مقدمة في علم

العلل

إعدادد سلطان فهد الطبيشي

أستاذ الحديث المشارك بقسم الثقافة اإلسالميةكلية التربية – جامعة الملك سعود

المقدمة ونس..تعينه ، ونس..تغفره ،الحم..د لل..ه نحم..ده إن

ونع.وذ بالل..ه من ش.رور أنفس..نا وس.يئات أعمالن..ا من يهده الله فال مضل له ، ومن يضلل فال ه..ادي له ، وأشهد أن ال إل..ه إال الل..ه ، وأش..هد أن محم..دا

عبده ورسوله صلى الل..ه علي..ه وعلى آل..ه وص..حبه وسلم:

، والح..ق تقات..ه يا أيه..ا الذين آمن..وا اتق..وا الله ﴿ يا أيها الناس اتقوا ﴿ (1)﴾تموتن إال وأنتم مسلمون

ربكم الذي خلقكم من نفس واح..دة ، وخل..ق منه..ا زوجها وبث منهما رجاال كثيرا ونساء ، واتقوا اللهام ، إن الله ك.ان عليكم اءلون ب.ه واألرح. الذي تس.

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقول..وا﴿ (2) ﴾رقيبا ، أما بعد : (3)﴾ قوال سديدا

فإن علم الحديث النبوي من أجل العلوم وأشرفها ريعة ،، وذلك لتعلقه بالمصدر الثاني من مصادر الش

ديث ، ل الح ها علم عل ا وأغمض ه وأدقه ومن أصعب علوم ول قيمه ، وكالم الرس فبه يعرف صحيح الحديث من س

ذا ه. ل ا ليس من من كالم غيره ، لئال يدخل في شرع الله م ديث ، ولم يخض في ل الح ل من أه ه إال القلي لم يتكلم في ديث كتب ل الح اد ، وألفت في عل ذة النق غماره إال الجهاب اديث تي وقعت في األح ل ال ا عن العل تحدث فيها مؤلفوه سواء في سندها أو متنها ، لذا أحببت جمع مقدمة في كالم

أهل العلم في علم علل األحاديث . وتظهر أهمية هذا الموضوع في عدة أمور :

كون الموضوع يبحث في جانب من أدق علوم السنة-1 لل الحديث ". المطهرة وهو" علم ع

خدمة جانب مهم من علم السنة أال وهو علل الحديث-2 .

إبراز جهود علماء الحديث في نقد األحاديث وبيان-3 عللها ، وبيان األسس والضوابط التي ساروا عليها

في نقد األحاديث . يشتمل هذا البحث على :و

المقدمة : وتشتمل على أهمية الموضوع .التمهيد ويشتمل على :

. 102سورة آل عمران آية : )( 1 . 1سورة النساء آية : )( 2 . 70سورة األحزاب آية : )( 3

2

مفهوم العلة .-1 نشأة هذا العلم وأهميته ، وأشهر علمائه ، والمؤلفات-2

فيه . أنواع العلة .-3أسباب العلة .-4وسائل كشف العلة .-56-

بسم الله الرحمن الرحيم

مفهوم العلة تعريف العلة لغة : . قال ابن فارس : عل : العين والالمأصل كلمة علة : علأصول ثالثة صحيحة :

ر أو تكرير ، واآلخر : عائق يعوق ، والثالث :أحدها : تكرضعف في الشيء .

فاألول : العلل ، وهي الشربة الثانية ، ويقال : علل بعد نهل ،ون وعلال ... ويقال : أعل القوم ، إذا شربتوالفعل يعل عال

3

vبلهم علال ، قال ابن األعرابي : في المثل : ما زيارتك إيانا إال إ سوم عالة ، أي مثل اإلبل التي تعل ... وإنما قيل هذا ؛ ألنها إذا

رب كان أقل لشربها الثاني ... ر عليها الش كر العائق يعوق ، قال الخليل : العvلة حدثواألصل اآلخر :

يشغل صاحبه عن وجهه ، ويقال: اعتله عن كذا ، أي : اعتاقه ،قال : فاعتله الدهر وللدهرv علل.

العvلة : المرض ، وصاحبها معتل . قال ابنواألصل الثالث:vيل. انتهى .(1)األعرابي: عل المريض يعvل فهو عل

ة بالكسر : المرض ، عل يعvل واعتل وقال الفيروز آبادي : والعvله الله - تعالى - فهو : وعليل ، وال تقل : معلول ،معل وأعل

يقال : لكل ... (2)والمتكلمون يقولونها ، ولست منه على ثلجته : سببه ... والمعلل ل vر وقد اعتل ، وهذه عvر مقتدvمعتذ

كمحدث دافvع جابي الخراجv ، بالعvللv : ومن يسقي مرة بعد مرة.(3)، ومن يجني الثمر مرة بعد مرة

ه - : و قبل ادي - وه يروز آب ر الف ا ذك ور على م وزاد ابن منظة : ه ... العvل ه أي : تلهى ب ل ب به وتعل vاح غل ص دث يش عنالح

غله ه عن ش ا منع غال ثاني ارت ش ك العvلة ص أن تل ه ، ك حاجتاح معلول ... األول ... ومنه قصيد كعب : كأنه منهل بالر

ارب من ول في المتق ة المعل حاق لفظ و إس تعمل أب واس. (4)العروض . انتهى

دة ة " في ع ل vفيؤخذ مما سبق أن العرب استخدموا لفظة " ع معان ، هي :

ر أو تكرير . .1 تكرعائق يعوق عن الشيء . .2ضعف في الشيء ..3. ألهاه بالشيء وشغله به.4

مادة ) عل ( . ، 12/ 4)( معجم مقاييس اللغة 1 ه في ثلج هو من : )(2 ت . قال أن ط ثلجت نفسي : اطم اموس المحي /1الق

لج ، مادة ) 233 ( .الث ، مادة ) العل ( .21 / 4القاموس المحيط )( 3مادة ) علل ( . ، 368 – 365/ 9)( لسان العرب 4

4

واألقرب من هذه األقوال الستعماالت المحدثين : القول الثالث د رى ال يبع ، ويقرب منه القول الثاني . وإن كانت األقوال األخ

أن تدخل في االستعمال االصطالحي . واستخدم أهل النقد ألفاظا ، منها : معل ، ومعلل ،

ومعلول ، وسأذكر األلفاظ التي وجدتها في كتب علل الحديث ، ، علل هذا هذا الخبر والصحاح ، والسنن ، فيقولون مثال : علل

لهذا، حديث معلول أخبار رويت في كذا ،الحديث ، علل ، ، حديثه معلل ، معلل وال يصح زعم أنه معلل ، الحديث علة

والخبر معلول ، ، وهو من معلول حديثه يروى بإسناد معل ،.وهو معلول من ثالثة أوجه

ه : ة إن ه عل ومعللكن األصح أن يقال للحديث الذي في ؛ فه نى : تعملونه بمع ة يس مأخوذ من لفظ: " أعل" ؛ ألن أهل اللغ ديث ، ل الح تعمال أه رب الس و األق رض ، وه عف والم الض

وا في ا ، واختلف ظ واستعمالهم له قليل حسب بحثي له : " لفهل هما لحن أم ال ؟" معلل" ومعلول "

ويسميهقال ابن الصالح:، فقيل: إنه لحن"معلول"أما لفظ:.1 ولهم أهل الحديث:"المعلول " وذلك منهم ، ومن الفقهاء في ق ة ل العربي د أه رذول عن في باب القياس : العلة والمعلول ، م

.(1)واللغةيده vوالفيروز آبادي ، ووافقه(2)وسبقه : الحريري ، وابن س ،

. (4)، والسيوطي(3)النووي وخالفهم جمع فقالوا : إنه لفظ ورد في لغة العرب ، واستعمله

قدجمع من أهل الحديث ، ذكر العراقي جماعة منهم بقوله : حكاه جماعة من أهل اللغة منهم : قطرب فيما حكاه اللبلي ،

والجوهري في . (5)" الصحاح " ، والمطرزي في " المغرب " . انتهى كالمه

.186معرفة أنواع علم الحديث ص )( 1 ذكرهما العراقي في التقييد واإليضاح لما أطلق وأغلق من مقدمة ابن الصالح)( 2

.116ص .251/ 1تدريب الراوي )( التقريب والتيسير مع 3 المصدر السابق .)(4 .116التقييد واإليضاح ص )( 5

5

(2)، والترمذي(1)وزاد السخاوي فقال : وقع في كالم البخاري

، وكذا األصوليين في :(3)وخلق من أئمة الحديث قديما وحديثا باب القياس حيث قالوا : العلة والمعلول ، والمتكلمون ، بل

وأبو إسحاق الزجاج في المتقارب من العروض ؛ ألن المعلول من : عله بالشراب : أي سقاه بعد أخرى ، ومنه : من جزيل

عطائك المعلول ، إال أن مما يساعد صنيع المحدثين ومن أشير إليهم : استعمال الزجاج اللغوي له ، وقول الصحاح على

الشيء ، فهو معلول يعني : من العلة ، ونص جماعة كابن القوطية في " األفعال" على أنه ثالثي ، فإنه قال : " عل

اإلنسان علة : مرض ، والشيء أصابته العلة". ومن ثم سمى.(4)شيخنا كتابه : " الزهر المطلول في معرفة المعلول". انتهىلل ، vة : المرض الشاغل ، والجمع : ع وقال الفيومي : والعvله الله فهو: معلول ، قيل : من در ، و أعل vدرة وسvمثل : س

النوادر التي جاءت على غير قياس ، وليس كذلك ؛ فإنه منه الله فعل فهو : معلول ، أو من تداخل اللغتين واألصل : أعله فيكون على القياس ، وجاء معل على القياس لكنه قليل عل

.(5)االستعمال هل هي من الفعل" العلة " وسبب الخالف هو في لفظة :

؟ قال السخاوي: ولكنالثالثي المجرد ، أم من الثالثي المزيد األعرف أن فعله من الثالثي المزيد تقول: أعله الله فهو : معل

، وال يقال : .29/ 2 ، وفي تاريخ بغداد 1/550نقل قوله الترمذي في علله الكبير )( 1.1119 ، 97ينظر األحاديث في جامع الترمذي ، رقم الحديث : )( 2 ، وأبو داود3/189من األئمة الذين استعملوا هذا اللفظ : الشافعي في األم )( 3

/3 ، وابن خزيمة ، ينظر في : سنن البيهقي الكبرى 34في رسالته ألهل مكة ص - لم أجده في كتب ابن خزيمة المطبوعة في مظانه - ، والعقيلي في198

، والحاكم في معرفة483/ 4 3/408 ، وابن حبان في صحيحه 252/ 1الضعفاء ، وأبو نعيم األصبهاني في مستخرجه على صحيح مسلم237علوم الحديث ص

، وابن عبدالبر في التمهيد143/ 4 ، 197/ 1 ، والبيهقي في سننه الكبرى 48/ 1 ، والذهبي في162/ 2 ، والخطيب البغدادي في الجامع ألخالق الراوي 237/ 16

،1/22 ، وابن القيم في تهذيب سنن أبي داود 98 ، 1/97المغني في الضعفاء وغيرهم كثير.423 ، 354/ 6وابن رجب في فتح الباري

.244/ 1فتح المغيث شرح ألفية الحديث )( 4 .426المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي ص )( 5

6

معلل؛ فإنهم إنما يستعملونه من علله بمعنى: ألهاه بالشيءوشغله به، ومنه: تعليل الصبي بالطعام ،

وما يقع من استعمال أهل الحديث له حيث يقولون: علله فالن .(1)فعلى طريق االستعارة. انتهى

وأصلها مأخوذ من لفظ : " عل " فاسم المفعول منها : معلول؛ ألنه من عله بالشراب : أي سقاه

وتكون العالقة بين المعنى اللغويمرة بعد أخرى . واالصطالحي أن العلة ناشئة عن إعادة

.(2)النظر في الحديث مرة بعد مرة ليس بلحن ؛ ألنه لفظ" معلول " إن لفظ والصواب:

استعملته العرب ، وبعض أئمة الحديث واستعمالهم له كثيركما سبق في النقول عنهم .

ا"معلل"أما لفظ : .2 ديث كم ل الح فهو موجود في كالم أه ل ه ، ولع ال ب ه ال يق سبق ، لكن ذهب بعض أهل العلم إلى أن

واألحس ن أن يق ال في ه :ذلك لقلة استعماله . قال الع راقي : معل بالم واحدة ال معلل ؛ فإن الذي بالمين يستعمله أهل اللغة ام ، بمعنى : ألهاه بالشيء وشغله به ، من تعليل الصبي بالطع ارة ة ، وفى عب ل اللغ ثر في كالم أه و األك وأما بالم واحدة فه ل ارات أه ل الح ديث في الفع أهل الحديث أيضا ؛ ألن أكثر عب أن يقولوا : أعله فالن بكذا ، وقياسه معل ، وتقدم قول صاحب ال ل ، وق و مع " المحكم" : أن المعروف إنما هو أعله الله فه

.(3)الجوهري : ال أعلك الله أي : ال أصابك بعلة . انتهى كالمه وأصلها كما سبق .(5)، والسخاوي(4)وذكر نحوه الزركشي

مأخوذ من لفظ : "علل" فاسم المفعول منه : معلل ؛ فإنه بمعنى : ألهاه بالشيء وشغله به . وذكر السخاوي أن

استعمالهم لهذا اللفظ من باب االستعارة فقال: ومنه : تعليل

.244/ 1فتح المغيث )( 1 .21/ 1شرح علل الترمذي البن رجب ، مقدمة المحقق الدكتور همام سعيد )( 2 .117التقييد واإليضاح ص )( 3.205/ 2النكت على مقدمة ابن الصالح )( 4 .244/ 1فتح المغيث )( 5

7

الصبي بالطعام ، وما يقع من استعمال أهل الحديث له حيث.(1)يقولون : علله فالن ، فعلى طريق االستعارة . انتهى كالمه

كما وعلى هذا تكون العالقة بين المعنى اللغوي واالصطالحيقال علي القاري : وكان وجه

الشبه الشغل ؛ فإن المحدث يشغل بما فيه من العلل ..(2)انتهى

" علة " المعنى الثاني ، وهو :بقي من استخدام العرب للفظة المعنى ه ب نى يمكن ربط ذا المع يء . وه عائق يعوق عن الش ذي ديث ال و : الح ل ه ديث المعل و : أن الح طالحي ، وه االص

عاقته العلة وشغلته . (3)فلم يعد صالحا للعمل به

ة دثون ، وخاص وبعد فاألقوال المرادة في اللغة استعملها المح ة ف العل ذا تعري ي، وه القول الثالث الذي هو: الضعف في الش ه يأتي ، وأن ا س عموما ، أما إذا نظرنا إلى خفاء العلة ودقتها كم رى األقوال األخ ذة ف د الجهاب يصعب اكتشافها إال على أهل النق

ر أو تكرير ، أو عائق يعوق عن الشيء غلوهي : تكر ، أو أن ش ال يبعد أن تدخل في االستعمال االصطالحي. فالمحدثبالشيء

ذلك ه ، وك ه علت ر ل يحتاج أن يعيد النظر في الحديث حتى تظه حيحه ، وك ذلك العلة هي عائق يراه الناقد في الحديث يعوق تص

الحديث المعلول فيه شغل للناقد . تعريف العلة في اصطالح المحدثين

لم أجد للمتقدمين تعريفا للحديث المعلول ، وإنما ذكرالمتأخرون له تعريفين ، هما :

ما قاله ابن الصالح وهو : الحديث الذيالتعريف األول: اطلع فيه على علة تقدح في صحته مع أن ظاهره السالمة

.(4)منها وقال العراقي : العلة عبارة عن أسباب خفية غامضة ،

.(5)طرأت على الحديث فأثرت فيه أي قدحت في صحتهالمصدر السابق .)( 1 .132شرح نخبة الفكر في مصطلحات أهل األثر ص )( 2 .21/ 1شرح علل الترمذي البن رجب ، مقدمة المحقق الدكتور همام سعيد )( 3 .187معرفة أنواع علم الحديث ص )( 4 .102فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي ص )( 5

8

وقريبا من تعريف ابن الصالح عرفه الحافظ ابن حجر بقوله : هو حديث ظاهره السالمة ، اطلع فيه بعد التفتيش على

. فأضاف فيه ابن حجر مسألة التفتيش. ولما ذكر(1)قادحvقاعي تعريف شيخه ابن حجر هذا قال لشيخه : فحينئذ(2)الب

يكفي أن يقال : ما اطلع فيه بعد التفتيش على قادح ، وفهم من التقييد بالتفتيش أن ظاهره السالمة ، فقال – أي ابن حجر - : ال يلزم ذلك ، بل قد يطلع في الخبر الذي ضعفه ظاهر على علة خفية أيضا ، وهذه ال يمكن أن تكون قادحة ؛ فإنها صادفته

ضعيفا مقدوحا فيه ، فقلت : فحينئذ يخرج هذا من هذا الحد بالتقييد بقادح فال يكون معلوال إال إذا قدحت فيه العلة

. (3)الخفية والتعاريف السابقة للحديث المعلول مأخوذة من كالم

الحاكم ، فابن حجر لما ذكر تعريف ابن الصالح قال : وهذا

ب ،117ذكره البقاعي في النكت الوفية بما في شرح األلفية عنه لوحة )( 1 ح الباقي على ألفية العراقي ، ولم أجده227/ 1والحافظ األنصاري في فت

في كتب ابن حجر المطبوعة في مظانه. تنبيه: نسب الدكتور همام سعيد هذا التعريف للعراقي، وذكر أن البقاعي ذكره له، والذي وجدته في النكت الوفية التعريف منسوبا لشيخ البقاعي: ابن حجر وال وجود

لذكر العراقي، ولعل سبب هذا السهو أن الدكتور هماما لم يطلع على النسخة الخطية للنكت الوفية، واعتمد على قول محقق فتح المغيث للعراقي، وتبع

الدكتور همام على هذا السهو بعض من كتب في العلة ممن جاء بعده ويؤكد نسبة هذا القول البن حجر: أن الحافظ األنصاري تلميذ ابن حجر نسبه له في فتح الباقي

كما سبق. والله أعلم البقاعياإلمام برهان الدين إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط هو: )( 2

الشافعي ، المحدث المفسر اإلمام العالمة المؤرخ ، ولد سنة تسع وثمانمائة... وأخذ المترجم عن أساطين عصره كابن ناصر الدين،

وابن حجر ، وبرع وتميز وناظر ، وانتقد حتى على شيوخه وصنف تصانيف عديدة من أجلها : " المناسبات القرآنية" ، و"عنوان الزمان

بتراجم الشيوخ واألقران" ، و"تنبيه الغبي بتكفير عمر بن الفارض وابن عربي" وانتقد عليه بسبب هذا التأليف، وتناولته األلسن، وكثر

الرد عليه، فممن رد عليه العالمة السيوطي بكتابه "تنبيه الغبي بتبرئة ابن العربي" وبالجملة فقد كان من أعاجيب الدهر وحسناته،

انتهى. ذكر ذلك ابنوتوفي بدمشق في رجب عن ست وسبعين سنة.في شذرات الذهب في أخبار من ذهب في وفيات سنة )العماد الحنبلي

.7/339ه.( 885 ب ( .117النكت الوفية ) لوحة )( 3

9

فإنه قال : " وإنما(1)تحرير لكالم الحاكم في " علوم الحديث "ل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل ، فإن حديث يعل

المجروح ساقط واه ، وعلة الحديث تكثر في أحاديث الثقات ، أن يحدثوا بحديث له علة فتخفى عليهم علته ، والحجة فيه

.(2)عندنا العلم والفهم والمعرفة" وبالنظر لهذه التعاريف يظهر لي أن للعلة - على حسب

التعريف االصطالحي- شرطين هما : الخفاء والغموض ..1أن تقدح في صحة الحديث ..2

ويفهم من هذا أن تكون العلل في أحاديث الثقات أكثر ، وبالنظر لكتب العلل نجد أن أكثر العلل موجهة ألحاديث الثقات

. بعض علماء العلل العلة على غير معناهاوقد أطلق

، وهذااالصطالحي ، فأطلقوها على األسباب الظاهرة القادحة هو :

في كتابه "علوم(3) قال ابن حبيش التعريف الثاني : الحديث" إن المعلل : أن يروي عمن لم يجتمع به ، إما بطريق التاريخ كمن تتقدم وفاته عن ميالد من يروي عنه ، وإما بطريق

الجهة ، بأن يروي الخراساني عن المغربي ، ولم ينقل أن

باختالف يسير عن المطبوع .359معرفة علوم الحديث ص )( 1.710/ 2النكت على كتاب ابن الصالح )( 2 القاضي اإلمام العالم الحافظ الثبت أبو القاسم عبد الرحمنهو: )( 3

بن محمد بن عبيد الله بن يوسف األنصاري األندلسي ، نزيل مرسية ، وحبيش هو : خاله فينسب إليه ، ولد بالمرسية سنةحبيش ، ابن

...أربع وخمس مائة لقي بقرطبة : يونس بن مغيث ، وجعفر بن محمد بن مكي ،

وقاضي الجماعة محمد بن أصبغ ، والقاضي أبا بكر بن العربي وعدة ... وقصد من البالد ، وأخذ األدب عن محمد بن أبي زيد النحوي وبرع

في العربية ... وكان من فرسان الحديث باألندلس ، بارعا في لغته ،لم يكن أحد يجاريه في معرفة الرجال ، وله خطب حسان

، وتصانيف ، وسعة علم كثير جدا . قاله الذهبي في سيرتوفي في صفر سنة أربع وثمانين وخمس مائة

.121 - 118/ 21أعالم النبالء

10

الخراساني انتقل من خراسان ، وال أن المغربي انتقل من . (1)المغرب . انتهى

وذكر الحافظ ابن حجر هذا التعريف فقال : "وقد أفرط بعض المتأخرين ، فجعل االنقطاع قيدا في تعريف المعلول".

ثم ذكر تعريف ابن حبيش ، وتعقبه بقوله : " وهو تعريف ظاهر الفساد ؛ ألن هذا ال خفاء فيه وهو بتعريف مدرك

.(2)السقوط في اإلسناد أولى ، والله أعلم" وعلى هذا المعنى مشى علماء المغرب واألندلس ، حيث

يعلون الحديث بالعلل الظاهرة مثل : ضعف الراوي ، وكذبه ، وسوء حفظه وغيرها . يقول الدكتور إبراهيم بن الصديق :

والتعليل بالظاهر هو مذهب أغلب األندلسيين والمغاربة اعتبارا للمعنى اللغوي ، فيقولون : هذا حديث معلول باالنقطاع ، أو

. (3)بالراوي الفالني - وهو ضعيف - ، أو متهم ...إلخ وقد يجمع بين التعريفين أن من ذهب إلى التعريف األول أراد

بالعلة التعريف االصطالحي وهي التي تكون في الغالب في أحاديث الثقات ؛ ألن اكتشاف العلة في أحاديثهم فيه غموض

وخفاء ، ومن ذهب إلى التعريف الثاني أراد بالعلة التعريفاللغوي العام ، وعلى هذا ال إشكال .

لكن الناظر في كتب العلل يجد فيها أحاديث أعلت بعلل ظاهرة ، مثل : فيه فالن وهو ضعيف ، وفالن كذاب ، وفالن

سيء الحفظ ، وفالن الغالب عليه الغفلة ... إلخ . قال ابن الصالح: ثم اعلم أنه قد يطلق اسم العلة على غير

ما ذكرناه من باقي األسباب القادحة في الحديث ، المخرجة له من حال الصحة إلى حال الضعف ، المانعة من العمل به ، على ما هو مقتضى لفظ العلة في األصل . ولذلك نجد في كتب علل الحديث الكثير من الجرح بالكذب والغفلة، وسوء

الحفظ ، ونحو ذلك من أنواع الجرح. وسمى الترمذي النسخ علة من علل الحديث . ثم إن بعضهم أطلق اسم العلة على ما ليس بقادح من وجوه الخالف ، نحو

إرسال من أرسل الحديث الذي أسنده الثقة الضابط ، حتى.213/ 1ذكر هذا التعريف ابن الملقن في كتابه المقنع )( 1.746/ 2النكت على كتاب ابن الصالح )( 2 .30/ 1ينظر بتصرف : علم علل الحديث )( 3

11

قال : من أقسام الصحيح ما هو صحيح معلول ، كما قال. (1)بعضهم: من الصحيح ما هو صحيح شاذ، والله أعلم. انتهى

وتسمية الترمذي النسخ علة يعني أنه نسخ العمل به ال أنه مردود ، وعلق الزركشي على تسمية الترمذي النسخ علة

لعل الترمذي يريد أنه علة في العمل بالحديث ال أنهفقال: علة في صحته ؛

الشتمال الصحيح على أحاديث منسوخة ، وال ينبغي أن يجري. (2)مثل ذلك في التخصيص

ثم إن بعضهم أطلق اسم العلة على ماوقول ابن الصالح : " أما" هذا البعض هو : أبو يعلى الخليلي ، فقال : ليس بقادح

،الحديث الصحيح المعلول فالعلة تقع لألحاديث من أنحاء شتى ال يمكن حصرها ، منها : أن يروي الثقات حديثا مرسال وينفرد

به ثقة مسندا فالمسند صحيح وحجة وال .(3)تضره علة اإلرسال ... إلخ كالمه

لكن كتب العلل غالب العلل فيها توافق التعريف األول ،وسأضرب لذلك بعض األمثلة ، منها :

قال ابن أبي حاتم : سألت أبي ، عن حديث رواه قتادة ،.1 وحماد بن سلمة ، عن عكرمة ابن خالد ، عن ابن عمر ،

"من باع نخال قد أبرت فثمرتها قال : عن النبي . قال أبي : كنتللبائع ؛ إال أن يشترط المبتاع "

أستحسن هذا الحديث من ذي الطريق ، حتى رأيت من حديث بعض الثقات : عن عكرمة بن خالد ، عن

. قال أبي : فإذاالزهري ، عن ابن عمر ، عن النبي الحديث قد عاد إلى الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر ،

. (4) عن النبي قال ابن حجر : وهو معلول ؛ ألن نافعا رواه عن ابن عمر من قوله ، وهذا غاية في الدقة ؛ فإن هذه الرواية في الظاهر كانت متابعة قوية لحديث سالم

لكنها

.190معرفة أنواع علم الحديث ص )( 1.215/ 2النكت على مقدمة ابن الصالح )( 2.1/160اإلرشاد في معرفة علماء الحديث )( 3.1122 ، رقم الحديث : 43 / 2 علل الحديث ، علل أخبار في البيوع )(4

12

.(5)بالتفتيش رجعت إليه سمعت أبي ، وذكر الحديث الذيقال ابن أبي حاتم :.2

رواه إسحاق بن راهويه ، عن بقية قال : حدثني أبو وهب " الاألسدي ، قال : حدثنا نافع ، عن ابن عمر قال :

تحمدوا إسالم امرىء ، حتى تعرفوا عقدة رأيه . قال أبي : هذا الحديث له علة قل من يفهمها ، روى"

بن أبي هذا الحديث عبيد الله بن عمرو ، عن إسحاق . وعبيدفروة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي

الله بن عمرو كنيته : أبو وهب ، وهو أسدي ، فكأن بقية بن الوليد كنى عبيد الله بن عمرو ونسبه إلى بني أسد

لكيال يفطن به ، حتى إذا ترك إسحاق بن أبي فروة من الوسط ال يهتدى له ، وكان بقية من أفعل الناس لهذا ،

وأما ما قال إسحاق في روايته عن بقية ، عن أبي وهب : حدثنا نافع ، فهو وهم ، غير أن وجهه عندي أن إسحاق لعله حفظ عن بقية هذا الحديث ، ولما يفطن لما عمل بقية من تركه إسحاق من الوسط ، وتكنيته

:عبيد الله بن عمرو ، فلم يفتقد لفظة بقية في قوله.(2)حدثنا نافع ، أو عن نافع

سألت أبي ، عن حديث رواه أحمدقال ابن أبي حاتم : .3 بن حنبل ، وفضل األعرج ، عن هشام بن سعيد أبي

أحمد الطالقاني ، عن محمد بن مهاجر ، عن عقيل بنvيب ، عن أبي وهب الجشمى - وكانت له صحبة - قال شب

" سموا أوالدكم أسماء : : قال رسول الله األنبياء ، وأحسن األسماء : عبدالله ،

وعبدالرحمن ، وأصدقها : حارث ، وهمام وأقبحها : حرب ، ومرة ، وارتبطوا الخيل ،

وامسحوا على نواصيها ، وقلدوها ، وال تقلدوها . قال أبي : سمعت هذا الحديث من فضلاألوتار "

األعرج ، وفاتني من أحمد ، وأنكرته في نفسي ، وكان يقع في قلبي أنه أبو وهب الكالعي - صاحب مكحول -

ب ( .118النكت الوفية ) مخطوط لوحة )( ذكر هذا الكالم البقاعي في 5 .714/ 2ويوجد كالم البن حجر أطول من هذا في النكت على كتاب ابن الصالح

.1957 ، رقم الحديث : 440 / 2 علل الحديث ، علل أخبار في اإليمان )(2

13

وكان أصحابنا يستغربون ، فال يمكنني أن أقول شيئا لما ، فإذا قد حدثنا ابنحvمصرواه أحمد ، ثم قدvمت

المصفى ، عن أبي المغيرة ، قال : حدثني محمد بن مهاجر ، قال : حدثني عقيل بن سعيد ، عن أبي وهب

. وأخبرنا أبو محمد ، قال :الكالعي ، قال : قال النبي وحدثنا به أبي مرة أخرى ، قال : حدثنا هشام بن عمار ،

سليمان بن عن يحيى بن حمزة ، عن أبي وهب ، عن . قال أبي : فعلمتموسى ، قال : قال رسول الله

أن ذلك باطل ، وعلمت أن إنكاري كان صحيحا ، وأبو وهب الكالعي هو : صاحب مكحول الذي يروى عن

مكحول ، واسمه : عبيدالله بن عبيد ، وهو دون التابعين يروي عن التابعين ، وضربه مثل األوزاعي ونحوه ،

فبقيت متعجبا من أحمد بن حنبل كيف خفي عليه فإني أنكرته حين سمعت به قبل أن أقف عليه ، قلت ألبي :

vيب ؟ قال : مجهول ، هو عقيل بن سعيد أو عقيل بن شب.(1)ال أعرفه

سمعت أبا زرعة ، يقول : كنت سمعتقال البرذعي : .4 رجاء الحافظ حين قدم علينا فحدثنا عن علي بن المديني ،

عن معاذ بن هشام ، عن أبيه ، عن عمرو بن دينار ، عن أن " نهى النبي عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :

فأنكرته ولم أكن دخلتيطرق الرجل أهله ليال ". البصرة بعد ، فلما التقيت مع علي سألته ، فقال : من

عني مجنون ، ما حدثت بهذا قط ، وما سمعتحدث بهذا .(2)هذا من معاذ بن هشام قط

روى الخطيب البغدادي من طريق عباس الدوري ، عن.5 يحيى بن معين أنه قال : حضرت مجلس نعيم بن حماد بمصر ، فجعل يقرأ كتابا من تصنيفه ، قال : فقرأ منه

فحدثساعة ، ثم قال: ثنا ابن المبارك ، عن ابن عون ، أحاديث قال يحيى :عن ابن المبارك ، عن ابن عون

فقلت له : ليس هذا عن ابن المبارك ، فغضب وقال : ، رقم125 / 3 علل الحديث ، علل أخبار رويت في األدب والطب )(1

.2451الحديث : .387 / 1سؤاالت البرذعي )(2

14

ترد علي ؟ قلت: إي والله أريد زينك ، فأبى أن يرجع . والله ماقال : فلما رأيته هكذا ال يرجع ، قلت : ال

سمعت أنت هذا عن ابن المبارك ، وال سمعها ابن المبارك ، عن ابن عون قط ، فغضب وغضب كل من

كان عنده من أصحاب الحديث ، وقام نعيم فدخل البيت أين الذينفأخرج صحائف ، فجعل يقول وهي بيده :

يزعمون أن يحيى بن معين ليس بأمير المؤمنين في ، وكانت صحائفالحديث ؟ نعم يا أبا زكريا غلطت

فغلطت ، فجعلت أكتب من حديث ابن المبارك عن ابن عون ، وإنما روى هذه األحاديث عن ابن عون غير ابن

. (1)المبارك ، قال : فرجع عنها

نشأة علم العلل ، وأهميته ، وأشهرعلمائه ، والمؤلفات فيه

: نشأة هذا العلم نشأ علم العلل منذ نشأة علم الحديث وذلك ألنه باب من

أبوابه، بل هو من أهم األبواب فيه، وبدأ االهتمام بنقد األحاديث منذ عهد الصحابة وأول من فتش عن الرجال في رواية

األحاديث عمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب –رضي الله عنهما - . قال ابن حبان : وهذان – يعني عمر ، وعلي – أول

من فتشا عن الرجال في الرواية ، وبحثا عن النقل في.(2 )األخبار ، ثم تبعهم الناس على ذلك

أنه قال : كنت tأبي سعيد الخدري فقد روى اإلمام مسلم عن جالسا بالمدينة في مجلس األنصار فأتانا أبو موسى فزعا ، أو

مذعورا ، قلنا ما شأنك ؟ قال : إن عمر أرسل إلي أن آتيه ، فأتيت بابه فسلمت ثالثا فلم يرد علي ، فرجعت ، فقال : ما

.177 الكفاية في علم الرواية ص )(1 . 36/ 1المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين )( 2

15

منعك أن تأتينا ؟ فقلت : إني أتيت فسلمت على بابك ثالثا فلم " إذا: يردوا علي ، فرجعت ، وقد قال رسول الله

. فقالاستأذن أحدكم ثالثا فلم يؤذن له فليرجع " عمر : أقم عليه البينة وإال أوجعتك . فقال أبي بن كعب: ال يقوم معه إال أصغر القوم، قال أبو سعيد : قلت : أنا أصغر

.(1)القوم ، قال : فاذهب به ،(2)واستدركت عائشة – رضي الله عنها- على الصحابة أمورا

عمرة بنت عبدالرحمن : أنها سمعت عائشةمنها : ما روته " إن الميت ليعذبوذكر لها : أن عبدالله بن عمر يقول :

، فقالت عائشة : يغفر الله ألبي عبدالرحمنببكاء الحي " أما أنه لم يكذب ، ولكنه نسي أو أخطأ ، إنما مر رسول الله

" إنهم ليبكون عليها ،على ي هودية يبكى عليها ، فقال : . وإنها لتعذب في قبرها"

. هذا ويعد ما قامت به عائشة رضي الله عنها من(3)رواه مسلمنقد المتن .

وإن كان ما استدركته عائشة رضي الله عنها لم يسلم لها كله ، بل قد يكون الصواب مع غيرها من الصحابة ، قال

هذا من جملة األحكام التيالنووي في موضوع القيام للجنازة : .(4)استدركتها عائشة على الصحابة لكن كان جانبهم فيها أرجح

ثم جاء عصر التابعين فوجد كالم لهم في نقد األحاديث ، وتمييز الروايات ، حتى وهم بعض التابعين بعض الصحابة ، مثال ذلك :

قال سعيد بن المسيب : وهvم ابن عباس في تزويج ميمونة . 2153االستئذان ، رقم الحديث : باب الصحيح ، كتاب اآلداب ، )( 1 : ولقد جمع اإلمام بدر الدين77قال د. األعظمي في مقدمة " التمييز " ص )( 2

الزركشي استدراكاتها واعتراضاتها على الصحابة في كتاب مستقل سماه:"اإلجابة إليراد ما استدركته عائشة على الصحابة". أما األحاديث التي

أوردها بدر الدين الزركشي فالبعض منها غير ثابت سندا والبعض اآلخر كان في الواقع فتاوى بعض الصحابة خالفوا فيها األحاديث النبوية لعدم معرفتهم بها

فصححت فتواهم وبعد هذا وذاك أيضا تصفو عدة أحاديث رواها الصحابة عن فأنكرت عليهم: إما معارضة بالقرآن الكريم أو مبينة الخطأ في الروايةالنبي

حسب نظرتها أو استعملت اآليات القرآنية وأضافت إليها الرواية التي كانت ترىأنها صحيحة.

، رقم الحديث :باب الميت يعذب ببكاء أهله عليهالصحيح ، كتاب الجنائز ، )( 3932 .

. ولم أجده في كتب النووي187/ 7نقل ذلك عنه ابن حجر في فتح الباري )( 4في مظانه .

16

قال وكذا وهم بعض التابعين بعضا ، مثال ذلك : .(1)وهو محرم : سألت سعيد بن جبير عن الذي روى نافع ، عن ابنخصيف

فقال سعيد : (2)﴾ فأتوا حرثكم أنى شئتم ﴿عمر في قوله إن ابنخصيف :كذب نافع ، أو قال : أخطأ نافع ، ثم قال لي

عمر لم يكن يرى العزل ، فأي عزل أشد مما قال : أمرت أن. (3)تعتزل في المحيض

قال ابن حبان : ثم أخذ مسلكهم – يعني مسلك الصحابة - واستن بسنتهم واهتدى بهديهم فيما استنوا من التيقظ في

الروايات جماعة من أهل المدينة ، من سادات التابعين ، منهم : سعيد بن المسيب ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر ،

وسالم بن عبدالله بن عمر ، وعلي بن الحسين بن علي ، وأبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف ، وعبيدالله بن عبدالله بن عتبة ، وخارجة بن زيد بن ثابت ، وعروة بن الزبير بن العوام ، وأبو

بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام ، وسليمان بن يسار ، فجدوا في حفظ السنن ، والرحلة فيها ، والتفتيش عنها ،

والتفقه فيها ، ولزموا الدين ، ودعوة المسلمين . ثم أخذ العلم ، وتتبع الطرق ، وانتقاء الرجال ، ورحل في جميع السنن

جماعة بعدهم ، منهم : الزهري ، ويحيى بن سعيد األنصاري ، وهشام بن عروة ، وسعد بن إبراهيم في جماعة معهم من

أهل المدينة إال أن أكثرهم تيقظا ، وأوسعهم حفظا ، وأدومهم. (4)رحلة ، وأعالهم هvمة الزهري – رحمه الله تعالى -

ال ، د الرج و أول من انتق يرين ه ال ابن رجب : وابن س وق ه ه أن ير وج ه من غ د روي عن يرهم ، وق ات من غ يز الثق وم ذون دينكم" ... انظروا عمن تأخ ذا العلم دين ف ال : " إن ه ق دا من رف أح قال يعقوب بن شيبة : قلت ليحيى بن معين : تع التابعين كان ينتقي الرجال كما كان ابن سيرين ينتقيهم ؟ فقال ديني معت علي بن الم وب : وس ال يعق ه ، أي : ال . ق برأس

أخرجه أبو داود في سننه ، كتاب المناسك ، باب تزويج المحرم ، رقم)( 1 . 1845الحديث :

. 223سورة البقرة آية : )( 2 . 438/ 61تاريخ دمشق البن عساكر )( 3 . 38/ 1المجروحين )( 4

17

ناد ال ديث، ويفتش عن اإلس ر في الح ان ممن ينظ ول : ك يق.(1)نعلم أحدا أول منه محمد بن سيرين. انتهى كالمه

وسبب وجود كالم للتابعين في نقد األحاديث ، وتمييز الروايات أن الكذب بدا يفشو ، وظهرت بعض البدع مثل : التشيع ،

والخوارج ، قال شيخ اإلسالم بن تيمية : وأما أهل الكوفة فلم يكن الكذب في أهل بلد أكثر منه فيهم ، ففي زمن التابعين

كان بها خلق كثيرون منهم معروفون بالكذب ، ال سيما الشيعة ؛ فإنهم أكثر الطوائف كذبا باتفاق أهل العلم ، وألجل

هذا يذكر عن مالك وغيره من أهل المدينة أنهم لم يكونوا يحتجون بعامة أحاديث أهل العراق ؛ ألنهم قد علموا أن فيهم

كذابين ، ولم يكونوا يميزون بين الصادق والكاذب. انتهى كالمه(2).

وال تفادوا من أق ذين اس ابعين ال اع الت ر أتب اء عص ثم ج التابعين في النقد ، وقد ظهرت في عصرهم أوائل المصنفات ، ور ع ظه اديث م ة في طلب األح ديث ، والرحل وكثر طلبة الح كثير من البدع مثل : المرجئة ، والمعتزلة ، والجهمية وغيرهم . اديث ات واألح ثرة الكالم على الرواي فأدت هذه األمور : إلى ك

من غير تصنيف . لك ابعين – مس ؤالء – أي الت ذ عن ه ان : ثم أخ قال ابن حب عفاء دح في الض الحديث وانتقاد الرجال ، وحفظ السنن ، والق جماعة من أئمة المسلمين والفقهاء في الدين ، منهم : سفيان اج ، عبة بن الحج ك بن أنس ، وش وري ، ومال عيد الث بن س لمة ، والليث اد بن س رو األوزاعي ، وحم دالرحمن بن عم وعب ة ة ، في جماع فيان ابن عيين د ، وس اد بن زي عد ، وحم بن س ة ثرهم مواظب نن ، وأك اء للس دهم انتق معهم . إال أن من أش ر يء آخ وبونها بش ناعة لهم ال يش ك ص وا ذل عليها ، حتى جعل

. (3). انتهى كالمه ثالثة أنفس : مالك ، والثوري ، وشعبة ال ابن ه ، ق ق ل وطب و أول من اهتم بعلم العل ويعد شعبة ه رجب : شعبة بن الحجاج : وهو أول من وسع الكالم في الجرح

. 355/ 1شرح علل الترمذي )( 1 . 316/ 20مجموع فتاوى شيخ اإلسالم )( 2 . 40/ 1المجروحين )( 3

18

ائق علم والتعديل ، واتصال األسانيد وانقطاعها ، ونقب عن دق ال ذا العلم... وق ه في ه ع ل ده تب العلل ، وأئمة هذا الشأن بع

عبد الله بن أحمد ، عن أبيه : كان شعبة أمة ره في ال ، وبص ني في الرج أن ، يع ذا الش ده في ه وح

. (1)الحديث ، وتثبته وتنقيته للرجال قال ابن حبان : ثم أخذ عن هؤالء بعدهم الرسم في الحديث عفاء ، والبحث عن تيش عن الض ال ، والتف ير عن الرج والتنق يى بن أسباب النقل جماعة ، منهم : عبدالله بن المبارك ، ويح دي ، دالرحمن بن مه راح ، وعب ع بن الج سعيد القطان ، ووكي ة معهم ، إال افعي ، في جماع ومحمد بن إدريس المطلبي الش عفاء ركهم للض دثين ، وأت أن مvن أكثرهم تنقيرا عن شأن المح دوها إلى والمتروكين حتى جعلوا هذا الشأن صناعة لهم لم يتع نن ه في الس ديد والتفق ورع الش دين وال زوم ال ع ل غيرها ، م دي دالرحمن بن مه ان ، وعب عيد القط يى بن س .رجالن : يح

.(2) انتهى كالمه وفي عصر هؤالء األئمة لم يكن هناك تصنيف لعلم العلل ، بل بر أن األك علم نقلوه واستفاد منه تالميذهم الذين كان لهم الش

في صياغة هذا العلم ونشره . قال ابن رجب : يحيى بن سعيد القطان أبو سعيد ، خليفة

شعبة ، والقائم بعده مقامه في هذا العلم ، وعنه تلقاه أئمة هذا الشأن ، كأحمد ، وعلي ، ويحيى ونحوهم . وقد كان شعبة

يحكمه على نفسه في هذا العلم . ذكر ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن رسته األصبهاني قال : سمعت ابن مهدي يقول : اختلفوا

يوما عند شعبة ، فقالوا : اجعل بيننا وبينك حكما . فقال : قد رضيت باألحول - يعني يحيى بن سعيد القطان - فجاء يحيى

فتحاكموا إليه ، فقضى على شعبة ، فقال له شعبة : ومنيطيق نقدك يا أحول ؟! أو من له مثل نقدك ؟! .

وقال ابن معين ، قال لي عبد الرحمن بن مهدي : ال ترىبعينيك مثل يحيى بن سعيد القطان أبدا .

. 448/ 1شرح علل الترمذي )( 1 . 52/ 1المجروحين )( 2

19

وقال اإلمام أحمد : ما رأينا مثل يحيى بن سعيد في هذا الشأن – يعني في معرفة الحديث ورواته – هو كان صاحب هذا الشأن

، وجعل يرفع أمره جدا . وقال أحمد أيضا : لم يكن في زمان يحيى القطان مثله ، كان تعلم من شعبة . وسئل أحمد عن

يحيى ، وابن مهدي ، ووكيع ؟ فقال : كان يحيى أبصرهم . انتهىبالرجال ، وأنقاهم حديثا ، وأظنه قال : وأثبتهم حديثا

.(1) كالمه ه رت في ثم جاء بعد هذه العصر عصر علماء العلل ؛ الذي ظه اءه ، ه وخف بين غموض اديث وت المؤلفات التي توضح علل األح

وتبين أن هذا العلم ال يحمله إال الجهابذة النقاد. ار ، قال ابن حبان : ثم أخذ عن هؤالء مسلك الحديث واالختب نن إلى ع الس وا في جم تى رحل ار ، ح ال في اآلث وانتقاء الرج تروكين وا على الم ار ، وأطلق األمصار ، وفتشوا المدن واألقط ات وال الثق ة أح وا كيفي دح ، وبين عفاء الق الجرح ، وعلى الض دى بهم في والمدلسين ، واألئمة والمتروكين ؛ حتى صاروا يقت اآلثار ، وأئمة يسلك مسلكهم في األخبار ، جماعة منهم : أحمد و بن حنبل ، ويحيى ابن معين ، وعلي بن عبدالله المديني ، وأب ه راهيم الحنظلي وعبيدالل حاق بن إب يبة ، وإس بكر بن أبي ش بن عمر القواريري ، وزهير بن حرب أبو خيثمة في جماع ة من ا على ثرهم تفتيش دين ، وأك رانهم إال أن من أورعهم في ال أق ات، منهم ناعة على دائم األوق ذه الص المتروكين ، وألزمهم له ديني يى بن معين ، وعلي بن الم ل ، ويح د بن حنب ان أحم ك

. (2). انتهى كالمهرحمة الله عليهم أجمعين قال أبو حاتم الرازي: كان أحمد بارع الفهم بمعرفة الحديث: ديث ة الح بصحيحه وسقيمه ، وتعلم الشافعي أشياء من معرف وي ذا ق ذا وك ديث ك د : ح ول ألحم افعي يق ان الش ه ، وك من

.(3)اإلسناد محفوظ ؟ فإذا قال : نعم ، جعله أصال وبنى عليه ة : وقال النسائي : لم يكن في عصر أحمد مثل هؤالء األربع ديث حاق وأعلمهم علي بالح يى ، وعلي ، وإس د ، ويح أحم يى ، وأحفظهم ديثا يح ثرهم ح ال وأك ه ، وأعلمهم بالرج وعلل

. 464/ 1شرح علل الترمذي )( 1 . 54/ 1المجروحين )( 2 . 302/ 1الجرح والتعديل )( 3

20

للحديث والفقه إسحاق ، إال أن أحمد بن حنبل كان عندي أعلم ديث ة بالح د المعرف ع أحم حاق ، وجم ديث من إس ل الح بعل

.(1)والفقه والورع والزهد أن مثلهم ، حيث ان لهم ش ذين ك ذهم ال دهم تالمي ثم جاء بع دهم ، اء بع يرت من ج تي ح نفات ال ل المص نفوا في العل صوأظهرت خفايا العلل ، ومن ينظر في مصنفاتهم يرى العجب . ار ، اد في األخب قال ابن حبان : ثم أخذ عن هؤالء مسلك االنتق

وانتقاء الرجال في اآلثار ، جماعة ه بن ابوري ، وعبدالل ذهلي النيس يى ال د بن يح منهم : محم دالكريم بن ه بن عب ة عبيدالل و زرع دارمي ، وأب عبدالرحمن ال لم اري ، ومس يزيد الرازي ، ومحمد بن إسماعيل الجعفي البخ عث ليمان بن األش و داود س ابوري ، وأب اج النيس بن الحج ظ ، وا في الحف رانهم أمعن ة من أق تاني في جماع السجس وأكثروا في الكتابة ، وأفرطوا في الرحلة ، وواظبوا على السنة أ ذ عنهم من نش تى أخ ة ، ح ، والمذاكرة والتصنيف والمدارس تى لك ، ح بعدهم من شيوخنا هذا المذهب ، وسلكوا هذا المس ا أن أحدهم لو سئل عن عدد األحرف في السنن لكل سنة منه ا عدها عدا ، ولو زيد فيها ألف أو واو ألخرجها طوعا ، وألظهره ل ار ، وعال أه محلت األخب ديانة ، ولوالهم لدرست اآلثار ، واض دع ل الب دع والعمى ، فهم أله الضاللة والهوى ، وارتفع أهل الب

. (2)قامعون بالسنن شأنهم دامغون ويضاف لمن ذكر ابن حبان ممن لهم أثر في علم العلل ، وفهم

ثاقب فيه : أبو حاتم الرازي ، وأبو عيسى الترمذي ، وأبو عبدالرحمن النسائي . فقد كان لهم شأن ال يجحده إال مكابر

حاسد . وبعد فقد مر علم علل الحديث بمراحل عدة ، تظهر لك الجهود التي بذلها هؤالء األئمة لحفظ هذا العلم ونشره

وكتابته . : أهمية علم علل الحديث

ولم أجده في كتب النسائي . 483/ 1شرح علل الترمذي البن رجب )( 1في مظانه .

. 57/ 1المجروحين )( 2

21

تعرف أهمية علم علل الحديث بالنظر إلى أثره على غيره من منالعلوم في الحديث وغيره ، فكيف يعرف كالم الرسول

كالم غيره ، وكيف يعرف الحديث الصحيح من الضعيف ، وكيف يعرف الصواب من الخطأ فيه إال عن طريق علم العلل . لذا

عد هذا العلم من أجل أنواع علوم الحديث ، وأدقها وأشرفها . . (1)قال الحاكم : معرفة علل الحديث من أجل هذه العلوم

معرفة العلل أجل أنواع علموقال الخطيب البغدادي : .(2)الحديث

ويمكن إبراز أهمية هذا العلم بأمور ، منها : صعوبة هذا الفن وغموضه وخفاؤه ؛ فلم يتكلم.1

فيه إال القليل من أهل الحديث. - قال أبو حاتم الرازي : جرى بيني وبين أبى زرعة يوما

تمييز الحديث ومعرفته ، فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها ، وكذلك كنت أذكر أحاديث خطأ وعللها وخطأ الشيوخ، فقال لي : يا أبا حاتم قل من يفهم هذا ، ما أعز هذا ، إذا رفعت

هذا من واحد واثنين فما أقل من تجد .(3)من يحسن هذا

الذي كان يحسن صحيح- وقال أبو حاتم الرازي أيضا : الحديث من سقيمه ، وعنده تمييز ذلك ، ويحسن علل الحديث : أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وعلي بن

المديني ، وبعدهم أبو زرعة كان يحسن ذلك ، قيل ألبي : .(4)فغير هؤالء تعرف اليوم أحدا ؟ قال : ال

- قال العالئي في الحديث المعلول : وهذا الفن أغمض أنواع الحديث ، وأدقها مسلكا ، وال يقوم به إال من منحه

الله فهما غايصا ، واطالعا حاويا ، وإدراكا لمراتب الرواة ، ومعرفة ثاقبة . ولهذا لم يتكلم فيه إال أفراد أئمة هذا

الشأن وحذاقهم كابن المديني ، والبخاري ، وأبي زرعة ،. (5)وأبي حاتم وأمثالهم

.374معرفة علوم الحديث ص )( 1 .353/ 2الجامع ألخالق الراوي وآداب السامع )( 2.356/ 1الجرح والتعديل )( 3 .22/ 2الجرح والتعديل )( 4.777/ 2نقله عنه ابن حجر في النكت على كتاب ابن الصالح )( 5

22

الجهابذة النقاد العارفون بعلل الحديث- وقال ابن رجب : أفراد قليل من أهل الحديث جدا وأول من اشتهر في

الكالم في نقد الحديث ابن سيرين ، ثم خلفه أيوب السختياني ، وأخذ ذلك عنه شعبة ، وأخذ عن شعبة يحيى

القطان وابن مهدي ، وأخذ عنهما أحمد ، وعلي بن المديني ، وابن معين ، وأخذ عنهم مثل : البخاري ، وأبي داود ،

وأبي زرعة ، وأبي حاتم ، وكان أبو زرعة في زمانه يقول : " قل من يفهم هذا ، وما أعزه ، إذا رفعت هذا عن واحد

واثنين ، فما أقل من تجد من يحسن هذا ! " ولما مات أبو زرعة ، قال أبو حاتم : " ذهب الذي كان يحسن هذا

المعنى - يعني أبا زرعة - ما بقي بمصر وال بالعراق واحد يحسن هذا " وقيل له بعد موت أبي زرعة : تعرف اليوم

أحدا يعرف هذا ؟ قال : ال " . وجاء بعد هؤالء جماعة منهم : النسائي ، والعقيلي ، وابن

عدي ، والدارقطني ، وقل من جاء بعدهم من هو بارع في معرفة ذلك ، حتى قال أبو الفرج بن الجوزي في أول كتابه

: قد قل من يفهم هذا ، بل عدvم . والله(1)" الموضوعات".(2 ). انتهى كالمهأعلم

- وقال ابن حجر : المعلل وهو من أغمض أنواع علوم الحديث ، وأدقها ، وال يقوم به إال من رزقه الله فهما ثاقبا

واة ، وملكة ، وحفظا واسعا ، ومعرفة تامة بمراتب الر قوية باألسانيد والمتون . ولهذا لم يتكلم فيه إال القليل من

أن كعلي بن المديني ، وأحمد بن حنبل أهل هذا الش ، والبخاري ، ويعقوب بن شيبة ، وأبي حاتم ، وأبي زرعة ،

.(3)والدارقطني لذا إذا تكلم الناقد منهم في علة حديث ما تعجب من ال علم عنده من مقالته وظن أن ذلك ضرب من التخرص، والحقيقة خالف ذلك بل كالمه عن

علم راسخ ، وفهم ثاقب:

1 )(1 / 102. .107/ 2جامع العلوم والحكم )( 2 .44 ص ن زهة النظر في شرح نخبة الفكر )( 3

23

- قال ابن نمير : قال عبد الرحمن بن مهدي : معرفةالحديث إلهام . لو قلت للعالم يعلل

الحديث من أين قلت هذا ؟ لم يكن له حجة ، قال ابننمير : وصدق ، لو قلت له من أين

. وتعقب السخاوي قول ابن(1) قلت ؟ لم يكن له جواب يعني يعبر بها غالبا وإال ففي نفسه حجج: مهدي فقال

.(2)للقبول وللرفض - وقال ابن مهدي أيضا : إنكارنا للحديث ، عند الجهال

. (3)كهانة بن المديني : أخذ عبد الرحمن بن مهدي على- وقال علي

رجل من أهل البصرة ال أسميه حديثا ، قال : فغضب له جماعة ، قال : فأتوه ، فقالوا : يا أبا سعيد من أين قلت هذا في صاحبنا ؟ قال : فغضب عبد الرحمن بن مهدي ،

وقال : أرأيت لو أن رجال أتى بدينار إلى صيرفي ، فقال : انتقد لي هذا ، فقال : هو بهرج ، يقول له : من أين قلت

لي إنه بهرج ، الزم عملي هذا عشرين سنة حتى تعلم منه.(4)ما أعلم

قال رجل ألبي زرعة : ما الحجة في تعليلكم الحديث ؟- و قال : الحجة أن تسألني عن حديث له علة فأذكر علته ، ثم تقصد ابن وارة - يعني محمد بن مسلم - وتسأله عنه ، وال تخبره بأنك قد سألتني عنه فيذكر علته ، ثم تقصد أبا حاتم

فيعلله ، ثم تميز كالم كل منا على ذلك الحديث ، فإن وجدت الكلمة متفقة فاعلم حقيقة ه ذا العلم ، قال :

ففعل الرجل.(5)فاتفقت كلمتهم عليه ، فقال : أشهد أن هذا العلم إلهام

.195/ 1علل الحديث البن أبي حاتم )( 1 .255/ 1فتح المغيث )( 2 .196/ 1علل الحديث البن أبي حاتم )( 3 .311/ 2الجامع ألخالق الراوي )( 4 .360معرفة علوم الحديث للحاكم ص )( 5

24

- وقال العالئي : وبهذه النكتة يتبين أن التعليل أمر خفي ، ال يقوم به إال نقاد أئمة الحديث دون الفقهاء الذين ال إطالع

.(1)لهم على طرقه وخفاياها إن هذا العلم ال يقوم به إال من رزقه الله فهما.2

ثاقبا وحفظا واسعا . ا م ط ، وإن ه فق رف بروايت - قال الحاكم : إن الصحيح ال يع وع ذا الن ماع ، وليس له يعرف بالفهم والحفظ ، وكثرة الس ة ، ل الفهم والمعرف ذاكرة أه ثر من م ون أك من العلم ع

.(2)ليظهر ما يخفى من علة الحديثما يضطلع بذلك أهل الحفظ - وقال ابن الصالح : وإن

اقب . (3)والخبرة والفهم الث يضاف إلى هذا كالم العالئي ، وابن حجر الذي في- و

الفقرة السابقة. ، فبدون علمأنه علم متعلق بحديث النبي .3

علل الحديث قد يصحح الحديث المعلول ويعمل به ، أو يدخل في متن الحديث كالما ليس منه ،

فيدخل في شرع الله ما ليس منه. وقي ي عن ت اهر المقدس د بن الط ظ محم ال الحاف - ق

ه بن الصحابة وتشددهم في رواية الحديث : د الل وكان عب عود ه tمس ول الل ديث عن رس ر الح د ذك ير عن ،يتغ

ول : أو اه ، ويق دمع عين ه ، وت يل عرق وتنتفخ أوداجه ويس وف من ذا ، كل ه خ به ه و ذا ، أو ش قريبا من ذل ك ، أو نح دين ، ا لل الزيادة والنقصان ، أو السهو والنسيان ، واحتياط وحفظا للشريعة وحسما لطمع طامع أو زيغ زائغ أن يجترئ

دين فيحكى عن رسول الله ما لم يقله ، أو يدخل في ال ذ عنهم مع منهم ويأخ دي بهم من يس ه ، وليقت ا ليس من م ة ك جماع فيقفوا أثرهم ويسلك طريقهم ، فاتبعهم على ذل ريقتهم في من صالحي التابعين ، فاقتفوا آثارهم واتبعوا ط

.(4)الذب عن السنن والبحث عن رواتها والتوقي في أدائها .714/ 2نقله عنه ابن حجر في النكت على كتاب ابن الصالح )( 1 .238معرفة علوم الحديث ص )( 2 .187معرفة أنواع علم الحديث ص )( 3 . 48/ 1 أطراف الغرائب واألفراد من حديث رسول الله )( 4

25

ال ابن رجب : نة- وق ة والس ل العلم والمعرف ا أه وأم دين ، يحة لل ديث نص ل الح ذكرون عل ا ي ة فإنم والجماع

وص يانة له ا ، وتمي يزا مم ا ي دخل علىوحفظا لسنة النبي رواتها من الغلط

ير ا في غ دهم طعن ك عن وجب ذل وهم ، وال ي هو وال والس ليمة اديث الس ذلك األح وى ب ل تق ة ، ب اديث المعلل األح ؤالء ات ، فه المتها من اآلف عندهم لبراءتها من العلل ، وس

ه ول الل نة رس ارفون بس اد هم الع ا ، وهم النق حق د اذق للنق يرفي الح اد الص دون انتق ذين ينتق ذة ال الجهاب ا البهرج من الخالص ، وانتقاد الجوهري الحاذق للجوهر مم

س به .(1)دل أنه علم متعلق بأوهام الثقات ، فحديث المجروح.4

ظاهر الضعف ، لكن إذا وهم الثقة فكيف يتعرفعلى ذلك إال عن طريق الجهابذة النقاد .

ل الحديث من أوجه ليس للجرح - قال الحاكم : وإنما يعل فيها مدخل ، فإن حديث المجروح ساقط واه ، وعلة

الحديث تكثر في أحاديث الثقات أن يحدثوا بحديث له علة فتخفى عليهم علته ، فيصير الحديث معلوال ، والحجة فيه

.(2)عندنا : الحفظ والفهم والمعرفة ال غير - ويضاف إلى هذا كالم ابن الصالح الذي سبق ذكره في

ويتطرق ذلك – أي التعليل - إلىتعريف العلة وفيه : اإلسناد الذي رجاله ثقات الجامع شروط الصحة من حيث

.الظاهر أن معرفة علل الحديث عند علماء العلل مقدم.5

على مجرد رواية الحديث . - قال ابن مهدي : ألن أعرف علة حديث واحد أحب إلي

.(3)من أن أكتب عشرين حديثا ليس عندي أن علماء العلل ليس عندهم ضوابط ثابتة أو.6

قواعد دائمة في نقد كل األحاديث ؛ بل كل

. 894/ 2شرح علل الترمذي )( 1 .359معرفة علوم الحديث ص )( 2 .359معرفة علوم الحديث للحاكم ص )( 3

26

حديث له نقد خاص به مما يظهر أهمية هذا العلم.

العالئي : ووجوه الترجيح كثيرة ال تنحصر ، وال- قال ضابط لها بالنسبة إلى جميع األحاديث ، بل كل حديث

يقوم به ترجيح خاص ، وإنما ينهض بذلك الممارس الفطن الذي أكثر من الطرق والروايات ؛ ولهذا لم يحكم

المتقدمون في هذا المقام بحكم كلي يشمل القاعدة ، بل يختلف نظرهم بحسب ما يقوم عندهم في كل حديث

.(1)بمفرده ال ابن رجب : - "وأم..ا أك..ثر الحف..اظ المتق..دمينق

فإنهم يقولون في الحديث إذا انفرد به واحد وإن لم ي..رو الثق..ات خالف..ه: أن..ه ال يت..ابع علي..ه ، ويجعلون ذلك عل..ة في..ه ، اللهم إال أن يك..ون ممن كثر حفظ..ه واش..تهرت عدالت..ه وحديث..ه ك..الزهري

ونحوه ، وربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكب..ار أيض..ا، ولهم في ك..ل ح..ديث نق..د خ..اص،

.(2)وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه" ابن حجر :ووجوه الترجيح كثيرة ال تنحصر، وال ضابط-وقال

لها بالنسبة إلى جميع األحاديث، بل كل حديث يقوم به ترجيح خاص ال يخفى على الممارس الفطن الذي أكثر من

.(3)جمع الطرق ذا العلمتنبيه : مع ما ذكر من أهمية علم العلل ، إال أن نشر ه

بين عامة الناس فيه ضرر عليهم . ذا ا في ه قال أبو داود : ضرر على العامة أن يكشف لهم كل م ر عن الباب فيما مضى من عيوب الحديث ألن علم العامة يقص

.(4)مثل هذا

نقله الحافظ في النكت على كتاب ابن الصالح - النوع الثامن عشر :)(1 .2/712معرفة العلل -

. 582/ 2شرح علل الترمذي )( 2.77/ 2النكت على ابن الصالح )( 3 .30رسالة أبي داود ألهل مكة ص)( 4

27

وسبب عدم الكشف : إما لعدم فهمهم له ، أو أن يدخل عندهم الشك في الحديث وأصوله ، أو يستغل ذلك أعداء أهل

السنة بالطعن فيها . و داود ال أب ا ق ذا كم ر، قال ابن رجب : وه ة تقص إن العام ف

ة إذا ديث جمل اء ظنهم بالح ا س ك ، وربم أفهامهم عن مثل ذلسمعوا ذلك .

ذكر ديث عليهم ب ل الح ير ممن يطعن في أه لط كث د تس وق شيء من هذه العلل ، وكان مقصوده بذلك الطعن في الحديث ديث أه ل الحج از ، جملة والتشكيك فيه ، أو الطعن في غير ح اب ذي س ماه " كت ه ال ي في كتاب ين الكرابيس ا فعل ه حس كم ا ه ذم د فذم ام أحم ذا لإلم ه ه ر كتاب د ذك ين " ، وق المدلس

اء . ا.. شديدا ، وكذلك أنكره عليه أبو ثور وغيره من العلم فلم ذا ال : ه ي - ق اب الكرابيس قرئ على أبي عبد الله – يعني كت ذروا عن ه ، ح وا ب نوا أن يحتج ا لم يحس قد جمع للمخالفين م

هذا، ونهى عنه. ة ، دع من المعتزل ل الب وقد تسلط بهذا الكتاب طوائف من أه احب ، اد الص ابن عب ديث ك ل الح وغيرهم في الطعن على أه

ونحوه . ه يخفى ا أن ائس ، إم ه دس وكذلك بعض أهل الحديث ينقل من ه ، في الطعن في األعمش ، ا ، أو ال يخفى علي ه أمره علي

.(1)ونحوه ، كيعقوب الفسوي ، وغيره

(2)أشهر علماء العلل

اشتهر بعلم العلل علماء أجالء كان لهم األثر األكبر في ظهور هذا العلم ، وانتشاره وبروزه وإظهار خفاياه ، ومصنفاتهم ، وأقوالهم المبثوثة شاهدة بذلك ، فكم عانوا في سبيل بيان

علل األحاديث الشيء الكثير. فمن األحاديث ما تخفى علته فالقال الخطيب البغدادي :

يوقف عليها إال بعد النظر الشديد ومضي الزمن البعيد. . 892/ 2شرح علل الترمذي )( 1 ألف الدكتور علي الصياح كتابا بعنوان : " جهود المحدثين في بيان علل)( 2

األحاديث " وهو مطبوع تحدث فيه عن علماء العلل منذ بداية ظهور هذا العلمإلى عهد الحافظ ابن حجر .

28

- قال علي بن المديني : ربما أدركت علة حديث بعد أربعين.(1)سنة

- وقال ابن أبي حاتم ألبي زرعة : أيهما عندك أشبه ؟ قال : الله.(2) ... أعلم ، ثم تفكر ساعة ، فقال : حديث الدراوردي أشبه

ديث ، ذا الح رازي : ولم أزل أفتش عن ه اتم ال و ح ال أب - وق. (3)وهمني جدا ، حتى رأيته في موضع عن ابن عيينة ...

وسوف أذكر تراجم بعض أشهر علماء العلل : ممن له مصنفات مشهورة ، أو أقوال منثورة في العلل ، وسأكتفي

بشهادة العلماء لهم بعلو منزلتهم في هذا الفن ، فمن أشهرهم: أبو زكريا يحيى بن معين البغدادي ، ولد سنة.1

وقد قيل فيه: ه. ، 233 ، ومات سنة 158 ة : عن ابن معين وابن المدينيمحمد بن مسلم بن وار- سئل

أيهما أحفظ ؟ فقال : كان علي أسرد وأتقن ، وكان يحيى بن.(4)معين أفهم بصحيح الحديث وسقيمه

- وقال سليمان بن حرب : كان يحيى بن معين يقول في الحديث : هذا خطأ ، فأقول : كيف صوابه ؟ فال يدري ، فأنظر

.(5)في األصل فأجده كما قال - وقال عمرو الناقد : ما كان في أصحابنا أحفظ لألبواب من

أحمد بن حنبل ، وال أسرد للحديث من الشاذ كوني ، وال أعلم.(6)باإلسناد من يحيى ، ما قدر أحد يقلب عليه إسنادا قط

الذي كان يحسن صحيح الحديث من- وقال أبو حاتم الرازي : سقيمه ، وعنده تمييز ذلك ويحسن علل الحديث : أحمد بن

حنبل ، ويحيى بن معين ، وعلي بن المديني ، وبعدهم أبو زرعة كان يحسن ذلك ، قيل ألبي : فغير هؤالء تعرف اليوم أحدا ؟

.(7)قال : ال .312/ 2الجامع ألخالق الراوي )( 1 .59/ 3علل الحديث البن أبي حاتم )( 2 .65/ 3علل الحديث البن أبي حاتم )( 3 . 314 ، 294/ 1الجرح والتعديل )( 4 . 314/ 1الجرح والتعديل )( 5 . 41 / 9تاريخ بغداد )( 6 .22/ 2الجرح والتعديل )( 7

29

- وقال أبو حاتم الرازي أيضا : توفي ابن معين بمدينة النبي ، واجتمع في جنازته خلق كثير ،، وحمل على سرير النبي

وإذا رجل يقول : هذه جنازة ابن معين الذاب عن رسول الله.(1) الكذب ، والناس يبكون

- وقال ابن أبي حاتم : ما ذكر من علم يحيى بن معين - رحمه.(2)الله - بناقلة اآلثار ، ورواة األخبار وعلل الحديث

وما وجد له من كالم في التواريخ والسؤاالت عن علل الحديثمما يدل على تقدمه في هذا العلم وبراعته وإمامته فيه .

علي بن عبد الله بن جعفر المديني أبو الحسن ،.2 وقد قيل فيه : ه. ، 234 ، ومات سنة 161ولد سنة

قال هارون بن إسحاق الهمداني : الكالم في صحة الحديث- . (3)وسقيمه ألحمد بن حنبل ، وعلي ابن المديني

- وقال الحافظ صالح بن محمد جزرة : أعلم من أدركت.(4)بالحديث وعلله علي بن المديني

- وسبق قبل قليل في الكالم عن ابن معين قول أبي حاتم الذي كان يحسن صحيح الحديث من سقيمه ،الرازي في

وعنده تمييز ذلك ، ويحسن علل الحديث وذكر منهم : علي بن المديني .

- وقال أبو حاتم الرازي أيضا : كان علي بن المديني علما في الناس ، في معرفة الحديث والعلل ، وكان أحمد بن حنبل ال

.(5)يسميه إنما يكنيه أبا الحسن تبجيال له وقال ابن حبان : سمعت علي بن أحمد الجرجاني بحلب-

يقول : سمعت حنبل بن إسحاق يقول : سمعت عمي أحمد بن حنبل يقول : أحفظنا للطواالت الشاذكوني ، وأعرفنا بالرجال يحيى بن معين وأعلمنا بالعلل علي بن المديني ، وكأنه أومأ

.(6)إلى نفسه أنه أفقههم .316/ 1الجرح والتعديل )( 1 .314/ 1الجرح والتعديل )( 2 . 485/ 1شرح علل الترمذي البن رجب )( 3 . 70/ 10تاريخ بغداد )( 4 . 319/ 1الجرح والتعديل )( 5 ولم أجده في كتب ابن حبان . 486/ 1شرح علل الترمذي البن رجب )( 6

المطبوعة في مظانه .

30

وقال الخطيب البغدادي في كتب علي بن المديني ، وقد فقد - أكثرها : وجميع هذه الكتب قد انقرضت ، ولم نقف على شيء منها إال على أربعة أو خمسة حسب ، ولعمري إن في انقراضها ان علي بن خمة ، وك د ض اع فوائ ة ، وانقط وم جم اب عل ذه المديني فيلسوف هذه الصنعة ، وطبيبها ولسان طائفة الحديث

.(1)وخطيبها - رحمة الله عليه - وأكرم مثواه لديه وبرع في هذا الشأن وصنف- وقال الحافظ الذهبي عنه :

.(2)وجمع وساد الحفاظ في معرفة العلل - وقال الحافظ ابن رجب فيه : أبو الحسن ، أحد األئمة

.(3)الحفاظ المبرزين في علم الحديث وعلله ه ع أقران ه على جمي دل على تقدم ومصنفاته في علم العلل ت

في هذا الفن ، وإمامته في هذا العلم . اإلمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، ولد سنة.3

ه. : وقد قيل فيه :241، ومات سنة 164 اء ة من رؤس راق أربع ا من الع ل إلين رزاق : رح - قال عبد ال ديني ديث ، وابن الم ان أحفظهم للح الحديث : الشاذكوني وك وكان أعرفهم باختالفه ، ويحيى بن معين وكان أعلمهم بالرجال

.(4)، وأحمد ابن حنبل وكان أجمعهم لذلك كله وسبق قبل قليل كالم هارون بن إسحاق الهمداني فأغنى عن-

إعادته. - وسبق قبل قليل في الكالم عن ابن معين قول أبي حاتم

الذي كان يحسن صحيح الحديث من سقيمه،الرازي في وعنده تمييز ذلك ، ويحسن علل الحديث وذكر منهم : اإلمام

أحمد بن حنبل. ة د ب ارع الفهم بمعرف - وقال أبو حاتم الرازي أيضا : ك ان أحم الحديث : بصحيحه وسقيمه ، وتعلم الشافعي أشياء من معرفة ذا ذا وك ديث ك د : ح الحديث منه ، وكان الشافعي يقول ألحم

.361/ 2الجامع ألخالق الراوي )( 1 .43/ 11)( سير أعالم النبالء 2 . 484/ 1شرح علل الترمذي )( 3 . 481/ 1شرح علل الترمذي )( 4

31

نى ال وب ه أص ال : نعم ، جعل إذا ق وظ ، ف ناد محف وي اإلس ق.(1)عليه

ة : ؤالء األربع - وقال النسائي : لم يكن في عصر أحمد مثل ه ديث حاق ، وأعلمهم علي بالح يى ، وعلي ، وإس د ، ويح أحم يى ، وأحفظهم ديثا يح ثرهم ح ال وأك ه ، وأعلمهم بالرج وعلل للحديث والفقه إسحاق ، إال أن أحمد بن حنبل كان عندي أعلم ديث ة بالح د المعرف ع أحم حاق ، وجم ديث من إس ل الح بعل

.(2)والفقه والورع والزهد ل- وقال ابن أبي حاتم : باب ما ذكر من معرف ة أحم د بن حنب

هبعلل ار وكالم الحديث بصحيحة وسقيمة ، وتعديله ناقلة األخب.(3)فيهم

ة ديث ، وناطق ل الح ة عل وآثاره شاهدة على تبحره في معرف ه بتضلعه في دراية الصحيح من الضعيف في الحديث ، ومعرفت

بمواضع الخلل في طرقه وأسانيده . محمد بن إسماعيل بن إبراهيم المغيرة البخاري ،.4

ه. ، وقد قيل فيه :256ه ، ومات سنة 194ولد سنة - قال له تلميذه مسلم بن الحجاج - لما ذكر له علة حديث - :

د ل رجليك ، يا أستاذ األستاذvين ، وسي دعني حتى أقب.(4)المحدثين ، وطبيب الحديث في عvلله

- وقال الترمذي : لم أر بالعراق وال بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة األسانيد كبير أحد أعلم من محمد بن

.(5)إسماعيل - رحمه الله - - وقال أحمد بن حمدون أبو حامد األعمش : رأيت محمد بن

إسماعيل البخاري في جنازة أبي

. 302/ 1الجرح والتعديل )( 1 ولم أجده في كتب النسائي . 483/ 1شرح علل الترمذي البن رجب )( 2

في مظانه . .302/ 1الجرح والتعديل )( 3 .362معرفة علوم الحديث للحاكم ص )( 4 ولم أجده في كتب الترمذي . 494/ 1شرح علل الترمذي البن رجب )( 5

في مظانه .

32

عثمان سعيد بن مروان ، ومحمد بن يحيى يسأله عن األسامي والكنى ، وعلل الحديث ، ويمر فيه محمد بن إسماعيل مثل

.(6)﴾قل هو الله أحد ﴿ السهم كأنه يقرا : وقال أبو عبدالله بن مندة : الذين أخرجوا الصحيح ، وميزوا-

الثابت من المعلول ، والخطأ من الصواب أربعة : البخاري ،.(2)ومسلم ، وأبو داود ، وأبو عبدالرحمن النسائي

- وقال ابن رجب : البخاري اإلمام أبو عبد الله ، صاحب الصحيح ، وإمام المحدثين في وقته ، وأستاذ هذه الصناعة .

. (3)وعنه أخذها كثير من األئمة وما وجد في تاريخيه الكبير واألوسط وغيرها من مصنفاته ، وكذلك ما ذكر له الترمذي في علله الكبير مما يظهر إمامته

ودقته في علم العلل . مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري ولد سنة.5

ه.، وقد قيل فيه: 261، ومات سنة 204 - قال أحمد بن سلمة : رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم

.(4)بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما وسبق في الكالم عن البخاري قول ابن مندة في الذين-

أخرجوا الصحيح ، وميزوا الثابت من المعلول ، والخطأ منالصواب . وذكر منهم : مسلم .

- وقال النووي عنه : وأجمعوا على جاللته وإمامته وورعه ،. (5)وحذقه في هذه الصنعة ، وتقدمه فيها

مسلم بن الحجاج اإلمام الحافظ ، حجة اإلسالموقال الذهبي : .(6)، أبو الحسين القشيري النيسابوري ، صاحب التصانيف

والناظر في كتابه " التمييز " يرى علو كعبه في علم العلل ، وأن كتابه من أهم كتب العلل ، فتجده يذكر علة الحديث

بشيء من الشرح والتبسيط والوضوح ال تجده في غيره منكتب العلل.

. 31/ 2تاريخ بغداد )( 6 .135 / 14)( سير أعالم النبالء 2 .494/ 1شرح علل الترمذي )( 3 . 101 / 13تاريخ بغداد )( 4 .90/ 1تهذيب األسماء واللغات )( 5 .588/ 2تذكرة الحفاظ )( 6

33

أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، ولد سنة.6 ه. ، وقد قيل فيه : 264ه ، ومات سنة 194

- وكان أحمد بن حنبل يعظم أبا زرعة ، وإذا جالسه ترك أحمد.(1)نوافله ، واشتغل عنها بمذاكرة أبي زرعة

- وقال ابن وارة : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : كل حديث.(2)ال يعرفه أبو زرعة فليس له أصل

وقال مكي بن عبدان : سمعت مسلما يقول :- عرضت كتابي هذا المسند على أبي زرعة فكل ما

أشار علي في هذا الكتاب أن له علة وسببا تركته ، وكل ما قال : إنه صحيح ليس له علة فهو الذي

.(3)أخرجت - وسبق قبل قليل في الك الم عن يحيى بن معين قول أبي

الذي كان يحسن صحيح الحديث من سقيمه ،حاتم الرازي في وعنده تمييز ذلك ، ويحسن علل الحديث ، وذكر منهم : أبو

زرعة الرازي. وقال أبو حاتم الرازي : جرى بيني وبين أبى زرعة يوما تمييز-

الحديث ومعرفته ، فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها ، وكذلك كنت أذكر أحاديث خطأ وعللها وخطأ الشيوخ ، فقال لي : يا أبا حاتم قل من يفهم هذا ، ما أعز هذا ، إذا رفعت هذا من واحد

.(4)واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا ولما مات أبو زرعة الرازي ، قال أبو حاتم : ذهب الذي كان-

يحسن هذا - يعني أبا زرعة - وما بقي بمصر وال بالعراق واحد.(5)يحسن هذا

وما وجد له من كالم في كتاب علل الحديث البن أبي حاتم الرازي ، وسؤاالت البرذعي يدل على سعة إطالعه ، ومعرفته

بعلل الحديث . أبو داود سليمان بن األشعث السجستاني ، ولد.7

ه. ، وقد قيل فيه : 275 ، ومات سنة 202سنة . 327 / 10تاريخ بغداد )( 1المصدر السابق . )( 2 .568 / 12)( سير أعالم النبالء 3.356/ 1الجرح والتعديل )( 4المصدر السابق .)( 5

34

- سبق قبل قليل في الكالم عن البخاري قول ابن مندة : الذين أخرجوا الصحيح ، وميزوا الثابت من المعلول ، والخطأ

من الصواب . وذكر منهم : أبو داود . - وقال أحمد بن محمد بن ياسين الهروي : كان أبو داود أحد

، وعلمه وعلله ، وسندهحفاظ اإلسالم لحديث رسول الله في أعلى درجة النسك والعفاف ، والصالح والورع من فرسان

.(1)الحديث - قال ابن حبان : كان أبو داود أحد أئمة الدنيا فقها ، وعلما ،

وحفظا ، ونسكا ، وورعا ، وإتقانا ، ممن جمع وصنف ، وذب عن السنن ، وقمع من

.(2)خالفها وانتحل ضدها - وقال ابن الجوزي عنه : كان عالما حافظا ، عارفا بعلل

. (3)الحديث ، ذو عفاف وورع وما وجد له من كالم في علل الحديث في كتابه السنن أو

غيره يدل على سعة إطالعه ، ومعرفته بعلل الحديث . أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الرازي ، ولد.8

ه. ، وقد قيل فيه : 277 ، ومات سنة 195سنة . (4)- قال ابن خلفون عنه : إمام في الحديث وعلله ورجاله

- وقال ابن الجوزي عنه : كان أحد األئمة الحفاظ ، واألثبات. (5)والجرح والتعديلالعارفين بعلل الحديث ،

- وقال الذهبي عنه : اإلمام الحافظ الناقد شيخ المحدثين ... كان من بحور العلم ، طوف البالد وبرع في المتن واإلسناد ،

.(6)وجمع وصنف ، وجرح وعدل ، وصحح وعلل أحد أئمة الحفاظ األثبات ،- وقال ابن كثير عنه :

العارفين بعلل الحديث ، والجرح والتعديل ، وهو.(7)قرين أبي زرعة - رحمهما الله -

.211 / 13 ، وسير أعالم النبالء 58 / 9)( تاريخ بغداد 1 .282/ 8)( الثقات 2.269 / 12)( المنتظم 3.205المعلم بشيوخ البخاري ومسلم ص )( 4.284 / 12)( المنتظم 5 .247 / 13)( سير أعالم النبالء 6 .628 / 14)( البداية والنهاية 7

35

وإجاباته في علل الحديث تدل على ما قاله هؤالء األئمة فيه ؛ بل إنه من أحسن من يفصل العلة

ويوضحها. أحمد بن شعيب أبو عبدالرحمن النسائي ، ولد سنة.9

ه. , وقد قيل فيه : 303 ، ومات سنة 214 - سبق قبل قليل في الكالم عن مسلم قول أبي عبدالله بن مندة : الذين أخرجوا الصحيح ، وميزوا الثابت من المعلول ،والخطأ من الصواب . وذكر منهم : أبو عبدالرحمن النسائي.

كان أبو عبد الرحمن النسائي أفقه مشايخ- وقال الدارقطني : مصر في عصره ، وأعرفهم بالصحيح والسقيم من اآلثار ،

.(1)وأعلمهم بالرجال اإلمام الحافظ الثبت شيخ اإلسالم ناقد- وقال الذهبي عنه :

.(2)الحديث - وقال أيضا : ولم يكن أحد في رأس الثالث مائة أحفظ من

النسائي ، هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم ، ومن أبي داود ، ومن أبي عيسى ، وهو جار في مضمار البخاري ،

. (3)وأبي زرعة والمطلع على كتابه السنن يرى إمامته في العلل ، وسعة

حفظه. علي بن عمر الدارقطني أبو الحسن ، ولد سنة.10

ه.، وقد قيل فيه:385 ، ومات سنة 306 قال األزهري : ورأيت ابن أبي الفوارس ، سأل-

الدارقطني عن علة حديث أو اسم ، فأجاب ، ثم قال : يا أبا الفتح ليس بين الشرق والغرب من يعرف هذا

. (4)غيري كان فريد عصره ، وقريع - وقال الخطيب البغدادي عنه :

انتهى إليه علمدهره ، ونسيج وحده ، وإمام وقته ، األثر ، والمعرفة بعلل الحديث ، وأسماء الرجال ،

وأحوال الرواة مع الصدق ، واألمانة والفقه والعدالة

.338/ 1)( تهذيب الكمال 1 .125 / 14)( سير أعالم النبالء 2 .133 / 14)( سير أعالم النبالء 3 .454 / 16)( سير أعالم النبالء 4

36

وقبول الشهادة ، وصحة االعتقاد وسالمة المذهب ، واالضطالع بعلوم سوى علم الحديث منها :

.(1)القراءات كان من بحور العلم ، ومن أئمة وقال الذهبي عنه :-

الدنيا ، انتهى إليه الحفظ ، ومعرفة علل الحديث ورجاله ، مع التقدم في القراءات وطرقها ، وقوة المشاركة في الفقه واالختالف ، والمغازي وأيام

.(2)الناس وغير ذلك - سئل البرقاني : هل كان أبو الحسن الدارقطني

يملى عليك العلل من حفظه ؟ فقال : نعم . ثم ذكر. (3)قصة جمع العلل

- وعلق الذهبي إمالء الدارقطني للعلل ، فقال : إن كان كتاب العلل الموجود قد أماله الدارقطني من

حفظه كما دلت عليه هذه الحكاية ، فهذا أمر عظيم يقضى به للدارقطني أنه أحفظ أهل الدنيا وان كان

قد أملى بعضه من حفظه فهذا ممكن ، وقد جمع.(4)قبله كتاب العلل علي بن المديني حافظ زمانه

- وقال ابن كثير عنه : الحافظ الكبير ، أستاذ هذه الصناعة ، وقبله بمدة وبعده إلى زماننا هذا ، سمع الكثير ، وجمع وصنف

وألف وأجاد وأفاد ، وأحسن النظر والتعليل واالنتقاد واالعتقاد ، وكان فريد عصره ، ونسيج وحده ، وإمام دهره في أسماء الرجال وصناعة التعليل والجرح والتعديل وحسن التصنيف

والتأليف واتساع الرواية واإلطالع التام في الدراية ، له كتابه المشهور من أحسن المصنفات في بابه ،لم يسبق إلى مثله و ال يلحق في شكله إال من استمد من بحره وعمل كعمله ، وله

كتاب العلل بين فيه الصواب من الدخل ، والمتصل من المرسل ، والمنقطع والمعضل ، وكتاب األفراد الذي ال يفهمه

فضال عن أن ينظمه إال من هو من الحفاظ األفراد واألئمة.(5)النقاد والجهابذة الجياد

.34 / 12)( تاريخ بغداد 1 .450 / 16)( سير أعالم النبالء 2 .37 / 12)( تاريخ بغداد 3 .455 / 16)( سير أعالم النبالء 4 .459 / 15)( البداية والنهاية 5

37

والمطلع على كتابه العلل وغيره من كتبه ، يرى إمامته فيعلل الحديث ، وال يبعد أن يوصف بإمام الدنيا في الحفظ .

أهم المؤلفات في علل الحديث د من ان القص يرة ، وك صنف أهل النقد في العلل مصنفات كث

حيحة ،تأليف هذه الكتب النصيحة لرسوله بإحياء سنته الص وهم إن هو وال أ ، والس ان الخط وترك ما ليس منها ، وذلك ببي

وجد فيها ، وبيان من يقبل حديثه ومن ال يقبل . ة- قال ابن رجب : نة والجماع وأما أهل العلم والمعرفة والس

بي فإنما يذكرون علل الحديث نصيحة للدين ، وحفظا لسنة الن ط ا من الغل دخل على رواته ا ي يزا مم ا ، وتمي يانة له وص والسهو والوهم ، وال يوجب ذلك عندهم طعنا في غير األحاديث ا من المعللة ، بل تقوى بذلك األحاديث السليمة عندهم لبراءته نة ارفون بس ؤالء هم الع ات ، فه المتها من اآلف ل ، وس العل

اد رسول الله حقا ، وهم النقاد الجهابذة الذين ينتقدون انتق وهري اد الج الصيرفي الحاذق للنقد البهرج من الخالص ، وانتق

س به .(1)الحاذق للجوهر مما دل والمصنفات في علل الحديث كثيرة ومتنوع..ة ، منه..ا

ما هو مرتب ، ومنها ما هو غير مرتب .قال ابن رجب : وقد صنفت فيه كتب كثيرة مفردة .

ان ، وعلي يى القط ة عن يح بعضها غير مرتبة: كالعلل المنقولبن المديني ، وأحمد ، ويحيى ، وغيرهم.

وبعضها مرتبة :

. 894/ 2شرح علل الترمذي )( 1

38

ذلك دارقطني ، وك ل ال انيد : كعل ا رتب على المس ا م ثم منه ا في يبة هم وب ابن ش ند يعق ديني ، ومس ند علي بن الم مس

الحقيقة موضوعان لعلل الحديث . ل ومنها ما هو مرتب على األبواب : كعلل ابن أبي حاتم ، والعل ألبي بكر الخالل ، وكتاب العلل للترمذي أوله مرتب وآخره غير

.(1)مرتب . انتهى كالمه فظهر من كالم ابن رجب أن كتب العلل على نوعين :

مثل : علل يحيى بنالنوع األول : كتب علل غير مرتبة ،سعيد القطان ، وعلل علي بن المديني

لم يز لمس يى بن معين ، والتمي ل يح وعلل األمام أحمد ، وعلبن الحجاج وغيرهم .

وهي على أصناف : النوع الثاني : كتب علل مرتبة ، ل ابن أبي.1 ل : عل ة ، مث واب الفقهي ة على األب علل مرتب

ذي ل الترم ر الخالل ، وعل حاتم الرازي ، والعلل ألبي بك ة البن اديث الواهي ة في األح ل المتناهي ير ، والعل الكب

الجوزي . ند علي بن.2 ل : مس علل مرتبة على مسانيد الصحابة ، مث

بزار ند ال يبة ومس وب بن ش ند يعق ديني ، ومس الموغيرها .

علل حديث ابن عيينةعلل أحاديث لبعض الرواة ، مثل : .3 ، وعلل أحاديث الزهري لمحمد بن(2)لعلي بن المديني

يحيى الذهلي ، وعلل حديث مالك البن حبان . ديث.4 ة الح ل: "عل وع معين، مث ة لموض ل خاص عل

.(3)المسلسل في يوم العيد" لمحمد الجرجاني

. 892/ 2شرح علل الترمذي )( 1 .312/ 2الجامع ألخالق الراوي )( 2 توجد نسخة خطية بقسم المخطوطات بجامعة اإلمام محمد بن سعود)( 3

( . 10 – 7(،)و4793 )3/2/570اإلسالمية برقم

39

اديث في.5 ل األح ل : عل ة ، مث علل مرتبة على كتب معين هيد ، ار الش اج البن عم لم بن الحج حيح لمس اب الص كت

والتتبع للدارقطني . وس....أذكر أهم م....ا وقفت علي....ه من كتب العل....ل

المطبوعة أو المخطوطة ، أو المفقودة ، فمنها : ، وهو" العلل" لسفيان بن عيينة ، رواه عنه ابن المديني-1

.(1)مفقود ، وقد قيل : إنه علل حديث ابن عيينة . (2) وهو مفقود"العلل" ليحي بن سعيد القطان ، -2. (3) وهو مفقود"العلل" ليحيى بن معين ، -3 "العلل" البن المديني ، طبع منه جزء يسير ، وقد ذكروا له-4

.(4)أخرى كتبا في العلل "العلل ومعرفة الرجال" لإلمام أحمد بن حنبل، رواية ابنه-5

عبد الله ، وهو مطبوع . " العلل ومعرفة الرجال" لإلمام أحمد ، رواية المروذي-6

وغيره ، وهو مطبوع ، لكنه ناقص. "علل الحديث ومسائل أحمد" لمحمد بن جعفر بن محمد بن-7

vم في علله هذهوهو مفقود . (5)هانئ األثرم .(6)، وقد تكل "علل الحديث ومعرفة الشيوخ" ألبي جعفر محمد بن عبد-8

وهو.(7)الله بن عمار المخرمي الموصلي ، وهو مصنف كبير .مفقود

وهو مفقود. (8) "العلل" ألبي حفص عمرو بن علي الفالس -9.

.وهو مفقود. (9)"كتاب العلل" للبخاري ، صاحب الصحيح-10 .360/ 2الجامع ألخالق الراوي وينظر : . 339/ 2فتح المغيث )( 1 . 892/ 2شرح علل الترمذي )( 2 . 892/ 2شرح علل الترمذي )( 3 .360/ 2ينظر : الجامع ألخالق الراوي )( 4 . 110/ 5ينظر : تاريخ بغداد )( 5 ، وفتح571/ 2 ، وتذكرة الحفاظ 110/ 5 ، 131/ 2ينظر : تاريخ بغداد )( 6

.2/339المغيث .469/ 11 ، وسير أعالم النبالء 417/ 5ينظر : تاريخ بغداد )( 7 .81/ 8ينظر : تهذيب التهذيب )( 8 ، وفتح1/467 ، والمعجم المفهرس البن حجر 517ينظر : هدي الساري ص )( 9

.2/339المغيث

40

"علل أحاديث الزهري" لمحمد بن يحيى الذهلي ، قال-11 الدارقطني : من أحب أن يعرف بقصور علمه عن علم السلف

وهو.(1 )فلينظر في "علل حديث الزهري" لمحمد بن يحيى .مفقود

.(2)"العلل" لمسلم بن الحجاج النيسابوري ، صاحب الصحيح-12 .وهو مفقود

"التمييز" له أيضا . وهو مطبوع .-13 " المسند المعلل" ليعقوب بن شيبة ، قال الذهبي : ما-14

صنف مسند أحسن منه ، لكنه ما أتمه . وطبع منه قطعة من.(3)مسند عمر بن الخطاب – رضي الله عنه-

"العلل الصغير" للترمذي ، صاحب الجامع ، وغالب الكالم-15فيه على الرجال . وقد شرحه ابن رجب ، وهو مطبوع .

"العلل الكبير" له . وهو مطبوع . -16 "الفوائد المعللة " ألبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو-17

الدمشقي ، وهو مطبوع . "المسند الكبير المعلل" للبزار ، ويسمى "البحر الزخار"،-18

طبعت أجزاء منه ، وفيه تعليقات للمؤلف على األحاديث مفيدة .

"العلل" ألبي يعلى زكريا بن يحيى الساجي ، قال الذهبي :-19 . وهو مفقود. (4)هو كتاب جليل يدل على تبحره في هذا الفن

.531/ 2 ، وتذكرة الحفاظ 284/ 12ينظر : سير أعالم النبالء )( 1 .339/ 2 ، وفتح المغيث 590/ 2ينظر : تذكرة الحفاظ )( 2 ، وتذكرة476/ 12 ، وسير أعالم النبالء 281/ 14ينظر : تاريخ بغداد )( 3

ولكن مسند يعقوب ، وقال السخاوي : 347/ 2 ، وفتح المغيث 577/ 2الحفاظ حسبما زاده الناظم ما كمل ،بل الذي ظهر منه كما قال الخطيب في تاريخه :

مسند العشرة ، والعباس ، وابن مسعود وعتبة بن غزوان ، وبعض الموالي ، وعمار ، واتصل األول من عمار خاصة للذهبي وشيخنا ومؤلفه ، ورأيت بعض

أجزاء من مسند ابن عمر . قال الذهبي : وبلغني أن مسند علي منه في خمس مجلدات ، قال األزهري : وقيل لي : إن نسخة بمسند أبي هريرة منه شوهدت بمصر فكانت مائتي جزء ، قال : وبلغني أنه كان في منزله أربعون لحافا أعدها لمن كان يبيت عنده من الوراقين الذين يبيضون له " المسند" ، ولزمه على ماج منه عشرة آالف دينار - يعني لمن يبيضه - ، وقال غيره : إنه لو تم لكان خر

في مائتي مجلد ، ولنفاسته قال الدارقطني : لو كان مسطورا على حمام لوجب أن يكتب - يعني ال يحتاج إلى سماع - ، وبالجملة فقد قال األزهري : سمعت

. انتهى .الشيوخ يقولون : إنه لم يتمم مسند معلل .349/ 1تاريخ بغداد وينظر : . 710/ 2)( تذكرة الحفاظ 4

41

وهو.(1)"العلل" ألبي بكر، أحمد بن محمد بن هارون الخالل-20 . ويوجد منه جزءان مما انتخبه ابن قدامة المقدسيمفقود

منه ، وهو مطبوع . علل األحاديث في كتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج"" -21

للحافظ أبي الفضل بن عمار الشهيد. وهو مطبوع . "علل الحديث" ألبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي-22

، وهو مطبوع . وهو.(2)" العلل" ألبي علي حسين بن علي النيسابوري-23

مفقود . "علل حديث الزهري" ألبي حاتم محمد بن حبان البستي ،-24

وهو مفقود ..(3)صاحب الصحيح، وذكرت له كتب علل أخرى "المسند الكبير المعلل" ألبي علي الحسين بن محمد-25

قالالماسرجسي ، قال الحاكم : يقع في ألف وثالثمائة جزء ، وهو مفقود .. (4)الذهبي : يجيء في مائة وخمسين مجلدا

"العلل الواردة في األحاديث النبوية" ألبي الحسين علي بن-26عمر الدارقطني، وهو مطبوع .

"التتبع " له ، وهو تتبع ألحاديث وهم فيها صاحبا الصحيح-27 البخاري ومسلم في كتابيهما لكنه تعقب في أكثرها ، وهو

مطبوع . "العلل " ألبي عبد الله، محمد بن عبد الله بن محمد ،-28

وهو مفقود ..(5)الحاكم النيسابوري ، صاحب المستدرك "العلل المتناهية في األحاديث الواهية" ألبي الفرج عبد-29

الجوزي ، وهو مطبوع ، ومشى فيه مؤلفهالرحمن بن علي بن على تعريف العلة العام ، وعليه انتقادات في كتابه.

" البن حجرفي معرفة المعلول "الزهر المطلول -30 وهو مفقود ..(6)العسقالني

31- .وهو مفقود. (7)"شفاء الغلل في بيان العلل" له أيضا .339/ 2 ، وفتح المغيث 785/ 2ينظر : تذكرة الحفاظ )( 1 .339/ 2ينظر : فتح المغيث )( 2 .361/ 2ينظر : الجامع ألخالق الراوي )( 3 .347/ 2 ، وفتح المغيث 288/ 16 سير أعالم النبالء ينظر :)( 4 .1043/ 3تذكرة الحفاظ ينظر : )( 5 .258/ 1 ، وتدريب الراوي 244/ 1فتح المغيث ينظر : )( 6 .372/ 7شذرات الذهب ينظر : )( 7

42

ك وبعد فإن القلب يحزن لفقد كثير من كتب هذا العلم ، وال ش ر ا ذك ة . ولم د الجم أن في هذه الكتب العلم الغزير ، والفوائ ير من كتب علي بن الم ديني ، ق ال الخطيب البغدادي فق د كث يء متأثرا : وجميع هذه الكتب قد انقرضت ، ولم نقف على ش منها إال على أربعة أو خمسة حسب ، ولعمري إن في انقراضها ان علي بن خمة ، وك د ض اع فوائ ة ، وانقط وم جم اب عل ذه المديني فيلسوف هذه الصنعة ، وطبيبها ولسان طائفة الحديث

.(1)وخطيبها - رحمة الله عليه - وأكرم مثواه لديه ولعل من أهم أسباب فقد هذه الكتب ما وضحه الخطيب

البغدادي ، وهو يتكلم عن فقد كثير من كتب ابن حبان بقوله : مثل هذه الكتب الجليلة كان يجب أن يكثر بها النسخ ،

ويتنافس فيها أهل العلم ، ويكتبوها ألنفسهم ، ويخلدوها احرازهم ، وال أحسب المانع من ذلك إال قلة معرفة أهل تلك البالد لمحل العلم وفضله ، وزهدهم فيه ، ورغبتهم عنه وعدم

.(2)بصيرتهم به ، والله اعلم

دراسة لكتب العلل المطبوعة في هذا المبحث أحببت جمع مادة حول كتب العلل المطبوعة ،

من خالل استقرائي لها ، وما وجد من كالم حولها . - " العلل " لعلي بن المديني1

ود ، ثره مفق ال يوجد من هذا الكتاب سوى جزء قليل منه ، وأك طفى األعظمي ، د مص دكتور محم ق ال وطبع هذا الجزء بتحقي ة ، كم ا س بق ، وه ذا الج زء ير المرتب وهو من قس م الكتب غ

قسم فيه ابن المديني كتابه أربعة أقسام : رواة ، ومنالقسم األول : ثرين من ال ر للمك تكلم فيه عن ذك

تدور عليهم األسانيد . .361/ 2الجامع ألخالق الراوي )( 1 .363/ 2الجامع ألخالق الراوي )( 2

43

ماعات ا س رواة مبين ه عن بعض ال اني: تكلم في م الث القس ر بعض ع ذك ه م ه من الراوي من بعض شيوخه ، وسماع تالمذت

األحاديث على ذلك .القسم الثالث : ذكر فيه بعض األحاديث مبينا عللها.

تعديال.جرحا أوالقسم الرابع : تكلم فيه على الرواة - " العلل ومعرفة الرجال عن اإلمام أحمد بن2

حنبل"، رواية أبي بكر المروذي وغيره. حوى هذا الكتاب كالما لإلمام أحمد بن حنبل في علل الحديث ، وكذلك كالما له في الرواة جرحا وتعديال . وكذلك مسائل فقهية ير و غ ديني ، وه يى بن معين ، وعلي بن الم ا عن يح ، وكالم روذي ، د الم د بن محم مرتب . وروى هذا الكتاب أبو بكر أحم الح بن ل ص و الفض وني وأب د الميم وأبو الحسن بن عبدالحمي دكتور ق ال وع بتحقي و مطب أحمد بن حنبل - رحمهم الله - ، وه ل اب كام وصي الله محمد عباس . ولم يذكر المحقق هل الكت أم ناقص ؟ والذي يظهر لي أنه ناقص ؛ فقد وجدت نصوصا من ذه ودة في ه ير موج وني ، وهي غ روذي ، والميم ة الم رواي

ة خة المطبوع ذا(1)النس خ ه ألة اختالف نس ، أو أن المسالكتاب .

" العلل ومعرفة الرجال لإلمام أحم..د-.. 3بن حنبل" ، رواية ابنه عبدالله .

حوى هذا الكتاب كالما لإلمام أحمد بن حنبل في علل الحديث ،وكذلك كالما له في الرواة من

جرح وتعديل ، وسؤال عن سنة والدة الراوي أو وفاته ، وكذلك رتب . مسائل فقهية ، وأحاديث في أبواب متفرقة ، وهو غير م ه ا في الب م ذا المتن ، وغ وقد يذكر السند كامال أو بعضه ، وك يى بن يره : كيح د ، ولغ ام أحم واب لإلم ؤال وج عبارة عن س

ه بن سعيد بن يحيى األمويمعين ، و اب عبدالل ، روى هذا الكت ق ة بتحقي ة التركي تين : األولى الطبع أحمد، وطبع الكتاب طبع ة ، الدكتور طلعت قوج ، والدكتور إسماعيل جراح ، وهي ناقص ار اس ، وأش د عب ه بن محم ي الل والثانية بتحقيق الدكتور وص

/1)( ينظر على سبيل المثال : شرح علل الترمذي البن رجب 1 .893 ، 623/ 2 و 521 ، 458

44

اب أو ف الكت ة نص ة التركي وع في الطبع در المطب إلى أن الققريب منه .

" التمييز " لمسلم بن الحجاج.- 4 هذا الكتاب من كتب العلل ، وهو في بيان أوهام وقعت من

بعض الرواة في روايتهم لألحاديث وذكر المؤلف في مقدمة كتابه كالما حول هذا الفن ، ثم ذكر أسباب الخطأ في الروايات

وتبليغها، ثم ذكر األحاديث التي تحث على حفظ سنة النبي : بابا فيما جاء في التوقي في حمل الحديث ، وأدائه ،، ثم ذكر

والتحفظ من الزيادة فيه والنقصان ، وذكر فيه أحاديث وأقواال تفيد أن الراوي للحديث يجب أن يؤديه كما سمعه ، ثم ذكر

والناظر في الكتاب يرى علو كعبأحاديث وقعت فيها أوهام . اإلمام مسلم في علم العلل ، وأن كتابه من أهم كتب العلل ،

فتجد اإلمام مسلما يذكر علة الحديث بشيء من الشرح وكأنوالبسط والوضوح ال تجده في غيره من كتب العلل .

الكتاب ألفه مسلم بعد أن وجه له سؤال في ذلك حول علم علل الحديث ، ويدل على ذلك هذه النصوص من الكتاب

قوله : " فإنك يرحمك الله ذكرت أن قبلك قوما، ينكرون قول القائل من أهل العلم إذا قال: هذا حديث خطأ ، و هذا حديث

صحيح ، وفالن يخطئ في روايته حديث كذا ، وصواب ما روى فالن بخالفه . وذكرت أنهم استعظموا ذلك من قول من

. وكذلك ما ورد في نفس الصفحة قال مسلم : "(1)قاله" وسألت أن أذكر لك في كتابي رواية أحاديث مما وهم قوم في روايتها". والكتاب الموجود منه جزء يسير ، طبع بتحقيق شيخنا

الدكتور محمد مصطفى األعظمي .- " العلل الكبير " للترمذي .5

رتب ، ير م و غ ل ، وه ا عل اديث وقعت فيه ذكر فيه مؤلفه أح عحتى جاء أبو طالب القاضي ورتبه على أبواب الجامع ، ووض

ذا واب له اوين أب ذي عن امع الترم واب ال تي في ج عناوين األب الب اب ، ألن غ ذا الب دخل تحت ه ديثا ي د ح اب إن وج الكت ا . ع الكالم على علله ذي م امع الترم ودة في ج األحاديث موج تى اري ، ح ف البخ وغالب العلل التي فيه أجاب بها شيخ المؤل ه د وج ذي ، وق اري وليس للترم يظن القارىء أن الكتاب للبخ

.169)( التمييز ص 1

45

دد الترمذي بعض األسئلة لغير البخاري مع قلتها ، حيث وجه لع و دارمي ، وأب دالرحمن ال ه بن عب يوخه ، وهم : عبدالل من ش

وإسحاق بن منصور الكوسج ، والحسن بن عليزرعة الرازي ، ر ب في آخ رت ع الم ندة ، ووض ه مس الب أحاديث الخالل ، وغ يره على ذي وغ ه كالم الترم ر في امع ذك الكتاب بابا اسمه الج وع الب مطب و ط ه أب ذي رتب اب ال الرواة جرحا وتعديال ، والكت و طفى ، وه عدة طبعات ، منها تحقيق الدكتور حمزة ديب مص

رسالة علمية ، والباحث له جهد جيد في الكتاب . "علل األحاديث في كتاب الصحيح " ألبي الفضل- 6

بن عمار . لم ، حيح مس تتبع فيه المؤلف بعض األحاديث الموجودة في ص وهي معلولة ، وذكر األدلة التي تثبت ذلك ، ومشى على ترتيب الصحيح ، وكثير مما ذكر المؤلف ال يسلم له ، وعدد األحاديث )

( حديثا . وهو مطبوع بتحقيق علي حسن عبدالحميد .36- "علل الحديث " البن أبي حاتم .7

وهو من أفضل كتب العلل ، من ناحية : غزارة المادة التي في ة ترتيب ، والتنظيم ، وإجاب ع ، وال ال ، والجم ل وفي الرج العل ل دأ بعل ا ب ا فقهي اب ترتيب على العلل ، فقد رتب المؤلف الكت ديث ذكر الح دأ ب واب ، فيب الة ... ألخ األب ارة ثم الص الطه ه من أح د ش يوخه ، لكن األح اديث في المعلول ثم اإلجاب ة عن ئلته ه أس ان يوج ف ك ندة ، حيث إن المؤل ير مس الب غ الغ ين بن ل : علي بن الحس يرهم ، مث ة ولغ ده ، وألبي زرع لوال ئلة في ا أس جنيد ، ومحمد بن عوف الحمصي . ويوجد فيه أيض الجرح والتعديل ، والكتاب طبع عدة طبعات آخرها الطبعة التي أشرف عليها الدكتور سعد الحميد ، والدكتور خالد الجريسي .

- " العلل الواردة في األحاديث النبوية8" للدارقطني

دا ، وجمعت يرة ج اديث كث ة أح وعة الحديثي حوت هذه الموس ه على دارقطني كتاب ل ، ورتب ال ان العل ديث ، وبي ا للح طرق حابة ة الص رة ، ثم بقي انيد العش دأ بمس مسانيد الصحابة ، مبت بدون ترتيب ، وختم الكتاب بمسانيد الصحابيات ، وطريقته يبدأ ه ، ذكر علل ديث ، ثم ي بذكر الصحابي ، ومن روى عنه هذا الح ذكر في بعض يرة ، وي انيد كث ويسرد في بيان العلة طرقا وأس

46

ل إلى ا ، ثم ينتق تي ذكره رق ال انيده لبعض الط ان أس األحي حابي األول ، رواة عن الص توفي ال د أن يس الصحابي اآلخر بع هم ، ه بعض ل فات حابة ب ل الص ولم يذكر الدارقطني مسانيد ك مثل : مسند عبدالله ابن عباس ، وعبدالله بن عمرو بن العاص ارة اب عب يرهم ، والكت ، وعتبة بن غزوان ، وعمار بن ياسر وغ عن أس ئلة وجهت لل دارقطني ثم يجيب عليه ا . وغ الب العل ل هي في الخالف بين الوصل واإلرسال ، أو الرفع والوقف . وقد

اب ) زء من الكت ع ج ف11طب ادل نص ا يع دا وهي م ( مجل دكتور ق ال اة المحق بب وف ا ، وبس وط تقريب اب المخط الكت محفوظ الرحمن زين الله السلفي – رحمه الله – توقف إخراج

الكتاب ، نسأل الله أن ييسر إخراج الباقي . لتنبي..ه : اب عل ات على كت ذهبي أن من المالحظ ر ال ذك

ق ه بطري ذي رواه الثبت ويعل الدارقطني ، أنه يذكر الطريق ال فإن كانت العلة غير مؤثرة ، بأن يرويهرواها راو واهي ، فقال:

اق د س ول ، وق ه واه ، فليس بمعل ه ، ويخالف الثبت على وج ل " ، فلم اب " العل ط في كت ذا النم يرا من ه دارقطني كث ال

بت .(1)يصvب ، ألن الحكم للث ة ل مالحظ ا من كتب العل ه وفي غيره دت في علل وكذلك وج داره على راو ديث وم ذكرون الخالف في ح أخرى وهي أنهم ي

ك : ال ذل عيف ، ومث دارقطنيض ئل ال د س ديث : فق عن ح ة عد في اآلي عد ، عن س من طائفتانوإن ﴿عائشة بنت س

ه (2)﴾المؤمنين اقتتلوا ان ، لعن الل عد : علي وعثم ال س ق من لعن عليا ، ولعن الله من لعن عثمان . فقال : يرويه خارجة

.(4) ، وخارجة ضعفه الدارقطني(3)بن مصعب ، واختلف عنه ... من العلل للخالل " البن قدامة(5)- " المنتخب9

المقدسي .

.52الموقظة ص )( 1. 9سورة الحجرات آية : )( 2 ، رقم365 -364 / 4العلل الواردة في األحاديث النبوية ، للدارقطني )( 3

.630الحديث : ، رقم الترجمة173ينظر : سؤاالت أبي عبدالرحمن السلمي للدارقطني ص )( 4

:116. )( االنتخاب هو: اختيار الطالب لبعض أحاديث الشيخ ليسمعها5

.53ويكتبها عنه. قاله في معجم علوم الحديث النبوي ص

47

ألف الخالل كتابا في علل الحديث ، وهو من كالم اإلمام أحمد ، فجاء موفق الدين ابن قدامة المقدسي فاختار(1)في العلل

من كتاب الخالل أحاديث معينة ، ولعله مشى على ترتيب أصل الكتاب . وغالب ما في الكتاب أسئلة أجاب عنها اإلمام أحمد ،

وكذلك أجاب ابن معين عن بعض األحاديث ، وغالب األسئلة مسندة ، وقد وجد الجزء العاشر ، والحادي عشر من هذا

المنتخب وهو المطبوع . والباقي مفقود .

وقفات مع كتب علل الحديث من خالل قراءتي في كتب علل الحديث ظهرت لي أمور يبدو لي أنها تخالف التعريف االصطالحي الذي سبق ذكره :

الخفاء والغموض ، وأنها تقدح فيمن أن العلة يشترط فيها صحة الحديث ، وسأذكر بعض األمثلة لكل أمر من هذه

األمور ، منها : يذكرون فيها الحديث الصحيح ومتابعاته.-1

حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، قال الترمذي :مثال ذلك : حدثنا ابن عيينة ، عن سليمان األحول ، عن مجاهد ، عن أبي

" أن رسول الله : tعياض ، عن عبد الله بن عمرو ت فقال – يعني البخاري - : ".(2)رخص في الجر غير المزف

هو حديث صحيح. قال محمد : ورواه زياد بن فياض ، عن أبي عياض ، عن عبد

.(3) هذا الحديثالله بن عمرو ، عن النبي سائر ما عند هؤالءالخالل)( قال الخطيب البغدادي : وجمع أبو بكر 1

– يعني تالميذ أحمد بن حنبل - من أقوال أحمد وفتاويه ، وكالمه في والرجال ، والسنة والفروع ، حتى حصل عنده من ذلك ماالالعلل

يوصف كثرة ، ورحل إلى النواحي في تحصيله ، وكتب عن نحو من مائه نفس من أصحاب اإلمام ، ثم كتب كثيرا من ذلك عن أصحاب أصحابه ، وبعضه عن رجل عن آخر عن اإلمام أحمد ، ثم أخذ في

،العللترتيب ذلك ، وتهذيبه وتبويبه ، وعمل كتاب العلم ، وكتاب وكتاب السنة كل واحد من الثالثة في ثالث مجلدات . تاريخ بغداد

11 /331. فتv ، ويقال لبعض)( 2 ة بالز vي ة مزفتة : مطل فت القار ، وvعاء مزفت وجر الز

ر ، ونهى النبي عن هذا الوvعاءv المزفتv أنأوعية الخمر : المزفت ، وهو المقي . 55/ 6 قاله في لسان العرب .ينتبذ فيه

.789/ 2علل الترمذي الكبير )( 3

48

. يذكرون فيها الناسخ والمنسوخ -2 سمعت أبي ، وذكر األحاديث قال ابن أبي حاتم:مثال ذلك : ، حديث هشام بن عروة -" الماء من الماء "المروية في

يعنى : عن أبيه - ، عن أبي أيوب ، عن أبي بن كعب ، عن وحديث شعبة ، عن الحكم ، عن أبي صالح ، عن أبيالنبي

. فقال:" الماء من الماء " في سعيد الخدري ، عن النبي : هو منسوخ ، نسخه حديث سهل بن سعد ، عن أبي بن

. (1)كعب سمعت أبي ، يقول: قال ابن أبي حاتم : ومثال ذلك أيضا :

حديث ابن مسعود في التطبيق منسوخ ألن في حديث ابن إدريس ، عن عاصم بن كليب ، عن عبد الرحمن بن األسود ،

طبق ، ثم أخبر سعد : أن النبي tعن علقمة ، عن عبد الله . يعني"صدق أخي ، قد كنا نفعل ثم أمرنا بهذا "فقال:

. (2): بوضع اليدين على الركبتين السؤال عن أحوال الرواة ، وأبنائهم ، ومن يقدم-3

منهم . قال البرقاني : قلت للدارقطني : مصعب ، مثال ذلك :

وعامر ، وعمر ، ومحمد بنو سعد ، من أكبرهم ؟ ومن أوالهم بالتقديم من بينهم ؟ فقال : عامر بن سعد . قلت : كيف حال عمر بن سعد ؟ وجرى فيه ما جرى ، فقال : كيف يكون حال

من جرى منه مثل ذلك ، ثم قال : ما خرجوا عنه في.(3)الصحيح

سئل الدارقطني : عن أبي فاختة ؟ فقال :ومثال آخر : سعيد بن عvالقة ، قيل له : من عنى بالفواطم ؟ فقال : فاطمة

، وفاطمة بنت حمزة ، وفاطمة بنت أسد -بنت رسول الله . t - (4)والدة علي

السؤال عن السماع . -4

. 114 ، رقم الحديث : 1/258 علل الحديث ، علل أحاديث في الطهارة )(1 . 246 ، رقم الحديث : 1/321 علل الحديث ، علل أحاديث في الصالة )(2 .364/ 4العلل الواردة في األحاديث النبوية )( 3 ب ( .215/ 5العلل الواردة في األحاديث النبوية ) المخطوط )( 4

49

سألت أبي عن رواية عروة ، قال ابن أبي حاتم : مثال ذلك :.(5)عن علي ، فقال : مرسل

ذكرون الحديث الموضوع . ي-5 قال عبدالله بن اإلمام أحمد : حدثنا يحيى بنمثال ذلك :

معين ، قال : حدثنا يحيى بن أبي بكير ، عن عمار بن سيف "تبنى مدينةحديث عاصم ، عن أبي عثمان ، عن جرير :

فلما فرغ منه ، قال يحيى : هذابين دجلة والدجيل"..(2)موضوع أو قال : كذب

يذكرون كيف يعرف أن الشيخ دخل بلد من البلدان-6 سألت أبي ، عن حديث رواه قال ابن أبي حاتم : مثال ذلك :

عبد الرحمن بن شريك ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن ضمرة بن

" ليلة قال : ، عن النبي tعبد الله بن أنيس ، عن أبيه . قلت ألبي : سمع أبوالقدر ، ليلة ثالث وعشرين "

إسحاق من عبدالله بن أبي قتادة ؟ فقال : قد روى عن عبد الله بن أبي قتادة : إسماعيل بن أبي خالد ، وأبو إسحاق

الهمداني هذا الحديث ، فيدل أن عبدالله بن أبي قتادة قدم.(3)الكوفة

يذكرون فيها فقه الناقد والعالم .-7 سمعت أبي ، ذكر حديث قال ابن أبي حاتم : مثال ذلك :

" أن عمر كتب إلىحماد ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع أمراء األجناد : أن مروا أهل المدينة أن يقدموا على

نسائهم ، أو يطلقوهن فان طلقوهن فليبعثوا قال أبي : نحن نأخذ بهذا فيإليهن بنفقة لما مضى".

.(4)نفقة ما مضى سئل أبي ، عن حديث رواه قال ابن أبي حاتم : ومثال آخر :

" أن غالما سرقحماد بن سلمة ، عن حميد ، عن أنس : على عهد عمر ، فأتي به عمر فشبر الغالم ، وأخذ

. قال أبي : هذامقايسه ، فنقص أنملة فلم يقطعه" . 138، رقم الحديث : 1/266 علل الحديث ، علل أحاديث في الطهارة )(5 .2645 ، رقم الحديث : 370 / 2 العلل ومعرفة الرجال براواية عبدالله )(2 . 736 ، رقم الحديث : 1/557 علل الحديث ، علل أخبار في الصوم )(3 . 1217 ، رقم الحديث : 87/ 2 علل الحديث ، علل أخبار في النكاح )(4

50

خطأ ، حدثنا األنصاري ، عن حماد ، عن أنس : " أن غالما . وهو الصحيح ، قلت ألبيسرق فأتي به أبو بكر فشبره "

: ما معنى هذا الحديث ؟ وهل تقول به ؟ قال: كان إسحاق بن ، فيراهويه يأخذ به ، وأما نحن فانا نذهب إلى حديث النبي

البلوغ خمسة عشر ، أو احتالم قبل ذلك ، وإذا أشكل نظر إلى.(1)العانة ، فان نبت فهو بلوغ

يذكرون فيها بعض تراجم الرواة .-8 سألت أبي ، عن حديث رواه قال ابن أبي حاتم : مثال ذلك :

" رأيت علي بنعبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري قال : الحسين يخضب بالسواد ، وأخبرني أن أباه كان

قال أبي : هذا الحديث منكر ، وكان الزهري :يخضب به " . رجال قصيرا ، وكان أسنانه مشبكة بالذهب ، وكان يخضب

.(2)بالسواد قال الدارقطني : الماجشون يعقوب بن أبيومثال آخر :

وعبد العزيز بن سلمة ، ومن ولده : يوسف بن يعقوب ، يعقوب ؛ فأما يوسف فيروي عن الزهري ، وصالح بن إبراهيم

بن عبد الرحمن بن عوف ، وصالح بن كيسان ، وأبيه يعقوب وغيرهم .

وأما أخوه : عبد العزيز بن يعقوب ؛ فيروي عن محمد بن المنكدر أحاديث مراسيل ، حدث عنه أحمد بن حنبل ، ومحمود بن خداش ، والحسن الزعفراني ، وعبد العزيز هذا يكنى : أبا

األصبغ . وعبد الله بن أبي سلمة الماجشون - أخو يعقوب - يروي عن عبد الله بن عمر ، وعن عبد الله بن عبد الله بن عمر ، وعبيد

الله بن عبد الله بن رافع بن خديج ، ونافع مولى أبي قتادةوغيرهم .

وابنه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، يروي عن : زيد بن أسلم ، وعمرو بن أبي عمرو ، ومحمد بن المنكدر ،

والزهري وغيرهم .

. 1350 ، رقم الحديث : 152/ 2 علل الحديث ، علل أخبار في الحدود )(1 ، رقم الحديث :112/ 3 علل الحديث ، علل أخبار رويت في األدب والطب )(2

2417 .

51

وابنه عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون ، وكان فقيها من أصحاب مالك أستاذ أحمد بن المعدل. وأخوه يوسف بن عبد

العزيز حدث عنه : الزبير بن بكار ، فهذا ما حضرني في.(1)أوالدهم ، وإنما لقب " بالماجشون " لحمرة وجهه

قال لنا أبو الحسن الدارقطني ، قال البرقاني : ومثال آخر : قال لنا ابن مخلد : كان الرمادي إذا اشتكى شيئا ، قال : هاتوا

أصحاب الحديث ، فإذا حضروا عنده ، قال : اقرؤوا علي الحديث. وقال لنا الدارقطني : سمعت النيسابوري يقول : حضرت إبراهيم بن هانئ النيسابوري يوم وفاته فدعا ابنه

إسحاق ، فقال : غربت الشمس ؟ قال : ال ، ثم قال : يا أبه رخص لك في اإلفطار في الفرض ، وأنت متطوع ، قال : ال ،

فليعمللمثل هذا ﴿ وأنا عطشان ، أمهل ، ثم قال : ثم خرجت نفسه .(2)﴾العاملون

حدثنا الدارقطني : ثنا أبو بكر النيسابوري ، حدثني أبو موسى الطوسي ، ثنا أبو بكر بن زنجويه ، قال : قال أحمد بن حنبل :

.(3)إن كان ببغداد من األبدال أحد فأبو إسحاق إبراهيم بن هانئ السؤال عن اسم الراوي ، وبيان االسم المهمل-9

من غير وجود علة في الحديث . قال الترمذي : سألت محمدا – يعني البخاري _مثال ذلك :

عن حديث أبي عثمان األنصاري ، عن القاسم بن محمد ، عن " ما أسكر منه الفرق : عائشة قالت : قال رسول الله

وقلت له : أبو عثمان األنصاري ".فملء الكف منه حرام ما اسمه ؟ فقال : اسمه عمرو بن سالم ، روى

vيح ، وروى عنه مطرف عنه مهدي بن ميمون ، والربيع بن صب.(4)بن طريف أحاديث

سألت أبي ، عن حديث رواهومثال ذلك : قال ابن أبي حاتم : إسماعيل بن عياش ، عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي ، عن نافع :

.290 - 288 / 11العلل الواردة في األحاديث النبوية )( 1 . 61سورة الصافات آية : )( 2 .29/ 6العلل الواردة في األحاديث النبوية )( 3.785/ 2علل الترمذي الكبير )( 4

52

. فقلت ألبي :" سألت عائشة ، عن ركعتين بعد العصر".(1)من نافع هذا ؟ قال : هو مولى ابن عمر

يذكرون فيها متابعات الحديث .-10 حدثنا أبو كريب ، وأبو السائب ، قال الترمذي : مثال ذلك :

وحسين بن األسود البغدادي ، قالوا : حدثنا أبو أسامة ، عن قال :tبريد بن عبد الله ، عن جده أبي بردة ، عن أبي موسى

" الكافر يأكل في سبعة أمعاء ، : قال رسول الله والمؤمن يأكل في معي واحد".

سألت محمدا ؟ قال : هذا حديث أبي كريب . فقلت له : حدثنا غير واحد عن أبي أسامة ، فجعل يتعجب منه ، ولم يعرفه إال

.(2)من حديثهيذكرون فيها تفسير األحاديث .-11

سألت أبي ، عن تفسير قال ابن أبي حاتم : مثال ذلك : من الرحمن ، وإنهاشجنة" الرحم : حديث النبي

. فقال : قال الزهري : علىآخذة بحقو الرحمن ... " البالغ ، ومنا التسليم . قال : أمروا حديثرسول الله على ما جاءت ، وحدثت عن معتمر بنرسول الله

سليمان ، عن أبيه : أنه قال : كانوا يكرهون تفسير حديث بآرائهم ، كما يكرهون تفسير القرآن برأيهم . رسول الله

وقال الهيثم بن خارجة : سمعت الوليد بن مسلم يقول : األوزاعي ، وسفيان الثوري ومالك بن أنس ، والليث بن سألت

سعد ، عن هذه األحاديث التي فيها الصفة ، والرؤية والقرآن ،.(3)فقال: أمروها كما جاءت بال كيف

الكتب التي اعتنت بنقد المتن

. 423 ، رقم الحديث : 1/407 علل الحديث ، علل أحاديث في الصالة )(1.772/ 2علل الترمذي الكبير )( 2 ، رقم الحديث :523/ 2 علل الحديث ، علل أخبار رويت في البر والصلة )(3

2118 .

53

اهتمت بعض الكتب ، والبحوث بنقد متن الحديث ، وبيان المعايير التي استند عليها المحدثون في نقدهم للمتون ، وال

من يقول : إنشك أن هذا االهتمام يظهر بجالء خطأ ، أو كذب جهود علماء الحديث كانت منصبة على نقد األسانيد دون

هذه الكتب بعضها مطبوع ، والبعض اآلخر عبارة عنالمتون ، وبحوث ، فمنها :

المنار المنيف في الصحيح والضعيف ، البن قيم-1 حيث حوى كتابه سؤالين : الجوزية .

األول : حول أحاديث معينة ، فأجاب عنها . هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابطالثاني : أنه سئل:

من غير أن ينظر في سنده ؟ فجاء الكتاب جوابا على هذاالسؤال ، وجعله على قسمين :

القسم األول : ذكر فيه ضوابط إجمالية عن طريقها يمكن الحكم على الحديث بأنه موضوع ، ومن هذه الضوابط :

اشتماله على أمثال هذه المجازفات التي ال يقول مثلها رسول ، وتكذيب الحس له , وسماجة الحديث وكونه مماالله

يسخر منه ، ومناقضة الحديث لما جاءت به السنة الصريحةمناقضة بينة ... إلخ .

القسم الثاني: أتى فيه بكليات عامة ، وضوابط تفصيلية ، مثل : أحاديث ذم الحبشة والسودان كلها كذب ، وأحاديث

الحمام - بالتخفيف - ال يصح منها شيء ، ومنها أحاديث التواريخ المستقبلة ، وهي : كل حديث فيه إذا كانت سنة كذا

وكذا حل كذا وكذا … ألخ . ، للدكتور مسفر غرم اللهمقاييس نقد متون السنة - 2

حيث قسم المؤلف كتابه ثالثة أبواب : .الدميني الباب األول : مقاييس النقد عند الصحابة ، وهي : عرض الحديث على القرآن ، وعرض السنة بعضها على بعض ،

والنظر العقلي . عرضالباب الثاني : مقاييس النقد عند المحدثين ، ومنها :

، وعرض روايات الحديث الواحد بعضهاالحديث على القرآن على بعض ، وعرض متن الحديث على الواقع والمعلومات

التاريخية ، وركاكة لفظ الحديث وبعد معناه …إلخ .

54

الباب الثالث : مقاييس النقد عند الفقهاء ، ومنها : عرض السنة على القرآن ، وعرض السنة على اإلجماع ، وعرض

السنة على عمل الصحابة ، وعرض السنة على األصول العامة…ألخ.

وقد ذكر في عدة مواضع من كتابه كالما يحسن الوقوفعنده والتنبيه عليه ، منها :

-قوله: " لكن من يطالع كتب العلل والرجال ال يجد فيها ، وقال في موضع آخر "ومن(1 )نقدا لمتون األحاديث"

الكتب المؤلفة في نقد األحاديث كتب العلل ، لكنها كما هو معلوم مختصة بعلل األسانيد فقط ، ومن كتب العلل :

) علل الحديث ومعرفة الرجال ( البن المديني وقد راجعته ...(2)كله فلم أجده يعلل حديثا واحدا بالنظر إلى متنه

وكتاب ) علل الحديث ( البن أبي حاتم – في مجلدين – (2840وهو أكبر كتاب مطبوع في العلل ، ذكر فيه علل )

،(3 )حديثا، وليس فيها تعليل للمتون ، بل كل ذلك لألسانيد" فعلى هذا األساس لم يعتمد على كتب العلل حين تكلم

على مقاييس نقد المتون عند المحدثين وما ذكر في هذه الرسالة من األحاديث يكفي لبيان عدم صواب ما ذكره

الدكتور مسفر . مقاييس ابن الجوزي في نقد متون السنة من- 3

، للدكتور مسفر غرم اللهخالل كتابه " الموضوعات" الدميني أيضا ، حيث ذكر أن ابن الجوزي في كتابه

الموضوعات عندما يذكر حديثا موضوعا ينقد سنده أوال ، ثم بعد ذلك ينقد بعضها من جهة المتن ، ويذكر في أثناء ذلك

قاعدة ، أو مقياس ، ثم ذكر الدكتور مسفر : سبعة مقاييس .5( مقاييس نقد متون السنة ص 1)1 ( ما ذكره الدكتور مسفر - جزاه الله خيرا - من عدم وجود علل في المتن2)2

في علل ابن77 ص 116في كتاب ابن المديني غير دقيق وانظر الحديث رقم المديني .

، و ما ذكره عن كتاب علل الحديث البن244( مقاييس نقد متون السنة ص 3)3 أبي حاتم فالشواهد في هذه الرسالة تبين عدم دقة هذا الكالم ، وكذلك في

مواطن كثيرة لمن يطالع كتاب ابن أبي حاتم.

55

اعتمد عليها ابن الجوزي في حكمه على الحديث بالوضع ، وعرض الحديث على ، عرض الحديث على القرآنوهي : الصحيحة الثابتة ، واشتمال الحديث على أمر مستحيلالسنة

أو مخالف للمعقول ، ومناقضة الحديث لألصول ، وعرض الحديث على الوقائع التاريخية ، وركاكة ألفاظ الحديث وبعد

معناه ، وداللة الحديث على مشابهة الخالق للمخلوق. جهود المحدثين في نقد متن الحديث النبوي- 4

للدكتور محمد طاهر الجوابي ، حيث بحث المؤلفالشريف ، قضية متن الحديث من خالل عدة أبواب ، هي : األول : تحدث

فيه عن مدارس الحديث وعلوم الحديث نشأتها وتطوها ، والثاني : تحدث فيه عن نشأة نقد المتن وتطوره ومراحله

وأئمة النقد ، والثالث : الطرق النقدية االحتياطية لصيانة متن الحديث ، والرابع : نقد مبنى المتن ، والخامس : نقد معنى

الحديث ، والسادس : منهج المحدثين في نقد متن الحديث من خالل الشبهات الطاعنة في متن الحديث ، ومقاييس المحدثين

في نقد متن الحديث . وقد ذكر في المصادر والمراجع أنه اعتمد في بيان جهود

المحدثين على كتب كثيرة منها : كتب علل الحديث لكنه قال : " وكانت اإلفادة منها أقل مما كان متوقعا ألن أغلب العلل

، وقد تتبعت الكتاب فلم أجد المؤلف(1 )كانت في اإلسناد" استدل بأمثلة في نقد المتن من كتب العلل بل اعتمد على

كتب المصطلح وغيرها. منهج نقد المتن عند علماء الحديث النبوي ،- 5

للدكتور صالح الدين بن أحمد األدلبي ، ومقصود المؤلف من هذا الكتاب إثبات أن المسلمين اهتموا بالنقد الداخلي ) المتن(

وذلك وفق معايير منهجية ، فكان هذا الكتاب إجابة عن هذا السؤال ، وقسم المؤلف كتابه ثالثة أبواب : األول : الظواهر

الموجبة العتماد نقد المتن بسبب انتشار ظاهرة الوضع والوهم ، والثاني : نقد المتن واعتماده عند الصحابة ، وعند علماء الحديث وذلك من خالل دراسة الرجال ، ونقد المرويات ،

والثالث : معايير نقد المتن مثل : عدم مخالفة المتن للقرآن ،والثابت من الحديث ، وعدم مخالفة العقل ...ألخ .

.10( جهود المحدثين في نقد متن الحديث النبوي ص 1)1

56

وقد تكلم عن صعوبة البحث في هذا الموضوع – يعني نقدالمتن – فقال:" وال أعلم من أفرده بالتأليف سوى ابن القيم –

رحمه الله – في رسالته التي سماها )المنار المنيف( ، وال يمكن أن أدرج في هذه الفقرة كتب العلل لما ذكرت آنفا من تركيزها على العلل اإلسنادية بل إن العلل البن المديني –شيخ

.وما ذكرته في الرد على د(1)البخاري – كله في علل األسانيد" مسفر الدميني يكفي لرد هذا الكالم ، والمطلع على الكتاب

يلحظ عدم إفادة المؤلف من كتب العلل بل أغلب اعتمادهعلى كتب المصطلح وكتب السنة .

نقد المتن بين صناعة المحدثين ومطاعن- 6 للدكتور نجم عبدالرحمن خلف ، وقسمالمستشرقين ،

المؤلف بحثه لفصلين هما : األول : صناعة المحدثين في نقد المتن ، وذكر فيه : حدود نقد المتن ، وشروط ناقد المتن ، ومعايير نقد المتن ، والفصل الثاني : صناعة المحدثين في

الترجيحات بين المتون وذلك من خالل : اعتبارات نقديةراجعة إلى شكل المتن وأسلوبه ، واعتبارات راجعة إلى معنى لحديث ، واعتبارات نقدية راجعة إلى مقياس خارجي كموافقة

القرآن الكريم ، واجماع العلماء .7 - اهتمام المحدثين بنقد الحديث ، سندا ومتنا

، للدكتور محمدودحض مزاعم المستشرقين وأتباعهملفي ، وقد قسم المؤلف كتابه لثالثة أبواب : األول: لقمان الس اهتمام المحدثين بنقد سند الحديث من خالل البحث عن عدالة

الرواة ، وضبطهم ، واتصال السند ، والبحث عن العلة والشذوذ ، والثاني : اهتمام المحدثين بنقد متن الحديث من خالل البحث في علة في المتن ، ومخالفته للثقات ، والحكم

على الحديث بالوضع من غير البحث في سند الحديث ، والثالث : مزاعم المستشرقين وأتباعهم حول عدم اهتمام

المحدثين بنقد المتن ودحضها . وقد تحدث في نقد المتن عن العلة في المتن والقواعد التي اتبعها النقاد الدراك العلة ، وتحدث عن أنواع العلل ، ثم ذكر

( مثاال لم36بعض األمثلة عليها ، وما ذكره من األمثلة عددها ). 22منهج نقد المتن عند علماء الحديث النبوي ص ( 2)1

57

يذكر من كتب العلل سوى مثال واحد فقط ، وبقية األمثلة أخذها من كتب الحديث عامة ، ثم تح دث عن الوضع في

الحديث وما يتعلق به ، ثم تحدث بشيء من التفصيل عن كتابالمنار المنيف البن القيم الجوزية ، فالمؤلف - جزاه الله خيرا - لم يقصد استيعاب األحاديث التي أعل متنها في كتب العلل بل

قصد الكالم على اهتمام المحدثين بالمتن عموما . نحو تفعيل قواعد نقد متن الحديث ، دراسة- 8

إلسماعيل،(1)تطبيقية على بعض أحاديث الصحيحين وهو كتاب أراد مؤلفه الطعنوهو مطبوع ، ، الكردي

في الحديث والسنة النبوية من خالل تحكيم العقل واتباع الهوى ، ويدعي أنه يتبع منهجا مرسوما في

النقد ، وما هو إال متبع لقواعد المبتدعة في التعاملمع نصوص السنة النبوية.

لفتح الدينمنهج مقارنة الروايات عند المحدثين ،- 9 لمعهد الدعوة بالمدينةالبيانوني ، وهي رسالة ماجستير مقدمة

المنورة التابع لجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية عام ه . وهي دراسة وصفية نقدية لدعوى المستشرقين1409

اهتمام المحدثين بنقد سند الحديث دون متنه . نقد المتن عند اإلمام النسائي في السنن -10

لمحمد مصلح الزعبي ، وهي رسالة ماجستيرالكبرى ، م . ولم أطلع عليها .1999مقدمة للجامعة األردنية عام

من افتراءات المستشرقين على أساليب- 11 للدكتورة عزيةالمحدثين في العناية بمتون األحاديث ،

علي طه ، بحث نشر في مجلة البحوث اإلسالمية التابعة ( عام31للرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء ، العدد )

ه . وتكلمت الباحثة فيه على عدة أمور ، هي :1411 استعراض بعض افتراءات المستشرقين حول أساليب

المحدثين في العناية بمتون األحاديث ، واختالف الروايات حول تدوين الحديث وكيفية الجمع بينها ، وبعض األسباب الني دفعت

وقد ألفت عدة كتب للرد على هذا الكتاب منها : كتاب )دفاعا عن( 1)1 نحو تفعيلالصحيحين ( تأليف : نجاح محمد العزام ، ورسالة ماجستير بعنوان )

، في المغربقواعد نقد متن الحديث إلسماعيل الكردي ) لخضر بن أحمد لزرق.

58

المحدثين للعناية بمتون األحاديث ، وبعض المناهج التي اتبعها المحدثون للعناية بمتون األحاديث ، وبعض النتائج التي ترتبت على عناية المحدثين بمتون األحاديث ، وحكم المحدثين على األحاديث المتعارضة واألحاديث التي ظاهرها التعارض ، والرد

على افتراءات المستشرقين حول أساليب المحدثين في العناية بمتون األحاديث.

منهج المحدثين في نقد متون األحاديث النبوية ،- 12 للدكتورة موزة أحمد محمد الكواري ، بحث نشر في مجلة

مركز بحوث السنة والسيرة التابعة لجامعة قطر ، العدد ه ، تحدثت فيه الباحثة عن عوامل ظهور1414السابع عام

نقد المتن ، ونقد المتن عند الصحابة ، ونقد المتن عند علماء الحديث ، وتظهر عناية المحدثين بمتون األحاديث من خالل :

وضع قواعد اصطالحية شاملة للنقد السند والمتن ، واهتمامهم بسالمة المتن من العيوب ، واهتمامهم بصفة رواية الحديث

لفظا ومعنى ونقد المتن وفق مقاييس عامة ، ودعوى عنايةالمحدثين بنقد السند دون المتن .

(1)أنواع العلة

تنوعت العلة عند علماء الحديث إلى قسمين ، هما : القسم األول : حسب مكانها ، فتنقسم إلى علل

في المتن ، وعلل في اإلسناد . )( تكلم عن بعض ما ذكرت من أنواع علل المتن الدكتور همام سعيد1

.163- 139/ 1في مقدمة شرح علل الترمذي

59

أما العلل التي تقع في المتن ، فمنها : رواية الحديث بالمعنى ، وأدى ذلك لتغيير المعنى.1

ابن أبي مثال ذلك : ما قالوإثباته لحكم جديد . حاتم : سألت أبي عن حديث رواه مروان الفزاري ، عن

" أنأبي حيان التيمي ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة : . سمى األنثى من الخيل : الفرس "النبي

فقال : هذا حديث مشهور ، رواه جماعة عن أبي حيان ، أنه ذكرعن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، عن النبي

" ال ألفين أحدكم يجيء يوم القيامةالغلول فقال: فاختصر مروان هذا الحديث لماعلى عنقه فرس"

أي جعل الفرس أنثى" يحملها على رقبته"قال : .(1) " يحمله" ، ولم يقل : "يحملها"حين قال:

ومثاله ما اختصار الحديث مما أدى لتغير معناه ..2 قاله ابن أبي حاتم : سألت أبي ، عن حديث رواه ابن

المبارك ، عن معمر ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن . قال أبي: حبس في تهمة ": " أن النبي جده

روى هذا الحديث ابن علية ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، أهلنا. فقالوا: إخواننا، فيمعن جده قال : أتى النبي

اختصر" أطلقوا لهم إخوانهم "حبسوا ؟ قال : . (2)معمر كما ترى

إدراج لفظة أو جملة في متن الحديث ليست.3منه . ومثال ذلك : ما قاله ابن أبي حاتم : ذكر أبي حديثا

رواه حفص بن عبد الله النيسابوري ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن هشام ابن حسان ، عن محمد بن سيرين ،

عن أبي هريرة . ورواه سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه "إذا استيقظ : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله

.902 ، رقم الحديث: 635 / 1 علل الحديث، علل أخبار في الغزو والسير )(1 .1421 ، رقم الحديث: 187 / 2 علل الحديث، علل أخبار في األقضية )(2

60

أحدكم من منامه ، فليغسل كفيه ثالث مرات ، قبل أن يجعلهما في اإلناء ؛ فإنه ال يدري أين

باتت يده ، ثم ليغترف بيمينه من إنائه ، ثم قال أبي :ليصب على شماله فليغسل مقعدته" .

إلى آخر" ثم ليغترف بيمينه ... "ينبغي أن يكون : الحديث من كالم إبراهيم بن طهمان ؛ فإنه قد كان يصل

.(1)كالمه بالحديث فال يميزه المستمع التفرد بزيادة لفظة في متن الحديث ممن ال.4

ومثال ذلك : سئل الدارقطني : عنيحتمل تفرده . في تكبيراتtحديث سعيد بن المسيب ، عن عمر

" أربع ، وخمس ؛الجنازة قال : كل ذلك قد كان فقال الدارقطني : رواه شعبة ،فأمر الناس بأربع " .

عن عمرو بن مرة عن سعيد ، حدث به النضر بن محمد " كبرنا مع رسول الله عنه ، ولفظه : قال عمر :

أربعا وخمسا ؛ فأمر عمر بأربع - يعني تكبير تفرد بهذا اللفظ النضر بن محمد ، " .–العيد والجنائز

،" يعني العيدين والجنائز"عن شعبة ، وبقوله : وهم فيه ، ورواه غندر ، وأبو النضر ،" العيدين "وذكر :

ويحيى القطان ، وعلي بن الجعد ، عن شعبة بهذا اإلسناد ، ولفظه ما ذكرناه أوال ، ولم يذكروا تكبير العيد ،

. انتهى. (2)وهو الصواب خبر ومثاله: قال مسلم : مخالفة الصحابي لما رواه . .5

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثناآخر غير محفوظ اإلسناد : زيد بن حباب ، ثنا عمر بن عبد الله بن أبي خثعم ، حدثني

: أن tيحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة "رجال قال : يا رسول الله : ما الطهور بالخفين؟ قال :

للمقيم يوم وليلة ، وللمسافر ثالثة أيام ولياليهن هذه الرواية في المسح عن أبي هريرة ليست".

بمحفوظة ، وذلك أن أبا هريرة لم يحفظ المسح عن النبي

.170 ، رقم الحديث: 281 / 1 علل الحديث، علل أحاديث في الطهارة )(1 187، رقم الحديث: 160-159 / 2العلل الواردة في األحاديث النبوية، )( 2.

61

لثبوت الرواية عنه بإنكاره المسح على الخفين ، .(1)وسنذكر ذلك عنه - إن شاء الله -

ومثاله :قلب المتن بأن يقدم الراوي ويؤخر فيه..6 قال عبدالله بن أحمد بن حنبل : حدثني أبي ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن شعبة قال : حدثني قتادة ، عن أبي

الطفيل ، قال : حج ابن عباس ، ومعاوية ، فجعل ابن عباس يستلم األركان كلها ، فقال معاوية : إنما استلم

هذين الركنين األيمنين ، فقال ابن عباس :رسول الله ليس من أركانه مهجور.

عبة ، دثني ش ال : ح وحدثني أبي ، قال : حدثنا حجاج ، ق ادة ومحمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة ، قال : سمعت قت دم ال : ق ل ق يحدث ، قال حجاج قال : سمعت أبا الطفي ال معاوية وابن عباس فطاف ابن عباس . فذكر مثله . وق ديث ؛ ذا الح الفوني في ه اس يخ حجاج : قال شعبة : الن يء بيت ش ال: ليس من ال ذي ق و ال ة ه ون: معاوي يقول

. (2)مهجور. ولكني حفظته من قتادة هكذا وأنه بكالم غيرهأن ال يشبه المتن كالم النبي .7

ومثاله : سئل الدارقطني : عن حديث أبي سلمةأقرب . " المعدة حوض : ، عن أبي هريرة ، عن النبي

الحديث . فقال :البدن ، والعروق إليها واردة " يرويه يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي الحراني ،

هاوvيعن إبراهيم بن جريج ، عن زيد بن أبي أنيسة ،الر عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، واختلف

. 208التمييز ص )( 1 ، رقم الحديث :316 – 315 / 3 العلل ومعرفة الرجال براواية عبدالله )(2

5404 – 5406.

62

عنه ؛ فرواه أبو فروة الرهاوي عنه ، فقال : عن الزهري ، عن عروة عن عائشة. وكالهما وهم ، ال يصح وال يعرف

. إنما هو من كالم عبد الملك بنهذا من كالم النبي سعيد بن أبجر . قيل ألبي الحسن الدارقطني : هل سمع زيد بن أبي أنيسة ، عن الزهري ، فقال : نعم ، ولم يرو

هذا مسندا غير إبراهيم بن جريج ، وكان طبيبا ، فجعل له.(1)إسنادا ، ولم يسند غير هذا الحديث

ومثاله : قال ابن أبي حاتم :دخول متن في متن آخر ..8 سألت أبي عن حديث رواه عمرو بن عثمان ، عن ابن

حvمير ، عن فضالة بن شريك ، عن خالد بن معدان ، عن وعظهم موعظة وجلتالعرباض بن سارية : أن النبي

" أيهامنها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقال : الناس ، يوشك أن تكونوا أجنادا مجندة ، فجند

فذكربالشام ، وجند بالعراق ، وجند باليمن ... " الحديث . قال أبي : قد دخل له حديث في حديث ، حديث

.(2)ابن حوالة في حديث سعيد بن عبدالعزيز ومثاله : قال ابنإبدال متن حديث بمتن حديث آخر ..9

vيصةأبي حاتم : سألت أبي ، عن حديث رواه ، عنقب الثوري ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبد الله

.:" أوصى امرأ بأمه " بن عمرو قال : قال النبي

.1401 ، رقم الحديث: 48 / 8العلل الواردة في األحاديث النبوية، )( 1 ، رقم274 / 3 علل الحديث، علل أخبار رويت في األمراء والفتن )(2

.2762الحديث :

63

: فقال قال أبي : هذا خطأ ، يريد جاء رجل إلى النبي ، وإنما"جئت أبايعك على الهجرة وأبواي يبكيان "

روى ذاك الحديث سفيان، عن منصور ، عن عبيد بن علي ، عن خداش أبي سالمة ، عن النبي " أوصى امرأ

vيصة . قال أبي : فهذا الذي أراد بأمه " ، دخل لهقب .(1)حديث في حديث. انتهى

مثالالتصحيف في ألفاظ الحديث ومعانيها ،.10 :لهيعةقال مسلم : ومن فاحش الوهم البن األول :

حدثنا زهير بن حرب ، ثنا إسحاق بن عيسى ، ثنا ابن لهvيعة قال : كتب إلي موسى بن عقبة يقول : حدثني بسر

" أن رسول الله بن سعيد ، عن زيد بن ثابت : : مسجد فيلهيعةقلت البن احتجم في المسجد"

ثم قال مسلم : وهذه . بيته ؟ قال : مسجد الرسول رواية فاسدة من كل جهة ، فاحش خطؤها في المتن

المصحف في متنه ، المغفللهيعةواإلسناد جميعا وابن احتجر في" أن النبي في إسناده ، وإنما الحديث :

.(2)...المسجد بخوصة أو حصير يصلي فيها" ال :ومث..ال تص..حيف المع..نى : اكم ق ره الح ا ذك م

دن ول: كنت بع ه يق سمعت أبا منصور بن أبي محمد الفقي ال : ذاكرنا ، فق رابي ي ا ، وأع " كان رس..ولاليمن يوم

ك إذا صلى نصب بين يديه شاة "الله فأنكرت ذل إذا صلى" كان رسول الله عليه ، فجاء بجزء فيه :

، رقم الحديث :522 / 2 علل الحديث، علل أخبار رويت في البر والصلة )(12115.

. 188 - 187التمييز ص )( 2

64

" كان رسول فقال : أبصر : (1)نصب بين يديه عنزة "ب بين يدي..ه عن..زة "الل..ه فقلت: إذا ص..لى نص..

.(2) أي عصا"عنزة"أخطأت ؛ إنما هو ذكروأما العلل التي تقع في اإلسناد فكثيرة :

الحاكم منها عشرة أجناس ، وزدت عليه تقريبامثلها:

أن يكون السند ظاهره الصحة ، وفيه من ال.1 ومثال ذلك: ما رواهيعرف بالسماع ممن روى عنه .

الحاكم من حديث موسى بن عقبة ، عن سهيل بن أبي " قال : صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي

من جلس مجلسا فكثر فيه لغطه ، فقال قبل أن يقوم: سبحانك اللهم وبحمدك ، ال إله إال أنت ،

أستغفرك وأتوب إليك ، غفر له ما كان في هذا حديث من تأمله . ثم قال الحاكم : مجلسه ذلك "

ثم رويلم يشك أنه من شرط الصحيح وله علة فاحشة . أن مسلما جاء إلى البخاري ، وسأله عنه ، فقال : هذا

حديث مليح ، إال أنه معلول ، حدثنا به موسى بن إسماعيل ، ثنا وهيب ، ثنا سهيل ، عن عون بن عبد الله قوله ، هذا أولى ؛ ألنه ال نذكر لموسى بن عقبة سماعا

.(3)من سهيل أن يكون الحديث مرسال من وجه رواه الثقات.2

ومثاله : ماالحفاظ ويسند من وجه ظاهره الصحة. رواه الحاكم من حديث قبيصة بن عقبة ، عن سفيان ،

عن خالد الحذاء وعاصم ، عن أبي قالبة ، عن أنس أرحم أمتي أبو بكر ، وأشدهم في دينمرفوعا : "

بالهاجرة إلىأبي جحيفة قال : " خرج رسول الله لعله يقصد حديث )(1 " .البطحاء ، فتوضأ فصلى الظهر ركعتين ، والعصر ركعتين ، وبين يديه عنزة

كتاب الوضوء ، باب استعمال فضل وضوءأخرجه البخاري في صحيحه ، ، ومسلم في صحيحه ، كتاب الصالة ،185 ، رقم الحديث : الناس

. وهذا لفظه . 503باب سترة المصلي ، رقم الحديث : .439ص معرفة علوم الحديث )(2 ، والحاكم لم يعنون لهذه العلل وإنما العناوين361معرفة علوم الحديث ص )( 3

.259/ 1من السيوطي ينظر: تدريب الراوي

65

الله عمر ، وأصدقهم حياء عثمان ، وأقرأهم أبي بن كعب ، وأعلمهم بالحالل والحرام معاذ ابن

جبل ، وإن لكل أمة أمينا ، وإن أمين هذه األمة ". قال : فلو صح بإسناده ألخرج في الصحيح ،أبو عبيدة

" أرحم: قال إنما روى خالد الحذاء عن أبي قالبة أنه " إن لكل أمة أمينا ،مرسال ، وأسند ووصل : أمتي"

هكذا رواه البصريونوأبو عبيدة أمين هذه األمة" الحفاظ عن خالد الحذاء وعاصم جميعا ، فأسقط المرسل

ج المتصل بذكر أبي عبيدة في من الحديث ، وخر.(1)الصحيحين

أن يكون الحديث محفوظا عن صحابي ، ويروى.3 عن غيره الختالف بالد رواته ، كرواية المدنيين ،

ومثاله ما رواه الحاكم من حديثعن الكوفيين . موسى بن عقبة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي بردة ، عن

" إني ألستغفر الله ، وأتوب إليه فيأبيه مرفوعا : وهذا إسناد ال ينظر . قال الحاكم : اليوم مائة مرة"

فيه حديثي إال علم أنه من شرط الصحيح والمدنيون إذا رووا عن الكوفيين زلقوا . ثم رواه الحاكم من طريق أبي

الربيع ، عن حماد ابن زيد ، عن ثابت البناني ، قال سمعت أبا بردة يحدث ، عن األغر المزني - وكانت له

" إنه ليغان على : صحبة - قال : قال رسول الله ثم قالقلبي فأستغفر الله في اليوم مائة مرة ".

الحاكم : رواه مسلم بن الحجاج في الصحيح عن أبي الربيع ، وهو الصحيح المحفوظ ، ورواه الكوفيون أيضا : مvسعر ، وشعبة وغيرهما ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي

.(2)بردة هكذا أن يكون الحديث محفوظا عن صحابي ، فيروى.4

عن تابعي يقع الوهم بالتصريح بما يقتضي مثاله ماصحبته ، بل وال يكون معروفا من جهته .

رواه الحاكم من حديث زهير بن محمد ، عن عثمان بن يقرأ" سمع رسول الله سليمان ، عن أبيه أنه :

.259/ 1 . وينظر : تدريب الراوي للسيوطي 365معرفة علوم الحديث ص )( 1 .259/ 1 . وينظر : تدريب الراوي للسيوطي 366معرفة علوم الحديث ص )( 2

66

قد خرج . ثم قال الحاكم : في المغرب بالطور" العسكري وغيره من المشايخ هذا الحديث في الوحدان ، وهو معلول من ثالثة أوجه : أحدها : أن عثمان هو بن أبي

سليمان ، واآلخر: أن عثمان إنما رواه عن نافع بن جبير ،بن مطعم ، عن أبيه ، والثالث : قوله : سمvع النبي

ولم يره ، وقدوأبو سليمان لم يسمع من النبي .(1)خرجت شواهده في التلخيص

أن يكون السند مرويا بالعنعنة ، وسقط منه رجل.5 مثاله ما رواهدلت عليه طريق أخرى محفوظة .

الحاكم : من حديث يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، عن " أنهم كانواعلي بن الحسين عن رجال من األنصار :

ذات ليلة فرمى بنجممع رسول الله علة هذا الحديثالحديث . ثم قال الحاكم : فاستنار".

أن يونس على حفظه وجاللة محله قصر به ، وإنما هو عن ابن عباس ، قال : حدثني رجال من األنصار ، هكذا رواه ابن عيينة ، ويونس في سائر الروايات ، وشعيب بن أبي

حمزة ، وصالح بن كيسان ، واألوزاعي وغيرهم ، عن . (2)الزهري ، وهو مخرج في الصحيح

أن يختلف على رجل باإلسناد وغيره ، ويكون.6 مثاله ما رواهالمحفوظ عنه ما قابل اإلسناد .

الحاكم من حديث علي بن الحسين بن واقد ، عن أبيه ، tعن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب قال : قلت يا رسول الله : ما لك أفصحنا ولم تخرج من

" كانت لغة إسماعيل قد درستبين أظهرنا ؟ قال : ظنيها ، فجاء بها جبرائيل عليه السالم إلي فحف

. ثم قال الحاكم : لهذا الحديث علة عجيبة : حدثني أبو" عبدالله محمد بن العباس الضبي - رحمه الله - من أصل

كتابه ، قال : أنا أحمد بن علي بن رزين الفاشاني من أصل كتابه ، قال : ثنا علي بن خشرم ، قال : ثنا علي بن

tالحسين بن واقد ، قال : بلغني أن عمر بن الخطاب قال : يا رسول الله إنك أفصحنا ، ولم تخرج من بين

.260/ 1 . وينظر : تدريب الراوي للسيوطي 367معرفة علوم الحديث ص )( 1 .260/ 1 . وينظر : تدريب الراوي للسيوطي 368معرفة علوم الحديث ص )( 2

67

" إن لغة إسماعيل: أظهرنا ، فقال له رسول الله ظنيها .(1)"كانت درست فأتاني بها جبرائيل فحف

االختالف على رجل في تسمية شيخه ، أو.7 مثاله ما رواه الحاكم من حديث الزهري ، عنتجهيله .

سفيان الثوري ، عن حجاج بن فرافvصة ، عن يحيى بن "أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة مرفوعا :

ثم قالالمؤمن غر كريم ، والفاجر خب لئيم ". هكذا رواه عيسى بن يونس ، ويحيى بن الضريسالحاكم:

، عن الثوري ، فنظرت فإذا له علة . ثم روى من طريقار ، قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : حدثنا أحمد بن سي

، عن رجل ، عنفرافvصةسفيان الثوري ، عن الحجاج بن أبي سلمة ، قال سفيان : أراه

" المؤمن : ذكر أبا هريرة قال : قال رسول الله .(2)غر كريم ، والفاجر خب لئيم "

أن يكون الراوي قد روى عن شخص أدركه ،.8 وسمع منه ، لكنه لم يسمع منه أحاديث معينة ،

فإذا رواها عنه بال واسطة ، فعلتها أنه :لم مثاله ما رواه الحاكم من حديث يحيى بنيسمعها منه.

كان إذا : أن النبي tبن مالك أبي كثير ، عن أنس "أفطر عندكم الصائمون ،أفطر عند أهل بيت قال:

وأكل طعامكم األبرار ، ونزلت عليكم السكينة ". ثم قال الحاكم : قد ثبت عندنا من غير وجه رؤية يحيى بن

أبي كثير أنس بن مالك ، إال أنه لم يسمع منه هذا الحديث ، وله علة . ثم روى من طريق عبد الله ابن

المبارك ، قال : أخبرنا هشام ، عن يحيى بن أبي كثير ، كان إذا أفطر عندقال : حدثت عن أنس : أن النبي

.(3)أهل بيت ... الحديث أن تكون طريق الحديث معروفة ، يروي أحد.9

رجالها حديثا من غير تلك الطريق ، فيقع من رواه من تلك الطريق - بناء على الجادة - في

.260/ 1 . وينظر : تدريب الراوي للسيوطي 369معرفة علوم الحديث ص )( 1 .260/ 1 . وينظر : تدريب الراوي للسيوطي 370معرفة علوم الحديث ص )( 2 .261/ 1 . وينظر : تدريب الراوي للسيوطي 371معرفة علوم الحديث ص )( 3

68

. مثاله ما رواه الحاكم من حديث المنذر بن عبدالوهم الله الحvزامي ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن عبد

كان إذا : أن رسول الله tالله بن دينار ، عن ابن عمر سبحانك اللهم ، تبارك اسمك"افتتح الصالة قال :

وذكر الحديث بطوله . ثم قال الحاكم :وتعالى جدك"، لهذا الحديث علة صحيحة ، والمنذر بن عبد الله أخذ

ةv فيه . ثم روى من طريق مالك بن طريق المجر إسماعيل قال : ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ، قال : ثنا عبد الله بن الفضل ، عن األعرج ، عن عبيد الله ابن أبي

أنه كان إذا عن النبي tرافع ، عن علي بن أبي طالب افتتح الصالة . فذكر الحديث بغير هذا اللفظ، وهذا مخرج

.(1)في صحيح مسلم أن يروى الحديث مرفوعا من وجه، وموقوفا من.10

مثاله ما رواه الحاكم من حديث أبي فروة يزيد بنوجه.هاوي ، ثنا أبي ، عن أبيه ، عن األعمش ، عن محمد الر

tأبي سفيان ، عن جابر :"من ضحك في مرفوعا ثم قالصالته يعيد الصالة، وال يعيد الوضوء".

الحاكم: لهذا الحديث علة صحيحة . ثم روى من طريقvل جابر وكيع ، عن األعمش ، عن أبي سفيان ، قال: سئ

"يعيد الصالة ،عن الرجل يضحك في الصالة ، قال : .(2)وال يعيد الوضوء "

من روى عن شيخ حديثا ، فيسميه أو يكنيه ، أو.11 . ومثاله : قال عبدالله بنينسبه بما ال يعرف به

اإلمام أحمد : حدثني أبي ، قال : حدثنا أبو معاوية ، قال : -(3)حدثنا عبد الله ابن عبد الرحمن - شيخ كان في بجيلة

" ال يصلي المتيمم إال صالةعن إبراهيم قال : . قال أبي : زعموا أنه الحسن بن عمارة ، قالواحدة "

.261/ 1 . وينظر : تدريب الراوي للسيوطي 372معرفة علوم الحديث ص )( 1 .261/ 1 . وينظر : تدريب الراوي 373معرفة علوم الحديث ص )( 2 بجيلة قبيلة عظيمة كانت تسكن الكوفة ، والحسن بن عمارة نسب إلى هذه)(3

. 285-1/284القبيلة بالوالء.ينظر:األنساب

69

أبي : الحسن بن عمارة ينزل في بجيلة ، أرى أبا معاوية.(1)غير اسمه

إبدال راو بآخر سواء كان المبدل به ثقة أو ال..12 ومثاله : قال ابن أبي حاتم : سألت أبي وأبا زرعة عن

حديث رواه يزيد بن عطاء ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عنtبن أبي ليلى ، عن نافع ، وعطاء ، عن ابن عمر

" صالة الليل مثنى ، مثنى ، فإذا قال : النبي . فقاال : نرى أن هذاخفت الصبح فأوتر بواحدة "

خطأ ؛ ألن هذا الحديث رواه جماعة عن عطية ، ونافع ، عن ابن عمر ، وليس في شيء من األخبار ذكر عطاء ،

ويشبه أن يكون يزيد بن عطاء أراد أن يقول : عن عطية ،.(2)فقال : عن عطاء ، والله أعلم

عن مثاله: سئل الدارقطني :وصل السند المنقطع ، .13 عن علي فيحديث علي بن ربيعة الوالبي األسدي، . فقالركوب الدابة ، وما يقال عند ذلك

الدارقطني : حدث به أبو إسحاق السبيعي، عن علي بن ربيعة، رواه عن أبي إسحاق كذلك منصور بن المعتمر

vي، وسفيان الثوري ، وأبو األحوص ، وعمرو بن قيس المالئ وشريك ، وأبو نوفل علي بن سليمان ، واألجلح بن عبد الله واختلف عنه ... وأبو إسحاق لم يسمع هذا الحديث من علي بن ربيعة ، يبين ذلك ما رواه عبد الرحمن بن

مهدي ، عن شعبة ، قال : قلت ألبي إسحاق : سمعته من علي بن ربيعة ، فقال : حدثني يونس بن خباب ، عن رجل

.(3)عنه ومثالإبدال الصحابي راوي الحديث بصحابي آخر. .14

ذلك : سئل الدارقطني : عن حديث أنس بن مالك ، عن حديث : " أبي ذر – رضي الله عنهما - عن النبي

. فقال : يرويه الزهري ، عن أنس حدث بهالمعراج " عنه عقيل ، ويونس ، واختلف عن يونس ؛ فقال أبو

ضمرة : عن يونس ، عن الزهري ، عن أنس ، عن أبي ، . 532 / 2 العلل ومعرفة الرجال )(1

.264 ، رقم الحديث : 331 / 1 علل الحديث، علل أحاديث في الصالة )(2 .430 ، رقم الحديث : 59 / 4العلل الواردة في األحاديث النبوية )( 3

70

وأحسبه سقط عليه " ذر " فجعله عن أبي بن كعب ،.(1)ووهم فيه ...

ومثالإسقاط راو من السند ، واإلسقاط وهم . .15 سئل الدارقطني عن حديث أبي رافع ، عن أبي ذلك :

" في الجمعة ساعة ال : قال رسول الله tهريرة يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إال

. فقال : يرويه قتادة ، واختلف عنه ؛ فرواهعطاه إياه " وروي عن مكي بن ابن أبي عروبة ، واختلف عنه ...

إبراهيم ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن خالس بن عمرو ، عن أبي هريرة ، ولم يذكر : " أبا رافع " لعله سقط

على بعض من رواه .(2)عنه ؛ ألن مكيا من الحفاظ

من غير اسم راو بسبب لثغة في لسانه ، ولم.16 سئل الدارقطني : عن حديثومثال ذلك : يتنبه لذلك .

في المسح على ظهر: tعبد خير ، عن علي قال الدارقطني : يرويه عن عبد خير جماعة . الخف

... وأما حديث خالد بن علقمة ، عن عبد اختلفوا عليه فيه فرواه عنه جماعة من" في الوضوء"خير ، عن علي :

الثقات مختصرا ، ومستقصى ؛ فرواه عنه : زائدة ، وأبو عوانة ، وشريك ... فاختلفوا في إسناده ، ومتنه ؛ فأما

شعبة فوهم في اسم خالد بن علقمة فسماه : خالد بن . وسبب ذلك أن شعبة كانت فيه(3) انتهىعرفطة ...

.(4)لثغة .1095 ، رقم الحديث : 233 / 6العلل الواردة في األحاديث النبوية )( 1 .2224 ، رقم الحديث : 206 / 11العلل الواردة في األحاديث النبوية )( 2 ، رقم الحديث :49- 42 / 4العلل الواردة في األحاديث النبوية )( 3

424. 2قال اإلمام أحمد : وكان شعبة ألثغ . ينظر : العلل ومعرفة الرجال )(. 4/ 339.

تطيع أن يتكلم ذي ال يس غ ال يره ، واأللث رف غ رف إلى ح دvل الح ة أن تع ثغ والل رف راء في ط ل ال ا ، أو يجع ا أو الم راء غين ل ال ذي يجع و ال ل : ه بالراء ، وقي اء : ين إلى الث لسانه ، أو يجعل الصاد فاء ، وقيل : هو الذي يتحول لسانه عن الس بين ذي ال ي ل : وال ل ، وقي ه ثق انه في الكالم وفي ع لس وقيل : هو الذي ال يتم رف رب ع أق ق موض vرف ولح ع الح انه عن موض ر لس ذي قص الكالم ، وقيل : وهو ال

. 235/ 12الحروف من الحرف الذي يعثر لسانه عنه . قاله في لسان العرب

71

. ومثال ذلك :والزيادة وهم ، زيادة راو في السند.17 سئل الدارقطني عن حديث أبي الصديق الناجي ، عن ابن

: أنه سأل النبي – رضي الله عنهما - عمر ، عن عمر " شبرا ".عما يذيل النساء من الثياب ، فقال :

الحديث . فقال : هو الحديث رواه مسعود بن سعد الجعفي ، عن مطرف ، عن زيد العمي ، عن أبي الصديق الناجي ، عن ابن عمر ، عن عمر ، وتابعه سابق الرقي ،

عن مطرف ، وخالفهما شريك القاضي ، فرواه عن مطرف ، وأسنده عن ابن عمر ، ولم يذكر عمر ، وتابعه سفيان الثوري ؛ فرواه عن زيد العمي ، عن أبي الصديق

، ولم يذكر فيه عمرالناجي ، عن ابن عمر ، عن النبي ، وكذلك روي عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن

، ومطرف منأبي حازم ، عن ابن عمر ، عن النبي األثبات ، وقد اتفق عنه رجالن ثقتان فأسنده عن عمر ،

ولوال أن الثوري خالفه ؛ فرواه عن زيد العمي ، فلم يذكر فيه " عمر " لكان القول قول

من أسند " عن عمر " ألنه زاد ، وزيادة الثقة مقبولة ،.(1)والله أعلم

ومثال ذلك : قال ابن أبيدخول سند في سند ..18 حاتم : سألت أبي عن حديث رواه الوليد بن مسلم ، عن

سعيد بن بشير ، عن علقمة بن مرثد ، عن أبيه ، عنن ، عن النبي " أنه كان إذا بعث : النعمان بن مقر

قال أبي : قد دخل له إسناد في إسناد ، إنماجيوشه ". هو : علقمة بن مرثد ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، عن

. قال علقمة :" أنه كان إذا بعث جيوشه" : النبي فحدثت به مقاتل بن حيان فحدثني ، عن مسلم بن

" أنه كان : هيصم، عن النعمان بن مقرن ، عن النبي .(2) الحديثإذا بعث جيوشه "

ومثالمن روى شيخ حديثا ، فأنكر الشيخ ذلك ..19 ذلك : قال عبدالله أحمد : حدثني أبي قال : حدثنا وكيع ،

.120 ، رقم الحديث : 74 / 2العلل الواردة في األحاديث النبوية )( 1 ، رقم الحديث:677/ 1علل الحديث، باب علل أحاديث في الغزو والسير )( 2

979.

72

" أنقال : حدثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء : كره أن يأخذ من المختلعة أكثر مماالنبي

حدثني أبي ، قال : حدثنا وكيع قال :أعطاها ".. (1)سألت ابن جريج عنه فأنكره ، ولم يعرفه

من حدث عنه أهل مصر أو إقليم فحفظوا حديثه.20 ومثال، وحدث عنه غيرهم فلم يقيموا حديثه .

ذلك : سأل الترمذي : البخاري ، عن حديث زهير بن "، قال : tمحمد ، عن زيد ابن أسلم ، عن ابن عمر

. قال البخاري : أنا محلوال إزاره "رأيت النبي أتقي هذا الشيخ ، كأن حديثه موضوع ، وليس هذا عندي

زهير بن محمد ، وكان أحمد بن حنبل يضعف هذا الشيخ ، ينبغي أن يكون قلب اسمه ، أهل الشام يروون عن زهير

. ووضح البخاري في موضع آخر(2)بن محمد هذا مناكير حاله فقال : أحاديث أهل العراق عن زهير بن محمد

مقاربة مستقيمة ، ولكن الوليد بن مسلم ، وأبو حفص.(3)عمرو ابن أبي سلمة ، وأهل الشام يروون عنه مناكير

من جمع الشيوخ ، وساق الحديث سياقة واحدة ،.21 قال اإلمام أحمد - في رواية األثرم – في ومثال ذلك :

حديث حماد بن سلمة ، عن أيوب ، وقتادة ، عن أبي " في ، عن النبي tأسماء ، عن أبي ثعلبة الخشني

قال أحمد : هذا من قبل حماد ،آنية المشركين " . كان ال يقوم على مثل هذا ، يجمع الرجال ثم يجعله إسنادا

.(4)واحدا ، وهم يختلفون وبعد فأنواع علل اإلسناد كثيرة ، وليس هذا مكان حصرها . ولما ذكر الحاكم األجناس العشرة السابقة ، قال : وبقيت

. (5)أجناس لم نذكرها ، وإنما جعلنا هذه مثاال ألحاديث كثيرة القسم الثاني : حسب أثرها ، فتنقسم إلى : علل

قادحة ، وعلل غير قادحة. . 348 / 1 العلل ومعرفة الرجال )(1 . 952/ 2 علل الترمذي الكبير ، باب الجامع )(2 . 981/ 2 علل الترمذي الكبير ، باب الجامع )(3 . 815/ 2 نقله ابن رجب في شرح علل الترمذي )(4 . 373معرفة علوم الحديث ص )( 5

73

فالعلة إما أن تكون : في المتن ، فتقدح فيه دون السند ، أو التقدح فيهما ، أو تقدح فيهما جميعا.

وإما تكون : في السند ، فتقدح فيه دون المتن ، أو ال تقدحفيهما ، أو تقدح فيهما جميعا.

قال الحافظ ابن حجر : " إذا وقعت العلة في اإلسناد قد تقدح ، وقد ال تقدح وإذا قدحت ، فقد تخصصه ، وقد تستلزم

القدح في المتن ، وكذا القول في المتن سواء ، فاألقسامعلى هذا ستة . ثم ذكر هذه األنواع فقال :

ماما وقعت العلة في اإلسناد ولم تقدح مطلقا :.1يوجد مثال من حديث مدلس بالعنعنة ، فإن

ذلك علة توجب التوقف عن قبوله ، فإذا وجد من طريق أخرىقد صرح فيها بالسماع تبين أن العلة غير قادحة .

وكذا إذا اختلف في اإلسناد على بعض رواته ، فإن ظاهر ذلك يوجب التوقف عنه ، فإن أمكن الجمع بينها على طريق أه ل الح ديث بالقرائن التي تحف اإلسناد تبين أن ت لك العلة غير

قادحة . ما وقعت العلة فيه في اإلسناد وتقدح فيه دون.2

مثل به المصنف من إبدال راو ثقة براو ثقة ، وهوالمتن : بقسم المقلوب أليق ، فإن أبدل راو ضعيف براو ثقة ، وتبين

الوهم فيه استلزم القدح في المتن أيضا إن لم يكن له طريقأخرى صحيحة .

ومن أغمض ذلك أن يكون الضعيف موافقا للثقة.3 ، ومثال ذلك : ما وقع ألبي أسامة بن أسامة(1)في نعته

الكوفي أحد الثقات، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر - وهو من ثقات الشاميين - قدم الكوفة فكتب عنه أهلها ، ولم يسمع

منه أبو أسامة ، ثم قدم بعد ذلك الكوفة عبدالرحمن بن يزيد بن تميم -وهو من ضعفاء الشاميين- فسمع منه أبو أسامة،

وسأله عن اسمه فقال : عبد الرحمن ابن يزيد فظن أبو أسامة أنه ابن جابر ، فصار يحدث عنه ، وينسبه من قبل نفسه

، فيقول : حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر ، فوقعت يسمى هذا القسم : ما وقعت فيه العلة في السند ، وقدحت فيه وفي)(1

المتن . ولم يذكر الحافظ له اسما فذكرته للبيان.

74

المناكير في رواية أبي أسامة ، عن ابن جابر - وهما ثقتان - فلم يفطن لذلك إال أهل النقد ، فميزوا ذلك ونصوا عليه ،

كالبخاري ، وأبي حاتم ، وغير واحد. ما وقعت العلة في المتن دون اإلسناد وال تقدح.4

ما وقع من اختالف ألفاظ كثيرة من أحاديثفيهما : الصحيحين إذا أمكن رد الجميع إلى معنى واحد ، فإن القدح

ينتفي عنها ... ما وقعت العلة فيه في المتن ، واستلزمت القدح.5

ما يرويه راو بالمعنى الذي ظنه فيكون خطأ،في اإلسناد : والمراد بلفظ ال حديث غير ذلك ، فإن ذلك يستلزم القدح في

الراوي ، فيعلل اإلسناد . ، ما ذكره المصنف(1)ما وقعت العلة في المتن دون اإلسناد.6

" ال وهي قوله : tمن أحد األلفاظ الواردة في حديث أنس يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة وال

، فإن أصل الحديث في الصحيحين ، فلفظ(2)في آخرها" " كانوا يفتتحون بالحمد لله رب العالمين ".البخاري :

ولفظ مسلم في رواية له نفي الجهر ، وفي رواية أخرى نفي.(3 )القراءة ..."

أسباب العلة الناظر في األحاديث التي عللها أئمة النقد يلحظ أنها تعود –

حسب رأيي – ألسباب إجمالية ، وأسباب تفصيلية . فاألسباب اإلجمالية لتعليل األحاديث تعود : للمخالفة ، والتفرد . فإن

قال لذانظرت لألسباب تراها تعود في غالبها إلى المخالفة ،

ويقصد الحافظ أن العلة وقعت في المتن وقدحت فيه دون السند ، وبذلك)(1افترق هذا القسم عن القسم الرابع .

روى مسلم في الصحيح ، كتاب الصالة ، باب حجة من قال : ال يجهر)(2 قال : " صليتt قتادة ، عن أنس من طريق399بالبسملة ، رقم الحديث :

، وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسممع رسول الله فقصد الحافظ أن هذه الرواية معلولة ؛ ألن أكثرالله الرحمن الرحيم ".

". وأن من رواه بهذا اللفظ رواه" كانوا يفتتحون بالحمد للهالروايات : بالمعنى ، لذا قدحت في المتن دون السند .

. 749 - 747/ 2 النكت على كتاب ابن الصالح )(3

75

ابن المبارك : إذا أردت أن يصح لك الحديث فاضرب بعضه. (1)ببعض

- وقال يحيى بن معين : لو لم نكتب الحديث من ثالثين وجها.(2)ما عقلناه

علي بن المديني : الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبينوقال - . (3)خطؤه

أحمد بن حنبل : الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تفهمه ،- وقال .(4)والحديث يفسر بعضه بعضا

فبجمع هذه الروايات ومقابلة بعضها ببعض- وقال مسلم : تتميز صحيحها من سقيمها ، وتتبين رواة ضعاف األخبار من

. (5)أضدادهم من الحفاظ ومفهوم هذه األقوال أنه بجمع الطرق نعرف العلة وذلك

بمخالفة الراوي غيره ، أو تفرده . ويستعان على إدراكها – أي العلة - بتفردقال ابن الصالح :

الراوي ، وبمخالفة غيره له ، مع قرائن تنضم إلى ذلك تنبه العارف بهذا الشأن على : إرسال في الموصول ، أو وقف في

v واهvم بغير المرفوع ، أو دخول حديث في حديث ، أو وهم ذلك ، بحيث يغلب على ظنه ذلك ، فيحكم به أو يتردد فيتوقف

.(6)فيه . وكل ذلك مانع من الحكم بصحة ما وجvد ذلك فيه باب ا األس رت لن ة ظه يل المخالف رح وتفص ذنا في ش وإذا أخ

التفصيلية : الوهم هو : الخطأ من غير تعمد ، فيصل المرسل ،.1

ويرفع الموقوف ... إلخ ، وهو من أكثر األسباب من خطرات القلب ، ، والوهم : لوقوع العلل في الحديث

له والجمع: أوهام ، وللقلب : وهم ، وتوهم الشيء : تخي . 354/ 2بيان علل المسند الجامع ألخالق الراوي وآداب السامع ، )(1 . 270/ 2كتب الطرق المختلفة الجامع ألخالق الراوي وآداب السامع ، )(2 المصدر السابق . )(3 المصدر السابق . )(4 . 209 التمييز ص )(5 .187 معرفة أنواع علم الحديث ص )(6

76

له ، كان في الوجود أو لم يكن ... وأوهمت الشيء إذا وتمث أغفلته، ويقال: وهvمت في كذا وكذا أي: غلvطت... األصمعي:

vط .(1 )أوهم إذا أسقط ، ووهvم إذا غل د. اء النق وكل هذه المعاني المذكورة في اللغة مرادة عند علم يئا ديث ش قط من الح vط ، أو غفل ، أو أس فالواهم : إما أنه غل

وغير ذلك من األوهام . وم د إال المعص ه أح لم من وهم ال يس حابة-وال تى الص ، ح

ه بن ال عبدالل وهم، ق لموا من ال ه عنهم- لم يس ي الل رض ة ة جماع المبارك : ومن يسلم من الوهم ؟! وقد وهمت عائش من الصحابة في رواياتهم. ووهم سعيد بن المسيب: ابن عباس

t ":(2 )" ميمونة وهو محرمتزوج النبي في قوله. ام ال اإلم وهم ، ق ديث من ال ة الح ار أئم لم كب وكذلك لم يس ال ان يخطئ . وق اس وك ك من أثبت الن ان مال د : ك أحم د ال رحمن بن مه دي ، البرذعي : شهدت أب ا زرع ة ، وذك ر عب يء ، ثم ير ش ال : وهم في غ ه ، وق ه وأطنب في مدح ومدح

. (3)ذكر عدة أسماء صحفهاومن األمثلة على هذا السبب :

- قال عبدالله بن اإلمام أحمد : حدثني أبي ، قال حدثنا أبو بكر د رحمن بن يزي د ال بن عياش ، قال حدثنا أبو إسحاق ، عن عب ا ل ي النخعي ، قال : ذكر عند عبد الله امرأة فقالوا : إنها تغتس دي لم انت عن و ك ا ل ا إنه أبا عبد الرحمن ، وتوضأ ، فقال : أم ذا ر ه عيد ينك تفعل ذلك . سمعت أبي يقول : كان يحيى بن س ر الحديث جدا ، قال أبي : لم يروه عن أبي إسحاق غير أبي بك راهيم ، ه األعمش ، عن إب ذا يروي بن عياش نراه وهم ، إنما ه

.(4)عن علقمة

مادة ) وهم ( . ، 416/ 15)( لسان العرب 1 أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب المغازي ، باب عمرة القضاء ، رقم)( 2

وفي غيرها من المواضع ، ومسلم في صحيحه ، كتاب النكاح ،4258الحديث : . 1410باب تحريم نكاح المحرم ، رقم الحديث :

. 438 – 436/ 1 ينظر بتوسع في مواضع : شرح علل الترمذي البن رجب )(3 .470 - 469/ 2 العلل ومعرفة الرجال براواية عبدالله )(4

77

دارقطني ئل ال ان ، عن أبي : - وس ان بن عف ديث عثم عن ح ديق ر الص ا -بك ه عنهم ي الل : " أن..هعن الن..بي – رض

. قال : هو حديث رواه الزهريسأله ما نجاة هذا األمر؟ " وك ذلك روي عن مال ك بن أنس ،، واختلف عنه في إسناده ...

يب ، عيد ابن المس ري ، عن س وعن ابن أبي ذئب ، عن الزه عن عثمان ، عن أبي بكر . حدث به محمد بن عبد الله الجهيد - وكان ضعيفا - عن حماد بن خالد ، عن مالك ، وعن أبي قطن ، واب عن ابن أبي ذئب ، وال يصح عنهما ، وكل ذلك وهم ، والص مهم - أن ار - لم يس عن الزهري قال : حدثني رجال من األنص حاب ذلك رواه أص ر . ك ل على أبي بك ان دخ ان بن عف عثم ونس الزهري والحفاظ عنه جماعة ، منهم : عقيل بن خالد ، وي

.(1)بن يزيد ، وغيرهم ... فحش الغلط -أي كثرته- وسوءومن أسباب الوهم:

.(2)الحفظ. وهو: عبارة عمن يكون غلطه أقل من إصابته فبعض الرواة لسوء حفظه أو كثرة غلطه يخطأ في الحديث ،

وهذه الفقرة تختلف عن الفقرة السابقة ؛ فالوهم يقع من الثقات وغيرهم ، وأما فحش الغلط وسوء الحفظ فيقع ممن

فيه ضعف. ابن أبي حاتم :"سألت أبي عن حديث رواهومثاله ما قاله

المطلب بن زياد ، عن ابن أبي ليلى ، عن عدي بن ثابت ، عن وال﴿ إذا قرأ :) كان النبي زر ، عن علي قال:

قال : هذا خطأ... وقال أبي : ، قال: آمين( . (3)﴾الضالين فحديث المطلب ما حاله ؟ قال : لم يروه غيره ، ال أدري ما هو

.(4 )، وهذا من ابن أبي ليلى ، كان ابن أبي ليلى سيئ الحفظ" عن حديث الزهري ، عن أبي سلمة ، عن :- وسئل الدارقطني

)ما أذن الله لشيء : أبي هريرة ، قال رسول الله .كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن يجهر به(

. 7 ، رقم الحديث : 173- 171 / 1 العلل الواردة في األحاديث النبوية )(1 .41)( نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر ص 2 . 6سورة المزمل آية : )( 3 . 251 ، رقم الحديث : 1/324 علل الحديث )(4

78

فقال:" يرويه يحيى بن أبي كثير، والزهري، وعمرو بن دينار ، ومحمد بن إبراهيم ، ومحمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي

هريرة ...واختلف عن ابن عيينة ، رواه جماعة من أصحابه عنه ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة... والصحيح عن الزهري ،

عن أبي سلمة ... وقال أبو بكرة وهو : عبد العظيم بن حبيب بن رغبان - ليس بثقة كثير الغلط - عن الزبيدي ، عن الزهري ، عن علي

.(1)بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده وال يصح" ومن األمثلة أيضا ما قاله مسلم : ذكر رواية أخرى نقلها

الكوفيون على الغلط : بي ابر أن الن ير، عن ج اء، وأبي الزب " أم..ر ب..بيع عن عط

ك، ".دبرهفي دين الذي (2)المدبر د المل يم، عن عب وهش ه ول الل د بن علي أن رس ر محم ال:عن أبي جعف "إنما ق

باع خدمة المدبر". بي اء ، عن الن " محمد بن فضيل ، عن عبدالملك ، عن عط

: فأما ... ثم قال مسلمأمر ببيع خدمة المدبر إذا احتاج" رواية ابن فضيل ، عن عبد الملك ، عن عطاء ، فوهم كله برمته ، اإلسناد والمتن ؛ وذلك أن عبدالملك إنم..ا

روى ه...ذا الح...ديث عن أبي جعف...ر ، عن الن...بي مرسال . فأما ذكر الخدمة فغلط ال ش..ك في..ه إن ش..اء

. (3)الله سألت أبي، عن حديث: ومثاله -أيضا- ما قاله ابن أبي حاتم

رواه شريك، عن عاصم األحول عن الشعبي ، عن محرم".احتجم ، وهو صائم " أن النبيابن عباس:

فقال: هذا خطأ؛ أخطأ فيه شريك ، وروى جماعة إنما"صائما محرما ".هذا الحديث ، ولم يذكروا:

فحدث:" احتجم ، وأعطى الحجام أجره "قالوا . 1734 ، رقم الحديث : 241- 238 / 9 العلل الواردة في األحاديث النبوية )(1 أي بعد موته يقال دبرت العبد إذا علقت عتقه بموتك ،( المدبر : 2)2

. النهاية في غريبوهو التدبير : أي أنه يعتق بعد ما يدبره سيده ويموت .98/ 2الحديث

. 198-196التمييز ص )( 3

79

شريك بهذا الحديث من حفظه بأخرة ، وقد كان ساء.(1)حفظه فغلط فيه

ويراد به : أن يستقلممن ال يحتمل تفرده . التفرد .2 الراوي برواية سند ، أو متن ، أو عن شي خ معين . قال الذهبي

د يكون لما انفرد به الراوي إسنادا أو متنا ، ويكون: " والتفرن ، كما يقال: لم يروvه عن سفيان إال د به عن شيخ معي لما تفر

.(2)ابن مهدي ، ولم يروvه عن ابن جريج إال ابن المبارك" ويطلق عليه بعض علماء الحديث اسما آخر هو : الغريب .

قال ابن الصالح :" الحديث الذي يتفرد به بعض الرواة يوصف بالغريب، وكذلك الحديث الذي يتفرد فيه بعضهم بأمر ال يذكره فيه غيره: إما في متنه، وإما

في إسناده. وليس كل ما يعد من أنواع األفراد معدودا من أنواع الغريب، كما في األفراد المضافة إلى

.وعلى الكالم األخير فالحديث الفرد أعم من(3)البالد".انتهىالحديث الغريب.

وقيل : بينهما اختالف ، ويرى الحافظ ابن حجر أنهما مترادفان ، إال أن أهل االصطالح غايروا بينهما من حيثلغة واصطالحا

كثرة االستعمال وقلته ؛ فالفرد أكثر ما يطلقونه على : الفرد

، رقم الحديث:526/ 1علل الحديث، باب علل أخبار رويت في الصوم ، )( 1668.

.43 الموقظة ص )(2 .374 معرفة أنواع علم الحديث ص )(3

80

،(2) ، والغريب أكثر ما يطلقونه على الفرد النسبي(1)المطلق وهذا من حيث إطالق االسمية عليهما وأما من حيث

استعمالهم الفعل المشتق فال يفرقون ، فيقولون في النسبي :.(3)تفرد به فالن ، أو أغرب به فالن . انتهى

، قال ابن الصالح فيه :" إذا انفرد الراوي بشيءوحكم التفرد نظvر فيه ؛ فإن كان ما انفرد به مخالفا لما رواه من هو أولى

منه بالحفظ لذلك وأضبط كان ما انفرد به شاذا مردودا ، وإن لم تكن فيه مخالفة لما رواه غيره ، وإنما هو أمر رواه هو ولم

يروه غيره ، فينظر في هذا الراوي المنفرد ، فإن كان عدالvل ما انفرد به ، ولم يقدح حافظا موثوقا بإتقانه وضبطه ؛ قب االنفراد فيه ، كما فيما سبق من األمثلة ، وإن لم يكن ممن

يوثق بحفظه وإتقانه لذلك الذي انفرد به ؛ كان انفراده خارما ثم هو بعد ذلك دائر بينله مزحزحا له عن حيز الصحيح .

مراتب متفاوتة بحسب الحال فيه ، فإن كان المنفرد به غير بعيد من درجة الحافظ الضابط المقبول تفرده : استحسنا

حديثه ذلك ، ولم نحطه إلى قبيل الحديث الضعيف ، وإن كان بعيدا من ذلك رددنا ما انفرد به ، وكان من قبيل الشاذ

.(4). انتهىالمنكر" "فهؤالء الحفاظ الثقات ، إذا انفرد الرجل منهمقال الذهبي :

من التابعين ، فحديثه صحيح ، وإن كان من األتباع قيل : صحيح غريب ، وإن كان من أصحاب األتباع قيل : غريب فرد ، ويندر

دهم ، فتجد اإلمام منهم عنده مئتا ألف حديث ، ال يكاد تفر ينفرد بحديثين ، ثالثة ، ومن كان بعدهم فأين ما ينفرvد به ، ما

علمته ، وقد يوجد . ثم ننتقل إلى اليقvظ الثقة المتوسط المعرفة والطلب ، فهو

الحديث الذي ال يعرف إال من طريق ذلك الصحابي ولو تعددت الطرق: هو )(1 .30/ 3. ينظر : فتح المغيث إليه

الحديث الذي ال يعرف إال من جهة خاصة كتقييده : بثقة ، أو بلد ، أو)( هو : 2 /1. ينظر : فتح المغيث براو مخصوص ، مثل : لم يروه عن فالن إال فالن

239. .17)( نزهة النظر بشرح نخبة الفكر ص 3

.167 معرفة أنواع علم الحديث ص )(4

81

الذي يطلق عليه أنه : ثقة ، وهم جمهور رجالv الصحيحينج حديثه ذلك في الصحاح ، فتابعيهم ، إذا انفرد بالمتن خر

وقد يتوقف كثير من النقاد في إطالق ) الغرابة ( مع ) الصحة ( في حديث أتباع الثقات . وقد يوجد بعض ذلك في ) الصحاح (

دون بعض . وقد يسمي جماعة من الحفاظ الحديث الذي ينفرد به مثل :

هشيم ، وحفص بن غvياث : منكرا . فإن كان المنفرد من طبقة مشيخة األئمة ، أطلقوا النكارة

vي بوذك على ما انفرد مثل : عثمان بن أبي شيبة وأبي سلمة الت.(1)، وقالوا : هذا منكر"

فالحافظ الذهبي قسم تفرد الرواة حسب درجاتهم ، وطبقاتهم:

الحفاظ الثقات من التابعين ، فحديثهم صحيح . أ - أتباع التابعين ذكر بصيغة : قيل : صحيح غريب .ب - أصحاب األتباع، قيل: غريب فرد ، ولم يصحح حديثهم،ج-

دهم النتشار الرواة وكثرة الرواية ، فتجد والسبب أنه يندر تفر، vئتا ألف حديث ، ال يكاد ينفرد بحديثينv اإلمام منهم عنده ما

ثالثة . ثم ذكر أن من كان بعدهم ال يوجد ما ينفرد به ، وإن وجد فهو

قليل جدا . ثم ذكر الراوي الثقة – وهم غالب رجال الصحيحين –د-

وأتباعهم إذا تفرد قبل تفرده ، وخرج حديثه في الصحاح ، وهويشير بذلك أن هذا مذهب البخاري ، ومسلم .

د يتوقف في إطالق ) الغرابة ( مع قا وذكر أن كثيرا من الن ) الصحة ( في حديث أتباع الثقات ، وهو متكلم في حفظه .

وذكر أن حديثهم قد يوجد في بعض ) الصحاح ( دون بعض . أنها أطلقت النكارة(2) ثم ذكر أخيرا طبقة شيوخ األئمةه..

على ما انفردوا به ، مثل : عثمان بنvي ، وقالوا : هذا منكر . بوذك أبي شيبة ، وأبي سلمة الت

.77 الموقظة ص )(1 الشيوخ في اصطالح أهل هذا العلم عبارة : عمن دون األئمة )(2

قاله ابن رجب في شرح عللوالحفاظ ، وقد يكون فيهم الثقة وغيره . .658/ 2الترمذي

82

ونستفيد مما سبق أن أهل العلم اختلفوا في التفرد ، والقول فال يقبل التفرد مطلقا، وال يرد مطلقا ،الصواب : التفصيل

وأن ذلك يختلف حسب حال المنفرد ، وطبقته ، والمتن الذي . قال الحافظ ابن(1)رواه والقرائن المصاحبة له وإن كان ثقة

رجب : وأما أكثر الحفاظ المتقدمين فإنهم يقولون في الحديث إذا تفرد به واحد وإن لم يرو الثقات خالفه : "إنه ال يتابع عليه"

ويجعلون ذلك علة فيه ، اللهم إال أن يكون ممن كثر حفظه واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه ، وربما يستنكرون

بعض تفرد الثقات الكبار أيضا ، ولهم في كل حديث نقد. (2)خاص ، وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه

بقي أن أنبه على أمرين هما : أن مسألة التفرد من المسائل الشائكة الصعبة ،األول :

فالناظر في كتب العلل ال يجد قاعدة مطردة سار عليها علماءالنقد في مسألة التفرد حتى يخلص بحكم واضح فيها .

أنه عند القراءة في هذه المسألة تجد خلطا بينهاالثاني : وبين زيادة الثقة ، إما سهوا ، أو عدم إدراك لحقيقة الفرق

بينهما ، صحيح أن كالهما تفرد لكن المراد بالتفرد هو : انفراد الراوي بأصل الحديث فال يشاركه غيره ، والزيادة من الثقة مخالفة للغير ، فتجد من ينقل مثاال في زيادة الثقة على أنه

مثال للتفرد. إن الفرق بينلذا قال ابن حجر مبينا مسألة الفرق بينهما :"

تفرد الراوي بالحديث من أصله ، وبين تفرده بالزيادة ظاهر ، ألن تفرده بالحديث ال يلزم منه تطرق السهو والغفلة إلى غيره من الثقات إذ ال مخالفة في روايته بخالف تفرده بالزيادة إذا لم

يروها من هو أتقن منه حفظا ، وأكثر عددا ، فالظن غالب بترجيح روايتهم على روايته . ومبنى هذا األمر على غلبة

.(3)الظن"واألمثلة على هذه المسألة :

ينظر ما كتبه األستاذ عبدالجواد حمام في كتابه "التفرد في رواية الحديث)(1ومنهج المحدثين في قبوله أو رده" .

. 582/ 2)( شرح علل الترمذي 2 . 691/ 2النكت على كتاب ابن الصالح )( 3

83

أ - قال المروذي : قلت ألبي عبدالله – يعني األمام أحمد-: فعبدالرحمن بن إسحاق كيف هو؟ قال: أما ما كتبنا من حديثه

فقد حدث عن الزهري بأحاديث- كأنه أراد تفرد بها - ثم ذكرvين ب - فأنكره(1)حديث محمد بن جبير في الحلف - حvلف المطي

.(2)أبو عبدالله ، وقال : ما رواه غيره ه د الل د بن عب دثنا خال ة ، ح دثنا قتيب ذي :ح ال الترم ب - وق اء ، عن ليمان عن عط ك بن أبي س د المل الواسطي ، عن عب

ه tجابر ول الل " الجار أح..ق بش..فعته : قال : قال رس ينتظر به وإن ك..ان غائب..ا إذا ك..ان طريقهم..ا واح..دا". سألت محمدا – يعني البخاري - عن هذا الحديث فقال: ال أعلم و ليمان ، وه دالملك بن أبي س ير عب اء غ دا رواه عن عط أح

بي ابر ، عن الن روى عن ج ه ، وي رد ب خالفحديثه الذي تف هذا. ثم قال الترمذي : إنما ترك شعبة عبد الملك لهذا الحديث ل العلم ، د أه ة عن ك ثق د المل ، لم يجد أحدا رواه غيره ، وعب د ال : عب ه ق وري أن فيان الث ارك ، عن س ويروى عن ابن المب

. (3)الملك بن أبي سليمان ميزان - يعني في العلم- ،tقيل ألبي : يصح حديث أبي هريرة ج - وقال ابن أبي حاتم :

بي ة ،" اليمين م..ع الش..اهد". في عن الن ف وقف فوق هيل ، ه : قلت لس نى قول فقال : ترى الدراوردي ما يقول - يع ه فلم يعرف ه- قلت : فليس نس يان س هيل دافع ا لم ا حكى عن ال : ى ، ق ديث وينس دث بالح ربيعة ، وربيعة ثقة ، والرجل يح د ه ، وق ابع على روايت ه مت أجل هكذا هو ، ولكن لم نر أن يتبع ذا د منهم ه د أح يرة ليس عن ة كث هيل جماع روى عن س ل غ ير أنى ال الحديث ، قلت : إنه يقول بخبر الواحد ، قال : أج

vين - أنه اجتمع بنو هاشم ، وزهرة ، وتميم)(1 ب وأصل ذلك – يعني حvلف المطي في الجاهلية بمكة في دار ابن جدعان ، وتحالفوا على أن : ال يتخاذلوا ، ثم ملؤوا جفنة طيبا ، ووضعوها في المسجد عند الكعبة ، وغمسوا أيديهم فيها ، وتعاقدوا

بة على التناصر ، واألخذ للمظلوم من الظالم ، ومسحوا الكعبة بأيديهم المطيvين " . قاله المناوي في فيض القدير ب . 165/ 4توكيدا فسموا : " المطي

.64 العلل ومعرفة الرجال براواية المروذي ص )(2 /1 ، ما جاء في الشفعة للغائبأبواب األحكام علل الترمذي الكبير ، )(3

570-571.

84

ل ذا أص ه ، وه بر ب أدري لهذا الحديث أصال عن أبي هريرة أعت.(1)من األصول لم يتابع عليه ربيعة

وق..د اس..تعان أه..ل النق..د ب..التفرد على تعلي..ل بعض المتون ، مثاله :

اتم ال ابن أبي ح س..ألت أبي عن ح..ديث أوس بن :ق . فق..ال : ق..دضمعج ، عن ابن مسعود ، عن الن..بي

اختلف....وا في متن....ه ، رواه فط....ر، واألعمش ، عن إس...ماعيل بن رج...اء ، عن أوس بن ض...معج عن أبي

ق..ال : " ي..ؤم الق..وم أق..رأهممسعود ، عن الن..بي ف.أعلمهملكتاب الله ، فان ك.انوا في الق..راءة س..واء

ورواه ش..عبة والمس..عودي، عن إس..ماعيلبالسنة" . بن رجاء ، لم يقولوا :" أعلمهم بالسنة ". ق..ال أبي : كان شعبة يقول : إس..ماعيل بن رج..اء كأن..ه ش..يطان من حسن حديث..ه ، وك..ان يه..اب ه..ذا الح..ديث يق..ول:

لم يش..اركه أح..د.حكم من األحكام عن رسول الله قال أبي: شعبة أحفظ من كلهم. قال ابن أبي حاتم: أليس قد رواه الس..دي ، عن أوس بن ض..معج ؟ ق..ال: إنما رواه الحسن بن يزيد األصم ، عن الس..دي - وه..و ش...يخ - . أين ك...ان الث...وري ، وش...عبة ، عن ه...ذا

.(2)الحديث ؟! ، وأخاف أن ال يكون محفوظا تشابه األسانيد والمتون وكثرتها ، بحيث إن بعض.3

الرواة يذكر متن حديث مثال ثم يدخل فيه متن سندآخر ، أو يدخل سند حديث في سند حديث آخر .

دومثاله : قال ابن أبي حاتم : سألت أبي عن حديث رواه الولي بن مسلم ، عن سعيد بن بشير ، عن علقمة بن مرثد ، عن أبيه

ن " أن.ه ك.ان إذا بعث ، عن النبي t، عن النعمان بن مقر وجيوشه". ا ه ناد ، انم ناد في إس ه إس قال أبي : قد دخل ل

ه دة ، عن أبي بي tعلقمة بن مرثد ، عن ابن بري " ، عن الن لأنه كان إذا بعث جيوشه ". قال علقمة : فحدثت به مقات

، رقم الحديث:173 / 2 علل الحديث، علل أحاديث في الطهارة )(1 أ . 1392

.248 ، رقم الحديث: 322 / 1علل الحديث، باب علل أحاديث في الصالة ، )( 2

85

رن بن حيان فحدثني عن مسلم بن هيصم ، عن النعمان بن مقt (1)"" أنه كان إذا بعث جيوشه الحديث ، عن النبي.

ومثاله أيضا : سئل الدارقطني : عن حديث أبي صالح ، عن أبي هريرة قال رجل : يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني

: " ال تغضب ".الجنة وال تكثر علي ؟ قال ين بن ه ... ورواه الحس ف عن ه األعمش ، واختل ال : يروي فق

كري ، فيما قال لن..ا ابن مخل..د ، ،واقد وأبو حمزة الس عن األعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة . وزادا فيه ألفاظا لم يأت بها غيرهم.ا ، وه.و ق.ال : ف.دلني على عم..ل إذا عملت..ه علمت أني محس..ن ، فق..ال : " أنظر جيرانك فإن قالوا : إنك محسن فأنت محس..ن ، وإن قالوا إنك مسيء فأنت مسيء " . وهذه األلفاظ إنما رواها األعمش ، عن جامع بن شداد ، عن كلث..وم

. (2) الخزاعي ، عن النبي فالراوي الذي عنده الحديث بعدةجمع الشيوخ ، .4

طرق ، ومن عدة شيوخ تجده يختصر الحديث ، فيجمع طرقه وال يميز حديث كل راو عن اآلخر

ويسوق الحديث سياقة واحدة ، قال اإلمام أحمد - في رواية األثرم – في حديث ومثال ذلك :

حماد بن سلمة ، عن أيوب ، وقتادة ، عن أبي أسماء ، عن أبي قال في آنية المشركين .عن النبي ، tثعلبة الخشني

أحمد : هذا من قبل حماد ، كان ال يقوم على مثل هذا ، يجمع.(3)الرجال ثم يجعله إسنادا واحدا ، وهم يختلفون

ومثاله أيضا : ما رواه روح بن عبادة ، عن صالح بن أبي األخضر ، ومالك بن

أنس ، عن ابن شهاب : أن عروة أخبره أن عائشة أخبرته : خرج ليلة من جوف الليل ، فصلى فيأن رسول الله

المسجد فصلى رجال بصالته ؛ فأصبح الناس فتحدثوا بذلك في الليلة الثانيةفاجتمع أكثر منهم فخرج رسول الله

.979 ، رقم الحديث: 677 / 1 علل الحديث، علل أخبار في الغزو والسير )(1 ، رقم121 – 120 / 10( العلل الواردة في األحاديث النبوية، للدارقطني 2)2

.1907الحديث : . 815/ 2 نقله ابن رجب في شرح علل الترمذي )(3

86

فصلوا بصالة ، وأصبح الناس فتحدثوا بذلك ، فكثر أهل فصلوا بصالته ،المسجد في الليلة الثالثة فخرج رسول الله

فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله ، فلم يخرج إليهم حتى خرج لصالة الفجر فلما قضى صالة الفجر أقبل

على الناس فتشهد وقال: " أما بعد فإنه لم يخف على شأنكم ولكنالليلة ، ولكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها"

كان يرغبهم في قيام رمضان من غيررسول الله أن يأمرهم بعزيمة ويقول :" من قام رمضان إيمانا . قال الخطيب البغدادي:(1)واحتسابا غفر له ما تقدم ذنبه "

هكذا روى هذا الحديث روح ابن عبادة ، عن مالك بن أنس ، وساقه سياقة واحدة بإسناد واحد ، ووهم في ذلك ، ولعله

حمل رواية مالك على رواية صالح بن أبي األخضر لما جمع بينهما ، والذي عند مالك بهذا اإلسناد من أول الحديث إلى

قوله : "فتعجزوا عنها " وأما ما بعد ذلك من ذكر الترغيب في قيام رمضان إلى آخر الحديث فإنما هو عنده عن ابن شهاب ،

. (2)عن أبي سلمة بن عبدالرحمن ال عن عروة بقي أن أنبه على أن أهل الحديث احتملوا بعض الحفاظ الذين يجمعون الشيوخ : مثل الزهري . قال ابن رجب : فال يقبل هذا

الجمع إال من حافظ متقن لحديثه يعرف اتفاق شيوخه واختالفهم ، كما كان الزهري يجمع بين شيوخ له في حديث

.(3)اإلفك وغيره التدليس : إخفاء عيب في اإلسناد ، وتحسين.5

لظاهره . اتم : ال ابن أبي ح ه : ق ديث رواهومثال ألت أبي عن ح س

ر ، واألعمش كلهم ، عن رو الفقيمي ، وفط ن بن عم الحس - رفعه فطر ، والحسن ، ولمtمجاهد ، عن عبد الله بن عمرو

:" ليس الواص..ل يرفعه األعمش - قال : قال رسول الله البالمكافىء ، ولكن الواصل من يقطع فيص..لها" . ق

أخرجه بهذا الطريق الخطيب البغدادي في الفصل للوصل المدرج في النقل)(11 /444 – 445. .445/ 1 الفصل للوصل المدرج في النقل )(2 . 816/ 2)( شرح علل الترمذي 3

87

ا ، ون مرفوع أبي : األعمش أحفظهم ، والحديث يحتمل أن يك د ، إن مع من األعمش من مجاه ون س ى أن ال يك ا أخش وأن األعمش قليل السماع من مجاهد ، وعامة ما يروي عن مجاهد

.(1)مدلس ومن التدليس: أن يروي عن شيخ حديثا ، فيس..ميه أو

ا يكنيه ، أو ينسبه بما ال يع.رف به ك فيم ال ذل بق مث . وس ال : "قاله عبدالله بن اإلمام أحمد عندما حدثه أبوه بحديث إبراهيم ق

هال يص..لي الم..تيمم إال ص..الة واح..دة " وا أن ال أبي : زعم . ق الحسن بن عمارة ، قال أبي : الحسن بن عمارة ينزل في بجيلة ، أرى

.(2)أبا معاوية غير اسمه ، وعدم أخذه منأخذ الحديث من الصحف والكتب.6

فال شك أن الجلوس ، أفواه العلماء بين يدي العالم وقراءة الحديث عليه مما يجعل الراوي يسلم

من الوقوع في الوهم والغلط . وسبق مثال ذلك فيما قاله احتجر" أن النبي مسلم من رواية ابن لهvيعة لحديث :

. حيثفي المسجد بخوصة أو حصير يصلي فيها" صحف فيه ، فقال مسلم : وابن لهvيعة إنما وقع في الخطأ من هذه الرواية : أنه أخذ الحديث من كتاب موسى بن عقبة إليه فيما ذكر ، وهي اآلفة التي نخشى على من أخذ الحديث من

الكتب من غير سماع من المحدث ، أو عرض عليه . ومن أنواع التصحيف: خطأ البصر، وذلك بسبب ضعف

البصر ، أو سوء الخط ، أو دقته أو انتقاله أو غير ومثاله : قال عبدالله بن اإلمام أحمد : حدثني زكريا ،ذلك

قال : حدثنا شريك ، عن مغيرة ، وأبي حمزة ، عن إبراهيم في ، رقم الحديث :524/ 2علل الحديث ، علل أخبار رويت في البر والصلة )( 1

2119. . 532 / 2 العلل ومعرفة الرجال )(2

88

الذي يصلي خلف الصف وحده قال : يعتد بها . قال زحمويه : قال سهل البلخي لشريك : يا أبا عبد الله يعيدها ؟ فقال

.(1)شريك : صحف كتابك يعتد بها يخطب ،: دخل رجل يوم الجمعة ، والنبي tكحديث جابر و

الحديث رواه ابن ماجه"صليت قبل أن تجلس" فقال : وهو غلط من الناسخ نبه عليه"قبل أن تجيء "بلفظ : .(2)المزي

ومن أنواعه أيضا : خطأ في السمع ؛ وذلك بسبب ضعف السمع ، أو بعد الملقي أو المستملي أو غير

قال الدارقطني في حديث لعاصم األحول : ومثاله :ذلك . رواه بعضهم فقال عن واصل األحدب هذا من تصحيف السمع

ال من تصحيف البصر يريد أن ذلك مما ال يشتبه من حيث.(3)الكتابة وإنما أخطأ فيه سمع من رواه

يخرج يوم" كان في خطبة العيد : tوكحديث أبي سعيد العيد فيصلي بالناس ركعتين ، ثم يسلم ، فيقف

. الحديثعلى رجليه فيستقبل الناس وهم جلوس" ،" رجليه" بدل " على راحلته "رواه بعضهم فقال :

كان يخرج إلى العيدوالصواب األول ، فال ريب في أنه ماشيا ،

.(4)والعنزة بين يديه ، وإنما خطب على راحلته يوم النحر بمنى سلوك الجادة : يعني أن الراوي سلك الطريق.7

المشهورة التي تسبق إليها األلسن ، وترك الطريق

. 501 / 3 العلل ومعرفة الرجال )(1 . 68/ 3 فتح المغيث )(2 . 389 معرفة أنواع علم الحديث ص )(3 . 68/ 3 فتح المغيث )(4

89

غير المشهور التي ال يحفظها إال حافظ ، وذلكبسبب الوهم أو الغفلة .

ه : ديث رواه ومثال ألت أبي ، عن ح اتم : س ال ابن أبي ح ق بي tالمبارك بن فضالة ، عن ثابت ، عن أنس ه ، عن الن أن

ال أبي : ورواه" إذا أحب الرجل أخاه فليعلمه ".قال : ق بعى ، عن حماد بن سلمة عن ثابت ، عن حبيب بن سبيعة الض

ورجل حدثه ، عن النبي به ، وه مرسل . قال أبي : هذا أش. (1)الصحيح ، وذاك لزم الطريق

من ضعف حديثه في بعض األوقات دون بعض مثل.8الثقات الذين خلطوا في آخر عمرهم

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه :ومثاله اسرائيل، وزهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق، عن الحارث،

" أن النبي -رفعه اسرائيل، ووقفه زهير- : tعن علي قال أبي: اسرائيل أقدم سماعا منكان يوتر بتسع سور".

زهير في أبي إسحاق ، قلت : فأيهما أشبه بالصواب موقوفا أو مرفوعا ؟ قال : الله أعلم ، يقال : إن زهير سمع من أبي

إسحاق بآخرة وإسرائيل سماعه من أبي إسحاق قديم، وأبو إسحاق بآخرة اختلط، فكل من سمع منه بآخرة فليس سماعه

.(2)بأجود ما يكون تحديث الراوي من حفظه عموما ، أو تحديث.9

الراوي الذي له كتاب صحيح وفي حفظه شيء ، وقد كان السلف الصالحفأحيانا يقع في الغلط والخطأ .

، رقم الحديث :33/ 3علل الحديث ، علل أخبار رويت في األدب والطب )( 12237.

.279 ، رقم الحديث : 338 / 1 علل الحديث، علل أخبار في الصوم )(2

90

مع سعة حفظهم ، وكثرة الحفظ في زمانهم يأمرون بالكتابة للحفظ والضبط ، قال الخالل : أخبرني الميموني أنه قال ألبي

عبدالله - يعني أحمد بن حنبل - : قد كره قوم كتاب الحديث بالتأويل ؟ قال: إذا يخطئون إذا تركوا كتاب الحديث، وقال :

حدثونا قوم من حفظهم ، وقوم من كتبهم ، فكان الذي حدثونامن كتبهم أتقن .

فممن إذا حدث من حفظه قد يغلط ويخطأ : عبد الرزاق ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ، وهمام بن يحيى العوذي ،

خعي ، وحماد بن أبي سليمان وشريك بن عبد الله الن. (1)وغيرهم

سألت أبي عن حديث رواه محمد"قال ابن أبي حاتم :ومثاله : اع ، عن جرير ، عن منصور ، عن أبي معشر بن عيسى بن الطب

، عنt، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن القرثع ، عن سلمان فذكر الحديث ، قال :تدري ما يوم الجمعة ...( )النبي

، فقال أبي : رواه جرير بالري ،)ما من مسلم يتطهر...( عن مغيرة ، ويشبه أن يكون حدث بالعراق من حفظه هكذا ،

والحديث معروف من حديث مغيرة . قلت : فأيهما أشبه ، قال.(2): المغيرة"

سألت أبي ، عن حديث رواه :"قال ابن أبي حاتمومثال آخر : :tشريك ، عن عاصم األحول ، عن الشعبي ، عن ابن عباس

( ، فقال : هذا احتجم ، وهو صائم محرم ) أن النبي خطأ ، أخطأ فيه شريك ، وروى جماعة هذا الحديث ، ولم

)احتجم وأعطى( ، إنما قالوا: )صائما محرما يذكروا : ( ، فحدث شريك هذا الحديث من حفظه بآخرةالحجام أجره

.(3)، وقد كان ساء حفظه فغلط فيه عطاء بن أبيأن الدارقطني سئل : عن حديث ومثاله أيضا :

" من مات في طريق قال: رباح ، عن عائشة عن النبي -756/ 2 ينظر بتوسع في هذا الموضوع : شرح علل الترمذي البن رجب )(1

766. .603 ، رقم الحديث : 494 / 1 علل الحديث، علل أحاديث في الجمعة )(2 .668 ، رقم الحديث : 526 / 1 علل الحديث، علل أخبار في الصوم )(3

91

. (1) مكة لم يعرضه الله يوم القيامة ولم يحاسبه" فقال : يرويه عائذ بن بشير العجلي ، واختلف عنه ... وحدثنا

يحيى بن محمد بن صاعد ، ثنا علي ابن حرب ، ثنا الحسين بن علي الجعفي ، عن محمد بن السماك ، عن عائذ ، عن عطاء ،

: " من بلغ الثمانين من هذهقال رسول الله عن عائشة : . هكذا رواه األمة لم يعرض ولم يحاسب ، وقيل : أدخل الجنة"

علي بن حرب بهذا اإلسناد وهذا المتن ، وقيل : إنه حدث به من حفظه ، والصواب عن عائشة – رضي الله عنها - : " من

مات في طريق مكة لم يعرضه الله يوم القيامة ولم يحاسبه"(2).

وال شك أنه بقيت هناك أسباب لم أذكرها ، وقد ذكرت بعض هذه األسباب ، وخاصة المتعلقة بالمتن في الفصل الثاني ، من الباب الثاني من هذه الرسالة ، والمقصود ذكر أشهرها ، والله

أعلم.

أسباب وقوع العلة في المتن إن الناظر في كتب العلل يلحظ أن نقد المتن ما كان يطلق

كثيرة ، ذكرت بعضهاجزافا من الناقد بل يعود ذلك ألسباب فيما سبق ، ومن أسبابها أيضا :

. ومثاله : أن يختصر الراوي الحديث فيتغير معناه.10 قال ابن أبي حاتم : سألت أبي عن حديث رواه إسحاق بن منصور ، عن حماد بن سلمة ، عن عاصم عن أبي صالح ،

مثل حديث يحيى بن سعيد ، عنعن أبي هريرة ، عن النبي سعيد بن المسيب: في الرجل ال يقدر أن ينفvق على امرأته ،

، وأبو7/61 ، وابن عدي في الكامل 410 / 3 أخرجه العقيلي في الضعفاء )(1 .216/ 8نعيم في الحلية

أ + ب ( .143 / 5 العلل الواردة في األحاديث النبوية ) الجزء المخطوط )(2

92

قال أبي : وهم إسحاق في اختصار هذا :" يفرق بينهما ".قال الحديث ، وذلك أن الحديث إنما هو: عاصم ، عن أبي صالح ،

: " ابدأ بمن تعول ، تقولعن أبي هريرة ، عن النبي . (1)امرأتك : أنفق علي أو طلقني" فتأول هذا لحديث

، ومثاله : أن يروي الحديث بالمعنى فيخل بمعناه.11 سئل الدارقطني : عن حديث عبد الله بن عبد الله بن جبر : "

" . فقال : يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاعكان رسول الله يرويه عبدالله ابن عيسى بن عبدالرحمن بن أبي ليلى ،

واختلف عنه ؛ فرواه عمار بن رزيق عن عبدالله بن عيسى ، عن عبدالله بن فالن األنصاري ، عن أنس ، وأما ما رواه

شريك ، عن عبدالله بن عيسى فقال : عن عبدالله بن جبر ، عن أنس بن مالك فأصاب في هذا اإلسناد ، ووهم في متنه

: " يكفي في الوضوء رطلين من ماء " ، فقال : عن النبي وإنما ذكره شريك على المعنى عنده أن الصاع: ثمانية أرطال ،

قال: والقول قول ابن أبي خالد ، وعمار بن رزيق: أن النبي .(2)" يكفي أحدكم عن الوضوء مد"

، يصل كالمه بالحديث فال يميزه المستمعكانمن .12ومثاله :

قال ابن أبي حاتم : ذكر أبي حديثا رواه حفص بن عبد الله النيسابوري ، عن إبراهيم بن طهمان عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة . ورواه سهيل بن أبي

: صالح ، عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله .1293 ، رقم الحديث: 123 / 2 علل الحديث، علل أخبار في الطالق )(1 ب23 / 4 العلل الواردة في األحاديث النبوية، للدارقطني ) الجزء المخطوط )(2

. )

93

"إذا استيقظ أحدكم من منامه ، فليغسل كفيه ثالث مرات ، قبل أن يجعلهما في اإلناء ؛ فإنه ال يدري أين باتت يده ، ثم

ليغترف بيمينه من إنائه ، ثم ليصب على شماله فليغسل . قال أبي : ينبغي أن يكون :" ثم ليغترف بيمينه ... "مقعدته"

إلى آخر الحديث من كالم إبراهيم بن طهمان ؛ فإنه قد كان. (1)يصل كالمه بالحديث فال يميزه المستمع

بيان واستنباط الراوي حكما من الحديث قبل أن.13 يتم الحديث ، مما يجعل من يسمعه يعتقد أن هذا

. ومثاله : الحكم من متن الحديث فيقع في الوهم عبدالحميد بن جعفر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ،ما رواه

يقول :"منرسول الله عن بسرة بنت صفوان : سمعت ...(4) للصالة" فليتوضأ وضوءه(3) أو رفغيه(2)مس ذكره أو أنثييه

: وذكر األنثيين والرفغين ليس منقال الخطيب البغدادي وإنما من قول عروة بن الزبير فأدرجهكالم رسول الله

الراوي في متن الحديث ، وقد بين ذلك حماد بن زيد ، وأيوب فعروة لما فهم من لفظ. (5)السختياني في روايتهما عن هشام

الخبر أن سبب نقض الوضوء مظنة الشهوة جعل حكم ما قرب من الذكر كذلك فقال ذلك فظن بعض الرواة أنه من

. (6)صلب الخبر فنقله مدرجا فيه ومن ذلك : أن يفسر الراوي ويشرح بعض األلفاظ الغريبة ، فبعض الرواة اعتاد أن يشرح لتالميذه بعض الكلمات الغريبة التي ترد في متن الحديث ، فيأتي من ال ضبط عنده وال تميز

من تالميذه فيعتقد أن هذا من متن الحديث ، فيقع في الوهم .مثاله :

.170 ، رقم الحديث: 281 / 1 علل الحديث، علل أحاديث في الطهارة )(1. 478/ 1 األنثيان : الخصيتان . قاله العيني في شرح سنن أبي داود )(2 رفغ : الرفغ : أصول الفخذين من باطن وهما : ما اكتنفا أعالي جانبي العانة)( 3

/5 قاله ابن منظور .عند ملتقى أعالي بواطن الفخذين وأعلى البطن 270.

.200/ 24)( أخرجه الطبراني في معجمه الكبير 4 .346 - 343/ 1 ينظر : الفصل للوصل المدرج في النقل )(5 .1/271)( تدريب الراوي 6

94

ما قاله ابن أبي حاتم : سألت أبي : عن حديث رواه الوليد عن األوزاعي ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله

:"من فاتته صالة العصر - وفواتها أن تدخل الشمس صفرة - فكأنما وتر أهله ، وماله ". قال أبي : التفسير من قول

.(1)نافعوسائل كشف العلة

طلع وجود علة في حديث من األحاديث يحتاج من الناقد أن يض ة ليس ف العل ا ، فكش ول إليه بأمور ووسائل تعينه على الوص اء راجم علم اظر في ت ر ص عب ، والن باألمر الهين ، بل ه و أم ا لوا إلى م النقد الذين سبق ذكرهم وغيرهم يدرك أنهم ما وص ذه ود ه بب وج ذا الفن إال بس ه من تمكن في ه لوا إلي وص ودا ثرة ، وج ة وك ائل قل ذه الوس الوسائل عندهم ، وتختلف ه ديث ه ح رض علي دما يع د عن ر. فالناق وعدما من ناقد إلى آخ لكشف علته ، تدور بمخيلته وسائل تجعله يص ل إلى نتيج ة في ف تي تعين على كش ائل ال ذه الوس ا ه ديث ، فم ذا الح ه

؟ (2)العلةفمن تلك الوسائل:

معرف..ة ال..رواة ال..ذين ت..دور عليهمالوسيلة األولى : يزاألسانيد في مختلف البالد ؛ اس فيهم ، وتمي ق الن وأوث

حة ورة واض ك يعطي ص عفها ؛ ألن ذل انيد وأض ح األس أص و داود ال أب رة ، ق اذة ، والمنك ة ، والش انيد المعروف لألس ادة ، ري ، وقت ة : الزه د أربع ديث عن دنا الح ي : وج الطيالس االختالف ، ادة أعلمهم ب ان قت حاق ، وك واألعمش ، وأبي إس حاق أعلمهم و إس ان أب ناد ، وك ري أعلمهم باإلس ان الزه وك

، رقم الحديث:405 / 1 علل الحديث، علل أحاديث في الطهارة )(1419 .

استفدت في هذا الموضوع مما كتبه الدكتور همام سعيد في مقدمة شرح)(2 ، فهو بحق أحسن من كتب في هذا الموضوع . والدكتور1/128علل الترمذي

خليل مال خاطر في كتابه " الحديث المعلل " حول هذا الموضوع ، وذكرت األربع وسائل التي ذكروها ، وزدت عليها بعض الوسائل األخرى أستفدتها من دروس

شيخنا د سعد الحميد .

95

ذا ، ولم ل ه بحديث علي وعبد الله ، وكان عند األعمش من ك.(1)يكن عند واحد من هؤالء إال ألفين ألفين

نراه ديني ، ف ده : علي بن الم ى قواع ذا وأرس وممن اهتم به دور ناد ي إذا اإلس رت ف ل" : نظ ه " العل يقول في مقدمة كتاب

: على ستة لم بن.1 د بن مس و : محم هاب وه ة : ابن ش فألهل المدين

ع نة أرب ات س ر م ا بك نى أب هاب ، ويك ه بن ش عبداللوعشرين ومائة .

د.2 ا محم وألهل مكة: عمرو بن دينار، مولى جمح ويكنى أبمات سنة ست وعشرين ومائة.

و.3 ه أب ي ، وكنيت ة السدوس وألهل البصرة: قتادة بن دعامالخطاب ، مات سنة سبع عشرة ومائة .

تين.4 نة اثن ات س ر ، م ويحيى بن أبي كثير ، ويكنى أبا نصوثالثين ومائة باليمامة.

وألهل الكوفة : أبو إسحاق ، واسمه عمرو بن عبدالله بن.5عبيد ، ومات سنة تسع وعشرين ومائة.

د ،.6 ني أس ل من ب ني كاه ولى ب ران ، م وسليمان بن مه ان ة ، ك ان وأربعين ومائ نة ثم ويكنى أبا محمد ، مات س

حميال. ثم صار علم هؤالء الست إلى أصحاب األصناف ممن صنف ،

فألهل المدينة : مالك بن أنس بن أبي عامر األصبحي ... إلخ كالمه رحمه

.(2)الله عف انيد ، وأض ح األس وع أص ام بموض ا االهتم ذا أيض وك

األسانيد فهي من األمور التي تعين على كشف العلة. وذلك معرفة أحوال الرواة ، الوسيلة الثانية :

بمعرفة : إذ بمعرفة ذلك يتضح :معرفة وفياتهم ومواليدهم ..1

االنقطاع في السند ، والتدليس واإلرسال ، والسماع من المختلطين وغير ذلك . وبه افتضح الكاذب في السماع ، قال

، والجادة )ألفان ألفان( .352/ 2ينظر : الجامع ألخالق الراوي )( 1 وما بعدها . 36 العلل ص )(2

96

الثوري : لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ . وقال حفص بن غياث : إذا اتهمتم الشيخ فحاسبوه بالسنين ؛

.(1)يعنى احسبوا سنه وسن من كتب عنه معرفة المتشابه في قبائل الرواة ، وبلدانهم ،.2

وأساميهم ، وكناهم ، وصناعاتهم ، وقوم يروي عنهم إمام واحد فتشتبه كناهم وأساميهم ألنها

واحدة ، وقوم تتفق أساميهم وأسامي آبائهم فال يقع التمييز بينهم إال بعد المعرفة .

قال الحاكم عن هذا الباب : قل ما يقف عليها إال المتبحر في الصنعة ، فإنها أجناس متفقة في الخط مختلفة في المعاني ، ومن لم يأخذ هذا العلم من أفواه الحفاظ المبرزين لم يؤمن

عليه التصحيف . ثم ذكر الحاكم أمثلة لهذه األجناس ، فقال :

يون ، vمعرفة المتشابه من القبائل فمن ذلك : القيس - يون. vيون ، والعبس vوالعيشيون ، والعنس

جاري ،في البلدان : - معرفة المتشابه مثل : البخاري ، والنخاري .والن

vر ،المتشابه في األسامي : - برير ، وبربر ، وبرثن ، وبري.وبرvيرة ، وبربري

.أبو األشهب ، وأبو األشعثالمتشابه في كنى الرواة : - از ، والحمار ،المتشابه في صناعات الرواة : - ار ، والخر الجز

ار از ، والجر از ، والخز .والخب قوم من رواة اآلثار يروي عنهم راو واحد فيشتبه على الناس-

مثال ذلك : أبو إسحاق عمرو بن عبد اللهكناهم وأساميهم : السبيعي ، وأبو إسحاق سليمان بن فيروز الشيباني ، وأبو

إسحاق إسماعيل بن رجاء الزبيدي ، وأبو إسحاق إبراهيم بن مسلم الهجري قد رووا كلهم عن عبد الله ابن أبي أوفى ، وقد

.روى عنهم الثوري ، وشعبة قوم تتفق أساميهم وأسامي آبائهم ثم الرواة عنهم من طبقة-

واحدة من المحدثين فيحصل االشتباه ويصعب التمييز :سالم بن سليمان، وسالم بن سليم، وسالم بن سلممثالبينهم:

..147الخطيب البغدادي في الكفاية ص )( رواها 1

97

فأما سالم بن سليمان األول فهو : أبو منذر القارئ ، صاحبعاصم ، روى عنه زيد بن الحباب ، ويونس بن محمد .

وأما سالم بن سليم فهو : أبو األحوص الحنفي الكوفي ، متفق على إخراجه في الصحيح روايته عن أبي إسحاق الهمداني ،

ومنصور بن المعتمر ، روى عنه وكيع ، وعبد الرحمن ابن مهدي .

وأما سالم بن سلم فهو : السعدي الطويل يروي عن : زيدالعمي وغيره .

وسالم بن سليمان المدايني الصغير روايته عن : ورقاء بن عمر.(1)، وأبي عمرو بن العالء ، وليس بذلك

؛ ألن في ذلك بيان اتصالمعرفة الشيوخ والتالميذ.3 السند وانقطاعه وتحديد الطبقة ، وبيان التدليس إن وجد ،

فيعرف من روى عنه من الشيوخ ، ومن أخذ عنه ، وكذا ه ل الزمه طويال أو ال؟ لذا يذكرون في كتب الرجال : فالن أثبت

قال أبو حاتم الرازي : أثبت أصحاب أنسالناس في فالن ، . ورواية فالن عن متكلم(2)الزهري ، ثم قتادة ، ثم ثابت البناني

فيها ، مثال ذلك : قال الميموني عن أحمد : جعفر بن برقان ، ثقة ، ضابط لحديث ميمون ، وحديث يزيد بن األصم . وهو في

.(3)حديث الزهري يضطرب ويختلف فيه وهكذا بيان سماع الراوي من شيخه ، كسماع التابعين من الصحابة ، ينظر في ذلك المراسيل البن أبي حاتم ، وجامع

التحصيل للعالئي . معرفة الثقات ودرجاتهم ومراتبهم وضبطهم ،.4

قال ابن رجب : معرفة وأيهم الذي يقدم عند االختالف ، مراتب الثقات ، وترجيح بعضهم على بعض عند االختالف ، إما

في اإلسناد ، وإما في الوصل واإلرسال ، وإما في الوقف والرفع ، ونحو ذلك ، وهذا هو الذي يحصل من معرفته وكثرة

.(4)ممارسته الوقوف على دقائق علل الحديث وما بعدها . 589ينظر : معرفة علوم الحديث ص )( 1 . 449/ 2الجرح والتعديل )( 2

.200 العلل ومعرفة الرجال براواية المروذي ص )(3 667/ 2 ، وينظر : شرح علل الترمذي البن رجب 2/663 شرح علل الترمذي )(4

وغيرها من المواطن . 690،

98

لذا اهتم أهل النقد بهذا األمر بمعرفة مراتب كثير من الثقات وتفاوتهم ، وحكم اختالفهم وقول من يرجح منهم عند االختالف . واهتموا كذلك بأقوام من الثقات ضعف حديثهم إما في بعضاألماكن ، أو في بعض األزمان أو عن بعض الشيوخ دون بعض .

مثال األول : أصحاب الزهري ، قسمهم أهل النقد خمس طبقات ، واختلفوا في أثبتهم وأوثقهم : فقالت طائفة : مالك ، قاله أحمد في رواية ، وابن معين ، وذكر الفالس أنه ال يختلف

في ذلك . وقالت طائفة : أثبتهم ابن عيينة ، قاله ابن المديني ، وتناظر هو وأحمد في ذلك ، وبين أحمد أن ابن عيينة أخطأ في

. (1)أكثر من عشرين حديثا عن الزهري اظ د الحف ري ، أح ة البص عيد بن أبي عروب اني : س ومثال الث ه ماع من ة الس ثر األئم د أك ره وق األعالم ، اختلط في آخر عم د بن ال ابن معين: يزي ع، وق د بن زري ل االختالط: منهم يزي قب هارون صحيح السماع منه، قال: وأثبت الناس سماعا منه عبدة د ة منهم: محم بن أبي سليمان. وسمع منه بعد االختالط جماع بن جعفر غندر: نهى عبد الرحمن بن مهدي أن يكتب حديثه عن د االختالط. ومنهم: سعيد بن أبي عروبة وقال: إنه سمع منه بع

أبو نعيم الفضل بن دكين، قال : كتبت عن سعيد بعدما اختلط حديثين وقال يحيى بن سعيد: جاء ابن أبي عدي إلى ابن

.(2)أبي عروبة بآخرة يعني وهو مختلط معرفة من اشتهر بالتدليس من الرواة الثقات،.5

مثل: األعمش، وقتادة ، وكذلك من عرف بالتدليس، وكان له شيوخ ال يدلس عنهم، فحديثه عنهم متصل، منهم: هشيم بن

بشير ، ذكر أحمد أنه ال يكاد يدلس عن حصين. وكذلك من كان يدلس بعبارة دون عبارة، قال العجلي: إذا قال سفيان بن

عيينة : عن عمرو سمع جابرا فصحيح، وإذا قال سفيان: سمع.(3)عمرو جابرا فليس بشيء

حية ة ص ه آلف عف حديث ة من ض وكذا من يرسل ، وكذا معرف ك ، كمن ير ذل ير ، أو اختالط ، أو لغ رض ، أو تغ كعي أو م عف ي ، أو من ض ه فنس ه ، أو من روى من حفظ احترقت كتب

. 671/ 2 ينظر : شرح علل الترمذي البن رجب )(1 . 742/ 2 ينظر : شرح علل الترمذي البن رجب )(2 . 857/ 2 ينظر : شرح علل الترمذي البن رجب )(3

99

ه دون ابطا لكتاب ان ض يوخ دون بعض ، أو من ك في بعض الش يرة ، في حفظه ، أو العكس وهكذا . إذ ك ل ذل ك ل ه أهمي ة كب صحة أسانيد أو ردها، واتصال أسانيد وانقطاعها، وضبط روايات

واختاللها... وهكذا. أمثلة على بعض هذه األمور :

سألت أبي عن حديث رواه الحسن- سبق قول ابن أبي حاتم : د د ، عن عب ر ، واألعمش ، عن مجاه رو الفقيمي وفط بن عم

:-رفع ه فط ر ، والحس ن ولم يرفع ه األعمش-tالله بن عم رو )ليس الواصل بالمكافىء ، ولكن الواص..ل من يقط..ع

ل أنفيصلها ديث يحتم ( . قال أبي : األعمش أحفظهم، والح مع األعمش من ون س ى أن ال يك ا أخش ا، وأن ون مرفوع يك مجاهد ، إن األعمش قليل السماع من مجاهد ، وعامة ما يروى

.(1)عن مجاهد مدلس وكان ابن بشر–-وقال المروذي : وقال– يعني اإلمام أحمد- :

يعني محمد - جيد الكتاب عن سعيد ، سماعهم متقدم ، قلت سعيد اختلط ؟ قال : نعم ، أما يحيى فكان يقول : من سمع

قبل سنة خمس وأربعين ، وأما عبد الوهاب فقد كان خولط -.(2)يعني قبل سماعه-

وهل هم من أهلمعرفة مذاهب الرواة االعتقادية، .6 السنة ، أو من أهل البدع واألهواء، وإذا كان الراوي من أهل

البدع ، فهل هو من : الدعاة ، ومن الغالة ، أو ال ؟ وهل بدعته مكفرة ؟ ومن الذين يجوزون الكذب لبدعتهم ؟ وهل رواياتهم مما تؤيد بدعتهم ؟ ألن كل ذلك مما يعين الناقد البصير على

الوصول إلى الحق من روايات أهل البدع واألهواء بعد سبرها ، وسبر أغوار تراجمهم ، كما على الناقد البصير أن يعرف إلى أي مدرسة أو مذهب فقهي ينتسب هذا الراوي، ألن المذهب

. (3)االعتقادي يؤثر في نفسية الراوي سلبا أو إيجابا

، رقم الحديث :524/ 2علل الحديث ، علل أخبار رويت في البر والصلة )( 12119.

.58 العلل ومعرفة الرجال براواية المروذي ص )(2 .53 الحديث المعلل ص )(3

100

قال عبد الرحمن بن مهدي : ثالثة ال يحمل عنهم : الرجل المتهم بالكذب ، والرجل كثير الوهم والغلط ، ورجل صاحب

.(1)هوى يدعو إلى بدعة مقال اإلمام أحمد بن حنبل : قال أبو النضر م بن القاس - هاش

ال- : د ، فق د بن راش كنت أوضي شعبة بالرصافة ، فمر محم ه ص دوق ، ولكن ه ش يعي أو ا كتبت عن ه ذا ، أم ا إن شعبة : م

.(2)اإلمام أحمدقدري ، شك : سألت أبي عن حديث رواه أحمد بنقال ابن أبي حاتم

عثمان بن حكيم ، عن حسن ابن حسين ، عن كادح بن جعفر ، عن عبد الله بن لهvيعة ، عن عبد الرحمن بن زياد ، عن مسلم

قال : لما قدم علي علىtابن يسار ، عن جابر بن عبدالله لوال أن : " بفتح خيبر قال رسول الله رسول الله

يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في ..." ، وذكرالمسيح ابن مريم لقلت فيك اليوم قوال

الحديث ، قال أبي : هذا حديث موضوع عندي ، والحسن بن الحسين هذا هو : العرني ، وأتيته ولم أكتب عنه ، ولم يكن

.(3)بصدوق عندهم ، وكان من رؤساء الشيعة وهو من األهميةمعرفة السابق والالحق من الرواة ،.7

بمكان ، ألف فيه الخطيب البغدادي - رحمه الله – كتابا اسمه " السابق والالحق " ، قال في بيان أهمية هذا الفن : هذا كتاب

ضمنته ذكر من اشترك في الرواية عنه اثنان مع تباين وقت وفاتيهما تباينا شديدا ، وتأخر موت أحدهما عن اآلخر تأخرا

. (4 )بعيدا..." وفائدة هذا الفن: أال يظن انقطاع سند الالحق. قال السخاوي

عن فوائده: وفائدة ضبطه األمن من ظن سقوط شيء في إسناد المتأخر ، وتفقه الطالب في معرفة العالي والنازل ،

واألقدم من الرواة عن

.218/ 3 العلل ومعرفة الرجال براواية عبدالله )(1 .156/ 3 ينظر : العلل ومعرفة الرجال براواية عبدالله )(2.941 ، رقم الحديث : 655/ 1علل الحديث ، علل أخبار في الغزو والسير )( 3 .47ص )( 4

101

الشيخ ، ومن به ختم حديثه ، وتقرير حالوة علو اإلسناد في.(5)القلوب

فمثال ذلك : أن أحمد بن حنبل : حدث عنه الشافعي وأبو القاسم البغوي – رحمهم الله جميعا - وبين وفاتيهما مائة وثالث

.(2)عشرة وهذا مهم جدا ، فقد قال الحاكم -معرفة أوطانهم ،.8

هذا النوع من معرفة هذه العلوم : " معرفةرحمه الله - : بلدان رواة الحديث وأوطانهم " وهو علم قد زلق فيه جماعة

. (3) . انتهىمن كبار العلماء بما يشتبه عليهم فيهوفائدته تظهر في :

- التمييز بين االسمين المتفق ين في اللفظ إذا كانا من بلدينمختلفين بالنظر إلى شيخه وتلميذه ، وتعيين المهمل .

سلمة بن سليمان المروزي قال : أخبرنايوضح هذا ما روي عن عبد الله ، فقال له رجل: ابن من ؟ فقال : يا سبحان الله ،

أما ترضون في كل حديث حتى أقول حدثنا عبدالله ابن المبارك أبو عبد الرحمن الحنظلي ، الذي منزله في سكة صغد

، ثم قال سلمة : إذا قيل بمكة عبدالله فهو ابن الزبير ، وإذا قيل بالمدينة عبد الله فهو ابن عمر ، وإذا قيل بالكوفة عبد الله

فهو ابن مسعود ، وإذا قيل بالبصرة عبدالله فهو ابن عباس ،.(4)وإذا قيل بخراسان عبد الله فهو ابن المبارك

ربما يتبين منه الراويوزاد السخاوي من فوائد هذا الباب : المدلس ، وما في السند من إرسال خفي ، ويزول به توهم

وقد استشكل بعض الحفاظ رواية يونس بن محمد، ذلك المؤدب ، عن الليث بن سعد الختالف بلديهما ، وسئل المزي

أين سمع منه ؟ فقال : لعله في الحج ، ثم قال : بل في بغداد.(5)حين دخول الليث لها في الرسلية

.158/ 3فتح المغيث )( 5 . 53 السابق والالحق ص )(2 . 531معرفة علوم الحديث ص )( 3.131/ 2الخطيب البغدادي في الجامع ألخالق الراوي )( رواه 4 والرسلية يراد بها مجموعة األشخاص ترسل .299/ 3فتح المغيث )( 5

من حاكم إلى آخر ألداء مهمة معينة ، وبمفهومنا المعاصر يشبه الوفد . هذا ما ظهر لي من النظر في اطالقاتهم لهذه العبارة في

102

جمع األبواب التي يجمعها أصحاب الوسيلة الثالثة : وهذا من أكثر الوسائل وطرق الحديث الواحد ، ، الحديث

استخداما لكشف العلة في كتب العلل ، فالناقد ال يستطيع كشف العلة إال بعرض روايات الحديث الواحد بعضها على بعض

. أو أحاديث الباب الواحد . قال الخطيب البغدادي : والسبيل إلى معرفة علة الحديث :

أن يجمع بين طرقه ، وينظر في اختالف رواته ، ويعتبر بمكانهم.(1)من الحفظ ، ومنزلتهم في اإلتقان والضبط

ابن المبارك : إذا أردت أن يصح لك الحديث فاضربقال لذا. (2)بعضه ببعض

- وقال يحيى بن معين : لو لم نكتب الحديث من ثالثين وجها.(3)ما عقلناه

علي بن المديني: الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبينوقال - . (4)خطؤه

أحمد بن حنبل : الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تفهمه ،- وقال .(5)والحديث يفسر بعضه بعضا

فبجمع هذه الروايات ومقابلة بعضها ببعض- وقال مسلم : تتميز صحيحها من سقيمها وتتبين

. (6)رواة ضعاف األخبار من أضدادهم من الحفاظ . قالوحفظوا أحاديثها جمعوا األبواب لذا نجد الحفاظ النقاد

أبو زرعة الرازي : كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث ،.(7)فقيل له : وما يدريك ؟ قال : ذاكرته فأخذت عليه األبواب

وسئل ابن أبي شيبة عن حديث فقال : ما سمعت هذا ، ثم قال : قدمنا بغداد منذ أكثر من أربعين سنة إلى ابن علية فما كتب التاريخ وغيرها ألني لم أجد من شرحها أو بين معناها. ودخل

.4/ 13ه. (. ينظر : تاريخ بغداد 161الليث بغداد سنة ) . 354/ 2بيان علل المسند الجامع ألخالق الراوي وآداب السامع ، )(1 . 354/ 2بيان علل المسند الجامع ألخالق الراوي وآداب السامع ، )(2 . 270/ 2كتب الطرق المختلفة الجامع ألخالق الراوي وآداب السامع ، )(3 المصدر السابق . )(4 المصدر السابق . )(5 . 209 التمييز ص )(6 . 419/ 4 تاريخ بغداد )(7

103

كان أحد يقوم في وجوهنا - يعني في حفظ األبواب - إال أبو هذا ، قال عبد الله بن أحمد : يعنيني ، فقال له رجل : فيحيى

.(1)بن معين ، قال : فيه مؤنة شديدة معرفة المدارس الحديثية الوسيلة الرابعة :

،ونشأتها ، ورجالها ومذاهبها العقدية والفقهية وأثرها وتأثيرها في غيرها ، وما تميزت به عن غيرها ، فقد

نشأت للحديث مدارس في المدينة ، ومكة ، والكوفة ، والبصرة ، والشام ، ومصر ، واليمن ، وبهذه المعرفة يعالج الباحث أسانيد كثيرة فيكشف عن علتها ، فإذا كان الحديث

كوفيا احتمل التدليس أو الرفض . وإن كان بصريا احتمل النصب ، وتأثير اإلرجاء واالعتزال في إسناده . فإذا روى

المدنيون عن الكوفيين فإنها تختلف االحتماالت عما إذا روى المدنيون عن البصريين ، ولذلك نجد الحاكم يقول بعد ذكره

علة حديث : والمدنيون إذا رووا عن الكوفيين زلقوا . ويراد يروي المدنيون عن البصريين وبأمثالها رواية واحد منهم

عن واحد من البصريين إال إذا ثبت أنهم جماعة عن جماعةفصحيح .

.(2)أما حديث الشام عن المدارس األخرى فأكثره ضعيف ، ومن الرواة من ضعف حديثه في بعض األماكن دون بعض قال ابن رجب : ومنهم : عبيد الله بن عمر العمري ، ذكر

يعقوب بن شيبة أن في سماع أهل الكوفة منه شيئا. ومنهم الوليد بن مسلم الدمشقي - صاحب األوزاعي - ظاهر كالم

اإلمام أحمد أنه إذا حدث بغير دمشق ففي حديثه شيء ، قال أبو داود : سمعت أبا عبد الله سئل عن حديث األوزاعي ، عن

."عليكم بالباءة" : ، عن النبي tعطاء ، عن أبي هريرة قال : هذا من الوليد يخاف أن يكون ليس بمحفوظ عن

األوزاعي ؛ ألنه حدث به الوليد بحمص ، ليس هو عند أهل.(3)دمشق

وهو خطأ ، وفيه )مؤتة(180/ 3 العلل ومعرفة الرجال برواية عبدالله )(1.10/67وصوابه )مؤنة( كما في اتاريخ بغداد

. 128/ 1 ينظر : مقدمة شرح علل الترمذي البن رجب )(2 . 772 - 767/ 2 ينظر : شرح علل الترمذي البن رجب )(3

104

معرفة الناقد لألسانيد التي الالوسيلة الخامسة : يثبت منها شيء ، أو ال يثبت منها إال شيء يسير .

يعرف أنه متى جاء مثل فالناقد عندما يحفظ مثل هذه األسانيدهذا السند حكم بعلته.

ن ، عن أنس ادة ، عن الحس ل : قت بي tمث ذه ، عن الن ه ديث أص ال من ا ح ا : ال يثبت منه ال ال برديجي فيه السلسلة ق

رواية الثقات . ، عنt قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هري رة : ومثل . قال البرديجي : هذه النبي

د يء ، وعن ا ش عبة منه د ش ة ، وليس عن األحاديث كلها معلول ا ر ، وفيهم ا آخ ام منه سعيد بن عروبة منها حديث ، وعند هش

.(1)نظر ويدخل في هذه الوسيلة : معرفة الناقد عدد ما

. وذلك بأن يحفظ الناقد كم روى روى الراوي عن شيخه التلميذ عن شيخه ، وقد طبق علماء النقد هذا األمر وعدوا ما

زاد عن هذا العدد يكون وهما . مثال ذلك : - قال اإلمام أحمد بن حنبل : لم يسمع الثوري من أبي عون إال

.(2)حديثا واحدا عن عبد الله بن شداد في :... ليس الم سليم ، عن النبي - وقال ابن أبي حاتم :

.(3)غسل الميت شيء - وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : روى أبو عوانة ،

عن بكير بن األخنس حديثا واحدا وهو حديث بكير ، عن " فرض الله الصالة على لسانمجاهد ، عن ابن عباس :

. ، في الحضر أربعا ، وفي السفر ركعتين"نبيكم وسمعت أبي يقول : ولم يرو أبو عوانة ، عن معاوية بن قرة

.(5) (4)﴾ الليلناشئة إن ﴿ تعالى : إال حديثا في قوله وقال ابن أبي حاتم أيضا : سمعت أبي وسئل عن حديث رواه

إسحاق بن إبراهيم القلوسي - شيخ وما بعدها . 845/ 2 ينظر : شرح علل الترمذي البن رجب )(1

.387/ 1 العلل ومعرفة الرجال براواية عبدالله )(2 .1069 ، رقم الحديث : 22/ 2علل الحديث ، علل أخبار في الجنائز )( 3 . 6سورة المزمل آية : )( 4.323 ، رقم الحديث : 361/ 1علل الحديث ، علل أحاديث في الصالة )( 5

105

بسامراء- عن محمد بن عمر بن عبدالله الرومي ، عن محمد بن مسلم ، عن إبراهيم بن ميسرة ، عن طاووس ، عن ابن

" إن العاقل إذا عثر رفعه قال : ، عن النبي tعباس الله ، ثم إن عثر رفعه الله ، ثم إن عثر رفعه الله ،

قال أبي : هذا حديثحتى جعل مصيره إلى الجنة ". باطل ، ما نعلم إبراهيم بن ميسرة أسند عن طاووس ، عن

" لم -يعني- قال: ابن عباس إال حديثا واحدا : أن النبي سvي ، قال : حدثناير للمتحابين مثل النكاح " ن حدثنا الت

.(1)محمد بن مسلم أبناء الرواة ، معرفة الناقد الوسيلة السادسة :

. وبعض حياتهم األسرية فهذا مما يعين على كشف العلة ، وأضرب لذلك أمثلة توضح

هذا األمر : - قال ابن أبي حاتم : سألت أبي ، عن حديث رواه عبيدة بن

األسود ، عن القاسم بن الوليد ، عن أبي هشام ، عن أبي على أنهو القادر قل ﴿ صالح ، عن ابن عباس : لما نزلت

بطوله . قال أبي : أبو(2)﴾يبعث عليكم عذابا من فوقكم هشام هو : الكلبي ، وكان كنيته أبو النضر ، وكان له ابن يقال

.(3)له : هشام بن الكلبي ، صاحب نحو وعربية ، فكناه به قال ابن أبي حاتم : سمعت أبي ، وذكر الحديث الذي رواه

إسحاق بن راهويه ، عن بقية ، قال: حدثني أبو وهب األسدي ، " ال تحمدوا إسالم، قال : tقال : حدثنا نافع ، عن ابن عمر

. قال أبي : هذاامرىء ، حتى تعرفوا عقدة رأيه " الحديث له علة قل من يفهمها ، روى هذا الحديث عبيد الله بن

،tعمرو ، عن إسحاق ابن أبي فروة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، وعبيد الله بن عمرو وكنيته أبو وهب ، وهوعن النبي

أسدي ، فكأن بقية بن الوليد كنى عبيد الله ابن عمرو ، ونسبه إلى بني أسد لكيال يفطن به . حتى إذا ترك إسحاق بن أبي

فروة من الوسط ال يهتدي به ، وكان بقية من أفعل الناس لهذا ، رقم الحديث :41/ 3علل الحديث ، علل أخبار رويت في األدب والطب )( 1

2252. . 65سورة األنعام آية : )( 2 ، رقم الحديث :299/ 2علل الحديث ، علل أخبار في القرآن وتفسيره )( 3

1654.

106

، وأما ما قال إسحاق في روايته عن بقية ، عن أبي وهب ، حدثنا نافع ، فهو وهم غير أن وجهه عندي أن إسحاق لعله حفظ عن بقية هذا الحديث ولما يفطن لما عمل بقية من

تركه إسحاق من الوسط ، وتكنيته عبيد الله بن عمرو ، فلميفتقد لفظة بقية

. (1)في قوله : حدثنا نافع ، أو عن نافع فأبو حاتم الرازي لوال أنه يعرف أحوال الرواة مثل أبناء

عبيدالله بن عمرو لما اكتشف هذه العلة . فرحم الله هؤالءالعلماء الذين افنوا أعمارهم في كشف الدخيل على السنة .

معرفة وحفظ الناقد لألحاديثالوسيلة السابعة :الموضوعة والباطلة.

فهذا مما يعين على كشف العلة ، ويبين ذلك أن اإلمام أحمد بن حنبل رأى يحيى بن معين بصنعاء يكتب صحيفة معمر ، عن أبان ، عن أنس ، فإذا اطلع عليه إنسان كتمه ، فقال له أحمد :

تكتب صحيفة معمر ، عن أبان ، وتعلم أنها موضوعة ! ؟ فلو قال لك قائل : أنت تتكلم في أبان ، ثم تكتب حديثه على

الوجه ! ؟ فقال : رحمك الله يا أبا عبد الله ، أكتب هذه الصحيفة عن عبدالرزاق ، عن معمر على الوجه فأحفظها

كلها ، وأعلم أنه موضوعة ، حتى ال يجيء بعده إنسان فيجعل بدل أبان ثابتا ، ويرويها عن معمر عن ثابت ، عن أنس ،

فأقول له : كذبت ! إنما هي عن معمر ، عن أبان ال عن ثابت . ور ، ه التن وقال يحيى بن معين : كتبنا عن الكذابين ، وسجرنا ب

وأخرجنا به خبزا نضيجا . اءني علي بن ال : ج ان ق ق أبي غس رج العقيلي من طري وخ حاق بن اديث إس المديني ، فكتب عن عبد السالم بن حرب أح تى ال ا ح أبي فروه ، فقلت : أي شيء تصنع بها ؟ قال : أعرفه

.(2)تقلب وكان بعض أهل العلم يحث طالبه على حفظ األحاديث

بقية : قال لي األوزاعي : تعلم من العلم ما الالضعيفة ، قال يؤخذ به كما تتعلم ما يؤخذ به .

.1957 ، رقم الحديث : 441/ 3علل الحديث ، علل أخبار اإليمان )( 1 وينظر : الجامع وما بعدها . 383/ 1 ينظر : شرح علل الترمذي البن رجب )(2

وما بعدها .249/ 2ألخالق الراوي

107

وقال سفيان الثوري : إني ألروي الحديث على ثالثة أوجه : أسمع الحديث من الرجل أتخذه دينا ، وأسمع من الرجل أقف

. (1)حديثه ، وأسمع من الرجل ال أعبأ بحديثه ، وأحب معرفته معرفة الناقد أو حفظه لمصنفاتالوسيلة الثامنة :

فكم من حديث رد بسبب أنه غير موجودوكتب أهل العلم ،في كتاب فالن مثال .

- قال ابن أبي حاتم : سألت أبي عن حديث رواه ابن عيينة ،عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة

"في تخليل، عن النبي t عن حسان بن بالل ، عن عمار . قال أبي :لم يحدث اللحية "

بهذا أحد سوى ابن عيينة ، عن ابن أبي عروبة ، قلت : هو صحيح ؟ قال : لو كان صحيحا لكان في مصنفات ابن أبي

عروبة ، ولم يذكر ابن عيينة في هذا الحديث الخبر، وهذا أيضا. (2) مما يوهنه

- وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبا زرعة ، وذكر الحديث الذي رواه نعيم بن حماد ، عن بقية ، عن بحvير بن سعد ، عن خالد ،tبن معدان ، عن كثير بن مرة الحضرمي ، عن معاذ بن جبل

" ال تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إال قال : عن النبي قالت زوجته من الحور العين ال تؤذينه ، قاتلك الله

قال أبوفإنما هو عندك دخيل ، عسى أن يفارقك " . زرعة : ما أدرى من أين جاء به نعيم؟ أراه شبه على نعيم ،لم

يرو هذا الحديث عن بحvير غير إسماعيل بن عياش ، إال أن يكون بقية عن إسماعيل بن عياش ، وذكر أبو زرعة : أن هذا

.(3)الحديث ليس عندهم بحمص في كتب بقية ،t- وسئل الدارقطني : عن حديث أبي رافع ، عن ابن مسعود

فقال: يرويه أبو سعيد" في الوضوء بالنبيذ". عن النبي عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أبي رافع ، عن ابن

مسعود ، وتابعه عبد العزيز بن أبي رزمة ، وال يثبت هذا الحديث ؛ ألنه ليس في كتب حماد بن سلمة المصنفات ،

.441في علم الرواية ص رواها الخطيب في الكفاية )(1 .60 ، رقم الحديث : 231/ 1علل الحديث ، علل أحاديث في الطهارة )( 2 .1264 ، رقم الحديث : 107/ 2علل الحديث ، علل أخبار في النكاح )( 3

108

وعلي بن زيد : ضعيف ، وأبو رافع ال يثبت سماعه من ابن.(1)مسعود

معرف..ة الناق..د األب..واب ال..تي لمالوس..يلة التاس..عة : ل بعضيصح فيها شيء ف عل د على كش ا يعين الناق ، مم

األحاديث ، واألمثلة على ذلك : - قال الترمذي : سمعت إسحاق بن منصور يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ال أعلم في هذا الباب حديثا له إسناد

.(2)جيد ؛ يعني في التسمية عند الوضوء - وقال البخاري : إن أحمد بن حنبل ، وعلي بن عبد الله قاال :

الغسل من غسلال يصح في هذا الباب شيء ؛ يعني في باب .(3)الميت

سمعت أبي يقول : ال يثبت عن النبي- وقال ابن أبي حاتم : .(4) في تخليل اللحية حديث

وبعد فهذا ما تيسر لي جمعه من وسائل كشف العلة ، وتوجد هناك وسائل تظهر لمن تتبع تعليالت أئمة النقد في كتب

العلل وغيرها ، والله أعلم . ضوابط نقد المتون في كتب علل الحديث وضع أهل النقد عند نقدهم لمتون الحديث في كتب علل

الحديث ضوابط عدة يستدل بها على : ضعف الحديث ، أو وهم راويه ، أو خطئه ، أو غلطه ، أو وضعه ، وقد ظهر لي من خالل قراءتي في المتون المنتقدة بعض الضوابط اإلجمالية ، منها ما

يلي : إذا خالف الحديث صريح السنة النبوية الصحيحة أو.1

المتواترة ، ولم يقبل التأويل ، حكم بعلته، فالحديث النبوي مصدره واحد فال يعقل أن يوجد فيه تعارض

أو تضاد ؛ لذا فالحديث الذي يخالف صريح السنة النبوية الصحيحة أو المتواترة يحكم عليه بالوهم، أو

الخطأ، أو الوضع. .940 ، رقم الحديث : 345 / 5العلل الواردة في األحاديث النبوية )( 1 .112/ 1 علل الترمذي الكبير )(2 .402/ 1 علل الترمذي الكبير )(3.101 ، رقم الحديث : 252 / 1 علل الحديث، علل أحاديث في الطهارة )(4

109

ومن األخبار المنقولة على الوهم في قال مسلم : ومثاله : حدثنا الحسن الحلواني ، ثنا يعقوب بن : المتن دون اإلسناد

إبراهيم ، ثنا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، أن أبا بكر بن صلىسليمان ابن أبي حثمة أخبره ، أنه بلغه : أن النبي

ركعتين ، ثم سلم ، فقال ذو الشمالين بن عبد عمرو : يا رسول الله أقصرت الصالة أم نسيت ؟ فقال رسول الله : "لم

تقصر الصالة ، ولم أنس". قال ذو الشمالين : قد كان ذلك يا الناس ، فقال:" أصدق على رسول الله . فأقبل رسول الله

فأتم ما بقيذو اليدين ؟ " قالوا : نعم . فقام رسول الله ولم يسجد السجدتين اللتين تسجدان إذا شكمن الصالة .

الرجل في صالته حتى لقاه الناس. رة ، يب ، عن أبي هري برني ابن المس هاب : وأخ قال ابن ش

د ر بن عب و بك وف ، وأب رحمن بن ع د ال لمة بن عب و س وأبالرحمن ، وعبيد الله بن عبد الله.

ثم قال مسلم : وخبر ابن شهاب هذا في قصة ذي اليدين وهم ه ول الل حاح عن رس فيغير محفوظ ؛ لتظاهر األخبار الص

هذا . رو الناق د ثن ا س فيان ثن ا أي وب س معت أبن س يرين حدثنا عم ا ريب ، ثن و ك يقول: سمعت أبا هريرة وساقه في هذا حدثنا أب

أبو أسامة ، ثنا عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر. راهيم ، عن ماعيل بن إب ا إس يبة ، ثن ر بن أبي ش و بك حدثنا أب

خالد الحذاء ، عن أبي قالبة ، عن أبي المهلب ، عن عمران. ه ول الل ديثهم أن رس ها فيكل هؤالء ذكروا في ح حين س

الة . فق د صالته يوم ذي اليدين سجد سجدتين بع د أن أتم الص ول جود رس ة في س صح بهذه الروايات المشهورة المستفيض

ه ، إذ نفىالله ري واهم في روايت دين ، أن الزه يوم ذي الي ه ول الل ل رس بره من فع ك في خ ا : .(1) ذل ال وأيض ق

ديثالمروذي : ل - ح د بن حنب ام أحم ني اإلم وذكرت له – يع ال : رة ق ه ، عن أبي هري زهير بن محمد ، عن العالء ، عن أبي

ه ول الل ال رس عبان ق ف ش ان نص فال ص..وم". :"إذا ك فأنكره ، وقال سألت ابن مهدي عنه فلم يحدثني ب..ه

.183 – 182 التمييز ص )(1

110

وك..ان يتوق..اه ، ثم ق..ال أب..و عبدالل..ه : ه..ذا خالف.(1) األحاديث التي رويت عن النبي

اري-ومثاله أيضا : قال الترمذي : ني البخ دا - يع وسالت محم دة ، عن د بن زائ عن هذا الحديث - يعني حديث صالح بن محم

ه ول الل ر أن رس ه ، عن عم الم ، عن أبي ال: "منس ق دتموه ل وج ه"- . غ احرقوا متاع فض..عف محم..د ه..ذاف

غ..ير ح..ديثالحديث ، وق..ال : ق..د روي عن الن..بي ،م...دعمخالف ه...ذا ح...ديث أبي هري...رة في قص...ة

وحديث زيد بن خال..د: " أن رجال غ..ل خ..رزات" وذك..ر أم..ر أحاديث فلم يذكر في شيء منه..ا " أن الن..بي

" قال محمد : وصالح بن محمدغلأن يحرق متاع من بن زائدة هو : أب..و واق..د ، منك..ر الح..ديث ، ذاهب ، ال

. (2)أروي عنه إذا خالف الراوي من هو : أوثق ، أو أحفظ ، أو.2

أكثر عددا حكم على روايته بالوهم في الغالب ، وهذا من أكثر الضوابط استخداما في كتب العلل ، بل إن

الناقد ال يستطيع كشف العلة إال بعرض روايات ابن . وسبق كالم الحديث الواحد بعضها على بعض

.المبارك : إذا أردت أن يصح لك الحديث فاضرب بعضه ببعض يحيى بن معين : لو لم نكتب الحديث من ثالثين وجها ماوقال

علي بن المديني: الباب إذا لم تجمع طرقه لموقال عقلناه ، حنبل: الحديث إذا لم تجمع طرقه أحمد بن . وقال خطؤهيتبين

فبجمعوقال مسلم : ، لم تفهمه ، والحديث يفسر بعضه بعضا هذه الروايات ومقابلة بعضها ببعض تتميز صحيحها من سقيمها

وتتبين رواة ضعاف األخبار من أضدادهم من الحفاظ . ومثال ذلك : قال ابن أبي حاتم : سمعت أبي ، وذكر حديث

شعبة ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال قال أبي : " ال وضوء إال من صوت ، أو ريح". : رسول الله

" ال وضوء إالهذا وهم، اختصر شعبة متن هذا الحديث فقال : 159 العلل ومعرفة الرجال عن اإلمام أحمد بن حنبل رواية المروذي وغيره ص )(1 -160 . -625/ 2ما جاء في الغال ماذا يصنع به ، علل الترمذي الكبير، أبواب الحدود ، )(2

626 .

111

من صوت أو ريح" ، ورواه أصحاب سهيل ، عن سهيل ، عن أحدكم في قال: " إذا كانأبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي

الصالة فوجد ريحا من نفسه فال يخرجن حتى يسمع صوتا ، أو .(1)يجد ريحا "

قال ابن أبي حاتم : سمعت أبي ، وذكر حديثومثال آخر : يحيى بن يمان ، عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد بن سمعان ،

إذا افتتح الصالةعن أبي هريرة قال : " كان رسول الله نشر أصابعه نشرا ". قال أبي : وهم يحيى إنما أراد : قال : "

إذا قام إلى الصالة رفع يديه مدا". كذا رواهكان رسول الله .(2)الثقات من أصحاب ابن أبي ذئب

: عن حديث األسود بن يزيدسئل الدارقطنيومثال آخر أيضا : ني ، عن عمر : " ال ندع كتاب ربنا ، وسنة نبينا لقول امرأة -يع فاطمة بنت قيس - ثم ق ال : له ا الس كنى والنفق ة" . فق ال : رواه أشعث بن سوار ، عن الحكم ، وحماد ، عن إبراهيم ، عن راهيم ، عن اربي عن األعمش ، عن إب ود . ورواه المح األس ق ، عن ار بن رزي يري ، عن عم د الزب األسود . ورواه أبو أحم رت تي ذك ة ال ذه اللفظ ت ه أبي إسحاق ، عن األسود ، وليس فيه محفوظة وهي قوله " وسنة نبينا " ألن جماعة من الثقات ال : رووه عن األعمش ، عن إبراهيم ، عن األسود ، أن عمر ق " ال نجيز في ديننا قول امرأة " ، ولم يقولوا فيه: "وسنة نبينا" د ظ من أبي أحم و أحف يى بن آدم - وه ذلك رواه يح ، وك حاق ، ق ، عن أبي إس ار بن رزي ه - عن عم الزبيري وأثبت من و ا " وه نة نبين ه : " وس ل في ر لم يق ود ، عن عم عن األس

.(3) والله أعلم ...الصواب ة ، د على الجماع وإن في أحيان قليلة يقدم الناقد رواية الواح

وثقة على األكثر حفظا وثقة لقرينة من القرائنأو األقل حفظا ألت أبي عنترجح ذلك ، ومثال ذلك : اتم : س ال ابن أبي ح ق

ان بن رب ، عن النعم ماك بن ح عبة ، عن س ديث رواه ش ح

.107 ، رقم الحديث: 255 / 1 علل الحديث، علل أحاديث في الطهارة )(1 .265 ، رقم الحديث: 332 / 1 علل الحديث، علل أحاديث في الصالة )(2 ، رقم141-140 / 2 العلل الواردة في األحاديث النبوية، للدارقطني )(3

.164الحديث:

112

ال : " ر ، ق من يش..بع ما ك..ان الن..بي بشير ، عن عم ، وما ترضون أنتم دون ألوان التمر ، وأل..وان (1)الدقل

عبة ، وأما.(2)الثياب " ال ش ذا ق ال : ك حاب ق يره من أص غ ماك ، عن ون : س ا يقول د منهم ؛ إنم ه أح ماك فليس يتابع س

االنعمان ، عن النبي ، ال يقولون : عمر . قلت : ألبي : أيهم ال: وإن لم أصح ؟ قال : شعبة أحفظ . قلت: لم يتابعه أحد. ق

.(3)يتابعه أحد ؛ فإن شعبة أحفظهم حكم بعلته ،إذا خالف الحديث الحقائق التاريخية .3

فالحديث الذي يذكر فيه تاريخ وقوعه ، وهذا التاريخ يخالف الوقائع والحقائق التاريخية يحكم بضعفه

قال ابن أبي ، ومثال ذلك: ووهم راويه ، أو وضعه سألت أبي ، قلت حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل ، قالحاتم :

: سألت أبي ، عن حديث رواه نصير بن محمد الرازي - صاحب ابن المبارك - عن عثمان بن زائدة ، عن الزبير بن عدي ، عن

وهو(4)" من أقر بالخراجرفعه قال : tأنس بن مالك قادر على أن ال يقر به فعليه لعنة الله والمالئكة .والناس أجمعين ، ال يقبل منه صرف وال عدل "

فقال : هذا حديث منكر ، ما سمعنا بهذا . فقال أبي : هذا فإنكار اإلمام أحمد لهذا الحديث. (5) حديث باطل ، ال أصل له

ألن المعروف في التاريخ أن الخراج لم يكن في عهد النبي . t ، وإنما ظهر في خالفة عمر ابن الخطاب

حكم بعلته ،إذا اشتمل الحديث على أمر مستحيل .4 يقول أو يفعل أمرا فال يعقل أو يتصور أن النبي

ل الترمذي : حدثنا محمد بن بشار . ومثال ذلك : قامستحيال بن كهيل ، عن ، حدثنا ابن مهدي، حدثنا سفيان ، عن سلمة

الدقل : هو ردئ التمر ، ويابسه . قاله ابن األثير في النهاية في غريب)(1 .127 / 2الحديث

تهذيب اآلثار ، وابن جرير الطبري في 405/ 1 أخرجه ابن سعد في الطبقات )(2 .692 / 2مسند عمر بن الخطاب

.1811 ، رقم الحديث: 371 / 2 علل الحديث، علل أخبار الزهد )(3 ، أو الخراج هو : ما تأخذه الدولة من الضرائب على األرض المفتوحة عنوة )(4

.194 ينظر : معجم لغة الفقهاء ص .األرض التي صالح أهلها عليها ، رقم الحديث:307 / 3 علل الحديث، علل أخبار رويت في الخراج)(5

2830.

113

عيسى بن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله بن مسعود ، عن شرك ، وما منا ، ولكن الله "الطيرة قال: النبي

سألت محمدا – يعني البخاري - عن هذا يذهبه بالتوكل". ، سمع منه(1)الحديث فقال: عيسى بن عاصم سكن أرمينية

سلمة بن كهيل قديما ، وجرير بن حازم وقع بها فسمع منه شيئا ، وال أعلم أحدا روى عنه غيرهما. وروى معاوية عنه

شيئا ، فكأنه لم يعده سماعا منه . قال محمد : وكان سليمان لهذابن حرب ينكر هذا الحديث أن يكون عن النبي

الحرف : " وما منا" وكان يقول : هذا كأنه عن عبد الله بن ؛ ألنه :" وما منا" النبي وال يتصور أن يقول .(2 )مسعود قوله

معصوم من الشرك بإجماع أهل العلم . اإلجماع القطعي . فالحديثأن يخالف الحديث.5

ومثال ذلك :الذي يخالف ما أجمعت عليه األمة معلول. الخالل : أخبرنا الميموني أنهم ذاكروا أبا عبدالله - يعنيقال

أطفال المؤمنين ، فذكروا له حديث عائشةأحمد بن حنبل- فيه . فسمعت أبافي قصة ابن األنصاري ، وقول النبي

عبدالله غير مرة يقول : هذا حديث ! وذكر فيه رجال ضعفه :طلحة.

وسمعته غير مرة يقول : وأحد يشك أنهم في الجنة ، هو يرجى ألبيه ، كيف يشك فيه؟! إنما اختلفوا في أطفال المشركين .

قال: فأبناؤكم يكونون قدركم ؟ قال: بلغنا في أبنائكم ، وأملى علينا األحاديث : أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي ، ثنا محمد بن

بشر ، ثنا طلحة بن يحيى الطلحي ، عن عمته عائشة بنت لغالم منطلحة ، عن عائشة ، قالت : دعي رسول الله

غلمان األنصار يصلي عليه ، فقلت: طوبى له يا رسول الله ، عصفور من عصافير الجنة ، لم يعمل خطيئة ولم يدرv بها. فقال

: " أو غير ذلك ، إن الله تعالى خلق للجنة أهال ، خلقهم لها

vية بكسر أوله ويفتح وسكون ثانيه وكسر الميم وياء ساكنة وكسر هي : )(1 vرمvين إ النون وياء خفيفة مفتوحة : اسم لصقع عظيم واسع في جهة الشمال ، والنسبة

وال تزال تعرف. 159/ 1. قاله ياقوت الحموي في معجم البلدان إليها أرمني اآلن بهذا االسم ، وتقع شمال إيران وشرق تركيا .

. 691-690/ 2 علل الترمذي الكبير )(2

114

وهم في أصالب آبائهم وخلق للنار أهال ، خلقهم لها وهم في. (1)أصالب آبائهم"

فالحديث الذي يخالفأن يكذب الحديث الحس ، .6 المحسوسات الخمس ، وال يقبل التأويل فإنه

قال ابن أبي حاتم : سئل أبي . ومثال ذلك : مردود ، عن tعن حديث رواه العالء بن زيدل عن أنس

فقال : العالء : " العالم ال يخرف ". قال: النبي وجدنا من ينسبضعيف الحديث متروك الحديث ، قد

إلى العلم : المسعودي ، والجريري ، وسعيد بن أبي. (2)عروبة ، وعطاء بن السائب وغيرهم

تضعيف حديث الصحابي ، والصحيح عنه رواية ما.7 يخالفه . وهذا الضابط عمل به أهل النقد ، وذلك بعد

. ومثال ذلك :سلوك طرق الترجيح التي سبق ذكرها ؛ذكر خبر مستنكر عن ابن عمر ، عن النبي قال مسلم :

فقد أطبق الحفاظ على صدر روايته عن ابن عمر ، عن النبي.

الحسن بن صالح ، عن فراس ، عن عطية ، عن ابن عمر قال ر في: "صليت مع النبي لى الظه ر فص فر والحض في الس

دها ا ، وليس بع ر أربع دها ركع تين ، والعص ا ، وبع الحضر أربع دها ا وبع اء أربع تين ، والعش دها ركع ا وبع شيء والمغرب ثالث

ركعتين " وساقه . ال ذا . ثم ق ر به ورواه ابن أبي ليلى ، عن عطية ، عن ابن عم

ذكر األسانيد الصحاح الثابتة التي تخالف رواية عطية :مسلم : م ى بن حفص بن عاص دثني عيس لمة ، ح ثنا عبد الله بن مس ر في حبت ابن عم ال : ص ه ق اب ، عن أبي ر بن الخط بن عم ديث . اق الح طريق مكة ، قال : فصلى لنا الظهر ركعتين، وس ابت على ثم قال مسلم: فهذه أسانيد صحاح كل واحدة منها ث ر ، م ابن عم ة منهم : حفص بن عاص راده ، وهم جماع انف ه بن د الل ان بن عب ه ، وعثم د الل ة بن عبي ى بن طلح وعيس رك سراقة ، ووبرة بن عبد الرحمن حكوا ذلك عن ابن عمر : ت

.10 ، رقم الحديث : 53 المنتخب من العلل للخالل ص )(1.2821 ، رقم الحديث: 303 / 3 علل الحديث، علل أخبار رويت في العلم)(2

115

السبحة في السفر قبل المكتوبة وبعدها ، ونافع حكىالنبي .(1)ترك ابن عمر ذلك

.تضعيف حديث الراوي إذا روى ما يخالف رأيه .8 وقد عمل بهذا الضابط بعض أهل النقد في كتب

علل الحديث ، والجمهور على خالف ذلك . ويمكن أن ، كما سوف ترىيعمل به إذا ظهر للناقد ضعف الحديث

حدثنا محمد بن عمرو ، حدثناذلك في المثال: قال الترمذي : عبد العزيز بن محمد ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن عكرمة ،

"من : عن عبدالله بن عباس قال : قال رسول الله وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ، ومن وجدتموه وقع على بهيمة

فاقتلوه واقتلوا البهيمة". دثنا دي ، ح رحمن بن مه د ال حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا عب ة - عن أبي رزين ، عن ابن سفيان ، عن عاصم - وهو ابن بهدل

عباس ، قال : " ليس على من أتى بهيمة حد". سألت محمدا : عن حديث عمرو بن أبي عمرو ، عن عكرمة ،

عن ابن عباس . ة دوق ، ولكن روى عن عكرم فقال : عمرو بن أبي عمرو : ص

مناكير ، ولم يذكر في شيء من ذلك أنه سمع عن عكرمة. ه د أدرك ال : ق اس ؟ فق قلت له : فأبو رزين سمع من ابن عب

وروى عن أبي يحيى ، عن ابن عباس . ه : رو أن رو بن أبي عم " منقال محمد : وال أقول بحديث عم

. (2) وقع على بهيمة أنه يقتل" الضوابط التفصيلية لرد المتن

والمؤلفات فيها نظرا لكثرة مزاولة أهل النقد لرواية الحديث وحفظه ، ونقد ألفاظه ، وإطالعهم على أحوال الرجال ؛ أحدث هذا عندهم

ملكة قوية استطاعوا من خاللها أن يعرفوا بها كالم الرسول من كالم غيره.

.210 التمييز ص )(1. 622-620/ 2 علل الترمذي الكبير )(2

116

حيث ذكروا في كتب علل الحديث بعض الضوابط التفصيلية تبين األحاديث الضعيفة والموضوعة من غير النظر في

أسانيدها ، وهذه الضوابط وفرت الجهد والوقت على الباحثين ، والفائدة منها تمييز المتون الصحيحة من الضعيفة

والموضوعة . ففي هذه الضوابط رد على الذين يزعمون : أن أهل النقد في

كتب علل الحديث اهتموا بنقد السند فقط ولم يهتموا بنقدالمتن .

وقد كتب في هذه الضوابط بعض أهل العلم ، ومن أبرز هذهالمؤلفات :

بقولهم : لم يصحالمغني عن الحفظ والكتاب .1 ، وهو(1)ألبي حفص الموصلي ، شيء في هذا الباب

مطبوع، حيث عمد إلى كالم األئمة كاإلمام أحمد، والبخاري ، وابن معين وغيرهم فوضع عليه ضوابط كلية

لألحاديث ، كأن يقول : باب كذا : ال يصح في الباب شيء. وكثر كالم العلماء حول هذا الكتاب بين معارض

وموافق للمؤلف فيما ذهب إليه . قال السخاوي : وكذا صنف عمر بن بدر الموصلي كتابا

سماه : المغني عن الحفظ والكتاب بقولهم : لم يصح شيء في هذا الباب . وعليه فيه مؤاخذات كثيرة ، وإن

كان له في كل من أبوابه سلف من األئمة خصوصا .(2)المتقدمين

هو : عمر بن بدر بن سعيد اإلمام المحدث المفيد الفقيه ، أبو حفص الكردي)( 1 الموصلي الحنفي ، سمع من عبد المنعم بن كليب ، ومحمد بن المبارك بن

الحالوي ، وأبي الفرج بن الجوزي وطبقتهم ، وجمع وصنف وحدث بحلبودمشق ،

روى عنه : الشهاب القوصي ، والفخر ابن البخاري ، ومجد الدين ابن العديم ، وأخته شهدة فكانت آخر من حدث عنه ، وقد حدث أيضا ببيت المقدس ، وله

تواليف مفيدة ، وعمل في هذا الفن ، عاش نيفا وستين سنة ، توفي في شوال سنة اثنتين وعشرين وست مئة . قاله الذهبي في سير أعالم

.287/ 22النبالء .278/ 1 فتح المغيث )(2

117

ألف عمر بن بدر الموصلي - وليس منوقال السيوطي : الحفاظ - كتابا في قولهم : لم يصح شيء في هذا الباب ،

.(1)وعليه في كثير مما ذكره انتقاد المنار المنيف في الصحيح والضعيف ، البن .2

، فهو من أفضل ما ألف في هذاالقيم الجوزية الموضوع حيث ذكر في كتابه ضوابط إجمالية ، وضوابط

تفصيلية . وهو مطبوع . التنكيت واإلفادة في تخريج أحاديث خاتمة سفر.3

. وقد تتبع فيه(2)السعادة ، البن همات الدمشقي مؤلفه ما ذكره الشيخ مجد الدين الفيروز آبادي في كتابه سفر السعادة ، حيث ذكر الفيروز آبادي في كتابه ضوابط

كلية لألحاديث النبوية كما فعل ذلك عمر بن بدر الموصلي ، فتعقبه ابن هvمات في بعضها ووافقه في

البعض اآلخر . وهو مطبوع . الضوابط التفصيلية لرد المتن

ذكروا في كتب العلل بعض هذه الضوابط ، وهي : قال المروذي، قال: سمعت أبا عبدالله –أي أحمد بن.1

حنبل-يقول: كتب إلي– أي: المتوكل- أن اكتب إلي بما صح عندك من المالحم، فكتبت إليه: ما صح عندي منها

.(3)شيء قال الترمذي : سمعت إسحاق بن منصور يقول : سمعت.2

في هذا الباب حديثا لهأحمد بن حنبل يقول : ال أعلم .(4)إسناد جيد – يعني في التسمية عند الوضوء -

.297/ 1تدريب الراوي )( 1 هو : محمد بن حسن هvمات الدمشقي ثم القسطنطيني الحنفي ولد سنة)( 2

خمس وسبعين ومائة وألف . من تصانيفه : تحفة1175 وتوفي سنة 1091 الراوي في تخريج أحاديث البيضاوي ، الفتح المبين في جواز الدعاء لسيد

المرسلين ، قالئد الدرر على نتيجة النظر له ، القول األظهر في جواز لبس األحمر ، نتيجة النظر في علم األثر ومصطلح الحديث وغير ذلك. قاله في هدية

.333/ 2العارفين .200 ، رقم الحديث : 301 المنتخب من العلل للخالل ص )(3 .112/ 1 علل الترمذي الكبير )(4

118

قال البخاري : إن أحمد بن حنبل ، وعلي بن عبدالله قاال :.3 الغسل منال يصح في هذا الباب شيء – يعني في باب

.(1)غسل الميت - قال مسلم : األحاديث التي ذكرناها من قبل : أن النبي.4

.(2) وقت ألهل العراق ذات عرق فليس منها واحد يثبت أبي : ال يصح هذا الحديث ، والقال ابن أبي حاتم : قال .5

– يعني : في التمسح بالترابيصح في هذا الباب حديث .(3)بعد التبول -

ال يصح في ، وأبو زرعة : أبيقال ابن أبي حاتم : قال .6 .(4) - بالنبيذفي الوضوء – يعني : هذا الباب شيء

سمعت أبي يقول : ال يثبت عن النبيقال ابن أبي حاتم : .7.(5) في تخليل اللحية حديث

قال أبي ، وأبو زرعة : ليس في "قال ابن أبي حاتم : .8. (6)إسباغ الوضوء يزيد في العمر " حديث صحيح

قال أبي : ال أعلم في " اللهم باركقال ابن أبي حاتم : .9 .(7)ألمتى في بكورها "حديثا صحيحا

سئل الدارقطني : عن حديث عبد الله بن عباس ، عن.10 : " من حفظ على أمتيمعاذ بن جبل ، عن النبي

أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة فقيها.(8)عالما ". فقال : كلها ضعاف ، وال يثبت منها شيء

.402/ 1 علل الترمذي الكبير )(1 .214 التمييز ص )(2 .94 ، رقم الحديث : 249 / 1 علل الحديث، علل أحاديث في الطهارة )(3 .99 ، رقم الحديث : 251 / 1 علل الحديث، علل أحاديث في الطهارة )(4.101 ، رقم الحديث : 252 / 1 علل الحديث، علل أحاديث في الطهارة )(5.128 ، رقم الحديث : 263 / 1 علل الحديث، علل أحاديث في الطهارة )(6 ، رقم63 / 3 علل الحديث، علل أحاديث رويت في األدب والطب )(7

.2300الحديث : 959 ، رقم الحديث : 33/ 6 العلل الواردة في األحاديث النبوية، للدارقطني )(8.

119