؛يتربأ و ، ال يداهنهم وال يركن إليهم،الئممة الغضب عليهم لو

. خلفهمن وإذا حارهبم فعل هبم ما يرشد م،منهم ومن مواالهتم

ال أحد أصرب عىل « : >قال رسول اهللا الصبور وهو ى يسمعه من اهللا عز وجلأذ ]صحيح البخاري ومسلم[» .

ممن عصاهواالنتقام بالعقوبةفهو ال يعاجل . منه عىل أذى سمعه حيث ينسبون إليه الولد أصربوهو الذي ال

. ومع ذلك يرزقهم ويعافيهم،ويزعمون أنه ال يعيدهم وال حيييهم صبور وجب أن يتخلق بخلق الصربربهفمن آمن بأن ،

وما أعطى أحد عطاء، والصرب ضياء،الصرب نصف اإليامنو خريا .صربوأوسع من ال

كم أحبك يا ربي ٢٧

:ه فقد حفت اجلنة باملكار: طاعات ـ الصرب عىل فعل ال١ م البخل عن الزكاةو ويقا،الصالة فيقاوم الكسل عن،

.ويقاوم اجلبن عند اجلهاد حب اهللا هو الذي جيعل العبد ،

ومن ،فالتعب لنيل رضا من حتب ألذ من كل امللذات والشهوات . عن طاعتهالتكاسلأحب اهللا بصدق ال يعرف معنى

اهللا اجتهد يف طاعته أحب فمن . ومن أحب اهللا اجتهد يف طاعته . ومن أحب اهللا .

.فقد حفت النار بالشهوات: عايص ـ الصرب عن امل٢ . الصرب عىل املصائب وعىل أقدار اهللا املؤملة - ٣ الذي فهو،ه وترىض بهوحب اهللا هو الذي جيعلك حتب قضاء

؟ وهو خلقه، أمل يقع البالء بعلمه السابق،خيفف بالء الدنيا ومهومها وإن البالء ليمحو اخلطايا ويرفع الدرجات كام متحو النار

.خبث احلديد مع اهللا وباهللا وهللاجيب أن يكون الصرب. . يعني تبعا ألوامر اهللامع اهللا - . به سبحانه يعني استعانةباهللاو - . يف ثوابه ورغبة،ه لوجه وابتغاء يعني إخالصا لههللاو - الحليم وهو ﴿x w v u ﴾] ٤١: فاطر[ ال يعجل العقوبةالذي فهو .

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٢٨

فإذا هم العبد بمعصية فإن م السيئات ال يكتبها، فإذا ك لتركها العبد خشية هللا كتبها امل .ك حسنة كاملةل

يتوب فربام ،ساعة ملدة السيئات كلم يكتبها مل العبد فعلها فإذا .واحدة سيئة كلامل كتبها العبد يتب مل فإذا ،الساعة خالل العبد لكن إذا هم بحسنة كتبها م لها العبد فإذا فع،ك احلسنات فورال

. كثريةك عرش حسنات إىل سبعامئة ضعف إىل أضعافلكتبها املفربام ييرس ، بل يمهلهم، بالعقوبةه فهو ال يعجل عىل العصا

حتى ولكن يمهل عامتهم ، وربام يكفر ذنوهبم بالبالء،هلم التوبة وربام ،إذا ماتوا مرصين عىل العصيان فربام يغفر هلم يوم القيامة

العباد التي وفيام دون مظامل ،ل ذلك فيام دون الرشك ك،يعذهبم .البد أن يقتصوا فيها

يقتيض من العبد أن يستحي من اهللا الحليمواسم اهللا !؟ فهل حيق للعبد إمهاله، ألنه إذا كان هذا إمهاله؛سبحانه وهوإن اهللا حي « : >قال رسول اهللا الستير الحيي ]صححه األلباينورواه أبو داود [» .ستري هو الذي يستحي أال جييب عباده ويعطيهم ما سألواف. ويستحي أن يعذب الصابرين عىل بالئه. فال يفضحهم بذنوهبم،هو الذي يسرت عىل عصاة عبادهو . تركه للفضيحة أمام فلو، العبد حتى ييرس له التوبةفإنه يسرت

لوصف بينهم بالعايص وملا أمكنه ال،الناس ألن الناس لن ؛توبة لكن إذا سرته ،ه بذنبهن يعريووسيظلون ،يصدقوه إن أظهر التوبة

فبعد أن كان مستور احلال أصبح ،اهللا ويرس له التوبة وتاب .يوصف بالعبد التواب

كم أحبك يا ربي ٢٩ فإذا بلغته وجب عليه أن ،وكل ذلك قبل وصول اجلناية للقايض

،السارق وقطع يد ، وجلد األعزب،حيكم برجم الزاين املتزوج وزجرا ، إقامة حلدود اهللا، اهللا شفاعةحكم وال يقبل يف ،وغري ذلك

.لبقية العصاة ٣: غافر [﴾ = < ? @ ﴿ الغافر وهو [ ١٤: الربوج [﴾ ~ � ¡ ﴿ الغفور وهو[ هو كثري املغفرة ف،الذي يغفر الذنوب مهام كثرتفهو. الغفار هوو ﴿ I H G L K J

M ﴾]٦٦ : ص[ الذي يغفر مرات كثرية كلام عاد العبد إىل الذنب. ثم لقيه ال ، فهو الذي لو أتاه العبد بقراب األرض خطايا

.يرشك به شيئا ألتاه بقراهبا مغفرة والعفو وحموها يف الدنيا واآلخرة واملغفرة هي سرت الذنوب

.ليها وعدم العقاب ع،عنها وعدم املؤاخذة هبا عىل االستغفارالعبديقتيض أن يداوم الغفار واسم اهللا . العفــــو وهو ﴿ Ç Æ Å Ä Ã ﴾] ٩٩: النساء[ هو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليهالعفوو . فإن اهللا تعاىل إذا حما الذنب من صحيفة العبد فعادت بيضاء،

.ي يكرس قلبه وهيني نفسهفإنه ال يزال يف نفس العبد ذل املعصية الذ وهي الشعور بالبعد ،وما يزال يف نفس العبد وحشة املعصية

اإلحساس و ، والبعد عن الشفيق والعطوف والنصري،عن اهللاوالشعور بالقرب من ،بالتجايف والبعد عن الصاحلني من عباد اهللا

.الفاسقني وأفعاهلم

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٣٠

ده فإنه يزيل فمن رمحة اهللا تعاىل وكرمه أنه إذا عفا عن عب . فيزيل ذل املعصية ووحشتها من نفسه،ويطمس أثر الذنب

التواب وهو ﴿ B A @ ? ﴾ ]١٢٨ : البقرة[ .قابل التوب وهو فيقذف يف قلوهبم الندم وحب ، التوبةهالذي يرزق عبادفهو

ني فتقع توبة العبد ب،فيتوب العبد فيقبل اهللا توبته ،الصاحلات . والثانية قبوهلا، األوىل تيسري التوبة،ربه تاب هبام عليهتوبتني من

ثم ، وعاد إىل املعصية ،يقبل توبة عبده مهام نكث فيهاهو و .عاد إىل التوبة

أكثر من فرح األهل بقدوم غائبهمواهللا يفرح بتوبة عبده. إنام و ، النفس عىل حمبة اهللا وخشيتهى وهب ذلك هو تقديم وسب. ترك فمن

ألنه أو، أو أن الذنب بعيد عنه، أو ضعف بدنه،الذنب لكرب سنه .وتركه الذنب ليس بتوبة ، فهو ليس بتائب،ال يملك املال لفعله

. فمن تاب بلسانه ومل .، فليس بتائبيتب بقلبه هي التوبة الشاملة من كل الذنوب،

،ب يف حق النفس ذنو ، رسها وعالنيتها ،صغريها وكبريها .وذنوب يف حق اخللق

وهي التوبة التي تنصح صاحبها فتمنعه كلام أراد أن يعود إىل املعصية. .

كم أحبك يا ربي ٣١ باب التوبة مفتوح لكل البرش حتى تطلع الشمس من و

ومفتوح لإلنسان حتى يغرغر وهو يلفظ أنفاسه األخرية ،مغرهبا وهنا ال تقبل توبة ،حني يرى مالئكة الرمحة أو مالئكة العذاب

. وانتهى باألجل وقت العمل،التائب بعد ما أضاع زمن اإلمهال من كل الذنوب حتى الكفر والرشكوالتوبة مقبولة.

:وشروط التوبة . عىل املعصيةـ ١ . عن الذنب يف احلارضـ ٢ . إىل الذنب يف املستقبلـ٣ فال تقبل ، للعباد إن كان الذنب يف حق املخلوقنيـ ٤

التوبة إن مل ترد املال املغتصب حتى لو بكيت ، الدهر كله

بينك وبني اهللا «واعلم أن الذنب يف حق النفس « ، والذنب يف حق العبد ، فالرب كريم

.والعبد شحيح اإلرصار هو عدم الندم و ،ترك اإلرصار عىل املعايصجيب

. أن يعود إىل املعصية متى قدر عليهاوأن يعزم ،عىل الذنب الشكور وهو ﴿ Õ Ô Ó ﴾] ٣: فاطر[ ويقبل اليسري من العمل ،الذي يغفر الكثري من الزللفهو،

.ويعطى عليه الثواب العظيم ،كثريةفيضاعفه أضعافا ويشكر التائب بمحو ،فهو يشكر الطائع بمضاعفة أجره

أما ،كحيد الذين مل خيالطوه برش التوألهل وذلك خاص ،ذنبهالرشك فإنه ال يغفره وال يقبل معه عمال كثريا أو قليال .

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٣٢

عل العبد يشكر ربه عىل إحسانهجي ، الشكورواسم اهللا، . عنيد جيعله مع كل جباردحن اجلإو ،فإن الشكر يستجلب املزيد

الشكر يكون بالقلب واللسان والبدن،كيفية الشكر . .وشهود نعمه والفرح هبا ،عنهوالرضا ، يف محد اهللافيستعمل - ١ ودوام والثناء عليه ) معنالم ( يف شكر اهللايستعمل و- ٢ .) اللهم لك الحمد والشكر( أو) الحمد هللا( فيقول ،ذكرهويف معونة ، فيرصف النعم يف طاعة اهللاويستعمل - ٣

.الطاعات تعد من أنواع الشكروكل ،حوائجهماخللق وقضاء ،ويف نرش العلم ، يف النفقة يف سبيل اهللاويستعمل - ٤

. بالنعمة عىل معصية اهللايستعنيثم ال ،وإعداد العدة للجهادفإن النبي ؛واعلم أن مقام الشكر هو أعىل مقامات الدين<

فإذا سئل عن ذلك كان ،كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماهأفال أكون عبدا شكورا « : ل يقو ]صحيح البخاري[» فكان ،إال أعىل مقامات الدين لن خيتار لنفسه>ألن النبي

. ويف مجيع أحواله،مالهويشكر ربه بقلبه ولسانه وبدنه د النعمة أن يقول العبدحومن ج:

.يتـ لقد أوتيت هذا النعيم واملال بسبب علمي وخربيت وبشهادا١ . يتفاخر بآبائه،لقد أوتيت هذا املال كابرا عن كابر: ـ أو يقول ٢ .إن اهللا أعطاين النعم ألنه يعلم أنى استحقها: ـ أو يقول ٣ .إن اهللا حيبني لذلك أعطاين: ـ أو يقول ٤ يعطى الدنيا ملن حيب ومن تعاىل وما علم هذا الغافل أن اهللا

.ين إال ملن حيبولكنه سبحانه ال يعطى الد ،ال حيبأيطيعه يف هذا املال أم ،ومل يعلم أن اهللا إنام أعطاه ليختربه

. وليبتليه أيشكر أم يكفر،يعصيه

كم أحبك يا ربي ٣٣ الفتاح وهو ﴿d cb ﴾] خير وهو ]٢٦: سبأ

.الفاتحين فهو الذي يفتح أبواب الرزق والرمحة لعباده . هذا ماالفيفتح عىل ،هو الذي يفتح عىل من يشاء بام يشاءو ،

. والعلم أفضلها، وعىل هذا علام،وعىل هذا ملكافيفتح عىل ، وهو الذي يفصل بني أهل احلق وأهل الباطل

.املؤمنني بالنرص املبني القريب وهو ﴿ Û Ú Ù Ø ﴾] ٦١: هود[ فهو الذي قرب من عباده بسمعه وبرصه وإحاطته هبم كل ،

ذلك وهو مستو عال عىل . عرشه بائن من خلقه المستعان وهو ﴿a`_^]﴾]١٨: ف سيو[

للهما« > قال رسول اهللا أعني عىل ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ]صححه األلباين[ » وال غنى ملخلوق عن إعانته يف الوصول إىل المعين وهو

المجير وهو ،المستعاذ وهو ،املطالب الدنيوية واألخروية .المستغاثوهو المغيث و،والمستجار

باهللا وااللتجاء لهاالمتناع يه االستعاذة . و العظيمباهللا ذييستع: هو وما يستعيذ العبد به

وبسلطانه وبكلامته التامات وبرضاه وبمعافاته. ومن ، من سخط اهللايستعاذ: هو يستعاذ منهالذي و

غه ونفثه ونزه مهزمن ، الشيطانومن ، خملوقاته ومن رش،عقوبتهونفخه ورشكه ووسوسته ومن فتنة ، ومن الفتن،ومن الدجال ،

. ومن فتنة النار وعذاهبا،القرب وعذابه

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٣٤

4 5 ﴿سورة : املعوذتان ما يستعاذ بهأفضل ومن .﴾ S R Q P ﴿ و ﴾6 7

مصالح من اهللا عىل فعل العون طلبهي : االستعانة .اآلخرةالدنيا ونيل درجات

فإنه ال حتول له ،فاملؤمن يربأ من حوله وقوته إال أن يكون باهللا . له عىل الطاعة إال بمعونة اهللاقوة وال ،عن املعصية إال بتوفيق اهللا

املعونة عىل : اهللا هو من فيه املسلم املعونة يطلبوأعظم ما . > واإلتباع لرسوله،ه وحترى اإلخالص ل،ذكر اهللا وعبادته

هي طلب الغوث من اهللا يف جلب خري أو دفع رش :ةثاغاالست. يام ال يقدر فوحترم االستغاثة باملخلوق ،وال يستغاث إال باهللا

.مطلقا وحترم االستغاثة بالغائب،عليه إال اخلالق النصير وهو ﴿ Å Ä Ã Â ﴾]٧٨ : احلج[ 10 2 3 ] الناصر وهو / .

4 Z ]١٥٠:آل عمران[ فهو الذي ينرص عباده املؤمنني عىل أعدائهم ويعينهم

³ ² ± ° ¯ ويمدهم بأنواع جنده ﴿،ويؤيدهم بأنواع تأييده

]٣١: املدثر [﴾ ´ وينرص ربه، يقتيض أن ينرص العبد دينهالنصيرواسم اهللا ،

فال تأخذه ،ثق أن اهللا حتام سينرصه وي، وينرص إخوانه،وينرص نبيه إذا ، عطوف عىل إخوانه، أسد عىل أعدائهفهو ،يف اهللا لومة الئم

غضب هللا ال يصده يشء . حتى ينترص لدينه، المستجيب لمن دعاه وهو مجيبال وهو ﴿ Ø

Û Ú Ù ﴾] ٦١: هود[ ال كل دعاته يف أي مكان وىف أي وقت وعىل كل حجييبفهو الذي.

كم أحبك يا ربي ٣٥ ويعرف صوت كل واحد منهم ولغته،ال ختتلط عليه أصوات عباده . ٦: االنفطار [ ﴾ > ; : 9 8 7﴿ الكريم وهو[ األكرم وهو ﴿V W X ﴾] ٣: العلق[ اجلامع ألنواع اخلري، والكريم يف ذاته،يف أفعاله الكريم فهو . وجودا وهو الذي ال تزيده كثرة احلاجات إال كرما . ويقابل الذنب ، ومن كرمه أنه يقابل اإلساءة باإلحسان

. عن التقصريويعفو ،ويقبل التوب ،بالغفران البــــــر وھو ﴿ Ã Â Á À ﴾] وهو ]٢٨: الطور .المنعمو الجوادو البار والشكور والكفور، عم جوده الطائع والعايصالذيفهو ،

.مري واملأمور واأل،والقوي والضعيف فهو املنعم بكل النعم ، جامعة لكل صفات اخلريكلمةوالرب

. ما ظهر منها وما بطن، صغريها وكبريها،دقيقها وجليلها فجمعهم عىل ،أنه ألف بني قلوهبماملؤمنني ومن بره بعباده

وإن تباعدت أوطاهنم وتباينت ،حمبته وحمبة بعضهم بعضا لكنهم أحبوا ، واختلفت طباعهم،همأجسامهم وألواهنم وأعراق

.بعضهم ملا أحبوا رهبم وأحبوا دينهم الذي ينتسبون إليه يقتيض أن حيبه العبد البر الرحيم الكريمواسم اهللا

.ولجميل فعالهذاتهلكمال وكامل صفاتهمطالعة عظمة اهللا : فأساس املحبة شيئان،

. ،ومتام إحسانهومشاهدة نعم اهللا والنعم كلها ،واإلنسان جمبول عىل أن حيب من حيسن إليه

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٣٦

]٥٣: النحل [Ñ Ð Ï Î Í Ì Z] : قال تعاىل .من اهللا فإن ،> الرسول وإتباعإىل اإلسالم وأعظم النعم اهلداية

وجعلك ،شاهدت أن اهللا يرس لك سبيل الطاعات ومنع غريكع رسوله وأضل غريكتعبده وحده وتتب ،

.من فضله واالفتقار إىل مزيد ثم تشاهد نعمه عليك بالصحة والعافية يف بدنك ومالك

وتتعظ بغريك من املرىض ،وسمعك وبرصك ويدك ورجلك فتحمد اهللا بام ،وتذكر ساعات مرضك واشتداد أملك ،واملقعدين

.من به عليك من

،وهو ، وهو أساس امللة والدين . وهو هبجة النفوس،أول الفرائض وأعظم األعامل، وهو حياة القلوب

حمبة توجب له حمبة ما العبد ربههي أن حيب : األوىلالدرجة

املبلغ >بة رسوله وحم، وبغض ما حرمه اهللا عليه،فرضه اهللا عليهحمبة اهللا و،عىل أهله وماله >، وتقديم حمبة رسوله عنه أمره وهنيه

فاملحبة الواجبة ،الذين يبغضهم اهللابغض الكفار والفجار توجب . فعل الواجبات وترك املحرماتتقتيض

من اهللاهي أن ترتقي املحبة إىل حمبة ما حيبه : الثانيةالدرجة وإىل ، من دقائق املكروهات اهللاوكراهة ما يكرهه ،نوافل الطاعات

.الرضا بام يقدره من املصائب التي تؤمل النفوس

كم أحبك يا ربي ٣٧ دته إىل اهللا الناجتة عن حبه وعبا. إىل وجهه الكريم يف اجلنة . هي حمبة أصحاب القبور :المحبة الشركية

ومنها ،وهذا أصل الرشك ،والكرباء والكهان حيبوهنم كحب اهللا .مواالة الكافرين وحمبتهم

إن « :>قال رسول اهللا المحسن وهو حمسن اهللا حيب حساناإل ] صححه األلباين [ »

وإحسانه هو إنعامه عىل عباده بأنواع العطاء واإلكرام. له عصياهنم وما زال ، فام زال إحسانه بعبيده يتودد إليهم

. ومن بره أنه ال يقطع إحسانه عن املعرضني عنه،يتبغضون إليهلقهء يف قضائه وقدره وأحكامه وخوإحسانه هو إتقانه يف كل يش. ﴿Û Ü Ý Þ ß à ﴾] ٨٨: النمل [﴿t u v

w x ﴾] ٧: السجدة[ الوهاب وهو ﴿ Ì Ë Ê ﴾] ذو وهو ]٨: آل عمران

ذو وذو فضل على العالمين وفضل على الناس .وهب احلياة والذرية واإليامن: فضل على المؤمنين

٢٤: احلرش [﴾ ¶¸¹ ﴿ الخالق وهو[ قالخالوهو ﴿«ª©¨§﴾ ] ٨٦: احلجر[

أحسن الخالقين وهو فهو الذي أوجد املخلوقات بعد أن مل تكن موجودة. يف أي ، ويف أي وقت شاء، فهو الذي خيلق ما يشاء إذا شاء

. وفق تقديره وعلمه السابق وعىل الصفة التي يريد،صورة شاء

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٣٨

وخلق ،وهو الذي خلق مجيع ما يف الساموات واألرض . ثم ، ثم جعله علقة، ثم من ماء مهني،فخلق اإلنسان من تراب

ثم أعطاه ، ثم نفخ فيه الروح، ثم كسا العظام حلام،ثم عظاما ،مضغة، ثم أكمل له قواه ، وأخرجه من بطن أمه ضعيفا،السمع والبرص

وجعل له ، وجيمع األموال، األقطارويسافر بني ،فصار يبني املدائنعقال ودهاء ومكرا ورأيا وعلام، . فسبحان من أقدره عىل كل ذلك،

والقوة ،رص والطول والق، ثم فاوت بينهم يف احلسن والقبح .والسعادة والشقاوة ،والعلم واجلهل ، والفقرىوالغن ،والضعففخرج ، من قبضة قبضها من مجيع األرض× وخلق آدم

وسهل ، أبيض وأمحر وأسود،أبناؤه عىل مجيع ألوان األرض وطيب كالزرع أو خبيث نتن، أو صعب كاجلبل،كالوادي . وسخر اجلبال وجعلها أوتادا ، األرض وشقهامهدوهو الذي. من السامء ماء وصبه صبا يغيث به الناس أنزلوهو الذي

.ج به النبات فأنبت به اجلنات وأخر،من بعد ما قنطوا بديع السموات واألرض وهو البديع وهو

﴿ÍÌ Ë Ê ﴾] ١٠١: األنعام[ فهو الذي أبدع املخلوقات وابتدأها عىل غري مثال سابق. فاطر السموات واألرض وهو الفاطر وهو

﴿s r q p o ﴾] ١: فاطر[ وبال معني، سامواته وأرضه بحكمتهأنشأفهو الذي . ٢٤: احلرش [﴾ ¶ ¹ ﴿ البارئ وهو[

فهو الذي أنشأ اخللق من العدم إىل الوجود.

كم أحبك يا ربي ٣٩ ٢٤: احلرش [﴾ ¶ ¹ ﴿ المصور وهو[ خرين التي ختتلف عن صور األ،فهو الذي أعطى كل موجود صورته. ر صورة من البرش كلفوفمن ص أن ينفخ فيها الروح يوم

أشد الناس عذابا يوم القيامة « : >قال .، وليس بنافخالقيامة املصورون ]صحيح مسلم[» . واملقصود بالصورة هو كل ما فيه روح من إنسان وحيوان،

سواء التي هلا ظل أو ، باليدال فرق بني التامثيل والصور املرسومة .التي ليس هلا ظل

فيه وما ال روح، وجيوز رسم الشجر واجلامد . جتوز الصور الفوتوغرافية الالزمة لتحقيق الشخصيةو،

وأال ، أو تعلق عىل اجلدران، برشط أال تعظم،وجوازات السفر . أو أي يشء حمرم،يكون فيها سفور أو تربج

٥٦: يونس [﴾ ¦ ¥ ¤﴿ المحي المميت وهو[ مخرج الحي من الميت ومخرج الميت من وهو

.عد موتها محيي األرض بوهو الحي فلو اجتمع اخللق عىل ،فهو الذي انفرد باإلحياء واإلماتة

. مل يستطيعوا، أو إماتة نفس هو حمييها،إحياء نفس هو مميتها وهو الذي حييي قلوب عباده بأن ييرس هلم طاعته وذكره. فينبت فيها النبات، الذي حييي األرض بعد موهتا باملاءوهو . عيدالمبديء الم وهو ﴿ | { z y ﴾] ١٣: الربوج[ وإعادهتم أهون ، ثم يعيدهم، ثم يفنيهم،هو الذي بدأ اخللقف

.حيث مل يكونوا شيئا مذكورا عليه من خلقهم أول مرة

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٤٠

٧: احلج [﴾ 5 6 7 8 9 : ﴿ الباعث وهو[ فهو الذي يبعث اخللق للحساب يوم القيامة . هممون وهو الذي يبعث النائمني بعد. وهو الذي يبعث الرسل إىل أممهم باهلداية . وهو القادر عىل أن يبعث العذاب عىل من خالف أمره . الوارث وهو ﴿e f g h i j﴾] ٢٣: احلجر[

.خير الوارثين وهو وما عليها هو الذي يرث األرض ومن عليهاف. يصريون فهو الذي أوجدهم وإليه،وهو الذي يرجع إليه كل اخلالئق . ١١٤: املائدة [﴾ 765﴿ الرزاق وهو[ الرازقوهو ﴿ZYXWVUT﴾] ٥٨: الذاريات[

]١١٤:املائدة [﴾ 5 6 7 ﴿. خير الرازقينوهو

فهو الذي يرزق كل من حيتاج للقوت من إنسان وحيوان ، . ليصبح قوة وعافية،ثم يدبر ذلك القوت يف أعضائه

فإنه مل يغض ؟السموات واألرضأرأيتم ماذا أنفق منذ خلق . ومل تنفد خزائنهيمينهما يف يرزق يف الدنيا الكافر واملسلم من متاعها أمواال وأوالدا وأهال . فريزق عباده ،ق اآلخرة إال أهل توحيده وطاعته وال يرز

.اإليامن والعلم والعمل الصالح: املؤمنني أرشف األرزاق يف السامء فال يستطيع خملوق أن واهللا تعاىل جعل الرزق

،اهللا تعاىل ينزله عىل من يشاء وقت ما يشاءو ،يصل إليه فيمنعه

كم أحبك يا ربي ٤١ويبسط الرزق ملن ، ويرزق من يشاء بغري حساب،وبقدر ما يشاء

. له يف ذلك احلكمة البالغة،ضه عمن يشاءبويقدره ويق ،يشاء ق فال يتعل، يقتيض أن يثق العبد برزق اهللالرزاقواسم

، ويتجمل يف الطلب، وال يطلبه بام حرم اهللا،بطلب الرزق من غريه وإنام ، ألنه ليس هو الغاية؛وال يفني عمره كله يف طلب الرزق

.الغاية هي رضا اهللا تعاىل ٥: السجدة [﴾ _ [ \ ]﴿المدبر وهو[

.اآلخذ بنواصي عباده لما يريد وهومقلب القلوب وهوفال ،ي يدبر األمور بحكمته البالغة لتقع وفق ما يريد فهو الذ

.خيرج يشء عن قدره يدعو العبد إىل التفكر يف آيات اهللالمدبرواسم .

،يتفكر يف خلق الساموات واألرض وعظمة تلك املخلوقات - ١ .سبحانه وتعاىلمما يدل عىل عظمة خالقها

إىل علقة إىل فكيف يتحول من نطفة ، ـ يتفكر يف ذات اإلنسان٢ أو وهو فقري،تقي أو ثم هو فاجر،ويمضغة إىل عظام إىل خلق س

غني ثم يتفكر يف طعامه ، شقيو أ ثم هو طائع، قويو أ، وضعيفويتفكر يف قلبه كيف ينبض بال ،ااهللا يف أحشائه فأصبح هني دبره كيف

.اختالل وهل هو ذكي أو رديويتفكر يف قرص هذه احلياة ،ته ـ يتفكر يف بداية اخللق وهناي٣

وغنيها ، فعزيزها ذليل،الدنيا وأهنا ال ختلو من كدر ومرض وآفات . وكثريها قليل، وأملها طويل، وخطرها حقري، وقوهيا هزيل،فقري

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٤٢

ويتفكر يف مصارعهم ، ـ يتفكر يف عاقبة الكفار وأعداء الرسل٤ .وما أنزل اهللا من آيات عذاهبم

،مكني يف الدنيا عاقبة املتقني بالنرص والت ـ يتفكر يف حسن٥ .واجلنة يف اآلخرة

فريق حتت الشمس يف حر شديد ، ـ يتفكر يف أهوال القيامة٦ وفريق حتت ظل العرش يف روح ورحيان ورب غري ،وعري أكيد

لة عليهم ح، حتتهم اللؤلؤ واملرجان، عليهم التيجان،غضبان .مل اليوم يف إمكان فاخرت لنفسك يا إنسان فالع،اإليامن

ويتفكر يف مقعد صدق عند مليك ، ـ يتفكر يف اجلنة والنار٧ ويتفكر يف خمالطة احلور ، أو غياهب سجن يف قعر سقر،مقتدر

أو ، ويتفكر يف أطايب املطعوم،والديدان أو احليات ،احلسان و أ، ويتفكر يف النظر لوجه أرحم الرامحني،الغسلني والزقوم .العذاب يف سجني

وهو يتقالم ﴿ Ï Î Í Ì Ë Ê ﴾] ٨٥: النساء[ وتهفهو الذي أعطى كل يشء ق. ومن عدد خملوقاته، من أعامل عباده،وهو الذي أحىص كل يشء . العليم وهو ﴿ \ [ Z Y ﴾]٣٢: البقرة[ ء من ماض وآت فهو الذي أحاط علام بكل يش وظاهر ،

L M N O P Q R S T Uك وساكن ﴿، ومتحرومستورV ﴾] ٥: آل عمران[ وال يلحقه نسيان ﴿، مل يسبقه جهل،وعلمه أزيل ( ) *

كم أحبك يا ربي ٤٣ ]٥٢: طه [﴾ , + ويعلم أعامهلم وحركاهتم ،فهو يعلم أرزاق خلقه وآجاهلم

Ï Ð Ñ Ò Ó ﴿ وكيف تقع وسكناهتم أين تقع ومتى تقعÔ Õ Ö × Ø Ù Ú Û Ü Ý Þ ß à á â

ã ä ﴾] ٦١: يونس[ صدورهم ويعلم وسوسة قلوهبم ﴿فيويعلم ما خت R S

T U WV X Y Z [ ﴾] ٤: التغابن [ ومن منهم من أهل النار ،ويعلم من منهم من أهل اجلنة

﴿O P Q R S T U V W X Y Z ﴾] ٣: النجم [ إال ويعلم ما يف فام من جبل،فهو يعلم ما يف الرب والبحر Æ Ç È É ËÊ بحر إال ويعلم ما يف قعره ﴿ما من و ،وعره

Ì Í Î Ï Ð Ñ Ò Ó Ô Õ Ö × Ø Ù Ú Û Ü Ý Þ ﴾] ٥٩: األنعام[

عدد و ،رامطوعدد قطرات األ ،راشج يعلم عدد أوراق األ ويعلم كم تتقلب الورقة قبل أن ،رمال القفارعدد و، البحارأمواج

.عىل األرضتقع يطلع ومل،استأثر بعلم املستقبل ال يعلمه إال هو ألواهللا

½ ¾ ¿ À ﴿: قال تعاىل .عليه ملك مقرب أو نبي مرسل Í Ì Ë Ê É ÈÇ Æ Å Ä Ã Â Á

Ú Ù Ø × ÖÕ Ô Ó Ò Ñ Ð ÏÎ ﴾] ٣٤: لقامن[ ،هوال البعث والنشوروأ ،فهو يعلم ميعاد يوم القيامة وأهوالهـ ١

.وما بعده من نعيم اجلنة أو عذاب النار ،وما قبله يف القبور

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٤٤

ـ ويعلم ميعاد املطر ومكانه وعدد قطراته وحجم كل قطرة ٢هل سيكون غيثا أم و، ط كل قطرة، ويعلم نفعه أو أذاهوأين تسق

.سيكون سيال ويعلم رزقه ،هو يعلم ما يف األرحام أهو ذكر أم أنثىو - ٣

،فقري وغني أو ، وطويل أم قصري، وهل هو شقي أو سعيد،وأجله . ورئيس أم مرؤوس، وصحيح أو سقيم، جاهلووعامل أ

وما سيفعلون ،وأسباب الرزق وعاقبته ، ـ ويعلم أرزاق العباد٤ وهل هو ،ومصارفه ويعلم مصادره ،ورضه ويعلم نفعه ،بالرزق

، احلسنات بل ويعلم أرشف األرزاق وهي،من حالل أم حرام وما يستحق عليه من ،فيعلم ما يكسب كل إنسان من خري أو رش

.ثواب أو عقاب ويف أي زمن ؟وكم يكون عمره ؟ويعلم أين يموت املخلوق - ٥ . وعىل حسن أو سوء اخلامتة يموت؟ وعىل أي كيفية يموت؟تيمو لم اهللا كقطرة يف بحار الدنياعكل األزمان يف العباد يف كل لم فع. أل وال علم للعباد إال ما علمهم رهبم. وإراداته، يقتيض أن حيرس العبد خواطرهالعليمواسم اهللا ،

أال يكون فيها و، أال تكون إال يف طاعة اهللا،وحركاته الظاهرة والباطنة . والرس عنده عالنية، فالباطن لديه ظاهر،ما يغضبه سبحانه

فكيف يعرض ،ريه ال يثق بعلم غالعبد جيعل العليمواسمه ن غيب ال يعلمه إال عن العليم ويذهب إىل العرافني يسأهلم ع

. الكاذبنياملشعوذينلضالل اخلائبني الذين يذهبون إىل فيا؟العليم العالم وهو ﴿É Ê Ë Ì Í Î ﴾

.عالم الغيوبوهو م الغيب الشهادةعالوهو ]٣٨: فاطر [

كم أحبك يا ربي ٤٥ العبد وما أظهررسالذي يستوي يف علمه ما أفهو . كون وما مل يكن لو كان كيف يكونيعلم ما كان وما ي ﴿§ ©

ª « ¬ ® ° ± ² ³﴾] ١٩٩-١٩٨: الشعراء[ وأخرب اهللا تعاىل عن املستحيالت لو وقعت كيف سيكون

Y X W V U T S R Q P O N M ﴿ اإلفساد _ ] \ [ Z ﴾] ٤٣ -٤٢: اإلرساء[

السميع وهو ﴿ v u t s ﴾]٣٤ : يوسف[، .سميع الدعاءوهو فال مثيل ، ال كسمع وبرص املخلوقات،فهو يسمع سمعا يليق بجالله

﴾ 1 2 43 5 6 7 ﴿له يف سمعه وبرصه يسمع ويرى دبيب النملة السوداء عىل الصخرة الصامء يف

.امءالليلة الظلويسمع كل دعاته مع اختالف اللغات ، يسمع كل خملوقاته،

.فال يشغله سمع عن سمع ،وتباين احلاجات يف نفس األوقاتوال ، فال ختطئوه اختالف اللغات، يعرف أصوات كل عباده

بل يعطي ، فال يعطي طلب عبد لعبد آخر،خيطئ يف تلبية احلاجات .كل عبد ما سأل

وحيصيه ،املجرمني وما يدبرونه للمسلمنيويسمع نجوى ورس SRQPON ﴿ وجيعل لعذاهبم أجال ال ريب فيه،عليهم

Y X W V UT ﴾] ٨٠: الزخرف[ تعاىل اهللا عام يقولون علوا كبريا ،ويسمع قول من يسبه ويتنقصه

﴿.-,+*)('&%$#"! ﴾

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٤٦

. وسمعه هلم سمع وعيد وهتديد، ]١٨١: آل عمران [ عىل اإلنسان أن ينتبه ملا ينطقهيوجب لسميعاواسم اهللا،

فإنه حماسب عليه كله . فليتكلم بخري أو ليصمت،ملا يف ذلك من تعظيم ؛ الكالم املحرم احللف بغري اهللاومن

. تعظيام ال حيق إال هللا تعاىل املحلوف به ١: النساء [﴾ 6 5 4 3 ﴿ البصير وهو[ فال حيجب ،شياء كلها ظاهرها وباطنهافهو الذي يبرص األ

ويرى ،وهو الذي يبرص ما وراء الستور ،ظاهرها عنه باطنها .مكنون الصدور

ودقائق تفاصيلها،ه األشياءنوهو تعاىل ذو بصرية يدرك ك . فهو يرى مد البعوضة جناحها يف ظلمة الليل. ألبصار فهو سبحانه ال تدركه ا،هو يبرص خلقه وال يبرصونهو

حتى يوم القيامة حني يراه املؤمنون رؤية نعيم يف ،وهو يدرك األبصار فالسامء تراها وال ، فإهنم يرونه لكن ال حييطون به رؤية وعلام،اجلنة

؟بخالقها سبحانهحتيط فكيف ، وهي من خلقه،حتيط هبا أليقتيض من العبد مراقبة اهللا السميع البصير واسم اهللا،

فهو يف مسجد أو عمل أو ، وال يفتقده حيث أمره، هناهفال يراه حيث . بني متخاصمني أو إصالح، أو هني عن منكر،أمر بمعروف

وعقله عنها ، فبدنه عنها نائيا،أما أماكن اللهو واخلنا . وفكره منها خاليا،متجافيا عسى ،ناسيا وعن ذكره ليس ، للقرآن تاليافامزال وأما لسانه

.ذكره يف مأل الساموات العاليةربه أن ي من استحرض نفاذ برص ربه خمرتقا احلجب والظلامت ف

كم أحبك يا ربي ٤٧ظلمة أو سكون عىل معصية أو استحى منه حق احلياء أن يراه يف

يثمر اجتناب املحرمات س ،احلياء منه سبحانه فإن هذا ،جمون .والبدوالقبائح لوقني مل يكد يطلب رؤية املخ،ومن استشعر رؤية اهللا له وسيرتك ، فإنه سيستغني برؤية اجلليل عن رؤية الذليل،لعمله

.وطلب رؤيتهم لطاعتهمراءاة الناس يف عمله الحكيم وهو ﴿ T S R Q ﴾]١٢٩ : البقرة[ الذي له احلكمة البالغة يف اخللق والتدبري وترصيف فهو

. فهو احلكيم يف كل أقواله وأفعاله،األمور وىف ،له اإلتقان الكامل يف رشعه وأمره وهنيهي هو الذ و

.قضائه وقدره فيسلم ، جيعل العبد يثق يف حكمة ربهالحكيمواسم اهللا

يوقن أن اختيار وجيعل العبد،له يف مجيع أوامره ويف قضائه وقدره ألن قضاءه تعاىل ال يصدر إال ؛اهللا له أفضل من اختياره هو لنفسه

.عن حكمته البالغةوهي ،وإرادته تابعة حلكمته سبحانه ،إرادةاهللا تعاىل له و

.وكونية شرعية: نوعان وهي التي أمر هبا عباده، فهي التي أحبهاالشرعيةفأما ،

. ومنها الطاعات وما يرفع الدرجات،وهذه قد تقع وقد ال تقع وهذه البد أن ، وهي التي بمعنى املشيئةالكونيةوأما

ومشيئة العبد تابعة ملشيئة ،بحكمة اهللا البالغة ألهنا مقرتنة ،تقع .ومشيئتهمأفعاهلم وإراداهتم لقخو ، ألن اهللا خلق العباد؛الرب أن تعتقد أنه ما و،الظن باهللا حتسن جيعلك الحكيمواسم اهللا

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٤٨

. وما امتحنك إال ليصفيك، وما ابتالك إال ليعافيك،منعك إال ليعطيك ١٤: امللك [ ﴾ 1 2 0 ﴿ اللطيف وهو[ الذي يتفضل عىل عباده وحيسن إليهم ويعافيهم ويعينهم ويرمحهمفهو. وضامئرهم وهو الذي يدرك أرسار ودقائق خملوقاته

؟ وملاذا عملوا؟ وأين عملوا؟ وكيف عملوا؟ذا عملوا ما،وأفعاهلم الخبير وهو ﴿ Û Ú Ù ﴾] ٣٥: النساء[ فاصيل كل يشءفهو العليم بت. ال خيطئه ما يبدو من ظاهرها ، األمورببواطنوهو العليم. جتعل العبد يثق يف اختيار اهللا اللطيف الخبيرواسم اهللا

فإن اختياره هو لنفسه ناتج عن قلة ،له عن اختياره هو لنفسه . وضعف سمعه وبرصه، أفقهوضيق ، ونقص عقله،خربته عن كامالت من كامالت من صفات اهللا له فناتجاختيار وأما

.اخلالق العليم ع عىل خبايا لطألنه م ، جيعلك ختشاهالخبير اهللاواسم

. وحقيقة خوفك وحبك،نفسك وإخالص عملك فهل ، ويعلم عيوهبا وآفاهتا،فهو الذي يعلم حقيقة نفسك

خلص عملك من شوائب الرياء ورؤية النفس والع ب واملن عىل ج ؟نة متاما أم للنفس فيه هوى وهل كان عىل الس؟وعىل خلقهاهللا

فإن سلم من كل ذلك فيا لتأخره ويا،ه إىل جانب املجتهدينلتلق فهل تنافس به املتنافسني وهل تدرك به ،إىل جانب املرسعني إىل اهللا

؟ وهل يصلح أن تلقى به رب العاملني،منازل املقربني ده فهو يريد بعبا،الظن بهجيعلك حتسن واسم اهللا اخلبري وما ، ويريد أن خيفف عنهم، ويريد أن يتوب عليهم،اليرس

كم أحبك يا ربي ٤٩ .يريد ظلام للعباد

الــواسع وهو﴿qpon ﴾] ١١٥: البقرة[ ]٣٢ : النجم[﴾ v uw x ﴿ واسع المغفرة وهوووسعت رمحته كل يشء ، فهو الذي وسع غناه كل فقري. ه برزقه ونعمته وعفوه ورمحتهالذي وسع خلقوهو. وال حييطون به علام ، هو الذي وسع كل يشء علام. الحفيظ وهو ﴿ gfedcb ﴾] ٥٧: هود[ ٦٤: يوسف [﴾ /0 1 2 3- . ﴿ الحافظ وهو[

. خير الحافظينوهو هو الذي حفظ أولياءه يف الدنيا واآلخرة ونجاهم من كل رشف. هلالذي أوهو .ويرس هلم طاعتهم وعبادهتم ،شدهم أولياءه رم ٥٢: طه [﴾ , + * ( ) ﴿وهو الذي ال ينسى شيئا[ وهو الذي ال يعزب عنه مثقال ذرة يف الساموات وال يف األرض. وهو الذي إذا استودع شيئا حفظه . من مال أو ولدوينميها هل، وهو الذي حيفظ حسنات عباده حتى جيد ،م

. أحد من حفظ اهللا هلا جبل مثل،العبد التمرة يوم القيامة ¹ ﴿الرقيب وهو ¶ µ ]١١٧ : املائدة[﴾³

ال يعزب عنه يشء من أعامل عباده أقواهلم ونياهتمفهو الذي. ١٢٦: النساء [﴾}|{~� ﴿ المحيط وهو[ هو الذي كل يشء يف قبضته و﴿ ¾ ½

¿Ä Ã Â Á À﴾ ] ٦٧: الزمر[ وهو الذي أحاط بكل يشء علام .

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٥٠

المحصى وهو﴿ ¾ ½ ¼ » º¹﴾] ١٢: يس[ فهو الذي أحىص أعامل كل خملوقاته وعباده. وهو الذي أحىص كل يشء عددا .

الجامع وهو ﴿Õ ÔÓÒÑÐÏÎ﴾ .جامع الناسوهو ]٩: آل عمران [

ب عىل الرب املعبودووشتات القل ،فهو الذي جيمع شتات األمور. وهو الذي جيمع الناس ليوم ال ريب فيه .

الشهيد وهو ﴿SRQPO ﴾] ٩: الربوج[ هو أكرب كل يشء شهادةف. ال ختفى عليه منهم خافية، هو الشهيد عىل عباده بأعامهلمو . وهو الذي ال يغيب عنه يشء ،وهو شهيد عىل خلقه يوم القيامة. ٢٣ : احلرش[﴾ © §﴿ المهيمنهو و[

.هو الذي يشهد عيل عباده بأعامهلم وحيفظها هلم ليحاسبهم هبا إن اهللا هو « : >قال رسول اهللا الحكم وهو احلكم وهو ،أحكم الحاكمينوهو ] صحيح البخاري[» .

]٨:التني[ ﴾I H G F﴿ . خير الحاكمينعباده عىل كل يشء وال يذر يشء فهو الذي حياسب كل . حلكمهبقع وال م، هو احلاكم الذي ال راد لقضائه . وينصب ، ويضع املوازين،وهو يوم القيامة حيكم بني عباده

ويوقف الظاملني للسؤال،الرصاط فوق جهنم وال ، ثم النكال،يقبل فداء من الكافر ملئ األرض ذهبا أيرس من يسأل وقد كان ،

ثم هو ، خملصا من قلبهال إله إال اهللا أن يقول يسأل كان ،لكذ

كم أحبك يا ربي ٥١ .يغفر ملن يشاء ويعذب من يشاء بحكمته البالغة

ه فلم خيلقهم غري، وهو الذي له حق الترشيع لعباده بام يريد، ]٥٤ : األعراف[﴾ n o p q فال يملك أن يرشع هلم سواه ﴿

فمهام ، إال إليه جيعل العبد ال يتحاكمالحكمواسم اهللا ومهام وسوس إليه شيطانه رد ،تآمرت عليه نفسه رد األمر إىل ربه

. ومهام اختلف مع أقرانه رد األمر إىل فرقانه،سبحانهإيل اهللا األمر ويف زواجه ، بيعه ورشائهفهو يتحاكم إليه يف قضائه ويف

ه من ال يتحاكم إىل غري ،ويف كل معامالته ،، ويف حياته ومماتهوطالقه .والعقول القارصةربوبني أصحاب األهواء والشهوات املخلوقني امل

فكيف يرتك حكم ويذهب إىل ؟! وكيف يرتك حكم ويذهب إىل ؟! وكيف يرتك حكم ويذهب إىل ؟ بالشهوات! المقسط وهو﴿ x w v u t s ﴾ وهنى عن الظلمبني عبادهالعدل وهو الذي أمر بالقسط ف . العدل وهو ﴿ ~ } | { z ﴾] ١١٥: األنعام[ عدلوقضاؤه ، عدلورشعه ، عدلأحكامهفهو الذي . حرم الظلم وهو الذي . عىل نفسه وجعله بني العباد حمرما جزاء وفاقا ، توعد الظاملني بالعذاب األليممن متام عدله أنهو . الوكيل هوو ﴿ Ø × Ö Õ Ô﴾]١٧٣:آل عمران[

فهو املتكفل بكل شئون عباده. خملص إال كفاه وحفظهبه أو اعتصم إليهوهو الذي ما التجأ .

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٥٢

وأال ، يقتيض أن يتوكل العبد عليهالوكيلاسم اهللا و .يتعلق بغريه

فمن توكل عليه كفاه ،والتوكل عىل اهللا رشط إيامن العبد، ومن توكل عىل غريه آمن بمن توكل ،ن توكل عىل غريه أخزاهوم

.عليه وكفر باهللا

:والتوكل هو كمال التفويض إلى اهللا ختيار اهللا عن االرضا وهو ،وهو الوثوق يف حكمته البالغة،

. فمن اعرتض عىل قدر اهللا مل يكن راضيا به،وهو عدم تسخط قدره ر السعي دقر الفقر بدقوهذا ال ينايف عمل اجلوارح بدفع

.دفع قدر املرض بقدر التداوي وب،للرزق :والتوكل هو اليقين

ما شاء ،أن األمر كله هللا وحدههو اإليامن اجلازم اليقني و . وال مانع ملا أعطى، فال معطي ملا منع،كان وما مل يشأ مل يكن

ب قلوهبمل إن شاء ق،وهو شهود أن نوايص اخللق بيد اهللا . أو أذهب عقوهلم عنك ،عليك

:والتوكل هو حسن الظن باهللا بد أن تظن أنه حيفظك ويعطيك فال. ، فقد أخرب ألفا يدخلون اجلنة بغري حساب وال نيسبع أن من أمته >النبي

. وهم املتوكلون،عذاب صفاته ناتج عن العلم بأسامء اهللا وصدق التوكل: وصفات ،واجلالل اليقني بصفات العظمة فهو ناتج عن

كم أحبك يا ربي ٥٣ ، وصفات بره بعباده ورمحته هبم،، وصفات العلم والسمعالقدرة

وصفات ملكه ،وصفات جوده وواسع عطائه وإكرامه ألوليائهما خلق شيئا عبثا وحكمته البالغة وأنه ،وإحكام ترصفه يف خلقه ،

وأنه صادق ،وسيجازي امليسء بالنار ، املحسن باجلنةيوأنه سيجاز . عباده وقلوهبم يقلبها كيف يشاءنوايص وأنه يملك ،الوعد واملؤمن مع ذلك يبذل جهده يف فعل األسباب النافعة،

. فال يتعلق قلبه هبا، تعاىلتنفع إال بمشيئة اهللا الويعتقد أهنا فرتك األخذ باألسباب ، واالعتقاد يف .، باب األس العبدما كان لصالح دينهو عىل اهللا أعظم التوكلو

وما كان لنرصة ،يامهنم وعلمهمإ وزيادة ،ودين غريه وهدايتهم ، وإلمتام الدعوة إىل اهللا، وإعالء كلمته وظهور اإلسالم،الدين

،ولتحقيق اجلهاد يف سبيل اهللا أمر ما كان يف ما كان يف دخول ، ودخول اجلنة والنجاة من النار

فإنه يعمل لذلك أعامال تليق هبذا ،الفردوس األعىل من اجلنة ثم يتوكل عىل اهللا لتحصيل ذلك املراد من بلوغ أعىل ،املقام

. والقرب من رب األرض والساموات،الدرجات سالحكان فقد ،إل األنبياء التوكل كان سالحو جاءه حني × ، وكان سالح ألقى يف النار حني ×

× ، وسالح حني عاداه قومه × وسالح ،الطوفان ،سجنحني ألقى يف ال × وسالح ،حني بلعه احلوت

وسالح ،حني أدركه جيش فرعون× وسالح <وسالح ، حني وقف الكفار عىل باب الغار

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٥٤

<حني اجتمع عليهم عدوهم. الكفيلوهو ﴿g h i j k﴾] ٩١: النحل[ فيعوله ويرعاه الضعيف والعاجز كاليتيم بأمرالذي يقوم فهو. قوهيم وضعيفهموهو املتكفل بأرزاق عباده وآجاهلم وحساهبم. الكافي وهو ﴿ W V U T ﴾] ٣٦: الزمر[ وجيعله يف غنى عن سؤال ،هائلأن يسد حاجة سهي الكفاية و .فهو الذي يكفي من توكل عليه ،، ويكفيه عدوه وحيميه من رشهغريه الحسيب وهو﴿ ÛÚ ÝÜ Þ ß à ﴾] ٨٦: النساء [

﴿Þ ß à ﴾] سريع الحسابوهو ]٦: النساء . الذي يكفي عباده أمور الدنيا واآلخرة،الكايفهو ف . يفوته حساب يشء الوهو الذي. كان احلساب لسيئات الكفار فإنه يعني عذاهبم﴿وإن q

r s t u v w x ﴾] ٤٠: الكهف[ ورسيع اإلثابة ملن يسارعوا ،سريع الحسابواهللا تعاىل

إال ما كان يف املسارعة ، فاحللم واألناة مطلوب يف كل يشء،إليه فمن يضمن األعامر ،د التعجل إال يف الطاعةم فال حي،اهللا إىل طاعة

من يضمن الصحة ومن يضمن الفراغ ومن يضمن وجود و وربام ، فربام تسبق اآلجال اآلمال، فحذار من التسويف!؟املال

وربام ، وربام يفتقر الغنى، الشابربام يموت و،يمرض الصحيح .يأيت لإلنسان ما يشغله من البالء

وقالت ،﴾~ { | }﴿: × قال موسى ملا نزلت آية احلجاب ،رحم اهللا نساء األنصار« :ل عائشة

كم أحبك يا ربي ٥٥ صالة الفجر ن فاعتجرن هبا وحرض،عمدن إىل مروطهن املرحلة

».الغلس ما يعرفن من ، كأن عىل رؤوسهن الغربان>مع النبي وما ذلك إال ألهنن اتشحن بالسواد وتنقبن به وغطني به رؤوسهن

فلم تعد إحداهن هتتم بأناقتها ومنافستها ، كالغرباننحتى أصبح ولكن كانت مهتهن،هنا يف التزين وإتباع اجلديد واألغىلألقرا

.> عىل طاعة اهللا ورسولهومنافستهن خف يف القيامة حسابه،باس نفسه قبل أن حيحاسبمن ،

وسهل عند السؤال جوابه وحسن ، . ومآبههمنقلب وطالت يف ساحات ، مل حياسب نفسه دامت حرساتهومن

.سيئاتهوإىل اخلزي واملقت قادته ،القيامة وقفاتهمل حياسبوا أنفسهم عىل صغائر ذنوب الصاحلني أن واعلم

.القلوببل حاسبوها عىل دقائق خطرات ،فقطاجلوارح ويقول األعامل الصاحلةيشرتط عىل نفسه أن لعبد وينبغي لوالزمي ،هاييع فربام تكون آخر ليلة لك فال تضاعميل «: لنفسه

انقادي للحق فاملك يا نفس عن اهلدى من مفراالستقامة و . « : ال تنظري إىل حمرم . وال تنظري باالحتقار إىل مسلم، : فقد خلقت ،دعك من الغيبة والكذب والنميمة

. واألمر باملعروف والنهي عن املنكر،ة القرآنللذكر وتالو : واجتنبي ،حقي بالكرامتقليل من الطعام حتى تل

شبهات املكاسب لتجاب لك املطالب . المؤمن وهو ﴿ © ]٢٣: احلرش [﴾ §

،تقى ألن يفهو أهل ،أهل التقوى وأهل المغفرةوهو

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٥٦

. ألن يغفر ملن اتقاهوأهل واهللا تعاىلمن حيب لقاءه ، الطاعات التي يداوم

: إليه أربع كلامت ، املؤمن القوي ،العبد عليها .سبحان اهللا والحمد هللا وال إله إال اهللا واهللا أكبر

وهو تعاىلعن املؤمنني ، هلم اإلسالم دينا . وهو تعاىلالذاكرين يف مأل خري منهم . وهوعىل عباده من ارتكاب الفواحش . واهللاللمسلمني دينهم ، م هل، هلم ،

ال يستطيع أحد أن ، فهو كامل حمفوظ إىل يوم الدين، هلم فيقوم له اجلهابذة بالنفي ،يزيد فيه أو ينقص منه إال باغ زنديق

.وعدم التصديق يدفع العبد إلدراك اإليامن وحالوة اإليامنالمؤمنواسم اهللا . اإليامن هي حالوةو ، هي الرسور و

وما ينتج عن ،والبهجة والفرحة جيدها العبد يف قلبه بعد فعل الطاعةفيجعله ذلك ، واألنس به سبحانهمن اهللا بقربه الشعور من ذلك

. التكاليف وحتمل أعباءاملشاق يف سبيل اهللا ، يستهني بتحمل : شروط ةال تدرك حالوة اإليمان إال بثالثو

.له أحب للعبد مما سوامهاأن يكون اهللا ورسو : أوال . حيب املرء شيئا إال هللاالأ : ثانيا .أن يكره الكفر أشد من كرهه إلقاء نفسه يف النار : ثالثا هو التقوىواإليامن ،

كم أحبك يا ربي ٥٧

والعمل بالتنزيل ،هي اخلوف من اجلليلوالتقوى، .واالستعداد ليوم الرحيل

ترك و ،املعايص التقوى هي االبتعاد عن وطريقة حتصيلفإن ،اإلرساف يف احلالل حتى ال يكسل عن حتصيل الطاعات

٣١: الفرقان [﴾ ¼ ½ ¾ ¿ ﴿ الهادي هوو[ واهللا هيدي كل خملوق ملا البد له منه يف بقائه ووجوده،

.فيهديه ملنافعه الدنيوية من مطعم ومنكح فيوفقهم لطاعته ،للمنافع األخرويةاملؤمنني وهيدي عباده،

.ولكن خيص بدرجات اجلنة أهل حمبته والهداية الشرعية ثالثة أنواع:

.عاده نفع العباد يف دار الدنيا وامل إىل ما في،هداية ) ١ . إىل إتباع الرشادهداية ) ٢ . عىل الطاعة حتى متامها وحتى املامتهداية ) ٣ الهاديوهو هيدي من يشاء ويضل من يشاءلضالم ،

وهو ثبت المؤمنينم وهو ،فهو الذي بيده اهلداية واإلضاللوهو ت القلوبثبم وهو فصل اآلياتم نزل م

نزل م وهو نزل التوراة واإلنجيل وم،الكتاب وهو نزل السكينةم وهو نزل الغيثم وهو القرآن

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٥٨

نزلينخير الم. وهو ،وأرادكلم به حقيقة كام شاء ت،والقرآن كالم اهللا غري خملوق

مة بال وسيكلم املؤمنني يوم القيا،تكليام ×تعاىل قد كلم موسى . وحيل عليهم رضوانه، أهل اجلنةسيكلم وهو تعاىل ،حجاب وال ترمجان

الدالة عىل عظمته وجليل صفاته وآياته اهللاوكلامت هذه الكلامت كثرية ، وعلمه عن خملوقاته،وأوامره إىل خلقه

فلو جعلت كل األشجار أقالم،جدا ملا ، وكل البحار أحبار Ã Ä Å Æ Ç È É Ê ﴿ت اهللاكانت كافية لكتابة كلام

Ë Ì Í Î Ï Ð Ñ Ò Ó Ô ﴾ وهو الذيرسله ، ، عىل بقية ، بعضهم درجات، ، إىل أقوامهم ،عباده

وجعل أفضلهم حممد عليه أفضل ، بعضهم عىل بعض .المالصلوات وأتم الس

ذكره < صدره ، عدوه ، حتى وسيعطيه ، وسامها ، أعىل منزل يف اجلنة ،يرىض الرب منهم والفاجر، الذي حيمده عليه كل اخلالئق ، . لبدء احلساب يوم القيامة وهو قدوهو تعاىل اليهود من فرعونيج ن و، أتباع الرسل ،

هلم البحر، وأغرق عدوهم فرعون ، عليهم املن ، فوقهم جبل الطور ، عليهم الغامم ،والسلوى

بل ، وبعد كل ذلك مل يطيعوا أمره ومل جياهدوا مع رسوله،بعد موهتمالعجل من دون اهللا ، اهللا أنبياء، يهم اهللا عل،

كم أحبك يا ربي ٥٩، من رمحته ، هلم العذاب املهني يوم القيامة . وهو الذي وسطا أمة> أمة حممد ، املؤمنني منهم

، صدورهم ، باهلم ،باهلداية وإجابة دعوهتم ، بني قلوهبم ، وأن ،الشاكرين

،وهبم قل ،باجلنة أجورهم ، سيئاهتم ، حسناهتم ،هلم ، اجلنة عرفها هلم . وهو الذيعىل قلوب الكافرين وسمعهم وأبصارهم ، فأصبح ، عىل قلوهبم ملا اتبعوا أهواءهم وتركوا أوامر رهبم

، هلم جهنم ، عن فعلهمأبعدواهلداية ،العصيان طبعهممنهم يوم القيامة ، األغالل يف أعناقهم ،

عنهم العذاب بل . المعز المذل وهو ﴿ h g f e d c ﴾

]٦٦: عمران آل[ ويذل من يشاء باملعصية،فهو يعز من يشاء بالطاعة . يف وأيدهم بنرصه ، وهو الذي أعز أولياءه يف الدنيا واآلخرة

.يف ميدان اجلدالوباحلجج القوية عىل عدوهم ،الميدان النزوأعد هلم العذاب ،وهو الذي أذل أعداءه يف الدارين

.اآلخرة املهني يف القابض الباسط وهو ﴿ÄÃÂÁ

Å ﴾ ] ٢٤٥: البقرة[ إن« : >قال رسول اهللا هو اهللا اخلالق القابض الباسط

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٦٠

الرازق املس عر ]صححه األلباينرواه أمحد والبيهقي و[» . ويقبض ،الذي يمسك الرزق وغريه عن العباد بحكمتهفهو

.األرواح عند املامت هو الذي يبسط الرزق لعباده ويوسعه عليهم بجوده ورمحتهو. هو الذي يقبض ويبسط أعامل عباده واجتهادهم يف أمر و

.الدنيا واآلخرةويبسط قلوب عباده إليهالذي يقبض هو و.

إن« : >قال رسول اهللا الخافض الرافع وهو اهللا خيفض القسط ويرفعه ]صحيح البخاري[» . الذي خيفض اجلبارين والفراعنة ويضعهم وهيينهمفهو. وهو الذي يرفع أهل اإليامن يف الدنيا واآلخرة . 5 6 7 ﴿راها نرافع السماء بغير عمدوهو

]٢:الرعد[ ﴾ 8 9

الضار النافعوهو ﴿! " # $ % & ]١٠٧: يونس [﴾ 10 / . - , + (* ) '

الذي يوصل النفع أو الرض إىل من يشاء من خلقهفهو. مل ،ومن آمن بأن اهللا هو الذي يملك النفع والرض وحده

فإن هذا ،والرض من دون اهللايذهب إىل ساحر ويعتقد فيه النفع .من الرشك األكرب

ال مانع « : >قال رسول اهللا المعطي المانع وهو

كم أحبك يا ربي ٦١

ملا أعطيت وال معطي ملا منعت ]صحيح مسلم[» . وحيوطهم وينرصهم ،هو الذي يمنع عن أهل طاعته ما يرضهمف. ويعطيه ما يريد،يريدوهو الذي يمنع من يريد من خلقه ما .

أنت « : >قال رسول اهللا المؤخرالمقدم وهو

املقدم وأنت املؤخر ال إله إال أنت ]صحيح البخاري ومسلم[» . خر من يشاء ؤ وي،لطاعةدم من يشاء باقالذي يفهو

.مة البالغة سبحانه له احلك،ويضع األشياء يف موضعها ،باملعصية

اآلخر و األول وهو ﴿ È Ç Æ ﴾] ٣: احلديد[ ليس بعده يشءاآلخر الذي و ،الذي ليس قبله يشء األولهوف. وابتداؤه كل يشء،ه هو سبقه لكل يشءفأوليته سبحان .

: ومن آثار اإليمان باسمه األول فضله وإحسانه عليك سبق كل أن تشاهد بقلبك أن

. بل هو الذي جاد عليك باألسباب، لذلك منكاجلالبة األسباب فهو تعاىل الذي خلقك ،ومن أولية اهللا أولية إنعام اهللا عليك

ك يف أذنك يألبوين مسلمني فكان أول ما تسمع يف الدنيا تشهد أب) شهد أن محمدا رسول اهللا أ إله إال اهللا ون الأشهد أ (

وأنه مل خيلقك ،ظيمةفتأمل أن اهللا بدأ لك حياتك هبذه النعمة الع وبالصلبان ، إىل الكنيسة ليعمدانكك ذهبا ب،ألبوين كافرين

، وللشهوات يقدمانك،كحريان ثم يرتكوا عقلك يف ،يكفرانك

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٦٢

وأين ؟ فأين املفر من كل تلك األغالل،وبالشبهات يضالنك حتى تصل ى فكم من اجلهد ستتعن؟تلك اآلصاراهلرب من كل

.العبادة هللا ودخول اجلنة من إخالص ؟إىل ما تتمنى جهة قلبك ه و ج من الذي يرس لك أعامل املؤمنني وو

،للتوبة ثم قبلها العبد وفق فهو الذي ؟إليه دون ما سواه وهو الذي وفقه ،وفقه للعمل الصالح ثم أثابهوهو الذي

.للدعاء ثم أجابه من أنه وال وشهود أولية اهللا ال جتعلك تشاهد عملك

ويرسه لك ،ابتدأه فيك بالنيةبل إن اهللا تعاىل هو الذي ، كسبك نيتك قلفهو الذي خ ، فجعلك تفعلهقلوأمته لك باخل ،باملشيئة

. وهو الذي جاد عليك بأسباب ذلك كله،وفعلكوعزيمتك اهللا إىل ذلك جيعلك ال تطالع إال فضله يف سبقفشهود

بل ترى ،هوجيعلك ال ترى عملك أنك عملت ،عليككل ذلك .خلقه فيكأن اهللا ؟ بعمله وهو ال يرى أنه فاعله أصالالعبد يعجب فكيف! ؟أو تتوكل عىل سواه! ؟ ذلك إىل غريهبعد تلتفتفهل!

!؟رضاه غري ستؤثرأو هل قبل أن نسألك فال حترمنا اجلنة اإلسالم رزقتنا فكاماللھم

.ونحن نسألك فهي مل ،سامئه وصفاتهشهود أولية أ أوليته شهودومن

، بل هي أزلية كذاته بال ابتداء،حتدث بعد أن مل تكن موجودة فهو ، بال انتهاء باق، أول بال ابتداءأل فهو ، انتهاءأبدية بال

وقبل أن خيلق ، أن خيلق احلياة واملوتقبل املميت يحيامل .خملوقاته وحييهم ثم يميتهم

كم أحبك يا ربي ٦٣ :آثار اإليمان باسمه اآلخرمن و تشاهد بقلبك آخريته تعاىل ودوامه وبقاءه بعد كل يشءأن ،

فكل من تقصده دونه ، وهناية مطلوبك وقصدكغايتكجعله فت .يريد وال يبقى إال الفعال ملا،سيفنى ويبيد الباطنو الظاهر وهو ﴿ÊÉÈÇÆ﴾

]٣: احلديد [ فهو مستو عىل عرشه فوق ،الذي ليس فوقه يشءفهو

فليس أقرب إىل ، الذي ليس دونه يشءووه ،سامواته وأرضه .عباده أحد منه

كعلمه بظاهرها، وهو الذي علمه بخفايا األمور وبواطنها . من استظهره عىل عدوه نرصهالذيوهو . فهو الذي عرف بأفعاله ، ال خفاء فيهألوهو الذي ظهوره

.الدالة عىل خالقها سبحانه وأرضه سامواتهمن خلق

:يمان باسمه الظاهر ومن آثار اإل أن تشاهد بقلبك علوه املطلق فوق كل يشء عىل فهو مستو،

،وعلو التدبري ،وعلو القهر، فله علو الفوقية، بائن من خلقه،عرشه .فله العلو كله ،وعلو الذات ،وعلو الشأن ،األمروعلو

ومن آثار اإليمان باسمه الباطن وظهور البواطن لديه ،أن تشاهد بقلبك إحاطته بكل يشء،

والباطن عنده ، فالبعيد عنده قريب،وانكشاف الرسائر بني يديه وال ، ال حيجب عنه أي ظاهر باطنه، والرس عنده عالنية،ظاهر

.الباطن ظاهره

أسماء اهللا الحسنى وصفاته العليا ٦٤

فاملخلوق حيجبه الظاهر واجلدار عمن خلفه ليس واهللا تعاىل ، ]١٦: ق [﴾/ . - , + *﴿ ،دونه يشء أقرب منه إىل خلقه

وأن ،فإهنا عنده عالنية ؛فوجب عليك أن تطهر رسيرتك .فإنه عنده شهادة ؛تصلح له غيب ضمريك

:قال ابن القيم يف نونيته عن من عرف ربه بأسامئه و صفاته :معرفة اهللا تؤدي حلبه

فيه وال جتعل ألحد هذا واجعله خالصا لوجهك الكريم يتقبل عملللهم ا .نصيب

وعلي آله وصحبه وسلم >وصلى ا على نبينا حممد العاملنيربوآخر دعوانا أن احلمد .

مت حبمد ا