قد األديببــــالغة ون: تخصصال

لغة وأدب عريب:رعـــــالف

ي ربع ال ر ع ي الش ف ة ار ع ت االس ة ی اج ج ح -جا وذ م ن ي أ ب ن ت م ال ان یو د -

م لنيل شهادة املاجستريحبث مقدوزيالبشري: البــــــإعداد الط رابح ملوك: إشراف الدكتورعز

:اقشةـــــــــنة املنــــــجلرئيسا .........).....جامعة البويرة..(..)..أ(اضر ـــــأستاذ حم.....الم طهراويــــوعـب/ د-1را .......)....جامعة البويرة..(.)...أ(اضر ــــــأستاذ حم........وكـــلـــــح مـــــراب/ د-2 مشرفا ومقرممتحنا ............)..جامعة املسيلة.(....).أ(اضر ــــــأستاذ حم...الك ضيفــعبد امل/ د-3ممتحنا ..............)جامعة البويرة..(..)...أ(اضر ـــــأستاذ حم.....الـــــلي كح ــوعــــب/ د-4ــــــــ/ دة-5 ممتحنا .............).جامعة البويرة(.....)ب(أستاذة حماضرة ......امفـــريوز رش

م2014جوان 16: تاريخ املناقشةراسية نة الد .2013/2014:الس

قسم اللغة واألدب العربي

مة مقد

أ

وق، فإن الثاين ال يدرك إال مبعرفة أسرار ل يدرك باحلس أو الذ اجلمال، مليئة بأسرار البيان، ولئن كان األو. املاللغة وقوانني اخلطاب، وكذا املعرفة املوسوعية باحمليط والع

ارسون على النظر إىل اخلطاب األديب على أنه ال يتسع ألكثر من جمرد اإلمتاع ولقد درج الدوالتسلية الفكرية والعاطفية اليت تصنعها اللغة ، وذلك ألن نظرية الفن بصفة عامة عند العرب ال تشمل إال

ارسني العرب على تضخيم عبقرية اإلبداع اللغوية يف النصوص فنا واحدا هو األدب، هلذا اقتصر أغلب ال د

عر بوأغل فيعةالش ليمة واملنازل الر .اء كانوا من أصحاب العقول الستحق بركب الذين سلكوا طريقا مغايرا يف النظر إىل النص األديب، هذا الطريق من هنا أردت أن أل

اث واحلداثة، ويوظف النظريات اللسانية احلديثة، واألفكار النقدية املعاصرة واملفاهيم الذي جيمع بني الرتاث وإمكانياته وأسراره، وط متناهية، البالغية القدمية، وهذا بغرض الكشف عن خبايا الرت اقاته اإلبداعية الال

واخرتت من مفاهيم البالغة مفهوم االستعارة ناظرا إليه من خالل النظرية احلجاجية املعاصرة باعتبارها آلية .تسهم يف خدمة النصوص بأبعادها املختلفةوتواصلية حوارية تداولية

ه إليه وكثرة اإلقبال عليه، مل راسات املتخصصة يف إن احلجاج على حداثة التوج ينل حظه من الد

.نية حجاجية وإقناعية من طرف املرسل حنو املتلقيكما أن احلجاج يعترب شىت طرق الكالم أدوات حجاجية، ترمي إىل التأثري يف املتلقي، فال ميكن أن

خاصة عند اجلنوح إىل األساليب اللغوية املتميزة النابعة عن خطاب من هدف يرمي إليه املرسل، و خيلوهة إىل أحاسيس املتلقي، فأساليب الز مني طبائع املرسل املتوج خرفة والزينة اليت اعتربت عند كثري من املتقد

زخرفا ال حاجة إليه، وتصنعا ال طائل من ورائه، أصبحت من خالل النظرية احلجاجية املعاصرة من أهم مات احلجاجية واإلقناعية ، فباإلضافة إىل االستعارة مبختلف أشكاهلا وأنواعهامن ذلك وأهم ما نعنيه .املقو

كواعر إىل فك ذلك بطريقته اخلاصة، كما أن للحجاج ارتباطا وثيقا بالغموض الذي هو اخلاصية املميزة للش

عرية مبنية أساسا اعر بني الغائب بال منازع، ومرد هذا إىل أن األقاويل الش على التخييل الذي جيمع فيه الشل .واحلاضر واحلي واجلماد، واإلنسان واحليوان لول لتحقيق ذلك االستعارة بشىت أنواعها، لتتحو واملطية الذ

مة مقد

ب

ر يف خدمة االسرتاتيجية اخلطابية، بل من أهم من أداة للتخييل ووسيلة لإلطراب إىل آلية حجاجية تسخإىل التعاون مع املرسل من أجل إنتاج اخلطاب عن طريق ي تسعى إىل دعوة املرسل إليههاإلقناع، فوسائل

ملء فراغه واجلمع بني متناقضاته، من هنا صارت االستعارة صاحبة احلظ األوفر والنصيب األكرب يف رقيني م هت إليها أقالم الباحثني الش راسات احلجاجية املعاصرة، حيث اجت نهم والغربيني، متجاوزين النظرة الد

عوة .الضيقة القدمية داعني إىل تفسري أوسع كما نال املتلقي حظا كبريا من االهتمام يف خضم هذه الدل اخلطاب، حيث اشرتطوا فيه كفاءات خاصة تسمح له بالوصول إىل تأويلها وفهم معانيها، بوصفه مكم

. نيين أو املتناقض وحيرك طاقاته التخييلية، خاصة عند اجلمع بني املتباعد فيستجمع كفاءاته التفسريية بناء على هذا أردت أن أبرز أهم األبعاد احلجاجية لالستعارة، وكذا دورها يف العملية اإلبالغية

شعره حيوي من مسات احلجاج ما تاال للتطبيق ألين رأيجمالتواصلية، واخرتت ديوان أيب الطيب املتنيب اخلصوم ومما جعل شعر املتنيب حيمل هذه الصفة كثرة .والوصول إىل مرادناحبثناجيعله كفيال بتحقيق غاية

وهذا ما راسات احلديثة، وخاصة احلجاجية منهاعله حقال ثريا لكج .ثري من الد

نيا شعر شغل الناس كما فعل، فهو خصومة النقاد و من املعروف عن شعر املتنيب أنه ليس يف الددت معانيها وتباينت مراميها، واللغويني على تعاقب الزمان وتوايل األيام، فلطاملا أسهر اخللق بأبيات تعد

راسات ل ريف، غري أن أغلب هذه الد يصري من أكثر النصوص العربية دراسة بعد القرآن الكرمي واحلديث الشتدور يف حلقة واحدة؛ كنسبه وشخصيته الفريدة

يف و يب وعون اخلطيب ومؤنس احلبيب، الركبان وغناها الزمان، دون أن ننسى حكمه اليت صارت دليل األدراسات أ ى خضم هذه الد ، اللغوينيمهلت جوانب يف غاية األمهية، من ذلك لغته اليت حتد

اا وحري يها وبي . البالغينيمبعانمن هنا صار البحث يف ديوان املتنيب أمرا يف غاية الصعوبة، غري أن ثغرتنا اليت نلج من خالهلا عامل

راسات هي النظريات اللغوية املعاصرة اليت تعترب من أهم وسائل الكشف عن إبداع النصوص يةهذه الد.العربية اخلالدة

:أجيب عن كثري من التساؤالت، أمههاوحاولت من خالل هذا البحث أن عر العريب؟- ما هي أهم آليات احلجاج يف الشعر؟- ما هي مكانة االستعارة يف عامل الش

مة مقد

ج

راسات املعاصرة اليت احتفت باخلاصية احلجاجية لالستعارة؟- ما هي أهم الدما هي أهم املصادر اليت اتكأ عليها املتنيب يف بناء استعاراته؟- يوان؟كيف- حتقق االستعارة اإلقناع من خالل الد

ع اليت كانت و التاليةقسمت البحث حسب اخلطة، لإلجابة عن هذه التساؤالت ذيب ما جتم: ، فانتظم عقد البحث فيما يليلدي من مادة علمية

عر العريب، وبعض آلياته؛ تناولت فيفصل تمهيدي - قضية إثبات هحول ظاهرة احلجاج يف الشر احلجاج بني تضييق القدماء وتوسع عر العريب، وذلك عن طريق عرض موجز لتطو ظاهرة احلجاج يف الش

عر العريب يزخر مبختلف آليات احلجاج لمث .احملدثني، حيث انتهيت إىل أن الش خصصتهفصل أوويتناول هذا : )البالغة والحجاج(: للحديث عن النظرية احلجاجية لالستعارة، ويضم املباحث التالية

الحاجة إلى (مث املبحث العالقة الوطيدة بني البالغة واحلجاج، وكذا بعض اآلليات البالغية احلجاجية؛ة إىل و : )االستعارة ، مث ختصيص لغة يعرض هذا املبحث حاجة اللغة بصفة عام االستعمال االستعاري

عر اليت هي أحوج اللغات إىل االستعارة؛ راسات القديمة(وبعدهالش مثلنا : )حجاجية االستعارة في الدراسات القدمية بنماذج من البالغة اليونانية صول األوالبالغة العربية القدمية، حيث كان هدفنا إثبات للد

راسات المعاصرة(مث تعارة؛عريقة حلجاجية االسال حيث بدأنا هذا املبحث : )حجاجية االستعارة في الدة و راسات البالغية إىل باحلديث عن حاجة الفلسفة إىل البالغة بصفة عام االستعارة بصفة خاصة، مث الدر الكبري لالستعارة دت الدو وبعد هذا العرض ي،يف تقوية اخلطاب وإقناع املتلق والنقدية اجلديدة اليت أك

: كان ديوان املتنيب فضاءه الرحب، حيث يضم املباحث التاليةالذي تطبيقي الفصل الالنظري يأيت؛، ويتناول هذا املبحث عامل املتنيب الذي استقى منه صوره)الصورة التجريبية وعالقتها بحياة المتنبي(

اعر حنو العامل الذي يعيش فيه؛ الصورة الثقافية (مث هذه الصور اليت تعرب عن نظرة خاصة من طرف الشينية والعربية اليت بىن: )وعالقتها بتكوين المتنبي منها املتنيب صوره، حيث يتناول هذا املبحث اجلوانب الد

يوان(وبعد هذا ؛ملتنيب ناأثبت ظهر وي :)حجاجية االستعارة في الدة احلجاجية لالستعارة، أدوارها احلجاجية مث إظهاراالستعارات بعض استخراج خالل منهذا املبحث القو

ر خلدمتهااألحسب تنوع .تضم أهم النتائج اليت أفضى إليها البحثخاتمةويف األخري .غراض اليت تسخ

مة مقد

د

ل حماولة يف هذا املوضوع ا سبقته دراسات أمههاوأشري إىل أن هذا البحث ليس أو االستعارة : (، وإمند الويل؛ و ) احلجاجية بني أرسطو وشامي بريملان ااز(حملم ارة و تع االس اجية حلسن املودن؛ وكذلك )حج

د الواسطي، إال ) أساليب احلجاج يف البالغة العربية( راسات تفتقر إىل اجلانب التطبيقي حملم أن هذه الدز عليه من خالل هذا البحث. الذي يعد من أهم مرتكزات النظرية .وهذا ما حاولت أن أرك

ا عن أهم املراجع اليت اعتمدت عليها يف إجناز هذا البحث فقد كان ديوان املتنيب دعامة البحث أممن إعداد حافظ إمساعيل علوي أهم سند ) مفهومه وجماالته: احلجاج(ان كتاب واألمنوذج املختار، كما ك

ل عليها كل باحث ن من مخسة أجزاء يعد حبق مكتبة يعو يل يف إجناز هذا حبث، وهذا الكتاب الذي يتكوحلسني خالفي، إذ تناول االستعارة مبختلف جوانبها) البالغة وحتليل اخلطاب(يف احلجاج، مث كتاب

.احلديثة وهذا يعد من صميم ما يرمي إليه البحثراس ا املنهج الذي أراه مناسبا هلذه الد القيت صعوبات غري أين . ة فهو املنهج الوصفي التحليلي أم

نة وكثرة االستعارات، مما جعلين أختار منها ما أراه من :يف إجناز هذا البحث أذكر منها سعة املدو، من ذلك أيضا وصيةخص غزارة املادة العلمية وكثرة احلقول املعرفية اليت تناولت االستعارة، مما جعل املتنيب

بفضل نصائح األستاذ استطعت جتاوز هذه الصعاب لكنينالفصل بني هذه احلقول أمرا يستوجب العناء، له مين جزيل الشكر وخالص االمتنان، ، فلت كاهلهالذي أخذت وقته وأثقرابح ملوك: ورــــالدكتاملشرف

.وأدامه الله مشعة حترق نفسها لتضيء درب الطالبني

1

:دخل ـــــــماصية ر ع ـــــــــــفي الش اج ــــــجالح خ

ربي ــــــــــــــــــــــــــــــــالع

عر العربــــــــاج فــــاصية احلجــــــخ: مدخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ي ــــــــي الش

2

عر العربيخاصية :الحجاج في الشعر أعظ صالش ليل على ذلك متنعه عن إغراءات القدماء الذين رم من أن حيد وأوسع من أن حي ، والد

م يتعيفه، ويسعون جاهدين لوضع حد لهحياولون تعر أ ، وال تليب املون مع ظاهرة ال تستجيب لسعيهم، وكام عر مما ال حتيط به املعرفة وال تؤديه الصفة كما لفن أداءهق ما ينتظرون من هذا اوال حتق ،رغب ، وكأن الش.يقولون

عر تعريفا جامعا غري يسري عر إذا أطلقت أثارت يف «ألن وعلى هذا فإن تعريف الش كلمة الشعامة يفهمون من ؛ فالعروضيون أو اللفظيونالنفوس معاين

ين مييزانه من النثرهذا اللفظ ، و املناطقة يرون فيه وسيلة مؤثرة تبعث صورته الظاهرة يف الوزن والقافية، اللذا، ف عر . نظروا بذلك إىل ناحيته املعنويةيف النفوس انفعاال م على أن األدباء أنفسهم انصرفوا إىل وصف الشا جامعا كما يقول املناطقةوإطرائه دون العناية حبد هؤالء الذين جيعلونه يف أدىن سلم املنطق لكونه 1»،ه حد

.يعتمد يف جوهره على التخييل وإثارة االنفعاالت، وهذا متفقة حينا وخمتلفة أحيانا أخرىوعلى هذا األساس فإننا ننتهي يف غالب األحيان إىل تعريفات

عر، قائمة على غري أصوله، مؤسسة على غري طرائقهالت نتيجة التأثر مبجا ، مما معرفية بعيدة عن مسلك الشا هائال من التعريفات املتواترة إىل ، وال صحة حتليل، حد التسليم، دون أن تتعرض إىل دقة تأملأنتج لنا كم

. و ال عمق دراسة عر غري مسلك العق«ومن هذه املسلمات أن حيرك ل ال خياطب يف املتلقي غري عاطفته والمسلك الش

د اإلفيه إال أحاسيسه ر من العامل إال ما يطرب، فيحصل االمتاع ويتأك لذاذ دون أن يكون ، بل ال يصو2».ور يف حصول االمتاع أو االلذاذ للعقل د

عر بالتخييل وجتعله اخلاصية اليت ها يرجع يف ا يعرف وإليوهكذا ترسخت الفكرة اليت تربط الشت يف اآلن نفسه مناور الـمـنطلق والـمنتهى ، بل جتاوز ة لعقل املخاطب وتالعبا بعواطفه، هذه اخلاصية اليت عدعر أكذبه"القول بأن األمر هذا احلد إىل ة، هذه العب"أعذب الش ، وال نصيب ارة اليت ال أساس هلا من الصح

ة إال إىل رد بل ال حتتاج،هلا من احلق للذ

ايب، - 1 296، ص1973القاهرة، 8ط، مكتبة النهضة املصرية، أصول النقد األدبيأمحد الشريدي، - 2 ، 1ط، عامل الكتب احلديث، الحجاج في الشعر العربي القديم من الجاهلية حتى القرن الثاني للهجرة، بنيته وأساليبهسامية الد

49، ص2008األردن

عر العربــــــــاج فــــاصية احلجــــــخ: مدخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ي ــــــــي الش

3

ا ، والنفوس املعتلة لذوي العقول املختلة عذا ،كرة املشتملة على كذب سخيف ممجوجالف«، أم يست قد فوق واحلس املرهف العارف بألوان اجلمال لسخافتها ها الذ هن لطرافتها ،ولكن ميج الذ

1».واسعة املسافة

عر ما ر الواقع امللموس أمجل تصوير، حبركته وسكونهوكم من الش ومجاله وقبحه، ،لوه ومره، وحيصوعر ما يعرب عن القضايا الفكرية بطريقة سهكم من واقع أمجل وأكمل من اخليالو لة يقبلها الفكر ، و من الش

عر ما جيمع مسائل العلوم، ومعايل األخالق وسري العظماء، فيصوغها بألفاظ ،و يرتضيها العقل ومن الشعذبة

عر ما ، ومنلفيق فتدك أركانه وتفضح مستورهبكلكلها على معسكر الباطل والكذب والت يروم احلقيقة الش،، وتثبت يف عقوهلمفباخليال،

، أوتيت أمة العربيف مجيع األمم أمة أوتيت من صحة العقيدة وبالغة اللسان وسالمة العقل مثلما وليس «2».تفضيال من اهللا

عر إال وهو من أصحاب الفطر السليمة والعقول املستقيمة ؛ فارس مغوار أو لذا مل جند منشغال بالشومنافع البالد ،مل بطبائع امللوك وخبايا السياسة، أو حكيم عارف بأسرار احلياةقائد جبار، أو مادح عا

ريعةامل ، أو عن يف قوانني الفن وألوان اجلمالأو واصف متفن ،والعباد ، أو زاهد ترك خبري باحلقيقة مدرك للش.عليهاوحيدو الركب املقبلنيليها،الفانية وراءه، وأقبل على الباقية حيث اخلطى إ

عر عن حدود العقل،وعلى الرغم من هذا ثنا وقــلل من شأنه وشأن اخليالفقد أبعد الش ، الذي إن حتدإ ته ف اعلي ، بل متتد سية مرتبطة بزمان أو مكان بعينهيف جمرد االستعادة اآللية ملدركات حال تنحصر «اعن ف

ته وتركيبه، وجتمع ، وتبين منها عاأبعد وأرحب من ذلك، فتعيد تشكيل املدركاتإىل ما هو د ملا متميزا يف جوالتباعد، وختلق االنسجام قات فريدة تذيب التنافر ، والعناصر املتباعدة يف عالبني األشياء املتنافرة

3».والوحدة

امية، ،1ج،البالغة العربية أسسها وعلومها وفنونهاعبد الرمحن حبنكة امليداين، -1 ار الش . 55، ص 1996بريوت ، 1طالدار البيضاء، املغرب ، 1ط، املركز الثقايف العريب،تجديد المنهج في تقويم التراثطه عبد الرمحان، - 2 . 252، ص1994الد.15، ص2003بريوت، 1ط، دار الكتاب اللبناين، الصورة الفنية في التراث النقي والبالغي عند العربجابر عصفور، -3

عر العربــــــــاج فــــاصية احلجــــــخ: مدخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ي ــــــــي الش

4

عر عن اخليال وفرط فيهوإذا ما خت ، وقام على املعاين العقلية واحلقائق املنطقية وأفرط فيها خلعلى الشعر وارتدى ثوب اخلطابة لة باالستدالل ؛ اليت ال تروم حتقيقرداء الش ا غايتها اإلقناع، متوس التخييل وإمن

.بعيدا عن املنطق نافيا للعقل، العاطفةو ل النقد قائما على االنطباع و وهلذا كان أ. والربهانم أ، إال من عظماء يف تاريخ األدب والنقد، رغم ما يصادفنا املبدإ سار النقد زمنا طويال وعلى هذا

وه عر الذي لطاملا عد اال األوسع والفضاء األرحب واملعني الذي ظلوا أوفياء لتلك النظرة القاصرة هلذا الش.ال ينضب

فاع عن قضية أو نشر _ حسب هذه الفكرة _ إن الشاعر ود عن فكرة أو الد مىت انربى إىل الذة ، صار دائرا يف فلك اخل ا عن فضاء الشاعريةطابة ملذهب أو فخر بأم ،بعيد

ين كانا عر و اخلطابة الذ منتشرين عند العرب يف ذلك هو وجوب التفريق بني األجناس األدبية خاصة بني الشداخل ، يف حني أن تاريخ األدب والعلوم القائمة عليه واملشتغلة به قدميا وحديثا يشهدان على إمكان تالوقت

عر واخلطابة مثال ، و من ذلك ماها ببعضاألجناس األدبية بعض فمن اخلطباء من يكون «،يكون بني الشث ها بينا شاعرا أو يكون إذا حتد اللسان فقطأو وصف أو احتج مفو ، ومن ، ورمبا كان خطيبا فقط، وبني

عر واخلطابة قليلجي فيه أمثلة كثرية عن داخل األجناس األدبيةتوقد عقد مؤمتر حول قضية 1».مع بني الش2.هذه القضية

، االستدالل وضروب القياسالعقل وعن ، بعيد عن ار القدماء؛ شعر قائم على التخييلعلى هذا سن بفنون اجلدل سلب ، مما جيعل القول بأن معاين الشاعرية وارتدى ثوب اخلطبومىت تطبع باحلجاج وتلو

ستدعي فنون القياس وطرائق االستدالل خطيئة ال بد هلا من تكفري، الشعر قد يقوم على احلجاج واجلدال وي.تستحق التفسري و تستوجب التربيروقضية كربى

.45ص،دتحتقيق عبد السالم هارون، دار اجليل بريوت، 1ج، البيان والتبيينأبو عمر اجلاحظ، -1تداخل ، جامعة الريموك، األردن، الذي ضم مداخالت حول 2008متوز 24_22األجناس األدبية، مؤمتر النقد الدويل الثاين عشر تداخل ـــ 2

تداخل لعبد املالك بومنجل الذي أثبت) تداخل األجناس األدبية يف القصيدة العربية(، وباألخص مداخلة بعنوان األدبية في القديم والحديثاألجناساخلطبة، الرسالة، القصة، املسرحية، ويف الوقت الراهن قصيدة النثر اليت أرست التالحم : ، وأهم هذه األجناسجناس األدبية يف القصيدة العربيةاألعدد من

اد : وقد طبعت أعمال هذا امللتقى يف جملدين كبريين، حتت إشراف،بني اجلنسني د درابسة، عاملونبيل حد .2009، األردن1طالكتب احلديث، حمم

عر العربــــــــاج فــــاصية احلجــــــخ: مدخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ي ــــــــي الش

5

:و مرد هذا إىل أمرين هامنيهلما .تضييق القدماء ملفهوم احلجاج و ميادينه وآلياته: أو

عر من جهة، والتحامل على اخليال من جهة أخرى: و ثانيهما . النظرة القاصرة للشع المحدثين-1 :الحجاج بين تضييق القدماء و توس:تضييق القدماء لمفهوم الحجاج:أ

آلياته وطرائقه وبنياته وأساليبه؛ به تعرف احلقيقة، لقد أقر العلماء بأن احلجاج علم من العلوم له ريعةوحتفظ ، وأعظمها شأنا من أرفع العلوم قدرا «، وهلذا عد حبق و به ينشر املذهب وتصان الطريقة،الش

بيل إىل معرفة ا ة ، ولو ال تصحيح الوضع من اجلدل الستدالل ومتييز احلق من احملالألنه الس ملا قامت حجة ج قيم وال املعوج من وال اتضحت حم ارمة كيف ال وهو املعرفة الص 1».املستقيم، وال علم الصحيح من الس

قيقة بقواعد االستدالل ليل والربهان، باتجاج وضروب احلججوطرائق االحالد ، عتبار احلجج هي الد2».واملعادفاحلجاج هو العلم االستداليل الضروري لصالح املعاش «

ر كلهاعمن هنا اتضحت أمهية احلجاج يف كونه آلة التفريق بني أنو ، وما ينضوي اخلري كله وأنواع الش، والفناء والبقاء الذي عليه مدار الكون صراع اخلالد بني احلق و الباطلكال. تهما من املتناقضات واألضدادحت

ين ة دب فيها اخلالف . ومن أجله جاء الد أ هذه املنزلة يف أم وكيف ال حيوز احلجاج هذه األمهية ويتبو. ، وأوهنها تنوع املذاهب وتشتت األهواء ، ومزقتها كثرة الفرقرقةا الفوشاعت فيه

دلة املؤدية إىل يقوم على تقدمي احلجج واأل«أمجعوا على احنصاره ولقد3».استنتاجية داخل اخلطابتسلسالتيتمثل يف إجناز كما أنهنتيجة معينة،

ناظرة اجلمهور، والعلوم الرياضة وم: يف ثالثة ميادين متأثرين باليونان وخاصة بأرسطو، وهذه امليادين هيعر الذي نفوا عنه التضييق إمهال لكثري من الفنون، ويف هذاالنظرية نفيا قاطعا اجلدال ؛ وعلى رأسها الش

ة مات تفضي إىل نتيجةعل، فهو يف نظرهم ال يقوم واحملاج عر إذن ى حجج أو مقد بعيد عن عملية «، فالش

.10، ص1987بريوت،1، طالمنهاج في ترتيب الحجاجأبو الوليد الباجي، - 1ريدي، - 2 .53_52، ص ص الحجاج في الشعر العربي القديمسامية الد.16، ص 2006، املغربالدار البيضاء، 1طالطبع ،، العمدة يفاللغة والحجاج ، أبو بكر العزاوي- 3

عر العربــــــــاج فــــاصية احلجــــــخ: مدخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ي ــــــــي الش

6

و أن يزيد ، أسليم مبا يعرض عليها من أطروحاتاالستدالل العقلي الذي من شأنه أن يؤدي باألذهان إىل الت .عر يف أدىن دركات ترتيب األقاويلمما جيعل الش 1»،يف درجة ذلك التسليم

، مما جيعل منه جماال ضيقا، وآلة يإن احلجاج يف نظر القدماء ال خيرج عن اعتماد االستدالل العقلاألدهى ، و نه؛ فكانت النظرة ضيقة يف مفهوم احلجاج ومياديرأينا كيف احنصر يف ثالثة ميادين، وقد قاصرة

. ، وحصرها يف االستدالل العقليمن ذلك كله تضييق آلياته:سع المحدثين في مفهوم الحجاج وآلياتهتو : ب

يشهد العامل التفاتة كبرية إىل موضوع احلجاج يف سائر اللغات، مما أدى إىل انفجار كبري يف النظريات من حتديد مفهومه وتوسيع جماالته، وتنويع أدواته وآلياته، ليصبح النص احلجاجي اواملفاهيم املتعلقة به، بدء

.املعارف لتحقيق تواصل ناجحكل إنسانيا جيمع بني نصا :الطاقات الحجاجية للغة-

مل األدوات اللغوية وينوع فيها، ، يستعقد يكون لغويا خالصا احلجاجالواقع يشهد على أن إن ، احلجاج ينبع من اللغةاعتبار ، وهذا بالنهي وغريها، وأساليب األمر و كحروف اإلضراب، وأدوات االستثناء

د احتواء اللغ، وتصبح سيج النصوخاصية كامنة فيها فيتشبع به ن ة مما يؤك) .نظرية احلجاج يف اللغة(، هي هذا قامت نظرية جديدة يف احلجاج، وعلىلألساليب اإلقناعية والتواصلية

فقد «، وال عجب يف ذلك علينا بالنظريات وخيلق املفاهيميزال يتفضل واحلجاج كما هو معلوم ال د اليوم االهتمام باملراتب احل راسات اخلطابيةجتد د الد 2».اوليات أو حتليليات أوسيميائيات، تدجاجية بتجد

د باحلجاجمما أفرز و ؛ اليت تربز طاقات اللغة اهلامة؛ هذه النظرية اللغوية احلجاجيةه هذا االهتمام املتجدر كله ألغراض حجاجيةتواصلية كانت أم إبالغية أم تأثريية . مما يسخ

رات والنظريات احلجاجية الكالسيكية ويستغلها بقصد التأثري، فمن املسلم به أن تت عارض مع كثري من التصو

، إشراف محادي صمود، ، نظرية الحجاج في اللغة ، ضمن أهم نظريات الحجاج في التقاليد الغربية من أرسطو إلى اليومشكري املبخوت- 1. 59دت، صتونس منشورات كلية اآلداب، منوبة،

.229، ص1998الدار البيضاء، املغرب، 1ط، املركز الثقايف العريب،العقلياللسان والميزان أو التكوثرطه عبد الرمحن، - 2

عر العربــــــــاج فــــاصية احلجــــــخ: مدخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ي ــــــــي الش

7

، أو منتميا إىل )برملان(، أو البالغة احلديثة )وأرسط(اليت تعد جمال احلجاج منتميا إىل البالغة الكالسيكية 1...).ماري جان بورال ،(املنطق الطبيعي

ل نتيجة الس ، الذي يقضي بأن اللغة حتمل بصفة اكتشاف منطق اللغةعي احلثيث إىل وكان هذا التحو، وكل مؤشر هلا يف بنية األقوال نفسها، ويف املعىن، أي أن هذه الوظيفةوظيفة حجاجيةذاتية و جوهرية

الليةالظواهر الصوتية والصرفية و 2.املعجمية والرتكيبية والد

3:ه النظرية على ثالثة مبادئ هيوتقوم هذ

.الوظيفة األساسية للغة هي احلجاج - 1ن اإلخباري ثانوي- 2 ن احلجاجي يف املعىن أساسي واملكو .املكوعوة إىل فرضية - 3 .)التداوليات املندجمة(عدم الفصل بني الدالليات والتداوليات والد

اللغوية املتمثلة أساسا يف وقد اهتم ديكرو وتالمذته يف هذا اإلطار بالكثري من الظواهر احلجاجية وابط والعوامل .الر

نظرية اليت تنفي احلجاج عن عري«، وذلك لسبب بسيط مداره على أن الشعر عر قادرة على احتضان ة لغاألقاويل الش وية أساسا، ولغة الش

4».وإجرائه على صفات وطرائق خمتلفةاحلجاج

، واحلق أن قدرة اإلنسان أن كل ناطق قادر على احلجاج، ولو مل يكن ذا ثقافة أو معرفةالقول ميكنو د ما تفوق قدرة اإلنسان ال ، وال معرفة عادي الذي ليس له مذهب يف احلياةاملتخصص يف جمال معريف حمد

عراء. أساليب احلجاجبسيطة ب ، الذين هم أبلغ الناس يف الكالم، وأدراهم مبذاهبه وأحوالهوهنا تظهر قيمة الش.يف طالسم األرواح وأسرار النفوس، وأعمقهم غورا بل هم أعرف الناس باحلياة

14، ص اللغة والحجاجأبو بكر العزاوي ، - 1.8املرجع نفسه، ص - 2. 79، ص1991، ، ماي4، جملة املناظرة ، العدد نحو مقاربة حجاجية لالستعارةأبو بكر العزاوي، - 3ريدي ، - 4 عر العربي القديمسامية الد .56، ص الحجاج في الش

عر العربــــــــاج فــــاصية احلجــــــخ: مدخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ي ــــــــي الش

8

عراء هم الوحيدون الذ ، احنا وقلوبنا، حني نصغي إليهم بأرو ين جيعلوننا نقف على جوهر نفوسناو الشم قيقتنا يف ، وإىل جذورنا اليت متثل حودوا بنا إىل صور طفولتنا األوىلالوحيدون الذين يستطيعون أن يعإ

ـنتهى نطلق والـم .الـمعراءوهلذا كله كان عل ال، مث عن الطريقة اليت يتواصلون ى الش أن يعمدوا إىل اللغة كاشفني عن كينونتها أو

1.ا معنا ثانيا

عر أنفذ من لغةكون توبعد هذا ألن داغريهالش عت ا، واختلفت طرائقهاأساليبهتمهما تعد ، وتنوا :؟، وال تعجب من هذه فقد عرفنا قدميا أن اآلي

ر دي« ان الــــــالشع ــــــــــــــــم أن رب ــــــع ــو ن أرب ـــــــــوك ال ماي ـــــــــــــــة ـــرو س ــــعــار ـــــــــــــــــاألشـ اريــــب الع ــو األديــتكت ف ــــو ـــــــــر ض ـــــــــــــــا ــــــع الو تــــــــــيعــ ــــــــو ــــ رم الش يع ـــــــــــــك اــــــــــــفتـن ـــــــــــح الـمـــــــــو ـآربــــــــجـ ـــــل ا ـــــ ــ تــــص ــــــــــــو اـعائب ــــــــــــح الـمــتط ـــــــــــو خـ انا ــــــــــــــــرب اإل ــب األحــــــــــــو هـــ تـــذ اناـــــــــــو ـــزتـن ـــــع ـــو ـــــــ ن ـــــــــــاقا ــــــش العش تــــــــؤ ـــــــــــــــو ــــتاقاـــــــــس املــــش

تـنس ــــــــــــــــو ادا ــــــخ األحــ ــــــق تـــــــــــــثــــبـــ اــــــــــــــت الـــــــو اد ـــودتـــق ـــــــــــــــو ـدم اجلــ ـا ـــــــــبان ــــــــــــ ــــف الــغضــ ط تـــع اــــــــــبان ــــــو

ــــــــــــــفــقـــــــم ل ه ظ ــــــــــتما ــــــــه م ف اح ا ـــــــــو ظا جــــــم ـف 2»ه ح

عر ميلك من األسرار وحيوي من املواهب ، وتلني ويؤنس القلوب املستوحشة،ما تعطف به القلوب النافرة«فالش3».ويبلغ به احلاجة وتقام به احلجةبه العريكة األبية

، أدوات احلجاج، بل هي حجاج يف جوهرهاوشىت رغم ما قضوه من عمر يف خدمة اللغة مبختلف فروعها فكيف غفل عن هذا القدماء العظماء النبهاء؟

ؤية البيانية والرؤية اإلشاريةأمحد الطريسي، :ينظر- 1 عودية ،لقاهرة النص الشعري بين الر ار املصرية الس .9_8، ص ص 2004، الدقائق، دار املستقبل،، اإلخواننغمة األغاني في عشرة أمحد بن علي بن شرف، - 2 ، ص ص 2005القاهرة ،1طضمن جمموعة متون يف اآلداب والر

156_157.د أبو الفضل إبراهيم، منشورات املكتبة العصرية ،: ،حتقيقكتاب الصناعتينأبو هالل العسكري ، - 3 د علي البجاوي و حمم ، 1986بريوت، 1طحمم

.51ص

عر العربــــــــاج فــــاصية احلجــــــخ: مدخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ي ــــــــي الش

9

نوا عر من أهم مصادر ف خادمني بذلك كله لكن ها، فاعتنوا به حفظا و تدوينا، و دراسة ونقدا، ، واعتربوا الش. ، مقعدين ومدللنياللغة وحدها

:الغموض ودوره الحجاجي-د باحللقد دئ أمرها أبعد ما جاج وآلياته إىل اكتشاف آليات وخواص تبدو يف باأفضى االهتمام املتجد

عر ونفي العقالنية منهتكون من احلجاج خاصية هناونقصد . ، بل هي مدار دعوى إبعاد احلجاج عن الشعبا ، وتالواعتربوها مغالطة للمفاهيمقدماء رفضا قاطعا ، هذه اخلاصية اليت رفضها الموضااللتباس و الغ

. ، ومناورة للعقولباألهواء، بصفة أساسية على ظاهرة االلتباسلقد أثبـتت البحوث املعاصرة يف النظرية احلجاجية أن احلجاج يقوم

ل مناخا مالئما وترب ــــــ، فـة خصبة للحجاجوأن الغموض يشك قة حقيقة احلجاج ال تقوم على جمرد العال«ـ، ألن هذه العالقة على بالغ أمهيتها يف الظفر بالصواب ال تسمح بإمكان التقلب اثننياالستداللية بني جانبني

، هذا االلتباس الذي ال على قدر من االلتباس يف الوظيفةفماهية احلجاج تقوم يف كونه ينطوي... يف الوظيفة ن احلجاج هلذا االنظريا يف غريه من طرق االستداللجند له متيزت طريقته عن طريق لتباس ملا، و لو ال تضمرنا سابقا بأن الغموض هو ا1».، فهذا االلتباس هو الفاصل بني احلجاج و الربهانالربهان لصفة املميزة وقد قر

عر بال منازع عر، فنحن إذا إزاللش دت ألفاظها من لبس وغموض ء أداة حجاجية هي من صميم الش ، وإن تعد.وخيال وغريهان ، كما أثبتت أفاعليته يف إدراك حقائق األشياءأبرزت الكشوفات العلمية احلديثة أمهية اخليال و كما

، كما أن ة بالكامل، وخمتلف العلوم والنظريات ال تتخلص أبدا من اهلالة التخييلي كل مستويات التفكري البشري. اخلاصة ما أوهامهما كل عقالنية وكل نظام منط

جاج يروم الوصول إىل تلك ، وإذا كان احليقة مليء بالغموض حمفوف باألوهامواحلق أن طريق احلق، وتنجلي عنه ظلمة غ يف ظلمات اللبس وغياهب اخليال، حىت يسطع عليه نور الصواب، فعليه أن يتمر احلقيقة

. الشك واألوهام غة الطبيعية أصل لكل غموض داليل، لل «، فـــــالغموض من مسلمات اخلطاب الطبيعيإىل أن اومرد هذا

دا وجمال لكل انزياح لساين ، أو قل إن احلجاج وعسري الفهم يف العملية احلجاجية، وعليه سيكون األمر معق

.230_229، ص ص سان والميزانالل ، طه عبد الرمحن - 1

عر العربــــــــاج فــــاصية احلجــــــخ: مدخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ي ــــــــي الش

10

يد باآلليات واألدوات والتقنيات صل لكل التباسأ ، ليت يعتمدها احلجاج لتشكيل القولا، وعلى الرغم من التق، لكي يصل بسهولة إىل القول إلظهار كفاءته اإلبداعية

وعلى 1».قله، بغية إقناعه والتأثري عليهإفهام اآلخر وتقريبه من أطروحاته حىت يتسرب إىل ذهنه وعواطفه وعالالت ، أو األلفاظ د الد دة املتكلم أن يكون عاملا باأللفاظ اليت حتتمل تأويالت خمتلفة سواء اللفظ املتعد املتعد

الة على معىن واحد س ليس نقصا فااللتبا«هذا و على . يصعب حتديد معناه حتديدا دقيقا ، أو اللفظ الذي الد؛ يكسبها الطواعية الكافية جلعلها تستجيب ألغراض التبليغ اليت ال يف اللغة الطبيعية، بل هو مزية فيها

2».حتصى

إنـما يهدف كذلك إىل إشراكه يف و،إىل إقناع املتلقي و كفى-صيةوفق هذه اخلا-وال يهدف املتكلم 3:قواعد التاليةعملية التخاطب متبعا ال

. الـمتكلم أن يتجنب إظهار ما هو مشرتك من الـمعارف لئال يقع يف فضل القول ونفلهعلى- 1قال وصوغه بالشكل على الـمستمع أن يبحث عن األسباب اخلطابية اليت دعت الـمتكلم إىل قول ما - 2

.، ألن أفعال العقالء تصان عن العبثالذي جاء عليهل استدالل - 3 فهو مطالب بأن يبذل الوسع يف استحضار كل العناصر لـمتكلم اعلى الـمستمع أن يكم

ة هذا االستدال .، ملتزما يف ذلك روح التعاون اليت جيب أن تقوم بني املتخاطبنيلالضرورية إلقامة صح، لو ذكرت صراحةكما أن طي بعض املعارف عن ذهن الـمخاطب أدعى لقبول الرأي من طرفه مـما

. بل قد يكون التصريح بـها مدعاة لقيام اجلدل ونشوء اخلالف بني املتخاطبني، فالعبارة إذا اقتصرت على ظاهرها جاءت وحتريك لعقله واستثارة لعواطفهويف هذا استفزاز للمتلقي

،ن تدبر فيما له اقتضت، دو ، ميرها املستمع صرحية كما أتتعادية أو عارضة يف القولميزاإليغال واإلغر ، ويف خضم رك آليات الفهم والتأويل لديه، وحتاب والرت

. ، ونقصد بالغربة شعوره باستحالة الفهم أو إدراك مقصد النص ودالالتهيشعر املتلقي بغربة أمام النص«هذا م يف القراءة ينشأ هذا الواقع عن تض 4».اعف ثغرات النص اليت على القارئ أن ميألها كلما تقد

.131، ص2006، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء ، املغرب)مقارية تداولية معرفية آلليات الحجاج( عندما نتواصل نغير عبد السالم عشري ، - 1. 99، ص2000الدار البيضاء، املغرب، 2ط، املركز الثقايف العريب،في أصول الحوار وتجديد علم الكالمطه عبد الرمحن، - 2.108املرجع نفسه، ص : ينظر- 3د- 4 .327، ص2006الدار البيضاء، املغرب،2طاملركز الثقايف العريب،، )مدخل إلى انسجام الخطاب(لسانيات النص ، خطايبحمم

عر العربــــــــاج فــــاصية احلجــــــخ: مدخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ي ــــــــي الش

11

وتفكيك الرموز، ومن ثــم إدراك وعلى املتلقي أن يتحلى بكفاءات خاصة تسمح له بتأويل اإلشارات يل مر ، ومن هنا يكون ااملقاصد أو ا يبعد و اإللذاذاألمرين معا؛ اإلقناع، فيصيب عاقبتهتذوقه لذيذة الت ، مـم

ب «حتقيقه لو كان الكالم ظاهرا صرحيا إذ التخييل إذعان والتصديق إذعان، لكن التخييل إذعان للتعج، ، والتصديقات حمصورة ومتناهيةه، والتصديق إذعان لقبول أن الشيء على ما قيل عليوااللتذاذ بنفس القول

ا 1».حتصىالتخييالت فال تعد وال أم

اعر يغموض من مسلمات اخلطاب الطبيعيوإذا كان ال تخذه كذلك انعكاسا لغموض ، فإن الش،كما يتخذه وجها من وجوه ذي يكتنف العالقة القائمة بينهما، وكذا الغموض الالوجود، وغموض الروح

ال . معاناته إزاء هذا الغموض ره خروجا عن املعهود واملـدلول يباشر يف شعفهو حني يؤسس العالقة بني الدمعانيها وبني ؛ فيتجاوز املألوف من األلفاظ إىل املنسي منها، فيؤسس عالقة فريدة بني األلفاظ و من اللغة

لوالا ال ومد و لد عري املخيل يعوهذا ال يع«، ا ا ل عند ين أن القول الش ، بل يظل السنن اللغوية عدوال تامهلمامش اازجتاوز الواقع جتاوزا : دودا إليها، لكأنه يتنازعه أمران متناقضان؛ أو يكون ا، ف ام االنشداد : والثاين. ت

اإلامإىل الواقع بقرائن عر عن اللغو و لش عد ا ب 2».، وأشكال اهلذيانت

ع ا أال تتساوى كل النصوص الش ، أو أن هذا األخريالتخييل فيهارية يف درجة حضور لذا كان لزامد وظائفهتتساوى بنياته وتتماثل أساليبه .، وتتوحنه مع أال ، وينشد إثارة االنفعال إاطفة والوجدانعلى الرغم من كونه خياطب العإن اخلطاب الشعري

ه إىل الفكر اع ا بعد أن ، ويوظف تقنيات الربهنة واالستدالل على أحكام و دالالتذلك يتوج اإلقن يروم عر اجلمالية وخصائصه اإلحيائيةيكون قد خيلها يف النفس انطالقا من أساليب خاصة تنسجم مع طبيعة ال . ش

اعر يبين خياالته من احملسوس فهو منشأ اخليال وحيث ال يوجد "، وال ميكن له حبال أن يتخلص منهفالش، فإن ذلك ية املرتسخة يف متخيل اإلنسانالتخييل الرموز الطبيعية واحلسإذا وظف و 3."حس ال يوجد ختييل

لم تهائوآرايكون عنصرا مؤثرا يف محله على االنسياق وراء أحكام املتك ، أو الرسوخ يف ه والتسليم بصح. اعتقادها

فاابن سينا،كتاب- 1 الم عشري، : نقال عن،الش .121، ص نغيرعندما نتواصل عبد السريدي، - 2 .65، ص الحجاج في الشعر العربي القديمسامية الد.37، ص الصورة الفنيةجابر عصفور، - 3

عر العربــــــــاج فــــاصية احلجــــــخ: مدخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ي ــــــــي الش

12

عر أن يلبس ثو يعجز وحده عن ، إذ اخليال ل اخليالب اإلقناع مدبـجا حبلوعلى هذا األساس ال بد للشعر، وال بد له أن يعضد باإلقناع عر، حتقيق ماهية الش ، يقول حازم الذي ال منأى عن حضوره يف الش

م أن «:القرطاجين عريةوقد تقد ، واستعمال إلقناع هو قوام املعاين اخلطابية، واالتخييل قوام املعاين الشع ، كما أن التخييل سائغ ه اإللـماع يف املوضع بعد املوضعرية سائغ إذا كان على وجاإلقناعات يف األقاويل الش

ا ساغ لكليهما أن يستعمل يسريا فيما تقوم به األخر ى ألن يف األقاويل اخلطابية يف املوضع بعد املوضع، وإمن1».القبول لتتأثر مبقتضاهوس مبحل ؛ وهو إعمال احليلة يف إلقاء الكالم يف النفالغرض يف الصناعتني واحد

عرحيمل يف ثناياه التسليم بإإن هذا النص رنامكان تداخل جنسي اخلطابة والش ا قر ، ه سابقا ، وهذا مــمعر بأفنان اإلقناع ربط ا بني عامل اخليال وعامل كما يوضح أن الرجل كان يدرك متام اإلدراك ضرورة تطعيم الش

هولئال جيمح ، لاحلقيقة .اخليال عن عقال املعقول، فتصاب العقول بالذاعر يأخذ من عر يف جوهره عملية ختييلية ينبغي أن تتم يف رعاية العقل، كأن الش لقد بات جليا أن الش

، ومبمارسة العقل لدوره يف ك له وحده مسؤولية التصرف فيهااخليال والوهم مادته مث يعرضها على العقل ويرت اعر وتوجيههاط عملي ضب اعر أن يؤثر ة التخييل عند الش ة املتخيلة لدى املتلقي، فإنه ميكن للش ، ومن مث يف القو

اذ وقفة سلوكي بالتخييل ، قادته إليه خميلته اليت تأثرت ة خاصة تتجلى يف فعل أو انفعالينتهي األمر به إىل اخت2.الشعري واستجابت له

عرومن هنا تتضح الطاقات احلجاجية اليت ميتلكها اخليال الذ غري أن هذا ، ي يعد اخلاصية املـميزة للشل واهلذيان الذي ال طائل من ورائه، وال ، وعن اللغوونفلهارتقائه عن فضل القول ؛ وهذا باخليال جيب أن يعد

البعيدة عن الفن عة للتعبري عن احلقائق واألفكارمث بعده عن اللغة القاموسية املوضو . ترجتى منه فائدة. واالبتكار

:التجارب والمعارف الخاصة-عر الذي يعتمد على األقاويل ال ، ومن الثابت يف تخييلية ويرمي بكامل ثقله عليهاهذا بالنسبة للش

حضور التخييل فيها زيادة ، ختتلف اختالفا كبريا يف فوس أن للشعر أنواعا وأغراضا العقول والقائم يف الن . ؛ بل وانعداما يف بعض األحيان ونقصا

1 - ، د احلبيب بلخوجة ، دار الغرب اإلسالمي،منهاج البلغاء وسراج األدباءحازم القرطاجين .361، ص 1986بريوت ،3ط، حتقيق حممعر،جابر عصفور: ينظر- 2 .65، ص 1978، دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرةمفهوم الش

عر العربــــــــاج فــــاصية احلجــــــخ: مدخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ي ــــــــي الش

13

عر التعليمي ينية أو اخللقية ويدعو إليها كمذهب أيب العتاهية (فالش د الفضائل الد وميكن ... الذي ميجر شعور عر الغنائي الذي يصو ر رد هذا النوع إىل الش ، أو غريته على األمم الفرد وحبه للخري وبغضه للش

ه بالنقائض حن إذا درسنا حكم فن(، وتضرب الصفح عن الفضائل،وتنغمس يف الرذائل1)والشعوب أن تشو، ارب كثرية، وشعور صادق بآثار احلياة، وحقائقها وأسرارهااملتنيب مثال

نيان حترك عقوهلم، وتستثري عواطفهملذلك حرية أوهي ، 2)، وحتملهم على التفكري والتأمل يف شؤون الد3:كقوله

روا قد قد م و لــــــــال تفــأ إذا تـرحلت عن قـو ــالراح م فــــ م ـــ ـــــــــــارقـه ون هيق ب ان ال صد ا يص ه ــشر البالد مك ان م نس ب اإل س ر ما يك ش م ــــــو

اع ا، وتقلبهر احلكيم يصور جتاربه مع األيامفالش ، يف حمن احلياة، ويرسلها زفرات، ويبعثها دروس.على مر الزمان

عر عي وراء األفكار واملعتقدات ميلك من اآلليات احلجاجية ما حيمل املتلقي على الس وهذا الش، ت اللغوية اليت مرت بنا سابقا ، ومن هذه اآلليات احلجاجية اآللياوالتس

كمالن معىن االلتني حت(، نهي بصيغة افعل أو ال تفعلوأكثرها استعماال األمر وال ا إىل الفعل أو الرت عوة إم ، لد ده أطروحات ك معني حتد

اعر 4).الش

اعر إلقناع املخاطب يتمثل يف صوغ التجارب اخلاصة اليت تظهر جليا وهناك أسلوب آخر يسلكه الشاعر ع ته األيام وعصرته األحداثأن الش اجلهد للتعلم من هذه التجارب، واإلفادة يدفع بالقارئ إىل بذل، ممارك

.، وال مصادر املؤرخنيال ختلو منها كتب القصاصني، نا بعض التجارب صارت مثل األمثال، وقد رأيمنهااعر كالفلك يم من بعض املفاهكما قد يستخدم الش

ياسة ، والتاريخ والكيمياء وعلم األحياء عراء أعرف الناس والفلسفة واأليام والس د أن الش ين مما يؤك والنفس والد. باحلياة وأدراهم بقوانني الكون، وأسرار الوجود

ايب، : ينظر- 1 .309، ص أصول النقد األدبيأمحد الش.299املرجع نفسه، ص : ينظر- 2د راجي كناس، كتابنا للنشر، لبنان د ت، ص الديوانأبو الطيب املتنيب ، - 3 .239، تقدمي وشرح، حمم.149، صالحجاج في الشعر العربي القديمسامية الدريدي، : ينظر- 4

عر العربــــــــاج فــــاصية احلجــــــخ: مدخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ي ــــــــي الش

14

.الرهبةاهليبة والرفعة ويهب للقصيدة اخللود و، و و التسليمس االنقياد و اإلذعان يفرض على النفو هذا ما :)القصيدةخلود (جماعة أو افعل القصيدة في المتلقي فرد _ 2

أ الشعر العريب امل رجة الرفيعةتبو امية والد ة العربية كانة الس ، وهذا يف القدمي واحلديث، وعد من ثوابت األم، ولقد رأينا ضاقت مداركها أو اتسعت، وعلى العقول اخنفضتىل أثره على النفوس علت مراتبها أو إراجع

اعر جيمع معارفه وجتاربه ولغته وخياله ليبثها إىل املتلقني الذين ، يرتقبون قصائده وينتظرون فرائدهكيف أن الشن يف عقوهلم وختامر لتقع يف نفوسهم قبل حوافظهم و امتتمك عر وهذا ما جعل العرب ا. ألب لقدماء، جيلون الش

اعر عر تأثري علف، 1»يعتقدون أن لكل شاعر شيطانا يوحي إليه بشعره«و،والش ى النفوس ال لقد كان للش.، بل جيربها على االستماع واالقتناعتستطيع اإلفالت منهعر واالحتفاء به وبأصحابه وما االستعاذة من فتنة القول إال إقرار ومن هنا أقر القدماء بسلطة الش

عر وقدرة صاحبه احلجاجيةصحيح بس ر احلق يف صورة الباطل لطة الش .والباطل يف صورة احلق ، حبيث يصوناحلسنة فيقبحها يف عيون الناسوقد ينربي للخصلة ميمة فيحس ها للناس فال يرون يف ، وينربي للخصلة الذ

عر يف النفوس جيعلها تنصاع له2.فعلها بأسا ، ولنا يف فعل انصياعا وتتبعه طوعا أو كرها وهذا األثر البالغ للش.األوالن األثر على الفرد و الثالث األثر على اجلماعة ؛ القصيدة يف املتلقني ثالثة أمثلة

عر على النفوس وقدرته على توجيه املتلقي حنو غاية رمسها سلطة الشاعر بالل فيه يقول : فاخلرب األول. غة والصورة واإليقاع وأرساها يف نصه لبنة ونظم عقدها وأحسن سبكها الش

عر وموقعه يف النفع والضر أن ليلى بنت النضر بن حارث بن كلدة ل«اجلاحظ لنيب لا عرضت م ـومن قدر الشبه وأنشدته شعرها بعد صلى اهللا عليه وسلم وهو يطوف بالبيت واستوقفته وجذبت رداءه حىت انكشف منك

3».قتلتهلو كنت مسعت شعرها ما" ، فقال الرسول صلى اهللا عليه وسلممقتل أبيها

تزوج شيخ من األعراب جارية من رهطه وطمع أن تلد له غالما ، فولدت له «واخلرب الثاين ورد يف قوله منه ، فمر خببائها بعد حول وإذا هي ترقص بنيتها زهلا ، وصار يأوي إىل غري منزهلاجارية فهجرها وهجر من

:وتقول

.59، ص1987لبنان، 12ط، املكتبة البولسية، تاريخ األدب العربيحنا الفاخوري، - 1.69، صالقديمالحجاج في الشعر العربي الدريدي، سامية: ينظر- 2.44_43، ص ص 4، جالبيان والتبيين: اجلاحظ - 3

عر العربــــــــاج فــــاصية احلجــــــخ: مدخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ي ــــــــي الش

15

م يب ا أل ل ظ ي ا ين ت ــــــــــأ يــ ال ة ـــــــز مح ي البـ يف اين ل ي ي ذ ــــالتاين ــــــــــد يـــ ي أ ــــ فاك ا ذ م له ـالـ تا ين ـــــــــن الب د ل ن ال ن أ ان ب ض غ

ايـــــــــــــــــن ط ع ا أ م ذ خ أ ا ن إمن و ا مسع األبيات مر الشي 1».ظلمتكما ورب الكعبة: تها وقال، وقبل بني خ حنومها حىت وجل عليهما اخلباءفلم

ثا عن الك )مروج الذهب ومعادن اجلوهر(صاحب وأما اخلرب الثالث فيورده يت شاعر م ، يقول متحديعة ، وأدى اليمن على نزار، وافتخرت اليمانية فافتخرت نزار على اليمنارية و ومنى قول الكميت يف النز «الش

د س وثارت العصبية يف البدو واحلضر، وحتزبت النااقبكل فريق مبا له من املن ، فنتج بذلك أمر مروان بن حممعوة العباسية وتغلغل األمر إىل انتقال اجلعدي وتعصبه لقومه من نزار على اليمن واحنراف اليمن عنه إىل الد

ولة عن بين أمية إىل بين هاشم 2».الد

اعرة يف ل جنحت فيه الش هذه األخبار الثالثة تربز جليا اآلثار البالغة اليت تركتها على املتلقني، فاخلرب األوا اخلرب . تل، وأن شعرها هذا لو قيل قبل قتل أبيها ألنقذه من حكم القصلى اهللا عليه وسلمأي النيب تغيري ر وأم

، فهو وحده يهب اإلناث والذكور تعاىلوبارك قضية الذكران واإلناث إىل اهللا تلة الثاين الذي ردت فيه املرس زق واملعاشأقساما ب اباألرحام إال ، وما ني الناس كأقسام الر جعل الشيخ ا مم .أوعية تعطي الذي وهبها الوه

.يرجع عن هجرانه ويقر بظلمهحبكمة اهللا وعدله املتلقي املؤمن ا عن اخلرب الثالث الذي جر سالسل آثاره على ا طابع ، وغري جلماعة فقلب العقائد وشحذ اهلمموأم

ولة من األم عر قدرة سياسية عظيمة تغري جمرى التاريخ حسب إرادة هلامشيةية إىل العباسية او الد ، مما يعطي للشاعر . ألهوائهاستجابة لعقائده وإرضاء و الش

عر من حوىإن هذه األخبار وغريها مما تضيق به كتب التاريخ واأليام تربز ما ت الش نتائج خطرية غريلت فكر األمة، ورفعت ت أحزابا وخلدت أحزابا، وأرست جمرى التاريخ، وحو أقواما وخفضت آخرين، ودك

ر القلوب، وميلك العقول، ومن هذه القصائد معقيدة وأنست أخرى عر ا يردد إىل اليوم فيسح ، مما جيعل الشل القصيدة نص إنساين مستقبلي دائما «، ويستحق أن يوصف بأنهلزمنيسمو على ا ا اء زمنهلبن، مما يؤه

3».املنفصل عن زمن التاريخ

ابقملصدراجلاحظ، ا- 1 .48_47، ج ن، ص صالسهب ومعادن الجوهرمروجاملسعودي، - 2 .70، ص4، ج1973شارل بال، بريوت : حتقيق، الذ.120، ص2010، دار ومكتبة اهلالل، بريوت، النقد األدبي ومدارسه عند العربقصي احلسني ، - 3

عر العربــــــــاج فــــاصية احلجــــــخ: مدخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ي ــــــــي الش

16

ل مقروئية عرب دة، فكم من نص سج فيغدو العقل البشري قد أنتج نصوصا خالدة مبعانيها املتجدجديدة ومعه حياة جديدة، فالكاتب الذي يوقع القصيدة بروحه ويسقيها عصور ويف كل مرة كان مينح معاين ال

1.بدمه وحيقق حينها وفاته، يعلم ميالد سلطة جديدة داخل مملكة اللغة هي سلطة النص

، مما يبعده فيصبحدية عن الرباءةه ومرسل عر اليت تقتضي اإللذاذ املفضي إىل التوجيه واإلقناع ، ويؤكد تعد ، وإثارة االنفعالالش

د خبلوده مع التغري ، الد مل يكن ذا وظيفة شعرية واحدةفالنص الشعري اخل دت وظائفه وستظل تتعد بل تعدائم للسي .اقات واألحداث والفكر واملعتقداتالد:المدخلخالصة

:خل إىل نتائج أمهها دعر من ميادينه_ 1 .تضييق القدماء مفهوم احلجاج ، وإقصاء الشعر الذي يقوم حصر أدوات احلجاج يف االستدالل العقلي ، ومن مث إ_ 2 على –يف نظرهم _ بعاد الش

.التخييل وخماطبة العواطف بدل العقول من دائرة احلجاج عر واخلطابة_ 3 .رفض بعض القدماء تداخل األجناس األدبية خاصة الش؛ لغوية ومعرفية ا أدى إىل اكتشاف آليات جديدةتوسيع احملدثني ملفهوم احلجاج وميادينه وآلياته ، مم _ 4

.ة يلي وتداولية وبالغية وختي عر العريب_ 5 .إثبات دعوى احلجاج يف الشعر مبعظم آلي_ 6 .ليبهااوأسيزخر الش.حيوز التخييل أمهية كربى يف اإلقناع والتأثري ، وإشراك املتلقي يف إنتاج اخلطاب حتقيقا ملبدإ التعاون_ 7.خصبة احلجاج قائم على االلتباس والغموض، وجيد فيه جماال رحبا وتربة _ 8

عر وهي اخليالاصية وتأسيسا على اخل عر حسب القضية ، ميكن إثبات دعوى احلجاج يف ااملميزة للش لش:التالية

135ص ، 2011لبنان -بريوت،1طالفارايب،دار، البالغة وتحليل الخطابحسني خالفي، : ينظر- 1

عر العربــــــــاج فــــاصية احلجــــــخ: مدخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ي ــــــــي الش

17

عر مبين على التخييل_ اوالغموضالش .أساسعر خباصية احلجاج_. موض من مسلمات اخلطاب الطبيعيالغ_ يتمتع الش.آلياتهمبختلف ويزخر .احلجاج قائم على االلتباس والغموض -

ل إىل خمتلف آليات احل وسنتناوهلا ،البالغية جاج وسنعود يف الفصل األوعر العريب، ، بالتفصيل والتمثيل ةخاص من ديوان املتنيب كأمنوذج من الش

ااز الذي تعد االستعارة أهم عالقاته، لى ئمة ع . على ماهية احلجاجهأدل ضروبو قا

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

18

ل : الفصل األوراسات حجاجية االستعارة في الد

العربية والغربية

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

19

:والحاجة إلى االستعارةالبالغة والحجاج-1:البالغة والحجاج-

ل النظرية احلجاجية على البالغة وترى فيها طاقات عظيمة، إىل حد اعتبارها حجاجا يف حد تعواا وراء كل حجاج بالغة، والعكس صحيح، ألن مدار ذلك هو اإلغراء واالستغواء «أو ميكن القول بأن ،ذ

ة والصور بصفة خاصة أمهية بالغة يف شىت ،1»قصد اإلمتاع واإلقناع لذلك حازت الفنون البالغية بصفة عام

عر واخلطابة، غري أن احلجاج البالغي يتفاوت حسب أن واع النصوص بعض مالمح حجاجها من بالغة الشعرية واخلطابية، أما عن النصوص األخرى فيكون عرضيا، وبعبارة أدق يتولد فيكون قصدا يف النصوص الش

عري .2التنويع يف الصورة من بالغة كثيفة تفرضها احلاجة إىل اخليال الذي حيققه احلجاج يف النصوص الشحتقيق احلجاج يف سائر اخلطابات اإلنسانية، سواء أكانت البالغة من هنا اتضحت أمهية البالغة يف

ة اإلقناعية والتأثريية للخطاب، وهذا ما مقصودة مستغلة يف عملية احلجاج، أم كانت عرضية تزيد يف القوه العجيب إىل البالغة الستكناه ما فيها من أساليب تأثريية وأدوات إقناعية، ولقد اشتهرت ترجم التوج

عديدة حتوي طاقات حجاجية معتربة، إىل درجة تسميتها باالستدالل احلجاجي يف البالغة أساليب بالغية : وأشهرها،العربية

:حسن التعليل-1لقدرة على اخللق واإلبداع، حيث اتتجلى فيهامن األساليب البالغية اليت يعترب حسن التعليل

عي يف « يء أن يد ا ألمر يرجع إىل تعظيم هالصفة الثابتة للش اعر وخيتلقها، إم ا كان لعلة يضعها الش إمن3».املمدوح، أو تعظيم أمر من األمور

حافظ :إعداد وتقدمي،)مفهومه ومجاالتهالحجاج(، ضمن كتاب "عناصر استقصاء نظري"الحجاج واالستدالل الحجاجي احلبيب أعراب، - 1.45ص ، 2010عامل الكتب احلديث، األردن ،3جإمساعيل علوي،

.60نفسه، ص املرجع: ينظر- 2ة،1، طحممود شاكر، دار املدين:حتقيق،أسرار البالغة،عبد القاهر اجلرجاين- 3 .278-277ص ، ص 1991جد

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

20

وهو أن يكون للمعىن من املعاين أو الفعل «ويعرفه اجلرجاين يف موضع آخر من الكتاب نفسه بقوله اعر فيمنع أن تكون لتلك املعروفة، ويضع من األفعال علة مشهورة من طريق العادات والطباع، مث جييء الش

1».له علة أخرى

ر يف حجاجية هذا األسلوب أنه اعر يروم إثبات احلقيقة باخليال، ومكمن الس حيوي اختالف «فالشودقة النظر، حيتاج إىل رهافة احلس

2».وال يدركه إال من له تصرف يف دقائق املعاين

، من ذلك قوله 3:وهذا األسلوب كثري يف ديوان املتنيب

ر ك ه س أ ب ال ه ود ج ب اء م الد ك ف س ه ــــــــــــال ي ع بـعض ر يـ الط ن ما ألااألعداء إإن يرد كيدهم أو م

د شجاعة املمدوحديارهم وأمواهلميريد أرضهم و ة اليت تؤك جلود املمدوح كذلك ،، وهذه احلجى على أجساد العبادالذي وصل إىل الطيور ، واملمدوح يف نظر املتنيب لوال جوع الطري الكاسرة اليت تتغذ

ودخوهلا حتت رمحته ورجاءه ملا سفك دما وما قتل نفسا، فانظر إىل وضاعة األعداء يف هذا التعبري، فدماء .األعداء أرخص من أمل الطيور وأهون من جوعها

4:ومما يشبهه

اب ئ و الذ ج ر ا تـ م ف ال خ إ يق ت يـ ـــــــــــن ك ل و يه اد ع أ ل ت قـ ه ا ب م يقتل لصد ظلم أو لنيل نصر وما إىل ذلك من األسباب اليت تدفع باإلنسان -كما قلنا-فاإلنسان

، ر املتنيب هذا التوقع وأعطى علة إىل قتل أخيه اإلنسان، ولكن كس

ا بقتل األعادي و مصدر ق ا بقتله األعادي، لذلك فهو حيرص على عدم ختييب ظنها، والطريق إىل ذلك إمن، وهذا ويف هذا البيت لفتة إىل هوان األعداء على املمدوح لدرجة أن ذئاب الرب أفضل منهموعدم رمحتهم،

ابقملصدر اجلرجاين، ا- 1 .296، ص السد الواسطي، - 2 .147ص ، 3ج، )الحجاج مفهومه ومجاالته: (ضمن كتاب،أساليب الحجاج في البالغة العربيةحمميوان- 3 .122، ص الد.113املصدر نفسه، ص - 4

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

21

ة والتساؤل عن مقدار هذا املمدوح الالت ما جيعل البيت ينبض بالقو ، فهو بقدر ما األسلوب حيمل من الدم لألعداء .حيمل من املدح للممدوح حيمل أضعاف ذلك من الذ

ى وخيفف عنه بقولهويعود املتنيب 1:ممدوحا أصابته احلم

اه ات ر يـ ا خ ه ك ر ي تـ ا ف ه ر ذ ا ع ا م ن ل ل ق فـ وم س ج ى ال م ح ال ل از ن م و ال ـــــاء ض ع األ ل أم ت ا ل ه وفـ ق و ـــــــــــال ط فا ف ر ا ش بتـه ج ع أ اه ــات ذ أل

ى مل تسكن جسم حيتج لعظمة املمدوح باستعمال حسن التعليل،إن املتنيب يف هذين البيتني فاحلماملمدوح ألنه كسائر اجلسوم معرض لألمراض، وإمن

.خلقته وكمال هيئته:المذهب الكالمي-2

ةقافث الابن األثري فيه هو انتحاء طريقة املتكلمني يف إثبات املواقف واالحتجاج لآلراء، وقد اشرتط وب موضوعة للخوض يف كل معىن، وصاحب هذه الصناعة جيب أن يتعلق لسفصناعة هذا األ،املوسوعية

ة والربهان، وهو من ، فهو أسلوب حجاجي يوظفه املتكلم إلقناع 2بكل علم وكل صناعة خصمه باحلجرس البالغي العريب القدمي، والذي متتزج فيه أساليب األساليب االستداللية احلجاجية اليت وظفت يف الد

ة يف اإلبالغ احلجاجي 3.أخرى، مبا مينحه القو

ته احلجاجية كذلك من أصله، وهو علم الكالم الذي وض فاع عن يستمد املذهب الكالمي قو ع للدعراء ين بالرباهني واألدلة العقلية القاطعة، لذا تأثر به كثري من البلغاء والش .أصول الد

له النتهاج هذا النهج وإتقان هذه الصنعة، لذا وجدنا يف بلقد عرف املتنيب ثقافته املوسوعية اليت تؤه4:قولهمن هذا األسلوب، من ذلكا كالمه كثري

ار ص ع األ و م ه وس ف نـ ــه ل اإل د ر ا م ن أ ك ين ل اض ف ال ـــــــــــــــــــل ك يت ق ل و ار خ ؤ م ت ي تـ أ ذ إ ك ل ذ ى ف ت أ و ما د ق م اب س ح ال ق س ا ن ن وا ل ق س ن

يوان- 1 .144ص ،الدائرابن األثري، : ينظر- 2 .48، ص 1ج،1959حتقيق أمحد احلويف وبدوي طبانة، مكتبة النهضة، مصر ،المثل السالد 2جملة عامل الفكر، العدد، االستدالل الحجاجي التداولي وآليات اشتغالهرضوان الرقيب،:ينظر- 3 ، 2011ديسمرب -أكتوبرالكويت ، 40،

.77-76ص ص يوان- 4 .368، ص الد

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

22

ق الفضائل اليت امغة، فالذي ال يصد ة الد اعر اإلتيان بالربهان واحلج يف هذا األسلوب يتكلف الشكانت للعلماء قبل ابن العميد كلها مجعت له، حيتج عليه املتنيب باستغالل علم احلساب، فيجعل املمدوح

م املتنيب يف على مجال احلساب الذي نسق كل العلماء، وداللة إ ألفاظ هذا العلم استعمل كلمة ذلك حتك

. 1احلساباعر جيمع من احلجج عر، وهذا لكون الش من هنا تظهر قيمة املذهب الكالمي يف احلجاج يف الش

ها د اختيار احلجج حىت ال جيد احملتج أو املنكر سبيال أقواها ومن الرباهني أشد لإلنكار، ويظهر فيه تعم.واستغالل سائر املعارف

): ــــاس التــــــــداوليالقيـــــــ(التشبيه الضمني -3هو تشبيه يبىن يف صورة غري معهودة، فطرفا التشبيه ال يفهمان إال من ضمن القول وسياق الكالم،

2.و

ة ما جعل علماء احلجا ا عن دوره احلجاجي فهو ميلك من القو تدالال، يتشارك فيه ج يعتربونه اسأمب يذكر املرسل واملتلقي ب هو أنه متثيل حسي مرك ، ومما جعله خيتلف عن تشبيه التمثيل والتشبيه املرك

ة مقولة املشبه من أجل نفي إنكار املنكر هلا وإقناعه 3.لالحتجاج واالستدالل على صح

ممارسة استداللية يسعى فيها املتكلم إىل االنتقال من حكم إىل آخر، معتمدا على احلرية إذن هو فاكيب والصور، متجاوزا يف ذلك كل احلدود والعالقات اليت تراعي يف اختيار ما حيتاجه من األلفاظ والرت

ات ات الوضع اللساين، ومتغري ياقمتغري رز ذلك الصور واالستعارات، الذي يكتنف املتخاطبني، ومن أبالسمعروف مقيس (إذن فالقياس التداويل يربط بني موضوعني . 4اليت يبىن فيها القياس من املعروف إىل الال

عن ، ليتم الربطيف التداولمتباعدين أو ظاهرتني أو فكرتني مها يف احلقيقة ينتميان إىل جمالني ) ومقيس عليه

عودية،شرح ديوان المتنبيعبد الرمحن الربقوقي، : ينظر- 1 .541-540ص ص ،2002مكتبة نزار الباز، اململكة العربية السد الواسطي، : ينظر- 2 .149-148ص، 3ج)ومجاالتههمو الحجاج مفه(، ضمن كتاب ةأساليب الحجاج في البالغة العربيحمم.150، ص املرجع نفسه: ينظر- 3.185، ص تجديد المنهج في تقويم الـــتراثطه عبد الرمحن، : ينظر- 4

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

23

طريق عالقة القياس اليت تتصف .1

ا يف حماولة التأث ري يف سلوك املخاطب وال تكمن قيمة القياس التداويل يف محل اخلرب ملن ال يعلمه، وإمنا عنهعن طريق القيمة الفكرية اليت حيملها واليت تؤدي به إىل 2.االقتناع مبضمون القول عمال به أو كف

عر العريب على عالقة التشابه والتماثل مبختلف أشكاله، ولنا يف ذلك ويقوم هذا االستدالل يف الش، ممن أمثلة 3:ها قولهنديوان املتنيب

ق ف تـ ن إ ف ز غ ال م د ض ع بـ ك س م ال ن إ ف م ه نـ م ت ن أ و ام ن األ البقامة سيف الدولة وسط األنام السفلة لقد استدل املتنيب على احتمال وجود شخص شريف

بل بالربط بينها ،واملنحطني واعترب ذلك أمرا طبيعيا، ليس باالقتصار على إثبات هذه الواقعةبني حدث آخر غري متعايش معه داخل املكان وغري متعاقب معه داخل الزمن، بل بالربط بني حدثني و

اان تش نهما م لك نني و إن كون سيف الدولة، رفيع الطبيعة، ال ينبغي أن يدهشنا، إذ إن هناك ما يناظر . متبايعلى أن . هو أيضا يوجد يف مادة خسيسة وكريهة وهي دم الغزالقيمةإن املسك الرفيع ال. هذا يف الطبيعة

بني هاتني التعاقب الزمين، بل عمد إىل الربطاملتنيب مل يضع هذه احلجة بتعقب التجاور املكاين واله أن يكون املخاطب ذا معرفة ويشرتط يف حتقيق هذه االستدالل غايت .الظاهرتني خارج هذين اإلطارين

.قة التمثيليةبطريف العال4:مثال آخر يفخر فيه بنفسهيفو

ه الذ ن د ع م ن ك ل و م يه ف ش ي ع ال ب م ه نـ ا م ن ا أ م و ام غ الر بمكانية عيشه يف قوم لئام وهو كرمي الطبع عزيز النفس، بأن له مثاال من جنس آخر إيستدل على

اب ورغم ذلك هب الذي على غالء قيمته وتفرده بني املعادن إىل أنه من الرت مياثله يف الصفة واحلال هو الذاب الوضيع يف شيء من صفاته، فاملتنيب حيتج لدعواه بأن قيمة الشيء يف نفسه وليس ببيئته اليت ال يشبه الرت

.108-107، ص ص في أصول الحوار وتجديد علم الكالمطه عبد الرمحن، : ينظر-1.111صاملرجع نفسه، :ينظر- 2يوان- 3 .197ص،الد.82، ص املصدر نفسه- 4

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

24

هب لكونه ذهبا وعلو املتنيب ونفسه العزيزة حمفوظة أينما حل وحيثما ارحتل، حىت وإن ،يعيش فيها فرفعة الذ.عاش يف السجن فإن ذلك ال ينقص من قيمته اليت يعرفها الصديق والعدو

ر الذي إن نفس املتنيب األبية املتعالية، وإن رضيت بالسجن فإن هذا ال ينقص من قيمتها، ألن الدر يف الصدف 1:يعد من أغلى احللي مقره يف األصداف، لذلك فهو يف السجن كالد

ـــــــــــــو م ل ل ت ــــ نط و ـــــد ق فـ ت ئ ش ف ي ك ن ج ا الس ه يـ أ ن ك ف ر ــــــــت ع م س ف نـ ت ــــــــــد الص ن ــــــــــاك س ر الد ن ـــك ي م ل ــــــــــة ص ق نـ م يك ف ــــــاي ن ك س ان ــــك و ل ف

:تحصيل الحاصل-4مستعمله بعدم الفائدة، واحلقيقة أن أي تركيب يف خطاب التنقيص، ورمي مل يسلم هذا األسلوب من

ة مث "ما ال خيلو من فائدة، فإذا كان حتصيل احلاصل جمرد إعادة قول، وآفة منطقية يتم عرض مقولة ما كحجر مبفردات خمتلفة لنصل يف األخري إىل ما قلناه سابقا ميكن أن نعرتض على هذا القول بأن ، فإننا2"تكر

ة در القة واحدة يف أثواب خمتلفة، وأبرز مثال على هذا بيت سيل من احلجج ووابل من األدلة، وهي يف احلقيقة حج

ولة 3:املتنيب الذي قاله معاتبا سيف الد

م ك ح ال و م ص خ ال ت ن أ و ام ص خ ال يك ف يت ل ام ع ي م ف ال إ اس الن ل د ع ا أ ي إن

واحلكم، ويف هذا حجاج بأنه أضعف من ثالث ذوات يف حلظة التلفظ نفسها، فهو حمل اخلصام، واخلصم ه منه، إذ ليس هناك 4.قاض حمايد أو قضية خارجة- يف نظره-أن يأخذ حق

ال املعروفة عنده، دون : منهاولتحصيل احلاصل صور كثرية زمة للد مات الال إحالة املرسل إليه إىل السة املرسل وال ح ا، ألن املرسل إليه يدرك حج يصر مات فحسب، بل أن يقتصر التحصيل على نفس الس

ياق الذي يشري إليه مثل قول زهري :يتجاوز توظيفها يف الس

يوان- 1 .46ص،الد).اهلامش. (147، ص والبالغةالفلسفة عمارة ناصر، - 2يوان- 3 .238ص،الدهري، : ينظر- 4 ، 2004لبنان–دار الكتاب اجلديد املتحدة، بريوت -مقاربة لغوية تداولية–استراتيجيات الخطاب عبد اهلادي بن ظافر الش.490ص

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

25

ــــــرجم م ت قـ ذ و م ت م ل ا ع م ال إ ب ر ا الح م و يث المــ د ا بالح ه و عنـ ما ه ومار واليتم والفقر، إىل غري ذلك من مات املعهودة للحرب عندهم، وهي مسات الد إذ حييل إىل الس

1.:المجاز-5

ل للحقيقة ، املقابل األو، خاصة لدى الفرق الكالمية، ولعل أبرز ما تعرض له بل من أهم الثنائيات اليت بين عليها فكر اإلنساين

.ألمهية البالغة هلذا األسلوب، وهذا ما يرتجم ا2إىل اليوماكي ك ا عن الغاية اليت حنن بصددها فأبرز من جندها عندمها اجلرجاين والس ، حيث تعرضا للمجاز أم

ااز اجلملة، حيث نبه بأن : املفرد و از ا«جلية، فـــــــــــالفروق بينهما ظاهرة

ه إذا كان املوصوف به اجلملة كل «3»حدل فهي جماز، وإن شئت قلت كل : األو

ز ا إليه 4».وبني أصلها الذي وضعت له يف وضع واضعها فهي جمازبني ما جتو

إذا كانت ياق املعىن الذي أراده يف سياق معني د الس ، حيث حيدها .املتكلم، ويوضح خروجه عن احلقيقة إىل ضد

ة هي عني احلجاج ولبه، - وقد أفاض فيه- يدور حول قضية مهمعو عيها، واليت قصرت احلقيقة وأصل االستدالل وصلبه، فاملتكلم املستعمل للمجاز اضطرته الد ى اليت يد

اهتماما زائدا عن العقلي «

هري، : ينظر-1 ابقاملرجع عبد اهلادي الش .491- 490، ص ص السنقيطي، : ينظر على سبيل املثال- 2 د األمني الش ل للتعبد واإلعجازفيالمجاز منع جوازحمم ، حيث عرض 2004احلديث، القاهرة، دارالمنز

.طقيةن.350، ص أسرار البالغةعبد القاهر اجلرجاين، - 3.352-351املصدر نفسه، ص ص - 4

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

26

، وهاهنا تكمن طاقته احلجاجية اليت 1»وينبع عن إجهاد العقل تستثري العقلني، اإلشارات كم تعاقد الطرفنيوحت

، فهو يرى أن )أسرار البالغة(إىل النفوس أعجب، تكلما كان أشد كان«ارات

ااوكانت النفوس هل مك ان رب، وك ا إىل أن حتدث األرحيية أقرب، وذلك أن موضع االستحسان، ومكان أط

يئني مث ماء واألرض، ويف خلقة اإلنسان الش لني متباينني، ومؤتلفني خمتلفني، وترى الصورة الواحدة يف الس.2»وخالل الروض

ابقة ندرك أمورا كثرية تنبه هلا هي :من خالل الفقرة اجلرجانية الس.مراعاة نفسية املتلقي أثناء اختيار فنون القول-.البعد بني طريف التشبيه -ب الكالم- ه القول، ومن أجله يهذ ل الذي إليه يوج .النفس هي املقصد األو.ذكر مصادر التصوير اليت تتكئ عليها النظرية املعرفية-

الس، ن ادعاء يصاحبه أثر يف النفو من هنا متلك اإلفالت منه وال تستطيع اإلعراض عنه، وإذا كان هذان األمران كفيلني بإثبات الصفة احلجاجية

اكي يف كتابه ةللمجاز، فإن النظري ك د بن علي الس ). مفتاح العلوم(مضت قدما واكتملت مع حمماكي ك ااز وجعله لغويا خالصا، وليس فأتى الس د ، تهيف هذا التوحيد ما يعيب حجاجي وح

اكي بذل جهده يف ج ك فقد حاول أن يوظف االستدالل «ل فنون البيان كلها استدالالت حجاجية، عفالسااز وغريه من اآلليات املنطقية توظيفا عقليا ويف يه و شب ارة والت تع االس تمد تع رضية بيانية وعلى هذا ... أ

ة وداللة عقلية بيانيةاألساس اعترب االستدال 3».ل يف البالغة العربية حج

ابق-1 .373، ص اجلرجاين، املصدر الس.130، ص أسرار البالغةجلرجاين،ا- 2الد2العددالفكر، عامل ، جملة االستدالل الحجاجي التداولي وآليات اشتغالهرضوان الرقيب، - 3 .76ص ، 40،

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

27

إمن هنا نستطيع أن نقول ليل متوقف ااز والتشبيها الد ارة و تع االس ان تق لى إ ،2، والبيان بصفة عامة مرجعه إىل املالزمات بني املعاين1ع

، كما أن له األثر البالغ على نفس 3امع .4عالقة وطيدة بالنفس البشرية واألحاسيس اإلنسانيةإنه ذو، أي الس

اكي لقد بات األمر جليا يف أن ك مفتاح (اخلاصية احلجاجية للمجاز قد اكتملت يف كتاب الس:، وذلك من خالل القوانني التالية)العلوم

-.ليل وإحكام االستدالل متوقف على كيفية توظيف فنون البيان- .نظم الد.الذي يعد لب العملية االستداللية احلجاجيةاالدعاءااز قائم على -

وسنعود خنلص يف األخري إىل أن للمجاز دورا حجاجيا كبريا، فهو أسلوب مهم يف التأثري واإلقناع، ، ليتضح من خالل ذلك تكامل الفكرين االستعارةللحديث عن هذه النظرية، ولكن حبصر القول يف

اكي، وكذا األصول القوية الراسخة للنظرية احلجاجية لالستعارة يف البالغة العربية القدمية، ك اجلرجاين والسطرت يف العقود األخرية على هذا الباب، لتهيمن على كل سي

وتنصيب االستعارة على رأس الصور«، اخليالو الذي يستعمل أساليب البالغةباحلجاج دراسة تتعلق تارخييا وعلميا، فتارخييا نالحظ أن أرسطو يعطي األمهية نفسها هالبالغية ليس اعتباطيا، ولكن له ما يربر

هذه الصياغة تعين القدرة على رؤية لالستعارة، فأعظم شيء عنده هو القدرة على صياغة االستعارة ألن اات ش ضف إىل ذلك ،6»«، أ5»الت

جيعلنا نقف أمام لوحتني ظاهرتني بينهما رابط ما، يف حني أن (كون االستعارة ختتلف عن التشبيه يف كونه

اكي، -1 ك .،بتصرف435لبنان، د ت، ص - ، دار الكتب العلمية، بريوتمفتاح العلومالس.330املصدر نفسه، ص - 2.505، ص نفسهاملصدر : ينظر-3.341، ص املصدر نفسه: ينظر- 4.37، ص 1991، ربيع 14- 13: جملة العرب والفكر العاملي، العددانناصر حالوي وسعيد الغامني، : مجة، تر فلسفة البالغةريتشارد، - 5.155،ص البالغة وتحليل الخطابحسني خالفي، - 6

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

28

ل إىل لوحتني يف الباطن، يقوم املتلقي بدور كبري يف وجود االستعارة تضعنا أمام لوحة واحدة يف الظاهر تتحو2:لذا فهي تتميز عن سائر فنون البالغة مبيزتني،1)االستعارة وإحيائها

اليل واإلحيائي، وهذا ما سنراه يف تناول عبد القاهر اجلرجاين لالستعارة وعمقها : األوىل العمق الد.فظوفضلها، فهي تعطي الكثري من املعاين باليسري من الل

وران، والبعد عن : الثانية مشاركة املتلقي يف كشف مجاليات الصورة، تلك الصورة اليت تتميز بالتحوير والدوهذا ما جعلها تسيطر ،املالحظة القريبة، مما جيعله يتأمل ويدقق ليصل إىل طبيعة البناء التصويري وعالقته

.اليوميةعلى سائر اخلطابات الفنـية والعلمية و

عرب الزمن من أرسطو إىل اجلرجاين إىل أن أصبحت االستعارة موضوعا إنسانيا ال ختفى قيمتها على ذي لب .وال يغيب دورها عن ذي بصرية

:الحـــــــــاجة إلـــى االستـــعـــــــــــــــارة-2:الحاجة إليها في اللغة بصفة عامة-أ

ال خيفى على الباحث يف عامل االستعارة تلك اهليمنة اليت فرضتها على سائر اخلطابات اإلنسانية سواء أكانت أدبية

، التصق به فنجد كثريا من االستعماالت اللغوية ذات أصل استعاري سواها من القضايا البالغية األخرى، ائكة قضية الل فظ واملعىن، وال يعنينا منها إال ما هو على كثرة استعماله، وهنا نضع أنفسنا يف القضية الش

ؤية لدى اإلنسان واحليوان، إال إن احلاجة فرضت فنجد كلمة العني مثال ( ، واليت تعرب يف األصل عن عضو الرعليه

.، وهذا ما يعرب عنه يف فقه اللغة باملشرتك اللفظي3...)عني املاء وعني الباب وعني اجليش

سوقي، - 1 د الد .، بتصرف180ص ،2009دار العلم واإلميان، مصر،البنية التكوينية للصورة الفنيةحمم.181-180املرجع نفسه، ص ص : ينظر- 2اللةأمحد خمتار عمر، : ينظر- 3 .153، ص 1993القاهرة ، 4، ط، عامل الكتبعلم الد

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

29

منا سابقا املعاين غري متناهية إذا ما قورنت باأللفاظ اليت ال تستطيع احتواء املعاين واألمساء فكما قددة، ر حاجة 1»«املتجد ، مما يقر

ع والتجديد، ائمة إىل التوس فنلجأ إىل البحث عن األلفاظ املناسبة هلذه املعاين واألشياء، ليكون اللغة الدفتحيد األلفاظ عن معناها األصلي إىل معان استعارية «، تعاري هو احلل هلذا القصور اللفظي االستعمال االس

.2»حقيقيةن جديدة ة إىل درجة العدول عن االستعمال وال ميكن إنكار طغيان االستعمال االستعاري على اللغة بصفة عام، إذ ال ميكن ألي لغة محاية نفسها من هذا االنزالق الذي احلقيقي لبعض املعاين إىل االستعمال االستعاريميس املعاين، والنتيجة يف مثل هذا احلال هي تقلص املسافة بني املعىن احلقيقي واملعىن االستعاري بل قد

3.ده غالبا يف اللغة األدبية والفنية، وهذا ما جنيذوب املعىن احلقيقي يف املعىن االستعاري

ائمة تظهر حاجة هنا من ة والد يات وغزارة املعاين، لالستعارة على مدار الزمن اللغة املاس وكثرة املسممما تضيق األلفاظ حبمله واستيعابه، لنخلص يف األخري إىل هيمنة االستعارة على اللغة اإلنسانية بصفة عامة،

ام و على اختالف مستعمليها، ثقاف ين .معارفهمتنوع وتبا:الحاجة إلى االستعارة في لغة الشعر-ب-

عر ختتلف اختالفا كبريا عن سائر اللغات ملا حتويه من خصوصية وما تطويه من املسلم به أن لغة الشمن جهة من سحر، وهذا راجع إىل تركيبها من جهة، وكذا التحامها مبشاعر اإلنسان وعواطفه وأحواله

ة أخرى اايف تفسري، مما جيعلها نقطة حمري بني جنب من لكا ر ا لس ا ا .هذبة وإذا كانت اللغة بصفة عامة الرتكيب ال تفهم ألفاظها وال تؤدي غرضها األساسي إال وهي مرك

الذي ، إال أن هذا التنويع 4د وتنوع عراء ، لذا ملا حمدوديبقى نه فإمهما تعد الذين ملكوا زمامها يشف غليل مستعمليها وخاصة الشا من فتح باب لذا يفيضون باملعاين ويزخرون بالصور، همف، وأحكموا ناصيتها آخر حيمل مل جتد اللغة بد

اد الكتاب العربحيوية اللغة بين الحقيقة والمجازمسري أمحد معلوف، - 1 .70، ص 1996، دمشق، منشورات إحت.136، ص البالغة وتحليل الخطابحسني خالفي، - 2.137املرجع نفسه، ص : ينظر- 3.69، ص حيوية اللغة بين الحقيقة والمجازمسري أمحد معلوف، : ينظر-4

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

30

اعرأطلقت العنان لآالمهم وآماهلم، ويسد عجزها أمامهم، ف الالت فيخرجها عن معانيها «ليعمدلش إىل الد.1»ية إىل معان أخرى حسب ما تقتضيه األحوال والظروف وتغري املقامات اليت يوجد فيهااألصل

وحتريك العقل وإعمال اخليال، فكانت لغة كونا من املعاين وزمخا من املقاصد، ال يدرك إال حبرية الفكر اا لم من ك نضح لوم، وت لع ا ا فه من حرو ر فج ت اء، لت جب فالسفة الن ل اء وا لم لع ين وا ر فك امل از تفز اس عر سر لش ا

.الفنونا ع التشبيه وصدق العاطفة وختري اللفظ، وغريها من املعايري حسن فن التفسريات العريقة هلذه املسألة، أم

لون يف كتبهم اليت اعتربت نواة النقد راسات احلديثة ترى األوىل، املنهجي اليت وضعها األو غري أن كثريا من الدا عالمته أ ار اعتب لى ات ع ار تع لالس ز ملمي ا ال عم ت االس من بع ا نا ته اعري عر وش لش لغة ا وصية مصدر خص أن

عر استعارة «األوىل، إىل حد قول بعضهم ا ، وذلك أن مصدر متيز االستعارة2»كربىإن الش أ طريقة «هو اللة على حمتوى كان باإلمكان التعبري عنه بلغة مباشرة، دون أن يفقده ذلك شيئا من ذاته .3»للد

اعر املنشئ لالستعارة يتخطى لبنائها العالقات املألوفة لينسج عالقات حية مبتكرة خاصة إذا كان الشعرية دورا كبريا باعتبارها طاقة به، فهو يف حالة حماولة صياغة الواقع يف حلة جديدة تؤدي فيها اللغة الش

اعر املثقل باهلموم مال ميلك زماةرب معت .يتخذ من دماء قلبه حمربة لقلمهفاملوجوع باجلراح، و ها إال الشاللة إىل داللتنيهنا من فينبغي أن نفهم «؛ داللة املطابقة وداللة اإلحياء، يتضح تقسيم كوهني للد

اللتان إال على املستوى الن اللة اإلحيائية نفس املرجع، وال تتعارض الد اللة املطابقة والد فسي؛ بوضوح أن الداللة اإلحيائية فتشري إىل االستجابة النفسية أو العاطفية، ا الد اللة املطابقة تشري إىل االستجابة العقلية، أم فالد

4».يف عبارتني خمتلفتني عن نفس الشيء

الل ق ما قلناه سابقا عننيتإن الد ان بدقة عن االستعارة، وتصد اللة املطابقة هاتعرب متثل اللغة ، فالدائبة يف احلقيقة، واليت منا–العادية من جهة، كما تعرب عن االستعارة املستهلكة الذ فرضتها احلاجة - كما قد

ابقاملرجع ، مسري معلوف-1 .69، صالسسوقي، - 2 د الد .179ص ،البنية التكوينية للصورة الفنـيةحممار : ، تربنية لغة الشعرجون كوهني، -3 د العمري، دار توبقال للنشر، الد د الويل وحمم .196، ص 1986البيضاء، املغربحمم.، ص ناملرجع نفسه- 4

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

31

عرية اليت متيز كل شاعر عن غريه، بل وتعرب عن جتربة . اللغوية اللة الثانية فهي تعرب عن االستعارة الش ا الد أماعر ة حياة وبنت جتربة، وليست عملية استبدال صويت أو انتقال داليل بني األمساء ، أي وليدخاصة بالش

يات عر، ويف مشهد من «واملسم مرتبطة بعمل كيميائي معقد، يف حلظة من حلظات الشاعر يرى األشياء بعيون أخرى، ويدركها بإدراك خمالف للمعتاد واملألو .1»فمشاهده، حني يكون الش

اعر يف كل زمان ه، فيومكان من املسلم به أن الش ين منه صوره بيغرتف من حميطه الذي يدركه حبواساليت تنبض باجلمال و تتسم بالغموض، فيستعري للتعبري عن مجال حمبوبته بالظيب أو الشمس أو الفريدة

اعر مما يف متناوله إال إنه ال وهكذا، واملطرن كمال ممدوحه باألسد والبحر والغيثعالوردة، و ينطلق الشا خيلق عاملا خياليا مادته الواقعينقله نقال أمينا، وال جيعله مرآة عاكسة للواقع، ويف كثري ،2ومسرحه اخليالوإمناعر حدود العقل واملنطق اعر اليت ختتلف عن ياللذمن األحيان جياوز الش الناس، ونفسيته ن يربرمها حال الش

عور، املثقلة باإلحساس .الفريدة املليئة بالشعر يف أغلب أحواله قائما على الوصف عر، هو كون الش بب األهم القرتان اخليال بالش كما ،3إن الس

رجة األوىل«أن اعر، 4»اخلطاب االستعاري هو خطاب وصفي بالد ة وهذا ما يطلق العنان للش فيستثمر قو

راض داللية، غ، منها لدى املتلقيق املعىن عرب حم«فـــــــ ور االستبدال، وهو اختيار شيء لوضعه يف موضع شيء آخر، يف حني أن االستعارة تعم

.5»الشعريخمتلفني يشرتكان يف خاصية ما، التجاوز هي االستعارة اليت جتمع بني هذا لتحقيق املثلىالوسيلة ف

، إال أن كيفية اجلمع بينهما هي لتصنع عاملا من الوهم واخليال ، فطرفا االستعارة مما هو معروف مدرك باحلسا من ر اليت خترج الكالم عن حدود العقل

ؤية اإلشاريةأمحد الطريسي، - 1 .74-73، ص صالنص الشعري بين الرؤية البيانية والر.88، ص ص البالغة وتحليل الخطابحسني خالفي، : ينظر- 2.66لبنان، د ت، ص -بريوت، دار األرقم، فنون الشعر العربيعمر فاروق الطباع، : ينظر- 3ابقحسني خالفي،- 4 .73، ص املرجع السراسات والنشر،األسلوبية ونظرية النص إبراهيم خليل، - 5 سة العربية للد .98، ص 1997بريوت 1ط، املؤس

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

32

اعر كي يرسم عامله اخلاص بهجهة، وكذا تطلق ا ، ومن هنا جند أنفسنا يف قضية هي من صميم لعنان للشاعر إىل االستعارة تزيينية؟ أم هي حيلة لطي مقصوده؟ أم هي آلة إلقناع املرسل إليه حبثنا، هل حاجة الش

منه وحتوالته وتفرعاته والتأثري عليه؟ هذا ما جعلت املباحث التالية كفيلة بالبحث فيه، والنظر يف أصول.احلديثإىل القدمي

راسات القديمة-3 :حجاجية االستعارة في الد

راسات اللغوية إىل اليوم، رغم ما عرفته العلوم اللغوية من تنوع مناهجهم وتباين أهدافهم، وهذا منذ فجر الد

راسات اللغوية والبالغية والتداولية واحلجاجية والفلسفية واللسا نية البالغة هلذه القضية، ال سيما يف لدة والنقدية، وهذا ما جعل اآلراء يف االستعارة ختتلف اختالفا واسعا مما أدى يف األخري إىل اعتبارها نقطة حمريارسني، بل ومن أكثر املواضيع طرقا من طرفهم، وسنرى كيف صارت االستعارة حلقة وصل بني كل لدى الد

أها املنز رجهذه العلوم، مما بو امية والد .خاصة يف عصرنا احلاضرو ة الرفيعة، لة السدون الرجوع إىل أصوهلا وبوادرها، لغويةال ميكن احلديث عن أية قضية سواء أكانت لغوية أو غري

فال ميكن احلديث عن حجاجية االستعارة يف العصر احلاضر دون الرجوع إىل األصول األوىل هلذه القضية، راسات العربية القدمية، واليت واليت يرجعها أكثر الباحثني إىل أرسطو، وال ميكن حبال غض الطرف عن الد

نعين من هؤالء عبد القاهر اجلرجاين نثال األعلى لدقة التناول وسعة الطرح، وأبرز متعترب النموذج األمثل واملمة احلجاجية لالستعارة، وسنرى كيف أن سبق زمانه وجتاوز نظرة معاصريه لالستعارة، هالذي تنبه إىل الس

اكي الذي وضع قواعد يف اجلمع بني املتباعدين هي يف احل ك من دعائم النظرية قيقة وبعد اجلرجاين جند الست العلماء االنمهلنثبت من خالل هذاحلجاجية لالستعارة، ل القضايا اليت حري ذج أن االستعارة من أو

رين .ملا حتويه من أثر يف النفوس، وما متلكه من فعل يف العقولواملفكراسات الغربية القديمةحجاجية االستعارة -أ :)أرسطوعند (في الد

هيمنت زمنا طويال على الفكر الغريب، فلم يستطع يتتعترب البالغة الغربية امتدادا لبالغة أرسطو البل أثينيا «، فسادت الفكرة اليت جتعل التخلص منها ، أرسطيا ة لغربي بالغة ا هذه البالغة اليت ، 1»أصل ال

د الويل، - 1 .33، ص 40الد ،2، جملة عامل الفكر، العدد مدخل إلى الحجاج، أفالطون وأرسطو وشايم بيرلمانحمم

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

33

تلميحات حجاجية جتعل من «استقرت على جعل البالغة هذه املزينات روافد لغوية ودعامات تسعى إىل بعث اإلقناع والفعل، ال إىل االستمتاع اجلمايل غري العابئ

لوك .1»بالتأثري وتعديل الساهد الذي فرعه تناول أرسطو االستعارة يف موضعني من كتاب اخلطابة، ث عنها يف باب الش فقد حتد

اهد اخلرايف، ويف هذا املوضع يعترب اهد الصناعي احملتمل والش اهد الواقعي والش إىل ثالثة أجناس وهي الشنا لفظيا ث عنها يف معرض كالمه عن األساليب ليعتربها حمس ما حجاجيا، كما حتد .2االستعارة مقو

ا ة مفاهيم على النحو فقد طار حديثه عن بنية اللغة االستعارية يف إأم ربط أرسطو االستعارة بعد3:التايل

ث به أرسطو عن االستعارة هو أنه أدخلها ضمن احملاكاة :ــــــــــــــــــارة والتخييلاالستعــ-1 إن أهم ما حتداملألوف إىل الغريب، وهذا التخييل هو جوهري يف األقاويل )التخييل(

عرية ألنه حيقق االلتذاذ واملتعة النفسية .الشم هذا النقل إىل نقل : االستعــــــــــــــــارة والنقل-2 يعرف أرسطو االستعارة باعتبارها نقال أو تغيريا، كما يقس

ب خي عر، أما عن الوظيفة اجلمالية هلذا النقل فيجعلها ثالث بسيط وخيصه باخلطابة، ونقل مرك ص الش: وظائف مرتابطة، وهي

ة ومتعة، وهذه الوظائف ى ال ميكن أن تتأت - حسب أرسطو-اليت ترجع إىل التخييل الذي يكسب القول لذ.جمتمعة يف شيء خال االستعارة

حيصر أرسطو االستعارة يف اللفظ، وهذا واضح من خالل تناوله إياها يف باب : االستعارة واللفظ-3

لفظة جمازية بلفظة حقيقية، ووفق مبدإ االختيار واالنتقاء جتمل االستعارة وحتصل االستعارة عند استبدال.باللفظ اجلميل، وتقبح باللفظ القبيح

ابق-1 د الويل، املرجع الس .33، ص حممد الويل، : ينظر- 2 .31، ص مدخل إلى الحجاجحممــان، : ينظر-3 رق، املغرباللغة والخطابعمر أوك .131-124، ص ص2001، إفريقيا الش

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

34

يرى أرسطو أن الوظيفة األساسية لالستعارة هي وظيفة زخرفيه، فهي ال : االستعارة والزخرف البالغي-4ا دورها مجايل فقط فلقد . هذه هي النظرة الغالبة على سائر البالغة التقليديةو . متلك أي وظيفة معرفية، وإمن

يا هذا التطرف. احلس اجلمايل عند املتلقي وجردا االستعارة ولعل الفكر الوضعي والعقالين والتجرييب قد زك.من أية جدارة علمية كيفما كانت

اة-5 ملش ا ارة و تع : االسا يكمن هذا االختالف يف غياب أداة التشبيه يف االستعارة وحضورها يف التشبيه . وإمن

ابقة تتجلى نظرة أرسطو لالستعارة، حيث يعتربها من خالل ه ذا الربط بني االستعارة واملفاهيم السا عن اخلصائص األخرى ،أساس العملية التخيلية وهي يف هذا اإلطار على رأس الصور البيانية األخرى، أم

خ النظرة الضيقة لالستعارة من خالل حصرها على اللفظ دون املعىن ال متلك وجعلها زخرفا لفظيا فهي ترسة تأثريية وال وتؤدي وظيفة معرفية، وهذا من أعظم املآخذ على تفسري أرسطو لالستعارة، ا قو يف ربطه بني أم

جير اللوم عليه، وذلك جبعله االستعارة تشبيها غابت فيه األداة، إذ ال ينكر عاقل ما فهواالستعارة والتشبيهبني االستعارة والتشبيه من البون واالختالف، فاالستعارة حتوي من اخليال ومتلك من اجلمع بني املتناقضات

واملستعار منه، وتتحقق ما ال يستطيعه التشبيه، ففي اخلطاب االستعاري تذوب الفروق بني املستعار لهاخلصائص والصفات، وهذا التالحم املرسوم من طرف املرسل جيعله يف حوار مع املتلقي، اللحمة بينهما يف

ة يف وابط بني املتناقضات وإزالة الفروق بني املتباعدات، وهذا ما جعلها نقطة حمري حيث يسعى إىل إنشاء الر.تاريخ الفكر اإلنساين

م أرسطو االستعارة إىل ثالثة أقسام هيوب 1:صفة عامة يقس

هي االستعارة اليت صارت متداولة بني اجلمهور نتيجة التكرار وكثرة االستعمال ، : االستعارة اجلمهورية-1وال

.أرسطو على الغرابة

ابقعمر أوكان، : ينظر-1 .134-133ص ص ،املرجع الس

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

35

عرية-2 بة واالستعارات املخرتعة واالستعارات :االستعارة الش ن هذه االستعارة من االستعارات املرك تتكويف حتقيق الوظيفة - يف نظر أرسطو- اخلطايب إىل الشعري، وتفشل هذه االستعارة البعيدة اليت تنقل القول من

.اإلقناعية: االستعارة احلجاجية-3

1:هلا لكي تؤدي هذه الوظيفة أن تكون

متكلفة، مألوفة بعيدة عن الغرابة؛بسيطة قريبة واضحة، وأن تكون غري - عر- عرية، و خيرج القول من اخلطابة إىل الش .قلية ، ألن اإلفراط فيها خيرجها من احلجاجية إىل الش.ذات جودة وحسن ومتيز حىت تبتعد عن االبتذال املفضي إىل اجلمهورية-

ا وغري احلجاجية جيعله حمل انتقاد، ألن إن تناول أرسطو لالستعارة، ومتييزه بني احلجاجية منه أو قضية معينة، لترتجم ما يطوي املتكلم يف داخله، وما خيتلج يف االستعارة تعرب يف النهاية عن موقف معني

:نفسه، ولنتأمل البيت التايللؤا ت لؤ طر قت فأم س س و ن نـرج عضت على الع م ردا و ــــــــــو د ناب بالبـ ـــــــــر

جتل قوي لتأثري االستعارة، من هذا البيت الذي مل خيل كتاب من كتب البالغة إال وذكره ملا فيه اعر يف هذا البيت يثبت أمورا يف حمبوبته، ويتخذ لذلك طريقة فريدة، ليصبح كامنا يف طريقة سر البيت «فالش

ة اإلثبات، وليس يف األشياء املثبتة، تلك الطريقة املشحونة باالستعارات املتتالية اليت أكسبت البيت القو.2»واجلمال

بة متتابعة اعتربها كثري من أصحاب النظرة األرسطية والتقليدية كما حيوي هذا البيت استعارات مركاعر ينقل لنا أمورا وحيتج هلازخرفا متكلفا، ة حجاجية تتجلى يف أن الش 3:واحلقيقة أن هذا البيت ميلك قو

ل االحتجاج جلمال حمبوبته، هذا اجلمال الذي ال شك أن كل قارئ هلذا البيت يفتنت به ويعطي احلق : األواعر يف هيامه وحبه .هلذا الش

.138-134ص ص ،اللغة والخطابعمر أوكان، : ينظر- 1ذقية،1ط، دار احلوار،نظرية اللغة والجمال في النقد العربيتامر سلوم، - 2 . 282-281، ص ص 1983سوريا - الالابقعمر أوكان،:ينظر- 3 .129ص،املرجع الس

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

36

اعر يربز معرفته: الثاين ز على أهم ما يف املرأة من نبال ترسل من أن الش مبواقع اجلمال وألوانه، حيث يركاعر هام اليت أصابت الش .خالهلا الس

اعر، وهي أن دموع هذه املرأة رمحة باعتبار املطر : الثالث حتوي االستعارة األوىل فكرة عجيبة أرسلها الشعد موا، ألن دموع احلبيبة آللئ حتيي قلب احملب رمحة، وهي هنا أغلى من قطرات املطر اليت حتيي األر ب ض

.وتنري طريقهات، أو ملئ لفراغ ا هي بيان وتوضيح، أو معرفة ورؤية، أو تعبري عن الذ فاالستعارة بشىت أنواعها إمن

.اللغة وعجزها، ويف كل هذا عون للمخاطب على حتقيق اإلقناعراسات العربية القديمة في حجاجية االستعارة -ب اكيعند الجرجاني(الد ك :)والس

عصورمر الناظر يف البالغة العربية حيث إن ،الكالم وحسن التأليف، فنتج عن هذا إقحام البالغة يف فنون عديدة

الة على اا الد بقة ألو لسا ات ا لقفز لك ا ا ت يه رى ف ي قدمية ل من ا كثري فنجد فيهانبوغ الفكر العريب القدمي، انظريات حديثة، ى أكتافهاواليت أسست علالتلميحات واإلرهاصات اليت وجدت يف مؤلفات األقدمني، لون، فنجد البالغة العربية القدمية تضاهي البالغة ومرد هذا إىل الفكر املوسوعي الذي امتاز به العلماء األو

جلديدة يف أمور كثرية ال سيما تلك اخلاصية التداولية اليت تربط بني املرسل واملتلقي واليت متخضت الغربية اااز والكناية واالستعارةعنها الصبغة احلجاجية لكثري من مفاهيم البالغة يل و عل يه وحسن الت شب إال أن ،كالت

ليف املقام األتعد االستعارة ه إليها علماء البالغة والنقد فقد ،و فأشبعوها دراسة وحتليال لتتبلور يف واللغة توجة الكامنة في ام القو ة اليت يستغلها املرسل بغرض إشراك املتلقي يف اخلطابهاأذه ، ومن مث إىل ؛ تلك القو

د لقاهر اجلرجاين ومن بعده عبد ا) حجاجية االستعارة(قضية م، وأبرز من تبلورت لديهالتأثري فيه وإقناعه حمماكي ك .بن علي الس

:االدعاء وحجاجية االستعارة عند الجرجاني-1قيقة ملختلف يعد عبد القاهر اجلرجاين رائد علوم البالغة العربية، ومن خالل فكره تبلورت النظرة الدمفاهيم البالغة، ومن أبرز هذه املفاهيم مفهوم االستعارة الذي سنرى كيف ذهب فيه مذهبا سابقا ألوانه

اعي ة إىل جتديد البالغة بفكر اجلرجاين، ويعد متجاوزا لعصره، وأبرز دليل على ذلك تأثر سائر الصيحات الد

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

37

ل من تفطن إىل احلجاجية لالستعارة، وهذا راجع إىل تأثره بأساليب احلجاج املتعارف عليها، كالرد الوظيفةأواهد وغريها، اهد واالستدالل والش ليل والش وهذا واضح على األقوال واآلراء، واالدعاء واإلثبات واملعارضة والد

ليل والربهانخالل كتاباته اليت يرسلها من .على شكل قضايا مدعمة بالدتناول اجلرجاين االستعارة يف إطار نظرية النظم اليت ملكت عليه لبه، واليت حيتج من خالهلا على

اقها، ليتحقق فضل املعىن على اللفظ، وجيعل االستعارة يف املعاين وليس يف األلفاظ، أي يف إطار نظمها وسي1.فيها ما تطويه من سعة التصوير ورحابته

اعترب اجلرجاين حجاجية االستعارة قائمة على مفهوم االدعاء، فاالستعارة ليست حركة يف األلفاظ، الالت، وهي ليست بديعا، بل هي طريقة من طرق اإلثبات الذي يقوم على ا هي حركة يف املعاين والد وإمن

2.االدعاء

ر اجلديد لالستعارة ظهر معارضا للتص ور اللفظي البديعي لالستعارة، وكان عبد القاهر وهذا التصور اجلديد، فاالستعارة عنده هي ضرب من التشبيه، ومنط من «اجلرجاين من أشد املدافعني عن هذا التصو

التمثيل، والتشبيه قياس، والقياس جيري فيما تعيه القلوب، وتدركه العقول، وتستفيت فيه األفهام واألذهان، ال كذلكمن هنا تعين حجاجية االستعارة فعاليتها يف التأثري على األذهان و األفهام، وتعين3».آلذاناألمساع وا

.4»البعيدة عن اإللغاز والتعميهنوعا خاصا من االستدالل العقالين ومن الفضائل املعرفية واإلدراكية«وإذا كان اجلرجاين من خالل مفهوم االدعاء يبدو أكثر عقالنية يف معاجلته لالستعارة، فإنه يف الواقع

را بالغيا ال يفهم هذه املعاجلة إال باجلمع بني العقلي والنفسي، فعندما تقول م تصو ، فإنك "رأيت أسدا :"يقدلوالها مل حيصل لك، وهو املبالغة يف وصف املقصود «-على حد تعبري اجلرجاين–

ته امع صورة األسد يف بطشه وإقدامه وبأسه وشد .5»بالشجاعة، وإيقاعك منه يف نفس الس

ميدانا، وأشد افتتانا، وأكثر جريانا، وأعجب حسنا وإحسانا، وأوسع سعة وأبعد أمد «غري حمصورة، فهي

.83-82، ص ص 1999منشأة املعارف، مصر، والنقاد والبالغيينمفهوم االستعارة في بحوث، اللغويين أمحد الصاوي، : ينظر- 1.47- 46، ص ص1991، ماي، 4، جملة املناظرة، العدداالستعارة عند المتكلمينأمحد أبو زيد، : ينظر-2.20، صأسرار البالغةعبد القاهر اجلرجاين، - 3.90، ص مفهوم االستعارةأمحد الصاوي، - 4ابق، صاجلرجاين، - 5 .32املصدر الس

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

38

1.»سحرا، وأمأل بكل ما ميأل صدرا، وميتع عقال، ويؤنس نفسا، ويوفر أنسا

االمتداد، االفتتان، اجلريان، : ميكن أن نستخلص أهم مزايا االستعارة من خالل هذا القول، فهيا أ فس، نسة الن قل، مؤا لع اع ا إمت در، لص لى ا اذ ع تحو االس حر، لس ن، ا تفن ب، ال تشع عمق، ال ل عة، ا لس احلسن، ا

عري واجلمايل، والفكري والعقلي، والنفسي واال نفعايل، فهي جتمع بني قطبني حجاجيني حتيل على الش.أساسني، مها العقل والنفس، فإمتاع العقل ودغدغة الفؤاد أدعى إىل اإلقناع

وإذا كان اجلرجاين هو صاحب الفكرة األصل وإليه يرجع الفضل يف النظرية اخلاصة حبجاجية

مل االستعارة، ومن أبرز األمثلة والفلسفة، فأدى توفر اآللة ودقة املنهج إىل الوصول إىل نتائج مذهلة يف عا.الكثريةالرمحان يف كتاباتهعلى هذا ما اشتغل به طه عبد

ومن خالل طرحه حلجاجية االستعارة الذي بناه على أصول جرجانية خالصة، يتضح لنا جبالء ما ع القول يف الفكر الذي يعد أدق ما ) االستعاري الطاهائي(وصل إليه اجلرجاين يف هذه القضية، وسنوس

.ة دقيقةضفاه عليه من صبغة فلسفيكتب عن هذه القضية يف عصرنا احلاضر، وخباصة ما أاكي-2 ك :دور الجامع في تحقيق حجاجية االستعارة عند الس

ك ته جياكيرى الس د العالقات بني أجزاأن بي أن اخلطاب برم ، وانطلق هئتتوفر فيه شروط كثرية لتتأكالنحوي والذي من تقسيم هذه العالقات إىل عالقات ظاهرة وغري ظاهرة؛ فتتمثل الظاهرة أساسا يف الرتكيب

اد معاين اخلرب الوارد يف اخلطاب سواء يف صورته الظاهرة 2يعترب العطف أبرز وسائله ، يضاف إىل هذا احتاد لية، أو من خالل تأويل االختالف احلاصل بينها إىل ما حيقق هذا الوصل واالحت وهذه اخلاصية «، 3األو

أسبقية الفكر العريب يف كثري من املفاهيم احلديثة ، مما يظهر 4»ةهي اليت تتجلى فيها قضية األفعال الكالمي يه ا عن العالقات غري الظاهرة فتتمثل فيما يسم اليت انتهى إليها الفكر العريب والغريب على حد سواء، أم

ابقملصدر جلرجاين، اا- 1 .40، صالساكي، : ينظر- 2 ك د بن علي الس .109، ص مفتاح العلومحمم.118املصدر نفسه، ص : ينظر- 3د خطايب، - 4 .119-118، ص ص مدخل إلى انسجام الخطاب-لسانيات النصحمم

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

39

اكي ك عقله واستفزاز الذي ال سبيل إىل حتققه إال بإشراك املتلقي يف اخلطاب عن طريق إعمال ) اجلامع(الس1:، فالنوعان األوالن يشرتك مجيع الناس يف كيفية فهمهما، ومهاخياله، وأنواع اجلامع ثالثة

:طريقويكون عن : اجلامع العقلي - 1اد يف التصور- .االحت.التماثل يف التصور- بب واملسبب- .التضايف، كالس

:اجلامع الومهي ويكون عن طريق- 2.ني املخرب عنهشبه التماثل ب- واد والبياض: التضاد- .كالسل والثاين: شبه التضاد- ماء واألرض، واألو .كالس

هذين النوعني يربز دور املتلقي غاية الربوز، فعليه أن يسعى إىل إدراك هذه العالقات عن طريق يفبب سعى إىل إجياد املسبب، وإذا غابت العلة وجدها عن طريق إعمال عقله وحتريك فكره ، فإذا ذكر الس

ر يف املعلول، وهكذا يف التماثل وشبهه وكذا يف التضاد، فعلى املتلقي أن ميأل فراغ اخلطاب عن طريق التفكيئني أو األشياء، أما يف اجلمع بني األضداد فهو أيسر األمور على املتلقي إجياد وجه التماثل أو شبهه بني الش

.2»الضد أقرب خطورا بالبال مع الضد«ألن ا عن النوع الث ره على : الث؛ وهو اجلامع اخليايل أم اكي أن الناس خيتلفون يف إدراكه وتصو ك فريى الس

ره ترسا والصائغ يصوله رغيفا أمحر يناله من بيت ذي مروءة .3سبيكة من اإلبريز واملعلم يشك

ة –يتضح يف هذا النوع من اجلامع أن املعترب فيه هو نوعية املتلقي، لنصل إىل أن اجلامع بصفة عاماكي ك يقوم على املتلقي بدرجة كبرية حىت تتحقق سالمة العالقات بني وحدات اخلطاب، - ومن منظور الس

ة اليت تنطوي حتت هذه العالقات اللة العام قها املتلقياليتوكذا الد .ينشئها املرسل وحيق

د خطايب: ينظر- 1 ابقحمم .120، ص ص ، املرجع الساكي، - 2 ك .110، ص مفتاح العلومالس.111، ص املصدر نفسه:ينظر- 3

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

40

من خالل ما سبق نستطيع إجراء هذه العالقات على االستعارة اليت يقيم املرسل من خالهلا عالقة فريدة بني املستعار له واملستعار منه، فيسعى املتلقي إىل إقامة العالقة بني املتناقضني وإجياد اجلامع بني

عاملتباعدين واملشرق البهي الطلعة ،والشجاع باألسد،راء على تشبيه اجلواد بالبحر والغيث، فكم درج الشل فيها الثقافة بالشمس والبدر، يف عة ال تدرك معانيها إال بتحريك آلة الفهم اليت تتدخ استعارات متنو

.ل الذي صنعته االستعارةاملشرتكة بني املرسل واملتلقي لينفك لغز اخلروج عن العامل الواقعي إىل عامل اخلياعراء بصفة خاصة عن طريق عر العريب كثريا من العالقات الفريدة اليت أقامها الش ل الش لقد سج

اعر االستعارة للمتلقي كيفية يف مجعهم بني املادي واملعنوي واحلي واجلماد والعاقل وغري العاقل، فيرتك الشات، فيصبح غريبا يف عامل هذا اخلطاب، وال يزيل هذه الغربة إال عن طريق فك الربط بني كل تلك املتباعد

ن نصا جديدا له فيه نصيب من اجلهد الفكري والعناء العقلي ليعترب يف ،رموز هذه العالقات الغريبة، ليكواكي يف إطار التمثيل للجامع .النهاية شريكا يف إنتاج اخلطاب ك ومن أبرز األمثلة على هذا ما ساقه الس

:الومهي ـــــــرق ا ثة تش ا ثال ته ج ه نـيا ببـ ر لد م الق ــــــاق و ح أبو إس ى و س الضح م ش

اعر بني ثالثة أشياء؛ شيئان وشيء شديد البعد عنهما، فالشمس والقمر نمتقاربايف هذا البيت جيمع الشخمتلف عنهما متام االختالف، ) أبا إسحاق(متقاربان من حيث اخللقة والصفات والشكل، إال أن اإلنسان

اعر إىل إنشاء عالقة بينه وبني ما هو بعيد عنه، ليجعل املتلقي يف حرية من أمره ورغم ذلك سعى الشاعروصعوبة يف فهمه، في ، فنرى املتلقي وكأنه لجأ إىل استعراض أوصاف تلك األشياء ليصل إىل مراد الش

لناه حسب ما يقتضيه البحث وترتضيه د خطايب وعد قواعد يرسم يف خميلته هذا النموذج الذي اقرتحه حممابقة 1:اجلمع الس

لدى املتلقيتظهر يف النهار، وهذه صورة معهودة –مصدر ضوء –مجاد : الشمس.اللة لدى املتلقي–مصدر ضوء –مجاد : القمر .يظهر يف الليل، هذه أيضا صورة معلومة الداعر(مصدر ضوء –إنسان–حي : أبو إسحاق اعر أفق –) يف نظر الش دائم الظهور، هنا خيرق الش

.املتلقي

د خطايب، : ينظر- 1 .123، ص لسانيات النصحمم

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

41

أما مصدران للنور واإلضاءة منذ األزل ال إن العالقة بني الشمس والقمر معروفة لدى املتلقي، هي وخيتلف يف ذلك األعمى والبصري، واجلاهل والعامل، فكيف أليب إسحاق أن ينضم إليهما؟ ال شك أن لغة

عراء من أرقى النماذج وأحسن األمثلة، لذا ال ميكن أن خيلو البيت من فائدة، وسر هذه الفائدة يف «الشل من ا الشطر األو

، بل ويفوقهما يف ظهورمها وزواهلما، فالشمس ال 1»حسن، ليصبح املمدوح مزامحا للشمس والقمر يف نورمهاا أبو إسحاق فهو ء يف الزمانني على حد سواء، يضيتظهر إال يف النهار والقمر ال يبدو إال يف الليل، أم

.وهكذا يف سائر االستعاراتفريد الذي تتجلى

ملية االستعارة هي لب العأن على اعتبار فيه االستعارة على اختالف يف البيئات وتنوع يف الثقافات، .التخييلية من لدن أرسطو إىل اليوم

اكي أمنوذجا ألنه أتى يف االستعارة ك مبا مل يسبق إليه، فهو يف غالب حديثه واحلقيقة أننا مل نتخذ السا هو مقلد ملن سبقوه، وخباصة عبد القاهر اجلرجاين الذي ان تعنها إمن

ولكن الذي دعانا إىل التماس الصفة . على االدعاء، أي ادعاء صفة من صفات املستعار منه للمستعار لهاكي احلجاجية لالستعارة لديه هو قضية اجلامع، ف ك دالس ضرورة حتديد اجلامع بني األشياء الواردة على يشد

ا من أصولوهذا هو الذي جيعلنا يف اخلطاب، عوة اليت و ، ةالنظرية احلجاجية املعاصر حنقق أصال هام هو الدهها املرسل للمتلقي ل اخلطاب وحيقق الفهم املقصود من طرفهمن أجل يوج ، وال يتأتى كل تعاقد ضمين يكم

.هذا إال بسعي املتلقي لتحديد اجلامع الذي به يستقيم الكالم وينسجم اخلطاب ويتحقق التواصلراســـات المعــــاصرةحجـــاجية -4 :االستعــارة في الد

علوم أخرى من جهة ثانية، وأدى هذا كله إىل سيل من النظريات ووابل من العلوم، خاصة ما يتعلق ببعض رين لتستخرج منها ما تطويه من مواهب و ما حتويه من املعارف الق دمية اليت عادت إليها عقول املتأخ

د خطايب- 1 ابق، ، حمم . 124-123ص املرجع الس

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

42

لعلوم واملعارف من نظريات إىل خمتلف املفاهيم البالغية القدمية، مستعمال يف ذلك ما انتهت إليه بعض اارسني، وخباصة ة لدى كثري من الد ونتائج، ومن أبرز هذه املفاهيم االستعارة، هاته اليت صارت حبق نقطة حمري

اا احلجاجية فت طاق تش اك ندما اليت ع.جاجية لالستعارةتناولت النظرية احل

وقبل أن نبدأ يف استعراض بعض النماذج من العرب والغرب، ال بد من بسط القول حول تناول دذينسفة لالستعارة، والالفال حجاجيتها ودورها حىت على دور االستعارة يف كل خطاب إنساين وأبرزوا واأك

ل ايف اخلطاب ال توس ار ي ذي ص ل ته ا في ذا لس ل عليهاو ف .يعو:وحجاجية االستعارةالمعاصرة الفلسفة -1

الفلسفة والبالغة بصفة عامة علمان عريقان وقدميان قدم التفكري اإلنساين، ولطاملا قام التحاور بينهما، إذ ال مفر للبالغة من الفلسفة، وال ميكن للفلسفة أن تكون خالصة من كل تداخل بالغي، فال

ل بالبالغةميكن .للخطاب الفلسفي حبال أن خيلص من التوسلقد ظلت الفلسفة يف حاجة دائما إىل دعم بالغي يشحن قاموسها ويفعل جتاوزيتها والبالغة هي

، وتظهر احلاجة أشد الظهور عندما سعى الفالسفة إىل 1أصل الفلسفة وغايتها، فهي من أسسها واستكملهاا هليمنة اللغة امليتافيزيقية، ويزيد من رصيد «الفلسفي، جتديد اخلطاب والبحث عن شكل لغوي يضع حد

ري الباحث عن التجاوز والتجديد القاموس املفاهيمي للخطاب الفلسفي الذي يتناسب مع النسق التصو2».والنقد

اصطدم الفالسفة مع مفهوم بالغي، حيوي من الطاقات الفلسفية واإلمكانات احلجاجية ما جيعله أساسا يف كل خطاب إنساين، وهذا املفهوم هو

ضرورة لغوية من صميم منطق «وهي يف احلقيقة االستعارة، اليت لطاملا اعتربت فائضا لغويا وزخرفا لفظيا،ن موضعا حجاجيا، من خالله يستطيع هذا اخلطاب إجياد معان اللغة الطبيعية، ويف اخلطاب الفلسفي تكو

ر ا مفاهيمه يطو ته، و ارا يها حو ثمر ف يست أخرى اكن أم يدة و 3».جد

. 136، صالفلسفة والبالغةعمارة ناصر، ي: ينظر- 1.154، صاملرجع نفسه- 2

.155، صاملرجع نفسه- 3

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

43

ريا وانزياحا عن مطلب احلقيقة، كما هي مطلوبة إن االستعارة كمجاز و ختييل ليست احنرافا تصوبالعقل، بل هي من إجناز العقل نفسه، وهي يف مقابل احلقيقة، فما كان طريقا يف أحدمها من لغة أو عقل

1.فهو يف طريق اآلخر

فليست االستعارة جمرد جماز «، فهي الواسطة يف عقلنة اخليال، لقد وعت الفلسفة أمهية االستعارةا البيان فسلوك حييل إىل فضاء ختييلي يف اللغة، بل هي عملية استبدال وحتويل داخل الوعي نفسه، وأمه الفهم والتبيان، فهو بذلك بالغة لبلوغه انزياحي للغة من خالل االستعارة وداخل اللغة نفسها مقصد

اإلفهام واإلبالغ، ففيه شرح وتفسري وتأويل وفق منوذج الغموض من أجل الوضوح، وااللتباس من مقاصد، ا من أجل هذا أصبح موقع االستعارة يف اخلطاب الفلسفي ضروري، 2»أجل البيان، واللغز من أجل احلقيقة

نا بالغيا، بل ميكن التفكري يف االستعارة داخل اخلطاب الفلسفي «فالوهذا من أجل الفهم، بوصفها حمسناته نا داخليا من مكو ا كانت إحدى ركائزه(...) بوصفها مكو فإذا قمنا باستبدال مضمون االستعارة ، 3»ورمب

ب من التخييل والتصوير، وكلما كان التمثيل ا هي متثيل مرك فإننا نقع يف حالة من سوء الفهم، فاالستعارة إمنأر حجاجا كان برها« نه وبيا قهر نه أ لطا وس نور ر أن االستعارة متثيل فهي إذا برهان وسلطان 4»نه أ ، وإذا تقر

.وبيان

5.حتققها بنفسها

:ومن خالل ما سبق ميكن اخللوص إىل ثالثة مستويات حتقق حجاجية االستعارة؛ وهين مثاال يوضح الفكرةالربهان - .الذي يتضم

.230-229، ص ص أسرار البالغةعبد القاهر اجلرجاين، : ينظر- 1.160، صفلسفة البالغةعمارة ناصر، - 2، جملة الفكر العريب املعاصر، مفارقات الخطاب الفلسفي بين االستعمال المفاهيمي للغة واالستعمال االستعاريعبد احلق منصف، - 3

.65، ص 1993، بريوت 101-100العدد.69، صأسرار البالغةعبد القاهر اجلرجاين، - 4ايد جحفة، دار طوبقال،: ، ترمجةاالستعارات التي نحيا بهاجورج اليكوف، مارك جونسن، : ينظر- 5 بد .159، ص 1996املغرب،1طع

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

44

ه أفق املخاطب وحتكمه- لطة اليت توج .الس.البيان الذي به يتحقق اإلفهام واإلبالغ-

ومن الثابت يف العقول أن الفهم الناتج عن لغز االستعارة أكثر رسوخا من الفهم اجلاهز الناتج عن اليت تريد تعليمها أكثر جتريدا كلما وجب عليك أن تزينها إلغواء كلما كانت احلقيقة «واللغة العادية،

رناه سابقا أن من عادة احلقيقة التواري وراء الغموض وااللتباس الذي يعد من اخلصائص ، 1»احلواس ومما قر.غة امللتبسةفليس لنا لتحقيق هذا إال االستعارة اليت جتمع بني احلقيقة املتوارية والل ،األساسية للغة

راسات العربية المعاصرة-2 :حجاجية االستعارة في الدال ميكن إنكار أسبقية طه عبد الرمحان يف جمال النظرية احلجاجية لالستعارة، وميكن اعتباره النموذج

راسات العربية املعاصرة .األمثل للفكر العريب املعاصر، لذا سوف نتخذه عينة من الد):المنطق الحجاجي لالستعارة(االستعارة والحجاج عند طه عبد الرحمان-1

راسات اخلطابية، ومل تقتصر د الد د بتجد لقد أقر طه عبد الرمحان أن االهتمام باحلجاج قد جتدراسات احلجاجية على النظرة الضيقة للحجاج، واليت لطاملا اعتربته ال جياوز عملية استداللية وبرهانية، الد

يف حني أن احلجاج ال يقوم على جمرد العالقة االستداللية تقوم على حشد األدلة والرباهني على قضية معينة، اه إىل انطوائه على قدر من االلتباس يف الوظيفة ه ،2بني جانبني اثنني، وإنا يتعد من «هذا االلتباس الذي عد

د أنه 3»مسلمات اخلطاب الطبيعي . 4»مطلوب يف احلجاج«، كما أكره وألقى بثقل كما بين الفكر االستعاري الطاهائي على أسس جرجانية خالصة، إال أن صاحبه طو

ا تتجلى يف ألن خاصية االلتباس يف اخلطاب الط بيعي، إمن، واملعىن الثاين قيمي أو جمازي : ل حقيقي العبارة واإلشارة، فاملعىن األو

5.

ار،: ، ترمجةما وراء الخبر والنشرفريدريك نيتشه، - 1 راسات والنشر،جزيال فالور حج .127، ص 1995بريوت، 1طاملؤسسة العربية للد.230-229، ص ص اللسان والميزانطه عبد الرمحان، : ينظر- 2.99، صفي أصول الحوار وتجديد علم الكالم، طه عبد الرمحان- 3ابق، صطه عبد الرمحان، - 4 .231املرجع الس.232-231، ص صوالميزاناللسان طه عبد الرمحان، : ينظر- 5

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

45

اازية هو العالقة االستعارية، فاالستعارة هي أهم ع«عترب طه عبد الرمحان أن منوذج وي عالقة ل القات ا، ومن خالل هذا الرتكيب الذي أفضى به إىل إدراك 1»على ماهية احلجاجه ااز، فهي إذن أدل ضروب

ة األسلوب االستعاري أقدر األ«األمهية البالغة لالستعارة، اعترب أن ساليب التعبريية على إمداد اخلطاب بقوها توغال يف العمل باآلليات التشبيهية اليت هي عماد االستدالل الطبيعي ، (...)التفرع والتكاثر، فهو أشد

هذا االستدالل الذي من خالل االستعارة ال يورث املتكلم القدرة على تكثري عباراته فحسب، بل يورثه جيبة على تكثري ذواته اخلطابية، هلذا بلغت االستعارة مرتبة ال تدركها عبارة غريها، كائنة ما القدرة الع

ه إىل الغوص يف ختومها واستخراج ما فيها من خلفيات فلسفية وطاقات حجاجية2».كانت . من هنا توجخول يف فكر طه عبد الرمحان االستعاري دون النظر يف األصول اجلرجانية اليت يقر طه عبد وال ميكن الد.الرمحان أنه وجد فيها منابت النظرية ومعاملها األوىل فأخذ منها منطلقاته

3:لقد جعل طه عبد الرمحان اإلنتاج البالغي للجرجاين يتميز خباصيتني مها

الت بيانية مشهورة، ويف دفع أساليب فعبد القاهر مل يأل جهدا يف االعرتاض على مقو : أنه إنتاج جدايل «- بديعية سائدة عند أسالفه من نقاد البالغة؛ وخري دليل على ذلك كثرة دوران العبارات اجلدلية على لسانه

كيف ال يكون كذلك مع أنه كذا (، و)ما هو إال كذا وكذا(، )قيل...فإن قيل(، )قلنا...إن قلتم: ( مثل).وكذا؟

يعترب فقد توىل إنشاء مقوالت وأدوات للنقد البالغي مل يسبق إليها، واستحق بذلك أن : أنه إنتاج تأسيسي - .»ةمؤسس علم البالغة العربي

ا هو نابع من قوله باالدعاء بب يف تنبه اجلرجاين حلجاجية االستعارة إمن يعترب طه عبد الرمحان أن الس4:املبادئ التاليةالذي يقوم على

ابق، - 1 .232صطه عبد الرمحان، املرجع الس.295، صاللسان والميزانطه عبد الرمحان، - 2.304ملرجع نفسه، صا- 3.62- 60، ص 1991، ماي، 4، جملة املناظرة، العدداالستعارة بين حساب المنطق ونظرية الحجاجطه عبد الرمحان، : ينظر- 4

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

46

مبدأ ترجيح املطابقة، ومقتضاه أن االستعارة ليست يف التشبيه بقد ما هي يف املطابقة، أي أن - املستعار منه واملستعار له يبلغ التشابه بينهما درجة ينتفي معها االختالف ويصريان شيئا واحدا، وحبسب

.ن القول االستعاري ملتبسا و هذا املقتضى يكمبدأ ترجيح املعىن، فالقول االستعاري ليس يف اللفظ بقدر ما هو يف املعىن، فمدار فهم االستعارة -

ا على معىن ثان يتولد يف النفس بطريق املعىن األصلي، وهكذا ليس على املعىن املأخوذ مباشرة من اللفظ، وإمن.تند إىل بنية استدالليةفاملقتضى املعنوي لالدعاء هو أن القول االستعاري يس

مبدأ ترجيح النظم، ومقتضاه أن االستعارة ليست يف الكلمة بقدر ما هي يف الرتكيب، فالكالم متعلق -تيب بعضه ببعض، ومرتتب بعضه على بعض بوجه خمصوص، وال يستقيم إحكام هذا التعلق وضبط هذا الرت

ي أمرين، أوهلما مقتضيات العقل ا هو تناسق :إال بتوخ فالنظم ليس جمرد توايل األلفاظ يف عملية النطق، وإمنوهي النظر يف أسباب :

.التفاضل التعبريي والتبليغي للجملأنه تركيب : ند اجلرجاين، جتتمع فيه أوصاف ثالثة هي

خربي، وأنه قابل لألخذ على جهة احلقيقة، وأنه مشتمل على بنية تدليلية، وكل قول هذه أوصافه يعد يف عيا (، كما يعد صاحبه )دعوى( ، وهذا )ادعاء (، ويعد عمله )مد

1.هو مناط االستعارةاالدعاء

إن مفهوم االدعاء الذي قال به اجلرجاين وتنبه له طه عبد الرمحان، مل يقف على حقيقة مدلوله وبالغ إن . أمهيته من اشتغلوا بإنتاج عبد القاهر اجلرجاين على كثرة عددهم، وتنوع مناهجهم، وتفاوت مواقفهم

ل االستعارة تقوم على هذا املفه وم يعد نقطة التحول يف فهم حقيقة االستعارة وإدراك كنهها ومعرفة جع.فعاليتها

للمستعار له، و إثبات ) اجلامع(ادعاء إثبات الصفة املشرتكة : اثنني مهاعاءيناد يدور اجلرجاين بني دليل هذه الصفة، أي دخول املستعار له يف املستعار منه، فكل عاقل يعلم أن إثبات الصفة بإثبات دليلها،

ابق: ينظر- 1 .63، صطه عبد الرمحان، املرجع الس

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

47

ل فهو املستعار منه نفسه، إذ تلزم عنه هذه الصفة لزوما، كقو ا دليل االدعاء األو ، )رأيت أسدا («لنا أمجاعة .1»فواجب أن تكون له الش

يرى طه عبد الرمحان أنه إذا كانت حجاجية االستعارة عند اجلرجاين تقوم على مفهوم االدعاء، فإن له، ويقوي لبنات نظرية حجاجية لالستعارة، هذا املفهوم هو هذا األخري حيتاج إىل مفهوم آخر يعضده ويكم

، هذا املبدأ الذي أشار إليه اجلرجاين إشارة عابرة، ومل يهتم به اهتمامه مببدإ االدعاء، وهنا يأسف )تعارضال(وحلل آليات «طه عبد الرمحان لعدم تركيز اجلرجاين على مبدإ التعارض الذي لو جعله يف مقام االدعاء

لالستعارة اليت يعد حبق واضع أصوهلا ورائد التداخل بينهما الستكمل حبق عناصر النظرية احلجاجية 2.»جمهوهلا

ال، مث إىل استكمال ح إليه اجلرجاين أو ووفاء من طه عبد الرمحان هلذا العلم سعى إىل التصريح مبا لـــــــــــــماربة التعارضية لالستعارة الذي عناصر هذه النظرية ثانيا، ومل يتحقق له هذا إال عن طريق الرتكيز على مبدإ املق

3:يبنيه على االفرتاضات التالية

، وحواريته صفة ذاتية له- .القول االستعاري قول حواري.القول االستعاري قول حجاجي، وحجاجيته من الصنف التفاعلي- ، وصفته العملية تالزم ظاهره البياين والتخييلي- .القول االستعاري قول عملي

»«4،ويستمد القول االستعاري حواريته من كونه يتألف من هذين املستويني، ولكل من هذين املستويني مقام

أو ) مضمر مراد()مؤولظاهر(أو ) ظاهر غري مراد(خاص به، ومبا أن املعىن احلقيقي )حال التأويل(و ) حال اإلظهار(، جاز أن منيز يف املقام احلقيقي بني )مضمر مبلغ(وات اليت تشرتك يف بناء القول االستعاري أربع لكل منها ). حال التبليغ(و ) حال اإلضمار( ومن هنا فإن الذ

.111-110، ص ص دالئل اإلعجازعبد القاهر اجلرجاين، - 1.66، ص صاالستعارة بين حساب المنطق ونظرية الحجاجطه عبد الرمحان، -2.310، صاللسان والميزانطه عبد الرمحان،: ينظر- 3.49، ص الحوار وتجديد علم الكالمفي أصول طه عبد الرمحان، - 4

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

48

وات هيوظيفته؛ وات : وهذه الذ ر، املبلغ، ويتخذ املتكلم الواحد كل هذه الذ ر، الـمؤول، املــــــــضم املـــــــــــظه.1مظاهر لوجوده يف القول االستعاري يتقلب بينها، قائما بكل أدوارها اخلطابية يف آن واحد

ا عن حجاجية القول االستعاري فقد ذهب فيه طه عبد الرمحان مذهبا بعيدا، ال ميكن إدراكه إال أمبامتالك اآللة املنطقية، والنباهة الفكرية، وجتدر اإلشارة إىل أن فكر طه عبد الرمحان االستعاري البد أن يفرد ببحوث خاصة إلدراك قيمته، وفهم مقتضاه، ألنه أظهر من سالمة اللغة ودقة املنهج واستقامة الفكر وصرامة التحليل والتدليل ما ليس له نظري يف عصره، وحنن هاهنا نريد أن نفتح العقول على هذا اإلنتاج

اطع مع، ونثري األقالم حول هذا الفكر الس .الالإن القول االستعاري يستمد حجاجيته من تداخل آلييت االدعاء واالعرتاض اللتني متيزان احلجاج،

رنا كالتايلوينبغي إذ رها مفك 2:ذاك أن منيز بني شروط كل منهما، واليت قر

تها وصدق - عي معتقدا صدق دعواه، وأن تكون له بينات عليها يعتقد صح من شروط االدعاء أن يكون املدق دعواه، ويقتنع مب ب منها هذه البينات، كما له احلق يف أن يطالب حماوره بأن يصد مه القضايا اليت ترتك ا يقد

.من أدلة عليهاعي بإثبات دعواه، وأن ال يسلم له - من شروط االعرتاض أن يرد على دعوى سابقة، وأن يطالب املعرتض املد

ة هذا اإلثبات .إال عند متام اقتناعه بصحرة(رأينا أن من ذوات املستعري ات املظه عي وجود )الذ تد

ات املؤولة( للمستعري ) الذفيقوم دورها احلجاجي يف االعرتاض على وجود املعىن احلقيقي للجملة، مبا أن املعىن املؤول هو أوىل باخلفاء

ور يف إنكار املطابقة بني املستعار له واملستعار منهمن املعىن املضمر، أي يقوم هذا ليصبح املتكلم ذاتا . الد

رة(وال يتحقق هذا إال بإثبات التعارض بني ات املضم ات املبل (و) الذ ، وهذا حمتوم احلصول يف القول )غةالذعي املباينة بني املستعار له واملستعار منه، والثانية تقتضي إنكار املباينة بينهما 3.االستعاري، إذ األوىل تد

.311- 310، صاللسان والميزانطه عبد الرمحان، : ينظر-1.311ص املرجع نفسه، : ينظر- 2.، ص ناملرجع نفسه:ينظر-3

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

49

ن التعارضات يف القول االستعاري، لنخلص يف األخري إىل أن املستعري بسلك طرقا حجاجية مرتمجا ألوايا حلدود املعقول الطبيعي 1.ظاهرة التناقض، ال حنس فيها مع ذلك تعد

قادرا على أن يتقلب يف أوضاع خطابية كثرية، مضفيا على قوله ألوانا «ويف األخري يصري املستعري اللة ختتلف باختالف تقلبات هذه األوضاع، وكل وضع منها جيعل للمستعري ذاتا خاصة، فتكثر شىت من الد

دا بقوله دا بعينه متعد 2».ذواته اخلطابية وإن كانت ذاته العينية واحدة، ليصري املستعري متوح

للغة مبقام الكالم، وهذا يعد سببا كافيا جلعل االستعارة تدخل يف سياق التواصل اخلطايب، الذي يهدف إىل تغيري يف األنساق االعتقادية والقصدية

.، وهو اخلاصية األخرية من خواص اخلطاب احلجاجي3والتقوميية للناطقني ودفعهم إىل االنتهاض إىل العملليل األفضل، واجلانب املهم يف االستعارة هو اتكاؤها على املستعار منه، واعتباره املثال األمسى والد

ما يرتبط املستعار منه بنسق من القيم العليا، اليت جتعل االستعارة أدعى من احلقيقة يف حتريك مهم إذ عادة ««.4

ال أو منا من فكر طه عبد الرمحان االستعاري، بإجياز شديد يتبني وعيه الكامل مبا : من خالل ما قد، )حجاجية االستعارة(جاء به عبد القاهر اجلرجاين، أو أشار إليه، كيف ال وهو يعتربه حبق صاحب نظرية

لذي مل يقطعوا الصلة مباضيهم، بل نسبوا الفضل وهذا ليس غريبا عن طه عبد الرمحن، إذ يعد من القالئل اقه، فجاءت أعماله، أصلها ثابت كله إليه، وراحوا يبنون كل مفهوم عليه، وهذا سر نبوغه، وعنوان تفوة يف تاريخ اللغة ماء، ومن املؤسف أن ال نرى اهتماما خاصا بفكره الذي يعد حبق حلقة مهم وفرعها يف الس

. فة عامة، وفلسفة اللغة بصفة خاصةالعربية بصندرك القيمة احلقيقية لالستعارة يف سائر اخلطابات، إذ يكتسب اخلطاب بوجودها قدرة على : ثانيا

لوك، مما جيعل املخاطب ائدة يف تقومي األحداث والس واهد الس تكثري عباراته، وكذا التجديد يف األدلة والش

.48-47، ص ص في أصول الحوار وتجديد علم الكالمطه عبد الرمحان، : ينظر- 1. 234، صوالميزان، اللسان طه عبد الرمحان-2.312، صاملرجع نفسه: ينظر- 3.ن، صنفسهاملرجع -4

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

50

اعا واقتناعا وإذعانا، ومن مث انتهاضا إىل العمل، ومن هنا تدك كل الصيحات اليت يقبل على اخلطاب مسعور ل بالتخييل، وتكلف احلسن، ودغدغة الش .جعلت الغاية القصوى من االستعارة التوس

):صــالح فضـل(حجاجية االستعارة في البالغة العربية المعاصرة -2سعت البالغة الع

ذه العودة كان وليد االطالع على بعض أعالم الثقافة الغربية الذين ثاروا على البالغة القدمية أن كثريا من هالعرب منادين بتجديد البالغة الغينيلذا تعالت صيحات الباليت هيمنت زمنا طويال وسيطرت ردحا بعيدا،

ثار على الذيوإخراجها من قوقعتها وربطها بكثري من العلوم اإلنسانية، ومن أوائل هؤالء أمني اخلويلوكتاب فن القول الذي ألفه ، 1»واالنفصال عن روح اإلنسان ونفسيتهوداجلمب«اليت وصفها البالغة القدمية

د صالح فضل يف تقدميه هلذا الكتاب املستويات اليت اه، حيث حيد حتكم منظور يعد دستور هذا االجت2:صاحب هذا الكتاب

-تهالنضرة الضيقة وت .وسيعها لتشمل بالغة املتتاليات اجلملية مث اخلطاب برم

.تركيز البالغة القدمية على اللفظ وإمهال املعىن، وهو يف هذا األمر متأثر بالثورة البالغية األوربية- يين- ر يف الفنون واآلداب، وربط البالغة باحلياة وختليصها من هيمنة الفكر الد .ضرورة التطو

3:يهدف من خالل هذا التجديد إىل هدفني مهاوكان

ل وتوفري ما يبذل فيها من جهد ووقت، مع تسهيل دراسة املواد األدبيةب وهويصفه بالقر وقد و :األوحتقيق املطلوب من دراستها حتقيقا علميا؛

راسة األدبية ماد : الثاين ة من مواد النهوض االجتماعي، وقد وصفه بالبعيد وهو أن تكون هذه الد. تتصل مبشاعر باألمة، وترضي كرامتها الشخصية، وتساير حاجتها الفنـية املتزايدة

من خالهلا البالغة حتيعترب حبق بوابة انفت- على ضيقه–إن هذا الوعي الذي امتاز به أمني اخلويل راسات اليت أثبتت أن على سائر الفنون اللغوية وغري اللغوية لتحتضن كل ما له عالقة باإلنسان، لتتواىل الد

.151ص ، 1992الكويت ،1ط، دار سعاد الصباح،والميالد الجديداللغة والبالغةمصطفى ناصف،- 1.11-10، ص ص 1996، مطبعة دار الكتب املصرية، القاهرةفن القولأمني اخلويل، : ينظر- 2از، - 3 د كرمي الكو ر–البالغة والنقد حمم .274، ص 2006لبنان - بريوت،1ط، دار اإلنتشار العريب،النشأة والتطو

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

51

ر الذي خاصة مس حياة اإلنسان و البالغة قادرة على التحاور مع كل العلوم، و قادرة على مسايرة التطو.فكره وفنه

لقد استجاب كثري من النقاد وال

روف .االنسياق وراء النظريات الغربية وأخذها كمسلماتوطأة حتت الضاد اليت تئن

يعترب صالح فضل من النقاد العرب الذي ال ميكن إنكار جهودهم، إذ دفع بالفكر النقدي العريب ادته من الكتابات الغربية دفعة كبرية ال سيما وأنه أول من أدخل البنيوية إىل الوطن العريب، ضف إىل ذلك إف

يعد كما املعاصرة مع التشبع التام بالثقافة العربية القدمية، وهذا ما جعل كتاباته تتسم بالتأصيل والتجديد، : حيث يرىصالح فضل من رواد جتديد البالغة،

وبراجمها، حيث متثل يف احلقيقة سعة إىل يومه عرب ثالثة آفاق متجاورة ومتتالية، وإن كانت متباينة يف أهدافها1:التجديد وأدواته املنهجية، وقد كانت على النحو التايل

ل ريملان يف كتاباته اليت مساها البالغة اجلديدة، حيث أعاد بعث البالغة القدمية مثله شامي ب: االتجاه األوعها ساعيا إىل اا احلجاجية، وهذا عن طريق توسيع رقتها لتشمل كل اخلطابات املعاصرةاستكناهووس .طاق

يت وجان كوهن وتودوروف، وميثلها جريار جن، متثله البالغة اليت ولدت يف أحضان البنيوية: االتجاه الثاني اجلدد .وقد أطلق عليهم البالغني

يميائيات، إىل درجة أن : االتجاه الثالث ، ومعتمد على التداولية والس أتى مبنهج وظيفي جماور للبنيوييميائيات ميكن أن تفهم باعتبارها بالغة معاصرة- وهو أحد البنيويني–تودوروف .اعرتف بأن الس

ة والشمول، جعلوعي ويظهر أن صالح فضل على دراساته تتسم باجلدراسة والنقد، يتعر فهو خاصة ما يتعلق باملفاهيم البالغية اليت أبرزها االستعارة، حيث و ض لكل جديد بالد

.اليومياعتربها حتتل مكان الصدارة ملا تؤديه من أدوار يف اخلطاب

.74-73، ص ص بالغة الخطاب وعلم النص صالح فضل، : ينظر- 1

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

52

:البــــــــــالغة البرهــــــــــانية-1

كبرية على االستيعاب والتوظيف بفضل الكفاءة املنهجية، مما جعل التحليل البالغي احلديث خيتلف جوهريا عن البالغة القدمية يف رصدها لألشكال املختلفة كجزئيات متفرقة ال تربطها عالقة، وال اختالفا

ناته ورسم درجات يطبعها التفاعل، على عكس البالغة اجلديدة اليت تبدأ من النص لتقوم بتحليله ورصد مكوغة اجلديدة ال تفصل بني الشكل ، ومفاد هذا أن البال1كثافته وأمناط توظيفه ملختلف األشكال الفعلية

واملضمون، كما تويل اهتماما بالقيم البالغية احلجاجية الكامنة يف بعض األشكال النصية، ألن حضور تلك

ع ليل ال احلجاج واإلمتاعطابع الس 2.ي إلرساء احلقيقة عرب الد

كما يرى صالح فضل أن الفضل يف اكتشاف الطاقات احلجاجية يف البالغة يعود إىل املدرسة

األدبية، ألن البالغة اجلديدة منطقية وليست جتريدية، فاملنطق نفسه أخذ بدفعة قوية خلصته جتلياته الفنـية رة، وأخذت بيده إىل حتليل أدوات الربهان اليت يستخدمها الرياضيون بالفعل، من األشكال القدمية املكر

ت االستدالل املالئمة جلميع العلوم فانربى املناطقة إىل استكمال هذه النظرية الربهانية عرب حتليل أدوا3.اإلنسانية

ربطها يم اإلنسانية و و البلجيكية ليصب اهتمامه على بعض العلةوهنا ينفصل صالح فضل عن املدرسأن الفلسفة توفر املهاد النظري واألصول التجريدية لعالقة البنيوية -مثال –بالتناول البالغي، حيث يرى

ياقات اخلارجية، ليل واالستدالل احلجاجي، أما علم االجتماع فيدرس عالقة النصوص بالس التكوينية بني الدوالتأويل وتكوين األخيلة، وهذه كلها ذات صلة باحلجاج سواء والذي اهتم به علم النفس هو آليات التلقي

ابق، ص : ينظر- 1 .219صالح فضل، املرجع السد األمني الطلبة، : ينظر-2 لبنان ،1طدار الكتاب اجلديد املتحدة،، - بحث في بالغة النقد المعاصر-الحجاج في البالغة المعاصرةحمم

.232، ص 2008.77، ص بالغة الخطاب وعلم النصصالح فضل، :ينظر- 3

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

53

وقد انبثق عن هذا إشكاالت ذات صلة ببالغة . ما يتعلق باملبدع يف حتري إمتاع املتلقي وكذا استجابة املتلقيفع إىل الفعل: احلجاج، مثل 1.آليات التحفيز والتعبئة والد

جاجية اليت تؤديها البالغة اجلديدة، بوصفها جماال واسعا لدراسة النصوص من هنا اتضحت األدوار احل.

:االستعارة بين التصوير والتعبير والتأويل-2أت االستعارة مكانة عالية يف البالغة املعاصرة، ملا تلعبه من دور يف خطاباتنا اليومية والفنية على تبو

منا_حد سواء، وذلك ا تتموقع بني واملقارنة بني الغائبلبنيتها املرنة واملتفتحة_كما قد أ ا اهد كم لش وا.

ا هي عنصر فاالستعارة ليست وجها عري والزخارف اللفظية، وإمن بالغيا مقصورا على اخليال الشة يف خطاباتنا اليومية، إذ إن فعل االستعارة يرتبط بطبيعة تكويننا الثقايف ومعرفتنا بالعامل وقرب يدخل بقو

.رفة سواء الوراثي أو املكتسباملتكلم واملتلقي من مورد االستعارة لتتوحد الصورة بينهما، وتتعلق هذه املعرة جتذب املتلقي ليحاول فهمها وتتميز االستعارة يف اخلطاب األديب بطابع القصد، إذ إن بنيتها مشفياقات اليت تكتنف الكتابة والقراءة وحتليلها مث ربطها بالنسق االستعاري العام للمتلقي، وكذا خمتلف الس

2.ت النصية، حيث تلعب دور الرابط واملولد بوصفها عامل التفاعل األساسيوالعالقات بني الوحدا

ا هي تكثيف لداللة الكلمة اليت ا عن حقيقتها فهي ليست حتويال أو نقال معينا للكلمات، وإمن أمح إليه، فالستعارة هي موهبة الفكر الذي يفاعل ياقاتتتفاعل داخلها أبعاد املصرح به وامللم 3.الس

ا هي يف املعاين س ناقدنا نظرة عبد القاهر اجلرجاين يف أن أثر االستعارة وفعاليتها إمن يف هذه العبارة يكرر فكره وأذاب عقله وليست يف الكلمات فحسب، ضف إىل ذلك مبدأ اجلرجاين الذي سار عليه وسخ

ة اال ألجله أال وهو قضية النظم، حيث يرى أن قو.إذابة كثري من الفروق بني البالغة العربية مع غريهاعلىوهذا ما يربز قدرة صالح فضل

د األمني الطلبة، : ينظر- 1 .234-233، ص ص الحجاج في البالغة المعاصرةحمم.151، صبالغة الخطاب وعلم النصصالح فضل، : ينظر- 2.151املرجع نفسه، ص : ينظر- 3

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

54

د صالح فضل يها يف الوقت ذاته «مث يؤك اللة االستعارية وتلق بالتايل فإن نظرية ... كيفية إنتاج الداللة االستعارية للخطابالقول ا 1».الستعاري ال بد أن تكون بالضرورة نظرية إلنتاج الد

ياق والداللة ز عليها صالح فضل من حيث البنية والس دة لالستعارة اليت رك هذه اخلصائص املتعدوكذا منحتها أدوارا حجاجية، لعل أمهها اجلانب التحفيزي وبنيتها املزدوجة ومجعها بني األجناس املختلفة،

الالتاق إىل آخر، هذا كله جيعلها تتيح التفرع ليتغري بنيتها من س .لخطاب يف إنتاج الد

، إال إنه ال ميلك استقاللية يف هذا املوضوع عن املدرسة البلجيكية، بل ميكن )بالغة اخلطاب وعلم النص(.لنقل األمني مع إضافات بسيطة ليست إال عنوان وفاء للبالغيني األوائلاعتبار ما جاء به نوعا من ا

اقتصار البحث احلجاجي لالستعارة عليهما، بل هناك أعالم كثريون يعنيانإن هذين النموذجني ال ه تناولوا االستعارة من وجهتها احلجاجية، وأبرزهم يف املغرب العريب الذي ها حجاجيا توج . كبريا توج

راسات الغربية المعاصرة-3 :حجاجية االستعارة في الد:الفلسفة الغربية المعاصرة، االستعارة في فلسفة بــول ريكـور-1

رسني البالغي واللساين يعترب بول ريكور من النقاد الفالسفة الذي أثروا بشكل واضح يف الدد املناحي الفكرية اليت ترفد كتاباته، كالفلسفة، علم األديان، علم االجتماع، البالغة، املعاصرين، وذلك لتعد

ياسية، إخل، وهذا ما جعل كتاباته ذات أثر واضح يف احلركة الفكرية ...اللسانيات، علم النفس، العلوم الس.بصفة عامة

قد، وخاصة البالغة اليت عاد إليها كل لقد صب بول ريكور كل معارفه الفلسفية على البالغة والن دة، ويعد اهتمامه باحلجاج فارقا بني كتاباته البالغية اليت تظهر، بصورة العودة، وهذا من خالل كتابات متعد

2.ة تستوعب حصيلة كل العلوم والتجربة اإلنسانيتنيوجودي

رها إىل ثالث مراحل ون بفلسفة ريكور البالغية، تطو م املهتم 3:يقس

ابق- 1 .152-151، ص ص صالح فضل، املرجع السد األمني الطلبة، : ينظر- 2 د سامل حمم .158صالحجاج في البالغة المعاصرة،حمم.173-159املرجع نفسه، ص ص: ينظر-3

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

55

:1969الذي طبع عام ) التأويالتصراع( مرحلة التأويل مع كتابه :المرحلة األولىومن هنا جيعل بول ريكور 1».العديد من العلوم واملعارفأنه عملية معقدة يشرتك فيها «ويرى فيه

.أجلها حياججاالستعارية

ة الذي بفضله «2والبالغية بصفة عاميف فضاء «اخلفاء والتجلي يف اللغة، فيبقى املتلقي لتتحقق خاصييت 3».ميكن أن تتحقق قدرة اللغة الرمزية

4.»رحب يغين فيه اجللي ويستنطق املسكوت عنه

؛1975الذي طبع عام ) االستعارة احلية( مرحلة االستعارة مع كتابه :المرحلة الثانية

ومن خالل اهتمامه هذا ندرك وعيه بقدرة االستعارة وأمهيتها يف اخلطابات، ويرتجم وعيه هذا بكتاب خاص ة، ويعتربها ال عن البالغة بصفة عام يطرة على القوانني «باالستعارة، تكلم فيه أو سلوكا فلسفيا يهدف إىل الس

، ومن خالل 5»الذي يضعها يف اإلطار الفعلي لكل من الفهم والتواصل... األساسية لالستعمال اللغوير ريكور إىل الوظيفة احلجاجية للبالغة، وقبل حديثه اخلاص عن االستعارة هذا التعريف الذي اختاره يؤش

م بالكالم ع إىل آخر ألغراض مقصودة يقد ن سائر األساليب البالغية القائمة عن العدول عن أسلوب معني.هي يف جوهرها حجاجية إقناعية

تلعب دورا فعاال يف خمتلف اخلطابات اليتومن أبرز مظاهر العدول االستعارة ذات الطبيعة اخلالفيةفهي حتتفظ يف آن واحد بفكرتني «من ثراء يف تنوع الداللة وتفرعها، واألبنية احلجاجية، وهذا ملا تتمتع به

اللة اليت هي احملصلة األساسية لتفاعلها وإذا ... ألشياء خمتلفة ونشطة داخل الكلمة والعبارة البسيطة ذات الده املوهبة داخل

.285، ص2005منذر عياشي، دار الكتاب اجلديد املتحدة، بريوت : ترمجة، صراع التأويالتبول ريكور، -1.305-295، ص ص املرجع نفسه: ينظر- 2.71املرجع نفسه، ص- 3.املرجع نفسه، ص ن-4.100، ص االستعارات الحيةبول ريكور، -5

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

56

م يف هذه املوهبة يوفر للمحاججني فرصة التنويع يف العبارات واألساليب، خاصة . 1»معرفة متميزة والتحكهذا الثراء الظاهر لالستعارة حيقق أهدافا كثرية للمتكلم سواء أكانت . مع هذا التنوع والتفرع الكبري لالستعارة

ألن نظرية القول االستعاري ال بد أن تكون بالضرورة نظرية «اعية أم حجاجية إبالغية أم تواصلية أم إبداللة االستعارية للخطاب 2».إلنتاج الد

وإذا كان البعد احلجاجي األساسي لالستعارة يتمثل يف إبراز بعض املعاين وتقويتها والتمثيل هلا

فاالستعارة يف نظر ريكور ذات خصائص وجودية جتعلنا حنس

ياق، هلذا مل يرتق فضال عن بنيتها اليت جتعلها تأخذ يف كل مرة دورا وشكال، حبسب النوع أو اجلنس أو الساللة من جهة، أسلوب آخر ملثلما ارتقت له االستعارة يف التعبري عن الطبيعة اخلالفية واالحتمالية للمعىن والد

.وعن الوجود و العامل والواقع من جهة أخرىعلى هذا األساس كانت الرؤية اليت نفيدها من االستعارة تتميز باحلركية واحليوية اليت مردها إىل تنوع

العالقا، هذه العالقات اليت 3احلريف والتأويل االستعاري من لدن املتلقي، مث العالقة بني املستعار له واملستعار منه

.ملتلقي ومينحانه إمكانية التأويل وسعة التحليلن يتيحان الفرصة أمام ايمتتاز بالتوتر وعدم االستقرار اللذور احلجاجي هم ريكور يف هذه املرحلة تربز جليا وعيه الكامل بالد إن النظرة الفاحصة حول ما قد

لة ومعضدة للمرحلة العمليا ت التأويلية اليت تكتنف النص فتجعله ال متناهي الداللة، لتصري هذه املرحلة مكماألوىل، ليصب ريكور حمصلة فكره البالغي والفلسفي يف املرحلة الثالثة اليت ال تزال تلقي بظالهلا وتنشر

.أصداءها يف ميدان النقد والبالغة يف العامل بأسرهرد مع كتابه : لة الثالثةالمرح رد( مرحلة بالغة الس . 1985والذي طبع عام ) الزمان والس

ابق- 1 .106-105، ص ص بول ريكور، املرجع الس.125، صبالغة الخطاب وعلم النصصالح فضل، -2.158املرجع نفسه، ص: ينظر-3

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

57

ة مشروعه، إذ إنه خالصة حبثه يف التأويل والبالغة يعد هذا الكتاب أبرز كتب ريكور حمصلة فكره وقم.االجتماع والثقافة وغريهاوسائر أحباثه املعرفية األخرى كاألديان والفلسفة وعلم-خاصة االستعارة-

رد وما فيها من مستويات نات الثقافية واحلضارية مكانتها ودورها، لذلك جنده يف حتليله لظاهرة الس واملكوه مجيع جهوده التأويلية حنو األدبية واجلمالي حجاجية يوج

اليل النقد بصفة عامة، خاصة يف زمن انكب املوهذا ما جعل الكتاب حيظى باملكانة املرموقة يف ع1.والدا حدث ه مل حيدث عن طريق املصادفة، وإمن رد مبختلف أشكاله، كما جتدر اإلشارة إىل أن هذا التوج على الس

رد قدرته على احتواء أغلب مميزات اخلطاب بصفة عامة، وكثريا من خصائص اإلنساينحني أظهر السرب اظاهرة بالغية وجودية تستوعب حصيلة كل العلوم والتجفهو إذا ،األجناس األدبية بصفة خاصة

.ةاإلنساني :)شايم بيرلمان(حجاجية االستعارة في البالغة الجديدة-2

ضات البالغة القدمية اليت هيمنت زمنا طويال على الفكر اإلنساين على اختالف لغاته وثقافاته، وكسر مقواد العلوم اإلنسانية وكان هذا نتيجة انفتاح البالغيني على العلوم اإلنسانية األخرى ، وكذا اهتمام بعض رو

ادها يها رو اد )البالغة اجلديدة( بالبالغة، لتنشأ أفكار يسم مدرسة البالغة (، ومن أبرز هؤالء شامي بريملان ورو. وغري هؤالء كثري ممن يضيق املقام لذكر أمساءهم وتناول أفكارهم) اجلديدة يف فرنسا

نات البالغية، حيث مل تعد جمرد أبرز ما تتلخص فيه ؤية حنو املكو دعوة هؤالء البالغيني اجلدد تغيري الرأساليب للزخرفة والتزيني، بل أصبحت ممارسة فعلية بنيوية يف بناء النصوص األدبية والشعرية، ومل تعد جمرد

ر على األلسن، بل أداة خالقة، ذات فعالية كربى يف إنتاج النصوص، ويف خضم هذه قوالب جاهزة تتكره االهتمام إىل ؤية اجت الر

2.الظواهر واألشياء

د األمني الطلبة، :ينظر- 1 .171- 170، ص صالحجاج في البالغة المعاصرةحممراج، جملة نوافذ، العدد : ، ترمجةالتحليل البالغيروالن بارت، : ينظر- 2 ة، ، 31عبد العزيز الس .79، ص 2005مارس جد

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

58

على مة، ستقوم البالغة اجلديدة على أشالئها وتبىنرب البالغة القدمية بالغة حمط تعيإن روالن بارت ل ،حطامها آلية بالغية قادرة على حتليل النصوص ومتييز األدب اجليد من غريه، وهذا باالستفادة من لتشك

د 1.البحث اللساين املتجد

:بالغة شايم بيرلمان-أوقف شامي بريملان نفسه على البالغة داعيا إىل التجديد فيها، ومسى حبوثه بالبالغة اجلديدة نظرا حلداثة

اإلمرباطورية (، )البالغة والفلسفة(، )احلجاجيةحبث يف: البالغة اجلديدة: (من خالل أشهر كتبه، ومنهاإعادة بعث البالغة القدمية إىل الواجهة، مث السعي إىل فهم اجلوانب «، وأهم ما تناوله يربملان هو )البالغية

يدة اخلي 2».عن التناول العقلي واملشاركة املعرفية يف بناء العلوم االجتماعية ومنطقها الد

، حيث أخرجها من نلقد سعى شامي بريملان إىل توسيع البالغة وختليصها م التقسيم األرسطيالتشاورية واالحتفالية والقضائية، ليجعلها تتعلق بكل خطاب إنساين، : األجناس اخلطابية األرسطية الثالث

فساوى بني خطاب الفرد للجماعة، وحوار املختصني يف اجتماعهم، بل وخطاب الواحد أمام نفسه، على .3يف طياته الرغبة يف اإلقناعاعتبار أن كل كالم حيمل

كتابات بريملان إمرباطورية مرتامية األطراف متتد من اخلطاب اليومي إىل و أصبحت البالغة يف فكر ياسي مث القانوين، وكذا األدب والفلسفة، ا ذات حدود بعيدة يندمج فيها اجلدل واإلنسانيات عامة «الس إ

، يف هذا د الذي دعاه البالغة اجلديدةوالتحاور اليومي .4»النموذج املوح:الطاقات الحجاجية لالستعارة-ب

يعترب بريملان أن التصوير بصورة عامة طريقة يف الكالم ليست عادية، ويتميز شكلها ببنية خاصة، شكالين، فأحيانا يبدو ل خاصية من خصائص التواصل واالستدالل الال واللجوء إىل االستعارة والتمثيل يشك

ابق- 1 .89، ص روالن بارت، املرجع الس.14-13، ص صالفلسفة والبالغةعمارة ناصر، -2د الويل، : ينظر-3 .34-33، جملة عامل الفكر، ص ص أفالطون وأرسطو وشايم بيرلمان... مدخل إلى الحجاجحمم.35-34، ص ص املرجع نفسه- 4

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

59

إىل خالصة رياضية بصيغة رياضية، وأحيانا ممكنا االستغناء عنهما، وخاصة عندما يتعلق األمر بالوصول .1

ا منطقية«لقد عمل بريملان وتتيكا على تأسيس بالغة جديدة أ اسية األس تها اصي حيث ابتعدت ، خيكولوجي، وانشغاهلا هو إدراك اجلانب املنطقي يف معناه الواسعهذه البالغة عن البحث 2».الس

اسة موع احلجاج ال بد أن تأخذ بعني االعتبار أن إ اج، وكل در احلج ا هو مناث البالغي ة، فالرت االستعارة جمازا يعترب- يف نظر هذين الباحثني- االستعارة والتمثيل من عناصر احلج

أخرى، وال تناسب بينهما إال بالنظر إىل تشبيه ذهين، وكان من يقول بالتفاعل الذي يقتضي الطابع احلي ملفاهيم املعرب عنها دفعة واحدة، فهي يف األخري تقنية لالبتكار بقدر ما هي واملتنوع واملفارق للعالقات بني ا

يفقد التعبري قدرته «يصبح هذا التزيني هدفا يف حد ذاته ألن ذلك من شأنه أن ال ، على أن 3زينيت للتقنية عور باال ز الش عرية، مما حيدث ردود فعل عكسية ويغز 4».نفصام عن الواقعاحلقيقية على اإلثارة الش

ا عن دور االستعارة ر ال يلقي الضوء على أمهية االستعارة ال يشفي غليله، أم وبالنسبة لبريملان كل تصو5.بالنظرية احلجاجية للتمثيلتهفيتضح بشكل أفضل يف عالق

عرية وهذا ليس غريبا من بريملان الذي يعترب من علماء احلجاج، فهو كذلك مل يغفل الطبيعة الشإوالفلسفية لالستعارة، إذ

اعر املستعري فيلسوف؟ وهل الفيلسوف املستعري شاعر ؟، لذا وجد نفسه يف قضية صعوبة نفسه هل الشرجة األوىل عري االستعاري بالد .الفصل بني التخصصات البشرية اليت تستخدم االستعارة وبني اخلطاب الش

ا لقد أوىل شامي بريملان االستعارة اهتماما خاصا، معتربا أن اهتمامه هذا ليس حكرا عليه وحده وإمنيف الفكر اإلنساين، غري أن طريقة النظر إليها وتفسريها ختتلف اختالفا كبريا بني العلماء، هو اهتمام مشرتك

نا لفظيا وزخرفا قوليا، يف حني اف وها حمس لني الذين عد ألمهية البالغة لالستعارة قد طويت على كثري من األو

.77صبالغة الخطاب وعلم النص،صالح فصل، :ينظر-1.119، ص املرجع نفسه: ينظر-2د الواسطي، : ينظر- 3 .170، ص 3، ج)الحجاج مفهومه ومجاالته(: ضمن كتابحجاجية المجاز واالستعارة،حممابق- 4 .80ص ،صالح فضل، املرجع السعرجابر عصفور، : ينظر- 5 .535، مفهوم الش

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو حجاجية االستعارة يف الد

60

لوا، لتتخذ بعد هذا بعدا آخر هو من أس د تفر وأهم ما يرجتيه املتكلم، أال وهو التواصل الناجح واإلقناع املنشود، وال ينحصر هذا األثر على اخلطاب األديب ا ينطبق على سائر اخلطابات اإلنسانية، اليت منها ما تتخذ االستعارة وسيلة، ومنها ما تكون فحسب، وإمن

املعاصر، واملهم من هذا أنه خص لكل خطاب عرض.استعارات معينة حسب قاموسه وتركيبه

الصفة احلجاجية لالستعارة إىل أن باحتفتز كل وغريها تقر بدور االستعارة احلجاجي يف تقومي اخلطاب وسبك دليلهمعظم العلوم اللغوية ، حيث رك

من جوانب تأثري االستعارة ل مكانة حمرتمة يف سائر اخلطابات تمما جعلها حت،علم على جانب معنيور بامتياز من خال عر أمنوذجها الفريد، وسنرى كيف حتقق هذا الد ل التطبيق على اإلنسانية اليت يعترب الش

. ديوان املتنيب

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

61

:الفصل الثاني

حجاجية االستعارة في ديوان

المتنبي

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

62

إن ، شاعر ميثل أمرا بالغ األمهيةعن مصادر التصوير ألي له، وكذا طبيعة املستعار منه وخواصه، ليصري البحث

اللة على حقائق«وذلك اعر، وتعيني املوازين الثابتة اليت يف حتديد املثل اليت تعترب وافية الد األشياء يف كالم الش

بقدر اعر، واليت قد عراء، ما تكشف عن املثل اجلمالية اليت ثبتت مع الش كما قد تكون ... ثبتت مع غريه من الش

1».غري ثابتة إال معه

راسات عن فهم النصوص، وكذا فهم الرسالة التبليغية اليت يريدها قصور بعض الد ومن هنا يتبنياا، واألهم من ذلك اعر ويدعو إليها، وكذا - حنن بصددهوهو ما-أصح فهم األطروحات اليت يطرحها الش

نتنا إىل أمرين هامني مهامواقفه وقضاياه اليت يبثها من خالل النص، قيق يف مدو :وقد أفضى بنا النظر الدعا كبريا، لدرجة أننا رأينا ديوا- عت مصادر التصوير يف شعر املتنيب تنو ن املتنيب مسرحا للحياة مبختلف تنو

.املصادر: يقة، وهذا الصنفان مهاا أصناف دقمميكن تصنيف هذه املصادر إىل صنفني واسعني تندرج حتته-

.التجريبية واملصادر الثقافية:الصورة التجريبية في ديوان المتنبي-1

ا متثلاملصادر التجريبية يف حياة أي إنسان وال شك أن . ، وأوقد عقله وحرك فكرهاحلياة اليت تعد أعظم ما أهلمه

ح أنه مبقتضى معاصرته له ووجوده ته مبقتضى مالزمته له، ووجوده يف حميطه، وما حيتمل أو يرج ما جربه حباس، والطبيعة

ا جامدة تشمل كل ما ليس في ا متحركة، ه شعور أو حياةإم وهي تشمل عامل احليوان، تلك اململكة اليت ، وإمت من لبنات القصيدة العربية، واليت سامهت يف إكمال اإلبداع وملئ الفراغ القصيدة، فصارت القصيدة يفعد

ه فصل اإلنسان عن هذه اململكة ألنه مظهر من مظاهرها، بل من أقوى مصادر التصوير جبسمه وحواس

د الطرابلسي، -1 راسات واألحباث االقتصادية واالجتماعية، تونسابن زيدونمصادر التصوير في شعر حمم .110، ص1979، مركز الد

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

63

ت الطبي1.وأطرافه عراء يوما بصورها، عولطاملا عد ة املالذ األكرب واألم احلنون والكتاب املفتوح، مل تبخل عن الش، العاقل وغري العاقل، النور والظالم، ومل ختيب أمل من طلبها، إن الطبيعة لوحة خمتلفة األلوان؛ اجلماد واحلي

ائل والصلب، املفرتس واألليف، وغريها من املتناقضات اليت أشفت غ ت عن فرحهم الس عراء، وعرب ليل الش.وحزم،

:الطبيعة الجامدة-1نعين باجلماد ما ال حيوي بني جنبيه روحا وال حياة وال شعورا، وقد تنوع هذا الصنف من الطبيعة كما

:يليعر العريب ملا حيويانه من معان تقبع حتتهما كالعلم :النور والظالم- يعتربان من أبرز مصادر التصوير يف الش

عراء العرب يتكئون عليهما يف التصوير واجلهل واحلق والباطل والطاعة واملعصية والعبودية واحلرية، لذا جند الشنتنا فقد رأينا شاعرنا ينهل ا يف مدو ا ال ألن حياته حياة متناقضات ومسرح تقلبات، اتكاء ملفتا، أم نهم م

النور، مث املصادر األخرى أهم مرتكزات املتنيب يف التعبري عن من ومهاالشمس والبدرجد من مصادر النور نفونور وجهه يستعمل املتنيب الشمس للتعبري عن مجال املمدوح وهيبته ف،األجنم واملصابيحالربق و كالنهار والنار و

2:الذي يضاهي نور الشمس

با ار غ م قا و ار ش م د ال ب ى ال ش غ يـ ا ه ؤ و ض و اء م الس د ب ي ك ف س م الش ك ، ففي رثاء أيب إسحاق وقد حتزن الشمس ملوت املمدوح، وهذا من الصور العجيبة يف ديوان املتنيب

:3

و ة يض ر م اء م الس د ب ي ك ف س م الش و ــــــــــور م ت اد ك ت ة ف اج و ض ر األلطاملا تفضلت الشمس بنورها، وأضاءت بشعاعها، على احلي واجلماد دون نقصان وال ذبول، ولكن لو

ة جوده وبسط يده 4:كان ضوءها يف يد أيب العشائر ألفناه وفرقه من شد

ــــــاه ـــــــــن فـ أ و ه ـــــــــــــــــود ج ه ـــــــــــــاع ص ل ه د ي ي ف س م الش ء و ض ان و ك ل

سوقي، : ينظر- 1 د الد يةالبنية حمم .16-15، ص صالتكوينية للصورة الفنـيوان- 2 .90، ص الد.61املصدر نفسه، ص - 3.187ملصدر نفسه، ص ا- 4

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

64

ور جبني املمدوح أقوى من ضوء النار اليت لو كان ضوءها نفقد جيعل ،للنار كذلك حظ يف صور املتنيب 1:ون الله وصار كل الناس جموسا لعبدت من دهمثل ضوء جبين

اوس ج م ون الم ع ال ار ص ف ت د ب ع ه ين ب ج ء و ـــــــــض ان ر ـــــــــــيلن ل ان ك و أ ة استلهم منها املتنيب صوره،كما لف؛وذلك على ضربنيتعد األجنم مادة مهم تعبري عن لليستعملها :األو

2:اليت ال يستطيع أحد بلوغها، فمن ذلك قولهعلو القدر واملنزلة كعلو النجوم

م ج ن األ ك ي ل ع ت د ع ا بـ م شد ل و دا اع ـــــــــــــص ك ر د ق ت ز او ا ج م د ش ل فـ فقيده يف تشبيه املمدوح باألجنم والكواكب املضيئة بصفة عامة، ففي رثاء التنوخي مثال جيعل املتنيب : والثاني

اب ر هلا أن تثوي يف غياهب الرت 3:مقام الكواكب اليت قد

ــــــــــور غ تـ اب ر ي التـ ف ب اك و ك ال ن أ ى ر ي الثـ ف ك ن ف د ل ب قـ ب س ح أ ت ن ا ك م ولة لزرع فيها إو املتنيب يفند مقولة هلا وحاربت سيف الد

4:املوت كما زرعه يف األعداء فيكون فيها الثكاىل واملصابون

ل اك ـــــو ـــا الث يه ف اح ـــــــن اه تـ بـ ار ح و ل و د وال خ وم ـــــــــج الن ن وا أ ـــــــــــــــم ع ز د ق و ا عن عن اهلموم واملصاعب والظلم، ولكن املتنيب يستمد صوره من يعرب فاستعمال الصورة املظلمة أم

ة والبطش، وتارة يبقيها على ما وضعت له وجبلت منابع الظالم ليكيفها كيف شاء، فتارة جيعلها مصدرا للقوة سواده لو نظر يف عيين هو، فعليه، وأهم مصادر الظلمة على اإلطالق الليل حبيبة املتنيب كرؤيته بظلمته وشد

5:قد تردي الليل قتيال لرق وفقد من ظلمته وسواده كما

ــول ـــــــــــــح ن و ــــــــــة ق ر يه ف ر ـــــــــــــــــــه ظ ت فـ ي ت ي ؤ ر ك ي نـ يـ ع ل ي ا الل ذ ه ر ي م ل أ ل ــــــــيت ق يه ف ل ي الل ي و د ـــــــــــــــب ك ت ف ش ة ي ق ل ر ج ف ال ة ل ق ال ب ر د ب يت ق ل

وال بد من اإلشارة إىل أن املتنيب استعمل الليل والليلة مفرد أو مجاعة استعماال كثريا لدرجة أنه يذكرها يف يه-الدهر وأأغلب قصائده، ولعل ذلك راجع إىل صراع املتنيب مع الزمن وكأن كل شيء يف الوجود - كما يسم

يوان- 1 .51ص،الد.401ملصدر نفسه، ص ا- 2.60املصدر نفسه، ص - 3.268املصدر نفسه، ص- 4.254، صنفسهاملصدر - 5

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

65

ولة فال تستطيع إىل تارة معه وتارة عليه، فها هي الليايل تقف يف ه عن لقاء سيف الد وجهه فتطارده وحتاول صد1:ذلك سبيال

د ار ـــــــــــــــــط أ و ه ن و ك ن ي ع ـــــــــــــن د ار ط ا ت ه نـ أ ي ك ال ــــــــــــــي الل و ء ي ش ب م ه أ كوك يصبح كأنه يف ليل شديد الظالم ال يبصر فيه إن اإلنسان الذي يعيش حماطا باألوهام مكبال بالش

2:ال يفرق بني البعيد والقريب والعدو والصديق،طريقا وال يهتدي إىل سبيل

و ق ب يه ب ح ى م اد ــــــــع و م ل ظ م ك الش ن م ل ي ي ل ف ح ب ص أ و ه ات د ع ل:ـوائل بمختلف أنواعهاالس -

ماء والنابع من األرض، و ا،البحركذا يضم هذا الصنف املاء النازل من الس وائل األخرى أم فهي السيوان كالعسل وال عراء بثقلهم على هذا املصدر يف . غريهاالسم و اخلمر و نب و ل قليلة الذكر يف الد وقد رمى الش

واملاء ،3»يهطل مطرهالذي يزخر عبابه، ومن السحاب الذي فنهلوا من البحر «فخرهم ومدحهم ورثائهم، عراء ا حني يستعمله الش نطوي عليه من حركة يف سياق ميكانيكي أو يمن خالل هذه املصادر يبتعد متاما عم

ة غامشة حيث يصبح طوفانا عارما أو حبرا ليصبح تركيب كيماوي ائل مناء وخصبا، وحياة راغدة، وقو هذا السل ما يصادفنا وحنن 4.مزبدا ا لصور البحر مبختلف أشكاله، فقد إن أو نة الذكر الكثري جد بني دفيت املدو

الصور اليت كل أنه ال ميكن الوقوف على إىلعن الغضب والبطش والسطوة، وجتدر اإلشارة للتعبري استعمل رة إذا كان البحر حيوي يف باطنه .رمسها املتنيب من البحر، ولكن نكتفي بذكر بعضها مع جتنب الصور املتكر

ل إىل هالك إذا غضب وأزبد، هذه الصورة الثنائية للبحر يستعملها املتنيب داللة ، فإنه قد يتحو من الكنوز والدرته وبطشه من جهة أخرى، ومن األمثلة املشهورة على ذلك قوله 5:على جود املمدوح من جهة، وعلى قو

دا ب ز م ــــــــــــان ا ك ذ إ ه ر ذ اح و ر ى الد ل نا ع اك س ان ا ك ذ إ يه ف ص غ ر ح ب ال و ه ولة يف وإذا كان البحر يعرف من بعيد على سجيته، فكيف إذا هاج وارتفعت أمواجه، تلك هي حالة سيف الد

6:حالة الرضى والسخط

يوان- 1 .229، صالد.325نفسه، صملصدر ا- 2.171صالخيال مفهوماته ووظائفه،عاطف جودة نصر، - 3سوقي، : ينظر- 4 د الد 38، صالبنية التكوينية للصورة الفنـيةحمميوان- 5 .263ص،الد.223املصدر نفسه، ص - 6

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

66

وج ــــــــــــــم ا ي ذ إ ف ـــــــي ك و ف ج س ا ي ذ إ د ـــــــــــــــــيع ب ن م ف ر ع يـ ر ح ب ال ه ج و و املمدوح البحر يف سعته وجوده، فإذا كان للبحر شواطئ فإن املمدوح حبر ليس له ساحل وال قد جياوز

ه شاطئ 1:حيد

ه م ائ ع ر ب ع ى ال ر يـ را ال ح ب ت ب اط خ و ه ل ثـ ر م د ب ى ال ر يـ را ال د ب ت ر ص ب أ ف اعر لبعض األشياء وهو 2:هلا يشبها بالبحر، كما يف قولهويف إطار تعظيم الش

ي الس ب اض خ ف و م ال ر ح ب ف ه ر ــــــــخ از ن ي بـ ع ك ال ن م ه ل ان ك و م ه ف ل خ تاته وأنواعه يوان املطر مبختلف مشتق وائل يف الد ا وهي كثرية -ومن مصادر التصوير املقتبسة من الس -جد

طر وأخرى يستعمل فاملتنيب ينوع يف هذا الصنف من التصوير مستعمال تارة املطر وتارة الغيث وتارة القيف معظمها دالة على اجلود والنفع العام هيالسحاب املثقل باألمطار إىل غري ذلك من مشتقات املطر، واليت

اجلود والعطاء، كما على الكثرة، وقد استعمله يف التعبري عن كثرةيدل يف ديوان املتنيب فاملطر بلفظه،واخلاص 3:يف قوله

ب ك ود ج يه ب ش ت ر ط م ه ال ـــــــان ن ــــــــــــث ك ف ك ود ل ج ة ي اد ــــغ ار ط م األيوف غماما متطر املوت ر الس 4:وها هو يصو

د ل ى بـ ل ع ت اد با ج ح ا س ه تـ ب س م ح ه وفـ ي تا س و م ت ر ط م ا أ ذ إ م و قـ 5:الذي ينعش احلياة، فإنه قد ينقلب إىل سخط وانتقام، كحال هذا املمدوحاملاءوإذا كان الغمام ميطر

اـــع ير م ال د ـــــــــل بـ ال ـــــــــــــه ق د و ط ح ق أ ف اما ق ت ان ر ط ــــــا م ــــــم ب ــــــــــــــــام ر م غ الة على الكثرة م ة للتعبري عن كثرة اهلموم ا أتى به املتنيب يف مواضع كثريةومن صور املطر الد وشد

نيا ترميه و الباليا، فهو امل باملصائب، وتثقله بالنكبات حىت صارت الباليا عود باهلموم املمزق باألرزاء، ومل تزل الد6:تنزل عليه كما ينزل املطر الغزير الذي ال منجى منه وال مهرب

با ائ ــــــــــــــص م ي ل ع ت ب يا ص ق س ت س م ا ه تـ ــــــــــئ ا ج م ل ا فـ ي نـ الد ي ن ت م ظ أ

يوان- 1 .191، صالد.39املصدر نفسه، ص- 2.266، صاملصدر نفسه- 3.56ص، املصدر نفسه- 4.75املصدر نفسه، ص- 5.88املصدر نفسه، ص- 6

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

67

مع الغزيرة املنهمرة من جفون مجيلةوقد يستعمل املطر يف صورة 1:رائعة للتعبري عن الد

با ح ا س ه نـ ظ ون ف ج ن ال م ــــــــــــائ و س را ط ـــــــــــا م ه نـ ظ ات ر بـ ع ه ت ي ق س اللة على اجلود والكرم الالمتناهني، ا سائر أنواع املطر وتسمياته فإن املتنيب يستعملها للد األمطار فأم

الطوفانية تسبب سيوال جارفة ال تذر أخضرا وال يابسا إال أتت عليه، لذلك جند املتنيب يشبه نفسه باأليت يل( 2:الذي ال يقف شيء يف طريقه) الس

ام د ق إ ت م د ق أ و )الثأر:الوتر(ر تـ ا و م ه د ن ي ع ل ان ك و ي أ ت ج ه ى م و ي س ل ن أ ك ي ت األيدل كذلك على اجلود والكرم والنفع العام طر؛ السحاب مبختلف أنواعه، وهو مما له الصلة الوثيقة بامل

ا يف ديوان املتنيب فإنه باإلضافة إىل ذلك يدل على وهذا للعباد، معروف على مر عصور األدب العريب، أم3:السحاب كما ميكن أن ينزل مطرا، فإنه مصدر للصواعق اليت تدمر كل شيء أصابتهفاهلالك واالنتقام،

ح الس ك تى ف ق اع و ى الص ش خ ت ا و ه نـ ا م ي ح ى ال ج ر يـ ى ج ت ر يـ ى و ش خ ي ون ج ال ابالة على مطر الرمحة الغمام اللة على اجلود والفضل واإلنعام، من أمساء السحاب الد ، يستعمله املتنيب للد

ا يبقى ا املمدوح فإنه غمام دام ال يزول وال يتحرك، وإمن ممطرا على من إال أن الغمام الطبيعي ميطر مث يزول، وأم4:حوله، ال يقشع غيمه وال يكذب بر قه

)ال مطر فيه:برق خلب(ع ـــــم ل يـ ين با ح ل خ يه ف ق ر بـ ال ال و ع ـــــــش ق يـ س ي ر ل ط م ا م ن يـ ل ام ع ــــــــــــم غ

ولة ويقيم فيها معارك يف كل أرض ينزهلا سيف الدوم، بعد أن كانت تسقى بالغمام قبل جميء ولة يف بالد الر الثكاىل، وهاهي قلعة احلدث اليت بناها سيف الدولة، صارت مبجيئه تسقى من مجاجم األعداء، فال تستطيع أن تفرق بني سقي الغمام وسقي سيف الد

5:اجلماجم

م ــــــائ م غ ال ن ي يـ ــــــاق الس ي أ ـــم ل ع تـ و ا ـه ن و ل ف ر ع تـ اء ر م ح ال ث د ح ال ل ه م اج ـــم ج ا ال ه تـ ق ا س ه نـ ا م ن ا د م ل فـ ــــه ول ز ــن ل ب قـ ـــــــر غ ال ــام م غ ا ال ه تـ ق س

يوان- 1 .79، صالد.145ملصدر نفسه، صا- 2.65ملصدر نفسه، صا- 3.30، صاملصدر نفسه- 4.273ملصدر نفسه، صا- 5

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

68

:1

ام ئت الغم ا ش لم ري ك يس وا و ير الريح ره أعن إذني تسر املتنيب ممدوح وضع نفسه غزر من الغمام، إال أنهبشىت صور الغمام جودا ونفعا، بل وهم أيهلطاملا صو

.ه بإذنه، ونزوله بأمرهيف موضع ال يبلغه كل ممدوح، إنه املتصرف يف هذا الغمام يصرفه كيف يشاء، فسري:وبعض مظاهر الطبيعةوالمعادن ـاريس التضــ-

نعين بالتضاريس كل ما حتمل األرض من جبال ووديان وصخور وسهول وحصى ورمال وصحار ا مظاهر الطبيعة فهيوغريها، ماء والوقت وغريها، وهذه األشياء تتباين يف نسبة : أم الرياح والرعد والفصول والس

ا اآلخر فيذكره مرات نادرة ومتفرقة، ز على بعضها، أم احلضور يف قصيدة املتنيب تفاوتا كبريا، حيث إنه يركي استعمل املتنيب اجلبال للتعبري عن العظمة ف،وانوسنرى ذلك بوضوح من خالل استخراج األمثلة من الد

ة الصرب على ل املصائب، ومن ذلك قوله يفخر بنفسه بشد والشموخ واهليبة واجلالل والثبات عند النوائب وحتم2:كثرة النوائب ولوعة الفراق

ب ج ال م ص ت ل م ح و ل و ع د ص ت تـ ت ك ش و ا أ ن قـ ر ت افـ اة د ا غ ن ي ب الذ الر عظمة املمدوح اليت - كما قلنا–قد حيمل املمدوح من الصرب ما ال تستطيع اجلبال على محله، وهذا يصو

ياق أعظم من اجلبال، وليس شيء ت 3:أعظم ثباتا وال أشد رسوخا من اجلبالبدو يف أمثال هذا الس

ب ج ل ل ك ر ب ص ل ــــــــــث م ب ف ي ك و ر ب ص ب د ــــــــــــج ن تـ اس ة ل و الد ف ي س أ ـــــــــــــــــالولة لتوحيد األمة اإلسالمية ومجع من الصور العجيبة يف ديوان املتنيب ما أتى به تعبريا عن سعي سيف الد

ة وغلبت عليها الفرقة والعداوة، هعلى صعوبة هذا األمر يف زمن كثرت في،أقطارها على كلمة واحدة جروح األماعي جلمع اجلبال يف مكان واحد اعي جلمع الكلمة كالس ، ولكن األمر إذا وصل إىل هذا األمري حىت صار الس

4:يكون كأنه ينظم اجلبال يف خيط واحد كحبات العقد

ه ب ت او س ت ب ج ال ــــــــــات ت ش أ ع م ج ي ه ن أ ى ك ـــــت ح ار ط ق األ م ظ ن يـ و ــــــــال

يوان- 1 .186، صالد.29، صاملصدر نفسه- 2.197املصدر نفسه، ص- 3.220املصدر نفسه، ص- 4

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

69

1:يستعمل املتنيب كذلك التالل للتصوير، وها هو هنا جيعلها بشرا مملوء غيظا وحنقا تضيق به صدورها

)التالل:األكم(ور د ــــــــــــــــالص ة ر وغ ـــم م ــــــــــــى األك ت ح يك ء ف ي ل ش ي ك و د ع 2:يستخدم حبات الرمال داللة على كثرة اجلود، وعدم انتهائه

ل م الر و ر ط ق ا ال ه ائ ص ح إ ن م ر س ي أ و ت ائ ف د ا ر ه يد د ح ت ن م ب ر قـ أ ف 3:ولو كانت قلوب حاسدي األمري صخرا لذابت من النار اليت تضطرم يف داخلها

ل ي قـ ف م ه وب ل قـ ر ان ح و ل وا و ن ثـ ى انـ ت ح )الصخر:اجللمد(د م ل ج ال اب ذ ل ة ر اج ه ب

اللة على املشاق اليت تكبدها من أجل الوصول إىل املمدوحبعضيستعمل 4:أنواع األراضي للد

)النوق الصالب الشداد:العرامس(ــــــــل ل الذ س ام ر ع ال ه ن ع ز ج ع ي تـ م د ـــــــــــــى ق ل ع ه ت ب ج ه م ه م و

5:ويستعمل الفلوات كذلك للتعبري عن بعد املسافة بينه وبني من حيب

اب اس ــب س ا و ه ــــاقـ ت ش أ ال ف ائ ن تـ ه ون د ت ر ص ب أ ت ق تـ ا اش ذ ي إ ا ل م و باسب ولة ) الفلوات(هذه الس ا هي فلوات من اجلفاء والغضب من سيف الد ليست فلوات حقيقية وإمن

، ا هي الفلوات، وهو على املتنيب ا يعانيه املتنيب من البعد بعد م تعبري دقيق عفأنسب ما يعرب عن حال كهذه إمنيف ديوان املتنيب سعة القلب، إذ جيعل املتنيب صدره ومما تعرب عنه صور البيداء.القرب، ومن اجلفاء بعد احملبة

6:أوسع من الصحراء

)أوسع:أفضى(اء د ي بـ ال م ا أ ــــه ى ب ض ف ي أ ر د ص ي ت اق ــــــن ك ك ش ت ن ي أ ال ي الل م ي ش يوان من صور مرسومة من املعادن واحللي و راهم على اختالف أنواعها وتباين قيمتها، فمن مل خيل الد والد

راهم الد هب والفضة والنحاس، ومن احللي اخلامت والقالدة والقرط، ومن الد ينار والفلساملعادن احلديد والذراهم تعبريا جامعا هو املال ا عن املعادن فإن . وغريها، وقد يعرب عن احللي والد والنصيب للحديد احلظ األوفر أم

ة والصالبة، وتعشق األهوال د القو األكرب، ولعل هذا راجع إىل نفس املتنيب املصنوعة من احلديد، واليت متج

يوان- 1 .131، صالد.42ملصدر نفسه، صا- 2.44املصدر نفسه، ص- 3.107، صاملصدر نفسه- 4.240املصدر نفسه، ص- 5.100املصدر نفسه، ص- 6

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

70

في فخر املتنيب بنفسه جيعل نفسه كائنا من حديد، فهو حديدي العني حديدي القلب حديدي ف. واحلروبيف، كما أنه جدار من حديد على ما جيب حفظه 1:الس

)طرف العني:اللحاظ(نا ن ج ال يد د ح ام ــــــــــس ح ال يد د ح اظ ف ح ال يد د ح اظ ح الل يد د ح

ر يب يف مؤخ ر لنا غبار املعركة الذي يبدو فيه حديد األسلحة كأسنان زجني يتبسم، أو كخطوط الش هو يصو2:الرأس

ر الرأس: القذال(با ــــــــــائ اال ش ـــــــــذ ق و أ م س ب جا تـ ن ز ا ه اد و س يد د ح ال ك ر تـ ة اج ج ع و )مؤخ

بياض احلديد، بل ومن نوادره كذلك ما نراه يف صورة مرسومة من احلديد وذوائب األطفال، يسود فيهاواد اا، ويلقي ببياضه على ذوائب األطفال يستعري الس أو بل لها شيبا ق يجع 3:ف

ب ائ و ــــــــــى ذ ل ع ه ن و ـــــــى ل ق ل أ نا و و ل يد د ح ال ــــــار ع تـ اس و ف ط األ ــــــــاليبا ﴿:واقتبس املتنيب صورته من قول الله تعاىل ان ش عل الولد ما يج رتم يـو ف يف تـتـقون إن ك 4﴾فك

يوف ومن صوره الرائعة يف وصف املعارك تلك اليت جيعل فيها احلديد مطرا ينزل من السحب، لتعم الس5:كل مكان وتغسله من آثار الظلمة واملعتدين

يل س غ وف ي الس ب ان ك م ل ك ف م ه ي ل ع يد د ح ال ن ر ط م ي ب ائ ح س فقة، ى املمدوح إذا كان املمدوح رقيق القلب فإنه يف احلرب ال يعرف الرمحة وال يعي الش حيث يتعد

ة ما يالقيالعباد إىل احلديد ويكرهه على 6:النزال والضرب حىت يصل من شد

ــــر ح ي ال ف ك ي ل الت ة ق ي الر ذ ن ي أ ال ص و يد د ح ال ه ر ك ت ا اس ذ إ با أم

هب الفضة البيضاء 7:الذي صبغ وجهها األبيض كما يسبغ الذ

يوان- 1 .32، صالد.89، صاملصدر نفسه- 2.99املصدر نفسه، ص- 3ل، اآلية-4 م .17: سورة املزيوان-5 .255، صالد.288نفسه، صاملصدر - 6.43املصدر نفسه، ص- 7

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

71

د ج س ع ن ال ي ج الل غ ب ا ص م ني ك و ا ل ه اض ي بـ اء ي ح ال غ ب ص د ق و ت ض م ف هب والفضة اللذان إن كانا ويف عقد مقارنة بني املمدوح وغريه من املقصودين، يستعمل يف ذلك الذهب على الفضة ال مياري فيه أحد وال جيهله نافعني للناس إال أن الفضل بينهما واضح لكل إنسان، ففضل الذ

هب عل 1:ى الفضةبشر، وكذلك املمدوح فضله على سائر امللوك كفضل الذ

)الفضل: الصرف(ف ر ا ص م ه نـ يـ بـ ي و د ك م ل ل ان وع ف نـ اد ـــ احو ر بـ الت و اء ض ي البـ ة ض ا الف م و

ماتة عن أدبه 2:وقال نافيا الش

اار ين د ار ين للد ك ب ي الس ف يــــــد ز ي ه ر بـ خ م وف ـــر ع م ال ب ه ا الذ ن ـــــي أ ن إ ز عليه املتنيب تركيزا ، حيث رك ر من أبرز ما عرب به املتنيب احللي مبختلف أنواعها، وأبرزها على اإلطالق الد

ر الذي اللة على متيز املمدوح، فمن ذلك متثيل متيز املمدوح على قومه بالد نات األخرى كبريا للد يفوق املكو3:للقالدة

ا ه د ـــــــــــــــج ر بـ ا ز ه ير ـــــــــــــــاص ق تـ ر د ا ه ت ــــــــــــــــــــ لي ل ل ال ا ه اه ح ض س م ش ر الذي يعد إن نفس املتنيب األبية املتعالية، وإن رضيت بالسجن فإن هذا ال ينقص من قيمتها، ألن الد

ر يف الصدف 4:من أغلى احللي مقره يف األصداف، لذلك فهو يف السجن كالد

ـــــــم ل ل ت ن ط و د ق فـ ت ئ ش ف ي ك ن ــــج ا الس ه يـ أ ن ك ـــر ت ع م س ف نـ ــــوت ف د الص ن ــــــــــاك س ر الد ن ك ي م ل ـــــة ص ق نـ م ك ـــــيف ــــــاي ن ك س ان ــك و ل ف

ها ودرها، فهي جبماهلا وانسجامها وحسنها ها، ومبسم ا عن حمبوبته فيتساوى يف وصفها كالمها وعقد أم5:تضاهي حليها يف دقة سبكها وحسن نظمها

م ظ الن و ن س ح ي ال ف ي ر ا الد ه م س ب م ا و ه ــــم ال ك ا و ه د ق ى ع او ــــــــــــــس ت اة ت فـ ر املمدوح وهو جيود مباله كما جيعل للمال مجاجم مثل مجاجم األعداء اليت حطمها بضربه، فاملتنيب يصو

:6

يوان- 1 .87، صالد.126املصدر نفسه، ص- 2.13املصدر نفسه، ص- 3.46املصدر نفسه، ص- 4.67املصدر نفسه، ص - 5.98املصدر نفسه، ص - 6

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

72

م ال م اج م ي ج ف ـه ــــل و ط ب األ م ـــــــاج م ــــــــــــــي ج ف ه ع قـ و ب ر ض ــــال ـــــــــــــالا و ه، فهو على جاللة قدره وخنتم مبا هجا به املتنيب كافورا، حيث ال جتاوز الفلسني قيمت عظم ملكه إمن

1:هو عبد يباع ويشرتى، فعليه أال ينسى نفسه، وأذنه يف يد النخاس ورقبته يف يد بائع الرقيق

ود د ـــــــر م ن ي س ل ف ال ب ــــــــــو ه و ه ر د ق م أ ة ي ام د ــــــــاس خ الن ـــد ي ي ف ه ن ذ أ م أ

دة ومتجيده للصالبة كان له األثر البارز على صوره اليت اتكأ ة وتغنيه بالش مدحه وهجائه، إال أن نزوعه إىل القول بالنسبة لألشخاص، أفيها على احلديد اتكاء بينا يف ة التحم ا بالنسبة للمعارك م تعبري دقيق عن الشجاعة وقو

.ووصف اجلند فهي معروفة عن املتنيب ال ينكرها إال جاحد، وال يغفلها إال مكابرياحتعد عر العريب على - وهي من أبرز مظاهر الطبيعة-الر من مصادر التصوير القدمية واملتداولة يف الش

تتابع مراحله واختالف عصوره من لدن العصر اجلاهلي إىل عصرنا احلاضر، ملا مار، وأخرى ترتجم نفس املختلفة، فهي تدل تارة على اخلري مبختلف أنواعه، وتارة تدل على الغضب والد

ا ملا توحي إليه ،سان املشتاقة أو املنكسرة أو الغاضبةاإلن ميكن اعتبار ديوان املتنيب صورة صادقة وأمنوذجا تامياقات الواردة فيها، وحسب األغراض اليت ختدمها وريح املتنيب أكثر .هذه الكلمة من معان على اختالف الس

دة؛ وصفها، وصور الريح يف املعارك اليت وأهواهلاما جندها تعرب عن مالمح احلرب كيف ال وهي اليت املتنيب متعد:2

م ه ي ل ي ع ر ـــــــــــــــذ ت م و ــــا ه ال ر ع ش م ه نـ يب يح الر ل م ح ت ــاال ــصـ و األيف فخر املتنيب كما هو معروف جياوز املتنيب يف بعض األحيان احلد يف وضع نفسه يف مقام ال يصله

3:إنسان وال يبلغه أحد، فهو الذي يصرف الريح كيف شاء، وسرعتها بإذنه

ي )السري السهل:الرهو(ام؟ـــــــــــــــويسري كلما شئت الغمح رهوا ـــــــــــــأعن إذني تسير الرعر العريب، تلك اليت ا من الصور العريقة يف تاريخ الش اعر وحبيبته، جتعل من الريح إم ارسوال بني الش وإم

، عندما جيعلها حاملة للمسك الكامن يف غدائرها 4):ظفائرها(حاملة لرحيها، وهو ما جنده عند املتنيب

يوان-1 .275، صالد.292، صاملصدر نفسه- 2.186املصدر نفسه، ص- 3.21نفسه، صاملصدر- 4

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

73

ت ش ن ع ر ــــــــــتـ ف تـ و يـــ ــــــــح ا الر ه ر ائ د غ ن ع ك س م ال ل م ح ت ود بــر يتة اجلود، فاملمدوح يف عني املتنيب ال ينتظر هبوب الريح من أبرز ما ترمز له الريح يف عر العريب بصفة عام الش

1:حىت ميطر جبوده على الناس

)استدرته: مرته الريح(ح ــــــــــــــيالر ه ت ر ا م وم ود ج ري ي ح و ه وق ر اء بـ ــــــم الس ب ج ا ح م ا و ن م ش

هذه جندوأكثر ما من املعاين اليت توحي إليها الريح كذلك داللتها على اخلراب واألماكن املهجورة، الالت يف شعر األطالل وكذا 2:قولهلتعبري عن األطالل العافيةفمن االزهد، يف شعر الد

اـــــــــــاق س و م ه ا ب ـــــــــد ح ن م ـــــــــــــاه ف ع ـــــــــــال ح م ه ل ـــــــــــــاح ي الر ت ف ا ع م و :عـــــــــــــــــــــالم النبـــــات-

يشمل عامل النبات األشجار العالية، كما يشمل األعشاب القصرية، وتتنوع النباتات حسب البيئة اليت ، عة يف ديوان املتنيب ومما جتدر تعيش فيها، كما ختتلف حسب منافعها ومضارها، لذلك سنجد هلا دالالت متنو

يوان حيوي أنواعا كثرية من النباتات من د ثقافة املتنيب الواسعة، واليت اإلشارة إليه أن الد بيئات خمتلفة، مما يؤكاللة على ف.أشرنا إليها سابقا ا استخدمه املتنيب يف التصوير األشجار بلفظها، من ذلك ما استعمله للد مم

3:حمبوبتهاملوت، فاألشجار يف العادة تثمر مثارا، إال أن شجر املتنيب تثمر املوت، الذي جناه من أثر حزنه على

ا ه ات ر م ث ن م ت و م ال ت ي نـ ج ر ج ا ش ه نـ ك ل ت د ب ر ج ا ش ه نـ أ ك و ا هنا فهو جين ويف هذا البيت يستعمل كذلك فعل اجلين الذي ال يكون إال للمحاصيل بصفة عامة، أم

للهوى يف قلب املتنيب نار .، للموت من شجر ال ينبت إال املوت

4:ختبو بسرعةصلب وناره ال خشبه الذي يعد واسع االستعمال ألن فيه النار مستعمال يف ذلك شجر الغضى

ق ر ح ا ت م ع ل ك ت ى و ض غ ال ار ي ن ف ط ن ا تـ ى م و ه ال ار ن ن م ت ي ر ج

يوان- 1 .57، صالد.210، صاملصدر نفسه- 2.142املصدر نفسه، ص- 3.27املصدر نفسه، ص - 4

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

74

يرى أن شجر األراك لو محل من الوجد والشوق واللوعة ما محله هو النربى نائحا كما ينوح احلمام كما1:يف أغصانه

ـــــوح ن يـ ــــــام م ح ال ع م اك ر األ ــــــــر ج ش ى ر بـ نـ ي ال د ج و ك و ل و ام م ح ال د ج ي هو شجر الصمود يلأوصاف املتنيب احلربية تشبيهه أعداءه وسالحهم بشجر شديد الضعف قلومن بدائع

2:الثمام اللني

ــــــــام ــــــــم ا ث ه ــــــــــــس وار ــــــا ف ن قـ ن ــــــــأ ك ين ــــــــــــــــع ها ط ـ ل ر ــــــخ ا ي م ل ــــــــي خ و

ويستخدم يف ،كما هي عادة املتنيب يف مدحه للملوك واألمراء يعقد مقارنة بني ممدوحه وسائر امللوك ضعيف هو نبات اخلروع، ذلك نوعني من النبات، أحدمها النبع ذاك الشجر الصلب العظيم واآلخر صغري لنيوبطبيعة احلال فإن ممدوحه هو الشجر العظيم الصلب الذي ال تكسر عاصفة وال تثنيه ريح، كما أنه لصالبته

ا ملوك األر هام، أم ض فهم خروع ال يقاوم نسيم الريح العليل، بل موقعه حتت حوافر يتخذ لصناعة القسي والس3:اخليل وبني أقدام الفرسان

ع و ـــــــــــر خ وك ــــــــــــــــــــل م ال و ــــــــع ب نـ ت ن أ و ــــــــع ب ر أ ــــــن ه و ــــــــــــت ن أ ـــــــــــــد اح و و لوال ينسى املتنيب التشابيه القدمية اليت تربط مجا

كأي واليسمولكنهالقتلى الذين راحوا ضحية هذا اجلمال،وكم هم ردت احملب قتيال،أمجعت مع بياض العنق إ ىقتل 4:ككما يشهد لنفسه بذلاءشهدم،

)األعناق: الطلى(ود ــــــــــد خ ال د ر و ى و ل الط ــــــــاض ي بـ ل ــــــــــيد ه ش ت ل ت ا ق م ك يـــــــــــل ت ق م ك

ا احلديقة فنجد املتنيب مميزة للتعبري عن يستعملها يف صورة مما له صلة بعامل النبات احلديقة والروضة، أم5:شعره، فقصيدته اليت ألقاها بني يدي املمدوح هي حديقة غناء منبتها من لسانه وسقياها من النهية والعقل

)النهية والعقل:احلجا(ب ائ ح الس اض ي الر ي ق ا س ج ح ا ال اه ق س ة يق د ي ح ان س ن ل م ه ي ل إ ت ل م ح

يوان-1 .57، صالد.82املصدر نفسه، ص- 2.217املصدر نفسه، ص- 3.20، صاملصدر نفسه- 4. 171املصدر نفسه، ص - 5

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

75

وإن كل نيا ومن أمواهلا اعر قد يئس من الد ا يزيده خصوبة ويزيد احلزن طغيانا، ألن الش غيث ينزل على هذا الروض إمن

1:ال تغويه صلةوأهلها، فلم يعد يفرحه مال وال حتييه عطية و

ل ـــــــــــال ق إ و ــــار ث ك إ ي د ـــــن ع ـــــــان سي ي ـــــن ح ر فـ ــــــــــال ـم ال ن أل ت ر ك ا ش م و اخ ب س ر ي غ ب ث ي غ ه ر اك ـــــب ن ز ح ال ض و ر ت ب ن م ت ن ك ف ... ال ـــــــــــط ه ض ر األ

:الطبيعة الحيـــــــــــــــــــة-2:عـــــــــــــــــــــــــالم الحيـــــــــــــوان-1

ذه فهذه احلياة، ا منه ما اخت ه إليه معرب اإلنسان رفيقا له يف ظعنه وإقامته، وحربه وسلمه، وفقره وغناه، لذلك اجت، لذا جند احليوان به عن سخطه ورضاه، فرسم باحليوانات صورا خالدة عن الشجاعة واإلقدام، واحلسن واجلمال

عر العريب على تتابع عصوره، وتنوع بيئاته، واخت عامل احليوان هو إن . الف أغراضهحيتل فضاء واسعا يف الشه ن ط ى ب ل ي ع ش م ي ن م م ه نـ م ف ﴿ويعج باألنفس، الرحيب، الذي ينبض باحلياةذلك العامل العجيب الواسع

احليوانات إىل ، لذا درج العلماء على تقسيم 2﴾ع ب ر ى أ ل ي ع ش م ي ن م م ه نـ م و ن ي ل ج ى ر ل ي ع ش م ي ن م م ه نـ م و واحف من حشرات و ذوات األربع، وذ أخذ هذا التصنيف منو ،ومائيات ات الرجلني وهي الطيور، مث الز

م تصنيف اجلاحظ حيوان ميشي، وحيوان يطري، وآخر يسبح وأخري ينساح: إىلاحليواناتالذي يقس.3)يزحف(

عر العريب، فاملتنيب رمى بكل تقله ا عن ذكر احليوان يف ديوان املتنيب فهو بكل دقة صورة صادقة عن الش أمد من خالله ما ارتسم يف عقله وما اختلج يف نفسه من طبائع الناس وأخالقهم على عامل احليوان، ليجس

شىت أنواع احليوان، ال يدرك ما فيه إال باالستعانة بكتاب وأوصافهم، لنجد يف النهاية ديوان املتنيب قاموسا لمريي، أو كتاب ) حياة احليوان الكربى( عجائب املخلوقات وغرائب (كتاب وأ، للجاحظ) احليوان(للد

قد أبرز حبق سعة معارفه، وغزارة علمه، فهو عامل وأهم ما ميكن اإلشارة إليه أن املتنيب . للقزويين) املوجودات

يوان- 1 .343، صالد.45:سورة النور، اآلية- 2.27، ص 1965مصر، ،2طعبد السالم هارون، مكتبة البايب،: حتقيق،1ج،كتاب الحيوانأبو عمرو اجلاحظ، : ينظر- 3

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

76

يف مدحه وهجائه ووصفه ورثائه، و ميكن بطبائع سائر احليوان، وأوصافه وبيئاته، ليرتجم ذلك يف صور دقيقة واحف يوان إىل ذوات األربع، مث الطيور، مث احلشرات والز .تصنيف مصادر الصورة احليوانية يف الد

:الحيـــــــوانــــــات ذوات األربع-البهائم واحليوانات األليفة، وكذا سباع الرب، ونقسمها حسب عالقتها باإلنسان، يشمل هذا النوعا عن األليفة ف.؛ ذوات األربع األليفة، وذوات األربع الربيةلنحصل على جمموعتني ال ميكن ألحد أن ينكر أم

اإلنسان، ولقد وعى املتنيب مع أخيهواليت يف بعض األحيان تفوق عالقتهعالقة اإلنسان مع بعض احليوانات،هذه الفضية، فعرب عن الوفاء باحليوان وعن الصديق باحليوان وعن طول الطريق باحليوان وهكذا يف أغراض كثرية، وأبرز احليوانات األليفة اليت استعملها يف التصوير اإلبل واخليل مبختلف أمسائها وأوصافها، مث حيوانات

متثل اخليل أعظم مصادر التصوير يف ديوان املتنيب بعد األسد، . لغنم واملعز واحلمارأخرى كالكلب واألرنب واوهذا راجع إىل نفسية املتنيب احملبة للفروسية العاشقة للحرب، لذا ال نكاد جند قصيدة من قصائد املتنيب ختلو من

ا ما يطال الفرسان من خوف وجراح وتلطخ إذا كانت اخليل عنوان احلرب عند املتنيب فإنه يطاهلف، ذكر اخليلماء 1:بالد

س ن م م و قـ أ ب ر ح ال و ة م اه س ل ي خ ال وه ج و ن ك ر تـ أل ة: سامهة(م د ـــى ق ل ع اق )متغري

فإن اخليل خبالف صورة الفارس، حيث ،ويظهر عز املمدوحاملنتصرإذا كان صهيل اجلياد يثري فرح2:تبدو عابسة مما تالقي من ثقل احلديد و هول املعرتك وكثرة القتل

ـاع ض م ال ق ل ح ال ب ن ب ب خ ي س اب و ع ـــــاد ي ج ال و م س ب تـ ت ل بـ قـ أ ـاــن ق ال و فة عن مدى شوقه لسيف ولة، وقيمته أمام كافورويف صورة معرب يجعل ف، وأمثاله من األمراء الذين لقيهمالد

ا كافور ولة جوادا، أم 3:ظالف ال يستقيم الركوب عليهاأليور ذكالث مفهوشاكلتهاملتنيب سيف الد

)اللحم املتديل حتت احلنك:الغبب(ب ــــــــب غ ال و ه ف ال ــــــــــــظ أ ر ــــــــك ن أ اد و ــــ جال د ع بـ ر و الثـ ب ك ر ن م و

4:ويشبه نفسه باجلواد الذي ألف احلروب مث كف عنها

ــام م الج ـــــول ط ه م س ج ب ر ض أ اد و ـــــــــــــي ج ن أ ه ب ي ط ـــــــــــا ف م و

يوان- 1 .35، صالد.120املصدر نفسه، ص- 2.310املصدر نفسه، ص- 3.342، ص صدر نفسهامل- 4

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

77

اإلبلسع و شكل األليفة اليت استعملها املتنيب يف بناء صوره بمن احليوانات واإلبل ذلك احليوان العجيب يف خلقه وطباعه، وكثرة أنواعه، . وأسفاره، ومعاناته من أجل الوصول إىل ممدوحيه

ل و ة التحم ا قرونة بسهولة االنقياد، املعظمة الفهو مثال للصرب وقو أ ا ، وهي أنواع كثرية 1﴾عز ألهلها﴿كمففي تعبريه عن صعوبة الطريق إىل .، ويف ديوان املتنيب يكاد جيمع كل أنواعها وأوصافها2مشهورة عند العرب

سعيا املمدوح يستعمل الناقة اليت كم قطعت من مفاوز، وكم وطئت من حصى، وكم تعسفت من سهل وجبل 3:األمريإىل

)نوع من اإلبل:اليعملة(ال ب ج ال و ل ه الس ك ي ل ي إ ب ت م ر ش غ تـ ة ل م ع يـ ف ا خ اه ص ح م ص ت أ ط و أ

ا إذا كثر اهلم واشتعل الشوق يف أ ، فإنه يرتجم هذا الشوق يف اإلبل اليت حشأم يلهبها وحيثها اء املتنيب4:وقع خفافها يف احلصىحىت تشتعل النار من

)الكرميةاإلبل: العيس(ل ق ـــــــــــــال ق ن ه ل ك يـــــــــــــس ع ل ق ــــــــال ق ا ش ح ال ل ق ل ي قـ الذ م ه ال ب ت ل ق ل ق فـ

ل اع ش م ا ال ين ر ت ا ال ى م ص ح ال ح د ق ب ــــا ه ـــــــــــــــافـ ف ا خ ن تـ ر ا أ ان ار و ل ي ا الل ذ إ 5:املمدوحأن يتخذ مجيع الناس إبال يركبها من أجل الوصول إىل هذااملتنيب يتمىن

)مجع بعري:بعران(انا ر ــــــــــــــع بـ ه الل د ب ع ن ب يـــــــد ع ى س ل إ م ه ل ك اس ـــــــالن ت ب ك ر ت ع ط ت اس و ل

اعر واملمدوح واحتقار للرعية ، فالناس الذين عايشهم املتنيب ناس ال يعرفون هلذا ويف هذا البيت تعظيم للش6:األمري فضله، بل هم عميان عن إحسانه الذي أدركته العيس قبلهم

اـــان ي م ع ـــان س ح اإل ن م اه ر ــــــــا يـ م ع م ه تـ يـ أ ر م و قـ ن م ل ق ع أ يـــــــــــس ع ال ف احليوانات األليفة اليت تعد عالقتها مع اإلنسان ضاربة يف جماهل التاريخ الغنم واملعز، حيث يستمد من

ا ﴿منهما غذاءه وملبسه ووعاء ماءه ولبنه افه و ن أص م عارها أثاثا و أش ا و باره أو ين و تاعا إلى ح م ، إال أن 7﴾واللة على ضعف النفس وقلة احليلة، فـــــ ا يستعملها للد اللة على هذه األشياء وإمن املعز «املتنيب ال يستعملها للد

.عن عروة البارقي رضي الله عنهسننهحديث شريف رواه ابن ماجة يف - 1ين الدمريي، : ينظر- 2 .21-20، ص ص 1992فارس، دار طالس، دمشقدأسع: وذيب، حتقيقحياة الحيوان الكبرىكمال الديوان-3 .20، صالد.33، ص صدر نفسهامل- 4.140املصدر نفسه، ص- 5.املصدر نفسه، ص ن- 6.80سورة النحل اآلية، - 7

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

78

فيحتاجه راعيه إىل أن جيمعه يف أنه خياف من كل شيء وينفر منه، «، ومن خوف الضأن 1»حيوان غيب أمحقمن متفرقة عن خوف العدو من جيش املمدوح يستعمل الغنم اليت فرت مذعورة املتنيب ففي تعبري،2»كل مرة

3:زئري األسد، حيث تسعى كل شاة للنجاة بنفسها

ر أ ز ب س ح أ ــــــاء ش ك ــــــــي ن ش ر خ ال ه اع ي ش أ ــــــــى ب ل و فـ )الروميفنسبة إىل خرشنة :اخلرشين (ـــــود س األ

موا العجم والعبيد على أنفسهم ورضوا حباهلم وقعدوا ويف سخط عارم وغضب جم عن العرب الذين حك4:عن نيل حقهم واسرتجاع شرفهم؛ يصفهم املتنيب بالغنم اليت يرعاها العبد اململوك

ـــــــــــم ن غ ـــــــــــا ه نـ أ ك د ـــــب ع ـــــــــى ب ع ر تـ ــــــــــــم م ا أ ـــــــــه تـ ئ ط و ض ر أ ــــــل ك ب ة اجلمال واالعتدال والكمال، فيشبههم ويف مقارنة بني نساء البدو واحلضر، جيعل املتنيب نساء البدو يف قم، فشتان بني مجال الظباء لهن وتنظفهن ا نساء املدينة فهن معيز رغم جتم باآلرام وهي الظباء اخلالصة البياض، أم

5:ورقتهن، وقبح املعيز ونتنهن

ة ـــن ام اآلر ن م يـــز ع م ال ــــــــــن ي أ ــر الط و ــــن س ح ي ال ف ة ر ـاظ ــن ر يـ غ و ـاظ يبــا ر ا ع م ة ــال ف ـــاء ب ي ظ ـــد ف أ اج و ح ال غ ب ص ال و م ال ك ال غ ض م فن به يب

يمةعظال افيه خصغري أن الذي يضرب به املثل يف الوفاء،ووفاء لإلنسان الكلب من أبرز احليوانات ألفةهر واخلدمة، سريع العدو حاد الذكاء وأخرى ذميمة هادة، دائم اجلوع والس ، فهو كثري الوفاء يف الغيب والش

هم حذرا ميمة فهي ننت جلده بعد ، أما عن خصاله 6واملعرفة حبيل الصيد، وهو أيقظ احليوانات عينا وأشد الذبش القبور ينومساجة نباحه،البل، وشراهته يف األكل،

.7أكل حلوم املوتى فيصيبه الكلب من ذلكيو

د القزويين، ز - 1 .175، ص 1992أسعد فارس، دار طالس، دمشق: ،حتقيقالمخلوقات وغرائب الموجوداتعجائب كريا بن حمممريي، - 2 .104ص ،حياة الحيوان الكبرىالديوان-3 .47، صالد.76املصدر نفسه، ص - 4.318، ص نفسهاملصدر - 5مريي، : ينظر- 6 كتاب، اجلاحظ، 178، ص وغرائب الموجوداتعجائب المخلوقات ، القزويين، 148، ص حياة الحيوان الكبرىالد.223ص ، 1ج، لحيوانا

.222ص ، 1ج، كتاب الحيواناجلاحظ، : ينظر- 7

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

79

ا املتنيب ف 1:ستعمل صورة الكلب للهجاء فقط، فهو جبان إذا ما قيس بالليثقد اأم

)األسياد: الغطارفة(س ر ت ف م ر ـــــــــــــيـ با غ ل ك ث ي ي الل ك ــــــار ت و م ه ــــــــار ج ين ــــام ح ال ة ف ــــار ط غ ا ال ب أ

جاع واجلبان يستعمل كذلك األسد والكلب، فليس كل من يبدو يف هيئة أسد فهو ويف مقارنة بني الش2:يبدو يف هيئة الفارس املغوار، وإذا ابتلي بدا خامال جبانا شجاع مقدام، فكثري من الناس

ب ال ك ن ـــــــــــــــــــــه اح و ر أ ـــــــــــد س أ ــــــــــم ك و م ــغ يـ ض وح ر ه م س ي ج دا ف س ا أ ي أ 3:من الكلب والفهد والقردويف صورة مشرتكة يهجو املتنيب أعداءه هجاء الذعا مستخدما

د ر ــــــــــق م ه ع ج ش أ و ــــــــد ه فـ م ــــه د ه س أ و م ع م ه ـــــر ص ب أ و ب ل ك م ه م ـــــــــــر ك أ و في صورة ف، 4»حيمل األثقال،وحيفظ الطريق«الذي ومن احليوانات اليت تربطها ألفة مع اإلنسان احلمار

عجيبة يربط املتنيب بني اجلاهل بال قلب، واحلمار بال رأس، فكيف يقر األدب يف جسم ال حيمل قلبا، أم كيف 5: يركب الرسن حلمار ال رأس فيه

ه ج ال ر ق فـ د ى أ ل إ ب ل قـ ال ب ول ن س ى ر ل إ س أ ر ال ب ار م ح ر ال ق فـ با عن صوته، فهو أقبح األصوات وأبغضها إىل األذن، ير ﴿أم م ات لصوت الح و ر األص وهذا ،6﴾إن أنك

ا شعره فصهيل جياد يبعث يف النفس العز 7:ة واحلميةواالنزعاج، أم

ز تـ م ل ـــه النـ ر يـ غ اد ـــي ج ال يل ه ن ص ن ك ـــــــــل و يح د م ال ع م س ت ل اق، 8»ينام مفتوح العينني«، هذا احليوان املسامل الذي ومما ورد ذكره من احليوانات األليفة كذلك األرنب

ة العربية الذين سخط عليهم وسلط عليهم وهذه امليزة اليت اعتمد عليها املتنيب يف وصف بعض ملوك األم

يوان- 1 .25، صالد.338، ص صدر نفسهامل- 2.151املصدر نفسه، ص - 3.184، صاملصدر نفسه- 4.132املصدر نفسه، ص- 5.19:سورة لقمان، اآلية- 6يوانا- 7 .178، ص لدمريي، - 8 .22، ص حياة الحيوان الكبرىالد

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

80

1:أيقاظا وهم رقود

ام ـــــــــــــــي ن م ه ــــــــــــــــونـ ي ع ة ـــــــــــــــح ت ف م ــــــــــــوك ل م ــــــــــم ه نـ أ ر يـ ـــــــــــغ ب ان ر أ ان الرب الذي ميثل ا عن سك ق األكرب منها يعيش يف الرب أم بغاباته مسرحا حلياة كثري من احليوانات، فالش

مفرتس وصنف مسامل وصحاريه وسهوله وجباله، ولسعة هذا العامل ارتأيت تقسيمه إىل صنفني؛ صنفس( ف.)مفرت

جوعها رمحة وال رأفة وال قويا وال ضعيفا، بل هي ماضيةومرد ،عر وال نثر وال مثلوأشهر أنواع هذا الصنف األسد مرعبها وسيدها وملكها، هذا الذي ال خيلو منه ش

ة اإلقدام واجلراءة والصولة، وله (فهو ،وطباعههخلقإىلهذا ة والنجدة والبسالة وشد من الصرب مثال يف القوباع، ومن شرفه أنه ال يأكل من فريسة غريه، وإذا شبع من فريسته على اجلوع وقلة املاء ما ليس لغريه من الس

2.)تركها ومل يعد إليها، وال يشرب من ماء ولغ فيه كلب

عراء يستعمل األسد للتعبري عن الشجاعة وعزة النفس وركوب األهوال والصرب على واملتنيب كغريه من الشدائد يوان تضاهي صورة األسد كثرة، فال ختلو قصيدة من ذكره، واملتنيب ذو شخصية الش ، وال توجد صورة يف الد

ة وشجاعة وعزة نفس يه الصعاب، فهو يرى يف األسد رمز كل قو ة واألنفة، وحتد فريدة يف عزة نفسه وعشقه للقوا يقتاتون على حلوم األسود ود الذي ال يقتاتون على يشبه اجلند باألسفوكرم طبع، وقائدهاحلوم احليوان وإمن

3:تنقلب األسود ثعالب بني يديهالذي سد األ

ه س ائ ر فـ د س أ ه ل ير ص ت د س أ ا ه ود ق يـ ود س ا األ اب ــــــــــال ع ثـ ــــــود س األ4:، بل هو املوت ترتعد فرائس املوت منهأقواهااألسودمن أسد يفرتس فاملمدوح

م د د س أ ) حلمة يف الكتف ترتعد خوفا :الفريص(د ع ر تـ ه ن م ت و م ال يص ر ف ت و م ه اب ض خ ر ب ز ه ال د س األ

ولة حاكما تابعا له ومنفذا ذ سيف الد ب املتنيب ممن اخت ألوامره وقامعا ألعدائه، فإنه ليس مستبعدا أن كما يتعج5:األعداء، ألنهعيقمعه كما يقم

يوانا-1 .82، صلدمريي، : ينظر- 2 .20-19، ص ص حياة الحيوان الكبرىالديوان- 3 89، صالد.44صاملصدر نفسه،- 4.264املصدر نفسه، ص- 5

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

81

ا ــــــد ي ص ا ت يم ف ـــــــــــــام غ ر الض ه د ي ص ت ه د ي ص ازا ل ب ـــــام غ ر الض ل ع ج ي ن م و الذي أتعبه اجلوع حىت خالف طباعه ورضي باجليفة، فاملتنيب ال ويف صورة حمزنة يشبه املتنيب نفسه باألسد

ا قبله مكرها كما يأكل األسد اجليفة خوف املوت 1:يقبل املعروف من غري أهل املعروف وإمن

ض ر يـ ـــــــــوع ج ال و ـــــي ب ك ــــــــــــر ب ت ل ب ق ـــــــــار ي ت اخ ر يـ غ ي ج ال ب د س ـــــــــــي األ فئب، هذا احليوان الذي جند له ذكرا يأيت بعد األسد يف مصادر التصوير من عامل احليوانات املفرتسة الذ

أغدر من ذئب، وأختل وأخبث وأخون وأجول «واسعا يف تراث العرب، فهم خرباء بطباعه، فيقولون متمثلني به لذلك استعملته 2».وأظلم وأجرأ وأكسب وأجوع وأنشط وأجسر وأيقظ وأعق وأألم من ذئب وأعىت وأعوى

اللة على الغدر واخلبث واللؤم واخليانة، ومل خيرج املتنيب عن هذا االستعمال، اللة العرب غالبا للد كما استعمله للدئب يف صربه على على بعض الصفات احملمودة، كقوله يشبه وقد رأينا العرب تضرب به املثل - اجلوع، نفسه بالذ

3:يف الصرب على اجلوع

د ق ع ال ة ح ل ج م ي ال و ط ا ت م ي ك و ط أ و ي ت ي ط ل ان ن ي الس ض م ا ي م ي ك ض م أ و أن، حيث يعقد مقارنة بني ممدوحه وسائر ئب يف التقليل من الش ويف سياق خمالف يستعمل املتنيب صورة الذ

ا 4:ماكرة ال تعرف وفاء وال نبال وال شجاعة اآلخرون فهم ذئاب ملوك األرض، حيث جيعله ليثا أصيال، أم

ـــ اح لف إال فيك أنك و ى الخ ر ـــــــــــاب ئ ذ ـــــــــوك ل م ال و ث ي ل ــــــك ن أ و ـــد جقبيح املنظر قليل «ح، فهو الذي ليس فيه مزية تصلح وال خصلة تستملومن احليوانات املفرتسة الضبع

ميمة ما الهمن خصال)احليوان(يف كتاب و 5»العدو، املتنيب على ما جبل عليه هيستعملف6،املقام لذكرهيليق الذوهم ، املمدوحفعليه من خصال ذميمة وطباع رخيصة،

7:جيف القتلىال

ع ب الض ـــــــة ت ي م ال ال إ ــــــــــــــل ك أ ي س ي ل فـ ق م ا ر ذ ان ك م ت ر س أ ن وا م ب س ح ت ال

يوان- 1 .46، صالدمريي، -2 .67، صحياة الحيوان الكبرىالد

يوان- 3 .151ص، الد.339، صاملصدر نفسه- 4.177، ص عجائب المخلوقات وغرائب الموجوداتالقزويين، - 5.450-443، ص ص 6، جكتاب الحيواناجلاحظ، : ينظر- 6يوان- 7 .226، صالد

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

82

غريها، فهي لغذاء هي اليت كتب عليها أن تكون طعاما لسواها و فذوات األربع الربية املفتـرسةأما عن عر طريدة على مر عمرها، ال متلك سالحا غري اهلروب وال حيلة غري االختباء، وأبرز هذه الفئة ذكرا يف الش

اأنواعه وأعماره،بالظيب العريب ا عن 1.البصر مجيل املنظر طيب اللحمشديد النفور حاد فهوعه اطبأم أمعر فلم يستعمل إال جلمال منظره ولطف خلقته ورشاقة مشيته ومتيز نظرته، واملتنيب كسائر استعماله يف الش

عراء مفتون جبماله 2:انظرومتيزعن مجال احملبوبة هقد رسم منه لوحات رائعة يف تعبري و رقته، جمروح بالش

م ن غ ال ب د ر و ال ق و ــــــف ل الط ح س م ت و ة ش ه ج م ي ب الظ ن ي ع ب ي ل ـــــــو إ ن ر تـ ويف سياق آخر يستعمل املتنيب الغزال لدالالت أخرى منها البيت املعروف والذي ميدح فيه املتنيب ويرفعه عن

ته يف ذلك أن أجود أنواع املسك يستخرج من دم الغزال، فهو إن كان أصله الناس وإن كان واحدا منهم وحج3:دم فقيمته أرفع مما أخذ منه

فق تـ ن إ ف ـــــــــــــز غ ال م د ض ع بـ ك س م ال ن إ ف م ه نـ م ت ن أ ــــــــــــام و ن األ اليأيت بعد الغزال يف التصوير بقر الوحش والذي يستعمله املتنيب استعماال يقارب استعمال الظباء، وخاصة

:4

)الذي أسقمه احلب :املعمود(ـــــود م ع م ال ــــــــــم ي تـ م ال ب ــــــت ك ت فـ ــــــــــون ي ع ك ال ـــــــــــــا و ه م ال ــــــــون ي ع و

يف بناء شخصية املهجو القرد الذي سبق لنا الكالم عن صفاته، ويف من احليوانات اليت استعملها املتنيب ، فبعد أن كان اعر يعيش مع الناس تنويع يف التصوير بالقرد يستعمل تارة جمتمع القرود الوضيع الفوضوي الش

5:وجياور العباد دار به الزمان حىت رمى به يف حمفل القرود وقبح وجوههم وقلة فهمهم

ود ــر ق ن م ل ف ح ي م ف م و يـ ا ال ن ــــــا أ فه ـــــــل ف ح ي م ف ـــــاس الن ن م ت ن ك و ه األذان وتنفر من األمساع، من ميزات القرد وأوصافه امل كذلك صوت رجل قطع طريق ستقبحة صوته الذي متج

6:املتنيب وطلب منه أن ميدحه، فلم جياوز املتنيب أن جعله قردا يقهقه

ــــــم ط ل تـ ــــــــوز ج ع و أ ه ق ه ق يـ د ـــــر قــ ه ن ـــــــأ ك ثا ف ــــــــــــد ح م ـــــــار ش ا أ ذ إ و

مريي، : ينظر- 1 .113، ص حياة الحيوان الكبرىالديوان- 2 .34، صالد.197، صصدر نفسهامل- 3.20نفسه، صاملصدر - 4.48املصدر نفسه، ص- 5.400املصدر نفسه، ص - 6

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

83

، وكم ء احلظ كافور، حيث يقر املتنيب أنه قد مدح بشعره الغايل كركدن ا عن الكركدن فهو حظ سي أم1.حتمل هذه الصورة من قبح وشناعة لصاحبها

ـــــــــــــــىق الر ن ي ـــــــــــــب و يــــــض ر ق ال ن ي بـ ن ـــــــد ك ر ك ال ه ب ت ح د م ـــــــر ع ش و 2.بشع الصورة خشن املنظر ثقيل اجلسم، ووجهه ليس منتظم الشكل تنفر منه مجيع احليواناتالكركدن ف

، ومن خالله تظهر لنا نظرة املتنيب للحياة اليت ال كان هذا فيما خيص إهلام عامل الطبيعة الربية للمتنيبته وال يطاوله أحد ملكه، ومن خلق ر له أن يكون قويا فال ينازعه شيء قو ة، ومن قد تعرتف إال مبنطق القو

.الذي ال مفر منهليكون لقمة عيش وفريسة صيد فليس له إال قدره:الطيـــــــــــــــــــــــــــــــور-

ة وتسري هإن الكالم الذي سبق ميكن سحبه على هذا العنصر، فعامل الطيور كذلك عامل حتكمه القواحملبة لألهوال املتنيب صاحب النفس القويةمنمن املتوقع و .اجلوارح، ففيه املسامل البسيط، وفيه الكاسر العنيف

أنه سريكن إىل هذا الصنف من الطيور الذي يرتجم فيه حاجته إىل الفتك والبطش، وهذا الذي كان، فأغلب لاألف.والرخموالغرابصور الطيور كانت من اجلوارح وأبرزها الباز والعقاب من الطيور اليت يصعب صيدها و

3:والنيل منها، ولكنه يف النهاية فريسة املوت اليت ال تغادر رفيعا وال تنسى وضيعا

از ـــــــ ــــب ا ال ه د ن ع اء و س د ي ك ي ل إ ت ل ص و اب ر غ ال و ب ه ي ش ي األ ع ــــــــــق بـ األا 4:يتتبع املمدوح ليسرتزق من معاركه ويقتات من مثرات سيفه وخملفات سطوتهفالعقاب أم

ه م ار و ا ص ه تـ ق س ت ق س ت ا اس ذ إ اب ح ا س ه تـ ح ت ف ح ز يـ ان ب ق ع ال ن م اب ح س جر وا 5:يقتله املمدوح وتنعم جبثتهفلرخم تقاتل يف صف املمدوح حيث تبدي من األعداء ما واره الش

ـــــــــــــم خ الر ه ص خ ش ت ار و ل ه ن ع ل ز و ل ر ج ش ن م اه ار ا و م ث ي غ ى ال ق س ال ف ماتة والعداوةإنه مثال صادق ضربه املتنيب يف شكوى 6:احلال إىل أهل الش

ــــــم خ الر و ـــــــــان ب ر غ ى ال ل إ يح ر ج ى ال و ك ش ه ت م ش ت فـ ــــــــق ل ـــــــى خ ل إ ك ش ت ال و

يوان- 1 .360، ص الدمريي، : ينظر-2 .178، ص عجائب المخلوقات وغرائب الموجوداتو القزويين، . 147، ص حياة الحيوان الكبرىالديوان- 3 .347، ص الد.191، صصدر نفسهامل- 4.300املصدر نفسه، ص -5.350، صصدر نفسهامل- 6

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

84

عر العريب بصفة عامة، د يف الش ا عن الغراب فاستعماله يتعد وهذا فهو غالبا ما يعرب عن الفراق واحلزن أمفمن ، 1»فالعرب تتشاءم بالغراب ولذا اشتقوا من امسه الغربة والغريب واالغرتاب«متوارث يف الثقافة العربية،

2:الفراق والبعداملطبوعة علىعن منازلهذلك ما عرب به

ـــــــــــاز ن م ــــــــــــل ه أ ن ح ا ن ين ب ـــــــــي أ ن ب أ ـــــــــــــق ع ن ـــــــــــــــا يـ يه ف ن ي بـ ال اب ر دا غ ب أ لكما يصيح غراب البني على مال املمدوح تعبريا عما حيدثه من تشتيت األموال وإبعادها عن بعضها، فصارت

3:تلتقي إال وغراب البني يفجعهاال

ــــــــــا ب ع د نـ ت ج ا م ـــــذ ه يـــــــــــــــل ا ق م ل ك ف ــــــــــه ب قـ ر يـ ن ي بـ ال اب ر غ ن أ ـــــــال ك مــــ ها بصرا، وأقواها على من اجلوارح كذلك النسر ها فتكا وأعظمها جسما وأحد ملك الطيور وسيدها، أشد

ا 4.وال صرب له على الفراق، فإذا مات إلفه مات حزنا عليهالطريان، ا ياعند املتنيب فهي تفدي حبالنسور أمولة وأسلحته 5:ن أقواته مما ختلفه هذه األسلحةألجنود سيف الد

اثـ ال ف ال ــــور س ن ه ح ال ـــــرا س م ع ر ي الط م ت ي أ د ف يـ د م أح ـــــــــاع ش الق ا و )النسور املسنة: القشاعم(ه

ة فتدل لف،، وطعامهاعلى املعارك وأن العدو ضحيتهابصفة عام وتطفئ تشبع جوعها 6:الناس وهم يف احلقيقة حلم معد لتأكله الطيور اجلائعةاو ففي تساؤل غريب عن ملوك ملك،غيظها

و ك ل م ال ك ل م ي أ ـــــم ض ى و ل م ع ــــــــح ل ة ع ـــــــائ ج ر يـ الط و ة ئ ام ظ اف ي س األ7:تطمع يف أحيائهمأصبحتبل ،الوحيداطعامهمفهم

ع ق تـ م ه ــــــائ ي ح ـــــى أ ل ع ــــــــــــاد ك ى ت حت م ه ل ك أ ول ط م يه ف ر يـ الط مع ط ي ا ا متثل طعاما عن غري اجلارحة فهي اليتأم أ ا ات، كم احلشر اف وضع اب عش األ بذور و لى ال ات ع تقت

ا عن استعمال املتنيب هلا يف شعره فهو قليل إذا ما قورن . للطيور اجلارحة، فهي يف فزع دائم، وحذر مستمر أماعربالطيور اجلارحة، وهذا منطقي بالنسبة ة هلذا الش د القو قت الضعف ويبغض ويعشق الصعاب، وميالذي ميج

مريي، - 1 .128، ص حياة الحيوان الكبرىالديوان- 2 .28، ص الد.81املصدر نفسه، ص- 3مريي : ينظر- 4 .183، ص عجائب المخلوقات وغرائب الموجوداتوالقزويين، . 157، ص حياة الحيوان الكبرىالديوان- 5 .273ص،الد. 35املصدر نفسه، ص - 6.225، ص نفسهصدر امل- 7

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

85

وغالبا ما يقرن بشجر ، البعد والبكاءالنعام، فاحلمام تعبري قدمي عنأبرز هذه الطيور استعماال احلمام و و . اهلوان1:األراك

ر ج ى ش ر بـ نـ ي ال د ج و ك و ل و ام م ح ال د ج ي وح ن يـ ـــام م ح ال ع م اك ر األاعر مثاال عن له املشاق والصعاب بيضرب الش يقطع الفيايف وتغنيه ف، 2"ال يشرب املاء"النعام الذي نفسه بتحم

3:عن شرب املاء جرعة واحدة

ـــــــــــــــاء نـغبة ان ي م ين ن غ تـ ي ل ن إ و ــــــد ب الر ر ب ص ـــــــا ت م ل ثـ م ه ن ع ر ب ص أ و لم4:بكثرة الغنائمان جيرب يف حربه و،بكثرة اجلودكطائر ذي جناحني، يف سلمه يكسران جيعل مال املمدوحو

ــــــــــــــاء ج ي ه ال ر بـ ج ـــــــــــا ت م ه ال ـــــــــــــو ن ب ه ال م ي اح ن ج ن م ر س ك ي م ل الس ف 5:، وأنه مستحيل التحققنوال كافورويف تعبري عن بعد

ا ـــم ت ل ن ن إ ف نم نك فإ ه د ر و ر يـ الط ــــز ج ـع يـ ـــــــــاء م ب ت ب ر ش ــــــــا أملت مواحف والمائيات- :الحشرات والز

يوان، وأبرز ما ذكر منها األفعى، حيث يستعملها هلذه الكائنات أيضا نصيب واسع من الذكر يف الد:6

يم ا س ه ل تـ ق يـ ى فـ ع فـ ي األ ن ـــــــــــــــز ك ن تـ و ه ف تـ ي ح ن أ ي ك ف ت ي ح ن ر اذ ح ي اللة على صعوبة طريقه وبعد مرمتاه وغايته 7:كما يستعملها للد

د ي ش ا ف ه نـ م اي ع مس ا و ه وم ج ي ن ب ال ا ط ي نـ للد ي و ا ل م ف وق م اق ر األ8:ويشبه املاشي بالنميمة بالعقرب

ار ــــــــــــــــــق ع ال ب د ت ي ود ه يـ ل ج ن ل ــــــي أب ن ب ن ي بـ ن يبا أ ج ع س ي ل أ ب

يوان- 1 .57، صالدمريي، ا- 2 .159، صحياة الحيوان الكبرىلديوان- 3 .151، صالد.101، ص صدر نفسهامل- 4.323، ص صدر نفسهملا- 5.67، ص املصدر نفسه- 6.159املصدر نفسه، ص - 7.63املصدر نفسه، ص - 8

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

86

ام يستطيع النمل جرهمالذي يستعمله يف هجاء قومومن احلشرات أيضا النمل يز ة م من خف م 1:بأ

ل ه م الج تك ن قـبل مو م م ل ــم الن م ـــك ت ف خ ن م م ـــــــــــــــــــــك ر ج و أماتكا عن النحل فيستعمله للتعبري عن صعوبة الوصول إىل األشياء الغالية 2:أم

ل ح الن ر ب إ ن م د ه الش ون د د ب ال و ة يص خ ي ر ال ع م ال ان ي ق ل ين يد ر ت ا عن الفراش، 3:فأيدي األعداء تتطاير كما يطريأم

اش ـــــــــــر ف ال ة ح ن ج أ م و ـــــــــــق ى ال د ي أ ارا و ـــــــن ه ن م م اج م ج ى ال ل ع ن أ ك حيث ، واملهم من د الثقافة املوسوعية للمتنيب يوان غنيا بأمساء نادرة، بل بأمساء نادرة حليوانات معروفة، مما يؤك وجدنا الد

د هذا العنصر هو معرفة وجهة نظر املتنيب حول الكائنات، ألن هذا مهم يف تفسري صوره املختلفة، حيث تأكي الذي يعيش املتنيب من أجله، فهو يرى أنه ال مكان للضعيف يف عامل ة ومبدأ التحد لدينا منطق متجيد القو

قام شاعرنا يتنافس فيه األقوياء، وهي كذلك حقيقة عامل احليوان الذي حيكمه الصراع من أجل البقاء، ولقد أال ميكن هلا أن تتحقق إال بتوظيف ) العروبة(وحقيقة دعوة املتنيب بني عامل اإلنسان وعامل احليوان،حلمة كبرية

عرف ، فاألمري العريب يعرف مدح الشجاع باألسد واجلبان بالقرد واللئيم بالضبع، واجلميلة بالظبية، وال ت تراثهاري إىل املمدوح ر هزائم العدو إال باستعمال الطيور اجلارحة، لقد مشاق الس إال بذكر الراحلة والفالة، وال تصو

.وعى املتنيب هذه احلقيقة وراح ميدح األمراء مبا يشتهون، وينبه غفلتهم من حيث ال يعلمون:اإلنسان؛ جسمه وطباعه وصنائعه-2

ت العقالء وبنية أعجزت العلماء مه وجعله يف دقة حري ره وقو خلق الله اإلنسان وصور ما وميزه بنفسه العجيبة وروحه الغامضة، وعقله العجيب، مث جعل كل ما يف الوجود مسخ لوجوده، ا له، متم

عراء هوا إىل جسم اإلنسانالناس الذيهموالش مني عليه اآلالم والنكبات،ن موزعني عليه املشاعرتوج مقسترى ما حتب مث والعني وينشطر حزنا،والكبد حيرتق شوقا ويفىن كمدا،؛ فالقلب يذوب حبا واآلمال واللذات

ا إجل متشي تبكي البعاد وحترم الرقاد، والر بنواهلا وتنهيها اليد فتعطي احلياةأمم موقع العبنصاهلا قام، والد م ، وكذا العظام فهي مقيم األجسام وموقع الس داوة يف احلضر والبداوة، وأهون ما يقد

يوان-1 .63، ص الد.364املصدر نفسه، ص - 2.180املصدر نفسه، ص - 3

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

87

مع فهو عنوان الفزع ودليل اجلزع، يرتجم فناء القلب وحيكي لوعة الكبد ا الد يف سبيل ما يريد القلب، وأمعر ال ينازعواحرتاق األحشاء، وهكذا صار جلسم ة ،اإلنسان موقع يف الش ال تطاوع، كيف ال يف التصوير وقو

عر ترمجان النفس ولسان احلال؟ بل هو اإلنسان على كل حال ا عن املتنيب فيبدو من خالل .يكون هذا والش أمر ما يعرض لإلنسان من علل وأحاسيس وطباع،ديوانه قد ذكر مجيع ما يف جسم اإلنسان من أعضاء كما صو

م، ترداد ملفتا للنظر املتنيب رددهوأكثر ما وأحداث أعظمها املوت، م قتله من الد فمن الصور اليت عرب عنها بالد:1

ي م د يق ر ت ال ـــــار م خ ات ذ ب ر م أ ال و ه ل ــــــــــــــــــــــــائ س أ ال م س ر ب ر ـــــــم ــــــــــا أ م ف ماء، فكالمها معدود يف القتلى، ويف هذا يف املضرج بالد موع وقتيل الس ال فرق بني قتيل اهلوى املضرج بالد

يوف يف األجسامداللة على أن اهلوى يفعل يف النفوس ما تفعل 2:الس

ه ــــــــائ م د جـــــا ب ر ض م يـــــــــــــل ت ق ال ل ث م ه ــــوع ـــم د جـــــــــــا ب ر ض م يـــــــل ت ق ال ن إ اهلزائم، فمن الصور املأساوية

3:اليت ترك املمدوح األعداء عليها دماؤهم اليت صبغت األرض كما يصبغ الزعفران اجللد

وح س م اج ج ع ال ن م اء ــــــــم ى الس ل ع و د اس ج م اء م الد ن م اب ر ى التـ ل ع و ا وم أم 4:دعاها بال لوفدماء الر

ر ض ال ب ت ـو ع د و ل ا فـ ه تـ ــــاع ط وم الـــــر اء م د ك ي ل إ ت ق ل أ م د ـــاب ج أ به إىل ويف صورة تعرب عن هجاء مرير واحتقار بالغ 5:بعبوديته، واليت نستشفها من قولهكافور يذكره موج

ود د ع م ن ي س ل ف ال ب ـــــــو ه و ه ر د ق م أ ة ي ام د اس ــــــــــــخ الن د ي ي ف ه ن ذ أ م أ موع، م يف االستعمال الد وصفه تعبريه النادرفمن،عن البكاء واحلزن، إال ما ندراليت تعرب ويأيت بعد الد

ة الضيقبالبكاء جلود اخليل 6:تعبريا عن العرق املتصبب عليها من هول ما تالقي من وطيس املعارك وشد

ــــــل ق ــــــــا م ه ح س ا ت ـــــــــم ـــــــع م د أ ب قا ر ا ع ه ــــــود ل ــــي ج ك ب تـ ــــل ي خ ال و

يوان- 1 .34، ص الد.251، صصدر نفسهامل- 2.58، صاملصدر نفسه- 3.301املصدر نفسه، ص- 4.357املصدر نفسه، ص - 5.108املصدر نفسه، ص- 6

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

88

مع قد يصريو اال على الذين ال يعرفون قيمتهالد ين، و ادر لغ لى ا ال ع ا س إذ احبه بص ارا 1:غد

اي ار ــــــــــو ج ين ر ـــــاد غ ال ر ثـ إ ـــــن ا ك ذ إ ا ـــــــه ب ر ب ر د غ ن ي ع ال ــــوع م د ن إ ف ا عن أيب شجاع الذي كان يكن له احلب واالحرتام واإلعجاب، موتزفرات صادقة علىدموعه فهيأم

2:فهو يف فقده بني منزلتني متناقضتني جزع وصرب

ــــــــع ي ط ــــي ـــــص ـا ع ــــم ه نـ يـ بـ ع م الد و ع د ـــــــر ي ل م ج الت و ق ــــــل ق يـ ن ــــز الح ع ج ر ا يـ ـذ ه ــــــــا و ه ب ـــيء ـج ا ي ـــــذ ه د ـــه س م ن ـــــــي ع ـــــوع م د ــــان ع از ن تـ يـ مع مما عرب عنه ولة، بالد مع يشرق باملتنيب كما شرق بهحيث حزنه ملوت أخت سيف الد 3:جعل الد

ــيب ق ر ش ي اد ى ك ت ح ع م الد ب ت ق ر ش ــال م أ ه ق د ي ص ـل ع د ي م ا ل ذ ى إ تــ ح ا دمع جار على مع على احلزن فقط، فهو إم ابقة نرى أن املتنيب حصر استعمال الد من خالل األمثلة السب، أو هو بكاء على قريب أو صاحب ختطفته يد املنايا فال حيلة يف رده وال احلبيب الغائب، والقلب املعذ

سالم ال متلك رد راحل، وال تقدر على سبيل إىل الصرب عليه، بل هي عربات وفاء ودموع صدق وعالمة است4:إرجاع مفقود

ـــــــــال ه تـ اس ــــــف ـــــــــــــاية ع ر ــــــــــه ت ل س ر أ ـــع م د نا ل ـــــــــــو ع ــــــــــــوع م الد ر يـ خ ن إ ماء كبد لعل جي 5:حزينتني على املرثيا تسكنها الشمس، فتصبحان لس

ــــــور م ت ـــــــاد ك ت ة ـــــــــــف اج و ض ر األ و ة يض ر م اء م الس د ب ي ك ف س م ش الو 6:اجلليد على النارذوب يكذلك احلشا من أبرز ما يتأثر بالفراق، فهو يذوب حال الوداع كما

ـوح ـــف س ع م ــــــم د م و وب ذ ا ي ـــــــشح و ص ـــاخ ـش ف ــــــــــــــر ط ة و م ل س د م ي فـ ا اء وحمل البالءو يتقلب بني أنواع اهلموم وألوان املصائب، فالقلب أم 7:هو مقر الد

ه ــــــــائ م ب و ه ــــــــــــن ف ج ب ك ن م ـــــــق ح أ و ـــه ائ د ب ول ـــذ ــــــا ع ي م ل ع أ ب ل ق ال

يوان- 1 .313، ص الد.346املصدر نفسه، ص- 2.307املصدر نفسه، ص - 3.288املصدر نفسه، ص - 4.61املصدر نفسه، ص -5.57، ص املصدر نفسه- 6.251، ص املصدر نفسه- 7

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

89

ا كما جيعل األرض ة املمدوح ومن هول ما أحدث يف األعداء حيث جيعل هلا قلبا مليئا بالفزع وخد خائفة من قوماء 1:مضرجا بالد

و ر ز ش ن ع الط و ـــــل ا وهـــ ه اد ؤ ي فـ ــــــــــا ف م أن ك ـــة ف اج و ض ر األل ج خ ال ة يد ر الخ خد غ ب ص ا ي م ك اء م ا الد ه د خ ت غ بـ ص د ق

ر األمريال خيرج عن احلروب فتعبري باجلماجم الويف ة الكرم وسعة البذل، يصو وهو يفرقه على عن شد:2

ـــــــــــم ال م اج ــــــــم ي ج ـــف ه ل و ط ب األ م ـاج ـــــــم ي ج ــف ه ــع قـ و ب ر ـــض ـال ــــال3:يتمىن أن جيعل الله عظامه ومفاصله، حصى تطؤها الغواين خبفافهن عن العظام فهواأم

يـام ــظ ع ي و ـــل ــاص ف م ن ه اف ـــف خ ى ل ص ح ال ل ع ى ج و النـ ق ل ي خ الذ ت ي ل ى و ر لنا احلم 4:يقو على حراك وال مقاومةوأوهنته فلمسكنت عظامه، اليتيصو

يام ـــظ ي ع ف ت ات ــــــــب ا و ه تـ افـ ــــــع فـ ا ـــــــــــــاي ش ح ال و ف ار ـــــــط م ا ال ه ل ت ل ذ ب 5:ويف غالبها تدل على اجلود والكرم، فمن ذلك قولههلا حظ يف التصوير، اليد واألنامل واألصابع واليمني،

ايك اد ــي أ ن ي م ات ي ح ت ن نـ ى ظ ـــت ح ــــــــــــــــد ي ـــــــــــدا ب ي ي ـــــــــــول ت ت ل ــــــا ز ـــم ذها يكونةرفع املمدوح فوق أقرانه رفعلويستعمل القدم ال اهلالل حتت قدمه فاخت 6:حلذاءهمكم

ــــه ال م د أ ال ـــــــــــــــع ى ال ل إ ت ي ع س دم ـــــا ق م ي أ ب ف صيك ح م خ ل أل اء ــــذ ـــالالبكاء عنتعرب ال ميكن إغفال الوجه مبا حيوي من حواس وأعضاء،

، وباملقابل اجلمال واحلسن بالنسبة للمحبوبة، ففي تعبري مميز يعترب جفنه مناخا وحرمان النوم من طرف احملبره 7:ا جامثة عليها وحتبسها من البكاءلإلبل، حيث يصو

ــاال ـــــــس ن ر ا ثـ ـــــم ل فـ ـــــات ــــــاخ ن م ي ن ف ج ق و فـ ت ـان ــــك ـــيس ـــع ال ن أ ــــــ ك

يوان- 1 .108، ص الد.98املصدر نفسه، ص - 2.302املصدر نفسه، ص -3.341، صصدر نفسهامل-4.53، ص املصدر نفسه- 5.102املصدر نفسه، ص - 6.110املصدر نفسه، ص - 7

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

90

1:،وللجوزاء أذنا ويف سياق آخر جيعل للردى جفنا كجفن اإلنسان

م ــــــائ ن ــــــو ه ى و د الر ن ف ي ج ف ك ن أ ك ف اق و ل ك ش ت و م ي ال ا ف م و ت ف وقـ ر ش ب يس م خ ق ر غ ال و ض ر األ م ــــاز م ز ــــــه ن م اء ز ــــــو ج ال ن ذ ـــــــــــي أ ف و ه ف ح ز ب

ز عليه املتنيب يف بناء صوره عافية السقم و الو الرضىغضب والزن و احلفرح و كالطبائع اإلنسانمما ركهر بصروفه يغدر مثلما فهو وغريها، 2:، ويصف اخليل والرماح بالوفاءيغدر اإلنسان بصاحبهجيعل الد

م ع ف نـ أ دت ج و ر ق تـ ي و ر ن ج م ق اب و ي الس ا ف م ه ـــــــــــــر خ د أ ت ن ك ــــــــــــال يب م ص ت ف و ـــــــي و ل ن ي فـ و ي ب ر ـــــد غ تـ ر ه الد وف ر ص ن ي أ ــــــــــا ر م ل يب ــــــاب ن األ

3:ويصف الشمس بعدم احلياء

ــــــــــاء ي ح ه ـــــــــــــيف س ي ل ـــــــــه ج و ب ال إ ا ن ار ـــــــ هن س م ش ه ــــــج ا الو ذ ه ق ل تـ م ل 4:ويصف الزمان بالبخل

يال خ ب ان ــــــم الز ه ـــــب ون ـــــــك ي د ق ل و ه ا ب ــخ س ف ه اؤ ــــــــخ س ان ــــــــم ى الز د ع أ 5:من املمدوحكما يصف الليل والنهار باخلوف

ي الل ك اب ه ــــــــــك ب ز ج ت م ا ل م اه ـــــــه ــــــــــ ن تـ و ل فـ ار ــــــــــه والنـ ل ـــــــــــام ي األ6:من صور املتنيب املتميزة تصويره املوت خادما للممدوح

ه م اد خ ت و م ال و ت و م ال ون م ظ ع تـ س ي و ه ون د ر ه الد و ر ه الد ون ر ب ك ت س ي و ر املوت 7:سارقا كما يصو

ل ج ر ال ى ب ـــــــــــــع س ي و ف ك ال ب ول ص ي ه ص خ ش ق د ق ار س ال إ ت و م ا ال م و عر منشدا له هر راويا للش 8:وجيعل الد

يوان- 1 .274، ص الد.320املصدر نفسه، ص - 2.املصدر نفسه، ص ن- 3.115املصدر نفسه، ص - 4.129، ص املصدر نفسه- 5.192املصدر نفسه، ص - 6.205املصدر نفسه، ص -7.265املصدر نفسه، ص - 8

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

91

إ ر ه ا الد م و اد ش ن م ر ه الد ح ب ص را أ ع ش ت ل ا قـ ذ ي إ د ائ ص ق اة و ن ر م المن األحوال؛ املوت ذلك احلدث العظيم الذي حارت البشرية فيه، وأبرز ما ميكن أن يلم باإلنسان

1:ينتظر قدومهو ، مث يظهر استسالمه أمامه، وصفهوعجزت عن تفسريه، لذا سنجد املتنيب حياول

ـــــــــه ي د ـــــا ل م ب عز ت س م ال و س ائ ف نـ وس ف النـ و آت ت و م ال ف ق ــــــــــــم ح األ2:كما أن املمدوح موت على أعداءه موت خيافه املوت فكيف باألعداء

م د د س أ و ـــــــــم ال ص ــــــير ف ت و م ه اب ض خ ر ب ز ه ال د س األ د ع ر تـ ه ن م تا، لكنه مل يستعمله يوان تكشف لنا أن املتنيب قد ذكر املوت والقتل ذكرا كثريا جد إن نظرة فاحصة يف الد

ا استعمل كل ما وقع على عينه من أشياء عظيمة حماوال كمصر للتصوير،إال نادرا تقدمي صورة ختدم موقفهوإمنر عظمة املوت الذي ر املوت حبرا، يراهوتفس السبيل لبلوغ الغايات، واآللة لتحقيق األمنيات، وقد رأينا كيف صو

ره وحشا كاسرا إىل غري ذلك ره مطرا، وصو .وصواليت ، وأمهها اآلالت احلربيةعلى احلياة، له لتكون عونا اإلنسان اليت صنعها اآلالتكما يستعني ببعض

يف أكثر وجدنا ، حيث هاالس ة فتكه صوره تعبريا أكثر نرىاحتفاء من طرف املتنيب عن شجاعة املمدوح وشدولة حيث توافق استعمال امسه وتشبيهه باألعداء، واألمثلة على هذا كثرية خنتار منها ما كان يف سيف الد

يف ية فقطريى أنه أشد قطعا من الس ف، بالس 3:يف الذي يقطع األشياء احلس

ه م ال ظ فا ل ي س اه م ي س الذ ن إ و ف ـــــص ن م يا ل ل ى ع م ي س الذ ن إ و ي س ل ا ك م و ه م ار ك م ان م الز ات ب ز ل ع ط ق تـ و ه د ح ام ه ال ع ط ق يـ ف

اعر فاق يفان يف القطع، فإن الش يف بأنه يقطع األعداء ليصل اإلخوانإذا تشابه الس 4:الس

ول ص و ال ر بـ ال ع اط ـــــــــــق ال ت ن أ و ل ـــــع ف ع ط ق ال ال إ ف ي لس ا ل م و ولة واحد ليس له شبيه وليس له قبيل عة فإن سيف الد يوف كثرية ومتنو 5:وإذا كانت الس

د اح و م و ــي ال ة ل و الد ف ي س ن ك ل و ة ير ث ك وف ــــي الس ن ا إ ب ج ع تـ ال ف

يوان- 1 .28، ص الد.44املصدر نفسه، ص - 2.192، ص صدر نفسهامل-3.194املصدر نفسه، ص - 4.230املصدر نفسه، ص - 5

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

92

ا عن اآلالت األخ أشياء أخرى كاملطر والبحر والسحاب بصور منعليهادل رى، فقد ذكرت كثريا إال أنهأم.والشجر وغريها، وقد رأينا ذلك يف مواطنه

:الثقافيةالصور-2ومن خالل تتبعنا وفحصنا رأيناه قد استعمل لبنائها،الواسعةمتثل الصور اليت استغل فيها ثقافتهاملصادر املستنبطة من : رية، وميكن تقسيم هذه املصادر إىلثته الكامعلومات كثرية للتصوير كانت نتاج مطالع

ين .العربيةاملصادر املستنبطة من الثقافةو ،الدينالمصادر المستنبطة من - :الد

ل ما استعمله املتنيب و ، بعض العباداتو تتمثل هذه املصادر فيما أخذه املتنيب من القصص القرآين، أو1:حيث يعترب نفسه غريبا يف هذه األمة كغربة صاحل يف قومه،قصة صاحل عليه السالمكالقصص القرآني

ود ــــــــــم ي ث ف ح ال ــــــــــــــــص ك يب ر غ ه ــــــــــــــا الل ه ك ار د ـــــــــــــــــت ة م ي أ ا ف ن أ 2:وهي استجداءات واضحة جلية،قصص القرآن الكريمكما يستخدم يف قصيدة واحدة جمموعة من

م ل ى الظ ت ا أ م ل ه ي أ ر ل م ع أ ن ي نـ ر ق و ال ذ ــــــــان كـ و ل اوس م ش ن ر ص ات ة ك ر ع م م ــــــــــــــــو ي ي ف ه ف يـ س ر از ع س أ ر ف اد ص ان ك و أ ىيس ا ع ــي ع ألىوس ـــم يه ف ـــاز ى ج ت ح ق ش ا ان م ه ين م ي ل ث م ر ح ب ال ج ل ـــــــــــــــــان ك و أ

3:بهنبياء الذين استعملهم عيسى ابن مرمي، حيث يشبه نفسهمن األ

ود ــــــــه يـ ال ن ي بـ يح س م ال ام ـــــــــق م ك ال إ ة ل ــــــخ ن ض ر أ ـــي ب ام ـــــــــــــــق ا م م ا ا عن مجالفهو م ملكه ياملمدوح وعظأم الم، أم 4:فهو جبمال يوسف عليه السالمهسليمان عليه الس

م ج ي ال فا ف وس ي ال و ال ج ــــــــك ــــــــــ ل م ي ال ف ان م ي ل س ر ز يـ ه ر ز يـ ن م ال وح الر ه ب ل ز نـ ﴿األمني،الروح جربيل ذلكومن ي ب ر ع ان س ل ب ين ر نذ م ال ن م ون ك ت ل ك ب ل ى قـ ل ع ين م األ

ا ، 5﴾ين ب م 6:يجعله غري مؤمتن على ممدوحهفنيب املتأم

يوانال- 1 .23، ص د.51املصدر نفسه، ص - 2.22، ص صدر نفسهامل- 397املصدر نفسه، ص - 4عراء، اآلي- 5 .95- 93: اتسورة الشيوان- 6 .122ص ،الد

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

93

ل ـــــــــــــير ب ا ج ـــــــــــه نا ب ــم ت ؤ م ــــــــان ا ك ـــــــم ة ــــــان ـــــــــم أ ون ك ت و ى ل ت ح ت م ظ ع ل ا، ، واجلالجن والمالئكةمث يأيت ذكر 1:منهو ن أعظم حظا يف التصوير، فذكر املالئكة قليل جد

ور ــــــــــــص ة ي ق ذ ال ــــــالل ـــــــــــــه أ ون ــــــــي ع و ه ـــل و ح ك ئ ال م ال ة ح ن ج أ ف ـــــيف ح و ا 2:عرب وعجمباألعداء منفهزمهم، فكيفهمقاتلاملمدوح و أغلبها تدل على التخفي والبعد، فالجن أم

و ن ج ال ن ي ب ال ح د ق ل ر ع ال ب ن ج ال د ع بـ ن ا الظ م ف ه ف يـ س ن م األ م ج ع ال و با عن بعض يانات فالعباداتأم 3:ي قليلة، من ذلك الصالة واحلج هيف دين اإلسالم وغريه من الد

م ر ــــــــح ي ال ف ــــــــــاج ج ح ال م د ل ح ت س ي و ة ل اف ن س م خ ال ات و ل ى الص ر يـ خ ي ش اهذه أنصع منبمن ديانات أخرى عبادة النار عند و

4:املمدوح لعبدها الناس وصاروا كلهم جموسا

اوس ـــــــــــــــــج م ون م ال ع ال ار ص ف ت د ب ع ه ن ـــــــــــيب ج ء و ض ان ير لن ل ان ــــــــــــــك و أ 5:التوحيدو ناصر اإلسالم بأنه ويعرب عن املمدوح

م از ــــــه ك ر لش ل ــــــد يح و التـ ك ـــــــــــن ك ل و ه ير ظ ن ما ل از ــــــــــــــكا ه ـــــــيل م ت س ل و :العربيةالثقــــــــــافة -2- 2-2

6:وأعالمها، ويتم ذلك بــــــــــــــتتمثل الثقافة العربية يف كل ما يعرب عن إنتاج فكرها، وأيامها،

هها يف موقفه الذي يعرب عنه- اعر لشخصيات وأحداث خيتارها ويوج .انتقاء الشة توظيف هذه الشخصيات واألحداث واألفكار مبا حتمله من معان ودالالت- تثري النص وتضفي عليه القو

. والتأثريال ا عن أهم ما استعمله املتنيب من هذه الثقافة، فهو أو 7:، كقولهاألمثال العربيةبعض أم

ل ث م ال ة اي ــــــغ ود ـــــــــج ي ال ف ت ن ك ل وا ــــــــــــــــل ق و ع ل ما و ات ــــــــــــوا ح ل ثـ م ت

يوان- 1 .61ص ،الد.68املصدر نفسه، ص -2.35املصدر نفسه، ص - 3.51املصدر نفسه، ص - 4.275، ص املصدر نفسه- 5سوقي، : ينظر6 د الد .136، ص البنية التكوينية للصورة الفنيةحمميوان- 7 .23، ص الد

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

94

ة بصر حبمفاخرا ) أبصر من زرقاء(ويعرب مبثل 1:بقولههد

و ج اء ـــــــــــــق ر ز ن م ر ص ب أ و يم ل ا ع م ه اء ـــــش اي ـــــــن يـ ع ت ر ظ ى ن ت م ي ــــن ن ألا عن 2:ة وسعيه إليهاءبقصة قيس وليلى على حب ممدوحه للمرو ، فيستشهد التراث العربيمناألخبار أم

ـــــــــــــاصو ي و ل يـ ل ل س ي ى قـ ـــــــو ا ه ــــــــــــــــــه ق ل ع تـ ــــــــام ق س ه ب س ــــــــــي ل ا فـ ــــــــه ل ـا عن ذكره لبعض ل من بكى على األطالل وهو عروة بن حزام، حيث جيعل ، فيذكر أعالم األدب العربيأم أو

3:السحاب يبكي على األطالل كما بكاها عروة

ام ز ـــــح ن ب ة و ـــــــر ع ي ن يـ ع ي ب ــــــــــــــك ب تـ ا ه ب ت ف قـ و ة اب ــــــــــــح س ل ك ن أ ك و بياين وقد حسده وهو ميت ليس على فضلكما يذكر النابغة ا ألن املمدوح استشهد بأبيات لههالذ 4:وإمن

ايـــــــم ر ـــــك ه ـــد ش ن م ل ـــــــــث يــــــــدا م ش ن ـــــــــاد ي ز ـــي ت ي دا بـ ــــــش ن م ك ت ع م س ام ــــــــــيم الر ــه م ظ ع أ اك ذ ـــــب ت ـــطب غ ن ك ــــــــل و ه ع ض و م ت ر ك ن ـــــــــا أ م ف

ويف خالصة هذا املبحث نرى أن املتنيب رمى بكل ثقله على عامل احليوان والنبات وما يف الطبيعة من سهل وعن املعارك اليت وصفها، لننتهي إىل أن

اعر، ومن خالل هذا الكم اهلائل على املتلقي لديوان املتنيب أن يكون ذا ثقافة واسعة حىت يصل إىل ما يريده الشمن املفاهيم واألمساء غري املعروفة يتحقق االلتباس الذي يطلبه احلجاج، كما يطلق املتنيب العنان للخيال الذي

فيجعلك ة، خاصة يف االستعارة اليت يذيب فيها الفروق حىت تلتبس باحلقيقللربط بني املتناقضات، عله آلة جي

ا قو من مكا .ويوانلالستعارة دور الحجاجي ال-3 :في الد

عها، مما أدى ببعض الباحثني املعاصرين إىل مقارنتها باستعارات ميتاز ديوان املتنيب بكثرة استعاراته وتنوعر املعاصر عر املعاصروجعلهاالش ا الفرق بينهما يف الكم الذي يغزو الش ، ومما تتميز به أغلب تضاهيه، وإمن

ة داللتها، حيث يعترب يف كثري من األحيان الطرف الثاين من الص رة و ا قو

يوان- 1 .67، ص الد. 83املصدر نفسه، ص - 2.301، ص املصدر نفسه- 3.293، ص املصدر نفسه-4

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

95

قيق هلذه االستعارات مراعني اإلثباتمبثابة ملا يريد املتنيب حتقيقه أو إبالغه، وسنرى ذلك من خالل التناول الدعر الرتكيز على االستعارات املميزة دون البحث يف االستعارا: يف ذلك أمورا منها يوان أو يف الش رة يف الد ت املكر

رها هلا من مدح وهجاء ورثاء وفخر العريب بصفة عامة، كما سنقسم االستعارات وفق األغراض اليت سخ.ووصف

:استعارات المديح-1ل كيف أن املتنيب ميدح باخلصال العربية العالية، ويستعمل يف ذلك حقال واسعا من رأينا يف الفصل األو

األشياء واملفاهيم، فأتت معظم مدائحه يف شكل استعارات وتشابيه وكنايات عن الشجاعة والكرم والعلم والعفة املدح حجاجا من طرف واحد، ألن املادح يستغل «، وتعترب النظرية احلجاجية املعاصرة واإلغاثة واجلمال واهليبة

الة على 1».يف التأثري على املمدوح وإرضاء نفسهكل الوسائل اللغوية وغري اللغوية فمن االستعارات الدا األسد وأوصافه، .األسد وطباعهوقد عرفنا الكثري عن خلق الشجاعة يستعمل املتنيب بصفة كبرية جد

عراء يستعمل األسد للتعبري عن الشجاعة وعزة النفس وركوب األهوال والصرب على واملتنيب كغريه من الشيوان تضاهي صورة األسد كثرة، دائد، وال توجد صورة يف الد ال ختلو قصيدة من ذكره، واملتنيب ذو إذ الش

ة واألنفة، وحت ة وشجاعة شخصية فريدة يف عزة نفسه وعشقه للقو يه الصعاب، فهو يرى يف األسد رمز كل قو دا وهي -التاليةصورةاليف ، و وعزة نفس وكرم طبع رة جد املمدوح مبفرق الكتائب ومفزعها، يشبه املتنيب -متكر

2:وإن كانت تبدوا يف هيئة األسود

رم ي م ل و ه ت ام ر ب ـــــــائ ت ك ال د س أ ه ب اج ج ع ال ت ح ت ت ح ط ا ن م ل ك و إن هذا التصوير املتوارث يف الثقافة العربية، جيعل املتقي يقف أما هول املشهد عن طريق بناء استعارة تصرحيية

ل الكتائب من فرسان إىل أسود شرسة، جيمع فيها بني احليوان واإلنسان، بني العاقل والبهيمة، وكيف تتحوة األعداء وبالتايل يتوصل إىل /بفتنقلب الكلمة املسموعة إىل صورة مرئية ترتسم يف ذهن املخاط املتلقي عن قو

ة املمدوح، فينجح انتيجة ة املمدوح، عن مدى قو جنود املمدوحويف استعارة أخرى يشبهملتنيب يف إقناعه بقوا يقتاتون على حلوم األسودات الضعيفةال يقتاتون على حلوم احليواننباألسود الذي فما بالك مبن يقودهم، ،وإمن

3:إنه األسد الذي تنقلب األسود ثعالب بني يديه

هري، : ينظر- 1 .507، ص الخطاباستراتيجيات عبد اهلادي بن ظافر الشيوانا- 2 .35، صلد89املصدر نفسه، ص- 3

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

96

ه س ائ ر فـ د س أ ه ل ير ص ت د س ا أ ه ود ق يـ ود س ا األ اب ــــــــــال ع ثـ ــــــود س األر لنا املتنيب رة ثالث مرات يف بيت واحد يصو معركة طاحنة بني من خالهلا هذه االستعارة الواحدة املتكر

ن املتلقي، فيكوال ، وهي شراسة جنود املمدوح الذين يندفعون إىل نصا شخصيا آخر، يعج بالد لة املقصودة من طرف املتنيب

ا ت رب أسودا يف مواضع أخرى، أمهول أمام جنود املمدوح فهم خائفون ال يرجتون شيئا إال السالمة بأجسادهم، ومن هنا يصاب امل تلقي بالذ

ة اجليش وقائده . املصحوب باإلميان بقو، فهو يصف جيش العدو بالعظمة، كما يشبه جيش األعداء بالليوث، وهذا من خصائص املتنيب

ته، ويتجلى هذا يف املثال التايليف األخريليخلص 1:إىل جيش ممدوحه فيضاعف قو

ي ل وفا ل ف ص م و ق م ال يج ش و ال ي و اك ذ م ال ون ت ا م ه ونـ ص ح وث ي ل يف ثم د ق يـ ين ح م ه ات اح ي س ف م د ق تـ و ب ـــــائ غ و ه و م ه نـ ا ع اي ن م ال يب غ ت

يف هذه االستعارة التصرحيية يتبىن املتنيب املنهج املعروف عنه وهو تضخيم جيش العدو يف عني املتلقي،

م جيش من الليوث الذي ال تغلبه إال املوت، ليحصل أمر غري يصحب املمدوح حيث حل، فال جيد مناصا من اهليبة من هذا الذي إنه املوت متوقع لدى املخاطب،

، وقد ويشعله بالعزميةاملمدوح نفسه، ال شك أن املتنيب سيكبله بالطرب ويشحذه بالفخرباملمدوح، فكيف رأينا أن املتنيب صاحب دعوة وحامل رسالة هي جرحه العميق

ز على دالالت الشجاعة واحتقار املوت . كل حال يركالكثرية كذلك تشبيه املمدوح باألسد مع ذكر بعض صفاته، فمن ذلك قوله يشبه االستعاراتومن

2:وحه باألسد الذي انربى للفتك بطرائده حىت سالت أظافره دما من متزيقهاممد

ه ر اف ظ ى أ م د ت ــــــــــــــــــــــــد س أ ه ع ر ي د ف ر م ق ه ــــاج ي ت ف ر ش ي ب ف ن ر ح د ق

يوانا- 1 .93، صلد.39، ص املصدر نفسه- 2

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

97

نة من املشبه عي املتنيب أن املمدوح يف بطشه بههذه االستعارة املتكو وهو األسد واملشبه وهو املمدوح، يديف : (إن العبارة التالية. القتلىا من كثرة باألعداء وختضبه بدمائهم أسد فتك بفرائس فأصبحت أظافره تقطر دم

ه بإراقة الد ) أظافرهىدرعه أسد تدم ر صولة األسد وعدم رمحته وتعلق ماء، ولكن الضمري على سطحيتها تصوش عملية التلقي، فكيف يكون للممدوح ) اهلاء(املتصل الذي يعود على املمدوح يقلب موازين الفهم ويشو

البهي الطلعة أظافر تقطر دما وهذا خيرجه عن حسن الوصف إىل غريه، فيضطر املتلقي إىل إعمال فكره وحتريك ح التصور وينظم عملية االتصال ليصل يف األخري إىل أن ثقافته ليصل إىل فهم واستخراج الدالالت، فيصح

اللة األخرى اليت تكمل املراد وهي كثرة احلروب اليت جعلت املمدوح شرس يف قتاله عنيف يف حروبه، مث الداعر إىل املمدوح ليحقق ما وصفه به من خوض ناملمدوح يف دماء ال تفارق سالحه، ويف هذا دعوة م الش

ال امل اعر أو إن كل ضعف من طرف املمدوح أو جنب أو مث ،عارك واقتحام األهوال حىت ال يظهر زيف كالم الش، فانظر كيف يبلغ املتنيب دعوته حترف لقتال سيفضحه أمام كل من مسع هذا البيت، وخباصة من شاعر كاملتنيب

.وحيقق غايتهباألسد كذلك، ولكن هذه املرة أسد يفرتس من األسود أقواها، بل هو املوت ترتعد فرائس هويشبه ممدوح

1:املوت منه

م د د س أ و م ال ص ــــــــير ف ت و م ه اب ض خ ر ب ز ه ال د س األ د ع ر تـ ه ن م تل وخيرق حدود املعقول يف الشطر الثاين ليصبح البيت ذا يف هذا البيت يصعد املتنيب من تعبريه يف الشطر األو

ا، فاملتنيب يبين بيته وفق ، فاملمدوح أسد مث أسد يفتك باألسود مث موت، وأخريا سلم حجاجي داللة قوية جدلم باملتلقي حسب قدر إن املتنيب يرتقي حسب هذ،موت يرهبه املوت الفهم لديه، فهو يرتب الصور ةا الس

حسب بعدها عن ذهن املتلقي فاألوىل مألوفة لديه والثانية أقرب منها، لينتهي به يف األخري إىل صورة غري ال شك أن املوت يف ذهن كل خماطب هو ذلك الشيء الذي ال ميكن . متوقعة متاما فيجعله يف حرية من أمره

؟ من هنا يقتنع املتلقي بعد عناء طويل أن املمدوح رجل ال يقاوم همبن قهر فهمه وال يستطاع قهره، فكيفاعر إىل قلب املمدوح الذي ال ميكن له النجاة من هذا التكثيف اهلائل وشيء بعيد عن الوصف، فيصل الش

الالت الناجتة عنها باألسد بل جيعل له هيكتفي بتشبيه ممدوحيف تصعيد وصفه فال ويستمر املتنيب . للصور والد2:يف كل شعرة من شعره ضيغما، فهو جيل عن التشبيه

يوان-1 .44، صالد.91املصدر نفسه، ص - 2

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

98

م ـغ يـ ض ت ن أ ه ـــــــــــــا ل ن ل قـ م غ يـ ض ه ل ة ر ع ش ل ــــــــــــــي ك ف ن أ ال و ل م س ق أ و م ذ خ م ي أ الر ال و ام ــــغ ر ض و ه ال و ة ج ل ف ك ال ال يه ب ش الت ن ع ل ج ي

االستعارة املكنية هاحتقار األسد على عظمته أمام املمدوح الذي ميثل مأوى لألسد، ولكن ينفي هذا عن املمدوح ويعتربه قليال يف ه فهو يف النهاية بعيد عن الوصف خارج عن التصنيف، وجتدر اإلشارة إىل أن هذا النوع من املدح يرفع حق

يع م الس و ه و ء ي ش ه ل ث م ك س ي ل ﴿ه وحده املنزه عن الوصف والتمثيل،املمدوح إىل مرتبة األلوهية، فالل ر جوده البعيد عن ،ولكن يف حدود ما يريده املمدوح ال شك أن املتنيب سيصل إىل مبتغاه1﴾ير ص ب ال فهو يصو

املتلقني، حيث املثيل وشجاعته البعيدة عن التصوير، إال أن هذه املبالغة توهن القدرة احلجاجية للبيت لدى .قولهيظهر فيها نوع من االستجداء الذي يضعف قائل البيت وبالتايل يرد

صيد اجلنود املدربني مجاعات وجحافل يهاب الناس وإذا كانت األسود تصيد الناس فرادى، فإن املمدوح ي2:جانبها

ا ان ــــــــــــــد ح أ اس الن يـــــد ص ت وث ي الل ن إ ه ب ان ج وب ه ر م ال ل ف ح ج ال د ـــــــــائ ا ص ي ا يف هذه االستعارة فريفع املتنيب ال يكتفي باصطياد اإلنسان الفرد، بل يصيده كونهيف ، عن الليوثاملمدوح أم

ظهرون اليت جانبها فقط يرهب الناظر إليه، ومن خالل هذا التصوير تبدو كذلك صورة األعداء الذين يهجبحافله إىل املمدوح سائال له وعن كنهه ومبن يشبهه، فالليوث اليت ة، كما يتوج كحيوانات طريدة ال متلك حوال وال قو

عترب أشرس من يصيد وأقوى من يطرد تتخري من الناس قاصيهم ومن العباد فردهم، ال شك أنه أقوى وأعىت، تة حجاجية كبرية تتمثل يف ر نفسه كيف شاء، ويف هذا قو املميز يف هذه الصورة هو ترك البقية للممدوح فيصو

اعر .ملء املتلقي للفراغات اليت يرتكها الشناسا تعرف أقدار الرجال مثل أبا والكواكب واجلن والوحش والطريجيعل املتنيب األسودستعارة أخرى يف ا

3:واجب عليها زيارته وعيادته كما تعوده اإلنسو أيوب أمحد بن عمران، فحق هلا

اه ات ـــاب ـــــغ ن م اد اآلس ك ــــــــــــود ع تـ ل و ع ن م ك ــــــــــــــود ع تـ ن أ ب اك و ك ال ق ح اه ــــــات ــــن ك و ــــن م ر ــــــــيـ الط ا و ه ات و ل فـ ــــــــــــــــن م ش ح و ال ا و ه ات ر تـ س ن م ن ج ال و

ورى، اآلية- 1 .11:سورة الشيوان- 2 .142، صالد.144املصدر نفسه، ص- 3

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

99

بالقدر الذي ذكرنا، حىت يسلمه كل شيء ويتقي يف هذا الكون من االستعارات خيلص املتنيب إىل أن ممدوحا ، حىت وارد اليت ذكرها املتنيب خول حتت رايته واإلذعان هليبته، فاألشياء الش صولته ال بد له من التودد إليه والدتستقيم داللتها ال بد هلا من أن تدخل عامل اإلنس وتتحلى بصفاته وتسعى إىل املمدوح وتقف على بابه، ومن

ل املمدوح يف حوار مع نفسه عأبرز ما جيعل هذه االستعارات تفعل فعلها يف املمدوح هو كاف اخلطاب اليت جتت ،وهو يف حمفل من الكائنات الغريبة اليت أقبلت عليه وأظهرت االستكانة والليونة ،االستسالم إليهيد أومد

لديه، ليدخل املمدوح يف عامل آخر هو الشيء الغائب عن البيت واملفهوم بالضرورة منه، وهو هل يأذن هلا خول كما .، فيتحقق اقتناع املمدوح مبا طرحه املادح الذي تركه ميوج يف ليل من اخليال وحوار مع النفس؟بالد

ذ س ب املتنيب ممن اخت ولة حاكما تابعا له ومنفذا ألوامره وقامعا ألعدائه، فإنه ليس مستبعدا أن يتعج يف الد1:األعداء، ألنهعيقمعه كما يقم

ا ــــــد ي ص ا ت يم ف ـــــــــــــام غ ر الض ه د ي ص ت ه د ي ص ازا ل ب ـــــام غ ر الض ل ع ج ي ن م و سلما من االستعارات، فهو يشبه املمدوح بالضرغام مث إن هذا البيت الذي صار مثال بني الناس حيمل يف طياته

ر اخلليفة إنسانا خالف قانون الصيد واستعمل بدل البازي ضرغاما، ال شك أن هذا املمدوح ضرغاما كما يصواللة الظاهرة ختدم داللة أخرى، هي أن الضرغام سينقلب على صاحبه ويفرتسه كما يفرتس الصيد، هذه الد

عوة اليت ادعاها املتنيب من خالل هذا البيت هي أن سيف الد املمدوح أق ولة سيتسع ملكه وى من اخلليفة، والد،وتقوى شوكته، فيحوز اخلالفة، ويتحقق للمتنيب ما يصبوا إليه من هذا األمري اجلليل الذي ما مدحه لنوال رفده

ا ولة، تهالصاحل لتحقيق غايرجلالفيه أىر ألنه وإمن ، ولعل هذا البيت يلخص كل عالقة للمتنيب مع سيف الدلطان لكونه الرجل الشجاع واألومن هنا يقتنع املتلقي أن ، وكيف مري املطاعاملمدوح أحق باخلالفة وأجدر بالس

.املتنيب غايةباملمدوح الذي يعلم متام العلم جاعة كذلك استعمال املتنيب لبعض الطيور اجلار الة على الش اللة على فتك حمن االستعارات الد ة للد

أنه ة يبني ته، ففي صورة معرب : كثريا من السالطني لسببني مهايكره املمدوح وقو2:اليت يراها نصب عينيه، فهم مجاجم ملقاة يف الفالة يتخطفها نسر هو املمدوح

ر س ا الن ه م اج م ج ن ي م ين ض ت ق ا يـ م ا و ه تـ ق م ين ط ال ب الس ر ي قـ ن ب ن ج و

يوان- 1 .264، صالد.147، صاملصدر نفسه- 2

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

100

ر حقيقة جلية هي ل تعبريا واضحا ويقر ففي هذا البيت الذي تتموقع االستعارة يف شطره الثاين، يعرب يف األول باملتلقي إىل دغدغة فكره وحتريك آلة العقل لدي ا يف الشطر الثاين فيتحو ر مقته للسالطني، أم ه، حيث يصو

ة والسالح وشىت ألوان األسباب املؤدية إىل حتويل السالطني اخلطاب فراغا ميأله املتلقي، فالغزو واحلرب والقوامع، لتصبح ا .هأمامماثلة لعملية حقيقة إىل مجاجم هي من عمل الس

ولةيف الديوان تصويرمن االستعارات املشهورة 1:حبرا جود سيف الد

دا ب ز م ــــــــــــان ا ك ذ إ ه ر ذ اح و ر ى الد ل ع نا اك س ان ا ك ذ إ يه ف ص غ ر ح ب ال و ه املتنيب ممدوحه حبرا يف حالتني؛ حالة السكون واهلدوء، حيث يكون فيها هذه االستعارة التصرحيية اليت جيعل

جماال للغوص فيه واألخذ من كنوزه، وحالة اهليجان واإلزباد اليت ال ميكن ألحد أن يقربه فيها، ويف هذا املوقف نادر جيعلنا املتنيب أمام نوع

ا إذا انقلب حاله وغضب فهو ال يعرف رمحة وال شفقة لدرجة أنه ال يأبه بكثري العطايا وال عظيم الطلبات، أمنان موقفا لدى امل تلقي وهو احلذر البالغ من حبر وال ليونة، ومن هنا يتضافر املوقفان وتتحد الصورتان حىت تكو

وال غضبه، واألساس من هذا كله الصورة املسبقة للمتلقي عن البحر وحالتيه، حىت ال تعرف ساعة هدوئهره قد جياوز املمدوح البحر يف سعته وجوده، فإذا كان للبحر شواطئ فإن املمدوح حبر .يتسىن له إكمال تصو

ه شاطئ 2:ليس له ساحل وال حيد

ه م ائ ع ر بـ ع ى ال ر يـ را ال ح ب ت ب اط خ و ه ل ثـ ر م د ب ى ال ر يـ را ال د ب ت ر ص ب أ ف ا عن سعة اجلود وإما عن سعة العلم، ألنه يقول ا يف هذه االستعارة فيعرب املتنيب إم ، واملهم "خاطبت"أم

من هذا هو اخليال الذي يلقيه املتنيب ويطلق له العنان، فهو يدعو املتلقي إىل ختري حبر ال ساحل له، ومعلوم أن ة واخلطر، فكيف ببحر ال ساحلالبحر بسواحله وجزره ميلك من اهليبة والرهبة إن هذا . لهما جيعله مثال القو

. لبحر؛ املمدوح كرمي فهو كالبحر مث أعظم من ااخليال، وميكن رسم سلم حجاجي بناء على هذه االستعارةاه ليقنعه أنه أعظم من البحر متوقع فأومهه أنه حبر مث تعد .فاملتنيب يف استعارته كأنه حضر املتلقي لتوقع الال

يوان- 1 .263، صالد.191ملصدر نفسه، صا- 2

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

101

ا االستعا 1:أمواجه وأهواله أن حتمله األرض ويغطيه السقفبكيف للبحر ،رة التالية ففيها دعوة للتأملأم

ف ق س ه ق و فـ ن م و ش ر فـ ه ت ح ت ن م و د اص ق ل يط ح م ال ر ح ب ال س ل ج ال و اعر هنا تتداخل األلفاظ ويتالعب بالبحر مث يعود ليضعه على الفراش ويغطيه املمدوحبالرتكيب، يشبهالش

حيث شبه البحر باإلنسان، مث شبه اإلنسان بالبحر، فهو من خالل هذا صورتني متقابلتنيليحقق بسقف، ذاته أمام النص، فيسعى إىل تركيب تالتعالق االستعاري جيعل املتلقي يعيش غربة يسعى من خالهلا إىل إثبا

يل الذي يدور حول تشبيه املمدوح بالبحر، مث التأمل يف كون الصور املتقابلة، ومن مث تكوين نوع من الفهم األواملمدوح واملشبه به يتحدان ويتبادالن الصفات لتنتج داللة أخرية هي أن هذا املشهد ال يتحقق إال مرة واحدة،

.فاملمدوح واحد يف جوده فريد يف هيئتها عن س 2:طر املوتميجنود املمدوح فهي غماميوف أم

د ل ى بـ ل ع ت اد با ج ح ا س ه تـ ب س ح م ه وفـ ي تا س و ــــــــــــــــم ت ر ط م ا أ ذ إ م و قـ قف على صورة مهولة؛ سيوف كالسحاب، وموت كاملطر، إن هذا نيف هذا التداخل االستعاري جيعلنا املتنيب

ر هول ما أحدثه املمدوح يف األعداء، حيث ال اللة يصو جيدون ملجأ وال ميلكون حيلة التكثيف العجيب للده يوف حتد من كل جانب وكل قطرة من هذا املطر إمنا هي موت يذوقه األعداء، وال موال يهتدون سبيال، الس

ولكن املميز يف هذا اجليش احلامل للموت هو طر يف أرض قاحلة كساحات املعارك،شيء ميكن أن يفر من امل، وهي أنه يقتل ناسا ليحيي بلدهم بربكة هذا املمدوح، فيقتنع املتلقي بدعوى الصفة األخرى اليت حيتج هلا املتنيب

ة هذا اجليش .وعدالتهقول إىل املمدوح الذي يف غالب أحواله رمحة على مقربيه، حيييهم بعطاياه، ويكر إن مهم بنواله، قد يتحو

ليصري سبب احلياة وعلة املوت، فيهب احلياة ملن .وبال وبالء على األعداء فيذر اخلصب قحطا واألخضر يابسا 3:يشاء ويسلط املوت على من يريد

ــــد ــــــــــــــــــــــــاع ر ال و ق ار ب ال ت ن أ و ـــا عــــــــم اة ي ح ال و ت و م ر ال ط م م و

ماء ليبوئ املمدوح مكانة عالية جتعله يرمي أعداءه باملوت، كما يبعث ر املوت نازال من الس اعر هنا يصو فالش

يوان- 1 .87، ص الد.56، صاملصدر نفسه- 2.387املصدر نفسه، ص- 3

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

102

ويربط احلياة إلخوانه، لتصبح مقاليد احلياة واملوت بيده، فمن أراد احلياة فعليه أن جيعل املمدوح مالذا وملجأ، هادة ل من الغيب إىل الش املمدوح أنه /ومن اخليال إىل احلقيقة، ليعرف املتلقي،املمدوح بصورته فيخاطبه يف حتو

وص ذا الوصف، وليعرف أي متلق لشعر ملخص ، ليتولد لديه ا املتنيب أن هذا النوع من البشر قد خاطبه املتنيبة ووحدة النموذج 1:الذي خريه ال ينقطعنوع من التسليم هلذا املمدوح بالقو

ــــك س ي ان ف ك ث ي غ ك ف نـ يـ ال و با ط ر ر ه الد ك ن م ك ف نـ ا يـ م و اباملتنيب جلود املمدوح يف هذه االستعارة بأن الغيث يهطل ويتوقف إال أن عطايا املمدوح ال تتوقف فهو حيتج

مها املتنيب ة اليت قد أنفع من الغيث وأبقى منه، فال حاجة للناس بالغيث وهذا املمدوح يعيش بينهم، ولعل احلجة مقنعة فنفعه دائم وجوده متصلإلثبات دعواه 2:ويف صورة أخرى، حج

ع ج ت نـ أ ي و د م ي غ ف ث ي غ ال ك ر تـ أ و ه ب ل ط أ ي و ف ت ك ن ع د ج م ال ح ر ط أ أ ف لعاقل أن يرتك الغيث أمامه ييف هذه االستعارة يطرح املتنيب سؤاال على نفسه، ويشرك معه املتلقي، ك

ال هويذهب لطلب مث يظهر له وفاءه ثانيا، وذلك من ،يف أماكن أخرى، إنه يعرب للممدوح عن كثرة جوده أوة الظاهرة يف البيت، وهي أنه ال ميكن لعاقل أن يرتك الغيث يف مكانه ويذهب لطلبه يف أماكن خالل احلج

غريه، ليسارع املمدوح إىل وصل حد أخرى، وكذا املمدوح إذا كان جوده يغمر املتنيب فكيف له أن يرتكه وميا عن املتلقي اآلخر فإنه يدرك النعمة اليت يعيشها املتنيب ملمدوح ذي اجلود الذي يشبه كنف ايف جوده بآخر، أم

عد موا، يسقي العطشى، ويروي الظمأى، الغيث الذي حيي ب رض 3:مث يرفع املمدوح فوق الغيثاأل

ح الس ن ي بـ ا م د اع ب تـ ر م غ ه ـــــــــــــل ائ ن و ــــــــــــــر ط ا ق ه ل ائ ن فـ ه ن يـ بـ و ابهذه املقارنة بني السحاب واملمدوح تضع املتلقي يف موضع بني مطرين مطر ينزل القطر ومطر يهطل ا املمدوح فجوده ال ينفذ وعطاياه ال حبورا، ال شك أن املمدوح أنفع من السحاب الذي يعترب نفعه حمدودا، أم

.تنتهيال شك أن كل أرض خصبة إذا تتابعت

يوان- 1 .215، ص الد.224املصدر نفسه، ص-2.54املصدر نفسه، ص- 3

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

103

ا جود املمدوح فإنه إضافة إىل هذا حيي الصخور رائعة، حيث األمطار حتي األشجار وتبعث العشب، أم1:ها تورقعلجيو

ق ــــــــــور ت ا ال ه ـــــــــور خ ص ا و ه ق و فـ ن م م ك ف ك أ اب ح س ض ر أ ن م ت ب ج ع و اعر أن يف قفزة باملتلقي إىل اخليال جيعله أمام صورة مستحيلة التحقق، وهي جعل الصخور تورق، فإذا تنبأ الشالصخور ستورق من جود هؤالء القوم، فإن املتلقي سيسلم مبا دون ذلك، وهي أن كل ما فيه حياة سيحىي من

. أثر جودهمر املمدوح أرضا قوية ترسو عليه علوم كاجلبال، بل أعظم من اجلبال 2:كما يصو

ال ب ال ج ب ج ه ر د ص ض ر ي أ ف م ل ع ل ل ت س ر يب د أ ف ا ق ه ب ن ي ج ف ض ر األواسي، املمدوح الراسخة يف قلبه مكما يشبه علو جيعل املتنيب صدر املمدوح أرضا تقف عليها اجلبال الصم الر

م العظيمة يف صدر املمدوح كما و باجلبال اليت هي أعظم من اجلبال احلقيقية، يوحي هذا البيت برسوخ العلر العلم جبال االستعارة ، يف صدر إنسانشاخما جامثا اليت تصو

بني ما هو حقيقي وما هو خيايل، لتتمركز الصورة حول املمدوح الذي يظهر نوعا نادرا من مما جيعله يربط.الناس

لت اجلبال الصم الراسيات حامية لديار الكفر والنصرانية ما نفعهم ذلك، ولو تنصرت الطيور اليت لو حتوولة لن يدع للكفر قرارا 3:ولو احتمى باجلبال، ولو تنصرت معه الطيورتسكن أعايل هذه اجلبال، فسيف الد

يه ف ر ص ن تـ و ل و ة ي ام ح ان ب ر ص ن ل ال ب ج ا ال ــــــــــم و ع د الص صم ع ا األالنصرانية، إال فهي حتاول محاية يستعمل املتنيب اجلبال هنا كمقاتل يف صف األعداء هي والطيور اليت تسكنها،

أن املمدوح أعظم من اجلبال وأقوى من الطري، فال ميكن للجبال أن تقف يف طريقه وال الطري، مما جيعل املتلقي يبحث عن طبيعة هذا املمدوح الذي يدك اجلبال ومن فيها، ليصل يف األخري إىل رسم صورة يف ذهنه هي عظم

نه دفه وبغضه ألعدائه إميا ملمدوح و .الذين ال حيميهم حي وال مجادا

يوان- 1 .28ص،الد.86، صاملصدر نفسه- 2.227، صاملصدر نفسه- 3

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

104

، ة رسوخه يف نفس صاحبه ال يتحرك مما استعمل له املتنيب اجلبل يف تصويره العز العظيم، الذي من شد1:بل حيرك اجلبال الراسخة وهوال يتزعزع

ل ق ل ق ز يـ ــع و ـــــــــــه يـــــــــــــــ وق ر ب ـــــــــــــوم ج الن ح ط ن يـ ف ر ش ـــــــــــــــــــــــــــــــــاال ب ج األجر ال خي

نيا شيء أرسخ من اجلبال اليت مذ خلق الله األرض وهي ثابتة املمدوح أعظم من رسوخ اجلبال، وليس يف الدر هلا أن خيلق الل ، هي العز ه هلا بشرا حيركها خبصلة واحدة من خصالهعلى حاهلا باقية على أصلها، حىت قد

ن له صورة هذا العز الذي عالثابت، من خالل هذا التأويل الذي جيريه املتلقي حول طبي ة اجلبال وعظمتها تتكو.حيدا ال تزعزعه النوائب وال توهنه النكبات، لنخلص يف األخري إىل صاحب العز لنجده إنسانا أصيال ومثاال و

2:املمدوح يف عني املتنيب جبل إال أنه حيمل بني جنبيه روحا كما أن

ضن ف وح ي الر ر ج م ه الل ك ار ب تـ ل ب ج ن م ت س د ق ع ط ت ئ م و أ و ر م ف ي حداليت يشبه فيها املمدوح باجلبل مث يشبه إن هذه االستعارة النادرة لصورة غري من خالهلااجلبل باإلنسان، ميه

اللة باإلضافة إىل تضافر الصور هيمتوقعة، كيف للجبل أن حيمل يف طياته روحا، ومما زاد يف تقوية هذه الد، فاملتنيب حيتج بقدرة الله الذي ال، وكأنه يرى الروح تسري يف جبل حضن"تبارك الله"لتجسيدها قول املتنيب

ين ك ار ب ت فـ ﴿، الق ن الخ س نيا ا وحني يصري األمري قويا خبري .3﴾الله أح بأمر الدولة الذي صار كل عليما بأسرارها، فإنه يصري مغيثا لكل شيء حيا كان أم مجادا، وهذا هو حال عضد الد

هول على سعتها واجلبال على عظمتها 4:شيء يشكو إليه، حىت الس

ـــل ب ج ال و ل ه الس ه ي ل ـــــــا إ ك ش ف ــــــا ه ت د ج ب ن ـــا اب ي نـ ى الد ت ى أ ت ح هل واجلبل باإلنسان الذي طال ض ، حىت قيض له هذا ره وكثر مهه، فلم جيد ملن يشكويشبه املتنيب هنا الس

هول وجعلها ختاطب هذا املمدوح، نيا ومشاكلها وأسرارها، فأنطق املتنيب اجلبال والس األمري الذي علم بأمور الداللة املقصودة يف هذا البيت هي أن املمدوح ما دام قادرا لعلمها بقدرته على كشف ضرها وحل مشكلها، والد

يوانا-1 .290، ص لد.134، ص صدر نفسهامل- 2.14: سورة املؤمنون، اآلية- 3يوان- 4 .383، صالد

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

105

ق لدينا واحليوانباب أوىل قادر على حل مشكل الناسعلى احلكم بني اجلمادات فهو من :هيعالقة، فتتحقة حجاجية، ااحليوان واجلماد وال خيفى مأغاث املمدوح الناس حىت كما ميكن تفسري هلذا الرابط من قولم الحجاجي حجاجية هذا البيت وفق هول فقد أغاث قبلها : التايلالس احليوان أغاث املمدوح اجلبال والس

.وقبله اإلنسان، فإغاثته تشمل احلي واجلماد1:يستخدم حبات الرمال داللة على كثرة اجلود، وعدم انتهائه

ل م الر و ر ط ق ا ال ه ائ ص ح إ ن م ر س ي أ و ت ائ ف د ا ر ه يد د ح ت ن م ب ر قـ أ ف ، وأبعد من هذا كله رد املطرقطرات و حيتج املتنيب لكثرة جود املمدوح الذي ال ميكن أن حيصى حببات الرمال

الفائت، ويف هذا لفتة فلسفية تقتضي بأن ذهاب املاضي ال ميكن إرجاعه ولو بأقصى تكوين لسياقاته خر هو إحصاء آإىل هذه املستحيالت مستحيل ومالبساته، إال أنه ال ميكن رد ما فات من الزمان، لينضم

.جود املمدوح وعد نوالها اأم ا إم مستعارا له وإما مستعارا منه، ومل كونه عن استعمال احلديد كطرف يف االستعارة فهو كثري جد

ر لنا الكثرة فجند هذه االستعارات إال يف التعبري عن هول احلروب وروع القتل، اليت العجيبة من األمواتيصور من طرف املمدوح 2:كانت ضحية احلديد املسخ

يد د ح ال ــــــــن ه ب ت ل تـ ى قـ ت ح يـــــــــــ ـــــــــــد د ح ال ا ب ــــــــد ع ال ـــــــوس ف نـ ت ل تـ قـ كثرية زهقت وأنفس كثرية قتلت، وال شك أن احلديد هو آلة القتل مما ختلفه احلرب ويذره االنتصار أرواح

يف كل معركة، ولكن يف هذه املعركة اليت يصف فيها املتنيب نصر ممدوحه، صار احلديد مقتوال من كثرة األنفس يقتل األعادي اليت قتلها، فاحلديد وإن كان سببا يف القتل إال أنه جيري عليه ما ال جيري على املمدوح، الذي

فوهو باق ال حيول وال يتعب وال ميل، ويفين احلديدة اخلارقة للممدوح، الذي يقتل فعاليته وفقد قدرته على القتل ليصري يف حكم األموات، ومن هنا تظهر القو

. ويتفرد بالبقاءببعض املخلوقات بعضها م خشب ال ميكن أن الذي إذا قيس مبلوك األرض من هنا ننتهي إىل طبيعة هذا الكائن احلديدي إ ف

يقارن باحلديد، ويف الصورة داللتان؛

يوان- 1 .42، صالد.106املصدر نفسه، ص- 2

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

106

ل، وملوك األرض خشب ال يصرب على : األوىل ة والتحم دة والقو أن املمدوح حيمل كل معاين الصالبة والشهر؛ الثانيةنوائب الطبيعة وحوادث ا دوح، يقطعهم كما يقطع احلديد مملوك األرض كلهم عرضة للم: لد

1:اخلشب

ب ش خ وا ال ـــــــان ك و يد د ح ال ان ك ل ـــــــــــه م اس ب م ه تـ ي م س ت ن ك و ل و ة املتلقي ا هو مهم ا يرمي إىل شيء ليس مذكورا يف البيت، وإمن إن املتنيب ال يرمي إىل هذا املعىن الظاهر فقط وإمناملطالب باالشرتاك يف عملية التخاطب وملء الفراغ وإكمال النقص، والنقص الذي علينا إكماله بصفتنا

غريه من امللوك الذين ال جيدون مالذا منه، كما ون مقاومة من قبلهازم دمتلقني هلذه الصورة هو أن هذا امللك الالت اليت حيملها اخلشب، البيت ميكن للمتلقي أن يشحن الالت اليت حيملها احلديد وكذلك الد مبختلف الد

من خالل هذا قدرة اخلطاب على التفرع تلك اليت وهبتها له االستعارة .ويتبنيمن كثرة ما ي

2:ودروع وسهام وجمانيق، لتمثل صورة حبر من حديد أمواجه يف الرب

ــــــــاب ب ع ــــم ه ف ل خ ر بـ ي ال ف ــــه لـــ يـــــــــــد د ح ن م ــــــــــر ح ب ب م ه تـ ي م ر له تعالقا استعاريا تتمثل االستعارة األوىل فيه يف تشبيه اجليش بالبحر، مث تشبيهه باحلديد حيمل هذا البيت يف أوة تساؤالت على املتلقي كصفة هذا ته، من هنا يطرح هذا التعالق وهذا التكثيف يف التصوير عد لكثرة عد

هلا أن هذا اجليش كثري العدد اجليش وعدده وصفة سريه، مما الالت، أو يدخله يف عامل من اخليال وزخم من الدة عظيم اهليئة، وهذا ما جيعل األمواج تتالطم يف الرب، لي تج عن هذا ذهول من طرف املتلقي الذي ال نواسع العد

ا من االقتناع .حهو قدرة هذا اجليش وعظمته ومن باب أوىل عظمة ممدبجيد بدر الغلبة للنفاق، فاملمدوح على جاللة قدره وعظم يف صورة فريدة يقارن املتنيب بني احلديد والنفاق، ويقرا من استعمال سيف آخر هو سيف النفاق لعلهم جيدون به ته يأس منه سيف احلديد، فلم جيد أعداءه بد قو

3:سبيال إىل املمدوح

ف ن ن م ه ف يـ س ن م ال إ اك ــــــــــــــــــــق ــــــــــــ ل ا يـ م ف يك ف يد د ح ال ع ف نـ ل ق اق

يوان- 1 .310، صالد.272، ص املصدر نفسه- 2.178املصدر نفسه، ص- 3

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

107

يف احلديدي الذي عجز عن قطع املمدوح يف، لكنه أقوى من الس يف هذه االستعارة يشبه املتنيب النفاق بالسإىل فهم حقيقتني؛ األوىل طبيعة هذا املمدوح الذي مل يستطع احلديد قطعه، مث املتلقيوهزميته، ومن هنا يسعى

ة والشجاعة يف املصنوع من النفاق، ليصل يف األخري إىل أن معدن املمدوح هو القو يتساءل عن طبيعة هذا السا سيف النفاق فهو معدن الغدر واخليانة والغيلة، هذه األشياء اليت ميكن هلا أن تنفع يف والصدق واإلباء، أم

اد الذين اللة اليت حيملها البيت وحيتج هلا املتنيب هي كثرة الوشاة واحلس قطع املمدوح ذي املعدن الطيب، والديظهرون احلب والوالء مث خيتارون الغفلة ويرتقبون الفرصة لتنفيذ كرههم وإشفاء غيظهم، ليقتنع املتلقي باجلو

اد احملفوف بالكارهني واحلاقدينالذي يعيشه املمد أن احلديد مل من الذين يعلمونوح ذاك اجلو املليء باحلس1:طول ما قارعه املمدوح

ه م ط ال ا ت م مـ د ن ه ال يـــــــــــد د ح ل م و ه ور د ص ق د ا ت ــــــــــــم ا م ن ق ال ل م و هاتان

حاهلا، فلطاملا استعملهما املتنيب يف حروبه وخوض معاركه وركوب أهواله ظانا إيامها من معدنه، واحلقيقة تثبت ة معرتكه، ته ذلك، فقد مال ومل يصربا على طول نزاله وشد ليظهر للمتلقي صرب املمدوح الذي ال يتزحزح وقو

، حىت إن الوبل الذي نزل من و .اليت ال تقهر هذا احلديد الذي لطاملا تثلم يف املعارك من أثر الضرب القوي

2:ويشهده، لذا كان أعرف األشياء به فهو جدير بإجابة كل من سأل عن هذا املمدوح

أ س ي م ل أ ـــــم ل ثـ م ال يـــــــــــــد د ح ال ك ن ع ه ر ــــبـ خ ي فـ ا ن يـ نـ ثـ ام ي ر الذ ل ب و ال له والثاين يف صفه، فالوبل مبا أويت ل عدو ويف هاتان االستعارتان أيضا يشبه املتنيب الوابل واحلديد باإلنسان؛ األو

ة وبلل ووحل يريد ثين اجليش عن طريقه مه، فيسكت املتنيب كل من قو شيء وينطق احلديد، وأي ن أو إعاقة تقدحديد إنه احلديد املثلم الذي خرب املمدوح، فهو ينقل لنا صورة حية وشهادة عادلة يف حق هذا املمدوح الذي

.ال يثنيه شيء وال يرده خطب

يوان- 1 .191، صالد.218، صاملصدر نفسه- 2

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

108

الة على اجلود ما أشار إليه املتنيب بقوله 1:من الصور الد

ر ل ع ق ن ح ـــــــــــوح ف ص يء س م ال ن ع و ة اء س إ ن م ت ت ا أ م و ن ي ج الل ى بدغض، بعلى بغضه أشد الهيف هذه االستعارة املكنية جيعل شاعرنا قطع الفضة عبدا مسيئا، محلت إساءته سيد

الالت وتفريعها، ه باملسيء تأديبا له، ويف هذه االستعارة يفتح الباب واسعا لتنويع الد

أثبتته غري ذلك مما شهد عليه الواقع و نفس إىلاألروب وقتل احلرحام ونشوء األإساءة بني الناس من قطع األيام، فيستطيع القارئ أن ينشئ نصوصا كثرية من خالل داللة هذه االستعارة، مما جيرنا إىل توقع النتيجة وهي عدم اكرتاث املمدوح جبمع املال، وهو أعلم الناس مبا تفعل احلروب، مما جيعله يفرقه على الناس دون رمحة وال

.قة، بل قد يهب منه للمسيء ألنه مهما بلغت إساءته فهي ليست كإساءة املال اليت ال حتمد عواقبهاشفهب والفضة 2:ويف عقد مقارنة بني املمدوح وغريه من املقصودين، يستعمل يف ذلك الذ

ف ر ا ص م ه نـ يـ بـ ي و د ك م ل ل ــــــــان وع ف نـ اد اح و ر بـ الت و اء ض ي بـ ال ة ض ف ا ال م و ا املمدوح بالترب، ويشبه غريه من امللوك بالفضة، ميشبه فيهنياللتنيالتصرحييتنياالستعارتنييعرب من خالل هات

ة عقليةليثبت فضل املمدوح على غريه، ويستعمل يف ذلك هب والفضة كالمها نافع للناس، إال حج هي أن الذهب على الفضة ال ينكره أحد وكذلك سائر امللوك الذين يتفاوتون يف نفعهم ، وال مياري فيه عاقلأن فضل الذ

.للناس، إال أن املمدوح أعظمهم فضال وأعالهم قدرا نزلة وغالء القيمة، فكالم املمدوح أعلى وأغلى من اجلواهر يستعمل املتنيب اجلواهر للتعبري عن عالء املكما

:3

م ال ك يــــــــك ف ب ا ـــــــــــه ن ـــــــــــــــــــا أ ه د و ـــــــــــــــام ظ ن ب ر ـــــــــــــــــواه ج ن م م ك ف ل ق اعر للجواهر قلبا تود به، فهي تتمىن أن تكون كالما يصدر عن املمدوح، وهذا يف هذه االستعارة جيعل الش

الكالم إذا خرج من الفم مل يعد إليه، فهي تتمىن الفناء يف سبيل أن تقرتب من املمدوح، وال خيفى ما هلذه

يوان- 1 .57، صالد.87، صاملصدر نفسه- 2.129ملصدر نفسه، صا- 3

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

109

االستعارة من أثر على املتلقي الذي يدعوه املتنيب .املمدوح فيدعوه إىل بدء الكالم الذي تشتاق النفوس إليه

1:حيتج املتنيب حلقارة األعداءعن فعل املمدوح باألعداءويف استعارة مكنية تعرب

ن ع ي أ ف ــــــــــــــــارا و غ ص م ه ق تـ ع أ و م ه نـ ــــــــا ع ف ع خ م ه ر ث ك أ اق ــــــــــــــــــــاب سيلبسون قالئد خالية من اللؤلؤ واجلوهر، بل تتخذ من قرنفل وسك الذين غار، ص البية ص بالحيث يشبه األعداء

لب، وهي قالئد خاصة بالصبيان ة من معاين اخلزي والذل واالنتقاص، ، وال خيفى ما حتمله هذه وحم الصورة املعربفعظم املمدوح ال ميكن له أن ينزل إىل مراتب الصبيان اليت تلهو،

عديدة تدل كلها على التقليل من شأن األعداء، فاملتلقي يرى الصورة ماثلة أمامه، جليش قليل العدد، ضعيف

.الذي سينغص نومهم ويكتب عارهم2:مال أرحاما تتقطع كما تتقطع أرحام اإلنس، ولكنها تتقطع من كثرة اجلودكما أن لل

م ـــــــــــام حـ ر أ و ه ن د ل ن ل ص ت يـ ـــــــر ع ش ـــــــام ح ر أ ف ع ط ق تـ ــــــي تـ ن ا ت م ــــــــــــــالعر واملال باإلنسان املخلوق الوحيد الذي اعر من خالل هذين البيتني احلاملني الستعارتني مكنيتني الش يشبه الش

اعر جعل الله له أرحاما أمره بوصلها، إال أن الشهذا و ولكنها أرحام شعر وأرحام مال، أرحام توصل وأخرى تقطع،للبيت حيث يقف املتلقي مبهورا أمام

الالت، اليت من أبرزها جعل االلتباس سيستثري املتلقي وحيرك آلة الفهم لديه، ليشرع يف فك الرموز واستنباط الد، كما أن البيت يهمويعطيهم من املال الذي يفرقه عل

الالت جيد املتلقي نفسه يسلم إلحدى ر هلا أن تقطع دون إعادة وصل، ويف ظل التزاحم من الد الرحم اليت قدالالت املذكورة فال مفر له منه .ا وال حياد له عنهاالد

يوان- 1 .272، صالد.30املصدر نفسه، ص - 2

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

110

ر املمدوح وهو جيود مباله كما جيعل للمال مجاجم مثل مجاجم األعداء اليت حطمها بضربه، فاملتنيب يصو1:هويفرق

م ال م اج م ي ج ف ـــــه ل و م ـــــــــــاج م ــــــــي ج ف ه ع قـ و ب ر ض ــــــــــــــال ط ب األ ـــــــــــــالحتحيث هذه أيضا استعارة مكنية شبه فيها املتنيب املال باإلنسان،

كانت هذه هي االستعارة الذي ميتاز به املمدوح، فهو يفرق املال دون رمحة وال شفقة وال خوف من زواله، وإذا إف

ل فتحقق االستعارة حجاجيتها ليس املمدوح يف مجاجم األبطال، فيجعله مسلمة سيبين عليها فهمه للشطر األوا يف اخل ته، ومن يف نفسها وإمن اعر خياطب .تظهر القيمة الكربى لالستعارة يف اخلطابهنا طاب برم لذا فالش

ه إليه التعازي من باب ت خفت(املال املباد من طرف املمدوح كأنه نفس تسمع وتعقل، فيوج ، )البلوى إذا عم2:فهذه اإلبادة متس أشياء كثرية غري املال ومن أبرزها الكتائب

ب ــــــــــــــائ ت ك ال ب ــــــــــــه ل ع ا ف ــــــذ ه فـ ــــــــز ع تـ ه ــاد ــــب أ د ي ق الذ ـــــال مـ ـــا ال ه يـ أ ال أ اده ـــــــف ك ـ ل ع ل غلت فــــــؤ قت ش ار ح م ش ي ج ت ر ثـ ك و أ ود ــج ال ن ع ي و ب

ر يف جوده، ل املتنيب املال مسؤولية ما فعل به املمدوح الذي ال ميكن له أن يوصف بالظلم أو اجلور أو التهو حيموجيعل املتنيب للمال خصلتان ذميمتان مها شغل الفؤاد ومتلكه ومنعه من اجلود وكذا إعانة العدو يف تكثري عدده

ته، ض هلا سابقا، وعد إساءة املال اليت عر ومن هذه االستعارة نرى احلوار املاثل بني املتنيب واملال، وهنا يبنيالالت اليت تتفرع ا هائال من الد عن االستعارة حيث يبادر املتنيب إىل تعزيته وتربئة املمدوح من الظلم، لننتج كم

الالت .ما جيعنا نسلم بدعوى اجلود والشجاعة معا خاصة يف هذا املوضع الذي حيوي من الددر ونبات النخيل من خالل ة املمدوح وقبوله يف األرض نبات الس مما استعان به املتنيب للتعبري عن قو

3:االستعارة التالية

يق ر ط ن ع ت ف ر ح ت و ل ـــــــــــــــيل خ الن و م ه ل يـ ر خ ــــــــد الس ط ب ي ر اد ع األدر والنخيل يربط خيوهلم ومينعها عن املسري حىت يرجع ولة األعداء وأخطأ طريقهم فإن الس إذا تعقب سيف الد

ولة، فانظر كيف جعل من النباتات جنودا تقاتل يف صف ممدوحه ، إذا كان هذا حال النبات إليهم سيف الد

يوان- 1 .98، ص الد.171املصدر نفسه، ص- 2.306،صاملصدر نفسه- 3

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

111

ومن ؟كما يفتح هذا التصوير الباب للمتلقي ليتساءل عن احليوان، هل سيكون أيضا يف صف املمدوحمالذ، ة هنا يسلم ويقتنع مبا بني يديه ويسعى إىل توليد معان ودالالت أخرى ختدم غرض املتنيب البعيد وهو قو

ة سليمان الذي س ر له اجلن واإلنس والطرياملمدوح اليت تشبه قو 1:فكيف يقارن بامللوك.خ

ع و ـــــــــــر خ ـــوك ـــــــل م ال و ــــــــع ب نـ ت ن أ و ــــــــع ب ر أ ــــــن ه و ــــــــــــت ن أ ـــــــــــــد ح او و ضعيف هو نبات يستخدم نوعني من النبات، أحدمها النبع ذاك الشجر الصلب العظيم واآلخر صغري لني

عاصفة وال تثنيه ريح، كما أنه هاخلروع، وبطبيعة احلال فإن ممدوحه هو الشجر العظيم الصلب الذي ال تكسر هام، أما ملوك األرض فهم خروع ال يقاوم نسيم الريح العليل، بل موقعه لصالبته يتخذ لصناعة القسي والس

ة منطقية وهي ، حتت حوافر اخليل وبني أقدام الفرسان من–ويعتمد املتنيب إلثبات صدق دعواه حج -اكما قد،طبيعة النباتني من صالبة وليونة وطول وقصر

ويف سياق خمالف يستعمل املتنيب الورد يف املدح، فهو جيعل جد املمدوح وردا، واملمدوح ماء الورد داللة 2:على طيب األصل والفرع

د ر و ال ب ه ذ ن إ د ر و ال ــــــــاء م ك ن إ ــــــــى ف ض ق م انـ ر ك م ن ب ار ي س ك ي ن إ ف ة منطقية فمن طاب أصله طاب فرعه، وال يستخرج ه بالورد ذاته، ويف هذا حج يشبه املمدوح مباء الورد وجد

إذا يالتقابل المنطقباستعمال من الورد إال العطر أو ماء الورد، هكذا يربهن املتنيب على طيب سلسلة املمدوح.)فإن ...كان(

املتنيب لالحتجاج على شجاعة املمدوح تلك االستعارة اليت جعل املستعار من االستعارات اليت استعملها ماء 3:منه اإلنسان فشبه به الد

ر ض ال ب ت ــو ع د و ل فـ ا ه تـ ــــاع ط وم الـــــر اء م د ك ي ل إ ت ق ل أ م د ـــاب ج أ بوم اليت تعرف قدر سيف دماء الر

ولة ، داخلة يف طاعته، فكيف رسم املتنيب هذه الصورة اليت تعرب بدقة عن نفسيته ذات اإلعجاب اجلم بسيف الدماء داخلة يف طاعته ملبية شر عجابه، وكيف ال حيبه بوإوقف املتنيب فال يوجد رجل بقيمته، ويف هذا تربير مل والد

يوان- 1 .217، صالد.152املصدر نفسه، ص- 2.301املصدر نفسه، ص- 3

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

112

لم الذي رتب في املتنيب هدون جروح فما بالنا بدماء املسلمني وقبل هذا كيف حال املسلمني، إن هذا الساملمدوح بني اجلود والقتل، فأنامله مع كذلك يفجي.قي ملشاركته يف اخلطابلالبقية للمتاستعارته، حيث ترك

اجلوادة وسنان قناته القتالة يتباريان أي الطبعني يغلب اآلخر، فنتج عن هذا دماء أعداء مهدورة وأموال من 1:املعروف منشورة

با ــــــــــــــاك فا س ر ع ما و د ـــــــــــان ي ار ب ت يـ ه ـــــــــــــــــــان ن بـ و ه ـــات ن قـ ـــــــان ن س ك ل م اعر . ةشجاعالود و اجلهو و يف ظل تيه املتلقي يف أي الطبعني يغلب على املمدوح، يسلم مبا ادعاه الش

مل يرمحه ـ ملا 2:اليت و عه و رحم دمهو وإمن

ك الر ل ب قـ ــــــاه ب ل ــــــــا فـ ع د ل ل ى ط و ي س اع ا الد م ي و ع م د اب ج أ ـــــــل ب اإل و ـــــــــــباعر يكسر ن حوار بني املمدوح وعني الش ا اجلزء اخلفي من اخلطاب فهو مساع املمدوح دعوة العني، ليتكو أمولة، وكذا صفة قواعد التواصل يف سياق جيعل املتلقي يف حرية من أمره عن مدى حزن املتنيب لغضب سيف الد

موع اليت سكبه ، وكذا حبه اخلالص للممدوحالد فقة على املتنيب . ا فأمسعت املمدوح، لتتحقق صورة الشر مشهد احلدث وهي غارقة يف دماء األعداء 3:ويف استعارة أخرى يصو

م ــــاج م ج ــــــــا ال ه تـ ق ا س ه نـ ا م ن ــــا د م ل فـ ه ول ز نـ ل ب قـ ر غ ال ـــــــــــــام م غ ا ال ه تـ ق س ماء اليت سالت من يف هذه االستعارة يشبه اجلماجم باألمطار اليت تسقي األرض، تعبريا منه على كثرة الد

ى اجلماجم، أو كثرة اجلماجم اليت سقطت على األرض كما تسقط األمطار، ويف هول هذه الصورة اليت تتعد.أمام هذا اخلرق، مما جيعله يسلم لظاهر النص، ويستقر على فهم كثرة القتلحدود املعقول يشعر املتلقي بغربة

ة والرهبة ويست وتستمد هذه االستعارة نطق اخليال، لرسم صورة هذا اجليش، وهذا املشهد الذي يوحي بالقو.خليال لديهال يدركها إال بإعمال آلة ا- كما قلنا–حجاجيتها من الصورة الغامضة هلذا اجليش واليت 4:حتيي العظام وهي رميماليت محة للممدوح، ر عنمن صور املدح باستعمال العظام، ما عرب به

يوان- 1 .88، صالد.241، ص املصدر نفسه- 2.273ص،املصدر نفسه- 3.68املصدر نفسه، ص - 4

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

113

م ر ج ال ب اح ص ن ع م ر ج ل ل ة ل ض ا ف ه ب ة ب ض غ و ــــام ظ ع ي ال ي ح ت ة م ح ر ه ل دنا عليه املتنيب إثبات صفيت الغضب والرضا للممدوح، ورسم صورة لكل منهما فيضع املتلقي بني مما عووصفني، مث يستعري لكل وصف من شيء آخر يعيد عنه، فيكتنف اخلطاب نوع من التكثيف يف التصوير، جيعله

، فيتشتت فكره بني مثقلة باملوتاة وغضبة فحال الرضا هي حال اجلود، وحال السخط هي .الغضب والرضا، يسعى إىل فهم حقيقتهما وإدراك كنههما

1:حال احلرب والقتل

ـــــول ت ق ــــــــــــا م ه ب ـــــــم هـ ر يـ غ م ـــــــــــع ن ــــه ي د ي ـــــن مـ م يــــــــــــه ي ح ت ال ــــــــــــو م و ا د الج يي التبسم و تل ما تح يـق نا و الق ارم و ــــــال الصو يــي له الم تح 2و

3:ويعرب باألصابع عن كثرة اجلود

ف ط الو م ي الد ت ي ح ت اس ن ل ط ا ه ذ عا إ اب ص أ ن ي س ح ال ن اب ل ب قـ ر نـ م ل فـ يف هذا البيت نرى املتنيب يشحن خطابه باستعارتني ختدمان داللة واحدة هي اجلود، فهو يشبه األصابع باب

ن حتته إقرارا مبا احتج له املتنيب من كرم املمدوح . وهذا التأويل الذي تتيحه االستعارة يتضماإلام، ، حيث اهلاللو جل املمدوح يربط بني ر وماء، بل ويتخذ ان الس ماء أمخصا حلذائه، فيجعل من يرفع املمدوح فوق العاملني إىل أن جيعله من سك زينة الس

ال اهلالل جزء 4:حلذائهمكم

ــــــــال ه ال م د أ ال ع ى ال ل إ ت ي ع س م د ـــــا ق م ي أ ب ف ل اء ــــــــذ ح ك ي ص م خ ألب من هذا املمدوح، إال أنه يسأله سؤال تعجب وليس سؤال إنكار، فيندرج ل من يتعج وجيعل املتنيب نفسه أو

به وحريته وتسليمهيف املتلقي حتت لواء املتنيب .تعج

يوان- 1 .305ص ،الد.263املصدر نفسه، ص - 2.314املصدر نفسه، ص - 3.102، ص املصدر نفسه- 4

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

114

عي ويف سياق آخر جيعل للردى جفنا كجفن اإلنسان، يه املوت والس واملمدوح واقف عليه داللة على حتد1:إليه إال أن املوت نائم عنه تاركا له طول العمر

م ــــائ ن ــــــو ه ى و د الر ن ف ي ج ف ك ن أ ك ف اق و ل ك ش ت و م ي ال ا ف م و ت ف قـ و عر العريب كله ملا حتهذه االستعارة من أشهر االستعارات يف مل من نبوغ وقدرة على شعر املتنيب بل يف الش

ا، التصوير، اعر للردى، فجفن أي خملوق هذا، إن اجلفون كثرية جد وحجاجيتها تكن يف اجلفن الذي أسنده الشر حن امتالك عقل املخاطب الذي يهيم بعقله يفمهذه الثغرة اليت تركها يف اخلطاب هي مك قيقة هذا تصو

ذا أنام الردى، يف خضم هذه التساؤالت تنطلق االستعارة يف امتالك عقل املخاطب وإظهار عجزه املخلوق، وملا.

ا اجلياد اليت ر عليها أن تكون مركب احلرب، أم رها املتنيب عابسة من هول ما ترى قد 2:وما تسمعفيصو

اع ض م ال ق ل ح ال ب ن ب ب خ ي س اب و ع اد ي ج ال و م س ب تـ ت ل بـ قـ أ ان ق ال و فها تبدو عابسة، لعل رب

ا املمدوح فهو على ثقة بنصره، ومن خالل مجع احلقيقة يف النصر حليفها، أما من التسليم باحلقيقة مث السعي إلدراك كنه ل البيت واخليال يف وسطه مث ختمه باحلقيقة، ال جيد املتلقي بد أو

3:اخليال وتفسريه، ولنتأمل بيتا آخر يوضح هذا املعىن

ك ب ر م ت ة م ل ك ال ـــط ب األ زيم م اس ـــب ك ر غ ثـ و اء ـــــض و ك ه ج و و ــــــــــى ه اآلن سبب ابتسام املمدوح الذي هو علمه ب 4:نصره وهزمية أعداءه اليت متر به جرحى هزمية ويتبني

وك ـــــل م ل ظ ت اد ج س اه ق ل تـ ى و ك ل ه ه ــــق ار ــــــف تـ ه ل ة ع اش ـــــــخ ض ر األباخلوف النهار ما يصف الليل و ك

5:رحى األيام

ك ب ز ج ت م ا ل م اه ـــــــه ــــــــــــ ن تـ و ل فـ ار ه النـ و ل ي الل ك اب ه ـــــــــــام ي األ

يوان- 1 .274، ص الد.120، ص صدر نفسهامل-2.274املصدر نفسه، ص - 3.263املصدر نفسه، ص - 4.129املصدر نفسه، ص-5

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

115

ر الشيء املستحيل واقعا حىت يبدو ما دونه مسلما به وهذا وفق لم حجاجية االستعارة يف كون املتنيب يصو الس.ا احليوان وقبله اإلنسانموقبلهوالنهارأطاعه الليل : التنازيل التايلالحجاجي

1:من صور املتنيب املتميزة تصويره املوت خادما للممدوح

ه م اد خ ت و م ال و ت و م ال ون م ظ ع تـ س ي و ه ون د ر ه الد و ر ه الد ون ر ب ك ت س ي و ذا ألوامره، يسلطه على من يشاء، ويكفه على وهذه استعارة مكنية أيضا جيعل فيها املوت خادما للممدوح، منف

ريدمن يهر مث حتقريمها أمام املمدوح جيعل االس اللة من تعظيم املوت والد ة باملمدوح، فهذا التقابل يف الد تعارة متلك قو

راته ةالفيف خمحجاجية تتمثل ياق املعهود يف التصوير وخرج باملتلقي إىل سياق آخر، يكلفه باستغالل تصو الس.

ولة و إذا تشابه يف يف القطع، فإن املسيف الد يف بأنه يقطع األعداء ليصل اإلخوانمدوحالس 2:فاق الس

ول ــــــص و ال ر البـ ع اط ـــــــــالق ت ن أ و ل ـــــــــع ف ع ــــط ق ال ال إ ف ي لس ا ل م و يف احلديدي مل يوجد إال للقطع، وهذا نقص فيه بينما سيف وحيتج املتنيب من خالل هذه االستعارة بأن الس

ا يقطع إذا رأى يف القطع صلة يف البشري ال يقطع من أجل القطع، وإمن ولة وهو الس .الد كيف تكون حجاجية االستعارة دنا اإلطالة يف باب املدح لنتبني عر الذي أقبل عليه لقد تعم يف هذا الش

، لذلك مجع كل طاقاته يف متيز مدائحه عن غريها خاصة ما كانت املمدوحون وتنافسوا على أن ميدحهم املتنيبار إىل آخر حياته، حيث اعتمد في ة عن حبه للممدوح، وكذا إبراز لساكل األهامن بدر بن عم هيب والطرق املعرب

عن طريق استعمال االستعارة ، هلذا ألفينا مدحه صف إال عن طريق شعر كشعر املتنيب ال ميكن أن يو ا شخص.حجاجا واضحا بتقنيات دقيقة، ولكنه من طرف واحد

لم احلجاجي نزوال أو صعودا، وكذا صوغ االستعارة على طريقة ، ومن طرق )حىت ب....ذافعل أ ك(اعتماد السدالالا، وتقابل )ألن (حجاجية االستعارة اليت رأيناها صوغها على أسلوب التعليل ع تفر ا و وضه ا غم وكذ

ا يأيت باخليال أطرافها وتضادها، إىل مزج احملال باحلقيقة حىت يسلم املتلقي باحلقيقة اليت هي دعوى املتنيب وإمن

يوان- 1 .192، ص الد.194املصدر نفسه، ص -2

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

116

عوى اليت حيملها اخلطاب احلقيقي لشغل املتلقي عن الت هلذا سوف خنتصر القول يف العناصر . شكيك يف الدية تفاديا للتكرار ر له االستعارةوبعدا عن الطولاملتبق .، وسوف نقتصر على ما خيدم الغرض الذي تسخ

:والشكوىاستعارات الفخر-2اعر إال نفسه ومن فخر به، لذا كان الفخر هو امليدان الذي تطغى فيه األنا أو النحن، وال يتكلم الشلم احلجاجي، ألن التلفظ بضمري التكلم اعر يضع نفسه يف أعلى مراتب الس الفخر هو مناط احلجاج، فالش

ا الشكو 1.ابخيفي اآلخر سواء أكان التلفظ ظاهرا أم خمبوء يف اخلط ث عن األنا بنوع من ىأم فهي التحد،اجلبال العظاما ومصائبه العظيمة اليت ينوء حبملها كل إنسان بل تنوء ، وفيها حيتج حلالته الفريدة االنكسار

فاملتنيب ال يقبل زنة يشبه املتنيب نفسه باألسد الذي أتعبه اجلوع حىت خالف طباعه ورضي باجليفة، ــــفي صورة حمفا قبله مكرها كما يأكل األسد اجليفة خوف املوت 2:املعروف من غري أهل املعروف وإمن

ف ي ج ال ب د س ـــــي األ ض ر يـ ـــــــــــــوع ــــــي والج ب ك ــــر ب ت ل ب ق ـــــــــار ي ت اخ ر يـ غ إذا كانت هذه

ة منطقية، هي أن األسد يأكل اجليفة إذا خاف على نفسه من اهلالك وهذا ال خيرجه عن كونه أسدا، وكذا حجينقص من كونه املتنبنياملتنيب وإن قبل املعروف من الذين ال يرغب يف معروفهم فإن هذا ال

ة اجلوع فهو هنا . االستعارة على طريقة القياس التداويل إذا شبه املتنيب نفسه باألسد الذي رضي باجليفة من شد3:خياطبها ملا بينها وبينه من شبه، فيطلب حلفها على أن يكون رزقها على يده ألنه كثري الطعن يف األعداء

م ل س م ف ان ه م م ي أ س ف نـ ن ك س ت فـ م ــــــــر ك م س ائ ر الف د س ا أ ي ك ــــــــــــار ج أ م ه نـ م و ك ن م و ص ن ل م ر ــــــــــاذ ح أ ة يــــر ث ك اة د ـــــــــــــــــــــــي ع ام د ق ــــــي و ائ ر و ه فـ ه ير ا أ ى م ل ي ع ف ل ي ح ف ك ل ل ب س أ ي ب ن إ ف ـــد ـــــــم ل ع أ ة يش ع م ال ــــــاب ذ إ ـــــــم ن غ أ و يــــــن م ن غ ــــــــا تـ م م ت ي ر ثـ أ و ة ه ج و ل ــــك ن م ق ز الر ـــــــــــاك ت ا أل

يف هذه املقطوعة يكلم املتنيب األسود ويشكو هلا كثرة أعداءه وحياورها على عقد حلف معها، ويطيل يف احلوار م أن فيه تفامها بني الطرفني، مما جيعله يسلم أن خصاال كثرية جتمعه معها امع يتوه .حىت جيعل الس

هري، : ينظر- 1 .506، ص استراتيجيات الخطابعبد اهلادي بن ظافر الشيوان- 2 .46، صالد.96املصدر نفسه، ص- 3

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

117

نيا يف عينيه، وقدر عرض للمتنيب عارض يف حياته جع ته الذي أبكاه وأظلم الد له ضعيفا؛ إنه موت جدوقد استعجب الناس يف هذا الرجل الذي لطاملا افتخر بنفسه ورفعها فوق الناس بل جعلها فوق الزمان واملكان،

1:كيف له أن يبكي، فيجيبهم

م أ ن يـ ن ـــــــى أ ل ع ن د س ح ت ال ـــــــــا ه ب ت م أ ن ات ي بـ أ ون م ظ ع تـ س ي د س األة اليت فإذا أن األسد فهذا ليس دليال على ضعفه، ففعاله وخصاله معروفة ال ختفى على أحد ، وهذه هي احلجهوال املتنيب راكب األاعتمدها املتنيب إلثبات دعواه من أن الشكوى البسيطة والقول اللني ال خيرجه عن كونه

.وكاسر الصعابويف قصيدته الغاضبة على أعداءه العاتبة على حبيبه يشبه نفسه بالليث، حيث إن الليث إذا بدت أنيابه ا هو فال يقتضي هذا أنه يبتسم، بل هو يف حالة غضب جم وسخط عارم، وكذا املتنيب فإنه ال يبتسم وإمن

مة 2:االنتقامالسخط ومقد

ــــــــم ــف و ة اس ــــــــــــر ف ــــــــــد ي ه ت تـ ــــــــى أ ت ح ــــــــي ك ح ض ه ل ه ي ج ف ه د م ل اه ج و ــــم س ت ب يـ ـــــــــــث ي الل أن ــــــن ن ظ ت ـــــال ـــف الليث بــــــــــــارزة ـــــــــــــوب ي نـ ت ي أ ا ر ذ إ

ابقة ينتهجها املتنيب ثبات دعواه، فهو يستدل على أن ضحكه الذي كان مع اللذين ال يف إونفس الطريقة السا استعدادا ا هو إبداء لألسنان وليس ضحكا، ألن األسد قد يبدي أنيابه ليس ضحكا وإمن للفتك يستحقونه إمن

.واالفرتاسإن األمطار الطوفانية تسبب سيوال جارفة ال تذر أخضرا وال يابسا إال أتت عليه، لذلك جند املتنيب يشبه

يل(نفسه باأليت 3:الذي ال يقف شيء يف طريقه) الس

ام د ق إ ت م د ق أ و ر تـ ا و م ه د ن ي ع ل ان ك و ي أ ت ج ه ى م و ي س ل ن أ ك ي ت األيول وخواصها، لرتتسم له صورة املتنيب وهو سيل وهو يف هذا الصورة يدعو املتلقي إىل تسخري معلوماته عن الس

ويتساءل املتنيب عن الريح اليت تأخذ اإلذن منه يف سريها، كما أن الغمام ينزل مىت شاء .جارف مبوجه وغضبه4:له هو

يوان- 1 .136ص ،الد.239املصدر نفسه، ص- 2.145املصدر نفسه، ص- 3.186املصدر نفسه، ص - 4

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

118

؟ام م غ ال ت ئ ا ش م ل ي ك ر س ي ــــــــــــــوا و ه ر يح الر ر م ي ت ن ذ إ ن ع أ املمدوحني الذين مدحهم بالريح ومدحهم بالغيث، فهو يعترب يف هاتني االستعارتني يرفع املتنيب نفسه فوق كل

م حتليل هذا النوع من االستعارات ورأينا أن حجاجيتها تكمن يف أن املتنيب جيعل مأ ون بإذنه، وقد تقد مسري.اخلوارق تصرف بإذنه، ليجعل ما دون ذلك مفهوما مدركا مسلما به

اده باالستعارة التالية 1:كما حيتج لكثرة معانديه وحس

ت ل خ ل ى ت ح يك ف ء ي ش ل ي ك و د ع ر و د الص ة ل وغ م م ك األاعر، ويف هذا ال هذه االستعارة جيعل فيها األكم وعي التالل ذات صدور مليئة غيظا مشتعلة حنقا عن الش

، حيث ال ميكن أن يوجد للتل صدر حىت ميتلئ غيظا، ومن هنا يسلك املتنيب املسلك املعتاد شك جمال للخياليف إثبات دعواه، وهو إذا كانت اجلمادات حتسد املتنيب وتنصب له العداوة فإن احليوان وقبله اإلنسان أو من

2:ة املتواترة بني الناسالصورة املعروفويظهر هذا من خالل. ينصب له العداوة

م ل ق ال و اس ط ر ق ال و ح م الر و ف ي الس و ي ــــن ف ر ع تـ اء د ـــــــــــــي بـ ال و ل ـي والل ل ي خ ال ف و ور ــــــــــق ي ال ن م ب ج ع ى تـ ت ح دا ر ف نـ م ش ح و ال ات و ل ف ي ال ف ت ب ح ص م ـك األ

ا ة وإمن اعر ال يقصد املعرفة العام ، ومن الواضح أن الش جيعل املتنيب هذه األشياء العظيمة عاقلة وتعرف املتنيب: معرفة قدره العظيم، كما جيعل الوحش صاحبا والقور واألكم شاهدة، يف ظل هذا التكثيف للمستعار له وهو

يف الرمح، القرطاس، القلم، الوحش، القور، األكم، هذه األشياء كلها استعار هلا اخليل، الليل، البيداء، الساللة اليت يستخرجها من خواص هذه األشياء، فيجد نفسه يف خضم معان املتنيب أوصافا إنسانية، مما يفرع الد

اعرطل النادر وهو ما يسعى إليه الب هرش 3:، وأعظم من هذا األشياء الد

اد ش ن م ر ه د الح ب ص را أ ع ش ت ل ا قـ ذ ي إ د ائ ص ق اة و ر ن م ال إ ر ه ا الد م و هر كله من نتاج قصائده، كما أنه منشد وراو املتنيب حيث جيعل ن عهلا، وهنا تتحقق حجاجية االستعارة الد

هر أصبح راويا ومنشدا : طريق العالقة التالية ، حبيه ومجاده وإنسه وجانهكل الناس ينشد شعر املتنيب حىت الداعر لعامل املوجودات إىل عامل الغيبيات، لذا كان لزاما على املتلقي أن يبين فهذه العالقة تتحقق بفعل اخرتاق الش

يوان- 1 .131، ص الد.239املصدر نفسه، ص - 2.265ص املصدر نفسه،- 3

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

119

كما قلنا سابقا يعتمد املتنيب هذه التقنية كثريا .فك رموز اخلطاب الغامضيؤمن به مث يسعى إىلمسبقا حكما .نتائج حتميةتيف بناء استعاراته اليت تصاغ غالبا يف عملية استنتاجية ذا

ر وصف الراحلة وهول الطريق وصعوبته وهذا من ويف تعبريه الكثري عن أسفاره يف سبيل لقاء املمدوح يكرهلما حبه وقدره وشهرته اليت دفعت املتنيب إىل تكبد كل هذه األخطار من التأثري يفأجل املمدوح بأمرين؛ أو

يه للصعاب اليت ال ميكن أن - وهو األهم عند املتنيب - أجل الوصول إليه، وثاين األمرين ته وحتد فخره بقولها أحد إال أن غالبها استعارات رائعة اغريه، ويستعمل لتحقيق هذالطرق اليت ال ميكن أي يسلكهاكذا و ،يتحم

1:يدور يف فلك واحد

ال ط ا م م ـــــد ع ي بـ ان ض ق ب ح م ال ب ل قـ ـــــــه ب يل ل الد ب ل قـ ف ذ ق ه م ه م م ك ال ف أ ذ إ ــس ــــــمالش ر ح ي ب ه ج و ر ح و ه ز ــــــــــــاو ف ي م ي ف ف ر ط ج الن ب دت ق ع ال ب ج ال و ل ه الس ك ي ل ي إ ب ت م ر ش غ تـ ة ل م ع يـ ف ا خ اه ــص ح م ص ت أ ط و أ ر الراحلة أوهذه من اليت كبدها ما تكبده هو، مث برز اللوحات اليت ترسم طريق املتنيب إىل املمدوح، فهو يصو

جيعل طرفه وأشرف ما يف الوجه قد عقدها يف هذه الصحاري كما يعقد الزاد، ال شك أن هذه الصورة ستتسلل ، ويف هذا التصوير احتجاج لصرب إىل قلب املمدوح الذي سيدرك عظمته بعظمة التصوير الذي أتى به املتنيب

، وكذا عظمة املمدو .ح الذي يستحق املعاناة املوصلة إليهاملتنيب: استعارات وصف المعارك-3

ر ، حيث يصو من األغراض اليت ظهرت فيها حجاجية االستعارة وصف املعارك الذي متيز به املتنيبل للمدح، ، وإن كان وصف املعارك يف أغلبه املعارك تصويرا دقيقا مستعمال يف ذلك كلما وقعت عليه عينه مكم

ة جيشه وضراوة املعارك اليت شهدها، وقد رأينا من هذا يف عنصر املديح كيف فهو ميدح األمري والقائد بتعداد قو

تك م، بقيت لنا بعض الش لف عمله ل ر بعض مشاهد القتال وحال األعداء أثناءه، حيث است واهد اليت تصويستعمل املتنيب العقاب الذي يتتبع املمدوح ليسرتزق من لطيور اجلارحة، فيستعمل املتنيب استعارات غالبها من ا

2:معاركه ويقتات من مثرات سيفه وخملفات سطوته

ه م ار و ا ص ه تـ ق س ت ق س ت ا اس ذ إ اب ح ا س ه تـ ح ت ف ح ز يـ ان ب ق ع ال ن م اب ح س

يوان-1 .20، ص الد.191، صاملصدر نفسه- 2

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

120

ز املتنيب ، ايف يركاآلخر، ويطلب وكذلك يشبه جيش املمدوح بالسحاب لكثرته، ولكن الغريب أن أحد السحابني يستسقي

إغاثته وسد رمقه، ليتفضل عليه باجلثث والقتلى اليت ترتكها صوارمه، إن هذا الرتكيب غري املعتاد، وهذا الشحن اليل غري املتوقع اكيب الد يبعث املتلقي على التأمل والتدبر يف نفسية املتنيب اليت أملت عليه هذا اهلول من الرت

وتنشيط الفكر، ليخلص يف األخري إىل لخلطاب ثوبا من الغموض ال يدرك إال بإعمال العقالغريبة اليت ألبست ااعر .هول ما وصفه الشا عن الريح فأم

يف أذن األعداء تبدو كصوت اجلياد الغاضبة و صوت جيش املمدوح واملعارك اليت خاضها؛ فمنها أن الريحة، فالريح من خوف األعداء جيش جبياده وراياته 1:الرايات املصطك

ود ن بـ ال ق ف خ و ـــــــــــــــــاد ي ج ال يل ه ص اح ي الر ت و ص ر ع الذ ن م ن و ر يـ على رؤوسهم وتبعث الرعب لح جيادا تصها ، فيجعلون الريأعداء املمدوح من خوفهمة يبنيها وهذه استعار

فهم يف ترقب دائم لقدومه وإغارته، لنتساءل عن األهم وهو ما فعل ، ليتضح جبالء موقفهم من املمدوح، مفيهرهم به ولة إن املعارك اليت.املمدوح يف هؤالء القوم حىت صاروا يفزعون من كل شيء يذك خاضها سيف الد

رها اعر يصو ا رفعة، فالش ا تعظيم ورفعته أمي ولة أمي لها املتنيب بأدق وصف وأروع تصوير، عظمت سيف الد وسج

2:وجوههمفتذروها عليهم كما تذرو الغبار على

م ه ي ل ي ع ر ـــــــــــــــذ ت ــــــــــا م و ه ال ر ع ش م ه نـ يـ بـ يح الر ل م ح ت ــــــــاال ص و األعداء شعرا وأوصاال تذروها الرياح بني األرجل لتمثل أمامنا الصورة يف ويف هذه االستعارة اليت تصور حال األ

يف ماهية هذا اجليش الذي أحدث هذه املأساة يف هذا اجليش لنخلص بالضرورة رلى التفك عهيئة مرئية، حتملنا ببتهإىل عظم ولة،وفتكه، فعظم النتيجة بعظم الس لذي ترجتيه وهذا ا،وسبب هذه املأساة جيش سيف الد

اعر الذي تركه النظرية احلجاجية املعاصرة من االستعارة ملء الفراغ ، واستخراج وقول ما سكت عنهالشا يف عملية التخاطب، فاملتنيب على بعد زمانه يستحضر لنا ح إليها ليصري املتلقي جزء هام الالت اليت لـم الد

. إليهااليت كان يرميدالالت الاملعارك فنقرؤها ونعيشها كما عاشها ونستخرج

يوان-1 .47، صالد.292، صاملصدر نفسه- 2

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

121

ثاء-4 :استعارات الرر مبن مضى، لذا إرسال املثل وثاء وتعزية املصاب ضرب أسلوب استعمله املتنيب للر هم أ احلكمة والتفك

ا، من ذلك ما وصف به املوت بأنه سارق إال ا تام ز على االستعارة تركيزا كبريا، إال أنه ال خيلو منها خلو مل يرك1:أنه ليس له رجل وال يد

ل ج ر ال ى ب ع س ي و ف ك ال ب ول ص ي ه ص خ ش ق د ق ار ـــــس إال ت و م ا ال م و ارق، ولكنه بال رجل وال يد تظهر جليا ملسة االستسالم االستعارة اليت يشبه فيها يف هذه املوت باإلنسان الس

ارق يصو وجيول بني لأمام هذا اخلطب اجللل واألمر العظيم، وتكمن حجاجية هذه االستعارة يف أن هذا السل الناس دون أن يقدر عليه أحد، 2:فال ميلك املصاب إال الصرب أو البكاء .الضحايافليس هذا املصاب أو

يب ق ر ش ي اد ى ك ت ح ع م الد ب ت ق ر ش ال م أ ه ق د ي ص ف د ج أ م ا ل ذ ى إ ت ح مع يشرق كما يشرق اإلنسان، وهذا من حرارة البكاء الذي جعل النقاد يثريون حوله كالما لقد جعل املتنيب الدطويال ويتهمونه حبب هذه املرثية، وهذا من أبرز األدلة على تأثري هذا البيت، حيث جنح املتنيب يف إقناع املتلقي

لبداهذا الذي نوده من االستعارة، فلو ذكر بكاءه دون استعارة بصدق شعوره وهول حاله عند بلوغه اخلرب، و ا يف هذه احلالة فهو يقنعنا بأنه أفجع بني مبواراثيا عاديا، أم ملصا ، وال املوتكيف ال وهو يظهر العجز أمام،ا

3:من طبائع اإلنسانعادة الغدر ف،

ب ج ل ن م ت ك س أ م ك و ت ب ص أ ن م ب د د ع ن م ت ي نـ فـ أ م ك ت و ا م ي ت ر د غ ة القاهرة اليت تفين األعداد االستسالممن خالل هذه االستعارة يظهر ، فهو القو الكامل للموت من طرف املتنيب

ن املوقفوخترس األفواه، من خالل هذه احلقيقة املمزوجة باال ل يتكو املتوقع من طرف ستعارة يف الشطر األوولكن املتنيب رغم .واالستسالم لقضاء الله وقدره، وهذه غاية الصورة يف شعر الرثاء،املوتهولاملتلقي، وهو

ولة وقد 4:األعداءعلى سلطههذا يتساءل كيف وصل املوت إىل أخت سيف الد

ب ا اي ـــــــن م ال ت ل غ ش د ــــــــق ي ل ر م ع ل و ال ــــــغ ش ن ب ل ط ي ف ي ك ي ف اد ــــــــــع األ

يوان- 1 .205، ص الد.307املصدر نفسه، ص -2.نص،املصدر نفسه- 3.288ملصدر نفسه، ص ا- 4

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

122

ا يذك ة املوت وإمن ى مبا فعله يف األعادي، وها هنا مكن احلجاج يف ر املعز إن املتنيب يف هذه الصورة ال يطعن يف قوة تأويالت أمههاهذه االستعارة، فهو يفتح جمال ته ورسالته اليت جيب : التأويل حيث نفهم عد تذكري املعزى بقو

الالت اليت ميكن أن تفهم كذلك أن األعداء الذين أبادهم أيضا هلم أهل أال تدعه حيزن أو ينكسر، ومن الدية التفرع الذي يكسبها

الالت على املعز مطاقتها احلجاجية، فهنا عند اعرا تنهمل هذه الد الذي ى ال جيد إال أن يسلم مبا دعاه إليه الشر أن املوت رجل 1:خطب هذه املرأة، ولكنه خاطب ال يرد له طلبقر

ىـــ لـــك ث ــــــــــــاة م س م ال ت ان ــــــك ن إ و د ا ر ه ل س ي ل ام ــــــــــــــــم ح ل ل ة ب ط خ ، هذه املرة جيعله خيطب يد امليتة إىل بيت ال ترجع منه إىل أهلهاو يشبه املتنيب املوت كعادته رجال ال ميكن قهره،

نيا ، لذا على املتلقي أن يرتقب هذا احلدث يغادر صغريا وال كبريا وال من أمت حاجته من الد.والرفيع واحلقريالصغري والكبري فيهاالعظيم الذي له ساعة ال يراعي

اب الذي أوت إليه ته حبنينه إىل كأس شربت منه، وإىل الرت 2:ويعرب عن لوعته ملوت جد

اــــــــم ا ض م و اب ر ا التـ اه و ثـ م ى ل و ه أ و ا ه ب ت ب ر ي ش الت س أ ك ى ال ل إ ن ح أ حنينه عن تشبيه املوت بالكأس تشبيه عريق يف األدب العريب، إال أن املتنيب مل يعرب عن كثرته وحتميته، لقد عرب

ة حجاجية كبرية، فهو حيتج حلزنه عليها وشوقه ،إليه وهذا اجلديد الذي أضفاه على هذا التعبري يكسب البيت قوهلا حبنينه إىل املوت الذي ختطفها، وكفى

اب على ها، فالرت اب الذي ضم احلياة، ويتبع هذه االستعارة باستعارة أخرى يتمىن من خالهلا أن يعانق الرتة اليت ثكلها حية مث ذاق لوعة الفر اق الذي ليس وضاعة جنسه وكثرة وجوده، أصبح يف قلب املتنيب مبكانة اجلد

.إيابهبعده رجعة وليس من3:ويعرب عن عظمة امليت اليت ال تصلها عظمة، من خالل جمموعة من االستعارات

ــــــــور غ تـ اب ر ي التـ ف ب ـاك و ك ال ن أ ى ر ي الثـ ف ك ن ف د ل ب قـ ب س ح أ ت ن ا ك م ـــج ي الر د ي ى أ ل ى ع و ض ر ى ر أ ن أ ـــــــــــــك ش ع نـ ل ب قـ ل ـــآم ت ن ا ك م ير س ت ال

يوان- 1 .289، صالد.135، ص املصدر نفسه- 2.70-60املصدر نفسه، ص -3

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

123

ــــور الص ك د م و ى يـ وس م ات ق ع ص ه ــــف ل خ ـــــــــــــاك ب ــــــــــــل ك ل ــــــــــــــــوا و ج ر خ ــــالس د ب ي ك ف س م الش و و ريضة ــــم ــاء م ـــــــــور م ت ـــــــــــاد ك ت ة ف ــاج و ض ر األ

عيها؛ املرثي عظمة إلثباتطاقات خيالية واسعة ةجيمع املتنيب يف هذه املقطوع ، وذلك من خالل دعاوى يده ونوره، وهو جبل يف عظمته وصالبته، كما أن الناس يعرفون منزلة من فقدوا ومكانة من فامليت كوكب يف علو

إن هذا االرتقاء يف التصوير من درجة إىل درجة من تشبيه . فجعوا وثكلوا، بل الشمس حزينة واألرض أشد حزنا ، ويف هذا ما يدخل امل تلقي يف هول املفقود بالكوكب إىل غري املتوقع وهو مرض الشمس حزنا ومور األرض أسى

مها املتنيب كفيلة بدفع املتلقي إىل التسليم مبا أراد الالت اليت حتملها كل استعارة، ألن احلجج اليت قد من الداعر نيا بأمجعها، وكذا صدق البكاء من طرف الش ، وهو عظمة امليت وهول الفاجعة على الد .املتنيب

:استعارات الغــــــزل-5ا بالظباء رأينا ا و يف معظم غزل املتنيب البكاء واللوعة على طريقة القدماء، كما أنه يشبه حمبوبته إم املها، وإم

:دعاوى أمههاو يعرب عن حماسنها باستعمال النبات، وهي يف معظمها تدور حول أمور ادعاء املتنيب أن مجال احملبوبة ال يضاهيه مجال؛- أنه يعاين لوعة ال - .أنه خبري مبقاييس اجلمال يف جسم املرأة-

ففي مقارنة بني نساء وحيتج لدعاويه هذه من خالل استعارات كثرية، مبنية من الطبيعة وجسم اإلنسان، ة اجلمال واالعتدال والكمال، فيشبههم باآلر ام وهي الظباء البدو واحلضر، جيعل املتنيب نساء البدو يف قم

، فشتان بني مجال الظباء ورقتهن، وقبح لهن وتنظفهن ا نساء املدينة فهن معيز رغم جتم اخلالصة البياض، أم1:املعيز ونتنهن

الط و ـــن س ح ي ال ف ة ر ـــــــاظ ن ر يـ غ و ة ر ــــــــــاظ ن ام اآلر ن ــــم يـــز ع م ال ــــــــــن ي أ يب اج و ـــح ال غ ب ص ال و م ــال ك ال غ ض ــا م ـه ب ن ف ر ا ع م ة ـــــال فـ ـــاء ب ي ظ ــــــد ف أ يب

املتنيب هذه املقارنة االستعارية على طريقة علماء الكالم، يف عرض اآلراء وتفنيدها، فهو ينتصر للجمال عقديعوى بأن نساء البدو ظباء مل يش هن شائب، بينما نساء ب الطبيعي البعيد عن كل تزييف وتكلف، وحيتج هلذه الد

، إن املتنيب يضع املتلقي بني صورتني؛ صورة حيوان اجلمالمعيز ال حيسن مشيا وليس هلن صلة بالرقة و احلضر

يوان-1 .318، ص الد

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

124

أليف ولكنه قبيح املنظر ننت الرائحة، وبني حيوان بري مجيل املنظر حسن اهليئة رقيق املشية، ليرتك له االختيار .حسب انطباعه عن كل حيوان

م قتله من طرف الغواين بنظرا ومن الصور اليت عرب عنها بالد1:شفقة

ي م د يق ر ت ال ـــــار م خ ات ذ ب ر م أ ال و ه ل ـــــــــــــــــائ س أ ال م س ر ب ـــــــر م ــــــــــا أ م ف اعر يعرب يف هذا البيت عن مدى تأثره ماء، إن الش يوف اليت تريق الد يشبه املتنيب فعل الغواين به كفعل الس

لكل جفون، لينقل إلينا صورته وهو مضرج جبراحه خمضب لكل عيون ورمية بكل امرأة، فهو يرى أنه هدف اعر املولع بالنساء دون أن ينال منهن ما يريد من بدمائه، لينتهي بنا احلال إىل تكوين موقف من هذا الش

د اآللة اليت ميتلكها النساء فريقن،الوصل اعر ا مث حيد ادم الش سهام اجلفون اليت ال ختطئ من رمته، وال إ2:ترحم من أصابته

د ل ق تـ ي تـ ـــــي الــــــــذ م د ن أ ر د ت م ل ا ه ون ف ج ــــــي ب م د ت ك ف ـــــي س الت ن إ حيتج املتنيب لكل دماءه اليت أريقت

ماء سفكا، ولكن املتنيب يرى أن فعلها هذا م ا تسفك الد ا قسوة هذه احملبوبة اليت ال تقتل برمحة، وإمن ا أل ضرعور حىت اختلطت دماؤمها آلة البكاء، فها هواليت استجابت لدعوة القلب تصبح ن اجلفون إ.تبادله نفس الش

قائق وهي أزهار محر األلوان، يصف حمبوبته وصفا دقيقا عند افرتاقهما، فخدودها اليت كانت محراء مثل الشة البكاء صفراء شاحبة كأزهار البهار الصفراء 3:وانقلبت من شد

ار ص د ق و ت ق ائ ق الش ود د خ ي ال ارا ف ه بـ ت ار ص و ا ك ب ال ن ى م ح ر قـ ان ف ج األم هأوهنالذين لطاملا رماهم بالبعاد وهؤالء ،ينقل لنا املتنيب حالة من حاالت الفراق وفعلة من أفعاله بالعشاق

ر عليها مما بتغزل نورها، صار يتحسعي املتنيب أن هذه املرأة ال تريد مفارقته، وال تقوى على تركه، لدرجة أن خدودها يد

.ماءها وبسمتها حىت صارت كالبهار املعروف بصفرتهتفقد

نة- 1 .34، ص المدو.42، صاملصدر نفسه- 2.64املصدر نفسه، ص -3

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

125

عراء واعتربوه من مقاييس اجلمال األسنان تناسقها، واملتنيب هنا كبلتهم باليت أهلمتهم ببياضها و مما أولع به الشعراء سائر،على ر، وتشبيه افنجده يعرب عن مجاهلوبثغر حمبوبته حائر، سنة الش اا بالد أسن يه تشب ا ب ثغره نة وفت

1:قالدا مببسمها

ــــــأن التـ ـــــــه ل ثـ م ن ــــد ل ق تـ ر د ن ع ـــــن م س ب يـ و م ــــــاس ب م ال ب ت ح ش ــــي و اق ر كاإلعجاب ينقل إىل املتلقي صورة املرأة اليت حيبها بإن املتنيب من خالل هذا الوصف املبهر والتعبري املشحون

مث يعكس الصورة فيشبه احللي بفم اعر عن هيامه وبكائهاملتلقيفاحملبوبة، متوقع مث .فال يلوم الش يرتفع بالتصوير إىل الال

ا جعل األسنان فريسم مشهدا ، رسم هذه الصورة بردا يف كثري من املواضع مث ينهيه على خالف ما رسم، فلموق إليها، تتوقع أن يذيب ذلك الربد بلهيبه، إال أفالفريدة، نه يكسر أفق القراءة وينهي املشهد نفسه ملتهبة بالش

اللة يق احلارق، والد اعر من اجلمال اخلارق والر ر مدى مجال هذا الفم ومدى ذوبان الش بذوبانه هو، ليتقر:2

ـــــــــاب ائـ الذ ت ن ك ي ف ـــــــاس ف نـ أ ر ح ن م ـــــه يب ذ أ يت ش خ د ر بـ ـــــــن ع ن م س ب و :استعارات الهجــــــــــــــــاء-6

ذوه مل يشغل املتنيب نفسه باهلجاء ومل يتخذه مذهبا إال ما اضطر إليه، غري أنه أبدع فيه إبداع من اختنني، فمن صور العجيبة يف همذهبا، فقد رسم عن من هجاهم صورا خالدة ال متحوها األيام وال تنسيها الس

3:اهلجاء ما لفح به كافور الذي يعترب أسوأ الناس حظا يف مدحه وهجائه

ىق الر ن ي بـ و يض ـــــــــــــــر ق ال ن ي بـ ن د ك ـــــــــــــر ك ال ه ب ت ح د م ر ع ش و أرقيه به "

5:ويشبهه بابن آوى يف لؤمه، 4"وأحتال ألجلب املال

ــــــل و يم ئ ا ل ـــــــــى ي آو ن ب ي ال ـــــــــــال ق م يا ع ت ي أ ر ت و ج ه ن ا أ م

يوان- 1 .159، ص الد.88، ص املصدر نفسه- 2.360املصدر نفسه، ص - 3.123، ص 1ج،شرح ديوان المتنبيعبد الرمحان الربقوقي، - 4يوان- 5 .354، ص الد

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

126

يف هذه االستعارة يرى املتنيب أنه قد هجا هذا الرجل كثريا، ولكنه أدرك يف األخري أن الناس تعرف قبحه، وتدرك ا هو تعب يف أمر معلوم وحتصيل عوى بأن هذا ضعته، لذا فهجاؤه الذي هجاه به إمن حاصل، وحيتج هلذه الد

.املهجو يشبه بن آوى هذا احليوان الذي ال ختفى طبائعه على الناسأن و ضعة القيمة ة أشياء توحي يف معظمها بقلة الش 1:ويشبه رجال آخر كتب له خلود هجائه بعد

ق م ح ال ن ــــــــــــــــــي م ف ش ي اء و ا الد ذ ه م ه ل ت ل ق فـ اق ح س إ ات ا م ن وا ل ال ق ز النـ ن ــــــــوء م ل م م س أ ب ال ن وا م ل خ ب ن ذ ال ـــدا ب ـــــــــــــــــر ق ه ف ر ع أ ت ل ز ــــام ... ق

ر ف ال ن تا م و م م أ ب ر الض ن تا م و م م ه ل ــــــــات م ف ي ك يه ل ــــات وا ق ل ائ س ف قق ــــــن ع ال و س أ ر ال و م ــــــس ــــج ر ــــــي غ ب ح ب ش ن م ف ي الس د ح ع ق و ــم ن ي أ و

ل من أن خرب وفاة هذا ترتيبا منطقيا رتب املتنيب التصوير يف هذه القصيدة ، فهو يربر ما قاله يف البيت األورور يف القلوب لدرجة أنه يشفي احلمقى من محقهم الذي أعيا األطباء وأعجز احلكماء، املهجو يدخل الس

ه من القرد من خوفه وقلة ثباته، وضعف نفسه،به هيشبتكويشرع يف االحتجاج هلذا املوقف حبجج كثرية وخلوره عن هذه . عليهواالشجاعة وامتالءه بالكذب، كما أنه علم عبيده اخليانة فانقلب د املتنيب يف تصو هلذا شد

يف أن يصيب عدما ويسيل املهجو فاعتقد أنه مات من خوف عبيده ومل ميت من ضربات سيوفهم، وكيف للسم من جسم بال روح، هذه األوصاف كلها مبثابة األدلة القاطعة اليت جتعل من موت هذا الرجل حدثا تسرتيح الد

.منه البالد والعبادام على األرض وقلة قيمتهمو يهجو قوما جبهلهم و يز ة م 2:خف

ل م الن ـــــــــــــــم ك ب ة ف خ ن م م ك ــــــــــر ج و ل ه ج ال م ك ت و م ل ب قـ ن م م ك ات م أ اء القاتل الذي إذا أصاب جسدا حكم عليه بالفناء، فهؤالء القوم الذين هجوا شاعرنا يشبه املتنيب اجلهل بالد

يف حكم األموات من قلة ذكرهم وانعدام محكم عليهم املتنيب بالنسيان من احلياة حيث يعيشون فيها وهة عقلية معلومة بني الناس، فكم فاملتنيب يستعمل حجمن ناس طواهم املوت إال أن ذكرهم بني الناس ال ينقطع وال يفرت، وكثري من الناس يعيشون يف هذه احلياة دون

.ذكر

يوان- 1 .175ص ،الد.156، ص املصدر نفسه- 2

يف ديوان املتنيب حجاجية االستعارة:الثاينالفصل

127

عاوى واملواقف اليت تبناها املتنيب يف الناس واحلياة يف تحليل لدور االستعارة الكان هذا االحتجاج للدما مناط احلجاج، فخر أل ل يح وا ملد ا لى ا ع زن رك قد وت، و مل ا فاع فو ة الد عن املمدوح أو نصرة فيهما تتجلى قو

اعر يبين استعاراته بناء عجيبا على طريأاألنا، وقد ر قة إثبات املستعار له بدليل املستعار منه إال ينا كيف أن الشواليت يف أغلبها ال تعدو فن الغزل، وسبب هذا أن الناس النادر من االستعارات املبتذلة املنتشرة بني ليف القلي

غل بالغزل انشغاال كبريا، فهو أتى به الفتتاح قصائده على الطريقة العربية األصيلة من بكاء طلل املتنيب مل ينشربز طاقاته احلجاجية والعقلية واملنطقية اليت صبها على املدح والفخر، ينفسه يف الغزل لهدوندب حبيب، فلم جي

ا اهلجاء ال سيما وأن املدح يف عصره صار من أصعب الصنائع وأشد ا بني واألمراء اجلزلني، أم حلرف لكثرة املتكسا مه عدم فخري دليل على ا هاهتمام املتنيب به مهته العالية ونفسه األبية اليت ال تنظر حتتها وال تلتفت خلفها، وإمن

.ها لتسبقهم، أو تكون منهمو فيمن سبق

اخلــــــــــــامتة

129

ننتهي بعد هذا العرض النظري الذي تاله فصل تطبيقي إىل نتائج تثبت أمهية االستعارة يف كل عري الذي تعترب اخلاصية املميزة له، وميكن تلخيص نتائج البحث يف النقاط خطاب، السيما اخلطاب الش

:التاليةراسات احلجاجية - ة ميدان خصب للحجاج وآلياته، مما جيعله جماال ثريا للد عر العريب بصفة عام الش

عر القدمي والنظريات اللغوية املعاصرة . املعاصرة، وها هنا نربط العالقة بني الشطاب، وإمداده بالتفرع الذي -

ن املتلقي من املشاركة يف اخلطاب .ميكبرز دليل أقضية حجاجية االستعارة ضاربة يف التاريخ، وميكن التأصيل هلا مع بداية الفكر اإلنساين، و -

.عارةعلى ذلك أرسطو، مث تاله البالغيون العرب الذين استوت عندهم مالمح النظرية احلجاجية لالست -

اجلامع بني الطرفني الذي جيعل املتلقي مث ،املعاصرة من االستعارة، وذلك من خالل مفهومي االدعاء.يسعى إىل فك رموز العالقة االستعارية

أظهر البحث حاجة- عة ة والتنوعكثري من األحيان باألساليب البالغية املتنو . اليت متد اخلطاب الفلسفي بالقو

ياسة والصحافة، بل حىت بعض ا- ت أمهية االستعارة البالغة إىل الفلسفة والنقد والس لعلوم التجريبية تعد.كالطبيعية والفيزيائية وغريها

عر العريب، وذلك يف التنويع يف بناء االستعارة، وكذا ربط - ة عن سائر الش ميثل ديوان املتنيب صورة معرباعر وخيال املتلقي ي باخليايل، مما جيعل االستعارة حلقة وصل بني واقع الش .احلس

ت عن فلسفة قة ترمجة االستعارة بد- املتنيب يف احلياة واملوت والناس والكون وسائر الكائنات، حيث عربة واملبغضة للضعف واهلوان، فاتكأ على كل ما يف حميطه لتصوير صراعات نفسه، نفسه الثائرة العاشقة للقو

.وكذا صراعه مع األعداء واحلاقدينة - استعارات املتنيب تنبض بالقو

، خاصة عند مجعه بني الشجاعة اليت نا نرى اخلصوصية البارزة هلذه االستعاراتلاليت حضر أغلبها، مما جيع.حتقق النصر والغنائم، والكرم الذي يبيد املال كإبادة األعداء

اخلــــــــــــامتة

130

يا لل يظهر املتنيب يف بنا- ا ء استعاراته وسائر شعره متحد غويني والنقاد، مما جيعلنا منيز بني متلقي شعره، إما، مث النقاد والبالغيون الذين قام بينهم اخلصام إىل اليوم، مث يتسع فضاء أو خمصوصون بشعره مدحا ذم

.التلقي لشعر املتنيب يف العرب والعجملم احلجاجي، أو على طريقة عالقة حتقق االستعارة يف - ديوان املتنيب حجاجيتها بطرق عديدة، كالس

ي ) ألن (أو على طريقة التعليل ) حىت ب...أ(التعد، إىل غري ذلك من األساعلديف غربة أمام النص ينهيها باالستسالم يا اليب اليت رأيناها يف ثنوى املتنيب

.التطبيقعرية- ة التأثريية اختلفت االستعارات باختالف األغراض الش ، هذا االختالف الذي أدى إىل تباين القو

واإلقناعية لالستعارة، فأقواها ما كان يف املدح الذي هو مناط احلجاج، فاملتنيب حيتج لصفات الكمال اليت اعر لنفسه، واملتنيب يضع نفسه فوق مرتبة ال هوكذا استعارات الفخر الذي حيتج فيز ا املمدوح، اميت الش

، مث استعارات وصف املعارك اليت صارت أغنية كل عريب غيور على عروبته، مث تأيت يبلغها إنس وال جان، وأخريا الغزل واهلجاء يه البكاءاستعارات الرثاء اليت يرى فيها املتنيب امليت شخصا حيق عليه احلزن وجيب عل

.

قائمة املصادر واملراجع

131

.ه1404، 6، برواية حفص عن عاصم، دار الفجر اإلسالمي، دمشق، طالقرآن الكرمي- :المصادر

أمحد بن علي بن شرف، نغمة األغاين يف عشرة اإلخوان، ضمن جمموعة متون يف اآلداب والرقـــــــــــــائق، ) 1.2005القــــــــــاهرة،1طدار املستقبل،

د احلبيب بلخوجة ، دار الغرب اإلسالمي، ) 2 ، منهاج البلغاء وسراج األدباء، حتقيق حمم حازم القرطاجين.1986بريوت ، 3طد القزويين، ز ) 3 أسعد فارس، دار : ،حتقيقعجائب المخلوقات وغرائب الموجوداتكريا بن حمم

.1992طالس، دمشقـــــــــــــــاكي، ) 3 ك .لبنان، د ت- دار الكتب العلمية، بريوتمفتـــــــــــــاح العلوم، السين ابن األثري، ) 5 اعرضياء الد ائر في أدب الكاتب والش أمحد احلويف وبدوي طبانة، :حتقيق، المثل الس

.1959مكتبة النهضة، مصرد راجي كناس، كتابناالديوانأبو الطيب املتنيب ، ) 6 .للنشر، لبنان، د ت، تقدمي وشرح، حممعوديةشرح ديوان المتنبي، عبد الرمحن الربقوقي، ) 7 .2002مكتبة نزار الباز، اململكة العربية السة، : ، حتقيقأسرار البالغةعبد القاهر اجلرجاين، )8 اململكة العربية ، 1طحممود شاكر، دار املدين، جد

عودية .1991الس.1992، القاهرة 3، طدار املديندالئل اإلعجــــاز،عبد القـــــــــــــــــــــاهر اجلرجــــــــاين، ) 9

. حتقيق عبد السالم هارون، دار اجليل بريوت، دت،،1ج،البيان والتبيينأبو عمر اجلاحظ، ) 10، 2طالبايب،عبد السالم هارون، مكتبة : ، حتقيقكتاب الحيوانأبو عمرو اجلاحظ، ) 11.1965مصرين الدمريي، ) 12 .1992أسعد فارس، دار طالس، دمشق: ، حتقيقحياة الحيوان الكبرىكمال الدهب ومعادن الجوهراملسعودي، ) 13 .1973شارل بال، بريوت: حتقيق، 4ط،مروج الذد أبـــــــــــو الفضل : ،حتقيقكتاب الصناعتينأبو هالل العسكري ، ) 14 د علي البجاوي و حمم حمم

.1986بريوت ،3، طمنشــــــــورات املكتبة العصريةإبـــــــراهيم ،

قائمة املصادر واملراجع

132

المي، ـــــــــــــالمنهاج في ترتيب الحجاجأبو الوليد الباجي، ) 15.1987بريوت ، 2ط:المراجع-ب:المرجع العربية-1راسات والنشر، األسلوبية ونظرية النص إبراهيم خليل، )1 . 1997بريوت، 1ط، املؤسسة العربية للداللةأمحد خمتـــــــــــــــــار عمر، ) 2 .1993القــــــــــاهرة،4، ط، عــــــــــــــــامل الكتبعلم الدؤية البيانية والرؤية اإلشاريةالنص الشعري أمحد الطريسي، ) 3 عوديةبين الر ار املصرية الس ، ، الد

.2004القاهرةايب، ) 4 ،1973القاهرة ، 3ط، مكتبة النهضة املصرية،أصول النقد األدبيأمحد الش، منشأة املعارف، مفهوم االستعارة في بحوث، اللغويين والنقاد والبالغيينأمحد الصاوي، ) 5

.1999مصر- اإلسكندرية.1987لبنان ، 12ط، املكتبة البولسية،تاريخ األدب العربيحنا الفــــــــــــــــاخوري، ) 6.1996، مطبعة دار الكتب املصرية، القاهرةفن القولأمني اخلــــــــــــــــــــــــويل، ) 7.2006الدار البيضاء، املغرب ، 1ط، ، العمدة يف الطبعاللغة والحجاجأبو بكر العزاوي، ) 8ذقية،1ط، دار احلوار،نظرية اللغة والجمال في النقد العربيتامر سلوم، ) 9 .1983سوريا -الال

.1978، دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرةمفهوم الشعرجابر عصفور، ) 10،1ط، دار الكتاب اللبناين،والبالغي عند العربالصورة الفنية في التراث النقي جابر عصفور، ) 11

.2003بريوت ، يحافظ إمساعيل) 12 .2010، عامل الكتب احلديث، األردنالحجاج مفهومه ومجاالتهعلوي.2011لبنان -بريوت، 1ط، دار الفارايب، البالغة وتحليل الخطابحسني خالفي، ) 13، ، منشورات كلية التقاليد الغربية من أرسطو إلى اليومأهم نظريات الحجاج في محادي صمود، ) 14

.، دت/اآلداب، منوبة، طريدي، )15 عر العربي القديم من الجاهلية حتى القرن الثاني للهجرة، سامية الد الحجاج في الش.2008األردن ،1ط، عامل الكتب احلديث،وأساليبهبنيته

قائمة املصادر واملراجع

133

.2009سوريا ،1ط، صفحات للنشر،مداخل ونصوصالتداولية والحجاج ،صابر احلباشة ، ) 16الدار ،2ط،، املركز الثقايف العريبفي أصول الحوار وتجديد علم الكالمطه عبد الرمحن، ) 17

.2002البيضاء، املغربالدار البيضاء، ،1ط، املركز الثقايف العريب،اللسان والميزان أو التكوثر العقليطه عبد الرمحن، ) 18

.1998املغربار البيضاء، ، 1ط، املركز الثقايف العريب،تجديد المنهج في تقويم التراثطه عبد الرمحان، ) 19 الد

. 1994املغرب.1984القاهرة ،1ط، اهليئة املصرية للكتاب،الخيال مفهوماته ووظائفهعاطف جودة نصر، ) 20هري، ) 21 دار الكتاب -مقاربة لغوية تداولية–استراتيجيات الخطاب عبد اهلادي بن ظافر الش

.2004لبنان–اجلديد املتحدة، بريوت ، إفريقيا )مقارية تداولية معرفية آلليات الحجاج( عندما نتواصل نغير عبد السالم عشري ، ) 22

. 2006الشرق، الدار البيضاء، املغربامية، ،1ج،العربية أسسها وعلومها وفنونهاالبالغة عبد الرمحن حبنكة امليداين، ) 23 ار الش ، 1طالد

. 1996بريوتار العربية للعلوم ناشرون، )مقاربة حجاجية للخطاب الفلسفي(الفلسفة والبالغةعمارة ناصر،) 24 ، الد.2009لبنان _بريوت، 1ط

ــان، ) 25 رق، املغــــــــــرب، اللغــــــــة والخطــــــــــــــابعمر أوك .2001إفريقيــــــــــــا الشنقيطي، ) 26 د األمني الش ، دار احلديث، منع جواز المجاز في المنزل للتعبد واإلعجازحمم

.2004القاهرةد األمني الطلبة، ) 27 دار ، -بحث في بالغة النقد المعاصر-الحجاج في البالغة المعاصرةحمم

.2008لبنان ،1طدة،الكتاب اجلديد املتحد خطايب، ) 28 الدار ، 2ط، املركز الثقايف العريب، )مدخل إلى انسجام الخطاب(لسانيات النص حمم

.2006البيضاء، املغرب سوقي، ) 29 د الد .2009، دار العلم واإلميان، مصرالبنية التكوينية للصورة الفنيةحمم

قائمة املصادر واملراجع

134

د الطرابلسي، ) 30 راسات واألحباث االقتصادية في شعر ابن زيدونمصادر التصوير حمم ، مركز الد.1979واالجتماعية، تونس

از، ) 31 د كرمي الكو ر–البالغة والنقد حمم لبنان - بريوت،1ط، دار اإلنتشار العريب،النشأة والتطو2006.

.1992الكويت ،1ط، دار سعاد الصباح،اللغة والبالغة والميالد الجديدمصطفى ناصف، ) 32اد الكتاب العربحيوية اللغة بين الحقيقة والمجازمسري أمحد معلوف، ) 33 .1996، منشورات إحت.2010، دار ومكتبة اهلالل، بريوتالنقد األدبي ومدارسه عند العربقصي احلسني ، ) 34اد ) 35 د درابسة، ونبيل حد األردن، 1طث،عامل الكتب احلدي، تداخل األجناس األدبيةحمم

2009.:إلى العربيةالمترجمةاألجنبيةجعاالمر -2.2005منذر عياشي، دار الكتاب اجلديد املتحدة، بريوت: ، ترمجةصراع التأويالتبول ريكور، ) 1ايد جحفة، دار طوبقال، : ، ترمجةاالستعارات التي نحيا بهاجورج اليكوف، مارك جونسن، ) 2 بد ع.1996املغرب ، 1طار البيضاء، : ، تربنية لغة الشعرجون كوهني، ) 3 د العمري، دار توبقال للنشر، الد د الويل وحمم حمم

.1986املغربار،: ، ترمجةما وراء الخبر والنشرفريدريك نيتشه، ) 4 .1995بريوت ،1طجزيال فالور حج:المجالت-جاــــــــــــــلد 02العـــــــــــدد الكويت،الفكـــــــــــــــــر،عامل جملة ) 1 .2011ديسمرب - ، أكتــــــــوبر40، .1993، بريوت، 101- 100جملة الفكر العريب املعاصر، العدد) 2.1991، ربيع 14- 13: جملة العرب والفكر العاملي، العددان) 3.1991، ماي، 4ددــــــــــــالعاملغرب، اظرة، ــــــــــجملة املن) 4.2005، مارس31دد ـــــــــــــــوافذ، العــــــــــــجملة ن) 5

رســـــــــــــــــــــــهـــــــــالف

137

الصفحة................................................................................العنصر

مةم أ .......................................................................................قدعر العربي: المدخل 2.... ..............................................خاصية الحجاج في الش

ع احملدثني- 1 5..................................................احلجاج بني تضييق القدماء وتوس5..............................................................تضييق القدماء ملفهوم احلجاج- 1ع احملدثني يف مفهوم - 2 6............................................................احلجاجتوس13.................................................................فعل القصيدة يف املتلقي- 2

ل راسات العربية والغربية: الفصل األو 19...............................حجاجية االستعارة في الد19.................................................البالغة والحجاج والحاجة إلى االستعارة-119.........................................................................البالغة واحلجاج- 119.............................................................................حسن التعليل- 21..........................................................................املذهب الكالمي- 24.................................................).........القياس التداويل(التشبيه الضمين - 24...........................................................................احلاصلحتصيل - 25.....................................................................................ااز- 32.. ..................................................................احلاجة إىل االستعارة- 228....................................................احلاجة إىل االستعارة يف اللغة بصفة عامة- أ

عرية- ب 29.....................................................احلاجة إىل االستعارة يف اللغة الشراسات القديمةحجاجية االستعارة -2 32...............................................في الدراسات الغربية القدمية- 1 32................................).......................أرسطو(يف الدراسات العربية القدمية- 2 اكي(يف الد ك 36...............................)............اجلرجاين والس36...................................................االدعاء وحجاجية االستعارة عند اجلرجاين- أ

38..................................................دور اجلامع يف حتقيق حجاجية االستعارة- براسات المعاصرة-3 41.............................................حجاجية االستعارة في الد42...................................................الفلسفة المعاصرة وحجاجية االستعارة- 1راسات العربية المعاصرةحجاجية االستعارة في ال-2 44.......................................د49...................................)............الرمحانطه عبد (املنطق احلجاجي لالستعارة- 1

رســـــــــــــــــــــــهـــــــــالف

138

50....................................).................صالح فضل(البالغة العربية املعاصرة- 2راسات الغربية المعاصرة- 3 54........................................حجاجية االستعارة في الد54....................................................................فلسفة يول ريكوريف - 157............................................).................شامي بريملان(البالغة اجلديدة - 2

62.........................................حجاجية االستعارة في ديوان المتنبي: الفصل الثاني62...............................................الصورة التجريبية وعالقتها بفلسفة المتنبي- 163.........................................................................الطبيعة اجلامدة-163..................................................................:..........النور والظالم- ـوائل مبختلف أنواعها- 65.................................................................:الس68..................................................:التضـــاريس واملعادن وبعض مظاهر الطبيعة- 75..............................................................................عامل النبات- 75............................................................:..........ـــــــــــــــــــةالطبيعة احلي -275...........................................................:.........احليـــــــــــــوانعـــــــــــــــــــــــــامل - 176....................................................:.............األربعاحليـــــــوانــــــات ذوات- 83..........................................................:..................ـــورالطيــــــــــــــــــــــــــــ- 85..........................................................:...ياتاحلشرات والزواحف واملائ- 86....................................................:...عهاإلنسان؛ جسمه وطباعه وصنائ- 286..................................................................أعضاء اإلنسان وجوارحه- 90............................................................................طباع اإلنسان- 91.........................................................................اآلالت والصنائع- 92........................................................................الصورة الثقافية- 2ين- 92................................................................املصادر املستنبطة من الد94.............................................................................الثقافة العربية- ور الحجاجي لالستعارة في الد -3 94..................................................يوانالد95........................................................................استعارات املدح- 1116............................................................لشكوىاستعارات الفخر وا- 2119...............................................................عاركاستعارات وصف امل- 3121.......................................................................استعارات الرثاء- 4

رســـــــــــــــــــــــهـــــــــالف

139

123........................................................................لاستعارات الغز - 5125.....................................................................اءــاستعارات اهلج- 6

129....................................................................................اخلامتة131.....................................................................قائمة املصادر واملراجع

137.........................................................................فهرس املوضوعات