يﺮﺘﺤﺒﻟا - university of texas at...

1044
1 اﻟﺒﺤﺘﺮي ﻋﺒﺎدة أﺑﻮ اﷲ ﻋﺒﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ا ﻟﻤﻠﻘﺐﺤﺘﺮي ﺎﻟﺒ ﺑﺤﺘﺮ ﺟﺪﻩ اﻟﻰ ﻧﺴﺒﺔ. و ﻋﺎم ﺣﻠﺐ أﻋﻤﺎل ﻣﻦ ﻣﻨﺒﺞ ﺑﻠﺠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﻟﻮد821 ﻋﺎم واﻟﻤﺘﻮﻓﻲ م897 م

Upload: others

Post on 14-Jul-2020

4 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

  • 1

    البحتري م 897 م والمتوفي عام 821المولود في بلجة منبج من أعمال حلب عام و .نسبة الى جده بحتر الُبحتريبلملقب ا الوليد بن عبد اهللا أبو عبادة

  • 2

    البـحتري

    ر ّده بحت شاعر من العصر العباسي الّثاني، اسمه الوليد بن عبد اهللا، وآنيته أبو عبادة، ولقبه الُبحتري نسبة إلى ج .من قبيلة طيء

    ة وصّحة حلبولد في بلدة منبج من أعمال ، وفيها نشأ وترعرع متلقيًا علومه األولى، آخًذا إلى البادية صفاء الّلغ .لشعرّية ومَلكة البالغةالراوية ا

    ي شعره ًرا ف ا آثي ي ذآره ة الت ة الُمغنّي وة الحلبي ومن . ترك بلده في مطلع شبابه وذهب إلى حلب حيث أحّب عل .حيث لقي أبا تمام فَتَتلمذ عليه في الّشعر من دون أن يتأثر بنزعته إلى الفلسفة والمنطق حمصحلب، اّتجه إلى

    اء العراقب إلى لما أتقن البحتري صناعة الشِّعر، ذه وزراء وعظم فكان موطن شهرته، وفيه اّتصل بالخلفاء والوقد الزم المتوّآل وأصبح شاعر بالطه، فأحبه آما أحبه وزيره الفتح بن خاقان، فكان ينادمهما في مجالس . القومينّية المشه . أنسهما ي قصيدته الّس ة ف ى الخليف ا عن ُقِتَل المتوّآل والفتح وآان البحتري حاضًرا فرث ر به ورة، عّب

    .عاطفته الجّياشة الّصادقة

    د سورياقفل عائًدا إلى ة المعتم ي آخر خالف م رجع ف اء، ث ه واّتصل بالخلف ، ولكّنه حّن إلى العراق ثانيًة، فعاد إلي .إلى منبج حيث مات

    دويّ ه وصف ب ا ل فمن . برع البحتري في المديح وفي الوصف الذي تناول فيه مواضيع َتُمتُّ إلى الحضارة، آم ".وصف الذئب: "؛ ومن وصفه البدوي"إيوان آسرى"و" برآة المتوّآل: "وصفه الحضارّي

    تجّنب البحتري الغوص في بحر المعاني، وتحاشى الخوض في أعماق العلوم التي توّصل إليها العصر العباسي، ي ة الت يقى الّلفظي ه الموس لوٍب طغت في ًة بأس ًة لطيف اطئ مداعب ة الش ى بمداعب ًا، واآتف عراء جميع ا الش رز فيه ب

    ".أراد أن يشعر فغّنى: "وامتلك ديباجًة ُعِرَفت بإسمه، حتى قيل فيه

    ي وصف ا ف ة الموضوع، فتراه ق طبيع ة "وبراعة البحتري الموسيقية تتجلى في تنّوع نغماتها ُوْف ًة " الِبْرآ ناعمًة صاخبًة، وفي " الذئب"تنساب بهدوء انسياب الماء في الغدير الّرقراق؛ وتراها في وصف وان آسرى "قوي " إي

    .تجدها أقرب إلى النغم الهامس

    ن : ألبي الفرج األصفهاني" األغاني"وجاء في ابر ب ن ج ن شمالل ب د ب ن عبي ى ب ن يحي د اهللا ب هو الوليد بن عبيود ن عت ر ب ن بحت ن سالمان سلمة بن مسهر بن الحارث بن خيثم ابن أبي حارثة بن جدي بن تدول ب ة ب ن عثم ب

    ن ن يعرب ب ن يشجب ب بأ ب ن س ن آهالن ب د ب ن زي ن أدد ب ئ ب بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن جلهمة وهو طي .قحطان

    ايخنا : شاعريته وندرة هجائه ان مش وع، آ ويكنى أبا عبادة، شاعر فاضل فصيح حسن المذهب، نقي الكالم، مطبه تصرف ه الشعراء، ول إن رحمة اهللا عليهم يختمون ب اء، ف ي ضروف الشعر، سوى الهج ي ف حسن فاضل نق

    ا . بضاعته فيه نزرة، وجيده منه قليل ه لم ن أن ذا الف ي ه ة بضاعته ف ي قل وآان ابنه أبو الغوث يزعم أن السبب فاء : حضره الموت دعابه، وقال له ه . اجمع آل شيء قلته في الهج ال ل م ق ه، ث أمره بإحراق ل، ف ذا : ففع ي، ه ا بن ي

    ك، وإن بقي روي، شيء قلُته في ي ذل ي ف د انقضى أرب ي، وق ًا فعل ب ه قبيح وقت، فشفيت به غيظي، وآافأت بك دة ل ي نفسك أو معاشك ال فائ ذا شيء ف وللناس أعقاب يورثونهم العداء والمودة، وأخشى أن يعود عليك من ه

    .فعلمت أنه قد نصحني وأشفق علي، فأحرقته: ولي فه، قال

    .األخفش عن أبي الغوث أخبرني بذلك علي بن سليمان

    ره -آما قال أبو الغوث -وهذا ه أآث اس من هجائ دي الن ي أي دناه وبقي ف ذي وج ه، ألن ال ي في ك وال ل ال فائدة ل : ساقط، مثل قوله في ابن شيرزاد

  • 3

    وبان ضراطك عنا فمرنفقت نفوق الحمار الذآر

    : ومثل قوله في علي بن الجهم

    ك منه في غلظ األيورلزاد ولو أعطاك ربك ما تمنـى بما لفقت من آذب وزور عالم طفقت تهجوني ملـيا

    ي ة حظه ف ا عن قل وأشباه لهذه األبيات، ومثلها ال يشاآل طبعه، وال تليق بمذهبه، وتنبئ برآاآتها وغثاثة ألفاظه :الهجاء، وما يعرف له هجاء جيد إال قصيدتان إحداهما قوله في ابن أبي قماش

    مبدية للشنان والـشـنـف ا ولم تقفمرت على عزمه

    : يقول فيها البن أبي قماش

    تعرف ما في ضميرها النطف قد آان في الواجب المحقق أن أوتيت من حكمة ومن لطـف بما تعاطيت في العـيوب ومـا هرة في الجد منه والشـرف أما رأيت المريخ قد مازج الز التي ثابت ومنـصـرففي ح وأخبرتك النحـوس أنـكـمـا

    التقويم والزيج جد منعـكـف من أين أعملت ذا وأنت علـى فت المها أو نظرت في الكتف أما زجرت الطير العال أو تعي أآديت أو رمتها على الخرف رذلت في هذه الصـنـاعة أو إال وخلخالها مع الـشـنـف لم تخط باب الدهليز منصرفـًا

    م رج وهي طويلة، ول ن الف وب ب ي يعق ذا الجنس، وقصيدته ف ي ه ه ف ار عن مذهب ا إال لإلخب ذهبي ذآره يكن ماني، -وإن لم تكن في أسلوب هذه وطريقتها -النصراني، فإنها اللفظ الطيب الخبيث المع تهكم ب تجري مجرى ال

    : وهي

    وقد خلج البين من قد خلج تظن شجوني لم تعتـلـج

    تعمله، وآان البحتري يتشبه بأبي ام يس و تم ان أب ذي آ ديع ال ي الب ه، وينحو نحوه ف تمام من شعره، ويحذو مذهبول منصف ه ق ه وبين رق بين ي الف ر من : ويراه صاحبًا وإمامًا، ويقدمه على نفسه، ويقول ف ام خي ي تم د أب إن جي

    .جيده، ووسطه ورديئه خير من وسط أبي تمام ورديئه، وآذا حكم هو على نفسه

    ا : قلت للبحتري: قال: حدثني الحسين بن علي الياقظاني: قال: أخبرني محمد بن يحيى الصولي: هو وأبو تمام أيم .جيده خير من جيدي، ورديئي خير من رديئه: أشعر أنت أو أبو تمام؟ فقال

    ري : حدثني محمد بن يحيى قال ن البحت ى ب ال : حدثني أبو الغوث يحي ادة، : ق ا عب ا الحسن، وأب ى أب ي يكن ان أب آ .ر علي في أيام المتوآل بأن أقتصر على أبي عبادة، فإنها أشهر، فاقتصرت عليهافأشي

    ال د ق ري : حدثني محم ول للبحت ن سعد يق ن الحسين ب د اهللا ب د، -سمعت عب د اهللا بالخل ي دار عب ا ف د اجتمعن وقام و تم ان أب د آ ري شعرًا لنفسه ق ه وعنده المبّرد في سنة ست وسبعين ومائتين، وقد أنشد البحت ي مثل ال ف : -ق

    ر إال : أنت واهللا أشعر من أبي تمام في هذا الشعر، قال آال واهللا، إن أبا تمام للرئيس واألستاذ، واهللا ما أآلت الخب .هللا درك يا أبا الحسن، فإنك تأبى إال شرفًا من جميع جوانبك: به، فقال له المبرد

    ام، : بحتريقلت لل: قال: حدثني الحسين بن إسحاق: قال: حدثني محمد ي تم ك أشعر من أب اس يزعمون أن إن النالوا، : فقال ا ق ان آم واهللا ما ينفعني هذا القول، وال يضر أبا تمام، واهللا ما أآلت الخبز إال به، ولوددت أن األمر آ

    .ولكني اواهللا تابع له آخذ منه الئذ به، نسيمي يرآد عند هوائه، وأرضي تنخفض عند سمائه

  • 4

    ري : قال: حدثني محمد بن يحيى ي شراعة، عن البحت ن أب ال : حدثني سوار ب د اهللا األلوسي، : ق و عب دثني أب وحري ال : عن علي بن يوسف، عن البحت ام، وهو : ق ي تم ى أب ي صرت إل اهتي أن ي الشعر ونب ان أول أمري ف آ

    ائر من حضر، رك س ي، وت ل عل بحمص، فعرضت عليه شعري، وآان الشعراء يعرضون عليه أشعارهم، فأقبان، وشهد : ا تفرقوا قال ليفلم رة النعم ى أهل مع أنت أشعر من أنشدني، فكيف باهللا حالك؟ فشكوت خلة فكتب إل

    ال يهم وق ة آالف : لي بالحذق بالشعر، وشفع لي إل ي أربع وا ل ه، ووظف أآرموني بكتاب يهم، ف دحهم، فصرت إل امتره . درهم، فكانت أول مال أصبته ي خب ه فكانت نسخة : وقال علي بن يوسف ف د : "آتاب ى ي ذا عل ابي ه يصل آت ".شاعر، فأآرموه -على بذاذته -الوليد أبي عبادة الطائي، وهو

    ًا فيلتحي ال : حدثني جحظة : يعشق غالم ول : ق ري يق ه : سمعت البحت ال ل بج يق ًا من أهل من آنت أتعشق غالم : ، وآان أول شعر قلتهشقران، واتفق لي سفر، فخرجت فيه، فأطلت الغيبة، ثم عدت، وقد التحى، فقلت فيه

    ن شـقـيق الـنـفـس بـعـــدي نبـتـت لـحـــية شـــقـــرا !حلقت، آيف أتته قبل أن ينجز وعدي

    .وقد روى في غير هذه الحكاية أن اسم الغالم شندان

    دثني حدثني أبو الغوث بن البحتري عن أب : قال: حدثني علي بن سليمان: بدء التعارف بينه وبين أبي تمام ه، وح يان : قال: عمي ا قريبت ايتين، وهم ال : حدثني علي بن العباس النوبختي، عن البحتري، وقد جمعت الحك ا : ق أول م

    :رأيت أبا تمام أني دخلت على أبي سعيد محمد بن يوسف، وقد مدحته بقصيدتي

    أو خان عهدًا أو أطاع شفيقا؟ أأفاق صب من هوى فأفيقـا

    وق : أحسنت واهللا يا فتى وأجدت، قال: فسر بها أبو سعيد، وقال ه، ف وآان في مجلسه رجل نبيل رفيع المجلس مني : آل من حضر عنده، تكاد تمس رآبته رآبته، فأقبل علي ثم قال ه، ! يا فتى، أما تستحي من ي تنتحل ذا شعر ل ه

    دفع نعم، وإنما َعلقه مني، فسبققني ب: قال! أحقًا تقول: فقال له أبو سعيد! وتنشده بحضرتي م ان ه إليك، وزاد فيه، ثى، : في نفسي، وبقيت متحيرًا، فأقبل علي أبو سعيد، فقال -علم اهللا -فأنشد أآثر هذه القصيدة، حتى شككني يا فت

    ا ي م ان أن الشعر ل ه بكل محرجة من األيم قد آان في قرابتك منا وودك لنا ما يغنيك عن هذا، فجعلت أحلف لى تمنيت أن سبقني إليه أحد، وال سمعته م ي، حت و سعيد، وقطع ب نه، وال انتحلته، فلم ينفع ذلك شيئًا، وأطرق أب

    ان ى خرج الغلم دار حت سخت في األرض، فقمت منكسر البال أجر رجلي، فخرجت، فما هو إال أن بلغت باب الك، ولك : فردوني، فأقبل علي الرجل، فقال ط، وال سمعته إال من ه ق ا قلت ي، واهللا م ا بن ك الشعر لك ي ي ظننت أن نن

    اثرتي، ذلك مضاهاتي ومك تهاونت بموضعي، فأقدمت على اإلنشاد بحضرتي من غير معرفة آانت بيننا، تريد بو اني أب حتى عرفني األمير نسبك وموضعك، ولوددت أال تلد أبدًا طائية إال مثلك، وجعل أبو سعيد يضحك، ودع

    د ه بع ي، ولزمت ل يقرظن انقني، وأقب ه، وع ام، وضمني إلي ن تم ة م ذه رواي ه، ه ديت ب ه، واقت ك، وأخذت عن ذل .ذآرت

    ال : إشاد له بأبي سعيد محمد بن يوسف الثغري ن : وقد حدثني علي بن سليمان األخفش أيضًا ق د اهللا ب حدثني عبي ند القطربل ن س ه : الحسين ب د مدح ري، وق ن يوسف الثغ د ب عيد محم ي س ى أب ه دخل عل ه أن ري حدث أن البحت

    ذ بقصيدة، وقصده بها، اد وهو يومئ ي اإلنش ري ف تأذنه البحت ه، فاس ه في د أنشده قصيدة ل ام وق ا تم ده أب فألقى عنتأذن ويستمع، فقام، فأنشده إياها، وأبو تمام يسمع : يا غالم أنشدني بحضرة أبي تمام؟ فقال: حديث السن، فقال له

    ئ، فطرب : الم، فممن أنت؟ قالأحسنت واهللا يا غ: ويهتز من قرنه إلى قدمه استحسانًا فلما فرغ منها قال من طيال : أبو تمام وقال ه وق ه، وضمه إلي ين عيني ل ب من طيئ، الحمد هللا على ذلك، لوددت أن آل طائية تلد مثلك، وقب

    ا : لمحمد بن يوسف ري، وأعطى أب ى البحت ا، ودفعت إل ى مثله قد جعلت له جائزتي، فأمر محمد بها، فضمت إلحًا له طول أيامه والبنه بعده، ورثاهما بعد مقتليهما، فأجاد، ومراثيه فيهما أجود تمام مثلها، وخص به، وآان مدا

    ال اآلخر : من مدائحه، وروى أنه قيل له في ذلك فقال ا ق دائح ال آم ي الم د -من تمام الوفاء أن تفضل المراث وق .عدوبينهما ب. آنا نعمل للرجاء، نحن نعمل اليوم للوفاء: -سئل عن ضعف مراثيه فقال

    م : حدثني حكم بن يحيى الكنتحي قال: آان بخيًال زري الهيئة ة وأبخله ًا وآل ق اهللا ثوب آان البحتري من أوسخ خلان، فيرمي اه يبكي ا الجوع أتي غ منه على آل شيء، وآان له أخ وغالم معه في داره، فكان يقتلهما جوعًا، فإذا بل

    .أجاع اهللا أآبادآما وأعرى أجالدآما وأطال إجهادآماآال، : إليهما بثمن أقواتهما مضيقًا مقترًا، ويقول

  • 5

    ه : قال حكم بن يحيى ن نوبخت، فجعل يحرك رأسه، فقلت ل ي سهل ب ه؟ : وأنشدته يومًا من شعر أب ول في ا تق م .هو يشبه مضغ الماء ليس له طعم وال معنى: فقال

    ال ب، ق ن بحر األصبهاني الكات د ب لم محم و مس ري : وحدثني أب ى البحت ا دخلت عل ده، ودع ًا فاحتبسني عن يومه دم، وأآل مع ام، فتق ى الطع دعاهخ إل ه، ف بطعام له، ودعاني إليه، فامتنعت من أآله، وعنده شيخ شامي ال أعرف

    ذي : ال، قال: أتعرف هذا الشيخ؟ فقلت: أآًال عنيفًا، فغاظه ذلك، والتفت إلّي، فقال لي يم ال ي الهج هذا شيخ من بن : يقول فيهم الشاعر

    حص اللحى متشابهو األلوان الهجيم قبيلة ملـعـونة وبنو بعمان أصبح جمعهم بعمان لو يسمعون بأآلة أو شـربة

    .فجعل الشيخ يشتمه، ونحن نضحك: قال

    وز : قال: حدثني علي بن يحيى المنجم: قال: وحدثني جحظة: ماء من يد حسناء ا آ اجتازت جارية بالمتوآل معهال : ما اسمك؟ قالت: ، فقال لهاماء، وهي أحسن من القمر اء؟ قالت : برهان، ق ذا الم ال : ولمن ه ة، ق : لستي قبيح

    : قل في هذا شيئًا، فقال البحتري: صبيه في حلقي، فشربه عن آخره، ثم قال للبحتري

    جاءت بها الحور من جنات رضوان ما شربة من رحيق آأسهـا ذهـب برهـان من آف شربته عبثُا يومًا بأطيب من ماء بال عطش

    ري : قاال: أخبرني علي بن سليمان األخفش، وأحمد بن جعفر جحظة ن البحت و الغوث ب ال : حدثنا أب ى : ق ُت إل آتبي ب إل ة دردي، وآت ي بنصف قنين ذًا، فبعث إل ه نبي ب من ًا أطل ي يوم ط، : أب ا تكشف القح ي، فإنه ا بن ا ي دونكه

    .قال األخفش، وتقيت الرهط. وتضبط الرهط

    ال : حمد بن علي اإلسكافي قصته مع أ ة ق ن ثواب د ب ن أحم اس ب و الفضل عب دثني أب ى : ح ل عل ري الني دم البحت ق : أحمد بن علي اإلسكافي مادحًا له، فلم يثبه ثوابًا يرضاه بعد أن طالت مدته عنده، فهجاه بقصيدته التي يقول فيها

    ومن النيل غير حمى النيل ما آسبنا من أحمد بن علي

    : دة أخرى أولهاوهجاه بقصي

    قصة النيل فاسمعوها عجابه

    رده فجمع إلى هجائه إياه هجاء أبي ثوابة، وبلغ ذلك أبي، فبعث إليه بألف درهم وثياب ودابة بسرجها ولجامها، فال ي : إليه، وق ه أب دآم، فكتب إلي ول رف ا قب اءة ال يجوز معه لفتكم إس د أس ذرة : ق ا المع ورة وأم اءة فمغف ا اإلس أمدك فمشكورة، ل ي ي، وأضعفته، . والحسنات يذهبن السيئات، وما يأسو جراحك مث ه عل ا رددت د رددت إليك م وق

    ه . فإن تالفيت ما فرط منك أثبنا وشكرنا، وإن لم تفعل احتملنا وصبرنا ه، وآتب إلي ا بعث ب آالمك واهللا : فقبل م : ثم غدا إليه بقصيدة أولها. ئيأحسن من شعري، وقد أسلفتني ما أخجلني، وحملتني ما أثقلني، وسيأتيك ثنا

    ضالل لها ماذا أرادت إلى الصد

    : وقال فيه بعد ذلك

    برق أضاء العقيق من ضرمه

    : وقال فيه أيضًا

  • 6

    دان دعا داعي الصبا فأجابه

    .ولم يزل أبي يصله بعد ذلك، ويتابع بّره لديه حتى افترقا: قال

    : م غالم البحتري الذي يقول فيهآان نسي: أخبرني جحظة قال: شعره في نسيم غالمه

    أظن نسيمًا قارف الهم من بـعـدي دعا عبرتي تجري على الجور والقصد فـقـد فيا عجبا للدهر فقد عـلـى خال ناظري من طيفه بعد شخـصـه

    ن : أخبرني علي بن سليمان األخفش قال: خبره مع محمد بن علي القمي وغالمه د ب ي محم ى أب ري إل آتب البحتديدًا، دل ع الم غضبًا ش ري، فغضب الغ لي القمي يستهديه نبيذًا، فبعث إليه نبيذًا مع غالم له أمرد، فجمشه البحت

    : البحتري على أنه سيخبر مواله بما جرى، فكتب إليه

    غالمك إحدى الهنات الدنية ابا جعفر آان تجمـيشـنـا تضيء لنا مع شمس البرية بعثت إلينا بشمس الـمـدام الهـدية وليت الرسول إلينا فليت الهدية آان الرسـول

    فبعث إليه محمد بن علي الغالم هدية، فانقطع البحتري عنه بعد ذلك مدة، خجًال مما جرى، فكتب إليه مححمد بن : علي

    ولم أر وصًال قبل ذا أعقب الهجرا هجرت آأن البر أعقب حـشـمة

    : فقال فيه قصيدته التي أولها

    ذحج عفوًا فتى مذحج غفرافتى م

    ان : قال: أخبرني علي بن سليمان األخفش: آان موته بالسكتة د آ سألني القاسم بن عبيد اهللا عن خبر البحتري، وق .ويحه رمي في أحسنه: أسكت، ومات من تلك العلة، فأخبرته بوفاته، وأنه مات في تلك السكتة، فقال

    اري : قال: أخبرني محمد بن يحيى: ادأبو تمام يلقن البحتري درسًا في االستطر ي األنب ال : حدثني محمد بن عل : ق : أنشدني أبو تمام ويمًا لنفسه: سمعت البحتري يقول

    على الجراء أمـين غـير خـوان وسابح هطل الـتـعـداء هـتـان فخل عينيك فـي ظـمـآن ريان أظمي الفصوص ولم تظمأ قوائمـه

    بين السنابك من مثنـى ووحـدان يمفلو تراه مشيحًا والـحـصـى ز من صخر تدمر أو من وجه عثمان أيقنت إن لم تثـبـت أن حـافـره

    ال : قلت. هذا هو المتسطرد، أو قال االستطراد: ال أدري، قال: ما هذا الشعر؟ قلت: ثم قال لي ك؟ ق : وما معنى ذل : حتري ذلك، فقال في صفة الفرسيريك أنه يريد وصف الفرس وهو يريد هجاء عثمان، وقد فعل الب

    يومًا خالئق حمدويه األحول ما إن يعاف قذى ولو أوردته

    رة، وآان البحتري من أبغض الناس إنشادًا، يتشادق ويتزاور في مشيه مرة جانبًا، ومرة القهقري، ويهز رأسه مول أحسنت واهللا، ثم يقبل: ومنكبيه أخرى، ويشير بكمه، ويقف عند آل بيت، ويقول م : على المستمعين، فيق ا لك م

    ه ول مثل ا ال يحسن أحد أن يق ال : ال تقولون أحسنت؟ هذا واهللا م ي، وق ل عل ك وأقب ا : فضجر المتوآل من ذل أم

  • 7

    بحياتي أهجه على هذا الروي الذي : بلى يا سيدي، فمرني فيه بما أحببت، فقال: تسمع يا صيمري ما يقول؟ فقلت : أن يكتب ما أقول، فدعا بداوة وقرطاس، وحضرني على البديهة أن قلت تأمر ابن حمدون: أنشدنيه، فقلت

    وعلمت أنك تنـهـزم أدخلت رأسك في الرحم ك من قضاقضة ضغم يا بحتـري حـذار ويح ك من الهجا سيل العرم فلقد أسـلـت بـواديي

    وبهتكه جف القـلـم؟ فبأي عرض تعتـصـم حمد والـحـرموبقبر أ واهللا حـلـفة صـادق م ابن اإلمام المعتصـم وبحق جعـفـر اإلمـا بين المسيل إلى العلـم ألصـيرنـك شـهـرة

    حيث األراآة والخـيم حي الطلول بذي سـلـم لى قلوب ذوي النـعـم يا بن الثقيلة والثقـيل ع ر من الموالي والحشم وعلى الصغير مع الكبي وبأي آف تلـتـقـم؟ في أي سلح تـرتـطـم أمن العفاف أم التـهـم يا بن المباحة لـلـورى وفراش أمك في الظلم إذ رحل أختك للعـجـم في بيته يؤتى الحـكـم وبـبـاب دارك حـانة

    : فغضب، وخرج يعدو، وجعلت أصيح به: قال

    وعلمت أنك تنـهـزم أدخلت رأسك في الّرحم

    .غاب عن عينهوالمتوآل يضحك، ويصفق حتى

    .هكذا حدثني جحظة عن أبي العنبس

    ره ا ذآ ى لم ة المعن ووجدت هذه الحكاية بعينها بخط الشاهيني حكاية عن أبي العنبس، فرأيُتها قريبة اللفظ، موافقدأ ا ابت ري، فلم ًا خلف البحت ان واقف اًال، وآ ات ارتج ذه األبي ال ه بس ق ا العن اس أن أب ه الن ذي يتعارف جحظة، وال

    : قصيدتهوأنشد

    وبأي طرف تحتكم عن أي ثغر تبتسـم

    : صاح به أبو العنبس من خلفه

    وبأي آف تـلـتـقـم في أي سلح ترتـطـم وعلمت أنك تنـهـزم أدخلت رأسك في الرحم

    .فغضب البحتري، وخرج، فضحك المتوآل حتى أآثر، وأمر ألبي العنبس بعشرة آالف درهم واهللا أعلم

    ه وأخبرني بهذا ال دون عن أبي ن حم د ب ن أحم د اهللا ب دثني عب ى الصولي، وح ن يحي د ب ر محم ال : خب دثني : ق وح : قصيدته -وأبو العنبس الصيمري حاضر -إن البحتري أنشد المتوآل : يحيى بن علي عن أبيه

    وبأي طرف تحتكم؟ عن أي ثغر تبتسـم

  • 8

    إذا ف ه، ف أتي ب ا ي ال، ويعجب بم د إلى آخرها، وآان إذا أنشد يخت ا رده بع رغ من القصيدة رد البيت األول، فلم : وقال. فراغه منها

    وبأي طرف تحتكم عن أي ثغر تبتسـم

    : قال أبو العنبس وقد غمزه المتوآل أن يولع به

    وبأي آف تـلـتـقـم في أي سلح ترتـطـم وعلمت أنك تنـهـزم أدخلت رأسك في الرحم

    : لبحتري قوله ولى مغضبًا، فجعل أبو العنبس يصيح بهفقال نصف البيت الثاني، فلما سمع ا

    وعلمت أنك تنهزم

    .فضحك المتوآل من ذلك حتى غلب، وأمر ألبي العنبس بالصلة التي أعدت لللبحتري

    ن عمي وصديقي، : جاءني البحتري، فقال لي: فحدثني أبي قال: قال أحمد بن زياد د أنت عشيرتي واب ا خال يا أبك األدب؟ فقلت وقد رأيت ما جرى ع م، وهل ال تفعل : لي، أفتأذن لي أن أخرج إلى منبج بغير إذن، فقد ضاع العل

    وًا من ه نح ال ل ك، فق ه ذل كا إلي تح، فش ى الف ه إل من هذا شيئًا، فإن الملوك تمزح بأعظم مما جرى، ومضيت مع .قولي، ووصله، وخلع عليه، فسكن إلى ذلك

  • 9

    الديوان

  • 10

    ءزعم الغراب منبىء األنبا َزَعَم الُغَراُب ُمَنّبىُء األْنَباِء،

    أّن األِحّبَة آَذُنوا ِبَتَناِء

    فاثِلْج ِبَبْرِد الّدمِع َصدرًا َواغرًا،

    َوجَواِنحًا َمْسُجوَرَة الّرْمَضاِء

    ال َتأُمَرّني بالَعَزاِء، َوَقْد تَرى

    أَثَر الَخِليِط، والَت ِحيَن َعَزاِء

    ِزيَمتي،َقَصَر الِفَراُق عن الّسُلّو َع

    َوأطاَل في ِتْلَك الّرسوِم ُبكائي

    ِزْدني اْشِتياقًا بالُمداِم، َوَغّنني،

    أْعِزْز َعلّي ِبُفْرَقِة الُقَرَناِء

    َفَلَعّلني أْلقى الّردى، َفُيريَحني،

    َعّما َقِليٍل، مْن َجوى الُبَرحاِء

    أَخَذْت ُظُهوُر الّصاِلِحّيِة ِزيَنًة

    لَحْمَراءَعَجبًا ِمَن الّصْفَراِء وا

    َنَسَج الّربيُع ِلَرْبِعها ِديَباَجًة،

    ِمْن َجْوَهِر األْنَواِر باألْنَواِء

    َبَكِت الّسماُء ِبها َرَذاَذ ُدموِعها،

    َفَغَدْت َتَبسَُّم عن ُنُجوِم َسَماِء

    في ُحّلٍة َخْضَراَء َنْمَنَم َوشَيها

    َحْوُك الّرِبيِع، َوِحَلٍة َصْفَراِء

    الّرياِض َيشوُبُهفاْشَرْب على َزهِر

    َزْهُر الُخدوِد، َوَزهَرُة الّصهباِء

    ِمْن َقْهَوٍة ُتْنسي الُهوَم َوتبَعُث الـ

    ـّشْوَق اّلذي قْد َضّل في األْحَشاِء

    ُيْخفي الّزجاَجَة َلْوُنها، َفَكأّنَها

    في الَكفِّ قاِئَمٌة بَغيِر إناِء

    َولَها َنسيٌم آالّرياِض، تَنّفَسْت

    َواِح، َواألْنداِءفي أْوُجِه األْر

    َوَفَواِقٌع ِمثُل الّدموِع، تَرّدَدْت

    في َصْحِن َخّد الكاِعِب الحْسناَء

    َيْسِقيَكها َرَشٌأ َيكاُد يُرّدَها

    َسكَرى ِبَفْتَرِة ُمْقَلٍة َحْوَراِء

    َيْسَعى بها، َوِبمِثِلها ِمْن َطْرِفِه،

  • 11

    َعْودًا َوأْبداًء على النَُّدماِء

    الّشآِم َتَبّدال،َما للَجِزيَرِة َو

    َبْعَد يابِن يوَسُف، ُظْلمًة بيَضاِء

    نضب الُفَراُت، وآان بْحرًا زاِخرًا،

    َواْسَوّد َوْجُه الرَّّقِة الَبْيَضاِء

    َوَلَقْد َتَرى بأبي َسِعيٍد َمّرًة

    َمْلَقى الّرحاِل، َوَمْوِسَم الّشَعَراِء

    إْذ َقْيُظها ِمْثُل الّرِبيِع، َوَلْيُلها

    لّنهاِر، ُيخاُل َرأَد ُضحاِءِمْثُل ا

    َرَحل األميُر ُمحّمٌد، َفَتَرّحَلْت

    َعنّها َغَضاَرُة َهِذِه الّنْعَماِء

    َوالّدْهُر ُذو ُدوٍل، َتَنقَُّل في الَوَرى

    أّياُمُهّن َتَنقَُّل األْفَياِء

    إّن األِميَر ُمَحّمدًا لُمَهذَُّب اْلـ

    ـإْفَعاِل في الّسَراِء والّضّراِء

    إذا غِشَي الّسيوَف بَوْجِهِه، َمِلٌك،

    َغِشَي الِحماُم ِبأْنُفِس األْعَداِء

    ُقِسَمْت َيداُه ِبَبأِسِه َوَسَماِحِه

    في ّناِس، ِقْسَمْي ِشّدٍة َوَرخاِء

    ُمِلَئْت ُقلوُب الَعاَلِميَن بِفْعِلِه اْلـ

    ـَمْحموِد ِمْن َخْوٍف َلُه َوَرجاِء

    أْغنى جماَعَة َطّيٍء عّما اْبَتَنْت

    آباؤَها الُقَدَماُء ِلألْبَناِء

    َفإذا ُهُم اْفَتَخُروا ِبِه لْم يَبجحوا

    ِبَقديِم َما وِدُثوا مَن الَعْلياِء

    َصِعُدوا ِجباًال ِمْن ُعالَك، آأّنها

    َهَضباُت ُقْدَس، َويْذُبٍل، َوحَراِء

    واستمطرُوا في المْحِل منَك َخالِئقًا،

    أْصَفى َوأْعَذَب مْن ُزالِل الماِء

    َوَضِمْنَت ثأَر ُمَحّمٍد لُهُم َعلى

    َآَلب العَدى، َوَتخاُذل األْحَياِء

    ما اْنَفّك َسْيُفَك غاِديًا، أْو َراِئحًا

    في َحْصِد هاَماٍت، َوسْفِك دماِء

    َحّتى آفيَتُهُم الذي استْكَفْوَك ِمْن

  • 12

    أْمِر الِعَدى، َوَوَفْيَت أّي َوفاِء

    َنا،ما زْلَت َتْقَرُع باَب باَبَك بالَق

    َوَتُزوُرُه في َغاَرٍة َشْعَواِء

    َحتى أخْذَت بنْصِل سْيفَك َعنَوًة،

    ِمْنُه اّلذي أْعيا َعلى الحلفاء

    أْخَلْيَت ِمْنُه الَبّذ، َوهَي َقَراُرُه،

    َوَنَصْبَتُه َعَلمًا ِبساِمَراِء

    لْم ُيْبِق منُه َخْوُف َبأِسَك َمَطعمًا

    للّطْيِر في َعْوٍد، َوال إْبَداِء

    َتَراُه ُمطَِّردًا َعلى أعَواِدِه،َف

    ِمْثَل اّطَراِد َآواآِب الَجْوَزاِء

    ُمْسَتْشِرفًا للشمِس، ُمْنتِصبًا لَها،

    في ُأْخَرياِت الِجْذِع آالِحْرباِء

    َوَوَصْلَت أْرَض الّروِم َوْصَل ُآَثّيٍر

    أْطالَل َعّزَة، في ِلَوى َتْيماِء

    في ُآّل َيْوٍم َقْد َنَتْجَت َمِنّيًة

    ِلُحماِتها، ِمْن َحْرِبَك الُعَشَراِء

    َسّهْلَت ِمنها َوْعَر ُآّل ُحُزوَنٍة،

    َوَمألَت ِمْنها َعْرَض آّل فَضاِء

    بالَخيل تحِمُل آلَّ أشعَث داِرٍع،

    َوُتَواِصُل اإلْدالَج باإلْسَراِء

    َوَعَصاِئٍب َيَتهافُتوَن، إذا اْرَتَمى

    بِهِم الَوَغى في َغْمَرِة الَهْيجاِء

    ِمْثَل الَيَراِع َبَدْت لُه

    َلّفْتُه ُظْلَمُة َلْيَلٍة َلْيالِء

    َيْمُشوَن في َزَغٍف، آأّن ُمتوَنها،

    في ُآّل َمْعَرَآٍة، ُمتوُن ِنهاِء

    ِبيٌض َتسيُل، على الُكماِة، ُفُضوُلها

    َسْيَل الّسَراِب ِبَقْفَرٍة بْيداِء

    فإذا األِسّنُة َخاَلَطْتها ِخْلَتها

    ُل َآَواآٍب في ماِءِفيَها َخَيا

    أْبَناُء َمْوٍت َيْطَرقوَن ُنفوَسُهْم

    تْحَت الَمَنايًّا، ُآلَّ يْوِم ِلَقاِء

    في عاِرِض َيِدُق الّرَدى ألَهْبَتُه

  • 13

    ِبَصَواِعِق الَعَزَماِت َواآلَراِء

    أشلى على منِويَل أطَراَف القنا،

    فنجا عتيَق عتيَقٍة َجْرداِء

    ُهنيّهًة،َوَلَو أّنُه أْبَطأ َلُهّن،

    َلَصَدْرَن عْنُه، َوُهّن َغيُر ِظماِء

    َفَلِئْن َتبَقاُه الَقَضاُء لَوْقِتِه

    َفَلَقْد َعَمْمَت ُجنوَدُه ِبَفناِء

    أْثَكْلَتُه أْشياَعُه، َوَتَرْآَتُه

    ِلْلمْوِت ُمْرَتِقبًا َصباَح َمَساِء

    َحّتى َلِو اْرَتَشَف الحديَد، أذاَبُه

    ِه الصَُّعَداِءباْلَوْقِد ِمْن أْنفاِس

    يا أخا األزد ما حفظت اإلخاء يا أَخا األْزِد ما َحِفظَت اإلَخاَء

    لُمحبٍّ، والَ رعْيَت الَوَفاَء

    َعَذًال َيتُرُك الَحِنيَن أِنينًا،

    في َهوًى َيتُرُك الّدُموَع ِدماَء

    ال َتُلْمني على الُبَكاِء، فإّني

    َنْضُو َشجٍو، ما ُلْمُت فيِه الُبكاَء

    أْغدو ِمَن الّصباَبِة ِخْلوًا، َآيَف

    بَعَد ما َراَحِت الّدياُر َخالَء

    ِغبَّ َعْيٍش بها َغِريٍر َوَآاَن الـ

    ـَعْيُش في َعْهِد ُتّبٍع أْفَياَء

    ِقْف بها َوْقَفًة َتُردُّ َعَلْيها

    أْدُمعًا، َردََّها الَجَوى أْنَضاَء

    إّن للَبيِن ِمّنًة ال ُتؤّدى،

    َبْيَضاَء َوَيدًا في ُتَماِضٍر

    َحَجُبوَها، حتى َبَدْت ِلفَراٍق

    َآاَن داًء لعاِشٍق، َوَدَواَء

    أْضَحَك الَبيُن َيْوَم ذاَك َوأبكى

    آلَّ ذي َصْبَوٍة، َوَسّر، َوَساَء

    َفَجَعْلَنا الَوداَع فيِه َسالمًا؛

    َوَجَعْلَنا الِفَراَق فيِه ِلَقاَء

    َوَوْشْت بي إلى الُوَشاِء ُدموُع الـ

  • 14

    ، حتى َحِسبُتها أْعداَءـَعيِن

    ُقْل لداعي الَغماِم َلّبْيَك، َواحلل

    ُعُقَل الِعيِس، آْي ُتجيَب الّدعاَء

    َعاِرٌض ِمْن أبي سعيٍد َدَعاَنا

    ِبَسَنا َبْرِقِه، َغداَة َتَراَءى

    َآيَف ُنثني على ابِن يوُسَف ال آْيـ

    ـلَف َسرى َمجُدُه، َففاَت الّثَناَء

    َل، فَلّماَجاَد حتى أفنى الّسؤا

    َباَد ِمّنا الّسؤاُل، جاَد اْبِتداَء

    َصاِمتيٌّ، َيُمدُّ في َآَرِم الِفْعـ

    ـِل َيدًا ِمْنُه َتْخُلُف األْنَواَء

    َفْهَو ُيعطي َجْزًال، وُيثني علَيه،

    ُثّم ُيْعطي على الّثَناِء َجَزاَء

    ِنَعٌم، أْعَطِت الُعَفاَة ِرَضاُهْم

    َعَراَءِمْن ُلَهاُها، َوَزاَدِت الّش

    َوَآذاَك الّسحاُب َليَس َيُعمُّ الـ

    ـأْرَض َوْبًال، حتى َيُعّم الّسَماَء

    َجّل َعْن َمذَهِب الَمديِح، فقد آا

    د َيُكوُن الَمديُح فيِه ِهَجاَء

    َوَجَرى ُجوُدُه َرسيًال لُجوِد الـ

    ـَغْيِث ِمْن َغاَيٍة، َفجاَء اَسَواَء

    ْرألِهَزْبُر الذي، إذا الَتّفِت الَح

    ُب بِه صّرَف الّردى َآيف شاَء

    َتَتداَنى اآلَجاُل َضْربًا َوَطْعنًا،

    حيَن َيْدُنو فَيْشَهُد الَهْيَجاَء

    َسل بِه، إْن َجِهلَت َقْولي، َوهل يْجـ

    ـَهُل ذو الّناِظَريِن هذا الّضَياَء

    إْذ مضى ُمجِلبًا ُيَقِعقُع في الّدْر

    ِب َزئيرًا، أنسى الكالَب الُعَواَء

    حاَضْت ِمْن َخْوِفِه َرّبُة الرَّْر حيَن

    ِم َصَباحًا، وَراَسَلْتُه َمَساء

    َوُصدوُر الِجَياِد في جاِنِب الَبْحـ

    ـِر، َفَلْوال الَخليُج ُجْزَن َضَحاَء

    ثم ألقى صليبه الملسنيو

  • 15

    س، ووالى خلف النجاء النجاء

    لْم ُتَقصِّْر ُعالَوُة الّرْمِح َعْنُه

    ُه َخطاَءِقيَد رمح، ولْم ُتِضْع

    أحَسَن اهللا في َثَواِبَك عْن َثْغـ

    ـٍر ُمَضاٍع أحَسْنَت فيِه الَبالَء

    آاَن ُمْسَتْضَعفًا فَعّز، َوَمْحُرو

    مًا فأجدى، َوُمظِلمًا َفأَضاَء

    َلَتَوّلْيَتُه، َفُكْنَت ألْهليـ

    ـِه ِغنًى ُمْقِنعًا، َوَعِنُهْم ِغَناَء

    الْم َتَنْم َعن ُدعاِئهم، حيَن ناَدو

    والَقَنا َقْد أَساَل فيهم َقَناَء

    إْذ َتَغّدى الُعلوُج منُهْم ُغُدّوًا،

    فَتَعّشْتُهُم َيداَك ِعَشاَء

    لْم ُتِسْغُهْم ُبُرَد جيحاَن، حتى

    َقَلُسوا في الّرماح ذاَك الَماَء

    َوَآأّن الّنِفيَر َحّط َعَلْيِهْم

    ِمْنَك َنْجمًا، أْو َصخَرًة َصّماَء

    على الَمْوِج، إّال لم يُكْن جمُعُهْم

    َزَبدًا َطاَر َعْن َقَناَك ُجَفاَء

    حيَن أْبَدْت إَلْيَك َخْرَشَنُة الُعْلـ

    ـَيا ِمَن الّثْلِج َهاَمًة َشمَطاَء

    َما َنَهاَك الّشَتاُء عنها وفي صْد

    ِرَك َناٌر للْحْقِد َتْنَهى الّشَتاَء

    طاَلَعْتَك األْبَناُء ِمْن ُشَرِف األبـ

    قًا، إْذ َتذَبُح اآلَباَءـَراِج ُزْر

    ِبتَّها، والُقْرآُن َيْصَدُع فيها الَهْضـ

    َب، حتى آادْت تكوُن حَراَء

    َوأَقْمَت الّصالَة في َمْعَشٍر ال

    َيْعِرُفوَن الّصالَة إّال ُمَكاَء

    في َنَواحي َبْرَجاَن، إْذ أنكُروا الّتـ

    آبيَر حتى َتَوّهُموُه ِغَناَء

    وُف على ِخْمـَحيُث لْم ُتوَرِد الّسي

    ـِس، َولْم ُتحَرِق الّرماُح َظَماَء

    َيَتَعّثْرَن في الّنُحوِر وفي األْو

  • 16

    ُجِه ُسكر ظماء لّما َشِربَن الّدَماَء

    وأَزْرَت الُخيول َقبَر امِرىِء الَقْيـ

    ـِس ِسَراعًا، فُعْدَن منُه ِبَطاَء

    َوَجَلْبَت الِحساَن ُحّوًا َوُحورًا،

    الّنساَء آِنَساٍت، حتى أَغْرَت

    لْم َتَدْعَك الَمَها التي َشَغَلْت جْيـ

    ـَشَك بالّسْوِق أْن َتسوَق الّشاَء

    َعِلَم الّروُم أّن َغْزَوَك ما آا

    َن ِعقابًا َلُهْم، َوَلِكْن َفَناَء

    ِبَسباٍء َسَقاُهُم الَبيَن ِصْرفًا،

    َوِبَقْتٍل َنُسوا َلَدْيِه السََّباَء

    ِب آَراكَيْوَم َفّرْقَت ِمْن َآتاِئ

    َك ُجْندًا ال يأُخذوَن َعَطاَء

    َبيَن َضْرٍب ُيَفّلُق الَهاَم أْنَصا

    فًا، َوَطْعٍن ُيَفرُِّج الُغَماَء

    َوِبْوّد الَعُدّو َلْو ُتْضِعُف الَجْيـ

    ـَش َعَلْيِهْم َوَتصِرُف اآلَراَء

    َخَلَق اهللا يا ُمَحّمُد أْخالقـ

    ـََك َمْجدًا في َطيٍِّء، َوَسَناَء

    ما ِرياُح ُجوِدَك َهّبْت، فإذا

    َصاَر َقْوُل الُعّذاِل فيَها َهَباَء

    أمواهب هاتيك أم أنواء أَمَواِهٌب َهاِتيَك أْم أْنَواُء

    ُهُطٌل، َوأْخٌذ َذاَك أْم إْعَطاُء

    إْن داَم ذا، أْو بعُض ذا ِمن فْعل ذا،

    فني الّسخاُء، فال ُيَحسُّ َسخاُء

    َطَها الـَلْيَس التي َضّلْت َتِميٌم َوْس

    ـّدْهناُء، ال َبْل َصدُرَك الّدْهناُء

    َمِلٌك أَغرُّ آلِل َطْلَحَة َفْجُرُه،

    َآّفاُه أْرٌض َسْمَحٌة َوَسَماُء

    َوَشريُف أْشَراٍف، إذا احتّكْت بِهْم

    ُجْرُب القباِئِل، أْحسنوا َوأساءوا

    َلُهُم الِفناُء الّرحُب، والبْيُت الذي

  • 17

    ناُءأَدٌد أَواٍخ َحْوَلُه، َوِف

    َوُخؤوَلٌة في هاِشٍم ودَّ الِعَدى

    أْن لْم َتُكْن، َولُهْم ِبَها ما شاءوا

    َبيَن الَعواِتِك َوالفَواِطِم ُمْنَتمًى

    َيْزُآو به األخوال واآلباء

    أ محمد بن علي اسمع عذرة

    فيها َدَواٌء لْلُمسيِء، َوَداُء

    َما لي إذا ُذِآَر الَوَفاُء َرأْيُتني

    ِر الِكَراِم، َوَفاُءما لي مع النََّف

    يْضفو علّي الَعْذُل، َوُهَو ُمقاِرٌب،

    َوَيِضيُق عّني الُعْذُر، َوْهَو َفَضاُء

    إني هجرُتَك، إذ هجَرُتَك، َوحَشًة،

    ال الَعْوُد يُّْذِهُبها، وال اإلْبداُء

    أْخَجْلَتني ِبَنَدى يَدْيَك، فسّوَدْت

    ما َبْيَنَنا ِتْلَك الَيُد البْيَضاُء

    ْعَتني بالُجوِد، َحّتى إّننيَوَقَط

    ُمَتَخّوٌف أّال َيُكوَن ِلَقاُء

    ِصَلٌة َغَدْت في الّناس، َوْهَي قِطيعٌة

    َعَجٌب، َوِبرٌّ َراَح َوْهَو َجفاُء

    َلُيواِصَلّنَك َرْآُب ِشْعٍر ساِئٍر،

    َيْرِويِه ِفيَك، لُحسِنِه، األْعَداُء

    َحّتى َيِتّم لَك الّثناُء ُمَخلَّدًا

    آما تّمْت لَي الّنْعَماُءأَبدأ،

    َفَتَظّل تحِسُدَك الُملوُك الّصيُد بي،

    َوأَظّل يْحِسُدني ِبَك الّشَعَراُء

    طيف الحبيب ألم من عدوائه َطْيُف الَحبيِب أَلّم ِمْن ُعَدَواِئِه،

    َوَبعيِد َمْوقِع أْرِضِه، َوَسَماِئِه

    َجَزَع الّلَوى َعِجًال، َوَوّجَه ُمسِرعًا

    أْبَرِقِه، إلى َجْرَعاِئِه ِمْن َحْزِن

    ُيْهِدي الّسالَم، َوفي اهتداِء َخياِلِه

    ِمْن َبعِدِه، َعَجٌب، َوفي إهداِئِه

    َلْو َزاَر في َغيِر الَكَرى َلَشفاَك ِمْن

  • 18

    َخَبِل الَغَراِم، َوِمْن جَوى ُبَرحاِئِه

    َفَدِع الهَوى، أْو ُمْت بداِئَك، إّن من

    ِبداِئِه َشأِن الُمَتيَِّم أْن َيُموَت

    َوأٌخ َلِبْسُت العيش أخَضَر ناِضرًا

    بَكِريِم ِعْشَرِتِه، َوَفْضِل إخاِئِه

    ما أآثَر اآلَماَل ِعْنِدَي، َوالُمنى،

    إّال ِدَفاُع اهللا َعْن َحْوَباِئِه

    َوَعلى أبي ُنوٍح ِلَباُس َمَحّبٍة،

    ُتْعطيِه َمحَض الِوّد مْن أعداِئِه

    وِدِه،ُتنبي َطالَقُة ِبشِرِه َعْن ُج

    َفَتَكاُد َتْلَقى النُّْجَح َقْبَل ِلقاِئِه

    َوِضَياُء َوْجٍه، لْو َتأّمَلُه امُرٌؤ

    َصادي الَجَوانِح الْرَتوى من َماِئِه

    يا علي بل يا أبا الحسن الما يا عليٌّ، بْل يا أَبا الَحَسِن الَما

    لُك ِرّق الّظِريَفِة الَحْسناِء

    إّتِق اهللا أْنَت شاعُر َقْيٍس،

    ال َتُكْن َوْصَمًة على الّشَعَراِء

    إّن إْخَواَنَك الُمِقيِميَن باألْمـ

    ِس أَتْوا للزَِّناِء ال للِغناِء

    أنت أعمى، وللزناة هنات

    منكرات تخفى على البصراء

    َهْبَك َتسَتسمُع الَحديَث َفما علـ

    ـُمَك فيه بالَغمِز، َواإليَماِء

    َواإلَشاَراِت بالُعُيوِن َوباألْيـ

    ، َوأْخِذ الميَعاِد لإلْلِتَقاِءـدي

    قد َلَعمِري تَوّردوا ِخّطَة الَغْد

    ِر، َوجاؤوا بالّسْوءِة الّسوءاِء

    َغيَر ما ناظِريَن في ُحْرَمِة الِوّد

    َوال ذاِآِريَن َعهَد اإلَخاِء

    َقَطُعوا أمَرهْم، َوأنَت ِحماٌر

    ُموَقٌر ِمْن َبالَدٍة َوَغَباِء

  • 19

    هيا غاديا والثغر خلف مسائ يا غاِديًا، َوالّثغُر َخلَف َمساِئه،

    َيِصُل السَُّرى بأِصيِلِه َوُضَحاِئِه

    أْلِمْم بساحِة ُيوُسَف بِن مَحّمٍد،

    َوانُظْر إلى أْرِض الّنَدى َوَسماِئِه

    َواقَر الّسالَم على الّسماحِة، إّنها

    َمحظوَرٌة ِمْن دوِنِه َوَوَراِئِه

    َوأَرى المَكاِرَم أْصبَحْت أسماؤها

    ُمشَتّقًة، في الّناِس، ِمن أسماِئِه

    آالَغيِث ُمَنِكبًا على إْخَواِنِه؛

    َآالّناِر ُمْلَتِهبًا َعلى أْعداِئِه

    فاَرْقُت يْوَم ِفَراِقِه الزَمن الذي

    الَقْيُتُه َيْهَتزُّ، َيْوَم ِلَقاِئِه

    َوَعَرْفُت َنفِسي َبعَدُه في َمعَشٍر

    َضاُقوا على بُعْقِب يوم َقَضاِئِه

    ما ُآنُت أفَهُم َنْيَلُه في ُقْرِبِه

    حّتى َنأى، فَفِهْمُتُه في َناِئِه

    يفديك راج مادح لم ينقلب

    إال بصدق مديحه ورجائه

    َوافاُه َهْوُل الّرّد َبعَدَك فانَثَنى

    َيدعوَك، َواللُّّكاُم دون ُدعاِئِه

    َوُمؤمٍَّر َصاَرْعُتُه َعْن َعْرِفِه،

    بَعماِئِه فَوَجْدُت ُقْدَس ُمَعمَّمًا

    ِجَدٌة َيذوُد الُبخَل عن أطَراِفها،

    آالَبحِر َيدَفُع ِملَحُه َعن ماِئِه

    أعَطى الَقليَلئ َوذاَك َمبلُغ َقدِرِه،

    ثّم اسَتَرد َوذاَك َمبَلُغ َواِئِه

    ما آاَن من أخذي َغداَة َرَدْدُتُه

    في َوجِهِه إْذ آاَن من إعطاِئِه

    وعجبت آل تعجبي من بخله

    ع ساعة من رائهوالجود أجم

    َوَقِد انَتَمى، فانُظْر إلى أخالِقِه

    َصفحًا، َوال َتنُظْر إلى آَباِئِه

  • 20

    خَطَب الَمديَح، فُقلُت َخلِّ طِريَقُه

    لَيجوَز َعنَك، فَلسَت من أآفاِئِه

    أيها الطالب الطويل عناؤه أّيها الّطالُب الّطويُل َعَناؤُه،

    َتْرَتجي شأَو َمْن َيُفوُتَك شاؤْه

    إْدَراِك أْحَمَد بِن ُسَلْيَما دوَن

    َن ُعُلوٌّ، ُيْعيي الّرجاَل اْرِتقاؤْه

    َما َقَصْدَناُه للّتَفّضِل، إّال

    أْعَشَبْت أْرُضُه، وَصابْت َسماؤْه

    َحَسُن الَعقِل َوالّرَواِء، وآم َدّل

    على ُسؤَدِد الّشِريِف ُرَواؤْه

    َماُء َوْجٍه، إذا َتَبّلَج أْعَطا

    َنبَوِة الّدهِر َماؤْهَك أمانًا ِمْن

    َيَتجلى ِضَياؤُه، فُيَجّلي

    ُظلَمَة الحادِث الُمِضّب ِضياؤْه

    َقْد وَجْدَناُه ُمفِضًال، فَحَططنا

    حيُث ال يكِذُب الُمَرّجى َرَجاؤْه

    َوَهَزْزَناُه للَفَعاِل، فأْبَدى،

    جْوهَر الّصاِرِم الُحساِم، انتَضاؤْه

    بأبي أنَت، َآْم ُتَرامي بأِمري

    لفَة الدهِر، ُصبُحُه َوَمساؤْهِخ

    َوإَلْيَك، الّنَجاُح، فيما ُيَعاني

    آِمٌل قْد َتطاَوَل اسِتبطاؤْه

    َقد َتَبّدأَت ُمْنِعمًا وَآِريُم الـ

    ـَقْوِم َمْن َيسِبُق الّسؤاَل ابتداؤْه

    فامِض ُقْدمًا، فما ُيَراُد ِمَن الّسيـ

    ـِف َغداَة الَهيَجاِء إّال َمَضاؤْه

    ه حدق الظباءأصابت قلب أصابت قلبه حدق الظباء

    وأسلم لبه حسن العزاء

    وأقفزت المنازل من سليمى

    وآانت للمودة والصفاء

  • 21

    واطال ثواؤه في دمنتيها

    فهيج شوقه طول الثواء

    :ولج به الجفاء فليس يدري

    أيظعن أم يقيم على الجفاء

    وهل خلق الفتى إال ليهوى

    ويأنس بالدموع وبالدماء

    اعتالئك يا برق أفرط في يا َبْرُق أفِرْط في اْعِتالِئْك،

    أْو ُصْب بُجوِدَك َواْنِهَماِئْك

    أْو َآَشِف الّظْلَماَء ِبالـ

    ـّنوِر الُمضيِء ِمِن اْنِجالِئْك

    ما أْنَت آالَحَسِن بِن َمْخـ

    ـَلَد في اْقِتَراِبَك َواْنِتواِئْك

    إّني َوَجْدُت َثَناَءُه

    في الّناِس أشرَف ِمْن َثَناِئْك

    َوأَرى َنداُه ِبَماِلِه،

    َيْعُلو َنداَك َلَنا ِبَماِئْك

    َوِضَياؤُه، في الِبْشِر، أْو

    لى بالَفِضيَلِة ِمْن ِضياِئْك

    َوُسُموُُّه في للَمْجِد أْزَآى

    ِمْن ُسُمّوَك َواْرِتَقاِئْك

    َنْفسي ِفداؤَك إّن َحّظي

    َآْوُن َنْفسي عن ِفداِئْك

    لَخَبِر الـَقْد َساَرِت الّرْآَباُن ِبا

    ـُمَعجِِّب ِمْن َوَفاِئْك

    َوَتَحّدُثوا َعْن ُنْجِح َوْعـ

    ـِدَك في الّسماِح، َوِصدِق َواِئْك

    َفَعالَم أْغدو الْحِتَثا

    ِثَك أْو ُأَهجُِّر القِتَضاِئْك

    سيما َوَما أْوَلْيَتُه،

    باألْمِس آاَن َعلى اْبِتداِئْك

    َوَيُسوُءني َتْرُك اْعِتَما

    أّخُر َعْن ِلقاِئْكِدَك، َوالّت

  • 22

    َوَنِقيَصُة الّسْيِبّي َسْيـ

    ـُبَك، َوالُمَتمَُّم ِمْن َعطاِئْك

    ِبِمَطاِلِه، إّني أُعدُّ

    ِمَطاَلُه َعْن َغيِر َراِئْك

    أالن علمت أن البعث حق أالن علمت أن البعث حق

    وأن اهللا يفعل ما يشاء

    رأيت الخثعمي يقل أنفا

    يضيق بعرضه البلد الفضاء

    دًا فقصر آل سامسما صع

    لهيبته وغص به الهواء

    هو الجبل الذي لوال ذراه

    إذا وقعت على األرض السماء

    يأبى سموك واعتالؤك َيأَبى ُسُموَُّك واعِتَالؤْك،

    إّال التي فيها َسَناؤْك

    َعْمِري َلَقْد ُفّت الّرَجا

    َل، َوفات َيْوَم الّسبِق شاُؤْك

    يا ابَن الُمَدبِِّر، والّنَدى

    َتُجوُد بِه َسَماؤْك َوْبٌل

    َعُظَم الّرَجاُء، َوُرّب َيْو

    ٍم َحّق فيِه َلَنا َرَجاؤْك

    َوَيُفوُتني َنْيٌل َمَسا

    َفُتُه ِآَتاُبَك، أْو ِلَقاؤْك

    َفِغَناُء َمْن ُيْرَجى، إذا

    لْم ُيْرَج في َحَدٍث، غناؤْك

    َوَعطاُء َغيِرَك إْن َبَذْلـ

    ـَت ِعَناَيًة فيِه َعَطاؤْك

    دهر فيكم وأساءظلم ال َظَلَم الّدْهُر فيُكُم، َوأَساَء،

    َفَعَزاًء، َبني ُحَمْيٍد، َعَزاَء

    أْنُفٌس َما َتكاُد ُتْفَقُد َفْقدًا،

  • 23

    َوُصدوٌر َما َتبَرُح الُبَرَحاَء

    أْصَبَح الّسيُف داَءآْم، َوهَو الّدا

    ُء الذي ال َيَزاُل ُيعيي الّدَواَء

    َكيناَواْنُتِحي الَقْتُل فيُكُم، فَب

    بِدَماِء الّدُموِع ِتْلَك الّدَماَء

    يا أَبا الَقاِسِم الُمَقسََّم في الَنْجـ

    ـدِة، الُجوِد َوالّندى أجَزاَء

    َوالِهَزْبَر الذي، إذا داَرِت الَحْر

    ُب بِه صّرُف الّردى َآيَف شاَء

    األَسى َواِجٌب َعلى الُحّر، إّما

    ِنّيًة ُحّرًة، َوإمَّا ِرَياَء

    أْن َيجَزَع الَمْرُء ِمّماَوَسَفاٌه

    آاَن َحْتمًا َعلى الِعَباِد، قَضاَء

    َولماذا َتّتِبُع الّنْفَس َشْيئًا،

    جَعُل اهللا الِفْردْوَس منُه َبَواَء

    أُتَبّكي َمْن ال ُيَناِزُل بالّسْيـ

    ـِف ُمشيحًا، َوال َيهزُّ الّلَواَء

    َوالَفتى َمْن َرأى الُقُبوَر لَما َطا

    َناِتِه، أْآَفاَءَف بِه ِمْن َب

    لسن من زينة الحياة آعد الـ

    ـله منها األموال واألبناء

    َقْد َوَلْدَن األْعداَء ِقْدمًا، َوَوّرْثـ

    ـَن الّتالَد األقاِصَي الُبَعَداَء

    لْم َيِئْد ُآثَرُهّن َقْيُس َتميٍم،

    َعْيَلًة َبْل َحِمّيًة َوإَباَء

    َوَتَغّشى ُمَهْلِهَل الّذلُّ فيِهّن

    َقْد ُأْعطَي األِديَم ِحَباَءَو

    َوَشقيُق بُن َفاِتٍك، َحَذَر الَعا

    ِر َعَلْيِهّن، َفاَرَق الّدْهَناَء

    َوَعلى َغيِرِهّن ُأْحِزَن َيْعُقو

    ٌب، َوَقد جاَءُه َبُنوُه ِعَشاَء

    َوُشَعْيٌب ِمْن أجِلِهّن َرأى الَوْحـ

    ـَدَة ُضْعفًا، فاستأَجَر األْنِبَياَء

    ّشْيطاُن آَدَم في الجّنِةَواسَتَزّل ال

  • 24

    َلّما أْغَرى ِبِه َحّواَء

    َوَتَلّفْت إلى الَقَباِئِل، َفاْنُظْر

    ُأّمَهاٍت ُيْنَسْبَن أْم آَباَء

    َوَلَعْمِري ما الَعجُز عندَي، إّال

    أْن َتبيَت الّرجاُل َتبكي الّنساَء

    نلت ما نلت يا بغيض بأم نلت ما نلت يا بغيض بأم

    راءهي أعطتك رتبة الوز

    فإذا عددت صنائع قوم

    آنت فيها صنيعة البظراء

    ومستضحك من عبراتي وبكائي ومستضحك من عبراتي وبكائي

    بكفيه دائي في الهوى ودوائي

    رآني وعيني بالدموع غزيرة

    وقد هتك الهجران ستر عزائي

    بسطت إليه راحتي متضرعًا

    أناشيده أال يخيب رجائي

    فمن أبكاك إن آنت صادقًا: فقال

    .سوائي: الذي أهوى، فقال: فقلت

    نفسي تقيك ووالداي آالهما نفسي تقيك، ووالداي آالهما

    وجميع من ولدا، من األسواء

    ثقل الخراج علي دين مؤلم

    ولديك مما اشتكيه دوائي

    أنت الطبيب لداء جرحي، والذي

    بدوائه ال شك أدفع دائي

    والوعد فيه منك لي متقدم

    فآمنن علي بأن تخف أدائي

    ية من خراجي قدرهاإن البق

    ما إن يكون لديك قدر غداء

    فآمنن علي بصوم يوم واحد

    واجعل غذاءك لي ففيه غنائي

  • 25

    وعالمة وقد جهلت دوائي وعالمة وقد جهلت دوائي

    بال جهل، وقد علمت بدائي

    يموت بها المتيم آل يوم

    على فوت المواعيد واللقاء

    لها ثغر ومبتسم، وريق

    ينوب عن المتعتقة الطالء

    رف ساحر غنج آحيل،وط

    ووجه ليس ينكر للضياء

    فبوسى للكئيب بها إذا ما

    بدت تختال في حسن الرواء

    آأن لها على قلبي رقيبًا

    من الصد المبرح والجفاء

    ولوعات الهوى هن اللواتي

    دعونك للبالبل والغناء

    وطيف طاف بي سحرًا

    حرارة لوعتي وجوى حشائي

    وفي طيف الخيال شفا المعني

    يات من الظماءوري الصاد

    ولكني أشدهم غرامًا،

    وأآثرهم أصانيف البالء

    يقول لي العذول، وليس يدري

    :بأن اللوم من شيع الخناء

    أجدك، آم تغررك األماني

    وتطرحك المطامع بالعراء

    وأنت مشرق في غير عزم،

    وأنت مغرب عن غير راء

    فقلت الدهر يطلبني بثأر

    وأيام الحوادث بالدماء

    مقام وما للحر في بلد

    إذا قام األديب مع العياء

    وهل جرح يرب بغير آس،

    وهل غرس يطول بغير ماء

    بيد، وعنس،: غريت بأربع

  • 26

    وليل دامس، ورحيل ناء

    ولوال أحمد وندى يديه

    لبات النعتفون على الطواء

    أبو بكر، فكم آسى جريحًا

    وآم عم األعال بالشفاء

    فتى في آفه أبدًا فراٌت

    اءيفيض على الرجال مع النس

    فتى ناديه مكرمة وفخر

    ألرباب المفاخر والعالء

    رأى حوز الثناء أجل آسبًا،

    وحسب المرء مكسبه الثناء

    ولم يك واعدًا وعدًا آذوبًا،

    وال قوًال يقول بال وفاء

    هو الخل الودود لكل خل

    يدوم على المودة واإلخاء

    هو البحر الذي حدثت عنه،

    هو الغيث المغيث من السماء

    أخالق المعاليله األخالق

    وآيات المروءة والسخاء

    أبا بكر بنيت بناء طول

    من اإلحسان ليس من البناء

    فال زالت نجومك طالعات

    على رغم الحواسد والعداء

    فتبلغ فيه أقصى آل حال

    تقدر نيله في االنتهاء

    وآم عانيت قبلك من جميل

    قبيح الفعل عند اإلجتداء

    معاشر ما لهم خلق ولكن

    الرخاء لهم نعم تدل عل

    تعود وجوهم سودًا إذا ما

    نزلت بهم لمدح أو جداء

    فداؤك منهم من ليس يدري

    ويعلم آيف مدحي من هجائي

    فعش بسالمة وانعم هنيئًا

  • 27

    بطول العمر في عز البقاء

    وال زالت سنوك عليك تجري

    بإنعام يتم بال انقضاء

    وإن وسيلتي وأجل متي

    إليك بحق ًأصحاب اإلساء

    ديوأنت فعارف سلفي وج

    فقيه األرض في حشد المالء

    وأعمامي فقد عدوا قديمًا

    من العظماء أهل اإلعتالء

    جودك آله حسن ولكن

    أجل الجود حسن اإلبتداء

    يا قتيال للحية السوداء يا قتيًال للحية السوداء

    آفة المرد في خروج اللحاء

    آجر اهللا عاشقيك فقد مـ

    ـت، وعريت من ثياب البهاء

    بيتشاهدي في بيان موتك

    :قاله شاعر من الشعراء

    ليس من مات فاستراح بميت

    إنما الميت ميت األحياء

    قل للرئيس أبي محمد الرضا قل للرئيس أبي محمد الرضا

    قول آمرئ أباله حسن بال

    من حول برآتك البهية سادة الـ

    ـعلماء والفضالء واألمراء

    لو أنصفوك وهم قيام اشبهت

    أشخاصهم أمثالها في الماء

    دا بث نعانيه من أروىلنا أب َلَنا أَبدًا َبثٌّ ُنعانيِه من أْرَوى،

    وَحْزَوى، وآم أدَنْتَك من لوعٍة حْزَوى

    َوَما آاَن َدمعي َقبَل أْرَوى بُنْهَزٍة

    ألْدَنى َخليٍط باَن أْو َمنِزٍل أقَوى

  • 28

    َحَلْفُت َلَها أّني َصحيٌح، ِسَوى الذي

    تَعلََّقه َقْلٌب َمِريٌض، بَها َيْدَوى

    أآثْرُت من شكَوى َهَواها، وإّنماو

    أماَرُة َبْرِح الحّب أْن َتكثَر الّشْكَوى

    َوآنُت َوأْرَوى، والّشباُب ُعالَلٌة

    آَنْشَواَن من ُسْكِر الّصباَبِة أْو َنْشَوى

    َوَقْد َزَعَمْت ال َيقرُب الّلهَو ذو الحجى،

    َوقد َيشَهد الّلهَو الذي َيشُهد الّنجَوى

    اَب الَغَواني َتماُسكي،َوإّني، َوإْن َر

    لُمْسَتهَتٌر بالَوْصِل منُهّن ُمسَتهَوى

    َسَال َعْن َعقابيِل الّشباِب َوَفْوِتَها،

    أطاَرْت ِبِه الَعْنَقاُء أْم َسَبَقْت َجلَوى

    آأّن الّليالي ُأغِرَيْت َحاِدَثاُتَها

    بُحّب الذي نأَبى، َوُآْرِه الذي َنهَوى

    َيَر َخْفَضَهاَوَمْن َيْعِرِف األّياَم ال

    َنعيمًا، َوَال َيْعُدْد َتَصّرَفها َبلَوى

    إذا نشرت قدام رائدها ثنت

    مواشكه اإلسراع من خلفه تطوى

    َلَقْد أْرَشَدْتَنا الّناِئَباُت، َوَلْم َيُكْن

    لُيْرَشَد، َلْوَال ما أَرْتَناه، َمْن َيغَوى

    إذا َنْحُن داَفعنا الُخطوَب بذي الِوَزا

    َناُهّن بالَمِرِس األْلَوىَرَتيِن َشَغْل

    بأْزَهَر ُتْنسي الّشْعَر أْخَباُر ُسؤَدٍد

    له ال َتَزاُل الّدْهَر ُتؤَثر أو ُتْرَوى

    َمكاِرُم ما َتنَفكُّ ِمْن َحيُث ُوجَِّهْت

    َتَرى حاِسدًا ِنْضوًا بآالِئها َيْضَوى

    ملقى صواب الرأي بغت بديهة

    ومنهم مخل بالصواب وقد روى

    أْغَلى الّنُجوِم َمَحّلًة َلُه ِهّمٌة،

    َمحلٌّ لها، دوَن األماآِن، أْو َمثوى

    َوَقد ُفتَح األْفَقاِن عن َسيِف ُمْصِلٍت،

    َله َسَطَواٌت ما َتُهرُّ َوَما َتْعَوى

    ُمَغطًّى علِى األعداِء ال َيْقُدُروَنُه

    بَعْزٍم، َوَقْد َغّوى من األمِر ما َغّوى

  • 29

    َتَحى لُهْمَتَعّلى َعِن الّتدبيِر، ثّم ان

    بِه َوَرَمى بالُمْعِضالِت َفما أشَوى

    إذا ما َذَآْرَناُه ُحِبْسنا، َفَلْم ُنِفضْ

    له في َنظيٍر في الّرجاِل، َوال َشْرَوى

    َبلى، ألبي عيَسى َشَواهُد باِرٍع

    من الَفْضِل ما آاَن انتحاًال وَال دْعَوى

    ُنَميُِّل َبيَن الَبْدِر، َسعدًا، َوَبْيَنُه،

    ْرَتاَح لْإلحساِن، أيُّهَما أْضَواإذا ا

    َوَما ُدَوُل األّياِم، ُنْعَمى وأْبؤسًا،

    بأْجَرَح في األْقَواِم ِمنه، َوال أسَوا

    ُسِقيَنا بَسْجَلْيِه، َوآاَن َخليَفًة،

    من الَغْيِث، إْن أسَقى ِبَرّيِقِه أْرَوى

    فأْرٌض أَصاَبْت َحظَّها ِمْن َسماِئِه،

    أْو َتْرقُب العدَوى وأْرٌض تأّيا الشُّْرَب

    َوَواٍد مَن الَمْعُروِف عنَدَك، لْم َيُكْن

    ُمَعرَُّجَنا ِمنُه َعلى الَعْدَوِة الُقْصَوى

    إذا ما َتَحّمْلنا يدًا َعْنُه، ِخْلَتَنا،

    لُنْقَصاِنَنا َعْنَها، حَملنا بها رْضَوى

    أِجدََّك إّنا والّزماَن َآما َجَنْت

    ديُة األْقَوىعلى األْضَعِف الَمْوهوِن عا

    َمَتى َوعَدْتَنا الَحاِدثاُت إداَلًة،

    فأْخِلْق بذاَك الَوعِد ِمنُهّن أْن ُيلَوى

    َلِئْن ُزِوَيْت َعّنا الُحُظوُظ، َفِمْثُلها،

    إذا خّس فعُل الّدهِر، عن ِمثِلنا ُيْزَوى

    إذا ُقلُت أْجَلْت َسْدَفُة العيِش عاَرَضْت

    ْتَوىُشفافاُت ما أَبّقى الّزماُن وما أ

    َمَغاِرُم ُيسَلى في َتَراُدِفَها الصَِّبا،

    َوُيْتَلُف في أْضعاِفها الرَّشُأ األحَوى

    َيَظلُّ َرشيٌد، َوْهَو فيها ُمَعلٌَّق

    على َخَطٍر في الَبْيِع، ُمقتِرِب المهَوى

    إذا َحّل َديٌن ِمْن َغِريٍم َتَضاَءَلْت

    له ِمّنٌة َتْرَتاُع، أْو َآِبٌد َتْجَوى

    َساَم َطعَم المِن َذْوقًا َفَلْم يجْدَوَقْد

    ِبِه الَمنَّ َمْرِضيَّ الَمَذاِق، َوَال السَّْلَوى

  • 30

    أسفُت لَغّضاٍت مَن الُحسِن شاَرَفْت

    لُذْعِر الِفَراِق، أْن َتَغيََّر، أو َتذَوى

    َوُقْلُت، َوَقْد َهّمْت َخَصاِئُص َبْيِنَنا

    :مَن الِوّد أْن ُتمَنى لَغيِرَي أْو ُتحَوى

    َلَعّل أَبا عيَسى َيُفكُّ ِبَطْوِلِه

    ِرقابًا من األحباِب قد َآِربْت َتْتَوى

    َوَما َشَطٌط أْن ُأْتِبَع الرَّْغَب أْهَلُه،

    وأْن أطُلَب الَجدَوى إلى َواِهِب الجدَوى

    َدنانيُر ُتجَزى بالَقَوافي، آأّنما

    ُمَميُِّزها بالَقْسِم َعّدَل، أْو َسّوى

    ّسَرْت َزاَد َسْفِرَنا،إذا ما َرَحْلَنا َي

    وإّما أَقْمنا َوّطِت الّرحَل والمأَوى

    َوَيْكفيَك في َفْضِل الّدنانيِر أّنَها،

    إذا ُجعَلْت في الّزاِد، ثانَيُة الّتقوى

    تذآر محزونا وأني له الذآرى تذآر محزونًا، وأني له الذآرى

    وفاضت بغزو الدمع مقلته العبري

    فؤاد هو الحران من العج الجوى

    إلى آبد جم تباريحها حرى

    آرى حال سكب الدمع دون ختامه

    فال دمعة ترقا، وال مقلة تكرى

    والشباب عاللة-وآنت وآانت

    آسكران من خمر الصبابة أو سكرى

    أشارت بمدارها فاصمت، ولم أآن

    أحاذر إصماء اإلشارة بالمدى

    سرى الطيف من ظمياء وهنًا فمرحبًا

    وأهال بمسرى طيف ظمياء من مسرى

    ألم بسفر الغبين، وأنيق

    ذرعن بنا من أذرعات إلى بصرى

    لقد آان في يوم الثنية منظر

    ومستمع ينبي عن البطشة الكبرى

    وطف أبي الجيش الجواد يكره

    مدافعه عن دير مران أو مقرى

  • 31

    فكائن له من ضربة بعد طعنة

    وقتلى إلى جنب الثنية أو أسرى

    فوارس صرعى من ثوام وفارد،

    شكائمها عقرىوأرسال خيل في

    رأيت تفاريق المحاسن جمعت

    إلى مشتر أهدى إلى القمر الشعرى

    محملة ما لو تحمل آداه

    من الصفد المنقول قيصر أو آسرى

    مبارآة شدت قوى السلم بعدما

    توالت خطوب الحرب مقبلة تترى

    إذا شارفت أرض العراق فإنه

    سيسنى أمير المؤمنين بها البشرى

    ش نعترفمتى نعترض جدوى أبي الجي

    مواهب يلحقن المقل بمن أثرى

    وال نقص في الغيث الدراك يغضه

    سوى أنه أزرى به منه ما أزرى

    إذا وهب األولى من النيل لم يدع

    متابعة اإلفضال أو يهب األخرى

    رضيت للدين وللدينا رضيت للدين وللدينا

    صديقي الصدق أبا يحيى

    المؤثر العليا على حظه،

    اوالحظ آل الحظ في العلي

    وال يجير المال من جوده

    هوادة ترجى وال بقيا

    أعيا فما يطلب شبة له،

    والشيء متروك إذا أعيا

    آأن تشتكي السفر الحيارى آأن تشتكي السفر الحيارى

    عويل ضرائٍر باتت غيارى

    نعير القفص والبردان شوقًا

    نضن به على بنى وبارى

  • 32

    نرجي أن يتاح لنا مسير

    آما ترجو المفاداة األسارى

    ذا سمح الوزير لنا بإذنإ

    تعرض فيه دجال النصارى

    ترى العذيوط يمنعني طريقي

    إذا آلفته وخد المهارى

    منيت بأوضع الثقلين قدرًا، فيا هلكى هناك ويا دمارى

    بأضراط حين يصبح من حمار، وأسلح حين يمسى من حبارى

    وآم لطخ األحبة نم ثجير

    تبيت صحاتهم عنه سكارى

    لبفواحش لو توافت عند آ

    تخفي الكلب خزيًا أو توارى

    يصلب من شناعتها دميصًا

    وتخزى من سماجتها تمارى

    عزمي الوفاء لمن وفى عزمي الوفاء لمن وفى

    والغدر ليس به خفا

    صلني أصلك، فإن تخن

    فعلى مودتك العفا

    جلوت مرآتي فيا ليتني جلوت مرآتي، فيا ليتني

    ترآتها لم أجل عنها الصدا

    اض الذيآي ال أرى فيها البي

    في الرأس والعارض مني بدا

    يا حسرتا أين الشباب الذي

    على تعديه المشيب اعتدى

    شبت فما أنفك من حسرة،

    والشيب في الرأس رسول الردى

    إن مدى العمر قريب، فما

    بقاء نفسي بعد قرب المدى

  • 33

    قل ألهل الوقوف موتوا بغيظ قل ألهل الوقوف، موتوا بغيظ

    وآبك مما أقوله يابن عيسى

    إن أردتم أن تبصروا آيف أنتم

    فانظروا آيف صار وقف ابن موسى

    من آان في الدنيا له شارة من آان في الدنيا له شارة

    فنحن من نظارة الدنيا

    نرمقها من آثب حسرة

    آأننا لفظ بال معنى

    أيها األعرج المحجب مهال أّيها األَعَرُج الُمَحجَُّب َمْهًال،

    َمّرىَليَس هذا ِمْن ِفعِل َمْن يَت

    ما َرأيَنا ُمَعّلمًا َقّط َمْحُجو

    بًا، َوَلْو أّنُه َعلى ملِك ِآسَرى

    َقْد َرأينا َعَصاَك َصفَراَء، َملَسا

    َء مَن الّنبِع بيَن ُصغَرى وآبَرى

    َجَمَعْت خّلَتيِن ُحْسنًا َوِلينًا،

    مآِرُب ُأخَرى -ظّني- لَك فيها

    عارضننا أصال فقلنا الربرب ، َفُقْلَنا الّرْبَرُب،َعاَرْضَننا ُأُصًال

    حّتى أَضاَء اُألْقُحواُن األشَنُب

    واخَضّر َمْوِشيٌّ الُبُروِد، وَقْد َبدا

    ِمْنُهّن ديَباُج الُخدوِد الُمْذَهُب

    أْومْضَن ِمْن َخَلِل الخذوِر، فَراَعنا

    خاٌل َما ُيَناُل َوُخلَُّب: َبْرقاِن

    وَلَو اّنني ُأْنِصْفُت في ُحكِم الهَوى،

    ْمُت باِرَقًة، َوَرأِسي أشَيُبما ِش

    َولَقْد َنَهيُت الّدمَع، يْوَم ُسَويَقٍة،

    َفأَبْت َغَواِلُب َعبَرٍة ما ُتغَلُب

    َوَوَراَء َتْسِدَيِة الُوَشاِة َمِلّيٌة

    بالُحسِن، َتمُلُح في القلوِب، َوَتعُذُب

  • 34

    آالَبْدِر، إّال أّنها ال ُتْجَتَلى،

    ْغُرُبَوالّشْمِس، إّال أّنَها ال َت

    َراَحْت ألْرُبِعِك الّرياُح َمِريَضًة،

    َوأَصاَب َمغَناِك الَغَماُم الّصّيُب

    َسأُعدُّ ما أْلَقى، فإْن َآّذبِتني،

    فَسلي الّدموَع، فإّنها ال َتْكِذُب

    أعَرْضِت حتى ِخْلُت أّني َظاِلٌم،

    َوَعَتْبِت، حتى ُقْلُت إّني ُمذِنُب

    الّنَوى َعَجبًا لَهْجِرِك َقْبل َتْشتيِت

    ِمّنا، َوَوْصُلِك في الّتَنائي أعَجُب

    َآيَف اهَتديِت َوما اهَتديِت لُمْغَمٍد

    في َليِل َعاَنَة، والّثَرّيا ُتْجَنُب

    َعَفِت الّرسوُم، َوما عَفْت أحشاؤُه

    ِمن َعهِد َشْوٍق ما يُحوُل، فَيذَهُب

    أَتَرْآِتِه بالَحْبِل، ُثّم َطَلْبِتِه

    َعّز الَمْطَلُب بَخليِج باِرَق، َحيُث

    من بعِد ما َخُلَق الهَوى، وَتَعّرَضْت

    دون الّلَقاِء َمَساَفٌة ما َتْقُرُب

    َوَرَمْت ِبَنا َسْمَت الِعَراِق أَياِنٌق

    ُسحُم الُخدوِد، ُلغاُمهّن الطُّحُلُب

    ِمْن آّل طائَرٍة بَخمِس َخَواِفٍق

    ُدْعٍج، آما ُذِعَر الّظليُم الُمْهِذُب

    لَّ ُمَفرٍَّق في ِهّمٍةَيْحِمْلَن ُآ

    َفْضٍل َيِضيُق بها الَفَضاُء الّسبَسُب

    َرِآُبوا الُفَراَت إلى الُفَراِت، َوأّملوا

    َجْذالَن ُيبِدُع في الّسماِح، َوُيغِرُب

    في َغاَيٍة ُطِلَبْت، َفَقّصَر ُدوَنها

    َمْن َراَمها، َفَكأّنَها ما ُتْطَلُب

    َآَرمًا، ُيَرّجى منه ما ال ُيْرتَجى

    ِعَظمًا، َويوَهُب فيه ما ال يوَهُب

    أْعطى، َفقيَل أَحاِتٌم أْم خاِلٌد؟

    َوَوَفى، فقيَل أَطلَحٌة أْم ُمْصَعُب؟

    َشْيَخاِن َقْد عقدا لَقاِئِم َهاِشٍم،

    عقَد الِخالَفِة، َوهَي ِبكٌر ُتخَطُب

  • 35

    َنَقَضا ببَرأِيِهما الذي َسّدى ِبِه،

    ُبلَبني ُأَمّيَة، ذو الَكالِع َوَحْوَش

    َفُهَما إذا َخَذَل الخليُل َخليَلُه،

    َعُضٌد لُمْلِك َبني الَولّي َوَمْنِكُب

    َوَعلى األمير أبي الُحَسيِن َسِكيَنٌة

    في الّرْوِع، َيُسكُنها الِهَزبُر األغَلُب

    َوِلَحْرَبِة اإلْسالِم، حين َيُهزَُّها

    َهْوٌل ُيَراُع َلُه الّنَفاُق َوُيرَهُب

    ُة الذين َتهاَفُتوا،ِتْلَك الُمَحمَّر

    َفُمَشرٌِّق في َغّيِه، َوُمَغرُِّب

    والخرمية إذ تجمع منهم

    بجبال قران الحصى واألثلب

    َجاُشوا، فذاك الَغْوُر ِمنُهْم ساِئٌل

    ُدفَعًا، َوذاَك الّنجُد منُهْم ُمعِشُب

    َيَتَسّرُعوَن إلى الُحُتوِف، آأّنها

    َوْفٌر، بأْرِض َعُدّوِهْم، ُيَتَنّهُب

    ى إذا آاَدْت َمَصابيُح الُهَدىحّت

    َتْخُبو، َوى َآاَد َمَمرُُّه َيَتَقّضُب

    َضَرَب الِجَباَل بِمْثِلها ِمْن َعْزِمِه

    َغْضباَن َيطَعُن بالِحماِم وَيضِرُب

    أْوَفى، َفَظّنوا أّنه الَقَدُر اّلِذي

    َسِمُعوا ِبه، فُمَصدٌِّق َوُمَكذُِّب

    ّنَهاناَهْضَتُهْم، َوالَباِرَقاُت َآأ

    ُشَعٌل على أْيديِهِم، َتَتَلّهُب

    َوَوَقْفَت َمْشُكوَر الَمَكاِن َآِريَمُه،

    َوالِبيُض َتطُفو في الُغباِر، َوَتْرُسُب

    ما إْن َتَرى إّال َتَوّقَد َآْوَآٍب

    في َقْوَنٍس، َقْد َغاَر فيه َآْوَآُب

    َفُمَجدٌَّل، َوُمَرمٌَّل، َوُمَوسٌَّد،

    ٌخ، َوُمَخضَُّبَوُمَضرٌَّج، َوُمَضمَّ

    ُسِلُبوا، َوأشَرَقِت الّدماُء َعَلْيِهِم

    ُمحَمّرًة، فكأّنُهْم َلْم ُيْسَلُبوا

    َوَلو أّنُهْم َرِآُبوا الَكَواآَب لم يكْن

    لُمِجّدِهْم، من أخِذ بأِسَك، َمهّرُب

  • 36

    َوَشَدْدَت َعْقَد ِخالَفَتين ِخالَفًة

    ِمْن َبعِد ُأْخَرى، والخالئُف ُغّيُب

    َوْت تلك األموُر، َوُرّجَمْتحين الَت

    تلَك الّظنوُن، َوماَج ذاَك الَغيَهُب

    َوَتَجّمَعْت َبغداُد ثّم َتَفّرَقْت

    ِشَيعًا، ُيَشّيُعها الّضالُل الُمْصَحُب

    فأَخْذَت َبْيَعَتُهْم ألْزَآى َقاِئٍم

    بالّسيِف، إْذ َشِغبوا عَليَك، فأجلبوا

    اهللا أّ