heart repairing

طريقنا إىل القلوب لفضيلة الشيخ الدويش غفر اهللا له ولوالديه

حيب أن تشيع األلفة واحملبة بني أفراد اتمع اإلسالمي، وكل - أعين كل مسلم ومسلمة -وطريقنا مسلم ومسلمة حيب اخلري والرب واملعروف واإلحسان ومكارم األخالق، أما القلوب فهي قلوبنا

التعامل مع بعضنا البعض، حباجة إىل تعميق روابط األخوة اإلسالمية مجيعا، فنحن حباجة لفنال يؤمن أحدكم حىت حيب ألخيه ما (إىل حتقيق القاعدة الشرعية -أيها األحبة- ومعانيها، حنن حباجة

.كما يف حديث أنس املتفق عليه) حيب لنفسهىل أن نظهر حماسن هذه العقيدة لنصبح حباجة إىل احلوار اهلادئ والتعامل املهذب واالحترام املتبادل إ

حنن املسلمني قدوات لبعضنا، ومفاتيح خري لغرينا من أهل امللل والنحل، حباجة إىل أن نكسب قلوب بعضنا وأن نكسب قلوب أهل األديان األخرى بصدق التوحيد وحسن املعاملة ومجيل األخالق

.لتذوق طعم اإلميان ولتعرف حقيقة اإلسالمب القلوب ليس بااملة وال باملداهنة وال بتمييع ديننا وال بتمزيقه وال بالتنازل عن نريد أن نكس

إمنا بعثت ألمتم مكارم (املبادئ واألهداف، وإمنا مبكارم األخالق، كما قال صلى اهللا عليه وسلم .واحلديث عند أمحد يف املسند) األخالق

ا وال زخرفها وال من أجل أنفسنا وإظهار وملاذا كسب القلوب؟ ليس من أجل الدنيا، وال متاعه حماسنها وتواضعها، ال واهللا، بل وال من أجل متلق الناس وطلب حمامدهم وثنائهم؛

إمنا من أجل ربنا تعبدا وتقربا، فإن اهللا حيب معايل األخالق، ويبغض سفسافها، واتباعا حلبيبنا وقدوتنا صلى اهللا عليه وسلم فقد كان أحسن الناس خلقا،

إن من أحبكم إىل وأقربكم (وكسب حلب وقرب نبينا يوم القيامة كما قال صلوات اهللا وسالمه عليه .حسنه الترمذي). مين جملسا يوم القيامة، أحاسنكم أخالقا

وخالق (وتطبيقا لتعاليم شرعنا وآداب ديننا قوال وعمال، وسرا وعلنا، فقد قال صلى اهللا عليه وسلم ).الناس خبلق حسن

فأكثر ما يدخل الناس (ا للجنان وتثقيال للميزان يوم أن نلقى اهللا فقد قال صلى اهللا عليه وسلم وشوق .صححه الترمذي وقال غريب) اجلنة تقوى اهللا وحسن اخللق

وما من شئ أثقل يف ميزان املؤمن يوم القيامة من خلقٍ حسن، .وختلقا وتأدبا وإميانا فأكمل املؤمنني إميانا أحسنهم خلقا

ولو كنت فضاً غليظَ القلبِ لنفضوا من ( اهللا عز وجل يقول عن رسوله صلى اهللا عليه وسلم و ).حولك

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

http://www.pdffactory.com


إذا فهذه الفضائل وأمثاهلا مما حيثنا ويشجعنا على اكتساب حماسن األخالق وتطبيع نفوسنا عليها، عبد ليبلغ حبسن إخالصا لوجه اهللا، وطلبا لرضاه فهي عبادة عظيمة وقربة من أجل القُربات فإن ال

*. رمحه اهللا*كما يف حديث عائشة وصححه األلباين . خلقه درجة الصائم القائمإذا فهذا طريقنا للقلوب، هذا هو طريقنا للقلوب خططته لكثرة شكاية الناس بعضهم من بعض، فالزوج يشكو من سوء تعامل زوجه، والطالب يتظلم من أخالق أستاذه، واملوظف يتسخط من

مديره، واملكفول يئن ويتوجع من سوء تصرف كفيله، حىت الصاحب مل يسلم من صاحبه رئيسه و .وخليله

إذا فهو رسالة إىل كل مسلم ومسلمة، إىل كل الطيبني . فبحثت عن العالج فكان هذا املوضوعوالطيبات، إىل كل املعلمني واملعلمات، إىل كل األزواج، إىل كل موظف، إىل كل مسلم يسافر

.بالد إىل كل أحد حيب أن يرى األلفة واحملبة ترفرف على اتمع اإلسالميخارج الأيها املسلمون لنحرص على مكارم األخالق والتحلي ا وذلك بالصرب وجماهدة النفس وترويضها هذا

. أوال وثانيا بصحبة الصاحلني والنظر يف سريهم وأخالقهم

القوثالثا مبداومة القراءة واإلطالع يف كتب األخ للبخاري" كاألدب املفرد" ألبن أيب الدنيا وللخرائطي " مكارم األخالق"و

وكتب الشمائل وأخالق النيب صلى اهللا عليه وسلمللرحيلي وهو " األخالق الفاضلة"ومن أمجل الكتب املعاصرة اليت وقفت عليها يف هذا املوضوع

كتاب مجيل .د وغريها كثريللحم" سوء اخللق"للخازن دار و" هذه أخالقنا"و

.إذا فلنحرص على التحلي باألخالق ومن يتصرب يصربه اهللافإن أردت الوصول للقلوب، بل وإىل رضاء عالم الغيوب سبحانه وتعاىل فتنبه هلذه النقاط الثالث املاضية، مث أحرص على مساع هذا املوضوع وإمساعه مرات ومرات فإمنا العلم بالتعلم وأستعن باهللا

كما كان صلى اهللا عليه وسلم ) أن كما أحسنت خلَقي فأحسن خلقي(اء والتضرع إليه وأكثر الدعاللهم إين أعوذ بك من منكرات األخالق واألعمال (يقول، كما عند أمحد وصححه األلباين، وقل

اللهم أهدين ألحسن (كما يف الترمذي وهو صحيح، وقل أيضا بل وردد يف كل وقت ) واألهواءكما يف ) ي ألحسنها إال أنت، وأصرف عين سيئها ال يصرف عين سيئها إال أنتاألخالق ال يهد

.صحيح مسلم




ال يترك صلى اهللا عليه ) وإنك لعلى خلقٍ عظيم(فهذا أحسن الناس خلقا والذي أثىن اهللا عليه فقال وآله وسلم الدعاء والتضرع إليه أن يعينه على ذيب نفسه والتحلي بأحسن األخالق، فكيف يب

.وبك؟ بل كيف بنا مجيعا؟ فإنه ال حول لنا وال قوة إال باهللا جل وعال…………………..

:العقيدة واألخالق* الدين كله خلق، فمن زاد عليك يف (لألخالق صلة وثيقة باإلميان والعقيدة، قال أبن القيم يرمحه اهللا

يقول " خالق بالعقيدة واإلميانصلة األ"، يقول صاحب رسالة مجيلة بعنوان )اخلُلقِ زاد عليك يف الدينإن املتمعن يف أحوال الناس جيد كثريا من املسلمني يغفل عن االهتمام واالحتساب يف هذا ((فيها

اجلانب، وقد جيهل الصلة الوثيقة بني حماسن األخالق وقضية اإلميان والعقيدة، فبينما جتد الشخص على ركام من مساوئ األخالق والنقائص اليت يظن أنه قد حقق التوحيد وحمض اإلميان تراه منطويا

ختل بإميانه الواجب أو حترمه من الكمال املستحب، كالكرب واحلسد وسوء الظن والكذب والفحش واألثرة وغري ذلك، وقد يكون مع ذلك جاهال بضرر هذه األمور على عقيدته وإميانه أو غافال عن

قل إن صاليت ونسكي وحمياي وممايت هللا رب (تعاىل مشولية هذا الدين جلميع مناحي احلياة، كما قالالكالم ال زال لصاحب - ، إن حتقيق التوحيد )العاملني ال شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول املسلمني

إن حتقيق التوحيد وتكميل اإلميان ليس باجتناب الشرك األكرب فحسب بل باجتناب كل ما -الرسالة )).إىل أخر كالمه هناك… ح يف كمال التوحيد واإلميانينايف العقيدة وكل ما خيل أو يقد

إذا فليست العقيدة متون تردد، ونصوصا حتفظ بل ال بد أن تتحول إىل واقع عملي يف احلياة، والتعامل بني الناس وملا حصل هذا التصور عند بعض الناس ظهر انفصام نكد وازدواجية بني مفهوم

.ا إن شاء اهللا تعاىلاإلميان ومقتضياته يأيت احلديث عنه :واقعنا ومكارم األخالق*

إن الناس اليوم يف عرض األرض وطوهلا حباجة إىل من يقف معهم ويعينهم وإىل من يزيل عنهم اهلم والقلق، إىل من يدهلم إىل طريق السعادة والراحة النفسية، حباجة إىل من يأخذ بأيديهم إىل طريق

.النجاة واألمانضارات، وصنعت املخترعات، وتوالت اإلجنازات فكل ذلك من أجل سعادة حىت وإن قامت احل

اإلنسان وتكرميه، لكن مع األسف البشرية اليوم تغرق يف حبر الدنيا، يلهث الكثري منهم وراء املال والتجارة، وراء الشهوات وامللذات، وراء الرياسة والريادة بأي طريق وبأية صورة ومهما كان الثمن،

.-إال ما شاء اهللا-وصول للمراد، وهذا هو الواقع الغالب على الناس اليوم املهم ال




يف خضم هذا اللهثان ويف وسط هذا اإلغراق يتلفت البعض ليبحث عن املثل وعن املبادئ وعن األخالق واآلداب يف صفوف الناس، رمبا مسع عن التبشري وهو شعار أعلنه املنصرون وتسموا به بل

.ومتثلوه ولألسفيف يوم من األيام كنت أراجع طبيبا يف أحد املستشفيات، وكنت أرى حسن (يقول أحد األخوة

تعامله وإظهار حرصه باملريض وحالته، تبادر إىل ذهين أنه أحد املنصرين فقد كنت أقرأ وأمسع عن لكين قطعت هذا اخلاطر أخذا حبسن الظن خاصة وأنه عريب، ويف بلد : وسائلهم وأساليبهم، يقول

انتهى ) مسلم، لكين عرفت فيما بعد أنه يدين بالنصرانية ورمبا كان منصرا أو مبشرا كما يقولون .كالمه

:أيها األخوة واألخوات ؟ وذه األخالق؟"التبشري"أليس املسلمون أوىل ذه التسمي

؟)وما نرسل املرسلني إال مبشرين ومنذرين(أمل يقل احلق عز وجل ؟)يسروا وال تعسروا، وبشروا وال تنفروا(وسلم أمل يقل صلى اهللا عليه

ألسنا كمسلمني أوىل ذا التلطف والتودد للناس؟ ألسنا أوىل بالتحلي باألخالق وبث األمل يف النفوس؟

ملاذا هذا اجلفاء واإلعراض؟ وهذا التنفري واالنقباض عند بعض املسلمني؟ مع بعضنا بشكل كبري، حىت ظن البعض أنه ال لقد أثرت املاديات واحلضارات على أخالقنا وتعاملنا

ميكن اجلمع بني التقدم احلضاري والكسب املادي وبني التحلي باألخالق واآلداب، حىت قال :أحدهم

وأصبحت منها بعد عسرٍ أخا يسرِ*****إلن كانت الدنيا أنالتك ثروةً من اللؤم كانت حتت سترٍ من الفقرِ*****لقد كشف اإلثراء عنك خالئقا

فإننا ال نكاد نسمع عن ذي شرف أو تاجر أو منصب وقد حتلى ببعض األخالق واآلداب إال .ويتذاكره الناس إطراء ومدحا وتعجبا أن يكون مبثل هذا املكان ويتمتع مبثل هذه األخالق

:أيها األخوة إن من ينظر ويقرأ عن دين اإلسالم خاصة يف باب اآلداب واألخالق واملعامالت ليعجب أشد

.العجب من عظمة هذا الدين ودقة مراعاته للمشاعر والعواطف، وحرصه على نشر احملبة واملودةإذا أحدث (أمسعوا هلذا احلديث عن عائشة رضي اهللا عنها قالت، قال النيب صلى اهللا عليه وسلم

ألنف مبا صحيح عند أمحد، ملاذا يأخذ بأنفه، وما عالقة ا) أحدكم يف صالته فليأخذ بأنفه مث لينصرفصنع؟ إا عظمة هذا الدين ودقة العناية مبشاعر النفس، واحلفاظ على أحاسيسها، يأخذ بأنفه ليوهم

.من جبواره أن به رعافا فال يفتضح أمره فيحرج وخيجل




قال اخلطايب يف بذل اهود شرح سنن أيب داوود قال إمنا أمره أن يأخذ بأنفه ليوهم القوم أن به الباب من األخذ باألدب يف ستر العورة وإخفاء القبيح والتورية مبا هو أحسن وليس رعافا، ويف هذا

.داخال يف باب الرياء والكذب، وإمنا هو من باب التجمل واستعمال احلياء وطلب السالمة من الناس أرضى للناس مجيعا مثل ما ترضى لنفسك

إمنا الناس مجيعا كلهم أبناء جنسك الناس بأنسكغري عدل أن توخى وحشة

فلهم نفس كنفسك وهلم حس كحسكمن ينظر للواقع يرى العجب يف اإلفالس األخالقي الذي تعيشه كثري من اتمعات اإلسالمية اليوم، بل هناك من انبهر باحلضارة الغربية فنقلها للمسلمني بقضها وقضيضها وإجياا وسلبها، وحنن مع

التكنولوجيا والصناعة وكسب املهارات واخلربات، لكننا دعاة التقدم واحلضارة يف االستفادة منوعلى لسان كل مسلم صادق وغيور، ال وآلف ال السترياد العادات والتقاليد الغربية االحنالل اخللقي بإسم احلرية وحقوق املرأة، أما إقحام الفضيلة والستر والعفاف ومكارم األخالق يف التقدم والتخلف

.ال تنطلي إال على غافل ساذج يف فكره دخل أو يف قلبه مرض املزعوم فخدعة مكشوفةإن يف أخالقنا وآدابنا كمسلمني بل وعادتنا وتقاليدنا كعرب ما ميلئ قلوبنا بالفخر واالعتزاز والرفعة

وكذلك جعلناكم أمة وسطاء (والسيادة، فاهللا أختار لنا مقاما عزيزا ومكانا شريفا فقال جل وعز ، فأسألكم باهللا هل هذا املقام يناسب ما )ى الناس، ويكون الرسول عليكم شهيدالتكونوا شهداء عل

يفعله بعض الغافلني والغافالت من تشب وتقليدا بأهل الكفر والشرك يف عادام ولباسهم وسيئ أخالقهم؟

، فأنت أيها املسلم جيب أن تكون متبوعا ال تابعا، وقائدا ال منقادا بصفاء عقيدتك وثبات مبدئك .وتعاليم دينك السمحة، وحسن أخالقك

فلما ال نعتز بالشخصية اإلسالمية؟ صبغة اهللا، (وملا ال نعلن للعامل كله أننا أهل دين وخلق؟ وأن لنا صبغة خاصة متيزنا عن ما سوانا؟ هي

).ومن أحسن من اهللا صبغة وحنن له عابدون……………………………………………

الدعاة الصامتون*

ا عظيما هو كرت اإلميان، لكنه اإلميان حقيقة ال صورة، اإلميان الذي المست حالوته إننا منلك كرتشغاف القلوب فظهرت تلك احلالوة على جوارح ذلك املسلم، أقواله وأفعاله وصفاته، فيوم ذاق

.طعم اإلميان عرف حقيقة االستقامة وااللتزام فأثر ذلك يف سلوكه وصدقه ومعاملته




ن اإلسالم وصل إىل جنوب اهلند وسيالن وجزر املالديف وسواحل الصني والفلبني يذكر التاريخ لنا أوإندونيسيا وأواسط أفريقيا عن طريق جتار مسلمني لكنهم مسلمون حبق، مل يؤثر عليهم بريق وملعان الدينار والدرهم، بل جتسد اإلسالم يف سلوكهم وأمانتهم وصدقهم، فأعجب الناس ذه األخالق،

.سألوا عن مصدرها، فدخلوا اإلسالم عن رغبة واقتناعفبحثوا وإن من أكرب وسائل التأثري على النفوس هو التميز يف األخالق املتمثل يف القدوة الصاحلة، بل هو أعظم

.وسيلة لنشر اإلسالم يف كل مكانحواله، ومن تتبع سرية املصطفى عليه الصالة والسالم وجد أنه كان يالزم اخللق احلسن يف سائر أ

وخاصة يف دعوته إىل اهللا تعاىل، فأقبل الناس ودخلوا يف دين اهللا أفواجا، بفضل اهللا تعاىل مث بفضل .خلقه عليه الصالة والسالم

واهللا ما كان على األرض وجه أبغض (فكم دخل يف اإلسالم بسبب خلقه العظيم؟ فهذا يسلم ويقول اللهم ارمحين وحممدا وال (، وذاك يقول )ا إيلعلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كله

تأثر بعفو النيب صلى اهللا عليه وسلم، ومل يتركه على حتجري رمحة اهللا اليت وسعت ) ترحم معنا أحد ).لقد حتجرت واسعا(كل شئ بل قال له

)فبأيب هو وأمي ما رأيت معلما قبله وال بعده أحسن تعليما منه(واألخر يقول )يا قومي أسلموا، فإن حممدا يعطي عطاء من ال خيشى الفاقة( والرابع يقول

واهللا لقد أعطاين رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ما أعطاين وإنه ألبغض الناس إيل، ( واخلامس يقول )فما برح يعطيين حىت إنه ألحب الناس إيل

مث يدعو قومه ) الناسجئتكم من عند خري ( والسادس يقول بعد عفو النيب صلى اهللا عليه وسلم عنه .لإلسالم فأسلم منهم خلق كثري

.واألمثلة كثرية يف سريته صلى اهللا عليه وسلم إال الثناُء فإنه لك باقي.……كلُ األمور تزول عنك وتنقضي

كلَ فضيلة ما اخترت غري حماسن األخالقِ .. ……ولو أنين خريت ل الغربية استأجروا غرفا من عجوز غربية، أن شبابا من العرب يف إحدى الدو( ذكر يل أحد األخوة

فلما انتهت مدت اإلجيار رفضوا التسديد، وهربوا حبجة أا كافرة، وأم أي الكفار هم الذين بوا )أموالنا كعرب

سبحان اهللا بأي منطق وأي عقلية يتعاملوا هؤالء؟ إنه اهلوى واجلهل بتعاليم وآداب هذا الدين، أمل با يف كتب العقيدة والفقه يف معاملة املسلم لغري املسلم؟ ومعاملة احملارب للمسلمني يعقد العلماء أبوا وغري احملارب؟

كيف نريد أن نفخر باإلسالم وحنن أول من جهل أحكامه وختلف عن آدابه؟




وكنت أرغب اإلجيار من هذه العجوز فرفضت، خاصة عندما علمت أنين مسلم، ( قال حمدثي سلمون لصوص، يقول وسألتها عن سبب هذا االام؟ فحدثتين بقصتها مع هؤالء وقالت أنتم أيها امل

الشباب، قال فحرصت على تغيري هذه الصورة عنا كمسلمني، وبعد حماوالت وإغراءات وتعهدات بالدفع مقدما وافقت على تأجريي ووافقت رغم ارتفاع السعر، وسكنت وال زلت أقدم هلا العون

م وأجاهد نفسي على التحلي بالفضائل مع تذكريها يف بعض األحيان بأن هذا وأظهر هلا آداب اإلسال .من آداب اإلسالم، وأن ديننا حيثنا على هذه األخالق

يا بين وصية لك أن (يقول فلما حان رحيلي وعند حلظة الوداع فإذا ا تقول يل ودمعتها على خدها ).ال متوت إال على هذا الدين

يا بين عاشروا الناس معاشرة إن عشتم ( مع ملا حضرته الوفاة مجع بنيه فقال رحم اهللا علي ابن أص ).حنوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم

أيها األخ إمنا الدنيا حديث فإن استطعت أن تكون منها حديثا حسنا فأفعل، إننا حباجة إىل من وسكنام حىت مع جيسدون مبادئ اإلسالم يف سلوكهم، ويترمجون فضائله وآدابه يف حركام

.الكفارفمن أهم مظاهر عالقة املسلم بالكافر غري احملارب للمسلمني كف األذى والظلم وعدم التعدي عليه وعلى حقوقه، والتزام مكارم األخالق معه من الصدق واألمانة وغريها من أخالق اإلسالم احلميدة،

.وجواز إيصال الرب واملعروف إليهمر ابن اخلطاب أهدى حلة له إىل أخ له مشرك مبكة كانت قد جاءته من ففي صحيح البخاري أن ع .النيب صلى اهللا عليه وسلم

أهديتم جلارنا اليهودي؟ مسعت (ويف البخاري أيضا أن ابن عمر ذحبت له شاة يف أهله فلما جاء قال ورثه، وإمنا مازال جربيل يوصيين باجلار حىت ظننت أنه سي( رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول

اإلشارة هلا الرتباطها باألخالق، لكن تنبه وأحذر كل احلذر أن ختتلط عليك األمور، ففرق بني حسن املعاملة ومكارم األخالق والرب واإلحسان للكافر غري احملارب وبني املواالة واحملبة واملودة له، أو

ك كتهنئتهم أو إهدائهم مبناسبة تفضيله على أحد من املسلمني أو جماملته على حساب دينك وعقيدتأعيادهم أو حنو ذلك، فإن ذلك كله حرام ال جيوز، وضابط ذلك النصوص من الكتاب والسنة، وأقول أئمة السلف رضوان اهللا عليهم أمجعني، فإن ما عنيت ذا املوضوع معاملة املسلم للمسلمني،

.بطهأما معاملته لآلخرين من أهل امللل والنحل فله أصوله وضوا…………………………….

:األخالق تصنع األعاجيب*




إن النفس أيا كانت ومهما بلغت من االحنالل والفساد والتجرب والعناد فإن فيها خريا كثريا قد ال تراه العيون أول األمر،

فقط شئ من العطف على أخطائهم، شئ من الود احلقيقي هلم، شئ من لعناية به،

اجلانب الطيب يف نفوسهم، تلمس -أيها األخوة -لنحاول إبداءهم بالسالم، ابتسم هلم، أثين على اخلري الذي فيهم، وقبل ذلك كن صادقا وخملصا غري متصنع وال جمامل، عندها ستتفجر ينابيع اخلري يف نفوسهم،

.وسيمنحوك حبهم وثقتهم مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك، لقد جرب ذلك كثريابلت أحد هؤالء فسلمت وابتسمت وأثنيت على صفة طيبة فيه، وأنا صادق، فلن يعدم أذكر أنين قا

إنسان مزية حسنة تكون مفتاحا لقلبه، فأنكشف يل قلب لني رقيق سرعان ما سالت دمعات على .وجه تلطخ بسواد املعصية والشهوة، وكان قد شكا جفاء بعض الناصحني وتعجلهم عليه

ا حنكم على اآلخرين مبجرد النظر للظاهر، فهذا عمرو ابن العاص حيدث أيها األخوة، كم خنطئ عندملقد رأيتين وما أحد أشد بغض لرسول اهللا مين، وال أحب إىل أن أكون قد (عن نفسه فيقول

وما كان أحد أحب إيل ( وبعد أن أسلم وعرفه عن قرب انقلب احلال فقال ) استمكنت منه فقتلتهيين منه، وما كنت أطيق أن أملئ عيين منه إجالال له، ولو سألت أن من رسول اهللا، وال أجل يف ع

.كما يف صحيح مسلم) أصفه ما أطقت، ألين مل أكن أملئ عيين منهإننا نظلم أنفسنا ونظلم اآلخرين عندما حنقد على هؤالء ونتخوف منهم، واحلل هو أن تنمو يف

.نفوسنا بذرة احلب والعطف على اآلخرين، والصرب عليهم .وباختصار إا األخالق وفن التعامل مع الناس

( ، أمل نقرأ قول احلق )وقولوا للناس حسنا( يا أهل القرآن، أمل نقرأ يف القرآن قول احلق عز وجل يف اآلية األوىل قولُ حسن، ويف الثانية ). وقل لعبادي يقولوا اليت هي أحسن، إن الشيطان يرتغ بينهم

.أحسن .سن فضال على قول أحسن احلسنفأين حنن من قول احل

إن اهللا كتب اإلحسان على كل شئ، فإذا قتلتم فأحسنوا ( ورسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول .كما يف صحيح مسلم) القتلة، وإذا ذحبتم فأحسنوا الذحبة، وليحد أحدكم شفرته ولريح ذبيحته

حسن التعامل حىت مع احليوان، فكيف فإذا كانت الرمحة واإلحسان تصل إىل هذه الدرجة من الرفق و بالرمحة واإلحسان مع بين اإلنسان؟

يف موسم لألمطار وأنا على سياريت مررت بغدير ماء مل أنتبه له، فتراشقت املياه ( قال أحد األخوة (( على اجلانبني، كان النصيب األكرب منها لشباب جلسوا على عتبة أحد األبواب، ويا ليت شعري لو




م قد تبدلت، فالثياب البيضاء كأا سوداء، والشعرات السوداء خضبت بالطني واملاء، رأيت حاهلفرجعت إليهم فلم أنتبه إال على أصوات السب واللعان ومنادايت للرفس والطعان، يقول فرجعت إليهم مسلما معتذرا متأسفا، فيا سبحان مقلب القلوب، حتول السب واللعان إىل ترحيب وسالم،

.انتهى كالمه) الطعام بل إىل إخاء ووئامودعوة إىلفيا أيها األحبة، أقول باختصار إا األخالق تصنع األعاجيب، خنطئ كثريا عندما نعتزل بعض الناس

.ألننا نشعر أننا أطهر منهم روحا، أو أطيب منهم قلبا، أو أذكى منهم عقالذا خرجت من مرتلك فال يقعن بصرك على إ(قال رجل لعبد اهللا ابن املبارك عظين، قال ابن املبارك

، وليس معىن هذا أن نتخلى عن مبادئنا ومثلنا السامية، أو نتملق أو )أحد إال رأيت أنه خري منكهذا مقتبس من رسالة بعنوان .)) جنامل، ال ولكنها احلكمة واملوعظة احلسنة وفن التعامل مع اآلخرين

.أفراح الروح" .تعامل وحماسن األخالق ماذا تفعلأيها احملب، أنظر لفن ال

هذا عكرمة ابن أيب جهل ورث عداوة اإلسالم عن أبيه وقاتل املسلمني يف كل موطن، وتصدى هلم يوم فتح مكة مث فر إىل اليمن، بعد أن أهد النيب صلى اهللا عليه وسلم دمه، فتأيت زوجه أم حكيم بع

هو ( صلى اهللا عليه وسلم -بايب هو وأمي - إسالمها لرسول اهللا تطلب األمان لزوجها فيقول هلاآمن، ويقول ألصحابه يأتيكم عكرمة ابن أيب جهل مؤمنا مهاجرا، فال تسبوا أباه، فإن سب امليت يؤذي احلي وال يبلغ امليت، فيأيت عكرمة بني يدي املصطفى صلى اهللا عليه وسلم، فيقول عكرمة

وأنت أبر الناس وأصدق الناس، وأوىف الناس، أما واهللا يا أشهد أن ال إله إال اهللا وأنك عبده ورسوله،رسول اهللا ال أدع نفقة كنت أنفقها يف الصد عن سبيل اهللا إال أنفقت ضعفها يف سبيل اهللا، وال

. قاتلت قتاال يف الصد عن سبيل اهللا إال أبليت ضعفه يف سبيل اهللاقلت أبن فرعون هذه األمة إىل صف أولياء ملسة حانية من نيب الرمحة صلى اهللا عليه وآله وسلم ن

إا األخالق تصنع . الرمحن، وجعلته يندم هذا الندم ويعزم هذا العزم، ويتحول هذا التحول .األعاجيب

…………………………………. مهسة يف أذن موظف*

أيها املوظف، أين كان موقعك، ويف أي مكان كنتن أجل خدمة الناس، وقضاء حوائجهم وأداء إنك مل جتلس على هذا الكرسي الذي أنت عليه إال م

األمانة اليت حتملتها، أفال ترى أنك حبسن االستقبال واالبتسامة وإظهار االهتمام باملراجع وحاجته متلك قلوب اآلخرين حىت وإن مل تقضي حاجتهم، ورمبا خرجوا من عندك بنفس راضية ولسان يلهج




ذكرك بكل جملس، كل هذا وأنت مل تقضي حاجتهم، بل بالثناء والدعاء بل رمبا أثنوا عليك ورفعوا .ملكتهم حبسن األخالق، فكيف لو استطعت قضاء حاجتهم وتيسري أمرهم

أيها احلبيب، أنظر إىل هذه النتيجة اليت وصلت إليها كسبت القلوب، والذكر احلسن، وقبل ذلك كله كسبت رضاء اهللا تعاىل عز وجل،

،)ابتسامتك يف وجه أخيك صدقة (أمل يقل صلى اهللا عليه وسلم ،)والكلمة الطيبة صدقة(أمل يقل صلى اهللا عليه وسلم ،)من كان يف حاجة أخي كان اهللا يف حاجته(أمل يقل صلى اهللا عليه وسلم ،)واهللا يف عون العبد ما كان العبد يف عون أخيه( أمل يقل صلى اهللا عليه وسلم ).اس أنفعهم للناسخري الن(أمل يقل صلى اهللا عليه وسلم

إذا فأنت أيها املوظف يف عبادة وأنت على مكتبك، فقط استعن باهللا وأخلص النية اهللا، وأتصف ذكر حسن ومجيل . مبكارم األخالق، وأحرص على نفع الناس وستجد التوفيق يف الدنيا واآلخرة

ا من خالل عملك وحب وتقدير هذا يف الدنيا، وأجر كبري من العليم اخلبري يف اآلخرة، كل هذ .ووظيفتك، أجر وغنيمة واملوفق من وفقه اهللا

ورمبا قلت الناس ال يرضيهم غال تلبية رغبام، وتنفيذ ما يريدون، بل رمبا قلت أن ميزان الناس اليوم يف احلكم على اآلخرين هو مصاحلهم الشخصية، فأقول لك نعم هذه هو واقع احلال، وحنن ال نربأ

حلبيب هب أنك بذلت هلم ما استطعت وختلقت معهم بأحسن األخالق ومل أنفسنا ولكن أخي ايرضوا عنك، أليس حسبك أن يرضى اهللا عنك، فإنه يعلم أنك قدمت وبذلت ما بوسعك، إذا

.فأجرك على اهللا. وإن مل يرضى الناس فتذكر دائما أن من أرضى اهللا بسخط الناس رضي اهللا عنه وأرضى عنه الناس

( ئل األخالق وفن التعامل مع لناس فإن الرسول صلى اهللا عليه وسلم يقول فأحرص على فضا .كما يف البخاري ومسلم) خياركم أحاسنكم أخالقا

يا من رزقه اهللا مكانة ووجاهة اعلم أن زكاا الشفاعة واإلعانة للمحتاجني على أن ال يبخس ا حق ا وجه اهللاآلخرين، فإن الشفاعات من أعظم العبادات إذا قصد.

كتب احلسن ابن سهل كتاب شفاعة فجعل الرجل يشكره، فقال احلسن يا هذا عالما تشكرنا إنا :نرى الشفاعات زكاة مروءتنا، مث أنشد يقول

وزكاة جاهي أن أعني وأشفع. ……فرضت علي زكاة ما ملكت يدي فأجهد بوسعك كله أن تنفع. ……فإذا ملكت فجد فإن مل تستطع

……………………………




مهسة إىل املعلمني واملعلمات *

إن اهللا ومالئكته وأهل السماوات واألرض حىت النملة يف جحرها ليصلون ( أيها املعلمون واملعلمات، .، كما يف الترمذي)على معلم الناس اخلري

،كما يف )ومن دعا إىل هدى كان له من األجر مثل أجور من تبعه ال ينقص ذلك من أجورهم شيئا( .يح مسلمصح

وإين ألظنك أيها املعلم وأنيت أيتها املعلمة من معلمي الناس اخلري، وممن يدعو إىل اهلدى، فأنتم جتلسون الساعات بل األيام والشهور والسنوات مع أوالد وبنات املسلمني، وهللا در ابن املبارك وهو

وأيسر وأحسن طريق عرفته ، وأفضل )حنن إىل قليل من األدب، أحوج منا إىل كثري من العلم(يقول يف التعليم هو التواضع وفن التعامل ومكارم األخالق مع الطالب والطالبات، وال يستطيعه إال من

.رزقه اهللا اإلخالص بعلمه وتعليمه، نسأل اهللا الكرمي من فضله احترام الطالب والطالبات وإشعارهم باحلب واالهتمام مبشاكلهم ومهومهم والتجاوز عن أخطائهمواالبتسامة والصرب والرفق بالتوجيه مع قوة املادة العلمية، كلها من عالمات الشخصية الناجحة

.للمعلم واملعلمةأما الشدة وكتم األنفاس وشد األعصاب ورفض املناقشة والتمسك بالرأي وعدم التنازل عنه حبجة

فإن اهللا رفيق حيب الرفق، . هقوة الشخصية أمام الطالب والطالبات فهي أوهام ال تزيد الطني إال بل .ويعطي على الرفق ماال يعطي على العنف كما يف صحيح مسلمكما ) من حيرم الرفق حيرم اخلري كله( أيها املعلمون واملعلمات، رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول

أحوج يف صحيح مسلم، والقلوب اليت جتلس أمامكم كل ار مهما بلغت من الغفلة والقسوة فهي مل تكون إىل الرفق والعطف، فإن الرفق وحسن األخالق واللمسات احلانية والكلمات العذبة مفاتيح

وأقوله مرة وثالثة -عجيبة يف التأثري والتوجيه، فكم عربة أجهشتها ودمعت أسالتها، ولكنه ائحة املستأجرة اإلخالص هللا، فمن يؤته فقد أويت خريا كثريا، فليست النائحة الثكلى كالن -وعاشرة

.واللبيب باإلشارة يفهم…………………………………… .

هل ميكننا تغيري أخالقنا*




رمبا يقول البعض لقد شببت على الشيء فال أستطيع أن أغري أخالقي، وهناك من يرى أن األخالق فليس ثابتة يف اإلنسان ال تتغري فهي غرائز فطر عليها، وطبائع جبل عليها، وهناك من يرى أا تتغري

.ذلك صعبا وال مستحيال :واحلق أن األخالق على نوعني

فمنها ما هو غريزي فطري ومنها ما يكتسب باملمارسة وااهدة، ولو كانت األخالق ال تتغري ، )قد أفلح من زكاها(، وقال )قد افلح من تزكى(لبطلت الوصايا واملواعظ، وملا قال اهللا عز وجل

إمنا العلم بالتعلم، وإمنا احللم بالتحلم، ومن يتحرى اخلري يعطه، ومن (م وملا قال صلى اهللا عليه وسال ).يتوقى الشر يوقه

ومن نظر إىل احليوان وحاله قبل التدريب وبعده أدرك أن األخالق عند اإلنسان سعلة التغيري ملن رزق .اهلمة والعزمية، ومحل نفسه على مكارم األخالق وفضائلها

)٢(وجه رمحه اهللا متحدثا عن جتربته مع نفسه وعن حماوالته يف التخلص من عيوبه وعن النتائج يقول ابن حزم

كانت يف عيوب فلم أزل بالرياضة واإلطالع على ما قالت ( اليت حصل عليها من جراء ذلك يقول األنبياء صلوات اهللا عليهم، واألفاضل من احلكماء املتأخرين واملتقدمني يف األخالق وآداب النفس أعاين مداواا حىت أعان اهللا عز وجل على أكثر ذلك بتوفيقه ومنه، ومتام العدل ورياضة النفس

)ليتعظ بذلك متعظ يوما إن شاء اهللا -أي اإلقرار بالعيوب-والتصرف باألمور هو اإلقرار ا ، من أرادها مث أخذ رمحه اهللا يعدد بعض العيوب يف نفسه، ولوال خشية اإلطالة لذكرا لعظيم الفائدة

".األخالق والسري يف مداواة النفوس " فلينظر يف كتابه حقد مفرط قدرت بعون اهللا تعاىل على طيه وستره، وغلبته على إظهار - أي العيوب -مث قال ومنها

. مجيع نتائجه وأما قطعه البتة فلم أقدر عليه، وأعجزين أن أصادق من عادين عداوة صحيحة أبدا .ه اهللانتهى كالمه يرمح

وقع يف قليب شيء عظيم على أحد أخواين خلري أعطاه اهللا إياه، فما زال الشيطان (ويقول أحد األخوة يب ونفسي الضعيفة وكنت أهتم وأغتم وأكثر التفكري واخلواطر خاصة وأنين كنت متهيئا هلذا اخلري

.الذي آتاه اهللا أكثر منهر الرديئة تارة، و أُنبها تارة، وأذكّرها بفضل سالمة يقول فما زلت مع نفسي أدفع اخلواطر واألفكا

وتارة أذكّرها خبطر احلسد . الصدر ومتين اخلري لآلخرين، وأين أحب هلم ما أحب لنفسي تارة أخرىوأضراره وما زلت أستعني باهللا وأدعوه حىت انتصرت عل نفسي واستطعت ترويضها، وما زلت مع

دت أا اعتادت على سالمة الصدر وحسن الظن باآلخرين نفسي بكثريٍ من هذه املواقف حىت وجعندها شعرت بسعادة ولذة عجيبة وأقبلت على شئوين وأعمايل بقلب سليم، وفتح . ومتين اخلري هلم




اهللا علي بأمور كثرية فتحا عجيبا وهللا احلمد واملنة، فذلك فضل اهللا يؤتيه من يشاء واهللا ذو الفضل .انتهى كالمه.) العظيم

إذا فال بد من رياضة النفس وتدريبها أيها األحبة، وذلك بااهدة والصرب وقوة املالحظة والنظر يف عواقب األمور قبل اإلقدام وطلب النصح من اآلخرين وحنو ذلك مما يعني على تغيري األخالق

.والطبائع لألحسن، هداين اهللا وإياك ألحسن األخالق فإنه ال يهدي ألحسنها إال هو……………………………………………

:سهام للصيد* أي صيد القلوب، أعين تلك الفضائل اليت تستعطف ا القلوب، وتستر ا العيوب وتستقال ا العثرات، وهي صفات هلا أثر سريع وفعال على القلوب، وإال فإن فضائل ومكارم األخالق كثرية،

لقلوب فأحرص عليها وجاهد نفسك على إليك أيها احملب سهاما سريعة ما أن تطلقها حىت متلك ا ا .حسن التسديد للوصول للهدف وأستعن باهللا

السهم األول االبتسامة ( قالوا هي كامللح يف الطعام، وهي أسرع سهم متلك به القلوب وهي مع ذلك عبادة وصدقة،

أكثر ما رأيت أحدا( كما يف الترمذي، وقال عبد اهللا ابن احلارث ) فتبسمك يف وجه أخيك صدقة .عند أمحد بسند حسن) تبسم من رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

السهم الثاين البدء بالسالم سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بني يديك لكن أحسن التسديد ببسط الوجه والبشاشة، وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف، وهو أجر وغنيمة فخريهم الذي يبدأ بالسالم، قال عمر

، وقال احلسن البصري )خرجت مع ابن عمر فما لقي صغريا وال كبريا إال سلم عليه(ي الندال حتقرن من املعروف شيئا ولو أن تلقى (والنيب صلى اهللا عليه وسلم يقول ) املصافحة تزيد يف املودة(

).أخاك بوجه طليقادوا حتابوا وتذهب تصافحوا يذهب الغل، و(وعند مالك باملوطئ أنه صلى اهللا عليه وسلم قال

.قل ابن عبد الرب هذا يتصل من وجه حسان كلها) الشحناء اهلدية سهم ثالث لصيد القلوب

وهلا تأثري عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب، وما يفعله الناس من تبادل اهلدايا يف قال إبراهيم املناسبات وغريها أمر حممود بل ومندوب إليه على أن ال يكلف نفسه إال وسعها،

خرجت أليب جائزته فأمرين أن أكتب خاصته وأهل بيته ففعلت، فقال يل تذكر هل بقي (الزهري أحد أغفلناه، قلت ال قال بلى رجل لقيين فسلم علي سالما مجيال صفته كذا وكذا، اكتب له عشرة

.انتهى كالمه) دنانري




.ويكافئه على ذلك انظروا أثّر فيه السالم اجلميل فأراد أن يرد عليه دية سهم رابع الصمت وقلة الكالم إال فيما ينفع

وإياك وأرتفع الصوت وكثرت الكالم يف االس، وإياك وتسيد االس وعليك بطيب الكالم ورقة كما يف الصحيحني، وهلا تأثري عجيب يف كسب القلوب والتأثري عليها ) فالكلمة الطيبة صدقة(العبارة

وعليكم ( عن إخوانك وبين دينك، فهذه عائشة رضي اهللا عنها قالت لليهود حىت مع األعداء فضالمهال يا عائشة فإن اهللا حيب الرفق يف األمر (فقال هلا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ) السام واللعنة

عليك (واحلديث متفق عليه، وعن أنس رضي اهللا عنه قال، قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ) كلهأخرجه أبو يعلى والبزار ) سن اخللق وطول الصمت فو الذي نفسي بيده ما جتمل اخلالئق مبثلهماحب

.وغريمها حذر الكالم وإنه ملفوه…… قد خيزنُ الورع التقي لسانه

السهم اخلامس حسن االستماع وأدب اإلنصات يث حىت يكون املتكلم وعدم مقاطعة املتحدث فقد كان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ال يقطع احلد

هو الذي يقطعه، ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناس وأعجبوا به بعكس األخر كثري الثرثرة إن الرجل ليحدثين باحلديث فأنصت له كأين مل ( واملقاطعة، وأمسع هلذا اخللق العجيب عن عطاء قال

).أمسعه وقد مسعته قبل أن يولد السهم السادس حسن السمت

إن اهللا مجيل حيب ( شكل واللباس وطيب الرائحة، فالرسول صلى اهللا عليه وسلم يقول ومجال ال إنه ليعجبين الشاب الناسك نظيف الثوب طيب ( وعمر ابن اخلطاب يقول . كما يف مسلم) اجلمال

إين ما رأيت أحدا أنظف ثوبا وأشد تعهدا لنفسه وشاربه ( ، وقال عبد اهللا ابن أمحد ابن حنبل )الريح .وشعر رأسه وشعر بدنه، وال أنقى ثوبا وأشده بياضا من أمحد ابن حنبل

السهم السابع بذل املعروف وقضاء احلوائج :سهم متلك به القلوب وله تأثري عجيب صوره الشاعر بقوله

فطاملا أستعبد اإلنسانَ إحسانُ.. ……أحسن إىل الناس تستعبد قلوم ، )أحب الناس إىل اهللا أنفعهم للناس( ال صلى اهللا عليه وسلم بل متلك به حمبة اهللا عز وجل كما ق

).وأحسنوا إن اهللا حيب احملسنني( واهللا عز وجل يقول مملوك لكل رفيق.. ……إذا أنت صاحبت الرجال فكن فىت على الكبد احلرى لكل صديق……… وكن مثل طعم املاء عذبا وباردا

املماليك مباله كيف ال يشتري األحرار مبعروفه، ومن أيها األخوة واألخوات، عجبت ملن يشتري .انتشر إحسانه كثر أعوانه




السهم الثامن بذل املال فإن لكل قلب مفتاح، واملال مفتاح لكثري من القلوب خاصة يف مثل هذا الزمان، والرسول صلى اهللا

كما يف ) النار إين ألعطي الرجل وغريه أحب إىل منه خشية أن يكبه اهللا يف(عليه وسلم يقول . البخاري

صفوان ابن أمية فر يوم فتح مكة خوفا من املسلمني بعد أن استنفذ كل جهوده يف الصد عن اإلسالم والكيد والتآمر لقتل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، فيعطيه الرسول صلى اهللا عليه وسلم األمان

ه شهرين لدخول يف اإلسالم، فقال له رسول ويرجع إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم ويطلب منه أن ميهلاهللا صلى اهللا عليه وسلم بل لك تسري أربعة أشهر، وخرج مع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إىل حنني والطائف كافرا، وبعد حصار الطائف وبينما رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ينظر يف الغنائم

عما وشاء ورعاء، فجعل عليه الصالة والسالم يرمقه مث يرى صفوان يطيل النظر إىل واد قد امتلئ نقال له يعجبك هذا يا أبا وهب؟ قال نعم، قال له النيب صلى اهللا عليه وسلم هو لك وما فيه، فقال صفون عندها، ما طابت نفس أحد مبثل هذا إال نفس نيب، اشهد أن ال إله إال اهللا وأشهد أن حممدا

.عبده ورسولهقد استطاع احلبيب صلى اهللا عليه وسلم ذه اللمسات وذا التعامل العجيب أن يصل أيها األحبة، ل

.هلذا القلب بعد أن عرف مفتاحهفلماذا هذا الشح والبخل؟ وملاذا هذا اإلمساك العجيب عند البعض من الناس؟ حىت كأنه يرى الفقر

.بني عينيه كلما هم باجلود والكرم واإلنفاق الظن باآلخرين واالعتذار هلم السهم التاسع إحسان

فما وجدت طريقا أيسر وأفضل للوصول إىل القلوب منه، فأحسن الظن مبن حولك وإياك بسوء الظن م وأن جتعل عينيك مرصدا حلركام وسكنام، فتحلل بعقلك التصرفات ويذهب بك كل

:مذهب، وأمسع لقول املتنيب ما يعتاده من توهموصدق …… إذا ساء فعل املرِء ساءت ظنونه

املؤمن يطلب معاذير إخوانه، ( عود نفسك على االعتذار إلخوانك جهدك فقد قال ابن املبارك .، ومن عالمات شقاء األمة أن تشغل بنفسها عن أعدائها)واملنافق يطلب عثرام

أعلن احملبة واملودة لآلخرين بذلك فإنه سهم يصيب القلب ويأسر فإذا أحببت أحدا أو كانت له مرتلة خاصة يف نفسك فأخربه

كما ) إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته مبرتله فليخربه أنه حيبه( النفس ولذلك قال صلى اهللا عليه وسلم أن تكون ، لكن بشرط)فإنه أبقى يف األلفة وأثبت للمودة(يف صحيح اجلامع، وزاد يف رواية مرسلة




كاملنصب واملال، والشهر والوسامة واجلمال، فكل أخوة احملبة هللا، وليس لغرض من أغراض الدنيا ).األخالء يوم إذا بعضهم لبعض عدو إال املتقني(لغري اهللا هباء، وهي يوم القيامة عداء

، إذا فاعالن احملبة واملودة من -يعين يوم القيامة - واملرء مع من أحب كما قال صلى اهللا عليه وسلم فإما جمتمع مليء باحلب واإلخاء واالئتالف، أو جمتمع مليء بالفرقة . وبأعظم الطرقِ للتأثري على القل

والتناحر واالختالف، لذلك حرص صلى اهللا عليه وسلم على تكوين جمتمع متحاب فآخاء بني املهاجرين واألنصار، حىت عرف أن فالنا صاحب فالن، وبلغ ذلك احلب أن يوضع املتآخيني يف قرب

، بل أكد صلى اهللا عليه وسلم على وسائل نشر هذه . إحدى الغزواتواحد بعد استشهادمها يفال تدخلوا اجلنة حىت تؤمنوا، وال تأمنوا حىت حتابوا، (احملبة ومن ذلك قوله صلوات اهللا وسالمه عليه

.كما يف مسلم) أوال أدلكم على شيء إذا فعلتموه حتاببتم؟ أفشوا السالم بينكمطف واألحاسيس الناس منها على طريف نقيض ولألسف، فهناك من أيها األخوة، املشاعر والعوا

يتعامل مع إخوانه بأسلوب عقليا جامد جاف جمرد من املشاعر والعواطف، وهناك من يتعامل معهم .بأسلوب عاطفي حساس رقيق رمبا وصل لدرجة العشق واإلعجاب والتعلق باألشخاص

وال واألشخاص، وهو مطلب ال يستطيعه كل أحد واملوازنة بني العقل والعاطفة خيتلف حبسب األح .لكنه فضل اهللا يأتيه من يشاء

السهم احلادي عشر املداراة فهل حتسن فن املدارات؟ وهل تعرف الفرق بني املداراة واملداهنة؟ روى البخاري يف صحيحه من

ليه وسلم، فلما راءه قال أن رجال استأذن على النيب صلى اهللا ع( حديث عائشة رضي اهللا تعاىل عنها بئس أخو العشرية، فلما جلس تطلق النيب صلى اهللا عليه وسلم يف وجهه وأنبسط إليه، فلما أنطلق الرجل، قالت له عائشة يا رسول اهللا حني رأيت الرجل قلت كذا وكذا، مث تطلقت يف وجهه

دتين فاحشا؟ إن شر الناس وانبسطت إليه، فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، يا عائشة مىت عههذا احلديث أصل يف ( قال ابن حجر يف الفتح ) عند اهللا مرتلة يوم القيامة من تركه الناس لقاء فحشه

الفرق بني املداراة واملداهنة أن املداراة بذل الدنيا لصالح الدنيا أو الدين (ونقل قول القرطيب ) املداراة ).املداهنة ترك الدين لصالح الدنياأو مها معا، وهي مباحة ورمبا استحبت، و

إذا فاملداراة لني الكالم والبشاشة للفساق وأهل الفحش والبذاءة، أوال اتقاء لفحشهم، وثانيا لعل يف مدارام كسبا هلدايتهم بشرط عجم ااملة يف الدين، وإمنا يف أمور الدنيا فقط، وإال انتقلت من

ملداراة بعد ذلك؟ كالتلطف واالعتذار والبشاشة والثناء على الرجل املداراة إىل املداهنة فهل حتسن فن ا) مداراة الناس صدقة( مبا فيه ملصلحة شرعية، وقد روي عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه قال

املداراة من أخالق املؤمنني، وهي خفض اجلناح (أخرجه الطرباين من حديث جابر، وقال أبن بطال )هلم يف القول، وذلك من أقوى أسباب األلفة للناس، وترك اإلغالظ




إذا هذه أسهم للصيد فأحسن التسديد وهي على سبيل املثال، وذكرت منه ما أشرت إليه أنفا وإال .فهي كثرية

……………………………………………… :االزدواجية يف األخالق*

بعض الناس اليوم، فمثال لقد شكا الكثري من التقلب واملزاجية واالزدواج يف الشخصية اليت يعيشه الزوجة املسكينة تسمع عن أخالق زوجها، وسعة صدره وابتسامته وكرمه، ولكنها مل ترى من ذلك شيئا، فهو يف بيته سيئ اخللق ضيق الصدر عابس الوجه صخاب لعان خبيل ومنان، أين هذا وأمثاله

كما عند ابن ) ريكم ألهليخريكم خريكم ألهله، وأنا خ( من قول الرسول صلى اهللا عليه وسلم أكمل املؤمنني إميانا أحسنهم (وأين هو عن قول النيب صلى اهللا عليه وسلم . ماجة وابن حبان واحلاكم

.كما عند الترمذي بسند صحيح) خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم، مث زوجته مث السيئ اخللق أشقى الناس به نفسه اليت بني جنبيه، هي منه يف بالء( قال سلمة أبن دينار

ولده حىت أنه ليدخل بيته وإم لفي سرور فيسمعون صوته فينفرون منه فرقا منه أي خوفا منه، حىت انتهى ) أن دابته حتيد مما يرميها باحلجارة، وإن كلبه لرياه فيرتو على اجلدار، حىت أن قطه ليفر منه

.كالمهسن أخالقهم وكرمهم وابتسامتهم ومجيل وقل مثل ذلك مع الوالدين، فكم أولئك الذين نسمع عن ح

معاشرم لآلخرين، أما مع اقرب الناس إليهم وأعظم الناس حقا عليهم الوالدين فجفاء وهجر وبعد ، ومن نظر حلالنا مع آبائنا وأمهاتنا )وال تقل هلما أف( ويكفي بالغة وقوة ورقة قول احلق عز وجل .ينا بعد توحيد اهللا واهللا املستعانعلم ضعف إمياننا وتقصرينا بأعظم احلقوق عل

ومن االزدواجية أيضا، رمبا ترى املرأة مثقفة متعلمة مجيلة، بل رمبا حرصت على صفاء وجهها وبياض أسناا وتبذل الغايل والنفيس من أجل مجاهلا وأناقتها، فإذا عرفتها عن قرب وعاشرا فإذا هي

.فع صوا على زوجها وتعبس يف وجه أختهاسيئة األخالق سريعة الغضب تتذمر وتتسخط، تر آه لو حرصت النساء على أخالقهن كحرصهن على مجاهلن،

بل اجلمال مجال العلم واألدب.. …فليس اجلمال بأثواب تزيننا اعلمي اخييت يف اهللا أن اجلمال احلقيقي هو مجال األخالق واألدب، فأف مث تف جلمال اللباس

التكشف والعري وضياع القيم واملبادئ، والشكل مع قلة احلياء و فقلت عالما تنتحب الفتاة. ……مررت على املروءة وهي تبكي مجيعا دون خلق اهللا ماتوا.. ……فقالت كيف ال أبكي وأهلي




أيتها األخت، إن اهللا جعل لإلنسان عورتني، عورة اجلسم وعورة النفس، وجعل لألوىل سترا هو ألخالق ونبه على األهم وهو الثاين ألن لباس اإلنسان ال يغين عن أخالقه اللباس، وللثانية سترا هو ا

يا بين آدم إنا أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا، ولباس التقوى ذلك ( ألبته فقال عز وجل ).خري

اخييت، إن املرأة العاقلة إذا نطقت جاءت بكل مالحة وإن سكتت جاءت بكل مليح، فأتقي اهللا أيتها .املرأة واستري عورة النفس بلباس التقوى واحلياء ومكارم األخالق

ومن االزدواجية يف األخالق ما نراه من بعض الناس من حسن الكالم وسعة الصدر واالبتسامة، فإذا جاء البيع والشراء والتعامل بالدينار والدرهم تراه مماطال مماكسا، جيادل وخياصم ورمبا تالشت معاين

.قوقهااألخوة وحيعين رمحه اهللا أن الزاهد ) صنفت كتابا يف البيوع(قيل حملمد ابن احلسن أال تصنف كتابا يف الزهد قال

هو من يتحرز عن الشبهات واملكروهات يف التجارات ويف سائر املعامالت، وهذا من فقه وذكاء .حممد رمحة اهللا عليه

دين فذهب مسروق فقضى دين خيثمة وهو يروى أن مسروقا عليه دين ثقيل وكان على أخيه خيثمة .ال يعلم، وذهب خيثمة فقضى دين مسروق وهو ال يعلم

يا أبا فالن إذا كانت لك حاجة فال تكلمين وأكتبها يف ( وقال مطرف ابن عبد اهللا لبعض إخوانه ).رقعة فإين أكره أن أرى يف وجهك ذل السؤال

صديقي وأستغين فيستغين…… إذا أعسرت مل يعلم رفيقي ورفقي يف مطالبيت رفيقي. ……حيائي حافظ يل ماء وجهي لكنت إىل العالء سهل الطريق. ……ولو أين مسحت مباء وجهي جاء فتح املوصلي إىل مرتل صديق له يقال له عيسى التمار فلم جيده، ( عن رباح ابن اجلراح قال

اء عيسى فأخربته اخلادم، فقال فقال للخادم أخرجي يل كيس أخي فأخرجته فأخذ منه درمهني، وج ).إن كنت صادقة فأنيت حرة، فنظر فإذا هي صادقة فعتقت

مستنا حاجة شديدة، فكان مورق العجلي يأتينا بالصرة فيقول أمسكوا هذه (وعن مجيل أبن مرة قال )يل عندكم، مث ميضي غري بعيد فيقول إن احتجتم إليها فأنفقوها

ما كنت ألقول لرجل إين أحبك يف اهللا فأمنعه ( ورا الوراق يقولوقال سفيان ابن عيينه مسعت مسا ).شيء من الدنيا

مواقف اغرب من اخليال لكنها مكارم األخالق عند سلفنا الصاحل رضوان اهللا تعاىل عليهم، وصدق .األخوة واحملبة يف اهللا

.عليهمنسأل اهللا الكرمي من فضله، ونسأل اهللا عز وجل حسن التأسي م رضوان اهللا




ومن مظاهر االزدواجية أيضا أن ترى بعض الشباب يعجبك حسن مظهره، وجيذبك سحر عطره، وتصفيف شعره، ولوال احلياء ألطنبت يف الوصف مما يرى ويشاهد على بعض شبابنا هذه األيام من حرص على املظاهر واألشكال، ومع ذلك احنراف يف السلوك واألخالق فال مانع لديه أن يكذب وأنيلعن ويشتم ورمبا يزين ويسرق أو يغش وخيدع، ال مانع لديه أن يتخلى عن دينه وأخالقه من أجل

.شهوة، فأفسد املسكني مجال الظاهر ومجال الباطنأيها الشاب ليس اإلنسان إنسانا جبسمه وصورته ال واهللا، وال بثيابه ومظهره، بل هو إنسان بروحه

وعقله وخلقه وخلقه، أتعبت نفسك يف ما فيه خسرانُ. ……جلسم كم تشقى خبدمته يا خادم ا

فأنت بالنفس ال باجلسم إنسانُ.……أقبل على النفس وأستكمل فضائلها أيها الشاب، هل ينفه الفتيان حسن وجههم إذا كانت األخالق غري حسان، إن يف قلبك فطرة اخلري

.ففتش عنها وأشعل جذوة اخلري فيهاوأبتغي ( ام سعادتنا أن نتمتع مبباهج احلياة وشهواا، لكن يف حدود الشرع أيها الشاب، إن من مت

).فيما آتاك اهللا الدار اآلخرة، وال تنسى نصيبك من الدنياأيها الشاب، كن رحالً رجلَه يف الثرى وهامة مهته يف الثريا، وجتمل مبكارم األخالق واآلداب فإا

.زينة الرجالالق أولئك الذين نرى عليهم أثر الصالح وسيما اخلري، مث نراهم يف أفعاهلم ومن االزدواجية يف األخ

وتصرفام يناقضون تلك السمات واآلثار، حىت أصبحوا فتنة لغريهم فأنت ال تسيء لنفسك فقط، بل لنفسك ولغريك بل ورمبا لدينك، فإن من يرى سوء األخالق منك فسيقول هذه أخالق الصاحلني،

م الذي يذكرون، فعلى هذا وأمثاله أن يراجعوا صالحهم فقد ال يكون هلم من وهذا هو االلتزا .الصالح إال االسم والرسم

وما ترك أكل (مدحوا عند القيل ابن عياض رجال وقالوا إنه ال يأكل اخلبيص، فقال رمحه اهللا ار اخلبيص؟ انظروا كيف صلته للرحم، انظروا كيف كضمه للغيظ، انظروا كيف عطفه على اجل

. انتهى كالمه) واألرملة واملسكني، انظروا كيف حسن خلقه مع إخوانهقلي بربك أيها القدوة هل االستقامة مظهر فقط؟ أم هي حسن تعامل مع فئة من الناس فقط؟ أم أا

أعظم ( سلوك منك وحسن تعامل مع الناس يف كل شيء ويف مجيع األحوال، ففي احلديث الصحيح .أخرجه الترمذي وابن ماجة) نة تقوى الناس وحسن اخللقما يدخل الناس اجل

مجع النيب صلى اهللا عليه وسلم بني تقوى اهللا وحسن اخللق يف هذا احلديث (قال ابن القيم يف الفوائد ألن تقوى اهللا يصلح ما بني العبد وبني ربه، وحسن اخللق يصلح ما بينه وبني خلقه، فتقوى اهللا

.انتهى كالمه رمحه اهللا) ن اخللق يدعو الناس إىل حمبتهتوجب له حمبة اهللا، وحس




وجيب التنبه هنا ألمر مهم اختلط على كثري من الناس إما جهال وهو الغالب أو بقصد من قلب يف .دخن ودغل وهو قليل جدا إن شاء اهللا

الم، أو أيها األخوة إن ختلى املسلمون عن أخالقهم ومبادئ عقيدم فليس معىن هذا أن نتهم اإلسنتردد بااللتزام بتعاليمه وشرائعه، وإال فما معىن أن حيكم أناس مسلمون على اإلسالم وعلى أهل الصدق منه بالغلو والتطرف والغلظة والفظاظة وسوء اخللق رد أن منتسبا لإلسالم أخطئ يف تصرفه

أو قوله أو تلبس لباس الصادقني من املسلمني؟وال تزر وازرة وزر (يؤاخذ اإلنسانُ خبطأ غريه فإن اهللا عز وجل يقول إن من أشنع أنواع الظلم أن

وال جيرمنكم شنأن قوم على أن ال (، أين اإلنصاف وأين العدل ؟ واهللا عز وجل يقول )أخرى ، ملاذا نتسرع باحلكم على اجلميع ونعمم األخطاء رد أخطاء )تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى

شانئون من مئات وآالف من املسلمني واملسلمات ممن نبلت أخالقهم وعزت فردية؟ أين هؤالء ال .نفوسهم

إنين أعرف وتعرف وأمسع وتسمع وأرى وترى أعدادا ليست بالقليلة ممن ملكوا القلوب جبمال ألفاظهم وأسروا النفوس حبسن أفعاهلم، قلوب صافية وأيد حانية وألسن عفيفة، علم وعمل وحب

.للدين والوطناذا ال يذكر هؤالء ويشهر أمرهم ويتحدث عن نبلهم؟ ملاذا ننظر بعني واحدة ونقع على اجلروح فلم

فقط؟ انظر لنفسك أيها احلبيب، أيها األخ الشاب وأنت تشكو من هؤالء، ألست مسلما؟، أولست ختطئ؟

ولكن ما أمجل أن بعذر بعضنا. ألست تزل؟ فلرمبا شكا منك الناس، فأنت تشكو وأنت تشكىبعضا، وأن نعفوا عن الزالت ونستر السيئات ونشهر احلسنات، تناصح وتغافر يطفئ نار الفرقة

.واالختالفعامل الناس مجيعا على أم بشر يصيبون وخيطئون، غُض الطرف وتغافل وأصرب فليس الغيب بسيد يف

.لكن سيد قومه املتغايب.……قومهاملعاين اجلميلة فهي من أعظم مكارم األخالق، فإن ولك أن تسرح خبيالك لترى اتمع يعيش ذه

.أبيت فأم ذلك الشخص وال تعمم وأتقي اهللا فإن اجلزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان…………………………………………

أخالق النيب صلى اهللا عليه وسلم*




فهل تستطيع مكارم األخالق تشعر اجلميع أنك حتبهم بل كل واحد يشعر أنه أحب الناس إىل قلبك، هذا، إنك متلك القلوب بأيسر الطرق وأفضلها، هكذا كانت أخالق قدوتنا وحبيبنا صلى اهللا عليه

.وسلمكان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقبل بوجهه وحديثه علي حىت ( فعن عمرو ابن العاص قال

ر، فقلت يا رسول اهللا أنا ظننت أين خري القوم فقلت يا رسول اهللا أنا خري أو أبو بكر؟ فقال أبو بكيقول عمرو فلما . خري أم عمر؟ فقال عمر، فقلت يا رسول اهللا أنا خري أم عثمان؟ فقال عثمان

.كما يف الشمائل لترمذي) سألت رسول اهللا فصدقين فلوددت أين مل أكن سألته .سلمإذا فعمرو ابن العاص ظن أنه أحب الناس وأقرب الناس لقلب رسول صلى اهللا عليه و

أخي احلبيب لعلك تسال كيف استطاع النيب صلى اهللا عليه وسلم كسب القلوب إىل هذا احلد؟ بل .كسب حىت قلوب أعدائه

إليك شيئا من مشائله وأخالقه بإجياز، رزقين اهللا وإياك حسن اإلقتداء والتأسي به صلى اهللا عليه .وسلم

)أنا أشد الناس حياء(كان أشد الناس حياء، بصره على أحد، ال جيفو على أحد، يقبل معذرة املعتذرين إليه، ال يثبت

ميزح وال يقول إال حقا، يضحك من غري قهقهة، ترفع األصوات عليه فيصرب، ال حيتقر مسكينا لفقره، ما ضرب بيده أحدا قط إال يف سبيل اهللا،

وما أنتقم من شيء صنع إليه قط إال أن تنتهك حرمة اهللا، يئةَ السيئة ولكن يعفو ويصفح،ما كان جيزي بالس

كان يبدأ من لقيه بالسالم، كان إذا لقي أحدا من أصحابه بدأه باملصافحة مث أخذ بيده فشابكه مث شد قبضته عليها،

كان جيلس حيث انتهى به الس، كان يكرم من يدخل عليه حىت أنه رمبا بسط ثوبه ليجلس عليه، حتته، فإن أبا أن يقبلها عزم عليه حىت يفعل،كان يؤثر الداخل عليه بالوسادة اليت

كان يعطي كل من جلس إليه نصيبه من وجهه ومسعه وبصره وحديثه، كان يدعو أصحابه بكناهم إكراما هلم واستمالة لقلوم،

كان أبعد الناس غضبا وأسرعهم رضاء،أة جاءت إىل النيب صلى أن امر( كان أرأف الناس بالناس وخري الناس للناس، فعن أنس رضي اهللا عنه

) اهللا عليه وسلم فقالت له إن يل إليك حاجة، فقال أجلسي يف أي طريق املدينة شئت أجلس إليك .متفق عليه




، إذا )وإنك لعلى خلق عظيم(وبكلمة جامعة مانعة كان خلقه القرآن، ولذلك أثىن اهللا عليه فقال سرية احلبيب صلى اهللا عليه وسلم،وليدرسها فمن أراد أن يرى هدي هذا الدين واقعا يعاش فلينظر يف

دراسة فهم وتدبر بأيب هو وأمي صلى اهللا عليه وسلم، يكفي أن كل أحد يقول يوم القيامة نفسي .نفسي وهو يقول أميت أميت طاب احلديثُ بذكرهم ويطيب…… يا من يذكرين بعهد أحبيت

حبيبإن احلديثَ عن احلبيبِ …… أعد احلديثَ علي من جنباته قلب إذا ذكر احلبيب يذوب. ……ملئ الضلوع وفاض عن أجناا

يا ليت شعري هل تطري قلوب……… ما زال خيفق ضاربا جبناحه………………………….

:خالصة الدرس ذه النقاط*

ليس مراد املسلم الصادق من حسن تعامله وأخالقه وإلحسان للناس هو كسب القلوب .١أو انتزاع صيحات اإلعجاب واملدح والثناء منهم، فمن القبيح أن نتحلى أو رضاء املخلوقني،

باألخالق من أجل كسب القلوب فقط، فال يظن ظان عند مساعه لعنوان الدرس هذا الظن، بل هدفنا دائما هو رضاء اهللا، واهللا هو الذي أنزل القرآن وأرسل الوحي اللذان منهما نستمد

فتقدير الناس وحبهم له . ، رضي اهللا عنه وأرضى عنه الناساألخالق واآلداب، ومن أرضى اهللا .حاصل حبرصه على رضاء اهللا وإخالص األمر له

وقليلون أولئك الذين حيرصون على كسب القلوب لنشر احملبة واإلخاء ومجعها على حب اهللا، وكثري لشفاعات أولئك الذين حيرصون على كسب القلوب ومودة اآلخرين من أجل مصاحل الدنيا وا

وتسهيل املهام، وهذا النوع من الكسب تبتذل فيه النفوس، ويذبح احلياء ورمبا يباع الدين بالدنيا من .أجله، نعوذ باهللا من حال هؤالء

إن مل تكن األخالق أصيلة يف نفسك حترص على اكتساا والتحلي ا وتداوم على .٢اقد الشيء ال يعطيه، وإن جنحت مرة أو تزكية النفس وذيبها، ولن تتصنع األخالق أبدا فإن ف

مرتني فسرعان ما تسفر األحداث واملواقف عن زيوف النفس وتصنعها وما ختفيه من نوايا ومأرب وأغراض، أما حبثنا عن طريق القلوب فمن أجل عالم الغيوب من عفو وصفح ونفع

يحبك الناس ومن وصرب وطالقة وجه وطيب وطيبِ كالم ليصبح البعيد قريبا والعدو صديقا ف




أحبه الناس ملك قلوم وأثر يف أفعاهلم وإال فكيف نريد أن يقبل الناس منا ويف قلوم لنا جفوة .وف نفوسهم نفره

أيها األخوة واألخوات، ال ميكننا التأثري على نفوس الناس أبدا وكسب قلوم إال بتلمس اخلري فيهم، القلوب لتحبنا القلوب وحينها سترون النتيجة واحلرص على مكارم األخالق معهم، إذا لنملك

والتأثري فإن من أحبه الناس ملك قلوم، وليس معىن هذا أن نترك النصح لآلخرين واإلنكار عليهم .وال أن جناملهم يف معاصيهم وأخطائهم

كم، إنكم لن تسعوا الناس بأموال(معاشر األخوة، امسعوا لرسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وهو يقول .أخرجه البزار بسند حسن من حديث أيب هريرة) ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن اخلُلق

قد ال يستطيع أحدنا أن ميلك قلوب الناس مباله وال جباهه، وإن متلق الناس له وتصنعوا، فرمبا أن ونك قلوم متقته، بينما أنت يا صاحب األخالق متلك الناس حبسن األخالق، حيبك الناس، يرفع

ويقدرونك، فقط وخالق الناس خبلقٍ حسن كما وصى بذلك النيب صلى اهللا عليه وسلم معاذ أبن .جبل

)واخلُلق احلسن هو بسط الوجه، وبذل املعروف، وكف األذى(قال ابن املبارك )اخلُلق احلسن أن ال تغضب وال حتقد( وقال اإلمام أمحد

)مال األذىحسن اخلُلق بذل الندى وكف األذى واحت(وقيل )هو بذل اجلميل وكف القبيح( وقيل )هو التحلي عن الرذائل والتحلي بالفضائل(وقيل

كما يف صحيح مسلم، قال ابن ) الرب حسن اخللق(ويكفي يف هذا قول النيب صلى اهللا عليه وسلم اإلسالم وهذا يدل على أن حسن اخلُلق هو الدين كله، وهو حقائق اإلميان وشرائع(القيم رمحه اهللا

.انتهى كالمه) وهلذا قابله باإلمث يف احلديثال تغتر حبسن أخالقك يف الرخاء، بل جرب نفسك يف أوقات الشدة والغضب، وكل .٣

األحوال اليت حيتاج فيها لألخالق فعال، فاإليثار عند قلة الزاد، واحللم عند الغضب، والعفو عند .املقدرة، أما يف الرخاء فال فخر وال فضل

ظر للناس فما كرهته فيهم من أخالق فأبتعد عنه، فإم يكرهون منك ما تكرهه ان .٤ .منهم

أسال نفسك هل أنت كالنحلة ال تقع إال على الورود واألزهار، أم أنت كالذباب ال .٥ .يقع إال على األوساخ واألقذار

ان مدار املوضوع كله يف آية يف كتاب اهللا تعاىل وهي قاعدة يف فن التعامل واإلحس .٦وال تستوي احلسنة وال السيئة، ادفع باليت هي أحسن فإذا الذي بينك ( للخلق هي قوله تعاىل




وما يلقاها ( لكن هل كل أحد يوفق هلذا؟ ال فإن اهللا تعاىل يقول ) وبينه عداوة كأنه ويل محيمخرى وقد مجع اهللا مكارم األخالق يف آية أ) إال الذين صربوا، وما يلقاها إال ذو حظ عظيم

).خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن اجلاهلني( فقال األخالق اإلسالمية معك يف كل زمان ومكان، مع ربك ومع الناس ويف بيتك، ويف .٧

عملك، ويف البيع والشراء، ويف اجللوة واخللوة، مع الكبري والصغري، والرئيس واملرؤوس، فهي .كل مكانأصيلة يف نفسك يف كل األحوال ومع كل األشخاص يف

وسوء اخللق أركانه أربعة . حسن اخلُلق أركانه أربعة، الصرب والعفة والشجاعة والعدل .٨ .اجلهل والظلم والشهوة والغضب

وحنن نطالب الناس مبكارم األخالق ال ننسى أم بشر ومهما جهدوا فال بد من اهلنات .٩ن أنظر إىل نفسك وعامل والغفالت، فال نطالب باملثاليات، خاصة يف مثل هذه األوقات، ولك

.الناس كما حتب أن يعاملوكوعلى العاقل أن حيصي على ( يقول أبن املقفع يف األدب الصغري هذه اجلملة اجلميلة .١٠

نفسه مساوئها يف الدين ويف األخالق ويف اآلداب، فيجمع ذلك كله يف صدره أو يف كتاب، مث يها توظيفا من إصالح اخللة واخللتني يكثر عرضه على نفسه ويكلفها إصالحه، ويوظف ذلك عل

واخلالل يف اليوم أو اجلمعة أو الشهر، فكلما أصلح شيئا حماه، وكلما نظر إىل حمو أستبشر، .انتهى كالمه رمحه اهللا) وكل ما نظر إىل ثابت أكتئب

اللهم اهدنا ألحسن األخالق ال يهدي ألحِسنها إال أنت، وأصرف عنا سيئها ال يصرف عنا سيئهاإال أنت، اللهم إنك ترى مكاننا وتسمع كالمنا وتعلم سرنا وعالنيتنا، وال خيفى عليك شيُء من أمرنا، حنن البؤساء الفقراء املستغيثون املستجريون، والوجلون املشفقون، املقرون املعترفون، نسألُك

ء من خشعت لك رقابهم، مسالةَ املساكني، ونبتهل إليك ابتهال املذنبني وندعوك دعاء اخلائفني، دعا . وذلت لك أجسادهم، وفاضت لك عيوم، ورغمت لك أنوفهم

اللهم أصلح فساد قلوبِنا اللهم اصلح فساد قلوبنا وأرحم ضعفنا وحسن أخالقنا اللهم إنا ألنفِسنا ظاملون، ومن كثرة ذنوبِنا خائفون، وال يغفر الذنوب إال أنت يا أرحم الرامحني

.أنت الغفور الرحيم فأغفر لنا إنك اللهم أمجع كلمة املسلمني على التوحيد يا أرحم الرامحني

……………اللهم آلف بني قلوم .سبحانك اللهم وحبمدك، نشهد أن ال إله إال أنت نستغفرك ونتوب إليك

************




.اللهم أجعل هذا العمل خلصا لوجهك الكرمي




heart repairing

Documents