ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ...

137
ﺔ ﺍﻟﺪ ﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳ ﻌﺒﻴ ﺔ ﺍﻟﺸ ﻘﺮﺍﻃﻴﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘ ـ ﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺴ ـ ﺎﻧﻴﺎ ﻭﻫ ـ ﺮﺍﻥ ﹼﻐﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻠ ﻛﻠﻴﺔ ﻭﺁﺩﺍ ﹼﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻣﻘﺪ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ: ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﻟ ﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟـ: ﺩ ﺍﺑﻦ ﺣﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ: ﱠﺎﻟﺐ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄ: ﺑﻮﻋﺰﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺳﻌﻴﺪﻱ ﺑﻮﻋﻼﻡ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﳉﻨﺔ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺔ. ﺑﺸﲑ ﺑﻮﳚﺮﺓ ﳏﻤﺪ... ............. . ..................... . ...... ﺭﺋﻴﺴﺎ. ﺑﻮﻋﺰﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ................................... . .... ﻣﺸﺮﻓﺎ ﻭﻣﻘﺮﺭﺍ. ﹼﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠ....................................... ﻋﻀﻮﺍ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ. ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻲ................ ..... . ...................... ﻋﻀﻮﺍ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ. ﻋﺎﱂ ﻟﻴﻠﻰ........ .............. .. ......................... ﻋﻀﻮﺍ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ. ﺑﻠﺤﻴﺎ ﻃﺎﻫﺮ............................................. ﻋﻀﻮﺍ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ: 1432 ﻫـ- 1433 ﻫـ/ 2011 - 2012

Upload: others

Post on 16-Jan-2020

9 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ة الدة اجلزائريةمياجلمهوريعبية الشقراطي وزارة التعليم العايل والبحث العلمي

ران ـانيا وهـامعة السـج كلية اآلداب واللغات والفنون

قسم اللغة العربية وآداا

مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف األدب العريب

د ابن حلي عبد اهللا:لـ عر العريب احلديثش التوظيف األسطورة يف:املشروع :إعداد الطالب :إشراف الدكتور سعيدي بوعالم بوعزة عبد القادر

أعضاء جلنة املناقشةرئيسا.............................................حممد بشري بوجيرة .د

مشرفا ومقررا........................................بوعزة عبد القادر.د عضوا مناقشا.......................................ابن حلي عبد الله.د عضوا مناقشا............................................إبراهيم علي.د عضوا مناقشا.................................................عامل ليلى.د

عضوا مناقشا.............................................بلحيا طاهر. د م2012- م2011/هـ1433-هـ1432:السنة اجلامعية

Page 2: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

e’’

Page 3: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

دمةـقـم

Page 4: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

: مقدمة

~ أ ~

لقد شكل توظيف األسطورة يف القصيدة العربية املعاصرة فتحا جديدا على املستوى إىل القصيدة،إذ أخرجها من الغنائية واملباشرة واخلطابيـة، اخلطاب الشعري،وثورة يف بنية

قراءات نقدية متعددة،حاولت ساهم يف خلق هذا ما .،والكونيةاملوضوعية،واإلنسانيةأفق ة وأن القصيدة أصبحت حتمل كما هـائال مـن صالعملية اإلبداعية خا ساحةمأن تغطي

.واملعاين املشفرة،املكثفةالالت دال

ـ ذا املوضوعهل ياختيار الدافع األساس يف وكان توظيـف الشـعر (املوسوم بـالبحث عن األسـطورة يف الشـعر هو) لألسطورة يف ضوء الدراسات العربية املعاصرة

،مث كيـف شـكلت ؟عن ذلك كشف النقادخر، وكيف آلوطرائق توظيفها من شاعر ؟األسطورة دافعا فنيا للقصيدة ،وغريت بنيتها املألوفة

،وتنوع الرؤى مما أسهم بشكل كبري الدارسنيالبحث عن اختالف اللغة النقدية بني وكذا .،والبحثيستحق الوقوف من الدراسات عواس ءيف خلق فضا

يف بعض بالصعوبةومل يكن من السهولة مبكان اخلوض يف مثل هذا املوضوع املتسم داللته السميائية عن تكشف ما صادفين هو كيف أصوغ عنوانا دقيقا بليغا لوفأجوانبه، .متنه،خاصة وأن العنوان هوالعتبة األوىل ألي نصمفاصل

ت ،وعلى أي أساس و بعد جهـد كـبري كيف أصنف هذه الدراسا الثانيةمث الصعوبة توصلت إىل إجتهاد ابقة اليت أنارت يل الطريقسواالستفادة من منهجية بعض الدراسات ال

متمثلة يف طبيعة القصيدة املعاصرة املستعصـية علـى ثالثةال صعوبةالو .لعله يكون صائبا .عريشحبجم اإلبداع ال كما أن الدراسات النقدية ـ حسب علمي ـ قليلة مقارنةالفهم،

.علي عملية البحث عسرمما ندرة املراجع فكانت الصعوبة الرابعة أما

Page 5: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

: مقدمة

~ ب ~

أربعـة مـدخل،و إىل عمليتأيت أن أقسم فار، خطة للبحثوكان البد من وضع فمن النقـاد مـن . فصول،ولإلشارة أن هذا التقسيم كان معياره اختالف الرؤية النقدية،

عـن مزي لألسطورة ،ومنهم من درس اجلانب الفكري،وآخـر حبـث لراجلانب ا درسعي لألسطورة،وهذه التصنيفات التلغي جتمااجلانب الفين،ورابع درس اجلانب الواقعي واال

وحدة األسطورة، ومشوليتها ،وإمنا كان هذا التقسيم لتسهيل عملية البحث،وحسن تقدميه .للقارئ

األسطورة والشعر، وما السر الذي جعل هـذا حاولت إبراز العالقة بني املدخلففي حد التطابق أحيانا،كما عرضت وجهات النظر اليت كانت يف غالبيتـها ىلالترابط بينهما إ

واحللم والرمز،وبينت يف هذا املـدخل عر متوافقان يف اخليال شجتمع على أن األسطورة وال .ت منهاعالقة األسطورة ببعض العلوم األخرى ،اليت استفاد

:ومنهمألسطورة،الرمز يف االنقاد الذين حبثوا عن بعض متدق الفصل األول ويف

حيث كانت .عزالدين إمساعيل،أنس داود، حممد فتوح أمحد، علي عبد املعطي البطلمن كثافة رمزية أغنت نهتتضم لمارؤية هؤالء النقاد أن الشاعر املعاصر وظف األسطورة،

وحققت للشعر قوة تعبريية هلا وزـا وقيمتها،ويشـترط يف ستعارة القدمية،اعر عن االشال جناح الرمز أن يكون وثيق الصلة بالتجربة واملوقف الشعوري

فقدمت معظم النقاد الذين حبثـوا عـن اجلانـب الفكـري يف الفصل الثاينيف أما :،ومنهماألسطورة

حيث حبـث .كمال زكي،، ، حممد الصادق عفيفي،علي الشرع، أمحد قأسعد رزوالرمز املستخدم يف القصيدة ،وعلى أساسه صنفوا الشعراء وشعرهم،كأن يقال هؤالء عن

Page 6: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

: مقدمة

~ ت ~

ويبقـى هـذا ...هذا شاعر سيزيفي نسبة إىل سيزيف وذاك بروميثي نسبة إىل بروميثيوس .التصنيف فيه بعض االختالف بني النقاد

الفين يف األسطورة ومن اجلانبقدمت بعض النقاد الذين تناولوا الفصل الثالثويف :أبرزهم

،حممد شاهني،كانت قـراءة هـؤالء حممد لطفي اليوسفي،رجاء عيد،أمينة غصن،لألسطورة من وجهة فنية حيث اعتربوا أن األسطورة شكلت ثـورة يف اللغـة الشـعرية

يـة أول خطوة هلدم البنيـة التقليد دوأصبحت أكثر كثافة وداللة، كما أن األسطورة تع .القائمة على احملاكاة،والتقليد

إىل عرض أهم النقاد الذين حبثوا عن اجلانب االجتماعي ابعرالفصل الوتطرقت يف خالدة سعيد، يوسف حالوي،ريتا عوض،عبد : والواقعي يف األسطورة،وكان من أبرزهم

حيث حبث هؤالء عن حلظة التطابق بني األسطوري والواقعي،أو حني ، الم املوساوي،سال . تستدعى األسطورة لكشف الواقع

يف البحث فلم يكن منـهجا فنيـا فقـد جتنبـت ذلـك نظـرا املنهج املتبعأمأ :لصعوبته،واعتمدت منهجا أكادمييا متمثاليف اخلطوات التالية

: تقـدميها خامسـا :تصنيفها رابعا:راءا ثالثاق:مجع هذه الدراسات ثانيا:أوال التعليق عليها

:هذا البحث،ومنهايف اليت ساعدتين املراجع واملصادروالبد من اإلشارة إىل أهم

Page 7: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

: مقدمة

~ ث ~

حيث مثلت )الشعر العريب املعاصر قضاياه وظواهره الفنية واملعنوية(دراسة عزالدين إمساعيل املنـهج والتنظري احلقيقـي لألسـطورة والرمـز، وكـذا هذه الدراسة التأسيس الفعلي

.،خاصة يف الفصل الثاين والثالثاألسطوري

تنـاول الناقـد التـراث .)عر العريب املعاصـر شات الـاجتاه(ان عباسـة إحسـدراســاء األســطوري ــة علم ــن رؤي ــا م ــا لألســطورة انطالق ــدم تعريف ــث ق ،حيويعترب أن تقبـل ،عرشجرأ املواقف الثورية يف الواعتربه من أ )مالينوفسكي(األنثروبولوجيا

وصنف الشـعراء )يف الغصن الذهيب(الشعر العريب لألسطورة بدأ مع دراسة جيمس فريزر .انطالقا من الرموز املستخدمة

،حيث تتبع مراحل توظيف الرموز )األسطورة يف الشعر العريب احلديث(ودراسة أنس داودمدرسة اإلحياء،مدرسةالتجديد ،ومدرسةالشـعر : رس هياألسطورية،وافترض ثالثة مدا

بدرشـاكر :،دارسـا شـعركل مـن )احلر،وحلل كيفية استخدامها للرموز األسطوريةاألسـطورة يف الشـعر (دراسة يوسف حالوي السياب،صالح عبد الصبور،خليل حاوي

دراسة درس شعر السياب،وأدونيس ،وخليل حاوي،ويوسف اخلال،والبيايت )العريب املعاصر .نصية معتمدا على احملور األسطوري والواقعي

ركزت يف دراستها على شعر السياب،وخصت مـن )حركية اإلبداع(دراسة خالدة سعيدحركة الطقـوس وربطت بني .فاعتمدت دراسة نصية بنيوية"أنشودة املطر"ديوانه قصيدة

.ل حمور أسطوري وحمور واقعيك،ور بويب وبذلك تشاألسطورية

التوظيف انطلق من كون )يف النقد والشعر املتاهات والتالشي(اسة حممد لطفي اليوسفيدرمنوذج لنصوص تسـتدعي األسـطورة دون حاجـة،ومنوذج :األسطوري له ثالثة مناذج

Page 8: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

: مقدمة

~ ج ~

لنصـوص ختلـق حباجة الشعر، ومنوذج وتفي، قاعها األسطوري يف العمقلنصوص تبين .أسطورا وتفي حباجة الشعر فيها

تناول الناقديف الفصل الثاين األسطورة ) األسطورة معيارا نقديا(عماد علي اخلطيبدراسة يف الدراسات النقدية العربية حيث ركز على اجلانب النظري والتطبيقي،وعـرض مجلـة

.األسطوري املعيارماقدمه النقاد من دراسات انطالقا من

األسـطورة يف الشـعر : (نـها غري أن هناك مصادر ومراجـع مهمـة مل تتوفرلـدي م .،أسعد رزوق)املعاصر

من أهم الدوريات اليت أعاقت دراسيت خاصة األعداد " فصول"،فكانت جملة أما الدوريات .القدمية منهاإذمل أمتكن من احلصول عليها

كما أنين أشرت إىل بعض اجلوانب اليت مل ،ملخص للبحثمث انتهيت يف اخلامتة إىل صياغة فإن و.لبحث لعلها تكون حمل اهتمام مستقبالها ايغطقتفمن الله،وإن أخفقت فماكان ف

.ذلك عن عمد

عبدالله بن حلي على راذي الدكتوــويف األخري أتوجه بالشكر الكبري إىل أستاألستاذ إخالصه ونزاهته،وتوجيهاته اليت أنارت درب حبثي،كما أتقدم خبالص الشكر إىل

األساتذة األفاضل أعضاء جلنة ر بوعزة عبد القادر، والشكر موصول إىلالدكتو املشرفاألستاذ حممد بشري بوجيرة،واألستاذ إبراهيم علي،واألستاذة عامل ليلى، واألستاذ : املناقشة

.بلحيا الطاهر

ـ والله ويل التوفيق ـ

Page 9: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

دخلـم

Page 10: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

األسطورة والشعر: مدخل

~ ~

8

ثنائية األسطورة والشعر طرح تساؤالت كثرية،منها ماالعالقة بينهما؟ولم تقتضي القصيدة العربية املعاصرةعل جوما الذي كان هذا التوافق بل التداخل بينهما أحيانا ؟

الت أجابت ؤولعل هذه التسا.عرية شأصبحت حبلى باألساطري وتغريت بنيتها ولغتها ال .اتعنها بعض الدراس

لكن قبل ذلك البد من اإلشارة إىل مفهوم األسطورة ولو بشكل خمتصر،رغم وهذا ما جعل سنت أوغسطني يقول "عريف جامع مانع، تاعتراف النقاد أنه اليوجد

سئل عن ماهية األسطورة،إنين أعرف جيدا ماهي، بشرط أال يسألين أحد ماعند 1" يعتريين التلكؤ فسوفعنها،ولكن إذا سئلت،وأردت اجلواب ،

ومن الضروري إبراز عالقة الشعر باألسطورة،وإظهار احلميمية املتجذرة يف إن العالقة القدمية بينهما ترشح هلذا االستخدام، :"القدم،ويف هذا السياق يقول العبد محود

.2."الشعر والتعبري الشعري وتدل عندئذ على بصرية كافية بطبيعة

اعتبار األسطورة من خملفات املاضي فقد كتب يف عام " وماس مانت"بينما يرفض إنه يف الوقت الذي تعترب فيه األسطورة يف حياة اجلنس البشري مرحلة قدمية وبدائية 1947

فكان يعترب أن األسطورة أكثر " يانك"،فإنها يف حياة الفرد مرحلة متقدمة وناضجة أمايل فإن مثة اعتقادا ثابتا لدى كثريين بأن األسطورة قوية وبالتا.نتاج البشرية الفين نضجا

.االرتباط باألدب

،احتاد الكتاب )قراءة يف املكونات واألصول(أثر التراث الشعيب يف تشكيل القصيدة العربية املعاصرة:كاملي بلحاج30،ص2004العرب، 1

143،ص1991،)1(، الشركة العاملية للكتاب،ط)بياا ومظاهرها(داثة يف الشعر العريب املعاصرحلحممد العبد محود،ا 2

Page 11: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

األسطورة والشعر: مدخل

~ ~

9

وإن يكن هذا االرتباط غري واضح املعامل متاما، حبيث أن مصري أحدمها متعلق مبصري األمر الذي يثري املخاوف على مستقبل األدب كلما ظهرت موجة مناوئة .اآلخر

1والشعر شيء واحد الانفصال بينهما األسطورة:األسطورة، يقول شليكل

إن كان فيكو قد عجز عن متييز الشعر :"ويف السياق ذاته يقول حمي الدين صبحيفإننا جند نقادا حمدثني كريتشارد تشيس يصرون على أن األسطورة هي .عن األسطورة 2"الشعر الوحيد

مصطلح 1949)ن األسطورةالبحث ع(إن ريتشارد تشيس طور يف كتابه"مث يضيف " أسطورية"فالقصيدة اليت ترتعش باحلياة .بكل وضوح هو مصطلح قيمة" أسطورة"

3"والعكس صحيح،ألن تشيس طابق بني الشعر واألسطورة بشكل ائي

عر و األسطورة ينشآن من احلاجات اإلنسانية نفسها، وميثالن نوعا واحدا من شفالن يف أن خيلعا على التجربة نوعا واحدا من الرهبة والدهشة ، وينجحاالبنية الرمزية

4"السحرية

أن األسطورة توأم الشعر،فعودة الشعر إليها إنما " يرى رجاء عيد السياق نفسهويف هو حنني الشعر لترب طفولته،واألسطورة إذ حتتضنها القصيدة فلكي تتحول يف بنيتها طاقة

عري، حيث يتمثل فيها التراث الشعيب والعقل اجلمعي بصورة عضوية خالقة لآلداء الش

150،ص)م س(ثة يف الشعر العريب املعاصراحلداحممد العبد محود، 1

29،ص1988صبحي،النقد األديب احلديث بني األسطورة والعلم،الدار العربية للكتاب،:حمي الدين 2

106املرجع، السابق،ص: حمي الدين صبحي 3

106حمي الدين صبحي،نفسه،ص 4

Page 12: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

األسطورة والشعر: مدخل

~ ~

10

الكون وجتاه تساؤالته املتعددة واإلنسان باملعىن العام امتداد هتؤطر موقف وقيم اإلنسان جتا 1.ضره أيضاايف الزمن الذاهب واآليت مضافا إليه ـ بالضرورة ـ ح

الهتمام يف البداية،وعدم التقدير،بينما غري أن األسطورة يف عصر التنوير مل تلق ذلك احظيت العلوم الطبيعية باالهتمام والتقدير،مث عاد االهتمام باألسطورة كمخرج نفسي جتاه قلق اإلنسان وحريته،ومتزقه،وقد ارتبط هذا االهتمام باملطالب النفسية اليت رأت يف

إعادة بناء األسطورة نوعا من االسقاط النفسي يهدف ـ بتمثل طقوسها ـ إىل 2.املتناقضات يف جتربة اإلنسان،وما يناوش وعيه من ضغوط متعددة

بعض من طرفجدلية العالقة،و الالعالقة بني األسطورة والشعر وطرحتعلى الرغم من أن كال من كاسرير :"يقول حمي الدين صبحي ،ويف هذا الصدد،النقاد

ر باألسطورة، وعلى الرغم من أن كال منهما ومسز النغر شديد االهتمام يف صلة الشعكل الرمزي،فهما حريصان إىل حد الوسواس شيعتمد على األسطورة إليضاح نظرية ال

.على متييز األسطورة عن الشعر

األسطورة واخلرافة وحكايات اجلان ليست أدبا يف "فمسز النغر تكتب مثالغاث؛وعلى كل فهي يف حد ذاا مادة طبيعية ذاا،وليست فنا على اإلطالق،بل هي أض

"للفن

ولنقل بوسوسة (غري أن العديد من نقاد عصرنا قد متسكوا مبزيد من اجلرأة 3.ابطة بني األسطورة واألدب على اعتبار أنها تزودنا مبفتاح جديد للنقد األديببالر)أقل

295االسكندرية،ص ،منشأة املعارف،)قراءة يف الشعر العريب احلديث(لغة الشعر:رجاء عيد 1

297املرجع السابق،ص: رجاء عيد 2

102،ص)م س(حمي الدين صبحي،النقد األديب احلديث،بني األسطورة والعلم 3

Page 13: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

األسطورة والشعر: مدخل

~ ~

11

ندما ذهب إىل أما جونسون ـ كما يرى حمي الدين صبحي ـ كان أكثر قساوة عإن تعرفنا على أبطال الشعر كان من القدم حبيث مل يعد إحياؤهم يثري فينا أية متعة، :"القول

أن مننحهم مسات جديدة أو أن .إن إظهارهم مثلما كانوا من قبل ليس غري تكرار لألمشئزازتصار مدعاة األسطورة باخ".ندفعهم إىل مغامرات جديدة إهانة، خلرقها العقائد املوروثة 1.للملل ولكن من غري الالئق أن يسعى أحد جلعلها أقل إمالال

أن األسطورة حتيا بااز، وهذا ميكن إيصاله "هربرت ريد"يرى ويف نفس الفكرةإال أن الشعر حييا بفضل لغته فجوهره مرتبط بتلك اللغة ...بالرموز اللفظية ألية لغة

ا يف هذا الكالم من صحة، إال أنه يفتقر إىل الدقة يف فهم وعلى الرغم مم.والميكن ترمجتهطبيعة العالقة بني الشعر واألسطورة على أنها مرض من أمراض اللغة كما مساه ماكس

2موللر

وميكن القول أن الوشائج اجلامعة بني األسطورة والشعر يف الرمزية واخليال د معظم الدراسات جتمع على الرأي األول واحللم،هي أكثر من نقاط التباعد،لذلك جن

.يف اعتقادي وهواألقرب

ومهما يكن من أمر، فلم يثبت حىت اآلن هل األدب أسطورة أم ال؟وال كان أحد عر شاألسطورة أساس الغىن لل: اخلالف حقا بني مقولة مارك شورر قادرا على أن حيل

قف التصاحلي الذي اختذه مالينوفسكي عندما والجند حال هلذا التعارض إال يف املو.عنهفاألسطورة هي .إن يف األسطورة جنني امللحمة والقصة والتراجيديا املستقبلية:كتب يقول

والحاجة بنا للغوص يف قراءة األدب .الرحم الذي خيرج األدب منه تارخييا وسيكولوجيا

149،ص)م س(احلداثة يف الشعر العريب املعاصر:حممد العبد محود 1

38،ص)م س(أثر التراث الشعيب يف تشكيل القصيدة العربية املعاصرة،: كاملي بلحاج 2

Page 14: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

األسطورة والشعر: مدخل

~ ~

12

ا فيه تدين بوجودها إىل املنظورات املعاصر لكي ندرك أن الكثري من األساطري اليت نصادفههي ...أن نظرية الغرائز"املستقبلية اليت فتحها أمامها علم النفس الفرويدي الذي كان يؤكد

1"أسطورتنا

إن عالقة "العالقة بينها ضاربة يف القدم كما يشري إىل ذلك أمحد كمال زكي دوتعاإلغريقية وت الفنية كاملالحم البابلية الشعر باألسطورة قدمية تشهد هلا العديد من املخلفا

،فقد أمجع مؤرخو الصني على أن معتقدام األسطورية كانت املضمون الوحيد والصينية 2"عندهم ألقدم صور التأليف الشعري

واالمجاع نفسه ينطبق على ملحمة جلجامش واإللياذة واألوديسة اليت استقت موضوعاا من التراث

عر امللحمي قد جاءت من يس من املستبعد أن تكون بذور الشالشعيب العريق،ولالتراتيل واالبتهاالت الدينية اليت كان يؤديها الكهنة وسدنة املعابد،أو من تلك األشعار

الشعبية اليت كان يرويها املنشدون يف

واملناسبات الدينية،يروون فيها للناس تاريخ الوقائع واألساطري اليت تصور احملافلبطوالت أسالفهم،وقديعود الفضل إىل هومريوس يف مجع هذا التراث وتنسيق عناصره يف

3"شكل شعري متكامل

متصل بالتجربة اإلنسانية، حافل مبنطوقها )الشعرواألسطورة( فإن كليهماومن مثودة ومن مث أيضا ميكن القول إن ع.وأسرارها،معبر عن مكوناا بواعثها النفسية واجلمالية

151-150،ص)م س(احلاثة يف الشعر العريب املعاصرمد العبد محود، حم 1 ،احتـاد الكتـاب )قراءة يف املكونات واألصـول (أثر التراث الشعيب يف تشكيل القصيدة العربية املعاصرة:كاملي بلحاج2

31،ص2004العرب،

31، املرجع السابق،صكاملي بلحاج 3

Page 15: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

األسطورة والشعر: مدخل

~ ~

13

الشاعر املعاصر إىل استخدام األسطورة يف الشعر، هو يف واقع األمر عودة حقيقية إىل منابع التجربة اإلنسانية،وحماولة التعبري عن امتدادا يف وقتنا الراهن،بوسائل عذراء،مل ميسسها

1"االستعمال اليومي فيمحي عنها صفة القداسة والسحر

كل منهماخرباته ورموزه من احلياة يستمد "حيث بدع األسطورةويلتقي الشاعر مبالنفسية والفكرية للنوع البشري،واملعروف عن هذه احلياة ـ كما يصفها علماء النفس واألنثروبولوجيا ـ أنها غنيةبالصور واخلياالت والرموز،وهي تضرب يف أرض خصبة،

يف هذه األغوار واملتاهات، عميقة اجلذورواملتاهات واألغوار،وبقدر ما يكون غوص الفنان 2"يكون أصيال وقريبا من طبيعة الفن

أن النقاد الذين يأملون أن جيدوا يف األسطورة "ويف السياق ذاته يرى حمي الدين صبحيمفتاحالإلبداع الفين استفادوا كثريامن عدد اخلصائص اليت يتقامسها الشعر مع

3"عمل الشعر"تظهر تشاات مفزعة مع " احللمعمل "فالعملية اليت يسميها فرويد.احللم

وجتمع معظم الدراسات على أن اخليال يعد السمة اجلامعة بني هذا الثنائي إن أداة التشكيل األوىل يف الشعر ويف األسطورة :"يقول أنس داود). األسطورة والشعر(

ور والفكر،ويصوغ هي اخليال،فهو هنا وهناك الذي يكتشف وسائل التجسيد للشعالتجربة النفسية يف رموزها اخلاصة ومعىن ذلك أن الشعر كان دائما حيتوي على عناصر

الذي وأنه كان يف كل العصور حيمل ذات الطابع األسطوري...تشبه مثيالا يف األساطري .يظن بعض الباحثني أنه وقف على شعرنا املعاصر

،احتاد الكتاب )قراءة يف املكونات واألصول(لقصيدة العربية املعاصرةأثر التراث الشعيب يف تشكيل ا:كاملي بلحاج31،ص2004العرب، 1

35،صكاملي بلحاج، املرجع السابق 2

103،ص)م س(حمي الدين صبحي،النقد األديب احلديث 3

Page 16: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

األسطورة والشعر: مدخل

~ ~

14

عصرنا إىل الشعر، هو طريقة استخدام األسطورة يف لكن الذي استطاع أن يضيفه 1.الشعر،واالستفادة من عناصر الدميومة وإبداعها

أن "وعن أمهية األسطورة يف خلق اإلهلام واخليال،يالحظ الدكتور أمحد كمال زكي ني كثريا من األساطري واخلرافات كانت مثار إهلام لكثري من املوسيقيني والفنانني والتشكيلي

زارت يصنع الناي احملدثني،ففاجنر يكب على القدمي إكبابا ويتغنى خبرافات بلده، وموالسحري مستوحيا أسطورة إيزيس وأوزيريس،وأما أسطورة األفعى البيضاء الصينية وهي أمربارفتعد اليوم من أعظم األعمال املوسيقية اليت اعتمدت إحدى أساطريالشرق الغابرة،بل

ساطري اليونانية واجلرمانية حتولت إىل متاثيل وصور على يد مشاهري النحاتني إن األ 2"والرسامني

ومازالت األسطورة حاضرة يف خمتلف األعمال الفنية واإلبداعية،ويف هذا الصدد إنه يف إطار احلضارة الصناعية واملادية الراهنة، فإن األسطورة :"يقول عز الدين إمساعيل

هلام الفنان والشاعر،بل لعلها يف إطار هذه احلضارة أكثر فعالية ونشاطا مصدر إلمازالت وإذاحنن هنا اقتصرنا على الشعر قلنا إن الشعر مل يكن يف يوم من .منها يف عصور مضت

األيام أقرب إىل روح األسطورة منه يف الوقت احلاضر،وكل من يتابع الشعر املعاصر يف جممله طابعا ميزه عن الشعر القدمي يف مجلته، ويروق يل أن أمسي وسعه أن يدرك أن له يف

3"هذا الطابع املميز هلذا الشعر بالطابع األسطوري

إذا أردنا أن نناقش :"ويضيف صبحي إبراز عالقة األسطورة بالعلوم األخرى،فيقول أنهم تأثروا بشدةكما .نقاد األسطورة هؤالء، وجدنا أم أكثر إملاما بعلم النفس والفلسفة

14األسطورة يف الشعر العريب احلديث،ص،أنس داود 1

150-149ص،)م س(ر،حممد العبد محود،احلداثة يف الشعر العريب املعاص 2

223- 222،ص1981،ا)3(،دار العودة بريوت،ط)قضاياه وظواهره الفنية واملعنوية(عز الدين إمساعيل، الشعر العريب املعاصر 3

Page 17: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

األسطورة والشعر: مدخل

~ ~

15

بالدراسات األنثروبولوجية اليت ظهرت يف اخلمسني عاما املاضية،وقد شدهوا كثريا باكتشاف ـ أو إعادة اكتشاف ـ أن األسطورةوالشعرية والشعر توجد يف بدايات كل

لتعبري حضارة، وقد حاجوا بإقناع أن احلالة اإلنسانية النوعية قد بدأت ذه األشكال من ا 1."اإلنساين،وتطورت تلك احلالة بتأثري هذه األشكال

ويشري رجاءعيد إىل أن اهتمام الدراسات النفسية باألسطورة وحتليلها،تعددت يستطيع أن جيعل الشعرالتفسريات اليت تربط بني الفن والرمزواألسطورة،وختلص إىل أن

اشدا ،مثريا لدى املتلقي نبضا حدسياوح مكثفاآداءه املتكئ على املنحىن األسطوري بواسطة استنارة تلك املنطقة الغامضة من الالوعي اجلمعي املستكن داخلنا مجيعا،شريطة قدرة الفنان على االستخدام الذكي،واالنتقاء الفين اجليد لعناصر رامزة يف مادته

2.األسطورية

خر بكم هائل من األساطري، وكما سبق الذكر أصبحت القصيدة العربية املعاصرة تزيستدعي معرفة هذا التقارب الشديد من حيث اللغة والوظيفة،وهوناتج من األرضية

.كل من الشعراء ومبدع األساطري الواحدة املتشاة اليت ينطلق منها

إن ما يربط الشاعر املعاصر باألساطري والتراث الشعيب القدمي عموما، هوتلك تتمتع ا هذه األساطري ومنها القدرة على التشخيص والتمثيل، ومنح اليت السمات الفنية

ة للكلمات والصور البيانية القادرة احلياة لألشباء اجلامدة، واستخدامها الظالل السحريعلى اإلحاطة والكشف،وأضف إىل ذلك، هذه الطاقة اخليالية اجلاحمة القادرة على ارتياد

.عامل الطبيعة واإلنسان

103-102ص،)م س(النقد األديب احلديث حمي الدين صبحي، 1

297، ص)م س(لغة الشعر:رجاء عيد 2

Page 18: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

األسطورة والشعر: مدخل

~ ~

16

هذا فاألسطورة كما يقول جربا إبراهيم جربا ـ نقال عن كاملي بلحاج إىل جانبتبين احلقيقة اليت تعلن عنها بطريقتها اخلاصة اليت هي فوق مستوى "ضرب من الشعر"ـ

اللغوي املعتاد على حد تعبري كلود ليفي ستراوس،فهي بعبارة أوضح ذات طبيعة التعبريي آخر، سوى الشعر وأعين التعبري اازي عن احلياة لغوية خاصة ال جندها يف تعبري لغو

1.فهذه اازية يف الرؤية والتعبري هي القاسم املشترك بيت األسطورة والشعر.والوجود

رأى ،حينماernst cassirer(1874-1945)وهذا شبه مبا أشار إليه إرنست كاسريرعر،لكوما شكال رمزيا شيقة بالأن األسطورة تتضمن عنصرا من اخللق وهي ذات قرابة وث

أصليا،وهي ليست لغة استطرادية كثيفة التصوير، كما قد يتبادرإىل بعض األذهان، بل هي أبعد من ذلك حينما يتبىن الرأي القائل أشبه بلغة األحالم عند فرويد، ويذهب كاسرير إىل

ر من األسطورة بعد عمليات من التطور البطئ،وأن عقل الشاعر ما دبأن الشعر احلديث حت 2.يزال أساسا عقل صانع لألساطري

وحاول معظم املهتمني باألدب احلديث تلمس األسباب اليت دفعت شعراء احلداثة إىل عر واألسطورة ،فالحظوا إنها تعود لتأثري شإقامة هذا الترابط العضوي واألساسي بني ال

.دب الغريب من جهة وألسباب تتعلق بطبيعة األسطورة،ومنهج األسطورة من جهة ثانيةاأل

واتفقوا على أن االهتمام باألسطورة اليعين بأي حال عودة إىل املرحلة البدائية حلياة لقد تفهموا روح .عراء املعاصرين اليرددون األساطري األوىل نفسهاشمبعىن أن ال.اإلنسان

فصدروا فيما ينتجون من فن وأدب من روح أسطوري،ومن مث برز يف هذه األساطري ،وإن ظل إنتاجهم يتميز أعماهلم منهج األسطورة القدمية

36-35،)م س(عربية املعاصرة،قراءة يف املكونات واألصولأثر الثراث يف تشكيل القصيدة ال:كاملي بلحاج 1

36املرجع السابق،ص: كاملي بلحاج 2

Page 19: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

األسطورة والشعر: مدخل

~ ~

17

إنهم قد استخدموا منهج األسطورة القدمية يف : وبعبارة أخرى نقول.بطابع اجلدةساين الدائم صنع أساطري عصرهم وقد ساعدهم على هذا بطبيعة احلال ذلك األستعداد اإلن

1.لالستجابة لألشياء بطريقة قدمية

عر العريب شودائما حول تأثري األدب الغريب على التوظيف األسطوري يف الإطار القصيدة املعاصرة باالعتماد على أن إليوت حطم :" زكي كمالاملعاصر،يرىأمحد

حياءات املعقدة اليت تزود التتابع العاطفي أو على تداعي املعاين الالمترابطة،وعلى عنصر اال 2.قصائده بأبعاد سيكولوجية غري متوقعة،وتؤدي فيها املواقف األسطورية دورا أساسيا

ألليوت مبرتلة مميزة ألنها التزال تعترب " األرض اخلراب" وخيص الدكتور زكي قصيدةأساطري شىت لدى الكثريين من قبل النظم الرفيع الذي تستخدم فيه عناصر عديدة من بينها

ولقد نبهت هذه القصيدة شعراءنا إىل نتاج إليوت كله،فتأثر به صالح عبد .الشعوبالصبور تأثرا قويا،كما تأثر به خليل حاوي، والبيايت،وبدر شاكر السياب، ونازك

3املالئكة،وعلي أمحد سعيد،ويوسف اخلال،حيث استقوا منه بصورة مباشرة أحيانا

امل هناك عوامل أخرى شجعت شعراء احلداثة إىل التعامل مع إىل هذه العوباالضافة األسطورة،فلألسطورة جاذبية خاصة ألنها تصل بني اإلنسان والطبيعة وحركة الفصول

و بذلك تكفل نوعا من الشعور باالستمرار كما تعني على .وتناوب اخلصب واجلدب 4.تصور واضح حلركة التطور يف احلياة اإلنسانية

156،ص)م س(احلداثة يف الشعر العريب املعاصر،:حممد العبد محود 1

158املرجع، السابق،ص:حممد العبد محود 2

157املرجع، نفسه،ص 3

129اجتاهات الشعر العريب املعاصر،ص: إحسان عباس 4

Page 20: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

األسطورة والشعر: مدخل

~ ~

18

اخلالصة فاألسطورة تسعف الشاعر على الربط بني أحالم العقل ية الفنيةأما الناح ونشاط العقلالباطن

الظاهر، والربط بني املاضي واحلاضر،والتوحيد بني التجربة الذاتية والتجربة اجلماعية،وتنقذ املتصارعة يف القصيدة من الغنائية احملض، وتفتح آفاقها لقبول ألوان عميقة من القوى

. ل التركيب والبناءأشكا

وهلذه األسباب ولغريها ذهب الشاعر احلديث يف توق حمموم يبحث عن األسطورة عشتاروت (،ويعتمدها أنى وجدها، اليعنيه يف ذلك أن تكون بابلية

بروميثيو.أورفيوس(أويونانية)أدونيس،فينيق(فينيقيةأو)أتيس(أوحثية)وريسأوز(أومصرية)متوز .املسيح( يةأومسيح)إخل..أوديب.زيفسي.إيكار).أوديس(عولس.س

بل أنه ذهب إىل بعض احلكايات اجلاهلية ورموزها )يوحنا املعمدان.لعازر )الالت..زرقاء اليمامة(الوثنية

وعامل القصص اإلسالمية على املستوى نفسه مثل قصة اخلضر وحديث اإلسراء ه،تقوى أو ،واختذ من كل ذلك رموزا يف شعر)صاحب الزمان(واملهدي املنتظر

تضعف،حبسب احلال وحبسب قدرته الشعرية،وحني اضطر إىل مزيد من التنويع ذهب إىل 1خلق األقنعة واملرايا،واالستعانة باألدب الشعيب

عراء خيتلفون يف مقدار شغفهم باألسطورة فبعضهم يكثر منهامثل الشواق ولبنان على وجه السياب،وبعضهم قليل االلتفات إليها مثل درويش،وأن شعراء العر

ي مصدر،بينما شعراء مصر ـ مثالـ يتحفظون العموم الجيدون غضاضة يف تطلبها من أ

129ص1978،سلسلة عامل املعرفة اجتاهات الشعر العريب املعاصر،: سان عباسإح 1

Page 21: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

األسطورة والشعر: مدخل

~ ~

19

جتاه بعضها ويقبلون على بعضها اآلخر، مهما يكن من شئ فإن الشاعر املتميز حني يشعر 1أنه يف غري حاجة كبرية إىل األسطورةخيلق أساطريه ورموزه اخلاصة به

قصائده األخرية عباس حكم على قصائد درويش األوىل ألن ويبدويل أن إحسانمصادرها،أما خبصوص االنتقائية يف اختيار تنوع توظيف األسطورة وب كانت حافلة

األساطري فيبدويل أن الشاعر اليفكر يف ذلك، بل القصيدة هي اليت تفرض نفسها .وأساطريها

رمز اليهدأ له بال،وكانت وقد كان السياب حبكم موقعه الزمين،شديد البحث عن الحاجته إىل الرموز قوية بسبب األزمات والتقلبات النفسية،واجلسمية،وبسبب التغريات العنيفة يف املسرح السياسي بالعراق،حينئذ،وهلذا يصلح أن يكون السياب منوذجا للشاعر الذي يطلب الرمز يف قلق من يبحث عن مهدئ ألعصابه املستفزة،فهو يتصيده حيثما وجده وقد تأثر كثريا بذلك الفصل الذي ترمجه األستاذ جربا إبراهيم جربا من

2).أدونيس( عن البطل األسطوري" الغصن الذهيب"كتاب

وذا يكون السياب قد فتح اال بعده ملن شاء أن يستخدم الرموز،وأن جتاوزه سياب نفسه قد تطور بعضهم يف القدرة على االختيار ويف طريقة االستخدام،على أن ال

كما يف قصة (كثريا يف كيفية استغالل األساطري والرموز،ابتداء من اختاذها مناذج موضحةحىت بناء القصيدة كلها على الرمز الواحد ).يأجوج ومأجوج يف قصيدة املومس العمياء

"املسيح بعد الصلب"كما يف قصيدته

129،ص)م س(اجتاهات الشعر العريب املعاصر: إحسان عباس 1

131صنفسه، 2

Page 22: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

األسطورة والشعر: مدخل

~ ~

20

ني جيكور واملدينة، حيس ففي هذه القصيدة األخرية اليت تصور متزق الشاعر ب 1.، كما أنه امتداد للجيل كلهاملسيح،وأنه استطاع أن حيي جيكور ألا امتداد منه

خيلق كذلك الرمز "اعر املعاصر بتوظيف األسطورة القدمية بل إنهشواليكتفي الا أن اجلديدة، وهو يف هذا حيتاج إىل قوة ابتكارية فذة، يستطيع اجلديد وينشئ األسطورة

يرتفع بالواقعة الفردية املعاصرة إىل مستوى الواقعة اإلنسانية العامة ذات الطابع 2.األسطوري، كما أنه يستطيع أن يرتفع بالكلمة العادية املألوفة إىل مستوى الكلمة الرامزة

اعر املعاصر استطاع أن جيعل من شعز الدين إمساعيل مبثال،حيث يرى أن ال ويأيت" حفصة"كذلك حاول السياب أن جيعل من .ة بوحريد شخصية أسطوريةشخصية مجيل

3الفتاة املوصلية شخصية أسطورية

الذي يعترب أن الشعراء احملدثني الذين " روثهيفن"ويف السياق ذاته ينقل رجاء عيد رأياستكشفوا أو أعادوا خلق األسطورة وأدركوا الوعي املستمر ا جيب تقديرهم ؛ألنهم

نتلمس املنابع األصلية ألنسانيتنا وربطوا ماضي اإلنسان حباضره يف حيوية حتفل جعلونابالتدفق، وتتخطى العادي املبتذل لتقيم عالقة مع األبدي بآداء تصويري ذي طابع قدمي أو

4.موقف مألوف ـ عادة ـ يف امليثلوجي

ستعارة وخالصة القول أن الشعر القدمي يف معظمه كان يتحرك يف حدود االأما الرمز األسطوري .غري حقيقي لوجود حقيقيوالتشبيه، فكانت اللغة عندئذ متثل وجودا

فليس له هذه الصفة ألنه وجود يف ذاته،وقيمته يف وجوده هذا الفيما يفهم خطأ أنه يشري

131،ص129اجتاهات الشعر العريب املعاصر،ص: إحسان عباس 1

217،ص)م س(،الشعر العريب املعاصر:عز الدين إمساعيل 2

218املرجع السابق،ص :عز الدين إمساعيل 3

299،ص)م س(لغة الشعر،: رجاء عيد 4

Page 23: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

األسطورة والشعر: مدخل

~ ~

21

يف حني أن احلركة يف.ويف هذا يتحقق بالضرورة معىن االبداع يف الشعر.إىل وجود آخر 1.إطار التشبيه واالستعارة كثريا ما تنقلب إىل حرفية تفقد الشعر جوهره األصيل

ن استخدام األول لعناصر والفرق بني موقف الشاعر القدمي والشاعر املعاصر هو أالطبيعة كان استخداما جزئيا، وكان وسيلة بالغية أكثر منها شعرية،وقد متثل هذا فيما

تشبيه واستعارة أما الشاعر املعاصر فإنه يتمثل الصورة كاملة فترتبط استخدم الشاعر من يف رؤياه هذه العناصر ارتباطا عضويا جيعل الصورة كلها تفرض لنفسها وجودا خالل

2.منطق اخليال هو أكثر واقعية من الواقع نفسه شأا يف ذلك شأن األسطورة القدمية

ة اليت قدمتها األسطورة للشعر العريب احلديث، فإن وعلى الرغم من االجيابيات املتنوع حيث أقحمت األساطري أحيانا.هذا الشعر مل يسلم من بعض التأثري السليب لألسطورة عليه

جاءت قلقة يف غري دون متثل هلا وألبعادها،فاتضح أنهاعلى الدخول يف بناء القصيدة كما .ا شأن التشبيه يف الشعر القدميموضعها التؤدي سوى وظيفة تفسريية توضيحية شأ

أن رص النماذج األسطورية يف الشعر احلديث ال يقدم شيئا سوى تبيان الدرجة الثقافية 3.للشاعر

وأدى القفز من رمز إىل آخر من دون دواع فنية على استنفاذ الرموز الكثرية رب والتكرار ،وأهم هذه وحصرها يف دالالت حمدودة،مما وسم الشعر بطابع التقا

:الدكتور إحسان عباس هي الدالالت برأي

ويف هذا اال استخدمت .التعبري عن القلق الروحي واملادي باستغالل رمز اجلواب لس،عورموز

231،ص)م س(الشعر العريب املعاصر: إمساعيل الدينعز 1

233املرجع، السابق،ص: عز الدين إمساعيل 2

130املرجع،نفسه،ص 3

Page 24: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

األسطورة والشعر: مدخل

~ ~

22

والسندباد وأورفيوس وإيكار والتعبري عن البعث والتجدد ومن الرموز الصاحلة لذلك وأخريا التعبري عن العذاب واآلالم اليت .زر واملسيح،وأدونيس وأوزوريس وفينيق ولعامتوز

1.تعود رموز املسيح وبروميثيوس وسيزيف إىل الظهور يواجهها اإلنسان املعاصر وهنا

ومن سلبيات توظيف األسطورة إشكالية تلقيها،وهذا األمر متأت من ثالثة أوجه ـ عدم حضوره يف أذهان كما يرى سامح الرواشدة ـ غموض الرمز األسطوري نفسه،و

املتلقني، والوجه الثاين متأت من احنراف توظيف الرمز أو احنراف بناء األسطورة عما وقر يف أذهان الناس أو عرفوه عنها، والوجه الثالث متأت من غموض املوقف املعاصر يف ذهن

2.الشاعر

وما دامت "رة احلديث شديد االهتمام باألسطو ناومهما يكن من أمر،وما دام شعر 3.فلن يصيبنا شر من معرفة شئ عنها"األسطورة مرياث الفن

حاولت من خالله تقدمي أهم اآلراء النقدية اليت الذيوبعد عرض هذا املدخل أمجعت يف عمومها على متانة الصلة بني الشعر واألسطورة،بل منهم من اعترب أن

.اما للموقف األول لكنها قليلةوآراء أخرى كانت مناقضة متاألسطورة هي الشعر،

وعليه فإن الشعر املعاصر يكشف واقعه الراهن على تشبثه باألسطورة حينما وجد فيها ضالته، وهذا ما تعكسه الدواوين الشعرية الكثرية، اليت سأحاول تقدميها للقارئ من

تعة خالل الدراسات النقدية اليت تكشف الحمال عن الكثري من اخلبايا،وامل

130،ص)م س(اجتاهات الشعر العريب املعاصر: إحسان عباس 1

96-95،ص)بيقية يف الشعر احلديثدراسات تط(سامح الرواشدة، مغاين النص 2

161،)م س(احلداثة يف الشعر العريب املعاصر :حممد العبد محود 3

Page 25: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

الفصل األول

سطورةاأليف االجتاه الرمزي

ـ عز الدين إمساعيل

ـ أنس داود

حممد فتوح أمحد ـ

ـ علي عبد املعطي البطل

Page 26: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

24

يتضمن هذا الفصل عرض أهم الدراسات اليت حبث أصحاا عن الرمز يف األسطورة ،وجتدر اإلشارة إىل أن تصنيف هذه الدراسات إىل اجتاه رمزي، واجتاة فكري،وعالقته ا

إمنا كان من أجل تسهيل عمليـة البحث،ولتشـابه حضاريخر اجتماعي آواجتاه فين ،و .ارسنيدليةبني االرؤى، واللغة النقد

عز الدين إمساعيل

الرمز على يركز اشتغاله مث1إال وجها مقنعا من وجوه التعبري بالصورةليس يرى أن الرمز

عندئذ إخل فإنه يستخدم...أن استخدام الشاعر لـ البحر،الريح،القمر،النجم فيعترب الشعريالدالالت ـ على األقل ـ مشـتركة كلمات ذات داللة رمزية،ورمبا كانت بعض هذه

بني معظم الناس،ولكن استخدامه هلا لن يكون له قوة التأثري الشعري مامل حيسن الشـاعر ،ومامل يضف إىل ذلك أبعاداجديدة هي من استغالل العالقات أو األبعاد القدمية هلذا الرمز

2.لشعورية اليت يعانيها الشاعركشفه اخلاص،فالرمز الشعري مرتبط كل االرتباط بالتجربة ا

أن يستخدم أي موضوع أو موقف استخداما قه أن الشاعر املبدع من ح يرى ماكونفس االمكانية متاحة للشاعر .رمزيا وإن مل تكن قد استخدمت من قبل هذا االستخدام

ي يستخدم بـه إزاء الشخصيات ذات الطابع األسطوري؛فهو يستخدمها بنفس املنهج الذالرمز القدمي،وهو كذلك يضفي أحيانا على بعض الشخوص املعاصرة اليت مل تدخل مـن

3.قبل عامل األسطورة طابعاأسطوريا

195،ص1981،)3(دار العودة بريوت،ط،)ه الفنية واملعنويةقضاياه وظواهر(عز الدين إمساعيل،الشعر العريب املعاصر:ينظر 1

198املرجع، السابق،ص 2

199املرجع،نفسه، 3

Page 27: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

25

الدين إمساعيل أن السياق هو الذي حيدد أمهيـة الرمـز ومن ناحية أخري يرى عز اك فإن القوة الرمزية التنبـع ووظيفته، وليس بوصفه مقابال لعقيدة أو ألفكار بعينها، وإذذ

إال من استخدامه اخلاص يف السياق احملدد، وما يضفيه عليه السياق من طابع شعري يصري 1معه أداة لنقل املشاعر املصاحبة للموقف وحتديد أبعاده النفسية

يتطرق الناقد إىل األسطورة والشخوص األسطوريني حيث يرى أنه ينبغي أن خيضـع الشاعراملعاصرمع األسطورة القدمية،أو مع شخوصها للمبادئ نفسها الـيت حتكـم تعامل

ة أقرب إىل ماتكون مجعا بني طائفة مـن استخدامه للرمز الشعري، وآية ذلك أن األسطوروهذا التجـاوب .الرموز املتجاوبة،جيسم فيها اإلنسان وجهة نظر شاملة يف احلقيقة الواقعة

الميثل عالقات واضحة ومنطقية بينها،وإنما هي يف الغالب عالقـات بني رموز األسطورة ومن مث تعود رموز األسطورة لكي ختضع يف الشعر ملنطق السياق الشعري،فحيثما "جدلية"

يف القصيدة ينبغي أن يكون ظهورمها نابعا من منطلق السياق )سيزيف(أو)السندباد(يظهر 2الرموز للقصيدة،شأما يف ذلك شأن الشعوري

ـ أن أكثر الرموز األسطورية املستخدمة بكثـرة يف يرى عز الدين إمساعيل و عر الشالسندباد وسيزيف ومتوز وعشتروت وأيوب وهابيل وقابيل : العريب املعاصر هي شخوص

3واخلضر وعنتر وعبلة وشهريار وهرقل والتتار

ها من حيث هي تعـبري ويقف الناقد عند شعراء يستلهمون األسطورة القدمية يف جمملبيلـوب وأولـيس قدمي ذو مغزى معني،كاستلهام أسطورة أوديب وأيب اهلول أوقصـة

1 200عز الدين إمساعيل،املرجع السابق،ص2002 عز الدين إمساعيل، املرجع نفسه،ص:ينظر

2 2002نفسه،ص 3

Page 28: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

26

وكل هذه .أوحكاية نوم اإلمام على فراش الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليلة اهلجرة اهنة، الشخوص أو املواقف أو الرموز األسطورية أوجيب أن تستدعيها التجربة الشعورية الر

وعندئذ يكون التعامل مع هذه الشخوص واملواقف تعامال .عليها أمهية خاصة لكي تضفيالمتالء باملغزى أو بأكثر من مغزى،وتلـك هـي شعريا على مستوى الرمز مستغلة فيها ا

1اخلاصة املميزة للرمز الفين

مالمح التجربةظيف،ألنه مثل بالتو جدير"السندباد"ويعترب عز الدين إمساعيل أن رمز اخلاصة الواقعية أو املمكنة، وتلك املالمح مثلث مالمـح التجربـة اإلنسـانية الشـاملة

ولعل ماينطبق على شخصية .املمتدة،اليت تتلخص يف قصة املغامرة يف سبيل كشف اهولوسـائر هـذه " متـوز " "وأيـوب "سيزيف"السندباد يف استخدامها الشعري ينطبق على

على الرموز احلديثة،سواء منها ما كان ـ الشخصيات الرمزية، بل ينطبق كذلك ـ دائما فالرمز جيمع يف السياق الشعري بيت اخلاص والعـام، أو بـني شخوصا أو عناصر مادية

2.الفردي واجلمعي

" رحـل النـهار "ويف نفس السياق يرى عز الدين إمساعيل أن السيياب يف قصيدته يشكل مثال ناجحا على استخدام الرمز استجداما شـعريا، فالسـياب، يتعامـل مـع

من اخلارج، أي مل يقحمه على السياق الشعري إقحاما،بل أضفى عليـه تعامال)السندباد(وبذلك يتمثل .من موقعه الشعوري اخلاص الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بتجربة الشاعر اخلاصة

عر استطاع أن يشعرنا بأنـه ا،متمثال يف أن الشلتعانق الصادق بني احلقيقي وغري احلقيقيا

2003،ص)م س(عز الدين إمساعيل، 1 2004 صاملرجع نفسه

2

Page 29: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

27

عبر عن أشياء واقعية يف جماله الشعوري، يف حني كان يبين يف الوقت نفسه صورة خياليـة 1ملشاعره

ومن جهة ثانية يرى أن الرمز األسطوري ميكن أن يفقد حيويته فيضرب مثاال عـن ،الذي يراه من أكثر الشعراء ولعابتكديس الرموز األسطورية القدميـة الشاعر يوسف اخلال

:ويستدل بقوله.يف شعره إىل مقابالت عقلية

وقبلما م بالرحيل نذبح اخلراف

واحدا لعشتروت،واحداألدونيس

واحدا لبعل،مث نرفع املراسي

2احلديد من قرارة البحر

ل رؤيته يف املنهج األسطوري حيث يرى أن األسطورة مازالـت ويف سياق أخر ينقمصدرا إلهلام الفنان والشاعر،بل لعلها يف إطار هذه احلضارة أكثر فعالية ونشاطا منـها يف

وأن املنهج األسطوري يف أبسط معانيه،هو تقـومي التجربـة يف صـورة .عصور مضتعرطابعا مميزا يف باب املعارف اإلنسانية،مييزه عـن هو الذي جيعل للش رمزية،وهذا املنهج

3"شعرا"الفلسفة وعن العلوم التجريبية وجيعله

لصالح عبد الصبور جتسد هذا االستخدام " حلن"ويعترب عز الدين إمساعيل أن قصيدةالفين الرمزي لألسطورة،فتحوهلا إىل بنية وجودية حسية، سرعان مانستكشف هلا أبعـادا

2007نفسه،ص1 234ص،ديوان البئر املهجورة،)السفر(مقطع من قصيدة:يوسف اخلال 2

223عز الدين إمساعيل، املرجع ،السابق،ص 3

Page 30: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

28

كرية ودالالت عقلية،وذا املعىن،ووفقا هلذا املنهج، يكون الشعر صورة حية للفلسـفة، ف 2يقول صالح عبد الصبور 1وإن ظل أبعد ما يكون عن الفلسفة ومنهج الفلسفة

جاريت مدت من الشرفة حبال من نغم

نغم قاس رتيب الضرب مرتوف القرار

نغم كالنار

نغم يقلع من قليب السكينة

جيد الناقد أن التجربة الشعورية ـ وفقا ملنهج األسطورة ـ اسـتحالت إىل بنيـة وقد جسدت القصيدة شعور الرغبة يف وجودية حسية سرعان ماتكتشف هلا أبعادا فكرية

احلياة واخلوف من اهول،كما هو شعور قدمي حاول اإلنسان منذ القدم أن يعـرب عنـه، املختلفة اليت شاء ا أن خيلق لنفسه حالة مـن التـوازن ووضع من أجل ذلك األساطري

وصنع الشاعر احلديث الشئ نفسه حني واجـه ذلـك .الوجودي بني املعروف واهولالتقابل احلاد بني املادي والروحي، فحاول أن خيلق األسطورة اليت تفسر له هذا التقابـل،

ها شكال واحدا منظمـا، ووجـودا ع بني هذين املتقابلني يف إطار حيوي يصنع منوجتم 3متسقا

ودادأنس

إىل دراسة"عر العريب احلديثشاألسطورة يف ال"خصص الفصل اخلامس من كتابه

237،ص)م س(عز الدين إمساعيل، الشعر العريب املعاصر1

15الناس يف بالدي،ص:صالح عبد الصبور 2 237عز الدين إمساعيل، املرجع نفسه ص

3

Page 31: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

29

متثلـت يف أن اإلشـارة األسـطورية رأىومن مث *ومراحله ،الرمز وتتبع مدارسهوهي غري قادرة على ..بيةاألساطري العربية واألجناإلشارات التارخيية، ،والكتب املقدسة،و

إىل خلق جو إحيائي يثري دالالت القصيدة،وغري موظفة يف بنائها، فهي أقرب مـاتكون 1التشبيهات، وأعجز ما تكون عن التجسيد الفين

ويتحدث أنس داود عن السياب يف مرحلتـه األوىل ـ اسـتعمال اإلشـارات ـ أن يعتمد اعتمادا كبريا على األسطورة، ألنه قد حاول كثريا مانرى هذه الظاهرة،:"فيقول

فكان أن وضح ..وحاول أن جيدل من جمموعة من اإلشارات والرموز البناء الفين لقصائدهالتعامل يف بعض ذلك،وبدت بعض اإلشارات مقحمة على السياق الشعري حبيث الختسر

شباك " السيابلذلك مثال قصيدة ويضرب ..2القصيدة شيئا، إذا أسقطت هده اإلشارات 3"املعبد الغريق"من ديوان "وفيقة

قد يكون من اليسري أن :"أما عن مرحلة استخدام الرمز األسطوري فيقول أنس داودحنصي األمساء اليت استطاع الشعر احلر أن حيفر هلا يف نتاجه مسارا رمزيا، ومبا وهبه مـن

العضوي بالتجربة، والتأكيد بـالتكرار املناسب واالرتباط الشعري توفيق يف توفري السياق 4"هلذا الرمز يف قصائد أخرى للشاعر أو لغريه على داللة الرمز يف وجدان املتلقني

قد وفـق يف اسـتحداث ) مدرسة الشعر احلر(أن شعرنا املعاصر"ويف نفس السياق يرىاستطاعت أن حتمل يف أطوائها ما جتيش به النفس العربيـة مـن اليت ..الفنية الرموز

أما املراحل فيقصد ا .،ومدرسة الشعر احلر)الديوان،املهجر،أبولو(مدرسة التجديدمدرسة اإلحياء،و: يقصد باملدارس* مرحلة استخدام اإلشارةاألسطورية،ومرحلة استخدام الرمز األسطوري،ومرحلة استخدام النموذج األسطوري

233صواإلعالن منشورات النشأة الشعبية للنشروالتوزيع دأنس داود،األسطورة يف الشعر العريب احلديث،:نظري1 241أنس داود،املرجع السابق،ص.د

2 117، ص)1(الديوان، مج: بدر شاكر السياب

3 247أنس داود املرجع السابق،ص

4

Page 32: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

30

ويربزأنس داود الغاية 1..من عواطف وأفكار املستقبل مشاعر وما حتمله عن املاضي وعن :من خلق هذه الرموز

ـ ريب إىل األعمـال أ ـ اخلروج من دائرة الغنائيـة والذاتية،والـدخول بالشـعري الع .املوضوعيةاليت هلا وجودها املستقل

..ب ـ اخلروج من دائرة التلقي للعامل، واالنفعال به إىل دائرة النظر فيه وتعقله

ة الوجود اإلنساين حيث جيدون يف األساطري املاضية تعـبريا ج ـ حتقبق اإلحساس بوحد املعاشعن احلاضر

..التعبري،وتكثيف الداللةبتركيز ..د ـ االقتصاد يف لغة الشعر

هـ ـ التعبري عن بعض املضامني بصورة غرييـة حـىت التـثري السـلطات السياسـية 2..واالجتماعية

رى أن شعراءنا قد استقوا من األساطري اليونانية سيزيف وبروميثيوس وأدويسـيوس ي كماعربية السندباد وبنلوب وأدونيس وفينوس، وبرسفون،ومن البابلية متوز وعشتروت، ومن ال

وشهرزاد وشهريار وعنتر وأيوب، وقابيل ،ومن العربية املسيح والعازر،ويهوذا إىل آخر ما 3..يوقفنا عليه اإلحصاء إذا كان غايتنا

ويف تفحصنا للنتـاج العـام املسـتخدم هلـذه :"هذه الرموز وترابطها يقول أنس داود الـيت تبـدو متباعـدة يف الرموز،سنلمح وشائـج من االتصال بني بعـض الرمــوز

ختالف مصادرها حينا،أولبعد داللتها داخل إطارها األسـطوري والتـارخيي الظاهر،ال

246،ص)م س(أنس داود،األسطورة يف الشعر العريب احلديث1

247صأنس داود، املرجع السابق،2

248املرجع نفسه،ص3

Page 33: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

31

علـى .. آخر لكنها داخل االستخدام الشعري املعاصر دارت يف جمال تعبريي واحـد حينا .الصلة بني أوديسيوس والسندباد،فكل منهما تاه يف البحارجندهحنوما

وإذا كان لكل رمز حياته :"تعدد دالالت الرموز داخل النص الشعريزاويضيف الناقد مرباخلاصة ، ودالالته الدقيقة املتميزة داخل النص الشعري،فإن ذلك مل مينع أن تتردد بعـض

يف التعبري عن اخليانـة " يهوذا"الرموز يف كثري من األشعار مبعان متقاربة على حنو ما ترددومل مينع أن تدور مجلة من الرموز يف إطار دالالت معينة ذات صلة..الرخيصة،أو الندم املر

كما من رغبة يف االنفتـاح علـى العـامل، ..بالتطور االجتماعي واحلضاري الذي منر بهفكانـت ..دارت رموز املسيح ومتوز والعازر يف إطار فكرة البعثوماتتوق إليه من حرية

1..وتقدمإحساس بالركود وما تتوفر إليه تعبريا شعريا عما تعانيه هذه املنطقة من

أو اإلخفاق أنس داود عن الرمز األسطوري، فريى أن احلكم على النجاح ويتحدث،ويعتـرب أن كـثري مـن هـذه يف استخدامه إنما خيضع للسياق الشعري الوارد فيـه

مـة املباشـرة، اليت تستطيع أن متنحها الكل االستخدامات تقف عند حدود الداللة اللغوية .فضال عما كان مينحه اللجوء إىل الصورة الشعرية من خصب الداللة وثراء املضمون

ولعل هذه االستخدامات ـ يف بعض األحيان ـ تعوق السياق العام للقصيدة عـن اداء دوره الطبيعي، مبا قد حتمله من معان أو دالالت التتناسب مع طبيعـة التجربـة أو

3على حنو ما نرى يف قول البيايت 2يد القصيدة أن تؤكدهاملوقف اليت تر

أقسمت ياجزائري اجلديدة

253،ص)م س(ديثاألسطورة يف الشعر العريب احلأنس داود، 1 256،صالسابقينظر أنس داود، املرجع 2

38عبد الوهاب البيايت، أشعار يف املنفى،ص 3

Page 34: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

32

أن أمحل الصليب

أن أطأ اللهب

ويف املقابل يرى الناقد أن السياب كان على وعي بالطريفة الصـحيحة السـتخدام األسطورة يف التعبري عن مضمونه املعاصر، وما قد حيتاجه ذلـك مـن حتطـيم هليكلـها

مـع االلتـزام ..ـ يف بعض مكوناا توارث، والتغيري باحلذف أو اإلضافة أو االستبدالاملويستشهد بقول 1باإلطار العام، أو املغزى الكلي،أو ما يظل وشيجة اتصال باملادة املوروثة

2السياب

ناب اخلرتير يشق يدي

ويغوص لظاه إىل كبدي

ينسابودمي يتدفق،

خصـية قـد انتقلـت :"مزية يقول أنس داودوحول داللة السندباد الرإن هذه الشكنموذج فين إىل عامل الشعر ،منذ زمن قريب، وكان هلا من األبعاد النفسـية والفنيـة يف شعرنا املعاصر ما أغرى الكثريين باالشارة إليها حينا،أو احللول فيها حينا آحر، حىت لقـد

ن صالح عبد الصبور ربى،وخباصة يف شعر الشاعريمن النماذج الرمزية الك)السندباد(غدا 3وخليل حاوي

:حممد فتوح أمحد

275،276أنس داود، املرجع السابق،ص 1 99بدر شاكر السياب،أنشودة املطرـ متوز جيكورـص 2

314،315أنس داود،املرجع السابق،ص 3

Page 35: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

33

قالبا رمزيـا ميكـن فيـه ردmyth يرى أن الرمزية األسطورية تعين اتخاذاألسطورة"الشخصيات واألحداث واملواقف الومهية إىل شخصيات وأحداث ومواقـف عصـرية،

ية استعارية،أو إمهال شخصيااوأحداثها واالكتفاء وبذلك تكون وظيفة األسطورة تفسريبداللة املوقف األساسي فيها بغية اإلحياء مبوقف معاصر مياثله،وبذلك تكـون األسـطورة

1"وتصبح إحدى لبناا العضوية رمزية بنائية، متتزج جبسم القصيدة،

ـ ويتطرق الناقد إىل الرمز األسطوري يف شعر السياب يف : رحلتني،فريى أنه مـر مب، ويف ثانيتهماكانت تعبريا عن أمل أوالمها كانت األسطورة تعبريا عن واقع قومي وحضاري

رصـدا " أنشـودة املطـر "وإذا كان ديوانـه .ذايت أهلبه املرض الطويل والغربة واحلرمانمـح يعكسان مال" مرتل األقنان"و"املعبد الغريق:"أميناللمرحلة األوىل فإن ديوانيه الالحقني

املرحلة الثانية،وفيها تتحول األسطورة من هيكل حمدد القسمات إىل أصداء مبهمة تشـف 2.عنها القصيدة وال تبوح صراحة

من معظم أساطريه واليت تعتـرب " السياب"كما يرى أن الداللة الرمزية اليت استنبطهاكانـت هـذه من أبرزمناذجها،فجيكور مسقط رأس الشاعر، وإذا" متوز جيكور"قصيدته

القرية الصغرية البائسة رمزا لتعاسة الوطن العراق الكبري ـ فيما قبـل الثـورة ـ فـإن 3ليس إال رمزا للشاعر خاصة، ولإلنسان العراق إمجاال"متوز"

موز األسطورية اليت وفق السياب يف استخدامهاـ كما يـرى فتـوح ـ رومن اللكي يوحي مبا يوحيه متوز "مرحى غيالن" قصيدته يف"البعل"الذي يسمى" الفينق"أسطورة

1978،)3(دار املعارف، القاهرة،طر املعاصر،حممد فتوح أمحد،الرمز والرمزية يف الشع.د1

289،290حممد فتوح أمحد، املرجع السابق،ص 2

291املرجع نفسه،ص 3

Page 36: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

34

يف األسطورة البابلية،وكذالك استخدامه آلتيس ـالذي يقابل متوز عند سـكان آسـيا 1م 1956رؤيا يف عام "الصغرى ـ رمزا للمعىن ذاته يف قصيدته

ويرى الناقد أن بعض الرموز اليت استقاها السياب من التاريخ العـريب،أو التـراث "تؤدي وظيفة األسطورة، وإن اختلفت عنها يف اليت بعض الرموز الشعيب والقومي والديين

ن من احلقـائق التارخيبـة أو تكو أن األسطورة خرافيةعلى وجه اليقني،وأن تلك غالبا ما .2"الدينيةاملسلمة

ومن الرموز التارخييةأو الدينية اليت تصل حد الرموز األسـطورية، كمـا يقـول "وذي ،وأبرهـة ، والعجل الـذهيب ، واحلالج، وهابيل،قابيل :فتوح،استخدام السياب رموز

الشاعر قليال ما يستخدم أحـد هـذه ويرى الناقد أن .واملعراج،والرشيد، والبسوس،قاراملصادر األسطورية أو التراثية منفردا فهو حيشد يف القصيدة الواحدة ـ بال ضرورة فنيـة

الرموزاملتنوعة املصادر، رمبا لكي يوحي بتواصل الثقافـات ووحـدة أحيانا ـ فيضا من 3."التراث العاملي

ويف نفس السياق يتحدث أمحد فتوح عن املزالق الفنية الـيت يقـع فيهـا بعـض استخدام األسطورة ـ أحياناـ استخداما استعاريا اإلفـراط يف اسـتخدام :هاالشعراءمن

البيئـة وكـذا جمرد واجهة تعكس عمق ثقافة الشاعر ومشوهلااألسطورة شعريا واعتبارها الشعرية اليت تستنبت فيها األسطورة،فبعض شعرائنا يزج ا يف العمل الشعري دون صـلة

293نفسه،ص 1 294السابق،ص حممد فتوح أمحد،املرجع 2

294،ص)م س(حممد فتوح أمحد،الرمز والرمزية يف الشعر املعاصر 3

Page 37: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

35

عضوية تشدها إليه،فتتحول القصيدة إىل حشد من اإلشارات و الرموزاليت تكـاد تكـون . مغلقة أمام الذاكرة العربية

لق جبوهر التجربة العصرية اليت تتحملها األسطورة،فنمو الرتعة املادية يف يتع ومزلق آخر وافتقارها إىل منو مماثل يف القيم الروحية، دفع بعض الشعراء األوروبيني الغربيةاحلضارة

ـ .ـ نعين بالذات ت الرمزيـة يف وإزراباونـد ـ إىل التركيـز علـى الداللة إليوتس ضارة وجفافها،وإلشعارلإلحياء بعقم هذه احل األسطورة

الزمنية قدميا وحديثا،إذمل يتغري منه مراحلهاملتلقي بوحدة التراث احلضاري على اختالف 1.ـ فيما يرون ـ إال الشكل

وينطلق فتوح من تصورربط الرمز باألسطورة من أن وظيفة األسطورة ليسـت تفسـريا ون جمرد تشبيه حذف أحد طرفيـه، بـل إن بسيطا حىت تكللرؤيا الشعرية تفسريا جمازيا

وظيفتها بنائية، وهي بتلك الوظيفة البنائية تعمل على توحيد العصور واألماكن والثقافات املختلفة، ومزجها بعصرنا وأجوائه وثقافاته،وإذا ما أدت األسطورة وظيفتها العضـوية يف

2تلك األسطورة القصيدة فإنها تؤديها من خالل الصورة الفنية اليت حتويها

ويرى الناقد يف األسطورة والتجربة الشعرية، أن األسطورة بتطوراستخدام الشاعر العـريب املعاصر هلا قد استوعبت عمله،واستطاع الشاعر أن جيعلها جزءا من بناء قصيدته، ليمكنها

318،324،ص رالرمز والرمزية يف الشعر املعاص ،حممد فتوح أمحد 1 297،صاملرجع السابق حممد فتوح أمحد، 2

Page 38: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

36

ـ يالا أن تؤدي غرضا مهما عنده هو تلخيص جتربته ونفي اجلزئيات احمليطة ـا وتفص 1"املعبد الغريق" ويضرب فتوح لنجاح السياب يف تطور استخدامه يف قصيدة. الثانوية

:علي عبد املعطي البطل

كتابا كامال للحديث عن الرمز األسطوري،خاصا تطبيقه التحليلي على شـعر بـدر أفردجمـال :يف جمالني مهاورأى أن الرموز األسطورية يف شعر السياب ترد..شاكر السياب فقط

وأن الشاعر يتحول برمزيته عن اال االجتماعي .القضايا االجتماعية، وجمال الشعر الذايت 2إىل اال الذايت،وقد ينجح وقد يفشل

ويضع الناقد مقاييس حمددة تتحكم يف جناح أو فشل الشاعر عند توظيفـه للرمـز ثري بداللته التجربـة أن يكون لألسطورة دور عضوي يف العمل األديب ي:األسطوري منها

ويساير الشعور العام يف القصيدة،

ألسـطورة ل وأن.أن يهتم الناقد بالرمز نفسه باعتباره جزءا من الشكل الفين لذلك العملوأن تصرياألسـطورة .قيمتها التعبريية اليت يراد منها استحضار روح األسطورة املضـمنة

والبد .هلا املشاعر اليت يهدف الشاعر إىل إثارافاعلة من داخل القصيدة بأن تتولد من خالأن يوائم الشاعر بني الرمز والسياق الذي يضمنه له،ويأيت ذلك بانتماء الرمز األسـطوري إىل موضعه اجلديد انتماءه إىل املوقف األسطوري القدمي،وبصورة عضوية الميكـن معهـا

لك مه العميق لألسطورة القدمية،ليإن جناح الشاعر تبع لفهمو.فصله عن العمل املتضمن له

301حممد فتوح أمحد، املرجع السابق،ص 1 الرمز األسطوري يف شعر بدر شاكر السياب،شركة الربيعان للنشر :علي عبد املعطي البطل: ينظر1

69،ص1982،)1(الكويت،طوالتوزيع،

Page 39: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

37

داللتها،وإن فشله ناتج عن إمهاله لفهمه فعاد باألسطورة إىل مستوى التضـمني البـديعي 1والتشبيهات

كمـا 2ويفصل البطل يف حتليل رمز أسطورة عشتار رابطا إياه مع مشكلة بعث اخلصب،مث يفصـل حتليـل رمـوز 3يفصل يف حتليل رمز أسطورة متوز رابطا إياه باملعاناةواخلالص

كما يرى علي البطل أن األسطورة ميكن أن تـنجح 4ارتبطت بصورة البحث عن معجزة .لرموزها،والثاين منها يف حتقيق مرموزهااألول من استغالل الشاعر: أوتفشل يف جانبني

األسطوري،كما ضرب لفشل 5)عشتار(رمزنجاح السياب يف استغالله وقد ضرب البطل ل 6"وفبقة شباك"جو قصيدة على)إيكار(السياب يف إقحام أسطورة

ويف نفس السياق يرى الناقد أن جناح الرمز ذاته يف حتقبق مرمـوزه، ميكـن النظـر يف يفو"سندبادمدينة ال"،ويف قصيدته"مدينة بالمطر"األسطوري يف قصيدة السياب)عشتار(رمز

يف ) عشـتار (،حيث جنح الشاعر يف تصوير فشلعلى سبيل املثال"سربروس يف بابل"قصيدةكما جنح الشاعر ـ حسب 7بعث اخلصب، نتيجة لعجز عابديهاعن تقدمي التضحية املناسبة

يف بعث اخلصب،نتيجة لكثرة الضحايا املقدمة هلا،وقـد )عشتار(البطل ـ يف تصوير جناح 8ها يف إعادة اخلصب على ما تعانيه من مشاقنشطت ملمارسة مهام

232،وص120،ص)م س( الرمز األسطوري يف شعر بدر شاكر السيابعلي البطل، 1

122املرجع نفسه،ص 2 152نفسه،ص 3

179،ص الرمز األسطوري يف شعر بدر شاكر السياب:علي عبد املعطي البطل 4 124،127علي البطل، املرجع السابق ،ص 5

229،231نفسه،ص 6 122،126نفسه،ص 7 132،134نفسه،ص 8

Page 40: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

38

رمز األسطوري يرى الناقد أن حـرف التشـبيه يعـوق دور للوحول التوظيف السليب :يف املبىن الفين للقصيدة كما يقول السياب األسطورة وحيدذ استخدامها ويضعف تأثريها

تأتني أنت إىل العراق؟

أمد من قليب طريقه

طت عليه من السماءفأمشي عليه،كأنما هب

.واليرى البطل أن الشاعر ميكنه أن خيلق رموا أسطوريا، بعد أن ينقله من جمتمعه

ه مـن كما يرى أن الرمز يدرس مبستوياته اليت استعمل ألجلها،المبا يضفي الشاعر عليطابع شعري يعد استخدامه،ألن الرمزـ وإن كان أداة لنقل مشاعر الشاعر،وحتديدأبعاده

فسية ـ يستعمل بوصفه موضوعا يشري إىل موضوع،واليعين ذاك أن يرتبط الرمز بداللة الن .موقف يتحدث عنه

،بـل )عشتار(وقد قرا الشاعر بـ )مجيلة(ويضرب البطل لذلك تصوير السياب لرمزولكنه مل يستطع أن جيعل منها شخصية أسطورية، بل مل يـرد جعل عطاءهاأكرب أثرا منها،

يف شـعر )عشـتار (صفة أسطورية،وكذا احلال مع الشخصية اليت الزمـت أن جيعل منهاالسياب،ولكنه مل ينجح يف خلعها من صفتها الشخصية الطبيعية اليت متثل الرمز العـادي،

1ومل ينجح يف منحها طابع الرمز األسطوري

ـ *** الدراسات الرائدة يف جمال توظيـف الش دراسة عز الدين إمساعيل من أهم عر تعدلألسطورة،ويركز بشكل أخص على الرموز والشخصيات األسطورية،ويرى أن الشـاعر

214،217،ص لسيابالرمز األسطوري يف شعر بدر شاكر ا:علي عبد املعطي البطل 1

Page 41: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

39

العريب املعاصر من حقه توظيفها وفق جتربته اإلبداعية والسياق اخلاص ومن هنا يبدو أن عز : الدين إمساعيل حيدد مقاييسـه للتوظيـق الصـحيح للرمـز واألسـطورة متمثلـة يف

التجربة الشعرية والسياق اخلاص،أي أن الرموز املوظفة مهمـا كانـت قدميـة مرتبطـة بالتجارب اإلنسانية البد أن ترتبط حباضر الشاعر وجتربته الراهنة، فالسياق يف نظر الناقـد

..وليس بوصفه مقابال لعقيدة أو ألفكار بعينها يفتهحيدد أمهية الرمزووظ هو الذي

إن الدارس الينظر إىل الرمز كما فعل :"هذه الفكرة تعلق ميساء زهدي اخلواجاقائلةوحول مقابال لعقيدة أو أفكار بعينها، والحيـاول التحييـد أو بأخرون أخرون بوصفهدارسون

ري منها وغري األسطوري إلدراك مدى توفيق األسطو الوقت التضييق على الشاعر لكنه يف 1"ستخدامها شعريا ناجحا الشاعر أو إخفاقه

األمر الذي يوحي بإميان الدارس بفكرة الناقد الذي يضع املعايري ويصـدر "مث تضيف،أحكاما باجلودة أو عدمها، كما يوحي أيضا بأن الدارس يتعامل مع النص، انطالقا مـن

اليت يبحث عما يوافقها يف النص،فـإن )أفق توقعه اخلاص(ومعايريه املسبقةفكرته اخلاصة، وجدها جنح الشاعر والعكس صحيح، وهي الفكرة ذاا اليت جتعله يصـنع معايريإلنشـاء

فذة حباجة الشاعر إىل قوة ابتكاريةحمددا إياها الشاعر لرمزه اجلديد أو أسطورته اخلاصة،الطـابع ذات ردية املعاصرة إىل مسـتوى الواقعـة اإلنسـانية العامـة ترتفع بالواقعة الف

2"األسطوري

مث يتطرق عز الدين إمساعيل لألسطورة القدمية والرمز الشعري فـريى أن الشـاعر املعاصر عليه أن يستعمل نفس املبادئ يف التعامل بينهما ،ويف املقابل يعترب أن األسـطورة

ميساءزهدي اخلواجا، تلقي النقد العريب احلديث لألسطورة يف شعر بدر شاكر السياب، النادي األديب بالرياض واملركز 251ص2009،الثقايف العريب،بريوت،الدار البيضاء،الطبعة األوىل

51املرجع السابق،ص 2

Page 42: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

40

ا مكثفا من الرموزاملتجاورة جيسد فيها اإلنسان نظرة شـاملة يف هي أقرب ما تكون مجع .احلقيقة الواقعة

ومن هنا يبدو أن الناقد يعترب األسطورة أوسع جماال يف استخدامها الرمزي،كما أنـه يعترب العالقات اجلدلية بني الرموز ختضع ملنطق السياق الشعري، واملالحظ أن عـز الـدين

الشعري باعتباره أحد الضوابط الـيت سـطرها يف د مرة أخرى على السياقإمساعيل يؤكالنظري فبعد تأصيله ملنهجه يتطرق إىل منهجه النقدي،واليكتفي عز الدين إمساعيل باجلانب

األسـطورية اجلانب التطبيقيمن خالل دراسة بعض القصائد فيتوصل إىل أن أكثـر الرموز املعاصرة هي شخوص السندباد وسيزيف ةاملستخدمة يف القصيدة العربي

وهذه ومتوزوأيوب وعشتروت وهابيل واخلضر وعنتر وعبلة وشهريار وهرقل والتتارخاصة شخصية السندباد ،ويضـرب الرؤية يتفق حوهلا معظم الدارسني للقصيدة املعاصرة

رحـل "سـياب عز الدين إمساعيل مثاال عن االستخدام الناجح لرمز السندباد بقصـيدة ال حيث أن الشاعر وظفه يف موقعه الشعري وارتباطه بالتجربة اخلاصة، ومل يقحمـه "النهار

. ،خاصة شخصية السندبادعلى السياق

ويضرب عز الدين إمساعيل مثاال عن االستخدام الناجح لرمز السـندباد بقصـيدة ري وارتباطه بالتجربة اخلاصة، حيث أن الشاعر وظفه يف موقعه الشع"رحل النهار"السياب

. ومل يقحمه على السياق

إن الدارس يقوم بالبحث عن املالمح :"وحول هذه الرؤية تعلق ميساء زهدي اخلواجا قائلةتوافقها مع املالمح اليت أعطاها السياب له، وذلك من خالل قراءة ملقارنةللسندباد األصلية

. حث عن املعاين الواردة فيها وإعادة سردحكايتهاالقصيدة مقطعا تلو اآلخر عرب الب

Page 43: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

41

من هنا يقرر الدارس الفكرة اليت أراد الشاعر طرحها ، وهذه الفكرة هي فقد األمل يف احلياة من خالل التأكيد على استحالة عودة السندباد، ويف ذلك يفسر الدارس تغـيري

غبة الشاعر يف الوصـول إىل ذلـك ح الرمزأو انفتاحه على رموز أسطورية أخرى برمالم ـ كمـا يتصـوره ـ املعىن هنا يطمئن الدارس إىل أنه قد وصل إىل معىن القصيدة،وهو

معىن معاصر يعتمد على توظيف رمز قدمي فيكون جناح السياب يف ذلك مسة لنجاح أحـد 1"على القيمة االجيابية الشعر الشعراء احملدثني وبالتايل التأكيد

ة ثانية يتطرق عز الدين إمساعيل لظاهرة تكـديس الرمـوز األسـطورية ومن ناحيفيعتربها سلبية تفقد الرمز حيويته ضمن القصيدة،ويستشهد مبقطع ليوسف اخلـال مـن

.)ديوان البئر املهجورة(قصيدة السفر

ويبدويل أن احلكم كان انتقائيا وغري كاف،إذ ميكن أن ينجح الشاعر رغم تكثيـف ويف دراسة عز الدين .اذا توفرت التجربة الشعرية والسياق اخلاص يف قصائد أخرى الرموز

إمساعيل تتضح رؤيته يف املنهج األسطوري حيث يرى أن األسطورة مصدر إلهلام الفنـان والشاعر بل يعتربها فعالة ومؤثرة يف احلضارة اإلنسانية ،ويف خمتلف العلوم وبدرجة أكـرب

. يعكس مدى التصاق الشعر باألسطورةيف الشعر،وهذا

ويف اجلانب التطبيقي يضرب مثاال لالستخدام الفين الرمزي لألسطورة وفقـا لصالح عبد الصبور اليت يعتربها جتسد البنيـة احلسـية "حلن"للمنهج األسطوري بقصيدة

اع البقاء واخلـوف العقلية حينما يتحول الشعر انعكاسا لفلسفة الوجود،وصر والدالالتمن اهول متاما كما كان اإلنسان منذ القدم يبحث عن التـوازن هلواجسـه النفسـية،

52ميساء زهدي اخلواجا، املرجع السابق،ص 1

Page 44: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

42

ومن خالل هذه املقاربة حياول عز الدين إمساعيـل أن .والتقابل احلاد بني الروحي واملادي .يف خمتلف العصوريثبت بأن األسطورة قضية اإلنسان

توظيـق الرمـز )سطورة يف الشعر العريب احلـديث األ( دراسة أنس داودجلبينما تعااألسطوري يف القصيدة العربية املعاصرة،وحياول الدارس أن يتتبع مراحل هـذا التوظيـف الذي يرى فيه أنه بدأ من اإلشارة األسطورية اليت كانت أقرب إىل التشبيهات وليس هلـا

ئي،أي أنها تتخذ مقابال معينـا دالالت وإحياءات فنية ضمن فضاء القصيدة، وتركيبها البنا .عناها األويل،ويضرب مثاال بقصائد السياب األوىليشري إىل داللة األسطورة يف م

ألن السياب مل تكن جتربته الشعرية ترسخت بعد اموضوعي كان ويبدوأن هذا احلكممـن أشـعار يف توظيف األسطورة هذا الوافد اجلديد على القصيدة العربية املعاصرة اآليت

إليوت ،مث ينتقل إىل مرحلة استخدام الرمز األسطوري اليت يرى فيها أن مدرسـة .أس.تضـمن بنـاء عر احلر وفقت يف توظيف الرمز األسطوري وحتول إىل ارتباط عضويشال

ـ السياقالقصيدة ويعتربأن السبب يف ذلك يعود إىل توفري عري املناسـب االرتبـاط الش .وتأثريه على نفسية املتلقي بالتجربة،

ويبدويل أنه سار على خطى عز الدين إمساعيل فيمـا يتعلـق بالسـياق،والتجربة الشعرية،مربزا عالقة القصيدة بالقارئ مما يدفع الشاعر إىل تكرار بعض الرموز اليت أثـرت

،فيخلص إىل أن طوريةومن ناحية ثانية يعرض الناقد دوافع استدعاء الرموز األس.يف املتلقيالغاية كانت إخراج القصيدة من الغنائية والذاتية والسمو ا إىل العاملية، واالنفعـال مـع األخروالتأثري فيه،يف جو إنساين موحد كانت األسطورة القاسـم املشـترك يف الزمـان

الرمـوز واملكان، وهذادافع فين مجايل حيث ارتقت لغة الشعر بكثافة الداللة من خـالل .األسطورية

Page 45: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

43

أن استخدام "ويف هذا السياق يرى الدكتور رجاء عيد وبشكل يتوافق مع أنس داوداألسطورة يف الشعر حماولة لالرتفاع بالقصيدة من تشخصها الذايت إىل إنسانبتها األمشـل

،وإىل اكساا بعدا أعمق وجماال أفسح،وتأثريا أرحب،ولتتجاوز يف الوقـت نفسـه واألعم 1"آلين احملددإىل اجلوهر املمتد يف زمنية مطلقةا

ويشري أنس داودإىل تنوع مصادر الرموز األسطورية من يونانية إىل بابلية وعربية وعربية،فريى أنها خمتلفة املصادر غري أنها متقاربة يف الداللة داخل االسـتخدام الشـعري

. دها العامليإنسانية األسطورة وبع إىلاملعاصر،وهذه إشارة

ويرى الناقد أن احلكم على جناح أو إخفاق الرمز األسطوري خيضع للسياق الـوارد فيه،وهي نفس رؤية عز الدين إمساعيل،كما يرى من ناحية أخرى أن بعض االستخدامات

وهي نفـس .تعوق السياق العام للقصيدة،ورمباتكون داللتها التتناسب مع طبيعة التجربة أو احنراف بناء األسطورة عما وقـر يف لرواشدة،حيث يعترب أن احنراف الرمزرؤية سامح ا

2أذهان الناس أو عرفوه عنها، ومن غموض املوقف املعاصريف ذهن الشاعر

ويتوصل أنس داود إىل نتيجة وهي أن السياب وفق ـ حسـب رأيـه ـ يف واستبدل يف بعض املكونـات مـع استخدام الرمز األسطوري بتعبري معاصر بعد أن غير

احلفاظ على املغزى األساسي لداللة الرمز األوىل،وهي رؤية يتفق حوهلا نقـاد القصـيدة .املعاصرة

298غة الشعر،قراءة يف الشعر العريب احلديث،منشأة املعارف،األسكندرية،صرجاء عيد،ل.د 1 املؤسسة العربية للدراسات والنشر ،)دراسات تطبيقية يف الشعر احلديث(مغاين النص سامح الرواشدة،.د

95،ص2006والتوزيع،2

Page 46: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

44

م بــ ووالختتلف دراسة أمحد فتوح أمحد كثريا عن سابقيه إذ يعاجل يف كتابه املوسوظيفني إما اسـتخدام الرمز األسطوري الذي يرى فيه ت"الرمز والرمزية يف الشعر املعاصر"

تفسريي استعاري أو توظيف بنائي عضوي ،وهو بذلك يسري علـى خطـى عزالـدين .إمساعيل

: مث ينتقل يف دراسته التطبيقية بالتركيز على شعر السياب حيث يرى أنه مر مبرحلتنيفهـي أمااملرحلة الثانية"أنشودة املطر"مرحلة الشعر القومي احلضاري الذي جيسده ديوانه ."مرتل األفنان"و"املعبد الغريق"تعرب عن املرض واألمل واحلرمان،وينعكس يف ديوانه

أهم الرموز اليت وفـق فبـها السـياب ،وهـي رمـوز مث يضيف الدارس مربزاوظـائف يحورويرى أمحد فتوح أمحد أن السياب استطاع أن )متوز،الفينيق،عشتار(البعث

توظيف أسطوري وذلك بفضـل إىلقائق الدينيةأو التارخيية بعض الرموز اليت تبدومن احلقابيل وهابيل واحلالج،مث يعرض الناقـد :قدرته وذكائه وجتربته الشعرية ،ومن هذه الرموز

.اإلفراط يف استخدام األسطورة:بعض املزالق اليت يقع فيها بعض الشعراء ومنها

اهـا تكـديس الرمـوز الـيت مس وهذه الرؤية تتفق مع رؤية عز الدين إمساعيـل األسطورية،ويف نفس السياق يشري سامح الرواشدة إىل مزالق أخرى منها انغالق بعـض ــي ــى املتلقـ ــعوبتها علـ ــذاكرة العربية،وصـ ــام الـ ــوز أمـ 1الرمـ

طي علي البطل كانت خاصة بشعر السياب،حيث يـرى أن الرمـوز أما دراسة عبد املع شعره األسطورية يف

95،96ينظر،سامح الرواشدة، املرجع السابق،ص 1

Page 47: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

45

جمال القضايا االجتماعية، وجمال الشعر الذايت، وهذه الرؤية نفسـها : انقسمت إىل جمالني حتدث عنها فتوح

ويرى علي البطل أن هذا التحول من اال االجتماعي إىل اال الذايت قد ينجح فيـه ،مث حيدد مقاييس إجرائية يراها مناسبة ملعرفة جنـاح الشـاعرأو فشـله لشاعر،وقد يفشلا

:ومنها

الدور العضوي لألسطورة يساير داللة التجربة والشعور العام للقصيدة، وكذا حيوية الرمز ذاته لكونه يشكل جزءا من العقيدة، ويرى أن فهم الشاعر الصحيح لألسـطورة القدميـة

).التشبيهات(عله ميلك داللتها،وإمهاله لفهمها جعله يعيدها إىل التضمني البديعي الضيقجي

أن هذه املقاييس ليست جديدة بل سبقه إليها عز الدين إمساعيل،ويتفق حوهلا معظم ويبدوكما يرى، مث ينتقل إىل اجلانب التطبيقي حيث يضرب مثال لفشل السياب يف إقحام .النقاد

)مدينة بالمطر(يف قصيدة ) عشتار(،ويف جناحه توظيف رمز)كارإي(أسطورة

أن قراءة القصيدة من زاوية الرمـز واملرمـوز "وحول هذه الرؤية يرى عماد اخلطيبوأن علي البطل حلل الرموز اليت تنتمي لعشتار وفق يرها حق النقدالتفي القصيدة يف تصو

اقي حنو التحرر، من خالل رمز عشـتار وقـد رؤيا ترتكز على حركة اتمع العر:رؤيتنيكانت تضحيات الشيوعيني مثاال ملساعدة عشتار يف ممارسة مهمتها اإلهلية لبعث اخلصب، وإن زوال تلك التضحيات زوال لبعث اخلصب، ورؤيا ترتكز على موقـع السـياب يف

1"حركة اتمع

عيارا نقديا،دراسة يف النقد العريب احلديث والشعر العريب احلديث،جهينة للنشر والتوزيع عماد علي اخلطيب،األسطورة م.1115ص2006

Page 48: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

االتجاه الرمزي يف األسطورة :الفصل األول

~ ~

46

د األفق، وزمن مستقبلي ، ففـي زمن وقيت حمد: كما ينظر الدارس لقصائد السياب بزمننيالزمن األول يسقط الشاعرالفشل على القصائد اليت تعكس نضال اتمع وهـي صـدى

.لهزميته أمام السلطة،أما الزمن الثاين نرى األمل يف املستقبل رغم التضحيات

) عشـتار (إن البطل يعطي لنفسه مفتاحا لرمز"وحول هذه الرؤية يعلق عماد اخلطيببتحليله معطيات الصورة من حيث تبدأبه ه يف مركز الصورة األسطورية دون أن يهتم يضع

1"ولغة تنظم خالهلا الرؤيا

ويف موقف أخر اليرى البطل أن الشاعر ميكنه أن خيلق رمزا أسطوريا بعد أن ينقلـه لرمز من جمتمعه، وبذلك خيالف عز الدين إمساعيل الذي يرى عكس ذلك،فالبطل يرى أن ا

يدرس مبستوياته اليت استعمل ألجلها، واليستطيع الشاعر ـ حسب رأيه ـ أن يضـفي كأنه بذلك اليتخذ من السياق الشعري اخلاص الـذي .عليه طابع شعري بعد استخدامه

.يوجه داللة الرمز يف سياق القصيدة العام

116صاألسطورة معيارا نقديا،عماد اخلطيب، .د 1

Page 49: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

الفصل الثاين

االتجاه الفكري لألسطورة

ـ أسعد رزوق

ـ حممد الصادق عفيفي

ـ علي الشرع

ـ أمحد كمال زكي

Page 50: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلأله الفكري االتجا الفصل الثاين

~ ~

48

فة يف القصيدة مقياسا للتصنيف ظاألسطورية املو الرموزاتخذ بعض النقادمن عراء أنفسهم، أو يصنفون شعرهم نسبة شالفكري، وراحوا على هذا األساس يصنفون ال

للرمز الذي استخدموه،ومن هؤالء

:أسعد رزوق

يف ) متوز(استخدموا موعة شعراء)التموزيني(اسم افترض حيثيف شعره قد بدت يف زمن مبكر، حينما ألن الرتعة التموزية) أدونيس(همشعرهم،من

1على نفسه) أدونيس(تقمص شخصه معىن الدميومة التموزية بإطالق اسم

فأدونيس استلهم األسطورة التموزية، وعاشها كإنسان القى املصري التموزي يف ع أن الحقل حوله نضري، وال ،مث يتاب)أم األشياءكلها(حياته، فالشاعر يتكلم عن أرض هي

وهذا لسان الشاعر وهو خياطب لسان األرض الظمئة حلياة جديدة، وهي..تلة زاهرةاألرض ـ تتوق مليالد جديد، وهذا ما يدعو أدونيس، إىل تصور منقذ بطل، ويتصوره _

2احلياة والغد األحلىعلى شاكلة شخصه تصويرامتوزيا فيه كل بواكري

إن انتصار البطل على املوت ليس :"قدا موقف البطل التموزي فيقولويتايع رزوق نا،ألن متوز األسطورة هو النقذ الذي استجاب لنداء األرض، واستشهد انتصارا مستحيال

3"منمنما وضاء"نفوساللكرامة شعبه، حىت يبقى حيا يف

دراسة يف النقد العريب احلديث والشعر العريب احلديث،جهينة للنشر (نقال عن عماد علي اخلطيب،األسطورة معيارانقديا118،ص2006،)األردن(والتوزيع 1

118لسابق،صاملرجع ا 2

118املرجع نفسه،ص 3

Page 51: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلأله الفكري االتجا الفصل الثاين

~ ~

49

الديه، ويصف د رزوق أن موقف البطل التموزي يتجلى بوقفته أمام جعويرى أسالكون هذه الوقفة بأنها مولد لألساطري ـ على حد وصف أدونيس هلا ـ اليت مألت

باالخضرار، بل إننا الجند

األسطورة التموزية إال بعثا للشهادة اليت هي طريق احلياة، ألن املوت فيه بعث للحياة 1خالهلا

طوري وبعثه داللة على جدب كما يرى رزوق أن أدونيس جيعل من موت متوز األسوخصبها، وقد عد الشاعر موت البطل املنقذ داللة على عودة الطبيعة ــاألرض

اخلصب إىل األرض اليت رواها بدمه الزكي، وذلك تيار فكري يشري إىل مضمون أسطورة 2متوز

عيش نمعجزة يأيت مع الشفق، "لكن متوز ما زال البطل الذي استشهد لكي حييا شعبه فهواجلديد وذاك هو "واملطلوب هو فجر احلياة، وفجر البعث، والقدر "فيها، نغين ننتشي أملا

3متوز، املنقذ الذي حقق تكامال بني البطولة والتضحية يف االستشهاد

كرمزألسطورة موته الذي يضمن مغزى ) الفينيق(ويرى رزوق أن أدونيس قد بستعني برمزه مشكالت يواجهها،وإن فينيق يف املوت، يتساوى مع متوز فهو إليصال جتاربه ومواقفه جتا

وميكن عد .بعد أن يترمد،ويتفتح،بعدذلك به الربيع اخلصب حني حيضن اللهب يتجددأسطورته ورمزه يف موازاة الرمز التموزي من حيث القالب والشكل،لكن رمزه يضمن

118 ص )م س(عماد اخلطيب، األسطورة معيارا نقديا 1

119،صالسابقاملرجع، 2 119صاملرجع نفسه ، 3

Page 52: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلأله الفكري االتجا الفصل الثاين

~ ~

50

ربة الشاعر،كما هي صورة الفينيق غربة الفن، وغربة البطولة،وغ:جتربة فكرية للغربة 1الغريب

أدونيس أنه وهو ميثل جتربة الغربة،فإنه ميثل جتربة احلرية، وتلك ) متوز(ويتحدث رزوق عن وإن متوز يف ذلك هو الفينيق .موجودة يف صورة أدونيس للقلق وجتربة الرغبة يف التجدد

إلنسان من الكون، ويف تصوير الذي كان يف اختباره للموت طوعا رمز إىل موقف اأدونيس للفينيق مير بنفق النار قبل بلوغه اخللود، وتعاليه على الزمان واملكان،داللة على

2نوع من التضحية، وهو بذلك يتشابه جماورة مع صورة متوز

ويبدو أن أدونيس يوحد نفسه مع الفينيق، فكالمها يشعر بالغربة ويعاين جتربتها،لكن غربة لفينيق أشد ولعا باملوت كوا تفوق غربة الشاعر، وتلتقي معها يف إدراكهما السر يف ا

مثل ..كي يصري"..حيترق"االحتراق والتجدد من أجل الغد األفضل، وهاهو العاملويترك الشاعر لنا . امسه،وكأنه األمل يف انبعاث جديد يدعو إىل االقتداء بأفعال العظماء

لى نفوسنا يف اعترافها حبتمية فرض الكون على اإلنسان ليحقق تنتصر ع مساحة فكرية 3اإلنسان ما يريد يف هذا الكون

ومن النقاد الذين درسوا األسطورة وفق اجتاهها الفكري

:حممد الصادق عفيفي

ى حممد الصادق عفيفي أن األسلوب األسطوري من األساليب اليت اختلف حوهلا ير،ويعترب أن بعض النفاد من يهتم بأثر روح التعبري الفين يري النقديةالنقاد خاصة يف وضع املعا

119،ص )م س(عماد اخلطيب، األسطورة معيارا نقديا 1 119،صاملرجع السابق 2

119،120،صاملرجع نفسه 3

Page 53: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلأله الفكري االتجا الفصل الثاين

~ ~

51

وما فيه من مجال يف الصورة،وبأن منهم من يهتم بأثر روح الكلمة اخلالقة، وبأن منهم من يهتم مبايشيع يف روح العصر من أساطري وتيارات فكرية، وهذا اجلانب األخري هو الذي

1اهتم به الناقد يف دراسته

وجه إجيايب متمثل يف : بوجهني)سيزيف(ويرى عفيفي أن الشعر العريب استعمل أسطورةتكرار احملاولة وعدم اليأس،أما الوجه السليب فتمثل يف االستسالم للواقع

2من الالجدوى،والالاية املرفوض،واالنتحارللتخلص

اجلانب املظلم منها،وخباصة تأثروا باألسطورة السيزيفية نظروا إىل الشعراء الذين يرى أنو 3.يف عاملنا العريب أكثر من جانبها االجيايب،بسبب املشكالت اليت واجهتهم

كما يرى عفيفي أن استخدام األسطورة وفق التيارات الفكرية املعدودة عند الشعراء وهل كان استخدام األسطورة بادرة حداثة،أمالعرب احلديثني يعد أثرا ملشكالت العصر،

ردة فعل على مرض العصر وما أصاب األدب من ازامية؟لقد عرف أدبنا العريب ، شعراء أسرفوا يف األماين، وتعللواباألمور غري الواقعية، مث خابت آماهلم مبا عكسته أحداث واقعهم

4فكانت شكوى الشعر باألسطورة

رض ويعترب عفيفي أن شكوى الشعر إحساس غامض عرف يف تاريخ اآلداب مبالعصر،فالشاعر العريب يبكي بكاءأساس خيوطه من الواقع،واليريد عفيفي ـ كناقد ـ أن

210،ص1978وازنات،اخلاجني،مصر،حممد الصادق عفيفي، النقد التطبيقي وامل 1

210،ص املرجع السابقحممد الصادق عفيفي، 2

210املرجع،نفسه،ص 3

211نفسه،ص 4

Page 54: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلأله الفكري االتجا الفصل الثاين

~ ~

52

أو بقوقعة "..كما فعلت نازك املالئكة"يتخطى هذا الواقع أويتلهى عنه واجس الذات 1كما فعل نزار قباين..بث واونعاللهو وال

ان يف أغلب األحيان أن األمل يكرب عن القدرة اليت يستطيعها اإلنس ويرى عفيفيلنفسه أغالل االزامية، وخير ويضرب مثال بالشاعر عبد الوهاب البيايت ،حيث يرتضي

صريعا مستسلما للقدر أو لصخرة سيزيف، ويضيق الفضاء عن حتقيق آماله،فريتد يعاين :يف قصيدته2آالم الذات، وخيترع غصص اليأس،واملوت البطئ،

على أجوازه أحرقت أجنحيتماللفضاء يضيق يب و

أحالمي املوتى ومقربيت وعلى غدائر ليله اضطجعت

وتباركت األنوار وانتحبت صمته الثلجي عاصفيت

3واليأس واملوت البطئ على أظفاره ينتاش أخيليت

ر يف صدره ينابيع األسى ونفس احلالة عاشها الشاعر بدر شاكر السياب،حيث تتفجلعجزه عن حتقيف آمانيه، فإذا الليايل تطوى، وإذا الظالم يزداد قتامة، واليرى من خالله بارقة األمل، أونافذة لنور جديد، وتزداد وطأة احلساسية فتستفحل الظاهرة بني

":يف ليايل اخلريف"ضلوعه،حىت تغدو وكأنها القبور، كما يف قصيدته

ريف الطواليف ليايل اخل

آه لو تعلمني

211،212،ص حممد الصادق عفيفي، النقد التطبيقي واملوازنات 1

212،ص املرجع السابقحممد الصادق عفيفي، 2

48عبد الوهاب البيايت، ديوان ،مالئكة وشياطني،ص 3

Page 55: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلأله الفكري االتجا الفصل الثاين

~ ~

53

كيف يطغى علي األسى واملالل؟

1يف ضلوعي يصيح الردى

:علي الشرع

من النقاد الذين درسوا األسطورة يف الشعر وفق اجتاهها الفكري ، حيث صنف ـ كسابقيه ـ الشعراء انطالقا من الرمز األسطوري املوظف يف قصائدهم،وقد جاءت

2ه، ومما جاء فيها دراساته ألسطورة السياب والبيايت وأدونيسدراسته موزعة على كتب

ويطلق علي الشرع تسمية الفكر الربوميثي،نسبة إىل بروميثيوس، وأوريف نسبة إىل وقد .كما يقدم بىن فكرية وشكلية لقصيدة أدونيس،اليت أفردهلا كتابا كامال..أورفيوس

مرآة "و3"مرآة ملعاوية"لفكري قصائدضرب من األمثلة على استغالل أدونيس للموروث ا 5،وكلتامها تظهران اجلانب اإلنساين واحلضاري4"احلجاج

كما يرى الشرع أن أهم األطر والبىن الفكرية اليت استغلها أدونيس، هي البىن وكان على رأس البىن األسطورية . األسطورية، وهي البىن اليت جعلت شعره غامضا ومعقدا

له أسطورة الفينيق، وفيها داللة التضحية، وإن قصائد أدونيس القصار عند أدونيس استغال اليت كتبها يف مراحل شعره املتأخرة تؤشر بغموض إىل مضامني أسطورة الفينيق

17كر السياب، ديوان ،أساطري،صبدر شا 1

68ـ67،ص1987علي الشرع، بنية القصيدة القصرية، يف شعر أدونيس،منشورات احتاد الكتاب العرب،دمشق، 2

179،ص)2(أدونيس،األعمال الشعرية الكاملة،مج 3

82ملرجع،السابق،صا 4

67،68علي الشرع، املرجع السابق،ص 5

Page 56: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلأله الفكري االتجا الفصل الثاين

~ ~

54

ويدرس الشرع نص أدونيس وفق خلفية أسطورية ـ كما يقول ـ تشكل القاعدة اليت قال 1"مرآة للسؤال"إليها األوىل يف مراحل تشكيل القصيدة، ومن القصائد اليت أشار

إن صورها الغامضة تكون ألغازا اليستطيع القارئ فهمها إال إذا كان مراعيا ملا يدور :عنهاحتت احلركة الفوقية للقصيدة،وعلى القارئ أن يعرف كيفية مالحقة اخليوط اليت تشكل

2صويريالنسيج التحيت للقصيدة الكامن وراء منظور الشاعر اللغوي والت

، وحيللها كمثل واضح على كيفية اتكاء أدونيس "احللم"بقصيدة ويضرب الشرع مثال :مضمونا وشكال، يقول الشاعر) الفينيق( على أسطورة

غبت،اختفيت؟ عرفت أنك سائح

شرراولؤلؤة وموج غواية

متضي، تعود مع الفصول

3..ورأيت نارك يف احلقول

دراسة الصورة،وخصوصية اللغة الشعرية يف الشعر العريب تطرق الشرع إىلكماأن عبد الوهاب البيايت استمدها من ألف ليلة وليلة، يف سياق رحالت احلديث،فريى

:ويستشهد بقوله 4.. السندباد

كانت تستلقي بضفائرها الذهبية

174،األعمال الشعرية الكاملة،صأدونيس، 1

71علي الشرع، املرجع، نفسه،ص 2

238أدونيس، املرجع السابق،ص 3 73،84علي الشرع ،املرجع السابق،ص: انظر 4

Page 57: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلأله الفكري االتجا الفصل الثاين

~ ~

55

عارية فوق رمال الشاطئ

تبكي عند مغيب النجم

حصان البحر األسطوري

:قاد الذين درسوا األسطورة انطالقا من رؤية فكريةومن الن

:أمحد كمال زكي

جتربةأن حيث يرى رـخصص الفصل السادس لدراسة األسطورة يف األدب املعاص

مكوناأو جماال للكشف عن أغوار إنسان )أوديب(أو)بروميثيوس(أو)سيزيف( غور التجربة،إال إذا ضعفت العصر،وتكتفي اإلشارةالحدمها عند شاعر عريب لكي نسرب

:القرينة إىل حد أنها تعجز عن إلقاء األضواء الكافية، وهنا يستشهد بقول أدونيس

عاشق أتدحرج يف عتمات اجلحيم

حجرا غري أنين أضيء

إن يل موعدا مع الكاهنات

يف سرير اآلله القدمي

أورفيوس(على بقصور أدونيس عن إيصال صورته لتدلزكي كمال محد أوأحس( ،استقامة املدلول املباشر هلا حبيث تكشف عن واقع نفسي معني،وليس أدل فضال عن عدم

1على فشل الشاعر، إذيصور نفسه باإلله والساحر

180 ،ص1980،)2(دراسات يف النقد األديب،دار األندلس،طأمحد كمال زكي، 1

Page 58: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلأله الفكري االتجا الفصل الثاين

~ ~

56

ويشريكمال زكي إىل عامل أدونيس الشعري ،ويصفه بأنه غابات من األسرار ومهاوي السقوط

، على بقية جوانب مضامني شعره،حلاجته أن يغلب اجلنس الشهوي - أدونيس -ألنه .1يفرغ انفعاالته ا

وحول صعوبة فهم األسطورة يرى زكي أن عسر فهم الشعر ناتج عن عسر استخدام ويأيت جناح الشاعر أو .الشعراء للرموز األسطورية،وقد أرادوها مادة ألفكارهم املعاصرة

طورية يف مكاا الصحيح، وبالطريقة فشله تبعا لقدرته على استخدام الصورة األسالصحيحة كذلك،هنا تستغل الصورة األسطورية عند الشعراء يف مضمون يخضع

2األسلوب إىل التعبري الدقيق

إن فهم األسطورة من جهة،وفهم املوقف املعاصر من جهة أخرى :"ويصل زكي إىل قولهر الشاعر، أو عدم قبول مها ما يكونان الكل الذي يعطي اإلحساس بقبول تصوي

وال عالقة للنقد بنوع األسطورة املستخدمة، كما ال عالقة لتصوير الشاعر بنوع تصويره،أسطورته؛فالنقد يهتم برمز األسطورة اليت ينجح الشاعر بإقناعنا أنه صنعها بإحساسه

3.وارتبط ا بشخصه، على أال تفقد يف ذاك مجال صورا ومجال تصويرها

،نذكرةلنقاد الذين حبثوا عن الفكر يف األسطورومن ا

من الدراسات ) األسطورة يف الشعر احلديث(يف كتابه أسعد رزوقتعترب دراسة ***األوىل،اليت اهتمت بتوظيف األسطورة يف الشعر،لكن ما مييزها، هو اهتمام الناقد بالفكر

187املرجع السابق،ص 1

186-185، أمحد كمال زكي، دراسات يف النقد األديب: 2

189-188نفسه،ص 3

Page 59: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلأله الفكري االتجا الفصل الثاين

~ ~

57

على جمموعة )موزينيالت(،وذلك من خالل تصنيف الشعراء حسب رموزهم،بل أطلق اسم ).علي أمحد سعيد(،)أدونيس(من الشعراء منهم

أن من "غري أن هذا التصنيف ينتقده بعض النقاد،ومنهم عز الدين إمساعيل،حيث يرى،مث يتساءل وهل يصح للنقد أن "بروميثية"،أو أحيانا"سيزيفية"يقول هذه قصيدة د مناالنق

يلتمس لنفسه أدوات ووسائل فكرية حمددة يتخذ منها الناقد أسسا للنظر يف الشعر،وتصنيفه؟وهل يقبل الشعر نفسه هذا املنهج،وهل يعترف الشعر بالقوالب الفكرية

قد فرغنا من ونكون بذلك- مثال- "سيزيفي"را بأنهاحملددة؟كما هل حيق أن يصنف شاع 1ومن دراسة شعره - مثال–دراسته

كما ينتقد موقف البطل التموزي،حيث يعتربأن االنتصار على املوت ليس .مستحيال،فتموز األسطورة استجاب لنداء األرض،ومات شهيدا حيث بعث احلياة

بني متوز األسطورة الذي كان ومن خالل هذه الرؤية حياول رزوق أن يربط مل يبلغ هذه ما زال) أدونيس(جريئا،وضحى من أجل البعث، بينما البطل التموزي عند

.الدرجة من التضحية

جيعل موت متوز األسطوري،وبعثه داللة على ) أدونيس(ويعتقد أسعد رزوق أن .إىل األرضجدب األرض وخصبها،وهو يتقاطع مع موت البطل املنقذ بعودة اخلصب

مث ينتقل رزوق إىل فكرة أخرى وهي مهمة متوز البطل،الذي يضحي من أجل شعبه، الذي إىل غد مشرق،وفجر البعث،ويف موقف أخر يرفع من شأن البطل التموزي الذي

.حيل أزمة األرض اخلراب

207-205، ،)م س(،الشعر العريب املعاصرعز الدين،إمساعيل 1

Page 60: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلأله الفكري االتجا الفصل الثاين

~ ~

58

،حيث يتصور أن هذا الرمز يف )أدونيس(الذي استخدمه" الفينيق"ويتطرق رزوق إىل رمز،مث يتفتح بعد ذلك به الربيع )من الرماد(املوت يتساوى مع متوز،فهو يتجدد،بعد أن يترمد

ميثل غربة الفن وغربة " الفينيق"اخلصب،وهو مياثله يف الشكل والقالب،غري أن رمز .البطولة،وغربة الشاعر،كما هي صورة الفينيق الغريب

لتصور،وهذا ما أشارت إليه خالدة ريتا يتعدى هذا ا" الفينيق"ويبدويل أن اختيار رمز الفردي والقومي : قضية املوت،يف مستوياا املختلفة فقد عاش أدونيس: "عوض

ويف نفس 1"واإلنساين،ولعل قضية املوت ابتدأت يوم مقتل والده احتراقا حبادث مفجعكان أدونيس حيب والده إىل درجة ):"زوجة أدونيس(السياق تتحدث خالد سعيد

2"قديسالت

كما يعلق رزوق على متوز أدونيس فهو يعتربه ميثل جتربة الغربة والبحث عن فإن متوز مثل الفينيق ميثالن - وحسب رزوق - احلرية،والبحث عن التجدد

مع -يف اعتقادي–مث يواصل رزوق حديثه عن رمز الفينيق الذي يتماهى .التضحية،والبعثجتربته أشد حبا للموت حبثا " الفينيق"اين جتربتها،غري أن الشاعر فكالمها يعيش الغربة، ويع

.عن التجدد،والغد األفضل

األسلوب األسطوري الذي يعتربه حمل اختالف بني حممد الصادق عفيفيوتتناول دراسة .النقاد، ويركز يف دراسته على اجلانب الفكري لألسطورة

وجه أجيايب متمثل يف تكرار : بوجهني )سيزيف(ويرى أن الشعر العريب استعمل أسطورة ففيه : أما الوجه الثاين فهو سليب).سيزيف(احملاولة،حماكيا الشعر بذلك األسطورة األصلية

ــات 1 ــة للدراس ــة العربي ــريب احلديث،املؤسس ــعر الع ــاث يف الش ــوت واإلنبع ــطورة امل ــوض، أس ــا ع ريت

134،ص1،1978والنشر،بريوت،ط

134،نقال عن ريتا عوض، املرجع السابق،ص92،ص1960سعيد،البحث عن اجلذور،بريوت،خالدة 2

Page 61: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلأله الفكري االتجا الفصل الثاين

~ ~

59

ويعترب أن الشعراء الذين تأثروا باألسطورة السيزيفية يف جانبه السليب أكثر من االجيايب .،بسبب املشكالت اليت واجهتهم

اعي للشاعر العريب هو الذي فرض عليه الرؤية ويبدو أن الواقع االجتم .السلبيةلسيزيف،الذي مل يتغري وضعه رغم اجلهد املهدور

هل استخدام األسطورة وفق التيارات الفكرية :مث يطرح عفيفي مطر سؤاال يف غاية األمهيةكان استجابة للحداثة ،أم ردة فعل على مرض العصر؟وما أصاب األدب من ازامية،مث

ول اإلجابة على هذا التساؤل،ليتوصل إىل أن الشعراء بالغوا يف األماين غري حياق ذلك فكانت شكوى الشعر ،فلم يستطيعواحتقي*)وهذا من عالمات مرض العصر(الواقعية

.باألسطورة

أن سيطرة الشاعر العريب على حلمه، وخياله المتنعه "وحول هذه الرؤية يرى عماد اخلطيبعلى أن يلعب باللفظة وحيكيها وفق قاموسه التعبريي، الذي صنع من من التمتع بقدرته،

البيات سحرا، وإذا كانت األماين كبارا كانت النفوس اليت حتمل تلك األماين كباراأيضا

املاضي إىل احلاضر،وترسم كما يعتقد عماد اخلطيب أنه باللغة تنقل الصورة من األسطورة املرتبطة مع حدث ازام سياسي أو اجتماعي أفقا ملستقبل جمهول،وإن استعمال

اليتناسب مع استعماهلا لذاا،وإن كانت املناسبة ختلق جوا آخر للنص، أواقتصادي مثالجتعله يتفاعل مع ذهن القارئ إال أن اإلنسانية العامة للمعاين املشتركة بني اجلميع تبقى هي

ألمل دنقل اليت يعترب أحداثها " التصاحل"ال بقصيدةعلى قمة ما يهتم به النقد،ويضرب مث 1ومضامينها تصلح ألن تقال،وتتصور يف كل زمان

128،ص )م س( األسطورة معيارا نقديااخلطيب، عماد 1

Page 62: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلأله الفكري االتجا الفصل الثاين

~ ~

60

األسطورة من وجهة فكرية متخذا شعر السياب،والبيايت،وأدونيس علي الشرعويدرس هذا :مناذج لنقده،وأهو كمسابقيه يصنف الشاعر مسبقا،حسب اجتاهه الفكري كأن يقول

بة إىل بروميثيوس،وذاك أوريف نسبة إىل أورفيوس، وهذا التصنيف انتقده الكثري بروميثي نس ).الشعرالعريب املعاصر(من النقاد كما سبق الذكر،منهم عز الدين إمساعيل

عر واإلبداع شعلى ال تضيقاأن يف هذا الطرح "وحول هذه الفكرة يرى عماد اخلطيب 1"رقز واخلوأن األصل يف اإلبداع التجاو

أن األطر، والبىن الفكرية اليت ) أدونيس(ويستخلص الشرع من خالل دراسته ألعمال اسغلها الشاعر هي البىن األسطورية،وهي اليت جعلت شعره غامضا معقدا،ومن بني البىن

.ة التضحية،وفيها دالل"الفينيق"األسطورية عند أدونيس استغالله أسطورة

اد أن أدونيس انفرد به أكثر من غريه، خلصوصية احلدث وحول رمز الفينيق يجمع النق ).خالدة سعيد(،و)ريتا عوض(النفسي، واالجتماعي الذي عاشه كما سبق الذكر،يف قول

ويشري الشرع إىل ظاهرة الغموض يف قصائد أدونيس القصاراملتأخرة ،ويعتربها ذات ".الفينيق"دالالت غامضة يف مضامني أسطورة

عرف يف اآلداب الفرنسية، ويف مجيع آداب العامل منها،أدبنا العريب يف خالل الثالثينات،وقد احندر إليه :مرض العصر*يف فترة ما -ياسيةشعراؤنا نتيجة إسرافهم يف األماين، والتعلل باألمور غري الواقعية،مث خيبة اآلمال اليت عكستها األحداث الس

انظر،جليل كمال (على نفوس الشبيبة الطاحمة، واألجيال الصاعدة،فكانت الشكوى-بني احلربني العامليتني،نقالعن حممد الصادق عفيفي،املرجع 246،ص1964،الدين،الشعرالعريب احلديث وروح العصر،ط،دار العلم ،بريوت

) 211السابق،128عماد اخلطيب، املرجع السابق،ص 1

Page 63: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلأله الفكري االتجا الفصل الثاين

~ ~

61

إن الغموض :"موض يتحدث أدونيس نفسه جميبا على سؤال طرح عليهوحول ظاهرة الغعلى العكس دليل غىن الغموض.يف الشعر ليس بذاته،نقصا،وأن الوضوح ليس بذاته كماال

ولوكان الغموض " أفخر الشعرما غمض:"وعمق،وهذا ما تنبه إليه ناقد عريب قدمي،فقال 1"هو بني أعظم ما أنتجتهبذاته نقصا لسقط من شعر اإلنسانية كالم

ويبدو أن الغموض يف شعر أدونيس هو فلسفة يؤمن ا، متجاوزا بذلك الغموض الفين، .الذي تستدعيه أحيانا القصيدة

كون اليت تبدو ،يف نظره غامضة،وت" مرآة للسؤال"ويضيف الشرع مستشهدا بقصيدة .ألغازا اليستطيع القارئ فك خيوطها

إن هذه القصيدة "ب على أشعار أدونيس،وهذه القصيد باخلصوصويعلق عماد اخلطيصورة أسطورية واحدة،حيكي أدونيس من خلفها ماتسطره لغته،فالقصيدة بأسطرها

2"العشرة تشكل فخرا بالذات تعود بنا إىل الشعوبية

كما درس الشرع التشكيل اللغوي والتخييلي الذي استمده الشاعر البيايت، يف ليتوصل إىل أنه استلهمها من قصص ألف ليلة وليلة يف سياق " يدة اإلغريفيةالقص"قصيدته

رحالت السندباد،غري أن هذه الرؤية خيالفها عماد اخلطيب، حيث يعتقد أن الشرع ينطوي على تناقض يف حبثه عن لغة الشعر العريب املعاصر، على السطح لكنه يف األعماق "

وان ت بروميثية ،أوسيزيفية،أوأورفية،وهذا تناقض لعنيصنف شعر من يدرسهم يف خانا 3"عمله النقدي،إذ األصل فيه البحث عن اللغة وإمكاناا يف التصوير،واإلبداع

13،ص6،2005،زمن الشعر،دار الساقي،ط)علي أمحد سعيد(أدونيس 1

129،ص األسطورة معيارا نقدياعماد اخلطيب، 2

130املرجع، نفسه،ص 3

Page 64: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلأله الفكري االتجا الفصل الثاين

~ ~

62

ومن خالل رأي عماد اخلطيب،يبدويل أن الشرع مل يلتزم بعنوان دراسته،ورمبا كان .احنرافا يف منهج حبثه

،ويرى )أوديب(و)بروميثيوس(و)سيزيف(سطورةيف دراسته أل أمحد كمال زكيويتطرق ،زيادة عن عدم استقامة )أورفيوس(أن أدونيس كان عاجزا عن إيصال صورته لتدل على

.املدلول املباشر،حبيث تكشف عن واقع نفسي معني،وليس أدل على فشل الشاعر

د كما زكي إن التعبري الذي استخدمه أمح:"وحول هذه الرؤية يعلق عماد اخلطيب قائالمشريا إىل فشل أدونيس، إنما جاء من عجز القرائن يف الصورةعلى أن توصل الصورة، بعد حتديد الشاعر ملركزها،ومعرفة الناقد هلذا الناقدأن ينظر يف تلك الدحرجة وجيدهلا سبيال

يال، جاء تصويريا مج) أورفيوس(لإلضاءة،مث جيعلها ز احلياة،ونغين لنقتنع أن احلديث عن هو املوجود ،وليس عجزا وفوقية تنظر للجميع بالدونية يف رسالة مباشرة عن كون الشاعر

1"ومن سواه الشئ

ومن ناحية ثانية يعتقد زكي أن عامل أدونيس الشعري غابات من األسرار،ومهاوي السقوط، ولعله يقصد بذلك غموضه الشعري،وضبابية الرؤية عنده،ووقوعه يف التعبري

.الشهوي نسياجل

ويف اعتقادي أن كمال زكي وضع مقياسه النقدي مبنبا على األخالق،وليس على جناح .الشاعر يف توظيف األسطورة كداللة رمزية،حيكما السياق ، والتجربة

مها أن فهم األسطورة من جهة، وفهم املوقف املعاصر:مث خيلص الناقد إىل نتيجة وهي

اح الشاعر،أما النقد فال عالقة له بنوع األسطورة بقدر ما يهتم برمزاللذان يتحكمان يف جن

.األسطورة اليت ينجح الشاعر يف اقناعنا ا

126،)م س(عماد علي اخلطيب، األسطورة معيارا نقديا 1

Page 65: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

الفصل الثالث

االتجاه الفين لألسطورة

ـ حممد لطفي اليوسفي

ـ رجاء عيد

ـ أمينة غصن

ـ حممد شاهني

Page 66: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

64

حياول أصحاب هذا التوجه معرفة دور األسطورة يف توجيه األفق الشعري،ودورها يف الفعل الشعري،وكذاخلق لغة شعرية فنية تتعدى اللغة املتداولة،فإىل أي مدى تساهم

.األسطورة يف تغيري اللغة العادية؟ هذا ما حتاول هذه الدراسة اإلجابة عليه

األسطورة يفجلانب ومن النقاد الذين اهتموا ذا ا

:حممد لطفي اليوسفي

،حيثعلى األسطورة وأثرها )املتاهات والتالشي(ركز يف دراسته املوسومة بـ منوذج لنصوص :من خالل ثالثة مناذج لنصوص الشعر العريب اليت تستخدمها،وهي هادرس

ي يف تستدعي األسطورة والتفي حباجة الشعر فيها، ومنوذج لنصوص تبين قاعها األسطور 1.العمق،ومنوذج لنصوص ختلق أسطورا وتفي حباجة الشعر فيها

ويرى اليوسفي أن وفاء األسطورة للشعر الذي حيتاجها، يأيت من استدعاء الشعر إن الشعر يلجأ إىل األسطورة الوفية لتفتح .لألسطورة دون يؤ األدمي الذي ستنغرس عليه

يرسم صورته ويستحضر أسطورته كما ص الشعري الذيله جمرى حنوحركة استمرارية الن 2جيب

املومس "استحضار السياب ألسطورته يف قصيدة طريقةلطفي اليوسفي يدرسو 3"العمياء

فتشربه املدينةيل يطبق مرة أخرى،لال

..والعابرون،إىل القرارة

،وما بعدها134،ص1992حممد لطفي اليوسفي، املتاهات والتالشي يف النقد والشعر،دار سراس،تونس، 1 136،137املرجع ،السابق،ص 2

509،ص)1(بدر شاكر السياب،الديوان،مج 3

Page 67: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

65

.مثل أغنية حزينة

ى أدميه ينغرس الذايت، إن السياب يريد خلق الكوين الذي عل: ويقول لطفي اليوسفيعليه، " املومس العمياء" فالكوين رعب الوجود بأسره الذي حل بعد أن حلت مأساة

بداللة جديدة " الليل"ويستخدم السياب وسائل متعددة ينجح النص خالهلا يف شحذ كلمة :تساوي اهلوى، مث يلتجئ إىل األسطورة، فيقول

وتفتحت كأزاهر الدفلى،مصابيح الطريق،

ا حتجر كل قلب بالضغينة،ميدوز كعيون

...وكأا نذر تبشر أهل بابل باحلريق

ويري اليوسفي معلقا على هذا التوطيف أن ما صنعه السياب مل يف حباجة الشعر بل نوع من التحول،ذلك أن النص يستل من مكوناته البانية ما حيقق "الليل"خذله، ألن كلمة

من أي غاب جاء هذا "ل الدال على استغراببه حدثه،فيستخدم الشاعر السؤاويستخدم صورا موغلة يف "وجر الذئاب"ويستخدم كلمات دالة على الرعب"الليل؟تبتعد عالقاته املتعارفة يف الواقع بعد أن "الليل"فإذا باملدرك"..ليل جاءمن الكهوف"القتامة

1خلعه الشاعر من فضائه وحميطه وأدخله يف عالقات األسطورة اجلديدة

ويتطرق اليوسفي إىل بناء القاع األسطوري أو ما يسميه بتالشي الشعر يف األسطورة،حيث يتبع الشاعر أثر األسطورة ويعيد إنتاجها عندما يتحقق تالشي الشعر يف

.ويعتربها حلظة من حلظات فشل الشعر يف إدراك ما يبين قاعه األسطوري.األسطورة

138،140حممد لطفي اليوسفي، املرجع، السابق،ص 1

Page 68: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

66

كيفيات تتعالق يف حركات عدها وفيها"م1956رؤيا يف عام"ويدرس قصيدة السيابعشرة حركة تظل تستعاد من الشعر إىل األسطورة، ومن األسطورة اليوسفي اثنيت

للشعر،وتلك احلركة هي اللحظة اليت ال ميثل فيها الشاعر يف حضرة الشعر،بل ميثل فيها قد الشعر يف حضرة الشاعر، ويتكلم ـ هنا ـ الشعر على أسراره يف ذات الشاعر،و

يتكلم املعىن يف ذات الشاعر وذات الشعر معا،العتماده على اإلخبار وااهرة واإلعالن :2،يقول السياب1فقط

صقرا من هليبحطت الرؤيا على عيين

إنها تنقض،جتتث السواد

ويرى أن النص يبدأ باإلخبار عما حيدث يف حلظة املكاشفة،إبان حلظة املكاشفة ص درجة من التكثيف اك خيرب عن منابته فيما هو يتشكل،ويبلغ النذاا، والنص بذ

اليت ترشح )صورة املباغتة(معمقة،وجيمع دالالت تكون ذاتيته وترشح صوره،كمانرى يف ا صورة الصقر على العينني،وكمانرى يف صورة العنف اليت ترشح به صورة الصقر الذي

يا اليت هي إطاللة على الوجع البشري وحتتوي صورة حلظة املكاشفة حلظة الرؤ..ينقض 3:الشامل،وهنا يقول الشاعر

صحاري من حنيب: ليس تطفي غلة الرؤيا

من جحور تلتفظ األشالء،هل جاء املعاد؟

...ث،أهو موت، أهي نارأم رماد؟أهو بع

141-140لطفي اليوسفي، املرجع ،السابق،ص 1

429،ص)1(سياب،الديوان،مجبدر شاكر ال 2

429بدر شاكر السياب، املرجع السابق،ص 3

Page 69: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

67

يضيف اليوسفي دراسته،إذ تستعصي حلظة املكاشفة على الشاعر فإا تستعصي ومث يأيت زمن "..ليس تطفي غلة الرؤيا:"يا وضيق العبارة بقولهالرؤ على املسك باتساع

البعث ضد املوت،والنار ضد :املكاشفة فوق الزمن امليقايت بتوظيف الشاعر لألضدادمث يلغي الشاعر املسافة بني كل ضدين لتصبح اإلطاللة على الشئ إطاللة على ..الرماد

لمات ذوات عمق يف الداللة يف تلك ضده،ويبلغ النص ذروته يف التكثيف،وتصبح الك 1اللحظة اإلطاللة

ويرى اليوسفي أن الشاعر بعدما عجز عن تقدمه يلتجئ إىل األسطورة،فيستدعيها 2:شاهدا على نوع من التحول فيقول

أيها الصقر اإلهلي الغريب

أيها املنقض من أوملب يف صمت السماء

رافعا روحي ألطباق السماء

غنيميدا جرحيا–رافعا روحي

وههنا ختتفي عملية التشبيه، فال تشبيه بني :"اليوسفي موقف الشاعر قائالوينتقدبالصقر وهو ذاته الذي )ختتطفه(الرؤيا وهي تباغت الشاعر وبني ذاته اليت

إن التشبيه باالختطاف تشبيه مضمر جيربه الشاعر دون أداة )*.غنيميدا(خيتطفألن النص يتوقف فجأة، فيبدو الشعري شعري يف النص،للتشبيه،وهذا ما يعطل ال

واألسطوري فيه كجسمني متجاورين، وتبدو العالقة بينهما عالقة جتاور الغري،وهذه .العالقة التكفي لتقي النص من التفكك والتجزؤ

148السابقحممد لطفي اليوسفي، املرجع، 1

430–429بدر شاكر السياب،املرجع نفسه،ص 2

Page 70: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

68

يسلمنا الشعري فيه إىل األسطوري _كما قدمه السياب _ويرى اليوسفي أن النص ذا ما صنع عالقة بأن الشعري استدعى األسطوري ليتابع عملية الذي ينوب عنه؛وه

ه،وألغى لكنه باألسطورة مل يوف حاجة الشعري بل خذل.التكثيف الداليل اليت بدأ ا 1التكثيف الداليل، وعطله وتكاد األسطورة،يف نظر اليوسفي،أن تعصف بالشعري وتبيده

ة نذكرومن النقاد الذين درسوا اجلانب الفين يف األسطور

:رجاء عيد

اللغة يف أن"،حيث يرى جانبا خمصصا للشعر واألسطورة)لغة الشعر(تناول يف دراستهاستعماهلا اليومي املعتاد تفقد بالضرورة تأثريها وتشجب نضارا،ومن هنا قد يكون استعمال الرمز األسطوري واألسطورة الرامزة مبثابة منجاة لآلداء اللغوي،يستبصر فيه

2"بواسطة التشكيالت الرمزية إمكانات خلق لغة تتعدى وتتجاوز اللغة نفسها صاحبه

إن اآلداء األسطوري املوظف توظيفا رامزا يفسح أفق اللغة الشعرية بواسطة "ويضيفاستحداث معادل فين بني الذاتية،واملوضوعية يتوافر له االقتصاد اللغوي،والتكثيف الداليل

تيح للقصيدة أن تكتسب بعدا تتجاوز به حدود املستوى يف الوقت نفسه،كما ي .الواحدوالعطاءاملباشر إىل تعميق منطقها لتصبح جتربة اإلنسان وموقفه الكوين

الشاعر على جتاوزه للداللة الواحدة لألسطورة ،أو التفسري ذلك إال بقدرة ولن يتحققاملتجمد يف إطار موحد،أومبجردلصوق لفظية ألمساء أسطورية أو تعداد أساطري فيما يشبه

3اصطناع تشبيه تكون األسطورة جمرد أحد طرفيه

152-149،وص145-144لطفي اليوسفي ،املرجع السابق،ص 1

295،ص)قراءة يف الشعر العريب احلديث(رجاء عيد،لغة الشعر 2

296ملرجع ، السابق،صرجاء عيد،ا 3

Page 71: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

69

كما يرى رجاء عيد أن اآلداء اللغوي املستبطن للدالالت األسطورية يف تشكيلها الرمزي الذي يصنعه إنما يعمد إىل حتقيق بعد فين بواسطة االختيار اهليف ملا ميكن أن ختلقه

بني احملدود والال حمدود، وبني اللحظة الواقعة، واللحظة اإلشارات األسطورية من تزاوج" 1الوامهة

من السمات البارزة يف مسار لغة الشعر :"ويضيف متحدثا عن لغة الشعر قائالوذلك . كعنصر شعري ملتحم ببنية القصيدة،وجمسد لكينونتها) األسطورة(تخداماس

بواسطة خلق موازاة فنية بني حادثة معاصرة تتفق يف بعض امشاجها مع احلادثة القدمية،حبيث تصنع هذه املعادلة تطابقا يف ظالل كل من اللحظة املعاصرة يف زمنيتها

جتسدها األسطورة،مما يتيح للمتلقي أن يستشعر الطازجة،ويف ظالل الزمنية القدمية اليت 2"املاضي يف احلاضر،واحلاضر يف املاضي

ويرى رجاء عيد أن هناك تعدد لصور االستخدامات الفنية لألسطورة يف الشعر احلديث،وهذا التعدد مشروع ومقبول،ألن لكل شاعر تفهمه اخلاص للمادة

عه جتاه دالالت خاصة جتذبه إليها رؤيته الشعورية ملا األسطورية،وله ذاتيته الفنية اليت تدفيستهويه من احياءات األسطورة اليت حتلق اجنحتها فوق حقول من املعاين،تضم علم

3"اإلنسان وعلم االجتماع،وعلم التحليل النفسي

جانب أخر يرى رجاء عيد أن للسياب قصيدة تتميز باستخداماا األسطورية، ومنفترضة خارطة القصيدة يف امتدادها الفين يتمحور يف دائرة الطقوس اليت تفيض م

التموزية،تنسج من رموزها معادالفنيا يغطي جسدها اللغوي، ويتوحد يف تراوحها بني

296،صلغة الشعررجاء عيد، 1

298املرجع، نفسه،ص 2

299نفسه،ص 3

Page 72: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

70

األسطورة واحلقيقة زمنية الزمان حيث يتلبس املاضي باحلاضر،ويندمج ـ كالمها ـفي لتمزقه اسدة(ي )رؤيا(، هذه القصيدة هيحضور عيين تارة،ويف غياب زمين تارة أخرى

يبدأ املقطع .1)عبد الكرمي قاسم(النفسي،وفجيعته الروحية إزاء مذحبة املوصل إبان حكم :األول بقوله

حطت الرؤيا على عيين صقرا من هليب

إا تنفض، جتتث السواد

فنجتقطع األعصاب، متتص القذى من كل

حفاملغيب، عاد منها توأما للصب

،فريى أن فيها آداء شعريا يتركب من )مدينة السندباد(نتقل الناقد إىل قصيدةويآلدائية، فهي تستخدم حلقات تصويرية،يتآزر يف بنيتها الداخلية حشد من األمناط ا

األسطورة،وتوظف مغزاها مع دالالت من التراث اإلسالمي،واملسيحي، لتخدم يف تضامها تلبس يف توحد وجتسد مع اقتدار فين على تطويع ذلك التعدد، ليترميز نسيجها اللغوي،

.بواسطة اندماج شذرات الصور يف تواصل داخلي متيحا رؤية كونية متكاملة

أن األسطورة كانت متثل منطا من "ويويل رجاء عيد أمهية للجانب الفين،حيث يرىكما أن هلا منطلقها اخلاص لغة صحيحة وصادقة وهلا مبدأها البنيوي، اللغة الشعرية وهي

كما أن السمة اخلاصة بالشعر تستكن يف واقعة أن الشعر حيفظ الصفة الديناميكية وإال سوف تصبح القصيدة هيكال )التعبري الفين(لألسطورة، ولكننا جيب أال نغفل أمهية

313،صلغة الشعررجاء عيد، 1

Page 73: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

71

وقف الناقد عظميا يف مقربة األساطري حتتشد جثتها وتتراكم عظامها،وال جيدي أن يت 1)الوعي اجلماعي(ليدرس أثر

ويعترب رجاء عيد أن االتكاء اجليد على الدالالت األسطورية،والتارخيية،والتراثية يستطيع أن مينح العمل الفين قدرة فريدة يف منحه ثراءمستنبتا يف اإلشارة اليت تفتح نافذة

2لدى املتلقي يطل منها على اجلانب األسطوري،أو التراثي

وميكن اعتبار أمينة غصن من النقادالذين درسوا األسطورة وفق اجتاهها الفين

: أمينة غصن

أول خطوة هلدم البنية كانت العريب لألسطورةترى أمينة غصن أن استخدام الشاعر التقليدية القائمة على احملاكاة والتقليد،الستحداث أساليب تستنبطن عبقرية اللغة يف

وتلك التجربة هي اليت توحد بني الذات .تجربة الكلية الشاملةأسطورة جتسد ال 3واملوضوع،وارد واحملسوس،والواقع وما فوق الواقع

وتفق غصن على مالمح أسطورية عند خليل حاوي، وترى أنه فجر تساؤالت حول ختتصر احلاجة الرمزية والتعبريية لألسطورة بوصفها تعيد صياغة الزمن العقالين، وألنها 4.مسافات الزمن املوضوعي،وتلعب بالتايل دورا هاما يف توجيه األفق الشعري احلديث

330رجاء عيد، املرجع السابق،ص 1

337املرجع،نفسه،ص 2

،78ص 1983،)26(،الفكر العريب املعاصر،مركز اإلمناء القومي،بريوت،عأمينة غصن، خليل حاوي واألرض 3

78مينة غصن،املرجع السابق،صأ 4

Page 74: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

72

عترب غصن األسطورة عند خليل حاوي عنصرا مولدايف عملية اخللق اجلديد؛ألنها وتجاءت نتيجة تغريات جذرية يف الوجدان والضمري من خالل تطلعات الشعوب العربية إىل

والتقرب احلرية،واالنطالق

من تارخيها،مث من خالل حبث الشعراء عن الالزمنية يف اجلدلية اليت اصطبغت مبفهوم 1البحث عن اهلوية

وتشري غصن إىل أمهية األسطورة من ناحيت الشكل واملضمون،ليتحول البطل ويتمدد .األسطوري إىل قضية متثل صراع اإلنسان مع ذاته،وصراع البطل مع العامل احمليط

وهو اإلحساس :تارخيي،لدى خليل حاوي بإدراك ما يف احلاضر من شاهد عليهاحلس البالالزماين، وهو الذي خيضع ملفهومي الزمن التارخيي، واملدلول املطلق،بوعي يتبع البعد

.التارخيي اتباعا حادا

إذ ذاك هي لغة املفارقة اليت زم القوى اخلارقة،وحتل حملها اإلنسان واألسطورةفيصبح الرمز فيها ذا دميومة واستمرارية سواء أكان ذلك يف جانب موضوعي أو يف البطل،

يفىن واليستحدث،ويتحول من حال إىل جانب فكري،والشاعر بذلك ال،إذعبر عن "بعد اجلليد"،وهوالذي صرع خليل حاوي يف قصيدة"الزمن امليت"حال،ليصدع

اهرة كونية،فأفاد الشاعر من معاناة املوت والبعث من حيث هي أزمة ذات،وحضارة،وظـ كغريه من الشعراء ـ وما ترمز إليه من غلبة احلياة واخلصب على املوت ) متوز(أسطورة 2وما ترمز إليه من حياة ثانية بعد الرماد)العنقاء( كما أفاد من أسطورة .واجلفاف

79أمينة غصن، املرجع السابق،ص 1

80املرجع،نفسه،ص 2

Page 75: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

73

حو كل مي: األول: ومن ناحية ثانية ترى الناقدة أن الشاعر أوصل رسالته مبستوينيفتظهر أحداث متعاقبة يف أفق ..يغييب ضمري األنا، واألنت يف النص: شئ تقليدي، والثاين

جماة عفن التاريخ) العنقاء(مواجها أرض اجلدب واخلراب،و) متوز( التاريخ تظهر

احلياة إىل أرض اخلصب وإنسان ) متوز(ويسعى الشاعر إىل اخلالص الذي يتدرج من حيلماحلي وية، مث

عندما ماتت عروق األرض،يف عصر "الشاعر بالفعل إىل موضع التحدي والتفجرإنه تلميح إىل فعل اإلرادة،وهو بناء لغوي يعيد صياغة التاريخ ".اجلليد،ومات فينا كل عرق

والزمنية .فموت اإلنسان معلول ملوت األرض العلة: بوعي حيمل قانون علته ومعلوله 1انطلق ا خليل حاوي، عرب ماضي يقييناحلدسية هي زمنية معيشة

وإذا ما أوغل اإلنسان يف زمن الضياع والالانتماء فإن الشاعر يظهره عاريا مسلوب اإلرادة، ويدخل الشاعر ذاك اإلنسان إىل زمن األرض ،ويصنع له جدلية بني الوصل

ة مع وإذ ذاك كان حتما موت اإلنسان من موت األرض،وكانت املعاهد..والتاريخ،وقبل اإلنسان التكليف،وإذ رفض خليل حاوي الوقوف عند اخليبة وجتاوز حال )متوز(

فإنه يرى برؤيا اخلالص وقد "ليفض التربة العاقر"اليأس واستوجب استدعاء إله اخلصب 2واألرض واإلنسان يف جماة ضد اجلليد) متوز(إىل الفعل وبدا عناق بني)متوز(حتول

.وا األسطورة وفق هذا االجتاهومن النقاد الذين درس

81أمينة غصن، املرحع السابق،ص 1 81نفسه،ص 2

Page 76: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

74

:حممد شاهني

حيث اعتقد أن الشاعر حممود درويش استطاع الدخول لألسطورة من مدخلها الفين 1باستغالله لغة الشعر

ويرى الناقد أن درويشا عرف الدخول اللغوي لألسطورة، كما عرف حقبقة كوا قيقة األوىل وعلى القارئ والناقد أن وإن الشاعر يظهر احل.حقيقة تغلفها حقيقة أخرى

.يظهرا احلقيقة الثانية

2واألوىل هي احلقيقة الظاهرة اخلارجية،أما الثانية فهي احلقيقة الباطة الداخلية

ومن ناحية ثانية يرى شاهني أن الشاعر وجل إىل األسطورة قابضا على أصول املشاة ظف الشاعر ما يريد يف حالة جتاوب وتبادل واملقاطعة،دون إلغاء إحدامها لألخرى، فيو

.والتفاعل بني الطرفنيوتناول دون إنقاص يف احلركة

ودرويش كما يرى شاهني ـ خيلق يف شعره استمرارية تبدأ من املاضي والتنتهي يف وأسطورة درويش، بذلك حتكمها دميومة خيلقها .احلاضر،بل تظل منسابة إىل ما الاية

3شاة واملزاوجة، من وعيه باألسطوري الذي يضمنه الشعري عندهالشاعر بني طريف امل

ويالحظ شاهني وجود ربط وثيق بني أسطورة البحث عن سر اخللود،وبني البحث له؟إنه معىن أن تبحث عما ال فما معىن أن تكتب ما المغزى ..باللغة املفرغة من املغزى

رة كتابته عما يهدده من وبذاك تتساوى صورة الشاعر الظاهرة بضرو.اية له

87ـ85ص1996،)1(املؤسسة العربية للدراسات والنشر،طحممد شاهني، األدب واألسطورة، 1 87حممد شاهني، املرجع السابق،ص 2

90ـ88ق،صحممد شاهني ،املرجع، الساب 3

Page 77: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

75

نساءقيصر،بصورة حبث جلجامش عن سر اخللود، ويصبح شيئا ما هو املطلوب غري الكالم 1اخلطايب،والكتابة فقط،إنه الفعل،والفعل فقط

وهويائس وقد تبع فرسه الغريب ويشبهه )الفارس(وينتقل شاهني إىل حتليل صورةمسك (تتحرك الصورة يف القصيدة إىل مث.وهو خيرج من ركام املوت)الفينيق(بصورة طائر

ورود حدائق (و)حدائق بابل(و)النريوز(و)نينوى(يف )حجر الشمس(و)دجلة(و)الفراتالذي ميتد،برأي للثباتوكل تلك رموز خلقت أسطورة الشاعر اخلاصة يف رؤيته )..بابل

.شاهني،عرب الزمن

ته وترك للنقد أن يبحث لـما أراد الشاعر أن يربط بني أساطريه أظهر لنا أسطوروحجر (عن الباطن فيها وميكن أن جيد الناقد ربطا بني ما ذكره خالل األسطورة بأن

.فيه سر هو ذاته جلجامش)الشمس

: بل ويتساوى سر جلجامش مع سر حجر الشمس يف نينوى ونريوز وحدائق بابلواخللود الثباتطورة أي أن أسطورة البحث العبثي عن السر يف دهاليز الظالم هي ذاا أس

2اليت ميكن مالحظتها

وجها يرى :ويرى شاهني بأن الشاعر صنع ألسطورته وجهني،وربطهما بالعراقكما يريد الشاعر لصورته .العراق يف ظالم ضائع، ووجها يرى العراق باقيا يف وضح النهار

تنفي وجود مشكلة يف الغريب،وتؤكد،بالتايل أن املشكلة كامنة فينا حنن ـ يعين أن أصحاب الوطن ـ من يعمل جسرا للغريب، ومنتهن فرسنا،والخنلق من فراغ حاضرنا املاضي القوي،وليس بالضرورة أن يخلق احلاضر من املاضي القوي،بل إن القوى تخلق

3وجده مما حدث فعال وليس مما حيدثباللغة احلاضرة،وإن ما نريده ن

92ـ87 حممد شاهني، األدب واألسطورة 1

95ـ92حممد شاهني، املرجع،السابق،ص 2 102ـ95املرجع،نفسه،ص 3

Page 78: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

76

جادة ) املتاهات والتالشي يف النقد والشعر(تعد دراسة لطفي اليوسفي****ومتميزة،من حيث لغتها الشعرية،ومن حيث الفلسفة النقدية املتبعة،ومن الوهلة األوىل

.خفاياهللبحث عن دواخل النص،و)املتاهات والتالشي(ينجذب القارئ إىل مسياء العنوان

ملا جنده يف نصوص حممد لطفي اليوسفي :"وقد أشار إىل ذلك مسري سحيمي يف قولهمن خصوصيات تعني كتاباته النقدية لتنحين ا إىل مصاف الشعرية،حىت أن قارئ كتاب

جيد فيها متعتني،متعة شعرية املتاهات والتالشي يف النقد والشعر،وحلظة املكاشفة الشعرية 1مضمون النقد على أننا ال نقصد باحلديث عن املتعتني الفصل بينهمااللغة،ومتعة

:متمثلةيفويعرض اليوسفي يف دراسته ثالثة مناذج لنصوص الشعر العريب املعاصر

قصد ـ يف يمنوذج لنصوص تستدعي األسطورة وال تفي حباجة الشعر فيها،وهو اعتقادي ـ التوظيف

يف بنية القصيدة،وهذا ما أشار نصهاررة دون االاللصوقي القريب من احملاكاة،وااو .إليه بعض النقاد يف بداية توظيف األسطورة يف القصيدة العربية املعاصرة

فسماه اليوسفي بناء النص الشعري لقاعه األسطوري يف العمق، :أما النموذج الثاينالقاع (ه النقديوهنا يبدو من خالل اللغة النقدية املستعملة كأن اليوسفي يؤسس ملعجم

،وهذا النموذج الذي يراه ناجحا حبيث يتالشى الشعر يف األسطورة؛أي يصبح )األسطوري .عضوا يف بناء القصيدة،فاألستدعاء كان ناجحا لغاية شعورية غري مصطنعة

النقد عند حممد لطفي اليوسفي،جملة نزوى،أدبية يةشعر:املتاهات والتالشي وحلظة املكاشفة الشعريةمسري سحيمي،22،العدد2009،عالنثقافية،فصلية،تصدر عن مؤسسة عمان للصحافة،والنشر واإل 1

Page 79: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

77

يبحث عن فعل التيه :"وهذا ما أشار إليه مسري سحيمي يف تعليقه على هذه الدراسةعري، وهو فعل وجودي ال يدركه إال الشعراءواملعىن هنا ليس والتالشي يف النص الشهم الذين حيسون بالشعر،وذا يكون الشعر تيهاوتالشيا فهو تيه منحسرا ضيقا فالشعراء

باعتبار أن التيه هو حلظة تالش يف األسطورة،تالش يف االلتزام تالش يف الوجود،وهو ذا 1التالشي حيقق وجوده

خيلق الشاعر أسطورته ـ حسب رؤية اليوسفي ـ كما فعل :وذج الثالثويف النمالسياب ،وقد أشار إىل ذلك إحسان عباس من قبل،حيث يعترب السياب رائدا يف خلق

.األسطورة

ويتطرق اليوسفي إىل عالقة الشعر باألسطورة فريى أن األسطورة كانت وفية للشعر األسطورةأفادت الشعر الذي يعترب أن كلما استدعاها،وهو بذلك يذهب مع الرأي

.وخلصته من اجلمود،فهي عودة إىل ترب الطفولة كما يقول رجاء عيد

اليت يرى فيها أن ما صنعه السياب مل يف " املومس العمياء" ويضرب مثال بقصيدة .حباجة الشعر بل خذله، بعد أن وظف رمز الليل

ن اللغة املوظفة يف القصيدة،واألفق الشعري واملالحظ أن اليوسفي ينطلق يف حتليله م .ويؤسس ألليات إجرائية متميزة

وهذا مصطلح يبدو من "القاع األسطوري" ويركز يف دراسته على ما يسميه،يف تلك اللحظة يعيد الشاعر إنتاج "تالشي الشعريف األسطورة"إبداعه،ويطلق عليه ".فشل الشعر"،ويعتربها حلظةأسطورته من جديد

النقد عند حممد لطفي اليوسفي،جملة نزوى،أدبية يةشعر:املتاهات والتالشي وحلظة املكاشفة الشعريةمسري سحيمي،122،العدد2009،ثقافية،فصلية،تصدر عن مؤسسة عمان للصحافة،والنشر واإلعالن

Page 80: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

78

.بدوأن الفشل عند اليوسفي هو استسالم الشعر لألسطورة،وبدوا مل جيد ضالتهوي

أما دراسة رجاء عيد فريكز فيها على اللغة الشعرية اليت يراها متميزة عن اللغة العادية،وكان للرمز األسطوري األثر الكبري يف تشكيلها الفين،كما يعتقد أن لغة األسطورة

. خلصت اآلداء اللغوي

ولعله يقصد خلصته من املباشرة، واخلطابية،والذاتية وحققت التكثيف الداليل .لتخترق بذلك جسد املستوى الواحد

كما يشري إىل قدرة الشاعر ومتكنه من التوظيف األسطوري الناجح،واليكتفي .باالستعمال اللصوقي حيث تكون األسطورة أحد طرفيه

استطاع الشعر احلر أن حيفر هلا ":اد منهم أنس داودوهذا ما أشار إليه الكثري من النقيف إنتاجه مسارا رمزيا،مبا وهبه من توفيق يف توفري السياق الشعري املناسب،واالرتباط

1..العضويبالتجربة

ويضيف حديثه عن اآلداء اللغوي املستوحى من األسطورة،فريى أنه حيقق البعد والتشكيل الفين،ويعترب كذلك أن االشارات ،الفين،وهنا يربط بني لغة األسطورة

.األسطورية تتحقق بني احملدود والالحمدود،وبني اللحظة الواقعة واللحظة الوامهة

وهذا من خصائص األسطورة ومجاليتها،ويتفق معظم النقاد حول هذه الرؤية منهم .عز الدين إمساعيل كما سبقت اإلشارة

247،ص)م،س(أنس داود،األسطورة يف الشعر العريب احلديث 1

Page 81: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

79

ت غايتها بتوظيف الرمز األسطوري امللتحم ويعتقد رجاء عيد أن لغة الشعر حققالقاع (ببنية القصيدة،وهذا ما أشار إليه اليوسفي من قبل تالشي الشعر يف األسطورة

)األسطوري

وهذا التوظيف يف نظر رجاء عيد خيلق معادال بني حادثة قدمية وحادثة معاصرة .ضرفيهما املاضي واحلا ويتداخلاإلنسانية،التجربةتتعالق بينهما

ويشري رجاء عيد إىل الذاتية الفنية لكل شاعر مما خيلق تعدد الصور الفنية لألسطورة،ويعتربه أمرا مشروعا،هذه الذاتية الفنية تؤدي إىل دالالت خاصة جتذبه إليها

علم االجتماع،علم (رؤيته الشعورية املوستوحاة من األسطورة املتعددة احلقول،واملنابع ).يل النفسياإلنسان،علم التحل

االمتداد الفين اليت يرى فيها "رؤيا"الناقد قصيدة السياب ويف اجلانب التطبيقي يدرسالدائر يف الطقوس التموزية، الذي يغطي اجلسد اللغوي،ويستطيع بذلك السياب يف اعتقاد رجاء عيد أن خيلق كذلك التوحد بني األسطورة واحلقيقة يف حلظة زمنية يندمج فيها

باحلاضر، ليكشف عن فاجعة نفسية جمسدة لتمزقه النفسي جراء أحداث مروعة املاضي .عاشتها املوصل

اليت يرى فيها آداء شعريا مركبا،وكثافة من " السندباد"مث ينتقل الناقد إىل قصيدة .،ودالالت من التراث اإلسالمي واملسيحياألمناط اآلدائية

األديان فما اليتحقق على أرض الواقع بني ويبدو أن األسطورة التتقيد باملعتقدات،والديانات ميكن للشاعر من خالل األسطورة،ولغته الشعرية أن حيققه،وهذا ما أشار إليه

يعد استغالل األسطورة يف الشعر العريب احلديث من أجرأ املواقف ":إحسان عباس يف قوله

Page 82: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

80

وز الوثنية، واستخدام هلا يف الثورية فيه،وأبعدها آثارا حىت اليوم ألن ذلك استعادة للرم 1"وضاع اإلنسان العريب يف هذا العصرالتعبري عن أ

ثانية يربط رجاء عيد بني األسطورة والشعر فيعتقد أن األسطورة متثل ناحية ومن .اللغة الشعرية،وأن الشعر بدوره حيافظ على حيوية األسطورة

بالشعر،والشعر بعث األسطورة وهنا يبدو أن الناقد يشري إىل كون األسطورة ارتقت .من العصور الغابرة

الذي يعتربه أساس جناح العمل اإلبداعي،فإن مل )للتعبري الفين(ويعطي الناقد أمهية بالغةجمرد حشد من األساطري امليتة، وهذا الفين فقدت القصيدة مجاليتها،وأصبحت التعبرييتوفر

.والسياق اخلاصما مساه عز الدين إمساعيل باملوقف الشعوري

وينتقل رجاء عيد إىل طرف مهم يف العملية اإلبداعية وهو املتلقي،حبيث تتفتح أمامه آفاق املعرفة بعد قراءته لألسطورة التارخييةوالتراثية ضمن سياق القصيدة،وعليه التسلح

.بقدر كاف من املعرفة والثقافة األنتروبولوجية، وامليثولوجية

فترى أن استخدام األسطورة يعد أول خطوة هلدم البنية أما الناقدة أمينة غصن .ةالتقليدي

وهذه الرؤية يتفق حوهلا معظم النقاد احلداثيني، حيث خرجت القصيدة عن النظام احملاكاة والتقليد إىل عامل الرؤيا اليت ينشدها القدمي شكال ومضمونا، وانتقلت من عامل

مكثفةجتمع مفاصل النص،وهذا ما أشار إليه لطفي الشاعر، ولعله وجد يف األسطورة داللةإن خلق رموز أسطورية سواء مستحدثة يلتقطها من الواقع،أو تارخيية يستمدها "اليوسفي

129،ص)م س(،اجتاهات الشعر العريب املعاصرإحسان عباس 1

Page 83: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

81

مفاصل النص من التاريخ الثقايف والعمل على جعل تلك الرموز تستقطب مجيع 1"الشعري،وحركاته وتصهرها يف قالب وحدة متناغمة

املالمح األسطورية عند خليل حاوي اليت رأت فيها أن كما أشارت غصن إىلالشاعر خلق تساؤالت،حول حاجة الرمزاألسطوري يف إعادة صياغة الزمن

.الشعرياختصار املسافات،وحتقيق األفق العقالين،و

يقدم بناء :"ترى اعتدال عثمان نقال عن حممد عبد الرمحن يونسأي أن الشعر كما زماين يعتمد على التشكيل املركب،الذي يتم وفق تفاعالته اخلاصة، ويؤدي فنيا للمكان ال

إىل اخلروج من دائرة الزمن املغلقة إىل ايات مفتوحة تدفع احلركة مع القصيدة كي تتنامى،وتستمر وتنتقل من مرحلة إىل مرحلة تالية ويتم هذا البناء بواسطة اللغة اليت يعمل

بث حركة اإلبداع يف تراكيبها، ومن مث دور اللغة يف تشكيل أبنية الشعراء على ختصيبها و 2الوعي يف الثقافة العربية املعاصرة اآلن ويف زمن يأيت

كما ترى غصن أن األسطورة هلا أمهية من ناحية الشكل واملضمون، خاصة يف حتول ترى أن خليل وهي.البطل األسطوري إىل قضية مزدوجة يف صراعه مع ذاته،ومع العامل

.حاوي كان شاهدا على هذا الصراع

لقد بقي خليل حاوي يصلي للبطل :"تويف حول نفس الرؤية يقول حممد مجال باروحيضر اجلليد هنا ) بعد اجلليد(ففي قصيدة ،القادر الذي حوله إىل منط أصلي هة منط البعل

137،ص)م س(حممد لطفي اليوسفي، املتاهات والتالشي يف النقد والشعر 1

2008أوت 26عبد الرمحن يونس مقاربات نقدية يف أمهية األسطورة شعرا وفكرا مقال منشور بتاريخ دحمم 2

Page 84: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

82

رض ميتة ،وأعضاء اجلسد رمزا إىل األرض، اجلسد، الذات املوات حيث عروق األ بوصفه 1متيبسة، والذات مقطوعة األنفاس فتندفع يف خصائص البطل القادر املخلص

وتضيف الناقدة أن األسطورة استطاعت أن حتول اإلنسان البطل،ويصبح ذا دميومة حيث ) بعد اجلليد(واستمرارية ،ويف اعتقاد غصن أن خليل حاوي عبر عن ذلك يف قصيدة

ئية املوت والبعث، وهي أزمة ذات عاشها خليل حاوي، وأزمة حضارة كشف عن ثنا .عاىن منها

أن مأساة البطل العريب خانقة خلليل حاوي على "ويف نفس السياق ترى ريتا عوضفعلى الصعيد احلضاري متثلت أزمة احلضارة .احلضاري والشعري: الصعيدين التوأمني

خترج منه،فإذا كانت الوحدة هي النتيجة وصلت إىل مأزق مل يسعها أن العربية اليتاحلتمية للعوامل والعلل اليت تؤدي إىل االنبعاث، فإن ما ينطوي عليه االنفصال من نواقص

.وعاهات ليس سوى نذير بانتصار املوت واستمراره

وعلى الصعيدالشعري عاىن الشاعر مأساة رؤيا خادعة بشرية باالنبعاث يف الناى 2."كانت ومها تنكر رؤيا والريح، ولعلها

املوت واالنبعاث (ويف اعتقادي أن خليل حاوي كان أكثر الشعراء تأثرا ذا اجلانبكتعبري عن فشل مشروع االنبعاث العريب، بعد اجتياح 1982حىت أنه انتحرسنة) احلضاري

.بنانيةاللإسرائيل لألراضي

املؤسسة العربية للدراسات )نقل،جرباالسياب،حاوي،د(حممد مجال باروت،دراسات نقدية يف أعمال1،1996والنشر،بريوت،ط 1

99،ص1979ريتا عوض،أدبنا احلديث بني الرؤيا والتعبري،املؤسسة العربية للدراسات والنشر،بريوت،الطبعة األوىل 2

Page 85: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

83

رة متوز رمز كما ترى الناقدة أن خليل حاوي أفاد من أسطوبقية رمز احلياة الثانية بعد املوت،وهو بذلك مل خيتلف عن) العنقاء(اخلصب،وأسطورة .الشعراء األخرين

.أما حممد شاهني فريكز يف دراسته على اللغة يف شعر حممود درويش

فرياها كانت ميزة الفتة يف قصائده، وهذا ماتتفق حوله رؤية النقاد ومنهم عبد أن لغة درويش هي لغة ابتكارية،لغة متفجرة تبحث عن البكر :"لذي يرىالباسط الزيود ا

والتجديد،عن غري املألوف والغريب دف إعادة الروح للقصيدة احلديثة،لقد حنا درويش بكل قدراته حنو لغة درويشية تستطيع جلب انتباه القارئ،وتعزيز الشعور لديه بقدرا على

لقد .،والتراكيب اجلديدة اليت ختلقهاحنرافات اليت حتدثهاصنع عوامل جديدة من خالل اال .1ذه اللغة وجعلها كاألرض مصدر للوالدة الدائمة اهتم درويش

حممد شاهني إىل مجالية شعر درويش حيث أن الشفرة اللغوية حتيل القارئ وينتقل .إىل اكتشاف املعىن الباطن بعد اسهامه يف العملية اإلبداعية

كونستانس (قادي هذا ما اهتمت به مجالية التلقي على يد رائدي مدرسة اعت يفوهانس روبرت ياوس،وفولفانج أيزر، وذلك عندما يساهم القارئ احملاور : ومها) األملانية

واملنتج يف خلق نص جديد،وتعد وأشعار درويش خصبة بظواهر التناص واحلذف وإحيائية .ةاللغة اليت تنطلق منها هذه النظري

مث يتطرق حممد شاهني إىل خاصية أخرى تتميز ا أشعاره، حيث ختلقها أسطورته، ).الفينيق(، العربية وغري العربية،منها على سبيل املثالفهو يركز على رموز البعث املختلفة

أم القرى،لعلوم جملة جامعة ) دراسة يف مجالية التلقي(عبد الباسط الزيود، املتوقع والالمتوقع يف شعر حممود درويش،.د2006،سنة37،ع18الشريعة واللغة العربية وآداا،ج

1

Page 86: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

سطورةلألالفين االجتاه الفصل الثالث

~ ~

84

وحياول الناقد أن يربط بني لغة الشاعر اليت يبحث فيها عن الدميومة،واألستمرارية .يف األسطورة يبحث عن سر اخللود) جلجامش(مثلما كان متاماوالبحث عن اخللود

وهو ) الفارس(ويتبع حممد شاهني يف دراسته ألعمال درويش طريقة املقارنة فهو يشبه) العنقاء(ولعله اختار له تسمية األسطورة العربية) الفينيق(يف حالة يأس وغربة بصورة طائر

يد، وهنا صورة تتقاطع جتربته الشعورية يف كون الطائر خيرج من رماده ليبعث من جد .حلظة زمنية معينة مستوحاة من األسطورة واإلرث التارخيي

ويركز شاهني يف نقده على أسلوب درويش يف خلق فرغات وشفرات تسمح للقارئ بفهم النص اجلديد

.ينتجه بعد عملية القراءة والتأويل، فيصبح شريكا ومنتجا وحماورا الذي

وضع ألسطورته وجهني كان العراق باعتباره بلد ) درويش(شاهني أن الشاعرويرى احلضارة واملاضي العريق حموراتأرجحت فيه الرؤية بني الظالم والنهار هذه الثنائية الضدية،

ال موضوعيا يف أشعاره بني ماض قوي،وحاضر البد من اليت حياول الشاعر أن جيد هلا معاد .غةخلقه بشعرية الل

Page 87: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

الفصل الرابع

االتجاه الواقعي لألسطورة

خالدة سعيد ـ

ـ يوسف حالوي

ـ عبد السالم املوساوي

ـ ريتا عوض

Page 88: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

86

يدرس أصحاب هذا التوجه حلظة توافق بني ماهو واقعي و ماهو أسطوري،فيستعني الشاعر باألسطورة للتعبري عن الواقع االجتماعي واحلضاري، ففي حلظة زمنية ما يتحول

.الواقع إىل أسطورة

ومن النقاد الذين اهتموا ذا اجلانب نذكر

:خالدة سعيد

أن الشاعر يطل على القارئ بتوظيف )بداعحركية اإل(دة سعيد يف كتااخال ترىبدائل يف حياته لألسطورة املتحركة عرب ماهو تارخيي، وبذلك يقدم ـ أي الشاعر ـ

1ل اليت قدمها املستوى األسطوريئالواقعية تطابق تلك العالقات،والبدا

ت وتنتقل خالدة سعيد إىل بدايات األسطورة،فترى أن السياب يف عودته إىل البداياالندماج بالكوين، إنما زود الشعر العريب األسطورية، ويف صعوده من األنا واتساعها حىت ا

2بدفعة أسرارية مبعىن املسار اجلديد للروحي يف الزمين

قد جاء السياب شهادة على زمانه ال مبعىن :"وتضيف حديثها عن شعر السياب قائلةالتارخيية،واستكناء جذورها،واستشراف تسجيل التحركات بل مبعىن الوعي العميق للحظة

آمادها، مبعىن االتصال بروح الشعب،بال وعي اإلنسان يف حميطه، ومعاينة األسطورة اليت 3.متثل أشواق اإلنسان يف هذا احمليط

191-190ص،1979،)1( ،دار العودة بريوت،،ط)دراسات يف األدب العريب احلديث(سعيد،حركية اإلبداعخالدة : انظر 1

135خالدة سعيد،املرجع السابق،ص 2

132خالدة سعيد، املرجع،نفسه،ص 3

Page 89: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

87

وتدرس الناقدة،وفق حترك الرموز األسطورية التارخيية إىل الواقعي االجتماعي،كما ترى بدر شاكر السياب، وترى يف القصيدة مناخا أسطوريا يتولد من ل1"النهر واملوت"يف قصيدة

طبيعة العالقة بني اإلنسان والنهر

:2حيث يقول السياب

أود لو عدوت يف الظالم

أشد قبضيت حتمالن شوق عام

يف كل إصبع،كأين أمحل النذور

...إليك، من قمح ومن زهور

ي، هناك دائرة تتحرك يف مناخ أسطورومن خالل هذه األبيات ترى خالدة سعيد أن :يتولد املناخ األسطوري من طبيعة العالقة بني اإلنسان والنهر وتتمثل

أـ يف معىن االنتظار السنوي وتكرار األفعال يف موعد معني، وهو ما يعطي الفعل داللة .طقوسية

قدرة على ب ـ النذور وما تتضمنه من تكرار رمزي للتبادل بني اإلنسان واآلهلة، ومن .االحياء مبعىن الوعد واالنتظار

3ج ـ النهر الذي تقدم إليه النذور يكشف عن وجه معني هو وجه إله اخلصب

453،ص)1(الديوان،مج:بدر شاكر السياب 1

453،ص )1(بدر شاكر السياب،الديوان،مج 2 158،)م س(خالدة سعيد،حركية اإلبداع 3

Page 90: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

88

وتعترب خالدة سعيد هذه الدائرة األسطورية جتئ يف اطار التمين أو احللم الذي يعرب عنه 1.ر اجلمعيميكن القول إنها تنطلق من احللم األسطوري أو الالشعو...)أود لو(فعل

عمف الداللة النضالية خبلفية أسطورية،كونية وباملقابل فإن )بويب(وترى الناقدة أن رمزسوف ال يبقى ضمن االطار الكوين، األسطوري بل يطل عرب نافذة البدائل )بويب(البديل

عالقة بني ،لتتطابق العالقات بني هذه البدائل مع طبيعة الهذه على احلياة اليومية أو الواقعيةاملستوى الكوين األسطوري، واملستوى اإلنساين االجتماعي يف القصيدة أي أا تتطابق مع

2.احلركة االمجالية للقصيدة

وتدرس خالد سعيد حركية الصورة الشعرية ،وكيف تكشف عن البعد االجتماعي 3:للسياب هذه األبيات ين ،من خالل الكوو

أغابة من الدموع أنت أم ر؟

لسمك الساهر هل ينام يف السحر؟وا

وهذه النجوم هل تظل يف انتظار

تطعم باحلريرآالفا من األبر؟

باعتبار أن كل (وبالتايل العيون الباكية وتؤنسن النهر،فترى أن الصورة تكثر الدموع،: هكذا تكشف الصورة عن بعدين).صورة جتمع بني حدين تقيم تفاعال مزدوج االجتاه

159ص،) م س(حركية اإلبداعخالدة سعيد 1

168،صاملرجع السابقخالدة سعيد، 2 3بدر شاكر السياب،ديوان أنشودة املطر

Page 91: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

89

ناتج عن لقاء الدموع (وبعدإنساين كوين) ناتج عن تكثري الدموع(ساين اجتماعيبعد إن 1).باملاء الكوين

وصيغة التساؤل تعطي للصورة حركة أشبه حبركة رقاص الساعة،حيث تتحرك الساعة بني موقع اجلمالية،وموقع الشرط اإلنسايت،والذي حيرك الرقاص هو عامل : عنيقمو

2.إجياد املربر املعقول احلرية،وعدم الفهم،أو عدم

وتنتقل الناقدة إىل القصيدة الرؤيا،فترى أنها قراءة جديدة لتاريخ اإلنسان يف الكون،أو رؤية جديدة للوضعية اإلنسانية ،تفترض إبداع منظومة من القيم والعالقات عن طريق

خلق رموز أوصور، ختترق االنقطاعات

وتربط القضايا ...)ة،اإلنسانية والكونيةالذاتية واجلماعي(الظاهرية بني األبعادالراهنة،جبذورها النفسية والتارخيية والكونية،كما تنهض باخلاص إىل شرفة العام،إا نوع

3من اكتشاف العامل ومن فتح آفاق جديدة،ومن رسم طرق جديدة للقبض على املصري

جلماعة يف مرحلة كما ترى خالدة سعيد أن القصيدة الرؤيا يبلور فيها الشاعر حلم امعينة،ونقله من حالة احلدس والتطلع املبهم،إىل حالة اجلواب عن معضالت احلاضر،وكيف بعث، يف أثناء ذلك النماذج األوىل الغافية يف الوعي اجلماعة، واليت تكون جذورا تغذي

هكذا وصل بني أحالم العريب بفعل خيرق آلية االنسياق للقدر والراهن،وبني .هذا احللم 4.النموذج األصلي العريق، املتمثل يف أساطري هذه املنطقة على توايل احلقب

178،ص)م س(خالدة سعيد، حركية اإلبداع1

179-178خالدة سعيد،املرجع،نفسه، 2

190،ص)م س(خالدة سعيد،حركية اإلبداع 3

191خالدة سعيد، املرجع،نفسه،ص 4

Page 92: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

90

وتعترب الناقدة أن هذه القصيدة توحد األبعاد الذاتية، واجلماعية،والكونية،التوحيد هذا التوحيد يتحقق عن طريق ابداع .ذوبان، بل توحيد تآصر وتفاعل، وشراكة يف احملور

1.ادي لغوي،يكشف جمموعة من الدالالت والعالقاتالرمز،ذلك أن الرمز اقتص

:يوسف حالوي

هلا القصيدةأن رأى درس يوسف حالوي األسطورة من رؤية واقعية اجتماعية،أوكما 2.ظراناجناح أسطوري وواقعي،ومها متن:نجناحا

منوذجا لدراسته،حيث يرى أن املطر السيابلبدر شاكر " أنشودة املطر"ويتخذ من قصيدةوانطالقا من هذا العمود تتفرع .احملور األساسي فيها ،ويشكل عمودها الفقري هو

اجلناح األسطوري واجلناح :لنقل إن رمز املطر حيلق ا منطلقا جبناحني أوالقصيدة باجتاهني، 3.الواقعي

ويضيف حالوي،حيث يعترب أن السياب يستهل قصيدته بابتهال طقسي يتوجه به إىل ن مساا أنهاإهلة اخلصب عشتار، وإن مل يذكرها باالسم ألن الصفات اليت امرأة يبدو م

يصفها ا واألعمال اليت تصدر عنها تتجاوز املرأة البشرية اليت ميكن أن يكون الشاعر قد 4.أحبها، أما كانت أو حبيبة معشوقة

بإهلة املرأة البشرية اليت ميكن أن تندمج أيضا لكننا النسقط من حسابنا هذهفاملوضوع موضوع املطر،أي موضوع اخلصب يف الطبيعة،وقد وثب به الشاعر .اخلصب

وثبة عبقرية كربى فرمزباملطر الذي هو ظاهرة طبيعية تثور فيه الطبيعة أحيانا لتتجاوز

191،ص)م س(حركية اإلبداعلدة سعيد،خا 1

56ص ،1994،)1(يوسف حالوي،األسطورة يف الشعر العريب املعاصر،دار اآلداب،بريوت،ط:انظر 2

47،ص)م س(األسطورة يف الشعر العريب املعاصريوسف حالوي، 3 47،ص املرجع، السابقيوسف حالوي، 4

Page 93: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

91

العادي و املألوف من مساا،إىل الثورة االجتماعية اليت يريد الشاعر أن تتفجر يف العراق 1.القحط السياسي واالجتماعي واالقتصاديلتقضي على

ليكشف عن تناظره مع اجلناح )أوالبعد الواقعي(وينتقل حالوي إىل اجلناح الواقعي 2:األسطوري، من خالل هذه األبيات للسياب

فتستفيق ملء روحي،رعشة البكاء

ونشوة وحشية تعانق السماء

كنشوة الطفل إذا خاف من القمر

رب الغيومكأن أقواس السحاب تش

وكركر األطفال يف عرائش الكروم

ذكره مبأساته الذاتية،فأجهش الشاعر بالبكاء وعانق يرى السياب أن احلزن األسطوري السماء بنشوة وحشية

ذكرته أيام الطفولة وخماوفه فيها،واألشباح اليت كانت تتراءى له عند مشاهدة القمر أو هنا يتساقط املطر وكأنه االيقاع املشترك بني .النجوم أو السحب املتراكمة يف السماء

4:،يقول السياب3األسطورة والواقع،مث تتواىل األحزان يف احملور الواقعي

48-47ص،)س م(األسطورة يف الشعر العريب املعاصر يوسف حالوي 1

49السياب،الديوان،ص 2

50-49ص املرجع، السابق،يوسف حالوي، 3

476-475الديوان،ص: السياب 4

Page 94: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

92

1:مث يستمر هطول املطر ويستمر املطر بدوره يف تفجري أحزان الشاعر

أتعلمني أي حزن يبعث املطر؟

وكيف تنشج املزاريب إذا امر؟

بالضباع؟ وكيف يشعر الوحيد فيه

كالدم املراق، كاجلياع،-بال انتهاء

هو املطر –كاحلب، كاالطفال،كاملوتى

اجلناح األسطوري،واجلناح : هنا يعود املطر إىل حتريك جناحي القصيدة معافيسائل الشاعر إهلة اخلصب عما إذا كان املطر يثري أحزاا،كما أثار أحزانه .الواقعي

املزاريب تنشج وتنوح عند امار املطر،أما الشاعر فيعيش يف :وأحزان الطبيعة من حوله 2.سجن من الوحدة والضياع

إذ .، ليخلص إىل ما مساه حمور التناظرأو التقابل"أنشودة املطر"قصيدة حالويويدرس أسطوري وواقعي،ومها متناظران أو متقابالن حول حمور واحد هو : يرى أن هلا جناحان

رك فيها احملوران،أي اليت يشت" مطر:"كلمة

.أن املطر هو أسطوري وواقعي يف آن

.عندما تبتسم اإلهلة ينبعث اخلصب: االنبعاث األسطوري- احملور األسطوري

)عيناك حني تبتسمان تورق الكروم(

476السياب،الديوان ،ص 1

51،ص)م س(يوسف حالوي،األسطورة يف الشعر العريب املعاصر، 2

Page 95: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

93

.األسى الذي تعانيه إهلة اخلصب-

السهول واجلبال وخيزن الربوق قي العراق يذخر الرعود:االنبعاث الواقعي - احملور الواقعي فض ختمها الرجال مل تترك الرياح من مثود يف الواد من أثر حىت إذا ما

1)ويف العراق جوع مث ما مرعام والعراق ليس فيه جوع(اجلوع الذي يعانيه العراق-

" ويتخذ من أسطورة"حمور البدائل"ويتطرق حالوي يف دراسته النصية إىل ما يسميه قد نزلت أرض الواقع واكتسبت مالمح "عشتار"ث يرى أن منوذجا لبحثه حي" عشتارأما اجلوع الذي يف العراق فيقابله األسى يف عيين إهلة اخلصب، وكما أن هذا .إنسانية

إثره الكروم،فإن العراق أيضا سيطرد األسى مؤقت وسيعقبه ابتسام تورق على 2.اجلوع،وحيل اخلصب

ل إىل دورة من دورات الفصول،ويف الوقت هنا يدخل اجلوع يف األسطورة،ويتحونفسه يغتين اجلوع األسطوري بالبعد االجتماعي الواقعي،فيخرج عن أسطوريته ليكتسب بعد الصراع الطبقي، وقدأشار إليه الشاعرمن خالل التناقض يف العراق،حيث اجلوع

3.مستشر مع أن موسم احلصاد ينثر الغالل فيه

حاكمة متسلطة مستبدة،وأخرى مقهورة اق،واحدةاذن هناك طبقتان يف العرومبا أن الفصول ستتعاقب،أي سيأيت الربيع الحمالة،كذلك فإن اجلياع .جائعة

حني.سينتصرون،وهذا ما يشري إليه الشاعر يف القصيدة

57-56،ص)م س(يوسف حالوي،األسطورة يف الشعر العريب املعاصر 1

58ه،صيوسف حالوي، املرجع،نفس 2

58يوسف حالوي،نفسه، 3

Page 96: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

94

تبتسم عينا اإلهلة ستورق الكروم،وعندما يفض الرجال ختم الرعودوالربوق، تنفجر الثورة 1.واجلراد وتسحق الغربان

حالوي ظاهرة االنفصال والتداخل بني املستوى الواقعي واألسطوري يف ويوضححيث يرى أن االنفصال كان خياطب الشاعر القارئ "أنشودة املطر"قصيدة

مبعىن آخر،إن الشاعر ال اذن هناك ازدواجية،.أحيانا،وخياطب إهلة اخلصب أحيانا أخرىيظهر مباشرة على مسرح القصيدة، بعكس ما نراه يف قصيدة يرتدي قناعا خيتفي وراءه بل

ولكن الوحدة هنا تتحقق من .املسيح بعد الصلب، حيث ال نواجه الشاعر بشكل مباشر 2.املطر: خالل الرمز

طع القصيدة، اأما التداخل بني املستوى األسطوري والواقعي ،فرياه حالوي يف بعض مقطلع ميكن اعتبارها أسطورية وواقعية يف نفس الوقت،وعندما فمثال املرأة اليت ختاطب منذ امل

يتداخل يف هذا التعبري كال املستويني،وأيضا يف ) رحى تدور يف احلقول حوهلا بشر:(يقول 3)حىت إذاما فض عنها ختمها الرجال مل تترك الرياح من مثود يف الواد من أثر: (قوله

،فريى أا تتضمن "أنشودة املطر"نمن ديوا" النهر واملوت"ويدرس حالوي قصيدةاحملور األسطوري واحملور اإلنساين، ومها متتابعان أي أا تبدأ باألول : حمورين أساسيني

4.وتنتهي بالثاين

:احملور األسطوري

":بويب"يستهل الشاعر قصيدته مبناداة ر بلدته

يابويب...بويب

58،ص)م س(يوسف حالوي، األسطورة يف الشعر العريب احلديث 1

60يوسف حالوي، املرجع، السابق،ص 2

60يوسف حالوي،نفسه،ص 3

63ص،)م س(يوسف حالوي، األسطورة يف الشعر العريب احلديث،: انظر 4

Page 97: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

95

فيدلهم يف دمي حنني

مأود لو عدوت يف الظال

أشد قبضيت حتمالن شوق عام

يف كل إصبع، كأين أمحل النذور

1، من قمح ومن زهورإليك

شديد االشتياق إىل ر بلدته حيث ينبض احلنني يف يرى حالوي أن الشاعرميكن القول أن هذا احلنني، جتسيد رومنطيقي ذايت حلالة الشاعر، أما النهر فهو إهلة .عروقه

الشاعر قضى عامه يف شوق شديد إىل العيد لكي يقدم النذور لإلهلة، هذه للخصب ألنوهذا يعيدنا إىل جو الطقوس الدينية .النذور هي القمح والزهور من أجل استدرار اخلصب

2.يف األعياد وتقدمي القرابني لآلهلة

:احملور اإلنساين

يابويب،..بويب

عشرون قد مضين،كالدهور كل عام

يطبق الظالمواليوم،حني

3وأستقر يف السرير دون أن أنام

454-453الديوان،ص: السياب 1

64-63،ص)م س(العريب املعاصر، ،األسطورة يف الشعريوسف حالوي 2

456-455الديوان،ص :السياب 3

Page 98: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

96

ينادي ر بويب،ولكنه اآلن ال يتمىن الغرق يف النهر، لقد بلغ يرى حالوي أن الشاعرسن العشرين وهذه السنون كانت طويلة جدا حىت خيل إليه أنها دهور من شدة ما كابد

1.فيها من مشاق ،ومصاعب وأهوال

سليب أوصله إىل نتيجة إجيابية،إنه الوعي، لقد أدرك احلقيقة اآلن بعد ولكن هذا الواقع الأن عرك احلياة واخترب الوجود، وها هو حييي الليل ساهرا ال يستطيع النوم، فكيف ينام

وهو يسترجع شريطا من صور

2األحزان واملظامل؟

ل بنائها احملكم ويرى يوسف حالوي أن معامل القصيدة الدرامية بدأت تتوضح،من خالالذي يستند إىل التناقض بني احملورين األسطوري واإلنساين هذا التناقض يثري اجلدل فيها

3.ويولد سلسلة من التفاعالت جتعل القصيدة شبكة تغتين بالدالالت

ويدرس حالوي األسطورة يف شعر أدونيس حيث يكشف عن ظاهرة التوازي بني 4.غربة الشاعر،وغربة الفينيق:فريى أن هناك غربتني.إلنسايناحملور األسطوري، واحملور ا

،فإذا كانت )يف احملور األسطوري(موازية لغربة الفينيق) يف احملور اإلنساين(الذات فغربةغربة الفينيق يف تفرده ومعاناته فعل االحتراق من أجل الوالدة الذاتية اجلديدة أوغربة بطولة

5.غربة بطل إنساين متميزإهلية،فإن الشاعر هي

67يوسف حالوي،املرجع،نفسه، 1

67،ص)م س(يوسف حالوي،األسطورة يف الشعر العريب املعاصر 2

68يوسف حالوي، املرجع، السابق،ص 3

235يوسف حالوي، املرجع،نفسه،ص 4

235يوسف حالوي،نفسه،ص 5

Page 99: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

97

يرى حالوي أن أدونيس يعاين مأساة الغربة على الرغم من أن أبناء قومه حييطون به،بل وأغانيه هي .أم علة هذه الغربة،هو يغين هلم ولكن ال أحد يتأثر بأغانيه أو يطرب هلا

أبناء أمته لكي الشعر الذي نذر حياته من أجله على أمل أن جيد له آذانا صاغية عند ينتشلهم من الرماد الذي يتخبطون فيه،ولكن يبدو أن الداء قد تأصل فيهم فأدمنوا عليه وأصبحوا اليستلذون إال الوباء، واليستمرئون إال الركام واليطربون إال ملن يعزف على

1.أوتار تقاليدهم البالية اليت تطبق على قلوم وعقوهلم

سميه احملور الواقعي أو حمور اتمع اإلنساين الو اقعي،ويرى إىل ما ي ويتطرق حالويفيه الشاعر من الواقع االجتماعي رموزه يأخذ"رماد عائشة"أن املقطع الثالث املعنون ب

الدالة اليت تلخص طبيعته،فمن خالله

نتعرف على حقيقة الواقع العريب ،حيث يسود الظالم والركام،من هنا جاءت تسميته :يقول الشاعر يف مطلعه" ماد عائشةر"ب

مسعت أن عندنا

مسعت أن بيننا

ثالثة من الركام يعشقون موم

2واحدهم مغارة

236-235يوسف حالوي، نفسه،ص 1

237أدونيس األثار الكاملة،ص 2

Page 100: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

98

األول مغارة ترمز إىل االنغالق :ي أن الواقع يتألف من ثالثة عناصروويرى حالود يف والسجن اللذين نتردى فيهما كما ترمز إىل اجلهل نتيجة للظالم الدامس الذي يس

.داخلها،وفيها إحياء باجلمود وتوقف الزمن عن احلركة

كما ترمز إىل التقوقع واهلامشية واحلياة احملدودة احملجمة،وهي أيضا رمز االنقطاع عما جيري يف العامل خارج املغارة،وبالتايل االنقطاع عن الركب احلضاري وعدم املشاركة

فماذا يرجى .ها باختصار ترمز إىل املوت املعنويوهي رمز االستسالم واالتكالية،إنفيه، 1ياترى من شعب آثر أن حيصر نفسه يف مغارة؟

يرى حالوي أن البطل يعاين غربة حادة مثل الشاعر ألنه يعيش يف جمتمع مترمد،وبني وهنا يظهر حب هذا البطل .أناس يسيطر عليهم اجلهل والفراغ والركام والدجى

2.ن ينجو بنفسه ألنه جزء من جمتمعه،جزء من أمتهلآلخر،فهو اليستطيع أ

وهذا الوعي احلاد الذي مييزه،ويسبق به عصره جيعله يعاين املرارة،واألمل فاالنبعاث والتجدد ال .والتمزق

يكونان إال مجاعيني، فكما أن الفينيق ال يتجدد إال حبرق رماده،كذلك البطل سيبقى ورماد البطل هم الناس احمليطون به، . يتمكن من حرق رمادهيعاين الغربة والتمزق حىت

3.وهنا يتحول اآلخرون إىل امتداد للبطل، بل يصبح هو وإياهم كال ال يتجزأ

والبطل، يعترب حتوال هاما يف ويرى حالوي أن االسقاط املتبادل بني الشاعر والفينيقارتفع بذاته إىل مستوى اجلماعة، ويغرح مسار الشعر العريب،فقد ختلى الشاعر عن أنانيته و

238،ص)م س(يوسف حالوي،األسطورة يف الشعر العريب املعاصر، 1

247،صالسابقيوسف حالوي، املرجع، 2

248،صاملرجع،نفسهيوسف حالوي، 3

Page 101: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

99

فلم يعد الشاعر مشغوفا باجترار مهومه الذاتية بل تصبح الغريية .بفرحتهم ،ويشقى لشقائهم .هي احملور األساسي يف القصيدة

املستوى الفردي واملستوى :اذن تتحرك القصيدة من هذا املنظور على مستويني 1.ااجلماعي،ومها من العناصر الدرامية فيه

2"الفينيق"ورمزها األسطوري احملوري"البعث والرماد"ومن خالل قصيدة

يرى حالوي أن دائرة املعاناة تتسع فال تعود معاناة الضياع والفقر على الصعيد املعاناة، وبذلك يعري الشخصي،أو الفردي فحسب بل تصبح اجلماعة مسقطا هلذه

.ااعة واحلرمان الشاعر الواقع االجتماعي البائس الذي يعاين

:ويعترب الناقد أن القصيدة فيها حموران رئيسيان

الفينيق،متوز، املسيح، أليسار، :ويتفرع إىل عدة أبعاد أو خشبات:ـ احملور األسطوري ...أطفال قرطاجة وحريقها

أو (البعد الشخصي الفردي،الشاعر،النيب،الواقع املضئ: ـ احملور اإلنساين ويتفرع إىل 3.،الواقع املظلم)الواقعيالبطل

حالوي يف دراسته إىل عالقات التداخل،فريى أن ويتطرق

.يأخذ الفينيق دور الشاعر مث الشاعر دور الفينيق: ـ تداخل الفينيق والشاعر

247،صاألسطورة يف الشعر العريب املعاصريوسف حالوي، 1

231،صالسابقيوسف حالوي،املرجع،:انظر 2

249،صرجع،نفسهامليوسف حالوي، 3

Page 102: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

100

1.يأخذ كل منهما دور اآلخر:ـتداخل اإلله األسطوري والبطل احلقيقي

:إىل حمورين أنها تنقسمفريى : أمأ عالقات التضاد

الفينيق حيتوي على التناقض يف داخله بني النار والرماد،مث التناقض : ـاحملور األسطوريبني متوز والوحش،وأيضا بني أليسار وأطفال قرطاجة ونسائها من جهة،وما يسود يف

.قرطاجة من دنس من جهة أخرى

البطل احلقيقي التناقض بني الشاعر واجلمهور،مث بني: ـاحملور اإلنساين الواقعي .،مث التناقض بني جتدد الفينيق احلقيقي وجتدد عائشة املزيف)املتمثل ب عائشة(واجلمهور

هذه التناقضات تسعى إىل التصادم مما يؤدي إىل والدة دالالت واشعاعات 2.،وتوفر للقصيدة السمة الدراميةمتنوعة

أن القصيدة تكتسب كما يسميه فريى"بنظام البدائل" كما يدرس حالوي القصيدة طاقة إحيائية غنية من خالل نظام البدائل،فإذا اقتصرنا على املظهر اخلارجي لكل حمور

لكن احملور االحيائي أو التباديل هو الذي و النعثر إال على املعىن املباشر الظاهر السطحي، اللتهااحلقيقية،فتصبح بؤرة لالشعاع ديعطي القصيدة

3كتسب القدرة على العطاء كلما تعمقنا يف قراءايف كل االجتاهات، وت

فينيق هو بديل لتموز وهذا األخري بديل الويرى حالوي أن القصيدة توحي بأن للمسيح،أي هناك تعادل وتكافؤ بني املسيح والفينيق ومتوز وأطفال قرطاجة والبطل

250يوسف حالوي،األسطورة يف الشعر العريب املعاصر ،ص 1

251-250 يوسف حالوي،املرجع،السابق،ص 2

251،ص)م س(يوسف حالوي، األسطورة يف الشعر العريب املعاصر 3

Page 103: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

101

1.الشخص الفرد/الشاعر مث الذات/الواقعي احلقيقي والذات

يكتسب مالمح إنسانية،واملسيح " الفينيق"رى الناقد من خالل دراسته للقصيدة أن ويوذا فإن .رمزاالفتداء البشرية يف صلب املسيح"الفينيق"ويكون احتراق .مالمح أسطورية

الرماد هو اخلرتير الربي،وهوأيضا صالبو املسيح،وهنا تتعمق داللة كل من هذه البدائل احتراق قرطاجة والقاء أليسار نفسها يف احلريق مث تقدمي األطفال قرابني باألخرى،وكذلك

2"الفينيق"يف النار تعادل احتراق

ويعترب حالوي أن القصيدة متثل الرد على االحنطاط احلضاري السائد يف الواقع،وتنادي على ولكن الشاعر الذي يثور .حبضارة من صنع اإلنسان بدل االستسالم للغيب والسماء

الحيدد الطبقة اليت هلا مصلحة يف بقاء مثل هذه احلضارة،وبالتايل التتوضح حضارة عائشة 3.الثورةدورلدينا معامل الطبقة املؤهلة للقيام ب

وهو الرمز الرئيسي يف القصيدة،أو املسيح أو متوز أو حريق "الفينيق"ويرى حالوي أن هو حرق لرماده ينتج عنه جتدد،ولكن ليس هلذا الفينيق يف احتراقه ليس له داللة طبقية بل

.التجدد واللذاك الرماد طابع طبقي

أو املسيح،فهذا األخري مرتبط خبالص ) األسطورة(ومثل ذلك عن متوز أو أدونيسالبشرية ككل،ولكن بالرغم من وقوفه إىل جانب الضعفاء فإن اخلالص الذي يبشر به هو

4.خالص طوباوي مثايل

اد الذين درسوا األسطورة وفق هذا التوجه نذكرومن النق

251،ص يوسف حالوي، األسطورة يف الشعر العريب املعاصر 1

252يوسف حالوي،املرجع،السابق،ص 2

255سه،صنفاملرجع 3

255،ص)م س(يوسف حالوي، األسطورة يف الشعر العريب املعاصر 4

Page 104: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

102

:الم املساويسعبد ال

،حيث يرى فيها أن الشاعر "البنيات الدالة يف شعر أمل دنقل"بـقدم دراسة موسومة جلأ إىل استخدام األسطوري والقصصي عند العرب،وأنه أفرد قصائد كاملة حتتوي ذلك

1بعاد املعاصرة الدالة على كل رمز اختارهالتراث العريب،وأنه مد ذلك التراث باأل

ويالحظ املساوي أن أمل دنقل مل ينجح يف توظيف األعالم والرموز األجنبية،لكنه وقد أفاد دنقل من توظيفه "..سيزيف"،و"أوديب"وظف رموزا أسطورية مستخدمة مثل

لشخصيات للشخصيات التارخيية،وأضفى عليها الطابع األسطوري،كما أضفى على بعض ا 2وغريه"مجال عبد الناصر"املعاصرة الطابع األسطوري مثل شخصية

ويرى الناقد أن النفس الطويل ألمل دنقل جعله يوظف الشخصية اليت يريد يف قصائدكاملة تستغرق مادا تلك الشخصية،لتغدو الشخصية هي املعادل التصويري لبعد

لشاعر الذي وظفها له منها عنوان ورسالة متكامل من أبعاد رؤية الشاعر الشعرية،وان ا 3يريد منا فهمها

ويرى املساوي أن كل شخصية وظفها أمل دنقل يف قصيدة متكاملة تعد مرحلة كاملة وأن الشاعر تتبع الشخصية املستخدمة تارخييا وأسطوريا .من مراحل تطور دنقل الشعري

ر قد يعمد يف قصائده إىل التنصيص بأمساء خبيوط متتد من القدمي إىل احلديث،أي أن الشاع

151،ص1994البنيات الدالة يف شعر أمل دنقل،منشورات احتاد الكتاب العرب،دمشق،عبد السالم املوساوي، 1

251املرجع،السابق،ص 2

251املرجع ،نفسه،ص 3

Page 105: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

103

شخصيات يف حيز من القصيدة أو يف حيز من الديوان لينقل لنا امتداد احلاضر فيما حصل 1"من مذكرات املتنيب"و"حديث خاص مع أيب موسى األشعري"يف املاضي كما يف قصائده

ى النكبة يرى أنها عينان عل) زرقاء اليمامة(ويف نقد املساوي لبنية أسطورة املعاصرة،وأا القادرة على

ومن هنا،أطلق الشاعر عليها لقب ..التنبؤ واكتشاف اخلطر قبل وقوعه والتنبيه إليهالعرافة املقدسة ناقال بالتوظيف الفين ما يتجاوز جمرد االستلهام اجلزئي الذي يكتفى فيه

2.األسطورة يف أصلها التراثيبإيراد االسم فقط إىل استيعاب كل التفاصيل احمليطة ببنية

ويتجاوز أمل دنقل يف خطابه جمرد استلهام االسم األسطوري إىل السرد األسطوري،كما يتجاوز بشكل يقلب املعادل املوضوعي لزرقاء اليمامة إىل معادل داليل معاصر،وهو معادل

عني يف وجه داليل معاصر،ويكمن يف صيحات التحذير اليت أطلقها املثقفون العرب من املبداملسؤولني عن أمن البالد، ومل تلق تلك الصيحات إال التجاهل والالمباالة،فحلت اهلزمية،

3.وحل الدمار

يصبح شخصية أسطورية مبا لبسته من ) زرقاء اليمامة(،يرى املساوي أن شخصية وهكذاشخصيات مالمح خاصة مدت خيوط حكايتها األسطورية األم إىل كل ما حييط ا من

تركيبة الصورة ينسجم فيها كل ضد، وتنتهي إىل نتيجة وأحداث وروايات، لتنتهي إىل

252،ص عماد اخلطيب، األسطورة معيارا نقديا 1

152،ص)م س(طيب،األسطورة معيارا نقديا،عماد اخل 2

152املرجع، السابق،ص 3

Page 106: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

104

حتكيها األسطورة وحتملها طوال األزمان بقيمة رمزية موحية حتتفظ ببنية ثابتة غنية، تصبح 1.زرقاء اليمامة هي املساوية رمزا أسطوريا ملرحلة اهلزمية

ته بالواقع االجتماعي، واحلضاري يف األسطورة وعالق ومن النقاد الذين اهتموا مبوضوع :الشعر العريب املعاصرنذكر

:ريتا عوض

،وباخلصوص يف )أسطورة املوت واالنبعاث يف الشعر العريب املعاصر(درست يف كتاا، توظيف الشاعرالعريب املعاصر لألسطورة كتعبري عن الواقع الفصل الثالث

ن الشاعر احلديث الجتماعي، حيث ترى أااحلضاري،و

2.حيول الواقع التارخيي شعرا

جاء شعره تعبريا عن القضايا احلضارية واإلنسانية منطلقا وترى ريتا عوض أن السيابفاحتد بذلك يف شعره اخلاص والعام، واحلسي وارد فولد الرمز .من قضاياه الفردية اخلاصة

وهي النماذج األصلية اليت اختذت –الذي جيسد مكنونات الالوعي اإلنساين العام 3.األسطورة وسيلة للتعبري

: كان املوت قضية السياب الكربى،وقد عاىن هذه القضية على مستويات عدةمن حيث مل يقصد أحيانا كثرية - ،ولعله هلذا اضطرالفردي،والقومي، واحلضاري،واإلنساين

153- 152،ص)م س( عماد اخلطيب، األسطورة معيارا نقديا 1

91،)م س(ريتا عوض، أسطورة املوت واالنبعاث يف الشعر العريب احلديث 2

94املرجع، السابق،ص 3

Page 107: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

105

قضية كل فرد وبالتايل قضية إىل أن يكون شاعرا ملتزما، ألن قضيته الفردية هي – 1.اإلنسانية مجعاء

وقد وعى السياب قضية املوت طفال حني توفيت أمه وهو يف السادسة من عمره،فأصبح املوت، بالنسبة إليه،معادال للحرمان من حب األم وحناا،واالنقطاع عن

م اليت يقال علة وجوده، ولكن السياب الطفل مل يكن يدرك سوى أن املوت هو غياب األ :حيث يقول2"أنشودة املطر"له أنها ستعود،ولعله مل يكن يصور سوى نفسه يف قصيدة

كأن طفال بات يهذي قبل أن ينام

اليت أفاق منذ عام –بأن أمه

فلم جيدها،مث حني جل يف السؤال

3..."بعد غد تعود:"قالوا له

حلم االنبعاث على املستوى اإلنساين ريتا عوض أن السياب عاىن قضية املوت، و وترىيقول يف قصيدة .4العام،فاكتشف حبدسه منوذج االنبعاث الذي حييا يف الالوعي اإلنساين

":يف القرية الظلماء"بعنوان

اء خاوية املعابر والدروب،لمالقرية الظ

تتجاوب األصداء فيها مثل أيام اخلريف

94،ص ديثريتا عوض، أسطورة املوت واالنبعاث يف الشعر العريب احل 1

95-94نفسه،ص 2

476-475،أنشودة املطر،ص )1971بريوت،)(اموعة الكاملة(بدر شاكر السياب،ديوان 3

99،)م س(ريتا عوض، أسطورة املوت واالنبعاث يف الشعر العريب احلديث 4

Page 108: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

106

يف بطء تذوب،...جوفاء

1التالل هناك على التالل على..واستيقظ املوتى

اهلاجع يف الوعي كل إنسان أسطورة يف شعر سد منوذج املوت واالنبعاثجتوقد وحدت األسطورة قضية املوت واالنبعاث مبستوياا مجيعا،وارتفعت بتجربة .السياب

السياب الفردية اخلاصة إىل جماالت إنسانية كونية،فأصبح الشعر ملتزما بقضايا اإلنسان 2.احلضارية والكونية

وتدرس الناقدة شعر خليل حاوي فترى أنه من الشعراء الرواد الذين التزموابقضايا احلضارة العربية،وعاش مأساة اإلنسان العريب الذي يعي حقيقة التحديات اليت تواجهها

عرب ومل جتد لنفسها منه خالصا،وقد .وقعت فيهحضارتنا،واملأزق الذي يبدو أحيانا كأنها خليل حاوي يف نتاجه الشعري عن االنبعاث احلضاري الذي عاشه على مستوى الرؤيا،ال الواقع مث عن فجيعته بالرؤيا اليت كذا مجود االحنطاط ودوران صوره املتكررة يف دوامة

3.فارغة

،وقصائده )ر الرماد،الناي والريح،بيادر اجلوع(وين حاوياوترى ريتا عوض أن دوتعبري عن الرؤيا احلضارية،مث ".والرعد اجلريح"،"ضباب وبروق"،و"األم احلزينة:"األخرية

4الرؤيا فجيعته بعد أن كشف الواقع زيف

95- 94،)أزهاروأساطري(بدر شاكر السياب،ديوان 1

100ريتا عوض، املرجع، السابق،ص 2

113-112رجع،نفسه،صريتا عوض،امل 3

113،ص)م س(ريتا عوض، أسطورة املوت واالنبعاث يف الشعر العريب احلديث 4

Page 109: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

107

،تعبرياعن عصر اجلليد،وبعد اجلليد:،بنشديها"بعد اجلليد" وترى ريتا عوض أن قصيدة 1.معاناة املوت واالنبعاث مبا هي أزمة ذات وحضارة وظاهرة كونية

الناقدة أن حالة النشوة برؤيا االنبعاث عند خليل حاوي بلغت ذروا يف وتعتقد إذ يثور السندباد على ."السندباد يف رحلته الثامنة"،ويف ديوانه األخري"الناي والريح"قصائد

2.احلضارة السلفية الفاسدة،وجتعله الرؤيا نيب االنبعاث احلضاري اجلديد

عد ذروة هذه التجربة الشعرية، فهي رمز ملأساة ت"لعازر" وترى ريتا عوض أن قصيدةاألمة العربية يف معاناالالنبعاث املشوه،وهو أقسى من املوت،يستعري الشاعر شخصية

3.، حيث مات لعازر وبعثه املسيح بعد ثالثة أيام من موتهلعازر من اإلجنيل

وه بعد أن يعصي عليه ويرمز لعازر إىل اإلنسان العريب الذي يعاين آالم االنبعاث املش 4تغيري الواقع املهترئ ،فيتحول من مناضل إىل عميل

أسطورة من أساطري املوت واالنبعاث ولدت من معاناة "لعازر"وتعترب عوض أن قصيدةخليل حاوي لقضية احلضارة العربية،وقد جاءت هذه القصيدة وليدة لقاح بني جتربة

فكانت القصيدة .الكامن يف الالوعي اإلنساينالشاعر اخلاصة ومنوذج املوت واالنبعاث تنويعا على األسطورة األوىل،حبيث مل يأت االنبعاث أصيال فكان مشوها وكانت جتربته

5.أكثر مرارة من املوت،ولعل حاوي أضاف كثرياإىل األسطورة األصلية بتجربته

113،ص ريتا عوض، أسطورة املوت واالنبعاث يف الشعر العريب احلديث 1

115نفسه،ص 2

121-120نفسه،ص 3

121نفسه،ص 4

132نفسه،ص 5

Page 110: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

108

، فترى أنه من )علي أمحد سعيد(كما تدرس ريتا عوض األسطورة عند أدونيس 1الشعراء الرواد الذين لعبت األسطورة دورا كبريا يف إنتاجهم الشعري

الفردي والقوميواإلنساين،ولعل :فقد عاىن أدونيس قضية املوت يف مستوياا املختلفة،وقد عبر عن ذلك يف 2قضيته مع املوت ابتدأت يوم مقتل والده احتراقا حبادث مفجع

:يقول فيه" املوت"مقطع بعنوان

ترمد الزند الذي طاملا

شد بصدري للسماوات

محلين املاضي وخلى صدى

3يين من اآليتمنه يناد

وترى ريتا عوض أن الشاعر يتحد بفينيق فيكون الرمز عينيا مطلقا حيمل معاناة الشاعر تعاين املوت الذاتية والعامة، فهو األب احملترق، واالبن الذي تقمص أباه، وهو احلضارة اليت

عاصمة - كما تتحد مأساته الذاتية مع املوت مبأساة وطنه،وتصبح دمشق..وتنتظر االنبعاث 4.رمزا للحضارة العربية يف معاناا للموت الذي مل يعقبه انبعاث –األمويني

يف أكثر "احلسني"اليت جتلت فيها أسطورة " الرأس والنهر"وترى عوض أن قصيدةتصور القصيدة حرب حزيران اليت يعادل أدونيس بينها وبني صورها اكتماال،حيث

وتلتقي مأساة األمة العربية يف هزميتها وموا يف احلاضر مبأساة العلويني .كربالء يف الوعيه

134،ص)م س(ديثريتا عوض،أسطورة املوت واإلنبعاث يف الشعر العريب احل 1

134املرجع، السابق،ص 2

134نفسه،ص 3

139نفسه،ص 4

Page 111: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

109

، ويكتسب الرمز عمقا تارخييا،وتتكثف نكبة احلاضر يف هزميتهم مبقتل احلسني يف كربالء 1.باحتادها بنكبة املاضي

أا أسطورة تعتمد احللم " الرأس والنهر"تا عوض من خالل دراستها لقصيدةوتعتقد ريواتحد يف القصيدة الطقس واحللم –الطفل والبدائي - والطقس أبدعها الوعي الشاعر

وتفاعال وكان الواحد منهما علة وجود اآلخر واستمراره،فترديد الطقوس جيسد النماذج دعي األحالم مزيدا من الطقوس لتولد األحالم جمددا وتست.األصلية أحالما وحيققها واقعا

2فيخلق احتادمها أسطورة تعيد خلق الواقع لتقترب به من املثال

كما تدرس ريتا عوض األسطورة يف شعر عبد الوهاب البيايت،فتعتربه أحد رواد الشعر الثائر يف احلديث ومن أكثر الشعراء العرب املعاصرين التزاما بقضية الثورة واإلنسان

3.الوطين والقومي واإلنساين:مستوياا املختلفة

وترى الناقدة أن البيايت أستطاع بالرمز واألسطورة أن يوحد بني جتربته الذاتية اخلاصة،وبني التجربة اإلنسانية العامة اليت تسكن الوعيه، وكانت قضيته األساسية هي

.ش طفالالفقر ومواجهة املوت يف الريف العراقي حيث عا

حققت له االنتصار على عامل سقوط " املوت واالنبعاث"وتعتقد عوض أن أسطورة يعشش فيه الفقر واخلراب،وأعادته إىل جنة ال تعرف الطبفات االجتماعية،فيتساوى فيها

4.اإلنسان باإلنسان

1 142،ص)م س(احلديث ريبريتا عوض،أسطورة املوت واالنبعاث يف الشعر الع

153املرجع، السابق،ص 2

154نفسه،ص 3

158نفسه،ص 4

Page 112: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

110

وترى ريتا عوض أن احتاد متوز وعشتروت هو احتاد صويف ،وفناء ذات العاشق يف ذات وبالتايل رؤيا تتخطى هذا العامل لتبدع عوامل مثالية المتناهية هي فردوس املعشوق األكرب،

االنبعاث،ومنتظرا مع كل انبالجة صبح عودة متمنيا اإلنسان املفقود،ويقف اإلنسان 1عشتروت من العامل السفلي إىل هذا الوجود

رموزها من أعماق أسطورة استلهمت" قصائد حب إىل عشتار"وترى الناقدة أن الوعي الشاعر اجلماعي،والتقطت يف صعودها إىل الوعي خصائص صورية من الالوعي يف مستوياته القومي والوطين والفردي،فانصهرت مأساة البيايت أمام املوت طفال، مع حالة

2.املوت يف احلياة اليت يعانيها اإلنسان العراقي بشكل خاص والعريب بشكل عام

قراءةلألسطورة من منظور حركية ) حركية اإلبداع(دة سعيد يف كتااتقدم خال***تارخيية،فهي تعتقد أن الشاعر يوظف أساطريه من خالل ماهو تارخيي عربة فترة زمنية ما؛ليجد هلا بديال أو مقابال واقعيا،وهي بذلك ترى أن الشاعر إنما استدعى األسطورة

.اليومي لغاية اجتماعية خالل واقعه

وكغريها من النقاد بدأت بدراسة شعر السياب ،فترى أنه تدرج من األنا أي الذايت مث .تطور إىل االندماج الكوين

،مث )الذايت(رؤية يتفق حوهلا معظم النقاد إذ يعتربون أن السياب مر مبرحلة األناالوهذه .كل شاعر ، ويف اعتقادي هذا شئ طبيعي يف جتربة)اإلنساين(الكوين

مث تضيف الناقدة معتربة أن السياب جاء شاهدا على زمانه وليس مسجال لتحركاته،ورمبا .تكمن عبقرية السياب،فهو كان يعيش التجربة وحيسها،وليس مصورا هلا هنا

162،ص ريتا عوض، أسطورة املوت واالنبعاث يف الشعر العريب احلديث 1

169،ص)م س(نفسه 2

Page 113: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

111

كما وأن توظيفه لألسطورة جاء لتلبية واقع شعبه وحميطه فكانت متثل أشواق د إىل ماتسميه حترك الرموز األسطورية إىل الواقعي اإلنسان،وتنتقل خالدة سعي

لد من فترى أنها ذات مناخ أسطوري يتو.للسياب"النهر واملوت"اإلجتماعي،فتدرس قصيدة .طبيعة اإلنسان والنهر

فهي تبحث عن رابط بني األسطورة والواقع اإلنساين االجتماعي من خالل دراسة نصية :ثالث حمطات دائرية هيدائرية متحركة،لتتوصل إىل وجود

االنتظار السنوي وتكرار األفعال يف موعد معين،وهو ما يعطي الفعل يف الصورة داللة حياء مبعىن الوعد الطقسية،كما يضمنه التكرار تبادال بني اإلنسان واآلهلة،وقدرة على اإل

واالنتظار،وقد يكشف النهر عن وجه إله

ة دائرة أسطورية جتئ يف إطار التمين أو احللم الذي اخلصب،مبا يقدم له من نذور فالصور ....)أودلو(يعبر عنه فعل

،وهو ر مير ببلدته جيكور،ترى أنه عمق الداللة النضالية )بويب(ويف دراستها لرمزخبلفية أسطورية كونية يصنعها الشاعر،ألن الشاعر بال وعيه يشتاق لإلنسان الفاعل مثله

.فتون بالشاعرمثل شوق العريب امل

يتنقل يف املقابل الداليل"البدائل"وترى خالدة سعيد من خالل دراستها النصية أن نظاممن اإلطار الكوين األسطوري إىل نافذة يطرحها الشاعر على احلياة اليومية،وهنا حيصل ما

ري تسميه تطابق العالقاتبني هذه البدائل مع طبيعة العالقة بني املستوى الكوين األسطو .واملستوى اإلنساين االجتماعي يف القصيدة

Page 114: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

112

ويف دراستها حلركة الصورة الشعرية تدرس أبياتا من أنشودة املطر ،فترى أن هذه احلركية تكشف عن البعد االجتماعي والكوين، فصورة العيون الباكية تتماهى مع

هذا التفاعل بعد النهر،فهناك حد جيمع بني الطرفني وخيلق تفاعال مزدوجا،فينتج عن ).لقاء الدموع باملاء(إنساين كثرة الدموع،وبعد إنساين كوين

.وهنا حتاول الناقدة أن تكشف من خالل الصورة عن عالقة األسطوري بالواقعي اإلنساين

كما تكشف الناقدة عن الطابع اجلمايل يف القصيدة من خالل كثرة التساؤل يف .كاألبيات،وتشبهه برقاص الساعة املتحر

للشاعر )النهر واملوت(إن حتليلها لقصيدة:"ويعلق الدكتور حممد عزام على دراستها قائالأكثر منهجية بنوية،وإن مل تلتزم فيها أيضا بكل ) دراسة نصية(جاء بدر شاكر السياب

1"املقوالت البنيوية، ويتجلى ذلك يف خمططها الذي وضعته يف دراسة القصيدة

خالدة سعيد اضطربت يف حتقيق ممارسة نقدية يف ضوء املنهج "إىل أنوخيلص حممد عزام البنيوي يف نقدها لقصيديت أدونيس،والسياب حني اعتمدت بعض مقوالت هذا

،ولعل سبب املنهج،ونبذت مقوالت أخرى

حيث مل تكن مقوالته قد ) 1970يف عام (هو التلقي املبكر هلذا املنهج"التوفيقية" هذه 2"ا، ومل تكن الترمجات اليت عربته شاملة مجيع أبعادهتوضحت متام

،منشورات،احتاد الكتاب )دراسة يف نقد النقد(حممد عزام، حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلديثة،70،ص2003دمشق،العرب، 1

71،ص )م س(حممد عزام،حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلديثة 2

Page 115: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

113

وتنتقل إىل القصيدة الرؤيا فتعتربها قراءة جديدة لتاريخ اإلنسان يف الكون أو رؤية جديدة والصور وهي تربط للوضعية اإلنسان وخلق منظومة من العالقات عن طريق الرموز

.اص إىل العامالقضايا احلالية جبذورها التارخيية كما تنهض باخل

إن الرؤيا الشعرية الترقى إىل مستواها األعمق :"وحول هذه الرؤيا يقول جعفر العالقواألمشل إال بعد أن يلتقي فيها اخلاص والعام يف مزيج ملتحم مؤثر وبعد أن يتبىن الشاعر

فردية وجيرده مبافيه من شيوع،وعمومية وصخب ليعرب عنه حبرارة.بقدرة فذة اهلم العامخاصة،جتعل من هذا اهلم العام شاغال شخصيا شديد اخلصوصية والعكس، يف هذه احلالة صحيح أيضا فالشاعر حني يعرب عما يبدو وكأنه هم شخصي ألول وهلة،فإنه ينأى به عن

1."دودية ليجعله رحبا حانيا،مفتوحا على األخرينالضيق واحمل

ؤيا يعرب فيها الشاعر عن حلم اجلماعة الذي يتجاوز الر وترى خالدة سعيد أن القصيدة .وليجيب عن مشاكل احلاضر.الواقع

ويف اعتقادي أن الشعر احلداثي انطلق من هذه الفلسفة حيث أصبح الشاعر يتجاوز الزمن .الظاهرإىل الزمن املأمول،وجتاوز الواقع املرئي إىل واقع ماورائي

نسان العريب يف هذا اجليل أحس يف بعض اإل:"وحول هذه الرؤية تقول ريتا عوض 2"اللحظات أنه على عتبة فجر جديد، ومن هنا انطلقت الرؤيا اليت بشرت باالنبعاث

،فهي تتقاطع إىل حد )األسطورة يف الشعر العريب املعاصر(أما دراسة يوسف حالويمقدمة كبري مع دراسة خالدة سعيد، وتبدو مشاة هلا، وهذا ما ذكره حالوي يف

21،ص2003،)1(ر الشروق للنشر والتوزيع،ط ،دا)دراسة نقدية(علي جعفر العالق، حداثة النص الشعري.د 1

69،)م س(ريتا عوض،أدبنا احلديث بني الرؤيا والتعبري 2

Page 116: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

114

،واعترب أن 1ويف احلقيقة أن دراستها لقصيدة السياب تلك كانت أكرب عون لنا:"كتابهفهو يعتربها كطائر ال حيلق إال جبناحني .جناح أسطوري وواقعي:القصيدة هلا جناحان

.متناظرين

منوذجا لكشف رؤيته، ليخلص " أنشودة املطر"ويف اجلانب التطبيقي يتخذ من قصيدة ).األسطوري والواقعي(رمز املطرالذي يشكل عمودها الفقري،ينطلق جبناحني إىل أن

ويعترب حالوي أن السياب استهل قصيدته بابتهال طقسي واملرأة الواردة يف القصيدة ما ويف اعتقادي أن حالوي اختذ من األسطورة معيارا نقديا ، وقرأ .هي إال إهلة اخلصب

.بينما تعددت القراءات النقدية،واختلفت التأويالت القصيدة حسب هذا املعيار،

فيعتربه ختطى حدود األسطورة إىل حدود ) املطر(احملوريمث يعود الشاعر إىل الرمز الواقع االجتماعي،وهوما جعل الشاعر يأمل يف حدوث ثورة ببلده العراق؛ليقضي على

.القحط السياسي واالجتماعي واالقتصادي

النظري الثاين للجناح ) أو البعد الواقعي(جناح الواقعيويف حتليل حالوي للحيث األسطوري،يرى أن السياب ذكره حزنه األسطوري مبأساته الذاتية،فأجهش بالبكاء

وملايسقط املطر وهو الرمز .ترتسم أمامه األشباح اليت يتخيلها من مشاهدة القمرأو النجوم .ر األحزاناملشترك بني األسطوري والواقعي،ورغم ذلك تستم

أتعلمني أي حزن يبعث املطر؟ فالقصيدة تعددت فيها :" ورمبا عرب عن ذلك يف قوله التساؤالت،لعلها تساؤالت احلرية واحلزن من الواقع واملستقبل معا

7،ص)م س(يوسف حالوي،األسطورة يف الشعر العريب املعاصر 1

Page 117: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

115

فيعترب حتركه هو حتريك للجناح ) املطر(ويركز حالوي على الرمز األساس يف القصيدة األسطوري

ر يثري أحزان إهلة اخلصب،كما أثار أحزانه ل الشاعر هل أن املطوالواقعي حيث يتساء .جناحاه األسطورة والواقع).املطر(وأحزان الطبيعة؟وخيلص الناقد إىل وجود حمورتناظر هو

االنبعاث األسطوري واالنبعاث الواقعي ليتوصل من خالل هذا وجيري مقارنة بنيأن ابتسام اإلهلة يبعث اخلصب،ويف االنبعاث إىل ) عيناك حني نبسمان تورق الكروم(البيت

ويعترب حالوي أن املطر .العراق يدخر الرعود وخيزن الربوق وفيه السهول واجلبال: الواقعيواحد أسطوري وواقعي يف آن.

" عشتار"،ويتخذ من أسطورة ) حمور البدائل(القصيدة دراسة نصية ويدرس الناقدإىل أن عشتار نزلت إىل أرض الواقع،وجوع العراق منوذجا يف حبثه ليتوصل بعد ذلك

.يقابله حزن إهلة اخلصب

ويرى حالوي من خالل هذه العملية التبديلية أن عشتار األسطورة حتولت إىل واقع ظهر يف أسطورة إهلة اخلصب،ويربط الناقد بني حزن ) الواقع(اإلنسان،أما جوع العراق

ما كذلك فكلما ابتسمت الكروم،ختلص العراق العراق،وحزن إهلة اخلصب،وبني سعاد .من جوعه

ومثلما لألسطورة حركية طقسية فإن اجلوع يتحول إىل دورة من دورات الفصول، غري تعدى بعده األسطوري إىل بعده الواقعي ) كما يرى حالوي(أن اجلوع األسطوري

ر الشاعر، وإال ملاذا واالجتماعي،ليكشف عن طبيعة الصراع الطبقي يف العراق كما أشا ينتشر اجلوع رغم أن موسم احلصاد ينثر الغالل؟

Page 118: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

116

واحدة حاكمة متسلطة واألخرى مقهورة :فالسياب يرى أن العراق منقسم إىل طبقتني .صار اجلياعورغم ذلك فالشاعر متفائل بعودة الربيع ،وانت.جائعة

عي واملستوى بني املستوى الواق"االنفصال والتداخل" ويربز حالوي ظاهرةاألسطوري،حبث يعترب أن االنفصال حدث يف خطاب الشاعر املزدوج بني القارئ وإهلة

.اخلصب

فرآه حالوي يف املرأة اليت ختاطب فهي )األسطوري والواقعي(أما التداخل بني املستوينيرحى تدوريف احلقول،حوهلا :(أسطورية وواقعية،ويأيت مبثال آخر كما يف قول الشاعر

).بشر

يف اعتقادي أن املستوى الواقعي هو املستوىالسطحي لقراءة القصيدة وتأويلها فاملرأة .الواقعية بل هي املرأ ة األسطورة" املرأة"املخاطبة الميكن أن يقصد ا السياب

للسياب،اليت سبق أن درستها خالدة )النهر واملوت(ويدرس حالوي قصيدة .ومها متعاقبان)أسطوري وإنساين(أساسيني سعيد،ليتوصل إىل أنها تتضمن حمورين

هو ر بلدته الذي حيرك فيه أشواق رومنسية،تتناغم وحالة "ر بويب"ويرى الناقد أن حىت ) النذور(وهو ينتظر عودة العيد ألحياء طقوسه الشاعر،باإلضافة إىل كونه إهلة اخلصب

.يعم اخلري والقمع والزهر

فيه الشاعر ـ على رأي حالوي ـ سنني املشاق أما احملور اإلنساين فيسترجع واملتاعب،وهذا الواقع السليب أكسب الشاعر وعيا وخربة،وأصبح يتأمل ليال جراء احلزن

.والظلم

Page 119: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

117

ويعترب حالوي أن معامل القصيدة الدرامية توضحت من خالل بنائها احملكم،والتناقض .لسلة من التفاعالت والدالالتبني احملوراألسطوري واإلنساين أثاراجلدل وولد س

،ليكشف عن )علي أمحد سعيد(مث ينتقل حالوي إىل دراسة األسطورة يف شعر أدونيسليتوصل " رمز الفينيق"،واحملور اإلنساين منطلقا من ظاهرة التوازي بني احملور األسطوري

انية،فإذا حبيث كل غربة موازية للث.غربة الشاعر وغربة الفينيق:إىل أن هناك غربتنيفكذلك الشاعر غربته .عاىن من االحتراق والبحث عن الوالدة اجلديدة" الفينيق"كان

.البحث عن التميز

،لعل ذلك رسم يف "حرقا"ويف اعتقادي أن أدونيس أثر فيه حاث مؤمل هو موت أبيه داثة كما وأن أدونيس محل مشروع احل".الفينيق"نفسيته صورة مؤملة تتشابه مع صورة

.الذي رأى فيه عدم استجابة من جمتمعه مما جعله يعيش غربة داخلية نفسية وفكرية

ويشري حالوي إىل أن أدونيس عاش مأساة الغربة وهو بني أبناء قومه،رغم أنه يغين انتشاهلم من الرماد لكن بدون جدوى،واألكثر من هذا هلم،والأحد يتأثر لذلك،وحاول

...بالوباء أصبحوا اليتمتعون إال

.واليتمسكون إال بالتقاليد البالية

حيث )أغاين مهيار الدمشقي(ويبدو أن أدونيس كان حيمل فكرا حداثيا جسده قناع منها وهو متأثر بفكره كما تشري بعض الدراسات)م1037/هـ428ت(تقنع مبهيار الديلمي

).يلمي ونقدهاالرتعة الشعوبية يف شعر مهيار الد(الدكتور أسعد علي دراسة

Page 120: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

118

ويدرس حالوي احملور الواقعي أو ااتمع اإلنساين الواقعي،ويرى أن املقطع املعنون يأخذ فيه الشاعر من الواقع االجتماعي رموزه الدالة،حيث يتألف الواقع "رماد عائشة"بـ

.االنغالق،السجن،اجلهل:من ثالثة عناصر

أدونيس إبرازه وهو التخلف ومن خالل هذه الرموز يكشف حالوي عما أراد ويعترب حالوي أن البطل يعيش .احلضاري واجلهل واجلمود،فهي تعكس املوت املعنوي

حادة مثل الشاعر؛ألنه يعيش يف جمتمع مترمد بني أناس يسيطر عليهم اجلهل غربة ...والفراغ

حلداثية ويبدو أن أدونيس كان يعيش غربة فكرية قبل أن تكون جمتمعية،ألن نظرته ا .املتمردة مل جتد صدى،ومل تتوافق مع طبيعة اتمع،وهذا ما جعله يشفر باحلسرة واألمل

فيخلص إىل أن املعاناة " الفينيق"ورمزها احملوري" البعث والرماد"ودرس حالوي قصيدةإىل اجلماعي،وهذا ما جيعل الشاعر يكشف الواقع )الشخصي(تتوسع من الفردي

.االجتماعي

عالقة " األسطوري،واإلنساين،ويطبق الناقد:حالوي أن القصيدة فيها حمورانكما يعترب .يتداخل مع الشاعر ليأخذ كل منهما دور اآلخر" الفينيق"فيستنتج أن رمز "التداخل

أسطوري،حيث أن رمز الفينيق :كذلك يقسمها إىل حمورين" التضاد"مث ينتقل إىل عالقةار والرماد،كما أن احملور اإلنساين يسوده التناقض بني الشاعر حيتوي تناقضا داخليا بني الن

.ويرى حالوي أن هذه التناقضات تؤدي إىل والدة دالالت جديدة.واجلمهور

هو بديل " الفينيق"ليتوصل إىل أن رمز " نظام البدائل"ويدرس الناقد ما يسميه .لتموز،ومتوزبديل للمسيح

Page 121: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

119

، بعد أن يكتسب الفينيق مالمح إنسانية ،واملسيح البدائلوهنا تنقلب الرموز بعد عملية .مالمح أسطورية

ويعتقد حالوي أن القصيدة ثورة على الواقع احلضاري السائدالذي رمز إليه حبضارة .عائشة،ويدعو إىل حضارة يبدعها اإلنسان

اضي ويبدو أن أدونيس بفكره احلداثي يسعى لبعث جمتمع معاصر غري مرتبط جبذور املالذي فيه التخلف واالحنطاط ـ حسب رأيه ـ وتبقى هذه الرؤية وجهة نظر فيها الكثري

.من اجلدل واالختالف خاصة بني أنصاراألصالة واملعاصرة

ي بنجاح،وأنه أما عبد السالم املوساوي فريى أن أمل دنقل وظف األسطوري والقصص .معاصرة كذلك بعث الروح يف هذا التراث حىت أكسبه أبعادا

ومن ناحية ثانية يشري الدارس إىل أن دنقل مل ينجح يف توظيف الرموز األجنبية،بينما وظف بعض الشخصيات التارخيية وأعطاها طابعا أسطوريا،وهذا ما أشار إليه دنقل يف

كان .إن استخدام صالح عبد الصبور لألسطورة كان خمتلفا عن استخدام جيلنا:"قولهتمد على التراث اليوناين،والتراث اإلغريقي معتربا أن االنتماء للتراث العاملي جيل صالح يع

هو واجب الشاعر،بينما جيلي اعترب أن االنتماء لألسطورةالعربية والتراث العريب هو املهمة 1."األوىل للشاعر،هذه نقطة فنية

توظيف الشخصية كما يرى املوساوي أن دنقل ميلك النفس الطويل وهذا ما مكنه من .اليت يريد، حىت تصبح تشكل له معادال تصويريا متكامال

354ص،1984،)1(جهاد فاضل ،قضايا الشعر احلديث،دار الشروق،ط 1

Page 122: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

120

ويشري املوساوي إىل استراجتية أمل دنقل يف توظيف الشخصية توظيفا تارخييا .وأسطوريا،ليصبح احلاضر امتدادا للماضي

م النكبة يعطيها قراءة ذات أبعاد واقعية تعكس حج)زرقاء اليمامة(ويف دراسة الناقد لبنية،ودنقل حسب املوساوي يتجاوز )العرافة املقدسة(املعاصرة وهو ينطلق من تسمية الشاعر

حدود االستلهام اجلزئي لألسطورة يف أصلها التراثي لتنقل واقع األمة العربية الذي أصبح .ال يتنبأ باكتشاف اخلطر

ا أجنر على ذلك من وم67ويبدو أن دنقل أثرت فيه اهلزائم العربية املتكررة خاصة هزمية ".التصاحل"أحداث مؤملة وصوال إىل عملية التطبيع اليت عرب عنها يف قصيدته املشهورة

مل تنفع العرب واملبدعني مبثابة زرقاء اليمامة املثقفنيويضيف املوساوي أن دنقل اعترب تصبح بنية )زرقاء اليمامة(حتذيرام للمسؤولني عن أمن البالد،وخيلص الناقد إىل أن

.مساوية أسطورياملرحلة اهلزمية

أما ريتا عوض فترى أن الشاعر العريب املعاصر وظف األسطورة كتعبري عن الواقع احلضاري واالجتماعي،وتبدأ يف دراستها ن شعر السياب الذي تعتربه نقل القضايا

رمز أن جيسد إىل العام واستطاع بال)اخلاص(احلضارية واإلنسانية، وتدرج من الفري .الالوعي اإلنساين العام

ومن القضايا اليت تشغل بال السياب كما ترى عوض قضية املوت،وهي تأخذ أبعادا ،كما ترى الناقدة أن الفردي والقومي واحلضاري واإلنساين ومستويات متعددة من

ك السياب السياب كان شاعرا ملتزما ألن قضيته الفردية تشترك فيها كل اإلنسانية،ويدرقضية املوت بعد أن توفيت أمه،وهوطفل حىت أصبح املوت بالنسبة له يشكل معادال

Page 123: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

121

وترى عوض أن .للحرمان،ومثلما عاىن السياب من قضية املوت عاىن من حلم االنبعاث .قضية االنبعاث جع يف الالوعي اإلنساين لذلك اختذ منها السياب أسطورته

نه من الرواد الذين التزموا بقضايا احلضارة،وعاىن كما تدرس شعر خليل حاوي فترى أويف نفس السياق . مأساة اإلنسان العريب،وهذا ما عبر عنه يف شعره على مستوى الرؤيا

الرؤيا احلضارية عند حاوي مرتبطة بالرؤيا الكونية،الرؤيا :"يقول حممد مجال باروتة ما تقتضيه اللحظة احلضارية اليت األخرية بالنسبة له هي اليت متد الشاعر الرائي مبعرف

يعيشها من موقف حضاري يتصف على حد تعبريه باليقني املربم،ويستند إىل سلم من القيم 1."املتعالية عما هو آين عابر

الفجيعة وتكشف عنوترى ريتا عوض أن دواوين حاوي تعبر عن الرؤيا احلضارية ،قمة الرؤيا والشعور بالنشوة قد جتلى عند حاوي وتتوصل الناقدة إىل أن.صدمة الواقعبعد

).السندباد يف رحلته الثامنة(،وديوانه األخري)الناي والريح( يف قصائد

وتعترب عوض أن حاوي يثور على احلضارة السلفية الفاسدة،بينما تبقى الرؤيا أمله ربية،وإىل اإلنسان رمزا ملأساة األمة الع" لعازر"الوحيد يف االنبعاث،ويتخذ حاوي من رمز

.العريب الذي يعاين آالم االنبعاث

وتنتقل الناقدة إىل دراسة األسطورة عند أدونيس فترى أنه عاىن من قضية املوت يف ).الفردي، القومي،اإلنساين(مستوياا املختلفة

79،ص)م س(نقل،جرباحممد مجال باروت،دراسات نقدية يف أعمال السياب،حاوي،د 1

Page 124: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

ألسطورةلاالجتاه الواقعي : الفصل الرابع

~ ~

122

ويبدو أن ريتا عوض تتخذ من أسطورة املوت واالنبعاث معيارا يف عملها النقدي نت رؤيتها للشعراء الذين درستهم متشاة، ويالحظ أا ملتزمة خبطة حبثها ،وبذلك كا

.وعنوانه

الذي شكل حمور األسطورة يف شعر أدونيس ،فترى عوض " الفينيق"وتركز على رمز أن معاناة الشاعر وحادثة احتراق أبيه شكلت نقطة حتول حبيث تقمص االبن أباه،وربط

.ظر االنبعاثذلك مبوت احلضارة اليت تنت

كما تدرس شعر البيايت وترى أنه ملتزم بقضية الثورة واإلنسان الثائر،وحاالت الفقر، وتعترب عوض أن البيايت استطاع أن ينتصر على عامل السقوط بتوظيفه ألسطورة املوت

.واالنبعاث،واستطاع بعامل األسطورة أن حيقق املساواة بني اإلنسان واإلنسان

Page 125: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

خـامتة

Page 126: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

خامتة

~ ~

124

روري للشعر استدعاء األسطورة حلاجة فنية ومجالية،فإنه من البديهي ضمن ال إذا كانديـدة حركة نقدية تكشـف عن مستويـات داعية اجلـواكب هذه العملية اإلبـأن ت

.القصيدة،وتفك شفراا

املعاصرة العربية وبعد عرض أهم الدراسات اليت تناولت توظيف األسطور يف القصيدة :ستنتاج مايلياكن مي

مز يف األسطورة متخذا من شعر بدر شاكر رالنقاد من راح يبحث عن ال من السياب،وخليل حاوي،ويوسف اخلال،وأدونيس،وعبد الوهاب البيايت،وحممود درويش

الحظ أن جل الدراسات انطلقت من يوراسة،يف اجلانب التطبيقي باخلصوص،دمناذج للبالفردي والقومي واإلنساين واملواكب جلميع مراحل توظيف شعر السياب، املتميز

كما يقول جربا مستفيداولكون السياب كان رائدا يف توظيف األسطورة و.األسطورة، واطالعه على اآلداب الغربية خاصة )أدونيس(مجة كتاب من ترإبراهيم جربا

:ملقام الثاينهذه الدراسات باقي الشعراء لكن يف ا ومل تغفل ."إليوت"

باجلانب الفكري، وصنفوا ال الحظ أن بعض النقاد اهتموايعراء على اعتبار الرموز شالشعرية املوظفة يف قصائدهم، وهذه الرؤية القت الكثري من االنتقاد خاصة من طرف عز الدين إمساعيل إذ الميكن يف رأيه اختاذ الرمز معيارا للتصنيف وإلصاق الرمز بالقصيدة

.وبصاحبها

الذي طرأ على القصيدة املعاصرة،بعد عملية التغيرأما اجلانب الفين فركز نقاده على اهلدم واخلروج عن احملاكاة،والتقليد،كما يالحظ التركيز على اكتساب القصيدة احلداثية

Page 127: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

خامتة

~ ~

125

فة ،وكثالغة فنية غري لغتها العادية، ومتيزت يف بعض جوانبها بشاعرية الفتة، ومجالية ساحرة .يف الداللة،واقتصاد يف اللغة،حتيل القارئ إىل عدة تأويالت

أما نقاد اجلانب الواقعي أو االجتماعي يف األسطورة فكانت دراستهم انطالقا من البنيات األسطورية الدالة يف القصيدة واليت كانت حتيل القارئ إىل ربطها ببعض املواقف

استنجد باألسطورة ليكشف عن واقعه، من غري أن االجتماعية للشاعر،وكأن هذا األخري .يستجلي هذه العالقةعوري شيبوح بذلك بل يترك املوقف ال

اإلنسان عرب بال واملالحظ أن األسطورة كانت تتمحور حول قضية أساسية شغلت رغم تعدد مسميات و" اخلصب واجلدب" و،"املوت واالنبعاث"خمتلف األزمنة،وهي قضية

.فجوهرها واحد ...)يونانية،فنيقية، فرعونية، بابلية ،سومرية،عربية(األساطري، ومصادرها

واملتتبع هلذه الدراسات يستنتج أن الشاعر العريب املعاصر كان مهه هو البعث والتركيز .قت كانت األمة العربية تعيش ختلفا كبريايف والثقايفاحلضاري،واالجتماعي،

يف رحلته "السندباد" وجعل رمزمسؤليته يف اتمع ليتحمل اإلنسان املثقف على والترحال.،يرتبط باملثقف الذي عليه أال يتوقف عن البحثالثامنة

الغيا يزخر باالنزياحات والتناصات،ويغين عن البالغة بكما شكل الرمز بديال )التشبيه واالستعارة(القدمية

ختتلف عن البالغة ال ة،حيث تصبح أحيانايف توظيف األسطورهناك سلبيات والقدمية،إذا كان التوظيف بسيطا،لصوقيا ال يؤدي موقفا شعوريا، أوقد يكون الرمز مقحما تنفره بنيات القصيدة،كاجلسم الغريب،فالتوظيف كما أشار النقاد ليس دائما ناجحا، بل

.ةهناك شعراء أخفقوا يف توطيف األسطور

Page 128: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

خامتة

~ ~

126

احليوي الالزم يف القصيدة، دون فسح اال األساطري سواكد عراءشبعض الو .حالتها إىل مقابالت عقلية كما أشار إىل ذلك عز الدين إمساعيل يف شعر يوسف اخلالإو

فاجلري وراء حشد األساطري ليس .ثقافته ومعرفته اعر إىل هذا التكثيف إلظهارشورمباجلأ ال .الشاعر مقياسا على جناح

اليت كانت تبشر باالنبعاث "قصيدة الرؤيا"القضايا اليت شغلت النقد العريب املعاصر ومنرب متعددة ااحلضاري،بعدما رسم الشاعر العريب املعاصرأحالمه اليت ختطت واقعه،وبعد جت

.اكتشف الشاعر زيف الرؤيا وأصيب بالصدمة،وخيبة األمل

مي أهم الدراسات النقدية اليت تناولت توظيف ويف األخري لقد حاولت جمتهدا تقد.يعترب من " نقد النقذ"وإذا كان االشتغال يف حقل.األسطورة يف القصيدة العربيةاملعاصرة

اكتمال نين مل أدع إأصعب القضايا باعتباره حياكم النقد من خالل منوذج نقدي آخر،فةخاصة ماتعلق باملنهج هناك جوانب تستحق الدراس مازالتالبحث واستيفائه بل

.ولعل الدراسات املستقبلية سوف تغطي هذه املساحة.الفين

Page 129: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

بيبليوغرافيا

Page 130: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

قائمة املصادر واملراجع

~ ~

128

اجتاهات الشعر العريب املعاصر،سلسلة عامل املعرفـة،الس الـوطين : إحسان عباسـ 1978للثقافة والفنون واآلداب، الكويت،

1980،)2(دراسات يف النقد األديب،دار األندلس،ط:زكي لـ أمحد كما

،دار العـودة األعمـال الشـعرية الكاملـة : )علـي أمحـد سـعيد (ـ أدونـيس 1988،)5(بريوت،ط

خليل حـاوي واألرض، الفكـر العـريب املعاصـر،مركز اإلمنـاء : ينة غصنـ أم 1983،)26(القومي،بريوت،ع

األسطورة يف الشعر العريب احلديث، منشورات املنشأة للنشر والتوزيـع :ـ أنس داود واإلعالن

1989األعمال الشعرية الكاملة،بريوت :در شاكر السيابـ ب

1984،)1(ار الشروق،طقضايا الشعر احلديث، د: جهاد فاضل ـ

دراسـات يف األدب العـريب احلـديث،دار (حركيـة اإلبـداع :ـ خالدة سـعيد 1979،)1(العودة،بريوت،ط

لغة الشعر، قراءة يف الشعر العريب احلديث،منشأة املعارف، اإلسكندرية،:ـ رجاء عيد

ت دبنا احلديث بني الرؤيـا والتعـبري، املؤسسـة العربيـة للدراسـا أ:ـ ريتا عوض 1979،)1(والنشر،بريوت،ط

أسطورة املوت واالنبعاث يف الشعر العريب احلديث، املؤسسة العربيـة :ـ ريتا عوض 1978،)1(للدراسات والنشر،بريوت ط

Page 131: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

قائمة املصادر واملراجع

~ ~

129

،املؤسسة العربيـة )دراسات تطبيقية يف الشعر احلديث(مغاين النص:ـ سامح الرواشدة 2006للدراسات والنشر والتوزيع،

األسطورة يف شعر السياب، منشورات وزارة الثقافـة والفنـون، :ليـ عبد الرضا ع 1978،العراق

البنيات الدالة يف شعر أمل دنقل،منشورات احتـاد الكتـاب :عبد السالم املوساوي - 1994العرب،دمشق،

،دار )قضاياه وظواهره الفنيـة واملعنويـة (الشعر العريب املعاصر: ـ عز الدين إمساعيل 1981، )3(العودة بريوت،ط

،دار الشـروق للنشـر )دراسة نقديـة (حداثة النص الشعري: علي جعفر العالق ـ 2003،)1(والتوزيع ،ط

دراسة يف النقد العريب احلديث والشعر (عماد علي اخلطيب،األسطورة معيارا نقديا ـ 2006،)األردن(العريب احلديث،جهينة للنشر والتوزيع

قراءة يف املكونـات (أثر التراث يف تشكيل القصيدة العربية املعاصرة:كاملي بلحاج ـ 2004،احتاد الكتاب العرب،دمشق،)واألصول

1978،النقد التطبيقي واملوازنات،اخلاجني،مصر: ـ حممد الصادق عفيفي

احلداثـة يف الشـعر العـريب املعاصـر، الشـركة العامليـة : محـود حممد العبد ـ 1991،)1(للكتاب،ط

Page 132: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

قائمة املصادر واملراجع

~ ~

130

دراسات نقدية يف أعمال السياب،حاوي،دنقل،جربا،املؤسسـة :ـ حممد مجال باروت 1996،)1(العربية للدراسات والنشر،بريوت ،ط

1996،)1(األدب واألسطورة،املؤسسة العربية للدراسات والنشر،ط: حممد شاهني -

دراسة يف نقـد (ثةحتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلدي:حممد عزام ـ 2003منشورات احتاد الكتاب العرب،دمشق،) النقد

الرمـز والرمزيـة يف الشـعر املعاصـر،دار املعـارف : ـ حممـد فتـوح أمحـد 1978،)3(القاهرة،ط

1992املتاهات والتالشي يف النقد والشعر،دار سراس ،تونس: ـ حممد لطفي اليوسفي

1994،)1(ة ،بريوت،طاألعمال الكاملة،دار العود:ـ حممود درويش

النقد األديب احلديث بني األسـطورة والعلم،الـدار العربيـة : حمي الدين صبحي ـ 1988للكتاب،

تلقي النقد العريب احلديث لألسطورة يف شعر بـدر شـاكر :ـ ميساء زهدي اخلواجاالسياب، النـادي األديب بالريـاض واملركـز الثقـايف العـريب ،بـريوت ،الـدار

2009،)1(البيضاء،ط

1979األعمال الشعرية الكاملة،دار العودة بريوت،: اخلال ـ يوسف

األسـطورة يف الشـعر العـريب املعاصـر،دار اآلداب،بـريوت :ـ يوسف حالوي 1994،)1(،ط

وريات العربيةدال

Page 133: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

قائمة املصادر واملراجع

~ ~

131

شعرية النقد عند حممـد : مسريسحيمي،املتاهات والتالشي وحلظة املكاشفة الشعرية ـ 2009،)22(عمان،العدد لطفي اليوسفي،جملة نزوى،

جملة جامعة أم القرى الباسط الزيود،املتوقع والال متوقع يف شعر حممود درويش، ـ عبد 2006،)37(،)،العدد)18(لعلوم الشريعة واللغة العربية وآداا،السعودية،ج

Page 134: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

الفهرس

Page 135: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

فهرس املوضوعات

~ 133 ~

ج....أ....................................................................ـ مقدمة

22-8.......................................................................ـ مدخل

سطورةاأل يفاالجتاه الرمزي :الفصل األولـ

28- 24...........................................................عز الدين إمساعيلـ

32-28....................................................................ـ أنس داود

36-32............................................................ـ حممد فتوح أمحد

38-36.......................................................ـ علي عبد املعطي البطل

46-38.......................................................................تعليقـ

االجتاه الفكري لألسطورة :الفصل الثاينـ

50-48.................................................................ـ أسعد رزوق

53-50.........................................................ـ حممد الصادق عفيفي

55-53..................................................................علي الشرع -

56-55...............................................................ـ أمحد كمال زكي

62-56........................................................................ـ تعليق

االجتاه الفين لألسطورة:الفصل الثالث

68-64 ..........................................................ـ حممدلطفي اليوسفي

Page 136: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

فهرس املوضوعات

~ 134 ~

71-68....................................................................ـ رجاء عيد

73-71...................................................................ـ أمينة غصن

75-74................................................................ـ حممد شاهني

84-76......... .............................................................ـ تعليق

االجتاه الواقعي لألسطورة:الفصل الرابعـ

90-86................................................................ـ خالدة سعيد

101-90............................................................ـ يوسف حالوي

104-102......................................................ساوياملوـ عبد السالم

121..115 ................................................................ـ ريتا عوض

122-110......................................................................ـ تعليق

126-124......................................................................ـ خامتة

131-128 .................................................................ـ بيبليوغرافيا

134-133.....................................................................ـ الفهرس

Page 137: ﺔﻣﺪـﻘـﻣ - theses.univ-oran1.dz:ﺔﻣﺪﻘﻣ ~ ب ~ ﺔـﻌﺑﺭﺃ ﻭ،ﻞﺧﺪـﻣ ﱃﺇ ﻲﻠﻤﻋ ﻢﺴﻗﺃ ﻥﺃ ﺖﻳﺄﺗﺭﺎﻓ ،ﺚﺤﺒﻠﻟ

:ملخص

تقدم ھذه الدراسة أھم اآلراء النقدیة التي تكشف عن مستویات توظیف األسطورة في القصیدة العربیة المعاصرة،وتجلیاتھا في الخطاب الشعري بشكل الفت ومتمیزأكسب

.القصیدة روحا جدیدة،ونفسا طویال

رة،وكیف نشأت ھذه كما أن ھذا البحث یتصدره مدخل یتناول عالقة الشعر باألسطووإذا كانت األسطورة توفر .الحمیمیة منذ أن بدأ اإلنسان یكتشف ذاتھ ،و عالقتھ بالكون

.الدھشة والسحر والخیال، فإن الشعر ھو الفضاء الذي تتحرك فیھ كل ھذه القیم الجمالیة

ث یتناول االتجاه الرمزي لألسطورة،حی:الفصل األول:ویتضمن البحث أربعة فصولتغني )األسطورة(یكشف عن وظیفة األسطورة في بناء القصیدة المعاصرة وكیف أصبحت

).االستعارة والتشبیھ(بدالالتھا المكثفة ،وأقنعتھا،ولغتھا الشعریة عن البالغة القدیمة

فیتناول االتجاه الفكري لألسطورة، حیث یصنف بعض النقاد الشعراء :أما الفصل الثانيھذا شاعر سیزیفي نسبة إلى أسطورة :قالیموزالمستعملة في أشعارھم كأن انطالقا من الر

...سیزیف، أوھذا شاعر برومیثي نسبة إلى برومیثیوس

فیقدم االتجاه الفني في األسطورة بحیث یرى أصحاب ھذا االتجاه أن :أما الفصل الثالث.علىالمحاكاةاألسطورة كانت أول خطوة في ھدم البنى القدیمة للقصیدةالمبنیة

عرض رؤیة نقاد االتجاه الواقعي واالجتماعي في األسطورة،بحیث :وفي الفصل الرابعیرى ھؤالء بأن الشاعر یستدعي األسطورة لغایة اجتماعیة، وأحیانا یتداخل األسطوري

.مع الواقعي

:الكلمات المفتاحیة

؛ أنس داود؛ عز الدین إسماعیل؛ وقأسعد رز؛ الرمز؛ النقد؛ القصیدة؛ الشعر؛األسطورة .؛ محمد لطفي الیوسفيریتا عوض