40 aljoubah magazine مجلة الجوبة

40 �سات ونقد دراســـــو�ص ن�جهـــــات موا نوافـــذ دات شعرية شهاد:ف العد مل

Upload: -

Post on 10-Mar-2016

284 views

Category:

Documents


4 download

DESCRIPTION

صدور عدد مجلة الجوبة 40 متضمنا ملف شهادات شعرية و حوارات مع سليمان فياض و محمد الحرز صدر العدد الأربعون من مجلة الجوبة الثقافية، حاملا معه العديد من المواد الإبداعية والمقالات والدراسات وقراءات الكتب، ومحملا بملف شهادات شعرية شارك فيه كل من إبراهيم زولي، وأحمد الخطيب، وأحمد السالم، وجمال الموساوي، وحسن الزهراني، وخالد السنديوني، وسليمان العتيق، وسوف عبيد، وعارف البرديسي، ومحمد الحرز، ومحمد جميل، وملاك الخالدي، ونجاة الزباير، ونواره لحرش، ومحمود الرمحي، ونضال القاسم، ويوسف العارف. ويستهل رئيس التحرير الأستاذ إبراهيم موسى الحميد افتتاحيته بقوله: إن التميز في التجارب الشعرية لا يمكن أن يأتي من فراغ ، بل إن الشهادات الواردة في ملف الجوبه تؤكد لنا مرة أخرى أن الإبداع قرين القراءة المكثفة ، خاصة في سني الإنسان الأولى . وإن التجربة الشعرية المتميزة لا يمكن لها أن تأتي أيضا من فراغ ، حين نجد أن الشاعر امتداد لتجربته في اليومي و المعاش ، في قراءاته و تجارب مجايليه، في صداقاته و لقاءاته، في تراكماته الفكرية وتحولاته التي تشرق به وتغرب، حتى يستقر على شاطئ القصيدة التي تلونه .. ويستطرد ق

TRANSCRIPT

Page 1: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

40

درا�سات ونقدن�ســـــو�ص

مواجهـــــاتنوافـــذ

شعرية شهادات ملف العدد:

Page 2: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

2- دعم البحوث والر�سائل العلميةيهتم بدعم م�ساريع البحوث والر�سائل العلمية والدرا�سات املتعلقة مبنطقة اجلوف، ويهدف

اإلى ت�سجيع الباحثني على طرق اأبواب علمية بحثية جديدة يف معاجلاتها واأفكارها. )اأ( ال�شروط العامة:

واملراكز اإلى اجلامعات املقدمة العلمية والر�سائل الأكادميية البحوث املايل الدعم ي�سمل -١البحثية والعلمية، كما ي�سمل البحوث الفردية، وتلك املرتبطة مبوؤ�س�سات غري اأكادميية.

يجب اأن يكون مو�سوع البحث اأو الر�سالة متعلقا مبنطقة اجلوف. -٢يجب اأن يكون مو�سوع البحث اأو الر�سالة جديدا يف فكرته ومعاجلته. -٣

اأن ل يتقدم الباحث اأو الدار�س مب�سروع بحث قد فرغ منه. -٤يقدم الباحث طلبا للدعم مرفقا به خطة البحث. -٥

تخ�سع مقرتحات امل�ساريع اإلى تقومي علمي. -٦للموؤ�س�سة حق حتديد ال�سقف الأدنى والأعلى للتمويل. -٧

وجهة تغيري اإلى ت��وؤدي جذرية تعديالت اإج��راء التمويل على املوافقة بعد للباحث يحق ل -٨املو�سوع اإل بعد الرجوع للموؤ�س�سة.

يقدم الباحث ن�سخة من ال�سرية الذاتية. -٩)ب( ال�شروط اخلا�شة بالبحوث:

يلتزم �لباحث بكل ما جاء يف �ل�شروط �لعامة)�لبند »�أ«(. -١ي�سمل املقرتح ما يلي: -٢

تو�سيف م�سروع البحث، وي�سمل مو�سوع البحث واأهدافه، خطة العمل ومراحله، واملدة -املطلوبة لإجناز العمل.

ميزانية تف�سيلية متوافقة مع متطلبات امل�سروع، ت�سمل الأجهزة وامل�ستلزمات املطلوبة، -م�ساريف ال�سفر والتنقل وال�سكن والإعا�سة، امل�ساركني يف البحث من طالب وم�ساعدين

وفنيني، م�ساريف اإدخال البيانات ومعاجلة املعلومات والطباعة. حتديد ما اإذا كان البحث مدعوما كذلك من جهة اأخرى. -

)ج( ال�شروط اخلا�شة بالر�شائل العلمية:�إ�شافة لكل ما ورد يف �ل�شروط �خلا�شة بالبحوث )�لبند »بــ«( يلتزم �لباحث مبا يلي:

اأن يكون مو�سوع الر�سالة وخطتها قد اأقرا من اجلهة الأكادميية، ويرفق ما يثبت ذلك. -١اأن يقدم تو�سية من امل�سرف على الر�سالة عن مدى مالءمة خطة العمل. -٢

الجوف: هاتف 3455 626 04 - فاك�ص 7780 624 04 - �ص. ب 458 �سكاكا - الجوف

الريا�ص: هاتف 5494 201 01 - فاك�ص 5498 201 01 - �ص. ب 10071 الريا�ص 11433

nashr@asfndn. com

1- ن�شر الدرا�شات والإبداعات الأدبيةيهتم بالدرا�سات، والإبداعات الأدبية، ويهدف اإلى اإخراج اأعمال متميزة، وت�سجيع حركة الإبداع

الأدبي والإنتاج الفكري واإثرائها بكل ما هو اأ�سيل ومميز.وي�سمل الن�سر اأعمال التاأليف والترجمة والتحقيق والتحرير.

مجالت الن�شر:الدرا�سات التي تتناول منطقة الجوف في اأي مجال من المجالت. اأ -

الإبداعات الأدبية باأجنا�سها المختلفة )وفقا لما هو مبين في البند »٨« من �شروط �لن�شر(. ب- الدرا�سات الأخرى غير المتعلقة بمنطقة الجوف )وفقا لما هو مبين في البند »٨« من �شروط �لن�شر(. ج-

�سروطه:اأن تت�سم الدرا�سات والبحوث بالمو�سوعية والأ�سالة والعمق، واأن تكون موثقة طبقا للمنهجية العلمية. -١

اأن تكتب المادة بلغة �سليمة. -٢اأن يرفق اأ�سل العمل اإذا كان مترجما، واأن يتم الح�سول على موافقة �ساحب الحق. -٣

اأن تقدم المادة مطبوعة با�ستخدام الحا�سوب على ورق )A4( ويرفق بها قر�س ممغنط. -٤اأن تكون ال�سور الفوتوغرافية واللوحات والأ�سكال التو�سيحية المرفقة بالمادة جيدة ومنا�سبة للن�سر. -٥اإذا كان العمل اإبداعا اأدبيا فيجب اأن يت�سم بالتميز الفني واأن يكون مكتوبا بلغة عربية ف�سيحة. -٦

اأن يكون حجم المادة - وفقا لل�سكل الذي �ست�سدر فيه - على النحو الآتي: -٧الكتب: ل تقل عن مئة �سفحة بالمقا�س المذكور. -

البحوث التي تن�سر �سمن مجالت محكمة ت�سدرها الموؤ�س�سة: تخ�سع لقواعد الن�سر في تلك -المجالت.

الكتيبات: ل تزيد على مئة �سفحة. )تحتوي ال�سفحة على »٢٥0« كلمة تقريبا(. -اأبناء وبنات منطقة المقدمة من الأعمال الن�سر، في�سمل بالبند )ب( من مجالت يتعلق فيما -٨�لجوف، �إ�شافة �إلى �لمقيمين فيها لمدة ال تقل عن عام، �أما ما يتعلق بالبند )ج( في�شترط �أن

يكون الكاتب من اأبناء اأو بنات المنطقة فقط.تمنح الموؤ�س�سة �ساحب العمل الفكري ن�سخا مجانية من العمل بعد اإ�سداره، اإ�سافة اإلى مكافاأة -٩

مالية منا�سبة.تخ�سع المواد المقدمة للتحكيم. -١0

برنامـج نشر الدراسات واإلبداعـات األدبية ودعم البحوث والرسائل العلميةفي مؤسسة عبدالرحمن السديري اخليرية

Page 3: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

3اجلوبة - �صيف 1434هـ2 اجلوبة - �صيف 1434هـ

النا�شـــــــــر: موؤ�س�سة عبدالرحمن ال�سديري اخلريية

اأ�س�سها الأمري عبدالرحمن بن اأحمد ال�سديري )اأمري منطقة اجلوف من ١٣٦٢/٩/٥ه� - ١٤١0/٧/١ه� املوافق ١٩٤٣/٩/٤م - ١٩٩0/١/٢٧م( بهدف اإدارة ومتويل املكتبة العامة التي اأن�ساأها عام ١٣٨٣ه� املعروفة با�سم دار اجلوف للعلوم. وتت�سمن برامج املوؤ�س�سة ن�سر الدرا�سات والإبداعات الأدبية، ودعم البحوث والر�سائل العلمية، واإ�سدار جملة دورية، وجائزة الأمري عبدالرحمن ال�سديري للتفوق العلمي، كما اأن�ساأت رو�سة ومدار�س الرحمانية اأن�ساأت املوؤ�س�سة فرعا لها يف حمافظة الأهلية للبنني والبنات، وجامع الرحمانية. ويف عام ١٤٢٤ه� )٢00٣م(

�لغاط )مركز �لرحمانية �لثقايف(، له وقف م�شتقل، و�أهد�فه تنبثق من �الأهد�ف �الأ�شا�شية للموؤ�ش�شة.

العدد 40�سيف 1434هـ - 2013م

الـمحتويــــات

�سهادات �سعرية

6 ........................ملف ثقايف ربع �سنوي ي�سدر عن

امل�شرف العاماإبراهيم احلميد

اأ�شرة التحريرحممود الرحمي، حممد �سوانة، عماد املغربي

الإخراج الفنيقواعد الن�شرخالد بن اأحمد الدعا�ص

1 - اأن تكون املادة اأ�سيلة. 2 - مل ي�سبق ن�سرها.

3 - تراعي اجلدية واملو�سوعية. 4 - تخ�سع املواد للمراجعة والتحكيم قبل ن�سرها. 5 - ترتيب املواد يف العدد يخ�سع العتبارات فنية.

6 - ترحب اجلوبة باإ�سهامات املبدعني والباحثني والكتاب، على اأن تكون املادة باللغة العربية.

املرا�شالتتوجه با�سم امل�سرف العام

هاتف: 6263455)4()966+(فاك�ص: 6247780)4()966+(

�ص. ب 458 �سكاكا اجلـوف - اململكة العربية ال�سعوديةwww.aljoubah.org

[email protected] 1319 - ردمد 2566

�سعر الن�سخة 8 رياالت»اجلوبة« من االأ�سماء التي كانت تطلق على منطقة اجلوف �سابقاتطلب من ال�سركة الوطنية للتوزيع

....................................................... ٤الفتتاحيةملف العدد: �سهادات �سعرية: اإبراهيم زولي، اأحمد نمر الخطيب، خالد ال��زه��ران��ي، ال��م��و���س��اوي، ح�سن ج��م��ال ال�����س��ال��م، اأح��م��د د. محمد البردي�سي، عارف عبيد، �سوف العتيق، �سليمان ال�سنديوني، نواره الزباير، نجاة الخالدي، مالك اأحمد، جميل محمد الحرز،

....... ٦لحر�س، محمود الرمحي، ن�سال القا�سم، د. يو�سف العارف

ال�سعودي لل�ساعر الورود« فيها تذبل ل »اأيام درا�سات ونقد: النملة قراءة في الوجدانيات ومجابهة الذات - عبدالكريم

......................................... ٧0د. اإبراهيم الدهون ........................ ٧٣اعترافات ربيع جابر - ه�سام بن�ساوي .......... ٧٥مفاهيم معا�سرة لأدب الأطفال - محمد علي قد�س ....................... ٧٩ق�ش�ص ق�شيرة: جفاف - ليلى الحربي ......................... ٨0حي��������اة - محمد نادي فرغلي محمد ..................... ٨١حديث مع امراأة جميلة - �سالح القر�سي ......................... ٨٢كيف يراه؟ - اإبراهيم يو�سف البيطار ..................... ٨٣ق�ستان ق�سيرتان - خالد اأحمد اليو�سف ............................... ٨٤�سعر: الربيع - عارف البردي�سي ................................ ٨٥عيون ميدوزا - �سليمان العتيق ....................................... ٨٦المحفظة - �سوف عبيد .............................. ٨٧اأتيت لل�سعر - د. يو�سف العارف ...................... ٨٨�ساأوقف هذه الحرب - جمال المو�ساوي٨٩ن�سو�س �سعرية - نوارة لح�ر�س............................... ........................... ٩0ن�سو�س �سعرية - خالد ال�سنديوني٩١مرف������وع - ح�سن الزهراني................................... ٩٢ق�سيدتان - اإبراهيم زولي.................................... ...... ٩٣مواجهات: ال�ساعر محمد الحرز - حاوره عمر بو قا�سم .... ١0١الكاتب الم�سري �سليمان فيا�س - حاورته: �سمر ابراهيم

ذاكرة ال�سطام م�سلم بن خليف بن اإبراهيم واإبــداع: �شيرة ............... ١0٧حا�سرة .. وثقافة بال حدود - المحرر الثقافي

نوافذ: �لر�شام عبد�لعزيز م�شري ذ�كرة �للون.. في خطوط ١0٩من رحيق الري�سة - فريال الحوار............................. ...... ١١١ النخيل في ال�سعر العربي - �سالح عبدال�ستار ال�سهاوي١١٥ديوان العرب المهجور.. هل تعيده الأغنية..؟ - خالد ربيع ال�سيد... ...... ١١٩ناطحات ال�سحاب في القديم والحديث - غازي الملحم ........................................................ ١٢٤قراءات١٢٦الأن�شطة الثقافية............................................ ١٢٨عين على الجوبة: الجوبة: الوجه والنموذج - عبداهلل ال�سفر هديل للفنانة ت�سكيلية لوحة الغالف:

اللحيدان من الجوف.

الر�شام عبدالعزيز م�شريذاكرة اللون.. في خطوط من

رحيق الري�شة

109 .....................

ناطحات ال�شحاب في القديم والحديث

119 .....................

93 ......................

حوار مع ال�شاعر محمد الحرز

املقاالت املن�سورة ال تعرب بال�سرورة عن راأي املجلة والنا�سر

Page 4: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

5اجلوبة - �صيف 1434هـ4 اجلوبة - �صيف 1434هـ

تاأتي التي ال�سعرية ال�سهادات هذه توثيق تم حتى محدد، غير وقتا الأم��ر ا�ستغرق اأهمية وتاأتي تقريبا.. العربي العالم اأقطار مختلف من ل�سعراء اإبداعية ك�سهادات وا�سحا الحديثة الق�سيدة اأ�سكال بين التفاوت يبدو وفيها تنوعها. ال�سهادات في هذه في التجارب ال�سعرية المختلفة؛ فبين غواية ال�سعر وفتنة الق�سيدة.. تنداح الذكريات لتك�سف عن البدايات التي �سكلت �ساعرنا اليوم، بتجربته التي يقراأها النا�س، وتم�سي

م�سعال للغواية في وادي ال�سعر..

على اأن التميز في التجارب ال�سعرية، ل يمكن اأن ياأتي من فراغ؛ بل اإن هذه ال�سهادات توؤكد لنا مرة اأخرى اأن الإبداع قرين القراءة المكثفة، وبخا�سة في �سني الإن�سان الأولى اأو اأطفال ت�ستهوي قلما – طريقا م�سبقة اأفكار دون – من ا�ستعرت اأجل ذلك.. »من مراهقين، القراءة.. قراءة كل �سيء واأي �سيء، في بيت و بيئة يعز اأن تجد فيها كتابا..«.

نكت�سف كيف اأن التجربة ال�سعرية المتميزة ل يمكن لها اأن تاأتي من فراغ، حين نجد في مجايليه.. وتجارب قراءاته في والمعا�س، اليومي في لتجربته امتداد ال�ساعر اأن ب، حتى ي�ستقر ق به وتغر �سداقاته و لقاءاته.. في تراكماته الفكرية، وتحولته التي ت�سرعلى �ساطئ الق�سيدة التي تلونه.. »منذ اأن بداأت كتابة ال�سعر وحتى الأن ل اأدري كيف ينبثق ال�سعر، ول اأدرك كنهه، وربما كان على ال�ساعر حين يكتب ن�سه اأن ي�سغي لأ�سوات

الإلهام التي ترن في الباطن..«.

ربما الإب��داع، بلون دونوها واأدبائنا، �سهادات على مراحل من حياة مبدعينا هي �سح يوما اأن تكون مفتتحا لدرا�سات اأو اأبحاث على حياة جيل ثقافي كامل؛ لأن بع�سها ي�سف عن مراحل حياة كاملة عا�سها هوؤلء، من دون اأن يتم تدوينها ب�سكلها الحالي، وبخا�سة اأن لكل �ساعر تجربته التي عاي�سها، في �سراعات التيارات والمدار�س وهجوم

الدخالء.

في �سهاداتنا ال�سعرية، نكت�سف اأن ال�سعر موهبة، تاأتي مهما كان الواقع األيما، خا�سة مع موجات الت�سطيح وال�سعبي التي �سادت مجتمعاتنا، حتى اأن ال�ساعر يبرز مهما »حلق وحيدا خارج ال�سرب؛ ونكت�سف اأهمية بع�س المراكز الثقافية لل�سباب والنا�سئة، اإذ تكون الثقة في نفو�س النموذج، وتعزز والمكتبات م�ساعل ثقافة حقيقية، تخلق المراكز هذه

المبدعين و الهواة، حينما ياأتون في بيئة مثبطة للثقافة والإبداع..

ال�سعر براثن من - الكعبة ورب - نجا من هناك اأن نكت�سف ال�سهادات، هذه في تحتفي التي النماذج ووج��ود للت�سجيع، نتيجة الكثيرون، فيها ه��وى حينما النبطي،

بالق�سيدة الحقيقية، والموهبة التي يمكن لها اأن ت�سير في التجاه ال�سحيح..

اأ�سا�سيين: �سيئين اإل��ى تحتاج ال�سعر »كتابة اأن نكت�سف ال�سعرية، �سهاداتنا في الأول، الإح�سا�س بما ي�سبه الحب؛ والعن�سر الثاني، المكت�سبات اللغوية وبع�س المهارة ابن بال لم يخطر على اإعطائها معنى اأعناقها(، ومحاولة بالكلمات )ولي اللعب في

منظور...«.

وهكذا، تتوالى �سهادات ال�سعراء، حين نجد اأن مدونة ال�سعر حاولت تكري�س اأ�سكال بعدها في الت�سكيل على ع�سية الق�سيدة اأن توؤكد ال�سهادات اأن اإل للق�سيدة، معينة اأو ب�سكل تتاأثر للق�سيدة اأ�سكال نحو الكثير انحياز مع وبخا�سة والإبداعي، الحقيقي، باآخر بالن�س الغربي، اإل اأن افتقاد هذه النوع من ال�سعر اإلى جماليات الق�سيدة العربية،

اأدى به اإلى الذوبان في بحر الق�سيدة العربية باأ�سكالها المختلفة..

على اأن معظم هذه التجارب تت�سم بالعمق، والغنى، والإبداع؛ كنتيجة اإجمالية للتجربة ال�سعرية، وللتقنيات الفنية واللغة العميقة التي تميزها.

■ اإبراهيم احلميد

افتتاحية العدد

ــــةـــــــــ

ــيــــــــــــ

حـــــــــــا

ـــــــــــــــت

ــــــــــــتــ

ـــــــــفــــ

ا

Page 5: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

7 اجلوبة - �صيف 1434هـ اجلوبة - �صيف 1434هـ6

�سهادات �سعرية■ اإعداد وتقدمي حممود عبداهلل الرحمي

�ستى ف��ي ال�سعر مكانة اأح��د يجهل ل الع�سور، حتى ع�سرنا الحالي، على الرغم الأخ���رى، الأدب��ي��ة الأج��ن��ا���س انت�سار م��ن مهما وال�سعر وال�سرد.. والرواية كالق�سة بمختلف حداثيا اأو تقليديا اأ�سلوبه ك��ان

ت�سمياته؛ فاإن له مكانته وع�ساقه..

لأحوال �سابقا �سجال ال�سعر كان واإذا فاإنه اأحوالهم، وت�سوير وتاريخهم العرب ق�سايانا، يحمل اأ�سكاله بمختلف اليوم ���س��ارح��ا وم��و���س��ح��ا وم��داف��ع��ا.. م���ن منا ال�سرح ف��ي والقا�سم دروي�����س دور ينكر )الق�سية الأول����ى ق�سيتنا ع��ن وال��دف��اع في ي��ح�����س ل م��ن��ا م��ن الفل�سطينية(.. اأ�سعارهم كل الألم الفل�سطيني؟! األم يطلق

على دروي�س مجنون الأر�س..؟!

في ودوره ال�سعر اأهمية من وانطالقا الجوبه اأف��ردت اأن �سبق فقد اأمتنا، حياة ل��ه اأك��ث��ر م��ن م��ل��ف، ت��ن��اول��ت ف��ي اإح��داه��ا بين »ال�سعر اآخ��ر وف��ي النثر«، »ق�سيدة

التراث والحداثة«..

بع�س برحلة ا خا�س ملفا تفرد واليوم ال�����س��ع��راء؛ ل��ي��ت��ع��رف ال��ق��ارئ م��ن خالله اأنجزوه وما ال�سعراء، ه��وؤلء م�سيرة على في الآخ��ري��ن راأي ورب��م��ا م�سوارهم، ف��ي

اإنتاجهم..

كثيرون، العربي وطننا في وال�سعراء مفا�سلة.. اأو تمييزا الختيار ي��اأت ول��م لكن �سعوبة التوا�سل مع بع�سهم، واعتذار ل�ستيعاب الملف �سعة و�سيق اآخ��ري��ن، الكثيرين منهم حال دون تحقيق ما تمنينا.

لذلك، علومها؛ وم�ستودع اآدابها وم�ستنبط حكمتها وخزانة العرب ديوان ال�سعر جعلوه ديوان علومهم واأخبارهم، و�ساهد �سوابهم وخطئهم؛ يرجعون اإليه في الكثير ال�سعوب اإليه لجاأت لــه! ت�سجيل ال مــن ت�سجيل ديــوان وهــو علومهم وحكمهم. من وما واالأحـــداث، الماآثر تخليد في مقامها ليقوم الكتابة، تعرف لم حين القديمة ي�ستجد لها من اأمور عظام؛ لما يمتاز به ال�سعر من اأثر على القلب، ونغم ي�ساعد على الحفظ. فقام ال�سعر عند العرب مقام الكتابة والتوثيق، قبل اأن تنت�سر الكتابة بينهم.

ها اأنت تفتح اأبواب الذاكرة المن�شية, وتهبط اأدراجها

رحلتي عبر ال�شعر

■ اإبراهيم زويل - ال�شعودية

جدتي زينب كانت ف�ساء ناب�سا بالحكايات، ب�سنابل �سعورهن ي�سرحن ن�ساء عن لي: ت�سرد بال�سيوف خوا�سرهم تتزين ورج���ال ال���ذرة، المع�سية من اإل عاريات وجنيات والطلقات، وال�ساللة، وطيور خ�سراء تتو�سح بالأمل، تحكي لي حتى اأهوي في نعناع النعا�س، الذي ياأخذني روت��ه عما وغرائبية ده�سة تقل ل ع��وال��م اإل��ى

جدتي.

جدتي كانت تاأخذني للجيران.. قبل اأن نقتني و�سوره بالتلفاز، مفتونا كنت بيتنا، في واح��دا المموهة بالألوان، التي تجرني اإلى ع�سل الرغبة في المعرفة، والذهاب خلف جدران المجهول..

الكلمة المخيلة؛ تبرح لم التي البرامج من خالله من علينا يطل ك��ان ال��ذي �ساعة، ت��دق �ساحب اأم��ا اهلل. ن�سر ر�سا محمد الأ���س��ت��اذ

»خواطر م�سرحة«، الأديب الكبير محمد ح�سن اليوم في ال�سا�سة، على �ساهدته عندما ع��واد، ال�سف ف��ي �سعريا ا ن�س ل��ه اأق���راأ كنت الثاني الأول المتو�سط. قلت لمعلمي اإنني �ساهدته ليلة

البارحة.

برامج مثل »من كل بحر قطرة« و»عالم الغد« كانت قوتي اليومي وزادي المعرفي.

متابعا اأب��ي كان بعد، فيما بالإذاعة �سغفت ال�سبعينيات اأواخ�����ر ف��ي الأخ���ب���ار ل��ن�����س��رات الميالدية من القرن الفائت، ورثت ذلك الهو�س بي »بي البريطانية الإذاع��ة هيئة فكانت عنه؛ �سي« و»مونت كارلو«، و»�سوت اأمريكا«، وبرامجها ومذيعوها هم اأ�سدقائي وندمائي، ل اأن�سى اأي�سا على حر�ستني التي وبرامجها العرب« »�سوت وفايزة �سادية، اأحببت الأ�سيل؛ الطرب ح��ب

في ركن �سغير مزدحم باالأحالم، وقريبا من تلك البيوت التي ت�سبه االأ�سدقاء، تحت اأ�سعة فانو�ص، يكاد زيته ي�سيء، في وقت متاأخر من الليل، وعمر اأبي، خرجت للحياة. كانت الزغاريد

تتطاير كالنحل، كما حدثتني جدتي.

بات اأبي يدوزن في اأعماقه فرحا يكاد يخترق اأ�سالعه، فقد كنت االبن االأول له. ليلتئذ، مزق �سكون الليل بطلقات الر�سا�ص، من بندقيته البلجيكية.. حتى لم يبق �سبر في القرية لم ت�سله

ر�سائل البهجة..!

Page 6: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

9 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ8

ك���ن���ت رف����ق����ة ال�����روائ�����ي ال�����ذي طبع ع���ب���ده خ����ال ق�س�سيتين مجموعتين والكاتب نف�سها، الدار في يفتر�س وك��ان مكي، علي ف��ي ال���ع���م���ل ي���ط���ب���ع اأن ن���ادي ج���دة الأدب�����ي، ل��ول رئي�س لي �سرحها ظ��روف الأ�ستاذ ي��وم��ذاك ال��ن��ادي في مدين اأب��و عبدالفتاح احتفظ اأزال م��ا ر���س��ال��ة،

بها. �سوب الحنين ياأخذني نحاول دائ��م��ا الق�سيدة؛ ال��وح�����س��ة، ب��ه��ا ن��ق��ارع اأن اأع��رف ل بب�ساطة لأن��ن��ي �سيئا اأحترم به نف�سي �سوى ت�ستطيع من هي الكتابة، الحتيال على العدم، بتحد ف���اج���ر، وت��ك��ت��ب م��ج��ده��ا

بحبر ال�سهوة. نحلم ال��ك��ت��اب��ة رف���ق���ة اأمطارها، ترهن ل بغيمة وع�����س��اف��ي��ر ت�����س��خ��ر من

للثقوب نكترث لن بالكتابة الأع��ال��ي. جبروت الكثيرة في قمي�س الليل.

في المرحلة البتدائية، ما تزال في ذاكرتي البعيدة الحقول على المطلة المدر�سة، �ساحة اأكثر بالحياء ملتحفا كنت اأج���ل، القرية. في للغناء يدعوك ال�سنابل م�سهد لكن الالزم، من

العذب، ويحررك من مخاوفك. ف��ي ال��م��رح��ل��ة ال��م��ت��و���س��ط��ة، ك��ن��ت م��دج��ج��ا اإلى التحليق بها بالأ�سئلة، والرغبة الجارفة في

ال�سعر هاج�س اأو�سع.. ف�ساءات وكائناته المعلقة في المدى، كانت

قد بداأت ت�ستبد بي. تجاربهم من ت�سربت كثيرون الجاهلي، الع�سر من ال�سعرية؛ ام����روؤ ال��ق��ي�����س وط���رف���ة، ث��م من واأب��و المتنبي العبا�سي، الع�سر اأه���م �سعراء اإل���ى ت��م��ام، و���س��ول ثم م��ا���س��ي، اأب���و اإي��ل��ي��ا المهجر، مدر�سة اأبولو: ناجي، وعلي محمود ط���ه، وم���ن ب��ع��ده��م، ال��ج��واه��ري ال�سعر اإل���ى و���س��ول وال��ب��ردون��ي، العليا:وديع نماذجه في الحديث وب�سام ب��رك��ات، و�سليم �سعادة، حجار، مرورا باأمل دنقل، و�سعدي اأ�سئلتهم لأن وغيرهم. يو�سف.. كانت تجيء اأكثر و�سوحا في الثلث ال��ل��ي��ل، ولأن الأه��ل��ة الأخ��ي��ر م��ن ياأفلون وحين بوجوههم، تذكرني

اأقول حزينا: ل اأحب الآفلين. اأح�����س��د ال��ك��ث��ي��ر م��ن الأ���س��ئ��ل��ة ال��ع��رب��ي��ة، ال��ل��غ��ة لمعلم الأدب���ي���ة وال���وج���ودي���ة ل��م��ع��ل��م ال��ت��وح��ي��د، واأخبىء نجمة ع�سية في حقيبتي. وهذان المعلمان كانا بعد ذلك من اأقرب النا�س اإلى تزال تربطني بهما عالقة حميمة اإلي، وما

اليوم. لمعلم واأ�سلمها عمودية ق�سائد اأكتب بداأت اللغة العربية في المعهد العلمي الأ�ستاذ محمد عبده �سبيلي، والذي كان يقوم بكتابة مالحظاته عليها، هذا المعلم اأذكر اأنني طلبت منه رباعيات الخيام »ترجمة رامي«، فكتب لي اأكثر من مئتي التالي، اليوم في اإلي بها وجاء يده، بخط بيت

ومحمد محمود، وكارم اأحمد، ق���ن���دي���ل، وق���ب���ل ذل����ك ك��وك��ب التي لم ال�سرق، ومن برامجها تطالها يد الن�سيان »تلفون اآخر

الليل« و»ق�ساقي�س«..هناك امراأة واحدة ووحيدة ه���ي اأم�����ي اآم���ن���ة ن��ا���س��ر؛ في غ��ي��اب��ه��ا، ت��ح��ال��ف ال��ح��ط��اب��ون بعيدا بوجهي واأل��ق��وا والقتلة، في اأقا�سي الليل.. عندما تعبر اإلى يتحول ج�سدي في داخلي، غمو�سا اأك��ث��ر ت��ك��ون م���دف���اأة، ع��ن��دم��ا ت���ح���اول ال���م���ف���ردات الموت بعد حتى ا�سطيادها، في ي�ستيقظ م��ن اأول ت��زال ما ال��ب��ي��ت، واآخ����ر م��ن ي����اأوي اإل��ى في تت�ساعد روحها الفرا�س،

الليل مثل البخور..! تلك زوج����ت����ي، وع��ائ�����س��ة، الن�ساء اختزلت التي ال�سيدة

في امراأة واحدة. �سرقت وغربت كثيرا، لكن، »�سمد« هي المدينة التي ترهق ع�ساقها باآخر وتحتفي المعنى، الفاتنة هذه بالغواية.. المبلل في يحتويها �ساحر اإل��ى تحتاج من طائرا يخرجها ثم قبعته، غير �سوء. هي مكتوبة في رواق الأ���س��الف ع��ب��ره ال���ذي القلب، يوما اإلى العدم، وهي تنتظر اأن اأو بعد ال��دار، غ��دا، اإلى يعودوا

غد!!م���ن ال��ك��ت��ب الأول�������ى ال��ت��ي

ق��راأت��ه��ا؛ رواي����ة »روب��ن�����س��ون الذي الكتاب ه��ذا ك���روزو«، مكتبة ف��ي ���س��دف��ة وج��دت��ه ال���م���در����س���ة ف���ي ال��م��رح��ل��ة اأن دون م���ن الب���ت���دائ���ي���ة، قيمته ع��ن اآن�����ذاك اأع����رف دان��ي��ال لموؤلفه المعرفية، ديفو، والعمل يعد من اأعظم الأدب ت��اري��خ ف��ي الق�س�س »�سد ت�سبه وه��ي الأورب�����ي، هارتا« للروائي هرمان ه�سه، طفيل اب��ن عمل من وقريبة الأدب في يقظان« بن »ح��ي

العربي. اأول ن�س كان في �سحيفة الثمانينيات منت�سف عكاظ الميالدية من القرن الفائت، ي�ستحق ل اأن����ه اأرى ك��ن��ت قام الأ�سدقاء اأح��د اأن لول من�سورا، ووجدته باإر�ساله، الكتابة اأن حينها ع��رف��ت والفقراء.. لالأثرياء متاحة

ثم توالت ممار�سة الغواية. دائما اأنا مباغت بالفجيعة جزء الدمع لذلك، والغياب؛ م��ن ت��اري��خ��ي ال��م��ح��م��ول في غياب لكن، الهزائم، ه��ودج الأحزان قدرة اأكثر اأمي كان

على ادخار الجحيم. ع��ام ك����ان اإ�����س����دار اأول ١٩٩٦م، ديوان »رويدا باتجاه الح�سارة مركز عن الأر�س« العربية في القاهرة، يومذاك

Page 7: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

11 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ10

�سعيد عكاظ: �سحيفة وفي واآخ��ري��ن. باهيثم، يو�سف، المح�سن ال�سريحي، وعبده خال، وعبد

واأحمد عائل فقيه، والراحل محمد الطيب. التي الكتب فيها معرفي، وجدت األق مرحلة محمد ال�ساعر مكتبة وكانت بها، اأحلم كنت ل علينا، يبخل ل كان بالكنوز؛ عامرة الثبيتي اأن�سى اأنني ا�ستعرت منه ديوان ال�ساعر والمترجم

العراقي ح�سب ال�سيخ جعفر. لي قال كالمخبول. مكتبته قبالة اأقف كنت ذات يوم: األم تر كتبا من قبل؟ قلت بلى، ولكن،

لي�س مثل هذه!لت�سويرها فن�سطر �سحيحة، الكتب كانت تلك تزل لم اللحظة حتى اليد. ذات قلة على )ليلة منها اأذك��ر مكتبتي، في م�سورة الكتب القدر( للطاهر بن جلون، و)في معرفة الن�س( بني�س، لمحمد البهاء( و)ورق��ة العيد، ليمنى و)وردة الوقت المغربي( لأحمد المديني، وكتب ال�ساعرة لدوواين اإ�سافة واأدوني�س، الجابري فوزية اأبو خالد، وعبد اهلل ال�سيخان، وغيرهما. بال�ساأن المهتم ينفتح اأن ال�����س��روري م��ن اأي وم��ن الكتابة، جماليات ك��ل على الثقافي المقابل. في تتنف�س.. الزهور ندع لكي مكان؛ اأنا ل اأحبذ اأن يقراأ �ساعر ل� »�سان جون بير�س«، دون لرامبو، من يقراأ اأو المتنبي، يقراأ لم وهو اأن تمر على �سرفته اإ�سراقات المعري، وتراكيب

اأبي تمام. اأق�����راأ ف��ي ال���رواي���ة ك��ث��ي��را، واأح���ر����س على دي�ستويف�سكي، العالمي، ال�سرد جواهر ق��راءة وايزابيل وماركيز، ايفواندريت�س، وبورخي�س، رولفو خ���وان عمل و»ب��ي��دروب��ارام��و« ال��ل��ي��ن��دي، المهم وال�ستثنائي طبعا، و ج. م. كوت�سي، وتوني موري�سون، وغيرهم وغيرهم.. وهذه الأيام اأقراأ وخرائط. اأ�سرار، فارح، الدين نور لل�سومالي

الرواية، لكتابة ت�ستفزني لم القراءات هذه كل لمجرد ناق�سة، ب��اأدوات انتهاكها اأريد ل لأنني الح�سور، في لهاث م�سعور كيفما اتفق، كما يفعل بع�س الروائيين ال�سعوديين في الفترة الأخيرة. لكنني، حاولت الإفادة كثيرا من ثيمات ال�سرد،

وتقنياته في كتابة الق�سيدة. نهاية التفعيلة ق�سيدة كتابة اإل��ى تحولت القرن م��ن الت�سعينيات وب��داي��ة الثمانينيات الما�سي، عندما �سعرت اأن خطابي في العمودية التحول جاء في فترة كان بداأ يكرر نف�سه، هذا يمر بها الم�سهد الثقافي في ال�سعودية بتحولت بعد الح�سا�سية، في غاية وظ��روف مف�سلية، ���س��دور ك��ت��اب ال��ح��داث��ة ف��ي م��ي��زان الإ���س��الم، الجديدة التجربة تلقت المعروف، وال�سريط نزال يكن ول��م ال��ح��زام، تحت �سربات اآن��ذاك

نبيال. الريا�س، المرحلة في ملحق تلك ن�سرت في و�سحيفة اليمامة، وفي عكاظ، وفي ملحق اليوم، مجلة وفي الكويتية، الوطن �سحيفة في ن�سرت وك��ان ب��اري�����س، م��ن ت�سدر التي ال�سابع ال��ي��وم

ي�سرف عليها ال�ساعر اللبناني عي�سى مخلوف. والمواجهات ال�سدامات برغم الفترة تلك بين ما ي�سمى بالأ�سالة والحداثة، �سنعت جيال لكل والتاأ�سيل النظري، بالتاأ�سي�س يهتم كان اآرائه، وكان كتاب الموقف من الحداثة وم�سائل وكتاب لل�سعراء اأعطت التي الكتب من اأخ��رى

ال�سرد بعدا معرفيا لتوجهاتهم الجديدة. ق�سيدة في الكتابة اأج��رب الأي��ام، هذه في النثر، ولي عمالن، ن�سرت بع�س ن�سو�سهما في الغاوون، ومجلة الحياة، و�سحيفة نزوى، مجلة في – الحقيقي فال�ساعر اأح����اول؛ اأزال وم��ا واح��دة، لغة اإل��ى يطمئن اأن يمكن ل ت�سوري-

و�سكل يتيم.

يتال�سى بداأ المعلمين من النادر النموذج هذا في موؤ�س�ساتنا التعليمية.

اآنذاك - واإيقاعاته التي �سغفت بالعرو�س - اأ�سدقائي الخليل بحور وكانت بها، اأهذي كنت الحميمين في تلك الفترة، اإلى درجة اأنني كنت اأقطع عرو�سيا ل ال�سعر فح�سب، بل حتى اأ�سماء المحالت التجارية، وكل حديث بين الأ�سدقاء.

المرحلة الجامعية كانت ت�سكل تحول مف�سليا في حياتي، كنت اأن�سر ن�سو�سي العمودية الأولى في ملحق الندوة الأدبي في منت�سف الثمانينيات، وما بعدها، حين كان م�سرفا على الملحق الأدبي

اآنذاك الراحل محمد مو�سم المفرجي.

ك�����ان�����ت ل������ي ف���ر����س���ة مهرجان ف��ي ال��م�����س��ارك��ة الثالث الخليجي ال�سباب ل��ل�����س��ع��ر وال���ق�������س���ة ف��ي م��ع��ن��ا ممن ك����ان اأب����ه����ا، ال��دك��ت��ور ح�سن اأذك��ره��م ح�سين وال��ن��اق��د ح��ج��اب، محمد وال�ساعر بافقيه، يو�سف وال��روائ��ي عاب�س، ال��م��ح��ي��م��ي��د، وك������ان م��ن ال���ح���ا����س���ري���ن الأ����س���ت���اذ م��ح��م��د ال��ق�����س��ع��م��ي ال���ذي ممثال للم�ساركة ر�سحني وحيدا لل�سعر ال�سعودي في العربي ال�سباب مهرجان في الخرطوم في ال�سابع من وك��ان ١٩٨٧م، ال��ع��ام معنا الم�ساركين �سمن ف��ي ال��وف��د الأ���س��ت��اذ زي��اد الدائم المندوب الدري�س

للمملكة العربية ال�سعودية لدى منظمة اليون�سكو في باري�س.

م���ن ���س��م��ن الأ����س���دق���اء، ف���ي ت��ل��ك ال��ف��ت��رة وال��روائ��ي الخمي�سي، عيد ال�ساعر الجامعية الع�سيمي، عوا�س وال��روائ��ي ت��راوري، محمود ال�سعبي وال�ساعر الجحدلي، ها�سم وال�ساعر الثبيتي محمد ال�ساعر وك��ان النفيعي، محمد اأي��ام زي��ارت��ه على ون��ح��ر���س م��ك��ة، ف��ي ي�سكن ي�ستمع لن�سو�سنا بكل والجمعة، وكان الخمي�س

محبة واأريحية. هناك موقف ل اأن�ساه، حدث لي واأنا طالب في جامعة اأم القرى؛ كان في مقر لجنة التوعية الإ�سالمية، عندما �ستموا لم اأ�سحابها.. وكفروا الحداثة، اأوؤم��ن على ما قالوه، وقفت وقلت �سيئا مختلفا عما يريدون، يومها بنظرة ورمقني لحيته، م�سد كل باأ�سبوع الحادثة �سوء، عقب هذه ج��ري��ا الثبيتي، محمد التقيت على عادتنا الأ�سبوعية في زيارته اأن���ا واأ���س��دق��ائ��ي. ق��ال ل��ي: »و���س اأع��رف لم الجامعة«، في �سويت ثم الخبر، اإليه و�سل كيف ل��الآن الحداثة« اأبو نعل لهم »قل اأردف اأهلك اإبراهيم يا �سهادتك وخذ

ينتظرونك هناك. كانت فترة توهج للنادي الأدبي ول�سحيفة اآن�����ذاك، ج����دة، ف��ي ال�سيت ال��ذائ��ع بملحقها عكاظ »اأ����س���داء ال��ك��ل��م��ة«، ع��رف��ت في الناقد عرفت من �سمن النادي م�سفر وال�ساعر بافقيه، ح�سين ال���غ���ام���دي، وال�����س��اع��ر ع��ب��داهلل

Page 8: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

13 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ12

الحكاية التي اأثارت في داخلي خلية النحل.. فل�شعتني

■ اأحمد منر اخلطيب - الأردن

»�ــســيــن عــلــى قــلــبــي تــــروح كــمــا اأرى،مــــيــــم وفـــــــي تـــ�ـــســـويـــرهـــا اإعــــــفــــــاء،

مـــا بــيــن حــرفــيــن الــتــقــت اأ�ــســمــاوؤنــا،فـــتـــكـــاثـــرت مـــن حــولــهــا االأعـــــبـــــاء«.

الحمل، فاأثقلني بين لحظتين، هكذا عبرت ال��ث��ان��وي��ة حتى ال��م��رح��ل��ة ���س��ن��وات تم�س ف��ل��م لدرا�سة الجامعة في لألتحق ال�سعر، هجرت �سنوات اأرب��ع ق�ساء بعد ولكن الب�سري، الطب مليئا عاد علي، ليلح ال�سعر عاد الجامعة، في ل�ساعر متوقعة غير بلغة محمال بالمفاجئات، يعي�س على مدار ال�ساعة هموم وطنه فل�سطين، الأول��ى، القراءة من نف�سها عن تف�سح ل لغة

لغة تتخذ من المتخيل منزل لده�ستها و�سهوتها

لبتكار ما هو جديد؛ فجاء الن�س ال�سعري الأول

بعد انقطاع طويل، كان ذلك في العام ١٩٧٩م،

�سابقا، يوغ�سالفيا عا�سمة بلغراد، مدينة في

قبل ما كتبتها التي الن�سو�س جاء مختلفا عن

المرحلة الجامعية، من حيث ان�سداده اإلى دائرة

جاء والإيقاع، واللغة الروؤيا حداثة الحداثة..

لينازعني درا�ستي للطب، التي لم تكتمل لظروف

خا�سة، جاء لينقلني من دائرة الظل اإلى دائرة

ال�سوء، وجاء اأخيرا لي�سعني في مواجهة الحياة

والذات والإن�سان وتاأويل مفرداتها.

ما يحمله من اإلــى انتباهي عام 1973م، رغم في ي�سكل هاج�سا ال�سغر، ال�سعر منذ يكن لم الحكاية تلك لوال الدرا�سة، في العلمية توجهاتي ب�سبب بال على لي ليخطر يكن ولم �سحر، التي اأثارت في داخلي خلية النحل، فل�سعتني. اأما الحكاية: فقد كنت �سغيرا على مقاعد الدرا�سة لعباءة ربما الل�ساني، التعبير اأ�ستطع ولم الحي، فتاة اإلى �سوق خفي هزني االإعــداديــة، عندما الثالثية واأ�سرخ: فجاءت هذه واأعبر الأكتب الــورق، اإلى بي، فذهبت كانت تحيط التي الحياء اأو و�سفا، اإال بعد اأن اأدرجته في مو�سوع اأع له م�سلكا، محملة بالمختلف من القول، والذي لم اإن�ساء طلبه منا اأ�ستاذ اللغة العربية، لتح�سل المفاجاأة بعد اأ�سبوع على ل�سان االأ�ستاذ: ما هذا يا اأحمد، اأتكتب ال�سعر؟ اأما بخ�سو�ص الل�سعة، تلك النداوة التي ذقتها في كلماتي، وهي ت�سيل على الورق االأبي�ص من دون اأن تلتفت اإلى عباءة الحياء، النداوة التي لم اأعتدها في اأحاديثي اليومية، اأو اأحاديث غيري، ولم اأك قد اطلعت على ال�سعر اإال ما هو واجب مدر�سي، لقد جاءت االأ�سطر األي�ص في هذا ال�سطر ال�سعري ما ي�سي بالمختلف من القول على ل�سان االأولــى كل�سعة النحل،

طفل:

على حجر تر�سع االأم طفال لي�سحووخلف مرايا المنازل ترب�ص وردة

وخلف ان�سطار ال�سكون�ستبزغ �سم�ص النجاة

فمن اأين اأنهي المتاهمن رقاب يجندلها الجند

اأم من ف�ساء الن�سور التي ال تهادن خمر الغزاةومن اأين اأنهي ال�سالة؟

من الحقل، ي�سقيه راع بما �سوف ياأتياأو الطفل ي�سقيه ماء الحياة!

***

هو ال�سعر، تربة اإل��ى لميولي الوحيد ال�سبب ك��ان ربما �ساعة، لمدة به الحديث يحتاج قدرتي على معالجة مو�سوع باأقل العبارات. اأنا اأحب تكثيف الإجابة، اأحب الحوارات التي ت�سب في مجرى الفكرة باأقل التكاليف اللغوية، كما اأنني لم اأعتد النظر اإلى الأ�سياء كما يراها الآخرون، اأنا دائم النظر الوحيد اأرى هو كما وال�سعر ال�سيء، عين حقيقته؛ اإلى عين اأدق التفا�سيل اإلى القادر على خرق هذه المع�سلة، والنتباه التي ل ترى بالعين المجردة؛ وهو الوحيد من بين فنون القول واأن الأ�سياء، تتوارى عن ظاهر اأن ت�ستطيع من خالله الذي تتحايل على ال�سيء بال�سيء نف�سه. لقد كانت منازل الروتين تقلقني واأنا �سغير، اللعب مع الأطفال لم يكن ي�سكل لي حلما، كنت اأرى، بما ي�سبه حلم اليقظة، اأنني اأ�ستطيع خرق الأطياف الأ�سياء، لتنا�سل الحقيقي الم�سار روؤي��ة عن تحجبني التي

»ال�سعر هو خرق لهذه الأطياف«.

***

من الن�س عافية امتالك تحاول اأن بمقدار تاأثرا لي�س المغايرة في بعيدا ذه��ب ال��ذي المنبع من الأول، الإي��ق��اع والتجديد. من هنا، كان اأبو الطيب المتنبي، والمثقب العبدي،

Page 9: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

15 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ14

اأكثر من عا�سمة عربية، �سدر لي »٢١« ديوانا �سعريا في الأعمال هذه وتبنت الجزائر، بيروت، دم�سق، عمان، منها: اأكثر من دار ن�سر، منها: وزارة الثقافة الأردنية، اأمانة عمان بيروت، في والن�سر للدرا�سات العربية الموؤ�س�سة الكبرى، الجزائر، في ليجوند دار دم�سق، في العرب الكتاب اتحاد ودار الجنان في عمان، وغيرها. و�سكلت هذه الأعمال ثالثة العناوين الدواوين وحملت قريبا، �ست�سدر �سعرية مجلدات التالية: اأ�سابع �سالعة في النت�سار »١٩٨٥م«، حاجز ال�سوت »١٩٩٣م«، القتيل اللهاث »١٩٩١م«، الريح اأنثى »١٩٩0م«، الحجر »١٩٩٦م«، الكالم يقل ل »١٩٩٤م«، ال�سرير مرايا في لي�س اأنه اأرى »١٩٩٧م«، القطين باب »١٩٩٧م«، ال�سيق حلمه »١٩٩٨م«، عليك بمائي »١٩٩٩م«، اأيامه الأ�سبوع يكتب �سم�س غايته »٢00١م«، »، رفعت خيالي اإلى �سكرتي »٢00٢م«، الكتابة اأحوال الم�سيرة »٢00٢م«، يا �ساحبي في الغيم اأيها اأم�سي زلت وما »٢00٦م«، اأخرى ق�سيدة باتجاه »٢00٥م«، »٢00٦م«، حمى في ج�سد البحر »٢00٧م«، ل تقل للموت خذ ل�ست من حر�سي كاأني »٢00٩م«، اإ�سافي وقت من �سئت ما اأنا كنت الآن اأنت كما »٢0١١م«، المعنى حار�س »٢0١0م«، في مفرد هما: كتابين فاأ�سدرت النقد، في اأم��ا »٢0١٢م«.

غمام ال�سفر »٢00٥م«، وال�سعرية المتحركة« »٢00٧م«.

يقول الناقد وال�ساعر العراقي د. هادي نهر: »من منجزات ال�سعر الأردني المعا�سر ال�ساعر اأحمد الخطيب، ففي �سعره الأحياء �سعر �سعره والجدية، والتجديد، الريادة، من في�س ودوائ��ر متداخلة األ��وان واإيقاعاته اآ�سرة، ومو�سيقاه الحية، تجارب ر�سمتها التي المعاني امتدادات على قائمة �ساطعة، يبداأ ومريرة، حيث هائلة، ولغوية وثقافية، وفكرية، حياتية،

هذا المبدع دائما من الكلمة الفيا�سة بالدللة والإيحاء«.

يطلق »�ساعر �سطناوي: لقمان د. الأردن��ي الناقد ويقول معمار واإقامة المبتكرة، ال�سور ا�ستلهام في للخيال العنان

الحالة ال�سعرية، في بناء درامي متميز ومترابط الن�سج«.

ويقول ال�ساعر ال�سعودي من�سور الع�سيري: »�ساعر يمتلك

على �ساعدوني لقد واأدوني�س.. دروي�س، ومحمود تمام، واأبو زمنا �ساعرها يحتاج التي البدايات البدايات، نبرة تجاوز طويال لقطع الج�سر المن�سوب فوق بحر ال�سعر، لقد و�سعوا اإلى والإن�سات البنية، وحداثة المعاني، �سيولة على اإ�سبعي المعادل المو�سوعي لليومي بعيدا عن �سطوة الإيقاع، والدخول اإلى عوالم اأكثر تخيال في مواجهة ال�سورة، كذلك الوقوف على ح�سا�سية الإيقاع الداخلي، هوؤلء هم رفاقي الذين اأراقبهم في كل ن�س جديد اأكتبه، وهم من ي�سلحون لي عثرات الخطى،

واأتعاي�س معهم كل يوم تقريبا.

****في وال�سعوبات والإي��ج��اب��ي��ات ال�سلبيات تتعا�سد ربما الفعل يرتكز حيث الآنية، �سورته في اأو ال�ساعر، مواجهة ال�سعري على معطيات نف�سية وذهنية كما اأرى؛ لذلك، كانت ما رغم الأول، ديواني ن�سر ال�سلبيات« �سياق »في مغامرتي يحمله من تبا�سير لي�ست واعدة فقط، ح�سب النقاد، بل تبا�سير قادرة على خلق مناخ �سعري مغاير لل�سائد. ال�سلبي في ذلك اأن المحمول الروؤيوي للن�سو�س كان في اإطار النظر لالأ�سياء، الإيجابيات اأما الالحقة، الدواوين في ولي�س عينها، كما هو فهي انخالع التوجه العلمي في بدايات حياتي الذي يحتاج اإلى عقل جامد كما اأرى، اإلى التوجه الأدبي، التوجه الذي يحتاج لل�سورة تنظر عندما فاأنت والمحو؛ وال�سحو التاأمل اإل��ى والمحو، ال�سحو خا�سيتي تفعيل هذا منك يقت�سي متاأمال،

ت�سحو على الجمال، وتمحو كل ما هو زبد.

اأما فيما يتعلق بال�سعوبات، وهي �ساأن يواجه العقل العربي المبدع عامة، فهي كثيرة، ول مجال لح�سرها، ولكن اأهمها: ما العربي؛ عالمنا في روحاني هو ما على المادي طغيان اأكثر اأ�سال يعي�س حالة من النكفاء على يجعل المبدع القلق من �سعيد، منها اللجوء اإلى اأغوار واأ�سرار ذاته في كتاباته، ما

يعمق الهوة بينه وبين المتلقي.

***

Page 10: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

17 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ16

القدرة ب�سكل مذهل، حيث يحمل الت�سوير الإبداعي الجديد

اأو القتبا�س اإل��ى الجنوح ب��دون حتى اللفظي، الإده��ا���س مع

وحتى الجاهزة، �الأ�شطورية �لمفرد�ت �إ�شقاط على �التكاء

عندما يميل اإلى ذلك يظل محتفظا بالقدرة على اإن�ساء ال�سور

الجمالية الم�ستقلة بداخل الق�سيدة«.

�سعيدي: الأمين الجزائري محمد وال�ساعر الناقد ويقول

نف�سه؛ الآن في عليه وتتمرد العمودي الن�سق على »ق�سائد

فهي تنقاد وتع�سي، تجاري وتعار�س، حتى لكاأني بها تق�سي

على المنطق »الثالث المرفوع« بل اأي منطق يقف اأمام جنون

بكل �ساحرا عالما ت�سكل ق�سائد الخا�س، منطقه ال�سعر/

مقايي�سه، وتعطي للقارئ ف�سحة باأن ي�ستغل بالتاأويل؛ لكاأني بي

واأنا اأقروؤها خيميائي المعنى، اأمازج ما بين عنا�سره لأكت�سف

للق�سيدة ير�سم اأ�سلوب بهكذا الخطيب واأح��م��د تف�سيره،

العمودية، بل للعمود كله مالمح جديدة«.

الحفالت المدر�شية كانت القادح الأول لكوامن

موهبتي ال�شعرية

■ د. اأحمد ال�شامل - ال�شعودية

مرحلة البدايات

وقد الجوف، في العلمي المعهد في وكانت وخلط ال��ب��داي��ة، �سعف المرحلة ه��ذه ���س��اب الواحدة، الق�سيدة في ل بالعامي، الف�سيح اأك��ت��ب ف��ت��ارة بينهما، ال��م��زاوج��ة ف��ي واإن���م���ا

بالف�سيح وتارة اأخرى بالعامي.

ال��ج��وف ف��ي العلمي المعهد بيئة وك��ان��ت ما بف�سل الف�سيح، ال�سعر كتابة على م�سجعة فيه من اأ�ساتذة متميزين في علوم اللغة العربية، من اهلل بعد علي ف�سل له ك��ان من اأول وك��ان اأ�ساتذة هذا المعهد العريق اأ�ستاذ �سوري يكنى

هوا�س محمود، ع��ادل ا�سمه واآخ��ر اأب��و �سالح،

وثالث هو عدنان علي بي�سون.. كانوا يقروؤون ما

التي ملحوظاتهم لي ويبدون ال�سعر، من اكتبه

اأفدت منها، وبخا�سة الأ�ستاذ اأبو �سالح.

وكانت اأول اأبيات كتبتها واأنا في الأول ثانوي،

اأتذكر منها:

الــمــعــاهــد لــنــا اأقــــــــــام مـــن �ــســكــرنــا

الــ�ــســدائــــــــــــــــــــد تــجــنــبــنــا بحكمتــــــــــه

�سعـــــــــــيا الـــيـــوم اأكــــــــبــوا تـــالمـــذة

حا�ســــــــــد لــلــمــجــد غــــد فـــي ـــــل وكـــ

جاءت تجربتي ال�سعرية عبر رحلة طويلة، ومذ كنت ذلك الطفل ال�سغير، الذي يدر�ص في المرحلة االبتدائية في مدينة دومة الجندل.. تلك المدينة الجميلة الهادئة الهانئة بتالحم

اأهلها جميعا..

في المدر�سة ال�سرقية )عبداهلل بن رواحة االبتدائية حاليا( عرف عني قوة حافظتي، خا�سة في جانب ال�سعر، ما جعل اأ�ساتذتي في تلك المرحلة ي�سركونني في حفالت المدر�سة، وتحديدا في الجانب الم�سرحي الذي فيه ن�سو�ص �سعرية. ولعل تلك الحفالت كانت القادح االأول لكوامن

موهبتي.

Page 11: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

19 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ18

4. مرحلة الم�شاركات الخارجية وتمثيل

المملكة

وه������������ذه ه�������ي م���رح���ل���ة ال���م�������س���ارك���ات ال���خ���ارج���ي���ة اأدب��اء كاأحد ال�سم وت�سجيل وكتابها، و�سعرائها المملكة ورئ��ا���س��ة وف���وده���ا ال��ت��ي لها م�������س���ارك���ات ر���س��م��ي��ة خ���ارج وع��ال��م��ي��ا. اإق��ل��ي��م��ي��ا المملكة المملكة لوفد رئا�ستي ولعل والكتاب الأدب����اء موؤتمر اإل��ى ال��ع��رب ال��ث��ان��ي وال��ع�����س��ري��ن، محور خ��الل م��ن والم�ساركة )مهرجان ال�سعر(، كانت اأهم المرحلة هذه في الم�ساركات

التي هي م�ستمرة اإلى الآن.

باإلقاء ق�سيدة وقد �سرفت في �لثقافي �لن�شاط �فتتاح م��ن��ب��ر ال���ج���ن���ادري���ة ف���ي ع��ام

الكبرى الأم�سية ف��ي الم�ساركة ث��م ١٤١٧ه����، بالجنادرية التي �سارك فيها نخبة من ال�سعراء توحيد على ع��ام مائة م��رور بمنا�سبة العرب في ذل��ك وك���ان ال�سعودية، العربية المملكة وتحديدا ب�سنتين ذلك وبعد )١٤١٩ه���(، عام ق�سيدة ب��اإل��ق��اء ���س��رف��ت )١٤٢١ه��������(، ع���ام بح�سور الجنادرية لمهرجان العام الفتتاح بن ف��ه��د ال��م��ل��ك ال�سريفين ال��ح��رم��ي��ن خ���ادم الأمين وولي عهده – يرحمه اهلل- عبدالعزيز

الحرمين – خادم – اآنذاك بن عبداهلل الملك ال�سريفين اهلل يحفظه – ع��ب��دال��ع��زي��ز اللجنة اإلى الن�سمام ثم –مهرجان في للم�سورة العليا م�ساركاتي وكانت الجنادرية. في اأم�سيات الجنادرية عالمة ال�سعرية، م�سيرتي في ب��ارزة اأم�سيات �ست في �ساركت اإذ الجنادرية مهرجان من بدءا

الثاني.

ك��م��ا ���س��رف��ت ب��اخ��ت��ي��اري الف�سيح ال�سعر للجنة رئي�سا في مهرجان الجنادرية وذلك ع��ام )١٤١٩ه�����(، وك��ان ذلك �سرفا عظيما لي، كون اللجنة نخبة ع�����س��وي��ت��ه��ا ف���ي ت�����س��م المملكة، اأدب���اء م��ن متميزة واأ�ساتذة الجامعات. وفي هذه من ع���ددا اأ���س��درت المرحلة

الدواوين ال�سعرية منها:

- بوح الخاطر. - �سدى الوجدان.

- قبالت على الرمل والحجر. - دموع في مواجهة الطوفان.

- عندما كنت هناك.

لعدد من الدواوين مو�سوعا وقد كانت هذه في العليا الدرا�سات وبحوث العلمية الر�سائل

الجامعات، ودرا�سة بع�س الأكاديميين.

ـــر احـــتـــكـــام ـــغ واأخــــــــذ الـــعـــلـــم فــــي الـــ�ـــس

فـــخـــذ مــــا ا�ــســطــعــت مــــن عـــلـــم وعـــانـــد

ويظهر عليها اأثر البدايات و�سيء من ال�سنعة، وكان المعهد لدى اأهل المنطقة من طالب العلم معروفا – منبرا –اآنذاك وكان �ساعر من طالبه، من اأكثر بروز في اأ�سهم والمثقفين، حفالت في واإلقائه ال�سعر كتابة في �سريف تناف�س بينهم المعهد التي تقام برعاية اأمير المنطقة عبدالرحمن بن اأحمد

ال�سديري رحمه اهلل.

2. المرحلة الثانية:

مرحلة الدرا�شة الجامعية

الإم��ام بجامعة العربية اللغة كلية في درا�ستي خالل من الكبار، الكلية اأ���س��ات��ذة حيث الإ�سالمية، �سعود ب��ن محمد كتابة لنا مجال فتحوا ممن منهم.. والنقاد الأدب��اء وبخا�سة اأول ق�سيدة في اإلقائه ون�سره.. ن�سرت لي ال�سعر والجراأة في رثاء في وكانت – اأتذكر ل – الريا�س اأو الجزيرة جريدة الملك في�سل بن عبدالعزيز اآل �سعود رحمه اهلل بعنوان )بكت عليه ال�سماء( حيث كان المطر الغزير بعد دفنه رحمه اهلل في مقبرة العود، ويظهر على هذا العنوان عدم الن�سج والمبالغة

في التعبير.

وتعد هذه المرحلة بيئة اأقوى في التناف�س، وكان من طالب الكلية ال�ساعر عبدالرحمن الع�سماوي، واأحمد البهكلي، واآخر

�سوداني الجن�سية ا�سمه )عبدالرحمن فكي(.

3. المرحلة الثالثة

ال�سحف، في والن�سر الأم�سيات، واإقامة النت�سار مرحلة �الأم�شيات خالل من �لجامعة، خارج من ب�شعر�ء و�الختالط

والملتقيات الأدبية.

Page 12: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

21 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ20

كثير من القلق

■ جمال املو�شاوي - املغرب

واإذا كان من �سيء ذي اأهمية في تلك الطفولة حرا�سة ف��ي اأج��ت��ه��د كنت اأن��ن��ي فهو ال��ب��ع��ي��دة، المرمى، من دون اأن ينتابني �سعور باأنني �ساأقف ذات يوم على بوابة اللغة، باحثا عن اأ�سرارها التي الأ�سرار تلك النا�س.. جميع متناول في لي�ست بخيمة الحتماء من عليها المطلع تمكن التي مع ال�سعود ومن الحياة، ه�سا�سة من الكلمات يورثه قد ما مع الأبعد، الحد اإلى الأحالم �سلم اأحيانا اأحيانا، ومن اللتبا�س ذلك من الرتباك اأخرى، كما لو اأنني ب�سدد البحث عن كنز خفي!

اأف��ك��ار دون -م��ن ا�ستعرت ذل���ك، اأج���ل م��ن م�سبقة- طريقا قلما ت�ستهوي اأطفال اأو مراهقين، القراءة. قراءة كل �سيء، واأي �سيء في بيت وبيئة

يعز اأن تجد فيها كتابا.

قليل. زاد ال��رح��ل��ة. اأب����داأ اأن يمكن ه��ك��ذا،

وبع�س حبات بالخبز يتعلق ل الأمر اأن الموؤكد، التين في الجراب، لأنطلق باحثا عن غريب اللغة ومهجورها. �سبقني الأولون، ولي�س لي اأن اأتبعهم. لم اأن�ساها. لكي ال�سعر بيت من األف اأحفظ لم في البعيدة، الفترة تلك في متاحا الكتاب يكن في المعروفة. غير البادية في البعيد، المكان نواحي مدينة »اإعكين«، في مد�سر �سغير يدعى يدل ما ثمة يكن لم المغرب. �سمالي الح�سيمة على الكتاب، لكن كان هناك »الكتاب«. الأبجدية

تدخل اإلى القلب قبل دخولها اإلى العقل.

في تلك الفترة من �سبعينيات القرن الع�سرين، هكذا كان يبداأ الحتكاك بالكلمات في مرحلة ما الطول، متفاوتة وق�سبان األ��واح، المدر�سة: قبل يل�سع بها »الفقيه« اأج�سادنا ال�سئيلة، اإذا اعترى قراءتنا لالآيات الكريمة لحن، اأو اإذا اأح�س غفلتنا

زاد قليل

ينتمي ال�سعر اإلى منطقة في الطفولة البعيدة. لي�ص ثمة �سك في ذلك؛ الأن الده�سة تقتات ت، اأفكار مر اإنتاج اإعادة على تلك القراءات االأولى التي تجعل المرء، في ما بعد، يرفع تحدي والبحث، في مرحلة الحقة، عن اأفق في الزحام الكبير على باب الحياة. وما ال�سعر في النهاية، وما الكتابة االإبداعية اإذا لم تكن اإعادة ل�سياغة الحياة الما�سية بعين تنظر مليا اإلى الم�ستقبل.

عن األواحنا، واأحيانا من دون موجب وا�سح غير اأن ينبه الآخرين!

بعد ذلك، اكت�سفت عطية الأبرا�سي وق�س�سه الأحداث تكون اأن بعد ال�سعيدة، النهايات ذات �سيرة ثم ا�سطربت. والعواطف ا�سطرمت قد »اأبطال الإ�سالم«، »�سيف بن ذي يزن«، و�سل�سلة الوقت، ذل��ك وبمعايير »الناجحون«، و�سل�سلة تلك اإم��زورن«. »ثانوية مكتبة نفائ�س من الكثير المخيلة، اأمام الطريق فتحت والكتب الق�س�س لتبني نف�سها ا�ستعدادا للحظة لم تكن معلومة ول

حتى متوقعة.

التعبير عن الحب..الح�شان الأول

�سوؤال من اإل��ي ال�سعر ت�سرب ما، لحظة وفي وال�سعر بالأدب الولع تحويل اإمكانية حول �ساج من خالل ن�سو�س الكتاب المدر�سي، اإلى انهمام �لموزون �لكالم ن�شج في �النــخــر�ط و�إلــى بــه، والمقفى ذي المعنى. هذا الأخير لم يكن مهما، كما لم يكن �سعبا. المراهقة وبداية البحث عن كفيلتين، كانتا ع��ام، ب�سكل الحياة، في ال��ذات كفاية، بتوفير تنويعات عدة لمعنى واحد. التعبير

عن الحب!ال�سعر، قد يكون هذا التعبير عن الحب عبر بين به األقيت ال��ذي ال�سوؤال لذلك ال��داف��ع هو الدرا�سة: زمالء من والقرينات الأقران من ثلة لكي يلزم الذي وما ال�سعر؟ نكتب اأن يمكن هل نفعل ذلك؟ كنا جميعا تقريبا نتاأهب للخروج من خيمة الطفولة، لكي نطل على اأنف�سنا في عنفوان اأن دون من العبور نريد نكن لم كاأننا ال�سباب. الآخرين، نزرع في دواخلنا بذرة الختالف عن

ومن دون اأن نغرد خارج المعتاد. م��ا ح���دث ب��ع��د ذل����ك، اأن ك��ل واح����د ح��اول الإجابة على ال�سوؤال بطريقته. وكان لدى الكثير

رنين ا�ستد اإذ المحاولة؛ �سرف الأ�سدقاء من عدة. �سهور طيلة الدرا�سي الف�سل في القوافي التفا�سيل. كل ا�ستح�سار في الذاكرة ت�سعف ل اأو قد تلزمني حلقة من �سل�سلة »البعد الخام�س« »العوالم المتوازية« كي اأعود في الزمن واأرى كل ما ح�سل. في انتظار ذلك، اأتاأ�سف لأن اأ�سدقاء الذي بالجد الأم��ر ذلك ياأخذوا لم الفترة تلك التي هي فقط خرب�ساتي اأن النتيجة ي�ستحقه. بمحطات م��ارة وتتوا�سل تت�سل�سل اأن لها كتب متباينة، قبل اأن تتبلور وتتحول اإلى ما اأعتقد اأنه ق�سائد، واأنها تمنحني �سفة في الحياة. هل اأنا

�ساعر فعال؟»م��دي��ن ال��ث��ان��ي��ة مجموعتي ن�����س��رت ع��ن��دم��ا من �سنة ع�سرين ب��ع��د )٢00٧م( لل�سدفة« الإ�سرار على الكتابة، وعلى الح�سور في الم�سهد اإلى اآت لم اأنني اأعني كنت بالمغرب، ال�سعري اأولئك ولول ال�سوؤال، اإل على �سهوة ذلك ال�سعر بوجه ولل�سعر لالأدب المحبين الطيبين الأقران مرمى على الحميمية الجل�سة تلك ولول خا�س، يدب اأن ال�سوؤال لهذا كان ما البحر، من لم�سة كنت اأنني م اأتوه �سرت الوقت مرور ومع اإلينا. المعني الوحيد به، واأن طرحه لم يكن اإل ال�سرارة

التي فجرت اأعماقي، ل اأعماق الآخرين. كتابة ال�سعر تحتاج اإلى �سيئين اأ�سا�سيين )كما اأو اأ�ستعيد هنا الفكرة كنت اأعتقد(، وطبعا فاأنا ذات الكلمات، بحر اإلى بي األقت التي ال�سدفة الإح�سا�س ه��و الأول ١٩٨٦م. �سنة م��ن لحظة تعتقد ع�سر ال�ساد�سة �سن في الحب. ي�سبه بما ذلك فعلت فهي وجهك في تب�سمت فتاة كل اأن المكت�سبات هو الثاني والعن�سر تحبك. لأنها اللغوية، وبع�س المهارة في اللعب بالكلمات )ولي اأعناقها(، ومحاولة اإعطائها معنى لم يخطر على بال ابن منظور! ولأنني توهمت اأنهما متوافران،

Page 13: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

23 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ22

يخبو ع�سقه اأبدا، وهو ل يخفي ي�سهره م��ا بقدر الع�سق ه��ذا التي ال��م��راأة وج��ه في عالنية التي يبحث المراأة �سغف بها، »ال��م��راأة/ ب��ا���س��ت��م��رار، عنها الق�سيدة، ال��م��راأة/ ال��وط��ن،

والمراأة/ الحياة«. األ��ق��ي اأن ع��ل��ي ك���ان ل��ق��د البداية محاولت من بالكثير اإل���ى الأر���س��ي��ف ال��خ��ا���س من ال��م��ج��ال لهذه اإف�����س��اح اأج���ل ال��م��ج��م��وع��ة ك��ي ت���رى ال��ن��ور. كتاب اتحاد بجائزة تفز لم في ال�سباب لالأدباء المغرب تزال ل وكانت ١٩٩٤م، دورة في ال�سعر بيت لكن ط��ري��ة، ثماني بعد اأن�سفها المغرب ���س��ن��وات. ك��ان��ت ق���د ���س��ارت الجائزة تلك وكانت معتقة! ه��ذه طيلة تلقيته م��ا اأج��م��ل اأكثر منذ الم�ستمرة الرحلة

قليال من ربع قرن. ت�سبه وج���زر. م��د الكتابة اإل����ى ح���د ك��ب��ي��ر ال��م��ن��اخ في ل��ذل��ك ف��ه��ي رحلة ال��م��غ��رب. المطبات من ت�سلم )ل( لم لأن اإم��ا اأحيانا. والمثبطات الخلف، اإل��ى ي��ت��وارى الحافز اأقوى، واإما لأن �سطوة اليومي لكن كل ذلك لم يمنع ال�سالل، ولم يوقف النهر الذي يهيم في بيد الحياة متدفقا من اأعماق يتخيل ال��ذي اله�س، الإن�سان

التي الق�سائد �ساعرا. نف�سه لم الظل« »كتاب بعد ج��اءت الأخير، اأج��واء هذا تقطع مع كانت �سخبا. اأق��ل كانت واإن اأو انتهت ق��د الجامعة اأي���ام وكنت النتهاء، على اأو�سكت ال��ذات ف��ي للتاأمل ع��دت ق��د وه��ي ت��ت��دح��رج روي���دا روي��دا العمل ال��ح��ي��اة: معترك اإل���ى الم�سوؤولية ال�سحافة، ف��ي الأ�سرية، الطفل الأول الجميل ال��ب��ي��ول��وج��ي��ة ال��ق�����س��ي��دة اأو الأول����ى، وم��ا اإل���ى ذل���ك، مما �سلة، باأي ال�سعر اإلى يمت ل وي��م��ت اإل���ى ال��ح��ي��اة ال��ع��ادي��ة ال�سالت. بكل عادي لإن�سان ه��ذا اأن ف���ي ���س��ك م���ن م���ا الحما�س اأخ��م��د ق��د ال��ت��ح��ول الرغبة يقتل لم لكن الزائد، من يمنعني ول��م الكتابة ف��ي

القراءة.

ن�����س��و���س ه���ذه ال��م��رح��ل��ة التي ه��ي )١٩٩٤-٢000م( الثالثة مجموعتي ت�سمنتها ال�����س��دور( )م��ن حيث زم��ن اأح���د«، ي�سعلها ل��م »ح��دائ��ق ال�سادرة �سنة ٢0١١م، �سمن م��ن�����س��ورات ب��ي��ت ال�����س��ع��ر في

المغرب.

كثير من القلق.. و�شعي للمزيد

على �سيئا يترك ل الزمن

لم اأتردد في النطالق.

وعي �شقي ي�شطو على ق�شيدتي

هكذا انتبهت، مع الوقت، اإلى اأنني اأقود نف�سي بعيدا يت�سكل قدري واأن ماألوفة، غير طريق في ثمرة ال�سكل بهذا ال�سعر فكان الآخ��ري��ن. عن مفاجئة لغيمة بمطر يكون م��ا واأ�سبه للعناد، وعابرة. لغيمة تنتقي حقال دون اآخر لت�سقي قوما يعرفون ب�سيماهم. بجباه عري�سة عطا�سا. قوما تو�سعت ب�سبب حجم الأحالم التي ت�سكنها. كاأن

جبهتي كانت واحدة من تلك الجباه. و�سفه ما اإلى ال�سعر تحول باأن الأم��ر انتهى ال�سرعي »الب��ن اإل��ى اأي« بير�س ج��ون »�سان به م���راآة واإل���ى للفكر، واإل���ى ح��م��ال ل��الن��ده��ا���س«، لل�سراع الذي تعي�سه الدواخل ب�سبب من ا�سطدام وقبل ال�ساغطة. الوجود باأ�سئلة ال�سئيل الكائن ذلك كنت اكت�سفت محمود دروي�س، وتوفيق زياد، في الفل�سطيني الألم هذا وكل القا�سم، و�سميح

اأ�سعارهم، والحلم اأي�سا. بذلك لم تعد الق�سيدة �سليلة لعفوية الطفولة، اأبي ول لعواطف المراهقة، ول لأ�سداء عمر بن ربيعة، ونزار قباني، وغيرهم من مجانين الهوى. ال�سليم. الواقع غير لهواء تعر�سا اأكثر اأ�سبحت اجتماعيا، �سعبة بيئة في اأتنف�س اأنني اأدرك��ت واأن الكثير من النا�س لي�سوا على ما يرام! هل هو ، لال�ستيطان داخلي، الوعي ال�سقي بداأ يدب اإلي

ويتاأهب لل�سطو على ق�سيدتي؟

من الق��ت�����س��اد لكلية دخ��ول��ي يمنعني ل��م اإ�سراري القديم على المزيد من الح�سور. كان حظي وحظ جيل كامل جيدا، لأن جرائد الأحزاب لها، مدين واأن��ا ال�سباب. ل�سغب م�ساحات توفر عراقي الخ�سو�س. وجه على ثالثة ولأ�سخا�س ومغربيان: ال�ساعر فرا�س عبدالمجيد، وال�ساعر عبدالقادر وال��روائ��ي والكاتب خ���داري، نجيب الم�سيرة في اأثر ه��وؤلء من واحد لكل ال�ساوي.

المتوا�سعة المتواترة.

للدرا�سة ف�����س��اء المغربية ال��ج��ام��ع��ة ولأن وللن�سال ال�سيا�سي بغالف نقابي، و�ساحة لتبادل الأفكار، واللكمات اأحيانا، فقد كان لكل ذلك اأثره على الوعي ال�سقي وعلى الق�سيدة. والمتاأمل في ن�سو�س مجموعتي ال�سعرية الأولى »كتاب الظل« و١٩٩٤م ١٩٩0 بين م��ا الفترة ف��ي كتبت التي ال�سعر بيت ونالت جائزة �سنة ٢00١م )�سدرت في المغرب للديوان الأول �سنة ٢00٢م(، �سيعثر على كائن ي�سني نف�سه بالبحث عن امراأة لي�ست م�سميات ذات مفتر�سة ام���راأة ودم؛ لحم من وهي الكتابة، وهي الوطن، هي ودللت؛ كثيرة وهي ال��ح��ل��م، وه��ي ال��ح��ري��ة، وه��ي الق�سيدة، وعن ال�����س��روري. التجريد بكل هكذا ال��م��راأة، محمد المغربي ال�ساعر يقول بالتحديد ه��ذا اإنه ال�ساعر؟ يحلم بماذا ولكن « محمد حجي نظيف، ووطن عادلة، وحياة رحبة، باآماد يحلم

وق�سائد متوهجة.

وخيباتها ال��ح��ي��اة، ق�سوة م��ن ال��رغ��م وعلى المتالحقة، فاإن ثمة اأحالم وروؤى قلبية تاأتي من ال�ساعر بخلوة عا�سفة والعتمة الحزن اأعماق اأو ق�سيدة، ميالد اأو بمطر ومب�سرة ال��رائ��ي، حب، اأو ورد، فال�ساعر، الذي ل يرى اإل بقلبه، ل

Page 14: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

25 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ24

حاله. كذلك ال�ساأن بالن�سبة لالأفكار؛ فهي منذورة لقد اأحدا. يوؤاخذ اأن لأحد ولي�س والتطور، للتبدل بنيت جزءا من اأوهام الكتابة على فكرة اأن الأدب ف�سيئا �سيئا اأدرك��ت لكنني العالم. يغير اأن يمكن ال��ح��روب، وم��دب��رو ال�سيا�سيون يغيره العالم اأن وليراأب الروح! جراح لي�سمد موجود ال�ساعر واأن العالم يرى وهو الكائن، ت�سيب التي الت�سدعات على غير ما يريد. في هذا الإطار جاءت الن�سو�س »اأوه��ام« من خالية �سنة ٢000م، بعد كتبتها التي الق�سايا الكبرى بال�سكل الذي تعارف عليه النا�س. هي ل��ي بالن�سبة الأك��ب��ر الق�سية اأن واع��ت��ب��رت التي الطريقة عن اأداة، بال�سعر متو�سال البحث، التاآكل اأن يقاوم من خاللها ال�سئيل للكائن يمكن

والتال�سي.

ت�سمنتها ال��ت��ي الن�سو�س، ه��ذه ج���اءت لقد الثالثة من حيث زمن لل�سدفة« »مدين مجموعتي �ساجة ال�سدور، زمن حيث من الثانية الكتابة، بالأ�سئلة المرتبطة بالوجود. الأ�سئلة التي تبحث لها الذات عن اأجوبة ل تهتدي اإليها في الغالب؛ ليبقى ت�سني اأن الذات على هذه اأن هو الوحيد الجواب نف�سها في البحث عن معنى يجعلها في ماأمن من

التبا�س المعاني، ومن ابتذالها. فهل �ستنجح؟

اإلى اأكيد انحياز هناك المجموعة، ه��ذه في البحث في حقائق الكائن الذي هو اأكثر �سيء جدل. واأ�سحت الكتابة محاولة لفهم العالم انطالقا من في الحق ع��ن تعبيرا اأ�سحت كما الكائن، ذات الفرح.. في الألم.. في ال�سك.. في قطع هذا ال�سك الحق في يقطعه �سك جديد. عن اأن يمكن بيقين اإعادة ت�سكيل كل �سيء، بما في ذلك اختالق وطن

من الكلمات والإقامة فيه.

لهذا، كان كل ما فعلته عندما اأيقنت اأن ال�سعر لن يغير العالم على طريقة ال�سيا�سيين وهواة الحروب،

هو اإعالن حربي الخا�سة على بوابة الخلود للتحكم في قدري الخا�س، واإفراد بع�س الوقت للتاأمل في الحال والماآل، والبحث عن م�سادر الفرح، بما في ذلك في مدارات الألم اأحيانا... فلم اأكف عن ن�سب الأحالم اإلي، والخيبات اأي�سا، ومن ثم اأحاول اإعادة �سياغة المعنى كما يحلو لي، علي اآن�س القب�س الذي

�سير�سدني اإلى اآخر النفق ب�سالم!من ال�سنوات هذه بعد ينتابني �سعورا ثمة اإن داخلي في متقدة الجذوة على الإب��ق��اء محاولت الأ�سدقاء. وت�سجيع بالقراءة ذلك على م�ستعينا هذا ال�سعور هو ما �سوره »بريخت« في ق�سيدة من ال�سائعة« »الحكمة )اأ�ستعيرها من كتاب ق�سائده »نف�سي يقول: حين اإبراهيم( عبدال�ستار للدكتور ت�ستاق اإلى اأن اأكون حكيما/ الكتب القديمة ت�سف عن بعيدا يعي�س ال��ذي ه��و الحكيم/ ه��و م��ن لنا منازعات هذه الدنيا/ يق�سي عمره الق�سير/ بال با�ستمرار؛ نف�سي اأن��ازع اأنني بيد قلق«، اأو خوف رويدا روي��دا الكتابة به تتجه قد ال�ساعر اأن ذلك اإليها اإل نحو مراتب الحكمة، لكنه حتما لن ي�سل على �سهوة القلق. هذا القلق هو وحده الذي ي�سنع الق�سيدة ويمنحها معناها.. في حوار ق�سير �سمن �سل�سلة حوارات كان يعدها ال�ساعر مو�سى حوامدة ل�سحيفة الد�ستور الأردنية كان ال�سوؤال الأخير هو اليوم وهل ت�سعى اأنت را�س عما حققته حتى »هل الق�سيدة، معين القلق هو ولأن لمن�سب معين؟«، فقد كان الجواب هو »وماذا حققت؟ حققت الكثير

من القلق. واأ�سعى لتحقيق المزيد«. �سعرية ثالث مجموعات اأثمر الذي القلق هذا مجلة موقع ف��ي ن�سرت اإلكترونية وراب��ع��ة ورق��ي��ة من حافظ �سبري الناقد ي�سدرها التي »الكلمة« دجنبر عدد بالغريب«، يليق »ح��زن بعنوان لندن ٢0١٢م، كان مو�سوعا لعدد من القراءات النقدية

والمتابعات.

ولدت �ساعرا..وربما كنت �شاعرا قبل مولدي بكثير

■ ح�شن الزهراين- ال�شعودية

كان طفال في قرية )الق�سمة( �سمال منطقة الباحة وه��ام بالطبيعة، ام��ت��زج المملكة.. جنوبي ال��واق��ع��ة

بجمالها الأخاذ.. ولد �ساعرا، وربما كان �ساعرا قبل مولده بكثير، كل �سيء حوله �ساعر؛ ال�سماء، وال�سحب، والنجوم، والقمر، واأ�سجار وال���ذرة، القمح وح��ق��ول والأودي����ة، وال��ج��ب��ال،

التين، والعنب، والرمان، والم�سم�س، واللوز.. مالب�سه، ببع�سها ي��زي��ن ال��ت��ي الطبيعية الأزه����ار وياأكل بع�سها الآخر من �سفوح جبال كانت مرتعا للنحل

والفرا�سات الحالمة.. كان حلما حالما.

البتدائية الق�سمة مدر�سة اإل��ى متوج�سة خطوات رواية وبينهما ال�ساد�س(، ال�سف اإل��ى الأول )ال�سف

طويلة..

ثالث اإل��ى متو�سط )اأول العلمي الباحة معهد ثم ثانوي( وبينها روايات ل تنتهي، اأبيات من �سعر البدايات، اأغرا�س �سعرية، اإذا طالت، في عدة الع�سرة تتجاوز ل

تقابل اأحيانا بالإعجاب، وبال�سخرية اأحيانا اأخرى. ربما وغربة الجغرافيا، ق�سم القرى، اأم جامعه ثم

كانت حافزا قويا لميالد ق�سائد �سجية.. في وقتي ج��ل اأق�سي كنت ال��ق��رى، اأم جامعة ف��ي عن بعيدا واللغة.. الأدب كتب وبين العامة، المكتبة

تخ�س�سي. من بيت وزن ح��ول )فتحي( ال��دك��ت��ور م��ع وم��وق��ف ثائرته، فثارت مك�سورا، طالبه على يمليه كان ال�سعر و�سخر مني اأمام الطالب، وطلب مني تقطيع البيت فلم اأفلح، وقام ليقطعه.. فاأده�ستني �سجاعته الأدبية عندما تخ�س�سي اأحول اأن وحاول مك�سور، البيت باأن اعترف

البدايات كانت كما تعلمون�سباحا وع�سفورة

جدوال من العبق.. النهايات وغيهب الغيب

م�سفودة لم يجدهانحيب الطرق..

Page 15: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

27 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ26

نقدية ق��راءة وق��راأه��ا ال��ب��الد، جريدة في حينها الق�سيدة ون�سرت اإلى بي ت��ودي اأن ك��ادت تفا�سيل في ودخ��ل الغامدي، خالد الأ�ستاذ ال�سجن! وعلمت اأن الجهات المعنية طلبت التحقيق، ولكنني لم اأذهب..

وكانوا مت�سامحين معي.. ثم �سدر ديواني الثاني »في�س الم�ساعر«، وفاز بجائزة اأبها الأدبية عام ١٤١٢ه�، وهذا ما لم يكن في الح�سبان اأبدا، ولم اأتقدم للم�سابقة والأق��ارب، الزمالء اإلحاح من بعد اإل الخليج التي كانت على م�ستوى فكانت الفي�سل، خالد ال�ساعر الأمير اإ�سراف تحت الجائزة وكانت

حافزا قويا لموا�سلة الم�سيرة بعد كثير من الخيبات. نقلة �سهدت عامين فيها وبقيت الفي�س، مدر�سة ب���اإدارة كلفت الأدب���ي ال��ن��دوة ملحق واح��ت��ف��اء ١٤١٣ه�����، منذ ل��ي بالن�سبة �سعرية بق�سائدي، عندما كان من اأهم واأقوى المالحق الثقافية على م�ستوى ال�سحف العربية؛ اإذ كان ين�سر لكبار ال�سعراء والنقاد العرب، وكانت فاتحة الق�سائد »هموم المدير«، التي وجدت قراءات ورود كبار النقاد محمد الأديب الأ�ستاذ الملحق على ي�سرف وكان اأي�سا، والم�سوؤولين المفرجي رحمه اهلل، وكم كان �سارما ودقيقا في اختبار ما ين�سر، ول اأنه كتب ذلك الحين مقال عني بعنوان )ح�سن �سعبة من �سعب اأن�سى الإيمان(، تحدث فيه عن زيارتي له في الجريدة، ومعي مجموعة من ق�سائدي لعر�سها عليه للن�سر.. وكذلك احتفاء المجلة العربية، اإذ كان فت بي ك�ساعر رئي�س تحريرها اأديبنا الكبير الأ�ستاذ حمد القا�سي، فعرعلى م�ستوى الوطن العربي، وجاءتني ر�سائل من الأردن وم�سر واليمن

وتون�س والمغرب، حيث كانت المجلة وا�سعة النت�سار.. ول اأن�سى اأول اأم�سية �سعرية احييتها عام ١٤١٤ه� في جمعية الثقافة والفنون في الباحة، وكان يراأ�سها الأ�ستاذ والأديب محمد في�سي رحمه اهلل، وي�سرف على �لن�شاط �لثقافي �الأ�شتاذ جمعان عائ�ض، وهو �لذي اأدار تلك الأم�سية، ورغم قلة الح�سور ورهبة التجربة الأولى.. اإل اأنها لم كبيرا �سداها وك��ان اأتخيله، لم ب�سكل الحا�سرين اإعجاب نالت

يخطر ببالي.. ثم كلفت في عام ١٤١٥ه� باإدارة مدر�سة الق�سمة- قريتي، وخالل ل��دورة فيها ر�سحت اأزع��م، كما ال�سعرية انطالقتي كانت بها عملي الدكتور اأن اأن�سى ولن الطائف، في المعلمين بكلية المدار�س مديري �سالم القر�سي عميد الكلية اآنذاك جاء في محا�سرته بق�سيدة )هموم عمل بور�سة اأ�سبه المحا�سرة وجعل جريدة، من م�سورة المدير( حول الق�سيدة، وهو ل يعلم من �ساحبها.. كان بجواري الأ�ستاذ عودة

فرف�ست. اأوائ���ل وتن�سر ال�سحف، ف��ي الن�سر على ال��زم��الء معظم ح��ث يكن لم التي الثقافية، المالحق من حيزا بع�سها ويتخذ الق�سائد، يحلم ذات يوم اأن يكتب فيها ا�سمه، فكيف بق�سيدة من ق�سائده؟! ولن اأن�سى وين�سى ذلك ال�ساعر الذي كان اأنا، لن نن�سى الزميل عبداهلل بن بالبريد، ير�سلها اأو ال�سحف، اإلى ق�سائدي يحمل كان الذي عاي�س حر�سا منه وغيظا من برودي ولمبالتي، تحققت الف�سحة الأولى من تعليم في عامان ثم معلما.. القرى اأم جامعة من وتخرجت الحلم، اأعوام ثم خم�سة المخواة، ومتو�سطة ناوان لمدر�سة المخواة.. مديرا بثانوية بني عدوان، كانت حافلة بال�سعر والمفارقات العجيبة منذ عام

١٤0٨ه� حتى عام ١٤١٢ه�. بالنجاحات حفرت في ال�سعر، في مدر�سة حافلة نخبة من ع�ساق

ذاكرة العمر. لي�ست خرافه«، وهما مثبتان ال�سعر »وهذه ببيتين من كان زواجي

في اأحد دواويني، �ساترك لكم عناء البحث عنهما..وكم ١٤0٩ه���، عام الحب( )اأن��ت ال�سعرية دواويني اأول اأ�سدرت مدينة في م�سنية للغالف ور�سام طباعة دار عن البحث رحلة كانت جدة، قا�سمني مرارتها – ن�سيبي الأ�ستاذ عطيه الزهراني - الديوان،

ووزعت الديوان �سركة تهامة، وحظيت بمردود ل با�س به. ق�سيدة، �سباح ك��ل ينتظرون فيها وم���ن المدر�سة ه��ذه ك��ان��ت اأداعب بها بع�س الزمالء، ومعظم لهفتهم لق�سائد الهجاء التي كنت د/معجب بينهم من وكان ملفت، ب�سكل ال�سعر يتذوقون الجميع كان العدواني، كنت اأجمع هذه الق�سائد في ق�سا�سات بمحفظتي، فظنها الأح��وال، وبطاقة القيادة، رخ�سة وفيها المحفظة، الحرم ل�سو�س

فكتبت طلبا للمرور والأحوال ق�سيدة مطلعها:

ذهـــــب الـــهـــجـــاء بــرخــ�ــســتــي وبــطــاقــتــيووبـــــــــــــال تــــــعــــــا�ــــــســــــة الــــــــهــــــــجــــــــاء اإن

فح�سلت عليهما في اليوم نف�سه تقديرا لل�سعر.. التي اأم��ي(، قتلت كيف )اأبتاه ق�سيدة كتبت المدر�سة، هذه وفي الطفلة ل�سان على كتبتها ق�سيدة وهي وا�سعا، �سدى حينها اأخ��ذت

»رحاب« التي قتل اأبوها اأمها بال�سكين اأمامها واأمام اإخوتها. وجدت اإحدى المكتبات تبيع ال�سورة من الق�سيدة بع�سرة ريالت،

Page 16: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

29 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ28

تعليمات كل خالفت حيث اهلل، رحمه عبدالعزيز بن الإمارة، و�سدحت باحتياجات المنطقة، واأنا على خوف من العواقب، لكنه رحمه اهلل اأطفاأ خوفي، عندما دعاني اإلى فيها ما و�ساأنقل رائعة، وطنية ملحمة »ه��ذه وق��ال ما و�ستجدون عهده، وول��ي ال�سريفين الحرمين خ��ادم

ي�سركم باإذن اهلل«. ون�سرت الق�سيدة في اليوم الثاني م�سحوبة بتعقيب الأمير عليها، وتحدث عنها كثير من الأدباء والمثقفين حينها، وهي م�سجلة على اليوتيوب لمن اأراد الم�ساهدة. الأمير ق�سيدة عن �ساألني بالظافري، لقائي بعد �سلطان، فقلت له هي من ق�سائد المنا�سبات، وهي كثيرة لدي، فطلبها.. وطبع ديوان )قبلة في جبين القبلة(عام ١٤٢٢ه�، واأ�سرف على طباعته الأ�ستاذ يحيى مر�سي..

اخترت لع�سوية مجل�س اإدارة النادي، ومعي الدكتور �سعيد اأبو عالي، وراأ�ست لجنة التاأليف والن�سر في النادي »تماثل« عن عام ١٤٢٤ه���، و�سدر عام ١٤٢٥ه��� ديواني من بالكثير حظي وقد بيروت، في الأدبية الكنوز دار

القراءات النقدية ال�ساملة ولبع�س ق�سائده خا�سة. عندما جاء الت�سكيل الجديد لإدارات الأندية الأدبية، ال�ستاذ اأن واأذك��ر ال��ن��ادي، لرئي�س نائبا اختياري تم و�سول قبل التن�سيقية جل�ستنا -اأثناء الم�ساعد اأحمد وفد الوزارة برئا�سة د. عبدالعزيز ال�سبيل وكيل الوزارة �سنة، وكبر تفرغه بحكم النادي رئا�سة طلب اآن��ذاك- ولكنه قال كلمة ل تن�سى.. اأنا اأر�سح نف�سي لرئا�سة النادي بالع�سرة(، له )ب�سمت ح�سن، الأ�ستاذ يطلبها اأن اإل

و�سكت الجميع فقمت وباركت له. ال�سحاب«، »اأو���س��اب دي��وان ١٤٢٧ه��� عام لي �سدر »�سدى من الثانية والطبعة ال�سغاف« »قطاف ودي��وان الأ�سجان«. وفي عام ١٤٣0ه� �سدرت الطبعة الثانية من من »ري�سة من الثانية الطبعة ١٤٣٣ه��� وع��ام »تماثل«،

جناح الذل«. كلفت برئا�سة النادي بعد اإقالة الأ�ستاذ اأحمد، ومن ثم تم اختياري من المجل�س رئي�سا لمجل�س اإدارة النادي

وما اأزال حتى الآن..

فزت بجائزة با �سراحيل لالإبداع ال�سعري في دورتها عي�سى ال�سديق ال�ساعر اإل من بهذا اأعلم ولم الثالثة، »هات ديواني اأ�سدرت ١٤٣٤ه��� العام هذا وفي جرابا، دورها تنتظر �سعرية مجموعات ثماني ولدي البقية«..

في الطباعة.

ق�شائد ل تن�شى

ب�سببها اأطلق التي البهتان( )�ساآبيب ق�سيدة -لل�سفير با�سمه وجهتها فرن�سا، في ال�سعودي ال�سجين في �سراحه باإطالق واأم��ر الحجيالن، في�سل الدكتور اليوم التالي، وتكفلت ال�سفارة بكل ال�سمانات المطلوبة. على وه��ي ال��ح��زن( ن�سيج من )�سحابة ق�سيدة -

�سفحتي في الفي�س. - ق�سيدة )ال�سعر والمزاد( التي ن�سرتها في ملحق الأمير ودعاني مكان، كل من اللوم فجاءني الأرب��ع��اء، في�سل بن محمد م�ستف�سرا، فاأو�سحت له، وقال لك ذلك

اإل اأن ياأتينا في الباحة �سيف كبير. - ق�سيدة )عذب فاأنت محبب(.. في ديواني �سدى بندر بن في�سل الأمير ل�سمو اأهديته ال��ذي الأ�سجان،

اأمير الق�سيم والذي ح�سر تلك الأم�سية. اأجمل �سمن الأح���الم( )دان��ة ق�سيدة اختيرت -المعا�سر، الإ�سالمي العربي ال�سعر في ق�سيدة مئة الما�سي، في معر�س العام اإل الكتاب اأح�سل على ولم

الكتاب من دار ال�سياء الأردنية.الجنادرية مهرجان حفل ق�سيدة باإلقاء ت�سرفت -)٣٣( اأمام خادم الحرمين ال�سريفين الملك عبداهلل بن

عبدالعزيز.- ق�سيدة )قبلة في جبين الوطن( التي اختيرت عام ١٤٢٢ه�، لتدر�س �سمن مقرر الن�سو�س الأدبية لل�سف �س الن�س منذ عام الثالث متو�سط بنين وبنات. وقد دراأ�سعدني وقد ل�سعري، تكريم اأكبر هذا واأعد ١٤٢٥ه���.

كثيرا.

الدكتور اإلى التفت الذي الطلحي هذه لمن اأتعلم ل��ه: ق��ائ��ال �سالم الق�سيدة يا دكتور �سالم، قال: نعم اأ�ساأل ال�سم وال�سورة عليها. قال: اإذا كنت تعرفه �سخ�سيا؟! قال: ل. ق���ال ال��ط��ل��ح��ي ب�����س��خ��ري��ة: هو يجل�س الذي الموؤدب الطالب هذا رحمه القر�سي ف��ذه��ل ب��ج��واري،

اهلل، وتغيرت مالمحه.. ال�سيخ م��ن دع����وة تلقيت ث��م النادي تاأ�سي�س بعد الملي�س �سعد اللجنة في ع�سوا لأك��ون باأ�سهر، الثقافية التي كان يراأ�سها حين ذاك ال��ده��ري، عبدالرحمن الأ���س��ت��اذ مدير عام التربية والتعليم، والذي لطباعته ديواني مني طلب ب��دوره في النادي... و�سدر ديواني الثالث »�سدى الأ�سجان« عن نادي الباحة. ق�سيدة كتبت نف�سه العام في »و���س��م��ة ف��ي ج��ب��ي��ن ال�����س��داق��ة«، الباحة، لإم���ارة �سديقي و�سكاني وجل�سنا م��ع��ي، التحقيق وج���رى اأعد لئحة اأمام الق�ساء، وكان قد اأنني القا�سي، مفادها قراأها على في وت�سببت ب��ال��ر���س��وة، ات��ه��م��ت��ه ت�سويه �سورته و�سورة اأهالي قريته، وط��ل��ب اإق��ام��ة ح��د ال��ق��ذف ع��ل��ي، فرددت الرد، مني القا�سي وطلب علي ت��زي��د بق�سيدة الجل�سة ف��ي لديهم مثبته وهي بيتا، الع�سرين القا�سي وحكم ال�سبط، �سجل في ل�ساعرين الق�سيدة ت��ح��ال ب���اأن

للحكم فيها. اأن مفاجاأتي وكانت ذه��ب��ت..

اأجد الحكم ف�سيلة ال�سيخ ال�ساعر ال��ف��ي��ف��ي قا�سي ق��ا���س��م ب��ن ع��ل��ي ال��ذي)���س��ط��ر( التمييز، محكمة الق�سيدة كاملة، ون�سرها في ملحق الندوة، واإلى هذه اللحظة ل �سورة األغي اأن حاولت وك��م عندي، لها الن�سر، لأن هذا �سي�سعد الم�سكلة، هنا القبائل م�سايخ اأن وبخا�سة وب��ع�����س الأ���س��دق��اء ط��رح��وا علي وقد فوافقتهم.. ال�سلح، ف��ك��رة اأبيات خم�سة في راأيه ال�سيخ كتب من الق�سيدة، ول اأعلم ماذا جرى

بعد هذا من ذلك الحين. ال�سيخ ب�سديقي جمعني وق��د الظافري، حجر محمد ال��دك��ت��ور واأ�سلح بيننا وتعانقنا وبكينا كثيرا ع�سر نحو دام هجر بعد اأم��ام��ه،

�سنوات.. عام اهلل رحمها اأم���ي ف��ق��دت من حينا �سامتا وبقيت ١٤١٨ه���، ق�سائد فيها كتبت ث��م ال��ده��ر، خا�س دي����وان ف��ي جمعتها رث���اء »ري�����س��ة م���ن ج��ن��اح ال�����ذل«، وه��و بح�سب راأي الدكتور ح�سن الهويمل ال�سعر في ال��ن��ادرة ال��دواوي��ن من

العربي.. في ق�سيدة ب��اإل��ق��اء ت�سرفت الحرميين خ��ادم ا�ستقبال حفل حين ع��ب��داهلل، الملك ال�سريفين الأولى زيارته في للعهد، وليا كان

للباحة.. وال��ق�����س��ي��دة الأه����م ال��ت��ي بلغ ق�سيدتي ه��ي الآف�����اق، ���س��داه��ا �سلطان الأمير ا�ستقبال حفل في

Page 17: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

31 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ30

ثمرة الهذيان.. �شيرة �شاعر

■ خالد ال�شنديوين - م�شر

غاللت رقيقة هبطت بيني وبين الما�سي الجميل الذي لم اأغادره، ربما اأكون قد ابتعدت قليال بهيئتي؛ والنف�س.. الروح مكنون في بقوة يمثل الما�سي لكن هناك بالتاأكيد الطفولة حيث مهد ال�سعر، التربة التي اآخر، عالم من غام�سة ب��ذرة ما يوما فيها �سقطت

وظلت هناك ما �ساء اهلل حتى اأتى الف�سل الموعود،و�سم�سا وادع���ة قرية اأرى الما�سي، اإل��ى اأن��ظ��ر رفيق معه اأرى �سعيدا، ي�ستيقظ طفال اأرى مبهجة، ال�سارع اإلى ب�سرعة يهرعان يفترقان.. ل وهما دربه عندما ي�ستمعان اإلى �سوت كرة قدم تدب على الأر�س، نداء لم نرف�سه اأبدا ل في هجير ول في مطر ول رياح، اإليه بقوة اأو نهار، �سعينا دوما بل لم نرف�سه في ليل

و�سغف، لم اأعرف له مثيال اإل �سغفي بال�سعر لحقا. العالم على المطل بيتي الجميلة، »�سر�سنا« تذكرة الكرة ملعب في لهاثي المدى، حتى الأخ�سر

له النا�س �سهد حيث ال�ساحة، ف��ي ب��ال��وج��ود ق��وي��ة وال��م��راوغ��ات ال��م��وؤث��رة الأه����داف بمجد بالموهبة، تحديات الفتوة، بل ال�سجارات العفوية التي ربما تعقد

�سداقات العمر التي ل تنف�سم. عيني عقدت عالقات غام�سة مع الطبيعة، هناك ممتزجة والت�ساوؤل والده�سة ال�سغف من مزيج هي الحب ا�ستبدل لحقا قريتي، في والحميمية بالحب بالخوف، والحميمية بالقلق.. فور هجرتي من القرية

اإلى المدينة، ثم من المدينة اإلى خارج م�سر. الإح�سا�س بالختالف عن الآخرين، هو اأول خطوة في طريق ال�سعر، فتاأمل منظر طائر يعبر في ال�سماء، تدريبات كانت اأنها يبدو الحقول، تتو�سط �سجرة اأو البيانات ق��اع��دة اإع���داد يتم هنا ال��ق��ادم��ة للمهمة

الم�سورة للم�ستقبل الغام�س.

االأيــام اأجــل من بالذكريات ريكور:»نتزود بول يكتب الن�سيان«، التاريخ »الــذاكــرة كتابه في ي�سير يقبع جزء غير الما�سي م�ستودع في للذكريات«. المخ�س�ص الزمان اأجل المقبلة، من اأننا الغياب.. غير اإلى م�سيره؛ يفنى متحلال في تركناه اأننا من حياتنا. نم�سي عنه، ونظن في لحظة اأ�سبه ب�ساعقة ت�سرب ما ح�سبناه ه�سيما متذريا؛ فينه�ص الما�سي من العتمة ماثال تحت م�سب االأنوار. فال تعرف هل اأنت في محطة ا�ستدعاء منقطعة وموؤقتة، اأم اأنك لم تغادر من هناك، اأو غادرت وثمة من ت�سلل معاك في الخفاء، وبقي راب�سا منزويا ينتظر المثول. فقط

�ص للذكريات«. �سرارة نتعرف في اندالعها اأننا بالفعل في »الزمان المخ�س

)من مقال الناقد عبداهلل ال�سفر عن ديوان الالعب – جريدة الوطن ال�سعودية(

البداياتالعميق/ والإن�����س��ات التاأمل

عند وداع��ة في يجل�سان عبدان حائط على قديمة قدمي/�سورة بيتي.. تثير الت�ساوؤل عن اأ�سولي. عالم اإل��ى الطريق تتح�س�س تتردد اأ�سئلة على يجيب خا�س العين تت�سيد ال�ساعر، روح في بالخلود تت�سم ب�سرية مفردات المخيلة تن�سج م��ع��ا، وال���ذب���ول عوالم لي�ست بال�سرورة �سعيدة اأو جميلة.. بالتاأكيد لكنها حزينة؛

جميلة ب�سكل ما غير مفهوم؟ال�ساعر ي��ك��ون اأن يمكن ل من اأدن��ى دون حد من �سخ�سية القراءة والمتابعة. اأتذكر اأن اأولى �سعرا ك��ان ال�سعرية ال�سدمات مترجما لل�ساعر الفرن�سي »اأرتور الإ���س��راق��ات.. وتحديدا رام��ب��و«، الكلية ال��م��وا���س��ي��ع ل��ب��ي خ��ل��ب��ت ال�سورة اإيحاء وق��وة للق�سيدة، من نف�سه، الوقت في وب�ساطتها المقطع ه��ذا يقاوم اأن ي�ستطيع – البحر الأبدية ا�ستعيدت »لقد

ممتزجا وال�سم�س«. ول تهويم بال المقاطع تبدو هذيان، كما اعتدت اأن اأقرا على الت�سعينيات، ف��ي المثال �سبيل تبدو كاأنها اكت�ساف جغرافي من

عالم اآخر. ي��رت��ب��ط ال�����س��ع��ر ب��ال��م��ع��ان��اة، ال��م��ع��ان��اة ه����ذه ح��ل��ق��ات واأول ه��ي الإح�����س��ا���س ب��الخ��ت��الف في الأخ��ري��ن، ع��ن والتلقي ال�سعور المحيط، ال��واق��ع م��ع وال��ع��الق��ة وم��ا ل��ل��زم��ن متابعة ه��و ال�سعر

ور�ئه، وفي �لوقت نف�شه �ختالط م�سني بالواقع الذي لير�سى اإل

بح�سورك الكامل. ال�ساعر فيه يت�ستت ���س��راع وي�ستهلك، وهو يبحث عن مو�سع �سخ�سيته مع فيه يتماهى ق��دم ع�سرة الثامنة – حتى المختلفة بال�سعر.. اهتمام اأي لي يكن لم كنت اأكثر اهتماما بالر�سم، واأكثر اهتماما بكرة القدم، والغريب اأن على اأكثر تن�سب كانت قراءاتي ال�سعر لأن ربما والعلوم، التاريخ التقليدي لم يكن ي�ستهويني، فقد منه اأكثر �سنع�ة فيه اأرى كنت

بحثا وا�ست�سرافا للمجهول. ب���ن���اء ع��ل��ى ت��ل��ك ال��ف��و���س��ى على لح�سولي ون��ظ��را العقلية، درجات عالية في الثانوية العامة، التحقت بكلية العلوم.. والمفارقة الأكبر اأنني اكت�سفت اأنني ل اأملك العالم، يحتاجه الذي ال�سبر ل المنظم المنطقي التفكير ول

الذي يميز العالم عن غيره. في الأرب����ع ال�����س��ن��وات م�ست اإلى اأذهب ب�سعوبة، العلوم كلية ال�سعر مجالت يدي وفي الكلية تحد كاأنه وغيرها.. اإب��داع مثل

للواقع. توا�سلت محاولت الكتابة بعد الأ�سعب الفترة هي وتلك ذلك، فالبحث ���س��اع��ر، اأي ح��ي��اة ف��ي الم�ستمر عن ال�سخ�سية ال�سعرية ي�ستمر طويال، وي�ستهلك ال�ساعر العملي الواقع جانب اإل��ى تماما كنت اإذا وب��خ��ا���س��ة ال�����س��ع��ب، ريفيا، هاجرت اإلى المدينة بحثا

Page 18: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

33 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ32

عن م�ستقبل وعمل. »ميجابولي�س« الأول كتابي كتبت الفترة تلك في اإل��ى الأوراق و�سلت ال��م��دي��ن��ة. ع��ن بالتاأكيد وه��و اإلى دار باإعطاء ن�سخة فنانين تعرفت عليهم، تكفلوا �سرقيات.. كتر�سيح منهم لطباعة الديوان، وبالتاأكيد ولفت���رة طويلة، حالت الإمكانات المادية دون طباعة

هذا الديوان. مع توافر بع�س المال، كان اأول ما فعلته هو طباعة في الكتاب و�سلني »ميجابولي�س«، الأول���ى تجربتي اأي مع يحدث كما بال�سعادة اإح�سا�س وغمرني مكة، اأعد اأكن لم الحد اإلى هذا الأول، �ساعر يطبع كتابه نف�سي قد حققت اأي نجاح يذكر، فاأي �ساعر مع توافر اأنها اإل واثنين، كتابا يطبع اأن ي�ستطيع المال بع�س

كانت الخطوة المادية الأولى في طريق الكتابة. الن�سر ع��دم من اأخ��رى مرحلة هناك اأن اأعتقد الن�سر �سبقت التي الفترة تلك وهي منها، ا�ستفدت الإلكتروني حيث اختمرت التجربة في داخلي، و�سرت بطريقة ما اأكثر ن�سجا، تبعها ن�سر ديواني الثاني »نمر

يبت�سم«. وفي القدم، وكرة الطبيعة لبي.. يخلبان �سيئان الفل�سفة وال�سور اأمزج بين اأن الثاني حاولت ديواني ال�سعرية الخالبة، وكنت كاأنني اأنحت تماثيل لحيوانات

الغابة، واأثناء ذلك اأحاول ا�ستنطاقها. يقول المثقف الكبير والعالم الأنثربولوجي الدكتور مقاله ف��ي يبت�سم« »ن��م��ر دي���وان ع��ن ح�سن ف��ك��ري )جريدة الغاوون( العدد ١٥: »يتجلى في �سياغة ن�س ال�سنديوني التكثيف الواعي وال�سل�س بمخارج الألفاظ من ال�ساعر يقتن�سه بما الإده��ا���س، وملكة ووقعها، يتحدث المفاجاأة. وق��ع لها متوقعة غير م�سامين الأمطار تت�ساقط بينما باأنه/ ليلة »اأحلم كل القنفذ: فوق ظهري/ تتفتح زهرة جميلة/ من اأحد اأ�سواكي/

بينما يقول عابر: ما هذا الجمال!«. في هذا المقطع وغيره يعزف ال�ساعر لحنا هام�سا راق�سا - يت�سافر - مع المنظومات اللحنية الأخرى مت�سابكا، ن�سيجا العمل، في مجمله، التي تجعل هذا المتداخلة الأل��ح��ان م��ت��ع��ددة مو�سيقية ومقطوعة

تقترب الرقة، وهذه الهم�س وفي هذا ،»Polyphonic«اك��زب��ري« �سانت دي »اأن��ط��ون ب�ساطة م��ن الأ���س��ع��ار طويل �سمت »بعد ال�سغير«: »الأمير في وحميميته قال: اإني اأحبك/ ولم يقل �سيئا بعد ذلك/ �سحكت/ من ل يعرف يقول اإنني اأتثاءب/ بعدها بقليل تثاءبت

فعال«. ال��م��واق��ع اأح���د اأت�����س��ف��ح ك��ن��ت بينما م���رة ذات »اأر�سيبالد لل�ساعر مقولة قراأت ال�سهيرة الإلكترونية ماكلي�س« تقول: »كرة القدم وال�سعر ليجتمعان«.. لم الرد �سريعا في اأكتب اأ�سدق، بل وجدتني اأن اأ�ستطع

جملة واحدة: »كرة القدم وال�سعر �سيء واحد«. المفعمة اللحظات تلك خيالي على ت��وال��ت ث��م اأكتب اأن وقررت والإث��ارة، بالن�سوة والجمال بالحياة

ديوانا كامال عن كرة قدم ال�سوارع. ال�ساعر عليها ي�سرف التي الغاوون دار تحم�ست المتميز ماهر �سرف الدين للديوان، وتم طباعة عدة مجلة م��ن )٤٧( رق��م ال��ع��دد م��ع كهدية منه، اآلف اإن�سائها، على اأع��وام اأربعة مرور بمنا�سبة الغاوون، ال��ث��ورة خ�سم ف��ي الكتاب ظ��ه��ور اأن اأعتقد لكنني

الم�سرية لم يجعله يلق الهتمام الكافي.

ديوان الالعب )2012(

كرة معا ع�سقنا يا�سر، اأخ��ي فهو ال��الع��ب، اأم��ا اأن الأم��ر بنا و�سل الخيال، يفارق ل ع�سقا القدم في ت��ب��داأ رم�����س��ان �سهر فجر ف��ي م��ب��اري��ات نظمنا الظالم وتنتهي، ونحن على و�سك النهيار، بزغ نجمه احترافيا �سكال الريا�سية حياته واأخ��ذت قريتنا في ي�سيبني كان ب�سكل القدم، لكرة كلها نف�سه واأعطى راأيت لقد اأخرى، اأحيانا والإعجاب اأحيانا، بالحيرة

اإخال�سا وحبا عجيبين. ف��ي ال��م��م��ل��ك��ة ���س��ع��دت ب�����س��داق��ة ال�����س��اع��ر عيد �سعراء به يتمتع الذي بالم�ستوى و�سعدت الخمي�سي، عبداهلل القا�س مثل: واآخرين، منهم، وهو المملكة

العقيبي، وال�ساعر ماجد الثبيتي، ومواهب اأخرى.. اإنها تجربة لم تكتمل بعد..

رحلتي في ال�شعر.. قطار توقف في محطات كثيرة

■ �شليمان عبدالعزيز العتيق - ال�شعودية

اأن اإل��ى به والتمتع ال�سعر حب قادني وق��د تتولد لدي اأمنية باأن اأكون �ساعرا ذات يوم.

بداأت بخرب�سات �سعرية، كنت اأ�ستحي من اأن في هم ممن اأقراني اأقرب على حتى اأعر�سها اأعر�سها كنت ولكنني الثقافي، وم�ستواي �سني وابن ربيعة، بن وعمر طرفة، على الخفاء في زيدون؛ في�شيبني �الإحباط، من نتائج �لمقارنة، والياأ�س من تحقيق الأمنية؛ ثم تعاودني الرغبة المرحلة نهايات جاءت حتى المحاولة، فاأعيد اإظهار على ال��ج��راأة تملكتني عندما الثانوية، نتيجة ذل��ك وك��ان ح��ول��ي، م��ن على محاولتي

الذي حائل في العلمي المعهد لأجواء مبا�سرة كنت اأدر�س فيه، والذي كان بيئة خ�سبة م�سجعة رغبات يملكون ممن زم��الئ��ي م��ن ول��ع��دد ل��ي كرغبتي، اأو يمتلكون مواهب اأدبية. كان ذلك كله بتاأثير مديره الن�سط في ذلك الوقت، وهو الوزير الإ�سالمي العالم رابطة ع��ام واأم��ي��ن ال�سابق عبدالمح�سن بن عبداهلل الدكتور معالي حاليا التركي، الذي كان حينها �سابا في بداية اأعماله

الإدارية، جزاه اهلل عنا خيرا.

من ل��ه��ا ب��ق��ب��ول ���س��ع��رت ق�����س��ي��دة اأول ق��ب��ل ���س��ام��ع��ي��ه��ا، ك��ان��ت ف���ي اإح�����دى ح��ف��الت

ربما كنت في �سن الخام�سة ع�سرة اأو قبلها اأو بعدها بقليل، عندما وقع بيدي كتاب )جواهر بتذوق عهدي اأول القراءة تلك وكانت ال�سبع، المعلقات فيه فقراأت الها�سمي، الأحمد االأدب( ال�سعر والتعلق به، كحالة م�ستع�سية، الزمتني منذ ذلك الزمن وحتى يومنا هذا، ولم تكن تلك

القراءة بق�سد بناء قدرات �سعرية، بل كانت تلذذا ومتعة مح�سة، ال اأجدها في غير ال�سعر.

وقفت طويال في تلك ال�سن المبكرة، مع امريء القي�ص، وطرفة بن العبد، ثم م�سيت في قراءة كل ما توافر لدي من قديم ال�سعر وحديثه، فقراأت في ال�سوقيات و�سعر المهجر. وكنت اأحر�ص على اقتناء دواوين ال�سعراء، وقد قلت في هذا ال�سدد ق�سيدة تعبر عن هذا ال�سغف، ال

اأتذكر منها اإال مطلعها:

دفــــــــــنــــــــــت فـــــــيـــــــهـــــــا وحــــــــ�ــــــــســــــــة الـــــعـــــمـــــرعــــــ�ــــــســــــرون ديــــــــــوانــــــــــا مـــــــن الـــ�ـــســـعـــر

Page 19: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

35 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ34

يا �سائال: اأين تغيب ال�سم�ص؟!تغيب في باري�ص يا مجنون..

حيث يعي�ص النا�ص في رواية الطاعون.

الأول دي��وان��ي �سمن كاملة من�سورة وه��ي )تجليات الوجد والمطر(.

الذي بمو�سوعها هذه )الخراب( وق�سيدة من تعي�سه وما الأم��ة، تعانيه لما �سورة ير�سم اأزمة وجودية، تم�س كيان هذه الأمة ووجودها، هذه الق�سيدة بهذا التوجه وبهذا التناول تمثل الغر�س الرئي�س الذي تمحورت حوله اهتماماتي، كانت فقد �سعر، من قلته ما على المنعك�سة ق�سايا اأمتي، وق�سايا الوجود الكبرى، وما يدور اأ���س��ع��اري. فلم ح��ول ذل��ك، ه��و وح��ده مو�سوع اأكتب في �سعر المنا�سبات اأو المديح اأو الهجاء والحمد هلل ول حتى في الغزل ووجدانياته، وقد وليكن ال�سعرية، التجربة في يعد ذلك ق�سورا اأنفعل، اأن اأ�ستطيع ول اأري��د ل ولكنني ذل��ك.. التي التوتر لحظة لدي وي�ستثير ي�سدني ل بما هو اأراه كما ال�سعر لأن ذل��ك الق�سيدة. تلد اأن فيجب الأرواح؛ وتطلعات القلوب خلجات يرتفع عن كل خ�سوع اأو مغنم اأو تزلف رخي�س،

ال�سعر ه��ذا ي��ط��وع واأن ل��ي��ك��ون اإ����س���اءة ل���دروب هذا باإن�سانية الرت��ق��اء الإن�سان، في هذا الزمن الذي توح�ست به الأنانية ال����ف����ردي����ة والأط�����م�����اع فيه وت�ساءلت الذاتية، والت�سحية الأثرة معاني الإن�سان من والتفاني،

لأخيه الإن�سان.

وبعد تلك الأيام الكئيبة، انقطعت محاولتي وبتوفير خا�سة، بظروف وان�سغلت ال�سعرية، درا�ستي اأكملت وق��د ولعائلتي، ل��ي المعي�سة ال�سنتين في منت�سبا بالغة، ب�سعوبة الجامعية

الأخيرتين للجامعة.

وفي قرابة عام ١٤00ه� عاودني الحنين اإلى القا�سي، حمد الأ�ستاذ اإل��ى فاأر�سلت ال�سعر، الجزيرة، جريدة في اأدبيا محررا كان ال��ذي فاعتذر الخاطئة(، )المدينة عنوانها ق�سيدة ولكنه ق��ال كما بها اإعجابه رغ��م ن�سرها عن كانت التي ب��ي��روت، على اإ�سقاطها من خ�سي

تعي�س جحيم الحرب الأهلية حينذاك:يا دار: يا ذات القباب الداكنة

يا بركة النبيذ والن�ساءيا دوحة خ�سراء

ثمارها رمادي�سقونها الدماء

وتاأكل االأكباد

المدينة تلك مخاطبا فيها اأق��ول وخاتمتها المتخيلة:

قفي ب�ساحات المدائن اأجمعين

على اأج��ل�����س ال��ف��ت��رة، تلك ف��ي واأن���ا المعهد، اإل��ى ال��ذه��اب ق��ب��ل الأخ���ي���رة، ال�سنة م��ق��اع��د وك��ان ال��ح��ي��اة( )اإرادة ال��ج��ام��ع��ة،وع��ن��وان��ه��ا

مطلعها:

تـــــــــــــقـــــــــــــول لـــــــــــــــي دعــــــــــــــــــــد وقــــــــــدـــــل الـــــــــــفـــــــــــوؤاد فــــــمــــــا رقـــــــــــد ـــــغــــــ ـــــس �

قـــــــــــم نــــــقــــــتــــــفــــــي اأثـــــــــــــــــر الـــــنـــــجـــــو اأحــــــــد الـــــــــــــــــوادي فــــــــي فــــلــــيــــ�ــــص م

ـــــــــهـــــــــا كـــــــــفـــــــــي فـــــ�ـــــســـــيــــــ ـــــــــت ل قـــــــــلـــــــــطــــــــان الــــــقــــــ�ــــــســــــائــــــد قـــــــــد وفــــــد

اأقــــــــــــو اأن الأهــــــــــــــــــــــــوى ــــــــــــــــــــي اإنخــــلــــد قــــــــــــــــــوال لــــــ�ــــــســــــاحــــــبــــــي ل

ــــــــــم لـــــــــلـــــــــحـــــــــيـــــــــاة وحـــــــيـــــــهـــــــا قـــــــــــــــــــعــــــــمــــــــل االأكــــــــــــــــد ــــــتــــــحــــــيــــــة ال بـــــــ

اأوراق مع الق�سيدة، م�سودة �ساعت وق��د كثيرة فقدتها.. فن�سيت بقيتها.

ف��ي ن��ه��اي��ة ال��م��رح��ل��ة ال��ث��ان��وي��ة، ق����راأت في اهلل لعبد المعا�سرون( نجد )�سعراء كتاب التفعيلة �سعر من رمزية ق�سيدة اإدري�س، بن

الرميح«، العامر »محمد ل� عنوانها: )الطوفان(، كانت بهذا لمعرفتي البداية هي ال���ن���وع م���ن ال�����س��ع��ر، ال���ذي اأ�سبحت فيما بعد اأبحث عن وتمتعا اإع��ج��اب��ا م�����س��ادره، العديد ف��ق��راأت ب��ق��راءت��ه، هذا ل�سعراء ال��دواوي��ن من اللون، وب�سكل خا�س، �سالح ع��ب��دال�����س��ب��ور، ف��ي »اأق����ول ل��ك��م«، و»ال��ن��ا���س ف��ي ب��الدي« وعبد الوهاب البياتي في »اأباريق مه�سمة« وبقية دواوينهم. وقد �سرت اأطرب لهذا ال�سعراأكثر من اللون الذي غيره، وترجمة لهذا الإعجاب بهذا كنت اأراه يمنح ال�ساعر مجال اأو�سع من التلقائية مع وانفعاله ون�سوته ال�ساعر لتوتر الم�ستجيبة فكرة الق�سيدة، من حيث التنوع بالقافية وعدد التفعيالت. جاء اأول �سعر مكتوب ظهر لي على عندما التفعيلة، �سعر من الجرائد، �سفحات حينها )ال��خ��راب(، ق�سيدة عكاظ لي ن�سرت الكثيرين مثل اأمل، وخيبة اإحباطا اأعي�س كنت اإ�سرائيل، اأمام العرب بعد هزيمة ممن حولي،

والتي �سميت بالنك�سة عام ١٩٦٧م.

يقول مطلع الق�سيدة:على التخوم

ع�سرون ناعقا يحوم.. وموقد عتيق..

وجثة وبوم.. وكلبة بالليل تنبح النجوم.

وب��ع��د ه���ذه ال��م��ق��دم��ة ال�����س��وداوي��ة، تم�سي الق�سيدة حتى ت�سل الخاتمة التي اأقول فيها:

Page 20: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

37 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ36

من حروف الذاكرة■ ال�شاعر �شوف عبيد - تون�ص

ال�سائد من �شياق �أنخرط في �أن �لممكن كان من والمديح، الغزل معاني بين ي��راوح كان ،ال��ذي ال�سعر من وك��ان ال��ذات؛ وجلد والتباكي الرثاء معاني وبين اإنها بالعامية، متمثال مقولة الكتابة اأبا�سر اأن الممكن والنت�سار؛ ال��ت��داول في واأ�سهل الجماهير اإل��ى اأق��رب �لفرن�شية باللغة �لكتابة �أنخرط في �أن بو�سعي بل كان بو�سفها اللغة الثانية في تون�س، والتي يمكن اأن اأتوا�سل

بها مع مدى اأو�سع!

ولقد بداأت فعال في الكتابة بتلك اللغة، ولكنني بعدما تراجعت. وانبتاتا، ان�سالخا العملية في اأن اكت�سفت في �لتون�شية بالعامية �لكتابة في �أنخرط لم �أني غير تلك المرحلة، وذلك ل�سببين اثنين، اأولهما اأنني علمت الوطنية ذات الهوية للق�ساء على تعد دعوة اأنها كانت

الأ�سالة العربية، وثانيهما عدم قدرتي على التعبير بها والعميقة؛ الغزيرة المعاني من نف�سي يخالج كان عما ورغم ذلك، فاإني اأعتقد اأن الأدب العامي بما ي�سمله من وخرافات، وحكايات، واأغ��ان، واأزج��ال، وحكم، اأمثال، ونوادر، اإنما هو اإثراء لالأدب العربي، بل هو رافد مهم ت�سبح عندما اأن��ه غير وت��ن��وع��ه. تجديده رواف���د م��ن مطلبا، بالدارجة واإبدالها الف�سحى ترك اإلى الدعوة باأ�سا�س تتعلق ق�سايا اإل��ى ينقلب عندئذ الأم���ر ف��اإن اللبنة هي العربية اأن اأرى التي الوطنية ال�سخ�سية

الأولى في بنائها.

في هذا ال�سياق، ا�ستفدت كثيرا من التراث ال�سفوي، بين فيها راوح��ت التي الجازية، ق�سيدة في وبخا�سة م�ستويات عديدة من اللغة، �سواء من القامو�س الف�سيح

الثقافة فــي الكبرى، االأ�سئلة على وعيه فتح جيل مــن اأنــا واالأدب، وفي ال�سعر خا�سة، مثل �سوؤال: باأي لغة نكتب؟ اأبالعربية

اأم بالفرن�سية، اأبالف�سحى اأم بالعامية؟!

في الثقافة اعترى 1967م، �سنة اأعقبت التي المرحلة ففي االأق�سى ال�سرق في وحتى العربية، البلدان اأغلب وفي تون�ص المبا�سر التاأثير ب�سبب الثوابت، من كثيرا تــرج اأن ا�ستطاعت حــادة، حيرة واأمريكا، واأوروبـــا والحاد لالأزمات التي وقعت وقتذاك: فمن حرب حزيران 1967م اإلى حرب فيتنام، ومن اأ�سداء الثورة الثقافية في ال�سين اإلى اأحداث ماي 1968م في فرن�سا، واإلى حركات التحرر العارمة في اأمريكا واإفريقيا.. تلك التي كانت كال�سيل العارم، اأو كالنار ت�سب في الياب�ص من االأغ�سان، وفي

ما تهاوى من الجذوع، وان�سرخ من االأغ�سان، وفي ما تناثر من االأوراق..

بال�ساحة الحمرا وفي بكينوب�ساحة الطرف االأغر

وعلى �سفاف ال�سينقولي الأهل االأر�ص

في نزق حزينهنا تحدثكم مدينة

اجتاحها الزلزال وان�سحقتتحت كوابي�ص ال�سغينة

نـحرت ب�ساحات القتالواأعدمت

بجريرة البغي المهينه.

هذه ف��ي المق�سودة ه��ي ب��ي��روت تكن ول��م حمد الأ�ستاذ خ�سي –ربما- كما الق�سيدة،

القا�سي من ذلك. لي اأت��اح العام، وفي فر�سة لحقة من ذلك باأم�سية اأ�سارك اأن الق�سعمي، اأبو يعرب محمد بينهم من كان ال�سعراء، من عدد مع �سعرية والأم�سية ال�سيخان، ع��ب��داهلل اأذك���ر م��ا على اأقامها فرع رعاية ال�سباب في حائل، والذي كان الأم�سية له، وفي تلك الق�سعمي مديرا الأ�ستاذ لقيت التي الخاطئة( )المدينة ق�سيدة األقيت قبول وحفاوة من الح�سور، وكان من بينهم فهد اهلل ن�سر ر�سا ومحمد اهلل، يرحمه العريفي

واآخرون.

ث���م ن��ام��ت ال��م��دي��ن��ة ال��خ��اط��ئ��ة ب��ي��ن اأوراق����ي المهجورة، حتى ن�سرتها ديواني ق�سائد �سمن الوجد )تجليات الأول راأى ال���ذي وال��م��ط��ر(، ال���ن���ور ع����ام ١٤٣0ه������ وال����ذي ���س��در ع��ن دار الأن��دل�����س ب��ح��ائ��ل، وقد ج��اء بعد ف��ت��رة ان��ق��ط��اع اأخ����رى، ام��ت��دت نحو وطلب التجارة خاللها �سغلتني عاما، ثالثين

الرزق عن ال�سعر ومحاولته الجادة.

م�ساغلي، م��ن كثير خ���ف ١٤٢٨ه������ وب��ع��د ل� ف��ق��راأت ل����الأدب. ع�سقي ممار�سة ف��ع��اودت من ال��رغ��م على ب��اإع��ج��اب، دروي�����س« »محمود تلقائيا يطلقها التي بع�س �سطحاته نفوري من كذلك وق���راأت العقدية، لمدلولتها اآب��ه غير كثيرا من ال�سعر المترجم، ل� »اإقبال« و»طاغور«

و�سعراء �سينيين واآخرين غربيين.

في ق�سائد ع��دة الفترة ه��ذه ف��ي ون�سرت المجلة العربية، ومجلة الجوبة والمجلة الثقافية

وملحق الجزيرة الأدبي.

وقد �سدر لي عام ١٤٢٨ه� اأول كتاب مطبوع �سيرة في مدينة �سيرة ع��ام، مئة قبل )حائل رج���ل( ع��ن دار الأن��دل�����س ب��ح��ائ��ل، وه��و رواي��ة توثيقية، وقد لقيت هذه ال�سيرة قبول وت�سجيعا، ن�سرت لي ممن اطلع عليها. وفي عام ١٤٣٢ه��� بيروت كتاب )ال�سين العربي في النت�سار دار �سمن لي ن��سر واأخ��ي��را والثقافة(، الح�سارة )ر�سالة ديوان بحائل الأدبي النادي اإ�سدارات

اإلى عمر الخيام( عن دار المفردات.

Page 21: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

39 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ38

اإلى �سعرنا الحديث من دون ن�سخ اأو نقل مبا�سر؛ فالآداب تتالقح وتتمازج وتتحاكى وتتطور، لي�س ب�سبب واإن��م��ا فقط، والط���الع الترجمة بفعل فالجيل اأي�سا. والح�سارية العوامل الجتماعية ال�سعر التفعيلة، نمط على ق�سائده كتب الذي الحر، وخرج على نمطية البحور والقوافي عند

عبر ق��د الع�سرين، ال��ق��رن منت�سف ن�سق على خ��روج��ه ع��ن ب��ذل��ك

القائم ال��ع��رب��ي المجتمع والقيم، التقاليد على

تزحزحت ال��ت��ي ت��ل��ك ب�سبب التطور الكبير ف��ي ح��ي��ات��ه��ا، ذل��ك اأن ا�ستطاع ال���ذي �سيء كل في يوؤثر تخطيط م��ن فيها المدينة ومعمارها، البيت ف�����س��اء اإل���ى

العالقات ومختلف ب����ي����ن ذوي����������ه، وم����ن

والقراءة، الكتابة اأدوات وم��ن ال��ط��ب��خ، اأدوات اإل���ى

الأث���اث وال��ل��ب��ا���س، اإل���ى الأف��ك��ار والإح�سا�س.

القرن من الثاني الن�سف جيل ق�سيدة اإن وال�سرخ التغيير ذلك عن عبرت الع�سرين العربية المجتمعات ب��ه تمر ال��ذي الكبير ���س��م��ن دواف���ع���ه الج��ت��م��اع��ي��ة وال��ت��اري��خ��ي��ة

العديدة.

في وعيه ت�سكل ال��ذي الموالي الجيل اأم��ا الع�سرين، القرن من الأخير الثلث �سنوات والدمار والنك�سار النهيار فترة عا�س فقد والعالمي، والقومي المحلي الم�ستوى على ويوؤ�س�س على غير ما وجد.. يبني اأن ف��اأراد الجديد ين�سد فراأيناه الخال�س؛ يجد لعله ال�سعر ف��ي ل��ي�����س اأح��ي��ان��ا، وال��غ��ري��ب والآداب فح�سب، واإنما في �ستى على ا�ستند وق��د ال��ف��ن��ون، �سرعية التجديد والبحث التي تلك والتجريب، ترنو اإلى اإنجاز اإبداع ي��م��ث��ل ه��واج�����س��ه��ا، همومها عن ويعبر واأح�������الم�������ه�������ا، وذل����ك ه���و الأم���ل والمبتغى.. فح�سب يثبت اأن ج��ي��ل ك��ل

ب�سماته!

اإن م�����رة ق���ل���ت ل���ق���د التجديد ف��ي ال��م��ح��اول��ة اأف�������س���ل م���ن ال���ن���ج���اح في التقليد، واإن اإيماني بهذه المقولة كان ال���ذي الثقافي المناخ نتيجة ك��ان بداأت التي ال�سنة تلك �سنة ١٩٧0م، �سائدا

فيها الن�سر.

من ق�سائدي الأولى التي �سورت فيها ذلك البحث ق�سيدة ال�سائد ت��ج��اوز ف��ي الجميل الهاج�س وذل��ك

الحذاء:

ل���ق���د ح��������������ر���������������س

ال�������س���اع���ر،ع���ل���ى ���س��ي��اغ��ة وا�سحة ال��ج��ذور ثابتة �سخ�سيات

ال�سعبية ب��ال��ذاك��رة ات�سال على الأ���س��ل العربي المتلقي يدفع ما العربية، وبالهموم

عالقة واأن قبل من يعرفها باأنه الإح�سا�س اإلى حميمة تربطه بها اأحب اأم كره،، وهذا ما يدل على نقلي اإطار في يكتبون الذين من لي�س ال�ساعر اأن بحت من التراث، ولي�س من الذين يكتبون في اإطار نقلي بحت من الثقافة الغربية، واإنما هو ذاك الذي والمعا�سرة، الأ�سالة بين التن�سيق اإل��ى �سعى

وطعم الواقع بروح التراث، اإذ اأن ال�سعر دوره التجذير ل النبتات، والتوا�سل والنفتاح،

ل النغالق والتقوقع..

الميزوني البنانيالتون�سي، والح�سري ال��ب��دوي العامي ال�سجل من اأو

وجعلت للجازية، �سورة فر�سمت الم�سرقي؛ وكذلك

من �سيرتها م�ساهد ولوحات ومواقف.. فيها الكثير من

تقنيات الفنون الأخرى، اإ�سافة اإلى فنيات ال�سرد وغيره

من �سروب الكتابة وال�سعر بمختلف اأنواعه.

ع��ادت م��ا ال��ي��وم، ال��ح��دي��ث ال�ساعر مرجعية اإن

في المبثوث القديم ال�سعر على كانت كما تقت�سر

تلك ال��دواوي��ن، من والم�سنفات والمختارات المتون

التي يقت�سر الإبداع الحقيقي فيها على بع�س الق�سائد

فح�سب، بل �سارت تلك المرجعية ت�ستند اأي�سا اإلى عديد

الن�سو�س الأخرى في الآداب القديمة والمعا�سرة، تلك

�آفاقا و�أنماط �أخرى التي �طلعنا عليها، فاكت�شفنا فيها

من الإبداع.

حاولنا اأن نقتب�س من تلك المعالم الإن�سانية

Page 22: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

41 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ40

جاء الربيع.. �سي�ستري حذاءجاء ال�سيف.. �سي�ستري حذاءجاء الخريف.. �سي�ستري حذاء

انق�سى ال�ستاء.. فتعلم الم�سي حافيا!

واإلى اليوم، وبعد مرور اأكثر من ثلث قرن على هذه الق�سيدة، ما اأزال اأحاول واأبحث..!

التي المحطة، ق�سيدة اأي�سا الق�سائد تلك ومن عبرت فيها عن حيرتي المتاأججة بين الأطروحات التي نحو مرة تتجاذبني كانت والتي وقتذاك، قائمة كانت الي�سار، ومرة نحو اليمين، فجعلت من المحطة م�سهدا

ي�سور تلك المرحلة، فقلت في ق�سيدة المحطة: وقف الم�سافر و�سط الميدان

ي�ساأل عن العنوان:اإلى اليمين.. ثم رويدا رويدا

اإلى الي�سار - �سكرا.

اإلى الي�سار.. ثم رويدا رويدااإلى اليمين

- �سكرا. اأخذ الم�سافر حقيبتهوم�سى اإلى االأمام..!

في الذهنيات عا�سته الذي التناق�س �سورت هكذا ال�سنوات المتاأججة بالأ�سئلة، وقد كانت الحركات تلك في �سواء و�ساق، قدم على قائمة وال�سيا�سية الفكرية الأح��داث في اأم والمجتمع، ال�سارع في اأم الجامعة،

العربية والعالمية، والواقع اأنني كنت متابعا لها، وقارئا نهما لمختلف اأطروحاتها واأدبياتها، فبقدر ما كنت اأميل كانت لرف�ض ممار�شات �الن�شباط و�لت�شلط، وبقدر ما بع�س الأيديولوجيات قائمة على ال�سمولية، بقدر ما كنت لملء وزادا المعرفة، في ثراء والختالف التنوع اأجد الوطاب، وغنى للفكر، وف�سحة للروح، بحيث كنت اأحب بغاندي معجبا وكنت معا، و�سيغيفارا الغفاري ذر اأبا

وحنيبعل كليهما..

را في الفكر والأيديولوجيا، ول محترفا ظ اأنا ل�ست مناأكبر الإن�ساني التاريخ اأن ال�سيا�سة؛ ولكنني وجدت في عندي ال�سعر فاإن ، ثم ومن النظريات؛ كل من واأ�سمل اأو���س��ع م��ن ال��ع��رو���س وال��ب��ح��ور، واأ���س��م��ل م��ن البالغة

والبيان، وحتى اللغة قد ت�سيق به اأحيانا..

ثمة ق�سائد عندي ما م�سكتها بحرف، ول اأ�سكنتها بع�س الأخيرة ال�سنوات في كتبت اأن عجب فال ورقة، الجذور، اإل��ى الحنين ب�سبب ربما العمودية، الأ�سعار لم ل؟! القديم في خ�سم الجديد، اأو بحثا عن طرافة

وال�سعر عندي ل يحد باأ�سكال ول يعد باأنواع!؟

�سدر لي:

1- االأر�ص عط�سى، 1980م.

2- نوارة الملح، 1984م.

3- امراأة الف�سيف�ساء، 1985م.

4- �سديد الروح، 1989م.

5- جناح خارج ال�سرب، 1991م.

6- نبع واحد ل�سفاف �ستى، 1999م.

7- عمر واحد ال يكفي، 2004م.

طابور ال�شباح المدر�شي..اأوقد في قلبي ال�شعر

■ عارف الربدي�سي - م�سر

الذي الفطري والميل الطبيعي الحق عن وف�سال غر�سه المولى برحمته ونعمته، اأحاطني كبار ال�سعراء ريحانة العذب ب�سل�سبيلهم ورووا بف�سلهم، والنقاد �سبيل على ومنهم اأعمالهم.. ق��راءة عبر موهبتي، المثال ل الح�سر اأ�ساتذتي في �سوهاج )مديرية جرجا »عنخ من ب��دءا كله، ال�سعر راأ���س م�سقط �سابقا(، �سا�سنقي« و»حور محب« )من �سعراء م�سر القديمة(، ح�سن و»م��ح��م��ود عبدالمطلب« »محمد ب��� وم����رورا

اإ�سماعيل«، وغيرهم ممن ي�سيق المجال بذكرهم. عيوني، اأم���ام انبعثت الأن���وار م��ن بهالة ت��اأث��رت ال�ساعر اأعمال قلبي، عبر قراءة وتفجر عطرها في اليمني ال�ساعر المتدفق والنهر دنقل، اأم��ل الكبير عبداهلل البردوني، واأ�سجار الفرات البا�سقة ال�سعراء البياتي«، ال��وه��اب و»ع��ب��د ال�����س��ي��اب«، �ساكر »ب���در و»الجواهري«، و�ساعر ال�سعب »اأبو القا�سم ال�سابي«، و�ساعر الجزيرة العربية الكبير، »محمد ح�سن عواد«. رحلتي، في واجهتني �سعوبات جمة اأن �سك ول بدءا تنتهي، ل وعقبات وجبال ب�سخور اأ�سبه كانت )�سوهاج م�سر �سعيد اأقا�سي في اإقامتي موقع من من الم�سافة بعد منعني حيث جرجا(، مدينة –الح�سور مع ال�سعراء، ون�سر ق�سائدي، اإلى جانب قلة �سيطرت على الو�سط الأدبي، والتي تنتمي اإلى ال�سللية الحديثة الت�سال و�سائل لكن الخا�سة.. والمنفعة

قطعت الطريق على كل ذلك.. كل هذا القهر والخوف لم يعمر طويال؛ فقد ذاب كما الجليد، وتبخر اأمام حرارة م�ساعر الدفء التي قبل من ذكرهم �سبق الذين ال�سعراء من اأحاطتني »الم�سي دي��وان لي �سدر اإذ اأعمالهم. ق��راءة عبر �سل�سة - الم�سرية الكتاب )هيئة عن البكاء« على »الرهبة« ودي��وان ٢00٧م، عام جديدة(، اإ�سراقات وديوان للن�سر، عام ٢00٩م، والإيمان العلم دار عن

»�سجرة الأ�سواق«، عام ١٩٩٦م. ونلت من الجوائز

٢00٢م؛ ع��ام �سوهاج ثقافة ف��رع - الثقافة جائزة اأخبار جريدة وجائزة ٢0١0م؛ عام التكية وجائزة الأدب عام ٢0١١م؛ وجائزة المعهد العربي للدرا�سات في قطر عام ٢0١١م؛ وجائزة دار اأوبرا للن�سر جائزة

الديوان عام ٢0١١م. »يت�ساقط ال��ط��ه��ط��اوي: محمود الأدي����ب ي��ق��ول المطر، كما البردي�سي( )ع��ارف �سعر من الوجع يغلي المذبوحة، ال�ساه من ال�ساخنة كالدماء يتفجر

كالبركان«.ق�سائده »اأحببت ب��در: ع��زة د. الأدي��ب��ة وتقول وخيالي خاطري اإل��ى تعيد لأنها المدورة التفعيلية

ثمرا خ�سبا لق�سيدة تفعيلية لم تزل توؤتي ثمارها«.

اأ�سعلت حما�ستي لل�سعر مدر�سة اللغة العربية كانت البدايات في المرحلة االبتدائية، حين بمدر�سة الجالء ب�سوهاج، اإذ كانت تعدني الإلقاء ق�سائد ال�سعر في طابور ال�سباح.. فتوقد في على تولدت ما و�سرعان �سوقي. اأحمد ال�سعراء، اأمير لق�سائد اإلقائي عبر ال�سعر حب قلبي فكان اهلل.. رحمه والــدي �سجعني ثم ب�سيطة، اأبيات في متمثلة االأولــى ال�سعر نغمات ل�ساني ح�سنه بمثابة الواحة الخ�سبة التي نما فيها �سعري، اإذ كان يفرح وي�سعد بكل ق�سيدة تن�سر لي..

ما دفعني اإلى موا�سلة التغريد..

Page 23: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

43 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ42

تزال تنظر اإلى ال�سعر كقيمة طهرانية ل يمكن تدني�سها، هذه مطبوعة. اأو كتاب خ��الل من بكلماتها العبث اأو من جاءتني ربما وجوهها، اأغلب في المثالية الروؤية ثقل الموروث الديني على كاهلي عبر التاريخ. رغم هذا التوج�س والخوف الذي ي�سبه المر�س الع�سابي عندي، رمح مثل كتاب دفتي بين ال�سعرية المجموعة خرجت اآخيل »اأن يالئم الجراح التي ي�سببها بنف�سه«. لقد وقعت في فخ الإ�سدار، وهو دليل على اأننا دائما نقع في �سبكة الرتهان لل�سكل المادي للحياة، لكني �سرعان ما غيرت زاوية النظر اإلى المجموعة من خالل اإح�سا�سي العميق بمراحل الولدة والنمو لن�سو�سها المتنوعة الح�سا�سية ينتابني �سعور غريب كان واكب ذلك من وما وال�سكل، عندما اأنهي كتابة ق�سيدة واحدة على الأقل. كان اإيقاع هذا ال�سعور متدفقا مثل نهر جارف، بل ومت�سظيا مثل ج�سدي كان الج�سد، اأع�ساء من ع�سو كل في مرايا ممتلئا بالعزلة حينما فتحت �سنبور الإيقاع على اآخره،

اأ�سا�سيتين: ب�سمتين ممهورة الن�سو�س ج��اءت لذلك الأولى اإيقاع المكان، والثانية اإيقاع الج�سد، وما بينهما ظالم في الحياة ي�سطاد ال��ذي الرائي اأن��ا اأ�سبحت

دام�س.

ربما في كال التجربتين ال�سعريتين لم اأتخل�س من القاع، اإل��ى كلماتي ت�سد التي بالألم الإح�سا�س وط��اأة جرح اإل��ى ال�سبب اأحيل كنت اأحيانا باألوانه، وتلونها نرج�سي، ي�ستع�سي على مخيلتي الإم�ساك به، اأو تلم�س واختباأ خلف الجرح، لقد ذهب هذا ذاكرتي، اأثره في براءة الطفولة، ول�ست قادرا على الك�سف والهتك، وكلما تاأتي حيث بالمر�ساد، لي الق�سيدة كانت ح��اول��ت.. كمحاولة للخروج من م�سيدة الأنا القابعة في اأعماقي. التربوي الموروث اإلى ال�سبب اأحيل كنت اأخرى اأحيانا من ج��زء هو الأل��م اأن بامتياز علمني ال��ذي العقائدي لكني نف�سه. التاريخ في المفقود تاريخي ومن هويتي،

ل�شت �شوى نابليرمي �سهامه في الظالم

■ حممد احلرز - ال�سعودية

ال�سعر كان هو خروجي الأكبر من الحياة اإلى الحياة وتوحدا، انخطافا ذلك ي�سمون ال�سوفيون كان ذاتها. في الأ�سياء جوهر هو عندهم بالباطن الفتتان حيث المجهول، على انفتاحا توغلي ك��ان وال�سلوك. اللغة ونعا�س يولد من �سخب، الأر���س، �سخب والأر���س هي الكلمات اأغ��زو اأن ق��ررت بينهما وما نعا�س، من يولد في تغلغال الأكثر ملهمي كي�سوت« »دون وكان بالمخيلة

الدم والحوا�س.

يطارد �سعري، كعمل ي�سبهني« »رجل جاء وهكذا، اللغة، ويعيد و�سلها بالذاكرة وفق الروؤية التي تقول اإن لغوي. كنت لي�س �سوى مجرد كلمات في مختبر ال�سعر مدفوعا بهذا المعنى، حتى كادت حياتي تنفرط من بين اأ�سابع اللغة، ولكن خفة الكائن -كما يعبر كونديرا - في الم�سب، وحولت اإلى المياه اأعادت التي ن�سو�سي هي

بالحياة. اإلى �سرايين تنب�س اأغلب ن�سو�س المجموعة التوغل يتوج�س الأمر نهاية في لي بالن�سبة عمال كان الوجود في الإن�سان لتجربة الملتوية الم�سارات في قناعتي هو ذلك، في مبرري وكان والتاريخ، والحياة اأننا ك�سعراء ينبغي اكت�ساف عوالم الأر�س مثلما علينا ال�سماء، وما بين هذا وذاك ثمة طائر اكت�ساف عوالم كنت بامتياز. ال�ساعر اأ�سميه ما هو الأف��ق، في يعلو اإ�سدار فكرة عبرتني عندما الهواج�س بهذه محمال اأعمق الري�س من )اأخ��ف المعنونة الأخ��رى مجموعتي ل�سخ�س بالن�سبة مرعبة الفكرة كانت الأل���م(، م��ن الأمور مع التعامل اأجيد ل ب�ساطة- -بكل لأني مثلي؛ ثمة بالتاأكيد لكن كتاب، اأي لطباعة والمادية التقنية اأنها الآن لي يبدو اأظن؛ مما اأكثر عمقا اأخرى اأ�سباب ول كانت روؤي��ة وهي لل�سعر، روؤيتي من بالعمق تت�سل

تجيد ابتكار حياتك الخا�سة«. كان محقا فيما اأحد االأ�سدقاء، ذات م�ساء: »اأنت ال قال لي ذهب اإليه؛ لكني لم اأرف�ص الحياة حينما ا�ستوقفني ال�سعر في منت�سف الطريق، وجرني معه الموعودة االأر�ــص وذلــك عندما وطئت قدماي اإال موؤخرا، المعنى اأدرك هذا لم الهاوية. اإلــى يقاوم ما منها �سنعت التي االأحا�سي�ص من اإال الطفولية اأ�سلحتي من مجردا كنت لالأجداد. الكل�ص في االأطراف، اأو ما يقاوم الرغبة في االنعتاق من الحرية. الم�سافة لم تكن مجرد هذيان

خارج التاريخ، لقد جربت ماذا يعني الخروج؟! وعرفت اأن الحياة لي�ست خروجا على ال�سعر.

Page 24: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

45 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ44

لن اأجانب ال�سواب حينما اأقول اإنني كنت واعيا بطريقة الوقت في والمعقد المركب الإح�سا�س لهذا باأخرى اأو

نف�سه.

الذين التاريخ عبر المبدعين تجارب �سريط كان �سبب لهم الألم الكثير من الإخفاقات والهزات النف�سية اأر�س اأقف على الحياة، تعبر في ذهني.. وتجعلني في بزمن وعالقته المبدع زمن ا�ستعادة خالل من �سلبة كتابة رواف��د راف��د من اإل��ى وتحويلهما عندي الإب���داع، جاءت لذلك الخا�س؛ الحياتي بعدها في الق�سيدة الق�سيدة عندي في )اأخف من الري�س اأعمق من الألم(، الم�سبع العاطفي الأل��م لي�س الأل���م.. بمفردة محملة تحول ال��ذي الأل��م لكنه �لمفرط، �لرومان�شي بالح�ض عندي اإلى روؤية تخترق دللة الكلمات كي تف�سي بها اإلى بع�س في المفردة واأ�سبحت حولي، من الأ�سياء دللة

دللتها، تحيل اإلى موقف من الحياة والعالم والوجود.

الحتفاء من بنوع تكون ما اأ�سبه �سهادتي تبدو قد اأن��ه الع��ت��ق��اد اإل��ى يذهب م��ن لكن ال�سعري، بالعمل يكتب.. م��ا وبين بينه م�سافة يترك اأن با�ستطاعته التفاهة ف��راغ خ��ال من اإن��ه مجرد لأق��ل اأو �ساذج، فهو

والبتذال.

الإدراك الأولي بالن�سبة لي هو اأننا جميعا متورطون في اإنتاج الكلمات، ومن ثم الحتفاء بها ح�سبما يتطلبه والحياة وال��ت��اري��خ الثقافة تفر�سه وح�سبما ال��وع��ي، ق�سيدتي اأخذت وعندما بعد، فيما نف�سه. المرء على الرتباك من ب�سيء �سعرت الديوان، �سياق في موقعا والتوج�س، ثمة قارئ يطاردني عند كل جملة وداخل كل كلمة، القارئ الذي انتظرته طويال ظل قابعا في داخلي ق�سيدة كل �سراييني- -داخ��ل تطارد ح��ادة اآل��ة مثل ا�ستباحت دمي على يد الآخرين. لقد بدا لي بعد ذلك

كانت التي الق�سيدة تلك من تدريجيا تخففت اأنني ت�سع في طريقي األغاما وتغطيها بالورود، لم اأعد ذلك �سلتي قطعت لقد الكلمات، �سجيج اإلى ي�سغي الذي ال�سعراء اأغلب وتركت الب�سر، مع الأول���ى بالخطيئة كان حيث وال��ن��ار، النور منبع على يدلوني والحكماء

اأولهم »زراد�ست« واآخرهم »اأبو نوا�س«.

دفة في في عالمي ال�سعري بريق خافت، ي�سبه ال�سالمقاومة، عناء دون كثيرا اإليه ي�سدني البحر، اأعماق في ب�سيرته على اأراه����ن كنت ك��م ال���س��ت�����س��الم، اأو التعرف على الحياة والنا�س من حولي، األي�س الوثوق في

الق�سائد هو خديعتنا الكبرى في الحياة؟!

الق�سيدة، عتبة على اأزل لم واأن��ا يقيني غ��ادرت ، ثم لذلك لم يبق لي �سوى ال�سك الذي حملته على كتفيدخلت به الق�سيدة، وقلت لها �سميه: »اأخف من الري�س

اأعمق من الألم«.

�سهادة �سعريةفي معنى اأن يكون الفرد �شاعرا

■ حممد جميل اأحمد - ال�شودان

ق�سائد اي��ق��اع على ال��ذاك��رة انفتاح وك��ان المختلفة مراحلها ف��ي الدرا�سية ال��م��ق��ررات ال��ذي التطريب يحفز بالأنا�سيد، م�سحوبة اليقاع اأن اأعتقد القوافي. تلك من لدي يتولد المو�سيقية هي الأول؛ فطاقته ال�سعر اإغواء هو طفولة في بهرني ال��ذي لل�سماع المادي الأث��ر بالمعنى الإم�ساك على ق��ادرة تكن لم مبكرة،

في الن�س ال�سعري. ال�سياب، �ساكر بدر ديوان على فجاأة وقعت في مكتبة ابن عمي )محمود فكاك(. ومنذ ذلك وقابلة ممكنة حداثة لل�سعر اأن عرفت الحين، المعيارية النمذجة تلك عن بمعزل للتذوق، لل�ساعر بالن�سبة ال�سعر ال��ت��راث. في المهيبة جزء من انبثاق اإح�سا�سه الطبيعي بالحياة؛ هو الرمزي النظام انتهاك من لمتناهية �سياغة

ال�سعر م��ع ال�ساعر ج��دل ال��م��ج��از؛ عبر للغة والعالم وال����ذات اللغة م��ع م��ت��ج��ددة م��غ��ام��رة لتبداأ اإل تنتهي ل مغامرة والأ�سياء؛ والكلمات

مرة اأخرى عبر الحوا�س. ل الآن، وحتى ال�سعر، كتابة ب��داأت اأن منذ اأدرك كنهه؟ وربما اأدري كيف ينبثق ال�سعر ول ي�سغي اأن ن�سه يكتب حين ال�ساعر على كان لأ�سوات الإلهام التي ترن في الباطن. للق�سيدة منابع كثيرة، �سواء اأكانت �سعرا مقفى اأم نثريا الذي لل�سعر خارجية اأ�سكال تلك تفعيلة؟! اأم يت�سكل في الداخل من م�سادر غام�سة للذاكرة

والتجربة، والطبيعة والحياة. ب�سبب ال�ساعر يم�سك اأن ال�سعب وم��ن وا�سح لق�سيدته؛ فتلك مهمة الناقد في فح�س واللغوية، المعرفية اأدوات���ه خ��الل م��ن الن�س

كتابة ال�سعر بالن�سبة لل�ساعر جزء من كتابة الحياة. حين يجد المرء نف�سه �ساعرا الأ�سباب اأو حياته الخا�سة والعامة اأن يف�سر الكثير من وقائع طفولته مثال، كثيرة ومعقدة، ال يمكن طويلة في ال�سباب والكهولة. ال�ساعر بطبيعته كائن ي�سعى اأ�شواط اإال بعد في تلك الطفولة، با�ستمرار اإلى توحيد الذات والمو�سوع في خط واحد.. وهذه مهمة �ساقة، لكن �سغط المخيلة على روؤى ال�ساعر هو ما ينزاح به حيال تلك القناعة. حين بداأت كتابة ال�سعر كان االأمر اأقرب اإلى تجربة في تحدي االإيقاع التقليدي وكتابة ن�سو�ص على منواله. كان التراث حا�سرا بقوة من

تاأثير قراءات مبكرة لدواوين �سعراء الجاهلية عنترة، امروؤ القي�ص، لبيد.. وغيرهم.

Page 25: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

47 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ46

بداأت الكتابة ال�سعرية منذ بداية الت�سعينيات، وكانت تجربتي با�ستمرار تجعلني في كل مرحلة وربما ال�سابقة، كتاباتي مع قطيعة عن اأبحث لهذا ال�سبب، اأ�سبح لدي مجموعة �سعرية واحدة الحوا�س( )ب��ري��د مجموعة وه��ي الآن. حتى روؤي��ت��ي خ��الل م��ن �سعريا عنها ر�سيت ال��ت��ي اأن لمعنى ال�سعر حاليا، واإل فاإنه كان بالإمكان منت�سف منذ �سعرية من مجموعة اأكثر اأ�سدر

الت�سعينيات. وبهذا الحياة، تح�سر ال�سعر يح�سر حين الذاتي تخترق ال�سعرية التجربة فاإن المعنى؛ والمو�سوعي بمعدل واحد من الت�سريح؛ لهذا، و�سوحها بعك�س المعاني ال�سعر يقول ما غالبا خاللها من وي�سمر والعالم، اللغة قامو�س في قامو�س عن بها تنفك للكلمات �سخ�سية روؤي��ة

اللغة والعالم والأ�سياء. ال�سعرية طابعها من �سخ�سية الكتابة تاأخذ هذا لكن وتجاربه. ونزعاته وميوله ال�ساعر الميل ل يعني بال�سرورة حالة واحدة ممتدة من التعبير. ففي كل تجربة جديدة في الحياة يكون ال�سعر كتابة في الأ�سلوبية جديد. تعبير هناك والمعجم التعبير م��راح��ل م��ن طابعها ت��اأخ��ذ في تدرجه التي والفرادة لل�ساعر، ال�سخ�سي الفرادة كانت ربما اأن��ه اأعتقد متميز. مكان التميز عالمات اأهم من ال�سعري ال�سوت في الطابع عن النظر ب�سرف لل�ساعر، بالن�سبة النا�س كل التجني�س. لناحية �سعره يلون الذي يختلف عنه التعبير لكن ال��ح��زن، ع��ن تكتب ذل��ك.. مع لكن ال�سعرية. التجارب باختالف اخ��ت��ي��ارات المختلفة ال��م��راح��ل تفر�س رب��م��ا جديدة على الكتابة ال�سعرية، وتختبر اقتراحات

مختلفة للتعبير. ال�سعر عملية ل نهائية؛ فهو ل يمكن اأن تحده

الواحدة؛ التيمة ذي المو�سوع في حتى حدود لأنه في كل كتابة �سعرية.. يخلق ال�ساعر عالما جديدا تتمو�سع فيه الكلمات والأ�سياء بعيدا عن حيثياتها في نظام اللغة والعالم. وهذه الخا�سية التي تمنح ال�سعر اآفاقا خارقة للغة والزمن. ومن ال�سعب تحديد خط بياني لل�سعر؛ فال�سعر �سد كل �لخطوط �لمر�شومة �شلفا. لكل كتابة �شعرية كان ول��و الأخ���رى الكتابة ع��ن مختلفة ب�سمة المو�سوع واحدا؛ فالتجارب ال�سعرية ل تتنا�سخ

اأبدا. يمتلكها التي الوحيدة المرحلة الطفولة هي الأ�سول اأه��م اأح��د با�ستمرار وتظل ال�ساعر، ال�ساحرة في مرجعية ال�ساعر وهويته الإبداعية. اأما الغربة فهي �سرب من القتالع، وحين ي�سبح ال�ساعر مغتربا عن وطنه تنه�س الذاكرة لتر�سم له وطنا موازيا. وفي الغالب، يكون هذا الوطن كان ما ه��ذا ولعله الواقع في ال��ذي من اأجمل �سالح( )الطيب الكبير الروائي اأديبنا يخ�ساه

حين فكر اأن يزور وطنه بعد �سنوات طويلة. الكثير فيه تبدلت زمن في نعي�س ك�سعراء، من �سور الحياة، اإزاء الكثير من القيم. لم تعد الغربة مكتملة الأركان كما في الما�سي. فو�سائل حين ال��ف��راق. ق�سوة ح���دة ك�سرت الت�����س��ال تقترب الغربة من معنى الهجرة يمكنك اأن تجد معك. الكثيرين وجود ب�سبب للوطن ما �سورة لكن لل�ساعر غربته اأي�سا؛ ثمة غربة في ال�ساعر اأ�سياء هناك اأن حتى اأهله، بين غريبا تجعله يغيب وحين بالت�ساوؤم. تفي�س الواقع في كثيرة بال�سرورة ذل��ك يكون ل ال�ساعر، عن الفرح يكون ذلك قد بل تكوينه، في عالمة على طبع تقتل عالمات من الواقع به يفي�س ما ب�سبب الفرح في نف�سه.. كثير من عالمات هذا العالم نفو�سنا. في الفرح تقتل تكاد فيه نعي�س الذي مهنتي( لي�س )�لفرح �لماغوط قال مرة ذ�ت

يكون ما فغالبا ال�ساعر.. اأما الجمالي التعبير عن م�سوؤول �سياغة ع��ن اأو لق�سيدته، ال��خ��ا���س ف��ي معجم خ��ط��اب��ه اللغة. وقد يكون ال�ساعر تحت بال�سغط اأو حالة تقوم اإلحاح عليه، وقد يكتب الق�سيدة في تكون واأحيانا �ساعة، ن�سف اأي��ام��ا؛ وت��اأخ��ذ التراكم، عبر اإذ، اأحيانا؛ �سهرا تاأخذ وقد التعبيرية ال��ح��الت تختلف التجربة باختالف ال�سعر عن

وباختالف اإح�سا�س ال�ساعر. منحى بو�شفه �ل�شعر �شاأن في و�النــخــر�ط عنها ينبثق لم�سادر تعدد على ينطوي اأدبيا لل�ساعر، ال�سخ�سي التاريخ في غالبا الحزن للحياة، العامة والنظرة الفطرية، والميول ربما لكن متعددة. م�سادر من ذلك اإل��ى وما كان التحدي هو في: جعل ذلك الحزن اإن�سانيا وعابرا اإلى الآخرين، بو�سفه تجربة جمالية عبر المحك. هو فذلك ال�سعري.. الإب��داع خا�سية فما يجعل العواطف الإن�سانية الخا�سة لل�ساعر

جميلة لدى الآخرين هو الإبداع. تفر�سها خ��ي��ارات كلها وال�����س��اع��ر ال�سعر الموهبة والتجربة. ثمة ا�ستعدادت وميول تجعل ت�سكيليا. اأو ناقدا، اأو �ساعرا، ما �سخ�س من من مفاعيله تنبثق ل جمالي كتعبير فال�سعر التجارب. بتعدد تتعدد بل واح���دة، ح�سا�سية الحياة اإيقاع با�ستمرار يالحق ال�سعر اأن ذلك يكون م��ن ه��و وال�ساعر وت��دف��ق��ه��ا. الإن�سانية الجمال معنى يقب�س اأن على للحظات ق��ادرا ذلك من ويجعل لوعيه، في للكلمات الخا�س فيها ي�ساركه تجربة يكون لأن قابال المعنى الآخرون. �سحيح في �سعري نزعة ميتافيزيقية

وطابع تجريدي. وتلك �سمات م�سادر تحديدها في تلعب غام�سة جدا، وتاأتي حيثياتها ع���ب���ر م���راك���م���ة وا���س��ت��ب��اك ب��ي��ن ال��ع��دي��د م��ن ال��ت��ج��ارب والمواقف والمنا�سبات. حين ي�ستح�سر ال�����س��اع��ر ي��ك��ت��ب الالوعي، وهذه منطقة يكمن عنا�سر م���ن ال��ك��ث��ي��ر ف��ي��ه��ا تاأتي اإذ الغام�سة.. الحياة النفعالت وتتدفق المعاني، ب�سورة ع�سوائية في البداية، تنظيمها يعيد ال�ساعر ولكن عبر الحذف والتنقيح اإلى اأن ت�ستوي الق�سيدة. مالمح الن�س تاأخذ تكوينها ب�سورة عفوية، لكن التجربة، بحرارة ماأخوذا ال�ساعر ينتجها واإحالتها ما، ق�سيدة في المالمح تلك خروج اإل����ى م��ع��ان م��ت��ع��ددة، ���س��م��ن ق�����راءات العقل الناقد �ساأن العمليات هي من تلك الواعي؛ كل اأدوات المعرفة اللغوية والفنية في الذي يختبر والغو�س في م�ستويات ال�سعرية، التجربة ر�سد

القراءة والتاأويل. الموهبة هي البداية؛ بل هي الأ�سا�س.. فاإذا غابت الموهبة عن ال�سعر كف عن كونه اإبداعا، الموهبة في التمر�س لكن �سناعة. اإلى وتحول الكتابة اخ��ت��ي��ار ع��ل��ى ال��ق��درة ال�����س��اع��ر يمنح تز�وج و�إبد�عي، ومن تعبيري �ل�شعرية كن�شاط في ال�سعرية الكتابة تاأتي بالحتراف الموهبة بع�س الأحيان لتعبر عن الإثنين معا. لكن ال�سعر في تاأويله الإبداعي العميق هو بال�سرورة كتابة اختراق فال�سعر بكثير. المهنة معنى تتجاوز للغة والواقع والزمن، من خالل تجربة اإن�سانية ممتازة، تملك با�ستمرار قابلية متجددة للتاأثير

على مر الأزمنة.

Page 26: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

49 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ48

واقعي، غير كائن ال�سور من ب�سورة ال�ساعر وينحاز اإلى خياله با�ستمرار اإزاء كل القيم التي يوؤمن بها؛ ولهذا، فاإن ن�سبة الخيال الكثيف في تعبيره تخلق له اأ�سبابا لتجاوز الواقع. في الغربة ل تملك بديال للوطن، ول تعي�س اإح�سا�سه. وحين تفتقد وطنك، عن بعيدا للعي�س م�سطرا تكون الكثير.. وتظل با�ستمرار عاجزا عن التماهي مع

ذلك المكان، بعيدا عن ال�سماء الأولى. الوطن يظل با�ستمرار قيمة متعالية ومجردة. لكنه حين يكون مري�سا ل يترك انطباعا موحدا ال�ساعر عالقة المواطن. وعي في ومن�سبطا بوطنه في التجربة ال�سعرية لي�ست فقط اإح�سا�سه يو�سف، �سعدي تعبير بح�سب الأول��ى بال�سماء �سماء ال�سعرية؛ م��راآت��ه ف��ي ينعك�س ق��د لكنه المواطنة لفكرة يمكن هنا، ومن مثال؟ طاردة بوطنه ال��ف��رد عالقة م��ن تجعل اأن الحقيقية عالقة حميمة ودافئة وبعيدة عن التجريد. لي�س �ساكلة على الوطن �سورة تكون اأن بال�سرورة ت�سكنه ثمة وطن المواطنين. نفو�س في واحدة ووطن ي�سكنك. ولهذا عندما غاب الطيب �سالح اثني ع�سر عاما، �سكك ال�سودان لأكثر من عن بع�س النا�س في عالقته بالوطن، فكان يجيبهم نف�سه، في للوطن جميلة ب�سورة يحتفظ باأنه مرة ال�سورة هذه فيفقد اإليه يعود اأن ويخ�سى في لأننا تعويذة، الوطن يظل لكن الأب��د. واإلى كاأمي.. وطني اأوطاننا. نختار ل الأح���وال كل ولهذا، حظوظ، الأوط���ان اختياره. يمكنني ل ال�ساعر. تعبير على باإ�سكالته الوطن ينعك�س فتنق�سم الوطن.. ينق�سم الراهنة المرحلة في معه اأحا�سي�س ظلت موحدة منذ الولدة. �سعب اأن ين�سى الإن�سان جزءا من وطنه بقرار �سيا�سي ت�سنعها قاهرة عملية اإنها وعيه؛ بكامل وهو كان وربما العواطف. ثمنها وتدفع ال�سيا�سة غيره، من الوطن بفقد اإح�سا�سا اأكثر ال�ساعر

يقول )لن النازية: اأيام )بريخت( قال ولهذا، النا�س كانت الأزمنة رديئة.. بل �سيقولون لماذا

�سمت ال�سعراء؟(.

في النف�س ���س��ورة ه��ي ال��وط��ن ع��ن الكتابة مخيال لذلك الوطن. وحين تنطبع �سور الوطن ودف��ئ��ا، حميمية اأك��ث��ر ت��ك��ون ال��ب��ع��د، على م��ن �سور لإنتاج قابلة ال�ساعر مخيلة تظل ولهذا اإنها الوطن. الحياة في لمتناهية من مفردات اأن يمكن كما المخيلة، تلك من تخرج ل �سور كثيفة بطاقة تخرج بل الواقع، في هناك تكون في ومغرقة وملونة م�سعة تجعلها الحنين من حافلة حياة في الإب��داع تدمج التي التفا�سيل بالمعنى. حين يكون الوطن غربة ت�سبح الذات م�سردة، وحين يكون ماأوى يمنحها معنى وقيمة، اأما حين يكون حلما ت�سبح الحياة فيه �سربا من

الفنتازيا.

في لوطنه م��وازي��ا وط��ن��ا يملك �ساعر ك��ل ال�سعرية، ال��ت��ج��رب��ة يفجر الحنين ال��غ��رب��ة. عن التعبير ممكنات م��ن ب��ط��اق��ة وي�سحنها حالة في ال�ساعر من يجعل باأ�سلوب ال��وط��ن، يعبر حاله ل�سان وك��اأن الم�ستمرة، الكتابة من )ناظم العظيم التركي ال�ساعر كلمات ع��ن بعد، نع�سها لم التي الأيام )اأجمل حكمت(... اإنها بعد...(، نكتبها لم التي الأ�سعار واأجمل حالة من تجديد الولء الوطني في غياب الوطن

عن العين وح�سوره في القلب.

ن�سرته ما اأول اأن المفارقة من ك��ان ربما الن�س كان �سعريا. ن�سا ولي�س روائي ن�س هو الروائي بعنوان )بر العجم( وحاز على الجائزة ل��الإب��داع �سالح الطيب لم�سابقة التقديرية

الروائي في دورتها الثالثة ٢00٥م.

ال�شعر قدر فاتنوالنظم العمودي اختيار ل �شعوري

■ مالك اخلالدي - ال�سعودية

بع�س من خاطري في يجول ما اأدون كنت الحروف اأرتبه من كنت وما النثرية، الخواطر التي كنت اأظنها �سعرا، كبرت وكبر وهج الحرف المتو�سطة المرحلة وف��ي دم��ي، في ال�ساعري بداأت بقراءة دواوين جهابذة ال�سعراء القدامى والفرزدق، والمتنبي، الحمداني، فرا�س كاأبي الكال�سيكية العمودية الق�سيدة فا�ستهوتني اأول نظمت حتى موانئها ف��ي ف��اأب��ح��رت ج���دا؛

في واأن����ا ال����وزن �سحيحة ع��م��ودي��ة ق�����س��ي��دة

الخام�سة ع�سرة.

اختيار العمودي والنظم فاتن، قدر ال�سعر

والأ�سوات المتوافرة الكتب لطبيعة �سعوري ل

مالأ الذي كالع�سماوي اآنذاك، العالية ال�سعرية

الح�س ياألفه ب�سوت الناب�س، بوتره الأف��ئ��دة

العام، حتى اأنني اأذكر دواوينه واأ�سرطة اأم�سياته

اأمــرا واأخو�سها خ�ستها التي الق�سيرة الزمنية ال�سعرية الم�ساحة عن الكتابة تبدو قد مت�سرعا، اإال اأنها ذات دالالت واإحاالت كبيرة، ور�سد للراهن الثقافي واالجتماعي الذي عاي�سته.

بداأت حكايتي مع نكهة الق�سيدة مذ تذوقتها في طفولتي.. وكنت ال اأزال في العام العا�سر، كان ذلك هو االنجذاب االأول لتلك المو�سيقى، التي انثالت من الق�سائد الب�سيطة التي اكتنز بها كتاب »القراءة والمحفوظات«، بداأت اأبحث عن مزيد من ذلك النب�ص االأبجدي في كتب اإخوتي االأكبر مني �سنا، والكتب والمجالت التي تحيط بي اآنذاك.. كنت اأ�سعى الأن اأقيم م�سابقات �سعرية بين اأ�سقائي -ذكورا واإناثا- اإال اأن ا�ست�سعابهم لل�سعر الف�سيح يحول دون نجاح الم�سابقة التي

تنتهي قبل اأن تبداأ ب�سكل فعلي.

Page 27: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

51 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ50

ومع والرمز، المواربة من كثيرا تتطلب �سعرا،

من كثير م��ن ال�سغير طريقي يخل ل��م ذاك

العقبات والأ�سواك التي لم تدمني، واإنما زادتني

ق�سيدي مالأ و�سجنا الم�سير، لإكمال اإ�سرارا

نفحات من �سادق الأفكار وال�سعور.

عقلي ب��دا درا�ستي، ل�ستكمال �سفري وم��ع

م�سغول بميادين ومجالت ت�ستلبني فال اأجدني،

واتجهت وال��ث��ق��اف��ة، الفكر كتب ف��ي فم�سيت

للكتابة المقالية حتى اأنني كنت اأعبر عن نف�سي

في بع�س الأحايين ب� »�ساعرة �سابقة«!

ق�سيدة على �سباح ذات ا�ستفقت اأنني اإل

تنثال من غيمات روحي فاأيقنت اأنني اأعجز عن

الق�سيدة، ب�سوء المعجونة ذاتي من ا�ستالبي

فال�سعر قدر وال�سعور نب�س وب�سر.

الأول مقاطع و�ساأزجي نب�سين �سعريين لي،

من ق�سيدة حرة بعنوان )ل مكان للغرباء(:

)1(

اأنت غريب يا )اآرثر(

ال مكان لك في مدينة النخا�سة هذه

كل ما فيها لي�ص لورودك البي�ساء

اذهب اإلى حيث ال دموع

حيث ال بقع نتنة توؤذيك

ففي هذا المكان تحت�سر الع�سافير

ويموت اللوت�ص!

)2(

ال�سباح هنا مختلف

اأ�ستيقظ كنور�ص وحيد على �ساطئ ماأهول

بال�سجيج

اأبحث عن مخباأ بال ملوحة

فال اأجد..

اأ�ستجدي عطف المكان

فيغتالني الم�ستحيل!

)3(

نعي�ص بال اأمل

بال اأمان

بال ق�سيدة

قـدرنا اأن نعي�ص على كفاف الخوف والحزن

والحروف البائ�سة!

ملعون هذا االأ�سى في مدينة القلق هذه..

حيث تقف الع�سافير بال اأجنحة!

واأختم بهذا النب�س الثاني:

هـــذا �ــســبــاحــك يــا »ريـــا�ـــص« محمل

تــ�ــســاأل وروح والــــذكــــرى بــالــ�ــســمــت

اأتــى وقــد الــفــوؤاد ال�سبح اأن�سف مــا

وغــيــمــك يبخل بــالــوجــد مــ�ــســيــافــا

للجوف في جوفي مراقد من هوى

يــقــبــل ثــــراهــــا اأرى بــــعــــدت مــهــمــا

بعد ومعلماتي زميالتي من علي انهالت التي ق�سيدتي الأولى.

اآفاق بالقراءة، بداأت بالطالع على ولنهمي الأثر للعلوم الجوف دار لمكتبة وك��ان اأخ��رى، الوا�سع، الأدب عالم في اندياحي في البالغ الأولى والوحيدة المكتبة الن�سائي كان فق�سمها للمرة وه��ن��اك ال��ج��وف، منطقة ف��ي للن�ساء ونازك دروي�س، دواوي��ن محمود اأ�سافح الأول��ى المالئكة، وال�سياب، وال�سابي، والثبيتي، ومحمد ناب�س ح��رف مع الأول��ى اللقاءات اإنها العلي، بلحن جديد ير�سم اآفاقا بال حدود، ويزجي اإلى

اإبداع بال قيود.

ما ال�ساحرة، ال�ساعرة الأ�سوات تواتر ومع يزال ارتباطي بال�سوت الكال�سيكي في ذاكرتي ياأ�سرني، اإل اأن اآفاق الق�سيدة الحرة ت�سلبني من ذاتي، وتطير بي اإلى فكرة اأ�سد ات�ساعا وتحليقا؛ النظم يجمع كال�سيكية ف�ساء لذا، م�سيت في وتجدد الفكر الذي تجلى في ق�سائد الجواهري نب�س بين مازجوا ممن وغيرهم، والبردوني انتهاج اأحاول فكنت الحداثة؛ وانعتاق الأ�سالة اأنني اأجنح حينا فاأتاأرجح بين اإل هذا المزيج، النظم الرتيب والنثر الغريب، وفي اأحيان جميلة كنت اأبتدع ق�سائد اأر�سى عنها فاأر�سلها للنور.

ك��ان��ت زي��ارات��ي الأول����ى ل��ل��ن��ادي الأدب����ي في الجوف، لح�سور بع�س الندوات اأوقاتا من بهجة مع الفكرة والكلمة، فبداأ م�سوار النور لق�سائدي ث��م مجلة »���س��ي�����س��را«، وم��ن ال��ن��ادي م��ع مجلة عبدالرحمن موؤ�س�سة عن ال�سادرة »الجوبة«

والمثلى الأول����ى المحطة ك��ان��ت��ا ال�����س��دي��ري، و�ستبقيان هكذا اأبدا.

الدولي الكتاب ومعر�س الأول الن�سر ك��ان الن�سر من لمزيد جيدة م�ساحات والموؤتمرات الإب���داع اآف���اق ويفتح التجربة، ي�سقل ال���ذي وه��ن��اك.. هنا اأن�سر فكنت الق�سيدة، اأم���ام في لن�سرها ق�سائدي، بع�س جمع قررت حتى ديوان قام نادي الجوف الأدبي بطباعته ون�سره بي�ساء(، )غواية ا�سم حمل وقد ٢0١0م، عام ولب���د م��ن الع��ت��راف عبر ه��ذه الأ���س��ط��ر ب��اأن والتي نف�سي اإل��ى الأثيرة ق�سائدي من الكثير غوايتي، في بن�سرها اأب��ادر لم ب�سدق، تمثلني معه، ويت�سالح مجتمعي يمثل ما ن�سرت فلقد ر�سمها ع��ن با�سمها تف�سح كاأنثى فتجربتي

Page 28: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

53 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ52

ق�شيدة في برنامج اإذاعي.. منحتني تاأ�شيرة مرور في �شارع

ال�شعر ال�شاحر

■ جناة الزباير-املغرب

كتبتها بها اأع��ت��رف ق�سيدة اأول ك��ان��ت كما و�ساركت بها في برنامج اإذاعي، لقيت �سدى كبيرا الق�سية عن اآن��ذاك، البرنامج، مقدم بها واأ�ساد اأخ�سر، ���س��وءا بحق ك��ان��ت ول��ق��د الفل�سطينية،

منحني تاأ�سيرة المرور في �سارع ال�سعر ال�ساحر.

اأ�شباب ميولي اإلى كتابة هذا الجن�ص الأدبي

العلم، ه��ال��ة ب��رون��ق��ه تحيط بيت ف��ي ول���دت من مرحلة في يديه على تتلمذت ال��ذي فوالدي مراحل الطفولة، عالم محب لل�سعر، كان دوما يقراأ بطابع روحي ب�سمت �سعرية اأبياتا م�سامعنا على يدثرني، باختالف اأعماقي في ف�سعرت الجمال؛ لأ�سكن في ج�سد الق�سيدة باحثة عن بيتها الأزلي

تواأمي تبقى من عمري. فال�سعر هو لأقيم فيه ما كانت اإذ الوجود؛ عطر اأتنف�س به الذي ال�سيامي روحي اندثار في �سببا والحالمة الهادئة طبيعتي هم�سي، حدائق في وروده وزرع معالمه، و�سط كلما خلوت في محراب التاأمل و�سط عقول اأعطتنا

الكثير من خالل خزانة بيتنا الكبيرة.

نغماتها تكتب الأول����ى ق�سائدي ك��ان��ت كما كلما نتمزق كنا اإذ العربية، المعاناة محبرة من فوق يتنقل دم��وي بملف الإع��الم و�سائل طالعتنا

خارطة الوطن العربي.

�شعراء تاأثرت بهم

من منا لم يقف على اأعتاب كتابات المنفلوطي

القب�ص بذلك الــروح فتتدفاأ ا�ستعاالتها، نار التذكر من تحتطب حين البدايات، اأعمق ما الجميل الغائر بين ثنايا الروح.

عثرت ذات حلم جميل اأمام باب الق�سيدة، عندما كنت ما اأزال �سبية تلعب الريح ب�سفائري اأكتب �سعرا، وال كوني اأن اأكن اأعرف معنى المتناثرة في �سماء ال�سفوف الدرا�سية االأولــى، لم �ساأ�سير في هذا الدرب المحفوف بالماء والجمر، كان اأحد التالميذ قد كتب ق�سيدة عن �سيدة كانت �سديقتي، فن�سرت بع�ص القلق في االأرجاءـ هذا الطالب الذي اأ�سبح �ساعرا ومترجما كبيرا

االآن، فلما �سكت لي ما جاء بين الحروف، كتبت ما ي�سمى �سعرا، فدق جر�ص ميالدي الجديد.

الحرف؟ ت��راب في يحبو وه��و ت��اأ���س��ره كتابات ل��م م��ن��ا وم���ن وغ���ادة ج��ب��ران خليل ج��ب��ران

ال�سمان؟

ك���ان���ت خ���ط���وات���ي الأول�����ى وكان الكبار، ه��وؤلء نعل تلب�س ق�سائد بين يقذفني ال�سعر اأب����ي ال��ق��ا���س��م ال�����س��اب��ي ال��ذي بن وجميل نب�سي، مع تجان�س حيث الملوح، بن وقي�س معمر حبهم �سجادة ف��وق اأكبو كنت يعزف �سعري فكان ال�سائع؛

على وتر ال�سجن.

الجامعية درا���س��ت��ن��ا ول��ع��ل ق���د اأث���ث���ت م���ن خ����الل ك���ل ما قديم عربي �سعر من در�سناه ذاكرتنا الحديث الع�سر حتى ال���وج���دان���ي���ة، وك���ان���ت زي����ارة في لجامعتنا دروي�����س محمود اأرك�س الت�سعينيات قد جعلتني دون توقف في �ساحات دواوينه

حتى وفاته.

ال�����س��ع��راء م��ن ال��ع��دي��د اإن ���س��واء ك��ان��وا ع��رب��ا اأم اأج��ان��ب المتعددة لوحاتي �سكلوا ق��د التي العقود ه��ذه عبر الأل���وان اأب��رزه��م: ول��ع��ل فيها، م�سيت Charles Baudelaire، André

Breton، Stéphane Mallarmé،

Jacques Prévert، واآخرون. من

اأحمد ذك��ر عن اأغفل اأن دون اأدوني�س، طوقان، فدوى مطر،

القا�سم، �سميح قباني، ن��زار �لماغوط... �إلخ.

�سعر م��ن ال�سهرة غ��زل��ت ���س��ب��اب��ي و���س��اح��ه��ا، ف��ق��د ك��ان نغمات على يتراق�س �سوتي اأنى اأ�ساأل كنت حيث مختلفة،

ذهبت هل اأنا عربية؟!!

الأ�سباب بين من هذا كان ال���ت���ي ج��ع��ل��ت��ن��ي اأت����ق����دم ف��ي م�سواري، واأ�سعر بال�سموخ كلما حيث الإل���ق���اء، من�سة ع��ل��وت في الرهيب الخ�سوع هذا اأجد بال�سفر الأ�سبه الح�سور عيون حيث اأر�سية، غير عوالم في تعزف كلماتي على وتر الإ�سغاء ال��ج��م��ي��ل، وه���ذا ل��ع��م��ري لأم��ر بهذه ال�ساعر ي�سعر من خالله التي الروحية ال�سرية العالقة وقد الآخ���ر. وبين بينه تربط

ترجمت هذا في قولي:وتها العا�سق في �س

اأ�سعار عذابيدة ر الق�س ترق�ص خ�سكان العالم حولها يولد

ــر مــن فــيــ�ــســقــط خــــرز اأخــ�ــس�سفاه الوالهين.

ف�سكرت من مدام الثقة في كل ما ينبج�س من بين اأناملي.

في و���س��ارك��ت نظمت ك��م��ا ال�سعرية اللقاءات من العديد اأك�سب ما والوطنية، الدولية ما، ن��وع م��ن ن�سجا تجربتي

Page 29: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

55 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ54

ال�شعر ورطة وجودية.. دخلني وا�شتفحل في

جوانياتي وحياتي

■ نواره حلر�ص - اجلزائر

كان الأول، ال�سعري ديواني الوجع( )نوافذ ال�سعر غابة في البكر و�سجري الأول���ى نافذتي تجربة ك��ان باخت�سار ه��و ال��م��دى، الالمنتهية اجتهادات من فيها ما بكل تجربة وكفى، اأول��ى وايجابيات و�سلبيات، فالتجربة الأولى تبقى فاتحة محا�سن من تحمله ما كل رغم الكتابة لم�سيرة وم�ساوئ على حد �سواء، وقد تغلب الم�ساوئ، لكنها درب على اأول��ى خطوة يعني اأول��ى؛ تجربة تبقى

مديد من الكتابة والحلم والكد ال�سعري اللذيذ.

محجوزة »اأوق���ات الثاني دي��وان��ي ج��اء بعدها وبع�س هواج�سي يحمل الآخ���ر ه��و وك��ان للبرد« نقماتي، كان تجربة اأخرى ارتكزت على الن�سو�س من انبثقت تجربة اأحيانا، والوام�سة الق�سيرة ناقمة تفا�سيل كثيرة لآلم وحالت كثيرة. تجربة اأو ب�سكل ناقمة هي تجربة كل اأن الأكيد، اأي�سا. اأو ظروف ما، الكتابة لي�ست اأو�ساع ما باآخر على و�سيلة للتماهي اأو الذوبان في الأو�ساع والظروف. لو كانت كذلك، لكان ربما كل اأدب الدنيا ل يخرج لبع�س والر�سوخ والت�ساوق التماهي نطاق عن

كانت البداية من دون تخطيط، وبال وعي م�سبق بال�سعر، اأو الكتابة كفعل، حتى دخلت مملكة ال�سعر، ككل االأطفال الم�ساغبين الخجولين، الذين يدخلون عالم الده�سة اأول مرة بكثير من اأكبر ورطــة وجودية على حد قول محمود اأنــي دخلت اأدري وقتها اأكــن العبث والالمنطق. لم دروي�ص: »ال�سعر ورطة وجودية«. كنت اأعتقد اأنها لعبة مفرداتية ولفظية اآنية، �سرعان ما اأملها واأتركها. لكني تورطت فيها عميقا. لم اأدخل المملكة عن ق�سد اأو عن تخطيط. فجاأة طرقني ورطني حياتي. وفــي جوانياتي فــي والمكوث البقاء فــي وا�ستفحل فدخلني بــاإلــحــاح، ال�سعر فتورطت، داعبني فا�ست�سلمت، غازلني فا�ستكنت. حين طرقني ال�سعر باكرا.. �سعرت اأن الحياة هي التي طرقتني، الحياة االأولى التي كانت كريمة معي اإلى درجة االإ�ساءة. طرقتني فجاأة من خالل ال�سعر.. فكان ال�سعر اأكرم منها معي، واحتواني وذهب بي �سوب ال�سم�ص التي بخلت بها الحياة علي. ما اأجمل اأن تطرقنا الحياة االأكيدة في �سيغة ال�سعر. يقول ال�ساعر اللبناني زاهي وهبي: »يجب اأن نتعلم كيف نكون اأوفياء للحياة«. وبالموازاة اأقول: يجب اأي�سا اأن نتعلم كيف نكون اأوفياء لل�سعر. ال�سعر الذي يطرقنا، والذي ن�سعر معه اأن الحياة هي التي تطرقنا يجب اأن

نكون اأوفياء له تماما، تماما جدا.

طوقي من الهارب الجزء وهذا الكتابة غ��م��ار اأخ��و���س جعلني كلما وال��ج��م��ال، الحب ب�سالح الم�سهد �سقف ت��ح��ت م�سيت المتعددة ب�سلبياته ال��ث��ق��اف��ي تبللني اأن دون ق��وي، بعنفوان الحتفاء ليتم المحال. اأمطار متميز �سعري ك�سوت با�سمي ف���ي خريطة خ��ا���س��ة ب��ح��ة ل���ه

الق�سيدة العربية الحديثة. تكون اأن معناه؛ تكتب ف��اأن من �سيئا تنتظر ل واأن اأن���ت، للكتابة، ق��رب��ان��ا ذب��ح��ك وراء الحرف ع�سقت ك��ن��ت.. هكذا معانقة �سحره، في فانمحوت على �سرفة من اأط��ل فتوحاته، ال���ق���ارىء م����رات وم�����رات من

خالل العديد من المنابر.

دواوين ح�ساد رحلتي

ال��ذي ال��ري��ح« ق��دم »اأقب�س و»ق�سائد ٢00٧م، ع��ام �سدر ٢00٩م، ال���م���اء« األ���ي���اف ف���ي

�سوء »ر�سائل ٢0١0م، الموتى« رائحة »لج�سده وماء« ٢0١١م، »فاتن الليل« ٢0١٢م. »ناي الغريبة«

٢0١٣م. ول�ست ممن يهوى الجري وراء الجوائز، فهي ل عر�سها فوق للتربع اأ�سعى ول اهتماماتي، ت�ستفز فعندما درب���ي، على عطاياها ه��ط��ول منتظرة جمعت ديواني الأول »النخب الأخير« الذي اقتنعت به، فهناك دواوين اأخرى لم اأخرجها للنور، قراأت في بع�س الجرائد اإعالنا عن جائزة نعمان ٢00٧م بلبنان، فاأر�سلته وفاز باإحدى تلك الجوائز اآنذاك.

اإ����س���اف���ة اإل������ى ع�����س��رات ����س���ه���ادات ال��ت��ق��دي��ر م���ن كل ال��ج��ه��ات ال���ت���ي ا���س��ت�����س��اف��ت

ق�سيدتي.

اأحمد بن عبداهلل الدكتور يقول: ال�سعودية م��ن الفيفي تت�سف ال��ت��ي اللغة، »غ���زارة بها تجربة الزباير، تبدو وليدة عالقتها بالتراث، وبالن�سو�س عر. فلي�ست ة لرموز ال�س عري ال�سالنقطاع بمبداأ الآخذين من ال��ح��داث��ي ال��م��زع��وم. ول��ذل��ك ت��ج��ده��ا ت�����س��ت��دع��ي ���س��ع��راء، المتنبي، دروي�����س، كمحمود نزار قباني، اإلى جانب اآخرين م���ن ال�����س��ع��راء وال��ن��اث��ري��ن، اإ����س ت���ي ب����و، األن ك����اإدغ����ار اإليوت، وفيودور دو�ستويف�سكي. ا�ستلهام، ا�ستدعاء ت�سدعيهم

غالبا، ل ا�ستدعاء توظيف.

��م��ة ظ��اه��رة في وال��ح��وار ���سال�سردي طابعه ها ن�س يك�سب م��ا ن��ج��اة. نثائر المثير. وغالبا ما يدخل الوطن في خطابها معادل اأو الوطني، وحلمها الكاتبة ال��ذات بين ��ا، ح��وارييكون اأن يو�سك العرب«، »ه��م اأن ذلك القومي. اإن مو�سوعة رئي�سة )Theme( لمعظم ن�سو�سها، ا بكائيا لم يكن كلها، بحيث تبدو وكاأنها تكتب ن�ساإن عنوان ��ة حتى الأم اأط��الل ا على واح��دا، ممتدمجموعتها »لج�سده رائحة الموتى« اإنما ي�سير اإلى

ج�سد الوطن«.

Page 30: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

57 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ56

الأدب، جن�س ال�سعر الأبهى الأ�سهى. وتظل الكتابة لفرحي ال�����س��ري الحبل اأو ال�����س��ري النب�س ه��ي في وال�سعر ق��در، اأي�سا وهي الممكنة، ولحياتي اأغلبه قدر، ول اأملك اإل اأن اأكتب باإيمان عاطفي، وباأظافري ال�سعرية، وهي اأظافر غير موؤذية طبعا.

التاأثر ببع�ص ال�شعراء

اكت�سفت ال�سعراء، من للكثير و)اأق��راأ( قراأت يبهرني لكن البديعة، ال�سعرية عوالمهم واأحببت بنجوم المطرزة بف�ساءاته اأكثر دروي�س محمود الحزن ال�ستثنائية الغربة والوجع، وبلغته ال�سفافة كما حقا. الفاتنة الباذخة وب�سعريته النازفة، يعجبني كثيرا لوركا، وطبعا قائمة ال�سعراء الذين طويلة ومحبة، ب�سغف لهم واأق���راأ �سعرهم اأح��ب ومتنوعة. ويمكن اأن اأ�سمي هذا حبا واإعجابا لكن

لي�س تاأثرا بالمعنى المق�سود هنا.

�شلبيات واإيجابيات و�شعوبات واجهتني في م�شواري ال�شعري

ال�سعراء ع��ادة تواجه التي ال�سعوبات اأكثر �سعوبة ه��ي خا�سة الطريق ب��داي��ة ف��ي وال��ك��ت��اب بداية الن�سر، وهي م�سكلة عانينا منها جميعا في كثيرة المعوقات حينها وكانت الأدب��ي، م�سوارنا فعادة الن�سر، �سعوبة طبعا اأهمها لكن ومتنوعة، يملك ال�ساب الجيل من وبخا�سة كاتب، يوجد ل المعوقات من هذا كتبه، لطبع المادية المقدرة الكبيرة، لكن الكاتب الطموح يبقى يمار�س الكتابة بحب وداأب كبيرين، حتى واإن تاأخر الن�سر ل�سنوات �ستتحقق عملية الن�سر اأن يوؤمن لأن��ه و�سنوات، عاجال اأم اآجال، لأنها من الم�سلمات الالحقة التي وعثرات. �سنوات بعد واإن �ستتحقق، اأنها �سك ل طبعا من الأجمل اأن تتحقق في وقتها وفي اأوانها، اأكبر من فالن�سر اإذا، تاأخرت. اإن م�سكلة ل لكن ال�سباب، المبدعين وجه في تقف التي المعوقات اإلى جانب بع�س �سيا�سات التهمي�س والإق�ساء التي ما تزال لالأ�سف تمار�س بنوع من الفوقية المر�سية

الحقيقي المبدع لكن الكتاب. الكثير من في حق كانت مهما المفتر�سة النور نقطة اإل��ى �سي�سل نف�س اإل��ى �سي�سل الحقيقي والإب���داع المعوقات،

النقطة واإن طالت ال�سنوات.

�سدر لي

بع�س م��ع م�سترك كتاب ال��ج��ازي��ا« »حكايا -٢00٤م عام �سدر الجزائريات، الكاتبات

عن من�سورات »رابطة اأهل القلم«.

عام �سدر الأول، ال��دي��وان ال��وج��ع« »ن��واف��ذ -في ال��م��راأة جمعية من�سورات عن ٢00٥م

ات�سال.

- »اأوقات محجوزة للبرد« الديوان الثاني، �سدر الثقافة وزارة من�سورات ع��ن ٢00٧ ع��ام

الجزائرية.

�شعري، مخطوط �لد�خلي« �لعطب »ن�سيد -�سي�سدر عن قريب.

ح�سلت على جوائز في ال�سعر، منها:

- الجائزة الأولى في الم�سابقة المغاربية لإذاعة ق�سنطينة عام ١٩٩٥م.

للجنة الكبرى الم�سابقة في الأول��ى الجائزة -ب��ال��ج��زائ��ر ال��م��ع��ار���س بق�سر ال��ح��ف��الت

العا�سمة عام ١٩٩٤م.

التي الوطنية الم�سابقة في الثانية الجائزة -لمدينة وال��ح��ف��الت الفنون لجنة نظمتها

�سطيف عام ٢000م.

التي العربية الم�سابقة في الأول��ى الجائزة -اأجرتها مجلة اأنهار الكويتية عام ٢00١م.

- الجائزة الثانية في الم�سابقة ال�سعرية لجائزة ال�سعر الن�سوي بق�سنطينة عام ٢00٧م.

وكاأنها البائ�سة، المعطيات وال�ستكانة معينة، م�سلمات اليومية الوقائع جبة في اأي�سا ل ال�سعري الخطاب المعتمة. موازيا خطابا يكون اأن يجب اأن يجب ما؛ براهن ل�سيقا اأو يكون ناقدا، ويمتلك قدرة على وما راه��ن ه��و م��ا �سد الحفر لي�ست الأدب هو �سائد. وظيفة ال��ج��ل��و���س ع��ل��ى ج���رح م���ا، كي التقوقع اأو الأنظار، نخفيه عن اأو ف���ي ح�����الت ال���س��ت��ك��ان��ة، التواطوؤ مع راهن ما، وبخا�سة �سيئا ال��راه��ن ه���ذا ك���ان اإذا ال�سروري من وبائ�سا. و�سلبيا ح��ادة خطابات ت�سويب ج��دا وناقمة عليه و�سده، وهذا اأهم الأدب ب��ه ي��ق��وم اأن يمكن م��ا )اأوق��ات ون�سو�س الحقيقي. ناقمة كانت للبرد( محجوزة جدا على اأ�سياء واأو�ساع كثيرة، كانت و�سيلتي �سد اأنواع مختلفة

من البرد وموا�سم البرد. م���ج���م���وع���ت���ي ال�������س���ع���ري���ة

العطب »ن�سيد بعنوان الجديدة الداخلي«، لم ت�سدر بعد، وما يمكن قوله عن هذه المجموعة ه��ذه ن�سو�س اأن الجديدة، التجربة تحاول اأن تحتفي بالأنا اأكثر، باأحالمها المنك�سرة في ممرات الحياة، باأوهامها التي تت�سيد الم�سهد بديل لكنه فيه، مرغوب غير ربما كبديل اليومي اأي�سا هي بائ�سة، اأوه��ام اأوتي من ما بكل حا�سر على حياة متاحة، غير بحياة تحتفي ن�سو�س عليه( هي التي الأل��م حافة )ورغ��م الأل��م حافة تقيم وتمكث وتت�سبث في وبالحياة، وبما يمكن اأن بع�س في وممكنة. متاحة ويجعلها الحياة يقرب

الحتفاء ربما تاأبين غير معلن، وتنفلت تت�سرب كثيرة لأ�سياء اإنها ووهجها،، مباهجها من باخت�سار ن�سو�س الأنا الباحثة ع��ن ج��دوى م��ا، ع��ن حياة ما،

عن خال�س ما. –عادة- ي�ساأل ل والكاتب ع��ن اأ���س��ب��اب م��ي��ول��ه اإل���ى ه��ذا اأو عن اأو ذاك، الأدبي الجن�س الفن من معين لنوع تف�سيله ف��ن��ون ح�����س��اب ع��ل��ى والأدب واآداب اأخرى؛ لأن الكتابة حين ج��دوى ينتفي كاتبها ت��خ��ت��ار ال�������س���وؤال ف���ي ه��ك��ذا ع��الق��ة، لهذا ال��م��ي��ول، �سبب ح��ول اأو ال�سعر اإن ق��ل��ت: ل��و اأب��ال��غ ل��ن وطرقني اخ��ت��ارن��ي ال���ذي ه��و وورطني اأي�سا، طبعا اأنا �سعيدة العالقة وورط��ت��ه. وبطرقه ب��ه ميال كانت ال�سعر، وبين بيني الحالة، اإن �سح و�سف متبادل الميول حالة تبداأ وغالبا عادة فال�سعر م���زاج���ي���ة، ع�����س��ق��ي��ة لكنها مزاجية، الحالت اأكثر مزاجية اإيجابية ل �سلبية، منتجة، مثمرة، فاعلة، تقذف مزاجية اإن��ه��ا معطوبة، مزاجية ولي�ست الجمالية، على محر�سة اإبداعية كينونة اإلى بنا على المجبولة ال��ج��وان��ي��ة ع�سافيرنا م�ستفزة كم فنكت�سف ب�سدة تطرقنا مزاجية التحليق. اأننا هنا في ملكوت الحياة على قيد الحلم –على الذي من الإن�ساني البهاء قيد ال�سعر- وعلى قيد اأعتقد لكل هذا ب�سعون وغير جميلين، دونه نحن بامتياز، وج��ودي��ة وجدانية بال�سعر عالقتي اأن ولكل هذا ربما كانت اأ�سباب هذه الميول الجوانية من بالذات الجن�س هذا اإلى بالأ�سا�س التلقائية

Page 31: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

59 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ58

يوما بعد يوم..

وينطلق يراعه في الكتابة.. يراع من �سجرة البرتقال، ومداده الت�سريد والحرمان..

اأ�ستاذه وكانت تلك الخرب�سات التي بهر بها قريته ع��ن ال��ف��ت��ى ل����ذاك ق�����س��ي��دة اأول ن����واة فل�سطين، في اللد اأع��م��ال من )المزيرعة(،

والتي يقول فيها:

يـــــــا »الــــــمــــــزيــــــرعــــــة« اأنـــــــــــت عـــقـــلـــي

اأنـــــــــــــــت نـــــبـــــ�ـــــســـــي مـــــــــذ ولـــــــــــــــــــــدت

ـــــــــــــي ـــــــــــــاأن ب اهلل ــــــــــهــــــــــد يــــــــــ�ــــــــــس

مــــــــــــا نـــــــ�ـــــــســـــــيـــــــت، مــــــــــــا �ــــــســــــلــــــوت

ـــــــعـــــــود االأر�ـــــــــــــــــــــــــــص يــــــومــــــا ـــــــت �ـــــــس

لــــــــــــــــك عـــــــــــهـــــــــــد قــــــــــــــــد قــــــطــــــعــــــت

مـــــمـــــاتـــــي اأو حــــــــيــــــــاتــــــــي فــــــــــــي

فـــــــالـــــــتـــــــزمـــــــت عـــــــــــهـــــــــــدي ذاك

ـــــــعـــــــدي ولـــــــــــــــــــــــدي يـــــــــــاأتـــــــــــيـــــــــــك بحـــــــــــب اأر�ـــــــــــــســـــــــــــي قـــــــــــد �ــــســــقــــيــــت

الأخ���رى.. تلو ال��واح��دة ق�سائده وت��ت��وال��ى وال��ح��رم��ان.. والت�سريد الأر����س ق�سة تحكي

والأمل في العودة..

وتنتهي المرحلة الثانوية، ويح�سل الفتى على �سهادة الثانوية العامة.. ويتعاقد عام ١٩٦٢م..

للعمل معلما في المملكة العربية ال�سعودية.

وتم�سي الأيام.. و�سجرة البرتقال ماثلة اأمامه..

ب��ه.. فيعجبون �سعره على زم���الءه وي��ط��ل��ع وبعد تردد ثالثة عقود من الزمن، وبت�سجيع من الأحبة جاء اإ�سداره الأول )هم�سات قلب( مطلع عام ١٩٨٧م، ثم )الب�ستان( في منت�سف العام نف�سه.. ثم )الكوابي�س والحب( في خريف ذاك الرابع ديوانه اإ�سدار ب�سدد الآن وهو العام..

)ورود واأ�سواك( الذي لم ير النور بعد.. من ال�سبعين على ويو�سك الفتى.. وي�سيخ

ناظر الطفل ال�سجرة.. وبكى بكاء لم تعهده العائلة بقية م��ع وم�سيا ق��ب��ل.. م��ن منه اأم���ه هائمين على وجوههم.. والر�سا�س يتطاير من

فوق روؤو�سهم. والمنجي هو اهلل..

ومن مكان.. اإل��ى مكان من العائلة وتنقلت في المقام بهم ا�ستقر حتى اأخ��رى اإل��ى قرية مدينة البيرة، تواأم مدينة رام اهلل مركز ال�سلطة

الفل�سطينية حاليا..

المدر�سة الطفل ويدخل الأي���ام.. وتم�سي البتدائية.. ثم العدادية، وما زال اأمل العودة،

و�سجرة البرتقال، ماثلين اأمام ناظريه..

وقف يوم وذات الثانوية.. المرحلة وجاءت ال�سطور تلك يقراأ بجانبه، العربية اللغة معلم واأبعادها.. معانيها يتاأمل الفتى.. خطها التي ده�س مما قراأ ويقراأ.. و�ساأل تلميذه.. منذ متى

تكتب ال�سعر يا بني..

اإنها مجرد خرب�سات ال�سعر..؟! اأنا من اأين يا اأ�ستاذي..

ويتابعه ي�سجعه.. يديه على المعلم وي�سد

لقانااإن عز يوما يا حبيب لقاوؤكم يكون اأن بحلم اأرجـــو

اأمام الرابعة من عمره ابن التحديد.. وقف و�ستين عاما على وجه اأربعة يــوم.. وقبل ذات �سجرة برتقال مزدانة بثمارها ال�سهية، الحلوة المذاق، لكاأنه ال�سهد والترياق..

اأم�سكت االأم بطفلها وقالت له: هيا بنا يا بني.. لنم�ص قبل اأن ت�سيبنا ر�سا�سة طائ�سة فتودي بحياتنا..

عندها قال لها ال�سبي: واإلى اأين يا اأماه.. - اإلى حيث ال ندري..

- ولمن نترك هذه ال�سجرة.. - �ستعود اإليها ذات يوم اإن �ساء اهلل..

يراع من �شجرة البرتقال

■ حممود الرحمي – الأردن

Page 32: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

61 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ60

وما ول��ح��ي��ت��ه.. راأ���س��ه ال�سيب وي��م��الأ ع��م��ره.. تلك اأم��ام ثانية والوقوف العودة، ينتظر يزال مزيدا وي�سطر يئن يراعه يزال وما ال�سجرة..

من الآهات والحرمان.. قالوا غزاك ال�ســـــيب قلـــت باأنني

ــبــاه لــــب الــ�ــســـــــــــــــــــــــبــاب بــمــهــجــتــي و�ــس

لحيتي تق�سد كــنــت اإن �ساحبي يــا ــــــــاله ـــــت بـــ ـــ ـــ ـــ ن عــلــيــك فــمــا عــرفـــ هــــــو

فــالأنــه بـــدا قــــــد �ســــــيب كـــان اإن ـــــدة الــتــفــكــيــر.. لــيــ�ــص �ــســواه مـــن �ــســـ

بعــالم الــهــمــوم مـــن ــلــوت خـــ اإن اأو ــــــــاله ـــ ـــــه خـــ ـــ ـــ ـــــا هــمـــ ـــ ــا الـــــذي مـــ ـــ ـــ ـــ فــاأنـــ

الأغ��را���س م��ن �سعره خلو ذل��ك يعني ول في عدة ق�سائد دواوينه حوت فقد الأخ��رى..

مختلف األوان ال�سعر وفنونه..

يقول في و�سف الفتاة العربية:

مــــــن تــــكــــونــــيــــن وهــــــــــل اأنــــــــــــت بــ�ــســر

ظــــــهــــــر ولــــــعــــــيــــــنــــــي مـــــــــــــالك اأم

اأر ط���ف���ت ف���ي ال���دن���ي���ا ول���ك���ن ل�����م الب�سر ب��ي��ن م���ا ��ن ال��ح�����س ه���ذا م��ث��ل

و����س���ف���وا ال���ح�������س���ن ول����ك����ن ح�����س��ن��ه��ام���ا ظ��ن��ن��ت ال��و���س��ف ي���وف���ي م���ن ن��در

���ح���ر به ���ح���ب وال�������س ��ن��ه��ا ي���ا ����س ح�����س��ر ج������ذب ال���ق���ل���ب.. وق���د ���س��د ال��ب�����س

خ�����س��ره��ا ���ر خ�������س اأي ط�������ول.. اأي ال��ث��م��ر ف���ي���ه ح�����ال ق����د رو��������س اأي

ب����دا م���ن���ه���ا م������ق������م������ر ل�����ي�����ل اأي ال�����س��در ف�����وق ع����ال ق���د اأي ج���ي���د

ب��ه��ا ف�����اق�����ت وق��������د ع���ي���ن���ي���ن اأي ك�����ل و������س�����ف.. ول���ه���ا ي��ح��ل��و ال��ن��ظ��ر

ك����م����ل ال���ج�������س���م.. ف�����س��ب��ح��ان ال���ذيا�ستقر الح�سن بها ��ن.. ال��ح�����س وه��ب

ا�سمها؟ م��ا ف��ت��ات��ي؟! اأي���ن م��ن ق��ل��ت: ح�سر!! ط��ي��ف اأم ال��ب��ح��ر!! اأع��رو���س

اأن������ا ل������ي ردت ال�������ح�������ب وب������ك������ل ل��ب��ح��ر.. ع��رو���س��ا اأو ل�����س��ت ط��ي��ف��ا..

ن���ا اإن����م����ا م������ن اأر���������س اأ�����س����ي����اد ال���دالقمر؟!( يخفى )وه��ل ال��ع��رب.. اإبنة

ال�شعر ..والأ�شئلة الكبرى

■ ن�شال القا�شم - الأردن

الكتابة في هذه اإلى اأخرى �ستدفعني خطوة الحيرة بحالة العميق اإح�سا�سي وهي المرحلة، و�سقائهم، ال��ف��ق��راء وب��وؤ���س والهزيمة والقلق ورف�سي لتقاليد المجتمع وممار�ساته الخاطئة، واإح�سا�سي واألما، حزنا قلبي تمال ب��داأت التي وطني ت��ج��اه العميقة بالم�سوؤولية ال�����س��ادق وطنية قيم اإلى م�ستند اإح�سا�س وهو و�سعبي،

�سامية واأهداف نبيلة.

ها اأنا اأتذكر تلك ال�سنوات البعيدة من تاريخ وثائقيا اأكون اأن اأريد هنا ول الأدبية، م�سيرتي ب�سهولة، تندمل ل القديمة فالذكريات تماما، حتى اأي�سا، تموت ل القديمة الأح��الم اأن كما

واإن كتبنا عن موتها ورثيناها. اأدرك اأن الحديث عن النف�س �سعب، واأنه ي�سبه الإبحار في عر�س محيط �سا�سع �سخاب؛ ولكنني �ساأحاول في هذه العام الفوتوغرافي الم�سهد تكوين ال�سهادة المتناهية؛ غير ودوافعها ال�سعرية، لتجربتي وحوا�سي حد�سي الغاية هذه لتحقيق م�ستنفرا الرحب العالم اإلى ذاتي من منطلقا الخم�س،

الف�سيح.

دف اأن تاأتي هذه ال�سهادة ومن محا�سن ال�سبالتزامن مع مرور ع�سرة اأعوام بالتمام والكمال )اأر�س الأول��ى ال�سعرية مجموعتي �سدور على دار ع��ن ٢00٣م ع��ام ال�����س��ادرة م�ساك�سة(،

الفترة فقد كنت اأمــا قبل تلك اإال عام 1993م، االأول ال�سعر هو طريقي اأن اأدرك اأظنني لم م�سغوال باأ�سياء كثيرة، وكانت تتنازعني في هذا العمر المبكر رغبات عدة للم�ستقبل؛ في اأن اأكون قا�سا، اأو روائيا، اأو كاتبا م�سرحيا. لكن في ذلك العام تحددت رغبتي االأدبية، وارتبطت بال�سعر الذي اأعيه وال اأعقله، ارتباط التابع بالمتبوع؛ وكان ذلك كافيا ليرتبط وجودي بهذا الغام�ص

االآ�سر، منذ ذلك االأمد.

انطالقا من هذا العام ال�ساخب المليء باالأحداث واالنك�سارات ال�سيا�سية، والذي ترك اآثارا قوية على تجربتي وعلى تحوالتها المختلفة، وكرد فعل للمهزوم، الذي يبحث عن �سند يوا�سيه

اأو يرتمي في اأح�سانه، فقد اأ�سبح ال�سعر اأمامي اأفقا مفتوحا ال حدود له.

Page 33: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

63 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ62

مفتونة المعرفة، ب��ح��ار ف��ي �سائحة متاأملة، مولعة والأنثربولوجيا، للتاريخ محبة بالفل�سفة، اإغناء مهم لل�سعر؛ بالأ�ساطير التي هي م�سدر اإذ، عن طريق الثقافة وحدها تنه�س الق�سيدة وروؤيته، لم�سه، يمكن ملمو�سا، ح�سيا وج��ودا هذا في توفيقي مدى عن �سئلت ولو وت�سممه، الديوان لقلت اإنني ا�ستطعت فيه اأن اأ�سفي لغتي

وانفعالي واأفكاري من كل ف�سول.

وتجدر الإ�سارة هنا اإلى اأن اللغة بما تت�سمنه من بنية �سوتية، ومن ن�سيج �سحري مو�سيقي.. اإلى روؤي��ت��ي اإي�سال في ج��وه��ري دور لها ك��ان يحتاج الحقيقي ال�ساعر اأن وتقديري القارئ، هذه مناط ولي�ض للغة، ومطلق تام تملك اإل��ى الأهمية عندي مناطا �سكليا، اإذ عن طريق اللغة �سيء ول الق�سيدة، تتنامى وعبرها المتوهجة غير اللغة ورنينها الدافئ يواجه القارئ، فيمالأ الإح�سا�س فيه ويبعث بالده�سة، وعقله روح��ه اأنه نعرف فنحن الغام�س، الأ�سى اأو بالجمال عميقة �سفافة لغة دون من ح�س ول فكرة ل ل هنا، واأن���ا والأ����س���وات، ب��الأل��وان وم�سحونة اللغة هذه اأن اأو فقط، لغة الق�سيدة اأن اأعني ذاتها بحد فاللغة الق�سيدة، تحمله ما كل هي كينونة، ولكني اأود القول اإن كل ما ت�ستمل عليه الق�سيدة، وكل عن�سر من عنا�سر ن�سيجها على الب�سري، والتوزيع والإي��ق��اع ال�سورة م�ستوى

يكمن هناك، وراء لغتها.

قارئا لل�سعر الممتدة �سداقتي رغ��م واأن��ا اأواج��ه اأزال م��ا ع��ام��ا، ع�سرين زه���اء وك��ات��ب��ا اأ�سل وحين وال��ل��ذة، القلق من بمزيج الإب���داع اأ�سل فاإنني النقي، الطاهر ال�سعر جوهر اإلى ومك�سوا اللغة، برذاذ مبلال اإلى هناك مرهقا،

اأبداأ الق�سيدة تنتهي وحين الغائم، بف�سائها

م��رة عليها واأم����ر ج��دي��د، م��ن اكت�سافها ف��ي

واأط��وي التفا�سيل، ��ح واأن��ق فاأعيد اأخ���رى، بعد

ثم وم��ن وم���رات، م��رات واأمزقها ال�سفحات

اأ�سع عليها لم�ستي الأخيرة قبل اأن ترى النور في

غدها الذي �سياأتي.

اأ�سياء جربت قد اأجدني اليوم، اإنني وه��ا

العربي ال�سعر تجارب من وا�ستفدت كثيرة،

والغربي على حد ال�سواء، من دون اأن اأكون تابعا

لها، وخ�ست في بحار الرمز الذي لم يفارقني

والخطابية المبا�سرة ج��رب��ت كما الآن، حتى

الملتهبة اأحيانا اأخرى، وكتبت األوانا من ال�سعر

الم�سحون بالدللت والتعابير وال�سور، وحاولت

األوانا من المعمار في الق�سيدة، وغردت خارج

عر�سة كتابتي ���س��ارت حتى ط��وي��ال، ال�سرب

�سنوات وجاهدت على حال، ي�ستقر ل لتجريب

الخا�س، مذاقه له �ساعرا اأ�سير حتى عديدة

وعالمه الخا�س، ولكني ما اأزال اأعتقد اأن هناك

لم ال�سعرية واأن تجربتي اأ�ستطيعه، الكثير مما

ت�ستوف تمامها بعد.

هذه، في ما اأظن، بع�س المالمح الأ�سا�سية

القلقة والحائرة والتي ما تزال عالقة في خزائن

جة بالأ�سواك، الذاكرة، وت�سري في العروق مدج

وما اأزال بحاجة اإلى هتاف عميق في اإطار غنائي

حزين مقهور، حتى ي�سل �سداها من حافة هذا

ال�سراب اإلى ت�ساري�س المكان الم�ستهى.

اأزمنة، بدعم من وزارة الثقافة الأردنية، والتي باأنني رائعا اإح�سا�سا �سدورها عند اأعطتني كتبت عمال اإ�سكاليا، وبخا�سة حين بداأ الكثيرون ي�سافحونها بحرارة؛ وهي ق�سائد تنطوي على �سدية �سعرية، اأو رف�س �سعري لأ�سياء وم�سلمات بل اأي�سا؛ ووجودية واجتماعية �سيا�سية كثيرة لعلها اإ�سارة من اإ�سارات �سعلكة �سعرية معا�سرة تقول مقولتها بلغة مكثفة موحية غنية بالنفعال

والإح�سا�س المنطلق والن�سوة المجنحة.

من الأول��ى الفترة في باأنني اليوم واأعترف نتاجي كنت م�سدودا اإلى التراث، وكانت ظالله تحيط بي، في كل ق�سيدة اأكتبها، ولكني ما لبثت اأخذت عندما جديدة عوالم على انفتحت اأن الغرب و�سعراء الأجنبية، الآداب ب�سغف اأطالع والنقد ال�سعر مجال في الكثير فقراأت الكبار، لهذه وكان والم�سرح، والتاريخ والفكر والرواية القراءات فيما بعد اأثر عا�سف في ت�سكيل وعيي وتطوير اأدواتي الإبداعية، وتمثل ذلك في ديوان »مدينة الرماد«، الذي كان نتاجا لهذ القراءات المرهقة التي لقحت بها ذهني في ذلك الوقت، فجاءت ق�سائد الديوان متاأججة، تعلي من �ساأن واليومي، بالعابر وتحتفي العميقة، الب�ساطة

كاأنما هي لوحة ذات ف�ساء غير منغلق.

عت، بعد ذلك، توالت كتاباتي ال�سعرية، وتنوفي مختلفا والنهار« الليل »ك��الم دي��وان فجاء اإذ انطلقت فيه من موقف طريقة بنائه الفني، ال�سمات، م�ستعمال الو�سوح، محدد فني �سديد مبا�سرة، تحري�سية لغة الغاية ه��ذه لتحقيق التي الإن�سانية بالحالة ال�سيا�سية الكتابة تمزج من نوع اإل��ى الو�سول اأج��ل من وذل��ك ها تفجروالطالقة المو�سيقى بين والترا�سي التمازج

التعبيرية، وبين الإح�سا�س والفكرة، وبين ال�سعر ا�ستطاعت وبذلك وغايته؛ الفن بين ووظيفته، ع�سيانها تعلن اأن المتمردة الديوان ق�سائد حجرا تلقي واأن اآنذاك، ال�سعري، ال�سائد على النقاد ح�سون تخترق واأن ال��راك��د، الماء في

واأ�سوارهم المغلقة.

وفي العام ٢00٨، كانت النقلة الأ�سا�سية في هذا كل اأن اأعي ب��داأت عندما وذلك التجربة، ال�سعر اأ�سبح ل يفي بما اأريد، ول بما اأح�س اأنه يكاد يفر�س نف�سه علي، وعلى الم�سهد ال�سعري روؤيته اأو في المكونة �سواء في عنا�سره كذلك، تحت واأدرج���ه عليه اأت��م��رد جعلني ما للعالم؛ الح�سا�سية اأو القديمة الح�سا�سية م�سطلح اأني تبراأت من التقليدية، وهذا ل يعني بالطبع عليها د بالتمر اكتفيت ولكني الأول��ى، اأعمالي

د. وبالإنحياز اإلى الإختالف والتفر

وه���ك���ذا، اأ���س��ب��ح ل��الخ��ت��الف م����ذاق حلو، اأ�سواتا بعيدة ما يزال �سداها اأ�سمع واأ�سبحت اأن واأظ���ن اللحظة، ه��ذه اأذن���ي حتى ف��ي ي��رن عرجاء« »تماثيل دي��وان في كانت هذا بدايات والذي ا�سطبغ ب�سبغة التاأمل والمعرفة العميقة من ال�سعبي ال��م��وروث اأهمية اإل���ى والل��ت��ف��ات يلعبه ال��ذي وال��دور وم��واوي��ل، وحكايات اأغاني واإ���س��اءة الق�سيدة اإث���راء ف��ي ال��م��وروث ه��ذا الحياة اإيقاع ت�سكيليا يحمل بعدا اإعطائها وفي

ونب�سها.

الماء على )ال��ك��ت��اب��ة الأخ��ي��ر دي��وان��ي اأم���ا عام ع��م��ان العا�سمة ف��ي ال�����س��ادر وال��ط��ي��ن( وال��ت��وزي��ع، للن�سر الأه��ل��ي��ة ال���دار ع��ن ٢0١٢م معا�سرة وثقافة حية، �سعرية روؤي��ة يحمل فهو

Page 34: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

65 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ64

بـــكـــت بــــه الـــعـــيـــن لــــو دمـــعـــاتـــهـــا درراأبـــحـــتـــهـــا لــلــبــكــا والــــدمــــع �ــســبـــــــــــــــــاق

مـــا كــــان �ـــســـوقـــا ولـــكـــن كــلــــــــــــــــــــه قــدرحـــــــــــــــــــذاق االأمـــــــــر مــــــــرور يــــــرد وال

مبتكرا ال�سعر كتبت و�ــســادي عــلــى لــيــبــلــغ الــنــا�ــص �ــســعــري اأيــنــمــا القـــوا

* * *اإلى اأن يقول:

يــا حــ�ــســرة الــلــيــث قــد األـــقـــاه حاب�سهـــــواق ـــ ـــ ـــ ـــ بــيــن الــ�ــســال�ــســل اأقـــيـــاد واأطـــ

يوؤلمه القنا�ص قف�ص في والطير اأ�ــســواق الطير بجنح اإذ ال�سبا هــب

* * *التعليمية، فمدر�سة دار التوحيد واأما الجهة المعلمين فطاحلة حيث بالطائف، الثانوية الأدبية المنا�سط وحيث وال�سعوديين، العرب المناهج وحيث خا�سة، وال�سعرية والثقافية والمقررات الدرا�سية الأدبية واللغوية. اأذكر في �سالمة، ب�سام الفل�سطيني الأ�ستاذ الفترة تلك

اأ�ستاذ الأدب والن�سو�س، وال�ساعر المبدع الذي على و�سجعنا ال�سعر، تحفيظنا على حر�س الأ�ستاذمحمد النحو مدر�س اأذكر كما كتابته. ال�سباغ وكتاب �سرح ابن عقيل، واألفية ابن مالك الذي كان لنا زادا �سعريا ومعرفيا تتلمذنا عليه ال�سعري والت�سكيل التكوين في منه وا�ستفدنا

ل�سخ�سيتنا ال�سعرية.

انفتحت الم�سدرين/الجهتين هذين ومن محاولة ث��م وم��ن وحفظا، ق���راءة ال�سعر على

التقليد كتابة ون�سو�سا وق�سائد بدائية!!

في – الحقيقي والم�سجع ال��راف��د وك���ان المرحلة الأولى – رفيق الدرب وزميل الدرا�سة ما على تتلمذ ال��ذي الخمري �سالح الزميل �ساعرة، روح ل��ه مثلي.. وك��ان عليه، تتلمذت فالتقت الروحان، وكتبتا ال�سعر في تلك المرحلة

المبكرة من حياتنا.

واأعتقد اأن هذه المرحلة من عمري ال�سعري، هي الثانوية– المرحلة الدرا�سي– وع��م��ري المرحلة الأولية من التكوين والت�سكل ال�سعري، وكان منجزه الذي ل اأزال اأحتفظ به هو م�سودة من بعنو�ن: بيدي �لمخطوط �الأول �لــديــو�ن

رحلتي في ال�شعربدايات الت�شكل والتكون ال�شعري

■ د. يو�سف ح�سن العارف - ال�سعودية

كان المنزل »العارفي« بالطائف ي�سع بال�سعر، وكتبه بال�سعر تحتفى العلمية ال��وال��د ومكتبة ودواوينه. كان الوالد يكتب ال�سعر ويقراأه علينا، وتدور مناق�سات وم�ساجالت �سعرية، كان الوالد كتابته، ومحاولة ال�سعر حفظ على ي�سجعني

ويقوم هو بالتقويم والت�سحيح العرو�سي.

ومن �سعر الوالد الذي اأذكره ق�سيدة طويلة عن الطائف يقول فيها:

بلطـــائــف مــعــجــبــــــــا بــعــيــنــك اأنـــظـــر فــــي جــــو هــــادئــــة الـــغـــيـــوم الــطــائــف

وامــنــح �ــســمــاعــك نــغــمــة مــن طيرهامـــن حــبــه فـــي �ــســحــبــهــا الـــمـــتـــرادف

وعندهــــا بــالــ�ــســرور فــــوؤادك وامــــالأ تــجــد الــنــعــيــم بــخــلــده الــمــتــرا�ــســف

مطوفا الــوهــاد على خطاك وامـــدد بـــالـــطـــرف فــــي بـــلـــد زهـــــا لــلــوا�ــســف

اأغ�سانــــه كا�سيــــا فيهـــا فــالــرو�ــص خــ�ــســر الــحــيــاة بـــزهـــره الــمــتــاآلــــــــــــــف

اإلخ الن�س الجميل..

وق�سيدة عن ال�سجن يقول فيها:

الــ�ــســجــن لـــو كــــان رو�ـــــص كــلــه ثمرلــقــلــت نــــــارا ومـــــن لــلــنــار يــ�ــســتــــــــــــــاق

اآنــذاك كنت في ال�سابعة ع�سر من عمري. ... بين ع�سية و�سحاها، وفي �سن مبكرة حوالي جهة جهتين، من وال�ساعرية بال�سعر محا�سرا األفيتني الثانوية، المرحلة من الثاني ال�سف منزلية، واأخرى تعليمية؛ فاأما الجهة المنزلية، فقد كان الوالد ال�سيخ )ح�سن محمد العارف( اإمام وخطيب جامع االأمير �سلطان في ال�سهداء ال�سمالية بالطائف، والطالب بمعهد اآل ال�سيخ العلمي. وخريج مدر�سة القرعاوي الدينيه في جازان، والمتتلمذ على التراث ال�سعري العربي، العربية المملكة مناطق وبقية وجـــازان، اليمن في المعا�سرين بال�سعراء حينها والمرتبط ع�سور من وغيرها واالإ�سالمية الجاهلية االأ�سعار من وكثير للمعلقات والحافظ ال�سعودية، اأ�سجارها وي�ستنبت داخلي، في ال�سعرية المياه يحرك الحديث، حتى القديم العربي ال�سعر

بروحه ال�ساعرة وتجلياته ال�سعرية.

Page 35: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

67 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ66

طبع ف��ي التفكير ب���داأت المرحلة ه��ذه ف��ي م�����س��ودة ف��راج��ع��ت ال�����س��ع��ري��ة، دواوي���ن���ي اأول تجارب اإل��ي��ه��ا واأ���س��ف��ت ال��ح��زي��ن(، )النف�س اأيام الأدبي جازان نادي اإلى واأر�سلته جديدة، ال�سنو�سي علي محمد المبدع ال�ساعر رئا�سة تتح لم الربانية الم�سيئة ولكن اهلل(، )رحمه ون�سرا، طباعة النور ي��رى اأن الم�سروع لهذا رئي�سه م��ن موقعة ر�سالة ال��ن��ادي اأر���س��ل فقد الن�سر ع��ن ب��الع��ت��ذار ف��ي ١٤0٦/٧/٣0ه��������� ال�سكل الق�سائد من حيث في النظر )واإع��ادة

والم�سمون..(.

اأول في للم�ساركة دعيت المرحلة هذه وفي اأبها نادي قبل من المنبرية ال�سعرية اأم�سياتي محمد ال�سعودي ال�ساعر معي وك��ان الأدب���ي، عبدالملك الم�سري وال�����س��اع��ر ال��ع��م��ري)٢(، عبدالرحيم)٣(. اأذكر اأن هذه الأم�سية اأقيمت في اأبي خيال الجبلي، وكان الح�سور كثيرا، متنزه الأدي��ب ويتقدمهم النادي، اأع�ساء وباإ�سراف وال�ساعر زياد، �سالح والناقد الحميد، محمد وغيرهم التمني علي والناقد النجمي، ح�سين

كثير.

م�ساركات في ذل��ك بعد المجال انفتح ثم الأدب��ي��ة، الأن��دي��ة م��ن خ��الل منبرية داخ��ل��ي��ة الثقافية، وال�سالونات ال�سعودية، والجامعات وم�����س��ارك��ات خ��ارج��ي��ة م���ن خ���الل الأ���س��اب��ي��ع وزارة بها تقوم كانت التي ال�سعودية الثقافية الأ�سبوع في اآخ��ره��ا وك��ان والإع���الم، الثقافة العربية، م�سر بجمهورية ال�سعودي الثقافي وكانت اأم�سيتنا ال�سعرية التي ا�ستركت فيها في الثالثاء م�ساء الفيوم بمدينة الثقافي المركز ١٤٢٧/١0/٣0ه���� الموافق ٢00٦م نوفمبر ٢١مع كل من ال�ساعر اأحمد البوق وال�ساعرة �سارة

بو حيمد، وفيها األقيت ن�سا عموديا عن الفيوم الإخ��وة من الح�سور ا�ستح�سان لق��ت واأهلها

الم�سريين.

***واإعالما، ن�سجا ال�سعرية تجربتي زاد ومما الن�سر ال�سحفي، ومن خالل الدوريات المحلية والخليجية، فقد ن�سرت اأغلب ن�سو�سي ال�سعرية كل في بعد، فيما دواوي��ن��ي منها ت�سكلت التي ال�سحف والمالحق الثقافية ال�سعودية منذ العام عكاظ �سحيفة اأ�سعاري فاحت�سنت ١٤0٣ه���، بجريدة الأرب��ع��اء وملحق الثقافي، وملحقها المدينة، والملحق الأ�سبوعي بجريدة الريا�س. و�سحيفتي البالد والندوة. ومن خاللها عرفني الجامعات واأ���س��ات��ذة الأدب ودار���س��و ال��ن��ق��اد فاأخ�سعوا الأكاديمي، النقد في المتخ�س�سون للمداخالت ال�سعرية ن�سو�سي م��ن ك��ث��ي��را في بجمعها وط��ال��ب��وا ال��ن��ق��دي��ة، وال��م��ق��ارب��ات دواوين ت�سهيال للقراء والباحثين، وا�ستفاد منها بع�س دار�سي الدكتوراه والماج�ستير في بحوثهم العلمية، وكانت اإ�سداراتي ال�سعرية تتوالى على

النحو التالي:ديوان )الرمل ذاكرة والريح اأ�سئلة(. ١٤١٥ه� ديوان )ومن المحبة تنبت الأ�سجار(. ١٤٢١ه�

ديوان )كلما وق�سائد اأخرى(. ١٤٢٦ه� ديوان )كلما )طبعة ثانية(. ١٤٢٧ه�

القوم ال�سباح ل يحمد ديوان )وعند ١٤٢٩ه� ال�سرى(.

دي������وان )ع���ط���ر ال��ق�����س��ي��د و���س��ح��و ١٤٣١ه� المفردات(.

ديوان )وطني ع�سقتك مجدا.. حملتك ١٤٣١ه� وجدا(.

ديوان )اأنا�سيد من بينانج(. ١٤٣٣ه�

�سر اأو الع�سري ال�سعر ف��ي الفكري الإن��ت��اج الوليف �سعر ابن العارف.

للديو�ن �لمخطوط �أخرى و�أذكر في م�شودة العارف« لبن »المعارف الفرعي العنوان كان والأزاهير، واأعتقد اأني اأطلعت اأحد زمالئي في دار التوحيد – اآنذاك – وا�سمه م�سفر المالكي، فكتب لي مالحظة فيها ت�سجيع وتثبيط في الآن

نف�سه!

وعلى اأية حال، لم اأ�ستمع لن�سيحته، ووا�سلت )بدائية(، الآن اأ�سميها التي ال�سعرية الكتابة ولكنها تمثل خطوة اأولية على طريق ال�سعر. وقد

كانت الوقود لما يليها من مراحل!!

اأم���ا ال��م��رح��ل��ة ال��ث��ان��ي��ة م��ن ت��ل��ك ال��ب��داي��ات التكوينية والت�سكل ال�سعري، فهي اأثناء الدرا�سة التحقت اإذ ،)٩٧/٩٦ -٩٤/٩٣( الجامعية بكلية ال�سريعة بمكة المكرمة، في ق�سم التاريخ والح�سارة الإ�سالمية. وكان من حظي اأن اأتتلمذ قامات على واآداب��ه��ا العربية اللغة حقول في ال�سعودي واللغوي الثقافي الم�سهد في �سامقة والعربي، فكان من معلمي تلك المرحلة الأ�ستاذ الدكتور نا�سر الر�سيد)١( الذي عر�ست عليه اأحد وتمحي�سه عليه لالإطالع ال�سعرية الن�سو�س بالكلية، الطالب للن�سر في مجلة ندوة وتقويمه ل عليه و�سجعني على ن�سره؛ وقد اأعجب به وعدفكان ذلك اأول ن�س �سعري لي ين�سر في المجلة ١٣٩٦ه���. ع��ام ال�ساد�س عددها في المذكورة اإحدى �سفحات كتاب وكان مطلعه قد كتب في مقررا كان الذي ال�سدى(، وبل الندى )قطر

علينا في مادة اللغة العربية اآنذاك.

والأدبية، ال�سعرية ثقافتنا اأثروا الذين ومن الأ�ساتذة الذين كنا تتلقى الأدب والن�سو�س على

ومحا�سراتهم ندواتهم اإلى ن�ستمع اأو اأيديهم، الأدبية في الكلية وهم: د. عبدالب�سير عبداهلل ود. ع��ب��دال��دائ��م، ها�سم محمد ود. ح�سين، �سمات تعلمت ومنهم م����رزوق، عبدال�سبور معرفيا زادا فكان ال�سعري؛ والن�س ال�سعرية

اأثرى تجربتي ال�سعرية في �سورتها الأولية.

من الكثير المرحلة ه��ذه ن��ت��اج م��ن وك���ان الق�سائد والن�سو�س التي �سكلت م�سودة الديوان »�لنف�ض وعنونته �أي�شا بيدي �لمخطوط �لثاني الق�سائد م��ن الكثير اإ���س��اف��ة بعد ال��ح��زي��ن«، والتي الثالثة، التكوينية المرحلة من الجديدة عملت فقد الجامعة، بعد ما �سنوات في كانت لي تتفتح وهنا ١٣٩٧ه����. منذ ج��دة في معلما اأبواب الثقافة الجديدة التي لم اأكن اأعرفها في فال�سحافة ال�سعري. والتكون الت�سكل بدايات والإذاعة والمجالت والمكتبات العامة وغيرها، ن��ادي جدة الثقافي الأدب��ي لكن الأب��رز والأه��م

الذي كان معلما ثقافيا بارزا اأنذاك.

في هذه المرحلة، بداأت اأتفاعل مع ال�سفحات والمدينة الثقافية في كل من عكاظ والمالحق والندوة ومجلة اقراأ والريا�س والجزيرة، واأر�سل لهم بع�س الإنتاج ال�سعري فيتم ن�سره وت�سويقه، وا�سحا ن��م��وا ال�سعرية تجربتي تنامت وهنا

وحقيقيا.

بداأت الحداثة كانت �سرعة الفترة في هذه تطل براأ�سها على الم�سهد الثقافي، وكنت �ساهد اآخر. كتابيا �سياقا لها اأف��رد اأن اأتمنى ع�سر محفزا كان ال�سعرية الحداثة �سراع اأن المهم وداعما لكل تطورات الن�س ال�سعري في تجربتي والق�سيدة التقليدية المدر�سة فبعد ال�سعرية، اإل��ى تحولت اأكتبها، كنت ال��ت��ي الكال�سيكية

ق�سيدة التفعيلة والنثر وربما الحداثوية.

Page 36: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

69 اجلوبة - �صيف 1434هـاجلوبة - �صيف 1434هـ68

الآخر مهما كان جارحا ففيه مكامن التغيير والتح�سين والتطوير وتعديل البو�سلة وخارطة الطريق!!

ن�سجها ثم وتناميها بداياتها منذ الجميلة ال�سعرية التجربة بهذه �سعيد اإنني اأق��ول اأن بقي والتجديد فيها. والبناء عليها لغد �سعري نا�سع وجميل. فال�سعر بوابتي اإلى الحياة والكون والإن�سان،

فاإن هذه ال�سيرة والم�سيرة ال�سعرية المكتوبة من قبل �ساحبها، فيها الكثير من الذاتية والأنا، والقليل من المو�سوعية والحيادية، ولكنها تجربة قلتها وكتبتها كما ع�ستها.. ولكن ما يقوله القارئ والناقد عنها هما محط غايتي ومنتهى اأملي؛ فكل ما قدمته �سعريا اأ�سبح ملك القارئ وهو الذي

يحكم له اأو يرد عليه، وما اأنا ال �ساعر – كما قال نزار قباني:

ــــا ــــئ ــــي ــــــــدا»�ــــــــســــــــعــــــــرت بــــــ�ــــــســــــئ فـــــــكـــــــونـــــــت �ــــس اأقــــــــ�ــــــــس اأن دون ـــــــة ـــــــعـــــــفـــــــوي باأنــــــــــــــا الـــــ�ـــــســـــفـــــتـــــان واأنـــــــــــــــــت الـــــ�ـــــســـــدىفــــــيــــــا قـــــــــارئـــــــــي يـــــــــا رفـــــــيـــــــق الـــــطـــــريـــــق غــــــدا�ـــــــــســـــــــاألـــــــــتـــــــــك بـــــــــــــــــاهلل كـــــــــــــن نـــــــاعـــــــمـــــــا حـــــــــروفـــــــــي �ـــــســـــمـــــمـــــت مـــــــــا اإذا كــــفــــانــــي اأحـــــــ�ـــــــســـــــن عــــــنــــــي قــــــيــــــل ــــــدا«اإذا الــــــجــــــي ــــــاعــــــر الــــــ�ــــــس ـــــــــب اأطـــــــــل وال

***

واأعتقد اأنني بعد هذه ال�سنوات ال�سعرية، و�سلت اإلى مرحلة الإ�ستقرار، وال�ستواء اإن لم يكن النتهاء.. واأخ�سى اأن تكون )ال�ستين( التي بلغتها – بداية الم�سوار لألقي ع�سا الترحال ال�سعرية ومغادرة الم�سهد

ال�سعري اإل من الزهديات والربانيات الروحية والتعبدية ي�ستنطقها ذلك ال�سعر الجميل!!

)١( هو الدكتور نا�سر بن �سعد الر�سيد )�ساعر وناقد متمكن(، عمل في كلية ال�سريعة بمكة حتى عام ١٤0٢ه� ثم انتقل اإلى جامعة الملك �سعود بالريا�س.

)٢( �ساعر �سعودي، ومذيع لمع، متخ�س�س في الفيزياء النووية وله ديوانان �سعريان. )٣( اأحد مذيعي اإذاعة الريا�س. .

مجتمعة اأو متفرقة الإ���س��دارات ه��ذه اأغلب حظيت وق��د بتغطيات ومقالت �سحفية، ودرا�سات نقدية وحوارات ثقافية

اأذكر منها:

»ال��رم��ل • ب��دي��وان��ي تعريف الحميد: ع��ب��دال��واح��د ال��ك��ات��ب ذاكرة«..

ديوان • في قراءة المنا�سبة، ذهنية بافقيه: ح�سين الناقد »ومن المحبة تنبت الأ�سجار«.

ف��ي مجموعة • ق���راءة ال��ع��ب��داهلل، ال�����س��وري جميل ال��ن��اق��د الق�سائد المن�سورة في عكاظ ١٤0٤ه�.

الناقد اليمني عبداهلل زيد �سالح: عن ديوان »وعند ال�سباح •ل يحمد القوم ال�سرى«.

الناقد ال�سعودي �سالح الح�سيني عن الديوان ال�سابق. •

اأما الدرا�سات النقدية لمجوعة دواويني ال�سعرية فمنها:

»المعذب • بعنوان: المكتبي، ح�سين ال�سوري الناقد درا�سة في �سعر يو�سف العارف«.

وروح • »المدينة بعنوان: النوباني، مي�سون لل�ساعرة درا�سة ال�ساعر«.

)كتاب مطبوع( بعنوان: »بواعث الغتراب وجموح التكوين.. •نادي عن �سدر ال��ع��ارف«. يو�سف �سعر في نقدية درا�سة

الق�سيم الأدبي عام ١٤٣٢ه�.

كل هذه الدرا�سات والأبحاث والمقالت ال�سحفية اأ�سهمت اإثراء التجربة، والدللة على مكامن الخلل، فاأفدت منها في وطورت اأدواتي ال�سعرية. اأنا مدين لكل من قراأني واأ�سار اإلى �سيء من الجمال ال�سعري في م�سيرتي ال�سعرية، ومدين اأي�سا لكل من قراأني واأبان خطاأ اأو خلال في الق�سيدة، اأو قدم روؤية تقويمية لمجمل اأو بع�س نتاجي ال�سعري؛ فمنهم اأفيد، فلي�س المبدع قال – كما اأي�سا ال�سعر ول �سغير ع��ن���دي كبير في عبداهلل ال�سيخان في �سهادته ال�سعرية التي قدم بها لديوانه ال��راأي قبول من بد ول تيماء«، اأب��واب على »الغناء الجديد

Page 37: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

71اجلوبة - �صيف 1434هـ70 اجلوبة - �صيف 1434هـ

ـــــدـــــــــــــ

نــقــت و

ــــــــاــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــصـــــــــ

را�ــد

القلق والخوف من الأمل الم�سحون بهاج�س فينا نف�سه، اإلى ال�ساعر فزع لذلك، الراهن؛ الواقع الأ�سى اأت��ون من ينقله اأم��ل ب�سي�س عن باحثا للذات الحقيقي ال��وع��ي اأ�سقاع اإل��ى والمعاناة

الإن�سانية.

ولعل تمركز النملة في بوؤرة التفاوؤل يقودنا اإلى القول: اإن �سيطرة بر�ثن �النك�شار و�ل�شقوط كانا والخذلن، الف�سل وج��ذور عنا�سر لرف�س دافعا

فيقول ق�سيدة بعنوان: )اأمنية(:في الحلم

�ست�سرح في عينيعينيك

�ساأطفو في بحر خيالك�ساأمحو عن ج�سدي

االأحزان�ساأغزل طق�سا

من �سوقكفي الحلم

اإن التنوع ال�سكلي الملحوظ في تجربة النملة، وارتقاء م�سامينه ال�سعرية، بالخروج من الدائرة ح�سور على اأك��ي��دة دلل��ة وال��وج��دان��ي��ة، الذاتية المتنامية، ال�ساعرة الذات في الإن�سانية الأبعاد ال�ساعرة )الأن��ا( اأ�سبحت هنا ومن والملتهبة، الناطقة الكونية، الإن�سانية )الأن���ا( اأنها على

بالم�سروعيات الكثيرة للمجتمع.

فالنملة ما يزال �سديد الإيمان بفاعلية ال�سعر الأمثل اأن��ه يرى يزال وما الهدف، نحو للو�سول الأن��ا م��ع��ان��اة وتج�سيد ال����ذات، ع��ذاب��ات لأداء

الحا�سرة.

يلحظ ال�سعري.. منجزه في يمعن من لهذا، عن وت��ب��ح��ث تتمو�سع ال�����س��ع��ري��ة ن�سو�سه اأن منافذ عميقة للخروج من ماآزق الظالم وال�سواد

المعي�س.

ومما ل �سك فيه اأن )اأيام ل تذبل فيها الورود( يمتح ال��دلل��ي��ة، ب��الأب��ع��اد رم���زي يطفح ع��ن��وان اأبعاد في وي�سرب عميق، واقع من �ساحبه فيه

اإن�سانية واجتماعية متباينة.

النملة لخطاب القارئ انتباه يلفت ما وثمة للما�سي، الحا�سر معانقة في يتجلى ال�سعري، خطابا عنوانها جاء ق�سيدة في ذلك ويتج�سد

مبا�سرا لالأب: )اأبي(، حيث يقول:اأبي

اأفق يا اأبياأطلت المكوثثالثون عاما

جرعتنابها من غيابك

طعم ال�سقاءاأفق يا اأبي

فبعدكما لل�سباح �سباح

»اأيام ل تذبل فيها الورود«لل�شاعر ال�شعودي عبدالكريم النملة

قراءة في الوجدانيات ومجابهة الذات

■ د. اإبراهيم الدهون- جامعة اجلوف*

ب��روؤي��ا م��اأزوم��ا النملة نجد ه��ن��ا، وم��ن بالخروج والأمل بالإ�سالح الحالم المفكر م���ن واق����ع ت��رك��ن ف��ي��ه م��ت��اه��ات ال��ت��خ��ل��ف ياع، اإنه العذاب المرير الذي يتجرعه وال�سال�����س��ع��ري��ة ن�سو�سه خ���الل م��ن ��اع��ر ال�����سالم�سرقة، ال��دلل��ي��ة ب��الأب��ع��اد ال��ط��اف��ح��ة التيه اأتون في للعي�س الراف�سة والتراكيب

والنحالل، اإذ يقول:

يا نف�ص مالك تاألمينتتوج�سينتتوقدين

كجمر الحنينترجين عمرا

قد اأفلخلف تالل ال�سنين

يبعث النملة، ي�ست�سعره ال��ذي الأل��م اإن

تطل علينا مجموعة �سعرية بعنوان: )اأيام ال تذبل فيها ال�سعودي عبدالكريم لل�ساعر اأدبي اإنجاز الــورود( ك�سابع النملة، ال�سادرة عن دار اأزمنة للن�سر والتوزيع في عمان،

2013م.

يــقــع الــــديــــوان فـــي مــئــة و�ــســتــيــن �ــســفــحــة مـــن القطع النملة- فيه يطرح �سعريا، ا ن�س )21( وي�سم المتو�سط، غالبا- وجدانياته الذاتية، ونماذج من �سيرته االإن�سانية، التي تتج�سد بم�ساهد الطفولة، وطقو�ص مدينته الوادعة.

والجمل الركيكة، والتراكيب اللغوية، الهفوات من ال�ساعر ديــوان في كــان واإذا ال�سعرية ال�سطحية -اأحيانا- فاإن ذلك ال يقلل من قيمة الم�سمون الداللي والغر�سي

للعمل االأدبي.

Page 38: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

73اجلوبة - �صيف 1434هـ72 اجلوبة - �صيف 1434هـ

ـــــدـــــــــــــ

نــقــت و

ــــــــاــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــصـــــــــ

را�ــد

يقدم ربيع جابر في روايته مقاربة نف�سية ل�سخو�س عانت من ويالت الحرب، مثل الأب حياتين.. يعي�سان اللذين »اإيليا« الأكبر والأخ تت�سم الأول���ى ال��خ��ارج، وحياة ال��داخ��ل حياة والتي فر�ست والبط�س والختطاف، بالق�سوة حياة والأخ���رى البيت؛ اأ���س��وار خ��ارج عليهما يتجلى كما الأ�سرة؛ عالقات بحميمية دافئة باأمه واعتنائه لأخ��وات��ه »اإي��ل��ي��ا« تعنيف ف��ي العليلة، كاأنها ابنته اأو كاأنما لم تنجب غيره.. و�سدمة ال�سارد/ الطفل الذي وجد نف�سه يحل محل �سبي اآخر، في الأ�سرة، والأب الذي بين بعد اآخر، �سخ�س اإلى تحول و�سحاها ع�سية عثوره على جثة ابنه ال�سغير »مارون« مرمية ال�سيارات، �سبيل يعتر�س ف�سار ال�سارع، في

وي��ط��ل��ق ال��ر���س��ا���س ع��ن��د ال��ح��واج��ز... لكنه الذي ال�سغير »م���ارون« قتل من رفيقه منع تم كطفل ال�سيارة يغادر ي��راه وهو �سيتبناه، النوم... اإل��ى حاجة في ي��زال ل وهو اإيقاظه وتتفاقم والوح�سية، القتل من ين�سحب ثم موت بعد اأ�سرته، عن ابتعادا ويزداد عزلته، اإل��ى م��رب الأم/ال���زوج���ة، ويتحول -ف��ج��اأة- لع�سافير الكناري.. )الع�سافير عامة، ترمز للرقة والجمال والعمر الق�سير اأي�سا، بيد اأن باألوانها البهاء قمة تمثل الكناري ع�سافير الكاتب اأن اإلينا ويخيل الخالبة(، وزقزقتها اختارها معادل جماليا، للحياة.. هذه النعمة الربانية التي ل تقل بهاء وعذوبة عن ع�سافير �سوت من عليها يخاف الأب فنرى الكناري،

الح�سية بمتعها العاطفية المغامرات على يحيل قد كعنوان مخاتل، االعترافات يع�سق الـــذي الــقــارئ لكن الخطايا، اأو ومباهجها بالحياة لالحتفاء تــجــل كاأبهى الحرب غير ربيع »اعــتــرافــات« فــي يجد لــن الأنــه اأمــلــه، �سيخيب المثيرة، العناوين كيف المناخ، هذا مثل ففي والقتلى. والمعطوبين والمفقودين والخراب والدمار

يمكن للكاتب االحتفاء بالحياة اأو ممار�ستها ب�سكل طبيعي؟

اإنها الحرب االأهلية!

اعترافات ربيع جابر

■ ه�شام بن�شاوي*

لإ�سعال ويوظفه الما�سي اعر ال�س ي�ستثمر الحياة م��ن ���س��ك��واه ليك�سف ال��ح��ا���س��ر، ج���ذوة واإح�سا�سه بثقل الوجود، في�سكل الأب عند النملة المنقذ، والم�ساعد لبث عنا�سر الأمل والنجاة من

المرحلة البائ�سة.

ويوا�سل النملة تاألمه وتهوامه مت�سائال عن دور الإن�سان في هذا الوجود، ومنكفيا اإلى ذاته طورا، واأهلها.. الدنيا دن�س ف��وق بنف�سه ي�سمو حتى والنقاء، الطهر يحدوها ا�ست�سرافية رحلة في

والتجرد من بذور التقهقر، ومن ذلك قوله:اآه، و�سكواي

من لحظة راع�سةتدوي في دمي

ك�سل�سالت مدىنا�سية

كريح �سر�سر عاتيةاآه، و�سكواي

من دروب تائهةتجتاز اأ�سوار اأيامي

خاتلة

ثنائية: اإلى ال�سابق عري ال�س الم�سهد يحيلنا المحاور اأهم من تعد والتي والأم��ل(، )الياأ�س، ه ال�سعري، التي ا�ستند عليها ال�ساعر في بناء ن�س)الفرح الموت(، )الحياة- ثنائية: تجلت كما الخوف(، الجفاف(، )الأمان الحزن(، )النماء

)القرب البعد(.

فكرية يك�سف عن حالت اعر ال�س فاإن وعليه، تناوله في ومتعددة متباينة ونف�سية و�سعورية لثنائية: )الياأ�س، والأمل(، وهذا يتج�سد في معظم ق�سائده، والذي يتبدى من خاللها �سراعا �ساريا التنامي ويكون )الياأ�س-الأمل(، عن�سري بين

اللغوي للق�سيدة قائما على المناف�سة بينهما.

وتارة الق�سيدة، الياأ�س في خاتمة يعلو فتارة يخفت الأمل. هذا اإ�سافة اإلى اأن ق�سائد الديوان راع بين القطبين الأخرى ل نلم�س فيها هذا ال�سحالة اأم���ام اإن��ن��ا اأي المذكورين. المتناق�سين فريدة، ومتجذرة قائمة على اأ�سا�س الياأ�س القابع في كل �سيء وفي كل مكان، اأو على اأ�سا�س الأمل والإن�سان الحلم بانت�سار الأمل والأكيد، الواثق

والخير.

تلكم عن التعبيرية ال�ساعر طرائق وتتباين القطبين ه��ذي��ن ع��ن ي��ع��ب��ر ف��م��رة ال������دللت، ف��ن��ق��راأ وم��ب��ا���س��ر، وا���س��ح ب�سكل ال��م��ت��ن��اف��ري��ن مفردتي: )الياأ�س والأمل( ب�سكل �سارخ ل يتطلب )عن ق�سائد: نحو الجهد، اأو البحث اأو التاأويل ومرة رث��اء(، بائ�سة، نجمة رم��اد اأبحث، نف�سي الياأ�س على ت��دل قريبة اأو رديفة مفردات نقراأ الليل، اأروقة عبر )�سفر ق�سائد: نحو الأمل، اأو

ا�ستعالت ال�سواد،...(.

ال�سعرية المجموعة ه��ذه تكن ل��م اأخ��ي��را، اأخ��رى مجموعات ل��ه ب��ل الأول����ى، ه��ي لل�ساعر قراءتها، بعد الدار�س لذلك خرج �سابقة عليها، فهو الق�سيدة، �سكل في مجددا بداأ ال�ساعر اأن متحرر اإلى حد ما من النمط التقليدي للق�سيدة ق�سائد معظم التجديد ه��ذا و�سمل العربية،

الديوان.

بال�سفافية النملة لغة ام��ت��ازت فقد وعليه، والو�سوح، فهي بعيدة عن لغة الغمو�س والتهويم نا�سعة فمفرداته اللفظية، والتعابير ور ال�س في وا�سحة ل غمو�س فيها، وت�سور اأفكاره وم�ساعره باأ�سلوب اأقرب فيه اإلى الت�سريح المليح منه اإلى منهج ذو ال�ساعر اأن اإل��ى ي�سير وه��ذا التلميح، عري ل يحتاج اإلى كد تعبيري �سل�س، وقامو�سه ال�س

ذهني وبحث في معاني اللغة البعيدة.

اأكاديمي وناقد من الأردن - جامعة الجوف. *

Page 39: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

75اجلوبة - �صيف 1434هـ74 اجلوبة - �صيف 1434هـ

ـــــدـــــــــــــ

نــقــت و

ــــــــاــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــصـــــــــ

را�ــد

الق�سف واأزيز الر�سا�س(.

اأما »مارون«، فعند معرفته ال��ح��ق��ي��ق��ة، ت��ن��ق��ل��ب ح��ي��ات��ه اإل���ى م��ن��ام��ات، ا���س��ت��ذك��ارات ومحاولة للبحث عن الحقيقة، انتهاء ورغ��م ج���دوى.. ودون الجرح ظل الأهلية، الحرب الداخلي نازفا، ولم ي�ستطع اأن طبيعي، ب�سكل حياته يمار�س من اأو الجامعة في كزمالئه ف��ي ال�����س��ارع.. ف����الأب ال��ذي قاتل نف�سه هو واأن��ق��ذه تبناه ذكرى عليه وت�سيطر اأ�سرته،

نجاته من حادث اغتيال اأ�سرته، ويحاول اأن يتذكر يعي�س نف�سه وج��د هكذا عبثا. لكن الأول، ا�سمه حياة لم يخترها.. كاأي مواطن لبناني عانى الحرب والجار، الأخ �سوى لي�س -هنا- وال��ع��دو الأهلية، والدمار ل يطال العمران والأج�ساد فقط، بل يعطب الأرواح اأي�سا، حتى لو كانت العاهة غير مرئية، ول انعك�س الدمار هذا الأب�سع.. هو وهذا مح�سو�سة، اأ�سبه باأنها يح�س فالقارئ ال��رواي��ة، معمار على والحكاية بالحبكة معني غير الكاتب وكاأن بمزق، البناء الذاكرة مخاتلة، ما يجعل والتفا�سيل.. لأن باأن تح�س تجعلك العنكبوت؛ ببيت اأ�سبه الفني الأحداث ل تتقدم، بل تتراجع اإلى الخلف، ما يحتم مزق لتجميع اليقظة منتهى ف��ي تكون اأن عليك بع�سا، بع�سها تلغي التي وال��ذك��ري��ات الحكايات تذكر فقد حاول الذاكرة، في الطبقية بتراكماتها لم وف�سل. ب��ع��ده، وم��ا ال��ح��ادث قبل م��ا تفا�سيل ي�ستطع اأن يفعل مثل والد �سديقته »كري�ستين« حين فاتجه الغابة، في وهو ا�سمه ون�سي ذاكرته، فقد نحو �سوء القرية وطرق اأول باب، و�ساأل العجوز هل

عرفته وما ا�سمه..

�سرع مع �سديقه »اأنطوان« ف����ي ال���ب���ح���ث ف����ي اأر����س���ي���ف التي ال�سيارات عن الجرائد المفقودين، و�سور احترقت، ل��ك��ن ي�����س��دم ب����اأن ال��م��ل��ف��ات �ساعت اأو احترقت، وي�ستغرب كيف اأنه يحفظ اأدق التفا�سيل واأت���ف���ه���ه���ا، وي��ن�����س��ى ا���س��م��ه ت�ساعيف وع���ب���ر ال���ق���دي���م. ال���رواي���ة ي��ت��داخ��ل ���س��وت��ان، اإلى حديثه في »اإيليا« �سوت نجواه في و»م��ارون« اعترافاته، لنقل اأو »م��ارون«، الكاتب اإل���ى حديثه ث��م لنف�سه/للقارئ، وب��وح��ه نف�سه/ ربيع جابر: »اإذا كتبت يوما حياتي في كتاب يا ربيع، اأرجو اأن تبداأ ق�ستي بهذه الجملة: قو�سوني على خط التما�س الذي يقطع بيروت ن�سفين �سنة

١٩٧٦م، واأبي حملني واأخذني اإلى بيته«.

اأدب��اء عنها كتب التي تلك عك�س هنا الحرب العدو لأن ج���دا.. قاتمة ب��روؤي��ة اإن��ه��ا ال�ستينيات، �ساب بروؤية هي اأي�سا �سابقا. اأ�سرنا كما داخلي، تزامنت التي الأه��ل��ي��ة، ال��ح��رب فظاعات عاي�س ونتاجه تفكيره على فهيمنت طفولته، مع بداياتها في الموغل القاتم بالن�س ن�سدم لن لذا الأدب��ي؛ ال�����س��وداوي��ة، ب��ل »الع��ت��راف��ات« تدفع ال��ق��ارئ اإل��ى التعاطف مع بلد اأنهكته الحروب. ورغم ذلك حاول ربيع جابر اأن يمنح بع�س التفاوؤل لروح بطل روايته، قطعة كانت لو كما بالحياة، ال�ستمتاع اإلى ودفعه

حلوى كبيرة«.

كاتب من المغرب. *

معايير الكتابة للطفل

تحديدها يمكن �شروط هناك توجد ال ذلك وفي الأط��ف��ال. اأدب ن�سو�س لمعايير المتخ�س�سون، العرب الأدب���اء اأح��د يقول خالل »م��ن لالأطفال: للكتابة روؤيته �سمن يكرر العربية الموؤلفات من العديد ق��راءة بع�سهم مقولة اأن يكون الأ�سلوب الذي يكتب فيه للطفل �سهال ووا�سحا ومبا�سرا، ويتالءم الزمني؛ عمره وم��راع��اة الطفل عقلية مع وهو مفهوم يحد من عملية الإبداع والتنويع، روؤية الحقيقة في وتلك الخيال«. واختراق

خاطئة؛ فكرته بع�سهم يعتقده وما �سائبة، والأط��ف��ال الأم�����س، طفل غير ال��ي��وم فطفل ج��دات��ه��م ح��ك��اي��ات تلهيهم ك��ان��ت ال��ذي��ن اليوم اأطفال هم لي�سوا اأمهاتهم، وق�س�س بفكرة يقتنعون ل الذين الخيال، الوا�سعو اأو ح��ك��اي��ة م��ب��ال��غ ف��ي اأح��داث��ه��ا ���س��اذج��ة، منفتحة اأ�سبحت فالعقول و�سخ�سياتها؛ ورقمية حا�سوبية وعوالم اأرح��ب، اآفاق على في مهاراتهم الع�سر هذا ولأطفال اأو�سع. حكاية تخيفهم ل لذلك التقنية، ا�ستخدام الخرافية، الأ�ساطير توؤدبهم ول الغولة، الخيال لق�س�س م�سدودين نجدهم ولكننا

ا�ستهاللة

الربط بين االأدب والتربية له دالالته وعالماته في حياة االإن�سان وتعليمه؛ ذلك الأن اأ�سول التربية واأهدافها تعتمد اعتمادا كليا في مناهجها على ما يوؤثر في االإرتقاء هنا، ومــن االإن�سان؛ لــدى والفكر الثقافة م�ستوى ورفــع والعقل، التفكير بم�ستوى

جاءت �سرورة االهتمام بثقافة الطفل �سمن مناهج التربية.

الكتابة كانت واإذا كذلك متخ�س�سوه. وله ومفاهيمه، اأ�ساليبه له االأطفال واأدب اأكثر ال�سغار لعقول الكتابة فاإن وفكرية، اإبداعية مهارات اإلى تحتاج الكبار لعقول اأهمية وتعقيدا؛ فلي�ص من ال�سهل تقديم مادة اأدبية اأو فكرية يمكن اأن يتقبلها الطفل، ما واالإثـــارة الت�سويق من فيه واالأ�سلوب وا�سحة، والعبارة �سهلة، اللغة تكن لم ما

يحبب الطفل للتعليم والقراءة.

مفاهيم معا�شرةلأدب الأطفال

■ حممد علي قد�ص*

Page 40: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

77اجلوبة - �صيف 1434هـ76 اجلوبة - �صيف 1434هـ

ـــــدـــــــــــــ

نــقــت و

ــــــــاــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــصـــــــــ

را�ــد

ال�سقعبي، عبدالعزيز المحيميد، يو�سف خال، محمد علوان، خيرية ال�سقاف، �سريفة ال�سمالن،

فريدة فار�سي، وغيرهم.

القامو�ص اللغوي لأدب الطفل

العالمي اأدب الأطفال يوؤكد المتخ�س�سون في مراعاة اأن اأي��ك«، و»ج��ون راي��در« »وينفر ومنهم التي اللوازم اأهم من اللغوي، بالقامو�س اللتزام يوؤخذ بها والتقيد بمفرداتها في الكتابة لالأطفال؛ �سن في هم الذين الأط��ف��ال ويفهمه يتقبله فما لالأطفال بالن�سبة و�ساذجا تافها يبدو الخام�سة النمو اأن اإذ ع�سرة، الحادية �سن بلغوا ال��ذي��ن بمراحل - العلماء ي��وؤك��د كما - مرتبط اللغوي وهناك وعاطفيا، وعقليا ج�سديا المختلفة النمو قاعدة في هذه الم�ساألة، وهي اأن اللغة التي يكتب نموه درجة مع متوافقة تكون اأن يجب للطفل بها اللغوي. ومن هنا، نرى جدوى التحذير من م�ساهدة اأو الأفالم ال�سينمائية الأطفال للر�سوم المتحركة اأع��م��اره��م، ول م��ع ت��ت��الءم لغتها ل ت��ك��ون ال��ت��ي اللغوي. ولذلك فاإن مراعاة الأخذ تنا�سب نموهم والعقلية اللغوية خ�سائ�سها لها لغوية بمفردات والجتماعية، هي التي تحدد قامو�س اأدب الأطفال فالأطفال ل��ه��م. القرائية الن�سو�س وم��وؤل��ف��ات المحيطة البيئة من اللغوي ر�سيدهم يكت�سبون بهم، وهي بيئة ثقافية لها مكوناتها، والطفل يقلد

الكلمات والحركات ويحاكي ما ي�سمع ويرى.

اآراء التربويين في الكتابة لالأطفال

بها يوؤخذ التي والتعليمية التربوية الآراء من الطفل، اأدب لغة لقامو�س المكونة اللغة تكون اأن موائمة لعمره، ومنا�سبة لقدراته، ومفهومة بالقدر فهم تعلو قد التي العبارة اأو فاللفظة الكافي. الطفل مرفو�سة، كما اأن فر�س ن�سو�س ل يفهمها يحذر اإ�سكالية تعد عقله، ي�ستوعبها ول الطفل

منها التربويون وعلماء النف�س والجتماع.

ال��دك��ت��ور ي��ق��ول ك��م��ا ا���س��ت��ع��ر���س��ن��ا، م��ا واإذا اأدب ف��ي »روؤي����ة كتابه ف��ي ح�سين ع��ب��دال��رزاق تاريخنا، ف��ي الأف���ذاذ العلماء �سير الأط��ف��ال«، والأح��ادي��ث الكريم ال��ق��راآن حفظوا قد نجدهم يفوق ما الأ�سعار من وحفظوا ال�سريفة، النبوية قدراتهم العقلية وهم في �سن الطفولة، ذلك لأن اللغوي رغم حداثة العلمي وقامو�سهم تح�سيلهم اأن تكون قدراتهم م�ستوعبة.. �سنهم، مكنهم من بطالقة فا�ستهروا وق���رءوا؛ حفظوا ما وته�سم الل�سان وحالوة البيان، وتربت اأذواقهم على العلم والأحاديث القراآن حفظوا قد كانوا واإن الرفيع، بالن�سبة الن�سو�س ه��ذه األ��ف��اظ �سعوبة رغ��م يفهموا لم ال�سن تلك في حتما فاإنهم لالأطفال، حفظوا وال��ذي��ن معانيه. ي��درك��وا ول��م األ��ف��اظ��ه، في حفظه عليهم ي�سعب مبكرة �سن في القراآن ال�سغر في العلم )اإن قيل وقديما متاأخرة، �سن كالنق�س على الحجر(. فيما روته كتب ال�سلف اأن عتبة بن �سفيان اأو�سى موؤدب اأولده قائال: »علمهم تتركهم ول فيملوه، عليه تكرههم ول اهلل كتاب منه فيهجروه، ثم حفظهم من ال�سعر اأعفه، ومن اأ�سرفه، وعلمهم �سير الحكماء، واأخالق الحديث

الأدباء«.

ال�سلف عناية في حديثه عن الجاحظ ويقول الأرجاز، �سبيانهم يروون »كانوا اأطفالهم: بلغة ويعلمونهم المناقالت، وياأمرونهم برفع ال�سوت، ويفتح اللهاة، يفتق ذلك لأن الإع��راب، وتحقيق الجرم، والل�سان اإذا اأكثرت تقليبه رق ولن. واإذا الل�سان اأن اإلى اإ�سارة وهو غلظ«. اإ�سكاته اأطلت الفكرية ق��درات��ه وتنمية الطفل تح�سيل ع��دة واللغوية. ويقول ابن خلدون في مقدمته: »اإن تعليم به اأخذ الدين، �سعائر �سعار من للقراآن الولدان اأهل الملة، ودرجوا عليه في جميع اأم�سارهم، لما ي�سبق فيه اإلى القلوب من ر�سوخ الإيمان، وعقائده من اآيات القراآن، و�سار القراآن اأ�سل التعليم الذي

ينبني عليه ما يحل عليه الولد ويقوي ملكاته«.

العلمي، وهذا وا�سح من خالل تعلقهم ومتابعتهم كاثلين جوان ال�سابة الإنجليزية الكاتبة لروايات رولنغ )هاري بورتر(، وما اأنتج لالأطفال من اأفالم وما خيالهم. وتو�سع اأذهانهم ت�سحذ �سينمائية، يتلقاه الطفل في هذا الع�سر من محيطه الأ�سري ويتاأثر يتلقاه ال��ذي بالقدر هو لي�س ومدر�سته، متعددة. وتكنولوجية اإعالمية و�سائل عبر ب��ه اليوم وتعليمهم اأطفال وهنا، تكمن �سعوبة تربية

وتثقيفهم وترفيههم.

هل نحدد مفهوما م�شتقال لأدب الطفل؟

�سوؤال تتحدد من خالل الإجابة عليه ما يمكن الطفل. لأدب الجديد التو�سيف اأو التعريف عده يوؤكد الباحثون والمتخ�س�سون في اأدب الطفل، اأن التفاق على مفهوم جديد لهذا اللون من الأدب، األ��وان الإب��داع الموجه ل يخرج عن كونه لون من ويتنا�سب والعمرية، العقلية خا�سيتها لها لفئة تفكيره وم�ستوى وم��ه��ارات��ه، الطفل ق���درات م��ع ومداركه. وكل لون من األوان الإبداع الأدبي الموجه للطفل �سواء كان ق�سة اأو �سعرا اأو م�سرحية، ي�سهم وي�سور لالأطفال، والتعليم والتوجيه التربية في في توؤثر التي والأخيلة الأفكار من مجموعة لهم موجه اأدب فهو ومداركهم، ومهاراتهم اأفكارهم

لهم، ويحقق اأهدافه في التاأثير عليهم.

الأط��ف��ال، ب���اأدب الأدب����اء اهتم ال��ق��دم، منذ القدماء �ساحب الأدب���اء ه���وؤلء اأب���رز م��ن وك��ان اأ�سهر وم��ن المقفع، بن عبداهلل ودم��ن��ة« »كليلة اأحمد الطفل باأدب اهتماما الأكثر العربية اأدباء �سوقي، وكامل الكيالني، وميخائيل نعيمه، وتوفيق الكبير الأدي��ب يقول القلماوي. و�سهير الحكيم، الأطفال كتب موؤلف يو�سف عبدالتواب الأ�ستاذ »عا�س الطفل: اأدب ف��ي المتخ�س�س وال��ن��اق��د بع�سهم اأحبوا الكبار، كتب على عالة الأط��ف��ال تب�سيط بعبء الكتاب بع�س ونه�س كبيرا، حبا فاأقبلوا الأعمار، كل ا�ستهوت التي الأعمال هذه

الطويلة والقائمة النظير«، منقطع اإقبال عليها لهذه الأعمال، نرى اأنها بمثابة جذور �سجرة اأدب الكتب من كبيرا عددا القائمة وت�سم الأطفال،

التي اأ�سبحت من التراث.

القاعدة بمثابة الأوائل الغرب اأدباء كتب تعد ومن الأدب، األ��وان من اللون لهذا المرجعية اأو ك��روزو( )روبن�سون واأ���س��ه��ره��ا: الأع��م��ال، ه��ذه لدانيال ديفو، )رحالت جنيفر( لجونتان �سويفت، لت�سارلز ديكنز، )روبن هود( الميالد( )اأن�سودة وايلد، لأو���س��ك��ار كي�سوت( )دون ب��اب��ل، ل��ه��وارد و)موبي �ستيفن�سون، لروبرت الكنز( )جزيرة بين الأعمال ظهرت لهرمان ملقيل. وهذه ديك( تلك اأح��داث علقت وق��د ١٦٧٨-١٨٨٤م. عامي الأبطال لأن والكبار؛ ال�سغار عقول في الأعمال

في اأحداث تلك الق�س�س كانوا فتيانا واأطفال.

اأدباوؤنا وتجارب الكتابة لالأطفال

الأطفال لأدب كان ال�سعودي، اأدبنا تاريخ في ن�سيبه، اإذ اهتم عدد كبير من اأدبائنا و�سعرائنا بالطفل.. واهتموا بثقافته. ومن بين هوؤلء الذين الموجه الأدب���ي واإنتاجهم الفكري تراثهم لهم لالأطفال الأدباء: طاهر زمخ�سري، عزيز �سياء، ال�سباعي، اأحمد قنديل، اأحمد القر�سي، ح�سن ع�سام خوقير، و�سميرة خا�سقجي. وكان الأ�ستاذ طاهر زمخ�سري اأول من اأ�سدر مجلة متخ�س�سة ل��ث��ق��اف��ة ال��ط��ف��ل، وه����ي م��ج��ل��ة ال���رو����س���ة، وق��د ١٩٥٩م. عام اأكتوبر في منها الأول �سدرالعدد �سياء وعزيز زمخ�سري طاهر الأ�ستاذان وكتب وجدان خاطبت التي الأطفال اأنا�سيد من عددا

اأطفالنا واأثرت في ثقافتهم.

اأدب��اء عند الطفل ب��اأدب الهتمام يتوقف لم اأدباء اهتم ال�سعودي، فقد اأدبنا الأول في الجيل اإنتاجهم ولهم الطفل.. ب��اأدب المعا�سر الجيل المتخ�س�س والموؤثر، الذي يتفق مع ذهنية طفل عبده الأدب��اء: ه��وؤلء ومن وقدراته. الع�سر هذا

Page 41: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

79اجلوبة - �صيف 1434هـ78 اجلوبة - �صيف 1434هـ

رةصــــــــ

�ــــــــقــــــــ

ص �ــــــــ

صــــــــ�ــــــــ

قــــــــ

قا�سة من ال�سعودية. *

جفــــــاف

■ ليلى احلربي*

اقطت كل الروؤى..! وا�س

واأنفا�س نب�س فيه من وما جال عمري وذكرى، وب�سر..

األم من خالله ان�ساب ما وكل �سبري ودمع..

حلمي وك���ل م��ا ت����راءى ف��ي��ه م��ن ���س��ور واأ�سوات..

واأغان ل ت�سكتها ال�سباحات..

بل تطارحها الهوى.

اأوردت���ي ف��ي ال��ه��ادر ال��دم يتدفق حين فاإنه الحياة.. تراتيل في طريقه يجد فال

�سيجمد.

وحين يمتد ب�سري فال يجد ما ي�سطدم

به فاإنه لن يرتد

�ساأغم�س عيني كي اأ�سافر

ب�سور المحاطة حديقتي اأزور وحين اأقترب الإ�سمنتي.. ال�سور يعتلي حديدي،

من الزهور التي انتحرت..

ل ك��ي اأح��ج��م، لكنني لم�سها اأح����اول من فرحتها.. غال من يدي.. في اقط ت�س

�سامها �سوء الجفاف..!

من بدد عطرها

وهل بالطلول للونها طيف..!

اأقفل عائدة اإلى �سجني..

�سوت المزلج ورائي حين األج

يهزاأ بالتفاتتي..

اأدب الأطفال في تراثنا العربي

ودمنة كليلة قراأ �سوقي، اأحمد ال�سعراء اأمير اأن واأح��ب لفونتين، حكايات وق��راأ المقفع، لبن واقتب�س الطفل، اأدب في وتراثه تجربته له تكون لفونتين، والثعلب(عن )ال��دي��ك حكاية �سوقي اأن يخدع ديكا اأراد وهي ق�سة تحكي ق�سة ثعلب ليعلمه جاء اأنه فاأوهمه ال�سجرة، فوق يقف كان اأن ال�سالم ا�ستتب بين الحيوانات وانتهاء العدوان ال�سجرة على من ينزل اأن وعليه بينهم، فيما ليحتفل معه بهذه المنا�سبة، فاأ�سار الديك الذكي لتحتفل ق��ادم��ة ال�سيد ك��الب ب���اأن البعيد اإل���ى يخ�سى لأنه الذئب هاربا فاأ�سرع المنا�سبة، بهذه بين ال�سالم بخبر ت�سمع ل��م ال��ك��الب تكون اأن باأبيات قال الحيوانات. نظم �سوقي هذه الحكاية

فيها:ـــــا ــــــ ــــــ ـــــــب يـــــومــــــ ــــــــرز الـــــــثـــــــعـــــــل ـــــــــ بـــــــــ

فـــــــــي �ــــــســــــعـــــــــــــار الـــــواعـــــظـــــيـــــنـــــــــــــــــــــــا

فــــمــــ�ــــســــى فـــــــي االأر�ــــــــــــــــص يــــهـــــــــديويـــــــ�ـــــــســـــــب الــــمــــاكــــريــــنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ويـــــــــــقـــــــــــول الــــــــحــــــــمــــــــد لــــلــــــــا ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــه اإلــــــــــــــــــــه الـــعـــالـــمـــيـــنــــ ـــــ ـــــ ـ

ــــوا ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ــــوب ت اهلل ــــــــاد عــــــــب يــــــــــا ــــا ـــــ ـــــ ـــــ ـــــف الــــتــــائــــبــــيــــن ــــــ فـــــــهـــــــو كـــــهــــــ

اإلى اأن يقول:ــــــــــــــــوؤذن واطـــــــــلـــــــــبـــــــــوا الــــــــــديــــــــــك ي

ـــــالة الـــــ�ـــــســـــــــــــــــــــــبـــــح فـــيـــنـــا ــــــ ــــــ لـــــ�ـــــس

فــــــــــاأتــــــــــى الــــــــــديــــــــــك ر�ـــــســـــــــــــــــــــــــــــوالمــــــــن اإمــــــــــــــــام الـــنـــا�ـــســـكـــيـــنـــــــــــــــــــــــــــــــا

مبدعا وك���ان ل��الأط��ف��ال، كثير �سعر ل�سوقي ولالأديبة التربوية. ال�سعرية وخالقا في ن�سو�سه في القيمة موؤلفاتها القلماوي �سهير الدكتورة

جدتي(، )حكايات اأ�سهرها ولعل الأطفال اأدب وما وليلة ليلة األ��ف حكايات فيها �ساغت وق��د والأربعون حرامي(، بابا فيها من ق�س�س )علي )�سهرزاد(، )عالء الدين والم�سباح ال�سحري(، بغداد(وغيرها. )ل�س البحري(، )ال�سندباد الأقرب الحكايات هذه �سياغة في لغتها وكانت اأطفال وحفظ واإدراك���ه، الطفل لعقلية والأن�سب ج��ي��ل ال�����س��ت��ي��ن��ي��ات ال��م��ي��الدي��ة م���ن خ���الل ه��ذه رواد ومن الكبار. بع�س يقراأه لم ما الحكايات، الكتابة للطفل الأ�ستاذ كامل الكيالني، وقد اأثرت كتبه وحكاياته في اأجيال مختلفة، و فتح لأطفالنا الق�س�س من العالمي الأدب على م�سرعة نوافذ في تاأثيرها لها كان التي الرائعة والم�سرحيات

ثقافة الطفل العربي.

اأن اإل كثيرة، ن��م��اذج ال�سعودي، اأدب��ن��ا وف��ي في اآث���اره ل��ه زمخ�سرى ط��اه��ر ال��رائ��د ال�ساعر اأول باإ�سدار بثقافته، واهتمامه للطفل، الكتابة مجلة �سعودية لالأطفال في ال�ستينيات الميالدية. من وهي )جدتي(، بعنوان م�سهورة اأن�سودة وله الأنا�سيد التي يتغنى بها الأطفال بعد اأن تعلموها في مناهجهم التعليمية، واأخذوا يرددونها حبا في

مدينتهم مرتع طفولتهم )جدة( وفيها يقول:

ــــى ـــــ جــــــدتـــــــــــــــــــــــــــي مـــــــــوكـــــــــب الــــمــــنـــــــــال فــــــــي و�ـــــســـــــــــــــــــــــاح مــــــــن الــــجــــمـــــ

ـــــــــــنـــــا ـــــطـــــك الـــــ�ـــــس ـــــس طــــــــــــاف فـــــــــي �ـــــك الــــرمــــــــــــــــــــــــال بـــــــالـــــــذي اأ�ـــــســـــحــــــ

كــــــــــــم �ــــــــــســــــــــرى فــــــــيــــــــك مــــــــوكــــــــبفـــــــي ابـــــــتـــــــهـــــــاج وفــــــــــي احــــتــــفــــــــــــــال

ــــــــــــــــــــبــــــا فــــــــيــــــــه راقـــــــــــــــــ�ــــــــص الــــــ�ــــــســـــــــه الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدالل يــــــتــــــهـــــــــــــادى ب

ـــــر الــــــمـــــــــــــدى والــــــــــــهــــــــــــوى يـــــغـــــمـــــــــــك الـــــرمـــــــــــال ــــــ بــــــــالــــــــذي اأ�ـــــســـــحــــــ

كاتب من ال�سعودية. *

Page 42: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

81اجلوبة - �صيف 1434هـ80 اجلوبة - �صيف 1434هـ

رةصــــــــ

�ــــــــقــــــــ

ص �ــــــــ

صــــــــ�ــــــــ

قــــــــ

قا�س من ال�سعودية. *

حديث مع امراأة جميلة

■ �شالح القر�شي*

تحديدا.. عينيها في نظره يركز وهو الآن يتذكر اأنه كتب مرة في يومياته �سطورا، ثم عاد معرفته رغم ي�سطبها، لكي ق�سيرة فترة بعد بعدم اإمكانية اأن يطالع تلك اليوميات اأحد �سواه.

من اأق��ت��رب اأن��ن��ي »يخجلني اآن����ذاك: كتب ام����راأة«، اأي م��ع ي��وم��ا اأت��ح��دث ول��م الثالثين لوجه..ويق�سد وجها الحديث يق�سد هو طبعا امراأة خارج دائرة محارمه من اأخوات وخالت اأو خا�سا حديثا يق�سد حتما اأنه وعمات..كما تلك يح�سب اأن يمكن ل فهو الخا�س، ي�سبه ما موظفة م��ع يجريها اأن يمكن التي الأح��ادي��ث اأو جميلة ام��راأة يق�سد لعله مثال..اأو ا�ستقبال دفتر ليفتح ب�سرعة ع��اد وقتها متجملة..لكنه فعل لماذا يعرف ل كتب.. ما وي�سطب يومياته

ذلك، لكنه فعله.

الجميلتين عينيها في نظره يركز وهو الآن ربما اأو �سمته، كله..في�سغلها ذل��ك يتذكر

يحرجها توهان نظراته؛ فت�ساأله: » ما بك؟«.

يود لو قال لها اإنه �سعيد جدا.. لكنه قال »ل �سي«.

العبارة، تلك ي�سطب لم اأن��ه لو يتمنى الآن عن بحديثها اأخ��رى م��رة اأف��ك��اره تقاطع فيما جمال الديكور في المقهى، يحدثها عن التنا�سق عن يتحدث ل��و ي��ود والإ����س���اءة.. الديكور بين

جمال عينيها لكنه ل يفعل.

تعاود ارت�ساف قهوتها ببطء، فيما ي�ستمر في النظر اإليها متنا�سيا قهوته التي تو�سك اأن تبرد.

اأكاديمي في جامعة الملك �سعود. *

حــيــــــــــاة■ حممد نادي فرغلي حممد*

اأ�سعتها زالت ما الغروب، اإلى ال�سم�س تميل تتحمل لم ال�سف�ساف اأ�سجار ال��وج��وه، تلفح اأوراقها �سديدة هي الأخرى لهيب الحر؛ فبدت ال�سفرة، اللهم اإل من بع�س الأجزاء التي غطتها من حوا�سلها تهتز والتي الع�سافير، مخلفات

الحر، دون القدرة على فتح اأفواهها.بجريد م�سقوفة واح���د، ط��اب��ق م��ن غ��رف��ة في �سطحها. معظم يغطي الد�س طبق النخل، اأمتار ب�سعة والزريبة، الفرن حجرة الجوار، �سجرات اإح���دى تحت ال��ت��رع��ة، ع��ن تف�سلها بين يربط حبل بينما المياه، زير ال�سف�ساف

�سجرتين معلق عليه بع�س قطع المالب�س.ر�سيعتها تطوق غرفتها م��ن حياة خرجت حول تلتفان ال�سغيرة رج��ال بينما بذراعيها، بجلبابها الأو���س��ط الب��ن يم�سك اأم��ه��ا. خ�سر الم�سي ف��ي رغبتها بين قلقة تم�سي الأ���س��ود، ب�سرعة، وبين خوفها على ابنها الذي تتعثر قدماه كثيرا، لكنه يت�سبث بقوة؛ فال تفلت يده جلبابها.

امراأة في منت�سف العقد الثالث، هي للطول اأ�سفل حتى تتدليان �سعرها جديلتا اأق���رب، جبهتها الخ�سالت بع�س تزين بينما ظهرها، �سفتان ع���ذب، فمها جميل، اأن���ف وخ��دي��ه��ا.. مطبقتان لتحفظ ع�سل ريقها، ب�سرتها تميل اإلى ال�سم�س اختل�ست كلما بريقها يظهر ال�سمرة،

قبلة منها.غنماتها؛ فخرجت ال��زري��ب��ة؛ حياة فتحت اأعواد ال�سف�ساف منتظرة اأ�سجار لتقف تحت

الذرة المربوطة في حزم، وم�سفوفة في غرفة يبحث ال�ساد�سة �سن في الأكبر ابنها الفرن.. في ال�سائعة من دون جدوى، ي�سرخ كرته عن رجليها ف��ي تنقرها بطاتها ل��ه، لتجدها اأم��ه بالماء، المعجون الخبز ببع�س اإياها مطالبة بينما يزداد �سغط رجلي ر�سيعتها على خ�سرها

خوفا من البطات.ب��ع��ث��رت ال��خ��ب��ز ال��م��ب��ل��ل ل��ل��ب��ط وال���ف���روج؛ اإلى راحت �سجيجها. وارتفع عليه، فازدحمت كرة فوجدت الذرة؛ باأعواد لتاأتي الفرن غرفة ابنها تحتها، نادته واألقتها اإليه مبت�سمة، ف�سفق ما غنماتها اإلى األقت وج��رى.. وتلقفها ب�سدة، التقطت غرفتها.. اإلى وع��ادت جوعها، ي�سكت اأمام الجال�س زوجها اإلى التفتت البي�س، �سلة التليفزيون وهو يدخن ال�سي�سة، اأدار وجهه اإليها، ونفث ناحيتها دخانا كثيفا، وهز راأ�سه بالموافقة ابت�سامة فابت�سم فيه.. حدقت خروجها، على انكم�ست ال�سفراء؛ اأ�سنانه اأظهرت عري�سة على اأثرها �سفتاها، خرجت من غرفتها وم�ست

اإلى الدكان.التقت �سامخة، كنخلة طريقها في �سارت على ال�سعاع فتك�سر ال�سم�س؛ ب�سعاع عيناها بينما للغروب، بعيدا وج��رى رمو�سها اأط��راف ب��اردة ن�سمة الع�سليتين عينيها �سعاع اأ�سفى لها وزق���زق���ت ال�����س��ف�����س��اف، اأوراق ح��رك��ت الع�سافير، وعادت بها نب�سات قلوب الجال�سين

على �ساطئ الترعة والذين ينتظرون حياة.

Page 43: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

83اجلوبة - �صيف 1434هـ82 اجلوبة - �صيف 1434هـ

رةصــــــــ

�ــــــــقــــــــ

ص �ــــــــ

صــــــــ�ــــــــ

قــــــــ

كاتب وقا�س من ال�سعودية. *

ق�شتان ق�شيرتان جدا

■ خالد اأحمد اليو�شف*

طواف

اإل��ى ت��ن��ظ��ران زائ��غ��ت��ان، ���س��اردت��ان، عينان فيما تحدقان اأخ���رى وت���ارة ب�����س��وق.. ال�سماء واأقوا�س والأعمدة، بالأروقة، لت�سدم حولهما ب�سياء تمتزج مبهرة واإن��ارة المتتالية، الأدوار

يخطف الروح.

تقف بذهول اأمام ما يحيط بها من اأجنا�س الأر�س، وبيت رباني يتجلل ب�سواد مزخرف عبق، يزيده جمال اآيات اهلل المن�سوجة بذهب خال�س دائرتها تكمل عرو�س؛ جيد على اأبي�س كعقد الإيمانية حوله، والعبرات تخنقها بفرح المكان، وتنظر �إلى �أ�شابعها فتدرك �أنها في �آخر �أ�شو�ط

اهدئي، ممن حولها: ال�سوؤال يوقظها الطواف، اهلل! بيت اأم��ام اأن��ت اهلل بذكر عليك اهدئي، ويطمئنها �سوت اآخر: احمدي اهلل الذي اأو�سلك تغ�سل وال��دم��وع عليهم وت���رد المعظم، لبيته

وجهها: واأنا اأريد اأن اأرى اهلل.

اأكف ت�شلي..!

ت�سكل اأعمدة الرخام خطوطا متداخلة، تقف �سالتها، في تتبتل هلل، خا�سعة ب�سري اأم��ام ويثيرني �سكونها فتجذبني اإليها، لأقف بينها في �سالة ل مثيل لها، حتى راأيت كل واقف في حرم

اهلل هو في �سالة وخ�سوع.

قا�س من م�سر مقيم في ال�سعودية. *

كيف يراه؟

■ اإبراهيم يو�شف البيطار*

قام اإلى مكتبه، جل�س على كر�سيه، اأخذ ورقة المقلمة قلما من تناول اأمامه، وو�سعها بي�ساء

التي عن يمينه، قدرا كان لون حبره اأ�سود. داعب الورقة يمنة وي�سره. اأخذ يفكر، و�ساأل هذه و�سط �سوداء نقطة و�سع لو م��اذا نف�سه:

ال�سفحة؟ نقط نقطة كبيرة.. جل�س يتاأملها، ربما ياأتي جواب ال�سوؤال الذي ي�سيطر على عقله منذ فترة،

ال�سوؤال الذي فر�سته اأحوال يمر بها وطنه. دخلت عليه زوجته لتقدم له قهوته المف�سلة،

لم ي�سعر بها اإل وهي ت�سع الكوب على مكتبه. �سوؤاله على زوجته: حبيبتي ماذا هنا، طرح

ترين في هذه الورقة؟بعفوية: ال��ورق��ة في نظرت اأن بعد اأجابته

نقطة �سوداء. ابت�سم وقال: ف��ق��ط!!

قالت: ف�ق��ط، وه�ل اأنت ترى غيرها؟! ظ��ل��ت اب��ت�����س��ام��ت��ه م��ر���س��وم��ة ع��ل��ى وج��ه��ه.. في ج��ال ما خاطرها في يجل ول��م ا�ستاأذنته،

خاطره.. وكاأنه قهوته، من ر�سفة اأخ��ذ بعمق، تنف�س وج��د ج���واب ���س��وؤال��ه ال���ذي ح��ي��ره. اأت���ى بورقة

بقلم اأم�سك خالية، �سطور ذات لكنها اأخرى.. اآخر ذي لون اأحمر، كتب مالحظاته التي �سفت

غليله، وروت ظماأه:في نقطتي ع��ل��ى زوج��ت��ي وب��ن��ظ��رة ال��ي��وم، ال�سوؤال الذي كنت ورقتي.. جاءت الإجابة على

فيه حائرا.. قالت لي: ل اأرى في ورقتك اإل نقطة �سوداء ول فيها غمو�س ل للعين، وظ��اه��رة وا�سحة

ت�سوي�س. في �سوادا اإل زوجتك تر لم لي: عقلي قال

ورقة بي�ساء نا�سعة البيا�س!!تر كل لم اأن زوجتك لي: عجيب قلبي وقال

هذه الم�ساحة البي�ساء!! غالبية وهكذا داخلي: من روح��ي وحدثتني ال�سواد، اإل ي��رون ل روح��ي( )يا وطنك اأبناء ي�����س��وه��ون ب��ه وط��ن��ك، وي��ب��ال��غ��ون ف��ي اإظ��ه��ار فيها ويبالغ يظهرها اأن اآملين فقط، ال�سلبيات

كل من ل يحب وط��ن����ك. بي�ساء ك�سفحة وطني اإلى ف�ساأنظر اأنا اأما له ليكون والعمل الجهد لبذل واأدع��و طاهرة، ما رغم متفائال و�ساأكون موقعا. ال�سم�س تحت

يمر به وطني.

Page 44: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

85اجلوبة - �صيف 1434هـ84 اجلوبة - �صيف 1434هـ

ـــرـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ــعـــــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــصــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

�ــ

عيون ميدوزا

■ �شليمان العتيق*

اقطع حبالك لي�ص في البئر التي

اأدليت �ساقيك ارتواء

كال، وال في الجب يو�سف

يا �ساحبي في البئر ميدوزا

ت�سد اإليها خاتمة الر�ساء

وعيون ميدوزا تحملق فيك ت�ستجدي اللقاء

ال ت�ستجب

اأو لي�ص ميدوزا تنا�سبـك العداء

وحرابـها طعنت كرامة اأهلك االأغلى

الواقفين على المعابر

والحاملين لهذه الدنيا الب�سائر

يا اأهل ميدوزا اأنا ال اأرتوي من مائـكم

الأن ذاك الماء خالطه دماء

لن اأ�ستقي من بئركم

فالبئر ي�سكنـها الخواء

والماء اآ�سنة ، فلن األقى بقعر البئر يا قوم ا�ستهاءاأنا �سوف األقاكم اإذا �سئتم لقاء

في باحة الوديان... تعبق في ثناياها االأزاهر

فوق الروابي العفروالفيا�ص الخ�سر

واإلى الجبال ال�سامخاتاأنا مهاجر

اأنا مهاجرنحو الينابيع التي

من دفقها �سربت، جميع الكائناتفي�ص التراحم، والتاآزر

وتاأطرت.. تلك الم�ساهد بال�سياءواهتزت الدنيا، الأ�سداء التبتل بالمنابر

اإني على ال�سرفات اأدعوكميا اأيها االأ�سحاب ما اأحلى اللقاء.

�ساعر من ال�سعودية. * �ساعر من م�سر. *

الربيع

■ عارف الربدي�سي*

مـراثينــا فـــــي اإلـــــيــنــا الــــــــربــيــع يــحيـيـنـاجــــــــاء االآفـــــــــــاق فـــــي تـــــفــتـــــح وردا

مــرقــــده ــرح ـــ والــفـــ الأمـــــتــنــــــــا نـبـيـيـنـايــبــكــى بــاأ�ــســــــــعـــــاري ـــــوا ـــ فــزفـــ ـــــاق بـــ

تـدمينـامــــا عــــــاد لــــي وطـــــــــن اأثــــنــــى بـــعـــزتـــه الــعــــــــرب ــاء دمـــ �سبر كــل فــي

ومـــنـــدبـــة ذل اأيـــــــامـــــــــــــــــــنـــا �ستاأتيناوكـــــــــــــــــــــــــــل يومــا الــتــي الحقــوق اأيــــــــن

فجيعتــنا زادت ــيـــــدنــا �ــســـ قـــلـــب ـــــا مــاآقينـايـــ فـــي دمــــــــوع اإال يــبــــــــق لــــــــــــــم

فــانــظــر غــــرام عــبــوري مــوحــ�ــص فينااأنـــــــــــا وقـــومـــي نـــهـــار الـــحـــق خــفــقــتــنــا

براكينامن يطلب الحب حتما جاء مندمال �ــســارت مـلحـــمتي فالن�ســـر

ــتــنــا يهدينايـــا �ـــســـاكـــن الــــحــــزن هــــذا يــــوم اأم بــالــفـــــكــر مـــن اهلل ليـرحــــم

ـــــار الـــربـــيـــع �ـــســـمـــودا ال يــفــارقــنــا يكــفيـنـا�ــســـ لــالأبــــــــــــــطــــــــال حــبــــــــك فــــــــاإن

�ســــدائـدنا فــي نــ�ــســيـــــم حـــــــــــــــــر ــاد الــكــرامــــــــة اإنـــ�ـــســـــــــــادا وتــمــكــيــنــالــكــــــــل ـــ ـــ قـــ

ــاوكــــــل رايـــاتـــنـــا عـــــــادت لــطــلــعــتــهـــــــــــــــــــــــا ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ دمـــــــــاء ثــــــوارنــــــا ثـــــــــاأر يــنــاديــن

وعــــر�ــــص كـــــل �ـــســـهـــيـــد عـــــاد يــحــيــيــنــافـــاإنـــنـــا اأمــــــــة: الـــخـــلـــد مــ�ــســكــنــهـــــــــــــــــــــــــــــا

ملحمتي ال�سبح هـــذا الــكــل اأمـــة ي�سقينايــا الــحــب نهر الليل ظلمة فــي

يدمينــــــــاجـــــاء الـــربـــيـــع اإلـــيـــنـــا فــــي بــ�ــســائــرنــا كــــان خـــوفـــا نـــــراود لــكــي

ثقة فــي االأحــــزان على �سبرنا تطوينــــــافكم الدهر ع�سي وغطر�سات

�سفعتنا الـــيـــوم الــخــطــبــاء اآخـــــر م�ساعينـــــــــايـــا اأغــلــى مــن حــبــك فــــاإن

علينــــــــــااأفــديــك يــا وطــنــي اأقــــدارك اجتمعت لــالأمــجــاد ال�سيخ اأيــهــا يــا

ــا ـــ ـــ ـــ ــاد الــكــرامــــــــة اإنـــ�ـــســـــــــــادا وتــمــكــيــنــالــــكــــل حـــــر نـــ�ـــســـيـــم فــــي �ــســدائــدن ـــ ـــ قـــ

Page 45: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

87اجلوبة - �صيف 1434هـ86 اجلوبة - �صيف 1434هـ

ـــرـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ــعـــــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــصــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

�ــ

اأتيت لل�شعر..

■ د. يو�سف العارف*

ح�سال الــذي اأ�ستق�سي لل�سعر الجبالاأتــيــت اأ�ست�سعب ال ال�سهل بــه اأبــنــي

اأر�ـــــســـــى لـــهـــا بــــدالاأ�ــســتــمــلــح الـــفـــكـــرة الـــــغـــــراء �ــســاخــبــة ، وال اإلـــــــــي تــــاأتــــي

واأنـــجـــم »الــخــنــ�ــص« غـــريـــدا ومــنــفــعــالاأهــــيــــم فــــي غــيــهــا والـــطـــهـــر ذاكـــرتـــي

فــيــقــبــل الـــحـــرف مـــنـــداحـــا ومــمــتــثــالواأ�ـــســـطـــفـــي لــغــة الـــ�ـــســـحـــراء نــا�ــســعــة

مت�سالاأبــــــنــــــي بــــــه كــــــل اأبـــــيـــــاتـــــي واأغــــزلــــهــــا ال�سبك جميل فحرفا حــرفــا

وال�سهالمـــزجـــتـــهـــا بـــريـــا�ـــص الــــنــــور فـــاأتـــلـــفـــت الــحــزن غطى الغيث، كاأنها

***قافيتي ال�سعر غمو�ص فــي الئمي �ــســلــاليــا ـــوء وال ـــس � تــ�ــســتــكــي بــيــ�ــســاء ال

كــــونــــا قـــ�ـــســـيـــا بــعــيــد الــــنــــور مــنــعــزال�ــســاألــت عـــن كــنــهــهــا االآفــــــاق فــانــتــبــذت

والـــطـــلـــالورحــــــت اأبــــحــــث عــــن حـــــرف يــنــادمــنــي االآثـــــــــار اقـــتـــفـــي اأزل ـــــم ول

واالأر�ــــــص بــكــر ومـــا فــ�ــســوا لــهــا �سبالحـــتـــى بـــلـــغـــت ديـــــــــارا قــــط مــــا �ــســكــنــت

حــتــى اكــتــ�ــســت لــغــتــي مـــن فــنــهــا حــلــالنــ�ــســجــت مــنــهــا تـــبـــاريـــحـــي واأخــيــلــتــي

اأن مــنــتــظــرا االأفـــهـــام لــــذوي اأجـــــالحملتها يـــبـــلـــغـــوا اأو غــــورهــــا يـــ�ـــســـبـــروا

�ساعر من ال�سعودية. *

المحفظة

■ �سوف عبيد*

عندما ا�ستلمت ر�سالة اإعالمي بتقاعدي من التعليم نظرت اإلى محفظتي، وقلت:

وداع ـــوداع ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ الــــ وبـــــعـــــد ـــــاعوداعــــــــــــا! ـــ ـــــطـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ يــ�ــســتـــ وال الـــــفـــــراق وحـــــــان ـــالـــة بــــل قــــد طـــوتـــنـــي ــهــمــالت الــــــــــــــرقــــــــــــــــــــــــــــــــاعطـــــويـــــت الـــر�ـــس ــــى �ـــســـلـــة الــم اإلـــات ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ـــــاعفـــــالحـــــت لـــمـــحـــفـــظـــتـــي دمـــعــــ ـــ ـــ ـــــيـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ــت ـــ ـــ ــيــج لــهــا والـــ ـــوت نــ�ــس و�ـــســفــي ـــ ـــ ـــ ـــ ـــــزاعو�ــــــســــــدت بــــعــــنــــف تــــــجــــــاذب كـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ــن فـــحـــاولـــت نــــزعــــا فــــــزاد الـــــال ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــــارق خ ـــــفــــــ وبــــــاعـواتـــــقـــــول لـــــمـــــاذا ت االآخــــــرون ــتــرى ا�ــس وفـــيـــك ــديــق ـــــذراعاألــــ�ــــســــت الــــرفــــيــــق األــــ�ــــســــت الــ�ــس ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ــــداك واإنــــــي الـــ وروحــــــي �ــــســـنـــيـــن الـــــوفـــــاء اأهـــــــــــــــــــــــــــــــــــون ــــــعــــــد �ـــس بـــلـــى قـــد يـــهـــون عــلــيــنــا الــمــــــــتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاعاأبــــــاب الـــحـــ�ـــســـــــان ــــــت ـــــــــدل ع ـــت ب ــــ ــــ ـــــيـــــــــــــــــاعوقـــالــــ بــــدونــــك، ويــــحــــي! دروبـــــــي �ــســــي ورائـــــــــــــــــــــــي ــــيــــاف �ــســــــــــــــــــــــــــــــــراعاأتــــتــــركــــنــــي؟ والــــف ــه فــيـــ لــيــ�ــص اأرى وبــــحــــرا ــت ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ــــــــــى ذهــب ــــي اإلـــــيـــــك واأن ــــذن ـــــــا تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالعفــــخ ــهــل الـــطـــريـــق واإم ــ�ــس ـــ بدلــيـــــل ــــــن م الـــــــــــدروب وال ــاعرمــــتـــــــــنــــي ـــ ـــ ـــ ــعـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ لـــيـــالـــي طــــالــــت وغـــــــاب الــ�ــسيـــــراعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوافــــقــــلــــت الأنــــــــــت نـــــجـــــوم الــلــيــــــــالـــــــــــي ــت فــلــيـــ واأدب بــعــلــــــــم ـــمـــر عـــــــــذرا فــفــيــــــــــــــك ـــذا الــيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراعاأمــــحــــفــــظــــة الـــع ـــجـــون الــــفــــوؤاد وهــــ �ـــســــعــــري ونـــثـــــــري �ســـاعـــواوفــــيــــك كــــراريــــ�ــــص �ــــس هــــم مــــن ــ�ــســاويــر ت وفـــيـــك ــــاد نـــقـــ�ـــص بــقــلــبــــــــي �ــســــــــــــــــــــــــــاعوفــــيــــك هــــــي الــــ�ــــس ـــرى دمــــنــــا والـــــــــــر فــمــنــهــا �ـــســـل اآي ــــ ــــ ــــ ــــ هـــــــواهـــــــا عــــلــــى كــــ ــي لــهــا والــنــــــــــــــــــــخـــــــــــــــــاعر�ـــــســـــفـــــت وبــــيــــت، فــنــبــ�ــســـــــي ــــ ــــ يــــ�ســــــــــــــاععـــلـــى الــــعــــهــــد نــــبــــقــــى لــــكــــل وفــــ لــديــنــا الــــوفــــاء فــلــيــت

�ساعر من تون�س. *

Page 46: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

89اجلوبة - �صيف 1434هـ88 اجلوبة - �صيف 1434هـ

ـــرـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ــعـــــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــصــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

�ــ

ن�سو�ص �سعرية■ نوارة حلـر�ص*

�شجر المعنىلو مرة �سقطت �سهوا

من �سجر المعنىكيف للع�سافير

اأن تفتح قمي�ص الرفرفةفي اأمزجة ال�سماء؟

وكيف لها اأن تربت علىغيمة توؤثث خدو�ص االأمكنة؟

لو مرة�سقطت �سهوا

من �سجر المعنىكيف اأتعرف على )اأنا(؟

قمي�صغة اأفتح قمي�ص الل

اأنزوي فيهكما لو اأنه جنتي، اأو مدفاأتي

اأت�سلل من البرد الذي راود اأ�سابعيكي تتبلد من �سدته، وما تبلدت

ة جة بالحزن، ولم تفقد حا�س ظلت نا�ساللم�ص والحنان.

قمي�ص اللغة وحده الكفيل بما ال ت�سعه الحياة.

اأفتح قمي�ص اللغةاأجدني على ياقته

بقعة نهار على قيد زوالتت�سبث بق�سة �سوء ذابلة

ة اللحظات على ك اأبجدي كيما ال تتوعهام�ص البال.

اأت�سلل من الوجع )الـ( راود جهة القلبمنذ هطولي من االأ�سى واالأنا ومعناي

اأتح�س�ص جهة القلب/ �سا�سعة الجرح�سا�سعة الغربة.

وحده، قمي�ص اللغةوطني ومنفاي.

رق�شة عرجاء

ال اأ�سلح لرق�سة مقت�سبة في حفلة غائمة، في حديقة غاربة المعاني واالأمنيات..

ال اأ�سلح، الأن القلب متوعك، وغائم بما يكفي؛ الأن يمطر اأغزر مما يجب؛

والأن الرق�سة المقت�سبة، ق�سمته في غفلة من الحياة.

ال تت�سورني الكمنجات، ناعمة بما يكفي في رذاذها الحزين

ال تت�سورني، من�سرحة الظن بما يكفي في موالها الغافي على وتر منقب�ص

ال تت�سورني بالمرة اأ�سلح ل�سيء ما، وال لرق�سة عرجاء، وال للذي �سياأتي.

�ساعرة واإعالمية من الجزائ�ر. *

�شاأوقف هذه الحرب

■ جمال املو�شاوي*

ال يكفي اأن اأذرع بع�ص ال�سنواتكي اأغرب في الم�ستنقع.

كي اأترك للن�سيان فر�سة اأنيحيط غيمتي القدرية بذراعيه ال�سلبتين.

الحياة هاوية الكائنما من خيار اآخر.

الحياة عا�سقة الخياناتال يكفي اأن

تكذب علي ا�ستعادة الميالدكي اأ�سعر بكل ما اأحتاج اإليه

من الفرح. ال يكفي اأن

اأكون قد �سقطتهكذا فجاأة من قدر العدم

كي ينتاب اأو�سالي الحنين. ال يكفي اأن اأكتب �سيرة،

وال يكفي اأن اأمدح النهار،ال يكفي اأن اأغيظ الليلكي اأوقف هذه الحرب.

على باب الفجر بينما يهب ال�سبابمن موؤخرة الكون،

يجل�ص ال�ساعر مثل معتوه. الحلم اأمامه منهار، والليل

يقطع �سرايينه ب�سبب الوحدة،لم اأكن هناك.

كنت اأكثر �سداقة للنهار. تركت يدي في يد ال�سم�ص،

كانتا مثل يدي عا�سقين ي�سخرانمن ال�سك، وهو يغدق ظالله على الحب.

يفتح الباب الموارب كي ت�سيع االأ�سئلة.

دائما، بحكم العادة، يقتاد ال�ساعرحياته اإلى القتامة المحيطة بالقلب.

كاأنها ال تحبه،كاأنها تخونه على مرتفع بحيث ي�سعر بالعجز.

كيف ي�سعد اإلى الموتفي برجه االأعلى لينتقم؟

»يموت ال�ساعر قبل االأوان«. قلب بال �سترة واقية

وعمر ق�سير بال حر�ص �سخ�سي،اأتاأملك،

اأيتها الحياة،واأحر�ص على اليقظة،

لي�ص االآنلي�ص قبل اأن ينه�ص الليل ليلملم �سرايينه

ويعيد اأحالمي اإلى طبيعتها المتلونة.

�ساعر من المغرب. *

Page 47: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

91اجلوبة - �صيف 1434هـ90 اجلوبة - �صيف 1434هـ

ـــرـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ــعـــــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــصــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

�ــ

مرفــــــوع

■ ح�شن الزهراين*

بدريخاتل رهبة البيداء

بالنور المكلل بال�سكينة في حنايا ليلة �ستوية االأنفا�ص والطرقات تغ�سل �سوت اأقدامي

بماء الريبواالأ�سباح في اأبراج ذاكرتي تغني..

***

يوم يتيم د�سنته ال�سم�ص في طرقات اأحالميوقالت: هاك عمرك لن اأزيدك

�ساعة فاكتب على باب الع�سية �سيرة

بي�ساء اأو �سوداء

اأو مق�سومةواإليك عني..

***

فجمعت حجابي.. وكتابي. وموقع مولدي.. وغبار لحدي.

بل وما حلى روا�سين الزبرجد من اأكاليل ابت�سامتي.

وما بلغ ال�سحابة من دموعي..في �سقيفة روع اإلهامي

فقلت لهم: اإليكم ما تقول ال�سم�ص اأفتوني باأمري

لم يدع لي هول فاجعتي �سبيال للتمني..

***

قالوا جميعا:مت قرير العين

لم تقتل ولم ت�سلب ولم تب�سرك عين

اإنما �سبهت لل�سم�ص الغبية

اأنت مرفوععلى ديباج �سعرك

في بروج الخلد براأك ال�سحى

من كل ظن

�ساعر من ال�سعودية. *

ن�سو�ص �سعرية■ خالد ال�شنديوين*

من ديوان »ميجابولي�ص« 1998م

من قمم الجنةاإلى اأي مكان لق�ساء الليل

يخ�سى من حقد جثة منفيةيخ�سى من ثورات بليدة

ومن ال�سماء الخالبة اإلى ع�ص فوق مروحة ال�سقف

يخ�سى من دوريات الكوابي�صيخ�سى من ل�سعات القمر

يخ�سى من كلمة غائبة اأو يقظة عائدةيخ�سى من التاريخ كل التاريخ

يخ�سى من لحظة من زجاجقد يلم�سها الجناح المبتل بماء الكاآبة.

نمرعقتنا »لو تحدث �سحاياه لقالوا:�س

جوهرتان من العالم ال�سفليواأخذنا جماله

قبل اأن تغمرنا وح�سيتهوما من فري�سة، وهو يفتك بها

اإال تمنت فقط لو يبت�سم«.

قنفذلي�ص لي اأ�سدقـاء

الأن اأحدا ال يعرف مالمحيلي�ص لي اأ�سدقاء

فال اأحد ي�سادق كرة من ال�سوكلي�ص لي حاجة اإلى جحر

فاأنا وحيد اأينما ذهبتواأدين بحياتي لالإ�سمئزاز

فكثيرا ما اأو�سك وح�ص على التهاميثم اأغلق فمه في اآخر لحظة

وهو يقول: ما هذا؟ال يمكن اأن تحتفل بالحياة اإذا كنت تحتفل

بالنجاة كل يوم�سوف يكفيك ال�سمت

وهو ال يغادر قلبياأحلم كل ليلة باأنه بينما تت�ساقط االأمطار

فوق ظهري تتفتح زهرة جميلة من اأحد اأ�سواكي بينما يقول عابر: ما هذا الجمال!

من ق�شيدة الالعبلو راأيتم طيبته

قوا اأنه هو لن ت�سدهو الذي يجمع الالعبين من منازلهم في

قلب الظهيرة..كقائد يجمع جي�سه من اأجل الحرب

بينما ال�سم�ص ت�سوي االأر�صوال ي�ستطيع اأحد اأن يقول له: ال.

�ص �سوف يقول البع�ص: لم نر اأحدا يقداللعب هكذا

و�سوف يقول البع�ص:�سرير يف�سد اأ�سدقاءه

�ساعر من م�سر مقيم في ال�سعودية. *

Page 48: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

93اجلوبة - �صيف 1434هـ92 اجلوبة - �صيف 1434هـ

اتـــــــــ

ـــــــــهــــــــ

ــــــــــــــــــ

جـــــــــوا

ــــــــــــــــــ

مـــــــ

ق�شيدتان

■ اإبراهيم زويل*

لكيال تجوع الغيومهكذا..

�سوف اأطلق ما في حديقة باليلكيال تجوع الغيوم التي

تلد الماء، والكائنات الجديدةتاأوي اإليك طيور باأجنحة ال ترى.

هل ترو�ص في ال�سر اأ�سماءها، وتحوك قمي�ساعلى و�سك اأن يقول كالما لها.

�ستحدق في حجربته التقاليد حولك ن�س

مثل الم�سجى على �سرر الموتتبحث عن قمر

في الف�ساء االأ�سم.اإلى اأين تذهب كي ت�ستريح.

اأمد يدا الأقول: تعالتفتح اأقبية الروح

تدلف ناحية البحر..

***

كانت خطاه مبعثرةلي�ص فيها �سوى ورق ال�سهو

بع�ص وجوه الذين اأحب.هنالك يخرج ده�سته

ويقول: الوداع!

ل تبرح الجبالح من �سجر العمر هذا الحنين

على قدر فو�ساكتلفظ اأثقالها االأر�ص،

ت�ست�سرخ الكائنات، الوعود التيطالما ت�ستثير الطالئع.

ال تبرح الجب منفردافي غيابته؛

ح�سرجاتك، �سوء اأناملك، المنكرات.مزامير روحك موح�سة

تتخبط في ظلها.جن هذا النهار

يهرول م�ستوح�سا من �سعادتهمن يدل الجوارح

في عتمات الدجىحين تبحث عن ن�سلها في المرايا.

تطل عليه الفجاءاتخلف عوالمه يلهث الليلدون هالل يربي الكاآبة..

***

لم اأكترث!!اآنذاك اختل�ست دمي

هو ذا يت�سامر قرب البيوت.كاأن الكتابة لي�ست �سوى حجر

في هبوب الرياحو�سنبلة تتهالك في تربة قاحلة.

�ساعر من ال�سعودية. *

ال�شاعر محمد الحرز:ل يعنيني من يت�شدر الم�شهد, �شواء الق�شيدة جل ا�شتنفدنا لقد التفعيلة. اأم النثرية طاقاتنا الفكرية, وحتى التخييلية في ق�شايا

ل ترتبط بحركة الواقع اأو الحياة ذاتها.

اأكتب تحت اإيقاع الحياة

االأ�ـــســـمـــاء مــــن الــــحــــرز، مــحــمــد •ال�سعري الم�سهد في بــرزت التي القرن ت�سعينيات منذ ال�سعودي مجموعات اأربــع اأ�سدر الما�سي. �ـــســـعـــريـــة »رجــــــل يــ�ــســبــهــنــي« عـــام اأعمق الري�ص مــن »اأخـــف 1999م، »اأ�ــســمــال مــن االألــــم« عـــام 2002م،

عـــام الـــفـــريـــ�ـــســـة« دم تـــتـــذكـــر ال اأعــمــق »�ــســيــاج واأخـــيـــرا.. 2009م، اإ�سافة الرغبات« عام 2013م، من النقدية. ما الكتب عــدد من اإلــى هذه اخت�سرتها الــتــي الم�ساحة االإ�ـــســـدارات مــن مــ�ــســروع محمد

الحرز مع الكلمة؟

بما ال�سلة وثيق �سيئا تخت�سر ل ■

»مكتبتي في واقع االأمر تعك�ص مزاجي الفو�سوي في االهتمام بنوع الكتاب والحقل الذي ينتمي اإليه؛ فتارة اأحيط نف�سي بكتب الفل�سفة، في قراءة يتكثف فيها التركيز بطاقة عالية، حينها ي�سبح المنزل موزعا على مجموعة من الفال�سفة والمفكرين الذين يحتلون بكتبهم المنزل باأكمله؛ وتارة اأحيط نف�سي بال�سعر اأو التاريخ اأو الدين، في تتلب�سني مــزاج حالة لكل حقيقي وا�ستوطان تجارب حقل منزلي ي�سبح وهكذا تحتويه ما عن �سوؤالي عند الحرز محمد �ساعرنا قاله ما هذا والكتابة«.. القراءة مكتبته من كتب، وقد وجدت هذه المقولة هي االأن�سب لتت�سدر هذه االإ�ساءة، وتكون

المراآة ل�ساعرنا وما يت�سمنه هذا الحوار..

■ حاوره: عمر بوقا�شم*

Page 49: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

95اجلوبة - �صيف 1434هـ94 اجلوبة - �صيف 1434هـ

اتـــــــــ

ـــــــــهــــــــ

ــــــــــــــــــ

جـــــــــوا

ــــــــــــــــــ

مـــــــ

الإن�سان تحرر اأن يمكن النثر ق�سيدة اأن اأرجح كنت واإب��داع��ه. اأدب���ه على التاريخ وط���اأة ثقل م��ن العربي تم�س قيمة اأحكام اإ�سدار في ندخل اأن دون من لكن جماليات هذا النوع اأو ذاك. لأن في النهاية من يحدد هو الإبداعية، للممار�سة بالن�سبة ذاك اأو هذا اأهمية وال�سيا�سية والثقافية الجتماعية الظروف مجموع ثانيا؛ وبالمجتمع اأول، بالفرد ترتبط التي والأدب��ي��ة اآخ��ر، اإل��ى ع�سر من متحركة عوامل اأرى كما وه��ي ل ل��ذل��ك، المجتمعات. م��ن غيره اإل��ى مجتمع وم��ن يمكن القب�س على الأ�سباب الحقيقية التي تكمن خلف اإل بالقدر الذي ت�سمح الترجيح، اأو التف�سيل معيارية الإبداعية، بالعملية التحكم الظروف في به مثل هذه

والنظر اإليها من خالله.

ل توجد عندنا ق�شيدة »نتية« اأو اإلكترونية

واأظن اأنك م�سطلح، االأخيرة ال�سنوات في ظهر •على علم به وهو »�سعر اأو �سعراء النت«، هل �سيكون

هذا مالذا للق�سيدة وبخ�سائ�ص فنية مغايرة؟

)النتية(، والق�سيدة )النت(، �سعراء بين فرق ثمة ■اأو لن�سطلح على ت�سميتها بالق�سيدة الإلكترونية. نعم ق�سيدة عندنا توجد ل لكن نتيون(. )�سعراء هناك الجماهيرية الو�سائط وف��رة اإن اإلكترونية. اأو نتية وبين ومبدعه، الن�س بين العالقة �سكل غيرت التي الن�س ومتلقيه هي التي فتحت الباب وا�سعا على ظهور اأر�سا ح�سا�سيات �سعرية جديدة. في ت�سوري ل تزال ي�ستفيد اأن يمكن �ساعر، الآن حتى يطاأها لم بكرا – الو�سائط هذه تهيئها التي الكبيرة الإمكانات من ال�سا�سة على عر�سها وطرق المعلومات، برمجة من التوا�سل واأ�سكال اأن��واع من اأو العنكبوتية، ال�سبكة اأو الجماهيري كالفي�س بوك، اأو التويتر؛ لذلك نحن هنا واقع النت، وهم في يكتبون في من بين نمطية نفرق

ت�سميه بالم�سروع. اأكتب تحت اإيقاع الحياة لي بالن�سبة والكتابة لحظتها، وتموجات يندرج اأكتبه ما كل وعليه، الحياة. هي �سمن حركة هذا الإيقاع. وما اأعنيه بهذا الحياة به تمدنا ما مجموع هو الإي��ق��اع، وت��رب��وي��ة وث��ق��اف��ي��ة جمالية خ��ب��رات م��ن واجتماعية، تكون هي الأ�سا�س التي تتغذى عليها تجربتي في الكتابة؛ لذلك، ل اأعلم حيزا اقتطعت التي الم�ساحة تلك مقدار اأو ح��دوده��ا، مكامن ول ال��ت��ج��رب��ة، م��ن

الوجهة التي يمكن اأن تغادر اإليها.

كل ما �أعرفه هو �أن �شروط �لكتابة �الإبد�عية اأو النقدية تخ�سعان بع�س الأحيان لعوامل م�ستركة، وبع�سها الآخر، لعوامل متنافرة. الم�ستركة هي تلك المواقف الحياتية التي اإلى النظر دون من الكتابة على تحفزنا ما يتطلبه �ل�شكل �أو �لمحتوى من �شروط، مرحلة ت�سوري في هي المتنافرة، بينما �سيجت قد الكتابة فيها تكون “لحقا”، بروؤاه، وتلونت الكاتب، بمق�سدية نف�سها وتغذت على خبراته، ومن ثم اأ�سبحت اأكثر باأخرى اأو بطريقة - وتالئم خ�سو�سية، يتلب�سانها من اللذين والمحتوى ال�سكل -

العمق.

وكل عليه، اأرتكز ال��ذي ت�سوري هو هذا اأخلق �سلة تربطني اأن اإليه، هو اأطمح ما والحياة وب��ال��ع��ال��م ج��ه��ة، م��ن بالكتابة، والإن�سان، من جهة اأخرى؛ وهي �سلة اأ�سبه ما تكون ب�سخرة �سيزيف، ل يقر لها قرار، �ساج، ويبقى اإل بالموت. عندها يختفي الن

الن�سيج دللة على براعة ما قام به.

ا�شتنفدنا جل طاقاتنا الفكرية

الــمــ�ــســهــد تــتــ�ــســدر الـــنـــثـــر قــ�ــســيــدة •الــ�ــســعــري الــعــربــي، هــل هـــذا �سحيح؟ واإن كــان كــذلــك، هــل هــي قـــادرة على اال�ــســتــمــرار واحـــتـــواء مــا عــجــزت عنه

ق�سيدة التفعيلة؟

�سواء الم�سهد، يت�سدر م��ن يعنيني ل ■التفعيلة. اأم النثرية الق�سيدة اأك��ان��ت لقد ا�ستنفدنا جل طاقاتنا الفكرية، وحتى بحركة ترتبط ل ق�سايا ف��ي التخييلية ارتباطها بقدر ذاتها، الحياة اأو الواقع بالوعي الإيديولوجي الذي �ساحب الثقافة العالقة �سكل في تفكيره لحظة العربية، والواقع جهة، من الإب���داع، بين القائمة والأدب��ي والفكري والجتماعي ال�سيا�سي الذي عبرته تلك الثقافة، من جهة اأخرى. ح��ددت ال��ت��ي ه��ي العالقة ه��ذه وحا�سل في ال�سعري الم�سهد خلفيات كبير ب�سكل الثقافة العربية منذ اأوا�سط الخم�سينيات، اإذ اإن من اأهم اآثارها تبني �سيغ للتفا�سل اأو ال�����س��ع��ري ال��ن��وع ���س��اأن ه���ذا تعلي م��ن تجديد اأن ع��ن تماما متغافلين ذاك، يكمن ما بقدر النوع، في يكمن ل ال�سعر يرتبط ما اأكثر هو والأخير الت�سور. في بالحياة، وبتجديد منابعها؛ اأي اأن تجديد نظرتنا بتجديد اأ�سا�سا يت�سل ال�سعر، ولالإن�سان وللتاريخ، وللثقافة، للحياة، نف�سه. من هذه الزاوية تحديدا ل اأرى هذا واإن ذاك، من حال اأف�سل ال�سعري النوع

Page 50: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

97اجلوبة - �صيف 1434هـ96 اجلوبة - �صيف 1434هـ

اتـــــــــ

ـــــــــهــــــــ

ــــــــــــــــــ

جـــــــــوا

ــــــــــــــــــ

مـــــــ

رغبة اأو �سدفة، تكون قد معينة، لحظة في لكنها لل�سطح. طريقها ت�سق عميقة لحظة اإل��ى تتحول ك��ي تن�سغط النهاية بها الوعي بالكتابة، حيث تنفجر امتالء،

ي�سذب هذا النفجار لحقا.

اأو الحالة، هذه معنى في التفكير اأهمية اأتاأولها، التي بال�سورة عقلنتها محاولة عند الإب����داع مكانة على م��وؤ���س��را تعطي ت�سع المكانة فاإن هذه ، ثم �ساحبه؛ ومن قيودا على الن�س ل لتحده، واإنما لتحفزه على �النطالق من جديد. ولكن ب�شروط ال

تخ�سع �سوى لالإبداع فقط، و���س��روط��ه ول����ي���������س ل�������س���يء من عليه ي�سقط ك�سعر ال����خ����ارج اأو ال��م��ن��ا���س��ب��ات، التوظيف �سهولة ال�سلطة هذه عند ويعطي ت��ل��ك. اأو

التي المحورية القيمة على اأي�سا موؤ�سرا يحظى بها مفهوم ال�سعر عند هذا ال�ساعر اأو ذاك، وهو في حد ذاته تطور لم يرق في

م�سهدنا ال�سعري اإليه اأحد على الأرجح.

ل �شيء تغير..

الـــ�ـــســـيـــا�ـــســـيـــة الــــتــــغــــيــــرات ظـــــل فـــــي •العالم ي�سهدها الــتــي واالقــتــ�ــســاديــة العربي، ما االأثر الذي قد تتركه هذه التغيرات على �سكل الخطاب االإبداعي

وم�سمونه؟

ال�سيا�سي الم�ستوى على تغير ال��ذي ما ■الخطاب يتغير ح��ت��ى الق��ت�����س��ادي، اأو الإبداعي؟! ل �سيء البتة، واإذا كنا نفتر�س هذين بتغير يتغير الإبداعي الخطاب اأن الثقافي ي�ساف اأن – ويمكن الم�ستويين هنا الختالف ف��اإن والتربوي- والفكري يجري ما نف�سه. التغير مفهوم في يقع يمكن تغيرا، ي�سمى ل العربي الوطن في حقيقية مفا�سل هناك اإن معه نقول اأن في التحول تطال ال�سمات العامة للخطاب عليه، هو كما الو�سع ي��زال ل الإب��داع��ي. القول.. لأ�سدقك بل ق��وي��ة في ردة ه��ن��اك الإب��داع��ي، الخطاب ت��ت�����س��ل ه����ذه ال����ردة الخطاب تحويل ف��ي مجرد اإل��ى الإبداعي في ي�ستثمر ه��وي��ة، ال��خ��ط��اب��ات الأخ���رى ب��الإب��داع ت�سر ب�سورة وخطابه من العمق. التغير يحتاج اإلى ثورة حقيقية تطال جميع مفا�سل الحياة، بحيث تجرف معها كل �سيء ا�ستهلك، وا�ستنفذت طاقته، ولم يعد ي�سلح لبناء ثقافة جديدة

عليه.

عندما قامت الثورة البل�سفية، في بدايات معها جلبت المن�سرم، الع�سرين القرن ت�سورات عن الإبداع والأدب، تن�سجم مع الت�سورات وهي والعالم، للحياة روؤيتها المارك�سية ال�سيوعية التي طبعت اأدب تلك

مـــا يـــجـــري فـــي الـــوطـــن الـــعـــربـــي ال ي�سمى تغيرا، يمكن اأن نقول معه اإن هناك مفا�سل حقيقية في التحول تطال ال�سمات

العامة للخطاب االإبداعي.

في الفو�سوي مــزاجــي تعك�ص مكتبتي االهتمام بنوع الكتاب والحقل الذي ينتمي

اإليه.

الأمر، في الأغلب، يكتبون الق�سيدة خارج اأو اإطار هذه الو�سائط، وكاأن ل وجود لها �سكل على اأو الق�سيدة، بنية على تاأثير

تلقيها.

هذه النمطية ل تعني �سوى اإغفال دور هذه الق�سيدة. تقنيات تطوير في الو�سائط ويا ليتنا اكتفينا بذلك فقط، بل وجدنا اأن الإمكانات التي توفرها هذه الو�سائط، التي

النت�سار �سرعة منها �سهلت والو�سول، من انت�سار ظاهرة ال����س���ت�������س���ه���ال ال��ك��ت��اب��ي، و���س��ار التفكير في ال�سكل الإبداعي وتقنياته ب��ال��ق��در ت���ه���م ل ال�����������ذي ي���ح���ق���ق والغاية ال��ه��دف، ه��و ال��و���س��ول من خ�����الل ال��ك��ت��اب��ة �سريحة اأكبر اإلى م����ن ال��م��ت��ل��ق��ي��ن،

ب�سرف النظر عن القيمة والمحتوى. ولذا الإلكترونية الق�سيدة كتابة اإلى اأدعو اأنا ي�سفي بما ت��ح��دي��دا، المنظور ه��ذا م��ن خالل من قويين، وترابطا فاعلية عليها

تقنيات هذه الو�سائط.

فوق تلة عالية»ال ترهق �سوتك بالكالم.

دعيه لي

مثل نجمة،اأهتدي

بها في عتمة ال�سحراء.دعيه لي

كي اأقاوم به �سخب العالم”.

هذا مقطع من ن�س »فوق تلة عالية«، من من اأق�سر »�سياج الأخ��ي��رة مجموعتك يعك�س كمراآة هنا اأ�ستح�سره الرغبات«، ال���ح���ال���ة ال�����س��ع��ري��ة تتميز اإذ للمجموعة، اأغ����ل����ب ال��ن�����س��و���س التي ال�سورة، بخلق اإل خلقها، ي�سعب

بتلب�س الحالة كاملة.

الحرز، محمد •لكتابة ي�شترط هل الــــنــــ�ــــص الـــجـــديـــد ح�سور هذا البعد؟

ي��ا ب���ال���ت���اأك���ي���د ■�أ�شترط �أنا �سديقي، مثل هذه الحالة؛ فمن اأكتب اأن يمكن ل دونها ن�شا مكتمل �ل�شروط. وما �أفهمه من كلمة بهاج�س اللحظة، امتالء هو )الحالة( اإل المتالء يحدث اأن يمكن ول الكتابة، يتعلق اللحظات، من عليها �سابق بتراكم اأو الحياة، في معين بحدث التراكم هذا الذاكرة بتداعيات اأو بالقراءة، يت�سل وه��ك��ذا ال��ي��وم��ي��ة، ب��ال��ح��ي��اة ح��ي��ن تحتك يحدث اأن تتقاطع هذه الأمور جميعها في

الكتابة �شروط اأن هو اأعرفه ما كل بع�ص تخ�سعان النقدية اأو االإبــداعــيــة االأحيان لعوامل م�ستركة، وبع�سها االآخر،

لعوامل متنافرة

عــنــدمــا قـــامـــت الــــثــــورة الــبــلــ�ــســفــيــة في جلبت المن�سرم، الع�سرين القرن بدايات معها ت�سورات عن االإبداع واالأدب، تن�سجم

مع روؤيتها للحياة والعالم

اأنا اأدعو اإلى كتابة الق�سيدة االإلكترونية، قويين، وترابط فاعلية عليها ي�سفي بما

من خالل تقنيات هذه الو�سائط.

Page 51: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

99اجلوبة - �صيف 1434هـ98 اجلوبة - �صيف 1434هـ

اتـــــــــ

ـــــــــهــــــــ

ــــــــــــــــــ

جـــــــــوا

ــــــــــــــــــ

مـــــــ

ذات ف��ي الجتماع يمكنهما ول منهما. اأت�ساءل: من الأحيان كاتبة واحدة. بع�س كقناعة وت�سربت الفكرة هذه جاءت اأين

را�سخة في الخطاب الثقافي العربي؟

يبدو لي اأن ال�سبب يكمن في غلبة المنطق الأر�سطي وهيمنته على التفكير، ول نريد الهيمنة ه��ذه تفا�سيل ف��ي الخو�س هنا واأبعادها، واأثرها على فهم وت�سور الإبداع الثقافية. ال��ج��وان��ب ببقية ع��الق��ت��ه ف��ي لكننا ن�سير اإ�سارة ب�سيطة اإلى اأن المنطق للثقافة ال��راف��ع��ة ي�سكل ال���ذي ال��ح��دي��ث والنقد، الإب��داع بين يف�سل ل المعا�سرة بل يهتم - في الأ�سا�س - بالكتابة كت�سور المجتمعات ب��ه تتمايز ح�ساري وم��ب��داأ المثقفين اأغلب نجد لذلك غيرها. عن الحقلين، في كتبوا الغربيين والمبدعين من يخافوا اأو ي��ت��ح��رزوا اأو ي��ت��وان��وا ول��م

طغيان اأحدهما على الآخر.

وه���ن���اك ���س��ل�����س��ل��ة م���ن اأ����س���م���اء ال��ك��ت��اب في نذكرهم اأن يمكن الذين والمبدعين اأو »كنيت�سه«، الفيل�سوف الإط���ار: ه��ذا »بريتون«، ال�ساعر اأو »�سارتر«، المفكر ل لي بالن�سبة وعليه، الكثير. وغيرهم اأرى ثمة تناق�س اأو تنافر؛ اأف�سر ذلك بكل الذات تعبير تنوع هو حالتي، في ب�ساطة يكفيها يكن لم مختلفة كتابية باأ�سكال ب�سبب التعبير، في اإليه تدلف واحد، نوع الإن�سان وحاجة جهة، من الحياة، تعقد في التعبير عن هذا التعقد بطرق مختلفة،

من جهة اأخرى.

ل يمكن الركون اإلى مقولت �شمولية

الـــ�ـــســـاحـــات يـــقـــيـــم ــنــيــف تــ�ــس هــــنــــاك •فمثال اآخــــر.. اإلـــى بــلــد مــن ال�سعرية هناك �سعراء ي�سنفون �ساحاتهم باأنها اأنت تقيم كيف وجــديــة، تاألقا االأكــثــر

ال�ساحة ال�سعرية ال�سعودية؟

ونقاد، ك�سعراء باأننا تحدثت واأن �سبق ■�سمولية م��ق��ولت اإل���ى ال��رك��ون يمكن ل واخ��ت��زال��ي��ة، ح��ي��ن ي��ك��ون ال��ح��دي��ث عن ال�ساحة ال�سعرية في ال�سعودية. ال�سعودية اخ��ت��الف اإل���ى ننظر فحين ق����ارة، �سبه وطبيعة ووعورتها، الجغرافية ت�ساري�سها مــنــاخــهــا، و�رتـــبـــاط كــل ه���ذا ب��ال��ع��ادات تميز التي القبلية الجتماعية والتقاليد تاريخ كل منطقة اأو مدينة، فاإننا بالتاأكيد فعلى المقولت جزافا، نرمي اأن يمكن ل ياأتي ناقد ويقول باأن �سبيل المثال عندما الم�سهد ال�سعري ال�سعودي هو الأكثر تطورا معناه فهذا العربية؟ ال�ساحة في وتميزا اأهم وا�ستخرج ع��ام، با�ستقراء ق��ام اأن��ه المالمح العامة، ثم بنى عليها ا�ستنتاجه، الخطاب ف��ي ق��ائ��م��ا لي�س م��وؤ���س��ر وه���ذا النقدي حاليا. نخن نفتقر اإلى الدرا�سات الإجابة في وال��ج��ادة، الر�سينة العلمية تقي�س اأن ويمكن الأ�سئلة. هذه مثل على ال�سعودي، الم�سهد داخل من حتى ذلك، ال�سعرية الأج���ي���ال ع��ن تحدثنا م��ا اإذا ال�سعري. الن�س بتطور منجزها وعالقة فمثال ما �سكل التطور في الق�سيدة الذي م�ستوى على الثمانينيات، �سعراء اأ�سافه

الرو�سية. ب���الآداب ي�سمى فيما المرحلة وب�سرف النظر عن النظرة الإيديولوجية مفهوم ن�سع اأن��ن��ا اإل ال��ت�����س��ورات، لهذه نتعرف حتى ال�سياق، ه��ذا �سمن التغير على مدى ما تحدثه من تغيرات على �سكل

الخطابات كافة.

ل اأ�شع النقد اإزاء الإبداع..

اأحد النقاد ال�سعوديين ردد هذه العبارة •»النقد في ال�سعودية تفوق على الن�ص

االإبداعي«، ما راأيك؟

وردت هذه العبارة، �سياق اأي في اأعلم ل ■وفي اأي مو�سع جاءت. لكني عموما ل اأ�سع اختزالية، ثنائية في الإب��داع، اإزاء النقد ال�سرب اأو ب��ه��ا، التغني للبع�س يحلو روؤية �سيقة تتجاوز ل �سجالية اأوت��ار على ل ت�سوري في الم�ساألة المفهومين. لكال الآخ��ر، على يتفوق اأحدهم اأن في تكمن مكمن هنا ذاته. النقد مفهوم في هو بل روؤاهم يق�سرون الذين برمتها. الم�سكلة للنقد، �سيق معنى على وا�ستغالتهم الفنية بالنواحي عندهم اأ�سا�سا يرتبط والأ�سلوبية للن�س الإبداعي، مرتكزين على مرجعيات ثقافية ومعرفية محدودة، تفتقد للوجود العميقة الفل�سفية المعرفة اإل��ى والحياة والإن�سان وعالقتها بالكتابة، فاإن ثقافة �سطحية، �سيقدمون بالتاأكيد هوؤلء يكمن ال��ذي المعرفي الهم اإل��ى ترقى ل الفل�سفي بالمعنى النقد مفهوم خلف ال�سامل، الذي تتجاوز اأبعاده ثنائية النقد ، فمن الطبيعي اأن تكون والإبداع، ومن ثم

هواج�سهم ترتبط بمثل هذه الم�سائل التي ل تقدم اأو تاأخر في م�سيرة الإبداع والنقد

على حد �سواء.

�ساملة تجترح مناطق فكرية النقد حركة لمعنى لمقترحات وت��وؤ���س�����س وم��ع��رف��ي��ة، وتعطي والج��ت��م��اع، والإن�����س��ان الثقافة �سدا وتقف وللكتابة، للحياة ت�����س��ورات والموؤ�س�سة ال�سلطة تجاوزات لكل منيعا معنى ل للنقد.. المعنى بهذا وال��دول��ة. على متفوقا النقد ه��ذا ك��ون ف��ي عندي نوؤ�س�س لم دمنا ما العك�س، اأو الإب���داع، اأو في ثقافتنا المحلية لمثل هذا المنظور

التقعيد له على الأقل.

من اأين جاءت هذه الفكرة؟!

مــرة، نـــاقـــدا يح�سر الــحــرز مــحــمــد •ومبدعا »�ساعرا« مرة اأخرى، هل ثمة عــالقــة جــدلــيــة بــيــن الــنــقــد واالإبـــــداع،

وكيف وفقت بين االتجاهين؟

من اللقاءات ال�سابقة الكثير في جوبهت ■اأو ال��ت��ن��اف��ر وك����اأن ال�����س��وؤال. ه���ذا بمثل والكتابة ال�سعرية الكتابة بين التناق�س كل بنية ف��ي ب��الأ���س��ا���س قائمة النقدية

Page 52: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

101اجلوبة - �صيف 1434هـ100 اجلوبة - �صيف 1434هـ

اتـــــــــ

ـــــــــهــــــــ

ــــــــــــــــــ

جـــــــــوا

ــــــــــــــــــ

مـــــــ

■ حاورته: �شمر اإبراهيم*وما ظــرف؟ اأي وفــي تكتب، متى •الـــعـــادات الــتــي تــرتــبــط بــهــا لحظة

الكتابة؟

اأكتب عندما تواتيني تجربة ق�س�سية. ■ول ال�سباح. في الكتابة اأب��داأ ل ع��ادة ومزاج طيبة. �سحة في واأن��ا اإل اأكتب في تجربة ق�س�سية اإل من رائق خال

مني الق�سة كتابة ت�ستغرق قد نف�سي. اإلى جل�سة واحدة من العا�سرة �سباحا الخام�سة م�ساء. وقد تكتب الق�سة في ن�سج ح�سب ذل��ك ك��ل جل�سات، ع��دة

التجربة الق�س�سية داخلي.

قبل اأن اأبداأ في الكتابة، اأ�سرب قهوتي، عندئذ الأ�سبرين. م��ن حبتين واآخ���ذ

الكتابة الق�ش�شية, حالة مزاجية مميزة كاأ�شابع اليد,

ولي�ص هناك اثنان من الب�شر متماثالن ومتطابقان تماما.

االأولــى الق�س�سية بمجموعته 1960م، العام منذ والق�س�سي الفني م�سواره بــداأ الــواقــع عــن معبر خير عــدوهــا حيث الــنــقــاد، نظر لفتت الــتــي �سبايا( يــا )عط�سان الم�سري، من خالل ت�سابكه مع االأ�ساطير؛ وكان اآخرها في مجال الرواية والق�سة مجموعته الق�س�سية: )ال�سرنقة(، ورواية: )اأيام مجاور( اللتان عك�ستا محورا مهما

من حياته، وكذلك محورا مهما في الواقع الم�سري، وهو حياة المجاورين باالأزهر.

وكما ان�سغل الكاتب �سليمان فيا�ص بالهوية الم�سرية، فقد ان�سغل بالهوية العربية وتر�سيخ االنتماء داخل ال�سباب العربي، ما دفعه لتاأليف �سال�سل للنا�سئة عن علماء

وعباقرة العرب، �سهد جميع النقاد بتميزها..

اإلى العمل في مجال المعاجم والكتب وقد دفعه هذا االهتمام بالثقافة العربية، الفكرية، وقد ات�سح اأنه يركز على الفعل العربي في روح ا�ستخداماته المعا�سرة.

من العوي�ص �سلطان ال�ساعر جــائــزة اأبــرزهــا: الــجــوائــز مــن الــعــديــد على ح�سل االإمارات العربية المتحدة العام 1994م، في حقل الق�سة والرواية، عن مجمل اأعماله

الق�س�سية. وجائزة الدولة التقديرية، لجمهورية م�سر العربية العام 2002م.

الكاتب الم�شري �شليمان فيا�ص

نقاط تكمن واأي����ن والأ���س��ل��وب؟ ال���روؤي���ة التقاطع والختالف في فهم ال�سعر بينهم وبين من �سبقهم من اأجيال.. وما لحقهم اأن بد ل الأ�سئلة هذه اأي�سا؟ اأجيال من عن اأتحدث اأن حاولت كلما اأمامي تقفز ال�ساحة ال�سعرية ال�سعودية. بالطبع هذا ل يمنع اأن ندلو بدلونا في الم�ساألة، انطالقا اأي�سا وان��ط��الق��ا ال��ذات��ي��ة، تجاربنا م��ن تربطنا التي وعالقتنا اجتهاداتنا م��ن في وهذه ال�سعراء، من اأخ��رى بمجموعة مجموعها قراءات انطباعية. لكنها مهمة على م�ستوى التوثيق وال�سهادة على مرحلة ل��ذل��ك، من ت��اري��خ ال��ت��ج��ارب. معينة م��ن خالل تجربتي، اأرى اأن الق�سيدة لم ت�سنع لها تراكما تاريخيا، يعبر بها من جيل اإلى اآخر، بحيث تحمل �سمات كل جيل، لي�سفي عليها الجيل الالحق �سمات اأخرى، ت�سب ظلت ، ثم ومن تطورها. تاريخ �سالح في الق�سيدة تداور نف�سها في جميع الأ�سكال التي تكتب بها، مثلها مثل الرواية الخارجة من رحم ال�سرد، والتي ظلت اأي�سا من دون

تجييل اأو تن�سيب.

تعك�ص مزاجي الفو�شوي

مكتبتك؟ على نتعرف اأن لنا هل •مزاجي تعك�س الأم��ر واق��ع في مكتبتي ■الكتاب ب��ن��وع اله��ت��م��ام ف��ي ال��ف��و���س��وي اأحيط فتارة اإل��ي��ه؛ ينتمي ال��ذي والحقل يتكثف ق��راءة في الفل�سفة، بكتب نف�سي التركيز بطاقة عالية، حينها ي�سبح فيها المنزل موزعا على مجموعة من الفال�سفة

المنزل الذين يحتلون بكتبهم والمفكرين اأو بال�سعر نف�سي اأح��ي��ط وت���ارة باأكمله. منزلي ي�سبح وهكذا الدين، اأو التاريخ حقل تجارب وا�ستوطان حقيقي لكل حالة والكتابة. ولأن القراءة تتلب�سني في مزاج اأ�سا�س مقر ي��وج��د ف��ال �سغير، منزلي اإحدى هذه ربما ثابتة. مكتبة اأ�سميه لما الميزات التي جعلت الم�سافة بين المنزل والمكتبة يمحى تماما في قامو�سي اللغوي، اإلى قوة جذب بحيث يتحول هذا الإمحاء ل اأ�ستغني عنها لحظة الكتابة اأو القراءة. اأما مكتبتي. ح��ول اأق��ول��ه اأن اأود ما ه��ذا مكررة اأن��ه��ا فاأعتقد الأخ���رى ال��ج��وان��ب وموجودة في كل مكتبة، فال داعي للحديث

فيها.

الخو�ص في مغامرة مفتوحة

عن جديدك؟ وماذا •تتر�سد ج��دي��دة، �سعرية تجربة هناك ■الإلكتروني الن�س اأ�سميه اأن يمكن م��ا الو�سائط تقنية قلت- -كما ياأخذ ال��ذي جماليات بو�سفها ويوظفها الجماهيرية، تفاعلية ب�����س��ورة ال��ن�����س ت��رب��ط ق��اب��ل��ة، مغامرة ف��ي الخو�س اإن��ه��ا المتلقي. م��ع

مفتوحة، وهذا في ظني جمالها.

ال�سبكة التي تزورها على المواقع ما •العنكبوتية؟

ل توجد مواقع محددة. لكن مواقع الأخبار ■والجرائد هي الأكثر ترددا عندي.

Page 53: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

103اجلوبة - �صيف 1434هـ102 اجلوبة - �صيف 1434هـ

اتـــــــــ

ـــــــــهــــــــ

ــــــــــــــــــ

جـــــــــوا

ــــــــــــــــــ

مـــــــ

الما�سي، واأدار راأ�سي تماما ما قاله مائة وثمانين درجة.

روؤية ق�س�سية تحدد تجاربه الق�س�سية. كاتب لكل •روؤيتك اأنت.. كيف هي؟ ولغة الق�ص كيف تراها؟

�لتجربة ت�شهم لم فــاإذ� �جتماعي. ن�شاط معي �لق�شة ■الق�س�سية في اأداء دور اجتماعي واقعي ونقدي، ل اأقترب لف�ساد تحد بالتجربة يكن لم واإذا اأتجاوزها. منها.. الواقع ومظالمه، حتى لو كانت تجربة نف�سية و�سخ�سية مواجهة في الق�سة محايدة كانت واإذا منها. اأقترب ل مميزة �سخ�سيات بها يكن لم واإذا اأتجاوزها، الواقع بحيث ل يمكن للقارئ ن�سيانها اأتجاوزها. واإذا لم اأدرك ا�ستح�سارية ب�سورة الفنية التجربة حدثت كيف جيدا كاملة �أتجاوزها »بالطبع ال يفتر�ض ذلك �أنه ي�شترط �أن تكون ق�سة حقيقية، ولكنني اأتحدث عن الحدوث الفني«.

فكل ق�س�سي ا�ستح�سرت فيها كل ذلك مع معرفة �سبب ق�س�س من اأق�سو�سة كانت لو حتى ولمن؟! كتابتها، في ذلك كل فيها فا�ستبطن معي، ن��ادرة وهي اللحظة، الورق وعلى اأول. نف�سي في واأج�سده واأ�ستنطقه نف�سي،

ثانيا.

واأعتقد اأن لغة الق�سة معي متنوعة من ق�سة اإلى اأخرى.. ح�سب التجربة، فاأنا اأحب ال�سباحة في مياه متنوعة، بل ا داخل الق�سة الواحدة. فهناك اأكت�سف اأنها متنوعة اأي�سجهة، من الق�س و�سائل مع للغة، �ستى اإيقاعات عندي ومع جو اللحظة في الموقف والحدث. قد يكون �ساعريا، وقد يكون �سراعا دراميا، وقد يكون م�ساحنة بين اثنين تحدد التي هي وحدها المبدع القا�س ح�سا�سية اإل��خ.. الخا�س الق�س�سي ومزاجه وممار�سته، وخبرته، ذلك، كاأ�سابع مميزة مزاجية حالة الق�س�سية، فالكتابة به؛ اليد، فلي�س هناك اثنان من الب�سر متماثالن ومتطابقان ا ق�سيرة رومان�سبة تماما. كان اأبو المعاطي يكتب ق�س�س

التجارب، وين�سرها في مجلة الر�سالة.

النف�سية يوم في كتابة ق�س�س من تجاربي وبداأت ذات الذاتية، كتبت في نحو من �سنتين ع�سر ق�س�س، واأر�سلتها اإلى مجلة الر�سالة ولم تن�سر، »اأحمد اهلل اأنها لم تن�سر«.

اأك��������ون ف����ي ك��ام��ل النف�سية. ال��ل��ي��اق��ة اأظ������������ل اأدن������������دن ���ا ج��و م�������س���ت���ع���ر����سمن بها وما الق�سة �سخ�سيات واأحداث وح��وارات. ومواقف تكون كتابتي ع��ادة خ���������ارج ال���م���ن���زل

اأماكن فهناك نهري، اأو بحري كازينو في ككازينو الق�س�س بكتابة ل��دي ارت��ب��ط��ت النيل كازينو اأو الإ�سكندرية، في ال�ساطبي الكازينو ه��ذا بالمنيل.. بيتي من بالقرب على اأجل�س م��ا غالبا اأط���الل. �سار ال��ذي بعد والظل، ال�سم�س بين منعزلة من�سدة في اأ�سرع تقريبا الدندنة من �ساعة ن�سف الفكرة ا�ستقرت قد لحظتها اأكون الكتابة. ونهايتها، الق�سة، بدء نقطتين: على ل��دي وتاأتي اللغة من�سابة تبعا لطبيعة كل تجربة؛ وبين الحين والحين يروح النادل بم�سروبات محددة اأ�سربها دائما اأثناء الكتابة: الليمون، الكتابة اأثناء والليمون والقهوة، وال�ساي، ا، فغالبا ما اأ�ساب بنوبة من الزكام مهم جدالكتابية، عادتي تلك الليمون. منها يقلل من تختلف وهي بي، خا�سة بالطبع ولكنها نهائية، ل الكتابة فعادات اآخ��ر، اإل��ى فنان

ولكل عاداته.

كاتب ق�سة؟ وما رحلتك مع بداأت متى •الق�ص؟

بداأت كتابة الق�سة م�سادفة. لم اأعد نف�سي ■في و�سماعها الق�س�س لقراءة ع�سقي على هذه لمعرفة وف�����س��ول �سفاهية، ح��ك��اي��ات الحكايات مع كل من حولي، وتدريب �سخ�سي حولي: ما لكل المالحظة دقة اإلى للو�سول

الب�سر، والحيوانات، واختالف والطيور، درج��������ات ال�������س���وء وال��ظ��ل��م��ة وال��ظ��الل والنهار.. الليل في اإلخ، ومع كل ذلك لم اإل��ى اأن اأك��ون اأه��ت��د ا. قراأت -لحبي قا�سال��ق�����س��ة وع�����س��ق��ي بين ما الق�س�س، من اآلف بل مئات لها- ب��دءا ورواي����ات، وق�سيرة طويلة ق�س�س الق�س�س اإلى وو�سول الجيب، رواي��ات من وال��واق��ع��ي��ات والكال�سيكية، الرومان�سية واأكثرها ال�ستراكية، والنقدية الطبيعية ا مترجمة عن الغرب الأمريكي كانت ق�س�سوالأوربي، وكنت في �سغري غير مبال بمدى اأع��رف اأك���ن فلم فيها. ال��ج��د اأو ال�سعف من غيرها ول ب��ع��د، الق�س�سية ال��ح��دود الحدود النقدية. قراأت حتى حكايات النوادر والحيوانات، الخلق وعجائب والفكاهات يعلم فكما التراثية، والكتب والحكايات اأركز في اأزهريا، ولكنني اأنني كنت الجميع

الحديث على الق�س.

اقراأ قول طه ح�سين: كثيرا من اأنده�س لم تقروؤه �سفحة مهترئة ما لو كان اقراأ، حتى في الق�س مع كنت الر�سيف، على ملقاة حالة عزلة نف�سية، كنت طوال �سنوات ال�سبا اأدري ول الق�س، م��ع والتعلم والمراهقة

�سبب ع�سقي لها، ولم اأكن اأفكر في ذلك.

ثم حدث ذلك بالم�سادفة، قال لي �سديقي النجا: اأب���و المعاطي اأب���و الكبير ال��ق��ا���س كنت ق�سة. تكتب ل لماذا ق�س، لغة لغتك مجلة في متباعدة مقالت اأكتب ب��داأت قد الر�سالة. في اأوائل العقد ال�ساد�س من القرن

اإذا لم ت�شهم التجربة الق�ش�شية في اأداء دور اجتماعي واقعي ونقدي, ل

اأقترب منها واأتجاوزها

لم اأنده�ص كثيرا من قول طه ح�شين: اقراأ اقراأ, حتى لو كان ما تقروؤه

�شفحة متهرئة ملقاة على الر�شيف

Page 54: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

105اجلوبة - �صيف 1434هـ104 اجلوبة - �صيف 1434هـ

اتـــــــــ

ـــــــــهــــــــ

ــــــــــــــــــ

جـــــــــوا

ــــــــــــــــــ

مـــــــ

الأمام من ذاكرتهم من �سقطت العمر في الحديثة، ذكرياتهم تدريجيا ال���وراء اإل��ى الطفولة ذك��ري��ات نفو�سهم ف��ي وت��األ��ق��ت

وال�سبا.

يحمل ل ال�سبا بعد م��ا تاأثير اأن واأعتقد الغنى من حمله ما مثل القا�س نف�س في الطفولة ه���ذه وم���ن و���س��ب��اه. طفولته ف��ي الأول���ى، تجاربه القا�س يغترف وال�سبا يخطو اأن على بها، الجيدة معرفته وتعينه الواقعي الق�س درب على الأول��ى خطواته ب�سفة خا�سة. والمراحل التالية تغني درو�س الفكرية، اآف��اق��ه بات�ساع فالقا�س المهنة. وربما عمله، ت�سقل التي الأدبية وقراءاته له �سقال اأكثر التالية المراحل تكون بذلك

مما تفعله مرحلة الطفولة وال�سبا.

فــي فن رفـــاق جيلك اأنــهــم تعتقد مـــن •الق�ص؟ اأق�سد عمرا واإنما فنا؟

بعد حتى المتم�سر الأردن��ي هل�سا« »غالب ■رحيله عن م�سر، وبهاء طاهر، وعبدالحكيم الطاهر ويحيي اأ�سالن، واإبراهيم قا�سم، من كوكبة ال�����س��ارون��ي. ويو�سف اهلل، عبد منهم لكل التعبير. �سح اإذا الق�س فر�سان مزاج، وحال متميزة في الق�س لغة وتجارب. والغريب فيما اأراه الآن، اأننا كنا منذ تالقينا ��ل��ة واح���دة ف����رادى واح����دا ب��ع��د واح����د، ���سمنا كل الق�س، في طرائقنا اأب��دا نتح�س�س نكون اأن من اأ�سواأ هناك فلي�س ح��دة. على من اأو ا بع�س بع�سنا من بالكربون ن�سخة غيرنا. اأعتقد اأن كل واحد منا �سار مدر�سة.

فن فــي اأ�ــســاتــذتــك راأيــــك فــي هــم مـــن •الق�ص، وماذا ا�ستفدت منهم؟

الآداب في والكبار العظام الق�سا�سين كل ■تجاربهم الكثير. منهم ا�ستفدت العالمية

اتجاهاتهم بكافة وروؤاه����م، وتكنيكاتهم فالمعيار اإلخ؛ الواقعية.. الرومان�سية الفنية المدر�سة ولي�س الفنية ال��ج��ودة ه��و دائ��م��ا الفنية التي ينتمي اليها الكاتب. ا�ستفدت من »�ستاينبك« ومن الق�سة، لغة »هيمنجواي« »اإميل زول« واقعيته الل�سيقة دراميته، ومن ب��الأر���س وال��ح��ي��اة، وم��ن »ب��ل��زاك« نماذجه مغامراته »دي�ستويف�سكي« وم��ن الب�سرية، ومن اأفعالها، وردود الب�سرية النف�س في »ت�سيكوف«، اإن�سانيته البالغة، وهكذا. ثمة ما ي�سل اإلينا من كل منهم. اأما و�سائل الق�س محفوظ نجيب ا، اأي�س فيها، اأغناني فقد بطريقته. واق��ع��ي وكالهما حقي، ويحيى فبدون قراءة الكبار في الفن والمعلمين في بروؤى واأمزجتنا اأرواحنا تتجدد لن الق�س،

جديدة في فن الق�س م�سمونا و�سكال.

قــ�ــســ�ــســك عـــــددا مـــن الــمــحــاور تــ�ــســجــل •ق�س�سك، منها ا�ستمددت التي البيئية

فهل لنا اأن نعرفها؟

فقد م���ح���دودة البيئية ق�س�سي م��ح��اور ■القرية منها بها.. ع�ست باأماكن ارتبطت التي ن�ساأت بها، مدينة المن�سورة التي ع�ست فيها �سبابي، ومدن عربية ع�ست فيها �سنوات باري�س ال��ق��اه��رة، مدينة واأخ��ي��را ق�سار،

الحياة الثقافية العربية.

وهناك محور بيئي مهم، هو موؤ�س�سة الأزهر معهد بين ما تعليمي ك��ان فقد التعليمية، العربية اللغة كلية ث��م الديني، ال��زق��ازي��ق الموؤ�س�سة تلك في حياتي وكانت بالقاهرة، التي ق�س�سي، محاور من اأ�سا�سا محورا وهم طالب »المجاورين«، دارت حول حياة الق�س�سية اأعمالي اآخ��ر اأن حتى الأزه���ر، الديني، الزقازيق معهد مرحلة عن كانت

كنت حينها ما اأزال في مدينة المن�سورة، وحين جئت اإلى وال�سعراء، الق�سا�سين من بع�سرات والتقيت القاهرة، ال�سيء عاودت المحاولة، وكانت قد ن�سجت روؤيتي بع�س المتاأملة، القراءة في ب��داأت حين وبخا�سة الق�س، لفن منهم: الكتاب، من لكثير الق�س، كيفيات في والمدققة ح�سين، طه المازني، اإدري�����س، يو�سف محفوظ، نجيب �ستاينبك، ج���ون ه��م��ي��ن��ج��واي، اآرن�����س��ت ع��ي��اد، ���س��ك��ري جورجي، مك�سيم دي�ستويف�سكي، تول�ستوي، تورجنيف،

وجوجول.

البدايات اأ�سميتها ق�س�س وكتبت ثالث ق�س�س غامرت الواقعية والثالثة رومان�سيتان، منها اثنتان الأول����ى، ال�ستراكية، وتمر�ست في فن كتابة الق�س، وكنت مكتف الأيدي فيها، في تجارب الق�س، وبالأكثر في لغة الق�س. كانت اللغة ماأثورة المفردات في الختيار والتراكيب ولغة تعليمي الأزهرية. ون�سرت هذه الق�س�س في مجلة الآداب،

ومجلتين م�سريتين.

ووجدت نف�سي في محنة اللغة التي اأريدها، هي لغة الواقع الحي، مثل لغة يحيي حقي، وهمينجواي، ويو�سف اإدري�س. ق�سي، بلغة و�سجري قراءاتي اأثمرت توقع، غير وعلى المفتاح وال�سحافة، عن ق�ستي الإعالم للغة وممار�ستي اإلى كل ما كتبته بعد ذلك، ق�سة: يهوذا والجزار وال�سحية

التي اأ�سميتها فيما بعد: امراأة وحيدة.

والنقدي الواقعي الق�س مع رحلتي الق�سة بهذه وب��داأت المتحدي، فع�سقي لقراءة الق�س -وكتابته فيما اأرى- هو

ما اأعطى لحياتي معنى.

ال�سنوات وخا�سة كما يت�سح من حديثك، باليقين، •الع�سر االأولــــى مــن حــيــاتــك، كــان لها تــاأثــيــر مــالزم اأن تريد ما هناك فهل الق�س�سية؛ رحلتك في لك

تو�سحه اأكثر للقارئ؟

ما تقولينه ن�سف الحقيقة. ال�سنوات الع�سر الأولى، التعلم ■والتاأثر فيها مثل النق�س على الحجر، تبقى في النف�س اإلى العمر فترات كل من بكثير اأكثر الأخيرة العمر لحظات الأخرى. والمراقبون لل�سيوخ يالحظون اأنهم كلما تقدموا

Page 55: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

107اجلوبة - �صيف 1434هـ106 اجلوبة - �صيف 1434هـ

داعـــــــــ

ــــــــــــــــــ

بــــــــ واإ

رةـــــــــ

صـــــــــــــــ

�ــــــ

■ املحرر الثقايف

موؤهالته العلمية

• تتلمذ على يد والده رحمه اهلل، فتعلم منه ما الرمل- على والكتابة القراءة مبادئ ي�سمى بال�سبورة الرملية اآنذاك– حيث ل

�سبورة ول دفاتر ول اأقالم اأو محايات..

• والده في حلقات مع التحق عام ١٣٦٢ه� ال����درو�����س ب��ج��ام��ع ال�����س��ي��خ ف��ي�����س��ل بن

�ساحب اهلل، رحمه المبارك عبدالعزيز الجوف منطقة على البي�ساء الأي����ادي واأهلها، حفظ القراآن الكريم منذ �سغره، اإج��ازة ومنح والفقه العقيدة في ودر���س

بذلك من ال�سيخ في�سل.

• ح�سل على �سهادتي البتدائية والمتو�سطة )ن��ظ��ام ال��ث��الث ���س��ن��وات( م��ن م��دار���س

ولد عام 1352هـ في مدينة �سكاكا، حا�سرة منطقة الجوف.. ورغم تجاوزه الثمانين من عمره، اإال اأنه ما يزال �شابا في حركته وذاكرته ، يعي�ش حياته بكل حيوية ون�شاط، كثير التجوال ، يجوب االأر �ص �سرقا وغربا و�سماال وجنوبا، �ساهد على الجوف في

مختلف مراحل التعليم ، ومنذ اإحداث اأول مدر�سة ابتدائية فيها.

علم من اأعالم المنطقة، ورمز تعليمي يقتدى به، تحمل الم�سئولية معلما واإداريا وما يزال ا�سمه المعا حتى اللحظة.. يمتاز بالحكمة والعقالنية والراأي ال�سديد.

اإبراهيم بن خليف بن م�شلم ال�شطامذاكرة حا�شرة .. وثقافة بال حدود

وهي بعنوان: اأيام مجاور، وكذلك كان هناك بع�س الق�س�س المفردة.

لك رواية ق�سيرة، نريد اأن نختم حوارنا •»اأ�سوات«، روايــة وهي عندها، بالوقوف فــهــي روايـــــة �ــســادمــة مـــن روايـــــات لــقــاء �سنوات طويلة مــرور ورغــم الح�سارات، في اأ�سا�سا محورا تــزال ما كتابتها منذ االجتماعية؛ والدرا�سات النقاد حديث فـــمـــا دافــــعــــك اإلـــــــى كـــتـــابـــتـــهـــا، ولــــمــــاذا ا�ستخدمت فيها تكنيك المونولوجات اأو

االأ�سوات من بدايتها اإلى نهايتها؟

رواية اأ�سوات تعالج تجربة من تجارب لقاء ■���س��دام��ات، م��ن يفجره وم��ا ال��ح�����س��ارات، ال�سيادة تنتقل عندما دائما ذلك ويحدث في العالم من ح�سارة اإلى ح�سارة، عندئذ وح�سارتين. عالمين بين ���س��دام ي��ح��دث القديم الع�سر ف��ي ذل��ك ح��دث بالتاأكيد بل واح���دة م��رة لي�س ال��و���س��ي��ط، والع�سر مرارا، ومنذ الع�سر الو�سيط وهذا ال�سدام والغرب، ال�سرق ومرارا: اأحيانا عليه يطلق ال�سرق الفنان والغرب، والحقيقة اأنه �سراع م��راك��ز لتغير نتيجة وه��وي��ات ح�����س��ارات ما �سد نف�سه عن يدافع المنهزم ال��ق��وى. ي�سميه غازيا، والجديد يمد �سيطرته بو�سفه جزءا من التطور الإن�ساني والتقدم الب�سري.

اأن يمكن ق�س�سية ت��ج��ارب هناك لي�ست الح�سارات لقاء ت��ج��ارب م��ن اأغ��ن��ى تكون اإنها الدراما التراجيدية الكاملة و�سدامها. م�سرحها وجه الأر�س �سمال وجنوبا و�سرقا، وتجليات ق�س�سية تاألقات هناك ولي�ست اأغنى ق�س�سية تجارب في نجدها �ساطعة من هذه التجارب، لذلك اأدليت بدلوي فيها.

وح�سب هذه التجربة الق�س�سية كان هدفي

ختان ظ��اه��رة وال��خ��ا���س والأ���س��ا���س الأول الم�سري، وكان هدفي المجتمع البنات في الح�سارات للقاء روؤية جديدة تفجير العام الق�س�سية ال��ت��ج��ارب كانت �سدامها. اأو كتابة زم��ن حتى المجال ه��ذا في العربية الرواية تتمحور حول رجل �سرقي يذهب اإلى اأو ال�سدياق، فار�س مثل رحلة، في الغرب بعثة، مثل: اأديب لطه ح�سين، وع�سفور من ها�سم اأم وقنديل الحكيم، لتوفيق ال�سرق ليحيى حقي. وتجربتي قلبت المدخل غربية وفي الم�سري، زوجها مع ال�سرق اإلى تاأتي النتيجة ماأ�ساة ال�سرق، وتكون ذهنها �سحر �سراع ���س��راك ف��ي وق��ع��ت فقد ل��ه��ا، كاملة

الهويات.

التجربة تلك كتابة في كثيرا ت��رددت لقد من ال�سبعين العام وفي �سنوات”، “ع�سر بكل األقيت كتابتها، قررت الما�سي القرن المحزنة، لججها في الق�س�سية طاقتي الداخلية المونولوجات تكنيك لها واخترت تكون م��ا ب��اأق��وى النف�سي ال�سدق لأق���ارب “اأ�سوات” �سدمة رواية تكن لم المقاربة، ال�سدمة اإن بل فقط.. الخا�سة التجربة الأقوى كانت في تداعياتها الزلزالية لقرائها العرب ال�سرقيين و�سلت اإلى اتهامي بالتحيز اأتاأكد جعلني ما وهو الغربية، لالإمبريالية موجع دائما فال�سدق التجربة، �سدق من وموؤلم، ولكني كنت را�س ومقتنع بما فعلت، فعل رد تثير البداية في دائ��م��ا فال�سدمة يحدث وا�ستيعابها الوقت بمرور ثم �سلبي، بعد ح��دث ما وه��و وفهمها.. معها ال��ح��وار ال�سريحة بالمواجهة ياأتي فالتغير ذل��ك،

الوا�سحة.

Page 56: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

109اجلوبة - �صيف 1434هـ108 اجلوبة - �صيف 1434هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفـــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنـــــــــ

منطقة الجوف.. نظام المنازل.• ح�سل على �سهادة الثانوية العامة )نظام الثالث

�سنوات ( من ثانوية المنيرة في القاهرة.• عام اأع��م��ال اإدارة ب��ك��ال��وري��و���س على ح�سل

١٣٩٨ه� من جامعة القاهرة.منا�شب تقلدها

• القرى اإح��دى الطوير مدر�سة في معلما عين انتقل ١٣٦٩م، عام �سكاكا لمدينة المجاورة بعدها اإلى المدر�سة الأميرية في �سكاكا ليعمل

معلما فوكيال فمديرا.• الجوف في مدار�س منطقة اإداريا مفت�سا عين

والقريات والحدود ال�سمالية، عام ١٣٨١ه�.• التعليم، لمكتب م��دي��را ث��م

الإ���س��راف لمكتب ف��م��دي��را المنطقة ف��ي التعليم على

عام ١٣٨٥ه�.• عام ال��ج��وف لبلدية رئي�سا

على وم�����س��رف��ا ١٣٩٣ه��������، عام الجوف كهرباء م�سروع

١٣٩٤/١٣٩٣ه�.• ت��خ��ط��ي��ط لإدارة م����دي����را

الهند�سية والإدارة ال��م��دن عام ال�سمالية، المنطقة في

١٣٩٧ه�.• البلدية لل�سئون عاما مديرا

وال���ق���روي���ة ف���ي ال��م��ن��ط��ق��ة ١٤00ه�����، ع���ام ال�سمالية، حتى من�سبه ف��ي وا�ستمر اأح���ي���ل اإل����ى ال��ت��ق��اع��د ع��ام

١٤0٩ه�.• ���س��ارك ف��ي اأك��ث��ر م��ن )٥0(

التخطيط في وموؤتمرا ندوة المملكة داخ����ل والإدارة

وخارجها.

• ع�سو مجل�س منطقة الجوف منذ عام ١٤٢٢ه�.

• الجتماعية اللجان من ع��ددا وت��راأ���س �سارك ال��ع��ام القطاعين ف��ي وال��ت��ج��اري��ة وال��ث��ق��اف��ي��ة

والخا�س.

موؤلفاته

• اأعد بحوثا منها:

- نحو اإدارة مدر�سية اأف�سل.

- الإدارة هدف ونتيجة.

• اأع�������د ك���ت���اب���ا ف����ي )اأح����ك����ام ال���ع���ب���ادات( ل��ل�����س��ف ال�����س��اد���س البتدائي عام ١٣٨٩ه�، ونال عليه

جائزة تقديرية.

• �سدر له كتاب )م�سيرة التعليم في منطقة الجوف – تاريخ و�سير

وذكريات(، عام ١٤٢٦ه�.

• من )�سفحات كتاب له �سدر ع�سائر عند والأن�����س��اب ال��ت��اري��خ

قبيلة ال�سرحان(، عام ١٤٣0ه�.

• الطبع: ت��ح��ت اإ����س���داران ل��ه منطقة عن فيه يتحدث اأحدهما الجوف، ويتناول في الثاني �سيرته

الذاتية.

من الأر�شيف

الر�شام عبدالعزيز م�شريذاكرة اللون.. في خطوط من رحيق الري�شة

■ فريال احلوار*

وكاأن الخراب المحيط بها �سيجد انبعاثا حيويتها في متاألق يانع هو ما لكل ج��دي��دا وت��ف��ج��ر ج��م��ال��ه��ا ف��ي ك��ل ات���ج���اه! ال��ن��ا���س، وت�سنعهم؛ الأر���س ي�سنعون الذين ه��وؤلء اأط��ف��ال ال�سم�س م��ع يطلعون ال��ذي��ن ه���وؤلء ويزرعون يحفرون و�سبايا بية �س ويافعين؛ ت��ط��ل��ع عليهم ال��ذي��ن وي��ح�����س��دون؛ ه����وؤلء وهم عنهم وتغيب داأب، في وهم ال�سمو�س ف��ي ح��رك��ة؛ ه���وؤلء ال��ن��ا���س ال��ق��دي��م��ون ق��دم الباقية الجبال عراقة العريقون التاريخ، ي�سجل الذين هم المندثرة.. والح�سارات �سورهم عبدالعزيز م�سري، بري�سة ل يعرف كما ي�ستخدمونها كيف الفنانين من قلة اإل الأق��وى والأ���س��ود« »الأبي�س هو، ي�ستخدمها تعبيرا، واأعمق من كل لون. ويبدو ذلك جليا

والتي )٢0٧ )�س عنوانا تحمل ل لوحة في في غرقت التي المدينة �سورة فيها ن�سهد في ثانية، الرجوع تعاود الأب��د! اإل��ى المياه

الخلفية المحجوبة بيد طويلة الأ�سابع..

الواقعية، الم�سهد اأبعاد الفنان يرف�س بقدر للمكان، الفيزيقي بال�سجل ذلك وما ما هو ا�ستخال�س لل�سر، للجوهر الذي فيه.. بالرغبة المثقل كالموج ويتلوى، يتغير وهو واأبوابها اأحجارها، الفنان يحاور والذاكرة، اأ�سير نف�سه، من ي�سخر جريحا الوح�سية.. اإلى يرنو تجعله التي الم�ستمرة المفارقات وبينها بينه يقف نافذة خ��الل من الحرية �سيف م�سلط من عل، ليندرج في �سياق �سور وتتكرر الأل���م، �سدمة تجدد متوقعة، غير المرئي فيها يتداخل التي الع�سق طعنة بها

ترحال منع�ص، مقلق، مده�ص! ومثير للحوا�ص كلها ولي�ص للعين فقط، بل محرك الأخيلة ما م�سى، وما هو ما�ص، وما �سوف ياأتي. هكذا هو حال الترحال بين �سفحات كتاب )خطوط من رحيق الري�شة(، الذي تقول فيه لوحة فنية اأكثر من األف كلمة. اإنه ترحال بين اأنا�ص هدهم التعب والحرمان واالنتظار بقدر ما هو ترحال بين الوجوه النا�سحة بقواها المذهلة:وجوه ت�سحك، وتن�سى، وتتاأمل، وتغيب، ت�سجل مالمحها عبر قـــادم كــاأنــه بع�سها يــبــدو وجـــوه والــ�ــســاأم.. واللهو والتعب الع�سق مــن �سفحات يتواتر الجبال. في الكهوف جــدران على المنقو�سة االأ�سالف القرون من جداريات اإزائها.. وجه �ساحك فيها التقابل بين البلى في الخلفيات وبين ن�سارة وجه �سبية

وابت�سامة م�ستب�سرة في لوحة من دون عنوان في)�ص 196(.

Page 57: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

111اجلوبة - �صيف 1434هـ110 اجلوبة - �صيف 1434هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفـــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنـــــــــ

النخيل فيال�شعر العربي

■ �شالح عبدال�شتار ال�شهاوي*

ومن الطرائف في كتب التراث، ما رواه كتب ال���روم ملك قي�سر اأن م��ن ال�سعبي عنه: اهلل ر�سي الخطاب، ب��ن عمر اإل��ى قبلكم اأن خبرتني ر�سلي ف��اإن بعد، »اأم��ا �سجرة مثل اأذان الفيلة، ثم تن�سق عن مثل ر، فتكون كالزمرد الدر الأبي�س، ثم تخ�سثم كالياقوت، فتكون تحمر ثم الأخ�سر، ثم اأك���ل، ف��ال��وذج كاأطيب فتكون تن�سج وزادا للقيم ع�سمة فتكون وتيب�س تينع فاإنها �سدقتني ر�سلي تكن فاإن للم�سافر؛ »ب�سم عمر: اإليه فكتب الجنة«. �سجر من

عمر عبداهلل من الرحيم، الرحمن اهلل ال��روم. ملك قي�سر اإل��ى الموؤمنين اأمير بعد: اأم��ا ال��ه��دى، اتبع م��ن على ال�سالم التي ال�سجرة واإنها �سدقتك، ر�سلك فاإن اأنبتها اهلل عز وجل على مريم حين نف�ست بعي�سى، فاتق اهلل ول تتخذ عي�سى اإلها من

دون اهلل«.

والنخل اأف�سل ثروة، وقد اأثر عن هارون ال��ر���س��ي��د ق��ول��ه: »ن��ظ��رن��ا ف����اإذا ك��ل ذه��ب وف�سة على وجه الأر�س ل تبلغان ثمن نخل مال »عنده م�سر: في ويقولون الب�سرة«.

اأنه م�ستق من انتقاء ال�سيء واختياره، والنخيلة هي النخل، وواحدته نخلة، قيل الن�سيحة الخا�سة. يقال: »ال يقبل اهلل اإال نخائل القلوب« اأي النيات الخا�سة. ونخل القراآن ففي ويــوؤنــث.. فيذكر النخل واأمــا موؤنثة، والنخيل واخــتــاره. �سفاه ال�سيء: الكريم »اأعجاز نخل منقعر« )القمر: 20(، و»اأعجاز نخل خاوية« )الحاقة: 7(؛ وفي نخلة، وجمع وواحدتها والتمر، الرطب �سجر النخل الكريم: القراآن األفاظ معجم النخل نخيل، كعبد وعبيد.. ومن العرب من يوؤنث النخيل، ومنهم من يذكره، نقول: عند فموؤنث النخيل فاأما باللغتين، الكتاب وجــاء البا�سقة، والنخل البا�سق، النخل

الجمع.

بالروؤيوي، ويتبادل فيها الخيالي والحقيقي ال�سكل والقيمة. وفي لوحة على ال�سفحة )١٩٢(يبدو اأن في الآخر قناع يلب�س كالهما والروحي الأيرو�سي اأو الحقيقة عن وعي تبدو اأن اإلى ، ما هو ب�سريلتج�سيد اأخرى ذريعة اإل لي�ست كاأنها وعي، غير حلم عزيز.. م�ستحيل.. يتكرر مرة بعد مرة، ولئن كان فيها الكثير من التعبير عن ن�سوة الحب، فاإن الحب قد يكون لمراأة، وقد يكون للوطن الذي كان للم�سري ع�سقه الآخر. وقدرة الم�سري على تحويل م�ستمدة بال�سعر، اإيحاء اإل��ى الب�سرية ال�سورة الم�سمون في هي التي بالذات، الن�سوة تلك من

ال�سعرية: المو�سيقى معظم من الوطن، وحب المراأة حب ن�سوة وربما ومتالب�ستان. متداخلتان، ا�ستثنيت ال��ت��ي ال��ل��وح��ات ت��ك��ون م��ن ال��ن�����س��ر ف��ي ه���ذا ال��ك��ت��اب، ب�سبب الرقابة الجتماعية!!! هي اأو�سح عن هذا المعبرة ب�سورة

التالب�س والتداخل.

اأم�����ا ف���ي »ل����وح����ات زي��ت��ي��ة« �سطوع والنور، الظالم يتراكب التي ال��ظ��الل وح��ل��ك��ة ال�سم�س تنثرها ال�سم�س ب�سخاء، فالأر�س

هنا كما النا�س، كما الماء والنبات، هبة من هبات ال�سم�س وتزاوجها مع الطين. هبة من هبات ثنائية انطلقت الثنائية ه��ذه وكاأنما والعتمة؛ ال�سياء عبدالعزيز لوحات الأي���ام.. حناجر تمالأ اأغنية بالذات الم�ستر�سلة الأغنية هذه التقطت م�سري القديمة، الجبال اأغ��ان��ي من كاأغنية وج�سدتها

ة.. �ساجة الفرح مرة اأخرى! عميقة الحزن مر

ل التي العا�سقة عينه هي )الم�سري( ري�سة حد لقدرتها على الندها�س، و�لتقاط ما هو نافذ الوقع في النف�س من حياة النا�س اليومية.. عادية تلك الحياة، لكنها غير عادية في عين هذا الفنان! ه����وؤلء ال��ن��ا���س ل��ي�����س��وا اأب��ط��ال يجترحون المعجزات بعبقريتهم ري�سة في لكنهم �سجاعتهم، اأو ال��م�����س��ري اأب����ط����ال ي�����س��ن��ع��ون الذي جوهرها ويغذون الحياة، يتحدث ل��م واإن حتى يفنى، ل ن�سيج هي وحياتهم اأحد! عنهم البطولت اليومية ال�سغيرة التي وينظم المغنون اأجلها يغني من وي��ح��ك��ي عنها ل��ه��ا، ال�����س��ع��راء

الق�سا�سون.كاتبة من ال�سعودية. *

Page 58: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

113اجلوبة - �صيف 1434هـ112 اجلوبة - �صيف 1434هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفـــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنـــــــــ

وقــــد عــلــقــت مـــن حــولــهــا زيـــنـــة لهابـــاأمـــرا�ـــص ع�سجد يـــاقـــوت قـــنـــاديـــل

ويقول ال�سري الرفاء:

فــالــنــخــل مـــن بــا�ــســق فــيــه وبــا�ــســقــةالرطبا قنواته في الطلع ي�ساحك

اأ�سحت �سماريخه في النحر مطلعةاإمــــــا ثــــريــــا، واإمـــــــا مــعــ�ــســمــا خــ�ــســبــا

تــــريــــك فـــــي الــــظــــل عـــقـــيـــانـــا فـــــاإننظرت �سم�ص النهار اإليها خلتها لهبا

ويقول اأي�سا:

وكــــــــــــــاأن الـــــنـــــخـــــل حـــــــــول قـــبـــابـــهـــاتـــوقـــدا الــهــجــيــر اإذا الـــغـــمـــام ظــــل

مـــن كـــل خـــ�ـــســـراء الــــذوائــــب زيــنــت بـــــثـــــمـــــارهـــــا جــــــيــــــدا لـــــهـــــا مــــقــــلــــدا

خـــرقـــت اأ�ــســافــلــهــن اأعــــمــــاق الــثــرىحـــتـــى اتــــخــــذن الـــبـــحـــر فـــيـــه مـــــوردا

ينح لــم اأ�ــســفــر ال�سبح مــا اإذا �سجر لـــــــالأمـــــــن طـــــــائـــــــره ولــــــكــــــن غـــــــردا

ذلك وف��ي زينتها، اأخ���ذت ع��رو���س والنخلة يقول اأبو نوا�س:

راأيـــــت به اإال مـــا الـــرو�ـــص اأنـــعـــت ال م�ستهل النخل عليه منيفا ق�سرا

مختبرا كنت اإن �سفتي مــن فهالة �ـــســـاألـــوا اإذا عـــنـــى نــــفــــرا ومـــخـــبـــرا

زيـــنـــتـــهـــا ــــــــــان اإب ـــيـــت جـــل اإذا نــــخــــل ــل الحــــت بــاأعــنــاقــهــا اأغـــداقـــهـــا الــنــخ

وزار دجلة ماء من �سرب فقد المعري اأم��ا اأ�سرف ال�سجر، فيقول:

�ــــســــربــــنــــا مــــــــاء دجـــــلـــــة خــــيــــر مــــاءوزرنـــــــا اأ�ـــــســـــرف الـــ�ـــســـجـــر الــنــخــيــال

وو�سف اأحد ال�سعراء النخلة، قائال:

والــنــخــل حـــول الــنــهــر مــثــل عرائ�صنـــ�ـــســـت غـــــدائـــــرهـــــا عــــلــــى غـــــــــدران

والـــطـــلـــع مــــن طــــــرب يـــ�ـــســـق ثــيــابــهمــــتــــنــــ�ــــســــرا كــــانــــتــــ�ــــســــار الــــــجــــــذالن

وقال اآخر في و�سف البلح:

اأمـــــا تــــرى الــنــخــل قـــد نـــثـــرت بلحاجـــــــــاء بــــ�ــــســــيــــرا بـــــــدولـــــــة الـــــرطـــــب

مـــــكـــــاحـــــال مــــــــن زمـــــــــــــرد خــــرطــــتمــــقــــمــــعــــات الـــــــــروؤو�ـــــــــص بــــالــــذهــــب

وقال اآخر:

تـــبـــدى اإذ الــــبــــ�ــــســــر اإلـــــــــى اأنــــــظــــــر ولــــــــونــــــــه قــــــــد حـــــكـــــى الـــ�ـــســـقـــيـــقـــا

ـــــــــه عـــــلـــــيـــــه كـــــــــــاأنـــــــــــمـــــــــــا خـــــــــو�ـــــــــسزبـــــــــــــرجـــــــــــــد مــــــــثــــــــمــــــــر عـــــقـــــيـــــقـــــا

ويقول فيه اأمير ال�سعراء اأحمد �سوقي:

احــتــجــب الــ�ــســمــاء فـــي �ــســجــرا اأرى و�ـــــســـــق الـــــعـــــنـــــان بـــــــمـــــــراأى عــجــب

هــــنــــاك اأو هـــــنـــــا قــــــامــــــت مـــــــــــــاآذن �ـــــســـــذب مـــــــــن درج ظــــــــواهــــــــرهــــــــا

اأهـــــــذا هــــو الـــنـــخـــل مـــلـــك الـــريـــا�ـــصاأمـــــيـــــر الــــحــــقــــول وعـــــر�ـــــص الـــعـــزب

ـــــوى الـــغـــنـــي طـــــعـــــام الـــفـــقـــيـــر وحـــــلوالــــمــــغــــتــــرب الـــــمـــــ�ـــــســـــافـــــر وزاد

فــــيــــا نـــخـــلـــة الــــــرمــــــل لــــــم تــبــخــلــيالـــــتـــــرب نــــــخــــــالت ـــــرت قـــــ�ـــــس وال

والنخل حمال«. ويقولون في العراق: »المال مال النخيل والخيل لو اأقبلن«. والنخل طويل العمر، ولهذا يدعو النا�س لبع�سهم بطول العمر فيقال معاوية غر�س وق��د النخيل، عمر يعطيك –غر�سا في اأواخر خالفته وقال ما اأغر�سها طمعا

في اإدراكها، ولكن ذكرت قول الأ�سدي:

لــيــ�ــص الـــفـــتـــى بــنــبــي يــ�ــســتــ�ــســاء بــه اآثــــــار لـــــه فـــــي االأر�ــــــــــص تــــكــــون وال

حميمة �سلة والنخلة العربي بين وال�سلة موؤكدة، حتى لكاأن العربي يح�س اأن بينه وبينها اأن�سه العربي عن يعرف كذلك قربى، و�سائج للنخلة وحبه لها؛ فهذا هو عبدالرحمن الداخل راأى فيها اأني�سا له في غربته في الأندل�س، واأنها

غريبة هناك عن اأر�سها مثله، فقال:

تـــبـــدت لــنــا و�ـــســـط الــر�ــســافــة نخلةتناعت باأر�ص الغرب عن بلد النخل

والنوى التغريب في �سبيهي فقلت اأهلي وعــن بني عــن اكتئابي وطــول

نـــ�ـــســـاأت بــــاأر�ــــص اأنــــــت فــيــهــا غــريــبــةفمثلك في االإق�ساء والمنتاآى مثلي

�ــســقــتــك غـــــوادي الـــمـــزن فـــي الــمــنــتــاآىالذي ي�سح وي�ستمرى الم�ساكين بالوبل

ل ال��ت��ي النخلة مملكة، ال��ع��رب��ي وال�����س��ع��ر تطاولها فيها قامة، ولم تعامل النخلة في ال�سعر هناك ولأن الب�سر. به عومل مما باأقل العربي تاريخا م�ستركا بين العربي والنخل، تغنى بنخله ونخيله، تغنى بها طلعا وهو اأول التمر، ثم غناها التمر، ثم �سدا وهي خالل؛ وهو ما اخ�سر من

بها ب�سرا ثم رطبا ثم تمرا.

فال يكاد ال�سعر العربي، القديم اأو الحديث،

يخلو من ذكر النخيل،لأن النخيل- في الحقيقة- كان الم�سدر الرئي�س للغذاء لدى العرب.

يقول امروؤ القي�س وا�سفا �سعر المراأة:

وفـــــرع يـــزيـــن الــمــتــن اأ�ــــســــود فــاحــماأثــــيــــث كـــقـــنـــو الـــنـــخـــلـــة الــمــتــعــثــكــل

ويقول زهير بن اأبي �سلمى:

و�ــســيــجــة اإال الـــخـــطـــي يــنــبــت وهـــــل الــنــخــل مــنــابــتــهــا فـــي اإال وتـــغـــر�ـــص

من الم�ساهير �سير ال�سعر لنا حفظ وكما النخل، من ال�سهيرات �سير اإلينا حمل النا�س، من كانتا ح��ل��وان.. نخلتا العرب نخل واأ�سهر غر�س الأكا�سرة، وقد �سرب بهما المثل في طول قول منه نختار كثير، �سعر فيهما قيل العمر،

حماد عجرد:

�ــســيــر قـــ�ـــســـر �ــــســــدرتــــي اهلل جــــعــــل عــــــــن فـــــــــــــداء لــــنــــخــــلــــتــــي حــــــلــــــوان

جـــئـــت مــ�ــســتــ�ــســعــدا فـــلـــم تــ�ــســعــدانــيومـــــطـــــيـــــع بـــــكـــــت لـــــــه الــــنــــخــــلــــتــــان

وقال مطيع بن اإيا�س فيهما:

ـــتـــي حــــلــــوان اأ�ـــــســـــعـــــدانـــــي يــــــا نـــخـــلوابــكــيــا لـــي مـــن ريــــب هــــذا الـــزمـــان

نح�سا اإن – علمتما اإن – واعــلــمــا ـــــــوف يـــــلـــــقـــــاكـــــمـــــا مــــتــــفــــرقــــان �ـــــــس

احتاج وق��د بالفعل، واف��ت��رق��ت��ا كانتا وق��د الر�سيد في م�سيرة له اإلى الجمار لحرارة ثارت تلبث فلم فجفت اإحداهما ج��م��ارة فاأخذ ب��ه،

�ساحبتها اأن تبعتها.

قال اأحد ال�سعراء ي�سف النخيل:

كــــــــاأن الـــنـــخـــيـــل الــــبــــا�ــــســــقــــات وقــــدزبرجد قــبــاب ح�سنا لناظرها بــدت

Page 59: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

115اجلوبة - �صيف 1434هـ114 اجلوبة - �صيف 1434هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفـــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنـــــــــ

ديوان العرب المهجور.. هل تعيده الأغنية..؟

■ خالد ربيع ال�شيد*

اإ�شكالية عالقة ال�شاعر بالقارىء

ظلت العالقة بين ال�ساعر وقارئه محكومة بال�سياق الزماني والمكاني الذي ينتظم عبره طابعا العالقة هذه تكت�سي حيث منهما، كل اأي ف��اإن ل��ذا، ال�سياق؛ ذل��ك طبيعة ي��واك��ب مقارنة بين مكانة ال�ساعر في الزمن العربي لي�ست الحا�سر، الزمن في ومكانته الغابر، في محلها، اإذ ل قيا�س مع وجود الفارق، وعلى في اإ�سكالية اأي وج��ود ينتفي الأ�سا�س ه��ذا

العربي فالجمهور بالجمهور، ال�ساعر عالقة والخليجي يجل ال�ساعر دائما، ولعل البرنامج ذلك اإلى لفت المليون( )�ساعر التلفزيوني اإل��ى يرمي ل ك��ان واإن لفت، م��ا �سمن م��ن ل اإعالمي تهييج فهو لمكانته، ال�سعر اإعادة طائل منه �سوى الك�سب المادي، ولأن اإطالق ج��ه��ة.. م��ن يعني )الإ���س��ك��ال��ي��ة( م�سطلح مخلوقات يخاطب وجعله ال�ساعر، اغتيال ولي�ست وهمية مح�سو�سة.. ولي�ست منظورة واقعية، ومن زاوية اأخرى ي�سير اإلى غياب كلي

ينح�سر ال�سعر العربي منذ ثالثة عقود على االأقل، بين نخبة محدودة من النقاد االأكاديميين، المنعزلين اأ�سال عن الجماهير، وبين ال�سعراء اأنف�سهم الذين اأ�سبحوا وتق�سيمات بينهم فيما �سرائح يكونون راحــوا اإنهم بل الذاتية، اأوديتهم في هائمين ونبطيين.. �سعبيين و�سعراء نثر، �سعراء �سعراء عمود، تفعيلة، �سعراء اإلى ت�سنفهم اأجمع، والخليجي على اأن فقد ال�سعر على م�ستوى العالم العربي وكان نتيجة ذلك

نحو خا�ص مكانته على م�سرح الحياة الفنية والثقافية.

فيما ياأتي، محاولة للتطرق اإلى اأطراف ق�سية »عزوف القاريء عن ال�سعر« ب�سكل النقاط بقايا قراءته اأثناء القاريء ي�شتكمل اأن على اأكثر منه مف�سل، وموح �سريع المطروحة، ويتمم ما بين ال�سطور وما لم يطرح في هذه الكتابة الخاطفة، واأول ما

يلفت االنتباه في ق�سية »عزلة ال�سعر« هي عالقة ال�ساعر بالقاريء ذاته.

�ساعر اإ�سماعيل ح�سن محمود وال�ساعر حتى ق�سائده اإح��دى ت��رى فال للنخل، عا�سق ق�سائده اأ�سهر ولعل نخلة، وجهك في تنت�سب

- النيل - يقول في مطلعها:

�ــــســــمــــعــــت فـــــــي �ــــســــطــــك الـــجـــمـــيـــلـــنـــخـــيـــل مـــــــــا قـــــــالـــــــت الـــــــــريـــــــــح لـــل

يــــغــــنــــي اأو الـــــــطـــــــيـــــــر ـــــح ـــــب ـــــس ـــــ� يويــــــــ�ــــــــســــــــرح الـــــــــحـــــــــب لــــلــــخــــمــــيــــل

في الخزرجي وهبي عاتكة ال�ساعرة وقالت النخلة:

ـــة الـــ�ـــســـاطـــئـــيـــن ــــاركــــت يـــــا نـــخـــل ــــب تـــــــــا اآيــــــــــــة االأعــــــ�ــــــســــــر الــــبــــاقــــيــــة وي

نــــهــــلــــت الــــخــــلــــود مـــــن الــــرافــــديــــن فـــــــبـــــــوركـــــــت مـــــ�ـــــســـــقـــــيـــــة �ــــســــاقــــيــــة

ـــــــــا نـــخـــلـــة الـــ�ـــســـاطـــئـــيـــن اأظــــــلــــــي اأيفــــــــــــــــوؤادي بــــــاأفــــــيــــــائــــــك الــــحــــانــــيــــة

في تميز ال��ع��رب��ي��ة ال��ج��زي��رة ف��ي وللنخلة اأ�سالتها، ولأهل الجزيرة ع�سق اأكثر من غيرهم لها؛ هذا الع�سق �سكب من خالله ق�سائد غزل. ولعل اأروع ما قيل في هذا ال�سدد اأبيات لل�ساعر فيها ي�سف الإح�سائي، عبدالقادر بن محمد اجتماعا له مع بع�س ندمائه من الم�سايخ وطلبة

العلم في عين اأم �سبعة، فيقول:

فـــي عر�ساتها الــنــخــل جــمــوع كـــــــاأن الــغــالئــل حملتها عـــــذارى �ــســفــوف

روؤو�ــســهــا الــ�ــســمــال ريــــح اإذا روحــــت تــمــيــل كــمــا مـــال الــمــحــب الــمــوا�ــســل

فـــيـــا حــــبــــذا بــــــرد الـــنـــ�ـــســـيـــم بــظــلــهــاوالـــمـــنـــازل الـــنـــقـــا ذاك حـــبـــذا ويـــــا

الجلواح، محمد الإح�سائي ال�ساعر واأم���ا فيقول فيها:

ـــــف.. تــحــدت جـــذوره �ــســمــوخ بـــال زيالم�سهدا والــفــنــاء الــلــيــالــي عــــوادي

جـــذعـــك جـــــذ ال اهلل نــخــيــل يـــا اأال ـــــدك الــمــ�ــســيــدا ـــار ي مـــن االأر�ــــــص بـــت

اأما ال�ساعر يو�سف اأبو �سعد، فقال:

مــــن و�ـــســـو�ـــســـات الـــنـــخـــل لــلــ�ــســبــعــانبياني وانــتــزعــت الـــقـــوافـــي، ــغــت �ــس

و�ـــســـحـــتـــهـــا بــــالــــزهــــر يـــعـــبـــق نــ�ــســرهحـــتـــى بـــــدت �ـــســـربـــا مــــن االأغـــ�ـــســـان

م�ساعري الــفــوؤاد ذوب مــن و�سكبت فـــتـــرنـــحـــت مـــثـــل الـــــدمـــــى اأوزانـــــــــي

ووفائه الج�سي- عبداهلل - اإب���داع ونتاأمل من تمثله لما المباركة، ال�سجرة هذه للنخلة، م�سداقا والوفير ال��دائ��م الالمنتهي عطائها لقول ر�سول اهلل �سلى اهلل عليه و�سلم »بيت لي�س

فيه تمر اأهله جياع«:

يــــا نــخــلــة وقـــفـــت بـــالـــ�ـــســـط بــا�ــســقــةـــــواءه زحـــل يــ�ــســب فــــي تـــاجـــهـــا اأ�ـــــس

اأيديها م�سافحة ال�سم�ص اإلى مدت الــنــهــر يغت�سل فـــي واأر�ـــســـلـــت ظــلــهــا

تـــغـــلـــغـــل الـــــمـــــاء فـــــي اأعـــــراقـــــهـــــا عــذوالع�سل والــمــرجــان الـــدر فاأثمر بــا

لـــقـــد وهــــبــــت لـــنـــا ظـــــال تــــفــــيء لــهالــبــيــد ترتحل فــي رثـــة �ــســال خيمة

كاتب من م�سر. *

Page 60: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

117اجلوبة - �صيف 1434هـ116 اجلوبة - �صيف 1434هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفـــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنـــــــــ

العربي من جهة اأنهم جعلوا الع�سرات من ال�سعراء يملكون ل وه���م بتجربتهم، ي��ن��ب��ه��رون ال�����س��ب��اب اأدواتهم اأو ثقافتهم اأو عالقتهم العميقة بالتراث.. بوعي والبناء الهدم يمار�سون زالوا ول كانوا لقد ع�سرهم بها ت��ج��اوزوا ال��ت��ي الآل��ي��ة وه��ي كبير، و�سعوبهم العربية، وهي في جانب مقابل اآلية تبعتها

نخبة نائية عن ح�س الجماهير .

اإل��ى ال��م��واه��ب اأن�����س��اف م��ن ه��ن��ا، اتجهت اإلى منابع لغوية اأخرى بعيدة اأو »ق�سيده النثر« عن اللغة الأ�سيلة، اأو اإلى تيارات فكرية ل تدين العربي. والح�ساري الفكري للتراث ب��ال��ولء ال�سعراء دور تراجع اإبداعا، ال�سعر تراجع ومع وموقعهم على خريطة الأحداث، فان�سغل الكبار ال�سباب وان�سغل والطموحات، بال�سلطة منهم على التقوقع ق�سايا مع المتما�سة بق�سائدهم والمهمل الأن���ا �سعرية ف��ي والإغ����راق ال����ذات، و�لهام�شي و�لجو�ني �لخا�ض، وكل ذلك ب�شروط عن عزلة في اأي�سا ذل��ك وك��ل غربية، جمالية اللغه كانت اآخر جانب في ثم الجماهير .. روح ال��ع��رب��ي��ة -وه���ي ت���اج ال�����س��ع��ر- ت��ت��راج��ع ب�سكل التعليم .. التراجع في مناهج بداأ اإذ مت�سارع.. ولغتهم الأب��ن��اء بين غ��رب��ة ه��ن��اك واأ���س��ب��ح��ت الطالب يدر�سها التي ال�سعر بنماذج المكر�سة العمرية لمراحلهم المالئمة غير المدار�س في رافق المو�سوعات، و�سذاجة الختيار �سوء من وال�سلوكيات، والحوار، الغناء، اإ�سفاف في ذلك الذي المغنى النبطي ال�سعر مكانة من ورف��ع اأ�سهم في تراجع تذوق الف�سيح الذي لم تعل من القنوات في �سواء الخليجية، الف�سائيات �ساأنه المطبوعات ف��ي اأو المتخ�س�سة، الغنائية

الموجهة.

الأغنية الخليجية في مواجهة العزوف عن ال�شعر

الأخيرة العقود في الخليجية الأغنية حافظت على ال�سعر العربي، ربما بتوجهات غير متق�سدة، »زهير ال�ساعر كتبها التي الأغ��ان��ي م��ن وب���داأت ل��الأط��ف��ال، الثمانينيات ع��ق��د ط���وال ال��دج��ي��ل��ي« برامج خالل من الخليجية، التلفزيونات وقدمتها الأط��ف��ال حلقات وم��ق��دم��ات �سم�سم«، ي��ا »اف��ت��ح »عدنان ولينا«، و»ب�سمة وعبدو«، و»�سنان«، و»الأمير ياقوت« وغيرها الكثير؛ والتي وجهت ذائقة الأطفال في ذل��ك وقبل الف�سيحة. الأغنية نحو والكبار الحجازية الغناء األ��وان تاأ�س�ست القرن.. بدايات المطربون يفتتح ك��ان ال��ذي »المج�س« ل��ون على �ل�شعر عيون من يكون �أن وي�شترط �أغنياتهم، به العربي، مثل: ق�سيدة اأحمد �سوقي )دعوه فتولى(، وق�سيدة اإبراهيم طوقان )مدائح النبوة(، وكذلك لل�ساعر ال��رو���س، )ياعرو�س مثل »ال��دان��ات« ل��ون

اإليا�س فرحات(.

غنائية اأعمال ظهور الفترة تلك في وت�سافر واأوبرالية قدمها »�سادي الخليج« و»�سناء الخراز«؛ العامية مع اأحيانا تلتقي ف�سحى ق�سائد وه��ي نف�سه، النهج على ال�سيخ« »خالد وعمل المعربة، المطعمة والعامية الف�سحى اأغانيه خ��الل م��ن »عو�س الفنان تغنى كما المب�سطة، بالف�سحى اأم واأغنيات الف�سحى ال�سوت باأغنيات الدوخي« كلثوم الق�سائد منها والعاميات، وكانت تلك الفترة مكثفة الهتمام من قبل الجماهير بال�سعر الر�سين وبالكلمات الف�سحى.. ثم درج فنانون اآخرون على ب�سكل متفرق ل يجعل منها غناء ق�سائد ف�سحى تغنى قد عبدالحكيم ط��ارق نجد اإذ �سائدا، لونا باأنا�سيد دينية ووطنية وعاطفية من ال�سعر الف�سيح )اأهيم بروحي، �سعر طاهر زمخ�سري(، و)�سايره( عبداهلل محمد، )هيجت ذكراه حبي( وغنى »غازي

للقارئ، ومن ثمة تهجيره من عالم ال�ساعر المنعزل مثل العالقة، هذه في يطراأ ما وهناك والق�سي. يعني ل وهذا ال�سعر، قراءة على الإقبال تناق�س اأن على يحيل ما بقدر قبوله، اأو عدم منه النفور الإن�سان/ فاكت�سف وتبدل، ا�ستحال العام ال�سياق القارئ ف�سحات وعوالم جديدة ا�ستبدل بها ال�سعر والإنترنت التلفزيون مثل عامة، والقراءة خا�سة، والم�سرح وال�سينما والت�سكيل وغير ذلك. وكل هذه الإبداعات الب�سرية لم تكن موجودة قديما، ما مكن فكان عد، ال�س كل على الهيمنة من اآنذاك ال�سعر طوال قرون عديدة الفن الأول الذي �سد اإليه اأنظار واألباب ونفو�س القراء، من كل الأجنا�س وال�سرائح

والم�ستويات.

ال�شعر من الداخل

اإن القول يمكن كما من اأ�سباب العزوف عن �ل�شعر �شقوط عدد كبير العالم في ال�سعراء من التقليد فخ في العربي ل���ل���ن���م���وذج ال���غ���رب���ي، منه ، الفرن�سي خا�سة ال�سعر اإل����ى والت���ج���اه ال���ح���ر ف����ي م��ن��ت�����س��ف

الع�سرين من جهة القرن وبروز الكبار، الحداثيين فرن�سا ب�سعراء التاأثر الأول )�سظايا ورماد( ديوانها المالئكة في نازك في العام ١٩٤٩م بمثابة البيان الذي اأرخ انطالقة ق�سيدة ال�سعر الحر، وكان كتابها )ق�سايا ال�سعر المعا�سر( في العام ١٩٦٢م من بين مباحثها التي ت�سهد بثقافة لغوية وعرو�سية نادرة بين مجايليها بدر وكر�س ال�سعر، في الحداثة مذهب ويوؤ�س�س

ال�سياب ذات التجاه، ون�سطت معه الحركة �ساكر الذي بال�سعر النا�س واهتم الخليج، في ال�سعرية ما عن خالله من ال�سعراء وعبر حياتهم، لم�س وا�سحا التاأثر وك��ان �سعوبهم، نفو�س في يجي�س اإبراهيم، وحافظ �سوقي، )اأحمد م�سر ب�سعراء وغيرهم(، اإب��راه��ي��م ون��اج��ي ط��ه، محمود وعلي فظهر محمد ح�سن عواد وحمزة �سحاتة، وبعدهم اأثروا الذين وغيرهم وح�سين عرب، العلي محمد ال�ساحة الخليجية، وجمعوا النا�س حول ق�سائدهم. الخم�سينيات، نهاية في النثر ق�سيده ظهرت ثم بروؤية اأوروبية خال�سة، مع ظهور مجلة �سعر على يد ورفاقه اأدوني�س ال�ساعر ومحمد ال��ح��اج اأن�����س��ي ـــمـــاغـــوط و�لــــجــــر�ح �لو�سواهم، بزيع و�سوقي واكت�سابهم مكانة كبيرة خ�����الل ال��ث��م��ان��ي��ن��ي��ات وال��ت�����س��ع��ي��ن��ي��ات وح��ت��ى اكتمل اأن اإل����ى الآن، ال�سعر ع��ل��ى ت��اأث��ي��ره��م الع�سرين في الخليجي ���س��ن��ة الأخ���ي���رة، ب��ذات اآراب( الروؤية )الفرنكو التراث نحو تحولت والتي

العربي فيما بعد.

اأن عددا من �سعراء الأجيال الجديدة ول �سك دول من �سواء الحديث، بالمد تاأثروا الخليج في ذلك و���س��اي��روا م�سر، م��ن اأو الخ�سيب ال��ه��الل اأن مجموعة �سعراء مجلة التجاه.. ول جدال في واأفكار روؤى اأ�سحاب مثقفين �سعراء كانوا »�سعر« متقدة .. ولكن ثمة من يرى بخطئهم في حق ال�سعر

الف�شائيات ل ي�شغلها الرتقاء بالأغنية اأو باإعادة مكانة ال�شعر

ال�شاعر العراقي »زهير الدجيلي« كتب اأكثر من 100 اأغنية ف�شيحة لالأطفال وتذوقها كبار الخليجيين

قبل �شغارهم

�شادي الخليج وطالل مداح وعو�ص الدوخي وخالد ال�شيخ كان لهم الحظ

الأوفر من اأغنية الق�شيدة

Page 61: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

119اجلوبة - �صيف 1434هـ118 اجلوبة - �صيف 1434هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفـــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنـــــــــ

ناطحات ال�شحابفي القديم والحديث

■ غازي خريان امللحم*

برج بابل

والنا�س الأزم��ان، وتواتر الأجيال، مر على وال�سخامة ال�سكل بابل« من حيث »برج تتخيل في معتمدين الأر����س، على تو�سعه وطريقة وعلى ع���دة، تاريخية م�سادر على ت�سويره ا�ستنتاجات دقيقة، هي خال�سة درا�سات مطولة الآث���ار، علم ف��ي مخت�سون ب��اح��ث��ون بها ق��ام وممن تحدثوا عن هذا البرج واأ�سهبوا، الموؤرخ في راأى اأنه ذكر الذي »هيرودتو�س« اليوناني: فيها و�ساهد بابل، مدينة ميالدية، ٤٥ العام �سخ�سيا برجا ي�سمو اإلى الأعلى، مكونا من عدة

منها الواحد ال�سطوح، ت�سبه مترا�سة طبقات تحتها، التي اأ�سغر من وكل طبقة الآخ��ر، فوق وهو من ال�سخامة والرتفاع حيث يبدو للناظر

وكاأنه الطود العظيم. البعثات بع�س قبل م��ن اأخ��ي��را عثر وق��د نف�سه، المكان في فخارية لوحة على الأثرية هنا«، ك��ان برجا »اإن يقول: ن�س عليها حفر وتو�سح هذه اللوحة اأن البرج كان يتكون من ٣٣ برج �سك بال وهو ذراع��ا، ٩١ بارتفاع طابقا، بابل الذي �سلف ذكره في الكثير من الم�سادر

الدينية والتاريخية.

ناطحات ال�سحاب، عمارات عمالقة �سيدها االإن�سان لماآرب في نف�سه، تراوحت بين اأو االأمــور الدينية والدنيوية. وهذا النوع من االأبنية لم يكن وقفا على �سعب بعينه ع�سر بذاته، بل كان له وجوده على امتداد االأمكنة، وكر الدهور، و�سكل هذا الوجود اأو

عدمه عنوانا عري�سا لتقدم االأمم اأو تخلفها.

وكان للعرب كما في كل حال، ق�سبات ال�سبق في هذا المجال، تمثلت في العديد من ال�سروح المعمارية العمالقة التي ال زالت اآثارها باقية اإلى اليوم، نجدها ماثلة

للعيان في الكثير من المواقع، �سواهد تاريخية تنب�ص بعراقة هذه االأمة واأ�سالتها.

ومن تلك المعالم العمالقة التي ي�سهد لها التاريخ بالعظمة:

الخوري(، )على ب�سارة الليل،�سعر )اأن�سف علي« ذكراك، لطاهر زمخ�سري(.. وبرز »طالل مداح« منذ بداياته بالغناء الف�سيح )زل الطرب، كلمات بدر بن عبدالمح�سن(، )�سويعات الأ�سيل، كلمات بن لبدر المطر، تحت الأدري�سي(،)طفلة محمد من�سوبة ق�سيدة من قلبي، )تعلق عبدالمح�سن(، ال�ساطيء( لفتى اأق���ول، ال��ق��ي�����س(،)م��اذا لأم���رء ف�سال ال�سعد(، خالد كلمات الحبيب، و)وطني الغناء، بها يفتتح كان التي العديدة مواويله عن وغنى محمد علي �سندي )اأراك ع�سي الدمع، لأبي ف�سحى اأغنيات ذلك وتخلل الحمداني(، فرا�س

ل���»م��ح��م��د ع��ب��ده« )ل���ورا، �سعر غازي الق�سيبي(، )ع����ذب����ة اأن��������ت، لأب����ي ال��ق��ا���س��م ال�����س��اب��ي(، )اأن�����������س�����ودة ال���م���ط���ر، ال�سياب(، �ساكر لبدر )نالت الجوهر وعبادي ع��ل��ى ي���ده���ا، ق�����س��ي��دة ل��ي��زي��د ب���ن م��ع��اوي��ة(، ان��ق��ي��ادي، �سعر )اإل��ي��ك

عبدالعزيز خوجة(..

وح���دث ان��ق��ط��اع عن بعد ال��ف�����س��ي��ح ال�����س��ع��ر الثمانينيات منت�سف بداية ف��ي ظهر اأن اإل��ى ال��ت�����س��ع��ي��ن��ي��ات »ك��اظ��م ال�������س���اه���ر« ب��اأغ��ن��ي��ات��ه من الماأخوذة الف�سحى قباني، ل��ن��زار ق�سائد عند ح��ظ��وة لها فكانت بدايتها، في الجماهير ولفتت الأجيال ال�ساعدة

من ال�سباب اإلى �سعر نزار بالتحديد، وا�ستمرت تلك الف�سيح/ ال�سعر بتكري�س الألق ذات في الأغنيات

القباني، ولكنها لم تخلق حالة من الهتمام بقراءة خا�سة فردية كحالة وبقيت به، التغني اأو ال�سعر ال�ساهر اأ�سلوب تكرر ومع وح��ده، ال�ساهر بكاظم نزار �سعر في التام وتخ�س�سه و�سعريا، مو�سيقيا من دون غيره، فلم ي�سكل توجها خليجيا عاما نحو ال�سعر الف�سيح، واأدى ا�ستغال ال�ساهر بمفرده على تكرار تجربته اإلى خفوت بريق هذا اللون، وان�سحبت جاذبية الهتمام بال�سعر الف�سيح المغنى.. غير اأنه ب�سكل الخليجية الأغنية وبتتبع العام، ال�سياق في ب��ان��ورام��ي ف��ي ال��ع��ق��ود لم اأنها نجد الأخ��ي��رة، المتلقي �سد في ت�سهم ال�سعر اإل���ى الخليجي الوقت، ط��وال الف�سيح رغ���م ظ��ه��ور ال��ت��ج��ارب والمتباعدة المتفرقة واإن ال���ذك���ر، ال�����س��ال��ف��ة وج��ودا خلقت قد كانت المتتبعين اأمتع متميزا لأغنية الجماهير م��ن ال��ق�����س��ي��دة، واأغ�����رت ب���اأخ���رى اأو ب��ط��ري��ق��ة اإل����ى ق����راءة ال���دواوي���ن ال�����س��ع��ري��ة واق��ت��ن��ائ��ه��ا ولكنه م��ح��دود، ب�سكل فيما ورا�����س����خ، ف���اع���ل بال�سعر التم�سك ك��ان هما والنبطي ال��ع��ام��ي ال���م�������س���ي���ط���ران ع��ل��ى لدى العظمى الغالبية

الجماهير.

لورا كلمات غازي الق�شيبيذاك حبي اإذا الجمال راآهاذاب من فرط ح�شنها الفتان

لورا.. تلك لورا.. فداء لورا الغوانيتتوارى عن العيون احت�شاما

وحنانا بمهجة الفناناأنت �شاد ومثلها ين�شد الرفق

�شوابا في لجة من حنانلورا.. تلك لورا.. فداء لورا الغواني

وتوارت تحت الحنايا فكانتناب�شا في م�شاعري وكياني

ل ت�شلني يا �شاعري عن هواهايرف�ص ال�شر اأن يبوح ل�شاني

لورا.. تلك لورا.. فداء لورا الغوانيعندما ت�شبح القيود حناناوتمر ال�شنون مثل الثواني

عندها ت�شبح القيود انعتاقاوانطالقا اإلى عزيز الأماني

لورا.. تلك لورا.. فداء لورا الغواني

Page 62: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

121اجلوبة - �صيف 1434هـ120 اجلوبة - �صيف 1434هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفـــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنـــــــــ

وما التالية الأجيال دفعت التي نف�سها هي البنيان، تزال تدفع اإلى اليوم اأجيال اأخرى، اإلى بناء عمارات �سخامتها من اأين حدا ال�سخامة من بلغت واأب��راج الف�ساء، اإل��ى بابا لهم لتكون ومثيالته؟! بابل برج

تماما كما كانت رغبة اأ�سالفهم في الزمن الغابر. النور ترى اأن الرغبة هذه ت�ستطع لم ذلك، ومع ب�سكل واقعي اإل في العام ١٩٢٩م، اإذ يمكن القول اإن ع�سر ناطحات ال�سحاب قد بداأ حقا، فن�ساأ في مدينة ال�سيارات، ل�سناعة »كريزلر« �سركة مبنى نيويورك ناطحات تلته ثم طابقا، ٧٧ البناء هذا ارتفاع وبلغ طابق، اإل��ى١00 بع�سها ارتفاع و�سل اأخ��رى �سحاب وما لبثت هذه الأنواع من القالع الحديثة اأن انت�سرت

ب�سرعة فائقة في معظم المدن الأمريكية الكبرى.

اأمبير �شتيت اأ�شهر ناطحة �شحاب

في �ستيت« »اأمبير اأن اإل��ى هنا الإ���س��ارة وتجدر واأعالها جميعا العالم مباني اأ�سهر تظل نيويورك، واأ�سخمها، وذلك على الأقل خالل القرن المن�سرم، مبنى بعد بنيت وق��د طابقا، ١0٢ ارتفاعها بلغ اإذ وقد ١٩٣0م، ال��ع��ام ف��ي اأي واح���د، بعام »ك��ري��زل��ر« اأ�سهر م��ن ث��الث��ة ت�ساميمها و���س��ع ع��ل��ى اأ���س��رف و»لم���ب« »����س���رف« ه���م: الأم��ري��ك��ان المهند�سين و»هارمون«، وقد بنيت على هيئة طوابق هرمية، ت�سبه

اإلى حد بعيد »برج بابل« ال�سالف الذكر.

ناطحات �شحاب عالمية

ت��ع��د وق��ف��ا على اإن ن��اط��ح��ات ال�����س��ح��اب، ل��م بع�س �سهدت فقد الأمريكية، المتحدة الوليات وكان هائلة، معمارية نه�سة العالمية العوا�سم تلك ت�ساهي �سخمة �سحاب ناطحات بينها من نذكر: الأبنية، تلك ومن اأمريكا، في الموجودة باولو ���س��ان مدينة ف��ي ل��ي��ب��رو« »جا�سبرو مبنى »ميخائيل جامعة ومبنى طابقا، البرازيلية،٨0 طابقا، ٨٩ ارتفاعها مو�سكو، في ل��وم��ون��وزوف« البولونية العا�سمة في والح�سارة« »العلم ومبنى في فكتوريا« »بور�سة وب��رج طابقا، ٨٣ وار���س��و

مونتريال بكندا، بلغ ارتفاعه ٧٤ دورا.

برجا الفي�سلية والمملكة في الريا�س

اأمبير �ستيت

برج الراجحي كاأعلى ناطحة �سحاب في المملكة

حدائق بابل المعلقة

ناطحات ح�ساب ف��ي ت��ن��درج التي الأواب���د وم��ن ال�سحاب، حدائق بابل المعلقة، التي بنيت على هيئة م�ساطب، كل واحدة منها فوق الأخرى، ت�ستند على ق��وائ��م وع��وار���س م��ن خ�سب ال��ل��زاب، ال��ذي يحاكي يناهز البناء ارتفاع وكان الفولذ، �سالبة ب�سالبته من بالعديد الم�ساطب تلك زرع��ت وق��د مترا، ٢٣

اأنواع الأ�سجار المثمرة والزهور، والعنب، وغيرها. اأخ��رى اإل��ى م�سطبة من والتنقل ال�سعود ويتم في نقطة اأعلى عند ينتهي رخامي، �سلم طريق عن الحدائق، ويتم ري تلك الم�ساطب بموا�سير على هيئة المجوف، الفار�سي الق�سب من ماأخوذة ال�سبكة، في التح�سر قمة تمثل ال�سقاية في الطريقة وه��ذه �سيدوا الحدائق في نقطة اأعلى وف��ي الوقت. ذل��ك ق�سرا موؤلفا من عدة طبقات، كان غاية في الروعة

والأناقة.

ق�شر غمدان

يعد اأول ناطحة �سحاب ماأهولة في العالم القديم، اإذ بني هذا الق�سر في مطلع القرن الأول الميالدي على اأر�س اليمن، وا�ستمر في حالة جيدة لمدة �ستة المعروف، العربي الموؤرخ »الهمداني« وذكر قرون. و�سفا دقيقا ومثيرا لذلك البناء ال�سامخ، الذي يتاألف الغرانيت من حجارته وكانت طابقا، ع�سرين من الخارج من م��وؤزرا وكان الأبي�س، والرخام الأ�سود، الدرر و�سنوف بالف�سيف�ساء ن مزي وداخله بالف�سة،

والجواهر، وقد و�سفه ال�ساعر بقوله:يـــ�ـــســـمـــو اإلـــــــى كـــبـــد الـــ�ـــســـمـــاء مـــ�ـــســـعـــدا

�ــســمــكــهــا ال يــقــ�ــســر عـــ�ـــســـريـــن �ـــســـقـــفـــا

ومــــــــن الــــ�ــــســــحــــاب مـــعـــ�ـــســـب بـــعـــمـــامـــةومــــــــــن الــــــغــــــمــــــام مــــمــــنــــطــــق ومــــــــــــوؤزر

ناطحات ال�شحاب حديثا

يقوم القديم الإن�سان جعلت التي الرغبة ه��ذه عمالقة من وغيرها غمدان، وق�سر بابل برج ببناء ق�سر غمدان من اأهم معالم العا�سمة اليمنية �سنعاء

برج بابل بين الواقع والأ�سطورة

�سورة تخيليلة لبرج بابل

حدائق بابل المعلقة

Page 63: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

123اجلوبة - �صيف 1434هـ122 اجلوبة - �صيف 1434هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفـــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنـــــــــ

وقد ذكر اأحد المهند�سين المخت�سين: لقد قررنا اأن نبني مدنا �سغيرة متكاملة تتجه بيوتها اإلى فوق،

وت�سم كل منها ما بين ١٥00-٤000 وحدة �سكنية. وعمائر كهذه، تكون معر�سة لقوة الريح، وكذلك اأر�سية زلزالية، واحتياطا لهذه وتلك.. و�سع لهزات من اقتب�ست جديدة ت�سميمات العمائر هذه لأمثال التي الجذور ال�سجرة ذات الطبيعة، وهي على هيئة الريح فعل بها فتقاوم الأر�����س، عمق ف��ي ت�سرب

وارتعا�س الأر�س.

ناطحات الأر�ص

ناطحات دنيا في الم�ستحدثة المفارقات وم��ن المهند�سين من فريق بها قام التي تلك ال�سحاب، بت�سميم اأخ��ذوا عندما المك�سيك، في المعماريين ليتم طابقا، ٦٥ بارتفاع والفولذ الزجاج من هرم العا�سمة قلب التاريخي في الميدان و�سط بناوؤه في اأحد يتمكن فلن بناوؤه تم اإذا اأن��ه غير المك�سيكية، ال�سبب في ذلك كونه �سيكون البتة، ويعود من روؤيته بناوؤه �سيتم العالم، حيث في اأر�س ناطحة بناء اأول على عمق ٣00م تحت الأر�س، لأن القانون المك�سيكي

ثمانية على ارتفاعها يزيد بنايات باإن�ساء ي�سمح ل طوابق، فوجدوا اأن الطريقة المثلى والوحيدة المتاحة تحت تكون اأن الحد ذل��ك عن تزيد عمارات لبناء الأر�س، وهذه اإحدى �سراعات الح�سارة التي نعي�سها

اليوم!

خاتمة

ل تزال الإن�سانية تبني اأبراجا موؤملين من خاللها ما التي المثلى، وال�سعادة الغبطة قمة يبلغوا اأن لبثت ت�سبوا اإليها الأرواح وت�ستاقها الأفئدة، منذ اأن

ا�ستوطن الإن�سان الأر�س، واأمر باإعمارها.

وبين ع�سر وبينهم الع�سر، اأبناء هذا وها هم، �سبقهم، من يقلدون الدهور، من �سحيقة هوة بابل ولكن اأ�سالفهم، بداأه ما لإتمام خطاهم ويتر�سمون وم�سالح متباينة، ولأغ���را����س مختلفة، ب����اأدوات

متعددة، لكن الغاية تظل واحدة.

اأن الذي مهد لهذه الرتفاعات ول نن�سى اأن نذكر ال�ساهقة، التطور الهند�سي الكبير الذي اأمكن �سناعة فهذه وال�سلب، الحديد من كلها المباني هذه هيكل ثم �سلب جدا، الواقع من حديد في تبنى الناطحات تمالأ جدرانها بالطوب اأو الزجاج الم�سنع لهذه الغاية.

الم�سادرالعدد – �س ١٤٧- العربي – مجلة �ل�شحاب - م. ط: ناطحات

١١٦ – تموز ١٩٦٨م – الكويت. - غازي الملحم – مدائن الغد – مجلة الفي�سل العدد ٤٩ –�س

٧٦ حزيران ١٩٨٩م. - هيلين كيرز – ت: ع�سام ع�سيران- ناطحات ال�سحاب في اليمن

١٩٨0م. – عدن مديرية الأ�ستر، �سبري محمد د. الأع�سى الجاهلي الع�سر -�لكتب و�لمطبوعات �لجامعية بحلب. ط٢)١٩٧٢-١٩٧٣م(.

تايبي ١0١ ثاني اأطول ناطحة �سحاب في العالم

برج خليفة اأطول مبنى في العالم

معمارية نه�سة العربية العوا�سم بع�س �سهدت ناطحات وباتت الحالي، القرن في �سيما ل كبرى، ال�سحاب ت�سمق بقاماتها المديدة في كل من: دم�سق، وتون�س، والجزائر. ظبي، واأب��و والريا�س، وبيروت، قيل حتى العربية؛ العوا�سم من وغيرها والكويت، في توجد اليوم عالم في �سحاب ناطحة اأعلى اإن متمثلة دبي، مدينة في وبالتحديد العربية، البالد �سحاب ناطحة اأط���ول يعد ال��ذي خليفة« »ب��رج ف��ي مترا، ٨٢٨ ارتفاعه يبلغ حيث باأ�سره، العالم في

العديد من البرج مدينة متكاملة.. ت�سم ويمثل هذا ومراكز التجارية، والم�ساحات ال�سكنية الوحدات ت�سويق وترفيه، مثل »دبي مول« اأكبر مراكز الت�سويق اإلى اإ�سافة متجر، ١٢00 وي�سم العالمية، والترفيه المرافق اأه��م من ومجموعة ومقهى، مطعما ١٦0

ال�سياحية والترفيهية، ومجمع �سوق البحار.

الم�شعد الكهربائي

والحديث عن ناطحات ال�سحاب، يقودنا بال�سرورة لولها التي الكهربائية، الم�ساعد عن الحديث اإلى لما قامت مثل هذه الأبنية ال�سامخة، ولكان ال�سعود اإلى اأدوارها العليا من اأ�سق الأعمال، لكن وجود تلك بين الحركة ل و�سه الم�سكلة، الطائرة، حل ال�ساللم الطوابق، واأ�سبح ما على الراكب �سوى ال�سغط على زر رقم الطابق الذي يريده، في�سل اإلى مق�سده قبل

اأن يرتد اإليه طرفه. ويعود الف�سل في اختراع الم�سعد الكهربائي اإلى ١٨٥٦م، العام في اأوتي�س« »لي�سا الأمريكي: العالم ومع مرور الوقت تطورت �سناعة الم�ساعد، وتح�سنت و�سلت حتى وال�����س��رع��ة، والأم����ان الأداء حيث م��ن �سرعة بع�سها اإلى ٦0٩. ٩ متر/ الدقيقة ، ومثل هذه الأبنية في ملحقة تكون ال�سرعة الفائقة الم�ساعد

ذات الرتفاعات القيا�سية.

لماذا ناطحات ال�شحاب؟!

هوؤلء واأكثر م�ستمر، تزايد في العالم �سكان اإن ي�سكن المدن التي اأخذت تتو�سع على ح�ساب الأر�س ال�سالحة للزراعة، وهذا التمدد في كل التجاهات، تتمثل كثيرة، وم�ساكل تبعات الدول كاهل يلقي على اأنفاق، وبناء واإن�ساء في �سق طرق جديدة وتو�سعها، كهرباء من اأخ��رى لخدمات اإ�سافة معلقة، ج�سور وماء وبنى تحتية مختلفة، تحتاج اإلى ميزانية �سخمة

من المال والجهد والوقت. مدن بناء اإل��ى اللجوء اإل هذه والحالة يبق ولم تبلغ الأعلى،، حتى اإلى تتطاول راأ�سيا، وعمائر تمتد ٣٢00 مترا، تتكون من ٨٥0 طابقا، وت�ستوعب ن�سف

مليون �ساكنا تقريبا.

برج خليفة

ناطحات �سحاب في اأميركا

�سيكاغو

Page 64: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

125اجلوبة - �صيف 1434هـ124 اجلوبة - �صيف 1434هـ

اتراء

ــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــقـــــ

الحجم من �سفحة )٦١( في الكتاب يقع المتو�سط.. يت�سمن)٢٤( مقال تنم جميعها عن �سعور متدفق بالحب نحو الأهل والوطن. رحلة خزانة حوته ما ثناياها في تحمل اإذ التي والجتماعية والأدبية التربوية الكاتبة عا�ستها على اأر�س الجوف. وما تزال تعي�سها ابنة ذل���ك؛ فهي ف��ي غ��رو وت��ر���س��ده��ا.. ول الجوف- م�سقط راأ�سها- تنف�س�ست من هوائه وتنعمت في خيراته.. وترعرت بين ظهرانيه

و�سط اأهلها ونا�سها.عبدالرحمن ال��دك��ت��ور ال��ك��ت��اب ل��ه��ذا ق���دم ال�سبيلي الذي يتطلع للموؤلفة من خالل موقعها الثقافي الرائد اأن تاأخذ زمام المبادرة لتتبع اإلى م�سيرة فتاة الجوف من بداياتها و�سول والفنون العلوم في تفوق من اإليه و�سلت ما

والآداب.واآفاق« »روؤى بعنوان �سابق اإ�سدار وللموؤلفة

�سدر عام ١٤٣0ه�.

مجلد يقع في )٣١٥( �سفحة باللغة العربية، اإ�سافة اإلى )١0٢( �سفحة باللغة النجليزية، بالإن�سان المتعلقة ال��ب��ح��وث ك��اف��ة �سمت والبيئة في وطننا العربي في �سوء الكت�سافات بم�ساركة الثانية(، اأدوم��ات��و )ن��دوة الأث��اري��ة في المخت�سين والعلماء الباحثين من نخبة اآثار الوطن العربي من جامعات ومراكز بحث العربية المملكة داخ��ل من واأجنبية عربية

ال�سعودية وخارجها.يعد هذا المجلد ع�سارة لأعمال علماء اأفذاذ والو�سول التنقيب ل ي�سك في قدراتهم في منها وكثير الأول���ى.. للمرة تذكر نتائج اإل��ى نتائج اأبحاث علمية توؤدي اإلى معرفة خال�سة

بحقائق الأمور..جدير بالذكر اأن هذه الندوة اأقيمت في المقر ال�سديري عبدالرحمن لموؤ�س�سة الرئي�س ٢-٢٢0 ال��ف��ت��رة خ���الل ب�سكاكا ال��خ��ي��ري��ة ج��م��ادى الأول���ى ١٤٣١ه���� ال��م��واف��ق ٤-٦/

مايو/٢0١0م .

: روؤى اجتماعية الكتاب

: فهده حممود احل�شن الكريع املوؤلف

: املوؤلف نف�شه 1434هـ النا�شر

يف العربي الوطن يف والبيئة الإن�شان الكتـــــاب: �شوء الكت�شافات الأثارية

خليل د. الأن�شاري, عبدالرحمن اأ.د. املحررون: املعيقل, د. عبداهلل ال�شارخ

موؤ�ش�شة عبدالرحمن ال�شديري اخلريية النا�شــــر:

جاء الكتاب في )١٥٤( �سفحة من القطع �سخ�سية.. مذكرات لي�س وه��و المتو�سط.. بقلمه.. الموؤلف دندنه عاطفي.. نغم واإنما القلوب لكل يهديها �ساردة، بتغريدات اأ�سبه

التي اأتلفها الغياب.. ومزقها الرحيل..

تت�سابه ذك��ري��ات تمثل الكتاب ن�سو�س حكايات م��ن وحكاية العا�سقين.. ك��ل بين الغياب.،. كتبت لكل قلب فقد نب�سه ول يزال

يبحث عنه..!!

مقتطفاتلم اأكن اأعلم اأن غيابك

�سيجعلني خارج ح�سابات الزمن...***

الغياب مدينة ال ي�سكنها اإال الوجع***

في اآخر مواعيدناكانت الدنيا مثل مراقب االختبارات

تدق اأبواب قلوبنالتقول لنا بال رحمة »انتهى الوقت«!

من �سفحة و�سبعين و�سبع مئة في الديوان جاء الن�سو�س م��ن العديد �ساما المتو�سط، القطع اليومية، الحياة التي تجاذبتها مو�سوعات ال�سعرية ت��ارة.. ال��وج��دان��ي والبعد ال��ذات��ي بالهم المتمثلة جاءت فقد اأخرى، تارة الإن�ساني الجماعي وبالهم الق�سائد بلون اأراد به ال�ساعر اأن يكون له ت�سكالته بها ق�سائده دون التي الفنية، ري�سته الخا�سة عبر

المتناغمة على اأ�سجان الحياة واآمالها واآلمها.

نقتطف منه:مهال يا من فر�ست لي العمر

ع�سقايا من فر�ست لي القلب

�سوقااأما كنت تدرين

اأنك ع�سقيواأنك في عيوني

النظراأما كنت تدرين

اأن عينيكاأوقدت في عيوني ال�سهر

اأما كنت تدرين اأنك يوما

ودون اختياررميتي بقلبي�سهما اأ�سم؟!

: موعدي ال�شاعة ثمان الكتاب

: فار�ص الرو�شان املوؤلف

: دار مدارك للن�شر النا�شر

: �شجيج قلب)�شعر( الكتاب

: عبدالكرمي النملة املوؤلف

: دار اأزمنة للن�شر, عمان, الأردن 2012م النا�شر

Page 65: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

127اجلوبة - �صيف 1434هـ126 اجلوبة - �صيف 1434هـ

ــــةـــــــــ

فيـــــــــا

ثقــال

ـة طــــــ

ـــــــــن�ص

الأ

ــــةـــــــــ

فيـــــــــا

ثقــال

ـة طــــــ

ـــــــــن�ص

الأ

مركز الرحمانية الثقافي ينظم يوما طبيا تثقيفيا

ل�شحة الفم والأ�شنان في الغاط

ن��ظ��م م���رك���ز ال��رح��م��ان��ي��ة ال��ث��ق��اف��ي في ١٤٣٤/٦/٢٧ه���� �لمو�فق �لثالثاء يــوم �لغاط الجمعية م���ع ب��ال��ت��ع��اون )٢0١٣/٥/٧م(، تثقيفيا طبيا ي��وم��ا الأ���س��ن��ان لطب ال�سعودية

ل�شحة �لفم و�الأ�شنان في محافظة �لغاط.

من المكون الوفد المركز اإدارة ا�ستقبلت

الجمعية رئي�س يرافقهم طبيبا، ع�سر اثني ال��ع��ب��ي��داء. وقد اإب��راه��ي��م ب��ن ال��دك��ت��ور محمد اإلى مجموعتين رافقهم كل جرى توزيع الفريق بن محمد الأ�ستاذ الرحمانية مركز مدير من زارت الخ�سيري؛ عبداهلل والأخ الغنيم، را�سد وخ�س�ست البتدائية، الو�سيعة مدر�سة الأولى قدم مليح. ومتو�سطة ابتدائية لزيارة الثانية للطالب توعوية محا�سرة خاللها من الأطباء تخللها عر�س تثقيفي عن �سحة الفم والأ�سنان، والمعلمين الطالب لأ�سنان فح�سا اأج��روا كما مدر�سة في طالبا )٢١٥( عددهم بلغ الذين الو�سيعة البتدائية و )١٧0( طالبا في ابتدائية ومتو�سطة مليح، ثم وزعت هدايا خا�سة بالعناية بالأ�سنان على الطالب، ومطوية تثقيفية اأعدتها

■ اإعداد - عماد املغربي

اإدارة مدر�سة ابتدائية ومتو�سطة مليح.

بعد ذلك زار الفريق الطبي مركز الرحمانية ا�ستراحة وبعد مرافقه. في وتجولوا الثقافي، مت للفريق الطبي جولة �سملت بلدة الغداء، نظ

�لغاط �لقديمة و�لمتنزه �لوطني

بعنوان م��ح��ا���س��رة اأق��ي��م��ت ال��م�����س��اء، وف���ي األقاها ،) والأ�سنان الفم اأمرا�س )الوقاية من واأداره���ا ال�سيبان، محمد ب��ن م��ع��اذ ال��دك��ت��ور مرئي عر�س �ساحبها �سوانة، محمد الأ�ستاذ وجرى الح�سور. قبل من واأ�سئلة وم��داخ��الت من الطبي باليوم الم�ساركين الأطباء تكريم بن محمد الأ�ستاذ العام المدير م�ساعد قبل اأحمد الرا�سد، ب�سهادات تقديرية ومجموعة من

اإ�سدارات الموؤ�س�سة.

Page 66: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

ــــةوبـــــ

ـــــــــجل

ى اـــــــــ

ـــــلعــــ

ني ـــــــــ

عــــ

اجلوبة - �صيف 1434هـ128

الجوبة: الوجه والنموذج

■ عبداهلل ال�شفر

وجها ال��ج��وب��ة مجلة ت��م��ث��ل لمنطقة ل م�����س��رق��ا، ث��ق��اف��ي��ا ت�سدر ال��ت��ي وح��ده��ا ال��ج��وف المحلية للثقافة ول��ك��ن عنها، وال��ع��رب��ي��ة. ك��م��ا اأن���ه���ا ن��م��وذج موؤ�س�سات لعمل وم�سرف نا�سج النف�س ذات المدني المجتمع ن�ساطها ي��اأت��ي ل التي الطويل ب��رق��ا خ��اط��ف��ا. ه��ن��ا ت��اأ���س��ي�����س

ومتابعة وا�ستدامة.

اإن »الجوبة« �سنعت مكانة للعمل الثقافي ولإنتاجه؛ قيمة وطريقة. ول اأدل على ذلك يليق ال��ذي الم�ستوى على المحافظة من ال�ستمرار عبر بقارئها ويليق بالمطبوعة في طرح المحاور التي تهتم بالحالة الأدبية ق�سايا م��ن ي��ث��ار وم��ا ال��راه��ن��ة، ولحظتها ثقافية تت�سل بالحا�سر اأو مفارقة الما�سي.

ولعل ما يجعل اإ�سهام »الجوبة« ماثال في الحياة الثقافية هو تواتر اإ�سدارها بانتظام

وتوافرها في ال�سوق داخل الحدود وخارجها بين يدي القارئ، وهذا الجانب الذي تتفوق فيه »الجوبة« من ناحية ثبات زمن الإ�سدار نقارنه عندما تقديره يتعالى وال��ت��وزي��ع، عن محليا ال�سادرة المماثلة بالمجالت منابر الفعل الثقافي الر�سمي؛ حيث التاأخر

في الإ�سدار وغياب التوزيع.

ما نتمناه اأن ت�ستمر هذه المطبوعة واأن الأدبية حياتنا رف��د في نجاحاتها تتوالى

والثقافية.

قا�س و�ساعر وناقد من ال�سعودية. *

من إصدارات اجلوبة

Page 67: 40 Aljoubah Magazine مجلة الجوبة

�سدر حديثا عن موؤ�س�سة عبدالرحمن ال�سديري اخلريية