مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

1

شبكة مشكاة اإلسالمية الكتــاب تأليف

أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنرب امللقب بـ سيبويه

نبذة: جاء أبوابا يف أربعة أجزاء، بدأه املؤلف بباب يف علم الكلم من العربية، واختتمه بباب يف اجلر، وقد اشتمل الكتاب على ألف ومخسني بيتا من الشعر.

"مل يعمل كتاب يف علم من العلوم مثل كتاب سيبويه؛ : وفيه قال حممد بن يزيدوذلك أن الكتب املصنفة يف العلوم مضطرة إىل غريها، وكتاب سيبويه ال حيتاج

" من فهمه إىل غريه اجلزء األول

مقدمة بسم اهلل الرمحن الرحيم وبه نستعني وصلى اهلل على حممد وعلى آله وسلم قال

. قرأت على ابن والد وهو ينظر يف أبيه : مد بن حيىيأبو عبيد اهلل حم . ومسعته يقرأ على أيب جعفر أمحد بن حممد املعروف بابن النحاس

. وأخذه أبو القاسم بن والد عن أبيه عن املربد . وأخذه املربد عن املازين عن األخفش عن سيبويه

: أهل اجلنة فقال جل ثناؤه احلمد هلل الذي افتتح باحلمد كتابه وجعله آخر دعاء . " وآخر دعواهم أن احلمد هلل رب العاملني "

. وصلى اهلل على حممد خامت النبيني وعلى آله الطيبني

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

2

مل يزل أهل العربية يفضلون كتاب أيب بشر : قال لنا أبو جعفر أمحد بن حممدمل " : د بن يزيدعمرو بن عثمان بن قنرب املعروف بسيبويه حت لقد قال حمم

يعمل كتاب يف علم من العلوم مثل كتاب سيبويه وذلك أن الكتب املصنفة يف . " العلوم مضطرة إىل غريها وكتاب سيبويه ال حيتاج من فهمه إىل غريه

إذا تأملت األمثلة من كتاب سيبويه تبينت أنه أعلم الناس : وقال أبو إسحاق . باللغة

وحدثين علي بن سليمان قال حدثين حممد بن يزيد أن املفتشني : قال أبو جعفرمن أهل العربية ومن له املعرفة باللغة تتبعوا على سيبويه األمثلة فلم جيدوه ترك من

. منها اهلندلع وهي بقلة : كالم العرب إال ثالثة أمثلة . والدراقس وهو عظم يف القفا

. ومشنصري وهو اسم أرضحدثين نصر بن : حدثين القاضي إمساعيل بن إسحاق قال : اقوقال أبو إسح

: يعد من أصحاب اخلليل يف النحو أربعة : مسعت األخفش يقول : علي قالومؤرج -وهو أبو نصر ابن علي -سيبويه والنضر بن مشيل وعلي بن نصر

. السدوسي : أراد أن يضع كتابهقال يل سيبويه حني : ومسعت نصرا حيكي عن أبيه قال : قال

. تعال حت نتعاون على إحياء علم اخلليلوقد رأيت أبا جعفر بن رستم يروي كتاب سيبويه عن املازين غري : قال أبو جعفر

أن الذي اعتمد عليه أبو جعفر يف كتاب سيبويه إبراهيم ابن السري ملعرفته به . وضبطه إياه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

3

العباس كان ال يكاد يقرئ أحدا كتاب وذكر أن علي بن سليمان حكى أن أبا . سيبويه حت يقرأه على أيب إسحاق لصحة نسخته ولذكر أمساء الشعراء فيها

. نظرت يف كتاب سيبويه فإذا فيه ألف ومخسون بيتا : قال اجلرمينظرت يف : ومسعت حممد بن الوليد يقول : فأما ألف فعرفت أمساء قال أبو جعفر

. يه اليت أمليت مبصر فإذا فيها مائتا حرف خطأنسخة كتاب سيبو . ورأيت أبا إسحاق قد أنكر اإلسناد الذي يف أوهلا إنكارا شديدا : قال

مل يقرأ أبو العباس حممد بن يزيد كتاب سيبويه كله على اجلرمي ولكن قال : وقالقرأت : العباس قرأته أنا على أيب العباس حممد بن يزيد وقال لنا أبو : أبو إسحاق

حنو ثلثه على أيب عمر اجلرمي فتويف أبو عمر فابتدأت قراءته على أيب احلسن كنت أسأل سيبويه عما أشكل علي : سعيد بن مسعدة األخفش وقال األخفش

. منه فإن تعصب علي الشيء منه قرأته عليهحدثين أبو العباس : لوأما أبو القاسم بن والد فإنه حدثنا عن أبيه أيب احلسني قا

قرأ املازين كتاب سيبويه على اجلرمي وساءل األخفش عنه وقرأه : املربد قال . اجلرمي على األخفش

قرأت بعض هذا الكتاب على اجلرمي وبعضه على : وحدثين املربد قال : قال . املازين ومنه ما قرأته عليهما مجيعا

أدرك أبو عمر من أخذ عنه سيبويه واختلف إىل قد : ومسعت املربد يقول : قال . حلقة يونس

حدثين الزيادي : حدثنا أبو العباس قال : وحدثنا أبو القاسم بن والد عن أبيه قالعمدت إىل أيب عمر اجلرمي أقرأ عليه كتاب سيبويه ووافيت : أبو إسحاق قال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

4

فكنا نعجب من " بني اجلزأين هذا باب ما يرتفع " املازين يقرأ عليه يف أثناء . حذقه وجودة ذهنه

. وكان قد بلغ من أول الكتاب إىل هذا املوضعيعين أن املازين كان قد بلغ على األخفش إىل هذا : قال أبو احلسني بن والد

. املوضعكان أيب قد قدم على أيب العباس املربد ليأخذ : ومسعت أبا القاسم بن والد يقول

نه كتاب سيبويه فكان املربد ال ميكن أحدا من أصله وكان يضن به ضنة شديدة م . فكلم ابنه على أن جيعل له يف كل كتاب منها جعال قد مساه فأكمل نسخه

مث إن أبا العباس ظهر على ذلك بعد فكان قد سعى بأيب احلسني إىل بعض بو احلسني منه بصاحب خدمه السلطان ليحبسه له ويعاقبه يف ذلك فامتنع أ

. خراج بغداد يومئذ وكان أبو احلسني يؤدب ولده فأجاره منهمث إن صاحب اخلراج ألظ بأيب العباس يطلب إليه أن يقرأ عليه الكتاب حت

. فعلفقرأته أنا على أيب القاسم وهو ينظر يف ذلك الكتاب بعينه : قال أبو عبد اهلل

. رارا قرأته على أيب م : وقال يل هذا باب علم الكلم من العربية

. اسم وفعل وحرف جاء ملعىن ليس باسم وال فعل : فالكلم . رجل وفرس وحائط : فاالسم

وأما الفعل فأمثلة أخذت من لفظ أحداث األمساء وبنيت ملا مضى وملا يكون ومل . يقع وما هو كائن مل ينقطع

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

5

. محدفأما بناء ما مضى فذهب ومسع ومكث و يقتل ويذهب : اذهب واقتل واضرب وخمربا : وأما بناء ما مل يقع فإنه قولك آمرا

. ويضرب ويقتل ويضرب . وكذلك بناء ما مل ينقطع وهو كائن إذا أخربت

فهذه األمثلة اليت أخذت من لفظ أحداث األمساء وهلا أبنية كثرية ستبني إن شاء . اهلل

. مد والقتلواألحداث حنو الضرب واحلمث وسوف وواو القسم والم : وأما ما جاء ملعىن وليس باسم وال فعل فنحو

. اإلضافة وحنوها هذا باب جماري أواخر الكلم من العربية

على النصب واجلر والرفع واجلزم والفتح والضم : وهي جتري على مثانية جمار . والكسر والوقف

فالنصب والفتح يف اللفظ : عهن يف اللفظ أربعة أضربوهذه اجملاري الثمانية جيم . ضرب واحد واجلر والكسر فيه ضرب واحد وكذلك الرفع والضم واجلزم والوقف

وإمنا ذكرت لك مثانية جمار ألفرق بني ما يدخله ضرب من هذه األربعة ملا حيدث ليه احلرف وبني ما يبىن ع -وليس شيء منها إال وهو يزول عنه -فيه العامل

بناء ال يزول عنه لغري شيء أحدث ذلك فيه من العوامل اليت لكل منها ضرب . من اللفظ يف احلرف وذلك احلرف حرف اإلعراب

. فالرفع واجلر والنصب واجلزم حلروف اإلعراب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

6

وحروف اإلعراب لألمساء املتمكنة ولألفعال املضارعة ألمساء الفاعلني اليت يف . اهلمزة والتاء والياء والنون : د األربعأوائلها الزوائ . أفعل أنا وتفعل أنت أو هي ويفعل هو ونفعل حنن : وذلك قولك

. هذا زيد : مررت بزيد والرفع : رأيت زيدا واجلر : والنصب يف األمساءوليس يف األمساء جزم لتمكنها وللحاق التنوين فإذا ذهب التنوين مل جيمعوا على

. ذهابه وذهاب احلركةاالسم . مل يفعل : سيفعل واجلزم : لن يفعل والرفع : والنصب يف املضارع من األفعال

وليس يف األفعال املضارعة جر كما أنه ليس يف األمساء جزم ألن اجملرور داخل يف . املضاف إليه معاقب للتنوين وليس ذلك يف هذه األفعال

لفاعل : إن عبد اهلل ليفعل فيوافق قولك : ك تقولوإمنا ضارعت أمساء الفاعلني أن . إن زيدا لفاعل فيما تريد من املعىن : حت كأنك قلت

. وتلحقه هذه الالم كما حلقت االسم وال تلحق فعل الالموتقول سيفعل ذلك وسوف يفعل ذلك فتلحقها هذين احلرفني ملعىن كما تلحق

. األلف والالم األمساء للمعرفة . ويب لك أهنا ليست بأمساء أنك لو وضعتها مواضع األمساء مل جيز ذلك

إال أهنا ! أال ترى أنك لو قلت إن يضرب يأتينا وأشباه هذا مل يكن كالما . ضارعت الفاعل الجتماعهما يف املعىن

. وسرتى ذلك أيضا يف موضعه . أي حلاكم " يحكم بينهم وإن ربك ل " : ولدخول الالم قال اهلل جل ثناؤه

. وملا حلقها من السني وسوف كما حلقت االسم واأللف والالم للمعرفة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

7

وأما الفتح والكسر والضم والوقف فلألمساء غري املتمكنة املضارعة عندهم ما ليس باسم وال فعل مما جاء ملعىن ليس غري حنو سوف وقد ولألفعال اليت مل جتر

. اليت ليست بأمساء وال أفعال ومل جتئ إال ملعىن جمرى املضارعة وللحروف . حيث وأين وكيف : فالفتح يف األمساء قوهلم

. أوالد وحذار وبداد : والكسر فيها حنوضرب وكذلك كل : والضم والفتح يف األفعال اليت مل جتر جمرى املضارعة قوهلم

. بناء من الفعل كان معناه فعلهذا رجل ضربنا : ن فيها بعض ما يف املضارعة تقولومل يسكنو آخر فعل أل

. فتصف هبا النكرة وتكون يف موضع ضارب إذا قلت هذا رجل ضاربإن فعل فعلت فيكون يف معىن إن يفعل أفعل فهي فعل كما أن املضارع : وتقول

فعل وقد وقعت موقعها يف إن ووقعت موقع األمساء يف الوصف كما تقع وصف فلم يسكنوها كما مل يسكنو من األمساء ما ضارع املتمكن املضارعة يف ال

. وال ما صري من املتمكن يف موضع مبنزلة غري املتمكن . من عل حركوه ألهنم قد يقولون من عل فيجرونه : فاملضارع

وأما املتمكن الذي جعل مبنزلة غري املتمكن يف موضع فقولك ابدأ هبذا أول ويا . حكم

اضرب يف األمر ومل حيركوها ألهنا ال يوصف هبا وال تقع موقع : وهلموالوقف ق . املضارعة فبعدت من املضارعة بعدكم وإذ من املتمكنة

. وكذلك كل بناء من الفعل كان معناه افعل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

8

سوف : والفتح يف احلروف اليت ليست إال ملعىن وليست بأمساء وال أفعال قوهلم . ومث

. بزيد ولزيد : يف باء اإلضافة والمهاوالكسر فيها قوهلم . منذ فيمن جرهبا ألهنا مبنزلة من يف األيام : والضم فيها

. وال ضم يف الفعل ألنه مل جييء ثالث سوى املضارع . وعلى هذين املعنيني بناء كل فعل بعد املضارع

د والني وهو األوىل منهما حرف امل : واعلم أنك إذا ثنيت الواحد حلقته زيادتانحرف اإلعراب غري متحرك وال منون يكون يف الرفع ألفا ومل يكن واوا ليفصل

بني التثنية واجلمع الذي على حد التثنية ويكون يف اجلر ياء مفتوحا ما قبلها ومل . يكسر ليفصل بني التثنية واجلمع الذي على حد التثنية

فا ليكون مثله يف اجلمع وكان مع ويكون يف النصب كذلك ومل جيعلوا النصب ألذا أن يكون تابعا ملا اجلر منه أوىل ألن اجلر لالسم ال جياوزه والرفع قد ينتقل إىل

. الفعل فكان هذا أغلب وأقوىوتكون الزيادة الثانية نونا كأهنا عوض ملا منع من احلركة والتنوين وهي النون

. ورأيت الرجلني ومررت بالرجلني مها الرجالن : وحركتها الكسر وذلك قولكاألوىل منهما حرف املد والني : وإذا مجعت على حد التثنية حلقتها زائدتان

. والثانية نونوحال األوىل يف السكون وترك التنوين وأهنا حرف اإلعراب حال األوىل يف التثنية

سور ما قبلها إال أهنا واو ومضموم ما قبلها يف الرفع ويف اجلر والنصب ياء مك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

9

ونوهنا مفتوحة فرقوا بينها وبني نون االثنني كما أن حرف اللني الذي هو حرف . اإلعراب خمتلف فيهما

. املسلمون ورأيت املسلمني ومررت باملسلمني : وذلك قولكومن مث جعلوا تاء اجلمع يف اجلر والنصب مكسورة ألهنم جعلوا التاء اليت هي

الياء والتنوين مبنزلة النون ألهنا يف التأنيث نظرية الواو حرف اإلعراب كالواو و . والياء يف التذكري فأجروها جمراها

واعلم أن التثنية إذا حلقت األفعال املضارعة عالمة للفاعلني حلقتها ألف ونون ومل تكن األلف حرف اإلعراب ألنك مل ترد أن تثين يفعل هذا البناء فتضم إليه

إمنا أحلقته هذا عالمة للفاعلني ومل تكن منونة وال يلزمها يفعل آخر ولكنك احلركة ألنه يدركها اجلزم والسكون فتكون األوىل حرف اإلعراب والثانية كالتنوين فكلما كانت حاهلا يف الواحد غري حال االسم ويف التثنية مل تكن مبنزلته فجعلوا

مة للرفع كما كان يف الواحد إذ إعرابه يف الرفع ثبات النون لتكون له يف التثنية عال . منع حرف اإلعراب

وجعلوا النون مكسورة كحاهلا يف االسم ومل جيعلوها حرف اإلعراب إذ كانت متحركة ال تثبت يف اجلزم ومل يكونوا ليحذفوا األلف ألهنا عالمة اإلضمار والتثنية

فأثبتوها يف الرفع أكلوين الرباغيث ومبنزلة التاء يف قلت وقالت : يف قول من قال . وحذفوها يف اجلزم كما حذفوا احلركة يف الواحد

ووافق النصب اجلزم يف احلذف كما وافق النصب اجلر يف األمساء ألن اجلزم يف األفعال نظري اجلر يف األمساء واألمساء ليس هلا يف اجلزم نصيب كما أنه ليس

. للفعل يف اجلر نصيب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

11

ل عالمة للجمع حلقتها زائدتان إال أن األوىل واو وذلك وكذلك إذا حلقت األفعامضموم ما قبلها لئال يكون اجلمع كالتثنية ونوهنا مفتوحة مبنزلتها يف األمساء كما

فعلت ذلك يف التثنية ألهنما وقعتا يف التثنية واجلمع ههنا كما أهنما يف األمساء . هم يفعلون ومل يفعلوا ولن يفعلوا : كذلك وهو قولك

كذلك إذا أحلقت التأنيث يف املخاطبة إال أن األوىل ياء وتفتح النون ألن الزيادة و اليت قبلها مبنزلة الزيادة اليت يف اجلمع وهي تكون يف األمساء يف اجلر والنصب

. أنت تفعلني ومل تفعلي ولن تفعلي : وذلك قولكوكانت عالمة وإذا أردت مجع املؤنث يف الفعل املضارع أحلقت للعالمة نونا

اإلضمار واجلمع فيمن قال أكلوين الرباغيث وأسكنت ما كان يف الواحد حرف اإلعراب كما فعلت ذلك يف فعل حني قلت فعلت وفعلن فأسكن هذا ههنا

وبين على هذه العالمة كما أسكن فعل ألنه فعل كما أنه فعل وهو متحرك كما من يفعل -وفعل شيئا واحدا إذا كانت هي -أنه متحرك فليس هذا بأبعد فيها

هن : إذ جاز هلم فيها األعراب حني ضارعت األمساء وليست باسم وذلك قولك . يفعلن ولن يفعلن ومل يفعلن

وتفتحها ألهنا نون مجع وال حتذف ألهنا عالمة إضمار ومجع يف قول من قال . أكلوين الرباغيث

. فالنون ههنا يف يفعلن مبنزلتها يف فعلنفعل بالم يفعل ما فعل بالم فعل ملا ذكرت لك وألهنا قد تبىن مع ذلك على و

. الفتحة يف قولك هل تفعلن

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

11

وألزموا الم فعل السكون وبنوها على العالمة وحذفوا احلركة ملا زادوا ألهنا يف . الواحد ليست يف آخرها حرف إعراب ملا ذكرت لك

ل أثقل من األمساء ألن األمساء واعلم أن بعض الكالم أثقل من بعض فاألفعاهي األوىل وهي أشد متكنا فمن مث مل يلحقها تنوين وحلقها اجلزم والسكون وإمنا

. هي من األمساءأال ترى أن الفعل ال بد له من االسم وإال مل يكن كالما واالسم قد يستغين عن

. اهلل إهلنا وعبد اهلل أخونا : الفعل تقولالفعل املضارع من األمساء يف الكالم ووافقه يف البناء أجرى واعلم أن ما ضارع

لفظه جمرى ما يستثقلون ومنعوه ما يكون ملا يستخفون وذلك حنو أبيض وأسود وأمحر وأصفر فهذا بناء أذهب وأعلم فيكون يف موضع اجلر مفتوحا استثقلوه

. حني قارب يف الكالم ووافق يف البناءأتأتين اليوم قوي وأال باردا ومررت جبميل : فإنك لو قلت وأما مضارعته يف الصفة

كان ضعيفا ومل يكن يف حسن أتاين رجل قوي وأال ماء باردا ومررت برجل . مجيل

أفال ترى أن هذا يقبح ههنا كما أن الفعل املضارع ال يتكلم به إال ومعه االسم . ألن االسم قبل الصفة كما أنه قبل الفعل

نك ترى الصفة جتري يف معىن يفعل يعين هذا رجل ضارب زيدا فإن ومع هذا أ . كان امسا كان أخف عليهم وذلك حنو أفكل وأكلب ينصرفان يف النكرة

ومضارعة أفعل الذي يكون صفة لالسم أنه يكون وهو اسم صفة كما يكون . الفعل صفة وأما يشكر فإنه ال يكون صفة وهو اسم وإمنا يكون صفة وهو فعل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

12

واعلم أن النكرة أخف عليهم من املعرفة وهي أشد متكنا ألن النكرة أول مث . يدخل عليها ما تعرف به

. فمن مث أكثر الكالم ينصرف يف النكرةواعلم أن الواحد أشد متكنا من اجلميع ألن الواحد األول ومن مث مل يصرفوا ما

. حنو مساجد ومفاتيح جاء من اجلميع ما جاء على مثال ليس يكون للواحدواعلم أن املذكر أخف عليهم من املؤنث ألن املذكر أول وهو أشد متكنا وإمنا

. خيرج التأنيث من التذكرييقع على كل ما أخرب عنه من قبل أن يعلم أذكر هو أو " الشيء " أال ترى أن

كه عالمة أنثى والشيء ذكر فالتنوين عالمة لألمكن عندهم واألخف عليهم وتر . ملا يستثقلون

. وسوف يبني ما ينصرف وما ال ينصرف إن شاء اهللومجيع ما ال ينصرف إذا أدخلت عليه األلف والالم أو أضيف اجنر ألهنا أمساء

. أدخل عليها ما يدخل على املنصرفودخل فيها اجلر كما يدخل يف املنصرف وال يكون ذلك يف األفعال وأمنوا

. التنوينفجميع ما يرتك صرفه مضارع به الفعل ألنه إمنا فعل ذلك به ألنه ليس له متكن واعلم أن اآلخر إذا كان يسكن يف الرفع حذف يف اجلزم لئال يكون اجلزم مبنزلة

. الرفع فحذفوا كما حذفوا احلركة ونون االثنني واجلميع . وذلك قولك مل يرم ومل يغز ومل خيش

. هو يرمي ويغزو وخيشى : خر تقولوهو يف الرفع ساكن اآل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

13

هذا باب املسند واملسند إليه . ومها ما ال يغىن واحد منهما عن اآلخر وال جيد املتكلم منه بدا

. فمن ذلك االسم املتدأ واملبين عليه . وهو قولك عبد اهلل أخوك وهذا أخوك

كن لالسم األول ومثل ذلك يذهب عبد اهلل فال بد للفعل من االسم كما مل ي . بد من اآلخر يف االبتداء

كان عبد اهلل منطلقا وليت زيدا منطلق ألن هذا : ومما يكون مبنزلة االبتداء قولك . حيتاج إىل ما بعده كاحتياج املبتدأ إىل ما بعده

واعلم أن االسم أول أحواله االبتداء وإمنا يدخل الناصب والرافع سوى االبتداء . املبتدأ واجلار على

أال ترى أن ما كان مبتدأ قد تدخل عليه هذه األشياء حت يكون غري مبتدأ وال . تصل إىل االبتداء ما دام مع ما ذكرت لك إال أن تدعه

وذلك أنك إذا قلت عبد اهلل منطلق إن شئت أدخلت رأيت عليه فقلت رأيت عبد اهلل منطلقا فاملبتدأ عبد اهلل منطلقا أو قلت كان عبد اهلل منطلقا أو مررت ب . أول جزء كما كان الواحد أول العدد والنكرة قبل املعرفة

هذا باب اللفظ للمعاين اعلم أن من كالمهم اختالف اللفظني الختالف املعنيني واختالف اللفظني

. واملعىن واحد واتفاق اللفظني واختالف املعنيني . وسرتى ذلك إن شاء اهلل تعاىل

. جلس وذهب : الف اللفظني الختالف املعنيني هو حنوفاخت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

14

. ذهب وانطلق : واختالف اللفظني واملعىن واحد حنووجدت عليه من املوجدة ووجدت إذا : واتفاق اللفظني واملعىن خمتلف قولك

. أردت وجدان الضالة . وأشباه هذا كثري

هذا باب ما يكون يف اللفظ من األعراض م مما حيذفون الكلم وإن كان أصله يف الكالم غري ذلك وحيذفون اعلم أهن

ويعوضون ويستغنون بالشيء عن الشيء الذي أصله يف كالمهم أن يستعمل . حت يصري ساقطا

. وسرتى ذلك إن شاء اهلل . فما حذف وأصله يف الكالم غري ذلك

. مل يك وال أدر وأشباه ذلكزنادقة وزناديق وفرازنة وفرازين حذفوا الياء : موأما استغناؤهم والعوض قوهل

. وعوضوها اهلاءوقوهلم أسطاع يسطيع وإمنا هي أطاع يطيع زادوا السني عوضا من ذهاب حركة

. العني من أفعل . وأحلقوا امليم عوضا " يا " وقوهلم اللهم حذفوا

هذا باب االستقامة من الكالم واإلحالة . حسن وحمال ومستقيم كذب ومستقيم قبيح وما هو حمال كذب فمنه مستقيم

. أتيتك أمس وسآتيك غدا وسآتيك أمس : فأما املستقيم احلسن فقولك . وحنوه " محلت اجلبل وشربت ماء البحر : وأما املستقيم الكذب فقولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

15

رأيت قد زيدا : وأما املستقيم القبيح فأن تضع اللفظ يف غري موضعه حنو قولك . وكي زيدا يأتيك وأشباه هذا

. سوف أشرب ماء البحر أمس : وأما احملال الكذب فأن تقول هذا باب ما حيتمل الشعر

اعلم أنه جيوز يف الشعر ما ال جيوز يف الكالم من صرف ما ال ينصرف يشبهونه . يريد احلمام : مبا قد حذف واستعمل حمذوفا كما قال العجاج

كنواح ريش محامة جندية ومسحت بالثتني : خفاف بن ندبة السلمى وقالفطرت مبنصلي يف : دار لسعدى إذه من هواكا وقال : عصف اإلمثد وكما قال

فلست بآتيه وال : يعمالت دوامي األيد خيبطن السرحيا وكما قال النجاشي : اهلمداينأستطيعه والك اسقين إن كان ماؤك ذا فضل وكما قال مالك بن خرميوأخو : فإن يك غثا أو مسينا فإنين سأجعل عينيه لنفسه مقنعا وقال األعشى

الغوان مت يشأ يصرمنه ويعدن أعداء بعيد وداد ورمبا مدوا مثل مساجد ومنابر فيقولون مساجيد ومنابري شبهوه مبا مجع على غري واحده يف الكالم كما قال

ل األصل فيقولون رداد يف راد وضننوا يف ضنوا ومررمت وقد يبلغون باملعت : الفرزدق . جبواري قبل

مهال أعاذل قد جربت من خلقي أن أجود ألقوام : قال قعنب بن أم صاحبوإن ضننوا ومن العرب من يثقل الكلمة إذا وقف عليها وال يثقلها يف الوصل فإذا

سبسبا وكلكال : الوقف حنوكان يف الشعر فهم جيرونه يف الوصل على حاله يف ألهنم قد يثقلونه يف الوقف فأثبتوه يف الوصل كما أثبتوا احلذف يف قوله لنفسه

. مقنعا وإمنا حذفه يف الوقف

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

16

. ضخم حيب اخللق األضخما يروي بكسر اهلمزة وفتحها : قال رؤبة . بكسر الضاد " الضخما " : وقال بعضهم

له زجل كأنه صوت حاد إذا طلب الوسيقة أو : وهو الشماخوقال أيضا ي مثله وأيقن أن اخليل إن تلتبس به يكن لفسيل النخل : زمري وقال حنظلة بن فاتك

أو معرب الظهر ينيب عن وليته ما حج ربه يف : بعده آبر وقال رجل من باهلةاجلنوب وال الصبا الدنيا وال اعتمروا وما له من جمد تليد وما له من الريح حظ ال

بيناه يف دار صدق قد أقام هبا حينا يعللنا وما نعلله وحيتملون قبح الكالم : وقال : حت يضعوه يف غري موضعه ألنه مستقيم ليس فيه نقيض فمن ذلك قوله

: صددت فأطولت الصدود وقلما وصال على طول الصدود يدوم وإمنا الكالم . وقل ما يدوم وصال

ما ال جيري يف الكالم إال ظرفا مبنزلة غريه من األمساء وذلك قول املرار بن وجعلوا وال ينطق الفحشاء من كان منهم إذا جلسوا منا وال من سوائنا : سالمة العجليوليس : وما قصدت من أهلها لسوائكا وقال خطام اجملاشعي : وقال األعشى

. شيء يضطرون إليه إال وهم حياولون به وجها وما جيوز يف الشعر أكثر من أن أذكره لك ههنا ألن هذا موضع مجل وسنبني

. ذلك فيما نستقبل إن شاء اهلل هذا باب الفاعل الذي مل يتعده فعله إىل مفعول

واملفعول الذي مل يتعد إليه فعل فاعل وال يتعدى فعله إىل مفعول آخر وما يعمل فعل الذي يتعدى إىل مفعول وما يعمل من من أمساء الفاعلني واملفعولني عمل ال

املصادر ذلك العمل وما جيري من الصفات اليت مل تبلغ أن تكون يف القوة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

17

كأمساء الفاعلني واملفعولني اليت جتري جمرى الفعل املتعدي إىل مفعول جمراها وما أجري جمرى الفعل وليس بفعل ومل يقو قوته وما جرى من األمساء اليت ليست

الفاعلني اليت ذكرت لك وال الصفات اليت هي من لفظ أحداث األمساء بأمساء وتكون ألحداثها أمثلة ملا مضى وملا مل ميض وهي اليت مل تبلغ أن تكون يف القوة

كأمساء الفاعلني واملفعولني اليت تريد هبا ما تريد بالفعل املتعدي إىل مفعول جمراها لك وال هذه الصفات كما أنه ال وليست هلا قوة أمساء الفاعلني اليت ذكرت

. يقوى قوة الفعل ما جرى جمراها وليس بفعل هذا باب الفاعل الذي مل يتعده فعله إىل مفعول آخر

والفاعل واملفعول يف هذا سواء يرتفع املفعول كما يرتفع الفاعل ألنك مل تشغل . الفعل بغريه وفرغته كما فعلت ذلك بالفاعل

. ذهب زيد وجلس عمرو : ال يتعداه فعله فقولكفأما الفاعل الذي ضرب زيد ويضرب : واملفعول الذي مل يتعده فعله ومل يتعد إليه فعل فاعل فقولك

. عمروفاألمساء احملدث عنها واألمثلة دليلة على ما مضى وما مل ميض من احملدث به

داث وال ما عن األمساء وهو الذهاب واجللوس والضرب وليست األمثلة باألح . يكون منه األحداث وهي األمساء

هذا باب الفاعل الذي يتعداه فعله إىل مفعول . ضرب عبد اهلل زيدا : وذلك قولك

فعبد اهلل ارتفع ههنا كما ارتفع يف ذهب وشغلت ضرب به كما شغلت به ذهب . وانتصب زيد ألنه مفعول تعدي إليه فعل الفاعل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

18

رت الفاعل جرى اللفظ كما جرى يف األول وذلك فإن قدمت املفعول وأخضرب زيدا عبد اهلل ألنك إمنا أردت به مؤخرا ما أردت به مقدما ومل ترد : قولك

. أن تشغل الفعل بأول منه وإن كان مؤخرا يف اللفظفمن مث كان حد اللفظ أن يكون فيه مقدما وهو عريب جيد كثري كأهنم إمنا

. أهم هلم وهم ببيانه أغىن وإن كانا مجيعا يهماهنم ويعنياهنميقدمون الذي بيانه واعلم أن الفعل الذي ال يتعدى الفاعل يتعدى إىل اسم احلدثان الذي أخذ منه

. ألنه إمنا يذكر ليدل على احلدث . أال ترى أن قولك قد ذهب مبنزلة قولك قد كان منه ذهاب

فعول زيد أو عمرو وال يدل على صنف وإذا قلت ضرب عبد اهلل مل يستب أن املكما أن ذهب قد دل على صنف وهو الذهاب وذلك قولك ذهب عبد اهلل

الذهاب الشديد وقعد قعدة سوء وقعد قعدتني ملا عمل يف احلدث عمل يف املرة . منه واملرتني وما يكون ضربا منه

ب من فعله قعد القرفصاء واشتمل الصماء ورجع القهقري ألنه ضر : فمن ذلك . الذي أخذ منه

ويتعدى إىل الزمان حنو قولك ذهب ألنه بين ملا مضى منه وما مل ميض فإذا قال ذهب فهو دليل على أن احلدث فيما مضى من الزمان وإذا قال سيذهب فإنه

دليل على أنه يكون فيما يستقبل من الزمان ففيه بيان ما مضى وما مل ميض منه . على وقوع احلدثكما أن فيه استدالال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

19

ذهبت أمس وسأذهب غدا : وذلك قولك قعد شهرين وسيقعد شهرين وتقولفإن شئت مل جتعلهما ظرفا فهو جيوز يف كل شيء من أمساء الزمان كما جاز يف

. كل شيء من أمساء احلدثويتعدى إىل ما اشتق من لفظه امسا للمكان وإىل املكان ألنه إذا قال ذهب أو

علم أن للحدث مكانا وإن مل يذكره كما علم أنه قد كان ذهاب قعد فقدوذلك قولك ذهبت املذهب البعيد وجلست جملسا حسنا وقعدت مقعدا كرميا

. وقعدت املكان الذي رأيت وذهبت وجها من الوجوهوقد قال بعضهم ذهب الشام يشبهه باملبهم إذ كان مكانا يقع عليه املكان

. واملذهب . ا شاذ ألنه ليس يف ذهب دليل على الشام وفيه دليل على املذهب واملكانوهذ

. دخلت البيت : ومثل ذهبت الشاملدن هبز الكف يعسل متنه فيه كما عسل : ومثل ذلك قول ساعدة بن جوية

الطريق الثعلب ويتعدى إىل ما كان وقتا يف األمكنة كما يتعدى إىل ما كان وقتا نه وقت يقع يف املكان وال خيتص به مكان واحد كما يف الزمن كان يف األزمنة أل

. مثله ألنك قد تفعل باألماكن ما تفعل باألزمنة وإن كان األزمنة أقوى يف ذلكوكذلك ينبغي أن يكون إذ صار فيما هو أبعد حنو ذهبت الشام وهو قولك

. ذهبت فرسخني وسرت امليلني كما تقول ذهبت شهرين وسرت اليومنيوإمنا جعل يف الزمان أقوى ألن الفعل بىن ملا مضى منه وما مل ميض ففيه بيان مت

. وقع كما أن فيه بيان أنه قد وقع املصدر وهو احلدث

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

21

واألماكن مل يب هلا فعل وليست مبصادر أخذ منها األمثلة واألماكن إىل األناسي . وحنوهم أقرب

مرو ويف قوهلم مكة وعمان وحنوها ويكون أال ترى أهنم خيصوهنا بأمساء كزيد وع . منها خلق ال تكون لكل مكان وال فيه كاجلبل والوادي والبحر

. والدهر ليس كذلك . واألماكن هلا جثة وإمنا الدهر مضى الليل والنهار فهو إىل الفعل أقرب

هذا باب الفاعل الذي يتعداه فعله إىل مفعولني ل األول وإن شئت تعدى إىل الثاين كما تعدى فإن شئت اقتصرت على املفعو

. إىل األول . أعطى عبد اهلل زيدا درمها وكسوت بشرا الثياب اجلياد : وذلك قولك

واختار موسى " : اخرتت الرجال عبد اهلل ومثل ذلك قوله عز وجل : ومن ذلكدعوته زيدا إذا أردت ومسيته زيدا وكسيت زيدا أبا عبد اهلل و " قومه سبعني رجال

. دعوته اليت جتري جمرى مسيته وإن عنيت الدعاء إىل أمر مل جياوز مفعوال واحدا : ومنه قول الشاعر

أستغفر اهلل ذنبا لست حمصيه ** رب العباد إليه الوجه والعمل : وقال عمرو بن معد يكرب الزبيدي

ال وذا نشبأمرتك اخلري فافعل ما أمرت به ** فقد تركتك ذا ماخرتت فالنا من : وإمنا فصل هذا أهنا أفعال توصل حبروف اإلضافة فتقول

عرفته هبذه العالمة وأوضحته هبا وأستغفر اهلل : الرجال ومسيته بفالن كما تقول . من ذلك فلما حذفوا حرف اجلر عمل الفعل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

21

: ومثل ذلك قول املتلمس يأكله يف القرية السوسآليت حب العراق الدهر أطعمه ** واحلب

. على حب العراق : يريد . نبئت زيدا يقول ذاك أي عن زيد : وكما تقول

وليس بزيد ألن " كفى باهلل شهيدا " : وليست عن وعلى ههنا مبنزلة الباء يف قوله . عن وعلى ال يفعل هبا ذاك وال مبن يف الواجب

أكثر يف كالمهم مجيعا وإمنا يتكلم هبا وليست أستغفر اهلل ذنبا وأمرتك اخلري . بعضهم

فأما مسيت وكنيت فإمنا دخلتها الباء على حد ما دخلت يف عرفت تقول عرفته زيدا مث تقول عرفته بزيد فهو سوى ذلك املعىن فإمنا تدخل يف مسيت وكنيت على

. حد ما دخلت يف عرفته بزيد . توصل حبرف اإلضافةفهذه احلروف كان أصلها يف االستعمال أن

وليس كل الفعل يفعل به ذها كما أنه ليس كل فعل يتعدى الفاعل وال يتعدى . إىل مفعولني

منا الذي اختري الرجال مساحة وجودا إذا هب الرياح الزعازع : ومنه قول الفرزدق . نبئت عبد اهلل باجلو أصبحت كراما مواليها لئيما صميمها

عل الذي يتعداه فعله إىل مفعولنيهذا باب الفا حسب عبد : وليس لك أن تقتصر على أحد املفعولني دون اآلخر وذلك قولك

. اهلل زيدا بكرا وظن عمرو وخالدا أباك وخال عبد اهلل زيدا أخاك . رأى عبد اهلل زيدا صاحبنا ووجد عبد اهلل زيدا ذا احلفاظ : ومثل ذلك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

22

على أحد املفعولني ههنا أنك إمنا أردت أن تبني ما استقر وإمنا منعك أن تقتصر عندك من حال املفعول األول يقينا كان أو شكا وذكرت األول لتعلم الذي

. تضيف إليه ما استقر له عندك من هوفإمنا ذكرت ظننت وحنوه لتجعل خرب املفعول األول يقينا أو شكا ومل ترد أن

. م عليه يف اليقنيجتعل األول فيه الشك أو تقي . علمت زيدا الظريف وزعم عبد اهلل زيدا أخاك : ومثل ذلك

وإن قلت رأيت فأردت رؤية العني أو وجدت فأردت وجدان الضالة فهو مبنزلة . ضربت ولكنك إمنا تريد بوجدت علمت وبرأيت ذلك أيضا

لة عرفت ال تريد رأيت وقد يكون علمت مبنز : أال ترى أنه جيوز لألعمى أن يقول . إال علم األول

وقال " ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم يف السبت " : فمن ذلك قوله تعاىلفهي ههنا مبنزلة عرفت " وآخرين من دوهنم ال تعلموهنم اهلل يعلمهم " : سبحانه

. كما كانت رأيت على وجهنيتقول ظننت فتقصر كما وأما ظننت ذاك فإمنا جاز السكوت عليه ألنك قد

. تقول ذهبت مث تعمله يف الظن كما تعمل ذهبت يف الذهاب . ظننت ذاك الظن : فذاك ههنا هو الظن كأنك قلت

. وكذلك خلت وحسبت . ويدلك على أنه الظن أنك لو قلت خلت زيدا وأرى زيدا مل جيز

. ليهظننت به جعلته موضع ظنك كما قلت نزلت به ونزلت ع : وتقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

23

مل جيز السكت " كفى باهلل " : ولو كانت الباء زائدة مبنزلتها يف قوله عز وجل . ظننت يف الدار : عليها فكأنك قلت . ومثله شككت فيه

هذا باب الفاعل الذي يتعداه فعله إىل ثالثة مفعولني هنا وال جيوز أن تقتصر على مفعول منهم واحد دون الثالثة ألن املفعول ه

أرى اهلل بشرا زيدا أباك ونبأت زيدا عمرا أبا : كالفاعل يف الباب وذلك قولك . فالن وأعلم اهلل زيدا عمرا خريا منك

واعلم أن هذه األفعال إذا انتهت إىل ما ذكرت لك من املفعولني فلم يكن بعد عل ذلك متعدي تعدت إىل مجيع ما يتعدى إليه الفعل الذي ال يتعدى الفا

أعطى عبد اهلل زيدا املال إعطاء محيال وسرقت عبد اهلل الثوب : وذلك قولك . يا سارق الليلة زيدا الثوب مل جتعلها ظرفا : الليلة ال جتعله ظرفا ولكن كما تقول

أعملت هذا زيدا قائما العلم اليقني إعالما وأدخل اهلل عمرا املدخل : وتقول . ا ملا انتهت صارت مبنزلة ما ال يتعدىالكرمي إدخاال ألهن

هذا باب املفعول الذي تعداه فعله إىل مفعول . كسى عبد اهلل الثوب وأعطى عبد اهلل املال : وذلك قولك

رفعت عبد اهلل ههنا كما رفعته يف ضرب حني قلت ضرب عبد اهلل وشغلت به . كسى وأعطى كما شغلت به ضرب

. ألهنما مفعوالن تعدى إليهما مفعول هو مبنزلة الفاعلوانتصب الثوب واملال وإن شئت قدمت وأخرت فقلت كسى الثوب زيد وأعطى املال عبد اهلل كما

. قلت ضرب زيدا عبد اهلل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

24

. فأمره يف هذا كأمر الفاعلواعلم أن املفعول الذي ال يتعداه فعله إىل مفعول يتعدى إىل كل شيء تعدى

ضرب زيد : لذي ال يتعداه فعله إىل مفعول وذلك قولكإليه فعل الفاعل االضرب الشديد وضرب عبد اهلل اليومني اللذين تعلم ال جتعله ظرفا ولكن كما

. يا مضروب الليلة الضرب الشديد وأقعد عبد اهلل املقعد الكرمي : تقولإليه فجميع ما تعدى إليه فعل الفاعل الذي ال يتعداه فعله إىل مفعول يتعدى

. فعل املفعول الذي ال يتعداه فعلهواعلم أن املفعول الذي مل يتعد إليه فعل فاعل يف التعدي واالقتصار مبنزلة إذا تعدى إليه فعل الفاعل ألن معناه متعديا إليه فعل الفاعل وغري متعد إليه فعله

. سواءب زيد فال أال ترى أنك تقول ضربت زيدا فال جتاوز هذا املفعول وتقول ضر

. يتعداه فعله ألن املعىن واحدكسى زيد ثوبا فال : كسوت زيدا ثوبا فتجاوز إىل مفعول آخر وتقول : وتقول

جتاوز الثوب ألن األول مبنزلة املنصوب ألن املعىن واحد وإن كان لفظه لفظ . الفاعل

هذا باب املفعول الذي يتعداه فعله إىل مفعولني . تصر على أحدمها دون اآلخروليس لك أن تق

. نبئت زيدا أبا فالن : وذلك قولك . ملا كان الفاعل يتعدى إىل ثالثة تعدى املفعول إىل اثنني

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

25

وتقول أرى عبد اهلل أبا فالن ألنك لو أدخلت يف هذا الفعل الفاعل وبنيته له . لتعداه فعله إىل ثالثة مفعولني

ا فلم جتاوز تعدت إىل مجيع ما تعدى إليه الفعل واعلم أن األفعال إذا انتهت ههن . الذي ال يتعدى املفعول

أعطى عبد اهلل الثوب إعطاء مجيال ونبئت زيدا أبا فالن تنبيئا : وذلك قولكحسنا وسرق عبد اهلل الثوب الليلة ال جتعله ظرفا ولكن على قولك يا مسروق

انتهى فعلهما مبنزلة الفعل الذي ال الليلة الثوب صري فعل املفعول والفاعل حيث . يتعدى فاعله وال مفعوله ومل يكونا ليكونا بأضعف من الفعل الذي ال يتعدى

هذا باب ما يعمل فيه الفعل فينتصب وهو حال وقع فيه الفعل وليس مبفعول كالثوب يف قولك كسوت الثوب ويف قولك كسوت

. الفعل ولكنه مفعول كاألول زيدا الثوب ألن الثوب ليس حبال وقع فيهاأال ترى أنه يكون معرفة ويكون معناه ثانيا كمعناه أوال إذا قلت كسوت الثوب

. وكمعناه إذا كان مبنزل الفاعل إذا قلت كسى الثوب . ضربت عبد اهلل قائما وذهب زيد راكبا : وذلك قولك

حنو عبد اهلل وزيد ما جاز يف فلو كان مبنزلة املفعول الذي يتعدى إليه فعل الفاعل ذهبت وجلاز أن تقول ضربت زيدا أباك وضربت زيدا القائم ال تريد باألب وال

فاالسم األول املفعول يف ضربت قد حال بينه وبني " وال البدل " بالقائم الصفة الفعل أن يكون فيه مبنزلته كما حال الفاعل بينه وبني الفعل يف ذهب أن يكون

يل مثله : وكما حالت األمساء اجملرورة بني ما بعدها وبني اجلار يف قولك فاعال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

26

رجال ويل ملؤه عسال وكذلك وحيه فارسا وكما منعت النون يف عشرين أن يكون . له عشرون درمها : ما بعدها جرا إذا قلت

ن إال فعمل الفعل هنا فيما يكون حاال كعمل مثله فيما بعده أال ترى أنه ال يكو نكرة كما أن هذا ال يكون إال نكرة ولو كان هذا مبنزلة الثوب وزيد يف كسوت ملا

. جاز ذهبت راكبا ألنه ال يتعدى إىل مفعول كزيد وعمرووإمنا جاز هذا ألنه حال وليس معناه كمعىن الثوب وزيد فعمل كعمل غري الفعل

. نة واملصادر وحنوهومل يكن أضعف منه إذ كان يتعدى إىل ما ذكرت من األزمواسم الفاعل واملفعول فيه لشيء واحد فمن مث ذكر على حدته ومل يذكر مع

األول وال جيوز فيه االقتصار على الفاعل كما مل جيز يف ظننت االقتصار على املفعول األول ألن حالك يف االحتياج إىل اآلخر ههنا كحالك يف االحتياج إليه

لذي يتعدى اسم الفاعل إىل اسم املفعولمثة."< هذا باب الفعل ا . وسنبني لك إن شاء اهلل

كان ويكون وصار وما دام وليس وما كان حنوهن من الفعل مما ال : وذلك قولك . يستغىن عن اخلرب

كان عبد اهلل أخاك فإمنا أردت أن خترب عن األخوة وأدخلت كان لتجعل : تقول . ذلك فيما مضى

. ذكرت املفعول األول يف ظننت وذكرت األول كماكان أخاك عبد اهلل فقدمت وأخرت كما فعلت ذلك يف ضرب : وإن شئت قلت

ألنه فعل مثله وحال التقدمي والتأخري فيه كحاله يف ضرب إال أن اسم الفاعل . واملفعول فيه لشيء واحد

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

27

وهنم كما إذا مل نكنهم فمن ذا يك : كناهم كما تقول ضربناهم وتقول : وتقول . تقول إذا مل نضرهبم فمن يضرهبم

فإن ال يكنها أو تكنه فإنه أخوها غذته أمه بلباهنا فهو : قال أبو األسود الدؤيل . كائن ومكون كما تقول ضارب ومضروب

قد كان عبد اهلل أي : وقد يكون لكان موضع آخر يقتصر على الفاعل فيه تقول . قد خلق عبد اهلل

. مر أي وقع األمروقد كان األ . وقد دام فالن أي ثبت

كما تقول رأيت زيدا تريد رؤية العني وكما تقول أنا وجدته تريد وجدان الضالة . وكما يكون أصبح وأمسى مرة مبنزلة كان ومرة مبنزلة قولك استيقظوا وناموا

ف فأما ليس فإنه ال يكون فيها ذلك ألهنا وضعت موضعا واحدا ومن مث مل تصر . تصرف الفعل اآلخر

. " أي إذا وقع " : فمما جاء على وقع قوله وهو مقاس العائذيبين أسد هل تعلمون بالءنا إذا كان يوما ذا : وقال اآلخر عمرو بن شأس

كواكب أشنعا إذا كانت احلو الطوال كأمنا كساها السالح األرجوان املضلعا . يومأضمر لعلم املخاطب مبا يعىن وهو ال

إذا وقع يوم ذو : ومسعت بعض العرب يقول أشنعا ويرفع ما قبله كأنه قال . كواكب أشنعا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

28

واعلم أنه إذا وقع يف هذا الباب نكرة ومعرفة فالذي تشغل به كان املعرفة ألنه ضرب رجل زيدا ألهنما شيئان : حد الكالم ألهنما شيء واحد وليس مبنزلة قولك

. مبنزلتهما يف االبتداء إذا قلت عبد اهلل منطلق خمتلفان ومها يف كانكان زيد حليما وكان حليما زيد ال : تبتدئ باألعرف مث تذكر اخلرب وذلك قولك

ضرب زيدا عبد : عليك أقدمت أم أخرت إال أنه على ما وصفت لك يف قولك . اهلل

ك فإمنا ينتظر كان زيد فقد ابتدأت مبا هو معروف عنده مثله عند : فإذا قلت . اخلرب

. حليما فقد أعلمته مثل ما علمت : فإذا قلتفإذا قلت كان حليما فإمنا ينتظر أن تعرفه صاحب الصفة فهو مبدوء به يف الفعل

. وإن كان مؤخرا يف اللفظكان حليم أو رجل فقد بدأت بنكرة وال يستقيم أن خترب املخاطب : فإن قلت

ا بالذي ينزل به املخاطب منزلتك يف املعرفة فكرهوا أن عن املنكور وليس هذ . يقربوا باب لبس

أسفيها كان : كان زيد الطويل منطلقا إذا خفت التباس الزيدين وتقول : وقد تقولزيد أم حليما وأرجال كان زيد أم صبيا جتعلها لزيد ألنه إمنا ينبغي لك أن تسأله

دثته عن خرب من هو معروف عندك عن خرب من هو معروف عنده كما ح . فاملعروف هو املبدوء به

. وال يبدأ مبا يكون فيه اللبس وهو النكرة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

29

كان إنسان حليما أو كان رجل منطلقا كنت تلبس ألنه : أال ترى أنك لو قلتال يستنكر أن يكون يف الدنيا إنسان هكذا فكرهوا أن يبدءوا مبا فيه اللبس

. ربا ملا يكون فيه هذا اللبسوجيعلوا املعرفة خ . وقد جيوز يف الشعر ويف ضعف من الكالم

محلهم على ذلك أنه فعل مبنزلة ضرب وأنه قد يعلم إذا ذكرت زيدا وجعلته خربا فإنك ال : أنه صاحب الصفة على ضعف من الكالم وذلك قول خداش بن زهري

كأن سبيئة من : ن ثابتتبايل بعد حول أظيب كان أمك أم محار وقال حسان بأال : بيت رأس يكون مزاجها عسل وماء وقال أبو قيس بن األسلت األنصاري

من مبلغ حسان عين أسحر كان طبك أم جنون أسكران كان ابن املراغة إذ هجا . متيما جبوف الشام أم متساكر فهذا إنشاء بعضهم

. وأكثرهم ينصب السكران ويرفع اآلخر على قطع وابتداءأيهما ما جعلته فاعال رفعته ونصبت اآلخر كما : وإذا كان معرفة فأنت باخليار

كان أخوك زيدا وكان زيد صاحبك وكان : فعلت ذلك يف ضرب وذلك قولك . هذا زيدا وكان املتكلم أخاك

من ضرب أباك إذا جعلت : من كان أخاك ومن كان أخوك كما تقول : وتقول . ب أبوك إذا جعلت األب الفاعلمن الفاعل ومن ضر

. وكذلك أيهم كان أخاك وأيهم كان أخوك . ما كان أخاك إال زيد كقولك ما ضرب أخاك إال زيد : وتقول

وما كان جواب " : " ما كان حجتهم إال أن قالوا " : ومثل ذلك قوله عز وجل . " قومه إال أن قالوا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

31

قوام ما كان داءها بثهالن إال اخلزي ممن يقودها وإن وقد علم األ : وقال الشاعر . ما ضرب أخوك إال زيدا : شئت رفعت األول كما تقول

. قرأ بعض القراء ما ذكرنا بالرفع " قد " و ما صارت : من كان أخاك قول العرب ما جاءت حاجتك كأنه قال : ومثل قوهلم

انت احلاجة كما قال بعض حاجتك ولكنه أدخل التأنيث على ما حيث ك . من كانت أمك حيث أوقع من على مؤنث : العرب

وإمنا صري جاء مبنزلة كان يف هذا احلرف وحده ألنه كان مبنزلة املثل كما جعلوا . عسيت أخانا : وال يقال " عسى الغوير أبؤسا " : عسى مبنزلة كان يف قوهلم

. هلم لدن غدوةوكما جعلوا لدن مع غدوة منونة يف قو ومن كالمهم أن جيعلوا الشيء يف موضع على غري حاله يف سائر الكالم وسرتى

. مثل ذلك إن شاء اهلل . ما جاءت حاجتك كثري كما يقول من كانت أمك : ومن يقول من العرب

ومل يقولوا ما جاء حاجتك كما قالوا من كان أمك ألنه مبنزلة املثل فألزموه التاء . قوا على لعمر كان يف اليمنيكما اتف

. ما جاءت حاجتك فريفع : وزعم يونس أنه مسع رؤبة يقول " : ومثل قوهلم ما جاءت حاجتك إذ صارت تقع على مؤنث قراءة بعض القراء

. " تلتقطه بعض السيارة " و " مث مل تكن فتنتهم إال أن قالوا ض أصابعه وإمنا أنث البعض ألنه أضافه ذهبت بع : ورمبا قالوا يف بعض الكالم

ذهبت عبد أمك مل : إىل مؤنث هو منه ولو مل يكن منه مل يؤنثه ألنه لو قال . حيسن

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

31

وتشرق بالقول الذي قد أذعته : ومما جاء مثله يف الشعر قول الشاعر األعشى كما شرقت صدر القناة من الدم إذا بعض السنني تعرقتنا كفى األيتام فقد أىب

. ههنا سنون " بعض " اليتيم ألن ملا أتى خرب الزبري تواضعت سور املدينة واجلبال اخلشع : ومثله قول جرير أيضا مشني كما اهتزت رماح تسفهت أعاليها مر الرياح النواسم : ومثله قول ذي الرمة

طول الليايل أسرعت يف نقضى ومسعنا من العرب من يقول ممن : وقال العجاجاجتمعت اليمامة يعين أهل : اجتمعت أهل اليمامة ألنه يقول يف كالمه : يوثق به

اليمامة فأنث الفعل يف اللفظ إذ جعله يف اللفظ لليمامة فرتك اللفظ يكون على . ما يكون عليه يف سعة الكالم

يا طلحة أقبل ألن أكثر ما يدعو طلحة بالرتخيم فرتك احلاء " يف هذا " ومثل . ى حاهلاعل

. ويا تيم تيم عدي أقبليا تيم تيم عدي ال أبا لكم ال يلقينكم يف سوءة عمر : وقال الشاعر جرير

. وسرتى هذا مبينا يف مواضعه إن شاء اهلل . احلد والوجه " وترك التاء يف مجيع هذا

يف من هذا النحو لكثرته " إثبات التاء فيه حسن إن شاء اهلل " وسرتى ما . كالمهم

. " وسيبني يف بابه من ضربت عبد أمك أو هذه عبد زينب مل جيز ألنه ليس منها وال هبا : فإن قلت

تريد العبد " أنت " وال جيوز أن تلفظ هبا و

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

32

هذا باب خترب فيه عن النكرة بنكرةا ما كان أحد مثلك وما كان أحد خريا منك وما كان أحد جمرتئ : وذلك قولك

. عليكوإمنا حسن اإلخبار ههنا عن النكرة حيث أردت أن تنفي أن يكون يف مثل

. حاله شيء أو فوقه وألن املخاطب قد حيتاج إىل أن تعلمه مثل هذا . وإذا قلت كان رجل ذاهبا فليس يف هذا شيء تعلمه كان جهله

تعلمه أن ولو قلت كان رجل من آل فالن فارسا حسن ألنه قد حيتاج إىل أن . ذاك يف آل فالن وقد جيهله

ولو قلت كان رجل يف قوم عاقال مل حيسن ألنه ال يستنكر أن يكون يف الدنيا . عاقل وأن يكون من قوم

. فعلى هذا النحو حيسن ويقبحوال جيوز ألحد أن تضعه يف موضع واجب لو قلت كان أحد من آل فالن مل جيز

. ا عاما ألنه إمنا وقع يف كالمهم نفيما أتاك رجل أي : أتاين رجل يريد واحدا يف العدد ال اثنني فيقال : يقول الرجل

ما أتاك رجل أي امرأة : أتاك أكثر من ذلك أو يقول أتاين رجل ال امرأة فيقال . أتتك

ما أتاك رجل أي أتاك : أتاين اليوم رجل أي يف قوته ونفاذه فتقول : ويقول . الضعفاء

. هلذا كله فإمنا جمراه يف الكالم هذا " عاما " ما أتاك أحد صار نفيا : إذا قالف

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

33

ما كان مثلك أحدا أو ما كان زيد أحدا كان ناقضا ألنه قد علم أنه ال : ولو قال . يكون زيد وال مثله إال من الناس

م إنسان على ولو قلت ما كان مثلك اليوم أحد فإنه يكون أن ال يكون يف اليو . ما كان زيد أحدا أي من األحدين : حاله إال أن تقول

ما ضرب زيد أحدا : وما كان مثلك أحد على وجه تصغريه فتصري كأنك قلت . وما قتل مثلك أحدا

. والتقدمي والتأخري يف هذا مبنزلته يف املعرفة وما ذكرت لك من الفعلالباب ألنك مل جتعل األعرف يف موضع األنكر يف هذا " ههنا " وحسنت النكرة

ومها متكافئان كما تكافأت املعرفتان وألن املخاطب قد حيتاج إىل علم ما ذكرت . لك وقد عرف من تعىن بذلك كمعرفتك

ما كان فيها أحد خري منك وما كان أحد مثلك فيها وليس أحد فيها : وتقوله على قولك فيها زيد قائم أجريت خري منك إذا جعلت فيها مستقرا ومل جتعل

. الصفة على االسمما كان فيها أحد خريا : تقول " نصبت " فإن جعلته على قولك فيها زيد قائم

منك وما كان أحد خريا منك فيها إال أنك إذا أردت اإللغاء فكلما أخرت الذي . تلغيه كان أحسن

قدمته كان أحسن ألنه إذا كان وإذا أردت أن يكون مستقرا تكتفي به فكلماعامال يف شيء قدمته كما تقدم أظن وأحسب وإذا ألغيت أخرته كما تؤخرمها

. ألهنما ليسا يعمالن شيئا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

34

فيما يكون ظرفا أو يكون امسا يف العناية واالهتمام مثله " والتقدمي ههنا والتأخري . فيما ذكرت لك يف باب الفاعل واملفعول

واإللغاء واالستقرار عريب جيد كثري " ذكرت لك من التقدمي والتأخري ومجيع ما . " ومل يكن له كفوا أحد " : فمن ذلك قوله عز وجل

ومل يكن كفوا له أحد كأهنم أخروها حيث كانت : وأهل اجلفاء من العرب يقولون . غري مستقرة

: وقال الشاعر ** فصل حيا فقد دجا الليل فهيا هيالتقربن قربا جلذيا ما دام فيهن

هذا باب ما أجري جمرى ليس يف بعض املواضع ما عبد اهلل : تقول . " ما " بلغة أهل احلجاز مث يصري إىل أصله وذلك احلرف

. أخاك وما زيد منطلقا وأما بنو متيم فيجروهنا جمرى أما وهل أي ال يعلموهنا يف شيء وهو القياس ألنه

. بفعل وليس ما كليس وال يكون فيها إضمار ليسوأما أهل احلجاز فيشبهوهنا بليس إذ كان معناها كمعناها كما شبهوا هبا الت يف

بعض املواضع وذلك مع احلني خاصة ال تكون الت إال مع احلني تضمر فيها مرفوعا وتنصب احلني ألنه مفعول به ومل متكن متكنها ومل تستعمل إال مضمرا

" ولست " ها ألهنا ليس كليس يف املخاطبة واإلخبار عن غائب تقول لست فيوليسوا وعبد اهلل ليس ذاهبا فتبىن على املبتدأ وتضمر فيه وال يكون هذا يف الت

. عبد اهلل الت منطلقا وال قومك التوا منطلقني : ال تقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

35

ون يف االستثنار إذا قلت ليس وال يك : ونظري الت يف أنه ال يكون إال مضمرا فيه . أتوين ليس زيدا وال يكون بشرا

وهي قليلة كما قال بعضهم يف " والت حني مناص " : وزعموا أن بعضهم قرأمن فر عن نرياهنا فأنا ابن قيس ال براح جعلها : قول سعد بن مالك القيسي

. مبنزلة ليس فهي مبنزلة الت يف هذا املوضع يف الرفعجياوز هبا هذا احلني رفعت أو نصبت وال متكن يف الكالم كتمكن ليس وإمنا وال

هي مع احلني كما أن لدن إمنا ينصب هبا مع غدوة وكما أن التاء ال جتر يف . القسم وال يف غريه إال يف اهلل إذا قلت تاهلل ألفعلن

. يف لغة أهل احلجاز " ما هذا بشرا " : ومثل ذلك قوله عز وجل . وبنو متيم يرفعوهنا إال من درى كيف هي يف املصحف

. ما منطلق عبد اهلل أو ما مسئ من أعتب رفعت : فإذا قلتإن أخوك عبد : وال جيوز أن يكون مقدما مثله مؤخرا كما أنه ال جيوز أن تقول

إن عبد اهلل أخوك ألهنا ليست بفعل وإمنا جعلت مبنزلته : اهلل على حد قولكما مل تتصرف إن كالفعل كذلك مل جيز فيها كل ما جيوز فيه ومل تقو قوته فك

. فكذلك ما . ما زيد إال منطلق تستوي فيه اللغتان : وتقول

ملا تقو ما حيث نقضت معىن " ما أنتم إال بشر مثلنا " : ومثله قوله عز وجل . ليس كما لو تقو حني قدمت اخلرب

ن معىن كان الواجب وكل واحد منهما يعين وكان وليس فمعىن ليس النفي كما أ . إذا جردته فهذا معناه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

36

. فإن قلت ما كان أدخلت عليها ما ينفى به . فإن قلت ليس زيد إال ذاهبا أدخلت ما يوجب كما أدخلت ما ينفي

. فلم تقو ما يف باب قلب املعىن كما مل تقو يف تقدمي اخلربفأصبحوا قد أعاد اهلل نعمتهم إذ هم قريش : الفرزدق وزعموا أن بعضهم قال وهو

. كذلك " الت حني مناص " وإذا ما مثلهم بشر وهذا ال يكاد يعرف كما أن . هذه ملحفة جديدة يف القلة : ورب شيء هكذا وهو كقول بعضهم

ما عبد اهلل خارجا وال معن ذاهب ترفعه على أن ال تشرك االسم اآلخر : وتقولما كان عبد اهلل منطلقا وال زيد ذاهب إذا مل : يف ما ولكن تبتدئه كما تقول

. جتعله على كان وجعلته غري ذاهب اآلن . وكذلك ليس

ما : وإن شئت جعلتها ال اليت يكون فيها االشرتاك فتنصب كما تقوم يف كان . كان زيد ذاهبا وال عمرو منطلقا

وال أخوك منطلقا وكذلك ما زيد ذاهبا وال معن ليس زيد ذاهبا : وذلك قولك . خارجا

وليس قوهلم ال يكون يف ما إال الرفع بشيء ألهنم حيتجون بأنك ال تستطيع أن تقول وال ليس وال ما فأنت تقول ليس زيد وال أخوه ذاهبني وما عمرو وال خالد

. منطلقني فتشركه مع األول يف ليس ويف ماإال أنك إن محلته على األول أو ابتدأت فاملعىن أنك تنفي شيئا فما جيوز يف كان

. غري كائن يف حال حديثك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

37

يف كان أوضح ألن املعىن يكون على ما مضى وعلى ما هو " االبتداء " وكان . اآلن

. وليس ميتنع أن يراد به األول كما أردت يف كانملعىن يف احلديث واحد وما يراد ومثل ذلك قولك إن زيدا ظريف وعمرو وعمرا فا

. " يف كان وليس وما " من اإلعمال خمتلف ما زيد كرميا وال عاقال أبوه جتعله كأنه لألول مبنزلة كرمي ألنه ملتبس به إذا : وتقول

ما زيد عاقال أبوه : قلت أبوه جتريه عليه كما أجريت عليه الكرمي ألنك لو قلت . نصبت وكان كالما

ما زيد ذاهبا وال عاقل عمرو ألنك لو قلت ما زيد عاقال عمرو مل يكن : وتقول : كالما ألنه ليس من سببه فرتفعه على االبتداء والقطع من األول كأنك قلت

. وما عاقل عمروولو جعلته من سببه لكان فيه له إضمار كاهلاء يف األب وحنوها ومل جيز نصبه

. ا مث قدمت اخلرب مل يكن إال رفعا على ما ألنك لو ذكرت مما زيد ذهبا وال كرمي أخوه إن ابتدأته ومل جتعله على ما كما : وإن شئت قلت

. فعلت ذلك حني بدأت باالسمولكن ليس وكان جيوز فيهما النصب وإن قدمت اخلرب ومل يكن ملتبسا ألنك لو

ما كان زيد ذاهبا وال : قولكذكرهتما كان اخلرب فيهما مقدما مثله مؤخرا وذلك . قائما عمرو

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

38

وتقول ما زيد ذاهبا وال حمسن زيد الرفع أجود وإن كنت تريد األول ألنك لو قلت ما زيد منطلقا زيد مل يكن حد الكالم وكان ههنا ضعيفا ومل يكن كقولك

. ما زيد منطلقا هو ألنك قد استغنيت عن إظهاره وإمنا ينبغي لك أن تضمرهأال ترى أنك لو قلت ما زيد منطلقا أبو زيد مل يكن كقولك ما زيد منطلقا أبوه

ألنك قد استغنيت عن اإلظهار فلما كان هذا كذلك أجري جمرى األجنيب . واستؤنف على حاله حيث كان هذا ضعيفا فيه

. وقد جيوز أن تنصبت شيء نغص املوت ال أرى املوت يسبق املو : قال الشاعر وهو سواد ابن عدي

. ذا الغىن والفقريا فأعاد اإلظهارإذا الوحش ضم الوحش يف ظلالهتا سواقط من حر وقد كان : وقال اجلعدي

ما زيد : أظهرا لعمرك ما معن بتارك حقه وال منسئ معن وال متيسر وإذا قلتضمارا وال منطلقا أبو عمرو وأبو عمرو أبوه مل جيز ألنك مل تعرفه به ومل تذكر له إ

. إظهارا فيه فهذا ال جيوز ألنك مل جنعل له فيه سببا ما أبو زينب : ما أبو زينب ذاهبا وال مقيمة أمها ترفع ألنك لو قلت : وتقول

. مقيمة أمها مل جيز ألهنا ليست من سببه وإمنا عملت ما فيه ال يف زينبك فإن األمور بكف اإلله هون علي : ومن ذلك قول الشاعر وهو األعور الشين

مقاديرها فليس بآتيك منهيها وال قاصر عنك مأمورها ألنه جعل املأمور من . سبب األمور ومل جيعله من سبب املذكر وهو املنهي

وقد جره قوم فجعلوه املأمور للمنهي واملنهى هو األمور ألنه من األمور وهو سنني تعرقتنا كفى األيتام فقد أيب إذا بعض ال : بعضها فأجراه وأنثه كما قال جرير

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

39

فليس مبعروف لنا أن نردها : اليتيم ومثل ذلك قول الشاعر النابغة اجلعديليس مبعروف لنا ردها صحاحا وال : صحاحا وال مستنكر أن تعقرا كأنه قال

. مستنكر عقرها والعقر ليس للرد : كما قال ذو الرمة وقد جيوز أن جير وحيمله على الرد ويؤنث ألنه من اخليل

تسفهتها : مشني كما اهتزت رماح تسفهت أعاليها من الرياح النواسم كأنه قالليس بآتيتك منهيها وليس مبعروفة ردها حني كان من اخليل : الرياح وكأنه قال

. واخليل مؤنثة فأنثه عند بلى من أسلم وجهه هلل وهو حمسن فله أجر " : ومثل هذا قوله تعاىل جده

أجرى األول على لفظ الواحد واآلخر " ربه وال خوف عليهم وال هم حيزنون . على املعىن

هذا مثله يف أنه تكلم به مذكرا مث أنث كما مجع ههنا وهو يف قوله ليس بآتيتك . ليس بآتيتك األمور : منهيها كأنه قال

. ا ليس مبعرفة خيلنا صحاح : ويف ليس مبعرفة ردها كأنه قالوال مستنكرا أن تعقرا وال قاصرا عنك مأمورها على : وإن شئت نصبت فقلت

. ليس زيد ذاهبا وال عمرو ومنطلقا أو وال منطلقا عمرو : قولك . ما كل سوداء مترة وال بيضاء شحمة وإن شئت نصبت شحمة : وتقول

. وبيضاء يف موضع جر كأنك أظهرت كل فقلت وال كل بيضاء أكل امرئ حتسبني امرأ ونار توقد بالليل نارا فاستغنيت : قال الشاعر أبو داود

. عن تثنية كل لذكرك إياه يف أول الكالم ولقلة التباسه على املخاطب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

41

: ما مثل عبد اهلل يقول ذاك وال أخيه وإن شئت قلت : وجاز كما جاز يف قولك . وال مثل أخيه

. ذلك جيوز يف تفريقهفكما جاز يف مجع اخلرب ك . ما مثل عبد اهلل يقول ذاك وال أخيه يكره ذاك : وتفريقه أن تقول

. ومثل ذلك ما مثل أخيك وال أبيك يقوالن ذاك . فلما جاز يف هذا جاز يف ذلك

هذا باب ما جيري على املوضع ال على االسم الذي قبله . زيد بأخيك وال صاحبكليس زيد جببان وال خبيال وما : وذلك قولك

والوجه فيه اجلر ألنك تريد أن تشرك بني اخلربين وليس ينقض إجراؤه عليك . املعىن

وأن يكون آخره على أوله أوىل ليكون حاهلما يف الباء سواء كحاهلما يف غري الباء . مع قربه منه

ما هذا جحر ضب خرب وحنوه فكيف : وقد محلهم قرب اجلوار على أن جروا . يصح معناه

ألن الباء : ومما جاء من الشعر يف اإلجراء على املوضع قول عقيبة األسدي . دخلت على شيء لو مل تدخل عليه مل خيل باملعىن ومل حيتج إليها وكان نصبا

. أال ترى أهنم يقولون حسبك هذا وحبسبك هذا فلم تغري الباء معىن . ألن حبسبك يف موضع ابتداء وجرى هذا جمراه قبل أن تدخل الباء

فإن مل جتد من دون عدنان والدا ودون معد فلتزعك : ومثل ذلك قول لبيد . العواذل واجلر الوجه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

41

ما زيد على قومنا وال عندنا كان النصب ليس غري ألنه ال جيوز محله : ولو قلت . على على

نا ال تستعمل إال ظرفا وال على عندنا مل يكن ألن عند : أال ترى أنك لو قلت . وإمنا أزدت أن خترب أنه ليس عندكم

. أخذتنا باجلود وفوقه ألنه ليس من كالمهم وبفوقه : وتقولأال حي ندماين عمري بن : ومثل ودون معد قول الشاعر وهو كعب بن جعيلا كشحا طوى من بلد خمتار : عامر إذا ما تالقينا من اليوم أو غدا وقال العجاج

ما زيد كعمرو وال شبيها به وما عمرو كخالد : من يأسه اليائس أو حذارا وتقول . وال مفلحا النصب يف هذا جيد ألنك إمنا تريد ما هو مثل فالن وال مفلحا

. هذا وجه الكالمفإن أردت أن تقول وال مبنزلة من يشبهه جررت وذلك قولك ما أنت كزيد وال

. وال كشبيه به شبيه به فإمنا أردتوإذا قلت ما أنت بزيد وال قريبا منه فإنه ليس ههنا معىن بالباء مل يكن قبل أن

. جتئ هبا وأنت إذا ذكرت الكاف متثل . وتكون قريبا ههنا إن شئت ظرفا

. فإن مل جتعل قريبا ظرفا جاز فيه اجلر على الباء والنصب على املوضع يس وكان كاإلضمار يف إنهذا باب اإلضمار يف ل

. إنه من يأتينا نأته وإنه أمة اهلل ذاهبة : إذا قلت . ليس خلق اهلل مثله : فمن ذلك قول بعض العرب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

42

فلوال أن فيه إضمارا مل جيز أن تذكر الفعل ومل تعمله يف اسم ولكن فيه اإلضمار . مثل ما يف إنه

. اء اهللوسوف نبني حال هذا يف اإلضمار وكيف هو إن شفأصبحوا والنوى عايل معرسهم وليس كل النوى : قال الشاعر وهو محيد األرقط

تلقى املساكني فلو كان كل على ليس وال إضمار فيه مل يكن إال الرفع يف كل . ولكنه انتصب على تلقى

وال جيوز أن حتمل املساكني على ليس وقد قدمت فجعلت الذي يعمل فيه . ألول وهذا ال حيسنالفعل اآلخر يلي ا

. لو قلت كانت زيدا احلمى تأخذ أو تأخذ احلمى مل جيز وكان قبيحا إذا : ومثل ذلك يف اإلضمار قول بعض الشعراء العجري مسعناه ممن يوثق بعربيته

. شامت وآخر مثن بالذي كنت أصنع أضمر فيها : مت كان الناس صنفان . نه قال إنه أنت خري منهكان أنت خري منه كأ : وقال بعضهم

كاد تزيغ قلوب فريق منهم وجاز هذا التفسري ألن معناه كادت قلوب : ومثلهما كان الطيب إال املسك على إعمال ما كان األمر : فريق منهم تزيغ كما قلت

. الطيب إال املسك فجاز هذا إذ كان معناه ما الطيب إال املسكالشفاء لدائي لو ظفرت هبا وليس منها شفاء هي : وقال هشام أخو ذي الرمة

. الداء مبذول وال جيوز ذا يف ما يف لغة أهل احلجاز ألنه ال يكون فيه إضمارما زيدا عبد اهلل إضمارا وما زيدا أنا قاتال ألنه ال يستقيم كما : وال جيوز أن تقول

. مل يستقيم يف كان وليس أن تقدم ما يعمل فيه اآلخر

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

43

أما زيدا فأنا ضارب : رفعت اخلرب حسن محله على اللغة التميمية كما قلتفإن وقالوا : وقال مزاحم العقيلي : كأنك مل تذكر أما وكأنك مل تذكر ما وكأنك قلت

وما كل من : تعرفها املنازل من مىن وما كل من واىف مىن أنا عارف وقال بعضهمليس عبد اهلل أنا عارف : ة فرفع كأنه قالواىف مىن أنا عارف لزم اللغة احلجازي

. فأضمر اهلاء يف عارفوكان الوجه عارفه حيث مل يعمل عارف يف كل وكان هذا أحسن من التقدمي

والتأخري ألهنم قد يدعون هذه اهلاء يف كالمهم ويف الشعر كثريا وذلك ليس يف . شيء من كالمهم وال يكاد يكون يف شعر

. اهلل وسرتى ذلك إن شاء هذا باب ما يعمل عمل الفعل ومل جير جمرى الفعل

. ومل يتمكن متكنه وذلك قولك ما أحسن عبد اهلل . شيء أحسن عبد اهلل ودخله معىن التعجب : زعم اخلليل أنه مبنزلة قولك

. وهذا متثيل ومل يتكلم بهه وال تقول فيه ما وال جيوز أن تقدم عبد اهلل وتؤخر ما وال تزيل شيئا عن موضع

. حيسن وال شيئا مما يكون يف األفعال سوى هذاوبناؤه أبدا من فعل وفعل وفعل وأفعل هذا ألهنم مل يريدوا أن يتصرف فجعلوا له

. مثاال واحدا جيري عليه فشبه هذا مبا ليس من الفعل حنو الت وماوإن كان من وإن كان من حسن وكرم وأعطى كما قالوا أجدل فجعلوه امسا

. اجلدل وأجري جمرى أفكل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

44

إين مما أن أصنع أي من األمر أن : ونظري جعلهم ما وحدها امسا قول العرب . أصنع فجعل ما وحدها امسا

. ومثل ذلك غسلته غسال نعما أي نعم الغسل هذا باب الفاعلني واملفعولني

ل بهاللذين كل واحد منهما يفعل بفاعله مثل الذي يفعضربت وضربين زيد وضربين وضربت زيدا حتمل : وما كان حنو ذلك وهو قولك . االسم على الفعل الذي يليه

فالعامل يف اللفظ أحد الفعلني وأما يف املعىن فقد يعلم أن األول قد وقع إال أنه . ال يعمل يف اسم واحد نصب ورفع

نقض معىن وأن املخاطب قد وإمنا كان الذي يليه أوىل لقرب جواره وأنه ال يعرف أن األول قد وقع بزيد كما كان خشنت بصدره وصدر زيد وجه الكالم

حيث كان اجلر يف األول وكانت الباء أقرب إىل االسم من الفعل وال تنقض معىن . سووا بينهما يف اجلر كما يستويان يف النصب

واحلافظني فروجهم " : ومما يقوى ترك حنو هذا لعلم املخاطب قوله عز وجلفلم يعمل اآلخر فيما عمل فيه " واحلافظات والذاكرين اهلل كثريا والذاكرات

. وخنلع ونرتك من يفجرك : األول استغناء عنه ومثل ذلكوقال : وجاء يف الشعر من االستغناء أشد من هذا وذلك قول قيس بن اخلطيم

رحله فإين وقيارا هبا لغريب وقال أبن فمن يك أمسى باملدينة : ضايبء الربمجيرماين بأمر كنت منه ووالدي بريئا ومن أجل الطوى رماين فوضع يف موضع : أمحر

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

45

اخلرب لفظ الواحد ألنه قد علم أن املخاطب سيستدل به على أن اآلخرين يف . هذه الصفة

. احدواألول أجود ألنه مل يضع واحدا يف موضع مجع وال مجعا يف موضع و إين ضمنت ملن أتاين ما جىن وأيب فكان وكنت غري غدور : ومثله قول الفرزدق

ترك أن يكون لألول خرب حني استغىن باآلخر لعلم املخاطب أن األول قد دخل . يف ذلك

: ضربت وضربوين قومك وإمنا كالمهم : ولو حتمل الكالم على اآلخر لقلت . ضربت وضربين قومك

بين مل يكن سبيل لألول ألنك ال تقول ضربين وأنت جتعل املضمر وإذا قلت ضر . مجيعا ولو أعملت األول لقلت مررت ومر يب بزيد

. وإمنا قبح هذا أهنم قد جعلوا األقرب أوىل إذا مل ينقض معىن ولكن نصفا لو سببت وسبين بنو عبد مشس من : قال الشاعر وهو الفرزدق

كأن متوهنا جرى فوقها واستشعرت لون مذهب وقال مناف وهاشم وكمتا مدماة ولقد أرى تغىن به سيفانة تصيب احلليم ومثلها أصباه فالفعل : رجل من باهلة

األول يف كل هذا معمل يف املعىن وغري معمل يف اللفظ واآلخر معمل يف اللفظ . واملعىن

كلوين الرباغيث أ : ضربت وضربوين قومك نصبت إال يف قول من قال : فإن قلتضربت وضربين ناس : أو حتمله على البدل فتجعله بدال من املضمر كأنك قلت

. بنو فالن

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

46

ضربت وضربين عبد اهلل تضمر يف ضربين كما أضمرت يف : وعلى هذا احلد تقول . ضربوين

ضربين وضربتهم قومك رفعت ألنك شغلت اآلخر فأضمرت فيه : فإن قلتمك وضربتهم على التقدمي والتأخري إال أن جتعل ههنا كأنك قلت ضربين قو

. البدل كما جعلته يف الرفع . فإن فعلت ذلك مل يكن بد من ضربوين ألنك تضمر فيه اجلمع

إذا هي مل تستك بعود أراكة تنخل فاستاكت به عود : قال عمر بن أيب ربيعة . إسحل ألنه أضمر يف آخر الكالم

فرد على الفؤاد هوى عميدا وسوئل لو يبني لنا سؤاال وقد : وقال املرار األسديضربوين وضربتهم : نغين هبا ونرى عصورا هبا يقتدننا اخلرد اخلداال وإذا قلت

قومك جعلت القوم بدال من هم ألن الفعل ال بد له من فاعل والفاعل ههنا . مجاعة وضمري اجلماعة الواو

ك إذا أعملت اآلخر فال بد يف األول من ضربوين وضربت قوم : وكذلك تقول . ضمري الفاعل لئال خيلو من فاعل

ضربت وضربين قومك فلم جتعل يف األول اهلاء وامليم ألن الفعل قد : وإمنا قلت . يكون بغري مفعول وال يكون الفعل بغري فاعل

املال فلو أن ما أسعى ألدن معيشة كفاين ومل أطلب قليل من : وقال امرؤ القيسفإمنا رفع ألنه مل جيعل القليل مطلوبا وإمنا كان املطلوب عنده امللك وجعل القليل

. كافيا ولو مل يرد ونصب فسد املعىن

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

47

مت رأيت أو قلت زيدا : وقد جيوز ضربت وضربين زيدا ألن بعضهم قد يقول . منطلقا والوجه مت رأيت أو قلت زيد منطلق

ضربوين وضربت : ضربين وضربت قومك والوجه أن تقول ومثل ذلك يف اجلواز . قومك فتحمله على اآلخر

ضربين وضربت قومك فجائز وهو قبيح أن جتعل اللفظ كالواحد كما : فإن قلت . هو أحسن الفتيان وأمجله وأكرم بنيه وأنبله : تقول

مساء كأنك وال بد من هذا ألنه ال خيلو الفعل من مضمر أو مظهر مرفوع من األ . ضربين من مث وضربت قومك : قلت إذا مثلته

. وترك ذلك أجود وأحسن للتبيان الذي جييء بعده فأضمر من لذلكأصحابك جلس : فهذا رديء يف القياس يدخل فيه أن تقول : قال األخفش

. تضمر شيئا يكون يف اللفظ واحدا يه أال ترى أنك لو قلت وأنت تريد هو أظرف الفتيان وأمجله ال يقاس عل : فقوهلم

. هذا غالم القوم وصاحبه مل حيسن : اجلماعة هذا باب ما يكون فيه االسم مبنيا على الفعل قدم أو أخر

وما يكون فيه الفعل مبنيا على االسمضربت زيدا وهو احلد ألنك تريد أن تعمله وحتمل : فإذا بنيت االسم عليه قلت

كان احلد ضرب زيد عمرا حيث كان زيد أول ما تشغل به عليه االسم كما . الفعل

. وكذلك هذا إذا كان يعمل فيه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

48

زيدا : وإن قدمت االسم فهو عريب جيد كما كان ذلك عربيا جيدا وذلك قولكضربت واالهتمام والعناية هنا يف التقدمي والتأخري سواء مثله يف ضرب زيد عمرا

. زيد ضربته فلزمته اهلاء : عل على االسم قلتوضرب فإذا بنيت الفعبد اهلل منطلق : وإمنا تريد بقولك مبىن عليه الفعل أنه يف موضع منطلق إذا قلت

فهو يف موضع هذا الذي بين على األول وارتفع به فإمنا قلت عبد اهلل فنسبته له . مث بنيت عليه الفعل ورفعته باالبتداء

وإمنا حسن أن يبىن الفعل " وأما مثود فهديناهم " : ؤهومثل ذلك قوله جل ثناعلى االسم حيث كان معمال يف املضمر وشغلته به ولوال ذلك مل حيسن ألنك

. مل تشغله بشيءزيدا ضربته وإمنا نصبه على إضمار فعل هذا يفسره كأنك : وإن شئت قلت

. الفعل هنا لالستغناء بتفسريهضربت زيدا ضربته إال أهنم ال يظهرون هذا : قلت . فاالسم ها هنا مبين على هذا املضمر

ومثل ترك إظهار الفعل ها هنا ترك اإلظهار يف املوضع الذي تقدم فيه اإلضمار . وسرتاه إن شاء اهلل

. " وأما مثود فهديناهم " : وقد قرأ بعضهم : قال بشر بن أيب خازم على النصب والرفع : وأنشدوا هذا البيت على وجهني

فالنصب عريب : فأما متيم متيم بن مر فألفاهم القوم روىب نياما ومنه قول ذي الرمةضربت زيدا : كثري والرفع أجود ألنه إذا أراد اإلعمال فأقرب إىل ذلك أن يقول

. وزيدا ضربت وال يعمل الفعل يف مضمر وال يتناول به هذا املتناول البعيد . هذا من كالمهموكل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

49

. زيدا أعطيت وأعطيت زيدا وزيد أعطيته ألن أعطيت مبنزلة ضربت : ومثل هذا . وقد بني املفعول الذي هو مبنزلة الفاعل يف أول الكتاب

زيد مررت به فهو من النصب أبعد من ذلك ألن املضمر قد خرج من : فإن قلت : ليه الفعل يف اللفظ فصار كقولكالفعل وأضيف الفعل إليه بالباء ومل يوصل إ

. زيد لقيت أخاهزيدا مررت به تريد أن تفسر به مضمرا كأنك قلت إذا مثلت : وإن شئت قلت

جعلت زيدا على طريقي مررت به ولكنك ال تظهر هذا األول ملا ذكرت : ذلك . لك

على زيد لقيت أخاه فهو كذلك وإن شئت نصبت ألنه إذا وقع : وإذا قلت . شيء من سببه فكأنه قد وقع به

والدليل على ذلك أن الرجل يقول أهنت زيدا بإهانتك أخاه وأكرمته بإكرامك . أخاه

وهذا النحو يف الكالم كثري يقول الرجل إمنا أعطيت زيدا وإمنا يريد ملكان زيد . أعطيت فالنا

. لقيت أخاهال بست زيدا : وإذا نصبت زيدا لقيت أخاه فكأنه قالوهذا متثيل وال يتكلم به فجرى هذا على ما جرى عليه قولك أكرمت زيدا وإمنا

. وصلت األثرة إىل غريهمررت بزيد ولقيت : والرفع يف هذا أحسن وأجود ألن أقرب إىل ذلك أن تقول

. أخا عمرو

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

51

يهم تر أ : ومثل هذا يف البناء على الفعل وبناء الفعل عليه أيهم وذلك قوهلم . يأتك وأيهم تره يأتك

أيهم تر تره يأتك فهو مثل زيد يف : والنصب على ما ذكرت لك ألنه كأنه قال . هذا الباب

. وقد يفارقه يف أشياء كثرية ستبني إن شاء اهلل هذا باب ما جيري مما يكون ظرفا هذا اجملرى

فيه وأقل يوم ال أصوم فيه وذلك قولك يوم اجلمعة ألقاك فيه وأقل يوم ال ألقاك . وخطيئة يوم ال أصيد فيه ومكانكم قمت فيه

فصارت هذه األحرف ترتفع باالبتداء كارتفاع عبد اهلل وصار ما بعدها مبنيا يوم اجلمعة مبارك ومكانكم : عليها كبناء الفعل على االسم األول فكأنك قلت

. حسن وصار الفعل يف موضع هذاذا حني صار يف اآلخر إضمار اليوم واملكان فخرج من أن وإمنا صار هذا كه

يوم اجلمعة صمته : يوم اجلمعة مبارك فإذا قلت : يكون ظرفا كما خيرج إذا قلت . فصمته يف موضع مبارك حيث كان املضمر هو األول كما كان املبارك هو األول

جلمعة آتيك ويدخل النصب فيه كما دخل يف االسم األول وجيوز يف ذلك يوم األقاك يوم اجلمعة : عبد اهلل مررت به كأنه قال : فيه وأصوم فيه كما جاز يف قولك

. فنصبه ألنه ظرف مث فسر فقال ألقاك فيهوإن شاء نصبه على الفعل نفسه كما أعمل فيه الفعل الذي ال يتعدى إىل

. مفعول كل ذلك عريب جيد . يوم اجلمعة ألقاك : لأو نصبه ألنه ظرف لفعل أضمره وكأنه قا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

51

عبد اهلل ضربته : يوم اجلمعة صمته ويوم اجلمعة سرته مثله يف قولك : والنصب يفإال أنه إن شاء نصبه بأنه ظرف وإن شاء أعمل فيه الفعل كما أعمله يف عبد اهلل

. ألنه يكون ظرفا وغري ظرف يذكر عالمة إضمار وال حيسن يف الكالم أن جيعل الفعل مبنيا على االسم وال

األول حت خيرج من لفظ اإلعمال يف األول ومن حال بناء االسم عليه ويشغله بغري األول حت ميتنع من أن يكون يعمل فيه ولكنه قد جيوز يف الشعر وهو

. ضعيف يف الكالمقد أصبحت أم اخليار تدعى على ذنبا كله : قال الشاعر وهو أبو النجم العجلي

فهذا ضعيف وهو مبنزلته يف غري الشعر ألن النصب ال يسكر البيت وال مل أصنع . خيل به ترك إظهار اهلاء

. كله غري مصنوع : وكأنه قالفأقبلت زحفا على الركبتني فثوب لبست وثوب أجر وقال : وقال امرؤ القيس

. مسعناه من العرب ينشدونه : النمر بن تولب . فيهنساء فيه ونسر : يريدون

. شهر ثرى وشهر ترى وشهر مرعى : وزعموا أن بعض العرب يقول . ترى فيه : يريد

ثالث كلهن قتلت عمدا فأخزى اهلل رابعة تعود فهذا ضعيف والوجه : وقالالذي رأيت فالن حيث مل يذكروا : األكثر األعرف النصب وإمنا شبهوه بقوهلم

. اهلاء

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

52

أيت متام االسم به يتم وليس خبرب وال صفة فكرهوا وهو يف هذا أحسن ألن ر . اشهباب : طوله حيث كان مبنزلة اسم واحد كما كرهوا طول اشهيباب فقالوا

وهو يف الوصف أمثل منه يف اخلرب وهو على ذلك ضعيف ليس كحسنه باهلاء ليه ألنه يف موضع ما هو من االسم وما جيري عليه وليس مبنقطع منه خربا مبنيا ع . وال مبتدأ فضارع ما يكون من متام االسم وإن مل يكن متاما له وال منه يف البناء

رجل أكرمته ورجل أهنته كأنه : هذا رجل ضربته والناس رجالن : وذلك قولك . رجل مكرم ورجل مهان : هذا رجل مضروب والناس رجالن : قال

. فإن حذفت اهلاء جاز وكان أقوى مما يكون خربا أحبت محى هتامة بعد جند وما شيء : ومما جاء يف الشعر من ذلك قول جرير

. محيت مبستباح يريد اهلاءأصابوه وال سبيل إىل النصب وإن تركت : يريد : وقال الشاعر احلرث بن كلدة

. اهلاء ألنه وصف كما مل يكن النصب فيما أمتمت به االسم يعين الصلة . يكون يف موضع املبين على املبتدإ ألنه ال ينصب به فمن مث كان أقوى مما

وإمنا منعهم أن ينصبوا بالفعل االسم إذا كان صفة له أن الصفة متام االسم أال ترى أن قولك مررت بزيد األمحر كقولك مررت بزيد وذلك أنك لو احتجت إىل

ل األمحر مررت بزيد وأنت تريد األمحر وهو ال يعرف حت تقو : أن تنعت فقلتمل يكن مت االسم فهو جيري منعوتا جمرى مررت بزيد إذا كان يعرف وحده فصار

. األمحر كأنه من صلته باب ما خيتار فيه إعمال الفعل مما يكون يف املبتدإ مبنيا عليه الفعل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

53

رأيت زيدا وعمرا كلمته ورأيت عبد اهلل وزيدا مررت به ولقيت : وذلك قولك . ا أخذت أباه ولقيت خالدا وزيدا اشرتيت له ثوبا قيسا وبكر

وإمنا اختري النصب ههنا ألن االسم األول مبين على الفعل فكان بناء اآلخر على الفعل أحسن عندهم إذ كان يبىن على الفعل وليس قبله اسم مبين على

ىن لو الفعل ليجري اآلخر على ما جرى عليه الذي يليه قبله إذ كان ال ينقض املع . بنيته على الفعل

ضربوين وضربت : وهذا أوىل أن حيمل عليه ما قرب جواره منه إذ كانوا يقولونإذا كان ال ميتنع -قومك ألنه يليه فكان أن يكون الكالم على وجه واحد

. أقرب يف املأخذ -اآلخر من أن يكون مبنيا على ما بين عليه األول يدخل من يشاء يف رمحته والظاملني أعد هلم عذابا " : ومثل ذلك قوله عز وجل

. " أليما . وعادا ومثودا وأصحاب الرس وقرونا بني ذلك كثريا " : وقوله عز وجل

. " وكال ضربنا له األمثال . " فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضاللة " : ومثله

. وهذا يف القرآن كثري . كنت أخاك وزيدا كنت له أخا ألن كنت أخاك مبنزلة ضربت أخاك : ومثل ذلك

لست أخاك وزيدا أعنتك عليه ألهنا فعل وتصرف يف معناها كتصرف : وتقول . كان

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

54

أصبحت ال أمحل السالح وال أملك : وقال الشاعر وهو الربيع بن ضبع الفزاريوأخشى الرياح واملطرا رأس البعري إن نفرا والذئب أخشاه إن مررت به وحدي

. وقد يبتد أفيحمل على مثل ما حيمل عليه وليس قبله منصوب وهو عريب جيدلقيت زيدا وعمرو أفضل : لقيت زيدا وعمرو كلمته كأنك قلت : وذلك قولك

. منه . فهذا ال يكون فيه إال الرفع ألنك مل تذكر فعال

. ة جاز أن يكون بني الكالمنيفإذا جاز أن يكون يف املبتدإ هبذه املنزلعبد اهلل لقيت وعمرو لقيت أخاه وخالدا رأيت وزيد : وأقرب منه إىل الرفع

. كلمت أباه . هو ها هنا إىل الرفع أقرب كما كان يف االبتداء من النصب أبعد

فإمنا " يغشى طائفة منكم وطائفة قد أمهتهم أنفسهم " : وأما قوله عز وجلإذ طائفة يف : على أنه يغشى طائفة منكم وطائفة يف هذه احلال كأنه قالوجهوه

. هذه احلال فإمنا جعله وقتا ومل يرد أن جيعلها واو عطف وإمنا هي واو االبتداءما لقيت زيدا ولكن عمرا مررت به وما : ومما خيتار فيه النصب لنصب األول قوله

لقيت زيدا وعمرا مل ألقه يكون : ريه على قولكرأيت زيدا بل خالدا لقيت أباه جتاآلخر يف أنه يدخله يف الفعل مبنزلة هذا حيث مل يدخله ألن بل ولكن ال

تعمالن شيئا وتشركان اآلخر مع األول ألهنما كالواو ومث والفاء فأجرمها جمراهن . فيما كان النصب فيه الوجه وفيما جاز فيه الرفع

يه االسم على اسم بين عليه الفعل مرة هذا باب حيمل ف وحيمل مرة أخرى على اسم مبين على الفعل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

55

. أي ذلك فعلت جازفإن محلته على االسم الذي بين عليه الفعل كان مبنزلته إذا بنيت عليه الفعل

زيد لقيته وإن محلته على الذي بين على : مبتدأ جيوز فيه ما جيوز فيه إذا قلت . ه النصب كما اختري فيما قبله وجاز فيه ما جاز يف الذي قبلهالفعل اختري في

. عمرو ولقيته وزيد كلمته إن محلت الكالم على األول : وذلك قولك . عمرو لقيته وزيدا كلمته : وإن محلته على اآلخر قلت

. زيد لقيت أباه وعمرا مررت به إن محلته على األب : ومثل ذلك قولك . لى األول رفعتوإن محلته ع

زيد لقيت أباه وعمرا إن : والدليل على أن الرفع والنصب جائز كالمها أنك تقول . أردت أنك لقيت عمرا واألب

. وإن زعمت أنك لقيت أبا عمرو ومل تلقه رفعت . زيد لقيته وعمرا : زيد لقيته وعمرو إن شئت رفعت وإن شئت قلت : ومثل ذلك

. زيد ألقاه وعمرا وعمر : وتقول أيضا . فهذا يقوى أنك باخليار يف الوجهني

زيد ضربين وعمرو مررت به إن محلته على زيد فهو مرفوع ألنه مبتدأ : وتقولوالفعل مبين عليه وإن محلته على املنصوب قلت زيد ضربين وعمرا مررت به ألن

. هذا اإلضمار مبنزلة اهلاء يف ضربته زيد وعمرا مررت به فالوجه النصب ألن زيدا ليس مبنيا عليه ضربين : فإن قلت

الفعل مبتدأ وإمنا هو ههنا مبنزلة التاء يف ضربته وذكرت املفعول الذي جيوز فيه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

56

النصب يف االبتداء فحملته على مثل ما محلت ما قبله وكان الوجه إذ كان ذلك . يكون فيه يف االبتداء

را مررت به نصبت وكان الوجه ألنك بدأت بالفعل مررت يزيد وعم : وإذا قلتفعلت مث بنيت عليه املفعول وإن كان : ومل تبتدئ امسا تبنيه عليه ولكنك قلت

. مررت زيدا : الفعل ال يصل إليه إال حبرف اإلضافة فكأنك قلت . ولوال أنه كذلك ما كان وجه الكالم زيدا مررت به وقمت وعمرا مررت به

. خشنت بصدره فالصدر يف موضع نصب وقد عملت الباء : ذلك قولكوحنو إمنا هي كفى اهلل ولكنك ملا أدخلت الباء " كفى باهلل شهيدا بيين وبينكم " و

. عملت واملوضع موضع نصب ويف معىن النصب . وهذا قو اخلليل رمحه اهلل

زيد لقيته ألن مررت : ه بعدعبد اهلل مررت به أجريت االسم بعده جمرا : وإذا قلت . بعبد اهلل جيري جمرى لقيت عبد اهلل

هذا ضارب عبد اهلل وزيدا مير به إن محلته على املنصوب فإن محلته على : وتقول . املبتدإ وهو هذا رفعت

هذا ضارب : فإن ألقيت النون وأنت تريد معناها فهو بتلك املنزلة وذلك قولك . ربهزيد غدا وعمرا سيض

. أزيدا أنت ضاربه وما زيدا أنا ضاربه : ولوال أنه كذلك ملا قلتمررت : فهذا حنو مررت بزيد ألن معناه منونا وغري منون سواء كما أنك إذا قلت

. مررت زيدا : بزيد فكأنك قلت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

57

زله زيدا رأيته تن : من رأيت وأيهم رأيت فتقول : ومما خيتار فيه النصب قول الرجل . كلمت عمرا وزيدا لقيته : منزلة قولك

زيدا على كالمه فيصري هذا مبنزلة : من رأيت فتقول : أال ترى أن الرجل يقول . قولك رأيت زيدا وعمرا جيري على الفعل كما جيري اآلخر على األول بالواو

. أرأيت زيدا فتقول ال ولكن عمرا مررت به : ومثل ذلك قولك . ترى أنه لو قال ال ولكن عمرا جلرى على أرأيت أال

من رأيته وأيهم رأيته فأجبته قلت زيد رأيته إال يف قول من قال زيدا : فإن قال . أيهم منطلق ومن رسول فيقول فالن : رأيته يف االبتداء ألن هذا كقولك

فعلت ذلك يف زيدا مررت به كما : أعبد اهلل مررت به أم زيدا قلت : وإن قال . األول

فإن قلت ال بل زيدا فانصب أيضا كما تقول زيدا إذا قال من رأيت ألن مررت . به تفسريه لقيته وحنوها

. أيهم أتيت فقلت زيدا : فإمنا حتمل االسم على ما حيمل السائل كأهنم قالواجملرور يف موضع مررت بعمرو وزيدا لكان عربيا فكيف هذا ألنه فعل وا : ولو قلت

مفعول منصوب ومعناه أتيت وحنوها حتمل االسم إذا كان العامل األول فعال . وكان اجملرور يف موضع املنصوب على فعل ال ينقض املعىن

جئين مبثل بين بدر لقومهم أو مثل أسرة منظورة بن سيار ومثله : كما قال جرير . ا ألن معىن يذهب فيه يسلكنويسلكن غورا غائر : كأنه قال : قول العجاج

وال جيوز أن تضمر فعال ال يصل إال حبرف جر ألن حرف اجلر ال يضمر وسرتى . بيان ذلك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

58

. ولو جاز ذلك لقلت زيد تريد مر بزيد . ومثل هذا وحورا عينا يف قراءة أيب بن كعب

بد اهلل يضربه لقيت زيدا وأما عمرو فقد مررت به ولقيت زيدا وإذا ع : فإن قلتزيدا رأيته وزيدا مررت به ألن أما وإذا يقطع : عمرو فالرفع إال يف قول من قال

هبما الكالم ومها من حروف االبتداء يصرفان الكالم إىل االبتداء إال أن يدخل عليهما ما ينصب وال حيمل بواحد منهما آخر على أول كما حيمل بثم والفاء

وقبله نصب وذلك ألهنا تصرف " وأما مثود فهديناهم " : أال ترى أهنم قرءوا . الكالم إىل االبتداء إال أن يوقع بعدها فعل حنو أما زيدا فضربت

إن زيدا فيها أو أن فيها زيدا وعمرو أدخلته أو دخلت به رفعته إال يف : ولو قلت . منا هو مشبه بهزيدا أدخلته وزيدا دخلت به ألن إن ليس بفعل وإ : قول من قال

أال ترى أنه ال يضمر فيه فاعل وال يؤخر فيه االسم وإمنا هو مبنزلة الفعل كما أن . عشرين درمها وثالثني رجال مبنزلة ضاربني عبد اهلل وليس بفعل وال فاعل

يف -يعين أحسن -وكذلك ما أحسن عبد اهلل وزيد قد رأيناه فإمنا أجريته عمله وليس كالفعل ومل جييء على أمثلته وال على إضماره املوضع جمرى الفعل يف

وال تقدميه وال تأخريه وال تصرفه وإمنا هو مبنزلة لدن غدوة وكم رجال فقد عمال . عمل الفعل وليسا بفعل وال فاعل

ومما خيتار فيه النصب لنصب األول ويكون احلرف الذي بني األول واآلخر مبنزلة لقيت القوم كلهم حت عبد اهلل لقيته وضربت القوم حت : الواو والفاء ومث قولك

زيدا ضربت أباه وأتيت القوم أمجعني حت زيدا مررت به ومررت بالقوم حت زيدا . مررت به

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

59

فحت جتري جمرى الواو ومث وليست مبنزلة أما ألهنا إمنا تكون على الكالم الذي عبد اهلل وتسكت فإمنا معناه أنك قد رأيت القوم حت : قبلها وال تبتدأ وتقول

. رأيت عبد اهلل مع القوم كما كان رأيت القوم وعبد اهلل على ذلك . وكذلك ضربت القوم حت زيدا أنا ضاربه

هذا ضارب القوم حت زيدا يضربه إذا أردت معىن التنوين فهي كالواو إال : وتقولكما أنك إذا قلت هذا ضارب زيد أنك جتر هبا إذا كانت غاية واجملرور مفعول

. غدا جتر بكف التنوين . وهو مفعول مبنزلته منصوبا منونا ما قبله

هلك القوم حت زيدا أهلكته اختري النصب ليبىن على الفعل كما بين : ولو قلت . ما قبله مرفوعا كان أو منصوبا كما فعل ذلك بعد ما بين على الفعل وهو جمرور

إمنا هو لنصب اللفظ فال تنصب بعد مررت بزيد وانصب بعد إن فيها : فإن قلت . زيدا

وإن كان األول ألنه يف معىن احلديث مفعول فال ترفع بعد عبد اهلل إذا قلت عبد . وزيدا مررت به : اهلل ضربته إذا كان بعده

. وقد حيسن اجلر يف هذا كله وهو عريباهلل لقيته فإمنا جاء بلقيته توكيدا بعد أن جعله وذلك قولك لقيت القوم حت عبد

. غاية كما تقول مررت بزيد وعبد اهلل مررت بهألقى الصحيفة كي خيفف رحله والزاد حت : قال الشاعر وهو ابن مروان النحوي

نعله ألقاها والرفع جائز كما جاز يف الواو ومث وذلك قولك لقيت القوم حت عبد لقيت القوم حت زيد ملقى وسرحت القوم حت زيد مسرح وهذا اهلل لقيته كأنك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

61

ال يكون فيه إال الرفع ألنك مل تذكر فعال فإذا كان يف االبتداء زيد لقيته مبنزلة باب ما خيتار فيه النصب وليس قبله منصوب بين . زيد منطلق جاز ههنا الرفع

على الفعلفا ال يذكر بعدها إال الفعل وال وهو باب االستفهام وذلك أن من احلروف حرو

. يكون الذي يليها غريه مظهرا أو مضمرا . قد وسوف وملا وحنوهن : فما ال يليه الفعل إال مظهرا

فإن اضطر شاعر فقدم االسم وقد أوقع الفعل على شيء من سببه مل يكن حد م مل يكن إذا اضطر شاعر فقد " اإلعراب إال النصب وذلك حنو مل زيدا أضربه ألنه يضمر الفعل إذا كان ليس " إال النصب يف زيد ليس غري ولو كان يف شعر

. مما يليه االسم كما فعلوا ذلك يف مواضع سرتاها إن شاء اهللوأما ما جيوز فيه الفعل مضمرا ومظهرا مقدما ومؤخرا وال يستقيم أن يبتدأ بعده

هال زيدا ضربت ولوال زيدا ضربت وأال : األمساء فهال ولوال ولوما وأال لو قلت . زيدا قتلت جاز

. أال زيدا وهال زيدا على إضمار الفعل وال تذكره جاز : ولو قلت . وإمنا جاز ذلك ألن فيه معىن التحضيض واألمر فجاز فيه ما جيوز يف ذلك

منا سوف زيدا أضرب مل حيسن أو قد زيدا لقيت مل حيسن ألهنا إ : ولو قلتوضعت لألفعال إال أنه جاز يف تلك األحرف التأخري واإلضمار ملا فابتدءوا

هل زيد منطلق وهل زيد : بعدها األمساء واألصل غري ذلك أال ترى أهنم يقولون . " وكيف زيد آخذ " يف الدار

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

61

هل زيدا رأيت وهل زيد ذهب قبح ومل جيز إال يف الشعر ألنه ملا : فإن قلتاالسم والفعل محلوه على األصل فإن اضطر شاعر فقدم االسم نصب اجتمع

. كما كنت فاعال ذلك بقد وحنوها . وهو يف هذه أحسن ألنه يبتدأ بعدها األمساء

من " به " وإمنا فعلوا ذلك باالستفهام ألنه كاألمر يف أنه غري واجب وأنه يريد . املخاطب أمرا مل يستقر عند السائل

رى أن جوابه جزم فلهذا اختري النصب وكرهوا تقدمي االسم ألهنا حروف أال تضارعت مبا بعدها ما بعد حروف اجلزاء وجواهبا كجوابه وقد يصري معىن حديثها

. إليه . " هلذا " وهي غري واجبة كاجلزاء فقبح تقدمي االسم

. يكن آته حيثما : أين عبد اهلل آته فكأنك قلت : أال ترى أنك إذا قلت " وذلك " وأما األلف فتقدمي االسم فيها قبل الفعل جائز كما جاز ذلك يف هال

إىل غريه وليس لالستفهام يف " عنه " ألهنا حرف االستفهام الذي ال يزول . األصل غريه

وإمنا تركوا األلف يف من ومت وهل وهنحوهن حيث أمنوا االلتباس أال ترى أنك أفمن يلقى يف النار خري " : من إذا متت بصلتها كقول اهلل عز وجلتدخلهاعلى

. " أمن يأيت أمنا يوم القيامة " أم هل فإمنا هي مبنزلة قد ولكنهم تركوا األلف استغناء إذ كان هذا : وتقول

. ال يقع إال يف االستفهام " الكالم . وسوف تراه إن شاء اهلل متبينا أيضا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

62

: هنا مبنزلة إن يف باب اجلزاء فجاز تقدمي االسم فيها كما جاز يف قولكفهي ه . " كذا وكذا " إن شاء اهلل أمكنين من فالن فعلت

وخيتار فيها النصب ألنك تضمر الفعل فيها ألن الفعل أوىل إذا اجتمع هو . واالسم

. وكذلك كنت فاعال يف إن ألهنا إمنا هي للفعل . لك إن شاء اهللوسرتى بيان ذ

فاأللف إذا كان معها فعل مبنزلة لوال وهال إال أنك إن شئت رفعت فيها وهو يف األلف أمثل منه يف مت وحنوها ألنه ق صار فيها مع أنك تبتدي بعدها األمساء

. أنك تقدم االسم قبل الفعل والرفع فيها على اجلواز . دمها األمساءوال جيوز ذلك يف هال ولوال ألنه ال يبتدأ بع

وليس جواز الرفع يف األلف مثل جواز الرفع يف ضربت زيدا وعمرا كلمته ألنه ليس هاهنا حرف هو بالفعل أوىل وإمنا اختري هذا على اجلواز وليكون معىن

. واحدا فهذا أقوى . والذي يشبهه من حروف االستفهام األلف

ري بعدها االسم إذا كان الفعل واعلم أ حروف االستفهام كلها يقبح أن يص " هل زيد قام وأين زيد ضربته مل جيز إال يف الشعر فإذا جاء : لو قلت : بعد االسم

يف الشعر نصبته إال األلف فإنه جيوز فيها الرفع والنصب ألن األلف قد يبتدأ . بعدها االسم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

63

حنو فإن جئت يف سائر حروف االستفهام باسم وبعد ذلك االسم اسم من فعل هل زيد أنا : ضارب جاز يف الكالم وال جيوز فيه النصب إال يف الشعر لو قلت

. ضاربه لكان جيدا يف الكالم ألن ضاربا اسم وإن كان يف معىن الفعل . " وجيوز النصب يف الشعر

هذا باب ما ينصب يف األلف . را اشرتيت له ثوبا أعبد اهلل ضربته وأزيدا مررت به وأعمرا قتلت أخاه وأعم : تقول

ففي كل هذا قد أضمرت بني األلف واالسم فعال هذا تفسريه كما فعلت ذلك . فيما نصبته يف هذه األحرف يف غري االستفهام

" أثعلبة الفوارس أم رياحا عدلت هبم طهية واخلشابا فإذا أوقعت عليه : قال جريره ههنا هو التفسري الذي فسر يف أو على شيء من سببه نصبته وتفسري " الفعل

. أنك تضمر فعال هذا تفسريه : االبتداء . إال أن النصب هو الذي خيتار ههنا وهو حد الكالم

. وأما االنتصاب مث وها هنا فمن وجه واحد . ومثل ذلك أعبد اهلل كنت مثله ألن كنت فعل واملثل مضاف إليه وهو منصوب

. ه فعل فصار مبنزلة قولك أزيدا لقيت أخاهومثله أزيدا لست مثله ألن . وهو قول اخلليل

ما أدرى أزيدا مررت به أم عمرا وما أبايل أعبد اهلل لقيت أخاه أم : ومثل ذلك . عمرا ألنه حرف االستفهام وهي تلك األلف اليت يف قولك أزيدا لقيته أم عمرا

إال الرفع ألن الذي من سبب عبد أعبد اهلل ضرب أخوه زيدا ال يكون : وتقولفاعل والذي ليس من سببه مفعول فريتفع إذا ارتفع الذي من سببه " مرفوع " اهلل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

64

كما ينتصب إذا انتصب ويكون املضمر ما يرفع كما أضمرت يف األول ما . ينصب فإمنا جعل هذا املظهر بينا ما هو مثله

. رب أخاه زيدأعبد اهلل ض : فإن جعلت زيدا الفاعل قلتأعبد اهلل ضرب أخوه غالمه إذا جعلت الغالم يف موضع زيد حني قلت : وتقول

أعبد اهلل ضرب أخوه زيدا فيصري هذا تفسريا لشيء رفع عبد اهلل ألنه يكون موقعا الفعل مبا يكون من سببه كما يوقعه مبا ليس من سببه كأنه قال يف التمثيل

عبد اهلل أهان غالمه أو عاقب غالمه أو صار يف هذه أ : وإن كان ال يتكلم به . مث فسر " عند السائل وإن مل يكن " احلال

أعبد اهلل : وإن جعلت الغالم يف موضع زيد حني رفعت زيدا نصبت فقلتضرب أخاه غالمه كأنه جعله تفسريا لفعل غالمه أوقعه عليه ألنه قد يوقع الفعل

أعبد اهلل : يوقعه هو على ما هو من سببه وذلك قولك عليه ما هو من سببه كماضرب أباه وأعبد اهلل ضربه أبوه فجرى جمرى أعبد اهلل هو ضرب زيدا وأعبد ضربه

أعبد اهلل أهان أباه غالمه وأعبد اهلل ضرب : زيد كأنه يف التمثيل تفسري لقوله . أخاه غالمه

م أم أخرته أيهما ما جعلته كزيد وال عليك أقدمت األخ أم أخرته أم قدمت الغال . مفعوال فاألول رفع

. وإن جعلته كزيد فاعال فاألول نصب . آلسوط ضربت به : آلسوط ضرب به زيد وهو كقولك : وتقول

أزيدا مسيت به أو مسي به عمرو " كذلك " وكذلك آخلوان أكل اللحم عليه و آلسوط ضربت فكان هذا : لو قلتألن هذا يف موضع نصب وإمنا تعتربه أنك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

65

أزيدا مررت : كما أنك لو قلت " كالما أو آخلوان أكلت مل يكن إال نصبا . " فكان كالما مل يكن إال نصبا

. فمن مث جعل هذا الفعل الذي ال يظهر تفسريه تفسري ما ينصب . فاعترب ما أشكل عليك من هذا بذا

به " أزيد انطلق به مل يكن إال رفعا ألنك لو مل تقل أزيد ذهب به أو : فإن قلتأزيد : أزيد ذهب أخوه ألنك لو قلت : فكان كالما مل يكن إال رفعا كما قلت "

. ذهب مل يكن إال رفعا . أزيدا ضربت : أزيدا ضربت أخاه ألنك لو ألقيت األخ قلت : وتقول

. مثله " ما هو " ئت به تفسري فاعترب هذا هبذا مث أجعل كل واحد جأيوم : " قولك " واليوم والظروف مبنزلة زيد وعبد اهلل إذا مل يكن ظروفا وذلك

أعمرا تكلم فيه عبد اهلل وأيوم اجلمعة ينطلق : اجلمعة ينطلق فيه عبد اهلل كقولك . أزيد يذهب به : فيه كقولك

هاهنا جمرى أنا زيد ضربته ألن الذي يلي أأنت عبد اهلل ضربته جتريه : وتقولحرف االستفهام أنت مث ابتدأت هذا وليس قبله حرف استفهام وال شيء هو

. بالفعل وتقدميه أوىل " ها " إال أنك إن شئت نصبته كما تنصب زيدا ضربته فهو عريب جيد وأمره

. زيد ضربته : هنا على قولكأزيدا تضربه كل يوم ألن : به فهو نصب كقولكأكل يوم زيدا تضر : فإن قلت

ما اليوم زيد ذاهبا وإن اليوم عمرا منطلق فال حيجز : الظرف ال يفصل يف قولك . هاهنا كما ال حيجز مثة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

66

أأنت زيد ضربته ألن االسم هاهنا مبنزلة : أعبد اهلل أخوه تضربه كما تقول : وتقول . مبتدأ ليس قبله شيء

أزيدا أخاه تضربه ألنك نصبت الذي : زيدا تضربه قلت : على قولك وإن نصبته . من سببه بفعل هذا تفسريه

أزيدا أخاه تضربه فإمنا نصب زيدا ألن ألف : قال " زيدا ضربته : قال " ومن . االستفهام وقعت عليه والذي من سببه منصوب

. ذكرت لك وأعبد اهلل ضربت أخاهوقد جيوز الرفع يف أعبد اهلل مررت به على ما . " أزيدا ضربته : أزيدا مررتبه فبمنزلة قولك : وأما قولك "

والرفع يف هذا أقوى منه يف أعبد اهلل ضربته وهو أيضا قد جيوز إذا جاز هذا كما . قبله من االبتداء وما جاء بعد ما بين على الفعل " ذلك فيما " كان

أعبد اهلل : أ عبد اهلل وجعل الفعل يف موضع املبين عليه فكأنه قالوذلك أنه ابتد . أخوك

ازيدا مررت به إمنا ينصبه هبذا الفعل فهو ينبغي له أن جيره : فمن زعم أنه إذا قال . ألنه ال يصل إال حبرف إضافة

فع وإذا أعملت العرب شيئا مضمرا مل خيرج عن عمله مظهرا يف اجلر والنصب والر . ورب بلد : وبلد تريد : تقول

. عليك زيدا : زيدا تريد : وتقول . هذا اهلالل فكله يعمل عمله مظهرا : اهلالل تريد : وتقول

ومما يقبح بعده ابتداء األمساء ويكون االسم بعده إذا أوقعت الفعل على شيء . إذا وحيث : من سببه نصبا يف القياس

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

67

هلل تلقاه فأكرمه وحيث زيدا جتده فأكرمه ألهنما يكونان يف معىن إذا عب ا : تقول . حروف اجملازاة

. ويقبح إن ابتدأت االسم بعدمها إذا كان بعده الفعلإذا جلس : اجلس حيث زيد جلس وإذا زيد جيلس كان أقبح من قولك : لو قلت

. جلس " جيلس وحيث " زيد وإذا جيلس وحيث اجلس حيث عبد اهلل : جائز ألنك قد تبتدئ األمساء بعدمها فتقولوالرفع بعدمها

. جالس واجلس إذا عبد اهلل جلس . وإلذا مواضع آخر حيسن ابتداء االسم بعدها فيه

نظرت فإذا زيد يذهب : نظرت فإذا زيد يضربه عمرو ألنك لو قلت : تقول . حلسن

. وأما إذ فيحسن ابتداء االسم بعدهاإذ عبد اهلل يقوم إال أهنا يف فعل " جئت " جئت إذ عبد اهلل قائم و : تقول

. جئت إذ عبد اهلل قام : قبيحة حنو قولكإمنا يقع يف الكالم الواجب فاجتمع فيها هذا وأنك تبتدئ االسم " إذ " ولكن

. بعدها فحسن الرفعا ضربت عمرا وأخاه وأزيدا أزيد : ومما ينتصب أوله ألن آخره ملتبس باألول قوله

ضربت رجال حيبه وأزيدا ضربت جاريتني حيبهما فإمنا نصبت األول ألن اآلخر . ملتبس به إذ كانت صفته ملتبسة به

وإذا أردت أن تعلم التباسه به فأدخله يف الباب الذي تقدم فيه الصفة فما حسن . بهتقدمي صفته فهو ملتبس باألول وما ال حيسن فليس ملتبسا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

68

مررت برجل منطلقة جاريتان حيبهما ومررت برجل منطلق : أال ترى أنك تقولزيد وأخوه ألنك ملا أشركت بينهما يف الفعل صار زيد ملتبسا باألخ فالتبس

أزيدا ضربت عمرا وضربت أخاه مل يكن كالما ألن عمرا ليس : برجل ولو قلت . فيه من سبب األول شيء وال ملتبسا به

مررت برجل قائم عمرو وقائم أخوه مل جيز ألن أحدمها : رى أنك لو قلتأال ت . ملتبس باألول واآلخر ليس ملتبسا

من أمساء الفاعلني واملفعولني جمرى الفعل كما جيري يف غريه جمرى الفعل وذلك أزيدا أنت ضاربه وأزيدا أنت ضارب له وأعمرا أنت مكرم أخاه وأزيدا : قولك

. عليهأنت نازل أنت ضارب وأنت مكرم وأنت نازل كما كان ذلك يف الفعل ألنه : كأنك قلت

. جيري جمراه ويعمل يف املعرفة كلها والنكرة مقدما ومؤخرا ومظهرا ومضمرا . آلدار أنت نازل فيها : وكذلك أعمرا أنت واجد عليه وأخالدا أنت عامل به وأزيدا أنت راغب فيه ألنك : وتقول

لو ألقيت عليه وبه وفيه مما ها هنا لتعترب مل يكن ليكون إال مما ينتصب كأنه أعبد اهلل أنت ترغب فيه وأعبد اهلل أنت تعلم به وأعبد اهلل أنت جتد عليه : قال

. فإمنا استفهمته عن علمه به ورغبته فيه يف حال مسألتكآلدار أنت رجل : ع كأنه قالآلدار أنت نازل فيها فجعل نازال امسا رف : ولو قال

. فيها . أنت أخوه جاز " أزيدا " : أزيد أنت ضاربه فجعله مبنزلة قولك : ولو قال

. أزيدا أنت حمبوس عليه وأزيدا أنت مكابر عليه : ومثل ذلك يف النصب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

69

. وإن مل يرد به الفعل وأراد به وجه االسم رفع . عل وفاعل مثل يفعلوكذلك مجيع هذا فمفعول مثل يف

ومما جيري جمرى فاعل من أمساء الفاعلني فواعل أجروه جمرى فاعله حيث كانوا . مجعوه وكسروه عليه كما فعلوا ذلك بفاعلني وفاعالت

. هن حواج بيت اهلل : فمن ذلك قوهلممما محلن به وهن عواقد حبك النطاق فعاش غري مهبل : وقال أبو كبري اهلذيل

أوالفا مكة من ورق احلمى وقد جعل بعضهم فعاال مبنزلة فواعل : العجاجوقال . قطان مكة وسكان البلد احلرام ألنه مجع كفواعل : فقالوا

وأجروا اسم الفاعل إذا أرادوا أن يبالغوا يف األمر جمراه إذا كان على بناء فاعل . أن حيدث عن املبالغة ألنه يريد به ما أراد بفاعل من إيقاع الفعل إال أنه يريد

. فعول وفعال ومفعال وفعل : فما هو األصل الذي عليه أكثر هذا املعىنفعيل كرحيم وعليم وقدير ومسيع وبصري جيوز فيهن ما جاز يف فاعل : وقد جاء

. من التقدمي والتأخري واإلضمار واإلظهاروب سوق اإلبل وضر : هذا ضروب رؤوس الرجال وسوق اإلبل على : لو قلت

. ضارب زيد وعمرا تضمر وضارب عمرا " هذا " : جاز كما تقولهجوم عليها نفسه غري أنه مت يرم يف عينيه بالشبح ينهض وقال أبو ذؤيب

قلى دينه واهتاج للشوق إهنا على الشوق إخوان العزاء هيوج وقال : اهلذيلبوالج اخلوالف أعقال ومسعنا من أخا احلرب لباسا إليها جالهلا وليس : القالخ

. " أما العسل فأنا شراب " : يقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

71

بكيت أخا الألواء حيمد يومه كرمي رؤوس الدارعني ضروب وقال أبو : وقالضروب بنصل السيف سوق مساهنا إذا عدموا زادا فإنك : طالب بن عبد املطلب

أو مسحل : بن أمحر عاقر وقد جاء يف فعل وليس يف كثرة ذلك قال وهو عمرو . " إنه ملنحار بوائكها " : شنج عضادة مسحج بسراته ندب هلا وكلوم وقل

. وفعل أقل من فعيل بكثريوأجروه حني بنوه للجمع كما أجرى يف الواحد ليكون كفواعل حني أجري مثل فاعل من ذلك مث زادوا أهنم يف قومهم غفر ذنبهم غري فجر ومما جاء على فعل

حذر أمورا ال ختاف وآمن ما ليس منجيه من األقدار ومن هذا الباب قول : قولهحت شآها كليل موهنا : برأس دماغ رؤوس العز ومنه قول ساعدة بن جوية : رؤبة

شم مهاوين أبدان اجلزور خما : عمل باتت طرابا وبات الليل مل ينم وقال الكميتيف " قدير وعليم ورحيم ألنه يريد املبالغة ميص العشيات ال خور وال قزم ومنه -

. " الفعل مبنزلة قولك حسن وجه األخ ألن هذا ال يقلب وال يضمر وإمنا " هذا " وليس

حده أن يتكلم به يف األلف والالم أو نكرة وال تعين به أنك أوقعت فعال سلف . منك إىل أحد

. فيها حسب األبهو كرمي : وال حيسن أن تفصل بينهما فتقولعلى حني أهلى الناس جل : ومما أجري جمرى الفعل من املصادر قول الشاعر . أندل : أمورهم فندال زريق املال ندل الثعالب كأنه قال

: أعالقة أم الوليد بعد ما أفنان رأسك كالثغام املخلس وقال : وقال املرار األسديأعبد اهلل أنت رسول : ن عن املقيل وتقولبضرب بالسيوف رؤوس قوم أزلنا هامه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

71

له ورسوله ألنك ال تريد بفعول ههنا ما تريد به يف ضروب ألنك ال تريد أن توقع . أعبد اهلل أنت عجوز له : " قولك " منه فعال عليه فإمنا هو مبنزلة

مبالغة أعبد اهلل أنت له عديل وأعبد اهلل أنت له جليس ألنك ال تريد به : وتقولأزيد أنت : جمالس فيكون كفاعل فإمنا هذا اسم مبنزلة قولك : يف فعل ومل تقل

. وصيف له أو غالم له . آلبصرة أنت عليها أمري : وكذلك

. فأما األصل األكثر الذي جرى جمرى الفعل يف من األمساء ففاعلواملعىن واحد وإمنا جاز يف اليت بنيت للمبالغة ألهنا بنيت للفاعل من لفظه

وليست باألبنية اليت هي يف األصل أن جترى جمرى الفعل يدلك على ذلك أهنا . قليلة

فإذا مل يكن فيها مبالغة الفعل فإمنا هي مبنزلة غالم وعبد ألن االسم على فعل . يفعل فاعل وعلى فعل يفعل مفعولرفعه ألنه ليس أكل يوم أنت فيه أمري ت : فإذا مل يكن واحد منهما وال وتقول

من أن يكون ظرفا فصار مبنزلة عبد اهلل أال ترى أنك " كل " بفاعل وقد خرج أزيد يذهب به ولو جاز أن تنصب : أكل يوم ينطلق فيه صار كقولك : إذا قلت

أكل : أعبد اهلل عليه ثوب ألنك تقول : كل يوم وأنت تريد باألمري االسم لقلت . يوم لك ثوب فيكون نصبا

أكل يوم لك فيه ثوب فنصبت وقد جعلته خارجا من أن يكون ظرفا : فإن قلت . أعبد اهلل عليه ثوب : فإنه ينبغي أن تنصب

. وهذا ال يكون ألن الظرف هنا مل ينصبه فعل إمنا عليه ظرف للثوب وكذلك فيه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

72

هذا باب األفعال اليت تستعمل وتلغى . رأيت وزعمت وما يتصرف من أفعاهلنفهي ظننت وحسبت وخلت وأريت و

فإذا جاءت مستعملة فهي مبنزلة رأيت وضربت وأعطيت يف اإلعمال والبناء على . األول يف اخلرب واالستفهام ويف كل شيء

أظن زيدا منطلقا وأظن عمرا ذاهبا وزيدا أظن أخاك وعمرا زعمت : وذلك قولك . أباك

. زيد أظنه ذاهبا : وتقول . عبد اهلل أظنه ذاهبا : " فقال " عبد اهلل ضربته نصب : ومن قال

ضربت زيدا وعمرا كلمه : أظن عمرا منطلقا وبكرا أظنه خارجا كما قلت : وتقول . عبد اهلل أظن ذاهب وهذا إخال أخوك وفيها أرى أبوك : وإن فإن ألغيت قلت

. وكلما أردت اإللغاء فالتأخري أقوى . " جيد " وكل عريب

أباألراجيز يا ابن اللؤم توعدين ويف األراجيز خلت : وقال اللعني يهجو العجاج . اللؤم واخلور أنشدناه يونس مرفوعا عنهم

جييء بالشك بعدما ميضي كالمه على اليقني " إمنا " وإمنا كان التأخري أقوى ألنه عبد اهلل صاحب : ني مث يدركه الشك كما تقولأو بعدما ما بتبدئ وهو يريد اليق

. من يقول ذاك تدري فأخر ما مل يعمل فيأوله كالمه : ذاك بلغين وكما قال . وإمنا جعل ذلك فيما بلغه بعدما مضى كالمه على اليقني وفيما يدري

: فإذا ابتدأ كالمه على ما يف نيته من الشك أعمل الفعل قدم أو أخر كما قال . رأيت ورأيت زيدا زيدا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

73

زيدا أخاك أظن : وكلما طال الكالم ضعف التأخري إذا أعملت وذلك قولكفهذا ضعيف كما يضعف زيدا قائما ضربت ألن احلد أن يكون الفعل مبتدا إذا

. عملفإن تزعميين كنت : ومما جاء يف الشعر معمال يف زعمت زعمت قول أيب ذؤيب

حللم بعدك باجلهل عددت قشريا إذ عددت فلم أسأ أجل فيكم فإين شربت اأين ترى عبد اهلل قائما وهل ترى زيدا : بذاك ومل أزعمك عن ذاك معزال وتقول

أترى : ذاهبا ألن هل وأين كأنك مل تذكرمها ألن ما بعدمها ابتداء كأنك قلت . زيدا ذاهبا وأتظن عمرا منطلقا

: إذا استغىن هبا االبتداء قلت " فيها " جتعلها مبنزلة أين وأنت تريد أن : فإن قلت . أين ترى زيد وأين ترى زيدا

إمنا وقعت يف كالم العرب على أن حيكى هبا وإمنا حتكى بعد " قلت " واعلم أن زيد : زيد منطلق ألنه حيسن أن تقول : القول ما كان كالما ال قوال حنو قلت

. " قلت " منطلق وال تدخل . وما مل يكن هكذا أسقط القول عنه

. قال زيد إن عمرا خري الناس : وتقول " وإذا قالت املالئكة يا مرمي إن اهلل اصطفاك " : وتصديق ذلك قوله جل ثناؤه

. " " اهلل " إن " : ولوال ذلك لقاليف االستفهام شبهوها بتظن " ل تقو " ما تصرف من فعله إال " مجيع " وكذلك

ومل جيعلوا كيظن وأظن يف االستفهام ألنه ال يكاد يستفهم املخاطب عن ظن غريه وال يستفهم هو إال عن ظنه فإمنا جعلت كتظن كما أن ما كليس يف لغة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

74

أهل احلجاز ما دامت يف معناها وإذا تغريت عن ذلك أو قدم اخلرب رجعت إىل . فيها كلغة متيمالقياس وصارت اللغات

كظننت ألهنا إمنا أصلها عندهم أن يكون ما بعدها حمكيا فلم " قلت " ومل جتعل مل تقو قوة ليس ومل تقع يف " ما " تدخل يف باب ظننت بأكثر من هذا كما أن

. أن يكون ما بعدها مبتدأ " عندهم " كل مواضعها ألن أصلها يكون مبنزلة احلرف يف شيء مث ال يكون معه على وسأفسر لك إن شاء اهلل ما

. أكثر أحواله وقد بني بعضه فيما مضىمت تقول زيدا منطلقا وأتقول عمرا ذاهبا وأكل يوم تقول عمرا : وذلك قولك

. أكل يوم زيدا تضربه : منطلقا ال يفصل هبا كما ال يفصل هبا يفت ألنه فصل بينه وبني حرف االستفهام أأنت تقول زيد منطلق رفع : فإن قلت

أأنت زيد مررت به فصارت مبنزلة أخواهتا وصارت على : كما فصل يف قولك . األصل

أجهاال تقول بين لؤي لعمر أبيك أم متجاهلينا وقال عمر بن أيب : قال الكميت أما الرحيل فدون بعد غد فمت تقول الدار جتمعنا وإن شئت رفعت مبا : ربيعة

. نصبت فجعلته حكايةأنا ناسا من العرب يوقف بعربيتهم -وسألته عنه غري مرة -وزعم أبو اخلطاب

مت زيد : وهم بنو سليم وأعلم أن املصدر قد يلغى كما يلغى الفعل وذلك قولك . ظنك ذاهب وزيد ظين أخوك وزيد ذاهب ظين

جيوز البتة كما ضعف أظن زيد ال " ظين زيد ذاهب كان قبيحا : فإن ابتدأ فقلت . ذاهب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

75

ومت تظن عمرو " مت ظنك زيد ذاهب : وهو يف مت وأين أحسن إذا قلت . منطلق ألن قبله كالما

غري شك زيد ذاهب وحقا عمرو : وإمنا ضعف هذا يف االبتداء كما يضعف . منطلق

. مرا مت ضربك ع : مت ظنك زيدا أمريا كقولك : وإن شئت قلت : عبد اهلل أظنه منطلق جتعل هذه اهلاء على ذاك كأنك قلت : وقد جيوز أن تقول

زيد منطلق أظن ذاك ال جتعل اهلاء لعبد اهلل ولكنك جتعلها ذاك املصدر كأنه . أظن ذاك الظن أو أظن ظين : قال

ن فإمنا يضعف هذا إذا ألغيت ألن الظن يلغى يف مواضع أظن حت يكون بدال م . اللفظ به فكره إظهار املصدر ههنا كما قبح أ يظهر ما انتصب عليه سقيا

. " وسرتى ذلك إن شاء اهلل مبينا " . ولفظك بذاك أحسن من لفظ بظين

زيد أظن ظين عاقل ذاك : أظن ذاك عاقل كان أحسن من قولك : فإذا قلت . أحسن ألنه ليس مبصدر وهو اسم مبهم يقع على كل شيء

زيد ظين منطلق مل حيسن ومل جيز أن تضع ذاك موضع : أال ترى أنك لو قلت . ظين

ألن ذاك إذا " وترك ذاك يف أظن إذا كان لغوا أقوى منه إذا وقع على املصدر كان مصدرا فإنك ال جتيء به ألن املصدر يقبح أن جتيء به ههنا فإذا قبح

. " املصدر فمجيئك بذاك أقبح ألنه مصدر . أظنه : عبد اهلل أظن منطلق فهذا أمجل من قولك : وإذا ألغيت فقلت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

76

. وأظن بغري هاء أحسن لئال يلتبس باالسم وليكون أبني يف أنه ليس يعمل . أظن أنه فاعل كذا وكذا فتستغىن : فأما ظننت أنه منطلق فاستغىن خبرب أن تقول

. خبرب أنهوإمنا يقتصر على هذا إذا علم أنه مستغن ظننت : من تظن أي من تتهم فتقول : ظننت زيدا إذا قال : وقد جيوز أن تقول

. اهتمت زيدا : زيدا كأنه قال . " أي متهم " ظنني : وعلى هذا قيل

ومل جيعلوا ذاك يف حسبت وخلت وأرى ألن من كالمهم أن يدخلوا املعىن يف . الشيء ال يدخل يف مثله

حرف " هو " ألن أيهم : أيهم مررت به فقال : ه عن أيهم مل مل يقولواوسألتاالستفهام ال تدخل عليه األلف وإمنا تركت األلف استغناء فصارت مبنزلة

. االبتداءأيهم رأيت كما تفعل ذلك : أال ترى أن حد الكالم أن تؤخر الفعل فتقول

. باأللف فهي نفسها مبنزلة االبتداءأيهم زيدا ضرب قبح كما يقبح يف مت وحنوها وصار أن يليها الفعل : قلت وإن

. هو األصل ألهنا من حروف االستفهام وال حيتاج إىل األلف فصارت كأين . وكذلك من وما ألهنما جيريان معها وال يفارقاهنا

هذه من أمة اهلل ضرهبا وما أمة اهلل أتاها نصب يف كل ذا ألنه أن يلي : تقول . احلروف الفعل أوىل كما أنه لو اضطر شاعر يف مت وأخواهتا نصب

. مت زيدا رأيته : فقال باب من االستفهام يكون االسم فيه رفعا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

77

زيد كم مرة رأيته : ألنك تبتدئه لتنبه املخاطب مث تستفهم بعد ذلك وذلك قولكوف االستفهام فالعامل فيه وعبد اهلل هل لقيته وعمرو هال لقيته وكذلك سائر حر

أرأيت زيدا هل لقيته كان علمت هو العامل فكذلك : االبتداء كما أنك لو قلت . هذا

. فما بعد املبتدأ من هذا الكالم يف موضع خربهزيد كم مرة رأيت فهو ضعيف إال أن تدخل اهلاء كما ضعف يف : فإن قلت

. " كله مل أصنع " : قولهزيدا هل رأيت إال أن تردي معىن اهلاء مع ضعفه فرتفع ألنك : أن تقولوال جيوز

قد فصلت بني املبتدأ وبني الفعل فصار االسم مبتدأ والفعل بعد حرف . االستفهام

أرأيت زيد : قد علمت زيد كم ضرب ولقلت " : ولو حسن هذا أو جاز لقلت . كم مرة ضرب على الفعل اآلخر

كذلك ال جتد بدا من إعمال " األول " ا من إعمال الفعل فكما ال جتد بد . االبتداء ألنك إمنا جتيء باالستفهام بعدما تفرغ من االبتداء

زيد هذا أعمرو ضربه : ولو أرادوا اإلعمال ملا ابتدءوا باالسم أال ترى أنك تقول . عمرا أضربت : أم بشر وال تقول

. لكفكما ال جيوز هذا ال جيوز ذفحرف االستفهام ال يفصل به بني العامل واملعمول مث يكون على حاله إذا

. جاءت األلف أوال وإمنا يدخل على اخلرب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

78

أأخواك اللذان رأيت ألن رأيت صلة للذين وبه يتم : ومما ال يكون إال رفعا قولك . أأخواك صاحبانا : امسا فكأنك قلت

زيدا الذي : يف االستفهام لقلت يف اخلرب ولو كان شيء من هذا ينصب شيئا . زيدا رأيت : رأيت فنصبت كما تقول

أزيد أنت رجل تضربه : وإذا كان الفعل يف موضع الصفة فهو كذلك وذلك قولك . وأكل يوم ثوب تلبسه

فإذا كان وصفا فأحسنه أن يكون فيه اهلاء ألنه ليس مبوضع إعمال ولكنه جيوز . يف الوصل ألنه يف موضع ما يكون من االسمفيه كما جاز

أزيدا أنت رجل تضربه وأنت إذا جعلته وصفا للمفعول مل تنصبه : ومل تكن لتقولألنه ليس مببين على الفعل ولكن الفعل يف موضع الوصف كما كان يف موضع

. اخلربعلى حممر أيف كل عام مأمت تبعثونه : وقال زيد اخلري : فمن ذلك قول الشاعر

أحبت محى هتامة بعد جند وما : ثوبتموه وما رضا وقال جرير فيما ليس فيه اهلاءفما أدري أغريهم تناء وطول العهد أم مال : شيء محيت مبستباح وقال آخر

أعبد اهلل أنت الضاربه ألنك إمنا تريد : أصابوا ومما ال يكون فيه إال الرفع قوله . معىن أنت الذي ضربه

. ذا ال جيري جمرى يفعلوهوإمنا " ما زيدا أنا الضارب وال زيدا أنت الضارب : أال ترى أنه ال جيوز أن تقول

. " الضارب زيدا على مثل قولك احلسن وجها : تقول . أنت زيدا ضارب : أنت املائة الواهب كما تقول : أال ترى أنك ال تقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

79

فيجيء على معىن هذا يضرب وهو يعمل يف حال هذا ضارب كما ترى : وتقول . هذا ضارب فيجيء على مغىن هذا سيضرب : حديثك وتقول

هذا الضارب فإمنا تعرفه على معىن الذي ضرب فال يكون إال رفعا : وإذا قلت " أزيد أنت ضاربه إذا مل ترد بضاربه الفعل وصار معرفة : كما أنك لو قلت

لذي ال جييء إال على هذا املعىن فإمنا وأصل وقوع الفعل فكذلك هذا ا " رفعت . صفة للنكرة كما ال يكون االسم كالفعل إال نكرة

. أكل يوم زيدا تضربه مل يكن إال نصبا ألنه ليس بوصف : أال ترى أنك لو قلتفإذا كان وصفا فليس مببين عليه األول كما أنه ال يكون االسم مبنيا عليه يف

. فال يكون ضارب مبنزلة يفعل وتفعل إال نكرة اخلربأذكر نتاجها أحب : أذكر أن تلد ناقتك أحب إليك أم أنثى كأنه قال : وتقول

. إليك أم أنثىكما " هنا " فأن تلد اسم وتلد به يتم االسم كما يتم الذي بالفعل فال عمل له

. ليس يكون لصلة الذي عملأزيد ضرب عمرو إياه أمثل : به عمرو أمثل أم بشر كأنه قالأزيد أين ضر : وتقول

أزيد : أم بشر فاملصدر مبتدأ وأمثل مبين عليه ومل ينزل منزلة يفعل فكأنه قال . ضاربه خري أم بشر

وذلك ألنك ابتدأته وبنيت عليه فجعلته امسا ومل يلتبس زيد بالفعل إذ كان صلة زيد أنت الضاربه إال أن الضاربه يف معىن : قلتله كما مل يلتبس به الضاربه حني

. " فالفعل ال يلتبس باألول إذا كان هكذا " الذي ضربه والفعل متام هذه األمساء

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

81

أأن تلد ناقتك ذكرا أحب إليك أم أنثى ألنك محلته على الفعل الذي : وتقول . الذي رأيت أخاه زيد : هو صلة أن فصار يف صلته فصار كقولك

. " أخاه زيد " وال جيوز أن تبتدئ باألخ قبل الذي وتعمل فيه رأيت . أذكر أن تلد ناقتك أحب إليك أم أنثى : فكذلك ال جيوز النصب يف قولك

الذي رأيت أخاه : أخاه الذي رأيت زيد مل جيز وأنت تريد : وذلك أنك لو قلت . زيد

أعبد اهلل أنت أكرم عليه أم زيد : " قولك " ومما ال يكون يف االستفهام إال رفعا أعبد اهلل أنت أخوه أم بشر ألن : وأعبد اهلل أنت له أصدق أم بشر كأنك قلت

أفعل ليس بفعل وال اسم جيري جمرى الفعل وإمنا هو مبنزلة حسن وشديد وحنو . ذلك . أعبد اهلل أنت له خري أم بشر : ومثله

شد ضربا أم عمرو فإمنا انتصاب الضرب كانتصاب زيد يف أزيد أنت له أ : وتقول . حسن وجه األخ : ما أحسن زيدا وانتصاب وجه يف قولك : قولك

. أزيد أنت له أطلق وجها أم فالن : فاملصدر هنا كغريه من األمساء كقولك . وليس له سبيل إىل اإلعمال وليس له وجه يف ذلك

أعبد اهلل إن تره تضربه وكذلك إن : إال رفعا قولك ومما ال يكون يف االستفهامأبعد اهلل إن تر تضرب فليس لآلخر سبيل على : طرحت اهلاء مع قبحه فقلت

االسم ألنه جمزوم وهو جواب الفعل األول وليس للفعل األول سبيل ألنه مع إن حظ ألنه مبنزلة أعبد اهلل حني يأتيين أضرب فليس لعبد اهلل يف يأتيين : مبنزلة قولك

. أعبد اهلل يوم اجلمعة أضرب : قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

81

زيد حني أضرب يأتيين ألن املعتمد على زيد آخر الكالم وهو : ومثل ذلك . يأتيين

. زيدا إذا أتاين أضرب وإمنا هو مبنزلة حني : وكذلك إذا قلت . أزيدا إن رأيت تضرب : فإن مل جتزم اآلخر نصبت وذلك قولك

أن تدخل يف رأيت اهلاء ألنه غري مستعمل فصارت حروف اجلزاء يف وأحسنه . زيد كم مرة رأيته : هذا مبنزلة قولك

حني ترى زيدا : إن تر زيدا تضرب فليس إال هذا صار مبنزلة قولك : فإذا قلت . زيد حني تضربه يكون كذا وكذا : يأتيك ألنه صار يف موضع املضمر حني قلت

القتال زيدا حني تأيت تريد : جتعل زيدا مبتدأ على هذا الفعل لقلتولو جاز أن . القتال حني تأيت زيدا إن زيدا تره تضرب تنصب زيدا ألن الفعل أن يلي إن أويل : وتقول يف اخلرب وغريه

كما كان ذلك يف حروف االستفهام وهي أبعد من الرفع ألنه ال يبىن فيها االسم . على مبتدأ

منا أجازوا تقدمي االسم يف إن ألهنا أم اجلزاء وال تزول عنه فصار ذلك فيها كما وإ . صار يف ألف االستفهام ما مل جيز يف احلروف األخر

ال جتزعي إن منفسا أهلكته وإذا هلكت فعند ذلك : وقال النمر بن تولبا تر أزيد إذ : فاجزعي وإن اضطر شاعر فأجري إذا جمرى إن فجازى هبا قال

. تضرب إن جعل تضرب جوابا . وإن رفعها نصب ألنه مل جيعلها جوابا

. وترفع اجلواب حني يذهب اجلزم من األول يف اللفظ

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

82

أيهم يأتك تضرب إذا جزمت ألنك : واالسم ههنا مبتدأ إذا جزمت حنو قوهلم . جئت بتضرب جمزوما بعد أن عمل االبتداء يف أيهم وال سبيل له عليه

. كذلك هذا حيث جئت به جمزوما بعد أن عمل فيه االبتداءو . وأما الفعل األول فصار مع ما قبله مبنزلة حني وسائر الظروف

زيد إذا يأتيين أضرب تريد معىن اهلاء وال تريد زيدا أضرب إذا يأتيين : وإن قلتعىن ولكنك تضع أضرب ههنا مثل أضرب إذا جزمت وإن مل يكن جمزوما ألن امل

أزيد إن يأتك أضرب وال تريد به أضرب زيدا فيكون على : معىن اجملازاة يف قولك . أول الكالم كما مل ترد هبذا أول الكالم رفعت

. أزيد حني يأتيك تضرب : وكذلك حني إذا قلتوإمنا رفعت األول يف هذا كله ألنك جعلت تضرب وأضرب جوابا فصار كأنه

. امه ومل يرجع إىل األولمن صلته إذ كان من مت . إن تأتين آتيك وهو قبيح وإمنا جيوز يف الشعر : وإمنا ترده إىل األول فيمن قال

أزيد إن يأتك تضرب فليس تكون اهلاء إال لزيد ويكون الفعل اآلخر : وإذا قلت . جوابا لألول

ة اهلل تضرهبا مل أزيد إن تأتك أم : ويدلك على أهنا ال تكون إال لزيد أنك لو قلتزيدا مل أضرب أو زيدا لن أضرب مل يكن فيه إال النصب : جيز ألنك وإذا قلت

ألنك مل توقع بعد مل ولن شيئا جيوز لك أن تقدمه قبلهما فيكون على غري حاله . " كما كان ذلك يف اجلزاء " بعدمها

ومل " اضرب : ولهال تضرب نفي لق " سأضرب كما أن : ولن أضرب نفي لقوله . أضرب نفي لضربت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

83

: ألن يأتيك ههنا صفة فكأنك قلت " نصب " كل رجل يأتيك فاضرب : وتقول . كل رجل صاحل اضرب

أيهم جاءك فاضرب رفعته ألنه جعل جاءك يف موضع اخلرب وذلك : فإن قلتل ليست فاضرب يف موضع اجلواب وأي من حروف اجملازاة وكل رج : ألن قوله

. من حروف اجملازاةزيد إن أتاك فاضرب إال أن تريد أول الكالم فتنصب ويكون على حد : ومثله . زيدا إن أتاك تضرب وأيهم يأتك تضرب إذا كان مبنزلة الذي : قولك . زيدا إذا أتاك فاضرب : وتقول

وابا فإن وضعته يف موضع زيد عن يأتك تضرب رفعت فارفع إذا كانت تضرب ج . ليأتك وكذلك حني

. والنصب يف زيد أحسن إذا كانت اهلاء يضعف تركها ويقبحفأعمله يف األول وليس هذا يف القياس ألهنا تكون مبنزلة حني وإذا وحني ال

. احلر حني تأتيين فيكون ظرفا ملا فيه من معىن الفعل : يكون واحدا منهما وتقول . روفا للجثثومجيع ظروف الزمان ال تكون ظ

زيدا يوم اجلمعة أضرب مل يكن فيه إال النصب ألنه ليس ههنا معىن : فإن قلتزيد يوم : كله مل أصنع أال ترى أنك لو قلت : جزاء وال جيوز الرفع إال على قوله

. " زيد إذا جاءين فأنا أضربه كان جيدا : ولو قلت " اجلمعة فأنا أضربه مل يكن . ك على أنه يكون على غري قوله زيدا أضرب حني يأتيكفهذا يدل

هذا باب األمر والنهي

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

84

واألمر والنهي خيتار فيهما النصب يف االسم الذي يبىن عليه الفعل ويبىن على الفعل كما اختري ذلك يف باب االستفهام ألن األمر والنهي إمنا مها للفعل كما

األصل فيها أن يبتدأ بالفعل قبل االسم أن حروف االستفهام بالفعل أوىل وكان . فهكذا األمر والنهي ألهنما ال يقعان إال بالفعل مظهرا أو مضمرا

ومها أقوى يف هذا من االستفهام ألن حروف االستفهام قد يستفهم هبا وليس . أزيد أخوك ومت زيد منطلق وهل عمرو ظريف : بعدها إال األمساء حنو قولك

زيدا اضربه وعمرا امرر به : ال يكونان إال بفعل وذلك قولك واألمر والنهي . وخالدا اضرب أباه وزيدا اشرت له ثوبا

أما زيدا فاقتله وأما عمرا فاشرت له ثوبا وأما خالدا فال تشتم أباه وأما : ومثل ذلك . بكرا فال مترر به

ألنه أمر للغائب مبنزلة افعل زيدا ليضربه عمرو وبشرا ليقتل أباه بكر : ومنه . للمخاطب

عبد اهلل : وقد يكون يف األمر والنهي أن يبىن الفعل على االسم وذلك قولكاضربه ابتدأت عبد اهلل فرفعته باالبتداء ونبهت املخاطب له لتعرفه بامسه مث بنيت

. الفعل عليه كما فعلت ذلك يف اخلرب . أما زيد فاقتله : ومثل ذلك

. زيد فاضربه مل يستقم أن حتمله على االبتداء : ذا قلتفإزيد فمنطلق مل يستقم فهو دليل على أنه ال جيوز أن : أال ترى أنك لو قلت

. يكون مبتدأ

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

85

فإن شئت نصبته على شيء هذا تفسريه كما كان ذلك يف االستفهام وإن شئت . عليك زيدا فاقتله : على عليك كأنك قلت

عبد اهلل فاضربه إذا كان مبينا على مبتدأ مظهر أو : ويستقيم أن تقولوقد حيسن . مضمر

ويعمل " هذا " هذا زيد فاضربه وإن شئت مل تظهر : فأما يف املظهر فقولكهذا اهلالل : اهلالل واهلل فانظر إليه كأنك قلت : كعمله إذا أظهرته وذلك قولك

. مث جئت باألمر " هذا زيد فحسن مجيل كان : حسن الفاء ههنا أنك لو قلت ومما يدلك على

. جيدا " كالما وقائلة خوالن فانكح فتاهتم وأكرومة احليني خلو كما : ومن ذلك قول الشاعر

. هيا هكذا مسع من العرب تنشده . هذا الرجل فاضربه إذا جعلته وصفا ومل جتعله خربا : وتقول

. أو بدال " هذا " فاضربه إذا كان معطوفا على هذا زيد : وكذلكاللذين يأتيانك فاضرهبما تنصبه كما تنصب زيدا وإن شئت رفعته على : وتقول

. أن يكون مبنيا على مظهر أو مضمر . وإن شئت كان مبتدأ ألنه يستقيم أن جتعل خربه من غري األفعال بالفاء

يين فله درهم والذي يأتيين فمكرم حمموم كان الذي يأت : أال ترى أنك لو قلت . حسنا

. زيد فله درهم مل جيز : ولو قلت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

86

الذي يأتيين فله درهم يف معىن اجلزاء فدخلت الفاء يف : وإمنا جاز ذلك ألن قوله . خربه كما تدخل يف خرب اجلزاء

وعالنية فلهم الذين ينفقون أمواهلم بالليل والنهار سرا : ومن ذلك قوله عز وجل . " أجرهم عند رهبم وال خوف عليهم وال هم حيزنون

كل رجل يأتيك فهو صاحل وكل رجل جاء فله درمهان ألن : ومن ذلك قوهلمأرواح مودع أم بكور أنت فانظر ألي ذاك : معىن احلديث وأما قول عدي بن زيد

. النصب تصري فإنه على أن يكون يف الذي يرفع على حالة املنصوب يفيعين أن الذي من سببه مرفوع فرتفعه بفعل هذا يفسره كما كان املنصوب ما هو من سببه ينتصب فيكون ما سقط على سببيه تفسريه يف الذي ينصب على أنه

. شيء هذا تفسريهعلى فعل مضمر ألن الذي من سببه مرفوع وهو االسم " أنت " ترفع : يقول

. املضمر الذي يف انظرإذا ذكر إنسان : أنت اهلالك كما يقال : أنت على قوله " أن يكون " وقد جيوز

. زيد : لشيء قال الناس . أنت : وقال الناس

وال يكون على أن تضمر هذا ألنك ال تشري للمخاطب إىل نفسه وال حتتاج إىل . ذلك وإمنا تشري له إىل غريه

. هذا أنت مل يستقم : فقلت أال ترى أنك لو أشرت له إىل شخصه . شاهداك أي ما ثبت لك شاهداك : وجيوز هذا أيضا على قولك

. " طاعة وقول معروف " : قال اهلل تعاىل جده

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

87

. فهو مثلهوقول " أمرى طاعة : فإما أن يكون أضمر االسم وجعل هذا خربه كأنه قال

. عة وقول معروف أمثلطا : أو يكون أضمر اخلرب فقال " معروف : ألنه استعظم أن يقال " دعاء " : واعلم أن الدعاء مبنزلة األمر والنهي وإمنا قيل

. أمر أو هني . اللهم زيدا فاغفر ذنبه وزيدا فأصلح شأنه وعمرا ليجزه اهلل خريا : وذلك قولك

زيدا " معناه معىن " ألن زيدا قطع اهلل يده وزيدا أمر اهلل عليه العيش : وتقول . ليقطع اهلل يده

أمريان كانا آخياين كالمها فكال جزاه اهلل عين مبا فعل : وقال أبو األسود الدؤيل . وجيوز فيه من الرفع ما جاز يف األمر والنهي ويقبح فيه ما يقبح يف األمر والنهي

ألنك لو أظهرت الذي انتصب أما زيدا فجدعا له وأما عمرا فسقيا له : وتقولأما زيدا : عليه سقيا وجدعا لنصبت زيدا وعمرا فإضماره مبنزلة إظهاره كما تقول

. فضربا . أما زيد فسالم عليه وأما الكافر فلعنة اهلل عليه ألن هذا ارتفع باالبتداء : وتقول

. " منهما مائة جلدة الزانية والزاين فاجلدوا كل واحد " : وأما قوله عز وجلفإن هذا مل يب على الفعل " والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما " : وقوله تعاىل

. " مثل اجلنة اليت وعد املتقون " : ولكنه جاء على مثل قوله تعاىل . فيها كذا وكذا " فيها أهنار من ماء " : مث قال بعد

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

88

ومن : ذي بعده فذكر أخبارا وأحاديث فكأنه قالفغنما وضع املثل للحديث الالقصص مثل اجلنة أو مما يقص عليهكم مثل اجلنة فهو حممول على هذا

. " وحنوه " اإلضمار . واهلل تعاىل أعلم

. " سورة أنزلناها فرضناها " : ملا قال جل ثناؤه " كأنه " " الزانية والزاين " وكذلك . " أو الزانية والزاين يف الفرائض " يف الفرائض الزانية والزاين : قال

: وقائلة : فاجلدوا فجاء بالفعل بعد أن مضى فيهما الرفع كما قال : مث قال . خوالن فانكح فتاهتم فجاء بالفعل بعد أن عمل فيه املضمر

السارق " ما فرض عليكم في " و : كأنه قال " " والسارق والسارقة " : وكذلك . " والسارقة أو السارق والسارقة فيما فرض عليكم . فإمنا دخلت هذه األمساء بعد قصص وأحاديث

. " واللذان يأتياهنا منكم فآذومها " : " ومثل ذلك " وحيمل على حنو من هذا . أو توصي " شياء بأ " وقد جيري هذا يف زيد وعمرو على هذا احلد إذا كنت خترب

. زيد فيمن أوصي به فاحسن إليه وأكرمه : مث تقولوهو يف العربية على ما " الزانية والزاين " و " والسارق والسارقة " : وقد قرأ أناس

. ذكرت لك من القوة . ولكن أبت العامة إال القراءة بالرفع

ن حد الكالم تقدمي الفعل وهو فيه وإمنا كان الوجه يف األمر والنهي النصب أل . أوجب إذ كان ذلك يكون يف ألف االستفهام ألهنما ال يكونان إال بفعل

. وقبح تقدمي االسم يف سائر احلروف ألهنا حروف حتدث قبل الفعل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

89

وقد يصري معىن حديثهن إىل اجلزاء واجلزاء ال يكون إال خربا وقد يكون فيهن . واجبة كحروف اجلزاء فأجريت جمراهااجلزاء يف اخلرب وهي غري

واألمر ليس حيدث له حرف سوى الفعل فيضارع حروف اجلزاء فيقبح حذف . الفعل منه كما يقبح حذف الفعل بعد حروف اجلزاء

وإمنا يقبح حذف الفعل وإضماره بعد حروف االستفهام ملضارعتها حروف . اجلزاء

ة باهلاء ألن األمر والنهي ال يكونان إال زيدا اضربه واضربه مشغول : وإمنا قلت . بالفعل فال يستغىن عن اإلضمار إن مل يظهر

باب حروف أجريت جمرى حروف االستفهام و حروف األمر والنهي وهي حروف النفي شبهوها حبروف االستفهام حيث قدم االسم قبل الفعل ألهنن غري

ا أن األمر والنهي غري واجبات كما أن األلف وحروف اجلزاء غري واجبة وكم . واجبني

وسهل تقدمي األمساء فيها ألهنا نفي لواجب وليست كحروف االستفهام واجلزاء . قد كان : وإمنا هي مضارعة وإمنا جتيء خلالف قوله

ما زيدا ضربته وال زيدا قتلته وما عمرا لقيت أباه وال عمرا مررت به : وذلك قولك . وبا وال بشرا اشرتيت له ث

. ما زيدا أنا ضاربه إذا مل جتعله امسا معروفا : وكذلك إذا قلتفال ذا جالل هبنه جلالله وال ذاع ضياع هن يرتكن : قال هدبة بن اخلشرم العذري

ال الدار غريها بعدي األنيس وال بالدار لو كلمت ذا حاجة : للفقر وقال زهريلتيم وال جدا إذا ازدحم اجلدود وإن فال حسبا فخرت به : صمم وقال جرير

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

91

شئت رفعت والرفع فيه أقوى إذ كان يكون يف ألف االستفهام ألهنن نفي واجب . يبتدأ بعدهن ويبىن على املبتدأ بعدهن ومل يبلغن أن يكن مثل ما شبهن به

مبنزلة ليس يف لغة أهل احلجاز مل يكن إال الرفع ألنك جتيء " ما " فإن جعلت . ليس زيد ضربته : عل بعد أن يعمل فيه ما هو مبنزلة فعل يرفع كأنك قلتبالف

وقالوا تعرفها املنازل : " قول مزاحم العقيلي " وقد أنشد بعضهم هذا البيت رفعا من مىن وما كل من وايف مىن أنا عارف فإن شئت محلته على ليس وإن شئت

. " كله مل أصنع " محلته على . بعد الوجهنيفهذا أ

وقد زعم بعضهم أن ليس جتعل كما وذلك قليل ال يكاد يعرف فهذا جيوز أن . ليس خلق اهلل أشعر منه وليس قاهلا زيد : يكون منه

فأصبحوا والنوى عايل معرسهم وليس كل النوى يلقي : قال محيد األرقطهبا وليس منها هي الشفاء لدائي لو ظفرت : املساكني وقال هشام أخو ذي الرمة

. شفاء الداء مبذول هذا كله مسع من العربإنه أمة اهلل : والوجه واحلد أن حتمله على أن يف ليس إضمارا وهذا مبتدأ كقوله

. ذاهبةليس الطيب إال املسك وما كان الطيب إال : إال أهنم زعموا أن بعضهم قال

. املسكيف قول من نصب زيدا لقيته ألنك قد ما أنا زيد لقيته رفعت إال : فإن قلت

. أنت زيد لقيته : فصلت كما فصلت يف قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

91

" لست زيد لقيته : وإن كانت ما اليت هي مبنزلة ليس فكذلك كأنك قلت " وهذا مبتدأ بعد اسم وهذا الكالم يف موضع خربه " بأنا " ألنك شغلت الفعل

. ي بعدهوهو فيه أقوى ألنه عامل يف االسم الذ . وألف االستفهام وما يف لغة بين متيم يفصلن فال يعملن

. فإذا اجتمع أنك تفصل وتعمل احلرف فهو أقوىإين زيد لقيته وأنا عمرو ضربته وليتين عبد اهلل مررت به ألنه إمنا هو اسم : وكذلكء خلقناه إنا كل شي " : أو اسم فأما قوله عز وجل " مث ابتدئ بعده " مبتدأ . زيدا ضربته وهو عريب كثري : فإمنا هو على قوله " بقدر

إال أن القراءة ال ختالف ألن القراءة " وأما مثود فهديناهم " : وقد قرأ بعضهم . السنةكنت عبد اهلل لقيته ألنه ليس من احلروف اليت ينصب ما بعدها كحروف : وتقول

ما شبه هبا وليس بفعل ذكرته ليعمل يف شيء االستفهام وحروف اجلزاء وال زيدا : كقولك " به " فينصبه أو يرفعه مث يضم إىل الكالم األول االسم مبا يشرك

ضربت وعمرا مررت به ولكنه شيء عمل يف االسم مث وضعت هذا يف موضع . كان عبد اهلل أبوه منطلق : خربه مانعا له أن ينصب كقولك

ت أخاك وزيدا مررت به نصبت ألنه قد أنفذ إىل مفعول ونصب مث كن : ولو قلت . ضممت إليه امسا وفعال

كنت زيد مررت به فقد صار هذا يف موضع أخاك ومنع الفعل أن : وإذا قلت . يعمل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

92

حسبتين عبد اهلل مررت به ألن هذا املضمر املنصوب مبنزلة املرفوع يف : وكذلك كاحتياج االسم يف كنت وكاحتياج املبتدأ فإمنا هذا يف كنت ألنه حيتاج إىل اخلرب

كنت هذه حايل : موضع خربه كما كان يف موضع خرب كان فإمنا أراد أن يقوللقيت : لقيت عبد اهلل وزيد يضربه عمرو فإمنا قال : وحسبتين هذه حايل كما قال

مثل معناه ومل عبد اهلل وزيد هذه حاله ومل يعطفه على احلديث األول ليكون يف . فعلت وفعل وكذلك مل يرده يف األول : يرد أن يقول

أال ترى أنه مل ينفذ الفعل يف كنت إىل املفعول الذي به يستغىن الكالم كاستغناء . كنت مبفعوله

. فإمنا هذه يف موضع اإلخبار وهبا يستغىن الكالم موضع خرب وال تريد أن زيدا ضربت وعمرا مررت به فليس الثاين يف : وإذا قلت

" وهذا " يف أنه مفعول " يستغىن به شيء ال يتم غال به فإمنا حاله كحال األول ال مينع األول مفعوله أن ينصبه ألنه ليس يف موضع خربه فكيف خيتار " الثاين

فيه النصب وقد حال بينه وبني مفعوله وكان يف موضعه إال أن تنصبه على . ضربته زيدا : قولك

قد علمت لعبد اهلل تضربه فدخول الالم يدلك أنه إمنا أراد به ما : ومثل ذلكأراد إذا مل يكن قبله شيء ألهنا ليست مما يضم به الشيء إىل الشيء كحروف

. االشرتاك فكذلك ترك الواو يف األول هو كدخول الالم هنافلو أهنا إياك عضتك مثلها : وإن شاء نصب كما قال الشاعر وهو املرار األسدي

. جررت على ما شئت حنرا وكلكال هذا باب من الفعل يستعمل يف االسم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

93

مث يبدل مكان ذلك االسم اسم آخر فيعمل فيه كما عمل يف األول وذلك رأيت قومك أكثرهم ورأيت بين زيد ثلثيهم ورأيت بين عمك ناسا منهم : قولك

. هها أوهلاورأيت عبد اهلل شخصه وصرفت وجو ثلثي " رأيت " رأيت أكثر قومك و : على أنه أراد : فهذا جييء على وجهني

فسجد " : قومك وصرفت وجوه أوهلا ولكنه ثىن االسم توكيدا كما قال جل ثناؤه . وأشباه ذلك " املالئكة كلهم أمجعون

. " فيه يسألونك عن الشر احلرام قتال " : فمن ذلك قوله عز وجلوذكر تقتد برد مائها وعتك البول على أنسائها ويكون على الوجه : وقال الشاعر

رأيت قومك مث يبدو له أن يبني ما : اآلخر الذي أذكره لك وهو أن يتكلم فيقول . ثلثيهم أو ناسا منهم : الذي رأى منهم فيقول

ألنك ال تبينه بغريه وال بشيء رأيت زيدا أباه واألب غري زيد : وال جيوز أن تقول . ليس منه

وكذلك ال تثين االسم توكيدا وليس باألول وال شيء منه فإمنا تثنيه وتؤكده مثىن . مبا هو منه أو هو هو

رأيت عمرا أو : وإمنا جيوز رأيت زيدا أباه ورأيت عمرا أن يكون أراد أن يقولوإما أن يكون أضرب عن " بعد رأيت أبا زيد فغلط أو نسي مث استدرك كالمه

. " ذلك فنحاه وجعل عمرا مكانه وهلل على الناس حج البيت من " : فأما األول فجيد عريب مثله قوله عز وجل

. ألهنم من الناس " استطاع عليه سبيال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

94

قال املال الذين استكربوا من قومه للذين " : ومثله إال أهنم أعادوا حرف اجلر . " ضعفوا ملن آمن منهم اشت

بعت متاعك أسفله قبل أعاله واشرتيت متاعك : " قولك " ومن هذا الباب أسفله أسرع من اشرتائي أعاله واشرتيت متاعك بعضه أعجل من بعض وسقيت

إبلك صغارها أحسن من سقي كبارها وضربت الناس بعضهم قائما وبعضهم ب ألن ما ذكرت بعده ليس مبنيا عليه فيكون قاعدا فهذا ال يكون فيه إال النص

مبتدأ وإمنا هو من نعت الفعل زعمت أن بيعه أسفله كان قبل بيعه أعاله وأن الشراء كان يف بعض أعجل من بعض وسقيه الصغار كان أحسن من سقيه

. الكبار ومل جتعله خربا ملا قبلهوحان فهذا ال يكون مررت مبتاعك بعضه مرفوعا وبعضه مطر : ومن ذلك قولك

ومل جتعله مبنيا " للمرور " مرفوعا ألنك محلت النعت على املرور فجعلته حاال . على املبتدأ

. وإن مل جتعله حاال للمرور جاز الرفع . ألزمت الناس بعضهم بعضا وخوفت الناس ضعيفهم قويهم : ومن هذا الباب

خاف الناس ضعيفهم قويهم : يف قولك " ذي ال " فهذا معناه يف احلديث املعىن أزملت وخوفت صار مفعوال وأجريت الثاين : ولزم الناس بعضهم بعضا فلما قلت

على ما جرى عليه األول وهو فاعل وعلى ذلك دفعت الناس بعضهم ببعض . دفع الناس بعضهم بعضا : على قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

95

أدفعت كما أنك : قلت يف التمثيلألزمت كأنك : ودخول الباء ههنا مبنزلة قولكوخرجت به " معك " وأذهبته من عندنا وأخرجته " من عندنا " ذهبت به : تقول . معك

وكذلك ميزت متاعك بعضه من بعض وأوصلت القوم بعضهم إىل بعض فجعلته مفعوال على حد ما جعلت الذي قبله وصار قوله إىل بعض ومن بعض يف موضع

. صوبمفعول منخرج : فإمنا جعله مفعوال من قوله " فضلت متاعك أسفله على أعاله : ومن ذلك

فضل متاعك أسفله على : كأنه قال يف التمثيل " متاعك أسفله على أعاله . " فعلى أعاله يف موضع نصب " أعاله

صككت احلجرين أحدمها باآلخر على أنه مفعول من اصطك : ومثل ذلك . جران أحدمها باآلخراحل

. " ولوال دفاع اهلل الناس بعضهم ببعض " : " قوله عز وجل " ومثل ذلك عجبت من دفع الناس : وهذا ما جيرى منه جمرورا كما جيرى منصوبا وذلك قولك

عجبت من إذهاب : بعضهم ببعض إذا جعلت الناس مفعولني كان مبنزلة قولكفعلت : أفعلت استغنيت عن الباء وإذا قلت : ألنك إذا قلتالناس بعضهم بعضا

. دفعت الناس بعضهم ببعض : احتجت إليها وجرى يف اجلر على قولكعجبت من دفع الناس بعضهم بعضا جرى يف : وإن جعلت الناس فاعلني قلت

اجلر على حد جمراه يف الرفع كما جرى يف األول على جمراه يف النصب وهو . دفع الناس بعضهم بعضا : قولك

. وكذلك مجيع ما ذكرنا إذا أعملت فيه املصدر فجرى جمراه يف الفعل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

96

عجبت من موافقة الناس أسودهم أمحرهم جرى على : ذلك قولك " من " و . وافق الناس أسودهم أمحرهم : قولكه بعضها أنياب : مسعت وقع أنيابه بعضها فوق بعض جرى على قولك : وتقول

. فوق بعضأوقعت أنيابه بعضها : عجبت من إيقاع أنيابه فوق بعض على حد قولك : وتقول

. فوق بعض . هذا وجه اتفاق الرفع والنصب يف هذا الباب واختيار النصب واختيار الرفع

رأيت متاعك بعضه فوق بعض إذا جعلت فوقا يف موضع االسم املبين : تقولرأيت متاعك بعضه أحسن من : لت األول مبتدأ كأنك قلتعلى املبتدأ وجع

. بعض ففوق يف موضع أحسنمررت مبتاعك بعضه مطروحا وبعضه مرفوعا نصبته : وإن جعلته حاال مبنزلة قولك . ألنه مل تب عليه شيئا فتبتدئه

: رأيت متاعك بعضه أحسن من بعض فيكون مبنزلة قولك : وإن شئت قلت : عض متاعك اجليد فوصلته إىل مفعولني ألنك أبدلت فصرت كأنك قلترأيت ب

. رأيت بعض متاعكرأيت زيدا أبوه أفضل منه ألنه اسم : والرفع يف هذا أعرف ألهنم شبهوه بقولك

واآلخر هو املبتدأ األول كما " كما أن هذا له ومن سببه " هو لألول ومن سببه . األولأن اآلخر ههنا هو املبتدأ

. وإن نصبت فهو عريب جيد

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

97

ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على اهلل وجوههم " : ومما جاء يف الرفع قوله تعاىل . " مسودة

خلق اهلل الزرافة يديها طول : ومما جاء يف النصب أنا مسعنا من يوثق بعربيته يقول . من رجليها

فما كان قيس : وهو لعبدة بن الطبيبوحدثنا يونس أن العرب تنشد هذا البيت ذريين : هلكه هلك واحد ولكنه بنيان قوم هتدما وقال رجل من جبيلة أو خثعم

إن علي اهلل : إن أمرك لن يطاعا وما الفيتين حلمي مضاعا وقال آخر يف البدل . أن تبايعا تؤخذ كرها أو جتيء طائعا فهذا عريب حسن واألول أعرف وأكثر

إن شئت : جعلت متاعك بعضه فوق بعض فله ثالثة اوجه يف النصب : وتقولعلمت متاعك وهو بعضه على بعض : جعلت فوق يف موضع احلال كأنه قال

. أي يف هذه احلال كما جعلت ذلك يف رأيت يف رؤية العني " وإن شئت نصبته على ما نصبت عليه رأيته زيدا وجهه أحسن من وجه فالن

. " القلب تريد رؤية جعلت متاعك يدخله معىن ألقيت فيصري : وإن شئت نصبته على أنك إذا قلت

أسقطت : ألقيت متاعك بعضه فوق بعض ألن ألقيت كقولك : كأنك قلتسقط متاعك بعضه على : متاعك بعضه على بعض وهو مفعول من قولك

. بعض فجرى كما جرى صككت احلجرين أحدمها باآلخرليس يف موضع اسم هو األول ولكنه يف موضع االسم اآلخر " باآلخر " فقولك

صك احلجران أحدمها اآلخر ولكنك أوصلت الفعل بالباء كما أن : يف قولك . مررت بزيد االسم منه يف موضع اسم منصوب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

98

طرحت املتاع بعضه على بعض ألن معناه أسقطت فأجري جمراه وإن : ومثل هذا . فاعلمل يكن من لفظه

. " وجيعل اخلبيث بعضه على بعض " : وتصديق ذلك قوله عز وجل . ظننت متاعك بعضه أحسن من بعض : أن جتعله مثل : والوجه الثالث

. والرفع فيه أيضا عريب كثري . جعلت متاعك بعضه على بعض فوجه الرفع فيه على ما كان يف رأيت : تقول

ضهم على بعض وحزنت قومك بعضهم على بعض أبكيت قومك بع : وتقول " بكى قومك بعضهم على بعض : فأجريت هذا على حد الفاعل إذا قلت

أحزنت : فالوجه هنا النصب ألنك إذا قلت " وحزن قومك بعضهم على بعض : قومك بعضهم على بعض وأبكيت قومك بعضهم على بعض مل ترد أن تقول

ن أجسادهم بعضها على بعض فيكون الرفع بعضهم على بعض يف عون وال أبكى قومك بعضها بعضا فإمنا أوصلت الفعل : الوجه ولكنك أجريته على قولك

مررت على : إىل االسم حبرف جر والكالم يف موضع اسم منصوب كما تقول . زيد ومعناه مررت زيدا

أكرم وأبكيت قومك بعضهم " حزنت قومك بعضهم أفضل من بعض : فإن قيلكان الرفعة الوجه ألن اآلخر هو األول ومل جتعله يف موضع مفعول " من بعض

. هو غري األولحزنت قومك بعضهم قائما وبعضهم قاعدا على : وإن شئت نصبته على قولك

رأيت قومك أكثرهم وحزنت قومك بعضهم فإذا جاز هذا : احلال ألنك قد تقول . أتبعته ما يكون حاال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

99

كان مما يتعدى إىل مفعولني أنفذته إليه ألنه كأنه مل تذكر قبله شيئا كأنه وإن . رأيت قومك وحزنت قومك

. إال أن أعربه وأكثره إذا كان اآلخر هو األول أن يبتدأ . وإن أجريته على النصب فهو عريب جيد

هذا باب من الفعلضرب عبد اهلل : تقوليبدل فيه اآلخر من األول وجيرى على االسم فالبدل أن

ظهره وبطنه وضرب زيد الظهر والبطن وقلب عمرو ظهره وبطنه ومطرنا سهلنا . وجبلنا ومطرنا السهل واجلبل

. ون شئت كان على االسم مبنزلة أمجعني توكيداضرب زيد الظهر والبطن ومطرنا السهل واجلبل وقلب : وإن شئت نصبت تقول

. زيد ظهره وبطنه . أهنم مطروا يف السهل واجلبل وقلب على الظهر والبطنفاملعىن

دخلت البيت وإمنا معناه دخلت يف : " قوهلم " ولكنهم أجازوا هذا كما أجازوا . البيت

" قلب " : والعامل فيه الفعل وليس املنتصب ههنا مبنزلة الظرف ألنك لو قلت . هو ظهره وبطنه وأنت تعين على ظهره مل جيز

ومل جييزوه يف غري السهل واجلبل والظهر والبطن كما مل جيز دخلت عبد اهلل فجاز دخلت : هذا يف هذا وحده كما مل جيز حذف حرف اجلر إال يف األماكن يف مثل

. البيت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

111

واختصت هبذا كما أن لدن مع غدوة هلا حال ليست يف غريها من األمساء وكما . حال ال تكون يف سائر األشياء " لغوير أبؤسا عسى ا " : أن عسى هلا يف قوهلم

نبئت زيدا قال ذاك : ونظري هذا أيضا يف أهنم حذفوا حرف اجلر ليس إال قوهلم . إمنا يريد عن زيد إال أن معىن األول معىن األماكن

. وإن شئت رفعت على البدل وعلى أن تصريه مبنزلة أمجعني تأكيدا أن يكون بدال وأن يكون " على " ليد والرجل جاز ضرب زيد ا : فإن قلت

. توكيداوإن نصبته مل حيسن ألن الفعل إمنا أنفذ يف هذه األمساء خاصة إىل املنصوب إذا

: حذفت منه حرف اجلر إال أن تسمع العرب تقول يف غريه وقد مسعناهم يقولون . مطرهتم ظهرا وبطنا

. ار على الظرف وعلى الوجه اآلخرمطر قومك الليل والنه : وتقولصيد عليه الليل والنهار وهو هناره : وإن شئت رفعته على سعة الكالم كما قال

لقد ملتنا يا أم غيالن يف السرى ومنت وما ليل : صائم وليله قائم وكما قال جرير . املطي بنائم فكأنه يف كل هذا جعل الليل بعض االسم

ففي قيد وسلسلة والليل يف قعر منحوت من الساج فكأنه أما النهار : وقال آخر . جعل النهار يف قيد والليل يف بطن منحوت أو جعله االسم أو بعضه

رأيت : ضرب عبد اهلل ظهره ومطر قومك سهلهم على قولك : وإن شئت قلتفكأنه هلق السراة كأنه ما حاجبيه : القوم أكثرهم ورأيت عمرا شخصه كما قال

كأن حاجبيه فأبدل حاجبيه من اهلاء اليت يف كأنه وما زائدة : يريد " بسواد معني " .

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

111

ما بني أهل محري : يريد " ملك اخلورنق والسدير وداته ما بني محري أهلها وأوال . " فأبدل األهل من محري

. صرفت وجوهها أوهلا : ومثل ذلك قوهلم . لم أمرهمما يل هبم ع : " مثله " و

مشق اهلواجر حلمهن مع السرى حت ذهب كال كال وصدورا : وأما قول جرير . ذهب قدما وذهب أخرا : فإمنا هو على قوله

طويل متل العنق أشرف كاهال أشق رحيب : وقال عمرو بن عمار النهديى هذه ذهب صعدا فإمنا خرب أن الذهاب كان عل : اجلوف معتدل اجلرم كأنه قال

. احلالإذا أكلت مسكا وفرضا ذهبت طوال وذهبت : " قول رجل من عمان " : ومثله

. عرضا فإمنا شبه هذا الضرب من املصادرفألبغينكم قنا وعوارضا وألقبلن اخليل البة : وليس هذا مثل قول عامر بن الطفيل

عوارض ولكن الشاعر شبهه بقنا و : ضرغد ألن قنا وعوارض مكانان وإمنا يريد . بدخلت البيت وقلب زيد الظهر والبطن

هذا باب من اسم الفاعل جرى جمرى الفعل املضارع يف املفعول يف املعىن فإذا أردت فيه من املعىن " الذي "

. هذا ضارب زيدا غدا : ما أردت يف يفعل كان نكرة منونا وذلك قولك . " غدا " رب زيدا فمعنا وعمله مثل هذا يض

. فإذا حدثت عن فعل يف حني وقوعه غري منقطع كان كذلك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

112

يضرب زيدا " هذا " هذا ضارب عبد اهلل الساعة فمعناه وعمله مثل : وتقول . الساعة . ضاربا أباك فإمنا حتدث أيضا عن اتصال فعل يف حال وقوعه " زيد " وكان

. كان يضرب أباك ويوافق زيدا : معناه وعمله كقولكوكان موافقا زيدا ف . فهذا جرى جمرى الفعل املضارع يف العمل واملعىن منونا

إين حببلك واصل حبلي : " من هذا الباب قوله " منونا : ومما جاء يف الشعرأين بدا يل : وقال زهري : بن أيب ربيعة " عمر " وبريش نبلك رائش نبلي وقال

: لست مدرك ما مضى وال سابقا شيئا إذا كان جائيا وقال األخوص الرياحيمشائيم ليسوا مصلحني عشرية وال ناعبا إال ببني غراهبا واعلم أن العرب

. يستخفون فيحذفون التنوين والنون وال يتغري من املعىن وال جيعله معرفة " إنا مرسلو الناقة " و " ائقة املوت كل نفس ذ " : " قوله عز وجل " فمن ذلك

. " غري حملى الصيد " و " لو ترى إذ اجملرمون ناكسو رؤوسهم " و . " وال آمني البيت احلرام " فاملعىن معىن

عارض " و " هديا بالغ الكعبة " : يزيد هذا عندك بيانا قوله تعاىل جده " و " . " ممطرنا

. فلو مل يكن هذا يف معىن النكرة والتنوين مل توصف به النكرة . وسرتاه مفصال أيضا يف بابه مع غري هذا من احلجج إن شاء اهلل

. هو كائن أخاك : هو كائن أخيك على االستخفاف واملعىن : وقال اخلليلدل وطبه أتاين على القعساء عا : ومما جاء يف الشعر غري منون قول الفرزدق

. عادال وطبه : برجلي لئيم واست عبد تعادله يريد

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

113

تراها من يبيس املاء شهبا : وقال السليك بن السلكة : وقال الزبرقان بن بدر . " عرف اخليل : يريد " خمالظ درة منها غرار

م كحكم احك : على معىن املنون قول النابغة " أنه " ومما يزيد هذا الباب إيضاحا . " فوصف به النكرة " فتاة احلي إذ نظرت إىل محام شراع وارد الثمد

سل اهلموم بكل معطي رأسه ناج خمالط صهبة متعيس فهو : وقال املرار األسدي . على املعىن ال على األصل واألصل التنوين ألن هذا املوضع ال يقع فيه معرفة

دخله التنوين وال كان ذلك نكرة وذلك أنه ولو كان األصل ههنا ترك التنوين ملا . ال جيري جمرى املضارع فيما ذكرت لك

فألفيته : " أليب األسود الدؤيل " وزعم عيسى أن بعض العرب ينشد هذا البيت غري مستعب وال ذاكر اهلل إال قليال مل حيذف التنوين استخفافا ليعاقب اجملرور

. " رمى القوم : كما قال " ولكنه حذفه اللتقاء الساكنني . " لك " وهذا اضطرار وهو مشبه بذلك الذي ذكرت

هذا ضارب زيد وعمرو إذا أشركت بني اآلخر واألول يف : وتقول يف هذا الباب . اجلار ألنه ليس يف العربية شيء يعمل يف حرف فيمتنع أن يشرك بينه وبني مثله

هذا ضارب زيد وعمرا : له ناصبا فتقول وإن شئت نصبت على املعىن وتضمر . ويضرب عمرا أو وضارب عمرا : كأنه قال

جئين مبثل بين بدر لقومهم أو مثل أسرة منظور : ومما جاء على املعىن قول جريرأعين خبوار العنان ختاله إذا راح يردى : " التغليب " بن سيار وقال كعب بن جعيل

ض مصقول السطام مهندا وذا حلق من نسج داود مسردا باملدجج أحردا وأبي

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

114

هات مثل : وأعطين أبيض مصقول السطام وقال : فحمله على املعىن كأنه قال . " بن سيار " أسرة منظور

والنصب يف األول أقوى وأحسن ألنك أدخلت اجلر على احلرف الناصب ومل . صب وال رافعجتيء ههنا إال مبا أصله اجلر ومل تدخله على نا

. وهو على ذلك عريب جيد . واجلر أجود

هل أنت : وزعم عيسى أهنم ينشدون هذا البيت : " رجل من قيس عيالن " وقال باعث دينار حلاجتنا أو عبد رب أخا عون بن خمراق فإذا أخرب أن الفعل قد وقع

ضارع له كما أشبهه وانقطع فهو بغري تنوين البتة ألنه إمنا أجري جمرى الفعل املالفعل املضارع يف اإلعراب فكل واحد منهما داخل على صاحبه فلما أراد سوى ذلك املعىن جرى جمرى األمساء اليت من غري ذلك الفعل ألنه إمنا شبه مبا ضارعه

. من الفعل كما شبه به يف اإلعراب . هذا ضارب عبد اهلل وأخيه : وذلك قولك

. ألنه ليس موضعا للتنوين وجه الكالم وحده اجلرهذا ضارب زيد فيها وأخيه وهذا قاتل عمرو أمس وعبد اهلل : وكذلك قولك

. وهذا ضارب عبد اهلل ضربا شديدا وعمرو . هذا ضارب عبد اهلل وزيدا جاز على إضمار فعل أي وضرب زيدا : ولو قلت

هذا ضرب : ضارب زيد وإمنا جاز هذا اإلضمار ألن معىن احلديث يف قولك هذاوحلم طري " : زيدا وإن كان ال يعمل عمله فحمل على املعىن كما قال جل ثناؤه

. مما يشتهون

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

115

هلم فيها محله على شيء ال : ملا كان املعىن يف احلديث على قوله " وحور عني . ينقض األول يف املعىن

. وقد قرأه احلسنميس جنادا يف مطالعها إما املصاع وإما ضربة رغب يهدي اخل : ومثله قول الشاعر

فلم جيد إال مناخ مطية جتاىف هبا زور نبيل وكلكل : ومثله قول كعب بن زهريومفحصها عنها احلصى جبراهنا ومثىن نواج مل خينهن مفصل ومسر ظماء واترهتن

. " ظماء " ومث مسر : بعدما مضت هجعة من آخر الليل ذبل كأنه قالبادت وغري آيهن مع البلى إال رواكد مجرهن هباء ومشجج أما سواء قذاله : وقال

هبا رواكد : هي يف معىن احلديث " إال رواكد " فبدا وغري ساره املعزاء ألن قوله . فحمله على شيء لو كان عليه األول لن ينقض احلديث . النصبواجلر يف هذا أقوى يعين هذا ضارب زيد وعمرو وعمرا ب . وقد فعل ألنه اسم وإن كان قد جرى جمرى الفعل بعينه

هذا ضارب زيد فيها وعمرا وكلما طال : والنصب يف الفصل أقوى إذا قلتالكالم كان أقوى وذلك أنك ال تفصل بني اجلار وبني ما يعمل فيه فكذلك

. صار هذا أقوى . " والشمس والقمر حسبانا وجاعل الليل سكنا " : فمن ذلك قوله جل ثناؤه

هذا : وكذلك إن جئت باسم الفاعل الذي تعدى فعله إىل مفعولني وذلك قولكمعطى زيد درمها وعمرو إذا مل جتره على الدرهم والنصب على ما نصبت عليه ما

. قبله . هذا معطى زيد وعبد اهلل : وتقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

116

. فصلت بينهما " قد " والنصب إذا ذكرت الدرهم أقوى ألنك وإن مل ترد باالسم الذي يتعدى فعله إىل مفعولني أن يكون الفعل قد وقع أجريته جمرى الفعل الذي يتعدى إىل مفعول يف التنوين وترك التنوين وأنت تريد معناه و

هذا معط زيدا درمها ال : النصب واجلر ومجيع أحواله فإذا نونت فقلت " يف " . مت ألنه يعمل عمل الفعلتبايل أيهما قد

وإن مل تنون مل جيز هذا معطي درمها زيد ألنك ال تفصل بني اجلار واجملرور ألنه . داخل يف االسم فإذا نونت انفصل كانفصاله يف الفعل

فال حتسب اهلل " : هذا معطى زيدا كما قال تعاىل جده " يف قوله " فال جيوز إال . " خملف وعده رسله

باب جرى جمرى الفاعل الذي يتعداه فعله إىل مفعولني يف اللفظ ال يف املعىن سرقت الليل : تقول على هذا احلد " و " يا سارق الليل أهل الدار : وذلك قولك

صيد عليه يومان : أهل الدار فتجري الليلة على الفعل يف سعة الكالم كما قال . وولد له ستون عاما

هذا معطى زيد درمها واملعىن إمنا هو يف الليلة وصيد عليه : ري على قولهفاللفظ جي . يف اليومني غري أهنم أوقعوا الفعل عليه لسعة الكالم

. هذا خمرج اليوم الدرهم وصائد اليوم الوحش : وكذلك لو قلتبل " : ومثل ما أجري جمرى هذا يف سعة الكالم واالستخفاف قوله عز وجل

. " الليل والنهار مكر . فالليل والنهار ال ميكران ولكن املكر فيهما

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

117

يا سارقا الليلة أهل الدار كان حد الكالم أن يكون أهل الدار : فإن نونت فقلت . على سارق منصوبا ويكون الليلة ظرفا ألن هذا موضع انفصال

. وإن شئت أجريته على الفعل على سعة الكالميا سارق الليلة أهل الدار إال يف شعر كراهية أن يفصلوا بني اجلار : وال جيوز . واجملرور

. فإذا كان منونا فهو مبنزلة الفعل الناصب تكون األمساء فيه منفصلةرب ابن عم لسليمى مشمعل طباخ ساعات الكرى : قال الشاعر وهو الشماخ

. " ر يا سارق الليلة أهل الدا : هذا على " زاد الكسل وكرار خلف احملجرين وجواده إذا مل حيام دون أنثى حليلها فإن : وقال األخطل

كرار وطباخ صار مبنزلة طبخت وكررت جتريها جمرى السارق حني نونت : قلت . على سعة الكالم

ويوم شهدناه سليما وعامرا قليل سوى الطعن : " رجل من بين عامر " وقال . " مثاين حجج حججتهن بيت اهلل : وكما قال " النهال نوافله

. ومما جاء يف الشعر قد فصل بينه وبني اجملرور قول عمرو بن قميئةكما : ملا رأت ساتسدما استعربت هلل در اليوم من المها وقال أبو حية النمريي

خط الكتاب بكف يوما يهودي يقارب أو يزيل وهذا ال يكون فيه إال هذا ألنه . ليس يف معىن فعل وال اسم الفاعل الذي جرى جمرى الفعل

ي وال -وال نقاتل بالعص : ومما جاء مفصوال بينه وبني اجملرور قول األعشىفهذا : هة قارح هند اجلزاره وقال ذو الرمة -نرامي باحلجاره إال عاللة أو بدا

. قبيح

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

118

. مث مررت خبري وأفضل من : وجيوز يف الشعر على هذامها أخوا يف احلرب من ال أخا له : وقالت درنا بنت عبعبة من بين قيس بن ثعلبة

يا من رأى عارضا أسر به بني ذراعي : إذا خاف يوما نبوة فدعامها وقال الفرزدقفإمنا جاء ألنه ليس " فبما نقضهم ميثاقهم " : وجبهة األسد وأما قوله عز وجل

وى ما كان قبل أن جتيء إال التوكيد فمن مث جاء ذلك إذ مل معىن س " ما " ل . ترد به أكثر من هذا وكانا حرفني أحدمها يف اآلخر عامل

. ولو كان امسا أو ظرفا أو فعال مل جيزواجليد أدخل فاه " أدخل فوه احلجر فهذا جرى على سعة الكالم : وأما قولهواجليد أدخلت يف القلنسوة " أسي القلنسوة أدخلت يف ر : وكما قال " احلجر . " رأسي

يف " له " وليس مثل اليوم والليلة ألهنما ظرفان فهو خمالف له يف هذا موافق . السعة

ترى الثور فيها مدخل الظل رأسه وسائره باد إىل الشمس أمجع : قال الشاعر . فوجه الكالم فيه هذا كراهية االنفصال

اب صار الفاعل فيه مبنزلة الذي فعل يف املعىن وما يعمل فيههذا ب الذي ضرب زيدا وعمل " هذا " هذا الضارب زيدا فصار يف معىن : وذلك قولك

. عمله ألن األلف والالم منعتا اإلضافة وصارتا مبنزلة التنوين . هذا الضارب الرجل وهو وجه الكالم : وكذلك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

119

هذا الضارب الرجل شبهوه باحلسن : ب ترضى عربيتهموقد قال قوم من العر الوجه وإن كان ليس مثله يف املعىن وال يف أحواله إال أنه اسم وقد جير كما جير

. " إن شاء اهلل " وينصب أيضا كما ينصب وسيبني ذلك يف بابه وقد يشبهون الشيء بالشيء وليس مثله يف مجيع أحواله وسرتى ذلك يف كالمهم

. ثريا كأنا ابن التارك البكري بشر عليه الطري ترقبه وقوعا مسعناه : وقال املرار األسدي

ممن يرويه عن العرب وأجرى بشرا على جمرى اجملرور ألنه جعله مبنزلة ما يكف منه . التنوين

هو الضارب زيدا والرجل ال يكون فيه إال : ومثل ذلك يف اإلجراء على ما قبلههو الضارب عمرو كما ال : نه عمل فيهما عمل املنون وال يكونالنصب أل

. هو احلسن وجه : يكون . هو الضارب الرجل وعبد اهلل : هذا الضارب الرجل قال : ومن قال

الواهب املائة اهلجان وعبدها عوذا : ومن ذلك إنشاد بعض العرب قول األعشىهذان الضاربان زيدا : أثبت النون قلتتزجى بينها أطفاهلا وإذا ثنيت أو مجعت ف

. وهؤالء الضاربون الرجل ال يكون فيه غري هذا ألن النون ثابتة . " واملقيمني الصالة واملؤتون الزكاة " : ومثل ذلك قوله عز وجل

يا عني بكي حنيفا رأس حيهم الكاسرين القنا يف عورة الدبر : وقال ابن مقبلبدال من النون ألن " و " ررت وصار االسم داخال يف اجلار فإن كففت النون ج

النون ال تعاقب األلف والالم ومل تدخل على االسم بعد أن ثبتت فيه األلف والالم ألنه ال يكون واحدا معروفا مث يثىن فالتنوين قبل األلف والالم ألن املعرفة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

111

ون كما كان ذلك يف االسم بعد النكرة فالنون مكفوفة واملعىن معىن ثبات الن . مها الضارب زيد والضاربو عمرو : الذي جرى جمرى الفعل املضارع وذلك قولك

الفراجي : أسيد ذو خريطة هنارا من املتلقطي قرد القمام وقال رجل من بين ضبةاحلافظو عورة العشرية ال يأتيهم من : باب األمري املبهم وقال رجل من األنصار

ف مل حيذف النون لإلضافة وال ليعاقب االسم النون ولكن حذفوها كما ورائنا نطحذفوها من اللذين والذين حيث طال الكالم وكان االسم األول منتهاه االسم

. اآلخرأبين كليب إن عمي اللذا سلبا امللوك وفككا األغالال ألن معناه : وقال األخطل

مبنزلة اسم مفرد مل يعمل يف شيء كما أن الذين فعلوا وهو مع املفعول " معىن " . الذين فعلوا مع صلته مبنزلة اسم

وإن الذي حانت بفلج دماؤهم هم القول كل القوم يا أم : وقال أشهب بن رميلةهم الضاربوك ومها الضارباك فالوجه فيه اجلر ألنك إذا كففت : خالد وإذا قلت

احلافظو " : اجلر إال يف قول من قال النون من هذه األمساء يف املظر كان الوجه . " عورة العشرية

هم ضاربوك أن تكون الكف يف موضع النصب ألنك لو : وال يكون يف قوهلمهم ضاربوا زيدا : كففت النون يف اإلظهار مل يكن إال جرا وال جيوز يف اإلظهار

والالم كما كانت يف ليست فيها األلف " ألهنا " ألهنا ليست يف معىن الذي . الذي

واعلم أن حذف النون والتنوين الزم مع عالمة املضمر غري املنفصل ألنه ال يتكلم به مفردا حت يكون متصال بفعل قبله أو باسم فيه ضمري فصار كأنه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

111

النون والتنوين يف االسم ألهنما ال يكونان إال زوائد وال يكونان إال يف أواخر . احلروف

ر وإن كان يعاقب النون والتنوين فإنه ليس كعالمة املضمر املتصل ألنه واملظهاسم ينفصل ويبتدأ وليس كعالمة اإلضمار ألهنا يف اللفظ كالنون والتنوين فهي

. أقرب إليها من املظهر اجتمع فيها هذا واملعاقبةما خشوا هم القائلون اخلري واآلمرونه إذا : وقد جاء يف الشعر وزعموا أنه مصنوع

ومل يرتفق والناس حمتضرونه مجيعا وأيدي املعتفني : من حمدث األمر معظما وقالعجبت من : رواهقه باب من املصادر جرى جمرى الفعل املضارع وذلك قولك

. فمعناه أنه يضرب زيدا " ضرب زيدا عل بكر ومن ضرب زيد عمرا إذا كان هو الفا " عجبت من ضرب زيدا : وتقول

. عجبت من أنه يضرب زيد عمرا ويضرب عمرا زيد : كأنه قالوإمنا خالف هذا االسم الذي جرى جمرى الفعل املضارع يف أن فيه فاعال ومفعوال

عجبت من : هذا ضارب فقد جئت بالفاعل وذكرته وإذا قلت : ألنك إذا قلتفيه دليل على ضرب فإنك مل تذكر الفاعل فاملصدر ليس بالفاعل وإن كان

هذا : فلذلك احتجت فيه إىل فاعل ومفعول ومل حتتج حني قلت " الفاعل . " ضارب زيدا إىل فاعل ظاهر ألن املضمر يف ضارب هو الفاعل

. أو إطعام يف يوم ذي مسغبة " : فمما جاء من هذا قوله عز وجل . " يتيما ذا مقربة

أخذت : ورهبة عقابك قد صاروا لنا كاملوارد وقالفلوال رجاء النصر منك : وقاليضرب بالسيوف رؤوس قوم : بسجلهم فنفحت فيه حمافطة هلن إخا الذمام وقال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

112

أزلنا هامهن عن املقيل وإن شئت حذفت التنوين كما حذفت يف الفاعل وكان م املعىن على حاله إال أنك جتر الذي يلي املصدر فاعال كان أو مفعوال ألنه اسقد كففت عنه التنوين كما فعلت ذلك بفاعل ويصري اجملرور بدال من التنوين

. معاقبا لهعجبت من ضربه زيدا إن كان فاعال ومن ضربه زيد إن كان : وذلك قولك

. املضمر مفعوالعجبت من كسوة زيد أبوه وعجبت من كسوة زيد أباه إذا حذفت : وتقول . التنوين

عهدي هبا احلي اجلميع وفيهم قبل التفرق ميسر : نون قول لبيدومما جاء ال ي . " مسع أذين زيدا يقول ذاك " : وندام ومنه قوهلم

عجبت من : ورأي عيين الفت أخاكا يعطي اجلزيل فعليك ذاكا وتقول : قال رؤبة . ضرب زيد وعمرو إذا أشركت بينهما كما فعلت ذلك يف الفاعل

عجبت له من ضرب زيد وعمرا كأنه : ضارب زيد وعمرا قال ومن قال هذا . " أو وضرب عمرا " ويضرب عمرا : أضمر

عجبت من : قد كنت داينت هبا حسانا خمافة اإلفالس والليانا وتقول : قال رؤبةعجبت من الضارب زيدا يكون األلف والالم مبنزلة : الضرب زيدا كما قلت

. التنوين " ضعيف النكاية أعداءه خيال الفرار يراخي األجل وقال املرار : وقال الشاعر

لقد علمت أوىل املغرية أنين حلقت فلم أنكل عن الضرب مسمعا : " األسدي عجبت له من الضرب الرجل ألن : هذا الضارب الرجل مل يقل : ومن قال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

113

كما أن احلسن وصف الضارب الرجل مشبه باحلسن الوجه ألنه وصف لالسم . وليس هو حبد الكالم مع ذلك

الضارب أخي الرجل كما : الضارب الرجل أن يقول : وقد ينبغي يف قياس من قال . احلسن األخ واحلسن وجه األخ وكان اخلليل يراه : يقول

هذا ضارب عبد اهلل فيما : هذا ضرب عبد اهلل كما تقول : وإن شئت قلت . لانقطع من األفعا

يا سارق الليل أهل الدار هلل در : عجبت من ضرب اليوم زيدا كما قال : وتقولهلل : اليوم من المها ألهنم مل جيعلوه فعال أو فعل شيئا يف اليوم إمنا هو مبنزلة

. بالدكعجبت له من ضرب أخيه يكون املصدر مضافا فعل أو مل يفعل ويكون : وجيوز

. ة ضاربمنونا وليس مبنزل باب الصفة املشبهة بالفاعل فيما عملت فيه

ومل تقوم أن تعمل عمل الفاعل ألهنا ليست يف معىن الفعل املضارع فإمنا شبهت . بالفاعل فيما عملت فيه

وما تعمل فيه معلوم إمنا تعمل فيما كان من سببها معرفا باأللف والالم أو نكرة . اسم هو يف معناه ال جتاوز هذا ألنه ليس بفعل وال

واإلضافة فيه أحسن وأكثر ألنه ليس كما جرى جمرى الفعل وال يف معناه فكان أحسن عندهم أن يتباعد منه يف اللفظ كما أنه ليس مثله يف املعىن ويف قوته يف

. األشياء . والتنوين عريب جيد

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

114

. على حاله منونا ومع هذا إهنم لو تركوا التنوين أو النون مل يكن أبدا إال نكرة فلما كان ترك التنوين فيه والنون ال جياوز به معىن النون والتنوين كان تركهما

. مع التفسري األول " أحسن " اإلضافة " أن " أخف عليهم فهذا يقوي . هذا حسن الوجه وهذه حسنة الوجه : فاملضاف قولك

الوجه وإىل كل شيء من سببه فالصفة تقع على االسم األول مث توصلها إىل هذا ضارب الرجل وهذه ضاربة الرجل إال أن : على ما ذكرت لك كما تقول

. احلسن يف املعىن للوجه والضرب ههنا لألول . هو أمحر بني العينني وهو جيد وجه الدار : ومن ذلك قوهلم

دم مل تنصب أهوى هلا أسفع اخلدين مطرق ريش القوا : ومما جاء منونا قول زهريونأخذ : حمتبك ضخم شئون الرأس وقال أيضا النابغة : له الشبك وقال العجاج

. بعده بذناب عيش أجب الظهر ليس له سنام وهو يف الشعر كثريواعلم أن كينونة األلف والالم يف االسم اآلخر أكثر وأحسن من أن ال تكون فيه

غريمها ههنا على حالة واحدة األلف والالم ألن األول يف األلف والالم ويفوليس كالفاعل فكان إدخاهلما أحسن وأكثر كما كان ترك التنوين أكثر وكان

. األلف والالم أوىل ألن معناه حسن وجهه . فكما ال يكون هذا إال معرفة اختاروا يف ذلك املعرفة

. عريب مطرد " والنون " واألخرى عربية كما أن التنوين . " حديث عهد بالوجع " هو " " : ولهفمن ذلك ق

ألكىن إىل قومي السالم رسالة بآية ما كانوا ضعافا وال : وقال عمرو بن شأس : عزال وال سيئي زي إذا ما تلبسوا إىل حاجة يوما خميسة بزال وقال محيد األرقط

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

115

كأن أثواب : " سد يصف األ " الحق بطن بقرا مسني ومما جاء منونا قول أيب زبيد هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة : نقاد قدرن له يعلو خبملتها كهباء هدابا وقال أيضا

من حبيب أو أخي ثقة أو عدو : حمطوطة جدلت شنباء أنيابا وقال عيد بن زيدشاحط دارا وقد جاء يف الشعر حسنة وجهها شبهوه حبسنة الوجه وذلك رديء

ا أمن دمنتني عرس الركب فيهما حبقل الرخامى قد عفا ألنه باهلاء معرفة كم " طلالمها أقامت على ربعيهما جارتا صفا كميتا األعايل جونتا مصطالمها واعلم

أنه ليس يف العربية مضاف يدخل عليه األلف والالم غري املضاف إىل املعرفة يف حسن هذا احلسن الوجه أدخلوا األلف والالم على : هذا الباب وذلك قولك

الوجه ألنه مضاف إىل معرفة ال يكون هبا معرفة أبدا فاحتاج إىل ذلك حيث منع . ما يكون يف مثله البتة وال جياوز به معىن التنوين

فأما النكرة فال يكون فيها إال احلسن وجها تكون األلف والالم بدال من التنوين شيء فتحتمل له حديث عهد أو كرمي أب مل ختلل باألول يف : ألنك لو قلت

. األلف والالم ألنه على ما ينبغي أن يكون عليهاحلزن بابا والعقور كلبا وزعم أبو اخلطاب أنه مسع قوما من العرب : قال رؤبة

فما قومي بثعلبة بن سعد وال بفزارة : ينشدون هذا البيت للحارث ابن ظاملالضارب : ن مث أعملته كما قالالشعرى رقابا فإمنا أدخلت األلف والالم يف احلس

. زيدا . هو احلسن الوجه وهي عربية جيدة : وعلى هذا الوجه تقول

هو : " قوله " هو احلسن الوجه على : وقد جيوز يف هذا أن تقول : قال الشاعر . الضارب الرجل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

116

ومن من الباب الذي هو له وهو اإلضافة " : فاجلر يف هذا الباب من وجهني . " إعمال الفعل مث يستخف فيضاف

هم الطيبون : فإذا ثنيت أو مجعت فأثبت النون فليس إال النصب وذلك قوهلم . األخبار ومها احلسنان الوجه

. " قل هل ننبئكم باألخسرين أعماال " : ومن ذلك قوله تعاىلهم سم العداة وآفة اجلزر ال يبعدن قومي الذين : " من بين قيس " وقالت خرنق

النازلون بكل معرتك والطيبون معاقد األزر فإن كففت النون جررت كان املعمول هم الطيبو : هؤالء الضاربو زيد وذلك قوهلم : فيه نكرة أو فيه ألف والم كما قلت

. أخبار احلافظو عورة العشرية وتقول فيما ال يقع إال منونا : وإن شئت نصبت على قوله

ألنه فصل فيه بني العامل واملعمول فالفصل " وإمنا وقع منونا " عمال يف نكرة أحسن " هو " هو خري منك أبا و : الزم له أبدا مظهرا أو مضمرا وذلك قولك

. منك وجها . وال يكون املعمول فيه إال من سببه

. " منك " هو خري عمال وأنت تنوي : وإن شئت قلتوإن شئت أخرت الفصل يف اللفظ وأصله التقدمي ألنه ال مينعه تأخريه عمله

ضرب زيد عمرو فعمرو مؤخر يف اللفظ مبدوء به يف املعىن وهذا : مقدما كما قال . مبدوء به يف أنه يثبت التنوين مث يعمل

شبهة وال يعمل إال يف نكرة كما أنه ال يكون إال نكرة وال يقوى قوة الصفة امل . فألزم فيه وفيما يعمل فيه وجها واحدا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

117

. هو خري منك أعماال : ويعمل يف اجلمع كقوهلم " أول رجل اجتمع فيه لزوم النكرة وأن يلفظ بواحد " هذا " : فإن أضفت فقلت

أول الرجال فحذف استخفافا : وذلك ألنه أراد أن يقول " وهو يريد اجلمع . كل رجل يريدون كل الرجال : قالواواختصارا كما

فكما استخفوا حبذف األلف والالم استخفوا برتك بناء اجلميع واستغنوا عن . خري الرجال وأول الرجال : األلف والالم وعن قوهلم

عشرون درمها إمنا أرادوا : ومثل ذلك يف ترك األلف والالم وبناء اجلميع قوهلم . ا واستخفواعشرين من الدراهم فاختصرو

ومل يكن دخول األلف والالم يغري العشرين عن نكرته فاستخفوا برتكما مل حيتج . إليه

. ومل تقو هذه األحرف قوة الصفة املشبهةمررت برجل حسن الوجه : أال ترى أنك تؤنثها وتذكرها وجتمعها كالفاعل تقول

مررت برجل : قولك مثل " مررت برجل حسن أبوه وهو : كما تقول " أبوه . ضارب أبوه

: ال تعمل وتقول " فإن جئت خبري منك أو عشرين رفعت ألهنا ملحقة باألمساء هو خري رجل يف الناس وأفره عبد يف الناس ألن الفارة هو العبد ومل تلق أفره وال

. خريا على غريه مث ختتص شيئا فاملعىن خمتلفالتنوين كما أن عشرين وخريا منك مل يلزم فيه وليس هنا فصل ومل يلزم إال ترك

. إال التنوين . ومل يدخلوا األلف والالم كما مل يدخلوه يف األول وتفسريه تفسري األول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

118

. أفره العبيد وخري األعمال : وإمنا أرادواأفضل الناس ألن األول قد يصري به معرفة : وإمنا أثبتوا األلف والالم يف قوهلم

. ا األلف والالم وبناء اجلميع ومل ينون وفرقوا برتك النون والتنوين بني معنينيفأثبتو وقد جاء من الفعل ما قد أنفذ إىل مفعول ومل يقو قوة غريه مما قد تعدى إىل

. امتألته وال تفقأته : امتألت ماء وتفقأت شحما وال تقول : مفعول وذلك قولكماء امتألت كما ال : يقدم املفعول فيه فتقولوال يعمل يف غريه من املعارف وال

. يقدم املفعول فيه يف الصفة املشبهة وال يف هذه األمساء ألهنا ليست كالفاعلوذلك ألنه فعل ال يتعدى إىل مفعول وإمنا هو مبنزلة االنفعال ال يتعدى إىل

. مفعول حنو كسرته فانكسر ودفعته فاندفعنفسه وال يقع على شيء فصار امتألت من هذا فهذا النحو إمنا يكون يف

. مألين فامتألت : الضرب كأنك قلت . دحرجته فتدحرج : ومثله

وإمنا أصله امتألت من املاء وتفقأت من الشحم فحذف هذا استخفافا وكان . مثله -يف أهنم ضعفوه -الفعل أجدر أن يتعدى إن كان هذا ينفذ وهو

. رجال ومها خري الناس اثنني هو أشجع الناس : وتقول : فاجملرور هنا مبنزلة التنوين وانتصب الرجل واالثنان كما انتصب الوجه يف قولك

. هو أحسن منه وجها . وال يكون إال نكرة

. والرجل هو االسم املبتدأ واالثنان كذلك . إمنا معناه هو خري رجل يف الناس ومها خري اثنني يف الناس

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

119

. مل جتعله األول وأن شئت . هو أكثر الناس ماال : فتقول

تقول فيما كان ألدن العدة باإلضافة إىل ما : ومما أجرى هذا اجملرى أمساء العدديبىن جلمع أدن العدد إىل أدن العقود وتدخل يف املضاف إليه األلف والالم ألنه

. يكون األول به معرفة . بعة أنفس وأربعة أثوابثالثة أبواب وأر : وذلك قولكمخسة : فيما بينك وبني العشرة وإذا أدخلت األلف والالم قلت : وكذلك تقول

. األثواب وستة اجلمال . فال يكون هذا أبدا إال غري منون يلزمه أمر واحد ملا ذكرت لك

دا فإذا زدت على العشرة شيئا من أمساء أدن العدد فإنه جيعل مع األول امسا واح . منون " اسم " استخفافا ويكون يف موضع

. أحد عشر درمها واثنا عشر درمها وإحدى عشر جارية : وذلك قولك . فعلى هذا جيرى من الواحد إىل التسعة

. فإذا ضاعفت أدن العقود كان له اسم من لفظه وال يثىن العقدللجمع كما حلقته الزيادة وجيرى ذلك االسم جمرى الواحد الذي حلقته الزيادة

عشرون : للتثنية ويكون حرف اإلعراب الواو والياء وبعدمها النون وذلك قولك . درمها

فإن أردت أن تثلث أدن العقود كان له اسم من لفظ الثالثة جيرى جمرى االسم . ثالثون عبدا : الذي كان للتثنية وذلك قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

121

زمة له كما كان ترك التنوين الزما للثالثة وكذلك إىل أن تتسعه وتكون النون ال . إىل العشرة

وإمنا فعلوا هذا هبذه األمساء وألزموها وجها واحدا ألهنا ليست كالصفة يف معىن الفعل وال اليت شبهت هبا فلم تقوى تلك القوة ومل جيز حني جاوزت أدن العقود

دا وال تكون فيه األلف فيما تبني به من أي صنف العدد إال أن يكون لفظه واح . والالم ملا ذكرت لك

. وكذلك هو إىل التسعني فيما يعمل فيه ويبني به من أي صنف العددتركت التنوين والنون وأضفت وجعلت الذي " الذي يليه " فإذا بلغت العدد

يعمل فيه ويبني به العدد من أي صنف هو واحدا كما فعلت فيما نونت فيه إال خل فيه األلف والالم ألن األول يكون به معرفة وال يكون املنون به أنك تد

. معرفة . مائة درهم ومائة الدرهم : وذلك قولك

. مائتا درهم ومائتا الدينار : وذلك إن ضاعفته قلتألف درهم وألفا : وكذلك العقد الذي بعده واحدا كان أو مثىن وذلك قولك

. درهم . بعض هذا منونا وقد جاء يف الشعر

عاش الفت مائتني عاما فقد أودى املسرة والفناء : قال الربيع بن ضبع الفزاريوأما ثلثمائة إىل تسعمائة فكان ينبغي أن تكون يف القياس مئني أو مئات : وقال

ولكنهم شبهوه بعشرين وأحد عشر حيث جعلوا ما يبني به العدد واحدا ألنه . ين اسم لعدداسم لعدد كما أن عشر

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

121

وليس مبستنكر يف كالمهم أن يكون اللفظ واحدا واملعىن مجيع حت قال بعضهم . ماال يستعمل يف الكالم " من ذلك " يف الشعر

هبا جيف احلسرى فأما عظامها فبيض وأما جلدها : وقال علقمة بن عبدةشجينا فاختص ال تنكروا القتل وقد سبينا يف حلقكم عظم وقد : فصليب وقال

. هبذا الباب إىل تسعمائة " التثليث " كما أن لدن يف غدوة حال ليست يف غريها تنصب هبا كأنه أحلق التنوين يف لغة

. لد : من قال . لدن غدوة " من " : وذلك قولكاضرب زيدا ففتح : لدا غدوة كأنه أسكن الدال مث فتحها كما قال : وقال بعضهم

. باء ملا جاء بالنون اخلفيفةال . واجلر يف غدوة هو الوجه والقياس

وتكون النون يف نفس احلرف مبنزلة نون من وعن فقد يشذ الشيء من كالمهم . ال يستخفونه يف غريه " و " عن نظائره ويستخفون الشيء يف موضع

. ماشعرت به شعرة وليت شعري : وذلك قوهلم . لعمرك : والعمر ال يقولون يف اليمني إال بالفتح يقولون كلهمالعمر : ويقولون

كلوا يف : وسرتى أشباه هذا ومما جاء يف الشعر على لفظ الواحد يراد به اجلميعقوله تبارك " يف الكالم " بعض بطنكم تعفوا فإن زمانكم زمن مخيص ومثل ذلك

: وقررنا به عينا وإن شئت قلت " فإن طب لكم عن شيء منه نفسا " : وتعاىلثلثمائة وثالث مئني ومئات ومل يدخلوا األلف والالم : أعينا وأنفسا كما قلت

. كما مل يدخلوا يف امتألت ماء

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

122

باب استعمال الفعل يف اللفظ ال يف املعىن التساعهم يف الكالم واإلجياز واالختصار

م صيد عليه وكم غري ظرف ملا ذكرت ك : فمن ذلك أن تقول على قول السائل . صيد عليه يومان : لك من االتساع واإلجياز فتقول

. وإمنا املعىن صيد عليه الوحش يف يومني ولكنه اتسع واختصر . ولذلك أيضا وضع السائل كم غري ظرف

. ستون عاما : كم ولد له فيقول : ومن ذلك أن تقول . له الولد ستني عاما ولكنه اتسع وأوجزفاملعىن ولد له األوالد ولد

. يوم اجلمعة ويومان : كم سري عليه وكم غري ظرف فيقول : ومن ذلك أن تقولما صيد عليه وما ولد له من الدهر واأليام فليس كم ظرفا : فكم هاهنا مبنزلة قوله

. ليس بظرف " ما " كما أن ضرب به ضربتان وضرب به ضرب : كم ضرب به فنقول : ومن ذلك أن يقول

. كثريواسأل القرية اليت كنا " : ومما جاء على اتساع الكالم واالختصار قوله تعاىل جده

أهل القرية فاختصر وعمل الفعل يف القرية : إمنا يريد " فيها والعري اليت أقبلنا فيها . كم كان عامال يف األهل لو كان هاهنا

. بل مكر كم يف الليل والنهار : وإمنا املعىن " ل مكر الليل والنهار ب " : ومثلهولكن الرب بر من آمن باهلل : وإمنا هو " ولكن الرب من آمن باهلل " : وقال عز وجل

. واليوم اآلخر

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

123

ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق مبا ال " : " قوله عز وجل " ومثله يف االتساع . وإمنا شبهوا باملنعوق به " ع إال دعاء ونداء يسم

. مثلكم ومثل الذين كفروا كمثل الناعق واملنعوق به الذي ال يسمع : وإمنا املعىن . ولكنه جاء على سعة الكالم واإلجياز لعلم املخاطب باملعىن

. الطريق يطؤهم أهل : بنو فالن يطؤهم الطريق يريد : " من كالمهم " ومثل ذلك صدنا قنوين وإمنا يريد صدنا بقنوين أو صدنا وحش قنوين وإمنا قنوان : وقالوا

. اسم أرض . أنت أكرم على من أضربك وأنت أنكد من أن ترتكه : ومثله يف السعة

أنت أكرم على من صاحب الضرب وأنت أنكد من صاحب تركه ألن : إمنا يريد " وأضربك " و الضرب والرتك ألن أن اسم وترتكه أن أضربك وأن ترتكه ه : قولك

أنت : يسوءين أن أضربك أي يسوءين ضربك وليس يريد : من صلته كما تقول . أكرم على من الضرب ولكن أكرم على من صاحب الضرب

. الصوت : كأن عذيرهم جبنوب سلى نعام قاق يف بلد قفار العذير : وقال اجلعديفألبغينكم قنا وعوارضا وألقبلن اخليل البة : ر بن الطفيلومن ذلك قول عام

. عذير نعام : ضرغد إمنا يريد . وقنا وعوارض يريد بقنا وعوارض ولكنه حذف وأوصل الفعل

لدن هبز الكفيعسل متنه فيه كما عسل الطريق الثعلب : ومن ذلك قول ساعدة " . " يف الطريق : يريد

أكلت أرض كذا وكذا وأكلت بلدة كذا وكذا إمنا أراد أصاب : ومن ذلك قوهلم . من خريها وأكل من ذلك وشرب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

124

. وهذا الكالم كثري منه ما مضى وهو أكثر من أحصيهإمنا يريد صالة هذا " هذه الظهر أو العصر أو املغرب " : ومنه ما ومنه قوهلم

. الوقت . ع الناس يف القيظاجتم : يريد " اجتمع القيظ " و

وشر املنايا ميت بني أهله كهلك الفت قد أسلم احلي حاضره : وقال احلطيئة . منية ميت : يريد

: وكيف تواصل من أصبحت خاللته كأيب مرحب يريد : وقال النابغة اجلعدي . كخاللة أيب مرحب

باب وقوع األمساء ظروفا وتصحيح اللفظ على املعىن . مت يسار عليه وهو جيعله ظرفا : قولك فمن ذلك

. اليوم أو غدا أو بعد غد أو يوم اجلمعة : فيقولأمس أو أول من أمس فيكون ظرفا على أنه كان : مت سري عليه فيقول : وتقول

. السري يف ساعة دون سائر ساعات اليوم أو حني دون سائر أحيان اليومسري عليه يف : السري يف اليوم كله ألنك قد تقولويكون أيضا على أنه يكون

سري عليه اليوم فرتفع وأنت : اليوم ويسار عليه يف يوم اجلمعة والسري وقد تقولالليلة اهلالل وإمنا اهلالل يف بعض الليلة : تعين يف بعضه كما تقول يف سعة الكالم

. وإمنا أراد الليلة ليلة اهلالل ولكنه اتسع وأوجز . سري عليه سري اليوم : كأنه قال " لك أيضا هذا كله وكذ

والرفع يف مجيع هذا عريب كثري يف مجيع لغات العرب على ما ذكرت لك من سعة . " الكالم واإلجياز يكون على كم غري ظرف وعلى مت غري ظرف

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

125

. أي األحيان سري عليه أو يسار عليه : كأنه قالسري عليه : من الظروف إال متصال يف الظرف كله قولكومما ال يكون العمل فيه

. الليل والنهار والدهر واألبد . يف كم سري عليه : كم سري عليه إذا جعله ظرفا ألنه يريد : وهذا جواب لقوله

واألبد علة معىن يف الليل والنهار ويف " والدهر " الليل ولنهار : فتقول جميبا له . األبدك على أنه ال يكون أن جيعل العمل فيه يف يوم دون األيام ويف ساعة دون ويدل

واألبد وأنت تريد يوما منه وال لقيته الليل " لقيته الدهر : الساعات أنك ال تقولوأنت تريد لقاءهفي ساعة دون الساعات وكذلك النهار إال أن تريد سري عليه

. كله على التكثري " الدهر أمجع والليل . وإن مل جتعله ظرفا فهو عريب كثري يف كالمهم

وإمنا جاء هذا على جواب كم ألنه جعله على عدة األيام والليايل فجرى على . سري عليه عدة األيام أو عدة الليايل : جواب ما هو للعدد كأنه قال

م ألنه أو ثالثة أيا " سري عليه يومني : قولك " مما يكون متصال " ومن ذلك . عدد

. أال ترى أنه ال جيوز أن جتعله ظرفا وجتعل اللقاء يف أحدمها دون اآلخر . وأنت تعين أن السري كان يف أحدمها ومل جيز " سري عليه املؤمنني : ولو قلت

. هذا على أن جتعل كم ظرفا وغري ظرففيه " هبا عددا فإمنا اجلواب أن يوقت لك وقتا وال تريد " هبا " وأما مت فإمنا تريد

. اليوم أو يوم كذا أو شهر كذا أو سنة كذا أو اآلن أو حينئذ وأشباه هذا : "

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

126

" ومجادى " احملرم وصفر : والدهر والليل والنهار " األبد " ومما أجرى جمرى كأهنم وسائر أمساء الشهور إىل ذي احلجة ألهنم جعلوهن مجلة واحدة لعدة أيام

. سري عليه الثالثون يوما : قالواشهر رمضان أو شهر ذي احلجة لكان مبنزلة يوم اجلمعة والبارحة : ولو قلت

. والليلة ولصار جواب مت . ومجيع ما ذكرت لك مما يكون على مت يكون جمرى على كم ظرفا وغري ظرف

" والدهر ألن كم " لنهار وا " وبعض ما يكون يف كم ال يكون يف مت حنو الليل . األول فجعل اآلخر تبعا له " هو

. وال يكون الدهر والليل والنهار إال على العدة جوابا لكم . سري عليه الليل تعين ليل ليلتك وجتري على األصل : وتقول

. سري عليه الدهر وإمنا تعين بعض الدهر ولكنه يكثر : كما تقول يف الدهرجاءين أهل الدنيا وعسى أن ال وكذلك شهرا ربيع حني ثنيت : قول الرجلكما ي

يضرب شهري ربيع وأنت تريد يف : جاء على العدد عندهم ال جيوز أن تقول . أحدمها كما ال جيوز لك يف اليومني وأشباههما

فليس لك يف هذه األشياء إال أن جتريها على ما أجروها وال جيوز لك أن تريد . إال ما أرادوا باحلرف . ذهبت الشتاء ويضرب الشتاء : وتقول

انطلقت الصيف أجروه على جواب مت ألنه : ومسعنا العرب الفصحاء يقولون . أراد أن يقول يف ذلك الوقت ومل يرد العدد وجواب كم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

127

فقصرن الشتاء بعد عليه وهو للذود أن يقسمن جار فهذا : وقال ابن الرقاع . ويكون على كم ظرفني وغري ظرفني يكون على مت

واعلم أن الظروف من األماكن مثل الظروف من الليايل واأليام يف االختصار . وسعة الكالم

فرسخان أو ميالن أو : كم سري عليه من األرض فتقول : فمن ذلك أن يقول . يومان : بريدان كما قالت

. هذا اجملرى " على " كم صيد عليه من األرض جيري : وكذلك لو قالفال يكون " وإن شئت نصبت وجعلت كم ظرفا كما فعلت ذلك يف اليومني

. " ظرفا وغري ظرف إال على كم ألنه عدد كما كان ذلك يف اليومني . " أين " : ونظري مت من األماكن

. وال يكون أين إال لألماكن كما ال يكون مت إال لأليام والليايلسري عليه مكان كذا وكذا وسري عليه املكان الذي : أين سري عليه قال : فإن قلت

. يوم كذا وكذا واليوم الذي تعلم : تعلم فهو مبنزلة قولهيف األماكن جمراها يف األيام والليايل وأجر أين يف األماكن جمرى " كم " فأجر

. مت يف األيام . خلف دارك وفوق دارك : ولأين سري عليه فتق : ويقال

كم غري ظرف " أن " فإن مل جتعله ظرفا وجعلته على سعة الكالم رفعته على . أين غري ظرف كما فعلت ذلك يف مت " أن " وعلى

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

128

وتقول سري عليه ليل طويل وسري عليه هنار طويل وإن مل تذكر الصفة وأردت هذا ا معىن الرفع وتوضحه وإن شئت نصبت على املعىن رفعت إال أن الصفة تبني هب

. نصب الليل والنهار ورمضان . " وتنصبه عليه " يومان : سري عليه يوم فرتفعه على حد قولك : وتقول

: مت سري عليه فيقول : سري عليه يوم أتانا فيه فالن كأنه قال : وإن شئت قلت . يوما كنت فيه عندنا

. مت ويصري مبنزلة يوم كذا وكذا ألنك قد وقته وعرفته بشيءفهذا حيسن فيه على . سري عليه غدوة يا فت وبكرة فرتفع على مثل ما رفعت ما ذكرنا : وتقول

: والنصب فيه على ذلك ألنك قد جتريه وإن مل يتصرف جمرى يوم اجلمعة تقوليه على موعدك غدوة أو بكرة فرتفع على مثل ما رفعت ما ذكرنا والنصب ف

. ذلكغداة أمس وصباح يوم اجلمعة : ما لقيته مذ غدوة أو بكرة وكذلك : وتقول

. والعشية وعشية يوم اجلمعة ومساء ليلة اجلمعة . سري عليه حينئذ ويومئذ والنصب على ما ذكرت لك : وتقول

بعد نصف النهار وموعدك : نصف النهار ألنك قد تقول يف هذا : وكذلك . نهارنصف ال

: هذا سواء النهار إذا أردت وسطه كما تقول : وكذلك سواء النهار ألنك تقول . هذا نصف النهار

. وأما سراة اليوم فبمنزلة أول اليوم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

129

سري عليه ضحوة من الضحوات إذا مل تعن ضحوة يومك ألهنا مبنزلة : وتقول . ساعة من الساعات : قولك

أتانا بعد ما ذهبت عتمة : مة من الليل ألنك تقولسري عليه عت : وكذلك قولك . من الليل

. قد مضى لذلك ضحوة وضحوة والنصب فيه وجهه على ما مضى : وتقولداره ذات : سري عليه ذات اليمني وذات الشمال ألنك تقول : وتقول يف األماكن

. اليمني وذات الشمال . والنصب على ما ذكرت لك

. عليه أمين وأمشل وسري عليه اليمني والشمال ألنه يتمكن سري : وتقول . على اليمني وعلى الشمال ودارك اليمني ودارك الشمال : تقول

وكان الكأس : وإن شئت جعلته ظرفا كما قال عمرو بن كلثوم : وقال أبو النجمار جتعله شرقي الدار وغريب الد : جمراها اليمينا ومثل ذات اليمني وذات الشمال

. ظرفا وغري ظرفهبت جنوبا فذكرى ما ذكرتكم عند الصفاة اليت شرقي حورانا وقال : قال جرير

. داره شرقي املسجد : بعضهم . جمراها اليمينا : ومثل البقول ميينها ومشاهلا : قوله

هذا باب ما يكون فيه املصدر حينا لسعة الكالم واالختصارسري عليه فيقول احلاج وخفوق النجم وخالفة فالنس وصالة مت : وذلك قولك

. العصر

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

131

زمن مقدم احلاج وحني خفوق النجم ولكنه على سعة الكالم : فإمنا هو . واالختصار

. كم سري عليه فكذلك : وإن قال . وإن رفعته أمجع كان عربيا كثرياص . وينتصب على أن جتعل كم ظرفا

صيد عليه يومان وولد له : كالم واالختصار بأبعد منوليس هذا يف سعة ال . ستون عاما

: سري عليه فرسخان يومني ألنك شغلت الفعل بالفرسخني فصار كقولك : وتقول . سري عليه بعريك يومني

. سري عليه فرسخني يومان أيهما رفعته صار اآلخر ظرفا : وإن شئت قلتيا : ة الكالم ال على الظرف كما جازوإن شئت نصبته على الفعل يف سع

. ضارب اليوم زيدا أو يا سائر اليوم فرسخنيصيد عليه يوم اجلمعة غدوة يا فت وإن شئت جعلته ظرفا ألنك كأنك : وتقول . السري يف يوم اجلمعة يف هذه الساعة : قلت

اجلمعة صباحا سري عليه يوم : سري عليه اجلمعة غدوة كما تقول : وإن شئت قلت . أي سري عليه يوم اجلمعة يف هذه الساعة

. وإمنا املعىن كان ابتداء السري يف هذه الساعةما لقيته مذ يوم اجلمعة صباحا أي يف هذه الساعة وإمنا معناه أنه يف : ومثل ذلك

. سري عليه يوم اجلمعة غدوة : هذه الساعة وقع اللقاء كما كان ذلك يف

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

131

ضرب : سري عليه يوم اجلمعة غدوة جتعل غدوة بدال من اليوم كما تقول : وتقول . القوم بعضهم

: إذا كان غد فأتى وإذا كان يوم اجلمعة فالقين فالفعل لغد واليوم كقولك : وتقول . إذا غد فأتى

إذا كان غدا فأتى وهي لغة بين متيم واملعىن أنه لقي رجال فقال : وإن شئت قلتإذا كان ما حنن عليه من السالمة أو كان ما حنن عليه من البالء يف غد فأتى : له

ولكنهم أضمروا استخفافا لكثرة كان يف كالمهم ألنه األصل ملا مضى وما . سيقع

حينئذ وامسع إىل اآلن فحذف وامسع : حينئذ اآلن وإمنا يريد : وحذفوا كما قالوا . زجال أي كرجل أراه اليوم رجال تاهلل ما رأيت كاليوم : كما قال

وإمنا أضمروا ما كان يقع مظهرا استخفافا وألن املخاطب يعلم ما يعين فجرى ال عليك وقد عرف املخاطب ما تعين أنه ال بأس عليك : مبنزلة املثل كما تقول

. وال ضر عليك ولكنه حذف لكثرة هذا يف كالمهم . وال يكون هذا يف غري عليك

إذا : إذا كان غدا فأتين كأنه ذكر أمرا إما خصومة وإما صلحا فقال : تقول وقد . كان غدا فأتين

فهذا جائز يف كل فعل ألنك إمنا أضمرت بعد ما ذكرت مظهرا واألول حمذوف . منه لفظ املظهر وأضمروا استخفافا

يكون ظرفا إال أن تعين إذا كان الليل فأتين مل جيز ذلك ألن الليل ال : فإن قلتالليل كله على ما ذكرت لك من التكثري فإن وجهته على إضمار شيء قد

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

132

سري عليه سحر : ذكرت على ذلك احلد جاز ومما ال يسن فيه إال النصب قوهلمال يكون فيه إال أن يكون ظرفا ألهنم إمنا يتكلمون به يف الرفع والنصب واجلر

ا السحر وبأعلى السحر وإن السحر خري لك من أول هذ : باأللف والالم يقولون . الليل

. سري عليه سحر من األسحار ألنه يتمكن يف املوضع : إال أن جتعله نكرة فتقول . سري عليه سحريا : وكذاحتقريه إذا عنيت سحر ليلتك تقول

سري عليه ضحى إذا عنيت ضحى يومك ألهنما ال يتمكنان من اجلر يف : ومثلهموعدك ضحى وال عند ضحى وال موعدك سحري إال أن : هذا املعىن ال تقول

. تنصبصيد عليه صباحا ومساء وعشية وعشاء إذا أردت عشاء يومك : ومثل ذلك

. ومساء ليلتك ألهنم مل يستعملوه على هذا املعىن إال ظرفا . موعدك مساء أو أتانا عند عشاء مل حيسن : ولو قلت

. سري عليه ذات مرة نصب ال جيوز إال هذا : ومثل ذلكإمنا لك ذات مرة : إن ذات مرة كان موعدهم وال تقول : أال ترى أنك ال تقول

. إمنا لك يوم : كما تقول . إمنا يسار عليه بعيدات بني ألنه مبنزلة ذات مرة : وكذلك

. سري عليه بكرا : ومثل ذلك . موعدك بكرا وال مذ بكر : جيوزأال ترى أنه ال

. فالبكر ال يتمكن يف يومك كما مل يتمكن مرة وبعيدات بني

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

133

ضحوة يف يومك الذي أنت فيه جيري جمرى عشية يومك الذي أنت : وكذلك . فيه

صباحا ومساء : عتمة إذاأردت عتمة ليلتك كما تقول " عليه " سري : وكذلك . وبكرا

. سري عليه ذات يوم وسري عليه ذات ليلة مبنزلة ذات مرة : وكذلكسري عليه ليال وهنارا إذا أردت ليل ليلتك وهنار هنارك ألنه إمنا جيرى : وكذلك

سري عليه ليل " معىن " سري عليه بصرا وسري عليه ظالما إال أن تريد : على قولك متمكن ويف هذا احلال متمكن كما طويل وهنار طويل فهو على ذلك احلد غري

أن السحر باأللف والالم متصرف يف املواصع اليت ذكرت وبغري األلف والالم غري . متمكن فيها

. وذو صباح مبنزلة ذات مرة سري عليه ذا صباح أخربنا بذلك يونس عن العرب إال أنه قد جاء يف لغة : تقول

. لة خلثعم مفارقا لذات مرة وذات لي . وأما اجليدة العربية فأن تكون مبنزلتها

عزمت على إقامة ذي صباح لشيء ما يسود من يسود : وقال رجل من خثعم . فهو على هذه اللغة جيوز فيه الرفع

ومجيع ما ذكرنا من غري املتمكن إذا ابتدأت امسا مل جيز أن تبنيه عليه وترفع إال . عدك سحريا وموعدك صباحا مو : أن جتعله ظرفا وذلك قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

134

إنه ليسار عليه صباح مساء إمنا معناه صباحا ومساء وليس يريد : ومثل ذلكبقوله صباحا ومساء صباحا واحدا ومساء واحدا ولكنه يريد صباح أيامه

. ومساءهافليس جيوز هذه األمساء اليت مل تتمكن من املصادر اليت وضعت للحني وغريها

. مساء أن جتري جمرى يوم اجلمعة وخفوق النجم وحنومهامن األ : ومما خيتار فيه أن يكون ظرفا ويقبح أن يكون غري ظرف صفة األحيان تقول

سري عليه طويال وسري عليه حديثا وسري عليه كثريا وسري عليه قليال وسري عليه . قدميا

ألن الصفة ال تقع مواقع وإمنا نصب صفة األحيان على الظرف ومل جيز الرفعولو أتاين : أال ماء ولو باردا ألنه لو قال : االسم كما أنه ال يكون إال حاال قوله

. بارد كان قبيحا . أتيك به جيدا : بدرهم جيد وتقول : آتيك جبيد كان قبيحا حت تقول : ولو قلت

اسم كذلك هذه الصفة ال فكما ال تقوى الصفة يف هذا إال حاال أو جتري على . جتوز إال ظرفا أو جتري على اسم

. دهر طويل أي شيء كثري أو قليل حسن : فإن قلت . لقيته مذ قريب : سري عليه قريب ألنك تقول : وقد حيسن أن تقول

. والنصب عريب جيد كثري . ورمبا جرت الصفة يف كالمهم جمرى االسم فإذا كان كذلك حسن

: األبرق واألبطح وأشباههما ومن ذلك ملى من النهار والليل تقول : فمن ذلك . سري عليه ملى والنصب فيه كالنصب يف قريب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

135

هل : ومما يبني لك أن الصفة ال يقوى فيها إال هذا أن سائال لو سألك فقال . نعم سري عليه شديدا وسري عليه حسنا : سري عليه لقلت

. أنه حال فالنصب يف هذا على . وهو وجه الكالم ألنه وصف السري

. وال يكون فيه الرفع ألنه ال يقع موقع ما كان امسا . ومل يكن ظرفا ألنه ليس حبني يقع فيه األمر

. سري عليه سري حسن أو سري عليه سري شديد : إال أن تقوللكالم ووصفت سري عليه طويل من الدهر وشديد من السري فأطلت ا : فإن قلت

. كان أحسن وأقوى وجاز وال يبلغ يف احلسن األمساءوإمنا جاز حني وصفت وأطلت ألنه ضارع األمساء ألن املوصوفة يف األصل هي

. األمساء هذا باب ما يكون من املصادر مفعوال

. فريتفع كما ينتصب إذا شغلت الفعل به وينتصب إذا شغلت الفعل بغريه . لك على أن تبني أي فعل فعلت أو توكيدا وإمنا جييء ذ

سري عليه سري : أي سري سري عليه فتقول : فمن ذلك قولك على قول السائل . ضرب به ضربا ضعيفا فقد شغلت الفعل بغريه عنه : شديد وضرب فإن قلت

. سري عليه سريا شديدا : ومثلهسري عليه سري وضرب به : لوكذلك إن أردت هذا املعىن ومل تذكر الصفة تقو

. سري عليه ضرب من السري أو سري عليه شيء من السري : ضرب كأنك قلت . وكذلك مجيع املصادر ترتفع على أفعاهلا إذا مل تشغل الفعل بغريها

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

136

سري عليه بعريك سريا : سري عليه أميا سري سريا شديدا كأنك قلت : وتقول . شديدا سري عليه بعريك أميا سري فجرى : عليه سريتان أميا سري كأنك قلتسري : وتقول

. جمرى ضرب زيد أميا ضرب وضرب عمرو ضربا شديدا كم ضربة ضرب به وليس يف هذا إضمار شيء سوى : وتقول على قول السائلضرب به ضربتان وسري عليه سريتان ألنه أراد أن يبني له : كم واملفعول كم فتقول

ة فجرى على سعة الكالم واالختصار وإن كانت الضربتان ال تضربان وإمنا العدكم ضرب الذي وقع به الضرب من ضربة فأجابه على هذا املعىن ولكنه : املعىن

. اتسع واختصروكذلك هذه املصادر اليت عملت فيها أفعاهلا إمنا يسأل عن هذا املعىن وكلنه

. صارا واتساعا يتسع وخيزل الذي يقع به الفعل اخت . وقد علم أن الضرب ال يضرب

. سري عليه خرجتان وصيد عليه مرتان : ومن ذلك : ولد له ستون ومسعت من أثق به من العرب يقول : وليس ذلك بأبعد من قولك . بسط عليه العذاب مرتني : بسط عليه مرتان وإمنا يريد

كذا والنصب ضعيف جدا إذا ثنيت طور كذا وطور : سري عليه طوران : وتقول . طور كذا وطور كذا : كقولك

. وقد يكون يف هذا النصب إذا أضمرت . سري عليه مرتني جتعله على الدهر أي ظرفا : وقد تقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

137

ضرب به ضربتني أي قدر ضربتني من : سري عليه طورين وتقول : وتقول . سري عليه تروحيتني : الساعات كما تقول . فهذا على األحيان

مقدم : انتظر به حنر جزورين إمنا جعله على الساعات كما قال : ومثل ذلك . احلاج وخفوق النجم فكذلك جعله ظرفا

. وقد جيوز فيه الرفع إذا شغلت به الفعل . وإن جعلت املرتني وما أشبههما مثل السري رفعت ونصبت إذا أضمرت

سري عليه سريا وانطلق به انطالقا وضرب به : قولهومما جييء توكيدا وينصب ذهب به : أحدمها على أنه حال على حد قولك : ضربا فينصب على وجهني

. مشيا وقتل به صربا ذهب : سري به سريا عنيفا كما تقول : وإن وصفته على هذا احلد كان نصبا تقول

. به مشيا عنيفا : ار فعل آخر ويكون بدال من اللفظ بالفعل فتقولوإن شئت نصبته على إضم

: سري عليه وضرب به : سري عليه سريا وضرب به ضربا كأنك قلت بعد ما قلتيسريون سريا ويضربون ضربا وينطلقون انطالقا ولكنه صار املصدر بدال من

سريا وعلى إمنا أنت سريا : اللفظ بالفعل حنو يضربون وينطلقون وجرى على قوله . احلذر احلذر : قوله

: سري عليه وضرب به الضرب جاز على قوله : وإن أنت قلت على هذا املعىناحلذر احلذر وعلى ما جاء فيه األلف والالم حنو العراك وكان بدال من اللفظ

. بالفعل وهو عريب جيد حسن

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

138

يغريه الوصف كما مل سري عليه سري الربيد وإن وصفت على هذه احلال مل : ومثله . يغري الوصف ما كان حاال

: وال جيوز أن تدخل األلف والالم يف السري إذا كان حاال كما مل جيز أن تقول . ذهب به املشي العنيف وأنت تريد أن جتعله حاال

نظارة حني تعلو الشمس راكبها طرحا بعيين لياح فيه حتديد فأكد : قال الراعي . نظارة أهنا تطرح : وشدد ألنه يعلم املخاطب حني قال بقوله طرحا

. سري عليه سري شديد : سري عليه السري كما قلت : وإن شئت قلتسري عليه ليل طويل وهنار : وإن وصفته كان أقوى وأبني كما كان ذلك يف قوله

. طويلعمل يف االسم ومجيع ما يكون بدال من اللفظ بالفعل ال يكون إال على فعل قد

ألنك ال تلفظ بالفعل فارغا فمن مث مل يكن فيه الرفع يف كالمهم ألنه إمنا يعمل فيه ما هو مبنزلة اللفظ به إال أنه صار كأنه فعل قد لفظ به فأوىل ما عمل فيه ما

. هو مبنزلة اللفظ بهقد خيف : ومما يسبق فيه الرفع ألنه يراد به أن يكون يف موضع غري املصدر قوله

. منه خوف وقد قيل يف ذلك قول . قد خيف منه أمر أو شيء وقد قيل يف ذلك خري أو شر : إمنا يريد

. ومثل هذا يف املعىن كان منه كون أي كان من ذلك أمر وإن محلته عليه السري والضرب يف التوكيد حاال وقع فيه الفعل أو بدال من اللفظ

. بالفعل نصبت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

139

ن املفعل مصدرا أجري جمرى ما ذكرنا من الضرب والسري وسائر املصادر وإن كا : إن يف ألف درهم ملضربا أي إن فيها لضربا فإذا قلت : اليت ذكرنا وذلك قولك

. ضرب به مضربا وإن رفعت رفعت : ضرب به ضربا قلت . سرح به مسرحا أي تسرحيا : ومثل ذلك

. الضرب واملضرب فاملسرح والتسريح مبنزلة . أمل تعلم مسرحي القوايف فال عيا هبن وال اجتالبا أي تسرحيي القوايف : قال جرير

وكذلك جتري املعصية جمرى العصيان واملوجدة مبنزلة املصدر لو كان الوجد يتكلم . به

ذهب به : تداركن حيا من منري بن عامر أسارى تسام الذل قتال وحمربا فإن قلتب أو سلك به مسلك رفعت ألن املفعل ههنا ليس مبنزلة الذهاب والسلوك مذه

: وإمنا هو الوجه الذي يسلك فيه واملكان الذي يذهب إليه وإمنا هو مبنزلة قولك . ذهب به السوق وسلك به الطريق

أتت الناقة على مضرهبا أي على زمان : وكذلك املفعل إذا كان حينا حنو قوهلم . ضراهبا

. سري عليه مبعث اجليوش ومضرب الشول : وكذلك مبعث اجليوش تقولوما هي إال يف إزار وعلقة مغار ابن مهام على حي خثعما : قال محيد بن ثور

. فصري مغارا وقتا وهو ظرف هذا باب ما ال يعمل فيه ما قبله من الفعل الذي يتعدى إىل املفعول

عضه يف بعض فال يكون إال مبتدأ ال يعمل فيه وال غريه ألنه كالم قد عمل ب . شيء قبله ألن ألف االستفهام متنعه من ذلك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

141

قد علمت أعبد اهلل مث أم زيد وقد عرفت أبو من زيد وقد عرفت : وهو قولك . أيهم أبوه وأما ترى أي برق ها هنا

م يف عبد اهلل هلرأيته فهذا الكال : فهذا يف موضع مفعول كما أنك إذا قلت . موضع املبىن على املبتدأ الذي يعمل فيه فريفعه

ليت شعري أعبد اهلل مث أم زيد وليت شعري هل رأيته فهذا يف : ومثل ذلك . موضع خرب ليت

أزيد مث أم عمرو وأيهم أبوك ملا احتجت : فإمنا أدخلت هذه األشياء على قولك . إليه من املعاين

. وسنذكر ذلك يف باب التسويةوقوله " لنعلم أي احلزبني أحصى ملا لبثوا أمدا " : ومثل ذلك قوله عز وجل

. " فلينظر أيها أزكى طعاما " : تعاىل . قد علمت لعبد اهلل خري منك : ومن ذلك

فهذه الالم متنع العمل كما متنع ألف االستفهام ألهنا إمنا هي الم االبتداء وإمنا . لتؤكد وجتعله يقينا قد علمته وال حتيل على علم غريك أدخلت عليه علمت

قد علمت أزيد مث أم عمرو أردت أن خترب أنك قد علمت : كما أنك إذا قلتأيهما مث وأردت أن تسوي علم املخاطب فيهما كما استوى علمك يف املسألة

. أزيد مث أم عمرو : حني قلت . " وا ملن اشرتاه ما له يف اآلخرة من خالق ولقد علم " : ومثل ذلك قوله عز وجل

ولو مل تستفهم ومل تدخل الم االبتداء ألعملت عملت كما تعمل عرفت ورأيت ولقد علمتم " : قد عملت زيدا خريا منك كما قال تعاىل جده : وذلك قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

141

هلل يعلمهم ال تعلموهنم ا " : وكما قال جل ثناؤه " الذين اعتدوا منكم يف السبت . ال تعرفوهنم اهلل يعرفهم : كقولك "

. " واهلل يعلم املفسد من الصاحل " : وقال سبحانهقد عرفت زيدا أبو من هو وعلمت عمرا أأبوك هو أم أبو غريك فأعملت : وتقول

الفعل يف االسم األول ألنه ليس باملدخل عليه حرف االستفهام كما أنك إذا د اهلل أأبوك هو أم أبو غريك أو زيد أبو من هو فالعامل يف هذا االبتداء عب : قلت

. مث استفهمت بعده . قد علمته أبو من هو وقد عرفتك أي رجل أنت : ومما يقوي النصب قولك

. قد دريت عبد اهلل أبو من هو كما قلت ذلك يف علمت : وتقول . ومل يؤخذ ذلك إال من العرب

. ظننت زيدا أبو من هو قد : ومن ذلكقد علمت زيد أبو من هو كما تقول ذاك فيما ال يتعدى إىل : وإن شئت قلت

. نظرت زيدا : اذهب فانظر زيد أبو من هو وال تقول : مفعول وذلك قولكاسأل : اذهب فسل عن زيد ولو قلت : واذهب فسل زيد أبو من هو وإمنا املعىن

. جيززيدا على هذا احلد ملما : ما دريت به مثل : دريت يف أكثر كالمهم ألن أكثرهم يقول : ومثل ذلك . شعرت به

. ليت شعري زيد أعندك هو أم عند عمرو : ومثل ذلك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

142

وال بد من هو ألن حرف االستفهام ال يستغىن مبا قبله إمنا يستغىن مبا بعده فإمنا يف موضع املبىن عليه الذي يرفعه جئت بالفعل قبل مبتدإ قد وضع االستفهام

. قد عرفت لزيد خري منك : فأدخلته عليه كما أدخلته على قولكوإمنا جاز هذا فيه مع االستفهام ألنه يف املعىن مستفهم عنه كما جاز لك أن

. إن زيدا فيها وعمرو : تقول . " أن اهلل بريء من املشركني ورسوله " : ومثله

زيد منطلق ولكنه أكد بإن : إن زيدا منطلق : معىن احلديث حني قال فابتدأ ألن . كما أكد فأظهر زيدا وأضمره والرفع قول يونس

قد عرفت أبو من زيد مل جيز إال الرفع ألنك بدأت مبا ال يكون إال : فإن قلتأبو قد علمت أأبوك زيد أم : استفهاما وابتدأته مث بنيت عليه فهو مبنزلة قولك

. عمروأبا من : قد عرفت أبا من زيد مكين انتصب على مكىن كأنك قلت : فإن قلت

. زيد مكىن مث أدخلت عرفت عليهاقد علمت أأبا زيد تكىن أم أبا عمرو مث أدخلت عليه علمت كما : ومثله قولك

مل أدخلته حني مل يكن ما بعده إال مبتدأ فال ينتصب إال هبذا الفعل اآلخر كما . يكن يف األول إال مبتدأ

. قد عرفت زيدا أبا من هو مكىن : قد عرفت زيدا أبو من هو قلت : وإذا قلت . ومن رفع زيد مثة رفع زيدا ها هنا

زيد : قد عرفت أبا من أنت مكىن وكأنه قال : ونصب اآلخر كما نصبه حني قال . أبا من هو مكىن

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

143

زيد أأبا بشر يكىن أم أبا عمرو مث أدخل الفعل : قالمث أدخل الفعل عليه وكأنه . عليه وعمل الفعل اآلخر حني كان بعد ألف االستفهام

قد عرفت زيدا أبو أيهم يكىن به وعلمت بشرا أيهم يكىن به ترفعه كما : وتقول . ترفع أيهم ضربته

ند فالن ال حيسن أرأيتك زيدا أبو من هو وأرأيتك عمرا أعندك هو أم ع : وتقول . فيه إال النصب يف زيدأرأيت أبو من أنت أو أرأيت أزيد مث أم فالن مل حيسن : أال ترى أنك لو قلت

ألن فيه معىن أخربين عن زيد وهو الفعل الذي ال يستغىن السكوت على مفعوله أجرى األول فدخول هذا املعىن فيه مل جيعله مبنزلة أخربين يف االستغناء فعلى هذا

. وصار االستفهام يف موضع املفعول الثاين . قد عرفت أي يوم اجلمعة فتنصب على أنه ظرف ال على عرفت : وتقول

. وإن مل جتعله ظرفا رفعتلقد عملت أي : لقد علمت أي حني عقبيت وبعضهم يقول : وبعض العرب يقول

. حني عقبيتوالدهر أيتما حال دهارير فإمنا هو مبنزلة حت كأن مل يكن إال تذكره : وأما قوله

والدهر دهارير كل حال وكل مرة أي يف كل حال ويف كل مرة فانتصب : قولك . القتال كل مرة وكل أحوال الدهر : ألنه ظرف كما تقول

باب من الفعل مسي الفعل فيه بأمساء مل تؤخذ من أمثلة الفعل احلادث

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

144

لنهي فمنها ما يتعدى املأمور إىل مأمور به ومنها ما وموضعها من الكالم األمر واال يتعدى املأمور ومنها ما يتعدى املنهي إىل منهي عنه ومنها ما ال يتعدى

. املنهي . أرود زيدا : رويد زيدا فإمنا هو اسم لقولك : أما ما يتعدى فقولك

. ومنها هلم زيدا إمنا تريد هات زيدا . حيهل الثريد : ومنها قول العرب

حيهل الصالة فهذا اسم ائت الصالة : وزعم أبو اخلطاب أن بعض العرب يقول . أي ائتوا الثريد وأتوا الصالة

. اتركها : تراكها من إبل تراكها فهذا اسم لقوله له : ومنه قولهبه مناعها من إبل مناعها وأما ما ال يتعدى املأمور وال املنهي إىل مأمور : وقال

. مه مه وصه صه وآه وإيه وما أشبه ذلك : وال إىل منهى عنه فنحو قولكواعلم أن هذه احلروف اليت هي أمساء للفعل ال تظهر فيها عالمة املضمر وذلك أهنا أمساء وليست على األمثلة اليت أخذت من الفعل احلادث فيما مضى وفيما

. يف النية يستقبل ويف يومك ولكن املأمور واملنهي مضمرانوإمنا كان من أصل هذا يف األمر والنهي وكانا أوىل به ألهنما ال يكونان إال بفعل

. فكان املوضع الذي ال يكون إال فعال أغلب عليهالنجاء لئال خيالف : وهي أمساء الفعل وأجريت جمرى ما فيه األلف والالم حنو

. لفظ ما بعدها لفظ ما بعد األمر والنهيصرف تصرف املصادر ألهنا ليست مبصادر وإمنا مسي هبا األمر والنهي ومل ت

. فعملت عملهما ومل جتاوز فهي تقوم مقام فعلهما

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

145

هذا باب متصرف رويد . رويد زيدا وإمنا تريد أرود زيدا : تقول

رويد عليا جد ما ثدى أمهم إلينا ولكن بغضهم متماين ومسعنا من : قال اهلذيل . واهلل لو أردت الدراهم ألعطيتك رويد ما الشعر : يقول العرب من

. لو أردت الدراهم ألعطيتك فدع الشعر : أرود الشعر كقول القائل : يريد . فقد تبني لك أن رويد يف موضع الفعل

. ساروا سريا رويدا : ويكون رويد أيضا صفة كقولكلسري وجيعلونه حاال به وصف كالمه ساروا رويدا فيحذفون ا : ويقولون أيضا

. واجتزأ مبا يف صدر حديثه من قول ساروا عن ذكر السري . ضعه رويدا أي وضعا رويدا : ومن ذلك قول العرب

. عالجا رويدا : رويدا إمنا تريد : ومن ذلك قولك للرجل تراه يعاجل شيئا . ن على احلال وعلى غري احلالفهذا على وجه احلال إال أن يظهر املوصوف فيكو

رويدك زيدا : واعلم أن رويدا تلحقها الكاف وهي يف موضع افعل وذلك كقولك . ورويد كم زيدا

وهذه الكاف اليت حلقت رويدا إمنا حلقت لتبني املخاطب املخصوص ألن رويد ن تقع للواحد واجلميع والذكر واألنثى فإمنا أدخل الكاف حني خاف التباس م

. يعين مبن ال يعىن وإمنا حذفها يف األول استغناء بعلم املخاطب أنه ال يعين غريه . يا فالن للرجل حت يقبل عليك : فلحاق الكاف كقولك

. أنت تفعل إذا كان مقبال عليك بوجهه منصتا لك : وتركها كقولك للرجل . كأنت تفعل استغناء بإقباله علي : فرتكت يا فالن حني قلت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

146

رويدك ملن ال خياف أن يلتبس بسواه توكيدا كما تقول للمقبل : وقد تقول أيضا . أنت تفعل ذاك يا فالن توكيدا : عليك املنصت لك

حيهل وحيهلك : هاء وهاءك وها وهاك ومبنزلة قولك : وذا مبنزلة قول العرب . النجاءك : وكقوهلم

ن واملنبهني املضمرين ولو كانت علما فهذه الكاف مل جتيء علما للمأموريللمضمرين لكانت خطأ ألن املضمرين ها هنا فاعلون وعالمة املضمرين الفاعلني

. افعلوا : الواو كقولكوإمنا جاءت هذه الكاف توكيدا وختصيصا ولو كانت امسا لكان النجاءك حماال

. ألنه ال يضاف االسم الذي فيه األلف والالمملن زعم أهنن أمساء أن يزعم أن كاف ذاك اسم فإذا قال ذلك مل يكن له وينبغي

ذاك : بد من أن يزعم أهنا جمرورة أو منصوبة فإن كانت منصوبة انبغى له أن يقولإن كانت جمرورة ذاك نفسك زيد : نفسك زيد إذا أراد الكاف وينبغي له أن يقول

. ا تاء أنت مبنزلة الكافإن تاء أنت اسم وإمن : وينبغي له أن يقولأرأيتك فالنا ما حاله فالتاء عالمة : ومما يدلك على أنه ليس باسم قول العرب

املضمر املخاطب املرفوع ولو مل تلحق الكاف كنت مستغنيا كاستغنائك حني يا زيد ملن : يا زيد وحلاق الكاف كقولك : كان املخاطب مقبال عليك عن قولك

. يا زيد استغنيت لو مل تقل له . فإمنا جاءت الكاف يف أرأيت والنداء يف هذا املوضع توكيدا

. وما جييء يف الكالم توكيدا لو طرح كان مستغىن عنه كثري

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

147

رويد نفسه جعله مصدرا : وحدثنا من ال نتهم أنه مسع من العرب من يقول . " فضرب الرقاب " : كقولهونظري الكاف يف رويد يف املعىن ال يف اللفظ لك اليت جتيء عذير احلي : وكقوله

هلم لك فالكاف ههنا اسم جمرور بالالم واملعىن يف التوكيد : بعد هلم يف قولكإراديت : هلم مث قال : واالختصاص مبنزلة الكاف اليت يف رويد وأشباهها كأنه قال

. هبذا لك فهو مبنزلة سقيا لك . يل مبنزلة هات يل وهلم ذاك لك مبنزلة أدن ذاك منكهلم : وإن شئت قلت

وتقول فيما يكون معطوفا على االسم املضمر يف النية وما يكون صفة له يف النية . كما تقول يف املظهر

افعلوا أنتم وعبد اهلل : رويدكم أنتم وعبد اهلل كأنك قلت : أما املعطوف فكقولك . جيري جمرى املضمر الذي يبني عالمته يف الفعلألن املضمر يف النية مرفوع فهو

اذهب : رويدكم وعبد اهلل فهو أيضا رفع وفيه قبح ألنك لو قلت : فإن قلت . اذهب أنت وعبداهلل حسن : وعبد اهلل كان فيه قبح فإذا قلت

اسكن أنت وزوجك " و " فاذهب أنت وربك فقاتال " : ومثل ذلك يف القرآن . " اجلنة . افعلوا أنتم أنفسكم : رويدكم أنتم أنفسكم فيحسن الكالم كأنك قلت : وتقول

افعلوا أنفسكم فيها : رويدكم أنفسكم رفعت وفيها قبح ألن قولك : فإن قلت . أنتم أنفسكم حسن الكالم : قبح فإذا قلت

املضمر رويدكم أمجعون ورويدكم أنتم أمجعون كل حسن ألنه حيسن يف : وتقول . الذي له عالمة يف الفعل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

148

. قوموا أمجعون وقوموا أنتم أمجعون : أال ترى أنك تقول . رويد إذا مل تلحق فيها الكاف جتري هذا اجملرى : وكذلك

وكذلك احلروف اليت هي أمساء للفعل مجيعا جتري هذا اجملرى حلقتها الكاف أو شئت محلت أمجعني ونفسك على مل تلحقها إال أن هلم إذا حلقتها لك فإن

. هلم لكم أمجعني وهلم لكم أنفسكم : الكاف اجملرورة فتقولوال جيوز أن تعطف على الكاف اجملرورة االسم ألنك ال تعطف املظهر على

. املضمر اجملرور : هذا لك نفسك ولكم أمجعني وال جيوز أن تقول : أال ترى أنه جيوز لك أن تقول

. هذا لك وأخيكهلم لك : وإن شئت محلت املعطوف والصفة على املضمر املرفوع يف النية فتقول

. أنت وأخوك وهلم لكم أمجعون . تعالوا أنتم أمجعون وتعال أنت وأخوك : كأنك قلت

فإن ملهذا باب من الفعل مسي الفعل فيه بأمساء مضافة ليست من أمثلة الفعل

احلادثاملفردة اليت كانت للفعل حنو رويد وحيهل وجمراهن واحد ولكنها مبنزلة األمساء

. وموضعهن من الكالم األمر والنهي إذا كانت للمخاطب املأمور واملنهيوإمنا استوت هي ورويد وما أشبه رويد كما استوى املفرد واملضاف إذا كانا امسني

. حنو عبد اهلل وزيد جمرامها يف العربية سواء

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

149

ملأمور إىل مأمور به ومنها ما يتعدى املنهي إىل املنهي عنه ومنها ومنها ما يتعدى ا . ما ال يتعدى املأمور وال املنهي

عليك زيدا ودونك زيدا وعندك : فأما ما يتعدى املأمور إىل مأمور به فهو قولك . زيدا تأمره به

. حدثنا بذلك أبو اخلطابحذرك زيدا وحذارك زيدا مسعنامها : وأما ما تعدى املنهي إىل منهي عنه فقولك

. من العربتأخر أو : مكانك وبعدك إذا قلت : وأما ما ال يتعدى املأمور وال املنهي فقولك

. حذرته شيئا خلفه . كذلك عندك إذا كنت حتذره من بني يديه شيئا أو تأمره أن يتقدم

. ه أن يتقدموكذلك فرطك إذا كنت حتذره من بني يديه شيئا أو تأمر . ومثلها أمامك إذا كنت حتذره أو تبصره شيئا

. تنح : وإليك إذا قلت . افطن ملا خلفك : ووراءك إذا قلت

. إىل : إليك فيقول : وحدثنا أبو اخلطاب أنه مسع من العرب من يقال له . تنح : كأنه قيل له

. أتنحى : فقال . دوين وال علي : نكدو : وال يقال إذا قيل ألحدهم

. هذا النحو إمنا مسعناه يف هذا احلرف وحده وليس هلا قوة الفعل فتقاس

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

151

واعلم أن هذه األمساء املضافة مبنزلة األمساء املفردة يف العطف والصفات وفيما قبح فيها وحسن ألن الفاعل املأمور والفاعل املنهي يف هذا الباب مضمران يف

. النيةرويده زيدا ودونه عمرا وأنت تريد غري املخاطب ألنه ليس : تقول وال جيوز أن

. بفعل وال يتصرف تصرفه . عليه رجال ليسين : وحدثين من مسعه أن يعضهم قال

. وهذا قليل شبهوه بالفعلعليكم أنفسكم وأمجعني فتحمله على املضمر اجملرور الذي : وقد جيوز أن تقول

لته على لك حني ذكرهتا بعد هلم ومل حتمل على ذكرته للمخاطب كما محعليك فقد أضمرت فاعال يف : املضمر الفاعل يف النية ويدلك على أنك إذا قلت

على زيدا وإمنا أدخلت الياء على مثل قولك : النية وإمنا الكاف للمخاطبة قولك . أولين زيدا : للمأمور

. أنا نفسي مل يكن إال جرا : لو قالأنت نفسك مل يكن إال رفعا و : فلو قلت . أال ترى أن الياء والكاف إمنا جاءتا لتفصال بني املأمور واألمر يف املخاطبة

. ائت زيدا : عليك زيدا فكأنه قال له : وإذا قالامسا للمخاطبة جمرورا وامسه الفاعل املضمر يف النية : أال ترى أن للمأمور امسني

. على : اسم مضمر يف النية حني قلت كما كان له . جمرور ومرفوع : عليك فله امسان : فإذا قلت

. هلم لك وأخيك : عليك وأحيك كما ال حيسن أن تقول : وال حيسن أن تقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

151

حتذيري زيدا إذا : حذرك يدلك على أن حذرك مبنزلة عليك قولك : وكذلك . أردت حذرين زيدا . هذا الباب سواءفاملصدر وغريه يف

رويدك نفسك إذا أراد أن حيمل نفسك على : ومن جعل رويدا مصدرا قال . عليك نفسك حني محل الكالم على الكاف : الكاف كما قال

حذرك سواء إذا جعلته مصدرا ألن احلذر مصدر وهو مضاف إىل : وهي مثل . الكاف

. لى املضمر يف النية رفعتفإن محلت نفسك على الكاف جررت وإن محلته ع . رويدكم أمجعني : رويدكم إذا أردت الكاف تقول : وكذلك

رويدك نفسك فإهنم جيعلون النفس مبنزلة عبد اهلل إذا أمرت به : وأما قول العرب . أرود عبد اهلل : رويدك عبد اهلل إذا أردت : كأنك قلت

. ا ذكرنا ألهنن مل جيعلن مصادروأما حيهلك وهاءك وأخواهتا فليس فيها إال مواعلم أن ناسا من العرب جيعلون هلم مبنزلة األمثلة اليت أخذت من الفعل

. هلم وهلمى وهلما وهلموا : يقولونعلى ألنه ليس كل فعل جييء مبنزلة أولين : دوين كما قلت : واعلم أنك ال تقول

. ودونك مبنزلة خذقد تعدى إىل مفعولني فإمنا على مبنزلة أولين . آخذين درمها وال خذين درمها : ال تقول

عليه زيدا تريد به األمر كما أردت ذلك يف : واعلم أنه ال جيوز لك أن تقولليضرب زيدا ألن عليه ليس من الفعل وكذلك حذره زيدا : الفعل حني قلت

. قبيحة ألهنا ليست من أمثلة الفعل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

152

زيدا ألن املصدر يتصرف مع الفعل فيصري حذرك يف موضع فإمنا جاء حتذيري . احذر وحتذيري يف موضع حذرين فاملصدر أبدا يف موضع فعله

. ودونك مل يؤخذ من فعل وال عندك ينتهي فيها حيث انتهت العربزيدا عليك وزيدا حذرك ألنه ليس من أمثلة الفعل فقبح أن : واعلم أنه يقبح

زيدا فتنصب بإضمارك الفعل مث : األمثلة جمراها إال أن تقولجيري ما ليس من تذكر عليك بعد ذلك فليس يقوى هذا قوة الفعل ألنه ليس بفعل وال يتصرف

. تصرف الفاعل الذي يف معىن يفعل هذا باب ما جرى من األمر والنهي على إضمار الفعل املستعمل إظهاره

. زيدا وعمرا ورأسه : بالفعل وذلك قولكإذا علمت أن الرجل مستغن عن لفظك وذلك أنك رأيت رجال يضرب أو يشتم أو يقتل فاكتفيت مبا هو فيه من عمله

. زيدا أي أوقع عملك بزيد : أن تلفظ له بعمله فقلت . زيدا : أضرب شر الناس فقلت : أو رأيت رجال يقول

. حديثك : أو رأيت رجال حيدث حديثا فقطعه فقلت . حديثك : أو قدم رجل من سفر فقلت

. استغنيت عن الفعل بعلمه أنه مستخرب فعلى هذا جيوز هذا وما أشبههاألسد األسد واجلدار اجلدار والصيب الصيب : وأما النهي فإنه التحذير كقولك

. وإمنا هنيته أن يقرب اجلدار املخوف املائل أو يقرب األسد أو يوطئ الصيباضرب زيدا وأشتم : إن شاء أظهر يف هذه األشياء ما أضمر من الفعل فقالو

. عمرا وال توطئ الصيب وأحذر اجلدار وال تقرب األسد . خل الطريق أو تنح عن الطريق : الطريق الطريق إن شاء قال : ومنه أيضا قوله

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

153

ضطرك القدر وال جيوز خل الطريق ملن يبين املنار به وأبرز بربزة حيث ا : قال جريرأن تضمر تنح عن الطريق ألن اجلار ال يضمر وذلك أن اجملرور داخل يف اجلار

غري منفصل فصار كأنه شيء من االسم ألنه معاقب للتنوين ولكنك إن أضمرت أضمرت ما هو يف معناه مما يصل بغري حرف إضافة كما فعلت فيما

. مضىليضرب زيد أو ليضرب : وأنت تريد أن تقولزيد : واعلم أنه ال جيوز أن تقول

. زيد إذا كان فاعال وال زيدا وأنت تريد ليضرب عمرو زيدا زيد عمرا إذا كنت ال ختاطب زيدا إذا أردت ليضرب زيد عمرا وأنت : وال جيوز

ختاطبين فإمنا تريد أن أبلغه أنا عنك أنك قد أمرته أن يضرب عمرا وزيد وعمرو . فال يكون أن تضمر فعل الغائبغائبان

وكذلك ال جيوز زيدا وأنت تريد أن أبلغه أنا عنك أن يضرب زيدا ألنك إذا زيدا أنك تأمره هو بزيد : أضمرت فعل الغائب ظن السامع الشاهد إذا قلت

عليك أن : فكرهوا االلتباس هنا ككراهيتهم فيما مل يؤخذ من الفعل حنو قولك . دا لئال يشبه ما مل يؤخذ من أمثلة الفعل بالفعليقولوا عليه زي

وكرهوا هذا يف االلتباس وضعف حيث مل خياطب املأمور كما كره وضعف أن يشبه عليك وهذه حجج مسعت من العرب وممن يوثق به يزعم أنه مسعها من

. العربكان يدعو إذا " اللهم ضبعا وذئبا " : من ذلك قول العرب يف مثل من أمثاهلم

. بذلك على غم رجل . اللهم أمجع أو اجعل فيها ضبعا وذئبا : وإذا سألتهم ما يعنون قالوا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

154

. وكلهم يفسر ما ينويوإمنا سهل تفسريه عندهم ألن املضمر قد استعمل يف هذا املوضع عندهم

. بإظهار : م هذا فقالمل أفسدمت مكانك : حدثنا أبو اخلطاب أنه مسع بعض العرب وقيل له

. الصبيان بأيب . مل الصبيان : كأنه حذر أن يالم فقال

أما مبكان كذا وكذا وجد وهو : وحدثنا من يوثق به أن بعض العرب قيل له . موضع ميسك املاء

. بلى وجاذا : فقال . أي فأعرف هبا وجاذا

ا له كساع إىل أخاك أخاك إن من ال أخ : ومن ذلك قول الشاعر وهو املسكني . الزم أخاك : اهليجا بغري سالح كأنه يريد

زيدا : اضرب زيدا وعمرا كما قلت : زيدا وعمرا كأنك تريد : ومن ذلك قولك . وعمرا رأيت

. " الظباء على البقر " و " أمر مبكياتك ال أمر مضحكاتك " : ومنه قول العرب . وخل الظباء على البقر عليك أمر مبكياتك : يقول

ما يضمر فيه الفعل املستعمل إظهاره يف غري األمر والنهي وذلك قولك إذا رأيت . مكة ورب الكعبة : رجال متوجها وجهة احلاج قاصدا يف هيئة احلاج فقلت

. يريد مكة واهلل : حيث زكنت أنه يريد مكة كأنك قلت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

155

أراد مكة واهلل كأنك أخربت هبذه الصفة : كمكة واهلل على قول : وجيوز أن تقول . مكة واهلل أي أراد مكة إذ ذاك : عنه أنه كان فيها أمس فقلت

أي بل نتبع ملة إبراهيم " بل ملة إبراهيم حنيفا " : ومن ذلك قوله عز وجل . " كونوا هودا أو نصارى " : اتبعوا حني قيل هلم : حنيفا كأنه قيل هلم

القرطاس واهلل أي يصيب : أو رأيت رجال يسدد سهما قبل القرطاس فقلت . القرطاس

. القرطاس واهلل أي أصاب القرطاس : وإذا مسعت وقع السهم يف القرطاس قلتاهلالل ورب : ولو رأيت ناسا ينظرون اهلالل وأنت منهم بعيد فكربوا لقلت

. الكعبة أي أبصروا اهلاللعبد اهلل أي يقع بعبد اهلل أو بعبد اهلل : با فقلت على وجه التفاؤلأو رأيت ضر

. يكونومثل ذلك أن ترىرجال يريد أن يوقع فعال أو رأيته يف حال رجل قد أوقع فعال أو

أكل : أخربت ومنه أن ترى الرجل أن خترب عنه أنه قد أتى أمرا قد فعله فتقول . هذا خبال أي أتفعل كل هذا خبال

. وإن شئت رفعته فلم حتمله على الفعل ولكنك جتعله مبتدأوإمنا أضمرت الفعل ها هنا وأنت خماطب ألن املخاطب املخرب لست جتعل له

. فعال آخر يعمل يف املخرب عنهقل له : وأنت يف األمر للغائب قد جعلت له فعال آخر يعمل كأنك قلت

ا أو مره أن يضرب زيدا فضعف عندهم مع ما اضرب زيد : ليضرب زيدا أو قل له . يدخل من اللبس يف أمر واحد أن يضمر فيه فعالن لشيئني

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

156

هذا باب ما يضمر فيه الفعل املستعمل إظهاره بعد حرف املرء " و " الناس جمزيون بأعماهلم إن خريا فخري وإن شرا فشر " : وذلك قولك

. " جرا فخنجر وإن سيفا فسيف مقتول مبا قتل به إن خن . إن كان خنجرا فخنجر وإن كان شرا فشر : وإن شئت أظهرت الفعل فقلت

إن خنجرا فخنجرا وإن خريا فخريا وإن شرا فشرا كأنه : ومن العرب من يقول . إن كان الذي عمل خريا جزى خريا وإن كان شرا جزي شرا : قال

. قتل به خنجرا كان الذي يقتل به خنجرا وإن كان الذيوالرفع أكثر وأحسن يف اآلخر ألنك إذا أدخلت الفاء يف جواب اجلزاء استأنفت

. ما بعدها وحسن أن تقع بعدها األمساءوإمنا أجازوا النصب حيث كان النصب فيما هو جوابه ألنه جيزم كما جيزم وألنه

شبهوا اجلواب خبرب االبتداء وإن مل يكن مثله ال يستقيم واحد منهما إال باآلخر ف . يف كل حالة كما يشبهون الشيء بالشيء وإن مل يكن مثله وال قريبا منه

. وقد ذكرنا ذلك فيما مضى وسنذكره أيضا إن شاء اهللوإذا أضمرت فأن تضمر الناصب أحسن ألنك إذا أضمرت الرافع أضمرت له

. موضع خربه أيضا خربا او شيئا يكون يف . فكلما كثر اإلضمار كان أضعف

إن : وإن أضمرت الرافع كما أضمرت الناصب فهو عريب حسن وذلك قولكإن كان معه خنجر حيث قتل فالذي : خري فخري وإن خنجر فخنجر كأنه قال

. يقتل به خنجر وإن كان يف أعماهلم خري فالذي جيزون به خري

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

157

إن كان خري فالذي : إن وقع خري كأنه قال : علىوجيوز أن جتعل إن كان خري . جيزون به خري

فإن تك يف أموالنا ال : وزعم يونس أن العرب تنشد هذا البيت هلدبة بن خشرمنضق هبا ذراعا وإن صرب فنصرب لصرب والنصب فيه جيد بالغ على التفسري األول

. فإنا نصرب وإن وقع صرب أو إن كان فينا صرب : والرفع على قولهقد قيل ذلك إن حقا وإن كذبا فما اعتذارك : وأما قول الشاعر لنعمان بن املنذر

من شيء إذا قبال فالنصب فيه على التفسري األول والرفع جيوز على قوله إن كان . إن كان يف أعماهلم خري : فيه حق وإن كان فيه باطل كما جاز ذلك يف

. إن وقع حق وإن وقع كذب : وجيوز أيضا على قوله . " وإن كان ذو عسرة فنظرة إىل ميسرة " : ومن ذلك قوله عز وجل

أي إن ال " إن ال حظية فال ألية " : ومثل ذلك قول العرب يف مثل من أمثاهلمإن كنت ممن ال : تكن له يف الناس حظية فإين غري ألية كأهنا قالت يف املعىن

. إين غري أليةحيظى عنده فولو عنت باحلظية نفسها مل يكن إال نصبا إذا جعلت احلظية على التفسري

. األولقد مررت برجل إن طويال وإن قصريا وامرر بأيهم أفضل إن زيدا وإن : ومثل ذلك

عمرا وقد مررت برجل قبل إن زيدا وإن عمرا ال يكون يف هذا إال النصب ألنه ال . الطويل والقصري على غري األول وال زيدا وال عمرا جيوز أن حتمل

إن كان فيه : وأما إن حق وإن كذب فقد تستطيع أن ال حتمله على األول فتقول . حق أو كان فيه كذب أو إن وقع حق أو باطل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

158

إن كان فيه : وال يستقيم يف ذا أن تريد غري األول إذا ذكرته وال تستطيع أن تقول . فيه زيد وال جيوز على إن وقع طويل أو كان

ال تقربن الدهر آل مطرف إن ظاملا أبدا وإن مظلوما وقال : وقال ليلى األخيليةد إن عاذرا يل وإن تاركا -وأحضرت عذري عليه السهو : ابن مهام السلويل

. فنصبه ألنه عين األمري املخاطبن يل يف الناس عاذر أو غري عاذر إن كا : إن عاذر يل وإن تارك يريد : ولو قال

. جازحدبت على بطون ضنة كلها إن ظاملا فيهم وإن مظلوما : وقال النابغة الذبياين

. مررت برجل صاحل وإن ال صاحلا فطاحل : ومن ذلك أيضا قولكإن ال يكن صاحلا فقد : إن ال صاحلا فطاحلا كأنه يقول : ومن العرب من يقول

. ه أو لقيته طاحلا مررت بإن ال أكن مررت : إن ال صاحل فطاحل على : وزعم يونس أن من العرب من يقول

بصاحل فبطاحل وهذا قبيح ضعيف ألنك تضمر بعد إن ال فعال آخر فيه حذف . إن ال يكن صاحلا فطاحل : غري الذي تضمر بعد إن ال يف قولك

ا ذكروه يف أول كالمهم شبهوه بغريه من وال جيوز أن يضمر اجلار ولكنهم مل . الفعل

وبلدة ليس هبا أنيس : وكان هذا عندهم أقوى إذا أضمرت رب وحنوها يف قوهلم . امرر على أيهم أفضل إن زيدا وإن عمرو : ومن مث قال يونس

. إن مررت بزيد أو مررت بعمرو : يعين

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

159

إال بفعل ألن إن من احلروف اليت واعلم أنه ال ينتصب شيء بعد إن وال يرتفع يبىن عليها الفعل وهي إن اجملازاة وليست من احلروف اليت يبتدأ بعدها األمساء

. ليبىن عليها األمساءإن زيد وإن عمرو إن مررت بزيد أو مررت بعمرو فجرى الكالم : فإمنا أراد بقوله

إال بالباء كما أنه حني على فعل آخر واجنر االسم بالباء ألنه ال يصل إليه الفعل . نصبه كان حمموال على كان أخر ال على الفعل األول

إن كنت مررت : مررت برجل إن زيد وإن عمرو يريد : ومن رأى اجلر يف هذا قال . بزيد أو كنت مررت بعمرو

إن زيدا وإن عمرا كان : عندنا أيهم أفضل أو عندنا رجل مث قلت : ولو قلتإن كان عندنا زيد أو : كان وإن رفعته رفعته على كان كأنك قلت نصبه على

. كان عندنا عمرو وال يكون رفعه على عندنا من قبل أن عندنا ليس بفعل وال جيوز بعد إن عندنا أن تبىن األمساء على األمساء وال األمساء تبىن على عندنا كما مل جيز لك أن تبين

. بعد إن األمساء على األمساءكن عبد اهلل املقتول : عبد اهلل املقتول وأنت تريد : واعلم أنه ال جيوز لك أن تقول

. ألنه ليس فعال يصل من شيء إىل شيء وألنك لست تشري له إىل أحد . من بد شوال فإىل إتالئها نصب ألنه أراد زمانا : ومن ذلك قول العرب

من لد صالة العصر إىل : فيها وكقولك والشول ال يكون زمانا وال مكانا فيجوزمن لد حائط إىل مكان كذا فلما أراد الزمان محل الشول : وقت كذا وكقولك

على شيء حيسن أن يكون زمانا إذا عمل يف الشول ومل حيسن إال ذا كما مل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

161

حيسن ابتداء األمساء بعد إن حت أضمرت ما حيسن أن يكون بعدها عامال يف . األمساء

. من لد أن كانت شوال فإىل إتالئها : ذلك هذا كأنك قلتفكوقد جره قوم على سعة الكالم وجعلوه مبنزلة املصدر حني جعلوه على احلني وإمنا

. يريد حني كذا وكذا وإن مل يكن يف قوة املصادر ألنه ال يتصرف تصرفهاتضمر بعد واعلم أنه ليس كل حرف يظهر بعده الفعل حيذف فيه الفعل ولكنك

ما أضمرت فيه العرب من احلروف واملواضع وتظهر ما أظهروا وجتري هذه األشياء اليت هي على ما يستخفون مبنزلة ما حيذفون من نفس الكالم ومما هو يف

يك : الكالم على ما أجروا فليس كل حرف حيذف منه شيء ويثبت فيه حنوه مبثله وال حيملهم إذا كانوا ويكن ومل أبل وأبال مل حيملهم ذاك على أن يفعلو

. يف خذ أوخذ ويف كل أوكل : يف مر أومر أن يقولوا : يثبتون فيقولون . فقف على هذه األشياء حيث وقفوا مث فسر

لقد كذبتك نفسك فاكذبنها فإن جزعا وإن إمجال صرب فهذا : وأما قول الشاعر . كذبا إن حقا وإن : على إما وليس على إن اجلزاء كقولك

. فهذا على إما حممول أال ترى أنك تدخل الفاء ولو كانت على إن اجلزاء وقد استقبلت الكالم

. الحتجت إىل اجلوابفإما " : إن حقا وإن كذبا ولكنه على قوله تعاىل : فإن جزعا كقوله : فليس قوله

. " منا بعد وإما فداء

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

161

فإما أمرى جزع وإما : ل صرب كان جائزا كأنك قلتفإن جزع وإن إمجا : ولو قلت . إما جاز ذلك فيها : إمجال صرب ألنك لو صححتها فقلت . وال جيوز طرح ما من إما إال يف الشعر

. وإما من خريف : وإمنا يريد : قال النمر بن تولبطاحل مررت برجل إن صاحل أن : ومن أجز ذلك يف الكالم دخل عليه أن يقول

. يريد إماوإن أراد إن اجلزاء فهو جائز ألنه يضمر فيها الفعل وإما جيري ما بعدها ههنا

قد كان ذلك صالحا أو : على االبتداء وعلى الكالم األول أال ترى أنك تقول . فسادا

قد كان ذلك إن صالحا وإن فسادا كان النصب على كان أخرى : ولو قلت . ما ذكرنا وجيوز الرفع على

هال خريا من ذلك وأال : ومما ينتصب على إضمار الفعل املستعمل إظهاره قولك . خريا من ذلك أو غري ذلك

أال تفعل خريا من ذلك أو أال تفعل غري ذلك وهال تأيت خريا من : كأنك قلت . ذلك

هال أفعل وأال : ورمبا عرضت هذا على نفسك فكنت فيه كاملخاطب كقولك . أفعل

. وإن شئت رفعته فقد مسعنا رفع بعضه من العرب وممن مسعه من العرب . فجاز إضمار ما يرفع كما جاز إضمار ما ينصب

. أو فرقا خريا من حب أي أو أفرقك فرقا خريا من حب : ومن ذلك قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

162

. هوإمنا محله على الفعل ألنه سئل عن فعله فأجابه على الفعل الذي هو علي . أو أمري فرق خري من حب : ولو رفع جاز كأنه قال

وإمنا انتصب هذا النحو على أنه يكون الرجل يف فعل فرييد أن ينقله أو ينتقل . هو إىل فعل آخر

. فمن مث نصب أو فرقا ألنه أجاب على أفرقك وترك احلبولو مترا كأنك أال طعام : ومما ينتصب على إضمار الفعل املستعمل إظهاره قولك

. ولو كان مترا وأتين بدابة ولو محارا : قلتولو يكون عندنا متر ولو سقط : أال طعام ولو متر كأنك قلت : وإن شئت قلت

. إلينا متر . وأحسن ما يضمر منه أحسنه يف اإلظهار

. ولو محار فجررت كان مبنزلة يف إن : ولو قلت . فهال دينار : جئتك بدرهم : تومثله قول بعضهم إذا قل

: فهال دينار ويف : وهو مبنزلة إن يف هذا املوضع يبىن عليها األفعال والرفع قبيح يف . ولو محار ألنك لو مل حتمله على إضمار يكون ففعل املخاطب أوىل به

. ار ولو يكون مما يأتيين به مح : ولو محار بعيد كأنه يقول : والرفع يف هذا ويفولو مبنزلة إن ال يكون بعدها إال األفعال فإن سقط بعدها اسم ففيه فعل مضمر

. يف هذا املوضع تبىن عليه األمساء . أال ماء ولو باردا مل حيسنإال النصب ألن باردا صفة : فلو قلتكيف ائتين بتمر كان حسنا أال ترى : ائتين ببارد كان قبيحا ولو قلت : ولو قلت

. قبح أن يضع الصفة موضع االسم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

163

ولو دفعته إصبعا ولو : ادفع الشر ولو إصبعا كأنه قال : ومن ذلك قول العرب . كان إصبعا

وال حيسن أن حتمله على ما يرفع ألنك إن مل حتمله على إضمار يكون ففعل بعيد كأنه املخاطب املذكور أوىل وأقرب فالرفع يف هذا ويف ائتين بدابة ولو محار

. ولو يكون مما تأتيين به محار ولو يكون مما تدفع به إصبع : يقولومما ينتصب على إضمار الفعل املستعمل إظهاره أن ترى الرجل قد قدم من سفر

. خري مقدم : فتقولخريا وما شر وخريا لنا : رأيت فيما يرى النائم كذا وكذا فتقول : أو يقول الرجل

. عدوناوشرا ل . خري مقدم وخري لنا وشر لعدونا : وإن شئت قلت

قدمت خري مقدم وإن مل يسمع : أما النصب فكأنه بناه على قوله قدمت فقال . قدمت : منه هذا اللفظ فإن قدومه ورؤيته إياه مبنزلة قوله

رأيت فيما يرى النائم كذا وكذا : قدم فالن وكذلك إذا قال : وكذلك إن قيل . خريا لنا وشرا لعدونا : فتقول

. فإذا نصب فعلى الفعلوأما الرفع فعلى أنه مبتدأ أو مبين على مبتدأ ومل يرد أن حيمله على الفعل ولكنه

. هذا خري مقدم وهذا خري لنا وشر لعدونا وهذا خري وما سر : قالصاحب وأنت أنت م : مصاحب معان ومربور مأجور كأنه قال : ومن مث قالوا

. مربور

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

164

فإذا رفعت هذه األشياء فالذي يف نفسك ما أظهرت وإذا نصبت فالذي يف . راشدا مهديا فإهنم أضمروا اذهب راشدا مهديا : نفسك غري ما وأما قوهلم

وإن شئت رفعت كما رفعت مصاحب معان ولكنه كثر النصب يف كالمهم ألن . ن اللفظ بالفعل كأنه لفظ برشدت وهديتراشدا مهديا مبنزلة ما صار بدال م

. وسرتى بيان ذلك إن شاء اهلل . هنيئا مريئا : ومثله

. مربورا مأجورا ومصاحبا معانا : وإن شئت نصبت فقلترجعت مربورا واذهب : حدثنا بذلك عن العرب عيسى ويونس وغريمها كأنه قال

. مصاحبا حدث فالن : ار الفعل املستعمل إظهاره قول العربومما ينتصب أيضا على إضم

. صادقا واهلل : بكذا وكذا فتقول . صادقا واهلل أي قاله صادقا : أو أنشدك شعرا فتقول

. ألنك إذا أنشدك فكأنه قد قال كذامتعرضا لعنن مل : ومن ذلك أيضا أن ترى رجال قد أوقع أمرا أو تعرض له فتقول

. دنا من هذا األمر متعرضا لعنن مل يعنه تعنه أي . وترك ذكر الفعل ملا يرى من احلال

بيع امللطى ال عهد وال عقد وذلك إن كنت يف حال مساومة وحال بيع : ومثله . فتدع أبايعك استغناء ملا فيه من احلال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

165

أخاه واعدتين مواعيد عرقوب : مواعيد عرقوب أخاه بيثرب كأنه قال : ومثلهولكنه ترك واعدتين استغناء مبا هو فيه من ذكر اخللف واكتفاء بعلم من يعىن مبا

. كان بينهما قبل ذلك . صادق واهلل : متعرض ومنهم من يقول : ومن العرب من يقول

. وكل عريبغضب : غضبت أو رآه غضبان فقال : غضب اخليل على اللجم كأنه قال : ومثله

. غضبت غضب اخليل على اللجم : ه مبنزلة قولهاخليل فكأن : غضب اخليل على اللجم فرفعه كما رفع بعضهم : ومن العرب من يرفع فيقول

. الظباء على البقرأهل ذاك وأهله أي ذكرت أهله ألنك : ومثله أن تسمع الرجل ذكر رجال فتقول

. يف ذكره حتمله على املعىن . وإن شاء رفع على هو

. ونصبه وتفسريه تفسري خري مقدم هذا باب ما ينتصب على إضمار الفعل املرتوك إظهاره استغناء عنه

. وسأمثله لك مظهرا لتعلم ما أرادوا إن شاء اهلل تعاىل هذا باب ما جرى منه على األمر والتحذير

. إياك : وذلك قولك إذا كنت حتذر . ياك اتق وما أشبه ذاإياك بح وإياك باعد وإ : كأنك قلت

نفسك يا فالن أي اتق نفسك إال أن هذا ال جيوز فيه : ومن ذلك أن تقول . إظهار ما أضمرت ولكن ذكرته ألمثل لك ما ال يظهر إضماره

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

166

إياك فاتقني واألسد : إياك واألسد وإياي والشر كأنه قال : ومن ذلك أيضا قولك . إياي ألتقني والشر : وكأنه قال

. فإياك متقى واألسد والشر متقيان فكالمها مفعول ومفعول منه . إياي وأن حيذف أحدكم األرنب : ومثله . إياك باعد وإياه أو نح : إياك وإياه وإياي وإياه كأنه قال : ومثله

. إياي أحفظ وأحذر : إياي كأنه قال : إياك فيقول : وزعم أن بعضهم يقال لهمن إياك لكثرة استعماهلم إياه يف الكالم فصار بدال من الفعل وحذفوا الفعل

احذر األسد ولكن ال بد من الواو : حينئذ اآلن فكأنه قال : وحذفوا كحذفهم . ألنه اسم مضموم إىل آخر

خل أو دع رأسه واحلائط فالرأس مفعول : رأسه واحلائط كأنه قال : ومن ذلك . يعا واحلائط مفهول معه فانتصبا مج

. عليك شأنك مع احلج : شأنك واحلج كأنه قال : ومن ذلك قوهلمدع امرأ مع نفسه فصارت الواو يف معىن مع : امرأ ونفسه كأنه قال : ومن ذلك

. ما صنعت وأخاك : كما صارت يف معىن مع يف قوهلم عليك رأسك : وإن شئت مل يكن فيه ذلك املعىن فهو عريب جيد كأنه قال

دع امرأ ودع نفسه فليس ينقض هذا ما أردت يف معىن : وعليك احلائط وكأنه قال . مع من احلديث

بادر أهلك قبل الليل وإمنا املعىن أن حيذره : أهلك والليل كأنه قال : ومثل ذلك . أن يدركه الليل

. والليل حمذر منه كما كان األسد حمتفظا منه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

167

رأسك واحلائط وهو حيذره كأنه : والسيف كما تقول ماز رأسك : ومن ذلك قوهلم . اتق رأسك واحلائط : قال

وإمنا حذفوا الفعل يف هذه األشياء حني ثنوا لكثرهتا يف كالمهم واستغناء مبا يرون من احلال وملا جرى من الذكر وصار املفعول األول بدال من اللفظ بالفعل حني

إياك لو أفردته ألنه مل يكثر يف كالمهم : مثلإياك ومل يكن : صار عندهم مثل . كثرة إياك فشبهت بإياك حيث طال الكالم وكان كثريا يف الكالم

اتق : نفسك أو رأسك أو اجلدار كان إظهار الفعل جائزا حنو قولك : فلو قلت . رأسك واحفظ نفسك واتق اجلدار

بالفعل كما ومما جعل بدال من فلما ثنيت صار مبنزلة إياك وإياك بدل من اللفظ . احلذر احلذر والنجاء النجاء وضربا ضربا : اللفظ بالفعل قوهلم

فإمنا انتصب هذا على الزم احلذر وعليك النجاء ولكنهم حذفوا ألنه صار مبنزلة . افعل

. ودخول الزم وعليك على افعل حماله ويريد قتلي عذيرك من أريد حباء : ومن مث قالوا وهو لعمرو بن معد يكرب

نعاء جذاما غري موت وال قتل ولكن فراقا : خليلك من مراد وقال الكميتن كانوا حية -عذير احلي من عدوا : للدعائم واألصل وقال ذو اإلصبع العدواين

. األرض فلم جيز إظهار الفعل وقبح كما كان ذلك حماال على الفاعل املضمر يف النية هذا باب ما يكون معطوفا يف هذا الباب

ويكون معطوفا على املفعول وما يكون صفة املرفوع املضمر يف النية ويكون على . إياك أنت نفسك أن تفعل وإياك نفسك أن تفعل : املفعول وذلك قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

168

إياك نح : إياك أنت نفسك كأنك قلت : فإن عنيت الفاعل املضمر يف النية قلت . لى االسم املضمر يف نحأنت نفسك ومحلته ع

إياك نفسك تريد االسم املضمر الفاعل فهو قبيح وهو على قبحه رفع : فإن قلتأنت : اذهب نفسك كان قبيحا حت تقول : ويدلك على قبحه أنك لو قلت

. نفسكفمن مث كان نصبا ألنك إذا وصفت بنفسك املضمر املنصوب بغري أنت جاز

. انطلقت نفسك : ال تقولرأيتك نفسك و : تقول . رأسك ورجليك والضرب : إياك وزيدا واألسد وكذلك : وإذا عطفت قلت

. وإمنا أمرته أن يتقيهما مجيعا والضرباذهب : وإن محلت الثاين على االسم املرفوع املضمر فهو قبيح ألنك لو قلت

. اذهب أنت وزيد : وزيد كان قبيحا حت تقولإياك أنت وزيد فأنت باخليار إن شئت قلت ذاك أنت وزيد جاز فإن فإن قلت

رأيتك قلت ذاك وزيدا فالنصب أحسن ألن املنصوب يعطف على : قلت . املنصوب املضمر وال يعطف على املرفوع املضمر إال يف الشعر وذلك قبيح

. أنشدناه منصوبا وزعم أن العرب كذا تنشده : أنشدنا يونس جلريررأسك اجلدار : إياك زيدا كما أنه ال جيوز أن تقول : علم أنه ال جيوز أن تقولوا

. من اجلدار أو واجلدار : حت تقول . وكذلك أن تفعل إذا أردت إياك والفعل

إياك أن تفعل تريد إياك أعظ خمافة أن تفعل أومن أجل أن تفعل جاز : فإذا قلت . إياك نح ملكان كذا وكذا : األول كأنك قلتألنك ال تريد أن تضمه إىل االسم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

169

إياك األسد تريد من األسد مل جيز كما جاز يف أن إال أهنم زعموا أن : ولو قلتإياك إياك املراء فإنه إىل الشر دعاء : ابن أيب إسحاق أجاز هذا البيت يف شعر

. اتق املراء : إياك مث أضمر بعد إياك فعال آخر فقال : وللشر جالب كأنه قال . إياك نفسك مل أعنفه ألن هذه الكاف جمرورة : لو أن رجال قال : وقال اخلليل

إذا بلغ الرجل الستني فإياه : وحدثين من ال أهتم عن اخلليل أنه مسع أعرابيا يقول . وإيا الشواب

هذا باب حيذف منه الفعل لكثرته يف كالمهم . " هذا وال زعماتك " : قولك حت صار مبنزلة املثل وذلك

. وال أتوهم زعماتك : أيديار مية إذا مي : ومن ذلك قول الشاعر وهو ذو الرمة وذكر الديار واملنازل

. أذكر ديار مية : مساعفة وال يرى مثلها عجم وال عرب كأنه قالان فيه من ولكنه ال يذكر أذكر لكثرة ذلك يف كالمهم واستعماهلم إياه وملا ك

وال أتوهم زعماتك لكثرة استعماهلم إياه : ذكر الديار قبل ذلك ومل يذكر . والستدالله مما يرى من حاله أنه ينهاه عن زعمه

فذا مثل قد كثر يف كالمهم واستعمل " كليهما ومترا " : ومن ذلك قول العرب . أعطين كليهما ومترا : وترك ذكر الفعل ملا كان قبل ذلك من الكالم كأنه قال

أي ائت " كل شيء وال شتيمة حر " و " كل شيء وال هذا " : ومن ذلك قوهلم : كل شيء وال ترتكب شتيمة حر فحذف لكثرة استعماهلم إياه فأجري جمرى

. وال زعماتك . مترا كالمها يل ثابتان وزدين : كأنه قال " كالمها ومترا " : ومن العرب من يقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

171

. " كل شيء وال شتيمة حر " و كل شيء أمم وال شتيمة حر وترك ذكر الفعل بعد ال ملا ذكرت لك : كأنه قال

. كل شيء أنه ينهاه : وألنه يستدل بقوله . تلك ديار فالنة : ومن العرب من يرفع الديار كأنه يقول

ة الطلل ربع قواء أذاع اعتاد قلبك من سلمى عوائده وهاج أهواءك املكنونرفعه " وذاك ربع أو هو ربع : املعصرات به وكل حريان سار ماؤه خضل كأنه قال

. " على ذا وما أشبهه مسعناه ممن يرويه عن العرب هل تعرف اليوم رسم الدار والطلال كما عرفت : " لعمر بن أيب ربيعة " ومثله

هلي وأهلهم بالكانسية نرعى اللهو والغزال فإذا جبفن الصيقل اخللال دار ملروة إذ أرفعت فالذي يف نفسك ما أظهرت وإذا نصبت فالذي يف نفسك غري ما

. أظهرتانتهوا خريا لكم " : ومما ينتصب يف هذا الباب على إضمار الفعل املرتوك إظهاره

. وحسبك خريا لك إذا كنت تأمر " وراءك أوسع لك " و " فواعديه سرحيت مالك أو الربا : ابن أيب ربيعة " الشاعر وهو " لك قول ومن ذ

فأنت " انته " : بينهما أسهال وإمنا نصبت خريا لك وأوسع لك ألنك حني قلت . تريد أن خترجه من أمر وتدخله يف آخر

انته وادخل فيما هو : كأنك حتمله على ذلك املعىن كأنك قلت : وقال اخلليلانته أنك حتمله على أمر : خري لك فنصبته ألنك قد عرفت أنك إذا قلت له

آخر فلذلك انتصب وحذفوا الفعل لكثرة استعماهلم إياه يف الكالم ولعلم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

171

ائت خريا : انته فصار بدال من قوله : املخاطب أنه حممول على أمر حني قال له . وادخل فيما هو خري لك " لك "

. انته يا فالن أمرا قاصدا : من الكالم قوله ونظري ذلكانته وائت أمرا قاصدا إال أن هذا جيوز لك فيه إظهار الفعل فإمنا : فإمنا قلت

ذكرت لك ذا ألمثل لك األول به ألنه قد كثر يف كالمهم حت صار مبنزلة املثل . ما أريت كاليوم رجال : فحذف كحذفهم

فكرت تبتغيه فوافقته على دمه ومصرعه السباعا ومثله : ومثل ذلك قول القطاميلن تراها ولو تأملت إال وهلا يف مفارق الرأس طيبا : " وهو ابن الرقيات " قوله

لن تراها فقد علم أن الطيب : قال " و " وإمنا نصب هذا ألنه حني قال وافقته . اشتمال على ما بعدمها يف املعىنوالسباع قد دخال يف الرؤية واملوافقة وإهنما قد

تذكر أرضا هبا أهلها أخواهلا فيها وأعمامها ألن : ومثل ذلك قول ابن قميئة . األخوال واألعمام قد دخلوا يف التذكر

ملا : إذا تغىن احلمام الورق هيجين ولو تغربت عنها أم عمار قال اخلليل رمحه اهللر لتذكرة احلمام وهتييجه فألقى ذلك الذي قال هيجين عرف أنه قد كان مث تذك . هيجين فذكرين أم عمار : قد عرف منه على أم عمار كأنه قال

أال رجل إما زيدا وإما : ومثل ذلك أيضا قول اخلليل رمحه اهلل وهو قول أيب عمرواللهم : أال رجل فهو متمن شيئا يسأله ويريده فكأنه قال : عمرا ألنه حني قال

. عله زيدا أو عمرا أو وفق يل زيدا أو عمرا اجوإن شاء أظهر فيه ويف مجيع هذا الذي مثل به وإن شاء اكتفي فلم يذكر الفعل

. ألنه قد عرف أنه متمن سائل شيئا وطالبه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

172

قد سامل احليات منه القدما : " وهو عبد بين عبس " ومثل ذلك قول الشاعر ا وذات قرنني ضموزا ضرزما فإمنا نصب األفعوان األفعوان والشجاع الشجعم

والشجاع ألنه قد علم أن القدم ههنا مساملة كما أهنا مساملة فحمل الكالم على . أهنا مساملة

وإنشاد بعضهم للحارق بن : ومثل هذا البيت إنشاد بعضهم ألوس بن حجرليبك يزيد : قالليبك يزيد ضارع خلصومة وخمتبط مما تطيح الطوائح ملا : هنيك

. ليبكه ضارع : كان فيه معىن ليبك يزيد كما كان يف القدم أهنا مساملة كأنه قالوجدنا الصاحلني هلم جزاء وجنات وعينا : " الكاليب " ومن ذلك قول عبد العزيز

. سلسيال ألن الوجدان مشتمل يف املعىن على اجلزاء فحمل اآلخر على املعىن . زاء كما نصب السباع جلازولو نصب اجل

أسقى اإلله عدوات الوادي وجوفه كل ملث غادي كل أجش حالك : وقالسقاها كل أجش كما محل ضارع خلصومة على ليبك يزيد ألنه : السواد كأنه قال

. فيه معىن سقاها كل أجشنت تزجيه ينتهي خريا له وال أأنتهي خريا يل ألنك إذا هنيت فأ : وال جيوز أن تقول

إال أمر وإذا أخربت أو استفهمت فأنت لست تريد شيئا من ذلك إمنا تعلم خربا أو تسرتشد خمربا وليس مبنزلة وافقته على دمه ومصرعه السباعا ألن السباع داخل

واخلري والشر ال يكون " وافقت السباع على مصرعه : يف معىن وافقته كأنه قالقد : انتهيت خريا كما تقول : ال تستطيع أن تقولحمموال على ينتهي وشبهه

. " أصبت خريا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

173

من هذا املتمين : أال رجل إما زيد وإما عمرو كأنه قيل له : وقد جيوز أن تقول . زيد أو عمرو : فقالوكذلك زين لكثري من املشركني قتل أوالدهم " : ليبك يزيد قراءة بعضهم : ومثل

. ما رفع عليه ضارع " مثل " فع الشركاء على ر " شركاؤهم هذا باب ما ينتصب على إضمار الفعل املرتوك إظهاره يف غري األمر والنهي

. أخذته بدرهم فصاعدا وأخذته بدرهم فزائدا : وذلك قولك : حذفوا الفعل لكثرة استعماهلم إياه وألهنم أمنوا أن يكون على الباء لو قلت

أخذته : اعد كان قبيحا ألنه صفة وال تكون يف موضع االسم كأنه قالأخذته بص . بدرهم فزاد الثمن صاعدا أو فذهب صاعدا

وصاعد ألنك ال تريد أن خترب أن الدرهم مع صاعد مثن : وال جيوز أن تقولبدرهم وزيادة ولكنك أخربت بأدن الثمن فجلته أوال مث قروت : لشيء كقولك

. شيء ألمثان شت شيئا بعد . فالواو مل ترد فيها هذا املعىن ومل تلزم الواو الشيئني أن يكون أحدمها بعد اآلخر

مررت بزيد وعمرو مل يكن يف هذا دليل أنك مررت : أال ترى أنك إذا قلت . بعمرو بعد زيد

. وصاعد بدل من زاد ويزيد . ء أكثر يف كالمهممث صاعدا إال أن الفا : ومث مبنزلة الفاء تقول

يا عبد اهلل : ومما ينتصب يف غري األمر والنهي على الفعل املرتوك إظهاره قولك . والنداء كله

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

174

وأما يا زيد فله علة سرتاها يف باب النداء إن شاء اهلل تعاىل حذفوا الفعل لكثرة أريد عبد يا : استعماهلم هذا يف الكالم وصار يا بدال من اللفظ بالفعل كأنه قال

. يا فالن علم أنك تريده : اهلل فحذف أريد وصارت يا بدال منها ألنك إذا قلتومما يدلك على أنه ينتصب على الفعل وأن يا صارت بدال من اللفظ بالفعل

يا إياك أعىن ولكنهم حذفوا الفعل وصار يا وأيا : يا إياك إمنا قلت : قول العرب . وأي بدال من اللفظ بالفعل

. يا أنت : وزعم اخلليل رمحه اهلل أنه مسع بعض العرب يقول . فزعم أهنم جعلوه موضع املفرد

. إياك : يا فكان مبنزلة يا زيد مث تقول : وإن شئت قلت . أي إياك أعين

. هذا قول اخلليل رمحه اهلل يف الوجهنيمن أنت تذكر : قولهمن أنت زيدا فزعم يونس أنه على : ومن ذلك قول العرب

زيدا ولكنه كثر يف كالمهم واستعمل واستغنوا عن إظهاره فإنه قد علم أن زيدا وال مبنيا على مبتدأ فال بد من أن يكون على الفعل " وال مبتدأ " ليس خربا . من أنت معرفا ذا االسم ومل حيمل زيدا على من وال أنت : كأنه قال

فمن أنت ذاكرا : أنا زيد قال : يدا إال جوابا كأنه ملا قالوال يكون من أنت ز . زيدا

. من أنت كالمك أو ذكرك زيد : وبعضهم يرفع وذلك قليل كأنه قالوإمنا قل الرفع ألن إعماهلم الفعل أحسن من أن يكون خربا ملصدر ليس له

يسألون الرجل عن ولكنه جيوز على سعة الكالم وصار كاملثل اجلاري حت إهنم ل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

175

أنا زيد أي أنت : من أنت زيدا كأنه يكلم الذي قال : غريه فيقولون للمسؤول " : من أنت زيدا كما تقول للرجل : أنا زيد فقيل له : عندي مبنزلة الذي قال

. " أطري إنك ناعلة وامجعي . أي أنت عندي مبنزلة اليت يقال هلا هذا

من أنت : كر رجال فقال لرجل ساكت مل يذكر ذلك الرجلمسعنا رجال منهم يذ . فالنا

أما أنت منطلقا انطلقت معك وأما زيد ذاهبا ذهبت : ومن ذلك قول العرب . معه

أبا خراشة أما أنت ذا نفر فإن قومي مل : وقال الشاعر وهو عباس بن مرداسوهي ما التوكيد ولزمت " ا م " ضمت إليها " أن " تأكلهم الضبع فإمنا هي

كراهية أن جيحفوا هبا لتكون عوضا من ذهاب الفعل كما كانت اهلاء واأللف . عوضا يف الزنادقة واليماين من الياء

. قوهلم إما ال فألزموها ما عوضا " ما " ومثل أن يف لزوم ما شبهوها مبا يلزم من آثرا ما فيلزمون : وهذا أحرى أن يلزموا فيه إذ كانوا يقولون

النونات يف ألفعلن والالم يف إن كان ليفعل وإن كان ليس مثله وإمنا هو شاذ كنحو ما شبه مبا ليس مثله فلما كان قبيحا عندهم أن يذكروا االسم بعد أن

ويبتدئوه بعدها كقبح كي عبد اهلل يقول ذاك محلوه على الفعل حت صار كأهنم ألهنا يف معىن إذ يف هذا املوضع وإذ " معك " فأنا أنطلق إذ صرت منطلقا : قالوا

. يف معناها أيضا يف هذا املوضع إال أن إذ ال حيذف معها الفعل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

176

ال يذكر بعدها الفعل املضمر ألنه من املضمر املرتوك إظهاره حت صار " أما " و . ساقطا مبنزلة تركهم ذلك يف النداء ويف من أنت زيدا

إن كنت منطلقا : إما كنت منطلقا انطلقت إمنا تريد : إن أظهرت الفعل قلتفانطلقت فحذف الفعل ال جيوز ههنا كما مل جيز مث إظهاره ألن أما كثرت يف

. كالمهم واستعملت حت صارت كاملثل املستعملوليس كل حرف هكذا كما أنه ليس كل حرف مبنزلة مل أبل ومل يك ولكنهم

. ذا لكثرته ولالستخفاف فكذلك حذفوا الفعل من أماحذفوا هافعل هذا إن كنت ال تفعل غريه ولكنهم : إما ال فكأنه يقول : ومثل ذلك قوهلم

. لكثرة استعماهلم إياه وتصرفهم حت استغنوا عنه هبذا " ذا " حذفوا . مرحبا وأهال وإن تأتين فأهل الليل والنهار : ومن ذلك قوهلم

: وزعم اخلليل رمحه اهلل حني مثله أنه مبنزلة رجل رأيته قد سدد سهمه فقلت . القرطاس أي أصبت القرطاس أي أنت عندي ممن سيصيبه

. القرطاس أي قد استحق وقوعه بالقرطاس : وإن أثبت سهمه قلتأدركت مرحبا وأهال أي : فإمنا رأيت رجال قاصدا إىل مكان أو طالبا أمرا فقلت

ذلك وأصبت فحذفوا الفعل لكثرة استعماهلم إياه وكأنه صار بدال من رحبت . بالدك وأهلت كما كان احلذر بدال من احذر

. وبك وأهال وسهال وبك أهال : ويقول الراد . وبك وأهال فكأنه قد لفظ مبرحبا بك وأهال : فإذا قال . ك األهل إذا كان عندك الرحب والسعةول : وبك أهال فهو يقول : وإذا قال

. أنت عندي ممن يقال له هذا لو جئتين : فإذا رددت فإمنا تقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

177

. لك بعد سقيا : مرحبا كما قلت : وإمنا جئت ببك لنبني من تعين بعد ما قلت . ومنهم من يرفع فيجعل ما يضمره هو ما أظهر

أهل ومرحب : قوله مللتمس املعروفوبالسهب ميمون القبة : وقال طفيل الغنوي . أي هذا أهل ومرحب

فاعرف فيما ذكرت لك أن الفعل جيري يف األمساء على ثالثة : وقال أبو األسودفعل مظهر ال حيسن إضماره وفعل مضمر مستعمل إظهاره وفعل مضمر : جمار

. مرتوك إظهارهرجل مل يكن يف ذكر فأما الفعل الذي ال حيسن إضماره فإنه أن تنتهي إىل

. زيدا : ضرب ومل خيطر بباله فتقول . قد ضربت زيدا : اضرب زيدا وتقول له : فال بد له من أن تقول له

. أو يكون موضعا يقبح أن يعرى من الفعل حنو أن وقد وما أشبه ذلككر زيدا لرجل يف ذ : وأما املوضع الذي يضمر فيه وإظهاره مستعمل فنحو قولك

. اضرب زيدا : ضرب تريدوأما املوضع الذي ال يستعمل فيه الفعل املرتوك إظهاره فمن الباب الذي ذكر

. فيه إياك إىل الباب الذي آخره ذكر مرحبا وأهال . وسرتى ذلك فيما يستقبل إن شاء اهلل

باب ما يظهر فيه الفعل وينتصب فيه االسم ألنه مفعول معه ومفعول به كما . امرأ ونفسه : نتصب نفسه يف قولكا

ما : ما صنعت وأباك ولو تركت الناقة وفصيلها لرضعها إمنا أردت : وذلك قولك . صنعت مع أبيك ولو تركت الناقة مع فصيلها

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

178

فالفصيل مفعول معه واألب كذلك والواو مل تغري املعىن ولكنها تعمل يف االسم أي ما زلت بزيد حت فعل فهو " حت فعل " ما زلت وزيدا : ما ومثل ذلك

. مفعول به . وما زلت أسري والنيل أي مع النيل واستوى املاء واخلشبة أي باخلشبة

. وجاء الربد والطيالسة أي مع الطيالسةوكان وإياها : فكونوا أنتم وبين أبيكم مكان الكليتني من الطحال وقال : وقال

ا القاه حت تقددا ويدلك على أن االسم ليس على كحران مل يفق عن املاء إذأنت ألنه : اقعد وأخوك كان قبيحا حت تقول : الفعل يف صنعت أنك لو قلت

. قبيح أن تعطف على املرفوع املضمرما صنعت أنت ولو تركت هي فأنت باخليار إن شئت محلت اآلخر : فإذا قلت

. لى املعىن األولعلى ما محلت عليه األول وإن شئت محلته عباب معىن الواو فيه كمعناها يف الباب األول إال أهنا تعطف االسم هنا على ما

. ال يكون ما بعده إال رفعا على كل حالأنت وشأنك وكل رجل وضيعته وما أنت وعبد اهلل وكيف أنت : وذلك قولك

: مجيلوقصعة من يا زبرقان أخا بين خلف ما أنت ويب أبيك والفخر وقال وكنت هناك أنت : وأنت امرؤ من أهل جند وأهلنا هتام فما النجدي واملتغور وقال

كرمي قيس فما القيسي بعدك والفخار وإمنا فرق بني هذا وبني الباب األول ألنه ما صنعت أخاك وهذا حمال : اسم واألول فعل فأعمل كأنك قلت يف األول

. ولكن أردت أن أمثل لك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

179

ما صنعت مع أخيك وما زلت بعبد اهلل لكان مع أخيك وبعبد اهلل يف : ولو قلت . موضع نصب

أنت وشأنك مقرونان وكل امرئ : أنت وشأنك كنت كأنك قلت : ولو قلتوضيعته مقرونان ألن الواو يف معىن مع عنا يعمل فيما بعدها ما عمل فيما قبلها

. من االبتداء واملبتدأ . أنت أعلم مع مالك : لك فإمنا أردتأنت أعلم وما : ومثله

. وأنت أعلم وعبد اهلل أي أنت علم مع عبد اهلل . أنت وعبد اهلل أعلم من غريكما : وإن شئت كان على الوجه اآلخر كأنك قلت

أنت أعلم وعبد اهلل يف الوجه اآلخر فإهنا أيضا تعمل فيما بعدها : فإن قلت . " صنعت " ت وأخاك االبتداء كما أعملت يف ما صنع

ما أنت وعبد اهلل : فعلى أي الوجهني وجهته صار على املبتدأ ألن الواو وكذلكما أنت وما عبد اهلل وأنت تريد أن حتقر أمره : وكيف أنت وعبد اهلل كأنك قلت

. أو ترفع أمرهإمنا كيف أنت وعبد اهلل وأنت تريد أن تسأل عن شأهنما ألنك : " كذلك " و

: تعطف بالواو إذا أردت معىن مع على كيف وكيف مبنزلة االبتداء كأنك قلتوكيف عبد اهلل فعملت كما عمل االبتداء ألهنا ليست بفعل وألن ما بعدها ال

. يكون إال رفعا تكلفين سويق : " وهو زياد األعجم ويقال غريه " يدلك على ذلك قول الشاعر

وما ذاك السويق أال ترى أنه يريد معىن مع واالسم يعمل فيه الكرم جرم وما جرم . ما

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

181

. إنك مع خري : إنك ما وخريا تريد : ومثل ذلك قول العربفمن يك سائال عين فإين وجروة ال ترود وال تعار : وقال وهو أليب عنرتة العبسي

ها هنا مبنزلة فهذا كله ينتصب انتصاب إين وزيدا منطلقان ومعناهن مع ألن إين . االبتداء ليست بفعل وال اسم مبنزلة الفعل

وكيف أنت وزيد وأنت وشأنك مثاهلما واحد ألن االبتداء وكيف وما وأنت " املبتدأ كما حيمل على " يعملن فيما كان معناه مع بالرفع فيحسن وحيمل على

. االبتداءما صنعت وما زيد مل : لتما أنت وما زيد فيحسن ولو ق : أال ترى أنك تقول

حيسن ومل يستقم إذا أردت معىن ما صنعت وزيدا ومل يكن لتعمل ما أنت وكيف . أنت عمل صنعت وليستا بفعل ومل نرهم أعملوا شيئا من هذا كذا

. ما صنعت زيدا مثل ضربت زيدا ورأيت : فإذا نصبت فكأنك قلت . فتجريه جمرى الفعل ومل نر شيئا من هذا ليس بفعل فعل به هذا

. كيف أنت وزيدا وما أنت وزيدا : وزعموا أن ناسا يقولونوهو قليل يف كالم العرب ومل حيملوا الكالم على ما وال كيف ولكنهم محلوه على الفعل على شيء لو ظهر حت يلفظوا به مل ينقض ما أرادوا من املعىن حني محلوا

كيف تكون وقصعة من ثريد وما كنت وزيدا : الكالم على ما وكيف كأنه قال . ألن كنت وتكون يقعان ها هنا كثريا وال ينقضان ما تريد من معىن احلديث

وإن كان مل يلفظ هبا لوقوعها ههنا " فمضى صدر الكالم وكأنه قد تكلم هبا . " كثريا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

181

بط ألهنم فما أنا والسري يف متلف يربح بالذكر الضا : ومن مث أنشد بعضهم . هنا كثريا وال ينقض هذا املعىن " ما كنت " : يقولون

كما أن كيف " ما كنت " جمرى " ما أنت " معىن يكون فجرى " كيف " ويف . على معىن يكون

أنت وشأنك فإمنا أجرى كالمه على ما هو فيه اآلن ال يريد كان وال : وإذا قال . يكون

على هذا ودعاه إليه شيء قد كان بلغه فإمنا ابتدأ ومحله على ما وإن كان محله . هو فيه اآلن وجرى على ما يبىن على املبتدأ

ولذلك مل يستعملوا ههنا الفعل من كان ويكون ملا أرادوا من اإلجراء على ما . ذكرت لك

: " هذا البيت نصبا " وزعم أبو اخلطاب أنه مسع بعض العرب املوثوق هبم ينشد أتوعدين بقومك يا ابن حجل أشابات خيالون العبادا مبا مجت من حضن وعمرو

أزمان : وما حضن وعمرو واجليادا وزعموا أنالراعي كان ينشد هذا البيت نصبا أزمان كان قومي : قومي واجلماعة كالذي منع الرحالة أن متيل مميال كأنه قال

. واجلماعة فحملوه على كانقع يف هذا املوضع كثريا وال تنقض ما أرادوا من املعىن حني حيملون الكالم أهنا ت

أزمان كانوا قومي واجلماعة : أزمان قومي كان معناه : على ما يرفع فكأنه إذا قال . كالذي وما كان حضن وعمرو واجليادا

قومي أزمان قومي أزمان كان : أزمان كن قومي لكان معناه إذا قال : ولو مل يقل . ألنه أمر قد مضى

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

182

وأما أنت وشأنك وكل امرئ وضيعته وأنت أعلم وربك وأشبه ذلك فكله رفع ال يكون فيه النصب ألنك إمنا تريد أن خترب باحلال اليت فيها احملدث عنه يف حال

أنت اآلن وأما االستفهام فإهنم أجازوا فيه النصب ألهنم : حديثك فقلتما كنت وكيف تكون إذا أرادوا : ملوضع كثريا يقولونيستعملون الفعل يف ذلك ا

أزمان قومي واجلماعة ألنه موضع يدخل فيه الفعل كثريا : معىن مع ومن مث قالوا . أزمان كان وحني كان : يقولون

بداء يل أن لست مدرك ما مضى وال سابق : وهذا مشبه بقول صرمة األنصاري . لكالم على شيء يقع هنا كثريا شيئا إذا كان جائيا فجعلوا ا

مشائيم ليسوا مصلحني عشرية وال ناعب إال ببني : " قول األخوص " ومثله . غراهبا فحملوه على ليسوا مبصلحني ولست مبدرك

فلم أر مثلها خباسة واحد وهننهت نفسي بعد ما : ومثله لعامر بن جوين الطائي . اء قد يستعملون أن ههنا مضطرين كثريا كدت أفعله فحملوه على أن ألن الشعر

مالك وزيدا وما شأنك : باب منه يضمرون فيه الفعل لقبح الكالم وذلك قولك . وعمرا

. ما شأنك وشأن عمرو : فإمنا حد الكالم ههنافإن محلت الكالم على الكاف املضمرة فهو قبيح وإن محلته على الشأن مل جيز

. بعبد اهلل إمنا يلتبس به الرجل املضمر يف الشأنألن الشأن ليس يلتبس ما شأنك وزيدا أي ما شأنك : فلما كان ذلك قبيحا محلوه على الفعل فقالوا

. وتناولك زيدا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

183

فما لك والتلدد حول جند وقد غصت هتامة بالرجال : قال املسكني الدارميلعاقل ويدلك أيضا على وما لكم والفرط ال تقربوه وقد خلته أدن مرد : وقال

ما شأنك وما عبد اهلل مل يكن كحسن : قبحه إذا محل على الشأن أنك إذا قلتوإمنا " ما جرم وما ذاك السويق ألنك توهم أن الشأن هو الذي يلتبس بزيد

. " يلتبس شأن الرجل بشأن زيد . ومن أراد ذلك فهو ملغز تارك لكالم الناس الذي يسبق إىل أفئدهتم

ما شأن عبد اهلل وأخيه يشتمه فليس إال اجلر ألنه قد : فإذا أظهر االسم فقال . حسن أن حتمل الكالم على عبد اهلل ألن املظهر اجملرور حيمل عليه اجملرور

. ما شأن عبد اهلل والعرب يشتمها : ومسعنا بعد العرب يقول . شأن قيس والرب تسرقهما : ومسعنا أيضا من العرب املوثوق هبم من يقول

ما : ملا أظهروا االسم حسن عندهم أن حيملوا عليه فإذا أضمرت فكأنك قلتشأنك ومالبسة زيدا أو ومالبستك زيدا فكان أن يكون زيد على فعل وتكون

املالبسة على الشأن ألن الشأن معه مالبسة له أحسن من أن جيروا املظهر على . املضمر

. عمل عمل كيف يف الرفع " السم يف اجلر ا " فإن أظهرت . ما شأن عبد اهلل وزيدا : ما أنت وزيدا قال : ومن قال . ما كان شأن عبد اهلل وزيدا ومحله على كان ألن كان تقع ههنا : كأنه قال

ما شأن عبد اهلل وزيد : واجلر يف قولك " ما أنت وزيد : يف " والرفع أجود وأكثر ما أنت : ما شأن عبد اهلل وشأن زيد ومن نصب يف : سن وأجود كأنه قالأح

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

184

ما كان شأن : ما لزيد وأخاه كأنه قال : ما لزيد وأخاه كأنه قال : وزيدا أيضا قال . زيد وأخاه ألنه يقع يف هذا املعىن ههنا فكأنه قد كان تكلم به

كفاك وقبح أن حيملوه على املضمر حسبك وزيدا ملا كان فيه معىن : ومن مث قالوا . حسبك وحيسب أخاك درهم : نووا الفعل كأنه قال

. " وقدك وقطك " كفيك : وكذلكوأما ويال له وأخاه وويله وأباه فانتصب على معىن الفعل الذي نصبه كأنك

ك ألزمه اهلل ويله وأباه فانتصب على معىن الفعل الذي نصبه فلما كان كذل : قلت . محله على املعىن -وإن كان ال يظهر -

ويل له وأباه نصبت ألن فيه ذلك املعىن كما أن حسبك يرتفع : وإن قلت . باالبتداء وفيه معىن كفاك

ولقيت : وهو حنو مررت به وأباه وإن كان أقوى ألنك ذكرت الفعل كأنك قلت . أباه

ألنه مل يذكر فعال وال حرفا يف معىن " أن تنصباألب " وأما هذا لك وأباك فقبيح . فعل حت يصري كأنه قد تكلم بالفعل

باب ما ينصب من املصادر على إضمار الفعل غري املستعمل وإظهاره وذلك خيبة ودفرا وجدعا وعقرا وبؤسا وأفة وتفة وبعدا : سقيا ورعيا وحنو قولك : قولك

. وسحقا . " وجوسا " با وجوعا تعسا وت : ومن ذلك قولك

تفاقد قومي إذ يبيعون مهجيت جبارية هبرا هلم بعدها هبرا أي : وحنو قول ابن ميادة . تبا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

185

. " جهدا أي جهدي ذلك : كأنه قال : وقال " وإمنا ينتصب هذا وما أشبهه إذا ذكر مذكور فدعوت له أو عليه على إضمار

. رعيا وخيبك اهلل خيبة " اهلل " اهلل سقيا ورعاك سقاك : الفعل كأنك قلت . فكل هذا وأشباهه على هذا ينتصب

وإمنا اختزل الفعل ها هنا ألهنم جعلوه بدال من اللفظ بالفعل كما جعل احلذر . بدال من احذر

. ومن خيبك اهلل " اهلل " وكذلك هذا كأنه بدل من سقاك اهلل ورعاك ه ال يظهر له فعل فهو على هذا املثال نصب كأنك جعلت هبرا بدال وما جاء من

. من هبرك اهلل فهذا متثيل وال يتكلم بهومما يدلك أيضا على أنه على الفعل نصب أنك مل تذكر شيئا من هذه املصادر لتبين عليه كالما كما يبىن على عبد اهلل إذا ابتدأته وأنك مل جتعله مبنيا على اسم

. مر يف نيتك ولكنه على دعائك له أو عليهمض . بعد سقيا فإمنا هو ليبينوا املعىن بالدعاء " لك " وأما ذكرهم

. ورمبا تركوه استغناء إذا عرف الداعي أنه قد علم من يعينمرحبا : بعد قولك " بك " : ورمبا جاء به على العلم توكيدا فهذا مبنزلة قولك

. ى واحدا فيما وصفت لكجيريان جمر أقام وأقوى ذات يوم وخيبة ألول من يلقى وشر ميسر وهذا شبيه : قال أبو زبيد

عذيرك من موىل إذا منت مل : رفعه ببيت مسعناه ممن يوثق بعربيته يرويه لقومه قالإمنا : ينم يقول اخلنا أو تعرتيك زنابره فلم حيمل الكالم على اذعرين ولكنه قال

. ك إياي من موىل هذا أمرهعذر

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

186

أهاجيتم حسان عند ذكائه فغي ألوالد احلماس طويل وفيه : ومثله قول الشاعررمحة اهلل عليه فيه معىن الدعاء : املعىن الذي يكون يف املنصوب كما أن قولك

. رمحه اهلل : كأنه قال هذا باب ما جرى من األمساء جمرى املصادر اليت يدعى هبا . تربا وجندال وما أشبه هذا : ك قولكوذل

. تربا لك : فقلت " لك " فإن أدخلت ألزمك اهلل وأطعمك اهلل : فإن تفسريا ههنا كتفسريها يف الباب األول كأنه قال

واختزل الفعل ها هنا ألهنم جعلوه بدال من " من الفعل " تربا وجندال وما أشبه . " وجندلت " تربت يداك : قولك

لقد ألب : وقد رفعه بعض العرب فجعله مبتدأ مبنيا عليه ما بعده قال الشاعرالواشون ألبا لبينهم فرتب ألفواه الوشاة وجندل وفيه ذلك املعىن الذي يف

. املنصوب كما كان ذلك يف األولتربا لفيك : لفا الداهية كأنه قا : فاها لفيك وإمنا تريد : ومن ذلك قول العرب

فصار بدال من اللفظ بالفعل وأضمر له كما أضمر للرتب واجلندل فصار بدال . دهاك اهلل : من اللفظ بقولهحتسب هواس وأقبل أنين هبا مفتد من واحد ال : " اهلجمي " وقال أبو سدرة لك فاها لفيك فإهنا قلوص امرئ قاريك ما أنت حاذره ويد : أغامره فقلت له

-وداهية من دواهي املنو : على أنه يريد به الداهية قوله وهو عامر ابن األحوص . ن ترهبها الناس ال فاهلا فجعل للداهية فما حدثنا بذلك من يوثق به

وهذا باب من الصفات

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

187

. " ثبت لك هنيئا مريئا وهنأه ذلك هنيئا : كأنك قلت " هنيئا مريا : وذلك قولك : هنيئا مريئا كأنك قلت : خريا أصابه رجل فقلت " لك " منا نصبته ألنه ذكر وإ

ثبت ذلك له هنيئا مريئا أو هنأه ذلك هنيئا فاختزل الفعل ألنه صار بدال من . هنأك : اللفظ بقولك

إىل : ويدلك على أنه على إضمار هنأك ذلك هنيئا قول الشاعر وهو األخطلهنيئا له الظفر فقد : نا فواضله أظفره اهلل فليهنئ له الظفر كأنه إذا قالإمام تغادي

هنيئا له الظفر فكل : ليهنئ له الظفر فقد قال : ليهنئ له الظفر وإذا قال : قال : واحد منهما بدل من صاحبه فلذلك اختزلوا الفعل هنا كما اختزلوه يف قوهلم

. احلذرهنأه ذلك حني : ا الفعل والظفر مبنزلة االسم يف قولهفالظفر واهلنئ عمل فيهم

. مثلهنيئا ألرباب البيوت بيوهتم وللعزب املسكني ما يتلمس : وكذلك قول الشاعر

ويلك : باب ما جرى من املصادر املضافة جمرى املصادر املفردة املدعو هبا وذلك . ووحيك وويسك وويبك

. ا كما أجرت العربسقيك إمنا جترىي ذ : وال جيوز . وهبتك ألهنم مل يعدوه : وال تقول " ووزنتك " عددتك وكلتك : ومثل ذلك

. وهبت لك : ولكنويلك : وهذا حرف ال يتكلم به مفردا إال أن يكون على ويلك وهو قولك

. عولك : وعولك وال جيوز

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

188

من املصادر يف غري هذا باب ما ينتصب على إضمار الفعل املرتوك إظهاره الدعاء

محدا وشكرا ال كفرا وعجبا وأفعل ذلك وكرامة ومسرة ونعمة : من ذلك قولك . عني وحبا ونعام عني وال أفعل ذاك وال كيدا وال مها وألفعلن ذاك ورغما وهوانا

أمحد اهلل محدا وأشك اهلل : فإمنا ينتصب هذا على إضمار الفعل كأنك قلتأعجب عجبا وأكرمك كرامة وأسرك مسرة وال أكاد كيدا وال : وكأنك قلت شكرا

أهم مها وأرغمك وإمنا اختزل الفعل ههنا ألهنم جعلوا هذا بدال من اللفظ بالفعل . كما فعلوا ذلك يف باب الدعاء

عجبا منه يف موضع أعجب منه : محدا يف موضع أمحد اهلل وقولك : كأن قولك . وال كيدا يف موضع وال أكاد وال أهم : وقوله

. وقد جاء بعض هذا رفعا يبتدأ مث يبىن عليه " وزعم يونس أن رؤبة ابن العجاج كان ينشد هذا البيت رفعا وهو لبعض مذحج

عجب لتلك قضية وإقاميت فيكم على تلك القضية : " وهو هين ابن أمحر الكناين محد اهلل : كيف أصبحت فيقول : وق به يقال لهأعجب ومسعنا بعض العرب املوث

وشأين " أمري : وثناء عليه كأنه حيمله على مضمر يف نيته هو املظهر كأنه يقول . محد اهلل وثناء عليه "

ولو نصب لكان الذي يف نفسه الفعل ومل يكن مبتدأ لبيين عليه وال ليكون مبنيا . على شيء هو ما أظهر

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

189

فقالت حنان ما أتى : ت مسعناه من بعض العرب املوثوق به يرويهوهذا مثل بيأمرنا حنان : بك ههنا أذو نسب أم أنت باحلي عارف مل ترد حن ولكنها قالت

. أو ما يصيبنا حنان . ويف هذا املعىن كله معىن النصب

ربكم قالوا معذرة إىل " : ومثله يف أنه على االبتداء وليس على فعل قوله عز وجل " .

مل " : مل يريدوا أن يعتذروا اعتذارا مستأنفا من أمر ليموا عليه ولكنهم قيل هلم . موعظتنا معذرة إىل ربكم : قالوا " قوما " تعظون

. معذرة إىل اهلل وإليك من كذا وكذا يريد اعتذارا لنصب : ولو قال رجل لرجل مجلى طول السرى صرب مجيل فكالنا مبتلى يشكو إىل : ومثل ذلك قول الشاعر

. والنصب أكثر وأجود ألنه يأمره . األمر صرب مجيل : كأنه يقول " فصرب مجيل واهلل املستعان " ومثل الرفع

والذي يرفع عليه حنان وصرب وما أشبه ذلك ال يستعمل إظهاره وترك إظهاره . كرتك إظهار ما ينصب فيه

من أنت زيد أي من أنت كالمك زيد فرتكوا إظهار : عربومثله قول بعض الالرافع كرتك إظهار الناصب وألن فيه ذلك املعىن وكان بدال من اللفظ بالفعل

. وسرتى مثله إن شاء اهلل هذا باب أيضا من املصادر ينتصب

ولكنها مصادر وضعت موضعا واحدا ال تتصرف يف الكالم تصرف ما ذكرنا من . دراملصا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

191

. وتصرفها أهنا تقع يف موضع اجلر والرفع وتدخلها األلف والالموقعدك اهلل " سبحان اهلل ومعاذ اهلل ورحيانه وعمرك اهلل إال فعلت : وذلك قولك

: ورحيانه قال : تسبيحا وحيث قال : سبحان اهلل قال : كأنه حيث قال " إال فعلت . لرزقواسرتزاقا ألن معىن الرحيان ا

فنصب هذا على أسبح اهلل تسبيحا واسرتزق اهلل اسرتزاقا فهذا مبنزلة سبحان اهلل . سبحك واسرتزقك : ورحيانه وخزل الفعل ههنا ألنه بدل من اللفظ بقوله

. عياذا باهلل : معاذ اهلل قال : وكأنه حيث قالالفعل ههنا كما مل يظهر وعياذا انتصب على أعوذ باهلل عياذا ولكنهم مل يظهروا

. يف الذي قبله . عمرك اهلل وقعدك اهلل : وكأنه حيث قال

عمرتك اهلل مبنزلة نشدتك اهلل فصارت عمرك اهلل منصوبة بعمرتك اهلل : قالعمرتك عمرا ونشدتك نشدا ولكنهم خزلوا الفعل ألهنم جعلوه : كأنك قلت

. بدال من اللفظ بهرتك اهلل إذا ما ذكرت لنا هل كنت جارتنا أيام ذي سلم فقعدك عم : قال الشاعر

. اهلل جيري هذا اجملرى وإن مل يكن له فعلعمرك اهلل وقعدك اهلل مبنزلة نشدك اهلل وإن مل يتكلم بنشدك اهلل : وكأن قوله

. ولكن زعم اخلليل رمحه اهلل أن هذا متثيل ميثل به اجلليل فإنين ألوي عليك لو أن لبك يهتدي عمرتك اهلل : قال الشاعر ابن أمحر

. واملصدر النشدان والنشدة . وإمنا ذكر ليبني لك وجه نصبه وما أشبهه " سبحان " وهذا ذكر معىن

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

191

أبرئ " : براءة اهلل من السوء كأنه يقول : زعم أبو اخلطاب أن سبحان اهلل كقولك . براءة اهلل من السوء "

أقول ملا جاءين فخره سبحان من : قول الشاعر وهو األعشى وزعم أن مثله . علقمة الفاخر أي براءة منه

وأما ترك التنوين يف سبحان فإمنا ترك صرفه ألنه صار عندهم معرفة وانتصابه . كانتصاب احلمد هلل

: سالما تريد تسلما منك كما قلت : وزعم أبو اخلطاب أن مثله قولك للرجل . ال ألتبس بشيء من أمرك : ك تريدبراءة من

. سالما " له " إذا لقيت فالنا فقل : وزعم أن أبا ربيعة كان يقول . فزعم أنه سأله ففسره له مبعىن براءة منك

مبنزلة ذلك ألن " وإذا خاطبهم اجلاهلون قالوا سالما " : وزعم أن هذه اآليةسلمون يومئذ أن يسلموا على املشركني ولكنه اآلية فيما زعم مكية ومل يؤمر امل

. وتسلما ال خري بيننا وبينكم وال شر " براءة منكم " : على قولكسالمك ربنا يف كل فجر بريئا ما : وزعم أن قول الشاعر وهو أمية بن أيب الصلت

. براءتك ربنا من كل سوء : تغنثك الذموم على قوله . محدا وشكرا إال أن هذا يتصرف وذاك ال يتصرففكل هذا ينتصب انتصاب

ألن بعض " غفران " ونظري سبحان اهلل يف البناء من املصادر واجملرى ال يف املعىن . غفرانك ال كفرانك يريد استغفارا ال كفرا : العرب يقول

ريدبه الرباءة ويقولون حجرا حمجورا أي حراما حمرما ي " : ومثل هذا قوله جل ثناؤه . أحرم ذلك حراما حمرما : من األمر ويبعد عن نفسه أمرا فكأنه قال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

192

حجرا أي سرتا وبراءة : أتفعل كذا وكذا فيقول : ومثل ذلك أن يقول الرجل للرجل . من هذا

فهذا ينتصب على إضمار الفعل ومل يرد أن جيعله مبتدأ خربه بعده وال مبنيا على . اسم مضمر

. واعلم أن من العرب من يرفع سالما إذا أراد معىن املبارأة كما رفعوا حنانإال سالم بسالم " يف شيء " ال تكونن مين : " لرجل " مسعنا بعض العرب يقول

. أي أمري وأمرك املبارأة واملتاركةألنه مبنزلة وتركوا لفظ ما يرفع كما تركوا فيه لفظ ما ينصب ألن فيه ذلك املعىن و

. لفظك بالفعل : وقد جاء سبحان منونا مفردا يف الشعر قال الشاعر وهو أمية ابن أيب الصلت

حجرا : سبحانه مث سبحانا يعود له وقبلنا سبح اجلودي واجلمد شبهه بقوهلم . وسالما

وأما سبوحا قدوسا رب املالئكة والروح فليس مبنزلة سبحان اهلل ألن السبوح . أذكر سبوحا قدوسا : والقدوس اسم ولكنه على قوله

سبوحا أي ذكرت سبوحا كما : وذاك أنه خطر على باله أو ذكره ذاكر فقالذكرت أهل : أهل ذاك إذا مسعت الرجل ذكر الرجل بثناء أو يذم كأنه قال : تقول

أذكر : قولهصار عنده مبنزلة " يف منطقه " ذاك ألنه حيث جرى ذكر الرجل . فالنا أو ذكرت فالنا

: صادقا صار اإلنشاد عنده مبنزلة قال مث قال : كما أنه حيث أنشد مث قال . صادقا وأهل ذاك فحمله على الفعل متابعا للقائل والذاكر

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

193

مبنزلة الرجل الذاكر واملنشد حيث " صارت " سبوحا قدوسا كأن نفسه : فكذلكسبوحا قدوسا أي ذكرت سبوحا متابعا هلا فيما : ه الذكر مث قالخطر على بال

. ذكرت وخطر على باهلاوخزلوا الفعل ألن هذا الكالم صار عندهم بدال من سبحت كما كان مرحبا

. بدال من رحبت بالدك وأهلت : كما قال " رب املالئكة والروح " سبوح قدوس : ومن العرب من يرفع فيقول

. أهل ذاك وصادق واهلل . وكل هذا على ما مسعنا العرب تتكلم به رفعا ونصبا

أجري جمرى " وخري ما رد يف أهل ومال " خري ما رد يف أهل ومال : ومثل ذلك . خري مقدم وخري مقدم

ومما ينتصب فيه املصدر على إضمار الفعل املرتوك إظهاره ولكنه يف معىن ألزمك اهلل وأدام لك كرما وألزمت صلفا : كرما وصلفا كأنه قال : التعجب قولك

أكرم : ولكنهم خزلوا الفعل ههنا كما خزلوه يف األول ألنه صار بدال من قولك . به وأصلف به كما انتصب مرحبا

بعد مرحبا لتبني من تعين فصار بدال يف اللفظ " بك " كما قلت " لك " وقلت . بالدك " ت من رحب

كرما وطول أنف أي أكرم بك وأطول : ومسعت أعرابيا وهو أبو مرهب يقول . " بأنفك

باب خيتار فيه أن تكون املصادر مبتدأة مبنيا عليها ما بعدها وما أشبه املصادر من األمساء والصفات وإمنا استحبوا الرفع فيه ألنه صار معرفة وهو خرب فقوي يف

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

194

نزلة عبد اهلل والرجل الذي تعلم ألن االبتداء إمنا هو خرب وأحسنه إذا االبتداء مب . اجتمع نكرة ومعرفة أن يبتدئ باألعرف وهو أصل الكالم

راكب من بين فالن : رجل ذاهب مل حيسن حت تعرفه بشيء فتقول : ولو قلت . سائر

. ء للمعرفةحد منها كذا وحد منها كذا فأصل االبتدا : وتبيع الدار فتقولفلما أدخلت فيه األلف والالم وكان خربا حسن االبتداء وضعف االبتداء بالنكرة

. إال أن يكون فيه معىن املنصوبوليس كل حرف يصنع به ذاك كما أنه ليس كل حرف يدخل فيه األلف والالم

. من هذا الباب . السقي لك والرعي لك مل جيز : لو قلت

: وإن ابتدأته ففيه معىن املنصوب وهو بدل من اللفظ بقولكواعلم أن احلمد هلل . أمحد اهللشيء ما جاء بك فإنه حيسن وإن مل يكن على فعل مضمر ألن فيه : وأما قوله

. معىن ما جاء بك إال شيء . " شر أهر ذا ناب " : ومثله مثل للعرب

ما فيه معىن املنصوب وليس وقد ابتدئ يف الكالم على غري ذا املعىن وعلى غري . " أمت يف احلجر ال فيك " : باألصل قالوا يف مثل

احلمد هلل فينصبها عامة : ومن العرب من ينصب باأللف والالم من ذلك قولك . الرتاب لك والعجب لك : بين متيم وناس ومسعنا العرب املوثوق هبم يقولون

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

195

محدا وعجبا مث جئت : ة كأنك قلتفتفسري نصب هذا كتفسريه حيث كان نكر . بلك لتبني من تعين ومل جتعله مبنيا عليه فتبتدئه

هذا باب من النكرةسالم عليك : جيري جمرى ما فيه األلف والالم من املصادر واألمساء وذلك قولك

ولبيك وخري بني يديك وويل لك وويح لك وويس لك وويلة لك وعولة لك . " لعنة اهلل على الظاملني " وخري له وشر له و

فهذه احلروف كلها مبتدأ مبين عليها ما بعدها واملعىن فيهن أنك ابتدأ شيئا قد ثبت عندك ولست يف حال حديثك تعمل يف إثباهتا وتزجيتها وفيها ذلك املعىن

. كما أن حسبك فيها معىن النهي وكما أن رمحه اهلل عليه فيه معىن رمحة اهللملعىن فيها ومل جتعل مبنزلة احلروف اليت إذا ذكرته كنت يف حال ذكرك إياها فهذا ا

تعمل يف إثباهتا وتزجيتها كما أهنم مل جيعلوا سقيا ورعيا مبنزلة هذه احلروف فإمنا جتريها كما أجرت العرب وتضعها يف املواضع اليت وضعن فيها وال تدخلن فيها ما

. مل يدخلوا من احلروفطعاما لك وشرابا لك وماال لك تريد معىن سقيا أو معىن : أنك لو قلت أال أترى

املرفوع الذي فيه معىن الدعاء مل جيز ألنه مل يستعمل هذا الكالم كما استعمل ما . قبله

فهذا يدلك ويبصرك أنه ينبغي لك أن جتري هذا احلروف كما أجرت العرب وأن . " هبا " تعين ما عنوا

جيز أن يكون كل حرف مبنزلة املنصوب الذي أنت يف حال ذكرك إياه فكما مل . تعمل يف إثباته وتزجيته ومل جيز لك أن جتعل املنصوب مبنزلة املرفوع

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

196

. إال أن العرب رمبا أجرت احلروف على الوجهني . يدلك على رفعها رفع حسن مآب " طوىب هلم وحسن مآب " : ومثل الرفعفإنه ال " ويل للمطففني " و " ويل يومئذ للمكذبني " : عاىل جدهوأما قوله ت

قبيح ولكن " به " ينبغي أن تقول إنه دعاء ههنا ألن الكالم بذلك قبيح واللفظ العباد إمنا كلموا بكالمهم وجاء القرآن على لغتهم وعلى ما يعنون فكأنه واهلل

للمكذبني أي هؤالء ممن وجب " يومئذ " ويل للمطففني وويل : أعلم قيل هلمهؤالء : هذا القول هلم ألن هذا الكالم إمنا يقال لصاحب الشر واهللكلة فقيل

. ممن دخل يف الشر واهللكة ووجب هلم هذا . " فقوال له قوال لينا لعله يتذكر أو خيشى " : " قوله تعاىل " ومثل ذلك

ما يكون ولكن اذهبا أنتما يف رجائكما وطمعكما فالعلم قد أتى من وراء . ومبلغكما من العلم وليس هلما أكثر من ذا ما مل يعلما

ويل له ويل طويل فإن شئت جعلته بدال من املبتدأ األول وإن شئت : وتقولويل لك ويال طويال جتعل الويل اآلخر غري : جعلته صفة له وإن شئت قلت

. ولكنك جتعله دائما أي ثبت لك الويل دائما مبدول وال موصوف به . فداء لك أيب وأمي ومحي لك أيب ووقاء لك أمي : ومن هذا الباب

: عول لك حت تقول : عولة لك إال أن يكون قبلها ويلة لك وال تقول : وال تقول . ويل لك ألن ذا يتبع ذا كما أن ينوءك يتبع يسوءك وال يكون ينوءك مبتدأ

. ويال له وويلة له وعولة لك وجيريها جمرى خيبة : علم أن بعض العرب يقولوا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

197

كسا اللؤم تيما خضرة يف جولدها فويال لتيم : من ذلك قول الشاعر وهو جريركأنه ! ويال كيال : فيقول اآلخر ! يا وياله : من سرابيلها اخلضر ويقول الرجل

. ال لك ما دعوت به ويال كي : يقولنعم ويال كيال أي كذلك أمرك أو لك : يدلك على ذلك قوهلم إذا قال يا وياله

. الويل ويال كيال . ويل له ويال كيال : وهذا مشبه بقوله

. جدعا وعقرا : يا ويال كيال وإن شاء جعله على قوله : ورمبا قالواويح له وتب وتبا : لك قولكفوضعوا الكالم فيه على غري ما وضعت العرب وذ

. لك ووحيا فجعلوا التب مبنزلة الويح وجعلوا ويح مبنزلة التب فوضعوا كل واحد منهما على

. غري املوضع الذي وضعته العربوال بد لويح مع قبحها من أن حتمل على تب ألهنا إذا ابتدأت مل جيز حت يبىن

. نيها على شيء مع قبحهاعليها كالم وإذا محلتها على النصب كنت تبويح له مث أحلقتها التب فإن النصب فيه أحسن ألن تبا إذا نصبتها : فإذا قلت

وتبا لك : فهي مستغنية عن لك فإمنا قطعتها من أول الكالم كأنك قلت . فأجريتها على ما أجرهتا العرب

. فأما النحويون فيجعلوهنا مبنزلة ويحتبا له وويح : ستغىن عن لك وال تستغىن ويح عنها فإذا قلتوال تشبهها ألن تبا ت

ويح له : له فالرفع ليس فيه كالم وال خيتلف النحويون يف نصب التب إذا قلت . وتبا له

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

198

مل يعمل يف " له " فهذا يدلك على أن النصب يف تب فيما ذكرنا أحسن ألن . التب

هذا باب ما ينتصب فيه املصدر يه األلف والالم أو مل يكن فيه على إضمار الفعل املرتوك إظهاره ألنه كان ف

ما أنت إال سريا وإال سريا سريا وما أنت إال : يصري يف اإلخبار وذلك قولك . " سري الربيد " الضرب الضرب وما أنت إال قتال قتال وما أنت إال سري الربيد

فعل فعال وما أنت إال تفعل الفعل ولكنهم ما أنت إال ت : فكأنه قال يف هذا كله . حذفوا الفعل ملا ذكرت لك

وصار يف االستفهام واخلرب مبنزلته يف األمر والنهي ألن الفعل يقع ههنا كما يقع فيهما وإن كان األمر والنهي أقوى ألهنما ال يكونان بغري فعل فلم ميتنع املصدر

واخلرب كما " نا مع املصدر يف االستفهام ألن العمل يقع هه " أن ينتصب " ههنا : يقع يف األمر والنهي واآلخر غري األول كما كان ذلك يف األمر والنهي إذا قلت

. " ضربا فالضرب غري املأمور زيد سريا سريا وإن زيدا سريا سريا وكذلك يف ليت ولعل ولكن وكأن وما : وتقول

وكان عبد اهلل الدهر سريا " أنت الدهر سريا سريا : وكذلك إن قلت " أشبه ذلك . سريا وأنت مذ اليوم سريا سريا

واعلم أن السري إذا كنت خترب عنه يف هذا الباب فإمنا خترب بسري متصل بعض . ببعض يف أي األحوال كان

. إمنا أنت سري فإمنا جعلته خربا ألنت ومل تضمر فعال : وأما قولك . لك وجهه إن شاء اهللوسنبني

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

199

ما أنت إال شرب اإلبل وما أنت إال ضرب الناس وما أنت إال : ومن ذلك قولك . ضربا الناس

وأما شرب اإلبل فال ينون ألنك مل تشبهه بشرب اإلبل وأن الشرب ليس بفعل . يقع منك على اإلبل

إمنا " بعد وإما فداء فإما منا " : ونظري ما انتصب قول اهلل عز وجل يف كتابهفإما متنون منا وإما تفادون فداء ولكنهم حذفوا الفعل ملا ذكرت : انتصب على

. لكأمل تعلم مسرحي القوايف فال عيا هبن وال : جرير " الشاعر وهو " ومثله قول

ا فعيا هبن واجتالبا أي فأنا أعيا هبن وأجتلبهن اجتالب : اجتالبا كأنه نفى قوله . " فال " : ولكنه نفى هذا حني قال

. أمل تعلم يا فالن مسريي فإتعابا وطردا : ومثله قولكفإمنا ذكر مسرحه وذكر مسريه ومها عمالن فجعل املسري إتعابا وجعل املسرح ال

. عي فيه وجعله فعال متصال إذا سار وإذا سرح . ول فجاز على سعة الكالموإن شئت رفعت هذا كله فجعلت اآلخر هو األ

ترتع ما رتعت حت إذا ادكرت فإمنا هي إقبال وإدبار : من ذلك قول اخلنساءهنارك صائم وليلك : فجعلها اإلقبال واإلدبار فجاز على سعة الكالم كقولك

. قائم . لعمري وما دهري بتأبني هالك وال جزع مما أصاب فأوجعا جعل دهره اجلزع

. فال عيا هبن وال اجتالبا : على قوله والنصب جائز

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

211

وما دهري دهر جزع ولكنه جاز على سعة الكالم واستخفوا واختصوا : وإمنا أراد . كما فعل ذلك فيما مضى

أقياما يا فالن والناس قعود : وأما ما ينتصب يف االستفهام من هذا الباب فقولكجيلس وال أنه قد جلس وانقضى وأجلوسا والناس يعدون ال يريد أن خيرب أنه

. جلوسه ولكنه خيرب أنه يف تلك احلال يف جلوس ويف قيامأتطرب أي أنت يف : أطربا وأنت قنسري وإمنا أراد : وقال الراجز وهو العجاج

. حال طرب ومل يرد أن خيرب عما مضى وال عما يستقبلكأنه " ا يف بيت سلولية أغدة كغدة البعري وموت " : ومن ذلك قول بعض العرب

. أأغد غدة كغدة البعري وأموت موتا يف بيت سلولية : إمنا أراد . وهو مبنزلة أطربا وتفسريه كتفسريه

أتلؤم لؤما : أعبدا حل يف شعيب غريبا ألؤما ال أبا لك واغرتابا يقول : وقال جريروأما " م جعلوه بدال من اللفظ وأتغرتب اغرتابا وحذف الفعلني يف هذا الباب ألهن

أتفتخر : إن شئت على النداء وإن شئت على قوله : عبدا فيكون على ضربني . " عبدا مث حذف الفعل

سريا سريا عنيت نفسك أو غريك وذلك : وكذلك إن أخربت ومل تستفهم تقول أو أنك رأيت رجال يف حال سري أو كنت يف حال سري أو ذكر رجل يسري

. ذكرت أنت بسري وجرى كالم حيسن بناء هذا عليه كما حسن يف االستفهام . أطربا وأسريا إذا رأيت ذلك من احلال أو ظننته فيه : ألنك إمنا تقول

وعلى هذا جيري هذا الباب إذا كان خربا أو استفهاما إذا رأيت رجال يف حال . سري أو ظننته فيه فأثبت ذلك له

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

211

. أأنت سريا : يف االستفهام إذا قلت " أنت " وكذلك ومعىن هذا الباب أنه فعل متصل يف حال ذكرك إياه استفهمت أو أخربت وأنك

. يف حال ذكرك شيئا من هذا الباب تعمل يف تثبيته لك أو لغريكمساع اهلل والعلماء : ومثل ما تنصبه يف هذا الباب وأنت تعين نفسك قول الشاعر

أعوذ حبقو خالك يا ابن عمرو وذلك أنه جعل نفسه يف حال من يسمع أين إمساعا اهلل : فصار مبنزلة من رآه يف حال سري فقال

هذا باب ما ينتصب من األمساء اليت أخذت من األفعال انتصاب الفعل أقائما وقد قعد الناس وأقاعدا وقد سار : استفهمت أو مل تستفهم وذلك قولك

. الركبقاعدا علم اهلل وقد سار الركب : وكذلك إن أردت هذا املعىن ومل تستفهم تقول

. وقائما قد علم اهلل وقد قعد الناس : وذلك أنه رأى رجال يف حال قيام أو حال قعود فأراد أن ينبهه فكأنه لفظ بقوله

االسم أتقوم قائما وأتقعد قاعدا ولكنه حذف استغناء مبا يرى من احلال وصار . بدال من اللفظ بالفعل فجرى جمرى املصدر يف هذا املوضع

عائذا باهلل من شرها كأنه رأى شيئا يتقى فصار عند نفسه يف حال : ومثل ذلكاستعاذة حت صار مبنزلة الذي رآه يف حال قيام وقعود ألنه يرى نفسه يف تلك

أعوذ باهلل عائذا باهلل ولكنه حذف الفعل : كأنه قال " باهلل " عائذا : احلال فقال . أعوذ باهلل فصار هذا جيري ها هنا جمرى عياذا باهلل : ألنه بدل من قوله

. عائذ باهلل من شر فالن : ومنهم من يقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

212

وإذا ذكرت شيئا من هذا الباب فالفعل متصل يف حال ذكرك وأنت تعمل يف كما كنت يف باب محدا وسقيا وما أشبهه تثبيته لك أو لغريك يف حال ذكرك إياه

يف اإلضمار " باهلل " إذا ذكرت شيئا منه يف حال تزجيه وإثبات وأجريت عائذا . والبدل جمرى املصدر كما كان هنيئا مبنزلة املصدر فيما ذكرت لك

وقال الشاعر وهو عبد اهلل بن احلارث السهمي من أصحاب رسول اهلل صلى اهلل أحلق عذابك بالقوم الذي طغوا وعائذا بك أن يعلوا فيطغوين فكأنه : وسلمعليه

. وعياذا بك : قال " تزحر " : أراك مجعت مسألة وحرصا وعند احلق زحارا أنانا كأنه قال : ومثله قوله

. " مث وضعه مكان هذا أي أنت عند احلق هكذا " أنينا " تئن " زحريا و هذا باب ما جرى من األمساء اليت مل تؤخذ من الفعل جمرى األمساء اليت

أخذت من الفعل . أمتيميا مرة وقيسيا أخرى : وذلك قولك

أمتيما مرة وقيسيا أخرى : وإمنا هذا أنك رأيت رجال يف حال تلون وتنقل فقلت . أحتول متيميا مرة وقيسيا أخرى : كأنك قلت

احلال تعمل يف تثبني هذا له وهو عندك يف تلك احلال يف تلوم فأنت يف هذه وتنقل وليس يسأله مسرتشدا عن أمر هو جاهل به ليفهمه إياه وخيربه عنه ولكنه

. وخبه بذلكوحدثنا بعض العرب أن رجال من بين أسد قال يوم جبلة واستقبله بعري أعور

فلم يرد أن يسرتشدهم ليخربوه ! ا نابيا بين أسد أعور وذ : فقال " منه " فتطري فاالستقبال ! أتستقبلون أعور وذا ناب : عن عوره وصحته ولكنه نبههم كأنه قال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

213

يف حال تنبيهه إياهم كان واقعا كما كان التلون والتنقل عندك ثابتني يف احلال . األول وأراد أن يثبت هلم األعور ليحذوره

السلم أعيارا جفاء وغلظة ويف احلرب أشباه اإلماء أيف : ومثل ذلك قول الشاعر . العوارك أي تنقلون وتلونون مرة كذا ومرة كذا

: أيف الوالئم أوالدا لواحدة ويف العيادة أوالدا لعالت وأما قول الشاعر : وقالعلى النداء على أنه رآه يف حال : أعبدا حل يف شعيب غريبا فيكون على وجهني

. " مرة " أمتيميا : أعبدا أي أتفخر عبدا كما قال : اجرتاء فقالافتخار و وإن أخربت يف هذا الباب على هذا احلد نصبت أيضا كما نصب يف حال اخلرب

. متيميا قد علم اهلل مرة وقيسيا أخرى : االسم الذي أخذ من الفعل وذلك قولكنك أردت أن تشتمه بذلك فصار بدال فلم ترد أن خترب القوم بأمر قد جهلوه ولك

أتتم مرة وتتقيس أخرى وأمتضون وقد استقبلكم هذا وتنقلون : من اللفظ بقولكوتلونون فصار هذا كهذا كما كان تربا وجندال بدال من اللفظ برتبت وجندلت

. لو تكلم هبماأتعريون : ولو مثلت ما نصبت عليه األعيار واألعور يف البدل من اللفظ لقلت

مرة وأتعورون إذا أوضحت معناه ألنك إمنا جتريه جمرى ما له فعل من لفظه وقد جيرى جمرى الفعل ويعمل عمله ولكنه كان أحسن أن توضحه مبا يتكلم به إذا

. كان ال يغري معىن احلديثوكذلك هذا النحو ولكنه يرتك استغناء مبا حيسن من الفعل الذي ال ينقض

. املعىن

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

214

بلى : فهو على الفعل الذي أظهر كأنه قال " بلى قادرين " : قوله جل وعز وأما . جنمعها قادرين

. حدثنا بذلك يونسوال خيرج : وال خيرج فيما أستقبل كأنه قال : فإمنا أراد : وأما قوله وهو الفرزدق

. خروجا أمل ترين عاهدت ريب وإنين : يف البيت الذي قبله فقال " عاهدت " أال تراه ذكر

لبني رتاج قائما ومقام ولو محله على أنه نفى شيئا هو فيه ومل يرد أن حيمله على . عاهدت جاز

. وإىل هذا الوجه كان يذهب عيسى فيما نرى ألنه مل يكن حيمله على عاهدتاهلل ما أنت إال قائم وقاعد وأنت متيمي مرة وقيسي أخرى وإين عائذ ب : فإذا قلت

. ارتفع . هو أعور وذو ناب لرفع : ولو قال

هذا كله ليس فيه إال الرفع ألنه مبين على االسم األول واآلخر هو األول فجرى . عليه

أنا عائذ باهلل كأنه أمر قد : عائذ باهلل يريد : وزعم يونس أن من العرب من يقول . وقع مبنزلة احلمد هلل وما أشبهه

ويضمرها " أنت " : أمتيمي يريد : محه اهلل أن رجال لو قالوزعم اخلليل ر . ألصاب

وإمنا كان النصب ها هنا الوجه ألنه موضع يكون االسم فيه عاقبا للفظ بالفعل . فاختري فيه كما خيتار فيما مضى من املصادر اليت يف غري األمساء

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

215

. والرفع جيد ألنه احملدث عنه واملستفهم . أعور وذو ناب كان مصيبا : ولو قال

. عائذ باهلل : وزعم يونس أهنم يقولونفإن أظهر هذا املضمر مل يكن إال الرفع إذ جاز الرفع وأنت تضمر وجاز لك أن

أنت سر سري فلم جيز حيث أظهر االسم : حتمل عليه املصدر وهو غريه يف قوله . و بدل منه مل يكن إال نصبا عندهم إال الرفع كما أنه لو أظهر الفعل الذي ه

فكما مل جيز يف اإلضمار أن تضمر بعد الرفع ناصبا كذلك مل تضمر بعد حدة يف هذا الباب " اإلظهار وصار املبتدأ والفعل يعمل كل واحد منهما على

. صاحبه " ال يدخل واحد على وك إظهارهباب ما جييء من املصادر مثىن منتصبا على إضمار الفعل املرت

ولكنهم " كأنه يسرتمحه لريمحه " حتننا بعد حتنن : حنانيك كأنه قال : وذلك قولك . حذفوا الفعل ألنه صار بدال منه

وال يكون هذا مثىن إال يف حال إضافة كما مل يكن سبحان اهلل ومعاذ اهلل إال . مضافا

. به ذلكفحنانيك ال يتصرف كما ال يتصرف سبحان اهلل وما أشأبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا حنانيك بعض : قال الشاعر وهو طرفة بن العبد

الشر أهون من بعض وزعم اخلليل رمحه اهلل أن معىن التثنية أنه أراد حتننا بعد حتنن كلما كنت يف رمحة وخري منك فال ينقطعن وليكن موصوال بآخر من : كأنه قال

. رمحتك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

216

سبحان اهلل وحنانيه : وسعديك ومسعنا من العرب من يقول لبيك : ومثل ذلك . واسرتزاقه : سبحان اهلل ورحيانه يريد : سبحان اهلل واسرتحاما كما قال : كأنه قال

كما انتصب سبحان اهلل وهو " هذا " لبيك وسعديك فانتصب : وأما قولك . مسعا وطاعة : أيضا مبنزلة قولك إذا أخربت

. أن لبيك ال يتصرف كما أن سبحان اهلل وعمرك اهلل وقعدك اهلل ال يتصرفإالفقالت حنان ما : مسع وطاعة أي أمرى مسع وطاعة مبنزلة : ومن العرب من يقول

. سالم : أتى بك هاهنا وكما قالوالذي يرتفع عليه حنان ومسع وطاعة غري مستعمل كما أن الذي ينتصب عليه

. اهلل غري مستعمللبيك وسبحان محدا وشكرا على : مسعا وطاعة فهو يف تزجية السمع والطاعة كما قال : وإذا قال

. هذا التفسريليكن منك حذر بعد حذر كما أنه أراد بقوله : حذاريك كأنه قال : ومثل ذلك

األمر " كلما أجبتك يف أمر فأنا يف : إجابة بعد إجابة كأنه قال : لبيك وسعديك . اآلخر جميب وكأن هذه التثنية أشد توكيدا "

ومثله إذا أنه قد يكون حاال وقع عليه الفعل قول الشاعر وهو عبد بين إذا شق برد شق بالربد مثله دواليك حت ليس للربد البس أي : احلسحاس

. " لك " مداولتك ومداولة . وإن شاء كان حاال

دواليك أنه فعل من " تثنية " هذاذيك وطعنا وخضا ومعىن ضربا : ومثله أيضا . اثنني ألين إذا داولت فمن كل واحد منا فعل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

217

. هذا بعد هذ من كل وجه : وكذلك هذاذيك كأنه يقلو . على احلال " فنصبه " وإن شاء محله على أن الفعل وقع هذا بعد هذا

اللفظ يف اإلضافة " هذا " جاء على وزعم يونس أن لبيك اسم واحد ولكنه . عليك : كقولك

. حنان : وزعم اخلليل أهنا تثنية مبنزلة حواليك ألنا مسعناهم يقولون . فيجريه جمرى أمس وغاق ولكن موضعه نصب " لب " : وبعض العرب يقول

. وحواليك مبنزلة حنانيكك إذا أظهرت االسم تبني أنه ليس ولست حتتاج يف هذا الباب إىل أن تفرد ألن

. حنان : كما قالوا " فأفردوا " حوالك : مبنزلة عليك وقد قالواأهدموا بيتك ال أبا لكا وحسبوا أنك ال أخا لكا وأنا أمشي الدأىل : قال الراجز

دعوت ملا نابين مسورا فليب فليب يدي مسور فلو كان مبنزلة على : حوالكا وقال . على زيد وإذا أظهرت االسم : فليب يدي مسور ألنك تقول : لقال باب ذكر معىن لبيك وسعديك

. وما اشتقا منه وإمنا ذكر ليبني لك وجه نصبه كما ذكر معىن سبحان اهلل : حدثنا أبو اخلطاب أنه يقال للرجل املداوم على الشيء ال يفارقه وال يقلع عنه

. قد ألب فالن على كذا وكذا : قد أسعد فالن فالنا على أمره وساعده فاإللباب واملساعدة دنو ومتابعة : ويقال

. إذا ألب على الشيء فهو ال يفارقه وإذا أسعده فقد تابعهقربا : لبيك وسعديك فقد قال له : يا فالن فقال : فكأنه إذا قال الرجل للرجل

. منك ومتابعة لك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

218

تعمل يف الكالم كما كان براءة اهلل متثيال لسبحان اهلل فهذا متثيل وإن كان ال يس . ومل يستعمل

أي رب : لبيك وسعديك يعين بذلك اهلل عز وجل فكأنه قال : وكذلك إذا قال . ال أنأى عنك يف شيء تأمرين به

. فإذا فعل ذلك فقد تقرب إىل اهلل هبواه . رك وأولياءك غري خمالفأنا متابع أم : وسعديك فكأنه يقول : وأما قوله

. فإذا فعل ذلك فقد تابع وطاوع وأطاعوإمنا محلنا على تفسري لبيك وسعديك لنوضح به وجه نصبهما ألهنما ليسا مبنزلة

. سقيا ومحدا وما أشبه هذاإمنا هو سقاك اهلل سقيا : أال ترى أنك تقول للسائل عن تفسري سقيا ومحدا

. محدا بدل من أمحد اهلل وسقيا بدل من سقاك اهلل : قولوأمحد اهلل محدا وتسعدا بدل من أسعد وال : ألبك لبا وأسعدك سعدا وال تقول : وال تقدر أن تقول . لبا بدل من ألب

فلما مل يكن ذاك فيه التمس له شيء من غري لفظه معناه كرباءة اهلل حني . ذكرناها لنبني معىن سبحان اهلل

للبيك وسعديك واللفظ الذي اشتقا منه إذ مل يكونا فيه " ذلك " تمست فال . مبنزلة احلمد والسقي يف فعلهما وال يتصرفان تصرفهما

فمعنامها القرب واملتابعة فمثلت هبما النصب يف لبيك وسعديك كما مثلت برباءة . النصب يف سبحان اهلل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

219

أنتنا ألن معنامها وحدمها : هما بقولكأفة وتفة إذا سئلت عن : ومثل ذلك متثيلك . واحد مثل متثيلك هبرا بتبا ودفرا بنتنا

سبح ولىب وأفف فإهنما أراد أن خيربك أنه قد لفظ بسبحان اهلل : وأما قوهلمقد دعدع وقد بأبأ إذا مسعته يلفظ بدع : وبلبيك وبأف فصار هذا مبنزلة قوله

. بأيب : وبقوله . ال إله إال اهلل : هلل إذا قال : لك قوهلمويدلك على ذ

. وإمنا ذكرت هلل وما أشبهها لتقول قد لفظ هبذاولب وسعد مصادر " اهلل " ولو كان هذا مبنزلة كلمته من الكالم لكان سبحان

مستعملة متصرفة يف اجلر والرفع والنصب واأللف والالم ولكن سبحت ولبيت . دع وال إله إال اهلل : قال مبنزلة هللت ودعدعت إذا

باب ما ينتصب فيه املصدر املشبه به على إضمار الفعل املرتوك إظهاره مررت به فإذا له صوت صوت محار ومررت به فإذا له صراخ : وذلك قولك

. صراخ الثكلىمقذوفة بدخيس النحض بازهلا له : قال الشاعر وهو النابغة الذبياين " و "

هلا بعد إسناد الكليم وهدئه ورنة من يبكى : صريف القعو باملسد وقال صريفإذا كان باكيا فإمنا انتصب هذا ألنك مررت به يف حال تصويت ومل ترد أن جتعل

. اآلخر صفة لألول وال بدال منهله صوت : له صوت علم أنه قد كان مث عمل فصار قولك : ولكنك ملا قلت

. ا هو يصوت فحملت الثاين على املعىنفإذ : مبنزلة قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

211

وجاعل الليل سكنا " : وهذا شبيه يف النصب ال يف املعىن بقوله تبارك وتعاىلفقد علم القارئ أنه " جاعل الليل " : ألنه حني قال " والشمس والقمر حسبانا

. ين على املعىنومحل الثا " وجعل الليل سكنا : فصار كأنه قال " على معىن جعل فحمله على املعىن فنصبه " فإذا هو يصوت : صوت فكأنه قال " له " فكذلك

صوت احلمار أو يبديه أو خيرجه " يصوت : كأنه توهم بعد قوله له صوت . بدال منه " له صوت " صوت محار ولكنه حذف هذا ألنه صار

. وت صوت احلمار فعلى الفعل غري حاليص " فإذا هو " مررت به : فإذا قلتفعلى إضمارك فعال بعد الفعل " فألقيت األلف والالم " صوت محار : فإن قلت

املظهر سوى الفعل املظهر وجتعل صوت محار مثاال عليه خيرج الصوت أو حاال . فإذا له صوت : كما أردت ذلك حني قلت

. يذهب ذهابا : امل فيه كقولكوإن شئت أوصلت إليه يصوت فجعلته الع . مررت به فإذا له دفع دفعك الضعيف : ومثل ذلك

. مررت به فإذا له دق دقك باملنحاز حب الفلفل : ومثل ذلك أيضا له صوت صوت محار فقد أضمرت " فإذا " : إذا قلت " على أنك " ويدلك

لى أنه مثال أو حال خيرج عليه وصوت محار انتصب ع " له صوت " فعال بعد الفعل أنك إذا أظهرت الفعل الذي ال يكون املصدر بدال منه احتجت إىل فعل

. آخر تضمرهإذا رأتين سقط أبصارها دأب بكار شاحيت بكارها : فمن ذلك قول الشاعرتدأب فيكون : وإن شئت بفعل مضمر كأنك قلت " ويكون على غري احلال

. " وحاال كما يكون غري حال أيضا مفعوال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

211

لوحها من بعد : فما ال يكون حاال ويكون على الفعل قول الشاعر وهو رؤبةأضمرها وإن : وإن شئت كان على " بدن وسنق تضمريك السابق يطوى للسبق

. " لوحها ألن تلوحيه تضمري : شئت كان علىا وجفا طي الليايل زلفا فزلفا مساوة ناج طواه األين مم : ومثله قوله وهو العجاج

له صوت " اهلالل حت احقوقفا وقد جيوز أن تضمر فعال آخر كما أضمرت بعد يدلك على ذلك أنك لو أظهرت فعال ال جيوز أن يكون املصدر مفعوال عليه "

له صوت وذلك قوله وهو أبو كبري ما إن ميس األرض إال منكب منه : صار مبنزلةمبنزلة له طي ألنه إذا ذكر " ما إن ميس األرض " ف الساق طي احململ صار وحر

. ذا عرف أنه طيانإمنا : " بقوله " مثل " إذا " إمنا أنت شرب اإلبل : وقد يدخل يف صوت محار

. أنت شربا . فما كان معرفة كان مفعوال ومل يكن حاال وشركته النكرة

حاال عليه وقع األمر وهو تشبيهه لألول يدلك على ذلك أنك وإن شئت جعلته قام " مثل " ههنا كان حسنا وكان نصبا فإذا أخرجت " مثل " لو أدخلت

. املصدر النكرة مقام مثل ألنه مثله نكرة فدخول مثل يدلك على أنه تشبيهال وقع فإذا هو يصوت صوت محار فإن شئت نصبت على أنه مث : فإذا قلت

عليه الصوت وإن شئت نصبت على ما فسرنا وكان غري حال وكأن هذا جواب . على أي حال وكيف ومثله : لقوله

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

212

كيف وقع األمر أو جعل املخاطب مبنزلة من قال ذلك فأراد أن : وكأنه قيل لهيبني كيف وقع األمر وعلى أي مثال فانتصب وهو موقوع فيه وعليه وعمل فيه

. الفعل ما قبله وهووإذا كان معرفة مل يكن حاال وكان على فعل مظهر إن جاز أن يعمل فيه أو

. " ميس " على غري " طي احململ " على مضمر إن مل جيز املظهر كما ينتصب له صوت صوت محار وله صوت خوار ثور وذلك إذا جعلته : وإن شئت قلت

. نكرة كما ال يكون حاال صفة وإن كان معرفة مل جيز أن يكون صفة ل . وسرتى هذا مبينا يف بابه إن شاء اهلل

وزعم اخلليل أنه جيز له صوت صوت احلمار على الصفة ألنه تشبيه فمن مث جاز . أن توصف النكرة به

هذا رجل أخو زيد إذا أردت أن : وزعم اخلليل رمحه اهلل أنه جيوز أن يقول الرجل . تشبهه بأخي زيد

هذا : قبيح ضعيف ال جيوز إال يف موضع االضطرار ولو جاز هذا لقلتوهذا . مثل الطويل : قصري الطويل تريد

. حاال للنكرة إال يف الشعر " املعرفة " فلم جيز هذا كما قبح أن تكون وهو يف الصفة أقبح ألنك تنقض ما تكلمت به فلم جيامعه يف احلال كما فارقه

. يف الصفة . ني لك يف بابه إن شاء اهلل تعاىلوسيب هذا باب خيتار فيه الرفع

. له علم علم الفقهاء وله رأي رأي األصالء : وذلك قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

213

وإمنا كان الرفع يف هذا الوجه ألن هذه خصال تذكرها يف الرجل كاحللم والعلم دت والفضل ومل ترد أن خترب بأنك مررت برجل يف حال تعلم وال تفهم ولكنك أر

له : أن تذكر الرجل بفضل فيه وأن جتعل ذلك خصلة قد استكملها كقولكحسب حسب الصاحلني ألن هذه األشياء وما يشبهها صارت حتلية عند الناس

. وعالمات . وعلى هذا الوجه رفع الصوت

له علم علم الفقهاء كأنك مررت به يف حال تعلم : وإن شئت نصبت فقلت . له عامل : مل أن يقالوتفقه وكأنه مل يستك

وإمنا فرق بني هذا وبني الصوت ألن الصوت عالج وأن العلم صار عندهم مبنزلة . اليد والرجل

. له شرف وله دين وله فهم : ويدلك على ذلك قوهلميتدين : له دين لقالوا : ولو أرادوا أنه يدخل نفسه يف الدين ومل يستكمل أن يقال

. وليس له شرف ويتفهم وليس له فهموليس بذلك ويتشرف فلما كان هذا اللفظ للذين مل يستكملوا ما كان غري عالج بعد النصب يف

. له علم علم الفقهاء : قوهلمله علم علم الفقهاء فهو خيرب عما قد استقر فيه قبل رؤيته وقبل مسعه : وإذا قال

ن العلم ومل يرد أن خيرب أنه منه أو رآه يتعلم فاستدل حبسن تعلمه على ما عنده مإمنا بدأ يف عالج العلم يف حال ليقه إياه ألن هذا ليس مما يثىن به وإمنا الثناء يف

هذا املوضع أن خيرب مبا استقر فيه وال خيرب أن أمثل شيء كان منه التعلم يف حال . لقائه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

214

هذا باب ما خيتار فيه الرفع إذا ذكرت املصدر الذي يكون عالجا . وذلك إذا كان اآلخر هو األول

: له صوت صوت حسن ألنك إمنا أردت الوصف كأنك قلت : وذلك حنو قولكله صوت حسن وإمنا ذكرت الصوت توكيدا ومل ترد أن حتمله على الفعل ملا كان

ما أنت إال قائم وقاعد محلت اآلخر : صفة وكان اآلخر هو األول كما قلت . هو األول على أنت ملا كان اآلخر

له صوت أميا صوت وله صوت مثل صوت احلمار ألن أيا واملثل : ومثل ذلك . صفة أبداله صوت حسن جدا وهذا صوت شبيه : أميا صوت فكأنك قلت : وإذا قلت

. بذلك . فأي ومثل مها األول

فالرفع يف هذا أحسن ألنك ذكرت امسا حيسن أن يكون هذا الكالم منه حيمل . هذا رجل مثلك وهذا رجل حسن وهذا رجل أميا رجل : ه كقولكعليله صوت صوت محار فقد علمت أن صوت محار ليس بالصوت األول : وأما

. ما أنت إال سري : رفعه على سعة الكالم كما جاز لك أن تقول " جاز " وإمنا ا أنت إال سريا إذ م : صوت محار اختاروا هذا كما اختاروا : فكأن الذين يقولون

مل يكن اآلخر هو األول فحملوه على فعله كراهة أن جيعلوه من االسم الذي . ما أنت إال سري إذا مل يكن اآلخر هو األول : ليس به كما كرهوا أن يقولوا

فحملوه على فعله فصار له صوت صوت محار ينتصب على فعل مضمر . املضمر على الفعل " تضمريك السابق " كانتصاب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

215

له صوت أميا صوت أو مثل صوت احلمار أو له صوت صوتا حسنا : وإن قلت . جاز

. زعم ذلك اخلليل رمحه اهلل : ويقوي ذلك أن يونس وعيسى مجيعا زعما أن رؤبة كان ينشد هذا البيت نصبا

فيها ازدهاف أميا ازدهاف حيمله على الفعل الذي ينصب صوت محار ألن ذلك ل لو ظهر نصب ما كان صفة وما كان غري صفة ألنه ليس باسم حتمل عليه الفع

. الصفات . مثل تضمريك أو مثل دأب بكار نصب : أال ترى أنه لو قال

فلما أضمروه فيما يكون غري األول أضمروه أيضا فيما يكون هو األول كأنه . بدال من الفعلتزدهف أميا ازدهاف ولكنه حذفه ألن له ازدهاف قد صار : قال هذا باب ما الرفع فيه الوجه

هذا صوت صوت محار ألنك مل تذكر فاعال وألن اآلخر هو : وذلك قولك . " هذا " : األول حيث قلت

. هو صوت محار ألنك مسعت هناقا : فالصوت هذا مث قلت . فال شك يف رفعه

يفعله وإمنا ابتدأته كما تبتدئ وإن شبهت أيضا فهو رفع ألنك مل تذكر فاعال هذا رجل رجل : هذا مث بنيت عليه شيئا هو هو فصار كقوله : األمساء فقلت

. حرب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

216

له صوت فالذي يف الالم هو الفاعل وليس اآلخر به فلما بنيت أول : وإذا قلت : الكالم كبناء األمساء كان آخره أن جيعل كاألمساء أحسن وأجود فصار كقولك

. ا رأس رأس محار وهذا رجل أخو حرب إذا أردت الشبههذعليه نوح نوح احلمام على غري صفة ألن اهلاء اليت يف عليه ليست : ومن ذلك

فيها رجل فاهلاء ليست بفاعل فعل بالرجل شيئا فلما : بفاعل كما أنك إذا قلت . جاء على مثال األمساء كان الرفع الوجه

. ح احلمام فالنصب ألن اهلاء هي الفاعلةهلن نوح نو : وإن قلتهذا أو : أن الرفع يف هذا ويف عليه أحسن ألنك إذا قلت " ذلك " يدلك على

" عليه فأنت ال تريد أن تقول مررت هبذه األمساء تفعل فعال ولكنك جعلت . مبىن عليه نفسه " هذا " موضعا للنوح و " عليه

هذا صوت أو هذا نوح أو عليه نوح فقد : ألنه إذا قال ولو نصبت كان وجها ليبك يزيد ضارع : علم أن مع النوح والصوت فاعلني فحمله على املعىن كما قال

خلصومة وخمتبط مما تطيح الطوائح هذا باب ال يكون فيه إال الرفع

لى له يد الثور وله رأس رأس احلمار ألن هذا اسم وال يتوهم ع : وذلك قولك . الرجل أنه يصنع يدا وال رجال وليس بفعل

هذا باب ال يكون فيه إال الرفع صوته صوت محار وتلوحيه تضمريك السابق ووجدي هبا وجد : وذلك قولك

. الثكلى ألن هذا ابتداء فالذي يبىن على االبتداء مبنزلة االبتداء

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

217

أبدا فلما ابتدأه وكان حمتاجا زيد أخوك فارتفاعه كارتفاع زيد : أال ترى أنك تقول . إىل ما بعده مل جيعل بدال من اللفظ بيصوت وصار كاألمساء

وجدي هبا وجد املضل بعريه بنخلة مل : " وهو مزاحم العقيلي " قال الشاعر . مررت به فصوته صوت محار : تعطف عليه العواطف وكذلك لو قلت

لذي يسكت عليه دخله نصب ألنه يضمر بعد فإذا صوته يريد الوجه ا : فإن قال . ما يستغىن عنه

باب ما ينتصب من املصادر ألنه عذر لوقوع األمر فانتصب ألنه موقوع له وألنه تفسري ملا قبله مل كان وليس

. عشرون درمها : بصفة ملا قبله وال منه فانتصب كما انتصب درهم يف قولك . شر وفعلت ذاك خمافة فالن وادخار فالنفعلت ذاك حذار ال : وذلك قولك

واغفر عوراء الكرمي ادخاره : الطائي " بن عبد اهلل " حامت " قال الشاعر هو وحلت بيويت يف : وأعرض عن شتم اللئيم تكرما وقال اآلخر وهو النابغة الذبياين

يت وال نسويت يفاع ممنع خيال به راعي احلمولة طائرا حذارا على أن ال تنال مقادفصفحت عنهم واألحبة فيهم : حت مينت حرائرا وقال آخر وهو احلارث بن هشام

واهلول من هتول القبور : طمعا هلم بعقاب يوم مفسد وقال الراجز وهو العجاج . " وكذا " وفعلت ذاك أجل كذا

: فقال " وكذا " مل فعلت كذا : فهذا كله ينتصب ألنه مفعول له كأنه قيل لهدأب بكار " ولكنه ملا طرح الالم عمل فيه ما قبله كما عمل يف " وكذا " لكذا

. ما قبله حني طرح مثل وكان حاال " . وحسن فيه األلف والالم ألنه ليس حبال فيكون يف موضع فاعل حاال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

218

موضع وال يشبه مبا مضى من املصادر يف األمر والنهي وحنومها ألنه ليس يف . ابتداء وال موضعا يبىن على مبتدأ

. فمن خالف باب رمحة اهلل عليه وسقيا لك ومحدا لك باب ما ينتصب من املصادر

قتلته صربا : ألنه حال وقع فيه األمر فانتصب ألنه موقوع فيه األمر وذلك قولكفهة وأتيته ركضا ولقيته فجاءة ومفاجأة وكفاحا ومكافحة ولقيته عيانا وكلمته مشا

. وعدوا ومشيا وأخذت ذلك عنه مسعا ومساعا وليس كل مصدر وإن كان يف القياس مثل ما مضى من هذا الباب يوضع هذا

. املوضع ألن املصدر ههنا يف موضع فاعل إذا كان حاال أال ترى أنه ال حيسن أتانا سرعة وال أتانا رجلة كما أنه ليس كل واطرد يف هذا

. الباب الذي قبله ألن املصدر هناك ليس يف موضع فاعلفأليا بألي ما محلنا وليدنا : ومثل ذلك قول الشاعر وهو زهري بن أيب سلمى

أليا بألي كأنه " وليدنا " محلنا : على ظهر حمبوك ظماء مفاصله كأنه يقول . جهدا بعد جهد " محلناه " : يقول

. ولكنه متثيلهذا ال يتكلم به . " أي فجاءة " ومنهل وردته التقاطا : ومثله قول الراجز

: واعلم أن هذا الباب أتاه النصب كما أتى الباب األول ولكن هذا جواب لقولهمله وهذا ما جاء منه يف األلف والالم : كيف لقيته كما كان األول جوابا لقوله

. أرسلها العراك : وذلك قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

219

فأرسلها العراك ومل يذدها ومل يشفق على نغص الدخال وليس : قال لبيد بن ربيعةكل املصادر يف هذا الباب يدخله األلف والالم كما أنه ليس كل مصدر يف باب

احلمد هلل والعجب لك تدخله األلف والالم وإمنا شبه هبذا حيث كان مصدرا . وكان غري االسم األول . اجتهادا : طلبته جهدك كأنه قال : افا معرفة وذلك قولكوهذا ما جاء منه مض . وكذلك طلبته طاقتك

وليس كل مصدر يضاف كما أنه ليس كل مصدر تدخله األلف والالم يف هذا . الباب

. وأما فعلته طاقيت فال جتعل نكرة كما أن معاذ اهلل ال جتعل نكرة . ل ذاكفعله رأى عيين ومسع أذين قا : ومثل ذلك . أخذته عنه مساعا : مسعا جاز إذا مل ختتص نفسك ولكنه كقولك : وإن قلت

هذا باب ما جعل من األمساء مصدرا مررت به وحده ومررت هبم : كاملضاف يف الباب الذي يليه وذلك قولك

. وحدهم ومررت برجل وحده . بعتهم وكذلك إىل العشرةمررت هبم ثالثتهم وأر : ومثل ذلك يف لغة أهل احلجاز

مررت هبؤالء فقط مل : وزعم اخلليل رمحه اهلل أنه إذا نصب ثالثتهم فكأنه يقول . أجاوز هؤالء

. مررت به فقط مل أجاوزه : وحده فإمنا يريد : كما أنه إذا قالا إن كان جرا فجرا وإن كان نصبا فنصب : وأما بنو متيم فيجرونه على االسم األول

. وإن كان رفعا فرفعا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

221

مررت هبم كلهم : وزعم اخلليل أن الذين جيرونه فكأهنم يريدون أن يعموا كقولك . أي مل أدع منهم أحدا

أفردهتم : وزعم اخلليل رمحه اهلل حيث مثل نصب وحده ومخستهم أنه كقولك . إفرادا

. فهذا متثيل ولكنه مل يستعمل يف الكالمأتتين سليم قضها بقضيضها متسح حويل بالبقيع : قول الشماخومثل مخستهم . انقضاضا " أي " انقضاضهم : سباهلا كأنه قال

. مررت هبم انقضاضا : ومررت هبم قضهم بقضيضهم كأنه يقول . فهذا متثيل وإن مل يتكلم به كما كان إفرادا متثيال

قضهم فهو : يف قضهم ألنه إذا قالوإمنا ذكرنا اإلفراد يف وحده واالنقضاض . انقض آخرهم على أوهلم : مشتق من يف معىن االنقضاض ألنه كأنه يقول

وكذلك وحده إمنا هو من معىن التفرد فكذلك أيضا يكون مخستهم نصبا إذا أردت معىن االنفراد فإن أردت أنك مل تدع منهم أحدا جررت كما كان ذلك يف

. قضهم . جيعل قضهم مبنزلة كلهم جيريه على الوجوه وبعض العرب

هذا باب ما جيعل من األمساء مصدرا كاملصدر الذي فيه األلف والالم . مررت هبم اجلماء الغفري والناس فيها اجلماء الغفري : حنو العراك وهو قولك

. فهذا ينتصب كانتصاب العراكلالم يف هذا احلرف وتكلموا به على وزعم اخلليل رمحه اهلل أهنم أدخلوا األلف وا

مررت هبم قاطبة ومررت هبم : نية ماال تدخله األلف والالم وهذا جعل كقولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

221

أي مجيعا إال أن هذا نكرة ال يدخله األلف والالم كما أنه ليس كل " طرا . مررت هبم مجيعا : املصادر مبنزلة العراك كأنه قال

. فهذا متثيل وإن مل يتكلم بهيف بابه ألنه ال يتصرف كما أن طرا " اهلل " وقاطبة مبنزلة سبحان " فصار طرا

وقاطبة ال يتصرفان ومها يف موضع املصدر وال يكونان معرفة ولو كانا صفة جلريا . على االسم أو بنيا على االبتداء فلم يوجد ذا يف الصفة

يقع فيه األمر وهو اسم وذلك وقد رأينا املصادر قد باب ما ينتصب أنه حال . مررت هبم قياما : مررت هبم مجيعا وعمة ومجاعة كأنك قلت : قولك

: وإمنا فرقنا بني هذا الباب والباب األول ألن اجلميع وعامة امسان متصرفان تقول . كيف عامتكم وهؤالء قوم مجيع

. والالم ومل يضف فإذا كان االسم حاال يكون فيه األمر مل تدخله األلف : ضربتهم قائميهم تريد : قائما كان قبيحا ولو قلت : ضربته القائم تريد : لو قلت

. قائمني كان قبيحا " فلما كان كذلك جعلوا ما أضيف ونصب حنو مخستهم مبنزلة طاقته وجهده

مل يكونا امسني وجعلوا اجلماء الغفري مبنزلة العراك وجعلوا قاطبة وطرا إذا " ووحده . كفاحا ومكافحة وفجاءة : مبنزلة اجلميع وعامة كقولك

فجعلت هذه كاملصادر املعروفة البينة كما جعلوا عليك ورويدك كالفعل املتمكن . وكما جعلوا سبحان اهلل ولبيك مبنزلة محدا وسقيا

. فهذا تفسري اخلليل رمحه اهلل وقوله

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

222

: نده وأن مخستهم واجلماء الغفري وقضهم كقولكوزعم يونس أن وحده مبنزلة عمجيعا وليس مثله ألن اآلخر هو األول عند يونس يف املسألة األوىل وفاه إىل ىف

ههنا غري األول وأما طرا وقاطبة فأشبه بذلك ألنه جيد أن يكون حاال غري . املصدر نكرة والذي نأخذ به األول

. م وأنفسهم فال يكن أبدا إال صفةوأما كلهم ومجيعهم وأمجعون وعامتههذا : هو نسيج وحده ألنه اسم مضاف إليه مبنزلة نفسه إذا قلت : وتقول

مررت برجل على حياله : جحيش وحدة وجعل يونس نصب وحده كأنك قلت . هو مثل عنده : فمن مث قال " على " فطرحت

. مررت به خصوصا : وهو عند اخلليل كقولك . مررت هبم عما : رت هبم مخستهم مثله ومثل قولكومر

وال يكون مثل مجيعا ملا ذكرت لك وصار وحده مبنزلة مخستهم ألنه مكان . " فقام وحده مقام واحده " مررت به واحده : قولك

. وحده فكأنك قلت هذا : فإذا قلت هذا باب ما ينتصب من املصادر توكيدا ملا قبله

. هذا عبد اهلل حقا وهذا زيد احلق ال الباطل وهذا زيد غري ما تقول : ولكوذلك قهذا القول ال قولك إمنا نصبه كنصب غري ما : وزعم اخلليل رمحه اهلل أن قوله

. يف ذلك املعىن " ال قولك " تقول ألن . هذا القول ال ما تقول فهذا يف موضع نصب : أال ترى أنك تقول

. ال قولك فهو يف موضع ال ما تقول : فإذا قلت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

223

أحقا ال تفعل كذا : أجدك ال تفعل كذا وكذا كأنه قال : ومثل ذلك يف االستفهامأجدا ولكنه ال يتصالف وال يفارقه اإلضافة كما : وكذا وأصله من اجلد كأنه قال . كان ذلك يف لبيك ومعاذ اهلل

أن تكون يف هذا املوضع مضافة إىل اسم فال تعرى من " غري ما تقول " وأما معروف حنو قولك ألنه لو قال غري قول أوال قوال مل يكن يف هذا بيان ألنه ليس

. كل قول باطال وإمنا يريد أن حيقق األول بأمر معروفهذا األمر غري قيل باطل كان حسنا ألنه قد وكد أول كالمه بأمر : ولو قال

ال قولك حني جعله مضافا ألنك قد : زلة قولكمعروف وقد اختصه فصار مبناختصصته من مجيع القول بإضافتك وأنه يسوغ أن يكون قوله باطال وال يسوغ

. أن يكون مجيع األقوال باطالقد قعد البتة وال يستعمل إال معرفة باأللف والالم كما أن : ومن ذلك قولك

. جهدك وأجدك ال يستعمالن إال معرفة باإلضافةوأما احلق والباطل فيكونان معرفة باأللف والالم ونكرة ألهنما مل ينزال منزلة ما مل

يتمكن من املصادر كسبحان وسعديك ولكنهم أنزلومها منزلة الظن وكذلك . اليقني ألنك حتقق به كما تفعل ذلك باحلق

. فأنزل ما ذكرنا غري هذا مبنزلة عمرك اهلل وقعدك اهلل يكون املصدر فيه توكيدا لنفسه نصبا هذا باب ما

. له على ألف درهم عرفا : وذلك قولكإن ألمنحك الصدود وإنىن قسما إليك مع الصدود : ومثل ذلك قول األحوص

له على فقد أقر واعرتف وحني : ألميل وإمنا صار توكيدا لنفسه ألنه حني قال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

224

" أنه إذا " عرفا وقسما وتوكيدا كما : ألميل علم أنه بعد حلف ولكنه قال : قال . سريا توكيدا : سري عليه فقد علم أنه كان سري مث قال : قال

واعلم أنه قد تدخل األلف والالم يف التوكيد يف هذه املصادر املتمكنة اليت تكون يف كدخوهلا يف األمر والنهي واخلرب واالستفهام فأجرها : بدال من اللفظ بالفعل . هذا الباب جمراها هناك

. وكذلك اإلضافة مبنزلة األلف والالموترى اجلبال حتسبها جامدة وهي متر مر " : فأما املضاف فقول اهلل تبارك وتعاىل

ويومئذ يفرح املؤمنون بنصر اهلل " : وقال اهلل تبارك وتعاىل " السحاب صنع اهلل . ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم

. " وعد اهلل ال خيلف اهلل وعده . " الذى أحسن كل شيء خلقه " : وقال جل وعزواحملصنات من النساء إال ما ملكت أميانكم كتاب اهلل عليكم " : وقال جل ثناؤه

" . . اهلل أكرب دعوة احلق : ومن ذلك

علم أنه " حسن كل شيء أ " : وقال " مر السحاب " : ألنه ملا قال جل وعز . خلق وصنع ولكنه وكد وثبت للعباد

حت انقضى الكالم علم اخلاطبون أن هذا " حرمت عليكم أمهاتكم " : وملا قالصنع اهلل : كتاب اهلل توكيدا كما قال : مكتوب عليهم مثبت عليهم وقال

وعدا : ال جل وعزوعد اهلل ألن الكالم الذي قبله وعد وصنع فكأنه ق : وكذلك . وصنعا وخلقا وكتابا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

225

اهلل أكرب دعاء احلق ولكنه توكيد : دعوة احلق آلنه قد علم أن قولك : وكذلك . دعاء حقا : كأنه قالأصبحت نزارا : إن نزارا أصبحت نزارا دعوة أبرار دعوا أبرارا ألن قولك : قال رؤبة

. هم على دعوة بارة : مبنزلة . عليكم كتاب اهلل : على قوله " نصب " زعم بعضهم أن كتاب اهلل وقد

: ال بل توكيدا والصبغة : قوم صبغة اهلل منصوبة على األمر وقال بعضهم : وقال . الدين

ذاك : وقد جيوز الرفع فيما ذكرنا أمجع على أن يضمر شيئا هو املظهر كأنك قلت . وة احلق على هذا وحنوه رفعهوعد اهلل وصبغة اهلل أو هو دع

: كأنه قال " كأن مل يلبثوا إال ساعة من هنار بالغ " : ومن ذلك قوله جل وعز . ذاك بالغ

واعلم أن هذا الباب أتاه النصب كمنصوب مبا قبله من املصادر يف أنه ليس ا بعده بصفة وال من اسم قبله وإمنا ذكرته لتؤكد به ومل حتمله على مضمر يكون م

. رفعا وهو مفعول بهدأبت إىل أن ينبت الظل بعد : ومثل نصب هذا الباب قول الشاعر وهو الراعى

ما تقاصر حت كاد يف اآلل ميصح وجيف املطايا مث قلت لصحبت ومل ينزلوا سرت ملا ذكر يف صدر قصيدته : " دأبت " أبردمت فرتوحوا ألنه قد عرف أن قوله

نزلة أوجفت عنده فجعل وجيف املطايا توكيدا ألوجفت الذي هو فصار دأبت مب . يف ضمريه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

226

املؤكد به العام منه وما وكد به نفسه ينصب على " الباب " واعلم أن نصب هذا أحق : إضمار فعل غري كالمك األول إلنه ليس يف معىن كيف وال مل كأنه قال

ك وأقول غري ما تقول وأجتد جدك حقا فجعله بدال كظنا من أظن وال أقول قولوكتب اهلل تبارك وتعاىل كتابه وادعوا دعاء حقا وصبغ اهلل صبغة ولكن ال يظهر

. الفعل ألنه صار بدال منه مبنزلة سقيا باب ما ينتصب من املصادر ألنه حال صار فيه املذكور

. أما مسنا فسمني وأما علما فعامل : وذلك قولكأنت الرجل علما ودينا وأنت الرجل فهما : اهلل أنه مبنزلة قولكوزعم اخلليل رمحه

. وأدبا أي أنت الرجل يف هذه احلالوعمل فيه ما قبله وما بعده ومل حيسن يف هذا الوجه األلف والالم كما مل حيسن

. فيما كان حاال وكان يف موضع فاعل حاال . وكذلك هذا فانتصب املصدر ألنه حال مصري فيه

أما علما فال علم له وأما علما فال علم عنده وأما علما فال : ومن ذلك قولك . علم وتضمر له ألنك إمنا تعين رجال

. " ألهنم يتومهون احلال " وقد يرفع هذا يف لغة بين متيم والنصب يف لغتها أحسن . فإن أدخلت األلف والالم رفعوا ألنه ميتنع من أن يكون حاال

. أما العلم فعامل بالعلم وأما العلم فعامل بالعلم : وتقولفالنصب على أنك مل جتعل العلم الثاين العلم األول الذي لفظت به قبله كأنك

. أما العلم فعامل باألشياء : قلت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

227

أما العلم : وأما الرفع فعلى أنه جعل العلم اآلخر هو العلم األول فصار كقولك . ما العلم فما أعلمين بهفأنا عامل به وأ

أما علما فما أعلمين بعبد : فإن جعلت اهلاء غري العلم األول نصبت كأنك قلت . اهلل

على أن يكون : أما الضرب فضارب فهذا ينتصب على وجهني : وإذا قلتأما : أما عبد اهلل فأنا ضارب ويكون نصبا على قولك : الضرب مفعوال كقولك

. أما ضربا فذو ضرب : أما ضربا فضارب فيصري كقولك : كأنك قلت علما فعاملوقد ينصب أهل احلجاز يف هذا الباب باأللف والالم ألهنم قد يتومهون يف هذا

الباب غري احلال وبنو متيم كأهنم ال يتومهون غريه فمن مث مل ينصبوا يف األلف . والالم وتركوا القبح

ز الباب الذي ينتصب ألنه موقوع له حنو قولك فكأن الذي توهم أهل احلجا . فعلته خمافة ذلك

هو الرجل : أما النبل فنبيل وأما العقل فهو الرجل الكامل كأنه قال : وذلك قوهلممله وعلى هذا : الكامل العقل والرأي أي للعقل والرأي وكأنه أجاب من قال

. فيه األلف والالمالباب فأجر مجيع ما أجريته نكرة حاال إذا أدخلت : قال الشاعر

أال ليت شعرى هل إىل أم معمر ** سبيل فأما الصرب عنها فال صربافأنا أو : أما العلم فعامل كأنه قال : وأما بنو متيم فريفعون ملا ذكرت لك فيقولون

. فهو عامل به

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

228

: نهوكان إضمار هذا أحسن عندهم من أن يدخلوا فيه ماال جيوز كما قال سبحا : " عبد الرمحن بن حسان " وقال الشاعر " فيه " أضمر " يوما ال جتزى نفس "

. أي فليس لنا منك جودومما ينتصب من الصفات حاال كما انتصب املصدر الذي يوضع موضعه وال

أما صديقا مصافيا فليس بصديق مصاف وأما طاهرا فليس : يكون إال حاال قوله . هر وأما عاملا فعاملبطا

. فهذا نصب ألنه جعله كائنا يف حال علم وخارجا من حال طهور ومصادقةوالرفع ال جيوز هنا ألنك قد أضمرت صاحب الصفة وحيث قلت أما العلم فعامل

فلم تضمر مذكورا قبل كالمك وهو العلم فمن مث حسن يف هذا الرفع ومل جيز . الرفع يف الصفة

الصفة األلف والالم ألنه ليس مبصدر فيكون جوابا لقوله مله وإمنا وال يكون يف . املصدر تابع له ووضع يف موضعه حاال

واعلم أن ما ينتصب يف هذا الباب فالذي بعده أو قبله من الكالم قد عمل فيه أكرمته حذر أن أعاب وكما عمل يف : كما عمل يف احلذر ما قبله إذا قلت

. ا وماشيا أتاه مشي : قوله باب ما خيتار فيه الرفع ويكون فيه الوجه يف مجيع اللغات

. وزعم يونس أنه قول أيب عمرو . أما العبيد فذو عبيد وأما العبد فذو عبد وأما عبدان فذو عبدين : وذلك قولك

وإمنا اختري الرفع ألن ما ذكرت يف هذا الباب أمساء واألمساء ال جتري جمرى . املصادر

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

229

. هو الرجل خيال وإبال : هو الرجل علما وفقها وال تقول : أال ترى أنك تقولأما العبيد فأنت فيهم أو أنت : فلما قبح ذلك جعلوا ما بعده خربا له كأهنم قالوا

أما من العبيد : منهم ذو عبيد أي لك من العبيد نصيب كأنك أردت أن تقول . بيدأو أما يف العبيد فأنت ذو ع

. إال أنك أخرت يف ومن وأضمرت فيهما أمساءهمأما يف العبد فأنت ذو عبد ولكنه : أما العبد فأنت ذو عبد فكأنه قال : وأما قوله

أخر يف وأضمر فيه امسه كما فعل ذلك يف العبيد فلما قبح عندهم أيكون مبنزلة ارا من أن يدخلوا يف املصدر ومل يكن مما جيوز فيه عندهم ذلك محلوه على هذا فر

. املصدر ما ليس منه كما فعلت متيم ذلك يف العلم حني رفعوهأما العبيد فهم لك وأما العبد فهو لك ومسعنا من العرب من : وكأنك قلت

أما ابن مزنية فأنا ذاك جعل اآلخر : أما ابن مزنية فأنا ابن مزنية كأنه قال : يقول . أما ابن املزنية فأنا ابن املزنية : يف األلف والالمهو األول كماكان قائال ذلك

أما صديقا فأنت صديق وأما صاحبا : وإن شئت نصبته على احلال كما قلتأما العبيد فذو عبيد وأما : وزعم يونس أن قوما من العرب يقولون . فأنت صاحب

. العبد فذو عبد جيرونه جمرى املصدر سواء . وهو قليل خبيث

ذلك أهنم شبهوه باملصدر كما شبهوا اجلماء الغفري باملصدر وشبهوا مخستهم و . باملصدر

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

231

هو الرجل العبيد والدراهم أي للعبيد وللدراهم وهذا ال : كأن هؤالء أجازوايتكلم به وإمنا وجهه وصوابه الرفع وهو قول العرب وأيب عمرو ويونس وال أعلم

. اخلليل خالفهما . أما العلم والعبيد فذو علم وذو عبيد : املصدر فقال النحويونوقد محلوه على

وهذا قبيح ألنك لو أفردته كان الرفع الصواب فخبث إذ أجرى غري املصدر . ويل هلم وتب : كاملصدر وشبهوه مبا هو يف الرداءة مثله وهو قوهلم

ما أبوك فال أبا أما البصرة فال بصرة لك وأما احلارث فال حارث لك وأ : وأما قولهومعلوم قد عرف " معروف " لك فهذا ال يكون فيه أبدا إال الرفع ألنه اسم

أما احلارث فال حارث لك بعده أو : املخاطب منه مثل ما قد عرفت كأنك قلتأما البصرة فليست لك وأما احلارث فليس لك : فال حارث لك سواه وكأنه قال

. ألن ذلك املعىن تريدأما العبيد فأنت ذو عبيد يريد عبيدا بأعياهنم قد عرفهم املخاطب : قالولو

. أما العبيد الذين تعرف مل يكن إال رفعا : كمعرفتك كأنك قلت . أنت فيهم أو منهم ذو عبيد : وقوله ذو عبيد كأنه قال

يد فلك به أب أو فيه أب وإمنا ير : أما أبوك فلك أب لكان على قوله : ولو قال . فيه أب جمرى األب على سعة الكالم وليس إىل النصب ههنا سبيل : بقوله

وإمنا جاز النصب يف العبيد حني مل جيعلهم شيئا معروفا بعينه ألنه يشبهه . باملصدر واملصدر قد تدخله األلف والالم وينتصب على ما ذكرت لك

رى جمرى زيد وعمرو فإذا أردت شيئا بعينه وكان هو الذي تلزمه اإلشارة ج . وأبيك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

231

أما أن يكون عاملا فهو عامل وأما أن يعلم شيئا فهو عامل : وأما قول الناس للرجليكون كما " أن " أما أن ال يكون يعلم فهو يعلم وأنت تريد : فقد جيوز أن تقول

. يف معىن ألن يعلم أهل الكتاب " لئال يعلم أهل الكتاب " : جاءتا يشبه أن يكون مبنزلة املصدر ألن أن مع الفعل الذي يكون صلة مبنزلة فهذ

. أما علما وأماكينونة علم فأنت عامل : املصدر كأنك قلتختاصم كأنك قلت نزاال " أن " أنت الرجل أن تنازل أو : أال ترى أنك تقول

. وخصومة وأنت تريد املصدر الذي يف قوله فعل ذاك خمافة ذاك . اجرتار مودته : سكت عنه أن أجرت مودته كما تقول : ال ترى أنك تقولأ

وال تقع أن وصلتها حاال يكون األول يف حال وقوعه ألهنا إمنا تذكر ملا مل يقع باب ما ينتصب من األمساء اليت ليست بصفة وال مصادر ألنه حال يقع فيه

: كلمته فوه إىل ىف كأنه يقول : األمر فينتصب ألنه مفعول به وبعض العرب يقول . كلمته وفوه إىل ىف أي كلمته وهذه حالة

كلمته يف هذه احلال : فالرفع على قوله كلمته وهذه حاله والنصب على قوله . فانتصب ألنه حال وقع فيه الفعل

بايعته ويد بيد : وأما بايعته يدا بيد فليس فيه إال النصب ألنه ال حيسن أن تقولبايعته بالتعجيل وال : يرد أن خيرب أنه بايعه ويده يف يده ولكنه أراد أن يقولومل

. يبايل أقريبا كان أم بعيدا كلمته فوه إىل ىف فإمنا يريد أن خيرب عن قربه منه وأنه شافهه ومل يكن : وإذا قال

. بينهما أحد

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

232

فيه االبتداء ويكون ومثله من املصادر يف أن تلزمه اإلضافة وما بعدها مما جيوز : رجع فالن عوده على بدئه وانثىن فالن عوده على بدئه كأنه قال : حاال قوله

. انثىن عودا على بدء . وال يستعمل يف الكالم رجع عودا على بدء ولكنه مثل به

. رجع فالن عوده على بدئه : ومن رفع فوه إىل ىف أجاز الرفع يف قولهبعت الشاء شاة ودرمها وقامرته : ال وقع فيه الفعل قولكومما ينتصب ألنه ح

درمها يف درهم وبعته دارى ذراعا بدرهم وبعت الربقفيز بن بدرهم وأخذت زكاة ماله درمها لكل أربعني درمها وبينت له حسابه بابا بابا وتصدقت مبايل درمها

. درمها ن ما بعده وذلك أنه ال جيوز أن واعلم أن هذه األشياء ال ينفرد منها شيء دو

كلمته فاه حت تقول إىل ىف ألنك إمنا تريد مشافهة واملشافهة ال تكون إال : تقولمن اثنني فإمنا يصح املعىن إذا قلت إىل ىف وال جيوز أن تقول بايعته يدا ألنك إمنا

. ما عمالنبيد ألهن : أخذ مين وأعطاين فإمنا يصح املعىن إذا قلت : تريد أن تقولانثىن عوده ألنك إمنا تريد أنه مل يقطع ذهابه حت وصله : وال جيوز أن تقول

برجوع وإمنا أردت أنه رجع يف حافرته أي نقض جميئه برجوع وقد يكون أن . رجعت عودي على بدئي أي رجعت كما جئت : ينقطع جميئه مث يرجع فيقول

. عود فاجملئ موصول به الرجوع وهو بدء والرجوعبعت داري ذراعا وأنت تريد بدرهم فريى املخاطب أن الدار : وال جيوز أن تقول

. كلها ذراع

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

233

بعت شائي شاة شاة وأنت تريد بدرهم فريى املخاطب أنك : وال جيوز أن تقول . بعتها األول فاألول على الوالء

ا جعلت له بينت له حسابه بابا فريى املخاطب أنك إمن : وال جيوز أن تقول . حسابه بابا واحدا غري مفسر

كان الرب قفيزين : وال جيوز تصدقت مبايل درمها فريى املخاطب وأما قول الناسوكان السمن منوين فإمنا استغنوا هاهنا عن ذكر الدرهم ملا يف صدورهم من علمه

هذا وألن الدرهم هو الذي يسعر عليه فكأهنم إمنا يسألون عن مثن الدرهم يف الرببستني وتركوا ذكر الكر استغناء مبا يف صدورهم من علمه : املوضع كما يقولون

وبعلم املخاطب ألن املخاطب قد علم ما يعين فكأنه إمنا يسأل هنا عن مثن . الكر كما سأل األول عن مثن الدرهم

. وكذلك هذا وما أشبهه فأجره كما أجرته العربت الشاء شاة ودرهم إمنا يريد شاة بدرهم وجيعل بدرهم بع : وزعم اخلليل أنه جيوز

كل رجل : خربا للشاة وصارت الواو مبنزلة الباء يف املعىن كما كانت يف قولك . وضيعته يف معىن مع

وإذا قلت شاة بدرهم فإن بدرهم ليس مبنيا على اسم قبله ولكنه إمنا جاء ليبني . لتبني من تعين يف سقيا " لك " به السعر كما جاءت

. فاه إىل يف ومل تب على ما قبلها : فالباء هاهنا مبنزلة إىل يف قولكوكذلك ما انتصب يف هذا الباب وكان ما بعده مما جيوز أن يبىن على ما قبله يف

. هذا الباب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

234

بعت الدار ذراع بدرهم كما جاز لك : وزعم اخلليل رمحه اهلل أنه جيوز أن تقول . يف الشاء

. بعت دارى الذراعان بدرهم وبعت الرب القفيزان بدرهم : وزعم أنه يقولفاه إىل يف ألن هذا يف بابه مبنزلة املصار اليت تكون حاال : ومل يشبه هذا بقوله

أرسلها العراك وفعلت ذاك : لقيته كفاحا وحنو قوله : يقع فيها األمر حنو قولك . طاقيت

ا الباب تدخله األلف والالم ويكون معرفة باإلضافة وليس كل مصدر يف هذ . وليس كل املصادر يف هذا الباب يكون فيها هذا فاألمساء أبعد

جتعله معرفة وجتعله حاال يكون فيه " فلذلك كان الذراع رفعا ألنه ال جيوز أن وقاعدا تدخل األلف والالم يف قولك لقيته قائما " األمر كما أنه ال جيوز لك أن

ضربته القائم فلما قبح ذلك يف : " تقول " أن تقولك لقيته القائم والقاعد وال . لقيته يده فوق رأسه : الذراع جعل مبنزلة قولك

. بعته ربح الدرهم درهم ال يكون فيه النصب على حال : ومثل ذلكيف الدرهم : ت تقولرحبت الدرهم درمها حمال ح : وزعم اخلليل رمحه اهلل أن قوهلم

. وللدرهم . وكذلك وجدنا العرب تقول

. فاحذف حرف اجلر وأنوه : فإن قال قائل . ال جيوز ذلك كما ال تقول مررت أخاك وأنت تريد بأخيك : قيل له

. فهذا ال يقال أيضا : ال جيوز حذف الباء من هذا قيل له : فإن قال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

235

مين يده يف يدي الرفع ال يكون غريه ألن هذا اليكون كل : وقال اخلليل رمحه اهلل . من صفة الكالم

رجعت عودك يف بدئك مفعوال مبنزلة : إن شئت جعلت : وقال اخلليل رمحه اهللثنيت عودى على : رجعت املال على أي رددت املال علي كأنه قال : قولك . بدئى

هذا باب ما ينتصب فيه االسم ألنه حال فيه السعر وإن كنت مل تلفظ بفعل ولكنه حال يقع فيه السعر فينتصب كما يقع

انتصب لو كان حاال وقع فيه الفعل ألنه يف أنه حال وقع فيه أمر يف املوضعني . سواء

. لك الشاء شاة بدرهم شاة بدرهم : وذلك قولكفيها : لك الشاء شاة بدرهم شاة بدرهم كما قلت : وإن شئت ألغيت لك فقلت

. زيد قائم رفعتالشاء لك فإن شئت رفعت وإن شئت نصبت وصار لك الشاء إذا : وإذا قلت

. استقر زيد قائما : نصبت مبنزلة وجب الشاء كما كان فيها زيد قائما مبنزلة باب خيتار فيه الرفع والنصب لقبحه أن يكون صفة

. درهممررت برب قبل قفيز بدرهم قفيز ب : وذلك قولكالعجب من بر مررنا به قبل : ومسعنا العرب املوثوق هبم ينصبونه مسعناهم يقولون

فحملوه على املعرفة وتركوا النكرة لقبح النكرة أن " قفيزا بدرهم " قفيزا بدرهم . تكون موصوفة مبا ليس صفة وإمنا هو اسم كالدرهم واحلديد

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

236

وهذا خامتك حديدا وال حيسن أن جتعله هذا مالك درمها : أال ترى أنك تقول . صفة فقد يكون الشيء حسنا إذا كان خربا وقبيحا إذا كان صفة

. مررت برب قبل قفيز بدرهم فجعلوا القفيز مبتدأ : وأما الذين رفعوه فقالوا . وقولك بدرهم مبنيا عليه

باب ما ينتصب من الصفات كانتصاب األمساء يف الباب األول . أبيعكه الساعة ناجزا بناجز وسادوك كابرا عن كابر : وذلك قولك . بعته رأسا برأس : فهذا كقولك

باب ما ينتصب فيه الصفة ألنه حال فاه إىل يف : وقع فيه األلف والالم شبهوه مبا يشبه من األمساء باملصادر حنو قولك

. وليس بالفاعل وال املفعولولك عوده على بدئه وليس مبصدر كذلك شبهوا الصفة فكما شبهوا هذا بق

باملصدر وشذ هذا كما شذت املصادر يف باهبا حيث كانت حاال وهي معرفة . وكما شذت األمساء اليت وضعت موضع املصدر

وما يشبه بالشيء يف كالمهم وليس مثله يف مجيع أحواله كثري وقد بني فيما . مضى وسرتاه أيضا إن شاء اهلل

دخلوا األول فاألول وجرى على قولك واحدا فواحدا ودخلوا رجال : هو قولكو . رجال

دخلوا األول فاألول جعله بدال ومحله على الفعل كأنه : وإن شئت رفعت فقلت " : دخلوا رجل فرجل جتعله بدال كما قال عز وجل : دخل وإن شئت قلت : قال

. بالناصية

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

237

. " ناصية كاذبة ادخل : ادخلوا فأمرت فالنصب الوجه وال يكون بدال ألنك لو قلت : فإن قلت

األول فاألول أو رجل رجل مل جيز وال يكون صفة ألنه ليس معىن األول فاألول . أنك تريد أن تعرفه بشيء حتليه به

قومك األول فاألول أتونا مل يستقم وليس معناه معىن كلهم فأجرى : لو قلت . ستهم ووحدهجمرى مخ

مررت به واحده وال هبما : وال جيوز يف غري األول هذا كما ال جيوز أن تقول . اثنيهما

ادخلوا األول فاألول ألن معناه ليدخل فحمله على املعىن : وكان عيسى يقولادخلوا األول واآلخر : فإذا قلت " ليبك يزيد ضارع خلصومة " : وليس بأبعد من

. الكبري فالرفع ألن معناه معىن كلهم كأنه قالك ليدخلوا كلهموالصغري و وإذا أردت بالكالم أن جتريه على االسم كما جتري النعت مل جيز أن تدخل الفاء

مررت بزيد : مررت بزيد أخيك وصاحبك كان حسنا ولو قلت : ألنك لو قلت . أخيك فصاحبك والصاحب زيد مل جيز

. زك فصاحبك ذاهب مل جيززيد أخ : وكذلك لو قلت : ولو قلتها بالواو حسنت كما أنشد كثري من العرب والبيت ألمية بن أيب عائذ

. قبح " فشعث " ويأوي إىل نسوة عطل وشعث مراضيع مثل السعايل ولو قلت . ادخلوا األول فاألول والوسط واآلخر : وقال اخلليل "

. " لى جواز كلكم محله على البدل يكون ع : ال يكون فيه غريه وقال هذا باب ما ينتصب من األمساء والصفات ألهنا أحوال تقع فيها األمور

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

238

. هذا بسرا أطيب منه رطبا : وذلك قولك . فإن شئت جعلته حينا قد مضى وإن شئت جعلته حينا مستقبال

ل وإذ كان فيما وإمنا قال الناس هذا منصوب على إضمار إذا كان فيما يستقب . مضى ألن هذا ملا كان ذا معناه أشبه عندهم أن ينتصب على إذا كان

هذا التمر أطيب منه البسر ألن كان قد : ولو كان على إضمار كان لقلت " . " ينصب املعرفة كما ينصب النكرة فليس هو على كان ولكنه حال

ما تكون وبرجل خري ما مررت برجل أخبث ما يكون أخبث منك أخبث : ومنهيكون خري منك خري ما تكون وهو أخبث ما يكون أخبث منك أخبث ما

. تكون . فهذا كله حممول على مثل ما محلت عليه ما قبله

مررت برجل خري ما يكون خري منك كأنه يريد برجل خري : وإن شئت قلت . أحواله خري منك أي خري من أحوالك

من أحوالك كما جاز أن " خري " : منك وهو يريد خري : وجاز له أن يقول . هنارك صائم وليلك قائم : تقول

الرب أرخص ما يكون قفيزان أي الرب أرخص أحواله اليت يكون عليها : وتقول . الرب أرخصه قفيزان : قفيزان كأنك قلت

بن ومن ذلك هذا البيت تنشده العرب على أوجه بعضهم يقول وهو قول عمرو احلرب أول ما تكون فتية تسعى ببزهتا لكل جهول أي أعرب أوهلا : معد يكرب

. ذهبت بعض أصابعه : فتية ولكنه أنث األول كما تقول . أي إذا كانت يف ذلك احلني " احلرب أول ما تكون فتية " : وبعضهم يقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

239

احلرب أول أحواهلا إذا : كأنه قال " احلرب أول ما تكون فتية " : وبعضهم يقول . عبد اهلل أحسن ما يكون قائما : كانت فتية كما تقول

. الرب أرخص ما يكون قفيزان : ومن رفع الفتية ونصب األول على احلال قال . الرب أرخص ما يكون قفيزين : ومن نصب الفتية ورفع األول قال

إال النصب ألنه ال جيوز لك وأما عبد اهلل أحسن ما يكون قائما فال يكون فيه . أن جتعل أحسن أحواله قائما على وجه من الوجوه

عبد اهلل أخطب ما يكون يوم اجلمعة والبداوة أطيب ما تكون شهري : وتقولأخطب ما يكون عبد اهلل يف يوم اجلمعة وأطيب ما تكون : ربيع كأنك قلت

. البداوة يف شهري ربيعخطب ما يكون األمري يوم اجلمعة وأطيب ما تكون أ : ومن العرب من يقول

أخطب أيام األمري يوم اجلمعة وأطيب أزمنة البداوة : البداوة شهرا ربيع كأنه قال . شهرا ربيع

أطيب االزمنة اليت : وجاز أخطب أيامه يوم اجلمعة على سعة الكالم وكأنه قالون فيها األمري خطيبا يوم تكون فيها البداوة شهرا ربيع وأخطب األيام اليت يك

. اجلمعة . آتيك يوم اجلمعة أبطوه على معىن ذاك أبطؤه : وتقول

: كأنه قيل له أي غاية هذه عندك وأي إتيان ذا عندك أسريع أم بطيء فقال . ذاك أبطؤه : أبطوه على معىن

يته آتيك يوم اجلمعة أو يوم السبت أبطؤه أو يوم السبت أبطؤه واعط : وتقول . " وأعطيته درمها أو درمهان أكثر ما أعطيته " درمها أو درمهني أكثر ما أعيته

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

241

. أكثر ما أعطيته : وإن شاء نصب الدرمهني وقال . وإن شاء نصب أكثر أيضا على أنه حال وقعت فيه العطية

. آتيك يوم اجلمعة أبطأه أي أبطأ اإلتيان يوم اجلمعة : وإن شاء قالما ينتصب من األماكن والوقت وذلك ألهنا ظروف تقع فيها األشياء باب

وتكون فيها فانتصب ألنه موقوع فيها ومكون فيها وعمل فيها ما قبلها كما أن العلم إذا قلت أنت الرجل علما عمل فيه ما قبله وكما عمل يف الدرهم عشرون

. عشرون درمها : إذا قلت . ا قبلهاوكذلك يعمل فيها ما بعدها وم

فاملكان قولك هو خلفك وهو قدامك وأمامك وهو حتتك وقبالتك وما أشبه . ذلك

وهو ناحية الدار وهو ناحيتك وهو " هو ناحية من الدار : ومن ذلك قولك أيضا : وهو مكانا صاحلا وداره ذات اليمني وشرقى كذا قال الشاعر وهو جرير " حنوك

منازهلم : رتكم عند الصفاة اليت شرقي حورانا وقالواهبت جنوبا فذكرى ما ذك . ومشاال " ويسارا " ميينا

صددت الكأس عنا أم عمرو وكان الكأس : قال الشاعر وهو عمرو ابن كلثوم . جمراها اليمينا أي على ذات اليمني حدثنا بذلك يونس عن أيب عمرو وهو رأيه

سرى : ومسعنا بعض العرب ينشده كذا هو قصدك كما قال الشاعر : وتقولبعدما غار الثريا وبعدما كأن الثريا حلة الغور منخل أي قصده يقال هو حلة

. الغور أي قصده مسعنا ذلك ممن يوثق به من العرب . مها خطان جنابت أنفها يعين اخلطني اللذين اكتنفا جنيب أنف الظبية : ويقال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

241

ن الفوارس يوم احلنو ضاحية جنيب فطيمة ال ميل حن : وقال الشاعر وهو األعشىوال عزل فهذا كله انتصب على ما هو فيه وهو غريه وصار مبنزلة املنون الذي

" هو " خري منك عمال فصار " هو " : يعمل فيما بعده حنو العشرين وحنو قوله . خلفك وزيد خلفك مبنزلة ذلك

والذي هو يف موضع خربه كما أنك إذا والعامل يف خلف الذي هو موضع له عبد اهلل أخوك فاآلخر قد رفعه األول وعمل فيه وبه استغىن الكالم وهو : قلت

. منفصل منههو موضعه وهو مكانه وهذا مكان هذا وهذا رجل : ومن ذلك قول العرب

. مكانك إذا أردت البدل . هذا يف مكان ذا وهذا رجل يف مكانك : كأنك قلت

معي رجل مكان فالن أي معي رجل : اذهب معك بفالن فيقول : يقال للرجلو يكون بدال منه ويغين غناءه ويكون واعلم أن هذه األشياء كلها انتصاهبا من

. وجه واحد . هو صددك وهو سقبك وهو قربك : ومثل ذلك

. واعلم أن هذه األشياء كلها قد تكون أمساء غري ظروف مبنزلة زيد وعمرو . دارك ذات اليمني : مسعنا من العرب من يقول

فغدت كال الفرجني حتسب أنه موىل املخافة خلفها : وقال الشاعر وهو لبيدهذا سواءك وهذا رجل سواءك فهذا مبنزلة مكانك إذا : وأمامها ومن ذلك أيضا

. جعلته يف معىن بذلك . وال يكون امسا إال يف الشعر

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

242

ملا اضطر يف الشعر جعله منزلة غري قال الشاعر وهو رجل من قال بعض العربوال ينطق الفحشاء من كان منهم إذا قعدوا منا وال من سوائنا وقال : األنصار

جتانف عن جو اليمامة ناقيت وما قصدت من أهلها : اآلخر وهو األعشىأنت يف حال أنت كعبد اهلل أي : أنت كعبد اهلل كأنه يقول : لسوائكا ومثل ذلك

. كعبد اهلل فأجرى جمرى بعبد اهلل . إال أن ناسا من العرب إذا اضطروا يف الشعر جعلوها مبنزلة مثل

وصاليات ككما يؤثفني : وقال خطام اجملاشعى : " وهو محيد األرقط " قال الراجز لى مررت مبن سواءك وع : ويدلك على أن سواءك وكزيد مينزلة الظروف أنك تقول

من سواءك والذي كزيد فحسن هذا كحسن من فيها والذي فيها وال حتسن . األمساء ههنا وال تكثر يف الكالم

. مررت مبن فاضل أو الذي صاحل كان قبيحا : لو قلت . فهكذا جمرى كزيد وسواءك

كيف أنت إذا أريدت : كيف أنت إذا أقبل قبلك وحنى حنوك كأنه قال : وتقولأقبل قبلك : إذا حنى حنوك وأما حني قال : إذا أريد ما عندك حني قالناحيتك و . كيف أنت إذا أقبل النقب الركاب جعلهما امسني : فكأنه قال

هو : وزعم اخلليل رمحه اهلل أن النصب جيد إذا جعله ظرفا وهو مبنزلة قول العرب . قريب منك وهو قريبا منك أي مكانا قريبا منك

هل قربك : هل قريبا منك أحد كقوهلم : يونس أن العرب تقول يف كالمها حدثنا . أحد

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

243

هو دونك يف الشرف ألن هذا إمنا هو : وأما دونك فإنه ال يرفع أبدا وإن قلت . مثل كما كان هذا مكان ذا يف البدل مثال ولكنه على السعة

: كنه جاز هذا كما تقولوإمنا األصل يف الظروف املوضع واملستقر من األرض ول . إنه لصلب القناة وإنه ملن شجرة صاحلة ولكنه على السعة

وأما قصد قصدك فمثل حنى حنوك وأقبل قبلك يرتفع كما يرتفعان وينتصب كما . ينتصبان

. هو دونك إذا جعلت األول اآلخر ومل جتعله رجال : وإن شئت قلتأي هو دون من القوم وهذا ثوب دون إذا هو دون يف غري اإلضافة : وقد يقولون . كان رديئا

كل مكان حيسن أن يكون ظرفا فمما ال " ال " واعلم أنه ليس كل موضع و حيسن أن يكون ظرفا أن العرب التقول هو جوف املسجد وال هو داخل الدار

. هو يف جوفها ويف داخل الدار ومن خارجها : وال هو خارج الدار حت تقولوإمنا فرق بني خلف وما أشبهها وبني هذه احلروف ألن خلف وما أشبهها

. لألماكن اليت تلي األمساء من أقطارهاعلى هذا جرت عندهم واجلوف واخلارج عندهم مبنزلة الظهر والبطن والرأ س واليد

وصارت خلف وما أشبهها تدخل على كل اسم فتصري أمكنة تلي االسم من ومن أعاله وأسفله وتكون ظروفا كما وصفت لك وتكون أمساء نواحيه وأقطاره

هو ناحية الدار إذا أردت الناحية بعينها وهو يف ناحية الدار فتصري : كقولك . هو يف بيتك ويف دارك : مبنزلة قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

244

زيد وسط الدار : ويدلك على أن اجملرور مبنزلة االسم غري الظرف أنك تقولضربت وسطه مفتوحا : وسط الدار فيصري مبنزلة قولك يف : وضربت وسطه وتقول

. مثلهواعلم أن الظروف بعضها أشد متكنا من بعض يف األمساء حنو القبل والقصد

. والناحية . وأما اخللف واألمام والتحت فهن أقل استعماال يف الكالم أن جتعل أمساء

. وقد جاءت على ذلك يف الكالم واألشعارجتري جمرى خلفك وأمامك ولكنا عزلناها لنفسر معانيها ألهنا وهذه حروف

. غرائبفمن ذلك حرفان ذكرنامها يف الباب األول مث مل نفسر معنامها ومها صددك

هو وزن اجلبل أي ناحية : ومعناه القصد وسقبك ومعناه القرب ومنه قول العرب . منه وهم زنة اجلبل أي حذاءه

. هم قرابتك أي قربك يعين املكان : ومن ذلك قول العرب . وهم قرابتك يف العلم أي قريبا منك يف العلم

هو حذاءه وإزاءه وحواليه بنو فالن وقومك أقطار : وكان هذا مبنزلة قول العرب . البالد

إذا ما نعشناه على الرحل ينثين : ومن ذلك قول الشاعر وهو أبو حية النمريي : " جنيب فطيمة " عطفاه فصار مبنزلة : قدم ومساالهمساليه عنه من وراء وم

باملكان غري املختص شبهت به إذ كانت تقع على األماكن وذلك قول العرب . هو مىن منزلة الشغاف وهو مين منزلة الولد : مسعناه منهم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

245

هو مين مبنزلة الولد فإمنا أردت أن جتعله يف ذلك : ويدلك على أنه ظرف قولكمنزيل مكان كذا وكذا وهو مين مزجر الكلب وأنت مين : ضع فصار كقولكاملو

. مقعد القابلة وذلك إذا دنا فلزق بك من بني يديكفوردن والعيوق مقعد رابئ ال ضرباء خلف النجم : قال الشاعر وهو أبو ذؤيب

. ال يتتلع وهو منك مناط الثريامناط الثريا قد تعلت جنومها وإن بين حرب كما قد علمتم : وقال األحوص

هو مين مكان السارية : هو مين معقد اإلزار فأجرى هذا جمرى قولك : وقالوذلك ألهنا أماكن ومعناها هو مين يف املكان الذي يقعد فيه الضرباء ويف املكان الذي نيط به الثريا وباملكان الذي ينزل به الولد وأنت مين يف املكان الذي تقعد

بلة وباملكان الذي يعقد عليه اإلزار فإمنا أراد هذا املعىن ولكنه حذف فيه القا . الكالم

وجاز ذلك كما جاز دخلت البيت وذهبت الشأم ألهنا أماكن وإن مل تكن . كاملكان

هو مين جملسك أو متكأ زيد أو مربط : وليس جيوز هذا يف كل شيء لو قلت . الفرس مل جيز

. ملت العرب وأجز منه ما أجازوافاستعمل من هذا ما استع . هو مين درج السيل أي مكان درج السيل من السيل : ومن ذلك قول العرب

أنصب للمنية تعرتيهم رجايل أم هم درج السيول : قال الشاعر وهو ابن هرمة . ويقال رجع أدراجه أي رجع يف الطريق الذي جاء فيه

. وا ذلك اجملرى درج السيولهذا معناه فأجرى جمرى ما قبله كما أجر

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

246

هو مين فرسخان وهو مين عدوة الفرس : وأما ما يرتفع من هذا الباب فقولك . وهو مين يومان وهو مين فوت اليد " وغلوة السهم " ودعوة الرجل

فإمنا فارق هذا الباب األول ألن معىن هذا أنه خيرب أن بينه وبينه فرسخني ويومني . ا ودعوة الرجل وفوت

. ومعىن فوت اليد أنه يريد أن يقرب ما بينه وبينه : فهذا على هذا املعىن وجرى على الكالم األول كأنه هو لسعة الكالم كما قالوا

. أخطب ما يكون األمري يوم اجلمعةأنت مين مرأى ومسمع فإمنا رفعوه ألهنم جعلوه هو األول حت : وأما قول العرب . أنت مين قريب : صار مبنزلة قوهلم

: أنصب للمنية تعرتيهم رجايل أم هم درج السيول فجعلهم هم الدرج كما تقولعبد اهلل خلفك إذا : زيد قصدك إذا جعلت القصد زيدا وكما جيوز لك أن تقول

. جعلته هو اخللفواعلم أن هذه احلروف بعضها أشد متكنا يف أن يكون امسا من بعض كالقصد

لقبل والناحية وأما اخللف واألمام والتحت والدون فتكون أمساء وكينونة والنجو وا . أمساء أكثر وأجرى يف كالمهم " تلك "

وكذلك مرأى ومسمع كينونتهما أمساء أكثر ومع ذلك إهنم جعلوه امسا خاصا . مبنزلة اجمللس واملتكأ وما أشبه ذلك فكرهوا أن جيعلوه ظرفا

الناس ينصبه جيعله مبنزلة درج السيول فينصبه وهو قليل وقد زعموا أن بعض مبرأى ومسمع فصار غري االسم األول يف املعىن واللفظ شبهوه : كأهنم ملا قالوا

. هو مين مينزلة الولد : بقوله

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

247

هو مين مزجر الكلب جيعلونه مبنزلة مرأى : وقد زعم يونس أن ناسا يقولون . ومسمع

وأنت مكانك من : علونه هو األول فيجري كقول الشاعروكذلك مقعد ومناط جيوائل مكان القراد من است اجلمل وإمنا حسن الرفع ههنا ألنه جعل اآلخر هو

. له رأس رأس احلمار : األول كقولك . ولو جعل اآلخر ظرفا جاز ولكن الشاعر أراد أن يشبه مكانه بذلك املكان

سخا فانتصب ألن خلف خرب للدار وهو كالم دارى خلف دارك فر : وأما قوهلمدارى خلف دارك أهبم فلم يدر ما : قد عمل بعضه يف بعض واستغىن فلما قال

. فرسخا وذراعا وميال أراد أن يبني : قدر ذاك فقالله عشرون درمها يف : فيعمل هذا الكالم يف هذه الغايات بالنصب كما عمل

منون يعمل فيما ليس من امسه وال هو هو كما الدرهم كأن هذا الكالم شيء . أفضلهم رجال بتلك املنزلة : كان

دارى خلف دارك فرسخان تلغي خلف كما تلغي فيها إذا : وإن شئت قلت . فيها زيد قائم : قلت

داري من خلف دارك فرسخان فشبهه : وزعم يونس أن أبا عمرو كان يقولن خلف ههنا اسم وجعل من فيها مبزلتها يف دارك مين فرسخان أل : بقولك . االسم

. وهذا مذهب قويأنت من : خلف فتنصب وترفع ألنك تقول : وأما العرب فتجعله مبنزلة قولك

. خلفي ومعناه أنت خلفي ولكن الكالم حذف

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

248

. دارك من خلف داري فيستغىن الكالم : أال ترى أنك تقولأنت مين ما دمنا نسري فرسخني فيكون ظرفا كما أنت مين فرسخني أي : وتقول

. كان ما قبله مما شبه باملكانوأما الوقت والساعات واأليام والشهور والسنون وما أشبه ذلك من األزمنة

إذا جعلت يوم " القتال يوم اجلمعة " : واألحيان اليت تكون يف الدهر فهو قولك . " اهلالل الليلة " اجلمعة ظرفا و

. وإمنا انتصبا ألنك جعلتهما ظرفا وجعلت القتال يف يوم اجلمعة واهلالل يف الليلة . الليلة اهلالل واليوم القتال نصبت التقدمي والتأخري يف ذلك سواء : وإن قلت

. وإن شئت رفعت فجعلت اآلخر األول . اليوم اجلمعة واليوم السبت وإن شئت رفعت : وكذلكم األحد واليوم االثنان فإنه ال يكون إال رفعا وكذلك إىل اخلميس ألنه فأما اليو

. اليوم اخلامس والرابع : ليس يعمل فيه كأنك أردت أن تقولاليوم مخسة عشر من الشهر إمنا أردت هذا اليوم متام مخسة عشر من : وكذلك

. االعام عامه : الشهر ويومان من الشهر رفع كله فصار مبنزلة قولكاليوم يومك فيجعل اليوم األول مبنزلة اآلن ألن الرجل قد : ومن العرب من يقول

. أنا اليوم أفعل ذاك وال يريد يوما بعينه : يقول . عهدي به قريبا وحديثا إذا مل جتعل اآلخر هو األول : وتقول

. فإن جعلت اآلخر هو األول رفعت . ن الدهروإذا نصبت جعلت احلديث والقريب م

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

249

عهدي به قائما وعلمي به ذا مال فتنصب على أنه حال وليس بالعهد : وتقول . وال العلم وليسا هنا ظرفني

. ضريب عبد اهلل قائما على هذا الذي ذكرت لك : وتقول . واعلم أن ظروف الدهر أشد متكنا يف األمساء ألهنا تكون فاعلة ومفعولة

. نهار واستوفيت أيامك فأجرى الدهر هذا اجملرىأهلكك الليل وال : تقول . فأجر األشياء كما أجروها

هذا باب اجلر واجلر إمنا يكون يف كل اسم مضاف إليه واعلم أن املضاف إليه ينجر بثالثة

أشياء: بشيء ليس باسم وال ظرف وبشيء يكون ظرفا وباسم ال يكون ظرفا." مررت بعبد اهلل وهذا لعبد اهلل وما أنت : ولكفأما الذي ليس باسم وال ظرف فق

كزيد ويالبكر وتاهلل ال أفعل ذاك ومن ويف ومذ وعن ورب وما أشبه ذلك وكذلك . أخذته عن زيد وإىل زيد

وأما احلروف اليت تكون ظرفا فنحو خلف وأمام وقدام ووراء وفوق وحتت وعند . من فوقك وذهب من معه : من عليك كما تقول : وقبل ومع وعلى ألنك تقول

. وعن أيضا ظرف مبنزلة ذات اليمني والناحية . من ناحية كذا وكذا : من عن ميينك كما تقول : أال ترى أنك تقول

وقبالة ومكانك ودون وقبل وبعد وإزاء وحذاء وما أشبه هذا من األمكنة . واألزمنة

أخيك وكذلك سائر هذه أنت خلف عبد اهلل وأمام زيد وقدام : وذلك قولك . احلروف

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

251

. وهذه الظروف أمساء ولكنها صارت مواضع لألشياء . مثل وغري وكل وبعض : وأما األمساء فنحو

هذا : محار وجدار ومال وأفعل حنو قولك : ومثل ذلك أيضا األمساء املختصة حنوعبد اهلل وهذا هذا مثل : أعمل الناس وما أشبه هذا من األمساء كلها وذلك قولك

. كل مالك وبعض وهذا محار زيد وجدار أخيك ومال عمرو . وهذا أشد الناس

وأما الباء وما أشبهها فليست بظروف وال أمساء ولكنها يضاف هبا إىل االسم ما . قبله أو ما بعده

يا لبكر فإمنا أردت أن جتعل ما يعمل يف املنادى من الفعل املضمر : فإذا قلت . إىل بكر بالالم مضافا

. مررت بزيد فإمنا أضفت املرور إىل زيد بالباء وكذلك هذا لعبد اهلل : وإذا قلت . أنت كعبد اهلل فقد أضفت إىل عبد اهلل الشبه بالكاف : وإذا قلت . أخذته من عبد اهلل فقد أضفت األخذ إىل عبد اهلل مبن : وإذا قلت . " مبذ " ألمر إىل وقت من الزمان مذ زمان فقد أضفت ا : وإذا قلت . أنت يف الدار فقد أضفت كينونتك يف الدار إىل الدار بفي : وإذا قلت . فيك خصلة سوء فقد أضفت إليه الرداءة بفي : وإذا قلت . رب رجل يقول ذاك فقد أضفت القول إىل الرجل برب : وإذا قلت . أضفت احللف إىل اهلل سبحانه باهلل واهلل وتاهلل فإمنا : وإذا قلت

. يالبكر : كما أضفت النداء بالالم إىل بكر حني قلت . وكذلك رويته عن زيد باب جمرى النعت على املنعوت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

251

والشريك على الشريك والبدل على املبدل منه وما أشبه ذلك فأما النعت الذي جمرورا مثل مررت برجل ظريف قبل فصار النعت : جرى على املنعوت فقولك

. املنعوت ألهنما كاالسم الواحدمن قبل أنك مل ترد الواحد من الرجال الذين كل " وإمنا صارا كاالسم الواحد "

واحد منهم رجل ولكنك أردت الواحد من الرجال الذين كل واحد منهم رجل . ظريف فهو نكرة وإمنا كان نكرة ألنه من أمة كلها له مثل امسه

الرجال كل واحد منهم رجل والرجال الظرفاء كل واحد منهم رجل وذلك أن . ظريف فامسه خيلطه بأمته حت ال يعرف منها

. مررت برجل عاقل كرمي مسلم فأجره على أوله : فإن أطلت النعت فقلتمررت برجل أميا رجل فإميا نعت للرجل يف كماله وبذة غريه : ومن النعت أيضا

. برجل كاملمررت : كأنه قال . مررت برجل حسبك من رجل : ومنه

. فهذا نعت للرجل بإحسابه إياك من كل رجلومررت برجل ما " وناهيك من رجل " كافيك من رجل ومهك من رجل : وكذلك

" شئت من رجل ومررت برجل شرعك من رجل ومررت برجل هدك من رجل . " وبامرأة هدك من امرأة

ى معىن واحد وما كان منه جيري فيه اإلعراب فصار نعتا ألوله جرى فهذا كله عل . على أوله

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

252

مررت برجل هدك من رجل ومررت بامرأة : ومسعنا بعض العرب املوثوق هبم يقولمبنزلة كفاك " فعل وفعلت : مفتوحا كأنه قال " هدتك من امرأة فجعله فعال

. وكفتك . جل مثلكمررت بر : ومن النعت أيضا

فمثلك نعت على أنك قلت هو رجل كما أنك رجل ويكون نعتا أيضا على أنه . مل يزد عليك ومل ينقص عنك يف شيء من األمور

مررت برجل : مررت برجل مثلك أي صورته شبيهة بصورتك وكذلك : ومثله . ضربك وشبهك

افات إىل معرفة وكذلك حنوك جيرين يف املعىن واإلعراب جمرى واحدا وهن مض . صفات لنكرة

هذا مثلك مقبال وهذا زيد مثلك إذا قدمه جعله معرفة وإذا : ويونس يقول " . أخره جعله نكرة

. " ومن العرب من يوافقه على ذلك . مررت برجل شر منك فهو نعت على أنه نقص أن يكون مثله : ومنه . ه قد زاد على أن يكون مثلهمررت برجل خري منك فهو نعت له بأن : ومنهمررت برجل غريك فغريك نعت يفصل به بني من نعته بغري وبني من : ومنه

. نعت على حنو غري " فآخر " مررت برجل آخر : أضفتها إليه حت ال ومنهمررت برجل حسن الوجه نعت الرجل حبسن وجهه ومل جتعل فيه اهلاء هي : ومنه

حسن وجهه ألنه إذا قيل حسن الوجه علم أنه ال يعين : ولإضمار الرجل كما تق . من الوجوه إال وجهه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

253

مررت بامرأة حسنة الوجه إمنا أدخلت اهلاء يف احلسنة ألن احلسنة : ومثل ذلكإمنا وقعت نعتا هلا مث بلغت به بعد ما صار نعتا هلا حيث أردت فمن مث صارت

. فيها اهلاءه يف اللفظ وإن كان املعىن واحدا ألن احلسن ههنا وليست مبنزلة حسن وجه

لألول مث تضيفه إىل من تريد وحسن الوجه مضاف إىل معرفة صفة للنكرة فلما . كانت صفة للنكرة أجريت جمراها كما جرت جمراها أخواهتا مثل وما أشبهها

نجرد مب : ومما يكون نعتا للنكرة وهو مضاف إىل معرفة قول الشاعر امرؤ القيسمررت على ناقة عرب : قيد األوابد الحه طراد اهلوادي كل شأ ومغرب ومنه أيضا

. اهلواجرومما يكون مضافا إىل املعرفة ويكون نعتا للنكرة األمساء اليت أخذت من الفعل

. فأريد هبا معىن التنوين مررت : مررت برجل ضاربك فهو نعت على أنه سيضربه كأنك قلت : من ذلك

. برجل ضارب زيدا ولكن حذف التنوين استخفافا وإن أظهرت االسم وأردت التخفيف واملعىن معىن التنوين جرى جمراه حني كان

مررت برجل ضاربه رجل فإن شئت محلته على أنه : االسم مضمرا وذلك قولك : سيفعل وإن شئت على أنك مررت به وهو يف حال عمل وذلك قوله عز وجل

. " عارض ممطرنا هذا " . فالرفع ههنا كاجلر يف باب اجلر

واعلم أن كل مضاف إىل معرفة وكان للنكرة صفة فإنه إذا كان موصوفا أو وصفا . أو خربا أو مبتدأ مبنزلة النكرة املفردة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

254

ظللنا مبسنت احلرور كأننا لدى : جرير " الشاعر وهو " ويدلك على ذلك قول . لدى مستقبل صائم : لريح صائم كأنه قالفرس مستقبل ا

سل اهلموم بكل معطى رأسه ناج خمالط صهبة متعيس : وقال املرار األسديمغتال أحبله مبني عنقه يف منكب زبن املطى عرندس مسعناه ممن يرويه من العرب

. ينشده هكذاهبا من سرت ختبط الظلماء من جانيب قسا وحب : ومنه أيضا قول ذي الرمة

. " الليل " ومن خابط " رأسه " بكل معط : خابط الليل زائر فكأهنم قالوايارب غابطنا لو كان يعرفكم القى مباعدة منكم وحرمانا وقال : ومثله قول جرير

" غابطنا " فرب ال يقع بعدها إال نكرة فذلك يدلك على أن : أبو حمجن الثقفي . نكرة " ومثلك "

يل عشرون مثله ومائة مثله فأجروا ذلك مبنزلة عشرين : ومن ذلك قول العرب . درمها ومائة درهم

. فاملثل وأخواته كأنه كالذي حذف منه التنوين يف قوله مثل زيدا وقيد األوابد . وهذا متثيل ولكنها كمائة وعشرين فلزمها شيء واحد وهو اإلضافة

. ينيريد أنك أردت معىن التنو . مائة درهم : فمثل ذلك قوهلم

. عشرون غريك على قوله عشرون مثلك : وزعم يونس أنه يقولمائة : وزعم يونس واخلليل رمحهما اهلل أن الدرهم ليست نكرة ألهنم يقولون

. الدرهم اليت تعلم فهي مبنزلة عبد اهلل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

255

اليت صارت صفة للنكرة وزعم يونس واخلليل أن هذه الصفات املضافة إىل املعرفة . قد جيوز فيهن كلهن أن يكون معرفة وذلك معروف يف كالم العرب

مررت بعبد اهلل ضاربك فجعلت : يدلك على ذلك أنه جيوز لك أن تقول . ضاربك مبنزلة صاحبك

مررت بزيد مثلك إذا أرادوا مررت بزيد املعروف بشبهك : وزعم يونس أنه يقول . فتجعل مثلك معرفة

. هذا مثلك قائما كأنه قال هذا أخوك قائما : ويدلك على ذلك قوله . إال حسن الوجه فإنه مبنزلة رجل ال يكون معرفة

مررت : هذا احلسن الوجه فيصري ومن النعت أيضا : وذاك أنه جيوز لك أن تقول شك يف " ولكنه " برجل إما قائم وإما قاعد فقد أعلمهم أنه ليس مبضطجع

. القيام والقعود وأعلمهم أنه على أحدمها : مررت برجل ال قائم وال قاعد جر ألنه نعت كأنك قلت : ومن النعت أيضا

: مررت برجل قائم وكأنك حتدث من يف قلبه أن ذاك الرجل قائم أو قاعد فقلت . ال قائم وال قاعد لتخرج ذلك من قلبه

. قهما ال ألن الركوب قبل الذهابمررت برجل راكب وذاهب واستح : ومنهمررت برجل راكب فذاهب استحقهما إال أنه بني أن الذهاب بعد الركوب : ومنه

. وأنه ال مهلة بينهما وجعله متصال بهمررت برجل راكب مث ذاهب فبني أن الذهاب بعده وأن بينهما مهلة : ومنه

. وجعله غري متصل به فصريه على حدة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

256

ت برجل راكع أو ساجد فإمنا هي مبنزلة إما وإما إال أن إما جياء هبا مرر : ومنه . ساجد فقد جيوز أن يقتصر عليه " أو " ليعلم أنه يريد أحد األمرين وإذا قال

. مررت برجل راكع ال ساجد إلخراج الشك أو لتأكيد العلم فيهما : ومنه . تدرك وإما نسي فذكربرجل راكع بل ساجد إما غلط فاس : مررت : ومنهمررت برجل حسن الوجه مجيلة جر ألنه حسن اخلاصة مجيلها والوجه : ومنه

. وحنوه خاص ولو كان حسن العامة لقال حسن مجيل . مررت برجل ذي مال أي صاحب مال : ومنه . مررت برجل رجل صدق منسوب إىل الصالح : ومنه

. مررت برجل صاحل : كأنك قلتمررت برجل فاسد ألن الصدق : مررت برجل رجل سوء كأنك قلت : وكذلك

. صالح والسوء فسادوليس الصدق ههنا بصدق اللسان لو كان كذلك مل جيز لك أن تقول هذا ثوب

. صدق ومحار صدق وكذلك السوء ليس يف معىن سؤتههما مثل مررت برجلني مثلني فتفسري املثلني أن كل واحد من : ومن النعت أيضا

. صاحبه . ومثل ذلك سيان وسواء

مررت برجلني مثلك أي كل واحد منهما مثلك ووجه آخر على اهنما : ومنه . مجيعا مثلك

. وكل ذلك جر

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

257

مررت برجلني غريك فإن شئت محلته على أهنما غريه يف اخلصال ويف : ومنهأنه قد ضم معك مررت برجلني آخرين إذا أردت : األمور وإن شئت على قوله

. برجل آخر إذا ثين به : يف املرور سواك فيصري كقولك . مررت برجلني سواء على أهنما يل يزيدا على رجلني ويل ينقصا من رجلني : ومنه

. وكذلك مررت بدرهم سواء . مررت برجلني مسلم وكافر مجعت االسم وفرقت النعت : ومنه أيضا

بأي ضرب مررت وإن : فر بدال كأنه أجاب من قالوإن شئت كان املسلم والكافما مها فالكالم على هذا وإن مل يلفظ به : شاء رفع كأنه أجاب من قال

. املخاطب ألنه إمنا جيري كالمه على قدر مسألتك عنده لو سألتهمررت برجلني رجل صاحل ورجل طاحل إن شئت صريته تفسريا لنعت : وكذلك

. ل توكيدا وصار إعادتك الرج . بأي رجل مررت : وإن شئت جعلته بدال كأنه جواب ملن قال

. فرتكت األول واستقبلت الرجل بالصفةوإن شئت رفعت على قوله فما مها ومما جاء يف الشعر قد مجع فيه االسم وفرق

بكيت وما بكا رجل حليم : " وهو رجل من باهلة " النعت وصار جمرورا قوله . بعني مسلوب وبال كذا مسعنا العرب تنشده والقوايف جمرورةعلى ر

رجلني مسلمني ورجل كافر مجعت االسم وفصلت : مررت بثالثة نفر : ومنه أيضا . العدة مث نعته وفسرته

. وإن شئت أجريته جمرى األول يف االبتداء فرتفعه ويف البدل فتجره

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

258

ى مستويات مخس كركرة وثفنات ملس خوى عل : العجاج " الرجز وهو " قال . على البدل وعلى الصفة : وهذا يكون على وجهني

" : ومثال ما جييء يف هذا الباب على االبتداء وعلى الصفة والبدل قوله عز وجل . " قد كان لكم آية يف فئتني التقتا فئة تقاتل يف سبيل اهلل وأخرى كافرة

. على الصفة وعلى البدل : جهنيومن الناس من جير واجلر على و رجل صحيحة ورجل رمى فيها الزمان : وكنت كذى رجلني : ومنه قول كثري عزة

فشلت فأما مررت برجل راكع وساجد ومررت برجل رجل صاحل فليس الوجه فيه إال الصفة وليس هذا مبنزلة مررت برجلني مسلم وكافر وال ما أشبهه من قبل أنك

. " ومنهم كذا " أحدمها كذا واآلخر كذا ومنهم كذا : تمث تبعض كأنك قل . مررت برجل قائم ومررت برجل قاعد فهذا اسم واحد : وإذا قلتمررت برجل مسلم وثالثة رجال مسلمني مل حيسن فيه إال اجلر ألنك : ولو قلت

مررت بقائم ومررت برجال : جعلت الكالم امسا واحدا حت صار كأنك قلت . مسلمني

كان عبد اهلل راكع ألنك إن شبهته : ولو جاز الرفع لقلت : وهذا قول يونس . كان أخواك راكع وساجد : بالتبعيض فالتبعيض ههنا رفع إذا قلت

مرت برجل وامرأة ومحار قيام فرقت األمساء ومجعت النعت فصارمجع : ومثل ذلكلمني ألن النعت ههنا ليس مبعضا مررت برجلني مس : النعت ههنا مبنزلة قولك

ولو جاز يف هذا الرفع جلاز مررت بأخيك وعبد اهلل وزيد قيام فصار النعت ههنا . مع األمساء مبنزلة اسم واحد

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

259

مررت بأربعة صريع وجريح ألن الصريع واجلريح غري األربعة فصار على : وتقول . منهم صريع ومنهم جريح : قولك

. " واجلزء " مررت برجل مثل رجلني وذلك يف الغناء : ومن النعت أيضا مررت برب ملء قدحني فالذي يضاف إليه امللء مقياس : وهذا مثل قولك

. ومكيال ومثقال وحنوه واألول موزون ومقيس ومكيل . بربين ملء قدح : مررت برجلني مثل رجل يف الغناء كقولك : وكذلكمررت برجل أسد شدة وجرأة إمنا تريد : ل وتقولمررت برجل مثل رج : وتقول

. مثل األسد : وهذا ضعيف قبيح ألنه اسم مل جيعل صفة وإمنا قاله النحويون شبه بقوهلم

. مررت بزيد أسدا شدة . وقد يكون خربا ما ال يكون صفة

. " مررت برجل نار محرة : ومثله " احل وما مررت برجل كرمي بل لئيم أبدلت مررت برجل صاحل بل ط : ومنه أيضا

. الصفة اآلخرة من الصفة األوىل وأشركت بينهما بل يف اإلجراء على املنعوتمررت برجل صاحل بل طاحل ولكنه جييء على النسيان أو الغلط فيتدارك : وكذلك

. كالمه ألنه ابتدأ بواجبن األول فجرى جمراه يف ما مررت برجل صاحل لكن طاحل أبدلت اآلخر م : ومثله

. بلمررت برجل صاحل ولكن طاحل فهو حمال ألن لكن ال يتدارك هبا بعد : فإن قلت

. إجياب ولكنها يثبت هبا بعد النفي

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

261

ما مررت برجل صاحل ولكن طاحل : وإن شئت رفعت فابتدأت على هو فقلتن احلروف وما مررت برجل صاحل بل طاحل ومررت برجل صاحل بل طاحل ألهنا م

. اليت يبتدأ هبا . " وقالوا اختذ الرمحن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون " : ومن ذلك قوله عز وجل

. فالرفع ههنا بعد النصب كالرفع بعد اجلر . وإن شئت كان اجلر على أن يكون بدال على الباء

وت كما أشركت واعلم أن بل وال بل ولكن يشركن بني النعتني فيجريان على املنع . بينهما الواو والفاء ومث وأو وال وإما وما أشبه ذلك

فأين راغب : ما مررت برجل مسلم فكيف رجل راغب يف الصدقة مبنزلة : وتقول . يف الصدقة

" وزعم يونس أن اجلر خطأ ألن أين وحنوها يبتدأ هبن وال يضمر بعدهن شيء . " كون بعدمها الفعل فهال دينارا إال أهنما مما ي : كقولك

. رأيت زيدا فأين عمرا أو فهل بشرا مل جيز : أال ترى أنك لو قلت . وقد بني ترك إضمار الفعل فيما مضى

. ولكن وبل ال يبتدآن وال يكونان إال على كالم فشبهن بإما وأو وحنومهافالوجه الرفع " هذا جحر ضب خرب " : ومما جرى نعتا على غري وجه الكالم

. وهو كالم أكثر العرب وأفصحهم . وهو القياس ألن اخلرب نعت اجلحر واجلحر رفع ولكن بعض العرب جيره

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

261

وليس بنعت للضب ولكنه نعت للذي أضيف إىل الضب فجروه ألنه نكرة كالضب وألنه يف موضع يقع فيه نعت الضب وألنه صار هو والضب مبنزلة اسم

. واحد . هذا حب رمان : أال ترى أنك تقولهذا حب رماين فأضفت الرمان إليك وليس لك الرمان إمنا : فإذا كان لك قلت

. لك احلب . هذه ثالثة أثوابك : ومثل ذلك

هذا جحر ضيب : فكذلك يقع على جحر ضب ما يقع على حب رمان تقولقلت جحر ضيب وليس لك الضب إمنا لك جحر ضب فلم مينعك ذلك من أن

واجلحر والضب مبنزلة اسم مفرد فاجنر اخلرب على الضب كما أضفت اجلحر . إليك مع إضافة الضب

هبم وبدارهم وقال : ومع هذا أهنم أتبعوا اجلر كما أتبعوا الكسر الكسر حنو قوهلمال يقولون إال هذان جحرا ضب خربان من قبل أن الضب : اخلليل رمحه اهلل

جحران وإمنا بغلطون إذا كان اآلخر بعدة األول وكان مذكرا مثله واحد واجلحرهذه جحرة ضباب خربة ألن الضباب مؤنثة وألن اجلحرة مؤنثهة : أو مؤنثا وقالوا

. والعدة واحدة فغلطواهذا جحر : وهذا قول اخلليل رمحه اهلل وال نرى هذا واألول إال سواء ألنه إذا قال

لبيان أنه ليس بالضب مثل ما يف التثنية من البيان أنه ضب متهدم ففيه من ا . ليس بالضب . كأن نسج العنكبوت املرمل فالنسج مذكر والعنكبوت أنثى : وقال العجاج

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

262

باب ما أشرك بني االمسني يف احلرف اجلار فجريا عليه ر مررت برجل ومحا : كما أشرك بينهما يف النعت فجريا على املنعوتوذلك قولك

. قبلقالوا وأشركت بينهما يف الباء فجريا عليه ومل جتعل للرجل منزلة بتقدميك إياه

. يكون هبا أوىل من احلمار كأنك قلت مررت هبماما مررت برجل ومحار أي ما مررت هبما وليس يف هذا : فالنفي يف هذا أن تقول

: أن تقولدليل على أنه بدأ بشيء قبل شيء وال بشيء مع شيء ألن جيوز وجيوز أن " وجيوز أن يكون زيدا " مررت بزيد وعمرو واملبدوء به يف املرور عمرو

. يكون املرور وقع عليهما يف حالة واحدة . فالواو جتمع هذه األشياء على هذه املعاين

فإذا مسعت املتكلم يتكلم هبذا أجبته على أيها شئت ألهنا قد مجعت هذه . األشياء

" مررت بزيد وعمرو على أنك مررت هبما مرورين وليس يف ذلك : قولوقد ت . ومررت أيضا بعمرو : على املرور املبدوء به كأنه يقول " دليل

. ما مررت بزيد وما مررت بعمرو : فنفي هذا . وسنبني النفي حبروفه يف موضعه إن شاء اهلل

. ومررت برجل فامرأةمررت بزيد فعمرو : " قولك " ومن ذلك . فالفاء أشركت بينهما يف املرور وجعلت األول مبدوءا به

مررت برجل مث امرأة فاملرور ههنا مروران وجعلت مث األول مبدوءا به : ومن ذلك . وأشركت بينهما يف اجلر

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

263

مررت برجل أو امرأة فأو أشركت بينهما يف اجلر وأثبتت : " قولك " ومن ذلك . رور ألحدمها دون اآلخر وسوت بينهما يف الدعوىامل

. ما مررت بزيد فعمرو : فجواب الفاء . ما مررت بزيد مث عمرو : وجواب مث

ما : ما مررت بواحد منهما وإن أثبت أحدمها قلت : وجواب أو إن نفيت االمسني . مررت بفالن

الباء وأحقت املرور لألول مررت برجل ال امرأة أشركت بينهما ال يف : ومن ذلك . وفصلت بينهما عند من التبسا عليه فلم يدر بأيهما مررت

هذا باب املبدل من املبدل منه واملبدل يشرك املبدل منه يف اجلر

. مررت برجل محار : وذلك قولك . فهو على وجه حمال وعلى وجه حسن

. فأما احملال فأن تعين أن الرجل محارمررت برجل مث تبدل احلمار مكان الرجل : حيسن فهو أن تقول وأما الذي

محار إما أن تكون غلطت أو نسيت فاستدركت وإما أن يبدو لك أن : فتقولتضرب عن مرورك بالرجل وجتعل مكانه مرورك باحلمار بعد ما كنت أردت غري

. ذلك . ال بل محار : ومثل ذلك قولك

. مررت برجل محار : ار وهو على تفسريومن ذلك قولك مررت برجل بل مح

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

264

ما مررت برجل بل محار وما مررت برجل ولكن محار أبدلت اآلخر : ومن ذلك . من ألول وجعلته مكانه

: من أمره ومن أمره فتقول أنت : وقد يكون فيه الرفع على أن يذكر الرجل فيقالهو محار ولكن هو قد مررت به فما مررت برجل بل محار ولكن محار أي بل

. محارولكن هو محار كان : ما مررت برجل ولكن محار تريد : ولو ابتدأت كالما فقلت

ولكن الذي مررت به : عربيا أو بل محار أو ال بل محار كان كذلك كأنه قال . محار

وإذا كان قبل ذلك منعوت فأضمرته أو اسم فأضمرته أو أظهرته فهو أقوى ألنك . كرت وأنت هنا تضمر ما مل تذكرتضمر ما ذ

وهو جائز عريب ألن معناه ما مررت بشيء هو رجل فجاز هذا كما جاز . مررت برجل صاحل بل طاحل " ما " : املنعوت املذكور حنو قولك . " وقالوا اختذ الرمحن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون " : ومثل ذلك قوله عز وجل

. كانوا ذكروا املالئكة قبل ذلك هبذا وعلى الوجه اآلخرفهذا على أهنم قد . واملعرفة والنكرة يف لكن وبل وال بل سواء

قد مررت برجل أو امرأة إمنا ابتدأ بيقني مث جعل مكانه : ومن املبدل أيضا قولكما : شكا أبدله منه فصار األول واآلخر االدعاء فيهما سواء فهذا شبيه بقوله

. ولكن عمرو ابتدأ بنفي مث أبدل مكانه يقينا مررت بزيد

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

265

أمررت برجل أم امرأة إذا أردت معىن أيهما مررت به فإن أم تشرك : وأما قوهلمما مررت برجل فكيف امرأة فزعم يونس أن : وأما . بينهما كما أشركت بينهما أو

. هو مبنزلة أين : اجلر خطأ وقالما مررت بعبد اهلل فلم أخيه وما لقيت زيدا : يقولومن جر هذا فهو ينبغي له أن

. واعلم أن املعرفة والنكرة يف باب الشريك والبدل سواء . واعلم أن املنصوب واملرفوع يف الشركة والبدل كاجملرور

اجلزء الثاين من الكتاب بسم اهلل الرمحن الرحيم

هذا باب جمرى نعت املعرفة عليها األمساء اليت هي أعالم خاصة واملضاف اىل املعرفة إذا مل : ياءفاملعرفة مخسة أش

. ترد معىن التنوين واأللف والالم واألمساء املبهمة واإلضمار . فأما العالمة املختصة فنحو زيد وعمر و وعبد اهلل وما أشبه ذلك

. وإمنا صار معرفة ألنه اسم وقع عليه يعرف به بعينه دون سائر أمته . هذا أخوك ومررت بأبيك وما أشبه ذلك : وأما املضاف اىل معرفة فنحو قولك

وإمنا صار معرفة بالكاف اليت أضيف إليها ألن الكاف يراد هبا الشيء بعينه دون . سائر أمته

. وأما األلف والالم فنحو الرجل والفرس والبعري وما أشبه ذلكلف والالم الشيء بعينه دون سائر أمته ألنك وإمنا صار معرفة ألنك أردت باأل

مررت برجل فإنك إمنا زعمت أنك إمنا مررت بواحد ممن يقع عليه هذا : قلت . االسم ال تريد رجال بعينه يعرفه املخاطب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

266

الرجل الذي من أمره : وإذا أدخلت األلف والالم فإمنا تذكره رجال قد عرفه فتقول . الذي كان عهده ما تذكر من أمره كذا وكذا ليتوهم

وأما األمساء املبهمة فنحو هذا وهذه وهذان وهاتان وهؤالء وذلك وتلك وذانك . وتانك وأولئك وما أشبه ذلك

. وإمنا صارت معرفة ألهنا صارت أمساء إشارة اىل الشيء دون سائر أمتهوأننت وهن وهم وهي والتاء هو وإياه وأنت وأنا وحنن وأنتم : وأما اإلضمار فنحو

فعلتما وفعلتم : اليت يف فعلت وفعلت وفعلت وما زيد على التاء حنو قولكوفعلنت والواو اليت يف فعلوا والنون واأللف اللتان يف فعلنا يف االثنني واجلميع

قد فعل ذلك : والنون يف فعلن واإلضمار الذي ليست له عالمة ظاهرة حنورأيتكما : أللف اليت يف فعال والكاف واهلاء يف رأيتك ورأيته وما زيد عليهما حنووا

ورأيتكم ورأيتهما ورأيتهم ورأيتكن ورأيتهن والياء يف رأيتين واأللف والنون اللتان يف رأيتنا وغالمنا والكاف واهلاء اللتان يف بك وبه وهبا وما زيد عليهن حنو

. كم وبكن وهبما وهبم وهبن والياء يف غالمي ويببكما وب : قولكوإمنا صار اإلضمار معرفة ألنك إمنا تضمر امسا بعد ما تعلم أن من حيدث قد

. عرف من تعين وما تعين وأنك تريد شيئا يعلمهباملضاف اىل مثله : واعلم أن العلم اخلاص من األمساء يوصف بثالثة أشياء

. الم وباألمساء املبهمةوباأللف وال . مررت بزيد أخيك : فأما املضاف فنحو

مررت بزيد الطويل وما أشبه هذا من اإلضافة واأللف : واأللف والالم حنو قولك . والالم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

267

. مررت بزيد هذا وبعمرو ذاك : وأما املبهمة فنحووباأللف والالم مبا أضيف كإضافته : واملضاف اىل املعرفة يوصف بثالثة أشياء

مررت بصاحبك أخي زيد ومررت بصاحبك الطويل : واألمساء املبهمة وذلك . ومررت بصاحبك هذا

فأما األلف والالم فتوصف باأللف والالم ومبا أضيف اىل األلف والالم ألن ما أضيف اىل األلف والالم مبنزلة األلف والالم فصار نعتا كما صار املضاف اىل

والالم صفة ملا ليس فيه األلف والالم حنو مررت بزيد أخيك وذلك غري األلف . مررت باجلميل النبيل ومررت بالرجل ذي املال : قولك

وإمنا منع أخاك أن يكون صفة للطويل أن األخ إذا أضيف كان أخص ألنه مضاف اىل اخلاص واىل إضماره فإمنا ينبغي لك أن تبدأ به وإن مل تكتف بذلك

. زدت من املعرفة ما تزداد به معرفةوإمنا منع هذا أن يكون صفة للطويل والرجل أن املخرب أراد أن يقرب به شيئا

. ويشري إليه لتعرفه بقلبك وبعينك دون سائر األشياءوإذا قال الطويل فإمنا يريد أن يعرفك شيئا بقلبك وال يريد أن يعرفكه بعينك

ت بالطويل وال ينعت الطويل هبذا ألنه صار أخص من فلذلك صار هذا ينع . الطويل حني أراد أن يعرفه شيئا مبعرفة العني ومعرفة القلب

وإذا قال الطويل فإمنا عرفه شيئا بقلبه دون عينه فصار ما اجتمع فيه شيئان . أخص

ليت فيها واعلم أن املبهمة توصف باألمساء اليت فيها األلف والالم والصفات ا . األلف والالم مجيعا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

268

وإمنا وصفت باألمساء اليت فيها األلف والالم ألهنا واملبهمة كشيء واحد والصفات اليت فيها األلف والالم هي يف هذا املوضع مبنزلة األمساء وليست مبنزلة الصفات يف زيد وعمرو إذا قلت مررت بزيد الطويل ألين ال أريد أن أجعل هذا

خاصا وال صفة له يعرف هبا وكأنك أردت أن تقول مررت بالرجل ولكنك امسا . إمنا ذكرت هذا لتقرب به الشيء وتشري إليه

مررت هبذين الطويل والقصري وأنت تريد أن : ويدلك على ذلك أنك ال تقولمررت هبذا ذي املال كما : جتعله من االسم األول مبنزلة هذا الرجل وال تقول

. مررت بزيد ذي املال : قلتواعلم أن صفات املعرفة جتري من املعرفة جمرى صفات النكرة من النكرة وذلك

: مررت بأخويك الطويلني فليس يف هذا إال اجلر كما ليس يف قولك : قولك . مررت برجل طويل إال اجلر

اكع والساجد ففي مررت بأخويك الطويل والقصري ومررت بأخويك الر : وتقولهذا البدل ويف هذا الصفة وفيه االبتداء كما كان ذلك يف مررت برجلني صاحل

. وطاحلمررت بزيد الراكع مث الساجد أو الراكع فالساجد أو الراكع ال : وإذا قلت

الساجد أو الراكع أو الساجد أو إما الراكع وإما الساجد وما أشبه هذا مل يكن . كما كان ذلك يف النكرة وجه كالمه إال اجلر

. فإن أدخلت بل ولكن جاز فيهما ما جاز يف النكرة . فعلى هذا فقس املعرفة

. وقد مضى الكالم يف النكرة فأغىن عن إعادته يف املعرفة ألن احلكم واحد

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

269

مررت : واعلم أن كل شيء كان للنكرة صفة فهو للمعرفة خرب وذلك قولك . لقائمان هنا نصب على حد الصفة يف النكرةبأخويك قائمني فا

مررت بأخويك مسلما وكافرا هذا على من جر وجعلهما صفة للنكرة : وتقول " : ومن جعلهما بدال من النكرة جعلهما بدال من املعرفة كما قال اهلل عز وجل

. لنسفعا بالناصية . " ناصية كاذبة خاطئة

: ض العرب املوثوق هبموأنشدنا لبع فإىل ابن أم أناس ارحل ناقيت ** عمر و فتبلغ حاجيت أو تزحف

ملك إذا نزل الوفود ببابه ** عرفوا موارد مزبد ال ينزف . ومن رفع يف النكرة رفع يف املعرفة

: قال الفرزدق دين ومزعف فأصبح يف حيث التقينا شريدهم ** طليق ومكتوف الي

فال جتعلي ضيفي ضيف مقرب ** وآخر معزول عن البيت جانب : والنصب جيد كما قال النابغة اجلعدي

: وكانت قشري شامتا بصديقها وآخر مرزيا وآخر رازيا وقال اآلخر وهو ذو الرمة ر ترى خلقها نصف قناة قومية ** ونصف نقا يرتج أو يتمرم

. وبعضهم ينصب على البدلوإن شئت كان مبنزلة رأيته قائما كأنه صار خربا على حد من جعله صفة للنكرة

. على األوجه الثالثة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

271

واعلم أن املضمر ال يكون موصوفا من قبل أنك إمنا تضمر حني ترى أن احملدث ليست صفة ألن قد عرف من تعين ولكن هلا أمساء تعطف عليها تعم وتؤكد و

الصفة حتلية حنو الطويل أو قرابة حنو أخيك وصاحبك وما أشبه ذلك أو حنو األمساء املبهمة ولكنها معطوفة على االسم جتري جمراه فلذلك قال النحويون

. صفةمل : مررت هبم كلهم أي مل أدع منهم أحدا وجييء توكيدا كقولك : وذلك قولك

. قي منهميبق منهم خمرب وقال بمررت هبم أمجعني أكتعني ومررت هبم مجع كتع ومررت هبم أمجع : ومثله أيضا

. أكتع ومررت هبم مجيعهم . فهكذا هذا وما أشبه

. ومنه مررت به نفسه ومعناه مررت به بعينههم واعلم أن اخلاص من األمساء ال يكون صفة ألنه ليس حبلية وال قرابة وال مب

. ولكنه يكون معطوفا على االسم كعطف أمجعني . يا أيها الرجل زيد أقبل : وهذا قول اخلليل رمحه اهلل وزعم أنه من أجل ذلك قال

. لو مل يكن على الرجل كان غري منون : قال . وإمنا صار املبهم مبنزلة املضاف ألن املبهم تقرب به شيئا أو تباعده وتشري إليه

. أنت الرجل كل الرجل ومررت بالرجل كل الرجل : ومن الصفةهذا عبد اهلل كل الرجل أو هذا أخوك كل الرجل فليس يف احلسن : فإن قلت

كاأللف والالم ألنك إمنا أردت هبذا الكالم هذا الرجل املبالغ يف الكمال ومل ترد . هذا زيد : ينه للمخاطب كقولكأن جتعل كل الرجل شيئا تعرف به ما قبله وتب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

271

الطويل ولكنك بنيت هذا الكالم على : فإذا خفت أن يكون مل يعرف قلت . شيء قد أثبت معرفته مث أخربت أنه مستكمل للخصال

هذا العامل حق العامل وهذا العامل كل العامل إمنا أراد أنه : ومثل ذلك قولك . ممستحق للمبالغة يف العل

فإذا قال هذا العامل جد العامل فإمنا يريد معىن هذا عامل جدا أي هذا قد بلغ . الغاية يف العلم

هذا رجل كل رجل : فجرى هذا الباب يف األلف والالم جمراه يف النكرة إذا قلت . وهذا عامل حق عامل وهذا عامل جد عامل

هذا كل : قوله كل الرجل األول أنه لو قالويدلك على أنه ال يريد أن يثبت بهذا رجل صاحل ومل يرد : الرجل كان مستغنيا به ولكنه ذكر الرجل توكيدا كقولك

أن يبني بقوله كل الرجل ما قبله كما يبني زيدا إذا خاف أن يلتبس فلم يرد ذلك . باأللف والالم وإمنا هذا ثناء حيضرك عند ذكرك إياه

ما حيسن بالرجل مثلك أن يفعل ذاك وما حيسن بالرجل خري : ن الصفة قولكوم . منك أن يفعل ذاك

وزعم اخلليل رمحه اهلل أنه إمنا جر هذا على نية األلف والالم ولكنه موضع ال تدخله األلف والالم كما كان اجلماء الغفري منصوبا على نية إلقاء األلف والالم

. وقاطبة واملصادر اليت تشبههاحنو طرا ما حيسن بالرجل شبيه بك اجلر ألنك تقدر فيه : وزعم رمحه اهلل أنه ال جيوز يف

. على األلف والالم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

272

مررت بغريك مثلك وبغريك خري منك فهو مبنزلة مررت برجل : وأما قوهلم : وقال : من جعلها معرفة قالغريك خري منك ألن غريك ومثلك وأخواهتا يكن نكرة و . مررت مبثلك خريا منك وإن شاء خري منك على البدل

. وهذا قول يونس واخلليل رمحهما اهلل . واعلم أنه ال حيسن ما حيسن بعبد اهلل مثلك على هذا احلد

. ما حيسن بزيد خري منك ألنه مبنزلة كل الرجل يف هذا : أال ترى أنه ال جيوز . مثلك وأنت تريد أن جتعله املعروف بشبهه جاز وصار مبنزلة أخيك : فإن قلت

. وال جيوز يف خري منك ألنه نكرة فال تثبت به املعرفةما حيسن بالرجل خري منك أن يثبت له شيئا بعينه مث يعرفه به : ومل يرد يف قوله

. إذا خاف التباسا . عرفتهما ونكرهتما يف مجيع األشياء كاجملرورواعلم أن املنصوب واملرفوع جيري م

باب بدل املعرفة من النكرة واملعرفة من املعرفة وقطع املعرفة من املعرفة . مررت برجل عبد اهلل : مبتدأة أما بدل املعرفة من النكرة فقولك

. ف منهمبن مررت أو ظن أنه يقال له ذاك فأبدل مكانه ما هو أعر : كأنه قيل له . " وإنك لتهدي اىل صراط مستقيم صراط اهلل " : ومثل ذلك قوله عز وجل ذكره

. من هو أو ظننت ذلك : مررت برجل عبد اهلل كأنه قيل لك : وإن شئت قلت . مررت بقوم عبد اهلل وزيد وخالد والرفع جيد : ومن البدل أيضا

يا مي إن : هلذليني وهو مالك بن خويلد اخلناعيوقال الشاعر وهو بعض اتفقدي قوما ولدهتم أو ختلسيهم فإن الدهر خالس والرفع جائز قوي ألنه مل

. ينقض معىن كما فعل ذلك يف النكرة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

273

مررت بعبد اهلل زيد إما : وأما املعرفة اليت تكون بدال من املعرفة فهو كقولك . وإما بدا لك أن تضرب عن مرورك باألول وجتعله لآلخرغلطت فتداركت

ولقد خبطن بيوت يشكر : وأما الذي جييء مبتدأ فقول الشاعر وهو مهلهل وما : خبطن بيوت يشكر قيل له : خبطة أخوالنا وهم بنو األعمام كأنه حني قال

. أخوالنا وهم بنو األعمام : هم فقال : من هو أو من عبد اهلل فقال : ن مررت بعبد اهلل أخوك كأنه قيل لهوقد يكو

. أخوكهاري كومها وشبوهبا كأنه : وقال الفرزدق

ورثت أيب أخالقه عاجل القرى وعبط امل

. كومها وشبوهبا : أي املهاري فقال : قيل لهمررت برجل كامل ألنك أردت أن : تمررت برجل األسد شدة كأنك قل : وتقول

. ترفع شأنه . ما هو : وإن شئت استأنفت كأنه قيل له

مررت برجل أسد شدة ألن املعرفة ال توصف هبا النكرة : وال يكون صفة كقولك . وال جيوز أن توصف بنكرة أيضا ملا ذكرت لك

. واالبتداء يف التبعيض أقوىقوله وساقيـني مثل زيد وجعل سقيان ممشوقان مكنوزا العضل : وهذا عريب جيد

باب ما جيري عليه صفة ما كان من سببه وصفت ما التبس به أو بشيء من . سببه كمجرى صفته اليت خلصت له هذا ما كان من ذلك عمال

. أبوه رجال مررت برجل ضارب أبوه رجال ومررت برجل مالزم : وذلك قولك . مررت برجل مالزم أباه رجل ومررت برجل خمالط أبه داء : ومن ذلك أيضا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

274

إن شئت جعلته يالزمه وخيالطه فيما يستقبل وإن شئت : فاملعىن فيه على وجهني . جعلته عمال كائنا يف حال مرورك

. وإن ألقيت التنوين وأنت تريد معناه جرى مثله إذا كان منونا . مررت برجل مالزمك : ويدلك على ذلك أنك تقول

. فيحسن ويكون صفة للنكرة مبنزلته إذا كان منونا مررت برجل مالزم أبيه : مررت برجل مالزم أباه رجل وحني قلت : وحني قلت

مررت برجل مالزم أباه ومررت برجل مالزم أبيه : رجل فكأنك قلت يف مجيع هذا . ن هذا جيري جمرى الصفة اليت تكون خالصة لألولأل

مررت برجل خمالط بدنه أو جسده داء فإن ألقيت التنوين جرى جمرى : وتقولمررت برجل خمالطه داء وأردت معىن التنوين جرى على : األول إذا فإن قلت . مررت برجل خمالط إياه داء : األول كأنك قلت

. ل وإن كان يقبح يف الكالمفهذا متثي . فإذا كان جيري عليه إذا التبس بغريه فهو إذا التبس به أحرى أن جيري عليه . وإن زعم زاعم أنه يقول مررت برجل خمالط بدنه داء ففرق بينه وبني املنون

ألست تعلم أن الصفة إذا كانت لألول فالتنوين وغري التنوين سواء إذا : قيل لهمررت برجل مالزم أباك ومررت : ردت بإسقاط التنوين معىن التنوين حنو قولكأ

برجل مالزم أبيك أو مالزمك فإنه ال جيد بدا من أن يقول نعم وإال خالف مجيع . العرب والنحويني

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

275

أفلست جتعل هذا العمل إذا كان منونا وكان لشيء من : فإذا قال ذلك قلت نعم وكأنك قلت مررت : التبس به مبنزلته إذا كان لألول فإنه قائلسبب األول أو

. برجل مالزمما بال التنوين وغري التنوين استويا حيث كانا لألول : فإذا قال ذلك قلت له

واختلفا حيث كانا لآلخر وقد زعمت أنه جيري عليه إذا كان لآلخر كمجراه إذا . كان لألول

مررت بعبد اهلل املالزمه أبوه ألن الصفة املعرفة جتري : ون لقلت ولو كان كما يزعم . على املعرفة كمجرى الصفة النكرة على النكرة

ولو أن هذا القياس مل تكن العرب املوثوق بعربيتها تقوله مل يلتفت إليه ولكنا ري من غطفان

ونظرن من : مسعناها تنشد هذا البيت جرا وهو قول ابن ميادة امل

خلل اخلدور بأعني مرضى خمالطها السقام صحاح ومسعنا من العرب من يرويه . ويروي القصيدة اليت فيها هذا البيت مل يلقنه أحد هكذا

: وأنشد غريه من العرب بيتا آخر فأجروه هذا اجملرى وهو قوله خمالطه بـهر محني العراقيب العصا وتركنه ** به نـفس عال

فالعمل الذي مل يقع والعمل الواقع الثابت يف هذا الباب سواء وهو القياس وقول . العرب

به داء خمالطه وهو : فإن زعموا أن ناسا من العرب ينصبون هذا فهم ينصبون . صفة لألول

. هذا غالم لك ذاهبا : وتقول . على هذا مررت برجل قائما جاز فالنصب : ولو قال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

276

وإمنا ذكرنا هذا ألن ناسا من النحويني يفرقون بني التنوين وغري التنوين ويفرقون إذا مل ينونوا بني العمل الثابت الذي ليس فيه عالج يرونه حنو اآلخذ والالزم

واملخالط وما أشبهه وبني ما كان عالجا يرونه حنو الضارب والكاسر فيجعلون وجيعلون الالزم وما أشبهه نصبا إذا كان واقعا وجيرونه هذا رفعا على كل حال

. على األقل إذا كان غري واقع . وبعضهم جيعله نصبا إذا كان واقعا وجيعله على كل حال رفعا إذا كان غري واقع

. وهذا قول يونس واألول قول عيسى . فإذا جعله امسا مل يكن فيه إال الرفع على كل حال

مررت برجل مالزمه رجل أي مررت برجل صاحب مالزمته رجل فصار : تقول . مررت برجل أخوه رجل : هذا كقولك

. مررت برجل مالزموه بنو فالن : وتقول على هذا احلدمررت برجل مالزمه : فقولك مالزموه يدلك على أنه اسم ولو كان عمال لقلت

. مالزم إياه قومه أي قد لزم إياه قومه مررت برجل : قومه كأنك قلتهذا باب ما جرى من الصفات غري العمل على االسم األول إذا كان لشيء

من سببهمررت برجل حسن أبوه ومررت برجل كرمي أخوه وما أشبه هذا حنو : وذلك قولك

. املسلم والصاحل والشيخ والشابألول حت صارت كأهنا له ألنك قد تضعها يف وإمنا أجريت هذه الصفات على ا

. موضع امسه فيكون منصوبا وجمرورا ومرفوعا والنعت لغريه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

277

مررت بالكرمي أبوه ولقيت موسعا عليه الدنيا وأتاين احلسنة أخالقه : وذلك قولكفالذي أتاك والذي أتيت غري صاحب الصفة وقد وقع موقع امسه وعمل فيه ما

مررت بالكرمي ولقيت موسعا عليه وأتاين احلسن : عامال فيه وكأنك قلتكان . فكما جرى جمرى امسه كذلك جرى جمرى صفته

مررت بسرج خز صفته ومررت بصحيفة طني : وهو قول العامة وذلك قولك . خامتها ومررت برجل فضة حلية سيفه

. ن من قبل أنه ليس بصفةوإمنا كان الرفع يف هذا أحسهذا : له خامت حديد أو هذا خامت طني كان قبيحا إمنا الكالم أن تقول : لو قلت

. خامت حديد وصفة خز وخامت من حديد وصفة من خز . فكذلك هذا وما أشبهه

قد مررت حبسن أبوه و : ويدلك أيضا على أنه ليس مبنزلة حسن وكرمي أنك تقولمررت حبسن إذا : مررت باحلسن أبوه فصار هذا مبنزلة اسم واحد كأنك قلت

. جعلت احلسن للمرور بهمررت برجل حسن أبوه ومررت برجل مالزمه أبوه كأهنم : فمن مث أيضا قالوا

. مررت برجل حسن وبرجل مالزم : قالوا . خامته ألن هذا اسممررت خبز صفته وال بطني : وال تقول

. هذا خامت طني وصفة خز مستكرها : وقد يكون يف الشعر . مررت بصحيفة طني خامتها على هذا الوجه : فاجلر يكون يف

. مررت بقاع عرفج كله جيعلونه كأنه وصف : ومن العرب من يقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

278

ومثلك وأخواهتما وحسبك من جمرى األمساء اليت ال تكون صفة وذلك أفعل منها رجل وأبو عشرة وأب لك وأخ لك وصاحب رجل وسواء عليه اخلري والشر وأميلك وكل رجل وأفعل شيء حنو خري شيء وأفضل شيء وأفعل ما يكون وأفعل

. منكوأهنا وإمنا صار هذا مبنزلة األمساء اليت ال تكون صفة من قبل أهنا ليست بفاعلة

ليست كالصفات غري الفاعلة حنو حسن وطويل وكرمي من قبل أن هذه تفرد وتؤنث باهلاء كما يؤنث فاعل ويدخلها األلف والالم وتضاف اىل ما فيه األلف

والالم وتكون نكرة مبنزلة االسم الذي يكون فاعال حني تقول هذا رجل مالزم . الرجل

. الوجههذا حسن : وذلك قولكاحلسن الوجه كما : ومع ذلك أنك تدخل على حسن الوجه األلف والالم فتقول

. تقول املالزم الرجل . فحسن وما أشبهه يتصرف هذا التصرف

هذا رجل خري وهذا : وال تستطيع أن تفرد شيئا من هذه األمساء األخر لو قلت . يكن حسنا رجل أفضل وهذا رجل أب مل يستقم ومل

. وكذلك أي . هذا رجل أي : ال تقول

فلما أضفتهن وأوصلت إليهن شيئا حسن ومتمن به فصارت اإلضافة وهذه . اللواحق حتسنه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

279

وال تستطيع أن تدخل األلف والالم على شيء منها كما أدخلت ذلك على ين الفاعل فتكون باخليار يف احلسن الوجه وال تنون ما تنون منه على حد تنو

. حذفه وتركه وال تؤنث كما تؤنث الفاعل فلم يقو قوة احلسن إذا مل يفرد إفرادهفلما جاءت مضارعة لالسم الذي ال يكون صفة البتة إال مستكرها كان الوجه

. وهمررت برجل حسن أب : عندهم فيه الرفع إذا كان النعت لآلخر وذلك قولكخري منك زيد وأبو عشرة زيد : ومع ذلك أيضا أن االبتداء حيسن فيهن تقول

. وسواء عليه اخلري والشر . حسن زيد : وال حيسن االبتداء يف قولك

فلما جاءت مضارعة لألمساء اليت ال تكون صفة وقويت يف االبتداء كان الوجه . لآلخر فيها عندهم الرفع إذا كان النعت

مررت برجل خري منه أبوه ومررت برجل سواء عليه اخلري والشر : وذلك قولكومررت برجل أب لك صاحبه ومررت برجل حسبك من رجل هو ومررت برجل

ا رجل هو . أمي . مررت برجل حسبك به من رجل رفعلت أيضا : وإن قلت

ا منزلة هو ولكن هذه الباء دخلت ههنا توكيدا وزعم اخلليل رمحه اهلل أن به ههن . وكفى بالشيب واإلسالم : كما قالمررت برجل شديد عليه احلر والربد جررت من قبل أن شديدا قد : فإن قلت

يكون صفة وحده مستغنيا عن عليه وعن ذكر احلر والربد ويدخل يف مجيع ما . دخل احلسن

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

281

جل سواء يف اخلري والشر جررت ألن هذا من صفة األول مررت بر : وإن قلت . مررت برجل خري منك : فصار كقولك

مررت برجل مستو عليه اخلري والشر جررت أيضا ألنه صار عمال : وإن قلتمررت برجل مفضض سيفه ومررت برجل مسموم شرابه ويدخله : مبنزلة قولك

. سن مجيع ما يدخل احل . فإذا قلت سم وفضة رفعت

مررت برجل : مررت برجل سواء أبوه وأمه إذا كنت تريد أنه عدل وتقول : وتقول . مررت برجل تام درمهه : سواء درمهه كأنك قلت

. وزعم يونس أن ناسا من العرب جيرون هذا كما جيرون مررت برجل خز صفتهرفع هذا أنك ال تقول مررت خبري منه أبوه وال بسواء عليه اخلري ومما يقويك يف

. والشر كما تقول حبسن أبوهمررت برجل كل ماله درمهان ال يكون فيه إال الرفع ألن كل مبتدأ : وتقول

. والدرمهان مبنيان عليهقول هذا مررت برجل أيب عشرة أبوه جاز ألنه قد يوصف به ت : فإن أردت بقولك

. مال كل مال وليس استعماله وصفا بقوة أيب عشرة وال كثرته وليس بأبعد من مررت برجل خز

. صفته وال قاع عرفج كل كان : ومن جواز الرفع يف هذا الباب أين مسعت رجلني من العرب عربيني يقوالن

. عبد اهلل حسبك به رجال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

281

جراء على األول إذا كان يف اخلز والفضة ألن وهذا أقرب اىل أن يكون فيه اإل . هذا يوصف به وال يوصف باخلز وحنوه

هذا باب ما يكون من األمساء صفة منفردا وليس بفاعل وال صفة تشبه بالفاعل كاحلسن وأشباهه

مررت حبية ذراع طوهلا ومررت بثوب سبع طوله ومررت برجل مائة : وذلك قولك . فهذه تكون صفات كما كانت خري منك صفة إبله

أخذ بنو فالن من بين فالن إبال مائة فجعلوا مائة : يدلك على ذلك قول العرب . وصفا

: وقال الشاعر وهو األعشى لئن كنت يف جب مثانني قامة ** ورقيت أسباب السماء بسلم

. الطول منونا وال غري منون ذراع : فاختري الرفع فيه ألنك ال تقول . وال تقول مررت بذراع طوله

مررت برجل خز صفته ومنهم من : وبعض العرب جيره كما جير اخلز حني يقولمررت برجل أسد أبوه إذا كنت تريد أن جتعله شديدا : جيره وهم قليل كما تقول

. ومررت برجل مثل األسد أبوه إذا كنت تشبهه . مررت بدابة أسد أبوها فهو رفع ألنك إمنا خترب أن أباها هذا السبع : فإن قلتمررت برجل أسد أبوه على هذا املعىن رفعت إال أنك ال جتعل أباه : فإن قلت

. خلقه كخلقة األسد وال صورته . هذا ال يكون ولكنه جييء كاملثل

. مررت برجل مائة إبله : مررت برجل أسد أبوه قال : ومن قال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

282

هو نار محرة ألهنم قد يبنون : وزعم يونس أنه مل يسمعه من ثقة ولكنهم يقولوناألمساء على املبتدأ وال يصفون هبا فالرفع فيه الوجه والرفع فيه أحسن وإن كنت

. تريد معىن أنه مبالغ يف الشدة ألنه ليس بوصف . أبوه إذا أردت معىن أنه كامل مررت برجل رجل : ومثل ذلك

. وجره كجر األسدمررت برجل رجل أبوه تريد رجال واحدا ال : وقد تقوله على غري هذا املعىن تقول

. أكثر من ذلك . مررت برجل حسن أبوه : وقد جيوز على هذا احلد أن تقول

. وهو فيه أبعد ألنه صفة مشبهة بالفاعلمررت برجل حسن ظريف أبوه فالرفع فيه الوجه واحلد واجلر : وإن وصفته فقلت

. فيه قبيح ألنه يفصل بوصف بينه وبني العاملأال ترى أنك لو قلت مررت بضارب ظريف زيدا وهذا ضارب عاقل أباه كان . قبيحا ألنه وصفه فجعل حاله كحال األمساء ألنك إمنا تبتدئ باالسم مث تصفه

مررت برجل شديد رجل أبوه فهو رفع ألن هذا وإن كان صفة فقد : فإن قلت . جعلته يف هذا املوضع امسا مبنزلة أيب عشرة أبوه يقبح فيه ما يقبح يف أيب عشرة

. مررت برجل شديد رجل أبوه : مررت برجل أيب عشرة أبوه قال : ومن قال : نزلة أيب عشرة أبوه ألن قولكمررت برجل حسن الوجه أبوه فليس مب : وإذا قال

حسن الوجه أبوه مبنزلة قولك مررت برجل حسن الوجه فصار هذا بدخول . مررت برجل ضارب أباه : التنوين يشبه ضاربا إذا قلت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

283

وأبو عشرة ال يدخله التنوين وال جيري جمرى الفعل ولكنك ألقيت التنوين جل مالزم أباه رجل ومررت برجل مالزم مررت بر : استخفافا فصار مبنزلة قولك

. مررت برجل حسن أبوه : أبيه رجل إذا أردت معىن التنوين فكأنك قلتمررت بالرجل احلسن الوجه : مررت برجل حسن الوجه أبوه كما تقول : وتقول

. مررت بالرجل املالزمه أبوه : أبوه وكما تقول . مالزم أباه مبنزلة مالزم فصار حسن الوجه مبنزلة حسن و

. وليس هذا مبنزلة أيب عشرة وخري منكمررت برجل : مررت خبري منه أبوه وال بأيب عشرة وأما قوله : أال ترى أنك ال تقول

هو والعدم ألن يف سواء امسا مضمرا مرفوعا : سواء والعدم فهو قبيح حت تقول . عون فارتفع أمجعون على مضمر يف عرب بالنيةكما تقول مررت بقوم عرب أمج

. فهي هنا معطوفة على املضمر وليست مبنزلة أيب عشرة . فإن تكلمت به على قبحه رفعت العدم وإن جعلته مبتدأ رفعت سواء

ما رأيت رجال أبغض إليه الشر منه إليه وما رأيت أحدا أحسن يف عينه : وتقول . عينهالكحل منه يف

وليس هذا مبنزلة خري منه أبوه ألنه مفضل لألب على االسم يف من وأنت يف أحسن يف عينه الكحل منه يف عينه ال تريد أن تفضل الكحل على : قولك

االسم الذي يف من وال تزعم أنه قد نقص عن أن يكون مثله ولكنك زعمت أن ما رأيت : املواضع فكأنك قلتللكحل ههنا عمال وهيئة ليست له يف غريه من

رجال عامال يف عينه الكحل كعمله يف عني زيد وما رأيت رجال مبغضا إليه الشر . كما بـغض إىل زيد

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

284

ويدلك على أنه ليس مبنزلة خري منه أبوه أن اهلاء اليت تكون يف من هي الكحل . والشر والشر كما أن اإلضمار الذي يف عمله وبـغض هو الكحل

أنك لو : ومما يدلك على أنه على أوله ينبغي أن يكون أن االبتداء فيه حمال . خري منه أبوه جاز : أبغض إليه منه الشر مل جيز ولو قلت : قلت

ما رأيت أحدا أحسن يف عينه الكحل منه وما رأيت رجال : وإن شئت قلتب اىل اهلل فيها الصوم من عشر ذي احلجة أبغض إليه الشر منه وما من أيام أح

فإمنا املعىن األول إال أن اهلاء هنا االسم األول وال خترب أنك فضلت الكحل عليه . وال أنك فضلت الصوم على األيام ولكنك فضلت بعض األيام على بعض

ا واهلاء يف األول هو الكحل وإمنا فضلته يف هذا املوضع على نفسه يف غري هذ . املوضع ومل ترد أن جتعله خريا من نفسه البتة

مررت على وادي السباع وال أرى كوادي : قال الشاعر وهو سحيم بن وثيلالسباع حني يظلم واديا أقل به ركب أتـوه تئية وأخوف إال ما وقى اهلل ساريا وإمنا

أنت : ه حذف ذلك استخفافا كما تقولأقل به الركب تئية منهم به ولكن : أراد . أفضل وال تقول من أحد

. اهلل أكرب ومعناه اهلل أكرب من كل شيء : وكما تقول . ال مال وال تقول لك وما يشبهه : وكما تقول

. ومثل هذا كثري واعلم أن الرفع والنصب جتري األمساء ونعت ما كان من سببها ونعت ما التبس

. ا التبس بشيء من سببها فيهما جمراهن يف اجلر هبا وم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

285

واعلم أن ما جرى نعتا على النكرة فإنه منصوب يف املعرفة ألن ما يكون نعتا من . اسم النكرة يصري خربا للمعرفة ألنه ليس من امسه

. مررت بزيد حسنا أبوه ومررت بعبد اهلل مالزمك : وذلك قولك . لنكرة رفعا غري صفة فإنه رفع يف املعرفةواعلم أن ما كان يف ا

أم حسب الذين اجرتحوا السيئات أن جتعلهم كالذين " : من ذلك قوله جل وعز . " آمنوا وعملوا الصاحلات سواء حمياهم ومماتـهم

. مررت بعبد اهلل خري منه أبوه : وتقول . فكذلك هذا وما أشبهه

مررت بعبد : هذا على األول فإنه ينبغي له أن ينصبه يف املعرفة فيقول ومن أجرى . اهلل خريا منه أبوه

. وهي لغة رديئة . وليست مبنزلة العمل حنو ضارب ومالزم وما ضارعه حنو حسن الوجه

. أال ترى أن هذا عمل جيوز فيه يضرب ويالزم وضرب والزم . نه أبوه كان قبيحا وكذلك بأيب عشرة أبوهمررت خبري م : ولو قلت

. مررت برجل خري منك : ولكنه حني خلص لألول جرى عليه كأنك قلت . مررت برجل حسن أبوه : مررت برجل أيب عشرة أبوه فشبه بقوله : ومن قال

ت بزيد مرر : مررت بعبد اهلل أيب العشرة أبوه كما قال : فهو ينبغي له أن يقول . احلسن أبوه

مررت بزيد أخوه عمرو مل يكن فيه إال الرفع ألن هذا اسم معروف : ومن قالمررت بزيد عمرو أبوه ولو أن العشرة كانوا قوما بأعياهنم : بعينه فصار مبنزلة قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

286

مررت بأخيه أبوك كان : قد عرفهم املخاطب مل يكن فيه إال الرفع ألنك لو قلتحماال أن ترفع األب باألخ وهي يف مررت بأيب عشرة أبوه وبأيب العشرة أبوه إذا مل

. يكن شيئا بعينه جتوز على استكراه مررت بأخيك فصار : فإن جعلت األخ صفة لألول جرى عليه كأنك قلت

الشيء بعينه حنو زيد وعمرو وضارع أبو عشرة حسن حني ومل يكن شيئا بعينه . د عرفه كمعرفتك على ضعفه واستكراههق

واعلم أن كل شيء من العمل وما أشبهه حنو حسن وكرمي إذا أدخلت فيه األلف مررت بزيد : والالم جرى على املعرفة كمجراه على النكرة حني كان نكرة كقولك

. احلسن أبوه ومررت بأخيك الضاربه عمروعلوجاء وقوم مشيخة وقوم مشيوخاء جيعلونه صفة قوم م : واعلم أن العرب يقولون

. مبنزلة شيوخ وعلوج هذا باب ما جرى من األمساء اليت من األفعال وما أشبهها جمرى الفعل

إذا أظهرت بعده األمساء أو أضمرهتا . مررت برجل حسن أبواه وأحسن أبواه وأخارج قومك : وذلك قولك

قومك حسنون إذا : ة قال أبواك وقال قومك على حد من قالفصار هذا منزل . أخروا فيصري هذا مبنزلة أذاهب أبواك وأمنطلق قومك

قومك منطلقون وقومك حسنون كما تقول : فإن بدأت باالسم قبل الصفة قلت . أبواك قاال ذاك وقومك قالوا ذاك

ر إال أنك تدخل اهلاء وذلك فإن بدأت بنعت مؤنث فهو جيري جمرى املذك . أذاهبة جاريتاك وأكرمية نساؤكم : قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

287

قالت نساؤكم وذهبت : فصارت اهلاء يف األمساء مبنزلة التاء يف الفعل إذا قلت . جاريتاك

. أنساؤكم كرميات إذا أخر الصفة : أكرمية نساؤكم على قول من قال : وإمنا قلتاو والياء والنون يف اجلميع واأللف والنون يف التثنية مبنزلة الواو واأللف والتاء والو

. واأللف يف قاال وقالوا ومبنزلة الواو والنون يف يقولون . أقـرشي قومك وأقرشي أبواك إذا أردت الصفة جرى جمرى حسن وكرمي : وكذلك

أظهروا عن أن يقولوا قال قومك وقال أبواك ألهنم اكتفوا مبا : وإمنا قالت العربأليس أكرم خلق اهلل قد علموا عند احلفاظ بنو : قاال أبواك وقالوا قال الشاعر

عمرو بن حنجود صار ليس ههنا مبنزلة ضرب قومك بنو فالن ألن ليس فعل قومك قالوا ذاك وأبواك قد ذهبا ألنه قد وقع ههنا : فإذا بدأت باالسم قلت

. ل وهو أمساؤهم فالبد للمضمر أن جييء مبنزلة املظهرإضمار يف الفع . ذهب قومك مل يكن يف ذهب إضمار : وحني قلت

. وكذلك قالت جاريتاك وجاءت نساؤكإال أهنم أدخلوا التاء ليفصلوا بني التأنيث والتذكري وحذفوا األلف والنون ملا بدءوا

. يف التذكري بالفعل يف تثنية املؤنث ومجعه كما حذفوا ذلك . قومك قالوا ذاك : نساؤك قلن ذاك كما قلت : فإن بدأت باالسم قلت

أبواك قاال ألن يف قلن وقالتا إضمارا كما كان : جاريتاك قالتا كما تقول : وتقول . يف قاال وقالوا

ذهبت جاريتاك أو جاءت نساؤك فليس يف الفعل إضمار ففصلوا : وإذا قلت . هما يف التأنيث والتذكري ومل يفصلوا بينهما يف التثنية واجلمعبين

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

288

وإمنا جاءوا بالتاء للتأنيث ألهنا ليست عالمة إصمار كالواو واأللف وإمنا هي . كهاء التأنيث يف طلحة وليست باسم

. قال فالنة : وقال بعض العربامرأة ألنه إذا طال حضر القاضي : وكلما طال الكالم فهو أحسن حنو قولك

: الكالم كان احلذف أمجل وكأنه شيء يصري بدال من شيء كاملعاقبة حنو قولكمغيلم ومغيليم : زنادقة وزناديق فتحذف الياء ملكان اهلاء وكما قالوا يف مغتلم

. وكأن الياء صارت بدال مما حذفواؤنث يكفيهم عن ذكرهم التاء كما وإمنا حذفوا التاء ألهنم صار عندهم إظهار امل

. كفاهم اجلميع واإلثنان حني أظهروهم عن الواو واأللفوات واحليوان

وات كثري فرقوا بني امل

وهذا يف الواحد من احليوان قليل وهو يف امل

. كما فرقوا بني اآلدميني وغريهمهم يف : تقولمجالك ذاهبون وال : هم ذاهبون وهم يف الدار وال تقول : تقول

. هي وهن ذاهبة وذاهبات : الدار وأنت تعين اجلمال ولكنك تقولوات قد حذفت فيه التاء قوله عز وجل

فمن جاءه " : ومما جاء يف القرآن من امل

. " من بعد ما جاءهم البـينات " : وقوله " موعظة من ربه فانتهى قرآن وهو يف الواحدة إذا كانت من اآلدميني أقل منه يف وهذا النحو كثري يف ال

. سائر احليوانأال ترى أن هلم يف اجلميع حاال ليست لغريهم ألهنم األولون وأهنم قد فضلوا مبا

. مل يفضل به غريهم من العقل والعلم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

289

لذي وأما اجلميع من احليوان الذي يكسر عليه الواحد فبمنزلة اجلميع من غريه ا . يكسر عليه الواحد يف أنه مؤنث

. هي الرجال فيجوز لك : هو رجل وتقول : أال ترى أنك تقولر وهي األعيار فجرت هذه كلها جمرى هي : وتقول هم مجل وهي اجلمال وهو عيـ

. اجلذوعرا وما أشبه ذلك جيرى هذا اجملرى ألن اجلميع يؤنث وإن كان كل واحد منه مذك

. من احليوانوات ألنه قد خرج من األول األمكن حيث

فلما كان كذلك صريوه مبنزلة امل

. أردت اجلميعوات قالوا

جاء جواريك وجاء : فلما كان ذلك احتملوا أن جيروه جمرى اجلميع امل

. نساؤك وجاء بناتكقالوا يف هذا كما قال وقالوا فيما مل يكسر عليه الواحد ألنه يف معىن اجلمع كما

إذ كان يف معىن اجلميع وذلك " ومنهم من يستمعون إليك " : اهلل تعاىل جده . " وقال نسوة يف املدينة " : قوله تعاىل

ضربوين قومك وضرباين أخواك فشبهوا هذا بالتاء : واعلم أن من العرب من يقولأرادوا أن جيعلوا للجمع عالمة كما جعلوا اليت يظهروهنا يف قالت فالنة وكأهنم

. للمؤنث وهي قليلةولكن ديايف أبوه وأمه حبوران يعصرن السليط أقاربه : وهو الفرزدق : قال الشاعر

فإمنا جييء على البدل وكأنه " وأسروا النجوى الذين ظلموا " : وأما قوله جل ثناؤه . بنو فالن : من فقال : قيل لهانطلقوا ف : قال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

291

. على هذا فيما زعم يونس " وأسروا النجوى الذين ظلموا " : فقوله جل وعز . فعلى هذا املثال جتري هذه الصفات : وقال اخلليل رمحه اهلل تعاىل

. وكذلك شاب وشيخ وكهل إذا أردت شابني وشيخني وكهلني . جل كهل أصحابه ومررت برجل شاب أبواهمررت بر : تقول

مررت برجل : فإن ثنيت أو مجعت فإن األحسن أن تقول : قال اخلليل رمحه اهللمررت برجل : قـرشيان أبواه ومررت برجل كهلون أصحابه جتعله امسا مبنزلة قولك

. خز صفته : لرباغيث أجرى هذا على أوله فقالمن قال أكلوين ا : وقال اخلليل رمحه اهلل

. مررت برجل حسنني أبواه ومررت بقوم قـرشيني آباؤهم . مررت برجل أعور أبواه وأمحر أبواه : وكذلك أفعل حنو أعور وأمحر تقول

. مررت برجل أمحران أبواه جتعله امسا : فإن ثنيت قلت . مررت برجل أعورين أبواه : قوله ومن قال أكلوين الرباغيث قلت على حد

مررت برجل أعور آباؤه كأنك تكلمت به على حد أعورين وإن مل يتكلم : وتقولبه كما تومهوا يف هلكى وموتى ومرضى أنه فعل هبم فجاءوا به على مثال جرحى

. وقتلى وال يقال هلك وال مرض وال موتوال يشعر الرمح األصم كعوبه بثروة رهط : ة اجلعديقال الشاعر وهو النابغ

. األعيط املتظلم وأحسن من هذا أعور قومك ومررت برجل صم قومهمررت برجل حسان قومه وليس جيري هذا جمرى الفعل إمنا جيري جمرى : وتقول

: واجلمع ومل يغريه حنو قولكالفعل ما دخله األلف والنون والواو والنون يف التثنية . حسن وحسنان فالتثنية مل تغري بناءه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

291

حسنون فالواو والنون مل تغري الواحد فصار هذا مبنزلة قاال وقالوا ألن : وتقول . األلف والواو مل تغري فعل

احد وأما حسان وعور فإنه اسم كسر عليه الواحد فجاء مبنيا على مثال كبناء الو وخرج من بناء الواحد اىل بناء آخر ال تلحقه يف آخره زيادة كالزيادة اليت حلقت

. يف قرشي يف االثنني واجلميع . فهذا اجلميع له بناء بين عليه كما بين الواحد على مثاله فأجرى جمرى الواحد

كان ومما يدلك على أن هذا اجلميع ليس كالفعل أنه ليس شيء من الفعل إذا للجميع جييء مبنيا على غري بنائه إذا كان للواحد فمن مث صار حسان وما

أشبهه مبنزلة االسم الواحد حنو مررت برجل جنب أصحابه ومررت برجل صرورة . قومه

. فاللفظ واحد واملعىن مجيع ود فيه أن واعلم أن ما كان جيمع بغري الواو والنون حنو حسن وحسان فإن األج

. مررت برجل حسان قومه : تقولوما كان جيمع بالواو والنون حنو منطلق ومنطلقني فإن األجود فيه أن جيعل مبنزلة

. مررت برجل منطلق قومه : الفعل املتقدم فتقول . أذاهب نساؤك : واعلم أنه من قال ذهب نساؤك قال

خاشعا " : وكان أبو عمرو يقرأ " عظة من ربه فمن جاءه مو " : ومن قال . " أباصرهم

بعيد الغزاة فما إن يزا ل مضطمرا طرتاه : قال الشاعر وهو أبو ذؤيب اهلذيل وكنا ورثناه على عهد تـبع طويال سواريه شديدا دعائمه : طليحا وقال الفرزدق

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

292

قـرنىب حيك قفا مقرف لئيم مآثره قعدد وقال آخر وهو أبو : وقال الفرزدق أيضا مستحن هبا الرياح فما يج تاهبا يف الظالم كل هجود وقال آخر من : زبيد الطائي

فالقى ابن أنثى يبتغي مثل ما ابتغى من القوم مسقي السمام حدائده : بين أسدومازلت حمموال علي ضغينة ومضطلع األضغان : معروفوقال آخر الكميت بن

. مذ أنا يافع وهذا يف الشعر أكثر من أن أحصيه لك . أذاهب فالنة وأحاضر القاضي امرأة : ومن قال ذهب فالنة قال

. وقد جيوز يف الشعر موعظة جاءنا كأنه اكتفى بذكر املوعظة عن التاءلت فإن احلوادث أودى هبا وقال اآلخر وهو عامر بن وقال فإما تري لميت بدفال مزنة ودقت ودقها وال أرض أبقل إبقاهلا وقال اآلخر وهو : جوين الطائيإذ هي أحوى من الربعي حاجبه والعني باإلمثد احلاري مكحول : طفيل الغنوي

. معضل للقطاة : كقولك " السماء منفطر به " اهلل أن وزعم اخلليل رمحه . مرضع لليت هبا الرضاع : وكقولك

. وأما املنفطرة فيجيء على العمل كقولك منشقة وكقولك مرضعة لليت ترضع يا أيها النمل " و " رأيتـهم يل ساجدين " و " كل يف فـلك يسبحون " وأما

فزعم أنه مبنزلة ما يعقل ويسمع ملا ذكرهم بالسجود وصار " ادخلوا مساكنكم . النمل بتلك املنزلة حني حدثت عنه كما حتدث عن األناسي

يف طاعتها ويف أنه ال ينبغي ألحد -ألهنا جعلت " يف فلك يسبحون " وكذلك مبنزلة من يعقل -يعبد شيئا منها مطرنا بنـوء كذا وال ينبغي ألحد أن : أن يقول

. من املخلوقني ويبصر األمور

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

293

شربت هبا والديك يدعو صباحه إذا ما بنو نعش دنوا : قال النابغة اجلعدي فتصوبوا فجاز هذا حيث صارت هذه األشياء عندهم تؤمر وتطيع وتفهم الكالم

. وتعبد مبنزلة اآلدمينيألن اإلثنني مجيع وهذا : ما أحسن وجوههما فقال : ه اهلل عنوسألت اخلليل رمح

حنن فعلنا ذاك ولكنهم أرادوا أن يفرقوا بني ما يكون منفردا : مبنزلة قول اإلثنني . وبني ما يكون شيئا من شيء

وهل أتاك نبأ اخلصم إذ " : وقد جعلوا املفردين أيضا مجيعا قال اهلل جل ثناؤه . وروا املحراب تس

. " إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا ال ختف خصمان بغى بعضنا على بعض . وقد يثنون ما يكون بعضا لشيء

. ما أحسن رأسيهما : زعم يونس أن رؤية كان يقولسني وقالوا : قال الراجز وهو خطام : ما يريدوضعا رحاهل : ظهرامها مثل ظهور الرت

. رحلي راحلتني . وضعت رحلي الراحلتني فأجروه جمرى شيئني من شيئني : وحد الكالم أن يقول

باب إجراء الصفة فيه على االسم يف بعض املواضع أحسن وقد يستوي فيه إجراء الصفة على االسم وأن جتعله

ل معه صقر صائد به إن جعلته مررت برج : خربا فتنصبه فأما ما استويا فيه فقوله . وصفا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

294

: وإن مل حتمله على الرجل ومحلته على االسم املضمر املعروف نصبته فقلتمعه باز صائدا به حني مل يرد أن : مررت برجل معه صقر صائدا به كأنه قال

. حيمله على األوله على الرجل وإن محلته أتيت على رجل ومررت به قائم إن محلت : وكما تقول

. مررت به قائما : على مررت به نصبته كأنك قلت . حنن قوم ننطلق عامدون اىل بلد كذا إن جعلته وصفا : ومثله

. حنن ننطلق عامدين : وإن مل جتعله وصفا نصبت كأنه قالالبس مررت برجل معه باز قابض على آخر ومررت برجل معه جبة : ومنه

. غريها . وإن محلته على اإلضمار الذي معه نصبت . وكذلك مررت برجل عنده صقر صائد بباز

. إن محلته على الوصف فهو هكذاعنده صقر صائدا : وإن محلته على ما يف عنده من اإلضمار نصبت كأنك قلت

. بباز ا إن مل ترد الصفة نصبت كأنك مررت برجل معه الفرس راكب برذون : وكذلك

. معه الفرس راكبا برذونا : قلت . فهذا ال يكون فيه وصف وال يكون إال خربا

: ولو كان هذا على القلب كما يقول النحويون لفسد كالم كثري ولكان الوجه . مررت برجل مجيله حسن الوجه

. ه فتنصبولقال مررت بعبد اهلل معه بازك الصائد ب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

295

. فهذا ال يكون فيه إال الوصف ألنه ال جيوز أن جتعل املعرفة حاال يقع فيه شيءومل تقل مجيله ألنك مل ترد أن تقول إنه حسن الوجه يف هذه احلال وال أنه حسن

. وجهه مجيال أي يف هذه احلال حسن وجهه . يل الوجه كما يقالهذا رجل مج : فلم يرد هذا املعىن ولكنه أراد أن يقول

. هذا رجل حسن الوجه . فهذا الغالب يف كالم الناس

وإن أردت الوجه اآلخر فنصبت فهو جائز ال بأس به وإن كان ليس له قوة . الوصف يف هذا

. فهذا الذي الوصف فيه أحسن وأقوىحاال وقع فيه هذا رجل عاقل لبيب مل جيعل اآلخر : ومثله يف أن الوصف أحسن

األول ولكنه أثىن عليه وجعلهما شرعا سواء وسوى بينهما يف اإلجراء على . االسم

. والنصب فيه جائز على ما ذكرت لكوإمنا ضعف ألنه مل يرد أن األول وقع وهو يف هذه احلال ولكنه أراد أهنما فيه

. رجل سائر راكبا دابة هذا : ثابتان مل يكن واحد منهما قبل صاحبه كما تقول . وقد جيوز يف سعة الكالم على هذا وال ينقض املعىن يف أهنما شرع سواء فيه

. وسرتى هذا النحو يف كالمهم . فأما القلب فباطل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

296

مررت بامرأة آخذة عبدها فضاربته : لو كان ذلك لكان احلد والوجه يف قولهمررت برجل عاقلة أمه لبيبة ألنه ال يصلح : لتالنصب ألن القلب ال يصلح ولق

. أن تقدم لبيبة فتضمر فيها األم مث تقول عاقلة أمه . هذه شاة ذات محل مثقلة : ومسعناهم يقولون

ظننتم بأن خيفى الذي قد صنعتم وفينا نيب : وقال الشاعر وهو حسان بن ثابتزيد أخو عبد اهلل جمنون به إذا : ا يبطل القلب قولهعنده الوحي واضعه ومم

جعلت األخ صفة واجلنون من زيد بأخيه ألنه ال يستقيم زيد جمنون به أخو عبد . اهلل

. مررت برجل معه كيس خمتوم عليه الرفع الوجه ألنه صفة الكيس : وتقول . ل ذاهبا فيها رجل قائما وهذا رج : والنصب جائز على قوله

مررت برجل معه صقر صائدا به : واعلم أنك إذا نصبت يف هذا الباب فقلتفيها عبد اهلل قائم غدا : غدا فالنصب على حاله ألن هذا ليس بابتداء وال يشبه

ألن الظروف تلغى حت يكون املتكلم كأنه مل يذكرها يف هذا املوضع فإذا صار امال فيه فعل أو مبتدأ مل تلغه ألنه ليس يرفعه االبتداء ويف االسم جمرورا أو ع . فيها أخواك قائمان يرفعه االبتداء : الظروف إذا قلت

. معه كيس خمتوم عليه : مررت برجل معه امرأة ضاربته فهذا مبنزلة قوله : وتقول . ما فسرت لكمررت برجل معه امرأة ضارهبا جررت ونصبت على : فإن قلت

وإن شئت قلت ضارهبا هو فنصبت وإن شئت جررت ويكون هو وصف املضمر . يف ضارهبا حت يكون كأنك مل تذكرها

. وإن شئت جعلت هو منفصال فيصري مبنزلة اسم ليس من عالمات املضمر

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

297

. ا زيد معه امرأة ضارهب : مررت برجل معه امرأة ضارهبا هو فكأنك قلت : وتقولمررت برجل معه امرأة ضارهبا أبوه إذا جعلت األب : ومثل قولك ضارهبا هو قوله

: مثل زيد فإن مل تنزل هو واألب منزلة زيد وما ليس من سببه ومل يلتبس به قلت . مررت برجل معه امرأة ضارهبا أبوه أو هو

: ا على املرأة كأنك قلتوإن شئت نصبت جترى الصفة على الرجل وال جتريهضارهبا وضارهبا وخصصته بالفعل فيجري جمرى مررت برجل ضارهبا أبوه ومررت

. بزيد ضارهبا أخوهوال جيوز هذا يف زيد كما أنه ال جيوز مررت برجل ضارهبا زيد وال مررت بعبد اهلل

. زيد فتحمله على النداء ضارهبا خالد وكما كان مل جيز يا ذا اجلارية الواطئهامررت بالذي وطئها أبوه جاز ولو قلت : ولكن اجلر جيد أال ترى أنك لو قلت

. بالذي وطئها زيد مل يكنيا ذا : يا ذا اجلارية الواطئها أبوه جررت كما جتر يف زيد حني قلت : فإن قلت

. اجلارية الواطئها زيدواطئها أبوه جتعل الواطئها من صفة املنادى وال جيوز أن يا ذا اجلارية ال : وتقوليا ذا اجلارية الواطئها زيد من قبل أن الواطئها من صفة املنادى فال جيوز : تقول

مررت بالرجل احلسن زيد وقد جيوز أن تقول باحلسن : كما ال جيوز أن تقول . أبوه

. هو وجعلت هو منفصال يا ذا اجلارية الواطئها : وكذلك إن قلتيا ذا اجلارية الواطئها فتجريه على املنادى وال جتريه : وإن شئت نصبته كما تقول

. على اجلارية

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

298

يا ذا اجلارية الواطئها وأن تريد الواطئها هو مل جيز كما ال جيوز مررت : وإن قلت . تريد األب أو زيدا باجلارية الواطئها تريد هو أو أنت كما ال جيوز هذا وأنت

مررت باجلارية اليت وطئها زيد أو اليت وطئها ألن الفعل : وليس هذا كقولكيضمر فيه وتقع فيه عالمة اإلضمار واالسم ال تقع فيه عالمة اإلضمار فلو جاز ذلك جلاز أن يوصف ذلك املضمر هبو فإمنا يقع يف هذا إضمار االسم رفعا إذا

شيء غري األول وذلك قولك يا ذا اجلارية الواطئها ففي هذا مل يوصف به . إضمار هو وهو اسم املنادى والصفة إمنا هي لألول املنادى

ولو جاز هذا جلاز مررت بالرجل اآلخذ به تريد أنت وجلاز مررت جباريتك راضيا . عنها تريد أنت

ضيا عنها أو مررت ولو قلت مررت جبارية رضيت عنها ومررت جباريتك راجباريتك قد رضيت عنها كان جيدا ألنك تضمر يف الفعل وتكون فيه عالمة

اإلضمار وال يكون ذلك يف االسم إال أن تضمر اسم الذي هو وصفه وال . يوصف به شيء غريه مما يكون من سببه ويلتبس به . له وأخ : وأما رب رجل وأخيه منطلقني ففيها قبح حت تقول

واملنطلقان عندنا جمروران من قبل أن قوله وأخيه يف موضع نكرة ألن املعىن إمنا . هو وأخ له

أمضافة اىل معرفة أو نكرة فإنك قائال اىل معرفة ولكنها أجريت جمرى : فإن قيل . النكرة كما أن مثلك مضافة اىل معرفة وهي توصف هبا النكرة وتقع مواقعها

. تقول رب مثلك أال ترى أنك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

299

رب رجل وزيد وال جيوز لك أن : ويدلك على أهنا نكرة أنه ال جيوز لك أن تقول . رب أخيه حت تكون قد ذكرت قبل ذلك نكرة : تقول

أي وسخلة هلا وال جيوز " كل شاة وسخلتها " : ومثل ذلك قول بعض العربريد شيئا بعينه وأنك تريد شيئا من أمة كل حت تذكر قبله نكرة فيعلم أنك ال ت

. واحد منهم رجل وضممت إليه شيئا من أمة كلهم يقال له أخ . وأخيه وأنت تريد به شيئا بعينه كان حماال : ولو قلت

أي فت هيجاء أنت وجارها إذا ما رجال بالرجال استقلت فاجلار ال : وقال اجلر ألنه ال يريد أن جيعله جار شيء آخر فت هيجاء يكون فيه أبدا ههنا إال

: ولكنه جعله فت هيجاء جار هيجاء ومل يرد أن يعين إنسانا بعينه ألنه لو قال . أي فت هيجاء أنت وزيد جلعل زيدا شريكه يف املدح

ن وكم دون بيتك م : أي فت هيجاء وقال األعشى : ولو رفعه على أنت لو قالصفصف ودكداك رمل وأعقادها ووضع سقاء وإحقابه وحل حلوس وإغمادها

. رب رجل وأخيه : هذا حجة لقولهفهذا االسم الذي مل يكن ليكون نكرة وحده وال يوصف به نكرة ومل حيتمل

عندهم أن يكون نكرة وال يقع يف موضع ال يكون فيه إال نكرة حت يكون أول ا يشغل به العامل نكرة مث يعطف عليه ما أضيف اىل النكرة ويصري مبنزلة مثلك م

. وحنوه . ومل يبتدأ به كما يبتدأ مبثلك ألنه ال جيري جمراه وحده

ومل يصر هذا نكرة إال على هذا الوجه كما أن أمجعني ال جيوز يف الكالم إال . يا هذا وال جيوز إال موصوفا : وصفا وكما أن أي تكون يف النداء كقولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

311

وليس هذا حال الوصف واملوصوف يف الكالم كما أنه ليس حال النكرة كحال . هذا الذي ذكرت لك

. وفيه على جوازه وكالم العرب به ضعف هذا باب ما ينصب فيه االسم

ألنه ال سبيل له اىل أن يكون صفة . قائمنيهذا رجل معه رجل : وذلك قولك

مررت برجل مع امرأة : فهذا ينتصب ألن اهلاء اليت يف معه معرفة فأشرك ومثلهملتزمني فله إضمار يف مع كما كان له إضمار يف معه إال أن للمضمر يف معه

. علما وليس له يف مع امرأة علم إال بالنية . الن أمجعونمررت بقوم مع ف : ويدلك على أنه مضمر يف النية قولك

. فوق الدار رجل وقد جئتك برجل آخر عاقلني مسلمني : ومما ال جيوز فيه الصفةاصنع ما سر أخاك وأحب أبوك الرجالن الصاحلان على االبتداء وتنصبه : وتقول

ال يبعدن قومي الذين هم : على املدح والتعظيم كقول اخلرنق من قيس بن ثعلبةلعداة وآفة اجلزر النازلني بكل معرتك والطيبون معاقد األزر وال يكون نصب سم ا

هذا كنصب احلال وإن كان ليس فيه األلف والالم ألنك مل جتعل يف الدار رجل وقد جئتك بآخر يف حال تنبيه يكونان فيه إلشارة وال يف حال عمل يكونان فيه

رأة أو مررت برجل مع امرأة فقد دخل اآلخر مع هذا رجل مع ام : ألنه إذا قالهذا رجل وامرأة : األول يف التنبيه واإلشارة وجعلت اآلخر يف مرورك فكأنك قلت

. ومررت برجل وامرأة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

311

مررت بزيد القائم كان قبيحا : وأما األلف والالم فال يكونان حاال البتة لو قلت . إذا أردت قائما

اصنع ما ساء أباك وكره أخوك : صبت على الشتم وذلك قولكوإن شئت ن . الفاسقني اخلبيثني

. وإن شاء ابتدأعندي غالم وقد أتيت جبارية فارهني : وال سبيل اىل الصفة يف هذا وال يف قولك

ألنك ال تستطيع أن جتعل فارهني صفة لألول واآلخر وال سبيل اىل أن يكون وبعضه رفعا فلما كان كذلك صار مبنزلة ما كان معه معرفة من بعض االسم جرا

النكرات ألنه ال سبيل اىل وصف هذا كما أنه ال سبيل اىل وصف ذلك فجعل عندي عبد اهلل وقد أتيت بأخيه فارهني جعل الفارهني ينتصبان : نصبا كأنه قال

ي غالم وأتيت جبارية اىل النازلني بكل معرتك وفروا من اإلحالة يف عند : على . فيها قائما رجل : الصب كما فروا إليه يف قوهلم

واعلم أنه ال جيوز أن تصف النكرة واملعرفة كما ال جيوز وصف املختلفني وذلك . هذه ناقة وفصيلها الراتعان : قولك

أن جتعل فهذا حمال ألن الراتعان ال يكونان صفة للفصيل وال للناقة وال تستطيع . بعضها نكرة وبعضها معرفة

. وهذا قول اخلليل رمحه اهلل : وزعم اخلليل أن اجلرين أو الرفعني إذا اختلفا فهما مبنزلة اجلر والرفع وذلك قولك

. هذا رجل ويف الدار آخر كرميني . وقد أتاين رجل وهذا آخر كرميني ألهنما مل يرتفعا من وجه واحد

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

312

اجلر ههنا خمتلف ومل يشرك : هذا البن إنسانني عندنا كراما فقال : حه بقولهوقب هذه جارية أخوي ابنني لفالن كراما ألن أخوي : اآلخر فيما جر ومثل ذلك

ابنني اسم واحد واملضاف إليه اآلخر منتهاه ومل يشرك اآلخر بشيء من حروف . م األولاإلشراك فيما جر االس

هذا فرس أخوي ابنـيك العقالء احللماء ألن هذا يف املعرفة مثل ذاك : ومثل ذلكيف النكرة فال يكون الكرام والعقالء صفة لألخوين واالبنني وال جيوز أن جيرى

. وصفا ملا اجنر من وجهني كما مل جيز فيما اختلف إعرابهذان أخواك وقد توىل أبواك الرجال الصاحلون إال ومما ال جتري الصفة عليه حنو ه

دح والتعظيم . أن ترفعه على االبتداء أو تنصبه على امل

الرفع على : مررت بزيد وأتاين أخوه أنفسهما فقال : وسألت اخلليل رمحه اهلل عنمها صاحباي أنفسهما والنصب على أعنيهما وال مدح فيه ألنه ليس مما ميدح

. بههذا رجل وامرأته منطلقان وهذا عبد اهلل وذاك أخوك الصاحلان ألهنما : وتقول

ارتفعا من وجه واحد ومها امسان بنيا على مبتدأين وانطلق عبد اهلل ومضى أخوك . الصاحلان ألهنما ارتفعا بفعلني وذهب أخوك وقدم عمرو الرجالن احلليمان

وهذا زيد الرجلني الصاحلني رفعت أو نصبت من عبد اهلل : واعلم أنه ال جيوزألنك ال تثين إال على من أثبته وعلمته وال جيوز أن ختلط من تعلم ومن ال تعلم

فتجعلهما مبنزلة واحدة وإمنا هذا باب ما ينتصب ألنه حال صار فيها املسئول واملسئول عنه

. وما ألخيك قائما ما شأنك قائما وما شأن زيد قائما : وذلك قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

313

: ما شأنك كما ينتصب قائما يف قولك : فهذا حال قد صار فيه وانتصب بقولك . هذا عبد اهلل قائما مبا قبله

. وسنبني هذا يف موضعه إن شاء اهلل تعاىل . وفيه معىن مل قمت يف ما شأنك وما لك

. " ة معرضني فما هلم عن التذكر " : قال اهلل تعاىل . ومثل ذلك من ذا قائما بالباب على احلال أي من ذا الذي هو قائم بالباب

. هذا املعىن تريد . وأما العامل فيه فبمنزلة هذا عبد اهلل ألن من مبتدأ قد بين عليه اسم

. ملن الدار مفتوحا باهبا : وكذلكمن الذي هو خري منك ألنك مل ترد : قوله من ذا خري منك فهو على : أما قوهلم

أن تشري أو تومئ اىل إنسان قد استبان لك فضله على املسئول فيعلمكه ولكنك . أردت من ذا الذي هو أفضل منك

فإن أومأت اىل إنسان قد استبان لك فضله عليه فأردت أن يعلمكه نصبت خريا إمنا أريد أن أسألك عن هذا الذي قد : أنك قلتمن ذا قائما ك : منك كما قلت

صار يف حال باب ما ينتصب على التعظيم واملدح وإن شئت جعلته صفة . فجرى على األول وإن شئت قطعته فابتدأته

لك : وذلك قولكلك هلل أهل امل

. احلمد هلل احلميد هو واحلمد هلل أهل احلمد وامل

نفسي فداء أمري املؤمنني إذا : حسنا كما قال األخطل ولو ابتدأته فرفعته كانأبدى النواجذ يوم باسل ذكر اخلائض الغمر وامليمون طائره خليفة اهلل يستسقى

: به املطر وأما الصفة فإن كثريا من العرب جيعلونه صفة فيتبعونه األول فيقولون

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

314

إن شئت جررت وإن شئت : هلهأهل احلمد واحلميد هو وكذلك احلمد هلل أ . نصبت

ولقد خبطن بيوت يشكر خبطة أخوالنا : وإن شئت ابتدأت كما قال مهلهلفسألت " احلمد هلل رب العاملني " : وهم بنو األعمام ومسعنا بعض العرب يقول

. عنها يونس فزعم أهنا عربيةالراسخون يف العلم منهم واملؤمنون يؤمنون لكن " : ومثل ذلك قول اهلل عز وجل

. " مبا أنزل إليك وما أنزل من قبلك واملقيمني الصالة واملؤتون الزكاة . فلو كان كله رفعا كان جيدا ولكن الرب من آمن باهلل واليوم اآلخر واملالئكة " : فأما املؤمنون وقال جل ثناؤه

املال على حبه ذوي القرىب واليتامى واملساكني وابن والكتاب والنبيني وآتى السبيل والسائلني ويف الرقاب وأقام الصالة وآتى الزكاة واملوفون بعهدهم إذا

. " عاهدوا والصابرين يف البأساء والضراء وحني البأس . ولو رفع الصابرين على أول الكالم كان جيدا

واملؤتون الزكاة " : بتداء كان جيدا كما ابتدأت يف قولهولو ابتدأته فرفعته على اال " .

ال يبعدن قومي الذي هم سم العداة : ونظري هذا النصب من الشعر قول اخلرنق . وآفة اجلزر النازلني بكل معرتك والطيبون معاقد األزر فرفع الطيبني كرفع املؤتني

وكل قوم أطاعوا أمر مرشدهم : تداء قول ابن خياط العكليومثل هذا يف هذا االبإال منريا أمر غاويها الظاعنني وملا يظعنوا أحدا والقائلون ملن دار خنليها وزعم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

315

" فهذا مثل " النازلون بكل معرتك والطيبني " : يونس أن من العرب من يقول . " والصابرين

الظاعنون والقائلني فنصبه كنصب الطيبني إال أن هذا : ومن العرب من يقول . شتم هلم وذم كما أن الطيبني مدح هلم وتعظيم

وإن شئت أجريت هذا كله على االسم األول وإن شئت ابتدأته مجيعا فكان . مرفوعا على االبتداء

. كل هذا جائز يف ذين البيتني وما أشبههما كل ذلك واسعلقد محلت قيس بن عيالن : عيسى أنه مسع ذا الرمة ينشد هذا البيت نصبا وزعم

حرهبا على مستقل للنوائب واحلرب أخاها إذا كانت عضاضا مسا هلا على كل حال من ذلول ومن صعب زعم اخلليل أن نصب هذا على أنك مل ترد أن

علموا من ذلك ما قد حتدث الناس وال من ختاطب بأمر جهلوه ولكنهم قد أذكر أهل ذاك وأذكر : علمت فجعله ثناء وتعظيما ونصبه على الفعل كأنه قال

. املقيمني ولكنه فعل ال يستعمل إظهارهإنا بين فالن نفعل كذا ألنه ال يريد أن خيرب من ال يدري أنه : وهذا شبيه بقوله

. ء من بين فالن ولكنه ذكر ذلك افتخارا وابتهاإال أن هذا جيري على حرف النداء وسرتاه إن شاء اهلل عز وجل يف بابه يف باب

. النداء مبينا وترك إظهار الفعل فيه حيث ضارع هذا وأشباهه ألن إنا بين فالن وحنوه مبنزلة

. النداء . وقد ضارعه هذا الباب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

316

أوي اىل نسوة عطل وشعثا وي : ومن هذا الباب يف النكرة قول أمية بن أيب عائذاىل نسوة عطل صرن عنده ممن علم أهنن : مراضيع مثل السعايل كأنه حيث قال

. شعث ولكنه ذكر ذلك تشنيعا هلن وتشويها . وأذكرهن شعثا إال أن هذا فعل ال يستعمل إظهاره : كأنه قال : قال اخلليل

. وإن شئت جررت على الصفةبأعني منها : مررت بزيد أخيك وصاحبك كقول الراجز : وزعم يونس أنك تقول

. مليحات النـقب شكل التجار وحالل املكتسب كذلك مسعناه من العربيا مي ال يعجز األيام ذو حيد يف حومة : وكذلك قال مالك بن خويلد اخلناعي

ة أحدان الرجال له صيد وجمرتئ بالليل مهاس وإن املوت رزام وفراس حيمي الصرميفيت الناس ال خيفى عليهم مكانه وضرغامة : شئت محلته على االبتداء كما قال

إذا لقى األعداء كان خالهتم وكلب على : إن هم باحلرب أوقعا وقال آخر . المهااألدنني واجلار نابح كذلك مسعنامها من الشاعرين اللذين قا

. واعلم أنه ليس كل موضع جيوز فيه التعظيم وال كل صفة حيسن أن يعظم هبامررت بعبد اهلل أخيك صاحب الثياب أو البزاز مل يكن هذا مما يعظم : لو قلت

. به الرجل عند الناس وال يفخم بهالناس وال وأما املوضع الذي ال جيوز فيه التعظيم فأن تذكر رجال بنبيه عند

. معروف بالتعظيم مث تعظمه كما تعظم النبيه . مررت بعبد اهلل الصاحل : وذلك قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

317

حل جاز ألنه طعمني يف امل

فإن قلت مررت بقومك الكرام الصاحلني مث قلت امل

إذا وصفهم صاروا مبنزلة من قد عرف منهم ذلك وجاز له أن جيعلهم كأنه قد . علموا

. هذا ما استحسن العرب وأجزه كما أجازتهفاستحسن من وليس كل شيء من الكالم يكون تعظيما هلل عز وجل يكون تعظيما لغريه من

. احلمد لزيد تريد العظمة مل جيز وكان عظيما : لو قلت : املخلوقنيمررت بقومك الكرام إذا جعلت املخاطب كأنه قد عرفهم : وقد جيوز أن تقول

. قال مررت برجل زيد فتنزله منزلة من قال لك من هو وإن مل يتكلم به كما . فكذلك هذا تنزله هذه املنزلة وإن كان مل يعرفهم

باب ما جيري من الشتم جمرى التعظيم مل يرد أن يكرره وال يعرفك شيئا : أتاين زيد الفاسق اخلبيث : ما أشبهه تقول

وامرأته محالة " : بلغنا أن بعضهم قرأ هذا احلرف نصبا تنكره ولكنه شتمه و أذكر محالة احلطب شتما : مل جيعل احلمالة خربا للمرأة ولكنه كأنه قال " احلطب

. هلا وإن كان فعال ال يستعمل إظهاره : وقال عروة الصعاليك العبسي

ذب وزور سقوين اخلمر مث تكنفوين ** عداة اهلل من ك . إمنا شتمهم بشيء قد استقر عند املخاطبني

: وقال النابغة لعمري وما عمري علي هبني ** لقد نطقت بطال علي األقارع

أقارع عوف ال أحاول غريها ** وجوه قرود تبتغي من جتاذع

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

318

فسك وزعم يونس أنك إن شئت رفعت البيتني مجيعا على االبتداء تضمر يف ن . شيئا لو أظهرته مل يكن ما بعده إال رفعا

: ومثل ذلك مت ترعيين مالك وجرانه ** وجنبـيه تعلم أنه غري ثائر

حضجر كأم التوأمني توكأت ** على مرفقيها مستهلة عاشر وزعموا أن أبا عمرو كان ينشد هذا البيت نصبا وهذا الشعر لرجل معروف من

: زد السراةأ قـبح من يزين بعو ** ف من ذوات اخلمر

اآلكل األشداء ال ** حيفل ضوء القمر : وزعم يونس أنه مسع الفرزدق ينشد

كم عمة لك يا جرير وخالة ** فدعاء قد حلبت علي عشاري شغارة تقذ الفصيل برجلها ** فطارة لقوادم األبكار

. ما وكأنه حني ذكر احللب صار من خياطب عنده عاملا بذلكجعله شت . ولو ابتدأه وأجراه على األول كان ذلك جائزا عربيا

: وقال طليق اهلل مل مينن عليه ** أبو داود وابن أيب كثري

وال احلجاج عيين بنت ماء ** تقلب طرفها حذر الصقور . فهذا مبنزلة وجوه قرود

: وأما قول حسان بن ثابت حار بن كعب أال أحالم تزجركم ** عين وأنتم من اجلوف اجلماخري

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

319

ال بأس بالقوم من طول ومن عظم ** جسم البغال وأحالم العصافريأما : فلم يرد أن جيعله شتما ولكنه أراد أن يعدد صفاهتم ويفسرها فكأنه قال

. حالمهم فكذاأجسامهم فكذا وأما أ . لو جعله شتما فنصبه على الفعل كان جائزا : وقال اخلليل رمحه اهلل

وقد جيوز أن ينصب ما كان صفة على معىن الفعل وال يريد مدحا وال ذما وال . شيئا مما ذكرت لك

: وقال وما غرين حوز الرزامي حمصنا ** عواشيها باجلو وهو خصيب

اسم الرزامي فنصبه على أعين وهو فعل يظهر ألنه مل يرد أكثر من أن : وحمصن . يعرفه بعينه ومل يرد افتخارا وال مدحا وال ذما

. وكذلك مسع هذا البيت من أفواه العرب وزعموا أن امسه حمصن ومن هذا الرتحم والرتحم يكون باملسكني والبائس وحنوه وال يكون بكل صفة وال

. م ولكن ترحم مبا ترحم به العربكل اسمررت به املسكني على البدل وفيه معىن الرتحم وبدله : وزعم اخلليل أنه يقول

. كبدل مررت به أخيك : وقال

فأصبحت بقرقرى كوانسا ** فال تلمه أن ينام البائساائس كأنه ملا مررت به الب : إن شئت رفعته من وجهني فقلت : وكان اخلليل يقول

. املسكني هو والبائس أنت : قال مررت به قال املسكني هو كما يقول مبتدئا . مررت به املسكني هو والبائس أنت : وإن شاء قال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

311

وفيه معىن الرتحم كما كان يف قوله : مررت به املسكني كما قال : وإن شاء قال . رمحة اهلل عليه معىن رمحه اهلل

. به جيوز فيه هذان الوجهان وهو قول اخلليل رمحه اهلل فما يرتحماملسكني مررت به وهذا مبنزلة لقيته : يكون مررت به املسكني على : وقال أيضا

. عبد اهلل إذا أراد عبد اهلل لقيته . وهذا يف الشعر كثري

. مررت به مسكينا : مررت به املسكني على قوله : وأما يونس فيقولوهذا ال جيوز ألنه ال ينبغي أن جيعله حاال ويدخل فيه األلف والالم ولو جاز

. هذا جلاز مررت بعبد اهلل الظريف تريد ظريفا لقيت املسكني ألنه إذا : ولكنك إن شئت محلته على أحسن من هذا كأنه قال

. قال مررت بعبد اهلل فهو عمل كأنه أضمر عمال ى هذا إمنا محلوه عليه فرارا من أن يصفوا املضمر فكان وكأن الذين محلوه عل

. محلهم إياه على الفعل أحسنوزعم اخلليل رمحه اهلل أنه يقول إنه املسكني أمحق على اإلضمار الذي جاز يف

. إنه هو املسكني أمحق : مررت كأنه قال . وهو ضعيف

معىن املنصوب الذي أجريته وجاز هذا أن يكون فصال بني االسم واخلرب ألن فيه . إنا متيما ذاهبون : جمرى

يب املسكني كان األمر أو بك املسكني مررت فال حيسن فيه البدل : فإذا قلتألنك إذا عنيت املخاطب أو نفسك فال جيوز أن يكون ال يدري من تعين ألنك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

311

ت رفعته بنا متيما وإن شئ : لست حتدث عن غائب ولكنك تنصبه على قولك . على ما رفعت عليه ما قبله

فهذا املعىن جيري على هذين الوجهني واملعىن وأما يونس فزعم أنه ليس يرفع شيئا من الرتحم على إضمار شيء يرفع ولكنه إن قال ضربته مل يقل أبدا إال املسكني

. حيمله على الفعل . وإن قال ضرباين قال املسكينان محله أيضا على الفعل

وكذلك مررت به املسكني حيمل الرفع على الرفع واجلر على اجلر والنصب على . النصب

. ويزعم أن الرفع الذي فسرنا خطأ . وهو قول اخلليل رمحه اهلل وابن أيب إسحاق

باب ما ينتصب ألنه خرب للمعروف املبين على ما هو قبله من األمساء املبهمة ذا وهذان وهذه وهاتان وهؤالء وذلك وذانك وتلك وتانك ه : واألمساء املبهمة

وتيك وأولئك وهو وهي ومها وهم وهن وما أشبه هذه األمساء وما ينتصب ألنه . خرب للمعروف املبين على األمساء غري املبهمة

هذا عبد اهلل منطلقا وهؤالء قومك : فأما املبين على األمساء املبهمة فقولك . اهلل ذاهبا وهذا عبد اهلل معروفا منطلقني وذاك عبد

. فهذا اسم مبتدأ يبىن عليه ما بعده وهو عبد اهلل . ومل يكن ليكون هذا كالما حت يبىن عليه أو يبىن على ما قبله

فاملبتدأ مسند واملبين عليه مسند إليه فقد عمل هذا فيما بعده كما يعمل اجلار . والفعل فيما بعده

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

312

نك تريد أن تنبهه له منطلقا ال تريد أن تعرفه عبد اهلل ألنك ظننت أنه واملعىن أانظر إليه منطلقا فمنطلق حال قد صار فيها عبد اهلل وحال : جيهله فكأنك قلت

جاء عبد اهلل راكبا : بني منطلق وهذا كما حال بني راكب والفعل حني قلت . صار لعبد اهلل وصار الراكب حاال

. هذا فكذلك . وذاك مبنزلة هذا

. إال أنك إذا قلت ذاك فأنت تنبهه لشيء مرتاخ . وهؤالء مبنزلة هذا وأولئك مبنزلة ذاك وتلك مبنزلة ذاك

. فكذلك هذه األمساء املبهمة اليت توصف باألمساء اليت فيها األلف والالم . اوأما هو فعالمة مضمر وهو مبتدأ وحال ما بعده كحاله بعد هذ

. هو زيد معروفا فصار املعروف حاال : وذلك قولكوذلك أنك ذكرت للمخاطب إنسانا كان جيهله أو ظننت أنه جيهله فكأنك

أثبته أو الزمه معروفا فصار املعروف حاال كما كان املنطلق حاال حني : قلت . هذا زيد منطلقا : قلت

ذكور زيد حني قلت معروفا وال جيوز أن تذكر واملعىن أنك أردت أن توضح أن امليف هذا املوضع إال ما أشبه املعروف ألنه يعرف ويؤكد فلو ذكر هنا االنطالق

. كان غري جائز ألن االنطالق ال يوضح أنه زيد وال يؤكده . ال شك وليس ذا يف منطلق : ومعىن قوله معروفا

. مما يوضح ويؤكد به احلق وكذلك هو احلق بينا ومعلوما ألن ذا . وكذلك هي ومها وهم وهن وأنا وأنت وإنه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

313

هذا عبد اهلل : وقد يكون هذا وصواحبه مبنزلة هو يعرف به تقول : قال ابن دارة . فاعرفه إال أن هذا عالمة للمضمر ولكنك أردت أن تعرف شيئا حبضرتك

. فاخرا أو موعدا هو عبد اهلل وأنا عبد اهلل : وقد تقولأي اعرفين مبا كنت تعرف ومبا كان بلغك عين مي يفسر احلال اليت كان يعلمه

. أنا عبد اهلل كرميا جوادا وهو عبد اهلل شجاعا بطال : عليها أو تبلغه فيقولما آكال ك : إين عبد اهلل مصغرا نفسه لربه مث تفسر حال العبيد فتقول : وتقول

. تأكل العبيدوإذا ذكرت شيئا من هذه األمساء اليت هي عالمة للمضمر فإنه حمال أن يظهر بعدها االسم إذا كنت خترب عن عمل أو صفة غري عمل وال تريد أن تعرفه بأنه

. زيد أو عمرووكذلك إذا مل توعد ومل تفخر أو تصغر نفسك ألنك يف هذه األحوال تعرف ما

قد جهل أو تنزل املخاطب منزلة من جيهل فخرا أو هتددا أو وعيدا ترى أنه . فصار هذا كتعريفك إياه بامسه

وإمنا ذكر اخلليل رمحه اهلل هذا لنعرف ما حيال منه وما حيسن فإن النحويني مما . يتهاونون باخللف إذا عرفوا اإلعراب

ن خيربك عن نفسه أو عن غريه وذلك أن رجال من إخوانك ومعرفتك لو أراد أأنا عبد اهلل منطلقا وهو زيد منطلقا كان حماال ألنه إمنا أراد أن خيربك : بأمر فقال

باالنطالق ومل يقل هو وال أنا حت استغنيت أنت عن التسمية ألن هو وأنا . عالمتان للمضمر وإمنا يضمر إذا علم أنك عرفت من يعين

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

314

: خلف حائط أو يف موضع جتهله فيه فقلت من أنت فقال إال أن رجال لو كان . أنا عبد اهلل منطلقا يف حاجتك كان حسنا

أخوك عبد اهلل : وأما ما ينتصب ألنه خرب مبين على اسم غري مبهم فقولك . معروفا

. هذا جيوز فيه مجيع ما جاز يف االسم الذي بعد هو وأخواهتا املعرفة النكرةهذا باب ما غلبت فيه

. هذان رجالن وعبد اهلل منطلقني : وذلك قولكوإمنا نصبت للمنطلقني ألنه ال سبيل اىل أن يكون صفة لعبد اهلل وال أن يكون

هذا عبد : صفة لإلثنني فلما كان ذلك حماال جعلته حاال صاروا فيها كأنك قلت . اهلل منطلقا

. مرأة قائمني هذا رجل مع ا : وهذا شبيه بقولكهذان رجالن وعبد اهلل منطلقان ألن املنطلقني يف هذا املوضع : وإن شئت قلت

. من اسم الرجلني فجريا عليه . هؤالء ناس وعبد اهلل منطلقني إذا خلطتهم : وتقول

هؤالء ناس وعبد اهلل منطلقون : هذان رجالن وعبد اهلل منطلقان قال : ومن قال . شرك بني عبد اهلل وبني ناس يف االنطالقألنه مل ي

. هذه ناقة وفصيلها راتعني : وتقول . هذه ناقة وفصيلها راتعان : وقد يقول بعضهم

كل شاة وسخلتها بدرهم إمنا يريد كل شاة وسخلة هلا : وهذا شبيه بقول من قال . بدرهم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

315

اهلل منطلقا مل يقل يف ومن قال كل شاة وسخلتها فجعله مينزلة كل رجل وعبدالراتعني إال النصب ألنه إمنا يريد حينئذ املعرفة وال يريد أن يدخل السخلة يف

. الكل ألن كل ال يدخل يف هذا املوضع إال على النكرةوالوجه كل شاة وسخلتها بدرهم وهذه ناقة وفصيلها راتعني ألن هذا أكثر يف

. كالمهم وهو القياس . قد قاله بعض العربوالوجه اآلخر

هذا باب ما جيوز فيه الرفع مما ينتصب يف املعرفة هذا عبد اهلل منطلق حدثنا بذلك يونس وأبو اخلطاب عمن يوثق : وذلك قولك . به من العرب

هذا : فوجه أنك حني قلت : وزعم اخلليل رمحه اهلل أن رفعه يكون على وجهني . أنك قلت هذا منطلق أو هو منطلقعبد اهلل أضمرت هذا أو هو ك

هذا حلو حامض ال تريد أن : أن جتعلهما مجيعا خربا هلذا كقولك : والوجه اآلخر . تنقض احلالوة ولكنك تزعم أنه مجع الطعمني

. كال إهنا لظى " : وقال اهلل عز واجل ن يك ذا بت فهذا بيت م : مسعنا ممن يروي هذا الشعر من العرب يرفعه : نزاعة قال

ولقد أبيت من الفتاة مبنزل فأبيت ال : مقيظ مصيف مشيت وأما قول األخطل . حرج وال حمروم فزعم اخلليل رمحه اهلل أن هذا ليس على إضمار أنا

كان عبد اهلل ال مسلم وال صاحل على : ولو جاز هذا على إضمار أنا جلاز . إضمار هو

. فأبيت مبنزلة الذي يقال ال حرج وال حمروم : زعم اخلليل رمحه اهللولكنه فيما

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

316

على حني أن كانت عقيل وشائظا : ويقويه يف ذلك قوله وهو الربيع األسديكانت كالب اليت يقال هلا خامري أم : وكانت كالب خامري أم عامر فإمنا أراد

. عامرفأبيت ال حرج وال حمروم باملكان : كأنه قالوقد زعم بعضهم أن رفعه على النفي

. الذي أنا بهكأنه حكاية ملا كان يتكلم به قبل ذلك فكأنه حكى ذلك : وقال اخلليل رمحه اهلل

كذبـتم وبيت اهلل ال تنكحوهنا بين شاب قرناها تصر وحتلب أي : اللفظ كما قال . بين من يقال له ذلك

على أن جتعل عبد اهلل معطوفا على هذا كالوصف فيصري كأنه وقد يكون رفعه . عبد اهلل منطلق : قال

. بالناصية " : هذا زيد رجل منطلق على البدل كما قال تعاىل جده : وتقول . " ناصية كاذبة

. فهذه أربعة أوجه يف الرفع دأهذا باب ما يرتفع فيه اخلرب ألنه مبين على مبت

أو ينتصب فيه اخلرب ألنه حال ملعروف مبين على مبتدأهذا الرجل منطلق فالرجل صفة هلذا ومها مبنزلة اسم واحد : فأما الرفع فقولك

. هذا منطلق : كأنك قلتوهذا : تومهت آيات هلا فعرفتها لستة أعوام وذا العام سابع كأنه قال : قال النابغة

. سابع

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

317

هذا الرجل منطلقا جعلت الرجل مبنيا على هذا وجعلت : نصب فقولكوأما ال . هذا عبد اهلل منطلقا : اخلرب حاال له قد صار فيها فصار كقولك

وإمنا يريد يف هذا املوضع أن يذكر املخاطب برجل قد عرفه قبل ذلك وهو يف فكأن ما ينتصب من الرفع ال يريد أن يذكره بأحد وإمنا أشار فقال هذا منطلق

أخبار املعرفة ينتصب على أنه حال مفعول فيها ألن املبتدأ يعمل فيما بعده كعمل الفعل فيما يكون بعده ويكن فيه معىن التنبيه والتعريف وحيول بني اخلرب

واالسم املبتدأ كما حيول الفاعل بني الفعل واخلرب فيصري اخلرب حاال قد ثبت فيها . كان الظرف موضعا قد صري فيه بالنية وإن مل يذكر فعال وصار فيها كما

وذلك أنك إذا قلت فيها زيد فكأنك قلت استقر فيها زيد وإن مل تذكر فعال والنصب بالذي هو فيه كانتصاب الدرهم بالعشرين ألنه ليس من صفته وال

. حمموال على ما محل عليه فأشبه عندهم ضارب زيدا عمل فيما بعده عمل الفعل وصار منطلق حاال فانتصب هبذا وكذلك هذا

. مر زيد راكبا : الكالم انتصاب راكب بقولفإن احلق ال يكون صفة هلو من قبل أن " هو احلق مصدقا " وأما قوله عز وجل

. هو اسم مضمر واملضمر ال يوصف باملظهر أبدا ألنه قد استغىن عن الصفةتضمر االسم حني يستغىن باملعرفة فمن مث مل يكن يف هذا الرفع كما كان يف وإمنا

. هذا الرجل مررت هبذا : مررت هبو الرجل مل جيز ومل حيسن ولو قلت : أال ترى أنك لو قلت

. الرجل كان حسنا مجيال باب ما ينتصب فيه اخلرب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

318

فيها عبد اهلل : أو أخرته وذلك قولكألنه خرب ملعروف يرتفع على االبتداء قدمته . قائما وعبد اهلل فيها قائما

فعبد اهلل ارتفع باالبتداء ألن الذي ذكرت قبله وبعده ليس به وإمنا هو موضع له . ولكنه جيري جمرى االسم املبين على ما قبله

كما فيها عبد اهلل حسن السكوت وكان كالما مستقيما : أال ترى أنك لو قلت . هذا عبد اهلل : حسن واستغىن يف قولك

. عبد اهلل فيها فيصري كقولك عبد اهلل أخوك : وتقول . إال أن عبد اهلل يرتفع مقدما كان أو مؤخرا باالبتداء

إن زيدا فيها ألن : إن فيها زيدا فيصري مبنزلة قولك : ويدلك على ذلك أنك تقوللزيد يستغين به السكوت وقع موقع األمساء كما أن فيها ملا صارت مستقرا

عبد اهلل منطلق : عبد اهلل لقيته يصري لقيته فيه مبنزلة االسم كأنك قلت : قولكاستقر عبد اهلل مث أردت أن خترب على أية حال استقر : فصار قولك فيها كقولك

. فقلت قائما فقائم حال مستقر فيها . فيها عبد اهلل قائم : غيت فيها فقلتوإن شئت أل

فبت كأين ساورتين ضئيلة من الرقش يف أنياهبا السم ناقع وقال : قال النابغةال در دري إن أطعمت نازلكم قرف احليت وعندي البـر مكنوز كأنك : اهلذيل . الرب مكنوز عندي وعبد اهلل قائم فيها : قلتنصبت القائم ففيها قد حالت بني املبتدأ والقائم واستغين هبا فعمل املبتدأ فإذا

حني مل يكن القائم مبنيا عليه عمل هذا زيد قائما وإمنا جتعل فيها إذا رفعت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

319

فيها عبد اهلل مل جيز عليه : القائم مستقرا للقيام وموضعا له وكأنك لو قلت . السكوت

ا ال حيدث الرفع أيضا يف عبد اهلل ألهنا لو كانت مبنزلة وهذا يدلك على أن فيههذا مل تكن لتلغى ولو كان عبد اهلل يرتفع بفيها الرتفع بقولك عبد اهلل مأخوذ

. ألن الذي يرفع وينصب ما يستغين عليه السكوت وما ال يستغين مبنزلة واحدةيكن كالما ولو أال ترى أن كان تعمل عمل ضرب ولو قلت كان عبد اهلل مل

. قلت ضرب عبد اهلل كان كالما ال سافر الين مدخول وال هبج : ومما جاء يف الشعر أيضا مرفوعا قوله البن مقبل

عاري العظام عليه الودع منظوم فجميع ما يكون ظرفا تلغيه إن شئت ألنه ال موضع اخلرب دون يكون آخرا إال على ما كان عليه أوال قبل الظرف ويكون

فيك : االسم فجرى يف أحد الوجهني جمرى ما ال يستغين عليه السكوت كقولك . زيد راغب فرغبته فيه

هو لك خالصا وهو لك خالص كأن قولك هو : ومثل قولك فيها عبد اهلل قائما . لك مبنزلة أهبه لك مث قلت خالصا

خالص فيصري خالص مبنيا على هو ومن قال فيها عبد اهلل قائم قال هو لك كما كان قائم مبنيا على عبد اهلل وفيها لغو إال أنك ذكرت فيها لتبني أين القيام

. وكذلك لك إمنا أردت أن تبني ملن اخلالص قل هي للذين آمنوا يف احلياة الدنيا خالصة " : وقد قرئ هذا احلرف على وجهني

. والنصببالرفع " يوم القيامة . هو لك اجلماء الغفري يرفع كما يرفع اخلالص : وبعض العرب يقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

321

. والنصب أكثر ألن جلماء الغفري مبنزلة املصدر فكأنه قال هو لك خلوصا . فهذا متثيل وال يتكلم به

إن لكم أصل : ومما جاء يف الشعر قد انتصب خربه وهو مقدم قبل الظرف قوله : د وفرعها فاخلري فيكم ثابتا مبذوال ومسعنا بعض العرب املوثوق هبم يقولالبال

. أتكلم هبذا وأنت ههنا قاعدا هو رجل صدق معلوما ذاك وهو : ومما ينتصب ألنه حال وقع فيه أمر قول العرب

هذا رجل صدق : رجل صدق معروفا ذاك وهو رجل صدق بينا ذاك كأنه قالهو رجل صدق فقد : ه فصار حاال وقع فيه أمر ألنك إذا قلتمعروفا صالح

. أخربت بأمر واقع مث جعلت ذلك الوقوع على هذه احلالهو رجل معروف : ولو رفعت كان جائزا على أن جتعله صفة كأنك قلت

. صالحهحلسن مررت برجل حسنة أمه كرميا أبوها زعم اخلليل أنه أخرب عن ا : ومثل ذلك

. أنه وجب هلا يف هذه احلالهو رجل : مررت برجل ذاهبة فرسه مكسورا سرجها واألول كقولك : وهو كقولك

: صدق معروفا صدقه وإن شئت قلت معروف ذلك ومعلوم ذلك على قولك . ذاك معروف وذاك معلوم

. مسعته من اخلليل هذا باب من املعرفة

خلاص شائعا يف األمةيكون فيه االسم ا ليس واحد منها أوىل به من اآلخر وال يتوهم به واحد دون آخر له اسم غريه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

321

ثعالة وأبو احلصني ومسسم : أبو احلارث وأسامة وللثعلب : حنو قولك لألسدأم عامر وحضاجر وجعار وجيأل وأم عنثل : دأالن وأبو جعدة وللضبع : وللذئب

. ام ويقال للضبعان قـثموقث . ابن بريح : ومن ذلك قوهلم للغراب

. فكل هذا جيري خربه جمرى خرب عبد اهللومعناه إذا قلت هذا أبو احلارث أو هذا ثعالة أنك تريد هذا األسد وهذا الثعلب

. وليس معناه كمعىن زيد وإن كانا معرفة هذا زيد فزيد اسم ملعىن قولك هذا وكان خربمها نصبا من قبل أنك إذا قلت

الرجل إذا أردت شيئا بعينه قد عرفه املخاطب حبليته أو بأمر قد بلغه عنه قد . اختص به دون من يعرف

هذا الرجل الذي من حليته ومن أمره كذا وكذا : فكأنك إذا قلت هذا زيد قلتليحذف الكالم وليخرج من بعينه فاختص هذا املعىن باسم علم يلزم هذا املعىن

. االسم الذي قد يكون نكرة ويكون لغري شيء بعينهألنك إذا قلت هذا الرجل فقد يكون أن تعين كماله ويكون أن تقول هذا الرجل

. وأن تريد كل ذكر تكلم ومشى على رجلني فهو رجلمره قال زيد فإذا أراد أن خيلص ذلك املعىن وخيتصه ليعرف من يعىن بعينه وأ

. وحنوههذا أبو احلارث فأنت تريد هنا األسد أي هذا الذي مسعت بامسه أو : وإذا قلت

هذا الذي قد عرفت أشباهه وال تريد أن تشري اىل شيء قد عرفه بعينه قبل ذلك كمعرفته زيدا ولكنه أراد هذا الذي كل واحد من أمته له هذا االسم فاختص

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

322

ا اختص الذي ذكرنا بزيد ألن األسد يتصرف تصرف الرجل هذا املعىن باسم كم . ويكون نكرة فأرادوا أمساء ال تكون إال معرفة وتلزم ذلك املعىن

وإمنا منع األسد وما أشبهه أن يكون له اسم معناه معىن زيد أن األسد وما بعضا أشبهها ليست بأشياء ثابتة مقيمة مع الناس فيحتاجوا اىل أمساء يعرفون هبا

. من بعض وال حتفظ حالها كحفظ ما يثبت مع الناس ويقتنونه ويتخذونهأال تراهم قد اختصوا اخليل واإلبل والغنم والكالب وما تثبت معهم واختذوه

. بأمساء كزيد وعمروومنه أبو جخادب وهو شيء يشبه اجلندب غري أنه أعظم منه وهو ضرب من

قرتة وهو ضرب من احليات فكأهنم إذا قالوا هذا ابن اجلنادب كما ومن ذلك ابن . قرتة فقد قالوا هذا احلية الذي من أمره كذا وكذا

وإذا قالوا بنات أوبر فكأهنم قالوا هذا الضرب الذي من أمره كذا وكذا من الكمأة وإذا قالوا أبو جخادب فكأهنم قالوا هذا الضرب الذي مسعت به من

. هاجلنادب أو رأيتومثل ذلك ابن آوى كأنه قال هذا الضرب الذي مسعته أو رأيته من السباع فهو

. ضرب من السباع كما أن بنات أوبر ضرب من الكمأة . ويدلك على أنه معرفة أن آوى غري مصروف وليس بصفة

. ومثل ذلك ابن عرس وأم حبني وسام أبرصكأنه قال يف كل واحد من هذا الضرب وبعض العرب يقول أبو بريص ومحار قبان

. الذي يعرف من أحناش األرض بصورة كذا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

323

وكأنه قال يف املؤنث حنو أم حبني هذه اليت تعرف من أحناش األرض بصورة . كذا

واختصت العرب لكل ضرب من هذه الضروب امسا على معىن الذي تعرفها به النكرة كما فعلوا ذلك بزيد ال تدخله النكرة كما أن الذي تعرف ال تدخله

. واألسدإال أن هذه الضروب ليس لكل واحد منها اسم يقع على كل واحد من أمته يدخله املعرفة والنكرة مبنزلة األسد يكون معرفة ونكرة مث اختص باسم معروف

كما اختص الرجل بزيد وعمرو وهو أبو احلارث ولكنها لزمت امسا معروفا وتركوا هذا الرجل : ي تدخله املعاين املعرفة والنكرة ويدخله والتعجب كقولكاالسم الذ

. وأنت تريد أن ترفع شأنه . هذا الرجل قائم : ووصف األمساء املبهمة حنو قولك

. فكأن هذا اسم جامع ملعانوابن عرس يراد به معىن واحد كما أريد بأيب احلارث وبزيد معىن واحد واستغين

. به . ل هذا يف بابه مثل رجل كانت كنيته هي االسم وهي الكنيةومث

. ومثل األسد وأيب احلارث كرجل كانت له كنية واسم ويدلك على أن ابن عرس وأم حبني وسام أبرص وابن مطر معرفة أنك ال تدخل

. يف الذي أضفن إليه األلف والالم فصار مبنزلة زيد وعمرو . قول أبو اجلخادبأال ترى أنك ال ت

. وهو قول أيب عمرو حدثنا به يونس عن أيب عمرو

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

324

وأما ابن قرتة ومحار قبان وما أشبههما فيدلك على معرفتهن ترك صرف ما أضفن . إليه

فوجه : هذا ابن عرس مقبل فرفعه على وجهني : وقد زعموا أن بعض العرب يقولجعل ما بعده نكرة فصار مضافا اىل نكرة هذا زيد مقبل ووجه على أنه : مثل

. مبنزلة قولك هذا رجل منطلق . ونظري ذلك هذا قيس قـفة آخر منطلق

وقيس قفة لقب واأللقاب والكىن مبنزلة األمساء حنو زيد وعمرو ولكنه أراد يف د قيس قفة ما أراد يف قوله هذا عثمان آخر فلم يكن له بد من أن وعلى هذا احل

هذا زيد منطلق كأنك قلت هذا رجل منطلق فإمنا دخلت النكرة على : تقول . هذا العلم الذي إمنا وضع للمعرفة وهلذا جيء به فاملعرفة هنا األوىل

. وأما ابن لبون وابن خماض فنكرة ألهنا تدخلها األلف والالم . وكذلك ابن ماء

وابن اللبون إذا ما لز يف قـرن مل يستطع : قال جرير فيما دخل فيه األلف والالممفدمة قزا كأن رقاهبا رقاب بنات : صولة البـزل القناعيس وقال أبو عطاء السندي

خاض : املاء أفزعها الرعد وقال الفرزدقوجدنا هنشال فضلت فقيما كفضل ابن امل

. االسم نكرة على الفصيل فإذا أخرجت األلف والالم صاروردت اعتسافا والثريا كأهنا على قمة الرأس ابن ماء حملق وكذلك : قال ذو الرمة

. ابن أفعل إذا كان أفعل ليس باسم لشيء . كل ابن أفعل معرفة ألنه ال ينصرف : وقال ناس

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

325

قمذ وهذا خطأ ألن أفعل ال ينصرف وهو نكرة أال ترى أنك تقول هذا أمحر فرتفعه إذا جعلته صفة لألمحر ولو كان معرفة كان نصبا

كأنا على أوالد أحقب الحها ** ورمي السفا أنفاسها بسهام جنوب ذوت عنها التناهي وأنزلت ** هبا يوم ذباب السبيب صيام

. على أوالد أحقب صيام : كأنه قال غالبا عليه اسمباب ما يكون فيه الشيء

يكون لكل من كان من أمته أو كان يف صفته من األمساء اليت يدخلها األلف . تكون نكرته اجلامعة ملا ذكرت لك من املعاين M0والالم

. وذلك قولك فالن بن الصعقوالصعق يف األصل صفة تقع على كل من أصابه الصعق ولكنه غلب عليه حت

. ة زيد وعمروصار علما مبنزل . وقوهلم النجم صار علما للثريا

ابن رأالن وابن كراع صار علما إلنسان واحد وليس كل من : وكابن الصعق قوهلم . كان ابنا لرأالن وابنا لكراع غلب عليه هذا االسم

فإن أخرجت األلف والالم من النجم والصعق مل يكن معرفة من قبل أنك صريته رفة باأللف والالم كما صار ابن رأالن معرفة برأالن فلو ألقيت رأالن مل يكن مع

. معرفة وزعم اخلليل رمحه اهلل أنه إمنا منعهم أن يدخلوا يف هذه األمساء األلف والالم أهنم مل جيعلوا الرجل الذي مسي بزيد من أمة كل واحد منها يلزمه هذا االسم ولكنهم

. به خاصا جعلوه مسي

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

326

وزعم اخلليل رمحه اهلل أن الذين قالوا احلارث واحلسن والعباس إمنا أرادوا أن جيعلوا الرجل هو الشيء بعينه ومل جيعلوه مسي به ولكنهم جعلوه كأنه وصف له غلب

. عليه . ومن قال حارث وعباس فهو جيريه جمرى زيد

طا منه فإمنا جعل الشيء الذي يلزمه ما يلزم وأما ما لزمته األلف والالم فلم يسق . كل واحد من أمته

وأما الدبران والسماك والعيوق وهذا النحو فإمنا يلزم األلف والالم من قبل أنه . عندهم الشيء بعينه

أيقال لكل شيء صار خلف شيء دبران ولكل شيء عاق عن : فإن قال قائلال ولكن هذا مبنزلة : وارتفع مساك فإنك قائل له شيء عيوق ولكل شيء مسك

. العدل والعديلما عادلك من الناس والعدل ال يكون إال للمتاع ولكنهم فرقوا بني : والعديل

. البناءين ليفصلوا بني املتاع وغريهوا ومثل ذلك بناء حصني وامرأة حصان فرقوا بني البناء واملرأة فإمنا أرادوا أن خيرب

. أن البناء حمرز ملن جلأ إليه وأن املرأة حمرزة لفرجهاومثل ذلك الرزين من احلجارة واحلديد واملرأة رزان فرقوا بني ما حيمل وبني ما ثقل

. يف جملسه فلم خيف وهذا أكثر من أن أصفه لك يف كالم العرب فقد يكون االمسان مشتقني من

ا خمتلف فيكون أحد البناءين خمتصا به شيء شيء واملعىن فيهما واحد وبناؤمه . دون شيء ليفرق بينهما

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

327

. فكذلك هذه النجوم اختصت هبذه األبنية . وكل شيء جاء قد لزم األلف والالم فهو هبذه املنزلة

فإن كان عربيا نعرفه وال نعرف الذي اشتق منه فإمنا ذاك ألنا جهلنا ما علم غرينا . يصل إليه علم وصل اىل األول املسميأو يكون اآلخر مل

. ومبنزلة هذه النجوم األربعاء والثالثاء إمنا يرايد الرابع والثالث . وكلها أخبارها كأخبار زيد وعمرو

هذان زيدان منطلقان وهذان عمران منطلقان مل يكن هذا الكالم إال : فإن قلتيد وعمرو وليس واحد منها نكرة من قبل أنك جعلته من أمة كل رجل منها ز

. أوىل به من اآلخر . هذا زيد منطلق : وعلى هذا احلد تقول

هذا زيد من الزيدين أي هذا واحد من الزيدين فصار : أال ترى أنك تقول . هذا رجل من الرجال : كقولك

. هؤالء عرفات حسنة وهذان أبانان بينني : وتقولوعرفات وبني زيدين وزيدين من قبل أهنم مل جيعلوا التثنية وإمنا فرقوا بني أبانني

واجلمع علما لرجلني وال لرجال بأعياهنم وجعلوا االسم الواحد علما لشيء بعينه هات هذا الشخص الذي نشري لك : كأهنم قالوا إذا قلت ائت بزيد إمنا تريد

. إليهخصني بأعياهنما قد عرفا قبل ذلك ومل يقولوا إذا قلنا جاء زيدان فإمنا نعين ش

وأثبتا ولكنهم قالوا إذا قلنا قد جاء زيد فالن وزيد بن فالن فإمنا نعين شيئني . بأعياهنما فهكذا تقول إذا أردت أن خترب عن معروفني

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

328

وإذا قالوا هذان أبانان وهؤالء عرفات فإمنا أرادوا شيئا أو شيئني بأعياهنما اللذين . نشري إليهما

وكأهنم قالوا إذا قلت ائت أبانني فإمنا نعين هذين اجليلني بأعياهنما اللذين نشري . لك إليهما

امرر بأبان كذا وأبن كذا مل يفرقوا بينهما ألهنما جعلوا : أال ترى أهنم مل يقولوا . أبانني امسا هلما يعرفان به بأعياهنما

كون هذا يف األماكن واجلبال وما وليس هذا يف األناسي وال يف الدواب إمنا يأشبه ذلك من قبل أن األماكن واجلبال أشياء ال تزول فيصري كل واحد من

اجلبلني داخال عندهم يف مثل ما دخل فيه صاحبه من احلال يف الثبات واخلصب والقحط وال يشار اىل واحد منهما بتعريف دون اآلخر فصارا كالواحد الذي ال

. حيث كان يف األناسي ويف الدوابيزايله منه شيء واإلنسانان والدابتان ال يثبتان أبدا بأهنما يزوالن ويتصرفان ويشار اىل أحدمها

. واآلخر عنه غائبأعطكم سنة العمرين فإمنا أدخلت األلف والالم على عمرين ومها : وأما قوهلم

معرفة هبما واختصا به كما نكرة فصارا معرفة باأللف والالم كما صار الصعق اختص النجم هبذا االسم فكأهنما جعال من آمة كل واحد منهم عمر مث عرفا باأللف والالم فصارا مبنزلة الغريـني املشهورين بالكوفة ومبنزلة النسرين إذا كنت

. تعين النجمني لى ما قبلهباب ما يكون االسم فيه مبنزلة الذي يف املعرفة إذا بين ع

. ومبنزلته يف االحتياج اىل احلشو ويكون نكرة مبنزلة رجل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

329

هذا من أعرف منطلقا وهذا من ال أعرف منطلقا أي هذا الذي : وذلك قولك . علمت أين ال أعرفه منطلقا

وهذا ما عندي مهينا وأعرف وال أعرف وعندي حشو هلما يتمان به فيصريان إن شئت جعلت من مبنزلة إنسان وجعلت : اخلليل رمحه اهلل امسا كما كان وقال

ا . ما مبنزلة شيء نكرتني ويصري منطلق صفة ملن ومهني صفة مل

فكفى بنا فضال على : وزعم أن هذا البيت عنده مثل ذلك وهو قول األنصاري . من غرينا حب النيب حممد إيانا

إياك إذ حلت بأرحلنا كمن بواديه بعد احملل ممطور إين و : ومثل ذلك قول الفرزدقعلى شيء لدي عنيد وعلى هذا : وأما هذا ما لدي عنيد فرفعه على وجهني

. بعلي شيخ هل رأيتم شيئا يكون موصوفا ال : وقد أدخلوا يف قول من قال إهنا نكرة فقالوا

. نعم يا أيها الرجل : يسكت عليه فقيل هلم . جل وصف لقوله يا أيها وال جيوز أن يسكت على يا أيهاالر

فرب اسم ال حيسن عليه عندهم السكوت حت يصفوه وحت يصري وصفه عندهم كأنه به يتم االسم ألهنم إمنا جاءوا بيا أيها ليصلوا اىل نداء الذي فيه

. األلف والالم فلذلك جيء بهولوصفهما ومل يـرد هبما خلوين شيء فلزمه وكذلك من وما إمنا يذكران حلشومها

الوصف كما لزمه احلشو وليس هلما بغري حشو وال وصف معىن فمن مث كان . الوصف واحلشو واحدا

. مررت مبن صاحل فصاحل وصف : فالوصف كقولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

331

. وإن أردت احلشو قلت مررت ممن صاحل . واحلشو ال يكون أبدا ملن وما إال ومها معرفة

وذلك من قبل أن احلشو إذا صار فيهما أشبهتا الذي فكما أن الذي ال يكون . إال معرفة ال يكون ما ومن إذا كان الذي بعدمها حشوا وهو الصلة إال معرفة

. هذا من أعرف منطلق فتجعل أعرف صفة : وتقول . هذا من أعرف منطلقا جتعل أعرف صلة : وتقول

. هذا عبد اهلل منطلق : ق على قولكوقد جيوز منطلومثل ذلك اجلماء الغفري فالغفري وصف الزم وهو توكيد ألن اجلماء الغفري مثل

. فلزم الغفري كما لزم ما يف قولك إنك ما وخريا واعلم أن كفى بنا فضال على من غرينا أجود وفيه ضعف إال أن يكون فيه هو

وهو حنو مررت بأيهم أفضل وكما قرأ بعض الناس هذه ألن هو من بعض الصلة . " متاما على الذي أحسن " : اآلية

واعلم أنه يقبح أن تقول هذا من منطلق إذا جعلت املنطلق حشوا أو وصفا فإن . أطلت الكالم فقلت من خري منك حسن يف الوصف واحلشو

ما أنا بالذي قائل لك سوءا : عرب رجال يقولزعم اخلليل رمحه اهلل أنه مسع من ال . وما أنا بالذي قائل لك قبيحا

حشو ألنه حيسن مبا بعده كما أن احلشو احملشو ويقوي فالوصف مبنزلة احلشو امل

يا رب من يبغض أذوادنا رحن على : أيضا أن من نكرة قول عمرو بن قميئة . ال يكون ما بعدها إال نكرة بغضائه واغتدين ورب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

331

رب ما تكره النفوس من األمر له فـرجة كحل العقال : وقال أمية بن أيب الصلت : أال رب من تغتشه لك ناصح ومؤمتن بالغيب غري أمني وقال آخر : وقال آخر

. نح أال رب من قليب له اهلل ناصح ومن هو عندي يف الظباء السوا باب ما ال يكون االسم فيه إال نكرة

وذلك قولك هذا أول فارس مقبل وهذا كل متاع عندك موضوع وهذا خري منك . مقبل

. ومما يدلك على أهنن نكرة أهنن مضافات اىل نكرة وتوصف هبن النكرةفارس هذا رجل خري منك وهذا فارس أول : وذلك أنك تقول فيما كان وصفا

. وهذا مال كل مال عندكويستدل على أهنن مضافات اىل نكرة أنك تصف ما بعدهن مبا توصف به

النكرة وال تصفه مبا وحدثنا اخلليل أنه مسع من العرب من يوثق بعربيته ينشد هذا وكل خليل غري هاضم نفسه لوصل خليل صارم أو : البيت وهو قول الشماخ

. زر فجعله صفة لكلمعاكأنا : وحدثين أبو اخلطاب أنه مسع من يوثق بعربيته من العرب ينشد هذا البيت

. يوم قـرى إ منا نقتل إيانا قبلنا منهم كل فت أبيض حسانا فجعله وصفا لكل . هذا أميا رجل منطلق وهذا حسبك من رجل منطلق : ومثل ذلك

هذا رجل حسبك من رجل : أنه نكرة أنك تصف به النكرة فتقولويدلك على . فهو مبنزلة مثلك وضاربك إذا أردت النكرة

وهلت عليه كل معصفة هوجاء ليس للبها زبر : ومما يوصف به كل قول ابن أمحر . مسعناه ممن يرويه من العرب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

332

ستطيع أن يقول هذا أول الفارس ومن قال هذا أول فارس مقبال من قبل أنه ال يفيدخل عليه األلف والالم فصار عنده مبنزلة املعرفة فال ينبغي له أن يصفه بالنكرة وينبغي له أن يزعم أن درمها يف قولك عشرون درمها معرفة فليس هذا بشيء وإمنا

. أرادوا من الفرسان فحذفوا الكالم استخفافا وجعلوا هذا جيزئهم من ذلك . هذا رجل منطلقا وهو قول عيسى : وقد جيوز نصبه على نصب

. وزعم اخلليل أن هذا جائز ونصبه كنصبه يف املعرفة جعله حاال ومل جيعله وصفا . مررت برجل قائما إذا جعلت املمرور به يف حال قيام : ومثل ذلك

. ل رمحه اهللفيها رجل قائما وهو قول اخللي : وقد جيوز على هذا . عليه مائة بيضا والرفع الوجه : ومثل ذلك

. وعليه مائة عينا والرفع الوجه . مررت مباء قعدة رجل واجلر الوجه : وزعم يونس أن ناسا من العرب يقولون

وإمنا كان النصب هنا بعيدا من قبل أن هذا يكون من صفة األول فكرهوا أن هذا زيد الطويل : كما كرهوا أن جيعلوا الطويل واألخ حاال حني قالوا جيعلوه حاال

وهذا عمرو أخوك وألزموا صفة النكرة كما ألزموا صفة املعرفة املعرفة وأرادوا أن . جيعلوا حال النكرة فيما يكون من امسها كحال املعرفة فيما يكون من امسها

هذا غالم لك مقبال جعله حاال ومل جيعله : وزعم من نثق به أنه مسع رؤبة يقولمن اسم واعلم أن ما كان صفة للمعرفة ال يكون حاال ينتصب انتصاب النكرة

هذا زيد الطويل وال هذا زيد أخاك من قبل : وذلك أنه ال حيسن لك أن تقول . كهذا رجل أخو : أنه من قال هذا فينبغي له أن جيعله صفة للنكرة فيقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

333

هذا زيد أسود الناس وهذا زيد سيد الناس حدثنا بذلك : ومثل ذلك يف القبح . يونس عن أيب عمرو

ولو حسن أن يكون هذا خربا للمعرفة جلاز أن يكون خربا للنكرة فتقول هذا رجل سيد الناس من قبل أن نصب هذا رجل منطلقا كنصب هذا زيد منطلقا

. ال للمعرفة أن يكون حاال للنكرةفينبغي ملا كان حافليس هكذا ولكن ما كان صفة للنكرة جاز أن يكون حاال للنكرة كما جاز

. حاال للمعرفة . وال جيوز للمعرفة أن تكون حاال كما تكون النكرة فتلتبس بالنكرة

. بههذا أخوك عبد اهلل إذا كان عبد اهلل امسه الذي يعرف : ولو جاز ذلك لقلت . وهذا كالم خبيث يوضع يف غري موضعه

إمنا تكون املعرفة مبنيا عليها أو مبنية على اسم أو غري اسم وتكون صفة ملعروف . لتبينه وتؤكده أن تقطعه من غريه

فإذا أردت اخلرب الذي يكون حاال وقع فيه األمر فال تضع يف موضعه االسم . بهالذي جعل ليوضح املعرفة أو تبني

. فالنكرة تكون حاال وليست تكون شيئا بعينه قد عرفه املخاطب قبل ذلك باب ما ينتصب خربه ألنه معرفة

مررت بكل قائما ومررت : وهي معرفة ال توصف وال تكون وصفا وذلك قولك . ببعض قائما وببعض جالسا

: نه ال حيسن لك أن تقولوإمنا خروجهما من أن يكونا وصفني أو موصوفني أل . مررت بكل الصاحلني وال ببعض الصاحلني

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

334

قبح الوصف حني حذفوا ما أضافوا إليه ألنه خمالف ملا يضاف شاذ منه فلم جير . يف الوصف جمراه

. كما أهنم حني قالوا يا أهلل فخالفوا ما فيه األلف والالم مل يصلوا ألفه وأثبتوهامررت بكلهم وببعضهم ولكنك : نه مضاف اىل معرفة كأنك قلتوصار معرفة أل

هلل أبوك حذفوا : اله أبوك تريد : حذفت ذلك املضاف إليه فجاز ذلك كما جاز . األلف والالمني

. وليس هذا طريقة الكالم وال سبيله ألنه ليس من كالمهم أن يضمروا اجلار . مال عليك فحذفوا االس : ومثله يف احلذف

ما فيهم يفضلك يف شيء يريد ما فيهم أحد يفضلك كما أراد ال بأس : وقال . عليك أو حنوه

. والشواذ يف كالمهم كثرية وال يكونان وصفا كما مل يكونا موصوفني وإمنا ينضعان يف االبتداء أو يبنيان

. " رين وكل آتوه داخ " : على اسم أو غري فاالبتداء حنو قوله عز وجل . فأما مجيع فيجري جمرى رجل وحنوه يف هذا املوضع

أتيته والقوم مجيع : وقال " وإن كل ملا مجيع لدينا حمضرون " : قال اهلل عز وجل . ومسعته من العرب أي جمتمعون

وزعم اخلليل رمحه اهلل أنه يستضعف أن يكون كلهم مبنيا على اسم أو على غري . ولكنه يكون مبتدأ أو يكون كلهم صفة اسم

ألن موضعه يف الكالم أن يعم به : ومل استضعفت أن يكون مبنيا فقال : فقلت . غريه من األمساء بعدما يذكر فيكون كلهم صفة أو مبادأ

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

335

. كلهم ذاهب : فاملبتدأ قولك إن قومك كلهم ذاهب أو ذكر قوم فقلتف ألنك إمنا ابتدأت بعدما ذكرت ومل تبنه على شيء فعممت فاملبتدأ مبنزلة الوص

. بهأكلت شاة كل شاة حسن وأكلت كل شاة ضعيف ألهنم ال يعمون : وقال

. هكذا فيما زعم اخلليل رمحه اهللوذلك أن كلهم إذا وقع موقعا يكون االسم فيه مبنيا على غريه شبه بأمجعني

هبذه احلروف ألهنا إمنا توصف هبا األمساء وال تبىن على وأنفسهم ونفسه فأحلق . شيء

وذاك أن موضعها من الكالم أن يعم ببعضها ويؤكد ببعضها بعد ما يذكر االسم إال أن كلهم قد جيوز فيها أن تبىن على ما قبلها وإن كان فيها بعض الضعف

. ريهاألنه قد يبتدأ به فهو يشبه األمساء اليت تبىن على غ : وكالمها وكلتامها وكلهن جيرين جمرى كلهم وأما مجيعهم فقد يكون على وجهني

يوصف به املضمر واملظهر كما يوصف بكلهم وجيرى يف الوصف جمراه ويكون يف سائر ذلك مبنزلة عامتهم ومجاعتهم يبتدأ ويبىن على غريه ألنه يكون نكرة

كل رجل فإمنا يبنيان على غريمها ألنه ال تدخله األلف والالم وأما كل شيء و . يوصف هبما

. والذي ذكرت لك قول اخلليل ورأينا العرب توافقه بعد ما ميعناه باب ما ينتصب ألنه قبيح أن يكون صفة

. هذا راقود خال وعليه حني مسنا : وذلك قولك . وإن شئت قلت راقود خل وراقود من خل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

336

بصحيفة : اىل النصب يف هذا الباب كما فررت اىل الرفع يف قولكوإمنا فررت طني خامتها ألن الطني اسم وليس مما يوصف به ولكنه جوهر يضاف إليه ما

. كان منه . فهكذا جمرى هذا وما أشبهه

. هذا راقود خل وهذه صفة خز : مررت بصحيفة طني خامتها قال : ومن قال . ح أجري على غري وجهه ولكنه حسن أن يبىن على املبتدأ ويكون حاال وهذا قبي

. هذه جبتك خزا : فاحلال قولك . جبتك خز : واملبين على املبتدأ قولك

وال يكون صفةفيشبه األمساء اليت أخذت من الفعل ولكنهم جعلوه يلي ما . ينصب ويرفع وما جير

. وا به ما يفعل باألمساء واحلال مفعول فيهافأجره كما أجروه فإمنا فعلواملبين على املبتدأ مبنزلة ما ارتفع بالفعل واجلار بتلك املنزلة جيري يف االسم جمرى

. الرافع والناصب باب ما ينتصب ألنه ليس من اسم ما قبله وال هو هو

. وذلك قولك هو ابن عمي دنيا وهو جاري بيت بيت . حوال قد وقع يف كل واحد منها شيءفهذه أ

: وانتصب ألن هذا الكالم قد عمل فيها كما عمل الرجل يف العلم حني قلت . أنت الرجل علما

فالعلم منتصب على ما فسرت لك وعمل فيه ما قبله كما عمل عشرون يف . الدرهم حني قلت عشرون درمها ألن الدرهم ليس من اسم العشرين وال هو هي

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

337

. هذا درهم وزنا : ومثل ذلك . هذا حسيب جدا : ومثل ذلك

. ومثل ذلك هذا عريب حسبه . حدثنا بذلك أبو اخلطاب عمن نثق به من العرب . جعله مبنزلة الدين والوزن كأنه قال هو عريب اكتفاء

. فهذا متثيل وال يتكل به ولزمته اإلضافة كما لزمت جهده وطاقتهوما مل يضف من هذا ومل تدخله األلف والالم فهو مبنزلة ما مل يضف فيما ذكرنا

. من ومثل ذلك هذه عشرون مرارا وهذه عشرون أضعافا هذه عشرون أضعافها وهذه عشرون أضعاف أي : وزعم يونس أن قوما يقولون

. مضاعفة . والنصب أكثر

. هذا درهم سواء : ومثل ذلك . نه قال هذا درهم استواءكأ

. فهذا متثيل وإن مل يتكلم به . " يف أربعة أيام سواء للسائلني " : قال عز وجل . " يف أربعة أيام سواء " : وقد قرأ ناس

. جعله مبنزلة مستويات : قال اخلليل . هذا درهم تام : هذا درهم سواء كأنك قلت : وتقول

هذا : هذا شيء ينتصب على أنه ليس من اسم األول وال هو هو وذلك قولكو . عريب حمضا وهذا عريب قلبا فصار مبنزلة دنيا وما أشبهه من املصادر وغريها

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

338

. والرفع فيه وجه الكالم وزعم يونس ذلكهذا عريب حمض وهذا عريب قلب كما قلت هذا عريب قح وال : وذلك قولك

. كون القح إال صفة يهذه مائلة وزن : ومما ينتصب على أنه ليس من اسم األول وال هو هو قولك

: سبعة ونقد الناس وهذه مائة ضرب األمري وهذا ثوب نسج اليمن كأنه قال . نسجا وضربا ووزنا

. وإن شئت قلت وزن سبعةرا نصبت وإن جعلته امسا وصفت به إذا جعلت وزن مصد : قال اخلليل رمحه اهلل

قد يكون اخللق املصدر ويكون اخللق املخلوق وقد : وشبه ذلك باخللق قاليكون احللب الفعل واحللب احمللوب فكأن الوزن ههنا اسم وكأن الضرب اسم

. كما تقول رجل رضا وامرأة عدل ويوم غم فيصري هذا الكالم صفة بح أن أقول هذه مائة ضرب األمري فأجعل الضرب صفة فيكون نكرة أستق : وقال

. ضرب األمري : وصفت مبعرفة ولكن أرفعه على االبتداء كأنه قيل له ما هي فقال . ضرب أمري حسنت الصفة ألن النكرة توصف بالنكرة : فإن قال

اسم األول واعلم أن مجيع ما ينتصب يف هذا الباب ينتصب على أنه ليس من . وال هو هو

والدليل على ذلك أنك لو ابتدأت امسا مل تستطع أن تبين عليه شيئا مما انتصب . يف هذا الباب ألنه جرى يف كالم العرب أنه ليس منه وال هو هو

لو قلت ابن عمي دين وعريب جد مل جيز ذلك فإذا مل جيز أن يبىن على املبتدأ ألن هذه األجناس اليت يضاف إليها ما هو منها ومن فهو من الصفة أبعد

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

339

خامتك فضة وال فما : جوهرها وال تكون صفة وقد تبىن على املبتدأ كقولكانتصب يف هذا الباب فهو مصدر أو غري مصدر قد جعل مبنزلة املصدر

. وانتصب من وجه واحدهذا : ك قولكواعلم أن الشيء يوصف بالشيء الذي هو هو وهو من امسه وذل

. زيد الطويل . هذا زيد ذاهبا : ويكون هو هو وليس من امسه كقولك

هذا درهم وزنا ال يكون إال : ويوصف بالشيء الذي ليس به وال من امسه كقولك . نصبا

هذا باب ما ينتصب ألنه قبيح أن يوصف مبا بعده ويبىن على ما قبله . فيها قائما رجل وذلك قولك هذا قائما رجل و

فيها قائم فتضع الصفة : ملا مل جيز أن توصف الصفة باالسم وقبح أن تقولموضع االسم كما قبح مررت بقائم وأتاين قائم جعلت القائم حاال وكان املبين

. على الكالم األول ما بعدهكنه كأنه ملا فيها قائم جلاز فيها قائم رجل ال على الصفة ول : ولو حسن أن تقول

. رجل أو عبد اهلل : قال فيها قائم قيل له من هو وما هو فقال . وقد جيوز على ضعفه

ومحل هذا النصب على جواز فيها رجل قائما وصار حني أخر وجه الكالم فرارا . من القبح

: قال ذون الرمة اجلآذر وحتت العوايل يف القنا مستظلة ** ظباء أعارهتا العيون

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

341

: وقال اآلخر وباجلسم مين بينا لو علمته ** شحوب وإن تستشهدي العني تشهد

ملية موحشا طلل وهذا كالم أكثر ما يكون يف الشعر وأقل ما يكون : وقال كثري . يف الكالم

. واعلم أنه ال يقال قائما فيها رجل فإنه مثله يف : زيد وراكبا مر الرجل قيل له أجعله مبنزلة راكبا مر : فإن قال قائل

القياس ألن فيها مبنزلة مر ولكنهم كرهوا ذلك فيما مل يكن من الفعل ألن فيها وأخواهتا ال يتصرفن تصرف الفعل وليس بفعل ولكنهن أنزلن منزلة ما يستغين به

. االسم من الفعل . فأجره كما أجرته العرب واستحسنت

صار مررت قائما برجل ال جيوز ألنه صار قبل العامل يف االسم وليس ومن مث . بفعل والعامل الباء

. ولو حسن هذا حلسن قائما هذا رجلأقول مررت بقائما رجل فهذا أخبث من قبل أنه ال يفصل بني اجلار : فإن قال

. واجملرور ومن مث أسقط رب قائما رجل . فاعرف قبحه فإن إعرابه يسري فهذا كالم قبيح ضعيف

. ولو استحسناه لقلنا هو مبنزلة فيها قائما رجل ولكن معرفة قبحه أمثل من إعرابهوأما بك مأخوذ زيد فإنه ال يكون إال رفعا من قبل أن بك ال تكون مستقرا

. لرجل . ويدلك على ذلك أنه ال يستغين عليه السكوت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

341

. وم منطلق زيد واليوم قائم زيدولو نصبت هذا لنصبت الي . وإمنا ارتفع هذا ألنه مبنزلة مأخوذ زيد

. وتأخري اخلرب على االبتداء أقوى ألنه عامل فيهعليك زيد وأنت تريد النزول مل يكن : عليك نازل زيد ألنك لو قلت : ومثل ذلك

. كالما . وهو يريد اإلمرة كان حسنا عليك أمريا زيد ألنه لو قال عليك زيد : وتقول

. وهذا قليل يف الكالم كثري يف الشعر ألنه ليس بفعلوكلما تقدم كان أضعف له وأبعد فمن مث مل يقولوا قائما فيها رجل ومل حيسن

. فيها قائما رجل : حسن باب ما يثىن فيه املستقر توكيدا

ل التثنية وال النصب ما كان عليه قبل أن وليست تثنيته باليت متنع الرفع حاله قب . يثىن

. فيها زيد قائما فيها : وذلك قولك . فإمنا انتصب قائم باستغناء زيد بفيها

. زيد قائما فيها : وإن زعمت أنه انتصب باآلخر فكأنك قلتفإمنا هذا كقولك قد ثبت زيد أمريا قد ثبت فأعدت قد ثبت توكيدا وقد عمل

. ألول يف زيد ويف األمريا . لقيت عمرا عمرا : ومثله يف التوكيد والتثنية

فإن أردت أن تلغي فيها قلت فيها زيد قائم فيها كأنه قال زيد قائم فيها فيها . فيصري مبنزلة قولك فيك زيد راغب فيك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

342

. يف دارك رجل قائم فيها فتجري قائم على الصفة : وتقول يف النكرة . فيها رجل قائما فيها على اجلواز كما جيوز فيها رجل قائما : وإن شئت قلت

. وإن شئت قلت أخوك يف الدار ساكن فيها فتجعل فيها صفة للساكنعليك زيد حريص عليك وحنو هذا : ولو كانت التثنية تنصب لنصبت يف قولك

. مما ال يستغىن به " فهو مثل " أما الذين سعدوا ففي اجلثة خالدين فيها و " : قد جاء : فإن قلت

. إن املتقني يف جنات وعيون . " فاكهني " : ويف آية أخر " آخذين

هذا باب االبتداء . فاملبتدأ كل اسم ابتدى ليبىن عليه كالم

. واملبتدأ واملبين عليه رفع . هفاالبتداء ال يكون إال مببين علي

. فاملبتدأ األول واملبين ما بعده عليه فهو مسند ومسند إليهواعلم أن املبتدأ البد له من أن يكون املبين عليه شيئا هو هو أو يكون يف مكان

. أو زمان . وهذه الثالثة يذكر كل واحد منها بعد ما يبتدأ

به كما ارتفع هو فأما الذي يبىن عليه شيء هو هو فإن املبين عليه يرتفععبد اهلل منطلق ارتفع عبد اهلل ألنه ذكر ليبىن عليه املنطلق : باالبتداء وذلك قولك

. وارتفع املنطلق ألن املبين على املبتدأ مبنزلته

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

343

وزعم اخلليل رمحه اهلل أنه يستقبح أن يقول قائم زيد وذاك إذا مل جتعل قائما ضرب زيدا عمرو وعمرو على : تؤخر وتقدم فتقولمقدما مبنيا على املبتدأ كما

. ضرب مرتفع . وكان احلد أن يكون مقدما ويكون زيد مؤخرا

. وكذلك هذا احلد فيه أن يكون االبتداء فيه مقدما . وهذا عريب جيد

. وذلك قولك متيمي أنا ومشنوء من يشنؤك ورجل عبد اهلل وخز صفتكإذا مل يريدوا هذا املعىن وأرادوا أن جيعلوه فعال كقوله يقوم زيد وقام زيد قبح ألنه ف

. اسموإمنا حسن عندهم أن جيري جمرى الفعل إذا كان صفة جرى على موصوف أو

جرى على اسم قد عمل فيه كما أنه ال يكون مفعوال يف ضارب حت يكون يدا وأنا ضارب زيدا وال يكون ضارب زيدا هذا ضارب ز : حمموال على غريه فتقول

. على ضربت زيدا وضربت عمرا فكما مل جيز هذا كذلك استقبحوا أن جيري جمرى الفعل املبتدإ وليكون بني الفعل

واالسم فصيل وإن كان موافقا له يف مواضع كثرية فقد يوافق الشيء الشيء مث . خيالفه ألنه ليس مثله

. فيما مضى وسنراه فيما يستقبل إن شاء اهلل وقد كتبنا ذلك باب ما يقع موقع االسم املبتدإ ويسد مسده

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

344

ألنه مستقر ملا بعد وموضع والذي عمل فيما بعده حت رفعه هو الذي عمل فيه حني كان قبله ولكن كل واحد منهما ال يستغىن به عن صاحبه فلما مجعا

. هذا عبد اهلل : را يف االستغناء كقولكاستغىن عليهما السكوت حت صا . فيها عبد اهلل : وذلك قولك

. مث زيد وههنا عمرو وأين زيد وكيف عبد اهلل وما أشبه ذلك : ومثله . على أية حال : أي مكان وكيف : فمعىن أين يف

هت هبل وهذا ال يكون إال مبدوءا به قبل االسم ألهنا من حروف االستفهام فشب . وألف االستفهام ألهنن يستغنني عن األلف وال يكن كذا إال استفهاما

باب من االبتداء يضمر فيه ما يبىن على االبتداء . لوال عبد اهلل لكان كذا وكذا : وذلك قولك

. أما لكان كذا وكذا فحديث معلق حبديث لوالباالبتداء كما يرتفع باالبتداء بعد ألف وأما عبد اهلل فإنه منحديث لوال وارتفع

. أزيد أخوك إمنا رفعته على ما رفعت عليه زيد أخوك : االستفهام كقولك . غري أن ذلك استخبار وهذا خرب

لوال عبد : وكأن املبين عليه الذي يف اإلضمار كان يف مكان كذا وكذا فكأنه قاليف زمان كذا وكذا ولكن هذا حذف حني اهلل كان بذلك املكان ولوا القتال كان

كثر استعماهلم إياه يف الكالم كما حذف الكالم من إماال زعم اخلليل رمحه اهلل أهنم أرادوا إن كنت ال تفعل غريه فافعل كذا وكذا إماال ولكنهم حذفوه لكثرته يف

. الكالم . وامسع اآلن : ومثل ذلك حينئذ اآلن إمنا تريد

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

345

. ه عنك شيئا أي دع الشك عنه فحذف هذا لكثرة استعماهلموما أغفل . وما حذف يف الكالم لكثرة استعماهلم كثري

هل : هل من طعام أي هل من طعام يف زمان أو مكان وإمنا يريد : ومن ذلكطعام فمن طعام يف موضع طعام كما كان ما أتاين من رجل يف موضع ما أتاين

. رجل . ما من طعام : جوابه ومثله

باب يكون املبتدأ فيه مضمرا ويكون املبين عليه مظهرا عبد : وذلك أنك رأيت صورة شخص فصار آية لك على معرفة الشخص فقلت

. ذاك عبد اهلل أو هذا عبد اهلل : اهلل وريب كأنك قلتزيد : ته فقلتأو مسعت صوتا فعرفت صاحب الصوت فصار آية لك على معرف

. وريب . زيد أو املسك : أو مسست جسدا أو مشمت رحيا فقلت

. العسل : أو ذقت طعاما فقلت . عبد اهلل : ولو حدثت عن مشائل رجل فصار آية لك على معرفته لقلت

. فالن واهلل : مررت برجل راحم للمساكني بار بوالديه فقلت : كأن رجال قال هذا باب احلروف اخلمسة

اليت تعمل فيما بعدها كعمل الفعل فيما بعدهوهي من الفعل مينزلة عشرين من األمساء اليت مبنزلة الفعل ال تصرف تصرف

األفعال كما أن عشرين ال تصرف تصرف األمساء اليت أخذت من الفعل وكانت من األفعال وشبهت هبا يف هذا مبنزلته ولكن يقال مبنزلة األمساء اليت أخذت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

346

املوضع فنصبت درمها ألنه ليس من نعتها وال هي مضافة إليه ومل ترد أن حتمل الدرهم على ما محل العشرون عليه ولكنه واحد بني به العدد فعملت فيه كعمل

هذا ضارب زيدا ألن زيدا ليس من صفة الضارب وال : الضارب يف زيد إذا قلت . لى ما محل عليه الضاربحمموال ع

. وكذلك هذه احلروف منزلتها من األفعال . وهي أن ولكن وليت ولعل وكأن

. إن زيدا منطلق وإن عمرا مسافر وإن زيدا أخوك : وذلك قولك . وكذلك أخواهتا

الرفع والنصب كما عملت كان الرفع والنصب : وزعم اخلليل أهنا عملت عملني . كان أخاك زيد : لتحني ق

إال أنه ليس لك أن تقول كأن أخوك عبد اهلل تريد كأن عبد اهلل أخوك ألهنا ال . تصرف تصرف األفعال وال يضمر فيها املرفوع كما يضمر يف كان

فمن مث فرقوا بينهما كما فرقوا بني ليس وما فلم جيروها جمراها ولكن قيل هي . دها وليست بأفعالمبنزلة األفعال فيما بع

إن زيدا الظريف منطلق فإن مل يذكر املنطلق صار الظريف يف موضع : وتقولكان زيد : كان زيد الظريف ذاهبا فلما مل جتئ بالذاهب قلت : اخلرب كما قلت

. الظريف فنصب هذا يف كان مبنزلة رفع األول يف إن وأخواهتاإن : إن شئت رفعت على إلغاء فيها وإن شئت قلتإن فيها زيدا قائما و : وتقول

. زيدا فيها قائما وقائم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

347

وتفسري نصب القائم ههنا ورفعه كتفسريه يف االبتداء وعبد اهلل ينتصب بأن كما ارتفع مث باالبتداء إال أن فيها ههنا مبنزلة هذا يف أنه يستغين على ما بعدها

. السكوت وتقع موقعهس عبد اهلل كما كان هذا نفس عبد اهلل وإمنا هي ظرف ال تعمل وليست فيها بنف

. فيها إن مبنزلة خلفك وإمنا انتصب خلفك بالذي فيهمررت برجل : وقد يقع الشيء موقع الشيء وليس إعرابه كإعرابه وذلك قولك

. يقول ذاك فيقول يف موضع قائل وليس إعرابه كإعرابهوإن لك زيدا واقف من قبل أنك إذا أردت الوقوف إن بك زيدا مأخوذ : وتقول

. واألخذ مل يكن بك وال لك مستقرين لعبد اهلل وال موضعني . إن فيك زيدا لراغب : أال ترى أن السكوت ال يستغين على عبد اهلل ومثل ذلك

: قال الشاعر فال تلحين فيها فإن حببها ** أخاك مصاب الثلب جم بالبله

إن زيدا راغب وإن زيدا مأخوذ ومل تذكر فيك وال بك فألغيتا ههنا : كأنك أردت . كما ألغيتا يف االبتداء

ولو نصبت هذا لقلت إن اليوم زيدا منطلقا ولكن تقول إن اليوم زيدا منطلق . وتلغي اليوم كما ألغيته يف االبتداء

: قبل أن إن عملت يف اليوم فصار كقولكإن اليوم فيه زيد ذاهب من : وتقول . إن عمرا فيه زيد متكلم

ويدلك على أن اليوم قد عملت فيه إن أنك تقول اليوم فيه زيد ذاهب فرتفع . باالبتداء فكذلك تنصب بأن

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

348

إن زيدا لقائم : إن زيدا لفيها قائما وإن شئت ألغيت لفيها كأنك قلت : وتقول . فيها . ك على أن لفيها يلغى أنك تقول إن زيدا لبك مأخوذويدل

إن امرأ خصين عمدا مودته على التنائي : قال الشاعر وهو أبو زبيد الطائيلعندي غري مكفور فلما دخلت الالم فيما ال يكون إال لغوا عرفنا أنه جيوز يف

. فيها ويكون لغوا ألن فيها قد تكون لغوا إن زيدا فيها لقائم فليس إال الرفع ألن الكالم حممول على إن والالم : وإذا قلت

هذا : إن بك زيد مأخوذ فقال : تدل على وروى اخلليل رمحه اهلل أن ناسا يقولونعلى قوله إنه بك زيد مأخوذ وشبه مبا جيوز يف الشعر حنو قوله وهو ابن صرمي

مقسم كأن ظبية تعطو اىل وارق السلم وقال ويوما توافينا بوجه : اليشكري . ووجه مشرق النحر كأن ثدياه حقان ألنه ال حيسن ههنا إال اإلضمار : اآلخر

فلو كنت ضبيا عرفت : وهو الفرزدق : وزعم اخلليل أن هذا يشبه قول من قالولكن : م العرب كأنه قالقرابيت ولكن زجني عظيم املشافر والنصب أكثر يف كال

. زجنيا عظيم املشافر ال يعرف قرابيتطاعة " : ولكنه أضمر هذا كما يضمر ما بين على االبتداء حنو قوله عز وجل

. أي طاعة وقول معروف أمثل " وقول معروف أي فما كنت ضفاطا ولكن طالبا أناخ قليال فوق ظهر سبيل : وقال الشاعر

. ولكن طالبا منيخا أناما أنت : فالنصب أجود ألنه لو أراد إضمارا خلفف وجلعل املضمر مبتدأ كقولك

. صاحلا ورفعه على قوله ولكن زجني

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

349

يف فتية كسيوف اهلند قد علموا أن هالك كل من حيفى : وأما قول األعشىألن يكون احلذف يدخله يف حروف وينتعل فإن هذا على إضمار اهلاء مل حيذفوا

االبتداء مبنزلة إن ولكن ولكنهم حذفوا كما حذفوا اإلضمار وجعلوا احلذف علما . حلذف اإلضمار يف إن كما فعلوا ذلك يف كأن

وأما ليتما زيدا منطلق فإن اإللغاء فيه حسن وقد كان رؤبة ابن العجاج ينشد قالت أال ليتما هذا احلمام لنا اىل : الذبياينهذا البيت رفعا وهو قول النابغة

مثال : على أن يكون مبنزلة قول من قال : محامتنا ونصف فقد فرفعه على وجهني . إمنا زيد منطلق : ما بعوضة أو يكون مبنزلة قوله

. وأما لعلما فهو مبنزلة كأمنانفسك وانظرن أيا جعل لعلما حتلل وعاجل ذات : وقال الشاعر وهو ابن كراع

إمنا ال تعمل فيما بعدها كما أن أرى إذا كانت لغوا مل : أنت حامل وقال اخلليلأعالقة أم : تعمل فجعلوا هذا نظريها ونظري إمنا قول الشاعر وهو املرار الفقعسي

خلس جعل بعد معما مبنزلة حرف واحد الوليد بعدما أفنان رأسك كالثغام امل

. وابتدأ ما بعدهإن زيد لذاهب وإن عمرو خلري منك ملا خففها جعلها مبنزلة : واعلم أهنم يقولون

. لكن حني خففها وألزمها الالم لئال تلتبس بإن اليت هي مبنزلة ما اليت تنفي هبا . لعليها حافظ إمنا هي " إن كل نفس ملا عليها حافظ " : ومثل ذلك . جلميع وما لغو : إمنا هي " وإن كل لما مجيع لدينا حمضرون " : وقال تعاىل . " وإن نظنك ملن الكاذبني " " وإن وجدنا أكثرهم لفاسقني " : وقال تعاىل

. إن عمرا لمنطلق : وحدثنا من نثق به أنه مسع من العرب من يقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

351

خيففون وينصبون " وإن كال لما ليوفينهم ربك أعماهلم " : وأهل املدينة يقرءونكأن ثدييه حقان وذلك ألن احلرف مبنزلة الفعل فلما حذف من : كما قالوا

. نفسه شيء مل يغري عمله كما مل يغري عمل مل يك ومل أبل حني حذفيف حروف االبتداء حني حذفوا كما أدخلوها يف حروف وأما أكثرهم فأدخلوها

. االبتداء حني ضموا إليها ماما حيسن عليه السكوت يف هذه األحرف اخلمسة إلضمارك ما يكون مستقرا هلا

. وموضعا لو أظهرته وليس هذا املضمر بنفس املظهر . إن ماال وإن ولدا وإن عددا أي إن هلم ماال : وذلك

. فالذي أضمرت هلمإن زيدا وإن : هل لكم أحد إن الناس ألب عليكم فيقول : ويقول الرجل للرجل

. عمرا أي إن لناإن : إن حمال وإن مرحتال وإن يف السفر ما مضى مهال وتقول : وقال األعشى

. دنا غريها إبال وشاءإن لنا غريها إبال وشاء أو عن : غريها إبال وشاء كأنه قال . فالذي تضمر هذا النحو وما أشبهه

. ما يف الناس مثله فارسا : وانتصب اإلبل والشاء كانتصاب فارس إذا قلتأال ماء باردا : يا ليت أيام الصبا رواجعا فهذا كقوله : ومثل ذلك قول الشاعر

إن : يا ليت لنا أيام الصبا وكأنه وتقول : أال ماء لنا ماردا وكأنه قال : كأنه قال . قريبا منك زيدا إذا جعلت قريبا منك موضعه

. إن قريبا منك زيد : وإذا قلت جعلت األول هو اآلخر قلت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

351

إن زيدا قريب منك أو : إن قريبا منك زيد والوجه إذا أردت هذا أن تقول : وتقول . ونكرة بعيد منك ألنه اجتمع معرفة

وإن شفاء عربة مهراقة فهل عند رسم دارس من معول فهذا : وقال امرؤ القيس . أحسن ألهنما نكرة

. إن بعيدا منك زيدا : وإن شئت قلتوقلما يكون بعيدا منك ظرفا وإمنا قل هذا ألنك ال تقول إن بعدك زيدا وتقول

. إن قربك زيد . متكينا يف الظرف من البعد فالدنو أشد

. إن بدلك زيدا أي إن مكانك زيدا : وزعم يونس أن العرب تقول . هذا لك بدل هذا أي هذا لك مكان هذا : والدليل على هذا قول العرب

. وإن جعلت البدل مبنزلة البديل قلت إن بدلك زيد أي إن بديلك زيد . مهك بيض وإن يف درامهك ألفا بيض إن ألفا يف درا : وتقول

فهذا جيري جمرى النكرة يف كان وليس ألن املخاطب حيتاج اىل أن تعلمه ههنا . كما حيتاج اىل أن تعلمه يف قولك ما كان أحد فيها خريا منك

. وإن شئت جعلت فيها مستقرا وجعلت البيض صفة هتمام هنا مثله يف باب كان ومثل ذلك واعلم أن التقدمي والتأخري والعناية واال

. إن أسدا يف الطريق رابضا وإن بالطريق أسدا رابض : قولكوإن شئت جعلت بالطريق مستقرا مث وصفته بالرابض فهذا جيري هنا جمرى ما

. ذكرت من النكرة يف باب كان باب ما يكون حمموال على إن

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

352

ويكون حمموال على االبتداء فأما ما محل على فيشاركه فيه االسم الذي وليها إن زيدا ظريف وعمرو وإن زيدا منطلق وسعيد فعمرو وسعيد : االبتداء فقولك

. يرتفعان على وجهني فأحد الوجهني حسن واآلخر ضعيففأما الوجه احلسن فأن يكون حمموال على االبتداء ألن معىن إن زيدا منطلق زيد

. زيد منطلق وعمرو : إن دخلت توكيدا كأنه قالمنطلق و . " إن اهلل بـرئ من املشركني ورسوله " : ويف القرآن مثله

وأما الوجه اآلخر الضعيف فأن يكون حمموال على االسم املضمر يف املنطلق منطلق هو وعمرو وإن زيدا ظريف : والظريف فإن أردت ذلك فأحسنه أن تقول

. هو وعمروإن زيدا منطلق وعمرا ظريف : وإن شئت جعلت الكالم على األول فقلت

ولو أن ما يف األرض من شجرة أقالم والبحر ميده " : فحملته على قوله عز وجل . " من بعده سبعة أحبر

لو ضربت لو ضربت عبد اهلل وزيد قائم ما ضرك أي : وقد رفعه قوم على قولكولو أن ما يف األرض من شجرة أقالم : عبد اهلل وزيد يف هذه احلال كأنه قال

. والبحر هذا أمره ما نفدت كلمات اهلل : وقال الراجز وهو رؤبة بن العجاج

إن الربيع اجلود واخلريفا ** يدا أيب العباس والصيوفا . ولكن املثقلة يف مجيع الكالم مبنزلة إن

ذا قلت إن زيدا فيها وعمرو جرى عمرو بعد فيها جمراه بعد الظريف ألن فيها وإ . يف موضع الظريف ويف فيها إضمار

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

353

إن : إن قومك فيها أمجعون وإن قومك فيها كلهم كما تقول : أال ترى أنك تقولقومك عرب أمجعون ويف فيها اسم مضمر مرفوع كالذي يكون يف الفعل إذا

. قومك ينطلقون أمجعون إن : قلتكرمات وسادة أطهار وإذا قلت : وقال جرير

إن زيدا : إن اخلالفة والنبوة فيهم وامل

. فيها وإن زيدا يقول ذاك مث قلت نفسه فالنصب أحسن . هو نفسه : وإن أردت أن حتمله على املضمر فعلى

. ريه مع الواووإذا قلت إن زيدا منطلق ال عمرو فتفسريه كتفسوإذا نصبت فتفسريه كنصبه واعلم أن لعل وكأن وليت ثالثتهن جيوز فيهن مجيع

ما جاز يف إن إال أنه ال يرفع بعدهن شيء على االبتداء ومن مث اختار الناس ليت زيدا منطلق وعمرا وقـبح عندهم أن حيملوا عمرا على املضمر حت يقولوا هو

جبة وال لعل وال كأن فقبح عندهم أن يدخلوا الواجب يف موضع ومل تكن ليت وا . التمين فيصريوا قد ضموا اىل األول ما ليس على معناه مبنزلة إن

. ولكن مبنزلة إن . إن زيدا فيها ال بل عمرو : وتقول

. وإن شئت نصبت . وال بل جتري جمرى الواو وال

مسةباب ما تستوي فيه احلروف اخل . إن زيدا منطلق العاقل اللبيب : وذلك قولك

على االسم املضمر يف منطلق كأنه بدل منه : فالعاقل اللبيب يرتفع على وجهني . مررت به زيد إذا أردت جواب مبن مررت : فيصري كقولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

354

. زيد العاقل اللبيب : من ينطلق فقال : فكأنه قيل لهزيد كأنه قيل : مررت به زيد إذا كان جواب من هو فنقول : وإن شاء رفعه على

. العاقل اللبيب : من هو فقال : له . وإن شاء نصبه على االسم األول املنصوب

" قل إن ريب يقذف باحلق عالم الغيوب " : وقد قرأ الناس هذه اآلية على وجهني . عالم " و اخلرب بعد األحرف اخلمسةباب ينتصب فيه

انتصابه إذا صار ما قبله مبنيا على االبتداء ألن املعىن واحد يف أنه حال وأن ما . قبله قد عمل فيه ومنعه االسم الذي قبله أن يكون حمموال على إن

إن هذه أمتكم أمة واحدة " : إن هذا عبد اهلل منطلقا وقال تعاىل : وذلك قولك " .

محل أمتكم على هذه كأنه قال إن " أمتكم أمة واحدة " : وقد قرأ بعضهم . أمتكم كلها أمة واحدة

هذا : إن هذا الرجل منطلق فيجوز يف املنطلق هنا ما جاز فيه حني قلت : وتقولالرجل منطلق إال أن الرجل هنا يكون خربا للمنصوب وصفة له وهو يف تلك

. صفة ملبتدأ أو خربا له احلال يكونليت هذا زيد قائما ولعل هذا زيد ذاهبا وكأن هذا بشر : وكذلك إذا قلت

. منطلقا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

355

إال أن معىن إن ولكن ألهنما واجبتان كمعىن هذا عبد اهلل منطلقا وأنت يف ليت يف حال متناه يف احلال ويف كأن تشبه إنسانا يف حال ذهابه كما متنيته إنسانا

. قيام . وإذا قلت لعل فأنت ترجوه أو ختافه يف حال ذهاب

الرفع والنصب كما أنك حني : فلعل وأخواهتا قد عملن فيما بعدهن عملنيليس هذا عمرا وكان هذا بشرا عملنا عملني رفعتا ونصبتا كما قلت ضرب : قلت

أليس هذا زيدا : تهذا زيدا فزيدا ينتصب بضرب وهذا ارتفع بضرب مث قلمنطلقا فانتصب املنطلق ألنه حال وقع فيه األمر فانتصب كما انتصب يف إن وصار مبنزلة املفعول الذي تعدى إليه فعل الفاعل بعدما تعدى اىل مفعول قبله

ضرب عبد اهلل زيدا قائما فهو مثله يف التقدير وليس مثله يف : وصار كقولك . املعىن

إن : من الذي يف الدار فقال : ن الذي يف الدار أخوك قائما كأنه قالإ : وتقولالذي يف الدار أخوك قائما فهو جيري يف أن ولكن يف احلسن والقبح جمراه يف

إن قبح يف االبتداء أن تذكر املنطلق قبح ههنا وإن حسن أن تذكر : االبتداءخ يف االبتداء قبح ههنا ألن املعىن املنطلق حسن ههنا وإن قبح أن تذكر األ

. واحد وهو من كالم واجب . وأما يف ليت وكأن ولعل فيجري جمرى األول

. إن الذي رأيت أخاك ذاهب : إن هذا أخاك منطلق قال : ومن قالوال يكون األخ صفة للذي ألن أخاك أخص من الذي وال يكون له صفة من

. صفة لشيءقبل أن زيدا ال يكون

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

356

إن هبا أكتل أو رزاما خويربني : وسألت اخلليل عن قوله وهو لرجل من بين أسدينقفان اهلاما فزعم أن خويربني انتصبا على الشتم ولو كان على إن لقال خويربا

والنازلني بكل " - " محالة احلطب " ولكنه انتصب على الشتم كما انتصب . لى املدح والتعظيمع " معرتك

أمن عمل اجلراف أمس وظلمه وعدوانه أعتبتمونا براسم أمريي عداء إن : وقالحبسنا عليهما هبائم مال أوديا بالبهائم نصبهما على الشتم ألنك إن محلت

األمريين على اإلعتاب كان حماال وذلك ألنه ال حتمل صفة االثنني على الواحد ي جر األعتاب على الذي جر الظلم فلما اختلف اجلران وال حتمل الذ

فيها رجل وقد أتاين آخر كرميني ولو ابتدأ : واختلطت الصفتان صار مبنزلة قولك . فرفع كان جيدا

ولكنين استبقيت أعراض مازن : ومما ينتصب على املدح والتعظيم قول الفرزدقثغر التزال رماحهم شوارع من غري العشرية يف وأيامها من مستنري ومظلم أناسا ب

ومل أر ليلى : الدم ومما ينتصب على أنه عظم األمر قول عمرو بن شأس األسديبعد يوم تعرضت لنا بني أثواب الطراف من األدم كالبية وبرية حبرتية نأتك

فسي حقبة مث أصبحت لبنت ضننت بن : وخانت باملواعيد والذمم وقال اآلخرعطاء بينها ومجيعها ضبابية مرية حابية منيفا بنعف الصيدلني وضيعها فكل هذا

. مسعناه ممن يرويه من العرب نصبا

ومما يدلك على أن هذا ينتصب على التعظيم واملدح أنك لو محلت الكالم على . ل كان ضعيفا أن جتعل حاال ملا بنيته على االسم األو

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

357

. وليس هنا تعريف وال تنبيه وال أراد أن يوقع شيئا يف حال لقبحه ولضعف املعىن . أنا ابن سعد أكرم السعدينا : وزعم يونس أنه مسع رؤبة يقول

. نصبه على الفخرإن من أفضلهم كان زيدا على إلغاء كان وشبهه بقول الشاعر وهو : وقال اخلليل

إن من أفضلهم : فكيف إذا رأيت ديار قوم وجريان لنا كانوا كرام وقال : زدقالفر كان رجال يقبح ألنك لو قلت إن من خيارهم رجال مث سكت كان قبيحا حت

. رجال من أمره كذا وكذا : تعرفه بشيء أو تقولال جيوز أن حتمل إنه فيها كان زيد وإال فإنه : إن فيها كان زيد على قولك : وقال

. الكالم على إن إنه زيدا ضربت وإنه كان : إن أفضلهم كان زيد وإن زيدا ضربت على قوله : وقال

. أفضلهم زيد . وهذا فيه قبح وهو ضعيف وهو يف الشعر جائز

إن زيدا ضربته وإن أفضلهم كانه زيد فتنصبه على إن وفيه قبح : وجيوز أيضا على . كان يف إن كما

وعن قوله تعاىل " ويكأنه ال يفلح " : وسألت اخلليل رمحه اهلل تعاىل عن قولهفزعم أنه وي مفصولة من كأن واملعىن وقع على أن القوم " ويكأن اهلل " : جده

أما يشبه أن يكون هذا : انتبهوا فتكلموا على قدر علمهم أو نـبهوا فقيل هلم . هكذاعندكم

. واهلل تعاىل أعلم . أمل تر أن اهلل : وأما املفسرون فقالوا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

358

سالتاين الطالق أن رأتاين قل مايل : وقال القرشي وهو زيد بن عمرو بن نـفيلوقد جئتماين بنكر وي كأن من يكن له نشب يح بب ومن يفتقر يعش عيش

إهنم أمجعون ذاهبون وإنك وزيد : ن فيقولونضر واعلم أن ناسا من العرب يغلطو على ما ذكرت : هم كما قال : ذاهبان وذاك أن معناه معىن االبتداء فريى أنه قال

. لك " فعلى التقدمي والتأخري كأنه ابتدأ على قوله " والصابئون " : وأما قوله عز وجل

. بعدما مضى اخلرب " والصابئون وإال فاعلموا أنا وأنتم بغاة ما بقينا يف شقاق : ر بشر بن أيب خازموقال الشاع

. بغاة ما بقينا وأنتم : كأنه قال هذا باب كم

فأحدمها االستفهام وهو احلرف املستفهم به مبنزلة كيف : اعلم أن لكم موضعني . وأين

. اخلرب ومعناها معىن رب : واملوضع اآلخرتكون يف املوضعني امسا فاعال ومفعوال وظرفا ويبىن عليها إال أهنا ال تصرف وهي

تصرف يوم وليل كما أن حيث وأين ال يتصرفان تصرف حتتك وخلفك ومها موضعان مبنزلتهما غري أهنما حروف مل تتمكن يف الكالم إمنا هلا مواضع تلزمها

. يف الكالم . ذكر فيما مضى وسرتاه فيما يستقبل إن شاء اهللومثل ذلك يف الكالم كثري وقد

أما كم يف االستفهام إذا أعملت فيما بعدها فهي مبنزلة اسم يتصرف يف الكالم . منون قد عمل فيما بعده ألنه ليس من صفته وال حمموال على ما محل عليه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

359

. وذلك االسم عشرون وما أشبهها حنو ثالثني وأربعنيكم لك فقد سألك عن عدد ألن كم إمنا هي مسألة عن : رجل وإذا قال لك

. عشرون أو ما شاء مما هو أمساء لعدة : عدد ههنا فعلى اجمليب أن يقولكم لك درمها أو كم درمها لك ففسر ما يسأل عنه قلت عشرون : فإذا قال لك

ن درمها فعملت كم يف الدرهم عمل واعلم أن كم تعمل يف كل شيء حسللعشرين أن تعمل فيه فإذا قبح للعشرين أن تعمل يف شيء قبح ذلك يف كم ألن

العشرين عدد منون وكذلك كم هو منون عندهم كما أن مخسة عشر عندهم مبنزلة ما قد لفظوا بتنوينه لوال ذلك مل يقولوا مخسة عشر درمها ولكن التنوين

. اسم منونذهب منه كما ذهب مما ال ينصرف وموضعه موضع وكذلك كم موضعها موضع اسم منون وذهبت منها احلركة كما ذهبت من إذ

. ألهنما غري متمكنني يف الكالمكم لك الدرهم مل جيز كما مل جيز يف قولك عشرون الدرهم : وذلك أنك لو قلت

. ألهنم إمنا أرادوا عشرين من الدراهملف والالم وصريوه اىل الواحد وحذفوا من وهذا معىن الكالم ولكنهم حذفوا األ

. هذا أول فارس يف الناس وإمنا يريدون هذا أول من الفرسان : استخفافا كما قالوا . فحذف الكالم

. وكذلك كم إمنا أرادوا كم لك من الدراهم أو كم من الدراهم لك . يدةوزعم أن كم درمها لك أقوى من كم لك درمها وإن كانت عربية ج

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

361

وذلك أن قولك العشرون لك درمها فيها قبح ولكنها جازت يف كم جوازا حسنا ألنه كأنه صار عوضا من التمكن يف الكالم ألهنا ال تكون إال مبتدأة وال تؤخر

. فاعلة وال مفعولة . كم رأيت رجال : رأيت كم رجال وإمنا تقول : ال تقول

. ال تقول أتاين كم رجلكم رجل أتاين و : وتقولأتاك ثالثون اليوم درمها كان قبيحا يف الكالم ألنه ال يقوى قوة الفاعل : ولو قال

. وليس مثل كم ملا ذكرت لكعلى أنين بعد ما قد مضى ثالثون للهجر حوال كميال : وقد قال الشاعر

جال أتاك أقوى من كم يذكرنيك حنني العجول ونوح احلمامة تدعو هديال وكم ر . أتاك رجال وكم ههنا فاعلة

. وكم رجال ضربت أقوى من كم ضربت رجال وكم ههنا مفعولةكم مثله لك وكم خريا منه لك وكم غريه لك كل هذا جائز حسن ألنه : وتقول

. جيوز بعد عشرين فيما زعم يونس . ثل ألنه صفة لهكم غريه مثله لك انتصب غري بكم وانتصب امل : تقول

ومل جيز يونس واخلليل رمحهما اهلل كم غلمانا لك ألنك ال تقول عشرون ثيابا لك . إال على وجه لك مائة بيضا وعليك راقود خال

كم لك غلمانا ويقبح أن تقول كم غلمانا لك ألنه : فإن أردت هذا املعىن قلت . كما قبح أن تقول قائما فيها زيد عبد اهلل قائما فيها : قبيح أن تقول

. وقد فسرنا ذلك يف بابه . كم عبد اهلل ماكث فكم أيام وعبد اهلل فاعل : وإذا قلت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

361

كم عبد اهلل عندك فكم ظرف من األيام وليس يكون عبد اهلل تفسريا : وإذا قلت . لأليام ألنه ليس منها

أو كم شهرا عبد اهلل عندك فعبد اهلل يرتفع كم يوما عبد اهلل ماكث : والتفسري . كم رجال ضرب عبد اهلل : باالبتداء كما ارتفع بالفعل حني قلت

كم جريبا أرضك فأرضك مرتفعة بكم ألهنا مبتدأة واألرض مبنية : فإذا قلتعليها وانتصب اجلريب ألنه ليس مببين على مبتدإ وال مبتدإ وال وصف فكأنك

. شرون درمها خري من عشرةع : قلتكم غلمان لك فتجعل غلمان يف موضع خرب كم وجتعل لك : وإن شئت قلت

. صفة هلمالقياس النصب وهو قول عامة : على كم جذع بيتك مبين فقال : وسألته عن قوله

. الناسلى اللسان فأما الذين جروا فإهنم أرادوا معىن من ولكنهم حذفوها ههنا ختفيفا ع

. وصارت على عوضا منهااهلل ال أفعل وإذا قلت الها اهلل ال أفعل مل يكن إال اجلر وذلك أنه : ومثل ذلك

. يريد ال واهلل ولكنه صار ها عوضا من اللفظ باحلرف الذي جير وعاقبه اهلل لتفعلن إذا استفهمت أضمروا احلرف الذي جير وحذفوا ختفيفا : ومثل ذلك

. على اللسان وصارت ألف االستفهام بدال منه يف اللفظ معاقبا واعلم أن كم يف اخلرب مبنزلة اسم يتصرف يف الكالم غري منون جير ما بعده إذا

أسقط التنوين وذلك االسم حنو مائيت درهم فاجنر الدرهم ألن التنوين ذهب . ودخل فيما قبله

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

362

. كم غالم لك قد ذهب : واملعىن معىن رب وذلك قولكما شأهنا يف اخلرب صارت مبنزلة اسم غري منون فاجلواب فيه أن : فإن قال قائل

جعلوها يف املسألة مثل عشرين وما أشبهها وجعلت يف اخلرب مبنزلة ثالثة : تقول . اىل العشرة جتر ما بعدها كما جرت هذه احلروف ما بعدها

ف املوضعان كما جاز يف األمساء املتصرفة اليت هي فجاز ذا يف كم حني اختل . للعدد

واعلم أن كم يف اخلرب ال تعمل إال فيما تعمل فيه رب ألن املعىن واحد إال أن كم . اسم ورب غري اسم مبنزلة من . كم رجل أفضل منك جتعله خرب كم : والدليل عليه أن العرب تقول

. مروأخربناه يونس عن أيب عواعلم أن ناسا من العرب يعملوهنا فيما بعدها يف اخلرب كما يعملوهنا يف

. االستفهام فينصبون هبا كأهنا اسم منونوجيوز هلا أن تعمل يف هذا املوضع يف مجيع ما عملت فيه رب إال أهنا تنصب

أو اضطر ألهنا منونة ومعناها منونة وغري منونة سواء ألنه لو جاز يف الكالم . شاعر فقال ثالثة أثوابا كان معناه ثالثة أثواب

أنعت عريا من محري خنزره يف كل عري مائتان : وقال اآلخر : وقال يزيد بن ضبةكم عمة لك يا جرير وخالة فدعاء قد : كمره وبعض العرب ينشد قول الفرزدق

. فمنهم الفرزدق والبيت له حلبت علي عشاري وهم كثري كم على كل حال منونة ولكن الذين جروا يف اخلرب أضمروا : وقد قال بعضهم

. من كما جاز هلم أن يضمروا رب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

363

هلل أبوك ولقيته أمس : اله أبوك ولقيته أمس إمنا هو على : وزعم اخلليل أن قوهلملى اللسان وليس كل جار يضمر ولكنهم حذفوا اجلار واأللف والالم ختفيفا ع

ألن اجملرور داخل يف اجلار فصارا عندهم مبنزلة حرف واحد فمن مث قبح ولكنهم قد يضمرونه وحيذفونه فيما كثر من كالمهم ألهنم اىل ختفيف ما أكثروا استعماله

. أحوجخيشى السماة وجداء ما يرجى هبا ذو قرابة لعطف وما : وقال الشاعر العنربي

ومثلك بكرا قد طرقت وثـيبا فأهليتها عن ذي متائم : ربيبها وقال امرؤ القيسومثلك رهيب قد تركت رذية تقلب عينيها إذا مر طائر مسعنا : مغيل وقال الشاعر

. ذلك ممن يرويه عن العربطرار والشاذ إذا كان له وجه والتفسري األول يف كم أقوى ألنه ال حيمل على االض

. جيد . وال يقوى قول اخلليل يف أمس ألنك تقول ذهب أمس مبا فيه

إذا فصلت بني كم وبني االسم بشيء استغىن عليه السكوت أو مل يستغن : وقالفامحله على لغة الذين جيعلوهنا مبنزلة اسم منون ألنه قبيح أن تفصل بني اجلار

. رور داخل يف اجلار فصارا كأهنما كلمة واحدةواجملرور ألن اجملهذا ضارب بك زيدا وال : واالسم املنون يفصل بينه وبني الذي يعمل فيه تقول

. هذا ضارب بك زيد : تقولكم : تؤم سنانا وكم دونه من األرض مدودبا غارها وقال القطامي : وقال زهري

إذ ال أكاد من اإلقتار أحتمل وإن شاء رفع فجعل نالين منهم فضال على عدم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

364

كم قد أتاين : كم املرار اليت ناله فيها الفضل فارتفع الفضل بنالين فصار كقولك . زيد فزيد فاعل وكم مفعول فيها وهي املرار اليت أتاه فيها وليس زيد من املرار

شاري فجعل كم مرارا كأنه كم عمة لك يا جرير وخالة فدعاء قد حلبت علي ع . كم مرة قد حلبت عشاري علي عماتك : قال

كأن أصوات من إيغاهلن بنا أواخر امليس : وقال ذو الرمة ففصل بني اجلار واجملرورفكم قد فاتين بطل كمي وياسر فتية مسح هضوم : أصوات الفراريج وقال اآلخركم فيها رجل كما : بينها وبني االسم حاجز فتقولوقد جيوز يف الشعر أن جتر و

أضمر من بعد : إال عاللة أو بدا هة قارح هند اجلزاره فإن قال قائل : قال األعشى . فيها

. ليس يف كل موضع يضمر اجلار ومع ذلك إن وقوعها بعد كم أكثر : قيل لهكم جبود : السم حاجز على قول الشاعروقد جيوز يف الشعر أن جتر وبينها وبني ا

مقرف نال العلى وكرمي خبله قد وضعه اجلر والرفع والنصب على ما فسرناه كما كم قد : وتقول : كم فهيم ملك أغر وسوقة حكم بأردية املكارم حمتىب وقال : قال

. أتاين ال رجل وال رجالن وكم عبد لك ال عبد وال عبدانال رجل : فهذا حممول على ما محل عليه كم ال على ما تعمل فيه كم كأنك قلت

. أتاين وال رجالن وال عبد لك وال عبدانوذاك ألن كم تفسر ما وقعت عليه من العدد بالواحد املنكور كما قلت عشرون

. درمها أو جبميع منكور حنو ثالثة أثواب . وهذا جائز يف اليت تقع يف اخلرب

. فأما اليت تقع يف االستفهام فال جيوز فيها إال ما جاز يف العشرين

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

365

كم ال رجال وال رجلني يف اخلرب أو االستفهام كان غري جائز ألنه ليس : ولو قلتله عشرون ال عبدا وال عبدين فال رجل : هكذا تفسري العدد ولو جاز ذا لقلت

يه ألنه لو كان عليه كان حماال وكان وال رجالن توكيد لكم ال للذي عمل ف . نقضا

عبدان أو ثالثة أعبد محل الكالم : كم لك عبدا فيقول : ومثل ذلك قولك للرجلعلى ما محل عليه كم ومل يرد السائل من املسئول أن يفسر له العدد الذي يسأل

مث يفسره بعد عنه إمنا على السائل أن يفسر العدد حت جييبه املسئول عن العددإن شاء فيعمل يف الذي يفسر به العدد كما أعمل السائل كم يف العبد ولو أراد

املسئول عن ذلك أن ينصب عبدا أو عبدين على كم كان قد أحال كأنه يريد أن . كم عبدا فيصري سائال : جييب السائل بقوله

من املوضعني ألنه ومع ذلك أنه ال جيوز لك أن تعمل كم وهي مضمرة يف واحد ليس بفعل وال اسم أخذ من الفعل أال ترى أنه إذا قال املسئول عبدين أو ثالثة

. أعبد فنصب على كم أنه قد أضمر كمكم غالما لك ذاهب جتعل لك صفة : وزعم اخلليل رمحه اهلل أنه جيوز أن تقول

. للغالم وذاهبا خربا لكمشاهد على فالن إذا جعلت شاهدا خربا لكم كم منكم : ومن ذلك أن تقول

كم مأخوذ بك إذا أردت أن جتعل مأخوذا بك : وكذلك هو يف اخلرب أيضا تقولكم لك ألن لك ال تعمل فيه كم ولكنه مبين عليها : يف موضع لك إذا قلت

كأنك قلت كم رجل لك وإن كان املعنيان خمتلفني ألن معىن كم مأخوذ بك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

366

ىن كم رجل لك وال جيوز يف رب ذلك ألن كم اسم ورب غري اسم فال غري مع . جيوز أن تقول رب رجل لك

هذا باب ما جرى جمرى كم يف االستفهام له كذا وكذا درمها وهو مبهم يف األشياء مبنزلة كم وهو كناية للعدد : وذلك قولك

كان من األمر ذية وذية وذيت : مبنزلة فالن إذا كنيت به يف األمساء وكقولك . وذيت وكيت وكيت

. وكذلك كأين رجال قد رأيت زعم ذلك يونس وكأين قد أتاين رجال وكأين من قرية " : إال أن أكثر العرب إمنا يتكلمون هبا مع مع من قال عز وجل

" . جج جييء أمام األلف يردي وكائن رددنا عنكم من مد : وقال عمرو بن شأس

مقنعا فإمنا ألزموها من ألهنا توكيد فجعلت كأهنا شيء يتم به الكالم وصار . كاملثل

. والسيما زيد فرب توكيد الزم حت يصري كأنه من الكلمة : ومثل ذلك . وكأين معناها معىن رب

. وإن حذفت من وما فعريبد من العرب فعسى أن جيرها بإضمار من كما جاز ذلك فيما إن جرها أح : وقال

. ذكرنا يف كمأفضلهم : كذا وكأين عملتا فيما بعدمها كعمل أفضلهم يف رجل حني قلت : وقال

. رجال فصار أي وذا مبنزلة التنوين كما كان هم مبنزلة التنوين . درمها وكالعدد من قرية له كالعدد : وقال اخلليل رمحه اهلل كأهنم قالوا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

367

. فهذا متثيل وإن مل يتكلم به . وإمنا جتيء الكاف للتشبيه فتصري وما بعدها مبنزلة شيء واحد

. كأن أدخلت الكاف على أن للتشبيه : من ذلك قولكما : إذا كانت منونة يف اخلرب واالستفهام وذلك ما كان من املقادير وذلك قولك

ء موضع كف سحابا ويل مثله عبدا وما يف الناس مثله فارسا وعليها يف السما . مثلها زبدا

يل مثله من العبيد ويل ملؤه من العسل وما يف : وذلك أنك أردت أن تقولالسماء موضع كف من السحاب فحذف ذلك ختفيفا كما حذفه من عشرين

اف إليها اجملرورة مبنزلة التنوين ومل عشرون درمها وصارت األمساء املض : حني قاليكن ما بعدها من صفتها وال حمموال على ما محلت عليه فانتصب مبلء كف

ومثله كما انتصب الدرهم بالعشرين ألن مثل مبنزلة عشرين واجملرور مبنزلة التنوين . ألنه قد منع اإلضافة كما منع التنوين

ر بدل من التنوين ومع ذلك أنك إذا قلت يل مثله وزعم اخلليل رمحه اهلل أن اجملرو فقد أهبمت كما أنك إذا قلت يل عشرون فقد أهبمت األنواع فإذا قلت درمها

. فقد اختصصت نوعا وبه يعرف من أي نوع ذلك العدد . على الشجاعة والفروسة والعبيد : فكذلك مثله هو مبهم يقع على أنواع

. قد بني من أي أنواع املثل فإذا قال عبدا فوالعبد ضرب من الضروب اليت تكون على مقدار املثل فاستخرج على املقدار

نوعا والنوع هو املثل ولكنه ليس من امسه والدرهم ليس من العشرين وال من امسه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

368

ولكنه ينصب كما تنصب العشرون وحيذف من النوع كما حيذف من نوع . فالعشرين واملعىن خمتل

. عليه شعر كلبني دينا الشعر مقدار : ومثل ذلكيل ملء الدار خريا منك ويل خري منك عبدا ويل ملء الدار أمثالك ألن : وكذلك

. خريا منك نكرة وأمثالك نكرة يل ملء الدار رجال وأنت تريد مجيعا فيجوز ذلك ويكون : وإن شئت قلت

. كمزلته يف كم وعشرينرجاال فجاز عنده كما جاز عنده يف كم حني دخل فيها معىن : وإن شئت قلت

رب ألن املقدار معناه خمالف ملعىن كم يف االستفهام فجاز يف تفسريه الواحد واجلميع كما جاز يف كم إذ دخلها معىن رب كما تقول ثالثة أثوابا أي من ذا

. اجلنس جتعله مبنزلة التنوينال فارس : ال كزيد فارسا إذا كان الفارس هو الذي مسيته كأنك قلت : ومثل ذلك . كزيد فارسا

لنا مرفد سبعون ألف مدجج فهل يف معد فوق ذلك : وقال كعب بن جعيل . فهل يف معد مرفد فوق ذلك مرفدا : مرفدا كأنه قال

يت كاليوم رجال وما رأيت مثله تاهلل رجال كأنه أضمر تاهلل ما رأ : ومثل ذلك . رجال

. وحيه رجال وهلل دره رجال وحسبك به رجال وما أشبه ذلك : وذلك قولكوحيه من رجل وحسبك به من رجل وهلل دره من رجل فتدخل : وإن شئت قلت

. من ههنا كدخوهلا يف كم توكيدا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

369

وعمل فيه الكالم األول فصارت وانتصب الرجل ألنه ليس من الكالم األول . اهلاء مبنزلة التنوين

ومع هذا أيضا أنك إذا قلت وحيه فقد تعجبت وأهبمت من أي أمور الرجل . تعجبت وأي األنواع تعجبت منه

. فإذا قلت فارسا وحافظا فقد اختصصت ومل تبهم وبينت يف أي نوع هوحيميهم إذا ما تبددوا ويطعنهم شزرا ومرة : ومثل ذلك قول عباس بن مرداس

. فكفى بك فارسا وإمنا يريد كفيت فارسا : فأبرحت فارسا فكأنه قال . ودخلته هذه الباء توكيدا تقول ابنيت حني جد الرحيل فأبرحت ربا وأبرحت جارا : ومن ذلك قول األعشى

. أكرم به رجال : ومثلهوا باإلضمار ألهنم شرطوا التفسري وذلك نووا فجرى ذلك يف وذلك ألهنم بدء

كالمهم هكذا كما جرت إن مبنزلة الفعل الذي تقدم مفعوله قبل الفاعل فلزم . هذا هذه الطريقة يف كالمهم كما لزمت إن هذه الطريقة يف كالمهم

وما انتصب يف هذا الباب فإنه ينتصب كانتصاب ما انتصب يف باب حسبك بهحسبك به رجال عبد اهلل : نعم رجال عبد اهلل كأنك قلت : ووحيه وذلك قوهلم

. ألن املعىن واحدوحيه رجال يف أنه عمل فيما بعده كما عمل : ربه رجال كأنك قلت : ومثل ذلك

. وحيه فيما بعده ال يف املعىنوذلك ألهنما ثناء يف وحسبك به رجال مثل نعم رجال يف العمل ويف املعىن

. استيجاهبما املنزلة الرفيعة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

371

وال جيوز لك أن تقول نعم وال ربه وتسكت ألهنم إمنا بدؤوا باإلضمار على شريطة التفسري وإمنا هو إضمار مقدم قبل االسم واإلضمار الذي جيوز عليه

دم من السكوت حنو زيد ضربته إمنا أضمر بعد ما ذكر االسم مظهرا فالذي تقاإلضمار الزم له التفسري حت يبينه وال يكون يف موضع اإلضمار يف هذا الباب

. مظهرإنه كرام : ومما يضمر ألنه يفسره ما بعده وال يكون يف موضعه مظهر قول العرب

. قومك وإنه ذاهبة أمتككان ال وإن -فاهلاء إضمار احلديث الذي ذكرت بعد اهلاء كأنه يف التقدير

إن األمر ذاهبة أمتك وفاعلة فالنة فصار هذا الكالم كله خربا : قال -يتكلم به . لألمر فكذلك ما بعد هذا يف موضع خربه

ذهب أخوه عبد اهلل عمل نعم يف : نعم الرجل عبد اهلل فهو مبنزلة : وأما قوهلم . الرجل ومل يعمل يف عبد اهلل

عبد اهلل ذهب أخوه كأنه قال نعم : نعم الرجل فهو مبنزلة عبد اهلل : وإذا قال . عبد اهلل : الرجل فقيل له من هو فقال

. نعم الرجل : ما شأنه فقال : وإذا قال عبد اهلل فكأنه فقيل لهفنعم تكون مرة عاملة يف مضمر يفسره ما بعده فتكون هي وهو مبنزلة وحيه ومثله

. الذي فسر املضمر عمل مثله ووحيه إذا قلت يل مثله عبدا مث يعمالن يف . وتكون مرة أخرى تعمل يف مظهر ال جتاوزه

فهي مرة مبنزلة ربه رجال ومرة مبنزلة ذهب أخوه فتجري جمرى املضمر الذي قدم . أزيدا ضربته : ملا بعده من التفسري وسد مكانه ألنه قد بينه وهو حنو قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

371

عبد اهلل نعم الرجل والرجل غري عبد اهلل كما أنه حمال : واعلم أنه حمال أن تقول . أن تقول عبد اهلل هو فيها وهو غريه

قومك : قومك نعم صغارهم وكبارهم إال أن تقول : واعلم أنه ال جيوز أن تقولجتعلهم من نعم الصغار ونعم الكبار وقومك نعم القوم وذلك ألنك أردت أن

مجاعات ومن أمم كلهم صاحل كما أنك إذا قلت عبد اهلل نعم الرجل فإمنا تريد . أن جتعله من أمة كلهم صاحل ومل ترد أن تعرف شيئا بعينه بالصالح بعد نعم

عبد اهلل فاره العبد فاره الدابة فالدابة لعبد اهلل ومن سببه كما : ومثل ذلك قولكعبد اهلل حني قلت عبد اهلل نعم الرجل ولست تريد أن خترب عن أن الرجل هو

عبد بعينه وال عن دابة بعينها وإمنا تريد أن تقول إن يف ملك زيد العبد الفاره . والدابة الفارهة إذ مل ترد عبدا بعينه وال دابة بعينها

الذي فيه األلف فاالسم الذي يظهر بعد نعم إذا كانت نعم عاملة فيه االسم والالم حنو الرجل وما أضيف إليه وما أشبهه حنو غالم الرجل إذا مل ترد شيئا

. بعينهربه : كما أن االسم الذي يظهر يف رب قد يبدأ بإضمار الرجل قبله حني قلت

. رجال ملا ذكرت لك وتبدأ بإضمار الرجل يف نعم ملا ذكرت لكم الرجل إذا أضمرت أنه ال جيوز أن تقول حسبك به فإمنا منعك أن تقول نع

. الرجل إذا أردت معىن حسبك به رجال ومن زعم أن اإلضمار الذي يف نعم هو عبد اهلل فقد ينبغي له أن يقول نعم عبد

. نعم أنت رجال فتجعل أنت صفة للمضمر : اهلل رجال وقد ينبغي له أن يقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

372

ضمر أن يوصف ألنه مبدوء به قبل الذي يفسره واملضمر املقدم وإمنا قبح هذا امل . قبل ما يفسره ال يوصف ألنه إمنا ينبغي هلم أن يبينوا ما هو

هو مضمر مقدم وتفسريه عبد اهلل بدال منه حمموال على نعم : فإن قال قائل لعبد اهلل ملا قلت فأنت قد تقول عبد اهلل نعم رجال فتبدأ به ولو كان نعم يصري

عبد اهلل نعم الرجل فرتفعه فعبد اهلل ليس من نعم يف شيء والرجل هو عبد اهلل . عبد اهلل ذهب أخوه : ولكنه منفصل منه كانفصال األخ منه إذا قلت

. فهذا تقديره وليس معناه كمعناهنعم بنصب وال ويدلك على أن عبد اهلل ليس تفسريا للمضمر أنه ال يعمل فيه

. رفع وال يكون عليها أبدا يف شيءنعم املرأة : نعمت املرأة وإن شئت قلت : واعلم أن نعم تؤنث وتذكر وذلك قولك

. كما قالوا ذهب املرأة . واحلذف يف نعمت أكثر

نعموا رجاال يكتفون : واعلم أنك ال تظهر عالمة املضمرين يف نعم ال تقول . بالذي يفسره كما قالوا مررت بكل

فحذفوا عالمة اإلضمار وألزموا احلذف " وكل آتره داخرين " : وقال اهلل عز وجل كما ألزموا نعم وبئس اإلسكان وكما ألزموا خذ احلذف ففعلوا هذا هبذه األشياء

. لكثرة استعماهلم هذا يف كالمهموبئس ومها األصالن اللذان وضعا يف الرداءة والصالح وال نعم : وأصل نعم وبئس

. يكون منهما فعل لغري هذا املعىن

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

373

هذه الدار نعمت البلد فإنه ملا كان البلد الدار أقحموا التاء فصار : وأما قوهلم . من كانت أمك وما جاءت حاجتك : كقولك

ذلك هذا البلد نعم الدار ملا كانت البلد ومن قال نعم املرأة قال نعم البلد وك . ذكرت

فلزم هذا يف كالمهم لكثرته وألنه صار كاملثل كما لزمت التاء يف ما جاءت . حاجت

ور : ومثل ذلك قول الشاعر وهو لبعض السعدينيهل تعرف الدار يعفيها امل

مسفور فقال فيه ألن الدار والدجن يوما والعجاج املهمور لكل ريح فيه ذيل . مكان فحمله على ذلك

وزعم اخلليل رمحه اهلل أن حبذا مبنزلة حب الشيء ولكن ذا وحب مبنزلة كلمة يا ابن عم فالعم جمرور أال ترى أنك : واحدة حنو لوال وهو اسم مرفوع كما تقول

على ما ذكرت لك تقول للمؤنث حبذا وال تقول حبذه ألنه صار مع حب . وصار املذكر هو الالزم ألنه كاملثل

ا فت : وهو الراعي : وسألته عن قوله فأومأت إميا خفيا حلبرت وهلل عينا حبرت أميأميا تكون صفة للنكرة وحاال للمعرفة وتكون استفهاما مبنيا عليها ومبنية : فقال

. وال يف االستثناء حنو قولك أتـوين إال زيدا على غريها وال تكون لتبيني العدد : له عشرون أميا رجل وال أتـوين إال أميا رجل فالنصب يف : أال ترى أنك ال تقول

. يل مثله رجال كالنصب يف عشرين رجال . فأميا ال تكون يف االستثناء وال خيتص هبا نوع من األنواع وال يفسر هبا عدد

. ا فت استفهام وأمي

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

374

. أال ترى أنك تقول سبحان اهلل من هو وما هو فهذا استفهام فيه معىن التعجب . ولو كان خربا مل جيز ذلك ألنه ال جيوز يف اخلرب أن تقول من هو وتسكت

وأما أحد وكراب وأرم وكتيع وعريب وما أشبه ذلك فال يقعن واجبات وال حاال وال يستخرج به نوع من األنواع فيعمل ما قبله فيه عمل عشرين يف وال استثناء

الدرهم إذا قلت عشرون درمها ولكنهن يقعن يف النفي مبنيا عليهن ومبنية على . غريهن

. ما يف الناس مثله أحد محلت أحدا على مثل ما محلت عليه مثال : فمن مث تقول . سرنا مل ذلكوكذلك ما مررت مبثلك أحد وقد ف

. فهذه حاهلا كما كانت تلك حال أميا . له عسل ملء جرة وعليه دين شعر كلبني فالوجه الرفع ألنه وصف : فإذا قلت

. والنصب جيوز كنصب عليه مائة بيضا بعد التمام . يل مثله عبد فرفعت : وإن شئت قلت

. وهي كثرية يف كالم العربعليها مثلها زبد فإن شئت رفعت على البدل : ئت رفعته على فإذا قلتوإن ش

. زبد أي هو زبد : وإن شئت رفعت على قوله ما هو فتقول . وال يكون الزبد صفة ألنه اسم

. هذا رجل عبد : والعبد يكون صفة وتقول . وهو قبيح ألنه اسم

هذا باب النداء

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

375

مضاف فيه فهو نصب على إضمار الفعل املرتوك اعلم أن النداء كل اسم . إظهاره

. واملفرد رفع وهو يف موضع اسم منصوبوزعم اخلليل رمحه اهلل أهنم نصبوا املضاف حنو يا عبد اهلل ويا أخانا والنكرة حني

. هو قبلك وهو بعدك : يا رجال صاحلا حني طال الكالم كما نصبوا : قالوايا زيد ويا : ملفرد كما رفعوا قبل وبعد وموضعهما واحد وذلك قولكورفعوا ا

. عمرو . وتركوا التنوين يف املفرد كما تركوه يف قبل

نصب ألنه صفة : أرأيت قوهلم يا زيد الطويل عالم نصبوا الطويل قال : قلت . ملنصوب

. وإن شئت كان نصبا على أعين : وقالهو صفة : أيت الرفع على أي شيء هو إذا قال يا زيد الطويل قالأر : فقلت . ملرفوعألست قد زعمت أن هذا املرفوع يف موضع نصب فلم ال يكون كقوله : قلت

من قبل أن كل اسم مفرد يف النداء مرفوع أبدا وليس : لقيته أمس األحدث قالطرد الرفع يف كل مفرد يف النداء كل اسم يف موضع أمس يكون جمرورا فلما ا

صار عندهم مبنزلة ما يرتفع باالبتداء أو بالفعل فجعلوا وصفه إذا كان مفردا . مبنزلتهأزيد أخا ورقاء إن كنت ثائرا فقد عرضت أحناء : أفرأيت قول العرب كلهم : قلت

ألن املنادى : الحق فخاصم ألي شيء مل جيز فيه الرفع كما جاز يف الطويل ق

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

376

إذا وصف باملضاف فهو مبنزلته إذا كان يف موضعه ولو جاز هذا لقلت يا أخونا . تريد أن جتعله يف موضع املفرد وهذا حلن

فاملضاف إذا وصف به املنادى فهو مبنزلته إذا ناديته ألنه هنا وصف ملنادى يف ب ومل يكن فيه موضع نصب كما انتصب حيث كان منادى ألنه يف موضع نص

. ما كان يف الطويل لطوله . كأهنم ملا أضافوا ردوه اىل األصل : وقال اخلليل رمحه اهلل

. إن أمسك قد مضى : كقولكوقال اخلليل رمحه اهلل وسألته عن يا زيد نفسه ويا متيم كلكم ويا قيس كلهم

. يا زيد ذا اجلمة : هذا كله نصب كقولك : فقالوأما يا متيم أمجعون فأنته فيه باخليار إن شئت قلت أمجعون وإن شئت قلت

. أمجيعن وال ينتصب على أعين من قبل أنه حمال أن تقول أعين أمجعنياملعىن يف الرفع : ويدلك على أن أمجعني ينتصب ألنه وصف ملنصوب قول يونس

. والنصب واحد ي له أن ال يكون إال نصبا إذا كان املفرد وأما املضاف يف الصفة فهو ينبغ

. ينتصب يف الصفةعطفوه على هذا املنصوب : يا أخانا زيدا أقبل قال : أرأيت قول العرب : قلت

. فصار نصبا مثله وهو األصل ألنه منصوب يف موضع نصب . يا أخانا زيد : وقال قوم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

377

هذا مبنزلة : هو قول أهل املدينة قالو : وقد زعم يونس أن أبا عمرو كان يقولهقولنا يا زيد كما كان قوله يا زيد أخانا مبنزلة يا أخانا فيحمل وصف املضاف إذا

. كان مفردا مبنزلته إذا كان منادىويا أخانا زيدا أكثر يف كالم العرب ألهنم يردونه اىل األصل حيث أزالوه عن

كما ردوا ما زيد إال منطلق اىل أصله وكما ردوا املوضع الذي يكون فيه منادى . أتقول حني جعلوه خربا اىل أصله

فأما املفرد إذا كان منادى فكل العرب ترفعه بغري تنوين وذلك ألنه كثر يف . كالمهم فحذفوه وجعلوه مبنزلة األصوات حنو حوب وما أشبهه

. ويا زيد زيد الطويل وهو قول أيب عمر : وتقول . وزعم يونس أن رؤبة كان يقول يا زيد زيدا الطويل

. يا زيد الطويل وتفسريه كتفسريه : فأما قول أيب عمرو فعلى قولكإين وأسطار سطرن سطرا لقائل يا نصر نصرا نصرا وأما قول رؤبة : وقال رؤبة

. زيد زيدا فعلى أنه جعل نصرا عطف البيان ونصبه كأنه على قوله يا . وأما قول أيب عمرو فكأنه استأنف النداء

وتفسري يا زيد زيد الطويل كتفسري يا زيد الطويل فصار وصف املفرد إذا كان . مفردا مبنزلته لو كان منادى

. وخالف وصف أمس ألن الرفع قد اطرد يف كل مفرد يف النداءيا زيد وعمرو ليس إال ألهنما قد : وتقولين نصر نصر نصرا : وبعضهم ينشد

. اشرتكا يف النداء يف قوله يا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

378

وكذلك يا زيد وعبد اهلل ويا زيد ال عمرو ويا زيد أو عمرو ألن هذه احلروف . تدخل الرفع يف اآلخر كما تدخل يف األول وليس ما بعدها بصفة ولكنه على يا

والنضر فنصب فإمنا نصب ألن هذا كان من وقال اخلليل رمحه اهلل من قال يا زيد . املواضع اليت يرد فيها الشيء اىل أصله . يا زيد والنضر : فأما العرب فأكثر ما رأيناهم يقولون

. " يا جبال أويب معه والطري " : وقرأ األعرج . فرفع

ويا : هو القياس كأنه قال : يا عمرو واحلارث وقال اخلليل رمحه اهلل : ويقولون . حارث

ولو محل احلارث على يا كان غري جائز البتة نصب أو رفع من قبل أنك ال تنادي امسا فيه األلف والالم بيا ولكنك أشركت بني النضر واألول يف يا ومل

ينبغي ملن قال : جتعلها خاصة للنضر كقولك ما مررت وقال اخلليل رمحه اهللكل نعجة وسخلتها بدرهم : نصب ألنه ال جيوز يا النضر أن يقولالنضر ف

فينصب إذا أراد لغة من جير ألنه حمال أن يقول كل سخلتها وإمنا جر ألنه أراد . وكل سخلة هلا

أي فت هيجاء : ورفع ذلك ألن قوله والنضر مبنزلة قوله ونضر وينبغي أن يقول . ل أن يقول وأي جارهاأنت وجارها ألنه حما

. رب رجل وأخاه : وينبغي أن يقول . فليس ذا من قبل ذا ولكنها حروف تشرك اآلخر فيما دخل فيه األول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

379

هذا فصيلها مل : ولو جاءت تلي ما وليه االسم األول كان غري جائز لو قلت . يكن نكرة كما كان هذه ناقة وفصيلها

. خل فيما دخل فيه األولوإذا كان مؤخرا ديا أيها الرجل وزيد ويا أيها الرجل وعبد اهلل ألن هذا حممول على يا كما : وتقول

يا زيد ذا : يا دار عفراء ودار البخدن وتقول يا هذا ذا اجلمة كقولك : قال رؤبة . اجلمة ليس بني أحد فيه اختالف

ه إال رفعا باب ال يكون الوصف املفرد في وال يقع يف موقعه غري املفرد فأي ههنا فيما زعم اخلليل رمحه اهلل كقولك يا هذا

. والرجل وصف له كما يكون وصفا هلذاوإمنا صار وصفه ال يكون فيه إال الرفع ألنك ال تستطيع أن تقول يا أي وال يا

نزلة اسم واحد كأنك أيها وتسكت ألنه مبهم يلزمه التفسري فصار هو والرجل مب . قلت يا رجل

واعلم أن األمساء املبهمة اليت توصف باألمساء اليت فيها األلف والالم تنزل مبنزلة . أي وهي هذا وهؤالء وأولئك وما أشبهها وتوصف باألمساء

. وذلك قولك يا هذا الرجل ويا هذان الرجالن . صار املبهم وما بعده مبنزلة اسم واحد

وليس ذا مبنزلة قولك يا زيد الطويل من قبل أنك قلت يا زيد وأنت تريد أن تقف . عليه مث خفت أن ال يعرف فنعته بالطويل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

381

وإذا قلت يا هذا الرجل فأنت مل ترد أن تقف على هذا مث تصفه بعد ما تظن أنه وصف مبنزلة مل يعرف فمن مث وصفت باألمساء اليت فيها األلف والالم ألهنا وال

. يا رجل : اسم واحد كأنك قلتفهذه األمساء املبهمة إذا فسرهتا تصري مبنزلة أي كأنك إذا أردت أن تفسرها مل

. جيز لك أن تقف عليهايا هذا ذا اجلمة ألن ذا اجلمة ال توصف به األمساء املبهمة إمنا يكون : وإمنا قلت

يا هؤالء أمجعون وإمنا : تؤكد كقولك بدال أو عطفا على االسم إذا أردت أن . أكدت حني وقفت على االسم

واأللف والالم واملبهم يصريان مبنزلة اسم واحد يدلك على ذلك أن أي ال جيوز . لك فيها أن تقول يا أيها ذا اجلمة

فاألمساء املبهمة توصف باأللف والالم ليس إال ويفسر هبا وال توصف مبا يوصف . ري املبهمة وال تفسر مبا يفسر به غريها إال عطفا به غ

يا صاح يا ذا الضامر العنس : ومثل ذلك قول الشاعر وهو ابن لوذان السدوسييا ذا املخوفنا مبقتل شيخه : والرحل ذي األنساع واحللس ومثله قول ابن األبرص

. وجهحجر متين صاحب األحالم ومثله يا ذا احلسن ال : وليس ذا مبنزلة يا ذا ذا اجلمة من قبل أن الضامر العنس واحلسن الوجه كقولكيا ذا الضامر ويا ذا احلسن وهذا اجملرور ها هنا مبنزلة املنصوب إذا قلت يا ذا

. احلسن الوجه ويا ذا احلسن وجها

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

381

احلسن ليس ويدلك على أنه ليس مبنزلة ذي اجلمة أن ذا معرفة باجلمة والضامر و واحد منهما معرفة مبا بعده ولكن ما بعده تفسري ملوضع الضمور واحلسن إذا

. أردت أن ال تبهمهما . فكل واحد من املواضع من سبب األول ال يكونان إال كذلك

. فإذا قلت احلسن فقد عممت . فإذا قلت الوجه فقد اختصصت شيئا منه

ت وإذا قلت العنس فقد اختصصت شيئا من سببه وإذا قلت الضامر فقد عممكما اختصصت ما كان منه وكأن العنس شيء منه فصار هذا تبيينا ملوضع ما

يا هذا احلسن الوجه لقلت يا : ذكرت كما صار الدرهم يبني به مم ولو قلتارب هؤالء العشرين رجال وهذا بعيد فإمنا هو مبنزلة الفعل إذا قلت يا هذا الض

زيدا ويا هذا الضارب الرجل كأنك قلت يا هذا الضارب وذكرت ما بعده لتبني . موضع الضرب وال تبهمه ومل جيعل معرفة مبا بعده

هو مبنزلة قولك يا زيد : يا زيد احلسن الوجه قال : ومن مث كان اخلليل يقول . احلسن

كما أنه إذا مل جيز يا زيد ذو اجلمة ولو مل جيز فيما بعد زيد الرفع ملا جاز يف هذا . مل جيز يا هذا ذو اجلمة

إذا قلت يا هذا وأنت تريد أن تقف عليه مث تؤكده باسم : وقال اخلليل رمحه اهللإن شئت رفعت وإن شئت نصبت وذلك : يكون عطفا عليه فأنت فيه باخليار

. متيم أمجعون وأمجعنييا : قولك يا هذا زيد وإن شئت قلت زيدا يصري كقولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

382

وكذلك يا هذان زيد وعمرو وإن شئت قلت زيدا وعمرا فتجري ما يكون عطفا . يا زيد الطويل ويا زيد الطويل : على االسم جمرى ما يكون وصفا حنو قولك

. وزعم يل بعض العرب أن يا هذا زيد كثري يف كالم طيءأنك ال تستطيع أن -ال تلتفت فيه اىل الطول و -ويقوي يا زيد احلسن الوجه

. تناديه فتجعله وصفا مثله منادىواعلم أن هذه الصفات اليت تكون واملبهمة مبنزلة اسم واحد إذا وصفت مبضاف

. أو عطف على شيء منها كان رفعا من قبل أنه مرفوع غري منادىيف صفاهتا إذا ارتفعت بفعل أو واطرد الرفع يف صفات هذه املبهمة كاطراد الرفع

. ابتداء أو تبىن على مبتدأ فصارت مبنزلة صفاهتا إذا كانت يف هذه احلالكما أن الذين قالوا يا زيد الطويل جعلوا زيدا مبنزلة ما يرتفع هبذه األشياء

. الثالثةجل زيد أقبل يا أيها الر : يا أيها اجلاهل ذو التنزي وتقول : فمن ذلك قول الشاعر

وإمنا تنون ألنه موضع يرتفع فيه املضاف وإمنا حيذف منه التنوين إذا كان يف . موضع ينتصب فيه املضاف

يا زيد الطويل ذو اجلمة إذا جعلته صفة للطويل وإن محلته على زيد : وتقول . نصبت

يه النصب فإذا قلت يا هذا الرجل فأردت أن تعطف ذا اجلمة على هذا جاز ف . وال جيوز ذلك يف أي ألنه ال تعطف عليه األمساء

. يا أيها ذا اجلمة فمن مث مل يكن مثله : أال ترى أنك ال تقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

383

وأما قولك يا أيها ذا الرجل فإن ذا وصف ألي كما كان األلف والالم وصفا فة ألنه مبهم مثله فصار صفة له كما صار األلف والالم وما أضيف إليهما ص

. مررت باحلسن اجلميل وباحلسن ذي املال : لأللف والالم وذلك حنو قولكأال أيها ذا املنزل الدارس الذي كأنك مل يعهد بك احلي عاهد : وقال ذو الرمة

ومن قال يا زيد الطويل قال ذا اجلمة ال يكون فيه غري ذلك إذا جاء هبا من بعد . الطويل

. وبعده ذو اجلمة كان فيه الوجهانوإن رفع الطويل يا زيد الناكي العدو وذا الفضل إن محلت ذا الفضل على زيد نصبت : وتقول

. ألنه وصف ملنادى وهو مضاف . ويا ذا الفضل : وإن محلته على غري زيد انتصب على يا كأنك قلت

هذا باب ما ينتصب على املدح والتعظيم أو الشتم يكون وصفا لألول وال عطفا عليه ألنه ال

. يا أيها الرجل وعبد اهلل املسلمني الصاحلني : وذلك قولك . اصنع ما سر أباك وأحب أخوك الرجلني الصاحلني : وهذا مبنزلة قولك

فإذا قلت يا زيد وعمرو مث قلت الطويلني فأنت باخليار إن شئت نصبت وإن . يا زيد الطويل شئت رفعت ألنه مبنزلة قولك

يا هؤالء وزيد الطوال والطوال ألنه كله رفع والطوال ها هنا رفع عطف : وتقول . عليهم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

384

يا هذا ويا هذان الطوال وإن شئت قلت الطوال ألن هذا كله مرفوع : وتقولوالطوال ههنا عطف وليس الطوال مبنزلة يا هؤالء الطوال ألن هذا إمنا هو من

. ف غري املبهمةوصوإمنا فرقوا بني العطف والصفة ألن الصفة جتيء مبنزلة األلف والالم كأنك إذا

. قلت مررت بزيد أخيك فقد قلت مررت بزيد الذي تعلم . وإذا قلت مررت بزيد هذا فقد قلت بزيد الذي ترى أو الذي عندك

ت بقومك الذين من وإذا قلت مررت بقومك كلهم فأنت ال تريد أن تقول مرر . صفتهم كذا وكذا وال مررت بقومك اهلنني

. وعلى هذا املثال جاء مررت بأخيك زيد فليس زيد مبنزلة األلف والالمومما يدلك على أنه ليس مبنزلة األلف والالم أنه معرفة بنفسه ال بشيء دخل فيه

. وال مبا بعده . نزلة اسم واحد هو عطف عليهفكل شيء جاز أن يكون هو واملبهم مب

. وإمنا جرت املبهمة هذا اجملرى ألن حاهلا ليس كحال غريها من األمساءوتقول يا أيها الرجل وزيد الرجلني الصاحلني من قبل أن رفعهما خمتلف وذلك أن زيدا على النداء والرجل نعت ولو كان مبنزلته لقلت يا زيد ذو اجلمة كما تقول يا

. ا الرجل ذو اجلمةأيه . وهو قول اخلليل رمحه اهلل

يا : واعلم أنه ال جيوز لك أن تنادي امسا فيه األلف والالم البتة إال أهنم قد قالوااهلل اغفر لنا وذلك من قبل أنه اسم يلزمه األلف والالم ال يفارقانه وكثر يف

م اليت من نفس احلروف كالمهم فصار كأن األلف والالم فيه مبنزلة األلف والال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

385

وليس مبنزلة الذي قال ذلك من قبل أن الذي قال ذلك وإن كان ال يفارقه . األلف والالم ليس امسا مبنزلة زيد وعمرو غالبا

أال ترى أنك تقول يا أيها الذي قال ذاك ولو كان امسا غالبا مبنزلة زيد وعمرو مل فلما أدخل فيه األلف والالم حذفوا األلف جيز ذا فيه وكأن االسم واهلل أعلم إله

. وصارت األلف والالم خلفا منها . فهذا أيضا مما يقويه أن يكون مبنزلة ما هو من نفس احلرف

ومثل ذلك أناس فإذا أدخلت األلف والالم قلت الناس إال أن الناس قد تفارقهم . يكون فيه ذلك األلف والالم ويكون نكرة واسم اهلل تبارك وتعاىل ال

وليس النجم والدبران هبذه املنزلة ألن هذه األشياء األلف والالم فيها مبنزلتها يف الصعق وهي يف اسم اهلل تعاىل مبنزلة شيء غري منفصل يف الكلمة كما كانت

. اهلاء يف اجلحاجحة بدال من الياء وكما كانت األلف يف ميان بدال من الياء . ألن الشيء إذا كثر يف كالمهم كان له حنو ليس لغريه مما هو مثلهوغريوا هذا

. مل أك وال تقول مل أق إذا أردت أقل : أال ترى أنك تقول . هذا قاض وتقول مل أبل وال تقول مل أرم تريد مل أرام : ال أدر كما تقول : وتقول

. ال نظائرهفالعرب مما يغريون األكثر يف كالمهم عن حاللهم نداء وامليم ها هنا بدل من يا فهي ها هنا فيما زعم : وقال اخلليل رمحه اهلل

اخلليل رمحه اهلل آخر الكلمة مبنزلة يا يف أوهلا إال أن امليم ها هنا يف الكلمة كما . أن نون املسلمني يف الكلمة بنيت عليها

. وم واهلاء مرتفعة ألنه وقع عليها اإلعرابفامليم يف هذا االسم حرفان أوهلما جمز

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

386

وإذا أحلقت امليم تصف االسم من قبل أنه صار مع امليم عندهم مبنزلة صوت . يا هناه : كقولك

فعلى يا فقد صرفوا هذا " اللهم فاطر السموات واألرض " : وأما قوله عز وجل . حاال ليست لغريهاالسم على وجوه لكثرته يف كالمهم وألن له

يا أيها : وأما األلف واهلاء اللتان حلقتا أي توكيدا فكأنك كررت يا مرتني إذا قلت . وصار االسم بينهما كما صار هو بني ها وذا إذا قلت ها هو ذا

. من أجلك يا اليت تيمت قليب وأنت خبيلة بالود عين شبهه بيا اهلل : وقال الشاعررمحه اهلل أن األلف والالم إمنا منعهما أن يدخال يف النداء من قبل وزعم اخلليل

. أن كل اسم يف النداء مرفوع معرفةوذلك أنه إذا قال يا رجل ويا فاسق فمعناه كمعىن يا أيها الفاسق ويا أيها الرجل

وصار معرفة ألنك أشرت إليه وقصدت قصده واكتفيت هبذا عن األلف والالم اء اليت هي لإلشارة حنو هلذا وما أشبه ذلك وصار معرفة بغري ألف وصار كاألمس

. والم ألنك إمنا قصدت قصد شيء بعينهوصار هذا بدال يف النداء من األلف والالم واستغين به عنهما كما استغنيت بقولك اضرب عن لتضرب وكما صار اجملرور بدال من التنوين وكما صارت

. من رأيت إياك الكاف يف رأيتك بدال وإمنا يدخلون األلف والالم ليعرفوك شيئا بعينه قد رأيته أو مسعت به فإذا قصدوا

قصد الشيء بعينه دون غريه وعنوه ومل جيعلوه واحدا من أمة فقد استغنوا عن . األلف والالم

. فمن مث مل يدخلومها يف هذا وال يف النداء

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

387

يا خباث ويا لكاع ويا فساق تريد يا : معرفة قولك ومما يدلك على أن يا فاسق فاسقة ويا خبيثة ويا لكعاء فصار هذا امسا هلذا كما صارت جعار امسا للضبع

. وكما صارت حذام ورقاش امسا للمرأة وأبو احلارث امسا لألسدخباث ويدلك على أنه اسم للمنادى أهنم ال يقولون يف غري النداء جاءتين

. ولكاع وال لكع وال فسق فإمنا اختص النداء هبذا االسم أن االسم معرفة كما اختص األسد بأيب احلارث

. إذ كان معرفة . ولو كان شيء من هذا نكرة مل يكن جمرورا ألهنا ال جتر يف النكرةيء يف غري النداء ومن هذا النحو أمساء اختص هبا االسم املنادى ال جيوز منها ش

يا فاسق : يا ويقوي ذلك كله أن يونس زعم أنه مسع من العرب من يقول : حنو . اخلبيث

ومما يقوي أنه معرفة ترك التنوين فيه ألنه ليس اسم يشبه األصوات فيكون معرفة . إال مل ينون وينون إذا كان نكرة

. يه آخر أال ترى أهنم قالوا هذا عمرويه وعمرو إذا أردت النكرة فوصفت أو مل تصف فهذه منصوبة ألن : وقال اخلليل رمحه اهلل

التنوين حلقها فطالت فجعلت مبنزلة املضاف ملا طال نصب ورد اىل األصل كما . فعل ذلك بقبل وبعد

جعلها ابدأ هبذا قبال فكأنه : وزعموا أن بعض العرب يصرف قبال وبـعدا فيقول . نكرة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

388

فإمنا جعل اخلليل رمحه اهلل املنادى مبنزلة قبل وبعد وشبهه هبما مفردين إذا كان مفردا فإذا طال وأضيف شبهه هبما مضافني إذا كان مضافا ألن املفرد يف النداء يف موضع نصب كما أن قبل وبعد قد يكونان يف موضع نصب وجر ولفظهما

. ددهتما اىل األصلمرفوع فإذا أضفتهما ر . وكذلك نداء النكرة ملا حلقها التنوين وطالت صارت مبنزلة املضاف

أدارا حبزوى هجت للعني عربة فماء اهلوى يرفض أو يرتقـرق وقال : وقال ذو الرمةا لعلك يا تيسا نزا يف مريرة معذب ليلى أن تراين أزوره : اآلخر توبة بن احلمري

يا دار أقوت بعد أصرامها عاما وما يعنيك : وأما قول الطرماح : وقال عبد يغوثيا : من عامها فإمنا ترك التنوين فيه ألنه مل جيعل أقوت من صفة الدار ولكنه قال

: يا دار أقبل على إنسان فقال : دار مث أقبل بعد حيدث عن شأهنا فكأنه ملا قال . إهنا أقوت يا فالن : ريت وكأنه ملا ناداها قالأقوت وتغ

. وإمنا أردت هبذا أن تعلم أن أقوت ليس بصفةيا دار حسرها البلى حتسريا وسفت عليها الريح بعدك : ومثل ذلك قول األحوص

أال يا بيت بالعلياء بيت ولوال حب : مورا وأما قول الشاعر لعمرو بن قنعاسبالعلياء يل بيت وإمنا : ك ما أتيت فإنه مل جيعل بالعلياء وصفا ولكنه قالأهل

. تركته لك أيها البيت حلب أهلهسالم اهلل يا مطر عليها وليس عليك يا مطر السالم فإمنا : وأما قول األحوص

كرة حلقه التنوين كما حلق ما ال ينصرف ألنه مبنزلة اسم ال ينصرف وليس مثل الن . ألن التنوين الزم للنكرة على كل حال والنصب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

389

وهذا مبنزلة مرفوع ال ينصرف يلحقه التنوين اضطرارا ألنك أردت يف حال التنوين يف مطر ما أردت حني كان غري منون ولو نصبته يف حال التنوين لنصبته يف غري

داء فصار كأنه يرفع مبا حال التنوين ولكنه اسم اطرد الرفع فيه ويف أمثاله يف النيرفع من األفعال واالبتداء فلما حلقه التنوين اضطرارا مل يغري رفعه كما ال يغري رفع ما ال ينصرف إذا كان يف موضع رفع ألن مطرا وأشباهه يف النداء مبنزلة ما هو يف

. موضع رفع فكما ال ينتصب ما هو يف موضع رفع كذلك ال ينتصب هذابن عمر يقول يا مطرا يشبه بقوله يا رجال جيعله إذا نـون وطال وكان عيسى

. كالنكرة . ومل نسمع عربيا يقوله وله وجه من القياس إذا نـون وطال كالنكرة

. يا ضاربا رجال : ويا عشرين رجال كقولك هذا باب ما يكون االسم والصفة فيه مبنزلة اسم واحد

ف املرفوع حرف وينكسر فيه قبل احلرف اجملرور الذي ينضم ينضم فيه قبل احلر . قبل املرفوع وينفتح فيه قبل املنصوب ذلك احلرف

. وهو ابـنم وامرؤ . يا زيد بن عمرو : يف ابنم وامرئ وإن ومثل ذلك قولك : فإن جررت قلت

يا : اجلارود وقال العجاج يا حكم بن املنذر بن : وقال الراجز وهو من بين احلرمازعمر بن معمر ال منتظر وإمنا محلهم على هذا أهنم أنزلوا الرفعة اليت يف قولك زيد مبنزلة الرفعة يف راء امرئ واجلرة مبنزلة الكسرة يف الراء والنصبة كفتحة الراء وجعلوه

. تابعا البن

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

391

هذه هند بنت عبد اهلل فيمن : قولونهذا زيد بن عبد اهلل وي : أال تراهم يقولونصرف فرتكوا التنوين ها هنا ألهنم جعلوه مبنزلة اسم واحد ملا كثر يف كاملهم

. فكذلك جعلوه يف النداء تابعا البنيا زيد بن عبد اهلل فإنه إمنا قال هذا زيد بن عبد اهلل وهو ال جيعله : وأما من قال

. وين ألنه ال ينجزم حرفانامسا واحدا وحذف التنهذا زيد الطويل فإن القول فيه أن تقول جعل هذا لكثرته : هال قالوا : فإن قلت

. لد الصالة حذفها ألنه ال ينجزم حرفان ومل حيركها : يف كالمهم مبنزلة قوهلم . ثرهتماواختص هذا الكالم حبذف التنوين لكثرته كما اختص ال أدر ومل أبل لك

: ومن جعله مبنزلة لدن فحذفه اللتقاء الساكنني ومل جيعله مبنزلة اسم واحد قال . هذه هند بنت فالن

هذا زيد ابن أخينا : وأما زيد ابن أخينا فال يكون إال هكذا من قبل أنك تقول . فال جتعله امسا واحدا كما تقول هذا زيد أخونا

زيد بن عمرو يف موضع نصب كما أن األم يف موضع جر يف وزيد يف قولك يا . يا ابن أم ولكنه لفظه كما ذكرت لك وهو على األصل : قولك

باب يكرر فيه االسم يف حال اإلضافة يا زيد زيد عمر و ويا زيد زيد أخينا ويا : ويكون األول مبنزلة اآلخر وذلك قولك

. زيد زيدنا . ل رمحه اهلل ويونس أن هذا كله سواء وهي لغة للعرب جيدةزعم اخللي

يا تـيم تيم عدي ال أبا لكم ال يلقيـنكم يف سودة عمر وقال بعض : وقال جريريا زيد زيد اليـعمالت الذبل وذلك ألهنم قد علموا أهنم لو مل يكرروا : ولد جرير

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

391

كرروا االسم توكيدا تركوا األول على الذي كان االسم كان األول نصبا فلما . يكون عليه لو مل يكرروا

هو مثل ال أبالك قد علم أنه لو مل جيئ حبرف اإلضافة : وقال اخلليل رمحه اهلليا : قال أباك فرتكه على حاله األوىل والالم وها هنا مبنزلة االسم الثاين يف قوله

يا بؤس : شاعر إذا اضطرك يا بؤس للحرب إمنا يريدتيم تيم عدي وكذلك قول ال . احلرب

: يا تيم تيم عدي لو قاله مضطرا على هذا احلد يف اخلرب لقال : وكأن الذي يقول . هذا تيم تيم عدي

يا تيم أخانا ألنك تقول هذا تيم : وإن شئت قلت يا تيم تيم عدي كقولك : قال . هذا تيم أخونا : ما تقولتيم عدي ك

يا تسم تيم عدي من قبل : يا طلحة أقبل يشبه : وزعم اخلليل رمحه اهلل أن قوهلمأهنم قد علموا أهنم لو مل جييئوا باهلاء لكان آخر االسم مفتوحا فلما أحلقوا اهلاء

. تركوا االسم على حاله اليت كان عليها قبل أن يلحقوا اهلاءكليين هلم يا أميمة ناصب وليل أقاسيه بطيء الكواكب : النابغة الذبياين وقال

فصار يا تيم تيم عدي امسا واحدا وكان الثاين مبنزلة اهلاء يف طلحة حتذف مرة . وجياء هبا أخرى

. والرفع يف طلحة ويا تيم تيم عدي القياسنوين من االسم األول ألهنم جعلوا واعلم أه ال جيوز يف غري النداء أن تذهب الت

األول واآلخر مبنزلة اسم واحد حنو طلحة يف النداء واستخفوا بذلك لكثرة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

392

استعماهلم إياه يف النداء وال جيعل مبنزلة ما جعل من الغايات كالصوت يف غري . النداء لكثرته يف كالمهم

ا يعين طرح التنوين من وال حيذف هاء طلحة يف اخلرب فيجوز هذا يف االسم مكرر . تيم تيم عدي يف اخلرب

. لو فعل هذا بطلحة جاز هذا : يقولوإمنا فعلوا هذا بالنداء لكثرته يف كالمهم وألن أول الكالم أبدا النداء إال أن

تدعه استغناء بإقبال املخاطب عليك فهو أول كل كالم لك به تعطف املكلم ول يف كل موضع حذفوا منه ختفيفا ألهنم مما يغريون عليك فلما كثر وكان األ

األكثر يف كالمهم حت جعلوه مبنزلة األصوات وما أشبه األصوات من غري . األمساء املتمكنة وحيذفون منه كما فعلوا يف مل أبل

. أمهات : ورمبا أحلقوا فيه كقوهلم . كفتحة احلاء إذا حذفت اهلاء ومن قال يا زيد احلسن قال يا طلحة احلسن ألهنا

. أال ترى أن من قال يا زيد الكرمي قال يا سلم الكرمي باب إضافة املنادى اىل نفسك

اعلم أن ياء اإلضافة ال تثبت مع النداء كما مل يثبت التنوين يف املفرد ألن ياء يكون كالما حت اإلضافة يف االسم مبنزلة التنوين ألهنا بدل من التنوين وألنه ال

يكون يف االسم كما أن التنوين إذا مل يكن فيه ال يكون كالما فحذف وترك آخر االسم جرا ليفصل بني اإلضافة وغريها وصار حذفها هنا لكثرة النداء يف

. كالمهم حيث استغنوا بالكسرة عن الياء

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

393

كالمهم حلذفها وكانت ومل يكونوا ليثبتوا حذفها إال يف النداء ومل يكن لبس يفالياء حقيقة بذلك ملا ذكرت لك إذ حذفوا ما هو أقل اعتالال يف النداء وذلك

. " يا عباد فاتقون " : يا موم ال بأس عليكم وقال اهلل جل ثناؤه : قولك . يا رب اغفر يل ويا قوم ال تفعلوا : وبعض العرب يقول . عم يونس يف األمساءوثبات الياء فيما ز

. يا غالمي أقبل : واعلم أن بقيان الياء لغة يف النداء يف الوقف والوصل تقول . وكذلك إذا وقفوا

. " يا عبادي فاتقون " : وكان أبو عمرو يقولوكنت إذ كنت إهلي وحدكا : وقال الراجز وهو عبد اهلل بن عبد األعلى القرشي

ا إهلي قبلكا وقد يبدلون مكان الياء األلف ألهنا أخف وسنبني مل يك شيء ي . يا ربا جتاوز عنا ويا غالما ال تفعل : ذلك إن شاء اهلل وذلك قولك

. يا غالماه : فإذا وقفت قلتيا أبه ويا : وإمنا أحلقت اهلاء ليكون أوضح وسألت اخلليل رمحه اهلل عن قوهلم

أبتاه ويا أمتاه فزعم اخلليل رمحه اهلل أن هذه اهلاء مثل اهلاء يف أبت ال تفعل ويا . عمة وخالة

. يا أمة ال تفعلي : وزعم اخلليل رمحه اهلل أنه مسع من العرب من يقوليا أمه ويا : ويدلك على أن اهلاء مبنزلة اهلاء يف عمة وخالة أنك تقول يف الوقف

. أبه كما تقول يا خاله . يا أمتاه كما تقول يا خالتاه : تقولو

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

394

وإمنا يلزمون هذه اهلاء يف النداء إذا أضفت اىل نفسك خاصة كأهنم جعلوها عوضا من حذف الياء وأرادوا أن ال خيلوا باالسم حني اجتمع فيه حذف الياء

تمال وأهنم ال يكادون يقولون يا أباه ويا أماه وهي قليلة يف كالمهم وصار هذا حمعندهم ملا دخل النداء من التغيري واحلذف فأرادوا أن يعوضوا هذين احلرفني كما

قالوا أيـنق ملا حذفوا العني رأسا جعلوا الياء عوضا فلما أحلقوا اهلاء يف أبه وأمه . صريوها مبنزلة اهلاء اليت تلزم االسم يف كل موضع حنو خالة وعمة

. كثرته يف كالمهم كما اختص النداء بيا أيها الرجل واختص النداء بذلك ل . وال يكون هذا يف غري النداء ألهنم جعلوها تنبيها فيها مبنزلة يا

وأكدوا التنبيه ب ها حني جعلوا يا مع ها فمن مث مل جيز هلم أن يسكتوا على . أي ولزمه التفسري

. فلم دخلت اهلاء يف األب وهو مذكر : قلتقد يكون الشيء املذكر يوصف باملؤنث ويكون الشيء املذكر له االسم : لقا

. املؤنث حنو نـفس وأنت تعين الرجل به . ويكون الشيء املؤنث يوصف باملذكر وقد يكون الشيء املؤنث له االسم املذكر

. هذا رجل ربعة وغالم يـفعة : فمن ذلك . فهذه الصفات

. نـفس وثالثة أنفس وقوهلم ما رأيت عينا يعين عني القوم : مواألمساء قوهلفكأن أبه اسم مؤنث يقع للمذكر ألهنما والدان كما تقع العني للمذكر واملؤنث

. ألهنما شخصان

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

395

فكأهنم إمنا قالوا أبوان ألهنم مجعوا بني أب وأبة إال أنه ال يكون مستعمال إال يف . ذكرالنداء إذا عنيت امل

واستغنوا باألم يف املؤنث عن أبة وكان ذلك عندهم يف األصل على هذا فمن مث جاءوا عليه باألبوين وجعلوه يف غري النداء أبا مبنزلة الوالد وكأن مؤنثه أبة كما أن

. مؤنث الوالد والدة . هذه امرأة عدل : ومن ذلك أيضا قولك للمؤنث

. مذكر فجعلوه هلما وكذلك عدل وما أشبه ذلكومن األمساء فرس هو لليا أم ال تفعلي جعلوا هذه اهلاء مبنزلة هاء : وحدثنا يونس أن بعض العرب يقول

يا طلح أقبل ألهنم رأوها متحركة مبنزلة هاء طلحة فحذفوها وال : طلحة إذ قالوا . جيوز ذلك يف غري األم من املضاف

يا صاح يف : اء يف األب واألم لكثرهتما يف النداء كما قالواوإمنا جازت هذه األشي . هذا االسم

وليس كل شيء يكثر يف كالمهم يغري عن األصل ألنه ليس بالقياس عندهم . فكرهوا ترك األصل

باب ما تضيف إليه ويكون مضافا إليك قبل املضاف إليه . لة اجملرور يف غري النداءوتثبت فيه الياء ألنه غري منادى وإمنا هو مبنز

. يا ابن أخي ويا ابن أيب يصري مبنزلته يف اخلرب : فذلك قولك . وكذلك يا غالم غالمي

: وقال الشاعر أبو زبيد الطائي يا ابن أمي ويا شقيق نفسي ** أنت خليتين لدهر شديد

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

396

ة اسم واحد ألن هذا أكثر يف يا ابن أم ويا ابن عم فجعلوا ذلك مبنزل : وقالوا . كالمهم من يا ابن أيب ويا غالم غالمي

يا ابن أم ويا ابن عم كأهنم جعلوا األول واآلخر امسا مث أضافوا : وقد قالوا أيضا . يا أحد عشر أقبلوا : اىل الياء كقولك . حذفوا الياء لكثرة هذا يف كالمهم : وإن شئت قلت

واعلم أن كل شيء ابتدأته يف هذين البابني أوال فهو : قال أبو النجموعلى هذا . يف القياس

. ومجيع ما وصفناه من هذه اللغات مسعناه من اخلليل رمحه اهلل ويونس عن العرب باب ما يكون النداء فيه مضافا اىل املنادى حبرف اإلضافة

م املفتوحة وذلك قول الشاعر وذلك يف االستغاثة والتعجب وذلك احلرف الال : وهو مهلهل

يا لبكر أنشروا يل كليبا ** ويا لبكر أين أين الفرار . فاستغاث هبم لينشروا له كليبا

. وهذا منه وعيد وهتددوأما قوله يا لبكر أين أين الفرار فإمنا استغاث هبم هلم أي مل تفرون استطالة

. عليهم ووعيدا : وقال أمية بن أيب عائذ اهلذيل

أال يا لقوم لطيف اخليال ** أرق من نازح ذي دالل : وقال قيس بن ذريح

تكنفين الوشاة فأزعجوين ** فيا للناس للواشي املطاع

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

397

. وقالوا يا هلل يا للناس إذا كانت االستغاثة . فالواحد واجلميع فيه سواء

: وقال اآلخر نا ويا لرياح ** وأيب احلشرج الفت النـفاح ويا لعطاف

. أال تراهم كيف سووا بني الواحد واجلميع : وأما يف التعجب فقوله وهو فرار األسدي

خلطاب ليلى يا لربثن منكم ** أدل وأمضى من سليك املقانب يا لربثن أي مثلكم : لوايا للعجب ويا للفليقة كأهنم رأوا أمرا عجبا فقا : وقالوا

. دعي للعظائمتعال يا : يا للعجب ويا للماء ملا رأوا عجبا أو رأوا ماء كثريا كأنه يقول : وقالوا

. عجب أو تعال يا ماء فإنه من أيامك وزمانكيا لدواهي أي تعالني فإنه ال يستنكر لكن ألنه من إبانكن : ومثل ذلك قوهلم

. انكنوأحي . وكل هذا يف معىن التعجب واالستغاثة وإال مل جيز . أال ترى أنك لو قلت يا لزيد وأنت حتدثه مل جيز

: ومل يلزم يف هذا الباب إال يا للتنبيه لئال تلتبس هذه الالم بالم التوكيد كقولك . لعمرو خري منك

وأيا ألهنم أرادوا أن وال يكون مكان يا سواها من حروف التنبيه حنو أي وهيا . مييزوا هذا من ذلك الباب الذي ليس فيه معىن استغاثة وال تعجب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

398

وزعم اخلليل رمحه اهلل أن هذه الالم بدل من الزيادة اليت تكون يف آخر االسم إذا . يا عجباه ويا بكراه إذا استغثت أو تعجبت : أضفت حنو قولك

ه كما كانت هاء اجلحاجحة معاقبة ياء فصار كل واحد منهما يعاقب صاحب . اجلحاجيح وكما عاقبت األلف يف ميان الياء يف ميين

. وحنو هذا يف كالمهم كثري وسرتاه إن شاء اهلل عز وجل باب ما تكون الالم فيه مكسورة

يا للعجب ويا : ألنه مدعو له ها هنا وهو غري مدعو وذلك قول بعض العرب . كأنه نبه بقوله يا غري املاء للماءللماء و

يا ويل لك ويا ويح لك كأنه نبه إنسانا مث جعل : وعلى ذلك قال أبو عمرو . الويل له

طاع يا لقومي لفرقة : وعلى ذلك قول قيس بن ذريحفيا للناس للواشي امل

قلت هذا األحباب كسروها ألن االسم الذي بعدها غري منادى فصار مبنزلته إذا . لزيد

فالالم املفتوحة أضافت النداء اىل املنادى املخاطب والالم املكسورة أضافت املدعو اىل ما بعده ألنه سبب ومما يدلك على أن الالم املكسورة ما بعدها غري

يا لعنة اهلل واألقوام كلهم والصاحلني على مسعان من جار فيا لغري : مدعو قوله . لعنةال

يا لزيد ولعمرو وإذا مل جتئ بيا اىل جنب الالم كسرت ورددت اىل : وتقول . األصل

هذا باب الندبة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

399

اعلم أن املندوب مدعو ولكنه متفجع عليه فإن شئت أحلقت يف آخر االسم . األلف ألن الندبة كأهنم يرتمنون فيها وإن شئت مل تلحق كما مل تلحق يف النداء

أن املندوب البد له من أن يكون قبل امسه يا أو وا كما لزم يا املستغاث به واعلم . واملتعجب منه

واعلم أن األلف اليت تلحق املندوب تبتح كل حركة قبلها مكسورة كانت أو . مضمومة ألهنا تابعة لأللف وال يكون ما قبل األلف إال مفتوحا

داه إذا مل تضف اىل نفسك وإن أضفت اىل وازي : فأما ما تلحقه األلف فقولكنفسك فهو سواء ألنك إذا أضفت زيدا اىل نفسك فالدال مكسورة وإذا مل

. تضف فالدال مضمومة ففتحت املكسور كما فتحت املضموموازيديا إذا أضاف من قبل أنه إمنا جاء : ومن قال يا غالمي وقرأ يا عبادي قال

وحركها يف لغة من جزم الياء ألنه ال ينجزم حرفان وحركها باأللف فأحلقها الياء . بالفتح ألنه ال يكون ما قبل األلف إال مفتوحا

وزعم اخلليل أنه جيوز يف الندبة واغالميه من قبل أنه قد جيوز أن أقول واغالمي الفتح : تانفأبني الياء كما أبينها يف غري النداء وهي يف غري النداء مبينة فيها للغ

. والوقفومن لغة من يفتح أن يلحق اهلاء يف الوقف حني يبني احلركة كما أحلقت اهلاء

. بعد األلف يف الوقف ألن يكون أوضح هلا يف قولك يا رباهفإذا بينت الياء يف النداء كما بينتها يف غري النداء جاز فيها ما جاز إذا كانت

. غري نداء

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

411

تبكيهم دمهاء معولة وتقول سلمى وارزيتيه : ر وهو ابن قيس الرقياتقال الشاعوازيد إذا مل تضف ووازيد إذا أضفت وإن شئت : وإذا مل تلحق األلف قلت

. وازيدي : قلت . واإلحلاق وغري اإلحلاق عريب فيما زعم اخلليل رمحه اهلل ويونس

نفسك املضاف إليه املندوب فالياء فيه أبدا وإذا أضفت املندوب وأضفت اىل . بينة وإن شئت أحلقت األلف وإن شئت مل تلحق

. وانقطاع ظهرياه ووا انقطاع ظهري : وذلك قولك . وإمنا لزمته الياء ألنه غري منادى

واعلم أنك إذا وصلت كالمك ذهبت هذه اهلاء يف مجيع الندبة كما تذهب يف . انت تبني به احلركةالصلة إذا ك

. واغالم زيداه إذا مل تضف زيدا اىل نفسك : وتقول . وإمنا حذفت التنوين ألنه ال ينجزم حرفان

ومل حيركوها يف هذا املوضع يف النداء إذ كانت زيادة غري منفصلة من االسم . فصارت تعاقب وكانت أخف عليهم فهذا يف النداء أحرى ألنه موضع حذف

. واغالم زيد كما قلت وازيد : وإن شئت قلتفهي تنادي بأيب وابنيما : وزعموا أن هذا البيت ينشد على وجهني وهو قول رؤبة

. بأبا وابناما فما فضل وإمنا حكى ندبتها : ويروىواعلم أنه إذا وافقت الياء الساكنة ياء اإلضافة يف النداء مل حتذف أبدا ياء

ضافة ومل يكسر ما قبلها كراهية للكسرة يف الياء ولكنهم يلحقون ياء اإلضافة اإل . وينصبوهنا لئال ينجزم حرفان

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

411

إن شئت أحلقت األلف وإن مل تلحق جاز كما جاز : وإذا ندبت فأنت باخليار . ذلك يف غريهاه ها هنا كمجراه واغالمياه وواقاضياه وواغالمي وواقاضي يصري جمر : وذلك قولك

. يف غري الندبة إال أن لك يف الندبة أن تلحق األلفوكذلك األلف إذا أضفتها إليك جمراها يف الندبة كمجراها يف اخلرب إذا أضفت

. إليكوإذا وافقت ياء اإلضافة ألفا مل حترك األلف ألهنا إن حركت صارت ياء والياء ال

. تدخلها كسرة يف هذا املوضعفلما كان تغيريهم إياها يدعوهم اىل ياء أخرى وكسرة تركوها على حاهلا كما

تركت ياء قاضي إذ مل خيافوا التباسا وكانت أخف وأثبتوا ياء اإلضافة ونصبوها . ألنه ال ينجزم حرفان

فإذا ندبت فأنت باخليار إن شئت أحلقت األلف كما أحلقتها يف األول وإن . وامثناياه وامثناي : قولك شئت مل تلحقها وذلك

وا مثناه وحتذف األول ألنه ال ينجزم حرفان ومل : فإن مل تضف اىل نفسك قلتفذهبت كما تذهب يف األلف والالم ومل يكن كالياء ألنه ال : خيافوا التباسا

. يدخلها نصب باب تكون ألف الندبة فيه تابعة ملا قبلها

. فهي ياء وإن كان مضموما فهي واو إن كان مكسورا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

412

: وإمنا جعلوها تابعة ليفرقوا بني املذكر واملؤنث وبني االثنني واجلميع وذلك قولكواظهرهوه إذا أضفت الظهر اىل مذكر وإمنا جعلتها واوا لتفرق بني املذكر واملؤنث

. واظهرهاه : إذا قلت : لف واوا لتفرق بني االثنني واجلميع إذا قلتواظهرمهوه وإمنا جعلت األ : وتقول

. واظهرمهاهوإمنا حذفت احلرف األول ألنه ال ينجزم حرفان كما حذفت األلف األول من

. قولك وامثناه . واغالمكيه إذا أضفت الغالم اىل مؤنث : وتقول

. كاهواغالم : وإمنا فعلوا ذلك ليفرقوا بينها وبني املذكر إذا قلت . مررت بظهرهو قبل : واانقطاع ظهرهوه يف قول من قال : وتقول . وانقطاع ظهرهيه : وتقول

واأبا عمرياه وإن كنت إمنا تندب األب وإياه تضيف اىل نفسك ال : يف وتقولعمرا من قبل أن عمرا جمراه هنا كمجراه لو كان لك ألنه ال يستقيم لك إضافة

جتعل عمرا كأنه لك ألن ياء اإلضافة عليه تقع وال حتذفها ألن األب إليك حت . عمرا غري منادى

. أال ترى أنك تقول يا أبا عمريومما يدلك على أن عمرا ها هنا مبنزلته لو كان لك أنه ال جيوز أن تقول هذا أبو

ن قبل أنه النضرك وال هذه ثالثة األثوابك إذا أردت أن تضيف األب والثالثة مال يسوغ لك وال تصل اىل أن تضيف األول حت جتعل اآلخر مضافا إليك كأنه

. لك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

413

هذا باب ما ال تلحقه األلف اليت تلحق املندوب . وازيد الظريف والظريف : وذلك قولك

وزعم اخلليل رمحه اهلل أنه منعه من أن يقول الظريفاه أن الظريف ليس مبنادى ولو وازيد أنت الفارس البطاله ألن هذا غري منادى كما أن ذلك غري : قلتجاز ذا ل

. نداءواعبد قيساه من قبل أن املضاف : واأمري املؤمنيناه وال مثل : وليس هذا كقولك

واملضاف إليه مبنزلة اسم واحد منفرد واملضاف إليه هو متام االسم ومقتضاه ومن . االسم

. ت عبدا أو أمريا وأنت تريد اإلضافة مل جيز لكأال ترى أنك لو قلولو قلت هذا زيد كنت يف الصفة باخليار إن شئت وصفت وإن شئت مل

. تصف . ولست يف املضاف إليه باخليار ألنه من متام االسم وإمنا هو بدل من التنوين

ى آخر ويدلك على ذلك أن ألف الندبة إمنا تقع على املضاف إليه كما تقع علاالسم املفرد وال تقع على املضاف واملوصوف إمنا تقع ألف الندبة عليه ال على

. الوصف . وازيد الظريفاه وامججميت الشاميتيناه : وأما يونس فيلحق الصفة األلف فيقول

. وزعم اخلليل رمحه اهلل أن هذا خطأ . واقهسروناه ألن هذا اسم مفرد : وتقول

. واثنا عشراه ألنه اسم مفرد مبنزله قنسرين : ل مسي باثين عشر تقولوكذلك رج . واضربوه : وإذا ندبت رجال يسمى ضربوا قلت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

414

. واضرباه : وإن مسي ضربا قلت . فهذا مبنزلة واغالمهاه جعلت ألف الندبة تابعة لتفرق بني االثنني واجلميع

مهما مل حترف واحدا منهما عن حاله قبل أن ولو مسيت رجال بغالمهم أو غال . يكون امسا ولرتكته على حاله األول يف كل شيء

فكذلك ضربا وضربوا إمنا حتكي احلال األوىل قبل أن يكونا امسني وصارت األلف تابعة هلما كما تبعت التثنية واجلمع قبل أن يكونا امسني حنو

هذا باب ما ال جيوز أن يندب . وارجاله ويا رجاله : قولكوذلك

. وزعم اخلليل رمحه اهلل ويونس أنه قبيح وأنه ال يقال . إمنا قبح ألنك أهبمت : وقال اخلليل رمحه اهلل

أال ترى أنك لو قلت واهذاه كان قبيحا ألنك إذا ندبت فإمنا ينبغي لك أن البيان ولو جاز هذا تفجع بأعرف األمساء وأن ختص وال تبهم ألن الندبة على

. جلاز يا رجال ظريفا فكنت نادبا نكرة . وإمنا كرهوا ذلك أنه تفاحش عندهم أن خيتلطوا وأن يتفجعوا على غري معروف

فكذلك تفاحش عندهم يف املبهم إلهبامه ألنك إذا ندبت خترب أنك قد وقعت . يف عظيم وأصابك جسيم من األمر فال ينبغي لك أن تبهم

. وامن يف الداراه يف القبح : وكذلكوزعم أنه ال يستقبح وامن حفر بئر زمزماه ألن هذا معروف بعينه وكأن التبيني يف

. الندبة عذر للتفجع . فعلى هذا جرت الندبة يف كالم العرب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

415

. ولو قلت هذا لقلت وامن ال يعنني أمرهوهتفجع عليه فهو ال يعذر بأن يتفجع فإذا كان ذا ترك ألنه ال يعذر على أن ي

. ويبهم كما ال يعذر على أن يتفجع على من ال يعنيه أمره باب يكون االمسان فيه مبنزلة اسم واحد

. واثالثة وثالثيناه : وذلك قولك . يا ثالثة وثالثني كأنك قلت يا ضاربا رجال : وإن مل تندب قلت

ا زيد وعمرو ألنك حني قلت يا زيد وعمرو مجعت بني وليس هذا مبنزلة قولك يامسني كل واحد منهما مفرد يتوهم على حياله وإذا قلت يا ثالثة وثالثني فلم

. تفرد الثالثة من الثالثني لتتوهم على حياهلا وال الثالثني من الثالثةثون ألنك مل ترد أن أال ترى أنك تقول يا زيد ويا عمرو وال تقول يا ثالثة ويا ثال

جتعل كل واحد منهما على حياله فصار مبنزلة قولك ثالثة عشر ألنك مل ترد أن . تفصل ثالثة من العشرة ليتومهوها على حياهلا

. ولزمها النصب كما لزم يا ضاربا رجال حني طال الكالمثبت ألنه وسط يا ضاربا رجال معرفة كقولك يا ضارب ولكن التنوين إمنا ي : وقال

. االسم ورجال من متام االسم فصار التنوين مبنزلة حرف قبل آخر االسمأال ترى أنك لو مسيت رجال خريا منك لقلت يا خريا منك فألزمته التنوين وهو

معرفة ألن الراء ليست آخر االسم وال منتهاه فصار مبنزلة الذي إذا قلت هذا . الذي فعل

لزمه التنوين وهو معرفة كذلك لزم ضاربا رجال ألن الباء فكما أن خريا منك . ليست منتهى االسم وإمنا حيذب التنوين يف النداء من آخر االسم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

416

. فلما لزمت التنوينة وطال الكالم رجع اىل أصلهوكذلك ضارب رجل إذا ألقيت التنوين ختفيفا ألن الرجل ال جيعل ضاربا نكرة إذا

ين كما ال جيعله معرفة يف غري النداء إذا أردت معىن التنوين أردت معىن التنو . هذا ضاربك قاعدا : وحذفته حنو قولك

أال ترى أن حذف التنوين كثباته ال يغري الفاعل إذا كنت حتذفه وأنت تريد . معناه

وأما قولك يا أخا رجل فال يكون األخ ها هنا إال نكرة ألنه مضاف اىل نكرة وصوف بالنكرة ال يكون إال نكرة وال يكون الرجل ههنا مبنزلته إذا كان كما أن امل

منادى ألنه مث يدخله التنوين وجاز لك أن تريد معىن األلف والالم وال تلفظ . هبما وهو هنا غري منادى وهو نكرة فجعل ما أضيف إليه مبنزلته

باب احلروف اليت ينبه هبا املدعو . بيا وأيا وهيا وأي وباأللف : وب فينبه خبمسة أشياءفأما االسم غري املند

. أحار بن عمر و : حنو قولكإال أن األربعة غري األلف قد يستعملوهنا إذا أرادوا أن ميدوا أصواهتم للشيء

املرتاخي عنهم واإلنسان املعرض عنهم الذي يـرون أنه ال يقبل عليهم إال . قلباالجتهاد أو النائم املستث

وقد يستعملون هذه اليت للمد يف موضع األلف وال يستعملون األلف يف هذه . املواضع اليت ميدون فيها

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

417

وقد جيوز لك أن تستعمل هذه اخلمسة غريوا إذا كان صاحبك قريبا منك وإن حار بن كعب وذلك أنه جعلهم مبنزلة : شئت حذفتهن كلهن استغناء كقولك

. حبضرته خياطبهمن هو مقبل عليه يا هذا ويا رجل وال جيوز ذلك يف : هذا وال رجل وأنت تريد : وال حيسن أن تقول

املبهم ألن احلرف الذي ينبه به لزم املبهم كأنه صار بدال من أي حني حذفته من اليزال حمسنا : فلم تقل يا أيها الرجل وال يا أيهذا ولكنك تقول إن شئت

. كذا ألنه ال يكون وصفا أليأفعل كذا و جاري ال تستنكري : وقد جيوز حذف يا من النكرة يف الشعر وقال العجاج

. عذيري يريد يا جارية . افتد خمنوق وأصبح ليل وأطرق كرا : وقال يف مثل

. وليس هذا بكثري وال بقوي . وأما املستغاث به فيا الزمة له ألنه جيتهد

. يا للناس ويا للماء : فكذلك املتعجب منه وذلك . وإمنا اجتهد ألن املستغاث عندهم مرتاخ أو غافل والتعجب كذلك . والندبة يلزمها يا ووا ألهنم حيتلطون ويدعون ما قد فات وبعد عنهم

ومع ذلك أن الندبة كأهنم يرتمنون فيها فمن مث ألزموها املد وأحلقوا آخر االسم . املد مبالغة يف الرتن

ما جرى على حرف النداء وصفا له وليس مبنادى ينبهه غريه . ولكنه اختص كما أن املنادى خمتص من بني أمته ألمرك وهنيك أو خربك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

418

فاالختصاص أجرى هذا على حرف النداء كما أن التسوية أجرت ما ليس ألنك تسوي فيه كما تسوي يف باستخبار وال استفهام على حرف االستفهام

. االستفهامفالتسوية أجرته على حرف االستفهام واالختصاص أجرى هذا على حرف

. النداء . ما أدري أفعل أم مل يفعل : وذلك قولك

فجرى هذا كقولك أزيد عندك أم عمرو وأزيد أفضل أم خالد إذا استفهمت ألن . عليك األمران يف األول علمك قد استوى فيهما كما استوى

. فهذا نظري الذي جرى على حرف النداءأما أنا فأفعل كذا وكذا أيها الرجل ونفعل حنن كذا وكذا أيها القوم : وذلك قولك

وعلى املضارب الوضيعة أيها البائع واللهم اغفر لنا أيتها العصابة وأردت أن وأيها الرجل أراد أن يؤكد ألنه قد أيتها العصابة : ختتص وال تبهم حني قلت

اختص حني قال أنا ولكنه أكد كما تقول للذي هو مقبل عليه بوجهه مستمع . كذا كان األمر يا أبا فالن توكيدا : منصت لك

. وال تدخل يا ها هنا ألنك لست تنبه غريك . اللهم غفر لنا أيتها العصابة : يعين

النداء فيجيء لفظه على موضع النداء نصبا ألن موضع جيري على ما جرى عليه النداء نصب وال جتري األمساء فيه جمراها يف النداء ألهنم مل جيروها على حروف

. النداء ولكنهم أجروها على ما محل عليه النداء

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

419

أعين ولكنه فعل ال : إنا معشر العرب نفعل كذا وكذا كأنه قال : وذلك قولكتعمل كما مل يكن ذلك يف النداء ألهنم اكتفوا بعلم املخاطب وأهنم يظهر وال يس

. ال يريدون أن حيملوا الكالم على أوله ولكن ما بعده حممول على أولهإنا بين منقر قوم ذوو حسب فينا سراة بين : وذلك حنو قوله وهو عمرو بن األهتم

بين دارم زرارة منا أبو معبد فإمنا اختص أمل تر أنا : سعد وناديها وقال الفرزدق . االسم هنا ليعرف مبا محل على الكالم األول وفيه معىن االفتخار

حنن العرب أقرى الناس لضيف فإمنا : بنا متيما يكشف الضباب وقال : وقال رؤبةره جمرى أدخلت األلف والالم ألنك أجريت الكالم على ما النداء عليه ومل جت

. األمساء يف النداءيا العرب وإمنا دخل يف هذا الباب من حروف : أال ترى أنه ال جيوز لك أن تقول

. النداء أي وحدها فجرى جمراه يف النداءحنن بنو أم البنني األربعه وحنن خري عامر بن صعصعه فال ينشدونه إال رفعا ألنه

تخروا أن يعرفوا بأن عدهتم أربعة ولكنهم جعل األربعة مل يرد أن جيعلهم إذا افطعمون الفاعلون بعدما حالهم ليعرفوا : وصفا مث قال

. امل

إنا معشر : وإذا صغرت األمر فهو مبنزلة تعظيم األمر يف هذا الباب وذلك قولكروة

. الصعاليك ال قوة بنا على امل

بك اهلل نرجو الفضل وسبحانك اهلل العظيم : وهلموزعم اخلليل رمحه اهلل أن ق . نصبه كنصب ما قبله وفيه معىن التعظيم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

411

وزعم أن دخول أي يف هذا الباب يدل على أنه حممول على ما محل عليه النداء يعين أيتها العصابة فكان هذا عندهم يف األصل أن يقولوا فيه يا ولكنهم خزلوها

. على األصل وأسقطوها حني أجروهإين هذا أفعل كذا وكذا : واعلم أنه ال جيوز لك أن تبهم يف هذا الباب فتقول

. إين زيدا أفعل : ولكن تقولوال جيوز أن تذكر إال امسا معروفا ألن األمساء إمنا تذكرها توكيدا وتوضيحا هنا

. ملضمرللمضمر وتذكريا وإذا أهبمت فقد جئت مبا هو أشكل من اولو جاز هذا جلازت النكرة فقلت إنا قوما فليس هذا من مواضع النكرة واملبهم

ولكن هذا موضع بيان كما كانت الندبة موضع بيان فقبح إذ ذكروا األمر توكيدا . ملا يعظمون أمره أن يذكروا مبهما

ة وأهل البيت وآل وأكثر األمساء دخوال يف هذا الباب بنو فالن ومعشر مضاف . فالن

وال جيوز أن تقول إهنم فعلوا أيتها العصابة إمنا جيوز هذا للمتكلم واملكلم املنادى . كما أن هذا ال جيوز إال حلاضر

يا شاعرا ال : وسألت اخلليل رمحه اهلل ويونس عن نصب قول الصلتان العبديواضع فزعما أنه غري منادى وإمنا انتصب شاعر اليوم مثله جرير ولكن يف كليب ت

. على إضمار كأنه قال يا قائل الشعر شاعرا وفيه معىن حسبك به شاعرا تاهلل رجال : كأنه حيث نادى قال حسبك به ولكنه أضمر كما أضمروا يف قوله

. وما أشبهه مما ستجده يف الكتاب إن شاء اهلل عز وجل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

411

يا لك فارسا قول األخوص ابن شريح : ب كقولكومما جاء وفيه معىن التعج متناين ليلقاين لقيط أعام لك بن صعصعة بن سعد وإمنا دعاهم هلم : الكاليب

. تعجبا ألنه قد تبني لك أن املنادى يكون فيه معىن أفعل به يعين يا لك فارسا : وقال يف قول الشاعر : وزعم اخلليل رمحه اهلل أن هذا البيت مثل ذلك لألخطل

. أنت بني خلب وكبد فجعلها نكرة : يا هند هند بني خلب وكبد أنه أرادهند هذه بني خلب وكبد : وقد جيوز أن تقول بعد النداء مقبال على من حتدثه

. فيكون معرفة هذا باب الرتخيم

كما حذفوا غري ذلك من كالمهم والرتخيم حذف أواخر األمساء املفرد ختفيفا . ختفيفا وقد كتبناه فيما مضى وسرتاه فيما بقي إن شاء اهلل تعاىل

واعلم أن الرتخيم ال يكون إال يف النداء إال أن يضطر شاعر وإمنا كان ذلك يف النداء لكثرته يف كالمهم فحذفوا ذلك كما حذفوا التنوين وكما حذفوا الياء من

. النداءقومي وحنوه يف واعلم أن الرتخيم ال يكون يف مضاف إليه وال يف وصف ألهنما غري مناديني وال يرخم مضاف وال اسم منون يف النداء من قبل أنه جرى على األصل وسلم من

. احلذف حيث أجري جمراه يف غري النداء إذا محلته على ما ينصبلى النداء ال على اإلعراب وحني قلت إن احملذوف يف الرتخيم إمنا يقع ع : يقول

يا زيد أقبل فحذفت ياء اإلضافة كنت إمنا حذفت هذا اإلعراب وحني قلت يا زيد أقبل فحذفت ياء اإلضافة كنت إمنا حذفت هذا اإلعراب ومع ذلك إنه إمنا

ينبغي أن حتذف آخر شيء يف االسم وال حيذف قبل أن تنتهي ايل آخره ألن

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

412

سم األول مبنزلة الوصل من الذي إذا قلت الذي قال ومبنزلة املضاف إليه من اال . التنوين يف االسم

. وال ترخم مستغاثا به إذا كان جمرورا ألنه مبنزلة املضاف إليه . وال ترخم املندوب ألن عالمته وإذا ثنيت مل ترخم ألهنا كالتنوين

اليت كانت فيه قبل أن واعلم أن احلرف الذي يلي ما حذفت ثابت على حركته حتذف إن كان فتحا أو كسرا أو ضما أو وقفا ألنك مل ترد أن جتعل ما بقي من االسم امسا ثابتا يف النداء وغري النداء ولكنك حذفت حرف اإلعراب ختفيفا يف

هذا املوضع وبقي احلرف الذي يلي ما حذف على حاله ألنه ليس عندهم . حرف اإلعراب

: يا برث ويف هرقل : يا سلم ويف برثن : يا حار ويف سلمة : لك يا حارثوذلك قو . يا هرق

باب ما أواخر األمساء فيه اهلاء اعلم أن كل اسم كان مع اهلاء ثالثة أحرف أو أكثر من ذلك كان امسا خاصا

نداء أكثر يف غالبا أو امسا عاما لكل واحد من أمة فإن حذف اهلاء منه يف ال . كالم العرب

. يا سلم أقبل : فأما ما كان امسا غالبا فنحو قولكجاري ال تستنكري عذيري إذا أردت : وأما االسم العام العام فنحو قول العجاج

. يا سلمة ويا جارية

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

413

قبلي يا شا ارجين ويا ثب أ : وأما ما كان على ثالثة أحرف مع اهلاء فنحو قولكيا سلمة أقبل وبعض : واعلم أن ناسا من العرب يثبتون اهلاء فيقولون : إذا أردت

. يا سلمة أقبل : من يثبت يقول . يا سلمه ويا طلحه : واعلم أن العرب الذين حيذفون يف الوصل إذا وقفوا قالوا

ه اهلاء الزمة هلما يف وإمنا أحلقوا هذه اهلاء ليبينوا حركة امليم واحلاء وصارت هذالوقف كما لزمت اهلاء وقف ارمه ومل جيعلوا املتكلم باخليار وحذف اهلاء عند

الوقف وإثباهتا من قبل أهنم جعلوا احلذف الزما هلاء التأنيث يف الوصل كما لزم حذف اهلاء من ارمه يف الوصل وكأهنم ألزموا هذه اهلاء يف ارمه يف الوقف ومل

مبنزلتها إذا بينت حركة ما مل حيذف بعده شيء حنو عليه وإليه ولكنها جيعلوها الزمة كراهية أن جيتمع يف ارمه حذف اهلاء وترك احلركة فأرادوا أن تثبت احلركة

على كل حال ليكون ثباهتا عوضا من احلذف للياء واهلاء فبـينت احلركة باهلاء يف . على كل حال لئال خيلوا به السكوت ليكون ثباهتا يف االسم

واعلم أن الشعراء إذا اضطروا حذفوا هذه اهلاء يف الوقف وذلك ألهنم جيعلون . املدة اليت تلحق القوايف بدال منها

كادت فزارة تشقي بنا فأوىل فزارة أوىل فزارا قفي قبل : وقال الشاعر ابن اخلرعي علينا واربعي يا فاطما وإمنا كان احلذف ألزم عوج : التفرق يا ضباعا وقال هدبة

للهاءات يف الوصل وفيها أكثر منه يف سائر احلروف يف النداء من قبل أن اهلاء يف الوصل يف غري النداء تبدل مكاهنا التاء فلما صارت اهلاء يف موضع حيذف

وهو له ألزم منه ال يبدل منه شيء ختفيفا كان ما يبدل ويغري أوىل باحلذف . وجعلوا تغيريه احلذف يف موضع احلذف إذ كان متغريا ال حمالة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

414

إرم : يا حرمل يريد يا حرمله كما قال بعضهم : ومسعنا الثقة من العرب يقول . يقفون بغري هاء

واعلم أن هاء التأنيث إذا كانت بعد حرف زائد لو مل تكن بعده حذف أو بعد كن بعدمها حذفا زائدين مل حيذف من قبل أن احلروف الزوائد قبل حرفني لو مل ت

يا طائفي : اهلاء يف الرتخيم مبنزلة غري الزوائد من احلروف وذلك قولك يف طائفية . يا مرجان أقبلي : أقبلي ويف مرجانة

. يا سعال أقبلي : يا رعشن أقبلي ويف سعالة : ويف رعشنة قبل اهلاء كحذفك إياه وليس بعده هاء لقلت يف رجل يسمى ولو حذفت ما

عثمانة يا عثم أقبل ألن اهلاء لو مل تكن ههنا لقلت يا عثم أقبل فإمنا الكالم أن . تقول يا عثمان أقبل

. فأجر ترخيم هذا بعد الزوائد جمراه إذا كان بعدما هو من نفس احلرفيا فاط ال تفعلي : إنه ينبغي له أن يقول يف فاظمةومن حذف الزوائد مع اهلاء ف

من قبل أن اهلاء لو مل تكن بعد امليم لقلت يا فاط كما تقول يا حار فأنت حتذف ما هو من نفس احلرف كما حتذف الزوائد فإذا أحلقته الزوائد مل حتذفه مع

. الزوائد . افكذلك الزوائد إذا أحلقتها مع الزوائد مل حتذفها معه

باب يكون فيه االسم بعدما حيذف منه اهلاء مبنزلة اسم يتصرف يف الكالم مل يكن فيه هاء قط وذلك قول بعض العرب وهو

يدعون عنرت والرماح كأهنا أشطان بري يف لبان األدهم جعلوا : عنرتة العبسي . االسم عنرتا وجعلوا الراء حرف اإلعراب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

415

أال هل هلذا الدهر من متعلل عن : ر تصديقا هلذه اللغةوقال األسود بن يعف الناس مهما شاء بالناس أن يفعل وهذا ردائي عنده يستعريه ليسلبين حقي أمال

بن حنظل وذلك ألن الرتخيم جيوز يف الشعر يف غري النداء فلما رخم جعل . االسم مبنزلة اسم ليست فيه هاء

: وقال رؤبة ين اليوم أم محز ** قاربت بني عنقي ومجزيإما تـري

. أم محزة : وإمنا أراد : وأما قول ذي الرمة

ديار مية إذ مي تساعفنا ** وال يرى مثلها عجم وال عرب فزعم يونس أنه كان يسميها مرة مية ومرة ميا وجيعل كل واحد من االمسني امسا

. هلا يف النداء ويف غريه . يا طلح ويا عنرت : وعلى هذا املثال قال بعض العرب إذا رمخوا

وقد يكون قوهلم يدعون عنرت مبنزلة مي ألن ناسا من العرب يسمونه عنرتا يف كل . موضع

ويكون أن جتعله مبنزلة مي بعد ما حذفت منه وقد يكون مي أيضا كذلك جيعلها . ما حتذف اهلاءمبنزلة ما ليس فيه هاء بعد

يا فل أقبل فإهنم مل جيعلوه امسا حذفوا منه شيئا يثبت فيه يف : وأما قول العرب . غري النداء ولكنهم بنوا االسم على حرفني وجعلوه مبنزلة دم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

416

وهذا : يا فلة : والدليل على ذلك أنه ليس أحد يقول يا فل فإن عنوا امرأة قالواه النداء وإمنا بين على حرفني ألن النداء موضع ختفيف ومل جيز يف االسم اختص ب

. غري النداء ألنه جعل امسا ال يكون إال كناية ملنادى حنو يا هناه ومعناه يا رجل . وأما فالن فإمنا هو كناية عن اسم مسي به احملدث عنه خاص غالب

. املعىنوقد اضطر الشاعر فبناه على حرفني يف هذا يف جلة أمسك فالنا عن فل : قال أبو النجم

هذا باب إذا حذفت منه اهلاء وجعلت االسم مبنزلة ما مل تكن فيه اهلاء أبدلت حرفا مكان احلرف الذي يلي

اهلاء وإن مل جتعله مبنزلة اسم ليس فيه اهلاء مل يتغري عن حاله اليت كان عليها قبل . أن حتذف

قولك يف عرقوة وقمحدوة وإن جعلت االسم مبنزلة اسم مل تكن فيه اهلاء وذلك . يا عرقي ويا قمحدي من قبل أنه ليس يف الكالم اسم آخر كذا : على حال

. وكذلك إن رمخت رعوم وجعلته هبذه املنزلة قلت يا رعي . يا قطا أقبل : توإن رمخت رجال يسمى قطوان فجعلته هبذه املنزلة قل

يا طفاء أقبل من قبل أنه ليس يف الكالم اسم : فإن رمخت رجال امسه طفاوة قلتهكذا آخره يكون حرف اإلعراب يعين الواو والياء إذا كانت قبلهما ألف زائدة

. ساكنة مل يثبتا على حاهلما ولكن تبدل اهلمزة مكاهنماإلعراب فهي على حاهلا قبل أن حتذف اهلاء وذلك فإن مل جتعلهما حروف ا

. يا طفاو أقبل إذا مل ترد أن جتعله مبنزلة اسم ليست فيه اهلاء : قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

417

واعلم أن ما جيعل مبنزلة اسم ليست فيه هاء أقل يف كالم العرب وترك احلرف ائر على ما كان عليه قبل أن حتذف اهلاء أكثر من قبل أن حرف اإلعراب يف س

. الكالم غريه . وهو على ذلك عريب

. وقد محلهم ذلك على أن رمخوه حيث جعلوه مبنزلة ما ال هاء فيهيا : فقد رأى الراءون غري البطل أنك يا معاو يا ابن األفضل يريد : قال العجاج

. معاويةوة على حاهلا ألنه حرف يا حيو أقبل فإن رفعت الواو تركتها : وتقول يف حيـ

. أجري على األصل وجعل مبنزلة غزو ومل يكن التغيري الزما وفيه اهلاءواعلم أنه ال جيوز أن حتذف اهلاء وجتعل البقية مبنزلة اسم ليست فيه اهلاء إذا مل

. يكن امسا خاصا غالبا من قبل أهنم لو فعلوا ذلك التبس املؤنث باملذكر . يا خبيث أقبلي : وز أن تقول للمرأةوذلك أنه ال جي

. وإمنا جاز يف الغالب ألنك ال تذكر مؤنثا وال تؤنث مذكرا واعلم أن األمساء اليت ليس يف أواخرها هاء أن ال حيذف منها أكثر ألهنم كرهوا

. أن خيلوا هبا وإن حذفت فحسنمالك وعامر وذلك ألهنم وليس احلذف لشيء من هذه األمساء ألزم منه حلارث و

. استعملوها كثريا يف الشعر وأكثروا التسمية هبا للرجاليا حار ال جتهل على أشياخنا إنا ذوو السورات واألحالم : قال مهلهل بن ربيعة

أحار ترى برقا أريك وميضه كلمع اليدين يف حيب مكلل وقال : وقال امرؤ القيس

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

418

فصاحلونا مجيعا إن : ا مال واحلق عنده فقفوا وقال النابغة الذبيايني : األنصاري . بدا لكلم وال تقولوا لنا أمثاهلا عام وهو يف الشعر أكثر من أن أحصيه

وكل اسم خاص رمخته يف النداء فالرتخيم فيه جائز وإن كان يف هذه األمساء . الثالثة أكثر

ل يا يزي بن خمرم فقلت لكم إين حليف فقلتم تعا : فمن ذلك قول الشاعر . صداء وهو يزيد بن خمرم

يزيد ويف : أال يا ليل إن خريت فينا بنفسي فانسري أين اخليار يريد يف األول . الثاين ليلى

. مليس : تسكرت منا بعد معرفة لمي يريد : وقال أوس بن حجرالذي يف آخره هاء بعد أن حذفت اهلاء منه واعلم أن كل شيء جاز يف االسم

. يف شعر أو كالم جيوز فيما ال هاء فيه بعد أن حتذف منهلنعم الفت تعشو اىل ضوء ناره طريف بن مال ليلة : فمن ذلك قول امرئ القيس

اجلوع واخلصر جعل ما بقي بعد ما حذف مبنزلة اسم مل حيذف منه شيء كما . د حذف اهلاء مبنزلة اسم مل تكن فيه اهلاءجعل ما بقي بع

علي دماء البدن إن مل تفارقي أبا حردب ليال : وقال رجل من بين مازنأسعد بن : وأصحاب حردب وقال وهو مصنوع على طرفة وهو لبعض العباديني

أحرف مال أمل تعلموا وذو الرأي مهما يقل يصدق واعلم أن كل اسم على ثالثة . ال حيذف منه شيء إذا مل تكن آخره اهلاء

فزعم اخلليل رمحه اهلل أهنم خففوا هذه األمساء اليت ليست أواخرها اهلاء ليجعلوا . ما كان على مخسة على أربعة وما كان على أربعة على ثالثة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

419

فإمنا أرادوا أن يقربوا االسم من الثالثة أو يصريوه إليها وكان غاية التخفيفعندهم ألنه أخف شيء عندهم يف كالمهم ما مل ينتقص فكرهوا أن حيذفوه إذ

. صار قصاراهم أن ينتهوا إليهواعلم أنه ليس من اسم ال تكون يف آخره هاء حيذف منه شيء إذا مل يكن امسا

غالبا حنو زيد وعمرو من قبل أن املعارف الغالبة أكثر يف الكالم وهم هلا أكثر : وهم لكثرة استعماهلم إياها قد حذفوا منها يف غري النداء حنو قولكاستعماال

. هذا زيد بن عمرو ومل يقولوا هذا زيد ابن أخيكيا مسلم أقبلوا ويف : ولو حذفت من األمساء غري الغالبة لقلت يف مسلمني

. يا راك أقبل : راكبوذلك لكثرة استعماهلم هذا يا صاح وهم يريدون يا صاحب : إال أهنم قد قالوا

. مل أبل ومل يك وال أدر : احلرف فحذفوا كما قالوا هذا باب ما حيذف من آخره حرفان

يا أسم : يا مرو أقبل ويف أمساء : يا عثم أقبل ويف مروان : وذلك قولك يف عثمان . أقبلي

: وقال الفرزدق * ترجو احلباء ورهبا مل ييأس يا مرو إن مطييت حمبوسة *

يا أسم صربا على ما كان : يا نعم هل حتلف ال تدينها وقال لبيد : وقال الراجزمن حدث إن احلوادث ملقي ومنتظر وإمنا كان هذان احلرفان مبنزلة زيادة واحدة

ن تزيد من قبل أنك مل تلحق احلرف اآلخر أربعة أحرف رابعهن األلف من قبل أ

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

421

النون اليت يف مروان واأللف اليت يف فعالء ولكن احلرف اآلخر الذي قبله زيدا . معا كما أن ياءي اإلضافة وقعتا معا

ومل تلحق اآلخرة بعد ما كانت األوىل الزمة كما كانت ألف سلمى إمنا حلقت مجيعا كما ثالثة أحرف ثالثها امليم الزمها ولكنهما زيادتان حلقتا معا فحذفتا

. حلقنا مجيعا وكذلك ترخيم رجل يقال له مسلمون حبذف الواو والنون مجيعا من قبل أن النون

. مل تلحق واوا وال ياء قد كانت لزمت قبل ذلكولو كانت قد لزمت حت تكون مبنزلة شيء من نفس وكذلك رجل امسه

. حتذف األلف والنون : مسلمانفال يطرح منه إال النون ألنك ال تصري امسا على أقل من وأما رجل امسه بنون

. ثالثة أحرفومن جعل ما بقي من االسم بعد احلذف مبنزلة اسم يتصرف يف الكالم مل تكن

. فيه زيادة قط قال يا بين ألنه ليس يف الكالم اسم يتصرف آخره كآخر بنو هذا باب يكون فيه احلرف الذي من نفس االسم

وما قبله مبنزلة زائد وقع وما قبله مجيعا يا عم أقبل ويف رجل امسه : يا منص أقبل ويف عمار : وذلك قولك يف منصور

. يا عنرت أقبل : عنرتيس وذلك ألنك حذفت اآلخر كما حذفت الزائد وما قبله ساكن مبنزلة احلرف الذي

قبل النون زائدا ومل يكن الزما ملا قبله كان قبل النون زائدا فهو زائد كما كان ما . من احلروف مث حلقه ما بعده ألن ما بعده ليس من احلروف اليت تزاد

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

421

فلما كانت حال هذه الزيادة حال تلك الزيادة وحذفت الزيادة وما قبلها حذف . هذا الذي من نفس احلرف

باب تكون الزوائد فيه مبنزلة ما هو من نفس احلرف يا هيب أقبل ألن هذه : يا قنو أقبل ويف رجل امسه هبـيخ : ذلك قولك يف قـنـور و

الواو اليت يف قنور والياء اليت يف هبيخ مبنزلة الواو اليت يف جدول والياء اليت يف . عثري

وإمنا حلقنا لتلحقا ما كان على ثالثة أحرف ببنات األربعة وليصري مبنزلة حرف . نفس احلرف كفاء جعفر يف هذا االسممن

ويدلك على أهنا مبنزلتها أن األلف اليت جتيء لتلحق الثالثة باألربعة منونة كما . ينون ما هو من نفس احلرف وذلك حنو معزى

ومع ذلك أن الزوائد تلحقها كما تلحق ما ليس فيه زيادة حنو جلواخ وجريال . وقرواح كما تقول سرداح

وتقدم قبل هذه الزيادة الياء والواو زائدتني كما تقدم احلرف الذي من نفس احلرف يف فدوكس وخفيدد وهي الواو اليت يف قنور األوىل والياء اليت يف هبيخ

األوىل مبنزلة ياء مسيدع فصار قنور مبنزلة فدوكس وهبيخ مبنزلة مسيدع وجدول مبنزلة لزوائد مبنزلة ما هو من نفس احلرف فكرهوا أن حيذفوها إذ مل جعفر فأجروا هذه ا

. حيذفوا ما شبهوها به وما جعلوها مبنزلتهيا مها وهذا ال : ولو حذفوا من مسيدع حرفني حلذفوا من مهاجر حرفني فقالوا

. يكون ألنه إخالل مفرط مبا هو من نفس احلرف باب تكون الزوائد فيه أيضا مبنزلة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

422

يا بردراي أقبل ويا حوالي أقبل من : ذلك قولك يف رجل امسه حواليا أو بردراياو قبل أن هذه األلف لو جيء هبا للتأنيث والزيادة اليت قبلها الزمة هلا يقعان معا

لكانت الياء ساكنة وما كانت حية ألن احلرف الذي جيعل وما بعده زيادة ر مبنزلة حرف من نفس احلرف وجلاء بناء واحدة ساكن ال يتحرك ولو حترك لصا

. آخر ولكن هذه األلف مبنزلة اهلاء اليت يف درحاية ويف عفارية ألن اهلاء إمنا تلحق

. للتأنيث واحلرف الذي قبلها بائن منها قد لزم ما قبله قبل أن تلحقوكذلك األلف اليت جتيء للتأنيث إذا جاءت وحدها ألن حال احلرف الذي

حال احلرف الذي قبل اهلاء واهلاء ال تكون أبدا مع شيء قبلها زائد مبنزلة قبلها ك . زيادة واحدة وإن كان ساكنا حنو ألف سعالة

ولو كانت مبنزلة زيادة واحدة مل يقولوا سعيلية ولكانت يف التحقري ياء جمزومة ان إذا قلت كالياء اليت تكون بدل ألف سرحان إذا قلت سرحيني أو مبنزلة عثم . عثيمان ولكنها حلقت حرفا جيء به ليلحق الثالثة ببنات األربعة

. وكذلك ألف التأنيث إذا جاءت وحدها يدلك على ذلك حترك ما قبلها وحياتهالياء والواو واأللف وما بعدها مبنزلة : وإمنا كانت هذه األحرف الثالثة الزوائد

ت وما بعدها مبنزلة حرف واحد إذ كانت زيادة واحدة لسكوهنا وضعفها فجعل . ميتة خفية

: حوالئي كما تقول : ويدلك على أن األلف اليت يف حواليا مبنزلة اهلاء أنك تقول . درحائي

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

423

: ولو كانت وما قبلها مبنزلة زيادة واحدة مل حتذف األلف كما ال حتذفها إذا قلت . خنفساوي

زائدتان اللتان مبنزلة زيادة واحدة رجعت حرفا باب ما إذا طرحت منه ال يا ناجي : يا قاضي أقبل ويف رجل امسه ناجي : وذلك قولك يف رجل امسه قاضون

يا مصطفى : أقبل أظهرت الياء حلذف الواو والنون ويف رجل امسه مصطفون . أقبل

ت دم على وإمنا رددت هذه احلروف ألنك مل تب الواحد على حذفها كما بنيحذف الياء ولكنك حذفتهن ألنه ال يسكن حرفان معا فلما ذهب يف الرتخيم

. ما حذفتهن ملكانه رجعتهنفحذف الواو والنون ههنا كحذفها يف مسلمني ألن حذفها مل يكن إال ألنه ال

يسكن حرفان معا والياء واأللف يعين يف قاضي ومصطفى تثبتان كما ثبتت امليم . يف مسلمني . " غري حملي الصيد وأنتم حرم " : ومثل ذلك

. وهذا قول اخلليل رمحه اهلل . فإذا مل تذكر الصيد قلت حملي

باب حيرك فيه احلرف الذي يليه احملذوف . يا راد أقبل : وهو قولك يف رجل امسه راد

م كان مكسورا فلما احتجت وإمنا كانت الكسرة أوىل احلركات به ألنه لو مل يدغ . اىل حتريكه كان أوىل األشياء به ما كان الزما له لو مل يدغم

. وأما مفر فإذا حذفت منه وهو اسم رجل مل حترك الراء ألن ما قبلها متحرك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

424

يا حممار ويا مضار جتيء باحلركة : وإن حذفت من اسم حممار أو مضار قلتصل كأنك حذفت من حممارر حيث مل جيز لك أن تسكن اليت هي له يف األ

. الراء األوىلأال ترى أنك إذا احتجت اىل حتريكها والراء اآلخرة ثابتة مل حترك إال على األصل

وذلك قولك مل حيمارر فقد احتجت اىل حتريكها يف الرتخيم كما احتجت إليه . هنا حني جزمت الراء اآلخرة

يا مضار أقبل كأنك حذفت من : ار وأنت تريد املفعول قلتوإن مسيته مبض . مضارر

وأما حممر إذا كان اسم رجل فإنك إذا رمخته تركت الراء األوىل جمزومة ألن ما . قبلها متحرك فال حتتاج اىل حركتها

ومن زعم أن الراء األوىل زائدة كزيادة الواو والياء واأللف فهو ال ينبغي له أنحيذفها مع الراء اآلخرة من قبل أن هذا احلرف ليس من حروف الزيادة وإمنا يزاد

يف التضعيف فأشبه عندهم املضاعف الذي ال زيادة فيه حنو مرتد وممتد حني جرى جمراه ومل جيئ زائدا غري مضاعف ألنه ليس عندهم من حروف الزيادة وإمنا

جرى جمرى املضاعف الذي ليس فيه جاء زائدا يف التضعيف ألنه إذا ضوعف . زيادة

ولو جعلت هذا احلرف مبنزلة الياء واأللف والواو لثبت يف التحقري واجلمع الذي . يكون ثالثه ألفا

أال ترى أنه صار مبنزلة اسم على مخسة أحرف ليس فيه زيادة حنو جردحل وما . أشبه ذلك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

425

راء اآلخرة مل يكن لك بد من أن حترك وأما رجل امسه إسحار فإنك إذا حذفت ال . الراء الساكنة ألنه ال يلتقي حرفان ساكنان

. وحركته الفتحة ألنه يلي احلرف الذي منه الفتحة وهو األلفأال ترى أن املضاعف إذا أدغم يف موضع اجلزم حرك آخر احلرفني ألنه ال يلتقي

. هساكنان وجعل حركته كحركة أقرب املتحركات من . مل يرد ومل يرتد ومل يفر ومل يعض : وذلك قولك

فإذا كان أقرب من املتحرك إليه احلرف الذي منه احلركة املفتوحة وال يكون ما قبله إال مفتوحا كان أجدر أن تكون حركته مفتوحة ألنه حيث قرب من احلرف

منه هو كان الذي منه الفتحة وإن كان بينهما حرف كان مفتوحا فإذا قرب . أجدر أن تفتحه وذلك مل يضار

يا إسحار أقبل فعلت هبذه الراء ما كنت فاعال بالراء اآلخرة لو : وكذلك تقولثبت الراءان ومل تكن اآلخرة حرف اإلعراب فجرى عليها ما كان جاريا على

. تلك كما جرى على ميم مد ما كان بعد الدال الساكنة وامدد هو األصل . إن شئت فتحت الالم إذا أسكنت على فتحة انطلق ومل يلد إذا جزموا الالم

وزعم اخلليل رمحه اهلل أنه مسع العرب يقولون وهو قول رجل أال رب مولود وليس . له أب وذي ولد مل يلده أبوان جعلوا حركته كحركة أقرب املتحركات منه

. فهذا كأين وكيفرا أن يكون مبنزلة حممار أن أصل حممار حممارر يدلك على ذلك وإمنا منع إسحا

. فعله إذا قلت مل حيمارر

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

426

وأما إسحار فإمنا هو اسم وقع مدغما آخره وليس لرائه األوىل يف كالمهم نصيب يف احلركة وال تقع إال ساكنة كما أن امليم األوىل من احلمر والراء األوىل من

ان إال ساكنني ليستا عندهم إال على اإلسكان يف الكالم ويف شراب ال يقع . األصل

. وسنبني ذلك يف باب التصريف إن شاء اهلل باب الرتخيم

يف األمساء اليت كل اسم منها من شيئني كانا بائنني فضم أحدمها اىل صاحبه معدي كرب فجعال امسا واحدا مبنزلة عنرتيس وحلكوك وذلك مثل حضرموت و . وخبت نصر ومارسرجس ومثل رجل امسه مخسة عشر ومثل عمرويه

أراه : فزعم اخلليل رمحه اهلل أنه حتذف الكلمة اليت ضمت اىل الصدر رأسا وقال . مبنزلة اهلاء

أال ترى أين إذا حقرته مل أغري احلرف الذي يليه كما مل أغري الذي يلي اهلاء يف عن حاله اليت كان عليها قبل أن حيقر وذلك قولك يف مترة مترية فحال التحقري

. الراء واحدةأراين إذا أضفت اىل : وكذلك التحقري يف حضرموت تقول حضريموت وقال

معدي وأقول يف اإلضافة اىل : الصدر وحذفت اآلخر فأقول يف معدي كربمبنزلة اهلاء فهو يف املوضع الذي حيذف أربعة عشر أربعي فحذف االسم اآلخر

. فيه ما يثبت يف اإلضافة أجدر أن حيذف إذا أردت أن ترخم . وهذا يدل على أن اهلاء تضم اىل األمساء كما يضم االسم اآلخر اىل األول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

427

أال ترى أهنا ال تلحق بنات الثالثة باألربعة وال األربعة باخلمسة كما أن هذه خرة مل تضم اىل الصدر لتلحق الصدر ببنات األربعة وال لتلحقه ببنات األمساء اآل

اخلمسة وذلك ألهنا ليست زائدات يف الصدور وال هي منها ولكنها موصولة هبا وأجريت جمرى عنرتيس وحنوه وال يغري هلا بناء كما ال يغري لياء اإلضافة أو ألف

. التأنيث أو لغريمها من الزيادات . ى ذلك يف موضعه إن شاء اهلل عز وجل ذكرهوسرت

كما أن األمساء اآلخرة مل تغري بناء األوىل عن حاهلا قبل أن تضم إليها مل تغري . مخسة يف مخسة عشر عن حاهلا

فاهلاء وهذه األمساء اآلخرة مضمومة اىل الصدور كما يضم املضاف إليه اىل دمها باآلخر فاآلخر مبنزلة املضاف إليه يف أنه املضاف ألهنما كانا بائنني وصل أح

يا مخسة أقبل ويف الوقف تبني : ليس وإذا رمخت رجال امسه مخسة عشر قلتألهنا تلك اهلاء اليت كانت يف مخسة قبل أن تضم -يقول ال جتعلها تاء -اهلاء

. إليها عشر مسلمه ألن اهلاء لو يا : كما أنك لو مسيت رجال مسلمني قلت يف الوقف

. أبدلت منها تاء لتلحق الثالثة باألربعة مل حترك امليموأما اثنا عشر فإذا رمخته حذفت عشر مع األلف ألن عشر مبنزلة نون مسلمني

. واأللف مبنزلة الواو وأمره يف اإلضافة والتحقري كأمر مسلمني . مع الواو تلقي عشر مع األلف كما تلقي النون : يقول

واعلم أن احلكاية ال ترخم ألنك ال تريد أن ترخم غري منادى وليس مما يغريه . النداء وذلك حنو تأبط شرا وبرق حنره وما أشبه ذلك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

428

. يا دار عبلة باجلواء تكلمي : ولو رمخت هذا لرمخت رجال يسمى بقول عنرتة ضطرارا باب ما رمخت الشعراء يف غري النداء ا

وقد وسطت مالكا وحنظال أبو حنش يؤرقنا وطلق وعمار وآونة : قال الراجز . أثالة : أثاال يريد

أال أضحت حبالكم رماما وأضحت منك شاسعة أماما يشق هبا : وقال جريريا آل خذوا حظكم : العساقل مؤجدات وكل عرندس ينفي اللغاما وقال زهري

: عكرم واذكروا أواصرنا والرحم بالغيب تذكر وقال آخر وهو ابن حبناء التميميإن ابن حارث إن أشتق لرؤيته أو أمتدحه فإن الناس قد علموا وأما قول األسود

أودى ابن جلهم عباد بصرمته إن ابن جلهم أمسى حية الوادي فإمنا : بن يعفر . جلهم أراد أمه

. والعرب يسمون املرأة جلهم والرجل جلهمةهلا أشارير من حلم تـتمره من الثعايل ووزخز : وأما قوله وهو رجل من بين يشكر

من أرانيها ومنهل ليس له حوازق ولضفادي مجه نقانق وإمنا أراد ضفادع فلما يدخله الوقف يف هذا اضطر اىل أن يقف آخر االسم كره أن يقف حرفا ال

. املوضع فأبدل مكانه حرفا يوقف يف اجلر والرفعوليس هذا ألنه حذف شيئا فجعل الياء عوضا منه لو كان ذلك لعوضت حارثا الياء حيث حذفت الثاء وجعلت البقية مبنزلة اسم يتصرف يف الكالم على ثالثة

. أحرف وذلك حني قلت يا حار يا مروي إذا أردت أن جتعل ما بقي من مروان مبنزلة ما بقي ولو قلت هذا لقلت

. يا حار : من حارث حني قلت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

429

هذا باب النفي بالتعمل فيما بعدها فتنصبه بغري تنوين ونصبها ملا بعدها كنصب إن ملا ( ال ) و

. بعدهاحد حنو وترك التنوين ملا تعمل فيه الزم ألهنا جعلت وما عملت فيه مبنزلة اسم وا

مخسة عشر وذلك ألهنا ال تشبه سائر ما ينصب مما ليس باسم وهو الفعل وما أجري جمراه ألهنا ال تعمل إال يف نكرة وال وما تعمل فيه يف موضع ابتداء فلما

. خولف هبا عن حال أخواهتا خولف بلفظها كما خولف خبمسة عشرنكرة وكما أن كم ال تعمل فال ال تعمل إال يف نكرة كما أن رب ال تعمل إال يف

يف اخلرب واالستفهام إال يف النكرة ألنك ال تذكر بعد ال إذا كانت عاملة شيئا بعينه كما ال تذكر ذلك بعد رب وذلك ألن رب إمنا هي للعدة مبنزلة كم

فخولف بلفظها حني خالفت أخواهتا كما خولف بأيهم حني خالفت الذي فت ما فيه األلف والالم وسرتى أيضا حنو ذلك إن وكما قالوا يا اهلل حني خال

. شاء اهلل عز وجل فجعلت وما بعدها كخمسة عشر يف اللفظ وهي عاملة فيما بعدها كما قالوا يا

. ابن أم فهي مثلها يف اللفظ ويف أن األول عامل يف اآلخر . وخولف خبمسة عشر ألهنا إمنا هي مخسة وعشرة

: كرة من قبل أهنا جواب فيما زعم اخلليل رمحه اهلل يف قولكفال ال تعمل إال يف نهل من عبد أو جارية فصار اجلواب نكرة كما أنه ال يقع يف هذه املسألة إال

. نكرة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

431

هل من رجل : واعلم أن ال وما عملت فيه يف موضع ابتداء كما أنك إذا قلت . فالكالم مبنزلة اسم مرفوع مبتدأ

ل وما من شيء والذي يبىن عليه يف زمان أو يف مكان ما من رج : وكذلك . ولكنك تضمره وإن شئت أظهرته

. وكذلك ال رجل وال شيء إمنا تريد ال رجل يف مكان وال شيء يف زمانوالدليل على أن ال رجل يف موضع اسم مبتدأ وما من رجل يف موضع اسم مبتدأ

. ال رجل أفضل منك : يف لغة بين متيم قول العرب من أهل احلجازما من رجل أفضل منك وهل من رجل : وأخربنا يونس أن من العرب من يقول

. ما رجل أفضل منك وهل رجل خري منك : خري منك كأنه قالواعلم أنك ال تفصل بني ال وبني للنفي كما ال تفصل بني من وبني ما تعمل فيه

ها رجل كما أنه ال جيوز لك أن تقول يف ال في : وذلك أنه ال جيوز لك أن تقول . الذي هو جوابه هل من فيها رجل

ومع ذلك أهنم جعلوا ال وما بعدها مبنزلة مخسة عشر فقبح أن يفعلوا بينهما عندهم كما ال جيوز أن يفصلوا بني مخسة وعشر بشيء من الكالم ألهنا مشبهة

. هباال غالم لك كما يقع : وضع إذا قلتاعلم أن التنوين يقع من املنفي يف هذا امل

. ال مثل زيد : من املضاف اىل اسم وذلك إذا قلت . ال أبا لك وال غالمي لك وال مسلمي لك : والدليل على ذلك قول العرب

وزعم اخلليل رمحه اهلل أن النون إمنا ذهبت لإلضافة ولذلك أحلقت األلف اليت ال . تكون إال يف اإلضافة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

431

ال أباك يف معىن ال أبالك فعلموا : وإمنا كان ذلك من قبل أن العرب قد تقولأهنم لو مل جييئوا بالالم لكان التنوين ساقطا كسقوطه يف ال مثل زيد فلما جاءوا

بالم اإلضافة تركوا االسم على حاله قبل أن جتيء الالم إذ كان املعىن واحدا به يف النداء ومل يغريوا األول عن حاله قبل وصارت الالم مبنزلة االسم الذي ثـين

يا تـيم تـيم عدي ومبنزلة اهلاء إذا حلقت طلحة يف : أن جتيء به وذلك قولككليين هلم : النداء مل يغريوا آخر طلحة عما كان عليه قبل أن تلحق وذلك قوهلم

يا بؤس للجهل : نابغةيا أميمة ناصب ومثل هذا الكالم قول الشاعر إذا اضطر لل . ضرارا ألقوام محلوه على أن الالم لو مل جتئ لقلت يا بؤس اجلهل

وإمنا فعل هذا يف املنفي ختفيفا كأهنم مل يذكروا الالم كما أهنم إذ قالوا يا طلحة أقبل فكأهنم مل يذكروا اهلاء وصارت الالم من االسم مبنزلة اهلاء من طلحة ال

عن حاله قبل أن تلحق كما ال تغري اهلاء االسم عن حاله قبل أن تغري االسمتلحق فالنفي يف موضع ختفيف كما أن النداء يف موضع ختفيف فمن مث جاء فيه

. مثل ما جاء يف النداءوإمنا ذهبت النون يف ال مسلمي لك على هذا املثال جعلوه مبنزلة ما لو حذفت

: اسم وكان يف معناه إذا ثبتت بعده الالم وذلك قولك بعده الالم كان مضافا اىلال أباك فكأهنم لو مل جييئوا بالالم قالوا ال مسلميك فعلى هذا الوجه حذفوا النون

. يف ال مسلمي لك وذا متثيل وإن مل يتكلم بال مسلميك : أباك ميتع ويروى وقد مات مشاخ ومات مزرد وأي كرمي ال : قال مسكني الدارمي

. خملد . ال يدين هبا لك وال يدين اليوم لك إثبات النون أحسن وهو الوجه : وتقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

432

ال يدي لك وال أبالك فاالسم مبنزلة اسم ليس بينه وبني : وذلك أنك إذا قلت املضاف إليه شيء حنو ال مثل زيد فكما قبح أن تقول ال مثل هبا زيد فتفصل

ال يدين هبا لك وال أب يوم اجلمعة : قبح أن تقول ال يدي هبا لك ولكن تقولال يدين هبا وال أب يوم اجلمعة مث جعلت لك وكذلك إن مل : لك كأنك قلت

جتعل لك خربا ومل تفصل بينهما وجئت بلك بعد أن تضمر مكانا وزمانا . ال رجل : كإضمارك إذا قلت

. ظهرت فحسنوال بأس وإن أمث تقول لك لتبني املنفي عنه ورمبا تركتها استغناء بعلم املخاطب وقد تذكرها

. توكيدا وإن علم من تعينفكما قبح أن تفصل بني املضاف واالسم املضاف إليه قبح أن تفصل بني لك

بينه وبني املنفي الذي قبله ألن املنفي الذي قبله إذا جعلته كأنه اسم مل تفصل وبني املضاف إليه بشيء قبح فيه ما قبح يف االسم املضاف اىل اسم مل جتعل

. بينه وبينه شيئا ألن الالم كأهنا ههنا مل تذكر . ولو قلت هذا لقلت ال أخا هذين اليومني لك

. وهذا جيوز يف الشعر ألن الشاعر إذا اضطر فصل بني املضاف واملضاف إليهيس أصوات : و الرمةقال الشاعر وهو ذ

كأن أصوات من إيغاهلن بنا أواخر امل

الفراريج وإمنا اختري الوجه الذي تثبت فيه النون يف هذا الباب كما اختري يف كم إذا قلت كم هبا رجال مصابا وأنت خترب لغة من ينصب هبا لئال يفصل بني اجلار

ال يدي هبا لك وال : يبال القبح قال كم هبا رجل مصاب فلم : ومن قال : واجملرور . أخا يوم اجلمعة لك وال أخا فاعلم لك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

433

واجلر يف كم هبا رجل مصاب وترك النون يف ال يدي هبا لك قول يونس واحتج . بأن الكالم ال يستغين إذا قلت كم هبا رجل

لت بكل واحد والذي يستغين به الكالم وما ال يستغين به قبحهما واحد إذا فص . منهما بني اجلار واجملرور

أال ترى أن قبح كم هبا رجل مصاب كقبح رب فيها رجل فلو حسن بالذي ال يستغين به الكالم حلسن بالذي يستغين به كما أن كل مكان حسن لك أن تفصل فيه بني العامل واملعمول فيه مبا حيسن عليه السكوت حسن لك أن

. يقبح عليه السكوت تفصل فيه بينهما مباإن هبا زيدا مصاب وإن فيها زيدا قائم وكان هبا زيد مصابا وكان : وذلك قولك

. فيها زيد مصابا وإمنا يفرق بني الذي حيسن عليه السكوت وبني الذي ال حيسن عليه يف موضع

. غري هذا . وإثبات النون قول اخلليل رمحه اهلل

وال جرييت لك إذا جعلت اآلخر مضافا ومل جتعله خربا له ال غالمني : وتقولال غالمني يف ملكك وال جارييت لك : وصار األول مضمرا له خرب كأنك قلت

. وال جاريتيك يف التمثيل ولكنهم ال يتكلمون : كأنك قلت . فإمنا اختصت ال يف األب هبذا كما اختص لدن مع غدوة مبا ذكرت لكمالمح : ومن كالمهم أن جيري الشيء على ما ال يستعمل يف كالمهم حنو قوهلم

ومذاكري ال يستعملون ال ملمحة وال مذكارا وكما جاء عذيرك على مثال ما . يكون نكرة ومعرفة حنو ضربا وضربك وال يتكلم به إال معرفة مضافة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

434

. وسرتى حنو هذا إن شاء اهلل . قد مضىومنه ما

ال غالمني وال جريتني لك إذا جعلت لك خربا هلما وهو قول : وإن شئت قلت . أيب عمرو

ال غالمني لك وجعلت لك خربا ألنه ال يكون إضافة وهو : وكذلك إذا قلت . خرب ألن املضاف حيتاج اىل اخلرب مضمرا أو مظهرا

النداء مل يستقم لك إال أن تقول أال ترى أنه لو جاز تيم تيم عدي يف غري . ذاهبون

. فإذا قلت ال أبا لك فها هنا إضمار مكان ولكنه ترك استخفافا واستغناءأيب اإلسالم ال أب : قال الشاعر وهو هنار بن توسعة اليشكري فيما جعله خربا

م مع ال مبنزلة يل سواه إذا افتخروا بقيس أو متيم وإذا ترك التنوين فليس االسمخسة عشر ألنه لو أراد ذلك جلعل لك خربا وأظهر النون أو أضمر خربا مث جاء بعدها بلك توكيدا ولكنه أجراه جمرى ما ذكرت لك يف النداء ألنه موضع حذف

. وختفيف كما أن النداء كذلكنك ال غالمني وال جاريتني لك وال غالمني وجاريتني كأ : وتقول أيضا إن شئت

ال غالمني وال جاريتني يف مكان كذا وكذا لك فجاء بلك بعد ما بىن : قلتال يدين هبا لك حني صريه كأنه : على الكالم األول يف مكان كذا وكذا كما قال . جاء بلك فيه بعد ما قال ال يدين هبا يف الدنيا

ن كما أذهب من واعلم أن املنفي الواحد إذا مل يك لك فإمنا يذهب منه التنوي . آخر مخسة عشر كما أذهب من املضاف

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

435

ال غالمني عندك وال غالمني فيها وال أب : والدليل على ذلك أن العرب تقولفيها وأثبتوا النون ألن النون ال حتذف من االسم الذي جيعل وما قبله أو وما

. بعده مبنزلة اسم واحدجعلوا الذين وما بعده من الكالم مبنزلة امسني الذين يف الدار ف : أال تراهم قالوا

. جعال امسا واحدا ومل حيذفوا النون ألهنا ال جتيء على حد التنوين . أال تراها تدخل يف األلف والالم وما ال ينصرف

وإمنا صارت األمساء حني وليت لك مبنزلة املضاف ألهنم كأهنم أحلقوا الالم بعد يا تيم تيم عدي فإمنا أحلقت االسم امسا : أنك حني قلت اسم كان مضافا كما

. كان مضافا ومل يغري الثاين املعىن كما أن الالم مل تغري معىن ال أباك ال أب فيها فليست يف من احلروف اليت إذا حلقت بعد مضاف مل : وإذا قلت

. تغري املعىن الذي كان قبل أن تلحقم ال تغري معىن املضاف اىل االسم إذا صارت بينهما كما أن أال ترى أن الال

االسم الذي يثىن به ال يغري املعىن إذا صار بني األول واملضاف إليه فمن مث . صارت الالم مبنزلة االسم يثىن به

ال غالم وجارية فيها ألن ال إمنا جتعل وما تعمل فيه امسا واحدا إذا كانت : وتقولب االسم فكما ال جيوز أن تفصل مخسة من عشر كذلك مل يستقم هذا اىل جن

. ألنه مشبه به فإذا فارقه جرى على األصلال : ال أب وابنا مثل مروان وابنه إذا هو باجملد ارتدى وتأزرا وتقول : قال الشاعر

لك ال رجل ليس : رجل وال امرأة يا فت إذا كنت ال مبنزلتها يف ليس حني تقول . وال امرأة فيها

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

436

ال نسب اليوم وال خلة اتسع : وقال رجل من بين سليم وهو أنس بن العباسليس : ال رجل وال امرأة فيها فتعيد ال األوىل كما تقول : اخلرق على الراقع وتقول

. عبد اهلل وليس أخوه فيها فتكون حال اآلخرة يف تثنيتها كحال األوىلال غالمني وال جاريتني لك إذا كانت الثانية هي األوىل أثبت النون : فإن قلت

ألن لك خرب عنهما والنون ال تذهب إذا جعلتهما كاسم واحد ألن النون أقوى من التنوين فلم جيروا عليها ما أجروا على التنوين يف هذا الباب ألنه مفارق للنون

. هوألهنا تثبت فيما ال يثبت في . واعلم أن كل شيء حسن لك أن تعمل فيه تب حسن لك أن تعمل فيه ال

وال : والسيما زيد فزعم أنه مثل قولك : وسألت اخلليل رمحه اهلل عن قول العرب . مثل زيد وما لغو

هذا فسي يف " مثال ما بعوضة " : والسيما زيد كقوهلم دع ما زيد وكقوله : وقال : املوضع مبنزلة مثل فمن مث عملت فيه ال كما تعمل رب يف مثل وذلك قولك

. رب مثل زيد يا رب مثلك يف النساء غريرة بيضاء قد متـعتها بطالق : وقال أبو حمجن الثقفي

ما يثبت فيه التنوين من األمساء املنفية وذلك من قبل أن التنوين مل يصر منتهى السم فصار كأنه حرف قبل آخر االسم وإمنا حيذف يف النفي والنداء منتهى ا

. االسمال خريا منه لك وال حسنا وجهه لك وال ضاربا زيدا لك ألن ما بعد : وهو قولك

حسن وضارب وخري صار من متام االسم فقبح عندهم أن حيذفوا قبل أن ينتهوا . النفي يف أواخر األمساءاىل منتهى االسم ألن احلذف يف

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

437

. ال عشرين درمها لك : ومثل ذلك قولككذلك ال آمرا باملعروف لك إذا جعلت باملعروف من متام : وقال اخلليل رمحه اهلل

. ال آمرا معروفا لك : االسم وجعلته متصال به كأنك قلتعلى األول كالما وإن قلت ال آمر مبعروف فكأنك جئت مبعروف بعد ما بنيت

. ال آمر يف الدار يوم اجلمعة : كقولكال آمر يوم اجلمعة فيها فيصري املبين على األول : وإن شئت جعلته كأنك قلت

لغى مقدما . مؤخرا ويكون امل

وكذلك ال راغبا اىل اهلل لك وال مغريا على األعداء لك إذا جعلت اآلخر متصال . ل منك بأفعلباألول كاتصا

وإن جعلته منفصال من األول كانفصال لك من سقيا لك مل تنون ألن يصري . حينئذ مبنزلة يوم اجلمعة

ال آمرا يوم اجلمعة إذا نفيت اآلمرين يوم اجلمعة ال من سواهم : وإن شئت قلت أعلمت ال آمر يوم اجلمعة فأنت تنفي اآلمرين كلهم مث : من اآلمرين فإذا قلت

. يف أي حنيوإذا قلت ال ضاربا يوم اجلمعة فإمنا تنفي ضاريب يوم اجلمعة يف يومه أو يف يوم

. غريه وجتعل يوم اجلمعة فيه منتهى االسموإمنا نونت ألنه صار منتهى االسم اليوم كما صار ما ذكرت منتهى االسم وصار

مضروب وألف مضارب فنونت التنوين كأنه زيادة يف االسم قبل آخره حنو واو . كما نونت يف النداء كل شيء صار منتهى االسم فيه ما بعده وليس منه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

438

فنون يف هذا ما نونته يف النداء مما ذكرت لك إال النكرة فإن النكرة يف هذا الباب . مبنزلة املعرفة يف النداء

فالنكرة ههنا مبنزلة املعرفة وال تعمل ال إال يف النكرة جتعل معها مبنزلة مخسة عشر . هناك إال ما ذكرت لك

هذا باب وصف املنفي اعلم أنك إذا وصفت املنفي فإن شئت نونت صفة املنفي وهو أكثر يف الكالم

. وإن شئت مل تنون . ال غالم ظريفا لك وال غالم ظريف لك : وذلك قولك

نزلة اسم واحد وجعلوا صفة املنصوب فأما الذين نونوا فإهنم جعلوا االسم وال مب . يف هذا املوضع مبنزلته يف غري النفي

ال غالم ظريفا لك فأنت يف الوصف األول باخليار وال يكون الثاين : فإذا قلت . إال منونا من قبل أنه ال تكون ثالثة أشياء منفصلة مبنزلة اسم واحد

. ت فيها صفة أو غري صفةال غالم فيها ظريفا إذا جعل : ومثل ذلكوإن كررت االسم فصار وصفا فأنت فيه باخليار إن شئت نونت وإن شئت مل

. تنون . ال ماء ماء باردا وال ماء ماء باردا : وذلك قولك

. وال يكون باردا إال منونا ألنه وصف ثان باب ال يكون الوصف فيه إال منونا

ال رجل اليوم ظريفا وال رجل فيها عاقال إذا جعلت فيها خربا أو : وذلك قولكلغوا وال رجل فيك راغبا من قبل أنه ال جيوز لك أن جتعل االسم والصفة مبنزلة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

439

اسم واحد وقد فصلت بينهما كما أنه ال جيوز لك أن تفصل بني عشر ومخسة . يف مخسة عشر

ال ماء مساء لك باردا وال مثله عاقال : ونا قولهومما ال يكون الوصف فيه إال منمن قبل أن املضاف ال جيعل مع غريه مبنزلة مخسة عشر وإمنا يذبه التنوين منه كما يذهب منه يف غري هذا املوضع فمن مث صار وصفه مبنزلته يف غري هذا

. املوضعا يكون يف غري باب أال ترى أن هذا لو مل يكن مضافا مل يكن إال منونا كم

. ال ضاربا زيدا لك وال حسنا وجه األخ فيها : النفي وذلك قولكفإذا كففت التنوين وأضفت كا مبنزلته يف غري هذا الباب كما كان كذلك غري

. مضاف فلما صار التنوين إمنا يكف لإلضافة جرى على األصل . فأنت باخليار يف التنوين وتركه ال ماء وال لب مث وصفت اللب : فإذا قلت

فإذا جعلت الصفة للماء مل يكن الوصف إال منونا ألنه ال يفصل بني الشيئني اللذين جيعالن مبنزلة اسم واحد مضمرا أو مظهرا ألهنما قد صارا امسا واحدا مبنزلة

. زيد وحيتاجان اىل اخلرب مضمرا أو مظهرا . تيم تيم عدي مل يستقم إال أن تقول ذاهبون أال ترى أنه لو جاز

. فإذا قلت ال أبا لك فها هنا إضمار مكان باب ال تسقط فيه النون وإن وليت لك

ال غالمني ظريفني وال مسلمني صاحلني لك من قبل أن الظريفني : وذلك قولك ال مث وليته لك والصاحلني نعت للمنفي ومن امسه وليس واحد من االمسني ويل

. ولكنه وصف وموصوف فليس للموصوف سبيل اىل اإلضافة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

441

ومل جيئ ذلك يف الوصف ألنه ليس باملنفي وإمنا هو صفة وإمنا جاز التخفيف يف النفي فلم جيز ذلك إال يف املنفي كما أنه جيوز يف املنادى أشياء ال جتوز يف

. وصفه من احلذف واالستخفاف . وقد بـني ذلك

باب ما جرى على موضع املنفي : فمن ذلك قول ذي الرمة

غارات والربل هبا العني واآلرام ال عد عندها ** وال كرع إال امل

هذا لعمركم الصغار بعينه ال أم يل إن كان ذاك وال : وقال رجل من بين مذحجلى املوضع ال على احلرف الذي عمل أب فزعم اخلليل رمحه اهلل أن هذا جيري ع

فلسنا باجلبال وال احلديدا أجراه على : يف االسم كما أن الشاعر حني قال . املوضع

. ال مال له قليل وال كثري رفعوه على املوضع : ومن ذلك أيضا قول العرب . ال مثله أحد وال كزيد أحد : ومثل ذلك أيضا قول العرب

. الكالم على ال فنصبت وإن شئت محلت ال حول وال : ال مثله رجل إذا محلته على املوضع كما قال بعض العرب : وتقول

. قوة إال باهلل . وإن شئت محلته على ال فنونته ونصبته

. يل مثله غالما : ال مثله رجال على قوله : وإن شئت قلتيدلك على أن ال رجل يف موضع اسم : وقال اخلليل رمحه اهلل : وقال ذو الرمة

. زيد أفضل منك : ال رجل أفضل منك كأنك قلت : مبتدأ مرفوع قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

441

. حسبك قول السوء : حبسبك قول السوء كأنك قلت : ومثل ذلك . رجل أفضل منك حني مثله : كأنك قلت : وقال اخلليل رمحه اهلل

يب دنا الرواح فسريا ال كالعشية زائرا ومزورا فال يكون إال يا صاح : وأما قول جرير : ال أرى كالعشية زائرا كما تقول : نصبا من قبل أن العشية ليست بالزائر وإمنا أراد

. ما رأيت كاليوم رجال فكاليوم كقولك يف اليوم ألن الكاف ليست باسمتاهلل ما : وسبحان اهلل رجال وإمنا أرادتاهلل رجال : وفيه معىن التعجب كما قال

رأيت رجال ولكنه يرتك اإلظهار استغناء ألن املخاطب يعلم أن هذا املوضع إمنا . يضمر فيه هذا الفعل لكثرة استعماهلم إياه

ال كالعشية عشية وال كزيد رجل ألن اآلخر هو األول وألن زيدا رجل : وتقولال مال له : ال أحد كزيد مث قلت رجل كما تقول : توصار ال كزيد كأنك قل

. قليل وال كثري على املوضع . وال شيء كهذا ورفع على ما ذكرت لك : كأنه قال : قال الشاعر امرؤ القيس

ال أحد : فهل يف معد فوق ذلك مرفدا كأنه قال : وإن شئت نصبته على نصبه . زيد كما محل املرفد على ذلككزيد رجال ومحل الرجل على

. وإن شئت نصبته على ما نصبت عليه ال مال له قليال وال كثريا ال بأس عليك وال : ال عليك وإمنا يريد : ونظري ال كزيد يف حذفهم االسم قوهلم

. شيء عليك ولكنه حذف لكثرة استعماهلم إياه ا اليت كانت عليهاباب ما ال تغري فيه ال األمساء عن حاهل

: قبل أن تدخل ال وال جيوز ذلك إال أن تعيد ال الثانية من قبل أنه جواب لقوله . أغالم عندك أم جارية إذا ادعيت أن أحدمها عنده

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

442

وال حيسن إال أن تعيد ال كما أنه ال حيسن إذا أردت املعىن الذي تكون فيه أم . إال أن تذكرها مع اسم بعدها

هل من غالم وعملت ال فيما بعدها : ال ال غالم فإمنا هي جواب لقولهوإذا ق . وإن كان يف موضع ابتداء كما عملت من يف الغالم وإن كان يف موضع ابتداء

ال " : فمما ال يتغري عن حاله قبل أن تدخل عليه ال قول اهلل عز وجل ذكره . " خوف عليهم وال هم حيزنون

وما صرمتك حت قلت معلنة ال ناقة يل يف هذا وال مجل : شاعر الراعيوقال ال . وقد جعلت وليس ذلك باألكثر مبنزلة ليس

وإن جعلتها مبنزلة ليس كانت حاهلا كحال ال يف أهنا يف موضع ابتداء وأهنا ال . تعمل يف معرفة

ا ابن قيس ال براح واعلم من صد عن نرياهنا فأن : فمن ذلك قول سعد بن مالك . أن املعارف ال جتري جمرى النكرة يف هذا الباب ألن ال ال تعمل يف معرفة أبدا

ال هيثم من : ال هيثم الليلة للمطي فإنه جعله نكرة كأنه قال : فأما قول الشاعر . اهليثمني

. ال بضرة لكم : ومثل ذلكأرى احلاجات عند أيب خبيب نكدن وال أمية بالبالد : وقال ابن الزبري األسدي

. قضية وال أبا حسن جتعله نكرة : وتقولألنه ال جيوز لك أن : فكيف يكون هذا وإمنا أراد عليا رضي اهلل عنه فقال : قلت

تعمل ال يف معرفة وإمنا تعملها يف النكرة فإذا جعلت أبا حسن نكرة حسن لك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

443

ال وعلم املخاطب أنه قد دخل يف هؤالء املنكورين علي وأنه قد غيب أن تعمل . عنها

إنه مل يرد أن ينفي كل من امسه علي فإمنا أراد أن ينفي منكورين كلهم : فإن قلتال أمثال علي هلذه القضية ودل هذا الكالم على : يف قضيته مثل علي كأنه قال

. قد غيب عنهاأنه ليس هلا علي وأنه . وإن جعلته نكرة ورفعته كما رفعت ال براح فجائز

فرطن فال رد ملا بت وانقضى ولكن بغوض أن : ومثله قول الشاعر مزاحم العقيلي . يقال عدمي وقد جيوز يف الشعر رفع املعرفة وال تثىن ال

ا أن ال إلينا رجوعها واعلم بكت جزعا واسرتجعت مث آذنت ركائبه : قال الشاعرأنك إذا فصلت بني ال وبني االسم حبشو مل حيسن إال أن تعيد ال الثانية ألنه

أذا عندك أم ذا ومل جتعل ال يف هذا املوضع مبنزلة ليس وذلك ألهنم : جعل جواب . جعلوها إذا رفعت مثلها إذا نصبت ال تفصل ألهنا ليست بفعل

ال فيها غول وال هم عنها " : ال حبشو قوله جل ثناؤه فمما فصل بينه وبني . " ينزفون

وال جيوز ال فيها أحد إال ضعيفا وال حيسن ال فيك خري فإن تكلمت به مل يكن إال رفعا ألن ال ال تعمل إذا فصل بينها وبني االسم رافعة وال ناصبة ملا ذكرت

. لكقال : ال أحد خري منك : إذا جعلته خربا وكذلكال أحد أفضل منك : وتقول

ورد جازرهم حرفا مصرمة وال كرمي من الولدان مصبوح ملا صار خربا : الشاعر

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

444

ال أحد : جرى على املوضع ألنه ليس بوصف وال حممول على ال فجرى جمرى . فيها إال زيد

ن جعلها كليس وجيريها جمراها ال أحد أفضل منك يف قول م : وإن شئت قلت . ناصبة يف املواضع وفيما جيوز أن حيمل عليها

. ومل جتعل ال اليت كليس مع ما بعدها كاسم واحد لئال يكون الرافع كالناصب . وليس أيضا كل شيء خيالف بلفظه جيري جمرى ما كان يف معناه

وضعباب ال جتوز فيه املعرفة إال أن حتمل على امل ال : ألنه ال جيوز لال أن تعمل يف معرفة كما ال جيوز ذلك لرب فمن ذلك قولك

. غالم لك وال العباس رب غالم لك والعباس : أمحله على ال فإنه ينبغي لك أن تقول : فإن قلت

. وكذلك ال غالم لك وأخوهال رجل لك : قولكل شاة وسخلتها بدرهم فإنه ينبغي له أن ي : فأما من قال

. ال رجل لك وأخا له : وأخاه ألنه كأنه قال باب ما إذا حلقته ال مل تغريه عن حاله اليت كان عليها

قبل أن تلحق وذلك ألهنا حلقت ما قد عمل فيه غريها كما أهنا إذا حلقت . حقاألفعال اليت هي بدل منها مل تغريها عن حاهلا اليت كانت عليها قبل أن تل

. وال يلزمك يف هذا الباب تثنية ال كما ال تثين ال يف األفعال اليت هي بدل منهاال مرحبا وال أهال وال كرامة وال مسرة وال شلال وال سقيا وال رعيا : وذلك قولك

وال هنيئا وال مريئا صارت ال مع هذه األمساء مبنزلة اسم منصوب ليس معه ال . جمراها قبل أن تلحق ال ألهنا أجريت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

445

. ال سالم عليك مل تغري الكالم عما كان عليه قبل أن تلحق : ومثل ذلكونـبئت جوابا وسكنا يسبين وعمرو بن عفرا ال سالم على عمرو فلم : وقال جرير

يلزمك يف ذا تثنية ال كما مل يلزمك ذلك يف الفعل الذي فيه معناه وذلك ال . عليهسلم اهلل

فدخلت يف ذا الباب لتنفي ما كان دعاء كما دخلت على الفعل الذي هو بدل . من لفظه

. ال بك السوء ألن معناه ال ساءك اهلل : ومثل ال سالم على عمروومما جرى جمرى الدعاء مما هو تطلق عند طلب احلاجة وبشاشة حنو كرامة ومسرة

. ونعمة عنيوال أكرمك وال أسرك وال أنعمك : على هذا كما دخلت على قوله فدخلت

. عينا ال اضرب : ولو قبح دخوهلا هنا لقبح يف االسم كما قبح يف ال ضربا ألنه ال جيوز

. يف األمر : وقد دخلت يف موضع غري هذا فلم تغريه عن حاله قبل أن تدخله وذلك قوهلم

. ال هنا ألهنا عاقبت ما ارتفعت عليه سواء ال سواء وإمنا دخلتال ها اهلل ذا حني : أال ترى أنك ال تقول هذان ال سواء فجاز هذا كما جاز

. عاقبت ومل جيز ذكر الواوال ينبغي أن تفعل كذا وكذا : ال نـولك أن تفعل ألهنم جعلوه معاقبا لقوله : وقالوا

دخل يف ينبغي كما دخل يف ال سالم ما دخل يف وصار بدال منه فدخل فيه ما . سلم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

446

واعلم أن ال قد تكون يف بعض املواضع مبنزلة اسم واحد هي واملضاف إليه ليس أخذته بال ذنب وأخذته بال شيء وغضبت من ال : معه شيء وذلك حنو قولك

إذا مل شيء وذهبت بال عتاد واملعىن معىن ذهبت بغري عتاد وأخذته بغري ذنب أجئتنا بغري شيء أي : ترد أن جتعل غريا شيئا أخذه ومثل ذاك قولك للرجل

. رائقا ما كان إال كال شيء وإنك وال شيئا : وتقول إذا قللت الشيء أو صغرت أمره

. سواء تركتين حني ال مال أعيش به : ومن هذا النحو قول الشاعر وهو أبو الطفيل

ال : حني ال مستصرخ و : زمان الناس أو كلبا والرفع عريب على قوله وحني جن براح والنصب أجود وأكثر من الرفع ألنك إذا قلت ال غالم فهي أكثر من الرافعة

. اليت مبنزلة ليسما : حنت قلوصي حني ال حني حمن وأما قول جرير : قال الشاعر وهو العجاج

لك بعد احللم والدين وقد عالك مشيب حني ال حني فإمنا هو حني بال جه . حني وال مبنزلة ما إذا ألغيت

. ال فارس وال شجاع : مررت برجل ال فارس حت تقول : واعلم أنه قبيح أن تقول . ال فارسا وال شجاعا : هذا زيد ال فارسا ال حيسن حت تقول : ومثل ذلك

أبرجل شجاع مررت أم بفارس : لك أنه جواب ملن قال أو ملن جتعله ممن قالوذ . أفارس زيد أم شجاع وقد جيوز على ضعفه يف الشعر : وكقوله

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

447

وأنت امرؤ منا خلقت لغرينا حياتك ال نفع وموتك : قال رجل من بين سلولزيد ال فارس وال : ء حنوفاجع فكذلك هذه الصفات وما جعلته خربا لألمسا

. شجاعواعلم أن ال يف االستفهام تعمل فيما بعدها كما تعمل فيه إذا كانت يف اخلرب

أال طعان وال فرسان عادية إال جتشؤكم : فمن ذلك قوله البيت حلسان بن ثابت . أفال قماص بالعري : عند التنانري وقال يف مثل

. أال غالم وأال جارية : م وال جارية قالال غال : ومن قالواعلم أن ال إذا كانت مع ألف االستفهام ودخل فيها معىن التمين عملت فيما بعدها فنصبته وال حيسن هلا أن تعمل يف هذا املوضع إال فيما تعمل فيه يف اخلرب

. وتسقط النون والتنوين يف التمين كما سقطا يف اخلرب . غالم يل وأال ماء باردا أال : فمن ذلك . أال ماء بارد : ال ماء بارد قال : ومن قال

. ال غالمني وجاريتني لك : أال غالمني أو جاريتني لك كما تقول : وتقولال غالم وجارية لك جتريها جمرى ال ناصبة يف : أال ماء ولبنا كما قلت : وتقول

. مجيع ما ذكرت لكأال رجال جزاه اهلل خريا يدل على حمصلة تبيت : اخلليل رمحه اهلل عن قوله وسألت

فهال خريا من ذلك كأنه : فزعم أنه ليس على التمين ولكنه مبنزلة قول الرجل . أال تروين رجال جزاه اهلل خريا : قال

وال خلة على ال نسب اليوم : وأما يونس فزعم أنه نون مضطرا وزعم أن قوله . االضطرار

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

448

. وأما غريه فوجهه على ما ذكرت لك . والذي قال مذهب

أذا عندك أم ذا وليس يف : وال يكون الرفع يف هذا املوضع ألنه ليس جبواب لقوله . ذا املوضع معىن ليس

أال ماء وعسال باردا حلوا ال يكون يف الصفة إال التنوين ألنك فصلت : وتقول . ني االسم والصفة حني جعلت الربد للماء واحلالوة للعسلب

ال غالم أفضل منك مل يقل يف أال غالم أفضل منك إال بالنصيب : ومن قالألنه دخل فيه معىن التمين وصار مستغنيا عن اخلرب كاستغناء اللهم غالما ومعناه

. اللهم هب يل غالما هذا باب االستثناء

. االستثناء إالفحرف . وما جاء من األمساء فيه معىن إال فغري وسوى

. وما جاء من األفعال فيه معىن إال فال يكون وليس وعدا وخالوما فيه ذلك املعىن من حروف اإلضافة وليس باسم فحاشى وخال يف بعض

. اللغات . وسأبني لك أحوال هذه احلروف إن شاء اهلل عز وجل األول فاألول

باب ما يكون استثناء بإال فأحد الوجهني أن ال تغري االسم : اعلم أن إال يكون االسم بعدها على وجهني

ال مرحبا وال : عن احلال اليت كان عليها قبل أن تلحق كما أن ال حني قلت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

449

سالم مل تغري االسم عن حاله قبل أن تلحق فكذلك إال ولكنها جتيء ملعىن كما . ملعىنجتيء ال

والوجه اآلخر أن يكون االسم بعدها خارجا مما دخل فيه ما قبله عامال فيه ما . قبله من الكالم كما تعمل عشرون فيما بعدها إذا قلت عشرون درمها

فأما الوجه الذي يكون فيه االسم مبنزلته قبل أن تلحق إال فهو أن تدخل االسم ما أتاين إال زيد وما لقيت إال زيدا وما : يف شيء تنفي عنه ما سواه وذلك قوله

مررت إال بزيد جتري االسم جمراه إذا قلت ما أتاين زيد وما لقيت زيدا وما مررت بزيد ولكنك أدخلت إال لتوجب األفعال هلذه األمساء ولتنفي ما سواها فصارت

. هذه األمساء مستثناةجه سوى أن تكون على حاهلا قبل أن فليس يف هذه األمساء يف هذا املوضع و

تلحق إال ألهنا بعد إال حممولة على ما جير ويرفع وينصب كما كانت حممولة عليه . قبل أن تلحق إال ومل تشغل عنها قبل أن تلحق إال الفعل بغريها

باب ما يكون املستثىن فيه بدال مما نفى عنه ما أدخل فيه إال زيد وما مررت بأحد إال زيد وما رأيت أحدا إال ما أتاين أحد : وذلك قولك

ما مررت إال بزيد وما أتاين : زيدا جعلت املستثىن بدال من األول فكأنك قلت . إال زيد وما لقيت إال زيدا

. مررت بزيد : مررت برجل زيد فكأنك قلت : كما أنك إذا قلتىن بدال من الذي قبله ألنك تدخله فيما فهذا وجه الكالم أن جتعل املستث

. أخرجت منه األول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

451

ما أتاين القوم إال عمرو وما فيها القوم إال زيد وليس فيها القوم : ومن ذلك قولكما أتاين القوم إال أباك ألنه مبنزلة أتاين القوم إال أباك فإنه : إال أخوك ومن قال . " ه إال قليال منهم ما فعلو " : ينبغي له أن يقول

. الوجه ما أتاين القوم إال عبد اهلل : وحدثين يونس أن أبا عمرو كان يقولما أتاين أحد كما أنه ال جيوز : ولو كان هذا مبنزلة أتاين القوم ملا جاز أن تقول

أتاين أحد ولكن املستثىن يف هذا املوضع مبدل من االسم األول ولو كان من قبل ولكان ينبغي له أن يقول " ومل يكن هلم شهداء إال أنفسهم " : اجلماعة ملا قلت

. ما أتاين أحد إال قد قال ذاك إال زيد ألنه ذكر واحدا ما فيهم أحد اختذت عنده يدا إال زيد وما فيهم خري إال زيد : ومن ذلك أيضا

. إذا كان زيد هو اخلريررت بأحد يقول ذاك إال عبد اهلل وما رأيت أحدا يقول ذاك إال عبد ما م : وتقول

. اهلل وما رأيت أحدا يقول ذاك إال زيدا . هذا وجه الكالم

ما رأيت أحدا يقول ذاك إال : وإن محلته على اإلضمار الذي يف الفعل فقلت . زيد ورفعت فجائز حسن

. ا وكذلك ما علمت أحدا يقول ذاك إال زيد . وإن شئت رفعت فعريب

يف ليلة ال نرى هبا أحدا حيكي علينا إال كواكبها : قال الشاعر وهو عدي بن زيد . وكذلك ما أظن أحدا يقول ذاك إال زيدا

. وإن رفعت فجائز حسن

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

451

وكذلك ما علمت أحدا وإمنا اختري النصب هنا ألهنم أرادوا أن جيعلوا املستثىن ملبدل منه وأن ال يكون بدال إال من منفي فاملبدل منه منصوب منفي مبنزلة ا

ومضمره مرفوع فأرادوا أن جيعلوا املستثىن بدال منه ألنه هو املنفي وهذا وصف أو قد : خرب وقد تكلموا باآلخر ألن معناه النفي إذا كان وصفا ملنفي كما قالوا

. معناه معىن املستفهم عنهعرفت زيد أبو من هو ملا ذكرت لك ألن ما أظن أحدا فيها إال زيد وال أحد منهم اختذت عنده يدا إا زيد على : وقد جيوز

. إال كواكبها : قولهما ضربت أحدا يقول ذاك إال زيدا ال يكون يف ذا إال النصب وذلك : وتقول

رد أن خترب أنه ليس يقول ألنك أردت يف هذا املوضع أن خترب مبوقوع فعلك ومل ت . ذاك إال زيد ولكنك أخربت أنك ضربت ممن يقول ذاك زيدا

واملعىن يف األول أنك أردت أنه ليس يقول ذاك إال زيد ولكنك قلت رأيت أو . ظننت أو حنومها لتجعل ذلك فيما رأيت وفيما ظننت

. ولو جعلت رأيت رؤية العني كان مبنزلة ضربتما رأيته يقول ذاك إال زيد وما ظننته : أال ترى أنك تقول : ه اهللقال اخلليل رمح . يقوله إال عمرو

فهذا يدلك على أنك إمنا انتحيت على القول ومل ترد أن جتعل عبد اهلل موضع فعل كضربت وقتلت ولكنه فعل مبنزلة ليس جييء ملعىن وإمنا يدل على ما يف

. علمكذاك إال زيد فليس زيد بدال من الرجل يف قل ولكن قل قل رجل يقول : وتقول

. رجل يف موضع أقل رجل ومعناه كمعناه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

452

وأقل رجل مبتدأ مبين عليه واملستثىن بدل منه ألنك تدخله يف شيء خترج منه من . سواه

. وكذلك أقل من يقول ذلك وقل من يقول ذاك إذا جعلت من مبنزلة رجل رب ما تكره النفوس من : ا بذلك يونس عن العرب جيعلونه نكرة كما قالحدثن

. األ مر له فرجة كحل العقال فجعل ما نكرة باب ما محل على موضع العامل يف االسم

واالسم ال على ما عمل يف االسم ولكن االسم وما عمل فيه يف موضع اسم . مرفوع أو منصوب

. أتاين من أحد إال زيد وما رأيت من أحد إال زيدا ما : وذلك قولكما أتاين إال من زيد : وإمنا منعك أن حتمل الكالم على من أنه خلف أن تقول

ما أتاين أحد إال : فلما كان كذلك محله على املوضع فجعله بدال منه كأنه قالن من دخلت هنا فالن ألن معىن ما أتاين أحد وما أتاين من أحد واحد ولك

ما أنت بفاعل : كفى بالشيب واإلسالم ويف : توكيدا كما تدخل الباء يف قولك . ولست بفاعل

ما أنت بشيء إال شيء ال يعبأ به من قبل أن بشيء يف موضع رفع : ومثل ذلكيف لغة بين متيم فلما قبح أن حتمله على الباء صار كأنه بدل من اسم مرفوع

ما أنت بشيء : لغة أهل احلجاز يف موضع منصوب ولكنك إذا قلت وبشيء يفإال شيء ال يعبأ به استوت اللغتان فصارت ما على أقيس الوجهني ألنك إذا

ما أنت إال شيء ال يعبأ : ما أنت بشيء إال شيء ال يعبأ به فكأنك قلت : قلت . به

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

453

لست إال شيئا ال يعبأ به : أنك قلتلست بشيء إال شيئا ال يعبأ به ك : وتقوليا ابـين لبيين لستما بيد إال يدا ليست هلا : والباء ههنا مبنزلتها فيما قال الشاعر

ال أحد فيها إال عبد : عضد ومما أجري على املوضع ال على ما عمل يف االسم . د يف ما أتايناهلل فال أحد يف موضع اسم مبتدأ وهي ههنا مبنزلة من أح

ما أتاين من أحد ال عبد اهلل وال زيد من قبل أنه خلف أن : أال ترى أنك تقولحتمل املعرفة على من يف ذا املوضع كما تقول ال أحد فيها ال زيد وال عمرو ألن

ال : هل من وتقول : املعرفة ال حتمل على ال وذلك أن هذا الكالم جواب لقوله . ال أحد مرئي : يته إال زيد إذا بنيت رأيته على األول كأنك قلتأحد رأ

. وإن جعلت رأيته صفة فكذلك كأنك قلت ال أحد مرئيا . ما فيها إال زيد وما علمت أن فيها إال زيدا : وتقول

فإن قلبته فجعلته يلي أن وما يف لغة أهل احلجاز قبح ومل جيز ألهنما ليسا بفعل حتمل قلبهما كما مل جيز فيهما التقدمي والتأخري ومل جيز ما أنت إال ذاهبا في

ولكنه ملا طال الكالم قوي واحتمل ذلك كأشياء جتوز يف الكالم إذا طال وتزداد . حسنا

. وسرتى ذلك إن شاء اهلل ومنها ما قد مضىيستعمل يف إن أحدا ال يقول ذاك وهو ضعيف خبيث ألن أحدا ال : وتقول

الواجب وإمنا نفيت بعد أن أوجبت ولكنه قد احتمل حيث كان معناه النفي . قد عرفت زيد أبو من هو حيث كان معناه أبو من زيد : كما جاز يف كالمهم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

454

: إن أحدا ال يقول هذا إال زيدا كما أنه يقول على اجلواز : فمن أجاز هذا قالك إال زيدا يصري هذا مبنزلة ما أعلم أن أحدا يقول ذاك رأيت أحدا ال يقول ذا

. كما صار هذا مبنزلة ما رأيت حيث دخله معىن النفيحيكي علينا إال كواكبها : وإن شئت قلت إال زيد فحملته على يقول كما جاز

ن ال أحد فيها إال زيد وأقل رجل رأيته إال عمرو أل : وليس هذا يف القوة كقولكهذا املوضع إمنا ابتدئ مع معىن النفي وهذا موضع إجياب وإمنا جيء بالنفي بعد

. ذلك يف اخلرب فجاز االستثناء أن يكون بدال من االبتداء حني وقع منفيا وال جيوز أن يكون االستثناء أوال لو مل يقل أقل رجل وال رجل ألن االستثناء

. البد له ها هنا من النفي . از أن حيمل على إن هاهنا حيث صارت أحد كأهنا منفيةوج باب النصب فيما يكون مستثىن مبدال

ما : حدثنا بذلك يونس وعيسى مجيعا أن بعض العرب املوثوق بعربيته يقول . مررت بأحد إال زيدا وما أتاين أحد إال زيدا

ا على غري رأيت وذلك أنك مل ما رأيت أحدا إال زيدا فينصب زيد : وعلى هذا . جتعل اآلخر بدال من األول ولكنك جعلته منقطعا مما عمل يف األول

. ولكن زيدا وال أعين زيدا : والدليل على ذلك أنه جييء على معىن . وعمل فيه ما قبله كما عمل العشرون يف الدرهم إذا قلت عشرون درمها

إن لفالن واهلل ماال إال أنه شقي فأنه ال يكون أبدا : ومثله يف االنقطاع من أوله . ولكنه شقي : على إن لفالن وهو يف موضع نصب وجاء على معىن

هذا باب خيتار فيه النصب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

455

ألن اآلخر ليس من النوع األولما فيها أحد إال محارا جاءوا به على معىن : وهو لغة أهل احلجاز وذلك قولك

وكرهوا أن يبدلوا اآلخر من األول فيصري كأنه من نوعه فحمل على ولكن محارا . معىن ولكن وعمل فيه ما قبله كعمل العشرين يف الدرهم

ال أحد فيها إال محار أرادوا ليس فيها إال محار ولكنه ذكر : وأما بنو متيم فيقولونليس فيها إال : قال أحدا توكيدا ألن يعلم أن ليس فيها آدمي مث أبدل فكأنه

. محار . وإن شئت جعلته إنساهنا

فإن متس يف قرب برهوة ثاويا أنيسك أصداء : قال الشاعر وهو أبو ذؤيب اهلذيل . القبور تصيح فجعلهم أنيسه

. ما يل عتاب إال السيف جعله عتابه : ومثل ذلك قوله . جعلته هو السري ما أنت إال سريا إذا : كما أنك تقول

يا دار مية بالعلياء فالسند : وعلى هذا أنشدت بنو متيم قول النابغة الذبياينأقوت وطال عليها سالف األبد وقفت فيها أصيالنا أسائلها عيت جوابا وما

د وأهل بالربع من أحد إال أواري أليا ما أبينها والنؤي كاحلوض باملظلومة اجلل . احلجاز ينصبون . جعلها أنيسها : ومثل ذلك قوله

. وإن شئت كان على الوجه الذي فسرته يف احلمار أول مرة . وهو يف كال املعنيني إذا مل تنصب بدل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

456

ما له عليه سلطان إال التكلف ألن التكلف ليس من : ومن ذلك من املصادر . السلطان . هو مبنزلة التكلفإال أنه يتكلف : وكذلك

. وإمنا جييء هذا على معىن ولكن " : ومثله " ما هلم به من علم إال اتباع الظن " : ومثل ذلك قوله عز وجل ذكره

. وإن نشأ نغرقـهم فال صريح هلم وال هم ينقذون . " إال رمحة منا

ذي مثنوية وال علم إال حسن ظن حلفت ميينا غري : ومثل ذلك قول النابغةبصاحب وأما بنو متيم فريفعون هذا كله جيعلون اتباع الظن علمهم وحسن الظن

. علمه والتكلف سلطانهليس بيين وبني قيس عتاب غري طعن : وهم ينشدون بيت ابن األيهم التغليب رفعا

. بالكلى وضرب الرقاب جعلوا ذلك العتا . وأهل احلجاز ينصبون على التفسري الذي ذكرنا

وخيل قد دلفت هلا خبيل حتية بينهم : وزعم اخلليل أن الرفع يف هذا على قوله . ضرب وجيع جعل الضرب حتيتهم كما جعلوا اتباع الظن علمهم

. ملكانوإن شئت كانت على ما فسرت لك يف احلمار إذا مل جتعله أنيس ذلك اواحلرب ال يبقى جلا محها التخيل واملراح إال الفت الصبار : وقال احلارث بن عبار

مل يغذها الرسل وال أيسارها إال طري اللحم : يف الن جدات والفرس الوقاح وقاليف املصمم وهذا عشية ال تغين الرماح مكاهنا وال النبل إال املشر : واستجزارها وقال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

457

ما أتاين زيد إال عمرو وما أعانه إخوانكم إال إخوانه ألهنا معارف ليست : يقوي األمساء اآلخرة هبا وال منها

باب ما ال يكون إال على معىنأي " ال عاصم اليوم من أمر اهلل إال من رحم " : ولكن فمن ذلك قوله تعاىل

. ولكن من رحم " فلوال كانت قرية آمنت فنفعها إمياهنا إال قوم يونس ملا آمنوا " : عز وجل وقوله

. أي ولكن قوم يونس ملا آمنوافلوال كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد " : وقوله عز وجل

. نا منهمأي ولكن قليال مما أجني " يف األرض إال قليال ممن أجنينا منهم أي " أخرجوا من ديارهم بغري حق إال أن يقولوا ربنا اهلل " : وقوله عز وجل . ربنا اهلل : ولكنهم يقولون

. وهذا الضرب يف القرآن كثري . ال تكونن من فالن يف شيء إال سالما بسالم : ومن ذلك من الكالم

ما زاد إال ما نقص وما : أبو اخلطاب ومثل ذلك أيضا من الكالم فيما حدثنا . نفع إال ما ضر

. فما مع الفعل مبنزلة اسم حنو النقصان والضرر . ما أحسن ما كلم زيدا فهو ما أحسن كالم زيدا : كما أنك إذا قلت

ولوال ما مل جيز الفعل بعد إال يف ذا املوضع كما ال جيوز بعد ما أحسن بغري ما . ولكنه نقص : ولكنه ضر وقال : لكأنه قا

. هذا معناه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

458

وال عيب فيهم غري أن سيوفهم هبن فلول من : ومثل ذلك من الشعر قول النابغة . قراع الكتائب أي ولكن سيوفهم هبن فلول

فت كملت خرياته غري أنه جواد فال يبقي من املال باقيا : وقال النابغة اجلعدي . ولكنه مع ذلك جواد : كأنه قال

. ولكين ابن غالب : كأنه قال : ومثل ذلك قول الفرزدق . ومثل ذلك يف الشعر كثري

من كان : ومثل ذلك قوله وهو قول بعض بين مازن يقال له عنز بن دجاجة أشرك يف تفرق فاجل فلبونه جربت معا وأغدت إال كناشرة الذي ضيعتم كالغصن

. ولكن هذا كناشرة : يف غلوائه املنبت كأنه قال : وقال

لوال ابن حارثة األمري لقد ** أغضيت من شتمي على رغم إال كمعرض احملسر بكره ** عمدا يسببين على الظلم

باب ما تكون فيه أن وأن مع صلتهما مبنزلة غريمها من األمساء : إال أهنم قالوا كذا وكذا فأن يف موضع اسم مرفوع كأنه قالوذلك قوهلم ما أتاين

. ما أتاين إال قوهلم كذا وكذا . ما منعين إال أن يغضب علي فالن : ومثل ذلك قوهلم

واحلجة على أن هذا يف موضع رفع أن أبا اخلطاب حدثنا أنه مسع من العرب أن نطقت محامة يف غصون ذات أوقال املوثوق هبم من مل مينع الشرب منها غري

وزعموا أن ناسا من العرب ينصبون هذا الذي يف موضع الرفع فقال اخلليل رمحه . هذا كنصب بعضهم يومئذ يف كل موضع فكذلك غري أن نطقت : اهلل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

459

على حني عاتبت املشيب على الصبا وقلت أملا أصح والشيب : وكما قال النابغة . ع كأنه جعل حني وعاتبت امسا واحدا واز

باب ال يكون املستثىن فيه إال نصبا ألنه خمرج مما أدخلت فيه غريه فعمل فيه ما قبله كما عمل العشرون يف الدرهم

. له عشرون درمها : حني قلتإال أتاين القوم إال أباك ومررت بالقوم : وهذا قول اخلليل رمحه اهلل وذلك قولك

أباك والقوم فيها إال أباك وانتصب األب إذ مل يكن داخال فيما دخل فيه ما قبله ومل يكن صفة وكان العامل فيه ما قبله من الكالم كما أن الدرهم ليس بصفة

. للعشرين وال حممول على ما محلت عليه وعمل فيها . إال أبوك كان حماال وإمنا منع األب أن يكون بدال من القوم أنك لو قلت أتاينما أتاين إال أبوك : وإمنا جاز ما أتاين القوم إال أبوك ألنه حيسن لك أن تقول

فاملبدل إمنا جييء أبدا كأنه مل يذكر قبله شيء ألنك ختلي له الفعل وجتعله مكان . األول

. بوكما أتاين إال أ : ما أتاين القوم إال أبوك فكأنك قلت : فإذا قلتقد قالوا ذلك إال : ما فيهم أحد إال وقد قال ذلك إال زيدا كأنه قال : وتقول

. زيدا باب ما يكون فيه إال وما بعده وصفا مبنزلة مثل وغري

. لو كان معنا رجل إال زيد لغلبنا : وذلك قولكلكنا وأنت تريد لو كان معنا إال زيد هل : والدليل على أنه وصف أنك لو قلت

. االستثناء لكنت قد أحلت

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

461

. " لو كان فيهما آهلة إال اهلل لفسدتا " : ونظر ذلك قوله عز وجل أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة قليل : ونظري ذلك من الشعر قوله وهو ذو الرمة

امها إذا كانت غري قليل هبا األصوات غري بغ : هبا األصوات إال بغامها كأنه قال . غري استثناء

" ال يستوي القاعدون من املؤمنني غري أويل الضرر " : ومثل ذلك قوله تعاىل . " صراط الذين أنعمت عليهم غري املغضوب عليهم " : وقوله عز وجل ذكره

ليمى اليوم لو كان غريي س : وقال أيضا : ومثل ذلك يف الشعر للبيد بن ربيعةلو كان غريي غري الصارم الذكر : غيـره وقع احلوادث إال الصارم الذكر كأنه قال

. لغريه وقع احلوادث إذا جعلت غريا اآلخرة صفة لألوىل . واملعىن أنه أراد أن خيرب أن الصارم الذكر ال يغريه شيء

شئت جعلت إال زيد بدال وإن ما أتاين أحد إال زيد فأنت باخليار إن : وإذا قال . شئت جعلته صفة ما أتاين إال زيد وأنت تريد أن جتعل الكالم مبنزلة مثل وإمنا : وال جيوز أن تقول

. جيوز ذلك صفةونظري ذلك من كالم العرب أمجعون ال جيري يف الكالم إال على اسم وال يعمل

. فيه ناصب وال رافع وال جار وكل أخ مارقه أخوه لعمر أبيك إال الفرقدان كأنه : معدي كربوقال عمرو بن

: وكل أخ غري الفرقدين مفارقه أخوه إذا وصفت به كال كما قال الشماخ : قالوكل خليل غري هاضم نفسه لوصل خليل صارم أو معازر وال جيوز رفع زيد على

لذي هذا من متامه ألن أن يكونإال أن يكون ألنك ال تضمر االسم ا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

461

هذا باب ما يقدم فيه املستثىن . ما فيها إال أباك أحد وما يل إال أباك صديق : وذلك قولك

وزعم اخلليل رمحه اهلل أهنم إمنا محلهم على نصب هذا أن املستثين إمنا وجهه حده أن تداركه بعد عندهم أن يكون بدال وال يكون مبدال منه ألن االستثناء إمنا

ما تنفي فتبدله فلما مل يكن وجه الكالم هذا محلوه على وجه قد جيوز إذا أخرت فيها قائما : املستثين كما أهنم حيث استقبحوا أن يكون االسم صفة يف قوهلم

رجل محلوه على وجه قد جيوز لو أخرت الصفة وكان هذا الوجه أمثل عندهم من . الكالم على غري وجهه أن حيملوا

الناس ألب علينا فيك ليس لنا إال السيوف وأطراف القنا : قال كعب بن مالكوزر مسعناه ممن يرويه عن العرب املوثوق هبم كراهية أن جيعلوا ما حد املستثين أن

. يكون بدال منه بدال من املستثىن . ما يل إال أباك صديق : ومثل ذلك

ما أتاين أحد إال أبوك خري من زيد وما مررت بأحد إال عمرو خري : قلتفإن من زيد وما مررت بأحد إال عمرو خري من زيد كان الرفع واجلر جائزين وحسن البدل ألنك قد شغلت الرافع واجلار مث أبدلته من املرفوع واجملرور مث وصفت بعد

. ذلكصديقا ألنك أخليت من لألب ومل تفرده ألن يعمل من يل إال أبوك : وكذلك

. كما يعمل املبتدأ

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

462

ما مررت بأحد إال زيدا خري منه وكذلك من يل إال زيدا : وقد قال بعضهمصديقا وما يل أحد إال زيدا صديق كرهوا أن يقدموا ويف أنفسهم شيء من صفته

. إال نصبا إال نصبا كما كرهوا أن يقدم قبل االسمما يل إال أبوك أحد فيجعلون : وحدثنا يونس أن بعض العرب املوثوق هبم يقولون

. ما مررت مبثله أحد فجعلوه بدال : أحدا بدال كما قالوا : يل أبوك صديقا كما قلت : ما يل إال أبوك صديقا كأنك قلت : وإن شئت قلت

. ما مررت بأحد إال أبيك خريا منه : ه مثل من يل إال أبوك صديقا حني جعلت أمرتكم أمري مبنقطع اللوى وال أمر : ومثله قول الشاعر وهو الكلحبة الثعليب

. للمعضي أمر مضيعا كما جاز فيها رجل قائما : للمعصي إال مضيعا كأنه قال . وهذا قول اخلليل رمحه اهلل

. ال أحد فيها إال زيدا : قوله وقد يكون أيضا علىما يل إال زيدا صديق وعمرا : ما تكون فيه يف املستثىن الثاين باخليار وذلك قولك

. وعمرو ومن يل إال أباك صديق وزيدا وزيد وعمرو يل ألن هذا املعىن : أما النصب فعلى الكالم األول وأما الرفع فكأنه قال

. النصبال ينقض ما تريد يف . وهذا قول يونس واخلليل رمحهما اهلل

هذا باب تثنية املستثىن . ما أتاين إال زيد إال عمرا : وذلك قولك

. وال جيوز الرفع يف عمرو من قبل أن املستثىن ال يكون بدال من املستثىن . وذلك أنك ال تريد أن خترج األول من شيء تدخل فيه اآلخر

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

463

ما أتاين إال زيدا إال عمرو فتجعل اإلتيان لعمرو ويكون زيد : ت قلتوإن شئمنتصبا من حيث انتصب عمرو فأنت يف ذا باخليار إن شئت نصبت األول

. ورفعت اآلخر وإن شئت نصبت اآلخر ورفعت األولد إال ما أتاين إال عمرا أح : ما أتاين إال عمرا إال بشرا أحد كأنك قلت : وتقول

ما يل إال بشرا : بشر فجعلت بشرا بدال من أحد مث قدمت بشرا فصار كقولكما يل أحد إال : ما يل إال عمرا أحد إال بشر فكأنك قلت : أحد ألنك إذا قلت

. بشر . فما يل إال اهلل ال رب غريه وما يل إال اهلل غريك ناصر فغريك مبنزلة إال زيدا

يا كعب صربا على ما كان من حدث يا : وأما قوله وهو حارثة بن بدر الغداين كعب مل يبق منا غري أجالد إال بقيات أنفاس حتشرجها كراحل رائح أو باكر

مل يبق منها مثل أجالد إال بقيات : غادي فإن غري ههنا مبنزلة مثل كأنك قلت . أنفاس

ما باملدينة دار غري واحدة : شد بعض الناس هذا البيت رفعا للفرزدقوعلى ذا أندار اخلليفة إال دار مروان جعلوا غري صفة مبنزلة مثل ومن جعلها مبنزلة االستثناء

. مل يكن له بد من أن ينصب أحدمها وهو قول ابن أيب إسحاق . وأما إال زيد فإنه ال يكون مبنزلة مثل إال صفة

ما أتاين إال زيد إال أبو عبد اهلل كان جيدا إذا كان أبو عبد اهلل زيدا : ولو قلت . رأيت زيدا زيدا : ومل يكن غريه ألن هذا يكرر توكيدا كقولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

464

رأيت زيدا : وقد جيوز أن يكون غري زيد على الغلط والنسيان كما جيوز أن تقول : زيد إال أبو عبد اهلل إذا أردت أن تبني وتوضح قولهعمرا أله ومثل ما أتاين إال

ما لك من شيخك إال عمله إال رسيمه وإال رمله هذا باب ما يكون مبتدأ بعد إال

مررت بقوم زيد خري : ما مررت بأحد إال زيد خري منه كأنك قلت : وذلك قولك . من مجيع من مررت به منهم إال أنك أدخلت إال لتجعل زيدا خريا

مررت بناس زيد خري منهم جلاز أن يكون قد مر بناس آخرين هم خري : ولو قالما مررت بأحد إال زيد خري منه ليخرب أنه مل مير بأحد يفضل : من زيد فإمنا قال

. زيدا . كذا وكذا واهلل ألفعلن كذا وكذا إال حل ذلك أن أفعل : ومثل ذلك قول العرب

فأن أفعل كذا وكذا مبنزلة فعل كذا وكذا وهو مبين على حل وحل مبتدأ كأنه . ولكن حل ذلك أن أفعل كذا وكذا : قال

واهلل ال أفعل إال أن تفعل فأن تفعل يف موضع نصب واملعىن حت : وأما قوهلم . أو تفعل : تفعل أو كأنه قال

. عليهواألول مبتدأ ومبين هذا باب غري

اعلم أن غريا أبدا سوى املضاف إليه ولكنه يكون فيه معىن إال فيجرى جمرى االسم الذي بعد إال وهو االسم الذي يكون داخال فيما خيرج منه غريه وخارجا

. مما يدخل فيه غريه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

465

جاءوا ولكن فأما دخوله فيما خيرج منه غريه فأتاين القوم غري زيد فغريهم الذين . فيه معىن إال فصار مبنزلة االسم الذي بعد إال

. وأما خروجه مما يدخل فيه غريه فما أتاين غري زيد . وقد يكون مبنزلة مثل ليس فيه معىن إال

وكل موضع جاز فيه االستثناء بإال جاز بغري وجرى جمرى االسم الذي بعد إال . ألنه اسم مبنزلته وفيه معىن إال

. أتاين القوم زيدا تريد االستثناء وال تذكر إال ملا كان إال نصبا : ولو جاز أن تقولوال جيوز أن يكون غري مبنزلة االسم الذي يبتدأ بعد إال وذلك أهنم مل جيعلوا فيه

معىن إال مبتدأ وإمنا أدخلوا فيه معىن االستثناء يف كل موضع يكون فيه مبنزلة مثل . ستثناءوجيزئ من اال

أتاين غري عمر و كان قد أخرب أنه مل يأته وإن كان قد : أال ترى أنه لو قال . يستقيم أن يكون قد أتاه فقد يستغىن به يف مواضع من االستثناء

: ما أتاين غري زيد يريد هبا منزلة مثل لكان جمزئا من االستثناء كأنه قال : ولو قال زيد فهذا جيزئ من ما أتاين الذي هو غري

. باب ما أجري على موضع غري ال على ما بعد غري . ما أتاين غري زيد وعمرو : زعم اخلليل رمحه اهلل ويونس مجيعا أنه جيوز

. فالوجه اجلر : وذلك أن غري زيد يف موضع إال زيد ويف معناه فحملوه على املوضع كما قال

فلما كان يف موضع إال زيد وكان معناه كمعناه محلوه فلسنا باجلبال وال احلديدا . على املوضع

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

466

. والدليل على ذلك أنك إذا قلت غري زيد فكأنك قد قلت إال زيدما : ما أتاين غري زيد وإال عمرو فال يقبح الكالم كأنك قلت : أال ترى أنك تقول

. أتاين إال زيد وإال عمرو يه استخفافا باب حيذف املستثىن ف

ليس إال ذاك وليس غري ذاك : ليس غري وليس إال كأنه قال : وذلك قولك . ولكنهم حذفوا ذلك ختفيفا واكتفاء بعلم املخاطب وما يعين

ما منهم مات حت رأيته يف حال كذا : ومسعنا بعض العرب املوثوق هبم يقول . وكذا وإمنا يريد ما منهم واحد مات

وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل كأنك من " : ك قوله تعاىل جدهومثل ذل . مجال بين أقيش يقعقع خلف رجليه بشن أي كأنك مجل من مجال بين أقيش

لو قلت ما يف قومها مل تيثم يفضلها يف حسب وميسم : ومثل ذلك أيضا قوله : لو أن زيدا هنا وإمنا يريدون : فحذفوا هذا كما قالواما يف قومها أحد : يريد

. لكان كذا وكذا . ليس أحد أي ليس هنا أحد : وقوهلم

. فكل ذلك حذف ختفيفا واستغناء بعلم املخاطب مبا يعينوما الدهر إال تارتان فمنهما : ومثل البيتني األولني قول الشاعر وهو ابن مقبل

. ى أبتغي العيش أكدح إمنا يريد منهما تارة أموت وأخرىأموت وأخر . هذا الذي أمس يريد الذي فعل أمس : ومثل قوهلم ليس غري

بعد اللتيا واللتيا واليت فليس حذف املضاف إليه يف كالمهم : وقوله وهو العجاج . بأشد من حذف متام االسم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

467

ن فيهما إضمارا على هذا وقع فيهما معىن فإذا جاءتا وفيهما معىن االستثناء فإ . االستثناء كما أنه ال يقع معىن النهي يف حسبك إال أن يكون مبتدأ

ما أتاين القوم ليس زيدا وأتوين ال يكون زيدا وما أتاين أحد ال : وذلك قولكأتوين صار املخاطب عنده قد وقع يف خلده أن بعض : يكون زيدا كأنه حني قال . ليس بعضهم زيدا : بعضهم زيد فكأنه قال : اآلتني زيد حت كأنه قال

. وترك إظهار بعض استغناء كما ترك اإلظهار يف الت حني فهذه حاهلما يف حال االستثناء وعلى هذا وقع فيهما االستثناء فأجرمها كما

. أجرومها . وقد يكون صفة وهو قول اخلليل رمحه اهلل

ما أتاين أحد ليس زيدا وما أتاين رجل ال يكون بشرا إذا جعلت : ولكوذلك قما أتاين أحد ال يقول ذاك إذا كان ال يقول يف : ليس وال يكون مبنزلة قولك

. موضع قائل ذاكما أتتين امرأة ال تكون فالة وما أتتين : ويدلك على أنه صفة أن بعضهم يقول

. امرأة ليست فالنة . و مل جيعلوه صفة مل يؤنثوه ألن الذي ال جييء صفة فيه إضمار مذكرفل

ليس بعضهن فالنة : أتينين ال يكون فالنة وليس فالنة يريد : أال تراهم يقولون . والبعض مذكر

وأما عدا وخال فال يكونان صفة ولكن فيهما إضمار كما كان يف ليس وال يكون . ته يف ال يكون وليسوهو إضمار قصته فيهما قص

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

468

جاوز : ما أتاين أحد خال زيدا وأتاين القوم عدا عمرا كأنك قلت : وذلك قولك . بعضهم زيدا

إال أن خال وعدا فيهما معىن االستثناء ولكين ذكرت جاوز ألمثل لك به وإن . كان ال يستعمل يف هذا املوضع

. وين ما خال زيدا أتاين القوم ما عدا زيدا وأت : وتقول . أتوين ما جاوز بعضهم زيدا : فما هنا اسم وخال وعدا صلة له كأنه قال

إذا : ما هم فيها ما جوز بعضهم زيدا وكأنه قال : وما هم فيها عدا زيدا كأنه قاله أتوين جماوزهتم زيدا مثلت : مثلت ما خال وما عدا فجعلته امسا غري موصول قلت

. مبصدر ما هو يف معناه كما فعلته فيما مضى . إال أن جاوز ال يقع يف االستثناء

أتوين إال أن يكون زيد فالرفع جيد بالغ وهو كثري يف كالم العرب ألن : وإذا قلتيكون صلة ألن وليس فيها معىن االستثناء وأن يكون يف موضع اسم مستثىن

. أتيك زيديأتونك إال أن ي : كأنك قلتأن ليس وعدا وخال ال : والدليل على أن يكون ليس فيها هنا معىن االستثناء

. يقعن ههنا . " إال أن تكون جتارة عن تراض منكم " : ومثل الرفع قول اهلل عز وجل

. وبعضهم ينصب على وجه النصب يف ال يكون والرفع أكثرجير ما بعده كما جتر حت ما بعدها وفيه وأما حاشا فليس باسم ولكنه حرف

. معىن االستثناء . ما أتاين القوم خال عبد اهلل فيجعل خال مبنزلة حاشا : وبعض العرب يقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

469

فإذا قلت ما خال فليس فيه إال النصب ألن ما اسم وال تكون صلتها إال الفعل . أفعلف ما فعلت : ها هنا وهي ما اليت يف قولك

. أتوين ما حاشا زيدا مل يكن كالما : ال ترى أنك لو قلتأأتاين القوم مكانك : وأما أتاين القوم سواك فزعم اخلليل رمحه اهلل أن هذا كقولك

. وما أتاين أحد مكانك إال أن يف سواك معىن االستثناء باب جمرى عالمات املضمرين

. اهللوما جيوز فيهن كلهن وسنبني ذلك إن شاء باب عالمات املضمرين املرفوعني

اعلم أن املضمر املرفوع إذا حدث عن نفسه فإن عالمته أنا وإن حدث عن . حنن : حنن وإن حدث عن نفسه وعن آخرين قال : نفسه وعن آخر قال

وال يقع أنا يف موضع التاء اليت يف فعلت ال جيوز أن تقول فعل أنا ألهنم استغنوا . التاء عن أناب

. وال يقع حنن يف موضع نا اليت يف فعلنا ال تقول فعل حننأنت وإن خاطبت اثنني : وأما املضمر املخاطب فعالمته إن كان واحدا

. أنتم : أنتما وإن خاطبت مجيعا فعالمتهم : فعالمتهماوال أنتما يف موضع متا اليت واعلم أنه ال يقع أنت يف موضع التاء اليت يف فعلت

. يف فعلتما . أال ترى أنك ال تقول فعل أنتما

. وال يقع أنتم يف موضع مت اليت يف فعلتم لو قلت فعل أنتم مل جيز

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

471

وال يقع أنت يف موضع التاء يف فعلت وال يقع أننت يف موضع تن اليت يف فعلنت . لو قلت فعل أننت مل جيز

هي وإن حدثت : هو وإن كان مؤنثا فعالمته : املضمر احملدث عنه فعالمته وأما . مها : عن اثنني فعالمتهما

: هم وإن كان اجلميع مجيع املؤنث فعالمته : وإن حدثت عن مجيع فعالمتهم . هن

ن وال يقع هو يف موضع املضمر الذي يف فعل لو قلت فعل هو مل جيز إال أ . يكون صفة

وال جيوز أن يكون مها يف موضع األلف اليت يف ضربا واأللف اليت يف يضربان لو . قلت ضرب مها أو يضرب مها مل جيز

. وال يقع هم يف موضع الواو اليت يف ضربوا وال الواو اليت مع النون يف يضربون . لو قلت ضرب هم أو يضرب هم مل جيز

موضع اإلضمار الذي يف فعلت ألن ذلك اإلضمار مبنزلة وكذلك هي ال تقع . اإلضمار الذي له عالمة

وال يقع هن يف موضع النون اليت يف فعلن ويفعلن لو قلت فعل هن مل جيز إال أن . يكون صفة كما مل جيز ذلك يف املذكر فاملؤنث جيري جمرى املذكر

وهو وهي ومها وهم وهن ال يقع شيء منها يف فأنا وأن وحنن وأنتما وأنتم وأننت موضع شيء من العالمات مما ذكرنا وال يف موضع املضمر الذي ال عالمة له

. ألهنم استغنوا هبذا فأسقطوا ذلك باب استعماهلم عالمة اإلضمار

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

471

كيف أنت وأين هو من قبل أنك ال تقدر على التاء ههنا وال : فمن ذلك قوهلم . مار الذي يف فعل على اإلضحنن وأنتم ذاهبون ألنك ال تقدر هنا على التاء وامليم اليت يف فعلتم : ومثل ذلك

. كما ال تقدر يف األول على التاء يف فعلت . وكذلك جاء عبد اهلل وأنت ألنك ال تقدر على التاء اليت تكون يف الفعل

. يم اليت يف فعلتم ها هنافيها أنتم ألنك ال تقدر على التاء وامل : وتقول . وفيها هم قياما بتلك املنزلة ألنك ال تقدر هنا على اإلضمار الذي يف الفعل

أما اخلبيث فأنت وأما العاقل فهو ألنك ال تقدر هنا على شيء مما : ومثل ذلك . ذكرنا

. كنا وأنتم ذاهبني ومثل ذلك أهو هو : وكذلكفوقع هو ها هنا ألنك ال تقدر " كأنه هو وأوتينا العلم " : وقال اهلل عز وجل

. على اإلضمار الذي يف فعل ما : فكأهنا هي بعد غب كالهلا أو أسفع اخلدين شاة إران وتقول : وقال الشاعر

. جاء إال أناقد علمت سلمى وجاراهتا ما قطر الفارس إال أنا : قال عمرو بن معدي كرب

ك هاأناذا وها حنن أوالء وها هو ذاك وها مها ذانك وها هم أولئك وها وكذل . أنت ذا وها أنتما ذان وها أنتم أوالء وها أننت أوالء وها هن أولئك

وإمنا استعملت هذه احلروف هنا ألنك ال تقدر على شيء من احلروف اليت ع ذا إذا قلت هذا تكون عالمة يف وزعم اخلليل رمحه اهلل أن ها هنا هي اليت م

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

472

وإمنا أرادوا أن يقولوا هذا أنت ولكنهم جعلوا أنت بني ها وذا وأرادوا أن يقولوا . أنا هذا وهذا أنا فقدموا ها وصارت أنا بينهما

. أنا هذا وهذا أنا : وزعم أبو اخلطاب أن العرب املوثوق هبم يقولونوحنن اقتسمنا املال نصفني : ومثل ما قال اخلليل رمحه اهلل يف هذا قول الشاعر

وهذا يل فصري الواو بني ها : هلم هذا هلا ها وذاليا كأنه أراد أن يقول : بيننا فقلت . وذا

. إي ها اهلل ذا إمنا هو هذا : وزعم أن مثل ذلكوقد تكون ها يف ها أنت ذا غري مقدمة ولكنها تكون للتنبيه مبنزلتها يف هذا

فلو كانت ها ها هنا هي اليت " ها أنتم هؤالء " : قوله عز وجليدلك على هذا . تكون أوال إذا قلت هؤالء مل تـعد ها ها هنا بعد أنتم

هذا أنت تقول : وحدثنا يونس أيضا تصديقا لقول أيب اخلطاب أن العرب تقوللمه أنه ليس كذا وكذا مل يرد بقوله هذا أنت أن يعرفه نفسه كأنه يريد أن يع

. غريهاحلاضر عندنا أنت واحلاضر القائل كذا : هذا حمال ولكنه أراد أن ينبهه كأنه قال

. وكذا أنت باب عالمة املضمرين املنصوبني

اعلم أن عالمة املضمرين املنصوبني إيا ما مل تقدر على الكاف اليت يف رأيتك كم وكن اليت يف رأيتكن واهلاء اليت يف رأيته وكما اليت يف رأيتكما وكم اليت يف رأيت

واهلاء اليت يف رأيتها ومها اليت يف رأيتهما وهم اليت يف رأيتهم وهن اليت يف رأيتهن . وين اليت يف رأيتين ونا اليت يف رأيتنا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

473

فإن قدرت على شيء من هذه احلروف يف موضع مل توقع إيا ذلك املوضع ألهنم . إيا كما استغنوا بالتاء وأخواهتا يف الرفع عن أنت وأخواهتااستغنوا هبا عن

باب استعماهلم إيا إذا مل تقع مواقع احلروف اليت ذكرنا إياك رأيت وإياك أعين فإمنا استعلمت إياك ها هنا من قبل : فمن ذلك قوهلم

. أنك ال تقدر على الكافمن قبل " على هدى أو يف ضالل مبني وإنا أو إياكم ل " : وقال اهلل عز وجل

. أنك ال تقدر على كم ههنا . إين وإياك منطلقان ألنك ال تقدر على الكاف : وتقول

. " ضل من تدعون إال إياه " : ونظري ذلك قوله تعاىل جدهنا اليت مبـرأ من عيوب الناس كلهم فاهلل يرعى أبا حرب وإيانا ألنه ال يقدر على

. يف رأيتنالعمرك ما خشيت على عدي سيوف بين مقيدة احلمار ولكين : وقال اآلخر

رماح القوم ألنه مل يقدر : خشيت على عدي سيوف القوم أو إياك حار ويروى . على الكاف

إن إياك رأيت كما تقول إياك رأيت من قبل أنك إذا قلت إن أفضلهم : وتقول . فأفضلهم منتصب بلقيتلقيت

إن أفضلهم لقيت فنصبت أفضلهم بإن فهو قبيح حت تقول لقيته : فإن قلتوقد بـني وجه ذلك وقد بيناه يف باب إن وأخواهتا واستعملت إياك لقبح الكاف

. واهلاء ها هنا . عجبت من ضريب إياك : وتقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

474

هتا تقول عجبت من ضربيك ومن مل وقد تقع الكاف ها هنا وأخوا : فإن قلت . ضربيه ومن ضربيكم فالعرب قد تكلم هبذا وليس بالكثري

ومل تستحكم عالمات اإلضمار اليت ال تقع إيا مواقعها كما استحكمت يف الفعل ال يقال عجبت من ضربكين إن بدأت به قبل املتكلم وال من ضرهبيك إن

. بدأت بالبعيد قبل القريبهذا عندهم ومل تستحكم هذه احلروف عندهم يف هذا املوضع صارت فلما قبح

كان إياه ألن كانه قليلة ومل تستحكم هذه احلروف ها : إيا عندهم يف ومثل ذلك . هنا ال تقول كانين وليسين وال كانك

. فصارت إيا ههنا مبنزلتا يف ضريب إياك تقدر على الكاف وال اهلاء ها أتوين ليس إياك وال يكون إياه ألنك ال : وتقول

. هنا فصارت إيا بدال من الكاف واهلاء يف هذا املوضعليت هذا الليل شهر ال نرى فيه عريبا ليس إياي وإيا ك وال خنشى : قال الشاعر

. ليسين وكذلك كانين : رقيبا وبلغين عن العرب املوثوق هبم أهنم يقولونزيد أنت ومن ضربك هو إذا جعلت زيدا مفعوال عجبت من ضرب : وتقول

وجعلت املضمر الذي عالمته الكاف فاعال فجاز أنت ههنا للفاعل كما جاز . إيا للمفعول ألن إيا وأنت عالمتا اإلضمار وامتناع التاء يقوي دخول أنت ههنا

مبنية عليها قد جربتك فوجدتك أنت أنت فأنت األوىل مبتدأة والثانية : وتقول . كأنك قلت فوجدتك وجهك طليق

. فوجدتك أنت الذي أعرف : واملعىن أنك أردت أن تقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

475

أنت أنت وإن فعلت هذا فأنت أنت أي فأنت الذي أعرف أو : ومثل ذلكقد وليت عمال فكنت أنت إياك وقد جربتك : أنت اجلواد وإن شئت قلت

: ة وجعلت إياك مبنزلة الظريف إذا قلتفوجدتك أنت إياك جعلت أنت صف . فوجدتك أنت الظريف

. واملعىن أنك أردت أن تقول وجدتك كما كنت أعرف . وهذا كله قول اخلليل رمحه اهلل مسعناه منه

قال : أنت أنت تكررها كما تقول للرجل أنت وتسكت على حد قولك : وتقول . الناس زيد

قد جربت فكنت كنت إذا كررهتا توكيدا وإن شئت : وعلى هذا احلد تقول . قد جربت فكنت مث تسكت : جعلت كنت صفة ألنك قد تقول

باب اإلضمار فيما جرى جمرى الفعل . وذلك إن ولعل وليت وأخواهتا ورويد ورويدك وعليك وهلم وما أشبه ذلك

عليك : لفعل ال تقوى أن تقولفعالمات اإلضمار حاهلن ها هنا كحاهلن يف ا . إياه وال رويد إياه ألنك قد تقدر على اهلاء تقول عليكه ورويده

. عليك إياي ألنك قد تقدر على ين : وال تقولوحدثنا يونس أنه مسع من العرب من يقول عليكين من غري تلقني ومنهم من ال

ك يب وعليك بنا عن ين ونا وإياي يستعمل ين وال نا يف ذا املوضع استغناء بعلي . وإيانا

إياه كان ها هنا جائزا يف عليك وأخواهتا ألنه ليس بفعل وإن : ولو قلت عليك . شبه به

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

476

رأيت فيها إياك ورأيت اليوم إياه من قبل أنك قد : ومل واعلم أنه قبيح أن تقولفيها واهلاء اليت يف جتد اإلضمار الذي هو سوي إيا وهو الكاف اليت يف رأيتك

رأيته اليوم فلما قدروا على هذا اإلضمار بعد الفعل ومل ينقض معىن ما أرادوا مل . تكلموا بأياك استغنوا هبذا عن إياك وإياه

ولو جاز هذا جلاز ضرب زيد إياك وإن فيها إياك ولكنهم ملا وجدوا إنك فيها إن فيها إياك وضرب زيد إياك : وضربه زيد ومل ينقض معىن ما أرادوا لو قالوا

. استغنوا به عن إياما أتاين إال أنت وما رأيت إال إياك فإنه ال يدخل على هذا من قبل أنه لو : وأما

. أخر إال كان الكالم حماال . ولو أسقط إال كان الكالم منقلب املعىن وصار الكالم على معىن آخر

اباب ما جيوز يف الشعر من إي إليك حت بلغت إياكا وقال : وال جيوز يف الكالم فمن ذلك قول محيد األرقط

كأنا يوم قـرى إ منا نقتل إيانا قتلنا منهم كل فت أبيض : اآلخر لبعض اللصوصحسانا اعلم أن أنت وأخواهتا ال يكن عالمات جملرور من قبل أن أنت اسم

. رورا مرفوع وال يكون املرفوع جم . مررت بزيد وأنت مل جيز : أال ترى أنك لو قلت

. ما مررت بأحد إال أنت مل جيز : ولو قلتوال جيوز إيا أن تكون عالمة ملضمر جمرور من قبل أن إيا عالمة للمنصوب فال

يكون املنصوب يف موضع اجملرور ولكن إضمار اجملرور عالماته كعالمات

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

477

يب ويل : تقع مواقعهن إيا إال أن تضيف اىل نفسك حنو قولكاملنصوب اليت ال . وعنديمررت بزيد وبك وما مررت بأحد إال بك أعدت مع املضمر الباء من : وتقول

. قبل أهنم ال يتكلمون بالكاف وأخواهتا منفردة فلذلك أعادوا اجلار مع املضمرمن قبل أن املنصوب واملرفوع ال يقعان يف ومل توقع إيا وال أنت وال أخواهتا ههنا

. موضع اجملرور باب إضمار املفعولني اللذين تعدى إليهما فعل الفاعل

اعلم أن املفعول الثاين قد تكون عالمته إذا أضمر يف هذا الباب العالمة اليت ال . تقع إيا موقعها وقد تكون عالمته إذا أضمر إيا

أعطانيه وأعطانيك فهذا هكذا : ين اليت ال تقع إيا موقعها فقولكفأما عالمة الثا . إذا بدأ املتكلم بنفسه

: أعطاكين أو بدأ بالغائب قبل نفسه فقال : فإن بدأ باملخاطب قبل نفسه فقال . قد أعطاهوين فهو قبيح ال تكلم به العرب ولكن النحويني قاسوه

يبدأ املتكلم يف هذا املوضع باألبعد قبل األقرب وإمنا قبح عند العرب كراهية أن . ولكن تقول أعطاك إياي وأعطاه إياي فهذا كالم العربإياك رأيت وإياي رأيت : وجعلوا إيا تقع هذا املوقع إذ قبح هذا عندهم كما قالوا

. إذ مل جيز هلم ين رأيت وال ك رأيت ا فعل الفاعل خماطبا وغائبا فبدأت فإذا كان املفعوالن اللذان تعدى إليهم

باملخاطب قبل الغائب فإن عالمة الغائب العالمة اليت ال تقع موقعها إيا وذلك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

478

فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم " : أعطيتكه وقد أعطاكه وقال عز وجل : قوله . " هلا كارهون

. بفهذا هكذا إذا بدأت باملخاطب قبل الغائوإمنا كان املخاطب أوىل بأن يبدأ به من قبل أن املخاطب أقرب اىل املتكلم من

الغائب فكما كان املتكلم أوىل بأن يبدأ بنفسه قبل املخاطب كان املخاطب . الذي هو أقرب من الغائب أوىل بأن يبدأ به من الغائب

ال جيوز مبنزلة الغائب أعطاهوك فهو يف القبح وأنه : فإن بدأت بالغائب فقلتواملخاطب إذا بدئ هبما قبل املتكلم ولكنك إذا بدأت بالغائب قلت قد أعطاه

. إياكقد أعطاهوك وأعطاهوين فإمنا هو شيء قاسوه مل تكلم به : وأما قول النحويني

. العرب ووضعوا الكالم يف غري موضعه وكان قياس هذا لو تكلم به كان هينا . قد منحتنيين : على من قال هذا أن يقول الرجل إذا منحته نفسهويدخل

أال ترى أن القياس قد قبح إذا وضعت ين يف غري موضعها فإذا ذكرت مفعولني . كالمها غائب فقلت أعطاهوها وأعطاهاه جاز وهو عريب

. وال عليك بأيهما بدأت من قبل أهنما كالمها غائب . أعطاه إياه : يف كالمهم واألكثر يف كالمهموهذا أيضا ليس بالكثريوقد جعلت نفسي تطيب لضغمة لضغمهماها يقرع : على أنه قد قال الشاعر

عجبت من : العظم ناهبا ومل تستحكم العالمات ها هنا كما مل تستحكم يف . ضريب إياك وال يف كان إياه وال يف ليس إياه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

479

وحسبتين إياه ألن حسبتنيه وحسبتكه قليل يف كالمهم حسبتك إياه : وتقولوذلك ألن حسبت مبنزلة كان إمنا يدخالن على املبتدأ واملبين عليه فيكونان يف

. االحتياج على حال . أال ترى أنك ال تقتصر على االسم الذي يقع بعدمها كما ال تقتصر عليه مبتدأ

. واملنصوب بعد ليس وكانواملنصوبان بعد حسبت مبنزلة املرفوع وكذلك احلروف اليت مبنزلة حسبت وكان ألهنما إمنا جيعالن املبتدأ واملبين عليه

فيما مضى يقينا أو شكا أو علما وليس بفعل أحدثته وال جيوز أن تقول ضربتين وال ضربت إياي ال جيوز واحد منهما ألهنم قد استغنوا عن ذلك بضربت نفسي

. ضربت وإياي باب ال جتوز فيه عالمة املضمر املخاطب

وال عالمة املضمر املتكلم وال عالمة املضمر احملدث عنه الغائب وذلك أنه ال اضربك وال اقتـلك وال ضربـتك ملا كان املخاطب : جيوز لك أن تقول للمخاطب

وهلم اقتل نفسك فاعال وجعلت مفعوله نفسه قبح ذلك ألهنم استغنوا بق . وأهلكت نفسك عن الكاف ها هنا وعن إياك

وكذلك املتكلم ال جيوز له أن يقول أهلكتين وال أهلكين ألنه جعل نفسه مفعوله . فقبح وذلك ألهنم استغنوا بقوهلم أنفع نفسي عن ين وعن إياي

ه نفسه وكذلك الغائب ال جيوز لك أن تقول ضربه إذا كان فاعال وكان مفعولألهنم استغنوا عن اهلاء وعن إياه بقوهلم ظلم نفسه وأهلك نفسه ولكنه قد جيوز ما قبح ها هنا يف حسبت وظننت وخلت وأرى وزعمت ورأيت إذا مل تعن رؤية

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

481

: العني ووجدت إذا مل ترد وجدان الضالة ومجيع حروف الشك وذلك قولك . رأيتين ال يستقيم يل هذاحسبتين وأراين ووجدتين فعلت كذا وكذا و

وكذلك ما أشبه هذه األفعال تكون حال عالمات املضمرين املنصوبني فيها إذا . جعلت فاعليهم أنفسهم كحاهلا إذا كان الفاعل غري املنصوب

. ومما يثبت عالمة املضمرين املنصوبني ها هنا أنه ال حيسن إدخال النفس ها هناوأظن نفسي فاعلة على حد يظنه وأظنين ليجزئ هذا لو قلت يظن نفسه فاعلة

. من ذا مل جيزئ كما أجزأ أهلكت نفسك عن أهلكتك فاستغىن به عنهوإمنا اقرتفت حسبت وأخواهتا واألفعال األخر ألن حسبت وأخواهتا إمنا أدخلوها

. على مبتدأ ومبين عليه لتجعل احلديث شكا أو علما تقتصر على املنصوب األول كما ال تقتصر عليه مبتدأ واألفعال أال ترى أنك ال

. األخر إمنا هي مبنزلة اسم مبتدأ واألمساء مبنية عليهاأال ترى أنك ال تقتصر على االسم كما تقتصر على املبين على املبتدأ فلما

صارت حسبت وأخواهتا بتلك املنزلة جعلت مبنزلة إن وأخواهتا إذا قلت إنين ولعلين ولكنين وليتين ألن إن وأخواهتا ال يقتصر فيها على االسم الذي يقع

. بعدها ألهنا إمنا دخلت على مبتدأ ومبين على مبتدأ . وإذا أردت برأيت رؤية العني مل جيز رأيتين ألهنا حينئذ مبنزلة ضربت

ن بأفعال وإمنا وإذا أردت اليت مبنزلة علمت صارت مبنزلة إن وأخواهتا ألهنن لس . جيئن ملعىن

وكذلك هذه األفعال إمنا جئن لعلم أو شك ومل يرد فعال سلف منه اىل إنسان . يبتدئه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

481

املتكلم واجملرور املتكلم اعلم أن عالمة إضمار املنصوب املتكلم ين وعالمة . إضمار اجملرور املتكلم الياء

ضربين وقتلين وإنين : بأال ترى أنك تقول إذا أضمرت نفسك وأنت منصو . ولعلين

. غالمي وعندي ومعي : وتقول إذا أضمرت نفسك جمرورا إين وكأين ولعلي ولكين فإنه زعم أن هذه : ما بال العرب قد قالت : فإن قلت

احلروف اجتمع فيها أهنا كثرية يف كالمهم وأهنم يستثقلون يف كالمهم التضعيف . مع تضعيف احلروف حذفوا اليت تلي الياءفلما كثر استعماهلم إياها

. لعلي ليس فيها نون : فإن قلت . فإنه زعم أن الالم قريب من النون وهو أقرب احلروف من النون

أال ترى أن النون قد تدغم مع الالم حت تبدل مكاهنا الم وذلك لقرهبا منها . فحذفوا هذه النون كما حيذفون ما يكثر استعماهلم إياه

: هذا اسم ويدخله اجلر وإمنا قالوا يف الفعل : وسألته رمحه اهلل عن الضاريب فقالضربين ويضربين كراهية أن يدخلوا الكسرة يف هذه الباء كما تدخل األمساء فمنعوا

. هذا أن يدخله كما منع اجلرمساء قد تقول اضرب الرجل فتكسر فإنك مل تكسرها كسرا يكون لأل : فإن قلت

. إمنا يكون هذا اللتقاء الساكننيلييت إذا اضطروا كأهنم شبهوه باالسم حيث قالوا الضاريب : قد قال الشعراء

. واملضمر منصوب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

482

كمنية جابر إذ قال لييت أصادفه وأفقد جل مايل وسألته : قال الشاعر زيد اخلليلما باهلم جعلوا عالمة : ين فقلترمحه اهلل عن قوهلم عين وقدين وقطين ومين ولد

إنه ليس من حرف تلحقه : إضمار اجملرور ها هنا كعالمة إضمار املنصوب فقالياء اإلضافة إال كان متحركا مكسورا ومل يريدوا أن حيركوا الطاء اليت يف قط وال

ذ مل النون اليت يف من فلم يكن هلم بد من أن جييئوا حبرف لياء اإلضافة متحرك إيريدوا أن حيركوا الطاء وال النونات ألهنا ال تئكر أبدا إال وقبلها حرف متحرك

. مكسوروكانت النون أوىل ألن من كالمهم أن تكون النون والياء عالمة املتكلم فجاءوا

بالنون ألهنا إذا كانت مع الياء مل خترج هذه العالمة من عالمات اإلضمار . ري النون فيخرجوا من عالمات اإلضماروكرهوا أن جييئوا حبرف غ

وإمنا محلهم على أن ال حيركوا الطاء والنونات كراهية أن تشبه األمساء حنو يد . وهن

وأما ما حترك آخره فنحو مع ولد كتحريك أواخر هذه األمساء ألنه إذا حترك آخره . قطي وقدي : فقد صار كأواخر وقد جاء يف الشعر

الم فالبد فيه من النون وقد اضطر الشاعر فقال قدي شبهه حبسيب ألن فأما الك . املعىن واحدلحد ملا اضطر : قال الشاعر

قدين من نصر اخلبيبني قدي ليس اإلمام بالشحيح امل

شبهه حبسيب وهين ألن ما بعد هن وحسب جمرور كما أن ما بعد قد جمرور سواء كما قال لييت حيث اضطر فشبهه باالسم فجعلوا عالمة اإلضمار فيهما

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

483

حنو الضاريب ألن ما بعدمها يف اإلظهار سواء فلما اضطر جعل ما بعدمها يف . اإلضمار سواء

هذه احلروف ساكنة وال ترى النون : وسألناه رمحه اهلل عن إىل ولدى وعلى فقلنا . دخلت عليها

اء يف على اللذين قبلهما حرف مفتوح ال من قبل أن األلف يف لدى والي : فقالحترك يف كالمهم واحدة منهما لياء اإلضافة ويكون التحريك الزما لياء اإلضافة فلما علموا أن هذه املواضع ليس لياء اإلضافة عليها سبيل بتحريك كما كان هلا

عجم مل جييئوا بالنون إذ علموا أن الياء يف ذااملوضع السبيل على سائر حروف امل

. واأللف ليستا من احلروف اليت حترك لياء اإلضافةما أنت كي والفتح خطأ وهي : ولو أضفت اىل الياء الكاف اليت جتر هبا لقلت

متحركة كما أن أواخر األمساء متحركة وهي جتر كما أن األمساء جتر ولكن العرب . قلما تكلموا بذا

من األمساء ولزمهن ما ال يدخل األمساء وأما قط وعن ولدن فإهنن تباعدن املتمكنة وهو السكون وإمنا يدخل ذلك على الفعل حنو خذ وزن فضارعت

. الفعل وما ال جير أبدا وهو ما أشبه الفعل فأجريت جمراه ومل حيركوه هذا باب ما يكون مضمرا

فيه االسم متحوال عن حاله إذا أظهر بعده االسم . ك ولوالي إذا أضمرت االسم فيه جر وإذا أظهرت رفعوذلك لوال

" : ولو جاءت عالمة اإلضمار على القياس لقلت لوال أنت كما قال سبحانه . ولكنهم جعلوه مضمرا جمرورا " لوال أنتم لكنا مؤمنني

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

484

. والدليل على ذلك أن الياء والكاف ال تكونان عالمة مضمر مرفوعوكم موطن لوالي طحت كما هوى بأجرامه من قلة : ر يزيد بن احلكمقال الشاع

. النيق منهوي وهذا قول اخلليل رمحه اهلل ويونسيا أبتا علك أو عساكا والدليل على أهنا منصوبة أنك إذا عنيت نفسك كانت

. عالمتك ينلعلي أو عساين فلو ويل نفس أقول هلا إذا ما تنازعين : قال عمران بن حطآن

. كانت الكاف جمرورة لقال عساي ولكنهم جعلوها مبنزلة لعل يف هذا املوضعفهذان احلرفان هلما يف اإلضمار هذا احلال كما كان للدن حال مع غدوة ليست

مع غريها وكما أن الت إذا مل تعملها يف األحيان مل تعملها فيما سواها فهي . ا جاوزهتا فليس هلا عملمعها مبنزلة ليس فإذ

: وال يستقيم أن تقول وافق الرفع اجلر يف لوالي كما وافق النصب اجلر حني قلتمعك وضربك ألنك إذا أضفت اىل نفسك اختلفا وكان اجلر مفارقا للنصب يف

. غري األمساءبك ومعك وافق الرفع النصب يف عساين كما وافق النصب اجلر يف ضر : وال تقل

. ألهنما خمتلفان إذا أضفت اىل نفسك كما ذكرت لكوزعم ناس أن الياء يف لوالي وعساين يف موضع رفع جعلوا لوالي موافقة للجر

. وين موافقة للنصب كما اتفق اجلر والنصب يف اهلاء والكافد وهذا وجه رديء ملا ذكرت لك وألنك ال ينبغي لك أن تكسر الباب وهو مطر

. وأنت جتد له نظائر . وقد يوجه الشيء على الشيء البعيد إذا مل يوجد غريه

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

485

ورمبا وقع ذلك يف كالمهم وقد بـني بعض ذلك وسرتاه فيما تستقبل باب ما ترده عالمة اإلضمار اىل أصله

لعبد اهلل مال مث تقول لك مال وله مال فتفتح الالم وذلك أن : فمن ذلك قولكالم لو فتحوها يف اإلضافة اللتبست بالم االبتداء إذا قال إن هذا لعلي وهلذا ال

أفضل منك فأرادوا أن مييزوا بينهما فلما أضمروا مل خيافوا أن تلتبس هبا ألن هذا . اإلضمار ال يكون للرفع ويكون للجر

ال تدخل ها يا لبكر حني نادوا ألهنم قد علموا أن تلك الالم : أال تراهم قالوا . هنا

أعطيتكم ذلك فيجزم رده : أعطيتكموه يف قول من قال : وقد شبهوا به قوهلمأعطيتكم اليوم فشبهوا : باإلضمار اىل أصله كما رده باأللف والالم حني قال

هذا بلك وله وإن كان ليس مثله ألن من كالمهم أن يشبهوا الشيء بالشيء وإن . مل يكن مثله

. قد بيـنا ذلك فيما مضى وسرتاه فيما بقيو . أعطيتكمه وأعطيتكمها كما يقول يف املظهر : وزعم يونس أنه يقول . واألول أكثر وأعرف

باب ما حيسن أن يشرك املظهر املضمر فيما عمل . وما يقبح أن يشرك املظهر املضمر فيما عمل فيه

رأيتك وزيدا : فهو املضمر املنصوب وذلك قولك أما ما حيسن أن يشركه املظهروإنك وزيدا وأما ما يقبح أن يشركه املظهر فهو املضمر يف الفعل املرفوع وذلك

. فعلت وعبد اهلل وأفعل وعبد اهلل : قولك

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

486

وزعم اخلليل أن هذا إمنا قبح من قبل أن هذا اإلضمار يبىن عليه الفعل . مضمرا يغري الفعل عن حاله إذا بعد منهفاستقبحوا أن يشرك املظهر

وإمنا حسنت شركته املنصوب ألنه ال يغري الفعل فيه عن حاله اليت كان عليها قبل أن يضمر فأشبه املظهر وصار منفصال عندهم مبنزلة املظهر إذ كان الفعل ال

. يتغري عن حاله قبل أن يضمر فيهن حاله يف اإلظهار أسكنت فيه الالم فكرهوا أن وأما فعلت فإهنم قد غريوه ع

يشرك املظهر مضمرا يبىن له الفعل غري بنائه يف اإلظهار حت صار كأنه شيء يف . كلمة ال يفارقها كألف أعطيت

ذهبت أنت وزيد وقال اهلل عز : فإن نعته حسن أن يشركه املظهر وذلك قولك . " اسكن أنت وزوجك اجلنة " : و " اذهب أنت وربك " : وجل

قد علمت أن : وذلك أنك ملا وصفته حسن الكالم حيث طوله وأكده كما قال . ال تقول ذاك فإن أخرجت ال قبح الرفع

فأنت وأخواهتا تقوي املضمر وتصري عوضا من السكون والتغيري ومن ترك العالمة . يف مثل ضرب

حسن ملكان " لو شاء اهلل ما أشركنا وال آباؤنا وال حرمنا " : وجل وقال اهلل عز . ال

قلت إذ أقبلت وزهر هتادى كنعاج املال تعسفن : وقد جيوز يف الشعر قال الشاعررمال واعلم أنه قبيح أن تصف املضمر يف الفعل بنفسك وما أشبهه وذلك أنه

. فعلت أنت نفسك : ك إال أن تقولقبيح أن تقول فعلت نفس . وإن قلت فعلتم أمجعون حسن ألن هذا يعم به

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

487

وإذا قلت نفسك فإمنا تريد أن تؤكد الفاعل وملا كانت تفسك يتكلم هبا مبتدأة نزلت : وحتمل على ما جير وينصب ويرفع شبهوها مبا يشرك املضمر وذلك قولك

. بلي وحنو ذلكبنفس اجلبل ونفس اجلبل مقا . وأما األمجعون فال يكون يف الكالم إال صفة

. وكلهم قد تكون مبنزلة أمجعني ألن معناها معىن أمجعني فهي جتري جمراهاوأما عالمة اإلضمار اليت تكون منفصلة من الفعل وال تغري ما عمل فيها عن

: املظهر وذلك قولكحاله إذا أظهر فيه االسم فإنه يشركها املظهر ألنه يشبه . أنت وعبد اهلل ذاهبان والكرمي أنت وعبد اهلل

ذهبت وعبد اهلل وذهبت وعبد اهلل وذهبت وأنا ألن أنا : واعلم أنه قبيح أن تقولمبنزلة فلما حلقنا واجلياد عشية دعوا يا لكلب واعتزينا لعامر ومما يقبح أن يشركه

مررت بك وزيد وهذا أبوك وعمر و : اجملرور وذلك قولكاملظهر عالمة املضمر كرهوا أن يشرك املظهر مضمرا داخال فيما قبله ألن هذه العالمة الداخلة فيما

قبلها مجعت أهنا ال يتكلم هبا إال معتمدة على ما قبلها وأهنا بدل من اللفظ كرهوا أن يتبعوها بالتنوين فصارت عندهم مبنزلة التنوين فلما ضعفت عندهم

االسم ومل جيز أيضا أن يتبعوها إياه وإن وصفوا ال حيسن لك أن تقول مررت بك أنت وزيد كما جاز فيما أضمرت يف الفعل حنو قمت أنت وزيد ألن ذلك وإن

كان قد أنزل منزلة آخر الفعل فليس من الفعل وال من متامه ومها حرفان يستغين حبه كاملبتدأ واملبين عليه وهذا يكون من متام االسم وهو كل واحد منهما بصا

بدل من الزيادة اليت يف االسم وحال االسم إذا أضيف إليه مثل حاله منفردا ال . مررت بكم أمجعني ألن أمجعني ال يكون إال وصفا : يستغىن به ولكنهم يقولون

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

488

. عنيمررت هبم كلهم ألن أحد وجهيها مثل أمج : ويقولونمررت بك نفسك ملا أجزت فيها ما جيوز يف فعلتم مما يكون : وتقول أيضا

معطوفا على األمساء احتملت هذا إذ كانت ال تغري عالمة اإلضمار ها هنا ما . عمل فيها فضارعت ها هنا ما ينتصب فجاز هذا فيها

وفعلتم إال بأنت وأما يف اإلشراك فال جيوز ألنه ال حيسن اإلشراك يف فعلت . وأنتم

. وهذا قول اخلليل رمحه اهلل وتفصيله عن العربوقد جيوز يف الشعر أن تشرك بني الظاهر واملضمر على املرفوع واجملرور إذا اضطر

. الشاعروجاز قمت أنت وزيد ومل جيز مررت بك أنت وزيد ألن الفعل يستغين بالفاعل

. ف إليه ألنه مبنزلة التنوينواملضاف ال يستغين باملضا . وقد جيوز يف الشعر

فاليوم : آبك أيه يب أو مصدر من محر اجللة جأب حشور وقال اآلخر : قال قربت هتجونا وتشتمنا فاذهب فما بك واأليام من عجب

هذا باب ما ال جيوز فيه اإلضمار من حروف اجلر . كزيد وحت ومذ وذلك الكاف يف أنت

. وذلك ألهنم استغنوا بقوهلم مثلي وشبهي عنه فأسقطوهدعه حت يوم : رأيتهم حت ذاك وبقوهلم : واستغنوا عن اإلضمار يف حت بقوهلم

دعه حت ذاك وباإلضمار يف اىل إذا قال دعه إليه ألن املعىن : كذا وكذا وبقوهلم . ه عن كي وكه واحد كما استغنوا مبثلي ومثل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

489

مذ ذاك ألن ذاك اسم مبهم وإمنا يذكر : واستغنوا عن اإلضمار يف مذ بقوهلم . حني يظن أنه قد عرفت ما يعين

. إال أن الشعراء إذا اضطروا أضمروا يف الكاف فيجروهنا على القياسبعال وال حالئال كه فال ترى : وأم أوعال كها أو أقربا وقال العجاج : قال العجاج

. وال كهن إال حاظال شبهوه بقوله له وهلن . ما أنت كي : ولو اضطر شاعر فأضاف الكاف اىل نفسه قال

. وكي خطأ من قبل أنه ليس يف العربية حرف يفتح قبل ياء اإلضافةتما وأنتم باب ما تكون فيه أنت وأنا وحنن وهو وهي وهم وهن وأننت ومها وأن

وصفا اعلم أن هذه احلروف كلها تكون وصفا للمجرور واملرفوع واملنصوب للمضمرين

. مررت بك أنت ورأيتك أنت وانطلقت أنت : وذلك قولكوليس وصفا مبنزلة الطويل إذا قلت مررت بزيد الطويل ولكنه مبنزلة نفسه إذا قلت

. هو نفسهمررت به نفسه وأتاين هو نفسه ورأيته مررت به هو هو ومررت به نفسه : وإمنا تريد هبن ما تريد بالنفس إذا قلت

ولست تريد أن حتليه بصفة وال قرابة كأخيك ولكن النحويني صار ذا عندهم صفة ألن حاله كحال املوصوف كما أن حال الطويل وأخيك يف الصفة مبنزلة

. ق املوصوف من اإلعراباملوصوف يف اإلجراء ألنه يلحقها ما يلحواعلم أن هذه احلروف ال تكون وصفا للمظهر كراهية أن يصفوا املظهر باملضمر

مررت برجل : كما كرهوا أن يكون أمجعون ونفسه معطوفا على النكرة يف قوهلم . نفسه ومررت بقوم أمجعني

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

491

. إياك ورأيته إياهرأيتك : فإن أردت أن جتعل مضمرا بدال من مضمر قلت . فعلت أنت وفعل هو : فإن أردت أن تبدل من املرفوع قلت

. فأنت وهو وأخواهتما نظائر إياه يف النصبواعلم أن هذا املضمر جيوز أن يكون بدال من املظهر وليس مبنزلته يف أن يكون

. زيدرأيت عبد اهلل أبا : وصفا له ألن الوصف تابع لالسم مثل قولك . زيدا رأيت أو رأيت زيدا مث قلت إياه رأيت : فأما البدل فمنفرد كأنك قلت

. وكذلك أنت وهو وأخواهتما يف الرفعواعلم أنه قبيح أن تقول مررت به وبزيد مها كما قبح أن تصف املظهر واملضمر

. مبا ال يكون إال وصفا للمظهر . رت بزيد وبه الظريفنيمر : أال ترى أنه قبيح أن تقول

. مررت به وبزيد هبما البد من الباء الثانية يف البدل : وإن أراد البدل قال هذا باب من البدل أيضا

. رأيته إياه نفسه وضربته إياه قائما : وذلك قولكأظنه هو خريا منك من قبل أن هذا موضع فصل : وليس هذا مبنزلة قولك

. ر واملظهر يف الفصل سواءواملضم ويرى الذين " : أال ترى أنك تقول رأيت زيدا هو خريا منك وقال اهلل عز وجل

. " أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو احلق . وإمنا يكون الفصل يف األفعال اليت األمساء بعدها مبنزلتها يف االبتداء

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

491

فإن األمساء بعدها مبنزلة املبين على املبتدأ وإمنا تذكر فأما ضربت وقتلت وحنومها : قائما بعد ما يستغين الكالم ويكتفي وينتصب على أنه حال فصار هذا كقولك

. رأيته إياه يوم اجلمعةرأيته إياه نفسه فوصف مبنزلة هو وإياه بدل وإمنا ذكرهتما : فأما نفسه حني قلت

إال أن إياه بدل " فسجد املالئكة كلهم أمجعون " : توكيدا كقوله جل ذكرهرأيت الرجل زيدا نفسه وزيد بدل ونفسه على : والنفس وصف كأنك قلت

. االسم . وإمنا ذكرت هذا للتمثيل

وإمنا كان الفصل يف أظن وحنوها ألنه موضع يلزم فيه اخلرب وهو ألزم له من . التوكيد ألنه ال جيد منه بدا

منا فصل ألنك إذا قلت كان زيد الظريف فقد جيوز أن تريد بالظريف نعتا لزيد وإ . فإذا جئت هبو أعلمت أهنا متضمنة للخرب

وإمنا فصل ملا البد له منه ونفسه جيزئ من إيا كما جتزئ منه الصفة ألنك جئت . هبا توكيدا وتوضيحا فصارت كالصفة

. إياك خري منهويدلك على بعده أنك ال تقول أنت فإن قلت أظنه خريا منه جاز أن تقول إياه ألن هذا ليس موضع فصل واستغىن

. ضربته إياه : الكالم فصار كقولك . إنك إياك خري منه : هي عربية : وكان اخلليل يقول

. إياك : فإذا قلت إنك فيها إياك فهو مثل أظنه خريا منه جيوز أن تقول . يف الرفع أنت وأخواهتاونظري إيا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

492

. واعلم أهنا يف الفعل أقوى منها يف إن وأخواهتاويدلك على أن الفصل كالصفة أنه ال يستقيم أظنه هو إياه خريا منك إذا كان

أحدمها مل يكن اآلخر ألن أحدمها جيزئ من اآلخر ألن الفصل هو كالصفة . والصفة كالفصل

. ألن الفصل جيزئ من التوكيد والتوكيد منه وكذلك أظنه إياه هو خريا منهوأنا وحنن وأخواهتن فصال اعلم أهنن ال يكن فصال إال يف الفعل وال يكن كذلك

إال يف كل فعل االسم بعده مبنزلته يف حال االبتداء واحتياجه اىل ما بعده . كاحتياجه إليه يف االبتداء

عدها مبنزلتها يف االبتداء إعالما بأنه قد فجاز هذا يف هذه األفعال اليت األمساء بفصل االسم وأنه فيما ينتظر احملدث ويتوقعه منه مما البد له من أن يذكره

للمحدث ألنك إذا ابتدأت االسم فإمنا تبتدئه ملا بعده فإذا ابتدأت فقد وجب و عليك مذكور بعد املبتدأ البد منه وإال فسد الكالم ومل يسغ لك فكأنه ذكر هليستدل احملدث أن ما بعد االسم ما خيرجه مما وجب عليه وأن ما بعد االسم

. ليس منه . هذا تفسري اخلليل رمحه اهلل

وإذا صارت هذه احلروف فصال وهذا موضع فصلها يف كالم العرب فأجره كما . أجروه

ني ووجدت حسبت وخلت وظننت ورأيت إذا مل ترد رؤية الع : فمن تلك األفعالإذا مل ترد وجدان الضالة وأرى وجعلت إذا مل ترد أن جتعلها مبنزلة عملت ولكن

. جتعلها مبنزلة صريته خريا منك وكان وليس وأصبح وأمسى

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

493

ويدلك على أن أصبح وأمسى كذلك أنك تقول أصبح أباك وأمسى أخاك فلو مسى الظريف كما يقبح كانتا مبنزلة جاء وركب لقبح أن تقول أصبح العاقل وأ

. ذلك يف جاء وركب وحنومهافمما يدلك على أهنما مبنزلة ظننت أنه يذكر بعد االسم فيهما ما يذكر يف

. االبتداءواعلم أن ما كان فصال ال يغري ما بعده عن حاله اليت كان عليها قبل أن يذكر

هو الظريف وقال اهلل حسبت زيدا هو خريا منك وكان عبد اهلل : وذلك قولك . " ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو احلق " : عز وجل

وقد زعم ناس أن هو ها هنا صفة فكيف يكون صفة وليس من الدنيا عريب . جيعلها ها هنا صفة للمظهر

ال ولو كان ذلك كذلك جلاز مررت بعبد اهلل هو نفسه فهو ها هنا مستكرهة . يتكلم هبا العرب ألنه ليس من مواضعها عندهم

. إن كان زيد هلو الظريف وإن كنا لنحن الصاحلني : ويدخل عليهم . فالعرب تنصب هذا والنحويون أمجعون

ولو كان صفة مل جيز أن يدخل عليه الالم ألنك ال تدخلها يف ذا املوضع على . إن كان زيد للظريف عاقال : الصفة فتقول

. وال يكون هو وال حنن ها هنا صفة وفيهما الالموال حيسب الذين يبخلون مبا آتاهم اهلل من فضله هو " : ومن ذلك قوله عز وجل

. وال حيسب الذين يبخلون البخل هو خريا هلم : كأنه قال " خريا هلم . يبخلون ومل يذكر البخل اجتزاء بعلم املخاطب بأنه البخل لذكره

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

494

يريد كان الكذب شرا له إال " من كذب كان شرا له " : ومثل ذلك قول العربأنه استغىن بأن املخاطب قد علم أنه الكذب لقوله كذب يف أول حديثه فصار هو وأخواهتا هنا مبنزلة ما إذا كانت لغوا يف أهنا ال تغري ما بعدها عن حاله قبل

. أن تذكرهنا تكون يف إن وأخوهتا فصال ويف االبتداء ولكن ما بعدها مرفوع ألنه واعلم أ

. مرفوع قبل أن تذكر الفصلواعلم أن هو ال حيسن أن تكون فصال حت يكون ما بعدها معرفة أو ما أشبه

املعرفة مما طال ومل تدخله األلف والالم فضارع زيدا وعمرا حنو خري منك ومثلك ك كما أهنا ال تكون يف الفصل إال وقبلها معرفة أو ما وأفضل منك وشر من

. ضارعها كذلك ال يكون ما بعدها إال معرفة أو ما ضارعهاكان زيد هو منطلقا كان قبيحا حت تذكر األمساء اليت ذكرت لك من : لو قلت

. املعرفة أو ما ضارعها من النكرة مما ال يدخله األلف والالمفقد تكون أنا فصال " إن ترين أنا أقل منك ماال وولدا " : ل وأما قوله عز وجوما تقدموا ألنفسكم من خري جتدوه عند اهلل هو خريا وأعظم " وصفة وكذلك

. " أجرا وقد جعل ناس كثري من العرب هو وأخواهتا يف هذا الباب مبنزلة اسم مبتدأ وما

أظن زيدا أبوه خري منه ووجدت عمرا أخوه خري : بعده مبين عليه فكأنك تقول . منه

. أظن زيدا هو خري منك : فمن ذلك أنه بلغنا أن رؤبة كان يقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

495

وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظاملون " : وحدثنا عيسى أن ناسا كثريا يقرؤوهنا " .

ال تـبكي على لبىن وأنت ت : وقال الشاعر قيس بن ذريحركتها وكنت عليها بامل

. إن كان هلو العاقل : أنت أقدر وكان أبو عمرو يقولكل مولود يولد على الفطرة حت يكون أبواه اللذان يهودانه " : وأما قوهلم . فالرفع وجهان والنصب وجه واحد : ففيه ثالثة أوجه " وينصرانه

ا يف يكون واألبوان مبتدآن وما بعدمها فأحد وجهي الرفع أن يكون املولود مضمر . حت يكون املولود أبواه اللذان يهودانه وينصرانه : مبين عليهما كأنه قال

إذا ما املرء كان أبوه عبس فحسبك : ومن ذلك قول الشاعر رجل من بين عبسمن مت ما يفد كسبا يكن كل كسبه له مطعم : ما تريد اىل الكالم وقال آخر

أن تعمل يكون يف األبوين ويكون مها مبتدأ وما : صدر يوم ومأكل والوجه اآلخر . بعده خربا له

. والنصب على أن جتعل مها فصالكان زيد أنت خري منه وكنت أنا يومئذ خري منك فليس إال الرفع : وإذا قلت

ل هو األول وكان ألنك إمنا تفصل بالذي تعين به األول إذا كان ما بعد الفص . خربه وال يكون الفصل ما تعين به غريه

أال ترى أنك لو أخرجت أنت الستحال الكالم وتغري املعىن وإذا أخرجت هو . من قولك كان زيد هو خريا منك مل يفسد املعىن

هذا عبد اهلل هو خري منك وضربت : وأما إذا كان ما بعد الفصل هو األول قلتقائم وما شأن عبد اهلل هو خري منك فال تكون هو وأخواهتا فصال عبد اهلل هو

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

496

فيها ويف أشباهها ها هنا ألن ما بعد االسم ها هنا ليس مبنزلة ما يبىن على املبتدأ . انظر إليه قائما : وإمنا ينتصب على أنه حال كما انتصب قائم يف قولك

. ما شأنك أنت الظريف أال ترى أنك ال تقول هذا زيد هو القائم وال . أوال ترى أن هذا مبنزلة راكب يف قولك مر زيد راكبا

فليس هذا باملوضع الذي حيسن فيه أن يكون هو وأخواهتا فصال ألن ما بعد االمساء هنا ال يفسد تركه الكالم فيكون دليال على أنه فيما تكلمه به وإمنا يكون

. هو فصال يف هذه احلال باب ال تكون هو وأخواهتا فيه فصال ولكن يكن مبنزلة اسم مبتدأ

ما أظن أحدا هو خري منك وما أجعل رجال هو أكرم منك وما : وذلك قولك . إخال رجال هو أكرم منك

مل جيعلوه فصال وقبله نكرة كما أنه ال يكون وصفا وال بدال لنكرة وكما أن كلهم على نكرة فاستقبحوا أن جيعلوها فصال يف النكرة كما جعلوها وأمجعني ال يكرران

يف املعرفة ألهنا معرفة فلم تصر فصال إال ملعرفة كما مل تكن وصفا وال بدال إال . ملعرفة

وأما أهل املدينة فينزلون هو ها هنا مبنزلته بني املعرفتني وجيعلوهنا فصال يف هذا . املوضع

. احتىب ابن مروان يف ذه يف اللحن : و رآه حلنا وقالفزعم يونس أن أبا عمر " : اشتمل باخلطأ وذلك أنه قرأ : حلن وهو رجل من أهل املدينة كما تقول : يقول

. فنصب " هؤالء بنايت هن أطهر لكم

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

497

واهلل إنه لعظيم جعلهم هو فصال يف املعرفة وتصيريهم إياها : وكان اخلليل يقولزلة ما إذا كانت ما لغوا ألن هو مبنزلة أبوه ولكنهم جعلوها يف ذلك املوضع مبن

. لغوا كما جعلوا ما يف بعض املواضع مبنزلة ليس . وإمنا قياسها أن تكون مبنزلة كأمنا وإمنا

. رجل خري منك : ومما يقوي ترك ذلك يف النكرة أنه ال يستقيم أن تقولال أظن رجال خريا منك : ن رجال خريا منك فإن قلتال يستقيم أظ : ويقول

. فجيد بالغأظن رجال خريا منك حت تنفي وجتعله مبنزلة أحد فلما خالف املعرفة : وال تقول

يف الواجب الذي هو مبنزلة االبتداء مل جير يف النفي جمراه ألنه قبيح يف هذا باب أي

. اف مبنزلة مناعلم أن أيا مضافا وغري مض . أي أفضل وأي القوم أفضل : أال ترى أنك تقول

فصار املضاف وغري املضاف جيريان جمرى من كما أن زيدا وزيد مناة جيريان جمرى . عمرو فحال املضاف يف اإلعراب واحلسن والقبح كحال املفرد

. فحسن كحسنه مضافا " أيا ما تدعو فله األمساء احلسىن " : قال اهلل عز وجلأيها تشاء لك فتشاء صلة أليها حت كمل امسا مث بنيت لك على أيها : وتقول

. الذي تشاء لك : كأنك قلت . وإن أضمرت الفاء جاز وجزمت تشأ ونصبت أيها

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

498

أيها تشأ فلك ألنك إذا جازيت مل يكن الفعل وصال : وإن أدخلت الفاء قلته يف االستفهام إذا قلت أيها تشاء وكذلك من جتري جمرى أي يف وصار مبنزلت

. الذي ذكرنا وتقع موقعهالقياس النصب : اضرب أيهم أفضل فقال : وسألت اخلليل رمحه اهلل عن قوهلم

اضرب الذي أفضل ألن أيا يف غري اجلزاء واالستفهام مبنزلة الذي : كما تقول . اء واالستفهام مبنزلة الذيكما أن من يف غري اجلز

مث لننزعن من كل شيعة أيهم " : وحدثنا هارون أن ناسا وهم الكوفيون يقرؤوهناامرر على : وهي لغة جيدة نصبوها كما جروها حني قالوا " أشد على الرمحن عتيا

ألنك تنزل اضرب الذي أفضل : أيهم أفضل فأجراها هؤالء جمرى الذي إذا قلت . أيا ومن منزلة الذي يف غري اجلزاء واالستفهام

: وزعم اخلليل أن أيهم إمنا وقع يف اضرب أيهم أفضل على أنه حكاية كأنه قالولقد أبيت من الفتاة : اضرب الذي يقال له أيهم أفضل وشبهه بقول األخطل

أشهد إنك : زعم أنه مبنزلة قولكمبنزل فأبيت ال حرج وال حمروم وأما يونس في . لرسول اهلل

. واضرب معلقة اضرب أيهم أفضل على أهنم جعلوا هذه الضمة مبنزلة الفتحة يف : وأرى قوهلم

مخسة عشر ومبنزلة الفتحة يف اآلن حني قالوا من اآلن اىل غد ففعلوا ذلك بأيهم قليال واستعمل استعماال مل تستعمله حني جاء جميئا مل جتئ أخواته عليه إال

. أخواته إال ضعيفا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

499

الذي أفضل فاضرب واضرب من أفضل حت : وذلك أنه ال يكاد عريب يقول . يدخل هو . هات ما أحسن حت يقول ما هو أحسن : وال يقول

ذا فلما كانت أخواته مفارقة له ال تستعمل كما يستعمل خالفوا بإعراهبا إ . استعملوه على غري ما استعملت عليه أخواته إال قليال

يا اهلل حني خالف سائر ما فيه األلف والالم مل حيذفوا ألفه وكما : كما أن قولك . أن ليس ملا خالفت سائر الفعل ومل تصرف تصرف الفعل تركت على هذه احلال

يفا ومل جيز يف أخواته إال قليال ال عليك ختف : وجاز إسقاط هو يف أيهم كما كان . ضعيفا

هو مبنزلة قولنا اضرب الذين أفضل إذا أثرنا أن : وأما الذين نصبوا فقاسوه وقالوا . نتكلم به

. وهذا ال يرفعه أحد . امرر بأيهم أفضل ومها سواء : امرر على أيهم أفضل قال : ومن قال

على ذلك اجمليء أخواته ويكثر رجع اىل األصل واىل فإذا جاء أيهم جميئا حيسن . القياس كما ردوا ما زيد إال منطلق اىل األصل واىل القياس

. وتفسري اخلليل رمحه اهلل ذلك األول بعيد إمنا جيوز يف شعر أو يف اضطراراضرب الفاسق اخلبيث تريد الذي يقال : ولو ساغ هذا يف األمساء جلاز أن تقول

. ه الفاسق اخلبيث ل . وأما قول يونس فال يشبه أشهد إنك ملنطلق

. وسرتى بيان ذلك يف باب إن وأن إن شاء اهلل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

511

. اضرب أي أفضل : ومن قوهلما . اضرب أيا أفضل : وأما غريمها فيقول

ويقيس ذا على الذي وما أشبهه من كالم العرب ويسلم يف ذلك املضاف اىل . ب ذلك يعين أيهم وأجروا أيا على القياسقول العر

. ولو قالت العرب اضرب أي أفضل لقلته ومل يكن بد من متابعتهموال ينبغي لك أن تقيس على الشاذ املنكر يف القياس كما أنك ال تقيس على

. أمس أمسك وال على أيقول وال سائر أمثلة القول وال على اآلن أنك . وأشبه هذا كثري

ولو جعلوا أيا يف االنفراد مبنزلته مضافا لكانوا خلقاء إن كان مبنزلة الذي معرفة أن . ال ينون ألن كل اسم ليس يتمكن ال يدخله التنوين يف املعرفة ويدخله يف النكرة

. وسرتى بيان ذلك فيما ينصرف وال ينصرف إن شاء اهللأخزى : هذا كقولك : فأخزاه اهلل فقالوسألته رمحه اهلل عن أيي وأيك كان شرا

. اهلل الكاذب مين ومنك إمنا يريد منا . هو بيين وبينك تريد هو بيننا : وكقولك

فإمنا أراد أينا كان شرا إال أهنما مل يشرتكا يف أي ولكنه أخلصه لكل واحد . منهما

قامة ال فأيي ما وأيك كان شرا : وقال الشاعر العباس ابن مرداسفسيق اىل امل

ولقد علمت إذا الرجال تناهزوا أيي وأيكم أعز : يراها وقال خداش بن زهريفأيي وأي ابن احلصني وعثعث غداة التقينا كان عندك : وأمنع وقال خداش أيضا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

511

اضرب أيهم هو أفضل واضرب أيهم كان أفضل واضرب : أعذرا وذلك قولك . وه زيدأيهم أب

. جرى ذا على القياس ألن الذي حيسن ها هنا . آضرب أيهم عاقل رفعت ألن الذي عاقل قبيحة : ولو قلت

. فإذا أدخلت هو نصبت ألن الذي هو عاقل حسن . هذا الذي هو عاقل كان حسنا : أال ترى أنك لو قلت

. بالذي قائل لك شيئا ما أنا : وزعم اخلليل رمحه اهلل أنه مسع عربيا يقول . وهذه قليلة ومن تكلم هبذا فقياسه اضرب أيهم قائل لك شيئا

. ال : ما أنا بالذي منطلق فقال : أفيقال : قلتألنه إذا طال الكالم فهو أمثل قليال وكأن : فما بال املسألة األوىل فقال : فقلت

. طوله عوض من ترك هو . لكوقل من يتكلم بذ

باب أي مضافا اىل ما ال يكمل امسا إال بصلة . اضرب أي من رأيت أفضل : فمن ذلك قولك

أي القوم أفضل وأيهم : فمن كمل امسا برأيت فصار مبنزلة القوم فكأنك قلت . أفضل وكذلك أي الذين رأيت يف الدار أفضل

ألن رأيت من صلة الذين وفيها متصلة أي الذين رأيت يف الدار أفضل : وتقولأي القوم أفضل وأيهم : برأيت ألنك ذكرت موضع الرؤية فكأنك قلت أيضا

. أفضل ألن فيها مل تغري الكالم عن حاله

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

512

أي من رأيت : أي من رأيت قومه أفضل كان مبنزلة قولك : كما أنك إذا قلت . أفضل

. يف القوم سواء فالصلة معملة وغري معملة أي من يف الدار رأيت أفضل وذاك ألنك جعلت يف الدار صلة فتم : وتقول

أي القوم رأيت أفضل ومل : املضاف إليه أي امسا مث ذكرت رأيت فكأنك قلت . جتعل يف الدار ها هنا موضعا للرؤية

. أيت يف الدار أفضل أي من ر : أي من يف الدار رأيت أفضل كأنك قلت : وتقولولو قلت أي من يف الدار رأيته زيد إذا أردت أن جتعل يف الدار موضعا للرؤية

. جلاز . أي من رأيت يف الدار أفضل قدمت أو أخرت سواء : ولو قلت

. أي من إن يأتنا نعطه نكرمه : وتقول يف شيء منه آخربه الرفع وهو كالم صحيح من قبل أن يأتنا نعطه فهذا إن جعلته استفهاما فإعرا

ن فكمل امسا . صلة مل

القوم بنو فالن مث : أال ترى أنك تقول من إن يأتنا نعطه بنو فالن كأنك قلتأي القوم نكرمه وأيهم نكرمه فإن مل تدخل اهلاء : أضفت أيا إليه فكأنك قلت . كرمأيهم ن : يف نكرم نصبت كأنك قلت

ولكنك إن قلت أي من إن يأتنا نعطه نكرم هتني كان يف اخلرب كالما ألن أيهم الذي نكرم : مبنزلة الذي يف اخلرب فصار نكرم صلة وأعملت هتني كأنك قلت

. هتني . أيهم نكرم هتن : أي من إن يأتنا نعطه نكرم هتن كأنك قلت : وتقول

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

513

. أي من يأتينا يريد صلتنا فنحدثه فيستحيل يف وجه وجيوز يف وجه : وتقولفأما الوجه الذي يستحيل فهو أن يكون يريد يف موضع مريد إذا كان حاال فيه

أي من رأيت يف : وقع اإلتيان ألنه معلق بيأتينا كما كان فيها معلقا برأيت يف . أيهم فنحدثه : الدار أفضل فكأنك قلت

. فهذا ال جيوز يف خرب وال استفهام . وأما الوجه الذي جيوز فيه فأن يكون يريد مبنيا على ما قبله ويكون يأتينا الصلة

أيهم يريد صلتنا فنحدثه وفنحدثه إن : فإن أردت ذلك كان كالما كأنك قلت . أردت اخلرب

. وأما أي من يأتينا فنحدثه فهو حمال . م فنحدثه حمالألن أيه

أي من يأتيين حندثه فهو كالم يف االستفهام حمال يف : فإن أخرجت الفاء فقتل . اإلخبار . أي من إن مل يأته من إن يأتنا نعطه تأت يكرمك : وتقول

أي من : وذلك أن من الثانية صلتها إن يأتنا نعطه فصار مبنزلة زيد فكأنك قلتزيد يعطه تأت يكرمك فصار إن يأته زيد يعطه صلة ملن األوىل فكأنك إن يأته

. أيهم تأت يكرمك : قلتأي من إن يأته من إن يأتنا : فجميع ما جاز وحسن يف أيهم ها هنا جاز يف

. نعطه يعطه ألنه مبنزلة أيهمإذا قلت أي : نة فقالأيهن فالنة وأيتهن فال : وسألت اخلليل رمحه اهلل عن قوهلم

فهو مبنزلة كل ألن كال مذكر يقع للمذكر واملؤنث وهو أيضا مبنزلة بعض فإذا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

514

قلت أيتهن فإنك أردت أن تؤنث االسم كما أن بعض العرب فيما زعم اخلليل . كلتهن منطلقة : رمحه اهلل يقول

باب أي إذا كنت مستفهما هبا عن نكرة أيـني : رأيت رجلني قلت : أيا فإن قال : رأيت رجال قلت : قال وذلك أن رجال لو

أيني فإن أحلقت يا فت يف هذا املوضع فهي على : رأيت رجاال قلت : وإن قال . حاهلا قبل أن تلحق يا فتت أيـتني يا ف : رأيت امرأتني قلت : أية يا فت فإن قال : وإذا قال رأيت امرأة قلت

أيات يا فت فإن تكلم جبميع ما ذكرنا جمرورا جررت : رأيت نسوة قلت : فإن قالأيا وإن تكلم به مرفوعا رفعت أيا ألنك إمنا تسأهلم على ما وضع عليه املتكلم

. كالمهفإن الكالم أن ال تقول : رأيت عبد اهلل أو مررت بعبد اهلل قال : فإن قال : قلتمن عبد اهلل وأي عبد اهلل ال يكون إذا جئت بأي إال الرفع كما : ولكن تقولأيا

رأيت عبد اهلل أن تقول منا وكذلك ال جيوز إذا قال رأيت : أنه ال جيوز إذا قالعبد اهلل أن تقول أيا وال جتوز احلكاية فيما بعد أي كما جاز فيما بعد من وذلك

أي : مررت بعبد اهلل قلت : أي عبد اهلل وإذا قال : هلل قلتأنه إذا قال رأيت عبد اعبد اهلل وإمنا جازت احلكاية بعد من يف قولك من عبد اهلل ألن أيا واقعة على

. كل شيء وهي لآلدميني . ومن أيضا مسكنة يف غري باهبا فكذلك جيوز أن جتعل ما بعد من يف غري بابه

كنت مستفهما عن نكرة باب من إذا

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

515

رأيت رجلني : اعلم أنك تثين من إذا قلت رأيت رجلني كما تثين أيا وذلك قولك . منـني كما تقول أيني : فتقول

. منون : منان وأتاين رجال فتقول : وأتاين رجالن فتقول . منني كما تقول أيني : رأيت رجاال قلت : وإذا قال

. منه كما تقول أية : رأيت امرأة قلتوإن قلت . فإن وصل قال من يا فت للواحد واالثنني واجلميع

. وإن قال رأيت امرأتني قلت منتني كما قلت أيـتني إال أن النون جمزومةمنات كما قلت أيات إال أن الواحد خيالف أيا يف : رأيت نساء قلت : فإن قال

أتاين رجل فتقول منو وتقول مررت برجل فتقول : الرفع وذلك قولكموضع اجلر و . مين

. وسنبني وجه هذه الواو والياء يف غري هذا املوضع إن شاء اهللفأي يف موضع اجلر والرفع إذا وقفت مبنزلة زيد وعمرو وذلك ألن التنوين ال

مرو وأما من فال ينون يف يلحق من يف الصلة وهو يلحق أيا فصارت مبنزلة زيد وع . الصلة فجاء يف الوقف خمالفا

وزعم اخلليل أن منه ومنتـني ومنـني ومنات ومنني كل هذا يف الصلة مسكن النون : وذلك أنك تقول إذا رأيت رجاال أو نساء أو امرأة أو امرأتني أو رجال أو رجلني

. مين يا فتهلل أن الدليل على ذلك أنك تقول منو يف الوقف مث تقول من وزعم اخلليل رمحه ا

من يا فت إذا عنيت مجيعا كأنك : ي فت فيصري مبنزلة قولك من قال ذاك فتقول . تقول من قال ذاك إذا عنيت مجاعة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

516

أي ذا وأية : وإما فارق باب من باب أي أن أيا يف الصلة يثبت فيه التنوين تقول . ذه

. أيون هؤالء وأيان هذان : وزعم أن من العرب وقد مسعناه من بعضهم من يقولفأي قد جتمع يف الصلة وتضاف وتثىن وتنون ومن ال يثىن وجيمع يف االستفهام

. وال يضاف وأي منون على كل حال يف االستفهام وغريه فهو أقوىنا ومين ومنو عنيت واحدا أو اثنني أو م : وحدثنا يونس أن ناسا يقولون أبدا

. مجيعا يف الوقف . فمن قال هذا قال أيا وأي وأي إذا عىن واحدا أو مجيعا أو اثنني

. فإن وصل نون أيا . من قال ذاك فيعنون ما شاءوا من العدد : وإمنا فعلوا ذلك مبن ألهنم يقولون

. عين هبا مجيعا وإن شاء عىن اثننيوكذلك أي تقول أي يقول ذاك فت . منة ومنة ومنة إذا قال يا فت : وأما يونس فإنه كان يقيس منه على أية فيقول

. وكذلك ينبغي له أن يقول إذا أثر أن ال يغريها يف الصلةا أتو : وهذا بعيد وإمنا جيوز هذا على قول شاعر قاله مرة يف شعر مث مل يسمع بعد ناري فقلت منون أنتم فقالوا اجلن قلت عموا ظالما وهذا بعيد ال تكلم به

. العرب وال يستعمله منهم ناس كثري . وكان يونس إذا ذكرها يقول ال يقبل هذا كل أحد

. فإمنا جيوز منون يا فت على ذا . وينبغي هلذا أن ال يقول منو يف الوقف ولكن جيعله كأي

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

517

من ومنا ألنك تقول : ال رأيت امرأة ورجال فبدأت يف املسألة باملؤنث قلتوإذا ق . من يا فت يف الصلة يف املؤنث

وإن بدأت باملذكر قلت من ومنه وإمنا مجعت أي يف االستفهام ومل جتمع يف غريه مساء ألنه إمنا األصل فيها االستفهام وهي فيه أكثر يف كالمهم وإمنا تشبه األ

. التامة اليت ال حتتاج اىل صلة يف اجلزاء ويف االستفهام . وقد تشبه من هبا يف هذه املواضع ألهنا جتري جمراها فيها

. ومل تقو قوة يف أي ملا ذكرت لك وملا يدخلها من التنوين واإلضافة باب ما ال حتسن فيه من كما حتسن فيما قبله

رأيت عبد اهلل فتقول منا ألنه إذا ذكر عبد : قول الرجلوذلك أنه ال جيوز أن ياهلل فإمنا يذكر رجال تعرفه بعينه أو رجال أنت عنده ممن يعرفه بعينه فإمنا تسأله

على أنك ممن يعرفه بعينه إال أنك ال تدري الطويل هو أم القصري أم ابن زيد أم . ا كانا مفرتقنيابن عمرو فكرهوا أن جيرى هذا جمرى النكرة إذ

. وكذلك رأيته ورأيت الرجل ال حيسن لك أن تقول فيهما إال من هو ومن الرجل : مع منني وقد رأيته فيقول : وقد مسعنا من العرب من يقال له ذهبنا معهم فيقول

. منا أو رأيت مناألمر ليس وذلك أنه سأله على أن الذين ذكر ليسوا عنده ممن يعرفه بعينه وأن ا

على ما وضعه عليه احملدث فهو ينبغي له أن يسأل يف ذا املوضع كما سأل حني . قال رأيت رجال

باب اختالف العرب يف االسم املعروف الغالب إذا استفهمت عنه مبن

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

518

من زيدا وإذا قال مررت : اعلم أن أهل احلجاز يقولون إذا قال الرجل رأيت زيدا من عبد اهلل وأما بنو متيم : هذا عبد اهلل قالوا : من زيد وإذا قال : بزيد قالوا

. فريفعون على كل حال . وهو أقيس القولني

فأما أهل احلجاز فإهنم محلوا قوهلم على أهم حكوا ما تكلم به املسئول كما قال . ما عنده مترتان : دعنا من مترتان على احلكاية لقوله : بعض العرب

ليس بقرشيا حكاية : أليس قرشيا فقال : مسعت عربيا مرة يقول لرجل سأله فقالو . لقوله

فجاز هذا يف االسم الذي يكون علما غالبا على ذا الوجه وال جيوز يف غري االسم الغالب كما جاز فيه وذلك أنه األكثر يف كالمهم وهو العلم األول الذي

. به يتعارفون . تاج اىل الصفة إذا خاف االلتباس من األمساء الغالبةوإمنا حي

وإمنا حكى مبادرة للمسئول أو توكيدا عليه أنه ليس يسأله عن غري هذا الذي . تكلم به

. والكنية مبنزلة االسمدعنا من : رأيت أخا خالد مل جيز من أخا خالد إال على قول من قال : وإذا قال

. مترتان وليس بقرشيا . والوجه الرفع ألنه ليس باسم غالب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

519

رأيت زيدا وعمرا أو زيدا وأخاه أو زيدا أخا عمرو : إذا قال رجل : وقال يونسفالرفع يرده اىل القياس واألصل إذا جاوز الواحد كما ترد ما زيد إال منطلق اىل

. األصلد وعمرو ومن عمرا وأخا زيد تتبع تقول من أخو زي : وأما ناس فإهنم قاسوه فقالوا

. الكالم بعضه بعضا . وهذا حسن

فإذا قالوا من عمرا ومن أخو زيد رفعوا أخا زيد ألنه قد انقطع من األول مبن الثاين الذي مع األخ فكأنك قلت من أخو زيد كما أنك تقول تبا له وويال وتبا

. له وويل لهأقول من زيد ابن عمرو ألنه مبنزلة : زيد بن عمرو فقالرأيت : وسألت يونس عن

. اسم واحدوهكذا ينبغي إذا كنت تقول يا زيد ابن عمرو وهذا زيد بن عمرو فتسقط

. التنوينفأما من زيد الطويل فالرفع على كل حال ألن أصل هذا جرى للواحد لتعرفه له

. بالصفة فلما جاوز ذلك رده اىل األعرف . ومن نون زيدا جعل ابن صفة منفصلة ورفع يف قول يونس

. أي زيد فليس فيه إال الرفع جيريه على القياس : فإذا قال رأيت زيدا قالن أكثر استعماال وهم مما يغريون األكثر يف

وإمنا جازت احلكاية يف من ألهنم مل

. كالمهم عن حال نظائره

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

511

فمن أو ومن مل يكن فيما بعده إال : فاء يف من فقلتوإن أدخلت الواو وال . الرفع باب من إذا أردت أن يضاف لك من تسأل عنه

ين : رأيت زيدا فتقول : وذلك قولك . امل

نيـني : فإذا قال رأيت زيدا وعمرا قلت . امل

نيني وحتمل الكالم على ما : فإذا ذكر ثالثة قلتمحل عليه املسئول إن كان امل

. القرشي أم الثـقفي : جمرورا أو منصوبا أو مرفوعا كأنك قلتكيف كنت : فإن قال القرشي نصب وإن شاء رفع على هو كما قال صاحل يف

فإن كان املسئول عنه من غري اإلنس فاجلواب اهلن واهلنة والفالن والفالنة ألن اب إجرائهم صلة من وخربهذلك كناية عن ب

إذا عنيت اثنني صلة اللذين وإذا عنيت مجيعا كصلة الذين فمن ذلك قوله عز . " ومنهم من يستعمون إليك " : وجل

من كانت أمك وأيهن كانت أمك : ومن ذلك قول العرب فيما حدثنا يونس . ون إليك حني عىن مجيعا يستعم : أحلق تاء التأنيث ملا عىن مؤنثا كما قال

فجعلت " ومن تقنت منكن هلل ورسوله " : وزعم اخلليل رمحه اهلل أن بعضهم قرأ . كصلة اليت حني عنيت مؤنثا

. فإذا أحلقت التاء يف املؤنث أحلقت الواو والنون يف اجلميع : قال الشاعر حني عىن اإلثنني وهو الفرزدق

ال ال ختونين ** نكن مثل من يا ذئب يصطحبانتعال فإن عاهدتين باب إجرائهم ذا وحده مبنزلة الذي

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

511

وليس يكون كالذي إال مع ما ومن يف االستفهام فيكون ذا مبنزلة الذي ويكون . ما حرف االستفهام وإجرائهم إياه مع ما مبنزلة اسم واحد

. متاع حسن : أيت فيقولماذا ر : أما إجراؤهم ذا مبنزلة الذي فهو قولكوقال الشاعر لبيد أال تسأالن املرء ماذا حياول أحنب فيقضى أم ضالل وباطل

خريا : ماذا رأيت فتقول : وأما إجراؤهم إياه مع ما مبنزلة اسم واحد فهو قولك . خريا : ماذا ترى فنقول : ما رأيت ومثل ذلك قوهلم : كأنك قلت . " ماذا أنزل ربكم قالوا خريا " : اؤهوقال جل ثن

: عم ذا تسأل كأهنم قالوا : عماذا تسأل ولقالوا : فلو كان ذا لغوا ملا قالت العربعم تسأل ولكنهم جعلوا ما وذا امسا واحدا كما جعلوا ما وإن حرفا واحدا حني

. إمنا : قالوا . ومثل ذلك كأمنا وحيثما يف اجلزاء

ولو كان ذا مبنزلة الذي يف ذا املوضع البتة لكان الوجه يف ماذا رأيت إذا أجاب . خري : أن يقول

دعي ماذا عملت سأتقيه ولكن باملغيب : وقال الشاعر ومسعنا بعض العرب يقول . نبئيين فالذي ال جيوز يف هذا املوضع وما ال حيسن أن تلغيها

خري إذا جعلت ما وذا امسا واحدا : ماذا رأيت فيقول : لوقد جيوز أن يقول الرج . ما رأيت خري ومل جيبه على رأيت : كأنه قال

: صاحل ويف من رأيت فيقول : ومثل ذلك قوهلم يف جواب كيف أصبحت فيقول . أنا صاحل ومن رأيت زيد : زيد كأنه قال

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

512

م املخاطب وهو أقرب اىل أن تأخذ والنصب يف هذا الوجه ألنه اجلواب على كال . به

. " ماذا أنزل ربكم قالوا أساطري األولني " : وقال عز وجل زيدا ألن ها هنا معىن فعل فيجوز : وقد جيوز أن تقول إذا قلت من الذي رأيت

. النصب ها هنا كما جاز الرفع يف األول باب ما تلحقه الزيادة يف االستفهام

إذا أنكرت أن تثبت رأيه على ما ذكر أو تنكر أن يكون رأيه على خالف ما . ذكر

. فالزيادة تتبع احلرف الذي هو قبلها الذي ليس بينه وبينها شيءفإن كان مضموما فهو واو وإن كان مكسورا فهي ياء وإن كان مفتوحا فهي

ا يتحرك يف األلف والالم ألف وإن كان ساكنا حترك لئال يسكن حرفان فيتحرك ك . والساكن مكسورا مث تكون الزيادة تابعة له

ضربت زيدا : فمما حترك من السواكن كما وصفت لك وتبعته الزيادة قول الرجل . أزيدنيه : فتقول منكرا لقوله

وصارت هذه الزيادة علما هلذا املعىن كعلم الندبة وحتركت النون ألهنا ساكنة وال . يسكن حرفان

فإن ذكر االسم جمرورا جررته أو منصوبا نصبته أو مرفوعا رفعته وذلك قولك إذا أزيدنيه : أزيدنيه وإذا قال هذا زيد : أزيدنيه وإذا قال مررت بزيد : رأيت زيدا : قال

. ألنك إمنا تسأل عما وضع كالمه عليه . أزيدنيه : قولأتعرف زيدا فت : وقد يقول لك الرجل

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

513

. إما منكرا لرأيه أن يكون على ذلك وإما على خالف املعرفةأنا إنيه : أخترج إن أخصبت البادية فقال : ومسعنا رجال من أهل البادية قيل له

. منكرا لرأيه أن يكون على خالف أن خيرجبا أو منكرا عليه أن يكون أزيدنيه غري راد عليه متعج : قد قدم زيد فتقول : ويقول

أزيدنيه فإن قلت جميبا : رأيه على غري أن يقدم أو أنكرت أن يكون قدم فقلتأزيدا وعمرنيه جتعل العالمة يف منتهى : قد لقيت زيدا وعمرا قلت : لرجل قال

. الكالمربت زيدا ض : أضربت عمراه وإن قال : أال ترى أنك تقول إذا ضربت عمرا

. أزيدا الطوياله جتعلها يف منتهى الكالم : الطويل قلتأزيدا يا فت تركت العالمة كما تركت عالمة التأنيث واجلمع حرف : وإن قلت

منا ومين ومنو حني قلت يا فت وجعلت يا فت مبنزلة ما هو يف : اللني يف قولك منه وال مين أذهبت هذا يف الوصل من حني قلت من يا فت ومل تقل منني وال

وجعلت يا فت مبنزلة ما هو من مسألتك مينع هذا كله وهو قولك من ومنه إذا . قال رأيت رجال وامرأة

فمنه قد منعت من من حروف اللني فكذلك هو ها هنا مينع كما مينع ما كان يف . كالم املسئول العالمة من األول

يا فت العالمة ألنه ليس من حديث املسئول فصار هذا مبنزلة وال تدخل يف . الطويل حني منع العالمة زيدا كما منع من ما ذكرت لك وهو كالم العرب

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

514

: رأيت عثمان فتقول : ومما تتبعه هذه الزيادة من املتحركات كما وصفت لك قولهأحذاميه وهذا : حبذام فتقول أعثماناه ومررت : أعثماناه ومررت بعثمان فتقول

. أعمروه فصارت تابعة كما كانت الزيادة اليت يف واغالمهوه تابعة : عمر فتقولأعمر إنيه : واعلم أن من العرب من جيعل بني هذه الزيادة وبني االسم إن فيقول

ما إن فأكدوا : قالواوأزيد إنيه فكأهنم أرادوا أن يزيدوا العلم بيانا وإيضاحا كما . بإن

وكذلك أوضحوا هبا ها هنا ألن يف العلم اهلاء واهلاء خفية والياء كذلك فإذا جاء اهلمزة والنون جاء حرفان لو مل يكن بعدمها اهلاء وحرف اللني كانوا مستغنني

. هبما . اضربه : ومما زادوا به اهلاء بيانا قوهلم

. سعدج يريدون سعدي : وقالوا يف الياء يف الوقففإمنا ذكرت لك هذا لتعلم أهنم قد يطلبون إيضاحها بنحو من هذا الذي ذكرت

. لكأنا إنيه : أنا خارج فتقول : أذهبتوه ويقول : إين قد ذهبت فتقول : وقد يقول الرجل

تكلم به كما تلحق الزيادة ما لفظ به وحتكيه مبادرة له وتبيينا أنه ينكر عليه ما من عبد اهلل وإن شاء مل يتكلم مبا لفظ به وأحلق العالمة ما : فعل ذلك يف

. أنا إنيه : أخترج اىل البادية : يصحح املعىن كما قال حني قال . وإن كنت متثبتا مسرتشدا إذا قال ضربت زيدا فإنك ال تلحق الزيادة

مكتبة مشكاة اإلسالمية سيبويه الكتاب

515

ه مل تلحق الزيادة أيضا ألنك إمنا أوقعت أقلت ضربت : وإذا قال ضربته فقلتحرف االستفهام على قلت ومل يكن من كالم املسئول وإمنا جاء على االسرتشاد

. ال على اإلنكار انتهى اجلزء الثاين ويليه اجلزء الثالث إن شاء اهلل

شبكة مشكاة اإلسالمية / مكتبة مشكاة اإلسالمية مت نسخه من موقع نداء اإلميان