2010-2009 07 دﺪﻋ - ﺚﺣﺎﺒﻟا ﺔﻠﳎ · _____ _____ ﺔﻴﻟﺎﳌا...

14
__________________________________________ _________________________________ __________________ __________ _______________ _____ ______ ﳎﻠﺔ اﻟﺒﺎﺣﺚ- ﻋﺪد07 / 2009 2010- 331 اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت إدارة اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ د. ﺑﻠﻌﺰوز ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺸﻠﻒ اﻟ ﻠﺨﺺ: ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻧﺴﺎﱐ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﺗﻌﺘﱪ اﳌﺨﺎﻃﺮ ﺟﺰءا. وﻫﻲ ﰲ اﻟﻨﺸﺎط اﻻﻗﺘﺼﺎدي أﺷﺪ ﺟﻼء وأﻛﺜﺮ وﺿﻮﺣﺎ. وﻗﺪ اﺳﺘﻤﺮت اﳌﺨﺎﻃﺮ ﰲ اﻟﺘﺰاﻳﺪ ﻣﻊ اﻟﺘﻨﻮع اﻟﺬي ﻋﺮﻓﺘﻪ اﻷﻧ ﺸﻄﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ، ﺑﻞ وأﺻﺒﺤﺖ ﺻﻔﺔ ﻣﻼزﻣﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﳌﻌﺎﺻﺮة، وﻫﺬا اﻟﺘﻼزم ﺑﲔ اﻟﻨﺸﺎط اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﳌﺨﺎﻃﺮة ﻏﲑ ﳑﻜﻦ، ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﲏ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻋﺪم إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ وﻓﻖ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت و ﺎﺋﻲ أﻣﺮا ﳚﻌﻞ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﳌﺨﺎﻃﺮة ﺑﺸﻜﻞ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﱵ ﲡﻌﻞ آﺛﺎر ﻫﺎ وﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻣﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ إﱃ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ. اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻔﺘﺎح: إدارة اﳌﺨﺎﻃﺮ، ﻣﻌﺎﻣﻼت ﻣﺎﻟﻴﺔ، اﻟﺘﺤﻮط، اﳌﺸﺘﻘﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ. ﺗﻤﻬﻴﺪ: ﳍﺎ وﺗﺄﺛﺮا ﺗﻌﺘﱪ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻋﺮﺿﺔ ﻟﺸﱴ أﻧﻮاع اﳌﺨﺎﻃﺮ، وﻟﻌﻞ اﳌﻌﺎﻣﻼت اﳌﺎﻟﻴﺔ أﻛﺜﺮﻫﺎ ﺗﻌﺮﺿﺎ. و ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﳌﻌﺎﻣﻼت ا ﳌﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﳎﺎل ﻋﻤﻞ اﻟﺒﻨﻮك واﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ وﺣﱴ اﳌﺆﺳﺴﺎت واﻷﻓﺮاد، ﻓﺈن اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت ﻟﻠﺘﺤﻮط وإدارة اﳌﺨﺎﻃﺮ ﺗﺒﺪو ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ذا أﳘﻴﺔ ﻣﺘﺰاﻳﺪة، وﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮع ﻫﺬﻩ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﱵ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺘﻘﺴﻴﻤﻬﺎ إﱃ اﶈﺎور اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: اﶈﻮر اﻷول: ﻣﺪاﺧﻞ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑ ﺎﳌﺨﺎﻃﺮ اﶈﻮر اﻟﺜﺎﱐ: ﻣﻔﻬﻮم إدارة اﳌﺨﺎﻃﺮ وﺗﻄﻮرﻫﺎ اﶈﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ: اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﺘﺤﻮط ﰲ اﳌﻌﺎﻣﻼت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﶈﻮر اﻟﺮاﺑﻊ: اﳌﺸﺘﻘﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ وﺎ ﻻدارة اﳌﺨﺎﻃﺮ اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎ. اﻟﻤﺤﻮر اﻷول: ﻣﺪاﺧﻞ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻃﺮ إن دراﺳﺔ اﳌﺨﺎﻃﺮ ﻫﻲ ﻣﻮﺿﻮع ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻢ اﻹﺣﺼﺎء، وﻋﻠﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد، وﻋﻠﻢ اﻹدارة اﳌﺎﻟﻴﺔ واﻟﺘﺄﻣﲔ. وﻧﻈﺮةﺎ ﻋﻦ اﻵﺧﺮ ﻛﻞ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻠﻮم إﱃ اﳌﺨﺎﻃﺮة ﻟﻪ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻪ اﻟﱵ ﻳﻨﻔﺮد. وﻣﻊ ﻛﻞ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪات اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﱵ ﺗﻜﺘﻨﻔﻬﺎ دراﺳﺔ اﳌﺨﺎﻃﺮ ﻓﺈن ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻻ ﳜﺮج ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻠﻮم ﻋﻤﺎ ﺳﻨﺘﻨﺎوﻟﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﻴﺄﰐ. ﳝﻜﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﳋﻄﺮ ﻣﻦ ﻋﺪة زواﻳﺎ، وﻋﻠﻴﻪ ﺳﻨﺘﻨﺎول ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ وﳏﺘﻮاﻫﺎ. أوﻻ: اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮة: ﺗﻌﺮ ف ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺨﺎﻃﺮة ﺑﺄ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺣﺪوث ﺷ ﻲء ﺧﻄﲑ أو ﻏﲑ ﻣﺮﻏﻮب ﻓﻴﻪ، وﻫﻲ ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺗﻌﲏ اﻟﺸ ﻲء اﻟﺬي ﳝﻜﻦ أن ﻳﺴﺒﺐ اﳋﻄﺮ ﻧﻔﺴﻪ. و ﻫﻲ" اﳊ ﺎﻟـﺔ اﻟﱵ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﺣﺘﻤﺎل اﻻﳓﺮاف ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺬي ﻳﻮﺻﻞ إﱃ ﻧﺘﻴﺠـﺔ ﻣﺘﻮﻗﻌـﺔ أو ﻣﺄﻣﻮﻟـﺔ] " Vaughan & Therese (1999),P.7 .[ 1 ـﺎ ﻛﻤـﺎ ﻳﻨﻈـﺮ إﻟﻴﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ أ ﺗﻮﻗـﻊ اﺧﺘﻼﻓـﺎت ﰲ اﻟﻌﺎﺋـﺪ ﺑـﲔ اﳌﺨﻄـﻂ واﳌﻄﻠـﻮب واﳌﺘﻮﻗـﻊ ﺣﺪوﺛﻪ. 2 و ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺣﺘﻤﻴﺔ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺋﺪ أوﻣﻦ ﺣﺠﻤﻪ أو ﻣﻦ زﻣﻨﻪ أوﻣﻦ اﻧﺘﻈﺎﻣﻪ أوﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﻮر ﳎﺘﻤﻌﺔ. 3 ﻈﻬﺮ ﳑﺎ ﺳﺒﻖ أن ﻣﻔﻬﻮمﺎل اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﳌﺨﺎﻃﺮة ﰲ ا ﺪور ﺣﻮل ﻓﻜﺮة اﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ وﻋﺪم اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺣﺼﻮل اﻟﻌﺎﺋﺪ اﳌﺨﻄﻂ ﻟﻪ. ﺛﺎﻧﻴﺎ: ﻣﻌﺎن أﺧﺮى ﻟﻠﺨﻄﺮ: - اﻟﺨﻄﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻈﻮر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ: ﻫﻮ" اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ وﻗﻮع ﺣﺎدث ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ، أو ﺣﻠﻮل أﺟﻞ ﻏﲑ ﻣﻌﲔ ﺧﺎرج إرادة اﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﻗﺪ ﻳﻬﻠﻚ اﻟﺸﻲء ﺑﺴﺒﺒﻪ، أو ﳛﺪث ﺿﺮر ﻣﻨﻪ" ؛4

Upload: others

Post on 02-Jan-2020

3 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

-20092010/ 07 عدد - الباحث جملة _________________________________________________________________________________________________________________________________

331

استراتيجيات إدارة المخاطر في المعامالت المالية جامعة الشلف بلعزوز بن علي،. د

وقد استمرت . وهي يف النشاط االقتصادي أشد جالء وأكثر وضوحاً . تعترب املخاطر جزءًا ال يتجزأ من النشاط اإلنساين مهما كانت طبيعته :لخص مالشطة االقتصادية، بل وأصبحت صفة مالزمة لالقتصاديات املعاصرة، وهذا التالزم بني النشاط االقتصادي واملخاطرة املخاطر يف التزايد مع التنوع الذي عرفته األن

االسرتاتيجيات جيعل التخلص من املخاطرة بشكل ائي أمرًا غري ممكن، لكن ذلك ال يعين بالضرورة عدم إمكانية التعامل معها وفق جمموعة من السياسات و . ها ونتائجها متحكم فيها إىل حد بعيداليت جتعل آثار

.إدارة املخاطر، معامالت مالية، التحوط، املشتقات املالية :الكلمات المفتاح

و ملا كانت . تعترب األنشطة االقتصادية بشكل عام عرضة لشىت أنواع املخاطر، ولعل املعامالت املالية أكثرها تعرضاً هلا وتأثرا ا: تمهيد ملالية هي جمال عمل البنوك واملؤسسات املالية وحىت املؤسسات واألفراد، فإن البحث عن اسرتاتيجيات للتحوط وإدارة املخاطر املعامالت ا

: احملاور التاليةتبدو موضوعا ذا أمهية متزايدة، وهذا هو موضوع هذه الورقة البحثية اليت قمنا بتقسيمها إىل املخاطرمداخل أساسية للتعريف ب : احملور األول مفهوم إدارة املخاطر وتطورها: احملور الثاين

اسرتاتيجيات التحوط يف املعامالت املالية: احملور الثالث .استخداماا الدارة املخاطراملشتقات املالية و : احملور الرابع

مداخل أساسية للتعريف بالمخاطر: المحور األول

. االجتماعية منها علم اإلحصاء، وعلم االقتصاد، وعلم اإلدارة املالية والتأمني دراسة املخاطر هي موضوع عدد من العلومإن ومع كل التعقيدات النظرية اليت تكتنفها دراسة . كل علم من هذه العلوم إىل املخاطرة له خصوصياته اليت ينفرد ا عن اآلخر ونظرة

.من خالل ما سيأيتسنتناوله املخاطر فإن معناها ال خيرج من مجيع هذه العلوم عما

.وعليه سنتناول مضامينها وحمتواها ميكن النظر إىل تعريف اخلطر من عدة زوايا،

غري مرغوب فيه، وهي يف نفس الوقت أو خطري يءحدوث ش إمكانيةبأا مخاطرةف كلمة تعر : المعنى االقتصادي للمخاطرة: أوال الـة اليت تتضمن احتمال االحنراف عن الطريق الذي يوصل إىل نتيجـة متوقعـة أواحل"هي و .يسبب اخلطر نفسه أنالذي ميكن يءتعين الش

توقــع اختالفــات يف العائــد بــني املخطــط واملطلــوب واملتوقــع كمــا ينظــر إليهــا علــى أــا Vaughan & Therese (1999),P.7.[1" [مأمولــة 3.من زمنه أومن انتظامه أومن مجيع هذه األمور جمتمعةهي حالة عدم التأكد من حتمية احلصول على العائد أومن حجمه أو و 2.حدوثه

.االحتمالية وعدم التأكد من حصول العائد املخطط له فكرةدور حول ياملخاطرة يف اال االقتصادي مفهومأن ظهر مما سبق ي

: معان أخرى للخطر: ثانياحلول أجل غري معني خارج إرادة املتعاقدين قد يهلك أو ،احتمالية وقوع حادث مستقبالً "هو: الخطر من المنظور القانوني -

4؛"حيدث ضرر منه الشيء بسببه، أو

__________________________________________________________________________________________________________________________ اسرتاتيجيات إدارة املخاطر يف املعامالت املالية

332

اخلطر يف جمال التأمني فهوال يقتصر على ذلك، بل يشمل أيضا ما قد يصادف اإلنسان من : الخطر من وجهة نظر التأمين - حادث مستقبل حمتمل الوقوع ال يتوقف "تأمني هوفاخلطر يف جمال ال: وبالتايل، البقاء لسن معينة أحداث سعيدة كالزواج أو

؛اللذين مت بينهما العقد 5على إرادة أي من الطرفنيبأا إمكانية حدوث احنراف يف املستقبل حبيث ختتلف النواتج املرغوب املايلتعرف املخاطرة من املنظور : من المنظور المالي -

ج املايل يف املستقبل لقرار يتخذه الفرد االقتصادي يف احلاضر على أساس عدم التأكد من النات"أو .متوقع يف حتقيقها عما هو 6؛نتائج دراسة سلوك الظاهرة الطبيعية يف املاضي

من وجهة النظر الرقابية تعرف املخاطرة بأا متثل اآلثار غري املواتية الناشئة عن أحداث مستقبلية : من المنظور الرقابي - .ورأمساله )أو املؤسسة( على رحبية املصرفغري متوقعة تؤثر متوقعة أو

ويلخص .ارجية وداخليةـه أي مؤسسة وأنشطتها من عوامل خـاطر اليت تواجـميكن أن تنتج املخ : المسببات الرئيسية للمخاطر: ثالثاداخلية وخارجية معا، الشكل التايل أمثلة ألهم األخطار الناجتة عن هذه العوامل، كما توضح أن بعض األخطار قد تنتج من عوامل

7اخل ...وميكن تقسيمها أكثر إىل أنواع من األخطار مثل إسرتاتيجية، مالية، تشغيلية، بيئية. وبالتايل تظهر متداخلة يف الرسم 8أهم مسببات المخاطر): 1(شكل

هناك طرق عديدة وعمومًا .ؤسسة، لتحديد التأثري الكلي على املاملؤسسة تستخدم تصنيفات خماطر يف :تصنيفات المخاطر: رابعا : لتصنيف املخاطر، نستعرض فيما يلي أمهها

فمخاطر األعمال تأيت من طبيعة أعمال املؤسسة . يتم التمييز بني خماطر األعمال واملخاطر املالية :مخاطر المال ومخاطر األعمال -1. سائر احملتملة يف األسواق املالية نتيجة تقلبات املتغريات املاليةأما املخاطر املالية فمصدرها اخل.وتصل بعوامل تؤثر يف منتجات السوق

-20092010/ 07 عدد - الباحث جملة _________________________________________________________________________________________________________________________________

333

حيث أن املؤسسة املالية تكون يف وضع مايل ال تستطيع فيه ) الرافعة املالية(وتكون هذه املخاطر يف العادة مصاحبة لنظام االستدانة .مقابلة التزاماا من أصوهلا اجلارية

ر بني خماطر عامة وأخرى خاصة، فاألوىل ترتبط بأحوال السوق أو االقتصاد عامة بينما تتصل ومثة طريقة أخرى لتقسيم املخاطحمدد من خالل كرب ) استثمار(وبينما ميكن التحكم يف آثار املخاطر اخلاصة بأصل . الثانية مبؤسسة بعينها أو بنوع معني من األصول

غري أن بعضا من مكونات هذه املخاطر العامة يف حكم . سبة للمخاطر العامةوتنويع احملفظة االستثمارية، ال ميكن ذلك اإلجراء بالن 9.املقدور عليه لتخفيف آثارها واستخدام أساليب لتحويلها

الديناميكية تلك املخاطر الناشئة من حدوث تغريات يف االقتصاد، يقصد باملخاطر : المخاطر االستاتيكية والمخاطر الديناميكية - 2222االقتصاد، الصناعة، املنافسون واملستهلكون، : اموعة األوىل عبارة عن عوامل يف البيئة اخلارجية: عتني من العواملوتنشأ من جممو

والتغريات اليت تصيب هذه العوامل ال يكون باإلمكان السيطرة عليها، ولكنها قادرة مجيعًا على إحداث خسارة مالية للمؤسسة، أما ) مثالً (حتدث اخلسائر اليت تشكل أساس املخاطر املضاربية، فهي قرارات اإلدارة داخل املؤسسة، فاإلدارة العوامل األخرى اليت ميكن أن

يف كل منظمة تتخذ قرارات بشأن ما تنتجه وكيف تنتجه وكيف متول اإلنتاج وكيف تسوق ما مت إنتاجه، وإذا نتج عن هذه القرارات توفري .خسارةرباحاً، أما إذا مل حيدث ذلك، فقد حتقق ف حتقق املؤسسة أسلع وخدمات يقبلها السوق بسعر كاف فسو

واملخاطر الديناميكية تفيد يف العادة اتمع على املدى الطويل حيث إا نتيجة لتعديالت وتسويات لتصحيح إساءة ختصيص املوارد، تعترب عمومًا أقل قابلية للتنبؤ من املخاطر االستاتيكية على ورغم أن هذه املخاطر الديناميكية قد تؤثر يف عدد كبري من األفراد، إال أا

10.اعتبار أا ال حتدث بشكل منتظم

تتضمن املخاطر االستاتيكية اخلسائر اليت ستحدث حىت لو مل حيدث تغيريات يف االقتصاد، فإذا أمكن لنا تثبيت أذواق األفراد سوف يعانون مع ذلك من خسارة مالية، وتنشأ هذه اخلسائر من املستهلكني، والناتج والدخل واملستوى التكنولوجي، فإن بعض

وعلى خالف املخاطر الديناميكية، ال تكون . أسباب خبالف التغريات يف االقتصاد، مثل أخطار الطبيعة وعدم نزاهة األفراد اآلخرينأو (ية إما تدمري األصل أو حدوث تغيري يف ملكيته املخاطر االستاتيكية مصدرًا للكسب بالنسبة للمجتمع، وتتضمن اخلسائر االستاتيك

ومتيل اخلسائر االستاتيكية للحدوث بدرجة من االنتظام مبرور الوقت ونتيجة لذلك . نتيجة لعدم النزاهة أو اإلخفاق اإلنساين) حيازته 11.تكون قبلة للتنبؤ بوجه عام

. املخاطر املضاربيةبني املخاطر هو التميز بني املخاطر البحتة و من أحسن التمييزات :المخاطر البحتة والمخاطر المضاربية - 3333ففي موقف املقامرة يتم . واملقامرة مثال جيد للمخاطرة املضاربية 12.املخاطر املضاربية موقفاً حيمل إمكانية حدوث إما خسارة أو مكسباً

على نتيجة مباراة السبت يواجه احتمال راتدوال 10 ـالذي يراهن بخلق خماطرة بشكل متعمد على أمل حتقيق مكسب والشخص 13.ويواجه صاحب املشروع اخلاص أو صاحب رأس املال خماطرة مضاربية سعياً وراء الربح. خسارة يصاحبه احتمال مكسب

وترتبط .إمكانية حتقيق ربحالنتيجة الوحيدة املمكنة؛ ليس هناك أي يسارة هاخل تكون فيهافئة من املخاطر هي : املخاطر البحتةو 14.املخاطر البحتة بأحداث أو عوامل خارجة عن سيطرة الطرف املعرض للخطر، ولذلك فإن التعرض هلا يكون عادة من دون إدراك

ومن أمثلة هذا النوع من املخاطر هو تعرض منزل شخصي للدمار نتيجة كارثة طبيعية، ففي هذه احلالة ال يوجد هناك أي احتمال 15.لالستفادة من اخلطر

__________________________________________________________________________________________________________________________ اسرتاتيجيات إدارة املخاطر يف املعامالت املالية

334

: تقسيم المخاطر حسب طبيعتها -4 16: خماطر السوق هي املخاطر الناجتة عن التحركات العكسية يف القيمة السوقية لـ: مخاطر السوق .أ

علماً أن القيمة السوقية للعقد املشتق ترتبط (؛أو عقد مشتق مرتبط باألصول السابقة )سهم، سند، قرض، عملة أو سلعة(أصل ما هي خماطر تعرض املراكز احملمولة داخل أو ...).األصل حمل التعاقد، درجة تقلبه، أسعار الفائدة ومدة العقد سعر: بعدة أمور، منها

وخارجها خلسائر نتيجة لتقلب األسعار يف السوق، وهي تشمل املخاطر النامجة عن تقلب أسعار الفائدة وعن تقلب ؤسسةميزانية املواملخاطر النامجة عن تقلب أسعار القطع وعن تقلب أسعار السلع ضمن حمفظة املتاجرة، أسعار األسهم يف األدوات املالية املصنفة

17.ؤسسةيف جممل حسابات امل بالتزاماته وفقا األطرافحد أتعرف خماطر االئتمان بوجه عام بأا املخاطر الناشئة عن احتمال عدم وفاء : مخاطر االئتمان .ب

18.للشروط املتفق عليها

مطلوباا (ا هي املخاطر املرتبطة باحتمال أن تواجه املؤسسة مصاعب يف توفري األموال الالزمة ملقابلة التزاما :مخاطر السيولة .ج بطريقـة فعالـة مـن اوتظهر هذه املخـاطر عنـدما ال تسـتطيع املؤسسـة تلبيـة االلتزامـات اخلاصـة مبـدفوعاا يف مواعيـده). املستحقة

.سسة عن تدبري األموال الالزمة بتكلفة عاديةحيث التكلفة، أي تتمثل يف عجز املؤ

تنطوي الطرق والنماذج اليت تستخدمها املؤسسة يف قياس املخاطر أو إدارا على احتماالت اخلطأ، مما ينتج : مخاطر النماذج .د .عنه خماطر أخرى وبالتايل جعل البيئة اليت تعمل فيها املؤسسة أكثر تعقيداً وخماطرة بسبب حالة الاليقني

وهذا اخلطر كثريا ما حيدث عندما . ميكن للخسائر أن تنشأ وتتضاعف بسبب قضايا مالءمة املعامالت: مخاطر المالءمة .ه بسبب عتقد أا كانت أكثر عرضة للمخاطر مما كان معلنا عنه أويُ يطالب الطرف املقابل بتعويض مايل نتيجة معاملة معينة

19.طية الصحيحةالفشل يف اختاذ التدابري التحو ة أوعدم اإلفصاح الكايف عن آثارها املتوقع

اإلجراءات أنويف حني . قد يرفع دعوى للحصول على تعويضاتأو أصًال املعاملةيف هذه احلالة، فإن الطرف املقابل قد يرفض على سبيل .ئماً القانونية ليست دائما مضمونة إلعطاء فرصة للتسوية، فإن احتمال أن ينتج عن ذلك حتمل خسارة يبقى قا

قام املصرف ببيع عقد مايل مشتق مركب، دون تضمينه التحذيرات الكافية عن اخلسائر احملتملة، فإنه يتيح للعميل إذااملثال، .إمكانية احلصول على تعويض يف حالة نزاع قانوين

ر احلديثة، وهي تعين اخلسارة الناجتة تعترب خماطر التشغيل من املستجدات يف عامل إدارة املخاط): التشغيل(مخاطر العمليات .و يشمل هذا النوع املخـاطر العملية املتولدة من العمليات اليومية للمؤسسة، . عن الفشل يف النشاط الداخلي وإجراءات الرقابة

عدم عدم ظهور أية خسائر للعمليات ال يعين، و وال يتضمن عادة فرصة للربح، فاملؤسسة إما أن حتقق خسارة وإما ال حتققهاا وجود أي تغيري، ومن املهم لإلدارة العليا للتأكد من وجود برنامج لتقومي حتليل خماطر العمليات، وتشمل خماطر العمليات م

20.العمالت، السرقة والسطو، اجلرائم اإللكرتونية التزوير، تزييف، )االختالس(االحتيال املايل : ليي

.ائر نتيجة الفشل يف العمليات القانونيةوتعين خماطر حتقيق خس: المخاطر القانونية .ز

-20092010/ 07 عدد - الباحث جملة _________________________________________________________________________________________________________________________________

335

مفهوم إدارة المخاطر وتطورها: المحور الثاني

خالل النصف الثاين من القرن العشرين، ض االقتصاديون وبشكل كبري مبستوى فهم للمخاطر وطوروا نظريات ختتص بإدارة هلذا سنتناول من خالل هذا املبحث . ط ملواجهة املخاطرلتحو ا التنويع أو املخاطر انطوت على أفضل الشروط الستخدام التأمني أو

...مفهوم إدارة املخاطر ونشأا وأهدافها

تنظيم احلياة مع : "بأا (Flanagan & Norman, 1993) المخاطر إدارةورد تعريف : محاولة تحديد طبيعة إدارة المخاطر: أوالً الوسائل املنظمة لتحديد وقياس املخاطر مع تطوير " :بأا) كرزنر(وعرفها ."مالئمةتأثريات غري إىلتوقع أحداث مستقبلية تؤدي

يكون أنبأن التعامل مع املخاطر جيب )APM(21املشاريع إدارةوقد حددت مجعية ". اخليارات املالئمة للتعامل معها وإدارةواختيار .22رصحب وإداراالتعامل أو املقبول، والتأمني ضد حدوثها، ونقلها للغري، األدىناحلد إىلجيمها حت بتقليلها أو

:بـ يهتمعلوم اإلدارة الذي وتعترب إدارة املخاطر ذلك الفرع من ؛والدائنني واملستثمرين احملافظة على األصول املوجودة حلماية مصاحل املودعني، -األعمال اليت ترتبط أصوهلا ا كالقروض والسندات والتسهيالت املخاطر يف األنشطة أوإحكام الرقابة والسيطرة على -

؛االئتمانية وغريها من أدوات االستثمار حتديد العالج النوعي لكل نوع من أنواع املخاطر وعلى مجيع مستوياا -

ابة الفورية أومن خالل حتويلها إىل جهات العمل على احلد من اخلسائر وتعليلها إىل أدىن حد ممكن وتأمينها من خالل الرق - ؛خارجية إذا ما انتهت إىل ذلك إدارة املؤسسة، ومدير إدارة املخاطر

.حتديد التصرفات واإلجراءات اليت يتعني القيام ا فيما يتعلق مبخاطر معينة للرقابة على األحداث والسيطرة على اخلسائر - ؛تكرار مثل هذه املخاطر إىل دفع حدوثها، أو ا وذلك بغرض منع بعد حدوثه إعداد الدراسات قبل اخلسائر أو -حبماية قدراا الدائمة على توليد األرباح رغم ،والدائنني، واملستثمرين ،محاية صورة املؤسسة بتوفري الثقة املناسبة لدى املودعني -

.عدم حتقيقها أي خسائر عارضة واليت قد تؤدي إىل تقلص األرباح أو

23:هناك ثالثة أساليب ميكن استخدامها يف التعامل مع املخاطرة، هي : ساليب التعامل مع المخاطرأ: ثانياً مثلأحيانا قبول خطر معني، وينشأ ذلك نتيجة عدم الرغبة يف مواجهة خسارة معينة، )أو املؤسسة( يرفض الفرد::تجنب المخاطرة .1111

. دخاري آخر أقل خطورة، وعدم شراء سيارة لتجنب حوادث السياراتذلك جتنب االستثمار يف وعاء ادخاري معني وتفضيل وعاء اعدم االستثمار ومن أمثلة ذلك يف املؤسسات املالية امتناع البنك عن منح القروض مرتفعة املخاطر وذلك لتجنب املخاطر االئتمانية، أو

.يف األوراق املالية طويلة األجل لتجنب خماطر أسعار الفائدة

تقدمي خدمات معينة لتجنب خلطر يقلل من احتمال وقوع اخلطر إىل الصفر؛ إال أنه قد حيرم اتمع من إنتاج سلع أورغم أن جتنب او باإلضافة إىل صعوبة جتنب بعض األخطار مثل تفضيل السري على األقدام ملسافات كبرية ااخلوف من اخلسارة، هذ املسؤولية املهنية أو

أحد أساليب مواجهة اخلطر، إال أنه يعد أسلوبا سلبيا وليس إجيابيا يف التعامل مع جتنب اخلطر هوورغم أن . لتجنب أخطار الطرياناألخطار، وألن التقدم الشخصي والتقدم االقتصادي كالمها يتطلب التعامل مع األخطار بطريقة إجيابية، فإن هذا األسلوب بعد أسلوبا

24؛غري مناسب يف التعامل مع كثري من األخطار

__________________________________________________________________________________________________________________________ اسرتاتيجيات إدارة املخاطر يف املعامالت املالية

336

ولتقليل املخاطر تقوم بـرصد سلوك القروض من أجل معرفة عالمات املاليةأما يف هذا األسلوب فإن املؤسسة :ليل المخاطرةتق .2واليت جيري تصميمها التحذير ملشاكل التوقف عن الدفع مبكراً،وتقليل خماطر أسعار الفائدة باستخدام سياسة إدارة األصول واخلصوم

؛لذلك الغرض

) شركة التأمني(إن شراء التأمني هو إحدى وسائل نقل املخاطرة من شخص ال يرغب يف حتملها إىل طرف آخر : ةنقل المخاطر .3333 .يبدي استعداده لتحملها مقابل مثن

هناك من أشار إىل مخسة طرق للتعامل مع املخاطر، فأضاف إىل العناصر الثالثة السابقة، اقتسام املخاطرة والذي يعين قبول بعض ؛ باإلضافة إىل التحوط والذي خيتلف عن التأمني يف كونه )أي أن هذه اإلسرتاتيجية جتمع بني التجنب والنقل(وحتويل بعضها املخاطر

.نقل للمخاطرة مع التضحية بإمكانية الربح

لتحوط في المعامالت الماليةااستراتيجيات : المحور الثالث

: التأمني على جمموعة من األسس أبرزهايقوم ، التأمين: اإلستراتيجية األولى_ أوال

إال أم اختلفوا حول معيار هذا .على أساس اقتصادييقوم التأمني أنيرى أنصار هذا املذهب :األساس االقتصادي للتأمين. 1111 :نظريتنيىل بروز ؛ مما أدى إخر إىل األخذ بفكرة الضماناآل الفريق ذهب، بينما فذهب فريق منهم إىل األخذ بفكرة احلاجة25األساساحلاجة إىل احلماية واألمان وال تقتصر على تغطية خطر معني يهدده يف يرى رجاهلا أن أساس التأمني هو:نظرية التأمين والحاجة. 1.11.11.11.1

يؤخذ لكن... أا فسرت كافة أنواع التأمنيبمتتاز هذه النظرية و.سالمة جسمه ذمته املالية فحسب وإمنا لتغطية خطر يهدد حياته أو ؛بكل أنواع التأمني ومل حتطمتنع دخول أنظمة أخرى يف نطاقها غري التأمني، ملألا .عليها أا غري مانعة وغري جامعة

تتمثل يف ديد مركزه املايل يرى أنصارها أن اخلطر يسبب لإلنسان حالة عدم ضمان اقتصادي : نظرية التأمين والضمان. 2.12.12.12.1 .الذي حيقق من الناحية املادية الضمان هلذا املركز املهدد والتأمني هو .واالقتصادي

إن معيار .يؤخذ على هذه النظرية أا ال تتصدى لبيان التأمني، بل لبيان النتائج االقتصادية اليت ترتتب على التأمني من الناحية العملية فضال عن أن .أمني بعد إبرامه، ومن مث ال تصلح أساسا لهالضمان الذي تقوم عليه النظرية ليس إال نتيجة من النتائج اليت ترتبها الت

الضمان ال يقتصر على التأمني، حيث توجد أنظمة أخرى حتقق لألفراد الضمان، دون أن يصدق عليها وصف التأمني مثل مجعيات .االئتمان التباديل ومؤسسات الضمان االجتماعي

العنصر ذهب فيما بينهم يف بيان هذا األساس تبعا الختالفهم بشأن الركن أواختلف أنصار هذا امل :األساس القانوني للتأمين. 2222. ومنهم من رأى ركن التعويض، اخلطر مع اهتمامه بالضرر الذي يسببه اخلطر للمؤمن له) عنصر(فمنهم من أخذ بركن .الذي يعتد به

بنظرية التأمني والتعويض الفريق اآلخر بينما نادى فريق نادي بنظرية التأمني والضرر ؛وبذلك انقسموا إىل فريقني

نظام للحماية يرى القائلون ا أن التأمني البد أن يهدف إىل إصالح ضرر حمتمل، ذلك أن التأمني هو :نظرية التأمين والضرر. 1.21.21.21.2الذمة املالية خبسارة، وأا تطبق توسع هؤالء يف معىن الضرر، حيث قرروا أنه يتمثل يف إصابة و.من األخطار احملتملة الوقوع يف املستقبل

: لكن يؤخذ عليها أا .26 على كافة أنواع التأمني

أن يؤمن شخص على حياته لصاحل شخص آخر مل يكن ينفق عليه أو: ال يتوفر الضرر يف كثري من صور التأمني على احلياة مثل التأمني مبعناه الصحيح البد أن يشتمل على عنصر الضرر حيث ال جيوز لكن األنصار ردوا بأن . يعوله؛ فهنا يستفيد الشخص وال يتضرر

.لكن هذا غري صحيح ألن الضرر ليس ركنا من أركان التأمني... الثراء أن يكون التأمني مصدر للربح أو

-20092010/ 07 عدد - الباحث جملة _________________________________________________________________________________________________________________________________

337

لغ التأمني الذي يدفعه املؤمن مب التعويض أي املقابل، األداء، أو يرى القائلون ا أن أساس التأمني هو : نظرية التأمين والتعويض. 2.22.22.22.2يؤخذ على هذه النظرية أا وإن كانت تتفق مع الطبيعة القانونية لعقد التأمني إال أا ال تتفق مع و. له عند وقوع اخلطر املؤمن منه

بل من حصيلة األقساط اليت ففي الواقع ال يقوم املؤمن بدفع التعويض من ذمته املالية :الطبيعة احلقيقية واألسس الفنية لعملية التأمني .عملية تعاون بني املؤمن هلم فهو. يدفعها املؤمن هلم

من األسس الفنية لعملية التأمني اليت هي عملية تعاون يقوم املؤمن هاستخالص هذا األساس حاول أنصار:مينأاألساس الفني للت. 3333 : انقسموا إىل فريقني وذا. قاصة بينهم وفقا لقوانني اإلحصاءوإجراء امل. بتنظيمها بتجميع املخاطر اليت يتعرض هلا املؤمن هلم

تعاون بني عدة يرى أنصارها أن التأمني يف حقيقته هو : نظرية حلول التعاون المنظم على سبيل التبادل محل الصدفة البحتة. 1.31.31.31.3م املخاطر مبفرده تاركا أمر تعرضه هلذه املخاطر حملض مؤمن هلم يواجهون خماطر متشاة؛ حيث تغطى مجاعيا بدال من أن يواجه كل منه

فعملية التأمني إذن هي عملية تعاون منظم على سبيل التبادل بني املؤمن هلم طبقا ألسس فنية من شأا إبعاد احتماالت . الصدفةالتبادل املنظم طبقا لقوانني أستبدل "شوفتون يعرف التأمني بأنه CHAUFTONعل جهذا ما و الصدفة البحتة يف وقوع املخاطر،

متتاز هذه النظرية بالكشف عن األسس الفنية لعملية التعاون املنظم على سبيل التبادل بني املؤمن .27" اإلحصاء بآثار الصدفة البحتةبصفته عقدا ملزما للجانبني غري أا اقتصرت على اجلانب الفين للتأمني وأمهلت اجلانب القانوين له . هلم اليت تشتمل عليها عملية التأمني

. به ترتتب التزامات على كل من املؤمن واملؤمن له ،لون ا أن عقد التأمني ليس عقدا ماديا يستطيع األفراد العاديون إبرامه بأنفسهمئيرى القا:نظرية التأمين كمشروع منظم فنيا. 2.32.32.32.3

. متتاز هذه النظرية بأفضليتها يف إضافة اجلانب الفين إىل عقد التأمنيو .وإمنا هو عقد يهدف إىل جتميع األقساط اليت يدفعها املؤمن هلمفاملضاربة مثال تدار ؛وجود مشروع منظم فنيا ال يقتصر على التأمني غري أنه أخذ عليها أا غري كافية ألن املعيار الذي تأخذ به، وهو

ل شركات املقامرة والرهان، وهي غري سليمة ألا تستلزم دائما أن بواسطة مشروعات منظمة فنيا دون أن يصدق عليها وصف التأمني، مث .)مشروعات فنية مثل التأمني البحري(وجد كثري من صور التأمني يكون القائم بالتأمني مشروعا منظما، كذلك ت

فلح نظرياا؛ ولعل ذلك مرده إىل إجياد أساس للتأمني فلم ت -اليت تناولناها -حاولت املذاهب الثالثة : للتأمين االتجاه الحديث -4444ولذلك فإن االجتاه احلديث رأى اجلمع بني .قانوين اقتصادي، فين أو ،بالنظر إىل جانب واحد من جوانب التأمني ىأن كل منها اكتف

املؤمن هلم القائم على التعاون بني أساس التأمني هو"هذه اجلوانب للتوفيق بني النظريات السابقة؛ ووفقا هلذا االجتاه ميكن القول بأن .أسس فنية، الذي ينظمه املؤمن ويلتزم فيه بتغطية اخلطر مقابل التزام املؤمن هلم بدفع األقساط

واخلصوم األصولاملواءمة بني أسلوبميكن استخدام ، )التحوط الطبيعي(مواءمة األصول والخصوم : اإلستراتيجية الثانية _ثانيا

، ولكنها تستخدم األسهم وأسعارالسلع، أسعاروميكن عن طريق ذلك معاجلة خماطر . تواجهها املؤسسة كطريقة ملعاجلة املخاطر اليت .وخماطر سعر الفائدة األجنيببصفة خاصة معاجلة خماطر الصرف

لتقاعد ملخاطر صندوق ا يتعرض. من استخدم هذه الطريقة صناديق التقاعد يف الواليات املتحدة مث تبنتها البنوك وشركات التأمني أولفالصناديق تلتزم عادة بدفع تيار من الرواتب للمشرتك عند تقاعده يكون ذا مقدار ثابت بينما انه يدفع اشرتاكاته . الفائدة أسعارتغري

. وتعتمد قدرة الصندوق على الوفاء بالتزاماته على دقة احلسابات اليت اعتمد عليها تقدير تلك االشرتاكات. طويلة على مدى سنوات األصولويقصد املواءمة بني . الفائدة تأثر مستوى الدخل الذي حيصل عليه الصندوق ومن مث يفشل يف الوفاء بالتزاماته أسعارتغريت فإذا

واخلصوم يف املؤسسة متساوية، ولكن ملا لألصوليف البداية تكون القيمة السوقية . لقيمة السوقية لكل منهمااملقارنة بني ا واخلصوم هو

__________________________________________________________________________________________________________________________ اسرتاتيجيات إدارة املخاطر يف املعامالت املالية

338

ويكون هدف معاجلة اخلطر ضمن . املواءمة املستمرة بينهما إىل األمر احتاجكان لكل واحد منهما يتأثر بسعر الفائدة بطريقة خمتلفة، 28.واخلصوم اقل تأثراً بتغيريات سعر الفائدة لألصول القيمة السوقية التأكد بان الفرق بني هذه الطريقة هو

من الباحثني يف قضايا املال ينظر الكثري ، )التحوط باستخدام المشتقات المالية والتوريق(نقل المخاطرة : اإلستراتيجية الثالثة _ثالثاكما يربز دورمها يف التحوط ضد املخاطر ،29االستثماري اجنازه إىل اآلن كأفضل ما استطاع الفكر والتوريق واالستثمار إىل املشتقات املالية

.ونقلها

.رة المخاطرالدااستخداماتها المشتقات المالية و : المحور الرابع

:تتعدد التعاريف اليت أعطيت للمشتقات املالية ألمهيتها وتوسع نطاق استعماهلا للتحوط ضد املخاطرأي األصول اليت متثل (العقود اليت ُتشتق قيمتها من قيمة األصول املعنية يقصد باملشتقات املـالية: ليةمفهوم المشتقات الما _أوال

وتسمح املشتّقات ....واألصول اليت تكون موضوع العقد تتنوع ما بني األسهم والسندات والسلع والعمالت األجنبية) موضوع العقدعقود االختيار، العقود املستقبلية، : لى أداء األصل موضوع العقد، ومن أهم املشتقاتخسائر اعتمادًا ع للمستثمر بتحقيق مكاسب أو

أكثر من املوجودات أو عبارة عن عقود مالية تتعلق ببنود خارج امليزانية وحتدد قيمتها بقيمة واحدة أو" وهي 30...عقود املبادالت 31".املؤشرات األساسية املرتبطة ا

غري (واألسواق املفتوحة األسواق املنظمة: يتم تبادل املشتقات عمومًا يف نوعني من األسواق املالية :ةحجم المشتقات المالي .1111يبني القيمة اإلمجالية لألصول اليت تتعلق ا املشتقات، ويظهر من الشكل التضاعف السريع حلجم أسواق ) 02(الشكل ،)املنظمة

مرات يف أقل 3 تريليون دوالر، أي أا تضاعفت 330إىل أكثر من 1998والر سنة تريليون د 100املشتقات، حيث ارتفعت من اقل من كيف ميكن إن ما تثريه املشتقات املالية هو. 32وهذا النمو يتجاوز مبراحل منو أي نوع من اًألول املالية األخرى. سنوات 7من

.حني أن أكثر استخداماا يف الواقع إمنا يتم للمضاربة؟ يف) الدور الذي أنشئت من أجله أصالً وهو( استخدامها يف إدارة املخاطر

تطور القيمة االسمية للمشتقات المالية في األسواق المفتوحة واألسواق المنظمة): 00002222(الشكل

إحصائيات بنك التسويات الدويل :المصدر

-20092010/ 07 عدد - الباحث جملة _________________________________________________________________________________________________________________________________

339

: أنواع المشتقات المالية. 2222يف أن يبيع أو يشرتي أصال معيّنا كاألسهم وغريها، بسعر يسّمى د اخليار هو ذلك العقد الذي يعطي حلامله احلقّ عق:الخيارات 2222-1111

إىل املشرتي تسّمى عالوة حق ) البائع(، وذلك مقابل مبلغ معّني يدفعه حمرر العقد )أو خالل فرتة حمّددة(نفيذ ويف تاريخ معّني سعر التّ وقد ازداد التعامل بعقود اخليارات يف الواليات املتحدة األمريكية حىت أصبحت تزيد 34".ة الصفقة الشرطيةسمى بعالو أو ت ،33اإلصدار

من عن مليون عقد يومياً تتضمن مئات املاليري من الدوالرات، ومل ينتشر التعامل باخليارات خارج الواليات املتحدة إال يف عقد الثمانينات 35.ولة يف أكثر من أربعني سوقاً على مستوى العامل، حيث أصبحت متداالقرن العشرين

سلعة عملة أجنبية أو شراء أداة مالية أو العقد اآلجل عقد يلتزم مبقتضاه طرفان أحدمها بائع واآلخر مشرتي لبيع أو :العقد اآلجل 2222-2222خسائر نتيجة على مكاسب أو فهي بذلك عقود ذات طرفني حيتمل حصول أي منهما 36يف تاريخ حمدد مستقبًال بسعر متفق عليه،

بيع أصل يف وقت مستقبلي معني مقابل سعر معني وتعترب العقود وباختصار هي اتفاق على شراء أو 37.التغريات يف املركز املرتبط بالعقود : وتتمّيز العقود اآلجلة باخلصائص التالية 38.اآلجلة مشتقة بسيطة

شرتي يتفاوضان على شروط العقد، لذلك فهما ميتلكان حرية التصرف وابتداع أي شروط وهذا يعين أن كالً من البائع وامل :املرونة_ ؛يروا ألي سلعة

املشــرتي اخلــروج مــن االتفــاق اآلجــل فإنــه حيتــاج إىل أن جيــد ال تتمتــع بالســيولة مقارنــة باملشــتقات األخــرى، فــإذا رغــب البــائع أو_ ؛شخصاً آخر حيل حمله ويقبل أن يتم بيع العقد له

يتحدد الربح واخلسارة من العقد اآلجل مباشرة من خالل العالقة بني سعر السوق الفعلي لألصل حمل التعاقد وسعر التنفيذ الذي _ ؛مت تضمينه يف العقد من خالل االتفاق بني الطرفني

ـقد وكـذلك ال توجـد أي نقـود تتحقق قيمة العقد اآلجل فقط يف تاريخ انتهاء صـالحية العقـد وال توجـد مدفوعــات عنـد بدايـة العـ_ 39.يتم حتويلها من طرف إىل آخر قبل تاريخ انتهاء صالحية العقد

ســوية علـــى أســاس فـــروق ا تــتم التّ عاقــد وإّمنـــهــي عقـــود شــبيهة بـــالعقود اآلجلــة، إال أنــه ينـــدر تســليم األصــل حمـــل التّ :المســتقبليات 2222-3333مسـرة يف شـكل نقـود أو أوراق ماليـة ـدف احلمايـة مـن خمـاطر لـدى بيـت السّ سـبةداع نعاقـد بإيـاألسعار، ويلتزم كّل طرف مـن أطـراف التّ

ا يـتم االتفـاق عليهـا وفقـاً لكـل صـفقة علـى ، وهـي عقـود ليسـت منطيـة وإّمنـالتغري يف حاالت تغري العائد على الودائع أو بسعر العملة مـثالً اقيات األخرى من حيث إمكانية حتويله من طرف إىل آخر، فقبلي عن االتوخيتلف العقد املست. نفيذ عكس اخلياراتحدة، وهي واجبة التّ

.40سليم خالل فرتة سريان العقدفكل طرف ميكنه أن يبيع حقه يف االستالم أوالتّ اد أكثــر يقــوم مشــرتي وبــائع العقــد املســتقبلي باالتفـــاق علــى ســعر العقــد املعــين مــن خــالل مــزاد تنافســي يــتم يف البورصـــة، ويكــون ســعر املــز

إن اهلامش بني أفضل سعر للشراء وأفضل سعر للبيع عـادة مـا يكـون . شفافية حبيث يستطيع كل املشرتين رؤية كل البائعني على كل سعروتتغـري األسـعار عـادة وفقـاً لعوامـل العـرض والطلـب، ويسـتطيع أي .ضـيقاً ملعظـم املسـتقبليات املاليـة، يسـتثىن مـن ذلـك مسـتقبليات العملـة

والـذي يكـون يف العـادة أحـد أعضـاء بورصـة ) جتـار املسـتقبليات بالعمولـة(تعامل باملستقبليات وذلك من خالل أحـد السمــاسرة شخص ال 41.املؤسسات املالية املتخصصة املستقبليات، ومع ذلك فإن معظم التعامل باملستقبليات املالية يتم بواسطة البنوك أو

ق بني طرفني على تبادل قدر معني من األصول املالية أو العينية يف احلاضر، على أن يتم الّتبـادل اتّفا هي:)المبادلة( المقايضات 2222-4444 منشــأ عقــود املبــادالت إىل ويعــود .42أهــّم هــذه العقــود عقــود معــدالت العائـد والعمــالت تــاريخ الحــق حمــدد مسـبقاً، و العكسـي لألصــل يف

.سيلة لتجنب الرقابة الربيطانية على حتركات العمالت األجنبيةعندما طور جتار العملة مبادالت العملة كو 1970

__________________________________________________________________________________________________________________________ اسرتاتيجيات إدارة املخاطر يف املعامالت املالية

340

43شجرة المشتقات المالية): 00003333(الشكل

متثل أهم الوظائف االجتماعية للعقود املستقبلية، ولتوضيح الفكرة :استخدامات المشتقات المالية للتحوط وإدارة المخاطر_ثانيادوالر، 50احلاضر على سهم ما، أي اشرتى السهم من سوق األوراق املالية بسعر نفرتض حالة مستثمر أخذ مركزا طويال يف السوق

دوالر، ومن مث فقد مين خبسائر قدرها 30وخيشى أن تنخفض قيمته عندما يقرر بيعه، وقد حتققت املستثمر إذ اخنفض سعر السهم إىل ونفرتض من ناحية أخرى أن بيع، وذلك فور شرائه للسهمدوالر، ونفرتض من ناحية أخرى أن املستثمر قد قام بشراء عقد خيار 20

مخسون (املستثمر قد قام بشراء عقد خيار بيع، وذلك فور شرائه للسهم، يعطيه احلق يف بيع السهم احملرر بسعر التنفيذ احملدد يف العقد يباع فيه السهم، مقابل مكافأة قدرها ثالثة ذاته التاريخ املقرر أن هو ، وتاريخ تنفيذ)دوالر، أي بذات السعر الذي اشرتى به السهم

44 كا حملفظة تتكون من سهم وعقد خيار يتم تصفية كل منهما يف سوق مستقللدوالرات، هنا يصبح املستثمر ما

تعمل على سد فجوة اليتاملالية االبتكاراتكأحد 45وريقالتّ إىلجوء اللّ أصبح :التوريق واستخدامه للتحوط وإدارة المخاطر -1111سة مالية حبشد أداة مالية مستحدثة تفيد قيام مؤسّ هو، و 46ب واألذون املصرفيةمويل املركّ ة نظم التّ إجراء يدرس حتت مظلّ هو و مويل التّ

عرضه على اجلمهور من خالل مؤسسة مثّ ائتمانيايون املتجانسة واملضمونة كأصول، ووضعها يف صورة دين واحد معزز جمموعة من الدّ حتويل القروض من هو أو، 47قدية للبنكيولة النّ ق املستمر للسّ دفّ للتّ للمخاطر، وضماناً يف شكل أوراق مالية، تقليالً كتتابلال صة متخصّ

اهليئات املقرتضة من ركات أوحتويل ديون الشّ ه يتمّ نّ أ، ويعين ذلك 48نداتكوا قروض مباشرة إىل أوراق مديونية متنوعة والسيما السّ .49مرير املايلما يطلق عليه التّ وهو) األوراق املاليةمشرتو ( إىل مقرضني آخرين ) البنك وهو( املقرض األساسي أي تنتقل القروض عربها من صيغة القرض املصريف إىل ،)Bridging( معربية أو تةمؤقّ ا قروض القروض املصرفية وكأّ وعلى ذلك، تبدو

وتقوم تكنولوجيا .املصرفية القائمة، ميكن خلق أصول مالية جديدة، وتوفري تدفقات نقديةيون على الدّ فباالعتمادصيغة األوراق املالية، حق من جهة مويل الالّ من جهة، والتّ أدائهاة يف هيكلة املوجودات، وتبويبها مبا يساعد على تقييم املستمرّ اإلبداعاتعلى أساساً وريق التّ

.الساإلفخماطر استبعاد خل، وأخرى، دف حتقيق الدّ

يستخدم التوريق كإسرتاتيجية أساسية للتحوط ضد املخاطر، خاصة خماطر السيولة :لتحوط وإدارة المخاطرااستخدام الّتوريق في .2 : وميكن إبراز ذلك من خالل ما يلي. وخماطر اإلفالس

-20092010/ 07 عدد - الباحث جملة _________________________________________________________________________________________________________________________________

341

توظيفها مرة إلعادةئلة إىل أصول سائلة ورة املالية واإلنتاجية ومعدل دوراا، عن طريق حتويل األصول غري السارفع كفاءة الدّ - ؛50امللكيةمما يساعد على توسيع حجم األعمال للمنشآت بدون احلاجة إىل زيادة حقوق ،أخرى

؛أطولوفرتات سداد أفضل وأسعارهون العقارية، وبشروط بضمان الرّ ئتماناالمويل لعمليات ق التّ تسهيل تدفّ - بئة مصادر متويل جديدة، وتنويع املعروض فيها من منتجات مالية، وتنشيط سوق من خالل تع يةاملال األوراق تنشيط سوق -

؛، وخلق عالقات إرتباطية متويلية بني قطاعات أخرى كقطاع الّسكن وسوق األوراق املاليةنداتتداول السّ تعترب (ويل الّديون إىل سندات رفع مقدرة البنوك على الّتمويل عن طريق رفع نسبة رأس املال ا، بدليل أّن الّتوريق يسمح بتح -

؛، باإلضافة إىل توفري املزيد من الّسيولة املتأتية من عمليات الّتوريق)الّسندات جزء من رأس املالحيث أّن تكلفة الّتوريق بالّنسبة هلا ترتاوح ما ،)PME(غرية واملتوسطة سبة للمؤسسات الصّ أداة متويلية جّد تنافسية بالنّ -

؛51أقّل بكثري من تكلفة االقرتاض املصريفوهي 5%و 3.3%بني ؛، من خالل توزيع املخاطر املالية على قاعدة عريضة من القطاعات املختلفةلألصول ئتماناالتقليل خماطر - ؛اكدةيون الرّ املالية، وإنعاش سوق الدّ لألخطارض املستثمرين تعرّ احتماالت احنسار - ؛املاللكفاية رأس أعلىمعدالت ا يساعد يف حتقيقختفيف وطأة املديونية، ممّ - وبطاقات االئتمان، كما أّن اخنفاض سعر ياراتمثل العقارات والسّ االقتصاديةيف بعض القطاعات األوليةوق تنشيط السّ -

؛52الفائدة ميكن أن يوفّر مناخاً مناسباً للقيام بنشاط الّتوريقب العديد من اإلجراءات، ودخول العديد من يتطلّ هألنّ وق، ات يف السّ فافية، وحتسني بنية املعلومتساعد على الشّ أداةوريق التّ -

.إلجناح الّتمويل وقا يوفر املزيد من املعلومات يف السّ ، ممّ اإلقراضسات يف عملية املؤسّ

هلذا لبًا ملحاً،إدارا يعترب مط إذا كانت أية معاملة مالية تنطوي على خماطرة، فإن السعي إىل التحوط ضد املخاطر أو : الخالصةوهي كثرية ومتنوعة ال تكفي لكل واحدة منها حبوث (جاءت هذه الورقة اليت تبحث يف أهم اسرتاتيجيات التحوط وإدارة املخاطر

عرج على موضوع إدارة املخاطر، وأهم طرق نوقد ابتدأت ورقتنا البحثية بعرض تعريفات املخاطرة ومسبباا وتقسيماا، قبل أن ). مستقلةاالسرتاتيجيات املستخدمة إلدارة املخاطر أو للتحوط، مث انتقلنا إىل ).سواء بالتحويل أو بالنقل أو القبول أو غريها(لتعامل مع املخاطرة ا

ث حي وإدارة املخاطر،استخداماا للتحوط املشتقات املالية و عنوكان موضوع احملور األخري من املقالة هو ،وهي كما أشرنا كثرية ومتنوعةفبحسب القانون فإن . تـزال تثري الكثري من اجلدل حول مشروعيتها، سواء من الناحية القانونية أو االقتصاديةالمنذ أن ظهرت املشتقات

ومن ناحية ،العقود املؤجلة اليت ال يراد منها التسليم وإمنا التسوية على فروق األسعار تعد من الرهان الذي ال يعرتف به القانون العامقتصادية فإن هذا التعامل ال خيتلف عن القمار ألنه ال يولد قيمة مضافة بل جمرد مبادلة يربح منها طرف وخيسر اآلخر، بل قد يكون ا

أما املدافعون عن ،أسوأ، ألنه يتعلق بسلع وأصول مهمة ومؤثرة يف النشاط االقتصادي ويتضرر من جراء تقلباا الكثري من الناس ا أدوات لنقل املخاطر من الوحدات املنتجة كالشركات واملؤسسات اليت ال ترغب يف حتمل خماطر األسعار إىل الوحدات املشتقات يرون أ

ة ومن مث القادرة على حتمل هذه املخاطر، وهي املؤسسات املالية وبيوت السمسرة الكبرية، وبذلك ترتفع إنتاجية الوحدات االقتصاديعارضني يقولون إن املشتقات هي نفسها أدوات اازفة والرهان على تقلبات األسعار واالسرتباح من لكن امل. مستوى الرخاء االقتصادي

أحد أهم أداة للتحوط إال تعترب إذ املشتقاتهذه وواقع األمر أن اازفة هي الغالبة على، و هي بذلك توصف باملشتقات السامة، ذلك .احلالية أسباب األزمة املالية العاملية أا من أهم

__________________________________________________________________________________________________________________________ اسرتاتيجيات إدارة املخاطر يف املعامالت املالية

342

:مش الهواالمراجع و

1 Vaughan, Emmett and another,” Fundamentals of Risk and Insurance”. Johnwiley & sons, 1999.P.7.

.109، ص1985، دار اجليل للطباعة، مصر، "االستثمار والتمويل طويل األجل:1111الجزء–اإلدارة المالية "اهلواري، سيد، 2 .112ص ،1997دار املستقبل، ، عمان1، طأساسيات اإلدارة المالية في القطاع الخاصطنيب وعبيدات، حممد شفيق ، 3 .، وما تليها363، ص للغةلمعجم القانوني رباعي اا"مراد عبد الفتاح، 4 .57-56، ص1992، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، 2الطبعة . ،1ج، "التأمين في القانون الجزائري"النجا، إبراهيم أبو 5، 1القاهرة ط-، دار الثقافة العربية"إدارة أخطار المشروعات الصناعية والتجارية األصول العلمية"، عبد السالم، ناشد حممود 6

38، ص19897 “A Risk Management Standard”, Published by AIRMIC, ALARM, and IRM: 2002, British Standards Institution 8“A Risk Management Standard”, Published by AIRMIC, ALARM, and IRM: 2002.

، املعهد 5، ورقة مناسبات رقم "الصنـاعة المـالية اإلسـالميةتحليل قضايا في : إدارة المخـاطر"حبيب، أمحد، ،خان، طارق اهللا 9 .29-28ص ،2003اإلسالمي للبحوث والتدريب، البنك اإلسالمي للتنمية، جدة، اململكة العربية السعودية،

.25ص ،2003، الدار اجلامعية، اإلسكندرية، مصر،"إدارة المخاطر"، طارق عبد العال محاد 10 .الديناميكيةنبؤ، فهي تصلح أكثر للمعاجلة بواسطة التأمني من املخاطر وألا قابلة للت 11 .26، مرجع سابق، ص"إدارة المخاطر"، طارق عبد العال محاد 12قد يضيع إذا مل تتقبل السوق املنتج بسعر كاف لتغطية التكاليف، ومع ذلك فهذه املخاطرة يتم حتملها ) مثالً (فاالستثمار املوظف 13

http://www.investopedia.com/terms/s/speculativerisk.asp :أنظر كذلك. انية جين الربحمقابل إمك http://www.investopedia.com/terms/p/purerisk.asp ):10/06/2008( موسوعة االستثمار 14يكون باإلمكان التأمني ضدها يف العادة، يفيد التمييز بني املخاطر البحتة واملخاطر املضاربية يف أن املخاطر البحتة هي الوحيدة اليت 15

.خسارةبينما ال يعىن التأمني باملخاطر املضاربية ألن القبول ا طواعية بسبب طبيعتها الثنائية األبعاد واليت تتضمن إمكانية حتقيق ربح أو . ميكن التأمني ضدهاوأحياناً يتم التمييز بني املخاطر البحتة اليت ميكن التأمني ضدها واملخاطر البحتة اليت ال

16 Erik Banks and Richard Dunn, “Practical risk management: an executive guide to avoiding surprises and losses”, John Wiley & Sons Ltd, England, 2003, p15.

.حمفظة املتاجرة وحمفظة املصرف: يف حالة مصرفو 17التي تقتصر ) عدا المؤسسات التأمينية(المبادئ اإلرشادية إلدارة المخاطر للمؤسسات "سالمية، جملس اخلدمات املالية اإل: أنظر

.26، ص2005، ديسمرب "على تقديم الخدمات المالية اإلسالمية .11نفس املرجع، ص 18

19 Erik Banks and Richard Dunn, “Practical risk management: an executive guide to avoiding surPractical risk management: an executive guide to avoiding surPractical risk management: an executive guide to avoiding surPractical risk management: an executive guide to avoiding surprises and prises and prises and prises and losseslosseslosseslosses”, John Wiley & Sons Ltd, England, 2003, p22.

، صندوق النقدي العريب، معهد "أطر أساسية ومعاصرة في الرقابة على البنوك وإدارة المخاطر"إبراهيم الكراسنة، . د: أنظر كذلك 20 .38-36ص ،2006ظيب، مارس السياسات االقتصادية، أبو

21 APM : Agency of Project Management

-20092010/ 07 عدد - الباحث جملة _________________________________________________________________________________________________________________________________

343

، حيث يرى أن التعامل مع 32، ص2003، الدار اجلامعية، اإلسكندرية، "إدارة المخاطر"طارق عبد العال محاد، : أنظر كذلك 22 ).يتني اثنتني مها التحويل واالحتفاظوالذي يعين دمج تقن(التحاشي واخلفض واالحتفاظ، والتحويل واالقتسام : املخاطر يتم من خالل

، دار النشر "المشتقات المالية ودورها في إدارة المخاطر ودور الهندسة المالية في صناعة أدواتها"رضوان، مسري عبد احلميد، 23 .315-314، ص2005للجامعات، مصر، الطبعة األوىل،

.747، ص19 ، العربية، بريوت ، دار النهضة"مقدمة في التأمين"عبد العزيز فهمي هيكل، 24 .16ص . مرجع سبق ذكره. التأمين في القانون الجزائري. النجا إبراهيم أبو 25 . 21-23ص ص . مرجع سبق ذكره. التامين في القانون الجزائري. النجا إبراهيم أبو 26

.25-26ص ص ،مرجع سبق ذكره ،التأمين في القانون الجزائري ،النجا إبراهيم أبو 27 :، الموقع الرسمي للدكتور"طرق التعامل مع الخطر في المعامالت المالية المعاصرة"محمد علي القري عيد، 28

http://www.elgari.com/article87.htm .72، ص2001، األكادميية العربية للعلوم املالية واملصرفية، عمان، األردن، "الهندسة المالية"أسعد رياض، .د 29 .5، ص2001، الدار اجلامعية، اإلسكندرية، مصر، "المحاسبة - إدارة المخاطر- : المشتقـات المـالية"محاد، عبد العال 30 .58ص 2005 دار النشر للجامعات، مصر،" املخاطر المشتقات المالية ودورها في إدارة" ،مسري عيد احلميد رضوان 31، املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب، البنك 10، ورقة مناسبات، رقم"ميالتحوط في التمويل اإلسال"سامي بن إبراهيم السويلم، 32

.31، ص2007اإلسالمي للتنمية، جدة، اململكة العربية السعودية، ، دار وائل للنشر والتوزيع، عمان، األردن، الطبعة الثانية االتجاهات المعاصرة في إدارة البنوكحمفوظ جودة، / زياد رمضان، أ/ د- 33

.288، ص2003 .175، ص 1981، 2ط، ،دار النهضة العربية،بريوت"موسوعة المصطلحات االقتصادية واإلحصائية"عبد العزيز هيكل فهمي 34 .21، ص1993، 1، العدد1، جملة دراسات اقتصادية إسالمية، البنك اإلسالمي للتنمية، الد"وق إسالميةـس نحو"القري، حممد 35التصنيف والكمية وطريقة التسليم ومكان التسليم والسعر وطريقة اصفات األصل كدرجة اجلودة أويتحدد يف هذه العقود عادة مو 36

.السداد .219، ص2003، الدار اجلامعة، اإلسكندرية، مصر، "مشاكل المراجعة في أسواق المال"أمحد صالح عطية، .د 37 .12، مرجع سابق، ص"المحاسبة -إدارة المخاطر- المفاهيم: المشتقات المالية"عبد العال محاد، . د 38 .116نفس املرجع السابق، ص 3940 Lewis Mandell, and Thomas O’Brein, Investments, Macmillan Publishing, N.Y 1992 p 262. .71-70،ص19،2000، الد3األردن، العدد جملة البنوك يف،"الكيفية التي تعمل بها أسواق المستقبليات"خمامرة وجدي، 41 .211ص ،1996دار اجلامعات للطبع والنشر، القاهرة،2ج–األزمة والمخرج - المصرفية اإلسالميةيوسف كمال حممد، 42 .143، ، ص"المشتقات المالية ودورها في إدارة المخاطر ودور الهندسة المالية في صناعة أدواتها"مسري عبد احلميد رضوان، .د 43 .20ص ،2003، مؤسسة املعارف، اإلسكندرية، "دارة المخاطرالفكر الحديث في إ" هندي منري إبراهيم، 44ول أزمة املديونية العاملية يف الدّ رانفجاإ دبع 1982ة مع اية عام مانينات وبصفة خاصّ زايد مع بداية الثّ شاط يف الربوز والتّ بدأ هذا النّ 45باملكسيك اليت قامت بسداد اجلزء ول إىل سندات بدءاً ونيات الدّ قرتح فيها حتويل مديإيف ذلك احلني واليت " برادى"امية فطبقًا خلطة النّ

ويل مقابل برنامج لإلصالح ويل والبنك الدّ قد الدّ األكرب من ديوا عرب سندات ضمنتها اخلزانة األمريكية، وقام بتمويلها صندوق النّ

__________________________________________________________________________________________________________________________ اسرتاتيجيات إدارة املخاطر يف املعامالت املالية

344

جنون " إطالق وصف مانيات حلدّ املّتحدة يف اية الثّ وريق كظاهرة بشكل خاص بالواليات وقد بدأ بروز التّ .االقتصادي تقوم بتنفيذه .تسارع البنوك على توريق ديوا إلظهار "The Frenzy of the 1980’sالّثمانينات

:من املرجع 28وريق، أنظر الفصل مويل املركب وأدوات االئتمان ذات الصلة بالتّ فصيلية حول التّ للمناقشة التّ 46 Caouette, John.I, Alteman, and Paul Narayan, Managing Credit Risk : The Next Graet Financial Chalange, John Wiley and Sons, Inc, New York, 1998.

:على موقع االنرتنيت 09/05/2006، منتديات بوابة العرب بتاريخ التوريق المصرفيسعيد عبد اخلالق، / د -47vb.arabsgate.com/showthread.php?t=460288 - 68k - Résultat complémentaire -consulté le 18/08/2008.

مؤسسة ،)دراسة تطبيقية للنشاط االئتماني وأهم محدداته(اقتصاديات االئتمان المصفي حممد كمال خليل احلمزاوي، -48 .48، ص2002املعارف، بريوت، لبنان،

.132ص ،2000مصر -اإلسكندرية -الدار اجلامعية ،ظم المعلومات المصرفيةإدارة البنوك ونطارق طه، / د -49 :سعيد عبد اخلالق، توريق احلقوق املالية، دليل احملاسبني، من املوقع/ د -50

www.jps-dir.com/Forum/forum_posts.asp?TID=2426&PN=4&get=last - 144k - Résultat complémentaire consulté le 18/08/2008. 51 Les PME, nouvel enjeu de la tirisation de créances commerciales Les Echos 25/ /04 2005, P34.

.10، ص 2002جويلية ،272، البورصة املصرية، عدد كفاءة الّتوريق أمل البورصة لإلنتعاشمنال فايز، -52