ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ ·...

179
ﻛﺘﺎﺏ: ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﳋﺮﺍﺝ ﺍﳌﺆﻟﻒ: ﺟﻌﻔﺮﻱ ﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﺔ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﷲ ﺑﺴﻢ ﻣﻦ ﻧﺬﻛﺮ ﺑﺄﻥ ﻭﻋﺪﻧﺎ ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﳌﻨﺎﺯﻝ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﳌﻨﺰﻟﺔ ﺫﻛﺮﻩ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﳌﺎ ﺣﺎﻓﻈﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺃﺑﻮ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ ﻓﺮﻏﻨﺎ ﺇﺫ ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﺍﳋﺮﺍﺝ ﺩﻳﻮﺍﱐ ﺃﻣﺮ ﻛﻼﻣﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺪﻭﺍﻭﻳﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻧﲔ ﻫﺬﻳﻦ ﺃﻣﺮ ﺇﱃ ﳛﺘﺎﺝ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﻛﻞ ﲣﺺ ﺧﻮﺍﺹ ﺇﻻ ﺃﻋﻤﺎﳍﻤﺎ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻧﲔ ﻳﺄﰐ ﻛﻠﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﲨﻴﻊ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺗﺪﺭﺑﻪ ﻛﺎﻥ ﻭﺇﻥ ﺍﳋﻮﺍﺹ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺑﻪ ﳝﺮ ﳑﺎ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺌﻼ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﻏﲑﳘ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻪ ﺗﺬﻟﻞ ﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎﳘﺎ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻧﲔ ﺗﺄﻣﻞ ﺇﺫﺍ ﺳﻮﺍﳘﺎ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﺮﻭﻣﻪ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﺜﺒﺖ ﻭﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﳛﺘﺎﺝ ﻣﺎ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﳉﻴﺶ ﺑﺪﻳﻮﺍﻥ ﻭﻟﻨﺒﺘﺪﺉ ﺑﻪ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﲟﺎ ﻧﻔﻲ ﺣﲔ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺣﺴﻨﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﳉﻴﺶ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﲰﺎﺋ ﻭﺗﺒﲔ ﳎﺎﻟﺴﻪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻣﻦ ﺑﻪ ﻧﺒﺘﺪﺉ ﺃﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﺎ ﺃﻭﻝ ﻗﺪﺍﻣﺔ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺗﺘﻠﻮ ﻭﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻬﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﳘﺎ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻧﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﳎﺎﻟﺲ ﻋﻠﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻗﺴﻤﺔ ﺃﻥ ﻓﻨﻘﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﱵ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝﻤﺎ ﺩﻭﻤﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﳜﺘﺺ ﻣﺎ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎﺎﻟ ﻫﺬﻩ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻣﻦ ﺷﺮﺣﻨﺎ ﻭﻗﺪ ﻭﺍﻻﺳﻜﺪﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﺍﻹﻧﺸﺎﺀﺎﻟﺲ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻣﺎ ﻓﺄﻣﺎ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﺍﳋﺮﺍﺝ ﺑﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﳉﻴﺶ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﻭﺻﻔﻨﺎﻩ ﳌﺎ ﺑﺎﳌﻘﺎﺭﺑﺔ ﺇﻻ ﺫﻛﺮﻩ ﺗﻘﺪﻡ ﳑﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺸﺎﻛﻞ ﳑﺎ ﺑﻪ ﳜﺘﺺ ﻣﺎ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺃﻣﺮ ﳚﺮﻱ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﳎﻠﺲ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﳎﻠﺲ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﳎﻠﺴﺎﻥ ﻓﻬﻤﺎ ﺍﳋﺮﺍﺝ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﻭﺍﻻﺳ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﺕ ﺃﻣﺮ ﻓﻬﻮ ﺭﺳﻮﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻬﻮﺭﻫﻢ ﺃﻳﺎﻣﻬﻢ ﻭﺳﻴﺎﻗﺔ ﺃﻋﻄﻴﺎ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺘﻘﺒﺎﻻﺕ ﻟﻮﺟﻮﻫﻬﺎ ﺗﻨﻔﺪ ﺍﻟﱵ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻭﲡﺮﻳﺪ ﻭﺟﻮ ﻭﻗﺖ ﺍﻷﺭﺯﺍﻕ ﻣﻦ ﳍﻢ ﺇﻃﻼﻗﻪ ﺇﱃ ﳛﺘﺎﺝ ﳌﺎ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﻋﻤﻞ ﺑﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻭﳎﻠﺲ ﻭﺟﺎﻧﺴﻬﺎ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺷﺎﻛﻞ ﻭﻣﺎ ﺟﺮﺍﻳﺎ ﻭﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﳌﻨﻔﻘﲔ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﻳﻜﻮ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﳋﺮﺍﺝ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﳊﺴﺎﺏ ﳎﻠﺲ ﺍﳉﻴﺶ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﻭﳎﺮﺍﻩ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺜﻠﻪ ﻋﻦ ﻳﻐﲏ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺍﻷﻃﻤﺎﻉ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺭﺳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﺍﺝ ﺑﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﳉﻴﺶ ﳎﻠﺲ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻭﻗﺪ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻫﺬﺍ ﻟﻠﱵ ﻛﺎﳌﻘﺪﻣﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻛﻞ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﺇﳕﺎ ﻛﻨﺎ ﺇﺫ ﺍﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﳎﻠﺲ ﳚﺮﻱ ﻣﺎ ﻓﺄﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺩﻓﻮﻉ ﻣﻦ ﻳﺮﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﺎﳋﻼﺋﻖ ﻭﺍﳋﺮﺍﺝ ﻭﺍﻷﻃﻤﺎﻉ ﺍﻷﺭﺯﺍﻕ ﻭﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﻭﺗﺼﻔﺢ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻬﻮ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻣﻦ ﻭﻳﺮﺩ ﻭﻳﺼﺪﺭ ﺍﳌﻨﻔﻘﲔ ﻣﺎ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﳋﺮﺍﺝ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﳎﻠﺲ ﳎﺮﻯ ﺍﳉﻴﺶ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﻠﺲ ﻫﺬﺍ ﳚﺮﻱ ﻣﻦ ﺮﻱ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﺴﻮﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺇﱃ ﺍﳉﻴﺶ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﳎﺎﻟﺲ ﻣﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﳎﻠﺲ ﻛﻞ ﻭﻳﻨﻘﺴﻢ ﺍﳋﺮﺍﺝ ﺑﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﳉﻴﺶ ﳎﻠﺲ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﳌﺎ ﺣﺎﻓﻈﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﻮﺙ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﻭﻣﺎ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﺴﻮﺏ

Upload: others

Post on 23-Aug-2020

12 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

بة:كتاب لكتا وصناعة ا اخلراج بن جعفري:املؤلف قدامة

بسم اهللا الرمحن الرحيم قال أبو الفرج من كان حافظا ملا قدمنا ذكره يف املنزلة األوىل من ترتيب املنازل علم أنا وعدنا بأن نذكر من

أمر هذين الديوانني سائر الدواوين بعد كالمنا يف أمر ديواين اخلراج والضياع وأنا إذ فرغنا من الكالم يفومجيع األعمال فيهما وذلك كله يأيت يف الديوانني وسائر أعماهلما إال خواص ختص كل ديوان حيتاج إىل

علمها والوقوف عليها لئال يكون الداخل غريبا مما مير به من هذه اخلواص وإن كان تدربه يف أعمال ا ويثبت عليه ما يرومه من ذلك يف سوامها إذا تأمل الديوانني اللذين ذكرنامها قد تذلل له العمل يف غريمه

األمر حسنا فيه فيكون حني نفي مبا قدمنا الوعد به ولنبتدئ بديوان اجليش وذكر ما حيتاج إليه وأحواله الباب األول يف ذكر ديوان اجليش

ها ومعانيها مث تتلو ذلك قال قدامة أول ما ينبغي أن نبتدئ به من أمر هذا الديوان يف ذكر جمالسه وتبني أمسائباألعمال اليت يدعو فيه إليها فنقول أن قسمة هذا الديوان يكون على جمالس منها الديوانان اللذان ذكرنامها

فيها ومنها ما خيتص باسم هبما دوهنما س فأما ما يشارك فيه ما تقدم من اجملالس واإلنشاء والتحرير واالسكدار وقد شرحنا من أحوال هذه اجملال

بديوان اخلراج ما فيه كفاية وأما ما خيتص به مما ال يشاكل شيئا مما تقدم ذكره إال باملقاربة ملا وصفناه من حال بعض أعمال اجليش يف ديوان اخلراج فهما جملسان يسمى أحدمها جملس التقرير واآلخر جملس املقابلة والذي جيري يف أمر التقرير

تقباالت و أوقات أعطياهتم وسياقة أيامهم وشهورهم على رسومها فهو أمر استحقاقات الرجال واالسوعمل التقدير ملا حيتاج إىل إطالقه هلم من األرزاق يف وقت وجوهبا وجتريد النفقات اليت تنفد لوجوهها والنظر يف موافقات املنفقني وإخراج جراياهتم وما شاكل هذه األشياء وجانسها وجملس التقرير بديوان

ن إليه الرجوع يف أكثر أعماله وجمراه يف ديوان اجليش جملس احلساب من ديوان اخلراج اجليش يكووقد ذكرنا جملس اجليش بديوان اخلراج من رسوم الرجال يف األطماع والشهور ما فيه كفاية يغين عن مثله

يف هذا الوضع بعدها فأما ما جيري يف جملس املقابلة إذ كنا إمنا جعلنا هذا الكتاب منازل تكون كل منزلة منها كاملقدمة لليت

فهو النظر يف اجلرائد وتصفح األمساء ومنازل األرزاق واألطماع واخلراج باخلالئق فيما يرد من دفوع املنفقني ويصدر ويرد من الكتب ومنهم

ري من جيري هذا اجمللس يف ديوان اجليش جمرى جملس التفصيل من ديوان اخلراج الذي ذكرنا أحوال ما جي فيه من األعمال

وينقسم كل جملس منها من جمالس ديوان اجليش إىل العساكر مثل العسكر املنسوب إىل اخلاصة والعسكر املنسوب إىل اخلدمة وما يف النواحي من البعوث ومن كان حافظا ملا ذكرناه يف جملس اجليش بديوان اخلراج

Page 2: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

هناك ما إذا جرى األمر حبسبه كان فيه بالغ وكفاية أطرد له العمل يف اجليش على تلك السياقة فقد رمسنا بل يبقى مما مل نذكر يف ذلك املوضع لعملنا على ذكره يف موضعه من ديوان اجليش حلى الرجال وشيات اخليل والبغال فيمكن اآلن حيث نأخذ يف تعريف ما يستعمله الكتاب من وصف احللى وشيات الدواب

ن كان بعض ذلك ال يوافق ما عليه جمرى اللغة فإنا لو ذهبنا إىل تغيري ما على ما جرت به عادهتم وألفوه وإال جيوز يف لغة العرب مما قد ألف الكتاب استعماله لتعدينا ما يعرفونه ويعملون عليه وجئنا مبا يشكره

أكثرهم وخيالف ما جرت به عادهتم وليس كل ما يستعمله الكتاب خارجا عن مذهب اللغة لكن القليل منه وسيذكر يف موضعه إن شاء اهللا

أما حلي الرجال فأهنم تعودا أن يبتدئوا يف حلية كل رجل بان يذكروا سنه فيقولون أما صيب وأما حني يقل وجهه وحني يظهر شاربه أو شاب أو جمتمع للكهل وليس يكادون يستعملون دون الشيخ يف احللى وليس

ولغتها مث يتبعون ذكر السن باللون فيقولون يف كل أبيض من هذه الصفات ما جيرى على غري عادت العرب أمسر تعلوه محرة إال األسود فأهنم يقولون أسود وحيذفون تعلوه محرة وهذا أيضا جار على مذهب كالم

العرب فإن من عادة العرب أن يقولوا مل يبق منهم أمحر وال أسود وال يقولون أبيض وال أسود كما يقولون مدر وال وبر وال يقولون شعر مث يتبعون ذكر اللون نعوت الوجه فيقولون واسع اجلبهة أو مل يبق منهم بيت

ضيق اجلبهة فإن كان هبا غضون قيل وهبا غضون وإن كان هبا نزع أو جلح ذكر فقيل أنزع وأجلح وينعت احلاجبان فيقول مقرون

احلاجبني قيل أبلج احلاجبني وإن وإن كان بين القرن وإن كان ذلك خفيا قيل مقرون خفي وإن كان أبلج كان بينهما من الغضون كاخلط قيل خط مث يقال يف العني إذا كانت واسعة قيل واسع العينني أو صغريمها

صغري العينني وإن كان هبما شهل أو زرق قيل أشهل أو أزرق وإذا كان هبما جحوظ أو غور قيل جاحظهما أو أخفش أو أفطس وينعت بأحواله فيقال منتشر املنخرين إن أو غائرمها مث يقال يف األنف طويل أو قصري

كانا كذلك أو يقال وارد األرنبة وورود األرنبة هو أن يكون املنحازة على مجلة األنف لغلظ فيها مث ينعت الوجنتان تنوء إن كان فيهما فيقال ناتئ الوجنتني أو يقال سهل اخلدين أو مضموم اخلدين مث يقال يف

ن كانتا غليظتني قيل غليظ الشفتني وإن كان يف العليا شق بالطول قيل أعلم مث يقال يف األسنان الشفتني إإن كانت فلجا قيل أفلج وإن كانت طواال جدا قيل أشغى وإن كانت صغارا متحاتة قيل أكس وإن كانت

متراكبة قيل متراكب األسنان وإن كان منها شيء مقلوع قيل مقلوع كذا فإن كان من العليا قيل أما الثنية أو الرباعية أو الناب العليا وإن كانت من السفلى قيل وذكر املقلوع

السفلى وإن كانت كلها مقلعة قيل أقضم مث يقال يف اللحية والسبال إن كانا صهباوين وقيل أصهب هر قيل اللحية وإن كان مثقوب األذن أو األذنني ذكر ذلك فقيل مثقوب األذنني وإن كان به جدري ظا

جمدور وإن كان قليال قيل يف وجهه نبذ جدري مث يؤخذ يف األعمدة فإن كانت العني ذاهبة قيل أعور العني اليمىن أو اليسرى وإن كانت األذن مقطوعة قيل مصلوم األذن إما اليمىن أو اليسرى وإن كانت كالمها

بالوجه أو بصفحة األنف وحيدد ذلك مقطوعتني قيل مصلوم األذنني ومن األعمدة اخليالن فيذكر منها ما بوضعه وبلونه فيقال أخضر وأمحر وإن كان ذلك بالذراع قيل بباطن ذراعه أو ظاهر ذراعه وإن كان ذا

Page 3: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

زيادة يف أصابعه حلي ذلك وذكرت الزيادة وإن كان به وشم قيل به وشم ويذكر موضعه فيقال بباطن أمحر وإن كانت كتابته تقرأ ذكرت ومل حيل ما تدل ذراعه أو بظاهره ويذكر لون الوشم فيقال أخضر أو

عليه القراءة منها وكلما كثرت األعمدة وهي العالمات القوية املشهورة اليت ال تكاد توجد يف كل أحد كان ذلك أثبت للحيلة وأجدر أن ال يدخل على احمللى هبا بديل غريه

فيقال فرس إن كان من اخليل أو شهري إن كان فأما شيات الدواب فإن أول ما يبتدأ به ذكر نوع الدابة شهريا أو برذونا أو أنثى منها فيقال مجر وإن كان بغال ذكرا قيل بغل وإن كانت بغلة ذكرت

مث تذكر اللون فيقال كميت أو أشقر أو أدهم أو أشهب أو أصفر أو ورد أو رضايب أو أبرش أو أبلق يت يكون منه األحوى وهو ذهاب من لونه حنو السواد وأمحر ولكثري من األلوان أحناء ينصرف إليها فالكم

وخلوقي واألشقر يكون أصدى وهو ذهاب من لونه حنو احلوى واألشهب يكون قرطاسيا ويكون مغلسا ويكون أصم بسواد أو مكان السواد محرة وليس يقال يف اللغة ملا كان حبمرة أحم إال أن كتاب اجليش

ون بسواد ويكون بكمته أو بشقرة فإذا كان بسواد قيل أدهم أبلق أو بكمتة يقولون أحم حبمرة واألبلق يكقيل كميت أبلق أو بشقرة قيل أشقر أبلق وهذه هي ألوان الدواب اليت تأيت يف األكثر منهما اللهم إال يف الشذوذ فإن منها األخضر والسمند وهو األصفر األسود العرف والذنب ومنها األخضر ومنها األصحم

صفرة تذهب حنو البياض تسمى خزنج واألدغم وهو لون من اخلضرة والسواد ومنها الزرزوري وهو وهي قريب من األشهب األحم

بسواد إال أن احلمة إمنا هي آثار سواد كاملبانية حبملة السواد وشعر الزرزوري مشتبك خمتلط كأنه شعرة والذنب فإذا أتى لون من هذه األلوان بيضاء وشعرة سوداء وأما األصفر فهو األصفر األبيض العرف

املفردات ذكر وإن كان مما يتبعه فهو ينصرف إليه ذكر ذلك فقيل مثال يف الكميت كميت أحوى أو أمحر أو خلوقي واألصدى أشقر أصدى وكذلك يف سائر األلوان ويف اإلناث يقال حجر دمهاء أو شقراء أو غري

يقال األنثى منه كمتاء ألن العرب ال تقول فعالء لألنثى إال ملا كان ذلك من األلوان إال يف الكميت فإنه ال الذكر أفعل وإذا كان ال يقال أكمت للذكر ال يقال لألنثى كمتاء وقد أنكر قول امرئ القيس

ألنه ال يقال أهطل إال أن عادة الكتاب قد استمرت على أن جييزوا ذلك ** ) دمية هطالء فيها وطف ( نثى كمتاء وينبغي أن يستعمل ما يستعملون وأال فاحلق أن يقال حجر كميت مث يتبع اللون فيقولون يف األ

بذكر األوضاح فيبتدأ بذكر الغرة فيقال أعز وللغرة أشكال تنعت هبا منها أن تكون متصلة باجلحلفة فيقال مشراخ ومنها أن أغر سائل وان تكون منقطعة فيقال أغر منقطع ومنها أن تكون مائلة االتصال فيقال أغر

تكون آخذة على جانب الوجه البسة إلحدى العينني فيقال لطليم ومنها أن تكون مغشية للعينني كلتيهما فيقال أغشى ومنها أن تكون الغرة عريضة فيقال أغر شادخ ومنها أن تكون ملعة يف اجلبهة فقط فيقال أقرح

قيل املظ مث يؤخذ يف األوضاح يف سائر اجلسد فإن كان يف اجلحفلة بياض قيل أرمث وإن كان على السفلى فإن كان يف األربع القوائم بياض قيل حمجل أربع وإن كان

البياض عاليا على الركبتني والعرقوبني قيل حمجل جمبب وإن حلق بالبطن حىت خيالطها قيل أنبط وإن كان ون غري جائز االكاليل التحجيل إىل أنصاف األوظفة قيل حمجل وبتوقيف وإن نقص عن ذلك حىت يك

Page 4: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

واالشاعر قيل منعل وإن خلت قائمة بأن يكون فيها بياض قيل مطلق تلك القائمة أما إحدى اليدين أو إحدى الرجلني اليمىن أو اليسرى وإن كانت إحدى اليدين والرجل املخالفة هلا حمجلني قيل حمجل شكال

الشهارى والرباذين سواء وكذلك البغال وإن كان يف الذنب بياض قيل أشعل الذنب وهذا يف اخليل وتوصف بقريب من هذا إال انه رمبا كان يف ألوان البغال ما ليس يسمى به اخليل والشهارى من ذلك الديزج وهو األخضر املائل إىل الدمهة ومنه األدغم وليس يكاد كتاب اجليش يذكرون هذا اللون فريكبون له قوال

به األخضر وإذا كان يف وجه البغل أو البغلة بياض مغش له مالبس يدل عليه وهو أن يقولوا كميت يشللون غري منفصل عنه كانفصال الغرة أو القرحة قيل بغل أقمر وبغلة قمراء وإذا كانت يف الدابة مسة قيل

مبوضع كذا مسة فإن كانت كتابتها مقروءة قيل تقرأ كذا وتذكر ما تدل عليه الكتابة لى ما يوجد األمر عليه من مجيع ذلك وإن مل يكن بالدابة مسة أصال قيل غفل وإن كانت عالمة وكتبا ح

ويقال ذلك يف الذكر واألنثى بلفظ واحد ولكتاب اجليش أحكام جتري على ظلم وألفاظ يقع فيها اللبس على ما مل يعتدها وال بأس بأن نذكر من ذلك ما يعلمه املبتدئ بالعمل يف اجليش لتكون معرفته عنده

ما األحكام الظلمية فمثل التقريب الذي هو كالشيء الثابت الواجب وذلك أن من ظلم من الرجال فأعندهم حىت يؤخروا عطاؤه عن وقت استحقاقه فقد صار ما استحقه ناتيا سبيله التوفري وكلما تقادم من

ظر يف أمر زمان الفائت يوجب تقدمي إطالق ما أخر منه يؤكد عندهم بطوله ووجب سقوطه وسنذكر الناجليش وكيف ينبغي أن تدبر أمورهم وما يف تأخر أعطياهتم عنهم من الضرر العائد على امللك يف موضعه

من املنزلة الثامنة املخصوصة بالسياسة إنشاء اهللا ومن أحكام كتاب اجليش اجلارية على غري سبيل العدل أنه ال جيوز عندهم أن يزاد واحد من الرجال أكثر

قه والذي يكون له يف وقت زيادته حىت كأنه ممتنع أن يكون رزقه يف غاية النقصان عن استحقاقه من مبلغ رزويبلى بالء حسنا فريى اإلمام أن يضاعف رزقه أضعافا كثرية فضال عن مرة واحدة وهذا أيضا حكم فاسد

ان ال شيء هو أقل على غري العدل فإن نوظروا يف ذلك لزمهم على املذهب فيمن ال رزق له أال يثبت إذ كمن ال شيء ومما يقارب الظلم وفيه استظهار على الرجال مما ال يزال كتاب اجليش يلزمونه بأن يكون ما

يدفع إىل الرجل من استحقاقه إياه يف أيام شهر مثله يليه حىت يكون للرجل أبدا استحقاق شهر واقفا ته أن يكون االستقبال به الشهر الذي فيه إعطاء ومما جيري هذا اجملرى أيضا قوهلم فيمن نقل عن امسه وثب

نظرائه وهذا غري مضبوط ألنه قد جيوز أن يصل الرجل إىل املوضع الذي سبيله أن يقبض فيه رزقه بعد قبض نظرائه بيوم فيحتاج إىل أن ينتظر حىت يقبضوا مرة أخرى مث

بضهم بعد مدة منه فيكون خالف حال يستقبل به حينئذ اإلعطاء أو يصل مثال يف اليوم الذي يكون فيه قاألول وهذا خمالف للعدل ألن سبيل السنن واألحكام العادلة أن يكون األمر يف مجيعها واحدا حمصال غري مفوض إىل البحث واإلنفاق وما جيوز معه أن حتسن حال واحد وتسوء حال آخر وأما ما يستعملونه من

لعمل يف اجليش من الكتاب أن يألفها فمثال أن يقولوا يف سقط من األلفاظ اليت خيتصون هبا وحيتاج من أراد اسقط من اجلند أهنم سقطوا على الشهر الفالين وليس يف الشهور على وال جيب منعهم ما يريدونه من ذلك بنفس اللفظ وينبغي أن تفهم من قوهلم يف مثل هذا املوضع قبل وأما أحكامهم اجلارية على الصواب فمنها

Page 5: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ن عليه فيما يسمونه الشهور الكوامل وذلك أن يكون يف تقدير أن عملوه عليه ألموال اجليوش ما يعملواستحقاقات تتواىف إىل آخر سنة من السنني كما يكون آخر الشهر من شهور اجليش واقفا منه قبل أن

كان الشهر كله جيدونه فيما يدخلونه تقدير مال تلك السنة وما يتجاوزها ولو بيوم مثال خيرجونه منها وإنإال ذلك اليوم واقعا فيها ألن االستحقاقات إمنا يكون بعد مضي مجيع أيام الشهر وإذا بقي بعضها مل يكن

الشهر حينئذ مستحقا ومنها أن االقتران كان كذلك يف أرزاق اجلليني األحرار الذي طمعهم يف مائة واثنني عينية الذين قبضهم يف وعشرين يوما وقبضهم يف السنة ثالثة أطماع أو التس

السنة أربعة أطماع واملختارين على اثنني وسبعني يوما الذين قبضهم يف السنة مخسة أطماع أو أصحاب املشاهرة على ثالثة وثالثني يوما الذين قبضهم يف السنة أحد عشر شهرا أو أصحاب النوائب الذين قبضهم

هم يف السنة اثين مال طمعني أجروهم على ذلك من يف السنة اثين عشرة نوبة والصنف الرابع الذين قبضحذف الكسر والعمل يف استحقاقاهتم على الشهور الكوامل فإن كان هذا يف األحرار الذين طمعهم يف مائة ومخسة أيام مل جيروهم على ذلك وحسبوا هلم كسر الشهر وما السنة وهو الثالثة والسبع شهر إذا كان ما

السنة اخلراجية إذا أجروا على غري الشهور الكوامل لثالثة أشهر ويتلو سبع يستحقه أهل هذا الصنف يفشهر فاحلكم يف أمرهم خيالف احلكم يف أمر غريهم ومثل هذا من أحكامهم كثري إال أن يأمر يف هذا الديوان

ذكر ديوان كاف يف االطالع على وجه العمل فيه إذا اتفق العمل يف ديواين اخلراج والضياع الباب الثاين يف النفقات

قال قدامة هذا الديوان تقسم جمالسه على حسب ما جيري فيه من األعمال فمن ذلك اجلاري وله جملس مفرد يسمى جملس اجلاري ويفرد العمل مما يعمل يف ديوان اجليش

ياقة وقت وجملسه يف ديوان اخلراج إذ كان الذي حيتاج إليه من ذلك إمنا هو اجلرائد تصنف من املرتزقة وساالستحقاقات وما جرى هذا اجملري إال أن شهور اإلعطاء ليست جتري على الرسوم اليت جيري أمر اجليش

عليها بل يكون يف األكثر على الشهر املنسوب إىل احلشم الذي أيامه مخسة وأربعون يوما ورمبا كانت يوان النفقات أكثر من ذلك إمنا هو مخسني يوما ورمبا كانت ثالثني يوما إال أن املعمول من اجلاري يف د

مخسة وأربعون يوما ومن ذلك اإلنزال وهلا جملس ينسب إليها فيقال جملس اإلنزال والذي جيري فيه هو كلما يقام من اإلنزال ويف هذا اجمللس حياسب التجار الذين يقيمون الوظائف من اخلبز واللحم واحليوان

ت وغري ذلك من سائر صنوف اإلقامات وال تزال تسميته مببالغها واحللوى والثلج والفاكهة واحلطب والزيجيري على رسوم قدمية ال يستغين الكاتب عن عملها وهي ما ينسب من اخلبز إىل الوظيفة فإن ذلك إن كان

من السيذ رأس فالوظيفة أربعة أرطال بالرطل البغدادي وإن كان من احلوارى واخلشكار فثالثة أرطال وهلم يف تثمني المن أصناف احليوان واجلام من احللوى رسوم ختتلف على حسب مراتب من يقام له ذلك من اخلصوص

والعموم والرفعة واالحنطاط ويكون حماسبة من يريد خيتلف نزله على حسب ذلك ومن ذلك الكراع وله اخليل جملس منسوب إليه يعرف مبجلس الكراع جيري فيه أمر علوفة الكراع وغريه من الظهر مثل

الشهارى والرباذين والبغال واحلمري واإلبل وغريه مما يعتلف من الوحش والطري وجيري فيه أمر كسوة

Page 6: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

الكراع وأمر سياسته وعالجه ومصلحته وأرزاق القوام والراضة وكذلك أمر املروج احملشرة وحماسبة ضياع السلطانية وما جانس ذلك العالفني على االتبان ومجيع العلوفات املقامة وما حيمل إليهم من غالت ال

وشاكله ومن ذلك البناء واملرمة فإن هلذه النفقات جملسا يصغر ويكرب على حسب آراء اخللفاء يف اإلغراق يف البناء واالكتفاء بتيسريه وجيري فيه من حماسبة القوام والذراع واملهندسني أمور ليست باهلينة وحياسب

سفيذاج وأصحاب الساج فيه باعة اجلص واألجر والنورة واالومن يشقه وغريهم من النجارين واملزوقني واملذهبني وسائر الصناع حماسبات فيها ملن أراد استقصاءها مشقة وحيتاج فيها أن يكون مع الكاتب احملاسب هلم مطالعة األمور اهلندسية وأشياء من أمور احلساب الصعبة وقد

اله لكثرة ما حيتاج إىل تكلفه من األمور الشاقة الشديدة اليت يفوق كان أفرد هلذا املعىن ديوان جيري فيه أعمألكثر أصناف الكتابة لوال أن يطول الكتاب جدا وخيرج عن حده لرمست يف ذلك ما ينىبء عن احلال يف

وجوهه ولكن يف الكتب املوضوعة فيه غىن ملن أراد الوقوف عليه ره وينفرد املتوىل له بالنظر يف اخلتمات املرفوعة منه الواردة ومن ذلك بيت املال فان له جملسا جيري فيه أم

ديوان النفقات واملقابلة مبا ثبت فيها من االحتسابات ما يدل عليه ديوان النفقات من الصكاك واالطالقات املنشأة من هذا الديوان فيجب أن يكون الكاتب املفرد هبذا اجمللس مشغوال باملقابلة بذلك وإخراج اخلالف

فيه ومن ذلك جملس يعرف باحلوادث جيري فيه أمر النفقات احلادثة يف كل وجه من وجوهها ويفرد باإلنشاء والتحرير جملس وبالنسخ جملس آخر على ما تقدم من وصف ذلك وشرحه الباب الثالث يف ديوان

بيت املال ال فيه والغرض منه إمنا هو قال أبو الفرج هذا الديوان ينبغي أن يعرف غرضه فإن علم ذلك دليل على احل

حماسبة صاحب بيت املال على ما يرد عليه من األموال وخيرج من ذلك يف وجوه النفقات واإلطالقات إذا كان ما يرفع من اخلتمات مشتمال على ما يرفع إىل دواوين اخلراج والضياع من احلمول وسائر الورود وما

لنفقات وكان املتوىل هلا جامعا للنظر يف األمرين وحماسبا على يرفع إىل ديوان النفقات مما يطلق يف وجوه ااألصول والنفقات فإذا أخرج صاحب دواوين األصول وأصحاب دواوين النفقات ما خيرجونه يف ختمات بيت املال املرفوعة إىل دواوينهم من اخلالف سبيل الوزير أن خيرج ذلك إىل صاحب هذا الديوان ليصفحه

ه ومما حيتاج إىل تقوية هذا الديوان به ليصح أعماله وينتظم أحواله ويستقيم ما خيرج منه وخيرج ما عنده فيأن خيرج كتب احلمول من مجيع النواحي قبل إخراجها إىل دواوينها إليه ليثبت فيه وكذلك سائر الكتب

ون لصاحب هذا النافذة إىل صاحب بيت املال من مجيع الدواوين مبا يؤمر باملطالبة به من األموال ويكالديوان عالمة على الكتب والصكاك واإلطالقات يتفقدها الوزير وخلفاؤه ويراعوهنا ويطالبون هبا إذا مل

جيدوها لئال يتخطى أصحاهبا واملدبرون هذا الديوان فيختل أمره وال يتكامل العمل فيه فإن هذا الديوان إذا ل من النواحي مضبوطا به الباب الرابع يف ديوان استوفيت أعماله كان مال االستخراج باحلضرة واحلمو

الرسائل قال أبو الفرج قد ذكرنا يف املنزلة الثالثة من أمر البالغة ووجه تعلمها وتعريف الوجوه احملمودة فيها

والوجوه املذمومة منها ما إذا وعي كان الكاتب واقفا به على ما حيتاج إليه وبينا يف املنزلة الرابعة عند ذكر

Page 7: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

لس اإلنشاء وجوها من املكاتبات يف األمور اخلراجية ينتفع هبا ويكون فيها تبصري ملن يروم املكاتبة يف جممعناها وقد وجب اآلن أن نذكر من املكاتبات يف األمور اليت ختص ديوان الرسائل ما يكون به جمزيا ملن أراد

اه وإذا وصفنا ذلك وأتينا به كنا مع ما الكتاب يف معناه وتطريق ملن قصد الكتاب يف سواه مما جيري جمرتقدم يف املنزلتني الثالثة والرابعة قد استوعبنا أكثر ما حيتاج إليه الترسل الذي به قوام هذا الديوان ألنه ليس جيري فيه شيء من احلسبانات وال من سائر األعمال خالل املكاتبات وما يتصل هبا وحيتاج املتويل له إىل أن

يف مجيع فنون املكاتبات واضعا ملا ينشئه يف موضعه إذ كان للوزير أن يأمر باملكاتبة يف كل فن يكون متصرفا من الفنون املعروفة والغريبة الواردة ومما حيتاج إىل ذكره يف هذا املوضع لينتفع مبروره مسامع من يؤثر

التمهر يف هذه الصناعة ما حكي عن أمحد بن يوسف بن القاسم املأمون وكان يتوىل له ديوان الرسائل انه قال أمرين املأمون أمري املؤمنني أن أكتب بالزيادة ابن صبيح كاتب

يف قناديل املساجد اجلامعة يف مجيع األمصار يف ليايل شهر رمضان قال ومل يكن سبق إىل هذا املعىن أحد ملنام كأن آتيا أتاين فقال قل فآخذه واستعني ببعض ما قاله فأرقت مفكرا يف معىن أركبه مث منت فرأيت يف ا

فإن فيها أنسا للسابلة وأضاءة للمتهجدة ونشاطا للمتعبدين ونفيا ملكامن الريب وتنزيها لبيوت اهللا عن وحشة الظلم فهذا وما جرى جمراه من األمور الغريبة إمنا حيتاج الكاتب فيها إىل أن يكون متمهرا يف أصل

فرع له فيه ما يرفعه بل ها هنا وجوه قد كتب يف أمثاهلا وهلا مذاهب الترسل عارفا بوجوه املعاين فإنه يتحيتاج إىل معرفتها والوقوف على رسومها وال غىن بالكاتب عن الوقوف عليها وحنن نأيت يف هذا املوضع من

ذكر ما يكتب به يف اإلعالم يف املكاتبات وما له رسم معروف ومذهب مألوف فيكون مثاال ملن مل يعرفه يقا إىل اخلربة به فأول ذلك عهود القضاة وطر

نسخة عهد لقاض بوالية احلكم يف ناحية على ما قررته عليه

هذا ما عهد عبد اهللا فالن أمري املؤمنني إىل فالن بن فالن حني واله احلكم بني أهل كور كذا ه فإنه عامل بسعادة من أمره بتقوى اهللا وخشيته والعمل باحلق الذي يزلف عنده والعدل الذي يوافق مرضات

لزم طاعته وشقوة من أثر معصيته ورجاء أن يكون لسبل اهللا متبعا وملا تناهى عنه من مجيل ملذهب مصدقا وإن ̂ ( وأمره أن يشعر قلبه تقى اهللا ورهبته أشعار من خيالف عقابه ويرجو ثوابه فإن اهللا يقول واحلق قوله

فمن يعمل مثقال ذرة خريا يره ومن ^ ( ويقول ) بنا حاسبني كان مثقال حبة من خردل أتينا هبا وكفى ) يعمل مثقال ذرة شرا يره

وأمره أن يتوىل ما واله أمري املؤمنني بنية مجيلة وطوية سليمة وصدر منشرح باحلق ولسان منبعث بالصدق أليم العقاب ويرغب عند مجيع أحواله وسائر أفعاله مبا أعد اهللا من جزيل الثواب وخياف ما أعده من

وأمره إذا حكم ذلك من نفسه وأشعره إياها يف عالنيته وسريرته أن خيتار عند قدومه البلد قوما من أهل الصالح واألمانة والستر والصيانة والعلم بكتاب اهللا وسنة نبيه فيجعلهم أصحاب مسايلة فإن رجوع العاقل

إمنا هو إىل أعوانه وهبم يصلح أو يفسد شأنه ن جيعل جملسه عند حتاكم الناس إليه يف مسجد اجلماعة من البلد الذي حيله إذ كان أوىل اجملالس وأمره أ

Page 8: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

باملعدلة ألنه مبذول للضعيف ذي اخللة والقريب والبعيد النازح احمللة وأن خيرج إليه إذا خرج بوقار وتؤده اذ ما يبته وميضيه وهدي وسكينة وأال يتعرض للحكم وهو على حال رفض وال غرض حيفزانه عن إنق

وحيوالن بينه وبني البت فيما يقطع به ويرتئيه بل يتقمن أعدل حاالته وأرشدها وأفضل أوقاته وأمحدها وأال ينهض من جملسه حىت يقضي حبق اهللا عليه يف الصرب واملبالغة واستقصاء ما بني اخلصوم من املنازعة وان

حيسن هلم االصاخة وجيمل هلم املخاطبة ن ال حيايب شريفا لشرفه إذا كان احلق عليه وال يزري بوضيع لضعفه إذا كان احلق معه وأن تكون وأمره أ

حماورته ملن علت طبقته واتضعت منزلته واحدة حىت ال ييأس الضعيف من النصفة وال يطمع القوي الظامل يف الظفر بالغلبة

يه أمضاه وقضى به وما خالفهما طرحه ومل يعبأ وأمره أن ينظر فيما يرد عليه فما وجده يف كتاب اهللا وسنة نبعظة من اهللا للحكام ) ومن مل حيكم مبا أنزل اهللا فأولئك هم الظاملون ̂ ( بشيء منه فإن اهللا تعاىل يقول

وحتذيرا هلم وتغليظا عليهم وحق ألمر به يسفك الدم ويستحل الفرج ويوكل املال أن يقع فيه التغليظ ويف والتحذير والتشديد ويقرن به التخ

وأمره أن يثبت يف شهادة الشهود ويثبتها قبلة مث يبالغ يف املسألة عنهم والبحث عن حاالهتم والفحص عن وجوه عداالهتم وجيعل رجوعه يف ذلك إىل أهل الثقة واألمانة ومن ليس بينه وبني الذي قيل عنه هوادة وال

جهته مضرة عداوة وال وصلة جيتز هبا منه مربة ويستدفع معها من وأمره إذا صح الشهود عنده يف ثقتهم وعدالتهم واستبان وجه القضاء أن يعجل إنفاذه فإن تأخري احلقوق

بعد ظهورها إماتة هلا وتغرير هبا وأمره إن هو أشكل عليه شيء من وجوه احلكم أن يرجع فيه إىل مشاورة أهل الرأي والبصر بالقضاء

يته أو يستعجم عليه فيكتب إىل أمري املؤمنني فيه ويفسره له على حقه ومباحثتهم يف ذلك حىت تصح له قضوصدقه وقيام من قام من البينة عليه بأمسائهم وأمساء آبائهم وقبائلهم ليصدر إليه يف اجلواب ما يكون عمله

حببسه ني بصورة األمر وأمره أن يتوقف عن احلكم بإراقة الدماء على جهة القود أو غريه حىت يكتب إىل أمري املؤمن

ووجه ما أوجب عنده احلكم ويستطلع يف ذلك رأيه فإن للدم منزلة عند اهللا ليست لغريه مما حيكم الناس فيه وأمره أن ال يقبل شهادة فاسق وال متهم وال مريب وال ظنني وال جاز إىل نفسه بشهادته حظا من حظوظ

ه توبة فإن اهللا يقبل التوبة عن عباده الدنيا وال جملود حدا يف اإلسالم إال من عرف اهللا منوأمره أن ينفذ ما يرد عليه من كتب القضاة وشهادة الشهود ويقف عليها وعلى خواتيمها ويفحص عنها

فحصا يأمن معه أن يكون حمتاال فيها فإذا وقف على صحتها أنفذها على حقها وعدهلا إال أن ترى يف شيء ذهب من مذاهب أئمة الفقهاء املشاهري فيكتب بذلك إىل أمري من ذلك جورا فاحشا وقضاء خمالفها مل

املؤمنني وال يعتمد مبا يفعله منه أبطال حق أو تأخريه فأنه سيان عند أمري املؤمنني منع ذي حق حقه وإعطاء املبطل ما ليس له

وأمره أن ال يرد قضاء قاض من قضاة املسلمني وال كتابه وال يبطل ذلك وال يدفعه

Page 9: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

أن يقبض ما يف يد القاضي قبلة من احلجج والكتب ويعمل عليها من غري رجوع فيها أو تعقيب هلا وأمره وان يتسلم منه األموال اليت قبله واملواريث والودائع اليت كانت عنده ويعمل فيها حبق اهللا وحكمه

شهادهتم على أهل وأمره أن ال يورث أهل ملتني وأن يقبل من شهادة بعض أهل امللل على بعض وال يقبل اإلسالم وأن يقبل شهادة املسلمني على مجيعهم ملا فضلهم اهللا به من معرفته وأصفاهم به من دينه

وان حيكم بني أهل امللل فيما يتنازعون فيه إليه حبكم اإلسالم فإن حكمه الزم هلم بالذلة والصغار وأن يفحص عن أهل شهادات الزور اليت جرت

جعلوا ذلك شعارا وطمعة فإن ظفر بأحد منهم جاءه شاهدا عذبه وعاقبه وشهره وعاقب هلم هبا العادة وقداملشهود له فتوخ طاعة اهللا وتقواه والعمل مبا وافق احلق وضاهاه فإن اهللا مع الذين اتقوا والذين هم حمسنون

ومع من أطاعه وعمل مبرضاته وعلى من عصاه وأتبع ما هنى عنه هللا أن حيسن علي العدل عونك ويف احلكم به توفيقك وأن يقضي بالصدق على لسانك وأمري املؤمنني يسأل ا

وجيعل على احلق ضمري قلبك وحمصول فعلك

وعهد لرجل من بين هاشم بتقليده الصالة

هذا ما عهد به عبد اهللا أمري املؤمنني إىل فالن بن فالن حني واله الصالة بناحية كذا وكذا أمره بتقوى هللا يف سرائره وعالنيته وصيانة عرضه ومذهبه وتطهري خلقه وسريته إذ كانت الصالة من أعمدة الدين وخشيته

اليت ال جيوز أن يتوالها غري الطاهرين املهذبني وأمره أن يقيم الصالة ألوقاهتا وال يؤخرها إذا حضر حينها وأن ال خيدجها وال ينقصها إذا كان به يأمت من

يف عنقه وأن يكون دخوله فيها بأخبات ودعة وهدي واستكانة يصلي خلفه وصالة مجيعهم وأمره أن يرتل قراءته إذا قرأ وأن يسمع من خطبه إذا خطب وأن يضع كل كالم يف موضعه وكل قول يف

احملل الالئق به ه وأمره إذا أحكم ذلك من نفسه حىت يستمر عليه يف قوله وفعله أن خيتار من خيلفه وينوب منابه جاريا في

جمراه ومتبعا فيه مجيع حدوده وما مثله أمري املؤمنني منه وأن يكون إما من أقرباء أمري املؤمنني أو من أفاضل املسلمني

هذا عهد أمري املؤمنني إليك فاعتمد مرضاته باتباعه وتوخ موافقته بالوقوف عندما أمر به وحده ومستشعرا مر به تقى اهللا وطاعته وأمري املؤمنني يسأل اهللا أن حيسن يف مجيع ذلك خشية اهللا ومراقبته ويف كل ما يأ

توفيقك وتسديدك وإرشادك ملا فيه مجال أمرك وصواب فعلك

نسخة عهد بوالية املعونة واحلرب

هذا ما عهد به أمري املؤمنني إىل فالن بن فالن حني واله احلرب واألحداث بناحية كذا وكذا أمره بتقوى ه وعالنيته واالعتصام به والعمل بطاعته واإلصالح ما بينه وبينه بالعمل الزكي اهللا وخشيته يف سر أمر

Page 10: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

واخللق الرضي وأمره أن يتعهد نفسه يف تطهري مذهبه واحملافظة على دينه وأمانته والعلم بأنه ال حول وال قوة إال باهللا يف

أن يكون عنده من الضبط والكفاية مجيع تصرفه وسائر تقلبه وان أمري املؤمنني مل يوله ما واله إال رجاء والذب والسياسة ما يرأب به أهل العبث والفساد وتصلح معه الرعية والبالد

وأمره أن يتجنب مساخط اهللا وحمارمه ويتعدى مناهيه ومأمثه وكف من معه من اجلند واحلاشية عن التخطي مة وسلوك هنج الطاعة ومقارعة أعداء إىل ظلم أحد من الرعية ومساواهتم بأذية وحبضهم على لزوم االستقا

اهللا يف البالد والتصنع هلم بأفضل العدة والعتاد وأمره أن حيسن صحبة من تبعه من اجلنود بتعهدهم يف البعوث وان يكثر عرضهم ويتفقد دواهبم وأسلحتهم

دعارة تنائيا عنها وأخذهم باستجادهتا والثقة فيها فإن ذلك مما يزيد اهللا أهل السالمة متسكا هبا وأهل الوأمره أن يعرف لقواد أمري املؤمنني وشيعته حقوقهم وينزهلم منازهلم ويزيد يف إكرامهم ورفع مقاديرهم فإن

ذلك مما يشحذ نياهتم ويزيد يف بصائرهم وأمره بأن ال يأخذ أحدا بقرف أو هتمة دون أن يكون من أهل الريب والظنة وأن ال يعاقبه بشبهة دون أن

له الدالئل البينة والعالمات الواضحة وأن ال يأخذ أهل التصون والسالمة جبرائم الدعار وذوي تظهر املفسدة

وأمره أن يبسط األمان ملن أتاه سلما وال جيعل ذلك إىل الغدر هبم سلما وحيذر أن يسمع عنه من استعمال احليل واملواربة ما يقابل عليه بالرواغ من واجب املطالبة

يتعهد ثغوره وفروجه وأطرافه ومصاحله وحيترس من اختالل يقع فيها ويوليها من له احلنكة وأمره أن والتجربة مبثلها

وأمره أن يكثر مطالعة أعماله بنفسه وثقات من تبعه وأن يتيقظ يف ذلك تيقظا يزيد الريبة ومينع الغفلة ويصد عن الغرة

قاص إال ما استطلع فيه رأي أمري املؤمنني وانتظر من وأمره أن ال ميضي حدا أو ينفذ حكما يف قود وال اإلجابة ما يكون عليه عمله وعنده وقوفه

وأمره أن مينع اجلند من التنزيل على أحد من الرعية يف منزله وأن يشاركوه فيه مع أهله إال أن يكون ذلك يقه يف مقصده وأال يأخذوا بإذنه وطيب نفسه وأن يتخطوا الزروع أن يطأها أحد منهم بدابته وجيعلها طر

األتبان من أهلها إال بأمثان ورضى أصحاهبا وأمره أن يتعهد من يف حبوسه ويعرضهم ويفحص عن جرائرهم اليت من أجلها وقع حبسهم مبشهد من

قاضي البلد ونفر من أهل الثقة والنظر فمن كان بريئا أو جرمه ال يوجب إطالة حبسه أطلقه ومن كان من بس عن الناس أذاه وشره تعمد يف السجن مصلحته ومن أشكل عليه أمره أهنى خربه إىل أمري حقه أن باحل

املؤمنني ليصدر إليه من الرأي ما يكون عمله حبسبه وأمره أن ينظر فيما مل يكن عهد فيه إليه شيئا مما قبله فليجاره ويستطلع يف ذلك من الرأي ما يأتيه اجلواب

عنه مبا ميتثله

Page 11: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

يقرأ عهده هذا على من قبله ويعلمهم حسن رأي أمري املؤمنني فيهم وتوخيه صالحهم وإيثاره وأمره أناإلحسان إليهم والعدل عليهم ورفع الضيم عنهم واجملاهدة لعدوهم واملرماة دوهنم هذا عهد أمري املؤمنني

ؤمنني بك وتقديره فيك إليك وأمره إياك فافهمه وقف عنده وأتبع مواقع اإلرشاد منه وكن عند ظن أمري امل وما رجاه عندك من النصيحة وتأدية األمانة ومقابلة الصنيعة وأمري املؤمنني يسأل

اهللا توفيقك وإرشادك وإحسان معونتك يف مجيع ما أسنده إليك من أمر حربه وعمله قبلك وكتب فالن بن فالن باسم الوزير واسم أبيه يف وقت كذا

نسخة عهد يف والية ثغر البحر

هذا ما عهد أمري املؤمنني إىل فالن حني واله الثغر الفالين وحبره ومراكبه أمره بتقوى اهللا وطاعته واحلذر من

عقابه واتباع مرضاته وإيثار احلق يف مجيع أفعاله فإن احلق أحرز عصمة ووزر وأحصل موئل وعصر يطان عنها وان يزكي سجيته ويطهرها وأمره بتعهده نفسه حىت يقيم أودها ينفى بذكر اهللا اهلوى وزيغ الش

ويهذب سريته ويثقفها ويكون ملن معه من اجلند وسائر األولياء يف اخلري إماما ومعلما وعلى سلوك أفضل املناهج حاضا ومقوما

وأمره أن يلني ألهل الطاعة ويشتد على ذوي املعصية ويعطي على كل حال قسطها من النصفة واملعدلة ذن عليه ملن معه من اجلند مبذوال والوصول إليه من ذوي احلاجات والظلمات سهال وأمره أن يكون اإل

يسريا وأمره أن يستعمل على شرطته من يرضي عقله وعفافه ويثق جبزالته وصرامته وشدته على أهل الريب

والدعارة وأمره أن يدمي عرض جنده حىت يعلم علمهم ويطلع على حقيقة أمرهم ويلزمهم مراكبهم

وأمره أن يشرف على مراقبه وحمارسه حىت حيكم أمر املرتبني فيها ويدر عليهم أرزاقهم وال يتأخر عنهم بشيء منها

وأمره أن يتفقد أمر املراكب املنشأة حىت حيكمها وجيود آالهتا ويتخري الصناع هلا ويشرف على ما كان منها يج الرياح املانعة من الركوب فيها يف املوانئ ويرفعها من البحر إىل الشاطئ يف املشايت وه

وأمره أن تكون فواثريه وعيونه الذين يبعث هبم ليعرف أخبار عدوه من ذوي الصدق والنصيحة والدين واألمانة واخلربة بالبحر وموانيه ودخالته وخمابئه حىت ال يأتوا إال بالصدق من اخلرب والصحيح من األثر وان

وام لكم به فاحنازوا إىل املواضع اليت يعرفوهنا ويعلمون النجاة باالحنياز رهقتم من مراكب العدو ومما ال ق إليها

وأمره أن ال يدخل يف النفاطني والنواتية والقذافني وال يف غريهم من ذوي الصناعات واملهن يف املراكب إال ند وخيار األولياء من كان طبا ماهرا حاذقا صبورا معاجلا وأن يكون من حيمله معه يف املراكب أفاضل اجل

أصدق نية واحتسابا وجرأة على العدو وارتكابا

Page 12: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

وأمره أن ينظر يف صناعة املراكب نظرا يستكشف به آالهتا من اخلشب واحلديد واملشاقة والزفت وغريه حىت حيكمها وجييد بناء املراكب وتأليفها وقلفطتها وتركيبها ويستجيد املقاذيف وجيريها وينتفي الصواري

وع وينتخبها ومييز النواتية ويعتمد من له احلذق والدربة منهم واحلنكة والتجربة من مجيعهم حىت ال والقل يدخل فيهم من ال يصلح دخوله وال خيلط هبم من يكون غريه أحق بالعمل منه

وأمره أن حيترس من أن تنفذ للعدو حيلة يف اجتناب األسلحة أو شيء من أدوات احلرب واملكيدة من أرض إلسالم أو أن يطلق ألحد من التجار محل شيء إليهم أو إقامة الطريق إىل بلدهم ومن وجدة قد أقدم على ا

هذا وما جانسه من الناس مجيعا عاقبة عقوبة موجعة وجعله نكاال وعظة وأمره أن يضم املراكب يف املوانئ اليت ترسو فيها ويويل مراعاهتا من يثق بنصيحته وشهامته حىت ال خيرج

منها مركب إال بعلمه وال يدخل فيها غريها إال بإذنه وأمره أن حيصي ما يف اخلزائن من األسلحة ويشرف عليها يف كثري من األوقات حىت تكون على هيئتها

جملوة مسنونة مقومة موصوفة متعاهدة مصونة إىل وقت احلاجة إليها والعمل هبا ويشرف على ما فيها من وغريها من سائر اآلالت واألدوات حىت حيتاط يف ظروفها وأوعيتها ويأمن الفساد النفط والبلسان واحلبال

والتغيري عليها وأمره بشدة احلذر من جواسيس العدو وعيونه وأن يوكل بكل مدينة من يعلم حاهلا وال يطلق ألحد من

ته البوابني واحلرس أن يدخلها إال من يعلمون حاله وسبيل مدخله وصورته ومغزاه وإرادهذا عهد أمري املؤمنني إليك وأمره إياك فأفهم واعلم عمل مبا حده ورمسه وكن عند أحسن ظنه بك يف مجيعه

وهو يسأل توفيقك وإرشادك إىل ما فيه اخلري يف مجيع ما أسنده إليك واعتمد فيه عليك وكتب فالن بن فالن

عهد والية الربيد

ىل فالن بن فالن حني واله أعمال الربيد بناحية كذا أمره بتقوى اهللا هذا ما عهد عبد اهللا فالن أمري املؤمنني إوطاعته واستشعار خوفه ومراقبته يف سر أمره وعالنيته وأن جيري أمره فيما أستكفاه أمري املؤمنني إياه

حبسب ما بدأ من االصطناع وقدره عنده من الكفاية واالطالع ما يعيده ويبديه وأن خيتار من يستعني به يف عمله ويشركه يف وأمره أن يوثر الصدق فيما ينهيه واحلق في

أمانته من يثق بصناعته ونزاهته وطيب طعمته وحتريه الصدق فيما يصدر عن يده وهلجته وأن يكون من يستعمله من أهل الكفاية والغناء دون من يستعمل منهم على العناية واهلوى

يما جيري عليه أمرهم ويتتبع ذلك تتبعا شافيا ويستشفه وأمره أن يعرف حال عمال اخلراج والضياع ف استشفافا بليغا وينهيه على حقه وصدقه ويشرح ما يكتب به منه

وأمره أن يتعرف حال عمارة البالد وما هي عليه من الكمال واالختالل وجيري يف أمور الرعية فيما حا ملخصا مبينا مفصال يعاملون به من اإلنصاف واجلور والرفق والتعسف فيكتب به مشرو

وأمره أن يتعرف ما عليه أحوال احلكام يف أحكامهم وسريهتم وسائر مذاهبهم وطرائقهم وال يكتب من

Page 13: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ذلك إال مبا يصح عنده وال يرتاب به وأمره أن يتعرف حال دار الضرب وما جيري عليه مما يضرب فيها من العني والورق وما يلزمه املوردون من

يكتب بذلك على حقه وصدقه الكلف واملؤن ووأمره أن يوكل مبجلس عرض األولياء وأعطياهتم من يراعيه ويطالع ما جيري فيه ويكتب مبا يقف عليه من

احلال يف وقته وأمره أن يكون ما ينهيه من األخبار شيئا يثق بصحته وال يدخل شبهة يف شيء منه ويوعز إىل خلفائه

يثبتونه وكانوا على الثقة منه وأن حيتاطوا يف ذلك مبا حيتاط به يف مثله من وأصحابه أن ال ينهوا إليه إال ماشهادة فيما ميكن الشهادة فيه وأخذ اخلطوط مبا يتهيأ أخذها به وإقامة الشواهد والدالئل مبا ميكن إقامتها

يعوها وال خيلدوا عليه وأن ال يرووا عن شيء ال يعلمونه وال حيابوا أحدا بستره وأن يكتموا أخبارهم وال يذ إىل كشفها وإفشائها فإن يف ذلك إذا جرى وهنا وملن أراد احليلة متطرفا

وأمره أن ميتنع ومجيع أصحابه يف النواحي وخلفائه عليها من أن يكونوا سببا يف حماباة أحد بالشفاعة له أو التوصل إىل دفع حق جيب عليه

ويكتب بعدهتم وأمسائهم ومبالغ أرزاقهم وعدد السكك يف وأمره أن يعرض املرتبني حلمل اخلرائط يف عملهمجيع عمله وأمياهلا ومواضعها ويوعز إىل هؤالء املرتبني بتعجيل اخلرائط املنفذة على أيديهم ويف املوقعني يف

إثبات املواقيت وضبطها حىت ال يتأخر أحد منهم عن األوقات اليت سبيله أن يرد السكة فيها وأن يفرد لكل كتب فيه من أصناف األخبار كتبا بأعياهنا فيفرد أخبار القضاة وعمال املعادن واألحداث وما جيري ما ي

جمرى ذلك كتبا وبأخبار اخلراج والضياع وأرزاق األولياء وما جيري من دور الضرب واألسعار وما يقع فيه فيحصل العمل وميلك احلل والعقد واإلعطاء واألخذ كتبا ليجري كل كتاب يف موضعه ويكتب يف بابه

نظامه هذا عهد أمري املؤمنني إليك فكن به متمسكا وملا مثله لك ذاكرا وبه آخذا وعليه عامال واهللا يوفقك ملا حيمده أمري املؤمنني فيك ويرضاه من فعلك ويعلم به صواب اختياره إياك نأت على آخر األبواب ولكنا ولو ذهبت إىل أن أيت يف كل وجه من وجوه املكاتبات مبثال لطال الكتاب ومل

نقتصر على ما مر فإن فيه كفاية وجمزا وملا يأيت مما مل نذكره مثاال وحمتدا إن شاء اهللا وبه القوة واحلول الباب اخلامس يف ديوان التوقيع والدار

ن ذلك قال أبو الفرج إذا أهنى إىل اخلليفة حال من قدم من النواحي عليه يسأل شيئا عن حاجاته عنده كامن مؤامرة من الوزير إليه منشؤها ديوان الدار باقتصاص املسألة والوقيعة وشرح حاهلا وما لعله يكون جرى

فيها وأخرج من الدواوين فيما سأل والتمس واستطالع رأيه يف ذلك فإذا خرجت هذه املؤامرة موقعا فها ديوان التوقيع وأنشئ من ديوان التوقيع خبط اخلليفة بإمضاء ما التمسه امللتمس أنشئت والتوقيع فيها يف

كتاب إىل صاحب ديوان الدار بنسختها واقتصاص ما تضمنت وأنشئ من ديوان الدار إىل صاحب الديوان الذي جتري املسألة فيه أما إن كان إيغارا أو حطيطة أو تسويغا أو تركة فصاحب اخلراج

نت صلة أو حبوة فصاحب بيت املال أو جاريا يف وإن كانت أقطاعا أو طعمة فصاحب ديوان الضياع أو كااحلشم ومن جيري جمراهم أو إقامة نزل فصاحب ديوان النفقات أو رزقا يف األولياء فصاحب ديوان اجليش

Page 14: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

كتاب يقال فيه أما بعد فإنه ورد ديوان الدار كتاب منشؤه من ديوان التوقيع بنسخة مؤامرة يف كذا ويقتص ما أقتص يف

يع من حال املؤامرة وما تضمنت وما خرج به األمر وما يؤمر صاحب الديوان الذي يكون ديوان التوقالعمل فيه بامتثال ما حد ورسم يف الكتاب وكتب منشورا ينفذ بعمارة الضياع املقطعة واملوغرة وضرب

يه يف هذين املنار على حدودها حىت ال يدخل فيها غريها وال يضاف إليها شيء مما جياورها والذي حيتاج إلالديوانني من األعمال والكتاب إمنا هو من ينشئ وحيرر وينسخ وقد تقدم ذكر احلال يف هذه األعمال ما

يستغىن عن إعادته يف هذا املوضوع الباب السادس يف ديوان اخلامت ملؤمنني متر به قال أبو الفرج هذا الديوان إمنا جعل استظهارا لتكون الكتب اليت حيتاج إىل ختمها خبامت أمري ا

ويثبت فيه وألن خلامت اخلليفة من املوقع ما ليس لغريه وهو رسم كانت الفرس جتري أمرها عليه ألن امللك منهم إذا أمر بأمر وقعة صاحب التوقيع بني يديه وأثبت يف تذكرة عنده

ابا يبتدأ إثباته يف مث ينفذ التوقيع إىل صاحب الزمام وإليه اخلتم فينفذه إىل صاحب العمل فيكتب فيه كتديوان األصل مث ينفد إىل صاحب الزمام ليعرضه على امللك ويقابل به ما يف التذكرة وخيتم حبضرة امللك أو حبضرة أوثق الناس عنده وأول من استأنف هذا الديوان ورسم هذا الرسم يف اإلسالم زياد بن أبيه مث استمر

نقش خامت النيب حممد رسول اهللا وكان أبو بكر األمر إىل هذا الوقت فأما اخلامت نفسه فكانوعمر وعثمان خيتمون به فبينما هو يف يد عثمان إذ سقط يف البئر فنزفت البئر فلم يقدر عليه وذلك يف

النصف من مدة خالفته فاختذ خامتا ونقش عليه حممد رسول اهللا يف ثالثة أسطر قال قتادة مث ختم به واألمر وكان \ح \الوقت ويروى أن النيب قال صنعت خامتا وال ينقش أحد على نقشه جاء على ذلك إىل هذا

رجل يقال له معن بن زائدة نقش يف خالفة عمر على خامت اخلالفة فأصاب به ماال من خراج الكوفة فبلغ ة ذلك عمر فكتب إىل املغرية بن شعبة وأنفذ رسوال إليه وأمره أن يطيع يف الرجل رسوله فلما صلى املغري

العصر خرج إىل الناس فاشرأبوا ينظرون إليه حىت وقف على معن بن زائدة مث قال للرسول إن أمري املؤمنني أمرين أن أطيع أمرك فيه فأمر مبا شئت قال له الرسول أدع يل جبامعة فلما أتى هبا جعلها يف عنق معن مث

ؤمنني فيه ففعل وكان السجن يومئذ من جذهبا جذبا شديدا مث قال للمغرية أحبسه حىت يأتيك أمر أمري امل قصب فخرج معن من حمبسه وشخص

إىل عمر كامتا هناره سائرا ليله حىت كف الطلب عنه فلما وصل إليه دنا منه وقال السالم عليك يا أمري صلى املؤمنني ورمحة اهللا فقال عمر وعليك من أنت قال أنا معن بن زائدة جئتك تائبا قال فال جناك اهللا فلما

الصبح قال للناس مكانكم هذا معن بن زائدة أنقش على خامت اخلالفة فأصاب به ماال من خراج الكوفة فما تقولون فقال قائل اقطع يده وقال آخر أصلبه وعلي صلوات اهللا عليه ساكت فقال له عمر فما تقول يا أبا

وحبسه فمكث يف احلبس زمانا احلسن قال هذا رجل كذب كذبة عقوبته يف بدنه فضربه عمر ضربا مربحامث إنه أرسل إىل صديق له من قريش فكلم عمر فيه فقال عمر ذكرتين الطعن وكنت ناسيا مث قال علي مبعن فلما أتى به ضربه مث بعث به إىل السجن فأرسل معن إىل كل صديق له يسأهلم إال يذكروا به عمر فلم يزل

نفسه فدعا به فقامسه وخلى سبيله الباب السابع يف ديوان حمبوسا مدة أخرى مث إن عمر ابتدأ يذكره من

Page 15: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

الفض قال أبو الفرج منزلة هذا الديوان من اخلليفة منزلة جملس االسكدار يف ديوان اخلراج من املتوىل له ألن

سبيل الكتب الواردة من العمال يف النواحي إىل أمري املؤمنني أن يكون ابتداؤها به وخروجها إىل الدواوين منه بعد فضها وأخذ جوامعها ليقرأها اخلليفة ويوقع فيها حتت التوقيع فيه مبا يراه وهذا رسم كان األمر

جاريا عليه يف األوقات اليت كانت اخللفاء فيها تتوىل النظر يف الكتب بأنفسها فأما اآلن فاملتويل لفض الكتب حضرته وصار املتوىل له كاتبا برمسه بذلك يف وإخراجها إىل دواوين الوزير وقد انتقل عمل هذا الديوان إىل

داره والذي حيتاج إليه يف هذا الديوان من الكتاب كاتب يكون ما يعمله مثل الذي بينا إن صاحب جملس االسكدار يف ديوان اخلراج ما يعمله من إنفاذ سراحات مبا يرد عليه من الكتب إىل

وكاتب يعمل جوامع الكتب اليت حيتاج إىل عرضها صاحب الديوان على حسب قسمة الدواوين واألعمالوناسخ ينسخ ما يعمل به من ذلك يف هذا الديوان الباب الثامن يف النقود والعيار واألوزان وديوان دار

الضرب قال أبو الفرج ملا أخذ أمر الفرس يضمحل ودولتهم تضعف وسلطاهنم يهن وتدابريهم تفسد وسياستهم

م اإلسالم ونقودهم من العني والورق غري خالصة فما زال األمر على ذلك إىل تضطرب فسدت نقودهم فقاأن اختذ احلجاج دار الضرب ومجع فيها الطباعني فكان املال يضرب للسلطان مما جيتمع له من الترب وخالطة

الزيوف والبهرجة مث أذن للتجار يف أن تضرب هلم األوراق وأشغل الدار من فضول ما كان يؤخذ من ألجور وختم على أيدي الصناع والطباعني وذلك يف سنة مخس وسبعني مث نقش على الدراهم اهللا أحد اهللا ا

الصمد فسميت املكروهة ألن الفقهاء كرهوها مث ملا وىل عمر بن هبرية العراق ليزيد اهللا القسري بن عبد امللك خلص الفضة أبلغ ختليص وجود الدراهم وأشتد يف العيار مث ملا وىل خالد بن عبد

العراق هلشام بن عبد امللك اشتد يف النقود أكثر من اشتداد ابن هبرية حىت أحكم أمرها أبلغ من أحكامه على الطباعني وأصحاب العيار وقطع األيدي وضرب االبشار فكانت اهلبريية واخلالدية واليوسفية أجود

غريها فسميت الدراهم األوىل املكروهة مث جود نقود بين أمية ومل يكن يقبل املنصور من نقودهم يف اخلراج العيار يف أيام الرشيد وأيام املأمون وأيام الواثق حىت كانت األئمة املعمول عليها يف دور الضرب ما مجع

عياره من ثالثة دنانري مضروبة يف تلك األول الثالث وهي على هذا إىل اآلن ضروبة على ثالثة أوزان درهم منها على وزن املثقال وهو فأما الورق فإن الدراهم كانت يف أيام الفرس م

عشرون قرياطا ودرهم وزنه اثنا عشر قرياطا ودرهم وزنه عشرة قراريط فلما احتيج يف اإلسالم إىل الزكاة أخذ الوسط من جمموع

يام ذلك وهو اثنان وأربعون قرياطا فكانت أربعة عشر قرياطا من قراريط الدينار وكانت الدراهم يف أالفرس يسمى منها البعض مما وزن الدرهم فيه مساو لوزن الدينار العشرة وزن عشرة ومما الدرهم منه اثنا

عشر قرياطا العشرة وزن ستة ومما الدرهم منه عشرة قراريط العشرة وزن مخسة فلما ضربت الدراهم هنا كذلك اإلسالمية على الوسط من هذه الثالثة األوزان قيل يف عشرهتا وزن سبعة أل

فلهذه العلة يفيد ذكر األوزان يف الصكاك بأن يقال وزن سبعة جريا على املذهب األول الذي كان حيتاط

Page 16: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

فيه لوجود األوزان الثالثة يف الدراهم يف ذلك الوقت واآلن فما أرى يوجد من األوزان األوىل شيء ن أمر الدواوين املتقدم ذكرها يف نصب فأما ديوان دور الضرب فأمر العمل فيه جار على حنو مما شرحناه م

الدفاتر ووضع احلسبانات ولكل ناحية من النواحي يف أجرة الدار والنقد رسم جيري األمر عليه ومسلك لألمر يف استيفائه حبقه

فأما ديوان اجلهبذة فأعماله أيضا حنو أعمال سائر الدواوين املذكورة أحواهلا والذي جتري فيه من األموال ل الكسور والكفاية والوقاية والرواج وما جيري جمرى ذلك من توابع أصول األموال هو ما

مث ما ستزيده شرارة اجلهابذة من الفضول على هذه التوابع بسبب إعنات من عليه مال من أهل اخلراج داء يف ومن جيري جمراهم يف النقود والصروف وما يرتفقون به من التأخريات والتقدمي عن من يتعذر عليه أ

وقت املطالبة وخيرجونه يف وجوه النفقات فإن بعضهم ملا وجد ذلك يف بعض لنواحي زاد يف ضمان اجلهبذة بتلك الناحية على من هو ضامن هلا ووقع التزايد يف هذه الوجوه بالظلم والعدوان على الرعية وسائر من

ل وافرة املبلغ أصل أكثرها عدوان مث قد يقام هلم اجلاري وتطلق هلم النفقة حىت تراقى مال اجلهبذة إىل مج زال أكثر ذلك يف هذا الوقت لطول األصول فضال عن التوابع الباب التاسع يف ديوان املظامل

قال قدامة هذا الديوان سبيله أن يتقلده رجل له دين وأمانة ويف خليقته عدل ورأفة ليكون ذلك منه نافعا ا يعرض على اخلليفة يف كل مجعة فإذا قعد للناس وكان ممن له للمتظلمني وأن يعمل جبميع القصص جامع

صرب على تأمل القصة والتوقيع عليها فعل ذلك وأال علق صاحب الديوان عليها رقعة فيها جمموعها لينظر يف اجملموع ويوقع على القصة مبا يوجبه احلكم حىت إذا انقض اجمللس الذي جيلسه اخلليفة أو من يقوم مقامه

يع القصص جمموعاهتا وأثبت اجملموعات يف الديوان وذكر أمساء الرافعني وأثبت التوقيعات على أخذ مجقصصهم مث دفعت القصص بعد ذلك إليهم لئال جيري يف الرقائع حيلة أو تزوير فإن عاود املتظلم مرة أو

ديوان املظامل وجد مرتني أو ثالثا فصاعدا أثبت مجيع أمره يف موضع واحد حىت إذا طولب بإخراج حالة من أمره كله منسوقا جمموعا يف موضع واحد وأخرجها صاحب الديوان من غري كلفة ويكون يف هذا

الديوان من يثبت ذلك يف شبيه باملعاملة وناسخ ينسخ جمموعات القصص أو القصص بأعياهنا حرفا حرفا ر أيضا ما حيتاج إىل الكتاب فيه ومنشئ يأخذ جوامع القصص عند احلاجة إىل العرض وحمرر حيرر ذلك وحير

إىل كل واحد من أصحاب الدواوين أو أصحاب املعونة أو القاضي أو من جرى جمراهم الباب العاشر يف كتابة الشرطة واألحداث

قال أبو الفرج ليس يسع لكاتب أن يتعرض للكتابة يف شيء من ذلك دون أن يكون قد مجع إىل بعض ما االضطالع من احلكم الذي حيتاج إىل أن مير به يف الشرطة على ما إذا مر به مل يكن قدمناه من فنون الكتابة

غريبا فيه وذلك أن أكثر عمله جمازاة اجلناة على جناياهتم فمنها وهو ما للسلطان أقامته على اجلناة يف احلياة جلنايات أو املطالبة بالدية الدنيا دون جمازاة اهللا يف اآلخرة وهو القود والقصاص واحلدود يف القتل وسائر ا

واالرش ممن يقبل ذلك منه ان مل يقع العفو من اجملين عليه وأوليائه أو الصلح فلنبدأ بأول اجلنايات وأغلظها وهو القتل فنقول أن القتل على ثالثة أوجه يكون أحدها العمد والثاين الشبيه

من الضرب باحلديد أو السالح أو غري ذلك مما فيه بالعمد والثالث اخلطأ فأما العمد فهو ما تعمد به املقتول

Page 17: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

دليل على اعتماد النفس وأما شبيه العمد فهو ما تعمد املقتول به من عصا أو سوط أو حجر أو غري ذلك مما أشبهه

وأما اخلطأ فهو ما أصاب املقتول مما تعمد به غريه وليس القود يف مجيع ذلك إال يف العمد وحده وجاء عن ال ال قود إال بالسيف فأما شبه العمد ففيه الدية على عاقله القاتل وعلى القاتل الكفارة وهو ما قاله النيب ق

وكذلك يف اخلطأ أيضا ولو أن مجاعة ) فمن مل جيد فصيام شهرين متتابعني ) ! فتحرير رقبة ( ! ( اهللا تعاىل اشتركوا يف قتل رجل تعمدا لكان على مجيعهم القود

النفس ^ ( ر اململوك فإن عليه القصاص لقول اهللا تعاىل وإذا قتل احل وكذلك املرأة إذا قتلت الرجل عمدا والرجل يقتل املرأة عمدا ) بالنفس

وإن اشترك الرجال والنساء يف قتل عبد أو صيب أو امرأة عمدا فإن عليهم مجيعا القصاص وإذا قتل الرجل قصاص فيه أيضا وقد أقاد رسول اله رجال مسلما برجل من املسلم رجال من أهل الذمة عمدا فإن عليه ال

أهل الذمة وقال أنا أحق من وىف بذمته وإذا اجتمع نفر من املسلمني على قتل رجل من أهل الذمة فإن على مجيعهم فيه القصاص وال قصاص بني

ال قصاص عليه ألن الصبيان بعضهم يف بعض وإذا جىن الصيب على رجل يف النفس أو يف ما دوهنا فال قود و عمد الصيب خطأ وكذلك اجملنون إذا أصاب يف حال جنونه

فأما يف حال صحته فهو والصحيح سواء ومجيع جنايات الصبيان واجملانني يف حال جنوهنم يعقله العاقلة وال حد يقتص الرجل من أبيه وال من أمه وال من جده وال من جدته يف العمد وال يف اخلطأ وإمنا يلزم كل وا

منهم أرش اجلناية يف ماله فأما ما دون النفس من اجلنايات فالقصاص فيها إذا كانت عمدا على املماثلة الشيء مبثله إال أن يكون ذلك

يف عظم خياف فيه من القصاص التلف فإن السنة جاءت بأن ال قصاص يف عظم ما خال السن ومجيع لقلة بلوغ هذه الشجاج إىل العظم وال قصاص بني العبيد الشجاج فيها قصاص إال اهلامشة واملنقلة واألمة

واألحرار وال بني العبيد بعضهم وال بني النساء فيما دون النفس ولو اجتمع مجاعة على جناية فيما دون النفس من رجل مل يكن على واحد منهم مثل الذي على اآلخر من القصاص كما كان ذلك يف النفس بلى

عليهم االرش يف أمواهلموإذا قطع الرجل يدا لرجل من نصف الساعد أو رجله من نصف الساق فال قصاص يف ذلك ألنه من غري مفصل وعليه فيه الدية وحكومة عدل فيما قطعه من املفصل على املفصل وإذا اقتص لرجل من آخر يف يد

احد يد رجلني اليمىن أو عني أو شجة فمات املقتص منه فإن ديته على عاقلة املقتص له وإن قطع الرجل الووالشمال فعليه أن تقطع يداه كلتامها فإن قال إين قطعت اليمىن من كل واحد فعليه أن تقطع ميينه هلما مجيعا

وتكون دية اليد األخرى يف ماله هلما مجيعا نصفني بينهما يس يف هذا شركة وإذا حضر أحدمها قبل اآلخر فأراد أن يقتص له فعل ذلك ومل ينتظر الذي مل حيضر ألنه ل

فإذا حضر املتأخر بعد ذلك كانت له الدية يف مال القاطع األول وإذا أغرق الرجل رجال فال قصاص عليه وعلى عاقلته الدية من قبل أنه كان جيوز أن يفلت من املاء وال جير جمرى العمد ولو أن رجال خنق رجال

Page 18: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

سطح فمات مل يكن عليه القصاص وكانت الدية حىت مات أو طرحه يف بئر فمات أو ألقاه من أعلى جبل أو على عاقلته فإن كان خناقا معروفا فعليه القصاص وكذلك لو سقى رجل رجال مسا فقتله مل يكن عليه فيه قصاص وكانت الدية على عاقلته ولو أنه أعطاه إياه فشربه هو مل يكن عليه يف ذلك وال على عاقلته شيء

من قبل أنه مل يكرهه على شربه وأما الديات ففي النفس الدية موفرة وكذلك يف املازن وهو كلما دون قصبة األنف ويف اللسان كله ويف

بعضه أيضا إذا منع الكالم الدية ويف الذكر الدية كاملة وكذلك يف احلشفة ويف الصلب إذا منع اجلماع أو جدب فإن عاد إىل حاله فلم ينقصه ذلك شيئا ففيه حكم عدل

ذا ضرب على رأسه فذهب عقله الدية كاملة ويف إحدى العينني أو األذنني أو الشفتني أو ويف الرجل إاحلاجبني إذا مل ينبتا أو اليدين أو الرجلني أو االثنتني وغري ذلك مما يف اإلنسان منه اثنان نصف الدية ويف

ابع نصف دية األصبع االثنتني الدية كاملة ويف كل أصبع من األصابع عشر الدية ويف كل مفصل من األص ويف كل سن نصف عشر الدية

والشجاج خمتلفة فيها الدامية وهي اليت تدمي الرأس وفيها حكم عدل الباضعة وهي اليت تبضع اللحم ومنزلتها فوق منزلة الدامية وفيها حكم عدل بأكثر من ذلك والسمحاق وهي اليت فوق هاتني إمنا بينها وبني

بأكثر من حكم األوليتني ويف املوضحة وهي اليت توضح العظم نصف عشر العظم جلدة فيها حكم عدل الدية ويف اهلامشة وهي اليت هتشم العظم عشر الدية ويف املنقلة وهي اليت خترج منها العظام عشر ونصف

عشر الدية واآلمة وهي اليت تصل إىل اجلوف تسمى أيضا اجلائفة فيها ثلث الدية فإن نفذت ففيها ثلثا الديةودية املرأة يف النفس وفيما دون ذلك نصف دية الرجل وإذا ضرب الرجل بطن امرأة فألقت جنينا ميتا

غالما أو جارية فعليه غرة عبد أو أمة أو عدل مخسمائة درهم ويف ثدي املرأة إذا قطعا الدية كاملة ويف كل ان األخرس واليد الشالء واحد منهما نصف الدية وكذلك يف احللمتني وذكر اخلصي وذكر العنني ولس

والرجل العرجاء والعني العوراء حكم عدل كذلك يف الضلع والترقوة إذا كسرا وما جرى جمرامها حكم عدل

وإذا أصاب الرجل ابنه عمدا أو خطأ فال قصاص عليه يف ذلك فإن كان عمدا ففي ماله الدية وان كان لنفس فإن عليه فيه االرش وإذا سقط إنسان على آخر خطأ فعلى العاقلة وعليه الكفارة وكذلك فيما دون ا

من فوق فقتله فهذا خطأ والدية على عاقلته والديات فمبالغها كاملة أما يف العني فألف دينار ويف الورق عشرة آالف درهم ويف اإلبل مائة ويف الغنم ألف ويف البقر مائتا بقرة وعلى أهل احلجاز مائتا حلة وإمنا

لك أمجع بالذهب والفضة واإلبل يؤخذ اليوم من ذ فأما سوى ذلك فال وال تعقل العاقلة إال يف مخسمائة فما فوق

والدية إذا مل يكن صلحا تؤدي يف ثالث سنني والعاقلة عشرية الرجل اجلاين فمن له ديوان النساء والذرية ل على ذلك أدخل معهم أقرب وال يلزم الواحد من العاقلة إال ثالثة دراهم إىل األربعة فان زاد قسط الرج

القبائل إليهم فأما الشهادات فإنه ال جيوز شهادة األعمى على عمد وال خطأ وال شهادة النساء كان معهن رجل أو مل يكن يف العمد وال فيما يوجب القصاص وال جيوز قبول شهادة على أخرى وكتاب من قاض

Page 19: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ان على رجل بالعمد حبس حىت يزكيا فإذا زكيا وذلك كله يف النفس وفيما دوهنما سواء وإذا شهد شاهد بالعمد قتل وان كانا إمنا شهدا باخلطأ قضى عليه عاقلته بالدية

وحيبس القاتل بعد أن يقرر أو يعاقب حىت جيد توبة وحيدث خريا وكذلك اجلراحات وكلما دون النفس يقسم منهم مخسون رجال ممن خيتار أولياء مبنزلة ما يف مجيع ما ذكرنا وإذا وجد القتيل يف حملة قوم فعليهم أن

القتيل من صاحلي العشرية أهنم ما قتلوا وال علموا قاتال مث يغرمون الدية تغرمة العاقلة وهم أهل الديوان يف ثالث سنني فإن مل يكمل العدد مخسني رجال كرر عليهم اإلميان حىت يكمل مخسني ميينا وإذا وجد القتيل بني

تني فإن يقاس إىل أيهما كان أقرب فإن عليهم القسامة والدية وإذا وجد القتيل يف سوق القريتني أو السكاملسلمني أو يف مسجد مجاعتهم فهو على بيت املال وليس فيه قسامة وإن كانت مدينة ال قبائل فيها معروفة

الدية فإن أبوا أن ووجد يف بعضها قتيل كان على أهل احمللة الذي يوجد ذلك القتيل بني أظهرها القسامة ويقسموا حبسوا حىت يقسموا مخسني ميينا باهللا ما قتلوا وال علموا قاتال مث يغرمون الدية فأما حدود السراق وقطاع الطريق فإن السارق الذي جيب عليه القطع هو الذي يأخذ ما يسرقه من حرز وعليه القطع إذا أقر

دينار فصاعدا تقطع فقوم قالوا مرة وقوم قالوا مرتني فيما قيمة ربعيده اليمىن من الزند وقال قوم من أصول األصابع فإن عاد ثانيا قطعت رجله اليسرى فإن عاد ثالثة استودع احلبس ومل يقطع شيء من أداته ألن ذلك غاية النكال ومل يعطل له شق بأسره وكذلك إن سرق وكانت يده

إذا ظفر بالسارق ومعه سرقته أخذت منه وقطع فإن اليسرى شال مل تقطع اليمىن وحبس حىت يظهر توبته وكان قد استهلكها أو هلكت منه قطع ومل يضمن ألنه ال جيتمع حد وضمان وإن عفا عنه املسروق منه قبل

أن يرفعه أو وهب له ما سرقه هبة صحيحة بطل القطع دود ما مل ترفع فإن كان مع ما وإن كان ذلك بعد ارتفاعه إىل السلطان مل يقبل ألن النيب قال تعافوا عن احل

فعل قتل فإن اإلمام يف ذلك باخليار إن شاء قطع يده ورجله من خالف وان أدخل السارق يده يف بيت املال فأخذ مما فيه شيئا قطع وان أدخل يده يف كم إنسان أو يف صندوق ظاهر فأخذ منه شيئا قطع وان أخذ

يقطع للحديث املروى عن النيب أنه قال ال قطع يف مثر وال كثر السارق مجارا من خنلة أو مثرة منها فإنه ال والكثر اجلمار

ومن سرق من أبيه أو من رحم جيب عليه نفقته أو من سارق فإن ذلك ال جيب فيه القطع وأما من أخاف السبيل فإن يف ذلك أحكاما منها أنه أخاف السبيل ومل يأخذ ماال ومل يقتل فإنه أن ظفر حبس

فإن أخذ مع ذلك ماال تبلغ قيمته عشرة دراهم فصاعدا فإنه ) أو ينفوا من األرض ^ ( هللا تعاىل لقول اتقطع يده ورجله من خالف وصلبه وقتله على اخلشبة وان شاء أن يقتله من غري قطع أو صلب فعل وقطع

ذلك عندهم بقطع الطريق إمنا يكون حبيث ال جياب فيه الصريخ فأما يف األمصار أو ما يقرب منها فليس للطريق إال أن يكون ما يفعل منه ليال وان تاب قطاع الطريق من قبل أن يقدر عليهم السلطان فال حكم

عليهم من جهته فأما من قتل وجىن عليه فلهم أن يفعلوا يف ذلك ما شاءوا

جم واإلحصان هو أن وأما حد الزنا فعلى البكر بالبكر جلد مائة لكل واحد منهما وعلى احملصن باحملصن الر

Page 20: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

يتزوج الرجل املسلم البالغ احلر حرة مسلمة ويدخل هبا بعد البلوغ وال تقام احلدود عليها يف الزنا إال بعد أن يقر بالزنا أربع مرات يف أربعة أوقات وبعد أن يسأل عن الزنا ما هو فإذا أثبته وعرفه ومل يكن به لوثة يف

حتت احلجارة أو هرب ترك لقول النيب يف ماعز بن مالك إال تركتموه عقله أقيم حينئذ احلد عليه فإن رجع فإذا أنكر من أول وهلة وجحد مل جيب عليه شيء إال أن يقوم عليه بينة وهو أربعة نفر من العدول يشهدون عليه يف وجهه ويصرحون بأهنم رأوه ويصفون الزنا ويثبتونه فإذا فعلوا ذلك بدأ الشهود بالرجم مث اإلمام مث

سائر الناس وإن رجع الشهود بعد ما قتل املرجوم وجبت عليهم ديته وان رجعوا قبل إقامة احلد عليه جلدوا ألهنم قذفوه ويدرأ عنه احلد

وعلى العبد واألمة يف الزنا جلد مخسني لكل واحد منهما ومن زنا بامرأة فانزل دون الفرج فعليه التعزير ومبلغ على سبيل االستكراه وجب عليه احلد دوهنا وإذا زنا الرجل بامرأة

التعزير على ما فيه االختالف تسعة وسبعون سوطا وأميا شهود شهدوا على حد تقادم فليسوا بشهود وال تقبل شهادهتم ألهنم يشهدون بضعن ومن فعل فعل قوم لوط وهو إتيان الذكور يف أدبارهم فعليه القتل

والرجم به من أعلى بيت يف القرية مث يتبع الرجم وروى عن أمري املؤمنني علي وروي عن ابن عباس انه قال يرمى

صلوات اهللا عليه أنه هدم حائطا عليه ومن وجد يأيت هبيمته فعليه التعزيز والسنة أن تذبح البهيمة فأما حد ال لرجل املفتري وهو قذف املسلم بالغاية فإنه جيلده مثانني إذا طلب املقذوف ذلك وقامت له البينة ومن ق

يا فاسق أو يا فاجر أو يا خبيث أو ما أشبه ذلك فإنه يعزر ومن قال ملسلم يا يهودي أو يا نصراين وما جرى هذا اجملرى فليس يف ذلك حد ولكنه يؤدب فهذه مجلة مقنعة للكاتب أن يعلمها إذا كان ال يسعه أن جيهل

كثرية فيحتاج يف ذلك إىل الفقهاء الباب هذا املقدار فأما أن أيت بشيء من تصاريف هذه األحوال وهي احلادي عشر يف ديوان الربيد والسكك والطرق إىل نواحي املشرق واملغرب

قال أبو الفرج حيتاج يف الربيد إىل ديوان يكون مفردا به وتكون الكتب املنفذة من مجيع النواحي مقصودا سوم بالنفوذ إليه ويتوىل عرض كتب أصحاب هبا صاحبه ليكون هو املنفذ لكل شيء منها إىل املوضع املر

الربيد واألخبار يف مجيع النواحي على اخلليفة أو عمل جوامع هلا ويكون إليه النظر يف أمر الفروانقيني واملوقعني واملرتبني يف السكك وتنجز أرزاقهم وتقليد أصحاب اخلرائط يف سائر األمصار والذي حيتاج إليه

ن ثقة أما يف نفسه أو عند اخلليفة القائم باألمر يف وقته ألن هذا الديوان ليس فيه يف هذا الديوان هو أن يكومن العمل ما حيتاج معه إىل الكايف املتصفح وإمنا حيتاج إىل الثقة املتحفظ والرسوم اليت حيتاج إليها من أمر

فأما غري ذلك من أمر الديوان هو ما يقارب الرسوم اليت بيناها يف غريه مما يضبط به أعماله وأحواله الطرق ومواضع السكك واملسالك إىل مجيع النواحي فإنا مل نذكره وال غىن بصاحب هذا الديوان أن يكون

معه منه ما ال حيتاج يف الرجوع فيه إىل غريه وما إن سأله عنه اخلليفة يف وقت احلاجة إىل شخوصه وإنفاذ علم الطرق بسببه وجد عتيدا عنده ومضبوطا قبله ومل جيش يهمه أمره وغري ذلك مما تدعو الضرورة إىل

حيتج إىل تكلف عمله واملسألة عنه فينبغي أن تكون اآلن نأخذ يف ذكر ذلك وتعديده بأمساء املواضع وذكر املنازل وعدد األميال والفراسخ وغريه من وصف حال املنزل يف مائة وخشونته وسهولته أو عمارته أو ما

Page 21: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

سوى ذلك من حاله نبدأ بالطريق املأخوذ فيه من مدينة السالم إىل مكة وهو املنسك األعظم وبيت اهللا األقدم ونأخذ بعد و

البلوغ إليه بذكر ما بعده من الطريق إىل اليمن مث يف سائر اجلهات املقاربة له وتسميته إن شاء اهللا فمن مدينة السالم إىل جسر كوثي على هنر امللك سبعة فراسخ

ثي إىل قصر ابن هبرية مخسة فراسخ ومن قصر ابن هبرية إىل سوق أسد سبعة فراسخ ومن ومن جسر كوسوق أسد إىل شاهي مخسة فراسخ ومن شاهي إىل مدينة الكوفة مخسة فراسخ ومن الكوفة إىل القاسية مخسة

ية وهبا عشر ميال ومن القاسية إىل العذيب ستة أميال العذيب كانت مسلحة بني العرب وفارس يف حد الربحائطان متصالن من القادسية إىل العذيب ومن اجلانبني كليهما خنل وإذا خرج منه اخلارج دخل املفازة ومن

العذيب إىل املغيثة وفيها برك أربعة عشر ميال ومن املغيثة إىل القرعاء وهي منزل وفيه آبار اثنان وثالثون ميال ومن القرعاء إىل

وعشرون ميال ومن واقصة إىل العقبة وفيها آبار ومنزل تسعة وعشرون ميال واقصة وفيها برك وآبار أربعة ومن العقبة إىل القاع أربعة وعشرون ميال ومن القاع إىل زبالة وهي عامرة كثرية األهل أربعة وعشرون ميال

عشرون ومن زبالة إىل الشقوق وفيها برك مثانية عشر ميال ومن الشقوق إىل قرب العبادي وفيها برك تسعة وميال ومن قرب العبادي إىل الثعلبية تسعة وعشرون ميال ومن الثعلبية إىل اخلزميية وهبا ضيق يف املاء ثالثة

وثالثون ميال واخلزميية مدينة عليها سور وهبا منرب ومحام وبرك ومسيت اخلزميية ألن خزمية حري فيها سواين فر أربعة وعشرون ميال ومن األجفر إىل فيد وهي وكانت تسمى زرود ورملها أمحر ومن اخلزميية إىل األج

منزل العامل وفيها قناة وزروع ومنرب ستة وثالثون ميال ومن فيد إىل ثوز وفيها برك وآبار وحصن بناه أبو دلف ثالثة وثالثون ميال ومن ثوز إىل مسرياء وفيها برك ستة عشر ميال ومن مسرياء إىل احلاجز وفيها برك

ن وآبار ثالثة وعشروميال ومن احلاجز إىل معدن النقرة وفيها آبار وبرك سبعة وعشرون ميال ومن النقرة إىل مغيثة املاوان سبعة

وعشرون ميال ومن مغيثة إىل الربدة وماؤها كثري وفيها منرب أربعة وعشرون ميال ومن الربذة إىل معدن بين العمق ستة وعشرون ميال ومن العمق إىل سليم وفيها آبار وبرك تسعة عشر ميال ومن معدن بين سليم إىل

أفياعية وهي قليلة املاء اثنان وثالثون ميال ومن أفياعية إىل املسلح وهي كثرية املاء أربعة وثالثون ميال ومن املسلح إىل الغمرة وهي كثرية املاء ومنها يعدل إىل اليمن مثانية عشر ميال ومن الغمرة إىل ذات عرق وهي

ا يقع اإلحرام ستة وعشرون ميال كثرية املاء ومنهفإن رجعنا إىل النقرة فمن النقرة إىل العسيلة وهي ضيقة املاء ستة وأربعون ميال ومن العسيلة إىل بطن النخل

وهي كثرية املاء والنخل ستة وثالثون ميال ومن بطن النخل إىل الطرف اثنان وعشرون ميال ومن الطرف إىل املدينة مخسة وثالثون ميال

وأما الطريق من املدينة إىل مكة فمن املدينة إىل الشجرة وفيها آبار وبرك وليست مبنزل ولكنها منها يقع اإلحرام ستة أميال ومن الشجرة إىل ملل وهبا آبار اثنا عشر ميال ومن ملل إىل السيالة وهبا ماء وتباع هبا

ا أحساء أربعة وثالثون ميال ومن الرويثة إىل الشواهني والصقور تسعة عشر ميال ومن السيالة إىل الرويثة وهب

Page 22: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

السقيا وهبا شجر وماء جار ستة وثالثون ميال ومن السقيا إىل األبواء وفيها آبار ومزارع تسعة وعشرون ميال ومن األبواء إىل احلجفة وهبا آبار وهي فرضة البحر سبعة وعشرون ميال ومن احلجفة

عشرون ميال ومن قديد إىل عسفان وهبا آبار أربعة وعشرون ميال ومن إىل قديد وهبا آبار ملاء السبيل ستة وعسفان إىل بطن مر وهبا خنل وزرع وبركة جيري إليها املاء من جبل ستة عشر ميال وبطن مر قرية عظيمة

كثرية األهل واملنازل وعلى أربعة أميال منها قرب ميمونة زوجة النيب وعلى ستة أميال من ذلك مسجد إىل مكة ستة أميال ومنها حيرم أهل مكة وهو حد احلرم فمن بطن مر إىل مكة ستة عشر ميال عائشة مث

ومن مكة طريق الطائف ثالث مراحل ومن مكة إىل بئر ابن املرتفع ومن بئر ابن املرتفع إىل قرن املنازل قرية عرفات مث جيوز منها إىل حيرم أهل اليمن يعدل منها إىل الطائف مينة ومن خيرج من مكة يريد الطائف يأيت

بطن نعمان جبال يقال له نعمان السحاب ألن السحاب أبدا عليه مث يصعد منه عقبة فإذا استوى عليها الصاعد أشرف على الطائف مث ينحدر ويصعد أيضا عقبة خفيفة تسمى تنعيم الطائف

ع الربيد ومنقسم القوافل وليس ومن الغمرة تعدل إىل اليمن فمن الغمرة إىل اجلدد اثنا عشر ميال وهو موض فيه إال بئر واحدة وخنل وزرع تستقي منها اإلبل وهي موضع يسر موىل عثمان بن عفان ومن

اجلدد إىل الفتق ومن الفتق إىل تربة وهي قرية عظيمة هبا عيون جارية وزروع وهي قرية خالصة موالة يد يف الصحراء وفيه ماء عذب من بئرين ومن املهدي ومن تربة إىل صفر وهي منزل فيه داران لصاحب الرب

صفر إىل كرا منزل فيه خنل وعني عذبة وليس إال منزل صاحب الربيد ومنزل القوافل وهو يف بطن واد كثري النخل ومن كرا إىل رنية منزل يف صحراء وخنل كثري وعني عظيمة عذبة والعمران حوهلا على دعوة

ة األهل مضرية لقيس وفيها منرب وعيون وآبار ومن تبالة إىل بيشة قرية ومن رنية إىل تبالة قرية عظيمة كثريعظيمة كثرية األهل يف بطن الوادي ظاهرة املاء من عيون وآبار مضرية قيسية ومن بيشة إىل جسداء منزل

أعراب من قيس ومن جسداء إىل بنات حرم قرية عظيمة فيها منازل كثرية وزروع واملاء من عني وبئر ن بنات حرم إىل مسيص منزل يف صحراء فيه بئر واحدة عذبة وليس به أهل وحوله أعراب من عذبة وم

خثعم وبينها وبني جرش حنو أربعة عشر ميال ومنه إىل كثبة قرية عظيمة ومنازل وقصور وآبار يف صحراء فل وهو يف بالد زبيد بينها وبني جرش مثانية أميال ومن كثبة إىل الثجة موضع الربيد وفيه بئر ماء تنزله القوا

وحوله أعراهبم ومن الثجة إىل شروم راح وهي قرية عظيمة يف صحراء فيها عيون كثرية الكروم فيها فخذ من مهدان يقال هلم جنب ومن شروم راح إىل املهجرة وهي قرية عظيمة جبلية كثرية العيون واألهل وفيما

بينها وبني شروم راح شجرة حد ما بني اليمن واحلجاز وهي شجرة تشبه شجرة الغرب إال أهنا شجرة تسمى طلحة امللك وهذه ال

أعظم وكان النيب حجز هبا بني اليمن ومكة ومن املهجرة إىل عرفة منزل يف جبل فيه أعراب من خوالن واملاء فيه رمبا قل ورمبا كثر وهي أول عمل اليمن وإىل عمل صعدة ومن عرفة إىل صعدة وهي قرية عظيمة

ومسجد وجتار كثري وهبا يعمل دباغ اليمن من األدم والنعال وأكثر جتارهم من أهل البصرة فيها منربوطريق منها للبصريني يرجع إىل الركيبة مث إىل صعدة ولصعدة خماليف وهي كثرية القرى ومن صعدة إىل

ومن األعمشية منزل يف جبل ليس فيه أهل وماؤهم من عني صغرية حتت شجرة وحوله حي من مهدان

Page 23: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

األعمشية إىل خيوان قرية عظيمة فيها جامع ومنرب وأهل كثري وفيها كروم يوصف بكرب العناقيد جبلية واملاء من السماء وأهلها من بكيل ومن خيوان إىل أثافت وهي قرية عظيمة فيها منرب وأهلها جشميون وسوقها

إىل ريدة قرية عظيمة فيها منرب وهي يقوم يوم اجلمعة وفيها زروع وكرم وماء الشرب من بركة ومن أثافت كثرية األهل والكروم والزروع والعيون والكأل يف بطن واد وعملها فيه خماليف ومن ريدة إىل صنعاء قصبة

اليمن وهذا الطريق هو الذي عليه األميال وهو طريق العوامل والعمال وان رجل من يريد مكة إىل بئر ومن بئر احلذاء إىل قرية عظيمة عامرة وهي اليت حيرم منها أهل اليمن احلذاء منزل ليس فيه إال بئر واحدة

وماؤها واد جرار وهي قرشية تسمى قرن مث من قرن فنواصل الطريق وقد كتبنا الطريق من الكوفة إىل مكة ج مث إىل فأما من البصرة احلفري مث إىل ماويه مث إىل ذات العشر مث إىل الينسوعة مث إىل السمينة مث إىل النبا

العوسجة مث إىل القريتني مث إىل رامة ومن النباج طريق إىل النقرة ومن رامة إىل إمرة مث إىل ضرية مث إىل جديلة مث إىل فلجة مث إىل الدفينة مث إىل قباء مث إىل مران مث إىل وجرة مث إىل أوطلس مث إىل ذات عرق مث إىل فلجة مث

إىل مكة إىل الربيبة مث إىل بستان ابن عامر مثفأما من مصر إىل مكة فمنازهلا على التوايل على ما نصفه الفسطاط اجلب البويب منزل ابن بندقة عجرون الربيبة الكرسي احلفر منزل أيلة شرف ذي النمل مدين األغراء منزل الكالبة شعب بين السرحتني البيضاء

وادي القرى الرحيبة ذو املروة السويداء خشب املدينة من أخذ على طريق الساحل فإذا صار إىل شرق ذي النمل صار إىل الصال مث إىل البنك مث إىل ضبة مث فأما

إىل عوتيد مث إىل الرحبة مث إىل منخوس مث إىل التحرمي مث إىل األحساء مث إىل ينبع مث إىل مسئوالن مث إىل اجلار ومن اجلار إىل املدينة مسرية يومني

نازل منها إىل ذات املنازل مث سرغ مث تبوك مث احملدثة مث األقرع مث اجلنينة مث فأما من دمشق إىل مكة فامل احلجر مث وادي القرى مث املدينة

وأما الطريق من اليمامة إىل مكة فمنها إىل القريض وإىل حديقة وإىل السيح وإىل الثنية العقاء وإىل سقرياء من طريق البصرة ومن اليمامة طريق آخر إىل مانص وباحة وإىل السد وإىل مرارة وإىل سويقة وإىل القريتني

الزلف منزل مصاة أهل اجلوف ماوية من طريق البصرة وأما من صنعاء إىل مكة على املنازل فمنها إىل الرحابة مث إىل قرية رافدة مث خيوان مث إىل صعدة مث النضح مث

تبالة مث رينة مث الزعراء مث صفر مث الفتق مث القصبة مث الثجة مث كثبة مث بنات حرم مث جسداء مث بيشة مث بستان ابن عامر مث مكة

وأما من خمالف خوالن إىل مكة فمنه إىل ذي سحيم مث القريتني مث بيشة مث ضنكان مث حلى مث بيشة ابن جاوان مث عليب مث الليث مث منزل مث يلملم مث ملكان مث مكة

املنازل فرق عركالن ساحل مناة بالد الشحر خماليف كندة وأما من عمان إىل مكة فعلى طريق الساحلخماليف عبد اهللا بن مذحج خمالف حلج أبني عدن مغاص اللؤلؤ خمالف بين جميد املنجلة خمالف الركب

املندب خمالف ربيع زبيد خمالف عك احلردة خمالف احلكم عثر ريق اجلادة املخاليف ومن أراد الساحل أخذ فمن أراد طريق اجلادة أخذ من عثر إىل القريتني مث جاز على ط

Page 24: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

من عثر إىل مرسى ضنكان مث مرسى حلي مث السرين مث أغيار مث اهلرجان مث الشعيبة مث منزل مث جدة مث مكة وأما من أراد الطريق من اليمامة إىل البصرة فمنازل الطريق النباك سليمة منزل جب التراب ثالثة منازل

ثة منازل كاظمة ومنزل البصرة الصمان طخفة القرعاء ثالواملنازل من اليمامة إىل اليمن اخلرج نبعة اجملازة املعدن الشفق الثور الفلج الصفا بئر اآلبار جنران احلمى برانس مريع املهجرة السبخة وهي بني قطر والعقري ساحل هجر محض مسيلحة القرنتني حسان خليجة

دوثة عبادان املعرس عثمان البعد الزابوقة عرفجا احلوإذ قد ذكرنا الطريق إىل مكة من كل جهة واتبعنا ذلك بالطريق إىل أكناف اجلنوب مثل اليمن وما يتصل هبا من اليمامة وعمان والبحرين وما يقرب من تلك اجلهات فلنتبع ذلك بالطريق إىل ما تنحرف إليه تلك

وسجستان وما واالها اجلهات من نواحي املشرق وهي األحواز وفارس وأصبهان وكرمانولنبدأ مبدينة السالم فمنها إىل كلواذي فرسخان وإىل املدائن مخسة فراسخ وإىل سيب بين كوما سبعة

فراسخ وإىل النعمانية أربعة فراسخ وإىل جبل مخسة فراسخ وإىل هنر سابس سبعة فراسخ وإىل فم الصلح ينة السالم مخسون فرسخا مخسة فراسخ وإىل واسط سبعة فراسخ فذلك من واسط إىل مد

ومن واسط إىل الرصافة عشرة فراسخ وإىل القطر اثنا عشر فرسخا وإىل هنر معقل ستة فراسخ وإىل مدينة البصرة أربعة فراسخ فذلك من واسط إىل البصرة مخسون فرسخا

هدي على ومن البصرة إىل األبلة أربعة فراسخ ومن األبلة إىل بيان مخسة فراسخ ومن بيان إىل حصن مالظهر ستة فراسخ ويف املاء على هنر اجلديد مثانية فراسخ ومن حصن مهدي إىل سوق األربعاء أربعة فراسخ

ومن سوق األربعاء إىل احملول ستة فراسخ ومن احملول إىل دوالب مثانية فراسخ ومن دوالت إىل سوق ا األحواز فرسخان فذلك من البصرة إىل سوق األحواز ستة وثالثون فرسخ

ومن سوق األحواز إىل حويرول فرسخان ومن حويرول إىل أزم أربعة فراسخ ومن أزم إىل سنابك أربعة فراسخ ومن سنابك إىل قرية احلبارى ثالثة فراسخ ومن قرية احلبارى إىل العني ثالثة فراسخ ومن العني إىل

ي امللح إىل الزط فرسخان ومن رامهرمز أربعة فراسخ ومن رامهرمز إىل وادي امللح أربعة فراسخ ومن وادالزط إىل خابران ثالثة فراسخ ومن خابران إىل املستراح فرسخان ومن املستراخ إىل دهليزان فرسخان ومن

دهليزان إىل كبارستان ثالثة فراسخ ومن كبارستان إىل سنابل ثالثة فراسخ ومن نسابل إىل أرجان مخسة سخ ومن داسني إىل بندق ستة فراسخ ومن بندق خان محاد فراسخ ومن مدينة أرجان إىل داسني سبعة فرا

ستة فراسخ ومن خان محاد إىل أمران تسعة فراسخ ومن أمران إىل النوبندجان ستة فراسخ ومن النوبندجان إىل الكركان مخسة فراسخ ومن الكركان إىل اخلرارة مخسة فراسخ ومن اخلرارة إىل خالن مخسة فراسخ

ة فراسخ ومن جومي إىل شرياز مخسة فراسخ فذلك من األحواز إىل شرياز مائة ومن خالن إىل جومي أربع فرسخ وفرسخان

ومن شرياز إىل اصطخر اثنا عشر فرسخا ومن اصطخر إىل زياد أباد مثانية فراسخ ومن زياد أباد إىل ىل قرية اآلس جوبانان أربعة فراسخ ومن جوبانان إىل قرية عبد الرمحن ستة فراسخ ومن قرية عبد الرمحن إ

سبعة فراسخ ومن قرية اآلس إىل صاهك ستة فراسخ ومن صاهك إىل سرمقان تسعة فراسخ ومن سرمقان

Page 25: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

إىل بشتخم عشرة فراسخ ومن بشتخم إىل بيمند عشرة فراسخ ومن بيمند إىل السريجان قصبة كرمان أربعة فراسخ فذلك من شرياز إىل السريجان ستة وسبعون فرسخا

ىل قهستان ستة فراسخ ومن قهستان إىل رباط كومج مثانية فراسخ ومن رباط كومخ إىل ومن السريجان إ ساهوي ستة فراسخ ومن ساهوي إىل أمسري أربعة فراسخ ومن أمسري إىل خناب ستة

فراسخ ومن خناب إىل غبريا أربعة فراسخ ومن غبريا إىل كورم مثانية فراسخ ومن كورم إىل كشك مثانية ىل رائني عشرة فراسخ ومن رائني إىل دارجني مثانية فراسخ ومن دارجني إىل مب اثنا فراسخ ومن كشك إ

عشر فرسخا ومن مب إىل نرماشري واملفازة مثانية فراسخ ومن نرماشري إىل سجستان ثالثة فراسخ فذلك من ادة السريجان قصبة كرمان إىل املفازة مائة ومثانية ومثانون فرسخا إىل سجستان يف املفازة واجل

ومن أراد من شرياز إىل أصبهان فمنها إىل نيسابور سبعة فراسخ ومن نيسابور إىل مائني سبعة فراسخ ومن مائني إىل عقبة كيسا ثالثة فراسخ ومن العقبة إىل خوسكان سبعة فراسخ ومن خوسكان إىل قصراين مخسة

ة فراسخ ومن خوارش إىل فراسخ ومن قصراين إىل اصطخران سبعة فراسخ ومن اصطخران إىل خوارش ست سراي

ماس ومروة أربعة فراسخ ومن ماس ومروة إىل كرو سبعة فراسخ ومن كرو إىل اخلان تسعة فراسخ ومن اخلان إىل أصبهان سبعة فراسخ فذلك من شرياز إىل أصبهان سبعون فرسخا

راسخ مث إىل امليانج ومن أراد أن يأخذ األحواز إىل أصبهان فمن سوق األحواز إىل عسكر مكرم مثانية فسبعة فراسخ ومن امليانج إىل إيذج ثالثة فراسخ ومن إيذج إىل بربابل أربعة فراسخ ومن بربابل إىل رستاكرد

وهو حصن يف عقبة سبعة فراسخ مث إىل شليل مخسة فراسخ ومن شليل إىل خوزستان تسعة فراسخ ومن إىل كريركان سبعة فراسخ ومن كريركان إىل خوزستان إىل أرهبشت آباذ أربعة فراسخ ومن أرهبشت آباذ

بابكان سبعة فراسخ ومن بابكان إىل اخلان سبعة فراسخ ومن اخلان إىل مدينة أصبهان سبعة فراسخ فذلك من األهواز إىل أصبهان مخسة ومثانون فرسخا على طريق إيذج

الطرق إىل أصبهان وفارس وإذ قد ذكرنا الطريق إىل األحواز وفارس وكرمان وسجستان وما يلي ذلك منفلنعد نذكر الطرق فلنبتدأ بذكر الطرق إىل سائر كور املشرق ونواحيه ولنبتدأ بذلك من مدينة السالم أيضا فمنها إىل النهروان أربعة فراسخ ومن النهروان إىل دير تارما أربعة فراسخ ومن دير تارما إىل الدسكرة مثانية

عة فراسخ ومن جلوالء إىل خانقني تسعة فراسخ فراسخ ومن الدسكرة إىل جلوالء سبومن خانقني إىل قصر شريين سبعة فراسخ ومن قصر شريين إىل حلوان مخسة فراسخ فذلك من مدينة

السالم إىل حلوان أحد وأربعون فرسخا ومن حلوان إىل ماذرو استان أربعة فراسخ ومن ماذرو استان إىل إىل قصر يزيد أربعة فراسخ ومن قصر يزيد إىل الزبيدية ستة مرج القلعة ستة فراسخ ومن مرج القلعة

فراسخ ومن الزبيدية إىل خشكاريش ثالثة فراسخ ومن خشكاريش إىل قصر عمرو أربعة فراسخ من قصر عمرو إىل قرميسني ثالثة فراسخ فذلك من قرميسني إىل حلوان ثالثون فرسخا

طرة مرمي إىل حمسبة أربعة فراسخ ومن حمسبة إىل قصر ومن قرميسني إىل قنطرة مرمي مخسة فراسخ ومن قناللصوص ستة فراسخ ومن قصر اللصوص إىل أسد آباذ سبعة فراسخ ومن أسد آباذ إىل الزعفرانية ستة

Page 26: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

فراسخ ومن الزعفرانية إىل مدينة مهذان ثالثة فراسخ فذلك من قرميسني إىل مدينة مهذان أحد وثالثون فرسخا

قرميسني إىل هناوند أخذ من قرميسني إىل الدكان سبعة فراسخ ومن الدكان إىل قصر ومن أراد الطريق من اللصوص تسعة فراسخ ومن قصر اللصوص إىل كحراس مخسة فراسخ ومن كحراس إىل هناوند أربعة

فراسخ فذلك من قرميسني إىل هناوند مخسة وعشرون فرسخا ه ستة فراسخ ومن راكاه إىل الدمين مخسة فراسخ ومن ومن أراد من هناوند إىل مهذان فمن هناوند إىل راكا

الدمين إىل مهذان سبعة فراسخ فذلك من هناوند إىل مهذان مثانية عشر فرسخا ومن أراد من هناوند إىل الكرج وهي قصبة اإليغارين فمن هناوند إىل راكاه ستة فراسخ ومن راكاه إىل

فراسخ فذلك من هناوند إىل الكرج تسعة عشر فرسخا جوارب مثانية فراسخ ومن جوارب إىل الكرج مخسة فمن احتاج إىل أن يعرف الطريق من مهذان إىل اإليغارين وقصبتها الكرج فمن مهذان إىل طاسفندين مخسة

فراسخ ومن طاسفندين إىل حوار سبعة فراسخ ومن حوار إىل الكرج مخسة فراسخ فذلك من مهذان إىل ان إىل الكرج على رستاق سواة من مهذان إىل جور مخسة فراسخ ومن الكرج سبعة عشر فرسخا ومن مهذ

جور إىل خنداذ سبعة فراسخ ومن خنداذ إىل السعان تسعة فراسخ ومن السعان إىل الكرج تسعة فراسخ فذلك على هذا الطريق مثانية وعشرون فرسخا

باذ إىل أبقيسة سبعة فراسخ ومن أراد أصبهان من الكرج فمن الكرج إىل خرماباذ سبعة فراسخ ومن خرما ومن أبقيسة إىل جرباذقاق ستة فراسخ ومن جرباذقاق إىل قنوران مثانية فراسخ ومن

قنوران إىل مرج وزهر تسعة فراسخ ومن مرج وزهر إىل املازبني أربعة فراسخ ومن املازبني إىل أزمريان اثنا كرج إىل أصبهان أربعة ومخسون فرسخا عشر فرسخا ومن أزمريان إىل أصبهان ثالثة فراسخ فذلك من ال

مث نرجع إىل مهذان والطريق منها إىل سائر أكناف املشرق فمن مهذان إىل درنوا مخسة فراسخ ومن درنوا إىل بوزجنرد مخسة فراسخ ومن بوزجنرد إىل زره أربعة فراسخ ومن زره إىل طزرة أربعة فراسخ ومن طزرة إىل

ورة إىل روذة وبوستة ثالثة فراسخ ومن روذة وبوستة إىل داود آباذ أربعة األساورة أربعة فراسخ ومن األسافراسخ ومن داود آباذ إىل سوسنقني ثالثة فراسخ ومن سوسنقني إىل دروذ أربعة فراسخ ومن دروذ إىل

ساوة مخسة فراسخ ومن ساوة إىل مشكويه مثانية فراسخ ومن مشكويه إىل قسطانة مثانية فراسخ ومن الري سبعة فراسخ فذلك من مهذان إىل الري أربعة وستون فرسخا قسطانة إىل

ومن الري إىل مفضال باذ أربعة فراسخ ومن مفضال باذ إىل افريذين ستة فراسخ ومن افريذين إىل كاسب مثانية فراسخ ومن كاسب إىل خوار ستة فراسخ ومن خوار إىل قصر امللح سبعة فراسخ ومن قصر امللح إىل

عة فراسخ ومن رأس الكلب إىل سرخ أربعة فراسخ ومن سرخ إىل مسنان أربعة فراسخ ومن رأس الكلب سبمسنان إىل آخرين تسعة فراسخ ومن آخرين إىل قرية داية أربعة فراسخ ومن قرية داية إىل قومس أربعة ىل فراسخ ومن قومس إىل احلدادة سبعة فراسخ ومن احلدادة إىل كوزستان أربعة فراسخ ومن كوزستان إ

بذش ثالثة فراسخ ومن بذش إىل ميمند اثنا عشر فرسخا ومن ميمند إىل هفتدر سبعة فراسخ ومن هفتدر إىل أسد آباذ تسعة فراسخ ومن أسد آباذ إىل هبمنا باذ ستة فراسخ ومن هبمنا باذ إىل النوق ستة فراسخ ومن

Page 27: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

اسخ ومن حسينا باذ إىل النوق إىل خسرو جرد ستة فراسخ ومن خسرو جرد إىل حسينا باذ أربعة فر سنكردر مخسة فراسخ ومن سنكردر إىل بيشكند مخسة فراسخ ومن بيشكند إىل

نيسابور مخسة فراسخ فذلك من الري إىل نيسابور مائة وأربعون فرسخا ومن نيسابور إىل فغيس أربعة فراسخ ومن فغيس إىل احلمراء ستة فراسخ ومن احلمراء إىل املثقب من طوس

خ ومن املثقب إىل النوقان مخسة فراسخ ومن النوقان إىل مزدوران العقبة ستة فراسخ ومن مخسة فراسمزدوران العقبة إىل أوكينة مثانية فراسخ ومن أوكينة إىل مدينة سرخس ستة فراسخ ومن سرخس إىل قصر

ة ستة فراسخ النجار ثالثة فراسخ ومن قصر النجار إىل أشتر مغاك مخسة فراسخ ومن أشتر مغاك إىل تلستانومن تلستانة إىل الراندانقان ستة فراسخ ومن الراندانقان إىل منوجرد مخسة فراسخ ومن منوجرد إىل مدينة

مرو مخسة فراسخ فذلك من نيسابور إىل مرو سبعون فرسخا و ومن مدينة مرو طريقان إحدامها إىل ناحية الشاش وبالد الترك واآلخر إىل ناحية طخارستان فمن مدينة مر

إىل كشماهن وهي قرية عظيمة على طريق املفازة متصلة بالغز مخسة فراسخ ومن كشماهن إىل الديوان وهبا سكة ستة فراسخ ومن الديوان إىل الطهملج موضع سكة فرسخان ومن الطهملج إىل املنصف موضع سكة

ئر عثمان موضع سكة أربعة فراسخ ومن املنصف إىل االحساء موضع سكة مثانية فراسخ ومن االحساء إىل بثالثة فراسخ ومن بئر عثمان إىل العقري موضع سكة ثالثة فراسخ ومن العقري إىل مدينة آمل مخسة فراسخ

فذلك من مرو إىل آمل ستة وثالثون فرسخا ومن مدينة آمل إىل شط هنر بلخ فرسخ ومن املوضع الذي عرب العابر منه إىل قرية تدعى قرية علي فرسخ

يف املفازة إىل حصن أم جعفر ستة فراسخ ومن حصن أم جعفر إىل أن خيرج املفازة إىل بيكند ومن قرية عليستة فراسخ ومن بيكند إىل باب حائط خبارا فرسخان ومن الباب إىل قرية تدعى ماستني فرسخ ونصف ومن

ماستني إىل خبارا مخسة فراسخ فذلك من آمل إىل مدينة خبارا اثنان وعشرون فرسخا ونصف ومن مدينة خبارا إىل شرغ أربعة فراسخ ومن الشرغ إىل الطواويس ثالثة فراسخ ومن الطواويس إىل كوك

ثالثة فراسخ وذلك قرية جرد منها ملك الترك للغارات وما يلي اجلنوب من هذا املوضع جبال إىل بالد راسخ ومن أربنجن إىل الصني ومن كرمينية إىل الدبوسية مخسة فراسخ ومن الدبوسية إىل أربنجن مخسة ف

زرمان ستة فراسخ ومن زرمان إىل قصر علقمة مخسة فراسخ ومن قصر علقمة إىل مدينة مسرقند فرسخان فذلك من مدينة خبارا إىل مسرقند سبعة وثالثون فرسخا

ومن مسرقند إىل باركت أربعة فراسخ ومن باركت إىل خشوفغن يف مفازة قطوان أربعة فراسخ ومن فورمنذ وهي جبال مخسة فراسخ ومن فورمنذ إىل زامني يف مفازة أربعة فراسخ وزامني هذه خشوفغن إىل

مفرق الطريقني إىل شاش وطريق إىل فرغانة فأما طريق شاش فمن زامني إىل خاوص يف مفازة ستة فراسخ ومن خاوص إىل هنر الشاش مخسة فراسخ وإذا

راسخ ومن بناكت على هنر ترك فإذا عرب ترك عرب النهر فمن منزل على الشط إىل بناكت أربعة ف فستوركث على اليسار ومن ستوركث إىل بنونكت ثالثة فراسخ ومن بنونكت إىل مدينة الشاش فرسخان ومن مدينة الشاش إىل معسكر داخل احلائط فرسخان ومنه إىل منركرد مخسة فراسخ ومن منركرد يف مفازة

Page 28: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

إىل شاواب يف مفازة فيها هنران عظيمان يسمى أحدمها ماوا إىل اسبيجاب أربعة فراسخ ومن اسبيجاب واآلخر يورن أربعة فراسخ ومن شاواب إىل بدوخكت يف ركوات أربعة فراسخ ومن بدوخكت إىل متتاج يف ركوات ومتتاج هذه يف مفازة فيها هنر عظيم وقصباء مخسة فراسخ ومن متتاج إىل أبارجاج يف ركوات

ه تل عظيم حوله ألف عني ماء جتتمع يف هنر واحد جيري إىل املشرق يسمى بذلك أربعة فراسخ وأبارجاج هذ بركوآب

وتفسريه ماء مقلوب ألن جريته من أسفل إىل فوق ومن أبارجاج إىل منزلة ستة فراسخ على بركوآب وهذا وتنزل مينة النهر على حافتيه مجيعا آجام وطرفاء وغياض صيدها دراج سود ومن هذا املنزل تعرب هذا النهر

فمن املعربة إىل شاوغرا عن جبل حجر مسان ثالثة فراسخ ومن شاوغرا إىل جويكت يف الربية ال عمران هبا فرسخان ومن جويكت إىل مدينة طراز يف كالء وعمران فرسخان

ومن مدينة طراز إىل نوشجان السفلى إىل كصرى باش يف جبال عن ميينها فرسخان وعن يسارهم قم وهي وهي أول اخلرخلية وقم بني طوار وكوالن ناحية الشمال وخلف قم مفازة رمال وخضى وفيه أفاعي جرمة

إىل حد كيماك فرسخان ومن كصري باش إىل كول شوب وهي على صفة كصري باش ومبن ميينها جبل فيه فاكهة كثرية ورطاب وبقول جبلية أربعة فراسخ ومن كول شوب إىل

فراسخ فذلك من مدينة طراز إىل كوالن أربعة عشر فرسخا يف مفازة تسمى كوالن على تلك الضفة أربعة كوالن وصفتها ما تقدم ومن كوالن إىل قرية بركي غناء أربعة فراسخ ومن بركي إىل أسربة على صفة مفازة كوالن أربعة فراسخ ومن أسربة إىل نوزكت قرية عظيمة مثانية فراسخ ومن نوزكت إىل خرجنوان

مة أربعة فراسخ ومن خرجنوان إىل جول وهي قرية عظيمة أربعة فراسخ ومن جول إىل سارغ وهي قرية عظيوهي قرية عظيمة سبعة فراسخ ومن سارغ إىل قرية خاقان التركي أربعة فراسخ ومن قرية خاقان التركي إىل

ة كرمراد فرسخان ومن كرمراد إىل مدينة نواكت فرسخان ومن مدينة نواكت إىل بنجيكت وهي قريعظيمة واىل جنبها قرية فرسخان ونواكت هذه هي مدينة كبرية ومنها طريق إىل نوشجان يدعى بركب

فرسخ ومن ينجيكبت إىل سوياب وبوسار قريتان إحدامها تسمى كبال واألخرى ساغور كبال ومن ساغور كبال إىل نوشجان مخسة عشر يوما وبريد الترك مسرية

لصني على سري القوافل يف املرعى واملياه ثالثة أيام وهو األعلى وهو حد امث نرجع إىل مسرقند وقد ذكرنا أن على ثالثة مراحل منها مفرق طريقني أحدمها إىل شاش واآلخر إىل فرغانة

وقد أتينا على وصف طريق الشاش إىل حدود الصني فلنأخذ يف طريق فرغانة فأول هذا الطريق زامني يف زامني إىل ساباط قرية عظيمة منها طريقان أحدمها إىل فرغانة فرسخان ومن مفازة مسرقند إىل فرغانة فمن

ساباط إىل ركند قرية عظيمة ثالثة فراسخ ومن ركند إىل غلوك إنذار وهي قرية بني قرى عظيمة ثالثة فراسخ ومن غلوك إنذار إىل خجندة على هنر الشاش أربعة فراسخ ومن هذه املدينة مفرق الطريقني أحدمها

فرغانة واآلخر إىل شاش إىل معدن الفضة وطريق فرغانة من خجندة إىل قرية تدعى صامغار وهي عظيمة إىليف برية مخسة فراسخ ومن صامغار إىل خاجستان وهي موضع مسلحة وفيه حصن وهناك مالحة كبرية فيها

ن خاجستان إىل ملح شاش وخجندة وغريمها ومن جانب منه جبل يتصل جببل معدن الفضة أربعة فراسخ وم

Page 29: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

قرية تدعى ترمقان ستة فراسخ ومن ترمقان إىل باب وهي مدينة عظيمة من مدائن فرغانة ثالثة فراسخ ومن باب إىل مدينة فرغانة وهي

تدعى أخسيكت أربعة فراسخ فذلك من مسرقند إىل فرغانة مخسة وثالثون فرسخا سبعة فراسخ وهذه الفراسخ منه فرسخان يف مث نرجع إىل مفرق الطريقني من ساباط إىل مدينة شروسنة

السهل مث الوادي والقرى فوق ظهر اجلبل مينة ويسرة واملسرية يف استقبال املاء وجيري يف الطريقني وقد جاء من املدينة

مث نرجع إىل مفرق الطريقني من جهة خجندة فنأخذ يف طريق معدن الفضة بشاش فمن مدينة خجندة هذه إىل خربة عندها عني يقال هلا موضع املرصد ومن اخلربة إىل قصر موهنان على فم وادي يف النهر مث املسري

معدن الفضة فرسخان مث لنرجع إىل مدينة شاش لنبني السري منها يف طريق فرغانة فمن مدينة شاش إىل معدن الفضة سبعة فراسخ

على هنر شاش بقرب القرى ومن ومن معدن الفضة إىل خاجستان مثانية فراسخ ومن خاجستان إىل ترمقانترمقان إىل باب ثالثة فراسخ وباب مدينة عظيمة من مدائن فرغانة كثرية اخلري على هنر شاش وكان الناس

ال ينزلون ترمقان لشدة اخلوف من الترك وكانوا يقطعون هذه الفراسخ يف يوم وليلة والثاين ينزلوهنا من ا وهي ميمنة عشرة فراسخ ومن قبا إىل أوش وهي قرية عظيمة ترمقان إىل أخسيكت مدينة فرغانة إىل قب

سبعة فراسخ ومن أوش إىل بوزكند مدينة خورتكني الدهقان سبعة فراسخ ومن بوزكند إىل العقبة والطريق إىل العقبة بني القرى متصلة متقاربة

عقبة إىل أطباش يف جبال خبورتكني الدهقان وهي مرتفعة صعبة إذا وقعت الثلوج مل تسلك مسرية يوم ومن الفيها صعود وهبوط وأطباش هذه مدينة على عقبة مرتفعة وهي ما بني التبت وفرغانة ونوشجان مسرية يوم

ومن أطباش إىل نوشجان األعلى بعض الطريق يف جبال صغار والبعض يف كأل وعيون ال قرى فيها ومن قلما ينجون ست مراحل ومن نوشجان األعلى يسلك الطريق جبمل معه ما حيتاج إليه والسابلة يسلكونه و

إىل موضع تغزغر خاقان ملك التغزغر مسرية ستة أيام نرجع إىل طريق كيماك فيؤخذ من طواويس من طراز إىل قريتني يف موضع يقال هلا كواكت عامرتني كثرييت

معه طعامه فقط ألن األهل بني هذا املوضع إىل موضع ملك كيماك مسرية مثانني يوما للفارس املسرع حيمل مسريه يف صحارى واسعة كثرية الكأل والعيون وعامة الكألقت

مث نرجع إىل مرو فنبني الطريق منها إىل طخارستان ونواحيها فمن مدينة مرو إىل قرية تدعى فاز على طريق املفازة ستة فراسخ ومن فاز

وسط الوادي يف هذا املنزل خانات وسكة إىل مهدي آباذ ستة فراسخ ومن مهدي آباذ إىل حيىي آباذ منزل سبعة فراسخ ومن حيىي آباذ إىل القريتني وهذه القرية يف املفازة على شط الوادي على تل كبري أهلها جموس وكسبهم من كري محريهم يضربون عليها إىل األفاق يقال هلم يركون مخسة فراسخ ومن القريتني إىل أسد

ىل حوزان مخسة فراسخ ومن حوزان إىل قصر األحنف بن قيس قرية على آباذ سبعة فراسخ ومن أسد آباذ إالوادي تنسب إىل األحنف بن قيس أربعة فراسخ ومن قصر األحنف إىل مدينة مرو الروذ األعلى مخسة

Page 30: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

فراسخ مث جتاوز هذه املدينة حىت تنتهي إىل موضع يقال له قصر عمرو يف اجلبل على فم الشعب قدر فرسخ و الروذ إىل أرسكن مخسة فراسخ ومن أرسكن إىل األسراب وهي صغرية بيوهتا أسراب يف ومن مدينة مر

اجلبل على الطريق يف الشعب سبعة فراسخ ومن األسراب إىل كنجاباذ وهي قرية من كور الطالقان ستة فراسخ ومن كنجاباذ إىل الطالقان ستة فراسخ ومن الطالقان إىل كنجان قرية عظيمة بني جبلني مخسة

فراسخ ومن كنجان إىل أرغني قرية عامرة يف وادي مرو فرسخ مث يف عقبة ترابية ليست بصعبة وبعد ذلك يف اجلبل بعض الطريق حجارة ويف

العقبة عني حبجار وكله ليس بصعب أربعة فراسخ ومن أرغني إىل قصر خوط قرية عامرة يف صحراء كثرية خ ومن قصر خوط إىل مدينة الفارياب قدر فرسخني مث األهل وهي أول عمل كورة الفاريان مخسة فراس

املفازة اليت يقال هلا مفازة القاع وهي مخسة فراسخ ومن مدينة الفارياب إىل القاع يف املفازة أكثر من ذلك يف صعود وهبوط وهو سهل املنزل فيه خانات وآبار وهو من سلطان كورة اجلوزجان وهو يف صحراء تسعة

الشبورقان يف الربية وايقن مثوبه وهي كثرية األهل فيها منرب وهي من اجلوزبان تسعة فراسخ ومن القاع إىلفراسخ ومن الشبورقان إىل السدرة وهي من كورة بلخ ستة فراسخ كانت هذه املنزلة هو الدو وليس فيه

ستان وهي إال سكة الربيد وخانات فلما كانت سنة الزلزلة يف عني السدرة خبراسان يف نواحي مرو وطخارسنة ثالث ومائتني تفجرت من الزلزلة عني السدرة وصارت عينا كبرية وجرى ماؤها يف الربية وهي مفازة

تتصل مبرو وآمل والغالب عليها الرمال والقصباء وصار موضع الشجرة قرية فيها زروع كثرية وأشجار الدستجردة إىل الغور وهي قرية ومن السدرة إىل الدستجردة قرية كثرية املاء واألهل مخسة فراسخ ومن

عظيمة أربعة فراسخ ومن الغور إىل مدينة بلخ يف عمارة ثالثة فراسخ ومن مدينة بلخ إىل سياجرد قرية عظيمة مخسة

فراسخ ومن سياجرد إىل هنر بلخ جيحون يف مفازة سبعة فراسخ ومن مدينة الترمذ إىل روعان صرمنجان ة الترمذ وضرب السبور وهو على صخرة ومن صرمنجان إىل ستة فراسخ وهذا النهر من أصل مدين

دارزنكي قرية عامرة كثرية األهل ستة فراسخ ومن دارزنكي إىل قرية تدعى الصغانيان وهي عظيمة كثرية األهل سبعة فراسخ ومن مدينة الصغانيان إىل طريق الراشت مخسة فراسخ ومن مدينة الراشت إىل بونذا

ومن بونذا إىل مهوران قرية املسري إليها سبعة فراسخ ومن مهوران إىل أباكسوان قرية عظيمة ثالثة فراسخقرية عامرة مثانية فراسخ ومن أباكسوان إىل شومان مخسة فراسخ ومن شومان إىل واشجرد واملسري إليها يف

عمران أربعة فراسخ ومن واشجرد لنواحي وهي مما يلي فرغانة ومنها مدخل إىل الراشت وهي بني جبلني وراشت أقصى بلد خراسان من تلك ا

الترك للغارة مسرية أربعة أيام مث نرجع إىل مدينة بلخ والطريق منها إىل طخارستان العليا فمن مدينة بلخ إىل والري مخسة فراسخ ومن والري إىل سواحي ثالثة فراسخ ومن سواحي إىل مدينة خلم مث يف برية ثالثة فراسخ ومن مدينة خلم إىل

ار منزل يف املفازة ال ماء فيه إال من بئر ينزل إليها بدرجة سبعة فراسخ ومن هبار إىل بكبانول منزل يف هبمفازة مخسة فراسخ ومن بكبانول إىل قارض وهي قرية عامرة وهي بني صخور هنر بلخ على مثانية عشر

Page 31: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

فرسخا سبعة فراسخ واالها من اليمن وغريها واتبعنا ذلك مبا يتبعه من وإذا قد أتينا على ذلك الطريق واملسالك إىل مكة وما

الطرق إىل نواحي املشرق فلنتبع ذلك بذكر الطريق إىل نواحي الشمال وما والها فأول ذلك الطريق العادل إىل كورة أذربيجان فمن سن مسرية إىل الدينور مخسة فراسخ

ان ستة فراسخ ومن تل وان إىل سيسر ومن الدينور إىل اخلورجان تسعة فراسخ ومن اخلورجان إىل تل و سبعة فراسخ ومن سيسر طريقان طريق إىل البيلقان عشرة فراسخ ومن البيلقان إىل بوزة مثانية فراسخ

وأما طريق الشتاء فمن سيسر إىل أندراب أربعة فراسخ ومن أندراب إىل البيلقان مخسة فراسخ ومن البيلقان برخاست مثانية فراسخ ومن سابرخاست إىل املراغة سبعة فراسخ ومن إىل برزة ستة فراسخ ومن برزة إىل سا

املراغة إىل ده اخلرقات إحدى عشر فرسخا ومن ده اخلرقات إىل تربيز تسعة فراسخ ومن تربيز إىل مدينة مرند عشرة فراسخ ومن املراغة إىل كولسرة عشرة فراسخ ومن كولسرة إىل سراة عشرة فراسخ ومن

سة فراسخ ومن سراة إىل أردبيل مخسة فراسخ ومن أردبيل إىل خان بابك مثانية سراة إىل النري مخفراسخ ومن خان بابك إىل برزند ستة فراسخ ومن برزند إىل هبالب اثنا عشر فرسخا ومن أردبيل إىل

موقات أربعة فراسخ راسخ ومن جابروان فإن أريد إىل فريز من برزة فمنها إىل تفليس فرسخان ومن تفليس إىل جابروان ستة ف

إىل نريز أربعة فراسخ ومن نريز إىل أرمية أربعة عشر فرسخا ومن أرمية إىل سلماس ستة فراسخ ومن مرند إىل اخلان أربعة فراسخ ومن اخلان إىل خوى ستة فراسخ

ومن أراد أرمينية من هذا الطريق فمن مرند إىل السرى على الوادي عشرة فراسخ ومن الوادي إىل نشوى شرة فراسخ ومن نشوى إىل دبيل عشرون فرسخا ع

ومن أراد من ورثان إىل برذعة فمن ورثان إىل درمان ثالثة فراسخ مث البيلقان سبعة فراسخ مث إىل برذعة ثالثة فراسخ

مث لنأخذ يف تبيني الطريق من مدينة السالم إىل أكناف املغرب ونواحيه ونبدأ مبا ختم من ناحية الشمال لك وبني ما بدأنا به من املشرق إىل نواحي الشمال وليكن أول ذلك على املوصل فمن مدينة لنصل بني ذ

السالم إىل الربذان أربعة فراسخ ومن الربذان إىل عكربا مخسة فراسخ ومن عكربا إىل بامحشا ثالثة فراسخ خ إىل جبلتا سبعة ومن بامحشا إىل القادسية سبعة فراسخ ومن القادسية إىل الكرخ مخسة فراسخ ومن الكر

فراسخ ومن جبلتا إىل السوقانية مخسة فراسخ ومن السوقانية إىل بارما سبعة فراسخ ومن بارما إىل مدينة السن إىل احلديثة برية جيري يف وسطها الزاب الصغري اثنا عشر بلد فرسخا ومن احلديثة إىل طهمان سبعة فراسخ ومن طهمان إىل املوصل سبعة فراسخ ومن املوصل إىل

وهي مدينة سبعة فراسخ ومن بلد باعيناثا سبعة فراسخ ومن باعيناثا إىل برقعيد ستة فراسخ ومن برقعيد إىل أذرمة ستة فراسخ ومن أذرمة إىل تل فراشة ثالثة فراسخ ومن تل فراشة إىل نصيبني أربعة فراسخ ومن

ة ملا ذكرنا من الطرق من املشرق إليها نصيبني مفرق طريقني أحدمها ذات اليمني إىل نواحي الشمال املقارب واآلخر إىل سائر نواحي املغرب

Page 32: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

فليكن ما نبدأ به الطريق اليت تأخذ ذات اليمني من نصيبني إىل دارا مخسة فراسخ ومن دارا إىل كفرتوثا سبعة فراسخ ومن كفرتوثا إىل قصر بين نازع سبعة فراسخ ومن قصر بين نازع إىل آمد سبعة فراسخ

مد إىل ميافارقني ذات اليمني مخسة فراسخ ومن ميافارقني إىل أرزن وهي أيضا مدينة تتاخم أرمينية ومن آ سبعة فراسخ

والطريق إىل آمد إىل الرقة ذات الشمال منها إىل مشيشاط بقرب ثغور الروم سبعة فراسخ ومن مشيشاط إىل ألسواق ستة فراسخ ومن جرنان إىل تل جوفر مخسة فراسخ ومن تل جوفر إىل جرنان قرية آهلة كثرية ا

بامقرا وهبا سوق وأهلها قليل مخسة فراسخ ومن بامقرا إىل جالب وهي قرية غناء على هنر سبعة فراسخ ومن جالب إىل الرها وهي مدينة رومية يف سفح جبل أربعة فراسخ ومن الرها إىل حران وهي مدينة أربعة

من تل حمرا إىل باجروان وهي مدينة أربعة فراسخ ومن فراسخ ومن حران إىل تل حمرا أربعة فراسخ و باجروان إىل الرقة ثالثة فراسخ

أما الطريق من نصيبني إىل الرقة فمنها إىل دارا وهي مدينة يف سفح جبل مخسة فراسخ ومن دارا إىل كفر رود وهي مدينة فيها توثا سبعة فراسخ ومن كفر توثا إىل العرادة وهو منزل ثالثة فراسخ ومن العرادة إىل اجل

عيون أربعة فراسخ ومن اجلرود إىل حصن مسلمة قرية فيها صهريج ستة فراسخ ومن احلصن إىل باجروان سبعة فراسخ ومن باجروان إىل الرقة ثالثة فراسخ

فأما الطريق من بلد ذات الشمال قرقيسيا وسنجار وطريق الفرات فمن بلد إىل تل أعفر وهي قرية كبرية سخ ومن تل أعفر إىل سنجار وهي مدينة رومية مخسة فراسخ ومن سنجار إىل عني اجلبال مخسة مخسة فرا

فراسخ ومن عني اجلبال إىل سكري العباس بن حممد مدينة على اخلابور تسعة فراسخ ومن السكري إىل الغدين قيسيا وهي مدينة مخسة فراسخ ومن الغدين إىل ماكسني مدينة على اخلابور ستة فراسخ ومن ماكسني إىل قر

على الفرات واخلابور سبعة فراسخ أما الطريق من الرقة إىل الثغور فمن الرقة إىل عني الرومية ستة فراسخ إىل تل عبدا سبعة فراسخ ومن تل عبدا إىل سروج ستة فراسخ ومن سروج إىل املزينة ستة فراسخ ومن املزينة إىل مسسياط وهي مدينة على

شامي ستة فراسخ ومن مسيساط إىل حصن منصور وهي ثغور عليها سور حجارة ستة الفرات من اجلانب الفراسخ ومن حصن منصور إىل ملطية يف عقاب شديد وملطية ثغر أيضا عشرة فراسخ ومن ملطية إىل مدينة تسمى كمخ وكانت ثغرا واستوىل عليها العدو أربعة فراسخ وذات اليسار إىل حصن زبطرة واستوىل عليها

مخسة فراسخ ومن زبطرة إىل احلدث وهو ثغر يف حنر العدو أربعة فراسخ ومن احلدث إىل مرعش وهو العدو ثغر ليس وراءه إال عمارات العدو مخسة فراسخ

فلنرجع إىل مدينة السالم لنبني الطريق منها إىل نواحي املغرب إذا أخذ على طريق الفرات فمن مدينة ومن السيلحني إىل األنبار مثانية فراسخ ومن األنبار طريق خيرج من السالم إىل السيلحني أربعة فراسخ

البجس يف الربية فيلتقي عند الرب مع الطريق املستقيم من األنبار ومن األنبار إىل الرب سبعة فراسخ ومن الرب إىل

ومن هيت اثنا عشر فرسخا ومن هيت إىل الناووسة سبعة فراسخ ومن الناووسة إىل آلوسة سبعة فراسخ

Page 33: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

آلوسة إىل الفحيمة ستة فراسخ ومن الفحيمة إىل النهية اثنا عشر فرسخا يف الربية وعلى الفرات وهي طريق الربية ستة فراسخ ومن النهية إىل الدازقي ستة فراسخ ومن الدازقي إىل الفرضة ستة فراسخ ومن الفرضة

يفترق الطريق إىل مامنة على الربية ومامنة على الفرات رات فمن الفرضة إىل وادي السباع إىل خليج ابن مجيع مخسة فراسخ ومن خليج ابن مجيع إىل الفاش فأما الف

ستة فراسخ ومن الفاش إىل قرقيسيا واىل فم هنر سعيد مثانية فراسخ ومن فم هنر سعيد إىل اجلردان أربعة انية فراسخ فذلك من مدينة عشر فرسخا ومن اجلردان إىل املبارك أحد عشر فرسخا ومن املبارك إىل الرقة مث

السالم على الفرات مائة وستة وعشرون فرسخا وأما طريق الربية اليت تنقسم عند الفرضة فمن الفرضة إىل القمرطي ثالثة فراسخ ومن القمرطي إىل العوامل

تسعة فراسخ وميل لعرير إىل الرصافة مثانية ومن العوامل إىل القصبة مثانية فراسخ ومن القصبة إىل العرير تسعة فراسخ ومن ا

فراسخ ومن الرصافة إىل الرقة مثانية فراسخ فذلك من مدينة السالم إىل الرقة يف طريق الربية دون الفرات مائة وسبعة وعشرون فرسخا

طريق دمشق من الرصافة من الرقة إىل الرصافة مثانية فراسخ ومن الرصافة طريقان أحدمها إىل دمشق يف ى محص يف العمران الربية وأخرى عل

فأما طريق العمران فمن الرصافة إىل الزراعة أربعون ميال ومن الزراعة إىل قسطل ستة وثالثون ميال ومن قسطل إىل سلمية ثالثون ميال ومن سلمية إىل محص أربعة وعشرون ميال ومن محص إىل مشسني الشعر مثانية

قارا إىل البنك اثنا عشر ميال ومن البنك إىل القطيفة عشر ميال ومن مشسني إىل قارا اثنا وعشرون ميال ومن عشرون ميال ومن القطيفة إىل دمشق أربعة وعشرون ميال

فأما طريق الربية من الرصافة إىل دمشق فمن الرصافة إىل اخلربة وامسها بطالميا مخسة وثالثون ميال ومن عشرون ميال ومن هنيا إىل القريتني عشرون بطالميا إىل العذيب أربعة وعشرون ميال ومن العذيب إىل هنيا

ميال ومن القريتني إىل جرود ستة وثالثون ميال جرود إىل دمشق ثالثون ميال ومن سلمية إىل دمشق يف طريق يعرف باألوسط من سلمية إىل فرعايا مثانية عشر ميال ومن فرعايا إىل ماء

ال ومن صدد إىل النبك مخسة وثالثون ميال شريك عشرون ميال ومن ماء شريك إىل صدد مثانية عشر ميومن محص أيضا إىل دمشق على طريق البقاع من محص إىل جوسية ثالثة عشر ميال ومن جوسية إىل أيعاث

عشرون ميال ومن أيعاث إىل بعلبك ثالثة أميال ومن بعلبك يسرة على جبل يسمى رمي مخسون ميال فمن بعلبك إىل عني اجلر عشرون ميال ومن عني اجلر إىل ومن أخذ بعلبك إىل طربية على طريق الدراج

القرعون وهو منزل يف بطن الوادي مخسة عشر ميال ومن القرعون إىل قرية يقال هلا العيون متضي إىل كفر ليلى عشرون ميال ومن كفر ليلى إىل طربية مخسة عشر ميال ويف هذا الطريق جب يوسف عليه السالم

بال األردن من دمشق فالطريق املستقيم ومن دمشق إىل الكسوة اثنا عشر ميال ومن وإن أخذ الطريق إىل جالكسوة إىل جاسم أربعة وعشرون ميال ومن جاسم إىل أفيق أربعة وعشرون ميال ومن افيق إىل طربية ستة

عشرون أميال مث من طربية يفترق الطريق إىل الرملة فرقتني فمن طربية إىل اللجون على الطريق املستقيم

Page 34: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ميال والطريق اآلخر إىل بيسان ستة عشر ميال مث إىل اللجون مثانية عشر ميال ومن الرملة إىل مصر ومن الرملة

إىل أزدود يف القرى والعمران اثنا عشر ميال ومن أزدود يف القرى والعمران إىل غزة عشرون ميال ومن غزة رفح إىل العريش يف رمل أربعة وعشرون ميال ومن إىل رفح يف بساتني عشرة أميال وستة يف رمل كثري ومن

العريش يفترق الطريق إىل طريق اجلفار وهو الرمل وطريق الساحل على البحر فأما طريق اجلفار فمن العريش إىل الورادة مثانية عشر ميال ومن الورادة إىل البقارة عشرون ميال ومن

البقارة إىل الفرما أربعة وعشرون ميال ق الساحل فمن العريش إىل املخلصة أحد وعشرون ميال ومن املخلصة إىل القصر حصن النصارى وأما طري

وفيه ماء عذب وخنل أربعة وعشرون ميال ومن القصر إىل الفرما أربعة وعشرون ميال ومن الفرما خيتلف ري ثالثون الطريق إىل الفسطاط قصبة مصر فطريق للشتاء وطريق للصيف فطريق الصيف من الفرما إىل جرج

ميال ومن جرجري إىل فاقوس الغاضرة أربعة وعشرون ميال ومن الغاضرة إىل مسجد قضاعة مثانية عشر ميال ومن مسجد قضاعة إىل بلبيس أحد وعشرون ميال ومن بلبيس إىل مصر أربعة وعشرون ميال وطريق الشتاء

بعد التقاء طريقني هناك من الفرما إىل املرصد ومن املرصد إىل الغاضرة أربعة وثالثون ميالفأما الطريق من الفسطاط إىل برقة وأفريقية والغرب أمجع فمن الفسطاط إىل ذات الساحل أربعة وعشرون

ميال ومن ذات الساحل إىل ترنوط ثالثون ميال مث يعدل الطريق إىل اإلسكندرية من ترنوط ك إىل الرافقة والسري مع النيل ويعدل هذه فمن ترنوط إىل كوم شريك اثنان وعشرون ميال ومن كوم شري

مع الرافقة إىل خليج اإلسكندرية أربعة وعشرون ميال ومن الرافقة إىل قرطسا ثالثون ميال ومن قرطسا إىل كريون أربعة وعشرون ميال ومن كريون إىل اإلسكندرية أربعة وعشرون ميال ومن اإلسكندرية إىل أبو أمينة

ذات احلمام مثانية عشر ميال عشرون ميال ومن أبو أمينة إىلمث نعيد السري من ترنوط اليت كانت املقصد إليها من ذات الساحل فمن ترنوط إىل املنرب ثالثون ميال ومن املنرب إىل مسارس أربعة وعشرون ميال ومن مسارس إىل أرمسا اثنا عشر ميال ومن أرمسا إىل ذات احلمام

ق اإلسكندرية وطريق برقة فيصري الطريقان واحدا وحيمل املاء من عشرون ميال فيلتقي الطريقان هناك طري ذات احلمام يف الربية ومسايرة حبر الروم حىت تنزل احلنية حنية الروم وهي خراب على الطريق

فمن ذات احلمام إىل حنية الروم أربعة وثالثون ميال ومن احلنية إىل قصر العجوز وهي قرية يقال الطاحونة ومن الطاحونة إىل كنائس اجلون يف عمران أربعة وعشرون ميال ومن كنائس اجلون إىل جب ثالثون ميال

العوسج ثالثون ميال ومن جب العوسج إىل سكة احلمام ثالثون ميال ومن سكة احلمام إىل قصر الشماس مخسة وعشرون ميال ومن قصر الشماس إىل خربة القوم مخسة عشر ميال ومن

أيب حليمة مخسة وثالثون ميال ومن خرائب أيب حليمة إىل العقبة عشرون ميال ومنها خربة القوم إىل خرائبإىل قرية يقال معد مخسة وثالثون ميال ومن معد إىل ربوس ثالثون ميال ومن ربوس إىل فرمة وهي مدينة

عشرون ينزهلا العمال ستة أميال ومن فرمة إىل قصر يقال له الشاهدين إىل وادي السدور ملتف األشجارميال من وادي السدور إىل قرية يقال هلا باع أربعة وعشرون ميال ومن باع إىل الندامة أربعة وعشرون ميال

Page 35: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ومن الندامة إىل برقة ستة أميال أما طريق الربية فمن قصر الروم إىل مرج الشيخ عشرون ميال ومن مرج الشيخ إىل حي عبد اهللا ثالثون

اد الصغري ثالثون ميال ومن جياد الصغري إىل حباب امليدعان مخسة وثالثون ميال ومن حي عبد اهللا إىل جيميال ومن حباب امليدعان إىل وادي خميل مخسة وثالثون ميال ومن وادي خميل إىل جب حليمان مخسة

وثالثون ميال ومن جب حليمان إىل وادي املغارة مخسة وثالثون ميال ومن وادي املغارة إىل تاكنست وهي للنصارى مخسة وعشرون ميال قرية

ومن تاكنست إىل الندامة مخسة وعشرون ميال ومن الندامة إىل برقة وهي مدينة يف صحراء محراء كالبسرة مخسة عشر ميال واجلبال منها على ستة أميال فذلك من اإلسكندرية إىل برقة شرون ميال ومن قصر العسل إىل ومن برقة إىل مليتية مخسة عشر ميال ومن مليتية إىل قصر العسل تسعة وع

أوبران اثنا عشر ميال ومن أوبران إىل سلوق ثالثون ميال ومن سلوق يفترق الطريق فرقتني فرقة على السكة وفرقة على طريق ساحل البحر فطريق الساحل فمن سلوق إىل برمست أربعة وعشرون ميال ومن

ة وعشرون ميال أما طريق السكة فمن سلوق إىل برمست إىل بلبد عشرون ميال ومن بلبد إىل أجدابية أربعالسكة ثالثون ميال ومن السكة إىل الزيتونة عشرون ميال ومن الزيتونة إىل أجدابية أربعة وعشرون ميال

فيجتمع طريق السكة وطريق الساحل يف أجدابية ن مليتية إىل األنبار أربعة مث نرجع إىل ذكر مليتية اليت من برقة إليها مخسة عشر ميال فمنها يف طريق الرب م

وعشرون ميال ومن األنبار إىل وادي األعراب ثالثون ميال يرجع من منزل شقيق الفهمي إىل سلوق فمن منزل شقيق الفهمي إىل سلوق مخسة وثالثون ميال

يقية وجيتمع الطريقان بسلوق فيكون طريقان إىل أجدابية ولنرجع إىل ذكر خميل الذي قلنا أن عنده طريق أفريسرة فمن خميل إىل جب جراوة إىل متليس عشرون ميال ومن متليسْإىل وادي مسوس مخسة وثالثون ميال ومن وادي مسوس إىل جزير أبلو ومن جزير أبلو إىل أجدابية أربعة وعشرون ميال ومن أجدابية يفترق

إىل حرقرة عشرون ميال ومن الطريق فيصري طريقني أحدمها إىل أفريقية واآلخر إىل طرابلس مث ومن أجدابيةحرقرة إىل سبخة منهوسا ثالثون ميال ومن سبخة منهوسا إىل قصر العطش أربعة وثالثون ميال ومن قصر العطش إىل اليهوديتني ومها قريتان على شط البحر أربعة وعشرون ميال ومن اليهوديتني إىل قرب العبادي

ربعة وثالثون ميال ومن سرت إىل القرنني مثانية عشر ميال أربعة وثالثون ميال ومن قرب العبادي إىل سرت أومن القرنني إىل مغمداش عشرون ميال ومن مغمداش إىل قصور حسان ثالثون ميال ومن قصور حسان إىل

املنصف أربعون ميال ومن املنصف انية عشر ميال إىل تورغا أربعة وعشرون ميال ومن تورغا إىل رغوغا عشرون ميال ومن رغوغا إىل ورداسا مث

ومن ورداسا إىل احملتىن اثنان وعشرون ميال ومن احملتىن إىل وادي الرمل عشرون ميال ومن وادي الرمل إىل طرابلس أربعة وعشرون ميال ومن طرابلس إىل مدينة يقال هلا سربة خربة أربعة وعشرون ميال ومن سربة

الدرق ثالثون ميال ومن قصر الدرق إىل بادرخت إىل بئر اجلمالني عشرون ميال ومن بئر اجلمالني إىل قصرأربعة وعشرون ميال ومن بادرخت إىل الفوارة ثالثون ميالً ومن الفوارة إىل قابس وهي مدينة ثالثون ميالً

Page 36: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ومن مدينة قابس إىل بئر الزيتونة مثانية عشر ميالً ومن الزيتونة إىل كتانة أربعة وعشرون ميالً ومن كتانة إىل ثون ميالً ومن اليسر إىل باب مدينة القريوان وهي مدينة أفريقية أربعة وعشرون ميالً اليسر ثال

وإذا أتينا على ذكر الطريق شرقاً وغرباً وجنوباً ومشاالً فال بأس بذكر السكك اليت رتبت فيها الرجال حلمل اخلرائط وجعلت رمساً للربيد ونبدأ من الطريق أخذ شرقاً وغرباً

الم إىل املدائن ثالث سكك ومن سكة املدائن إىل جرجرايا مثاين سكك ومن جرجرايا إىل فمن مدينة السسكة جبل مخس سكك ومن جبل إىل مدينة واسط وسكتها أول عمل كورة دجلة مثاين سكك ومن سكة املرومة وهي أول كورة دجلة مما يلي واسط إىل باذبني ثالث سكك ومن سكة باذبني إىل دير مابنه آخر

كورة دجلة عملومما يلي عمل األهواز ثالث عشرة سكة ومن بادس إىل هنر تريين أربع سكك ومن هنر تريين إىل سوق

األهواز ثالث سكك ومن سوق األهواز إىل الربجان آخر عمل األهواز أربع عشرة سكة ومن الربجان إىل بندجان إىل سكة شرياز اثنتا سكة أرجان سكة ومن سكة أرجان إىل النوبندجان سبع عشرة سكة ومن النو

عشرة سكة ومن شرياز إىل سكة اصطخر مخس سكك وسكك الطريق العادل من باذبني إىل البصرة فيه فيوج مرتبون ومن باذبني إىل عبدس مخس سكك ومن عبدس إىل سكة املذار مثاين سكك ومن املذار إىل

البصرة وكانت فيها دواب للربيد ثالث سكك مما يلي اجلبل من مدينة السالم إىل الدسكرة عشرة سكك ومن الدسكرة إىل جلوالء سكك طريق املشرق

أربع سكك ومن جلوالء الوقيعة إىل مدينة حلوان عشر سكك ومن حلوان إىل نصري آباد آخر عملها تسع سكك ومن نصري آباد إىل قرماسني ست سكك ومن

اذ إىل مدينة مهذان ثالث سكك ومن مدينة قرماسني إىل خنداذ آخر عمل الدينور عشر سكك ومن خندمهذان إىل مشكوية آخر عمل مهذان مما يلي إحدى وعشرون سكة ومن حلوان إىل شهرزور تسع سكك

ومن حلوان إىل مدينة السريوان سبع سكك ومن مدينة السريوان إىل سن مسرية أربع سكك ومن سن مسرية ر عمل الدينور مما يلي زجنان مثاين عشرة سكة ومن سكة إىل الدينور سكتان ومن الدينور إىل يزدجرد آخ

يزدجرد إىل زجنان إحدى عشرة سكة ومن زجنان إىل املراغة إحدى عشر سكة ومن املراغة إىل امليانج سكتان ومن امليانج إىل أردبيل إحدى عشرة سكة ومن أردبيل إىل سكة ورثان وهي آخر سكة من عمل

كة ورثان إىل مدينة برذعة مثاين سكك ومن سكة برذعة إىل املنصورة أذربيجان إحدى عشرة سكة ومن سأربع سكك ومن برذعة إىل املدينة املتوكلية ستة سكك ومن املدينة املتوكلية إىل تفليس عشر سكك ومن

برذعة إىل الباب واألبواب مخس عشرة سكة ومن برذعة إىل دبيل تسع سكك الدور إىل قم ثالث سكك ومن قم إىل أصبهان سبعة وأربعني سكك الطريق العادل إىل قم وأصبهان من

فرسخا ومن مدينة قم إىل سكة رود آخر عملها ما يلي أصبهان ثالث عشرة سكة الطريق العادل إىل هناوند من ماذران من عمل الدينور إىل هناوند ثالث سكك

الطريق العادل من ركاد إىل قزوين من ركاد إىل قزوين سكة اآلخذ إىل أكناف نواحي املغرب من بغداد إىل الربدان سكتان ومن بردان إىل عكربا أربع سكك الطريق

Page 37: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ومن عكربا إىل سر من رأى سبع سكك ومن سر من رأى إىل جبلتا سبع سكك ومن جبلتا إىل السن عشر عمل سكك ومن السن إىل احلديثة تسع سكك ومن احلديثة إىل املوصل سبع سكك ومن املوصل إىل أول

بلد سكة ومن آخر عمل املوصل إىل سكة بلد ثالث سكك ومن بلد إىل أذرمة تسع سكك ومن أذرمة إىل نصيبني ست سكك ومن نصيبني إىل كفر توثا ثالث سكك ومن كفر توثا إىل رأس عني عشر سكك ومن

ن النقرية رأس عني إىل الرقة مخس عشرة سكة ومن الرقة إىل النقرية آخر عمل ديار مضر عشر سكك ومإىل منبج مخس سكك ومن منبج إىل حلب تسع سكك ومن حلب إىل قنسرين ثالث سكك ومن قنسرين

إىل أول عمل محص سكة واحدة ومن سكة املرج وهي أول سكة تلي عمل قنسرين إىل صوران سبع سكك ومن صوران إىل محاة سكتان ومن محاة إىل محص أربع سكك ومن محص إىل احملمدية

ك ومن احملمدية إىل بعلبك مخس سكك ومن بعلبك إىل دمشق تسع سكك ومن دمشق إىل دير أربع سكأيوب آخر عملها سبع سكك ومن دير أيوب إىل طربية ست سكك ومن طربية قصبة األردن إىل اللجون من عمل األردن أربع سكك ومن اللجون قصبة األردن إىل الرملة قصبة فلسطني تسع سكك ومن الرملة

خر عمل فلسطني وهي سكة املعينة تسع سكك ومن سكة املعينة إىل آخر طريق اجلفار وهي سكة إىل آ الدارورة سبع عشر سكة

الطريق العادلة من نصيبني إىل أرزن وخالط من نصيبني إىل مدينة أرزن إحدى عشرة سكة ومن بدليس إىل خالط أربع سكك

توثا إىل آمد سبع سكك ومن آمد إىل تل جوفر سكتان الطريق العادلة من كفر توثا إىل مششاط من كفر ومن تل جوفر إىل مششاط ست سكك ومن مششاط إىل قاليقال سكتان

الطريق العادلة من احلصن إىل الثغور اجلزرية على حران والرها من احلصن إىل حران ثالث سكك ومن إىل حصن منصور سكتان حران إىل الرها سكتان ومن الرها إىل مسيساط ثالث سكك ومن مسيساط

الطريق العادلة من ديار مضر إىل طريق الفرات من الرقة إىل سكة دبا آخر عمل ديار مضر تسع سكك سكك الطريق العادلة من منبج إىل الثغور الشامية من حلب إىل قنسرين تسع سكك ومن قنسرين إىل

سكندرونة إىل املصيصة سبع سكك أنطاكية أربع سكك ومن أنطاكية إىل اسكندرونة أربع سكك ومن ا ومن املصيصة إىل أذنة ثالث سكك ومن أذنة إىل طرسوس مخس سكك ومن املصيصة إىل عني زربة سكتان

نرجع إىل الطريق العادلة من طربية إىل صور من طربية إىل صور سبع سكك ا يلي برقة ثالثون طريق الفسطاط إىل اإلسكندرية ثالث عشرة سكة ومن اإلسكندرية إىل جب الرمل مم

سكة وما مل نذكر من سكك النواحي فهو للغىن مبا ذكرناه من املسافة بينهما ولكن هذا آخر ما نذكره يف هذه

املنزلة إنشاء اهللا متت املنزلة اخلامسة

من كتاب اخلراج وصنعة الكتابة واحلمد هللا رب العاملني بسم اهللا الرمحن الرحيم

Page 38: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

كتاب اخلراجاملنزلة السادسة من

الباب األول يف أن أكثر أمر األرض يف اهليئة والقدرة واملساحة والوضع والعمارة فإمنا أخذ من الصناعة النجومية وكيف ذلك

الباب الثاين يف قسمة املعمور من األرض الباب الثالث يف وضع البحار من األرض املعمورة ومسافتها واجلزائر منها

ال اليت يف املعمورة منها وعددها وإقرار املشهورة منها الباب الرابع يف اجلب الباب اخلامس يف األهنار والعيون والبطائح اليت يف املعمورة وأعدادها وإقرار املشهور منها

الباب السادس يف مملكة اإلسالم وأعماهلا وارتفاعها الباب السابع يف ذكر ثغور اإلسالم واألمم واألجبال املطيفة هبا

ل قدامة بن جعفر ما ينبغي ملن يرشح نفسه من الكتابة للرئاسة العالية أن ال يكون جاهال بأمر األراضي قاووضعها وخنيل أقطارها وعلم غامرها وما ال يبلغه العمران منها ومعرفة ثغور اإلسالم وأحوال األجبال

بنا الكالم يف هذه األمور وذكر ما واألمم املطيفة باململكة اليت يريد تدبريها وقد كنا وعدنا يف صدر كتاحيتاج إليه منها من كان ضابطا للترتيب الذي رتبنا عليه أسباب الكتابة ومل يلزم املزيد لبلوغ الغاية القصوى منها أن يكون ما هو فيه علم أن هذا موضع الكالم يف أمر األراضي وأحواهلا وينبغي أن نبني اآلن من ذلك

الباب األول يف أن أكثر أمر األرض يف اهليئة والقدر واملساحة والوضع والعمارة فإمنا ما جيب تبينه بعون اهللا أخذ من الصناعة النجومية وكيف ذلك

ملا احتيج إىل علم أحوال األرض يف شكلها ومقدارها ومساحتها وأوضاع البلدان فيها ومبلغ املعمور وما ال ك باملعاينة وإدراكه باملشاهدة متعذرا على اإلنسان لقصور يلحقه العمارة منها وكان الوقوف على حقيقة ذل

عمره وعجزه عن القدرة على الوصول إىل املواضع اليت حيتاج إىل مشاهدهتا لتحصيل أمرها عاد إىل ما أعطاه اهللا تعاىل بلطفه من قوة التمييز الذي إذا عجز مخسه عن بلوغ ما يريده لضعفه كان يف هذه القوة

صه فاستخرج أوال شكل األرض بأن وجد الشمس تطلع يف املشرق أول النهار مث تغيب يف عوض له مما نقاملغرب آخره مث تعود كذلك يف اليوم الثاين فعلم أن شكل ما يدار عليه من األجسام ال بد من أن يكون

رة فلو أن وسطا ملا يدور حواليه وإذا كان وسطا مل حيل أن يكون مستديرا أو ذا هيئة أخرى غري االستداشكله كان غري مستدير للزمته على طول األزمان االستدارة ألن زواياه وزوائده كانت تندرس لكثرة مرور

األشياء املصادمة له مثل الريح واألمطار وغريها من اآلثار فكان يعود إىل الكريه كما يوجد يف احلصى الذي يف البحر من أن أكثره قد صار أملس مستدير الطول

ته ما يلقاه من األجسام املصادمة له مالقااليت أزالت الزوايا منه وأذهبت التضريس عنه مث استخرج علم مساحة األرض من النجوم وذلك أنه ملا مل

يكن إىل علم مساحة الكرة سبيل االستخراج أعظم دائرة تقع عليه وهي اليت تقسمها نصفني وكان لفعل متعذرا أما واحدة فلحاجة اإلنسان إىل قطع دور األرض استخراج هذه الدائرة بالذراع ومباشرهتا با

Page 39: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

جبسمه وذلك غري ممكن ملا وصفناه من ضعفه وقصر عمره وأما ثانية فالنه لو كان قادرا على ذلك مل يأمن أن يلقاه يف وجهه إذا أمعن يف السري للمساحة والذرع ما يعوقه عن وجهه من اجلبال الشاخمة واألودية

بحار املنكرة واألمم املختلفة املذاهب واخلالئق قصد كسوفا قمريا يف مدينتني من املدن اليت حتت املنقعرة والخط واحد من اخلطوط املوازنة لفلك معدل النهار وأخذ قدر املسافة بني هاتني املدينتني فقايس به ما بني

وعمل على ذلك يف زمان وقيت الكسوف فيهما فجعل للمدة من الزمانني قسطا من املسافة بني البلدينمسري الشمس يوما وليلة وهو دور األرض فنسب مسافة األرض من درج الفلك ونبني به ما أراد تبينه وما أرى أكثر من تعدا هذا املوضع ممن مل يطالع أشياء من صناعة النجوم بتحققه وال بأس أن تبسطه ليظهر عند

نقول أن البلدين اللذين استخرجا قسط ما خيص األجزاء من مل يكن عارفا هبذه الصناعة وما أردناه به فالفلكية ومسافة ما بينهما مها بلدان عرضهما واحد ومعىن عرض البلد بعده عن معدل النهار وهو خط

االستواء فإن مل يكن هذان البلدان يف الطول الذي هو بعده ما بني املشرق واملغرب مسافة ما قصد كسوف من لد املشرقي على ساعتني من الليل ويف املغريب على ساعة وكانت مسافة ما بينهما قمري وكان مثال يف الب األميال ألف ميل فيعلم

أن قسط الدرجة وهي جزء من مخسة عشر جزءا من الساعة املنسوبة من مسافة ما بني البلدين املذكورين ستة وستون ميال وثلثا ميل فضربت هذه األميال يف أجزاء الفلك املسماة بالدرج وهي ثلثمائة وستون جزء

ذلك دور األرض وهو ما كان لو احتيج إىل فخرج من الضرب أربعة وعشرون ألف ميل فحكم بأن مساحته باملساحة األرضية تعذر لألسباب اليت بيناها

فأما علم املعمور من األرض مما ال يصلح فيه العمارة فكان االستدالل عليه أيضا مع األخبار الصحيحة اليت ة قبله من جهة الكواكب أيضا قبلها بطليموس من رسله وقايس هبا غريها مبا صح عنده من األخبار املتقدم

وذلك أن هذا الرجل ضعف آراء من نظر يف أمر املعمورة من األرض مما ال يصل إليه العمارة مثل مارسيوس ومثل طيملسالس وابرخيس وغريهم يف قبوهلم أقوال التجار الذين أخذوا األخبار عنهم وقال

فاخرة لبلوغ املواضع اليت يدعون بلوغها وأنفذ التجار ال يؤمن خترصهم فيما حيكونه قصدا للمماراة واملرسال قاصدين لتعرف حقيقة ما أراد أن يعرفه من أمر املواضع يف اجلهات واعتمد من له النظر والفهم

والبعد من التزيد والكذب يعمل على أخبارهم مقايسا هلا مبا وجده من األدلة النجومية وكان استدالله من مسري الشمس اخلاص هلا ويف إدارة فلك الكل إياها فوجد هلا هبا دينا وموضع جهة الكواكب أنه نظر يف

فلكها املنسوب إليها لزوما لذلك قربا منه يف وقت وبعدا آخر واحنرافا عنه يف غري ذلك الوقت وذلك أن يكون الزرع والضرع اللذان جيدمها يف موضع يسمى

عدم احلرث والنسل إمنا يكون بأفراط أداة احلر والربد عامرا وهو باالعتدال يف اهلواء وبطول العمارة وووجد االعتدال إمنا يكون باعتدال مسري الشمس منه واالرتفاع عن املوضع والقرب منه واإلفراط يف احلر والربد إمنا يكون أما بأن جيتمع مبوضع الوبر يف اجلو واملسامته معا أو الدوام واتصال الطلوع فيسخن اهلواء

ترق هبا احليوان والنبات وال يستقيم أمرها فيه أو جيتمع يف موضع آخر إىل البعد عن املسامتة سخونة حتواالرتفاع يف اجلو واملقاربة يف الطلوع إليه فيربد هواه بردا يكثر معه الثلوج ويشتد الصهر والزمهرير فال

Page 40: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

يتم فيه عمارة ويهلك احلرث والنسل بواحدة نقلب الصيفي واألبراج الشمالية كان بني املوضع الذي عرضه أربع وستون ووجد الشمس إذا كانت يف امل

جزءا وبني الشمس أربعون جزءا وتسع دقائق وعرض بغداد ثالثة وثالثون جزءا ومخس عشرة دقيقة وإذا كانت الشمس عالية يف املنقلب الصيفي كعلوها إذا كانت يف سبع عشرة درجة يف امليزان وهو أول تشرين

لكن الشمس إذا كانت يف املنقلب الصيفي كانت قريبة من بعدها إال بعد يف اجلو وكان املوضع األول و الذي عرضه أربعة وستون جزءا يف الصيف

أبرد كثريا من زمان بغداد ويف أول تشرين األول إذا كان املوضع الذي عرضه أربعة وستون جزءا على لبتة لشدة الربد فيه ال سيما إذا انضاف مع ذلك قصر هناره هذه احلال يف الصيف فهو الشتاء ال يسكن فيه ا

وطول ليله وان النهار يكون يف ذلك املوضع يف الشتاء ساعتني وسبع ساعة والليل إحدى وعشرين ساعة وستة أسباع ساعة وإمنا من هذا املوضع الذي يبطل هناره يف الشتاء وليله يف الصيف جزءان وبعض األجزاء

ي يبطل هناره يف الشتاء وليلة يف الصيف هو املوضع الذي عرضه ستة وستون جزءا وتسع ألن املوضع الذدقائق ألن ميل تلك الربوج جزءا وإحدى ومخسون دقيقة والشمس تكون يف املنقلب الشتوي يف األبراج

نوب على اجلنوبية وهي الناحية البعيدة عنا ألن مساكننا إمنا هي حنو الشمال فإذا زيد ميل الشمس يف اجلعرض املوضع الذي وصفناه وقلنا أنه ستة وستون جزءا وتسع دقائق بلغ ذلك تسعني جزءا فحينئذ ال

يوجد للشمس على ذلك املوضع ارتفاع وال فيه طلوع إىل أن يعود بعد ستة أشهر إىل املنقلب الصيفي فإذا قدمنا شرحه فقد وافق هذا كان الصيف دام طلوعها عليه ستة أشهر أخرى فلم يكن هلا غيبة عنه مبا

االستدالل املبني شرحه من حركة الشمس ما ذكره بطليموس عن رسله وعمن قبله قوله ممن عىن هبذا األمر وحمص عنه قبله وذلك أنه حكي عنهم أن أقصى ما وجد من العمارة يف جهة الشمال اجلزيرة املعروفة بتويل

وستون جزءا وأطول النهار يف هذا املوضع يكون عشرين اليت عرضها وهو بعدها عن خط االستواء ثالثة ساعة فهذا ما يدل عليه النظر ووافقه اخلرب من مبلغ حد العمارة يف ناحية الشمال

وأما جهة اجلنوب فلما كان إفراط احلر مانعا من كون العمارة يف املوضع كما أن إفراط الربد مانع منها الذي جيتمع فيه إىل مسامته الشمس إياه دنوها منه واحنطاطها عليه أيضا كان أشد املواضع حرا هو املوضع

وهذا املوضع فهو من وراء خط االستواء بواحد وعشرين جزءا ومخس وثالثني دقيقة يف اجلنوب حيث مسامته الشمس وهي يف غاية دنوها إىل األرض وذلك إذا كانت من األبراج اجلنوبية يف مخس درج ونصف

ر بطليموس عن رسله ومن وافق عليه من تقدمه أن هناية ما وجدوه من العمارة يف من القوس وقد ذكاجلنوب وراء خط االستواء ستة عشر جزءا وربع وسدس وهذا املوضع فالشمس بسامته إذا كانت يف

ثالث عشرة درجة من القرب فبني املوضع الذي أتت األخبار ببلوغ العمارة إليه وبني ما أوجب االستدالل رى الشمس منه يسري جيوز أن تكون العمارة مل يتجاوز للتشابه بينه وبني املوضع املتقدم ذكره باجملاورة مبج

فإذ قد وضح من األرض مبلغ أقصى العمارة من جهيت الشمال واجلنوب ما وضح بالدليل الذي وافقته األرض األخبار فلنذكر كيف قسم املعمور من األرض الباب الثاين يف قسمة املعمور من

قد قسمت األمم املعمور من األرض على ضروب من األقسام فأول األقسام ما يروي أن اهللا بعث ملكني

Page 41: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

فقسما األرض ثالثة أقسام وأتيا بالقسمة إىل نوح فكتبا له ثالث قرع على تسمية بنيه سام وحام ويافث على اسم سام فخرج من وسط وألقيا القرع يف إناء وقاال أدخل يدك فاخرج على اسم واحد فأدخل يده

األرض وهو من حد النيل إىل حد الترك مث أدخل يده املرة الثانية على اسم يافث فخرج له من حد سام إىل مستدار بنات نعش مث أدخل يده املرة الثالثة على اسم حام فخرج من حد سام إىل مطلع سهيل فلما رأى ذلك عليه السالم سر به إذ صار فيما

ام ثالث أماكن مقدسة يعبد فيها اهللا وهو مكة وبيت املقدس وطور سيناء خيص به سفأعلم ذلك سام ودعا له بالربكة وال يزال اهللا يعبد وميجد يف قسمه واستخلفه على ولده وجعل الوصية إليه

ودعا لكل واحد منهم بالصالح فلما أراد نوح ما بني النهرين نيل مصر والفرات وما بعد تفصيل القسمة بني ولده على ما خرجت القرعة خرج لسام

ذلك إىل أرض حلوان مث ما ارتفع يف الشمال إىل الروم والربجان وما على سيف البحر يف اجلانبني عنها على هنر جيحان مث يف املشرق إىل ختوم أرض عدن والشجر

ن والبرب والطيلسان وخرج ليافث من حد حلوان إىل أرض خراسان واجلبل وأرض أصبهان والديلم وبرجا والترك واخلزر واألرمن والالن

وخرج حلام مما يلي اليمن من بالد الزنج واهلند والسند والصني مث يف الغرب بالد النوبة والبجة والرببر واجلزائر من البحار املشرقية واملغربية كلها فهذه قسمة األرض على ما أجراها نوح يف ولده وبارك يف ولد

عا بأن تكون النبوة فيهم وكانت شهادة األبد سام خاصة ودوكانت امللوك تقسم مملكتها أربعة أقسام فجزء منها أرض الترك واخلزر وهو ما بني مغارب اهلند إىل

مشارق الروم وجزء ما بني أرض الترك إىل اهلند وهو أرض السودان وجزء من عمان إىل مكران وكابل بالد فارس ويسمى بلد اجلامعني وهو ما بني هنر بلخ ومنتهى وسجستان وطخارستان وجزء ينسب إىل أذربيجان وأرمينية إىل الفرات والقادسية

وكانوا أيضا يعتقدون يف هذا القسم أنه سرة األرض ووسطها وأنه لذلك اعتدلت ألوان أهله واقتدرت لصني ويقال أهنم كانوا أجسامهم فخلوا من شقرة الروم وسواد احلبشة وغلظ الترك واخلزر ودماثة أهل ا

جيزون البالد على املشرق واملغرب والشمال واجلنوب وكانوا يسمون ما بني مطلع الشمس يف أطول النهار إىل مطلعها يف أقصره خراسان وهو إىل صاحب ربع املشرق وما بني مغيب الشمس يف أطول النهار ومغيبها

يف أقصره احب ربع املغرب وما بني مطلع الشمس يف أول النهار األقصر جزء إيران وهو املغرب للشمس فكان إىل ص

إىل مغيبها يف آخر النهار األطول ميرون وهي ناحية اجلنوب وكان ذلك إىل وايل اليمن وما بني مطلع الشمس يف أول النهار األطول إىل مغيبها يف آخر النهار األقصر باصر وهي ناحية الشمال فكان ذلك إىل

ه قسمة الفرس أول أذربيجان هذوأما الروم فإهنم قسموا املعمورة من األرض أول قسمة ثالثة أقسام فجعلوا األول من حد البحر احمليط وهو البحر األخضر من ناحية الشمال واخلليج الذي خيرج إىل حد تيطوس من البحر األخضر إىل حبر الروم وهو

Page 42: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

هنا من ناحية الشمال واملغرب البحر األخضر البحر الشامي وكانت هذه القطعة من األرض كاجلزيرة ألومن ناحية اجلنوب وبعض الشرق حبر الشام ومسوه باليونانية أرويف والقسم الثاين أما جهة املغرب فالبحر

األخضر ومن ناحية الشمال حبر الروم ومن ناحية اجلنوب حبر احلبشة ومن ناحية املشرق عريش مصر ومسوا هذا القسم لوبية

الثالث ملا بقي من العمران من هذا احلد إىل أقصى املشرق وحدود ذلك أما من جهة املغرب فنيل والقسم مصر والعريش وآيلة وأما من جهة اجلنوب فبحر اليمن واهلند

وأما من ناحية املشرق إىل أقصى عمارات الصني فسموا هذا القسم أسبنة الكربى وحدوا هذه األقسام أسبنة فآخر حدودها حبر احلبشة من املشرق وإىل هناية املشرقية إىل مصر واحلد الثالثة حبدود أخرى فأما

الثاين عرض الطريق فيما بني هذا البحر وحبر الشام وسواحله وجبل اللكام مادا إىل أقصى العمارة من جهة الشمال واحلد الثالث هناية هذا احلد من جهة هذا الشمال إىل

وس وهو البحر واحمليط املشرقي والفيايف اليت تليه إىل حبر احلبشة املشرق واحلد الرابع أو قيانوأما لوبية فحدها الغريب حبر احلبشة واحلد الثاين غرب الشام وبرقة وأفريقية واألندلس حىت يتصل ببحر

تليه أوقيانوس املغريب واحلد الثالث اجلزائر املسماة اخلالدات اليت من حبر أوقيانوس املغريب والفيايف اليتذاهبا إىل اجلنوب واحلد الرابع الفيايف اجلنوبية على االتصال إىل أن تعاد إىل حبر احلبشة املغريب الذي عند

مصر وهو حبر القلزم واما أروىف فحدها من جبال اللكام وما واالها مادا إىل حبر أوقيانوس الشمايل واحلد الثاين أوقيانوس

من جهة املغرب واحلد الثالث أوقيانوس املغريب ذاهبا إىل حبر الروم وهو الشمايل ذاهبا إىل هناية العمارةاملشترك بني أروىف ولوبية واحلد الرابع هو البحر الرومي من البحار إىل حد ما يلي لوبية ذاهبا حىت ينتهي

إىل ساحل الشام يف متام احلد األول حىت ينتهي إىل جبال اللكام القطوع الثالثة يأخذ مما يلي الطول من املشرق إىل املغرب منحرفا إىل جهة والقطع املسمى أتينة من هذه

الشمال والقطع املسمى لوبية يأخذ من الثلث الثاين قريب من الثلثني مساويا حبر أتينة يف العرض من مجلة اجلنوب إىل الشمال إىل قدر الثلثني من العرض والباقي للقطع املسمى باروقى ومجيع ذلك فمقداره من

مساحة نصف السدس وشيء يسري ألنه ملا كان احلول من املشرق إىل املغرب مائة ومثانني جزءا وهو نصف دورة األرض ووجدت العمارة من خط االستواء الذي هو غاية اجلنوب إمنا هو مبلغ ثالثة وستني جزءا من

دس ونصف السدس وقسط جهة الشمال وكان ضرب مائة ومثانني الذي هو النصف يف ستني الذي هو السالزيادة من مضروب النيف الذي على السدس يف النصف الذي يظن يأخذ العشر اجلزء من األرض الباقية بعد نصف السدس املعمورة أكثرها أن جتاوز ما بار نصف السدس من اجلهة اجلنوبية الذي يكون الشمس

عامر كعمارة ما عندنا واهللا أعلم إذا كان وصول من اجملرى عليه مثل ما هلا يف اجملرى من اجلهة الشمالية أنهمن يف هذه اجلهة إىل تلك ومن يف تلك إىل هذه متعذرا من ناحييت الشمال واجلنوب فلما بيناه من حال

الربد يف الشمال واحلر يف اجلنوب طوط املوازية وأما من جهة املشرق واملغرب فليس لعلة ظاهرة ألنه ليس يوجد مانع مينع من النفاذ على اخل

Page 43: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ملعدل النهار يف املواضع املغمورة ظاهرا وباطنا إال أنه مل جند خمربا خيرب بوصوله إىل تلك املواضع وال رآه رأي العني ولعل العائق عن ذلك واملانع منه أحوال أرضية ومن

ا وجود ما يشرب حبار متعددة املسلك وجبال شاهقة املصعد وأودية ال ميكن فيها املنحدر ومفاوز يتعذر فيه وما جاء من هذه األسباب ما يقطع

فأما قسمة ما هو عامر من األرض باألقسام املسماة األقاليم فإهنم جعلوها سبعة وبدوا قسمتها من خط االستواء وهو مبتدأ اجلنوب حيث تكون أرض احلبشة واهلند إىل غاية العمارة يف الشمال على حسب ما

قاليم وأخذوا يف الطول من املشرق إىل املغرب وجعلوا األقاليم على التوايل بيناه فيما تقدم وفرضوا األ واحدا بعد واحد إىل حيث تكون ساعات هنار الصيف فيه عشرون ساعة والليل أربع ساعات

واألول من األقاليم وحده من املغرب اجلزائر اليت يف البحر األخضر وناحية األندلس إىل أقصى عمارات ة ما بني هذين املوضعني اثنا عشر ألف ميل وطول ذلك من الزمان اثنتا عشرة ساعة أما يوم الصني ومساف

أو ليلة ألن الشمس إذا غابت يف هذه اجلزائر طلعت بالصني وعرض األقاليم األول من حتت معدل النهار ة يزيد على إىل مقدار ما يبعد عنه بعشرين درجة وثالث عشرة دقيقة وأطول هنار وسطه ثالث عشرة ساع

االستواء ساعة ويسمى هذا اإلقليم األول مرايس وهي مدينة احلبشة وأما اإلقليم الثاين من حد اإلقليم األول يف العرض وهو عشرون درجة وثالث عشرة دقيقة إىل سبع

وعشرين درجة واثين عشر دقيقة وأطول النهار يف وسطه ثالثة عشرة ساعة ونصف يزيد على االستواء ساعة

وال طول فيه إىل ناحية اجلنوب إذا كانت الشمس يف اجلوزاء والسرطان وامسه إقليم أسوان وهي املدينة اليت على ختوم البجة وأرض مصر

واإلقليم الثالث من حد اإلقليم الثاين يف العرض وهو سبع وعشرون درجة واثنتا عشرة دقيقة إىل متام ثالث طول هنار وسطه عشرة ساعة ويسمى إقليم مصر وثالثني درجة وتسع وأربعني دقيقة وأ

واإلقليم الرابع من حد اإلقليم الثالث اليت تتمته مثاين وثالثني درجة وثالث وعشرين دقيقة وأطول هنار وسطه أربع عشرة ساعة ونصف ويسمى إقليم أنطرسوس

ين عشرة دقيقة وأطول هنار وسطه واإلقليم اخلامس من غاية اإلقليم الرابع إىل متام اثنتني وأربعني درجة ومثا مخس عشر ساعة ويسمى إقليم روذش

واإلقليم السادس من غاية اخلامس إىل تتمه سبع وأربعني درجة ودقيقتني وأطول النهار يف وسطه مخس عشرة ساعة ونصف ويسمى إقليم بنطوس ألن خطه على وسط حبر بنطوس

ته مثان ومخسني درجة ومخسني دقيقة وأطول هنار وسطه واإلقليم السابع من حد اإلقليم السادس إىل تتمست عشرة ساعة وما تبلغه العمارة فيما بعد ذلك منسوب إىل هذا اإلقليم الباب الثالث يف وضع البحار

من األرض املعمورة ومسافتها واجلزائر منها وهو أخذ من أقصى بالد أعظم البحار عندنا هو البحر املساوي يف الطول خلط االستواء املعروف باملشرق

احلبشان اليت يف املغرب إىل أقصى بالد اهلند يف املشرق وطوله على هذا السمت مثانية آالف ميال وعرضه

Page 44: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

يف الشمال ألفان وسبعمائة ميال جماور جزيرة استوى الليل والنهار يف العرض بألف ميل وتسعمائة ميال ومن إىل ناحية الرببر يسمى اخلليج الرببري ومقدار طوله يف اجلهة هذا البحر خليج خيرج من أرض احلبشة وميتد

اليت يأخذ إليها مخسمائة ميال وأصل الذي يبتدأ منه يف البحر األعظم مائة ميل وخليج آخر مير باملدينة املسماة آيلة طوله منذ أن يبتدأ إىل حيث ينتهي ألف وأربعمائة ميال وعند منتهاه يف املغرب واملوضع املتصل بالبحر األخضر مائتا ميال وهذا البحر األخضر يعرف باحمليط وباليونانية أوقيانوس وال يعلم من أين أمره إال

ما يلي ناحية املغرب يف أقصى أرض احلبشة ومما يلي ناحية الشمال فقط فإن فيه من ناحية املغرب اجلزائر لس عند خليج عرضه سبعة املسماة باخلالدات وجزيرة أخرى تسمى غديبة تقابل بالد األند

أميال خيرج من البحر األخضر ومير بني األندلس وطنجة ويسمى سبطا وينفذه إىل حبر الروم وفيه أيضا من ناحية الشمال اثنتا عشرة جزيرة وهي اجلزائر اليت تسمى جزائر براطانية فأما إذا بعد هذا البحر املسمى

د من البشر حاله باحمليط فإن السفن ال جتري فيه وال يعلم أحوأما حبر الروم ومصر فأبتدأوه من عند هذا اخلليج بني بالد األندلس وطنجة آخذا حنو املشرق حىت مير

بسواحل الشام وطوله من حيث يبتدأ مخسة آالف ميال وعرضه يف موضع ستمائة ميال ويف آخر سبعمائة ال بالقرب من بلد رومية طوله مخسمائة ميال ميال ويف آخر مثامنائة ميال وفيه خليج خيرج إىل ناحية الشم

يسمى إدريس وفيه خليج آخر خيرج من األرض املعروفة بنربونة يكون طوله مائيت ميال ويف حبر الروم مائة واثنتان

وسبعون جزيرة كان مجيعها عامرا فأخرب املسلمون أكثرها باملغازي إليها منها مخس عظام وهي جزيرة دمشق وحييط هبا ثلثمائة ومخسون ميال وجزير أقريطش حيال برقة وإحاطتها ثلثمائة قربص اليت حتت ساحل

ميال وجزيرة صقلية حيال أفريقية حييط هبا مخسمائة ميال وجزيرة سرتانية حيال أفرجنية وبالد تونس وإحاطتها ثلثمائة ميال وجزيرة يابس حيال األندلس حييط هبا مائتا ميال وأما حبر قنطوس فإنه

تد من الشمال عند املدينة املسماة الرقة وراء قسطنطينية وطوله ألف ميال وثلثمائة ميال يف عرض ثلثمائة ميميال ويدخل فيه البحرية املسماة طابسني وهي جتري من ناحية الشمال من اجلزيرة اليت يف البحر األخضر

ال وعرضها مائة ميال ويسيل منها املسماة ماطوس وطول هذه البحرية من املشرق إىل املغرب ثلثمائة ميخليج عند قسطنطينية حىت يصب يف حبر الروم وطوله من حيث ابتدائه من مدينة قسطنطينية إىل حيث

يصب مائتان وستون ميال فيه سفن وعرضه خمتلف فأما عند قسطنطينية ثالثة أميال ويف موضع آخر ستة أميال ويف موضع آخر ميل وأكثر وأقل ويكون عرضه

ند مصبه مقدار غلوة وبذلك املوضع صخرة عليها برج مبين وفيه من قبل الروم من يفتش السفن عوالبحر املشرقي الكبري الذي تقدم وصفنا إياه وقولنا أن طوله مثانية آالف ميال وذكر خليجة املمتد إىل بالد

الرببر وخليج آخر وأربعمائة ميال عرضه يف موضع منشأته من يسمى اخلليج العريب وهو املعروف ببحر العرب طوله ألف

البحر الكبري عند املوضع املعروف برأس اجلمجمة وهو املغرب من بالد املغرب يف بالد مهره من اليمن وبإزائه من املشرق بلد الديبل من السند مخسمائة ميال ومنتهاه حنو البصرة مائة ومخسون ميال وبني هذا

Page 45: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

يج املسمى حبر القلزم الذي ذكرنا أنه مير بأيلة بأرض اليمن وأرض احلجاز اخلليج املسمى حبر العرب واخللوجزيرة العرب ومسافة ما بينهما ألف ومخسمائة ميل وخيرج من البحر األكرب عند هتامة بأرض اهلند خليج

رابع يسمى اخلليج األخضر يكون طوله ألف ومخسمائة ميال وفيه اجلزائر العامرة وغري العامرة ألف سمائة وسبعون جزيرة منها اجلزيرة العظيمة املقابلة ألرض اهلند املسماة سرنديب ومقدار دورها ثالثة ومخ

ألف ميال وفيها جبال عظام وأهنار ومدائن كثرية وفيها معدن الياقوت كله وحول هذه اجلزيرة تسع عشرة جزيرة عوامر فيها قرى ومدائن

ب وهو حبر خوارزم طوله من املغرب إىل املشرق مثامنائة ميال وأما حبر جرجان وهو الذي بالباب واألبواوعرضه ستمائة ميال وفيه جزيرتان مقابلتان جلرجان كانتا فيما مضى عامرتني الباب الرابع يف اجلبال اليت يف

املعمورة وعددها وأقدار املشهور منها منها مخسة متقاربة املقادير إال أن قد وجد خلف خط االستواء يف اجلنوب وقبل اإلقليم األول جبال تسعة

أطوهلا ما بني األربعمائة ميال إىل اخلمسمائة ميال وحنو ذلك ووجد أيضا هناك جبل طوله تسعمائة ميال وجبل العمر وطوله حنو ألف ميل وجبل بعضه وراء خط االستواء وبعضه يف اإلقليم الثاين وجبل بعضه يف

تواء وطوله أربعمائة ونيف وأربعون ميال اإلقليم األول وسائره خلف ظهر االسوأما اإلقليم األول فالذي وجد فيه من اجلبال تسعة عشر جبال منها جبل سرنديب وطوله مائتان ونيف

وستون ميال واجلبل احمليط ببحرية الياقوت وهو مستدير الشكل كشكل السفط جبل كرمان ثلثمائة ونيف وثالثون ميال وأما اإلقليم الثاين ففيه من اجلبال سبعة وعشرون جبال منها

أما اإلقليم الثالث ففيه أحد وثالثون جبال وأما اإلقليم الرابع ففيه أربعة وعشرون جبال منها جبل الثلج بدمشق وطوله ثالثة ومثانون ميال وجبل سنري

وجبل متصل حبلوان من هذه الناحية وطوله مخسة وأربعون ميال وجبل اللكام هبذه الناحية طوله مائة ميل وطوله مائة ومخسة عشر ميال واجلبل الذي مير بأصبهان ويعدل إىل جبل هناوند وطوله أربعمائة ومخسة

وثالثون ميال واجلبل املتصل هبذا اجلبل املستدير فيما بني أصبهان واألهواز وطوله مائتان واثنان وعشرون ميال واجلبل املار بني اصطخر

مخسون ميال واجلبل املتصل بنهاوند وجبل طربستان وطوله مثامنائة ميال وجور وطوله مائتان وأما اإلقليم اخلامس ففيه تسعة وعشرون جبال فيها جبل حارث وحويرث وطوهلما ثالثة وثالثون ميال واجلبل الذي بني املوصل وشهرزور وطوله مائتان ومخسة وأربعون ميال ومنها اجلبل املتصل هبذا اجلبل

وحويرث حىت يتصل اجلبل بقزوين ويقرب من بران وطوله مائتا ميل وحبارث وأما اإلقليم السادس ففيه أربعة وعشرون جبال منها اجلبل الذي فيه هيكل الزهرة وهو متصل بالبحر

وطوله مائتان وأربعة ومثانون ميال ط وأوله من السند وطوله وأما اإلقليم السابع ففيه أربعة وأربعون جبال ومنها ياجوج الذي يسمى احملي

تسعمائة ميل فجميع ما عرف من اجلبال مائة ومثانية ومخسون جبال الباب اخلامس يف األهنار والعيون والبطائح اليت يف املعمورة وأعدادها وأوصافها ومقامريها والعظام منها

Page 46: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ر وتصب كل مخسة أول العيون عني خيرج من جبل القمر حذاء خط االستواء مث يتشعب منها عشرة أهنامنها يف بطيحة من بطحتني من الناحية اجلنوبية وراء خط االستواء مث يتشعب من كل بطيحة ثالثة أهنار

جيتمع إىل البطيحة يف اإلقليم األول عند بعد جزئني من خط االستواء مث خيرج من هذه البطيحة هنر هو نيل يتجاوزه على مسته مبقدار جزء ونصف من اإلقليم مصر حىت مير مبدينة النوبة ويقطع اإلقليم األول حىت

الثاين مث ينعرج حىت يصري إىل مدينة أسوان ماسا هلا مث يعدل معرجا فيما بني جبل يعرف سلوقيا مث يرجع ومير مارا إىل مصر مماسا عند عرض تسعة وعشرين جزءا وربع يكون ذلك البعد من خط االستواء ألفان

ميال مث ينقسم النيل من هناك سبعة أقسام متقاربة ما بني املسافات والقرى منها وتسعمائة وثالثة وثالثون إىل اإلسكندرية مث يتفرق فرقتني يصبان مع السد األول إىل حبر الروم يف اإلقليم الثالث فيكون مسري النيل

منذ البداية ألفي ميل ونيفا ىل النيل حىت يصب فيه عند مدينة النوبة وعني أخرى مركزها حتت خط االستواء خيرج منها هنر قاصد إ

وعني أخرى يف جزيرة الفضة اليت يف حبر الصني خيرج منها ثالثة أهنار مير األوسط منها بركن املدينة اليت يف هذه اجلزيرة مث يصب النهران اآلخران إىل البحر وعني أخرى من وراء خط االستواء يف هذه اجلزيرة خيرج

لبحر فهذا ما وراء خط االستواء من العيون واألهنار والبطائح منها هنران يصبان يف اوأما اإلقليم األول ففيه من األهنار والعيون اجلارية ثالث وعشرون عينا أما واحدة منها فإهنا خترج عند

وأما املدينة املعروفة باليونانية مييس وأما اإلقليم الثاين فإن فيه من األهنار والعيون اجلارية تسعة وعشريناإلقليم الثالث فإن فيه من األهنار ستة وعشرين هنرا وعينا واحدة وأما اإلقليم الرابع ففيه من األهنار والعيون

اجلارية أربعة وعشرون وعني واحدة وال جتري مقدارها مثانية عشر ميال عند املدينة املعروفة ببحرية طربية ها هنر مير جببل الثلج الذي عند دمشق إىل قرب أنطاكية وهي مدورة ومقدارها ثالثة وثالثون ميال خيرج من

فيما بني جبل الثلج وجبل سنري حىت يصب يف البحر وخيرج أيضا من هذه البحرية هنر إىل البحرية املعروفة بالنتنة ومقدار هذه البحرية مقدار حبرية طربية

خر وجور من فارس ويصب يف البحر ومن األهنار اليت يف هذا اإلقليم هنر خيرج من جبل فيقطع جبل اصطبالقرب من سرياف منها أيضا هنر خيرج من عني يف املشرق ويكون منه بطيحة مقدارها ستة وأربعون ميال يف

ذلك املوضع مث يقطع مدينة الصني ويصب يف البحر نيف وستني جزء فأما اإلقليم اخلامس فإن فيه من األهنار مخسة وعشرين هنرا منها دجلة وابتداؤها عند طول

وعرض سبعة وثالثني جزءا ومتر حنو اجلنوب مث تنحرف يف املغرب قليال وانبعاثها من عني متر بني جبلني عند مدينة آمد ومتر بباسورين حىت تصري إىل مدينة بلد ومدينة املوصل وفيما بينهما إىل احلديثة فإذا صارت إليها

له الزايب مث متتد حىت متر بني جبلني يعرف أحدمها ببارما صب فيها هناك هنر يأيت من بلد شهرزور ويقالواآلخر بساتيدما إىل أن تتجاوز مدينة سر من رأى فإذا جتاوزها قليال وقع إليها هنر يقال له الزاب يأيت من اجلبل ويقع إليها هنر آخر يأيت من اجلبل أيضا مث متر دجلة وسط مدينة بغداد مث متر بواسط إىل أن تصب إىل

البطائح ومقدارها نيف وستون ميال مث خترج فتفترق فرقتني فرقة متر إىل البصرة وفرقة أخرى متر إىل ناحية املذار مث يصب اجلميع إىل حبر العرب

Page 47: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ومقدار مسافة دجلة منذ ابتدائها إىل منتهاها مثامنائة ميل ونيف مهران الصغري بأرض السند عند طول مائة وستة ومن األهنار اليت يف اإلقليم اخلامس هنر مهران الكبري وهنر

وعشرين جزءا ونصف جزء وعرضه ستة وثالثني جزءا وسدسا مث مير مغربا ومنحرفا حنو اجلنوب إىل مدينة من مدن السند فيمر بينها

وبني جبل أصغر ومن ذلك املوضع وبني ابتدائه حنو ألف ميل مث يفترق من ذلك املوضع فيصري هنرين يصب ل منها يف البحر عند املدينة املسماة بلسان اليونانية أومري ويصري اآلخر هنرين يصب أحدمها إىل البحر األو

ويصري من اآلخر هنر مهراين الثاين ويقع يف النهر ستة أهنار تأيت من عيون فيكثر ماؤه مث يصب يف البحر مث بل املعروف جببل كرمان يصب يف البحر مير مبدينة القندهار هنر أيضا يسمى مهران مث مير حىت يالقي اجل

بقرب من املنصورة ويف هذا اإلقليم النهر املعروف جبيحون خيرج من جبل باملشرق عند طول مائة ومخسة وثالثني جزءا وميتد آخذا إىل املشرق ثلثمائة ميال ومن هذا اإلقليم أيضا عني جيري منها هنر يف أصل اجلبل

ا ستة عشر ميال والنهر يقطع مرد الروذ وخمرجه من جبل يأخذ من جهة املعروف حبارث وحويرث مقداره املغرب منحرفا إىل اجلنوب إىل أن يصري إىل مرو الروذ فيقطعها مث يصري إىل مرو وطوله تسعون ميال

وأما اإلقليم السادس فإن فيه من األهنار ستة وعشرين هنرا منها الفرات وأوله من عني يف بلد الروم خيرج جبل بروجس ومير مغربا يف بالد الروم حىت مياس جبال يقال له سفينا ومييل حىت يسري حنو أربعمائة من

ومخسني ميال مث يعرج يف جهة اجلنوب فينزل إىل بالد اإلسالم فيما بني سعرت وملطية ومشيشاط ومير مبدينة مغربا حىت يصري إىل مدينة جسر هنزيط مث يعرج مغربا حىت يصري إىل مدينة مسيساط فيما بني قلعتها ومير

منبج مث يعطف طالبا لناحية اجلنوب حىت يأيت بالس مث الرقة مث قرقيسيا ومير بالرحبة مث مير حىت يلتحف على عانة ألهنا يف وسطه مث ميتد على سنته مث مير هبيت واألنبار فيتجاوزمها فينقسم قسمني منهما قسم يأخذ حنو

قمي إىل أن يصري إىل الكوفة وقسم يستقيم ويسمى سورا حىت مير مبدينة سورا إىل املغرب قليال املسمى بالعلالنيل وما يتصل هبا فيسقى كثريا من أعمال السواد وخيرج منه أسفل األنبار هنر يعرف بالدقيل حيمل منه هنر

عيسى الذي يأخذ إىل بغداد ويصب إىل دجلة هبا ومير يتفرق يف األهنار إىل سقي أعمال السواد فيصب إىل دجلة أسفل واسط مجلة ما يبقى من ماء الفرات بعد ما

وطول الفرات منذ أن يطلع يف بالد اإلسالم إىل أن يأيت بغداد ستمائة وثالثة وعشرون ميال من هذا اإلقليم أيضا النهر الذي مير بني البحر وحروار من بالد أرمينية ويصري إىل مدينة بروغة أوله عني

ومير هبذه املواضع إىل أن يصب إىل البحر ومن أوله إىل مصبه يف البحر احلروري حنو سبعمائة يأخذ منهاميال ويعرف هذا النهر بطورا وجرية من جهة املغرب إىل الشرق ومنحرفا حنو اجلنوب ويف هذا اإلقليم أيضا

جيري فيها هنر عند عرض أربعة وأربعني جزءا وثلثي جزء طوله مثانية ومخسون جزءا وثلثي جزء الوأما اإلقليم السابع ففيه مثانية وعشرون هنرا كبارا وصغارا منها هنر جيحان الذي طوله ستون جزءا وعرضه ستة وأربعون جزءا آخذ حنو اجلنوب حىت مير مبركز مدينة سلمية من بلد الروم ومير بني جبلني منحرفا حنو

صارت إحدامها ثغرا من ثغور املسلمني ومها يف هذا الوقت املغرب إىل أن يصري إىل مدينتني كانتا للروم مثخراب يقال هلما نوسا وزبطرة فيمر فيما بينهما مث مير من بني جبلني راجعا إىل ما كان عليه من قصد ناحية

Page 48: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

اجلنوب حىت مير بثغر املصيصة فيما بني هذا الثغر وجبل اللكام مث يصب يف البحر الشامي وطول هذا النهر تدائه إىل موضع مصبه سبعمائة ونيف وثالثون ميال من اب

ويف هذا اإلقليم أيضا هنر بلخ وابتداؤه من حبرية يف ناحية املشرق مقدارها نيف وأربعون ميال عند طول مائة ونصف جزء عرضه مثانية وأربعون جزءا مشرقا ومنحرفا حنو اجلنوب حىت يلقى ركن جبل بعد مسرية مائة

هة اجلنوب حنو املغرب حىت يتجاوز يف الدنو إىل غرب املوضع الذي ابتدأ منه مبقدار ميل مث ينعطف يف جأربعة أجزاء وقدر ذلك مائتان ونيف وستون ميال ويقرب إىل اجلنوب مث يصري إىل مدينة خوارزم فيقطعها

به يف هذه وميتد حنو الغرب حىت يصب يف بطيحة عند طول مثانية وتسعني جزءا من ابتداء هنر بلخ إىل مصالبطيحة ألف ومائة ميال وخيرج من هنر بلخ خليج مير آخذا يف الغرب حىت يلي مدينة أشروسنة ومدينة حجندرة مث مير على مدينة احملمدية وميتد يقرب من موضع آخر من هنر بلخ إىل مصبه يف البحر أربعمائة

وتسعة وعشرون ميال دأ من املشرق من طول مائة وتسعة وعشرين جزءا ونصف جزء ويف هذا اإلقليم من األهنار العظام هنر يبت

وعرضه مثانية وأربعون جزءا آخذا حنو املغرب ومنحرفا يف الشمال حىت يقرب من مدينة اخلزر ويداين البحر فيمر بينه وبني مدينة خوارزم مث يرجع حنو اجلنوب حىت يصب يف بطيحة هنر بلخ وطول هذا النهر من

ألفان وستمائة وثالثون ميال ابتدائه إىل مصبه ويصب يف هذا النهر من األهنار العظام ثالثة عشر هنرا يأخذ من عيون خترج من جبال

ويف هذا اإلقليم أيضا هنر يأيت من عني يف املشرق عند طول مائة ومخسة وأربعني جزءا ونصف جزء وعرض بني السد وجبل ياجوج وماجوج مث يعدل سبعة وأربعني جزءا فيمر منسرحا ومنحرفا حنو الشمال حىت مير

إىل مدينة ياجوج وماجوج مث يستقيم إىل غاية املشرق عند طول مائة ومثانني جزءا وعرض ستة ومخسني جزءا وذلك قريب من هناية العمارة يف الشمال ومسافة هذا النهر من ابتدائه إىل غايته ألفان وثلثمائة ميل

موضعني منه ويقع يف هذا النهر هنران آخران يففأما ما وراء اإلقليم السابع فإن عدده سوى األهنار اليت يف جزائر البحر األخضر مثانية أهنار والذي يف هذه

اجلزائر من األهنار سبعون هنرا منها يف جزيرة الوفاء أربعة عشر هنرا ويف جزيرة قوىل اثنا عشر هنرا ويف ثة وثالثون ميال ويف مدينة أمرابوس اليت تنسب إىل الدجال جزيرة سندما مخسة أهنار وبطيحة مقدارها ثال

ستة وثالثون هنرا وبطيحة كبرية فجميع األهنار يف األرض مائتان ومثانية ومخسون هنرا منها العظام نيل مصر وهنر مهران والفرات ودجلة وهنر طورا بأرمينية وجيحان وهنر بلخ وهنر خوارزم وهنر ياجوج وماجوج ومن

ت والعيون اليت ال جتري عدة الباب السادس يف مملكة اإلسالم وأعماهلا وارتفاعها البحرياإنه إذا قيل الشرق أو الغرب أو الشمال أو اجلنوب كانت هذه األمساء مجيعا تقال باإلضافة إىل شيء بعينه

شرق لنا فإن مصر مثال وحنن نعدها من أعمال املغرب مشرق ملن هو يف بالد األندلس وكذا خراسان م ومغرب ألهل الصني وكذلك سائر النواحي ال بد هلا من قصبة يشار منها إىل نواحيها

فنقول أن قصبة مملكة اإلسالم بلد العراق وهذا مع أنه موجود هكذا يف الوقت فقد كانت الفرس جتريه عليه وتسميه دل إيرانشهر

Page 49: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

رس مسته وهو إيران ومعىن إيران نسبة إىل أير وإمنا مسيت العرب العراق هبذا االسم تعريبا ملا وجدت الفوهم القوم الذين اختارهم أير بن فريدون بن ويوجنهان بن أوشهنج بن فريوزان بن ساميك بن نرسي بن

جيومرت تفسري جيومرت على ما أخربين به املوبذ احلي الناطق امليت والفرس أوليتهم وابتداؤهم من الم جيومرت ويسمونه مقام آدم عليه الس

كورة حلوان وطساسيجها مخسة طساسيج منها طسوج شاذ فريوز قباذ طسوج اجلبل طسوج اربل طسوج تأمراء طسوج خانقني

واستان شاذ قباذ وطساسيجه سبعة منها طسوج بزرجسابور طسوج هنر بوق طسوج كلواذي طسوج جازر طسوج املدينة العتيقة طسوج راذان األعلى طسوج راذان السفلى

ان خسرو شاذ هرمز وطساسيجة مثانية منها طسوج روستقباذ وطسوج شهرزور وطسوج سلسل واست طسوج جلوالء وجللتا طسوج الذيبني طسوج البندجيني طسوج براز الروذ طسوج الدسكرة

واستان ارندين كرد وطساسيجة مخسة منها ثالثة طساسيج النهروانات طسوجا بادرايا وباكسايا وهي كورة كسكر وطساسيجة أربعة طسوج منها طسوج الزندورد طسوج البزبون واستان خسرو سابور

طسوج االستان طسوج اجلوازر واستان خسرة شاذهبمن وهي كورة دجلة وطساسيجة أربعة منها طسوج هبمن اردشري طسوج ميسان

طسوج دستميسان طسوج ابن قباذ فهذه طساسيج شرقي دجلة ي الفرات فمن ذلك استان العايل وطساسيجه أربعة منها طسوج فريوز وأما اجلانب الغريب منها وهي سق

سابور طسوج مسكن طسوج قطربل طسوج األنبار طسوج بادوريا واستان أردشريبابكان وطساسيجه مخسة منها طسوج هبرسري طسوج الرومقان طسوج كوثي طسوج

درقيط طسوج هنر جوبر ثالثة منها الزاب األعلى والزاب األوسط والزاب األسفل واستان روين باسفار وهو الزوايب وطساسيجه

واستان البهقباذ األعلى وطساسيجه ستة منها طسوج بابل وطسوج خطرنية طسوج الفلوجة السفلى طسوج الفلوجة العليا طسوج النهرين طسوج عني التمر

ا وبربيسما طسوج واستان البهقباذ األوسط وطساسيجه أربعة منها طسوج اجلبة والبداة طسوج سور بارومسا طسوج هنر امللك

واستان البهقباذ األسفل وطساسيجه مخسة منها طسوج فرات بادقلي وطسوج السيلحني وطسوج نستر وطسوج

روذمستان وطسوج هرمز جرد خيرج من طساسيج السواد فكأنه كما ذكرنا ستني طسوجا اثنا عشر بل مخسة طساسيج ومن ذلك كورة دجلة املضافة إىل طرحت من ذلك كورة حلوان املضافة إىل كورة اجل

أعمال البصرة أربعة طساسيج ومن ذلك ما دخل يف البطائح وغلب املاء عليها طسوج ومن ذلك ما عد يف الضياع اخلاصة طسوجان من أعمال طريق خراسان وهو مردود من كورة البهقاذ األسفل فصار املعدود يف

وطساسيجها مثانية وأربعون طسوجا السواد يف هذا الوقت عشرة كور

Page 50: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ولنبتدأ بذكر ارتفاع السواد حبسب ما هو عليه يف ذلك الوقت وعلى عربة سنة مائتني وأربع وهي أول سنة يوجد حساهبا يف الدواوين باحلضرة ألن الدواوين أحرقت يف الفتنة اليت كانت يف أيام األمني املعروف بابن

سق ذلك وحد العراق من جهة الغرب على هذا التفصيل زبيدة وهي سنة ثالث ومثانني ون النواحي احلنطة والشعري الورق

األنبار والنهر املعروف أحد عشر ألفا ومثنمائة كر ستة آالف وأربعمائة كر أربعمائة ألف درهم طسوج مسكن ثالثة آالف كر ألفا كر مائة ومخسون ألف درهم

ألف درهم طسوج قطربل ألفا كر ألفا كر ثلثمائة طسوج بادوريا ثالثة آالف ومخسمائة كر ألفا كر ألف ألف درهم

هبرسري ألف وسبعمائة كر ألف وسبعمائة كر مائة ومخسون ألف درهم الرومقان ثالثة آالف وثلثمائة كر ثالثة آالف وثلثمائة كر مائتان ومخسون ألف درهم

رهم كوثى ثالثة آالف كر ألفا كر ثالمثائة ومخسون ألف د هنر درقيط ألفا كر ألفا كر مائتا ألف درهم

هنر جوبر ألف ومخسمائة كر ستة آالف كر مائة ومخسون ألف درهم بارومسا وهنر امللك ثالثة آالف ومخسمائة كر أربعة آالف كر مائة واثنتان وعشرون ألف درهم

ن ألف درهم الزوايب الثالثة ألف وأربعمائة كر سبعة آالف ومائتا كر مائتا ومخسو بابل وخطرنية ثالثة آالف كر مخسة آالف كر ثلثمائة ومخسون ألف درهم

الفلوجة العليا مخسمائة كر مخسمائة كر سبعون ألف درهم الفلوجة السفلى ألفا كر ثالثة آالف كر مائتان ومثانون ألف درهم طسوج النهرين ثلثمائة كر أربعمائة كر مخسة وأربعون ألف درهم

عني التمر ثلثمائة كر أربعمائة كر مخسة وأربعون ألف درهم طسوج طسوج اجلبة والبداة ألف ومخسمائة كر ألف وستمائة كر مائة ومخسون ألف درهم

سورا وبربيسما ألف ومخسمائة كر أربعة آالف ومخسمائة كر مائة ومخسون ألف درهم ا فرات باذقلي ألفا كر ألفان ومخسمائة كر اثنان وستون درمه

طسوج السيلحني ألفا كر ألف ومخسمائة كر مائة وأربعون ألف درهم روذمستان وهرمزجرد مخسمائة كر مخسمائة كر عشرون ألف درهم

تستر ألفان ومائتان كر ألفا كر ثلثمائة ألف درهم إيغار يقطني ألفان ومائتا كر ألفا كر مائتان وأربعة آالف ومثنمائة درهم

رتفاعها ثالثون ألفا كر كان يف القدمي عشرون ألف كر تسعني ألف درهم وهو يف كوركسكر يقال أن ا هذا ألفا كر ألف كر الوقت مائتان وسبعون ألف درهم

فهذه أعمال السواد يف اجلانب الغريب من دجلة وأما اجلانب الشرقي فلنبدأ بتعديدها على النسق أيضا من أعلى دجلة

Page 51: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ة كر ألفان ومائتا كر ثلثمائة ألف درهم طسوج بزرجسابور ألفان ومخسمائ طسوج الراذانني أربعة آالف ومثنمائة كر أربعة آالف ومثنمائة كر مائة وعشرون ألف درهم

طسوج هنر بوق مائتا كر ألف كر مائة ألف درهم كلواذي وهنر بني ألف وستمائة كر ألف ومخسمائة كر ثلثمائة وثالثون ألف درهم

تيقة ألف كر ألف ومخسمائة كر مائتان وأربعون ألف درهم جازر واملدينة الع روستقباذ ألف كر ألف وأربعمائة كر مائتان وستة وأربعون ألف درهم

سلسل ومهرود ألفا كر ألف ومخسمائة كر مائة ومخسون ألف درهم جلوالء وجللتا ألف كر ألف كر مائة ألف درهم

أربعون ألف درهم الذيبني ألف وتسعمائة كر ألف وثلثمائة كر الدسكرة ألف ومثامنائة كر ألف وأربعمائة كر ستون ألف درهم

البندنيجني ستمائة كر مخسمائة كر مخسة وثالثون ألف درهم طسوج براز الروز ثالثة آالف كر مخسة آالف ومائة كر مائة وعشرون ألف درهم

ئة ومخسون ألف درهم النهروان األعلى ألف وسبعمائة كر ألف ومثامنائة كر ثالمثا النهروان األوسط ألف كر مخسمائة كر مائة ألف درهم

بادريا وباكسايا أربعة آالف وسبعمائة كر مخسة آالف كر ثالمثائة وثالثون ألف درهم كورة دجلة على عربة تسعمائة كر أربعة آالف كر أربعمائة وثالثون ألف درهم

سنة مائيت وستون عربة ألف كر ثالثة آالف ومائة وواحد وعشرون كرا تسع ومخسون ألف درهم هنر الصلة على تلك ال

النهروان األسفل ألف وسبعمائة كر ألف وثلثمائة كر ثالثة ومخسون ألف درهمُ فذلك ارتفاع السواد سوى صدقات البصرة مائة وسبعة وسبعون ألف ومائتا كر من احلنطة تسعة وتسعون

كر من الشعري مثانية آالف ألف ومخسة وتسعون ألفا ومثامنائة درهم من ألفا وسبعمائة وواحد وعشرون الورق

يكون مثن الغالت بأوسط األسعار وهو مائة ألف ألف وثلثمائة ألف وواحد وستون ألفا ومثامنائة ومخسون درمها

حساب الكرين املقرونني من احلنطة والشعري ستني دينارا وهو من العني

ة عشر درمها ورقا على صرف مخس بدينار مائة ألف ألف ومثانية آالف ألف

وجمموع ذلك إىل الورق وأربعمائة وسعة ومخسون ألفا وستمائة ومخسون درمها وستمائة ومخسني درمها وكانت صدقات البصرة ترفع يف السنة ستة آالف ألف

فجميع ارتفاع السواد على ما بني من مائة ألف ألف وأربعمائة ألف وسبعة

Page 52: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

التسعري على العرب املبينة ومخسون ألفا وستمائة ومخسون درمها وسبب البطائح املبطحة يف أرض السواد أن ماء دجلة كان منصبا إىل دجلة املعروفة بالعوراء اليت هي أسفل البصرة يف مسافة مستقيمة املسالك حمفوظة اجلوانب فلما كان ملك قباذ فريوز انبثق يف أسفل كسكر بثق

فأغفل أمره حىت غلب ماؤه وغرق كثريا من أرضني عامرة كانت تليه وتقرب منه فلما وىل أنو عظيم شروان ابنه أمر بذلك املاء فزحم باملسنيات حىت أعاد بعض تلك األرضني إىل عمارة

مث ملا كانت سنة ست من اهلجرة وهي السنة اليت بعث فيها النيب عبد اهللا بن حذافة السهمي إىل كسرى رويز زاد الفرات زيادة عظيمة ودجلة أيضا مل ير مثلها وانبثقت بثوق كبار فجهد أبرويز أن يسكرها حىت أب

ضرب أربعني سكرا يف يوم واحد وأمر باألموال فألقيت على األنطاع فلم يقدر للماء على حيلة فورد املسلمون العراق وشغلت

ويعجز الدهاقني عن سدها فعظم ماؤها واتسعت الفرس باحلرب فكانت البثوق تنفجر وال يلتفت إليها البطيحة وعظمت

فلما وىل معاوية بن أيب سفيان عبد اهللا بن دراج مواله خراج العراق واستخرج له من أرض البطائح ما بلغت غلته مخسة آالف ألف درهم واستخرج حسان النبطي موىل بين ضبة وصاحب حوض حسان بالبصرة

رية حسان بواسط ملا وىل ذلك للوليد مث هلشام بن عبد امللك كثريا من أرض وقناة حسان بالبطائح وقالبطائح واالستخراج فيها واقع إىل هذا الوقت وهي األرضون املنسوبة إىل اجلوامد وكان بكسكر هبر يقال

ستأجم له احلري بطريق الربيد إىل ميسان وستميسان واألهواز يف شقه القبلي فلما تبطحت البطائح مسي ما امن شق طريق الربيد بالربيد ومسي الشق اآلخر بالنبطية أغمرات وتفسريه بالعربية اآلجام الكربى ويقال رمبا ظهرت ثار النهر فيما يستخرج من البطائح يف هذا الوقت وسببت السيبني ومل يكن هلما ذكر يف أيام الفرس

وكربت وعظمت فكتب احلجاج إىل الوليد وال كانا حمرزين على عهدهم لكن بثوق انبثقت أيام احلجاج خبربها وأنه قدر للنفقة على سدها ثالثة آالف ألف درهم فاستكثرها الوليد فقال له مسلمة بن عبد امللك

أنا أنفق على سدها من مايل على أن تعطيين خراج األرضني املنخفضة اليت ذلك فحصلت له أرضون وطساسيج كثرية يبقى فيها املاء بعد إنفاق املال على أيدي ثقاتك فأجابه إىل

فحفر النهرين املسمني بالسبني وتألف األكرة واملزارعني وعمر تلك األرضني واجلأ الناس أيضا إليه كثريا من أرضيهم اجملاورة هلا طلبا للتعزز به

هللا بن العباس فلما قامت الدولة العباسية وقبضت أموال بين أمية أقطع مجيع السيبني داود بن علي بن عبد ا وابتيع ذلك من ورثته فيما بعد فصار يف عداد الضياع السلطانية

وسبب إيغار يقطعني ومل يكن له ذكر يف أيام الفرس وال فيما مسيناه من أرض السواد على عهدهم أن يقطني صاحب الدعوة أو غرت له ضياع من عدة طساسيج مث صار ذلك إىل السلطان فنسب إىل إيغار يقطني

وهنر الصلة أمر املهدي أن حيفر من أعمال واسط فحفر وأحىي ما عليه من األرضني وجعلت غلته لصالت أهل احلرمني والنفقات هناك وحكي أنه كان شرط ملن يؤلف عليه من املزارعني أن يقامسوا عليه على

اخلمسني مخسني سنة فإذا انقضت اخلمسون مل جيروا على الشرط املشترط عليهم

Page 53: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

أتينا على أمر السواد وأعماله فنتبع ذلك باألحواز إذ كانت تلي أعمال السواد من جهة املشرق فنقول وإذا أن األهواز سبع كور أوهلا من حد البصرة كورة سوق األحواز ومما يلي املذار كورة هنر تريي فاع هذه الكور مث كورة تستر وكورة السوس وكورة جنديسابور وكورة رام هرمز وكور سوق العتيق وارت

على التقريب والتوسط من الورق مثانية عشر آالف ألف درهم وتنبع األحواز بفارس وهي مخس كور أوهلا من حد األحواز كورة أرجان كورة أردشري كورة دار جبرد

كورة اصطخر كورة سابور وسواحل فارس مهروبان وسينيز وجنايا وتوج وسرياف وارتفاع فارس وحده عة وعشرون ألف ألف درهم من الورق أرب

مث يلي فارس كرمان ومدهنا السريجان وجريفث ومب سواحلها هرموز وارتفاع أعماهلا ستة ألف ألف درمها وبعدها مدن مكران من أعمال السند وكانت على مكران يف السنة ألف ألف درمها وتلي فارس من جهة

عشرة آالف ألف درهم ومخسمائة ألف درهم الشمال أصبهان وهي كورة على حدها وارتفاعها يف السنة وبعدها مدن مكران من أعمال السند وكانت على مكران يف السنة مقاطعة ألف ألف درهم وتلي فارس من

جهة الشمال أصبهان وهي كورة على حدهتا وارتفاعها يف السنة مقاطعة ألف ألف درهم وارتفاعها على الصلح ألف ألف درهم وتلي كرمان من جهة املشرق سجستان وقصبتها تعرف بزرنج

مث يليها أعمال خراسان ويتصل بسجستان منها بست ورخج وكابل وكانت رمبا أضيفت إىل أعماهلا التصاهلا وكورة خراسان بست ورخج وكابل وزابلستان والطبسني وقهستان هراة الطالقان حنبهما

ان واجبرد خبارا طوس الفاريان أبر شهر كاد وباذغيس بوشنج طخارستان الطارقان خلم مرو للروذ الصامغمسرقند الشاش فرغانة اشروسنة الصغد فجندة خوارزم اسبيجاب الترمذ نسا أبيورد مروكس النوشجان

البتم أجرون نسف وارتفاع خراسان على ما كان فورق عليه عبد اهللا بن طاهر لسنة إحدى وعشرين نية وثالثني ألف ألف درهم ومائتني مع مثن السيب والغنم والكرابيس مثا

وإذا فد أتينا على خراسان من املشرق وفيها ثغور الترك وغاية حد اإلسالم من هذه اجلهة فلنعدل إىل أعمال املشرق املنحرفة من جهة الشمال ولنبدأ هبا من أعمال حلوان

أعمال اجلبل وهي كورة حلوان وقد شرحنا احلال يف أهنا كانت مضافة إىل أعمال العراق مث أضيفت إىلكورة ماه الكوفة وماه البصرة أذربيجان ومهذان اإليغارين مث ماسبذال مهرجان قذف وهذه الكورة منسوبة

إىل اجلبل دون ما سواها وارتفاعها على التفصيل أما ماه الكوفة وقصباهتا وأما قصبة الرساتيق األعايل فالدينور

وحدوده ماه الكوفة وأما قصبة الرساتيق االسافل فقرماسني أما من املغرب فأعمال حلوان أما من جهة اجلنوب فأعمال ماسبذان

ومن جهة املشرق أعمال مهذان ومن جهة الشمال أعمال أذربيجان وارتفاعها على وسط العرب مخسة آالف ألف درمها

ف ومثامنائة ألف درهم وماه البصرة وقصبتاها هناوند وبروجرد وارتفاعها على أوسط العرب أربعة آالف أل مهذان ارتفاعها على أوسط العرب ألف ألف وسبعمائة ألف درهم

Page 54: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ماسبذان ومدهنا السريوان دار جبان وارتفاعها ألف ألف ومائة ألف درهم مهرجاروق وقصبتها الصمرية وارتفاعها على أوسط العرب ألف ألف ومائة ألف درهم

ها الكرج واملرج وارتفاعها على أوسط العرب ثالثة آالف ألف اإليغارين وهي ضياع من عدة كور وقصبتا ومائة ألف درهم

قم وقاشان وارتفاعهما على أوسط العرب من الورق ثالثة آالف ألف درهم أذربيخان وكورها أردبيل مرند جروان ورثاد وقصبتها مدينة برذعة وارتفاعها على أوسط العرب أربعة آالف

ألف ومخسمائة ألف درهم كورة الري وهي مقررة على حديها وهي يف املشرق على حدود مهذان وينضاف إليها دنباوند وارتفاع

ذلك عشرون ألف ألف ومائتا ألف درهم كورة قزوين وارتفاعها على عربة سنة سبع وثالثني ومائتني ألف ألف وستمائة ألف ومثانية ألف درهم

دهنا الدامغان ومسنان وأرتفاعها ألف ألف ومائة ألف قومس هذه الناحية ناحية الشمال من الري وم ومخسون ألف درهم

جرجان وهي من مشال قومس وحنو املشرق منها وجرجان القصبة وأرتفاعها أربعة آالف ألف درهم طربستان وهي أقصى حنو الشمال ومدهنا آمل وسارية وارتفاعها على عربة سنة أربع وثالثني ومائتني ألف

لف وثالثة وستون آلفا وسبعون درمها مث يلي ذلك من جهة املشرق برية الترك ومن جهة ألف ومائة أ الشمال البرب والطيلسان

واذ قد آتينا على أعمال املشرق فلنرجع إىل أعمال املغرب فأوهلا من حد الفرات تكريت والطريهان والسن والبوازيج وارتفاعها على اوسط العرب سبعمائة ألف ألف درمها

مث يلي ذلك املوصل واعماهلا وكانت شهرزور والصامغان ودراباذ من عمل املوصل إىل أن أفردت عنهما واما شهرزور والصامغان ودراباذ من أعمال املوصل فكانت وظيفتها الفي ألف وسبعمائة ألف ومخسون

جلزيرة وكورة نينوى ألف درهم واما ارتفاع ما استقرت عليه أعمال املوصل وهي من اجلانب الغريب كورة اوكورة املرج واقليم بعذري ومن اجلانب الشرقي احلديثة وحزة وهبدرا واملغلة وحبتون واحلناية والسا

والدينور وراسي وأوسط ارتفاع هذه األعمال ستة آالف ألف وثلثمائة ألف درهم عليه سفينة نوح ويلي أعمال املوصل من جهة الشمال قرندي وبزندي وفيها جبل اجلودي الذي أرست

وقصبتاها اجلزيرة املعروفة ببين عمر وباسورين اليت يعمل فيها ما حيمل من امللح إىل العراق يف الزواريق وارتفاعها على أوسط العرب ثالثة آالف ومائتا ألف درهم

ورأس مث يلي ذلك ديار ربيعة وكورها بلد وبعربايا ونصيبني ودارا وماردين وكفر توثا وتل يسمى سنجار العني واخلابور وإرتفاع هذه الكورة مع االحتسابات اربعة آالف ألف وستمائة ألف ومخسة وثالثون ألف

درهم مث يلي ديار ربيعة من جهة الشمال كورتا ارزن وميافارقني وارتفاعهما على العربة الوسطى اربعة آالف ألف

ة صاحبة يف السنة مائة ألف درهم ومن وراء ومائة ألف درهم ويليها بلد طرون من أعمال ارمينية ومقاطع

Page 55: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ذلك من جهة الشمال بالد ارمينية وكورها جرزان ودبيل وبغروند وسراج طري بارجنيس وارجيش خالط السيسجان أران كورة

قاليقال البسفرجان وقصبتها نشوى وارتفاعها األوسط من الورق أربعة آالف ألف درهم ها حران سروج املديرب البليخ تل موزن رابية بين متيم قريات الفرات مث أعمال ديار مضر يف الغرب الر

شاطىء الفرات مازح عمر ومن اجلانب املغريب من الفرات اهلين واملري وارتفاع ديار مضر على أوسط العرب ستة آالف ألف درهم

انة والرحبة وإذا انتسقت أعمال املغرب من غري جهة الشمال من ناحية املغرب خاصة فأوهلا هيت وعوقرقيسيا وهلم جرا إىل أن تتصل بأعمال ديار مضر ويسمى ذلك أعمال طريق الفرات وارتفاعه آلفا ألف

وتسعمائة ألف درهم مث بعد ديار مضر حنو املغرب أعمال جند قنسرين والعواصم من الشام ومدن هذه األعمال حلب انطاكية

ألف دينار منبج وارتفاعها من العني ثلثمائة ألف وستون مث يلي ذلك أعمال جند دمشق من الشام وارتفاعه مائة ألف وعشرة آالف دينار مث أعمال جند األردن من الشام وارتفاعها مائة ألف وتسعة آالف دينار مث أعمال جند فلسطني من الشام ومدينة الرملة وبيت املقدس

وارتفاعها من العني مائة ألف ومخسة وتسعون ألف دينار أعمال مصر واإلسكندرية وكورها أما ما ينسب إىل أرض الصعيد منها الفيوم ومنف ووسيم والشرقية مث

ودالص وبوصري وكوريدس العباس اخلليفة البهنسي القيس طحا االمشونني حيز شنودة أنصنا اسيوط شطب قهقاوة اخيم الدير ابشاية فلوهو قىن دندرة فقط االقصر حنت اسىن ادنو اسوان

ينسب إىل اسفل األرض صحراء ابليل تتا أطرابية الطورايلة فاران راية احلجاز الفرما نوسا دمياط تنيس ومما منوف طو سخا تيدة االفراطون نقيزة العريش ديصا القيس صا وشباس البدقون قرطسا خربتا ترنوط مصيل

مخسمائة ألف دينار املليدس دمهلة اخنورشيد البشرود وارتفاع هذه األعمال من العني ألفا ألف وووراء برقة القريوان وقد بقي علينا من النواحي اليت مل نذكرها ناحية اجلنوب فلنرجع إليها فنقول أن

أكناف اجلنوب من العراق جند و مكة واملدينة واعمال اليمن مث يف األحنراف حنو املشرق واعمال عمان اجلنوب وهو على ما ذكرنا آنفا العذيب مادا على اليمامة والبحرين فأما جند فأوله حد العراق من جهة

االستقامة إىل الغور ويف الغرب أول حدود السماوة وهي اشرف من اليمامة واكثر أعمال جند ال عمارة فيه إال السري وبنجد جبالطي املعروفان ومياههما مث يليه الغور وهو من حد جند إىل آخر حدود هتامة وهلا أعمال

يف واألعراض منها لينة والفتق وجنران وقرن املنازل وعكاظ والطائف وبيشة وجرش تنسب إىل املخال وتبالة وكتنة والسراة

وأعراض املدينة وأعماهلا وعماراهتا طيبة ويثرب وتيماء دومة اجلندل والفرع وذو املروة وادي القرى مدين تفاع مجيع ذلك وهو يدعي احلرمني خيرب مذك قرى عربية السائرة رهاط السيالة الرحبة غراب االكحل وار

مائة ألف دينار ومن ذلك يف اجلنوب أعمال اليمن وخمالفيه وهو خمالف صنعاء وخمالف صعدة خمالف شاكرة مهدان صدى

Page 56: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

جعفى عدن مأرب حضرموت خوالن املهجرة السلف املعافر حيصب زبيدة عك مهسارع االملوك رميان شحر وكان أرتفاع اليمن من العني ستمائة ألف دينار خمالف بين عامر جوف مراد جوف مهدان ال

واعمال البحرين الرميلة جواثا اخلط القطيف السابون سوم املشقر الدارين الغابة وارتفاع اليمامة والبحرين على ما ثبت يف عمل كان ابن املدبر نظمه لالرتفاع لسنة سبع وثالثني ومائتني من العني مخسمائة ألف

ار وعشرة آالف دينومقاطعة عمان من العني ثالمثائة ألف دينار فهذه األعمال يف مملكة اإلسالم والذي بيناه من مبالغ

االرتفاعات فغلى التوسط وما يرتفع بعض النواحي يف هذا الوقت وينقص البعض نقصا ال يلتفت إليه وال سبيله أيضا نعمل عليه النه وقع بقلة الضبط واضاعة احلزم والباقي املمنوع منه فهذه

ومجلة ذلك فقد أعدنا ذكره يف هذا املوضع ليجتمع فيقرب على التأمل من العني اربعة آالف ألف وتسعمائة ألف وعشرون ألف دينار ومثامنائة ألف يكون صرف العني ورقا على صرف مخسة عشر درمها

بدينار ثالثة وسبعني ألف ألف ومثاين مائة ألف

تفصيل ذلك عينا وورقا

واد مائة ألف ألف وثالثون ألف دينار ومائتا ألف درهم الس االهواز ثالثة وعشرون ألف ألف درهم

كرمان ستة آالف ألف درهم فارس اربعة وعشرون ألف ألف درهم

مكران ألف ألف درهم اصبهان عشرة آالف ألف ومخسمائة ألف درهم

سجستان ألف ألف درهم م خراسان تسعة وثالثون ألف ألف دره

حلوان سبعمائة ألف ألف درهم ماه الكوفة مخسة آالف ألف درهم

ما سبذان ألف ألف ومائتا ألف درهم ماه البصرة أربعة آالف ألف ومثامنائة ألف درهم

مهذان ألف ألف وسبعمائة ألف درهم مرجارون ثلثمائة ألف ألف ومائتا ألف درهم

رهم االيغارين ثالثة آالف ألف ومثامنائة ألف د قم وقاشان ثالثون ألف ألف درهم

اذربيجان اربعة آالف ألف ومخسمائة ألف درهم الري وماوند عشرون ألف ألف ومثانون ألف درهم

Page 57: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

قزوين وزجنان واهبر ألف ألف ومثانية آالف ألف ومثانية عشر ألف درهم قومس ألف ألف ومخسون ألف درهم

جرجان اربعة آالف ألف درهم بعة آالف ألف ومائتا ألف ومثانون ألف وسبعمائة درهم طربستان ار

تكريت والطريها والسن والبوازيج تسعمائة ألف درهم شهرزور والصامغان ألفا ألف وسبعمائة ومخسون ألف درهم

كورة املوصل ستة آالف ألف وثلثمائة ألف درهم قردى وبزبدي ثالثة آالف ألف ومائتا ألف درهم

أربعة آالف ألف ومائتا ألف درهم أرزن وميافارقني ديار ربيعة تسعة آالف ألف وستمائة ألف ومخسة وثالثون ألف درهم

مقاطعة طرون مائة ألف درهم ديار مضر ستة آالف ألف درهم

أعمال طريق الفرات آلفا ألف وسبعمائة ألف درهم قنسرين والعواصم ثلثمائة ألف وستون ألف دينار

ومثانية عشر ألف دينار جند محص مائتا ألف جند دمشق مائة ألف ومخسمائة ألف دينار جند األردن مائة ألف وتسعة آالف دينار

جند فلسطني مائتا ألف وتسع ومخسون ألف دينار مصر واإلسكندرية ألفا ألف ومخسمائة ألف دينار

احلرمني مائة ألف دينار اليمن ستمائة ألف دينار

سمائة ألف وعشرة آالف دينار اليمامة والبحرين مخ عمان ثلثمائة ألف دينار

ومما يدخل يف شيء من االرتفاع جزية رؤوس أهل الذمة حبضرة مدينة السالم وهي مائتا ألف درهم ويقال أن كسرى ابرويز أحصى ناحية مملكته يف سنة مثاين عشرة من ملكه وامنا كان يف يده ما ذكرناه ومسينا

سائر النواحي دون أعمال املغرب الن حده كان إىل هيت وكان له ما مسيناه من املغرب اعماله من السواد و يف أيدي الروم من العني سبعمائة ألف وعشرين ألف مثقاال يكون من الورق ستمائة ألف ألف درهم منا قال قدامة والنواحي عندي يف مثل ما كانت عليه يف ذلك الوقت مل يعدم أرضوها ومل يبد ساكنوها وإ

جيب أن يكون مع مدبرها تقي اهللا أوال مث دراية وعدل وعفة حىت تستقيم األمور وينتظم التدبري ويأيت من املال ما يعجب منه العاجب الباب السابع يف ثغور اإلسالم واألمم واالجيال املطيفة هبا

منهم املتقارب من دار مملكته األمم واالجيال املخالفة لإلسالم مكتنفة له من مجيع أطرافه وهنايات أعماله

Page 58: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ومنهم املتباعد عنها وكانت ملوك الطوائف الذين ملكهم ذو القرنني يؤدون اإلتاوة إىل ملك الروم مخسمائة واحد عشرة سنة إىل أن مجع اردشري بن بابك اململكة بعد مشقة فينبغي أن يكون املسلمون

يات ليظهر هبا حقيقة ما قلته واهللا املوفق لصنوف أعدائهم اشد حذرا منهم للروم وقد جاءت بذلك آللمصلحة بقدرته فلما كانت الروم على ما وصفت وجب أن نقدم الكالم يف الثغور املقابلة لبلدهم على الكالم يف غريها فنقول إن هذه الثغور منها برية تلقاها بالد العدو وتقاربه من جهة الرب ومنها حبرية تلقاه

ومنها ما جيتمع فيه األمران وتقع املغازي من أهله يف الرب والبحر والثغور البحرية وتواجهه من جهة البحر على اإلطالق بسواحل الشام ومصر كلها واجملتمع فيه األمران غزو الرب والبحر

الثغور املعروفة بالشامية فلنبدأ بذكرها وهي طرسوس وأذنة واملصيصة وعني زربة والكنيسة واهلارونية بلس وارتفاعها حنو املائة ألف دينار ينفق يف مصاحلها وسائر وجوه شأهنا وهي املراقب واحلرس وبياس ونقا

والفواثري والركاضة واملوكلني بالدروب واملخايض واحلصون وغري ذلك مما جانسة من األمور واألحوال البحر يف السنة على وحيتاج إىل شحنتها من اجلند والصعاليك وراتب مغازيها الصوائف والشوايت يف الرب و

التقريب مائيت ألف دينار وعلى املبالغة وهي أن يتبع ثلثمائة ألف دينار والذي يلقاها يف بالد العدو ويتصل هبا أما من جهة الرب فالقبادق ويقرب منها الناطلوس ومن جهة البحر سلوقية وعواصم هذه الثغور وما

احد منهما عاصما النه يعصم الثغر وميده يف أوقات النفري مث وراءها إلينا من بلدان اإلسالم وامنا مسي كل و ينفر إليه من أهل أنطاكية واجلومة وقورس

مث يلي هذه الثغور عن ميينها وجهة الشمال منها الثغور املعروفة باجلزرية وأول ما حياد الثغور الشامية منها صم وكان له عند النهوض إىل بالد العدو مرعش ويليه ثغر احلدث وكان يلي هذه زبطرة فخربت أيام املعت

حىت فتح عمورية احلدث املشهور فلما انتهى إىل موضع زبطرة بين مكاهنا وبالقرب منها حصونا لتقوم مقامه وهي احلصون املعروفة بطبارجي واحلصن املعروف باحلسينية واحلصن املعروف ببين املؤمن واحلصن املعروف

بابن رحوان مث يلي ون ثغر كيسوم مث ثغر حصن منصور مث ثغر مشيشاط مث ثغر ملطية وهو اخلارج يف بلد العدو من هذه احلص

مجيع هذه احلصون وكل واحد بينه وبني بلد العدو درب وعقبة وثغر ملطية مع بلد العدو يف بقعة وأرض ا الوقت بينهم واحدة وكان يواجه هذه الثغور ويقابلها من بلد الروم خرشنة وعمل اخلالدية فحدث يف هذ

وبني الروم واالرمن الذين يف مجلة مليح االرمين يف بلد كان يسكنه قوم يسمون السالفة وهم من الروم إال اهنم خيالفوهنم يف كثري من أدياهنم وكان هؤالء مع املسلمني يعينوهنم يف غزواهتم ويتوفر على املسلمني املعونة

ضع باساءة أهل الثغور معاشرهتم وقلة أشراف املدبرين على هبم إىل أن رحلوا دفعة واحدة عن هذا املو أمرهم فتفرقوا يف البالد وسكن مكاهنم هؤالء االرمن

وابتنوا احلصون املنيعة مث صارت هلم العدة الكثيفة واملعرة الشديدة وارتفاع هذه الثغور مع ملطية سبعون ثالثون ألف دينار وحيتاج لنفقة األولياء ألف دينار يصرف منها يف مصاحلها أربعون ألف دينار ويبقي

والصعاليك على التجزئة مائة ألف وعشرون ألف دينار تضاف إىل البقية وعلى املبالغة مائة وسبعون ألف دينار تنضاف إليها تتمة مائتا ألف دينار سوى نفقات املغازي يف أوقاهتا وهذه الثغور هي الواسطة ومنها

Page 59: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ج إىل الغزو منها كانت النفقة حسب الغزاة وعواصم هذه الثغور دلوك ورعبان كانت تقع املغازي فإن احتيومنبج ويلي هذه الثغور عن ميينها أيضا ويف جهة الشمال الثغور املسماة بالبكرية وهي مسيساط وحاين

وملكني وحصوهنا منها مجح ومنها حوران ومنها الكلس وغريها لثغور زيادة إال انه كاملنفرد ملا بينه وبينها من املسافة البعيدة والذي مث ثغر قاليقال يف جهة الشمال عن هذه ا

تقابله هذه الثغور من أعمال الروم على االرمنياق وبعض عمل اخلالدية ويقرب منها عمل افالجونية املتصل ا وحصوهنا ببالد اخلزر وارتفاع هذه الثغور يف السنة ألف ألف وثلثمائة ألف درهم حتتاج نفقاهتا يف مصاحله

وأرزاق شحنها إىل هذا املقدار وزيادة ألف ألف وسبعمائة ألف نتمة ثالثة آالف ألف درهم أما الثغور البحرية وهي سواحل جند محص أنطرسوس وبلنياس والالذقية وجبلة واهلرياذة وسواحل جند

ن صور وعكا دمشق عرقة وطرابلس وجبيل وبريوت وصيدا وحصن الصرفند وعدنون وسواحل جند األردوبصور صناعة املراكب وسواحل جند فلسطني قيسارية وارسون ويافا وعسقالن وغزة وسواحل مصر رفح

والفرما والعريش ومقدار ما يغزو يف الغزاة من مراكب الثغور الشامية ما جيتمع إليها من مراكب الشام تب أصحاب مصر والشام يف العمل على ومصر من الثمانني إىل املائة والغزاة إذا عزموا عليها يف البحر كو

ذلك والتأهب له جيتمع جبزيرة قربص ويسمى ما جيتمع منها االسطول كما يسمى ما جيتمع من اجليش يف الرب املعسكر واملدبر جلميع أمور املراكب الشامية واملصرية صاحب الثغور الشامية ومقدار النفقة على

ة ألف دينار املراكب إذا غزت من مصر والشام حنو مائوإذ قد ذكرنا أمر الثغور الرومية واسباهبا فال بأس أن نذكر احوال الروم ما ينتفع بعلمها فأول ذلك

بترتيب جيوشهم وهو أن البطريق يكون رئيسا على عشرة آالف مع كل بطريق طرماخان وكل طوماخ طرخبار مخسة قمامسة على مخسة آالف ومع كل طوماخ مخسة طرخبارين كل طرخبار على ألف ومع كل

كل قومس على مائتني ومع كل قومس مخسة قنطرخني كل قنطرخ على أربعني ومع كل قنطرخ أربعة داقرخني كل داقرخ على عشرة

فأما عدة جيوشهم فمنها بقسطنطينية وهي حضرة امللك أربعة وعشرون آلفا منهم الفرسان ستة عشر آلفا ن أربعة أقسام أوهلا االسخالرية وصاحبهم الدمستق الكبري وهو والرجالة مثانية آالف فينقسم الفرسا

صاحب فرض الفروض والرئيس على اجلماعة وعدهتم أربعة آالف فارس والصنف الثاين احلسف وهم أربعة آالف فارس والصنف الثالث اوقومس وهم للحرس وصاحبهم طرخيان

مع امللك إذا خرج يف سفر وعدهتم أربعة وعدهتم أربعة آالف والصنف الرابع قيدار طني وهم خيرجونآالف وينقسم الرجالة قسمني فاألول منهما يسمون اتليمسا وعدهتم أربعة آالف راجل والباقي يسمون

موبرة وعدهتم أربعة آالف أما يف سائر األعمال وهي أربعة عشر عمال منها قدر اخلليج القاطع لبلد الروم الذي ينصب حنو الشام وقد

كره ثالثة أعمال أحدها طافال وهو البلد الذي فيه قسطنطينية وحده من جهة املشرق اخلليج املقدم تقدم ذذكره ومن جهة اجلنوب حبر الشام ومن جهة الشمال حبر اخلزر ومن جهة املغرب سور ممدود من حبر الشام

الذي يليه بتراقية وحده إىل حبر اخلزر طوله ميسرة أربعة أيام وهو من القسطنطينية على مرحلتني ويعرف

Page 60: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

من جهة املشرق السور املقدم ذكره ومن اجلنوب مقدونية ومن الغرب بالد الربجان ومن الشمال حبر اخلزر مسرية أحد عشر يوما وعرضه من حبر اخلزر إىل عمل مقدونية مسرية ثالثة أيام والوايل عليه يعرف

عشر عمال أحدها عمل افالجونية وجنده باالصطرطيفوس وجنده مخسة آالف رجل ودون اخلليج أحد عشرة آالف رجل مث يليه حنو الغرب عمل االفطي ماطي وتفسري هذه اللفظة بالعربية األذن والعني الن هذا

العمل سره بالد الروم وليس أهله أصحاب حرب النه الشرقي عمل افالجونية ال يبلغ إليهم مغازي املسلمني وال غريهم وحده الغريب اخلليج والشمايل حبر اخلزر و

واجلنويب االبسيق وجنده أربعة آالف رجل مث يلي االفطي ماطي عمل إال بسيق وحده الغريب اخلليج والشمايل االفطي ماطي واجلنويب عمل الناطلوس والشرقي عمل الترقسيس وجنده ستة آالف رجال مث يلي

ل إال بسيق ومن املشرق الناطلوس ومن إالبسيق عمل الترقسيس وحده من جهة الغرب اخلليج ومن الشمااجلنوب حبر الشام وجنده ستة آالف رجال مث يلية عمل الناطلوس وتفسريه املشرقي وهو أكرب أعمال الروم

له حد إىل اإلبسيق يف الغرب ومن اجلهة اجلنوبية سلوقية عند حبر الشام ومن جهة املشرق عمل القبادق ر ألف رجال وفيه مدينة عمورية اليت فتحها املعتصم ويليه عمل ومن الشمال البقالر وجنده مخسة عش

سلوقية ناحية حبر الشام وأحد حدوده من املغرب الناطلوس ومن اجلنوب البحر ومن الشمال الترقسيس ومن املشرق درب الطرسوس ناحية قلمية والالمس وجنده مخسة آالف رجال مث يليه عمل القبادق وحده

وأذنة واملصيصة ومن جهة املغرب أعمال سلوقية ومن الشمال الناطلوس ومن من جهة اجلنوب طرسوس املشرق أعمال خرشنة وجنده أربعة آالف رجال مث يلي ذلك عمل خرشنة

واحد حدوده وهو اجلنويب يلي القبادق وحديلي دروب ملطية وهو الشرقي وحد يلي عمل االرمينات وهو ريب وجنده أربعة آالف رجال مث يليه عمل البقالر فحد منه عمل الشمايل وحد يلي عمل البقالر وهو الغ

الناطلوس واالفطي ماطي والثاين القبادق والثالث حرشنة والرابع االرمنياق وجنده مثانية آالف رجل وعمل االرميناق فحد منه يلي االفالجونية والثاين عمل البقالر والثالث عمل خرشنة والرابع عمل اخلالدية وحبر

زر أربعة آالف رجال مث اخلالدية وحد منه بالد أرمينية والثاين حبر اخلزر والثالث عمل ارميناق والرابع اخلأيضا من عمل االرميناق وجنده أربعة آالف رجال فجميع جيش االحد عشر عمال اليت مقابلتنا سوى من ال

معول عليه وامنا هو من حيشر فارسا وراجال سبعون ألف رجال لك بوصف أحد أيام الغزوات ليكون علم ذلك حمصال حمفوظا فنقول أن أجهدها مما يعرفه أهل مث نتبع ذ

اخلربة من الثغريني أن تقع الغزاة اليت تسمى الربيعية لعشرة أيام ختلو من ايار بعد أن يكون الناس قد اربعوا زيران فاهنم جيدون الكأل دواهبم وحسنت احوال خيوهلم فيقيمون ثالثني يوما وهي بقية ايار وعشرة من ح

يف بلد الروم ممكنا وكأن دواهبم ترتبع ربيعا ثانيا مث يقفلون فيه فيقيمون إىل مخسة وعشرين يوما وهي بقية حزيران ومخسة من متوز حىت يقوي ويسمن الظهر وجيتمع الناس لغزو الصائفة مث يغزون

لعشر ختلط من متوز فيقيمون إىل وقت قفوهلم ستني يوما أما الشوايت فأين رأيتهم مجيعا يقولون أن كان ال بد منها فليكن مما ال يبعد فيه وال يوغل وليكن مسرية ف

عشرين ليلة مبقدار ما حيمل الرجل لفرسه ما يكفيه على ظهره وان يكون ذلك يف آخر شباط فيقيم الغزاة

Page 61: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ن نفسا ودوابا وجيدون مواشيهم إىل أيام متضي من اذار فاهنم جيدون العدو يف ذلك الوقت اضعف ما يكو كثرية مث يرجعون ويربعون دواهبم يتسابقون

ولنبدأ بذكر ما يليها من الشمال فنأخذ ذات اليمني حىت نأيت على أطراف اململكة ووراء الثغور حىت نعود وان إىل حدود الروم من جهة الغرب فنقول أن حد اخلزر من ارمينية إىل خوارزم من خراسان وكان انو شر

بن قباذ ملا ملك بين مدينة الشابران ومدينة مسقط ومدينة الباب واالبواب بأرمينية وامنا مسيت ابوابا ألهنا بنيت على طرق يف اجلبل وأسكن من يأيت من بعده قوما مساهم السياسجيني مث ملا خاف عادية اخلزر كتب

ابنته ليؤنسه بذلك وأظهر له الرغبة يف إىل ملكهم يسأله املوادعة والصلح وان يكون امرها واحدا وخطبمصاهرته وبعث إليه بابنة كانت يف قصره تبنت هبا بعض نسائه وذكر له إهنا ابنته وهدى اخلزري إليه ابنته

مث قدم عليه فالتقيا مبوضع يعرف بالربشلية وتنادما أياما مجاعة من ثقاته وخاصته أن فأنس كل واحد منهما بصاحبه واظهر بره واكرمه مث أنوشروان تقدم إىل

يكسبوا طرفا من عسكر اخلزري وحيرقوا فيه فلما اصبح شكى ذلك إىل انو شروان فأنكر أن يكون علم بشيء منه وملا مضت له ليال أمر انو شروان اصحابه مبعاودة ما كان منهم فلما فعلوا ضج اخلزري من

أن انو شروان أمر بطرح النار يف ناحية من فعلهم حىت رفق انو شروان به واعتذر إليه فقبل وسكن مثعسكره فوقعت يف االكواخ اليت اختذت من احلشيش وعيدان الشجر فلما اصبح انو شروان ضج إليه اخلزري فقال كاد أصحابك أن يذهبوا بعسكري ويهلكوه ولقد كافأتين بالظنة فحلف له انه مل يعلم مبا

جندي قد كرهوا صلحنا النقطاع ما انقطع عنهم من املسري يف جرى فقال له انو شروان يا اخي أن جندك والغارات اليت كانت تكون بيننا ولست امن أن حيدثوا احداثا تفسد قلوبنا بعد تصافينا وختالصنا حىت نراجع

العداوة بعد الصهر واملودة والصواب أن تأذن يل يف بناء حائط يكون بيين وبينك جنعل له بابا فال يدخل ن عندك إال من أردنا فأجابه إىل ذلك وانصرف اخلزري راجعا واقام انو شروان لبناء احلائط فبناه إلينا م

وجعله من قبل البحر بالصخر والرصاص وجعل عرضه ثلثمائة ذراع إىل أن احلقه باحلبال وامر حبمل حلائط يف البحر احلجارة يف السفن وان ترمي يف البحر حىت إذا ظهرت على وجه املاء بين عليها وساق ا

ثالثة أميال فلما فرغ من بنائه علق على املدخل ابواب حديد ووكل هبا مائة فارس حيرسون املوضع بعد أن كان حمتاجا إىل مخسني آلفا من اجلند وجعل عليه دبابة فقيل للخزري بعد ذلك انه مكر بك وزوجك غري

منذ ذلك الوقت على اطراف ارمينية بعد أن ابنته وحتصن منك فلم تقدر له على حيلة فصارت غارة اخلزر كانوا قد اخربوها

مث يلي هذا املوضع أيضا ذات اليمني ثغور الديلم وجيالن والبرب والطيلسان وكان حصن قزوين يسمى بالفارسية كبشوم وتفسريه احلد املرموق وبينه وبني الديلم جبل ومل يزل فيه للفرس مقاتلة من االسوارية

ويدفعون الديلم إذا مل تكن بينهم هدنة وحيفظون تلك اجلهة من متلصصتهم وكانت دشتىب يرابطون فيهمقسومة بني الري ومهذان فقسم منها يدعى الرازي وقسم يدعى اهلمذاين وكانت مغازي املسلمني يف أول

مذبذبة اإلسالم دشتىب واهبر وهو حصن زعموا أن بعض االكاسرة بناه على عيون واحوال الديلم مل تزلالنه ال شريعة هلم حمصلة وال طاعة فيهم مستقرة الهنم بعد فتحهم قد نقضوا وكفروا غري مرة وكان منهم

Page 62: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

يف هذا الوقت ما كان من األمور املستفضعة يف قتل االطفال والفجور يف املساجد وترك الصالة وفروض اإلسالم

رجان ولبالد جرجان خيرجون منها وكان أهلها قد ومن الثغور الكبار ثغر الترك وهلم برية مما يلي بالد جبنوا عليها حائطا من آجر حتصنا من غاراهتم إىل أن غلبت عليهم الترك وملك أرضها ملك منهم يدعي صول مث فتحها املسلمون ومعظم الترك يف الثغر الذي خبراسان ويسمى نوشجان وهو وراء مسرقند يف

فرغانة وهو أوائل مساحل اخلرلنجية إىل حد كمياك ومن هذا الثغر املشرق بنحو ستني فرسخا حنو الشاس وإىل مدينة التغزغر مسرية أربعني يوما يف براري فيها عيون وكأل عشرون يوما مث ترى كبار مخسة وعشرون

يوما وأكثر أهل تلك القرى جموس ومنهم زنادقة ومن مدينة التغزغر حبرية حوهلا قرى وعمارات متصلة وهلا عشر بابا من حديد وحيفظها أتراك كلهم والغالب عليهم الزندقة وبني نوشجان األعلى وبني بلد الشاش اثنا

أربعون مرحلة للقوافل وملغذ السري ثالثون يوما ونوشجان األعلى أربع مدن كبار ومخس صغار ومقاتلة تراك أشد منهم وهم نوشجان يف مدينة واحدة على شط حبرية وهم عشرون ألف رجال بديوان وليس يف األ

حيسبون عشرة بازاء مائة من اخلرلنجية والبحرية اليت عليها مدينة التغزغر حتف هبا اجلبال فأما بالد كيماك فإهنا من طراز مدينة نوشجان االسفل اليت قلنا إهنا وراء مسرقند خبمسة وستني فرسخا يسرة

يوما يف صحارى وبراري واسعة كثرية الكأل والعيون عنها ويف جهة الشمال وبينها وبني طرياز مسرية مثانني وليس يكاد املسلمون يغزون الترك لقول النيب تاركوا الترك ما تركوكم وإمنا ذكرنا بلدهم واحواهلم ملا

تقدم من شرطنا أن نذكر األمم املطيفة ببالد اإلسالم واألمم املخالفة هلم هة اجلنوب وكان ذو القرنني ملا ظفر بفورك ملك اهلند وقتله أقام أما التبت منهم فانه مينه بالد التغزغر يف ج

ببالد اهلند سبعة أشهر وبعث منه جيوشا إىل التبت والصني فوفد عليه بعض من أنفذه فاعلمه أن سائر ملوك املشرق قد أمجعوا على الدخول يف الطاعة وان يؤدوا إليه اإلتاوة ملا عرفوا ظفره بدارا وفورك ملكي الفرس

واهلند وعدله وحسن سريته فخلف على أرض اهلند من وثق به يف ثالثني ألف فارس وسار حىت أتى بالد التبت فخرج إليه ملكهم يف طراخنته مسلما إليه وقال له بلغين عنك أيها امللك من العدل والوفاء مع الظفر

وال اروم مدافعتك عن شيء مبن ناؤك ملا علمت من أن أمرك كله من اهللا وأحببت أن اجعل يدي يف يدكتريد وال قتالك فان الذي يقاتلك ويغالبك إمنا يغالب أمر اهللا ومغالب أمر اهللا مغلوب فأنا وقومي وامللك

الذي يف يدي لك فمر يف مجيع ذلك مبا شئت فرد عليه االسكندر ردا مجيال وقال له من عرف حق اهللا فقد عدل والوفاء ما ترضي به واسترشده إىل ترك الرباري ال ترك وجب علينا حقه وأرجو أن جتد عندنا من ال

املدن قد كانوا قد دخلوا يف طاعته وسار بني يديه وعرض عليه هدايا فأباها ومل يزل يعاوده حىت أجاب إىل قبوهلا فحمل إليه أربعة آالف وقر محار ذهبا

وقسم سائره على اصحابه وجعل ومثلها مسكا فأعطى عشر املسك لروشنك بنت دارا ملك الفرس امرأتهالذهب يف بيت ماله فقال له ملك التبت يف أن يقدمه يف جيوشه إىل الصني فأمره امللك باستخالف ابنه على

مملكته فاستخلف مدابيك ابنه يف ارضه بعده وضم إليه االسكندر صاحبا له يف عشرة آالف وسار إىل أثره فخرج صاحب الصني إليه يف عشرة عساكر يف كل الصني يف مقدمته واالسكندر يف عظم املعسكر يف

Page 63: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

عسكر مائة ألف وبعث إىل االسكندر يذكر له ما بلغه عنه من الوفاء وكرم الفعل وانه مل يسعه قتاله مع هذه احلال وأنه لو أراد ذلك ما عجز عنه فسأله أن يأمر مبا يريده حىت ميتثله فأجابه االسكندر وأمره أن

لى حسبما فعل يف غريها من سائر البالد وأنه إن مل يفعل استعان اهللا عليه ومل يهله كثرية حيمل عشر أرضه ععدده الن اهللا قادر على نصرة القليل على الكثري وبعث إليه هبذا اجلواب مع مجاعة من الفرس واهلند

ملك الصني وأمرهم أن يعرفوه ما كان من عدله يف بالدهم ومجيل فعله فيهم وحسن صنيعه إليهم فرداجلواب بالطاعة ويسأل أن يقبل منه فيما يؤديه من عشر بالده وصلحه عنه احلرير والفرند وغريه من اآلالت فرضى االسكندر بذلك وقبله منه وكان ما فارقه عليه ألف ألف فرندة ألف ألف سرقة حرير

اهتا والف ألف منا فضة ومخسمائة ألف كيمخاوة وعشرة آالف سرج بركبها وجلمها وسيورها وسائر أدو وأدى ذلك

وأقام االسكندر يف أرضه حىت بىن مدينة مساها برج احلجارة وجعل فيها من الفرس مخسة آالف رجل رابطة رأس عليهم صاحبا له ويعرف بنوكليديس وسار من الصني أخذا يف جهة الشمال وصاحب الصني معه حىت

أحدمها شول واألخرى مخدان أمر صاحب الصني أن يسكن انتهى إىل أرض شول ففتحها وبىن هبا مدينتني مخدان جبنوده وأن جيعل من أصحابه رابطة بشول

مث سار متوجها إىل ترك الربية حىت فتحهم ودوخهم وبلغه عن قوم هلم عدد جم من هؤالء االتراك ناحية ه انه ال غنيمة عندهم املشرق من جهة الشمال اهنم مفسدون يف األرض فاستشار صاحب الصني فيهم فاخرب

غري املواشي واحلديد وانه حييط هبم من ناحية الشمال البحر األخضر الذي ال جماز فيه ألحد ومن ناحية املغرب واجلنوب جبال يف السماء ال ترام وال ألحد عليها مسلك وأنه ال منفذ هلؤالء األتراك إال من درب

سد عليهم هذا املنفذ بقوا فيها كفى الناس شرهم وزال واحد ضيق كالشراك وأهنم يف زواية من األرض لوعن األرض فسادهم فعلم االسكندر وجه الصواب فيما أشار به صاحب الصني فسد ذلك الوادي وهو السد الذي وصفه اهللا واقتص خربه يف القرآن مث رجع ذو القرنني يف ارض الترك أصحاب املدائن وأهل

د فبىن هبا مسرقند واملدينة املعروفة بالدبوسية واإلسكندرية القصوى مث األوثان حىت انتهى إىل ارض السغصار إىل أرض خبارا فبىن مدينة خبارا مث سار إىل أرض مرو فبىن هبا مدينتها وبىن مدينيت هراة وزرنج وخرج

على جرجان وأمر ببناء الري وأصفهان ومهذان حىت عاد إىل ارض بابل فأقام هبا سنتني ينا على ذكر ثغور املشرق فلنرجع إىل ناحية اجلنوب وهبا ثغر البجة والنوبة وهم مصاحلون على فإذا قد آت

ضريبة تسمى البقط وليس بينهم وبني املسلمني حماربة واستقصاء أمر صلحهم يكون يف املنزلة السابعة وهي التالية هلذا الباب انشاء اهللا وبه القوة أن أوهلا إفريقية وهي املسمى القريوان ومل يزل مذ افتتح مدبرا من مث نذكر بعد ذلك ثغور الغرب فنقول

قبل ملك العراق بعد توىل بىن مروان إىل أن تغلب عليه يف هذا الوقت صاحب املغرب واستوىل عليه وتعداه إىل برقة فتغلب عليه زياده

هي يف يد صاحب االباضية وهم فأما وراء إفريقية فبالد تاهرت وبينها وبني إفريقية مسرية ثالثني يوما وضرب من اخلوارج ووراء تاهرت مسرية أربعة وعشرين يوما بلد املعتزلة وعليهم رئيس عادل وعدهلم

Page 64: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

فائض وسريهتم محيدة ودارهم طنجة ونواحيها واملستويل عليها يف هذا الوقت وله حممد بن ادريس بن عبد مليلة وهي آخر مدائن طنجة فمات هبا فانتقل ولده اهللا بن حسن بن حسن عليهم السالم وكان حممد ينزل

إىل فاس وهم هبا إىل هذا الوقت وراء ذلك بالد األندلس واملستوىل عليها االموي ومسكنه فيها يف قرطبة واألندلس هناية الغرب وهبا جيتمع البحرين الذين تقدم وصفنا هلما بسم اهللا الرمحن الرحيم وهي املنزلة

خلراج وصناعة الكتابة السابعة من كتاب ا الباب األول يف جمموع وجوه األموال الباب الثاين يف الفيء وهو أرض العنوة

الباب الثالث يف أرض الصلح الباب الرابع يف ارض العشر

الباب اخلامس يف احياء األرض واحتجارها الباب السادس يف القطائع والصفايا الباب السابع يف املقامسة والوضائع

الباب الثامن يف جزية رؤوس أهل الذمة الباب التاسع يف صدقات اإلبل والبقر والغنم

الباب العاشر يف امخاس الغنائم الباب احلادي عشر يف املعادن والركاز واملال املدفون

الباب الثاين عشر فيما خيرج من البحر الباب الثالث عشر فيما يؤخذ من التجار إذا مرو على العاشر

الباب الرابع عشر يف اللقطة والضالة الباب اخلامس عشر يف مواريث من ال وارث له

الباب السادس عشر يف الشرب الباب السابع عشر يف احلرمي

الباب الثامن عشر يف إخراج مال الصدقة الباب التاسع عشر يف فتوح النواحي واألمصار بسم اهللا الرمحن الرحيم

صدر هذه املنزلة

نبغي أن يعتقد أن الشريعة أصل وأن الكتابة فرع من فروعها ألن أخذ الكتابة الدال على معانيها هو إهنا يصناعة تعين جبباية األموال وسياسة امللك وإذا كان امللك ال قوام له إال بالدين فقد وضح أن الكتابة فرع

حكام الشريعة وذلك خمالف ملا يوجبه من فروع الدين وقد رأيت قوما يظنون أن احكام الكتابة مباينة الاملعقول إذ كان ما هو فرع لشيء ال يباينه فليست احكام الكتابة مناقضة الحكام الشريعة لكنه رمبا جتردت احكام الكتابة فكانت فقيه خالصة ال يكون بني ما حيكم به الكاتب والفقيه منها تباين منه مثل أن يستجيب

Page 65: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ب والفقيه فيها أن الزكاة تلزم فيما خيرجه اهللا منها وهي العشر ال خالف مسلم ارضا مواتا فحكم الكاتبينهما يف ذلك أو تشرب أرض سيحا فيلزمها ما يلزم على حسب موقعها من أرضي العشر أو العنوة

وتشرب أخرى يف مثل حملها بدالية فيجب فيها النصف مما وجب على اليت قبلها أو حيكمها يف معدن من فيما خيرج منه اخلمس ال اختالف يف هذه األحكام بني الكاتب والفقيه ورمبا امتزج حكم الكتابة املعادن أن

حبكم الفقه امتزاجا ال خيرجه عن حكم الفقه حىت يناقضه مثل أن يوضع طسق على غلة يف أرض عنوة وهي ضع عليها وهذا وضعه االستان وإذا رأى اإلمام نقل تلك األرض إىل التعشري أخذ من الطسق مخسة فو

حكم كتايب مردود إىل اصول الفقه النه إذا كان احلكم يف ارض العنوة أن يوضع عليها طسق االستان وهو النصف كان أخذ اخلمس من ذلك كأخذ العشر من األصل ألن مخس النصف هو

حكما عشر األصل وكذلك احلكم يف أجور الكيالني وهو أن تؤخذ من اصل الغلة قبل القسمة وان كان كتابيا فاصلة مردود إىل الفقه النه إذا كان بالكيل تتحصل حصص اجلميع كانت اجور الكيالني مأخوذة من

أصل الكيل وكذلك التقسيط يف الكري العمدة األهنار الزم ألهل الشرب عامة وما خيص كل انسان من كام ما يكون كتابيا خالصا ال كري راضع هنره الزم له حكم كتايب مردود األصل إىل الفقه والنظر ومن اح

اتصال بينه وبني اصول الفقه وال على أحد من الفقهاء أن يعلمه مثل أن حيكم الكاتب يف البذور املغرقة إهنا من الراتب أو غري الراتب ويف أرزاق االمناء على حفظ الغلة إهنا من جاري العمل أو خارجة عنه أو يف اخذ

لة أن يكون ذلك قبل املؤونة أو بعدها فقد وضح مبا مثلناه أن مجيع احكام قسط الكر من مثن ما بيع من الغالكتابة أما داخله يف احكام الفقه أو مشاركة هلا ومنتزعة منها أو ال مباينة وال مناقضة لشيء من احلكم فيها

لشيء ال يكون وبطل قول من يقول إهنا مناقضة باملثاالت اليت ذكرها واالحتجاجات اليت آتينا هبا من أن افرعا من شيء وهو مناقض له ووجب علينا بعد هذا أن نسوق أمر هذه املنزلة من كتابنا هذا على ما توجبه الشريعة وتلزمه السنة املتبعة وان اجعل الباب األول يف جمموع وجوه األموال اليت تقع عليها اجلباية ويتوىل

ال مث آتى فيما بعد شرح باب مما أتى به جممال إنشاء اهللا اإلمام ذلك لنفسه وسائر األمة لتكون حمصلة باألمج الباب األول يف جمموع وجوه األموال

من هذه الوجوه الفيء وهذه اللفظة يف لغة العرب اسم للرجوع يقال فاء الشيء يفيء فيئا إذا رجع بحق ما وضعت امسا وكذلك مسوا ظل الشمس يف الشطر األول من النهار ظال ويف الشطر الثاين منه فيئا ف

ملا غلب املسلمون عليه من بالد العدو قسرا بالقتال وجعل موقوفا عليهم ألن الذي جيتين منه راجع يف كل سنة ومنها اخلراج وهو ارض الصلح اليت رضى املسلمون مبا صوحلوا عليه عنها يف وقت فتحها ومنها زكاة

ستة أضرب من ذلك األرضون اليت أسلم عليها واعشار األرضني اليت يزدرعها املسلمون وأرض العشر أهلها وهي يف أيديهم مثل اليمن واملدينة والطائف فأن الذي جيب على هؤالء فيها العشر ومن ذلك ما

يستحييه املسلمون من األرضني املوات اليت ال ملك ألحد من املسلمني واملعاهدين فيها فيلزمهم العشر من ئمة لبعض املسلمني فإذا صار يف يده متلك االقطاع لزمته فيه الزكاة أيضا وهي غالهتا ومن ذلك ما يقطعه األ

العشر أيضا ومن ذلك ما حيصل ملكا ملسلم فما تقسمه األئمة من اراضي العنوة بني من اوجف عليها من ي املسلمني ومن ذلك ما يصري يف يد مسلم من الصفايا اليت أصفاها عمر بن اخلطاب من أراضي السواد وه

Page 66: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ما كان لكسرى وآله وخاصته ومن ذلك ما جال عنه العدو من أرضيهم فحصل يف يد من قطنه وأقام به من املسلمني مثل الثغور ومن وجوه األموال جزية رؤوس أهل الذمة إمنا مسيت اجلزية هبذا االسم ألهنا جزت من

القتل أي كفت عنه لبقر والغنم ومنها أمخاس الغنائم اليت تغنم من أهل ملا اداها الذي حقن هبا دمه ومنها صدقات اإلبل وا

احلرب ومنها أمخاس املعادن والركاز واملال املدفون العادي من دفائن اجلاهلية ومسي املعدن هبذه اللفظة من قوهلم عدن باملكان إذا أقام به فالن ذلك الزم للموضع الذي يستخرج أبدا منه قيل يف موضعه معدن ومسى

االسم ألنه ركز باالرض أو ضل فيها ومنها سيب البحر مما يقذف به ويستخرج منه مثل العنرب الركاز هبذاواحللية ومنها ما جيري جمرامها والسيب العطاء فاشتقت هذه اللفظة من ذلك ألنه شبه ما يؤخذ من البحر مبا

ل الذمة واحلرب اليت يعطيه املعطي وفيه اخلمس أيضا ومنها ما يأخذه العاشر من أموال املسلمني وأهيديروهنا يف التجارات وميرون هبا عليه ومنها ما يؤخذ من اللقط يف الطرق وما جرى جمراها وأمثان االباق وما يؤخذ مع اللصوص من األموال واألمتعة إذا مل يأت لذلك طالب يستحقه ومنها ما يؤخذ من مواريث

وكان لرسول اهللا عليه السالم ما أفاءه اهللا عليه من من ميوت وال خيلف وارثا ملاله فهذه وجوه األموال املشركني مما مل يوجف املسلمون عليه خبيل وال ركاب النه اتاه عليه السالم عفوا بال قتال أحد من املسلمني

عليه وال جيشمهم سفرا إليه وهي فدك وأموال بين النضري ومما كان عليه السالم يصطفيه من كل غنيمة ون قبل القسمة من عبد أو أمة أو قوس وسهمه عليه السالم من أمخاس الغنائم مث ملا قبض يغنمها املسلم

ذهب ذلك كله بذهابه الباب الثاين يف الفي وهو ارض العنوة اختلف املسلمون يف ارض العنوة فقال بعضهم خيمس مث تقسم األربعة األمخاس بني الذين افتتحوها وقال

أى أن جيعلها غنيمة فيخمسها ويقسم الباقي كما فعل رسول اهللا عليه السالم بعضهم وذلك إىل اإلمام أن رخبيرب فذلك إليه وان رأى أن جيعلها فيئا فال خيمسها وال يقسمها بل تكون موقوفة على كافة املسلمني كما

ن فعل عمر بأرض السواد وأرض مصر وغريها مما أفتتحه عنوة فعل والوجهان مجيعا فيها قدوة ومتبع ألرسول اهللا عليه السالم قسم خيرب وصريها غنيمة وأشار الزبري بن العوام يف مصر وبالل يف الشام مبثل ذلك وهو مذهب مالك بن أنس وجعل عمر بن اخلطاب السواد وغريه فيئا موقوفا على املسلمني من كان منهم

أيب طالب رضوان اهللا عليه ومعاذ حاضرا يف وقته ومن أتى بعده ومل يقسمه وهو رأي أشار به عليه علي بن بن جبل وبه كان يأخذ سفيان بن سعيد وذلك رأي من جعل اخليار إىل اإلمام يف تصيري أرض العنوة غنيمة

وفيئا راجعا على األمة يف كل سنة فأما ما فعله رسول اهللا من تصيريه خيرب غنيمة فأنه عليه السالم اتبع فيه آية

وا أن ما غنمتم من شيء فان هللا مخسه وللرسول ولذي القرىب واليتامى واعلم^ ( حمكمة وهي قوله فهذه آية الغنيمة وهي الهلها دون الناس وهبا عمل رسول اهللا وأما اآلية اليت أخذ ) واملساكني وابن السبيل

هللا على ما أفاء ا^ ( هبا عمر وذهب إليها علي عليه السالم ومعاذ ملا أشارا عليه مبا أشارا به فهي قوله للفقراء ^ ( إىل قوله ) رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القرىب واليتامى واملساكني وابن السبيل

) والذين جاءوا من بعدهم ̂ ) ( والذين تبوؤا الدار واإلميان من قبلهم ^ ) ( واملهاجرين الذين أخرجوا

Page 67: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ها رقيق وان مل يقسمها وتركها للمسلمني فان قسم اإلمام األرض بني من غلب عليها صارت عشرية وأهلكافة فعلى رقاب أهلها اجلزية وقد عتقوا هبا وعلى األرض اخلراج وهي الهلها وهو قول أيب حنيفة واخلراج يف لغة العرب اسم املكراء والغاية من ذلك حديث النيب أن أبا ظبية حجمة فأمر له بصاعني من طعام وكلم

وإذا أسلم الرجل من أهل العنوة أقرت أرضه يف يده يعمرها ويودي اخلراج أهله فوضعوا عنه من خراجه عنها وال اختالف يف ذلك وقال قوم يكون عليه اخلراج ويزكي بقية ما خترجه األرض بعد إخراج اخلراج

وإذا بلغ احلب مخسة أو سق وكان علي ابن أيب طالب عليه ويقول ال جيتمع على املسلم اخلراج والزكاة مجيعا وابو السالم ال يأخذ من ارض اخلراج إال اخلراج وحده

يوسف وشريك بن عبد اهللا يقوالن يف آخرين إذا استأجر املسلم أرضا خراجية فعلى صاحب األرض اخلراج وعلى املسلم أن يزكي زرعه إذا بلغ ما خيرج منه مخسة أوسق وحكى عن احلسن البصري انه مل

صاحب األرض اخلراج وليس على املستأجر شيء قال أبو حنيفة وابو يكن يرى ذلك وكان يرى أن على يوسف مجيعا أجور من يقسم غلة العشر على أهل األرض وروى عن مالك أنه قال أجور العشر على

صاحب األرض وأجور اخلراج من الوسط وقال مالك وابو حنيفة وسفيان ويعقوب وابن أيب ليلى وابو وبشر بن غياث إذا عطل رجل من أهل العنوة ارضه أمر بزراعتها واداء الزناد وزفر وحممد بن احلسن

خراجها وأال أمر بان يدفعها إىل غريه وقال أبو حنيفة والثوري يف أرض خراج بىن فيها مسلم أو ذمي ضامن حوانيت وغريها أنه ال شيء عليها فان جعلها بستانا الزمه اخلراج وقال مالك وابن أيب ذؤيب يلزمه

اج يف البناء الن انتفاعه به كإنتفاعه بالزرع وأما ارض العشر فهو أعلم وما يتخذ فيها الباب الثالث يف اخلر ارض الصلح ارض اخلراج

قال أبو عبد اهللا بن شجاع البلخي أميا حصن أعطوا الفدية عن حصنهم ليكف عنهم ويرى ذلك اإلمام ورد اجلند على احلصن وهم يف منعة مل يظهر عليهم بغلبة حفظا للدين واإلسالم فتلك املدينة للمسلمني فإذا

مل تكن تلك الفدية غنيمة للذين حيضرون دون مجاعة املسلمني وذلك أن ما أخذ من أهل احلرب من فدية فهي عامة وليست خباصة ملن حضر منهم وقال حيي بن آدم مسعت شريكا يقول إمنا ارض اخلراج ما كان

إىل املسلمني قال حيىي فقلت لشريك فما حال السواد قال هذا اخذ عنوة فهو صلحا على اخلراج يؤدونه يفء ولكنهم تركوا فيه ووضع عليهم شيء يؤدونه

وقال حيىي بن آدم مسعت احلسن بن صاحل يقول كنا نسمع أن ما دون اجلبل من سوادنا فهو يفء وما وراءه كسبيل الفيء وروي عن رسول اهللا أنه قال لعلكم صاحل وابو حنيفة يقول ما صوحل عليه املسلمون فسبيله

تقاتلون قوما فيتقونكم بأمواهلم دون أنفسهم وابنائهم ويصاحلونكم على صلح فال تأخذوا منهم فوق ذلك فإنه ال حيل لكم ورخص بعض الفقهاء يف االزدياد على من حيتمل الزيادة ويف يده الفضل من أهل الصلح

ا من آثار السلف متقدمة وأتبعوا يف ذلك سنة وآثارإال أن إمجاع القول عندي يف الفرق بني الصلح والعنوة وان كانا مجيعا من اخلراج انه قد وقع يف ملك أهل

الصلح أرضهم وكره بعض أهل النظر شراء أرض العنوة واجتمع الكل على إطالق شراء ارض الصلح ضوهم ملك يف أيديهم وقال حممد بن إدريس الشافعي أن الهنم إمنا صاحلوا قبل القدرة عليهم والغلبة هلم فأر

Page 68: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

مكث أهل الصلح أعواما ال يؤدون ما صوحلوا على أدائه من فاقة أو جهد كان عليهم إذا ذلك إذا أيسروا وقال أبو حنيفة يؤخذون بأداء ما جيب عليهم مستانفا وال شيء عليهم فيما مضى وهو قول سفيان الثوري

وابن أيب ذؤيب وابو بكر ابن أيب سربة وأهل احلجاز إذا أسلم رجل من أهل وأيب يوسف وقال مالكالصلح أخذ من أرضه العشر وسقطت حصته من الصلح وان أهل قربص ولو أسلموا مجيعا صارت

أرضوهم عشرية ألهنا مل تؤخذ منهم وامنا أعطوا الفدية عن القتال وأبو حنيفة والثوري وأهل العراق يقولون ي جمرى الفيء فان اسلم أهله أجروا على أمرهم األول يف الصلح إال أنه ال يزاد عليهم فيه شيء الصلح جير

وان نقصوا إذا كان مال الصلح حمتاجا ملعايشتهم فال بأس الباب الرابع أرض العشر وهذا قد قدمنا وجوه العشر وبعض الناس يزيد فيها أرض العرب الذين مل يقبل منهم إال اإلسالم أو السيف

القسم داخل فيما أسلم عليه أهله وقد تقدم ذكرنا اياه ومما ينبغي أن يفهم انه وان كان بني من أسلم طائعا ومن أكره على اإلسالم فرق قد أبانه رسول اهللا بالفعل وذلك أنه جعل ألهل الطائف الذين كان إسالمهم

م وال يؤمر عليهم إال بعضهم وأخذ من أهل طوعا ما مل جيعله لغريهم مثل حترميه واديهم وأال يغري طائفهدومة اجلندل بعض ما هلم واستثىن عليهم باحلصن ونزع منهم احللقة وهي السالح واخليل الن أولئك أتوا راغبني يف اإلسالم غري مكرهني عليه فأمنهم عليه السالم وهؤالء إمنا كان إسالمهم بعد أن غلب املسلمون

نكثهم ومبثل ذلك عمل أبو بكر بأهل الردة ملا أجابوا إىل اإلسالم بعد أن على ارضهم فلم يؤمن غدرهم وقهروا وذلك انه اشترط عليهم احلرب اجمللية أو السالم املخزية وفسر السالم املخزية بان ينزع منهم

الكراع واحللقة فأن أرض اجلميع أرض عشرية وانه ال وجه ألفراد قسم بأرض العرب الذين مل يقبل منهم ال اإلسالم أو السيف إذ كان ذلك داخال فيما عددنا وجوهه الباب اخلامس يف إحياء األرض وأحتجارها إ

روي عن رسول اهللا أنه قال من أحيا أرضا مواتا فهي له وما أكلت العافية منها فهو له صدقة والعافية ع والطري هكذا فسر لنا أمحد بن املعتقون الذين يقصدون من أهل الفاقة وأبناء السبيل املنقطع منهم والسبا

حيىي الشيباين ويروي هذا اخلرب على وجه آخر وهو أن رسول اهللا عليه السالم قال من أحيا أرضا ميتة فهي له وليس لعرق ظامل حق تفسري العرق الظامل هو ما حيدثه حمدث يف األرض من بناء أو غرس يف أرض رجل

خنله فاقتلع ويف حديث رافع بن خديج عنه عليه السالم انه قال من من األنصار من بين بياضة خنال بان ينزعزرع يف ارض قوم بغري أذهنم فله نفقته وليس له من الزرع شيء وامنا اختلف حكم النخل والزرع يف أن

اقلع النخل واعطي صاحب الزرع نفقته الزرع من وجوه قريبة والنخل النه قد توصل إىل أن يرجع األرض املزروعة إىل رهبا بسهولة وحتصل نفقة

ففي حتصيل نفقته بعد ومشقة ودعاء وكثري مشقة فحكم عليه السالم بقلعة هلذه العلة ومل حيكم بقلع الزرع للفساد الذي مكن استدراكه بدفع النفقة إىل زراعة وحتصيله لرب األرض وقال أن عمر بن اخلطاب كان

مها مث حيضر صاحب األرض فينازع فيها أنه كان يقول يقضي فيمن يعمر أرض غريه بغرس أو زرع أو غريلصاحب األرض ادفع إىل صاحب العمارة نفقته فإن قال ال أقدر قال للعامر أدفع إىل صاحب األرض مثن ارضه براحا فأما ما هي األرض اليت إذا استحياها أحد ملك رقبتها فهي ما مل يكن فيه ملك وال حق ملسلم

اهللا ص وال معاهد وقال رسول

Page 69: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

عادي األرض هللا ولرسوله مث لكم من بعد فمن أحيا شيئا من موتان ارض فله رقبته واما مباذا يكون أحياء األرضني فانه بان يستخرج فيها عني أو يساق إليها املاء بوجه من الوجوه حىت تصلح للزرع وقد روي عن

اليت ال ملك ألحد عليها يقوم مقام احلرث عمر بن عبدالعزيز أنه كتب بذلك وذكر البناء وأنه يف األرضني يف استيجاب امللك إال أن اصل األحياء إمنا هو باملاء فإذا استخرجت عني أو حفرت بئر أو سيق املاء بوجه

من وجوه السياقة مث زرع أو غرس فذلك كله أحياء وقال أبو حنيفة وسفيان ومالك واالوزاعي ال جيوز األحياء إال بأذن اإلمام

ل أبو يوسف وابن أيب ذؤيب وزفر وبشر بن غياث أن ذلك جائز وان كان بغري اذن اإلمام ألن رسول وقا اهللا أذن فيه وأذنه باق إىل يوم القيامة

وقال الشافعي وهو جائز بغري أذن اإلمام واألحب إىل أن يستأذن وقال أبو يوسف فيما يستحيا أن كان من راج فعليه اخلراج وان كان عشر به من ماء السماء أو من عني ارض العنوة أو كان يشرب من ماء اخل

يستخرجها اجملين هلا فهي أرض عشر وقال بشر بن غياث هي أرض عشر شربت من ماء اخلراج أو من غريه وأما االحتجاز فهو أن حيتجز إنسان أرضا بقطيعة من اإلمام أو بغري ذلك مث يتركها الزمان الطويل غري

يب أقطع بالل بن احلرث املزين العقيق امجع فلما كانت خالفة عمر بن اخلطاب قال لبالل معمورة وكان النأن رسول اهللا مل يقطعك العقيق لتحتجره عن الناس إمنا اقطعك لتعمر فخذ منه ما قدرت على عمارته ورد

طاب انه جعل يف الباقي فقال انه أقطع الذي رده الزيري بن العوام وقد جاء يف بعض اآلثار عن عمر بن اخل ذلك ثالث سنني الباب السادس يف القطائع وما كان أصفاه عمر من أرض السواد

أما االرضون اليت تصلح لإلقطاع فمنها رواه طاووس عن النيب عليه السالم من أنه قال عادي األرض هللا أبو عبيد القاسم بن ولرسوله مث هي لكم وسئل طاووس عن قوله لكم ما يراد به قال يقطعونه الناس وقال

سالم يف العادي انه كل ارض كان هلا ساكن يف قدمي الدهر فانقرضوا حىت مل يبق هبا أحد فحكمها إىل اإلمام ومثله فيما يصلح لإلقطاع موات األرض مما مل يستحييه أحد ومجلة األمر ما مل يقع عليه ملك مسلم وال

فأما إقطاع النيب الزبري بن العوام أرضا ذات خنل وشجر معاهد فان حكم ذلك إىل اإلمام يقطعه من اختار فان أبا عبيد القاسم بن سالم ذكر أن هذه األرض هي اليت كان سليط األنصاري عمرها وذلك أن رسول

اهللا كان قد أقطع سليط هذا أرضا من املوات فأحياها وعمرها وكان إذا خرج إليها عاد فاخربه طلق إىل النيب ص فاستعفاه منها وذكر إهنا تشغله عنه وانه ال حاجة له هبا هذه بوحي قد نزل مل يكن عرفه فان

سبيله فارجتعها منه فقال له الزبري اقطعنيها يا رسول اهللا فأقطعه إياها وأما أقطاعه عليه السالم ابيض بن محاد رسول اهللا أياه فلما وىل املازين امللح الذي مبأرب فأن أبيض بن محاد كان استقطع امللح الذي مبأرب فاقطعه

قيل له يا رسول اهللا إمنا اقطعته املاء العد فارجتعه منه النه إمنا أقطعه ذلك وهو عنده أرض موات حيييها فلما تبني انه ماء عد ارجتعه وقال أبو عبيد القاسم بن سالم أن املاء العد هو الذي له مواد متده مثل العيون

م أن الناس مجيعا شركاء يف الكأل واملاء والنار واما اقطاعه عليه السالم بالل واآلبار وسنة النيب عليه السالبن حارث العقيق وهو من املدينة اليت اسلم أهلها عليها راغبني يف اإلسالم غري مكرهني عليه فأنه مل يأت يف

ه كل ارض االقطاع اعجب من هذا ووجه ما روي عن ابن عباس من أن النيب ملا قدم املدينة جعلوا ل

Page 70: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ال يبلغها املاء ليصنع هبا ما شاء وقال بعض الرواة انه إمنا اقطع بالل بن احلارث العقيق الن العقيق من ارض مزينة ومل تكن ألهل املدينة قط وأما اقطاع عثمان بن عفان عثمان بن العاص الثقفي األرض اليت تعرف

فاقطعه إياها فاستخرجها واحياها والسباخ بشط عثمان بالبصرة فان البصرة كلها كانت يومئذ سباخاموات أن كانت ال تنبت إال بعالج وكذلك األرض يغلب عليها الغياض واآلجام وكذلك األرض اليت

يركبها املاء ويقيم فيها حىت حيول بني الناس وبني أزدراعها واالنتفاع هبا كالبطائح فان مجيع ذلك إذا عوجل ملستحيا من املوات الذي يقع عليه اإلقطاع وقد اقطعت األئمة من ذلك حىت يصلح لالزدراع جرى جمرى ا

أمجع ومما كان هلم خالصا من الضياع اليت ورثوها وملوكها بوجه من وجوه امللك ومن االرضني اليت كان عمر بن اخلطاب اصفاه من السواد أصناف عشرة حفظ منها ارض من قتل يف

كانت ألهل بيته وخاصته وكل دير بريد وكل مغيض ماء احلرب وكل ارض كانت لكسرى وكل ارض وارض من هرب من املسلمني وكان ارتفاع ذلك يف السنة سبعة آالف ألف درهم فلما كان يوم اجلماجم واحرق الديوان وثب كل قوم ما يليهم فأضافوه إىل ارضهم فلما قام عثمان بن عفان رأى أن عمارة ذلك

فأعطاه من رأي اعطاءه إياه ليعمروه ويؤدوا ما جيب للمسلمني فيه وهذه هي أرد على املسلمني من تعطيله ارضون القطائع بالسواد

فاالقطاع هو أن يدفع األئمة إىل من يرون أن يدفعوا إليه شيئا مما ذكرناه فيملك املدفوع ذلك إليه رقبته يدخلها أحد من العمال وأسباهبم حبق اإلقطاع وجيب عليه فيه العشرة واإليغار هو أن حتمي الضيعة من أن

مبا يأمر اإلمام به من وضع شيء عليها يؤدي يف السنة أما يف بيت املال أو يف غريه من االمصار وزعم قوم أن اإليغار إمنا اخذ من قوهلم أو غرت صدر فالن إذا امحيته وهذا أن كان هكذا فقد غلط املشتق فيه الن

املنع يقال محي واللفظان خمتلفان كما أن املعنيني خمتلفان أيضا احلمى من االسخان يقال امحيت ومنوالتسويغ هو أن يسوغ اإلنسان من خراجه شيئا يف السنة وكذلك احلطيطة ومثلها التريكة والطعمة هي أن

يدفع إىل الرجل الضيعة يستغلها مدة حياته حىت إذا مات ارجتعت بعده والفرق بني الطعمة واإلقطاع أن ع يكون لعقبة من بعده والطعمة ترجتع منهم الباب السابع يف املقامسة والوضائع اإلقطا

أما ارض العشر فقد قدمنا أقسامها وفيها العشر دون ما سواها والسنة أن العشر إمنا جيب من مجيع أقسام مل يكلف يف األرضني اليت عددناها فيما مل يتكلف يف سقية كلفه ونصف العشر فيما حيتاج إىل الكلف وملا

سقيه كلفه أمساء حيتاج إىل ذكرها يف هذه املوضع وهو السيح والفتح والغيل والكظائم وهي حنو القىن ويقال بلغة أهل االهواز وما يعرفونه هناك القاويات وما كان فسقية من السماء فهو العذى

البعل ما تسقيه السماء وقال ويقول العرب يف ذلك العثرى بفتح العني والثاء وتشديد الثاء وقوم جيعلونأبو عبيد القاسم بن سالم البعل ما كان من خنل أو ما أشبهه يشرب بعروقه من غري سقي ويعرف أهل

االهواز العذي بالبخس ومما يزدرع عليه الغالت الكبوس والصليقات وهي االرضون اليت متخر املياه فيها تسقي األرض وما أخلق هذا بأن يكون يف مجلة ما يسمى فريطبها ويثبت التقن عليها مث تبذر البذور وال

البعل فأما ما يتكلف له الكلف فمنه الدوايل والدواليب والغرافات واملنجونات والنواعري ويسمى أيضا ما يسقى بالدلو الغرب والغرب هو الدلو نفسها السواين وكذلك وهي اإلبل اليت متد الدالء ال ما تتومهه

Page 71: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

سانية اسم الدلو اليت يسقى هبا وكذلك النواضح فان امتزج السقى سيحا وبدالية فان حيىي العامة من أن البن آدم حكى انه سئل عطاء عن ذلك فقيل له على أي السقيني تؤخذ الزكاة فقال تؤخذ على األكثر مما أن يسقى به وقال األوزاعي وأحسبه قول أهل العراق يف زرع سقي مخس مرات سيحا ومخس مرات بغرب

الزكاة تؤخذ جزءا ونصف جزء من عشرين كأنه اخذ من العشر بقسطه ومن نصف العشر بقسطه وقال فيما يسقى مرتني سيحا وثالث مرات بغرب أو داليه انه يؤخذ مخسا عشرة حبق السيح وثالثة أمخاس نصف

يف املقامسة سبيل عشرة حبق الدالية فيكون مجيع ما يؤخذ سبعة أجزاء من مائة جزء وسبيل أرض العنوة ارض العشر وهو أن ما يشرب سيحا إذا قوسم أهله فيه على النصف قومسوا فيما يشرب بدالية على النصف من ذلك وهو الربع وقد اختلف الفقهاء يف الذمي إذا أسلم كيف جيري األمر يف ارضه فقال

هنا تصري خراجية وقال بعضهم وهو األقل إهنا تنتقل عشرية وقال بعضهم يف ذمي يشتري أرض عشر أآخرون بل تؤخذ منه الضعف من العشر على حسب ما عمل به يف نصارى بين تغلب الن الزكاة تطهر وال تؤخذ من كافر ما يكون تطهريا له وهو قول ابن شربمة وأيب يوسف وقال األكثر بل تكون أرض الذمي إذا

يب حنيفة وبشر بن غياث اسلم جارية جمرى ارض اخلراج ويوضع عنه اجلزية وهو قول أواما الطسوق فإمنا وضعت على حساب املقاسات فوضع طسق االستان على حسب ما يكون مشاكال للمناصفة والدليل على ذلك انه مىت احتيج إىل تعشري ارض اخذ من طسق االستان اخلمس الن مخس

ة السواد وضع على جريب النصف عشر األصل وقد كان عثمان بن حنيف ملا بعثه عمر بن اخلطاب ملساحالكرم والشجر عشرة دراهم وعلى جريب النخل مخسة دراهم وعلى جريب القضب وهو الرطبة ستة

دراهم وعلى جريب الرب أربعة دراهم وعلى جريب الشعري درمهني ويف رواية بعض الناس أكثر من هذا مث مجيع ذلك قفيزا ودرمها مث تغري ذلك امجع مسح العامر وما جيوز أن يبلغه املاء فيغمر من العامر ووضع على

مبا رأهتا األئمة مستأنفا يف توفري الوضائع والطسوق حبسب خروج الغالت والثمار ونفاقها بقرهبا من األسواق والعمارات وختسيسها إذا خالف أمرها ذلك وقد كثر االختالف يف أصناف ما تؤخذ الزكاة منه

م األكثر يأخذون بأنه ليس فيما دون مخسة أوسق صدقه والوسق ومبالغ كيله فأما الكيل فان بعض وهستون صاعا بالصاع احلجاجي والصاع على مذهب أهل احلجاز مخسة أرطال وثلث وعلى مذهب أهل

العراق مثانية أرطال وقال أبو حنيفة ومن ذهب مذهبه من أهل العراق يف كثري ما خيرج من األرض وقليله على سنة واثار متبعة واما ما يؤخذ منه الزكاة من أصناف الغالت فأن بني الفقهاء الزكاة وعمل هؤالء أيضا

يف ذلك اختالفا كثريا فمنهم من يقول إهنا يف احلنطة والشعري والتمر والزبيب وزاد بعضهم السلت والذرة وزاد آخرون الزيتون وزاد آخرون

ع ما ميكن ادخاره ويتهيأ بقاؤه يف أيدي الناس القطاين وهي أصناف احلبوب بأسرها مث قالوا يؤخذ من مجيحوال أقله وال يؤخذ مما ال ميكن ذلك فيه مثل البقول والرياحيني وسائر اخلضروات وأهل العراق يرون أن يف مجيع ذلك حىت يقول أبو حنيفة يف دساتج الكراث ويأخذ فيه بسنه ابن عباس ووقع يف العسل اختالف

عشر وقال قوم العشر إذا كان يف السهل ونصف العشر إذا كان يف اجلبل وقال فأكثر الروايات أن فيه القوم إذا كان يف أرض اخلراج مل يؤخذ منه شيء ألنه ال جيتمع عشر وخراج يف ارض والثابت انه كان يؤخذ

Page 72: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

منه على عهد النيب عليه السالم من كل عشرة ازقق زق وقال بعض الفقهاء يف كل عشرة أرطال رطل وله هذا الوقت طسق يف ارض اخلراج يؤخذ من أهله مث كتب أبو عبيداهللا معاوية بن عبداهللا كاتب املهدي يف

إىل املهدي رسالة عرفه فيها ما على أهل اخلراج من احليف أن ألزموا ماال معلوما أو طعاما حمدودا وجعل ت وصل إليهم من املرفق ما ذلك على كل جريب ملاال يؤمن من تنقل األسعار يف الرخص والغالء فإذا غل

لعل اإل مام ال يسمح به وان رخصت عاد عليهم من الضرر ماال حيل له أن يعاملهم مبثله إىل ما يعود على املال بالنقص وعلى اإلسالم بالضرر ملا حيتاج إليه من أعطيات

ما فعله رسول اهللا يف اجلند وسائر وجوه النفقات وقال أن األوىل أن جيري يف معاملة أهل السواد إىل مثلخيرب فأنه سلمها إىل أهلها بالنصف وأشار حبمل أهل السواد يف الدوايل على الثلث ملا يلزمهم بسببها من

املؤونة ويف الدواليب على الربع الن مؤونتها أغلظ وباال وال يلزموا بعد ذلك كلفة وال نابية بوجه وال على حسب املقامسة وأن أحبوا ابتياعه بويعوه بسعر وقته بتعب إال احلصاد والرفاع ويؤخذ التنب منهم

ويعمل يف مساحة الكروم وسائر الشجر واخلضر ومجيع الغالت على ما يوجبه احلكم باحلق فيها من النظر إىل قيمة ما حيصل منها حبسب قربه وبعده من الغرض واألسواق ونفاقه أو قلة خروجه ووضع ما يلزم من

ج إىل تكلفه من املؤن هلا وقبض النصف بعد ذلك فإذا بلغ احلاصل من الغلة ما يفي النفقة عليها وحيتاخبراجني الزم خراجا تاما وإذا نقص نزل ففعل ذلك وبسببه صار ما حيتاج إىل تعشريه من األرض يؤخذ

ل الذمة باملكاييل منه العشر ويؤخذ من الطسق اخلمس اليت تقدم تبينا هلا الباب الثامن يف جزية رووس أهقد قال بعض الناس يف العرب أن رسول اهللا قال ال يقبل منهم إال اإلسالم أو السيف وظن أن ذلك شامل

جلميع العرب بسبب النسب وامنا ذلك فيمن كان منهم يعبد األوثان خاصة وقبلها فأما أهل الكتاب من العرب فقد أمر النيب عليه السالم بقبول اجلزية من أهل اليمن وأكثرهم عرب

عليه السالم من أهل جنران وهم من بين احلارث من كعب الهنم نصارى من أهل الكتاب وقبلها أبو بكر من أهل احلرية حىت أفتتحها خالد بن الوليد يف خالفته صلحا وهم أخالط من أفناء العرب من متيم وطي

ملا طولبوا يف خالفة عمر بن وغسان وتنوخ وغريهم إذ كانوا نصارى أيضا واما نصارى بين تغلب فاهنماخلطاب باجلزية تفرقوا يف البالد وعربوا الفرات للحاق بالروم فقيل لعمر اهنم عرب وأصحاب حروث ومواش وهلم نكاية يف العدو فال تعز هبم عدوك فصاحلهم على أن يكون عليهم الصدقة مضعفة من كل

والدهم أي ال ينصروهنم وهو مأخوذ من صبغ عشرين درمها درهم ويعفوا من اجلزية على إال يصبغوا أالثوب يغمس يف الصبغ أي ال يغمسوهنم يف الكفر وقال أمري املؤمنني علي ابن أيب طالب رضوان اهللا عليه يف

خالفته لئن تفرغت لبين تغلب ليكونن يل فيهم رأي ألقتلن مقاتليهم وألسبني ذريتهم فقد نقضوا العهد ا أوالدهم وبرئت منهم الذمة حني نصرو

وأما اجملوس فان رسول اهللا قبل اجلزية من جموس هجر على إال توكل ذبائحهم وال تنكح نساؤهم وطلبها خالد ابن الوليد وهو عامل أيب بكر من أهل العراق وهم فارس يف كتابة كان إىل مرازبتهم وقبلها عمر بن

ومن الرببر وكانوا جموسا أما من جيب عليه اخلطاب بعد ذلك منهم وقبلها أيضا عثمان بن عفان بعده منهم اجلزية من مجيع أهل الذمة منهم الذكور احملتلمون الذين ينفصلون عن الذرية من النساء والصبيان بوجوب

Page 73: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

القتل عليهم وبذلك كتب النيب ملعاذ بن جبل ملا بعثه إىل اليمن أن على كل حامل دينارا أو عدله من املعافر التذكري عن النساء وباالحتالم عن الصبيان وكتب عمر بن اخلطاب إىل امراء األجناد فقال حامل فضال له ب

أال يقاتلوا إال من قتلهم وال يقتلوا النساء وال الصبيان مث أمرهم بعد ذلك أال يضربوا اجلزية إال على من ء والصبيان فدل جرت عليه املواسي وعن النيب يف غري وجه من احلديث أنه هنى عن قتل الذرية من النسا

مجيع ذلك على أن اجلزية إمنا أوجبت على من كان القتل عليه واجبا فكف هبا عن قتله وينبغي أن يضاف إىل هذا املعىن أيضا أن القتل إمنا وجب عليهم الن مثلهم يقاتل وان من مثله ال يقاتل فتسقط عنهم اجلزية

ممن ال يقاتل واما كم اجلزية فان على أهل العني وهم مثل العميان والرهبان والزمىن وسائر من جيري جمراهمأهل الشام ومن جرى جمراهم أربعة دنانري على الطبقة العليا وديناران على الوسطى ودينار على الدون

وعلى أهل الورق مثل أهل العراق وغريه أما على الطبقة العليا فثمانية وأربعون درمها وعلى الوسطى أربعة على الدون اثنا عشر درمها واما حتديد الطبقات فان أهل العليا هم الذين هلم وعشرون درمها و

املال املشهور من الصامت والضياع والدور والرقيق الذي ال ميكنهم ستره وأهل الوسطى هم الذين تعرف ة وكان هلم دور ويسار ويوثق هبم يف األموال ويؤمتنون على املتاع وأهل الدون هم سائر من دون هذه الطبق

على كل إنسان من أهل الذمة ما يسمى األرزاق وهو على كل من كان منهم بالشام مديان من احلنطة وثالثة أقساط من الزيت يف كل شهر وعلى أهل العراق مخسة عشر صاعا وعلى أهل مصر اردب وشيء

اراه صار يف اخلراج من العسل وضيافة املسلمني ثالثة أيام وامنا كان ذلك يف أول األمر مث رفع عنهم والواجب على من جيب عليه منهم وروى عن سفيان بن عينية عن ابن أيب جنيح قال سألت جماهدا مل وضع

عمر على أهل الشام من اجلزية اكثر مما وضعه على أهل اليمن فقال لليسار فدل ذلك على أن يزيد وينقص لف رسم اجلوايل وذلك أن حكم اجلوايل يف اخلراج على قدر االحتمال وللجماجم بديار مضر رسم خيا

التطبيق حبسب ما عليه سائر االمصار واجلماجم هبذه الديار وهم النبل املقيمون هبا فكان معاوية بن أيب سفيان جعل على مجيعهم الطبقة الوسطى وهي أربعة وعشرون درمها ومثن عليهم أقساط العسل والزيت

إضافة إىل اجلزية فصار اجلميع ثالثة وثالثني درمها وإذا اسلم فبلغت قيمة ذلك بسعر الوقت تسعة دراهمالذمي يف آخر السنة وقد كانت اجلزية وجبت عليه وحضر وقت افتتاح خراج اجلوايل فال شيء عليه النه

ال جزية على مسلم وان مات أو جال مل جيب على ورثته وال على خلفه الهنم غري ضامنني هلا عنه الباب دقات اإلبل والبقر والغنم التاسع يف ص

أمجعت األحاديث والسنن وآراء الفقهاء على انه ال شيء من الصدقة جتب يف اإلبل إىل أن تبلغ مخسا فإذا بلغت مخسا ففيها شاة إىل تسع فإذا زادت واحدة ففيها شاتان إىل أربع عشرة فإذا زادت واحدة ففيها

ها أربع شياه إىل أربع وعشرين فإذا زادت واحدة ففيها ثالث شياه إىل تسع عشرة فإذا زادت واحدة ففيبنت خماض فان مل توجد يف اإلبل بنت خماض فابن لبون ذكر إىل مخس وثالثني فإذا زادت واحدة ففيها بنت

لبون إىل مخس واربعني فإذا زادت واحدة ففيها حقه طروقه الفحل إىل ستني فإذا زادت ففيها جذعة إىل ادت واحدة ففيها بنت لبون إىل تسعني فإذا زادت واحدة ففيها حقتان طروقتا الفحل مخس وسبعني فإذا ز

إىل مائة وعشرين فإذا بلغت اإلبل مائة وعشرين وقع االختالف وليس فيما قبل ذلك اختالف إال يف

Page 74: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

حديث يروى عن علي بن أيب طالب وليس باملصحح عنه وهو أن اإلبل إذا بلغت مخسا وعشرين ففيها ياه فأما فيما بعد املائة والعشرين ففي القول املنسوب إىل علي يكون يف مائة ومخس وعشرين حقتان مخس ش

وشاة ويف مائة وثالثني حقتان وشاتان وعلى ذلك زيادة شاة يف كل مخس يزيد إىل مائة ومخس واربعني فإذا بلغت اإلبل مائة ومخسة واربعني كان فيها حقتان ومخس شياه ويف

لعراق وبه كان يقول سفيان حقتان وبنت خماض فإذا كملت اإلبل مائة ومخسني ففيها ثالث قول أهل احقاق فان زادت على ذلك استؤنفت هبا أيضا كما ابتدأت أول مرة إىل املائتني فإذا بلغتها كانت فيها أربع

مالك وأهل حقاق فإذا زادت استؤنفت هبا أيضا على ما فسرنا فهذا قول علي ومذهب أهل العراق أمااحلجاز فيقولون أن الزيادة على املائة والعشرين مما دون العشرة شنق ال يعتد به ويعين باالشناق ما بني

الفريضتني من األعداد اليت إذا زادت مل يعتد بزيادهتا يف الفريضة ويسمى ذلك يف البقر االوقاص واالشناق فكان زيادة على املأل فإذا بلغت مائة وثالثني قالوا مأخوذ من شنق القربة وهو أن متأل حىت يشتال براسها

أن فيها بنت لبون وحقه ويف مائة وأربعني حقتان وبنت لبون يف مائة ومخسني ثالث حقاق ويف مائة وستني أربع بنات لبون ويف مائة وسبعني ثالث بنات لبون وحقه ويف مائة ومثانني حقتان وبنتا لبون ويف مائة

وبنت لبون ويف مائتني أو أربع حقاق وعلى هذا يعملون يف كل ما يزيد يأخذون من وتسعني ثالث حقاقكل مخسني حقه أو من كل أربعني بنت لبون ويقولون أن الفرائض يف اإلبل إذا جتاوزت الغنم يف أول األمر

إىل يف اإلبل السن اليت اإلبل مل تعد بعد ذلك غنما وروي عن علي بن أيب طالب رمحه اهللا انه قال إذا مل يوجد

توجبها الفريضة فاخذ املصدق املسن اليت فوقها رد شاتني أو عشرة دراهم وهبذا كان يأخذ سفيان وكان يقول عشرة دراهم أو دينار وكان االوزاعي يقول إذا مل يوجد السن اليت جتب أخذت قيمتها وكان مالك

ن اخذ ابن لبون بنت خماض ذهب سفيان إىل يقول انه ال يبدل سن مكان سن إال ما جاءت فيه الرخصة م األثر الذي رواه عن علي بن أيب طالب وذهب إليه االوزاعي إىل انه ليست تتساوى قيم بني كل سنني وكره مالك أن يأخذ غري الفرض وقال إذا وجب على رب املال سن فعليه أن يأيت هبا وفيه مشقة على

لتيسري عليهم وهذا يف شأن اإلبل وما خيالطه الصغار منها فأما إذا الناس وكان النيب عليه السالم يأمر به اكانت كلها صغارا مثل اخلريان والسقاب ففيها اختالف فسفيان يقول أنه يرد املصدق على رب املال بفضل ما سن من السنن اليت تؤخذ وبني الربع والسقيب ومالك يقول انه يؤخذ منها مثل ما يؤخذ من

املصدق الفضل على رب املال وقال بعض الناس ال صدقة يف الصغار وال شيء على رهبا املسان وال يردوقال بعضهم فيها واحدة منها فأما إذا جاء املصدق فوجدها أربعا مثال وقد كان احلول حاال عليها وهي

مع مخس فأهل العراق يقولون تلزمه أربعة امخاس وشاة يذهبون إىل أن الصدقة قد كانت وجبت عليهامضي احلول فلما ذهب بعضها سقط من الصدقة حبسابه ومالك يقول ال شيء فيها الن الصدقة إمنا جتب

على رب املال يوم يصدق وكذلك إذا كانت ناقصة عما جتب فيه الفريضة فكملت يوم حيول احلول عليها للسنة األوىل وليس فان كانت مخسا حولني ومل حيضر املصدق فان سفيان يقول أن فيها إذا حضر واحدة

عليها للسنة الثانية شيء وقال مالك عليه شاتان ذهب سفيان إىل أن السنة الثانية مل يكن مخسا تامة ملا لزمه

Page 75: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

فيها من الدين وأهنا مخس إال قيمة شاة واخذ مالك بسنة عمر انه آخر الصدقة عام الرمادة فلما أحيا الناس عقل عليهم عقالني

عليه السالم أنه قال ال ثناء يف الصدقة فان أبا عبيد القاسم ابن سالم قال أن اصل فأما ما روى عن النيبالثناء يف كالمهم ترديد الشيء وتكريره باجلهل ووضعه يف غري موضعه وتفسري ذلك أن الصدقة إذا تأخرت

نهم يؤخذون مبا يف عن قوم عاما حلادثه تكون حىت تتلف أمواهلم مل تثن عليهم يف قابل صدقة العام املاضي لك أيديهم للعام احلاضر

قال وفيها تأويل آخر وهو أنه ال تؤخذ الصدقة يف عام مرتني قال والتأويل األول اعجب ايل ومالك يرى يف اإلبل العوام الصدقة وأهل العراق على خالف ذلك وما يتعامل الناس به اليوم أهنا تؤخذ يف السائمة فقط

ا اجلذعة وهي اليت هلا سنة مث ابنة املخاض وهي اليت تنمخض أمها بولد آخر يف واما تفسري األسنان فأوهلبطنها وهلا سنتان مث ابنة اللبون وهي اليت قد ولدت أمها ولدا آخر فصار هلا لنب وهلا ثالث سنني مث احلقه

وهي اليت قد استحقت أن حيمل عليها أربع سنني ن الصدقة واحد فأما صدقات البقر فاإلمجاع من أهل العراق والعراب والنجايت يف وجوب ما على اإلبل م

وأهل احلجاز أن يف كل ثالثني بقرة تبيعا جذعا وهو الذي قد استوت قرناه واذناه يف كل أربعني بقرة مسنة واملسن هو الثىن فما زاد وليس بني مجيع الفقهاء خالف يف أن احلوادث والعوامل من البقر ال صدقة فيها إال

بن انس فانه يرى يف العوام الصدقة والناس كلهم على خالف ذلك وال خالف بينهم أيضا يف مالكاالوقاص من البقر وانه ال شيء فيها وهي ما بني الفريضتني وإذا خالطت البقر اجلواميس فسنتها واحدة

منها فإذا بلغت واما صدقات الغنم فان اإلمجاع من أهل العراق واحلجاز انه ال شيء فيها دون األربعني األربعني ففيها شاة

إىل مائة وعشرين فإذا زادت على ذلك واحدة ففيها شاتان إىل املائتني فإذا زادت واحدة ففيها ثالث شياه إىل الثالمثائة فإذا زادت الغنم على ذلك ففي كل مائة منها تامة شاة وإذا كانت الغنم حسانا وسخاال

ارا ففي ذلك اخلالف فاجلميع حمسوب فان كانت كلها صغوقد تقدم وصفه عند ذكر اإلبل إال أن عمر حكم بان يعتد بالسخلة وال يؤخذ بازاء ما عفى عنه مما يضن

به رب املال وقد جاء يف احلديث تفسري ذلك منه الريب وهي اليت معها ولدها تربيه والرغوث وهي اليت ل آكل من الرغوث املاخض وهي اليت متخض يرغثها ولدها والرغث الرضاع والعرب تضرب املثل فتقو

بالولد يذهب وجييء يف بطنها والكنوف وهي اليت تربض ناحية من الغنم تطلب الزوج لسفنها واألكولة وهي اليت يسمنها رب املال ليأكلها

وفحل الغنم وهو الذي حيتاج إليه رب املال للنكاح وكل ذلك فال يؤخذ إال أن يشاء رب املال وجاء يف حلديث املصدق واصحاب احلديث حيققونه فتصري على اخلالف الن املصدق بالتخفيف هو الذي يأخذ ا

الصدقة واملصدق بالتشديد هو الذي يعطيها ومع هذا فانه ال يؤخذ يف الصدقة رذال املال ومنه الصعراء الء وهي اجملنونة ومنه املائلة العنق ومنه االكيلة وهي اليت افترسها السبع واستنقذت منه ومنه أيضا الثو

الغضباء وهي

Page 76: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

املكسورة القرن واهلرمة وكل ذات عوار بل يؤخذ يف الصدقة الوسطى من كل شيء وليس يف أسنان الغنم ما يؤخذ غري سنني كما يف البقر أيضا إال انه على اخللطاء يف الفحل واملرعى واحلوض واملراح واحدة مثل

طة على ما قدمنا ذكره واحدة وبينهم مائة وعشرون شاة فيلموهنم مجيعا أن يكون ثالثة نفر حاهلم يف املخال فيها شاة واحدة

وأهل العراق وسفيان بن سعيد يرون أن االجتماع والتفرق ال يقعان إال يف امللك وان الثالثة النفر الذين حىت أنه إذا كان ذكرناهم إذا كان لواحد منهم أربعون شاة يلزمهم فيها ثالث شياه ويف اإلبل مثل ذلك

مثانية خلطاء على األحوال املوجبة عند أهل احلجاز للمخالطة واالجتماع وبينهم أربعون من اإلبل لكل واحد منهم مخس منها أن عليهم فيها مثاين شياه واما ما جاء يف احلديث من انه ما كان بني خليطني فاهنما

ألمر يف املخالطة على ما قدمناه إذا كان أربعون شاة يتراجعان بينهما بالسوية فان أهل احلجاز لوضعهم امثال بني خليطني وكان أحدمها ميلك ثالثني واآلخر عشرا فأوجبوا يف األربعني واحدة انه جيب على رب

الثالثني ثالثة أرباعها وعلى رب العشرة ربعها فان كانت من غنم صاحب األقل عاد على صاحب األكثر نت من غنم صاحب األكثر رجع على صاحب األقل بربع شاة وقال أهل العراق أن ثالثة أرباع شاة وان كا

هذا إمنا يف اخلليطني املتفاوضني اللذين ال يعرف أحدمها مبلغ غنمه إال أن أحدمها ميلك الثلثني واآلخر الثلث ومثال ذلك مائة وعشرون شاة فان املصدق يأخذ منها شاتني جيب على صاحب

صاحب الثلث ثلثا شاة فرجع صاحب الثلثني الن قسطه من األصل مثانون شاة على الثلثني شاة وعلىصاحب الثلث الن قسطه من األصل أربعون شاة بثالث شياه إذ كان ما يلزم صاحب الثمانني شاة وما يلزم

صاحب األربعني شاة أيضا فإذا اخذ من الغنم شاتني كان لصاحب األكثر فصل ثالث شياه على خليطة خر وهذا اشبه بقوله يتراجعان فيما بينهما بالسوية الباب العاشر يف أمخاس الغنائم اآل

واعلموا أن ما غنمتم من شيء فأن هللا مخسة وللرسول ولذي ̂ ( اآلية املعمول عليها يف الغنيمة هي قوله وجه ولكن تفسري قوله وظاهر هذه اآلية ينىبء أن الغنيمة يف ستة أ) القرىب واليتامى واملساكني وابن السبيل

اهللا إمنا هو افتتاح كالم الن كل شيء اهللا عز وجل فجعل سهم اهللا وسهم الرسول عليه السالم واحدا ومل تكن الغنائم حتل ألحد قبل يوم بدر كانت تنزل نار من السماء فتأكلها فلما كان يوم بدر أسرع الناس يف

ب من اهللا سبق ملسكم فيما أخذمت عذاب عظيم فكلوا مما غنتم لوال كتا̂ ( الغنائم فأنزل اهللا تبارك وتعاىل وروي عن أيب ذر الغفاري قال خرجت يف طلب رسول اهللا فوجدته يصلي فانتظرته حىت صلى ) حالال طيبا

فقال أوتيت الليلة مخسا ذكرها وقال فيها وأحلت يل الغنائم ومل حتل ألحد قبلي والغنيمة إذا غنمت اخذ سم أول السهام للكعبة وهو سهم اهللا عز وجل وسهم رسوله وسهم ذي القرىب ويف هذا اخلمس منها فق

السهم اختالف وقد جاءت الرواية بأن النيب اعطاه بين هاشم وبين املطلب وانه ملا سئل عن اعطائه بين املطلب وتركه من هو

فترقوا يف جاهلية وال إسالم وان يف النسب وهم بنو نوفل وبنو عبد مشس قال أن بين هاشم وبين املطلب مل ي البطنني شيء واحد وشبك بني أصابعه

وروى حيىي بن آدم يف خرب يسنده إىل علي بن أيب طالب عليه السالم أن سهم ذوي القرىب مل يزل يتوىل هو

Page 77: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

بفرقته فيهم إىل أن كانت آخر سنة من سين عمر بن اخلطاب فأنه أتاه مال كثري فأرسل إليه أن هذا حقكم فخذوه وانه اجاهبم بأهنم مستغنون عنه يف ذلك العام وان باملسلمني إليه حاجة وانه رده عليهم يف ذلك العام وانه مل يدعه إليه بعد عمر أحد وان العباس قال له يف ذلك الوقت لقد حرمتنا شيئا ال يرد علينا أبدا وحكى

سهم ذوي القرىب ملن هو فكتب إليه ابن حيىي ابن آدم أن جندة احلروري كتب إىل ابن عباس يسأله عن عباس أنا نزعم انه لنا أهل البيت وان قومنا يزعمون انه ليس لنا مث اتفقت آراؤهم على أن جعل هذا

السهم يف اخليل والعدة يف سبيل اهللا مث خرج سهم اليتامى وسهم املساكني وسهم ابن السبيل من اخلمس ق فيمن شهد احلرب ووقع اختالف يف السرية خيرج بغري إذن اإلمام واألربعة األمخاس من اصل الغنيمة تفر

فقال احلسن انه ال شيء هلم منها الهنم مبنزلة مجيع الناس وقال أبو حنيفة جيرون مع االستئذان وتركه جمرى واحدا يف أن اخلمس من غنيمتهم لبيت املال

بوا فجميعه هلم أقامهم مقام من اكتسب شيئا واألربعة األمخاس هلم واهنم إذا كانوا أقل من ستة فما أصاخباصة فعله مثل الذين حيتطبون ويتصيدون ليسوا غزاة إذا كانوا ال يبلغون يف العدة السرية وقال غري أيب

حنيفة األمر يف القليل من العدة الكثري واخذ يف اخراج حق اهللا مما أصابوا الهنم قد حاوروه ودخل يف مجلة روح ممن شهد ومن يسلم يف الغيمة واحد والفارس الضعيف والقوي يف القسمة سواء ما يسمى غنيمة واجمل

والعتيق من اخليل والربذون ال فرق بينهما ويسهم للفارس سهمان سهم له وسهم لفرسه وهو رأي أيب حنيفة وغريه جيعل للفرس سهمني وال يسهم ألكثر من فرسني فأما الراجل فله سهم واحد وال حق يف

يمة ملن حيضر احلرب من العبيد والنساء والصبيان ولكن يرضخ هلم على قدر أعماهلم أن كان للعبيد الغنغناء يف احملاربة وكانت املرأة تداوي اجلرحى وما اشبه ذلك من الفعل والنفل هو ما يفضل به اإلمام بعض

ها مثل أن ينفرد الرجل املقاتلة سوى سهمه على حسب ما يبدوا عناية ونكاية ويف ذلك أربع سفن احدابقتل املشرك فيكون له سلبه مسلما من غري أن خيمس أو يشركه فيه أحد من أهل العسكر والثانية مثل أن

يوجه اإلمام السرايا يف بالد العدو فيأيت بالغنائم فيجعل اإلمام ملن أتى هبا الربع أو الثلث أو ما رأى بعد ها مث ختمس فإذا صار اخلمس يف يد اإلمام نقل منه من رأى على اخلمس والثالثة مثل أن جتاز الغنيمة كل

حسب ما يراه والرابعة ما يعطي من أهل الغنيمة قبل أن يغمس أو يقسم مثل أن يعطي اإلدالء على عورات العدو ورعاة املاشية والسواق هلا أو من جرى جمرى هؤالء شيئا من اصل الغنيمة وألهنا منفعة تعم أهل

الباب احلادي عشر يف املعادن والركاز واملال املدفون العسكر طرأقد يسمى املعدن ركازا ومنه احلديث عن علي ابن أيب طالب عليه السالم يف أيب احلارث االسدي ملا ابتاع معدنا مبائة شاة فقال له أن الركاز الذي اصبت فسمي املعدن ركازا وهذا مطرد على اشتقاق اسم الركاز

ملا ركز باألرض فاملعدن الذي ركزه اهللا عز وجل يف األرض وقد روى أن النيب سئل عن املال النه إذا كان يوجد يف احلرب العادي فقال فيه ويف الركاز اخلمس فتبني أن الركاز غري املال املدفون لقوله فيه ويف الركاز

اخلمس ويقولون أهل احلجاز أن وأهل العراق جيعلون الركاز املعدن واملال املدفون كليهما ويقولون أن فيهاالركاز هو املال املدفون خاصة وفيه اخلمس فأما املعدن فليس بركاز وال مخس فيه إمنا فيه الزكاة وقال مالك

ال يؤخذ مما خيرج املعدن شيء

Page 78: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ISLAM ICBOOK.WS ين| ٢٠١٠ م لمسل احة لجميع ا مت ق لحقو ع ا جمي

Page 79: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

بة:كتاب لكتا وصناعة ا اخلراج بن جعفري:املؤلف قدامة

حىت يبلغ عشرين دينارا أو مائيت درهم فإذا بلغ ذلك ففيه الزكاة ويف تسمية علي رضوان اهللا عليه املعدن

ركاز إذا انضاف إىل نص اخلرب عن النيب وهو أن يف الركاز اخلمس أوكد دليل على أن احلجة مع أهل ل عليه يف هذا الوقت املأخوذ به فيما يؤخذ من املعادن اليت يف النواحي الن العمال العراق وهو املعمو

جيمعون منها يف حسباناهتم املرتفعة إىل الدواوين اخلمس وكذلك جيب يف املال املدفون العادي وقد جاءت السفن بذلك يف أموال وجدت فاخذ منها اخلمس الباب الثاين عشر فيما خيرج من البحر

تلفت الفقهاء يف ذلك فقال أكثرهم انه ال شيء يف العنرب واللؤلؤ وبعضهم يرى أن فيها اخلمس سنة من واخبعض األئمة ووجه من وجوه النظر وهو شبيهم ذلك باملعادن اليت توجد يف الرب الباب الثالث عشر فيما

ر يؤخذ من أموال جتار املسلمني وأهل الذمة واحلرب اليت ميرون هبا على العاشالسنة يف زكاة العني والورق أن املسلمني مؤمتنون على ما يلزمهم منها فمن أداها أخذت منه من ومل يؤدها فهو حق تركه واهللا من ورائه فأما غري ذلك من الزكوات مثل صدقات املواشي والنخل واحلرث فإن من

اهة اخذ العشر وذم العاشر منعها أكره على أدائها وجوهد على ذلك حىت يؤديه وقد جاءت أحاديث بكروصاحب املكس وهو صاحب العشر أيضا وذلك هو كراهية ملا كانت امللوك من العرب والعجم من

اجلاهلية يأخذونه من عشور أموال التجار إذا مروا هبا عليهم ال ملا يأخذه األئمة من زكاة اموال املسلمني قدميا قبل اإلسالم ما كتب به النيب ملن أسلم من وما جيب على غريهم والدليل على أن أخذ العشر قد كان

أهل األمصار مثل ثقيف وأهل البحرين ودومة اجلندل وغريهم اهنم ال حيشرون وال يعشرون فان ذلك لو مل يكن سنة جاهلية يعرفوهنا مل يكونوا يتخوفون من املسلمني مثلها حىت يكون يف أماناهتم إبطاهلا أو حذفها وقد

باإلسالم وسنة الزكاة وهي أنه ال يؤخذ من العني شيء حىت يبلغ عشرين دينار وال من ابطل اهللا ذلك الورق حىت يبلغ مائيت درهم فإذا بلغا هذين املقدارين ففيها

ربع العشر فأما املسلمني فان الذمى يؤخذ منه نصف العشر ورقا قال بعضهم أن الوجه يف ذلك أن عثمان وضع على ما مسحة من األرض ما وضع جعل يف أموال أهل الذمة الذين بن حنيف ملا صار إىل العراق

خيتلفون هبا من كل عشرين درمها درمها سوى اجلزية وقال آخرون أن الوجه يف ذلك تضعيف الصدقة كما فعل ببين تغلب ولئال يشبه ما يؤخذ منهم بالزكاة املطهرة للمسلمني املأخوذة من أمواهلم فأما أهل احلرب

يؤخذ من جتاراهتم العشر إذا ادخلوا بلد اإلسالم على حسب ما يفعلون مبن يدخل إليهم من جتار فأنه املسلمني فاهنم يأخذون من أمواهلم وامتعتهم إذا ادخلوها بلدهم العشر فإذا مر الذمي باملال على العاشر فال

ان قال علي دين أو ليس هو يؤخذ منه شيء حىت يبلغ ما معه مائيت درهم وكان سفيان يقول مائة درهم فيل وحلف على قوله فانه يصدق وال يؤخذ منه وامنا يؤخذ من الصامت واملتاع والرقيق وما اشبه ذلك من األموال اليت تبقى يف أيدي الناس فأما إذا مروا بالفاكه واشباهها مما ال تبقي فانه ال يؤخذ منهم فيها شيء

Page 80: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

واحدة يف السنة وأن مر به مرارا وأما مالك واصحابه فاهنم يرون وال يؤخذ من املال الواحد اكثر من مرةأن يأخذ العاشر من الذمي إذا مر عليه باملال للتجارة نصف العشر من قليل ما معه وكثريه وان يؤخذ من

الفاكة وكل ما جرى جمرها وان ادعى دينا مل يقبل قوله وأنه ان أمر باملتاع مرات يف السنة اخذ يف كل مرة نه فأما م

احلريب فانه كل ما خرج مبال لو مرات يف السنة اخذ منه عشرة ومالك جيريه جمري الذمي يف ترك تصديق قوله فيما يدعيه وأهل العراق يقولون يقبل قوله يف جوار إذا قال اهنن أمهات أوالدي فقط وأختلف الناس

ليف املسلمني وحدهم ويقبل أقواهلم ألهنم يف حتليف العاشر للمسلم والذمي واحلريب فكان سقيان ال يرى حتمؤمتنون على زكوات أمواهلم وبعض أهل العراق جيعل أهل الذمة مبنزلة املسلمني يف هذا املوضوع ومالك بن أنس صدق املسلم وال يصدق الذمي يف قول وال ميني الباب الرابع عشر يف اللقطة والضالة وما جيري

جمراها كام وهو أنه وجد مثال كنز من كنوز املسلمني يف حربه أو صحراء أو طريق أو قد جاءت يف ذلك سنن وأح

ما جرى جمرى هذه املواضع أن يعرف منه فان جاء له رب دفه إليه وإال جعل يف بيت املال واستنفع به يف مصاحل املسلمني ويكون الضمان لذلك واجبا فمىت جاء بعد السنة له صاحب دفع إليه العوض منه وكذلك ما يؤخذ من أيدي اللصوص وقطاع الطرق سبيله سبيل اللقطة وكذلك اآلبق إذا مل يوجد صاحبه فانه يباع

وجيري هذا اجملرى الباب اخلامس عشر يف مواريث من ال وارث له ويسمى يف أعمال الكتاب احلشري وا له وارثا أو ذا قرابة قد جاءت يف ذلك أثار منها أن رجال من خزاعة تويف فأتى النيب مبرياثه فقال اطلب

وطلبوا فلم جيدوا فقال رسول اهللا ارفعوه إىل اكرب خزاعة ففي هذا دليل على أن املتويف إذا كان من العرب ومل يوجد له وارث يعرف دفع مرياثه إىل أكرب قبيلته فان مل يكن املتويف من العرب أو كان منهم ممن ال

قهاء وهو أن موىل لرسول اهللا وقع من خنلة فمات فقال انظروا هل تعرف قبيلته ففي ذلك أثر عليه يعمل الفله وارث فقالوا ال فقال اعطوه بعض القرابة فقالوا أن ذلك إمنا هو قرابة النيب وانه أراد أن جيعله فيهم صلة

ب منه هلم واستدلوا بذلك على أن لإلمام أن يفعل مبرياث من ال وارث له ما شاء وهبذا يؤخذ اليوم البا السادس عشر يف الشرب

قضى النيب يف وادي مهر يف أن حيبس املاء يف األرض إىل الكعبني فإذا بلغهما أرسل إىل األرض السفلى ال مينع األعلى األسفل وقضى عليه السالم يف مشارب النخل بان حيبس املاء حىت يبلغ الشراكني حببسه األعلى

جاز مالك وابن أيب ذويب وابن أيب سربة انه حيبس يف النخل بعد على االسفل مث يرسل إليه وقالت فقهاء احلأن ميلي الشرب حىت يفيض فيشرب أصحاب النخل األقرب فاألقرب وقال بعضهم يف الزرع حيبس حىت

يبلغ الشراكني وقالوا انه ال حيبس بعد بلوغ الكعبني يف النخل إذا كان من اسفل حيتاجون إليه فان مل بأس وقالوا أن أهل األسافل امراء على أهل األعايل يف الشرب وقال أبو حنيفة وابو يوسف حيتاجوا إليه فال

وحممد بن احلسن إذا كان هنر بني قوم هلم عليه ارضون فان الشرب بينهم على قدر أرضيهم لكل إنسان وقالوا منهم حصته فان كان األعلى منهم ال يشرب حىت يسكر مل يكن له ذلك إال أن يتراضى القوم به

مجيعا أن الناس شركاء يف األهنار العظام كدجلة والفرات وما أشبهها ومن حفر هنرا ينزع من أحدمها يف

Page 81: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ارضه فذاك جائز له فان احتفر ساقية يف أرض رجل ليسوق املاء إىل أرضه فشاء الرجل أن مينعه ذلك حىت دخل مرو كان ماؤه قسمة بني أهلها يرضيه فعل وسئل أبو يوسف عن هنر مرو وهو عظيم مثل الصراة إذا

باحلصص والتقسيط فأحيا رجل أرضا كانت مواتا ومل يكن هلا من ذلك النهر شرب واحتفر ألرضه موضعا من فوق مرو يف

موضع ال ميلكه أحد وساق املاء فيه إىل أرضه هل له ذلك أم ال فقال أن كان النهر الذي أحدثه يضر أهل ومينعه السلطان منه وان كان ال يضر هبم فال بأس وليس هلم أن مينعوه وكذلك مرو يف هنرهم فليس له ذلك

كل من عمل كعمله أن كان عمله غري مضر وهو قول سفيان وقال أبو يوسف يف هنر خاص لقوم ولكل واحد منهم قسط مسي حبسب ما حيتاج إليه انه ليس أحد منهم أن حيدث زيادة يف شربه إال برضاءهم وليس

نهم أن حيدث عليه رحى وال جسرا وال قنطرة وان كان مجيع ذلك غري مضر هبم إال برضاءهم ألحد مورواه أبو حنيفة وهو قول مالك والثوري وزفر وقال مالك يف قوم هلم هنر يشربون منه فينقطع أن عليهم

ن وقال أن يكروه باحلصص على الشرب واألرضني وهو قول ابن أيب ذؤيب ويعقوب وزفر وحممد بن احلسأبو حنيفة والثوري يكرونه مجيعا من أعاله فان أكروا من النهر مبقدار ارض االعلى من مجيع األرض اليت

على النهر رفعوا عنه الكري وكان ما يبقى على الباقني على هذا احلساب ففسر ذلك الواقدي كان أرض ريبا وكان النهر مائتا ذراع فالذي األعلى عشرة اجربة وارض الثاين عشرون جريبا وارض الرابع أربعون ج

جيب أن يكرى االعلى عشرين ذراعا ألهنا عشر املائتني كما أن العشرة االجربة عشر مجيع جرباهنم املائة فيتحاصون يف ذلك على اهنم شركاء فيجب على االعلى من كل درهم ينفقونه عشرة وعلى صاحب

اعشاره وعلى صاحب األربعني أربعة أعشاره فإذا العشرين اجلريب عشرة وعلى صاحب الثالثني ثالثة فرغوا من العشرين واألربعني فيتحاصوا على قياس هذا وقال أبو حنيفة ومالك والثوري وزفر يف االهنار العظام أن كريها وعمل ساقها وسد بثوق أن أنفجرت فيها على اإلمام من مال املسلمني وكان يف كتاب

الذي كان كتبه إىل املهدي واقتصصنا بعض ما وجب اقتصاصه منه يف املقامسة عبيد اهللا معاوية بن عبد اهللاوالطسوق يف موضعه أن كرى األعمدة وعمل القناطر والشاذوانات واستخراج األهنار والنفقة على

الربيدات واجلسور والسنايات اليت على األهنار العظام واجب إخراج ذلك أمجع من بيت املال قال وامنا هذه النفقة منه الن احلافة ال مالك هلا فالنفقة واجبة على من يعود الضرر عليه وما يعود من الضرر وجبت

بشيء من ذلك فإمنا هو عائد على بيت املال فالنفقة عليه واجبة منه وقال الواقدي قال مالك ابن أيب ذويب فة ويعقوب وقال الواقدي إذا اشترى رجل مسيل ماء بغري ارض أن ذلك جائز وكرهه الثوري وأبو حني

سألت الثوري عن هنر لرجل يشق أرض آخر فأدعى رب األرض مسناة النهر قال هي من أرضي وقال رب النهر هي يل وليس يعلم ملن هي فقال هي لرب األرض وليس له أن يهدمها الن للنهر هبا منفعة وهي قول

ع الثوري فقال كقول مالك وكان أبو أيب حنيفة وقال مالك وابن أيب ذويب هي لصاحب النهر مث رج يوسف جيعلها لصاحب النهر وهو قول حممد بن احلسن الباب السابع عشر يف احلرمي

الفقهاء يرون حرمي البئر البدئ مخس وعشرون ذراعا وحرمي البئر العادية مخسون ذراعا وحرمي بئر الزرع سمائة ذراع وكان مالك بن انس ال يرى للحرمي على ما قاله سعيد بن املسيب ثلثمائة ذراع وحرمي العني مخ

Page 82: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

حدا حمدودا ويقول أن رجال لو احتفر يف داره بئرا مث احتفر جار له بئرا يف داره بعد األول فغار ماء األوىل إىل الثانية أمر صاحب الثانية بإزالتها عن املوضع اليت هي به وسفيان يقول حيدث الرجل يف حده ما شاء

ه النه ال حرمي لآلبار يف االمصار وامنا ذلك يف البوادي واملفاوز وقال أبو حنيفة ال حرمي وان اضر ذلك جباريف االمصار وبني املنازل لآلبار ولكن حيفر الرجل بئره حبيث ال يضر جباره وان كان بني البئرين حائط

املضرة وقال الثوري حيفر فأضرت الثانية باحلائط فان مالك وابن أيب ذؤيب وابن أيب سربة قالوا يزال البئر يف داره ما شاء وقال أبو يوسف وبشر مينع من اإلضرار

جباره وقال الواقدي حدثين ابن أيب سربة عن ثور الديلي قال مسعت عكرمة يقول حرمي ما بني العينني مائتا ذلك يف جلد ذراع قال ثور رأيت رجال من املهندسني فسألته فقال رب ارض ال يكون هذا فيها إمنا يكون

األرض وحزونتها فأما األرض الرخوة فان مخسمائة ذراع فيها يكاد أن يكون مقدارا حسنا وقال أبو عبيد القاسم بن سالم يف كتابه يف األموال مل يأت يف حرمي النهر شيء وحكي عن بشر انه قال قال أبو حنيفة ال

ر ما حيتاج إليه مللقى طينه وغري ذلك مما ال بد حرمي للنهر وقال أبو يوسف وحممد بن احلسن وبشر حرمي النه منه الباب الثامن عشر يف إخراج مال الصدقة وملن حيل وعلى من حيرم

إمنا الصدقات للفقراء واملساكني والعاملني عليها واملؤلفة قلوهبم ويف الرقاب ^ ( قال اهللا تبارك وتعاىل ل اهللا املسألة ال حتل إال لثالثة رجل حتمل حبمالة بني قوم وقال رسو) والغارمني ويف سبيل اهللا وابن السبيل

فيسأل حىت يؤديها مث ميسك ورجل اصابته جائحة فاجتاحت ماله فيسأل حىت يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش مث ميسك ورجل أصابته فاقة حىت يشهد له ثالثة من ذوي احلجى من قومه أن قد اصابته

سألة فيسأل حىت يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش مث ميسك وما سوى فاقة وان قد حلت له امل ذلك من املسائل سحت

وقال من سأل من غري فقر فإمنا يأكل اجلمر وقال الصدقة ال حتل لغين وال لذي مرة سوى فأما الفصل بني الغين

من العيش ويف البعض انه والفقري فقد جاءت الروايات فيه بأحوال خمتلفة ففي بعضها السداد والقوام الغذاء والعشاء ويف البعض انه مالك مخسني درمها أو حبساهبا من الذهب ويف البعض أوقية من ورق

واألوقية املأخوذ هبا واليت تعمل الفقهاء عليها أربعون درمها وقد ذهب إىل كل ذلك قوم وقال بعضهم يف م فإذا ملك هذه العقدة فهناك حترم عليه الصدقة وكان العوام من العيش انه عقدة القيم الرجل وعياله سنته

سفيان يأخذ يف الغىن انه مالك مخسني درمها وارى أن مالك بن أنس يقول باألوقية وقالوا أن ذلك يكفه إذا كانت فضال عن مسكنه الذي يأويه ويأوي عياله ولباسهم

احلسن انه سئل عن الرجل تكون له الدار الذي غناء هبم عنه ومملوك أن دعتهم احلاجة إليه وقد روي عن واخلادم هل ذلك مانع له من الصدقة فقال يأخذها إن احتاج وال حرج عليه وروي عن عمر بن عبد العزيز انه كتب يف الغارمني أن يقضي عنهم فكتب إليه أنا جند الرجل له املسكن واخلادم والفرس واألثاث فكتب

يسكنه وخادم يكفيه مهنته وفرس جياهد عليه عدوه ومن أن يكون له عمر أن املسلم ال بد له من مسكن األثاث يف بيته وأمر بأن يقضي عمن هذه سبيله وقد يكون أيضا من الناس احملدود واحملروم من الرزق وهو

Page 83: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

احملارف فإذا كان اإلنسان كذلك مع اجتهاده يف السعي لعياله فان له حقا يف أموال املسلمني لقول اهللا وحكى أبو عبيد القاسم بن سالم أن ابن عباس ) ويف أمواهلم حق معلوم للسائل واحملروم ^ ( ك وتعاىل تبار

كان يفسر هذه اآلية بان احملروم هو احملارف وقال بعض أهل العراق أن الصدقة حتل ملن ميلك اقل من مائيت درهم ولو بدرهم واحد واحتج حبديث رسول اهللا حني قال أن الصدقة

من أغنيائهم فترد إىل فقرائهم وان الفقري هو الذي ال جتب عليه الصدقة ومن كان ملكه اقل من مائيت تؤخذدرهم بدرهم واحد مل جتب الصدقة عليه وقال أبو عبيد القاسم بن سالم أمر عمر بن عبد العزيز الفقهاء أن

ة فكتب أن سهم الفقراء نصفه ملن غزا يكتبوا له السنة يف الثمانية األسهم اليت ذكرها اهللا عز وجل يف كتابمنهم يف سبيل اهللا أول غزوة حني يفرض له من االمداد وأول عطاء يأخذونه مث تقطع عنهم بعد ذلك الصدقة ويكون سهمهم من الفيء والنصف الثاين للفقراء الذين ال يغزون مثل الزمىن واملكث الذي

سكني به عاهة ال يستطيع معها حيلة وال تقلبا يف يأخذون العطاء وسهم املساكني فالنصف منه لكل ماألرض والنصف الثاين للمساكني الذين يستطعمون ويسألون ومن يف السجون من أهل اإلسالم ممن ليس له

أحد وسهم العاملني عليها فلمن سعى على الصدقات بأمانة وعفاف يعطي على قدر والئه وما جيمعه من اليتهم ومجعهم ولعل ذلك يبلغ قريبا من ربع هذا السهم ويرد الذي يبقي مال الصدقة ولعماله على قدر و

بعد الذي يعطى عماله على من يغزو من اإلمداد واملشترطة وسهم املؤلفة قلوهبم ملن يفترض له من إمداد الناس أول عطاء يعطونه ومن يغزوا مشترطا ممن ال عطاء له وهم فقراء ومن حيضر املساجد من املساكني

ذين ال عطاء هلم وال سهم وال يسألون الناس وسهم الرقاب نصفان لكل مكاتب يدعي اإلسالم وهم على الأصناف شىت فلفقهائهم يف اإلسالم فضيلة وملن سواهم منهم منزلة أخرى على قدر ما أدى كل واحد منهم

اإلسالم من ذكر من الكتابة وما بقى عليه والنصف الباقي تشتري به رقاب ممن قد صلى وصام وقدم يفوأنثى مث يعتقون وسهم الغارمني على ثالثة أقسام منهم صنف ملن يصاب يف سبيل اهللا يف ماله وظهره ورقيقه وعليه دين وال جيد ما يقضيه منه وال ما يستنفق إال بدين والصنفان اآلخران ملن ميكث وال يغزوا وهو غارم

عصية اهللا ال يتهم يف دينه أو قال ذنبه وسهم يف سبيل اهللا قد أصابه فقر وعليه دين مل يكن منه شيء يف مفمنه ملن فرض له ربع هذا السهم ومنه للمشترط الفقري ربع هذا السهم ومنه ملن تصيبه اجلائحه يف ثغره

وملن هو غاز يف سبيل اهللا وسهم ابن السبيل يقسم ذلك لكل طريق على قدر من يسلكه ومير به من الناس بن السبيل ليس له مأوى وال أهل يأوى اليهم ويطعم حىت جيد منزال أو يقضي حاجته وجيعل لكل رجل من ا

يف منازل معلومة على أيدي أمناء ال مير هبم ابن سبيل به حاجة إال آووه وأطعموه وعلفوا دابته حىت ينفذ ما بأيديهم الباب التاسع عشر يف فتوح النواحي واألمصار

نة اليت إليها كان مهاجر رسول اهللا عليه السالم وقالت عائشة قال رسول اهللا ما أول الفتوح وأجلها املدييفتح من مصر أو مدينة عنوة فان املدينة فتحت بالقرآن وقال أن لكل نيب حرما وإين حرمت املدينة كما

من أحدث حرم إبراهيم مكة ما بني حرميها ال حيتل خالها وال يعضد شجرها وال حيمل فيها السالح لقتال ف حدثا أو اوى حمدثا فعليه لعنة اهللا واملالئكة والناس أمجعني ال يقبل اهللا منه صرف وال عدل

Page 84: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

وروى عن جعفر بن حممد عن أبيه أن رسول اهللا حرم من الشجر ما بني أحد إىل عري وأذن لصاحب الناضج اها طيبة يف العصى وما تصلح به حماربه وعربه ودعا عليه السالم للمدينة واهلها ومس

أموال بين النضري من اليهود

كان هؤالء اليهود غدروا برسول اهللا وقد أتاهم يف بعض حاجاته ومهوا أن يلقوا عليه رحى فانصرف عنهم وبعث إليهم يأمرهم باجلالء عن املدينة فأقاموا وآذنوا حبرب فزحف عليه السالم إليهم فحاصرهم مخس

ا من بلده وهلم ما محلت اإلبل إال احللقة وهي الدروع واالله وسائر عشرة ليلة مث صاحلوه على أن خيرجو السالح فكانت أمواهلم خالصة له وذلك يف سنة أربع من اهلجرة

أموال بين قريظة

كانت بني رسول اهللا وبينهم موادعة عقدها حيي بن أخطب على أال يظاهروا عليه أحدا وجعلوا اهللا على نوا عليه األحزاب يف غزوة اخلندق فلما فرغ من أمر األحزاب قصدهم ذكر ذلك كفيال فنكثوا وأعا

فحصرهم مخس عشرة ليلة مث إهنم نزلوا على حكمه فحكم فيهم سعد بن معاذ االوسي فحكم بقتل من جرت عليه املواسي وبسيب النساء والذرية وان يقسم ماهلم بني املسلمني فأجازوا رسول اهللا وقال لقد

من سبعة أرفقه مث عرضوا على رسول اهللا فمن كان منهم حمتلما أو قد انبت على السهام حكمت حبكم اهللا قتل ومن كان دون استبقى وقسم ارضهم بني املسلمني

خيرب

قالوا غزاها رسول اهللا سنة سبع للهجرة فطاوله أهلها وماكثوه وقاتلوه فحصرهم قريبا من شهر مث اهنم ريهم وعلى أن جيلوا وخيلوا بينه وبني األرض والصفراء والبيضاء صاحلوه على حقن دمائهم وترك ذرا

واحللقة وسائر البزة إال ما على أجسادهم وأال يكتموه شيئا فخمس رسول اهللا الغنيمة من األرض وغري ذلك وقسم الباقي بني املسلمني وكانت من أرض خيرب الكتيبة حبق اخلمس والشق والنطاة وسالمل والوطيحة

ومل يكن للمسلمني فراغ للقيام على األرضني فدعا رسول اهللا من نزل على اجلالء من أهل خيرب للمسلمنيإىل القيام هبا على أن يكفوا العمل فيها وهلم النصف وللمسلمني النصف من الزرع والنخل وكان عبد اهللا

أو خيرصوا وخيتار فقالوا بن رواحة يصري إليهم يف كل سنة فيخرص عليهم مث خيريهم بني أن خيرص وخيتاروا هبذا قامت السموات واألرض فلما كانت خالفة عمر اجالهم ودفع األرض إىل من كان له سهم من

املسلمني

أمر فدك

Page 85: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

بعث رسول اهللا بعد منصرفه من خيرب إىل أهل فدك يدعوهم إىل اإلسالم فصاحلوه عليه السالم على نصف من فدك خالصا له النه مل يوجف املسلمون عليه خبيل وال األرض بتربتها فقبل ذلك منهم فكان النصف

ركاب وكان يصرف ما يأتيه منها يف أبناء السبيل ومل يزل أهلها هبا حىت اجلى عمر اليهود فوجه إليهم من قوم نصف التربة بقيمة عدل فدفعها إىل اليهود وأجالهم إىل الشام

عليها أليب بكر أن رسول اهللا جعل يل فدكا فاعطين إياها وكان ملا قبض رسول اهللا قالت فاطمة رضوان اهللاوشهد هلا علي بن أيب طالب رضوان اهللا عليه فسأهلا شاهدا آخر فشهدت هلا أم أمين موالة النيب فقال قد

علمت يا بنت رسول اهللا انه ال جتوز إال شهادة رجل وامرأتني فانصرفت قصة فدك وخلوصها كان لرسول اهللا عليه السالم فدك وملا ويل عمر بن عبد العزيز خطب الناس وقص

وأنه كان ينفق منها ويضع فضلها يف أبناء السبيل وذكر أن فاطمة عليها السالم سألته أن يهبها هلا فأىب وانه ملا قبض عليه السالم فعل أبو بكر

عزيز ولعبد امللك ابنيه مث إهنا وعمر فعله مث ملا وىل معاوية اقطعها مروان بن احلكم وان مروان وهبها لعبد الصارت له وللوليد وسليمان وانه ملا ويل الوليد سأله فوهبها له وسأل سليمان حصته فوهبها له أيضا فاستجمعها وقال انه ما كان له مال احب إليه منها وقال اشهدوا انين قد رددهتا إىل ما كانت عليه

فعها إىل ولد فاطمة رضي اهللا عنها كانت سنة عشرين ومائتني وملا كانت سنة عشرين ومائتني أمر املأمون بدأمر املأمون بدفعها إىل ولد فاطمة رضي اهللا عنها وكتب إىل قثم بن جعفر عامله على املدينة بأنه قد كان رسول اهللا اعطى ابنته فاطمة فدك وتصدق هبا عليها وان ذلك كان امراً ظاهراً معروفاً عنه آله ومل تزل

نه ما هو أوىل من صدق عليه وأنه قد رأى ردها إىل ورثتها وتسليمها إىل حممد بن حيىي بن احلسني تدعى مابن زيد بن علي بن احلسني بن علي بن أيب طالب عليه السالم وحممد بن عبد اهللا بن احلسن بن علي بن أيب

نت عليه قبل املأمون طالب عليه السالم ليقوما هبا ألهلها وملا استخلف املتوكل ردها إىل ما كا

أمر وادي القرى

قالوا أتى رسول اهللا منصرفة من خيرب إىل وادي القرى فدعا أهلها وهم يهود إىل اإلسالم فامتنعوا من ذلك وقاتلوا ففتحها عنوة وغنمه اهللا تبارك وتعاىل أموال أهلها وأصاب املسلمون هبا أثاثاً ومتاعاً فخمس رسول

لنخل يف أيدي من كان هبا وعاملهم على حنو مما عامل عليه أهل خيرب فلما كانت اهللا ذلك وترك األرض واأيام عمر بن اخلطاب وأجلى اليهود قيل أنه أجالهم فيمن أجلى وقيل أنه مل جيلهم ألن وادي القرى خارج

عن احلجاز وكان قتال النيب عليه السالم أهل وادي القرى يف مجادي اآلخرة سنة سبع

أمر تيماء

ملا بلغ تيماء ما وطئ به رسول اهللا أهل وادي القرى صاحلوه على اجلزية فأقاموا ببالدهم وأرضوهم يف أيديهم وملا أجلى عمر اليهود قيل أنه أجالهم مع أهل فدك وخيرب

Page 86: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

مكة

قالوا ملا هادن رسول اهللا قريشاً عام احلديبية على أن يأمن بعضهم بعضاً وأنه من أحب أن يدخل يف عهد ريش دخل كانت كنانة فيمن دخل يف عهد قريش وخزاعة يف عهد النيب عليه السالم مث أن رجالً من ق

خزاعة مسع رجالً من كنانة ينشد هجاء يف رسول اهللا فوثب عليه فشجه فهاج ذلك بينهم الشر وأعانت د وقدم على قريش بين كنانة وخرج معهم رجال فبيتوا خزاعة وهم غازون فكان ذلك مما نقضوا به العه

رسول اهللا عمرو بن سامل بن حصرية اخلزاعي فقال ) حلف أبيه وأبينا األتلدا ** الهم أين ناشد حممداً ( ) وأدع عباد اهللا يأتوا مدداً ** فانصر هداك اهللا نصراً أبداً (

قالوا أليب وامنا قال األتلدا ألنه كان بني عبد املطلب وخزاعة حلف قدمي فلما أحست قريش وبان فعلها سفيان بن حرب انطلق فاجد احللف واصلح بني الناس فقدم املدينة فلقي أبا بكر فقال له يا أبا بكر

أجد احللف وأصلح بني الناس فقال أبو بكر قطع اهللا ما كان منه متصالً وأبلى ما كان منه جديداً فقال أبو الت له ألق علياً فلقيه فذكر له مثل ما ذكر سفيان ما رأيت شاهد عشرية شراً منك فأنطلق إىل فاطمة فق

أليب بكر فقال له أنت سيد قريش فأجد احللف وأصلح بني الناس فضرب أبو سفيان ميينه على مشاله وقال قد جددت احللف وأصلحت بني الناس مث انطلق حىت أتى مكة وقد كان النيب قال أن أبا سفيان قد أقبل

لما رجع إىل أهل مكة أخربهم اخلرب فقالوا تاهللا ما رأينا أمحق منك ما وسريجع راضياً بغري قضاء حاجة فجئتنا حبرب فنحذر وال بسالم فنأمن وجاءت خزاعة تشكوا ما أصاهبم فقال رسول اهللا إين قد أمرت

بإحدى القريتني مكة والطائف وخرج يف أصحابه فقال اللهم اضرب على آذاهنم فال يسمعوا حىت نبغتهم السري حىت نزل مر الظهران وقد كانت قريش قالت أليب سفيان ارجع فلما بلغ مر الظهران رأى بغتة وأغذ

النريان واألخبية قال ما شأن الناس كأهنم أهل عرفة وغشيته خيول رسول اهللا فأخذوه الة أسرياً فأتى به النيب وجاء عمر فأراد قتله فمنعه العباس وأسلم فدخل على رسول اهللا فلما كان عند ص

الصبح حتشحش الناس وضوءاً للصالة فقال أبو سفيان للعباس بن عبد املطلب ما شأهنم أيريدون قتلي قال ال ولكنهم قاموا للصالة فلما دخلوا يف صالهتم رآهم إذا ركع رسول اهللا ركعوا وإذا سجد سجدوا فقال

رس الكرام وال الروم ذوات القرون تاهللا ما رأيت كاليوم طواعية قوم جاءوا من ها هنا ومن ها هنا وال فافقال العباس يا رسول اهللا ابعثين إىل أهل مكة أرغبهم يف اإلسالم فبعه مث بعث يف أثره فقال ردوا علي عمي ال يقتله املشركون فأىب أن يرجع حىت أتى مكة فقال أي قوم أسلموا تسلموا أتيتم اتيتم واستبطنتم بأشهب

ا الزبري بأعالها وهذا رسول اهللا يف املهاجرين واألنصار وخزاعة فقال بازل هذا خالد بأسفل مكة وهذقريش وما خزاعة اجملدعة االنوف ومجعت قريش أوباشها وأتباعها وقالوا نقدم هؤالء فإن أصابوا ظفراً كنا

ه معهم وأن أصيبوا أعطينا للذي نسأل فقال رسول اهللا لألنصار وقد كان مجعهم وقال أليب هريرة ملا بعث جلمعهم ال يأتيين إال أنصاري فكانوا مطيفني به من سائر الناس أترون اوباش قريش قالوا نعم فقال بإحدى

يديه على األخرى يشري أن اقتلوهم مث قال وافوين بالصفا فانطلقوا فما يشاء أحد أن يقتل أحد إال قتله

Page 87: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

عد اليوم فقال رسول اهللا من دخل دار فجاء أبو سفيان فقال يا رسول اهللا أبيدت خضراء قريش فال قريش بأيب سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ومن وضع السالح فهو آمن فقال بعض األنصار أدركت

الرجل رغبة يف قرابته ورأفة بعشريته وجاء رسول اهللا الوحي وكان إذا جاءه مل خيف علينا فقال يا معشر ول اهللا قال كال إين عبد اهللا ورسوله هاجرت إىل اهللا واليكم األنصار قلتم كذا قالوا قد كان ذلك يا رس

فاحمليا حمياكم واملمات مماتكم فجعلوا يبكون ويقولون واهللا ما قلنا الذي قلناه إال للضن برسول اهللا وأقبل الناس إىل دار أيب سفيان وأغلقوا أبواهبم ووضعوا أسلحتهم وأقبل رسول اهللا عليه السالم إىل احلجر

تلمه مث طاف بالبيت وأتى على صنم كان إىل جنب الكعبة ويف يده قوس فأخذ بسيتها وجعل يطعن يف فاس عيين الصنم ويقول جاء احلق وزهق الباطل أن الباطل كان زهوقا

وملا فرغ من طوافه أتى الصفا فعاله حىت نظر إىل البيت مث رفع يديه حيمد اهللا ويدعوه وقد جاء يف بعض سول اهللا قال يوم فتح مكة ال يتبعن مدبر وال جيهزن على جريح وال يقتلن أسري وكانت الروايات أن ر

غزوة الفتح يف شهر رمضان سنة مثان وأقام رسول اهللا مبكة إىل الفطر مث توجه لغزوة حنني وويل مكة عتاب اليت كانت يف بن اسيد بن أيب العيص ابن أمية وأمر رسول اهللا عليه السالم هبدم االصنام وحمو الصور

الكعبة وقال اقتلوا ابن خطل ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة فقتله أبو برزه االسلمي وكانت له قينتان تغنيان هبجاء رسول اهللا فقتلت إحدامها ويقال يف األخرى إهنا بقيت حىت كسرت هلا يف أيام عثمان ضلع فماتت

خطل االدرمي جاءت إىل النيب متنكرة فأسلمت ويف حديث آخر أن قينة هالل بن عبد اهللا وهو ابن وبايعت وهو ال يعرفها فلم يعرض هلا فأسلم عبد اهللا بن الزبعري السهمي قبل أن يقدر عليه وكان النيب قد

أباح يف يوم الفتح دمه وخطب رسول اهللا يوم فتح مأثرة كانت يف مكة فقال احلمد هللا الذي صدق وعده ونصره جنده وهزم األحزاب وحده إال أن كل

اجلاهلية وكل دم وكل دعوى موضوعة حتت قدمي إال سدانة البيت وسقاية احلاج وقال رسول اهللا يف خطبته إال أن مكة حرام ما بني اخشبيها ومل حيل ألحد قليب وال حيل ألحد بعدي ومل حتل يل إال ساعة من هنار

قط لقطتها إال أن يعرف أو يعرف فقال العباس إال ال خيتلي خالها وال يعضد عضاها وال ينفر صيدها وال يلت االذخر فإنه للقيون وطهور البيوت فقال النيب إال إالذخر

ويف حديث آخر أن النيب قال مكة حرام ال حيل بيع رباعها وال أجور بيوهتا ويف حديث آخر مرفوع إىل قال ال إمنا هي مناخ من سبق عائشة إهنا قالت قلت لرسول اهللا ابن لك بناء يظلك من الشمس مبكة ف

وقال بعض املفسرين يف قوله سواء العاكف فيه والباد البادي من خيرج من احلاج واملعتمر هم سواء يف املنازل ينزلون حيث شاءوا غري انه ال خيرج أحد من بيته وقد جاءت عن كثري من األئمة أحاديث يف تسوية

ية اجياد األبواب على دورها حىت ينزل البادي حيث شاء الثبور بني أهل مكة وغريهم ممن حيج وكراهورخص أكثر فقهاء احلجاز وغريهم يف ذلك وفيما أبنته الناس مبكة أن يتناول منه مثل البقل وسائر الزروع

ورخص يف الرعي أن يرعى إذا مل حيتش منه ورخص عطاء يف القضيب للسواك وما جرى جمراه

أمر الطائف

Page 88: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ازن يوم حنني أتى فلهم أوطاس فبعث إليهم رسول اهللا أبا عامر أالشعري فقتل فقام بأمر قالوا ملا هزمت هوالناس أبو موسى عبد اهللا بن قيس أالشعري وأقبل املسلمون إىل أوطاس فلما رأى ذلك مالك ابن عوف

لطائف البصري أحد بين دمهان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن وكان رئيس هوازن يومئذ هرب إىل افوجد أهلها مستعدين للحصار فأقام هبا وسار رسول اهللا باملسلمني حىت نزل على الطائف فرمتهم ثقيف

وحاصرهم رسول اهللا مخس عشرة ليلة ونزل إليه رقيق أهل الطائف منهم أبو بكرة بن مسروح مول رسول اهللا وامسه نفيع ومنهم االزرق الذي نسبت إليه

ه وكان عبداً رومياً حداداً وهو أبو نافع األزرق فعتق من نزل بنزوهلم مث أن رسول االزارقة من اخلوارج إلياهللا انصرف إىل اجلعرانة ليقسم سيب أهل حنني وغنائمهم فخافت ثقيف أن يعود إليهم فبعثوا إليه وفدهم

ليهم إال فصاحلوا على أن يسلموا ويقروا على ما يف أيديهم من أمواهلم وركازهم فاشترط رسول اهللا عحيشروا وال يعشروا وال يعرب طائفهم وال يؤمر عليهم إال رجل منهم واشترط عليهم أن ال يكون ماهلم من رباء أدى إليهم رؤوس أمواهلم دونه وكانوا أصحاب رباء وكانت الطائف تسمى وج فلما حصنت وبىن

سورها مسيت الطائف

أمر تبالة وجرش

قتال فأقرهم رسول اهللا على ما أسلموا عليه وجعل على كل حامل ممن قالوا أسلم أهل تبالة وجرش من غري هبما من أهل الكتاب ديناراً واشترط عليهم ضيافة املسلمني ووىل أبا سفيان بن حرب جرش

تبوك وأيلة واذرح ومقنا واجلرباء

ا له من الروم وعاملة قالوا ملا توجه رسول اهللا إىل تبوك من ارض الشام لغزو من انتهى إليه اهنم قد مجعووخلم وجذام وغريهم وذلك يف سنة تسع من اهلجرة مل يلق كيداً وأقام بتبوك أياماً فصاحله أهلها على اجلزية

وأتاه وهو هبا صاحب أيلة فصاحله على أن جعل له من كل حامل بأرضه يف السنة ديناراً فبلغ ذلك ثلثمائة سلمني وكتب هلم كتاباً أن حيفظوا ومينعوا فكان عمر بن عبد دينار واشترط عليهم قرى من مير هبم من امل

العزيز ال يزداد من أهل آيلة على ثلثمائة دينار شيئاً وصاحل رسول اهللا أهل اذرح على مائة دينار يف كل رجب وصاحل أهل اجلرباء على اجلزية وكتب هلم كتاباً وصاحل أهل مقنا على ربع عروكهم وهي خشب

ع كراعهم وحلقتهم قال الواقدي ربع عروكهم وربع مثارهم وأهل مقنا من اليهود يصطاد عليه ورب

دومة اجلندل

بعث رسول اهللا خالد بن الوليد املخزومي سنة تسع من اهلجرة إىل أكيدر بن عبد امللك الكندي مث السكوين بدومة اجلندل فأخذه أسرياً وقتل أخاه وقدم باكيدر على رسول اهللا

هل دومة كتاباً بالصلح نسخته هذا كتاب من حممد رسول اهللا الكيدر حني أجاب إىل اإلسالم فكتب له وأل

Page 89: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

وخلع االنداد واالصنام وألهل دومة أن لنا الضاحية من الضحل والبور واملعامي واغفال األرض واحللقة وال تعد فأردتكم والسالح واحلافر واحلصن ولكم الضامنة من النخل واملعني من املعمور ال تعدل سارحتكم

وال حيظر عليكم النبات تقيمون الصالة لوقتها وتؤتون الزكاة حبقها عليكم بذلك عهد اهللا وامليثاق ولكم به الصدق والوفاء شهد اهللا ومن حضر من املسلمني تفسري ذلك الضاحي البارز والضحل املاء القليل والبور

االغفال اليت ال آثار هبا واحللقة والدروع واحلافر اخليل األرض اليت ال حترث واملعامي البالد اجملهولة ووالرباذين البغال واحلمري واحلصن حصنهم والضامنة النخل الذي معهم يف احلصن واملعني الظاهر من املاء

الدائم مثل ماء العيون وحنوها وقوله ال يعدل سارحتكم أي ال تصدق ماشيتكم إال يف مراعيها ومواضعها ال حنشرها

وقوله ال تعد فاردتكم يقول ال تضم الفاردة إىل غريها لتجتمع فتجب عليها الصدقة مث أن اكيدر وبعد قبض النيب نقض العهد ومنع الصدقة وخرج من دومة اجلندل فلحق باحلرية وابتىن هبا بناء مساه دومة وأسلم

ية لعبداهللا ابنته وكتب أبو بكر حريث بن عبد امللك أخوه على ما يف يده فسلم ذلك له وزوج يزيد بن معاو إىل خالد بن الوليد وهو بعني التمر يأمره أن يسري إىل أكيدر فسار إليه فقتله وفتح دومة

صلح جنران

قالوا أتى رسول اهللا السيد والعاقب وافداً أهل جنران فسأاله الصلح فصاحلهما عن أهل جنران على ألفي ب مث كل حلة أوقية واألوقية وزن أربعني درمهاً فإن أدوا حلة مبا حلة ألف منها يف صفر وألف منها يف رج

فوق األوقية حسب هلم فضلها وإن أدوا مبا دون األوقية أخذ منهم النقصان على أن يقبل منهم ما أعطوه من سالح أو خيل أو ركاب أو عرض من العروض بقيمته قصاصاً من احللل وعلى أن يضيفوا رسل رسول

ا دونه وال حيبسون فوق الشهر وعلى أن عليهم عارية ثالثني درعاً وثالثني فرساً وثالثني بعرياً اهللا شهراً فمأن كان باليمن كيد وان ما هلك من تلك العارية فالرسل ضامنون له حىت يؤدوه وجعل هلم ذمة اهللا وعهده

ربا إال يفتنوا عن دينهم ومراتبهم وال حيشروا وال يعشروا واشترط إال يأكلوا الوال يتعاملوا به فما زال أمرهم جاريا على هذا يف خالفة أيب بكر فلما استخلف عمر قيل إهنم أصابوا الربا

وكثروا فخافهم على اإلسالم فأجالهم وكتب هلم بأن من وقعوا بأرضه من أهل العراق والشام فليوسع هلم هلم فكان ارضهم باليمن فتفرقوا من خريب األرض وقال قوم من خريب األرض ما اعتملوا من شيء فهو

فنزل بعضهم النجرانية بناحية الكوفة ودخل يهود جنران مع النصارى يف الصلح إذ كان اليهود كاالتباع هلم فلما استخلف عثمان بن عفان كتب إىل الوليد بن عقبة بن أيب معيط وهو عامله على الكوفة أما بعد

وين بكتاب رسول اهللا وأروين شرطاً من عمر وقد سألت عنه إبن فإن العاقب واالسقف وسراة أهل جنران أتحنيف فأنبأين أنه كان حبث عن أمرهم فوجده ضاراً للدهاقني لروعهم عن أرضهم وإين قد وضعت عنهم من جزيتهم مائيت حلة لوجه اهللا وعقىب هلم من أرضهم وإين أوصيك هبم فإهنم قوم هلم ذمة فكان صاحب

يبعث رسله إىل مجيع من بالشام والنواحي من أهل جنران جيبوهنم ما يقسمه عليهم إلقامة النجرانية بالكوفة احللل فلما كانت أيام معاوية أو يزيد شكواً إليه

Page 90: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

تفرقهم وموت من مات واسالم من أسلم منهم وأحضروه كتاب عثمان مبا حطه عنهم وقالوا قد أزددنا عمائة حلة فلما وىل احلجاج بن يوسف العراق وخرج عليه ابن ضعفاً فوضع عنهم مائيت حلة أخرى تتمه ارب

االشعث اهتم الدهاقني مبواالته فردهم إىل ألف ومثامنائة حلة مث ملا وىل األمر عمر بن عبد العزيز شكوا إليه فناءهم واحلاح االعراب عليهم وظلم احلجاج إياهم فأمر بأحصائهم فوجدوا على العشر من عدهتم األوىل

أرى هذا الصلح إمنا هو عن جزية رؤوسهم وليس هو بصلح عن ارضهم وجزية امليت واملسلم ساقطة فقال فألزمهم مائيت حلة قيمتها مثانية آالف درهم

فلما ويل يوسف بن عمر الثقفي العراق يف أيام الوليد بن يزيد ردهم إىل أمرهم األول عصبية للحجاج فلما قه فألقوا فيه الرياحني ونثروا عليه فأعجبه ذلك من فعلهم مث اهنم رفعوا استخلف أبو العباس عمدوا إىل طري

إليه أمرهم وأعلموه قلتهم وما كان من أمر عمر بن عبد العزيز ويوسف بن عمر ومتوا إليه خبوؤلته يف بين حلة احلارث بن كعب وتكلم فيهم عبد اهللا بن الربيع احلارثي وصدقهم احلجاج بن أرطاة فردهم إىل مائيت

قيمتها مثانية آالف درهم مث ملا حج الرشيد وشخص إىل الكوفة رفعوا إليه وشكوا أعنات العمال اياهم فكتب هلم باملائيت حلة كتاباً وأمر أن يعفوا من معاملة العمال وأن يكون مؤداهم يف بيت املال باحلضرة

اليمن

فودهم فكتب هلم كتاباً بإقرارهم على ما أسلموا قالوا ملا بلغ أهل اليمن ظهور رسول اهللا وعلو حقه أتته وعليه من أمواهلم وأرضيهم وركازهم فأسلموا ووجه إليهم رسله وعماله لتعريفهم شرائع اإلسالم وسنته

وقبض صدقاهتم وجزية رؤوس من اقام على النصرانية واليهودية واجملوسية منهم وكان ممن وجه من العمال غرية املخزومي فواله صنعاء فقبض عليه السالم وهو عليها وقال قوم إمنا ويل املهاجر بن أيب أمية بن امل

املهاجر صنعاء أبو بكر ووىل خالد بن سعيد خماليف اعلى اليمن وقال هشام بن الكليب واهليثم بن عدي ويل رسول اهللا املهاجر كندة والصدف فلما قبض رسول اهللا كتب

بوالية كندة والصدف إىل ما كان بتواله من حضرموت وويل املهاجر أبو بكر إىل زياد بن لبيد البياضي صنعاء مث كتب إليه باجناد زياد بن لبيد ومل يعزله عن صنعاء وأمجعوا مجيعاً على أن رسول اهللا ويل زياد بن

لبيد حضرموت ووىل رسول اهللا أبا موسى أالشعري زبيد ورمع وعدن والساحل وويل معاذ بن جبل اجلند إليه القضاء وقبض مجيع الصدقات باليمن وويل جنران عمرو بن حزم األنصاري ويقال انه ويل أبا وصري

سفيان جنران بعد عمرو ابن حزم عُمان ملا كانت سنة مثان من اهلجرة بعث رسول اهللا أبا زيد األنصاري وامسه فيما ذكر الكليب قيس بن يزيد ابن

ن جيمع القرآن على عهد رسول اهللا إىل حزام وقال غريه غري ذلك وهو أحد من كا

عمان

Page 91: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

وكان األغلبيني عليها االزد وكان هبا من غريهم بشر كثري يف البوادي وبعث عمرو بن العاص السهمي إىل عبيد وجيفر ابين اجللندي بكتاب منه يدعومها إىل اإلسالم وقال أن اجاب القوم إىل شهادة احلق وأطاعوا

وأبو زيد على الصالة وأخذ شرائع اإلسالم على الناس فلما قدم أبو زيد وعمرو اهللا ورسوله فعمرو األمريعمان وجدا عبيداً وجيفرا بصحار على ساحل البحر فأوصال كتاب النيب أليهما فأسلما ودعوا العرب هناك

ال أن أبا زيد إىل اإلسالم فأجابوا إليه ورغبوا فيه فلم يزل عمرو وأبو زيد بعمان إىل أن قبض رسول اهللا ويققدم املدينة قبل ذلك مث ارتدت األزد عند وفاة النيب عليه السالم وعليها لقيط بن مالك ذو التاج واحنازت

إىل دبا فوجه أبو بكر إليهم حذيفة بن حمصن البارقي من االزد وعكرمة بن أيب جهل بن هشام املخزومي فواقعا لقيطاً ومن معه فقتاله وسبيا من

ا بعثا به إىل أيب بكر أهل دبا سبيمث إن االزد رجعت إىل اإلسالم وارتدت طوائف من أهل عمان وحلقوا بالشجر فسار اهليم عكرمة فظفر هبم

وأصاب منهم مغنماً وقتل منهم بشراً ومجع منهم قوماً من مهرة بن حيدان مجعاً فأتاهم عكرمة فلم يقاتلوه مان فمات أبو بكر وهو وال عليها مث صرف ووجه إىل وأدوا الصدقة ووىل أبو بكر حذيفة بن حمصن ع

اليمن ومل تزل عمان مستقيمة األمر يؤدي أهلها صدقات أمواهلم ويؤخذ ممن هبا من الذمة جزية رؤوسهم إىل أن كانت خالفة الرشيد فوالها عيسى بن جعفر بن سلمان بن علي بن العباس فخرج إليها بأهل البصرة

ويسلبوهنن ويظهرون املعازف يف طريقهم فبلغ ذلك أهل عمان وجلهم شراة فجعلوا يفجرون بالنساء فحاربوه ومنعوه من دخوهلا مث قدروا عليه فقتلوه وصلبوه وامتنعوا على السلطان فلم يعطوه طاعة وولوا

أمرهم رجالً منهم وذكر املدائين أن عمر بن اخلطاب كتب إىل عامله بقسمة ما يؤخذ من عشور التمر بعمان يف فقراء أهلها ومن سقط إليها من أهل البادية ومن اضافته إليها احلاجة واملسكنة وانقطاع واحلب السبل

أمر البحرين

كان يف أرض البحرين خلق كثري من عبد القيس وافناء بكر بن وائل ومتيم مقيمني يف باديتها وكان على د اهللا بن دارم ابن مالك بن حنظلة فوجه النيب العرب هبا على عهد رسول اهللا املنذر بن ساوى أحد بين عب

عليه السالم يف سنة مثان من اهلجرة العالء بن عبد اهللا بن عمار احلضرمي حليف بين عبد مشس إىل البحرين ليدعو أهلها إىل اإلسالم أو اجلزية وكتب معه إىل املنذر بن ساوى واىل سيبخت مرزبان هجر يدعومها إىل

عهما مجيع العرب وغريهم ومل يسلم يف ذلك الوقت صاحل عن أرضه وكتب العالء ذلك فأسلما وأسلم مبينه وبينهم كتاباً بأن عليهم أن يكفونا العمل ويقامسونا على النصف من احلب والتمر وان على كل حامل

منهم ديناراً حلائط بني االخوة قد وروي عن العالء انه قال بعثين رسول اهللا إىل البحرين أو قال إىل هجر فكتب آيت ا

اسلم بعضهم فأخذ من املسلم العشر ومن املشرك اخلراج وروي أن العالء بعث إىل رسول اهللا ماال مبلغه مثانون ألفاً وقيل أن ما أتاه اكثر منه قبله وال بعده وكان قد أرتد بعد وفاة النيب من ولد قيس بن ثعلبة مع

Page 92: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

أحد بين قيس بن ثعلبة وامنا مسي احلطم لقوله قد لفها الليل احلطم وهو شريح بن ضبيعة بن عمرو بن مرثد بسواق

حطم وارتد سائر من بالبحرين من ربيعة وأمروا عليهم ابنا للنعمان ابن املنذر يقال له منذر وأقام ابن اجلارود وهو بشر بن عمرو العبيدي ومن بايعه من قومه على اإلسالم وبلغ العالء بن احلضرمي اخلرب فسارباملسلمني حىت نزل جواثا وهو حصن البحرين فدلفت إليه ربيعة فخرج إليها مبن معه من العرب والعجم

فقاتلها قتاالً شديداً وقتل احلطم وفض ذلك اجلمع فلحق املنذر بن النعمان ومن جنا معه من فل ربيعة باخلط املشقر وأرسل املاء حوله فلم يوصل اليه فأتاها العالء ففتحها وقتل املنذر ومن كان معه ويقال بل جنا فدخل

حىت صاحل على أن خيلي املدينة فخالها وحلق مبسيلمة فقتل معه وحتصن املعكرب الفارسي صاحب كسرى الذي كان وجهه لقتل متيم حني

عرضوا لعريه وامسه دافريوز بن جشيش بالزارة وانظم إليه جموس كانوا جتمعوا بالقطيف وامتنعو من أداء ية فأقام العالء على الزارة فلم يفتحها يف خالفة أيب بكر وفتحها يف خالفة عمر وذلك أن رجالً خرج اجلز

منها مستأمناً فدل على شرب القوم وهو من العني اخلارجة من الزارة فسدها العالء فلما رأوا ذلك صاحلوه مما كان هلم خارجها وأتى على أن له ثلث املدينة وثلث ما فيها من ذهب وفضة وعلى أن يأخذ النصف

االخينس العامري العالء فقال له اهنم مل يصاحلوك عن ذراريهم وهم بدارين ودله كراز النكري على املخاضة إليهم فلم يشعر أهل دارين إال بالتكبري فخرجوا فقاتلوهم من ثالثة أوجه فقتلوا مقاتلتهم وحووا

رز الرباء ابن مالك مرزبان الزارة فطعنه فوق صلبه الذراري والسيب فلما رأى املكعرب ذلك اسلم وباوصرعه مث نزل إليه فقطع يديه وأخذ سواريه ويلقما كان عليه ومنطقة فخمسه عمر لكثرته وكان أول

سلب مخس يف اإلسالم ومل يزل العالء على البحرين حىت تويف سنة عشرين فوىل عمر بن اخلطاب مكانه أبا ويل أبا هريرة قبل موت العالء فأتى العالء توج من أرض فارس عازماً على هريرة الدوسي ويروى أن عمر

املقام هبا مث رجع إىل البحرين فمات فناك ويروى عن أيب هريرة انه قال استعملين عمر على البحرين فاجتعمت يل اثنا عشر الفاً فلما قدمت عليه قال يل يا عدو اهللا وعدو كتابه سرقت مال اهللا فقلت لست

عدو اهللا وال لكتابة ولكين عدو من عادامها ولكن خيالً تناجتت وسهاماً اجتمعت قال فأخذ مين اثين عشر ب ألفاً

اليمامة

قالوا كانت اليمامة تدعى جو فصلبت امرأة يف اجلاهلية يقال هلا اليمامة بنت مر بن جديس على باهبا ملوك األفاق يف سنة ست من اهلجرة كتب إىل فسميت اليمامة واهللا أعلم وقالوا ملا كتب رسول اهللا إىل

هوذة بن علي احلنفي وأهل اليمامة يدعوهم إىل اإلسالم وانفذ كتابه بذلك مع سليط بن قيس بن عمرو األنصاري مث اخلزرجي فبعثوا إىل رسول اهللا وفدهم ويف الوفد جماعة بن مرارة فأقطعه رسول اهللا أرضاً مواتاً

أيضا مسيلمة الكذاب مثامة بن كبري بن حبيب فقال مسيلمة لرسول اهللا أن شئت سأله إياها وكان فيهم خلينا لك األمر وبايعناك على انه لنا بعدك فقال رسول اهللا ال وال نعمة عني ولكن اهللا قاتلك وكان هوذة

Page 93: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

بن علي احلنفي قد كتب إىل النيب يسأله أن جيعل األمر له بعده ره فقال رسول اهللا ال وال كرامة اللهم اكفنيه فمات بعد قليل فلما انصرف على أن يسلم ويصري إليه فينص

وفد بين حنيفة إىل اليمامة ادعى مسيلمة الكذاب النبوة وشهد له الرجال بن عنفوة أحد الوفد بأن رسول رث أحد اهللا اشركه يف أمره فأتبعته بنو حنيفة وغريهم ممن باليمامة وكتب إىل رسول اهللا مع عبادة بن احلا

بين عامر بن حنيفة وهو ابن النواحة الذي قتله عبد اهللا بن مسعود بالكوفة ملا بلغه انه ومجاعة يؤمنون بكذب مسيلمة كتاباً نسخته من مسيلمة رسول اهللا إىل حممد رسول اهللا أما بعد فأن لنا نصف األرض

بن اجلارود احلنفي فكتب إليه ولقريش نصفها ولكن قريشاً قوم ال ينصفون والسالم عليك وكتب عمرو رسول اهللا بسم اهللا الرمحن الرحيم من حممد النيب إىل مسيلمة الكذاب أما بعد فأن األرض هللا يورثها من

يشاء من عباده والعاقبة للمتقني والسالم على من اتبع اهلدى وكتب أيب بن كعب هل جند وما واالها يف أشهر يسرية بعث فلما توىل رسول اهللا واستخلف أبو بكر فأوقع بأهل الردة من أ

خالد بن الوليد املخزوين إىل اليمامة وأمر مبحاربة الكذاب مسيلمة فما شارفها ظفر بقوم من بين حنيفة فيهم جماعة بن مرارة بن سلمى فقتلهم واستبقى جماعة ومحله معه موثقاً وعسكر خالد

لرجال وحمكم بن الطفيل بن سبيع الذي يقال له حمكم على ميل من اليمامة فخرج إليه بنو حنيفة وفيهم االيمامة فرأى خالد البارقة فيهم فقال يا معشر املسلمني قد كفاكم اهللا مؤونة القوم و قد شهر بعضهم

السيوف على بعض واحسبهم قد اختلفوا ووقع بأسهم بينهم فقال جماعة وهو يف وثاقه كال ولكنها اهلنداوية ها للشمس لتلني متوهنا مث التقى الناس فكان أول من لقيهم الرجال بن عنفوة فقتله اهللا وخشوا حتطمها فأبرز

واستشهد وجوه الناس وقراء القرآن مث أن املسلمني فاءوا وأثابوا وأنزل اهللا عليهم نصره فهزم أهل اليمامة ة فسميت يومئذ حديقة املوت واتبعهم املسلمون يقتلوهنم قتالً ذريعاً وقتل حمكم وأجلأوا الكفرة إىل احلديق

وقتل اهللا مسيلمة يف احلديقة وكان فيمن استشهد يف احلديقة أبو دجانة مساك بن خرشة وكانت احلرب قد هنكت املسلمني فقال جماعة خلالد أن اكثر أهل اليمامة مل خيرجوا لقتالكم وامنا قتلتم منهم القليل وقد بلغوا

ه على نصف السيب ونصف الصفراء منكم ما أرى وأنا مصاحلك عنهم فصاحلوالبيضاء واحللقة والكراع مث أن خالد توثق منه وبعثه إليهم فلما دخل اليمامة أمر الصبيان والنساء ومن

باليمامة من املشايخ أن يلبسوا السالح ويقوموا على احلصون ففعلوا ذلك فلم يشك خالد واملسلمون معه ا صدقنا جماعة مث أن جماعة خرج حىت أتى عسكر املسلمني فقال أن القوم حني نظروا إليهم اهنم مقاتلة فقالو

مل يقبلوا ما صاحلتك عليه عنهم واستعدوا حلربك فهذه حصون العرض مملوءة رجاالً ومل ازل هبم حىت رضوا بأن يصاحلوا على ربع السيب ونصف الصفراء والبيضاء والكراع فاستقر الصلح على ذلك ورضي به خالد

اه وأدخل جماعة خالداً اليمامة فلما رأى من هبا قال خدعتنا يا جماع وأسلم أهل اليمامة فأخذت منهم وأمض الصدقات

أمر الشام

Page 94: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ملا فرغ أبو بكر من أمر أهل الردة رأى توجيه اجليوش إىل الشام فكتب إىل أهل مكة والطائف واليمن لروم فسارع الناس إليه من بني حمتسب وطامع ومجيع العرب بنجد يستنفرهم للجهاد ويرغبهم يف غنائم ا

وأتوا املدينة من كل أوب فعقد ثالثة ألوية لثالثة رجال خلالد بن سعيد بن العاص بن أمية ولشرحبيل بن حسنة وهي أمه وأبوه عبد اهللا بن املطاع الكندي وكانت حسنة موالة معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة

ئل السهمي وكان عقده هذه األلوية يوم اخلميس غرة صفر سنة ثالث بن مجح ولعمرو بن العاص بن وا عشرة وذلك بعد مقام اجليش معسكرين باجلرف احملرم كله وأبو عبيدة يصلي هبم

وكان أبو بكر أراد أبا عبيدة أن يعقد له فاستعفاه من ذلك قالوا وملا عقد أبو بكر خلالد بن سعيد كره ذلك جعل األمر على املغالبة والتعصب فبعث أبو بكر أبا أروى الدوسي فأخذ عمر وقال انه رجل فخور سي

اللواء منه ودفعه إىل يزيد بذي الروة فسار به اخوه معاوية حيمله بني يديه وصار جيش خالد مع يزيد وسار خالد حمتسباً يف جيش شرحبيل وتقدم أبو بكر إىل عمرو بن العاص أن يسلك طريق آيلة عامداً لفلسطني

أمر يزيد أن يأخذ طريق تبوك وكتب إىل شرحبيل يف أن يأخذ طريق تبوك أيضا وكان العقد لكل أمري على وثالثة آالف رجل فلم يزل أبو بكر يتبعهم االمداد حىت صار مع كل أمري منهم سبعة آالف ومخسمائة رجل

مراً فلسطني وشرحبيل األردن مث تتام مجعهم بعد ذلك أربعة وعشرون الفاً وروي الواقدي أن أبا بكر ويل ع ويزيد دمشق وقال إذا كان بكم قتال فأمريكم من تكونون يف عمله

وروي أن أمر عمراً مشافهة أن يصلي بالناس إذا اجتمعوا وإذا تفرقوا صلى كل أمري بأصحابه وأمر األمراء عمل فلسطني كتب إىل أيب أن يعقدوا لكل قبيلة لواء يكون فيهم وقالوا فلما صار عمرو بن العاص إىل أول

بكر يعلمه كثرة عدد العدو وعدهتم وسعة أرضهم وجندة مقاتلتهم فكتب أبو بكر إىل خالد بن الوليد بن املغرية بن عبد اهللا بن عمرو بن خمزوم وهو بالعراق يأمره باملسري إىل الشام فقال قوم انه جعله امرياً على

رياً على أصحابه الذين شخصوا من العراق معه وكان املسلمون األمراء يف احلرب وقال آخرون بل كان أم إذا اجتمعوا

حلرب أمره األمراء فيها لبأسه وقوة مكيدته فأول وقعة كانت بني املسلمني وعدوهم بقرية من قرى غزة زم أعداءه يقال هلا داثن كانت بينهم وبني بطريق غزة فأقتتلوا فيها قتاالً شديداً مث أن اهللا أظهر أولياءه وه

وفض مجعهم وذلك قبل قدوم خالد بن الوليد عليهم مث بلغهم أن ستة قواد من الروم نزلوا العربة فسار إليهم أبو أمامة الصدي بن عجالن الباهلي يف كثف املسلمني فهزمهم وقتل أحد القواد مث صاروا إىل الدابية

مون منذ فصلوا من احلجاز بشيء من األرض إىل فاتبعهم فهزمهم وغنم املسلمون غنماً حسناً ومل مير املسل موضع الوقعة إال غلبوا عليه بغري حرب وصار يف أيديهم

ورد كتاب أيب بكر على خالد بن الوليد وهو باحلرية فخلف املثىن ابن حارثة الشيباين على ناحية الكوفة يقال يف مخسمائة وأتى عني التمر وسار يف شهر ربيع اآلخر سنة ثالث عشرة يف مثامنائة ويقال يف ستمائة و

ففتحها عنوة وأتى صندوداء وهبا قوم من كندة وأياد والعجم فقاتلوه فظفر هبم وخلف هبا سعد بن عمرو بن حزام األنصاري فولده اليوم هبا وبلغه أن مجعاً لبين تغلب باملضيح واحلصيد مرتدين وعليهم ربيعة بن جبري

م وبعث بالسيب إىل أيب بكر فكانت منهم أم حبيب الصهباء بنت حبيب فأتاهم فقاتلهم فهزمهم وسىب وغن

Page 95: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

بن جبري وهي أم عمر بن علي بن أيب طالب مث أغار على مياه مر هبا يف طريقه منها قرار وهو ماء لكلب ومنها إىل سوى وهو ماء هلم أيضا ومر بناحية قرقيسيا فخرج إليه صاحبها يف خلق

ى لوجهه فأتى أركة وهي أرك وأغار على أهلها وحاصرهم ففتحها صلحاً على فتركه واحناز إىل الرب ومضشيء أخذ منه وأتى دومة اجلندل ففتحها مث أتى قصم فصاحله بنو مشجعة بن التيم بن النمر بن وبرة بن

تغلب بن حلوان بن عمران بن احلاف بن قضاعة وكتب هلم أماناً مث أتى تدمر من عمل محص فأمتنع أهلها صنوا مث طلبوا االمان فآمنهم على أن يكونوا ذمة وعلى أن يقروا املسلمني ورضخوا هلم مث أتى القريتني وحت

فقاتله أهلها فظفر وغنم مث أتى حوارين من سنري فأغار على مواشي أهلها فقاتلوه وقد جاءهم مدد أهل فأغار على غسان يف يوم بعلبك وأهل بصرى وهي مدينة حوران فظفر هبم فسيب وقتل مث أتى مرج راهط

فصحهم وكانوا نصارى فسىب وقتل ووجه بسر بن أيب ارطاة العامري من قريش وحبيب بن مسلمة الفهري إىل غوطة دمشق فأغار على قرى من قراها وصار خالد إىل الثنية اليت تعرف بثنية العقاب من دمشق فوقف

يه السالم سوداء فسميت ثنية العقاب يومئذ عليها ساعة ناشراً رأيته وهي راية كانت لرسول اهللا علوالعرب تسمى الراية عقاباً ونزل خالد الباب الشرقي ويقال احفظ يل هذا العهد فوعده ذلك مث سار حىت

انتهى إىل املسلمني وهم بقناة بصرى ويقال انه أتى اجلابية وهبا أبو عبيدة يف مجاعة من املسلمني فألتقيا مث مضيا إىل بصرى

بصرى قصبة حورانفتح

قالوا ملا قدم خالد بن الوليد على املسلمني ببصرى اجتمعوا عليها والصقوا هبا وحاربوا بطريقها حىت اجلأوه وكماة اصحابه إليها مث أن أهلها صاحلوه على أن يؤمنوا على دمائهم وأمواهلم ويؤدوا اجلزية وزعم بعض

حامل ديناراً وجريب حنطة وافتتح املسلمون مجيع أرض الرواة أن أهل بصرى صاحلوا على أن يؤدوا عن كلكورة حوران وغلبوا عليها وأتاهم صاحب اذرعات فطلب الصلح على مثل ما صوحل عليه أهل بصرى وعلى أن مجيع أرض الثنية ارض خراج وسار يزيد بن أيب سفيان إىل عمان ففتحها فتحاً يسرياً على مثل

وتوجه أبو عبيدة بن اجلراح يف مجاعة كثيفة من املسلمني من صلح بصرى وغلب على أرض البلقاءأصحاب األمراء ضموا إليه فأتى مآب من أرض البلقاء وهبا مجع العدو فافتتحها صلحاً على مثل صلح

بصرى وكان أبو عبيدة أمري الناس حىت فتحت مدينة دمشق إال أن الصلح كان خلالد بن الوليد واجاز أبو عبيدة صلحه

أجنادين يوم

مث كانت واقعة أجنادين فشهدها من الروم زهاء مائة ألف سرب هرقل أكثرهم وجتمع باقوهم من النواحي وهرقل يومئذ مقيم حبمص فقاتلوا املسلمني قتاالً شديداً مث أن اهللا هزمهم ومزقهم كل ممزق وقتل املسلمون

الوليد بالء حسناً منهم خلقاً واستشهد يومئذ من املسلمني مجاعة وأبلى خالد بن

Page 96: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

وملا انتهى خرب الوقعة إىل هرقل خنب قلبه وسقط يف يده وملئ رعباً فهرب من محص إىل انطاكية وقد ذكر قوم أن هربه من محص إىل انطاكية كان عند قدوم املسلمني الشام كانت واقعة اجنادين يوم االثنني الثنيت

ل لليلتني خلتا منه قالوا مث مجعت الروم مجعاً بالياقوصة عشرة بقيت من مجادي األوىل سنة ثالث عشرة ويقاوهو واد فمه الفوارة فلقيهم املسلمون هناك فهزموهم وقتلوا كثرياً منهم وحلق فلهم مبدن الشام وتويف أبو

بكر يف مجادي اآلخرة سنة ثالث عشرة فأتى املسلمني نعيه وهم بالياقوصة

يوم فحل من األردن

األردن لليلتني بقيتا من ذي العقدة بعد خالفة عمر بن اخلطاب خبمسة اشهر وأمري كانت وقعة فحل منالناس أبو عبيدة بن اجلراح ألن عمر قد كان كتب إليه بوالية الشام وأمرة األمراء مع عامر بن أيب وقاص

ها خالداً أخي سعد بن أيب وقاص وقوم يقولون والية أيب عبيدة الشام أتته والناس حماصرون دمشق فكتمأياماً ألن خالداً كان أمري الناس يف احلرب فقال له خالد ما دعاك إىل ما فعلت فقال كرهت أن أكسرك

وأوهن أمرك وأنت بازاء عدوك وكان سبب هذه الوقعة أن هرقل ملا صار إىل انطاكية استنفر الروم وأهل ل من األردن فقاتلوهم قتاالً شديداً حىت اجلزيرة وبعث عليهم رجالً من خاصته وثقاته فلقوا املسلمني بفح

اظهرهم اهللا عليهم وقتل بطريقهم وزهاء عشرة آالف منهم وتفرق الباقون يف مدائن الشام حىت سألوا االمان على أداء اجلزية

عن رؤوسهم واخلراج عن أرضهم فأمنوا على أنفسهم وأمواهلم وإال هتدم حيطاهنم وتوىل عقد ذلك هلم أبو اجلراح ويقال بل تواله شرحبيل بن حسنة عبيدة بن

األردن

قالوا فتح شرحبيل بن حسنة األردن عنوة ما خال طربية فأن أهلها صاحلوه على أنصاف منازهلم وكنائسهم وفتح شرحبيل طربية صلحاً بعد حصار أيام على أن آمن أهلها على أنفسهم وأمواهلم وكنائسهم ومنازهلم

استثىن ملسجد للمسلمني موضعاً مث اهنم يف خالفة عمر أيضاً نقضوا واجتمع إليهم إال ما جلوا عنه وخلوه ومن سواد الروم وغريهم فأمر أبو عبيدة عمرو بن العاص بغزوهم فسار إليهم يف أربعة آالف ففتحها على

قتال مثل صلح شرحبيل ثانية وفتح شرحبيل مجيع مدن األردن وحصوهنا على هذا الصلح فتحاً يسرياً بغريوفتح بيسان وافيق وجرش وبيت رأس وقدس واجلوالن وعكا وصور وصفورية وغلب على سواد األردن

ومجيع ارضها وكان أبو عبيدة وجه عمرو بن العاص إىل سواحل األردن فكثر به الروم فكتب إىل أيب عبيدة ية أخوه ففتح يزيد وعمرو يستمده فوجه أبو عبيدة إليه يزيد بن أيب سفيان فسار يزيد وعلى مقدمته معاو

سواحل األردن فكتب أبو عبيدة بفتحها هلما وكان ملعاوية يف ذلك بالء حسناً وأثر مجيل ورم معاوية عكا عند ركوبه منها إىل قربص ورم صور مث أن عبد امللك جددمها بعد وقد كانتا خربتا وكانت الصناعة من

فهي هبا إىل اليوم األردن بعكا فنقلها هشام بن عبد امللك إىل صور

Page 97: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

فتح مدينة دمشق

ملا فرغ املسلمون من قتال من اجتمع هلم مبرج الصفر وكان اجتمع هلم من الروم مجع عظيم ولقوهم هبذا املرج أول يوم من احملرم سنة أربع عشرة اقاموا بعد ذلك مخس عشرة ليلة مث رجعوا إىل مدينة دمشق ألربع

ربع عشرة فأخذوا الغوطة وكنائسها عنوة وحتصن أهل املدينة وأغلقوا عشرة ليلة بقيت من احملرم سنة أأبواهبا فنزل خالد بن الوليد على الباب الشرقي يف زهاء مخسة آالف ضمهم إليه أبو عبيدة بن اجلراح ومسي

الدير الذي نزل خالد عنده دير خالد ونزل عمرو بن العاص على باب توما ونزل شرحبيل على باب ونزل أبو عبيدة على باب اجلابية ونزل يزيد بن أيب سفيان على الباب الصغري إىل الباب الذي الفراديس

يعرف بكيسان وجعل أبو الدرداء عومير بن عامر اخلزرجي على مسلحة بربزة وكان االسقف الذي اقام ة فقال له االسقف خلالد النزل يف بدأته رمبا وقف على السور يدعوا به خالد فإذا أتى سلم على خالد وحادث

ذات يوم يا أبا سليمان أن امركم مقبل ويل عليك عدة فصاحلين عن هذه املدينة فدعى خالد بداوة وقرطاس فكتب فيه بسم اهللا الرمحن الرحيم هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق إذا دخلها أعطاهم أماناً عن أنفسهم وأمواهلم وكنائسهم وسور مدينتهم

يسكن شيء من بيوهتم ودورهم هلم بذلك عهد اهللا وذمة رسوله واخللفاء واملؤمنني ال يعرض ال يهدم والهلم إال خبري إذا أعطوا اجلزية مث أن بعض أصحاب االسقف أتى خالداً يف ليلة من الليايل فأعلمه إهنا ليلة عيد

ر عليه بأن يلتمس سلماً يصعد ألهل املدينة وأهنم يف شغل وان الباب الشرقي قد ردم باحلجارة وترك وأشاعليه فأتاه قوم من أهل الدير بسلمني فرقى مجاعة من املسلمني عليهما إىل أعلى السور ونزلوا إىل الباب

وليس عليه أحد إال رجل أو رجالن فتعاونوا عليه ففتحوه وذلك عند طلوع الشمس لمني على حائطه فأنصب مقاتلة الروم إىل وقد كان أبو عبيدة عاين فتح باب اجلابية وأصعد مجاعة من املس

ناحيته وقاتلوا املسلمني قتاالً شديداُ مث أهنم ولوا مدبرين وفتح أبو عبيدة واملسلمون معه باب اجلابية عنوة ودخلوا منه فألتقى أبو عبيدة وخالد باملقسالط وهو

قال موضع النحاسني بدمشق الذي يسمى الربيص وذكره حسان بن ثابت يف شعره ف ) كأساً يصفق بالرحيق السلسل ** يسقون من ورد الربيص عليهم (

وقد روى أن الروم اخرجوا ميتاً هلم من باب اجلابية ليال وقد احاط جبنازته خلق من شجعاهنم وكماهتم وانصب سائرهم إىل الباب فوقفوا عليه ليمنعوا املسلمني من فتحه ودخوله إىل رجوع أصحاهبم من دفن

وطمعوا يف غفلة املسلمني عنهم وان املسلمني بدروا هبم فقاتلوهم على الباب اشد قتال وأبرحه حىت امليت فتحوه يف وقت طلوع الشمس فلما رأى االسقف أن أبا عبيدة قد قارب دخول املدينة بدر إىل خالد

ض املسلمني واهللا ما فصاحله وفتح له الباب الشرقي فدخل واألسقف معه ناشراً كتابه الذي كتبه له فقال بعخالد بأمري فكيف جيوز صلحه فقال أبو عبيدة انه جييز على املسلمني ادناهم واجاز صلح خالد وامضاه ومل

يلتفت إىل ما فتح عنوة فصارت دمشق كلها صلحاً وكتب بذلك إىل عمر فأنفذه وفتحت ابواب املدينة فالتقى القوم مجيعاً

Page 98: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ن حسان بن مالك خاصم عجم أهل دمشق يف كنيسة اقطعه كل واحد وحكى أبو عبيد القاسم بن سالم أمن األمراء إياها فقال عمر أن كانت من اخلمس العشرة الكنيسة اليت يف عهدهم فال سبيل لغريهم عليها وقالوا انه ملا وىل معاوية بن أيب سفيان أراد أن يزيد كنيسة يوحنا يف املسجد اجلامع بدمشق فأىب النصارى

مسك مث طلبها عبد امللك بن مروان يف أيامه ملثل ما كان طلبها معاوية وبذل هلم ماالً فأبوا أن ذلك فأيسلموها إليه مث أن الوليد بن عبد امللك مجعهم يف أيامه وبذل هلم ماالً عظيماً على أن يعطوه إياها فأبوا

كنيسة جن فأحفظه ذلك حىت دعا فقال لئن مل تفعلوا الهدمنها فقال بعضهم يا أمري املؤمنني أن من هدممبعول فجعل يهدم بعض حيطاهنا بيده وكان عليه قباء خز أصفر مث مجع املفعلة والناقضني فهدمها وأدخلها

يف املسجد فلما استخلف عمر بن عبد العزيز شكى إليه النصارى ما فعله الوليد فكتب إىل عامله يأمره برد ما زيد يف

إليه أن أهل دمشق قد كرهوا ذلك وقالوا يهدم مسجدنا بعد أن اذنا فيه وصلينا املسجد منها عليهم فكتب ويرد بيعة وفيهم يومئذ سليمان بن حبيب احملاريب وغريه

من الفقهاء واقبلوا على النصارى فسألوهم أن يعرضوا منها رد مجيع كنائسهم بالغوطة اليت أخذت منهم حوا عن كنيسة يوحنا وميسكوا عن املطالبة هبا فرضوا بذلك عنوة وصارت يف أيدي املسلمني على أن يصف

وأعجبهم فكتب به إىل عمر فسره وامضى األمر فيه ويف املسجد اجلامع يف الرواق القبلي مما يلي املئذنة كتاب يف رخامة بقرب السقف مما أمر ببنائه أمري املؤمنني الوليد سنة ست ومثانني

مر على كل مججمة جريباً وديناراً حىت وضعها عمر بن اخلطاب على أهل وكانت اجلزية بالشام يف بدئ األالذهب أربعة دنانري وعلى أهل الورق أربعني درمهاً مث جعلهم طبقات على قدر غىن الغين واقالل املقل

وتوسط املتوسط وكانت اليهود بالشام كالذمة للنصارى يؤدون إليهم اخلراج فدخلوا يف الصلح معهم مث زيد بن أيب سفيان بعد فتح مدينة دمشق وصيدا وعرقة وجبيل وبريوت وهي سواحل دمشق وعلى أتى ي

مقدمته اخوه معاوية ففتحها فتحاً يسرياً وجال كثرياً من أهلها وتوىل فتح عرقة معاوية نفسه مث أن الروم حىت فتحها مث غلبوا على بعض هذه السواحل يف آخر خالفة عمر وأول خالفة عثمان فقصد هلم معاوية

رمها وشحنها باملقاتلة وأقطعهم القطائع وقالوا ملا استخلف عثمان ووىل معاوية الشام وجه معاوية سفيان بن جميب االزدي إىل طرابلس وكانت

ثالثة مدن جمتمعة فبىن يف مرج على أميال منها حصناً مسى حصن سفيان وقطع املادة عن أهلها من البحر فلما اشتد عليهم احلصار اجتمعوا يف أحد وغري البحر وحاصرهم

احلصون الثالثة وكتبوا إىل ملك الروم يسألونه أن ميدهم أو يبعث إليهم مبواكب ليهربوا فيها إىل ما قبله فوجه إليهم مبراكب كثرية ركبوا فيها ليال وهربوا فلما أصبح سفيان وكان يبيت كل ليلة يف حصنه وحيصن

احلصن وجد احلصن الذي كانوا فيه خالياً فدخله وكتب بالفتح إىل معاوية فاسكنه املسلمني معه مث يغدو من معاوية مجاعة من اليهود وهو احلصن الذي فيه امليناء اليوم وكان عبد امللك بعد ذلك بناه وحصنه

فتح بعلبك

Page 99: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ان والصلح قالوا ملا فرغ أبو عبيدة من أمر مدينة دمشق سار إىل محص فمر ببعلبك فطلب أهلها االم فصاحلهم على أن امنهم على أنفسهم وامواهلم وكنائسهم وكتب هلم بذلك كتاباً

فتح محص

روى الكليب أن أبا عبيدة ملا فرغ من أمر دمشق قدم أمامه خالد بن الوليد وملحان بن زياد الطائي فلما حلوه على مائة ألف وسبعني ألف توافوا حبمص قاتلهم أهلها مث جلأوا إىل املدينة وطلبوا االمان والصلح فصا

دينار وقال الواقدي وغريه بينما املسلمون على ابواب دمشق إذ اقبلت خيل للعدو فخرجت إليهم مجاعة من

املسلمني فلقوهم بني بيت هليا والثنية فولوا منهزمني حنو محص على طريق قارا واتبعوهم حىت وافوا محص ورآهم احلمصيون وكانوا

هرقل عنهم وما كان يبلغهم من قوة كيد املسلمني وبأسهم وظفرهم وكفوا أيديهم عنهم منخوبني هلربفأخرج احلمصيون إليهم النزل واقام املسلمون على االربط وهو النهر الذي مير بإنطاكية ويصب يف البحر

ف عليها وما كان على املسلمني السمط بن االسود الكندي مث ملا فرغ أبو عبيدة من أمر دمشق واستخليزيد بن أيب سفيان قدم محص على طريق بعلبك فنزل باب الرسنت فصاحله أهل محص على أن أمنهم على

أنفسهم وأمواهلم وسور مدينتهم وكنائسهم وأرحائهم واستثىن عليهم ربع كنيسة يوحنا للمسجد واشترط حنو محاة فتلقاه أهلها اخلراج على من أقام منهم مث استخلف حبمص عبادة بن الصامت األنصاري ومضى

مذعنني فصاحلهم على اجلزية يف رؤوسهم واخلراج يف أرضهم ومضى حنو شيزر فخرجوا يكفرون ورضوا مبثل ما رضي به أهل محاة وبلغت خيله الزراعة والقسطل مث مر أبو عبيدة مبعرة محص وهي اليت تنسب اليوم

يه مث أتى أفامية ففعل أهلها مثل ذلك إىل النعمان بن بشري األنصاري فخرجوا يقلسون بني يدوأذعنوا باخلراج واجلزية واستتم أمر محص وأتى عبادة بن الصامت األنصاري الالذقية فقاتله أهلها فكادهم عبادة حىت دخل باب املدينة وفتحها عنوة وكرب على احلصن وبىن عبادة بالالذقية مسجداً جامعاً ووسع بعد

تعرف ببلدة على فرسخني من جبلة عنوة مث إهنا خربت وجال أهلها فأنشأ ذلك وفتح املسلمون مدينة معاوية جبلة وكانت حصناً للروم جلوا عنها عند فتح املسلمني محص وفتح املسلمون مع عبادة أيضا

انطرطرس وكان حصناً مث جال أهله عنه فبىن معاوية مدينة أنطرطرس ومصرها وأقطع املقاتلة هبا القطائع عل مبرقية وبلنياس وبيت سلمية مث أن صاحل بن علي بن عبد اهللا بن العباس اختذها وبىن وولده وكذلك ف

فيها ومصروها ونزهلا من نزل من ولده فهي هلم وارضوها مث مجع هرقل مجوعاً عظيمة من الروم وأهل الشام واجلزيرة وأرمينية تكون زهاء مائيت ألف ووىل أمرهم

مقدمته جبلة بن االيهم الغساين يف مستعربة الشام من خلم وجذام وغريهم رجالً من خاصته وبعث علىوعزم على حماربة املسلمني والعمل على أنه أن ظفر وأال دخل قسطنطينية واجتمع املسلمون فرجعوا إليه فاقتتلوا على الريموك وهو هنر اشد قتال وأبرحه وكان اجتمع من املسلمني هلم يومئذ حنو أربعة وعشرين

الفاً وتسلسلت الروم وأتباعها لئال يهربوا فقتل منهم زهاء تسعني ألفاً وهرب فللهم فلحقوا بانطاكية

Page 100: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

وحلب واجلزيرة وأرمينية وفلسطني وبلغ هرقل خربهم فهرب من انطاكية إىل قسطنطينية فلما جاوز الدرب قال عليك يا

سورية السالم وكانت وقعة الريموك يف رجب سنة مخس عشرة سار أبو عبيدة إىل قنسرين وانطاكية ففتحها ومل تزل قنسرين وكورها مضمومة إىل محص حىت جعل يزيد مث

بن معاوية قنسرين وانطاكية ومنبج ودواهنا جنداً فلما استخلف الرشيد افرد قنسرين بكورها فصري ذلك جنداً وأفرد منبج ودلوك ورعبان وقورس وانطاكية

ن املسلمني يعتصمون هبا يف ثغورهم فتعصهم وتيزين ومساها العواصم أل

فتح فلسطني

قالوا كانت أول وقعة واقعها املسلمون الروم يف خالفة أيب بكر بأرض فلسطني وعلى الناس عمرو بن العاص مث أن عمراً فتح غزة يف خالفة أيب بكر مث فتح بعد ذلك سبسطية ونابلس على أن اعطاهم االمان

منازهلم على أن اجلزية يف رقاهبم واخلراج يف ارضهم مث فتح مدينة لد وارضها مث على أنفسهم وامواهلم وفتح يبين وعمواس وبيت جربين وفتح يافا وقيل بل فتحها معاوية وفتح رفح مثل ذلك مث قدم أبو عبيدة

عليه بعد فتح قنسرين ونواحيها وذلك يف سنة ست عشرة وهو حماصر ايلياء وهي مدينة بيت املقدس لب أهل ايلياء من أيب عبيدة االمان والصلح على مثل ما صوحل عليه أهل مدن الشام من أداء وط

اجلزية واخلراج والدخول فيما دخل فيه نظراؤهم على أن يكون املتوىل للعقد هلم أمري املؤمنني عمر بن ايلياء فأنفذ صلحهم اخلطاب فكتب أبو عبيدة بذلك إىل عمر فقدم عمر فنزل اجلابية من دمشق مث صار إىل

وكتب به هلم وكان فتح ايلياء يف سنة سبع عشرة مث كان طاعون عمواس سنة مثاين عشرة فتويف فيه خلق من املسلمني وكان ممن تويف فيه أبو عبيدة بن اجلراح ومعاذ بن جبل وشرحبيل بن حسنة فلما اتت عمر بن اخلطاب وفاة أيب عبيدة كتب إىل يزيد بن أيب سفيان

والية الشام مكانه وامره أن يغزو قيسارية وقد قال قوم أن عمر إمنا وىل يزيد األردن وفلسطني وانه ويل أبا ب الدرداء دمشق وويل عبادة بن الصامت محص

وقال الواقدي اختلف علينا يف أمر قيسارية فقال قائلون فتحها معاوية وقال اخرون بل فتحها عياض بن وهو خليفته وقال قائلون فتحها عمرو بن العاص وقال قائلون خرج عمرو إىل مصر غنم بعد وفاة أيب عبيدة

وخلف ابنه عبد اهللا بن عمرو فكان الثبت من ذلك والذي أمجع عليه من يوثق بقوله إن أول الناس حاصرها عمرو بن العاص نزل عليها يف مجادي األوىل سنة ثالث عشرة فكان يقيم عليها ما اقام فإذا كان

مسلمني اجتماع يف أمر عدوهم سار إليهم فشهد اجنادين وفحل واملرج ودمشق والريموك مث رجع إىل لل قيسارية فحاصرها وخرج إىل مصر من قيسارية مث ملا وىل يزيد بن

أيب سفيان وكان أخاه معاوية حماصرا قيسارية وتوجه إىل مصر مطعونا فمات هبا يزيد بن أيب سفيان فلسطني مع ما واله من اجناد الشام فكتب إليه وقال غري الواقدي وىل عمر بن اخلطاب

أن يغزوا قيسارية وقد كانت حوصرت قبل ذلك فنهض إليها يف سبعة عشر آلفا فقاتله أهلها مث حصرهم

Page 101: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ومرض يف آخر سنة مثان عشر فمضى إىل دمشق واستخلف عليها معاوية ففتحها وكتب إليه بفتحها فكتب ويقال أن معاوية فتحها بعد موت يزيد وكان عمر وىل معاوية الشام بعد موت اخيه يزيد به يزيد إىل عمر

فشكر له أبو سفيان ذلك وقال يا أمري املؤمنني وصلتك رحم وكانت مدة حصار قيسارية سبع سنني وفتحها يف شوال سنة تسع عشرة ففتحها معاوية قسرا بعد أن كان يئس من فتحها وملا فتحت وجد فيها

ن املرتزقة سبعمائة ألف ومن السامرة ثالثني آلفا ومن اليهود مائيت ألف ووجد هبا ثلثمائة سوق قائمة موكان حيرسها على سورها كل ليلة مائة ألف وكان سبب فتحها يهودي دل املسلمني على طريق يف سرب

الروم أن يهربوا من فيه املاء إىل حقوى الرجل فدخلها املسلمون من ذلك املوضع وكربوا فيها فأراد السرب فوجدوا املسلمني عليه وكان هبا خلف من العرب ومنهم شقراء اليت يقول فيها حسان بن ثابت

األنصاري تقول شقراء لو صحوت عن اخلمر ألصبحت مثري العدد

وقدم سيب قيسارية على عمر وكانوا أربعة آالف راس فانزلوا اجلرف مث قسمهم عمر على يتامى األنصاروجعل بعضهم يف الكتاب واألعمال للمسلمني وكان من قتل بقيسارية من مقاتلة املشركني مثانني آلفا وكتب عمر إىل معاوية يأمره بتتبع ما بقى من فلسطني ففتح عسقالن صلحا بغري كيد وأخربت الروم

ية وبىن هبا بناء كثريا عسقالن يف أيام ابن الزبري فلما ويل عبد امللك بن مروان بناها وحصنها ورم قيساروبىن مسجدها وبىن أيضا صور وعكا اخلارجة وكانت هذه سبيلها ومل تكن مدينة الرملة قدمية وامنا كان

موضعها رملة لوى الوليد بن عبد امللك سليمان بن عبد امللك جند فلسطني فنزل لد مث احدث مدينة الرملة تعرف بدار الصباغني وجعل يف الدار صهرجيا مث اختط ومصرها وكان أول ما بىن منها قصره والدار اليت

املسجد اجلامع وبناه ووىل اخلالفة قبل استتمامه فبىن فيه بعد خالفته وامته عمر بن عبد العزيز ونقص من خطة سليمان وقال أهل الرملة يكتفون هبذا وبىن الناس يف الرملة بعد بنائه إياها املنازل بأذنه واحتفر أهل

ناهتم اليت تدعى بردة واحتفر هبا آبارا والنفقة عليها من مال السلطان حمتسب هبا يف مجاعات العمال الرملة ق إىل هذا الوقت الن املعتصم باهللا كان حيل هبا

فتح قنسرين والعواصم

قالوا سار أبو عبيدة بعد فراغه من أمر الريموك إىل محص فاستقراها مث أتى قنسرين وعلى مقدمته خالد ين الوليد فقاتله أهل مدينة قنسرين مث جلأوا إىل حصنهم وطلبوا الصلح فصاحلهم أبو عبيدة على مثل صلح أهل محص وغلب املسلمون على ارضها وقرارها وكان حاضر قنسرين لتنوخ منذ أول ما تنخوا بالشام

بعضهم واقام البعض على نزلوه وهم يف بيوت الشعر مث ابتنوا املنازل فدعاهم أبو عبيدة إىل اإلسالم فاسلمالنصرانية فصاحلهم على اجلزية وكان اكثر من اقام على نصرانيته بنو سليح بن حلوان بن عمران بن احلاف

بن قضاعة ويقال أن مجاعة من أهل ذلك احلاضر اسلموا يف خالفة املهدي فكتب على أيديهم باخلضرة قنسرين

نسرين نقضوا فرد إليهم السمط بن االسود الكندي فحصرهم مث سار أبو عبيدة يريد حلب فبلغه أن أهل ق

Page 102: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

مث فتحها ووجد هبا بقرا وغنما فقسم بعضها فيمن حضر وجعل الباقي يف املغنم وكان حاضر طيئ قدميا نزلوه بعد حرب الفساد اليت كانت بينهم حني نزل اجلبلني من نزل منهم فلما ورد أبو عبيدة عليهم اسلم

نهم على اجلزية مث اسلموا بعد ذلك بيسري إال من شذ منهم وكان بقرب حلب حاضر بعضهم وصاحل كثري محلب جيمع أصنافا من العرب من تنوخ وغريهم فصاحلهم أبو عبيدة على اجلزية مث أهنم أسلموا بعد ذلك وجرت بينهم وبني أهل حلب حرب اجالهم فيها أهل حلب فانتقلوا إىل قنسرين مث أرادوا التغلب عليها

فأجالهم أهلها فتفرقوا يف البالد وكان حيار بين القعقاع بلدا معروفا قبل اإلسالم وبه كان مقيل املنذر بن ماء السماء فنزله بنو القعقاع بن

خليد بن جزء بن احلارث العبسي واوطنوه الن عبد امللك بن مروان اقطع القعقاع فيه قطيعة واقطع عمه ري بن جذمية قطيعة اوغرت له إىل اليمن وكانت بنته والدة عند عبد امللك العباس بن جزء بن احلارث بن زه

فولدت له الوليد وسليمان ودخل أبو عبيدة حلب وعلى مقدمته عياض بن غنم فوجد أهلها قد حتضوا فنزل على حصنهم فلم يبثوا أن طلبوا الصلح واالمان على أنفسهم وأوالدهم وسور مدينتهم وكنائسهم

حلصن الذي هبا فأعطوا ذلك واستثىن عليهم موضع املسجد وكان الذي صاحلهم عياض فانفذ ومنازهلم واأبو عبيدة صلحه مث سار أبو عبيدة من حلب إىل انطاكية وقد حتصن هبا خلق من قنسرين فلما صار بقرية

ا من مجيع مهروبة وهي من انطاكية على فرسخني لقيه مجع العدو ففضهم وأجلأهم إىل املدينة وحاصر أهلهابواهبا وكان معظم اجليش على باب فارس والباب الذي يدعي باب البحر مث اهنم صاحلوه على اجلزية أو اجلالء فجال بعضهم واقام البعض فأمنهم ووضع على كل حامل دينارا وجريبا مث نقضوا فوجه إليهم عياض

و عبيدة إىل معرة مصرين ففتحها بن غنم وحبيب بن مسلمة الفهري ففتحاها على الصلح األول وصار أبعلى مثل صلح حلب وجالت خليه فبلغت بوقا وفتحت قرى اجلومة وسرمني ومرحتوان وتيزين وصاحلوا

أهل دير طايا ودير الفسيلة على أن يضيفوا من حرهبم من املسلمني وغلبوا على مجيع ارض قنسرين وانطاكية والتاث أهل

ل هبم حىت اذعنوا وفتحت أبواب مدينتهم مث سار يريد قورس وقدم أمامه حلب فعاد أبو عبيدة إليهم فلم يزعياض بن غنم فتلقاه راهب من رهبان هذه الناحية يسأل الصلح عن أهلها فبعث به إىل أيب عبيدة وهو بني

جربين وتل عزاز فصاحله عن قورس مث وردها فعقد الهلها عهدا وأعطاهم مثل الذي أعطى أهل إنطاكية لى مجيع ارض قورس إىل آخر حد نقابلس وبعث عياضا إىل منبج مث حلقه وقد صاحل أهلها على وغلب ع

مثل صلح إنطاكية فانفذ ذلك وبعثه إىل ناحية دلوك ورعبان فصاحله أهلها على مثل صلح منبج واشترط ن املقاتلة واسكنها عليهم أن يبحثوا عن أخبار الروم ويكاتبوا هبا املسلمني وصار إىل بالس فرتب هبا مجاعة م

قوما من عرب الشام الذين اسلموا بعد قدوم املسلمني وكانت بالس والقرى املنسوبة إليها عشرية فمر هبم مسلمة عبد امللك غازيا من ناحية الثغور اجلزرية فاجتمع إليه مجاعة من أهلها فسألوه أن حيتفر هلم هنرا

من غالهتم بعد العشر الواجب حبق بيت املال فحفر يسقى ارضهم من الفرات على أن جيعلوا له الثلثالنهر املعروف مبسلمة ووفوا له بالشرط ورم سور املدينة واحكمه مث صارت بالس وقراها لورثته فلم تزل

يف أيديهم إىل أن زالت دولة بين أمية فأقطعها أبو العباس سليمان بن علي بن عبداهللا بن العباس فصارت

Page 103: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ان فأقر هبا للرشيد ونزل عنها له لسعاية أخيه جعفر إليه به فأقطعها الرشيد املأمون البنه حممد بن سليم فصارت لولده من بعده مث خرجت عن أيديهم فيما بعد

أمر جزيرة قربص

قال الواقدي وغريه غزا معاوية يف البحر غزوة قربص األوىل ومل يركب املسلمون حبر الروم قبلها وقد كان ر يف غزو البحر فلم يأذن له فلما ويل عثمان كتب إليه يستأذنه يف غزو قربص ويعلمه معاوية استأذن عم

قرهبا وسهولة األمر فيها فكتب إليه قد شهدت ما رد عليك عمر حني استأذنته يف غزو البحر فلما دخلت ك سنة سبع عشرة كتب إليه يهون عليه ركوب البحر إىل قربص فكتب إليه عثمان فأن اردت أن أذن ل

فليكن معك امرأتك وأال فال فركب البحر من عكا ومعه مراكب كثرية ومحل امرأته فأخته بنت قرظة ومحل عبادة بن الصامت األنصاري معه أيضا امرأته أم حرام بنت ملحان االنصارية وذلك يف سنة مثان وعشرين

لصلح واذعن أهلها فصاحلهم فلما صار املسلمون إىل قربص فأرقوا إىل ساحلها بعث إليهم صاحبها يطلب امعاوية على سبعة آالف ومائيت دينارا يؤدوهنا يف كل سنة وفارقهم الروم على مثل ذلك واشترط املسلمون

عليهم مع أداء اإلتاوة النصيحة وانذار املسلمني بسري الروم إليهم وقد كانوا نقضوا الشرائط املشترطة وثالثون وبعض الرواة يقول يف سنة مخس وثالثني مث احدثوا عليهم حىت حوربوا مرات اوهلن يف سنة ثالث

يف والية عبد امللك بن صاحل على الثغور الشامية حوادث أراد هبا نقض صلحهم فاستفىت مجاعة من الفقهاء فأفىت أكثرهم باإلبقاء عليهم مث آخر ما ظهروا من خمالفة ما شورطوا عليه يف سنة احدى وثلثمائة فغزاهم

املتويل كان للبحر بالثغور الشامية وثغور ميانة وسبوا حىت عادوا إىل النجوع بأمرهم األول فكف املسلمون عنهم وجرى أمرهم بعد ذلك إىل هذا الوقت على صلحهم القدمي

أمر الثغور الشامية

دن قالوا كانت ثغور املسلمني املعروفة بالشامية أيام عمر وعثمان وما بعد ذلك إنطاكية وغريها من املاملدعوة بالعواصم وكان املسلمون يغزون ما وراءها كغزوهم اليوم ما وراء طرسوس وكان فيما بني

اإلسكندرونة وطرسوس حصون ومساحل للروم كاحلصون واملساحل اليت مير هبا املسلمون اليوم فيما وراء إليها الروم من املقاتلة من طرسوس فرمبا اخالها أهلها وهربوا إىل بالد الروم خوفا على نفوسهم ورمبا نقل

يشحنوهنا هبم إىل أن طال اخلوف عليهم ودام استيحاشهم فانتقلوا إىل بلد الروم فلما غزا معاوية غزوة عمورية يف سنة مخس وعشرين وجد احلصون فيما بني إنطاكية وطرسوس خالية فحبس هبا مجاعة من أهل

من غزاته فلما انصرف وجد من كان خلفه قد بنوا الشام واجلزيرة وامرهم بالوقوف عندها حىت انصرفمسجدا جامعا من ناحية كفربيا اليت عند املصيصة فاختذ هناك صهرجيا وكان امسه عليه مكتوبا مث جدد

املسجد يف خالفة املعتصم باهللا وهو يدعى اآلن مسجد احلصن مث غزا معاوية سنة إحدى وثالثني من ناحية فلما خرج جعل ال مير حبصن فيما بينه وبني إنطاكية إال هدمة املصيصية حىت بلغ درولية

Page 104: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

وملا كانت سنة أربع ومثانني غزا على الصائفة عبداهللا بن عبد امللك بن مروان فدخل من درب إنطاكية وأتى املصيصية فبىن حصنها على اساسه القدمي ووضع هبا سكانا من اجلند فيهم ثالمثائة رجل انتخبهم من ذوي

والنجدة ومل يكن املسلمون سكنوها قبل ذلك وبىن فيها مسجدا فوق تل احلصن مث سار يف جيشه البأس حىت غزا حصن سنان ففتحه ووجد يزيد بن حنني الطائي االنطاكي فأغار مث انصرف إليه فتم بناء املصيصية

وشحنها سنة مخس ومثانني وكانت يف ية تطلع عليها يف كل عام فتشتوا هبا مث تنصرف وعدة احلصن كنيسة جعلت هريا وكانت الطوالع من إنطاك

من كان يطلع إليها ألف ومخسمائة رجل إىل ألفني قالوا وشخص عمر بن العزيز حىت نزل هرى املصيصية وأراد هدمها النه خاف أن حياصرها الروم ومن هبا فاعلمه الناس إهنا إمنا عمرت لتدفع عن إنطاكية فانه أن

دو ناهية دون إنطاكية مث بىن هشام بن عبد امللك ربض املصيصية وبىن مروان بن حممد اخرهبا مل يكن للعاحلصون يف شرقي جيحان وبىن عليها حائطا واسكنها قوما من الفرس والصقالبة واالمناط والنصارى وجعل

حواليها خندقا وعليها بابا من خشب ل زيادة يف شحنتها واقطعهم فلما استخلف مث ملا استخلف أبو العباس فرض باملصيصية ألربعمائة رج

املنصور فرض الربع مائة رجل آخرين مث ملا دخلت سنة تسع وثالثون ومائة أمر بعمران مدينة املصيصية وكان حائطها متشعثا من الزالزل واهلها قليلون يف داخل املدينة فبىن سورها وأسكنها أهلها سنة أربعني

ها مسجد جامعا يف موضع هيكل كان فيها ونقل أهل احلصون إىل املدينة ومائة ومساها املعمورة وبىن في وأعطاهم خططا هبا ومنازل عوضا من منازهلم

وملا استخلف املهدي فرض باملصيصة اللفي رجل ومل يقطعهم ألهنا قد كانت شحنت باجلند واملطوعة ومل ا يف خالفة املهدي وبىن الرشيد كفربيا تزل الطوالع تأتيها من إنطاكية يف كل عام حىت كثر من هبا وقوو

وحصنها خبندق مث رفع إىل املأمون يف غلة كانت على منازهلا فأبطلها وكانت منازهلا كاخلانات وأمر بأن يبين عليها سور فما استتم حىت تويف فقام املعتصم باهللا بتمامه وتشريفه وكان الذي بىن حصن

ن بن ماهويه االنطاكي وبىن هشام أيضا حصن قطرغاس على يد املثقب هشام ابن عبد امللك على يد حساعبد العزيز بن حسان االنطاكي وبىن أيضا حصن مورة وكان سبب بنائه إياه أن الروم عرضوا لرسوله يف

درب اللكام عند العقبة البيضاء ورتب فيه أربعني رجال ومجاعة من اجلرامجة واقام ببغراس مسلحة يف مخسني هلم حصنا وبىن هشام أيضا حصن بوقا من عمل إنطاكية مث جدد واصلح بعد ذلك وكان رجال وابتىن

الطريق فيما بني إنطاكية واملصيصية مسبعة يعترض الناس فيها األسد فلما كانت أيام الوليد بن عبد امللك الذين شكى إليه ذلك فوجه أربعة آالف جاموس وجاموسة مما كان احلجاج بعث به من اجلواميس مع الزط

كان حممد بن القاسم الثقفي بعث هبم من السند بعث الفي جاموس جعلت يف أجام كسكر فانتفع الناس يف الطريق بني إنطاكية واملصيصية هبا

وقال مجاعة من أهل إنطاكية أن أذنة بنيت سنة إحدى وأربعني ومائة واثنتني وأربعني ومائة واجلنود من أهل مسلمة بن حيىي البجلي ومن أهل الشام مع مالك بن أدهم الباهلي وجهها خراسان معسكرون عليها مع

صاحل بن علي وملا كانت سنة مخس وستني ومائة اغزى املهدي ابنه هارون الرشيد بالد الروم فنزل على

Page 105: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

اخلليج مث خرج فبىن جسر اذنة على سيحان وقد كان املنصور أغزى صاحل بالد الروم فوجه هالل بن عة من أهل دمشق واالردن وغريهم فبىن هالل القصر ومل يكن بناؤه حمكما فهدمها الرشيد ضيغم يف مجا

وبناه مث ملا كانت سنة أربع وتسعني ومائة بىن أبو سليم فرج اخلادم أذنة فأحكم بناءها وحصنها وندب إليها رجاال من أهل خراسان وغريهم على

قصر سيحان وكان الرشيد تويف سنة ثالث وتسعني ومائة زيادة يف العطاء وذلك بأمر حممد بن الرشيد ورم وعامله وعلى أعشار الثغور أبو سليم فاقره حممد وأبو سليم هذا هو صاحب الدار بإنطاكية

وكان احلسن بن قحطبة الطائي ملا غزا بالد الروم يف سنة اثنتني وستني ومائة يف أهل خراسان وأهل املوصل عة العراق واحلجاز خرج راجعا من بلد الروم مما يلي طرسوس وكان معه يف والشام وأمداد اليمن ومتطو

غزاته تلك مندل العنزي احملدث الكويف ومعتمر ابن سليمان البصري فنزل يف مرجها وركب إىل مدينتها وهي خراب فنظر إليها وأطاف هبا من مجيع جهاهتا وحزر عدة من يسكنها فوجدهم مائة ألف فلما قدم على

دي وصف له أمرها وذكر ما يف بنائها وشحنتها من غيظ العدو وكتبه وعز اإلسالم واهله واخربه يف املهاحلدث من الثغور اجلزرية أيضا خبرب رغبة يف بناء مدينتها فأمر بناء طرسوس وان يبدأ مبدينة احلدث فبنيت

واوصى املهدي ببناء طرسوس أن الروم قد ائتمروا باخلروج إىل طرسوس لتحصينها فلما كانت سنة إحدى وسبعني ومائة بلغ الرشيد

وترتيب املقاتلة فيها فاغزى الصائفة يف تلك السنة هرمثة بن اعني وأمره بعمارة طرسوس وبنائها ومتصريها ففعل واجرى

من أمرها على يد فرج أيب سليم اخلادم فوكل أبو سليم ببنائها وتوجه إىل مدينة السالم فأهنض الندبة األوىل أهل خراسان وهم ثالثة آالف رجل فوردوا طرسوس مث اشخص الندبة الثانية وهم آلفا رجل منهم من أهل

املصيصية ألف رجل ومن أهل إنطاكية ألف رجل على زيادة لكل رجل يف اصل عطائه عشرة دنانري رم سنة اثنتني وسبعني فعسكروا مع الندبة األوىل بامليدان على الباب املعروف باجلهاد يف أول يوم من احمل

ومائة إىل أن استتم بناء طرسوس وحتصينها وبناء مسجدها ومسح فرج ما بني النهر إىل النهر فبلغ ذلك أربعة آالف خطة كل خطة عشرون ذراعا يف مثلها واقطع أهل طرسوس اخلطط وسكنتها الندبتان يف شهر

ربيع اآلخر سنة اثنتني وسبعني ومائة نني ومائة أمر الرشيد بابتناء مدينة عني زربة وحتصينها وندب إليها ندبة من أهل خراسان وملا كانت سنة مثا

وغريهم واقطعهم هبا املنازل مث ملا كانت سنة ثالث ومثانني ومائة أمر ببناء اهلارونية فبنيت وشحنت أيضا رة سود بناها الروم على باملقاتلة ومن نزح من املطوعة ونسبت إليه قالوا وكانت الكنيسة السوداء من حجا

وجه الدهر وهلا حصن قدمي اخرب فيما اخرب فأمر الرشيد بناء الكنيسة السوداء وحتصينها وندب إليها املقاتلة على زيادة يف العطاء

قالوا وكانت بالثغور ايغارات قد أبطلت وحتيفت اكثر ما يرتفع من أعشارها وأمر املتوكل على اهللا يف سنة ومائتني بإبطال تلك االيغارات فأبطلت ثالث وأربعني

Page 106: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

فتوح اجلزيرة

كل اجلزيرة من فتوح عياض بن غنم بعد وفاة أيب عبيدة ملا تويف بطاعون عمواس الذي كان يف سنة مثاين عشرة وكان قبل موته استخلف عياضا فكتب إليه عمر بتولية اجلزيرة فسار إليها فأول ما بدا بالرها

م هيكلهم وما حوله وعلى أن ال حيدثوا كنيسة وعلى معاونة املسلمني وارشادهم فصاحله أهلها على أن هلواصالح اجلسور فأن تركوا شيئا مما شورطوا عليه فال ذمة هلم مث انتهت طليعة عياض إىل الرقة فأغاروا نة على حاضر كان حوهلا من العرب وعلى قوم من الفالحني فأصابوا وهرب من جنا من أولئك فدخلوا مدي

الرقة واقبل عياض يف عسكره حىت نزل من الرقة على الباب املسمى بالرها يف تعبئته فرمى املسلمون ساعة حىت جرج بعضهم فتأخر عياض عنهم لئال تبلغه حجارهتم وسهامهم وركب فطاف حول املدينة ورتب على

قرى وباالطعمة فلما مضت ابواهبا روابط مث رجع إىل عسكره وبث السرايا فكانوا يأتون باألسرى من المخسة أيام أو ستة أرسل بطريق املدينة إىل عياض يطلب االمان فصاحلهم عياض على أن آمن مجيع أهل الرقة على أمواهلم ومدينتهم وقال عياض األرض لنا وقد وطئناها واحرزناها واقرها يف أيديهم على اخلراج ودفع

رقاهبم والزم كل رجل منهم سوى الصبيان والنساء دينارا منها ما رفض إىل املسلمني ووضع اجلزية على وقد قيل

أن عمر الزم كل امرئ منهم أربعة دنانري مث سار عياض إىل حران فطلب احلرانية الصلح مث اتبعهم النصارى وكتب هلم كتابا فصاحلهم على اجلزية عن كل رجل دينار ومدي قمح وان عليهم ارشاد الضال واصالح

يحة املسلمني اجلسور ونصمث قدم صفوان بن املعطل وحبيب بن مسلمة الفهري إىل مسيساط وسار يف اثارمها فوجدمها قد غلبا على

قرى وحصون منها فصاحله أهلها على مثل صلح الرها مث أتى سروج وراس كيفا واألرض البيضاء فغلب رات ففتحها على مثل ذلك واتى على أرضها وصاحل أهل حصوهنا على مثل صلح الرها مث أتى قرايات الف

عني الوردة وهي ورأس العني فامتنعت عليه فتركها واتى تل موزن وموزن امرأة قدمية نسب التل إليها ففتحها على فتح ما تقدم وذلك يف سنة تسع عشر ووجه عياض إىل قرقيسيا حبيب بن مسلمة الفهري

تال على مثل صلح الرها وفتح ميافارقني على ففتحها صلحا على مثل صلح الرقة وفتح عياض آمد بغري قمثل ذلك وفتح حصن كفر توثا ونصيبني وطور عبدين وحصن ماردين ودارا على مثل صلح ما تقدم وفتح

باقردى وبازبدي على مثل ذلك وأتاه بطريق الزوزان فصاحله فبلغ بدليس وجازها عن أرضه على اتاوة مث سار إىل ارزن ففتحها صلحا على مثل ما تقدم ودخل الدرب

إىل خالط وصاحل بطريقها مث انتهى إىل العني احلامضة من ارمينية فلم يتجاوزها مث عاد فضمن صاحب بدليس خراج خالط ومجامجها وما على بطريقها مث انصرف فبعث إىل سيحان ففتحها على مثل الصلح فيما

ىل الرفة مث إىل محص وقد كان عمر واله إياها تقدم وبعت إىل بلد ففتحها واسكنها قوما من العرب مث سار إ فمات هبا سنة عشرين

مث ويل عمر بعده سعيد بن عامر فلم يلبث إال بعد قتال شديد مث دخلت عنوة وصوحلوا بعد ذلك على أن

Page 107: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

دفعت األرض إليهم ووضعت اجلزية على كل رجل منهم أربعة دنانري ومل تسب نساؤهم وال أوالدهم وجال اعتمل املسلمون أراضيهم وازدرعوها باقطاع مث سلك اخلابور حىت فتح حصون الفرات حصنا خلق منها ف

حصنا عانات وتلبس والناووسة وآلوسة وهيت وقال احلجاج مب منيع حبكمة عن أبيه عن جده عن ميمون بن مهران اخذ الزيت واخلل والطعام ملرفق

ى مثانية واربعني واربعة وعشرين واثىن عشر درمها املسلمني باجلزيرة مدة مث خفف عنهم واقتصر هبم علوكان على كل إنسان مع جزيته مدان من قمح وقسطان من زيت وقسطان من خل فأما قسمة اجلزيرة على

ما هي عليه اآلن من ديار ربيعة وديار مضر ائية عن املدن فأنه ملا وىل عمر بن اخلطاب معاوية الشام و اجلزيرة آمره عمر أن ينزل العرب مواضع ن

والقرى ويأذن هلم يف اعتمال األرضني اليت الحق فيها األحد فأنزل بين متيم الرابية املعروفة هبم من ديار مضر وأنزل املازحني واملديرب اخالطاً من قيس وأسد وغريهم وفعل ذلك يف مجيع نواحي ديار مضر ورتب

موضعه غيضة ذات سباع فأقطعها سعيد بن عبد امللك بن ربيعة يف الديار املنسوبة إليها وأما هنر سعيد فكان مروان وهو الذي كان يقال له سعيد اخلري النه كان يظهر تنسكاً فحفر النهر وعمر ما هناك وقال بعضهم

الذي اقطعها الوليد بن عبد امللك وقال آخرون الذي اقطعه ذلك عمر بن عبد العزيز قالوا ومل يكن للرافقة بناها املنصور سنة مخس ومخسني ومائة على بناء بغداد ورتب فيها جنداً من أهل خراسان أثر قدمي وامنا

وجرت على يد املهدي وهو ويل عهد مث أن الرشيد بىن قصره هبا واما رصافة هشام فأن هشام بن عبد امللك احدثها وكان ينزل قبلها الزيتونة وحفر اهلين واملري واستخرج

وأحدث هبا واسط الرقة مث صارت اقطاعاً الم جعفر زبيدة بنت جعفر املنصور الضياع املنسوبة أليهمافأبتنت فيها القطيعة اليت تنسب إليها وزادت يف عمارهتا ومل تكن الرحبة املنسوبة إىل مالك بن طوق مما له

قدمياً فاختذها اثر قدمي وامنا بناها طوق بن مالك بن عتاب التغليب يف خالفة املأمون وكانت كفر توثا حصناً ولد أيب رمثة التغليب منزالً ومصروها وحصنوها

واالعشار بديار ربيعة وكور الربية فهي أعشار ما أسلمت عليه العرب أو عمرته من املوات الذي مل يكن يف يد أحد أو رفضه النصارى فمات وغلب عليه الدغل فأقطعه قوم واستحيا بعضه آخرون فحصل أمر

مدائنها كلها صلحاً وارضوها عنوة إال اخلالف يف رأس العني بالثغور اجلزرية اجلزيرة على أن ملا استخلف عثمان بن عفان مجع ملعاوية إىل الشام اجلزيرة ووالية ثغورمها وأمره أن يغزو مششاط وهي

ففتحها أرمينية الرابعة أو يغزيها فوجه معاوية إليها حبيب بن مسلمة الفهري وصفوان بن املعطل السلمي بعد أيام من نزوهلما عليه على مثل صلح الرها وأقام صفوان هبا وتويف فيها يف آخر خالفة معاوية ومل تزل

مششاط خراجية على مثل ما علهي بلد اجلزيرة إىل أن صريها املتوكل على اهللا عشرية اسوة غريها من سائر سنة اليت مات فيها ومعه عمري بن الثغور وغزال صفوان حصن كمخ بعد يف سنة تسع ومخسني وهي ال

احلباب السلمي فعالً عمري سور كمخ ومل يزل جيالد عليه حىت كشف الروم وصعد املسلمون ففتحه لعمري بن احلباب وبذلك كان يفخر ويفخر له مث غلبت الروم على هذا احلصن بعد ذلك ومل يزل يفتحه وتغلب

ة فإن املنصور شخص عن بغداد حىت نزل حديثة املوصل مث الروم عليه إىل أن كانت سنة تسع واربعني ومائ

Page 108: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

أغزى منها احلسن بن قحطبة وبعده حممد بن االشعث وجعل عليهما العباس بن حممد وأمره أن يغزوا كمخ فمات حممد بن االشعث بآمد وسار العباس واحلسن حىت صار إىل ملطية فحمال منها املرية

نيق إىل أن فتح مث أن الروم بعد ذلك استولوا عليه واغلقوا بابه فلما مث أناخا على كمخ ونصب عليه اجملاكانت سنة سبع وسبعني ومائة غزا حممد بن عبد اهللا بن عبد الرمحن بن أيب عمرية األنصاري وهو عامل عبد امللك بن صاحل على مششاط ففتحه ودخله الربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع اآلخر من تلك السنة فلم

يف أيدي املسلمني حىت كان اهليج يف أيام حممد بن الرشيد فهرب أهله عنه وغلبت الروم عليه ويقال أن يزلعبيد اهللا بن االقطع سلمه إىل الروم وختلص ابنه منهم مث أن عبد اهللا ابن طاهر فتحه يف خالفة املأمون فكان

راط بن اشوط بطريق خالط يف دفعه إىل يف أيدي املسلمني حىت احتال قوم من نصارى مشيشاط وقليقالً وبق الروم والتقرب اليهم بذلك بسبب ضياعهم اليت كانت يف أعماهلم وهو على حاله يف أيديهم إىل هذا الوقت وكان أول أمر ملطية أن عياض ابن غنم وجه حبيب بن مسلمة الفهري من مشيشاط إليها ففتحها مث اغلقت

ه حبيب بن مسلمة الفهري من مشيشاط اليها ففتحها عنوة ورتب فيها فلما وىل معاوية الشام واجلزيرة وجرابطة من املسلمني مع عاملها وقدمها معاوية وهو داخل إىل بلد الروم فشحنها جبماعة من أهل الشام

واجلزيرة وغريمها فكانت طريق الصوائف مث أن أهلها انتقلوا عنها يف أيام عبد اهللا بن الزبري وخرجت الروم ثتها مث تركها فنزهلا قوم من االرمن والنبط والنصارى فشع

فلما غزا عبد اهللا بن عبد امللك يف سنة ثالث ومثانني بين املسلمون بطرندة وهي من ملطية على ثالث مراحل واغلة يف

بالد الروم مساكن ونزلوها وملطية حينئذ خراب ليس فيها إال االرمن والنبط والنصارى الذين قدمنا م وكانت تأتيهم طالعة من جند اجلزيرة يف الصيف فيقيمون هبا إىل أن تسقط الثلوج فإذا كان ذلك خربه

قفلوا فلما وىل عمر بن عبد العزيز رحل أهل طرندة اشفاقاً عليهم من العدو فاحتملوا وهم كارهون مث ومائة وعسكر على خرجت الروم عند تويل هشام ابن عبد امللك إىل ملطية فغزا هشام سنة ثالث وعشرين

ملطية حىت بنيت وملا كانت سنة ثالث وثالثني ومائة اقبل قسطنطني طاغية الروم عامداً ملطية حىت حصر من فيها فوجهوا رسوالً يستعرضون عامل اجلزيرة وهو موسى بن كعب وكان حبران فلم ميكنه اصراخهم

ذلك وضع عليها اجملانيق حىت إذا جهدهم لشغل بين أمية كان بأمر املشورة فلما وقف طاغية الروم على البالء نزلوا على اجلالء ومحلوا معهم ما خف عليهم محله وألقوا كثرياً مما ثقل عليهم يف االبار واملخايبء وخرجوا وقد قام هلم الروم صفني من باب املدينة إىل منقطع أخرهم خمترطي سيوفهم وطرف سيف كل

ه حىت كأن سيوفهم عقد قنطرة مث شيعوهم حىت بلغوا مآمنهم فتوجه واحد منهم مع طرف سيف الذي يقابلاملسلمون حنو اجلزيرة وتفرقوا فيها وهدم الروم ملطية فلم يبقوا منها إال هريهاً فأهنم شعثوا منه شيئاُيسرياً

والياً وهدموا حصن قلوذية فلما كانت سنة تسع وثالثني ومائة وجه املنصور عبد الوهاب بن إبراهيم اإلمام على اجلزيرة وثغورها فنفذ يف سنة أربعني ومائة ومعه احلسن بن قحطبة يف جنوده أهل خراسان وضرب البعوث على أهل اجلزيرة والشام فتواىف معه سبعون الفاً فعسكر على ملطية وقد مجع الفعلة من كل بلد

ناء وجعل يقول من سبق إىل شرفة فله فأخذ يف بنائها وكان احلسن بن قحطبة رمبا محل احلجر حىت يناوله الب

Page 109: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

كذا حىت فرغ من بناء ملطية ومسجدها يف ستة أشهر وبىن هلا مسلحة على النهر املعروف بقباقب وهذا النهر يدفع يف الفرات فأسكن املنصور ملطية أربعة آالف مقاتل من أهل اجلزيرة ألهنا من ثغورهم على زيادة

ومعونة مائة دينار وبىن حصن قلوذية واقبل قسطنطني طاغية الروم يف عشرة دنانري يف عطاء كل رجل منهم أكثر من مائة ألف رجل فنزل جيحان فلما بلغه كثرة املسلمني احجم عن ملطية مث تعرضت الروم هلا يف

أيام الرشيد فلم يقدروا عليها ا على أن جال أهلها عنه مث أما مرعش فأن أبا عبيدة كان وجه وهو مبنبج خالد بن الوليد إليها ففتح حصنه

أخربه وبىن مدينة مرعش واسكنها جنداً فلما كان موت يزيد بن معاوية كثرت غارات الروم عليهم فانتقلوا مث أن العباس بن الوليد بن عبد امللك صار إىل مرعش فعمرها وحصنها ونقل الناس إليها وبىن هلم

بعثاً إليها فلما كانت أيام مروان بن حممد وشغل مسجداً جامعاً وكان يقطع يف كل عام أهل قنسرين مبحاربة أهل محص خرجت الروم فحصرت أهل مرعش حىت صاحلهم أهلها على اجلالء فجلوا إىل اجلزيرة

وجند قنسرين بعياالهتم واخرهبا الروم فلما فرغ مروان من أهل محص بعث جيشاً لبناء مرعش فبنيت ها فبناها صاحل بن علي يف خالفة املنصور وحصنها وندب الناس ومدنت فخرجت الروم يف فتنته فأخربت

إليها على زيادة يف العطاء واستخلف املهدي فزاد يف شحنتها وتقوية أهلها واما احلدث فيقال أن حصنها مما كان فتح أيام عمر فتحه حبيب ابن مسلمة من قبل عياض بن غنم وكان

مون درب احلدث درب السالمة تطرياً منه الن املسلمني كانا معاوية يتعهده بعد ذلك وكان بنو أمية يساصيبوا به وقال آخرون إمنا مسي احلدث ألن املسلمني لقوا بدرب احلدث غالماً حدثاً فقاتلهم يف اصحابه

فقيل درب احلدث وملا كانت سنة اثنتني وستني ومائة وجه املهدي احلسن بن قحطبة غازياً خرج من درب بلد الروم وثقلت وطأته عليهم حىت صوروه يف كنائسهم فيقال انه نظر إىل موضع مدينتها احلدث فساح يف

وأخرب أن ملك الروم كان قد خرج من ذلك الدرب فلما انصرف كلم املهدي يف بنائها وبناء طرسوس سنة فأمر بتقدمي بناء احلدث فأنشأها علي بن سليمان بن علي وهو على اجلزيرة وقنسرين وتويف املهدي

تسع وستني ومائة مع فراغهم من بنائها ومست املهدية واحملمدية وكان أول بنائها باللنب وفرض حممد فيها الربعة آالف واسكنهم إياها من أهل خراسان والشام واجلزيرة وهجم الشتاء بعد وفاة املهدي وتقلد موسى

تفرق عنها من كان فيها من جندها وكثرت االمطار والثلوج فشعثتها وثلمت سورها ونزلت الروم هبا فوغريهم وبلغ اخلرب موسى فقطع بعثاً مع املسيب بن زهري وبعثاً مع روح بن حامت وبعثاً مع محزة بن مالك

فمات موسى قبل أن ينفذوا مث وىل الرشيد فأمر ببنائها وحتصينها وشحنها واقطاع مقاتليها املساكن والقطائع

ا حصناً قدمياً رومياً ففتح مع حصن احلدث القدمي فتحه حبيب بن مسلمة وأما زبطرة فكانت على ما حكوالفهري وكان قائماً إىل أن أخربته الروم يف أيام الوليد بن يزيد فبىن بناء غري حمكم مث أناخت الروم عليه يف

حممد بن إبراهيم أيام فتنة مروان بن حممد فهدمته فبناه املنصور مث خرجوا إليه فشعثوه فبناه الرشيد على يد وشحنه فلما كانت خالفة املأمون طرقه الروم فشعثوه واغاروا على سرح أهله فاستاقوه فأمره املأمون مبرمته وحتصينه مث خرجت الروم إىل زبطرة يف خالفة املعتصم باهللا فقتلوا الرجال وسبوا النساء واخربوها فاحفظه

Page 110: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

وقتل وسىب وأمر ببناء زبطرة فلم تعد وبنيت يف مواضع ذلك فغزاهم حىت بلغ من بالدهم عمورية ففتحها منها حصون ينسب إليها وأما حصن منصور فإن الذي توىل بناءه منصور بن جعونة بن احلارث العامري من قيس فنسب إليه وكان منصور هذا مقيماً بتلك الناحية أيام مروان ابن حممد يف خيل كثيفة من أهل الشام

ش اإلسالم فلما قدم املنصور الرقة من بيت املقدس سنة إحدى واربعني ومائة وجه إليه واجلزيرة مث اهتم بغمن اتاه به فضربت عنقه بالرقة مث انصرف إىل اهلامشية بالكوفة وكان الرشيد بين حصن منصور وشحنه يف

خالفة املهدي ل أن يبين احلدث وزبطرة وأما املرج املعروف بعبد الواحد على باب حصن منصور فكان محى للمسلمني قب

فلما بنيتا استغىن هبما فعمر وضمه احلسني اخلادم إىل االحواز يف خالفة الرشيد مث توثب الناس عليه فغلبوا على مزارعه حىت قدم عبد اهللا بن طاهر الشام فرده إىل الضياع

كم بن أيب العاص ابن ويقال أن عبد الواحد الذي نسب هذا املرج إليه هو عبد الواحد بن احلارث بن احل عمر ابن عبد امللك وكان املرج له فجعله محى للمسلمني

فتوح أرمينية

كانت مششاط وقليقال وخالط وارجيش وباجنيس تدعى ارمينية الرابعة وكانت كورة البسفرجان ودبيل سجان واران وسراج طري وبغروند تدعى ارمينية الثالثة وكانت جرزان تدعى ارمينية الثانية وكانت السي

تدعى ارمينية األوىل ويقال أن مششاط وحدها كانت تدعى ارمينية الرابعة وكانت قليقال وخالط وارجيش وباجنيس وسراج طري وبغروند ودبيل والبسفرجان تدعى أرمينية الثالثة والسيسجان واران تدعى ارمينية

ران يف أيدي اخلزر وسائر ارمينية يف الثانية وتفليس وهي جرزان تدعى ارمينية العليا وكانت جرزان واأيدي الروم يتوالها صاحب أرميناقس وهو الذي تسميه العرب يف هذا الوقت االرميناق وكانت اخلزر

خترج فتغري فرمبا بلغت الدينور فوجه قباذ بن فريوز امللك قائداً من عظماء قواده يف اثين عشر الفاً فوطئ يعرف بالرس إىل شروان مث أن قباذاً حلق به فبىن بأران مدينة البيلقان بالد أران وفتح ما بني النهر الذي

ومدينة برذعة وهي مدينة الثغر كله ومدينة قبلة وهي اخلزر مث بىن سد اللنب فيما بني أرض شروان وباب الالن وبىن على سد اللنب ثلثمائة وستني مدينة خربت بعد

ه انو شروان فبىن مدينة الشابران ومدينة مسقط مث بىن مدينة الباب بناء الباب واألبواب مث ملك بعد قباذ ابنواالبواب ومسيت االبواب ألهنا بنيت على طرق يف اجلبل واسكن ما بىن من هذه املواضع قوماً مساهم

السياسيجني وبىن بأرض أران أبواب شكن والقمبيبزان وبىن الدرذوقية وهي اثنا عشر باباً كل باب منها جارة وبىن بأرض جرزان مدينة يقال هلا سغدبيل وانزهلا قوماً من السغد وعليها مسلحة وبىن مما قصر من ح

يلي الروم قصراً يقال له باب فريوز قباذ وقصراً يقال له باب الذقة وقصراً آخر يقال له باب بارقة وهو لدي وفتح انو شروان على حبر طرابزندة وبىن باب الالن وباب مسسخي وبىن قلعة اجلردمان وقلعة مشش

مجيع ما كان يف أيدي الروم من أرمينية وعمر مدينة دبيل وحصنها وبىن النشوى وهي قصبة كورة البسفرجان وبىن حصن ويص وقالعاً بأرض السيسجان منها قلعة الكالب وساهيونس واسكن هذه

Page 111: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

احلصون والقالع ذوي البأس والنجدة من سياسيجية مث اخلزر بعترة وحيتال عليه لبناء احلائط وقد اقتصصنا ذلك يف املنزلة اليت قبل هذه كتب أنوشروان إىل ملك

وذكره يف هذا املوضع اعادة وملك انوشروان ملوكاً رتبهم وجعل لكل منهم شاهية ناحية فمنهم خاقان اجلبال وهو صاحب السرير ويدعى وهرازرا نشاه وملك اللكز ويدعى جرشانشاه وملك لريان ويدعى

انشاه وملك شروان ويدعى شروانشاه وملك صاحب بخ علي بخ وصاحب زريكران عليها وأقر ملوك لريجبل القبق على ممالكهم وصاحلهم على اإلتاوة ومل تزل أرمينية يف أيدي الفرس حىت ظهر اإلسالم فرفض

اً من السياسيجني حصوهنم ومدائنهم حىت خربت وغلب اخلزر والروم على ما كان يف أيديهم بديقالوا وقد كانت أمور الروم تشتت يف بعض االزمنة وصاروا كملوك الطوائف من الفرس فملك ارمنياقس

وهو بلد االرميناق رجل منهم مث مات فملكته بعده امرأته تسمى قايل فبنت مدينة قاليقال ومستها قاليقاال وتفسريه احسان قايل فأعربت ذلك العرب وقالوا قاليقال

من جرى فتح أرمينية يف اإلسالم فإنه ملا استخلف عثمان بن عفان كتب إىل حبيب بن مسلمة فأما على يد الفهري وكان ذا أثر مجيل يف فتوح الشام وغزو الروم وقد علم ذلك منه عمر مث عثمان فيأمره بغزو ارمينية

ال فأناخ عليها وخرج فنهض إليها يف ستة آالف ويقال يف مثانية آالف من أهل الشام واجلزيرة فأتى قاليق إليه أهلها فقاتلهم حىت

اجلأهم إىل املدينة فطلبوا االمان على اجلالء واجلزية فجال كثري منهم فلحقوا ببالد الروم واقام حبيب فيمن معه هبا أشهرا مث بلغه أن بطريق ارمنياقس قد مجع للمسلمني مجعاً عظيماً وانضمت إليه امداد أهل الالن

من اخلزر فكتب إىل عثمان يسأله املدد وكتب إىل معاوية يسأله أن ينفذ إليه من أهل الشام وافخار ومسندرواجلزيرة من يرغب يف اجلهاد أو الغنيمة فبعث إليه معاوية ألفي رجل أسكنهم قاليقال واقطعهم هبا القطائع

سعيد بن العاص وهو وجعلهم مرابطة هبا وملا ورد على عثمان كتاب حبيب كتب إىل سعيد بن العاص بن عامله على الكوفة يأمره بامداده جبيش عليهم سلمان بن ربيعة الباهلي وهو سلمان اخليل وكان خرياً غزاء فسار إليه سلمان يف ستة آالف رجل من أهل الكوفة وأقبلت الروم ومن معها فنزلوا على عرب الفرات وقد

فاجتاحوهم وقتلوا عظيمهم وورد سلمان وقد فرغ أبطأ على حبيب املدد فبيتهم مبن معه من املسلمني املسلمون من عدوهم فطلب أهل الكوفة إليهم أن يشركوهم يف الغنيمة فلم يفعلوا حىت تغالظ حبيب

وسلمان يف القول وتوعد بعض الشاميني سلمان بالقتل فقال الشاعر )وان ترحلوا حنو ابن عفان نرحل ** وان تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم (

وكتب إىل عثمان فكتب أن الغنيمة باردة ألهل الشام وكتب إىل سلمان يأمره بغزو أران قالوا ومل تزل مدينة قاليقال مذ فتحت ممتنعة مبن فيها من أهلها حىت خرج الطاغية يف سنة ثالث وثالثني ومائة فحصر أهل

احلصى ووجه كوشان االرمين حىت ملطية وهدم حائطها وأجلى هبا من املسلمني إىل اجلزيرة مث نزل مرج أناخ على قاليقال فحصرها وأهلها يومئذ قليل فنقب اخوان من االرمن من أهل قاليقال ردماً كان يف سورها

وخرجا إىل كوسان فأدخاله املدينة فغلب عليها وقتل وسىب وهدمها وساق ما حواه إىل الطاغية ففرق السيب على أصحابه

Page 112: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ثني ومائة فادى املنصور مبن كان حياً من أسارى قاليقال وعمرها ورد من فادى به فلما كانت سنة تسع وثالإليها وندب إليها جنداً من أهل اجلزيرة وغريهم وقد كان طاغية الروم خرج إىل قاليقال يف خالفة املعتصم

ط فأتاه بطريقها باهللا فهدم سورها فانفق املعتصم عليها حىت حصنها مث سار حبيب بعد فتحه قاليقال إىل خالبكتاب عياض بن غنم الذي صاحله فيه على ماله وبالده وقاطعه على ما يؤديه من اإلتاوة فانفذ حبيب ذلك

له وقاطع صاحب مكس وهي من نواحي البسفرجان عن بالدة وكتب له كتاب صلح وأمان ووجه إىل قرى أرجيش وباجنيس مبن غلب عليها وجىب جزية رؤوس أهلها ومل

لبحرية الطريخ ومل تزل هذه البحرية مباحة حىت ويل حممد بن مروان بن احلكم اجلزيرة وارمينية يعرض فحوى صيدها وكان يستغلها مث صارت ملروان بن حممد فقبضت عنه

قالوا مث سار حبيب حىت نزل مرج دبيل فسرب اخليول إليها مث زحف حىت نزل على باهبا فتحصن أهلها نجنيق إىل أن طلبوا االمان والصلح فأعطاهم إياه وسارت خيله حىت غلب على مجيع ورموه فوضع عليها امل

قرى دبيل ووجه إىل سراج طري وبغروند فأتاه بطريقهما فصاحله على أتاوة يؤديها وعلى مناصحة املسلمني وقراهم ومعاونتهم على أعدائهم

ق البسفرجان فصاحله على مجيع بالده مث أتى حبيب النشوى ففتحها على مثل صلح دبيل وقدم عليه بطريعلى خراج يؤديه يف كل سنة مث أتى السيسجان فحاربه أهلها فهزهم وغلب على ويص وصاحل أهل القالع

بالسيسجان على خراج يؤدونه مث سار إىل جرزان فلقيه رسول بطريقها وأهلها فادى إليه عنهم رسالة أمانا وشرط عليهم انه على أهل كل بيت منهم دينار يطلبون فيها االمان والصلح فكتب ألهل تفليس

وعلى أال جيمعوا بني أهل البيوتان ختفيفاً للجزية وليس عليهم أن يفرق بينهم تكثرياً هلا وعلى أن يؤدوا اإلتاوة عن أرضهم

وفتح حبيب خوارح وكسفربيس وكسال وخنان ومسسغي واجلردمان وكستسجي وشوشت وبازليت ء أهلها واقرار مصلياهتا وحيطاهنم وعلى أن يؤدوا اتاوة عن اراضيهم ورؤوسهم صلحا على حقن دما

وصاحل أهل قلرجيت وأهل ثرياليت وخاخيط وخوخط وارطهال وباب الالن وصاحل الصنارية والدودانية على اتاوة

على أن آمنهم وسار سلمان بن ربيعة الباهلي حني أمره عثمان باملسري إىل أران ففتح مدينة البيلقان صلحاًعلى دمائهم وأمواهلم وحيطان مدينتهم واشترط عليهم أداء اخلراج واجلزية مث أتى سلمان برذعة فعسكر

على هنر يقال له الثرثور مسافة ما بينه وبينها أقل من فرسخ وأغلق أهلها أبواهبا فعاناها أياماً وشن الغارات صلح البيلقان وفتحوا أبواهبا فدخلها وأقام هبا يف قراها وكانت زروعها مستحصدة فصاحلوه على مثل

وسرت خيله ففتحت شفشني واملسقوان وأوذ واملصريات واهلرحليات وتبار وهي رساتيق وفتح غريها من أران ودعا أكراد البالسجان إىل اإلسالم فقاتلوه فظفر هبم وأقر بعضهم باجلزية وأدى بعض الصدقة وهم

قليل ينة قدمية من فتحها ومل تزل مسكونة إىل أن أخرهبا السياوردية الذين كانوا جتمعوا ووجه إىل مشكور وهي مد

عند انصراف يزيد بن أسيد السلمي عن أرمينية فغلظ أمرهم وكثرت بوايقهم مث عمرها بغامويل املعتصم يف

Page 113: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

غبني يف اإلسالم سنة أربعني ومائتني وهو آنذاك وايل ارمينية واذربيجان واسكنها قوماً من اخلزر خرجوا راونقل إليها التجار من برذعة ومساها املتوكلية نسبة إىل املتوكل مث سار سلمان إىل جممع الربس والكرخلف

برزنج وعربا الكر ففتح قبله وصاحل صاحب شكن والقمبريان على أتاوة وصاحله أهل خيزان وملك شروان أغلقت بعده ولقيه وسائر ملوك اجلبل وأهل مسقط والشابران ومدينة الباب مث

خاقان يف جيشه خلف هنر البلنجر فقتل يف أربعة آالف من املسلمني رمحهم اهللا وفيه ويف قتيبة بن مسلم يقول ابن مجانة الشاعر الباهلي

) وقرباً بصني استان يالك من قرب ** وان لنا قربين قرباً بلنجر ( يكون مقيماً بالثغور الشامية واجلزرية للغزو هبا ووىل وملا ورد على عثمان نعي سلمان كتب إىل حبيب بأن

ارمينية حذيفة بن اليمان العبسي فشخص إىل برذعة ووجه عماله على ما بينهما وبني قاليقال مث آمره عثمان بتخليف صلة بن زفر العبسي على عمله واالنصراف إليه وويل عثمان املغرية بن شعبة ارمينية واذربيجان مث

القاسم ابن ربيعة بن أمية بن أيب الصلت الثقفي مث وىل االشعث بن قيس المري املؤمنني علي بن عزله وويلأيب طالب رمحة اهللا عليه أرمينية وأذربيجان مث وليها عبد اهللا بن حامت بن النعمان بن عمرو الباهلي ملعاوية

فمات هبا فوالها كرب مسجدها وبىن مدينة النشوى ورم مدينة برذعة معاوية أخاه عبد العزيز فبىن مدينة دبيل وحصنها و

ويقال أنه جدد بناءها وأحكم حصن الفارقني حوهلا وجدد بناء مدينة البيلقان وكانت هذه املدن متشعثة مستهدمة ويقال أن الذي جدد بناء برذعة حممد بن مروان يف أيام عبد امللك ابن مروان

ية وخالف احرارها واتباعهم فلما ويل حممد بن مروان ألخيه عبد وملا كانت فتنة ابن الزبري انقضت ارمينامللك ظفر هبم فقتل وسىب وغلب على البالد مث وعد من بقى منهم أن يفرض هلم الشرف ومجعهم لذلك يف

كنائس من عمل خالط فاغلقها عليهم ووكل بأبواهبا مث حرقهم فيها ووىل سليمان بن عبد امللك أرمينية بن عمرية الكندي وكان عدي بن عمرية ممن نزل الرقة مفارقاً لعلي ابن أيب طالب رمحه اهللا عدي بن عدي ا

مث أقره عليها عمر بن عبد العزيز وهو صاحب هنر عدى بالبيلقات مث يزيد بن عبد امللك معلق بن صفار برذعة فرفع إليه البهراين مث عزله وويل احلارث بن عمرو الطائي ووىل اجلراح بن عبد اهللا احلكمي فنزل

اختالف املكاييل هبا وموازينها فأقامها على العدل والوفاء واختذ مكياالً يدعى اجلراحي فأهلها إىل اليوم يتعاملون به مث عرب الكر وسار حىت قطع النهر املعروف بالسمور وغزا بالد اخلزر فقتل منهم مقتلة عظيمة

هم إىل رستاق خيزان وجعل هلم منه قريتني وأوقع بأهل وقاتل أهل بالد محزين مث صاحلهم على أن ينقل غوميك وسىب منهم مث قفل فنزل شكى وشىت جنده بربدغة والبيلقان وجاشت اجلزر

وعربت الرس فحارهبم يف صحراء ورثان مث احنازوا إىل ناحية اردبيل فواقعهم على أربعة فراسخ منها مما يلي من كان معه فسمى ذلك النهر هنر اجلراح ونسب جسر كان عليه إىل ارمينية فأقتتلوا ثالثة أيام فأصيب و

اجلراح أيضا مث أن هشام بن عبد امللك وىل مسلمة اخاه ارمينية وانفذ على مقدمته سعيد بن عمرو بن اسود اجلرشي ومعه إسحق بن مسلم العقيلي وأخوته و جعونه بن احلارث العامري وذفافة وخالد ابنا عمري بن

لسلمي والفرات بن سلمان الباهلي والوليد بن القعقاع العبسي فواقع اخلزر وقد حاصروا ورثان احلباب ا

Page 114: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

فكشفهم عنها فأتوا ميمذ من عمل أذربيجان فما هتيأ لقتاهلم اتاه كتاب مسلمة يلومه على قتال اخلزر قبل كر اخذه رسول مسلمة قدومه ويعلمه انه قد وىل أمر عسكره عبد امللك بن مسلم العقيلي فلما سلم العس

فقيده ومحله إىل برذعة وانصرف اخلزر فاتبعهم مسلمة وكتب بذلك إىل هشام فكتب إليه ) وتطلبهم مبنقطع التراب ** اتتركهم مبيمذ قد تراهم (

وأمره بإخراج اجلرشي من السجن وصاحل مسلمة أهل خيزان وأمره حبصنها فهدم واختذ هبا ضياعاً تدعى وز خيزان وسامله ملوك اجلبل وصار إليه شروانشاه ولريانشاه وطربانشاه وفيالنشاه يف هذا الوقت ح

وجرشانشاه وصار إليه صاحب مسقط وصمد ملدينة الباب ففتحها وكان يف قلعتها ألف أهل بيت من اخلزر كان فحاصرهم ورماهم باحلجارة مث حبديد اختذه على هيئة احلجارة فلم ينتفع بذلك فعمد إىل العني اليت

انوشروان اجرى منها املاء إىل صهرجيهم فذبح الغنم والبقر وألقى الفروث واحللتيت فيها فلم يلبث ماؤهم إال ليلة حىت دود وأننت وفسد فلما جن عليهم الليل هربوا وأخلوا

اب إىل القلعة وأسكن مسلمة مدينة الباب واالبواب أربعة وعشرين الفاً من أهل الشام على العطاء فأهل الب اليوم ال يدعون عامالً يدخل إال ومعه مال يفرقه فيهم

مث وىل هشام بعد مسلمة سعيداً اجلرشي فأقام بالثغر سنتني مث واله مروان بن حممد فنزل كسال وهو بىن مدينتها من برذعة على أربعني فرسخاً ومن تفليس على عشرين فرسخاً مث دخل أرض اخلزر مما يلي باب

ها اسيد بن زافر السلمي أبا يزيد معه ملوك اجلبال من ناحية الباب واالبواب فأغار مروان على الالن وأدخلصقابلة كانوا بأرض اخلزر فسىب منهم عشرين ألف أهل بيت فأسكنهم خاخيط مث اهنم قتلوا امريهم وهربوا

فلحقهم وقتلهم ما هم عليه من النجدة والبأس خنب ذلك وملا بلغ عظيم اخلزر كثرة من وطيء به مروان بالده من الرجال و

قلبه ومالءه رعباً فلما دنا منه مروان ارسل إليه رسوالً يدعوه إىل اإلسالم أو احلرب فقبل اإلسالم وسأل أن يوجه إليه مبن يأخذه عليه فلما فعل مروان ما سأله من ذلك ليظهر اإلسالم وأودع مروان على أن أقره على

ه خبلق كثري من اخلزر فأنزهلم ما بني السمور والشابران يف سهل ارض اللكز مث أن مملكته وسار مروان حنومروان دخل ارض ملك السرير فأوقع بأهلها وفتح قالعاً فيها ودان له ملك السرير واطاعه وصاحله على ألف رأس ومخسمائة جارية سود الشعور واحلواجب واشفار العيون يف كل سنة وعلى مائة ألف مدى تصب

يف اهراء الباب واالبواب واخذ منه بذلك الرهن وصاحل مروان توامان على مائة رأس ومخسني غالماً ومخسني

جارية مخاسيني سود الشعور واحلواجب واهداب االشفار وعشرين ألف مدى لالهراء يف كل سنة مث دخل ل سنة مث أتى أرض محزين ارض زريكران فصاحله ملكها على مخسني رأساً وعشرة آالف مدي لالهراء يف ك

فأىب محزين أن يصاحله وافتتح حصنهم بعد أن حاصرهم فيه شهراً واحرق وأخرب مث جنع بالصلح فكان صلحه على مخسمائة رأس يؤديها دفعة واحدة مث ال يكون عليه سبيل وعلى أن حيمل ثالثني ألف مدى إىل

ى مائة رأس يعطيه إياها صاحبها دفعة مث ال يكون اهراء الباب يف كل سنة مث اتى سندان فأفتتحها صلحاً علعليه سبيل فيما يستقبل وعلى أن حيمل يف كل سنة إىل أهراء الباب مخسة آالف مدى ووظف على طرب

Page 115: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

سرانشاه عشرة آالف مدى يف كل سنة حتمل إىل اهراء الباب ومل يوظف على فيالنشاه شيئاً وذلك حلسن مث نزل مروان على قلعة اللكلز وقد امتنع صاحبها من أداء شيء من غنائه ومجيل بالئه وامحاده آمره

الوظيفة وخرج يريد صاحب اخلزر فقتله راع بسهم رماه وهو ال يعرفه فصاحله أهل اللكلز على عشرين ألف مدى حتمل إىل االهراء ووىل عليهم خشرماً السلمي وسار مروان إىل قلعة صاحب شروان وهي تدعى

حر فاذعن بالطاعة واالحندار إىل السهل والزمهم عشرة آالف مدي يف كل سنة وجعل خرش وهي على البعلى صاحب شروان أن يكون يف املقدمة إذا بدأ املسلمون حلرب اخلزر مث يف الساقة إذا رجعوا وعلى فيالنشاه أن يغزوا معهم فقط وعلى طرب سرانشاه أن يكون يف الساقة ويف املقدمة إذا انصرفوا مث سار

مروان إىل الدوادنية فأوقع هبم مث جاءه قتل الوليد بن يزيد وخالف عليه ثابت بن نعيم اجلذامي وتقلد مسافر القصاب من أهل الباب من قبل

الضحاك اخلارجي ارمينية واذربيجان والتاثت األمور إىل أيام أيب العباس فلما كانت تلك األيام توىل أبو ائداً من أهل خراسان فقتل مسافراً وظفر مبن معه من اخلوارج جعفر اجلزيرة وارمينية انقذ ق

مث ملا استخلف املنصور وىل يزيد بن اسيد السلمي ارمينية ففتح باب الالن ورتب فيه رابطة من أهل الديوان ودوخ الصنارية حىت ادوا اخلراج وكتب إليه املنصور يأمره مبصاهرة ملك اخلزر ففعل وولدت له ابنته ابناً

مات وماتت يف نفاسها وبعث إىل يزيد نفاطة ارض شروان ومالحتها فجبامها ووكل هبما وبىن يزيد مدينيت فارجيل الكربى والصغرى وانزهلما أهل فلسطني وكانت ارمينية انتفضت يف والية احلسن بن قحطبة الطائي

ائيل االرمين فأمده املنصور بعد عزل يزيد بن اسيد وبكار بن مسلم العقيلي وقاتلته االرمن ورئيسهم موشجبيوش عليها عامر بن امساعيل احلارثي فواقع احلسن موشائيل فقتل وفضت اجلموع واستقامت له األمور

وهو الذي نسب إليه هنر احلسن بالبيلقان والباغ الذي يعرف بباغ احلسن وبربذعة والضياع املعروفة رة بن خرمي مث روح بن حامت املهليب مث خزمية بن خازم باحلسينية وويل بعد احلسن بن قحطبة عثمان بن عما

مث يزيد بن مزيد الشيباين مث عبيد اهللا بن املهدي مث الفضل بن حيىي مث سعيد بن سامل مث حممد بن يزيد بن مزيد وكان خزمية أشدهم والية وهو الذي سن املساحة بدبيل والنشوى ومل يكن قبل ذلك

مني يف بالدهم حيمي كل واحد منهم ناحيته ووليهم خالد بن يزيد بن مزيد يف ومل يزل بطارقة ارمينية مقي خالفة املأمون فقبل هداياهم وخلطهم بنفسه فأفسدهم ذلك وجرأهم على من بعده من عمال املأمون حىت مث وىل املعتصم باهللا احلسن بن علي الباذغيسي املعروف باملأموين الثغر فأمهل بطارقته واحراره وألن هلم

ازدادوا فساداً على السلطان وكال على من يليهم من الرعية وغلب اسحق بن امساعيل بن شعيب موىل بين أمية على جرزان ووثب سهل بن سنباط البطريق على عامل حيدر ابن كاوس االفشني على ارمينية فقتل

فو ويرضون من خراجها كاتبه وافلت حبشاشة نفسه مث وىل ارمينية عمال كانوا يقبلون من أهلها الع بامليسور

مث وىل املتوكل على اهللا يوسف بن حممد بن يوسف املروزي ارمينية لسنتني من خالفته فلما صار خبالط اخذ بطريقها بقراط بن اشوط فحمله إىل سر من رأى فأوحش البطارقة واالحرار واملتغلبة ذلك منه مث انه عمد

دير بالسيسجان يعرف بدير االقداح مل تزل نصارى ارمينية تعظمه عامل له يقال له العالء بن امحد إىل

Page 116: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

وهتدي إليه فأخذ منه مجيع ما كان فيه وعسف أهله فأكربت البطارقة ذلك وأعظمته وتكاتبت فيه وحض بعضهما على بعض على اخلالف والنقض ودسوا إىل اخلويثية وهم علوج يعرفون باالرطان يف الوثوب

ملا كان من محلة بقراط بطريقهم ووجه كل أمرئ منهم ومن املتغلبة خيالً ورجاالً بيوسف وحرضوهم عليه ليؤيدوهم على ذلك فوثبوا به بطرون وقد فرق اصحابه يف القرى فقتلوه واحتووا على ما كان يف عسكره

رة وكان ممن فوىل أمري املؤمنني املتوكل على اهللا بغا الكبري ارمينية فلما صار إىل بدليس أخذ موسى بن زرا هوى قتل يوسف وأعان عليه غضباً لبقراط وحارب اخلويثية فقتل منهم مقتلة عظيمة

وسىب سبياً كثرياً مث حاصر اشوط بن محزة بن جاجق بطريق البسفرجال وهو بالبلق فاستنزله من قلعته ومحله زان ومحل من بأران إىل سر من رأى وسار إىل جرزان فظفر باسحاق بن امساعيل فقتله صرباً وفتح جر

وظاهر ارمينية ممن بالسيسجان من أهل اخلالف واملعصية من النصارى وغريهم حىت صلح ذلك الثغر صالحاً مل يكن على مثله مث قدم سر من رأى يف سنة احدى وأربعني ومائتني

فتوح مصر واملغرب

استخلف عليها ابنه حني ويل كان عمر بن العاص حاضر قيسارية بعد انصراف الناس من حرب الريموك مث يزيد بن أيب سفيان ومضى إىل مصر من تلقاء نفسه يف ثالثة آالف ومخسمائة فغضب عمر لذلك وكتب إليه يوخبه ويعنفه على افتياته عليه برأيه وأمره بالرجوع إىل موضعه أن وافاه كتابه دون مصر فورد عليه الكتاب

مرو بن العاص يأمره بالشخوص إىل مصر فوافاه كتابه وهو وهو بالعريش وقيل أيضا أن عمر كتب إىل عحماصر قيسارية وكان الذي أتاه شريك بن عبدة فأعطاه ألف دينار فأىب شريط قبوهلا فسأله أن يستر ذلك

وال خيرب به عمر ال قالوا وكان مسري عمرو إىل مصر يف سنة تسع عشرة فنزل العريش مث أتى الفرماء وهبا قوم مستعدون للقت

فحارهبم فهزمهم وحوى عسكرهم ومضى قدماً إىل الفسطاط فنزل جنان الرحيان وقد خندق أهل الفسطاط عليهم وكان اسم مدينة الفسطاط اليونة فسماها املسلمون الفسطاط الهنم قالوا هذا فسطاط القوم

قد دخل وجممعهم وقيل أن عمرو بن العاص ضرب هبا فسطاطاً فسميت بذلك وكان عمرو بن العاص إىل مصر يف ثالثة آالف وخسمائة فلم يلبث أن ورد عليه الزبري بن العوام يف عشرة آالف ويقال اثنيت عشر ألفاً متطوعاً حمتسباً قالوا فكان عمرو يقاتل من وجه والزبري يف آخر مث أن الزبري أتى بسلم فصعد عليه حىت

ن معه وأتبعوه ففتح احلصن عنوة واستباح صار يف أعلى احلصن وهو جمرد سيفه فكرب وكرب املسلمواملسلمون ما فيه وأقر عمرو أهله على اهنم ذمة ووضع عليهم اجلزية يف رقاهبم واخلراج يف ارضهم وكتب

بذلك إىل عمر فأجازه واختط الزبري مبصر وابتين داراً معروفة به والناس خيتلفون يف مصر إهنا صلح أو عنوة أن الزبري ملا عال احلصن واتبعه املسلمون فدخلوا قال صاحب اليونة وهي وامنا السبب يف اختالفهم

الفسطاط انه قد بلغنا فعلكم بالشام ووضعكم اجلزية على النصارى واليهود واقراركم األرض يف أيدي أهلها يعمروهنا ويؤدون خراجها وان فعلتم بنا ذلك كان أرد عليكم من قتلنا وسبينا واجالئنا فاستشار

س فأشاروا عليه بأن يفعل إال نفراً منهم رأوا أن يقسم األرض بينهم فوضع على كل حامل دينارين إال أن النا

Page 117: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

يكون فقرياً وألزم كل ذي ارض مع الدينارين ثالثة أرادب حنطة وقسطي زيت وقسطي عسل وقسطي خل لكل واحد منهم جبة رزقاً للمسلمني جتمع يف دار الرزق وتقسم فيهم واحصى املسلمني فألزم أهل مصر

صوف وبرنسا وعمامة وسراويل وخفني يف كل عام أو مكان اجلبة الصوف ثوباً قبطياً وكتب عليهم بذلك كتاباً وشرط هلم إذا وفوا به إال تباع نساؤهم وابناؤهم وال يسبوا وان تقر أمواهلم وكنوزهم يف أيديهم

ه ملا وقع هذا الشرط والكتاب قال بعض وكتب به إىل عمر فأجازه وصارت األرض ارض خراج إال ان الناس إهنا فتحت صلحاً وملا فرغ ملك اليونة من أمر نفسه ومن معه

يف مدينته صاحل عن مجيع أهل مصر على مثل صلح اليونة فرضوا به ووضع عمرو بن العاص على ارض دينارين وكتب به إىل مصر اخلراج فجعل على كل جريب ديناراً وثالثة ارادب طعام وعلى رأس كل حامل

عمر فأنفذه وكتب عمر بن اخلطاب إىل عمرو بن العاص يف سنة احدى وعشرين يعلمه ما أهل املدينة فيه من اجلهد ويأمره أن حيمل ما يقبض من الطعام يف اخلراج إىل املدينة يف البحر فكان ذلك حيمل وحيمل معه

يف دار هبا وقسم بني الناس مبكيال فانقطع ذلك يف الفتنة الزيت فإذا ورد اجلار محل منها إىل املدينة فجعل األوىل مث محل يف أيام معاوية ويزيد مث انقطع يف زمن عبد امللك بن مروان ومل يزل بعد ذلك حيمل إىل خالفة

أيب جعفر أو قبيلها واخلل ويف رواية أخرى أن أهل مصر صوحلوا يف خالفة عمر بعد الصلح األول مكان احلنطة والزيت

والعسل على دينارين زيادة يف اجلزية فألزم كل رجل منهم أربعة دنانري فرضوا به وآثروه وملا فتح عمرو بن العاص الفسطاط وجه عبد اهللا بن حذافة السهمي إىل عني مشس فغلب على ارضيها وصاحل أهل قراها على

ونني وأمخيم والبشرودات وقرى مثل حكم الفسطاط ووجه خارجة بن حذافة العدوي إىل الفيوم واالمش الصعيد ففعل مثل ذلك ووجه عمري بن وهب اجلمحي إىل تنيس ودمياط وتونة ودمرية وشطا

ودقهلة وبنا وبوصري ففعل ذلك ووجه عقبة بن عامر اجلهين ويقال وردان مواله صاحب السوق مبصر إىل ح مصر فصارت كلها خراجية سائر قرى اسفل األرض ففعل مثل ذلك واستجمع عمرو بن العاص ففت

وجىب عمرو خراج مصر وجزيتها الفي ألف دينار وجباها عبد اهللا بن سعد بن أيب سرح أربعة آالف ألف د درت الباهنا فقال عمرو إمنا ذلك النكم اعجفتم اوالها دينار فقال عثمان لعمرو أن اللقاح مبصر بعدك ق

وذكر املدائين أن عمر بن اخلطاب كان يكتب أموال عماله إذا والهم مث يقامسهم ما يزيد على ذلك إذا رجعوا ورمبا اخذ مجيعه منهم فكتب إىل عمرو بن العاص انه قد فشت لك فاشية من متاع ورقيق وآنية

يت مصر فأجابه عمرو بن العاص بأن ارضه ارض متجر ومزدرع وانه اصاب فضالً وحيوان مل تكن حني ولعما حيتاج إليه لنفقته فكتب إليه أين قد خربت من عمال السوء ما كفي وكتابك كتاب من قد اقلقه ألخذ

باحلق وقد سؤت بك ظناً وقد وجهت اليك حممد بن مسلمة ليقامسك مالك فاطلعه طلعة واخرج إليه مما لبك به واعفه من الغلظة عليك فإنه برح اخلفاء قال املدائين فلما قاسم حممد بن مسلمة عمرو بن العاص يطا

قال أن زماناً عاملنا فيه ابن حنتمة هذه املعاملة لزمان سوء فقال حممد لوال زمان ابن حنتمة هذا الذي ل انشدك اهللا أن ال خترب عمر بذلك تكرهه الفيت معتقالً عنزاً بفناء بيتك يسرك غزرها ويسوءك بكاؤها قا

فإن اجملالس باالمانة فقال ال أذكر شيئاً مما جرى وعمر حي فتح االسكندرية

Page 118: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

قالوا ملا فتح عمرو بن العاص مصر اقام هبا وكتب إىل عمر يستأمره يف الزحف إىل االسكندرية فكتب إليه ى مصر خارجة بن حذافة وكان من دون عمر يأمره بذلك فسار إليها يف سنة احدى وعشرين واستخلف عل

االسكندرية من الروم والقبط قد جتمعوا له ليصريوا إليه فلقيهم بالكريون فهزمهم وقتل منهم مقتلة عظيمة وكان فيهم من أهل سخا وبلهيت واخليس وسلطيس وغريهم قوم رفدوهم وعاونوهم مث سار عمرو إىل

ن القبط منهم حيبون املوادعة فأرسل إليه املقوقس يسأله الصلح االسكندرية فوجد أهلها معدين لقتاله إال أ واملهادنة إىل مدة فأىب عمرو ذلك

فأراد املقوقس اجابه عمرو إىل ما سأله اياه من الصلح فأىب عليه اصحابه واغلظوا له يف القول وابو إال رو فتحها بالسيف وغنم ما فيها احملاربة فقاتلهم املسلمون قتاالً شديداً وحصروهم ثالثة اشهر مث أن عم

واستبقى أهلها وجعلهم ذمة كأهل اليونة وكتب إىل عمر بالفتح وبعث إليه باخلمس وقد روى بعضهم أن املقوقس صاحل عمروا على ثالثة عشر ألف دينار على أن خيرج من االسكندرية من

القبط دينارين وكتب هلم بذلك أراد اخلروج ويقيم هبا من احب املقام وعلى أن يفرض على كل حامل من كتاباً وكتب عمر أن اهللا قد

فتح االسكندرية

____________________

علينا بال عهد وجعل هبا رابطة واستخلف عليها وانصرف إىل الفسطاط فبعث طاغية الروم ثلثمائة مركب

قتل من هبا من املسلمني إال مشحونة باملقاتلة وعليهم رجل من اصحابه يقال له منوئيل فدخل االسكندرية ومن لطف للهرب وذلك يف سنة مخس وعشرين وبلغ ذلك عمرواً فسار إليهم يف مخسة عشر الفاً فتحصن

من هبا من الروم فنصب عمرو عليها اجملانيق واحل باحلرب حىت اخرب جدارها ودخلها بالسيف عنوة فقتل بقي من جدار االسكندرية ألن عمراً كان قد نذر انه املقاتلة وسىب الذرية وقتل منوئيل وهدم املسلمون ما

أن فتحها فعل ذلك وسىب أهل القرى الذين نقضوا أو اعانوا يف احلرب وهي بلهيت واخليس وسلطس فودع سبيها إىل املدينة فردهم عمرو وصريهم ومجاعة القبط أهل ذمة فاالسكندرية يف القول األكثر إهنا

بيب إهنا صلح عنوة ويف قول يزيد بن أيب حوروى عن الواقدي يرفعه إىل عمر بن عبد العزيز انه قال مل نفتح قرية من املغرب على صلح إال ثالثاً

االسكندرية وكفرطيس وسلطيس وانه كان يقول من اسلم من أهل هذه املواضع خلي سبيله وسبيل ماله قدرون عليهم ملا يفجرونه من املياه يف قالوا قامت احلبش من البيما بعد فتح مصر يقاتلون سبع سنني ما ي

الغياض

فتح برقة وزويلة

Page 119: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

وسار عمرو بن العاص بعد فتحه االسكندرية يف جنده يريد املغرب حىت قدم برقة وهي مدينة اطرابلس فصاحل أهلها على اجلزية وهي ثالثة عشر ألف دينار يبيعون فيها من أبنائهم من اختاروا بيعه وكتب هلم

وكتب إىل عمر بن اخلطاب يعلمه أن من بني برقة وزويلة سلم كلهم حسنة طاعتهم فأدى بذلك كتاباًمسلمهم الصدقة وأقر معاهدهم باجلزية وأنه قد وضع على أهل زويلة ومن بينه وبينها ما رأى اهنم يطيقونه

من الذمة فتحمل إليه وأمر عماله مجيعاً أن يأخذوا الصدقة من االغنياء فريدوها يف الفقراء ويأخذوا اجلزية إىل مصر وان يؤخذ من أرض املسلمني العشر ونصف العشر ومن أهل الصلح صلحهم

وقال يزيد بن أيب حبيب أن عمرو بن العاص كتب يف شرطه على أهل لواتة من الرببر من أهل برقة أن كانوا عبيداً ما جاز ذلك عليكم أن تبيعوا ابناءكم ونساءكم فيما عليكم من اجلزية قال الليث بن سعد فلو

منهم وروي أن عمر بن عبد العزيز كتب يف اللواتيات أن من كان عنده لواتية فليخطبها إىل أبيها أو فلريددها إىل

أهلها ولواتة قرية من الرببر كان هلم عهد

فتح طرابلس

ة واصاب هبا أمحال وسار عمر بن العاص حىت نزل طرابلس يف سنة اثنتني وعشرين فقوتل مث افتتحها عنو بزيون مع جتارها فباعه وقسم مثنه يف املسلمني وكتب إىل عمر يعرفه بلوغهم إىل طرابلس وان بينهم

وبني إفريقية تسعة أيام ويستأذنه يف غزوها وكان قد بلغ عمر بن اخلطاب أن أهلها كانوا يؤدون إىل ملك لس صاحلهم مث غدر هبم فكتب إليه عمر يف اجلواب الروم شيئاً فكانوا يغدرون به كثرياً وكان ملك األند

ينهاه عنها ويذكر له ما تناهى إليه من حال أهلها وقال بعض الرواة أن طرابلس فتحت بعهد من عمرو بن العاص

فتح أفريقية

قالوا وملا وىل عبد اهللا بن سعد بن أيب سرح مصر واملغرب وكان عثمان بن عفان متوقفاً عن غزوها مث انه زم على ذلك بعد أن استشار فيه فكتب إىل عبد اهللا بن سعد يف سنة سبع وعشرين ويقال يف سنة مثان ع

وعشرين ويقال يف سنة تسع وعشرين يأمره بغزوها وأمده جبيش كثيف فيهم معبد بن العباس بن عبد لرمحن بن زيد بن املطلب ومروان بن احلكم واحلارث اخوه وعبد اهللا بن الزبري واملسور بن خمرمة وعبد ا

اخلطاب وعبد اهللا بن عمر وعاصم بن عمر وعبيد اهللا بن عمر وعبد الرمحن بن أيب بكر وعبد اهللا بن عمرو بن العاص وبسر بن أيب أرطاة وأبو ذؤيب اهلذيل الشاعر وبأفريقية مات

إىل طنجة فقاتله فسار عبد اهللا بن سعد بن أيب سرح حىت حل بعقوبة وكان هبا بطريق سلطانه من طرابلس اياماً مث أن اهللا قتله وهرب جيشه فتمزقوا وكان املتويل لقتله عبد اهللا بن الزبري وبث ابن أيب سرح السرايا ففرقها يف البالد فأصابوا غنائم كثرية فلما رأى ذلك عظماء أفريقية طلبوا إىل عبد اهللا ابن سعد أن يأخذ

Page 120: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

نهم وخيرج من بالدهم فقبل ذلك وقال الواقدي أن هذا منهم ثلثمائة قنطار من ذهب على أن يكف ع الصلح بلغ ألفي ألف ومخسمائة ألف وعشرين ألفاً فدل على أن القنطار مثانية آالف وأربعمائة دينار

فلما صاحل عبد اهللا بن سعد أهل أفريقية رجع إىل مصر ومل ينزل على إفريقية احداً ومل يكن هلا حينئذ قريوان فلما قتل عثمان وقد كان حممد بن أيب حذيفة بن عتبة ابن ربيعة تغلب على مصر وانغلها وال مصر جامع

على عثمان وكان الوايل على مصر من قبل معاوية عمرو بن العاص مث عزله معاوية وويل معاوية بن حديج ا واختط قريواهنا السكوين فبعث يف سنة مخسني إىل إفريقية عقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط الفهري فبناه

وكان موضوعها غيضة ذات شجر وطرفاء فيها السباع واحليات اليت ال ترام وبىن هبا املسجد اجلامع ووجه ابن نافع

بسر بن أيب أرطاة إىل قلعة على أيام من القريوان عنده معدن الفضة وبالقرب من مدينة تدعي جمانة فافتتحها وهي تعرف بذلك إىل اليوم وقد كان علي بن أيب طالب رضوان وقتل وسىب فسميت تلك القلعة قلعة بسر

اهللا عليه ويل قيس بن سعد بن عبادة االنصاري مصر مث عزله واستعمل حممد بن أيب بكر الصديق مث عزله وويل مالك االشتر فأغتيل بالقلزم فأعاد إليها حممد بن أيب بكر فقتله معاوية بن حديج وأحرقه يف جوف

معاوية بن أيب سفيان معاوية بن حديج ووىل مصر واملغرب مسلمة بن خملد االنصاري فوىل محار مث عزل املغرب أبا املهاجر مواله فلما ويل األمر يزيد بن معاوية رد عقبة بن نافع إىل عمله من املغرب فغزا السوس

معاوية وبويع االدىن وهو خلف طنجة وجول فيما هناك ال يعرض له أحد بقتال فانصرف ومات يزيد بن البنه معاوية بن يزيد وهو أبو ليلى فنادى الصالة جامعة مث تربأ من اخلالفة وجلس يف بيته ومات بعد شهرين فوىل عبد اهللا بن الزبري مصر ابن جحدم وهو عبد الرمحن ابن عقبة الفهري فأخرج عن مصر ويقال قتل هبا

امللك بن مروان بعد فتنة ابن الزبري استعمل اخاه عبد فوىل مروان عقبة بن نافع وملا استقام األمر لعبدالعزيز بن مروان على مصر فوىل إفريقية زهري بن قيس البلوي ففتح تونس مث انصرف إىل برقة وبلغه أن

مجاعة من الروم خرجوا من مراكب كانوا فيها فعاثوا فتوجه إليهم يف جريدة خيل فاستشهد ومن كان معه فوىل

ن مروان حسان بن النعمان الغساين مكانه فغزا ملكة الرببر الكاهنة فهزمته فأتى قصوراً يف حيز عبد العزيز ببرقة فنزهلا فسميت قصول حسان إىل اليوم مث أن حسان غزاها ثانية فقتلها وسىب سبياً من الرببر وبعث هبم

ز بن مروان فلم ير وجوهاً إىل عبد العزيز وهم السيب الذين ذكر نصيب الشاعر أنه رآهم عند عبد العزي أحسن من وجوههم

مث وجه عبد العزيز بن مروان موسى بن نصري موىل بين أمية وأصله من عني التمر ويقال بل هو من بلى من أراشة ويقال هو من خلم والياً على إفريقية ففتح طنجة وبلغت خيله السوس االدىن وبينه وبين السوس

مث ملا كانت خالفة عمر بن عبد العزيز وىل املغرب امساعيل بن عبيد اهللا االقصى مسرية نيف وعشرين يوماًبن املهاجر موىل بين خمزوم فسار أحسن سرية ودعا الرببر إىل اإلسالم و كتب عمر بن عبد العزيز إليهم يف

ذلك كتباً فأسلم منهم خلق وغلب اإلسالم على نواحي املغرب مذ ذاك ىل يزيد بن مسلم موىل احلجاج إفريقية واملغرب فقدم إفريقية يف سنة اثنتني ومائة وويل يزيد بن عبد امللك فو

Page 121: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

وكان حرسه من الرببر فوسم على يد كل منهم حرسي فأنكروا ذلك وكرهوا سريته فقتلوه فوىل يزيد بن أليب عبد امللك مكانه بشر بن صفوان الكليب فضرب عنق عبد اهللا بن موسى بن نصري صرباً ألنه اهتمه بت

الناس على يزيد بن مسلم مث وىل هشام بن عبد امللك فأقر بشر بن صفوان أيضا فتويف بالقريوان سنة تسع ومائة فوىل هشام مكانه عبد اهللا بن عبد الرمحن القيسي مث استعمل بعده عبد اهللا بن احلبحاب موىل بين

الفهري السوس وأرض السودان فظفر سلول فأغزى عبد الرمحن بن حبيب بن أيب عبيدة بن عقبة بن نافع ظفراً مل يظفر مثله أحد مث وىل بعد ابن احلبحاب كلثوم بن عياض القشريي فقدم إفريقية يف سنة ثالث

وعشرين فقتل فويل بعده حنظلة ابن صفوان الكليب أخا بشر بن صفوان فقاتل اخلوارج وتويف هناك وهو ف عليه عبد الرمحن بن حبيب الفهري وكان حمببا يف ذلك الثغر وال وقام الوليد بن يزيد بن عبد امللك فخال

ملا كان من آثار جده عقبة بن نافع فيه فمكث متغلبا عليه وقام يزيد بن الوليد فلم يبعث إىل املغرب عامالً وقام مروان فكاتبه عبد الرمحن بن حبيب وأظهر له الطاعة وبعث إليه هدايا فأقره مروان على الثغر ومات

ىل بعده اليأس بن حبيب مث حبيب بن عبد الرمحن مث غلب الرببر واالباضية من اخلوارج ودخل حممد بن فواالشعث اخلزاعي أفريقية والياً عليها يف آخر خالفة أيب العباس يف خلق بعض الناس يقول يف سبعني الفاً

عزله املنصور وويل عمر بن حفص بن وبعضهم يقول يف أربعني ألفاً فوليها أربع سنني ورم مدينة القريوان مث عثمان بن قبيصة بن أيب صفرة العتكي وهو الذي يسمى هزار مرد وكان املنصور به معجباً فدخل إفريقية وغزا منها حىت بلغ بلد الرببر وابتىن هناك مدينة مساها العباسية مث ان أبا حازم السدرايت االباضي من أهل

ستشهد سدراته وهو موىل لكندة قاتله فاومجاعة من أهل بيته وانتقض الثغر وهدت تلك املدينة إىل اساسها وويل بعد هزار مرد يزيد بن حامت بن

قبيصة بن املهلب فخرج يف مخسني الفاً وشيعه املنصور إىل بيت املقدس وانفق عليه ماالً عظيماً فسار يزيد وىل بعد يزيد بن حامت روح بن حامت مث حىت لقي السدرايت بطرابلس فقتله ودخل إفريقية فاستقامت مث

الفضل بن روح فوثب اجلند عليه فذحبوه وكان االغلب بن سامل التميمي من أهل مرو الروذ فيمن قدم من املسودة من خراسان فواله موسى اهلادي املغرب فجمع له حريش وهو رجل كان من جند الثغر من أهل

ة فحصره مث أن االغلب خرج إليه فقاتله فاصابه يف املعركة سهم تونس مجعاً وسار إليه وهو بقريوان إفريقيفسقط ميتاً وأصحابه ال يعلمون ومل يعلم أصحاب حريش أيضا بذلك مث أن حريشاً اهنزم وجيشه فأتبعهم

أصحاب االغلب ثالثة أيام فقتلوا عامتهم وقتلوا حريشاً مبوضع يعرف بسوق االحد وكان إبراهيم بن جند مصر فوثب اثنا عشر رجالً معه فأخذوا من بيت املال مقدار ارزاقهم مل يزدادوا االغلب من وجوه

على ذلك شيئاً وهربوا فلحقوا مبوضع يقال له الزاب وهو من القريوان على مسرية اكثر من عشرة أيام حية من وعامل القريوان يومئذ من قبل الرشيد هرون بن هرمثة بن اعني وراسل إبراهيم من كان بتلك النا

اجلند وغريهم وأقبل يهدي إىل هرمثة ويالطفه ويكتب إليه بأن الذي دعاه إىل ما فعله اخللة والضرورة فواله هرمثة ناحيته واستكفاه أمرها فلما صرف هرمثة وويل بعده ابن العكي ساء أثره يف الثغر حىت انتقض عليه

هيم وتوليته فكتب إليه الرشيد بأنه قد صفح عن فاستشار الرشيد هرمثة يف رجل يوليه فأشار باستصالح إبرا جرمه وقلده الثغر

Page 122: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

اصطناعاً له فأبتىن إبراهيم القصر األبيض الذي يف قبلة القريوان على ميلني منها وخط الناس حوله فبنوا ومصر ما هناك وبىن فيه مسجداً جامعاً باجلص واألجر وجعل له عمد الرخام ومسي تلك املدينة العباسية

ي اليوم آهلة عامرة وكان من أمر ابن األغلب ما كان فه

فتح طنجة

قد تقدم أخبارنا بأن عبد العزيز بن مروان ملا وجه موسى بن نصري والياً على إفريقية يف سنة تسع ومثانني يف واختط والية الوليد بن عبد امللك كان من أمره فيها ما تقدم إال انه ملا فتح طنجة نزهلا وهو أول من نزهلا

هبا املسلمون وانتهت خيله إىل السوس االدىن فوطئهم وسىب منهم وأدوا إليه الطاعة وقبض عامله منهم الصدقة مث انه استخلف عليها طارق بن زياد مواله وانصرف إىل قريوان إفريقية

فتح األندلس

ه اليان وكان والياً على وغزا طارق بن زياد األندلس وهو أول من غزاها وذلك يف سنة اثنني وتسعني فلقيجماز األندلس فأمنه طارق على أن محله واصحابه إىل األندلس يف السفن فلما صاروا إليها حاربه أهلها

وكان ملكها فيما يزعمون من االسبان واصلهم من اصبهان ففتحها طارق فكتب موسى إىل طارق كتابا سلمني وأمره إال جياوز قرطبة وسار موسى إليها فتلقاه غليظاً يلومه فيه وافتتانه بالرأي عليه وتغريره بامل

طارق واعتذر إليه فصفح عنه وافتتح طارق مدينة طليطلة وهي مدينة مملكة األندلس وهي مما يلي فرجنة مث ملا كانت خالفة عمر بن عبد العزيز ويل املغرب امساعيل بن عبد اهللا ابن املهاجر موىل بين خمزوم فسار

عا الرببر إىل األسالم فأسلم جلهم وملا ويل يزيد بن عبد امللك ويل يزيد بن أيب مسلم موىل أحسن سرية وداحلجاج بن يوسف إفريقية واملغرب فكان من أمره وأمر من ويل بعده ما قد اقتصصناه إىل أن بلغنا إىل

ث يف سنة تسع إبراهيم بن االغلب يف أيام الرشيد كان حممد ابن االغلب بن إبراهيم بن األغلب احدوثالثني ومائة مدينة بقرب تاهرت مساها العباسية أيضا فأخرهبا أفلح بن عبد الوهاب االباضي وكتب إىل

األموي صاحب األندلس يعلمه ذلك تقرباً إليه فبعث إليه االموي مبائة ألف درهم أقل قليالً وهبا مدينة على وباملغرب ارض تعرف باألرض الكبرية بينها وبين برقة مسرية مخسة عشر يوماً أو

شاطئ البحر تدعى بارة وكان أهلها نصارى وليسوا بروم غزاها جبلة موىل االغلب فلم يقدر عليها مث غزاها خلفون الرببري ويقال انه موىل ربيعة ففتحها يف أول خالفة املتوكل وقام بعده املفرج بن سالم ففتح

ها وكتب إىل صاحب الرببر مبصر يعلمه خربه وانه ال يرى أربعة وعشرين حصناً من حصوهنا فأستوىل عليلنفسه وملن معه من املسلمني صالة إال بأن يعقد له اإلمام على ناحيته أو يبين مسجداً جامعاُ مث أن أصحابه

شغبوا عليه فقتلوه وقام بعده سوران فوجه رسوله إىل املتوكل يسأله عقداً وكتاب والية فتويف قبل أن ه رسوله وقام املنتصر وتويف وقام امحد بن حممد بن املعتصم باهللا وهو املستعني باهللا فأمر عامله ينصرف إلي

Page 123: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

على املغرب وهو اوتامش أن يعقد له على ناحيته فلم يشخص رسوله عن سر من رأى حىت قتل اوتامش ووىل الناحية وصيف موىل أمري املؤمنني

فتح جزيرة صقلية

ه اجلزيرة يف املنزلة اليت قبل هذه فأما غزوها يف اإلسالم فأن أول من غزاها معاوية قد تقدم وصفنا ملوقع هذبن حديج الكندي أيام معاوية ابن أيب سفيان ومل تزل بعد ذلك تغزى وقد فتح االغلب بن سامل منها نيفاً

وكل على اهللا قصر وعشرين مدينة وهي يف أيدي املسلمني وفتح امحد بن حممد بن االغلب منها يف خالفة املت يانة وحصن غليانة

فتح رودس وارواد

قالوا بعث معاوية بن أيب سفيان إىل هذه اجلزيرة جنادة بن أيب أمية االزدي ونزهلا قوم من املسلمني معه يف سنة اثنني ومخسني وكانوا يف حصن اختذ هلم وكانت هذه اجلزيرة كالغيطة فأقام املسلمون هبا سبع سنني فلما

أيام يزيد بن معاوية كتب إىل جنادة يأمره هبدم احلصن والقفل عنها وفتح جنادة بن أيب أمية يف سنة كانت أربع ومخسني جزيرة ارواد وهي بالقرب من القسطنطينية ودخلها مبن معه من املسلمني وتركوها من غري أن

ثبتوا فيها

فتح اقريطش

زمن الوليد فتح بعضها مث اغلقت وغزاها محيد بن قالوا غزا جنادة اقريطش يف زمن معاوية فلما كانمعيوف اهلمداين يف خالفة الرشيد ففتح بعضها مث غزاها يف خالفة املأمون أبو حفص عمر بن عيسى

األندلسي املعروف باالقريطشي فافتتح هبا حصناً واحداً ونزله ومل يزل يوايل منه الغارات ويفتتح الشيء بعد لروم عنها واخرب حصوهنا وسكنها املسلمون بعدهم الشيء حىت اجلي مجيع ا

أمر النوبة والبجة

فلما فتح املسلمون مصر بعث عمرو بن العاص إىل النواحي اليت حوهلا اخليل ليطاءهم فكان ممن بعث لذلك عقبة بن نافع الفهري وكان نافع اخا العاص المه يف مجاعة من املسلمني فدخلت خيوهلم أرض النوبة كما

ل الصوائف بلد الروم فلقى املسلمون بالنوبة قتاالً شديداً ورماة النبل ال يكادون أن حييطوا فلم يزل تدخاملسلمون يغزوهم ويكالبوهنم ويأبون صلحهم مدة والية عمرو بن العاص فلما توىل عبد اهللا بن سعد بن أيب

طعاماً بقدر ذلك سرح اجاهبم إىل اهلدنة على ثلثمائة رأس كل سنة وعلى أن يهدي إليهمقال الواقدي وبالنوبة ذهبت عني معاوية بن حديج الكندي وقال أبو عبيد القاسم بن سالم من اشياخه

يرفعه إىل يزيد بن حبيب ليس بيننا وبني االساود عهد وال ميثاق إمنا هي هدنة على أن يعطوا شيئاً من قمح

Page 124: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ريهم وحكى أبو عبيد عن عبد اهللا بن صاحل عن الليث ويعطونا رقيقاً فال بأس بشراء رقيقهم منهم أو من غبن سعد انه قال إمنا الصلح بيننا وبني النوبة على إال نقاتلهم وال يقاتلونا وان يعطونا رقيقاً ونعطيهم بقدر ذلك طعاماً فإن باعوا نساءهم وابناءهم مل أر بذلك بأساً أن يشتري وكان املهدي أمر بالزام النوبة يف كل

لثمائة رأساً وستني وزرافة على أن يعطوا قمحاً وخال وثياباً وفرشاً أو قيمة ذلك فقد ادعوا أن البقط سنة ث ال جيب عليهم إال يف كل ثالث سنني مرة واحدة وليس لذلك ثبت إال اهنم مل يؤدوه منذ سنني كثرية

د اهللا القمي والياً على املعدن فأما البجة فإن املتوكل على اهللا كان أمر بتوجيه رجل يقال له حممد بن عبمبصر ووىل أيضا القلزم وطريق احلجاز وبذرقة حاج مصر فلما واىف املعدن محل املرية يف املراكب إىل بالد

البجة وواىف ساحالً يعرف بعيذاب فوافته املراكب هناك فاستعان بتلك املرية حىت وصل إىل قلعة ملك البجة البجوي يف الدهم على ابل حمزمة فعمد القمي إىل االجراس فقلدها اخليل وناهضه يف عدة يسرية وخرج إليه

فلما مسعت اإلبل اصواهتا تقطعت بالبجويني يف االودية واجلبال وقتل صاحب البجة فقام بعده ابن اخيه وطلب اهلدنة فأىب املتوكل ذلك إال أن يطأ بساطه فقدم سر من رأى وصوحل يف سنة احدى وأربعني ومائتني على أداء اإلتاوة والبقط ورد مع القمي فأهل البجة على العهد يؤدون ما فورقوا عليه وال مينعون املسلمني

العمل يف معدن الذهب وكان ذلك يف الشرط عليهم

فتوح السواد

كان املثىن بن حارثة بن سلمة بن ضمضم الشيباين يغري على أكناف السواد يف رجال من قومه أيام الفرس با بكر الصديق فقال يا خليفة رسول اهللا استعملن على من اسلم من قومي اقاتل هذه االعاجم من فأتى أ

فارس فكتب أبو بكر بذلك عهداً وسار حىت نزل خفان ودعا قومه إىل اإلسالم فأسلموا مث أن أبا بكر وجه ب عمر بن اخلطاب بعد ذلك خالد بن الوليد إىل العراق وكتب إىل املثىن بن حارثة بالسمع والطاعة له مث كت

إليه مثل ما كان أبو بكر كتب به وقد كان مذعورًبن عدي العجلي كتب إىل أيب بكر يف قومه مبثل ما كان املثىن كتب به يف قومه فكتب

إليه عمر بأن ينضم إىل خالد فيصري معه مقيماً إذا قام وشاخصاً إذا شخص فلما نزل خالد النباج تلقاه املثىن ة هبا وقدم خالد البصرة وهبا سويد ابن قطبة الذهلي ومعه مجاعة من قومه وهو يريد أن يفعل بن حارث

بالبصرة كفعل املثىن باحلرية الن الكوفة مل تكن مصرت يف ذلك الوقت وكان أهل االبلة قد مجعوا لسويد بشراً وغرق طائفة عن أن يلقوه فذكر ذلك خالد فأوقع خالد هبم فيمن اجتمع معه فهزموهم وقتلوا منهم

يف دجلة البصرة مث مر خالد باخلريبة ففتحها وسىب من كان هبا وكانت مسلحة للعجم ويقال انه أتى هنر املرأة فصاحل أهله وانه أيضا قاتل مجعاً باملذار مث سار يريد احلرية وخلف سويد بن قطبة على ناحيته وقال له

زند ورد من كسكر فافتتحها وافتتح درين وذواهتا بأمان قد عركنا بناحيتك عركة اذلتهم لك ومر خالد ببعد أن كانت من أهل زند ورد فراماة للمسلمني ساعة وأتى هرمز جرد فأمن أهلها أيضا وفتحها وأتى

خف آليس فخرج إليه جابان عظيم العجم فقدم إليه املثىن بن حارثة الشيباين فلقيه بنهر الدم وصاحل خالد ونوا عيوناً للمسلمني على الفرس وادالء واعواناً وأقبل خالد إىل جمتمع األهنار فلقيه أهل آليس على أن يك

Page 125: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ازاذبه صاحب مساحل كسرى فيما بينه وبني العرب فقاتله املسلمون فهزموه ونزل خالد خفان ويقال بل رث وكان كبري سار قاصداً إىل احلرية فلقيه عبد املسيح بن عمرو بن قيس بن حيان بقيلة واسم بقيلة احلا

السن فقال له خالد من اين اقصي اثرك يا شيخ فقال ظهر أيب فقال فمن أين خرجت قال من بطن امي قال وحيك يف أي شي أنت قال يف

ثيايب وقال وحيك على أي شيء أنت قال على األرض قال اتعقل قال نعم وأفيد قال وحيك إمنا اكلمك ب الناس قال اسلم أنت أم حرب قال بل سلم قال فما هذه احلصون بكالم الناس قال وامنا إمنا اجيبك جوا

قال بنيناها للسفيه حىت حيضر احلليم مث تذاكرا الصلح فاصطلحا على مائة ألف درهم يؤديها يف كل سنة فكان ما أخذ منهم أول مال محل إىل املدينة من العراق واشترط عليهم أن ال يبغوا املسلمني غائلة وان

وناً على أهل فارس وذلك يف سنة اثنيت عشرة وقال حيىي بن آدم كان أهل احلرية ستة آالف رجل يكونوا عيفالزم كل رجل أربعة عشر درمهاً وزن مخسة فبلغ ذلك أربعة ومثانني الفاً يكون ذلك وزن ستني ألفاً وكتب

للنيب أن فتح اهللا عليك هلم خالد بذلك كتاباً قد قرائة وكان خزمي بن اوس بن حارثة بن الم الطائي قالاحلرية فاعطين ابنة بقيلة فلما أراد خالد صلح بن بقيلة ذكر له خرمي ما كان سأله النيب وسأله إال يدخل ابنة بقيلة يف صلحة وشهد له بشري بن سعد وحممد بن مسلمة االنصاريان فاستثناها يف الصلح ودفعها إىل خرمي

فاشتريت منه وقد صارت عجوزاً بألف درهم فقيل له وحيك ارخصتها فقال ما كنت اظن أن عدداً يكون اكثر من عشر مائة قالوا حينئذ

وبعث خالد بن الوليد بشري بن سعد أبا النعمان بن بشري االنصاري إىل بانقيا فلقيته خيل االعاجم عليها ري وبه جراحه فرخبنداذ فرشقوا من معه بالسهام ومحل عليهم فهزمهم وقتل فرخبنداذ مث انصرف بش

انتفضت وهو بعني التمر فمات منها مث أتى بصبهري بن صلوباً صاحب بانقيا خالد بن الوليد فاعتذر من القتال وعرض الصلح فصاحله على ألف درهم وطيلسان وكتب له كتاباً ووجه إىل أيب بكر بالطيلسان

وااللف الدرهم مع مال احلرية مث اتاه من دله على سوق بغداد وهي سوق كانت تعرف بالعتيقة تقام وسار خالد إىل االنبار فتحصن أهلها

عند قرن الصراة فبعث خالد املثىن بن حارثة فأغار عليها فمأل املسلمون ايديهم من الصفراء والبيضاء وما ا خف حممله من املتاع مث باتوا بالسليحني واتوا االنبار وخالد هبا فحصروا أهلها وحرقوا يف نواحيها وامن

مسيت االنبار ألن اهراء العجم كانت هبا وكان أصحاب النعمان ابن املنذر يعطون ارزاقهم منها فلما رأى أهل االنبار ما نزل هبم صاحلوا خالداً على شيء رضى به وقال حيىي بن آدم أن الشعيب كان يقول ألهل

يس وبانقيا وروى حيىي بن آدم انه االنبار عهد وعقد وقال غريه ليس لشيء من السواد عهد إال احلرية والال يصلح بيع ارض دون اجلبل إال ارض بين صلوبا وارض احلرية مث أتى خالد عني التمر فألصق حبصنها

وكانت فيه مسلحة لالعاجم فقاتله أهل احلصن وحصرهم خالد واملسلمون حىت فتحه عنوة وقتل وسىب يب محران بن ابان بن خالد التمري موىل عثمان بن ووجد يف كنيسة هناك مجاعة سباهم فكان من ذلك الس

عفان وسريين أبو حممد واخوته حيىي وانس ومعبد موايل انس بن مالك االنصاري وأبو عمرة جد عبد اهللا بن عبد

Page 126: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

االعلى الشاعر ونفيس بن حممد بن زيد بن عبيد صاحب القصر عند احلرة ونصري أبو موسى بن نصري بين أمية وأبو فروة عبد الرمحن بن االسود وكان ابنه عبد اهللا بن أيب فروة من صاحب املغرب وهو موىل ل

سراة املوايل والربيع حاجب املنصور هو الربيع بن يونس ابن حممد بن أيب فروة ويقال انه لقب أبا فروى كتاباً فروة كانت عليه حني سىب وبعض الرواة يرون أن خالد بن الوليد صاحل أهل عني التمر وكتب هلم

وهذا كله يف خالفة أيب بكر رمحه اهللا فلما استخلف عمر بن اخلطاب وجه أبا عبيدة الثقفي أبا املختار بن أيب عبيدة يف ألف وكتب إىل املثىن بن حارثة يأمره بتلقية والسمع والطاعة له وبعث مع أيب عبيد سليط بن قيس االنصاري فلم مير أبو عبيد حبي

اجلهاد والغنمية فصحبه خلق كثري ولقي مجوعا للعجم فهزمهم فبعثت الفرس بذي العرب إال رغبهم يفاحلاجب وامسه مردانشاه وكان أنوشروان لقبه هبمن تربكا به فلقي املسلمني يف املوضع املعروف بقس الناطف وكان يوم اللقاء هو يوم اجلسر فأبلى املسلمون بالء حسناً حىت استشهد أبو عبيدة وسليط

اعة من خيار املسلمني رمحهم اهللا وكان هذا اليوم يف شهر رمضان سنة ثالث عشرة فمكث عمر بن ومج اخلطاب ال يذكر العراق سنة ملصاب أيب عبيد وسليط

مث انه بعد ذلك ندب الناس لغزو العراق فجعلوا يتحامونه ويتثاقلون عنه إىل أن صار إليه جرير بن عبد اهللا عطي وقومه ربع ما غلبوا عليه وسار حنو العراق واجتمع املسلمون بدير هند يف سنة البجلي ففارقه على أن ي

أربع عشرة وقد هلك شريويه وملكت بوران بنت ابرويز إىل أن يبلغ يزدجرد ابن شهريار فبعث الفرس ير بن عبد إليهم مهران بن مهربنداذ اهلمذاين يف اثىن عشر الفاً فالتقوا وعلى املسلمني فيما تقول جبيلة جر

اهللا وفيما تقول ربيعة املثىن بن حارثة وقيل اهنم كانوا متساندين على كل قوم رئيسهم باملوضع املعروف بالنخيلة فأصيب من املسلمني نفر منهم مسعود بن حارثة اخو املثىن بن حارثة مث محلوا على املشركني فقتلوا

حسان بن ضرار الضيب فأخذ املنذر منطقته واخذ جرير مهران وتنازع يف قتله جرير بن عبد اهللا واملنذر بن سائر سلبه واتبعوا الفرس يقتلوهنم حىت أتوا كوثى وهنر امللك وبادوريا وتفرقوا يف أكناف السواد يغريون

وقد خنبت قلوب االعاجم ووهن سلطاهنم وضعف أمرهم مث كتب املسلمون إىل عمر يعلمونه كثرة من قد ويسألونه املدد فأراد أن يغزوا بنفسه وعسكر لذلك مث استقر الرأي على أن جتمع هلم من أهل فارس

يندب سعد بن أيب وقاص واسم أيب وقاص مالك بن اهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كالب لذلك فسار سعد واقام بالثعلبية ثالثة اشهر حىت تالحق به الناس مث قدم العذيب سنة مخس عشرة وكان املثىن مريضاً

د وجعه فحمل إىل قومه فمات فيهم وتزوج سعد امرأته ووجهت الفرس رستم وزعموا أنه من أهل واشتالري وقال قوم بل من أهل مهذان فنزل برس مث سار فأقام بن احلرية والسيلحني أربعة اشهر ال يقدم على

يب والقادسية املسلمني وقدم رستم ذا احلاجب فكان معسكراً بطيزناباذ واملسلمون معسكرون بني العذوعدهتم ما بني تسعة آالف إىل عشرة آالف واملشركون زهاء مائة ألف وعشرين الفاً ومعهم ثالثون فيال مث

أن عالفة املسلمني لقيت خيال لألعاجم فكان ذلك سبب الوقعة اغاثت االعاجم خيلها ونصر املسلمون معدي كرب الزبيدي وكان أبو حمجن عالفتهم فالتحمت احلرب بينهم وذلك بعد الظهر فأبلى عمرو بن

الثقفي حمبوساً يف قصر العذيب ألنه شرب اخلمر فضربه سعد وحبسه فقال

Page 127: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

) واترك مشدوداً علي وثاقياً ** كفى حزناً أن تدعس اخليل بالقنا ( ) مصاريع من دوين تصم املناديا ** إذا قمت عناين احلديد وأغلقت (

ليقاتل مث يعود إىل حديده فأحلفته وأطلقته فركب فرس سعد ومحل على وسأل زبراء أم ولد سعد أن تطلقهاالعاجم فخرق صفهم وحطم الفيل األبيض بسيفه وسعد يراه فقال أما الفرس ففرسي وأما احلملة فحملة

أيب حمجن مث رجع أبو حمجن إىل حديده فلما انقضى أمر رستم قال له سعد واهللا ألضربتك يف اخلمر أبداً قال نا واهللا ال أشرهبا أبداً وكان ممن ابلى أيضا يف ذلك اليوم طليحة بن خويلد االسدي وقيس بن املكشوح وأ

وسلمان بن ربيعة الباهلي وقرط بن مجاح العبدي وضرار بن االزور االسدي وقتل اهللا رستم فوجد بدنه من الفرس حىت حلقوا مملوءاً من الضرب ومل يعلم على يدي من كان من الناس قتله واهنزم من أفلت

بيزدجرد باملدائن واتبعهم املسلمون فلقيهم النخريخان النهاوندي يف مجع عظم من أهل املدائن فاقتتلوا وعانق زهري بن سليم االزدي النخريخان فسقط إىل األرض واخذ زهري خنجراً كان يف وسط النخريخان

اجتمعوا مبدينة هبرسري فأقاموا حىت أكلوا الرطب فشق به بطنه فقتله وسار سعد واملسلمون فنزلوا ساباط ومرتني وكان أهل هذه املدينة يقاتلوهنم فإذا حتاجزوا دخلوها فلما فتحها املسلمون امجع يزدجرد بن شهريار على اهلرب فدىل من قصره يف زبيل فسماه النبط برزبيال ومضى إىل حلوان ومعه وجوه اساورته وبيت ماله

والنساء والذراري وعرب املسلمون دجلة خوضاً إىل اجلانب الشرقي فاستولوا على وخف متاعه وخزانتهالقصر وما فيه بعد الذي محل منه ومكثوا باملدائن اياماً مث بلغهم أن يزدجرد قد مجع هلم مجعاً ووجهه إليهم

شر الفاً فوجدوا وان اجلمع جبلوالء فسرح سعد ابن أيب وقاص إليهم هاشم بن عتبة بن أيب وقاص يف اثين عاالعاجم قد خندقوا على أنفسهم خندقاً حتصنوا به وجعلوا عياالهتم وثقلهم خبانقني وتعاهدوا إال يفروا

وجعلت االمداد تقدم عليهم من حلوان واجلبال فقال املسلمون ينبغي أن نعاجلهم قبل أن يكثروا فلقوهم شديداً مل يقتتلوا مثله رمياً بالنبل حىت نفذ وطعنا وعلى االعاجم يومئذ خرزاذ اخو رستم فاقتتلوا قتاالً بالرمح حىت تقصفت وجتالدوا بسيوفهم حىت تثنت

مث أن املسلمني محلوا محلة واحدة قلعوا هبا االعاجم عن موافقهم وهزموهم فولوا هاربني وركبهم املسلمون هم وجعل هاشم بن عتبة جرير بن عبد يقتلوهنم قتالً ذريعاً حىت حال الظالم بينهم مث انصرفوا إىل معسكر

اهللا جبلوالء يف خيل كثيفة ليكون بني املسلمني وعدوهم وارحتل يزدجرد من حلوان وأقبل املسلمون يغريون يف نواحي السواد حىت غلبوا على مجيعه وصار بأسره يف

رية وكانت وقعة جلوالء أيديهم وانصرف سعد بعد جلوالء إىل املدائن فصري هبا مجعاً مث مضى إىل ناحية احليف آخر سنة ست عشرة قالوا واسلم مجيل بن بصبهري دهقان الفالليج والنهرين وبسطام بن نرسي دهقلن

بابل وخطرنية والرفيل دهقال العال والعال بادوربا واالنبار وقطربل ومسكن وفريوز دهقان هنر امللك اخلطاب ومل خيرج األرض من أيديهم وازال اجلزية وكوثى وغري هؤالء من الدهاقني فلم يعرض هلم عمر بن

عن رقاهبم وقال حيىي بن آدم كتب عمر بن اخلطاب إىل سعد بن أيب وقاص حني فتح السواد أما بعد فقد بلغين كتابك

تذكر أن الناس سألوك أن تقسم بينهم ما أفاء اهللا عليهم فإذا اتاك كتايب هذا فانظر ما اجلب عليه أهل

Page 128: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

لهم وركاهبم من مال أو كراع فأقسمه بينهم بعد اخلمس واترك االرضني واالهنار لعماهلا ليكون العسكر خبيذلك يف اعطيات املسلمني فإنك أن قسمتها فيمن حضر مل يكن ملن يبقى بعدهم شيء وكان جماهد يرى يف

حكي عن سليمان أرض السواد ال تشتري وال تباع ألهنا فتحت عنوة ومل تقسم وهي يفء جلميع املسلمني وبن يسار أن قال اقر عمر بن اخلطاب السواد ملن يف اصالب الرجال وارحام النساء وجعلهم ذمة تؤخذ

اجلزية منهم واخلراج من أرضهم وهم طائفة ال رق عليهم وقال حيىي بن آدم أن عمر بن اخلطاب أراد قسمة السواد بني املسلمني فأمر أن حيصوا فوجد الرجل منهم

ثالثة من الفالحني فشاروا أصحاب النيب عليه السالم يف ذلك فقال علي بن أيب طالب رمحة اهللا عليه نصيبه دعهم يكونوا مادة للمسلمني فبعث عثمان بن حنيف االنصاري فوضع عليهم مثانية وأربعني درمهاً واربعة

وعشرين درمهاً واثين عشر درمهاً عشر يف كل شهر درمهاً وأصحاب األربعة والعشرين درمهني قال حيىي بن آدم قالوا من أصحاب االثىن واصحاب الثمانية واألربعني أربعة دراهم

وحكي أن علي بن أيب طالب رمحة اهللا عليه قال لوال أن يضرب بعضكم وجوه بعض لقسمت هذا السواد ؤوس الرجال بينكم وقال حيىي بن آدم بعث عمر بن اخلطاب عثمان بن حنيف فمسح السواد ووضع على ر

األعايل مثانية واربعني واربعة وعشرين واثين عشر مث اتاه عثمان بعد ذلك فقال اهنم يطيقون اكثر من هذا فاستخلفه فحلف فزاد عليهم درمهني مث حطها بعد ذلك

وقال حيىي بن آدم يرفعه إىل الشعيب انه سئل عن أهل السواد اهلم عهد قال مل يكن هلم عهد فلما رضي منهم باخلراج صار هلم بذلك عهد قالوا وكانت جبيلة ربع الناس يوم القادسية وكان عمر جعل هلم ربع السواد فلما وفد عليه جرير قال له لوال أين قاسم مسؤول لكنت على ما جعلته لكم واين أرى الناس قد كثروا

ة يقال هلم أم كرز لعمر أن أيب فردوا ذلك عليهم ففعل وفعلوا فأجازه بثمانني ديناراً وقالت امرأة من جبيل هلك وسهمه يف السواد رأيت رأي لن أسلم فقال هلا يا أم كرزان أن قومك

قد أجابوا فقالت ما أنا مبسلمة أو حتملين على ناقة ذلول عليها قطيفة محراء ومتأل يدي ذهباً ففعل عمر ذلك هلم يف ألفني ألفني من العطاء وقال حيىي بن آدم صاحل عمر جبيلة من ربع السواد على أن فرض

وقالوا انه ملا مجعت غنائم جلوالء طلب جرير ومن معه من جبيلة ربعه حيق ما فارقهم عليه عمر فكتب عمر إىل سعد أن شاء جرير أن يكون إمنا قاتل وقومه على جعل املؤلفة قلوهبم فأعطهم جعلهم وان كانوا إمنا

املسلمني هلم ما هلم وعليهم ما عليهم فقال جرير صدق أمري املؤمنني قاتلوا هللا واحتسبوا ما عنده فهم من وبر ال حاجة لنا إىل الربع

فتح كور دجلة

قالوا كان سويد بن قطبة الذهلي يغري يف ناحية اخلريبة من البصرة كما كان املثىن بن حارثة الشيباين يغري من زاً يريد احلرية سنة اثنيت عشرة اعانه على حرب أهل االبلة ناحية احلرية فلما قدم خالد بن الوليد اخلريبة جمتا

وفتح اخلريبة وقتل وسىب وخلف هبا رجالً من بين سعد ابن بكر بن هوازن يقال له شريح بن عامر مث سار

Page 129: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

حىت أتى هنر املرأة ففتح القصر صلحاً صاحله عليه النوشجان بن جسنمساه واملرأة صاحبة القصر عم النوشجان بن جسنمساه وامنا مسيت املرأة ألن أبا موسى أالشعري كان نزل هبا كامن دار بنت نرسي

فزودته خبيصاً فجعل يقول اطعمونا من خبيص املرأة وملا بلغ عمر بن اخلطاب خرب سويد بن قطبة وما بن يصنع يف نواحي البصرة رأى أن يوليها رجالً من قبله فوالها عتبة بن غزوان أحد بين مازن بن منصور

عكرمة حليف بين نوفل بن عبد مناف وكان من املهاجرين األولني وقال له أن احلرية قد فتحت وقتل عظيم من العجم يسمى مهران ووطئت خيل املسلمني ارض بابل فصر إىل ناحية اخلريبة واشغل من هناك من أهل

ليه سويد بن قطبة مبن معه من االهواز وفارس وميسان عن امداد اخواهنم على اخوانك فأتاه عتبة وانضم إبكر بن وائل وبين متيم وكان بالقرب من موضع البصرة سبع دساكر اثنتان باخلريبة واثنتان بالزابوقة وثالثة يف موضع دار االزداليوم من البصرة ففرق عتبة من معه يف تلك الدساكر ونزل هو باخلريبة وكانت مسلحة

كتب إىل عمر يعلمه نزوله واصحابه وحبيث نزلوا فكتب عمر إليه لالعاجم فلما فتحها خالد خلت منهم ويأمره بأن ينزهلم موضعاً قريباً من املاء واملرعى فأقبل إىل موضع البصرة وكانت ذات حصى وحجارة سود

فقيل هذه أرض بصرة فضربوا هبا اخليام والقباب والفساطيط وأمد عمر عتبة هبرمثة بن عرفجة البارقي ين مث انه بعث به إىل املوصل فغزا عتبة االبلة ففتحها عنوة وفتح الفرات عنوى وايت املذار وكان بالبحر

فخرج إليه مرزباهنا فقاتله فظفر به وضرب عنقه وغرق عامة من كان معه وسار إىل دستميسان وقد كان مجع أهلها فهزم اجلمع وقتل دهقاهنم وانصرف إىل ابرقباذ ففتحها اهللا عليه

ن عتبة عمر بن اخلطاب يف الوفادة عليه واحلج فأذن له فاستخلف جماشع بن مسعود السلمي وكان مث استأذ غائباً عن البصرة فأمر املغرية

ابن شعبة أن يقوم مقامه إىل قدومه فغزا املغرية ميسان ففتحها عنوة بعد قتال شديد وغلب على ارضها ة البصرة فلم يعفه عمر وأشخصه إليها فمات يف طريقه وكتب بالفتح إىل عمر بأمسه واستعفى عتبة من والي

فوىل عمر البصرة املغرية بن شعبة وقد كان الناس سألوا عتبة عن البصرة فاخربهم خبصبها فسار إليها خلق كثري منهم

مث أن أهل ابرقباذ غدروا ففتحها املغرية عنوة فصار الذي فتحه عتبة ابن غزوان االبلة والفرات وابرقباذ دستميسان وفتح املغرية ميسان وغدر أهل ابرقباذ ففتحها املغرية عنوة و

وقال املدائين كان الناس يسمون ميسان ودستميسان والفرات وابرقباذ ميسان مث كان من قصة املغرية مع املرأة ما كان فقلد عمر أبا موسى أالشعري مكانه وروي غري واحد من أصحاب احلديث بأسانيد خمتلفة انه

ا فتح عمر السواد قال له الناس اقسمه بيننا فأنا فتحناه عنوة بسيوفنا فأىب وقال فما ملن يأيت بعدكم من ملاملسلمني وأخشى أن قسمته بينكم أن يتفاسدوا من جهة التجاذب على املياه فأقر أهل السواد يف أرضهم

وضرب على رؤوسهم اجلزية وعلى األرض الطسق ومل يقسمه بن سالم أن عمر بن اخلطاب بعث عثمان بن حنيف االنصاري فمسح السواد فوجده ستة وقال القاسم

وثالثني ألف ألف جريب فوضع على كل جريب عامر أو غامر يبلغه املاء قفيزاً ودرمهاً قال القاسم وبلغين أن ذلك القفيز

Page 130: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ل القاسم بعث عمر بن كان مكوكاً هلم يدعي الشابرقاين وقال حيىي بن آدم وهو املختوم احلجاجي وقااخلطاب عمار بن ياسر على الصالة بأهل الكوفة وجيوشهم وعبد اهللا ابن مسعود على قضائهم وبيت ماهلم

وعثمان بن حنيف على مساحة األرض وفرض هلم يف كل يوم شاة بينهم فمسح عثمان بن حينف األرض وعلى جريب القصب ستة دراهم فجعل على جريب الكرم عشرة دراهم وعلى جريب النخل مخسة دراهم

وعلى جريب الرب أربعة دراهم وعلى جريب الشعري درمهني وكتب بذلك إىل عمر فأجازه وقد اختلف الرواة يف وضع الطسوق فقال قوم حكوا أن على جريب احلنطة درمهني وجريبني وعلى جريب

جريب القطن مخسة دراهم ويف الشعري درمهاً وجريباً وقال آخرون على جريب الرطبة عشرة دراهم وعلىرواية أخرى على جريب الرطبة مخسة دراهم وعلى جريب النخل مثانية دراهم ويف حكاية أخرى أن على الفارسي من النخل على كل خنلة درمهاً وعلى دقلتني درمهاً وأرى أن سبب االختالف إمنا هو املواضع فإن

سب قرهبا من الفرض منها ما حيتمل الكثري ومنها ما ال حيتمل على حواألسواق وبعدها منها وحكي مصعب بن زيد األنصاري عن أبيه قال بعثين أمري املؤمنني علي بن أيب طالب

على ما سقى الفرات فذكر رساتيق وقرى منها هنر امللك وكوثى وهبر سرب والرومقان وهنر جوبر وهنر رقيق الزرع ثلثي درهم وعلى الشعري نصف درقيط والبهقباذات وأمرين أن اضع على كل جريب من الرب

ذلك وأمرين أن اضع على البساتني اليت جتمع النخل والشجر على كل جريب عشرة دراهم وعلى كل جريب الكرم إذا أتت عليه ثالث سنني ودخل يف الرابعة واطعم عشرة دراهم وان الغي كل خنل شاذ عن

ثل املقاثي واحلبوب والسماسم والقطن شيئاً وأمرين أن القرى يأكله من مر به إال اضع على اخلضراوات ماضع على الدهاقني الذين يركبون الرباذين وخيتمون بالذهب على الرجل مثانية وأربعني درمها يف السنة

وعلى أوساطهم من التجار على الرجل أربعة وعشرين درمهاً وان اضع على االكرة وسائر من بقى منهم مهاً على الرجل اثين عشر در

وحكى حيىي بن آدم أن السبب يف حدوث املقامسة بالسواد بعد الذي كان األمر عليه يف الطسوق اليت قدمنا ذكرها أن الناس سألوها املنصور يف آخر خالفته فقبض قبل أن يقامسوا مث أمر املهدي هبا فقومسوا فيما دون

ان بن حنيف واملتويل ملساحة سقى دجلة عقبة حلوان قال وكان الذي مسح سقى الفرات يف أيام عمر عثمحذيفة بن اليمان ومات باملدائن والقناطر املعروفة بقناطر حذيفة إليه نسبت وقالوا وكانت ذراعه وذراع

ابن حنيف واحدة وهي ذراع اليد وقبضة واهبام ممدود

فتح عيون الطف

اهتا للموكلني املساحل اليت وراء كانت عيون الطف مثل عني الصيد والقطقطانة والرهيمة وعني مجل وذوخندق سابور الذي حفره بينه وبني العرب وذلك أن سابور اقطعهم ارضيها فاعتملوها من غري أن يلزمهم خراجاً هلا فلما كان يوم ذي قار وبه نصر اهللا العرب بنبيه عليه السالم غلبت العرب على طائفة من تلك

ملا قدم املسلمون احلرية هربت االعاجم بعد أن طمت عامة ما كان العيون وبقى يف أيدي االعاجم بعضها مثيف أيديها من تلك العيون وبقى الذي يف أيدي العرب فاسلموا عليه وصار ما عمروه من األرضني مبائة

Page 131: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

عشرياً وملا انقضى أمر القادسية واملدائن دفع ما جال عنه أهله من أرض تلك العيون إىل املسلمني واقطعوه ذلك عشرياً أيضاً وكان جمرى عيون الطف واراضيها جمرى اعراض املدينة وقرى جند وكانت صدقتها فصار

إىل عمال املدينة فلما وىل اسحق بن إبراهيم بن مصعب السواد للمتوكل ضمها إىل ما يف يده فتوىل عماله ية فجرى ما عمر عشرها وصريها سوادية فهي على ذلك إىل اليوم وقد استخرجت بعد ذلك عيون اسالم

هبا من األرضني هذا اجملرى أيضاً وكانت عني الرحبة مما طم قدمياً فرأها رجل من حجاج أهل كرمان وهي تبض فلما انصرف من حجة أتى عيسى بن موسى منتصحاً ودله عليها فاستقطعها موسى واراضيها

يف طريق العذيب وعلى فرسخ واستخرجها له الكرماين واعتمل ما عليها من األرضني وغرس النخل الذي من هيت عيون تدعى العرق جترى هذا اجملرى واعشارها إىل عامل هيت

فتوح اجلبل

ملا فرغ املسلمون من أمر جلوالء الوقيعة ضم هاشم بن عتبة إىل جرير بن عبد اهللا البجلي خيالً كثيفة ورتبه أيب وقاص زهاء ثالثة آالف من املسلمني جبلوالء لتكون بني املسلمني وبني عدوهم مث وجه إليه سعد بن

وأمره أن ينهض هبم ومبن معه إىل حلوان فلما صار بالقرب منها هرب يزدجرد إىل ناحية اصبهان ففتح جرير حلوان صلحاً على أن كف عنهم وآمنهم على دمائهم وامواهلم وجعل ملن اختار منهم اهلرب إال

ن قيس بن غزية البجلي ومضى حنو الدينور فلم يفتحها وفتح يعرض له مث خلف حبلوان جريراً مع عزرة بقرمايسني على مثل ما فتح عليه حلوان ورجع إىل حلوان فأقام هبا والياً عليها إىل أن قدم عمار بن ياسر الكوفة فكتب إليه يعلمه أن عمر بن اخلطاب آمره أن ميد به أبا موسى أالشعري فخلف جرير عزرة بن

سار حىت أتى أبو أبا موسى أالشعري وذلك يف سنة تسع عشرة قيس على حلوان و

فتح هناوند

ملا هرب يزدجرد من حلوان سنة تسع عشرة تكاتبت الفرس من أهل الري وقومس واصبهان ومهذان واملاهني وجتمعوا إليه وذلك يف سنة عشرين فأمر على من اجتمع له منهم مردانشاه ذا احلاجب وكانت

ويقال مائة ألف ومضى حنو اصبهان وقد عدهتم ستني الفاًكان عمار بن ياسر كتب إىل عمر خيربه فهم عمر بغزوهم بنفسه مث خاف انتشار األمر فيما خيلفه فكتب إىل

أهل الكوفة بأن يسري ثلثاهم إليهم وبعث من أهل البصرة بعثاً معهم وقال الستعملن رجالُ يكون ألول ما ن بن عمرو بن مقرن املزين وقال أن اصيب فاالمري حذيفة بن اليمان فأن أصيب يلقاه من االسنة وويل النعما

فجرير بن عبد اهللا فأن أصيب فاملغرية بن شعبة فأن أصيب فاالشعث بن قيس فالتقى املسلمون وعدوهم يهم فكان النعمان أول قتيل وسقط الفارسي عن بغلته فانشق بطنه وقالوا مث أخذ حذيفة الراية ففتح اهللا عل

ومسى املسلمون ذلك الفتح فتح الفتوح وكان فتح هناوند يف سنة تسع عشرة وقال آخرون يف سنة عشرين وقال آخرون يف سنة احدى وعشرين وملا هزم جيش االعاجم وظفر املسلمون وحذيفة على الناس اقام

Page 132: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

جالً منهم ذات يوم ومعه حماصراً هناوند فكان أهلها خيرجون فيقاتلون مث أن مساك بن عبيد العبسي اتبع رمثانية فوارس فجعل ال يربز له رجل منهم إال قتله حىت مل يبق غري الرجل وحده فاستسلم والقى سالحه

فأخذه اسرياً فتكلم بالفارسية فدعى له مساك برجل يفهم كالمه فإذا هو يقول اذهب يب إىل امريكم حىت لى اسرك أياي ومنك علي وتركك قتلي ما شئت اصاحله عن هذه األرض وأؤدي إليه اجلزية وأعطيك ع

فقال له وما امسك فقال دينار فقال انطلق به إىل حذيفة فصاحله على اخلراج واجلزية وآمن أهل مدينة هناوند على أمواهلم وحيطاهنم ومنازهلم فسميت هناوند يف ذلك الوقت ماه دينار مث مسيت يف زمن معاوية ماه

رة كان منها وعطاء أهل الكوفة البصرة ألن عطاء أهل البصمن ماه الكوفة كان فتح ماه البصرة ألهل الكوفة فتح ماه البصرة ولكنه فرض ألهل البصرة ماه اصبهان

فأضيفت إليها ماه البصرة ألهنا إليها اقرب من الدينور وقرماس

فتح الدينور وماسبذان ومهرجانقذق

من صار إليها من أهل البصرة مدداً للنعمان بن مقرن فلما كان أبو موسى أالشعري قد صار إىل هناوند فيفرغوا من وقعة هناوند واقام حذيفة حماصراً هلا رجع أبو موسى فمر بالدينور فأقام عليها مخسة أيام قوتل منها

ىل يوماً واحداً مث أن أهلها جنعوا باجلزية واخلراج وسألوا االمان على أنفسهم وامواهلم واوالدهم فأجاهبم إذلك وخلف هبا عامله يف خيل مث مضى إىل ماسبذان فلم يقاتله أهلها وصاحله أهل السريوان على مثل صلح

الدينور وعلى أن يؤدوا اخلراج واجلزية وبث السرايا فيها فغلب على ارضها وقوم يقولون أن أبا موسى فتح ماسبذان قبل وقعة هناوند وبعث أبو موسى عبد اهللا بن قيس األشعري

السائب بن االقرع الثقفي وهو صهره على ابنته أم حممد بن السائب إىل الصيمرة مدينة مهرجانقذق ففتحها صلحاً على حقن الدماء وترك السباء والصفح عن الصفراء والبيضاء وعلى أداء اجلزية وخراج األرض

األهواز ففتحها وفتح مجيع ناحية مهرجانقذق على مثل ذلك وأثبت األخبار انه وجه السائب من

فتح مهذان

وجه املغرية بن شعبة وهو عامل عمر بن اخلطاب على الكوفة بعد عزل عمار بن ياسر جرير بن عبد اهللا البجلي إىل مهذان فقاتله أهلها ودفع دوها واصيبت عينه هبا مث انه فتح مهذان على مثل صلح هناوند وكان

ا فأخذها قسراً وقال الواقدي فتح جرير مهذان يف سنة ذلك يف آخر سنة ثالث وعشرين وغلب على ارضيهأربع وعشرين بعد ستة اشهر من وفاة عمر بن اخلطاب وقد روي بعضهم أن املغرية بن شعبة سار إىل مهذان وعلى مقدمته جرير بن عبد اهللا البجلي فافتتحها وزعم اهليثم بن عدي أن الذي فتح مهذان قرظة بن كعب

قيس االشجعي فتحاها عنوة األنصاري وسلمة بن

فتح قم وقاشان وأصبهان

Page 133: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ملا انصرف أبو موسى عبد اهللا بن قيس االشعري من هناوند إىل األهواز فاستقراها مث أتى قم فأقام عليها اياماً وفتحها ووجه االحنف وامسه الضحاك بن قيس التميمي إىل قاشان ففتحها عنوة مث حلق به ووجه عمر بن

بن بديل بن ورقاء اخلزاعي إىل اصبهان سنة ثالث وعشرين ويقال بل كتب عمر إىل أيب اخلطاب عبد اهللا موسى أالشعري يأمره

بتوجيهه يف جيش إىل اصبهان فوجهه ففتحها عبد اهللا بن بديل جي صلحاً بعد قتال على أن يؤدي أهلها م من السالح ووجه عبد اهللا بن اخلراج واجلزية وعلى أن يؤمنوا على أنفسهم وامواهلم خال ما يف أيديه

بديل االحنف ابن قيس وكان يف جيشه إىل اليهودية فصاحله أهلها على مثل صلح جي وغلب ابن بديل على ارض اصبهان ورساتيقها وكان العامل عليها إىل أن مضت من خالفة عثمان سنة مث والها عثمان

عض سنة ثالث وعشرين وسنة أربع وعشرين السائب بن االقرع الثقفي وكان فتح اصبهان وارضها يف ب

فتح الري وقومس

قالوا كتب عمر بن اخلطاب إىل عمار بن ياسر وهو عامله على الكوفة بعد شهرين من وقعة هناوند يأمره أن يبعث عروة بن زيد اخليل الطائي إىل الري ودستيب يف مثانية آالف ففعل وسار عروة إىل ما هناك فجمعت له

هم أهل الري فقاتلوه فأظهره اهللا عليهم فاجتاحهم وخلف حنظلة بن زيد أخاه وقدم عمار الديلم وامدفسأله أن يوجهه إىل عمر ليبشره بعد أن كان اتاه خيربه عمه ما كان من أمر اجلسر فصار إىل عمر فأخربه

الرباء بن باخلرب فسماه البشري وملا انصرف عروة بعث حذيفة على جيشه سلمة بن عمرو الضيب ويقال عازب وقد كانت وقعة عروة كسرت الديلم وأهل الري فأناخ على احلصن املعروف بالفرخان فصاحله

الفرخان بعد قتال على أن يكونوا ذمة يؤدون اجلزية واخلراج واعطاه أهل الري وقومس مخسمائة ألف على وة أهل هناوند يف خراجهم إال يقتل منهم احداً وال يسبيه وال يهدم له بيتاً لنار وان يكونوا اس

وصاحله أيضا عن أهل دستيب الرازي الن دستيب قسمان قسم رازي وقسم قزويين ووجه سليمان بن عمرو والرباء بن عازب إىل قومس خيال فلم ميتنعوا وفتحوا أبواب الدامغان وملا ويل عمر

احلارثي الري ودستيب فصار إىل الري بعد عمار بن ياسر املغرية بن شعبة الكوفة ويل املغرية كثري بن شهابفوجد أهلها قد نقضوا فقاتلهم حىت رجعوا إىل الطاعة واذعنوا باخلراج واجلزية وغزا الديلم فأوقع هبم وغزا البرب والطيلسان وكان كثري مجيالً حازماً ومقعداً مع ذلك وكان إذا ركب رويت سويقتاه كاحملراثني ومل تزل

حذيفة تنتفض وتفتح حىت كان آخر من فتحها قرظة بن كعب األنصاري يف والية الري بعد أن فتحت أيامأيب موسى أالشعري الكوفة لعثمان وويل قرظة الكوفة لعلي بن أيب طالب رضوان اهللا عليه بعد ومات هبا

فصلى علي عليه اً وبىن فيها مسجداً وبىن املهدي مدينة الري اليت هي اليوم مدينتها يف خالفة املنصور وجعل حوهلا خندق

جامعاً جرى ذلك على يد عمار ابن أيب اخلصيب وكتب امسه على حائطه وارخ بناءها لسنة مثانية ومخسني ومائة وجعل هلا فصيالً يطيف به فارقني آجر ومساها احملمدية وحصن الفرخان يف داخل احملمدية وكان

ع ودار االمارة وجعل بعد ذلك سجناً ويف قلعة اهلادي قد أمر مبرمته ونزله وهو يطل على املسجد اجلام

Page 134: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

الفرخان يقول العطمش الضيب ) على رأسه داعي املنية يلمع ** على اجلوسق امللعون بالري اليين (

وكانت وظيفة الري اثين عشر ألف ألف درهم الن املنصور ثقلها عليهم خلروجهم مع سفان الطالب بدم رفاً من خراسان فأقتصر هبم على عشرة ألف ألف درهم أيب مسلم حىت مر هبا املأمون منص

فتح قزوين وزجنان وأهبر

ملا ويل املغرية بن شعبة الكوفة ويل جرير بن عبد اهللا مهذان ووىل الرباء بن عازب قزوين وأمره أن يسري إليها رباء ومعه حنظلة بن فأن فتحها اهللا على يده غزا الديلم منها وامنا كان مغزاهم قبل ذلك من دستىب فسار ال

زيد اخليل الطائي حىت أتى أهبر فأقام على حصنها فقاتلوه مث طلبوا االمان على مثل ما آمن عليه حذيفة أهل هناوند وصاحلهم على ذلك وغلب على أرض أهبر مث غزا أهل حصن قزوين فلما بلغهم قصد املسلمني اياهم

وا وحل الرباء واملسلمون بعقوهتم فخرجوا لقتاهلم وجهوا إىل الدياملة يستنصروهنم فوعدوهم أن يفعلوالديلميون وقوف على جبل هو احلد بينهم وبني قزوين ال ميدون إىل املسلمني يدا فلما رأى أهل قزوين

ذلك طلبوا الصلح فعرض عليهم ما أعطي أهل اهبر فأنفوا من اجلزية واظهروا اإلسالم فيقال اهنم نزلوا على ساورة البصرة من اإلسالم على أن يكونوا مع من شاءوا فنزلوا الكوفة وحالفوا زهرة بن مثل ما نزل عليه ا

حويه فسموا محراء ديلم وقيل اهنم أسلموا وأقاموا مبكاهنم وصارت أرضوهم عشرية فرتب الرباء بن عازب معهم مخس مائة رجل من

حق فيه ألحد املسلمني فيهم طليحة بن خويلد االسدي واقطعهم من األرضني ما الوغزا الرباء الديلم حىت ادوا اإلتاوة وغزا جيالن والبرب والطيلسان وفتح زجنان عنوة وكان الوليد بن عقبة

بن أيب معيط عند تولية الكوفة لعثمان بن عفان غزا الديلم مما يلي قزوين وغزا اذربيجان وغزا جيالن وموقان والبرب والطيلسان

يد بن العاص بعد الوليد فغزا الديلم ومصر قزوين فكانت ثغر أهل الكوفة وهبا وويل سعيد بن العاص بن سع فرساهنم

وملا شخص الرشيد يريد خراسان مر هبمذان فاعترضه أهل قزوين واخربوه مبكاهنم من بالد العدو وغنائهم يف كل سنة عشرة يف جماهدته وسألوه النظر هلم وختفيف ما يلزمهم من عشر غالهتم يف القصبة فيصري عليهم

آالف درهم مقاطعة وكان القاسم بن الرشيد ويل جرجان وطربستان وقزوين فأجلأ إليه أهل زجنان ضياعهم تعززاً به ودفعاً

ملكروه الصعاليك وظلم العمال عنهم وكتبوا له عليها االشربة وصاروا مزارعني فهي إىل اليوم من الضياع الربيع بن خيثم بعد الرباء بن عازب وكان القاقزان عشرياً ألن أهله هبذا السبب وكان املتويل بفتح زجنان

أسلموا عليه وأحيا املسلمون بعضه فأجلأوا إىل القاسم أيضا على أن جعلوا له عشراً ثانياً بعد العشر الواجب حبق بيت املال فصار أيضاً يف الضياع ومل تزل أن سعى رجل من أهل قزوين من بين متيم يقال له دستيب قسمني بعضها من الري وبعضها من مهذان إىل

Page 135: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

حنظلة بن خالد ويكىن أبا مالك يف امرها حىت صريت كلها إىل قزوين وكان أبو دلف القاسم بن عيسى غزا الديلم يف خالفة املأمون وغزاها وهو وال يف خالفة املعتصم باهللا أيام

أهله على أتاوة ومنها بومج فتحه عنوة مث صاحل أهله والية االفشني اجلبال ففتح حصوناً منها اقليسم صاحلعلى اتاوة ومنها االبالم ومنها االنداق وحصون أخرى واغزى االفشني غري أيب دلف ففتح أيضا من الديلم

حصوناً

فتح اذربيجان

اليمان ملا قدم املغرية بن شعبة الكوفة والياً عليها من قبل عمر بن اخلطاب كان معه كتاب إىل حذيفة بنبواليته اذربيجان فأنفذه إليه وهو بنهاوند أو بقرهبا فسار حذيفة حىت أتى اردبيل وهي مدينة اذربيجان وهبا مرزباهنا واليه جباية خراجها وكان هذا املرزبان قد مجع إليه املقاتلة من أهل باجروان وميمنذ والزير وسراة

شديداً أياماً مث أن املرزبان صاحل حذيفة عن مجيع أهل والشيز وامليانج وغريهم فقاتلوا املسلمون قتاالًأذربيجان على مثنمائة ألف درهم وزن مثانية على أن ال يقتل منهم أحد وال يسبيه وال يهدم بيت نار وال

يعرض الكراد البالسجان وسبالن وساترودان وال مينع أهل الشيز خاصة من الزفن يف اعيادهم واظهار ما مث انه غزا موقان وجيالن فأوقع هبم كانوا يظهرونه

وصاحلهم على أتاوة وقالوا مث عزل عمر حذيفة عن اذربيجان ووالها عتبة بن فرقد السلمي فأتاها من ناحية شهرزور على السلق الذي يعرف مبعاوية االودي فلما دخل أردبيل وجد أهلها على العهد وانتفضت عليه

مرو بن عتبة ابن فرقد الزاهد نواح فغزاهم فظفر وغنم وكان معه عوقد روى الواقدي يف اسناده أن املغرية بن شعبة غزا اذربيجان من الكوفة سنة اثنتني وعشرين حىت انتهى

إليها ففتحها عنوة ووضع علهيا اخلراج وروى ابن الكليب عن أيب خمنف أن املغرية غزا اذربيجان سنة ث بن قيس الكندي ففتح حصن باجروان وصاحلهم على صلح عشرين ففتحها مث اهنم كفروا فغزاها االشع

املغرية ومضى صلح االشعث إىل اليوم وملا كان زمن عثمان ويل الوليد بن عقبة الكوفة خرج الوليد فقدم اذربيجان ومعه االشعث بن قيس مث انصرف الوليد وخلفه والياً عليها فانتفضت عليه فكتب إىل الوليد

يم من أهل الكوفة فتتبع االشعث موضعاً موضعاً وخانا خانا واخلان يف كالم أهل يستمده فأمده جبيش عظاذربيجان اخلري ففتحها على مثل صلح حذيفة وعتبة بن فرقد واسكنها ناساً من الفرس من أهل العطاء والديوان وامرهم بدعاء الناس إىل اإلسالم مث وىل سعيد بن العاص فغزا اذربيجان واوقع بأهل موقان

وجيالن ومجع له خلق من االرمن وأهل أذربيجان فوجه إليهم جرير بن عبد اهللا البجلي فهزمهم وأخذ رئيسهم فصلبه على قلعة باجروان

مث وىل علي بن أيب طالب رمحة اهللا عليه االشعث بن قيس اذربيجان فلما قدمها وجد أكثر أهلها قد اسلموا هل العطاء والديوان من العرب ومصرها وبىن مسجدها ووسع بعد وقرءوا القرآن وانزل أردبيل مجاعة من أ

ذلك وملا نزلت العرب اذربيجان نزعت إليها عشائرها من املصرين والشام وغلب كل قوم على ما أمكنهم وابتاع بعضهم من العجم األرضني وأجلأت إليهم القرى للخفارة وصار أهلها مزارعني هلم وكانت ورثان

Page 136: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ش وارشق اللتني اختذتا يف أيام بابك فبناها مروان بن حممد بن مروان بن احلكم وأحيا قنطرة كقنطريت وحارضها وحصنها فصارت ضيعة له مث قبضت مع ما قبض من ضياع بين أمية فصارت الم جعفر زبيدة فبىن

وكالؤها سورها وكانت برزند قرية فعسكر هبا االفشني كيدر بن كاوس عامل املعتصم على أذربيجان وأرمينية واجلبل أيام حماربته بابك وحصنها

وقالوا وكانت املراغة تدعى اقراهروذ فعسكر مروان ابن حممد واىل ارمينية واذربيجان منصرفه من غزوة وموقان وجيالن بالقرب منها وكان فيها سرقني فكانت دوابه ودواب اصحابه مترغ هبا وأجلأها أهلها إىل

ه الناس إليها فكثروا هبا للتعزز وجعلوا يقولون بنوا قرية املراغة مروان فابتناها وتالف وكالؤمث قبضت مع ضياع بين أمية وصارت لبعض بنات الرشيد مث ملا وىل خزمية بن خازم ارمينية واذربيجان بىن

سورها وحصنها ومصرها وأما مرند فكانت قرية صغرية فحصنها البعيث مث ابنه حممد بن البعيث وكان أيام املتوكل فحاربه بغا الصغري وظفر به ومحله إىل سر من رأى وهدم حائط مرند خالف يف

وأما أرمية فمدينة قدمية يزعم اجملوس أن زرادشت صاحبهم كان منها وكان صدقة بن علي بن دينار موىل االزد حارب أهلها حىت دخلها وغلب عليها وبىن وأخوته بنائها وحصنها فنزهلا الناس

ز فنزهلا الرواد االزدي مث الوجناء بن الرواد واخوته وبنوا هبا وحصوهنا فنزهلا الناس معهم واما تربي وأما سراة فيها من كندة مجاعة

فتح املوصل

قالوا وىل عمر بن اخلطاب عتبة بن فرقد السلمي املوصل سنة عشرين فقاتله أهل نينوى فأخذ حصنها وهو احلصن الغريب على اجلزية مث فتح املرج وقراه وارض هبذري الشرقي عنوة وعرب دجلة فصاحلها أهل

وبعذري وحبتون واحلنابة واملعلة ودامري ومجيع معاقل االكراد وأيت تل الشهارجة والسلق الذي يعرف ببين احلرين صاحل بن عباد اهلمذاين صاحب رابطة املوصل ففتح ذلك كله وغلب املسلمون عليه وقال بعض أهل

ملوصل أن أرمية من فتوح املوصل وعتبة احلرية بأمر اابن فرقد فتحها وكان خراجها حيناً إىل املوصل وكذلك احلور وخوي وسلماس وقيل أيضا أن عتبة فتحها

حني ويل اذربيجان واهللا أعلم وقالوا أن أول من اختط باملوصل واسكنها العرب هرمثة بن عرفجة البارقي وكان هبا احلصن وبيع النصارى

ازل هلم قليلة عند تلك البيع وحملة اليهود فمصرها هرمثة وأسكنها العرب واختط هلم مث بىن املسجد ومناجلامع وقال الواقدي ويل عبد امللك بن مروان ابنه سعيد بن عبد امللك صاحب هنر سعيد املوصل ووىل

ر هبا وقد كانوا خالفوا قبل حممداً أخاه اجلزيرة وأرمينية فبىن سعيد سور املوصل الذي هدمه الرشيد حني م ذلك وفرشها سعيد باحلجارة

قالوا وملا اختط هرمثة باملوصل للعرب واسكنهم إياها أتى احلديثة وكانت قرية قدمية فيها بيعتان وأبيات النصارى فمصرها واسكنها قوماً من العرب فسميت احلديثة ألهنا بعد املوصل فبىن حنوه حصناً

فرقد الطريهان وتكريت وآمن أهل حصن تكريت على أنفسهم وامواهلم وخنازيرهم وقالوا وفتح عبتة بن

Page 137: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

وبيعهم وسار يف كورة باجرمق مث صار إىل شهرزور وزعم اهليثم بن عدي أن عياض بن غنم ملا فتح بلداً أتى املوصل ففتح أحد احلصنني وبعث عتبة بن فرقد إىل

فرض عليهم اجلزية يف مجامجهم واطعموا ارضهم وفرض احلصن اآلخر فصاحل أهله وكان الصلح على أن على الرجل بقدر أرضه مخسة آالف واربعة آالف وأقل وأكثر واهللا أعلم

فتح شهرزور والصامغان

قالوا حاول عزرة بن قيس فتح هرزور وهو وال على حلوان يف خالفة عمر فلم يقدر عليها فغزاها عتبة بن صلح حلوان وكانت العقارب هبا تصيب الرجل فيموت وصاحل عتبة أهل فرقد ففتحها بعد قتال على مثل

الصامغان ودار اباذ على اجلزية واخلراج وعلى أال يقتلوا وال يسبوا وال مينعوا طريقاً يسلكونه وكتب عتبة إىل عمر بن اخلطاب أين قد بلغت بفتوحي اذربيجان فواله إياها وويل هرمثة بن عرفجة املوصل

تزل شهرزور وأعماهلا مضمومة إىل املوصل حىت فرقت يف أيام الرشيد فوىل شهرزور والصامغان قالوا ومل ودار اباذ رجل مفرد

فتح كور االهواز

قالوا غزا املغرية بن شعبة االهواز يف والية البصرة حني شخص عنها عتبة بن غزوان يف آخر سنة مخس عشرة وأول سنة ست عشرة فقاتله

االهواز مث صاحل على مال مث انه بعد ذلك نكث فغزاها أبو موسى أالشعري حني وىل البريواز دهقانالبصرة بعد املغرية فافتتح سوق االهواز عنوة وفتح هنر تريي عنوة وويل ذلك بنفسه يف سنة سبع عشرة ومل

ا إال السوس يزل يفتح هنراً هنراً ورستاقا رستاقا واالعاجم هترب من بني يديه حىت غلب على مجيع ارضهوتستر ومناذر ورامهرمز وسار أبو موسى إىل مناذر فحاصر أهلها فأشتد قتاهلم فاستخلف الربيع بن زياد احلارثي على فتحها وسار إىل السوس ففتح الربيع مناذر عنوة فقتل املقاتلة وسىب الذرية وصارت مناذر

نفذ ما عندهم من طعام فضرعوا إىل الصغرى والكربى يف أيدي املسلمني وحصر أبو موسى السوس حىت االمان وسأل مرزباهنا أن يؤمن منهم مثانني على أن يفتح باب املدينة ويسلمها فسمي الثمانني وأخرج نفسه من العدة فلم يعرض للثمانني وضرب عنقه وقتل من سواهم من املقاتلة وأخذ األموال وسىب الذرية وهادن

نتهم فوجه إليهم أبا مرمي احلنفي فصاحلهم على مثامنائة ألف درهم مث أبو موسى أهل رامهرمز مث انقضت هدأهنم غدروا ففتحت عنوة فتحها أبو موسى يف آخر أيامه وكان أبو موسى قد فتح سرق على مثل صلح

رامهرمز مث اهنم غدروا فوجه إليها حارثة بن بدر الغداين يف جيش كثيف فلم يفتحها فلما قدم عبد اهللا ابن فتحها عنوة عامر

قالوا وسار أبو موسى إىل تستر وهبا شوكة العدو وحدهم فكتب إىل عمر يستمده فكتب عمر إىل عمار بن ياسر يأمره باملسري إليه يف أهل الكوفة وختليف مسعود فقدم عمار جرير بن عبد اهللا البجلي وسار عمار

Page 138: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

أجلأوا اهلرمزان إىل القلعة وفيها حراسة فطلب بعده حىت أتى تستر فقاتلهم أهل تستر قتاالً شديداً مث اهنم االمان حينئذ فأىب أبو موسى أن يعطيه ذلك إال على حكم عمر فنزل على ذلك وقتل من كان يف القلعة ممن

ال أمان له ومحل اهلرمزان إىل عمر فاستحياه وفرض له وكان من أمره ما كان بوا االمان فصاحلهم على أال يقتل منهم أحداً وال وسار أبو موسى إىل جنديسابور وأهلها منخوبون وطل

يسبيه وال يعرض من أمواهلم سوى السالح مث أن طائفة من أهلها جتمعوا بالكلبانية فوجه أبو موسى إليهم الربيع بن زياد فقتلهم وفتح الكلبانية وفتح الربيع الثيبان عنوة مث نقضوا ففتحها منجوف بن ثور السدوسي

عبد اهللا بن عامر الزط وسنبيل وكان أهلها كفروا واجتمع إليهم طوائف من االكراد وفتح وكان مما فتحه أيذج بعد قتال شديد واستويف أبو موسى فتح كور االحواز السبع عنوة

وروي الواقدي عن الزهري قال افتتح عمر السواد واالهواز عنوة فسئل قسمة ذلك فقال فما ملن جاء أهلها عن منزلة أهل الذمة ومل يكن عسكر مكرم مصراً قدمياً وإمنا نسبت إىل مكرم بعدنا من املسلمني وأقر

بن الفزر أحد بين جعونة بن احلارث بن منري وكان احلجاج وجهه حملاربة خرزاد بن باس حني عصى وحلق ها حىت بايذج فنزل مكرم موضع عسكر مكرم اآلن وكان بقرية قدمية فوصل هبا البناء مث مل يزل يزداد في

كثرت فسمى ذلك امجع عسكر مكرم وهنربط كانت فيه مراع للبط فقالت العامة هنربط كما قالوا يف دار البطيخ دار بطيخ واملشكوك االحوازي

مسي هبذا االسم ألن الرشيد كان أقطع عبد اهللا بن املهدي مزارعه أرض االحواز فأضيفت إىل ذلك غريه بالنظر يف األمر فما مل تكن فيه شبهة أقر حباله وما شك فيه جيز فسمي ما وقع فوقع قوم فيه إىل املأمون فأمر

الشك يف أمره املشكوك وصار ذلك ضيعة سرية أقطعتها أم املتوكل فوقفتها على مواليها

فتح كور فارس وكرمان

حبر العرب كان العالء بن احلضرمي عامل عمر على البحرين وجه هرمثة بن عرفجة البارقي ففتح جزيرة يفمث كتب عمر إىل العالء أن ميد عتبة بن فرقد السلمي هبرمثة ففعل مث ملا ويل عمر عثمان بن أيب العاص الثقفي البحرين وعمان فدوخهما واتسقت له طاعة أهلها وجه أخاه احلكم ابن أيب العاص يف جيش كثيف من عبد

القيس واالزد ومتيم وبين كاوان مث عرب إىل توج وهي من أرض اردشريخرة ومعىن اردشريخرة هباء ناجية وغريهم ففتح جزيرة ابر

أردشري ففتحها وأنزهلا املسلمني من عبد القيس وغريهم وذلك يف سنة تسع عشرة فعظم على شهرك مرزبان فارس وواليها ما كان من وطئ العرب أرض فارس واشتد عليه وكانت نكايتهم وبأسهم وظهورهم

قد بلغه فجمع هلم مجعاً عظيماً وسار بنفسه حىت أتى ريشهر من أرض سابور وهي على مجيع من القوا بقرب توج فخرج إليه احلكم وعلى مقدمته سوار ابن مهام العبدي فاقتتلوا قتاالً شديداً ومحل سوار على شهرك فقتله ومحل سوار على ابن شهرك فقتله وهزم اهللا املشركني وفتحت ريشهر عنوة وكان يومها يفصعوبته كيوم القادسية وكتب إىل عمر بالفتح مث أن عمر كتب إىل عثمان ابن أيب العاص يف اتيان فارس

فخلف على عمله أخاه املغرية ويقال حفص بن أيب العاص وكان جزالً وقدم توج فنزهلا وكان يغزو منها مث

Page 139: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

يعود إليها ف عثمان بن أيب العاص ويعاونه فكان يغزو وكتب عمر إىل أيب موسى أالشعري وهو بالبصرة يأمره أن يكات

أرض فارس من البصرة مث يعود إليها وبعث عثمان بن أيب العاص هرم بن حيان العبدي ففتح قلعة يقال هلا شبري بعد حصار عنوة وقلعة يقال هلا الستوج عنوة وأيت عثمان أردشريخرة من سابور ففتحها وأرضها بعد

ء اجلزية واخلراج ونصح املسلمني أن قاتله أهلها صلحاً على أداوفتح عثمان بن أيب العاص كازرون من سابور والنوبنجان منها أيضا وغلب عليها واجتمع أبو موسى وعثمان بن أيب العاص يف آخر خالفة عمر ففتحا أرجان صلحا على اجلزية واخلراج وفتحا شرياز من

أحب منهم اجلالء وال يقتلوا وال يستعبدوا وفتحاً أردشريخرة على أن يكونوا ذمة يؤدون اخلراج إال من سينيز من أرض أردشريخرة عنوة وترك أهلها عماراً لألرض وفتح عثمان حصن جنابا بأمان وأيت عثمان بن أيب العاص دار أجبرد وكانت قريوان عملهم ودينهم وهبا اهلربذ فصاحله اهلربذ على مال أعطاه أياه وعلى أن

م أسوة مبن فتحت بالده من فسا فصاحله عظيمها على مثل صلح دار أجبرد أهل دار أجبرد كلهويقال أن اهلربذ صاحله عنها ألهنا من أرض دار أجبرد وأتى عثمان بن أيب العاص مدينة سابور يف سنة ثالث وعشرين ويقال يف سنة أربع وعشرين قبل أن يأيت أبو موسى والية البصرة من قبل عثمان بن عفان فوجد

أهلها متهيئني للقتال قتال املسلمني وكان اخو شهرك هبا فامتنع قليالً مث طلب األمان والصلح فصاحله عثمان على أال يقتل احداً وال يسبيه وعلى أن يكون له ذمة ويعجل ماال مث أن أهل سابور نقضوا وغدروا

العاص ففتحت يف سنة ست وعشرين عنوة فتحها أبو موسى وعلى مقدمته عثمان بن أيبوملا ويل عبد اهللا بن عامر بن كريز البصرة من قبل عثمان بن عفان بعد أيب موسى أالشعري سار إىل

اصطخر يف سنة مثاين وعشرين فصاحله ماهك عن أهلها مث توجه إىل جور فلما فارقهم نكثوا وقتلوا عامله على جور وهي مدينة اردشريخرة عليهم مث كر عليهم بعد فتحه جور ففتحها وكان هرم بن حيان مقيماً

وكان املسلمون يعانوهنا مث ينصرفون عنها فيعانون لصطخر ويغزون نواحي كانت تنتفض عليهم علماً نزل ابن عامر هبا قاتلوه مث حتصنوا ففتحها بالسيف عنوة يف سنة تسع وعشرين مث كر عبد اهللا بن عامر بعد

ال شديد ورمي باجملانيق وقتل هبا من االعاجم أربعني ألفاً فراغه من جور إىل اصطخر ففتحها عنوة بعد قتوأفىن اكثر أهل البيوتات ووجوه االساورة وكانوا قد جلأوا إليها وروى احلسن بن عثمان الزيادي أن أهل

اصطخر غدروا يف والية ن والفشجان ومل عبد اهللا بن عباس العراق لعلي بن أيب طالب عليه السالم ففتحها وفتح ابن عامر السكاريا

تكونا دخلتا يف صلح اهلربذ وحاصر املسلمون شهرياج ويقال أن العرب عربت حصن سرياف فسموه بذلك وكانوا ظنوا أهنم سيفتحوهنا يوم قصدوها فقاتلهم أهلها شهراً طراداً فبينما هم ذات يوم قد قاتلوهم

ورمى به إليهم يف مشقص فقال ورجعوا إىل معسكرهم وختلف عبد مملوك فراطنوه فكتب هلم أماناًاملسلمون ليس أمانه بشيء فقال القوم لسنا نعرف احلر منكم من العبد فكتب بذلك إىل عمر فقال أن عبداً

للمسلمني منهم وذمته ذمتهم وأما كرمان فإن عثمان بن أيب العاص كان لقي مرزباهنا يف جزيرة أبركاوان وهو يف خف فقتله فوهن أمر

Page 140: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

خنبت قلوهبم فلما صار ابن عامر إىل فارس وجه جماشع بن مسعود السلمي إىل كرمان يف أهل كرمان وطلب يزدجرد فهلك جيشه ببيمند مث توجه ابن عامر إىل خراسان ويل جماشعاً كرمان ففتح بيمند واستبقى

وهي أهلها وأعطاهم أماناً بذلك وهبا قصر يعرف بقصر جماشع وفتح جماشع برو خروة وأتى السريجان مدينة كرمان فأقام عليها أياماً يسرية وأهلها متحصنون وقد خرجت هلم خيل فقاتلهم ففتحها عنوة وخلف

هبا رجالً مث أن كثرياً من أهلها جلوا عنها وقد كان أبو موسى أالشعري وجه الربيع بن زياد احلارثي ففتح ما حول السريجان وصاحل أهل مب

افتتحها جماشع بن مسعود وفتح جريفت عنوة وسار يف كرمان فدوخها وأتى واالندغار فكفر أهلها ونكثوا فالقفص وكان قد جتمع له هبرموز خلق ممن جال من االعاجم فقاتلهم وظفر هبم وأظهر عليهم وهرب كثري

من أهل كرمان فركبوا يف البحر وحلق بعضهم بسجستان فأقطعت العرب منازهلم وأراضيهم فعمروها ها واحتفروا القىن يف مواضع منها وأدوا العشر في

وويل احلجاج قطن بن قبيصة بن خمارق اهلاليل فارس وكرمان وكان قبيصة بن خمارق من أصحاب النيب وهو الذي كان انتهى إىل هنر فلم يقدر اصحابه على اجازته فقال من أجازه فله ألف درهم فجازوه فوىف هلم

فكان ذلك أول ما مسيت به اجلائزة جائزة فقال اجلحاف بن حكيم السلمي

) على عالهتم أهلي ومايل ** فدى لألكرمني بين هالل ( ) فصارت سنة أخرى الليايل ** هم سنوا اجلوائز يف معد ( ) وعشر حيت ختتلف العوايل ** رماحهم تزيد على مثان (

فتح سجستان وكابل

بن عبد مشس يريد خراسان سنة ثالثني نزل بعسكره ملا توجه عبد اهللا بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب شق السريجان من كرمان ووجه الربيع بن زياد احلارثي إىل سجستان فسار حىت نزل الفهرج مث قطع املفازة

وهي مخسة وسبعون فرسخاً فأتى رستاق زالق وهو حصن فأغار على أهله يوم مهرجان وأخذ دهقانه ها ذهبا وفضة وصاحل الدهقان على حقن دمه وعلى أن يكون بلده فافتدى نفسه بأن ركز عنزة مث غمر

كبعض ما افتتح من بالد فارس وكرمان مث أتى قرية يقال هلا كركويه على مخسة أميال من زالق فصاحلوه ومل يقاتلوه ونزل رستاقاً يقال له هيسوم فأقام له أهله النزل وصاحلوه على غري قتال مث أخذ اإلدالء من زالق إىل

زرنج وسار حىت نزل اهلندمند وعرب وادياً ينزع منه يقال له فوق وأتى روشت وهي من زرنج على ثلثي ميل فخرج إليه أهلها فقاتلوه قتاالً شديداً وأصيب رجال من املسلمني مث كر املسلمون فهزموهم وقتلوا

هبا أصاب عبد الرمحن أبا صاحل منهم مقتلة عظيمة مث أتى الربيع ناشروز وهي قرية فقاتل أهلها وظفر هبم وبن عبد الرمحن الذي كتب للحجاج مكان زاد نفروخ بن نريي وويل خراج العراقني لسليمان بن عبد امللك

فاشترته امرأة من بين متيم وصار الربيع إىل مدينة زرنج فحاصر أهلها بعد أن قاتلوه مث بعث إليه ابرويز مرزباهنا يستأمنه ليصاحله فأمر

Page 141: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ع جبسد من أجساد القتلى فطرح له فجلس عليه واتكأ على آخر وأجلس أصحابه على أجساد القتلى الربيوكان الربيع آدم أفوه طويالً فلما رآه املرزبان هاله فصاحله على ألف وصيف مع كل واحد منهم جام من

رس رستم فقاتلوه فظفر ذهب ودخل الربيع املدينة مث أتى وادي سناروذ فعربه مث أتى القريتني وهناك مربط فهبم مث عاد إىل زرنج فأقام هبا سنتني مث وىل ابن عامر عبد الرمحن بن مسرة بن حبيب بن عبد مشس سجستان وقد نقضوا فحصر مرزباهنا يف قصره يوم عيد هلم حىت صاحله على ألفي ألف درهم وألفي وصيف وغلب

ن ناحية رخج على ما بينه وبني بالد الداور ابن مسرة على ما بني زرنج وكش من ناحية اهلند وغلب محصرهم يف جبل الزون مث صاحلهم وكانت عدة من معه من املسلمني مثانية آالف فأصاب كل واحد منهم

من مال الصلح أربعة آالف ودخل على الزور وهو صنم من ذهب عيناه ياقوتتان فقطع يده وأخذ الياقوتتني بذلك ودونك ما أخذته من الصنم ولكنين أردت أن أعلمك أنه ال ينفع مث قال للمرزبان بأن مل انقض عهد وال يضر وفتح بست وزابل بعهد

وكان حممد بن سريين يكره سيب زابل ويقول أن عثمان ولث هلم ولثاً وهو عقد دون العهد وأتى عبد شكري وانصرف من الرمحن بن مسرة زرنج فأقام هبا حىت اضطرب أمر عثمان مث استخلف أمري بن أمحر الي

سجستان مث أن أهل زرنج اخرجوا أمرياً وأغلقوها وملا فرغ علي بن أيب طالب رضوان اهللا عليه من أمر اجلمل بعث عبد الرمحن بن جزء الطائي إىل سجستان وكانت صعاليك العرب قد جتمعوا مع حسكة بن

هلها وأصابوا منها ماالً فقتلوا عبد عتاب احلبطي وعمران بن الفضيل الربمجي وأصابوا من زالق وقد نقض أ الرمحن فأوعد علي رمحه اهللا احلبطان أن يقتل منهم مكانه أربعة آالف

ومل يزل أمر سجستان على اضطرابه إىل أيام معاوية ابن أيب سفيان فإنه استعمل ابن عامر على البصرة فوىل شراف واالجناد فكان يغزوا البلد وقد نقض ابن عامر عبد الرمحن بن مسرة سجستان فأتاها يف مجاعة من اال

أهله وكفروا فيفتحه عنوة أو يصاحله أهله حىت بلغ كابل فحاصر أهلها شهراً وكان يقاتلهم ويرميهم باملنجنيق حىت دخلها املسلمون عنوة وأبلى عباد بن حازم واملهلب بن أيب صفرة

نسل وصار إىل بست ففتحها عنوة وسار إىل وكانا معه بكابل بالء حسناً وسار عبد الرمحن فقطع واديرزان فهرب أهلها وغلب عليها مث صار إىل خشك فصاحله أهلها مث أتى الرخج فظفر هبم وفتحها مث صار إىل زابلستان فقاتلوه وقد كانوا نكثوا ففتحها وأصاب سبياً وعاد إىل كابل وقد نقض أهلها ففتحها مث أن

من قبله وبعث إليه بعهده فلم يزل هبا حىت قدم زياد البصرة فأقره اشهراً معاوية وىل عبد الرمحن سجستان مث وىل مكانه الربيع بن زياد وانصرف ابن مسرة إىل البصرة فمات هبا سنة مخسني وعبد الرمحن هذا هو الذي

مسألة قال له النيب اللهم ال تطلب االمارة فإنك أن أوتيتها عن غري مسألة اعنت عليها وان أتيتها عن وكلت إليها وإذا حلفت على ميني فرأيت غريها خرياً منها فإت الذي هو خري وكفر عن ميينك مث مجع كابل

شاه للمسلمني وأخرج من كان منهم بكابل وجاء رتبيل امللك فغلب على زابلستان والرخج حىت انتهت خج فلحق به الربيع فقاتله هبا إىل بست فخرج الربيع بن زياد يف الناس فقاتل رتبيل فهزمه حىت أتى الر

ومضى ففتح بالد الداور مث عزل زياد بن أيب سفيان الربيع بن زياد ووىل عبيد اهللا بن أيب بكرة سجستان فلما كان برزان بعث إليه

Page 142: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

رتبيل يسأله الصلح عن بلده وبالد كابل على ألفي ألف دينار ومائيت ألف دينار فأجابه إىل ذلك مث سأله أن مائيت ألف دينار ففعل فتم صلحه على ألف ألف ووفد عبيد اهللا على زياد فأعلمه ذلك فأمضى يهب له

الصلح مث رجع إىل سجستان فكان هبا إىل أن مات زياد وويل سجستان بعد موت زياد عباد بن زياد من قبل معاوية

يزيد أو قبله غدر أهل كابل مث ملا وىل يزيد بن معاوية ويل سلم ابن زياد سجستان وخراسان فلما كان موت ونكثوا وأسروا أبا عبيدة بن زياد فسار إليهم يزيد بن زياد فقتل ومن كان معه فبعث سلم بن زياد طلحة

بن عبيد اهللا ابن خلف اخلزاعي املعروف بطلحة الطلحات ففدى أبا عبيدة خبمسمائة ألف درهم وسار م ابن زياد فمات بسجستان ووقعت العصبية خبراسان طلحة من كابل إىل سجستان والياً عليها من قبل سل ونواحيها وغلب كل قوم على مدينتهم فطمع رتبيل

مث قدم عبد العزيز بن عبد اهللا بن عامر والياً على سجستان من قبل القباع وهو احلارث بن عبد اهللا بن أيب يها رتبيل واستعمل عبد امللك بن ربيعة املخزومي يف أيام ابن الزبري فكانت بينه وبني رتبيل حرب قتل ف

مروان أمية بن عبد اهللا بن خالد بن أسيد بن أيب العيص على خراسان وسجستان فوجه ابنه عبد اهللا بن أمية على سجستان وعقد له عليها وهو بكرمان فغزا رتبيل القائم بعد األول املقتول وقد كان هاب املسلمني

فصاحل عبد اهللا حني ف ألف وبعث إليه هبدايا ورقيق فأىب قبول ذلك واشتط فيما التمسه فخلى رتبيل له نزل بست على أل

البالد حىت إذا اوغل فيها أخذ عليه الشعاب واملضايق فطلب إليهم أن خيلوا عنه لريجع ساملاً وال يأخذ منهم وا بالدنا ما كنت والياً شيئاً فأىب ذلك وقال بل تأخذ ثالمثائة ألف درهم صلحاً وتكتب لنا هبا كتاباً وال تغز

ففعل وبلغ ذلك عبد امللك فعزله مث وىل واحلجاج بن يوسف العراق ووجه عبيداهللا بن أيب بكرة إىل سجستان فخار ووهن وأتى الرخج

وكانت البالد جمدبة فسار حىت نزل بالقرب من كابل وانتهى إىل شعب فأخذه العدو عليه وحلقهم رتبيل أن يعطوه مخسمائة ألف درهم ويقال ألف ألف ويرفع عنهم اخلراج مخس سنني فصاحلهم عبيد اهللا على

ويبعث إليهم ثالثة من ولده رهناء على الوفاء فكتب هلم كتاباً إال يغزوهم ما كان والياً فقال بعض اصحابه م هبذا وهو شريح بن هاين احلارثي اتق اهللا وقاتل هؤالء القوم فإنك أن أعطيتهم ما سألوا أوهنت اإلسال

الثغر ومحل عليهم وقاتل الناس وهلك أكثرهم جوعاً وعطشاً ومات عبيداهللا بن أيب بكرة كمداً واستخلف على الناس ابنه أبا برذغة فاقدمه احلجاج إليه فعذبه وطالبه باألموال

مث أنه ووىل احلجاج عبد الرمحن بن حممد بن االشعث سجستان فخلع عبد امللك واحلجاج وأقبل إىل العراقرجع إىل سجستان خالصاً وهادن رتبيل فأسلمه رتبيل بكتاب احلجاج إليه يف ذلك وصاحل احلجاج رتبيل على أال يغزوا بلده سبع سنني ويقال تسع سنني على أن يؤدي بعد مضي هذه السنني يف كل سنة عروضاً

الكليب فعاسر رتبيل يف بتسعمائة ألف درهم فلما انقضت سنو املوادعة وىل احلجاج االشهب بن بشريالعروض اليت أداها إليه فكتب رتبيل إىل احلجاج يشكوه فعزله احلجاج ووىل قتيبة بن مسلم الباهلي

خراسان وسجستان يف أيام الوليد بن عبد امللك فوىل قتيبة سجستان عمرو بن مسلم فطلب الصلح من

Page 143: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ق عليه احلجاج من العروض فسار قتيبة إىل سجستان رتبيل دراهم بأعياهنا فذكر أنه ال ميكنه إال ما كان فارفلما بلغ رتبيل قدومه أرسل إليه أنا مل خنلع يداً من طاعة وإمنا فارقتمونا على عروض فال تظلمونا فقال قتيبة

للجند أقبلوا منه العرض فأنه ثغر مشئوم افه مث استخلف قتيبة على مث انصرف قتيبة من زرنج بعد أن كان زرع هبا زرعاً لييأس العدو من انصر

سجستان عبد اهللا بن عبيد اهللا بن عمري الليثي مث ويل سليمان بن عبد امللك فويل يزيد بن املهلب العراق فويل يزيد مدرك بن املهلب أخاه سجستان فلم

يعطه رتبيل شيئاً مث ويل معاوية ابن يزيد فرضخ له بن أرطاة البصرة وثغورها فوىل اجلراح بن عبد اهللا احلكمي وملا ويل عمر بن عبد العزيز اخلالفة ويل عدي

خراسان وسجستان مث عزله ووىل عبد الرمحن ابن نعيم العامري فلم حيمل رتبيل أليهما شيئاً ومل يعط رتبيل عمال يزيد بن عبد امللك شيئاً أيضا مث قال رتبيل ما فعل قوم كانوا يأتونا مخاًص البطون سود الوجوه من

ة نعاهلم خوص قالوا انقرضوا فقال أولئك كانوا أوىف منكم عهوداً وأشد بأساً وان كنتم أحسن منهم الصال وجوهاً

وملا استخلف املنصور ويل معن بن زائدة سجستان فقدمها وبعث عماله إىل اعماهلا وكتب إىل رتبيل يأمره ورقيق وزاد يف تقومي ما بعث به من حبمل اإلتاوة اليت كان احلجاج صاحله عليها فبعث بأبل وقباب تركية

ذلك للواحد ضعفه فغضب معن وقصد الرخج وعلى مقدمته يزيد بن مزيد فوجد رتبيل قد خرج عنها ومضى إىل زابلستان ليصيف هبا ففتحها وأصاب سبياً كثرياً كان منهم فرج الرخجي وهو صيب وأبوه زياد

ب ماوند خليفة رتبيل االمان على أن حيمله إىل أمري وكانت عدة من سباه معن منهم ثالثني ألف رأس وطلاملؤمنني فآمنه وبعث به إىل بغداد مع مخسة آالف من مقاتلهم فأكرمه املنصور وفرض له وقوده وخاف معن هجوم الشتاء فأنصرف إىل بست فقتله قوم من اخلوارج اغتياالً فقام يزيد بأمر سجستان بعد واشتدت على

عجم وطأته فاحتيل حىت أوغر قلب املهدي يف خالفة املنصور عليه فعزله ونكبه وصار أهلها من العرب والإىل مدينة السالم فلم يزل هبا جمفواً إىل أن حترك أمره ومل يزل عمال املهدي والرشيد يقبضون اإلتاوة من

رتبيل بسجستان على حسب قوة عليها اإلسالم وملا كان املأمون خبراسان القوي وضعف الضعيف منهم ويولون عماهلم النواحي اليت غلب

أديت له اإلتاوة مضاعفة وفتح كابل وأظهر ملكها اإلسالم والطاعة وأدخلها عامل املأمون واستقامت بعد ذلك حيناً

فتح خراسان

قالوا وجه أبو موسى أالشعري عبد اهللا بن بديل بن ورقاء اخلزاعي غازياً فأتى كرمان ومضى حىت بلغ ومها حصنان يقال ألحدمها طبس واآلخر كربد جرميان فيهما خنل ومها بابا خراسان فأصاب مغنماً الطبسني

وأتى قوم من أهل الطبسني عمر بن اخلطاب فصاحلوه على مخسة وسبعني ألفاً ويقال ستني ألفاً وكتب هلم كتاباً

Page 144: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

وعشرين فافتتح من أرض فارس وملا استخلف عثمان ووىل عبد اهللا بن عامر بن كريز البصرة يف سنة مثاينما أفتتح مث غزا خراسان يف سنة ثالثني واستخلف على البصرة زياد بن أيب سفيان وبعث على مقدمته

االحنف بن قيس فأقر صلح الطبسني وقدم االحنف إىل قوهستان وهي أقرب من يتلقاه من نواحي خراسان فريوز امللك نفاهم إىل هراة ألهنم كانوا يلوطون فلقيته اهلياطلة معاونني ألهل قوهستان وهم قوم كان

فهزمهم وفتح قوهستان عنوة ويقال بل أجلأهم إىل احلصن فلما قدم عليه ابن عامر طلبوا الصلح فصوحلوا على ستمائة ألف درهم

وبعث ابن عامر يزيد اجلرشي أبا سامل بن يزيد إىل رستاق زم ففتحه وباخرز وهو رستاق من نيسابور أيضاًوفتح جوين وسىب سبياً ووجه ابن عامر االسود ابن كلثوم العدوي عدي الرباب وكان ناسكاً إىل بيهق

وهورستاق من نيسابور فدخل بعض حيطان أهله من ثلمة كانت فيه ودخلت معه طائفة من املسلمني فأخذ ده أخوه أدهم ابن كلثوم العدو عليهم تلك الثلمة فقاتل االسود حىت قتل ومن كان معه وقام بأمر الناس بع

فظفر وفتح بيهق وفتح بست واسبنج ورخ وزاوة وخواب واسفرايني وأرغيان مع نيسابور مث أتى أبرشهر وهي مدينة نيسابور فحصر أهلها اشهراً مث فتحها وحتصن مرزباهنا يف القهندز ومعه مجاعة وطلب االمان

ه ابن عامر على ألف ألف درهم ووىل نيسابور ملا على أن يصاحل على مجيع نيسابور بوظيفة يؤديها فصاحلفتحها قيس بن اهليثم السلمي ووجه ابن عامر عبد اهللا بن خازم السلمي إىل محراندز من نسا ففتحه وأتاه صاحب نسا فصاحله على ثلثمائة ألف درهم ويقال على احتمال األرض من اخلراج وأال يقتل أحداً وال

ورد على ابن عامر فصاحله على أربعمائة ألف درهم ووجه ابن عامر عبد اهللا بن يسبيه وقدم هبمنة عظيم ابيخازم إىل سرخس فقاتلهم مث طلب زاذويه مرزباهنا الصلح على أميان مائة رجل وان يدفع إليه النساء

فصارت ابنته يف سهم ابن خازم فاختذها ومساها ميثاء وأغفل نفسه فقتله ودخل سرخس عنوة ووجه ابن خازم ويقال انه صاحله على أن يؤمن مائة نفس فسماهم

من سرخس يزيد بن سامل موىل شريك بن االعور إىل كيف وبينة ففتحها وأتى كنازتك مرزبان طوس ابن عامر فصاحله عن طوس على ستمائة ألف درهم ووجه بن عامر جيشا إىل هراة عليه أوس بن ثعلبة بن رقى

فبلغ عظيم هراة ذلك فشخص إىل ابن عامر فصاحله عن هراة وبوشنج ويقال خليد بن عبد اهللا احلنفيوباذغيس سوى طاغون وباغون بأهنما فتحا عنوة وكتب له ابن عامر كتاباً شرط عليه فيه مناصحة املسلمني

واصالح ما يف يده من األرض واداء اجلزية وخراج األرضني ويقال أن ابن عامر نفسه سار يف الدهم إىل تل أهلها مث صاحله مرزباهنا عن هراة وبوشنج وباذغيس على ألف ألف درهم وأرسل مرزبان مرو هراة فقا

الشاهجان يسأل الصلح فوجه ابن عامر إىل مرو حامت بن النعمان الباهلي فصاحله عنها على ألفي ألف ملال وليس درهم ومائيت ألف درهم وكان يف صلحهم أن يوسعوا للمسلمني يف منازهلم وان عليهم قسمة ا على املسلمني إال قبض ذلك فكانت مرو صلحاً إال قرية منها يقال هلا السنج فأهنا أخذت عنوة

وقال أبو عبيدة صاحله على وصائف ووصفاء ودواب ومتاع ومل يكن عند القوم يومئذ عني وان اخلراج مر االحنف بن قيس حنو كله كان على ذلك حىت وىل يزيد بن معاوية فصريه ماال ووجه عبد اهللا ابن عا

طخارستان فأتى املوضع الذي يقال له قصر االحنف وهو حصن مرو الروذ وله رستاق عظيم يعرف

Page 145: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

برستاق االحنف ويدعى سنوأجنر فحصر أهله فصاحلوه على ثلثمائة ألف ومضى االحنف إىل مرو الروذ فحصر أهلها واجتمع هلا

م فبلغوا ثالثني ألفاً وجاءهم أهل الصغانيان وهم من اجلانب أهل اجلوزجان والطالقان والفارياب ومن حوهلالشرقي من النهر ونزل االحنف بني املرغاب واجلبل فقاتلوه قتاالً شديداً ومن كان جيمع معهم من الترك فصاحلهم مرزباهنا وهو من ولد باذام صاحب اليمن أو ذو قرابة له فكتب إىل االحنف أن الذي دعاين إىل

م باذام فصاحله على ستمائة ألف وكانت لألحنف خيل قد سارت إىل رستاق يقال له بغ الصلح أسال فأخذته واستاقت مواشي منه وكان الصلح بعد ذلك

ووجه االحنف من مرو الروذ االقرع بن حابس التميمي يف خيل إىل اجلوزجان فلقى العدو هبا وقد كان ا فهزموهم وفتحوا اجلوزجان عنوة وفتح االحنف الطالقان صاروا إليها فكانت املسلمني حوله مث اهنم كرو

صلحاً وفتح الفارياب أيضاً على مثل ذلك ويقال بل فتحها أمري بن أمحر اليشكري وسار االحنف إىل بلخ وهي مدينة طخاري فصاحله أهلها على سبعمائة ألف وأستعمل عليها أسيد بن املتشمس وسار إىل خوارزم

دينتها شرقية فلم يقدر عليها فأنصرف إىل بلخ وقد جىب أسيد صلحاً فاستوعب ابن وهي من سقى النهر وم عامر فتح ما دون النهر على ما تقدم من شرح ذلك

وقال أبو عبيدة انه ملا بلغ ما وراء النهر خربه طلبوا إليه أن يصاحلهم ففعل وبعث من قبض ذلك فأتته مث أنه أحرم شكراً هللا ومل يذكر غري أيب عبيدة انه صاحل أهل الدواب والوصفاء والوصائف واحلرير والثياب

ما وراء النهر وقدم على عثمان بعد أن استخلف قيس بن اهليثم فسار قيس بعد شخوصه من ارض طخارستان فلم يأت بلداً منها إال صاحله أهله وأذعنوا له حىت أتى مسنجان فأمتنعوا عليه فحصرهم حىت

فتحها عنوة تخلف علي بن أيب طالب رضوان اهللا عليه قدم عليه ماهويه مرزبان مرو وهو بالكوفة فكتب له إىل مث ملا اس

الدهاقني واالساورة والدهشالرية أن يؤدوا إليه اجلزية مث انتقضت خراسان فلم تزل منتقضة حىت قتل رضوان اهللا عليه

هل الصلح ومل يعرض ألهل النكث ووىل معاوية بن أيب سفيان قيس بن اهليثم السلمي خراسان فجىب أفمكث عليها سنة مث عزله وضم إىل عبد اهللا بن عامر مع البصرة خراسان فاستخلف عليها قيس بن اهليثم

وكان أهل باذغيس وهراة بوشنج وبلخ على نكثهم فسار إىل بلخ فأخرب النوهبار مث سألوا الصلح عمل عبد اهللا بن خازم السلمي فأرسل إليه أهل هراة ومراجعة الطاعة فصاحلهم قيس مث عزله ابن عامر واست

وبوشنج وباذغيس يطلبون األمان والصلح فصاحلهم ومحل إىل ابن عامر ماالً وويل زياد بن أيب سفيان البصرة يف سنة مخس وأربعني فوىل أمري بن أمحر مرو وخليد بن عبد اهللا احلنفي أبر شهر وقيس بن اهليثم مرو

الفارياب ونافع بن خالد الطاحي من االزد هراة وباذغيس وبوشنج وقادس من انواران الروذ والطالقان و فكان أمري أول من أسكن العرب مرو

مث وىل زياد احلكم بن عمرو الغفاري وكان عفيفاً صاحلاً وله صحبة خراسان فمات هبا سنة مخسني ويقال أن زياد احلارثي خراسان سنة احدى ومخسني وحول احلكم أول من صلى من وراء النهر فوىل زياد الربيع بن

Page 146: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

معه من أهل املصرين زهاء مخسني ألفاً بعياالهتم فأسكنهم ما دون النهر ومات الربيع سنة ثالث ومخسني وقام بأمر خراسان بعده عبد اهللا ابنه فقاتل أهل آمل وزم مث صاحلهم ورجع إىل مرو فمكث هبا شهرين مث

يب سفيان فاستعمل معاوية عبيداهللا بن زياد على خراسان وله مخس وعشرون مات ومات أيضا زياد ابن أسنة فقطع النهر يف أربع وعشرين ألفاً فأتى بيكند وكانت خاتون مبدينة خبارى فأرسلت إىل الترك تستمدهم فجاءها منهم الدهم فلقيهم املسلمون فهزموهم وحووا عسكرهم وأقبل املسلمون خيربون وحيرقون فبعثت

ليهم خاتون تطلب الصلح واالمان فصاحلها عبيد اهللا بن زياد على ألف ألف ودخل املدينة وفتح بيكند إورامدين وهي من بيكند فرسخان ويقال انه فتح الصغانيان وقدم معه البصرة خبلق من أهل خبارى فرض هلم

لت إليه الصلح وأقبل أهل مث ويل معاوية سعيد ابن عثمان ابن عفان فقطع النهر فلما بلغ خاتون خربه محالسغد والترك وأهل كش وخنشب إىل سعيد يف مائة ألف وعشرين ألفاً فألتقوا ببخارى وندمت خاتون على

أدائها اإلتاوة ونقضت العهد مث استبانت ممن حضر معيناً هلا الرهن فأعادت الصلح وأعطت الرهن ودخل أهل خبارى سعيد مدينة خبارى مث غزا مسرقند وأعانته خاتون ب

فنزل على باب مسرقند فقاتل أهلها أشد قتال ثالثة أيام وفقئت عينه وعني املهلب مث طلب أهل مسقرند الصلح فصاحلهم على سبعمائة ألف درهم وعلى أن يعطوه رهوناً من أبناء عظمائهم فأعطوه الرهون

فتحها صلحاً وكان قثم بن وانصرف فلما كان بالترمذ محلت إليه خاتون الصلح وأقام على الترمذ حىتالعباس يف اجليش مع سعيد فمات بسمرقند وورد سعيد بالرهون اليت أخذهم من السغد املدينة فألبسهم جباب الصوف وألزمهم السواين والسقي والعمل فدخلوا عليه جملسه ففتكوا به فقتلوه وقتلوا أنفسهم

ة وهو عليها وكان عبد الرمحن شرها فصرفه يزيد بن وويل معاوية عبد الرمحن بن زياد خراسان فمات معاويمعاوية وويل سلم بن زياد فصاحله أهل خوارزم على أربعمائة ألف ومحلوها إليه وأتى مسرقند فأعطاه أهلها

الفدية ووجه سليمان وهو بالصغد جيشاً إىل خجندة فهزموا مث التاف عليه الناس عند موت يزيد بن معاوية استخلف عبد اهللا بن خازم السلمي فوقع االختالف والتجاذب بني الناس خبراسان فشخص عن خراسان و

ومل تزل العصبية واحلروب بينهم إىل أن كتبوا إىل عبد امللك بن مروان يف ذلك وسألوه أن يوجه رجالً من قريش فوىل أمية بن عبد اهللا بن خالد بن أيب العيص خراسان فغزا اخلتل وقد

سعيد بن عثمان صاحلهم فافتتحها نقضوا بعد أن كانمث أن احلجاج بن يوسف وىل خراسان مع العراقني فوىل املهلب بن ظامل وظامل هو أبو صفرة سنة تسع

وتسعني خراسان فغزا مغازي كثرية وفتح ختل وقد انتقضت وفتح خجندة وأدت إليه الصغد األتاوة وغزا لف ابنه يزيد فغزا مغازي كثرية وفتح البتم على كش ونسف ورجع فمات بزاغول من مرو الروذ واستخ

يد خملد بن يزيد بن املهلب مث وىل احلجاج املفضل بن املهلب ففتح باذغيس وقد انتقضت وفتح شومان وآخرون وأصاب غنائم قسمها

بني الناس وكان موسى بن عبد اهللا بن خازم قد تغلب على الترمذ فبعث إليه فحورب حىت قتل ووىل قتيبة بن مسلم الباهلي خراسان فخرج يريد آخرون وشومان من طخارستان فلما كان بالطالقان احلجاج

تلقاه دهاقني بلخ فعربوا معه النهر وأتاه بعد عبوره ملك الصغاينات وأتاه ملك كفيان بنحو مما أتاه به ملك

Page 147: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ما وراء النهر ففتح صاحل الصغانيان وسلما إليه بلديهما وانصرف قتيبة إىل مرو وخلف أخاه صاحلاً على كاشان وأورشت وهي من فرغانة ويف جيشه نصر بن سيار وفتح بيعنخر وفتح خشيكت من فرغانة وهي

مدينتها القدمية وغزا قتيبة بيكند سنة سبع ومثانني ومعه نيزك فقطع النهر من زم إىل بيكند وهي أدين مدائن خبارى إىل النهر

وأغار عليهم وحاصرهم فطلبوا الصلح ففتحها عنوة وغزا قتيبة تومشكت فغدروا واستنصر الصغد فقاتلهم وكرمينية سنة مثان ومثانني واستخلف على مرو بشار بن مسلم أخاه فصاحلهم وافتتح حصوناً صغاراً وغزا

قتيبة خبارى ففتحها على صلح وأوقع بالصغد وقتل نيزك بطخارستان وصلبه وأفتتح كش ونسف وقد عرف نسف بنخشب صلحاً كانوا نقضوا وت

وفتح قتيبة بن مسلم خوارزم صلحاً واستخلف عليه أخاه عبيد اهللا ابن مسلم وغزا مسرقند وكانت ملوك الصغد تنزهلا قدمياً مث نزلت اشتبخن فكتب ملك الصغد إىل ملك الشاش وهو مقيم بالطاربند فأتاه يف خلق

أن قتيبة اوقع هبم وكسرهم فصاحله غوزك على ألفي من مقاتلتهم فلقيهم املسلمون فأقتتلوا أشد قتال مثألف ومائيت ألف درمهاً يف كل عام وعلى أن يدخل املدينة فدخلها وطعم فيها وبىن مسجداً هبا وخلف هبا

مجاعة من املسلمني فيهم الضحاك بن مزاحم صاحب التفسري وقد كان سعيد بن عثمان فتح مسرقند صلحاً استقل صلحهم فلم ينقضوا ولكن قتيبة

وقال أبو عبيدة وغريه وقدم على عمر بن عبد العزيز ملا استخلف وفد من أهل مسرقند فأخربوه أن قتيبة أسكن مدينتهم املسلمني على غدر منه هبم فكتب عمر إىل عامله بأن ينصب هلم

باجي فحكم قاضياً ينظر فيما ذكروه فإن قضى بإخراج املسلمني أخرجوا فنصب هلم مجيع بن حاضر البإخراج املسلمني على أن ينابذوهم على سواء فكره أهل مسرقند احلرب وأقروا املسلمني فأقاموا بني

أظهرهم وفتح قتيبة عامة الشاش وبلغ أسبياب قالوا وكان حصن أسبيشاب مما فتح قدمياً مث غلبت الترك وقوم من

وبىن حوله سوراً حييط بكروم أهله ومزارعهم أهل الشاش عليه ففتحه نوح بن أسيد يف خالفة املعتصم باهللامث كان من أمر قتيبة بن مسلم مع سليمان بن عبد امللك ما كان إىل أن قتل وقام بأمر خراسان وكيع بن أيب

االسود التميمي وهو الغداي من غدانة ابن يربوع وذلك يف سنة ست وتسعني فعزله سليمان وكتب إىل اق يف أن يأيت خراسان فقدم ابنه خملداً فغزا البتم ففتحها مث نقضوا فأراهم يزيد بن املهلب وكان بالعر

انصرافاً عنهم مث كر عليهم فعاود فتحها وأصاب هبا ماالً وأصناماً وأهل البتم ينسبون إىل والئه وملا استخلف عمر بن عبد العزيز كتب إىل ملوك ما وراء النهر يدعوهم إىل اإلسالم فأسلم بعضهم وكان

عامل عمر على خراسان اجلراح بن عبد اهللا احلكمي من قبل عدي بن أرطاة ورفع عمر عمن أسلم خبراسان اخلراج وفرض هلم مث أن عمر عزل اجلراح بن عبد اهللا عن خراسان واستعمل عليها عبد اهللا

بن نعيم القشريي ن فوىل مسلمة سعيد بن عبد العزيز ابن مث ملا ويل يزيد بن عبد امللك مسلمة بن عبد امللك العراقني وخراسا

احلارث بن احلكم بن أيب العاص بن أمية خراسان وكان سعيد يلقب خذينة مساه بذلك بعض دهاقني ما وراء

Page 148: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

النهر ألنه رآه وعليه معصفرة وقد رجل شعره وكان سعيد صهر مسلمة على ابنته مث أن مسلمة عزل بن عمرو اجلرشي فوجه إىل الصغد يدعوهم إىل الفيئة سعيداً لشكية من أهل خراسان له فويل سعيد

واملراجعة فأتته رسله مبقامهم على اخلالف واملعصية فزحف إليهم فنال منهم نيالً شافياً وفتح عامة حصون الصغد

فلما قام هشام وىل عمر بن هبرية الفزاري العراق فعزل اجلرشي واستعمل على خراسان مسلم بن سعيد بن رعة الكاليب فغزا أفشني فصاحله على ستة آالف رأس ودفع إليه قلعته مث انصرف إىل مرو مث أسلم بن ز

استعمل هشام خالد بن عبد اهللا على العراق فوىل أخاه خراسان فقدم أسد مسرقند وغزا جبال منرود فصاحله وأسلم مث استعمل هشام ابن عبد امللك اشرس بن عبد اهللا

عه كاتب نبطي يسمى عمرية ويكىن أبا أمية فزين له أفعال الشر فزاد أشرس السلمي على خراسان فكان ميف وظائف خراسان واستخف بالدهاقني وأمر بطرح اجلزية عمن أسلم من أهل ما وراء النهر فسارعوا إىل

اإلسالم وانكسر عليه اخلراج فلما رأى أشرس ذلك آخذ املسألة فأنكروه وأالحوا منه فصرفه هشام يف سنة ثنيت عشرة ومائة وويل اجلنيد بن عبد الرمحن املري فنكي يف الترك وأتاه بعض أصحابه بابن خاقان وكان ا

خرج يتصيد سكران وأخذ فبعث به إىل هشام ومل يزل يقاتل الترك حىت دفعهم وكتب إىل هشام يستمده ت للجند مغاز فأمده جبيش من أهل البصرة وأهل الكوفة وأطلق يده يف الفريضة ففرض خبلق وكان

وانتشرت دعاة بين هاشم يف واليته وقوي أمرهم وكانت وفاته مبرو فوىل هشام بعده عاصم بن عبد اهللا بن يزيد اهلاليل

وكان نصر بن سيار غزا أشروسنة أيام مروان بن حممد فلم يقدر على شيء منها فلما جاءت الدولة املباركة كانوا يولون عماهلم فينقصون حدود أرض العدو وأطرافها واستخلف أبو العباس ومن بعده من اخللفاء

وحياربون من نقض العهد ونكث البيعة من أهل القبالة ويعيدون مصاحلة من امتنع من الوفاء بصلحه بنصب احلرب له

وملا استخلف املأمون رمحه اهللا أغزى الصغد وأشروسنة ومن انتقض عليه من أهل فرغانة اجلند وأحل عليهم روب ودعاهم إىل اإلسالم وكان كاوس ملك أشروسنة كتب إىل الفضل بن سهل وزير املأمون وهو باحل

خبراسان يسأله الصلح على مال يؤديه على أن ال يغزي بلده فأجابه املأملون إىل ذلك فلما قدم مدينة نه فصار إىل السالم امتنع كاوس من الوفاء بالصلح وكان البنه كيدر بن كاوس قصد استوحش معها من اب

مدينة السالم ووصف للمأمون سهولة األمر يف اشروسنة وهون عليه ما يهوله الناس من حاهلا ووصف له طريقاً خمتصراً إليها فوجه املأمون امحد بن خالد االحول الكاتب يف جيش عظيم لغزوها فلما بلغ كاوس

بن خالد على الطريق الذي بعثه كيدر اقباله بعث إىل الترك يستنجدهم فأجندوه بالدهم منهم وأخذ أمحدحىت قدم اشروسنة وأناخ على مدينتها قبل قدوم مبن امده ملك الترك هبم فلما رأى كاوس ذلك اسقط يف

يده وخرج مستسلماً باضعاً بالطاعة وورد مدينة السالم فملكه املأمون على بالده مث ملك االفشني ابنه اله عن خراسان أن يغزوا من مل يكن على اإلسالم من أهل ما وراء حيدر بعده وكان املأمون يكتب إىل عم

النهر ويفرض ملن أراد الفرض من أهل تلك النواحي وأبناء ملوكهم ويستميلهم بالترغيب فإذا وردوا بابه

Page 149: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

شرفهم وأسىن ارزاقهم وصالهتم من أهل ما وراء مث استخلف املعتصم باهللا فكان على مثل ذلك حىت صار جل من يف عسكره من اجلند

النهر من الصغد والفراغنة واالشروسنية وأهل الشاش وحضر ملوكهم بابه وغلب اإلسالم على ما هناك وصار أهل تلك البالد يغزون من وراءهم من االتراك وأغزى عبد اهللا بن طاهر طاهراً ابنه بالد الغورية

ففتح مواضع مل يصل إليها أحد قبله

فتوح السند

اخلطاب وىل عثمان بن أيب العاص الثقفي البحرين وعمان يف سنة مخس عشرة فاستخلف أخاه كان عمر بناحلكم على البحرين ومضى إىل عمان فأقطع جيشاً إىل تانة يف البحر فلما رجع اجليش كتب إىل عمر يعلمه

من قومكم ذلك فكتب إليه عمر يا أخا ثقيف محلت دوداً على عود وإين أحلف باهللا لو أصيبوا ألخذت مثلهم ووجه احلكم ايضاً إىل بروص ووجه أخاه املغرية بن أيب العاص إىل خور الديبل فلقى العدو فظفر

فلما ويل عثمان بن عفان وويل عبد اهللا بن عامر بن كريز كتب إليه يأمره أن يوجه إىل ثغر اهلند من يعلم رجع أوفده إىل عثمان فسأله عن حال البالد علمه وينصرف إليه خبربه فوجه حكيم بن جبلة العبدي فلما

فقال يا أمري املؤمنني ماؤها وشل ومترها دقل ولصها بطل أن قل اجليش هبا ضاعوا وان كثروا جاعوا فقال عثمان أخابر

أنت أم تسجع قال بل خابر فلم يغزها احداً ملا كان أخر سنة مثان وثالثني وأول سنة تسع وثالثني يف خالفة ؤمنني علي بن أيب طالب صلوات اهللا عليه توجه إىل ذلك الثغر احلارث بن مرة العبدي متطوعاً بأذن أمري امل

أمري املؤمنني فظفر وأصاب مغنماً وسبياً وقسم يف يوم واحد ألف رأس مث انه قتل بأرض القيقان ومجيع من لسند مما يلي خراسان مث غزا ذلك معه إال قليالً منهم وكان مقتله سنة اثنتني واربعني والقيقان من بالد ا

الثغر املهلب بن أيب صفرة أيام معاوية بن أيب سفيان سنة أربع وأربعني فأتى بنة واالهواز ومها بني املولتان وكابل فلقيه العدو فقاتله مبن معه فدفعهم عنه

ية من قبله ثغر اهلند فغزا مث وىل عبد اهللا بن عامر يف زمن معاوية عبد اهللا بن سوار العبدي ويقال واله معاوالقيقان فأصاب مغنماً مث وفد على معاوية وأهدى له خيالً قيقانية مث انه عاد فغزا القيقان ثانية فاستجاش

الترك عليه فقتلوه ووىل يزيد بن أيب سفيان يف أيامه معاوية بن سنان بن سلمة ابن احملبق اهلذيل ويقال انه أول من أحلف اجلند

تح مكران عنوة ومصرها وأقام هبا مث استعمل زيادة على الثغر راشد بن عمرو بالطالق ففاجلديدي فأتى مكران مث غزا القيقان فظفر مث غزا امليد فقتل وقام بأمر الناس سنان بن سلمة فواله زياد الثغر

فأقام به سنني ويف مكران يقول أعشى مهدان األبيات إىل أوهلا ) فقد شحط الورد واملصدر * *وأنت تسري إىل مكران (

وغزا عباد بن زياد ثغر اهلند من سجستان فأتى سناروذ مث أخذ على حوى كهز إىل الروذبار من أرض سجستان إىل اهلند منذ فنزل كش وقطع املفازة حىت أتى القندهار فقاتل أهلها وهزمهم وفتحها بعد أن

Page 150: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

احلمريي اصيب من املسلمني رجال ويف ذلك يقول يزيد بن مفرغ ) ومن مجاجم صرعى ما هبا قربوا ** كم بالدروب وأرض اهلند من قدم ( ) بقندهار يرجم دونه اخلرب ** بقندهار ومن تكتب منيته (

مث وىل زياد املنذر بن اجلارود العبدي ثغر اهلند فغزا البوقان والقيقان فظفر املسلمون وغنموا وبث السرايا يف بالدهم وفتح

وىل عبيداهللا بن زياد جريء بن جريء الباهلي ففتح اهللا تلك البالد على يديه وقاتل هبا قتاالً قصدار مث شديداً فظفر وغنم وأهل البوقان اليوم مسلمون وقد بىن عمران بن موسى بن حيىي بن خالد الربمكي هبا

مدينة مساها البيضاء وذلك يف خالفة املعتصم باهللا عراق وىل سعيد بن اسلم بن زرعة الكاليب مكران وذلك الثغر فخرج عليه ملا وىل احلجاج بن يوسف ال

معاوية وحممد ابنا احلارث العالفيان فقتل وغلبا العالفيان على الثغر واسم عالف هو ربان بن حلوان بن عمران بن احلاف بن قضاعة وهو أبو جرم بن ربان فوىل احلجاج جماعة بن سعر التميمي ذلك الثغر فغزا

عة وغنم وفتح طوائف من قندابيل مث فتحها حممد بن القاسم واستعمل احلجاج بعد جماعة حممد بن جماهارون بن ذراع النمري مث ويل احلجاج أيام الوليد بن عبد امللك ثغر السند حممد بن القاسم بن حممد بن

م وجهزه بكل ما احلكم الثقفي وكان حممد بفارس فضم إليه ستة آالف من جند الشام وخلقا من غريهاحتاج إليه وأمره أن يقيم بشرياز حىت سار إليه اصحابه فسار حممد إىل مكران فأقام هبا مث أتى قنزبور

ففتحها مث أتى ارمائيل ففتحها وكان حممد بن هارون قد لقيه وانظم إليه وسار معه سفناً كان محل فيها الرجال فمات بالقرب من ذلك املوضع مث سار حممد بن القاسم من ارمائيل ومدوا معه

والسالح واالداة حىت نزل الديبل وخندق هبا وركز الرماح على اخلندق وأنزل الناس على راياهتم ونصب على املدينة منجنيقاً تعرف بالعروس ميد فيها مخسمائة رجل فكسر صنماً منصوباً على منارة وكانت الديبل

عنوة ومكث حممد يقتل من فيها ثالثة أيام وهرب عامل داهر فيها بدهم وناهضتهم الناس ففتحت املدينة ملك السند وقتل سدنة بيت اهلتهم واختط حممد للمسلمني هبا وبىن مسجدها وانزهلا أربعة آالف قالوا وأتى

حممد بن القاسم البريون وكان أهلها بعثوا مسنني إىل احلجاج فصاحلوه وقدموا حملمد العلوفة وأدخلوه وا بالصلح وجعل حممد ال مير مبدينة إال فتحها حىت عرب أهناراً دون مهران فأتاه مسنية سريبدس مدينتهم ووف

فصاحلوه عمن خلفهم ووظف عليهم اخلراج وسار إىل سهبان ففتحها مث سار حىت نزل على مهران وبلغ داهر خربه فاستعد حلربه وبعث حممد بن القاسم حممد بن مصعب بن عبد الرمحن الثقفي إىل

سدوسان يف خيل ومجازات فطلب أهلها االمان والصلح وسفرت بينهم السمنية فأمنهم ووظف عليهم خراجاً وأخذ منهم رهناً وانصرف إىل حممد ومعه من الزط أربعة آالف فصاروا معه ووىل سدوسان رجاالً مث

قيه حممد باملسلمني وهو أن حممداً احتال لعبور مهران على جسر عقده عليه وداهر مستخف به واله عنه فلعلى فيل وحوله الفيلة ومعه التكاكرة فاقتتلوا قتاالً شديداً مل يسمع مبثله وترجل داهر وقاتل فقتل عند

املساء واهنزم املشركون فقتلهم املسلمون كيف شاؤا وفتح حممد راور عنوة واتى برمهنا باذ العتيقة وهي يومئذ إمنا كان موضعها غيضة على فرسخني من املنصورة ومل تكن املنصورة

Page 151: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

وكان فل داهر بربمهنا باذ هذه فقاتلوه ففتحها عنوة وقتل هبا ستة وعشرين ألفاً وخلف هبا عامله وهي اليوم خراب

وسار حممد يريد الرور وبغرور فتلقاه أهل ساوندري فسألوه االمان فأعطاهم إياه وانتهى إىل الرور وهي من رهم أشهراً مث فتحها صلحاً على أال يقتلهم وال يعرض لبدهم وقال ما البد إال مدائن السند على جبل فحص

ككنائس النصارى واليهود وبيوت نريان اجملوس ووضع عليهم اخلراج وبىن مسجداً بالرور وسار حممد إىل السكة وهي مدينة دون بياس ففتحها والسكة اليوم خراب مث قطع هنر بياس إىل املولتان

ها ودخلوا املدينة منهزمني وحصرهم حممد وقد نفذت أزواد املسلمني حىت أكلوا احلمري مث أتاهم فقاتله أهلمستأمن فدهلم على ماء منه شرهبم وهو من هنر بسمد يصري يف جمتمع مثل الربكة ويسمونه البالح فغوره

ستة آالف وأصابوا ذهباً فلما عطشوا نزلوا على احلكم فقتل حممد املقاتلة وسىب الذرية وسدنة البد وكانواكثرياً فجمعت تلك األموال يف بيت يكون عشرة أذرع يف مثان فسميت املولتان فرج الذهب والفرج الثغر

وكان بد املولتان هتدي إليه األموال من كل بلد من بلدان السند وتنذر له النذور وحيج إليه أهل السند ونظر احلجاج فإذا هو قد أنفق على حممد بن القاسم فيطوفون به وحيلقون رؤوسهم وحلاهم عنده قالوا

ستني ألف ألف ووجد الذي محله حممد إليه مائة ألف ألف وعشرين ألف ألف فقال شفينا غيظاً وأدركنا ثأرنا وأزددنا ستني ألف ألف وراس داهر ومات احلجاج فأتت حممداً

وجه إىل البيلمان جيشاً فلم يقاتلوه وأعطوا وفاته فرجع من املولتان إىل الرور وبغرور وكان قد فتحها والطاعة وسامله أهل سرشت وهي مغزى ألهل البصرة اليوم وأهلها امليد الذين يقطعون يف البحر مث أتى حممد

الكريج فخرج إليه دوهر ملكها فقاتله فأهنزم دوهر ويقال أنه قتل وقال الشاعر ) نسراً فمنسر واخليل تردى م** حنن قتلنا داهراً ودوهراً (

ونزل أهل املدينة على حكم حممد وقتل وسىب ومات الوليد ابن عبد امللك ووىل سليمان بن عبد امللك فاستعمل صاحل بن عبد الرمحن على العراق ووىل يزيد بن أيب كبشة السكسكي السند فلما أتاها محل حممد

إىل صاحل مقيداً فعذبه صاحل ويقال انه قتل يف عقيل قتلهم معه ومات يزيد بن أيب كبشة بعد قدومه أرض السند بثمانية عشر يوماً فاستعمل رجال من آل

سليمان بن عبد امللك على حرب السند حبيب بن املهلب فقدمها وقد عاد ملوك السند إىل ممالكهم ورجع جيشبة بن داهر إىل برمهنا باذ ونزل حبيب على شاطئ مهران فأعطاه أهل الرور الطاعة

استخلف عمر بن عبد العزيز وكتب إىل امللوك يدعوهم إىل اإلسالم على أن ميلكهم وهلم ما للمسلمني مثوعليهم ما عليهم وقد كانت سريته بلغتهم فأسلم جيشبة وامللوك ومسوا بأمساء العرب وكان عامل عمر بن

جلنيد بن عبد الرمحن املري مرة عبد العزيز على ذلك الثغر عمرو بن مسلم الباهلي فغزا بعض اهلند مث توىل اغطفان من قبل عمر ابن هبرية الفزاري يف أيام يزيد بن عبد امللك ثغر السند مث واله أياه هشام بن عبد امللك فلما قدم خالد بن عبد اهللا القسري العراق كتب هشام إىل اجلنيد يأمره مبكاتبة خالد فأتى جنيد

العبور وأرسل إليه أين قد أسلمت ووالين الرجل الصاحل بالدي الديبل مث نزل شط مهران فمنعه جيشبة ولست آمنكً فأعطاه رهناً وأخذ منه رهناً مبا على بالده من اخلراج مث تراداً الرهن وكفر جيشبة وحارب

Page 152: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

فقتل وهرب صصة بن داهر ليمضي إىل العراق فيشكو غدر اجلنيد فلم يزل اجلنيد يؤنسه حىت وضع يده يف غزا الكريج وكانوا قد نقضوا ففتحها عنوة وقتل وسىب وغنم ووجه العمال إىل مرمد واملندل يده فقتله و

ودهنج وبروص ووجه جيشاً إىل أزين ووجه حبيب بن مرة يف جيش إىل أرض املالية فأغاروا على أزين وغزوا هبرميند

اره أربعني ألف ألف ومحل فحرقوا ربضها وفتح اجلنيد البيلمان واجلزر وحصل يف منزله سوى ما أعطى زو مثلها

مث وىل بعد اجلنيد متيم بن زيد العتيب فضعف ووهن ومات قريباً من الديبل وكان متيم سخياً وجد يف بيت املال بالسند مثانية عشرة ألف ألف درهم طاهرية فأسرع فيها

فبىن من وراء البحرية مما مث وىل السند احلكم بن عوانة الكليب فوجد أهل السند قد كفروا إال أهل قصبة يلي بلد اهلند ملا مل جيد للمسلمني ملجأ يلجأون إليه مدينة مساها احملفوظة ومصرها وكان عمرو بن حممد القاسم مع احلكم فكان يفوض إليه مهماته واغزاه من احملفوظة بلد اهلند فظفر وغنم فلما قدم عليه أمره

فهي اليت ينزهلا العمال اليوم وختلص احلكم ما كان يف أيدي العدو فبىن دون البحرية مدينة مساها املنصورة مما غلبوا عليه ورضى الناس بواليته وكان خالد بن عبد اهللا القسري يعجب من رفض الناس متيماً ورضاهم باحلكم على خبل كان فيه مث كان العمال بعد يقاتلون العدو فيأخذون مبا استطف هلم ويفتتحون الناحية وقد

قض أهلها نفلما كان أول الدولة املباركة وىل مسلم عبد الرمحن بن مسلم مغلساً العبدي ثغر السند فأخذ على

طخارستان حىت صار إىل املنصور بن مجهور الكليب وهو بالسند من قبل بين أمية فلقيه املنصور فقتله وهزم ىل السند فلما قدمها كان بينه وبني جنده فلما بلغ ذلك أبا مسلم عقد ملوسى بن كعب التميمي ووجهه إ

منصور بن مجهور مهران مث التقيا فهزم منصوراً وجيشه وقتل أخاه منظور وخرج منصور مفلوالً حىت ورد الرمل فمات عطشاً ووىل موسى بن كعب السند فرم املنصورة وزاد يف مسجدها وغزا وافتتح وويل اخلليفة

فتح ما كان استغلق ووجه عمرو بن مجل يف بوارج إىل نارند ووجه املنصور هشام ابن عمر التغليب السند فإىل ناحية اهلند فافتتح قشمرياً وأصاب سبياً ورقيقاً كثرياً وأعاد فتح املولتان وكان بقندابيل متغلبة من

العرب فأجالهم عنها وأتى القندهار يف السفن ففتحها وهدم البد وبىن موضعه مسجداً وأخصبت البالد يف امه فتربكوا به ودوخ الثغر وأحكم أموره أي

مث وىل ثغر السند عمر بن حفص بن عثمان هزار مرد مث داود بن يزيد بن حامت املهليب ومل يزل أمر ذلك الثغر مستقيماً حىت وليه بشر ابن داود يف خالفة املأمون فعصى وخالف فوجه إليه غسان بن عباد وهو رجل

إليه بشر يف االمان فأخذه وورد به مدينة السالم وخلف غسان على الثغر من أهل السواد بالكوفة فخرج موسى بن حيىي بن خالد بن برمك فقتل باله ملك الشرقي وكان باله هذا التوى على غسان وكتب إليه يف

حضور عسكره فيمن حضره من امللوك فأىب وأثر موسى نه عمران بن موسى فكتب إليه املعتصم باهللا أثراً حسناً ومات سنة احدى وعشرين ومائتني واستخلف اب

بوالية الثغر

Page 153: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

مث وقعت العصبية بني النزارية واليمانية فمال عمران إىل اليمانية فقتل غيلة وكان الفضل بن ماهان موىل بين سامة فتح سندان وغلب عليها وبعث منها إىل املأمون بفيل فلما مات قام

ر إىل سندان وقد غلب عليها أخ له يقال له ماهان فمال اهلند عليه حممد بن الفضل بن ماهان مقامه وسافقتلوه وصلبوه مث أن اهلند تغلبوا على سندان وتركوا مسجدها للمسلمني جيتمعون فيه ويدعون للخليفة

وكان ببلد يدعى العسيفان بني قشمري واملولتان وكابل ملك له عقل وكان أهل البلد يعبدون صنماً قد بىن بيت ولبد فمرض ابن امللك فدعا سدنة البيت فقال هلم ادعوا الصنم أن يربيء ابين فغابوا عنه ساعة مث عليه

أتوه فقالوا قد دعوناه فأجاب إىل ما سألناه فلم يلبث الغالم أن مات فوثب امللك على البيت فهدمه وعلى وا عليه التوحيد فوحد وأسلم الصنم فكسره وعلى السدنة فقتلهم مث دعا قوماً من جتار املسلمني فعرض

وكان ذلك يف خالفة املعتصم باهللا متت املنزلة السابعة من كتاب اخلراج وصنعة الكتابة واحلمد هللا رب العاملني وال قوة إال باهللا وحسبنا اهللا

ونعم الوكيل الباب األول يف صدر هذه املنزلة بسم اهللا الرمحن الرحيم زلة الباب األول يف صدر هذه املن

الباب الثاين يف السبب الذي احتاج له الناس إىل التغذي الباب الثالث يف السبب الذي احتاج له الناس إىل اللباس والكسوة الباب الرابع يف السبب الذي احتاج له الناس إىل التناسل من أجله

الباب اخلامس يف السبب الذي احتاج له الناس إىل املدن واالجتماع فيها ب السادس يف حاجة الناس إىل الذهب والفضة والتعامل هبما وما جيري جمرامها البا

الباب السابع يف السبب الداعي إىل اقامة ملك وامام للناس جيمعهم الباب الثامن يف أن النظر يف علم السياسة واجب على امللوك واالئمة

ذات نفسه الباب التاسع يف اخالق امللك وما جيب أن يكون عليه منها يف الباب العاشر يف اخلالل اليت ينبغي أن تكون مع خدام امللك والقرباء منهم

الباب احلادي عشر يف أسباب بني امللك والناس إذا حتفظ منها زادت حماسنة وانصرفت املعايب عنه ومتكنت له سياسته

يلزم امللوك هلم الباب األول يف صدر الباب الثاين عشر يف استيزار الوزراء وما حيتاج إليه امللوك منهم وما هذه املنزلة

قال أبو الفرج قدامة بن جعفر الكاتب أن اهللا تقدس وعال ملا خلق االشياء بقدرته وفطرها حبكمته أثبت كل خملوق يف حقه ورتب كل مصنوع على كنهه وجعل لكل من مجيع ذلك ما حيتاج إليه ويكتفي به فخلق

مميزين مستغنني عن التغذي والتناسل وما يتبعهما مما احليوان حمتاج إليه غري مستغنن املالئكة املقربني أحياء عنه وخلق البهائم وما جيري جمراها من احليوان غري املميز حمتاجاً إىل التغذي والتناسل وما يتبعهما مما ال

ممتزجاً من صيغة يستغين احليوان عن مثله وجعل اإلنسان قصداً الستكمال القدرة واستيعاب احلكمة املالئكة بالتميز ومن صيغة احليوان غري املميز بالتغذي والتناسل وما يتبعهما مما ال جيوز مفارقتهما له فلما

Page 154: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

حل يف اإلنسان من بني سائر احليوان قوة التمييز الغالبة يف عال شأنه وقهر احليوان كله وصار مجيعه مذلالً رك سائر احليوان مبا شاركه فيه حصلت فيه أموال خمتلفة واسباب ومتصرفاً على مشيئة واختياره وملا شا

متنازعة إذ كان مركباً من قوة االمهية ومادة أرضية وصار ال يف منزلة املالئكة املقربني عالياً وال يف حملة سائر قوة التمييز أن احليوان البهيمي مبطوحاً وجعله اهللا الختالط أحواله مكلفاً مأموراً منهياً واحتاج مبا فيه من

يسوس ما قد خلط فيه من البهيمة ولكثرة تصاريف ما يف قوة التمييز من األفعال وزيادهتا على ما يفي به الواحد من الناس احتيج إىل االجتماع والتمدن ليكون يف املدينة ناس كثري

يف املدينة يتصل بذلك يتصرفون يف هذه األفعال الكثرية املختلفة ومع اختالف الصيغ الكثرية واجتماعهماألفعال املختلفة اليت يلزم قودها إىل حسن السرية وسداد الطريقة فعند ذلك ومن أجله وقع االضطرار إىل

السياسة اليت إمنا هي قود امللوك واالئمة رعاياهم الذين يناقدون هلم ويدخلون حتت طاعتهم إىل األفعال وحنن نبني وجوه ذلك واحواله ونقدم ذكر االسباب اليت من احلميدة املرضية والطرائق السديدة القوية

أجلها احتيج إىل السياسة على شرح أن شاء اهللا الباب الثاين يف السبب الذي احتاج له الناس إىل التغذي ملا فطر اهللا جل امسه جسم اإلنسان من عناصر يلحقها التحلل والسيالن واالنقسام وهي النار واهلواء واملاء

ض وجعل العمدة يف بقاء روحه وتسهيل تصاريف أفعاله احلارة والرطوبة فإن هبما كان نشوءه ومنوه واألروعليها مدار حركته ومجهور أمره ومن شأن احلرارة حتليل الرطوبة وافناؤها وفتها وابطاهلا مل يكن بدله إذ

يبطل منه مثله واعادة ما يضمحل كان مركباً مما يفين بعضه بعضاً ونقصه دائماً متصالً من اخالف مكان ما من مجلته إىل حالة ومل يوجد يف ذلك اقرب إىل ممايلة اإلنسان يف الصيغة ومشاهبته يف البنية من احليوان

والنبات الهنما خملوقات من مثل العناصر اليت خلق منها اإلنسان فجعل اهللا سبحانه هذين اجلنسني غذاءاً له اء لنفسه فهذا كان سبب احلاجة إىل التغذي واألمر املوجب له الباب لئال يبطل جسمه الذي هو كالوع

الثالث يف السبب الذي احتاج له الناس إىل اللباس والكسوة ملا خلق اهللا جل وعز اإلنسان مقصوداً به تلقاً غرض حيس به حنوه ومرهوناً خبلقه حنو أمر من األمور قصد به

عل له من اآلالت ما يشاكل الغرض املعتمد كما انه ملا خلق قصده ركبه يف جسد يلني بذلك املقصد وجاألسد ذا شجاعة وجرأة جعله يف ذي أيد وشدة وجعل له من اآلالت ما يوافق البطش والنجدة من االنياب واملخاليب اجلارية جمرى ما يتخذه الناس من االسلحة وكما انه عز وجل ملا خلق الفرس لالحضار والسرعة

باً للحال اليت خلقه هلا يف الشكل واهليئة وكذلك ملا خلق اإلنسان للتمييز واملقايسة جعله جعل جسمه مناسيف جسد متأت للحال اليت أرادها سبحانه وجعل آالت جسده مشاكله ملا ينحى به حنو هذه الغاية من اليد

د ما هبيئة اإلنسان من يده اليت تليق بالصناعات املختلفة والرجل اليت على مثل هذه احلال زيادة حىت أنه لوعوأكثر اعضائه يف تصاريف األحوال اليت حيتاج إليها لكانت كثرية معجبة إىل أن جعله تعاىل ملا أراد به من أن يكون زائداً على أحوال سائر احليوان يف حسن اللمس الذي به يقع صحة االعتبار يف االشياء املباشرة

ا خال غريه من احليوان أن يكون ومعري اجلسد من الشعر الكثيف الذي ملخملوقاً ملثل هذه احلال مل يعدمه أياه إذ كان يف كونه عليه وقاية له فبعض من ريش ملا يصلح الريش فيه وبعض من شعر ملا حيتمل أن يكون الشعر كثرياً يف جسده وبعض من وبر ملا كان الوبر الئقاً به وبعض

Page 155: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ا تصلح ملثله بعض صدف ملا كانت حاله حتتمله وملا خال صوف ملا يصلح الصوف ملثله وبعض قشور ملاإلنسان من الشعر والوبر والريش والصوف والقشور وقد عوض قوة التمييز صنع لنفسه ما يقي جلده

ويكنه من أصناف الكسي واملالبس حبسب ما استنبط بالقوة املميزة إمكان عمله من احليوان والنبات مثل قطن والكتان وغري ذلك مما هتيأ له استعماله من الكسي واملالبس الباب الرابع يف الصوف والشعر والقز وال

السبب الذي احتيج إىل التناسل من أجله ملا كان اهللا عز وجل بتصاريف حكمته املعجبة خلق االشياء فمنها ما أبقاه وأمهله إىل يوم احلشر ومنها ما

ال التناسل الذي قدره بلطفه أنواع احليوان كله وزال جعله ميوت ويبطل وما كان جعله ميوت وينقرض لوما قضى بقاءه منه إىل وقت إفناء مجعيه فجعل تبارك وتعاىل التناسل سبياً الخالق وكان املنقوص منه ومعيداً

بدل الفاين ما يكون خلفاً منه مث ملا كان اإلنسان املميز فضالً عن سائر احليوان الذي ال متيز له لو ترك اره جلار فيه بل كان يف األكثر من فعله أن خيتار ما يبعده عن الصواب ويهمل ما يف فعله احلزم واختي

واالنتفاع وعلم اهللا عز وجل ذلك يف سائر علمه ومل جيعل التدبري إىل اإلنسان ال يف وقت تغذية واستدعائه تعمال ذلك مقتضياً عنيفاً أن له الذي به قوام شخصه وال يف تناسله الذي به بقاء نوعه بل جعل له يف اس

ذهب إىل التقصري فيه قاده إليه وبعثه كل البعث عليه وهو اجلوع والعطش والشوق إىل النكاح حىت أن كثرياً من الناس املميزين يقتنون من النساء من ال يسأل له مجعهم أو اولوا حصافة الرأي منهم أن أمل التصري

فلمشيئة اهللا وارادته وتقصيه وما فيه عمارة العامل ومصلحته صار عنهن أيسر من تكليف القيام مبصلحتهنالعامل يف هذا الباب ممنوعاً من رأيه مقوداً حنو ما قضاه اهللا عليه واختاره له إذ كان تعاىل ال تغالب قدرته وال تدافع اقضيته سبحانه وتعاىل جده وتقدس فقد دللنا على السبب الذي من أجله احتاج احليوان إىل

التناسل بكالم وجيز فيه كفاية ملن كان ذا فهم الباب اخلامس يف السبب الذي احتاج له الناس إىل املدن واالجتماع فيها

ملا كانت ما قلنا افعال النفس املميزة وتصاريفها كثرية خمتلفة وحاجات اإلنسان بسببها وبسبب واجلسم تشرة وتبعت هذه األحوال الصناعات واملهن فصارت الذي مل يكن النفس يف هذا العامل بد منه واسعة من

على حسبها يف الكثرة ومل يكن يف وسع إنسان واحد استيعاب مجيع الصناعات الكثرية املتفرقة وكان ال بد للناس من مجيعها ضرورة قادهتم احلاجة إىل الترافد واستعانة بعضهم ببعض ليكمل باجتماع مجيعهم ما مل

هذا يبذر هلذا قمحاً يتقوته وهذا يعمل هلذا ثوباً يلبسه وهذا يصنع هلذا بيتاً يكنه يكن بد ضرورة منه النونشره وهذا ينجز هلذا بابا يغلقه على بيته وهذا خيرز هلذا خفاً مينع به االفات عن رجله وغري ذلك مما ال

ن واحد أن يكون يكاد العدد يدركه من فنون الصناعات وضروب احلاجات النه مل يكن يف استطاعة إنسافالحاً نساجاً بناءاً جناراً اسكافاً ولو انه كان حمسناً هلذه الصناعات كلها مل يف وحده مبا حيسنه منها مث جيوز بعد هذا كله أن تأيت صناعات ال يتأتى للواحد من الناس النفاذ يف مجيعها كالطب والفالحة مثالً فأنه مل يكن

ل فيقلب األرض قلباً دائماً وهذه احلال حمتاجة إىل الغلظة واجلسارة فإن يتأتى النسان واحد أن يأخذ السبي الفالح أن مل يكن غليظاً

بطل أمره أول ذلك ألن جسمه أن كان لطيفاً ضعف عند احتمال مثل مهنته وثانياً حلاجته إىل مباشرة

Page 156: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

األحوال لو مل يكن جاسياً متيناً الشمس يف الصيف دائماً مث الربد واملاء يف الشتاء وقتاً طويالً فكانت هذه حيتمل مثلها جسمه بطل وهلك فهذه حال االكار وهو الفالح ال حيتمل أن يكون على غريها فلو أنه حىت

جيمع إىل ذلك مثالً نظراً يف الطب أو ما جانسه من الصناعات الغامضة لكان ذلك غري متأت له أما ألن شاغل بغريها أو ألن معىن كل واحدة ال يتأتى من مراد له أن احدى الصناعتني يشغله األخذ فيها عن الت

يكون جامعاً لألمر اآلخر معه فإن الذي يغلظ حىت يقوى مثالً على قلب األرض يوماً إىل الليل وأكثر منه وتباشره الشمس يف الصيف مع قلبه األرض وخيوض يف الشتاء املياه الباردة للسقي وما جرى جمراه ال يكاد

لطائف صناعة الطب مثالً أو غريها من الصناعات اللطيفة ما يفهمه أما املدمن للنظر فيها أو يفهم مناللطيف القادر بلطفه على مثلها فلما كان األمر على هذا يف الكثرة واالجتماع يف املدينة وكان علم ذلك

جنسه فاختذ الناس املدائن ما بقى عند اهللا سبحانه فطر اإلنسان حمباً للموانسة موثراً لالجتماع مع ذويواألمصار واجتمعوا فيها للتعاضد والتوازن للذين ذكرنامها الباب السادس يف حاجة الناس إىل الذهب

والفضة والتعامل هبما وما جيري جمرامها ملا كان كل واحد من الناس حمتاجاً يف تدبري معاشه ومصلحة أمره إىل غريه ممن قدمنا ذكر حاجته إليه من

ئر الناس ملعاونته وموأزرته مل يكن متسهالً أن ينفق أوقات حاجات اجلميع ومتيسراً أن يوايف أدواهتم حىت ساإذا كان أحد منهم مثالً جناراً أتفق له أن جيد إذا احتاج إىل خف اسكافا حيتاج إىل باب وأال إذا كان عنده

لك كل من عنده صنف من أصناف التجارات مثالً قمح وقد احتاج إىل زيت جيد زياتاً حيتاج إىل قمح وكذأو معه ضرب يف أضراب الصناعات أن ينفق له إذا أراد شيئاً أن جيد من يريد ما عنده ممن قبلة أرادته وكان

مع ذلك لو أن ما بينا عسره وقلة وجوده موجود متسهل من أن جيد كل من حيتاج إىل نوع من أنواع داً ما عنده احملتاج لكان ذلك على بعده وحمتاجاً إىل أن يعرف مقدار املطلوبات من عنده ذلك املطلوب مري

كل صنف من غريه وقدر كل عمل مما سواه حىت يعلم مثالً قدر احلياكة من النجارة ومن غريها من كل صناعة وكذلك قدر النجارة من

ISLAM ICBOOK.WS لحقو| ٢٠١٠ ع ا ينجمي م لمسل احة لجميع ا مت ق

Page 157: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

بة:كتاب لكتا وصناعة ا اخلراج بن جعفري:املؤلف قدامة

سائر الصناعات سوى احلياكة وعلى هذا قدر القمح من الزيت ومن غريه من سائر املطلوبات وقدر الزيت من غري القمح من مجيع الصناعات فكان حفظ ذلك وحتصيله يصعب ويشق على من يبتنه وتفقده فضالً عن

يع من يبتاع ويبيع حاجة من أصناف الناس كافة فلما كان هذا على هذه احلال االمي واملرأة والصيب ومجمن املشقة لطف الناس بالتمييز الذي منحهم اهللا إياه إىل طالبوا شيئاً جيمع مجيع االشياء ويكون عند كل من

مة واعتمدوا أن حيتاج إليه من صناعة أو مهنة أو حبة أو مثرة أو غري ذلك مما يدخل حتت االرادة مثناً وقييكون هذا الشيء باقياً إذ كان هذا حكم ما جيعل مثناً جبميع املطلوبات للحاجة إىل حفظه وادخاره وكان ما

يسرع إليه الفساد والغري مما ال يصلح ذلك فيه فكان ما جعلوه مثناً لكل مراد الذهب لطول بقائه على للعالمات اليت تصونه والسمات اليت حتفظه من الغش الزمان واحدة مث النطباعه على ما يطمح عليه وقبوله

ثانية مث كانت الفضة دون الذهب يف النقاء فنزلوا هلا مرتبة من القيمة حسب قدرها من بقاء الذهب وتطاول مدته مث كان النحاس دون الفضة يف البقاء فنزلوا له مرتبة يف القيمة على حسب طبقته وكان اجود

الثالثة االصناف أوىل يف التدبري من األمر األول إذ كان يغرب وذاك ال يكاد يضبط مجيع املطلوبات يف هذهوال يتحصل وهلذه العلة احتيج إىل اختاذ العني والورق وما جيري جمرامها واستعمال ذلك فيما تقدم شرحنا

له الباب السابع يف السبب الداعي إىل اقامة امام أو ملك للناس جيمعهم ة إىل اجتماع الناس يف املدائن واألمصار واجتمعوا فيها وتعاملوا وأخذ بعضهم من بعض ملا دعت احلاج

وأعطوا وكانت مذاهبهم يف التناصف والتظامل خمتلفة وكان اهللا سبحانه قد شرع هلم شرائع وحد حدوداً ىت يلزمها الناس مبينة احتيج إىل من يأخذ الناس باستعمال فروض الشرائع املسنونة ويقيم احلدود املبينة ح

كافة وال يتعداها منهم أحد إال أحلت به العقوبة اليت تقوده إىل الشرع والسنة وتأتلف الكلمة وتلتئم البيضة وجتري أمور الكافة على التناصف واملعدلة وال يقع يف تعاملهم جور وال مظلمة فإنه ال ملك إال بدين

بابك أن قال يف ذلك قوالً ليس عنه معدل وهو أن وشرع وال دين إال مبلك وضبط وقد وفق اردشري ابنالدين وامللك اخوان توأمان ال قوام الحدمها إال بصاحبه وجعل الدين أساً وامللك عماداً وقال يف ذلك قوالً صواباً وقد كتب ارسطا طاليس إىل ذي القرنني يف رسالته املنسوبة إىل سياسة الكل وتدبري امللك وأي ملك

ه فامللك وبال عليه واي ملك جعل ملكه خادماً لدينه انتفع مبلكه وبكل أمره يف عاجلة خدم دينه ملكوآجله وقد يقع يف الظن جواز كون اكثر من ملك واحد ألمة واحدة أو عصابة غري خمتلفة ويف ذلك غلط

إذ ظن على حقها واحلق واحد ال الن فيه فساداً غري خميل إذ كان الذي حيتاج إليه من امللك إمنا هو القيام باألمور

جيوز أن يظن به غري هذا فليس يكاد يقوم باحلق الذي هو واحد إال واحد وأال فلو ظن انه يقوم به اكثر من واحد لكان يف اجلائز أن يقع من الكثرة خالف ولو من واحد وإذا خالف واحد فال حمالة انه خيالف احلق

Page 158: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

يكن جيب أن يقوم باألمور إال واحد فأما من دون ذلك ممن وإذا خالف امللك احلق فسدت األمور فأذن مليستعان هبم يف احلفظ واحلراسة واألعمال املهنية فيجوز أن تقوم به فليس يصلح أن يكون إال واحد ال

يشركه فيه غريه وهلذه العلة كان اإلله واحداً ال شريك له وليس هذا موضع حيتاج ايضاح ذلك بالرباهني جرم أنا مل نأت فيه وقد أمجل اهللا سبحانه القول يف ذلك مبا شرحه واتضاحه عند الراسخني الدالة عليه فال

تبارك اهللا االحد اهللا الصمد وتعاىل عما ) لو كان فيهما آهلة إال اهللا لفسدتا ^ ( يف علمه وهو قوله عز وجل اجب على امللوك واالئمة يقول الظاملون علواً كبرياً الباب الثامن يف أن النظر يف علم السياسة و

ملا كان هذا النظر مما يلزم امللوك تعلمه ويليق هبم تقبله فقد حيق على افاضلهم دراسته وجيمل هبم وعيه وحتفظه الهنم إذا فعلوا ذلك حىت حيكموا أسبابه وعلله استقامت آراؤهم وإذا استقامت آراؤهم صلحت

م ومجيع من يكون امورهم وان الصالح والفساد اللذين افعاهلم وإذا صلحت أفعاهلم عم نفع ذلك رعاياهيكونان يف األزمنة واالوقات إمنا مها باستقامة افعال امللوك واعوجاجهم فإذا صلحت تدبرياهتم بصواب الرأي وسداد الفعل يف وقت نسب ذلك الوقت إىل أنه وقت محيد وزمان شديد وإذا فسدت أحواهلم

نسب الوقت الذي يقع فيه هذا إىل انه وقت شديد مبا يعرض ألهله من واضطربت جماري امورهم يف آخر الفساد وسوء التدبري وأكثر الناس يظنون أن امللك جيري جمرى سائر الرياسات اليت تستقيم ألكثر من

منصب فيها ملا شاهدوه وجرى يف عاداهتم من أن كل من يوضع يف رئاسة ما يقوم هبا وترجوا أفعاله فيها غري مستحق هلا وال مضطلع بشأهنا الن خلله أما أن يكون مضراً يشعر به أو يكون مما ال يتالفاه وان كان

اعوانه وكفاته أو يكون آخر أمره معروفاً فيهون صرفه واالستبدال به غريه وامللك فال حيتمل خلة من لك املقيم لنظام امللك اخلالل اليت ذكرناها النه اشرف منازل البشر قدراً وأعظم األمور خطراً فأن امل

بالتحقيق ال بالذي يأخذه باهلوينا وعلى جهة التشفيق حيتاج إىل أن يكون من املخاطرة مبهجته وجتشم األمور اليت يقيم هبا اود

مملكته ويصلح معها شأن من يتوىل سياسته مبنزلة احلال يف قلة مهواهتا هلكة فأن مل يكن معه من شدة النفس ميضي به األمور العظام اليت حيتاج يف امللك امضائها اضطربت األحوال اليت هو مضطر إىل وقوة الشكيمة ما

تقوميها والتاثت االسباب اليت يقصد لنظمها وتعديلها فإن أيسر خماوف امللوك اهنم حيتاجون إىل أن تتمكن هليبة من الناس للشيء يقع رهبتهم يف نفوس الرعية ومن ينأ عنهم من االعداء يف احملال النائية ومع اشتداد ا

هلم اضطرار بغضه ويتمكن يف نفوسهم بغضه ومقته والشنأن له واالبتهاج مبأساة وخالف حمبته على أن هذا املقت للملوك ال خيلو من أن خيالطه االستكانة ويشوبه اخلضوع واملهانة وال تكون احملبة للملك من رعيته

معلوم من احلكم القدمية انه إال ينفع اإلنسان حمبته من فوقه إال أن نافعة إال أن يكون معها هيبة فأن مما هويكون معه رمحة وال حمبة النظري له إال أن يكون معها شفقة وال حمبة من دونه إال أن يكون معها هيبة وملا ذا قدمناه من بغض العامة للملوك ما قال اردشري بن بابك يف عهده أن من صيغ العامة بغض امللوك ويف ه

القول إذا أتى مطلقاً ما يعجب منه الن من يسمعه وال يعرف سببه ينكره ويتعجب من كونه والسبب فيه أن يف صيغ الناس حمبة الفراغ والكراهة ملن يأخذ على أيديهم ينحوا هبم حنو االستقامة ومينعهم من اجلري

صبيان للمؤدبني وكراهة األحداث على ما تقوده إليه نفوسهم من اتباع اهلوى واالرادة ومن هذا بغض ال

Page 159: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

للمشايخ وقد قال بعض الشعراء اليونانيني شعرا صورة الشعر ملا ثقل من لساهنم إىل العربية وبقي معناه وهو الشيخ

عند األحداث رجل سوء وامللك الذي يقصد القامة الناس على العدل ويقودهم حنو الواجب مضطر إىل أن يكون كما قدمنا مهيبا

جلانب يرهب الناس بأكثر مما يرغبهم ويشتد عليهم بأزيد مما يلني هلم ويكون معه من الغلظة اضعاف خموف اما يكون معه من الرأفة الن الذي جيده مستحق السطوة بغية اكثر من مستوجب الرأفة بصاحل سعيه إذا كان

ع للملك هبيبته مع القليل من الناس ذوي هدى وحسن استقامة والكثري منهم أهل حسب وعرامة وجيتمصالح رعيته صالح اعدائه ومن يقدر غلبته على مملكته ممن هو مقارب له أو نأى عنه فان يف قول رسول اهللا دليال بينا على ما قلته وذلك حيث قال نصرت باهليبة دون غريها فيما كان فيه من االخالق الرضية

زع اهللا بالسلطان اكثر مما وزع بالقران الن القران واحلكم البليغة والشيم الشريفة وقد جاء يف األثر ما وإمنا هو حكم ومواعظ وترغيب يف اجلنة وختويف من النار فال جرم أن اكثر الناس مل ينقد ملا وجب عليه من

الوعظ واالنذار دون ما انزل هبم من التأديب وااليقاع وهذا كله اكرب دليل على أن اهليبة من اخص كون معها من العامة البغضة ومما فيه دليل على ما قلته من ذلك أيضا قول شاعر العرب ادوات امللوك اليت ي

يذكر سادهتم وقياس السادة فيهم عند مجهور الناس منهم قياس امللوك يف غريهم عند سائر عوامهم مصرع دماؤهم من الكلب الشفاء

السيد غاية الثأر وأنه إذا اصيب فقد أدرك قال امحد بن حيىي النحوي ذكر يل أن تفسري ذلك إمنا هو الن دم الثأر كله ووقع الشفاء بعده قال وامنا الكلب ها هنا الغيظ والغضب كما قال بعض الشعراء مصرع

** ) كلب بضرب مجاجم ورقاب ( فالغيظ عندي من العرب على ساداهتم من جنس غيظ سائر األمم على ملوكهم وإذ قلنا ما قلناه فليكن

تبع به ذلك ذكر أخالق امللك وسجاياه وما جيب أن يكون عليه منها يف ذات نفسه إذ كان ذلك أول ما نمبدأ التدبري والسياسة ومنشأ األفعال الشائعة يف العامة مث يتبع ذلك ما جيب أن يكون تابعا له الباب التاسع

يف أخالق امللك وما جيب أن يكون عليه منها يف ذات نفسه ياسة نفسه ورياضتها على التهذيب واالستقامة والعقل والفضيلة والرأي والرجاحة من ليس أحد اوىل بس

امللك النه إذا فعل ذلك كان حقيقا يف أول األمر أن يرى نفسه فوق من هو سائس له مستوجبا للعلو على اجلاهل من هو دونه إذ كان ليس من احلق أن يكون االدىن فوق االعلى وال االقصى متقدما لالفضل وال

مملكا على العاقل فأول ما ينبغي أن يكون من صيغة امللك العقل فانه افضل قوى النفس والعاقل اثري مكرم مرأس مقدم عند من به من الناس إليه حاجة وعند من ال حاجة به إليه والعقل منه خملوق مع أول الفطرة

ة البادرة عن الفهم والروية وجماراة ذوي ومنه مستفاد ومكتسب بعد ذلك باقتناء العلوم احلقيقية والتجرباالراء الوثيقة وأهل االداب الصحيحة فإذا كان مع امللك العقل األول امكنه أن يضيف إليه اكتساب الثاين

وإذا اجتمعا قويا قوة ال حيتاج معها إىل وصية صار امللك هبم إىل السعادة التامة يف الدنيا واآلخرة وقد ن اجتماعهما اهلوى وغلبته وكثرة فنونه وتشعبه فليحذر امللوك من تسلطه فإمنا هو يعترض بينهما ويعوق ع

Page 160: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

كالنار اليت تنمي من ضعف وقلة وتسعر من الشرارة الدنية حىت إذا اضطرمت وقويت مل يدرك اطفاؤها باهلوينا واحلال السهلة فإذا دوركت قبل أن تقوى وبودر باضعاف اهلوى قبل أن يتمكن ويشظى كانت

لقدرة عليه اسهل واستدفاعه قبل متنكه أوىل وأيسر وأمثل الطرق املأخوذ فيها جبسمه وأخلق السبل االيت تسلك يف افنائه ومتحيقه هو أن يقصد امللك لعلم ما كان جيهله وتفهم ما كان غري فهم به فانه عند

أو جله ويتالشى وصوله إىل ذلك يزول عنه ما كان متشعبا يف نفسه من فنون اهلوى ويضمحل ذلكواهلوى فمما ال ينبغي للملوك أن حيذروا شيئا اشد من حذرهم منه وأال يكونوا جماهدين لعدو من أعدائهم

قبل جماهدهتم له فانه إذا عجز امللك عن جماهدة هواه اخلاص به كان اوىل بالعجز عن غري ذلك مما هو خارج صة مل يكن أهال الن يستصلح به أمر عامته مث العفة من عنه فقد كان يقال من كان عقله ال يقوم مبصلحة خا

رأى أن السخاء من الكرم بأن يقال أن الكرم إمنا يستحق بالسخاء وذكر كما قدمنا اهنما جنسان ال يعم أحدمها اآلخر وال يدخل حتته وذكر اختالف أهل املشرق والشمال يف املواهب وأهنا انفس ما جرى يف باب

داخال يف معىن الكمية وفضل مواهب الكيفية على مواهب الكمية لدخول احلكمة الكيفية أو ما كانوسائر الصناعات يف باب الكيفية وقال بعد ذلك ملا صحح أن السخاء والكرم ممدوحان اهنما بامللوك ازين

وباخالقهم اهبى واحسن وحكي قول شاعرهم املعروف هبومريوس حيث قال تقي الدرجات العليا إال كرمي وقد قال قائلون أن من السخاء اإلمساك عما يف ال ينال املراتب خبيل وال ير

أيدي الناس مما ال حق يوجب أخذه منهم وليس هذا من السخاء وال من الكرم بل هو يف طريق املرؤة اذهب وامضاها الزم ومما ينبغي أن يكون امللك جمبوال عليه ومكتسبا لتقويته يف نفسه عظم اهلمة إذا كان

ليس من شأن امللك إال أن تكون كل افعاله االنسانية مبالغا فيها ينحو حنو الغاية القصوى على حسب قدره من املنزلة وعلوها وحملة من ارتفاع الدرجة

ومسوها وحيتاج امللك أن يكون شجاعا والشجاعة ضربان أحدمها الصرب على النوازل امللمة واخلطوب ملالقاة واملنازلة على احلرب واملباطشة فان اجتمع الصنفان للملك فهو الكامل النائبة واآلخر اجلرأة على ا

وأال اجزاه أن يكون الضرب األول منهما ومما حيتاج امللك إليه أن يكون بعيد الفكر متطلعا حنو العواقب ذا عزمية يف نفسه وشكيمة يف رأيه حىت إذا

طر امضى تدبريه فيه ومل ينكل عنه وال يداخله فشل صح عنده ما يوافق الصواب وان كان فيه بعض املخافيه وال خوف منه واحللم فال يصلح أن يكون امللك غري البس له ألنه يف أول األمر هبا يكسبه زينة ويكسوه

وقارا وهبجة مث يتلوا ذلك أن يصل إىل رعيته ومن يسوسه من الناس نفعة الن ذلك إذا كان معه سهل مواضع العقوبات على االجرام اليت يتكون بعضها واقعا على شبهة وبعض جاريا السبيل إىل التثبت يف

بسبب أقوال كاذبة وبعض على سبيل حيلة وعلى وجه معاداة غيلة فإذا كان مع امللك حلم ووقار وترفق هته وثبات مل تقع عقوبته إال يف حقها وال جمازاته إال يف موضعها ومل يكن منه ما يوجب الذم وال وقع من جما يذكر معه ندم ومما ال يصلح مفارقة امللك إياه وال خلوه منه الصدق يف وعده ووعيده فانه إذا كان حليما متثبتا مل يعد إال ما يتيقن قدرته على الوفاء به ومل يتوعد إال من يستحق أن يتوعده مبثل ما يوجبه

أعد يف كهنه لزمه أن ينجز ما وعده وال خيلف جرمه ومل يتهدد أيضا إال مبا له أن يفعله فإذا وعد يف حقه وو

Page 161: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ما توعد به ومن كمال اخلالل اليت قدمنا حاجة امللك إليها أن يكون عادال يف نفسه مكتسبا ملا حفظ هذه الفضيلة وزاد

عليها جبودة البحث وعم الصواب كل أحواله واستقامت اخلالل احملمودة اليت تكون معه كان عادال مشل االقساط مجيع افعاله وعم الصواب كل أحواله واستقامت وصواب النظر فان امللك إذا

اخلالل احملمودة اليت تكون معه حىت ال جيري شيء منها على سرف وال تكثري وال نقص وال تقصري والشح ا وقد من اخلالل املذمومة اليت لعلها تعرض له حىت خيلو منها أو من اكثرها مبعاتبته نفسه عليها وهنيه هلا عنه

يستغىن امللك إذا كان عادال من أن يكون رحيما الن الرمحة إمنا هي تركيب يف خلق النفس من ود وجزع فإذا عدل امللك حىت ال يضع عقوبته إال يف حقها كانت الرمحة ناقصة منها وعاد ذلك بالضرر يف التدبري ومما

امللوك ليقبل افعال من محدت افعاله وكانت حيتاج امللك أن يكون متطلبا له وناظرا فيه سري من تقدمه من متصفة بالسداد أحواله ويتجنب سرية من ذمت سريته ومل يكن ممن ترتضى طريقته وحيتاج امللك أن خيلوا

من خالل يف كوهنا معه ضرر عليه يف ذات نفسه ويف تدبري رعيته ومصاحل مملكته منها اللجاج واحملك فإهنما لرديئة ومن اخلالئق الدنيئة ومها مع هذا يعوقان جماري الرأي عن االنبعاث ومنها ال يكونان إال يف الطباع ا

البذخ فإنه تابع أبداً لصغر اهلمة ومنها التهاون باألمور فإن اليسري يف ذلك ينتج كثرياً من اخلطأ وعظيماً من البالء

ي والسياسة منهم ملا دفع إىل وقد ذكر مروان بن حممد وكان من أكابر ملك بين أمية وشجعاهنم وذوي الرأملك قد وهت قواه وانتفضت عداه بإمهال املضيعني وتقصري املترفني فأخذ يروم تالفيه وقد عسر وتقصد

لرتقه وقد زاد اخلرق واتسع وباشر من حرب املسودة ما اشتد عليه حىت اهنزم فلجأ يف اهنزامه هذا الغالم فيما يقال من أشراف الروم فوقع إىل موضع حصل فيه ومعه خادم رومي يقال له بسيل وكان

عليه سىب صار به إىل مملكته مروان فقال مروان يف تلك احلال يا هلفاه على كف ما ظفرت ودولة ما نصرت ونعمة ما شكرت فأجابه بسيل بأن قال من أغفل الصغري حىت يكرب واليسري حىت يكثر واخلفي حىت يظهر

ليها واغلظ وقال بعض حكماء الفرس ما أورث راحة ما أعقب نصباً ومعونة لقي مثل هذه احلال اليت حنن عوقال آخر منهم ما أهون الكد املؤدي إىل الدعة وأصعب الدعة املعقبة تعباً ومشقة وقال بعض البلغاء يف روه ذلك ينبغي أن يستعمل امللك احلزم حمتمالً مؤونته بصالح بغيته وجبانب العجز تاركاً عاجل راحته ملك

عاقبته فإن للحزم مؤونة تودي أهلها إىل اخلفض والدعة وللعجز يسرياً من الراحة يفضي مبستعمله إىل الذل والضعة والكرب فينبغي للملوك الرجح أن يعدلوا عنه وينتفوا منه فإنه يكفي إذا كانت معه اخلالئق اليت

يكسب صغراً ومقتاً والتواضع جيلب قدمناها أن يعظم هبا خطره وجيزيه أن يكرم من أجلها فإن الكربملستعمله كرباً ووداً وقد قالت حكماء الفرس التواضع مع السخف والبخل امحد من الوقار والسخاء مع

الكرب فأمجل حبسنة عفت من صاحبها على سيئتني وأقبح بسيئة حمت من مستعملها مجال حسنتني اها املوضع الذي يتزيد فيه على حقه وذكروا أن ذلك وقالوا أن أصل التكرب اعجاب املرء بنفسه ووضعه أي

غاية التكدر والبلوغ فيه هناية حال املتزيد ألن من ترسم بالكذب وندم عليه إمنا يكذب بأن يقول ما ال وجود له ويزيد على منزلة الكاذب بالقول من يكذب يف فعله وهو املرائي ألنه يظهر بالفعل ما ال يعتقه

Page 162: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

الكذب أغلظ من منزلة الذي يكذب فجد قوله ألن هذا ومنزلته عندهم يف جيمع إىل كذب القول كذب الفعال واالول إمنا كذبه يف اللسان واملنزلة املتناهية يف الكذب هي منزلة من يكذب باعتقاده النه يعتقد يف نفسه ما ال جيده منه غريه فيكون املعجب قد مجع الكذب باللسان والفعال

ن الكذاب مذموماً فاملرائي أذم منه وان كان املرائي أشد يف باب الذم من الكذب واالعتقاد فإن كافاملعجب أوىل من املرائي الذي يتقدم يف الكذب طبقته وإذا كان امللك أوىل الناس بالبعد عن الكذب نضاف باللسان وأزيد من ذلك أن يبعد عن الكذب بالفعال وأزيد منهما أن يكون كاذباً باالعتقاد الذي ي

إليه الكذب باللسان والفعال وواجب عليه أن ينفي العجب بالتواضع ويغين عن الكرب بلني اجلانب ألنه ال شيء أجل من أن تقابل النعمة كلما عظمت بالشكر وجيازي املنة كلما جلت باحلمد كما كان من أخالق

لملك وإن عز سلطانه أن يظن رسول اهللا وال خلق أويل بأن يتقبل من خلقه وليس ألحد عظم شأنه وال ل بنفسه ارتفاعاً عن حاله وقد كان التواضع سجيته وترك الكرب خليقته

ومما حيق على امللك أن يفعله وال خيلو منه جمالسة احلكماء ومعاشرة ذوي الرأي واحلجي فإن انطياعه هلم سيما على امللوك وذوي وتقبله مذاهبهم واخالقهم يبعده عن أمر العامة الذي هو يف غاية املضرة وال

االقدار العالية ويف ذلك وحده لو مل يتعلق بغريه جمزي وكفاية فكيف به إذا شذا الشيء بعد الشيء منهم وتعلق حبكمهم وعلومهم وفيما أثبت من توقيع انوشروان انه رفع إليه يسأل عن السبب يف جمالسة أهل

ذلك عنا تقوية مللكنا واضافة لعددنا والوجه أن يعلم العلم والرؤساء من أهل كل صناعة فوقع أن انتشار أن هذا الرأي الذي وقع النوشروان

مما مل تزل احلكماء تأمر به وامللوك احلزم تتحاض عليه وجتتهد يف أن تنشر عنها فعله واستعماله وممن كان و القرنني على هذه احلال يف اختياره العلماء ومعاشرته اياهم وقبوله مشوراهتم االسكندر ذ

وال جرم انه ما يذكر أن ملكاً استوىل على ملك الشرق والغرب وما بينها ودانت له األمم كلها غريه وان معلمه كان ارسطا طاليس وعنه أخذ احلكمة وكان أول أمر االسكندر أن أباه فيليب كان ملكاً من ملوك

اس املضطربة ومذاهبهم املختلفة الفاسدة اليونانيني وكان حكيماً ففكر بعد مضي أكثر عمره يف أمور النفتشكي إىل جلسائه من احلكماء اغتمامه بذلك وتوقه إىل الصالح العام وعزمه على قصد امللوك الضالل

ليبصرهم احلق وجياهدهم عليه فرأى من يليه من احلكماء وحيف به من صاحلي اجللساء صواب هذا الرأي إليه مهة عالية ونفس سامية وان سنة قد تعالت وال يؤمن أن ينهض حنو وخاطبوه بأنه أن ما بعثه عليه ودعاه

هذه احلال وهي مما حيتاج فيه إىل مباشرة أمور عظيمة وجتشم اسفار شاقة ومالقاة حروب صعبة ومدة يرجى يف مثلها متام هذا األمر من الصالح وتطاوله واهنم ال يأمنون أن ختترمه قبل ذلك املنية وأشاروا عليه

االستكثار من النساء للطروقة وكان متجنباً لذلك فيما خال من عمره على مذهب الفالسفة طلباً لولد بينشئوا نشوءاً صاحلاً ويعهد إليه يف طلب ما رام فعله فولد له االسكندر فلما ترعرع أنفذه إىل اثينا مدينة

طون فأقام عنده حىت شد من احلكماء وكان صاحب التعليم هبا يف ذلك الوقت ارسطا طاليس بعد أفال الفلسلفة طرفاً وتقبل أخالف أهلها مث

أتاه نعي أبيه وجاء أهل مملكته بعد موته إىل االسكندر ومعهم التاج وما يتبعه من ادوات امللك وكانت له

Page 163: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

أقاصيص مع معلمه ليس يدخل أكثر فيما حيتاج يف هذا املوضع إىل ذكره وإمنا وصفت ما وصفته من حاله قدمة ليعلم أن امللك انه إذا تشاغل باحلكمة كان أمره عظيماً وشأنه جسيماً كما كان ذو القرنني وقد املت

جاء يف األخبار القدمية أن اهللا عز وجل إذا أراد بامة خرياً جعل امللك يف علمائهم والعلم يف ملوكهم وقد وتفسري اخلشية يف هذا املوضع التقى ) لماء إمنا خيشى اهللا من عباده الع^ ( قال عز من قائل يف كتابه احملكم

وكف اليد عن مجيع املساوئ وليس أحد يظن انه اعلم مبا يرضى اهللا ويسخطه من العامل الذي يعلم أمر اهللا على كهنه واقصى ما جعل اهللا للبشر علمه من ملكوته وسلطانه على أن العامل بذلك قليل والفاحص عنه

التقى قليل واجلهل كثري واهللا عز وجل قبل ذلك وبعده ويل االرشاد والتوفيق واملتبحر له يسري ال جرم أنومما ينبغي أن تعرفه امللوك أن امورهم ليست كأمور سائر الناس الذين جيوز هلم التساهل يف شؤوهنم ألن

ضر من كل إنسان من السوقة املنفردين مبا خيصهم يكفيه من الفضائل وتضره من الرذائل دون ما يكفي وييضم اجلماعة الكثريين الذين تصرفهم به ورجوعهم إىل االمتار له فإن الواحد من السوق مثالً يكفيه يف أن يكون فهماً أن يفهم أمره وأمر ما خيصه وجيزيه من العلم يسري ما يسد به ويقتنيه وكذلك جيزيه أن يكون

ه نفسه ويف أن يكون عادالً أن يعدل فيما يأخذه شجاعاً أن يفي بقرنه ويف أن يكون أميناً يؤدي ما يؤمتن علي ويعطيه وحده ويف أن يكون

جائزاً مع هذا يسئل عما ال خيربه كل اخلرب ومل يقع له تصحيحه بغاية الصحة وال متمكن منه فكم من نافذ ه ماالً يف شيء يضعف من غريه وما هو بشيء مل يقع له التمهر بسواه حىت أن مل يسلم علمه بغريه وتكلف من

يتحقق معرفته ألن يف طبائع الناس املشاحة يف فطرهم واملساماة واملغالبة حىت إذا سلم املستشار من كل ما عددته وكان مستقيم الرأي غري خطلة وسديد التدبري غري خمتلة مل يأمن أن تعرض له آفة أخرى يف أن يكون

ملن يودي عن صدق النصيحة يف أمره أو له أرب فيما ليس الصواب للملك قبوله منه أما من التعصب املعاداة ملن حيض على مكروهه ويبعث على مساءه وضره وإذا خال من مجيع ما عددته جاز بعد هذا أن

يكون له خليفة يف نفسه ال تليق مبن يكون على مثلها الرجوع يف الرأي الذي يشاور فيه إىل ما عنده مثل مور السامية أو يكون جباناً فيشار يف االقدام على األحوال اخلطرية أن يكون قصري اهلمة مث ليستشار يف األ

اهلائلة أو يكون خبيالً ضنيناً ويشاور يف صالت من يستحق التوسعة يف صلته وما جانس هذا وشاكله من اخلالئق اليت تكون يف الناس وال ميكن ضبطها ويعجز العامل عن مقاومتها ومقاومة ما فيه منها فكم من عاملعاقل يعلم أن فيه من اخلالئق املذمومة ما هو مبلحاً به وجيتهد يف الزوال عنه فال تبلغه قدرته ويعجز عنه

حمالته فإذا كانت هذه االفات الحقة للمشاورين فكيف بتصحيح مشوراهتم وكيف يستخلص حقيقة صحة فهم من يشاوره الصواب من جهتهم إال بأن يكون للملك يف النهاية من الفهم والدراية حىت يعلم

فيما يشاوره فيه وتصرف خالئقه يف الوجوه اخلاصة به وسالمته من أن يدخله يف ذلك هوى أو يكون له يف شيء احنراف أو عداوة

جواداً أن جيود على من تبلغ قدرة اجلود على مثله وكذلك الرذائل جيزيه إذا بلى بواحدة منها إال يعدوه أي غريه عيب مما بلى به وال يتخطاه

وليس امللك كذلك ألنه ال يكفيه من العلم أن يكون معه منه ما يقوم بأمره حىت يقوم بأمر غريه ممن إليه

Page 164: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

تدبري شأنه وكذلك فال جيزيه يف األمانة أن يؤديها هو وحده حىت يؤديها اصحابه واملؤمتنون من قبله ال جيزيه أن يقاوم قرنه حىت يدبر جيوشه ويكونوا من األمانة على مثل ما هو عليه وكذلك يف الشجاعة و

تدبرياً يقوم معه كل واحد منهم أيضا بقرنه وحيمل كل واحد منهم نفسه وكذلك يف العدل حيتاج أن يفيضه هو ويفيض مثله اصحابه وكفاته وكذلك جوده حيتاج أن يكون أهم من جود غريه وأشد احتياطاً يف أن

مستوجب له مما شكل نظريه منه وكذلك أيضا فليست عيوبه وما يوضع مواضعه وعند مستحقه وال خيلوا يبدو منه من قبيح اموره خيصه دون أن يفسد احواالً كثرية من األمور اليت يتصل به مما ال يشاكله فساد السوق وال يقاربه فلذلك ال جيب أن يكون موارد رأيه ومصادرها خارجة إال بعد أحكامها وهتذيبها من

الفساد ودواعي اهلوى املبعد عن الصواب وهذه احلال فما أبعد متامها لإلنسان وحده دون شوائب الزيغ واملشاورة والرجوع إىل ذوي الرأي واحلنكة ومن قد هذبت العلوم الصحيحة رأيه وثقفت املعارف احلقيقية

إىل غريه من لبه ومن قد جرب التجربة املستوفاة ملثل ما يرجع فيه إىل رأيه ومعرفته ويف رجوع امللكاملشورات نفع ودفع لآلفات وعوارض اخلطأ والنكبات ألن املستشار ينبغي أن يكون أوالً صحيح العلم يف ذاته مهذب الرأي يف نفسه فما أكثر من العلماء من تكون آراؤهم معوجة ومقاصدهم مقاصد غري مستقيمة

فإذا سلم املستشار من هذه اخللة كان ماء الفرس بعض ملوكهم فقال اختذ من نصحاء علمائك مرآة لطباعك ليجود وقد أوصى مهبوذ أحد حك

هبا رأيك فأنك إىل صالح طباعك أحوج منك إىل حتسني صورة وجهك والعامل الناصع يف تعريف املخرب أصدق من اجلديد اجمللو يف تبني النظر وقد قال شاعر من شعراء العرب

) مؤت نصحه بلبيب وما كل ** وما كل ذي لب مبؤتيك نصحه ( ) فحق له من طاعة بنصيب ** ولكن إذا ما استجمعا عند واحد (

فإذا عرف امللك سالمة من يشاوره من هذه الشوائب اليت وصفنا وشاوره فيما حيتاج إليه طالبه بالدليل ه اليت على أن يكون الذي يرتئيه وينص عليه هو الصواب دون غريه فإذا أتى باحلجة يف أنه أصوب الوجو

يوجها الرأي ميز امللك ذلك بعقله ووزنه مبعيار نظره واعتباره فأن امللك عند فعله ما قدمته إذا أمتن انساناً كان أميناً وإذا استنجد رجالً كان جنداً وإذا استكتب كاتباً واختذ صنيعاً من سائر صنوف أصحاب

ور ما يعلمه على حقه وصدقه وصوابه وتظهر الصناعات واملهن كان يف معناه بليغاً سديداً وحتصل له مجه افعاله متعجباً منها مفضالً هبا بينا فيها

اجلزالة وصواب الرأي ما يكسبه شدة الطاعة من اخلاصة ومن العدل والرأفة وما يصريه إىل الود اخلالص ل القهر والغلبة من العامة ويتم له مع ذلك امللك الصحيح الذي هو امللك باحلقيقة ال الذي جيري على سبي

فإن مثل هذا ليس ملكاً على الصحة وال رئاسة يوثق هبا الثقة التامة إذا كانت الرئاسة إمنا هي رئاسة عفو الطاعة ال رئاسة االستكراه والقهر واململكة مملكة الرضا واحملبة وال مملكة التسلط والقهر

يتقبل امللوك ذلك ويذهبوا بنفوسهم حنوه وال ومما ينبغي أن تذكره من أمر خالئق االسكندر ذي القرنني لييأسوا من بلوغ مثل حاله فأن الناس واحد يف املعىن وأفضلهم عند اهللا التقي الذي جيده عز وجل عندما حيب ويرضى فأنه يبلغ الغاية القصوى ويسمو إىل الدرجة العليا ولو كان من امللوك ما بلغه موضعاً من

Page 165: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ال ينكلوا عن تعاطي مثل أمره واهللا ويل التوفيق بقدرته فما كان من أمر احاديثه ما تسمعه امللوك واالسكندر بعد ما اقتصصناه من ذكر أوليته وابتداء نشوئه وتعليمه انه كان مع حاله اليت وصفناها عنه كمة موذناً بالنجابة منذ أولية كونه وابتداء صباه ونشوئه ومن ذلك أنه كان ملا اشخصه أبوه إىل مدينة احل

كان ومجاعة من اوالد امللوك حبضرة املعلم املتقدم ذكره فأراد معلمهم امتحاهنم واملقايسة بينهم فقال لفىت منهم يقال له مينوان افضى اليك امللك ما أنت صانع يب فقال أفوض اليك مجيع امري وقال آلخر منهم

ف بارقيطن فأنت ما تصنع يب قال أشركك يسمى فاليغا مثل ذلك فقال اختذك وزيراً ومشرياً وقال آلخر يعريف ملكي فقال لألسكندر مثل ما قاله لكل واحد منهم فقال يا أيها احلكيم ال ترهتنين اليوم لغد وال تسألين

اآلن عما أفعله بعد وانظر حقا فإين أن أصري إىل احلال اليت أومأت إليها أفعل بك ما ينبغي أن يفعل مبثلك يف تلك احلال فقال معلمه

أنك لتخيل مبلك كبري وعلى ذلك تدل قرحيتك والفراسة فيك مث لنرجع إىل حديثه األول الذي كنا بدأنا به فلما رجع االسكندر بعد موت أبيه ورجوع امللك إليه إىل دار

مملكتهم وكانت يف ذلك الوقت مبقدونية وهي بالقرب من املغرب ومل يكن بالقسطنطينية اليت هي يف هذا دار ملكهم وبدأ يف أول أمره بإصالح مملكته حىت أقامها على ما وجب إقامتها عليه من السنن الوقت

العادلة والسري الفاضلة مث عزم بعد ذلك على تدويخ األرض وجماهدة امللوك الضالني وكانت للفرس على را بن دارا ملك فارس اليونانيني إىل ذلك الوقت أتاوة ومل تزل حيملها ملوكهم يف كل سنة فأخذ يف منع دا

كان على عهده منها وأقبل دارا يكاتبه بالوعيد الشديد ويتهدد معلمه التهدد الغليظ وينسب املشورة عليه بترك محل األتاوة إليه واالسكندر جييبه عن كتبه بأنه لو علم حقا يوجب محل األتاوة حلملها ومل ميتنع منها

ى اتباع أمر اهللا والتسليم له واعتماد طاعته والتناهي عن خمالفته ويدعوه إىل التوحيد وترك الكفر وحيضه علوحيذره عقوبته وسخطه إىل أن أحس دارا ذلك فدلف إليه وقصد حربه ومناجزته وصار إىل ديار ربيعة ما

ميلكه بني املدينة املسماة بامسه وأقبل االسكندر حنوه مظهرا جماهدته خماطبا له بأنه ما يريد ماله وال شيئا مما وأنه إمنا يريد منه أن يقر بالتوحيد ويؤمن به ويدع الكفر وينزع عنه لينصرف عن حربه وخيلي بينه وبني مملكته وأقبل دارا يف جواب هذه املكاتبات يتعاىل تعايل اجلبارين ويتسطى تسطي امللوك املتعظمني إىل أن

بل إىل بلد بابل حىت دخله ووطئه كان الظفر لالسكندر به فاستباح عسكره وتزوج روشك ابنته وأقواجتمعت ملوك الفرس من اآلفاق إليه فأحسن عشرهتم واستعمل العدل يف أمورهم ومل يهجم بسوء يف

شيء من أحواهلم وكان عند اجنذابه ملالقاة دارا قد استخلف معلمه أرسطا طاليس على ما خلفه وكان يطالعه

عند حلوله بأرض فارس واجتماع من اجتمع من ملوكهم قبله بأحواله ويستمد الرأي من جهته فكتب إليه كتابا يقول فيه

أما بعد فان األقدار وسابق االتفاقات وان كانت أصارت بنا إىل ما حنن عليه من علو الشأن فليس ذلك مبانع لنا من الرجوع إىل رأيك واالستضاءة بنور حكمتك وأين ملا حللت ببالد فارس اجتمع إيل ملوكهم مناألقطار فرأيت أجساما عظيمة ونفوسا عالية ومهما سامية وشجاعة كاملة وأحواال ضخمة واسعة ووجدت

Page 166: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

مقامي وسط بالدهم وقد استوليت على مملكتهم وظفرت مبلكهم غرارا إذا كنت ال أمن أقدامهم وفكرت ا تراه صوابا يف يف قتلهم فأحجمت عنه ألين مل أعرف وجهه وقد صرت يف أمورهم على حال حمرية فأشر مب

تدبريهم فأجابه أرسطاطاليس وهو معلمه الذي أنشأه وبصره جوابا ينبغي أن يتمثل يف جوابات امللوك ويتقبل يف

خماطباهتم فإن امللك لو جاز أن يتعاىل عليه أحد لوجب لذلك احلكيم الذي كان سبب تثقيفه ولكن من شأن كل ذي فضل فإن يف جواب هذا احلكيم هلذا امللك العظيم امللك أن يتواضع له كل ذي عمل ويتطأطأ دونه

تبصرا يف خماطبة امللوك واحدة مع ما فيه من اإلرشاد إىل تعلم صواب الرأي ثانية وهو هذا وصل إيل كتاب امللك وفهمته فأما قوله أن األقدار واالتفاقات ساقت إليه األحوال اليت هو هبا فليت األقدار إذا ساقت إىل

عظيما كان مستحقا هلا كاستحقاق امللك املنزلة اليت وصل إليها فإن الفراسة فيه قد كانت أحد حاال توجيها وأقوال الكهنة تؤذن هبا وتدل عليها

وأما قوله يف رجوعه يف الرأي إيل فاألحوال الكبار تشغل امللك عن االنفراد بالرأي وتقطعه عنه وليس ور من رأيه عن بلوغه ولكن ألذكره مبا أفدته منه وأرد عليه ما رجوعه فيه إيل لنكوله عن عمله وال قص

اسلفنيه من قرحيته واهللا يوفق من ذلك ما يرضي امللك ويزلف عنده فأما ما شاهده امللك من بأس الفرس وجندهتم فينبغي أن يعلم امللك أن األمم اقتسمت الفضائل فالذي وقع

م فلست أراه ألنه إن قتل ملوكهم وليس بد من أن يستعمل للفرس منها هو الشجاعة والنجدة فأما قتلهعليهم بعضهم اضطر إىل رفع سفلتهم وسياسة امللوك أسهل من سياسة السفلة ألن امللوك أشد طاعة

وأسلس انقيادا وعريكة وسياسة السفلة شاقة متعبة وأنا أرى رأيا يكتفي به امللك مؤونة قتلهم مع ما جيتمع ستثمره من إخالص نياهتم واالنتفاع هبم وهو أن جيمعهم يف حمفل عظيم عام ويعمد إىل له به من طاعتهم وي

أوالد امللوك الذين ال يأىب أحد من كافتهم رياستهم فيقسم اململكة بينهم وجيعلها طوائف يف أيديهم فإنه إذا كون دونه ولقلة مقدار رأى كل امرى منهم أنه قد ساوى نظريه يف التمليك مل تطعه نفسه لالنقياد له وان ي

الطائفة اليت يف يده من اململكة عند مجيعها ما ينقص مهته عن معصية امللك واخلالف عليه ويستجمع امللك طاعتهم ويكفي ما ترهبه من غدرهم وشرهتم فرأى االسكندر صواب هذا الرأي فقبله فلم يزل ملوك

اعة مخسمائة وإحدى عشرة سنة إىل أن مجعهم الطوائف يؤدون األتاوة إىل اليونانيني وينحون هلم بالط أردشري بن بابك وقال ملا تكلف من جهادهم على اجلمع

املشقة الشديدة والكلفة املتعبة حىت صارت اململكة واحدة حنن نضرب بسيف أرسطا طاليس مذ هذه املدة البعيدة

أن ظفر به وبعد ذلك يف حال وكتب أرسطا طاليس إىل االسكندر رسائل كثرية يف حال حماربته دارا إىلمسريه إىل اهلند وحماربته فور ملكهم إىل أن ظفر أيضا به مث يف نفوذه إىل الصني وأقصى املشرق بني له وجوه الرأي والتدبري وحيضه على احلكمة والعلوم النظرية ويبصره األخالق الشريفة واألفعال اجلليلة منها رسالته

ه يقول احلكمة رأس التدبري وهي صالح النفس ومرآت العقل وهبا تزول املعروفة برسالة التدبري فإناملكروهات وتعز احملبوبات ما أحسن رأي من حقق يف طلبها وأهبى نتائج احلكمة يف نفوس طالبيها وهي أس

Page 167: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

املمادح وأصل املفاخر وكفى باحلكمة فضال أن يف حجة من رام أبطاهلا تثبيتها ومن قصد لدفعها حبقيقها اها بأهنا معشوقة يف الطبيعة ومتشوق إليها يف أول الصيغة وان الدليل على ذلك ما قلناه يف كتاب وكف

يسمع الكيان من أن الصبيان يشتاقون إىل مساع أحاديث اخلرافات وان مجيع احلواس سريعة إىل استنباط ويتدافعونه طرا وهبا ينال حمسوساهتا وكفاها فضال أن اجلهل ضدها وهو الشيء الذي ينتفي منه الناس مجيعا

الدنيا حق املنالة وهي العائدة إىل الفوز يف العاقبة وهبا تنجوا النفس من العقوبة وخاطبه فيها خماطبات أخرى حنن نضع كل باب منها يف موضعه

ومما يصلح أن يكون يف هذا املوضع أن قال له اعلم يا اسكندر أن الرئاسة مرغوب فيها ليحرز الذكر هبا الذكر حممود ملن مال إليه من طريقه ومذموم ملن يقصده باإلفراط فيه فطلب الذكر من وجهه ينتج الصدق و

والصدق ينتج الورع ومجيع املمادح والورع ينتج العدل والعدل ينتج التآلف والتآلف ينتج الكرم والكرم ينتج املؤانسة واملؤانسة تنتج الصداقة والصداقة

ملؤساة توجب الذب واحملاماة ويف ذلك اقامة السنة وعمارة الدنيا وهو موافق للطبيعة تنتج البذل والبذل واوكفى بالطبيعة اليت هي قوة الباري ففي مجيع املوجودات يف اصالح مجيع األمور الفاسدة املضطربة وطلب

تج النميمة الذكر من غري جهته ينتج احلسد واحلسد ينتج الكذب والكذب اصل املذام كلها وان الكذب ينوالنميمة تنتج البغضاء والبغضاء تنتج اجلور واجلور ينتج التصادم والتصادم ينتج احلقد واحلقد ينتج املنازعة

واملنازعة تنتج العداوة والعداوة تنتج احملاربة واحملاربة تنقض السنة وتذهب بالعمارة وهذا خمالفة الطبيعة النفس أيضاً منازع غليظ املؤونة وهو الشهوة املفرطة وينتج وخمالفة الطبيعة فساد األمر كله وقد ينازع

افراط الشهوة امليل إىل البدن وتضييع اصالح خواص النفس وقواها فإن امليل إىل اجلسد ينتج االهتمام املفرط وافراط االهتمام ينتج البخل والبخل ينتج حمبة اليسار وحب اليسار يدعوا إىل النذالة والنذالة تنتج

ع والطمع ينتج اخليانة واخليانة اصل السرقة والسرقة هتتك املروة ومنها تنشي احملاربة اليت ألف بعدها الطمباحلقيقة واحملاربة اصل لنقض الدين وزوال التآلف وخراب الدنيا وفناء عمارهتا وذلك خمالف الرادة الباري

لنهم ألن النهم ينتج الدنأة والدنأة تنتج ومشيئته وقد ينازع النفس أيضا منازع ليست مؤونته بالسهلة وهو اسقوط اهلمة وسقوط اهلمة تنتج امليل إىل احملقرات وذلك هتك كل فضلة ومن هذه االفة حتدث األوجاع

العظيمة واآلالم املؤذية واالسقام املزمنة والفجور وما سوء املزاج وهي معدن أشبهه من األمور القبيحة وكذلك القحة فإهنا من خواص الدوائر الغالب عليها

االوساخ اليت حتارب الفكر واصل ألكثر الرذائل وقال بعد ذلك انه قد جيب على امللك أن خيتص بأحسن اخلواص وذلك انه علم يشار إليه وامام يؤمت به

وصغري العيب يف امللك عظيم وكذلك الفضل منه ضوء كثري لي فيطول هبا نظري حىت أخاف أن احبس عقلي وكان معاوية ابن أيب سفيان يقول أن األمور لترد ع

مبحادثة العقالء مت اعاود النظر فيها وقد انقشعت عنه صبابة احلرية فاصدرها مصادرها فاستجم عقليوأخربين سنان بن ثابت بن قرة أن املعتضد باهللا وكفى به من امللوك فضالً وحزماً أنه ملا أراد بناء قصره يف

ن تقدير مجيع ما أراده أعلى بغداد على املوضع املعروف بالشماسية استزاد يف الذرع بعد أن فرغ هلا م

Page 168: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

للقصر فسئل عما يريد ذلك له فذكر انه يريده ليبين فيه دوراً ومساكن ومقاصري يرتب يف كل موضع منها رؤساء كل صناعة ومذهب من مذاهب العلوم النظرية والعملية وجيري عليهم األرزاق السنية ليقصد كل

لو مد له يف العمر حىت يفعل هذا لظهر فضل هذه من اختار علماً أو صناعة رئيس ما خيتاره فيأخذ عنه واألمة على مجيع األمم ورجوت أن يكون يف تناهي هذا الفعل وحده إىل سائر االجيال وامللل املخالفة

لإلسالم ما يفت يف أعضادهم وينل من عزمهم ويصد عن الوثبة إذا فكروا فيها عزمهم هذا إىل ما كان مها إذا اعان امللك عليها والقوة الشريفة مبا يتفق من وجوه البصر فيها يستمر بذلك من فيض احلكمة وعمو

مراماة االعداء وامللحدين باحلجج البينة اليت تزيل الشبة املضلة والتالوات الباطلة اليت هبا ضل وعند من عند وبيان

هبا املكائد جلميع وجوه احلق ومذاهب الرشد وما كان يتفق به أيضاً من وجوه الصناعات اليت يتخذواآلالت النافعة يف حماربة أهل اجلهل أن قصدوا البيضة وصدهم عنها باهون املساعي وأيسر املعاين واهللا

يوفق أمري املؤمنني ويعينه على مصاحل األمة وحراسة الدين وان يرينا العدل شائعاً والقول به مستفيضاً ذائعاً بقدرته

ه أن أنوا شروان وقع إىل وزرائه بأن يسارعوا إىل ما خيرج أمره به من ومما أذكره ليقبله امللوك ويأخذوا بأمور اخلري وأحواله من غري تربيت له وال توقف عنه وان يسألوه عنه وليخربهم بسببه فيكونوا هم أشد ثالثة استبصاراً فيه وعلماً حبقيقة ما ميضي منه ويتوقفوا عما خيرج به أمره من الشرور حىت يراجعوه فيه أياماً

ليتأمل ما أمره به منه حق تأمله ويستثبت فيه مبا يستثبت به يف مثله ويعمل مبا يوجبه التأمل من امضائه أو التوقف عنه وهذه خليقة مع إهنا شريفة موافقة ملا توجبه الديانة وينفع مثلها يف السياسة واملصلحة العامة

لمعتمد على اهللا أن الكرمي ينخدع فقال نعم ذاك إذا علم وأخربين امحد بن يزيد املهليب عن أبيه قال قلت ل انه ينخدع فأما إذا ظن انه خيدع فال خيلص املعتمد بقرحيته وجودة خاطرة الكرم من الغباء ختليصاً بالغاً

ومما تكلم به البلغاء وامللك حمتاج إىل تقبله وان كانت احوال ما قاله هذا البليغ قد قدمنا حاجته إليها يف وضعه فإن ما ذكره من فنون ذلك وفروعه هو قوله الكرمي ال تغلبه الشهوة وال حيكم عليه الشرة بسوءة م

وال القدرة بسطوه وال الفقر بذلة وال الغىن بعزة وال الصرب بضجر وال النعمة ببطر ومن شجاعة امللوك اليت ينبغي أن توضع يف مواضعها وقد قدمنا ذكر مجلها ومعناها

ىل أنو شروان يسأل عن مبارزته العدو بنفسه فوقع لتشتهر يف األفاق شجاعتنا وتنتشر اخبارنا انه رفع إفريهبنا عدونا وهذا القول مما ينبغي أن يسمعه امللك وال يعمل يف كل وقت به بل يفعله إذا حضر وقت

رزه ملا توجهت له يصلح له وحال ميكن فيها من الظفر بعدوه كما فعل االسكندر بفور ملك اهلند فإنه بااملكيدة عليه ووثق من نفسه باستظهار يف مبارزته فأما إذا مل يتوجه له ما يتقن الغلبة معه فينبغي أن يعمل

امللك كما عمل املنصور مع ابن هبرية وهو حماصر له بواسط أين خارج اليك يوم كذا وداعيك إىل املبارزة ذه الرسالة بأن قال له يا بن هبرية قد تعديت طورك وجريت يف فأنه بلغين جتبينك أياي فأجابه املنصور عن ه

عنان غيك وسأضرب لك مثالً يشاكل أمرك بلغين أن أسدا لقي خنزيراً فقال له اخلنزير قاتلين فقال له األسد لست بكفء يل ألنك خنزير ومىت فعلت الذي دعوتين إليه فغلبتك مل اكتسب بذلك ذكرا وال نلق

Page 169: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

شيء كان علي يف ذلك سبه فقال اخلنزير أن أنت مل تفعل رجعت إىل السباع فأعلمتها به فخرا وإن نالين انك نكلت عين وضعفت عن قتايل فقال له األسد احتمايل على كذبك ايسر علي من لطخ شاريب بدمك

إىل أنو ومما حيتاج امللك إىل التذكري به هو ما تقدم يف باب الشهوات واالحتماء من االفراط فيها انه رفعشروان بأن املوكل باملائدة وصف امساك امللك عما كانت متيل إليه شهوته من املطاعم فوقع تركنا ما حنبه لنستغين عن التعاجل مبا نكرهه ويف املثل السائر والقول الغابر اعجز العجزة من عجز سياسة نفسه وسئل

بعض احلكماء فقيل له جده هزله وأعرب عن ضمريه فعله ومل خيدعه رضاه عن حظه وال أي امللوك أوىل باحلزم فقال من ملك

غضبه عن كيده وقال آخر من الفالسفة يف صفة ملك باحلزم انه ينبغي إال يبلغ من الشدة إىل ما يلحق معه الفظاظة وال من اللني إىل ما ينسب معه إىل املهانة وهذا من جنس قول عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه حيث

نبغي للوايل أن يكون شديداً يف غري عنف وليناً يف غري ضعف ولعبد امللك ابن مروان فصل من قال أنه ي كالم حيتاج امللوك إىل تقبله وهو قوله أن افضل الناس من تواضع عن رفعة وزهد عن قدرة وانصف عن قوة

اب واحللوم واحلذق باحملاجة ومما حيتاج إليه امللوك ويزيد يف قوهتم عليه التمهر يف العلوم وجمالسة أهل االدومقاومة ذوي اجلدل عند املخاصمة فإنه حيكي عن املأمون انه قال لرجل من اخلوارج أدخل إليه ما الذي

ومن مل حيكم مبا ̂ ( محلك على خالفنا واخلروج علينا فقال اخلارجي آية وجدهتا يف كتاب اهللا قال قوله املأمون ألك علم بأهنا منزلة قال نعم قال وما الدليل على ذلك قال فقال له ) أنزل اهللا فأولئك هم الكافرون

إمجاع األمة فقال له املأمون فلما رضيت بامجاعهم يف التنزيل فأرض بامجاعهم يف التأويل فقال اخلارجي صدقت والسالم عليك يا أمري املؤمنني فنجوع هذا اخلارجي بالطاعة اليت قاده إليها باحلجة احسن من غلبته

بالقتال واحلرب ودخل ناس من أهل مصر على عتبة بن أيب سفيان فقال له انك سلطت السيف على احلق ومل تسلط احلق على السيف وجئت هبا عشواء صفينية فقال هلم كذبتم بل سلطت احلق فتسلط معه السيف فاعرفوا احلق

والواضعون له حيث محله أفضل تعرفوا السيف قبل معرفتكم باحلق فإنكم احلاملون له حيث وضعه أعدلوأنتم يف أول مل يأت آخره وآخر دهر قد مات أوله فصار املعروف عندكم منكرا واملنكر عندكم معروفا

وإين ال أقول لكم مهال قبل أن أقول لنفسي مهال قالوا خنرج ساملني كما دخلنا آمنني قال غري راشدين وال مهذبني

العرب وحكمائهم كالما يصلح للملوك أن يسمعوه وهو قوله اللبيب وقال أكثم بن صيفي وهو من خطباءمن حذر السقطة وحسن خروجه من الورطة وقال يف موضع آخر األديب من جترع الغصة ووثب عند

الفرصة ومما يصلح أن تعرفه امللوك ليتقبلوا أحسنه وجيانبوا اضره وأرذله ويتفهموا مواقع الرأي منه ما كان القرنني كتب به إىل أرسطا طاليس فإن االسكندر كتب إليه يذكر أن يف عسكره مجاعة من فاالسكندر ذو

خاصته وذوي حشمة وأهل احلزمة وأنه مع هذا ال يأمنهم على نفسه ملا يرى من بعده مههم وقوة شجاعتهم بالظنة مع واجب وشدة دالتهم فإنه ال جيد هلم عقوال تفي بالفضائل اليت فيهم ويكره اإلقدام بالقتل عليهم

احلرمة ويسأله عن الرأي يف أمرهم فكتب إليه أرسطا طاليس فهمت كتاب امللك مبا وصفه من أمر القوم

Page 170: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

الذين يضمهم عسكره فأما بعد مهمهم فينبغي أن يعلم امللك أن الوفاء من بعد اهلمة وان هذه احلال وإن كانت مرهبة ممن له من جهة إقدامه وإن كان يكله

ة بسبب وفائه وأما ما يكره امللك من شجاعتهم ونقصان عقوهلم عن الوفاء هبا فمن كانت هذه إىل ناحيحاله فره يف معيشته وحوله حسان النساء حيبب السالمة وتباعد ركوب املخاطرة وليكن خلقك حسنا

ثله فليس ستدع به صفو النية وخلوص املقة وال يتناول من لذيذ العيش ما ال ميكن أوسط أصحابك تناول ممع االستئثار حمبة وال مع املواساة بغضة واعلم أن اململوك إذا استوى فليس يسأل من مال مواله وإمنا يسأل

عن خلقه ففيما ذكرناه متعلم ألهل التأمل وذوي الروية والتبصري ألن فيه تبيانا عن صواب الرأي يف مثل تهم بالظنني وترفيعا عما يوحي العزم وحيبب هذا األمر إذا عرض وتعريفا لوجوب اإلحجام عن قتل من ي

السالمة من األسباب اليت يستعمل أو تذكريا ملا يلزم من ترك االستبداد برغد العيش على من يستصحب وإرشادا إىل أحسن اخللق مما يوجب أن يؤثر وال يغفل وقالت حكماء الفرس أن امللك إذا صان وحرس

له من مثاين عوارض من اآلفات يلحقها كثريا وتتصل هبا أبدا كان كان فيه أربع خالل من الفضائل ويكونمستظهرا يف أمره مستحقا مللكه موثقا ألركانه يف مجيع شأنه وهي النعمة من السكر والبطر وصحة الرأي

من اجلنب والفشل والقوة من البغي والعدوان واجلرءة من السرف واالقتار الباب العاشر يف اخلالل اليت أن تكون مع خدام امللك والقرباء منه وهي عشرون خلة ينبغي

أوهلا العقل فإنه رأس الفضائل وعنصر احملامد الثانية العلم فإنه من مثار العقل وال تليق صحبة امللك أهل اجلهل

الثالثة الود للناس فإنه خلق من أخالق النفس يولده العدل يف اإلنسان لذوي جنسه لذي يبعث عليها إفراط الود كما أن العشق إمنا يكون من إفراط الشوق الرابعة النصيحة فإن ا

اخلامسة كتمان السر وتولده يف اإلنسان من صدق الوفاء السادسة العفة عن الشهوات واألموال

السابعة جمانبة احلسد وحدة احلسد شدة الغم مما يصل إىل أهل الفضل من اخلري ومن الناس من يظن أن ن حممودا بوجه من الوجوه وذلك حيث يقول منهم من يقول أن احلسد مذموم إال يف طلب احلسد قد يكو

العلوم والذي يقول ذلك فإمنا جيعل املنافسة موضع احلسد واملنافسة يف طباع البشر ألهنا منازعة النفس حنو الفضائل من غري قصد االضرار باملنافس وغرض احلاسد اعدام من حيسده فضله وذلك مضر به

الثامنة الصرامة وهي شدة القلب فإنه ال يليق بصحبة امللوك أويل النكول ومن يلحقه يف خدمتهم الفتور وعن األمر يهاب به التقصري واجلسور فإن امللك إذا كان على ما قدمناه من صفاته مل جيب خلادمه إال النفاذ

ال يف حقه وال يعرض من ينفذ ألمره ملا ال جلميع ما يأمره به ألنه من العقل باملوضع الذي ال يأمر بأمر إخالص له منه وقد كان عرض لذي القرنني يف بعض حروبه أمر ندب له خاصته ومن كان يثق مبسارعته فنكل أكثرهم إال رجالً سارع إليه وقال قد وهبت نفسي للملك واثرت املوت يف طاعته فقال له امللك

رير بك فاالن حني اشتد ضين بك وامتناعي من التغ التاسعة الصدق فإن مضرة الكذب على مستعمله وعلى من يقاربه غري يسرية

Page 171: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

العاشرة التغافل والصفح عن اكثر ما يوجب الغضب من أفعال لعلها تعرض إذا كان التفاعل عن ذلك غري ضائر

احلادية عشرة حسن الزي واهليئة فإن يف هباء امللك ورتبته يف املالقاة ليتآلف صاحب امللك بذلك قلوب من يالقيه وال خيفيه باللكوح الثانية عشرة البشر واالمجال

وبشاعة اللقاء من غري حادثة تكون من امللك ومنه الثالثة عشرة أن يكون معه رأفة ال تصده عن امتثال أمر امللك يف مجيع ما يأمر به ألن امللك إذ قد وضع

عادالً فليس جيب أن خيالف يف شيء مما يرمسه الرابعة عشرة أن يكون مع كل صانع من أصحاب امللك نقية فيما يصنعه وحيده فأن النيقة سجية رمبا

وجدت يف الناس ورمبا خلوا منها اخلامسة عشرة األمانة فيما يستحفظ ورعاية احلق فيما يستودع

ملؤاخذة فإن العدل السادسة عشرة أن يكون يف صبغته ايثار األنصاف يف املعاملة والعدل يف املعاطاة وايصلح السرائر وجيمل الظواهر وبه خياصم اإلنسان نفسه إذا دعته إىل أمر ال جيب أن يركبه وباجلور يكون يف خليقة اإلنسان الظلم يلتمس ما ال جيمل وجه التماسه إياه ويريد ما ال يعقل موضع ارادته وعند ذلك

ديدة تضطرب جماري السنن احلميدة وتنقص مذاهب السري السالسابعة عشرة أن خيلو صاحب امللك من اللجاج واحملك فأن ذلك يضر باالفعال إذا وقع اشتراك فيها

ومضامة من اجلماعة عليها الثامنة عشرة أال يكون بذاخاً وال متكرباً فإن البذخ من دالئل سقوط النفس والكرب من دواعي عمي القلب

من امارات ضيق النفس وشدة الطيش والبعد عن التماسك التاسع عشرة أال يكون حريصاً فإن احلرص والصرب

العشرون أال يكون فدما ومخاً وال ثقيل الروح فإن هذه الصفة غري الئقة مبن يالقي امللوك وكثرياً مما يكون سبباً للمقت من غري جرم

روحاً وأغظه طرفاً وأقله وكان زياد بن أيب سفيان يقول ينبغي أن يكون خادم امللك ايقظ شيء عيناً وأخفهللناس سؤاالً فأن خادم امللك إذا سأل الناس وضع من قدر امللك ومما ينبغي خلادم امللك إذا كان حازماً أن يستشعره وهو أن يأخذ من أوقات منافعة اخلاصة به ما يضيفه إىل وقت اشتغاله خبدمة امللك وأوامره فيأخذ

ه وحديثه وهلوه ونسائه وسائر مآربه فيضيفه إىل ما ذكرته وقدمته إال من زمان طعامه وشرابه ونومه ومفاكهتأن خيالف احلزم فيأخذ من أوقات اشغاله مبآرب امللك وحاجاته ولذاته ما جيعله مضافاً إىل مآربه يف نفسه

لك ولذاته فإن ذلك إذا فعله فاعل عاد بالتقصري فيما هو سبيله مما يقوم به وما جعل بصدده من أمور امل وأسبابه وبالضرر عند امللك يف حال نفسه ومكانته

وينبغي خلادم امللك إال يطلب ما عنده باملسألة ولكن باالحسان يف اخلدمة واالجتهاد يف الطاعة واملبالغة يف النصح والكفاية فإن ذلك ولو تأخرت مثرته اوىل مما جييء باملسألة وان تعجلت فائدته وتوفرت عائدته الن

مر باخلدمة يأيت من عند امللك ونفسه به مسحة طيبة ويده بإعطائه سلسلة منبسطة واملسألة فإمنا هي ما يستث

Page 172: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

تذكره ما يأيت هبا يأيت على سبيل استكراه ومنازعة وذاك مأمون احلاضرة واملغبة وهذا خموف منه االضجار واملاللة

ميل يكون منه والتبجح بالكفاية البالغة اليت من ومما ينبغي خلادم امللك أن يستشعره ترك االعتداد بالبالء اجل جهته بل ينبغي أن يكون بعد ما يظهر من مجيل افعاله ومحيد أحواله من التذلل للملك واالستخذاء

بني يديه على اشد من حال مل يبل مثل بالئه ومل يستوجب من اجلزاء كجزائه الن من مل يكن له مجيل اثر وال رفة إىل برأته من التبجح واالعتداد ومن أظهرت آثاره وبدأ احسانه وبالؤه كان الظن حممود خرب فالثقة منص

منصرفاً إىل اعتداده به واستشعرت النفوس خفي اميائه إليه واتكاله عليه فينبغي خلادم امللك أن يداوي هذا الطريق ويقاومه ويبدي من اخلضوع ما ينفيه وجيانبه ومما ينبغي خلادم

ن صبوراً عليه وغري غضوب منه مما يباشره من مكاره ما يتلقاه باملكاره حبضرته فإنه أن اظهر امللك أن يكوغضباً منها وبدا منه اكتراث هلا صار امللك إىل حال اغراء خبصمه بالزيادة فيما يلقاه به منها وطرق على

ل احللم والوقار ال على جهة نفسه االسترابة بسريرته فيها فإن كان ذلك مما حيتاج فيه إىل جواب فعلى سبيالطيش واالستحقار فإن ذلك أثبت للحجة وأوىل على كل حال بالغلبة والنصرة ومما حيتاج إليه خادم امللك أن ال يضمر فضالً عن أن يظهر عيباً عليه وال تكرها لشيء من أمره فإن أضمر ذلك ومل ميكنه االغلب يف

يف قوله وفعله وابانته يف حلظه ومشائلة فإن فوثاغورس نفسه اجتهد يف كتمه وطيه وحذر من ظهوره الفيلسوف يقول يف وصيته املعروفة بالذهبية ال تعادوا األمر االغلب ال ظاهراً وال باطناً وخطب املنصور

فقال ما كأنه تفسري ما أدجمه فوثاغورس واوضحه وهو معاشر الناس ال تضمروا غش األئمة فإن من أضمر على سقطات ذلك اظهره اهللا

لسانه وفلتات افعاله يف سحنة وجهه ومما ينبغي خلادم امللك أن يستعمله جمانبة من يسخطون عليه وان كان منه قريباً ومفارقة من يظنون به ظن السوء وان كان إليه نسيباً فإنه إذا فعل ذلك فكأنه قد أثر أثراً

صيباً وال جتشم مبا استعمله منه كداً وال تعباً وان استوجب به عندهم التقدمي وان كان مل يليق هبذا األثر نقصر فيه فكأنه وان مل يذنب مذنب واستحق بذلك جرماً وان مل يكن جمرماً ومما ينبغي خلادم امللوك إال يطغوا عند خصومهم هبم ومتكن أحواهلم منهم على أحد من نظرائهم وال من منزلته دون منازهلم وال يظهروا ترفعاً

حدوداً عنه بل يكونوا مع اسباب املقاربة على مثل ما يكون عليه يف احوال املباعدة وليجروا على عليه والسرية واحدة وطريقة غري خمتلفة مع األحوال املتقلبة واالسباب املتغرية فإن ذلك لو مل يكن انفع لكان احسن

له وكذلك أن عم باملسألة ينبغي وإذا مل يكن احزم فهو اسلم ومما عنده من اجلواب اصح مما عند الذي سأأن يتحفظ منه خادم امللك إال جييب عما يسأل عنه غريه وان كان عنده من اجلواب اصح مما عند الذي سأله وكذلك أن عم باملسألة اجلماعة فليس من الرأي للواحد منهم أن يبادر باجلواب حىت يشار إليه يف

ينظر من منهم اوىل باخلفة واالسراع إىل ما مل يقصد به من نفسه ولعل امللك أن يؤثر امتحان من يسأله لاجلماعة فيكون املسارع عنده ناقص املعدلة ومستدعياً ممن يسبقه إىل القول من العصابة إىل أن جيعلوا

وكدهم تطلب العيب ملا يأيت وبه يكون املثبت متبحراً ما جييب به من تقدمه ومتأمالً ما يتخذ التأمل من ه فيصح حينذاك التوقف والتمهل كالم يسمع

Page 173: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

احزم من االسراع والتعجل ومما جيب على خادم امللك أن يستشعره وهو أن اغالظاً أن أغلظه امللك يف خطابه إياه فإمنا أكثر ذلك لعزة امللك ومحيته ال لعداوة ومقت يكونان يف نفس امللك عليه فأنه إذا استشعر

وخيشى أن يكون مبغضاً عنده من أجله وممقوتاً لديه فتتحرك لذلك نفسه هبذا مل يعترض له تغري ملا جيري منهويعرض له ما يعرض ملن كان يف مثل طبيعته وانه إذا كان جباناً دخله ذل وهلع وان كان شجاعاً عارضه

محية وغضب فشيت هذه األحوال إليه وأفسدت عليه ما هو بسبيله وإذا اضرب عنه صفحاً وقابلها يستشعره من سببها هانت عليه واستقام معها أمره ومما جيب أن يتحفظ خادم امللك وحيذره أن باالغضاء ملا

يومى إىل إنسان حبضرته مبسارة أو يهمس إىل أحد هبمسة فإن ذلك يف ظاهره ال يليق مبجالس اجللة وذوي باب بني امللك وبني االقدار العالية إىل ما يتصل من وقوع الظنة وحدوث الريبة الباب احلادي عشر يف أس

الناس إذا حتفظ منها زادت حماسنه وانصرفت املعايب عنه ومتكنت له سياسته من ذلك ال يؤثر املدح بل يكرهه وال يتقبله بل يسيء متلقيه به ويزجره فإن امللك إذا وجد منه مثل ذلك

ىل خديعته وتسقطه وقابل احلال عاتبه وتوجهت املذام عليها وجعلها أهل اجلهاالت وعي االلسن طريقاً إاملدح مع هذا قريب من مادح نفسه فإن كان يف صيغة امللك حب املدح فليعلم أن كراهته له جملبة ملدحه

واستدعاءه إياه مدعاة إىل ذمة فليجتنب ما هو سبب إىل املدح وليتجنب ما هو داعية إىل الذم ومنه التوقي يف األمر إذا شاور فيه افتقار منه إىل رأي غريه أو يأنف يف من أن يعن له فكر غري حممود يف أن مشاورته

بعض االحايني من املشاورة فيما يعروه ويعرض له وليعلم عند ذلك انه ليس يريد الرأي ليتحدث به عنه بل إمنا يريده لالنتفاع بثمرته ولو انه كان يقصد باملشورة أن يتحدث هبا عنه لكان من اجلميل أن يقال ال ينفرد

رأيه بل يشارك ذوي احلجي والفضل فيه ويرجع إىل أهل الرأي فيما ينوبه منه وكل ذلك مع مجاله وهبائه ب ما ينخب به قلوب اعدائه وخيوفهم بلوغ كيده وشديد مكره

وما ينبغي للملك أن ال يدع املشاورة ورسول اهللا مل يكن يدعها إال فيما ينزل به الوحي أمر من أمر اهللا جمعول إىل الناس فيه التشاور وقد كان عليه السالم إذا أراد أمراً قال له أصحابه هذا بوحي قاطع والرأي

من عند اهللا أم شيء أنت تفعله فيقول لو كان وحياً ما احتجت إىل نظر فيه ولكنه بالرأي فيقول كل امرئ عنها رسول اهللا ومع انه كان منهم حينئذ ما عنده فلو أن احداً من البشر كان مستغنياً عن املشورة الستغين

ال يستنكف عنها وقد أمر يف القرآن أيضا هبا فما ألحد أن يأنف منها وال يضع نفسه موضع االستغناء عنها ومل يكن أحد من امللوك اجللة إال وله وزير أو وزراء يرجع إىل رأيهم فمنهم ذو القرنني الذي مل يبلغنا أن

اء عليهم السالم فإنه كان يرجع إىل وزيره ومعلمه ارسطا طاليس يف احداً ملك مثل ملكه من غري األنبياملشاورة ومن رسائله إليه يف هذا املعىن رسالة كتب هبا إليه بعد دخوله لبالد فارس يستمده هبا من الرأي رة ويستشريه فيما يكون عليه عمله من وجود التدبري يقول فيها أما بعد فإين راغب يف املشورة وطالب الزيا

يف املعرفة وجمتهد يف الوصول إىل مثراهتا النافعة ال يثنيين عن ذلك رغبة اقدر مثلها وال فضلية اتوهم االعتياض هبا ولعمري انه ليجب على من ويل مثل ما وليت

من األمور وافضي إليه مثل الذي افضى ايل من األحوال أن يكون طالباً ثالث خصال ال مذهب عنها أما قة الرئاسة واما الثانية فصرف التدبري إىل ما يلزم تدبريه واما الثالثة فاستعمال ذلك على جهته األوىل فحقي

Page 174: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ووضعه يف كنهه ولو كان طالب كل أمر يتأتى له ما يريده منه على سداده ويتوثق له ما يقدره فيه على يكن يوجد إال عامل وال كان حقه مل يكن اجلهالء حمتاجني إىل العلماء بل كان يبطل اسم اجلهل اصالً إذ مل

أيضا قدر وال خطر وال كان ألحد فضل بالتمييز لتساوي الناس مجيعاً يف ذلك ألنه إذا كان املدح الزماً ألهل الفضل بغضهم فالذم واجب على ذوي اجلهل جبهلهم وقد قال بعض احلكماء أن احلكمة تطلب

وقد قال أفالطون كل من التبس عليه شيء من العلم الستحقاق امسها وألن ننفي عن طالبها اسم اجلهل هبا فاليسأل عنه أهل املعرفة فإنه بذلك يستحق اسم احلكمة ويستوجبه وبتركه إياه وعدوله عن طلبه من أهله

يلزمه اسم اجلهل ويستحقه نياً ذكر االسكندر يف هذه الرسالة اموراً أخر ليس هذا موضع ذكرها إىل أن قال فيها ولو كان أحد مستغبرأيه عن املشورة لكان اوسطاثيوس جديراً بذلك ملا كتب سيذروس امللك يسأله عما يعمل به يف أهل

اتليس واسطوغورس وهاتان مدينتان ظفر بأهلها فلما مل يكن عنده فيما يسأل عنه من الرأي ما يرضاه رجع الرأي فوضع سوان يف ذلك إىل مشاورة الفالسفة وأهل احلكمة ووجه إىل سوان يسأله عما سأل عنه من

الكتاب املرسوم بكتاب الصفح فوجه به اوسطاثيوس إىل سيذروس امللك وكتب إليه حبقيقة خربه وانه ملا مل يثق مبا عنده رجع إىل سوان

فيه لسنه وكثرة جتاربه فحسن وضع ذلك عند سيذروس وعمل مبا فيه مث قال االسكندر بعد هذا خماطباً بعد فإنه قد جيب أن احل نفسي مع هذا اخلطب احملل الذي توجبه الطبيعة النه من أراد الرسطا طاليس واما

معرفة شيء من األمور فال حمالة أن يطالبه عند أهله فإنا جند ذلك كثرياً يف أصحاب املهن والصناعات وقد قد ذهبت احتجت إىل أن يتبني يل ما اجتلب به مصلحة اموري يف الرعية واصالحها عندي حىت يكون

باملكرمة األوىل وحصلت فضل األخرى ومتت لك نعمة الفوز يف العقىب وقد قال ادميوس الشاعر كل من سن خرياً بقى له ذكره وال خري فيمن سن الشر وأنت باملوضع الذي احلك اهللا به وجعلك أهله من احلكمة

صب عيين والتمس به حسن والفضل على كل حال فتقدم باجابيت وليكن ذلك يف كتاب مشروح الجعله ناألثر الباقي على الدهور ويكون قد سدت بفضل احلكمة والعلم قدمياً وحزت شرفها حديثاً فعلى حب

احلكمة فليكن اجابتك واهللا أسأل االمن من الفجيعة بك فكتب إليه ارسطا طاليس رسالته املسماة برسالة التدبري وقد ذكرنا بعض ما تضمنت وحنن نذكر باقيها يف

مواضعه إنشاء اهللا وال ينبغي للملك أن يظن انه من اجلائز أو السائغ ارضاء مجيع رعيته إذ كان متعذراً ذلك فيهم الختالفهم وتباين صيغهم ومذاهبهم والن فيهم ارضاه اجلور واخلبال ويف اتباع مراده بالباطل

خيار وأهل الفضائل فإنه مىت توخي والضالل ويف وقاية البالء والفساد بل ينبغي أن يكون وكده رضا اال ذلك واعتمده عفى على ما سواه واصلحه وكان اكثر ما يرتئيه صواباً وأكثر

ما يعتمده أو جله مستحسناً مقبوالً وليحرص امللك كل احلرص على أن يكون خبرياً بأمور رعيته فإنه عند مثوبته قبل ما يستحق ذلك بسبببه ذلك خياف املسيء من خربته قبل أن تنزله عقوبته ويستشرف احملسن

وليجتهد امللك أكثر اجلهد أن يتمكن يف نفوس أهل مملكته أنه ال يعجل بثواب وال يبادر بعقاب ليدوم رجاء الراجي له وخوف اخلائف منه ويكرب يف نفوس الرعية خطره ويعظم لديهم شأنه وليحسن امللك تدبري أمره

Page 175: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

اخللل والتضييع وال يباشرن صغرية لئال يرى بعني املهانة والتحقري بل فال يدع مالبسة كثرية لئال يقع فيهيكون معايناً لألخص مطالعاً لألعم يقرب يف تباعد ويبعد يف تقارب حىت تتعادل أحوال ما يرعاه ويدبره

ويوازن أصناف ما يكالئه ويعين به وليس جيب أن يكون امللك نزر الكالم ثقيل الطرف عند رد السالم والكثري النظر سريع الرد بل يف الوسط من احلالني وفيما بني املنزلتني لئال ينسب ىل كرب وال طيش وال اعجاب

وال سخف وليدع امللك اليمني واحللف مصرحاً أو معرضاً فإن اليمني من احلالف هبا إمنا تكون على أحد ذلك يف حال من أحواله أو من عي وجهني أما االجتهاد يف أن يصدق فيما يقوله وليس امللك مضطراً إىل

اللسان وحاجته أن يستريح منه إىل اإلميان وهذا أيضا غري الئق بامللك ألنه من العورات اليت أن مل تكن هبم فقد كفاهم اهللا قبحها وان كانت فتحت عليهم طينها وسترها ومما حيتاج إليه امللك معرفة أهل الديانات

وءات الصحيحة فيتخذهم اعوانه وخلصائه وثقاته وجيعلهم شعاره وبطانته فإنه الوثيقة والنيات السليمة واملرإذا توخى ذلك واعتمده ومل يدخله غلط فيه حسنت أحواله كلها واستقامت افعاله وطهرت سريرته

ونظفت عالنيته الرضا أو ومما جيب على امللك االجتهاد يف رياضة نفسه على كتمانه أن يبدو يف وجهه الغم أو الغيظ أو

الفرح آثار يعرف هبا ما عنده منها فإنه ال عيب على امللك أعيب من أن يوقف على ما يف نفسه من غري ارادته ويطلع على ضمريه من غري اختيار فإن ذلك مما لو باح به إىل إنسان فنمه واطلع عليه أحداً فباح به

عليها غريه ويتصور من أمر ال يرضاه من لوجبت معاقبته عليه فكيف به إذا ترك التحرز من حال يعاقب سواه وهذا أيضا مما إذا قوى اإلنسان على ضبطه وتأيت للتحفظ منه دل على حصانته وابان عن رجاحته

وأنبأ عن بعد الديانة فيما يأخذ به ويعطي وحيكم به ويقظي مل يكن ملوماً وال مذموماً ولو بلغ من العقوبات ىل غاياهتا وإذا عدل عن ذلك من احسان وترفيه وامجال فيما يأخذ به مل يسلم غاياهتا ومن األمور الشاقة إ

من عائب يتوجه له من عيبه ما ال ينكره لكثر الناس وال يرون خمالفته ولو ذهب واحد من الناس أن يعيب هو أس امللك وهو على سنن الشريعة كان كالعائب هلم مجلة والراد ملا يف أيديهم عامة فليلزم الدين الذي

مللكه وعمادة لسلطانه وال يلتفت إىل ما سواه من إمجال يعتمده واحسان يقصده وهو خمالف للدين وغري موافق له ولرياع امللك فيما يراعيه من أمور رعيته خلة الكرمي وفاقته وليحرص على ذلك منه وازالته

ذلك وقمعه وازالته وحسم سببه فإن وكذلك فليتأمل بطر السفلة باجلدة وطغياهنم بالثروة وليقصد البطال من األمثال السائرة والوصايا السالفة انه ينبغي أن يستوحش من جوع الكرمي وشبع اللئيم

وليعلم امللك أن أول وهاء ملكهم وأكرب آفات دوهلم إمنا هو ارتفاع السفلة الذي هو سبب احنطاط ة أن احنطاط مائة من العلية امحد من ارتفاع واحد االشراف والعلية فإن من األمثال السائرة واحلكم الغابر

من السفلة والسبب يف ذلك أن اللئيم الناقص املعرفة والوضيع املنبت واالبوة ارتفعت به حال أو علت به رتبة كان احتباوه ملن يقرب من حاله يف اخلالل اليت عددهتا أشد واشتماله على من ما يله فيها أو كد وكلما

ن مثل هذه الطبقة عصابة فاضت هبم اجلهاالت وانتشرت وامثرت بذلك احلساسات اجتمعت إليه موانبسطت وكلما زاد واحد من هذه الفرقة ضرب إليه من جنسه مجاعة مل جيتبوا أيضا إال أمثاهلم يف السقوط

راية والضعة وقلة املعرفة فحازوا املراتب دون من يستوجبها من أهل الفضل والنفاسة وذوي االداب والد

Page 176: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

ومع اجلهل سقوط املراتب كما انه مع العقل ارتفاع الدرج واملنازل ويف اإلنسان إذا تؤمل آمره مع سائر أنواع احليوان بيان ومعترب ألنه إذا وجد اإلنسان يف صغر جدعته وتعرى جلده ونقص قوته وأيده وعدمه

السد والنمر حىت يذللهما وينتفع السالح املعد للبطش يف جسده يغلب البعري والفيل حىت يستخدمهما واهبما وكذلك سائر احليوان يصرف انواعها على ما خيتار منها مل يكن للغلبة وجه إال ما أعطيه اإلنسان من التمييز واحلكمة وانه خمول منهما ما ليس لغريه من احليوان مثله وانه كلما غلب اإلنسان احليوانات غري

كان من الناس اقوى متييزاً لذوي ضعف التمييز ويستويل منهم من كان املميزة بالتمييز فكذلك يغلب من أنفذ يف املهم والتدبري على من كان أضعف يف ذلك من اجلميع فقد وضح الدليل وصح الربهان على أنه مع العقل واحلكمة الغلبة ومع اجلهل والسقوط واالنقياد والذلة وصدق املثل القدمي يف ارتفاع واحد من السفلة يغلب اجلهل الذي هو سبب زوال القهر والغلبة واحنطاط املراتب العالية وقد قال بعض احلكماء من الفرس

قوالً مل يأت بربهانه كما بينا إال أنا ذكرناه ملا كان ملا قلناه موافقاً وهو إذا سادت السفلة احنطت السراة وقال بعض حكماء اهلند يف مثل ذلك أيضا وإذا احنطت السراة وىل الزمان وإذا ويل الزمان نزل البوار

أفضل االزمنة ما مل تكن الغلبة واالستئثار فيه للئام والسفلة ومن اصطفى االشرار استوجب البوار وقال بعض بلغاء العرب يف مثل ذلك أيضا مقارنة السفلة متيت اهلمم والنباهة وتفسد اللسان والعبارة

العادة واقتناء االخالق الدنيئة الرذيلة وتسقط من أعني السراة وتصدى الطبع والقرحية وتبعث على لؤم وذوي الفضيلة

وقال االفوه االودي الشاعر يف هذا املعىن ما دل على ما موافقته مبا عن له وجرى على لسانه حكم العرب تاج إليه امللوك والعجم اليت بيناها والرباهني اليت أوضحناها الباب الثاين عشر يف استيزار الوزراء وما حي

منهم وما يلزم امللوك هلم أن أفضل الوزراء من يدين حبياة امللك وطاعته ويسخط العامل يف سبيل مرضاته ويذهب نفسه وماله يف

ارادته وجيب أن يكون يف الوزير هذه اخلصال أوهلا أن يكون تام االعضاء تواتيه على األعمال اليت من شأهنا أن تكون هبا ومنها

انية أن يكون جيد الفهم كثري العلم حسن التصور رمبا يقال حساساً دراكاً يقظان فطناً متغافالً مستمعاً الث إذا رأى على األمر اقل دليل فطن له على اجلهة اليت قصدته

الثالثة أن يكون مجيل الوجه حسن العقل غري صلف وال ذي قحة ما يف قلبه ومييزه بأوجز االلفاظ الرابعة أن يكون حسن العبارة يواتيه لسانه على

اخلامسة أن يكون حسن امللبس ناقداً يف كل علم ال سيما علم احلساب فهو العلم احلقيقي الربهاين الذي يهذب الطبع

السادسة أن يكون صادق القول حمباً له جمانباً للكذب حسن املعاملة كرمي اخللق لني اجلانب سهل اللقاء عاً يف االكل والشرب قليل الشهوة يف النكاح متجنباً للذات املزاح السابعة أن يكون قنو

الثامنة أن يكون كثري اليقني عايل اهلمة حمباً لإلكرام كارهاً للضيم التاسعة أن تكون الدنانري والدراهم وسائر اغراض الدنيا هينة عليه وال تكون مهته إال فيما يقيم به جاه

Page 177: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

رئيسه وحيببه إىل الناس اشرة أن يكون حمباً للعدل وأهله مبغضاً للجور والظلم يعطي النصفة ألهلها ويرثي ملن حل به اجلور ومينع الع

منه وال مينعه من ذلك مساعدة أحد من خلق اهللا احلادي عشر أن يكون قوي العزمية على الشيء الذي ينبغي أن يفعله غري خائف وال ضعيف النفس ثابت

اشرة احلرب القلب حيسن الفروسية ومبالثانية عشر أن يكون كاتباً مرسالً خطاطاً أديباً حافظاً للتواريخ وايام الناس وسري امللوك واخبار املتقدمني من األمم املاضية وان يكون عاملاً خبرجات امللك كلها ال خيفي عليه وجه من الوجوه فإذا علم أهل اخلدمة

ل داخلة أن الوزير عامل باخلدمة مل يقدموا على ادخا الثالثة عشر أن ال يكون كثري الكالم مهذاراً كثري املزاح والتعريض بالناس واالستخفاف هبم

الرابعة عشر أن ال يكون ممن ينهمك يف الشراب والراحات واللذات ويكون ليله كنهاره يف لقاء الناس د من ذوي احلاجات مصغياً إىل ومباشرة اجلماعات وحسن النظر والتدبري ويكون حمله موطناً للصادر والوار

أخبارهم مصلحاً جلميع امورهم مؤنساً لوحشتهم صابراً على حتاملهم ويكون ممن يعتقد الربوبية ومن يوثق بناموسه ويعتقد شرائعه

مجلة ما يلزم الوزراء من احلقوق مللوكهم ثالثة االخالص يف النصيحة وبذل اجلهد يف اقامة صحة اململكة نها ودفع اآلفات ع

واما تفصيل ذلك فهي حقوق متعددة منها مستحبة ومنها متأكدة ومنها االخالص يف النصيحة والود فال يضمر له غشاً وال يدخر عنه ماالً وال نفساً وال يداجي عليه عدواً وال يطوي عنه نصيحة حيتاج إىل اعالمه

هبا اوئه أن ذكرت وتتبع من خيالف ذلك حىت منها اظهار حماسنه أن خفيت ونسبة افعال اخلري إليه وستر مس

يزيله عنه أما بقمع أو باحسان ومنها التواضع له واالجالل لقدره يف احلضور والغيبة وقد قيل كلما زادك امللك اكراماً فزده تواضعاً

ويتقاصر فيما يضاهيه من جتمل أو تنعم أو مقاربة يف مسكن أو مركب أو ملبس أو حشم وإذا فهم أن له اً يف شيء مما عنده تركه له غرض

ومنها تنفيذ اوامره بعد أن يتأملها فأن رأى خلالً سده أو خاف مكروهاً سعى يف ازالته واالدب يف ذلك أن جييب بالسمع والطاعة ويوقف االمضاء بنوع من التعاويق مث يراجع امللك على خلوة فإن تعذر فبمكاتبة

اخللل مث يعمل مبا يوافقه عليه ويقرره معه ويوضع ما ظهر له من الرأي وما خيشاه منقال أفالطون أول أدب الوزير و رياضته أن يتأمل اخالق امللك فإن كانت شديدة عامل الناس باللطف

ولني اجلانب وان كانت لينة عاملهم بقوة وصرامة غري مفرطة ليعتدل التدبري ة الرعية شعرة ممدودة أن شددت طرفها فأرخها ويقال أن معاوية كتب إىل زياد ليكن بيين وبينك يف سياس وان أرخيت طرفها فأشددها فإنا أن شددنا مجيعاً انقطعت

وسبب هذه الرسالة أن بعض امراء العرب نقم عليه معاوية فأبعده فسار إىل زياد فقبله وأنزله مث خاف من

Page 178: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

انكار معاوية عليه فأرسل يستأذنه يف أمره فأجابه هبذا اجلواب تعجيل عطاياه واوامره سيما إذا علم اعتناءه به أو تأكيده الوصية يف حقه وكذلك جيب تعجيله ما ومنها

يطيق لوالة الثغور واحلروب والفيوج والرسل فإن هذه أمور أن أخرت عن أوقاهتا كثرت مضراهتا وامللوك ن مراد امللك التوقف فليمطل تغضب لرد اوامرها وتوقيف اعطياهتا وهباهتا إال إذا كان الوزير ممن قد فهم أ

وال يشعر احداً بأنه رأى امللك فإنه لؤم ال ينسب إليه ومنها السعي يف عمارة البالد واصالح خللها وتثمري األموال واملزروعات وحتصيل آالت العمارة والترغيب

يف ذلك فإن بالعمارة تغزر األموال وباألموال تشمخ املمالك وتكثر االعوان النظر يف أمر اجلند فال يؤخر عنهم العطاء وال يلجئهم إىل الشغب والغوغاء ويسوسهم مبا يدمي ومنها حسن

طاعتهم ويؤلف كلمتهم وقد بنيت سياسات اجلند يف كتايب يف احلروب وإذا اعتدلت سياستهم استقامت مع امللك سريهتم وأمنت مضرهتم

دوره ومطاخبه ونفقات غلمانه وحشمه ودوابه فال يكون ومنها القيام بصاحل امللك اخلاصة يف ترتيب آالته و يف ذلك توقف وال تقصري وكذلك ال يغفل عن أمر حراسه امللك وحفظه وان يندب لذلك من يوثق

به وال يغفل عنه يف ليل وال هنار وال يف أوقات نومه ويقظته وخلوته سيما يف وقت انسه وسكره فإن ذلك يتساهل فيه مما جيب أن ميعن فيه النظر وال

وبلغين أن املأمون خرج يف عشية يوم من مقصورته إىل الدار املعروفة بدار العامة فرأى احلسن بن سهل جالساً فيها ينظر يف األعمال وينفذ االشغال فسأل عنه فقيل انه من الصبح هنا ومل ميض إىل منزله فلما رآه

ا أبا الفضل فقال ال أعد تعباً ما كان لراحة أمري املؤمنني احلسن قام مبادراً إىل بني يديه فقال تعبت اليوم ي ويف خدمته فاستحسن منه اجلواب

وقال عبد احلميد الكاتب أتعب قدمك فكم قدم قدمك ومنها أن ال يعارضه يف خواصه وبطانته وال يف حرمه واصاغره فإنه إليه أميل وهم عليه أقدر وال يستكثر

لصالت واحلباء فإن كان فيهم من يشني امللك تقريبه أو خياف غائلته فيتلطف يف هلم العطاء وال ميطلهم يف اايصال ذلك إليه على لسان غريه أو يعرض به يف ضمن احلكايات واالشارات دون التبكيت والتعبري حىت ال

فيها يتمقت إليه بإبطال اغراضه وتنغيص مسراته فكم قد عادت هذه مبضرات على قائليها حيث مل يتلطفوا ومن حقوق الوزراء على امللوك منها أن ميكنه من التصرف وحيكمه يف التدبري أن كان وزيراً مطلقاً حىت

تنفذ تصرفاته وتستقيم سياساته ومنها أن يرفع من قدره وينوه بامسه مبا يتميز عن أبناء جنسه بتشريفه يف ملبسه ومركبه وموكبه وجملسه

ي به عادة اصطالح أبناء الزمان ويف تلقيبه وتكنيته على ما جترومنها أن ال يسمع كالم الوشاة واملتعرضني فإنه مقصود وحمسود واحلسود ال يبقى وال يذر بل جيب أن

يعرض له مبا بلغه عنه مما يكرهه أو يستصوبه فإن كان صحيحاً اعتذر ومل يعد وان كان كذباً ومتويهاً برهن عن نفسه ليزول الشك فيه

ل المحد بن أيب دؤاد قد رفعت ايل سعايات يف حقك فقال ال عجب أن احسد على مكاين من قال املتوك

Page 179: ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺔﺑﺎﺘﻜﻟﺍ ﺔﻋﺎﻨﺻﻭ ﺝﺍﺮﳋﺍ:ﺏﺎﺘﻛ. ﻱﺮﻔﻌﺟ ﻦﺑ

أمري املؤمنني وقال بعض حكماء الفرس على امللك لوزيره أربعة حقوق هي أن ال يؤاخذه بغري حق ثابت وال يطمع يف

ماله بغري خيانة وال يقدم عليه من هو دونه بالكفاية وال ميكن منه عدواً نها املشورة يف األمور وهي وان كانت مشتركة بني العقالء إال إهنا بالوزراء الزم وم

قد مت كتاب اخلراج يف غرة شهر ربيع األول يف دار العلية االسالمية يف بدء قبل اخلليقة بن مرزا حممد اخلوئي

حسبنا اهللا ونعم الوكيل نعم املوىل ونعم النصري

ISLAM ICBOOK.WS ين| ٢٠١٠ م لمسل احة لجميع ا مت ق لحقو ع ا جمي