قاروأ يغينراك - carnegieendowment.org · قاروأ يغينراك 2012...
Post on 30-Aug-2019
11 Views
Preview:
TRANSCRIPT
أوراق
كارنيغي
الشرق األوسط I نيسان/أبريل 2012
عواملعدم االستقرارفي موريتانيا
أنوار بوخرص
وا�سنطن ■ مو�سكو ■ بيجينغ ■ بريوت ■ بروك�سل
مؤسسة كـارنيغيللسالم الدولي
الشرق األوسط I نيسان/أبريل 2012
عواملعدم االستقرار
في موريتانياأنوار بوخرص
وا�سنطن ■ مو�سكو ■ بيجينغ ■ بريوت ■ بروك�سل
مؤسسة كـارنيغيللسالم الدولي
© 2012 موؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدويل. جميع احلقوق حمفوظة.
مينع ن�سخ اأو نقل اأي جزء من هذا املن�سور ب�أي �سكل اأو ب�أي و�سيلة من دون احل�سول على اإذن خطي من موؤ�س�سة
ك�رنيغي. يرجى توجيه الطلب�ت اإىل:
مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي قسم املنشورات
1779 Massachusetts Avenue, NWWashington, D.C. 20036
United StatesP +1 202 483 7600 F +1 202 483 1840
CarnegieEndowment.org | info@CarnegieEndowment.org
أوإلى العنوان التالي:مركز كارنيغي للشرق األوسطبرج العازارية، الطابق اخلامس
رقم املبنى 1210 2026، شارع األمير بشيروسط بيروت التجاري
بيروت. لبنانتلفون: 291 991 1 961فاكس: 591 991 1 961
ص. ب: 11 - 1061 رياض الصلح www.carnegie-mec.orginfo@Carnegie-mec.org
ميكن حتميل هذا املن�سور جم�ن� من املوقع:
http://www.CarnegieEndowment.orgتتوفر أيضا نسخ مطبوعة محدودة. لطلب نسخة أرسل رسالة عبر البريد اإللكتروني إلى العنوان التالي:
pubs@CarnegieEndowment.org
املحتويات
ملخ�ص .................................................................................................................................................................................................................................................................................. 1
مقدمة .................................................................................................................................................................................................................................................................................3
التوترات الداخلية............................................................................................................................................................................................................................ 4
ال�سعف امل�ؤ�س�سي والف�ساد ......................................................................................................................................................................4
التوترات االجتماعية وال�سيا�سية ...................................................................................................................................8
زيادة التطرف املحلي .................................................................................................................................................................................... . 12
ال�ضغوط اخلارجية: جتار املخدرات والقاعدة
يف بالد الغرب الإ�ضالمي وجتار ال�ضالح ............................................................................................................................ 16
20 ............................................................................................................................................................................................................................................................ اخلامتة
25 ............................................................................................................................................................................................................................................................ مالحظات
نبذة عن الكاتب ..................................................................................................................................................................................................................................... 31
موؤ�ض�ضة كارنيغي لل�ضالم الدويل ................................................................................................................................................................ 32
ملخ�ص
تربز منطقة عرب �ل�سحر�ء باعتبارها مرتعا لعدم �ل�ستقر�ر و�نعد�م �لأمن. �إذ يثري تقاطع جمموعة
من �لعو�مل، من �لثور�ت يف �سمال �أفريقيا و�نت�سار �لأ�سلحة، �إىل تهريب �ل�سلع غري �مل�سروعة �لعابر
للحدود �لوطنية، و�لأن�سطة �لإرهابية �لتي يقودها تنظيم �لقاعدة يف بالد �ملغرب �لإ�سالمي، �هتماما
�سديد� بهذ� �جلزء من �لعامل.
و�جهت �لدول يف هذه �ملنطقة، و�لتي ظهرت �إىل �لوجود وهي يف حالة من �لفقر �ملدقع وباإح�سا�س
�سعيف بالهوية �مل�سرتكة، حتديات تنموية هائلة. فاحلكومات �سعيفة ب�سورة مزمنة وتعاين من وجود
�لأ�سا�سية �خلدمات يف ونق�س حادة، �سيا�سية - عرقية وتوتر�ت مت�سع�سعة، �سيا�سية موؤ�س�سات
�لدول هذه تبدي �لد�خلية، �ل�سطر�بات مع �سر�عها �سياق ويف م�ستوطن. وف�ساد �لعامة و�ل�سلع
قدرة حمدودة على مر�قبة حدودها و�حلفاظ على �حتكار �ل�ستخد�م �مل�سروع للقوة، حيث تتدخل
�جلرمية �ملنظمة مللء �لفر�غ.
جت�سد موريتانيا �ملخاطر �لتي تطرحها هذه �لدول غري �مل�ستقرة، و�لتي تتمتع بقدر�ت �سعيفة، على
�لأمن �لإقليمي و�لدويل. وثمة ثالثة �سغوط تربز بو�سفها حا�سمة بالن�سبة �إىل و�سع موريتانيا �حلايل
من عدم �ل�ستقر�ر: �سعف وف�ساد موؤ�س�سات �لدولة؛ �لتوتر�ت �لجتماعية و�ل�سيا�سية �ملتجذرة يف
�أو�ساط يف �لت�سدد وتنامي �لتاريخية، و�لعن�سرية �لعرقية و�لنق�سامات �لقدمية �لقبلية �لهياكل
للحدود �لعابرة �لقوى مع تر�بطها ب�سبب �لد�خلي �لتطرف م�سكلة وتتفاقم �ملوريتاين. �ل�سباب
�لوطنية مثل عمليات �لتهريب غري �مل�سروعة و�ل�سبكات �لإرهابية �لإقليمية. هذه �لعو�مل يعزز بع�سها
بع�سا، وتخلق حلقة مفرغة يجب ك�سرها من �أجل ��ستعادة �سيء من �ل�ستقر�ر.
و�إ�سفاء �لف�ساد، مكافحة مبادر�ت دعم �إىل �حللقة، حتتاج �حلكومة موريتانيا هذه تك�سر لكي
�أ�سفل �لعد�لة �لجتماعية، وحت�سني و�سع من هم يف �لأمنية، وتعزيز �أجهزتها �ملهني على �لطابع
�أي�سا �إىل حت�سني وترية �لندماج �ل�سيا�سي للمو�طنني �لهرم �لجتماعي و�لقت�سادي. وثمة حاجة
�لإ�سالمي للحزب 2007 �لعام ترخي�س يف منح �لثقافية، حيث مل ميثل على �حلقوق وح�سولهم
�ملعتدل، تو��سل، �سوى خطوة و�حدة باجتاه ت�سجيع �لنخر�ط وتو�سيع نظام �مل�ساركة. ويف حني يوؤثر
�نعد�م �لفر�س يف �حل�سول على �لتعليم �جليد ب�سكل غري متنا�سب على �ملو�طنني �لذين هم بالفعل
ثمة فاإن �لتطرف، �ىل يوؤدي �أن وميكن �لنظام على غ�سبهم م�ساعر مايفاقم ومهم�سون، فقر�ء
حاجة ما�سة �إىل �إجر�ء �إ�سالحات يف هذ� �لقطاع. وينبغي على �لأطر�ف �لدولية �لفاعلة دعم جهود
�حلكومة يف �إ�سالح �لتعليم.
�لقت�سادية �لظروف لتح�سني �لأهمية بالغ �أمر �لدولة، قدرة وتعزيز �لر�سيد �حلكم تعزيز �إن
�لدولة و�ملجتمع لن �لعقد بني �أن تغيري �ملوؤ�س�سات �لوطنية يف موريتانيا. بيد �ل�سعب يف وبناء ثقة
1
يكون �سهال �أو �سريعا. فمثل هذ� �لتحول �ملوؤ�س�سي يتطلب قيادة وطنية م�سوؤولة، بالإ�سافة �إىل جهات
وقد �ل�سخ�سي. �لأمن بتح�سن �لقت�سادية �مل�ساعدة لربط وم�ستعدة �لعزمية لديها مانحة دولية
ومن �لدميقر�طية. وتعميق �لعامة �لإد�رة بتح�سني �لتز�مه �لعزيز عبد ولد حممد �لرئي�س �أعلن
�لإن�ساف �أن حتمله �لوليات �ملتحدة و�أوروبا على �للتز�م بوعوده.
مقدمة
موريتانيا دولة تزد�د ه�سا�سة، حيث يوؤدي �رتفاع وتائر فقد�ن �لأمان �إىل �لتطرف �ملحلي �لعنيف
لة و�لن�ساط �لإجر�مي �لإرهابي �لعابر للحدود. ومتتزج �لتوتر�ت �لد�خلية مع �لعو�مل �خلارجية �ملعط
لت�ستنزف قدرة �لدولة �ل�سعيفة �أ�سال على �ل�ستجابة للتحديات.
لت�سكل هذه �له�سا�سة م�سدر قلق للمو�طنني يف موريتانيا و�أولئك �لذين ي�سعون �إىل تعزيز �لتنمية
يف �ل�ستقر�ر حتقيق �إىل تهدف نطاقا �أو�سع جلهود تهديد� �أي�سا ت�سكل بل وح�سب، �لبالد يف
منطقة �ل�ساحل، من خالل منع ن�سوب �ل�سر�عات وتعزيز �لتعايف. وهي تقو�س، على وجه �لتحديد،
جهود مكافحة �لإرهاب، �لتي متثل �أولوية ق�سوى بالن�سبة �إىل �حلكومات �لغربية و�جلهات �لدولية
�ملانحة.
�لفو�سى �إىل �لنزلق خطر �إىل �ملعر�س �لوحيد �ل�سو�حلي �لبلد لي�ست موريتانيا �حلظ، ل�سوء
»على �لطريقة �لهوبزية« )�أي حرب �جلميع �سد �جلميع - �ملرتجم(، مع مايعنيه ذلك من عو�قب
وخيمة على ��ستقر�ر �ملنطقة و�لأمن �لعاملي. قد دق �لأمني �لعام لالأمم �ملتحدة بان كي مون جر�س
تو�جه قد �ملنطقة �أن موؤخر� من �لدويل �لأمن �لحتمال عندما حذر جمل�س �لإنذ�ر من مثل هذ�
قريبا »�أزمة متاثل يف حجمها �أزمة منطقة �لقرن �لأفريقي«. �إذ يهدد �ت�ساع نطاق �جلرمية �ملنظمة
وتاأثريها يف كل من �أجهزة �لدولة و�ملجتمعات �لأو�سع على حد �سو�ء، و�لأزمة �لغذ�ئية �لتي تلوح يف
�لأفق، و�ل�ستباه بوجود �سالت بني �ملنظمات �لإرهابية، و�ل�سبكات �لإجر�مية، و�جلماعات �ملتمردة
�لعرقية، باإبطال �ملكا�سب �لدميقر�طية �له�سة و�لتقدم �لذي مت �إحر�زه ب�سق �لأنف�س يف عملية بناء
�لجتماعية �لرت�تبيات تقوي�س �لقوى لهذه وموريتانيا. وميكن و�لنيجر مثل مايل دول �ل�سالم يف
ون�سيج �لتما�سك �لجتماعي نف�سه.
هذه �ملجتمعات هي من بني �لأفقر يف �لعامل، حيث تتجاوز معدلت �لفقر �ملدقع ن�سبة 50 يف �ملئة.
كما �أن �حلكومات �سعيفة ب�سكل مزمن، وموؤ�سر�ت ه�سا�سة �لدولة متف�سية. عالوة على ذلك، �خرت�ق
و�ل�سلع �لأ�سا�سية وثمة نق�س يف �خلدمات �ل�سيا�سية �سعيفة، و�ملوؤ�س�سات للمجتمع حمدود �لدولة
�لعامة، و�لقو�عد �ل�سريبية �سيقة نظر� �إىل حجم �لقت�ساد�ت غري �لر�سمية و�لف�ساد �مل�ست�سري،
�أن قدرة هذه �حلكومات وثمة مقاومة ثقافية وعرقية ل�سلطة �لدولة ولل�سيطرة على �لأر��سي. كما
على مر�قبة حدودها و�حلفاظ على �حتكار �ل�ستخد�م �مل�سروع للقوة حمدودة.
�إذ �حلديثة. �ل�سو�حلية �لدولة-�لأمة ولدة �أيام �إىل يعود منه، كثرية نو�ح يف �لت�سع�سع، هذ�
�مل�سرتكة بالهوية �سعورها وكان ولدت فقرية جد� �لتي وهي نف�سها، �لدولة ماوجدت هذه �سرعان
�سعيفا، يف مو�جهة حتديات تنموية �سعبة، فاقمتها وعجلتها، يف بع�س �لأحيان، موجات �جلفاف
�حلكومات قدرة على �سلبا ذلك �أثر وقد و�ملوؤ�س�سي. �ل�سيا�سي �ل�ستقر�ر وعدم �ملتكررة �ل�سديد
3
عوامل عدم االستقرار في موريتانيا �
قدرتها يف �لدول هذه تتفاوت بالطبع، ل�سعوبها. و�لقت�سادية �ل�سيا�سية �لحتياجات توفري على
على مو�جهة �ل�سغوط �لتي تتعر�س �إليها، لكن مل تتمكن �أي منها حتى �لآن من �لتغلب على عجزها
و�سعفها.
هذه �رتباط وكيفية �لدولة �سعف و�أ�سباب طبيعة لتحليل مفيدة در��سية حالة موريتانيا متثل
�ل�سعيفة �لدولة لتقييم قدرة �أي�سا مكان مالئم �لد�خلي. وهي �ل�ستقر�ر �لأ�سباب مبخاطر عدم
ل على �حلفاظ على نف�سها يف مو�جهة �سغوط كبرية ومو�رد حمدودة. �ل�ستنتاجات �لتي مت �لتو�س
�إليها هنا ت�ستند يف جزء منها �إىل مقابالت �أجريتها مع رجال دين و�سحافيني و�سخ�سيات فاعلة يف
�ملجتمع �ملدين، وممثلي �حلكومة خالل زيارة ميد�نية قمت بها �إىل موريتانيا يف كانون �لثاين/يناير
.2012
التوترات الداخلية
�لفاعلة �جلهات من جمموعة مع �أجريتها �لتي �ملقابالت يف حا�سمة بدت ثالثة �سغوط برزت
�لبنى �ملتجذرة يف و�ل�سيا�سية �لتوتر�ت �لجتماعية �لدولة؛ موؤ�س�سات وف�ساد يف موريتانيا: �سعف
�ل�سباب �أو�ساط يف �لتطرف وتنامي �لعرقية-�لعن�سرية، �لتاريخية �لنق�سامات �لقدمية؛ �لقبلية
�ملوريتاين. هذه �لعو�مل �لثالثة يعزز بع�سها بع�سا، مايوؤدي �إىل خلق حلقة مفرغة يجب ك�سرها من
�أجل ��ستعادة �سيء من �ل�ستقر�ر.
ال�ضعف املوؤ�ض�ضي والف�ضاد
حدد كل من قابلتهم تف�سي �لف�ساد و�سعف �حلوكمة، باعتبارهما م�سدرين �أ�سا�سيني لل�سخط �ل�سعبي،
�ملحاورين هوؤلء من عدد و�أكد �ل�ستقر�ر. عدم ورمبا و�لتوتر، �لجتماعي �لحتكاك �إىل مايوؤدي
�أي�سا وجود �سلة بني �لف�ساد و�سعف �لدولة و�لن�ساط غري �مل�سروع. ل�سك �أن هذه �لجتاهات عميقة
�جلذور. فقد و�جهت �لدولة دفقا غري م�ستقر من بع�س �لقوى منذ ��ستقاللها يف �لعام 1960، �أدى
نف�سها، وهي غري �لدولة �لبالد. وهكذ�، وجدت تو�جهها �لتي �ملعا�سرة �ل�ستقر�ر �إىل حالة عدم
�لقادرة على �إقامة نظام حديث للحوكمة، نف�سها وقد مت �إ�سعافها ب�سبب �لتوتر�ت �لعرقية و�لعن�سرية
�لتقليدية، و�لهويات �لقبلية، وغريها من �أ�سكال �لنق�سامات �ملجتمعية �لتي �أذكاها و��ستغلها بع�س
مع �إقليمية �ت�سالت �لأحيان بع�س يف لديهم كانت )�لذين �ملحليون �ل�سلطة و�سما�سرة �لقادة
�لعامة �ملو�رد توزع �لتي �لقنو�ت �ل�سيطرة على �أجل �لتد�فع من �ملتمردين( يف حماأة �أو �ملهربني
تهم من �لقطاعات �لقت�سادية غري �لر�سمية )مثل تخ�سي�س �لأر��سي( �أو على �لأقل لقتطاع ح�س
�ملربحة )مثل �لجتار وعمليات �لتهريب(.
�أنوار بوخرص
و�لو�قع �أن �مل�سار �لذي �تبعته موريتانيا منذ �ل�ستقالل يلخ�س م�سار بلد�ن �ل�ساحل �لأخرى �لتي
خطوط وفق �ل�سيا�سية �لمتياز�ت على �ملوؤ�س�سي �لطابع �أ�سفى �لذي �ل�ستعماري �لإرث �أعاقها
وكان معبدة، طرق �لبالد يف تكن مل ،1960 �لعام ففي للغاية. متخلفا �لبلد على و�أبقى عرقية،
�لتعدين حقل وبا�ستثناء 1�ملوؤهلة. �لعاملة و�ليد �لفنيني يف وندرة �ملد�ر�س، من �سغري عدد فيها
�لذي ي�ستغله �لفرن�سيون يف بلدة �زوير�ت، وميناء �ل�سيد �ل�سغري يف نو�ذيبو، �سكل قطاع �لزر�عة
�ل�سغري و�أعمال �لرعي �لتي ميار�سها �لبدو �لعمود �لفقري لالقت�ساد �ملوريتاين.
�لأ�سا�سية �لوظائف لدعم �ل�سريبية �لعائد�ت من مايكفي توليد من �لنظام هذ� يتمكن مل
�لقت�سادية للدولة. و�لأ�سو�أ من ذلك �أن �لدولة مل تكن متلك ل �لقدرة ول �لرغبة يف فر�س �ل�سر�ئب
عب جمع �ل�سر�ئب من �لبدو �ملوزعني على على هذين �لن�ساطني )�أي �لرعي و�لزر�عة(، �إذ من �ل�س
م�ساحات �سا�سعة من �لأر��سي �ملوريتانية. كما �أن حماولة فر�س �سر�ئب على �لزر�عة تنطوي على
�لدولة يف �مل�سوؤولني مع قوية �سالت لهم �لذين �لأقوياء �ملحليني �لوجهاء لأن �سيا�سية، خماطرة
حتقيق و�سعها يف لي�س لأنه مفرغة، حلقة يف نف�سها �حلكومة وجتد �لقطاع. هذ� على ي�سيطرون
�لتنمية �لجتماعية و�لقت�سادية، حيث �أنها تفتقر �إىل �ل�سرعية
�ل�سعبية ودعم �لنخب �لتقليدية �ملوؤثرة، وهما �سرطان لزمان
2لفر�س جباية �ل�سر�ئب.
مابعد حقبة يف �حلكومة يف �سعف نقطة �أكرب كانت
�ل�ستعمار، هي عجزها عن زيادة �لإير�د�ت �ل�سريبية مبا يكفي
للبدء يف عملية بناء �لدولة. وقد �أدى �لعتماد على �مل�ساعد�ت
�ملوؤ�س�سية �لتنمية يف لال�ستثمار �حلافز تغييب �إىل �خلارجية
وتو�سيع �لقاعدة �ل�سريبية، ما �أ�سعف جهود موريتانيا يف بناء
�إىل حدوث قطيعة و�أدت �لدولة على �حلوكمة، �إجمايل قدرة �لعو�مل على �أثرت هذه وقد �لدولة.
د�ئمة بني �لنا�س وبني �ل�سلطات يف �لعا�سمة نو�ك�سوط.
عالوة على ذلك، تفتقر موريتانيا �إىل وجود قوى مو�زية فعالة لوقف �سوء ��ستخد�م �ل�سلطة من
قبل �سما�سرة �ل�سلطة �ملوؤثرين د�خل �جلي�س و�لع�سائر �لقبلية. بعد حتريره يف �لعام 1991، �أ�سبح
�لنظام �حلزبي �أكرث ت�سرذما وفئوية من �أي وقت م�سى. وبا�ستثناء عدد قليل من �لأحز�ب �لقائمة
�إىل �سيطرة �ل�سيا�سي خا�سعا �لنظام �أ�سا�سية، ليز�ل على �لإيديولوجية، �لإ�سالمية منها ب�سورة
ح جماعات �مل�سالح �ملرتبطة ب�سكل ف�سفا�س بالقبيلة �أو �لطائفة �أو �لعرق �أو �ملنطقة. وكما هو مو�س
»هذه ،2012 للعام )BTI( للتحول برتل�سمان موؤ�سر يف مبوريتانيا �خلا�س �لقطري �لتقرير يف
ت�سكل �لطريق �لأحيان، لكنها �لأوجه وتتغري يف كثري من �لقنو�ت و�ل�سبكات متقلبة جد� ومتعددة
3�لرئي�سة �لتي تتم من خاللها هيكلة �لنظام �ل�سيا�سي مادون �مل�ستوى �لر�سمي للموؤ�س�سات«.
اأدى اعتماد احلكومة يف حقبة مابعد ال�ضتعمار على
امل�ضاعدات اخلارجية اإىل تغييب احلوافز لال�ضتثمار
يف التنمية املوؤ�ض�ضية وتو�ضيع القاعدة ال�ضريبية، ما
اأ�ضعف جهود موريتانيا لبناء الدولة.
عوامل عدم االستقرار في موريتانيا �
�لبالد، تزد�د فر�س خمتلف �أطر�ف �لأدنى، ول�سيما يف للدولة يف حده حيثما يكون ثمة وجود
�أ�سحاب �مل�سلحة يف �ل�سعي �إىل حتقيق �أهد�فهم �خلا�سة. فحكام �ملقاطعات �لأقوياء، على �سبيل
�ملثال، »غالبا ماي�ساركون يف �ملناور�ت �ل�سيا�سية �أو �لقبلية �أو �حلزبية من دون مر�قبة منا�سبة من
�ملركز«، كما �أو�سح �لتقرير �لقطري �خلا�س مبوريتانيا يف موؤ�سر برتل�سمان للتحول للعام 4.2010
يف �ملركز نف�سه، ي�سعف �ل�سر�ع �ل�سيا�سي �لد�خلي و�لتناحر �لفئوي بني كبار �ل�سباط �لع�سكريني
�لقدرة �ملوؤ�س�سية للحكومة، ويجعل تن�سيق �ل�سيا�سات بني �لوز�ر�ت و�لإد�ر�ت يف غاية �ل�سعوبة. وقد
�أ�سعفت �لأجنحة �ل�سيا�سية �ملوؤيدة للنظام �ل�سابق، جزئيا، فرتة حكم �لرئي�س عبد �هلل ولد �ل�سيخ
�لق�سرية )�أم�سى 17 �سهر� يف من�سبه(، �لذي فاز يف �لعام 2007 يف �أول �نتخابات دميقر�طية
منذ �ل�ستقالل. وي�ستبه يف �أن كبار �سباط �جلي�س و�أن�سار �لنظام �ل�سابق �ل�سيا�سيون و�لقبليون من
ذوي �لتاأثري قد حر�سو� على �لحتكاكات �لتي وقعت بني �ل�سلطتني �لتنفيذية و�لت�سريعية لإ�سعاف
�سلطة �لقيادة �ملدنية. ومن خالل �مل�ساعدة على �إحد�ث �لفو�سى و�ل�سلل �ل�سيا�سي، وجدت �ملوؤ�س�سة
�ل�سر�عات وتوؤدي .2008 �آب/�أغ�سط�س يف بانقالب و�لقيام للتدخل �ملنا�سبة �لذريعة �لع�سكرية
�ملنا�سب يف �ملعينني طاقم تنظيم �إعادة �إىل �لأحيان بع�س يف �لع�سكرية �ملوؤ�س�سة د�خل �لفئوية
�لقيادية �لعليا، كما ر�أينا يف �أعقاب �نقالبي 2005 و2008،
لكن نظام �حتكار �لقلة نف�سه مل يتغري كثري�.
�لدميقر�طية �لقوى تتعر�س �لزبائني، �لنظام هذ� يف
و�ملعار�سة �إىل عو�ئق خطرية. فالأفر�د و�جلماعات �مل�سيطرة
يف �لربملان، تنتمي دوما �إىل �حلزب �حلاكم وحتظى بدعم
�حلكومي �لروتني يف موجودة نف�سها للدميقر�طية �ملعادية و�مليول �لأمناط �أن كما �جلي�س. من
و�خلدمة �ملدنية، كما يدل على ذلك تاأييدها لنقالب �لعام 2008.
هذ� �لو�سع ينطبق على �ملجال �لقت�سادي �أي�سا. �إذ ت�سيطر قلة من �لأفر�د و�لعائالت و�لع�سائر
�لو�رد�ت �إىل )بالن�سبة �لقت�ساد قطاعات �أهم على �جلي�س د�خل ف�سائل مع عالقات لها �لتي
�أبرزت تقارير عدة، مبا فيها �ملثال(. وقد و�ل�سادر�ت و�لبنوك و�ل�سناعات �لزر�عية، على �سبيل
تلك �ل�سادرة عن �لبنك �لدويل و�سندوق �لنقد �لدويل، �لعقبات �لتي تو�جه �ملوؤ�س�سات �لعاملة يف
�ل�سوق �ملوريتانية. وكما يو�سح �لتقرير �لقطري �خلا�س مبوريتانيا يف موؤ�سر برتل�سمان للتحول للعام
2012، فاإن �لعقبات نابعة من »قوة �لتكتالت �لحتكارية �لتي تهيمن على كل �لأ�سو�ق �ملربحة )�لعمل
�ل�ستهالكية �ل�سلع وت�سدير و��ستري�د و�لبناء �لعامة �لأ�سا�سية و�لبنية �لأ�سماك و�سيد �مل�سريف
5و�ملو�د �لغذ�ئية و�لت�سالت و�لتاأمني وما �إىل ذلك(«.
�ل�سلطة �لق�سائية، �ملوجلة من �لناحية �لنظرية بتحقيق �لعد�لة، م�سي�سة �أي�سا، وتعرقلها �لآليات
يعاين ذلك، على عالوة �ملتنفذة. �جلماعات عليه تهيمن �لذي �لر�سمي غري و�لنظام �ملعتادة
الف�ضل يف توفري اخلدمات الجتماعية الأ�ضا�ضية
وفر�ص �ضيادة القانون يوؤثر بطبيعة احلال على
�ضدقية الدولة
�أنوار بوخرص
�لذر�عان �لق�سائي و�لتنظيمي للدولة من قلة �لتمويل. و�أينما كان لهذه �ملوؤ�س�سات وجود مادي، فهي
غري كفوؤة، وم�سبوهة يف �أكرث �لأحيان. يف بع�س �حلالت، تخلت �حلكومة عن و�جبها يف �حلكم، كما
هو �حلال بالن�سبة �إىل بر�مج �لرعاية �ل�سحية و�لتعليم، وهي �لرب�مج �لتي قد تنهار من دون متويل
6من �جلهات �لدولية �ملانحة.
هذ� �لف�سل يف توفري �خلدمات �لجتماعية �لأ�سا�سية وفر�س �سيادة �لقانون يوؤثر بطبيعة �حلال
�ملوؤ�س�سة وهيمنة �لإن�سان، حقوق �نتهاكات ب�سبب �ل�سدقية م�سكلة وتتفاقم �لدولة. �سدقية على
143 من �ملرتبة �إذ حتتل موريتانيا �مل�ست�سري. للف�ساد �لفظيعة و�ملعدلت �ل�سلطة، �لع�سكرية على
�أ�سل 178 بلد� يف تقرير موؤ�سر مدركات �لف�ساد للعام 2010 �ل�سادر عن منظمة �ل�سفافية �لدولية.
ويقو�س �لف�ساد جهود �حلد من �لفقر، ويفاقم �لعجز �لقائم يف �لفر�س �لقت�سادية، وي�سهل تفاقم
�لتدفقات �لقت�سادية غري �مل�سروعة.
يولد فقد�ن �لدولة لل�سرعية كل �أ�سكال �مل�ساعفات �ل�سلبية على �ل�ستقر�ر، وعلى ر�أ�سها خطر روؤية
�ملو�طنني يغريون ولءهم ل�سالح لعبني غري حكوميني حاقدين مثل مهربي �ملخدر�ت و�ملتطرفني
�لذين ميار�سون �لعنف. بعبارة �أخرى، ميكن للقدرة و�ل�سرعية �أن يعزز كل منهما �لآخر، وي�ساهم �إما
يف حلقة خرية �أو مفرغة، حيث يوؤدي �سعف قدرة �لدولة �إىل �إ�سعاف �سرعيتها، و�لعك�س بالعك�س،
�أدى »لقد حق: عن ديد��س ولد �ملوريتاين �ل�سفري قال وكما 7�لدولة. �سعف تفاقم عن ماي�سفر
�نكما�س �لدولة-�لأمة وف�سلها يف حتقيق �لتنمية �لقت�سادية و�لوئام �لجتماعي �حلقيقي، و�غرت�بها
عن �ملو�طنني، �إىل تفاقم �مل�سكلة يف منطقة �ل�ساحل، خ�سو�سا و�أن �سعوب �ملنطقة مل تعرف �لدولة
8�لقومية عرب تاريخها �لطويل«.
تعهد �لرئي�س �ملوريتاين �جلديد، حممد ولد عبد �لعزيز، با�ستعادة �لثقة يف �ملوؤ�س�سات �لعامة يف
�لبالد ومعاجلة �لتحديات �لهيكلية �لتي ز�دت من �سعف �لدولة يف مو�جهة زعزعة �ل�ستقر�ر. وقد
مت ��ستحد�ث مدونة قو�عد �سلوك جديدة ملوظفي �لقطاع �لعام بهدف �إ�سفاء �ل�سمة �لأخالقية على
�لأن�سطة �لتي ت�سطلع بها �لإد�رة، وبد�أت وحدة �لتحقيقات �لتابعة ملكتب �ملفت�س �لعام، �لتي �أن�سئت
يف �لعام 2005، حتقيقات جنائية يف وكالت عدة ي�ستبه يف قيامها بتبديد �أمو�ل �لدولة و�لحتيال
عليها و�ختال�سها. وكانت �لنتيجة مالحقة )�تهم روؤ�ساء �للجنة �لوطنية حلقوق �لإن�سان و�لربنامج
�خلدمة يف كبار موظفني �إقالة �أو فا�سدة( مبمار�سات بالقيام )�لإيدز( �ل�سيد� ملكافحة �لوطني
�ملدنية وم�سوؤولني حكوميني، مبا يف ذلك حاكما مقاطعة نو�ك�سوط ونو�ذيبو، وروؤ�ساء وكالت كربى
و�لقر�س لالدخار �ل�سعبية �ل�سناديق ترقية ووكالة لل�سفقات �ملركزية �للجنة مثل للدولة، تابعة
9.Procapec »بروكابيك«
�ملال وحماية �لف�ساد �إىل �حلد من تهدف �لتي لها �جلمهور، لتز�ل هذه �حلملة هلل ويف حني
�لعام قا�سرة عن توفري حوكمة �قت�سادية حم�سنة. �إذ �أفلت عدد من �ل�سركات �أو �لوكالت �لتابعة
عوامل عدم االستقرار في موريتانيا �
للدولة �لتي يديرها حلفاء �لرئي�س و�أن�ساره )خ�سو�سا �سباط �جلي�س( حتى �لآن من تدقيق �ملفت�س
لتحدي �ل�سيا�سية �لإر�دة �لرئي�س لدى �أن يف قابلتهم ممن �لعديد ي�سك �لو�قع، ويف 10
�لعام.
�مل�سالح �ملكت�سبة لئتالف �سغري لكنه قوي من �أ�سحاب �مل�سالح وجماعات �مل�سالح �ملهيمنة يف ظل
�لو�سع �لر�هن. ويعتقد �ملت�سائمون، وثمة �لكثري منهم، �أن ثمة دو�فع �سيا�سية للتحقيقات و�ملالحقات
�لق�سائية �إذ هي لت�ستهدف �سوى �لأعد�ء �ل�سيا�سيني للجناح �حلاكم يف �ل�سلطة. وكما فعل �سلفه،
فاإن �لرئي�س �حلايل �أي�سا �سيعزز �مل�سالح �خلا�سة حللفائه، وبالتايل يكر�س �لنظام �لزبائني �لذي
ي�ستند �إليه بقاوؤه �ل�سيا�سي يف نهاية �ملطاف.
التوترات الجتماعية وال�ضيا�ضية
يكمن �مل�سدر �لثاين لعدم �ل�ستقر�ر يف �لطبيعة �لطبقية للمجتمع �ملوريتاين. فمنذ تاأ�سي�سها، مت
�س�س عرقية وعن�سرية، ماز�د من بروز �ل�سر�ع �لقائم على �لهوية. وميثل ف�سل تق�سيم �لبالد على �أ
�لدولة يف حقبة مابعد �ل�ستعمار يف خلق هوية وطنية موحدة تقوم على �ل�سمولية للجميع و�مل�ساركة
و�حرت�م �لتنوع، �سببا و��سحا للتوتر و�ل�سر�عات �لتي طال
�أمدها يف �لبالد.
�لأفارقة وبني �لعرب بني موريتانيا يف �ملو�جهات �أن ثم
�لأ�سل �لتي هي يف بالعربية �لناطقة �ل�سود )�لأقليات غري
من �لقبائل �ملوجودة على �سفتي نهر �ل�سنغال �لذي يف�سل
جذور لها �خل�سو�س، وجه على موريتانيا( عن �ل�سنغال
�جلديد �لنظام بد�أ �ملا�سي، �لقرن �ستينيات ففي عميقة.
لن�سبتهم وفقا �لإد�رة يف �ل�سود لالأفارقة �لعددية �لهيمنة من و�حلد �لتعليم نظام تعريب عملية
وكانت �ل�سلطات �ل�ستعمارية �لفرن�سية قد منحت �متياز�ت لالأفارقة �ل�سود يف 11
من عدد �ل�سكان.
�ملنا�سب �حلكومية و�لإد�رية وغريها، على �لرغم من �أنهم لميثلون �سوى ثلث عدد �ل�سكان. و�أدى
برنامج �لتعريب �إىل بروز �سر�عات خطرية حتولت �ىل ��سطر�بات، كما حدث يف �لعام 1966 عندما
�ندلعت �أعمال �ل�سغب رد� على قر�ر �حلكومة بجعل �للغة �لعربية �إلز�مية يف �ملد�ر�س �لثانوية.
عاودت �لتوتر�ت �لظهور عندما مت �إدخال نظام �لإ�سالح �لزر�عي للتعامل مع م�سكلة �لت�سحر،
و�لذي نقل �لرعاة �لعرب وقربهم �أكرث من �سفاف نهر �ل�سنغال، ومن �ملز�رعني �ل�سود �لأفارقة �لذين
وقد ر�أى �لأفارقة �ل�سود يف �خلطوة �حلكومية حماولة �أخرى خلدمة م�سالح فئة 12
يعي�سون هناك.
عرقية ولغوية و�حدة على ح�سابهم، وذلك بحرمانهم من �أر��سيهم و�ملو�رد �لهامة يف حو�س �لنهر.
ولعل �لأمر �لأكرث �إثارة للجدل، هو �أن قانون �لعام 1983 ب�ساأن �لإ�سالح �لزر�عي �أعطى للدولة �حلق
يف م�سادرة �لأر��سي �خلا�سة )مع دفع �لتعوي�سات �مل�ستحقة( �لتي تعترب �سرورية من �أجل توفري
ميثل ف�ضل الدولة يف حقبة مابعد ال�ضتعمار يف
خلق هوية وطنية موحدة تقوم على ال�ضمولية
للجميع وامل�ضاركة واحرتام التنوع �ضببا وا�ضحا للتوتر
وال�ضراعات التي طال اأمدها يف البالد.
�أنوار بوخرص
»�حتياجات �لتنمية �لقت�سادية و�لجتماعية«. وقد عمد »�سما�سرة �ل�سلطة �ملحليني، ول�سيما حكام
13�لقاليم �لذين كلفو� بـ»�إ�سناد حقوق �مللكية«، �إىل �إ�ساءة ��ستعمال �سلطاتهم.
مل تكن �أحد�ث �لعام 1989 �لد�مية �سوى �أحد مظاهر �ل�سعوبات �لتي و�جهتها موريتانيا – ومعها
يف �لو�قع معظم �ملجتمعات يف منطقة �ل�ساحل ذ�ت �لأعر�ق و�لقبائل و�لطو�ئف �ملتعددة - يف تهيئة
�لظروف �ملنا�سبة للتعاي�س بني �جلماعات �ملختلفة. يف تلك �ل�سنة، �سرعان ماحتول نز�ع حدودي بني
موريتانيا و�ل�سنغال حول حقوق �لرعي و�لرعاة �إىل عمليات متبادلة يف �لإعادة �إىل �لوطن على �أ�سا�س
�لعرب �لتاريخي بني �لثقايف �لتوتر �أحيانا. وقد ك�سف هذ� �حلدث حجم و�لطرد �لعرقي �لنتماء
و��ستغلت �لقوى �ملتطرفة �ل�سر�عات �ملحلية 14
وبني �لأفارقة �ل�سود وتناف�سهم على �ل�سلطة و�ملو�رد.
على �ل�سلطة من �أجل تعبئة جماعات �مل�سالح �لعرقية ور�أي �لأغلبية �سد �خلوف من »�لآخر«، ما �أدى
�إىل تفاقم �خل�سومات �لعرقية و�لعن�سرية. كانت بع�س �أ�سو�أ �أعمال �لقتل و�لطرد �لعنيف من �سنع
هوؤلء �مل�سوؤولني وعنا�سر �أخرى يف �ملجتمع.
يف موريتانيا، حرك �مل�سوؤولون �حلكوميون �ملندفعون �ملخاوف من �لقوة �ل�سود�ء، و�سورو� �لنز�ع
�حلدودي على �أنه جزء من �ل�سر�ع �لهادف �إىل ت�سحيح �خللل يف �لتو�زن �لدميوغر�يف، و�حلد من
15
�خل�سائر �لتي �أوقعها �ل�ستعمار �لفرن�سي. مت �جتثاث وطرد �لأفارقة �ل�سود من ديارهم وقر�هم.
كما مت »تطهري« �جلي�س �ملوريتاين من حو�ىل 500 جندي ي�ستبه يف �سعف ولئهم للنظام �لقائم. يف
لة، مت طرد مابني 40 �ألفا و60 �ألفا من �لأفارقة �ل�سود )هم مو�طنون موريتانيون من جماعات �ملح�س
�لبولر و�لولوف و�ل�سونينكي و�لبامانا �لعرقية( �إىل �ل�سنغال ومابني 15 �ألفا �إىل 20 �ألفا �آخرين �إىل
مايل.
�لو�سع �لقت�سادي للمجتمعات ذ�ت �لأ�سول �لأفريقية �ل�سود�ء لي�س �أ�سو�أ من �لبيظان )�ملوري�سكيون
�ملهيمنة يف موريتانيا، �لعرقية ي�سكلون �ملجموعة �لذين �لعربية - �لرببرية �لأ�سول �لبي�س( ذوي
و�لتي تبلغ حو�ىل ثلث �ل�سكان. وهناك �لعديد من �ملوريتانيني �لبي�س �لفقر�ء يف مدن �ل�سفيح ويف
»و�سعها مت�سع�سع من �أن بالعربية هي �لناطقة �لأقليات غري �إىل بالن�سبة �مل�سكلة لكن 16
�لقرى.
�لناحية �لبنيوية«، وفقا لتقرير �لعام 2010 �لقطري �ل�سادر عن موؤ�سر برتل�سمان للتحول. وب�سبب
��ستباه »�أ�سحاب �ل�سلطة �لبيظان« بهم »فقد كانو� على �لدو�م عر�سة �إىل خطر ��ستهد�فهم بالأ�سكال
17�ملخلفة من �لعقوبات �ل�سيا�سية و�لقت�سادية«.
�ملعروفون �لعبيد، �أحفاد من �لد�كنة �لب�سرة وذوو بالعربية �لناطقون �حلر�طني يتعر�س مل
�لذين �حلر�طني، جاء فقد 18
�لعرقي. �لطرد من �ملنهجية �حلملة هذه �إىل �ل�سود، باملوري�سكيني
�إىل كبرية باأعد�د مليونا، 3.1 �لبالغ موريتانيا �سكان عدد من �ملئة يف 40 عن ليقل ما ي�سكلون
وهم �لعربية، �لثقافة ت�سربو� وقد 19 .1990-1973 �لعامني بني �جلفاف فرت�ت خالل نو�ك�سوط
عوامل عدم االستقرار في موريتانيا 10
منحازون �إىل �لبيظان. ومع ذلك، هذ� ليعني �أن �حلر�طني �أغنياء. فهم ي�سنفون يف �أ�سفل �لهرم.
�جتماعية ظروفا ويو�جهون �لثانية، �لدرجة من مو�طنني ويعتربون �أميون، �حلر�طني ومعظم
و�قت�سادية قا�سية. وهم حمرومون من حقوقهم �لأ�سا�سية، ويعانون من �لتمييز يف خمتلف جو�نب
�حلياة.
يو�جهها �حلر�طني، �لتي �لقا�سية باملحنة و�لدويل �ملحلي �لوعي زيادة حاولت منظمات عديدة
بالإ�سافة �إىل تعبئة �ملجتمع �لدويل لل�سغط على �حلكومة ملعاجلة و�سعهم. وقد كانت جهود �حلكومة
�سيا�سة �إىل حرف �ملحليني �ل�سيا�سيني �لقادة قبل �لفا�سد من �لتطبيق �أدى �إذ �لآن. ناق�سة حتى
ح�سن �لنية، �لهادفة �إىل �لق�ساء على �مل�ستوطنات �لع�سو�ئية )�جلزرة( يف �ملدن �لكبرية، وخا�سة
د�خل وحول �لعا�سمة نو�ك�سوط، عن م�سارها. ونتيجة لذلك، كتب �أ�ستاذ �لعلوم �ل�سيا�سية �سيدريك
يتم طردها �لدنيا، �لطبقة من من �حلر�طني ومعظمها �لفقرية، �سر �لأ من »�لآلف يقول: جورد
نو�ك�سوط، من قبل �أر��سيها، وهي ذ�ت قيمة مرتفعة جد� حول �سر�ء يتم ثم من »�جلزرة«. ومن
بالإ�سافة �إىل ذلك، �أن�ساأت 20
�أ�سخا�س يتمتعون ب�سالت قوية وميكنهم ر�سوة �أع�ساء جلنة �مل�سح«.
وتعزيز �لنز�عات من �لوقاية »برنامج موؤخر� �حلكومة
للغاية حتى تاأثريه كان حمدود� �لتما�سك �لجتماعي«، لكن
�ندماج �حلر�طني يظل و�حد� من �لتحديات �لكربى 21
�لآن.
�لتي تو�جه موريتانيا.
متثل �لتوتر�ت �لقائمة على �أ�سا�س عرقي ب�ساأن �حل�سول
غري �لقوة ديناميكيات �أعر��س �لقت�سادية �ملو�رد على
وتعقد �لثقافية، �لتعددية ذ�ت �لدول ت�سل �لتي �ملتكافئة
�أي �لدميقر�طي. يف و�لتحول �لطو�ئف بني �لتعاي�س جهود
بلد تتعر�س فيه �لأقليات �لكبرية �إىل �لتمييز وي�سود �سوء �حلكم، ي�سبح من �ل�سعب جتاوز �نق�سامات
�لهوية، ومن �لأ�سعب تعزيز �ل�سعور بالنتماء لالأمة. يف موريتانيا، يوؤدي تغلغل و�نت�سار �ل�سيا�سات
�لعرقية �لقائمة على �لهوية �إىل �لتحري�س �لعرقي �لد�ئم.
�لأر�س. فقد �ل�سطح يف �سكل �سر�ع على �إىل �أخرى �لتوتر�ت مرة 2008، برزت هذه �لعام يف
�ندلعت �سد�مات »بني �ملجتمعات �ملحلية و�ل�سلطات �حلكومية �ملحلية �لتي كانت قد �سمحت لرجال
ح يف موؤ�سر برتل�سمان �لأعمال ب�سر�ء �سند�ت ملكية �لأر��سي يف و�دي نهر �ل�سنغال«، كما هو مو�س
�أن �إىل ت�سري تقارير ظهرت عندما 2010 �لعام يف وقعت نف�سها �مل�سكلة 22.2010 للعام للتحول
�مل�ساربني يبيعون حقوق �مللكية يف �ل�سوق �ل�سود�ء �لتي �سممت �أ�سال كي تعود بالفائدة على �سكان
�أكرب مدن �ل�سفيح يف نو�ك�سوط.
يف اأي بلد تتعر�ص فيه الأقليات الكبرية اإىل التمييز
وي�ضود �ضوء احلكم، ي�ضبح من ال�ضعب جتاوز انق�ضامات
الهوية، ومن الأ�ضعب تعزيز ال�ضعور بالنتماء اإىل
الأمة. يف موريتانيا، يوؤدي تغلغل وانت�ضار ال�ضيا�ضات
العرقية القائمة على الهوية اإىل التحري�ص العرقي
الدائم.
11أنوار بوخرص
و�لطالب �ل�سود �لأفارقة بني 2010 �آذ�ر/مار�س يف بعنف �ملطولة �لهوية �سر�عات �ندلعت
�لعربية كلغة �إىل �أ�سار فيه �لثقافة �لوزر�ء ووزير �أدىل به رئي�س باللغة �لعربية بعد بيان �لناطقني
مهيمنة. ويف �أو�خر �لعام 2011، �ندلعت �أعمال �سغب �حتجاجا على تعد�د مدين لل�سكان مثري للجدل
قالت �حلكومة �إنه يهدف �إىل »�إعطاء �لبالد تعد�د� حديثا ودقيقا للتحقق من �لهوية، كخطوة على
�عترب �لأفارقة �ل�سود، وخ�سو�سا يف �جلنوب، �أن تعد�د �ل�سكان »عن�سري« 23
طريق �لإ�سالحات«.
و«متييزي«. وقد كان �لبع�س يخ�سون حقا من �أنهم �إذ� ماف�سلو� يف تقدمي وثائق )مثل �سهاد�ت وفاة
�أجد�دهم( تثبت جن�سيتهم، فقد يتم ترحيلهم، كما حدث يف �لعام 1989. قال �سياء جاندو، وهو
�إل نا�سط مع جماعة »لمت�سو� جن�سيتي«: »كيف ميكن للمرء
�أن يفهم �أننا م�ستهدفون من هذ� �لتعد�د عندما تطلب جلنة
يثبت �أن �ملوريتاين �لزجني �إىل �ملثال، �سبيل �لتحقيق، على
)لهجة �حل�سانية باللغة �حلديث خالل من »موريتانيته«
24مغاربية( �أو تالوة �آيات من �لقر�آن؟«
ومع ذلك، كان ثمة تركيز متز�يد، يف �ل�سنو�ت �لقليلة �ملا�سية، على منع �لنز�عات وعلى �مل�ساحلة
�ل�سود �لأفارقة �ملو�طنني تدعو م�سبوقة غري خطوة �حلكومة �تخذت ،2007 �لعام ففي �لعرقية.
�لذين طردو� من �لبالد يف �لعام 1989 �إىل �لعودة �إىل ديارهم من �ملنفى يف �ل�سنغال ومايل. ومنذ
بد�ية عملية �لعودة �لطوعية هذه �إىل �لوطن، عاد �أكرث من 20 �ألف لجئ. ومن ثم يجب �لعرت�ف
باأن كل عمليات �لعودة مل حتدث بعد �لعام 2007، حيث بد�أ �لالجئون بالعودة �إىل موريتانيا يف �لعام
1993 عندما حت�سنت �لعالقات �لدبلوما�سية بني �ل�سنغال وموريتانيا.
يف حماولة �أخرى لت�سحيح �أخطاء �ملا�سي و�لت�سالح مع �إرث �لدولة، �عرتف �لرئي�س �حلايل، يف
�لعام 2010، علنا ب�سرعية �ملظامل �لعميقة �لتي ي�سعر بها �لأفارقة �ل�سود. ومن ثم �أقر �لربملان، يف
�آذ�ر/مار�س 2012، عدد� من �لتعديالت �لد�ستورية، �لتي توؤكد على �لطابع �ملتعدد �لأعر�ق للدولة،
وجترمي �لرق )كما �سبق بيانه يف قانون �سدر يف �لعام 2007(، وحتظر �لنقالبات �لع�سكرية. ومن
خالل �لعرت�ف بالطابع �لثقايف و�للغوي للكيان �ل�سيا�سي لالأفارقة �ل�سود، وجترمي عمليات �ل�ستيالء
غري �لد�ستورية على �لدولة، �أر�د �لرئي�س عبد �لعزيز �حتو�ء عملية تعبئة �لأفارقة �ل�سود، و�لإ�سر�ف
على تز�يد �ل�سخط �ل�سعبي على حكمه، و�إر�سال �إ�سارة قوية باأنه يريد �لقطع مع �ملا�سي، �لذي �سوهته
منذ موريتانيا حكمو� �لذين �ل�سبعة )�لزعماء �لد�ئمة �لع�سكرية �لتدخالت �لأحيان من كثري يف
�لدولة �أمام ذلك، ومع و�لعن�سرية. �لعرقية و�ل�سر�عات �جلي�س(، من كلهم جاءو� �ل�ستقالل،
�لعرقي �أمنها مع�سلة معاجلة من تتمكن �أن قبل عليها تتغلب �أن يجب �لتي �لتحديات من �لكثري
وت�سوية �مل�سائل �لأو�سع �لتي مت�س �حلكم �لدميقر�طي، وحقوق �لإن�سان، و�ملو�طنة.
باتت موريتانيا هدفا للجماعات املتطرفة امل�ضلحة،
وال�ضباب ال�ضاخط قد يكون عر�ضة اإىل خطر الوقوع
فري�ضة لإغراء التطرف العنيف.
عوامل عدم االستقرار في موريتانيا 12
زيادة التطرف املحلي
ينبثق عن�سر �ل�سغط �لد�خلي �لثالث يف موريتانيا من �لتطرف �لعنيف. �إذ بدت �لبالد، من حيث
�إىل �ل�ستفادة �ملبد�أ، مقاومة للطموح �ل�سرت�تيجي لتنظيم �لقاعدة يف �ملغرب �لإ�سالمي �لهادف
عدم ب�سبب �لإحباط �أ�سابهم �لذين �ملوريتانيني �ل�سباب من �لغفرية �جلموع غ�سب م�ساعر من
تو�فر فر�س �لعمل و�لظلم و�لف�ساد، وغريها �لكثري. قبل �لطاحة به يف �لعام 2005، حذر �لرئي�س
قلة قليلة �أن �لبالد، بيد نائمة يف �إرهابية �أحمد �لطايع مر�ر� من وجود خاليا معاوية ولد �سيدي
من �ملوريتانيني �أخذته على حممل �جلد، لأنه كان ي�ستهر بالتذرع بالتهديد�ت من �لد�خل و�خلارج
لنزع �ل�سرعية عن خ�سومه �ل�سيا�سيني، خ�سو�سا �لإ�سالميني �ملعتدلني �لذين قمعهم و��ستبعدهم
من �لنظام �ل�سيا�سي. و�حلو�دث �لعديدة �لتي وقعت منذ حزير�ن/يونيو 2005 )عندما �أدى هجوم
نفذه تنظيم �لقاعدة يف بالد �ملغرب �لإ�سالمي �سد ثكنة �ملغيطي يف �سمال �سرق �لبالد �إىل مقتل
هدفا باتت موريتانيا �أن مفادها مزعجة حقيقة �أظهرت �آخرين( 39 وجرح موريتانيا جنديا 15
للجماعات �ملتطرفة �مل�سلحة، و�أن �ل�سباب �ل�ساخط قد يكون عر�سة �إىل خطر �لوقوع فري�سة لإغر�ء
25�لتطرف �لعنيف.
يف �لبد�ية، �ألقى �ملوريتانيون بالالئمة يف ت�ساعد عمليات
خطف وقتل �لأجانب و�جلنود يف �لبالد على جهات خارجية
�لرتدد هذ� �لإ�سالمي. �لغرب بالد يف �لقاعدة تنظيم يف
�لعنيف �لتطرف يف �ل�سباب م�ساركة بخطر �لعرت�ف يف
�ختفى �إىل حد كبري عندما ظهرت �أدلة ت�سري �إىل �أنه منذ �أو�خر �لعام 2005 �أ�سبح ب�سع ع�سر�ت من
�ملوريتانيني لعبني هامني يف �لتنظيم �ملذكور �أو تلقو� �لتدريب �لع�سكري و�لإيديولوجي يف مع�سكر�ت
�ملت�سددين يف �سمال مايل و�جلز�ئر. و�أظهرت عمليات �عتقال عديدة يف نو�ك�سوط يف �لعام 2008
مدى عمق �لرو�بط بني �ل�سباب �ملوريتاين وتنظيم �لقاعدة.
لكن، لينبغي �إ�سفاء �ملبالغة على هذ� �لتهديد. �إذ ليز�ل عدد �ل�سبان �لذين جرى جتنيدهم يف
حبطت على تنظيم �لقاعدة يف بالد �لغرب �لإ�سالمي �سئيال جد�، وتفتقر �لهجمات �لتي �رتكبت �أو �أ
�لرت�ب �ملوريتاين �إىل �لإتقان و�لتعقيد. كما �أن قدر�ت �لتنظيم يف �لبالد حمدودة للغاية، و�ل�سبكات
للمتطرفني بها �حلكومة قامت �لتي �لفعالة �ملالحقة وقد عطلت و�سعيفة. منظمة له غري �لتابعة
�مل�ستبه با�ستخد�مهم �لعنف و�سجنهم موؤقتا، �نبثاق حركة مت�سددة وليدة ومنعتها من تر�سيخ جذورها
يف موريتانيا. و�ساعدت عنا�سر عدة �أخرى يف �حلد من ت�ساعد �لتطرف يف �لبالد، مبا يف ذلك
�لقبلية و�ملجتمع �لتعددي �لذي ميار�س عادة �سكال منفتحا ومعتدل من �لإ�سالم.
و�لهوية �لت�سامح ثقافة على �أثر �ملوريتاين �ملجتمع يف �مل�ستوردة �ل�سلفية �لأفكار تغلغل �أن بيد
�لإ�سالمية �لتعددية لدى �ملوريتانيني. وهذ� �لتاأثري يظهر ب�سكل و��سح يف �ل�ستعر��س �لعلني للورع
تغلغل الأفكار ال�ضلفية امل�ضتوردة يف املجتمع املوريتاين
اأثر على ثقافة الت�ضامح والهوية الإ�ضالمية التعددية
لدى املوريتانيني.
13أنوار بوخرص
املحاظر لي�ضت اأكرب م�ضكلة يف موريتانيا بل انعدام
فر�ص احل�ضول على التعليم وق�ضور اأداء النظام
التعليمي.
و�لأو�مر �لطهارة �لجتماعية لاللتز�م بطقو�س �ل�سغوط و�زدياد �أي وقت م�سى، �أكرث من �لز�ئد
�ساهمت يف تطرف �خلطاب �ل�سلفية �لأفكار بع�س �أن �أذية من ذلك هو �لأكرث �لدينية �جلامدة.
�لديني، �لأمر �لذي �أدى �إىل �ملوجة �لأخرية من �لتطرف يف موريتانيا.
من �سخرية �لأقد�ر �أن �لدولة هي �لتي �سجعت على �نت�سار �لأفكار �ل�سلفية من دون �أن يبدو �أنها
تقدر �أن مثل هذه �ل�سيا�سة تهدد بتقلي�س �حتكارها للتف�سري �لإ�سالمي. فتعريب �لتعليم، على �سبيل
�ملثال، ��ستلزم ��ستري�د �ملدر�سني من م�سر و�ل�سرق �لأدنى. وقد مار�س هوؤلء تاأثري� كبري� يف جمال
�لإيديولوجي �ملطلوب لهذه �لطفرة يف �لعمق �لإ�سالمية، ووفرو� �ل�سريعة و�إ�سالح وتف�سري تعريف
هذ� �لجتاه �لعروبي/ �لإ�سالمي يف موريتانيا. كما �زدهر �لإ�سالم �ل�سيا�سي �أي�سا بف�سل �لتربعات
�ملالية و�حلو�فز �لآتية من منطقة �خلليج، ول�سيما من �ململكة �لعربية �ل�سعودية، �لتي متول �مل�ساجد
ومر�كز �لدر��سات �لإ�سالمية، و�ملحاظر )�ملد�ر�س �لدينية( لن�سر تف�سريها �جلامد لالإ�سالم. كما
�ساهم تاأثري �ملوريتانيني �لعائدين من دول �خلليج يف �نت�سار �ملذهب �لوهابي.
و�سف �لعديد ممن حاورتهم هذه �ملوؤ�س�سات باأنها قنو�ت للدعم �ملادي و�لإيديولوجي لالإ�سالميني
بال�سعودية، ول�سيما يف منطقة تر�رزة، على �ملتاأثرة �إىل بع�س �ملحاظر �لإ�سارة �ملتطرفني. ومتت
�أنها م�سوؤولة عن تفريخ �أ�سوليني وجمندين مت�سددين. ووفقا
ملا يقوله �ل�سحايف حممد حممود �أبو �ملعايل، ميكن �أن ت�سبح
�ملحاظر و�مل�ساجد �سبكات �جتماعية هامة تربط بني �لطالب
�حلالة، هذه ويف حميطهم. عن بالفعل و�ملعزولني رين �ملنف
و�للتز�م �لفكر لتطرف د مته قوية �أخوة �أو��سر تلفيق يتم
بالعنف. ويلعب �خلطباء �لكاريزميون جد� دور� حا�سما يف �لت�سكيل �لإيديولوجي للجماعة وتعزيز
ت�سامنها ومعايريها.
تتو�سع �سبكة �ملحاظر يف �أكرث �لأحيان خارج جمالها، وتطور ومتد نطاق نفوذها من خالل �آليات
لهذ� �ل�سبب ولأ�سباب �أخرى ثمة �فرت��س و��سع �لنت�سار بوجود �سلة بني �لدور �لهام 26
مثل �لإنرتنت.
�لذي يحتله �لتعليم يف �ملحظرة عموما يف �ل�ساحة �لرتبوية و�لت�سدد �ملتز�يد يف �لبالد.
ومع ذلك، لتن�سر غالبية �ملحاظر �لإيديولوجيات �لعنيفة، وهي تزود عدد� كبري� من �ل�سكان �لذين
�سمعة خريجيها، ت�سويه �سيكون من �خلطاأ ولذلك باحتياجاتهم. �لفا�سل �لتعليمي �لنظام خذلهم
�لذين و�جهو� يف كثري من �لأحيان �سعوبة يف �لعثور على فر�س عمل. �ملحاظر لي�ست �أكرب م�سكلة
�مل�سكلة وهما �لتعليمي �لنظام �أد�ء وق�سور �لتعليم على �حل�سول فر�س �نعد�م بل موريتانيا يف
�حلقيقية.
�لتطرف �إىل حتوله فر�سة على موؤ�سر �ل�سخ�س عليه يح�سل �لذي �لتعليم م�ستوى �أن يبدو
– �لفقر�ء �ل�سباب �إرهابية هم من فاملوريتانيون �لذين مت �عتقالهم لرتكابهم جر�ئم 27
�لعنيف.
عوامل عدم االستقرار في موريتانيا 1�
بني �ل�ساد�سة ع�سرة و�لر�بعة و�لع�سرين - �لذين يتحدثون �للغة �لعربية فقط، وميلكون قدر� �سئيال
من �لتعليم. ويف �لو�قع، قلة منهم �أمتو� مرحلة �لدر��سة �لثانوية �لعليا – من �ل�سف �لتا�سع حتى
�لثاين ع�سر - يف حني ف�سل معظمهم يف �إكمال �لدر��سة �لثانوية – من �ل�سف �ل�ساد�س �إىل �ل�سف
�لثامن. وعلى عك�س �لعديد من �ل�سخ�سيات �لبارزة يف �لتنظيمات �لإرهابية من �لذين نالو� ق�سطا
جيد� من �لتعليم، ليحمل �أي من �ملتطرفني �ملوريتانيني �لذين ي�ستخدمون �لعنف ممن �عتقلو� حتى
28
�لآن �سهاد�ت عليا، كما قال �أحد �لأ�سخا�س �لذين قابلتهم وهو، �لربوف�سور خمتار حممد �سيخنا.
ولذلك فاإن م�ساألة كيف �أن م�ستويات �لتعليم �ملتدنية –غالبا نتيجة �سعف �لأد�ء يف �ملدر�سة، �لأمر
�لذي يوؤدي �إىل �لت�سرب �أو �لطرد - ونتيجتها �ملنطقية �ملتمثلة
يف �لتطرف يف ت�سهم �لعمل، �سوق يف �لندماج عدم يف
موريتانيا، تبدو و��سحة وت�ستحق قدر� �أكرب من �لهتمام.
�لد�فعة بالعو�مل يقرتن عندما �خلطر هذ� ويزد�د
�لأخرى، مثل تفتيت �لهياكل �لجتماعية، وم�ساعر �لظلم �ملتف�سية. ويف �لو�قع، كل من قابلتهم يف
نو�ك�سوط �عتربو� �أن ثمة �سلة بني م�ساعر �لظلم وبني �لتطرف �لعنيف. تتولد م�ساعر �لظلم �ملتف�سية
ب�سبب �لغ�سب �إز�ء معاملة �مل�سلمني يف فل�سطني وغريها من �أماكن �ل�سر�ع، و�ل�سخط �إز�ء �مل�ستويات
�أبو �ل�سحايف حممد حممود وقال �ملوريتانية. �ل�سيا�سية �لنخبة �أو�ساط �لف�ساد يف من �لفا�سحة
�أنه و�أ�ساف �ملتبادل. و�لعنف �لنتقام لهيب د�ئما ويغذي �ل�سر�ع يولد �لظلم �أن يرى �أنه �ملعايل
يف كل حالة من �حلالت، كان �لحتالل �لع�سكري �لأجنبي �أو �لقمع �لوح�سي لالإ�سالميني هو �لقوة
�لد�فعة �لرئي�سة ور�ء ظهور �حلركات �ملتطرفة �لعنيفة. وقد لوحظ هذ� �لنمط يف �لثمانينيات يف
لبنان و�أفغان�ستان، وتاأكد يف �لعقود �لتي تلت يف �لعر�ق. وطو�ل �لت�سعينيات مل يكن بو�سع �لإرهابيني
�جلز�ئريني ��ستقطاب �ملجندين �إقليميا �أو يف موريتانيا على وجه �لتحديد، لكن �لأمر تغري بعد غزو
�لعر�ق. و�أ�سار متحاورون �آخرون، معظمهم من �أئمة �مل�ساجد وعلماء �لدين، �إىل �أن �أول �ملتطرفني
يف تاريخ �لإ�سالم هم �خلو�رج �لذين ثارو� �سد ما �عتربوه قمعا �سيا�سيا من جانب �ل�ساللة �لأموية
29�حلاكمة.
ر�سم كل من قابلتهم �ل�سورة نف�سها للمتطرفني �لذين ي�ستخدمون �لعنف يف �لبالد: �سباب يعي�سون
ح من �رتفاع معدلت يف حميط نو�ك�سوط حيث يتخلل �لتفكك �لجتماعي �لأحياء �لفقرية، كما يت�س
�لتما�سك �لجتماعي على م�ستوى �ملجتمع �ملحلي �إىل �نخفا�س يوؤدي وهذ� 30
�لطالق و�لنحر�ف.
كان معظم �لذين مت �عتقالهم 31
وتفاقم �لإق�ساء �لجتماعي، كما قال �لربوف�سور يحيى ولد �لرب�ء.
بتهمة �لتطرف عالقني يف حلقة مفرغة من �لتفكك و�لإق�ساء �لجتماعي، و�نعد�م �لأمن �ل�سخ�سي.
وقد �تبع معظمهم �مل�سار نف�سه: بعد ف�سلهم يف �ملدر�سة، مت جذبهم �إىل �لتطرف من خالل �لوعظ
�ملت�سدد. ويلقي كل هوؤلء بالالئمة يف حمنتهم على ف�ساد �لدولة و�أوجه �لق�سور �ل�سديد يف حوكمتها.
املنظمات املتطرفة
ت�ضاعد يف متكني من يهم�ضهم املجتمع.
�1أنوار بوخرص
كامل ب�سكل و�ل�سجون و�مل�ساجد �لإنرتنت منتديات يف �لعنيفة �ملتطرفة �جلماعات ��ستغلت وقد
تفكك هذه �ل�سو�بط �لجتماعية، و�لتهمي�س و��سع �لنت�سار لأعد�د كبرية من �ل�سباب ل�ستدر�جهم
�إىل �لتطرف. لتكتفي �ملجموعات بت�سخيم مظامل �ل�سباب و�ثارة م�ساعر �لحباط و�لغ�سب لديهم
على �لنظام �لد�خلي �لظامل و�لنظام �لدويل �جلائر فقط، بل توفر لهم �أي�سا و�سيلة لت�سحيح هذه
32�لتظلمات من خالل �لعنف. �ملنظمات �ملتطرفة ت�ساعد يف متكني من يهم�سهم �ملجتمع.
حتى �لآن، كان معظم �ملجندين يف �سبكات �ملتطرفني من �ملوريكو�س �لبي�س، لكن ثمة قلق متز�يد
بعد �أن 33
من �أن �ملجموعات �لعرقية �لأخرى، وخا�سة �حلر�طني، قد تكون عر�سة �إىل �لتطرف �أي�سا.
عانو� �ملظامل و�ل�سطهاد �لهيكلي، مت ��ستدر�ج �أفر�د من �ل�سكان �حلر�طني يف موريتانيا من خالل
�لقادرية �لطريقة �إ�سالم ذلك، من �لنقي�س وعلى للتقليدية. و�ملعادي �لعادل �لإ�سالميني خطاب
�لتنظيمني هذين �رتباط ب�سبب �ملظلومني �ملوريتانيني هوؤلء نظر يف فا�سد �ل�سوفية و�لتيجانية
�لوثيق بنظام طبقي جامد.
�أ�سلمة �إعادة على حتث �لوطنية للحدود عابرة �إ�سالمية جماعة وهي �لتبليغ، حركة تغلغلت
�ملجتمع من خالل و�سائل غري عنيفة وتعار�س �لنق�سامات �لعرقية، يف �سفوف �ل�سكان �حلر�طني.
�إغر�ء بع�س �حلر�طني يتم �أن �ملوريتانية هو خ�سيتها من �حتمال �ل�سلطات قلق �أكرث مايثري ولعل
بو��سطة ر�سالة �حلركات �ملتطرفة �لعنيفة �لتي تندد �أي�سا بالتق�سيم �لطبقي للمجتمع. فالعديد من
ب �لديني وحده، بل كرد فعل على نظام يرون �أنه ظامل �لإرهابيني ليت�سرفون �نطالقا من �لتع�س
وقمعي. ويزدهر تنظيم �لقاعدة عرب �لتالعب بالأ�سخا�س �ملتعط�سني لتحقيق �لعد�لة �لجتماعية،
وقد يكون ذلك و�حد� من �لأ�سباب �لتي تف�سر �أن �ثنني فقط من �لنتحاريني �ملوريتانيني )حتى �لآن(
كانو� من �حلر�طني. وذكرت ن�سرة �سادرة عن �ملركز �لوطني �لأمريكي ملكافحة �لإرهاب يف �لعام
2009 �أن زعيم تنظيم �لقاعدة يف بالد �ملغرب �لإ�سالمي خمتار بلمختار »كان يريد جذب جمندين
من �لأفارقة �ل�سود لأنهم �سيو�فقون ب�سهولة �أكرث من �لعرب على �أن ي�سبحو� �نتحاريني، ولأن �سوء
34�لأو�ساع �لقت�سادية و�لجتماعية جعلهم جاهزين للتجنيد«.
من �ملثري لالهتمام �أن تنظيم �لقاعدة يف بالد �ملغرب �لإ�سالمي ف�سل يف جذب �أي جمندين يف
�أو�ساط �لبولر و�ل�سونينكي و�لولوف. يف �ملا�سي، دفعت �سر�عات مماثلة، تهدف �إىل حتقيق �لعد�لة
�لجتماعية على �أ�سا�س �لهوية �لعرقية و�لعن�سرية، هذه �جلماعات �أكرث نحو هام�س �ملجتمع. ومن
�لطبيعي �أن هناك م�ستوى عاليا من عدم �لثقة بني �لأفارقة �ل�سود وتنظيم �لقاعدة يف بالد �لغرب
�لإ�سالمي، وهي �حلركة �لتي يقودها ويهيمن عليها �لعرب. كما �أن �لأقليات غري �لناطقة بالعربية
من �لأفارقة �ل�سود مل تنجذب ب�سكل خا�س �إىل �لإ�سالم �ل�سيا�سي على نطاق �أو�سع، �إذ لدى �لبولر
»�لقومية لإيديولوجية جت�سيد� بو�سفه �ل�سيا�سي لالإ�سالم »ت�سور و�لبامانا و�ل�سونينكي و�لولوف
�لعربية« �لقدمية »�لتي حتبذ »عروبة« موريتانيا على ح�ساب �جلماعات غري �لعربية فيها«، كما �أ�سار
عوامل عدم االستقرار في موريتانيا 1�
35�سيدريك جورد ب�سورة �سحيحة.
تعهدت �حلكومة �ملوريتانية باتخاذ �لعديد من �خلطو�ت و�ملبادر�ت ملكافحة �لتطرف. وبالإ�سافة
�لأد�ء عالية طائر�ت حيازة خالل من جي�سها معد�ت وحتديث �لقتال على قدرتها حت�سني �إىل
وغريها من �لعتاد، عززت �حلكومة نظامها �لقانوين. وحتاول �لت�سريعات �جلديدة �خلا�سة مبكافحة
�لرهاب �ملو�زنة بني �لأمن و�سيادة �لقانون، لأن تر�سيخ �سرعية قو�نني مكافحة �لإرهاب �أمر �سروري
لك�سب �لتاأييد �ل�سعبي ملقا�ساة �حلرب �لتي ت�سنها �لبالد على �لتطرف و�لإرهاب.
خالل من و�لتطرف ب للتع�س �لإيديولوجية �ملربر�ت عن �ل�سرعية نزع �أي�سا �حلكومة حاولت
توظيف �ملئات من �أئمة �مل�ساجد �جلدد لإلقاء �ملو�عظ يف م�ساجد �لبالد، ف�سال عن �إ�سر�ك �ل�سجناء
و�لهدف من 36
�ملتطرفني عرب �حلو�ر مع �لعلماء ورجال �لدين �لإ�سالميني �لذين ترعاهم �لدولة.
�ملجندين تطرف ونزع ت�سريح وكذلك �لعنف، ميار�سون �لذين �ملتطرفني تاأهيل �إعادة هو �حلو�ر
�ملحتملني. ووفقا ملا يقوله حممد حممود �أبو �ملعايل، فقد كان �لربنامج فعال للغاية، ما �أدى �إىل توبة
�لع�سر�ت من �ملتطرفني �ل�سابقني. وقال �أنه كانت هناك حالة و�حدة فقط من �لعودة �إىل �لإجر�م بني
40 �إىل 50 من �لأ�سخا�س �لذين �أطلق �سر�حهم من �ل�سجن.
ال�ضغوط اخلارجية: جتار املخدرات والقاعدة
يف بالد الغرب الإ�ضالمي وجتار ال�ضالح
تتفاقم م�سكلة �لتطرف �ملحلي يف موريتانيا ب�سبب تر�بطها مع �لعو�مل �لعابرة للحدود �لوطنية،
دور� تقليديا �لبالد لعبت وقد �لإقليمية. �لإرهابية و�ل�سبكات �مل�سروعة �لتهريب غري مثل عمليات
�ملتبادلة. و�لدينية �لثقافية و�لتاأثري�ت �ملبادلت �إىل بالإ�سافة �ل�سحر�ء، عرب جتارة يف حموريا
خا�س بوجه عر�سة موريتانيا كانت �خرت�قها، ي�سهل �لتي �لو��سعة وحدودها موقعها �إىل ونظر�
�إىل جميع �أنو�ع �لتهريب، مبا يف ذلك �لأ�سلحة. وقد عر�س
ذلك �لبالد �أي�سا �إىل خطر �أن ت�سبح ممر� رئي�سا لتهريب
�لكوكايني يف �لعامل. وتك�سف وثائق �سرية م�سربة من �ل�سفارة
�لأمريكية يف نو�ك�سوط عن مثل هذ� �لقلق وتثري هاج�س �أن
37ت�سبح موريتانيا مركز� جديد� لتهريب �ملخدر�ت.
من �ساأن هذ� �لتطور �أن يثري �لقلق يف �أي بلد، لكن هذ� �سحيح ب�سكل خا�س بالن�سبة �إىل موريتانيا،
�ل�ستقر�ر عدم ويبدو �لأ�سلحة. على �حل�سول و�سهولة �حلوكمة، يف خطري عجز من تعاين �لتي
�أكرث و�سوحا يف �جلزء �ل�سمايل من �لبالد نظر� �إىل قربه من �ل�سحر�ء �لغربية، وهو �لإقليم �لذي
عرب �مل�سروعة غري �ملنتجات مرور حركة كانت �ل�سر�عات. ومتزقه �حلكومة �سلطة فيه ت�سعف
نظرا اإىل موقعها وحدودها الوا�ضعة التي ي�ضهل
اخرتاقها، كانت موريتانيا عر�ضة بوجه خا�ص اإىل
جميع اأنواع التهريب.
�1أنوار بوخرص
�لغربية �سناعة مزدهرة، حيث كانت ت�سيطر جبهة �لبولي�ساريو، �لتي تقاتل �حلدود مع �ل�سحر�ء
وت�سري 38
من �أجل ��ستقالل �ل�سحر�ء �لغربية عن �ملغرب، ت�سيطر على توريد �لأ�سلحة �إىل موريتانيا.
تقدير�ت تقرير �سدر يف �لعام 2008 عن وز�رة �لأمن �لوطني �ملوريتاين �إىل �أن عدد �لأ�سلحة غري
�خلا�سعة �إىل �ملر�قبة يف موريتانيا ي�سل �إىل 700 �ألف قطعة. هذ� »�أدى �إىل موجة من �لإجر�م تعود
�أ�سلحة من خمتلف �لأنو�ع و�لعيار�ت، مبا يف ذلك �أنه �سار من �لأ�سهل و�لأي�سر �سر�ء �إىل حقيقة
Small �ل�سغرية« �لأ�سلحة »م�سح م�سروع �سادرة عن در��سة ملا جاء يف وفقا �حلربية«، �لأ�سلحة
39.Arms Survey
يتقاطع �لتدفق �لأخري ملزيد من �لأ�سلحة من ليبيا، نتيجة لل�سر�ع هناك، و��ستمر�ر تدفق �لالجئني
من مايل )�أكرث من 31 �ألفا حتى �لآن( �لذين فرو� من �ل�ستباكات �مل�سلحة بني �ملتمردين �لطو�رق
�لعابرين و�ملجرمني �لأفق، يف تلوح �لتي �لغذ�ئية �لأزمة يف �ملتمثل �ملتفجر �ملزيج مع و�جلي�س،
�ملوريتاين �ل�سفري �إذ قال �لل�سو�سية. باأعمال �لإقليميني �ملرتبطني �مل�سلحني و�ملت�سددين للحدود،
ووزير �لإ�سكان �ل�سابق حممد فال ولد بالل »�إن دخول تنظيم �لقاعدة، و�سبكات �لتهريب، ومع�سكر�ت
معد بارود برميل �إىل رمادية �ل�ساحل من منطقة �لتقليدية، حول �لنز�عات وتورطها يف �لتدريب
للتفجري«. و�أ�ساف »وهذ� ي�سعنا يف مو�جهة حروب مرت�بطة
�لقاعدة وتنظيم �ملايل، و�جلي�س �لطو�رق بني ومتد�خلة
40ومايل، و�لعرب و�لقاعدة و�لطو�رق و�لعرب«.
فاإن �مل�سروعة، غري �ملخدر�ت جتارة حجم ماتفاقم �إذ�
عو�قب ذلك على �لدولة و�ملجتمع قد تكون �سديدة. فالأمو�ل
�لناجتة عن تهريب �ملخدر�ت ميكن �أن تزعزع ��ستقر�ر �لنظام �ل�سيا�سي �ل�سعيف من خالل متويل
�حلمالت �لنتخابية، وتزيد من تاآكل �سيادة �لقانون، وف�ساد �لنخبة. وبالفعل، فاإن ��ستباه �جلمهور
، حيث �أ�سار �لعديد من حماوري �إىل مثل هذ� �لتورط. بتو�طوؤ م�سوؤولني كبار يف جتارة �ملخدر�ت متف�س
بد�أ هذ� �لتورط يف عهد �لرئي�س ولد �لطايع �لذي كان معروفا بال�سيطرة على حمور �لتهريب �لرئي�س
يف �سمال �لبالد وذلك بف�سل �لتحالفات �لتي �أقامها بني قبيلة �لرقيبات، و�لتي ت�سيطر �أي�سا على
حركة ��ستقالل �لبولي�ساريو، وقبيلته �سما�سيد. وقد تعمقت هذه �ل�سكوك يف �لعام 2007 بعد �لقب�س
على عميل �سابق جلهاز �ل�سرطة �لدولية �لإنرتبول و�حلكم عليه، وهو �بن عم �لرئي�س ولد �لطايع،
بالإ�سافة �إىل جنل �لرئي�س �ملوريتاين �ل�سابق حممد خونا ولد هيد�لة. وقد ��ستمرت هذه �لتحالفات
�ل�سرت�تيجية ب�سبب �سبكات �لرعاية �لتجارية و�ل�سيا�سية و�لع�سكرية.
وعلى �لرغم من ذلك، �سعفت �سيطرة �حلكومة على �ملنطقة �ل�سمالية، لأن قوى جديدة ظهرت
�لأ�سلحة، وجتار �ملخدر�ت ومهربو �ل�سرعية غري �لهجرة �سبكات ة خا�س وب�سورة �ل�ساحة، على
وقد �أحدثت هذه �ل�سبكات حتول يف �لعالقات �لقبلية و�لعرقية و�لطبقية وتلك �خلا�سة 41
و�لطو�رق.
يف موريتانيا، يبدو اأن ثمة عالقة بني اجلرمية
والتطرف العنيف، حيث يعمل الأول باعتباره منطلقا
لالأخري.
عوامل عدم االستقرار في موريتانيا 1�
بالدولة يف موريتانيا، وهي �لعالقة �ملتقلبة و�ملتبدلة با�ستمر�ر. و�أدت �ملناف�سة �سمن هذه �جلهات
�لفاعلة ويف مابينها �إىل ت�سعيد �ملعركة من �أجل �ل�سيطرة على �لريع �لناجت عن �لأن�سطة �لإجر�مية
�ملربحة.
mafia-like»ووفق تعبري �خلبري �لقت�سادي �لغاين جورج �أييتي، يف هذ� »�لباز�ر �لأ�سبه باملافيا
bazaar، حيث �لذين لديهم �لقدرة على �ل�ستيالء على �لريع »ينهبون متى �ساءو�«، ي�سبح �لتمييز
ويف �لو�قع، يف كثري من 42
بني �لأطر�ف �لفاعلة يف �لدولة و�لأطر�ف �لإجر�مية �سبابيا وغام�سا.
�حلالت، يتحدر �مل�سوؤولون يف �لدولة من �لقبيلة و�لع�سرية و�لعائلة نف�سها، مثلما هو �حلال بالن�سبة
»و�لنتيجة هي حدوث توتر ي�سعب �إ�سالحه، على مايبدو، كما 43
�إىل �ملتمردين �أو مهربي �ملخدر�ت.
�ساغ ذلك �سيدريك جورد برب�عة، حيث يقول »تتعر�س �لدولة باعتبارها كيانا جمرد� �إىل �لتهديد
نف�سه، �لوقت يف �لدولة، موظفي من �لعديد فاإن ذلك ومع �مل�سروعة، غري �لأعمال هذه ب�سبب
44منهمكون يف هذه �لأن�سطة«.
وثمة خطر �آخر كبري ي�سكله تهريب �ملخدر�ت، ويتمثل يف �لتاأثري غري �مللحوظ �لذي ميكن �أن يرتكه
على �ل�سكان �ملحليني. �إذ ميكن للقيمة �لكبرية �لناجتة من مبيعات �ملخدر�ت ت�سويه �لقت�ساد و�لتاأثري
على �ل�ستقر�ر و�لتما�سك �لجتماعي من خالل زيادة م�ستويات �ل�ستهالك �ملحلي )�لكوكايني باهظ
ز من �لكوكايني(، و�لعنف )�لختطاف �لثمن ولكن ميكن �أن يتحول ب�سهولة �إىل كر�ك، �أي نوع مرك
كما مت ربط هذ� �لإجر�م بالتطرف �لعنيف يف موريتانيا. 45
و�لبتز�ز وجر�ئم �لع�سابات(، و�جلنوح.
يف �سباط/فرب�ير 2012، متت �إد�نة ع�سرة �أ�سخا�س يف نو�ذيبو، �لعا�سمة �لقت�سادية للبالد، بتهمة
وقال م�سوؤولون �أمنيون �إنه »مت ��ستخد�م �ملخدر�ت لتمويل 46
حيازة طنني من خمدر �لقنب �لهندي.
47عمليات تنظيم �لقاعدة يف بالد �ملغرب �لإ�سالمي«.
يف موريتانيا، يبدو �أن ثمة عالقة بني �جلرمية و�لتطرف �لعنيف، حيث يعمل �لأول باعتباره منطلقا
لالأخري. وفقا ملقابالت �أجريتها مع م�سوؤولني يف �لدولة و�سحافيني قامو� مبر�جعة تقارير �ل�سرطة،
�إجر�مي. من هوؤلء �إرهابية ما�س �لذين �عتقلو� لرتكابهم جر�ئم �أولئك كان لدى عدد كبري من
�ل�سلمو ود م�سطفى، من �سحيفة »حتاليل �ملئة كانو� جانحني، كما قال �ل�سحايف 70 يف �إىل 50
بع�سهم وحتول �ملخدر�ت(. وبيع �ل�سيار�ت، )�سرقة �سغرية جر�ئم يف معظمهم تورط 48
هبدو«.
يف �ل�سجون �إىل �لتطرف من خالل تفاعلهم مع �لدعاة �ملت�سددين. كانو� جميعا من �ملوؤمنني، ولكن
قبل حتولهم �إىل �لتطرف، مل يكن �أي منهم ورعا ب�سورة ��ستثنائية. مل يكن لدى �لعديد منهم �أي
�أمل، حيث كانو� يو�جهون م�ستقبال قامتا، مع �حتمال �أن مي�سو� حياة ملوؤها �لبطالة و�حلرمان من
49�حلقوق.
من نوعا و�لعنف �لتطرف �إىل �لب�سيطة �جلر�ئم من �لنتقال �عتبار ميكن �حلالت، بع�س يف
�لتكفري عن �سوء �ل�سلوك �لآثم. ي�سجع �لدعاة �ل�سلفيون �لر�ديكاليون يف موريتانيا مثل هذ� �ل�سعي
�1أنوار بوخرص
للخال�س �لديني حيث يكفر �ملجرمون �لذين مت »�إ�سالحهم« عن نفو�سهم �خلاطئة، وعن جمتمعهم
من خالل �لن�سمام �إىل �لن�سال �لعنيف �سد قوى �لظلم. وفقط عن طريق تطهري �ملجتمع �ملوريتاين
حد و�سع �ملوريتاين لل�سباب ميكن �لمربيالية، للقوى �لكا�سح �لتاأثري ومن �لفا�سدة �لنخبة من
�أن �أنه لميكن �ملهتدون �جلدد، ويرى �ملختلة. و�لدولة �لفا�سلة، للحوكمة �ملحدود لال�ستمر�ر غري
�ملتعمد و�جلهل �مل�ستقيم �ل�سر�ط �لدولة عن نتيجة لنحر�ف �سوى وف�ساد �حلكم �لفو�سى تكون
بالتوجيه �لإلهي. ويف �لو�قع، لي�س من �ل�سعب فهم كيف ميكن لهذه �حلجج �لوعظية �أن تكون جذ�بة
جليل يعي�س يف عزلة متز�يدة �جتماعيا، وتد��س رغبته يف �لكر�مة �لأ�سا�سية و�لعرت�ف به على قدم
�مل�ساو�ة، يف بنية �جتماعية جامدة وخانقة تتم �إد�متها بو��سطة دولة فا�سدة وموؤ�س�سة دينية ت�ستميلها
�لنخبة �ملهيمنة.
للدولة �لوظيفي �لختالل من نف�سها �لأمناط من عانى �سنا �لأكرب �جليل �أن فيه ل�سك مما
�إىل �لإجر�م �أو �لتطرف. ويكمن �لختالف �لرئي�س يف ظهور قوى بنيوية و�إهمالها، ومع ذلك مل يلجاأ
به �خلا�سة �لجتماعي �لدعم �سبكات وبني �لتقليدي �ملجتمع بني �لفعالة �لرو�بط عطلت جديدة
وحميطه �ملاألوف. وقد �أ�سعفت عمليات �لتمدين �ل�سريعة �لآليات �لبدوية و�لريفية �لتقليدية للتنظيم
�رتفاع �إىل �لطالق معدلت �رتفاع و�أدى �لتقليدية. �لأ�سرة �نهيار يف ذلك و�ساهم �لجتماعي.
معدلت �لت�سرب من �ملد�ر�س و�رتفاع معدلت �جلنوح. وذكرت �لوكالة �لأمريكية للتنمية �أنه مع ف�سل
�لدولة يف خلق »م�سادر بديلة للحو�فز و�لعقوبات«، فاإن »�لكثريين ت�سللو� من خالل �سروخ �ملجتمع
50�حلديث، و�سعرو� باأنه قد تخلى عنهم، ويف بع�س �حلالت، حتولو� �سده«.
عندما كان �لأمر ينا�سب طموحاتها، كانت �ل�سبكات �ملتطرفة تتغا�سى عن/وت�ستفيد من �لجتار
�ملرء تورط و�إثبات �سو�بية �لأخالقية �ل�سرعية �ل�سبكات وفرت هذه باملخدر�ت. كما �مل�سروع غري
يف �لأن�سطة غري �مل�سروعة من �لناحية �لدينية طاملا �أنه يتم ��ستخد�م �لأرباح �ملتولدة لدعم ق�سية
�أي�سا. تاريخية �لدو�ئر �جلهادية، يتم تربير جتنيد عتاة �ملجرمني لأ�سباب �ملت�سددين. ويف بع�س
وكثري� مايتم �ل�ست�سهاد بق�سة عمر بن �خلطاب، �خلليفة �لثاين لالإ�سالم )كان يعبد �لأ�سنام، وكان
يعاقر �خلمر كثري�، و�أر�د �أن يق�سي على �لعدد �ل�سغري ولكن �ملتز�يد من معتنقي �لدين �لإ�سالمي(
�أ�سهر �ملد�فعني �أعد�ء �لإ�سالم، �إىل و�حد من �أ�سد بو�سفها خري مثال على كيفية حتول و�حد من
وميكن �أن يكون ملثل هذ� �لإثبات و�لتربير من �سخ�سيات دينية 51
عنه حما�سة وحماربيه �ل�سجعان.
م�ستقلة تاأثري هام على �ل�سباب �لغا�سب و�ل�ساخط و�مل�سو�س.
�مل�سروعة غري �لأن�سطة بني �لقائمة �ل�سالت بو�سوح حترك �لتي هي �لذ�تية �مل�سلحة �أن كما
م�سلحة �سو�ء، حد على �لعنف، ي�ستخدمون �لذين و�لعقائديني �ملخدر�ت لبارونات �إذ و�لت�سدد.
م�سرتكة يف �إ�سعاف هياكل �لدولة، وجتاوز �سيطرتها �لإقليمية، و�للتفاف على �ملنع �لذي متار�سه،
وتقوي�س �سلطتها عموما. نزع �ل�سرعية عن �لدولة ليز�ل و�حد� من �لأهد�ف �لرئي�سة للمتطرفني
عوامل عدم االستقرار في موريتانيا 20
للتنظيم �لتقليدية �لآليات �لقوى من متنوعة مروحة �أ�سعفت بلد يف �لعنف ي�ستخدمون �لذين
�لجتماعي فيه.
معظم �ملهربني لي�سعون �إىل �إ�سقاط �لدولة ول ي�سرتكون ب�سالت �إيديولوجية مع �ملتطرفني �لذين
ميار�سون �لعنف. وبطبيعة �حلال، لميكن للمرء �أن يفرت�س �أن يكون هذ� هو �حلال د�ئما، لأن مايبد�أ
كتحالف م�سلحي لأ�سباب لوج�ستية وعملية، قد يتطور �إىل وحدة عقائدية. يف �لوقت �لر�هن على
�لأقل، مل تظهر هذه �ل�سالت �لإيديولوجية.
يف �لو�قع، ثمة حالت تدهورت فيها �لعالقات بني �ملجرمني و�ملتطرفني �لذين ي�ستخدمون �لعنف
و�أدت �إىل �ل�سر�ع. ومع ذلك، »يف لعبة تنطوي على ثالث جهات فاعلة - جمرمون وم�سوؤولون يف
�لدولة ومتطرفون ي�ستخدمون �لعنف«، »�أي �ثنني منهم قد يحجم عن ت�سكيل حتالف عندما يحتمل
على �ملرتتبة للتكاليف نف�سها تعري�س �إىل �لفاعلة �جلهات تلك من و�حدة بذلك �لقيام يدفع �أن
وبعبارة �أخرى، فاإن �لتو�طوؤ مع �لدولة يكون �أكرث فائدة للمجرمني 52
معاد�ة �جلهة �لفاعلة �لثالثة«.
من �لتعاون مع �ملتطرفني �لذين غالبا مايكونون يف حالة حرب مع �لدولة.
اخلامتة
يولد �لتقاء حركات �لتمرد يف �سمال �أفريقيا وتز�يد �خلوف �لإقليمي و�لغربي من �نت�سار �لأ�سلحة،
�لقاعدة يف تنظيم بقيادة �لإرهابي و�لن�ساط �لوطنية، �مل�سروعة عرب �حلدود �ل�سلع غري وتهريب
بالد �لغرب �لإ�سالمي، �هتماما �سديد� مبنطقة عرب �ل�سحر�ء. وعلى غر�ر معظم جري�نها، تعاين
موريتانيا من �لفقر و�لتوتر�ت �لعرقية - �ل�سيا�سية، و�حلوكمة �لفا�سدة )يف �لو�قع يقود موريتانيا
وت�ساد و�لنيجر وبوركينا فا�سو، �إ�سافة �إىل مايل �إىل �أن �أطاح �نقالب ع�سكري وقع موؤخر� بالرئي�س، يف
�لوقت �حلايل ع�سكريون �سابقون(. ويف ع�سر�ت �ملقابالت �لتي �أجريتها يف موريتانيا، توؤكد جمموعة
و��سعة من �جلهات �لفاعلة على �لرتباط �لو��سح بني عدم �ل�ستقر�ر وبني �سعف �ملوؤ�س�سات، مقا�سا
ب�سوء �حلوكمة و�لتغلغل �ملحدود للدولة يف �ملجتمع. كل �لأدلة �لتي جمعتها ت�سري �إىل عدم �ل�ستقر�ر
�ملوؤ�س�سي، و�حلوكمة �لفا�سدة، و�حلرمان �لقت�سادي، و�سعف �لثقة �لجتماعية، باعتبارها عو�مل
�خلطر �لرئي�سة �لتي ت�سهم يف عدم �ل�ستقر�ر.
وم�ساكل �لكربى، �ل�سحر�ء و�أفريقيا جنوب �لعربي �ملغرب بني �ل�سرت�تيجي موقعها �إىل نظر�
عدم �ل�ستقر�ر �ملتف�سية ومتعددة �لأوجه �لتي تو�جه، �أ�سبح من �لطبيعي �أن تكون موريتانيا مو�سع
تركيز وكالت �لتنمية �لدولية وبر�مج �لحتاد �لوروبي و�لوليات �ملتحدة ملكافحة �لإرهاب. بالن�سبة
�إىل �جلهات �لدولية �ملانحة �ملوجهة للتنمية، ومن بني �لعديد من �لعو�مل �ملت�سابكة �مل�سببة لل�سر�ع،
فاإن �لعالقة بني نق�س �لتنمية �لقت�سادية �إىل حد كبري وعدم �ل�ستقر�ر يف موريتانيا، هي �لد�فع
21أنوار بوخرص
�لأكرث و�سوحا لعدم �ل�ستقر�ر �لذي ي�ست�سهد به يف كثري من �لأحيان.
ت�سدد �ملنظمات غري �حلكومية �لدولية �لعاملة يف موريتانيا على �أنه لميكن �أن تكون هناك تنمية
�قت�سادية من دون �أمن.
�ملخاطر موريتانيا جت�سد �لع�سكريني، �ل�سرت�تيجيني و�ملخططني �لدفاع م�سوؤويل �إىل وبالن�سبة
تبني كيف و�لدويل. وهي حالة �لإقليمي �لأمن تتمتع بقدر�ت �سعيفة على �لتي �لدول ت�سكلها �لتي
تتقاطع دو�فع عدم �ل�ستقر�ر �لد�خلي مع �لعو�مل �خلارجية، وتتعزز يف �سياق عملية تعر�س �لبلد
�إىل زعزعة �ل�ستقر�ر. بالإ�سافة �إىل �إفقار �سعوبها، عادة ماتكون �حلكومات �ل�سعيفة فا�سدة وي�سهل
�خرت�قها من قبل جماعات �جلرمية �ملنظمة، مايوؤدي �إىل تقوي�س جهودها يف بناء هياكل حوكمة
عملية. وهذ� يخلق فجوة خدمة منهكة يف قدرة �لدولة �ل�سعيفة �أ�سال. وتعترب »�ملناطق غري �خلا�سعة
�إىل �ل�سلطة، وتلك �لتي يتعذر �سبطها، و�لتي تعاين من �سوء �لإد�رة، وكذلك �ملناطق �ملتنازع عليها«
يف �لوطني �لدفاع ��سرت�تيجية تقول كما و�لإرهابيني، �ملنظمة �جلرمية جلماعات خ�سبة �أر�سا
�لبنتاغون. كما تقدم ��سرت�تيجية �لحتاد �لأوروبي �لأمنية ر�أيها يف �لر�بطة بني �لدولة و�جلرمية
�أو �لدول �ل�سعيفة حيث تزدهر �ملنظمة و�لإرهاب: »�جلري�ن �لذين ي�ساركون يف �ل�سر�ع �لعنيف،
�نفجار �أو وظيفيا، �ملختلة �ملجتمعات �أو �ملنظمة، �جلرمية
�لنمو �ل�سكاين على حدودها، جميعها تطرح م�ساكل بالن�سبة
53�إىل �أوروبا«.
للحدود �لعابرة �لإجر�مية �لع�سابات مكافحة ت�سبح
عو�ملها معاجلة لتتم �أنه طاملا جمد، غري م�سعى �لوطنية
لوقف �لنجاح يكتب ولن �لف�ساد(. )�أي �لرئي�سة �مل�ساعدة
خيبة مل�سادر �لت�سدي يتم مامل �أي�سا �ل�سباب تطرف تيار
�أو رغبة �لدولة يف �لوفاء بها، كلما �لأمل و�لإحباط. وكلما ز�دت �لهوة بني توقعات �ل�سباب وقدرة
�ل�سلع للح�سول على �لفاعلة غري �حلكومية �إىل �جلهات �لغا�سبون �ل�سباب يتطلع �أن �زد�د خطر
�لأ�سا�سية.
�لتحليل هنا يدعم �لفرت��س �لقائل �أن خماطر �ل�سر�ع �لجتماعي وعدم �ل�ستقر�ر تزد�د حيث
�لأ�سا�سية �لحتياجات تلبية على قادرة غري �أو ر�غبة غري �لجتماعية وموؤ�س�ساتها �لدولة تكون
ملو�طنيها. لذلك فاإن تعزيز �حلكم �لر�سيد وتعزيز قدرة �لدولة �أمر بالغ �لأهمية لتح�سني �لظروف
�لقت�سادية وبناء ثقة �ل�سعب يف �ملوؤ�س�سات �لوطنية. ولكي تبتعد موريتانيا عن حالة �ل�سعف �لتي
قطاع يف �لإ�سالحات وتعزيز �لف�ساد، مكافحة مبادر�ت دعم �إىل �حلكومة حتتاج منها، تعاين
�لتعليم، و�إ�سفاء �لطابع �ملهني على �أجهزتها �لأمنية، وتعزيز �لعد�لة �لجتماعية.
بالفعل، �لف�ساد موجودة �أول، جلان مكافحة �لتالية: �تخاذها هي يتعني �لتي �لعاجلة �خلطو�ت
لكي تبتعد موريتانيا عن حالة ال�ضعف التي تعاين
منها، حتتاج احلكومة اإىل دعم مبادرات مكافحة
الف�ضاد، وتعزيز الإ�ضالحات يف قطاع التعليم،
واإ�ضفاء الطابع املهني على اأجهزتها الأمنية، وتعزيز
العدالة الجتماعية.
عوامل عدم االستقرار في موريتانيا 22
وحتتاج �إىل متكينها من �أجل �أد�ء وظائف �لتدقيق و�ملر�جعة )من خالل منحها ميز�نيات �أكرب، ف�سال
عن �ملوظفني �لأكفاء وغري �حلزبيني، على �سبيل �ملثال(. ثانيا، يجب و�سع �سو�بط فعالة للحماية من
�لحتيال، وم�سادرة �لأر��سي، و�سوء �ملعاملة من قبل حكام �ملقاطعات و�لوكالت �لإقليمية �لأخرى
�لتي تقدم خدمات وبر�مج للمناطق �لريفية. وميثل �سوء �إد�رة م�ساريع متليك �لأر��سي يف �ملناطق
�حل�سرية م�سكلة رئي�سة وم�سدر� لل�سر�ع �ملجتمعي.
ترخي�س منح وكان �لثقافية. و�حلقوق �ل�سيا�سية �مل�ساركة م�ستوى تعزيز �إىل حاجة ثمة ثالثا،
يف �لعام 2007 للحزب �لإ�سالمي �ملعتدل، تو��سل، خطوة هامة نحو تعزيز �مل�ساركة وتو�سيع نظام
�مل�ساركة. وهناك حاجة �إىل بذل جهود �سيا�سية مماثلة لزيادة متثيل �لأفارقة �ل�سود و�حلر�طني يف
موؤ�س�سات �لدولة. هذه �خلطو�ت �سرورية لردم �لهوة �لثقافية و�لعرقية و�لتحرك نحو جمتمع �أكرث
�سمول وم�ساو�ة.
وفد و�سعت �حلكومة للحر�طني. �لقت�سادية لتح�سني �حلالة فورية مطلوبة ثمة خطو�ت ر�بعا،
وهنا كافية. غري �لآن حتى �سة �ملخ�س �ملو�رد لكن �إليه، يتعر�سون �لذي �لتهمي�س ملعاجلة بر�مج
ميكن �أن تلعب �جلهات �لدولية �ملانحة دور� هاما. فال�ستثمار يف بر�مج �لتنمية هذه ميكن �أن ي�ساعد
يف تعزيز �ل�سالم و�ل�ستقر�ر يف �لبالد.
يتعني على �جلهات �لدولية �ملانحة دعم �جلهود )�خلجولة( �لتي تبذلها �حلكومة ملعاجلة فجوة
توفري �لتعليم يف �لبالد. فالنق�س يف فر�س �حل�سول على
�لفقر�ء �ملو�طنني على متنا�سب غري ب�سكل يوؤثر �لتعليم
على �لغ�سب م�ساعر �إذكاء �إىل مايوؤدي بالفعل، و�ملهم�سني
�لتعليم م�ستويات �نخفا�س يقرتن وعندما لديهم. �لنظام
عامال ي�سبح �أن ميكن فاإنه للتطرف، �لأخرى بالدو�فع
هاما يف تطرف �ل�سباب �ملوريتاين. وثمة �أدلة جتريبية كافية
لتبيان �أن توفري �لتعليم �لعادل )�ملمتاز( يقلل من خماطر �ل�سر�ع �ملجتمعي.
�ملوؤ�س�سي �لتغيري �إذ يتطلب مثل هذ� �أو �سريعا. �لدولة و�ملجتمع �سهال �لعقد بني لن يكون تغيري
�مل�ساعدة لربط ��ستعد�د على مانحة دولية جهات وجود �إىل بالإ�سافة م�سوؤولة، وطنية قيادة
�لقت�سادية بالتح�سن يف �لأمن �ل�سخ�سي. ولبد من ربط �مل�ساعد�ت �لقت�سادية، كما تن�س �سيا�سة
�جلو�ر �لأوروبية �جلديدة، بفكرة »تقدمي �ملزيد للح�سول على �ملزيد« مع »معايري دقيقة وت�سل�سل يف
�لإجر�ء�ت �أكرث و�سوحا«. وقد �أعلن �لرئي�س حممد ولد عبد �لعزيز �لتز�مه بتح�سني �لإد�رة �لعامة
وتعميق �لدميقر�طية. ومن �لإن�ساف �أن حتمله �لوليات �ملتحدة و�أوروبا على �للتز�م بوعوده.
�لرهانات كبرية. وهناك عو�مل قوية �ستقاوم �أي �إ�سالحات جوهرية لرت�سيد �إد�رة �لنفقات �لعامة،
�لإ�سالحات، �مل�سالح. ولكي تنجح �لتي حتكم �سر�عات �مل�سرتيات وتلك �إجر�ء�ت وتعزيز قو�عد
لكي تنجح الإ�ضالحات، يحتاج الإ�ضالحيون الوطنيون
داخل احلكومة اإىل اإقامة حتالفات ذات قاعدة
عري�ضة و�ضاملة مع ال�ضرائح املوؤثرة يف املجتمع،
وكذلك مع اجلهات الدولية املانحة وامل�ضتثمرين.
23أنوار بوخرص
و�ساملة مع �إقامة حتالفات ذ�ت قاعدة عري�سة �إىل �لوطنيون د�خل �حلكومة �لإ�سالحيون يحتاج
هذه لدى و�ستكون و�مل�ستثمرين. �ملانحة �لدولية �جلهات مع وكذلك �ملجتمع، يف �ملوؤثرة �ل�سر�ئح
�لقوى فر�سة �أف�سل ملقاومة �ل�سغوط �لتي لبد �أن تنبثق من �ملجموعات �لتي يرجح لها �أن تخ�سر يف
�سياق عملية �لإ�سالح.
�2أنوار بوخرص
مالحظات
1 مقابلة مع عامل االجتماع �سيخ �سعد ب�ه كامارا، 21 كان�ن الثاين/يناير 2012.2
See Alain Antil and Sylvain Touati, «Mali et Mauritanie: pays sahéliens fragiles et États résilients,» Politique Etrangère, 76(1), Spring 2011, 59-69.
3BTI 2012—Mauritania Country Report (Gütersloh: Bertelsmann Stiftung, 2012), 12, www.
bti-project.org/fileadmin/Inhalte/reports/2012/pdf/BTI%202012%20Mauritania.pdf»
4 امل�سدر ال�سابق، 6.5 امل�سدر ال�سابق، 16.
م�ريتانيا يف املرتبة 150 من اأ�سل 169 دولة يف جماالت ال�سحة والتعليم، يف م�ؤ�سر برنامج االأمم املتحدة حلت 6االإمنائي للتنمية الب�سرية.
7«The State’s Legitimacy in Fragile Situations: Unpacking Complexity,» OECD 2010,20,
www.oecd.org/dataoecd/45/6/44794487.pdf.
8Jemal Oumar, «Sahel instability impacts Mauritania,» Magharebia, March 19, 2012, www.
magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/en_GB/features/awi/features/2012/03/19/
feature-02.
9BTI 2012—Mauritania Country Report, 10.
10 امل�سدر ال�سابق.11
Ron Parker, «The Senegal-Mauritania Conflict of 1989: A Fragile Equilibrium,»Journal of Modern African Studies, vol. 29, no. 1 (March 1991): 155-71.
12 امل�سدر ال�سابق.م�ريتانيا لتحــرير االأفـريقية الق�ات �سرية اأحزاب ثالثة اأن�ساأت املت�تر، والعن�سري العرقي املناخ هذا يف 13»بيان بعد ظه�ر املعار�سة، خ�سـ��سا ب�سن حملة على الدولة بداأت ،1986 العام 1983. ويف العام (Flam( ، يف
االأفارقة ال�س�د امل�سطهدين«، وه� وثيقة تتهم النظام بتطبيق �سيا�سة الف�سل العن�سري التي هم�ست االأفارقة ال�س�د
عمدا. األقي القب�س على وا�سعي الكرا�س وتعر�س�ا اإىل التعذيب. ومت طرد اآخرين من وظائفهم يف اخلدمة العامة.
يف العام 1987، ا�ستهدفت ال�سلطات �سباط عدة من الب�الر يف اجلي�س بعد حماولة انقالب فا�سلة.
14Stéphanie Pézard, with Anne-Kathrin Glatz, «Arms in and around Mauritania:
National and Regional Security Implications,» Small Arms Survey, Graduate
عوامل عدم االستقرار في موريتانيا 2�
Institute of International and Development Studies, Geneva, 2010, 8,www.smallarmssurvey.org/fileadmin/docs/B-Occasional-papers/SAS-OP24-
Mauritania-EN.pdf.
كانت معاناة جماعة الب�الر هي االأكرب، خ�س��سا تلك امل�ج�دة يف منطقة براكنة، اإىل اجلن�ب الغربي من 15م�ريتانيا.
See Antil and Touati, «Mali et Mauritanie: pays sahéliens fragiles et États résilients.»
امل�سدر ال�سابق، 14. 16ال�سابق. امل�سدر 17
ال�اقع، كانت احلك�مة امل�ريتانية قد �سمحت للحراطني، الذين كان بع�سهم قد طرد من ال�سنغال، باال�ستقرار 18 يف نظم�ا ميلي�سيات الذين ال�سكان اجلدد، ال�سنغال... ه�ؤالء اإىل الذين طردوا اأفريقي اأ�سل امل�ريتانيني من اأر�س يف
حلماية اأنف�سهم، ح�سل�ا على اأ�سلحة من احلك�مة وارتكب�ا بها اأعمال عنف خطرية �سد قرويني اآخرين، مب�افقة من
ق�ات االأمن التي كانت م�ج�دة.
Pézard and Glatz, «Arms in and Around Mauritania: National and Regional Security Implications,» 9.
19«Islamism in North Africa IV: The Islamist Challenge in Mauritania: Threat or Scapegoat?» International Crisis Group, Middle East/North Africa Report no. 41, May 11, 2005, www.crisisgroup.org/en/regions/middle-east-north-africa/north-
africa/mauritania/041-islamism-in-north-africa-4-the-islamist-challenge-in-
mauritania.aspx.
20Cédric Jourde, «Mauritania 2010: between individual willpower and institutional inertia,» IPRIS, Maghreb Review, March 2011, www.ipris.org/php/download.
php?fid=475.
21BTI 2012 — Mauritania Country Report, 21.
22 امل�سدر ال�سابق، 17.23
«Police arrest 56 in Mauritania over census protests,» Agence France-Presse,September 30, 2011,http://www.google.com/hostednews/afp/article/ALeqM5hc_1JRl-_LWVW6JeHTY4WlSJ1JZQ?docId=CNG.d9df7a767e5cfba2d4b83b752fec7796.6e1.
24 امل�سدر ال�سابق.25 كان الهج�م الذي قام به تنظيم القاعدة يف بالد املغرب االإ�سالمي انتقاما من �سجن ولد الطايع ل�سبعة م�ريتانيني �سارك�ا يف مع�سكرات تدريب يف مايل، ف�سال عن دعمه ملبادرة عم�م ال�ساحل )PSI(، واإقامة عالقات دبل�ما�سية مع
اإ�سرائيل. وال�اقع اأن الهج�م االإرهابي »وقع بعد فرتة ق�سرية فقط من الزيارة التي قام بها وزير اخلارجية االإ�سرائيلي
اإىل ن�اك�س�طـ، وقبل بداية عملية »قفل ال�س�ان« الع�سكرية التي نظمت يف اإطار مبادرة عم�م ال�ساحل«.
Pézard and Glatz, «Arms in and around Mauritania,» 23.
�2أنوار بوخرص
26 مقابلة مع حممد حمم�د اأب� املعايل من ن�اك�س�ط، 16 كان�ن الثاين/يناير 2012.27
See Guilain Denoeux and Zeric Smith, «Mauritania Pilot–CT and Development,»
USAID, June 2008, 8; Rebecca Winthrop and Corinne Graff, «Beyond Madrasas:
Assessing the Links between Education and Militancy in Pakistan,» Working paper 2, Brookings Institution, June 2010,
www.brookings.edu/~/media/Files/rc/papers/2010/06_pakistan_education_
winthrop/06_pakistan_education_winthrop.pdf.
28 مقابلة مع الربوف�س�ر خمتار حممد �سيخنا، 17 كان�ن الثاين/يناير 2012.29 مقابالت اأجريت يف 18 كان�ن الثاين/ يناير 2012، يف ن�اك�س�ط.
فيها اخلطباء ين�سط »بلديات والنعمة جميعها وكيفة ب�تلميت كانت للتنمية، االأمريكية ال�كالة لدرا�سة وفقا 30املت�سددون، حيث ميكن العث�ر على تركيزات اأكرب من املتطرفني، و/ اأو االأماكن التي جاء منها املتطرف�ن الذين اعتقل�ا
يف العامني املا�سيني يف اأغلب االأحيان«. وقد اأكد حماوري مثل هذه النتائج، م�سريين اإىل ب�تلميت كمنطقة مثرية
للقلق ب�سكل خا�س. وفقا الأب� املعايل، فاإن ب�تلميت ت�سكل معقال للدعاة ال�سلفيني وحا�سنة للفكر املتطرف. وقال اأن
االأطفال ب�سكل خا�س معر�س�ن اإىل التلقني. ب�تلميت هي اأي�سا املنطقة التي ن�ساأ فيها عدد من امل�ريتانيني الذين قاتل�ا
يف اأفغان�ستان.
9 كان�ن الثاين/ يناير 2012، ن�اك�س�ط. الرباء، ولد 31 مقابلة مع يحيى 32
Denoeux and Smith, «Mauritania Pilot – CT and Development,» 12.
33«Islamism in North Africa IV.»
34Jake Tapper, «Terrorism Bulletin Says Highlighting Al Qaeda Racism Could Deter African Recruits,» ABC News blog, July 24, 2010, http://abcnews.go.com/blogs/
politics/2010/07/terrorism-bulletin-says-highlighting-al-qaeda-racism-could-
deter-african-recruits.
اأن ادع�ا االإ�سالمي املغرب بالد يف القاعدة تنظيم جمندي بع�س اأن االإرهاب ملكافحة ال�طنية اللجنة ن�سرة ذكرت
التنظيم »كان عن�سريا ب�سكل وا�سح �سد بع�س االأع�ساء ال�س�د من غرب اأفريقيا الأنه مت اإر�سالهم ملهاجمة اأهداف ذات
م�ست�ى اأقل فقط«.
35Cédric Jourde, «Sifting Through the Layers of Insecurity in the Sahel: The Case of Mauritania,» Africa Security Brief, No. 15, September 2011, 4, /www.ndu.edu/press/
lib/pdf/Africa-Security-Brief/ASB-15.pdf.
فاإن احلك�مة الت�سيطر على اأكرث من 10 يف املئة من امل�ساجد. �سيخ�نه، ملختار حممد 36 وفقا 37
See «Mauritania: A New Drug-Trafficking Hub in the Making?» http://wikileaks.
org/cable/2009/06/09NOUAKCHOTT386.html.
38
عوامل عدم االستقرار في موريتانيا 2�
See Pézard and Glatz, «Arms in and around Mauritania,» 47-48.
39 امل�سدر ال�سابق، 22.40
Jemal Oumar, «Sahel instability impacts Mauritania,» Magharebia, March 19, 2012, «www.
magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/en_GB/features/awi/features/2012/03/19/
feature-02.
41 Laurence Aida Ammour, «La Mauritanie au carrefour des menaces régionales,»
Centre Français de Recherche sur le Renseignement, February 1, 2011.
http://www.cf2r.org/fr/tribune-libre/la-mauritanie-au-carrefour-des-menaces-
regionales.php
42 George B. N. Ayittey, Africa in Chaos (New York: St. Martin’s Griffin, 1999), 151.
يف املنظمة اجلرمية مكافحة وحدات بناء يف ي�ساعد عندما الدويل املجتمع ي�اجهها التي املع�سلة هي هذه 43م�ريتانيا. هذا التحدي ذو �سقني: )1( التاأكد من اأنه اليتم حت�يل �سباط ال�سرطة واجلمارك االأف�سل تدريبا وجتهيزا
باأن تط�ير وحدات حمرتفة لن النخب احلاكمة اإقناع واأق�ياء و)2( اإىل مهربي خمدرات قادرين املخدرات ملكافحة
ي�سكل تهديدا لنظام الدولة )اأي، انقالب(.
44Cedric Jourde, «Sifting through the Layers of Insecurity in the Sahel: The Case of Mauritania,» Africa Security Brief, no. 15, September 2011, 3.
45See «Mauritania: A New Drug-Trafficking Hub in the Making?»
االأمريكية التي ن�سرها م�قع ويكيليك�س، »ي�ستخدم القنب الهندي، املعروف اأي�سا الربقيات ملا جاء يف وفقا 46با�سم دي�مبا، من قبل ال�س�نينكي والب�الر يف الغالب. وه� من املخدرات الرخي�سة )مقدار ك�ب من ال�ساي يكلف
1000 اأوقية اأي ح�اىل 4 دوالرات( التي تاأتي من غانا وتدخل م�ريتانيا عرب ال�سنغال«.47
Raby Ould Idoumou, «Mauritania spreads moderation through mosques,»
Magharebia, March 15, 2012,www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/en_GB/features/awi/features/2012/03/15/
feature-04.
48 مقابلة مع ال�سلم� ود م�سطفى، 18 كان�ن الثاين/يناير 2012، ن�اك�س�ط.
49Antil and Touati, «Mali et Mauritanie: pays sahéliens fragiles et États résilients.»
50Denoeux and Smith, «Mauritania Pilot – CT and Development,» 8.
51 مقابالت مع حممد حمم�د اأب� املعايل، 16 كان�ن الثاين/ يناير 2012، وخمتار حممد �سيخنا، 17 كان�ن الثاين .2012
52Denoeux and Smith, «Mauritania Pilot – CT and Development,» 12.
53 امل�سدر ال�سابق.
نبذة عن الكاتب
اأنوار بوخر�ص هو �أ�ستاذ م�ساعد يف �لعالقات �لدولية يف جامعة ماكد�نيال يف و�ستمن�سرت،
�مل�ستنري« و�ل�ستبد�د �لتنفيذية �مللكية �ملغرب: يف »�ل�سيا�سة كتاب وموؤلف ماريالند،
Politics in Morocco: Executive Monarchy and Enlightened Authoritarianism(
Routledge 2010(. وي�سارك بوخر�س يف �إد�رة م�سروع جمموعة �لعمل �خلا�سة مبوريتانيا
�أربع �ل�سيا�سات يف �لباحثون و�سانعو لل�سالم �لدويل، حيث يجتمع يف موؤ�س�سة كارنيغي
2012، وذلك ملناق�سة كل طاولت م�ستديرة، من كانون �لثاين/يناير �إىل ني�سان /�أبريل
من �لق�سايا �لأ�سا�سية �لتي تو�جهها �لبالد ورد فعل �ملجتمع �لدويل. بوخر�س هو �أي�سا
�ل�سيا�سي »�لعنف بعنو�ن در��ستني ن�سر حيث �لدوحة، بروكنجز مركز يف �سابق زميل
�لإرهابية �ل�سبكات منو و»مو�جهة �ملكتمل« غري �لتحرير م�ساعب �أفريقيا: �سمال يف
Political Violence in North Africa: The Perils of Incomplete �لعربي« يف �ملغرب
Liberlization، Fighting the Growth of Terrorist Networks in the Maghreb. وقد
ن�سرت موؤلفاته �لأخرى يف عدد كبري من �ملجالت و�ل�سحف �لرئي�سة يف �لوليات �ملتحدة
و�ل�سرق �لأو�سط.
مؤسسة كـارنيغيللسالم الدولي
ة ل تتوخى �لربح ت�سعى �إىل تعزيز موؤ�ض�ضة كارنيغي لل�ضالم الدويل هي منظمة خا�س
�لتعاون بني �لدول وترويج �لتز�م �لوليات �ملتحدة �لفاعل على �ل�ساحة �لدولية. �ملوؤ�س�سة
�لتي تاأ�س�ست عام 1910 غري حزبية، وت�سعى �إىل حتقيق نتائج عملية.
يف �لوقت �لذي حتتفل فيه بالذكرى �ملئوية لتاأ�سي�سها، �أ�سبحت موؤ�س�سة كارنيغي �لر�ئدة
ومو�سكو و��سنطن يف مزدهرة مكاتب �لآن ولها �لأول، �لعاملي �لأبحاث مركز بو�سفها
وبيجينغ وبريوت وبروك�سل. وت�سم هذه �ملو�قع �خلم�سة مر�كز �حلكم �لعاملية، و�لأماكن
�لتي �سيحدد تطورها �ل�سيا�سي و�سيا�ساتها �لدولية �إىل حد بعيد �حتمالت �ل�سالم �لدويل
و�لتقدم �لقت�سادي يف �ملدى �لقريب.
يجمع برنامج كارنيغي لل�ضرق الأو�ضط بني �ملعرفة �ملحلية �ملعمقة و�لتحليل �ملقارن
�لعامل يف و�لإ�سرت�تيجية و�ل�سيا�سية و�لجتماعية �لقت�سادية �مل�سالح لدر��سة �لثاقب
لة و��ستك�ساف �ملو��سيع �لرئي�سة �ل�ساملة، �لعربي. ومن خالل �لدر��سات �لقطرية �ملف�س
�لأو�سط، لل�سرق كارنيغي مركز مع بالتن�سيق �لأو�سط، لل�سرق كارنيغي برنامج يقدم
من و�ردة و�آر�ء عميق فهم على مبنية و�لعربية �لنكليزية باللغتني وتو�سيات حتليالت
�لإ�سالح �لأو�سط على خربة خا�سة يف جمال لل�سرق كارنيغي برنامج ويتوفر �ملنطقة.
�ل�سيا�سي وم�ساركة �لإ�سالميني يف �ل�سيا�سة �لتعددية يف جميع �أنحاء �ملنطقة.
top related