gazzar

39
1 اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺒﻴﺎن ﻟﻌﻠﻢ اﻟﺴﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ اﻷﺳﺲ: أﻳﻘﻮﻧﻴﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺼﻮر د. اﳉﺰار ﻓﻜﺮي ﳏﻤﺪ) 1 ( اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻠﻐﺔ ﺑﻘﺴﻢ ﻣﺴﺎﻋﺪ أﺳﺘﺎذ اﻵداب آﻠﻴﺔ اﻟﻤﻨﻮﻓﻴﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ- com . @yahoo 2002 asyaad ﻣﻘﺪﻣﺔ: أ رادﺒﻴﻞDD، D اﻟﺪراﺳﺬﻩD هD ﺗﻘ اﻷﺳﺘﺎذ أﺳﺘﺎذﻧﺎ إﻟﻰﻮﻻD ووﺻD اﻟﺨﻮﻟﻴﻦD أﻣﻴﺦD اﻟﺸﺪنDDﻮنD و ﻧﻈﺮﻳﺎ واﻧﺴﺠﺎﻣﻪ ﺗﻤﺎﺳﻜﻪ ﺗﺮاﺛﻨﺎ أﺗﻘﻦ اﻟﺬي ﺧﻄﺎﺑﻬﺎ ﺑﻘﺮاءة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻼﻏﺘﻨﺎ ﻟﺘﺤﺪﻳﺚ، اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻋﺒﺪ ﻣﺤﻤﺪﺘﻮرD اﻟﺪآ اﻟﺒ ﻣﻦ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻟﻐﺔ ﻋﻠﻮم ﻣﻦ اﻷدﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ، ﻋﺎﻣﺎ ﺛﻼﺛﻴﻦDﺮبD ﻳﻘDﻨﺬD وﻣ، D ﺗﻮﻓD ﺑﻤﻴﻪD ﺗﻐﻨﺮاءةD، ﻨﻴﻮﻳﺔ ﺑﺪءا ﻣﻨﺎهﺞDﻴﺔD اﻷدﺑﺮﻳﺔD اﻟﻨﻈD ﺣﻘDﺮاآﻢDDD وأﻳﻀ، ﺎبD اﻟﺨﻄﺮﻳﺎتD ﻧﻈD إﻟ اﻟﻨﻘﺪ وﺣﺘﻰ اﻟﺸﻜﻼﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ. أداء إﻟﻰ ﻣﺮﺗﻬﻦ ﻓﻬﻮ، آﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮن أن ﻳﺠﺐ أو، ﺘﻘﺮD ﻣﺴD ﻏﻴﺎبD ﺧﻄD أﻧD اﻟﻌﺮﺑD اﻟﺒﻼﻏﺎبD اﻟﺨﻄﻴﻌﺔD ﻃﺒ إن اﻷدبD أﻋﻨ، D اﻟﺤD اﻟﺠﻤﺎﻟﺮاآﻪDﺒﻂD ﻟﻀﺎنD إﻣﻜﻮيD ﻟﻐ ﻓﻲ ﻳﺤﺪث ﻣﻤﺎ ﻣﻘﺮﺑﺔD ﻋﻠD ﻳﻈD ﻓﻬDD وﻣ، ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻳﺠﺴ ﻟﻤﺎ اﻟﺘﻄﻠ ﺷﺪﻳﺪ ﺻﺎر ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻘﻮﻻﺗﻪﺮت ﻗﺼ ﻓﺈن، اﺷﺘﻐﺎﻟﻪ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻈﺎهﺮة. ﺪودD اﻟﺤD وﺣﻮاﺑﻂD اﻟﻀD ووﺿD اﻷﺳﺎغDDD اﻟﻌﺮﺑD اﻟﺒﻼﻏﺎبD اﻟﺨﻄ أنﻴﻬﺎDﺎريD ﻳﻤD اﻟﺘﻴﻘﺔD واﻟﺤﻘ ﻋﻠﻰ ﺗﺎﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻳﻜﺎد ﺣﺪ إﻟﻰﺘﻤﻞD واآ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺗﺼﻮر ﻷي ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ اﻟﻨﺺ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ وﺗﺮك، اﻟﻨﻈﺮي اﻟﻤﺴﺘﻮى وﺣﺪود وﺿﻮاﺑﻂ أﺳﺲ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﻪ ﻣﺎ وﻓﻖ اﻟﻌﻤﻞ. 1 د. اﻟﺠﺰار اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﺒﺪ ﻓﻜ/ﺮي ﻣﺤﻤ/ﺪ) 1957 ( اﻵداب آﻠﻴﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪ، أﺳﺘﺎذ، اﻟﻤﻨﻮﻓﻴﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ- ﻣﺼﺮ. اﻟﻌﺎم اﻟﺘﺨﺼﺺ: اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺪﻗ/ﻴﻖ ﺗﺨﺼ/ﺺ اﻟﻌ/ﺮﺑﻴﺔ،: اﻟﺤ/ﺪﻳﺚ اﻷدﺑ/ﻲ اﻟ/ﻨﻘﺪ. اﻵداب ﻴﺴ/ﺎﻧﺲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻠﻐﺔ ﻗﺴﻢ اﻵداب آﻠﻴﺔ- اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻴﺮوت ﺟﺎﻣﻌﺔ 1984 . اﻵداب ﻓ/ﻲ ﻣﺎﺟﺴ/ﺘﻴﺮ اﻟ/ﺰﻗﺎزﻳﻖ ﺟﺎﻣﻌ/ﺔ) ﺑ/ﻨﻬﺎ ﻓ/ﺮع( وﻧﻘﺪ ﺑﻼﻏﺔ ﺗﺨﺼ/ﺺ ﻣﻤ/ﺘﺎز ﺑﺘﻘﺪﻳ/ﺮ1990 - اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﻨﻮان: دروﻳﺶ ﻣﺤﻤﻮد ﻋﻨﺪ اﻟﺸ/ﻌﺮي اﻟﻔ/ﻦ ﻣﻘ/ﻮﻣﺎت. ﺷﻤﺲ ﻋﻴﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻵداب ﻓﻲ دآﺘﻮراﻩ1994 ﻣﺮﺗﺒ ﻣﻊ ﺗﺨﺼﺺ اﻷوﻟﻰ اﻟﺸﺮف ﺣ/ﺪﻳﺚ أدﺑ/ﻲ ﻧﻘ/ﺪ- اﻟﺮﺳ/ﺎﻟﺔ ﻋ/ﻨﻮان: اﻟﺤﺪاﺛ/ﺔ ﺷ/ﻌﺮ ﻓ/ﻲ اﻟ/ﻨﺺ ﺑ/ﻨﺎء ﻟﻤﺴ/ﺘﻮﻳﺎت اﻟﺠﻤﺎﻟ/ﻴﺔ اﻟﺨﺼ/ﺎﺋﺺ. ﻣﻨﺸﻮرة اﻟﻜ/ﺘﺐ ﻣ/ﻦ ﻟ/ﻪ: 1 - اﻻﺧﺘﻼف ﻟﺴﺎﻧﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻘﺼﻮر اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻘﺎهﺮة 1995 2 - اﻷدب ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓ/ﻲ ﺗﺄﺳﻴﺴ/ﻴﺔ ﻣﻘﺪﻣ/ﺔ اﻻﺧ/ﺘﻼف ﻓﻘ/ﻪ ﻟﻘﺼﻮ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ر اﻟﻘﺎهﺮة- 1999 3 - وﺳﻴﻤﻴﻮﻃﻴﻘﺎ اﻟﻌﻨﻮان اﻷدﺑﻲ اﻻﺗﺼ/ﺎل ﻟﻠﻜﺘﺎب اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻘﺎهﺮة 1998 . 4 - دروﻳﺶ ﻣﺤﻤﻮد ﻋﻨﺪ اﻟﺸﻌﺮي اﻟﺨﻄﺎب- إﻳﺘﺮاك دار اﻟﻘﺎهﺮة 2002 . 5 - اﻟ/ﻮأد ﻣﻌﺠ/ﻢ.. اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻤﻌﺠﻢ ﻓﻲ اﻟﺬآ/ﻮرﻳﺔ اﻟﻨ/ﺰﻋﺔ- إﻳﺘﺮاك دار اﻟﻘﺎهﺮة 2002 . 6 - ﺳﻴ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻤﻴﻮﻃﻴﻘﺎ ﻧﻔ/ﺮو دار اﻟﻘﺎه/ﺮة 2007 . 7 - دﻧﻘﻞ أﻣﻞ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﺳ/ﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻧﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ 2007 . ﺁﺧﺮ ﻋﺪد اﻟﻰ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻨﺸ////////ﺮ ﻗ////////ﻴﺪ اﻟﻜ////////ﺘﺐ ﻣ////////ﻦ. اﻟﻤﻨﺸ////////ﻮرة واﻟﺪراﺳ////////ﺎت اﻟ////////ﺒﺤﻮث ﻣ////////ﻦ وﻋ////////ﺪد. com . sedyahmad@hotmail ، com . @yahoo 2002 asyaad .

Upload: dayyoos

Post on 06-Mar-2015

65 views

Category:

Documents


5 download

TRANSCRIPT

Page 1: Gazzar

1

أيقونية :األسس السيميائية لعلم البيان العربي الصور البيانية

)1( حممد فكري اجلزار .د com.@yahoo2002asyaad - جامعة المنوفية� آلية اآلداب �أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية

:مقدمة

ولDون مDن لDدن الشDيخ أمDين الخولDي ووصDوال إلى أستاذنا األستاذ تقDع هDذه الدراسDة ، فDي سDبيل راده أ

الدآDتور محمد عبد المطلب ، لتحديث بالغتنا العربية بقراءة خطابها الذي أتقن تراثنا تماسكه وانسجامه نظريا

نيوية ، قDراءة تغنDيه بمDا توفDر ، ومDنذ مDا يقDرب مDن ثالثين عاما ، للمعرفة األدبية من علوم لغة متنوعة من الب

من الشكالنية وحتى النقد إلDى نظDريات الخطDاب ، وأيضDا مDا تDراآم فDي حقDل النظDرية األدبDية مDن مناهج بدءا

. الثقافي

إن طبDيعة الخطDاب البالغDي العربDي أنDه خطDاب غيDر مسDتقر ، أو يجب أن يكون آذلك ، فهو مرتهن إلى أداء

، ومDن ثDم فهDو يظDل علDى مقربة مما يحدث في لغDوي ال إمكDان لضDبط حDراآه الجمالDي الحDر ، أعنDي األدب

. الظاهرة موضوع اشتغاله ، فإن قصرت مقوالته عنها صار شديد التطلب لما يجسر المسافة بينهما

والحقDDيقة التDDي ال يمDDاري فDDيها أن الخطDDاب البالغDDي العربDDي قDDد صDDاغ األسDDس ووضDDع الضDDوابط وحDDد الحDDدود

المستوى النظري ، وترك مسألة مقاربة النص مفتوحة ألي تصور يمكنه واآDتمل إلى حد يكاد يكون تاما على

. العمل وفق ما قدمه من أسس وضوابط وحدود

اللغة : التخصص العام . مصر- جامعة المنوفية�، أستاذ مساعد، آلية اآلداب )1957(محم/د فك/ري عبد الرحمن الجزار . د 1

جامعة بيروت العربية - آلية اآلداب � قسم اللغة العربية �يس/انس اآلداب ل. ال/نقد األدب/ي الح/ديث : الع/ربية، تخص/ص الدق/يق

: عنوان الرسالة - 1990بتقدي/ر مم/تاز تخص/ص بالغة ونقد ) ف/رع ب/نها ( جامع/ة ال/زقازيق �ماجس/تير ف/ي اآلداب . 1984 �

ة الشرف األولى تخصص مع مرتب1994دآتوراه في اآلداب جامعة عين شمس . مق/ومات الف/ن الش/عري عند محمود درويش

-1: ل/ه م/ن الك/تب منشورة . الخص/ائص الجمال/ية لمس/تويات ب/ناء ال/نص ف/ي ش/عر الحداث/ة : ع/نوان الرس/الة -نق/د أدب/ي ح/ديث

1995 � القاهرة � الهيئة العامة لقصور الثقافة �لسانيات االختالف

العنوان وسيميوطيقا -3 1999 - القاهرة �ر الثقافة الهيئة العامة لقصو� فق/ه االخ/تالف مقدم/ة تأسيس/ية ف/ي نظرية األدب -2

القاهرة � دار إيتراك - الخطاب الشعري عند محمود درويش -4. 1998 � القاهرة � الهيئة العامة للكتاب �االتص/ال األدبي

�ميوطيقا التشبيه سي-6. 2002 � القاهرة � دار إيتراك -الن/زعة الذآ/ورية في المعجم العربي .. معج/م ال/وأد -5. 2002 �

باالضافة الى عدد آخر . 2007 � على نفقة المؤلف � اس/تراتيجيات الشعرية عند أمل دنقل -7. 2007 � القاه/رة �دار نف/رو

، com.sedyahmad@hotmail. وع/////////دد م/////////ن ال/////////بحوث والدراس/////////ات المنش/////////ورة . م/////////ن الك/////////تب ق/////////يد النش/////////ر

com.@yahoo2002asyaad.

Page 2: Gazzar

2

ونحDن مDع تحديDثه وفDق أسسDه وضDوابطه وحDدوده آDذلك ، وال نDرى فيها جميعها قيدا على تحديث وال تضييقا

علم "وهذه الدراسة نتناول فيها . ي بها علDى تطويDر ، وإنمDا نDراها ثDوابت انطDالق نحDو متغيDرات تغنDيها وتغتن

مDDن الDDبالغة العDDربية وآفDDاق اسDDتثمار المقDDوالت السDDيميائية فDDي إعDDادة النظDDر إلDDى خطابDDه لتوفيDDر انDDتقاله " البDDيان

.مستوى الخطاب إلى المستوى المأمول منه تحليال للظاهرة األدبية

:مدخل

أن يسDDتمر وأن يDDتقلب بDDين آثيDDر مDDن المDDناهج لDDم يDDتمكن علDDم أو نظDDرية أ أيDDا آDDان تصDDورنا للسDDيمياء ،

والنظDريات آمDا آDان الحDال مDع السDيمياء ، األمDر الDذي يجعلهDا أفقDا مفDتوحا لمDا يشDبه التفلسDف فDي أي خطاب

قد قدم " بيرس"وإذا آان . معرفDي بمDا تقدمDه مDن مفاهDيم ومقDوالت تتمDتع بالتماسDك المنطقDي والتعمDيم العلمي

ة منطقDيا مDن التصDورات والمفاهDيم عDن علم يمكن أن يمثل أساسا لكل العلوم ، فإن مDنظومة مDتكاملة ومتماسDك

البنية الثالثية التي مثلت الفارق الحاسم مع سيميولوجيا السوسيريين ، ومن ثم أنواع العالمات ، تمثل قاعدة ما

. سميناه التفلسف المعرفي

، وهي عالمة ذات تميز خاص ICONاأليقون : "بيرس"ومDن بDين أنDواع العالمDات التDي قدمتها سيميوطيقا

غير مشروطة بطبيعة الممثل ، وإنما الشرط الوحيد � آما سيتضح بعد �داخDل هذه السيميوطيقا ، نظرا ألنها

الميDزة األآثDر أهمDية أن لأليقDون وجDودا محايDدا بالنسDبة للثقافة المنتمية . هDو آيفDية تمثDيل الممDثل لموضDوعته

هة طبيعتها أو من جهة أرآيولوجيتها ، فالطبيعة التصويرية التي تقوم عليها ، وتتميز بها من إلDيها سواء من ج

بقDية العالمDات ، ال تدعDيها ثقافDة مDا لنفسDها دون أخDرى ، فالصDورة مشترك إنساني عام بين الثقافات اإلنسانية

يبين لنا أنها نشأت ، آعالمة ، ) الغربي(آمDا أن الحفDر األرآيولوجDي تحDت مفهDومها السDيميائي الحالDي . آلهDا

. داخل التراث المشرقي محاطة بخطاب نوعي لها

تأسيسات: أوال أرآيولوجيا المصطلح-1

واليونان � لجغرافيا المفردة أهمية نوعية في أي بحث أرآيولوجي لمفهومه �مصDطلح األيقDون لفظة يونانية

ر من شمالها ، جنوبها حيث مصر والحضارة الفرعونية ، جغDرافيا وحضDاريا وسياسDيا تنتمDي إلDى جDنوبها أآث

يتحدث عن الفلسفة اليونانية " جDورج جDي إم جDيمس "وقDد بلغDت الصDالت بDين الDيونان ومصDر حDدا جعDل مDن

وإذا لم يعجب البعض هذا التطرف في قلب الشائع والمستقر وإن آان ) . 2(باعتبارها فلسفة مصرية مسروقة

ت التDي آانDت قائمDة بDين مصDر والDيونان والتDي يDؤآدها الDتاريخ اليوناني نفسه ، وتعني مDزيفا ، فيكفيDنا الصDال

عالقDة الDيونان بمصDر عالقDتها بإفDريقيا وآسDيا آDذلك ، بمعنDى انفDتاح اليونان على منطقة الشرق األوسط آله ،

.. األمر الذي جسدته حروب اإلسكندر المقدوني

1996 � القاهرة � المجلس األعلى للثقافة �شوقي جالل : ت � التراث المسروق � جورج جي إم جيمس - 2

Page 3: Gazzar

3

فإنهDDا آانDDت حاضDDرة يونانDDيا ومصDDريا ومحفDDوفة ) 3"(ورة أو التمDDثالالصDD"وإذا آانDDت األيقDDون يونانDDيا تعنDDي

بخطDاب عقائDدي يDبدأ باآللهDة ويمDتد إلى الملوك باعتبارهم أبناء لآللهة ، بل يمكننا الزعم بأن الديانة الفرعونية

إلى" خنوم"و" أبيس"و" حوريس: " علDى األيقDونات أآانDت صDورا أم تماثDيل من قبيل � أصDال �آانDت تقDوم

) . 4(آخره

ومع ) 5" (الصورة التي تعبد: "وتعني " النصDمة أو الصنمة "وحتDى عDند العDرب آDان المقابDل لأليقDون مفDردة

علDDى .. تنطDDبق : " المسDDيحية ، وهDDي ديانDDة مشDDرقية األصDDل ، أخDDذت الكلمDDة مDDوقعها االصDDطالحي فصDDار ت

) السDيدة ( أيقDونات القديسDين أو أيقDونات تصDاوير الشDخوص المقدسDة فDي الكنيسDة الشDرقية األرثوذآسDية ، مDثل

وبعDDد الجDDدل العنDDيف الDDذي ثDDار حDDولها فDDي بيDDزنطة خDDالل القDDرنين الDDثامن والتاسDDع صDDاغت الكنيسDDة . العDDذراء

الشDDرقية نظDDرية تقDDديس األيقDDونات وشDDرعت قانDDونا آنسDDيا أو مجمDDوعة مDDن القDDواعد التقنDDية تضDDبط أشDDكالها

الشDرقية علDى إيمانهDا باأليقDونات التDي ظلDت طقسDا شعائريا خاصا بها ، بل لقDد حافظDت الكنيسDة ) .. 6"(الفنDية

. ضDبطت حدود التصرف باأليقونات بوضعها داخل إطار نظري خاص بالخطاب الديني الذي توظفها لحسابه

-:وأيا ما آان أمر الوظيفة الدينية ، فلدينا

) .مقدسة( أيقون يحيل إلى شخصية دينية -

.إنتاج األيقون نظرية تحدد -

. خطاب يؤطر آال من النظرية واأليقون ضمن دائرة اتصالية نوعية -

وآDDان هDDذا إنجDDازا للمشDDرق عمDDوما ولDDيس للكنيسDDة المشDDرقية فحسDDب ، إنجDDازا يتخطDDى حDDدود الDDدين المسDDيحي

:المصطلح في /ومن آل ما سبق يمكننا إيجاز خصائص الكلمة. ويلتحق بالثقافي العام

.لواحدة في اليونانية والعربية الداللة ا-

. األصل المشرقي -

. الخطاب العقائدي -

. الطبيعة التصويرية لها -

، وهو ما يلتقي مع المعيار الذي نتبناه للمثاقفة ) تشكيلية(لDم يكDن إال صDورة " األيقDون "واضDح ممDا سDبق ، أن

وآDان الDتطور األخيDر لأليقDDون أن . فة وجDود مشDترك إنسDDاني بDين وحدتDي المDثاق : بDين الDذات واآلخDر ، أعنDي

22: ص � 1996 � 35: ط � بيروت � دار المشرق �لمنجد في اللغة ا-3

محمد .عبد المنعم أبو بكر ، د.د: ت � ديانة مصر القديمة �أدول/ف إرمان : ة وتماث/يلها ي/راجع ف/ي أس/ماء اآلله/ة المص/ري -4

وما بعدها29: ص � 1997 � القاهرة � الهيئة المصرية العامة للكتاب �أنور شكري

: مادة وورد الق/ول نفس/ه منس/وبا إل/ى اب/ن األعراب/ي تح/ت 4446: ص � المجل/د الس/ادس � لس/ان الع/رب � اب/ن م/نظور -5

2511: ص �صنم ، آداللة فرعية ، في المجلد الرابع

: ص �أيقون : مادة � 1990 � بيروت � مكت/بة لب/نان �المعج/م الموس/وعي للمص/طلحات الثقاف/ية �ث/روت عكاش/ة . د -6

215

Page 4: Gazzar

4

إلى .. صDار مصDطلحا سDيميائيا ال يشDترط علDى الممDثل طبDيعة خاصDة لمادتDه ، أآانDت صDوتا أم حرفا أم خطا

.وجوه تمثيله لموضوعه قائما على التشابه بينهما / آخره ، األهم أن يكون وجه

العالمة� الصورة -2

: لموضوع ، وال إمكان لهذا التمثيل إال على أساس :إن آل صورة هي تمثيل لشيء أو لنقل

. موضوع أيا آان نوعه -

. سنن داخلي ينظم آلية التشابه بين الصورة والموضوع -

. سنن خارجي يوفر إمكان التداول ومن ثم التدليل -

نوعي بالعالم وعلDى هDذا ، وجDدت السDيميوطيقا أم لDم تDوجد بعDد ، فالصورة آانت عالمة ، وآانت ذات ارتباط

عبDر موضDوعها ، ولهDا خطابهDا النوعDي آDذلك ، األمDر الDذي جعلهDا العالمة القادرة على المداخلة على نوعي

واتكDاء على المقدمات األولية السابقة ، فإن درس األيقون ال يجب أن . المؤشDر والرمDز : العالمDات األخDرى

العالمDة ، ونظرا لغايتنا فسيكون � العلDم �العDالم : ة يDبدأ مDن السDيميوطيقا ، وإنمDا مDن ثDالث مفDردات تأسيسDي

إذ إن المعجم العربي . المعجDم العربDي بدايDة تأسيسDنا المفهومDي الخDاص لعالقتنا النوعية بالسيميوطيقا الغربية

يمDثل آDتاب تصDورات اجتماعDية ممتدة من أول تداول � انطالقDا ممDا يDؤخذ علDيه مDن غDياب التاريخDية عDنه �

وآون . للغDة حتDى يDوم المDاس هDذا ، وهDذا مDا لDم يكDن يتحقق لو وجدت معاجم تاريخية للغة العربية اجتماعDي

المعجDDم العربDDي آDDتاب تصDDورات اجتماعDDية ضDDابطة لتDDنوع المجDDتمعات العDDربية يجعلDDه ضDDرورة مDDرجعية لكDDل

..ى وثقافاتها األخر) المجتمعات(وثقافتها والجماعات ) مجتمعاته(عملية مثاقفة بين جماعته اللغوية

درس المعجم -3

بالعالم ، وقد بلغ هذا الوسط من فرط حساسيته أنه ) الوعي(ط رموزي شديد الحساسية لعالقة الذات ياللغDة وس

الال (رادا ذلك التنوع " العالم"و" الوعي"تعDددت أنظمة توسطه على ضوء تنوع أشكال تحقق تلك العالقة بين

آDDل لغDة تحمDل فDDيما وراء أنظمDتها خطابDا فلسDDفيا إن . اء ألصDDول تمDثلها السDيمي فDيه إلDى عDDدد متDناه مDن ا ) متDناه

ال يفDرط فDي شDيء وال ينفDرط مDن بDين يديDه شDيء ، وتمDثله العالقDات القائمDة بين عناصر ، خطابDا خاصDا بهDا

. النظام اللغوي ، صغرت أو آبرت هذه العناصر

إذ هو تعبير عن رؤية الذات لعالقة ما بين الصيغ الصرفية ، ال نكاد نوري في أن االشتقاق اللغوي فعل ثقافي

، عالقDة تمDثل وحدة من وحدات الخطاب الفلسفي الذي ندعيه لكل لغة ، وبخاصة المشDترك المخDتلفة وجDذرها

فDثمة صDDيغ تDدور فDي الفلDك الداللDDي ،حDين يكDون للصDيغة الDDواحدة مجDال داللDي مخDتلف عDDن الصDيغ األخDرى

أخDر ال يضبطها صDيغ ه ، وهDذا محDض توسDع للDوفاء بمقاصDد الجماعDة اللغDوية ، وثمDة حربD لجDذرها ال تكDاد ت

التDDي تقDDف خلDDف ) الفلسDDفة االجتماعDDية (داللDDيا الجDDذر االشDDتقاقي ، بDDل تنضDDبط وفDDق التصDDورات االجتماعDDية

. القرابات الصوتية فيما بينها لتنمي منظومة من القرابات المفاهيمية

Page 5: Gazzar

5

التDي تDبديها الDدالالت المعجمية مختلفة ومتنوعة تنوعا غير " عالمDة "، " علDم "، " لمعDا : "مDن هDذه المفDردات

في المعجم الخلق آله " العالم"إن . تشDي بخطابهDا الفلسDفي " م"، " ل"، " ع: "هDين بيDنما القDرابات الصDوتية

لمعرفة والخبرة والشعور ، الفقه وا" العلم"بصDنوفه وألوانه آافة ، حيها وجامدها ، أو هو الكون وما حوى ، و

) .. 7(السمة مخلوقة آانت أو مصنوعة " العالمة"و

ثمDة جمDDع وفDDرق فDDي الخطDاب المعجمDDي عDDن المفDDردات الDثالث ، فكDDون العDDالم الخلDDق آلDه يشDDير اقتضDDاء إلDDى

أخرى ، وهذا الجمع ، ثم يكون الفرق بين العالم من جهة وبين العلم والعالمة معا من جهة ) جل وعال(الخالق

الDDدالالت ظاهDDر فDDإذا مDDا نظDDرنا إلDDى . فكالهمDDا مخصصDDتا الداللDDة دون مDDا أي ملمDDح لداللDDة االقتضDDاء السDDابقة

لDDرد هDDذا االخDDتالف والتDDنوع إلDDى نسDDق ) غيDDر معجمDDي( أنهDDا بحاجDDة إلDDى جهDDد غيDDر لغDDوي المعجمDDية وجDDدنا

لخطDDاب الفلسDDفي القDDائم فDDيما وراء يضDDبطهما علDDى هيDDئة مDDا بيDDنها مDDن قDDرابات صDDوتية ، وهDDو مDDا نطلDDق علDDيه ا

. اللغة عموما ما وراء المعجم خصوصا و

لنرى ، " علم"وفعله ) المصدر" (علم: "" عالم"و" عالمة"لمDادة الجDذر اللغDوي /فلنDتوقف أمDام الصDيغة إذن ،

لهذا الفعل ومنتجا فرده من بين الجميع فاعالتو، د مDن بDين أفDراد العDالم آائنا حيا عاقال تحDد ةصDيغ آDيف أنهDا

في سواها ، فترفع حالة التكافؤ التي بين آل أفراد علم / هكذا تفعل الداللة المعجمية للمفردة . لDذلك المصDدر

ما سوى الذات من أفراد : الذات ، ومحور موضوعات العلم : العDالم وتنسDقها على محورين محور فاعل العلم

. العالم

من ذوات عاقلة وأشياء ) المخلوقات(ق يفترض خالقا ، والعالم يضم آل الموجودات إذن ، العالم بمعنى الخل ..

بحكDم هDذه الDذوات ، والعالمDة هDي نتاج هذا � ضDرورة �معقDولة ، أو قابلDة للDتعقل أو السDميأة ) موضDوعات (

عDالم األشياء الDتعقل أو هDذه السDميأة التDي ال نDراها تمDثل أآثDر مDن السDنن الDذي أودعDه اهللا سDبحانه وتعالDى فDي

: الذي أودعه اهللا في الذات ، آما يبين المخطط التالي ) وآل سنن(ويوازي سنن التفكير بالسنن

. وما بعدها3082: ص �علم : مادة � المجلد الرابع � القاهرة � دار المعارف � لسان العرب � ابن منظور � راجع -7

الخالق/اهللا

الخلق/العالم

الموضوعات/األشياء الوعي/ الذات

Page 6: Gazzar

6

إن المDرجعية الدينDية لقابلDية التسDنين فDي العDالم وللتفكيDر باألسنن في الذات ال تتدخل في طبيعة هذا التفكير وال

ه ، وإنما تقدم قاعدة أفضل لفهم حرآة الذات وانكشاف العالم لها بقدر حرآتها فDي طDرائقه وال حتDى فDي نDواتج

فقط ) اإلسالمي(ومDن ثDم فDال ضDير علDى السDيميوطيقا الغDربية وبDنائها مDن خطDاب معجمDنا العربي . وطبيعDته

داول لمنجزات ضرورية لتالؤم تفكيرنا مع ثوابتنا ولنحفظ على ثقافتنا هويتها في ت ) مرجعية(نحDن نحقDق نسبا

.. علمانية اآلخر

لقد .باعتبارها مظهر العلم بالعالم " العالمة"والعلDم بالشDيء تمييDز لDه والتمييDز مDن الوسDم ، وهDنا تأتDي مفردة

أن أشياء العالم توجد وجودا منقوصا ، إذ ال توجد بذاتها في ذاتها ، بل إنها ، وليست الفلسفة فقط ، أظهر العلم

إنها حالة . تتمايز وتتعرف كي إلى بعضها البعض ل، احتياج أصDيل فDيها ) أونطولوجDي (تDياج تDنطوي علDى اح

العالمة "وبإسقاط العلم مفهوم العالقة على أشياء العالم بدأت ) 8"( مDع �الوجDود : " نطلDق علDيها حالDة وجDود

نظرية للعلميميوطيقا باعتبارها هي النسق األولي الذي بتطويره برزت الس ) مع -( إن العالقة إذ. فDي الظهور

بديال جذريا من الشيء ، فال " العالمة"، فكانDت ) 9" (جولDيا آريسDتيفا "أو علDم العلDوم ، آمDا تDذهب إلDى ذلDك

. قيمة لحضور الشيء حال غيابها ، فيما يغني حضورها عنه غناء تاما

-:في عمل العالمة يقوم على أساسين " مع�الوجود "إن مفهوم

. طبيعة العالقات الداخلية في الشيء نفسه : ل األو

. االحتماالت التي يحملها فضاء تلك العالقات لالمتداد باتجاه الشيء اآلخر : واآلخر

. اللتقينا الفعل نفسه مرتدا إلى ما امتد عنه � مDن مDنظور الشيء اآلخر �وهDذه االحDتماالت لDو ارتكDزنا إلDيها

إن العالمDDة تحDDيل إلDDى : بكلمDDة و.. ي ائ والخDDارج تنDDتج عملDDية التدلDDيل السDDيمي مDDن التضDDافر الجدلDDي بDDين الDDداخل

: شرطها عالميتها هي ، أعني تسDواه ، غيDر مشDروطة بDنوع مDا تحDيل إلDيه ، إنمDا ) مDع -(الشDيء فDي عالقDته

. تمثل رمزا للعالقة ، أيا آان نوعها ، أآثر من آونه حرفا لغويا من حروف المعاني في العربية � هنا �" مع -" إن -8

العدد األول �العرب والفكر العالمي : مجلة �محمد البكري : ت �أو نق/د للعلم /الدالئل/ية عل/م نق/دي و - جول/يا آريس/تيفا -9

68: ص � 1988 شتاء � بيروت �مي لإلنماء المرآز القو�

Page 7: Gazzar

7

تواصل ية من تعالق عالمات مختلفة في مقامات ائإمكDان الDنظام أو النسDق الDذي يمكDن أن ينDتج الوظDيفة السيمي

. معينة بكفاءة

تعDدد مقامDات التواصDل دفعDت إمكDان النسDق هDذا إلDى أن يفDارق العالم ويستغرق في عالميته ، ومن ثم فتح إن

المDتحقق أو الواقعDي ، والممكDن الDذي لDو وجDد لكDان واقعDيا ، والمسDتحيل : العالمDة علDى عDدد مDن المسDتويات

.. المعياري والمجازي والمتخيل : يعها عالماتيا على الوجود واإلمكان معا ، وهي مستويات يمكن توز

حDيث يكDDون تحقDق النسDق عالماتDDيا مDتطابقا مDع الواقDع المعبDDر عDنه ، حDيث المقDDام : المسDتوى المعDياري : أوال

.التواصلي ال تحتاج شروطه إلى اإلضافة أو التغيير من طبيعة التدليل العالماتي

ذي عبرت عنه األسلوبيات الحديثة بالعدول أو االنحراف ، إذ يضيق النسق هDذا ال : المسDتوى المجDازي : ثانDيا

حتى حين ، غير أن ) عن الواقع خارجه(عDن مقاصDد المقDام التواصDلي وشروطه في مواضع فينحرف األداء

. درجة االنحراف مهما زادت ال تلغي إمكان تأويل العدول بالنسق نفسه

رجDDة مDDن العDDدول تصDDل حDDد االنقطDDاع بDDين اللغDDوي والواقعDDي حتDDى تDDتعطل وهDDو د: المسDDتوى التخييلDDي : ثالDDثا

ولDDيس اللجDDوء إلDDى هDDذا المسDDتوى . العالمDDات بصDDناعة عالمهDDا هDDي / فاعلDDية الDDتأويل السDDابقة ، للDDتكفل العالمDDة

.خاصا بشروط للمقام التواصلي على تحققه بل الختالف مقاصد التواصل نفسها

القDDة شDDديدة التعقDDيد إذ إنهDDا ال تDDتحقق بDDذاتها وال تDDوجد فDDي فDDراغ ، بDDل هDDي عالقDDة إن عالقDDة العالمDDة بالعDDالم ع

و مقاصDDده ، وهDDو ارتهDDان يجعDDل مDDن مDDرونة النسDDق ) الوعDDي مDDاثال فDDي حضDDور الDDذات (مDDرتهنة إلDDى فاعلهDDا

إذن .. مDرونة تمDنع اسDتفراغ آافDة إمكانDات العالمة في مراوداتها للعالم إنهDا العالماتDي ضDرورة مؤسسDة لDه ،

هي خطاب هذه العالقة ، يكون آيف آانت هذه العالقة وعلى � علDى هDدي مDن عالقDة العالمة بالعالم �اللغDة

.هيئتها أي أنها ال تستنفد في أصواتها وال في أنساقها ، وال في مستوى من مستويات تحققها أداء

ما وراء العالمة -4

ومما لم . لم ينل ما يستحق من التأني الفكري أمامه ءلسيمياآثيDر مDن الموضDوعات الحافDة بعلDم العالمDات أو ا

-metaالـ (ي وال الفلسفي ، ما نطلق عليه ما وراء العالمة أو ائيDنل حظDه مDن الDدرس ، ال اللسDاني وال السيمي

sign ( ي به النسق الذي تتولد منه العالمة ، أية عالمة ، إنه نسق حجبه وجود العالمة وإن آانت ، هيDونعن ،

العالم �الذات "هذا النسق من ثالوث . نفسDها ، ال تفDتأ تشDير إلDيه عبر تجليها فعال تدليليا في آل مقام تواصلي

أعنDDي �رأس المDDثلث ومDDنها تسDDتمد قDDوة العالمDDة وحDDراك العDDالم ، وبفضDDلها " الDDذات"حDDيث تمDDثل " العالمDDة�

، فDDاألول يؤشDDر علDDى عالمDDته ، واألخDDرى تقDDدم تDDتم عملDDية التدلDDيل التDDي تقDDوم بDDين العDDالم والعالمDDة �" الDDذات"

:مفهومه ، آما يمثل الشكل التالي

الذات

ل ث الت ا ات

Page 8: Gazzar

8

ية ، ولواله ما ائيمDنحها آفاءتهDا السيمي ل خلDف آDل عالمDة مDن إن مDا نDود التأآDيد علDيه أن هDذا النسDق هDو القDائم

أعنDDي إلDDى النسDDق � ، فإلDDيه علDDى هDDذا الDDنحو �تقد فDDيما نع�DDا آDDان األمDDر ولمDD.امDDتلكت آفاءتهDDا هDDذه الصDDفة

الرمDDDDز � INDEX المؤشDDDDر : تعDDDDود األنDDDDواع الDDDDثالثة للعالمDDDDات فDDDDي السDDDDيميوطيقا �الماورائDDDDي للعالمDDDDة

SYMBOL � ونDDاأليقICON تDDابق تحDDكل السDDي الشDDيعا فDDندرج جمDDالم" وتDDية " . العDDود بنDDذلك تعDDيه آDDوإل

، وإلDDيه تعDDود " العالمDDة"، وتDDندرج جمDDيعا تحDDت ) مDDثلمرتكDDز المو(الموضDDوعة والممDDثل والمDDؤول : العالمDDة

: يعDDود تDDنوع مقامDDات االتصDDال واخDDتالف مسDDتوياها � أخيDDرا � وإلDDيه ،طبDDيعة مقامDDات االتصDDال وأنDDواعه

" .الذات"المعياري والمجازي والتخييلي ، والتي تندرج جميعا تحت

والعDالم والعالمة هو محض فصل إجرائي ، إذ ال واحد ن آDل فصDل بDين الDذات إلDى أ �أخيDرا �يبقDى أن نشDير

مDن الDثالثة يمكDن أن يDوجد في آمال آينونته إال داخل شبكة معقدة من العالقات باآلخرين ، شبكة معقدة تعقيدا

إننا لنذهب إلى أنه ال عالم بال ذات وعالمة ، آما . يصل حد ال إمكان التمييز األونطولوجي بين الثالثة جميعا

إن لم يكن لغاية � وإن أي تجريد ، دون ذات وعالم � بالطبع �ذات بDال عDالم وعالمDة ، وأخيDرا ال عالمة ال

علDى أسDاس مDن ذلDك التصور السابق ، فال إمكان للغة أن . . هDو محDض خطDأ أو هDو خطDأ محDض �إجDرائية

ميولوجيا لتبدو أضيق حدودا تنفDرد باقتDراح نمDوذجها اللسDاني آDنموذج ضDابط لكDل من العالم والذات ، إن السي

.الذات ، العالم ، العالمة : ي ائومقوالت من استيعاب هذا التضافر الماهوي بين الثالوث السيمي

ية ائفي المسألة السيمي: ثانيا

بالمفهوم النحوي للتعدي ( ، فDي رؤيتDنا ، مDن تصورنا للوجود اإلنساني ، باعتباره وجودا متعديا اءتDبدأ السDيمي

إال بفضل تعديه إلى ما ال حصر له مما سواه إال بما اصطلحنا ) اإلنسانية(إنDه وجود ال تتحقق صفته ) واللDزوم

ويمكنDنا تصDور هذه األوليات الصعبة لمقاربة اإلنسان العالم بال أية واسطة يمكنها أن " . العDالم : "علDيه بكلمDة

تاريخ الوجود اإلنساني تبلورت شبكة على آل حال فمن خالل تاريخ مطابق ل.تDنوب عDن حضDور هDذا األخير

Page 9: Gazzar

9

شDديدة التعقDيد من العالقات بين اإلنسان وعالمه ، حتى أمكن تجريد أهم أنساق االتصال على اإلطالق ، أعني

أنسDاق التمثDيل النيابDDي ، حDيث لDDم يعDد انتصDDاب الDذات إزاء ظاهDDرة مDن ظواهDDر عالمDه ضDDرورة لحDرآة وعDDيه

.تجاهها وقصده إياها

أمكن الحديث عن هذا االختراع األآبربظهور و SIGN" العالمDة " مDا نسDميه � أخيDرا �اإلنسDان لقDد اختDرع

األصDل ، أو ينحDرف عنه في االتجاه إليه ألسباب ، وأخيرا قد ينقطع عنه لكDونه عDالم افتراضDي يطابDق العDالم

نحن . لم الواقعي و تمثيلها له تقدم العالمة عالما افتراضيا بفضل نيابتها عن العا ، وفDي آDل األحDوال ،لغايDات

: إزاء سمتين جوهريتين للعالمة � إذن �

. proxyالنيابة : أوالهما

. representationالتمثيل : واألخرى

والسمتان تعنيان وجود شيء . وال عالمDة إال بهاتDين السDمتين أيDا آانDت صDفة مDا تمDثله و تDنوب عDن حضDوره

وذلك بحسب نوعها ، وهي تحل محله بفضل بنية داخلية فيها تسمح بتمثيل آخDر تحDل محلDه العالمDة نDيابة عنه

وبالطDبع تسDبق هاتDين السمتين ثالثة باعتبارها .. وظDيفة ، والتمثDيل بنDية � إذن �هDذا الشDيء اآلخDر ، فالنDيابة

-:" العالم"و" الذات"توسط العالمة بين .. mediate" التوسط"سمة مؤسسة ، هي سمة

يبDين المخطDDط السDابق أن اتجDDاه النDيابة يDDبدأ مDن العDDالم وينتهDي إلDDى العالمDة حDDيث : المDDة عDن العDDالم نDيابة الع -

" . األيقون"، " الرمز"، " المؤشر: "تندرج أنواعها الثالثة

شيئا يبرر .. ومDؤدى هDذا أن آDال مDن هDذه األنDواع الDثالثة تحمDل ، فDي فلسDفة وجDودها ، شDيئا من العالم والبد

بحسDDب موضDDوعات العDDالم التDDي ال تتناهDDى آمDDا ال تتناهDDى نDDوعا ، أو نعDDد العDDالم آمDDا التعبيDDر القرآنDDي نوعيDDتها

) . جمع مذآر سالم من عالم" (عالمين"

يبدأ من �ي المولد لكل عالمة ائ آمDا يبDين مخططنا للنسق السيمي � إن اتجDاه التمثDيل :تمثDيل العالمDة للعDالم -

بنيDتها عDنده مDؤآدة علDى جDدارتها بتمثDيله مDن خDالل تحDويل العDالم إلى موضوعات العالمDة إلDى العDالم لتتجلDى

THEMES ثلهاDا يمDع إزاء مDن عالقة الموضوعة بممثلها يكون العنصر البنيوي الثالث للعالمة . توضDوم :

آإمكان ال " وطيقاالسيمي"، أو لتبدو " السيميوطيقا"المDؤول ، وهكDذا تكتمل البنية الثالثية للعالمة ، ليبدأ إمكان

.ينقصه ليتحقق إال مقامات التواصل

التوسط بين الذات والعالم -1

إن مفهDDوم التوسDDط يحDDدد دور العالمDDة وضDDرورتها إن بالنسDDبة للDDذات وعDDيا واتصDDاال ، أو بالنسDDبة للعDDالم فهمDDا

مات ، وآيف تنبني؟ لماذا تتنوع العال: وتمثDيال ، وهDو الDذي يفسDر المفهومDين اآلخDرين ، وبمعنى آخر يشرح

Dا آان نوعها قائما على آلية تتيح سم يDات أيDولد للعالمDق المDة آل ما يقع للذات من العالم إن حسا وإن يأبدو النس

إن اإلنسDDان قDDد أوتDDي قDDوة حسDDية ترتسDDم فDDيها صDDور األمDDور الخارجDDية، " : : "ابDDن سDDينا" أو آمDDا قDDال ،تخيDDيال

معنى داللة اللفظ أن يكون إذا .. رتساما ثانيا ثابتا وإن غابت عن الحس وتتأدى عنها إلى النفس ، فترتسم فيها ا

Page 10: Gazzar

10

، فكل ، فتعرف النفس أن هذا المسموع لهذا المفهوم ارتسDم فDي الخDيال مسDموع اسDم ، ارتسم في النفس معنى

ورد إلى ما � مرة أخرى �التفتت ، ومن المعنى وبه ) 10" (مDا أورده الحDس علDى الDنفس التفDتت إلى معناه

.. على الحس من صور مغنية إياه أو مداعية سواه مما له عالقة به أيا آانت هذه العالقة

افتDDراض ال تناهDDي هDDذه العملDDية يبDDرر حضDDور آDDل مDDن المجDDازي إذ إن ،المسDDألة أآثDDر تعقDDيدا مDDن هDDذا هDDذه و

ي نفسها وفاض العالم عن والتخييلDي آضرورة للمعياري نفسه ، هذا الذي لو توقفنا عنده لتوقفت فاعليات الوع

الوعDي بDه ما دامت اللغة أداة الوعي ومحتواه ، وهذا محال األمر الذي يؤآد على ما صدق افتراضنا السابق ،

يمكننا تصور هذا الذي يحدث من خالل المخطط .. ي ، ومن ثم تنوعها ائأعنDي ال تناهDي عملDية التدلDيل السيمي

:ق المولد له التالي على أن نضع في خلفية فهمه النس

الحجر األساس في أي �فمقولة المؤول " من حرآة اإلحاالت داخل العالمة ) الفعلي(ي ائويتولد النسق السيمي

يشDكل نقطDة االرتكDاز األولى في تعريف العالمة وفي وجودها وفي أشكال تجلياتها ، ما دام �تعDريف للتدلDيل

) 11"(ابDل ألن يتحول إلى أول يحيل على ثاني عبر ثالث جديد األول يحDيل علDى الثانDي عبDر ثالDث هDو نفسDه ق

ربطا ) أو جزئية( ليسDت أآثDر مDن مفهDوم عالئقDي يDربط بDين عالمDات صغرى � فDي هDذا النسDق �والعالمDة

هDDذا التعDريف العDDام .. بأنهDا علDDم العالمDات اءوعلDى هDDذا التصDور للعالمDDة ال يمكDن أن نعDDرف السDيمي . دينامDيا

.ة العالم عبر اشتغال العالمة يأ علم آيفية سم� باألحرى � اغلب الدراسات ، إنما هي والشائع في

العالمات الصغرى -2

تنسيقا حامال لوظيفة آل عالمة من العالمات الصغرى ا عددينسق حDض مفهوم عالئقي قلDنا أن العالمDة هDي م

المؤول �الممثل - الموضوعة :لصغرى هي تلك العالمات ا. داخDل دينامDية العالمDة أو لDنقل العالمDة الكبرى

..

: ) مقولة األوالنية(الموضوعة -

ليسDت مDن الموجDودات أو الموضDوعات الواقعDية فDي شDيء ، إنما هي نوع من الكليات � عDند بيDرس �وهDي

المجDردة عDن تلDك الموجDودات أو الموضDوعات ، أو هDي صفة من بين صفاتها ، والممثل ال ينوب عن الشيء

ص � 1970 � القاهرة � الهيئة المصرية العامة �محمود الخضري : تحقيق � من آتاب الشفاء � الع/بارة - اب/ن س/ينا -10

:.

�http://www.fikrwanakd.aljabriabed.com المؤول والعالمة والتأويل � سعيد بنجراد -11

العالم/الموضوعة

المعنى/المؤولالحس/الممثل

ذات

Page 11: Gazzar

11

يDته ، وإنمDا عDن جDزء مDنه أو صDفة مDن صDفاته ، وذلDك عبDر مDا سDماه بيDرس مرتكز التأويل الذي يحدد قDي آل

. وجهة تمثيل الممثل لجانب من جوانب الشيء

: ) مقولة الثانيانية(الممثل -

ى إلى الحد الذي ينصرف إليه مباشرة إطالق آلمة العالمة ، وهو يحيل إل ) العالقة(هو الحامل المادي للعالمة

.الموضوعة

: ) مقولة الثالثانية(المؤول -

هDو المصDطلح الDذي تميزت به سيميوطيقا بيرس من سيميولوجيا سوسير ، إذ هو ليس متصورا ذهنيا آما عند

تمDDثل : "سDDيزا قاسDDم . تقDDول د.األخيDDر ، بDDل عالمDDة جديDDدة قDDد تكDDون مDDن نDDوع الممDDثل نفسDDه أو مDDن نDDوع آخDDر

فهDDي مكمDن المعنDDى ) المفهDDوم العالئقDي (/اوية فDDي تعDريف بيDDرس للعالمDة حجDDر الDز ) تعنDDي المDؤول (المفسDرى

قد ، ومكDان تDولده ، وتكDون آلDية تولد المعنى هي الترجمة ، فالمعنى هو نتاج ترجمة عالمة إلى عالمة أخرى

) 12"(للعالمة األولى) مؤولة(أو تكون من نوع مختلف ، وهذه العالمة الثانية مفسرة ، تكون من نفس النوع

فرضية االتصال البيرسية -3

مؤسس السيميوطيقا ، " تشلرلز ساندرز بيرس" يقDوم علDى فرضية أساسية عند اء إن التعDريف السDابق للسDيمي

اتصال الكون ، وهي : هDي يقDرر آثيDر مDن الباحثDين فDي فكDر بيDرس أنDه آDان يDنطلق مDن فرضDية أساسDية "إذ

" تدبير - وفقا لثقافتنا �وفDق سDننية ال تDتخلف ، نDراها نحن فرضDية تسDتلزم نتDيجة طبيعDية هDي انDتظام الكDون

إن هDDذا اإلسDDناد العقائDDدي ضDDروري " . عDDالم"، وهDDو مDDا تبيDDناه فDDي الداللDDة المعجمDDية لكلمDDة " الخDDالق العلDDيم

على وإذا آان هذا العلم يقوم. للسDيمياء ، إذ إن قDيام علDم مDن العلDوم يحDتاج إلى يقينية أآثر ثباتا من فرضياته

مDبدأية الDنظام الشامل ، آما هو الحال مع السيميوطيقا تصبح تلك اليقينية الثابتة ضرورة لقيامه ، ولو باإلسناد

.العقائدي

) آوني(مولوجي وزومفهوم الترابط يستند إلى تصور آ، ، ومفهوم االنتظام ن مفهوم االتصال إ : مDا يهمنا هو

هDDذا وتأسيسDDا علDDى ) 13"(حسDDب مDDرتبته ومنDDزلته فDDي النسDDق العDDام معDDين يDDرى أن أي شDDيء يمكDDن أن يـجDDزأ ب

DDDDن لDDDDور أمكDDDDرس"ـالتصDDDDالث "بيDDDDرح ثDDDDوالت أن يقتDDDDي مقDDDDراتب هDDDDية: أو مDDDD14(األوالن( يةDDDDوالثانيان)15(

نصر أبو : إعداد �مدخل إلى السيميوطيقا : ض/من آتاب �ح/ول بع/ض المفاه/يم واألبع/اد .. الس/يميوطيقا � س/يزا قاس/م -12

27: ص � 1986 � القاهرة � دار إلياس �زيد وسيزا قاسم

http://www.fikrwanakd.aljabriabed.com - لز ساندرس برسر مفهوم الحقيقة عند تشا-محمد مفتاح . د-13

التصور الميتافيزيقي يتجلى . ف/ي تقط/يعاته لجه/ات الوج/ود م/ن تص/ور ميتافيزيق/ي ورياض/ي في آن واحد " ب/رس " انطل/ق -14

االبتداء بالصفر واالستمرار إلى مـا ال نـهاية ، ولكن ف/ي ال/بداية بالمج/رد واالن/تهـاء بالمحس/وس، وأم/ا التص/ور الرياض/ي فه/و

ب/رس اآتف/ى بم/راتب ث/الث بع/د الص/فـر ؛ ففي درجة الصفر ليس هناك شيء ، وليس هناك داخل وخارج أو قانون وإنما هناك

.المرجع السابق . إمكانيات غير محدودة

Page 12: Gazzar

12

) العالمة(إن الدلDيل : "حDنون مDبارك . وبصDدد العالمDة آبنDية وعالقDتها بهDذه المقDوالت يقDول د )16(والثالثانDية

أداة ممكDنة إلنجDاز الداللDة والتواصDل ، وال ترقDى هDذه األداة ، الممثل في الحقيقة ، إلى مDنظورا إلDيه فDي ذاتDه

إال أنه . غائيDتها السDيميوطيقية إال بفضDل عالقة دقيقة مع موضوع معين ، أي ذلك الذي يحيل إليه عليه الدليل

على خاصياته � فقط �ال يمكDن ألي دلDيل معDين لموضDوع أن يخبرنDي بDأي شيء عن هذا الموضوع اعتمادا

. وعلى الموضوع وحده

. ولكDي يكDون بمقDدور الدلDيل تحقDيق هDذه الداللDة وهDذا التواصDل ، فDإن عليه أن يستدعي طرفا ثالثا هو مؤوله

ويتضDح مDن ذلDك أن الممDثل يشDكل مسDتوى األولDية ، وأن الموضوع يمثل مستوى الثانوية بينما يشكل المؤول

را لهDذا األسDاس االتصDالي الDذي يDنطلق مDنه بيDرس فكDل مرتبة من هذه المراتب ونظD ) 17" (مسDتوى الثالثDية

مDا مDDن المجDتمع ، فاألوالنDDية تطابDق التجDDربة ) شDريحة أو طائفDDة (تطابDق بDين بعDDد معDين مDDن الشخصDية ونDDوع

ت المشDDترآة التDDي تتجلDDى فDDرديا فDDال تخDDدش فDDردية تجلDDيها طبيعDDتها المشDDترآة ، والثانيانDDية تطابDDق المجمDDوعا

االجتماعDDية المعيDDنة آالمجمDDوعات المهنDDية والحDDرفية علDDى سDDبيل المDDثال ، والثالثانDDية تطابDDق المجDDتمع بمعDDناه

) 18(الواسع

-: على أساس ثالثة اعتباراتتتوزع تلك المراتب و

: عالقة الممثل بذاته ، وله ثالث رتب هي -أ

. الكيفية -

. العينية -

. القانونية -

وما وجد بعالقة . ألن ما وجد وجد بارتباط مع شيء آخر حي/نما ي/تحقق الش/يء ويص/ير موج/ودا فإن/ه من المرتبة الثانيانية -15

الثانيان/ية ه/و م/ثل الفع/ل ورد الفع/ل، والض/غط والمقاوم/ة، وعالق/ة الح/ال بالمح/ل، والص/انع بالمص/نوع، وال/الزم بالمل/زوم هو

لتي يترابط بعضها إن/ه الوج/ود الفعل/ي المتجس/د المرتبط بعالم الموجودات ا � وج/ود يقاب/ل الع/دم ل/ه داخ/ل وخ/ارج وق/بل وبع/د

.المرجع السابق . ببعض

وال يكتس/ب الموج/ود هوي/ته ووظائف/ه إال بان/تظامه وتبن/يه م/ن المج/تمع ال/ذي يجعل منه قانونا عاما ملزما؛ أي ثالثانيا، إن -16

انية أب لهما حيث الثالثان/ية الزم/ة ع/ن الم/رتبتين السابقتين، فهي تتويج لـهما أو قمة لـهما من جهة أو باعتبار، وهي مـن جهة ث

وم/ن ثم/ة ف/إن آ/ل ظاه/رة تحتوي على األوالنية والثانيانية . يمك/ن التنق/يص والض/غط واإلض/عاف، أو التكبي/ر والنش/ر والتنم/ية

ولفهم هذه الدرجات يجب إدراآها في نسق آما يجب إعادة . وأغل/ب ال/ثقافات اإلنس/انية ه/ي إحدى درجتي الثالثانيـة . والثالثان/ية

الثالثان/ية نس/ق ي/تحكم ف/ي عناص/ره الموجودة ويستحضـر إلى الذهن ما غاب منها، والثالثانية ليست مفروضة . يهالتض/خمات إل/

المرجع السابق. من الطبيعة ولكنها فرضت على الطبيعة لتحديد الالمحدود

47: ص � 1987 � 1: ط � الدار البيضاء � دار توبقال � دروس في السيميائيات �حنون مبارك . د-17

2004: ط - الالذقية � دار الحوار �عبد الرحمن بو علي : ت � الس/يميائيات أو نظرية العالمات � جي/رار دي ل/ودال -18

. بتصرف 131 ، 130: ص �

Page 13: Gazzar

13

: بموضوعته ، وله ثالث مراتب هي عالقة الممثل -ب

. األيقون -

. المؤشر -

. الرمز -

-:أما األيقون فثالث درجات هي

. األيقون المطابق -

. المماثل -

. المشابه -

-:بينما الرمز درجتان

. طبيعي -

. عقلي -

: ثالث مراتب هي هؤولمثل بمعالقة الم -ج

. الحمليـة -

. القضوية -

. ة البرهاني-

.وقد رتبت البرهانية إلى ثالث

. القضوية إلى اثنتين رتبت و

:وفيما يلي المخطط األآثر ذيوعا لهذه المراتب

شاهد ع أيقون ع ع رمز موضوعة

ع حمليةع آيفية

ع قضوية مؤول ممثل ع عينية

برهانية ع قانونية ع

ذاتذات

Page 14: Gazzar

14

) االعتبارات( الحيثDيات واحDدة مDن وال تسDتقيم العالمDة بالمعنDى الكامDل إال بالتDئام ثالثDة فDروع ، آDل فDرع مDن

ية لكDDل مDDن االتصDDال والتDDرابط واالنDDتظام والتDDي تحقDDق لسDDيميوطيقا ائة السDDيميممDDا سDDبق تتجلDDى القDDيم . الDDثالثة

األمDDر الDDذي يفDDتح مفهDDوم اللغDDة إلDDى أبعDDد مDDن حDDدود اللغDDة اإلنسDDانية ) الكوزمولوجDDية(بيDDرس صDDفة الكونDDية

Language ين العالماتDدود بDؤول ، الحDيعة المDر طبDتح ، عبDا تفDا إنهDا ، آمDال مDه اتصDتم بDا يDل مDمل آDلتش

. ي غير مرتهن إلى نوع بعينه من العالمات ائالمتنوعة والمختلفة ، ما دام النسق السيمي

األيقون: ثالثا

درجات األيقون-1

: رأينا أن األيقون منه

. المطابق -1

. المماثل -2و

. المشابه -3و

ا فDDي اللغDDة التDDي أنDDواع بحاجDDة إلDDى مDDراجعة تجDDاوز مجDDرد تDDرجمتها إلDDى وظيفDDته ) مصDDطلحات(وهDDذه أسDDماء

ترجمت إليها ، حتى ال تلتبس بسواها مما قد يتمتع بنوع من االصطالح في ثقافتنا ، وأعتقد أن جميعها آذلك ،

..فالمطابقة تنتمي إلى علم البديع ، والمماثلة والمشابهة معا إلى علم البيان

من أن البعض رفض مفهوم الصورة ويجDد أفضDل تمثDيل لDه في الصورة ، بالرغم -:األيقDون المطابDق : أوال

�فمDن مسDاوئ هDذه الكلمDة أن لها معاني أخرى ، وإنه لمن األفضل "نظDرا لاللتباسDات التDي يمكDن أن يحDدثها

مرجعها أو ( أي نموذجية في التطابق مع ما تحيل إليه 19)"" (إيقونة نموذجية .. " قDبول اقتراح بائس �إذن

ولعDل هDذه المطابقDة النموذجDية تجلب إلى المصطلح من االعتراضات . أآDان موجDودا أم لDم يكDن ) موضDوعها

أآثDر مDن االلتباسDات لمفهDوم الصورة ، ونكتفي من هذه االعتراضات بخطاب بالغتنا التي رأت استحالة إقامة

إن المشكل ليس في . تشDبيه بDين طDرفين متطابقDين فDي آDل الصDفات ، فهDذا الDتطابق يجعDل الشيء نفس اآلخر

أليقDون صDورة أو آDونه نموذجا ، إنه في مفهوم التطابق الذي يختلف جذريا عن التشابه الذي تقوم عليه آDون ا

.األيقونة

ويحدد بيرس حضوره في الرسم البياني ، وبالتالي فالمماثلة إشكالية آذلك ، واقترح -:األيقون المماثل : ثانDيا

إن اقتDراحا بمصDDطلح آخDر دون تعلDDيل إلزاحDDة ) . 20" (أيقDDونات عالئقDية أو بنDDيوية "مصDطلح " زويسDDت"لهDا

المصطلح السابق ، ال يثبت المصطلح الجديد داخل الخطاب موضوع التفكير به فقط ، بل يغطي على الجدوى

� العالمات//ية وعل//م ال//نص �) إع//داد وت//رجمة(م//نذر عياش//ي : ض//من آ//تاب � ال//تأويل والعالمات//ية � آرت ف//ان زويس//ت -19

48: ص � 2004: ط �الدار البيضاء / بيروت �لعربي المرآز الثقافي ا

49: ص � المرجع السابق � التأويل والعالماتية � آرت فان زويست -20

Page 15: Gazzar

15

أولى ، إذ إنها ال تختلف عن المطابقة � على ضوء تحققها في الرسم البياني �والتفكيDر بالمماثلة . مDنه أصDال

. إلى شيء من اإليضاح لتصبح إحالتها إلى الخط الهندسي ، أو أي خط ذي داللة ، واضحا ، أو أنها تحتاج

، آالعDDادة ، فيقتDDرح بDDدال مDDنها " زويسDDت" ويحDDدده بيDDرس باالسDDتعارة ، فDDال تDDروق لDDـ-:األيقDDون المشDDابه : ثالDثا

وما يميز هذا النوع هو : " إال أنDه يضDيف شرحا لها مهما للغاية ، يقول 21)" (أيقDونة اسDتعارية : "مطابقDا لهDا

(ومرجعها ، ولكن بين مرجعين آالهما تعينه العالمة نفسها ) الممثل(أن عالقDة المشDابهة ال تقوم بين العالمة

يDبدو اإلشDكال المفاهيمDي وقDد اسDتكمل دائDرته ، ولDم يDبق ، بعDد التDباس درجDات األيقون ، إال مفهومه هو 22)

بإدخاله إلى دائرة اإلشكال برفضه رفضا مطلقا " أمبرتو إيكو" ، فيتطوع نفسDه والDذي يقDوم علDى مDبدأ التشDابه

فكDرة التشDابه مDن األسDاس ويDبحث عDن األيقDون في تأويله ال في إنتاجه ، ويؤسس مصطلحا جديدا يستوي فيه

لسنا متفقين مع ) . 23" (سنن التعرف"األيقDون بدرجاتDه الDثالث مDع غيDره مDن العالمDات ، هDذا المصطلح هو

� وفي أفضل األحوال �فDي هDذا الDنقد ، ألنDه يطابDق بDين الدرجات المائزة بين أنواع األيقون ، أو أنه " إيكDو "

التعDDرف علDDيها ، وهDDذا قفDDز علDDى موضDDوع العالمDDة وبنيDDتها / يميDDز بيDDنها تمييDDزا مDDتجاوزا للعالمDDة إلDDى تلقDDيها

فلنؤآد مبدأ التشابه ، " . سنن التعرف" ننفي وطDرائق اشDتغالها إلDى تأويلهDا ، هDذا بالDرغم مDن أنDنا ال يمكDن أن

وليس في األيقون المشابه فقط ، إنما في آل درجات األيقون ، ولكن بين ماذا يقوم التشابه ؟ وأيضا آيف تتجه

الممثل إلى موضوعه أو مرجعه ؟ / إحالة العالمة

) .بدال من المطابق(لصوري إن التشابه حين يقع على صفات الممثل والموضوع نكون إزاء األيقون ا-1

وحDين يقDع التشDابه بين العالقات الداخلية في الممثل وبين موضوع آخر غير موضوعه نكون إزاء األيقون -2

) . بدال من المماثل(الرمزي

وحDين يقDع التشDابه بDين الممDثل وبDين أآثDر مDن مDرجع سDواء على مستوى الصفات أو العالقات نكون إزاء -3

.اري األيقون االستع

اللغة واأليقون-2

واضDح ممDا سDبق أن األيقDنة ليسDت شDرطا علDى طبDيعة الممثل بل على طبيعة عالقته بموضوعه ، ومن ثم إذا

بالمقارنة �وأنها عالمة . نقDول عDن عالمDة أنهDا أيقDونة ، فDيجب أن نفهDم بأنها عالمة ذات هيمنة أيقونية "آDنا

فDال وجDود لمDا يمكDن أن نصفه 24)" (مات أيقونDية مDتفوقة تDبدي سD �مDع عالمDات أخDرى تظهDر فDي محDيطها

53: ص � المرجع نفسه -21

. الصفحة نفسها � المرجع نفسه -22

ال//دار / بي//روت �ب//ي المرآ//ز الثقاف//ي العر � الس//يميائيات وال//تأويل ، م//دخل لس//يميائيات ش س بي//رس � س//عيد بنج//راد -23

118: ص � 2005 � 1: ط �البيضاء

44: ص � مرجع سابق � التأويل والعالماتية � آرت فان زويست -24

Page 16: Gazzar

16

وبالتالDي فDيمكن ألي سياق أن يرفع العالمة اللغوية إلى مرتبة . بالمطابDق ، وإنمDا هDي سDمات أيقونDية مهيمDنة

) . الصورية أو الرمزية أو االستعارية(األيقونة

Dيمن الوظDود أو تهDوية لتسDة اللغDع العالمDى دفDادرا علDياقا قDيفة األيقونية ، يحين قدرة الدال على استدعاء إن س

مدلDوله وذلDك لحسDاب إنتاجDية ال تعDتمد التدلDيل اللساني سننا لها ولو آان الممثل لغويا ، فالوظيفة التمثيلية التي

. يقDوم بهDا تؤسDس لعالقDة غيDر اعتباطDية بDين الموضDوع والممDثل ، ومن ثم آللية تدليل مغايرة للتدليل اللساني

" Dا وضع خاص داخل سجل اللغات اإلنسانية ، وال يمكن أن نتعامل فالDات لهDونات عالمDرائن واأليقDرموز والق

ليسDDت اعتباطDDية بالمفهDDوم الDDذي يعطDDيه سوسDDير � مDDن جهDDة �معهDDا آمDDا نDDتعامل مDDع وحDDدات اللسDDان ، فهDDي

مال لدالالتDDه خDDارج ليسDDت معللDDة بالمعنDDى الDDذي يجعDDل مDDنها آDDيانا حDDا � مDDن جهDDة ثانDDية �وهDDي . لالعتباطDDية

هي حصيلة مجموعة من اإلجراءات الخطابية التي � مثال �فاأليقونية . الممارسDة اإلنسانية وأسننها المتعددة

) 25" (الذي تتبناه ثقافة ما من أجل تقطيع الواقع.. تستند إلى التصور

فمعنى هذا أن أي دال لغوي يتجاوز السنن وإذا آDان مDا يميز األيقون ارتباط تسنينها بالثقافة التي تنتمي إليها ،

اللغDوي إلDى مDا سDماه سDعيد بنجDراد اإلجDراءات الخطابDية المسDتندة إلDى تصDور متبنDى مDن جهDة ثقافDة مDا ، في

تعاملها مع الواقع ، يمكن أن يكون أيقونا ، وبخاصة أن األيقون ال يحدد بممثله وال بمرجعه إنما يحدد بوظيفته

ئمDة علDى التشDابه بDين الممDثل والموضDوع أآDان واقعDيا أو متخDيال أو ممكن التخيل وحتى مستحيل اإلحالDية القا

إذن ال شرط على طبيعة الممثل وال شرط على واقعية المرجع أو عدم واقعيته ، وأآثر من هذا ) . 26(التخيل

األيقونة على �ود العالمة التشابه ، وغياب هذه الشروط يفتح حد: ال شرط على درجة المبدأ المؤسس لأليقنة

فDي ذاتهDا وفDي سDياقها وفDي تلقDيها ، أمDا فDي ذاتها فنعني به نوع الممثل ، وأما في : التDنوع مDن حDيث طبيعDتها

.سنن التعرف " : إيكو"سياقها فطبيعة عالقاتها النصية ، وأما في تلقيها فنعني به ما سماه المرجع واأليقنة اللغوية-3

اللغDوية عDن العالمDة اللغDوية ، عDند دي سوسDير ، علDى قاعDدة مبدأ االعتباطية الذي بنى عليه تخDتلف األيقDونة

الDرجل مفهDوم العالمDة اللغDوية ، وهDو مDبدأ جعل اللسان نظاما متعاليا عن ظاهرات تحققه ممارسات اجتماعية

باعتباطية إحالة الدال مبررا للقول ) مثال الشجرة(وآDان حصDر المDرجع فDي المDرجع الواقعDي . شDديدة التDنوع

وإذ أزيDDح المDDرجع مDDن بنDDية العالمDDة وفعلهDDا التدليلDDي ، لDDم يكDDن حDDديث دي سوسDDير عDDن الدائDDرة . إلDDى مDDرجعه

الكالمDية اعتDبارا مDنه لالتصDال ، بقDدر مDا آDان شDرحا تمثيلDيا إلنDتاج الDدال وإثارة مدلوله ، ونظرا لهذا المنزع

. ير ، أعني نفي الكتابة آان النفي األآثر جذرية في خطاب دي سوس

لهDذا آلDه آانت السيميولوجيا في محاضراته محض نبوءة سريعا ما خرجت عن تصوره لها باندراج علم اللغة

ضDمن نمDوذج أآثDر شDموال وعمومDية ، ليصDبح الDنموذج اللغDوي النموذج األمثل لكل عملية تدليل أيا آان نوع

116 ، 115: ص � 2005 � 2: ط � الالذقية � دار الحوار � السيميائيات ، مفاهيمها وتطبيقاتها � سعيد بنجراد -25

116: ص � مرجع سابق � السيميائيات والتأويل � سعيد بنجراد -26

Page 17: Gazzar

17

ر ما تنطوي عليه من خصائص تمثيل ووظائف إحالة وإمكانات إن للغDة نDزوعا تصويريا ، باعتبا .. العالمDات

سنن يفيض عن التسنينات اللغوية � أيا آان نوعه �لDذا آان ألدائها . قائمDة فDي فضDاء سDننها إلنDتاج الصDورة

وأخيرا قصده إلى ) وجد المرجع في الواقع أو لم يوجد(سياقات تداوله ، واتكائه مرجعيا : العتبارات من قبيل

. صوير إن رمزيا أو استعاريا أو صورية خالصة الت

بجميع أنواع األيقون �فإذا ما وضعنا آل هذا ضمن المنظور الكتابي ، أمكننا أن نذهب إلى أن األيقنة اللغوية

إمكDان قDائم فDي أي أداء لغوي بانتظار المقاصد التي تحققه ، وقد آانت البالغة العربية ، وتحديدا علم البيان �

DDريفه ، تجلDDى تعDDر إلDDك بالنظDDان ، وذلDDذلك اإلمكDDنوعا لDDيله(يا متDDنة تدلDDدد أسDDيل ) تعDDزية التمثDDى مرآDDر إلDDوبالنظ

لقد آانت البالغة الغربية بالغة إقناعية .. التصDويري مDن معظDم أبDوابه ، إن بشDكل صDريح أو بشDكل ضمني

طورا آذلك ، وهذا فارق على قدر آبير نشDأة وتطDورا ، بيDنما لم تكن البالغة العربية إال بالغة جمالية نشأة وت

مDن األهمية في توظيف السيميوطيقا ، فبينما نتبين مسافة اختالف بين السيميوطيقا والبالغة الغربية ، نرى أن

مسDDاحات االلDDتقاء بDDين بالغتDDنا السDDيميوطيقا تفتDDتح أفDDق توظDDيفها إلعDDادة قDDراءة بالغتDDنا علDDى مسDDتوى الظاهDDرة

، والخDروج بهDا مDن جDزئية الشDاهد إلى آلية النص ، ومن حدود البنية إلى آفاق التلقي ، وبنيDتها وسDنن تدلDيلها

.وأخيرا الخروج بها من إسار اللغوي إلى رحابة الثقافي سيميائية علم البيان : رابعا

عى ال مDناص مDن العDودة إلDى تDراثنا آلمDا تقدمDنا باتجDاه حداثDتهم ، وتكDون هDذه العDودة أشDد ضرورة متى استد

خطاب حداثة اآلخر بعض صفحات ذلك التراث ، آما هو الحال مع السيمياء وعلم البيان ، فال شك أن التشبيه

واالسDتعارة آانا حاضرين بقوة في فضاء األيقون ، إال أننا ال نقصر األمر على هذين البابين األآبرين في علم

. ان في آليته بالسيمياء البيان العربي ، بل إننا نود أن نتأمل في عالقة علم البي

علم البيان-1يDتعلق علDم البDيان بحDرآية الداللDة ، ومDن ثDم آDان الخطDاب البالغDي العربي ما إن يقدم تعريفه لعلم البيان حتى

علDم يعDرف به إيراد : "يDدخل فDي مفهDوم الداللDة متوسDال لDذلك بالكلمDة األخيDرة فDي ذلDك التعDريف الDذي يقDول

ينتقل الخطاب البالغي إلى " الداللة"ومن آلمة ) 27" (خDتلفة فDي وضوح الداللة عليه المعنDى الDواحد بطDرق م

وداللDة اللفDظ إمDا على تمام ما وضع له ، أو على جزئه ، أو على خارج : "الDوحدة التأسيسDية لشDرح التعDريف

لثالDDDثة وتخDDDتص األولDDDى بالمطابقDDDة ، والثانDDDية بالتضDDDمن ، وا : "ومDDDن ثDDDم تتأسDDDس ثDDDالث دالالت ) 28" (عDDDنه

إيراد المعنى الواحد على "ويدلDف الخطDاب البالغي مما سبق إلى تحديد مجال علم البيان بأن ) 29" (بااللتDزام

� دار الفك//ر العرب//ي �ع//بد ال//رحمن البرقوق//ي : ض//بطه وش//رحه � التلخ//يص ف//ي عل//وم ال//بالغة � الخط//يب القزوين//ي -27

236 ، 235: ص � 1932 � 2: ط �القاهرة

236: ص � المرجع نفسه � الخطيب القزويني -28

237: ص � المرجع نفسه � الخطيب القزويني -29

Page 18: Gazzar

18

مجاز وآناية وتشبيه : ومن ذلك إلى تقسيم أبواب علم البيان ) 30" (الDوجه المذآDور ال يتأتDى بالداللة الوضعية

اللDة اللفDظ ، أم أنها داللة الترآيب ، أم داللة االثنين؟ ولكDن أيDة داللDة أرادهDا الخطDاب البالغDي ؟ هDل هDي د ..

) ..31" (إيراد المعنى الواحد هو معنى اللفظ الواحد"يرى أستاذنا الدآتور تمام حسان أن

الDذي الDتفت إلDى أن البالغيين العرب عاملوا المعنى الناتج عن ترآيب ما معاملة المفرد " األسDتاذ "نخDتلف مDع

مثيلي والضمني ، وهذا توسع عن آون المعنى البياني معنى اللفظ المفرد أو معنى الترآيب آمDا فDي التشDبيه الت

، فلDربما نظDر القDدماء إلى الترآيب ، باعتبار وحدته ومن ثم إنتاجيته ، وآأنه اللفظ مفردا ، فدخل الترآيب في

. عناية البالغيين العرب

اللفDظ يDدل علDى معنى ، إما على سبيل : "الDذي يقDول " ناابDن سDي "ولنDبدأ مDن الDدالالت اللغDوية عمDوما ، حDيث

المطابقDة ، بDأن يكDون ذلDك اللفDظ موضDوعا لمعنDى وبإزائDه ، مDثل داللDة المDثلث علDى الشDكل المحDيط بDه ثالثة

مثل داللة المثلث / وإمDا علDى سDبيل التضDمن ، بDأن يكDون المعنى جزءا من المعنى الذي يطابقه اللفظ . أضDلع

وإما على سبيل االستتباع واللزوم . ، ال علDى أنه اسم للشكل بل على أنه اسم لمعنى جزؤه الشكل علDى الشDكل

لDDك المعنDDى يلDDزمه معنDDى غيDDره آالDDرفيق الخارجDDي ال \، بDأن يكDDون اللفDDظ داال بالمطابقDDة علDDى معنDDى ، ويكDDون

سDان علDى قابDل صDDنعة آالجDزء مDنه ، بDل هDو مصDاحب مDDالزم لDه ، مDثل داللDة لفDظ السDقف علDDى الحDائط واإلن

وداللتا التضمن وااللتزام باشتراك العقل . داللDة المطابقDة وضDعية صDرفة : "ويضDيف الشDارح ) 32" (الكDتابة

وعلى جزئه ، آالممكن على العام ) آله(والوضع ، ويشترط فيهما أال يكون االسم داال باالشتراك على المعنى

) .. (33" لجرم والنوروالخاص ، أو عليه وعلى الزمه ، آالشمس على ا

، وثمDDة " معنDDى"، وثمDDة " لفDDظ"إن هDDذا خطDDاب بحاجDDة إلDDى مDDراجعة وتنظDDيم السDDتخدام المفDDردات فDDيه ، فDDثمة

إلى مسكوت � ضمنا -، مما يشير" إنسان� حائط � سقف � حائط �مثلث : "من قبيل " مراجع"وتمثيالت بـ

وإما لشدة وضوحه مما ال حاجة إلى ) المنطق(ي يقصده عنه ، إما لخروجه من دائرة الجدوى بالنسبة للعلم الذ

، وتمثDيل لعالقة اللفظ ) معنDى (ومدلDول ) لفDظ (دال : المهDم وبعDيدا عDن ظاهDر الصDياغة اللغDوية ، لديDنا . بDيانه

.. بالمعنى على قاعدة المرجع

النظام اللساني يتحدث عن ف) الدال والمدلول(ال يعقDل أن يكDون الحديث عن أنواع العالقات بين اللفظ والمعنى

إذن فثمة ما ) المعادلين للفظ والمعنى في خطابنا العربي معادلة تامة(تطابDق ال فكDاك مDنه بDين الDدال والمدلول

. هDو غائDب يخص مفاهيم التضمن وااللتزام ، وحتى المطابقة بوصفها احتماال آاالحتمالين اآلخرين وال فرق

216: ص �ت . د� بيروت � دار الكتب العلمية � اإليضاح في علوم البالغة -ب القزويني الخطي-30

� بغ//داد � دار الش//ئون الثقاف//ية العام//ة � األص//ول ، دراس//ة إبيس//تيمولوجية للفك//ر اللغ//وي ع//ند الع//رب �تم//ام حس//ان . د-31

365: ص � 1988

القاهرة � دار المعارف �محمد سليمان أبو دنيا .د: تحقيق �ي اإلش/ارات والتنبيهات بشرح الطوس � أب/و عل/ي ب/ن س/ينا -32

139: ص � 1971 � 2: ط �

1 هامش 139: ص � المرجع نفسه � أبو علي بن سينا -33

Page 19: Gazzar

19

إلDى العالمة اللغوية في وحدتها ، أعني آليتها داال ومدلوال، من زاوية الDذي ينظDر " المDرجع "هDذا الغائDب هDو

.إن تطابقا تاما معه ، أو تضمنا لجزء منه ، أو انتقاال إلى الزم له : عالقتها به

لDيس مDن الممكDن أن نقDول بDأن المDرجع مجDرد عنصDر غيDر لسDاني ومن ثم يمكن إهمال دوره ووظيفته ، نعم

ولئن آانت اللغة . ا ، ولكن إهماله ينطوي على آثير من اإلخالل بالنظام اللساني نفسه لDيس هDو عنصDرا لسDاني

هDو موضDوع اشDتغاله ، واألداة ، إن لم تكن على هيئة موضوعها ، ) ممDثال للعDالم (أداة الوعDي ، فDإن المDرجع

لة اللغوية في غيبة فDيجب أن تكDون مDرنة فDي يDد مDن يتوسDل بهDا وعلى هيئة مقاصده ، ولذا فال يمكن فهم الدال

إن عالقDة المطابقة أو التضمن أو االلتزام ال يتصور قيامها بين . المDرجع وإن لDم ينDتم إلDى المDنظومة اللسDانية

. الدال والمدلول ، وإنما بين العالمة والمرجع ، وعنها يمكن تنظيم الدالالت اللغوية

تقصد األشياء من جهة آونها مرآبة .. ضمن وااللتزام المطابقة والت : " قائال " عادل فاخوري "إلDى هذا يذهب

مDن هDذا المDنظور تصDDبح داللDة المطابقDة داللDة اللفDظ علDDى مجمDوع األجDزاء التDي تؤلDف الشDDيء .. مDن أجDزاء

أمDDا داللDDة ) .. مجمDDوع األجDDزاء(وداللDDة التضDDمن داللDDة اللفظDDة علDDى جDDزء أو أآثDDر مDDن المجمDDوعة .. المسDDمى

داللة الجزء على الجزء المجاور له ضمن مجموعة مرتبة من األجزاء ، آداللة الحاجب على االلتDزام فDتكون

إيDراد المعنى الواحد على الوجه "بDأن " القزوينDي "فDإذا مDا اسDتعدنا قDول ) 34" (العDين أو الجDدار علDى السDقف

إن التصور الذي .. فهDل نحDن بحاجDة إلDى نوعDية أخDرى مDن الدالالت ؟ " المذآDور ال يتأتDى بالداللDة الوضDعية

قدمناه سلفا يؤآد على أن األصل في تفهم الدالالت اللغوية الوضعية يعتمد على مبدأ عالقة العالمة بمرجعها ،

) :35(وهو نفسه المبدأ الذي نختلف به مع المخطط التالي للدآتور تمام حسان

يستر أآثر مما يكشف ، ويخلط أآثر مما يميز ، بكثيDر مDن المDودة واالحتDرام الالئقDين باألستاذ ، فهذا المخطط

فصDفة التخييلDية أو الفنDية تتنافي مع صفة العقلية المنطقية ، فيصبح المجاز المرسل والكناية خارج دائرة الفنية

والتخييل ، وهو أمر على قدر آبير من الخطورة لو نظرنا إلى نصف علم البيان من الزاوية المنطقية العقلية ،

� 2: ط � بي//روت � دار الطل//يعة � عل//م الدالل//ة ع//ند الع//رب ، دراس//ة مقارن//ة م//ع الس//يمياء الحدي//ثة � ع//ادل فاخ//وري -34

45: ص � 1994

366: ص � المرجع نفسه -.. األصول �تمام حسان . د-35

)منطقية(عقلية ) فنية(تخييلية

مشابهة

مع حذف أحدهما مع ذآر الطرفين بال قرينة بقرينة

) مجاز مرسل) (آناية(

العالقة البيانية بين اللفظ والمعنى

ية رفع

)عيةضو

( قةطاب م

Page 20: Gazzar

20

ما دمنا خارج دائرة " .. العالقة البيانية بين اللفظ والمعنى: "ضDال عن غياب المرجع عن رأس المخطط هDذا ف

داخDDل دائDDرة المتخDDيل ، ومDDن ثDDم فإنDDنا نكافDDئ بDDين الDDدالالت البيانDDية � ضDDرورة �المواضDDعات اللغDDوية فDDنحن

المعنDى ، إنمDا بDين العالمDة اللغDDوية وبعDد فنDبحث عDDن طبDيعة العالقDات ، لDيس بDين اللفDDظ و . والتخييلDية والفنDية

بكليDتها وبDين المرجع ، أما العالقة التي نقرها في المخطط السابق فهي عالقة المشابهة ، وأما العالقة األخرى

:فسوف نسميها عالقة المقايسة وبذلك يعتدل المخطط السابق

واقعDة ال نDص علDى حكمها بواقعة ورد نص إلحDاق : "مفهDوم المقايسDة مشDتق مDن القDياس بالمفهDوم األصDولي

) 36" (بحكمها ، في الحكم الذي ورد به النص ، لتساوي الواقعتين في الحكم

وحده أنه حمل معلوم على معلوم في : "وهDذا تعDريف موجDز إيجازا شديدا ، لذا نختار عليه قول اإلمام الحجة

موجDبا لالجDتماع على الحكم آان ) ي بDين المعلومDين أ(ثDم إن آDان الجامDع . إثDبات حكDم لهمDا أو نفDيهما عDنهما

والبد في آل قياس من . قياسا صحيحا ، وإال آان فاسدا ، واسم القياس يشتمل على الصحيح والفاسد في اللغة

فDرع وأصDل وعلDة وحكDم ، ولDيس مDن شDرط الفDرع واألصDل آDونهما موجDودين ، بDل ربما يستدل بالنفي على

(37)" النفي

إلى ) داللة المواضعة(نقل الحكم من واقعة منصوص عليها : وم باتجاه مقاصدنا سيعنى ما سبق وبحرف المفه

وعالقة المقايسة إما أنها مقايسة عقلية آقياس الحال على المحل ، ) . عالقة(واقعDة أخDرى لالشDتراك في العلة

آمDا فDي قياس آثرة ) ثقافDية (أو مقايسDة عDرفية . إلDى آخDره ، آمDا فDي المجDاز المرسDل .. أو الجDزء علDى الكDل

وفي آل الصور البيانية ، . الDرماد وهDزال الفصيل على الكرم ، فثمة أعراف تصل بين المقيس والمقيس عليه

ممثلها في / األمر الذي يورط دالها . نحDن إزاء عالمة لغوية جازت ، داخل سياق ما ، عن مرجعها إلى سواه

يشير إلى المرجع اآلخر ، وهذه حالة : يشير للمرجع األصلي ، واآلخر : مؤولين ، أحدهما / عالقDة بمدلولDين

تهDدد االتصال اللغوي سيميائيا فقد آان البد من وجود قرينة ، أيا آان نوع هذه القرينة ، فإذا قامت قرينة على

47: ص � 2003 � القاهرة � دار الحديث � علم أصول الفقه � عبد الوهاب خالف - 36

: ص �ت . د� بيروت � دار الك/تب العلمية � المستص/فى ف/ي عل/م األص/ول � حج/ة اإلس/الم اإلم/ام أب/و حام/د الغزال/ي -37

280

مشابهة مقايسة

مع حذف أحدهما مع ذآر الطرفين بال قرينة بقرينة

(آناية( مرسل) )مجاز

]العالقة البيانية بين اللفظ والمعنى[

ية رفع

)عيةضو

( قةطاب م

Page 21: Gazzar

21

المDDرجعين فDDيظل) ملفDDوظة أو حالDDية(، أو تDDرتفع هDDذه القDDرينة " المجDDاز المرسDDل"عDDدم إرادة األول فDDنكون مDDع

، وتكDDون قDDرينة تDDرجيح إرادة أحDDدهما قائمDDة فDDي السDDنن الثقافDDي العDDام ولDDيس فDDي " الكDDناية"متDDرجحين آمDDا فDDي

.السياق اللغوي أو المقامي للعالمة

هDو قDدرة المDبدع على أسDلوبيا يمكDن الحDديث عDن مرآDزية لمفهDوم االنDزياح فDي الصDور البيانDية ، واالنDزياح

ومن ثم ، ام داللياا ، سواء أآان هذا االختراق صوتيا أم صرفيا أم نحويا أم معجمي ه واختDراق انDتهاك المألDوف

. يحقق النص انزياحا بالنسبة إلى معيار متواضع عليه

وقDد لقDي مفهDوم االنDDزياح الكثيDر مDن االنDDتقاد دار معظمهDا حDول مفهDDوم المعDيار ، ومDن أيDDة جهDة هDو معDDيار ؟

لفDة مفهوما للمعيار ، إال أن ألفة استعمال اللغة بحاجة هي األخرى إلى ما تعاير على أساسه ، وإذا اقتDرحت األ

الDDنظام � الDDنظام معDDيارا لأللفDDة ظهDDرت مشDDكالت أخDDرى خاصDDة بDDأن صDDورا مDDن انDDتهاك اللغDDة -اعDDتمدنا اللغDDة

فDDي السDDبيل إلDDى تحديDDد مفهDDوم ثمDDة إذن إشDDكاليات آثيDDرة . صDDارت اسDDتعماال مألDDوفا ألفDDة آبيDDرة بكثDDرة تDDداولها

لنخDDرج مDDن إطDDار األسDDلوبية محتفظDDين بمصDDطلح االنDDزياح داخلDDين إلDDى . االنDDزياح ومعDDيار تعيDDين ظاهDDراته

السDيمياء ومفهDوم العالمDة فDيها ، وناظDرين إلى صور بياننا العربي من خالل آل من مفهوم العالمة ومصطلح

.. االنزياح

جد مسDتعملها ، ومDن ثDم فهDي آDيان قDDار فDي نسDق دينامDي يجعلDه قDادرا علDDى لDنقل أن العالمDة تDوجد ولDو لDم يDDو

ومن ثم فداخل العالمة ، والبد ، ستحدث آل الصور البيانية ، سبق . اسDتيعاب آل تداول لها وألية مقاصد منه

احد ، غير أن ما لم نقله أننا لسنا إزاء موضوع و) ثDم مرتكDز التمثيل ( مDؤول � ممDثل �القDول ، مDن موضDوع

. وال ممDثل واحد وال مؤول واحد ، إنما آل عنصر يحيل إلى آل ما هو من نوعه في النظام السيميائي المعين

وتعيDين عالمDة بعيDنها ال ينفDي هDذا ، إنمDا ينسDق وجDود عناصDر العالمDات األخDرى إلى جوار عناصر العالمة

مDة نفسها ، وبنيتها األصل هي معيار ذلك بهDذا الفهDم يمكDن اعتDبار أن االنDزياح يحDدث داخDل العال . الحاضDرة

االنDزياح هDي نفسDها معDيار خDارج األداء ، وبحسDب تكDوين العالمة الثالثي ، وألن الممثل هو العالمة األساس

والعالمة . انDزياح عن المؤول : واآلخDر . انDزياح عDن الموضDوع : فاالنDزياح البيانDي يأخDذ صDورتين ، األول

:سيميائية علم البيان يمثلها المخطط التالي البيانية التي نقترحها ل

]العالمة البيانية [

Page 22: Gazzar

22

هDي عالمDة ال يحصDرها اللفDظ والمعنDى أو الDدال والمدلDول ، وال اإلفراد والترآيب ، بل تكون عالمة مفردة ،

وتكDون عالمDة مDرآبة ، وتتسDع لتشDغل مسDاحة نDص آامDل ، فليست العبرة بكيفية الحضور ، بل بإمكان تعيين

الموضDوع والممDثل والمDؤول ، ومDن ثم سيرورة تدليلها أو ما يطلق عليه السيميوزيس ، أو : الث مقDوالتها الDث

) .. 38(الوظيفة السيميائية التي تضطلع بها ديناميتها إلنتاج الداللة

سDبق في تعريف علم البيان أنه هذا العلم الذي يدرس إنتاج المعنى الواحد بطرائق مختلفة في وضوح الداللة ،

في طبيعة مؤولها � آذلك �لك الممDثل في العالمة ، فثمة آيفيات متعددة لتمثيل الموضوع الواحد تختلف وآDذ

إنDDنا إزاء تDDواز تأسيسDDي بDDين العالمDDة وتعDDريف علDDم البDDيان ، والبDDد أن يكDDون لهDDذا الDDتوازي انعكاسDDاته فDDي .

.مستويات أعلى

. األيقDDون ، والمؤشDDر أو الشDDاهد ، والرمDDز : ت والممDDثل عDDند بيDDرس باعتDDبار عالقDDته بموضDDوعه ثDDالث هيDDئا

الكناية ، : التشبيه واالستعارة ، وللمؤشر أو الشاهد : وتDتوزع هيئات الممثل على أبواب علم البيان ، فلأليقون

ثDم يكDون لأليقDون أن يختDرق ، بقدرتDه على االرتفاع من مجرد التمثيل إلى . المجDاز مرسDال وعقلDيا : وللرمDز

مواضDDع تDDوازي آDDل مDDن المؤشDDر والرمDDز آمDDا سDDوف نتبDDين ال حقDDا ، وهDDذا جDDدول الDDتوازي بDDين التصDDوير ،

:السيميوطيقا وعلم البيان

، وإنما هو ) الممثل طبيعيا آان أو عرفيا( هDذا أن علDم البDيان هDو طDرائق مDتعددة ، لDيس إلنDتاج العالمة معنDى

.طرائق متعددة الشتغال السيميوزيس

أيقونية الصور البيانية-2

بDدءا ، بعDض المصDطلحات البالغDية تمDثل رؤوس موضDوعات ، باإلضDافة إلDى آDونها مصDطلحات محيلة إلى

استعارة : بظاهDرات معيDنة ، علDى سDبيل المثال االستعارة والمجاز ، فكثيرا ما يرد في تعابيرنا مفاهDيم خاصDة

المجازية ، بما يعني أن مصطلحا المجاز واالستعارة يمتلكان من الطاقة : موسDعة أو تعبير استعاري ، وآذلك

نا أن نتحدث عن شيء قريب من ويمكن. اإلحالDية مDا يجعلهمDا يمDتدان إلDى خDارج مDا تواضDع البالغDيون عليها

إلى مرتبة اإلحالة إلى النوع األدبي � فارتفعDت بسهولة ويسر �" جاآوبسDون "التDي رفعهDا " الكDناية "هDذا فDي

173 : � مرجع سابق �.. السيميائيات والتأويل �سعيد بنجراد : يوزيس راجع في مفهوم السيم-38

السيمياء علم البيان رآيزة التمثيل

المشابهة

المشابهة

التشبيه

االستعارة األيقون

المؤشر الكناية مقايسة عرفية

الرمز المجاز المرسل مقايسة عقلية

Page 23: Gazzar

23

التشابه الذي يخرج تماما عن محددات الظاهرة البالغية : فضDال عن التشبيه في الخطاب العربي ، فثمة (39)

.. (40)للتشبيه

فتنا إلى وجود مستوى أعلى من مستوى الظاهرة البالغية التي يعينها المصطلح ، مستوى إن مDثل هذه أمور تل

مDتداول وفاعDل ال يجDب االسDتمرار بالقDبول بDه فDي عموميDته وعDدم انضDباط مقDوالته ، آمDا ال يجب إهمال ما

بالغي يشكل يمكDن أن يDنطوي علDيه فDيما يخDص هDذه الظاهرة نفسها ، وإال صار لدينا خطاب مواز للخطاب ال

. تهديدا له نظرا لفاعلية األول الحرة في مقابل الفاعلية المقيدة للخطاب البالغي

الخطDDاب : أزعDDم أن الصDDورة ، وعلDDى مسDDافة مDDنها نضDDع األيقDDون ، هDDي المفهDDوم الجامDDع لكDDل مDDن الخطابDDين

خطDDاب البالغDDي أآثDDر مDDن هDDذا ، وبDDين الخطDDاب الجمالDDي مDDن جهDDة وال . الجمالDDي العDDام والخطDDاب البالغDDي

�والسDيميائي مDن جهDة أخDرى ، إلى حد القول أنه ال شيء يفلت من قدر الصورة ، آان التشبيه أو االستعارة

الذي يجب إلحاقه ( المؤشر ، وال حتى المجاز العقلي � الرمز ، أو الكناية �األيقDون ، أو آان المجاز المرسل

(41)..) بما يلزم عن ذلك من إعادة تعريف المجاز

. . إذا صDحت العالقDة بين الصورة واأليقون ، فكيف يمكن أن تصح بالنسبة للرمز والمؤشر ؟ : والسDؤال هDو

أن الصDورة تختDDرق " سيسDل دي لDDويس "لنDبدأ مDن الصDDورة ، ففDي النصDDف األول مDن القDDرن العشDرين الحDDظ

، ومؤآدا على بقاء الصورة ) 42" (القصDيدة الكاملDة هDي صDورة مرآبة " القصDيدة اختDراقا آDامال حتDى تصDير

الصورة ثابتة في آل القصائد ، :"ثابDتا جمالDيا مهمDا تغيDرت مقDومات الفDن الشDعر مDن اتجDاه إلDى آخDر ، فDيقول

وآDل قصDيدة هDي بحDد ذاتهDا صDورة ، فاالتجاهDات تأتDي وتDذهب ، واألسDلوب يتغيDر ، آما يتغير نمط الوزن ،

) 43" (دراك ، ولكDن المجDاز بDاق آمبدأ للحياة في القصيدة حتDى الموضDوع الجوهDري يمكDن أن يتغيDر بDدون إ

النظرية �فاطم/ة الط/بال برآة : ض/من آ/تاب � ظاه/رتان لغوي/تان وحال/تان م/ن الحبس/ة �روم/ان جاآوبس/ون : راج/ع - 39

وما بعدها 153 : ص� 1993 � 1: ط : ص � بيروت � المؤسسة الجامعية للدراسات �األلس/نية ع/ند رومان جاآوبسون

.

المشبه : أن يتس/اوى الطرفان : التش/ابه "أحم/د مطل/وب ع/ن الس/كاآي والقزوين/ي والس/عد وش/روح التلخ/يص أن . يوج/ز د - 40

. " والمش/به ب/ه فيت/رك التش/بيه إل/ى التش/ابه ل/يكون آ/ل واح/د م/ن الط/رفين مش/بها ومش/بها ب/ه تفادي/ا من ترجيح أحد المتساويين

: ص � 1986 � الجزء الثاني � بغداد � المجمع العلمي العراقي � معجم المصطلحات البالغية �وب أحم/د مطل .د: ي/راجع

: ص �التناس//ب : مطل//وب ع//ن الحلب//ي والنوي//ري مص//طلحا ي//وازي مفهوم//يا مص//طلح التش//ابه ، ه//و . وي//ورد د164 ، 163

ج ع//ن دائ/رة التش//ابه ويل/تحق إل//ى ح/د م//ا تش/ابه األط//راف يخ/ر : مص//طلحا مم/تدا ع//ن التش/ابه ه//و � آ/ذلك � ، ويرص/د 164

166 إلى 164: ص �بالتناسب

أو إلس/نادها إل//ى م//ا ل//يس له//ا ) المرس//ل(الكلم//ة ج//ازت ع/ن مع//ناها إل//ى معن//ى آخ/ر لعالق//ة مش//ابهة : والتع/ريف المقت//رح -41

) . العقلي(

73 صك � المرجع نفسه � سيسل دي لويس -42

منش//ورات وزارة ال//ثقافة واإلع//الم �أحم//د نص//يف الجناب//ي وآخ//رين .د: ت � الص//ورة الش//عرية � سيس//ل دي ل//ويس -43

20: ص � 1982 � بغداد �العراقية

Page 24: Gazzar

24

إن الوصDف والمجDاز والتشDبيه يمكن أن : "ويDرى موقDع الDبالغة باعتDبارها واحDدة مDن إمكانDات بDناء الصDورة

عن الصورة والشعر ، ففي رأينا أنه في بعض األحيان ) األدبي(وبصDدد هذا الخطاب ) .. 44" (تخلDق صDورة

أولDى مDن تخصDيص العDام ، وتحديDدا فDي حالDة الصDورة ، إذ إنه ما إن يتم تجاوز األداء يكDون تعمDيم الخDاص

بمثابة قدره المقدور ، سواء آان هذا على مستوى � والبد �اللغDوي العادي إلى األداء األدبي تصبح الصورة

الخطDاب أو علDى مسDتوى داللDته ، وعلDى هDذه الهيDئة تكDون عالماتDه آلهDا صورة ، سواء على مستوى الممثل

ولقDDDد سDDDبق القDDDول إن األيقDDDون باعتDDDبار ممDDDثله يقDDDوم علDDDى تمثDDDيل ) . الداللDDDة(أو مسDDDتوى المDDDؤول ) الخطDDDاب(

الدرجة � فقط �أيا آانت طبيعة الممثل التي تحدد ) تصويره(، تمثيال صوريا الموضDوعة ، من وجه أو أآثر

محافظDة علDى أيقونيDته ، وقلDنا أن مDن األيقDون االسDتعارة ، آمDا سDبق لبيرس أن قال ، ويدخل التحليل البالغي

ارات التي يمكن بقيت مشكلة االعتب. العربDي لالسDتعارة التشDبيه فDي مفهDوم األيقDون باعتDباره أساسا لالستعارة

.أن تؤسس عليها أيقونية الرمز والشاهد ، ومن ثم المجاز والكناية من البالغة العربية

المجاز � أيقونية الرمز -أ

فما هو الرمز ؟ وما هو المجاز . رمز � بمعنى من المعاني �بDدءا ليس آل رمز مجازا ، بينما آل مجاز هو

..؟ ومن أين يأتي البعد األيقوني ؟ .. الرمز 1-4

والرمز : " حنون .مDا يرمDز إلDيه ارتDباطا نوعDيا يخصصDه بمؤوله ، أو آما يقول د / يDرتبط الرمDز بموضDوعه

يحDDيل علDDى الموضDDوع الDDذي يعيDDنه بفضDDل وجDDود قانDDون يحDDدد تأويDDل الرمDDز باإلحالDDة علDDى هDDذا ) ممDDثل(دلDDيل

ة ومجDDردة ، إنDDه ينتمDDي إلDDى مقDDولة يDDنحدر مDDن طبDDيعة عامDD "وبشDDيء مDDن التفصDDيل فالرمDDز ) 45" (الموضDDوع

الثالثانDية ، فهDو ال يسDتند إلDى حدثي وال إلى نوعيات وأحاسيس لكي يوجد ، بل يكتفى فيه باإلشارة إلى القانون

الرمزي وموضوعه ال تستند إلى التشابه وال إلى ) الممثل(والضDرورة ، ولهDذا فإن العالقة القائمة بين الماثول

. لى العرف االجتماعي الذي يعد قانونا وقاعدة التجاور ، بل تستند إ

ليس شيئا " ، إنه ) 46" (يكمن طابعه التمثيلي في آونه قاعدة تحدد مؤوله) ممثل(لهDذا ، فإن الرمز هو ماثول

فالرموز تتطور ، .. فDنحن ال نقDوم بخلقDه عDندما نكتDبه ، وال نقDوم بحذفDه عDندما نمحDوه ، فهDو حقيقي .. فDرديا

) 47" (عالمات مختلفة تنتمي لأليقونات والرموز.. فضل تطورها انطالقا من وهي تنشأ ب

التمييDDDز بDDDين األيقDDDونات والقDDDرائن " إن محاولDDDة : أن يقDDDول " زويسDDDت"ولDDDربما أدت هDDDذه النشDDDأة الهجيDDDنة بDDDـ

أآانDت السمة : وأن يعلDق هDذا التمييDز بالسDمة المهيمDنة ) 48" (والDرموز لDن يDتم بوضDوح مطلDق ) المؤشDرات (

21: ص � المرجع نفسه � سيسل دي لويس -44

56: ص � مرجع سابق � دروس في السيميائيات �حنون مبارك . د-45

121: ص � مرجع سابق � السيميائيات والتأويل � سعيد بنجراد -46

111: ص � مرجع سابق � السيميائيات أو نظرية العالمات � جيرار دي لودال -47

Page 25: Gazzar

25

17هامش رقم (فلنتذآر أن المقولة الثالثانية تطابق المجتمع بمعناه الواسع .. أليقونية أم المؤشرية أم الرمزية ا

ليسDDت مجDDردة � أبDDدا �لDDذا آDDان الرمDDز مDDن طبDDيعة عامDDة ، ولكDDنها ) 16هDDامش رقDDم (وإلDDيها ينتمDDي المDDؤول )

:ة عدد من األسئلة ومن هنا آونه حقيقيا ومتطورا ، ولكن يمكن إثار) 43هامش رقم (

هDDل مDDن ثDDبات للرمDDز ؟ أال يمكDDن أن يمDDنح صDDفته لسDDواه ويمDDنحه سDDواه صDDفاته ؟ أيعمDDل مDDن خDDالل التسDDنين -

هل يمكن نقل الرمز : السDيميائي العDام أم يمDتلك ، مDن خالل القصدية والتكثيف ، سننيته الخاصة ؟ بتعبير أدق

سئلة السابقة على أمر واحد ، هو القانون الذي ترتكز إليه مDن عموميDته ليصDبح رمDزا خاصDا ؟ رتكز إجابة األ

إحالDة الرمDز إلDى موضوعه ، هذا القانون الذي يمثل البعد االجتماعي والعام للرمز ، ولنتذآر أن إحالة الممثل

إلDى موضDوعه يرتكDز إلDى هDذا القانون أو القاعدة أو العرف الذي يحدد تأويل الممثل باإلحالة إلى موضوعه ،

:آما في هذا المخطط

علDى أن الرمDز ، باسDتناده فDي إحالDته لموضDوعه إلDى قانDون عرفDي أو اجتماعDي وبعدم تحديده لهذا القانون ،

يحيلDنا إلDى مقDولة الثالثانDية باعتDبارها التجDربة االجتماعDية العامDة والمشDترآة ، وهDذه التجDربة ال تضم القواعد

" قاعدة رفع اللبس" : "أمبرتو إيكو"احات عنها وإمكانات تأويلها ، عبر ما يسميه فقDط ، إنمDا آDذلك أفDق االنزي

آDل هDذا عDرف اجتماعي ، وإال استحال وجود استبداالت بالغية ، وتساوى الخطأ اللغوي واالستبدال ) .. 49(

ن الممارسات هذا فضال عن آون الرمز إنتاجية اجتماعية مستمرة ، صحيح أنها تأخذ زمنا طويال م . البالغي

االجتماعDية حتDى يDتكون العDرف االجتماعDي الضDابط لعملDية تمثDيل الموضDوع ، إال أن هDذا ال ينفي وجود آلية

..لتلك اإلنتاجية ، أهمها البالغة وتحديدا المجاز

.. المجاز 2-4

43 ، 42: ص � مرجع سابق � ضمن آتاب العالماتية وعلم النص � التأويل والعالماتية � آرت فان زويست -48 2005 � 1: ط � بيروت � المنظمة العربية للترجمة �أحمد الصمعي .د: ت � السيميائية وفلسفة اللغة � أمبرتو إيكو -49

335: ص �

ممثل

عموضو

Page 26: Gazzar

26

:ليس آالعربية في صلة مصطلحاتها في

. وضوح الداللة اللغوية -

.لى المفهوم المصطلحي تطوير الداللة اللغوية إ-

. المسافة المانعة لاللتباس بين الداللة اللغوية والمفهوم المصطلحي -

تعبير الرؤيا قال : إلى ، حتى في تفسير الحلم �العبور ، والعبور االنتقال من : وأصDل الداللDة اللغوية للمجاز

بقDرات سDمان يDأآلهن سDبع عجاف وسبع سنبالت وقDال الملDك إنDي أرى سDبع : "تعالDى علDى لسDان ملDك مصDر

أي تنتقلون من ) 43:يوسDف ("خضDر وأخDر يابسDات يDا أيهDا الDمأل أفتونDي فDي رؤيDاي إن آنDتم للDرؤيا تعبDرون

.ظاهر الرؤيا إلى باطن ما يفهم منها

اللDة المصDطلحية ، فDإن الDبالغة العDربية تتحDرك علDى قاعدة تمييز الحدود ، ولم تخرج عن هذا أمDا بالنسDبة للد

على آثرة تقسيماتها وتفريعاتها ، فقط لمرة واحدة تداخل التشبيه واالستعارة بالرغم من اختالفهم على مجازية

إلى أن علم البيان � ضرورة �ؤدي المهم أن إخراج داللة المطابقة من دائرة علم البيان ي . التشبيه من عدمها

آله مجاز ، إال أن تمييز الحدود قد أهدر قيمة تأسيسية في تعريف علم البيان بأنه مجاز ، ليس فقط ، بل جعلوا

:عموما يمكننا رصد النقاط التالية .. المجاز جزءا منه

) 50. ( بعض البالغيين العرب يجعلون التشبيه مجازا -

)51. (ة من المجاز الكناية على مقرب-

. يصرح بالمجاز وأنواعه في االستعارة والمجازين المرسل والعقلي -

ومDؤدى هDذا أن علDم البDيان يقع آله داخل دائرة المجاز ، والمجاز اللغوي بالتأآيد ، باختالف طرائق إنتاج هذا

عيDDين المجDDازي مDDن المجDDاز مDDن نDDوع بيانDDي إلDDى نDDوع آخDDر وبغDDض النظDDر عDDن فاعلDDية مفهDDوم القDDرينة فDDي ت

بقDDي أن نDDزيل االلتباسDDات الخاصDDة بأبDDواب المجDDاز الفDDرعية ، وتحديDDدا المجDDاز المرسDDل والمجDDاز . الالمجDازي

.. العقلي

إن االسDتعارة مجDاز ، فDي الخطDاب التراثDي ، آمDا الكDناية مجDاز ،عDندنا ، باختالف في النسبة ، واختالف في

أمDا المجاز المرسل فهو في التراث قسيم االستعارة . مجDاورة فDي الكDناية المشDابهة فDي االسDتعارة وال : العالقDة

تحDت عDنوان المجDاز اللغDوي ، وينفصDل عDنها بDنوع العالقة القائمة على غير المشابهة ، وقد سبق أن سميناها

خره ، آل إلى آ.. عالقDة عقلDية ، باعتDبار أن االنDتقال بDين السDبب والمسبب أو الحال والمحل أو الجزء والكل

إذن ، المجDاز المرسDل هDو انتقال اللفظ إلى معنى ليس له على قاعدة عالقة عقلية . هDذا يDتم علDى قاعDدة العقDل

وما بعدها170: ص � مرجع سابق � الجزء الثاني � معجم المصطلحات البالغية وتطورها �احمد مطلوب . د-50

من آونها بنية محايدة ) بنية الكناية(ينطلق الفكر البالغي ، في الكشف عن هذه البنية : يق/ول الدآ/تور محم/د ع/بد المطل/ب -51

والمجاز ، ذلك أن حدودها المعرفية تعتمد على ترك التصريح بذآر الشيء إلى ذآر ما يلزمه ، لينتقل من المذآور ب/ين الحقيقة

أي أن المعن/ى الحقيق/ي والمج//ازي مط/روحان ف//ي . واس//تهداف ال/الزم ال يم/نع م//ن إرادة المعن/ى األص/لي مع//ه . إل/ى المت/روك

187 ، 186: ص � 1997 � 1: ط � القاهرة � لونجمان �اءة أخرى البالغة العربية قر�السياق وقابالن للقصدية

Page 27: Gazzar

27

الفعل وما في حكمه ، من معناه إلى معنى آخر ليس له : أما المجاز العقلي فهو انتقال لفظ معين . بين المعنيين

. ه في اللغة بإسناده إلى غير ما جعل إلسناده إلي

لسDنا بعDيدين عDن خطابDنا التراثي ، بل إننا نتماس مع رؤيته من جوانب ، ونكون داخل هذه الرؤية من جوانب

فلنخDرج االستعارة من المجاز اللغوي باعتبارنا أن آل أبواب علم البيان مجاز لغوي ، وليظل المجاز . أخDرى

ه من علم البيان باعتبار أنه يخص علم معاني المرسDل علDى حالDه ، وآDذا المجDاز العقلDي الDذي أريد أن يخرجو

إن الحDDذف والذآDDر والفصDDل . الDDنحو ، وهDDذا فهDDم قاصDDر لفلسDDفة البDDيان العربDDي ، والبDDتدائه مDDن مفهDDوم الداللDDة

إلDى آخر أبواب علم المعاني ، ال يتعلق بحرآة الداللة ، من موقع إلى آخر بل .. والوصDل واالسDتفهام بالهمDزة

أو تخصصه ، ومن ثم فهي داللة تراآيب باعتبار وحيد هو أنها ال تقع إال في ترآيب ، وال تضيف إلى المعنى

إلى آما قلنا فهذا لعلم البيان خصوصا ، �اعتDبار للداللDة فDي هDذا ، أمDا اعتDبار الداللDة مDن حDيث انDتقالها مDن

ى أهم الخصائص المائزة لعلم ومDن ثDم فقDد وهDم مDن أخDرج المجDاز العقلDي مDن دائDرة علDم البيان ، فلم يلتفت إل

.البيان أعني حرآية الداللة

" .. المجاز�الرمز "4 -3نتوفDر علDى رمDز آلمDا أوحتDى سلسDلة مDا مDن العالمDات إلDى معنDى غير مباشر ، إضافة إلى " : إيكDو "يقDول ..

: ويضDDDيف ) 52" (المدلDDDول المنسDDDوب إلDDDيها بصDDDفة مباشDDDرة اعDDDتمادا علDDDى نظDDDام مDDDن الوظائDDDف العالمDDDية

ينتمي المجاز إلى ما يسمى ) 53" (واالسDتبداالت البالغية ، من دون شك ، حالة مميزة للمعنى غير المباشر "

االسDتبداالت البالغDية ، وهDو هDDذه العالمDة التDي تنDتج معنيDDين أحDدهما مباشDر واآلخDر غيDDر مباشDر ، مDع زيDDادة

مسألة القرينة ، ملفوظة آانت أو آانت ملحوظة ، القDرينة المانعDة إلرادة المعنى المباشر ، و : الDبالغة العDربية

. تحتاج إلى نظر

لDو تأملنا خطاب القرينة في بالغتنا ، لوجدناه يتوزع على جميع أبواب علم البيان عدا الكناية ، ولوال أنها تقوم

ن القول إنها تمثل منفردة يمك" القرينة"وبالنظر في . علDى تDرجح المعنيين الالزم والملزوم لطالعناه فيها والبد

مصDDطلحا قDDارا فDDي الخطDDاب الثقافDDي العربDDي ومDDوزعة علDDى آافDDة وحداتDDه وعاملDDة علDDى األنسDDاق المDDزدوجة ،

(، آما نجدها في علم المنطق لتدل على المقدمتين إذا جمعتا ) 54(فDنجدها فDي علDم األصول مرتبطة بالتأويل

وهو ما يكون بحذف آلمة أو "ب اإليجاز بالحذف ، ونجDدها فDي علDم المعانDي مDن الDبالغة العDربية فDي بDا ) 55

332: ص � مرجع سابق � السيميائيات وفلسفة اللغة � أمبرتو إيكو -52

336: ص � المرجع نفسه -53

197 ، 196: ص � مرجع سابق � المستصفى في علم األصول � اإلمام أبو حامد الغزالي -54

� الهيئة العامة لقصور الثقافة � تحقيق فان فلوتن � مفاتيح العلوم �د بن يوسف الخوارزمي أبو عبد اهللا محمد بن أحم-55

147: ص � 1994 منتصف أبريل �القاهرة

Page 28: Gazzar

28

ومن ثم فال عجب أن تكون حاضرة في االنتقال من داللة إلى ) . 56" (جملة أو أآثر مع قرينة تعين المحذوف

تقول اللغة شيئا ما ، ولكن ما تقوله : المجاز �أخDرى وفاعلDة فDيه ، وإن أغنى المتلقي عنها ، ففي حالة الرمز

فال ) 57" (سDتوى الداللDة الصDريحة يDبدو مناقضDا إمDا للقواعد المعجمية وإما لتجربتنا في العالم اللغDة ، علDى م

للقDDرينة مDDا دام المتلقDDي سDDوف يستشDDعر تناقضDDا مDDع التجDDربة المشDDترآة فDDي العDDالم أو للقDDواعد � إذن �عبDDرة

فتح بنية المجاز على النظام : إذن يمكDن رفع القرينة من علم البيان لنحصل على ناتجين ، أحدهما . المعجمDية

. الرمز �المجاز : إعطاء المتلقي دوره الفاعل في إعادة تسنين الصورة البيانية : اآلخر . السيميائي في آليته

" األيقون�المجاز "-: الرمز 4 -4

: عليه إن رمDزية المجDاز تضDعه علDى مقDربة ، إلDى حDد مDا ، مDن األيقDون ، فDثمة األيقDون المماثDل الذي أطلقنا

األيقDون الرمDزي ، علDى مسDتوى البنDية حDيث يقع التشابه بين العالقات الداخلية في الممثل وبين موضوع آخر

وثمDة األيقDون الناتج عن . آمDا سDبق القDول ) بDدال مDن المماثDل (غيDر موضDوعه لDنكون إزاء األيقDون الرمDزي

ول التجربة إلى فكرة والفكرة إلى صورة بكيفية الرمزية تح"، إذ إن " إيكو"المعنDى أو الفكDرة علDى حDد تعبيDر

هذا فضال عن إمكان ) 58" (تظDل الفكDرة الحاصDلة فDي الصDورة فاعلDة دائمDا وبصDفة ال متناهDية يتعذر بلوغها

، فإن أية أيقونة أو مؤشر يعتمد على شيء " دي لودال"الخلDط بDين العالمDات ، لDوال السDمة المهيمDنة آمDا عند

، وآذلك أي رمز سيعتمد على شيء ، ولو غير مهيمن ، من المشابهة أو المجاورة مDن العDرف سيصبح رمزا

عن أيقنة حرة يمكن أن تحدث عن الرمز ، أعني � إذن �يمكDن الحDديث .. سDيمكن تأويلDه بأيقDونة أو مؤشDر

لتي وردت في ولنDتأمل فDي األمDثلة التالية من القرآن الكريم وا . عDن االشDتغال السDيميائي للرمDز بمDا هDو آDذلك

:آتاب اإليضاح للقزويني

)2 : المزمل(قم الليل إال قليال -

.صل ، بعالقة الجزئية : أي

) 19 من اآلية: البقرة(يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت -

.أناملهم ، بعالقة الجزئية : أي

) 13 : غافر(ذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذآر إال من ينيب هو ال -

.ماء ، بعالقة السببية : أي

) 4 : ألعرافا(وآم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون -

.ل قرية ، بعالقة المحلية أه: أي

349: ص � مرجع سابق � الجزء األول � معجم المصطلحات البالغية وتطورها �أحمد مطلوب . د-56

336: ص �جع سابق مر� السيميائية وفلسفة اللغة � أمبرتو إيكو -57

344: ص � المرجع نفسه - 58

Page 29: Gazzar

29

، أما الفاعلية الناتجة عن عملية التسوية مجازيا بين طرفي " نوع العالقة"و: .." أي "تDتوقف الDبالغة عند حد

ولكن ثمة فاعلية سيميائية . ، على قاعدة العالقة فهي غاية لم يلتفت إليها البالغيون .." أي ".. ، أعنDي " أي"

Dي ناتجهDتمرة فDزل مسDم تDا ، فقيام الليل للداللة على الصالة ، فضال عن آونها تمثل صورة المصلي في حال ل

على آثرة معاودة هذا " قم"الليل الذي يكاد ينصرم إال قليال ، دل الفعل : وبالنظر إلى الزمن . افتتاحه صالته

ورة للقDيام مDا يDDؤديه إنهDا الصDورة ثابDتة والDزمن يمضDDي وهDي علDى هيئDتها ، ثDم ينDتج عDDن هDذه الصD . االفتDتاح

وهكذا في . صور جزئية تمثل مضمون الصورة الثابتة / المعنDى الDذي جDاز إلDيه الفعل ، لتصبح إطارا لهيئات

.. بقية المجازات

لقDد اختDرنا هذه األمثلة ألنها تدل على البعد التصويري الذي نذهب إليه في آل مجاز على قاعدة رمزيته ، نعم

اللته إلى داللة لم توضع له لعالقة ما ، ولكن هل انتهت مسألة المجاز عند حد البحث في إن اللفDظ يتم تجاوز د

فDDاألداء المجDDازي ينDDزع إلDDى التصDDوير ، بDDل إلDDى دفDDع .. نDDواتج التعبيDDر بDDاللفظ المDDتجاوزة داللDDته ؟ أعDDتقد أن ال

.الصورة إلى حدها األقصى لتنجز استغراق الداللة

ة الكناي� أيقونية المؤشر -ب

ربمDا ال تDتطابق عالمDة مDع صورة بيانية آما هو حال المؤشر مع الكناية ، فاالثنان يعتمدان مبدأ المجاورة في

.. بنائهما وفي اشتغالهما آذلك

المؤشر4 -1ينتمDي المؤشDر إلى المقولة الثانيانية ، وإذا آانت األوالنية آنمط للوجود ال يتحدد فيها شيء ، وإنما آل ما فيها

إننا نقوم بصب المعطيات "حتمالDي وممكDن ، فالمقDولة الثانيانDية ، تDنقل هDذا اإلمكDان أو االحDتمال إلDى التحقق ا

) 59" (الموصDوفة فDي األوالنية داخل وقائع محددة من خالل نقلها من طابعها االحتمالي إلى طابعها المتحقق

اإلنجليDزية إلDى الفرنسية ، indexت تDرجمة القDرينة ، الفDتا النظDر إلDى بعDض إشDكاال " : دي لDودال "ويسDميها

تحDيل إلDى الموضDوع الDDذي تشDير إلDيه وذلDك ألنهDا فعلDيا متأثDDر بهDذا الموضDوع فعالقDتها بDه عالقDDة "قDائال أنهDا

) 60"(وإذا آانDDت األيقDDون مDDرتبطة بموضDDوعها بالتشDDابه ، فالقDDرينة تDDرتبط بDDه بالمجDDاورة . مباشDDرة وحDDيوية

البعد " سعيد بنجراد"ويلحظ ) 61(مة فردية خاصة وتكون عالمة عرفية عامة المؤشDر عال / وتكDون القDرينة

فDإن الDواقعة هي التحقق الفعلي الذي يتم من .. تحيDين مرئDي ) الDواقعة (إن الحDدث : "البصDري للمؤشDر فDيقول

ال متحيزة الزمان والمكان ، فاألشياء ال تدرك إ: خDالل الحDدود المحDددة ألي وجDود ، والمقصDود بهDذه الحدود

) 62.." (في المكان ومتعاقبة في الزمان

62 ، 61: ص � مرجع سابق � السيميائيات والتأويل � سعيد بنجراد -59

108: ص � مرجع سابق � السيميائيات أو نظرية العالمات � جيرار دي لودال -60

بتصرف109: ص � المرجع نفسه -61

63: ص � المرجع نفسه � سعيد بنجراد -62

Page 30: Gazzar

30

فإذا آان األحمر في ذاته غير قابل للوصف ، وإذا آان األلم والسعادة غير قابلين للتحديد : "ويستفيض شارحا

أيضDا مDن خDالل خصائصDهما الذاتDية ، فDإن االنتقال إلى الثانيانية معناه نقل هذه األحاسيس وهذه النوعيات من

) .. 63" (المحدد إلى الطابع المحدد ضمن وقائع قابلة لإلدراك آوجود عينيطابع ال

لئن آنا مع المؤشر في دائرة اإلدراك البصري فماذا يميزه من األيقون ؟ : والسؤال هو

.سنؤجل اإلجابة إلى حين ..

.. الكناية 4 -2فاالسDDتعمال مDDرتبط "، ) ملDDزوم اللفDDظ(نDDى لفDDظ أطلDDق وأريDDد بDDه الزم معDDناه مDDع جDDواز إرادة ذلDDك المع : الكDDناية

ربما لم تسلم صورة بيانية من االختالف ، ) . 64" (بالحقDيقة الوضDعية أمDا اإلفDادة فهي ترتبط باللزوم الطارئ

فDي الخطDاب البالغي ، آما سلمت الكناية ، اللهم إال فيما جرى بين القزويني والسكاآي بخصوص الفرق بينها

السDكاآي مبنDى المجDاز فDي االنتقال من الملزوم إلى الالزم بعكس مبنى الكناية ، ولم وبDين المجDاز ، فقDد جعDل

ومن ثم ) 65(يDبعد القزوينDي آثيDرا ، فقDد ذهDب إلى أن الفرق في اللزوم من الطرفين في الكناية عكس المجاز

رة على قاعدة الجزئية ثم تلتقي الكناية االستعا )66" (التعDريض آما يكون آناية قد يكون مجازا "فقDد رأي أن

عن : أما أقسامها ، أعني الكناية ، فهي هي . 67)(آمDا عDند ابDن األثيDر والخDاص والعDام آمDا عDند ابDن األثير

(وأما ترتيبها من تلويح إلى رمز إلى إيماء وإشارة وصوال إلى التعريض . صDفة وعDن موصDوف وعDن نسبة

غير أن هذه األقسام بحاجة إلى نظر أبعد من التقعيد . ف ، فهDو مDا اسDتقر علDيه الخطDاب البالغي بال خال )68

.البالغي لها يلتقط ما يغني الكناية باعتبارها النوع الذي تندرج فيه

.آثرة الوسائط بين الزم معنى اللفظ وملزومه : التلويح -

.قلة الوسائط وخفاؤها : الرمز -

.قلة الوسائط ووضوحها : اإليماء واإلشارة -

.دخول سياق المقام في فهم ملزوم معنى اللفظ : عريض الت-

مDا يمكDن أن نسDتنتجه ممDا سبق أن العالقة بين معنى اللفظ والزم هذا المعنى ال تقوم دون وسائط ، انتمت هذه

بمعنى أن ) . الرمز(أو السDياق الثقافDي ) اإليمDاء والDتلويح (أو السDياق اللغDوي ) التعDريض (الوسDائط إلDى المقDام

وهو ما حصره . اية بنDية مفDتوحة علDى تلقDيها ، بDل يمكDن القDول أنهDا ليسDت بنDية إال بانفDتاحها علDى التلقDي الكDن

فالتعريض يعتمد : "أسDتاذنا الدآDتور محمDد عDبد المطلDب فDي التعريض ونراها في الكناية آلها ، يقول الدآتور

. الصفحة نفسها �جع نفسه المر-63

188: ص � مرجع سابق � البالغة العربية قراءة أخرى �محمد عبد المطلب , د-64

بتصرف331 ، 330: ص � مرجع سابق � اإليضاح � القزويني -65

340: ص � المرجع نفسه -66

. المرجع نفسه الصفحة نفسها �محمد عبد المطلب . د-67

339: ص � المرجع نفسه � القزويني -68

Page 31: Gazzar

31

طحي المباشر ، ثم استنطاقه بداللة لم تكن علDى الحDرآة الذهنية عند المتلقي وقدرتها على تجاوز المستوى الس

مDن مهمDة الصDياغة إ،تاجهDا أصDال ، وإنما أنتجها المتلقي بالتعامل مع فضاء الصياغة وما يحتويه من إشارات

69)"(لكDن هذا ال ينفي قصد المتكلم ، بل إن حضوره له اعتباره األصيل في إنتاج المعنى التعريضي . داللDية

ينطDDبق ، باخDDتالف هDDين ، علDDى الDDتلويح واإليمDDاء أو اإلشDDارة والرمDDز انطDDباقه علDDى ونDDرى أن هDDذا آDDالم ..

..التعريض

الكناية� المؤشر 4 -3 : يبدو أن إشكالية عالقة المؤشر بالكناية تقع في إشكالية أخرى لعالقة التجاور باللزوم

.. هل ثمة عالقة ؟ -

إلى آخر هذه االحتماالت ؟ .. تطابق ، أم تواز ، أم تقاطع إن آان ثمة عالقة ، فهل هي عالقة اختالف ، أم -

إن مفهDDDوم الDDDتجاور يعبDDDر عDDDن ارتDDDباط الممDDDثل بموضDDDوعه ال عDDDن طDDDريق التشDDDابه أو عDDDن طDDDريق ارتDDDباطه

الزمانDDي (ارتDDباطا دينامDDيا ، بمDDا فDDي ذلDDك االرتDDباط الفضDDائي "بالخصDDائص العامDDة فDDيه ، وإنمDDا يDDرتبط المؤشDDر

وع الفDردي مDن جهDة ومDع المعنDى أو ذاآDرة الشDخص الDذي يشتغل عنده هذا الموضوع مDع الموضD ) والمكانDي

يقDوم ، بغDض النظDDر عDن الفDردية والعمومDية ، علDDى � إذن �فمفهDDوم الDتجاور ) 70" (آعالمDة مDن جهDة ثانDية

. بعد وجودي خاص بالحدث أو الواقعة : واآلخر . بعد ذهني خاص بالمعنى : بعدين ، أحدهما

الذهنDي والوجDودي بDال أدنDى فDرق ، دون أن نغطDي على آون التجاور مفهوم : عمDل علDى المسDتويين الكDناية ت

أشد ارتباطا باللغة من أي � في اشتغالها على ذينك المستويين �شDديد التعمDيم ، بيDنما الDتالزم تقيDيد له ، وهي

عتبر تنظيما للواقع ، وتنظيما شديد ي� في الوقت الذي هو قانونها �شDيء آخDر ، ولكDن باعتبار أن لسان اللغة

وعلDم الداللDDة يشDDير عبDر مفهDDوم الحقDDول الداللDية إلDDى أآثDDر مDن مDDبدأ لعمDDل اللغDة داللDDيا يمكDDن أن . الدقDة أيضDDا

يسDتخلص مDن تنظDيمها الداخلDي ومDن عالقاتهDا فDيما بين بعضها البعض على أن نكون على ذآر بأن الواقع أو

Dي لهDبدأ التأسيسDو المDالم هDن بين هذه المبادئ البنائية العDوبناء على هذا فإننا نرى أن الكناية . التجاور : ا ، وم

. إحدى صور المؤشر الذي يمثل إطارا سيميائيا لسنن فاعليتها البالغي

.. األيقون -الكناية : المؤشر 4 -4 الكناية ؟ � من أية جهة يلتقي األيقون بالمؤشر -

وعلى أية قاعدة ؟ -

؟ وآيف-

قDDد أجمDDع الجمDDيع علDDى أن : "فDDي قDوله " الشDيخ عDDبد القاهDDر الجرجانDDي "نDبدأ باألولDDى مDDن الخطDDاب البالغDDي ..

أبدا �الكDناية أبلDغ مDن اإلفصاح ، والتعريض أوقع من التصريح ، وأن لالستعارة مزية وفضال ، وأن المجاز

194 ، 193: ص � المرجع السابق �محمد عبد المطلب . د-69

119: ص � مرجع سابق � السيميائيات والتأويل � سعيد بنجراد -70

Page 32: Gazzar

32

واالستعارة والمجاز في أنها جميعا تختص نلDتفت بDدءا إلDى جمDع الشيخ بين الكناية ) 71" ( أبلDغ مDن الحقDيقة �

بكيفDية غيDر مباشDرة ألداء المعنDى ، وأن الDبالغة البيانDية فDي اخDتالف طDرق إنDتاج المعنDى غيDر المباشDر ألمر

. بصدد المعنى غير المباشر " إيكو"الذي يذآرنا بقول

إننا نؤآد على السنن السيميائي يتخطى مسألة مجرد االتفاق على رأي ، بل " إيكو"عDبد القاهر و "والDربط بDين

تفسير : "الDذي ينDتج المعنى غير المباشر عن االثنين ، ولعلنا نلتفت إلى تفصيل الشيخ فيما يخص الكناية بقوله

أنDك لمDا آنDDيت عDن المعنDى زدت فDي ذاتDه ، بDDل "إن الكDناية أبلDDغ مDن التصDريح ": هDذا أن لDيس المعنDى إذا قلDنا

جم الرماد ، أنه دل على قرى : فليست المزية في قولهم . فجعلDته أبلغ وآآد وأشد المعنDى أنDك زدت فDي إثDباته

أآثDر ، بDل أنDك أثDبت له القرى الكثير من وجه هو أبلغ وأوجبته إيجابا هو أشد ، وادعيته دعوى أنت بها أنطق

لإلثبات بها مزية ال أما الكناية ، فإن السبب في أن آان: ".. ويفيض في زيادته قائال 72)" (وبصDحتها أوثDق

أن إثDبات الصDفة بإثDبات دلDيلها ، وإيجابهDا بمDا هو � إذا رجDع إلDى نفسDه �تكDون للتصDريح أن آDل عاقDل يعلDم

شDاهد فDي وجDودها ، آآDد وأبلDغ فDي الدعDوى مDن أن تجيء إليها فتثبتها هكذا ساذجا غفال ، وذلك أنك ال تدعي

) 73" (، وبحيث ال يشك فيه وال يظن بالمخبر التجوز والغلطشDاهد الصDفة ودلDيلها إال واألمر ظاهر معروف

إنDه االنDتقال مDن القضDية إلDى دلDيلها واختيار الدليل عليها ثم العودة منه إليها ، بكل ما ينتج عن هذه الحرآة ..

: : ن واألدلDة تDتفاوت ، وإن جمعهDا الفالسDفة تحDت بDرهانين أو دليلي . المDتولدة مDن تفاعDل الصDياغة مDع التلقDي

برهان "ويخDتلف البDرهانان مDن حDيث وجDود السDبب ، هDل فDي العقل فقط آما في " بDرهان إن "و" بDرهان لDم "

وأحDDق : "ويتفاضDDل البDDرهانان آمDDا يقDDول الشDDيخ الطوسDDي ) 74" (بDDرهان لDDم"أم فDDي العقDDل والوجDDود وهDDو " إن

ويمكن أن نقول عن الكناية ) 75" (البDراهين باسDم البرهان هو برهان لم ، ألنه معط السبب في الوجود والعقل

إن الكDناية قضDية بالمفهوم المنطقي للقضوية ، . ألنهDا تعطDي البDرهان فDي الخDارج " بDرهان لDم "أنهDا مDن نDوع

وجماليDتها فDي أن مقدمDتها ال تDرد فDي الصياغة وإنما يؤتى بالدليل الذي تستنتج منه المقدمة وتستنتج منه آذلك

: النتيجة ، قال الشاعر

ن يك في من عيب فإني جبان الكلب مهزول الفصيلوإ

:لدينا قضيتان

) .مسكوت عنها(فالن آثير الضيفان : مقدمة -1

) .مذآور(فالن جبان الكلب : دليل -

: ص � 1980 � مكتبة القاهرة �محمد عبد المنعم خفاجي .د: تعليق وشرح � دالئل اإلعجاز � ع/بد القاه/ر الجرجاني -71

114

115: ص � المرجع نفسه -72

116 ، 115: ص � المرجع نفسه -73

486 ، 485: ص � مرجع سابق � اإلشارات والتنبيهات � أبو علي بن سينا -74

. هامش الشارح 486: ص � المرجع نفسه -75

Page 33: Gazzar

33

) .مسكوت عنه(فالن آريم : نتيجة -

.فالن آثير الذبح آثرة مفرطة : مقدمة -2

.فالن مهزول الفصيل : دليل -

. ن آريم فال: نتيجة -

المقدمة والدليل : ولDيس المسDكوت عDنه من جماليات الكناية وال ذآره من معايبها ، فقد يصرح بالحدود الثالثة

وأحDيط بثمDره فأصDبح يقلDب آفDيه علDى مDا أنفق فيها وهي : "والنتDيجة ، قDال تعالDى علDى لسDان صDاحب الجDنة

)42:الكهف( " عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحداخاوية على

) .وهي آناية عن هالك ثمره(وأحيط بثمره : المقدمة -

) .الكناية(اصبح يقلب آفيه : الدليل -

.يا ليتني لم أشرك بربي أحدا : النتيجة -

إنها فيها هي نفسها ، أليس المؤشر .. كون جماليات الكناية ؟ وإذا آDان األمر آذلك ذآرا وإضرابا عنه ، فأين ت

القيمة الجمالية للكناية في اختالفها عن أنها تقدم الدليل !! عالقDة بDين الممDثل والموضوعة وإن غاب المؤول ؟

قع أو البDرهان الDذي سDبق أن أشDرنا إلDيه باالخDتالف مDع الدليل أو البرهان المنطقي ، أعني في صورة نوعية ت

داخDل الDثقافة التDي تنتمDي إلDيها واقعDا ولغDة ، فال عالقة بين جبن الكلب وهزال الفصيل وبين الكرم إال أعراف

الDناس وثقافDتهم التDي بهDا يحDيون ، آمDا أن حDال المتحسDر علDى مDا يسDتحيل رده ممDثال بتقلDيب الكDف تعDود إلى

من أمثلة في دالئله لرأينا موقع الصورة " لقاهرعبد ا"ولو أنا قرأنا ما ضربه .. أعDراف الDناس آDذلك ، وهكذا

األيقDون مDDن عملDية االنDDتقال مDن المعنDDى إلDى الزمDDه ، وأيضDDا موقDع الDDثقافة مDن قDDراءة الكDناية أو لDDنقل إنDDتاج �

" :الدالئل"المؤول ، ونكتفي بهذه األمثلة من

إن السماحة والمروءة والندى في قبة ضربت على ابن الحشرج-

يكاد إذا أبصر الضيف مقبــــال يكلــــمه من حبــــه وهو أعجــــم-

76)( فما جـازه جــود وال حــل دونه ولكن يصــير الجود حيث يصـــير -

آDل مDنهج غيDر مباشDر فDي توصDيل الفكDرة ، لكDي يصبح قائما ، ينبغي أن يكون " : "دي لDودال "ولنخDتم بقDول

من طبيعتها أن تقرر أن مجموعة من الموضوعات التي ) لغوية(فالرمDز عالمة .. مDتعلقا باسDتعمال األيقDونات

تDرتبط بهDا ، بشDكل مDن األشDكااللتي تشDير إلDيها ، تقوم بتمثيله ) المؤشDرات (تشDير إلDيها مجمDوعة مDن القDرائن

) . 77" (األيقونة

الداللة في الصور البيانيةالسيميوزيس البياني ، أو آليات إنتاج: خامسا

على الترتيب311 ، 310 ، 308: ص � مرجع سابق - دالئل اإلعجاز � عبد القاهر الجرجاني -76

156: ص � مرجع سابق �ت أو نظرية العالمات السيميائيا� جيرار دي لودال -77

Page 34: Gazzar

34

إنDنا نقDيم معادلDة بDين المDنطق والسDيمياء على قاعدة البيان العربي ، نظرا لتقاطع الثالثة في مواضع وتداخلهما

فDي مواضع أخرى ، ولعل العالقة التأسيسية بين منطق أرسطو وسيمياء بيرس ، وبين أرسطو آذلك والبالغة

DDين تقDDين العالقتDDل هاتDDربية ، لعDDيميوزيس أو العDDى السDDول إلDDنا للدخDDا هDDيها هDDي ندعDDة التDDررا للمعادلDDومان مب

..السيرورة المنتجة للوظيفة السيميائية

قDبل الحديث عن السيميوزيس ، يجب أن يكون مفهوم المؤول واضحا ، إذ إنه ليس آتلة متجانسة من الدالالت

بDق مDع المدلDول السوسDيري ، وفDي هDذا إهدار أو الداللDة الDناتجة عDن إحالDة الممDثل إلDى موضDوعته ، وإال تطا

مجموع الدالالت المسننة من خالل سيرورة سيميائية سابقة ومثبتة "إن المDؤول هDو . آامDل للمنجDز السDيميائي

المDDؤول المباشDDDر ، : يDDتوزع علDDDى مسDDتويات ثDDDالث � أي المDDDؤول � وهDDو 78)" (داخDDل هDDذا النسDDDق أو ذاك

. نهائي والمؤول الدينامي ، والمؤول ال

) .دائرة التعيين(ويتشكل من مقترح العالمة في صيغتها البدئية : المؤول المباشر -1

وتشDكل من سيرورة ال متناهية لعالقة العالمة بالثقافة والمعطيات التي تداعيها العالمة : المDؤول الدينامDي -2

) .دائرة التأويل. (منها ، وهي سيرورة ال متناهية

دائرة تحديد (وهDو مداخلDة الDذات المDؤولة علDى المDؤول الدينامDي لوضDع حDد لعدم تناهيه : ائDي المDؤول النه -3

) .تستفيد من دائرة التأويل وتضع حدا لها

:ويمكن تمثيل هذه المستويات الثالثة للمؤول بالمخطط التالي

بالدينامDDية التDDي يتمDDتع بهDDا المDDؤول سDDيرورة تDDبدأ مDDن المDDؤول المباشDDر وتغتنDDي : هDDو - إذن �فالسDDيميوزيس

ونقول متعمد نظرا ألنه ال . لDتلك السيرورة الالمتناهية ) مDتعمد (الدينامDي ، منتهDيا فDي األخيDر إلDى أفDق نهائDي

102: ص � مرجع سابق � السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها - سعيد بنجراد -78

مؤول دينامي

مؤول مباشرممثل

موضوعة

تشبيهاستعارة مجاز آناية

مؤول نهائي

Page 35: Gazzar

35

وهنا علينا أن نعطي . ينهDي دينامDية المسDتوى الثانDي ، وإنمDا يحقDق إمكانDا مDن بDين إمكانDات أخDرى ال متناهية

: الكDالم على ضربين : "رجانDي حقDه فDي قضDية المعنDى أو لDنقل المDؤول ، يقDول الشDيخ الشDيخ عDبد القاهDر الج

وضDرب آخDر ال تصDل منه إلى ) .. المDؤول المباشDر (ضDرب أنDت تصDل مDنه إلDى الغDرض بداللDة اللفDظ وحDده

الغDرض بداللDة اللفDظ وحDده ، ولكDن يDدلك اللفDظ علDى معDناه الDذي يقتضDيه موضDوعه فDي اللغDة ، ثDم تجد لذلك

وبينهما المؤول الدينامي الذي سكت عنه ) 79)" (المDؤول النهائي (المعنDى داللDة ثانDية تصDل بهDا إلDى الغDرض

المعرفة والدربة : عDبد القاهDر ألنDه معلDوم لDه بالضرورة ، وألنه آثيرا ما ذآره في مواضع من آتابه ، وتمثله

. الثقافة : عالقات العالمة بالواقع وعالماته والخبرة التي تمكن الذات المؤولة من مالحظة الشبكة المعقدة ل

آانDت تلDك المقDولة الثاقDبة والطليعDية لعDبد القاهDر الجرجاني موجهة للخطاب البالغي سواء لعبد القاهر أو لمن

وبناء على .. في بداية علم البيان راجع إلى تلك المقولة " الداللة"جDاء بعDده ، وربما نزعم أن دخول القول في

: فإن لدينا لكل صورة بيانية بنية لغوية نوعية تمنحها صفتها أو اسمها البالغي " بيرس�بد القاهر عD "تصDور

مؤولها المباشر ، غير أن هذا المؤول المباشر شديد : وهذه البنية لها معناها . تشبيه ، استعارة ، مجاز ، آناية

، وقصور ) الغرض منها بتعبير الجرجاني (األولDية إلDى حد أنه ال يلحظ خصوصيتها على المستوى السيميائي

معنDى البنDية عDن وظيفDتها يفDتح عناصDرها علDى الخطDاب الثقافي العام جدا محاولة امتالك وظيفتها من سننه ،

إال أنها تغتني ، عبر آل ) المDؤول الدينامي (غيDر أن تلDك العناصDر مDا إن تنجDز ، أو تنهDي ، فعالDيات تعالقاتهDا

اتها ، بما يمكن أن يمنحها المعنى البالغي لها ، ومن هنا يجب عند حد ما أن يقتنص مسDتوى من مستوى عالق

� أخيرا �سDياق يضDبط ال تناهDي الشDبكة العالئقDية التDي تنبنDي حDول البنDية اللغوية للصورة البيانية ، ويمنحها

. مؤولها النهائي : داللتها

نDDية إلDDى تأويلهDDا والفDDرق بDDين التحلDDيل والDDتأويل آبيDDر ، مDDؤدى هDDذا أن عليDDنا أن ننDDتقل مDDن تحلDDيل الصDDور البيا

فDDي علDDم المعانDDي ) نسDDبيا(فالتحلDDيل يقDDوم علDDى قاعDDدة أن الداللDDة قائمDDة فDDي الصDDيغة اللغDDوية ، وإذا صDDح هDDذا

فهو ال يصح في بنية لغوية ليست مفتوحة على خارجها فقط ، إنما ترتهن داللتها ) باعتDباره علDم معاني النحو (

وإذا مDا اعDتمدنا مقولة التأويل بدال من التحليل ، فإن تجاوز البنية . لخDارج آمDا هDو حDال علDم البDيان إلDى هDذا ا

وقد اقترحنا ، في دراسة سابقة . اللغDوية يDبدأ مDن تجاوزها داخل نصها ، أعني بناء سياقاتها على ضوء بنيتها

: ، ثالثة أنواع من السياقات

. صورة البيانية سياق قبلي خاص ينتج موضوعة ال-1

. سياق ترآيبي هو البنية اللغوية للصورة البيانية -2

. سياق بعدي للصورة البيانية عالقاتها الفاعلة فيه -3

272: ص � مرجع سابق � دالئل اإلعجاز � عبد القاهر الجرجاني -79

Page 36: Gazzar

36

إنDتاج البنDية اللغDوية ، وهDو مDا ترتكز إليه الذات المؤولة للدخول بعناصر هذه البنية في " المDؤول المباشDر "إن

ومDن ثDDم تDDبدأ حDDرآية السDDيميوزيس فDي إنDDتاج المDDؤول الدينامDDي الالمتناهDDي تسDنينات مسDDبقة قائمDDة فDDي الDDثقافة ،

.والذي في مرحلة معينة من حرآيته يلتقي الضفيرة الداللية للسياقات الثالثة ، وينتج المؤول النهائي

ديد آذلك لنفصDل األمر ، إن انتماء الموضوعة إلى مقولة األوالنية ، يجعلها غير محددة ، بل غير قابلة للتح ..

، األمDر الDذي يجعDل تمثDيل الممDثل لهDا نسDبيا وجDزئيا ، أي أنDه يمDثل الموضوعة من بعض وجوهها ال من آل

الرمز ، اتسعت � المؤشر �األيقون : وجDوهها ، فDإذا أضDفنا إلDى هDذا أنDواع الممDثل ، أو لDنقل طDرائق التمثDيل

د المؤول ضرورة ، بل إلى اعتبار المؤول عالمة المسافة بين الموضوعة والممثل ، األمر الذي يؤدي إلى تعد

. الممثل الثاني الذي يستلزم مؤوال ثانيا / ممثال أآثر تطورا من الممثل األول ، وهكذا يفترض المؤول /

بعDض وجDوه التمثDيل فإنDه يكشف ، وفي الوقت نفسه ، / يقDوم بDتأويل وجDه ) المباشDر (وإذا آDان المDؤول األول

لمباشDر ، وإنمDا الفDائض عDنه في الموضوعة التي يقوم بتمثيلها ، هنا يلجأ المؤول الثاني لDيس قصDور المDؤول ا

الDDثقافة ، وهDDنا ينفDDتح الDDتأويل علDDى مسDDتويات ال / إلDDى خطDDاب الموضDDوعة وآDDل آDDل الموضDDوعات ) الدينامDDي(

بد في لحظة معينة متناهDية مDن إمكانات تحمله بالداللة ، وآأننا إزاء فائض تأويلي عن الموضوعة ، ولذلك ال

..، من لحظات اغتناء المؤول الدينامي بالداللة ، من اختيار سياق يضبط التناهيه ويضع لديناميته حدا

:إذن لدينا عالمة وثالثة أنواع من السياقات

. سياق العالمة وينتهي بالمؤول المباشر ، ويوازي السياقين القبلي والترآيبي -

لمDؤوله غيDDر المباشDر ، ويDDوازي السDياق الDبعدي بشDDرط تجDاوز الDDنص إلDى سDDياقات السDياق الثقافDي والنهايDDة -

.معها ) تأويلية(تداعيات عناصر السياق الترآيبي للخطابات الثقافية مشتبكة في عالقات نوعية

قد السياق الجامع الذي يضع نهاية للمؤول غير المباشر وينتج المؤول النهائي ، وال يتوازى مع شيء عندنا ف -

.استنفدنا أنواع سياقاتنا ، ولكنه يمثل آلية في السياق السابق إلنهاء فاعلياته التأويلية

بالغتنا بين الخطاب والتأويل: خاتمة يمDثل التDراث العربDي بكDل خطاباتDه شDبكة معقDدة مDن العالقات حتى ليمكن االرتكاز إلى أي من هذه الخطابات

وآذلك حال الخطاب البالغي عموما ، والبياني منه على وجه . األخرى لنDرى أنDه مرآز التقاء بقية الخطابات

علوم اللغة ، وما هو : الDتحديد ، آDان ملتقDى عدة خطابات ، منها الخطاب اللغوي ، ويضم تحته ما هو معرفي

ا القDDرآن الكDDريم نصDD: الشDDعر والنثDDر والمعDDارف المحDDيطة بهمDDا آالDDنقد والDDتاريخ ، ومDDا هDDو إعجDDازي : إبداعDDي

. ومنها الخطاب الفلسفي بكل روافده . وعلوما

وللطبDيعة التضDDافرية بDين خطابDDات تDراثنا العربDDي ، آانDDت النDزعة العلمDDية الصDارمة سDDمة آDل خطاباتDDه ومDDنها

والعلDوم دائمDا تمييزية بامتياز ، فهي تعمل ، قبل مقاربة الظاهرة موضوع اشتغالها ، على . الخطDاب البالغDي

ا آDDل مDDا سDDواها ، ثDDم تعمDDل علDDى تمييDDز آخDDر داخDDل الظاهDDرة نفسDDها السDDتجالء عناصDDرها تمييDDزها مDDن سDDواه

ثم تأتي دقة التعريف . وتصDنيف البنيات الممكنة لها ، ومن ثم يتبع التقسيم والتفريع عملية التمييز الداخلي هذه

Page 37: Gazzar

37

بالغتDنا العDربية بغلDDبة وآثيDرا مDا اتهمDDت . التDي تصDل إلDى مسDDتوى الحDدود المنطقDية لكDل األقسDDام والتعDريفات

.التقسيم والتفريع على خطابها ، دونما وعي بأن هذه الغلبة عرض للنزعة العلمية علوم البالغة الثالثة

مقاربة : واالتجاه اآلخر . التأسيس العلمي لها : اإلشDكال عDندنا أن بالغتDنا قامت على اتجاهين ، االتجاه األول

منهجDية التألDيف فDي البالغة العربية على حضور االتجاهين ، األمر الذي وقامDت . تحققDات الظاهDرة البالغDية

توزيDDع تلDDك الDDتحققات علDDى مطلDDوبات التأسDDيس العلمDDي ، ومDDن هDDنا ظهDDرت إشDDكالية التDDناول � حDDتما �فDDرض

م يعد وإذا آDان لDتلك المنهجDية التأليفDية مDا يبDررها في تراثنا فل . الجزئDي للظاهDرة الجمالDية فDي تDراثنا البالغDي

مقDبوال أن تسDتمر آمDا هDي فDي خطابDنا البالغDي المعاصر ، وبخاصة أن تراثنا غطى علميا آل الممكنات عبر

إن بين أيدينا من تراثنا خطابا علميا عن الظاهرة البالغية ، وال .. شDواهده التDي لم يحدها قيد زماني أو مكاني

غربية حديثة يمكن استثمارها ، ليس استثمارا مطلقا ، أعDتقد أن ثمDة زيDادة ممكDنة عليه ، وبين أيدينا منهجيات

وإنمDا بالحساسDية الواجDبة تجDاه مDا نDنقله عDن سDوانا وتحديDدا الغDرب مDن جهDة ، وبهDدف يجب أن يكون محددا

وأعتقد أن نقل البالغة العربية من جزئية تناولها لظاهرة الجماليات اللغوية إلى . بشDكل مسDبق من جهة أخرى

. أن يكون الهدف األآثر وجوبا نصيتها يجب

مDن وجهDة نظDرنا ، ال يمكDن إنجDاز هDذا الهDدف ما لم نستكشف مناطق تماس بالغتنا مع المنهجيات الغربية أو

وهDذا مDا آDنا نحاولDه فDي هDذه الدراسة ، بدءا من وضع مفهوم العالمة داخل الخطاب البياني ، إذ ال .. بعضDها

أنواع العالمات ، : أن يكDون مرآزها ذلك المفهوم وآل استتباعاته من يمكDن الحDديث عDن نصDية بالغDية دون

..وعالقاتها فيما بين بعضها البعض ، وحراك ممثلها من موضوعة إلى أخرى أو من مؤول إلى آخر

:مراجع الدراسة

ت . د�روت بي� دار الكتب العلمية � المستصفى في علم األصول �) حجة اإلسالم اإلمام( أبو حامد الغزالي -1

الهيئة العامة لقصور � تحقيق فان فلوتن � مفاتيح العلوم � أبو عبد اهللا محمد بن أحمد بن يوسف الخوارزمي -2

147: ص � 1994 منتصف أبريل � القاهرة �الثقافة

�معارف دار ال�محمد سليمان أبو دنيا .د: تحقيق � اإلشارات والتنبيهات بشرح الطوسي � أبو علي بن سينا -3

1971 � 2: ط �القاهرة

� الجزء الثاني � بغداد � المجمع العلمي العراقي � معجم المصطلحات البالغية �) دآتور( أحمد مطلوب -4

1986

الهيئة المصرية �محمد أنور شكري .عبد المنعم أبو بكر ، د.د: ت � ديانة مصر القديمة � أدولف إرمان -5

1997 � القاهرة�العامة للكتاب

العالماتية وعلم �) إعداد وترجمة(منذر عياشي : ضمن آتاب � التأويل والعالماتية � آرت فان زويست -6

2004: ط �الدار البيضاء / بيروت � المرآز الثقافي العربي �النص

Page 38: Gazzar

38

1: ط � بيروت � المنظمة العربية للترجمة�أحمد الصمعي .د: ت � السيميائية وفلسفة اللغة � أمبرتو إيكو -7

� 2005

1970 � القاهرة � الهيئة المصرية العامة �محمود الخضري : تحقيق � من آتاب الشفاء � العبارة - ابن سينا -8

ت. د� القاهرة � دار المعارف � لسان العرب � ابن منظور -9

ت . د�وت بير� دار الكتب العلمية � اإليضاح في علوم البالغة - الخطيب القزويني -10

دار الفكر �عبد الرحمن البرقوقي : ضبطه وشرحه � التلخيص في علوم البالغة � الخطيب القزويني -11

1932 � 2: ط � القاهرة �العربي

1996 � 35: ط � بيروت � دار المشرق �لمنجد في اللغة ا-12

دار الشئون الثقافية �ي عند العرب األصول ، دراسة إبيستيمولوجية للفكر اللغو �) دآتور( تمام حسان -13

1988 � بغداد �العامة

1996 � القاهرة � المجلس األعلى للثقافة �شوقي جالل : ت � التراث المسروق � جورج جي إم جيمس -14

�العرب والفكر العالمي : مجلة �محمد البكري : ت �أو نقد للعلم /الدالئلية علم نقدي و -جوليا آريستيفا -14

1988 شتاء � بيروت � المرآز القومي لإلنماء �العدد األول

ط - الالذقية � دار الحوار �عبد الرحمن بو علي : ت � السيميائيات أو نظرية العالمات � جيرار دي لودال -15

:2004

1987 � 1: ط � الدار البيضاء � دار توبقال � دروس في السيميائيات �) دآتور( حنون مبارك -16

1990 � بيروت � مكتبة لبنان �المعجم الموسوعي للمصطلحات الثقافية �) دآتور(ثروت عكاشة -17

1997 � 1: ط � القاهرة � لونجمان � البالغة العربية قراءة أخرى �) دآتور( محمد عبد المطلب -18

2005 � 2: ط �ذقية الال� دار الحوار � السيميائيات ، مفاهيمها وتطبيقاتها � سعيد بنجراد -19

/ بيروت � المرآز الثقافي العربي � السيميائيات والتأويل ، مدخل لسيميائيات ش س بيرس � سعيد بنجراد -20

2005 � 1: ط �الدار البيضاء

� المؤول والعالمة والتأويل �سعيد بنجراد -21

http://www.fikrwanakd.aljabriabed.com

: إعداد �مدخل إلى السيميوطيقا : ضمن آتاب �حول بعض المفاهيم واألبعاد .. السيميوطيقا �سيزا قاسم -22

1986 � القاهرة � دار إلياس �نصر أبو زيد وسيزا قاسم

منشورات وزارة الثقافة �أحمد نصيف الجنابي وآخرين .د: ت � الصورة الشعرية � سيسل دي لويس -23

1982 � بغداد �واإلعالم العراقية

: ط � بيروت � دار الطليعة � علم الداللة عند العرب ، دراسة مقارنة مع السيمياء الحديثة � عادل فاخوري -24

2 � 1994

Page 39: Gazzar

39

�لقاهرة مكتبة ا�محمد عبد المنعم خفاجي .د: تعليق وشرح � دالئل اإلعجاز � عبد القاهر الجرجاني -25

1980

2003 � القاهرة � دار الحديث � علم أصول الفقه � عبد الوهاب خالف -26

� المؤسسة الجامعية للدراسات � النظرية األلسنية عند رومان جاآوبسون �) دآتور( فاطمة الطبال برآة -27

1993 � 1: ط �بيروت

� س برس لز ساندر ر مفهوم الحقيقة عند تشا-)دآتور(محمد مفتاح -28

http://www.fikrwanakd.aljabriabed.com