،م1849 ـﻫ 1265 ﺔﻧﺳ ﻲﻧﺎﺛﻟا ﻊﻳﺑر رﻬﺷ نﻣ رﺷﻋ سﻣﺎﺧﻟا...

كتاب النفحات األقدسية

في شرح الصلوات األحمدية اإلدريسية

للعارف باهللا تعالى الشيخ محمد بهاء الدين البيطار

الشامي الميداني هـ 1314المتوفى سنة

ضبطه وصححه ونسقه وعلق عليه الشيخ الدكتور عاصم إبراهيم الكيالي

الحسيني الشاذلي الدرقاوي

تقديمژ ( ) ' × % $ £ ! " } ) ص({ { : لرحيم، القائل في محكم تنزيلهبسم اهللا الرحمن ا؛ء ] { : ، والحمد هللا رب العالمين القائل في كتابه الكريم] 56اآلية : األحزاب[} ! ! «{

، ] 7اآلية : الحجرات[{ } » « پ ف { : ، والقائل] 4اآلية : القلم[} ! ! »ژ . _ ى { : ، والقائل] 107اآلية : األنبياء[} ! ! للهـ)ص(س ش ص ض ط ژ { : والقائل

} گ [ ظ ع غ { : ، والقائل] 64اآلية : النساء[} ! ! {»ي هللا ـ پ ژ .}! ! للهـ)ص(س ش ص ض ط ژ { : ، والقائل] 6اآلية : األحزاب[من صلى علي صالة صلى اهللا عليه بها «: وصل اللهم على سيدنا محمد القائل؛

من سره أن «: والقائل. » رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي «: ، والقائل »عشرا

www.shaziliaassemia.com


إن أنجاكم يوم «: والقائل. » يلقى اهللا تعالى وهو عنه راض فليكثر من الصالة علي .»القيامة من أهوالها ومواطنها أكثركم علي صالة في دار الدنيا

ن أفضل القربات التي يتقرب بها العبد هي م) ص(وبعد، فإن الصالة على النبي ؛المؤمن إلى اهللا تعالى، وفوائدها على المصلي كثيرة، منها ما ذكره العارف باهللا تعالى

وقد حبب «: حيث قال) لواقح األنوار القدسية(الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتابه تشويقا ) ص(سول اهللا لي أن أذكر لك، يا أخي، جملة من فوائد الصالة والتسليم على ر

لك، لعل اهللا تعالى أن يرزقك محبته الخالصة، ويصير شغلك في أكثر أوقاتك الصالة كما ) ص(والتسليم عليه، وتصير تهدي ثواب كل عمل عملته في صحيفة رسول اهللا

أجعل لك ثواب جميع : أني أجعل لك صالتي كلها، أي: أشار إليه خبر أبي بن كعب .»إذا يكفيك اهللا تعالى هم دنياك وآخرتك«): ص(النبي أعمالي، فقال له

فمن ذلك، وهو أهمها، صالة اهللا وسالمه ومالئكته ورسله على من صلى وسلم ؛ .عليه .تكفير الخطايا وتزكية األعمال، ورفع الدرجات: ومنها؛ .مغفرة الذنوب واستغفار الصالة عليه لقائلها: ومنها؛ .ألجر مثل جبل أحد والكيل بالمكيال األوفىكتابة قيراط من ا: ومنها؛ .كفاية أمر الدنيا واآلخرة لمن جعل صالته كلها عليه كما تقدم: ومنها؛ .محو الخطايا، وفضلها على عتق الرقاب: ومنها؛بها يوم القيامة، ووجوب ) ص(النجاة من سائر األهوال، وشهادة رسول اهللا : ومنها؛

.الشفاعة .رحمته واألمان من سخطه، والدخول تحت ظل العرشرضا اهللا و : ومنها؛ .رجحان الميزان في اآلخرة، وورود الحوض، واألمان من العطش: ومنها؛العتق من النار، والجواز على الصراط كالبرق الخاطف، ورؤية المقعد المقرب : ومنها؛

.من الجنة قبل الموت



.كثرة األزواج في الجنة والمقام الكريم: ومنها؛ .رجحانها على أكثر من عشرين غزوة وقيامها مقامها: نهاوم؛ .أنها زكاة وطهرة ينمو المال ببركتها: ومنها؛ .أنه تقضى له بكل صالة مائة حاجة بل أكثر: ومنها؛ .أنها عبادة وأحب األعمال إلى اهللا تعالى: ومنها؛ .أنها عالمة على أن صاحبها من أهل السنة: ومنها؛ ).ص(ئكة تصلي على صاحبها ما دام يصلي على النبي أن المال: ومنها؛ .أنها تزين المجالس، وتنفي الفقر وضيق العيش: ومنها؛ .أنها يلتمس بها مظان الخير: ومنها؛ .يوم القيامة) ص(أن فاعلها أولى به : ومنها؛ .أنه ينتفع هو وولده بها وبثوابها، وكذلك من أهديت في صحيفته: ومنها؛تقرب إلى اهللا عز وجل المؤمنين فال يكره صاحبها إال منافق ظاهر أنها: ومنها؛

.النفاق .في المنام، وان أكثر منها ففي اليقظة) ص(رؤية النبي : ومنها؛أنها تقلل من اغتياب صاحبها، وهي من أبرك األعمال وأفضلها وأكثرها نفعا : ومنها؛

.تحصىفي الدنيا واآلخرة، وغير ذلك من األجور التي ال وقد رغبتك بذكر بعض ثوابها، فالزم يا أخي عليها، فإنها من أفضل ذخائر األعمال، ؛

الزم عليها بعد : وقد أمرني بها أيضا موالنا أبو العباس الخضر عليه السالم، وقالسمعا : الصبح كل يوم إلى طلوع الشمس، ثم اذكر عقبها مجلسا لطيفا، فقلت له

حابي بذلك خير الدنيا واآلخرة، وتيسير الرزق بحيث لو كان وطاعة، وحصل لي وألص .اهـ. »أهل مصر كلهم عائلتي ما حملت لهم هما، فالحمد هللا رب العالمين

، أنها قد توصل المريد، صاحب االستعداد )ص(ومن أعظم فوائد الصالة على النبي ؛تعالى ببركتها على إلى اهللا تعالى بدون شيخ كامل مسلك، وان لم توصله يدله اهللا



المرشد الكامل الوارث المحمدي الذي يوصله بدوره إلى معرفة اهللا تعالى على الشهود .والعيان

صيغا ) ص(هذا وقد فتح اهللا تعالى على أوليائه الفانين في محبة نبيه المصطفى ؛تبين ما اختصه اهللا تعالى به ) ص(ملكوتية وجبروتية في الصالة والسالم على نبيه

من تجليات أحدية قرآنية ذاتية، وتجليات واحدية فرقانية لفريد عصره، القطب العارف باهللا تعالى، الشيخ أحمد بن إدريس قدس سره، وقد وفق اهللا تعالى الشيخ محمد بهاء الدين البيطار الشامي الميداني لشرحها وحل مشكالتها وكشف أسرارها، وبيان أنوارها،

، وذلك بإشارة من العارف )األقدسية في شرح الصلوات األحمدية النفحات(بشرح أسماه باهللا الشيخ محمد أحمد الدندراوي األحمدي، وهو الكتاب الذي بين أيدينا، والذي نقدمه للقراء الكرام ضمن كتب التصوف اإلسالمي التي نقوم بتحقيقها وتنقيحها وتصحيحها

خدمة للركن الثالث من أركان الدين وتنسيقها والتعليق عليها ونشرها بأبهى حلة، اإلسالمي الكامل، الذي هو مقام اإلحسان، مقام التربية والسلوك إلى ملك الملوك

.وعالم الغيوب .هذا واتماما للفائدة أضفنا للكتاب تكملته، وهي عبارة عن شرح الصالة العظيمية؛عن الحقيقة المحمدية من أوسع الكتب التي تتحدث) النفحات األقدسية(ويعتبر كتاب ؛

اإلنسان ) ص(وما انطوت عليه من شرائع ملكية وأنوار ملكوتية، وأسرار جبروتية، وأنه الكامل الحقيقي، الجامع للجالل والجمال، المستخلف على حمل أمانة التجليات اإللهية

.الحقية والخلقيةسلوب العبارة مخالفا واختار الشيخ محمد بهاء الدين البيطار في شرحه لهذه الصلوات أ؛

في ذلك أكثر الصوفية الذين يميلون إلى التعبير عن الحقيقة بلسان اإلشارة، خوفا على من ليس أهال لحمل أمانة توحيد الشهود والعيان، أن يفهم خالف مرادهم فيؤديه ذلك

.إلى الكفر أو التكفير أو الزندقة، والعياذ باهللا تعالى



اإلشارة إلى أن كتب التصوف اإلسالمي تساعد المريد على وفي الختام ال بد من ؛اإلطالع على األحوال والمقامات، التي يمر بها السالك إلى اهللا تعالى، كما يطلع على الحكم والقواعد الصوفية، التي يستلهم منها كيفية التحقق بأحكام مقام اإلسالم وأنوار

! ! ؛ ژ : 9 8 7{ : وال إلى قوله تعالىمقام اإليمان، وأسرار مقام اإلحسان، وصكل ذلك بإشراف ورعاية وتربية شيخه العالم بأمراض النفوس ] . 99اآلية : الحجر[

علوم ) ص(والقلوب، وباألدوية الشافية له من هذه األمراض، ألنه ورث عن النبي يقة والحقيقة، اإلسالم واإليمان واإلحسان، الشريعة والطر : وأسرار مقامات الدين الثالث

، وقوله » العلماء ورثة األنبياء«): ص(الملك والملكوت والجبروت، مصداقا لقوله .»إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم«): ص(ونرجو اهللا تعالى أن ينفعنا والمسلمين بما في هذه الكتب من الحب واإلخالص ؛

مصداقا لقوله ) ص(نا هللا به على لسان نبيه والصدق واليقين، ومن أنوار أسرار ما تعبداآلية : األحزاب[} ! ! ژ ـپ_ ء ] گ [ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ { : تعالى : ، وقوله تعالى] 21 ، ] 4ـ 3اآليات : النجم[} ! ! »هللا ـ پ ژ ! ! ژ ف{

} ! ! {ف ق ژ . _ ء ] گ [ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ { : وقوله تعالىلننال السعادة الحقيقية المتمثلة بمعرفة اهللا تعالى في الدنيا، والنظر ] 69اآلية : اءالنس[

ژ ) ص({ « ! ! ژ پپ» پ ف { : إلى وجهه الكريم في اآلخرة مصداقا لقوله تعالى ].23ـ 22اآليات : القيامة[} ! ! فپ

؛ 3؛&#اويالحسيني الشاذلي الدرق؛ 3&#كتبه الشيخ الدكتور عاصم إبراهيم الكيالي ترجمة الشارح الشيخ

)]1[(البيطارهو العارف باهللا، المحقق، الشيخ محمد بن عبد الغني بن حسن بن إبراهيم البيطار، ؛

.الشافعي الملقب ببهاء الدين، عالم وأديب وناثر وناظم، وهو من كبار المتصوفين



م، 1849 هـ 1265ولد بدمشق الشام في الخامس عشر من شهر ربيع الثاني سنة ؛ وقرأ على والده وعلى الشيخ محمد الطنطاوي وعلى عميه الشيخين محمد البيطار وعبد

.الرزاق البيطار .م1910هـ 1328توفي في مدينة دمشق سنة ؛

:مؤلفاته .ـ الواردات اإللهية في التفسير على طريقة الصوفية، في ثالث مجلدات؛ .سيةـ النفحات األقدسية في شرح الصلوات اإلدري؛ .ـ تكملة النفحات األقدسية في شرح الصالة العظيمية اإلدريسية؛ .ـ فيض الواحد األحد في معنى خلود األبد؛ .ـ عروس البهاء وشموس النهى؛

)]2[(ترجمة مؤلف الصلوات الشيخ أحمد بن إدريس هـ 1253هـ 1172 1837م ـ 1758

فراد مشاهير األولياء العارفين هو الشيخ أحمد بن إدريس الحسني أبو العباس، أحد أ؛الذين ظهروا في القرن الثالث عشر، من السادة األدارسة المشهورين ببالد المغرب، فهو شريف حسني من نسل سيدنا وموالنا الحسن بن علي بن أبي طالب كرم اهللا وجهه

ولد في نيسابور إحدى قرى مدينة فاس من كبرى مدن المغرب الغربي . ورضي اهللا عنه ).المملكة المغربية حاليا (اشتغل من أول عمره مدة سنين بتحصيل العلوم الظاهرة، فقرأ الفقه والتفسير والحديث ؛

إلى أن برع فيها ببلدة فاس، وأذن له بالتدريس من أساتذته األكياس، وصار يدرس فيما نة هـ، فأقام نحو ثالثين سنة، ورحل إلى اليمن س 1214وانتقل إلى مكة سنة . شاء

» األدارسة«هـ، وهو جد 1253إلى أن مات سنة )] 3)[(صبيا(هـ فسكن 1246 .الذين كانت لهم أمارة في تهامة وعسير واليمن



).جامع كرامات األولياء(ومما قاله عنه الشيخ يوسف النبهاني في كتابه ؛لمعرفة وبالجملة كان جامعا بين علمي الظاهر والباطن والباع الطويل فيهما، وله ا؛

والشهرة التامة في علمي القرآن والحديث رواية ودراية كشفا وتحقيقا أذعن بفضله الخاص والعام، وأخذ عنه العلماء األعالم، فمن أخذ عنه وصحبه العالمة الفاضل األكمل السيد عبد الرحمن بن سليمان األهدل مفتي زبيد من أعيان علماء عصره،

.لعلم والعمل في مصروالمتفق على جاللة قدره في اومنهم المحدث الفقيه الشهير بالمناقب المأثورة، شيخ العلماء في وقته بالمدينة المنورة ؛

حصر الشارد في «الشيخ محمد عابد السندي صاحب الثبت في األسانيد المسمى بـ .»أسانيد محمد عابد

والمنقول السيد ومنهم عالمة وقته من الفضالء الفحول الجامعين بين علمي المعقول؛ محمد السنوسي رضي اهللا عنه، أخذ الطريقة عن مشاهير أولياء المغرب في وقته العارف باهللا تعالى سيدي الشيخ العربي الدرقاوي، والسيد أبي العباس أحمد التيجاني

ولما وصل إلى مكة المشرفة أخذ عن سيدي أحمد بن إدريس رضي . رضي اهللا عنهوشهرة فضله وكماله . ذعان التام، وصحبه والزمه ودل عليهاهللا عنه، وأذعن له اإل .تغني عن وصف حاله

وممن أخذ عنه وأثنى عليه العارف باهللا سيدي الشيخ محمد المدني ظافر من أعيان ؛ المدينة المنورة ووجوهها رضي اهللا عنه، فإنه لما رجع من المغرب كامال مرشدا مأذونا

الدرقاوي رضي اهللا عنه، اجتمع بسيدي أحمد بن من حضرة شيخه سيدي العربي .إدريس بمكة المشرفة، وأخذ عنه الطريقة وأثنى عليه الثناء الجميل

ومنهم الشيخ محمد المجذوب السواكني من أولياء السودان الشهير في وقته بين ؛ الخالئق بالكشف الصادق والكرامات والخوارق، أخذ منه وصحبه مدة مديدة، وآخرهم

ا وصحبة ومالزمة شيخنا الكامل وارث سره ومظهر خصائص فيوضاته وبره أخذصاحب الكرامات والتأييد سيدي وسندي الشيخ إبراهيم الرشيد رضي اهللا عنه، فإنه



صحبه بصبية ثم لم يفارقه مدة حياته، واغتنم فيوضات بركاته إلى أن توفي ورأسه انية وأنواره الظاهرية والباطنية الشريف على ركبته، وظهرت على يده أسراره العرف

وخصوصياته وكماالته اللدنية للخاص والعام، كما شاهدناه منذ سنين وأعواما، وال دليل ثم إن سيدي أحمد بن إدريس قدس سره النفيس، خصه اهللا تعالى بالمواهب . بعد عيان

األخذ والتلقي ، و )ص(المحمدية والعلوم اللدنية واالجتماعات الصورية الكمالية بالنبي بنفسه أوراد الطريقة الشاذلية فهو تلميذه وأويسيه ومريده الخاص، ) ص(منه حتى لقنه

من انتمى إليك فال : أعطاه أورادا جليلة وطريقة تسليكية خاصة، وقال له) ص(فإنه .أكله إلى والية غيري وال إلى كفالته، بل أنا وليه وكفيله

اجتماعا صوريا ومعه ) ص(اجتمعت بالنبي «: نهقال سيدي أحمد رضي اهللا ع؛الخضر أن يلقنني أذكار الطريقة الشاذلية ) ص(الخضر عليه السالم، فأمر النبي

يا خضر لقنه ما كان جامعا : للخضر عليه السالم) ص(فلقننيها بحضرته، ثم قال أي شيء هو يا : لسائر األذكار والصلوات واالستغفار أفضل ثوابا وأكثر عددا، فقال له

قل ال إله إال اهللا محمد رسول اهللا في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه : رسول اهللا؟ فقالاللهم إني أسألك بنور : قل: ثالثا ثم قال) ص(وكررها . فقالها وقلتها بعدهما. علم اهللا

ي ال أستغفر اهللا العظيم الذ: وجه اهللا العظيم، إلى آخر الصالة العظيمية، ثم قال له قل. إله إال هو الحي القيوم، غفار الذنوب، ذا الجالل واإلكرام، إلى آخر االستغفار الكبير

يا «): ص(فقلت بعدهما وقد كسبت أورادا وقوة محمدية، ورزقت عيونا إلهية، ثم قال ، وهي الذكر المخصوص والصالة » أحمد، قد أعطيت مفاتيح السماوات واألرض

بير، المرة الواحدة منها بقدر الدنيا واآلخرة وما فيها أضعافا العظيمية واالستغفار الكمن غير ) ص(ثم لقنها لي رسول اهللا : قال سيدي أحمد قدس اهللا سره. مضاعفة

ال ): ص(ومرة قال لي رسول اهللا ). ص(واسطة فصرت ألقن المريدين كما لقنني به عه علم اهللا، خزنتها لك يا إله إال اهللا محمد رسول اهللا في كل لمحة ونفس عدد ما وس

.»أحمد ما سبقك إليها أحد، علمها أصحابك يسبقون بها



:من مؤلفاته .ـ العقد النفيس جمعه تلميذه إبراهيم بن صالح من كالمه وآرائه ومروياته ووارداته؛ .ومنها هذه الصلوات اإلدريسية التي بين أيدينا. ـ مجموعة األحزاب واألوراد؛ .ـ روح السنة؛ تن الصلوات األحمدية اإلدريسيةم )الصالة األولى(بسم اهللا الرحمن الرحيم، اللهم صل على طامة الحقائق الكبرى، سر الخلوة اإللهية ليلة ؛

اإلسراء، تاج المملكة اإللهية، ينبوع الحقائق الوجودية، بصر الوجود وسر بصيرة يبية، تفصيل اإلجمال الكلي، اآلية الشهود، حق الحقيقة العينية، وهوية المشاهد الغ

الكبرى في التجلي والتدلي، نفس األنفاس الروحية، كلية األجسام الصورية، عرش العروش الذاتية، صورة الكماالت الرحمانية، لوح محفوظ علمك المخزون وسر كتابك

الحقائق المكنون الذي ال يمسه إال المطهرون، يا فاتحة الموجودات، يا مجمع بحري األزليات واألبديات، يا عين جمال االختراعات واالنفعاالت، يا نقطة مركز جميع التجليات، يا عين حياة الحسن الذي طارت منه رشاشات فاقتسمتها بحكم المشيئة اإللهية جميع المبدعات، يا معنى كتاب الحسن المطلق الذي اعتكفت في حضرته

لمقيدات، يا من أرخت حقائق الكمال كلها برقع جميع المحاسن لتقرأ حروف حسنه االحجاب دون الخلق وأجمعت أن ال تنظر لغيره إال به من جميع المكونات، يا مصب ينابيع ثجاج األنوار السبحانيات الشعشعانيات، يا من تعشقت بكماله جميع المحاسن

والفهوم واأللسن اإللهيات، يا ياقوتة األزل، يا مغناطيس الكماالت قد أيست العقول وجميع اإلدراكات أن تقرأ رقوم مسطور كنهياتك المحمديات أو تصل إلى حقيقة مكنونات علومك اللدنيات، وكيف ال يا رسول اهللا، ومن لوح محفوظ كنهك قرأ المقربون



كلهم حقيقة التجليات، صلى اهللا وسلم عليك يا زين البرايا، يا من لوال هو لم تظهر .ين من الخفياتللعالم ع

)الصالة الثانية(بسم اهللا الرحمن الرحيم، اللهم صل على مظهر العظمة الذاتية، جمعية عيون الحقائق ؛

الرحموتية، سر ملكوت األسماء المعبر عنه بالعماء قبل خلق أرض وسماء، ساذج روح النفس الذات اإلحاطية الوجود، نقطة دائرة الكمال اإللهي في الغيب والشهود، نفخ

الرحماني في كليات الوجود العياني، غيب هو في هو هو من هو هو، فصل اللهم .عليه بهو هو في هو هو من هو هو يا من هو هو وعلى آله وصحبه وسلم

)الصالة الثالثة(بسم اهللا الرحمن الرحيم، اللهم إني أسألك بجالل وجهك وعظمة ذاتك وكمال علمك ؛

ائك وصفاتك، أن تصلي على النور الذاتي، والمنظر الصفاتي مجلى وجمال أسمالحقائق القرآنية، صورة مادة التجليات الفرقانية، الروح القدوسي والسر السبوحي، برزخ العظمة الذاتية، الحاجز بين خلقك وسبحات وجهك كل الكل في سر كل الكل حيث

ن حيث ال حيث إلى حيث ال حيث في الكل للكل فيوض الجمال والجالل والكمال محيث ال حيث، فصل اللهم عليه وسلم من حيث ال حيث إلى حيث ال حيث في حيث ال حيث كما أنت حيث ال حيث عدد األعداد المتناهية كلها من حيث انتهاؤها في علمك من جميع الحيثيات، ومن حيث ال أعداد من وجوه عدم الحيثيات كلها في

.من غير انتهاء إنك على كل شيء قدير مكنون علمك )الصالة الرابعة(بسم اهللا الرحمن الرحيم، اللهم صل على موالنا محمد، نورك الالمع ومظهر سرك ؛

الهامع، الذي طرزت بجماله األكوان، وزينت ببهجة جالله األوان، الذي فتحت ظهور ، فظهرت صور الحسن من فيضه في العالم من نور حقيقته وختمت كماله بأسرار نبوته

أحسن تقويم ولوال هو ما ظهرت لصورة عين من العدم الرميم، الذي ما استغاثك به



جائع إال شبع وال ظمآن إال روي، وال خائف إال أمن، وال لهفان إال أغيث، واني لهفان إذا نظر مستغيثك أستمطر رحمتك الواسعة من خزائن جودك فأغثني يا رحمن، يا من

بعين حلمه وعفوه لم يظهر في جنب كبرياء حلمه وعظمة عفوه ذنب، اغفر لي وتب .علي وتجاوز عني يا كريم

)الصالة الخامسة(بسم اهللا الرحمن الرحيم، اللهم صل على الذات الكنه، قبلة وجوه تجليات الكنه عين ؛

ائم بالكنه في الكنه للكنه، صالة ال الكنه في الكنه، الجامع لحقائق كمال كنه الكنه، القغاية لكنهها دون الكنه، وعلى آله وصحبه وسلم كما ينبغي من الكنه للكنه، اللهم إني

كما هو ) ص(أسألك بنور األنوار الذي هو عينك ال غيرك أن تريني وجه نبيك محمد .عندك آمين

)الصالة السادسة(على أم كتاب كماالت كنه الذات، عين الوجود بسم اهللا الرحمن الرحيم، اللهم صل ؛

المطلق الجامع لسائر التقييدات، صورة ناسوت الخلق، معاني الهوت الحق، الغيب الذات، والشهادة األسماء والصفات، الناظر بالكل في الكل من الكل للكليات

في والجزئيات، كوثر سلسبيل منهل حوض مشارب جميع التجليات، الملتذ بصورة نفسهجنة فردوس ذاته بنظره به منه إليه فيه، بحر قاموس الجمع المطمطم وطراز رداء الكبرياء المطلسم، وراء الوراء بال وراء، ودون الدون بال دون، الذي ال أحد يساويه وال فيه يدانيه، كرسي الصفات واألسماء، جبل طور تجليات المسمى، روح ذات الوجود،

مشهود، كنز المعارف الذاتية، وقرآن الحقائق اإللهية، قوة مجمع حقائق الالهوت الالحوقلة وكفاية الحسبلة ورحمة البسملة، عين العين الحافظ بقائم صورته كل أين، حرف الغين المعجم، ونقطة الحق المبهم، الذي ال يتلى قرآنه إال من حيث الحق

وية، نون الناسوت الم لعجمة أحدية ذاته عن لغة الخلق، عين العظمة وهاء الهالالهوت مبدأ الكل ومرجع الكل، وهو الكل في الكل بال بعض وال كل، يا طه يا عين



الحق المبين، يا قلب قرآن الحقائق، يا يس، كلت األلسن عن تفسير جمال صفاتك، وتحيرت العقول وتاهت في مهامه حقائق كنه ذاتك، صلى اهللا العظيم عليك وسلم يا

.بكمال أحدية ذاته وصفاته على كمال جمعية أحدية ذاتك وصفاتك محمد )الصالة السابعة(بسم اهللا الرحمن الرحيم، اللهم صل على عين بحر الحقائق الوجودية، المطلقة ؛

الالهوتية، ومنبع الرقائق اللطيفة المقيدة الناسوتية، صورة الجمال، ومطلع الجالل، األحدية، عرش استواء الذات، وجه محاسن الصفات، مزيل مجلى األلوهية وسر إطالق

برقع حجاب ظلمات اللبس بطلعة شمس حقائق كنه ذاته األنفس عن وجه تجليات الكمال اإللهي األقدس، كتاب مسطور جمع أحدية الذات الحق في رق منشور تجليات

حية األيمن الشؤون اإللهية المسمى كثرة صورها بالخلق، جانب طور الحقائق الرو المكلم منه موسى النفس بأنا اهللا ال إله إال أنا في حضرة القدس، يا كامل الذات، يا جميل الصفات، يا منتهى الغايات، يا نور الحق، يا سراج العوالم، يا محمد، يا أحمد، يا أبا القاسم، جل كمالك أن يعبر عنه لسان، وعز جمالك أن يكون مدركا إلنسان،

اظم جاللك أن يخطر في جنان، صلى اهللا سبحانه وتعالى عليك وسلم يا رسول اهللا وتع .يا مجلى الكماالت اإللهية األعظم

)الصالة الثامنة(بسم اهللا الرحمن الرحيم، اللهم صل على موالنا محمد سراج أفق األلوهية، ومعدن كنوز ؛

بية، سر استواء الرحمانية، منظر وجوه األسماء اإللهية، ومظهر سبعية األسرار الراألسماء النفسية، حق الحق، ونقطة دائرة استمداد وجود الخلق، مصدر الهو في الهو للهو من الهو، من نبعت فيه ومنه أسرار اهللا ال إله إال هو، قلب قرآن الحقائق الحوقلية

فيه من الحقائق في حضرة كان اهللا وال شيء معه، الكتاب المبين الذي ما فرط اهللاالذاتية من شيء، لسان كلمات اهللا التامات المترجم عن أسرار العشق اإللهي منا ومن



وراء غاية الغايات، صالة بلسان حق من حق لحق، صالة ال يتطرق إليها اإلحصاء .وال يحيط بها علم مخلوق بوجه من وجوه االستقصاء

)الصالة التاسعة(اللهم صل على الذات الحقية القدسية، والمعاني الكمالية بسم اهللا الرحمن الرحيم،؛

الجاللية الجمالية، قرآن حقائق الذات، وفرقان تجليات الصفات، عين الحياة األزلية، معنى التفصيالت األبدية، روح المعاني اإللهية وسر صور المباني الخلقية، دهر

لهية الطورية في حضرة الوادي الدهور، وكتاب الحق المنشور، معنى المكالمة اإلالقدسية الموساوية، نور سبحات الوجه في جبل قاف، تجليات الكنه، صورة الحق، ومعنى سر حروف الخلق، مجمع بحور الحقائق، لسان ترجمان الدقائق، حقيقة الحقائق الكليات والجزئيات، عرش رحمانية الذات، صالة جامعة لكل التجليات محيطة بجميع

.ي والصوريات، وعلى آله وصحبه وسلمالمعان )الصالة العاشرة(بسم اهللا الرحمن الرحيم، اللهم صل على سلطان حضرات الذات، مالك أزمة تجليات ؛

الصفات، قطب رحى عوالم األلوهية، كثيب الرؤية يوم الزور األعظم في مشاهدك رف اإللهيات، سدرة منتهى الجنانية، جبال موج بحار أحدية الذات، طلسم كنوز المعا

اإلحاطيات الخلقيات الصفاتيات، بيت معمور التجليات الكنهيات الذاتيات، سقف مرفوع الكماالت األسمائيات، بحر مسجور العلوم اللدنيات، حوض األلوهية األعظم الممد لبحار أمواج صور الكون الظاهرة من فيوض حقائق أنفاسه، قلم القدرة اإللهية

الكاتب في لوح نفسه ما كان وما يكون من محاسن مبدعات العالم وتقلباته العظموتيةوجمال كل صورة إلهية وسر حقيقتها غيبا، وشهادة، وجالل كل معنى كمالي بدأ واعادة، لسان العلم اإللهي المطلق التالي لقرآن حقائق حسن ذاته من كتاب مكنون

ال جمع وال فرق، ال لسان لمخلوق غيب كنه صفاته، جمع الجمع وفرق الفرق من حيث .يبلغ الثناء عليك، صلى اهللا وسلم يا سيدنا يا موالنا يا محمد عليك



)الصالة الحادية عشرة(بسم اهللا الرحمن الرحيم، اللهم صل على الكنه الذاتي، والقدس الصفاتي، نور األسماء، ؛

الذاتية، تجليات الغيب والشهادة، ورداء الكبرياء، إزار العظمة اإللهية عين اإلحاطةإنسان عين الحقيقة الحقية والخلقية محمد محمود أهل األرض والسماء وروح حياة الماء، الروح اإللهي والنور البهائي، رحمة الوجود، وعلم الشهود، صالة ذاتية أزلية

.أبدية، اللهم وسلم عليه مثل ذلك )الصالة الثانية عشرة(من الرحيم، اللهم صل على مفاتيح غيب هوية الذات، بحر محيط بسم اهللا الرح؛

األسماء والصفات، مدينة علم أنانية األحدية، تعداد وجوه صفات الواحدية، نقطة بحر العماء الذاتي وحسن وجوه المعنى الصفاتي، غيب هوية الهويات، وشهادة أنية األنيات،

جوه تجلياتك المعظم، صلى اهللا عليه مجلى سلطان سر اسمك األعظم محمد قبلة و .وآله وسلم

)الصالة الثالثة عشرة(بسم اهللا الرحمن الرحيم، اللهم صل على الكمال المطلق، والجمال المحقق، عين ؛

.أعيان الخلق ونور تجليات الحق، فصل اللهم بك منك فيه عليه وسلم )الصالة الرابعة عشرة(رحمن الرحيم، اللهم صل وسلم على موالنا محمد وعلى آله عدد األعداد بسم اهللا ال؛

كلها من حيث انتهاؤها في علمك ومن حيث ال أعداد من حيث إحاطتك بما تعلم .لنفسك من غير انتهاء، إنك على كل شيء قدير

رجلهن إن هذه الصلوات قد استوت على عرش األنوار وأ: قال المؤلف قدس اهللا سره؛

متدليات على كرسي األسرار تصلين في كتاب الكماالت المحمدية بقرآن الحقائق األحمدية، قد طلعت في سماوات العال شمسها وارتفع عن وجه الكمال المحمدي نقابها،



وبحرهن في الحقائق اإللهية زاخر، ولهن في القسمة من المعارف المحمدية حظ وافر، يسبح في كوثر النور المحمدي، وجل في عجائب معانيها يا خذهن إليك يا من أراد أن

من يبتغي االغتراف من البحر األحمدي، تتلو عليك من كتاب الحقائق المحمدية محكم اآليات، وتفسر لك بعض نقش حروف آياته البينات، واهللا يهدي من يشاء إلى صراط

.مستقيم هذه الحصون النبوية المنيعة

المحققين لسيد العارفين وقطب سيدي أحمدبن إدريس

رضي اهللا عنهبسم اهللا الرحمن الرحيم، اللهم إني أقدم إليك بين يدي كل نفس ولمحة وطرفة يطرف ؛

بها أهل السماوات وأهل األرض، وكل شيء هو في علمك كائن أو قد كان، أقدم إليك )].4)[(ثالثا (لق بين يدي ذلك كله، أعوذ بكلمات اهللا التامات كلها من شر ما خ

وأقدم إليك بين يدي ذلك كله، بسم اهللا الذي ال يضر مع اسمه شيء في األرض وال ؛ ).ثالثا (في السماء وهو السميع العليم

وأقدم إليك بين يدي ذلك كله، بسم اهللا والحمد هللا محمد رسول اهللا ال قوة إال باهللا، ؛ لى أهلي ومالي، بسم اهللا على كل شيء أعطانيه بسم اهللا على ديني ونفسي، بسم اهللا ع

ربي، بسم اهللا خير األسماء، بسم اهللا رب األرض والسماء، بسم اهللا الذي ال يضر مع ).ثالثا (اسمه داء، بسم اهللا افتتحت وباهللا اختتمت وعلى اهللا توكلت، ال قوة إال باهللا

).ثالثا (اهللا أكبر ؛الكريم ال إله إال اهللا العلي العظيم تبارك اهللا رب السماوات السبع ال إله إال اهللا الحليم؛

ورب العرش العظيم ورب األرضين وما بينهما والحمد هللا رب العالمين، عز جارك وجل ثناؤك وال إله غيرك، اجعلني في جوارك من شر كل ذي شر ومن شر الشيطان



ث ج ح خ د ذ ر ز { و يتولى الصالحين، الرجيم، إن وليي اهللا الذي نزل الكتاب وه ).سبعا ] (129اآلية : التوبة! ! [س ش ص ض ط ظ ع ژ پـ

وأقدم إليك بين يدي ذلك كله، اهللا عدتي في كل شدة ورخاء حسبنا اهللا ونعم الوكيل، ؛ ).سبعا (على اهللا توكلنا

أنت، عليك توكلت وأنت رب وأقدم إليك بين يدي ذلك كله، اللهم أنت ربي ال إله إال ؛ العرش العظيم وال حول وال قوة إال باهللا العلي العظيم، ما شاء اهللا كان وما لم يشأ لم

.يكناعلم أن اهللا على كل شيء قدير، وأن اهللا قد أحاط بكل شيء علما وأحصى كل

بناصيتها، شيء عددا، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ إن ربي على صراط مستقيم، وأقدم إليك بين يدي ذلك كله أعيذ نفسي وأوالدي كلهم وأهلي كلهم ومالي كله واخواني كلهم وأموالهم دائما أبدا سرمدا بوجه اهللا العظيم الذي ليس شيء أعظم منه ذي العزة والجبروت من شر كل ذي شر، ومن شر الجن واإلنس

طين واألعراب والسباع والهوام واللصوص وكل ما خلق اهللا تعالى، والشياطين والسالومن الجنون والجذام والبرص والفالج والباسور والسلس والصمم والعمى والبكم وسوء الخلق وسقوط األسنان واألضراس ووجعها وتكسيرها وتحريكها واضطرابها، ومن جميع

صمت برب الملكوت، وتوكلت على الباليا كلها والفتن ما ظهر منها وما بطن، واعت ).ثالثا (الحي الذي ال يموت

] 111اآلية : اإلسراء! ! [عع ؟ ژ ء آ أ ؤ إ ئ ا ب ة ت ث ژ ـ= ؛ چ : 9 8؛{ اهللا أكبر، وأقدم إليك بين يدي ذلك كله وأفوض أمري إلى اهللا إن اهللا بصير بالعباد

).ثالثا (! ـ}ژ ( ) * + ' × % $ ! ! ـ)ص(ژ £ ! " } ) ص({ وأقدم إليك بين يدي ذلك كله ؛

، وأقدم إليك بين ] 17اآلية : الروم[} ! ! ژ ـ 9 8 7 6 5 4 3 2 1 0. / -، ! يدي ذلك كله، اللهم إني أستودعك ديني ونفسي، وعرضي وأمانتي، وخواتم عملي



ي خزائن حفظك يا من وأهلي كلهم ومالي كله واخواني كلهم وأموالهم دائما أبدا سرمدا فوأقدم إليك ] . 64اآلية : يوسف[} ! ! {»ژ ( ) * ' × % { ال تضيع لديه الودائع،

بين يدي ذلك كله، أعيذ نفسي وأوالدي كلهم وأهلي كلهم ومالي كله واخواني كلهم وأموالهم دائما أبدا سرمدا بوجه اهللا الكريم الذي ليس شيء أكرم منه، وبكلمات اهللا

امات التي ال يجاوزهن بر وال فاجر، وبأسماء اهللا الحسنى كلها ما علمت منها وما لم التأعلم من شر ما ينزل من السماء، وشر ما يعرج فيها، وشر ما ذرأ في األرض، وشر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن طوارق الليل والنهار إال طارقا يطرق بخير

.يا رحمنإليك بين يدي ذلك كله أعيذ نفسي وأوالدي كلهم وأهلي كلهم ومالي كله وأقدم ؛

واخواني كلهم وأموالهم دائما أبدا سرمدا بوجه اهللا العظيم الذي ليس شيء أعظم منه، وبكلمات اهللا التامات التي ال يجاوزهن بر وال فاجر، وبأسماء اهللا الحسنى كلها ما

خلق ربي وبرأ أو ذرأ، أعوذ برضاك من سخطك، علمت منها وما لم أعلم من شر ما وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك جل وجهك ال أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، أعوذ بكلمات اهللا التامات من كل شيطان وهامة، ومن كل عين ن المة، أعوذ بكلمات اهللا التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطي

وأن يحضرون، رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون، أعوذ ).عشرا (باهللا من الشيطان الرجيم

بسم اهللا ذي الشأن، عظيم البرهان، شديد السلطان، ما شاء اهللا كان، أعوذ باهللا من ؛ ).ثالثا (الشيطان

وهو حرز مانع من جميع ما وأقدم إليك بين يدي ذلك كله بسم اإلله الخالق األكبر، ؛نخاف منه ونحذر، ال قدرة لمخلوق مع قدرة الخالق يلجمه بلجام قدرته أحمى حميثا

.أطمى طميثا وكان اهللا قويا عزيزا



بسم اهللا الرحمن الرحيم، حم عسق حمايتنا، بسم اهللا الرحمن الرحيم كهيعص كفايتنا ؛ حول وال قوة إال باهللا العلي العظيم، أحون قاف فسيكفيكهم اهللا وهو السميع العليم وال

اخسؤوا : آدم حم هاء آمين، وأقدم إليك بين يدي ذلك كله بسم اهللا الرحمن الرحيم قالفيها وال تكلمون، إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا، أخذت بعظمة ذات اهللا تعالى

مه وقهره على جميع ذواتكم وأسماعكم وسمعه وبصره وقوته وقدرته وعزته وسلطانه وكالوأبصاركم وقوتكم يا معشر الجن واإلنس والشياطين والسالطين واألعراب والسباع والهوام واللصوص وكل ما خلق اهللا تعالى، سترت بيني وبينكم وبين أهلي وبينكم، وبين

ت الفراعنة مالي وبينكم، وبين إخواني وبينكم، بستر النبوة التي استتروا بها من سطواأمامكم واهللا سبحانه وتعالى من ) ص(جبريل عن إيمانكم وميكائيل عن شمالكم ومحمد

فوقكم ومحيط بكم يمنعكم عني في نفسي وديني وأهلي ومالي وما علي وما معي وما آ أ ؤ إ ئ ا ! ! «»عع ؟ ژ ء ژ = ؛ چ : 9 8 7 6{ فوقي وما تحتي ومحيط بي

، وجعلنا ] 46ـ 45اآليات : اإلسراء[} ! ! »{ژ ب ة ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا، واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا، اللهم إني أستجيرك من كل شيء خلقت وأحترس بك منهم وأقدم من بين

حتي ومن داخلي ومن يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تخارجي ومحيطا بي بوجود شهود جنود له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه

في كل ذلك، وأقدم إليك بين ) ص(من أمر اهللا كما حفظت نبيك سيدنا وموالنا محمدا ).ثالثا ({} ]4- 1اآليات : اإلخالص[يدي ذلك كله، بسم اهللا الرحمن الرحيم

ين يدي ذلك كله، اللهم إني أعوذ بعظمة ذاتك التي ال نهاية لها، التي ال وأقدم إليك ب؛ يعلمها سواك، وأعوذ باسمك العظيم األعظم، وأعوذ بوجهك الكريم األكرم، وأعوذ بجميع أسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم، وأعوذ بجميع كلماتك التامات

وال فاجر، وأعوذ بجميع ما عاذ به نبيك كلها المباركات التي ال يجاوزهن بر ، وأعوذ بجميع ما عاذت به أنبياؤك ورسلك ومالئكتك وأولياؤك كلهم ما )ص(محمد



علمت منهم وما لم أعلم، صلوات اهللا وسالمه عليهم أجمعين، وأعوذ بجميع ما تعلم لنفسك مما ال يعلمه منك غيرك من شر نفسي ومن شر الجن واإلنس والشياطين

سالطين واألعراب والسباع والهوام واللصوص وكل ما خلق اهللا تعالى، ومن الجنون والوالجذام والبرص والفالج والباسور والسلس والصمم والعمى والبكم وسوء الخلق وسقوط األسنان واألضراس ووجعها وتكسيرها وتحريكها واضطرابها ومن جميع الباليا كلها

كل سوء ومكروه في الدنيا واآلخرة، بسم اهللا والفتن ما ظهر منها وما بطن، ومن ).ثالثا ({} ]4-1اآليات : اإلخالص[الرحمن الرحيم

وأعيذ نفسي وأهلي كلهم، ومالي كله، واخواني كلهم، وأموالهم دائما أبدا سرمدا بجميع ؛ما أعذت به من جميع ما استعذت منه، وصلى اهللا على موالنا محمد وعلى آله في كل

.انتهى الكتاب بعون اهللا. نفس عدد ما وسعه علم اهللالمحة و أوراد الطريقة األحمدية

المنسوبة إلمام العارفين وحجة المحققين موالنا السيد أحمدبن إدريس

رضي اهللا تعالى عنه )فاتحة األوراد(بسم اهللا الرحمن الرحيم، اللهم إني أقدم إليك بين يدي كل نفس ولمحة وطرفة يطرف ؛ها أهل السماوات وأهل األرض وكل شيء هو في علمك كائن أو قد كان، أقدم إليك ب

.بين يدي ذلك كله )التهليل( .ال إله إال اهللا محمد رسول اهللا في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم اهللا؛ )الصالة العظيمية(الذي مأل أركان عرش بسم اهللا الرحمن الرحيم، اللهم إني أسألك بنور وجه اهللا العظيم،؛

اهللا العظيم، وقامت به عوالم اهللا العظيم، أن تصلي على موالنا محمد ذي القدر



العظيم، وعلى آل نبي اهللا العظيم، بقدر عظمة ذات اهللا العظيم، في كل لمحة ونفس عدد ما في علم اهللا العظيم، صالة دائمة بدوام اهللا العظيم، تعظيما لحقك يا موالنا يا

حمد يا ذا الخلق العظيم، وسلم عليه وعلى آله مثل ذلك، واجمع بيني وبينه كما مجمعت بين الروح والنفس ظاهرا وباطنا، يقظة ومناما، واجعله يا رب روحا لذاتي من

.جميع الوجوه في الدنيا قبل اآلخرة يا عظيم )االستغفار الكبير(يم، الذي ال إله إال هو الحي القيوم، غفار بسم اهللا الرحمن الرحيم أستغفر اهللا العظ؛

الذنوب ذا الجالل واإلكرام، وأتوب إليه من جميع المعاصي كلها والذنوب واآلثام ومن كل ذنب أذنبته عمدا أو خطأ، ظاهرا وباطنا، قوال وفعال، في جميع حركاتي وسكناتي،

ذي أعلم ومن الذنب الذي ال وخطراتي وأنفاسي، كلها دائما أبدا سرمدا من الذنب الأعلم، عدد ما أحاط به العلم وأحصاه الكتاب، وخطه القلم، وعدد ما أوجدته القدرة وخصصته اإلرادة، ومداد كلمات اهللا كما ينبغي لجالل وجه ربنا وجماله وكماله وكما

.يحب ربنا ويرضى له في جميع تجلياته، نحمدك اللهم، يا من صلى على محمد بفيض ذاته فكان مجلى ؛

فهو روح اهللا المنفوخ في صورة آدم، وطامة الحقائق الكبرى لسائر العالم، فال يصل واصل إال إليه، وال يهتدي حائر إال به فيه عليه، وأشهد أن ال إله إال اهللا وال موجود في

ه، أنزل عليه إنسان عين ذاته وسر إمدادات) ص(هذا الوجود إال إياه، وأشهد أن محمدا القرآن والفرقان فكان الجامع لما تفرق من األعيان، فهو نور السماوات واألرض بال

وعلى كل من انتمى باالستمداد إليه ما ) ص(مين، ومحور دوائر كاف ها يا عين، .انجلى في المشاهد لكل مشاهد، وبدا في الوجود بال تناهي وهو واحد

ني مخالفته وال تمكنني منازعته، وهو سيدي وأستاذي أما بعد، فقد أمرني من ال تسع؛وعمدتي ومالذي، مرشد العباد إلى الطريق، ومنجد القصاد لحرم المشاهدة والتحقيق،



طبيب أمراض القلوب المداوي سيدي الشيخ محمد الدندراوي، أن أشرح الصلوات ا الخفية األحمدية اإلدريسية وأجلو الحجب عن أسرارها األقدسية لغموض مداركه

وشموخ معارجها الوفية، ولما أنها سارت مسير الشمس واستنارت من سناها الجن ولعلمي أن الثرى . واإلنس باألنس، فتعالت المرة بعد المرة مخافة مزج خمرتها بالجمرة

ال يجامع الثريا، والميت ال يصاحب بالسير حيا، وهل يقاس السراب بالشراب، أو اب )].6[(بالرضاب)] 5[(الص

ثم إنني ال محالة رجوت اإلقالة فما زادته رهبتي إال رغبة وال كراهيتي إال محبة، فلما ؛فإذا عزمت فتوكل على {]159اآلية : آل عمران[لم يمكن رد أمر عزيز الجاه، تلوت

سبق لبابها ثم إن الباعث له رضي اهللا عنه على ذلك أنه لم يكن لها شرح وال . } الله بيد أن . فتح سوى شرح من تحلى بالكمال األقدسي سيدي الشيخ محمد خليل الهجرسي

شرحه رضي اهللا عنه اشتمل على بعض من مسائل اآلالت وهي على غير ذوي اإللمام من جملة الخفيات، فأحب االقتصار على فن الحقائق الرفيع ورام فتح بابها

شأو الضليع، )] 7[(ذا السيد البديع وان لم يدرك الظالعالمنيع، فأخذت بالشروع تابعا له :وسميته

.» النفحات األقدسية في شرح الصلوات األحمدية اإلدريسية«؛ وأستعين اهللا على اإلتمام مستمدا من صاحب الحضرة عليه الصالة والسالم وراجيا ؛

ر بالفتح، فأقول إسعافي بتوجهات من أمرني بهذا الشرح، وقد وعد رضي اهللا عنه وبش .وال حول وال قوة إال باهللا

:قال رضي اهللا عنه وأرضاه؛ ]شرح الصالة األولى[

" ! ) £ $( اعلم أنه ينبغي لكل شارع في فن أن يتكلم على البسملة بما يناسب ذلك الفن، وحيث

ت أن المرام شرح الصلوات األحمدية للغوث الكبير سيدي أحمدبن إدريس، ذي الكماال



المحمدية، وهي مشتملة على اللطائف النورانية والمعارف الربانية بلسان علم الحقائق السامي، متسلسلة بالمشرب العذب الهامي، فلنتكلم عليها بما يناسب هذا المقام، ونشير النطباق أسمائها الوترية على النور الذاتي عليه الصالة والسالم، وال بد من تمهيد قبل

.لوك تلك المسالكذلك لتسهيل سفاعلم، أيدك اهللا وايانا بروح القدس وأراك آياته في اآلفاق وفي النفس، أن هللا أسماء

وأسماء األسماء، فأما أسماء األسماء فهي التي يعلمها عموم الناس من األسماء الرقمية ماء أو اللفظية أو الذهنية، فهي في الحقيقة أسماء لألسماء وليست عين األسماء، واألس

» المميت«الحقيقية هي أعيان العالم وصور حقائق المعاني، إذ من المعلوم أن اسم اهللا مثال ليس المؤثر منه بالموت هذه الحروف التي هي األلف والالم والميمان والياء والتاء، وانما المؤثر بالموت معنى هذه الحروف الذي هو الحقيقة العزرائيلية وليس

. بل عزرائيل مظهر من مظاهر االسم المميت وصورة من صورهالمميت عزرائيل فقط ومعلوم أن صوره ال تتناهى فكل ما أمات فهو صورة لالسم المميت فصورة االسم تفنى

كل {]88اآلية : القصص[وأما جوهر االسم وعينه فال يفنى ألنها عين الوجه الباقي و .} شيء هالك إال وجهه

. على الحقيقة أعيان العالم وحقائقه، ومظاهر األسماء هي صور العالمفأسماء اهللا؛فلكل اسم إلهي من الصور ما ال يتناهى، فكل ما أمات مثال من ثعبان أو سيف أو

.رصاص أو حجر أو عصا فهو صورة من صور االسم المميتقوله ومعنى المميت شأن من شؤون الذات اإللهية وهو عين الذات، ومن هنا يفهم؛

فتارة ينسب اهللا تعالى اإلماتة } فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم {]17اآلية : األنفال: [تعالى، وتارة إلى المالئكة } قل يتوفاكم ملك الموت {]11اآلية : السجدة: [إلى عزرائيل، فيقول

: ، وتارة إلى البشر فيقول} ن تتوفاهم المالئكة الذي{]28اآلية : النحل: [مطلقا، فيقولاآلية : الزمر: [، وتارة يقول} فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم {]5اآلية : التوبة[

.} الله يتوفى األنفس {]42



احدة وهو وجود فإذا فهمت ذلك وعلمت أن المظاهر صور الظاهر، والظاهر حقيقة و ؛مطلق أحدي العين تجلى في صور مختلفة فأنت بالخيار، فإن شئت فانسب إلى الصورة الظاهرة مراعاة لألسباب، وان شئت فانسب لحقيقة الصور كلها التي هي وجود اهللا تعالى إذ الصور كلها مندرجة في وجود اهللا اندراج أمواج البحر في البحر، فاألمواج

هي عينه، فالمظاهر عين الظاهر فليس إال اهللا بال مزج وال حلول وال هالكة في البحر و .اتحاد، بل القوم بريئون من جميع ذلك واهللا على ما نقول وكيل

» الحفيظ«و» الرزاق«واذا فهمت ذلك فخذ جميع أسماء اهللا على هذا المنوال، فـ؛فهي األسماء ال إنما هي المظاهر القائمة بهذه المعاني، » البصير«و» السميع«و

ال ترزق وال لفظ » الرزاق«الكلمات المؤلفة من بسائط حروف هذه األسماء ألن حروف ليس هو السميع، وهكذا، بل هذه الكلمات أسماء األسماء » السميع«وكذلك لفظ . الرزاق

.»الفتوحات المكية«ال عين األسماء، كما حققه سيدنا الشيخ األكبر في السم األعظم، فضربه بحصاة فكان هذا الضرب هو الجواب، سأل مريد أستاذه عن ا؛

يشير له أنك أنت االسم األعظم إن عرفت نفسك وأقمت الجدار عنك، فيظهر لك كنزك إذا تحققت ذلك )]. 8[(» من عرف نفسه عرف ربه«): ص(وينكشف لك سر قوله

.وتيقنته وسلمه قلبك باإليمان القطعيبلغة «قال الشيخ األكبر قدس سره في كتاب : سملة، فنقولفلنرجع إلى الكالم على الب؛

وانه يعني سليمان بسم اهللا } إنه من سليمان {]30اآلية : النمل: [قال تعالى: »الغواصالرحمن الرحيم، فجعل سليمان عليه السالم عين بسم اهللا الرحمن الرحيم، واذا فهمت

فإن الكامل في . ء األسماء سهل عليك فهم هذاالتفصيل المتقدم بين األسماء وأسمابل مظهر . »الرحيم«و» الرحمن«و» اهللا«وقته مظهر هذه األسماء الثالثة التي هي

.أسماء اهللا على الكمال القائم بحقيقة الجمال والجالل. أصبحت أحيي وأميت وأنا على كل شيء قدير: كيف أصبحت؟ فقال: قيل لبعضهم؛

يه السالم ما تصرف بالملك الذي ال ينبغي ألحد من بعده إال وال شك أن سليمان عل



بكونه مجلى حقائق األسماء بل مجلى حقيقة االسم األعظم، فكان صورة االسم وقد علم ذلك وزيره آصف فكان تصرفه بسليمان الذي هو مجلى بسم اهللا . األعظم

ليظهر مزية } م يأتيني بعرشهاأيك {]38اآلية : النمل: [فقول سليمان. الرحمن الرحيموزيره آصف الخصيصة به، فكان تصرف آصف بسليمان عليه السالم وتصرف

يح تجري بأمره رخاء {]36اآلية : ص: [سليمان بنفسه ألن اهللا تعالى قال رنا له الر فسخ، ولكن ما كل أحد تجري ومعلوم أن الريح في نفسها مسخرة بالجري} *حيث أصاب

، فتصرف آصف بأمر »تجري الرياح بما ال تشتهي السفن«: الريح بأمره، كما قيلسليمان ال بأمر نفسه، وأما سليمان عليه السالم فاهللا أخبر أن الريح تجري بأمره، فذلك

.} كن فيكون {]73اآلية : األنعام: [يشبه قول اهللا تعالى للشيءفليس من . بسم اهللا من العارف بمنزلة كن من اهللا: ج رضي اهللا عنهوأما قول الحال؛

بسم : قال الحالج، وان لم يكن من أهل االحتجاج: هذا المعنى، ولذا قال الشيخ األكبرولم يبسمل، )] 9[(»كن زيدا «: فقال) ص(وأما النبي. اهللا من العارف بمنزلة كن من اهللا

ال حول وال قوة إال باهللا، ألن القائل في ): ص(فكان زيدا، ولم يحوقل أي لم يقل ولكن {]17اآلية : األنفال: [هو اهللا كما كان الرامي منه هو اهللا، قال تعالى) ص(محمد

فلو كان الحالج من أهل االحتجاج لكان عين بسم اهللا الرحمن الرحيم } الله رمىالنبوة والرسالة والملك واألمر والحكم فال شك أنه أعطي الوالية و . كسليمان عليه السالم

ولو كان الحالج رضي اهللا عنه عين . والخالفة ظاهرا وباطنا فلم يستعص عليه شيءبسم اهللا الرحمن الرحيم لما تسلط عليه بالقتل ولكان من أهل االحتجاج، ولذا قال

يأخذ بيده ولو عثر الحالج فلم يجد من: الغوث الرباني السيد الجيالني قدس اهللا سره .أدركت زمانه ألغثته

وقد أخبر الشيخ األكبر قدس اهللا سره عنه في كتاب التجليات أنه اجتمع بالحالج في ؛ لم خربت بيتك يا حالجـ مراده بالبيت جسمه العنصريـ، فأجابه بما : تجل خاص وقال له

وتمام . الحجة عندي ما تكون به مدحوض: هو دون مقام الشيخ، فقال له الشيخ األكبر



فقد توافق األستاذان الجيالني والحاتمي قدس )]. 10[(»التجليات«القصة في كتاب ويقتلون {]61اآلية : البقرة: [قال اهللا تعالى: سرهما في شأن الحالج، ولعلك تقول

ا من فقد تسلط عليهم بالقتل وكانوا أكمل من الحالج بال شك، فالجواب أن هذ} النبيين اآلية : هود: [ومنه قول لوط عليه السالم. مقام العبودية وهو أرقى من التصرف

وكان هذا مقام أبي السعود تلميذ } لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد {]80نعم منذ : هل أعطاك اهللا التصرف في العالم، فقال: الغوث الجيالني، فإنه قيل له

ونحن تركناه أدبا : قال الشيخ األكبر. شر سنة وتركته للحق تعالى تظرفا خمسة عاآلية : المزمل): [ص(ومعرفة، فتركناه تعالى يتصرف لنا عن أمره بقوله لمحمد

.وهو المقام الذي رجع إليه الغوث الجيالني عند الموت} فاتخذه وكيال {]9التقرب بالنوافل، فيكون الحق سمع العبد وبيان ذلك أن المقام األول هو نتيجة ؛

الحديث )] 11[(»وال يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل«: وبصره، كما في حديثوأما المقام الثاني فهو نتيجة التقرب بالفرائض ففي . المشهور، فيتصرف العبد بالحق

عبد ويشير هذا المقام يكون تعالى هو الذي يسمع بالعبد ويبصر به فيتصرف الحق بالفيكون جوع » جعت فلم تطعمني، ومرضت فلم تعدني، وظمئت فلم تسقني«: له حديث

العبد ومرضه وظمأه منسوبا للحق كما كان في األول يسمع العبد ويبصر ويبطش .بالحق

و المقام الثاني أكمل تنزالت اهللا تعالى، فتكون ذلة العبد وافتقاره وضعفه منسوبة ؛ .»الصبور«ف الحق بأنه يؤذى، وتسمى تعالى باسمه لسيده، ومن هنا اتص

يا رب بماذا أتقرب : وهذه منصة وقف أبو يزيد دونها، فإنه قال: قال الشيخ األكبر؛الذلة «: وما الذي ليس لك، قال: قال» تقرب إلي بما ليس لي«: إليك، فقال تعالى

يزيد ال من حيث غيره من بما ليس لي، يعني من حيث أبي: فقوله تعالى. »واالفتقاريا محمد إن اهللا ما أرسلك : فقال. عن التصرف وان كان هللا) ص(الكمل، ولذا نهى نبينا

أدبني ربي فأحسن «): ص(سبابا وال لعانا ولكن أرسلك رحمة للعالمين، فقال



مقدار ) ص(وأخبر الشيخ األكبر أنه حاز باإلرث من عبودية محمد)] . 12[(»تأديبي .وهذا كثير لمن عرف: رة، ثم قالالشعجامعة لعبودية سائر العالم، ) ص(ولقد صدق رضي اهللا عنه، فإن عبودية المصطفى ؛

نحن األولون «: فإنه الواحد الجامع لما تفرق في سائر العالم، ولذا قالوالظن بأبي يزيد رضي اهللا عنه أنه رقي في تلك المنصة، وكالم )] . 13[(»واآلخرونألكبر في حقه إنما هو بالنسبة لذاك الوقت، كما ارتقى إليها الغوث الجيالني الشيخ ا

عند الموت، وقد فسروا هذه العبودية بأنها تجل إلهي يكون العبد به في كل نفس تحت .أمر إلهي خاص

ومن : قال البحر الراوي سيدي محمد الدندراوي بإسناده لسيدي أحمد رضي اهللا عنه؛اآلية : النمل: [لحق تعالى في الصورة الهدهدية للحضرة السليمانيةهذا المشهد قال ا

فهو لسان الذات اإللهية في مظهر الهدهد، فكان لسليمان } أحطت بما لم تحط به {]22عليه السالم في هذا المشهد الذاتي الهدهدي ما يمنعه عن التصرف بالهدهد وقد أقره

فكان } أحطت بما لم تحط به {]22اآلية : النمل: [لهسليمان عليه السالم على قو .لسليمان من الهدهد ما كان لموسى عليه السالم من الشجرة

ليس لك من األمر {]128اآلية : آل عمران): [ص(ومن هذا المقام قول اهللا لمحمد؛من ) ص(فليس لمحمدفي جميع تصرفاته هو شأن اهللا تعالى، ) ص(فشأن محمد} شيء

اآلية : المائدة: [محمد شيء ولذلك كان نورا ذاتيا من عين ذات اهللا كما قال تعالى) ص(أي محمد} نور {]15اآلية : المائدة[أي من هويته } قد جاءكم من الله {]15

.يعني القرآن} وكتاب مبين {]15اآلية : المائدة[إن الذين يبايعونك {]10اآلية : الفتح: [أنزل تعالى في حقهنور اهللا ) ص(ولما كان ؛

ولذلك ) ص(فلم يطلق هذا االسم بطريق الصراحة إال على محمد. } إنما يبايعون الله طوا من رحمة قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ال تقن {]53اآلية : الزمر: [قيل له

قل يا عباد اهللا، ألن القول قول اهللا باألصالة، وقال تعالى في حق : وما قيل له} الله



وما سمعه إال من } فأجره حتى يسمع كالم الله {]6اآلية : التوبة: [المستجيرفكان ) ص(فالبسملة نزلت على سليمان عليه السالم من باطن محمد). ص(محمد

سليمان عليه السالم ورسالته وخالفته وملكه الذي ال ينبغي ألحد من بعده مجلى من وهللا در من ). ص(وصورة من صوره، فما في الوجود إال محمد) ص(مجالي نور محمد

:قال كنت نورا وكان ثم عماء؛

؛ونبيا وليس طين وماء فإذا كان من عالك العالء؛

؛ءكيف ترقى رقيك األنبيا ؛يا سماء ما طاولتها سماء؛خاتم النبيين وجامع علوم األولين واآلخرين، والرحمن الرحيم لسائر ) ص(فهو ؛

.وعلى مظاهر نوره المطلق في كل تعيين) ص(العالمين ولما تجلى هذا المشهد النفيس لبصيرة سيدي أحمدبن إدريس رضي اهللا عنه ابتدأ ؛

:الصلوات بقوله )طامة الحقائق الكبرىاللهم صل على (اللهم معناه يا اهللا صل والصالة من اهللا تفسر بمعان شتى، من جملتها الثناء، : فقوله؛

ومن جملتها العطف، ومن جملتها الرحمة، وهو بعيد هنا ألن اهللا تعالى غاير بين } ات من ربهم ورحمة أولئك عليهم صلو {]157اآلية : البقرة: [الصلوات والرحمة بقوله

فال بد أن يكون لصالة اهللا معنى خاص غير مطلق الرحمة واال يكون ذكرها سدى، .ومكانة القرآن العظيم تجل عن ذلك

والذي يظهر لهذا العبد أن الصالة من اهللا تعالى كناية عن تجل إلهي من حقيقة اسمه ؛هو الذي يصلي عليكم ومالئكته {]43اآلية : األحزاب: [لقوله تعالى» النور«تعالى

واجعلني «: في دعائه تعليما لنا) ص(، وقال } ليخرجكم من الظلمات إلى النور



بحسب ) ص(فيكون هذا التجلي لنا بحسب ما يليق بنا، وللسراج المنير )] 14[(»نورا نورا فال ينافي ذلك قبول الزيادة والتضاعف ألن تجلي )ص(ما يليق به، فإنه وان كان

األنوار الذاتية غير متناهي، ولذلك سأل اهللا أن يجعله نورا مع أنه نور ألن النور المسؤول غير النور الحاصل، فترقيه في اهللا تعالى دائم، فصالة اهللا علينا لإلخراج إلى

.نور على نور) ص(النور وصالته على النور وأما صالة المالئكة عليه فهو تعظيم خاص واجالل يورثه ما يتجلى لهم من سناء ؛

.منك واليك يا رسول اهللا: حقيقته وبهاء طلعته، ولذا قال جبريلسأل ) ص(أن النبي: عن أبي هريرة رضي اهللا عنه» التشريفات«وروى صاحب ؛

ال أدري إال : فقال له يا جبريل كم عمرت من السنين؟«: جبريل عليه السالم فقال لهأني أعرف كوكبا يظهر في الحجاب الرابع كل اثنين وسبعين ألف سنة مرة فرأيته اثنين

يا جبريل، وعزة ربي أنا كنت ذلك ): ص(فقال له النبي. وسبعين ألف مرةفي الحجاب الرابع، والحجاب ) ص(فمقام جبريل عليه السالم منه )] . 15[(»الكوكب

ى الظهور من عظمة أو كبرياء أو عزة أو إجالل، واال فال حجاب إذ كناية عن مجلغاية وال يعلم لها نهاية فهو من ) ص(الحجاب عين المحجوب فال يدرى لحقيقته

، وهللا در من } الذين يؤمنون بالغيب {]3اآلية : البقرة: [الغيب الذي نؤمن به، قال تعالى :قال

دنيا حقيقتهوكيف يدرك في ال قوم نيام تسلوا عنه بالحلم

ياأيها {]56اآلية : األحزاب: [، المأمور بها في قوله تعالى)ص(وأما صالتنا عليه ؛ فهي الدعاء والطلب له من اهللا تعالى مواصلة } الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما

ة ليعود ذلك علينا، ألن الدعاء بظهر الغيب لألخ تجلياته الذاتية وفيوضاته النوراني: وان كان أبانا الروحي فهو في اإليمان أخ لنا، قال تعالى) ص(مستجاب وهو

اللهم صل على محمد، يقول : ، فإذا قلنا} إنما المؤمنون إخوة {]10اآلية : الحجرات[



ودعاء الملك . ولك بمثلي ذلك: وفي رواية)]. 16[(ولك بمثل ذلك: الملك للقائل) ص(بالصالة عليه، فأحب ) ص(مستجاب ال سيما وقد وعد اهللا تعالى المصلي عليه

وكذلك يقال في قوله . ما يحبه لنفسه )] 17[(»قولوا اللهم صل على محمد«: لنا بقولهثلها فهي وان كانت خاصة به فللداعي له بها م)] 18[(»سلوا اهللا لي الوسيلة«): ص(

:وقوله رضي اهللا عنه. ال عينها، كما نبه عليه الشيخ األكبر واهللا أعلم )على طامة الحقائق الكبرى(

التي هي قاب ) ص(يعني على الحقيقة الجامعة لجميع الحقائق، وهي حقيقة محمد؛ والقاب هو الخط الفاصل بين قوسي الدائرة فهو . قوسي دائرة الوجود الحقي والخلقي

الفصل، بل الحقيقة المحمدية أدنى بمعنى أنها نقطة الدائرة، فإن النقطة هي مبتدأ برزخ فكان *ثم دنا فتدلى {]8،9اآليتان : النجم: [الدائرة ومنتهاها وعينها، فلذا قال تعالى

قائق في دنوه إال حقيقته الجامعة لسائر الح) ص(فما رأى } *قاب قوسين أو أدنى سواء كانت الحقائق األولية التي هي الحروف العاليات المشار إليها بقول الشيخ األكبر

:قدس سره كنا حروفا عاليات لم تقل

متعلقات في ذرى أعلى القلل} كن {]117اآلية : البقرة: [أو الحقائق الخلقية المركبة الداخلة تحت حيطة قوله تعالى؛ فإنها لم تقل، أي لم تدخل، تحت حيطة قول اهللا وأما الحروف العاليات . ألنها '

عين معاني األسماء اإللهية، فاندرج في الحقيقة المحمدية حقيقة كل حق ألن الحق فالحقيقة أصل )] 19[(»لكل حق حقيقة«): ص(قال . الشيء الثابت وحقيقته أصله

لحقيقة المحمدية أصل الشيء وماهيته التي كان بها هو، فحقائق األشياء أصولها وااألصول كلها وهي عين الفروع كلها، ولذا وصفها رضي اهللا عنه بالكبرى إذ ال أكبر

الجمع : منها ألنها تجمع الحقائق األولية القديمة، والحقائق الحادثة، ولذا قال بعضهموالتحقيق . المحمدي أعم من الجمع اإللهي ألن الجمع المحمدي يجمع الحادث والقديم



ل واآلخر والظاهر والباطن {]3اآلية : الحديد: [قال تعالى. هو هو أنه ، فلم } هو األو .يغادر بهويته صغيرة وال كبيرة إال أحصاها

وللقوم رضوان اهللا عليهم في الحقيقة المحمدية أقاويل كثيرة، من أحسنها قول العارف ؛ الحقيقة المحمدية هي سر : رضي اهللا عنهماأفضل الدين تلميذ سيدي علي الخواص

وجوب الوجود الذاتي الممدة لحقائق الممكنات األسمائية والصفاتية من عالم البطون » إلى عالم الظهور بالتدريج القابل لتفصيل المظاهر الكونية، وتفصيل حقائقها اإلنسانية

.انتهىالذاتي الذي ال يعبر عنه وال يخفى أن الحقيقة المحمدية أول التنزالت من الطمس؛

بعبارة وال يرتقى إليه بإشارة وال ينبأ عنه باسم وال يهتدى إليه بوسم، والى ذلك اإلشارة يخبر عن ) ص(، وقال )] 20[(»أول ما خلق اهللا نور نبيك يا جابر«): ص(بقوله واهللا أخبر عن نفسه أنه نور السماوات واألرض، )] 21[(»إن حجابه النور«: ربه

فحجابه عينه الذي هو النور المحمدي، وسيأتي في كالم صاحب الصلوات رضوان اهللا .اللهم إني أسألك بنور األنوار الذي هو عينك ال غيرك: عليهنورا محضا كانت فضالته مقدسة طاهرة وعرقه طيبا حتى ) ص(ولما كانت بشريته ؛

ف ظل كاألجسام الكثيفة، ولذلك كان يهدى من عرقه للعرائس، ولم يكن لجسمه الشريوهذا النور المحمدي هو المعني بروح اهللا )] . 22[(»إني أراكم من وراء ظهري«: قال

فروح اهللا نور } ونفخت فيه من روحي{]29اآلية : الحجر: [المنفوخ في آدم، قال تعالى .، والى ذلك اإلشارة)ص(محمد

:بقول سيدي علي وفا قدس سره؛ أبصر الشيطان طلعة نورهلو ؛

؛في وجه آدم كان أول من سجد أو لو رأى النمرود باهر حسنه؛

؛عبد الجليل مع الخليل وما عند



: النجم: [وأما وصفه رضي اهللا عنه طامة الحقائق بالكبرى، فإشارة إلى قوله تعالى؛يعني } *أى من آيات ربه الكبرى لقد ر *ما زاغ البصر وما طغى {]17،18اآليتان

رأى حقيقته التي هي طامة الحقائق، فهي آية ربه الكبرى إذ لم يكن أكبر منها وال عن نفسه إذ ما ثم سواه حتى يزيغ إليه، وما ) ص(أشمل وال أجمع، فما زاغ بصره

ت ذو عرش طغى أي ما ارتفع عن حقيقته إذ لم يكن أرفع منها فهو رفيع الدرجا :ولذلك قال رضي اهللا عنه) ص(فعروجه منه إليه . االستواء

)سر الخلوة اإللهية ليلة اإلسراء( .المراد باإلسراء ما يشمل الشهادي والغيبي فيصدق على المعراج؛اعلم رحمك اهللا أن اإلمام الهجرسي رضي اهللا عنه شرح هذه الحكمة ولم يكشف عنها

الخيام، ولعله خاطب الناس على قدر عقولهم، إذ ال بد لمن اللثام بل بقيت مقصورة فيشرحها أن يوضح الخلوة اإللهية ليلة اإلسراء ما هي، وأن يوضح سرها ما هو، فاعلم

لحقيقة نفسه كما قال اهللا ) ص(أيدك اهللا، أن الخلوة اإللهية ليلة اإلسراء كشف محمدألن التجلي الذاتي من اهللا } نما يهتدي لنفسه من اهتدى فإ {]15اآلية : اإلسراء: [تعالى

اآلية : األنعام: [تعالى ال يكون إال بصورة االستعداد غير ذلك ال يكون لقوله تعالىوفي أنفسكم أفال {]21اآلية : الذاريات: [وقال تعالى} فمن أبصر فلنفسه {]104

.} *تبصرون جامع لجميع األسماء اإللهية واألسماء الكونية على ) ص(يخفى أن استعداد محمد وال؛

إن الشوكة «: االستيفاء، فهو الواجد لمواجيد العالمين بأسرهم كما يشير إليه قولهفهو يعلم كل معلوم من علمه بنفسه، فالخلوة )] 23[(»لتصيب أحدكم فأجد ألمها

وجسمه ) ص( يبلغها اإلحصاء على هيكل محمداإللهية تجلي األسماء الحسنى التي الالعنصري ليحصل التطابق ما بين الغيب والشهادة، والحس والمعنى، والروح والصورة،

.فيكون مرآة اهللا أوال وآخرا وظهورا وبطونا عليما بكل شيء ألن المؤمن مرآة أخيه



محض، فال والوجود اإللهي من حيث اإلطالق طمس» المؤمن«ومن أسماء اهللا ؛وال أكمل لظهور اهللا . تظهر األسماء والصفات إال بمظهر حكمي واستعداد عبدي

، فتجلت ذات اهللا بحكم محمد فرأى اهللا )ص(بأحكام ألوهيته وتمام أسمائه من محمدفالخلوة اإللهية ال سر لها ـ أي ال تقوم وتظهر ـ إال بهذا السيد . نفسه برؤية محمد نفسه

يقتضي الرائي والمرئي } لنريه من آياتنا{]1اآلية : اإلسراء: [كان قوله ولما. الجامعوذلك ينافي شأن األحدية والخلوة اإللهية، صدر اهللا تعالى آية اإلسراء بصيغة التنزيه

أي كشف لمجلى هويته المسمى } سبحان الذي أسرى بعبده {]1اآلية : اإلسراء: [بقولهد عن حقيقة نفسه ليال، أي غيبا، فكان ذلك الغيب هو المسمى بالعبد ألن الباطن بالعب

عين الظاهر، فإن اهللا تعالى لم يظهر عن بطون سابق ألنه عمن يبطن وما ثم إال .هو، ولم يبطن عن ظهور سابق فلمن يظهر وما ثم سواه

:قال الشيخ األكبر بلسان هذه الحضرة؛ سوانالو ظهرنا للشيء كان ؛

؛وسوانا ما ثم أين الظهورفالخلوة اإللهية ليلة اإلسراء سقوط السوى بالكلية واندراج الحقائق كلها بحقيقة األحدية ؛

بذاته ألنه من حيث غيبه وشهادته سر هذه الخلوة، فاإلسراء ) ص(فهي خلوة محمدل {]3اآلية : الحديد: [والمعراج له بروحه وجسمه واال لم يكن مجلى لقوله تعالى هو األو

واذا لم يكن مجلى هذه الحقائق لم . } *واآلخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم يكن كامال، وال شك أنه الكامل على اإلطالق الذي يستمد كل كامل من كماله منذ

.أحب اهللا أن يعرفأي } لنريه من آياتنا{]1اآلية : اإلسراء: [تعالىولما كان سر هذه الخلوة اإللهية، قال ؛

لنشهده حقائق أسمائنا متجلية من غيبه، ظاهرة بجسمه الشهادي الظاهر العنصري، فما ، هو السميع )ص(يرى هذه اآليات إال في نفسه، ولذا قال إنه، أي الرائي، وهو محمد

اآلية : الفتح: [، عين قوله} لنريه {]1ية اآل: اإلسراء: [من نفسه البصير لحقيقته، فقوله



فإن الفتح عند القوم أن يكشف لك عنك فترى نفسك كل } *إنا فتحنا لك فتحا مبينا {]1شيء فتعلم كل شيء من علمك بنفسك، فتظهر نفسك بمرآة علمك على ما هي عليه،

هي عليه صورة المرئي بها، وهذا معنى فيعلمها العلم منها، إذ المرآة ال تعطي إال ماتبعية العلم للمعلوم الذي يقول به اإلمام محيى الدين، ألن اهللا تعالى علم نفسه فعلم العالم من علمه بنفسه، إذ كل الصيد في جوف الفرا فكان علمه تابعا لمعلومه الذي هو

لرحمن الرحيم بمقالة فتح ا«وتمام تحقيق هذه المسألة في رسالتنا . نفسه بما هي عليه .»]الجيلي[، والغوث عبد الكريم ]محمد بن عربي[الشيخ األكبر

سر الخلوة اإللهية ليلة اإلسراء، اندراج كماالت اهللا ) ص(والحاصل أن معنى كونه ؛ تعالى بجميع أسمائه العلية وشؤونه الذاتية بالتحقيق العيني الذاتي في هيكل

ري، وذلك عنوان جمعيته ما بين الظهور والبطون، وجسمه البشري العنص) ص(محمدوالى ذلك اإلشارة بقوله . واألولية واآلخرية، واإلطالق والتقييد، والربوبية والعبودية

فجمع ما بين قوسي دائرة الحق والخلق بنقطة )] 24[(» أوتيت جوامع الكلم«): ص(ا األرضي عين روحها ذاته التي مبتداها عين منتهاها، وظهورها عين بطونها، وجسمه

القدسي، ولو لم يكن العروج بجسمه الترابي األرضي العنصري، لم يكن مجلى لكماالت اهللا على االستيفاء، إذ من جملة كماالت اهللا العين والوجه واليد والرجل والقدم، كما

وكذا . ، وما يبطش إال بيده الجسمية الترابية)] 25[(»كنت يده التي يبطش بها«: وردالتي يمشي بها من التأويل : فاحترز بقوله)] 26[(»كنت رجله التي يمشي بها«: قوله

وهذا الحديث قصم . الذي يخرج الكالم عن ظاهره ألنه ما يمشي إال برجله المعلومةظهر المنزهين اهللا بعقولهم الذين يتبعون ما تشابه من الكتاب كاالستواء واليد والقدم

، أي طلبا لما اختبر اهللا به عباده، وكان من حقهم أن ال يخوضوا والوجه ابتغاء الفتنةفي آياته بغير إعالم منه، وابتغاء تأويله إلخراجه عن ظاهره، فال يؤمنون به إال من جهة تأويلهم فهم ممن يحرفون الكلم عن مواضعه بتأويلهم الفكري، الذي يحكمون به

واهللا ما نزه نفسه هذا التنزيه البارد وال نزهه هو منزه عن كذا، : على اهللا ويقولون



أن اهللا يعجب ويفرح ويضحك ويكذب ويشتم ) ص(بل أخبر رسول اهللا) ص(رسولهليتمم مكارم األخالق، أي أخالق ) ص(ويؤذى ويصبر على األذى، فبعث رسول اهللا

لك وارد في حق اهللا اهللا، فكذب وشتم وأوذي وجاع وظمىء ومرض واستقرض وكل ذتعالى، فانطبق اسم اهللا عليه على الكمال والتمام، فتبارك اسم ربك ذي الجالل

.واإلكرامولما هبت هذه النفحة المحمدية، وأشرقت شمس هذه الخلوة اإللهية بسماء قلب ؛

:الحضرة الجيلية، قال مشيرا لتحققه بحكم األحدية لي الملك في الدارين لم أر فيهما

واي فأرجو فضله أو فأخشاهسولما انجلت حجب الذات عن عين بصيرة صاحب هذه الصلوات، ورسخ قدمه في هذه ؛

التجليات، أنبأ عن سامي هذا المقام بصريح العبارة وجلي اإلعالم، فقال رضي اهللا ، االسم اهللا مرجع الصفات واألسماء الخفية »وتجلى لي يا إلهي باسم الذات«: عنه

فا تجليا ينسف بصرصر عظمته وكبريائه جبال الخياالت الخلقية في نظري توحيدا صر نسفا فيذرها قاعا صفصفا فتزول غشاوة عمش األغيار عن بصري وبصيرتي، بل وعن ذاتي كلها، حتى تكون ذاتي كلها عينا ذاتية إلهية من جميع الوجوه، وأكون كلي وجها

وال أشهد وال أرى في إياي وفي كل شيء وفي ال واحدا إلهيا ال أعلم من جميع جهاتي .شيء إال إياك، انتهى

ولما أشار رضي اهللا عنه للمشهد الجمعي بسر الخلوة اإللهية أعقبه بالمنظر الفرقي، ؛ :فقال

)تاج المملكة اإللهية(بعد أن انفرد بسر الخلوة اإللهية انجلى بتاج المملكة اإللهية ليعلم ) ص(يشير أنه ؛طالب بما تفضل من ذاك المقام األسمى من الحضرات واألسماء متنزالت من العين ال



األحدية إلى المشارب الفرقانية المنوطة بالمملوك والمالك، والمتنوعة بفنون الطرق :والمسالك، فأقول في البيان وعلى اهللا التكالن

ن اهللا تعالى خلق العالم اعلم، رحمك اهللا، أن المملكة اإللهية هي النسخة اإلنسانية أل؛عبدي خلقتك من أجلي وخلقت األشياء «: لإلنسان وخلق اإلنسان له كما ورد في الخبر

)].27[(»من أجلك، فال تضع ما خلقت من أجلي فيما خلقت من أجلكرأس أهل العبودية وامامهم وسراجهم وعالمهم، فإن مراد الحق ) ص(والمراد أنه ؛

وما خلقت الجن واإلنس {]56اآلية : الذاريات: [ادته كما قالتعالى من هذه المملكة عبوله األولية في ) ص(وتاج العابدين، أي رأسهم، هو السيد األعظم } *إال ليعبدون

قل إن كان للرحمان {]81اآلية : الزخرف: [مقامات العبودية كما يشير له قوله تعالىل العابدين ولد ف كنت نبيا وآدم بين «: وهذه اآلية الكريمة تشهد لصحة حديث} *أنا أو

فإنه ما عبد اهللا في موطن األولية إال عن نبوة أزلية ال عن تقليد )] 28[(»الماء والطين :منبع النبوة وهي له باألصالة ولغيره بالنيابة عنه، كما قيل) ص(ألنه

رسل الكرام أتواكل النبيين وال نيابة عنه في تبليغ دعواه

فهو الرسول إلى كل الخالئق في كل العصور ونابت عنه أفواه

ولما كان التاج زينة الملك في مملكته كان السيد األعظم زينة اهللا تعالى في المملكة ؛ة وزينة اهللا تعالى أسماؤه الحسنى التي بيدها خزائن تلك المملكة وهي المنفذ. اإللهية

ولكل اسم إلهي في تلك المملكة مرتبة خاصة وبيده أمر خاص . ألوامر تلك المملكةوالية : يتولى تنفيذ ذلك األمر في المملكة اإللهية المتضمنة ألربع واليات إحاطية

والتاج اإللهي الذي هو االسم . األول، ووالية اآلخر، ووالية الظاهر، ووالية الباطنفوق جميع مملكة األسماء كلها التي هي زينة المملكة اإللهية األعظم، وهو االسم اهللا،

.مجلى االسم األعظم الذي هو اهللا، وهو المعبر عنه بالتاج) ص(فهو



اآلية : اإلخالص: [قال الغوث الجيلي رضي اهللا عنه في الكالم على قوله تعالى؛إلى آخر السورة، هو إن المخبر عنه بلفظة هو اهللا أحد،} *قل هو الله أحد {]1

الضمير المستتر بفعل األمر الذي هو قل المقدر ذلك الضمير بأنت، يعني أنت هو انسب لنا ربك، فأخبر أن نسبه هو النسب الكلي : اهللا أحد، وهذه السورة نزلت لما قالواد ما كان محم {]40اآلية : األحزاب: [قال تعالى. المندرج فيه جميع األنساب الجزئية

ولكن {]40اآلية : األحزاب: [فسلب عنه النسب الجزئي، ثم قال} أبا أحد من رجالكم اليوم أضع أنسابكم وأرفع «: واإلضافة بيانية بقول اهللا بالصورة المحمدية} رسول الله

فجميع األنساب مجتمعة في بحر هذا النسب األعظم وهو عين الجميع )] 29[(»نسبيما وروحا، وحقيقة كل ولد ووالد، فال يكافئه أحد ألنه الواحد الذي انتشأت منه سائر جس

ينبوع الحقائق الوجودية، أي : مراتب العدد، فلذا قال الغوث سيدي أحمد رضي اهللا عنهفمنه )] 30[(»أوتيت جوامع الكلم«): ص(أصلها ومستمدها، واليه اإلشارة بقوله

.ال، وليس على اهللا بمستنكر أن يجمع العالم في واحدتفرعت الحقائق علوا وسفإن «: وورد. ومما يفيدك أنه أصل الوجود وسنده، ومبدأ العالم وممده أن مقامه الحبيب؛

فكان حبيب اهللا لجماله ألنه تعالى يحب الجمال، وقد )] 31[(»اهللا جميل يحب الجمالوب، فما أحب تعالى إال أنه هو الجميل، فصح أنه المحب والمحب) ص(أخبر عنه

كنت كنزا مخفيا ال «: وفي الحديث القدسي. وبالحب اإللهي ظهر الوجود. نفسه: فقوله)] . 32[(»أعرف، فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق وتعرفت إليهم فبي عرفوني

كذلك، ) ص(ألن عددها بالجمل اثنان وتسعون واسم محمد) ص(فبي، إشارة إلى محمدأن المعروف من اهللا ) ص(المكنى بها عن محمد) فبي(يث القدسي بإشارة فأفاد الحد

وهي أول التعينات الذاتية، وما وراء ذلك من الحقيقة الكلية ال ) ص(تعالى حقيقة محمدتتصف بأنها وجود وال بأنها عدم وال يطلق عليها اسم من األسماء إذ هي وراء األسماء

، واالسم أحد، فال قدم ألحد في العلم به حتى كلها، حتى االسم اهللا، واالسم هوال أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على «): ص(، ولذلك قال )ص(محمد



ال تدركه األبصار وهو يدرك {]103اآلية : األنعام: [، وقال تعالى)] 33[(»نفسكيعني ال أرى منه إال »نور أنى أراه«: هل رأيت ربك، فقال): ص(وسئل . } األبصار

النور المتعين بحقيقتي، ال النور المطلق الذي ال يحكم عليه بوجود أو عدم، فهو وراء التجلي والرؤية، ووراء األسماء والتعينات والشؤون واالعتبارات، ولذلك ما أمرنا اهللا

د أنا، وتوحيد تعالى إال بتوحيد األسماء كتوحيد اإلله، وتوحيد هو، وتوحيد اهللا، وتوحيالتي هي الوجه ) ص(ومرجع ذلك كله حقيقة محمد. أنت، مما ورد في القرآن العظيم

هي وجود كل شيء، فهو هوية اهللا ) ص(الوجودي من ذات اهللا تعالى، فحقيقة محمدل واآلخر والظاهر والباطن و {]3اآلية : الحديد: [المخبر عنها بقوله تعالى هو هو األو

وال يخفى أن حقائق الوجود بأسره تنحصر في هذه األمهات األربع، } *بكل شيء عليم :، وذلك معنى قول سيدي أحمد قدس اهللا سره)ص(وحقائق هذه األربع من حقيقة محمد

)ينبوع الحقائق الوجودية(طالق والتقييد، بل فخص بالذكر الحقائق الوجودية ال ما هو وراء الوجود المنزه عن اإل؛

.عن الذكر والعبادة والتوحيد) ص(ومن هذا الوجه كان خوف األنبياء والمرسلين عليهم الصالة والسالم، فمحمد؛

: ، والخليل عليه السالم يقول] 9اآلية : األحقاف[} ل م ن ه و ى ي { : يقول .} يشاء ربي شيئا وال أخاف ما تشركون به إال أن {]80اآلية : األنعام[لئن أشركت ليحبطن {]65اآلية : الزمر: [ومن هذه الحضرة قيل لسيد المحبوبين؛

، فهي حضرة وراء العلم والمعلوم، فهو وان كان أوتي علم األولين واآلخرين، } عملك أنا «: يقول) ص(كان ويعلم أنه ال يشرك، إال أنه يخشى ما هو وراء العلم، ولذلك

ومن هنا صحت له العبودية الكاملة التي ال )] . 34[(»أعلمكم باهللا وأخوفكم منهيتقدمه فيها أحد فكان أول العابدين بنص كالم اهللا تعالى، فقد التقى بحقيقته قوس

قاب القوسين، أي الفاصل بينهما، أو أدنى، أي ) ص(الربوبية وقوس العبودية، فكان رة الجامعة بين هذين القوسين، فهو الجامع المفرق، فلذا خص بالقرآن من نقطة الدائ



حيث الجمع، والفرقان من حيث الفرق، فهو الوجود بتمامه إجماال وتفصيال وهو الحري :بقول القائل

هذا الوجود وان تعدد ظاهرا وحياتكم ما فيه إال أنتم

بذاتي فاقشعر جلدي ) ص(بتنزل مدده وأقسم باهللا حين كتابتي هذه العبارة أحسست؛واضطربت أعضائي وتحدرت دموعي وأخذني الدهش مما نزل بي، وورد علي قول

:الشيخ األكبر قدس سره أال بأبي من كان ملكا وسيدا وآدم بين الماء والطين واقف فذاك الرسول األبطحي محمد له في العال مجد تليد وطارف

في آخر المدى أتى بزمان السعد وكان له في كل عصر مواقف

أتى النكسار الدهر يجبر صدعه فأثنت عليه ألسن وعوارف إذا رام أمرا ال يكون خالفه

وليس لذاك األمر في الكون صارفولما وصفه صاحب الصلوات قدس سره بأنه ينبوع الحقائق الوجودية بحقيقته النورية ؛

:األحدية، أعقب ذلك بقوله )الوجود وسر بصيرة الشهودبصر (شجرة هوية الوجود الجامعة ألغصان ) ص(بصر الوجود، فقد تقدم أنه : أما قوله؛

الحقائق المتفرعة المكسوة بأوراق الصور وأنهار األرواح وثمرات المعاني على اختالف طعوم أذواقها من جالل وجمال وبسط وقبض وأول وآخر وظاهر وباطن إلى ما ال



األسماء والصفات والشؤون واالعتبارات، فحقيقته الجامعة هي عين كل يتناهى منبجسمه الهيكلي الصوري إنسان كل عين، الماحي بنور هدايته، ) ص(عين، وهو

المشرق نقطة الغين فهو بصر الوجود الذي به أبصرنا الهداية من الضالل، والجمال ري وهيكله البشري كله من الجالل، وعرفنا النقص من الكمال، فهو بجسمه الصو

لقد رأى *ما زاغ البصر وما طغى {]17،18اآليتان : النجم: [بصر، فلذا قال تعالى، فما رأى إال إطالق حقيقته الجامعة متجلية بسائر أسماء } *من آيات ربه الكبرى

. ر عنه بالبصركماالتها في جسمه البشري وهيكله العنصري الترابي المعب كله بصر، جسما وروحا، إطالقا وتقييدا، فروحه بصر، وجسمه ) ص(فالمصطفى

، فجسمه روح الحياة، ولذا نبع الماء )ص(بصر، فلذا كان المعراج بجسمه وروحه من بين أصابعه، وتفل في بئر ملح فعذب ماؤها، فما تغالى به العاشق )] 35[(النمير

:في محبوبته من قوله تفلت في البحر والبحر مالح ولو

ألصبح ماء البحر من ريقها عذبا فهو صادق عليه بال كذب وال غلو، بل لو تفل في جهنم النقلبت بجميع طبقاتها جنة ؛

النعيم ولعاد حميمها شرابا مزاجه من تسنيم، وحين ما يعطف على من سرادقها بهم ولسوف {]5اآلية : الضحى: [ىأحاط، يلج الجمل في سم الخياط، وذلك سر قوله تعال

وكونه سيد ولد آدم يستلزم إغاثة كل فرد منهم على التعيين، } *يعطيك ربك فترضى وكيف ال وقد أرسله اهللا رحمة للعالمين فأغناه اهللا برحمته التي وسعت كل شيء ألنه

ووجدك {]8اآلية : الضحى: [عائل آدم الذي هو سيد عليهم، ال شك عيلته، قال تعالىوهذا )] . 36[(»أحب الخلق إلى اهللا أنفعهم لعياله«): ص(وهو القائل } *عائال فأغنى

السيد البديع ال شك أنه أنفع الجميع، فيستوي باالسم الرحمن على عرش مملكة اإلنسان من يجير ف {]28اآلية : الملك: [فيجير الكافرين باسم الرؤوف الرحيم، قال تعالى

: مريم: [، وقال تعالى} قل هو الرحمان {]29اآلية : الملك[} الكافرين من عذاب أليم



لقد *إن كل من في السماوات واألرض إال آتي الرحمان عبدا {]93،94اآليتان فال يشذ منهم أحد، } وعدهم عدا{]94اآلية : مريم[ته أي برحم} *أحصاهم وعدهم عدا

].95اآلية : مريم[أي آتي الرحمن يوم القيامة } وكلهم آتيه {]95اآلية : مريم[واذا الذ الخالئق بالرحمن فال يعاملهم إال بما يقتضيه اسمه من الفضل واإلحسان ؛

): ص(يث المسلسل باألولية، وهو قوله والرحمة والرضوان، ولهذا السر ورد الحدالراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في األرض يرحمكم من في «

وما ذلك على الله {]20اآلية : إبراهيم[، ومن في األرض يعم الشقي والسعيد »السماء .} يريد إن ربك فعال لما {]107اآلية : هود[، } *بعزيز

سبح بنا جواد القلم في تيار هذا البحر الخضم، فلنعد إلى ساحل اإلشارات ونجري في ؛بصر الوجود المنجلي بنور ظهوره حقيقة ) ص(لما كان : فسيح ميدان الصلوات، فنقول

سر بصيرة الشهود، فصح أنه الشاهد ) ص(كل موجود، أخبر غوث اإلمداد والجود أنه اآلية : الطور: [المنجلي في مراتب العدد والمعدود بإشارة قوله تعالىوالمشهود، والواحد

، فهو العين المتفرقة بما تكاثر من العيون، وبذلك أفصح سر قوله } فإنك بأعيننا{]48اآلية : الفرقان: [، وقال تعالى وتبارك} *ن والقلم وما يسطرون {]1اآلية : القلم: [تعالىل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا{]1 ، ففرقان األسماء والصفات } الذي نز

متنزل على عبد هويته الذات، فكان للعالمين الذين هم صور هذه األسماء نذيرا لهم من الجود، أنفسهم، بحسب استعداداتهم وبحسب مشاربهم من األسماء اإللهية يفيض عليهم

فهو نور بصائرهم التي بها يكون اإلدراك والشهود، وسر البصيرة هو اإلدراك، فبه يكون اإلدراك والشهود إذ هو نور الذات الساري في جميع األسماء والصفات، ) ص(

فهو سر بصيرة اإلدراك والشهود، إذ بنوره تحققنا بالوجود، فال شيء إال وهو به منوط، :ولذا أعقب ذلك رضي اهللا عنه بقوله .وبسره الساري محوط

)حق الحقيقة العينية وهوية المشاهد الغيبية(



إن الحقيقة العينية التي هي ذات اهللا تعالى، المعبر عنها : يقول رضي اهللا عنه؛بالوجود المطلق، هي من حيث إطالقها طلسم محض ليس لها ظهور بل وال بطون،

كم مظهر تتجلى فيه حسب استعداده فينسب لها فال يتحقق ظهورها وبطونها إال بح :الظهور والبطون بالنسبة لذلك المظهر، ولذلك قال الشيخ األكبر

وليس تنال الذات في غير مظهر ولو هلك اإلنسان من شدة الحرص

وال يخفى أن النور المحمدي أول التنزالت الذاتية من بطون العمائية إلى ظهور مرتبة ؛، فلم تكن ثابتة بالمرتبة الشهادية إال بهذا »كنزا مخفيا «الذات قبل ذلك األحدية، وكانت

التنزل النوراني المحمدي، فبالتجلي والظهور حقت وثبتت، فحق هذه الحقيقة العينية التي حقت وثبتت هو فيضها وهو النور المسمى بالحقيقة المحمدية، وقد أبان ذلك

وهذا التجلي هو المعبر عنه بالفتق . ق الكالم عليهوسب» كنت كنزا لم أعرف«: حديثأي ستروا } أولم ير الذين كفروا{]30اآلية : األنبياء: [في كالم اهللا تعالى، قال تعالى

وجود الحق تعالى بالخلق الصوري الشهادي والكثرة الفرقانية التي ألهتهم عن شهود أن السماوات الروحية } *ألهاكم التكاثر {]1اآلية : التكاثر: [األحدية، كما قال تعالى

واألرض الجسمية كانتا رتقا أي عينا ال تتميز باسم من األسماء وال تعرف بحكم من األحكام، ففتقناهما من هذه العين بفيضان النور المحمدي القابل للتعينات الفرقية

من الماء الذي هو عين ذلك النور، كل والتجلي بالصور السمائية واألرضية، وجعلنا .شيء حي، ألن ذلك النور سر الحياة القيومية بحقيقة كل شيء

فلما انفك المعمى وظهرت األسماء بنور السيد األسمى، حقت حقيقة عين الوجود ؛فقول سيدنا صاحب الصلوات رضوان اهللا عليه يشير لقوله . وتميز العابد من المعبود

فإن ضالله بطونه في الكنز } *ووجدك ضآال فهدى {]7اآلية : ضحىال: [تعالىالمخفي فهو التفاف ساق محمد بالساق اإللهي، فهو المكنوز في الكنز، وهدايته بطون

والعجب أن ذلك بطون . الحق فيه ليكون الظاهر لنفسه، فبظهوره عرف الكنز المخفي



ية، فكان بطونه ظهورا وهو التفاف ساق إلهي للحق، فظهر ببطونه في الحقيقة المحمدبساق محمدي، فأحب الحق أن يعرف ببطونه بظهور الحبيب مع أن ذلك له هو

:البطون بعينه، وبهذا البطون ظهر كما أنه به احتجب، كما قيل وما احتجبت إال برفع حجابها؛

؛ومن عجب أن الظهور تسترنوز، فما كمل مقام الوجود إال بالحقيقة العينية فالظهور عين البطون، والكنز عين المك؛

وفيوضاتها المحمدية، فالتف ساق البطون بساق الظهور وبذلك صح الغيب والحضور، فإذا التف ساق الحق بساق الخلق بطن الحق وظهر الخلق، واذا التف ساق الخلق

لى ربك يومئذ إ {]30اآلية : القيامة[بساق الحق بطن الخلق وظهر الخالق وكان فااللتفاف بطون أحد الحكمين بظهور اآلخر مع أن الحق والخلق اسمان } *المساق

لعين واحدة، اختلف الحكم فاختلف االسم كالثلج والماء، فإن الثلج صورة للماء وهو عينه، فبالصورة حدث للماء اسم الثلج كما حدث للحق بالظهور اسم الخلق، وبذلك

:الجيلي فقالأفصح وما الخلق في التمثال إال كثلجة وأنت لها الماء الذي هو نابع ولكن بذوب الثلج يرفع حكمه

ويوضع حكم الماء واألمر واقعوما خلقنا السماوات واألرض وما بينهما إال {]85اآلية : الحجر: [ولذلك قال اهللا تعالى؛

ر المحمدي الذي كان باطن الكنز اإللهي، وبطونه عين بطون كنزه، وهو النو } بالحق مخفيا، والمخفي هو المكنوز ال الكنز، كما أن ظهور هذا المكنوز ظهور : ولذا قال

كما قاله ) حق الحقيقة العينية): (ص(فصح أنه » أنا من أهوى ومن أهوى أنا«الكنز .يهالغوث سيدي أحمد صاحب الصلوات رضوان اهللا عل



) هوية المشاهد الغيبية: (حق الحقيقة العينية صح أنه) ص(وحيث تقرر وثبت أنه ؛ليس ) ص(يريد رضي اهللا عنه أن السيد األعظم والبحر المطمطم والسر المطلسم

مقيدا بما ظهر من البشرية والصورة الجسمية إذ هو مع ذلك حق الحقيقة العينية وهوية ي شهادة، وحق في خلق، ونور في بشر، ومعنى في المشاهد الغيبية، فهو غيب ف

حس، واطالق في تقييد، ومنزه في تشبيه، فهو المثل األعلى والسر األجلى، بشريته من رآني فقد رأى «: بقوله) ص(غيبية، وكثرته أحدية، وخلقيته حقية، والى ذلك أشار

حديته المتكاثرة بصور فهو نور اهللا المتقلب في الساجدين وعين أ)] 37[(»الحقلبنى وسلمى وهند وأسماء، ويترنمون به نهارا وليال : العالمين، ولذلك يكني عنه القوم بـ

نعمى وسعاد، : سعدى وليلى، ويهيمون به في كل واد ويرمزون لعشقه بـ: ويدعونه بـوأوضح وليس إال هو المعني والمراد النجالئه لهم في سائر العباد، كما أفصح من قال

:عن الحال عباراتنا شتى وحسنك واحد؛

؛وكل إلى ذاك الجمال يشيرفالوجود كله وجوده، والشهود بأسره شهوده، والكرم والجود بتمامه، وكماله كرمه ؛

وجوده، هو المثبت صور الناسوت بنقطة الغين والماحي لها بالهوت سر العين، ين، ويا حقيقة الحقائق، ويا عين كل عين، فصلى اهللا وسلم عليك يا جامع الشمل والب

:ناداك المحب المقسم بحياتك إذا كنته بحقائق أسمائك وصفاتك أيا روح روح الروح والراحة الكبرى

ويا سلوة األشجان للكبد الحرا ويا منتهى اآلمال يا غاية المنى حديثك ما أهناه عندي وما أمرا يا كعبة التحقيق يا قبلة الصفا

رفات الصب يا طلعة الغراويا ع



أنبناك أخلفناك في دار ملكنا تصرف لك الدنيا جميعا مع األخرى

فلوالك ما كنا ولوالي لم تكن فكنت وكنا والحقيقة ال تدرى فإياك نعني بالمعزة والغنى واياك نعني بالفقير وال فقرا

لوجود المنجلي ألهل هو بصر ا) ص(ولما كشف رضي اهللا عنه أن النور األعظم ؛المشاهد بصورة كل شاهد ومشهود، زاد في البيان والتوضيح لسر هذا المعنى

:بالتصريح، فقال ).تفصيل اإلجمال الكلي اآلية الكبرى في التجلي والتدلي(، وعلى )ص(اعلم توالك اهللا وايانا باسمه المبين، وكشف لنا عن حقيقة الخاتم األمين

ين في كل وقت وحين، أن هذه الصلوات المباركة منبئة بمعرفة قدر آله وصحبه والتابعوما انطوى عليه من الكماالت، وما تفصل فيه من الحقائق الكليات، وما ) ص(النبي

ذاك إال أن صاحبها رضوان اهللا عليه قطب دائرة الكمال ومستوى حقائق الجمال ، يعني ) طامة الحقائق الكبرى(عظم والجالل، فأفادنا رضي اهللا عنه أوال أن السيد األ

، يعني أنه ) سر الخلوة اإللهية ليلة اإلسراء(الحقيقة التي تجمع الحقائق كلها، وأنه سر أحدية هذه الحقيقة الطامة، فالخلوة اإللهية هي األحدية وسرها غيبها ) ص(

زلت منه أنه هو الغيب الذي تنزلت منه األحدية، والغيب الذي تن: وباطنها، يعنيالواحدية المندرج بها جميع األسماء، هو ذات اهللا تعالى، فما أبصر ليلة اإلسراء سواه،

.وال كشف إال إياه، ما زاغ البصر، ينقلب إليك البصر، يعني أنه مجلى االسم األعظم ) تاج المملكة اإللهية(ثم أبان رضي اهللا عنه أنه ؛

ية المشبهة بالسلطان وفوقه هو التاج، فكما أن الذي هو كالتاج لمملكة األسماء اإللهينبوع الحقائق (التاج يعلوه، كذلك االسم األعظم يعلو جميع األسماء فيستدعي ذلك أنه



الشافي هو اهللا، الحفيظ هو : بأسرها، إذ كل الحقائق مجتمعة باهللا، فتقول) الوجوديةى اهللا معنى كل اسم من األسماء، اهللا، الرحيم هو اهللا، الودود هو اهللا، فيندرج في معن

.فهو المعنى الذي يجمع المعاني وال يجمعه غيرهولما اجتمعت فيه هذه الحقائق وتنوعت منها المسالك والطرائق، احتيج لتمييزها إلى ؛

بصر الوجود وسر بصيرة ) (ص(بصر يميزها ويفصل بعضا من بعض، فأبان أنه الذي يفصل من الينبوع جداول الحقائق وسلسبيالتها ، فعلمنا أنه هو البصر) الشهود

المتنوعة المشارب والمختلفة المذاهب، وهذه األنهار المتفجرة من الينبوع هي عين الذي به يدرك وجود ) بصر الوجود(الينبوع فهو سر بصيرة الشهود، يعني أنه هو

أنه الشاهد والمشهود األشياء وتفصيلها وهو أيضا المدرك المشهود بذلك البصر فصحوالمانح المعطي اآلخذ لما أعطاه من الجود، وحيث كان كذلك فهو تفصيل اإلجمال

.الكلي واآلية الكبرى في التجلي والتدليحسبما يهبه اهللا الفتاح، وان علم مما تقدم، ) اإلجمال الكلي(وال بد أن نتكلم على ؛

كل صورة في هذا الوجود لها من حيث فاعلم أوال، علمك الرحمن الذي علم القرآن، أننفسها إجمال، وان تعينت بصورة خاصة كصورة الشمس مثال أو القمر أو السماء أو

وان من شيء إال عندنا خزائنه {]21اآلية : الحجر: [األرض أو اإلنسان، لقوله تعالىله إال بقدر معلوم المراد ما من صورة في الوجود إال عند اهللا تعالى من ف. } *وما ننز

عندنا، فأشار للكثرة األسمائية، : حيث أسمائه المتنوعة الحقائق، خزائنها، ولهذا قالوالخزائن هي حقائق أسمائه وتعييناتها، فكل صورة في الوجود مختزنة بحقائق أسماء

إنزالها من تلك الخزائن فينزلها إلى فإذا أراد اهللا. اهللا تعالى على االستيفاء والكمالالتعين الصوري من جميع خزائن أسمائه بقدر معلوم، والقدر هو مرتبتها من التعين كالنارية أو الحجرية أو اإلنسانية أو ما شاء اهللا من أشخاص صور األشياء، ومن

األسماء الوسع اإللهي أنها إذا نزلت من تلك الخزائن فتنفجر من عين صورتها جميعوالسر في ذلك هو األحدية، ولذلك . اإللهية بتمامها فتكون األسماء أصال لها وفرعا



كل شيء فيه كل شيء، فال تجزي وال تعدد بل عين واحدة إجمالها واحد : قالوالناه {]12اآلية : اإلسراء: [وتفصيلها واحد، ولهذا السر قال تعالى وكل شيء فص

فاهللا تعالى متجل◌ بكمال ذاته وكمال أسمائه وصفاته في كل ذرة من ذرات } تفصيال الوجود، فال فرق في الكمال الذاتي بين مثقال ذرة من خردل وبين غيرها، ولذا قال

، وانما الفرق والتفاوت } ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت {]3اآلية : الملك: [تعالى .ال األسمائيفي كشف الكم

هو المؤتى بالكشف والمعاينة جوامع الكلم من حقيقة ذاته، وعلم علم ) ص(فلما كان ؛األولين واآلخرين، فكشف كل تنزيل وأدرك كل تفصيل، وذلك من عينه التي يشرب بها عباد اهللا، وكل يفجرها من حقيقته تفجيرا حسب قوته واستعداده بسلوك طريقته واتباع

: هو الحري بأن ينسب إليه حقيقة الحقائق الجامعة، فيقال عنها) ص(، كان شريعتهالحقيقة المحمدية، واال فالحقيقة المحمدية هي عينك وعين كل شيء من حيث الذات بال فرق أصال، إذ ال تعدد في تلك العين وال تجزي وال تحل وال تمتزج وال تتحد بشيء

.ألنه ليس معها شيءغزل الرقيق، فكم أشكل على من لم يسلك مسالك التحقيق، فقد بان لك أن فافهم هذا ال؛

اإلجمال الكلي الذي أخبر عنه سيدي أحمد صاحب الصلوات قدس سره هو الذات بال ) ص(مالحظة تعين من التعيينات، وهي المعبر عنها بأم الكتاب، وقد منع رسول اهللا

: األنعام[المراتب ألن العلم بذلك مستحيل التفكر في ذات اهللا من حيث إطالقها عن ال أحصي ثناء عليك أنت كما «): ص(وقال . } وما قدروا الله حق قدره {]91اآلية

.فالذات هي البحر المحيط الذي ال يسمع لموجه غطيط)] 38[(»أثنيت على نفسكاألولياء وشمس عنقاء مغرب بمعرفة ختم «قال الشيخ األكبر في كتابه المسمى ؛

معرفة ذاته تعالى جلت عن اإلدراك الكوني والعلم اإلحاطي، غطس )]: 39[(»المغربالغاطس ليخرج ياقوتها األحمر في صدفه األزهر، فخرج إلينا من قعر ذلك البحر صفر

فسئل بعد . اليدين، مكسور الجناحين، مكفوف العين، أخرس ال ينطق، مبهوتا ال يعقل



: ما رأيك وما الذي أصابك؟ فقال: نفس وخرج من سدفة الفلس، فقيل لهما رجع إليه الهيهات لما تطلبون وبعدا لما ترومون، واهللا ال ناله أحد وال تضمن معرفته روح وال جسد وهو العزيز الذي ال يدرك، والموجود الذي ال يملك وال يملك إذا حارت العقول وطاشت

اته، فهي مكتنفة بالنور األضوى في عماء األلباب في تلقي صفاته فكيف تدرك ذمحتجبة بحجاب العزة األحمى بالصفات واألسماء، فغاية من غاب في الغيب الوصول

.إلى أقرب ثوب ونهاية الطالب الوقوف خلف ذلك الحجاب عجبت من بحر بال ساحل؛

؛وساحل ليس له بحر وضحوة ليس لها ظلمة؛

؛وليلة ليس لها فجر وعمد ليس له قبة؛

؛وال مكان خفي السرفتقرر أن الذات من حيث إنها طمس محض ال تعلم البتة، فالتفكر فيها ممنوع، فمن ؛

، ولكنها تعلم من حيث آالئها، وهي )ص(تفكر في ذات اهللا فقد عصى رسول اهللاالوجوه واالعتبارات واألسماء والصفات والشؤون والتجليات والمظاهر الغيبيات

:قال الشيخ األكبر في فصوص الحكموالشهاديات، ولذلك وليس تنال الذات في غير مظهر ولو هلك اإلنسان من شدة الحرص

تفكروا في آالء اهللا وال تتفكروا في «): ص(إذا تقرر ذلك فاآلالء المذكورة في قوله ؛هي مراتب ذات اهللا تعالى، ووجوهها واعتباراتها، سواء كانت من )] 40[(»ذات اهللا

ية كاأللوهية واألحدية والهوية والعماء والرحمانية وأمثال ذلك مما ورد به المظاهر الحقاسم إلهي، أو من المظاهر الخلقية كصور العناصر أو المولدات الثالث من معدن ونبات وحيوان، أو صور اإلنسان الجامع لحقائق العالم بنسخته، فالتفكر بجميعها جائز



ج بها جميع ذلك اندراج النخلة في النواة، فالنواة ال بالذات التي هي أم الكتاب المندر ).ص(عين النخلة، فهي بمنزلة حقيقة محمد

ولما كان هو العالم الذي ال فوقه في العلم بتفاصيل هذه الذات ووجوهها من عين ذاته ؛الحقيقة المحمدية وعلمه بتفاصيل حقيقته على : وحقيقته نسبت تلك الحقيقة إليه فقيل

إجمال ذاته الكلي أوجب له الشهادة بأنه تفصيل اإلجمال الكلي وذلك االستيفاء منالعلم الذوقي بالتحقق الوجداني والمكاشفة العيانية هو اآلية الكبرى على أنه متحقق بذلك في نفسه في التجلي والتدلي ألنه الكامل المطلق في التحلي بأسماء اهللا تعالى من

الباطنية، فكان أوال من حيث ما هو آخر، وآخرا من حيث األولية واآلخرية والظاهرية و حيث ما هو أول، وظاهرا من حيث ما هو باطن، وباطنا من حيث ما هو ظاهر، فجسمه عين روحه وسره عين طبيعته، وبشريته عين حقيقته، فذاته عين الذات وأسماؤه

عن اهللا أن ) ص(وصفاته عين األسماء والصفات، ولذا وصفه اهللا بأنه نور وأخبر ال يحيط بكنه ذاته مع أنه بكل ) ص(حجابه النور، فهو حجاب نفسه عن نفسه، فعلمه

شيء عليم، وذلك كمال في حقه ألنه لو أحاط العلم بالذات لدخلت الذات تحت القيد القدرة والعجز والغنى والفقر، وبذلك تم الكمال عند من يدري ما ) ص(والحصر، فله

.الهادي ال رب غيرههو الكمال، واهللا ولما كان . والتجلي في كالم سيدي أحمد قدس سره معناه الظهور، والتدلي هو القرب؛كتاب مسطور طور الذات ورق منشور وجود األسماء والصفات، وبيت معمور ) ص(

الكمال اإللهي اإلنساني، وسقف مرفوع المعنى الروحي السبحاني، وبحر مسجور دائرة ):ص(والثبوت الكياني، وصفه بأنه الوجود اإللهي

)نفس األنفاس الروحية(فاألنفاس الروحية ألطف . روحية ورياحية: اعلم رحمك اهللا أن األنفاس على قسمين

من األنفاس الرياحية ألن األنفاس الروحية أقرب للنفس الرحماني، فهي حديثة عهد ، فظهر هذا )] 41[(»ليمنإني ألجد نفس الرحمن يأتيني من قبل ا«): ص(قال . بربها



ألن ) ص(النفس الذي هو من حقيقة اللطف اإللهي إيمانا في األنصار وحبا للنبيوأما النفس الريحي . النفس الروحي إن مر بالخبيث طاب، وان مر بالطيب زاده طيبا

بالخبث، يتكيف بكيفية ما مر به، فإن مر بالطيب جاء بالطيب، وان مر بالخبيث جاء ولذا لما استطاب بعض العاشقين ريح الصبا استغرب ذلك الطيب وحمله على طيب

:محبوبته فقال له سائال ناشدتك الله يا نسيم الصبا؛

؛من أين هذا النفس الطيب هل أودعت برداك عند الضحى؛

؛مكان ألقت عقدها زينب أو ناسمت رياك روض الحما؛

؛وذيلها من فوقها تسحب أتحفني بأخبارهافهات ؛

؛فعهدك اليوم بها أقربألنه ) نفس األنفاس الروحية) (ص(فلذلك أخبر سيدي أحمد رضي اهللا عنه بأنه ؛

) ص(الطيب الذي لم يكتسب طيبه من شيء بل به طاب كل شيء ومن أسمائه الطيب، فهو عين الطيب الذي به يطيب كل شيء، ألن له األولية في العالم األعلى

فمن مشكاته مصباح االقتباس، فكان للمعنى الروحي نفس األنفاس، . ني القدسيالروحاأول ما خلق «فسائر األرواح تتعشق روحه العظمى التي هي أول ما خلق اهللا كما ورد

، فروحه موطن األرواح ومنشؤها وحب الوطن من اإليمان، ولذلك )]42[(»اهللا روحيألشباح حنت لوطنها األول األرواح، فتستغرق إذا ورد السماع باأللحان المطربة على ا

:في ذلك المعنى وتجول، ولسان حالها يقول بالد بها نيطت علي تمائمي وأول أرض مس جلدي ترابها



ولما كان افتتاح الوجود من الكنز المخفي بالحب، ألن اهللا تعالى أحب أن يعرف، ؛وال أجمل من )] 43[(»إن اهللا جميل يحب الجمال«): ص(ومن أسمائه المحب، قال

الصورة اإللهية، فأحب تعالى أن يرى صورته الجامعة لمعاني أسمائه الكمالية وشؤون ذاته اإلجمالية بمرآة عينية وحقيقة نورية، إذ رؤية الرائي نفسه بنفسه ما هي مثل رؤيته نفسه في مجلى مرائي تظهر له به نفسه، فيكون بسبب ذلك المجلى يرى نفسه من

.الظهور، كما كان يرى نفسه بنفسه من حيث البطون حيثومن المعلوم أنه تعالى ال يفتقر إلى الغير، فهو بذاته غني عن العالمين، فتجلى ؛

تعالى بنفسه لنفسه من حقيقة اسمه المحب الذي أحب أن يعرف فاصطفى من ذاته عين ذلك لذاته من اسمه الجميل مجلى ومرآة يكون حبيبا، فكان النور المحمدي

المجلى، فظهر به من اسمه الظاهر، فسمي ذلك التجلي والظهور بنفس الرحمن فهو ، فهو نفس األنفاس الروحية، ألنه أول نفس بدا من نفس الحق )ص(عين حقيقة محمد

من حقيقة اسمه الباطن، ومرتبة الكنزية، فكان الكنز المخفي، أي الذات الباطنة، ظاهرة بالحقيقة المحمدية، وبها انجلت حقائق األسماء والصفات من من حيث اسمها األحد

)].44[(»أول ما خلق اهللا روحي«): ص(كنز بطون الذات، وذلك مرجع قوله فالمراد بالخلق ذلك التجلي من نفس الرحمن، فكان رحمة للعالمين، فأول رحمة منه ؛

األسماء اإللهية هي رحمة األسماء اإللهية، وأول مرحوم هو االسم المحب، فأحبت التي هي جمال الوجود من حكم االسم الحنان واالسم الودود أن تشاهد جمالها من حكم االسم الشهيد، فلجأت لالسم الرحمن، وقصت له الحديث لينجدها من حكم االسم

ليجمعكم االسم الجامع بحضرتي ألمد جميع معانيكم : الباطن باسمه المغيث، فقالقل {]110اآلية : اإلسراء: [عند المقدم علي في الشأن، قال تعالىبرحمتي، فأنا الشفيع

فاجتمعت األسماء . فهو سلطاننا واليه ترجع أعياننا} ادعوا الله أو ادعوا الرحمان بحضرته اجتماعا ذاتيا وتريا أحديا منزها عن العدد في غير مادة وال أمد، فلما أخذ كل

حضرة منزلته، ولم تبعد مرتبته، تنازعوا الحديث والمحاضرة، وتذاكروا في اسم في تلك ال



األمر دون محاورة، وتفاخرت في الحضرة الذاتية بحقائقها، وبينت حكم مسالكها فانتدب االسم العليم . يا ليت شعرنا، هل يتضمن هذا الوجود غيرنا: وطرائقها، وقالوا

اهتديتم، هو الموجود الجامع الذي تظهر به على الخبير سقطتم وبهداية نوره: وقال، فهو الذي )ص(حقائقكم، وتمتد إليه رقائقكم، فهو اإلنسان الكامل الذي المرجع إليه

يضاهيكم جميعا في حضرتكم وعليه تظهر آثار نفحتكم، ويشارككم في أسمائكم ويعلم هو جامع كل شيء بحقائق أنبائكم، فال يكون في هذه الحضرة شيء إال يكون فيه، إذ

ومستوفيه، فتوجهوا جميعا إلى اهللا أن يفيض من نور ذاته عظيم الجاه، فكلم نفسه من حيث اسمه المتكلم، فأجابه اسمه المجيب أن اسمه المريد أراد ظهور السيد الحبيب، وذلك بموافقة االسم العليم طبق ما دبره اسمه المدبر الحكيم، فابتدر االسم الوهاب

نشور الخطاب من فيض الذات بحكم المنان أن يبرز من حضرة الجود وأبرز موأنا : علي التدبير بمعونة االسم الحكيم، وقال المفصل: واإلحسان، فقال المدبر

فبرز القوي . وعلي اإليجاد ولي من المريد اإلمداد: فقال القادر. بتفصيل آياته عليم} ! ! «}عع ؟ ژ ء آ ژ { : فقال العليم. لمبينأنا المعين ولكن ال بد من حكم ا: وقال

وكان أمر {]38اآلية : األحزاب[فإذا النداء من الحكم األعظم ] . 58اآلية : اإلسراء[حكمت والحكم هللا العلي الكبير، فليظهر كل منكم بحقيقة من حقائق } الله قدرا مقدورا

مه من ذات الوهاب المنان، وفاض مجلى ذات المنير، فاستمد كل اسم إلهي حكبالتجلي اإلمدادي نفس الرحمن بتجلي الكريم الجواد لنفسه ليظهر نور محمد من حقيقة

.قدسهولما توزعت األسماء كلها هذه المملكة اإلنسانية، وتوجهت بما اشتملت عليه من ؛

ا اآلخر المعاني للحضرة المحمدية ليبدأها األول بخالفة النسخة اآلدمية، ويختمهبالصورة المحمدية، تعلقت إرادة القديم قبل الزمان طبق ما علمه العليم من ذات المنان، فظهرت باالسم الوهاب الحقيقة المحمدية من أنوار الصمدية مرتدية برداء األحدية، متزرة بإزار الهوية، متحلية بتاج الملكية، مستوية على عرش الرحمانية، قائمة بمراتب



ممدة للحقائق الوجودية بالقوة القيومية لظهور المظاهر الشهادية من الشؤون األلوهية، ):ص(فكانت حقيقته. الذاتية الغيبية

)نفس األنفاس الروحية كلية األجسام الصورية(يعني أنه لما كان نفس األنفاس الروحية، الذي هو العماء البرزخي الغيبي الذي ليس ؛

ي القابل ألن يكون فوقه أو تحته هواء، كان كلية له حدود، محدودا بالنفس الشهاداألجسام الصورية، إذ بالعماء البرزخي بين الحق والخلق الذي كان قبل خلق الخلق مجلى االسم الرب من حيث تلك البرزخية القابلة لفتح صور العالم فيه بمفاتيح الغيب،

الصورية والتعينات التي هي األسماء اإللهية المشار إليها سابقا، بدت األجسامالشهادية، فأول ما انفتح فيه األنفاس الروحية فظهر من البرزخية النونية القلم، ثم اللوح، ثم الطبيعة، ثم الهباء، ثم انفتحت الحقائق الجسمية، فظهر الجسم، ثم الشكل، ثم

سماء العرش، ثم الكرسي، ثم الفلك األطلس، ثم فلك الكواكب الثابتة، ثم السماء األولى زحل، ثم الثانية، ثم الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم السادسة، ثم السابعة، ثم كرة النار، ثم كرة الهواء، ثم كرة الماء، ثم كرة التراب، ثم المعدن، ثم النبات، ثم الحيوان، ثم

، )] 45[(»خلق اهللا مائة ألف آدم«: الملك، ثم الجن، ثم البشر أي آدم األول لحديثانت النسخة اآلدمية غاية نفس األنفاس الروحية، وليس المقصود بثم كذا ثم كذا، أن فك

.األمر على هذا الترتيب، بل المقصود ذكر أسماء العالمفتوجه االسم البديع على القلم، واالسم الباعث على اللوح، واالسم الباطن على ؛

لجسم، واالسم الحكيم على الطبيعة، واالسم اآلخر على الهباء، واالسم الظاهر على االشكل، واالسم المحيط على العرش، واالسم الشكور على الكرسي، واالسم الغني على الفلك األطلس، واالسم المقدر على فلك الكواكب الثابتة، واالسم الرب على السماء م األولى، واالسم العليم على السماء الثانية، واالسم القاهر على السماء الثالثة، واالس

النور على السماء الرابعة، واالسم المصور على السماء الخامسة، واالسم المحصي على السماء السادسة، واالسم المتين على السماء السابعة، وهي سماء القمر باعتبار



أن األولى سماء زحل، واالسم القابض على ركن النار، واالسم الحي على ركن الهواء، ء، واالسم المميت على ركن التراب، واالسم العزيز على واالسم المحيي على ركن الما

المعدن، واالسم الرزاق على النبات، واالسم المذل على الحيوان، واالسم القوي على المالئكة، واالسم اللطيف على الجن، واالسم الجامع على اإلنسان، واالسم الخليفة على

ة الدائرة المحيطة بكل مركبة ، فهو نقط)ص(آدم، والذات مع جميع األسماء على محمداآلية : األنعام: [وبسيطة وكتاب اهللا المسطور في رق لوح الوجود المنشور، قال تعالى

طنا في الكتاب من شيء {]38 فلذا أخبر سيدي أحمد رضي اهللا عنه أنه . } ما فر ):ص( )عرش العروش الذاتية، صورة الكماالت الرحمانية(

. فالن استوى على عرشه، أي جلس على سريره: لغة العرب السرير، يقالالعرش في ؛ } *الرحمان على العرش استوى {]5اآلية : طه: [وأما العرش المذكور في قوله تعالى

هو جسم عظيم نوراني كروي محيط بالكرسي المحيط بجميع السماوات : فقد قالوافي الكرسي كحلقة في فالة من األرض واألرض، فالسماوات واألرض ومن فيهن

.والكرسي بما فيه في العرش كحلقة ملقاة في فالة من األرض، كما ورد في الحديثفعرش االسم مجاله الصوري، وعرش الذات معنى . المجلى: والعرش بلسان الحقائق؛

االسم الحكمي، فإذا استوى، أي تجلى االسم على المجلى، غاب المجلى في حقيقة يا من استوى برحمانيته على عرشه فكان : كما قال ابن عطاء اهللا رضي اهللا عنه االسم

.العرش غيبا في رحمانيتهواذا تجلت الذات على معنى االسم بطن االسم في الذات، فاالسم غيب الصورة ؛

والذات غيب االسم، فبالتجلي اإللهي تهلك الصورة باالسم واالسم يهلك بالذات، من الصور إال األسماء وما يرى من األسماء إال الذات، واألسماء فالعارف ما يرى

عين المسمى، فالعروش األسمائية عروش ذاتية، والظاهر بها هو الذات، وعرشها واحد العرش المجيد، : وهو عينها ولكنه مختلف االعتبار، فيتعدد من حيث االعتبارات، فيقال



معنى المتجلي فيه من الذات، إذ الذات ال والعرش الكريم، والعرش العظيم بحسب الفإن أدركت منها المعنى فالتجلي اسمي، وان فنيت بإطالقها ولم . تتجلى إال بالمعاني

.تتقيد بمعنى دون معنى بل بهوية مطلقة ونور ذاتي أحدي فالتجلي ذاتية ولما كان لكل اسم إلهي عرش هو مجلى لمعنى ذلك االسم تعددت العروش األسمائي؛

التي هي صور المعاني وكذلك المعاني باعتبار تنوعها تنوعت األسماء اإللهية فتعددت .العروش الذاتية

هو الجامع المتحقق بسائر هذه التجليات أخبر عنه بأنه ) ص(ولما كان المصطفى؛عرش العروش الذاتية لهالك الصور بأسمائه واألسماء بذاته، فذاته وجه اهللا الصادق

فهو صورة } كل شيء هالك إال وجهه {]88اآلية : القصص: [ه تعالىعليها قولفهو من حيث صورته المقيدة بالبشرية . الكماالت الرحمانية من حيث معناه وصورته

.جامع لكماالت األحديةاهللا العجب والضحك والفرح والجوع والظمأ ] تجليات[وبيان ذلك أن من كماالت ؛

ر على األذى واالستقراض واإلعطاء واألخذ واإلضحاك واإلبكاء، والمرض والصبوالصورة والعين والوجه والقدم واليد والرجل والحب والشوق والمعية والصحبة والخالفة

أول «: والتبشبش والتقرب بالذراع والباع والهرولة والمصافحة كما في حديث ابن ماجهت رحمانية أزلية قديمة تطلق على وكل هذه كماال)] . 46[(»من يصافحه الحق عمر

ليس كمثله {]11اآلية : الشورى: [الحق قبل خلق الخلق منسحب عليها قوله تعالىاآلية : القلم[المنزل عليه ) ص(وأكمل صورة لهذه الكماالت الرحمانية محمد} شيء ندرج من األسماء التي ال تتناهى فخلقه هو اهللا، فكل ما ي} *وانك لعلى خلق عظيم {]4

قائم بالذات المحمدية بال تعدد وال إثنينية، فذاته أم الكتاب والكتاب هو العلم اإللهي طنا في الكتاب من {]38اآلية : األنعام: [المفصل لمعلومات تلك األم، قال تعالى ما فر

واألم } رطب وال يابس إال في كتاب مبين وال {]59اآلية : األنعام: [، وقال تعالى} شيء هي الذات المكنى عنها باللوح المحفوظ بحجاب العزة الجامع لما تفرع من تلك العلوم،



ألنها ) ص(فمنها استمداد محمد} وعنده أم الكتاب {]39اآلية : الرعد: [فلذا قال تعالىاآلية : سبأ[} ! ژ ف× % $ £ ! " } ) ص({ » « پ ف هللا ـ{ أصله وحقيقته فـ

:ولذا قال األبوصيري قدس سره] . 3 لك ذات العلوم من عالم الغيـ؛

؛ـب ومنها آلدم األسماءوالى ذلك أشار سيدنا صاحب الصلوات سيدي أحمدبن إدريس قدس اهللا سره حيث ؛

:قالال يمسه {]79اآلية : الواقعة[لوح محفوظ علمك المخزون وسر كتابك المكنون الذي (

)} *إال المطهرون اعلم، رحمك اهللا، أن اللوح المحفوظ بلسان العموم هو محل التسطير والرقم فهو

الكتاب المرقوم، وقد ورد أنه من درة بيضاء ودفتاه من ياقوتة حمراء، وقد ورد أيضا أن : القلم: [وفسر بعضهم قوله تعالى. ه في خلقهاهللا تعالى أوحى للقلم أن يرقم فيه علم

إن هذا اللوح : بهذا اللوح ألنه تعالى قرنه بالقلم وما يسطرون، وقد قالوا} ن{]1اآلية لوح علم اهللا من حيث الخلق ال من حيث علم الحق وما يستحقه لنفسه، ولذلك كانت

خلق، فلم يقم اللوح المحفوظ نصف دائرة، وتمام الدائرة بالحق وال} ن{]1اآلية : القلم[ .بعلوم اهللا على الكمال، وان كان محفوظا من التغيير والتبديل

والمناسب لكالم األستاذ سيدي أحمد قدس سره وما يقتضيه رفعة مقام السيد األعظم ؛: الرعد: [لوح محفوظ علمك المخزون، أم الكتاب التي أخبر عنها بقوله: أن يراد بقوله

وهي ذاته تعالى ألن علمه تعالى مخزون في لوح ذاته، } نده أم الكتاب وع {]39اآلية وهذا اللوح محفوظيته ذاتية ألن كل حكم من أحكام األسماء ال يتطرق إليه وال يحكم عليه، فاألحكام كلها تحت حكمه إذ به تندرج األشياء اندراج أمواج البحر في البحر،

والبحر بذاته غني عنها، وجدت أم لم توجد، إن اهللا لغني فاألمواج ال تنفك عن البحر .عن العالمين



لما كان اإلنسان الكامل بذاته وعلمه مرآة : وقال المحقق الهجرسي رضوان اهللا عليه؛للحق تعالى وعلمه، ومرآة للقلم واللوح، سماه األستاذ بلوح العلم المحفوظ من التغيير

وهو في الحقيقة راجع لما قلناه، ألن ذات اإلنسان . هىانت. والتبديل، وبالكتاب المكنونالكامل مجلى الذات اإللهية والقدرة اإللهية ال تؤثر في حقائق الذات بما هي عليه، وانما لها التأثير باختالف الحقائق على العين الذاتية، فإذا اقتضت الذات بطون صورة

ن صورة بسبب انفصال لحقيقة من حقائقها، وظهور صورة أخرى كبطون الحس مالروح الحساس عنها، كان ذلك البطون عين ظهور الروح بصورة برزخية، فيسمى ذلك

.قدرة، وفي الحقيقة هذه القدرة من اقتضاء الذاتفتصرف الذات بنفسها يسمى قدرة وكشفها وعلمها باقتضاءاتها يسمى علما، فال معلوم ؛

ق األسماء، والذات مختلفة الشؤون ومتقابلة في الحقيقة إال ذات اهللا المتجلية بحقائاألحكام من أولية وآخرية وظاهرية وباطنية، فليس األول أولى بالذات من اآلخر، وال الباطن أحق بها من الظاهر، ومن هنا كان علمه تعالى تابعا للمعلومات ألن علمه ال

د الزماني، فال يعلم يأخذ المعلومات إال من جهة اإلطالق الذاتي ال من جهة التقييتعالى األشياء من حيث إنها أشياء ظاهرة وانما يعلمها من حيث إنه تعالى هو الظاهر، وظهوره تعالى ليس متأخرا عن البطون بل ظهوره عين البطون، فهو تعالى يعلم

.األشياء من حيث نفسه ألن ذاته دائرة األول واآلخر والظاهر والباطنزم لعلمه بالعالم، فالعلم تابع للمعلوم من حيث إن ذات اهللا هي فعلم اهللا بنفسه مستل؛

المعلوم، وحيث إن اهللا تعالى عالم بذاته، فهو عالم بكل معلوم إذ لم يكن أوال وآخرا فالتقدم والتأخر عندنا ال عنده فلذا قال . وظاهرا وباطنا إال ذاته، كان اهللا وال شيء معه

فنظر العلم اإللهي ألم الكتاب، فعلم اهللا } وعنده أم الكتاب {]39اآلية : الرعد: [تعالىتعالى وان كان متقدما على ظهور األشياء فهو تابع لألشياء بما هي عليه وان كانت متأخرة في الظهور، فتقدم العلم على ظهورها ال يقتضي أنه هو الذي أظهرها، وانما

مالها عين التفصيل وبطونها عين الظهور المقتضي لظهورها أم الكتاب التي إج



وآخريتها عين األولية، أال ترى أن علمك بنفسك مستلزم للعلم بشؤون حقائق نفسك، وان كانت حقائق نفسك بالنسبة لبعضها مع البعض تقتضي التقدم والتأخر واألفضل وغيره،

برجلك وما ولكن هذا بالنظر لبعضها مع البعض ال بالنظر لحقيقة نفسك، فعلمك مثال تقتضيه تابع لها من حيث إنها عين نفسك وان كانت في الرتبة دون الرأس والقلب، فليس علمك بها هو الذي أوجدها على ما هي عليه، بل ما هي عليه اقتضاء ذاتي لم

اآلية : ق: [يؤثر العلم به وجودا بل تبعه على ما هو عليه، وذلك سر قوله تعالى .} قول لدي ما يبدل ال {]29شجون المسجون وفنون «ومن فهم ما أشرنا إليه فهم قول الشيخ األكبر في كتابه ؛

اعلم أنه كما تقدم علم الرائي في منامه ما سيقع قبل وقوعه ولم يجز : مثال. »المفتونإن العلم أوجب وقوع الواقع، فهو تابع للعلم، فكذلك فافهم بهذا المثال أن : أن يقالب لوقوع الواقع من اإلنسان ليس هو العلم القديم بل العلم القديم تابع للمعلوم وان الموج

.تقدم، كما أن علم الرؤيا تابع للمعلوم وقد تقدم على المعلوم، انتهى كالمهوتوضيح هذا الكالم، أن علم اهللا تعالى يكشف المفصل من المجمل، فبرؤية الحق

ولنضرب لك مثاال كما ضرب سيدنا . بذاته ظاهرا تعالى ذاته يرى ما هو كامن وباطن الشيخ األكبر قدس سره مثاال، وهو أن علمك بالنواة مثال مستلزم للعلم بالنخلة التي تظهر منها، فمتى شاهدت النواة ببصرك شاهدت ما انطوى فيها بعلمك، فإذا برزت

تأخر بمجرد علم المتقدم، منها النخلة ما تبرز إال على ما علمتها عليه، فقد علمت الموال يخفى أن النخلة عين النواة ال غيرها فقد شاهدت النواة نخلة ولكن بالقوة العلمية ال

وأما البصر المطلق فليس تحت حكم التقدم . بالرؤية الشهادية، هذا في البصر المقيد] د الكريمعب[والتأخر، فالظاهر عنده عين الباطن، واألول عين اآلخر، وقد قال الغوث

إن الشهود يعطيك )]: 47[(»اإلنسان الكامل«الجيلي في باب أم الكتاب من كتابه األمر المجمل مفصال على أنه في نفس ذلك التفصيل باق على إجماله وهذا أمر ذوقي شهودي كشفي ال يدركه العقل من حيث نظره لكنه إذا وصل إلى ذلك المحل وتجلت



إن اهللا : وهذا عين قول الشيخ األكبر. أدركها كما هي عليه، انتهىعليه األشياء قبلها و علم نفسه، فعلم العالم، فعلمه بنفسه مستلزم لعلمه بالعالم، ألن علمه بالعالم من علمه بذاته فلذلك أطلق سيدي أحمد على العلم اإللهي بأنه اللوح المحفوظ المخزون ألن

إن العلم تابع : لعلم ال يبدل، فقول الشيخ األكبرمعلومه الذي هو أم الكتاب ال يبدل، فاللمعلوم بالنظر لرتبة العلم من الذات ألن ثبوت الذات قبل ثبوت العلم حكما كما هو

.ظاهرإن المعلوم تابع للعلم، أي بالنظر لرتبة األشياء من العلم اإللهي، : وقال الغوث الجيلي؛

ء مندرجة في ذاته تعالى وذاته عين علمه وعلم اهللا تعالى عين ذاته، وحيث إن األشيافالمعلومات مندرجة في العلم، فلوال العلم ما علمت المعلومات، فالعلم أظهرها، فله الرتبة عليها من حيث اإلظهار، وهو كالم نفيس، وكالم الشيخ األكبر أنفس لمطابقته

ة البال {]149اآلية : األنعام: [لقوله تعالى : ولما ورد في الحديث القدسي} غة فلله الحجيا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد اهللا «

وهذا الحديث القدسي موضح لقوله )] 48[(»ومن وجد غير ذلك فال يلومن إال نفسه .} وما ربك بظالم للعبيد {]46اآلية : فصلت: [تعالى

) وسر كتابك المكنون الذي ال يمسه إال المطهرون: (وقول سيدي أحمد قدس سره؛عين حقيقة العلم اإللهي الذي ال يكشفه إال المطهرون من ) ص(معناه أن المصطفى

دنس رؤية األغيار، إذ شهودها مع اهللا تعالى شرك خفي عند المحققين بكشف إنما المشركون نجس فال يقربوا المسجد {]28ية اآل: التوبة: [األسرار، وقد قال تعالى

.فافهم إن كنت من أهل اإلشارات واال فسلم ودع المعارضات} الحرام لوح محفوظ علمك المخزون وسر (وهذه الحكمة التي هي قول سيدي أحمد قدس سره ؛

وضحها سيدي أحمد قدس سره بنفسه قد أ) كتابك المكنون الذي ال يمسه إال المطهرونوتجلى لي يا إلهي باالسم العليم حتى آخذ العلم اإللهي اللدني االختصاصي : حيث قال

من حضرتك الذاتية بال واسطة فينادي ترجمان حقائقي بلسان التضرع واالبتهال في



ال علم لنا إال ما سبحانك {]32اآلية : البقرة: [حضرة الكمال بين يدي الكبير المتعالفينتشر العلم اإللهي في جميع ذاتي كلها، حتى ال يخفى } علمتنا إنك أنت العليم الحكيم

علي سر من أسرارك اإللهية كلها في كل معلوم من جميع صور الموجودات ومعانيها، لهي المخزون المصون ومما ليس بصورة وال معنى مما هو من مخبئات العلم اإل

المكنون، الذي ال يمسه إال المطهرون من هواجس الخواطر السوائية بطهر قدس .تجليات ذاتك، المانع من دخول الغيرية في ذرة من ذرات وجودهم األقدس الكمالي

حتى آخذ العلم اإللهي اللدني االختصاصي من حضرتك «: فقوله رضي اهللا عنه؛بلوح محفوظ علمك المخزون، حضرة الذات : شير أن مراده، ي»الذاتية بال واسطة

المختزن بها علم اهللا، فذاته خزانة علمه وهي اللوح المحفوظ بحفظ نفسه من وجود .أنه هو هذا اللوح المحفوظ لعلم اهللا المخزون) ص(وأطلق على محمد. السوى

وم معلوم من حتى ال يخفى علي سر من أسرارك اإللهية كلها في كل معل«: وقوله؛جميع صور الموجودات ومعانيها، ومما ليس بصورة وال معنى من مخبئات العلم

إلى آخره، يشير لما قلناه من أنه ليس المراد باللوح المحفوظ المرقوم » اإللهي المخزونومما ليس بصورة وال معنى، فعلى هذا مراده : فيه علم اهللا في خلقه فقط بشاهد قوله

عين أم الكتاب ) ص(لوح محفوظ العلم اإللهي المخزون، أنه ) ص(إن محمدا : بقوله .المختزن بها العلم اإللهي بصور الموجودات وبما هو وراء الصور والمعاني

وقد تقدم أن أم الكتاب تندرج بها الحقائق اندراج النخلة في النواة، وال يخفى أن من ؛كتاب التي هي باطن هوية الذات شهد اآلخر من األول يرى النواة عين النخلة، فأم ال

وأما عينه وجوهره ). ص(بعينه، فاختص الشيخ المحمدي باسم محمد) ص(ظاهر محمدنحن اآلخرون «): ص(وحقيقته فهي الوجود المتقدم والمتأخر، ولذا قال

فقلب المؤمن )] . 50[(»لي وقت ال يسعني فيه غير ربي«: ، وقال)] 49[(»األولونظهرت ) ص(سعه إال ربه، واذا بدا الوقت الذي أخبر عنه وسع الحق ومحمد ما و

وبما قلناه ينكشف لك . بمرآة ربه فلم يشهد في مرآة ربه سواه) ص(تفاصيل حقيقة محمد



أول من يحرك حلقة باب الجنة وأنها محرمة على جميع النبيين ) ص(ما ورد من أنه مع ما ورد من أن ) ص(ل أمته والمرسلين حتى يدخلها، وهو ال يدخلها إال بعد دخو

األنبياء في الجنان وأن كثيرا من الصحابة أدخلوا الجنة وتزوجوا من الحور، ومن قوله )] 52[(»طلحة ممن قضى نحبه«: ، ومن قوله)] 51[(»بم سبقتني إلى الجنة«: لبالل ، فتيقظ وتنبه للوقت الذي ال يسعه)] 53[(»أن الشهداء يرزقون من ثمر الجنة«ومن

.فيه غير ربهلبصيرة سيدي أحمد بمظاهر الكيان وشاهده في كل ) ص(ولما تجلى السيد األعظم ؛

:شيء بالتحقيق والعيان، خاطبه خطاب الحاضر ألنه في كل منظور إليه ناظر، فقال )يا فاتحة الموجودات(: اعلم رحمك اهللا برحمة االختصاص وأخرجك من قيد األقفاص أن اهللا تعالى قال قال } *هل أتى على اإلنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا {]1اآلية : نساناإل[

في هذا الموضع بمعنى ) هل(اتفقت العلماء على أن : الغوث الجيلي رضوان اهللا عليهن تجلي م) الحين(يعني قد أتى على اإلنسان حين من الدهر، والدهر هو اهللا، و) قد(

تجلياته لم يكن شيئا مذكورا فال وجود له في ذلك التجلي ال من حيث الوجود العيني وال .من حيث الوجود العلمي ألنه لم يكن شيئا مذكورا فلم يكن معلوما، انتهى

يا فاتحة الموجودات، إن أراد الموجودات : فعلى هذا قول سيدي أحمد رضي اهللا عنه؛ألعظم أول تعينات الوجود، وان أراد مطلق الموجودات سواء العينية فقط يكون السيد ا

كانت علمية أو عينية فيكون أول شيء مذكور، فيلزم أنه أول معلوم رتبة ألن العلم به عين العلم باهللا، والعلم باهللا له الرتبة األولى، وعلى كل حال فهو أول التعينات وفاتحة

.الموجوداتألنه لم يكن مذكورا، فلم يكن معلوما أنه كان : لي بقولهليس مراد الغوث الجي: تنبيه؛

مجهوال قبل ذلك، وانما مراده أن أزلية الحق تعالى التي يستحقها لنفسه ال يوجد فيها الخلق ال عينا وال علما، فكما أن الخلق ال يساوق الحق في وجوده لنفسه من حيث



علمه بنفسه، فحكم وجوده في نفسه الغنى المطلق عن العالمين، فكذلك ال يساوقه فيعينا وعلما سابق الرتبة على وجود خلقه عينا وعلما، وان لم يكن في الحضرة العلمية ترتيب زماني، ألن علمه تعالى واحد سواء كان بنفسه أو بمخلوقاته، ولكن حكم القبلية

وم: [هللا تعالى المشار إليها بقوله يلزمنا أن } ر من قبل ومن بعد لله األم {]4اآلية : الرنحكم بانعدام الخلق بالنسبة لتلك القبلية عينا وعلما، وهذا الشأن هو المعبر عنه بالحين الذي هو التجلي من حقيقة دهرية الحق لنفسه بالحكم الحقي السابق على الحكم

و ذلك التجلي، ال الخلقي، فال يكون للخلق حكم بالنسبة لذلك الحين الدهري الذي ه .بمعنى أن اإلنسان لم يكن في العلم ثم كان تعالى اهللا عن ذلك علوا كبيرا

نشر فاح وسر الحاعلم أن اآلية الكريمة أنبأت أن الحين من الدهر الذي فسره الغوث الجيلي بالتجلي

ورا، أتى على اإلنسان، فاإلنسان على هذا ثابت لقبول اإلتيان وان لم يكن شيئا مذكفعدمه من الوجودين العلمي والعيني ال يقتضي عدم ثبوته لنفسه، إذ ثبوت الحق في ذلك الشأن عين ثبوت اإلنسان، وال يلزم من علم الثبوت وجوده في العلم ألن العلم اإللهي يعلم الشيء ال عن تصور وحصول وجودي، فهو يعلم كل شيء على حسب

.مرتبتهوم[فمعنى ؛ من حيث الوجود الظهوري ال من } لله األمر من قبل ومن بعد {]4اآلية : الر

حيث الثبوت البطوني إذ األعيان مستندة هللا تعالى في الوجود ال في الثبوت، ألن شأن فاستعداده العدمي غير مجعول، وانما . الثبوت شأن عدمي، والمعدوم معدوم لذاته

العدم، إذ العدم عدم لنفسه ال بجعل جاعل، فعلى هذا الجعل لقابلية الوجود ال لقابليةاإلنسان في ذلك التجلي ليس شيئا مذكورا بالوجود فقط ال بالثبوت، ويؤيد ذلك حديث

فالكنز يستلزم المكنوز والمكنوز ثابت في الكنز، فعلى هذا )] 54[(»كنت كنزا مخفيا «، )قد(ال بمعنى ) ما(بمعنى } هل أتى{]1اآلية : اإلنسان: [في قوله تعالى) هل(الملحظ

أي ما أتى على اإلنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا، ألنه إن لم يكن مذكورا



بالوجود فهو مذكور بالثبوت، ال سيما وقد سماه اهللا في ذلك الحين، أي التجلي إنسانا، عين ذكره اإلنسان فهو إنسان ثبوتي ال وجودي، فذكر اهللا لنفسه في هذه الحضرة

.وينبغي أن يراد باإلنسان اإلنسان الكامل الذي هو فاتحة الموجودات، فافهم. الثابتوهذا المعنى يؤيد كالم الشيخ األكبر في أن العلم اإللهي تابع للمعلوم، إذ المعلوم في ؛

ذلك الشأن مكنوز الكنز المخفي فهو باطن العلم وغيبه، فيظهر في العلم ظهور المعنىالمعنى حال في اللفظ وال متصل وال منفصل، واللفظ لم : من اللفظ األثري أنه ال يقال

فالعلم لم يثبت شيئا ولكنه يظهر فما . يثبت المعنى ألن لفظ فالن مثال لم يثبت فالنا وال {]49اآلية : الكهف: [أظهر من كل شيء إال ثبوته بما هو عليه، فصح قوله تعالى

لم سبق علمك بشقائي، فلو قال ذلك يقول : فليس للشقي حجة في قوله} ك أحدايظلم رب ما علمتك إال بما أنت عليه، فلله الحجة البالغة إذ حجة اهللا تعالى أنه : الحق تعالى له

ما أظهر في الوجود إال ما كان في الثبوت، وقد أنبأ الحديث القدسي عن هذا المعنى يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أردها عليكم فمن وجد «: وهو قوله تعالى

يعني هكذا ثبتت نفسه )] 55[(»خيرا فليحمد اهللا ومن وجد غير ذلك فال يلومن إال نفسهحال عدمها قبل أن أظهرها بوجودي فإني ما جزيت اإلنسان إال بوصفه الثبوتي، قال

اقرأ {]14اآلية : اإلسراء: [وقال تعالى} يهم وصفهم سيجز {]139اآلية : األنعام: [تعالىيعني كشفك لكتاب ذاتك الثبوتي يغني عن } *كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا

.مطالبتك باالعتراف أو إقامة الحجة عليكام على المنكرين ليس هللا علي حجة، إن الحجج إنما تق: ومن هنا يقول الشيخ األكبر؛

ومن شهد هذا المشهد أتى اهللا بقلب سليم من االعتراض ألنه إن . ال على المعترفينوجد خيرا يحمد اهللا وان وجد غير ذلك فال يلوم إال نفسه، على أن من شهد هذا المشهد

وأما أهل العيان . ال يلوم نفسه ألن اللوم إنما يكون في مرتبة اإليمان قبل العياناآليتان : الفجر: [سهم مطمئنة ال يرون من اهللا إال اإلحسان، قال تعالىفنفو

فترجع من } *ارجعي إلى ربك راضية مرضية *ياأيتها النفس المطمئنة {]27،28



ـ 28اآليتان : الفجر[} ! ! ؛ چ ژ پ! ! : پ}ژ 9 8{ ثبوتها لثبوت الحق في نفسه أي الجنة الذاتية التي } *وادخلي جنتي {]30اآلية : الفجر[هم معاني أسمائه و ] 29

.هي حقيقة تلك األسماء إذ األسماء عين المسمى، واهللا أعلمحقيقة اسم اهللا األول الذي هو البحر ) ص(ولما أبان سيدي أحمد رضي اهللا عنه أنه ؛

ي هو البحر األبدي، فهو عين الحياة عين اسم اهللا اآلخر الذ) ص(األزلي، أبان أنه :وانسان عين الذات فلذلك قال

)يا مجمع بحري الحقائق األزليات واألبديات(ل الفرقان على عبده {]1اآلية : الفرقان: [اعلم أن اهللا تعالى قال يعني } تبارك الذي نز

حكام فهو منزل على العين أن كل ما تفرق من الحقائق وتميز بحكم خاص من األالمحمدية التي هي مجمع البحرين من حقائق األسماء المتقابلة، فالتنزيه بحر، والتشبيه

المنبع ) ص(بحر، والربوبية بحر، والعبودية بحر، والغيب بحر، والشهادة بحر، فهو والمجمع ألنه مستقر شمس الحقيقة، وهي ال تجري بأفالك أسمائها لظهور اآلثار

، ألن الدائرة ال )ص(كيانية، إال لمستقرها الذي هو اإلنسان الكامل بصورته ومعناه التنتهي إال للنقطة األولى، فأولها منتهاها، فاألزل عين األبد، والى ذلك اإلشارة بقوله

فإنها تقرأ طردا وعكسا، فهي دائرة وجودية } كل في فلك {]33اآلية : األنبياء: [تعالىهل أتى على اإلنسان حين {]1اآلية : اإلنسان: [كثرة وال تعدد، ولذلك قال تعالى بال

أي قد أتى، فإن اإلنسان في ذلك التجلي لم يكن } *من الدهر لم يكن شيئا مذكورا دهري مذكورا بل كان اهللا وال شيء معه، واهللا تعالى ال يوصف بأنه شيء ألن التجلي ال

أهلك خلقيته بحقيقته فال حكم في هذا التجلي إال ) ص(الذي أتى على اإلنسان الكامل هللا تعالى وحده، فلم يكن اإلنسان الكامل بهذا التجلي شيئا مذكورا ألنه ما ثم سواه حتى يذكره فهو الذاكر نفسه بال ذكر بل ذكره وعلمه وسائر أسمائه هالكة في الدهر الذي

، فال ذكر وال ذاكر وال مذكور وال علم وال عالم وال معلوم، بل عين ال تتعين هو اهللاباسم من األسماء وغيب استأثر اهللا به بال تعين باسم الغيب أيضا، ألن الغيب



يستدعي الشهادة، وهذا التجلي تندرج فيه جميع التجليات، فال حكم لها معه ألنها من والمعاني ونجوم األسماء مطموسة في شمس هذا أحكام األسماء المتنوعة األنوار، لم يكن شيئا مذكورا فال وجود له في ذلك التجلي ال : التجلي، ولذا قال الغوث الجيلي

من حيث الوجود العيني وال من حيث الوجود العلمي، ألنه لم يكن مذكورا فلم يكن ما يهلكنا إال الدهر، وما لهم و : معلوما، وقد أنطق اهللا الكفرة بهذه الحكمة العلية، فقالوا

فهذه الحكمة، وهي قوله » إن الدهر هو اهللا«): ص(بذلك من علم، فقال منبع العلوم لسان األسماء اإللهية بغنائها } وما يهلكنا إال الدهر {]24اآلية : الجاثية: [تعالى

كل شيء هالك إال {]88اآلية : القصص: [واستهالكها في الذات العلية، قال تعالى: الضحى: [فلله األمر من قبل ومن بعد، والى هذا المعنى إشارة اهللا تعالى بقوله} وجهه السيد الجامع والنور الذاتي ) ص(إذ الوداع فرقة، وهو } ما ودعك ربك {]3اآلية

اح المشكاة األحمدية وهللا الساطع، وقد هبت علينا النفحات الجيلية وأنار لنا مصب .الحمد

بمدامة هذا الكاس، باح بما تطيب به األنفاس، )] 56[(ولما سكر سلطان العاشقين؛ :فقال فإني وان كنت ابن آدم صورة؛

؛فلي فيه معنى شاهد بأبوتي :ثم قال رضي اهللا عنه؛ )يا عين جمال االختراعات واالنفعاالت(االنفعاالت الصور الشهادية واألشكال الصورية أراد رضي اهللا عنه باالختراعات و ؛

صبغة الله {]138اآلية : البقرة: [المنفعلة من الحقيقة الغيبية، وكلها جميلة لقوله تعالىعين جمالها ألنها عين نوره المنفهق من النور ) ص(وهو } ومن أحسن من الله صبغة

عنه يشهده في الصور كلها إذ جميعها عند الذاتي، فكان سيدي أحمد رضي اهللاالكشف والتحقيق صورة، ألن الصور مظاهر األسماء واألسماء كلها تدور عليه،



فالعارف وان بطنت عنه صورته الخاصة الكاملة من جهة التعين الخاص فهي ظاهرة :له من جهة اإلطالق العام، كما قيل

يقولون ليلى بأرض نجد ركل نجد للعامرية دا

:وقال ابن الفارض؛ تراه إن غاب عني كل جارحة في كل معنى لطيف رائق بهج

إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم ال {]4،5اآليتان : الحجرات: [قال تعالى؛وفي } *را لهم والله غفور رحيم ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خي *يعقلون

.اإلشارة غنية للبيب وكفاية لألريب، فهذا المريد ممن صبر » نعم: أتشهد أني محمد رسول اهللا، قال«: قال الشبلي لمريده؛

:ثم قال رضي اهللا عنه. واهللا أعلم )يا نقطة مركز جميع التجليات(والى ذلك )] 57[(»مستمد مني كل موجودأنا نقطة الوجود ال«): ص(أشار لقوله ؛

درة : أي ال مثل لك، يقال} ألم يجدك يتيما{]6اآلية : الضحى: [اإلشارة بقوله تعالىيتيمة، أي ال مثل لها، فهو الدرة البيضاء والياقوتة الحمراء وال يخفى أن وجدان اهللا

} ! ! {ه ژ { : م قال تعالىتعالى أزلي ال أول له، فلذلك كان يتيما ال مثل له، ثفآواك، إذ فآوى صفة الواجد، والواجد تعالى لم يجد غيره، : ولم يقل] 6: اآلية: الضحى[

فآوى أي أحب أن يعرف بمجلى هو عينه سماه محمدا فما آوى إال لنفسه، ووجدك فهداك، ألن المراد هدى إليك، : ضاال أي باطنا في الكنز المخفي فهدى ولم يقل

جدك عائال بقيامك بمقتضيات األسماء اإللهية فأغنى، ولم يقل فأغناك ألن المراد وو .أغنى عيلتك الذين هم األسماء الفرقانية بك أي بذاتك القرآنية



} : ثم قال؛ ، أي من هو مرآتك في اليتم ألني أنا مرآتك ] 9اآلية : الضحى[{ والمؤمن مرآة أخيه، فال تقهر إذا تنزلت لك ] أي] [9ة اآلي: الضحى[} ! ! ژ {

بصورة من يقهر، فقهرك لصورة من صوري قهري، كما أن مرض عبدي وجوعه وظمأه .منسوب لي إلى آخر السورة

نقطة مركز جميع التجليات، أي تجليات اهللا تعالى وظهوراته ) ص(والحاصل أنه ؛ ).ص(ألهل الكشف مرجعها محمد

يا رسول اهللا اعذرني فإن محبة اهللا : ه في الواقعةقال له أبو سعيد الخراز لما رآ؛ .»يا مبارك محبة اهللا عين محبتي«: شغلتني عن محبتك، فقال له

:نقطة مركز جميع التجليات خاطبه بقوله) ص(ولما كان ؛يا عين حياة الحسن الذي طارت منه رشاشات فاقتسمتها بحكم المشيئة اإللهية جميع (

)المبدعاتهللا تعالى أن الحسن المقصود إنما هو الحسن اإللهي المخبر عنه بقوله اعلم رحمك ا؛

فالحسن المقصود حسن األسماء } ولله األسماء الحسنى{]180اآلية : األعراف: [تعالى .اإللهية الذي هو جمال اهللا تعالى وكل حسن في الحقيقة راجع لذلك

أن يكون نعلي حسنا وثوبي حسنا، إني أحب): ص(قال بعض الصحابة لرسول اهللا؛يعني أن الجمال في كل شيء )] 58[(»إن اهللا جميل يحب الجمال«): ص(فقال له

بهذا ) ص(حتى في النعل، والثوب جمال اهللا، والمحب للجمال هو اهللا، فقد طوى الجواب األحكام الكونية بوجود اهللا، حيث أشار له أنه ليس هو المحب بل اهللا المحب،

يس جمال النعل والثوب غير جمال اهللا، فإنه المتجلي بالمحب كما أنه المتجلي ولوما أظن الرجل المخاطب إال أدرك علم وحدة الوجود بقوة نور . بالمحبوب، فما ثم ثاني

.والنفس المحمدي يقوم له مقام السلوك المعلوم عند طائفة الصوفية. النبوة



قد تيسر لوحشيـ قاتل حمزة رضي اهللا عنهـ : بندي حيث قالوهللا در اإلمام الرباني النقش؛ما لم يتيسر ألويس القرني في نهايته وقد فتح اهللا تعالى ) ص(بنظرة نظرها لرسول اهللا

.بسر ذلك وهللا الحمدوحيث تقرر لديك أن المراد بالحسن حسن األسماء اإللهية الظاهرة بصور الوجود، ؛

اة ذلك الحسن، يعني أن ذلك الحسن ما تحقق إال فلتفهم أن السيد األعظم عين حيوحقيقته، فهو ذات الذوات، ألن ذات صور ) ص(بعين حياته التي هي ذات المصطفى

الوجود معاني األسماء اإللهية، فهي حياتها وحياة األسماء المعبر عنها في كالم سيدي .العين المحمدية] وهي[أحمد بالحسن

).شاشات فاقتسمتها بحكم المشيئة اإللهية جميع المبدعاتالذي طارت منه ر : (ثم قال؛منه يعود على الحسن ال على عين الحياة التي هي غيب الحسن وسره وباطنه، : فقوله؛

ألن الرشاشات كناية عن ظهور األسماء بصور أعيان الممكنات، وهي المبدعات التي القسمة األسمائية، وذلك هو اقتسمتها حسب استعداداتها، فاستعداداتها هي الحاكمة في

بحكم المشيئة اإللهية، فاألسماء اإللهية هي المعبر عنها بالحسن، وطيران : المراد بقولهالرشاشات تعينها، والمتعين بالصور إنما هو الذات من حيث األسماء ال الذات المعبر

هور عنها بعين الحياة من حيث إطالقها، إذ هي من حيث إطالقها ال توصف ال بالظهو ذلك اإلطالق الطمسي الذي ) ص(وال بالبطون، فعين الحياة الذي هو السيد األعظم

ال يوصل إليه إال من حيث األسماء وهو الذي تيسر لوحشي رضي اهللا عنه بتلك النظرة المحمدية بالصورة الكاملة لختم النبوة، فتلك الصورة ال صورة بل هي إطالق

بالمعاني الباطنة أكمل صورة لالسم األعظم الذي هو محض، فصورته الظاهرة القائمةفإنه عند كشف الساق يقطع من المنازل ما . اهللا وتظهر الثمرة لوحشي في الدار اآلخرة

التي استقصت أعظم ما يكون من ظهور ) ص(لم يقطعه غيره لرؤيته بشرية محمدأحسن تقويم، ظهر من حيث روحه في ) ص(كمال اهللا من حيث جميع الحيثيات، فإنه

أي اعتدال في قيامه بكماالت اهللا، ومن حيث جسمه ظهر في أسفل سافلين من تنزالت



كماالت اهللا تعالى ألسفل مراتب العبودية، فاجتمع قوسا دائرة الربوبية والعبودية بنقطة ذاته، فاندرجت كماالت اهللا إطالقا وربوبية، في كماالته تقييدا وعبودية، وقام هذا

ولذلك ظهرت عبوديته وبطنت ربوبيته والى ذلك اإلشارة ) ص(اج بصورة محمداالندر فاألولى ظهوره من } *ولآلخرة خير لك من األولى {]4اآلية : الضحى: [بقوله تعالى

حيث الروح واآلخرة ظهوره من حيث الجسم، فكانت اآلخرة خيرا من األولى الندراج ائرة ال تكمل بالنقطة األولى ما لم تمتد إلى الغاية فتكون هي األولى في اآلخرة، إذ الد

أال ترى أن . والغاية جسمه وهو عين النقطة األولى) ص(الغاية، فاألولى روح محمدر {]74اآلية : البقرة: [األرواح تتفجر من األجسام، قال تعالى وان من الحجارة لما يتفج

فاألجسام تلد األرواح، ولذا قال } وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء منه األنهار :الشيخ األكبر قدس اهللا سره األنور

وما الفخر إال بالجسوم ألنها مولدة األرواح ناهيك من فخر

:وبالجملة، فإني أقول؛ وفي النفس شيء ال أبوح بذكره

والكلى ولو قطعت مني المفاصلفإن فهمت ما تقرر لديك فهمت ما تيسر لوحشي قاتل حمزة رضي اهللا عنه بتلك ؛

النظرة، وما أظن اإلمام الرباني رضوان اهللا عليه إال أشار لما قلناه، بل إني أحقر وأذل من أن أغوص في البحر المحمدي غوص هذا السيد الفاروقي، وهذه الحكمة األحمدية

إن اهللا خلق الخلق في ظلمة ثم رش عليهم من «: يها إشارة لحديثاإلدريسية فوالكالم على هذا الحديث يحتاج لبسط ال تحتمله هذه العجالة، سيما )] 59[(»نوره

اآلية : فاطر[ومثلي من أهل البضاعة المزجاة ال يقوى لتلك الجاللة إال أن يشاء اهللا } ن شيء في السماوات وال في األرض إنه كان عليما قديراوما كان الله ليعجزه م {]44

.



بصورته ومعناه لوحا محفوظا لما ترقمه األسماء اإللهية من المعاني ) ص(ولما كان ؛ :القدسية والمجالي الصورية خاطبه بقوله

اسن لتقرأ حروف يا معنى كتاب الحسن المطلق الذي اعتكفت في حضرته جميع المح( )حسنه المقيدات

:قال الشيخ األكبر. اعلم، رحمك اهللا، أن كتاب كل إنسان عند أهل الحقائق ذاته وليس كتابي غير ذاتي فافهموا؛

؛فما مثله إالي فافشوا واكتمواوهذا الكتاب هو الذي يلقاه منشورا يوم تقوم قيامته، فإذا كشف له عن ذاته التي هي ؛

وهذا الكتاب هو . ميع ما يتفصل من أحكامها، فما يجزى إال وصفهأصله كشف ج{ : فإذا كشف له عنه قيل له)] 60[(»فيسبق عليه الكتاب«): ص(المخبر عنه بقوله

].14اآلية : اإلسراء[} ! ! ـ»ژ » « هللا ـ پ ف وهذا الكتاب ولما تبين للخليل عليه السالم من كتاب أبيه الذاتي أنه عدو هللا تبرأ منه، ؛

الذاتي مرجع دائرة االختبار اإللهي، كما قال الشيخ األكبر، ألنه مرجع األسماء الفعلية ومرجعها إلى الصفات كالقدرة، والقدرة تحت اإلرادة، واإلرادة تحت العلم، والعلم يتبع الكتاب الذاتي ألنه يكشف ما هي عليه الحقائق، وهو سبق الكتاب المشار له في

.الحديثيعني يعمل بحكم االسم » كل يعمل على شاكلته«: أن يقول) ص(وقد أمر اهللا محمدا ؛

اآلية : النحل: [قال اهللا تعالى. الذي هو وجهه من ذات اهللا تعالى وليس له إال ما حكمائم بهم أي ألنهم الحاكمون بالشأن الق} وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون {]118

إن لكم لما {]39اآلية : القلم: [من الذات فما وجدوا إال حكمهم، فلذا قال تعالىفلله {]149اآلية : األنعام[، } وال يظلم ربك أحدا{]49اآلية : الكهف[، } تحكمون

ة البالغة قال . ذلك فال يلومن إال نفسه فمن وجد خيرا فليحمد اهللا ومن وجد غير} الحجفالشاكر شاكلته الشكر، والكافر } إما شاكرا واما كفورا{]3اآلية : اإلنسان: [تعالى



فمن وجد الشكر فليحمد اهللا بشهوده في نفسه فيعود الحمد عليه، والكافر . شاكلته الكفرولو عرف الحق لكان لومه يلوم نفسه ألنه لم يشهد الحق في نفسه، فلم يعرف سواها،

لنفسه لوما للحق، والمعرفة تأبى ذلك، فمن عرف اهللا انكشف له الحسن المطلق فيرى :قال الغوث الجيلي رضي اهللا عنه. حسن كل شيء

فكل قبيح إن نظرت لحسنه؛ ؛أتتك معاني الحسن فيه تسارع

ر، وباطن كل فالسعادة مظهر جماله، والشقاء مظهر جالله، وظاهر كل باطن اآلخ؛ظاهر اآلخر، فإن كان الجالل ظهر بحكم األولى كما في كتاب السعيد بدا الجمال في أخراه، وان بدا الجمال في األولى كما في كتاب الشقي بدا الجالل في أخراه ألن اهللا

) ص(أقام وزن حقائق أسمائه بالقسط فال يخسر الميزان، ولما كان كتاب رسول اهللاألنه القائم بحقائق األسماء التي هي حقائق الحسن المطلق، ومعنى جامع الكتب كلها

هذا الحسن المطلق األسمائي هو الذات خاطب سيدي أحمد رضي اهللا عنه الحضرة .يا معنى كتاب الحسن المطلق: المحمدية المطلقة بقوله

والكتاب في اللغة الضم، وهذا المعنى هو الذي انضمت له حقائق األسماء الحسنى؛على الكمال، فاعتكفت في حضرته المطلقة الجامعة لكل حقيقة جميع المحاسن، التي هي الحقائق األسمائية لتقرأ حروف حسنه المطلق الذاتي المدلول عليه باالسم األعظم الجامع المقيدات، أي األسماء المقيدات، بمعاني خاصة كاللطيف والودود وأمثال ذلك

القراءة بمشاهدة صورها في وجوده المطلق فتعرفه من من األسماء، وانما تكون هذهنفسها، فال ترى في مرآة معنى الحسن المطلق الذي هو الذات سواها، فينمحي المقيد

لمن الملك {]16اآلية : غافر[في المطلق فناء، فيظهر المطلق بقاء، فيكلم حقائق نفسه لله الواحد {]16اآلية : غافر: [ألحديفيجيب نفسه من حقائق نفسه بالشأن ا} اليوم

:وفي هذا التجلي قال الغوث الجيلي قدس اهللا سره} القهار لي الملك في الدارين لم أر فيهما



سواي فأرجو فضله أو فأخشاهولما كانت حقائق المحاسن لم تتميز بمعاني أنفسها إال بمعنى هذا الحسن المطلق ؛

:بقوله) ص(تفرقت منه بال تفرقة، خاطب معنى الحسن المطلق الجامع الذييا من أرخت حقائق الكمال كلها برقع الحجاب دون الخلق وأجمعت أن ال تنظر لغيره (

)إال به من جميع المكوناتيريد رضي اهللا عنه أن حقائق الكمال الذاتي التي هي الشؤون األولية الذاتية أرسلت ؛

مى المانع من التطاول للحمى الذاتي األحدي دون الخلق، وأجمعت برفع حجابها األسأن تجلياتها من حيث إطالق الذات ال تكون لهم إال من مصباح مشكاته الذاتي فيكون

ثم قال . لورثته التجلي الذاتي، بواسطة ذات الحبيب ولألرض من كأس الكرام نصيب :رضي اهللا عنه

بحانيات الشعشعانيات، يا من تعشقت بكماله جميع يا مصب ينابيع ثجاج األنوار الس( )المحاسن اإللهيات

لما أخبر رضي اهللا عنه سابقا أن رشاشات األنوار األسمائية طارت من عين حياة ؛حسنه الذاتية، فاقتسمتها بقبول انجالئها بها جميع المبدعات الكونية بحكم المشيئة

نه بال تفرق عائد عليه إذ هو المجمع اإللهية، أبان في هذه الحكمة أن ما تفرق موالمصب لينابيع هذه األنوار السبحانيات الثجاجة، وتلك الينابيع هي األسماء المتنوعات المشارب والمختلفة المذاهب التي هي متشعشعة، أي مضيئة، من وجه اهللا تعالى الذي

يات الوهاجة، هو عين حياة الحسن الخاصة به األنوار السبحانيات الثجاجة الشعشعانوالسبحات هي األنوار الذاتية لوجه اهللا فال يطيق تجليها إال البصر المحمدي، فهو

أطلب رؤية اهللا في مرآة : مصبها والبصر متقلب إليه، ولذا قال الشيخ األكبر :ولذا أشار القائل. ال ببصرك) ص(ولكن ببصر محمد) ص(محمد

أعارته طرفا رآها به طرفهافكان البصير لها



وحيث كان كذلك فجميع المحاسن اإللهيات متعشقة بكماله، متضوعة بالطيب من ؛مسك نقطة خاله، فمن عين حياة حسنه طارت رشاشات الجمال وهي مصب سبحات أنوار الجالل، كل الكمال عبارة عن خردل متفرق من حسنه المجموع، فالكل منه واليه

:يدي أحمدبن إدريس بقوله، ولذلك ناداه غوث األغواث الرئيس س)ص( )يا ياقوتة األزل يا مغناطيس الكماالت(اعلم، رحمك اهللا، أن األزل يقابل األبد، فاألزل انفراد الحق بوجوده بال ابتداء، واألبد

وم: [قال تعالى. انفراد الحق تعالى بوجوده بال انتهاء لله األمر من قبل {]4اآلية : الروال قبل وال بعد في حقه تعالى إذ ال سواه حتى يكون قبله أو بعده، فأزله أبده } ومن بعد

فياقوتة األزل )] . 62[(»وهو اآلن على ما عليه كان)] 61[(كان اهللا وال شيء معه«. كناية عن أحدية الوجه اإللهي الذي له السبحات المحرقة لما أدركه بصر اهللا من خلقه

انيات التي هي األنوار الذاتية الثجاجة، أي الدائمة ولما كانت السبحات الشعشعكان عين وجه اهللا الذي فيه كل ) ص(الفيض، مصب ينابيعها ذات السيد األعظم

شيء هالك، فباعتبار ما لهذا الوجه من السبحات التي هي األنوار الذاتية سمي ياقوتة الزمردة : البيضاء، وقد يقالالدرة : األزل، وقد توصف هذه الياقوتة بالحمراء، وقد يقال

.الخضراء، وكل ذلك وارد باعتبارات ال تخفىمغناطيس الكماالت، فهو عبارة عن كونه عين الذات التي وصفها ) ص(وأما كونه ؛

سيدي أحمد رضي اهللا عنه فيما تقدم بمعنى كتاب الحسن المطلق الذي اعتكفت في فالمغناطيس هو المعنى، .حضرته جميع المحاسن لتقرأ حروف حسنه المقيدات

والكماالت هي كتاب الحسن المطلق، ولكل إنسان كتاب خاص به هو لكتاب الحسن المطلق كالحروف المقيدات، وكتاب كل إنسان نفسه، فإذا انكشف له كتابه يظهر له ما هو عليه أزال وأبدا، وذلك الكشف من مراتب كتاب الحسن المطلق الجامع، وهذا

اآلية : التكوير: [وقد أشار اهللا تعالى لهذا الكشف بقوله. بر عنه بالقراءةالكشف هو المعفنفس كل إنسان كتابه، وهو وجهه من ذات اهللا } *علمت نفس ما أحضرت {]14



تعالى المعبر عنه بالشأن، وكتاب الحسن المطلق نفس األنفس كلها، وكتاب الكتب الذات التي هي مغناطيس تلك الكماالت فال ومعنى جميع ذلك هو . وشأن الشؤون

اآلية : األحزاب: [تنجذب الكماالت إال لذلك المغناطيس، ومن هنا يعلم قوله تعالىأي أنفسهم أولى بالنسبة إليه من أن تنسب } النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم {]6

وتنفرد عنه ألن األنفس كلها لم يكن لها ألنفسها إذ ليس لها من نفسها وجود تتميز بهوجود إال بنفسه المطلقة، فبها كانت أعين أنفس المؤمنين، فالمؤمنون أسماء عينه فداللتهم عليه أحق من داللتهم على أنفسهم الندراج أمواج أنفسهم في بحر نفسه

.المحيط فتنمحي بذاته وال يسمع لها غطيطما معنى أزواجه وما معنى كونها أمهات المؤمنين، فإن فهمت ما أشرنا إليه فهمت؛

وفهمت معنى المؤمنين من هم، وبالجملة ما أشار له سيدي أحمد رضي اهللا عنه يشهد له أنه سراج أهل الدوائر الكمالية ونقطة مركز الوراثة المحمدية، وهو سر الياقوت

حقق والوجدان من كنز األحمر، ويتيم الدر والجوهر المستخرج بالكشف والعرفان والت .هذه اآلية الكريمة، لمن أوتي مفتاح هذا الكنز فاستخرج منه جواهره

مغناطيس الكماالت، أي هو معنى االسم اهللا، لم ) ص(ولو لم يكن السيد األعظم ؛ صدقا، ألن القرآن كالم } *إنه لقول رسول كريم {]19اآلية : التكوير: [يكن قوله تعالى

ال كالم المخلوق، فلو لم يكن هو هو ما أخبر عنه أنه قوله، ولذلك وصفه بالكرم اهللاوالقوة عند ذي العرش، والعندية ليست للمكان، أي متجلي في حقيقة ذي العرش مكين

: التكوير[} ! ! ، ژ ـپ{ أي في مجلى ذي العرش ] 21اآلية : التكوير[} * + ! { ونستغفر اهللا . ء األمانات واعطاء كل ذي حق حقهفي ذاك المجلى على أدا] 21اآلية

من إفشاء أسرار أخذ العهد بكتمانها إال أن عزم سيدي أحمد الذي هو من عزم رسول أخذ بنا هذا المأخذ، فمن لم يصل إدراكه لشمس تلك المعاني ولم يهتد إليها ) ص(اهللا

فمن أبصر {]104اآلية : اماألنع : [من نفسه فعماه عائد على نفسه، كما قال اهللا تعالىغير أن من ألقى السمع وهو شهيد بنور اإليمان هو مع من } فلنفسه ومن عمي فعليها



أحب من أهل األذواق والعرفان، وان لم يكن له قلب لشهود العيان فباإليمان والتسليم له .حظ من اإلحسان

واذا لم تر الهالل فسلم باألبصارألناس رأوه

ولما كان البحر المحمدي المحيط ال يعلم له بداية وال يدرك له غاية، بل ال يحاط ؛بوصف من أوصافه وال تحصى دقيقة من دقائق ألطافه أشار رضي اهللا عنه لذلك

:بقولهقد أيست العقول والفهوم واأللسن وجميع اإلدراكات أن تقرأ رقوم مسطور كنهياتك (

)ى حقيقة مكنونات علومك اللدنياتالمحمديات أو تصل إلولقد صدق رضي اهللا عنه، فإن جميع العقول والفهوم واأللسن لو حاولت حل طلسم ؛

لعجزت عن تلك الحال وكل إدراك } ما ودعك ربك {]3اآلية : الضحى: [قوله تعالىر لي وقت ال يسعني فيه غي«: يقول) ص(إبصارها لشمس ذاك الكمال، ولذلك كان

فال تسعه إال الربوبية المطلقة، واهللا واسع عليم، وسع ربنا كل شيء رحمة )] 63[(»ربيفإن اسمه أحمد متضمن السم )] 64[(»أنا أحمد«: لذلك بقوله) ص(وقد أشار . وعلما

اهللا أحد، وللميم التي هي دائرة مراتب الوجود وهي أربعون مرتبة كما أن عدد الميم وقد فصل هذه المراتب الغوث الجيلي رضي اهللا عنه في كتابه .بحساب الجمل أربعون

أن أحديته ] إلى) [ص(وذكر أنها أربعون مرتبة، فأشار )] 65[(»مراتب الوجود«إشارة لهذه » أنا أحمد«: واذا لم يكن قوله. العظمى تندرج بها جميع مراتب الوجود

ال يحتاج ذلك إلى بيان، وال األسرار فما ثمرة هذه األخبار، إذ معلوم أنه هو أحمد ]: قال الحق فيه[ينبغي أن يكون قوله ذلك تبجحا وفخرا ألن ذلك غير الئق بمقام من

.} *إن هو إال وحي يوحى *وما ينطق عن الهوى {]3،4اآليتان : النجم[عرب وليس من ، ليس المراد منه اإلعالم أنه من ال»أنا عربي«: ونظير ذلك قوله؛

العجم، ألن ذلك معلوم، بل أن عربي اشتملت على لفظة ربي وزادت العين، يعني



بطريق اإلشارة، أنا عين ربي، واالسم الرب يستلزم المربوب بل يجمع المربوب، كما فهو مجمع } ربنا إنك جامع الناس {]9اآلية : آل عمران: [قال تعالى إشارة ال تفسيرا

يا مجمع بحري الحقائق : حرين كما سبق من كالم سيدي أحمد رضي اهللا عنهالبقد أيست العقول والفهوم واأللسن : وحيث كان كذلك اتضح قوله. األزليات واألبديات

وجميع اإلدراكات أن تقرأ رقوم مسطور كنهياتك المحمديات أو تصل إلى حقيقة .مكنونات علومك اللدنيات

مؤيدا لذلك بواضح البرهان مشيرا لتحققه بسر الرحمن علم ثم قال رضي اهللا عنه؛ :القرآن، فقال

وكيف ال يا رسول اهللا ومن لوح محفوظ كنهك قرأ المقربون كلهم حقيقة التجليات صلى ( )اهللا وسلم عليك يا زين البرايا يا من لوال هو لم تظهر للعالم عين من الخفيات

كيف ال يا رسول اهللا ومن لوح محفوظ كنهك قرأ المقربون و : أشار رضي اهللا عنه بقوله؛ف ق ك ژ . { : كلهم حقيقة التجليات إلى آخره، أن العين المخبر عنها في قوله تعالى

، وهم الذين لم ينادوه من وراء الحجرات الصورية بل ] 28اآلية : المطففين[} ! ! پ}نهيات حتى خرج إليهم بالتجلي من صبروا باالستقامة على اتباع األوامر واجتناب الم

كنز مخفي الذات، وظهر لهم في مراتب الكون الشهاديات، فقرؤوا تجليات حقيقته في كل صورة حتى رأوه في كل صورة، فسكروا بشراب مدامة العين الذاتية من كأس األحدية، فلم يخصوه بتثليث الوترية بل أدرجوا األول واآلخر والظاهر والباطن في بحر

لهوية، فجمعوا بين الالهوت والناسوت، فكان شفاهم في الظمأ وغذاهم في القوت، اوهؤالء هم أهل شراب خمرة األحدية، ال أهل شراب الخمرة الوترية، المكنى عنهم بأهل الدير الذين هم أهل المقام العيسوي، المشار لهم بقول البحر الفائض سيدي عمربن

:الفارض رضي اهللا عنه حيث يقول هنيئا ألهل الدير كم سكروا بها وما شربوا منها ولكنهم هموا



فأهل الدير لهم شراب وترية التثليث ال شراب أحدية التحقيق، فلم يسقوا من الرحيق ؛المختوم بختام مسك الذات الذي أمسك بمغناطيس وجوده حقائق األسماء والصفات

إن الله {]41اآلية : فاطر[ول فختامه عينه إذ هو الماسك بذاته حقيقة كل شيء أن تز أي بذاته، فما لشمس ذاته من أفول، فما زالت السماوات } يمسك السماوات واألرض

: واألرض بهذا الختام الذي هو عين محمد عليه الصالة والسالم، ولذلك خاطبه بقوله، ) ر للعالم عين من الخفياتصلى اهللا وسلم عليك يا زين البرايا يا من لوال هو لم تظه(

أي ألنه به كان التنزل من الكنز المخفي من حكم البطون المطلق إلى تعينات .الشهادات بمقتضى شأن الذات

وقد انختمت الصالة األولى من األربعة عشر األحمدية، فلنشرع بشرح الثانية ؛ .مستفيضين من حضرته اإلمدادية

]شرح الصالة الثانية[ $£ : ! " عنهقال رضي اهللا؛

اعلم أن المؤلف رضوان اهللا عليه كرر البسملة في كل صالة من األربعة عشر وتقدم ؛ :الكالم عليها في الصالة األولى

)على مظهر العظمة الذاتية(تقدم أيضا الكالم عليها ) اللهم صل (كمية، وال اعلم، رحمك اهللا، أن المظهر محل الظهور للمعنى الثبوتي، والحقيقة الح

يخفى أن معاني األسماء اإللهية إنما هي حقائق حكمية ونسب اعتبارية ال يظهر حكمها إال في مادة صورية، سواء كانت المادة من العالم المشهود كالموجودات

.الظاهرة، أو من عالم الغيب كالمالئكة والجن التي هي الموجودات الباطنةمظاهر األسماء اإللهية، فإذا قامت مادة صورية فصور الموجودات الباطنة والظاهرة؛

بمعنى الكرم مثال، قيل عنها مظهر االسم الكريم، واذا قامت مادة صورية بالوقاية قيل عنها مظهر االسم الواقي، واذا قامت مادة صورية باإلماتة قيل عنها مظهر االسم



لهية شؤون ذاتية ثبوتية المميت، أو اإلحياء فمظهر االسم المحيي، فمعاني األسماء اإل :ال تتحقق إال بمظهر يقوم بها، كما قال الشيخ األكبر


واذا تقرر أن صور الوجود مظاهر لظهور معاني األسماء اإللهية، علم أن األسماء ؛ل اسم إلهي روح وصورة، فاالسم اإللهية أرواح الموجودات التي مظاهرها صورها، فلك

. المقيت مثال الروح منه هو المعنى الذي هو اإلقاتة، والصورة منه هي الخبز مثال واالسم الحفيظ روحه معناه، وهو الحفظ وصورته ما قام به ذلك المعنى من ثوب أو

فلكل اسم إلهي من الصور ما ال يتناهى، فمعنى االسم . دار أو صندوق أو غير ذلككم البطون وصورة االسم حكم الظهور والظاهر والباطن هو، فالمظاهر عين الظاهر ح

ألنه تعالى إذا تجلى في صورة كانت تلك الصورة مظهرا له والظهور لم يكن إال للصورة، فالصورة بعينها هي الظاهرة فإذا ال ظهور وال بطون ألن الظهور والبطون إنما

ود هو الذات إذ ما ثم غيرها حتى تظهر به أو تبطن هو حكم اعتباري معقول والموج :عنه، ولذا قال الشيخ األكبر رضي اهللا عنه

لو ظهرنا للشيء كان سوانا وسوانا ما ثم أين الظهور

اللهم «: إذا تبين ذلك علمت معنى قول غوث األغواث الرئيس سيدي أحمدبن إدريس؛ .»صل على مظهر العظمة الذاتية

وافصاح وافيإيضاح شافي اعلم فتح اهللا أقفال قلبك وتجلى بنور اسمه المبين على روحك وسرك ولبك، أن اهللا

تعالى إذا تجلى بمعنى اسم من أسمائه على ولي من أوليائه، قام ذلك الولي بحكم معنى ذلك االسم حسب قوته واستعداده، فينسب ذلك الولي بلسان أهل اهللا لذلك االسم،



ليه باسمه القدير مثال قام بأحكام القدرة وانخرقت له العوائد، فيقال له فمن تجلى اهللا ع .فالن عبد القدير: بلسان أهل اهللا

فالن عبد الحكيم ويعطى علم حكمة كل : ومن تجلى عليه باسمه الحكيم قيل عنه؛شيء في الوجود وال يظهر منه شيء إال عن تحقق اهللا بسره وحكمته، ولو خرق

ل الغالم وأقام الجدار، واذا تجلى اهللا عليه باسمه العفو ال ينتقم لنفسه قط، السفينة وقتفيقال له بالنسبة لذلك التجلي عبد } خذ العفو {]199اآلية : األعراف: [ومنه قوله تعالى

.العفوفكل ولي تجلى عليه بمعنى اسم من هذه األسماء تكون لطيفته من معنى ذلك االسم، ؛

مية، واذا تجلى اهللا عليه باسمه اهللا يدعى عند أهل اهللا عبد اهللا، فيقوم فهي لطيفة اسبمعنى األلوهية الجامعة لجميع األسماء اإللهية، وتكون اللطيفة اإللهية فيه ذاتية، ويكون بصورته االسم األعظم الذي هو اهللا، وبذاته معنى االسم األعظم فيكون مظهر

لذات ال السم من األسماء، وذلك ال يكون إال العظمة الذاتية، فعظمته منسوبة ل، فمنه منبع الكمال الذي يستمد )ص(لإلنسان الكامل وهو واحد في الوجود، وهو محمد

وهذا التجلي له باألصالة ولغيره بالتبعية، فمن . منه كل كامل من األولين واآلخرينته، فتكون اللطيفة باطنه يسري هذا التجلي لكل قطب جامع في الوجود من كمل ورث

.اإللهية فيهم ذاتية ألنهم مظاهره في الكمالولما كانت اللطيفة اإللهية في عيسى عليه السالم ذاتية، وكان يعلم من نفسه وهو في ؛

المهد أنه وارث محمدي ينزل حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويدعو إلى الم، أخبر عن نفسه أنه عبد اهللا، فظهر اإلسالم ويحكم بشرع محمد عليه الصالة والس

ث ج ح خ د ذ { بصفات األلوهية من إبراء األكمه واألبرص واحياء الموتى بإذن اهللا ].49اآلية : آل عمران[} ر فهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ومنهم عيسى عليه ) ص(وأما صاحب األصالة ؛

عد البعثة المحمدية لم يكن إال تابعا السالم، فبضاعته ردت إليه، فلهذا لما كان نزوله ب



ال مستقال بنفسه فظهر من السر ما كان مبهما، وهذا السر هو الموجب ) ص(لمحمدآدم فمن دونه تحت «: بل قال)] 66[(»نحن أحق بموسى منكم«: لليهود) ص(لقوله

مت نفس عل {]14اآلية : التكوير[وهو يوم انكشاف الحقائق )] 67[(»لوائي يوم القيامةفاندرج في لوائه المحيط األنبياء والمرسلون واألولياء والصالحون } *ما أحضرت

والشهداء والمقربون وآدم وبنوه أجمعون، ولوائه بلسان الحقيقة االسم األعظم الذي تندرج :به جميع األسماء كلها، فلذا قال األبوصيري قدس سره

فإن من جودك الدنيا وضرتها؛ ؛ومن علومك علم اللوح والقلم

مظهرها هي التي طلب تجليها سيدي ) ص(فافهم، وهذه العظمة الذاتية التي محمد؛وتجل لي يا إلهي «: حيث قال) ص(أحمد رضي اهللا عنه باإلرث من رسول اهللا

» بالعظمة الجامعة لمعاني األسماء اإللهية التي هي مجمع بحور حقائق األسماء كلهاوتجل لي يا إلهي بعظمة الذات التي ال تبقي وال «: وكذا قوله)]. 68[(تجليإلى آخر ال

.؛143&#)4(؛142&#، إلى آخره» تذرجامع العظمات األسمائية لتحققه بمعنى االسم ) ص(ولما كان مظهر العظمة الذاتية ؛

:األعظم الجامع لألحكام الوجودية والمراتب الحقية والخلقية وصفه بقوله )ون الحقائق الرحموتيةجمعية عي(مظهر الرحمة الذاتية الجامعة لعيون الحقائق ) ص(أشار رضي اهللا عنه أنه ؛

الرحموتية، فهو بهذه الرحمة مظهر االسم الرحمن الذي استوى على العرش فكان اآلية : األنبياء: [فذاته عين الرحمة، فلذا قال اهللا تعالى) ص(العرش هيكل محمد

ولم يقل راحما ألنه لما استوى االسم الرحمن } *ناك إال رحمة للعالمين وما أرسل {]107بالتجلي على حقيقته الجامعة لعيون الحقائق الرحموتية التي هي عرش هذا االسم ومجاله، كانت ذاته منبعا لعيون حقائق الرحمة الواسعة لكل شيء حتى جهنم ومن

: ر ومن يسكنها، فبحكم هذا االسم نزل عليه قوله تعالىيسكنها، بل جميع طبقات النا



، فاالسم الرحمن يحكم في كل } *ولسوف يعطيك ربك فترضى {]5اآلية : الضحى[حكم إلهي، فله الهيمنة على جميع األسماء اإللهية، فله الحكم في غضب اهللا وانتقامه

ذ العذاب حتى لو عرضت عليهم الجنة ألبوه بالغلبة، فيؤول أمر أهل النار إلى استلذارحمتي «: فينجذبون إلى النار كما ينجذب الحديد للمغناطيس، وذلك سر قوله تعالى

)].69[(»سبقت غضبيسأل سيدي عبد الوهاب الشعراني أستاذه سيدي علي الخواص رضي اهللا عنه عن ؛

ا كلها االسم الرحمن حاكمه: الحاكم األعظم في المملكة من األسماء اإللهية، فقال: المستوي على العرش، فالرحمة سارية في أحكام األلوهية كلها، ولذا قال تعالى

عرش الرحمة ) ص(ولما كان . } ادعوا الله أو ادعوا الرحمان {]110اآلية : اإلسراء[عفوه عن شيء فال يضيق } خذ العفو {]199اآلية : األعراف[اإللهية الذاتية نزل عليه

فح الجميل {]85اآلية : الحجر[ونزل عليه اآلية : الزخرف[، ونزل عليه } فاصفح الص)] 70[(»اللهم اهد قومي فإنهم ال يعلمون«): ص(فقال } فاصفح عنهم وقل سالم {]89: كرام، ويقولفيعاملهم بما يقتضيه الصفح الجميل من اإل) ص(فال بد أن يهتدوا إليه .

:ثم قال رضي اهللا عنه. اللهم أنت السالم ومنك السالم واليك يرجع السالم )سر ملكوت األسماء المعبر عنه بالعماء قبل خلق أرض وسماء(يشير رضي اهللا عنه أن الحقيقة المحمدية هي السر القائم باألحدية، فهي المثل بال ؛

وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم {]37اآلية : يس[ريب المسلوخ من ليل الغيب بطمس العدم، فبطن النهار في ليل غيب القدم وهو المعبر عنه بالعماء } *مظلمون

قبل خلق أرض وسماء، فالعماء باطن األحدية وجوهر الكنزية، فملكوت األسماء غيبها ب الغيب المرتبة العمائية، وهي التي كان فيها وهو األحدية، وسر ملكوتها الذي هو غي

يا رسول اهللا، أين : ربنا قبل أن يخلق الخلق كما في حديث أبي رزين العقيلي قال قلتكان في عماء ما فوقه هواء وما تحته «: كان ربنا قبل أن يخلق الخلق؟ قال

. اء وتحته هواءاحترازا من العماء الذي هو السحاب الرقيق فإنه فوقه هو )] 71[(»هواء



كان : يقول) ص(والعماء في الحديث حكم البرزخية فال خالقية وال مخلوقية، فكأنه االسم الرب في الحكم البرزخي الذي ليس متعينا باسم الرب إذ ال يثبت اسم الرب إال بتعقل ثبوت اسم المربوب فكل من المرتبتين أثبت األخرى، واذا زال تعقل ثبوت الواحدة

:عقل ثبوت األخرى، والى ذلك أشار الشيخ األكبر رضي اهللا عنه بقولهزال ت فلوال الرب ما كنا عبيدا

ولوال العبد لم تك أنت أنت فأثبتني لنثبتكم إلها

وال يفنى أنا فيزول أنتومن هنا يظهر أن األسماء اإللهية حقائق حكمية ومعاني اعتبارية مرتبط ثبوت ؛

.ول وال آخر، وال ظاهر وال باطنبعضها بثبوت اآلخر، فال أ فما ترى عين ذي عين سوى عدم

فصح أن الوجود الممدك الله .} *فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون {]83اآلية : يس[؛ ه سر وجوب الوجود الذاتي المعبر عنه عند سيدي أحمد قدس سر ) ص(ولما كان ؛

بياقوتة األزل، وعند الحكماء بعلة العلل والقديم الذي لم يزل، كان الخاتم الجامع لجميع المقامات اإللهية، الممتدة من نقطة دائرة كماله سائر الشؤون األسمائية، بتعيناتها المعنوية الالهوتية وصورها الناسوتية، من إطالق حقيقته المعينة المقدسة، بحكم

وية، في عين التنزل لقوابل العالم الثبوتية، والمراتب اإلمكانية، أحديتها عن الثنوالمظاهر الكونية، الفياضة على جميع المراتب المعنوية والصورية، ببرزخية الربوبية والعبودية، بظهورها بمظهره الجامع للحقائق الكلية والبشرية، والمنفرد بكمال النسخة

ية واآلخرية، والظاهرية والباطنية، وصفه قطب اإلنسانية، المنطوي بها أحكام األول :األقطاب الشامل، والجوهر الفرد الكامل، سيدي أحمد قدس سره بقوله

)ساذج الذات اإلحاطية الوجود، نقطة دائرة الكمال اإللهي في الغيب والشهود(



من كل وجه أحدي الذات مع اختالف أحكام ) ص(الصرافة، يعني أنه : السذاجة؛ء والصفات، فهو عين الذات العينية وخالص حقيقة األحدية، فهو األحد في األسما

فإنسانيته المقيدة . غيبه الذي هو عين الشهود وفي شهوده الذي هو عين الغيب: بالبشرية إجمال تفصيل الكماالت الوجوبية وهوية األعيان الكلية والجزئية، قال تعالى

! ! ژ ـ 6 5 4رك بالهوية المطلقة المقيدة، أي أنت بظهو } قل {]1: اآلية: اإلخالص[بالهوية المطلقة إذ ما ثم هويتان وال حقيقتان وليس } الصمد {] 1اآلية : اإلخالص[}

تعالى اهللا } أإله مع الله {]60اآلية : النمل[مع هو اهللا األحد في وجودها شريك أو ثان لي فال دنو وال تدلي وال وصل وال فصل وال عما يشركون، وهذا المعنى أمر وراء التج

].50اآلية : القمر[} هللا ـ { وجد وال فقد يحرق بالنار من يمس بها ومن هو النار كيف يحترق

:ولذا وصفه سيدي أحمد قدس سره بقوله؛ )نفخ روح النفس الرحماني في كليات الوجود العياني(إرسال النفس وعدل عن النافخ إلى النفخ النفخ: قال اإلمام الهجرسي رضي اهللا عنه؛

.على حد زيد عدل، انتهىيعني بذلك أن النفخ معنى ثبوتي، والمقصود هو النافخ وهو روح األرواح الذي هو ؛

وقوله هذا بحسب عرف أهل الظاهر فإنهم ال يشهدون المواد الصورية . السيد األعظمسيدي أحمد قدس سره أعلى وأغلى وكالم . عين المعاني القدسية والحقائق الحكمية

عين التوجه الحبي المعبر عنه بالنفخ من روح ) ص] (أنه[وأحلى وأجلى، ألن مراده النفس الرحماني، الذي هو الحقيقة العمائية، التي قبلت ظهور المواد الشهادية واألعيان

ن سكر الصورية من فيض روح هذا النفس الرحماني، وذلك هو روح طلسم األحدية، ومبخمرة المعاني وجمع بالشرب ما بين الراح واألواني شهد صور التمثيل والتشبيه هالكة في وجه التنزيه، أال ترى أن اهللا يقول للشيء كن، فيسمع الخطاب مع أنه معدوم من



الوجود فيكون ويبرز للعيان والشهود، فالعارف يرى المواد الصورية عين المعاني والكثرة :ي، والى هذا المعنى اللطيف أشار التلمساني العفيف فقالأحدا بال ثان

معنى به لطف الكثيف فأصبحت )]72[(صم الحبال هي الغصون الميس

وبيان ذلك أن هذه المواد الصورية واألشكال التمثيلية حضرتها الخيال المنفصل، وهذه ؛بها بصورة الحضرة يتجلى بها من ليس كمثله شيء في صورة شاب أمرد، ويظهر العلم

لبن والسنين بصورة البقر، فال ينكر المتجلى له أنه شرب لبنا وال ينكر أن هذا اللبن معنى من المعاني وهو العلم، ففي هذه الحضرة المعنى الثبوتي الحكمي عين المادة

اآلية : البقرة: [الصورية التي يظهر بها، ولذلك خاطب اهللا تعالى األعيان الثابتة بقولهفهي وان كانت معدومة من الوجود، متجلية لبصر اهللا تعالى بالشهود، } كن {]117

الحمد هللا : ولذلك قال الشيخ األكبر في خطبة الفتوحات المكية. فتمتثل أمر اهللا وتكونالذي أوجد األشياء عن عدم وعدمه ومن هذه الحضرة تكون األعمال، وهي معاني

إن غراس الجنة سبحان اهللا : لعاملها كما ورد صور قائمة تسبح اهللا تعالى وتستغفرفأمسكوهن في {]15اآلية : النساء: [وقد قال تعالى. والحمد هللا وال إله إال اهللا واهللا أكبر

وال يخفى أن الموت معنى من المعاني، فلوال أن له صورة } البيوت حتى يتوفاهن الموت نفصل لها تأثير بالمتوفى ما نسب اهللا التوفي لهذا المعنى الذي في حضرة الخيال الم

.هو الموتأنه ) ص(وقد سمعت من البحر الراوي سيد محمد الدندراوي يروي حديثا عن رسول اهللا؛

فللحسد في هذه الحضرة صورة شيطانية، فسائر المعاني )] 73[(»الحسد شيطان«: قالفي نظر العارفين أهل الشهود ثابت في هذه لها صور في هذه الحضرة والعالم بأسره

المرتبة وفي هذه الحضرة التي هي الخيال المنفصل فهو برزخ بين الثبوت والوجود ال يتخلص إلى أحد الطرفين فيقبل العدم حال قبوله الوجود، فوجوده عين العدم، ولذلك

:قالوا



إنما الكون خيال؛ ؛وهو حق في الحقيقة

والذي يفهم هذا؛ ؛أسرار الطريقةحاز

فسبحان . ومجمع البحرين إنما هو العين، فالوجود عين العدم، والحدوث عين القدم؛ .جامع األضداد الظاهر بالكثرة مع الوحدة واالنفراد

إذا تقرر ذلك فكليات الوجود العياني عين نفخ روح النفس الرحماني، فبنفس المحب ؛رزخي ظهر العالم، فكان برزخا بين الذي أحب أن يعرف من كنز العماء المخفي الب

الثبوت الحكمي العدمي والوجود الشهادي، فظهوره بطون ووجوده عدم، فالحضرة المحمدية عين هذا النفخ الذي هو التوجهات الحبية فالحقائق العيانية من رقائق

بأنه نفس األنفاس الروحية، فلزم من ) ص(وقد سبق للمؤلف وصفه . األنفاس الرحمانية .ك أنه كلية األجسام الصوريةذلواذا كانت األنفاس من األجسام الصورية تظهر في حضرة الخيال المنفصل صورا ؛

قائمة شهادية يراها أصحاب الكشف، فما بالك باألنفاس الروحية الرحمانية، فالحس بصورته ) ص(عين المعنى والشهادة عين الغيب، والظهور عين البطون، ومحمد

:الحقيقة الالهوتية، ولذا قال سيدي أحمد رضي اهللا عنهالناسوتية عين )غيب هو(: ، أي أحد بال تعدد كما في قوله تعالى) هو(، محمد ) في هو(وهو اهللا الظاهر ؛اآلية : الحشر: [فهو األول من قوله} هو الله الذي ال إله إال هو {]22اآلية : الحشر[

بيان . هوية واحدة} إال هو {]22اآلية : الحشر: [خر من قولهوهو اآل} هو الله {]22ذلك أن الهوية اإللهية ال تعدد فيها من حيث العين والحقيقة الوجودية، وانما الكثرة

معنى هذا االسم ) ص(غيب هو، يعني أنه : والتعدد من حيث النسب المعقولة، فقولهة، فإن الهوية تجمع الضدين كاألولية الدال على الغيب المستغرق ذلك الغيب للشهاد



ل واآلخر والظاهر {]3اآلية : الحديد: [قال تعالى. واآلخرية والظاهرية والباطنية هو األوهو هو، وكذا هو التي للظاهر : فهو التي لألول عين هو التي لآلخر، فيقال} والباطن

معنى واحد ولو ظهرت في المتضادين، هو هو، فالهوية : عين هو التي للباطن فيقال) ص(غيب هو، أي هذا االسم األعظم الشامل، أي هو : فهي حقيقة واحدة، ولذلك قال

معناه قد ظهر في هويتين األول واآلخر والظاهر والباطن، فكل من الحكمين هو هو، ال عيني فهوية اهللا تعالى هوية اإلنسان الكامل حقيقة وعينا، واختالفهما حكمي اعتباري

كل شيء هالك إال {]88اآلية : القصص[ذاتي تعالى اهللا في ذاته عن الكثرة والتعدد أي ذاته، فأشار رضي اهللا عنه أن اسم هو الواقع على حكمين متضادين أحد } وجهه

في عين الذات اإللهية كاألول واآلخر والظاهر والباطن والمعطي واآلخذ كما قال دقات {]104اآلية : التوبة[ :تعالى . والغني والمستقرض والجليل والجميل} ويأخذ الص

وكل من الحكمين هو هو أي هوية الباطن ألن اسم هو واقع على الهويتين وهما حقيقة غيب هذا االسم هو أي معناه وسره، في هو هو، يعني في ) ص(واحدة، فالمصطفى

ي الحضرة الذاتية هو هو، ألن كل حكمين كل حكمين متضادين يقال عنهما فمتضادين ظهور أحدهما بطون اآلخر وال يظهر أحدهما إال في ضده وال يبطن إال في ضده، فإن كان الحكم المحمدي مثال ظاهرا فالحكم اإللهي باطنه فيكون الحكم اإللهي

دي باطنه فيكون وان كان الحكم اإللهي ظاهرا فالحكم المحم. مظهرا للحكم المحمديالحكم المحمدي مظهرا، والحكم اإللهي هو الظاهر، فظهور الحكم المحمدي يسمى بالعبد فالرب باطنه، وظهور الحكم اإللهي يسمى بالرب فالعبد باطنه، وهذا االختالف اسمي حكمي ثبوتي ال عيني ذاتي واال فهو هو، فالعين واحدة بالكثرة االسمية الحكمية

أي } فإنك بأعيننا{]48اآلية : الطور): [ص(ولذا قال تعالى لمحمد تسمى أعينا،حقيقتك في هذه األعين األسمائية الحكمية المتكاثرة بالنسبة واالعتبار هي عين واحدة ظاهرة بهذه األعين كلها والمظهر عين الظاهر، فما ثم في الحقيقة ظاهر ومظهر،

.تعالى اهللا عما يشركون



رنا للشيء كان سوانالو ظه؛ ؛وسوانا ما ثم أين الظهور

لو بطنا في الشيء كان سوانا؛ ؛وسوانا ما ثم أين البطون

ولذلك قال الشيخ األكبر رضي اهللا عنه في . فالعين واحدة وان اختلفت األحكام؛إن الحق المنزه عين الخلق المشبه، يعني أن االختالف باسم : »الفص اإلدريسي«

وباسم الخلق وباسم التنزيه وباسم التشبيه أمر اعتباري حكمي ثبوتي ال عيني الحق ذاتي، فالحق عين الخلق بالعين والحق غير الخلق بالحكم، وكذا يقال بالتنزيه والتشبيه

.والرب والعبد، فالفرق حكم والجمع عين فافهمرة، فكل اسم فاالسم هو من حيث العين هوية واحدة، ومن حيث األسماء هويات كثي؛

إلهي يقال عنه هو، فالحق خلق من حيث العين، ومن حيث الحكم الفرقي الحق غير :قال الشيخ األكبر. الخلق

فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا وليس خلقا بذاك الوجه فادكروا

من يدر ما قلت لم تخذل بصيرته وليس يدريه إال من له بصر جمع وفرق فإن العين واحدة

كثيرة ال تبقي وال تذروهي الوقد أخبر اهللا عن } *ألهاكم التكاثر {]1اآلية : التكاثر[فعين اهللا هي العيون الكثيرة ؛

: المقول عنها، فإنك هي عين اهللا، قال تعالى) ص(أنه بأعينه فأنية محمد) ص(محمد. الدائرة هي النقطة األولى بعينها كما أن ختم} وما أمرنا إال واحدة {]50اآلية : القمر[

:ثم أخبر رضي اهللا عنه أن هذا الغيب )من هو هو(



الظاهر بالهيكل البشري، وذلك الظاهر بالهيكل البشري ) ص(أي من باطن محمد؛الشهادي هو الباطن في الكنز المخفي، فاآلخر عين األول، فاعتبر ما شئت فباطن هو

من ذلك الباطن المسمى ) ص(وظاهر هو أي محمدأي اهللا من ظاهر هو أي محمد، باطن هو أي محمد هو : بهو أي اهللا تعالى، وان شئت فاجعل األمر بعكس ذلك فتقول، والى ذلك اإلشارة )ص(ظاهر هو أي اهللا، وظاهر هو أي اهللا باطن هو أي محمد

وسئل الجنيد . وعكسا فإنها تقرأ طردا } كل في فلك {]33اآلية : األنبياء: [بقوله تعالى :قدس سره عن التوحيد، فأنشد

وغنى لي منها قلبي؛ ؛وغنيت كما غنا

وكنا حيثما كانوا؛ ؛وكانوا حيثما كنا

:ثم قال رضي اهللا عنه؛ )فصل اللهم عليه بهو(هو اهللا، فيكون هو : هو، أي يقال عنها: أي بحقيقة ذاته المطلقة التي يقال عنها؛

.نفسه بغيب الغيب المتنزل في جميع المراتب الشهاديةالمصلي على اسم ربه األعلى ) ص(وهو } *سبح اسم ربك األعلى {]1اآلية : األعلى: [قال تعالى؛

ومثله األعلى الظاهر من حيث كنهه وحقيقته في السماوات وهو كل ما سما من حقائق وهو كل ما سفل من مراتب التنزالت األسماء اإللهية والمعاني القدسية، واألرض

سبح نفسك في هذا الوجود عن : الروحية والصورية والخيالية والحسية، فكأنه يقولسبحاني ما أعظم شاني، : ومن هذا المشهد قول أبي يزيد البسطامي. الحدود والقيود

والى ذلك أشار غوث أغواث دوائر الكمال وينبوع فيوضات أسرار حقائق الجمال قني : جالل سيدي أحمدبن إدريس المنفرد بالمقام النفيس بقوله رضي اهللا عنهوال إلهي ذو

يا ذا الجالل واإلكرام لذة جميع أسمائك وصفاتك ومشاهدة ذاتك في تجلياتك بعظمتك



في حضرة قدسك األعلى بك ) ص(وكبريائك كما ذوقت ذلك نبيك سيدنا وموالنا محمدا جماليا كماليا إحاطيا إجماليا تفصيليا بذاتك المنزهة، إلى آخر منك فيك لك ذوقا إلهيا

ما قاله في هذا الذوق العجيب الوارث له من كمال منبع الكماالت كلها، الفاتح الخاتم :وذلك عين قوله رضي اهللا عنه) ص(الحبيب

)في هو(ل واآلخر هو {]3اآلية : الحديد: [المستغرق لهوية كل شيء، كما قال تعالى؛ األو

، فكان رضي اهللا عنه يقول صل عليه في هوية مظاهر االسم } والظاهر والباطن األول ومظاهر االسم اآلخر ومظاهر االسم الظاهر ومظاهر االسم الباطن التي هي

:تجليات غيبية ذاتية استأثر اهللا بها في تجليه بنفسه لنفسه، ولذلك أخبر أن ذلك كله )هو(: ولذلك قال اهللا تعالى. ، فإنه بصورته ومعناه جامع هذه الحقائق كلها)ص(أي محمد؛أي ما تجلينا عليك بالجمع } *ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى *طه {]1،2اآليتان : طه[

الذاتي الظاهر بفرقان تعينات الوجود األسمائي والصفاتي لتشقى في عين من أعيان ك، أو مرتبة من مراتب فيضك وجودك، فيعود الشقاء عليك ألنه منك الكل وبك وجود

وما كان الله ليعذبهم {]33اآلية : األنفال[الكل وفيك الكل واليك الكل وأنت جامع الكل أو أي وأنت القاطن فيهم أوال وآخرا وظاهرا وباطنا، فلو وقع عليهم الشقاء } وأنت فيهم

.العذاب لكان عائدا عليكيا محمد، بلسان إطالق األلوهية القائم بعينك التي هي الذات المطلقة والهوية } ف ؛{

فإنهم من حيث إطالقك الكنهي الذاتي عبادك } ياعبادي {]53اآلية : الزمر[المستغرقة ين أسرفوا على الذ {]53اآلية : الزمر[حقيقة، فأضفهم لنفسك إضافة حقيقة ال مجاز

الذي } ال تقنطوا من رحمة الله {]53اآلية : الزمر[التي هي النفس الجامعة } أنفسهم من أنواع } إن الله يغفر الذنوب جميعا{]53اآلية : الزمر[يا عبادي : أضافكم إليه بقوله

.ان أو إسراف الكفر والشرك والطغياناإلسراف كله سواء كان إسراف العصي



أي اهللا، الجامع للتجليات المتوجهة على العباد بما هم عليه، هو الغفور الساتر ؛{ } للقبح العرضي النسبي الحكمي بجماله المطلق الذاتي األصلي ألنه جميل يحب الجمال

ه الرحيم لنفسه فيسري جماله في حقائق الشؤون كلها وشؤونه عينه فما أحب إال جمالإن رحمتي غلبت } كتب ربكم على نفسه الرحمة {]54اآلية : األنعام[في كل مرحوم

: هود[غلبت آية طه الرحمانية الجمالية آية ) ص(غضبي وحيث انتفى الشقاء عن طهجمال الذات في االنتقامية الجاللية فولج الجمل من } فمنهم شقي وسعيد {]105اآلية

ولسوف {]5اآلية : الضحى: [سم خياط األسماء والصفات، وذلك سر قوله تعالىهو هو، وذلك إشارة سيدي أحمد قدس سره : ، فأقر اهللا عينه بـ} *يعطيك ربك فترضى

:بقوله، أي ) هو(أي من هوية كل شيء المقول عنها أنها ) فصل اللهم بهو هو من هو(؛

اآلية : الطور: [، إذ كل شيء عين من عيون اهللا واهللا تعالى قال له)ص(هوية محمد .} فإنك بأعيننا{]48في عين ) ص(الظاهر بمحمد) هو(الباطن المطلق في ألوهيته أنت ) يا من هو(؛

أنا سيد الناس يوم «وعند كشف الغمامة تنجلي شمس اإلمامة من سماء . عبوديته} وكل شيء أحصيناه في إمام مبين {]12اآلية : يس[وتظهر خزائن )] 74[(»القيامة

ويفتح } *وما أرسلناك إال رحمة للعالمين {]107اآلية : األنبياء[ويتجلى الرحمن بحكم اهم أن الحمد لله رب وآخر دعو {]10اآلية : يونس[باب السور فتندرج النار في النور

فقد فاض من سر طه غيث الرحمة والجود، وتجلى لنا بحمد اهللا سر المقام } العالمين المحمود، فرضي اهللا عن سيدي أحمد، فلقد فض ختام الرحيق المختوم وجلى البراقع

.عن محيا أبكار العلوم :بقوله ولما صلى على النبي السيد المقدم أتبعها؛ )وصحبه(، أي خاصته ) وعلى آله(



حقيقة ) وسلم(وهم سائر العالم إذ ما زال مصاحبا لكل شيء ال يغيب ذاته عن شيء ؛محمد من وجود السوى فما ضل عن نفسه في الحقائق التفصيلية وما غوى، أي ما

.ارتفع عن حقيقة نفسه وسرها األسماء إذ ليس وراء اهللا مرمىالكالم على الصالة الثانية، ونستعين اهللا تعالى على شرح الثالثة، فإنه ال وقد ختمنا ؛

.حول وال قوة إال باهللا العلي العظيم ]شرح الصالة الثالثة[

" ! £$ )اللهم إني أسألك بجالل وجهك(اعلم، رحمك اهللا تعالى، أن وجه اهللا تعالى ذاته الماحية لكل شيء والمثبتة لكل شيء،

فأحدية وجهه } كل شيء هالك إال وجهه {]88اآلية : القصص: [اهللا تعالى قالفإن تمحو كل كثرة حتى ال يشاركه تعالى في أحديته شيء، فإن األحدية حكم الذات وال

أو كما أن هذا الوجه يمحو كل شيء بأحدية ذاته، فهو يثبت كل . يشرك في حكمه أحدره المتجلي المنبسط على ظلمات الكثرة اإلمكانية الثابتة الحكم شيء بذاته، إذ لوال نو

لما ظهرت أعيانها، فوجهه تعالى هو المتنوع بتلك الكثرة وان كان وجهه واحدا من إنه وجه اهللا، ولذا قال : حيث الذات ولكنه يتنوع باعتبار األسماء، فيقال عن كل شيء

فوجه اهللا ال يزال يمحو ويثبت وال } ما تولوا فثم وجه الله فأين {]115اآلية : البقرة: [تعالى .محو وال ثبوت إال باعتبار التجلي والتجلي واحد إال أنه يتنوع باعتبار القوابل

فباعتبار القوابل، ينسب لوجهه تعالى المحو واإلثبات والجالل والجمال، فجالله ماحي ؛لك وجماله مبقي، فالجالل ال يفارقه الجمال البتة واال لهلك وجماله مثبت، وجالله مه

العالم بسبحات الوجه اإللهي ولم يبق له أثر مع أنه هالك، ولكن حكم الجمال يثبته، فالجالل } *ويبقى وجه ربك ذو الجالل واإلكرام {]27اآلية : الرحمن: [ولذا قال تعالى

تبارك اسم ربك ذي الجالل {]78اآلية : الرحمن: [كما قال تعالى ال يفارقه اإلكرام .فالجالل واإلكرام للرب تعالى على قراءة الجر} *واإلكرام



ذو الجالل، بالرفع، فيفيد أنهما السم الرب المتبارك ال لحقيقة الرب، : وقرأ ابن عامر؛جمال، فالجالل المطلق والجمال المطلق هو إذ الحقيقة من حيث اإلطالق ال جالل وال

الكنه الذي استأثر اهللا تعالى به وهو الذات بال اعتبار، ومن قرأ ذي الجالل بالجر .فباعتبار أن النسبة لالسم عين النسبة للذات إذ ال غيرها

واعلم رحمك اهللا تعالى أن أحدية اهللا تعالى اقتضت أن كل ما يظهر من الجالل ؛ الجمال، وكل ما يظهر من الجمال مبطون فيه الجالل، فال يخلص األمر مبطون فيه

:ألحدهما بدون اآلخر، ولذا قال البحر الفائض سيدي عمربن الفارض بجمال حجبته بجالل؛

؛هام واستعذب العذاب هناكاترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر، «): ص(فمن حكم الجمال قال ؛

)].75[(»لشمس بالظهيرة ليس دونها سحابوكما ترون افإذا تجلى } ال تدركه األبصار {]103اآلية : األنعام: [ومن حكم الجالل قوله تعالى؛

اندرجت األبصار في وجهه الذي هو البصر المطلق فال يرى إال نفسه بنفسه، ولذلك أي الندراج األنوار كلها )] 76[(»نور أنى أراه«: أرأيت ربك، قال): ص(لما قيل له

: قال تعالى لموسى عليه السالم. في حقيقة ذلك النور األعظم فال راء وال مرئيفلما تجلى لجبلية موسى اندك موسى في حقيقة } لن تراني{]143اآلية : األعراف[

فسبح مقام } سبحانك {]143اآلية : األعراف: [موسى وغاب في نفسه، فلما أفاق قالل المؤمنين {]143اآلية : األعراف[حديته أ .فافهم. أي ال سواي} تبت إليك وأنا أوهنا ينبغي } ما زاغ البصر {]17اآلية : النجم[سر : قال اإلمام الرباني رضوان اهللا عليه؛

.أن يطلبل المشار لها بقوله أشار رضي اهللا عنه إلى مرتبة الكمال الحاكمة على الجالل والجما؛

فلهم الكمال } وعلى األعراف رجال يعرفون كال بسيماهم {]46اآلية : األعراف: [تعالىالمتعلق بالذات، والجمال والجالل مندرجان في الذات، فلهم اإلشراف من المقام الذاتي



فأهل . النار على مظاهر الجمال وهم أهل الجنة، وعلى مظاهر الجالل وهم أهلالكمال يعرفون كال بسيماهم وهم في أنفسهم ال سيما لهم تميزهم بمرتبة خاصة من جمال أو جالل فليسوا من أهل الجنة وال من أهل النار وهم أهل اهللا أهل الرفيق

وبذلك اللسان الوجداني أفصح السيد . األعلى الذي هو رفيق الكل ومع الكل وعين الكل :هللا عنه فقالالجيالني رضي ا

ما في المناهل منهل مستعذب؛ ؛إال ولي فيه األلذ األطيب

أو في الوصال مكانة مخصوصة؛ ؛إال ومنزلتي أعز وأقرب

وقد قال أهل . والجمال يستلزم األنس. واعلم، رحمك اهللا، أن الجالل يستلزم الهيبة؛ الله في حضرة فحجب جماله بج. إن الجمال يبسطهم والجالل يقبضهم: األذواق

بجمال حجبته بجالل ليقابل جماله األنسي : المشاهدة كما قال سيدي عمر قدس سرهاقعد على البساط واياك : كما قالوا. بما يليق بالشأن القدسي من الهيبة وحسن األدب

واالنبساط، فإذا أطلقك في الربوبية فتقيد في العبودية، وكذلك إذا تجلى بجالله حجبه ، ليكون المشاهد بما تجلى له من جمال الجالل على حد االعتدال، لئال تذهله بالجمال

الهيبة عن أن يعقل ما رآه، ولوال ذلك لهلك المتجلى له، إذ هيبة الحق تعالى ال يقوى .لسلطانها شيء

} وعلى األعراف رجال {]46اآلية : األعراف[سور األعراف المشار له بآية : تنبيه؛ ما بين الجالل والجمال جامع للرب والعبد معا، وهو الحقيقة اإلنسانية الكلية الفارقفهي السور المضروب بين حقائق الجمال والجالل إذ هي برزخ الكمال، وباب . الذاتية

هذا السور هو أنت ال غيرك باطنه رحمة الحقية، وظاهره من قبله عذاب الكثرة الخلقية ب، وفتح الباب ظهرت الرحمة من عين العذاب وكان إلى الحجابية، فإذا انفسح الحجا

ربك المنتهى واإلياب، وحينئذ يلج الجمل في سم الخياط ويؤول الضيق إلى االنبساط



فهو ظهور اإلطالق من صورة التقييد وانجالء المشهود من ذات الشهيد، فيتضح حكم وذلك شأن الذات من وراء الوعد والوعيد، } إن ربك فعال لما يريد {]107اآلية : هود[

: األنبياء[فتكون من الحجة البالغة إذ من حصل في المشهد الذاتي له الحجة البالغة فـ وال يكون ذلك إال بقيام قيامتك الكبرى، فاألرض جميعا } ال يسأل عما يفعل {]23اآلية

: ك، وينجلي من ذاتك سر قول اهللا تعالىقبضتك يوم القيامة والسماوات مطويات بيمين .} سبحانه وتعالى عما يشركون {]18اآلية : يونس[ولما دارت هذه الخمرة الذاتية على مذاق الحضرة الجيلية، سكر بها وعربد وترنح طربا ؛

:وأنشد قسما بقائم بانة أحدية؛

؛ماست على كثبان جمع صفاته البس مغفر ما في الديار سواي؛

؛وأنا الحمى والحي مع فلواته :ثم قال صاحب الصلوات رضي اهللا عنه؛ )وعظمة ذاتك(اعلم أن عظمة الذات استوائها على ملك األسماء والصفات، فكل عظيم مندرج في

:ثم قال. تلك العظمة فهو كالموج في بحرها والعقد في نحرها )وكمال علمك(اآلية : الطالق: [ومات واحصائه للمعدودات، قال تعالىكمال علم اهللا إحاطته بالمعل؛

ثم قال . } وأحصى كل شيء عددا{]28اآلية : الجن [، } أحاط بكل شيء علما{]12 :رضي اهللا عنه

)وجمال أسمائك وصفاتك(بية اعلم أن جمال األسماء والصفات إنما هو بمعانيها التي هي شؤون الذات الغي؛

التي شهادتها هي المظاهر اإلمكانية، فما تتجلى هذه الشؤون إال بالمظاهر وال وجود



للمظاهر إال بالوجود الظاهر، فهو تعالى زينة كل شيء وجماله، فهو الجميل الذي شهد جماله في كل شيء فأحبه فكان المحب المحبوب، إذ الغيرة اإللهية تأبى أن يحب

ين وجوده، فهو زينة اهللا التي أخرج لعباده من كنزه المخفي لما سواه، فجماله تعالى عأنه أحب أن يعرف، فشهد وجوده في المظاهر اإلمكانية من اسمه الشهيد، فكان في كل شيء جميال، فأحب كل شيء وما أحب إال وجوده الذي هو عين الجمال، وهذا

. قه السلو وال التغير وال الجفاالحب ال يدخله العذول وال الرقيب وال الواشي، وال يطر ومن هذه الحيثية وسعت رحمته كل شيء، ألن كل شيء محبوب وكل محبوب مرحوم،

.فمآل الجميع إلى الرحمة ألنها من أصل الحب العام الذي به أحب أن يعرفوأما حب اهللا تعالى الخاص كحبه للمتقين وحبه للتوابين وحبه لمن تقرب بالفرائض ؛

: ل، فهذا الحب يطرأ عليه المنازع والعدو والمحارب، فلذا ورد الحديث القدسيوبالنواففيعادي االسم المضل االسم الهادي )] 77[(»من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب«

: ويعزله في محبوبه الذي هو المتقي أو التواب فيتصف الحق بأن له أعداء، فقالكم أولياء ال تتخذو {]1اآلية : الممتحنة[ وما ثم أحد غيره يعاديه، ولكن من } ا عدوي وعدو

حيث ظهوره بأسماء التضاد ظهر من وجوده العدو والحبيب والعذول والواشي والرقيب، فهو من حيث ظهوره باسمه المضل عذول نفسه من حيث اسمه الهادي في محبة

:ولقد أحسن القائل. اسمه التواب لعاشقين عواذللو كان لي كا؛

؛لسعيت في تشتيتهم وتوصلي لكن محبوبي تعشق نفسه؛

؛وغدا العذول فما يكون تحيليومن حكم هذا القضاء األسمائي ظهر النزاع في الوجود، وكان هللا الجنود، وحارب ؛

إن {]7اآلية : محمد: [من عادى األولياء واستنصر األحباب على األعداء، فقالال أحد أصبر على أذى «: ، ومن هنا صبره على أذاه كما ورد} ه ينصركم تنصروا الل



ومن هذا المعنى يعلم ما ورد في حق اهللا من العجب والفرح والضحك والنزول » من اهللا .واالستواء والتقرب والمصافحة والمسابقة والتردد والكراهة

فكل ذلك مرجع األسماء في } تما مقضياكان على ربك ح {]71اآلية : مريم: [وقوله؛اختالفها الحكمي وتقابلها الثبوتي في عين الوجود األحدي المنزه المقدس عن السوى، كما تشهد صورتك في المرائي المختلفة متنوعة بحسبها، مع أنك قاطع بأنك واحد

ثم قال رضي . } والله بكل شيء عليم ويضرب الله األمثال للناس {]35اآلية : النور[ :اهللا عنه

أن تصلي على النور الذاتي والمنظر الصفاتي مجلى الحقائق القرآنية، صورة مادة ( )التجليات الفرقانية

أن تصلي على النور الذاتي، فيكفي في الكالم عليه قوله : أما قوله رضي اهللا عنه؛ا إلهي باالسم النور اإللهي الرافع للظلمات الكونية حتى وتجلى لي ي: رضي اهللا عنه

فأينما {]115اآلية : البقرة[أكون من أصحاب الوجه اإللهي ومن المشرق والمغرب .} تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم

ه هو مرآة الكماالت والمنظر الصفاتي، المنظر محل النظر، يعني أن: وأما قوله؛ اإللهية التي بها نظر اهللا نفسه من حيث أسمائه الحقية وتنزالته الخلقية ألنه عين

وقد سبق في الصالة الثانية . الحضرة البرزخية العمائية المندرج بها الفوقية والتحتيةسر ملكوت األسماء المعبر عنه بالعماء قبل ): ص(قول هذا السيد المقدم في وصفه

أن العماء ما فوقه هواء وما تحته هواء، فالفوق ) ص(وقد أخبر . أرض وسماءخلق .للمرتبة الحقية والتحت للمرتبة الخلقية، فاندرجت الفوقية والتحتية في المرتبة العمائية

بيان ذلك أن هذه الحضرة برزخية تقبل المعاني الحقية والمراتب الخلقية، فهي برزخ ؛ رتبتين، فال توصف بأنها حق وال خلق فالعماء ما فوقه هواء لوجود الحكمين وظهور الم

وما تحته } وهو القاهر فوق عباده {]18اآلية : األنعام: [إذ هو عين الفوق، قال تعالىلو أنكم دليتم رجال بحبل «): ص(هواء إذ هو عين التحت من الحكم الخلقي، وقد قال



فالعماء عين الحق والخلق والفوق والتحت فليس » إلى األرض السفلى لهبط على اهللاالفوق أولى باهللا من التحت، ألنه كما أن العروج إليه فالهبوط عليه وهو اهللا في السماوات وفي األرض، فالعروج في عين الهبوط أقرب ما يكون العبد من ربه وهو

من فوقهم ومن تحت ألكلوا{]66اآلية : المائدة: [ساجد، وقال تعالى من وجه اإلشارة .} أرجلهم

: غاصت رجل جمل بعض األولياء في األرض، وهو ابن عطاء، فقال ابن عطاء سر قول الجمل جل اهللا من : جل اهللا، قال الشيخ األكبر: جل اهللا، فأجابه الجمل

في التنزيه إجالل ابن عطاء فإن ابن عطاء أجل اهللا عن مرتبة التحت فلم يعرفه إال لو أنكم دليتم رجال «): ص(فكان الجمل أعرف باهللا منه فنزهه عن تنزيه راكبه لقوله

فالفوق والتحت بالنسبة إليه سواء، )] . 78[(»بحبل إلى األرض السفلى لهبط على اهللافالحق تعالى قبل خلق الخلق في عماء وبعد خلق الخلق في عماء وهو في األرض

.سماءكما هو في الإن العماء برزخ التنزل الرباني للوصف العبداني، فمنه : وقد ذكر الشيخ األكبر؛

يتصف الحق بصفات العبد من ضحك وبشاشة ومكر وكيد واستهزاء وعجب ونسيان وشك وفرح وتقرب وهرولة وأمثال ذلك، وهو برزخ للعروج العبداني للوصف الرباني،

ة والعلم والسمع والبصر والكالم واإلرادة والقدرة فيتصف العبد بصفة الحق من الحياأن العماء ما فوقه هواء وما تحته ) ص(فلذلك أخبر . واإلحياء واإلماتة وأمثال ذلك

هواء لتعين المراتب الفوقية والتحتية منه، فبه يندرج الفوق والتحت ومن شجرته المباركة التي ال توصف بالشرقية وال الغربية، تتفرع الحقائق وتمتد الرقائق، فهي زيتونة اإلمداد

يكاد {]35اآلية : النور[أي ال بالظهور وال بالبطون، إذ هي عين كل ظاهر وباطن } ولو لم تمسسه {]35اآلية : النور[باإلمداد } يضيء {]35اآلية : النور[الوجودي } زيتها

اد باإليجاد، فالثبوت في هذه الحضرة وجود اإليق} نار {]35اآلية : النور[تتوجه إليه هو الجامع لحقائق األسماء ) ص(والغيبة شهود، وحيث كان كذلك، فهذا النور العمائي



والصفات من الكماالت القدسية والتنزالت األنسية، ألنه المجلى األعظم لكمال الذات، التجليات الذاتية التي :فهو النور الذاتي والمنظر الصفاتي، مجلى الحقائق القرآنية، أي

: صورة مادة التجليات الفرقانية، أي. ال تتعين بحكم اسم من األسماء وال باسم العماءأن الذات التي هي مادة التجليات، األسماء صورة شؤونها الذاتية ومعانيها الغيبية

فهو صورة ذاتية ال كالصور غيبية قدسية ) ص(وكماالتها الحقية والخلقية، محمد :وان بدت في شكل البشر، ولذلك وصفه بقوله} ليس كمثله شيء {]11اآلية : ورىالش [ )الروح القدوسي(

الروح المقدس عن الدخول تحت حيطة كن، فإن الحق تعالى لما ) ص(يعني أنه ؛ أحب أن يعرف سأل ذاته بذاته ظهور أسمائه وصفاته، فتلقى سؤاله من نفسه بالقبول،

عين المسؤول فظهرت الحقيقة المحمدية من األنوار الصمدية في الحضرة وكان السائل ثم . األحدية، ال عن بطون سابق وال ظهور الحق، بل تجلي أحدي ومعنى أزلي

عيون األرواح وامتدت من لطيفته العظمى رقائق األشباح، فكان ) ص(انبجست منه وان تأخرت طينته فقد الجنس العالي لجميع األجناس واألب األكبر لجميع الناس،

اآليتان : القيامة[عرفت قيمته، فعندما تقوم قيامته تكون على نفسه بصيرته ر *إلى ربك يومئذ المستقر {]12،13 ، فسماه اهللا } *ينبأ اإلنسان يومئذ بما قدم وأخ

ر، وكل أمر فيه إنا كل شيء {]49،50اآليتان : القمر[مستقر باسميه المقدم والمؤخهل أتى على {]1اآلية : اإلنسان[، } *وما أمرنا إال واحدة كلمح بالبصر *خلقناه بقدر

لشأن نعم إنه حامل األمانة والسر، لم يكن شيئا مذكورا بل ا} اإلنسان حين من الدهر وراء الشيئية والذكر، ومن سر اإلنسان بدا اسم الدهر، يا أيها اإلنسان الجامع لحقائق الكمال والنقصان، المحجوب عن نفسك بنفسك، الظلوم الجهول بمرتبة قدسك بحسك

واليك ما دل التأخير والتقديم، الذي خلقك } ما غرك بربك الكريم {]6اآلية : االنفطار[ هوره منك فيك لك فسواك بك مرآة الكماالت بظ ص(ژ { } ! ! }ژ )! !



، فأنت الظاهر بكل صورة والمتحقق بكل منزلة وسورة، ] 8ـ 7اآليات : االنفطار[ :فكنت نفس األنفاس الروحية كلية األجسام الصورية، وذلك معنى قوله

)والسر السبوحي( :لمحرق بالسبحات، فكان حريا بقولهيعني أنه حقيقة الذات والوجه ا؛ )برزخ العظمة الذاتية(سر المعاني الغيبية واألواني الصورية، فال يدرك من عينه إال الحكم ومن إناء رحيق ؛

]:قال سلطان العاشقين سيدي عمر بن الفارض. [ذاته إال الختم ولو نظر الندمان ختم إنائها؛

؛ألسكرهم من دونها ذلك الختمإن هو أنا، وقد أشار لهذا السر : ه لما الح سناها في اإلناء ختمت بها عليه بإشارةألن؛

:الختمي والمعنى الوجودي الحكمي بقوله )الحاجز بين خلقك وسبحات وجهك(فبثبوت ذاته ال تنمحي وال تحترق الكثرة الخلقية بسبحات الوجه الحقية، وقد أشار ؛

حجابا من نور وظلمة لو كشفها ألحرقت إن هللا تعالى سبعين«: للحديث الشريفولعمري لقد كشفها عن بصائر )] 79[(»سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه

العارفين فأدركوا احتراق ما أدركه بصره من خلقه بيقين حتى احترقت الحجب بهويته فوقع عليها أسماء الحجب وأسماء خليقته على أن االحتراق بسبحات وجهه واقع عليه

مرجع الحجب والخليقة إليه، فالمحترق عين المحرق، والفناء عين البقاء، والعدم عين إذ .الوجود، والمدرك بالبصر عين المدرك المشهود

أودع فؤادي حرقا أودع ذاتك تؤذى أنت في أضلعي وأرسل سهام اللحظ أو كفها أنت بما ترمى مصاب معي



موقعها القلب وأنت الذي مسكنه في ذلك الموضع

فسبحان من حجبنا به عنه غيرة أن يعرف له كنه، وبدا ظهورا فاندرج النور في النور ؛نورا، فاستتر عن األبصار بنوره، وظهر فاحتجب عن البصائر بظهوره، فاندرج النور في النور وبطن الظهور في الظهور فال يقع بصر إال عليه وال يخرج خارج إال منه وال

.ليه، فيا أولي األلباب أين الغيبة والحجابينتهي قاصد إال إ ومن عجب أني أحن إليهم وأسأل شوقا عنهم وهم معي

وتبكيهم عيني وهم في سوادها )]80[(ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي

ومن كانت غيبته حجابا عليه فال حجاب وال محجوب، ومن كانت هباته ال تتعدى يده ؛ثم قال رضي . من يد إلى يد وما للواحد من الواحد بد فال واهب وال موهوب ينقل العالم

:اهللا عنه )كل الكل(تجلي ) في سر(ـ أي محيط الذاتـ )كل الكل(؛ أي تجلي االسم األعظم هو اهللا المنطبق على ذاته فذاته سر كل الكل، أي سر االسم ؛

عظم األعظم الذي هو كل الكل، أي كل جميع كل األسماء والصفات، فإن االسم األ ).ص(يجمعها فهو كلها وسره ذات المصطفى

)حيث الكل( ؛ .أي كل األسماء والصفات الجامع لها االسم األعظم وهو اهللا؛ ).ص(الذي هو ذات المصطفى) للكل(؛ وكلية الذات التي . والحاصل أنه معنا كليتان، كلية األسماء وهو اهللا، فإنه كل األسماء

إذ هو الطلسم المعمى وسر ) ص(ي وهما راجعان إليه هي أم الكتاب األسمائي والصفات .االسم والمسمى



:بقوله) ص(ثم وصف السيد األعظم ؛ )فيوض الجمال والجالل والكمال(اعلم أن فيوض الجمال هي المعاني التي ترجع إلينا من اهللا، وفيوض الجالل هي

الجامعة لألمرين، المعاني التي ترجع من اهللا إلى اهللا، وفيوض الكمال هي المعاني ).ص(ومرجع جميع ذلك اإلنسان الكامل

:ثم قال رضي اهللا عنه؛من حيث ال حيث إلى حيث ال حيث في حيث ال حيث فصل اللهم عليه وسلم من (

)حيث ال حيث إلى حيث ال حيث في حيث ال حيث كما أنت حيث ال حيثقها وفهما، أن هذه الحيثيات األربعة اعلم، علمك اهللا من لدنه علما وآتاك من فيضه ف

ما *طه {]1،2اآليتان : طه[المنزل عليه ) ص(حيثيات اإلنسان الكامل ] هي[عشر، ، فسبعة منها للسلب وهي )ص(وهي على عدد اسمه طه} *أنزلنا عليك القرآن لتشقى

.الذات جامعة للوجود والعدمالمنفية بال، وسبعة لإلثبات وهما مرجع طرفي الذات، فإن اللهم إني أسألك بذات وجودك وأسألك بذات : قال سيدي محمد وفا رضي اهللا عنه؛

عدمك، ولما كان التوحيد الذاتي مقتضيا ألن يكون الوجود عين العدم كانت كلمة د اهللا تعالى بهذا ال توحيد، التوحيد متضمنة للسلب واإليجاب وهي ال إله إال اهللا، فمن وح

كان توحيده لذات اهللا على الكمال، الستغراقه السبع الصفات الوجودية التي هي أمهات األسماء الوجودية، والسبع الصفات الثبوتية التي هي واحدة باعتبار العين ومختلفة بالحكم لمتقابلين، ولكل حيثية من هذه الحيثيات اإليجابية والسلبية تجليات ال تحصى

ستقصى، وقد اندرجت كلها أفضل القول وأحسن العمل، وذلك ال إله إال واعتبارات ال تاهللا ألنها متضمنة للسلب واإليجاب، فلو أن السماوات السبع ومن فيهن، واألرضين السبع ومن فيهن في كفة الميزان، وال إله إال اهللا في الكفة األخرى لرجحت بهن ال إله

.إال اهللا



الجامع للحيثيات السبع ) ص(لتوحيد إال اإلنسان الكامل فال يقوم بمعنى هذا ا؛) ص(وتمام ذلك أربعة عشر موافقة السمه طه. اإليجابية، والحيثيات السبع السلبية

المندرج به آدم الفعل وحوى االنفعال، ألنك إذا ضربت الطاء في الهاء خرج آدم وان لوجود واحد وهو ضربت جذرها في الهاء خرجت حواء، فصح أن اإلنسان في ا

، واإلنسان الكامل هو الجامع لجهتي الوجود والعدم، والحدوث والقدم، والسلب )ص(طهواإليجاب، والحق والخلق، والرب والعبد، والتنزيه والتشبيه، واألول واآلخر، والظاهر

فذاته جمع الجوامع، وبرزخ البرازخ، وحقيقة الحقائق سر قوله . والباطن، والدنيا واآلخرةهنا ينبغي أن يطلب، } *في أي صورة ما شاء ركبك {]8اآلية : االنفطار: [عالىت

فاإلنسان الكامل هو السبع المثاني والقرآن العظيم فهو ميزان الوجود وكفتاه كل اسمين اآلية : الرعد[متقابلين وهذا التقابل هو المعبر عنه بحيث ال حيث من حقيقة

.}*ه ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب يمحو الل {]39وهو البرزخ المطلق المعبر عنه بجوامع الكلم، فهو أم الكتاب المقسط بين حقائق ؛

الوجوب والسلب، فينظر كل كفة بعينين لسر توجه اليدين فال يخسر الميزان، فوجود أول، وظاهره باطن وباطنه ظاهر، اإلنسان الكامل عدم وعدمه وجود، وأوله آخر وآخره

وحقه خلق وخلقه حق، له القوة والضعف، والقدرة والعجز، والعلم والجهل، والهدى والضالل، والجمال والجالل، وبذلك إلى ما ال نهاية له من األسماء المتقابلة، تم له

ذاته فكان الكمال، فاستوى وهو باألفق على حقائق الجمال والجالل، ثم دنا بتجلي ذاته ل: قاب قوسين أو أدنى ألنه نقطة المعنى، فبعث منه إليه بالبعث الذاتي كما قال

أي من تجلي كنه الذات نورا مبينا ليبين ويكشف } وأنزلنا إليكم {]174اآلية : النساء[) ص(ويوضح فيتمم مكارم األخالق، أي أخالق اهللا، وكلها بالنسبة لإلنسان الكامل

أبدع ما يكون من الكمال واالتقان، وليس في اإلمكان أبدع مما كان، أي ليس على فانطبقت كلمة التوحيد )] 81[(»كان اهللا وال شيء معه«): ص(أبدع من اهللا لقوله

.عليه وعادت الحيثيات سلبا وايجابا إليه



وهذا ما فتح لنا من هذه الحيثيات المباركات بمدد صاحب الصلوات، وعلم سيدي؛وما ال يدرك كله ال يترك كله، وهذه الحيثيات حيثيات . أحمد أغزر وفهمه أجل وأكبر

تجليات ال حيثيات أمكنة وجهات، فإنها كماالت إلهية من مشاهدات محمدية ممتدة من ال يظمأ بعدها أبدا، وكيف ) ص(ينبوع الهوية وحوض األحدية، ومن شرب من حوضه

.ع مثاني الشهود، وشفاء الكل من داءات القيودال وهو فاتحة كتاب الوجود، وسب ولما ورث فتحه المبين الشيخ األكبر محيي الدين، زمزم بذاك الروض األزهر، لما ؛

انتشق طيبه األبهر وترنم من شراب الكوثر، وأنشد حين حياه الحبيب وأسفر ووافاه من :سر ذاته األظهر

أنا القرآن والسبع المثاني؛ ؛وح األوانيوروح الروح ال ر

يعني أنا روح الروح الكلية ال روح األواني الجزئية، بل أرواح المواد الصورية من ؛ .معنى قدس حقيقتي الذاتية

والحاصل أن هذه الحيثيات السلبيات واإليجابيات اعتبارات وتجليات من ينابيع محيط يتكشف قيامه بها إال يوم بحر ال إله إال اهللا، فال يقوم بتجلياتها إال عظيم الجاه، وال

ويوم قيامة كل إنسان إنكشاف )] 82[(»أنا سيد الناس يوم القيامة«): ص(قال . القيامةإن {]15اآلية : طه: [الحقائق إليه وهي مكشوفة لو زال الغطاء عن عينيه، كما قال

ا قامت قيامتك الكبرى وال يقبل الخفاء إال الظاهر، فإذ} الساعة آتية أكاد أخفيهاوانطوت في حقيقة ذاتك الدنيا واألخرى، وعلمت نفسك ما أحضرت، وشاهدت ما قدمت وأخرت، تجلت لك الوسيلة من عظيم الجاه ومقامه المحمود بجميع األلسنة واألفواه،

ال : فوجدته سيد الناس يوم القيامة بال اشتباه، وقد كان أسدل الغطاء على عاله بقوله .فافهم إن كنت ممن يفهم فديت من يعقل، فديت من يفهم. ولوا سيدا إنما السيد اهللاتق :ثم قال رضي اهللا عنه؛



)عدد األعداد المتناهية كلها من حيث انتهاؤها في علمك(، )] 83[(»سبحان اهللا وبحمده عدد خلقه«): ص(قال . ذكـر العـدد اتباعا للسنة؛

:وقوله )من جميع الحيثيات(فلكل فرد من أفراد العدد حيثيات ال . ي حيثيات العدد المنوطة بكل فرد من أفرادهأ؛

تتناهى إال في علم اهللا، فإن حيثية الواحد مثال في الرتبة األولى غير حيثيته بعد العشرة أو بعد العشرين أو الثالثين أو األربعين إلى المائة، وحيثيته بعد األلف غير حيثيته بعد

وهكذا كل مرتبة من مراتب العدد فلها وجوه كثيرة ال تتناهى إال من حيث علم األلفين، :ثم قال رضي اهللا عنه. اهللا )ومن حيث ال أعداد(. أي بل من الوحدة المطلقة التي ال تقبل العدد وال الحيثيات وال الوجوه وال االعتبارات؛

:فلذلك قال )من وجوده عدم الحيثيات كلها( :وقوله. ثيات كلها تنعدم بجميع وجوهها في الوحدة المطلقةأي ألن الحي؛ )في مكنون علمك(يعني به أن الحيثيات كلها والوجوه واالعتبارات كلها معدومة في مكنون العلم األحدي ؛

الذاتي، إذ األسماء كلها والصفات معدومة في جنب الذات، واهللا تعالى علم كل شيء ها فال عدد وال معدود، فإن األعداد والمعدودات من علمه بذاته وذاته ال شيء مع

:فلذلك قال. بالنسبة لذاته متناهية والمرام عدم التناهي )من غير انتهاء إنك على كل شيء قدير(فأحب رضي اهللا عنه أن يصلي على محمد صالة الذات كما أحب أن يصلي عليه ؛

.مد هللا رب العالمينصالة األسماء والصفات، فيكمل المرام وينختم المقام والح



]شرح الصالة الرابعة[

" ! £$ )اللهم صل على موالنا ـ أي سيدنا وناصرناـ محمد نورك الالمع، ومظهر سرك الهامع(معناه مرجع المحامد التي هي معاني ) ص(اعلم أن هذا االسم الكريم وهو محمد

من أسماء التنزيه كاألحد أو الكمال، ومعاني الكمال هي األسماء الحسنى، سواء كانت من أسماء التشبيه كالضاحك، فكلها منطبقة على عين واحدة ال يجوز عليها التعدد

وال يخفى أنه اعتباري وما ثم إال . العيني، ويجوز عليها التعدد النسبي الحكمي المعقوللفرق في المعنى العيني، بل ا) ص(العين، فال فرق بين اسم اهللا تعالى واسم محمد

إنما أنا «: عبد كما قال) ص(فإن اهللا شرعا ال يسمى بالعبد صراحة ومحمد. حكمي )].84[(»عبدألن اهللا ) ص(وانما قلت بأن معاني الكمال التي هي األسماء الحسنى تعود على محمد؛

: تعالى سماه بأسمائه في القرآن العظيم، فسماه رؤوفا رحيما شهيدا كريما، حتى قالفسماه بما سمى به نفسه، كما } إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله {]10اآلية : حالفت [

.أنا من أهوى ومن أهوى أنا: قيل: ثم إنه تعالى تارة جمع ما بين االسمين في القرآن العظيم ولم يفرق، فقال تعالى؛: أن يرضوهما، وقال أيضا : ولم يقل} حق أن يرضوه والله ورسوله أ {]62اآلية : التوبة[: ولم يقل} ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم {]24اآلية : األنفال[

دعواكم، فقد أشار الحق تعالى بأن مرجع اسم اهللا ومرجع اسم الرسول معنى واحد اآلية : الزمر: [ سيما واهللا تعالى أمره أن يضيف العباد إليه فقالوحقيقة واحدة وال

قل يا : ولم يقل له} قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ال تقنطوا من رحمة الله {]53والمشهور، عباد اهللا، فقد صرح القرآن العظيم بوحدة الوجود كما هو األمر في الواقع

وتارة فرق تعالى ما بين االسمين باسم إلهي اقتضاه حكم المشاهدة، وفي الحقيقة ال



اآلية : الفتح: [قال تعالى. فرق من حيث العين ولكن من حيث الحكم كما قلناه آنفا د رسول الله {]29اآلية : الفتح[} وكفى بالله شهيدا{]28 ن اهللا وبين ففصل بي} محم

محمد باالسم الشهيد لما تقتضيه المشاهدة المرآتية، فكان االسم الشهيد برزخا بين اهللا ، والى ذلك اإلشارة بقوله )ص(فله وجه إلى اهللا تعالى ووجه إلى محمد) ص(وبين محمد

)].85[(»المؤمن مرآة أخيه«): ص(لمتقابلة فهي مرآة المرائي سر هذا الحديث أنه لما كانت الذات مرآة جميع األسماء ا؛

كلها، وكل اسم إلهي مرآة لمقابله كاألول واآلخر والظاهر والباطن والرب والعبد والسيد والخادم، فيشهد األول نفسه في مرآة اآلخر، واآلخر يشهد نفسه في مرآة األول، والرب

قيقة نفسها في مرآة العبد، والعبد في مرآة الرب، وهكذا دائما ال يمكن أن تشهد كل حإال في مقابلها فكل اسم إلهي مؤمن بأنه ما شهد إال نفسه في مرآة مقابله فإذا كل من

فاألسماء اإللهية كلها شهداء واهللا . المتقابلين عين اآلخر في الوجود وخالفه في الحكم .الجامع شهيد بهذه الشهادات كلها

لجامع، ومن أسماء اهللا الشهيد، الجامع، كما أن من أسماء اهللا ا) ص(ومن أسمائه ؛) ص(الشهيد، ومن أسماء اهللا المؤمن، ومن أسماء محمد) ص(ومن أسماء محمد

المؤمن، فإن كان اهللا الجامع المؤمن مرآة، فاالسم محمد الذي هو أخوه في اإليمان هو الشهيد فيشهد سائر ما له من جمعية األسماء التنزيهية والتشبيهية في مرآة ذات اهللا

فإن . تعالى، فال يرى من أسمائه كلها إال ذات اهللا وذلك بطون محمدي بظهور إلهيمرآة من حيث إنه الجامع للفرقان ) ص(لبيك، وان كان محمد: دعوت محمدا أجابك اهللا

األسمائي فاهللا هو الشهيد نفسه في المرآة الجامعة فتكون المرآة عين المظهر المحمدي ء كلها فتشهد الذات نفسها من حيث أسمائها الغير المتناهية القائم من جمعية األسما

بمظهر جامع، وذلك بطون إلهي بظهور محمدي، فال يشهد تعالى من أسماء ذاته إال لبيك، فإن رأى اهللا نفسه فيكون ): ص(يا اهللا، أجابك محمد: الصورة المحمدية فإذا قلت



يكون اهللا بصره الذي يبصر بصره الذي يبصر به وان رأى محمد نفسه ف) ص(محمد :به، كما قيل

كالنا ناظر قمرا ولكن؛ ؛رأيت بعينها ورأت بعيني

وما ثم بصران وال نفسان وال مرآتان وال ذاتان، بل عين واحدة، وحقيقة واحدة ظهرت ؛بحكمين مختلفين واسمين متقابلين، فبهذا االعتبار كان المؤمن مرآة أخيه فإن ظهر

ولوال هذا االختالف الحكمي . ، وان بدا الخلق فالحق باطنهالحق فالخلق باطنهالنطمس اسم الحق واسم الخلق في عين الذات، فألجل هذه الحكمة ال يشهد في مرآة . الذات إال األسماء، وال يشهد في مرآة األسماء إال الذات، فنحن األسماء وهو الذات

:هللا سرهقدس ا] محي الدين بن عربي[قال الشيخ األكبر فلواله ولوالنا؛

؛لما كان الذي كاناهويته وذاته، يرجع األمر كله، أي مطلق األمر من جميع األسماء، ] إلى[واليه، أي ؛

وما {]123اآلية : هود[فاعبده أي اعبد هويته الجامعة وتوكل عليه من حيث الهوية لة، ولوال استعداداتكم المختلفة العمل لم فإن هويته هي العام} ربك بغافل عما تعملون

فأنتم غذاء الهوية في ثبوت } إن لكم لما تحكمون {]39اآلية : القلم[ينسب لهويته عمل األحكام العاملة لها مع استهالك األحكام في الهوية، والهوية غذاء األحكام العاملة

كل شيء هالك {]88اآلية : القصص[ة بالوجود، فالحكم منا والوجود منه، وفي الحقيقفإنك {]48اآلية : الطور: [فنحن به وله وهويته بنا ولنا كما قال} إال وجهه له الحكم

ظاهرة بهذه األعين، فهي عين هوية اهللا وهوية ) ص(فنحن أعينه، وأنية محمد} بأعيننانور ) ص(فمحمد} الله نور السماوات واألرض {]35اآلية :النور: [اهللا نور، قال تعالى

اللهم صل على موالنا محمد نورك الالمع : اهللا، ولذلك قال سيدي أحمد قدس سرهفسر اهللا ذاته ومحمد مظهر الذات، والهامع معناه الممد الفياض . ومظهر سرك الهامع



مى حقها، فظهر بإنيته بأعين الحقائق المعطي لكل حقيقة من عين جمعيته العظاألسمائية بحسب استعداداتها، فهو مرجع كريم أعطى بوجوده كل شيء خلقه، أي ما هو عليه في الثبوت االستعدادي الغير المجعول، ثم هدى بنوره الذاتي الوجودي العيني

وجودية من فهي هداية. ألم تكونوا ضالال فهداكم اهللا بي: كل شيء لهويته، ولهذا ورد :ثم قال رضي اهللا عنه. ظلمة ثبوتية واهللا أعلم

)الذي طرزت بجماله األكوان، وزينت ببهجة جالله األوان(اعلم، رحمك اهللا، أن جمال كل شيء بمرتبته ال بصورته، وما من شيء في الوجود

قال . الهإال وله مرتبة ترجع السم من أسماء اهللا تعالى، وبذلك يظهر جماله ويثبت كموهذا القدر هو الجمال النفسي } قد جعل الله لكل شيء قدرا{]3اآلية : الطالق: [تعالى

وال يعرف هذا الجمال إال أهل . الذي انطوى عليه كل شيء، ال الجمال الصورييد المشهد األسمى الذين عرفوا المظاهر باألسماء، وهم أهل الذكر الذين أشار لهم الس

:البكري في قوله إلهي بأهل الذكر والمشهد األسمى بمن عرفوا فيك المظاهر باألسما

يعني أنهم عرفوا المظاهر بسبب ما يظهر منها من حقائق معاني األسماء اإللهية ؛ فقد أشار إلى سر غامض وهو أن الحق تعالى من حيث هو . إنها عين الحق الظاهر

أن وال حكم وال اعتبار، بل كل ذلك مندرج في وجوده وجود محض ال يقيده معنى وال شبال فرق وال تمييز، فهو وجود محض أحد بال كثرة، حتى أن اسم األحد ما تميز إال

إن اهللا واحد، ال من طريق العدد، أي ألن : ولالحتراز من ذلك قالوا. باعتبار غيره .ثاني البتةالواحد العددي يقبل الثاني وأحدية اهللا تعالى ال تقبل ال

ولما كانت المظاهر التي هي جميع األشياء ثابتة في العلم اإللهي بدون أن تتصف ؛في نفسها بالوجود، بل هي اعتبارات حكمية ونسب عدمية يعلمها الحق تعالى بما هي عليه من العدم بدون أن تحل في علمه أو يتخيلها أو يتصورها، تعالى اهللا عن ذلك



بعينها خزائن األسماء اإللهية، فاألسماء اإللهية جواهر تلك الخزائن، علوا كبيرا، كانت وان من شيء إال {]21اآلية : الحجر: [فهي مختزنة بها كما أشار لذلك قوله تعالى

فالشيء معنى اسمي من أسماء اهللا وكمال من كماالته، وخزائنه هي . } عندنا خزائنه بها ويظهر، فلوال تلك الخزائن ما نزل منها إلى مرتبة الظهور إليها الصور التي يتجلى

له إال بقدر {]21اآلية : الحجر: [من أوج الوجود األحدي، فلذلك قال تعالى وما ننزفالقدر صور األشياء وأرواحها األسماء، فاألشباح هي التي ولدت األرواح عند } معلوم

الفتوحات «أصل في ثبوت االسم الرب، كما قاله الشيخ األكبر في التحقيق، فالمربوب .، فمن حجارة األشباح تفجرت أنهار األرواح»المكية

وما الفخر إال بالجسوم ألنها؛ ؛مولدة األرواح ناهيك من فخر

هو الصورة الجامعة لتلك الخزائن كلها، ألنه اإلنسان الكامل ) ص(ولما كان محمد ؛ه الكلية جميع الصور الجزئية، قبل ظهور الوجود بسائر ما تحويه المنطوي بصورت

جميع الخزائن، فمن نسخته الكاملة تفجرت ينابيع الحقائق الوجودية بسبب التوجه فكما )] 86[(»فأحببت أن أعرف«: والنفس الرحماني المعبر عنه بقوله تعالى. الذاتي

روح الكلي، فمن مصباح مشكاته اتقدت أنه الشبح األعظم الكلي لسائر األرواح، هو المصابيح األرواح كلها فتنزلت من أوج غيب المعاني واألرواح إلى شهادة صور األشباح، فشهد نفسه من كل شاهد مشهودا في كل مشهود، فهو الشاهد المشهود

المنير والسراج} *وشاهد ومشهود {]3اآلية : البروج: [المقسم به في قول اهللا تعالىاآليتان : األحزاب: [الذي أنار من حقيقته العظمى سائر الحقائق كما قال

وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا *ياأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا {]45،46قال السيد البكري . عين جميع السرجفهو السراج األول لسائر السرج، بل هو } *منيرا

:قدس سره وادخل للحان خليلي ومل؛



؛نحو الخمار أبي السرجوحيث إنه السراج المنير الكاشف لحقائق األسماء المستمدة في روح أوليتها من جسم ؛

آخريته، كان هو الذي طرز بروحه األعظم ـ الذي هو جمال هيكله الكنز المطلسم ـ ا جماله وأشرق كماله فزين ببهجة جالل قدره األوان واستوى على األكوان، فظهر به

وهللا در . عرش ذاته وحقيقته االسم الرحمن، فظهر الرحمن بحقيقة إنسان كل إنسان :السيد البكري حيث قال

؛ومل نحو الخمار؛نحو الخمرة، أشار أن الخمرة عين ساقيها والسكر ال منها بل من مدير : ولم يقل؛

.أوانيها قد أسكر القوم دور كأس؛

؛وكان سكري من المديرفما الكنز والمكنوز سواه، وال الوجود بأسره إال إياه، فهو عين حياة الحسن الذي طارت ؛

وما أحسن إشارة الحديث . منه رشاشات فاقتسمتها بحكم المشيئة جميع المبدعاتألمر هو المكنوز ال إذ المخفي بظاهر ا)] 87[(»كنت كنزا مخفيا «: القدسي بقوله

فأشار أن المخفي هو المعبر بكنت كنزا فكنت كنزا لسان المكنوز، أنا المحب . الكنز :وهللا در السيد البكري حيث قال. والحبيب ما ثم ثاني

واشرب واطرب ال تخش سوى ؛ ؛إياك تمل عن ذي النهج

تبه قيدا واطالقا، أبان لوفق الوجود مفتاحا ومغالقا، بل عين سائر مرا) ص(ولما كان ؛ :عن ذلك سيدنا صاحب الصلوات قدس اهللا سره بقوله

)الذي فتحت ظهور العالم من نور حقيقته وختمت كماله بأسرار نبوته(هي النسخة الجامعة لحقائق األسماء اإللهية ) ص(اعلم أن حقيقة هذا اإلنسان الكامل

شهادية الخلقية، فمعاني األسماء هي األمر التي هي عين معانيها ولتنزالتها بالصور ال



فهما } أال له الخلق واألمر {]54اآلية : األعراف: [وصورها هي الخلق، قال تعالى .وجهان لذات اهللا تعالى حكما، ووجه واحد عينا

ولما كانت المعرفة تستلزم الكثرة الحكمية من العارف والمعروف، وكانت العين الذاتية ؛تقبل األحكام الندراج األحكام بها، وال بد من انجالء كمال الذات لها، توجه الحق ال

تعالى لذاته من باطن اسمه المحب توجها ذاتيا، فأحب المحب ظهور جمال ذاته بمظهر جامع، يكون هذا المظهر الجامع جامعا لكماالت ذاته، ليشاهد اسم ذاته

ل، فظهرت الحقيقة اإلنسانية المحمدية نورا المحب جمال ذاته من حيث اسمها الجميظاهرا من حقيقة الغيب البطوني العمائي في أحسن تقويم، ألن النسخة اإلنسانية قابلة لجميع الكماالت اإللهية، وهي أمانة أبت عنها السماوات واألرض والجبال وحملها

لجالل، فهو بهذا اإلنسان، فهو الظلوم لنفسه بهذا الحمل لقيامه بحقائق الجمال واالحمل النافع الضار، المعطي المانع، فهو الظلوم المظلوم ألن األسماء كلها أسماؤه

: النساء: [وهو الجهول بحقيقة نفسه حيث كانت األمانة عنده ولم يعلم أنها له واهللا قالفحجب عن نفسه بنفسه، فلم } اإن الله يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهله {]58اآلية

اآلية : المدثر: [يعلم من هو أهل األمانة حتى يردها إليه مع أنه هو أهلها، قال تعالىفالمتقي عين الغافر، والمتقي ال يعلم ذلك وال يعلم } هو أهل التقوى وأهل المغفرة {]56

ولدي على كتفي وأنا : ال في المثلأنه يتقي أسماء نفسه بأسماء نفسه، فهو كما يق .أفتش عليه

ثم إن هذا المحب الذي أحب أن يعرف تنفس صبح ذاته بسبب الحب الذاتي من ليل ؛غيبه العمائي وقد كان عسعس بالمرتبة العمائية فظهر لنفسه في أحسن تقويم، نورا

لمظهر الذاتي إنسانيا جامعا وحقيقة محمدية، فانبلجت حقائق الذات لنفسها بهذا االجامع، فظهرت من الحقيقة العمائية بفيض اسمه النور المبين حقائق الوجود، وكانت

وقد أشار سيدي مصطفى البكري قدس سره لهذا . حقيقة الحق عين الشاهد والمشهود :المعنى بقوله



بعماء كنت به أزال ؛ ؛بمحمد من جاء بالبلج

. قته الذي أشار له سيدي أحمد قدس سرهوذلك معنى فتح ظهور العالم من نور حقي؛: الليل) [ص(وهو مرتبة بطون محمد} *والليل إذا يغشى {]1اآلية : الليل: [قال تعالى

وهو مرتبة الظهور، فمرتبة البطون تغشى الحقائق أي } *والنهار إذا تجلى {]2اآلية ألمر واحد بالعين ولكن اختلف بالحكم، تغطيها، ومرتبة الظهور تجليها وتكشفها، وا

حكم الظهور ] و] [وغيرها 61اآلية : الحج[} ت ث ج ح { حكم البطون في الظهور التي صدرت منها ] وغيرها 7اآلية : المائدة[} )! ! ص(ژ ء آ ژ { في البطون وهو

النسب حقائق الظهور والبطون وجميع المعاني واألحكام والمراتب والشؤون واالعتبارات و إن علينا جمعه {]19-17اآليات : القيامة[، } وما أمرنا إال واحدة {]50اآلية : القمر[

وكل شيء {]12اآلية : يس[، } *ثم إن علينا بيانه *فإذا قرأناه فاتبع قرآنه *وقرآنه .} مام مبين أحصيناه في إ

ته، فقد أشار بها إلى أنه كما : وأما الحكمة الثانية وهي قوله؛ وختمت كماله بأسرار نبوفالفتح أحسن )] 88[(»وجعلني فاتحا خاتما «): ص(قال . هو الفاتح كذلك هو الخاتم

ا، فكما أنه هو األول ظهورا وبطون. تقويم، والختم أسفل سافلين، وهو الصورة اإلنسانيةكذلك هو اآلخر بطونا وظهورا، فرده أسفل سافلين ليتمم مكارم األخالق، فيرقى سافلها

): ص(لعاليها ألنها كماالته من حيث الجمعية لكماالت األولية واآلخرية، وقد قال فالسابق هو الجامع، والجامع هو المتمم لمكارم األخالق )] 89[(»الجمعة لمن سبق«

كلها أخالق اهللا وكلها في الحقيقة كاملة، فهي الماء الطهور ال ينجسه ألن األخالقال «: عن تطهير األخالق كما قال) ص(شيء ما لم يتغير من حكم القابل، فأبان

ال تعطوا الحكمة «)] . 91[(»زادك اهللا حرصا، وال تعد«)] . 90[(»حسد إال في اثنتينسد محمودا والحرص محمودا والبخل وأمثال ذلك، فصار الح)] 92[(»غير أهلها

محمودا، ومن تتبع الشريعة بانت له المصاريف الحميدة وعرف كيفية رد النقص إلى



تشمل عالم المعاني كما تشمل عالم المواد ) ص(فدل ذلك أن رسالته . الكمالاآلية : األنبياء: [الصورية، حتى أنها تشمل عالم الحضرة اإللهية بشاهد قوله تعالى

.أي بالحق الذي أنزلته علي} قال رب احكم بالحق {]112خذ {]199اآلية : األعراف: [ومن جملة حكمك بالحق أن تفعل ما أمرتني به بقولك؛

فقد أمرتني بالعفو وأنت العفو وعفوك } *العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين فيدفع بهذا الخطاب انتقام . يضيق عفوك الواسع عن إساءة المسيئينعلى قدرك، فال

اهللا بالتي هي أحسن، وذلك هو الشفاعة عن أمر اهللا بذلك، وهذه الحضرة حضرة نصرة } إن تنصروا الله ينصركم {]7اآلية : محمد: [األسماء اإللهية المشار إليها بقوله تعالى

كما أنه ينصر المؤمن . مؤمنا ونحن المؤمنون، والمؤمنون إخوة فننصره تعالى من كونهوم: [بقوله فصفة اإليمان منصورة وال } وكان حقا علينا نصر المؤمنين {]47اآلية : الر

قد قال و . } فمن يؤمن بربه فال يخاف بخسا وال رهقا{]13اآلية : الجن : [بد، قال تعالىبنصرة ) ص(فيقوم محمد} ألست بربكم قالوا بلى{]172اآلية : األعراف: [تعالى للعباد

بالمؤمنين رؤوف رحيم ال سيما وفي القيامة تنجلي سيادته وتعم ) ص(المؤمن من كونه .شفاعته

.حقدافعت أقدار الحق بالحق لل: ومن هذا المشهد قال الغوث الجيالني قدس سره؛ومن هذا المشهد المحمدي قال الشيخ األكبر قدس سره بصحة إيمان فرعون، فما نزل ؛

إال ليقوم بنصرة صفة اإليمان، فإنها صفة إلهية منصورة ) ص(إيمانه على محمدفإذا أراد االسم الحكم أن يمضي . بالرحيم الرحمن الرؤوف الحنان على صفة االنتقام

باالسم الحق ويدفع ) ص(يقوم محمد} ن ربك فعال لما يريد إ {]107اآلية : هود[حكم يا محمد إن «: عن فرعون بالتي هي أحسن بمعونة االسم العفو الكريم الذي أوحي إليه

، فيدفع االسم الالعن )] 93[(»اهللا لم يبعثك سبابا وال لعانا وانما بعثك رحمة للعالمين} وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة {]42اآلية : القصص: [هالذي أشركه مع قومه في قول

.نصرة لصفة اإليمان التي قامت به



: محمد: [ما نصر إال صفته، فما تعدى قوله تعالى) ص(ويعلم اهللا تعالى أن محمدا ؛: األعراف: [العفو بقوله وقد ملكه اهللا تعالى صفة} إن تنصروا الله ينصركم {]7اآلية سيد متصرف مأذون بالعفو وال سيما ومقامه أنه ) ص(فمحمد} خذ العفو {]199اآلية

: الحبيب، وكل ما يفعل المحبوب محبوب، فمن مقام محبوبيته يقول في مقام شفاعتهمن أنت يا موالي نهيتني من أن أكون سبابا أو لعانا، وما نهيت عنه فال ترضاه لنفسك

أتأمرون الناس بالبر وتنسون {]44اآلية : البقرة: [حيث إنك الحكم العدل وأنت القائل، وحاشا حضرة عدلك واحسانك يا موالي أن تعيب خلقا من األخالق وتتحلى } أنفسكم

آلية ا: الحجر[به، وحضرة الربوبية أولى بالصفح الجميل الذي أمرت به بكريمة فح الجميل {]85 وهي أقدر عليه من العبد سيما ولها الغنى والكرم وللعبد } فاصفح الص

الفقر والبخل، والغني الكريم هو األحق بصفات الكمال وال سيما وحضرة الربوبية إن بطش {]12اآلية : البروج: [رحمتها سابقة على الغضب، ومن هنا لما تال أبو يزيد

يريد أن العبد يغلبه الغضب وأرحم الراحمين رحمته » بطشي أشد«: قال} *ك لشديد رب .غالبة على غضبه

أوحى اهللا تعالى إلى موسى عليه السالم لما خسف األرض بقارون واستجار : قيل؛يا موسى استجار بك قارون فلم تجره، وعزتي وجاللي لو «]: قوله[بموسى فلم يجره ، ومن مشربه )ص(وال شك أن هذا العزم عزم محمد)] . 94[(»جيرنهاستجار بي أل

إن : العذب الصافي في الرحمة العامة شرب الشيخ األكبر محيي الدين قدس سره، فقالفرعون نطق باإليمان والتوحيد واإلسالم في موطن ال يتهم فيه بالنفاق أو الرياء أو

.المداهنة، فذلك منه مقبولمن مات وهو يعلم أنه ال إله إال اهللا دخل «: أنه قال) ص(نه وروى البخاري ع؛

وقد مات فرعون وهو جامع بين العلم الجناني واإلقرار اللساني فدخل )] 95[(»الجنةفي دائرة اإليمان، فيحكم فيه الرحيم الرحمن وينجو بشفاعة من أذن له الرحمن، وهو

وح والمالئكة صفا ال يتكلمون يو {]38اآلية : النبإ : [قال تعالى). ص(محمد م يقوم الر



فالمأذون من الرحمن من أنزل عليه القرآن فال } *إال من أذن له الرحمان وقال صوابا ولسوف {]5اآلية : الضحى: [يضيق جاهه العظيم عن شفاعته إلنسان سر قوله تعالى

هنا ينبغي أن يطلب، ال يقال إن فرعون ال ينفعه اإليمان } *ك فترضى يعطيك رب ألن المراد } فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا{]85اآلية : غافر: [مطلقا لقوله تعالى

اآلخرة أن اإليمان عند حلول بأس الدنيا ال ينفع بكشف بأس الدنيا ال أنه ال ينفع في فلو لم ينفع هذا } فلوال إذ جاءهم بأسنا تضرعوا{]43اآلية : األنعام: [لقوله تعالى

التضرع عند اهللا في اآلخرة لكان لوم الحق لهم عبثا، وكيف يكون ذلك واهللا تعالى اآلية: اإلسراء: [يخوف بآياته عبده ليذل العبد ويتضرع ويخشع كما قال تعالى

والحاصل أن المرء يحشر على ما مات عليه واهللا } وما نرسل باآليات إال تخويفا{]59 .أعلمبنوره األول مفتاح الظهور، وبجسمه اآلخر مغالق الكمال اإللهي ) ص(ولما كان ؛

:الذي عليه يدور، وصفه بقولهلصورة عين من فظهرت صور الحسن من فيضه في أحسن تقويم ولوال هو ما ظهرت(

)العدم الرميمإن الصور المضافة للحسن الذي هو الجمال الذاتي الحقي : يقول رضي اهللا عنه؛

الظاهر في صور هذا الوجود الشهادي في أحسن تقويم ألنه عين الحقيقة اإلنسانية التي تكاثرت واحديتها في المراتب المختلفة بالصور المتنوعة إنما هي من فيضه، فهو

القرار الذاتي المتفجر منها ينابيع الحقائق الوجودية، ولوال هذه العين األحدية ما أرض أمن جعل األرض {]61اآلية : النمل[ظهر لصورة عين ألنها منبع الحياة بال مين

وجعل {]61اآلية : النمل[لألسماء والصفات } قرارا{]61اآلية : النمل[وهي الذات } قرارا: النمل[األشباح } وجعل لها رواسي {]61اآلية : النمل[ليفيض األرواح } خاللها أنهارا

اآلية : النمل[بحري الوجود الشهادي والثبوت الحكمي } وجعل بين البحرين {]61اآلية لسل العينين، فهو عين برزخيا ونورا عمائيا، هو مجمع البحرين ومنه تس} حاجزا{]61



بل في كل شيء له عين } *ألم نجعل له عينين {]8اآلية : البلد[واحدة في األمرين ، فكل عين اسم من أسماء تلك العين، ألن المصدر } فإنك بأعيننا{]48اآلية : الطور[

: اإلسراء[سوى نفسه واحد والصادر واحد، والواحد المضروب في نفسه ال يصدر منهفال يظهر من الواحد إال آحاد نفسه، فالمراتب } قل كل يعمل على شاكلته {]84اآلية

.عن أحدية عينه وقدسه} *ألهاكم التكاثر {]1اآلية : التكاثر[آحاد متكاثرة ه ليال في معارج عين تلك العين التي هي مجمع البحرين، وأسري ب) ص(ولما كان ؛

فكان {]9اآلية : النجم[نفسه ليرى آياته الممتدة من لطائف أنسه، وتجلى له المعنى عاد ولم يظهر عليه أثر يوجب صحة الخبر، ولذلك سلم على } *قاب قوسين أو أدنى

من نفسه في تلك الحضرة، فما زاغ بصره عما هو عليه من الفطرة، فلم يتبرقع كموسىما ورد عليه أمر لم يكن في ) ص(سنا األنوار التي تخطف بشعاعها األبصار، ألنه

فطرته الذاتية، وال ورد على أمر خارج عن عينه النفسية، فكانت ذاته في العبودية حجابا عما انطوى فيه من أنوار الربوبية، فتطلسم الكنز وانعجم وتغيهب السر، وانكتم

.بمسك الذات، فكذبوه حيث لم يشاهدوا منه اآليات وانختم رحيق شراب القرب فطرت على هواك فصنت وجدي

كأني قد فطرت على جفاكا :وهللا در من قال؛ فأنت رسول الله أعظم كائن؛

؛وأنت لكل الخلق بالحق مرسل عليك مدار الخلق إذ أنت قطبه؛

؛وأنت منار الحق تعلو وتعدل فؤادك بيت الله دار علومه؛

؛ليه منه للحق يدخلوباب ع ينابيع علم الله منه تفجرت؛



؛ففي كل حي منه من ومنهل منحت بفيض الفضل كل مفضل؛

؛فكل له فضل به منك يفضل نظمت نثار األنبياء فتاجهم؛

؛لديك بأنواع الكمال مكلل فيا مدة اإلمداد نقطة خطه؛

؛ويا ذروة اإلطالق إذ يتسلسل محال يحول القلب عنك وانني؛ ؛قك ال أسلو وال أتحولوح عليك صالة الله مني تواصلت؛

؛صالة اتصال عنك ال تتنصلفهو . أسمائه تفصيال وحكما ] عين[فهذه األبيات تتضمن أنه عين وجود اهللا عينا، و؛

منه به ) ص(نقطة إجمال الذات وتفصيلها باألسماء والصفات، فاألمر كله يدور عليه :نهثم قال رضي اهللا ع. عليه

)الذي ما استغاثك به جائع إال شبع( .الجائع هو الذي لم يتحقق بالتجلي الذاتي فإنه ال يتشبع العارفين باهللا تعالى سواه؛إنما نسألك عن قوت األشباح ال : اهللا، فقيل له: ما القوت؟ قال: سئل سهل بن عبد اهللا؛

:ثم قال. ن شاء خربهادع الدار لبانيها إن شاء عمرها وا : عن قوت األرواح، فقال )وال ظمآن إال روي(الظماء تعطش القلب لمشاهدة الجمال والتحلي بسماع الخطاب من حضرة الكمال، ؛

فتدور على المحب خمرة الذات بكاسات األسماء والصفات، فمنهم من يشربها على :ذكر الحبيب كما قال ابن الفارض رضي اهللا عنه

شربنا على ذكر الحبيب مدامة



كرنا بها من قبل أن يخلق الكرمس :ومنهم من يشربها من الحبيب، كما قال أيضا ؛

من فيه واأللحاظ سكري بل أرى في كل جارحة به نباذا

:ومنهم من يشربها من عين ذاته فتكون الخمرة عين أسمائه وصفاته، كما قال أيضا ؛ ومن بين أحشاء الدنان تصاعدت

ال اسمولم يبق منها في الحقيقة إ» كنته«: وفي رواية)] . 96[(»كنت سمعه وبصره ولسانه ويده ورجله«: أشار لحديث؛

فكان الساقي عين الشارب، فالدنان سمعك وبصرك ولسانك وقواك، بل كلك دنان وأحشاؤها بواطنها التي هي العين المالئة لهذه الدنان، وبها كانت دنانا فلما تجلت بك

طلوب والمحب المحبوب، فتصاعدت الخمرة منك إليك، ودارت كنتها، فعلمت أنك المبك عليك، ولم يبق منها إال االسم وأنت معناه القديم، والخمر والخمار والكاس والنديم،

:فعند ذلك يشدو بلبل أفراحك بتجلي أنس راحك بدا لك سر طال عنك اكتتامه والح صباح كنت أنت ظالمه

بهفأنت حجاب القلب عن سر غي ولوالك لم يطبع عليه ختامه

.وعندما فض الختم علمت أنك المسمى واالسم؛ تصرف في الزمان كما تريد فمولى أنت نحن لك العبيد

وسل السيف في عنق األعادي فسيفك في الورى ذكر حديد فهب ما شئت وامنع ال لبخل



ولكن كي تجود بما تريدوهب لي ملكا ال ينبغي أل◌حد {]35آلية ا: ص: [ومن هنا قال سليمان عليه السالم؛

ال : ولذا قال. ، فاستوهب ملك الذات الذي تدور عليه األسماء والصفات} من بعديينبغي ألحد من بعدي، إذ صاحب هذا المشهد ال يرى أحدا سواه سواء كان قبله أو

ألبد بالنسبة إليه سواء، فكان بعده أو معه، بل هو الوجود السابق والالحق، فاألزل واإذ من } *هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب {]39اآلية : ص[حريا بمعنى

ومن جملة ملكه جريان . جملة الملك االسم المعطي واالسم المانع، فال يسئل عما يفعللى مائة امرأة وليس ذلك الريح بأمره فهو يصرفها كيف يشاء، ومن جملة ملكه طوافه ع

ومن جملة ملكه آصف وعلمه . في طوق البشر، وذلك ثابت في الحديث الصحيحوتصرفه وحكمه، كل ذلك مندرج في هذا الملك السليماني ألن التجلي الذاتي ملكه

:ثم قال رضي اهللا عنه. واألسماء مندرجة به وكل الصيد في جوف الفرا )إال أغيث وال خائف إال أمن، وال لهفان(حضرة األمان المطلق واإلغاثة ) ص(ال شك وال ريب أن حضرة السيد األعظم ؛

المطلقة ألنه سور األعراف الذاتي الجامع بسر ذاته لحقائق الجمال والجالل، المستوفي بما له من الجمع واإلطالق سائر الكماالت، له باب األسماء والصفات، باطنه أي

لصفاتي فيه الرحمة المطلقة ألنه حضرة استواء الكماالت باطن الباب األسمائي واباألحدية المنزهة عن القيود والحدود واالنحصار بحقيقة خاصة، أو شريعة خاصة، بل

.سره جامع ونظره المع وبدره طالع وغيثه المع، فهو األول واآلخر، والظاهر والباطنمال األسماء على معنى الجالل، ولما كان ظاهر بابه األسمائي من قبله العذاب الشت؛

فتح اهللا لنا باب هذا السور بدخول منزل برزخيته العظمى الذاتية التي هي األمان وال يظهر فتح هذا } وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم {]33اآلية : األنفال: [المطلق فقال

عارجه لتلك الحضرة الذاتية في يوم الباب إال لمن قامت قيامته الكبرى بظهور يوم متعرج المالئكة والروح إليه، ألنه باطن باب السور الذاتي، وابتداء هذا اليوم المحمدي



خمسون ألف سنة وال يعلم نهايته إال اهللا، ألن تجليات األسماء ال نهاية لها أبد اآلباد ن الله على كل شيء إ {]20اآلية : البقرة[مع أن تجليه كلمح البصر أو هو أقرب

.} قدير ، ألنه الحقيقة الكلية التي انفتحت في برزخيته صور )ص(وحقيقة هذا اليوم عين محمد؛

العوالم اإللهية والكونية، الفاتق بتجلي ذاته النورية المطلقة رتقها من العدم الطمسي، لبرزخ المطلق الكلي الجامع بانجالء األسماء والصفات بتلك المرآة الذاتية التي هي ا

لحقائق الجمال والجالل بعين ذات الكمال، فاندرجت فيه برازخ األسماء المقيدة التي صورها الدنيا والقيامة والجنة والنار، فهي متعددة حكما ال حقيقة، إذ برزخيته هي الحقيقة العمائية التي تفتحت بها صور األسماء من أول وآخر وظاهر وباطن، فمن

وانفكت عنه قيود األسماء وجد الدنيا والبرزخ والقيامة ) ص(شف له عن حقيقة محمدكاآلية : القيامة[} ! ! ـ»ژ [ ط ظ ع غ { . والجنة والنار حقيقة واحدة بال تقدم وال تأخر

فمن أبصر كل شيء فلنفسة أبصر، وهذا الكشف عين القيامة الكبرى والتحقق ] 14فهو مع جميع الحضرات، عين البصيرة التي ال تحجبها بالبرزخية العظمى، فمن ملكه

: طه: [المحسوسات عن المعقوالت، فالساعة ظاهرة له من عين ذاته، ولذا قال تعالىولكن الحجب صيرت حاجزا بين المحسوسات } إن الساعة آتية أكاد أخفيها{]15اآلية

ن دخل حضرة األمان، حضرة والمعقوالت، فالخوف كله من هذه الحجب، فمانفكت عنه القيود والحجب، فحكم على دنياه وآخرته وبعثه وحسابه، ) ص(محمد

وفوض له أمر الجنة والنار، وظهر بأي صورة شاء من المعاني الغيبية والصور : الشهادية، فهو المالك المتصرف الذي يؤول إليه العفو الجزيل والصفح الجميل

فاصفح عنهم وقل *وقيله يارب إن هؤالء قوم ال يؤمنون {]88،89اآليتان : الزخرف[اللهم أنت السالم ومنك السالم واليك يرجع «): ص(فقال } *سالم فسوف يعلمون

وقال في آية . فأدرج الكل في السالم)] . 97[(»السالم، تباركت يا ذا الجالل واإلكرامفح الجميل {]85اآلية : الحجر: [خرىأ والصفح الجميل هو المشتمل على } فاصفح الص



ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم {]64اآلية : النساء) [ص(اإلحسان، فاألمر راجع إليه بوجودهم لك، فإنك } الله توابا رحيماجاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا

منبع هذه األسماء ومستقر جميع األنباء، فيه األمان من النيران ومن مكر الرحمن وهو ملجأ اللهفان المغيث لكل إنسان بالكشف والعيان، بل بالتحقق في نفسه والوجدان،

لدهان، فتظهر أشكال فتنشق سماء نفسه وردة وردت بالتجلي والبيان تصبغ الحقائق كا} *فيومئذ ال يسأل عن ذنبه إنس وال جآن {]39اآلية : الرحمن[الصور بجميع األلوان،

اآلية : الرحمن[لتجلي حقيقة الرحمن في ذات كل إنسان، فيرى العينين منه تجريان تبارك {]78اآلية : الرحمن[صاحب المقام فكان} *ولمن خاف مقام ربه جنتان {]46

.} *اسم ربك ذي الجالل واإلكرام ولما غاص رضي اهللا عنه في بحر محيط اإلطالق الذاتي الجامع للشؤون المتضادة ؛

وأمواج األسماء والصفات المتالطمة، أدركته الحيرة من انطماس تلك الظالل بنور ذات جد لشيء معها من أثر وال وقف لها من نفسه على خبر، أخبر عن نفسه الكمال، فلم ي

بما وجد من تجلي شأن الذات األحد لما ضل وحار وانقطعت هناك األخبار، وانمحت :اآلثار، وهلك الحي بمن في الدار فقال

)واني لهفان(يا في أي حائر من ورود التجليات التي غادرتني حيا في ممات وميتا في حياة، باق؛

فناء، فانيا في بقاء، ضاال في هداية، مهديا في ضاللة، وجودا في عدم، عدما في .وجود

وهذا المشهد هو المسمى بأوحال التوحيد، وعبر عنه سلطان العاشقين بضال المنحنى ؛النحناء الوجود اإللهي على ضاله الذي هو شجر العالم الكياني، فهو ضال هالك

:سبحاني، كما قالبوجهه ال ما بين ضال المنحنى وظالله؛

؛ضل المتيم واهتدى بضالله



أي في ظالل ضال المنحنى، فالمنحنى هو الوجود، وضاله كناية عن الصور التي ؛وظالل هذا الضال أسماء الجمال والجالل . ظهر بها الوجود في كل ظاهر ومشهود

. أي منك ألنك النور المطلق} بك كيف مد الظل ألم تر إلى ر {]45اآلية : الفرقان[ما يبدو } وظاللهم بالغدو واآلصال {]15اآلية : الرعد: [فاألسماء ظاللك، وقال تعالى

منهم من أسماء الجمال والجالل مع أنهم بالتحقيق ظاللها ومظاهر صور قد تجلى في فجعل األصل فرعا )] 98[(»حسين مني وأنا منه«: )ص(مرآتها جمالها وجاللها، قال

لفرعه وذلك يوجب الحيرة واللهف ويضاعف الشوق والشغف، إذ يرى الهجر من عين الوصال والوصال من عين الهجران، والمنع من عين العطاء، والجود من عين

:الحرمان، فلذا قال )مستغيثك( :أي من تلك الصدمات الباهرة والسطوات القاهرة؛ )أستمطر رحمتك الواسعة من خزائن جودك(أي بإنزالي من سماء الهوية ألرض العبودية الذاتية، يا عبادي إن أرضي واسعة، ؛

وجعلت «فالعبودية غاية الكمال . فاحصل في فضاء التفريد المنزه عن اإلطالق والتقييدسواء، فالرب ألن الحقائق كلها اتصلت بذاته على ال)] 99[(»قرة عيني في الصالة

حكمه والعبد حكمه ونقطة الذات واحدة هي البداية وهي الغاية، خادم القوم سيدهم، :ومن هنا قال الشيخ األكبر رضي اهللا عنه

ظهرت في برزخ غريب؛ ؛فالرب ربي والعبد عبدي

:ثم قال. وذلك قرة العين باضمحالل البين؛ )فأغثني يا رحمن بعلم القرآن(لك اإلنسان فتجعل قرة عيني في الصالة، وذلك إرثي عن عظيم فيسقط السوى عن ذ؛

إذا تم الفقر فهو اهللا، إذ غاية : الجاه وهو مقام الفقر فخري وبه أفتخر، ولذا قال بعضهم



امتداد الدائرة هو النقطة األولى، فالموصوف بالغنى عن العالمين هو السائل الذي قيل فلسان األول غني عن } *ا السائل فال تنهر وأم {]10اآلية : الضحى: [في حقه

فاألول عين اآلخر، )] . 100[(»استطعمتك فلم تطعمني«العالمين، ولسان اآلخر مع أنه } إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله {]10اآلية : الفتح[والظاهر عين الباطن

ع ويكذب ويشتم ويؤذى، وهو مقام فناء النسب يضع الحجر على بطنه من الجو .بالذات، فال يجد قوة التصرف إذ ما ثم إال عين واحدة

فتجلى الحق فيه باالسم } لو أن لي بكم قوة {]80اآلية : هود: [قال لوط عليه السالم؛اآلية : محمد: [ومنه تعالى يقول} وا ليفليستجيب {]186اآلية : البقرة: [الداعي، القائل

من ينصرني حتى أبلغ رسالة «): ص(ومنه قال } إن تنصروا الله ينصركم {]7أي ال أجد في عيني ناصرا وال منصورا لفناء األسماء في المسمى، )] 101[(»ربي

ب اهللا عن عين ولما سل. فالمنصور عين المنصور عليه، فعلى من انتصر وال سوىاآلية : آل عمران[شهود األسماء والصفات بتجلي وحدة الذات أنزل عليه ) ص(ذاته إذ في تلك الحضرة كان اهللا وال شيء معه، فليس له } ليس لك من األمر شيء {]128

من األمر شيء، وله كل شيء، بل ذاته عين كل شيء، فهو نعمة اهللا التي ال وأما بنعمة ربك {]11اآلية : الضحى[ضافة بيانية فال نعمة إال هو، واإل. تحصيها .} *فحدث

ولما استشعر رضي اهللا عنه أن كل ما ظهر له من تلك التجليات والوجوه واالعتبارات ؛واألحوال والمقامات إنما هو كالذنوب في جنب العبودة المحضة التي ال يقوم بها إال

:د المطلق، قال رضي اهللا عنهالسييا من إذا نظر بعين حلمه وعفوه لم يظهر في جنب كبرياء علمه، وعظمة عفوه ذنب (

)اغفر لي وتب علي وتجاوز عني يا كريم



فما طلب إال غفر األسماء والصفات بانفراد الذات، فهذا المقام أعلى من التوحيد، إذ ؛من وراء األسماء محيط، فالتوحيد شرك بالنسبة التوحيد مرجعه األسماء وهذا المقام

:إليه، ولذا قال الشيخ األكبرد الواحد من واحد؛ ما وح

ده جاحد ؛إذ كل من وح توحيده إياه توحيده؛

؛ونعت من ينعته الحد :وقال أيضا ؛ بذكر الله تزداد الذنوب؛

؛وتنطمس البصائر والقلوب فترك الذكر أفضل كل شيء؛

؛)]102[(ذاتكم الغيوبإذا ظهرت ل ]شرح الصالة الخامسة[

" ! £$ )اللهم صل على الذات الكنه(

من ). ص(المصلي في هذا المقام عين المصلى عليه، وتلك الصالة هي قرة عينه ؛ قر إذا ثبت، فهي ثبوت عينه على االنفراد، واليها اإلشارة في حديث المعراج بقوله

فوقوفه نظره لنفسه بالنظر األحدي الذي تندرج به سائر » ليقف إن ربك يص«: تعالىالشؤون والوجوه واالعتبارات واألسماء والصفات، فالصالة وصلة الحقائق بحقيقة تلك العين، واندراج أحكامها بوجودها اندراج الموج في البحر المحيط، الذي ال يسمع لموجه

ه انتهاء العروج، إذ ليس وراء اهللا فالوقوف في الحديث معنا. الثجاج عجيج وال غطيطويجوز أن يكون معناه الخبرة واالطالع، فهي خبرة ذاتية بتجلي ذاتي عيني كما . مرمىرأيت نفسي كذا، وخاطبت نفسي بكذا، ونفسك عينك، وهذا المعنى هو المناسب : تقول



ليه في هذا فصالة اهللا ع. لقوله على الذات الكنه، والذات الكنه باطن األسماء والصفات :فلذلك قال رضي اهللا عنه. المقام تجلي الذات للذات بالذات وراء األسماء والصفات

)قبلة وجوه تجليات الكنه(ألن أسماء التجليات ووجوه الصفات في هذا المقام تتوجه إليه، فهو بذاته لذاته عين ؛

:المصلي والمصلى عليه، فلذلك قال )عين الكنه في الكنه(اآلية : األحزاب[التجلي إذ ذاك ال يعبر عنه بعبارة وال يهتدى إليه بإشارة أي عين ؛

:ثم قال. فسبحان الواحد الواجد المشهود الشاهد} ياأهل يثرب ال مقام لكم {]13 )الجامع لحقائق كمال كنه الكنه(

ابله الشهادة، أي غيب الغيب، أي الغيب الذي ليس مقيدا باسم الغيب ألن الغيب يق؛ فالمقصود أنه غيب ال يهتدى إليه وال باسم . ففي هذه المقابلة نزل إلى مرتبة العلم

قلب القرآن «: من وراء اسم الغيب والى ذلك اإلشارة بقوله) ص(الغيب، فهو قلب هذا الجمع، أي كنهه ) ص(ألن القرآن حقيقة الجمع، وياسين)] 103[(»يس

ع الجمع ومعنى المعنى وذات الذوات من وراء األسماء وباطنه وأصله وغايته، فهو جموالصفات، طلسم الكنز المخفي وهوية العماء اللطفي وسر األحدية المحيطة بكل مركبة

:فلذلك قال قدس اهللا سره. وبسيطة )القائم بالكنه في الكنه للكنه(

:ثم قال. أي القائم بنفسه في نفسه لنفسه، كان اهللا وال شيء معه؛ )صالة ال غاية لكنهها دون الكنه(

أي ألنها من تجلي ذاته لذاته في عين ذاته بتجل هو عين ذاته، فمنه المبدأ واليه ؛ الغاية، بل ال مبتدأ وال غاية، بل صالته من عين ذاته بوجوده لذاته بصالة هي عين

:ثم قال. يةذاته من وراء أسمائه وصفاته، ومن وراء البداية والغاية، فال أول وال نها )وعلى آله وصحبه وسلم(



طلب أن يكون آلله وصحبه في هذه الصالة الذاتية بالوراثة المحمدية مشرب ؛ وسلم، بسالمه على نفسه في نفسه : وقوله. ونصيب، ولألرض من كأس الكرام نصيب

وعباد اهللا )] 104[(»السالم علينا وعلى عباد اهللا الصالحين«: لنفسه، كما قالثم قال رضي . ن هم الذين صلحوا للتجلي الذاتي، فهم عينه ال غيره واهللا أعلمالصالحو :اهللا عنه

)كما ينبغي من الكنه للكنه(والذي ينبغي إنما هو سقوط السوى بالكلية واحتراق الستور الحجبية، وال يخفى ما في ؛

هي للكنه كما ينبغي من الكنه اإلل: الهجرسي في هذا المقام حيث قال] الشيخ[كالم المحمدي، وهل ثم في حضرة الكنه المطلق كنهان أو ما مثله من التيجاني وصنعة

أي إال الذات ولو لم } وما أمرنا إال واحدة {]50اآلية : القمر: [التيجان، قال اهللا تعالىوال هو وال إال واحد، فما األمر إال الذات وهناك ال أنا وال أنت: يعتبر الذات لقال

.إشارات وال اعتبارات حي لهند ممنع األعتاب؛

؛عالي المكانة شامخ األبواب من دونه ضرب الرقاب وكلما؛

؛ال يستطيع الخلق من إعراب لو أن نشرا هب من أرجائه؛

؛سلب العقول وطاش باأللباب :ثم قال رضي اهللا عنه؛ ) غيركاللهم إني أسألك بنور األنوار الذي هو عينك ال(

: مراده رضي اهللا عنه بنور األنوار الذي هو عينه ال غيره ما أخبر عنه بقوله تعالى؛ وهذا النور هو قلب القرآن الذي هو } الله نور السماوات واألرض {]35اآلية : النور[



فهو إنسان عين الذات وجامع األسماء والصفات، وهذا النور عين الوجود ) ص(ياسين .لقائم به كل غيب ومشهود، فهو نور أزلي قديماالذي هو عينك ال غيرك، صريح بأن النور المحمدي عين نور : وقوله رضي اهللا عنه؛

يا جابر إن اهللا «: اهللا تعالى القديم، كما جاء في حديث جابر الذي رواه عبد الرزاق .إلى آخر الحديث وهو معلوم ومشهور)] 105[(»خلق نور نبيك من نوره

ال يعلم حقيقتي غير ربي، قال رضي : من وراء علمنا كما قال) ص(ولما كان شأنه ؛ :اهللا عنه

)كما هو عندك آمين) ص(أن تريني وجه نبيك محمد(ووجه )] . 106[(»ال يعلم حقيقتي غير ربي«: كما هو عندك، إشارة لحديث: فقوله؛

قد جاءكم من {]15اآلية : المائدة: [قال تعالى. وجه) ص(هو عينه، فكله ) ص(محمدمن نوره كما مر في الحديث المتقدم واآلية ) ص(فقد أفاض اهللا نور محمد} الله نور

أي } قد جاءكم من الله نور {]15اآلية : المائدة: [تشهد له من طريق اإلشارة، ألن قوله: الحديد[} 8 7 6 5 4{ : قالمن عين ذاته إذ ال زائد على ذات اهللا تعالى ألن اهللا

فقد أحصت هوية اهللا كل شيء وهويته تعالى ذاته، فانطبق على وجه ] 3اآلية :قول سلطان العاشقين) ص(محمد

لو أسمعوا يعقوب ذكر مالحة في وجهه نسي الجمال اليوسفي

نسي الجمال ) ص(يعني لو شاهد، يعني عليه السالم، الذات اإللهية من وجه محمد؛ لكان يحصل له ما حصل لموسى : والمراد بالنسيان الغيبة واالستغراق، أي. يوسفيال

فما أراد ابن . عليه السالم من تجلي الربوبية المطلقة التي غاب بها موسى وخر صعقا الفارض تفضيل رؤيته الجمال على رؤية يعقوب الجمال اليوسفي حاشاه من ذلك، إذ

داية النبي، وأين ابن الفارض في مقام الرؤية من مقام من المعلوم أن نهاية الولي بيعقوب عليه السالم، كما أن موسى عليه السالم لما سأل ربه الرؤية ليس فاقدا لرؤية



» ما رأيت شيئا إال رأيت اهللا قبله«: الصديق رضي اهللا عنه التي أخبر بها في قولهغير تلك الرؤية الحاصلة حاشا وكال، بل الرؤية التي سألها موسى عليه السالم

وكذلك ابن الفارض إنما أراد أن رؤية اهللا تعالى في المرآة . للصديق رضي اهللا عنهالمحمدية أعظم من رؤيته في المرآة اليوسفية، وال يقتضي ذلك في هذا المعنى كأنه

لو أسمعوا : غير حاصل ليعقوب عليه السالم وان كان كالمه يوهم ذلك حيث قالو معذور بحالة العشق الغالبة له وكالم العشاق يطوى وال ينتقد، وكذلك ليس يعقوب، فه

:مقصوده التمييز عن موسى عليه السالم بقوله واذا سألتك أن أراك حقيقة

فاسمح وال تجعل جوابي لن ترىألن ابن الفارض يعلم أن رؤية إلى اهللا تعالى على قدره ال على قدر النبي، فهو يسأل

ه وتمكن ألمثاله ال الرؤية التي طلبها موسى عليه السالم، فإن تلك ال رؤية تليق ب )].107[(»إن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت«): ص(قال . تكون إال بعد الموت

وقد سأل الشيخ األكبر رضي اهللا عنه موسى عليه السالم عن طلبه رؤية ربه مع أن ؛ وكذلك كان، فإني لما : ت، فقال لهأخبر أن ذلك ال يكون إال بعد المو ) ص(النبي

سبحانك، فسبح وجود الذات : خررت صعقا مت فرأيته في تلك الموتة، فلما أفاق قالكان «تبت إليك وأنا أول المؤمنين، إشارة لحديث : من أحكام األسماء والصفات فقال

.واهللا أعلم» اهللا وال شيء معهكما ) ص(د قدس سره فرأى وجه محمدوالمرجو أن اهللا تعالى أجاب دعاء سيدي أحم؛

هو عند اهللا، ونحن نسأل اهللا تعالى بنور األنوار الذي هو عين وجه اهللا الكريم أن يرينا .كما هو عنده آمين) ص(وجه محمد

]شرح الصالة السادسة[ " ! £$



اللهم صل على أم الكتاب كماالت كنه الذات، عين الوجود المطلق الجامع لسائر ( )تقييداتالاعلم رحمك اهللا أن الكتاب هو العلم اإللهي، وأم الكتاب هي الذات التي هي معلوم ؛

العلم اإللهي، فالسيد األعظم معلوم العلم اإللهي ألنه عين حقيقة كنه الذات التي هي :غيب األسماء والصفات، ولذلك قال األبوصيري قدس سره

لك ذات العلوم من عالم الغيـ؛ ؛ا آلدم األسماءـب ومنه

فهو روح الحقيقة اآلدمية معلوم علومها األسمائية، سر الخلة اإلبراهيمية، منظر ؛ الرؤية الموسوية، مجيب الدعوة السليمانية، الهوت الحقيقة العيسوية، ناسوت الصور الكلية والجزئية، نقطة األولية، مركز اآلخرية، غيب الباطنية، مشهود الظاهرية، النافخ

روح الجبرلة، المانح بسر الميكلة، السانح بقهر العزرلة، الجانح بجمع السرفلة، ألف بالذات، الم األسماء والصفات، ميم الدواير الكونيات، أوج معارج سيادة الربوبية، حضيض طينة أرض الذلة والعبودية، المسمى بجميع األسماء، الجامع لكل كمال

وحيث كان كذلك . حيط بوصفه، وأين الثريا من يد المتناولاسمي، فبالغ وأكثر لن ت :فهو الحري بقوله

)صورة ناسوت الخلق، معاني الهوت الحق( :فلذا زاد إيضاحا بقوله. الناسوت الصورة، والالهوت الروح؛ )الغيب الذات، والشهادة األسماء والصفات(

ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا {]115اآلية : البقرة: [إشارة أنه مرجع قوله تعالى؛ :فالمشرق الشهادة والمغرب الغيب ووجه اهللا هو} فثم وجه الله

)الناظر بالكل في الكل من الكل للكليات والجزئيات(ألنه وجه أحدي، نظره بنفسه في نفسه من نفسه للكليات والجزئيات التي هي مظاهر ؛

} ! " } ) ص({ { فالناظر عين المنظور، . ، فهو مظهر نفسه بظهوره لنفسهنفسه



وأن {]39اآلية : النجم[فما وجد في رحله سواه، فهو جزاء نفسه ] 75اآلية : يوسف[فاإلنسان في الوجود واحد بالحقيقة، كثير بالصور، } *ليس لإلنسان إال ما سعى

إشارة إلى أنه هو } *إنا أعطيناك الكوثر {]1اآلية : الكوثر: [الىوالكثرة وهمية، قال تع .المتكاثر بحقيقته في جميع هذه الصور التي بها ظهر وما استتر

هذه األكوان طلعته؛ ؛كل من قد هام فيه قد رقا

:وقال اآلخر؛ عباراتنا شتى وصنعك واحد؛

؛وكل إلى ذاك الجمال يشيرعين حقيقة الوجود بأسره، فهو كوثر الشفاء الوجودي من داء ) ص(لك أنه واذا تبين؛

ظلمة العدم فشربت األعيان الثبوتية، وهي بمكانتها العدمية، من ينبوع الحقائق :الوجودية، عين الحياة الروحية، باألكواب األسمائية، فلذا قال قدس سره

)كوثر سلسبيل، منهل حوض مشارب جميع التجليات(منبع عين الحياة الذاتية المعبر عنها بالكوثر، ألن تلك العين تجمع ) ص(يعني أنه ؛

الكثرة كلها إذ منها تتفجر سلسبيالت األسماء ومناهل الشؤون واألنباء، وحياض مشارب المعاني القدسية بجميع تجلياتها في المظاهر األنسية في المرائي النفسية لكل

.نبأ مستقركعبة المشاهد اإللهية، فكما أن الناس ال يستقبلون بعبادتهم إال ) ص(ه والحاصل أن؛

الكعبة، وال يتوجهون من كل وجهة إال إليها، فكذلك قلوب العارفين باهللا ال تتوجه في المشاهد اإللهية والتجليات الربانية إال للكعبة المحمدية الذاتية، فال يشاهدون من

ينشقون من شذا النفحات العرفانية إال رياها، ولوال إمداد تجليات األسماء سواها، والهذه الحضرة بالنفحات ما أدركوا معاني تلك التجليات من خمرة الذات بأقداح األسماء

:والصفات، كما قال البحر الفائض سيدي عمربن الفارض قدس سره



ولوال شذاها ما اهتديت لحانها؛ ؛ولوال سناها ما تصورها الوهم

فبشذاها اهتدى لحان مشهد محياها فشرب خمرة معناها، فلما أشرق له سناها انجلت ؛له في صور مجالها فانجلى ظالم الوهم الحجابي بمرآها، فلم ير في الوجود إال إياها، فتصورها بكل وهم، وعلمها بكل علم، وحكم لها بكل حكم، فاندرج كل نور بهذا النور

مستور، فبدا البطون من عين الظهور، وكورت شمس الذات لما انكشف الحجاب الفهي عليها تدور، فبرق البصر الشمسي وخسف القمر النفسي، وجمع الشمس والقمر بمشهد الذات األنسي، وقامت قيامة األسماء والصفات بانشقاق سماء الذات، فكانت

ن الصوريات وردة الورود بجميع التجليات سارية كالدهان الصابغ بوجوده األعياقد } *يقول اإلنسان يومئذ أين المفر {]10اآلية : القيامة[والهياكل الكليات والجزئيات إلى ربك يومئذ *كال ال وزر {]11،12اآليتان : القيامة[جرت الشمس وأنا المستقر

ينبأ اإلنسان يومئذ بما قدم {]13اآلية : امةالقي [فمن أبصر فلنفسه أبصر } *المستقر ر بل اإلنسان مستوي على عرش نفسه بصيرة ما زاغ بصره عنه وال ألهاه } *وأخ

التكاثر عن وحدة قدسه، ولو ألقى منه معاذير التجليات بحقائق أحكام األسماء ام ذاته، فرأى من نفسه جميع والصفات، إذ أتى اهللا في ظلل األسماء من غيب غم

} ! ! ـ{ك ل ژ { وان طويت عليه جنانك ] 16اآلية : القيامة[} ف ق . { _ تجلياته ، } إنما أنا بشر {]110اآلية : الكهف[فينكره أهل البعد فاستره بـ ] 16اآلية : القيامة[

اآلية : القيامة[من بعد، } *وقرآنه إن علينا جمعه {]17اآلية : القيامة[إنما أنا عبد، بتجلي األحد الفرد } فإذا قرأناه {]18 ، } فإذا قرأناه {] 18اآلية : القيامة[} ! ! ـ}ژ {

فلذتك } إن علينا{] 19اآلية : القيامة[} ! ! ژ ـ{ منك } إن علينا{]19اآلية : القيامة[ .اإلنسان الكامل بذاتك، والكل تحت لوائك الذاتي، مظاهر أسمائك وصفاتك أيها :فلذا قال رضي اهللا عنه؛ )الملتذ بصورة نفسه في جنة فردوس ذاته بنظره به منه إليه فيه(



هو المشهود لنفسه، والشاهد لنفسه، ) ص(إن السيد األعظم : يقول رضي اهللا عنه؛ وس ذاته التي هي المرآة الذاتية التي تنجلي بها فال يقع بصره المطلق في جنة فرد

وتظهر صور األسماء اإللهية إال على صورته الكاملة المتضمنة لكل صورة في الوجود، فإن كل صورة من حيث إنها عين الذات تجمع كلم األسماء والصفات إال أنها

ها منها فتكون روح السيد ال تنفتح لها خزائن صورتها إال بعد انشقاق الفجر المحمدي لاآلية : األنبياء: [األعظم حياة روحها فترى كل شيء في نفسها، ولذا قال تعالى

هي الكتاب المطلق المنزل ) ص(فصورة نفسه } لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم {]10فردوس ذاته المطلقة، من حضرة الغيب لفتح الباب المغلق المفصل لما اندرج في جنة

فيكشف منها جوامع الكلم، أي صور الوجود التي كل صورة منها تجمع الكلم من حيث من صورة نفسه التي هي حضرة التفصيل يفصل من كل صورة ) ص(اإلجمال، فهو

كل شيء في الوجود كلم األسماء والصفات، فيعلم من كل شيء من حيث إنه فيه كل لناه تفصيال {]12اآلية : اءاإلسر : [شيء، قال تعالى فقد تفصلت له } وكل شيء فص

اآليات من صورة نفسه التي هي جوامع الكلم، والكتاب المطلق المنزل لعالم الشهادة من حضرة جنة فردوس ذاته، والجنة كناية عن الغيب البطوني، فنفصل له بهذا اإلنزال

ق المسطور المفصل، الذي فيه ذكرنا، فهو أولى صورة نفسه، التي هي الكتاب المطلالنبي أولى {]6اآلية : األحزاب[بنا منا، ألنه يعلم منا ما ال نعلمه من أنفسنا، فـ

فإن أبا . لو اتخذت خليال غير ربي التخذت أبا بكر: ، ولذا قال} بالمؤمنين من أنفسهم امع الذي يشهده نفسه فيرى إجمال حقيقة نفسه بصورة بكر منه وفيه، فخليله الرب الج

ومن ذلك أبو بكر وغيره، . نفسه التي هي الكتاب المطلق المفصل لكل شيء تفصيال أبو بكر وعمر مني «): ص(فإن أبا بكر كالعضو من أعضائه فهو فيه، ولذلك قال

، )] 109[(»أنا ال يبلغ عني إال علي أو«: ، وقال)] 108[(»بمنزلة السمع والبصرفكان لسان )] 110[(»أنا مدينة العلم وعلي بابها«: فعلي لسانه الناطق، ولذلك قال

وكان » سلوني عما فوق الفوق، وتحت التحت«: علمه الظاهر والباطن إذ كان يقول



هذه يد «): ص(وقال ). ص(فهو لسان محمد» أنا كتاب اهللا الناطق«: يقولا الكتاب المحمدي كان فيه ذكرنا ال ذكر سوانا ألن فإذا تجلى لن)] . 111[(»عثمان

ألن النفس واحدة، فالمبصر } فمن أبصر فلنفسه {]104اآلية : األنعام: [اهللا تعالى قال .ليس غير المبصر، تعالى اهللا عما يشركون

اآلية :اإلخالص[الذي بوجوده انفرد } *قل هو الله أحد {]1اآلية : اإلخالص[؛ من } لم يلد {]3اآلية : اإلخالص[بذاته التي كل شيء إليها استند } *الله الصمد {]2

} ولم يولد {]3اآلية : اإلخالص[بطون أسمائه ظاهرا مع الظهور إذ ظهوره عين البطون لم يظهر عن بطون سابق فلمن يظهر وال غير له حتى يظهر له فيكون كفوا لرؤيته

األول لنفسه واآلخر لنفسه والظاهر لنفسه والباطن لنفسه، فال وجود لسواه فهو فلم يسبق بطونه الظهور وال ظهوره } *ولم يكن له كفوا أحد {]4اآلية : اإلخالص[

بل تدرك نفسها في } ال الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر {]40اآلية : يس[البطون ، وتدرك القمر في نفسها، فتشهد ذاتها في مجموع أسمائها الذي هو القمر الجامع القمر

وذلك صورة اإلنسان الكامل، فهو فرقها الجمعي، وتشهد فرقها الجمعي الذي مجموع األسماء التفصيلية في جمعها الذاتي الذي هو الحقيقة الكلية، فالشاهد ظهورا وبطونا،

هود، فمن أبصر فلنفسه وبصره عين نفسه، ينقلب إليك إجماال وتفصيال، عين المشالبصر فما أبصرت سواك، فالشمس عين القمر فال ينبغي لها أن تدرك القمر، وال الليل البطوني سابق النهار الظهوري، فنحن مع الظهور في العماء الذي كان فيه ربنا قبل

} فإنها ال تعمى األبصار {]46اآلية : الحج [أن يخلق الخلق، فأين الخلق وهو الظاهر عن رؤية نفسها } ولكن تعمى القلوب {]46اآلية : الحج [فإن األبصار ناظرة إليه

فمن أبصر فلنفسه ومن عمي {]104اآلية : األنعام[لحجابها بنفسها عن نفسها، على نفسه فعماها عنها بها، فنفسه حجابه أي على نفسه إذ العمى ما عاد إال } فعليها

:على نفسه، وهللا در القائل بدا لك سر طال عنك اكتتامه



والح صباح كنت أنت ظالمه فأنت حجاب القلب عن سر غيبه

ولوالك لم يطبع عليه ختامهمع أن ختامه مسك إذ ختامه عينه، فلو انتشق مسك ختام نفسه لشرب رحيق ذاته ألن ؛

يسقون من رحيق {]25،26اآليتان : المطففين[ماسك له فهو وجود نفسه مسكه هو الولقد أحسن ابن الفارض . } *ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون *مختوم

:قدس سره حيث قال ولو عبقت في الشرق أنفاس طيبها وفي الغرب مزكوم لعاد له الشم

عني لو ظهرت وأشرقت أنوار ظهورها المعبر عنها بأنفاس طيبها الذي طاب به ي؛الوجود، وفي الغرب الذي هو الثبوت العدمي مزكوم محجوب عن انتشاق طيب الوجود اإللهي، لعاد له الشم وهو عائد، إال أنه ينكشف له وجوده فيطلب به فيعلم أن أنفاس

اسها التي هي أسماؤها وصفاتها الطيبة الحسنى طيب هذه الخمرة الذاتية ما عبقت أنفإال من حقيقة نفسه التي كان مزكوما بها عنها، فعاد له الشم فعرف أنه عين تلك

.الخمرة والكأس والنديم والجالس، فانتشق من طيب نفسه تلك األنفاسس الملتذ بصورة نفسه في جنة فردو «: ولذا قال سيدي أحمد رضي اهللا عنه فيما سبق؛

، فصورة نفسه صور األسماء اآلدمية المعروضة على »ذاته بنظره به منه إليه فيهأنبئوني بأسماء هؤالء {]31اآلية : البقرة: [المالئكة التي قال اهللا تعالى لما كشفها لهم

وقد } م لنا إال ما علمتناقالوا سبحانك ال عل {]32اآلية : البقرة[فـ } إن كنتم صادقين ) ص(علمها آدم من نفسه فأنبأهم بأسمائهم ألنه صورة تلك الصور كلها، فكان محمد

باطن آدم الذي علم منه األسماء فشهد الحقيقة المحمدية في نفسه، ففصل كل شيء كر نفسه من نفسه تفصيال إذ انجلى له غيبه وهو الكتاب المنزل الذي فيه ذكره، فذ

وصورة من ) ص(بتلك األسماء لما تجلت له ذاته، فكان آدم مجلى من مجالي محمد



) ص(صور نفسه مع أن آدم نسخة الحق وخليفته وجامع من جوامع الكلم، ولكن محمدجامع الجوامع ) ص(أوتي للجوامع كلها، فكل نبي جامع وكل وارث لنبي جامع ومحمد

ذ بنفسه بصورة نفسه في كل صورة نفس من األنفس كلها، فهو الملتذ بنفسه في كل ملتكلها، إذ هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ومنهم آدم وجميع األنبياء، فكلهم مؤمنون فالكل مندرجون في جنة فردوس ذاته التي هي الكتاب المطلق، الذي فيه ذكرهم، فيكون

د المبصر والمشهود فالجميع عينه ألنه الشاه. ناظرا لنفسه فيهم به منه إليه فيهإذ } ما كذب الفؤاد {]11اآلية : النجم[المبصر، فهو بصر الوجود وسر بصيرة الشهود

فما رأى من آيات } *ما زاغ البصر وما طغى {]17اآلية : النجم[ما رأى إال نفسه فـ .ربه إال الكبرى

د انجلى المعنى والحمد هللا، وكذلك اتضح وقد أخبر عنه سيدي أحمد بقوله كل الكل وق؛ :قوله

)بحر قاموس الجمع المطمطم وطراز رداء الكبرياء المطلسم(هو الذات، وطراز رداء الكبرياء، عبارة عن صورة : ألن بحر قاموس الجمع المطمطم؛

نفسه التي هي مجموع األسماء اإللهية وجوامعها فهو كل الكلم، الكل الذات واألسماء :ثم قال. تقدمكما

)وراء الوراء(فاهللا وراء الوراء } *والله من ورائهم محيط {]20اآلية : البروج: [إشارة لقوله تعالى؛

:قال السيد البكري قدس اهللا سره. ليس وراء اهللا مرمى بنور بدا في غيهب الوهم فانجلى ظالم وذاك النور ما خلفه مرمى

، ألن النور الذاتي عين الوراء واألمام فهو المحيط والمحاط به إذ ال بال وراء: ثم قال ) ودون الدون بال دون: (ولذلك قال. غيره، فال حدود له بالوراء واألمام والخلف والقدام

أي حجاب الحجب بال حجاب ألنه عين الحجب على نفسه، ولذا ورد في الحديث



إزاره عينه ورداؤه عينه، فالمظهر عين ف» العظمة إزاري، والكبرياء ردائي«: القدسيالظاهر واالسم عين المسمى، فهو المحيط بذاته بإحاطة هي عين ذاته فكل ما تحيط به ذاته هو عين ذاته، فكل شيء له الكمال الذاتي المشار له بقوله تعالى حكاية عن

بناصيتها إن ربي على ما من دآبة إال هو آخذ {]56اآلية : هود: [هود عليه السالمفصراطه ذاته، فهو اآلخذ بناصية كل شيء بذاته لذاته والمأخوذ عين } صراط مستقيم

ذاته، فهو عن الصراط المستقيم األحدي وهو الذي عليه، فما على هذا الصراط إال اآلية : لنجما[هو، وكل شيء عليه، فهو ذات كل شيء وحقيقة النور والظل والفيء،

فاألول عين اآلخر والظاهر عين الباطن، فالوجود واحد } *وأن إلى ربك المنتهى {]42اآلية : الرحمن[كان اهللا وال شيء معه، فهو تعالى كائن ال يزول وأسماؤه ال تزول

سواها، وها هنا فالشمس تجري لمستقر لها وال مستقر لها } كل يوم هو في شأن {]29 1} { وعنده مفاتح الغيب {]59اآلية : األنعام: [قال تعالى. كنز مطلسم وبحر مطمطم

فيفتح بها أقفال غيبه في المراتب الظاهرة وهذه المراتب ] 59اآلية : األنعام[} 4 3 2وهي عين عين الغيب، فأنت أيها اإلنسان الجامع عين الغيب، فليس عنده إال حقيقتك

فأنت } *في أي صورة ما شاء ركبك {]8اآلية : االنفطار: [الهوية ولذا خاطبك بقولهالكنز المطلسم والبحر المطمطم، فإن عرفت نفسك فلله درك، إذ من عرف نفسه عرف

:ثم قال رضي اهللا عنه. ربه واهللا أعلم )الذي ال أحد يساويه وال فيه يدانيه(

ساويه أحد وقد أخبر عنه أنه أم كتاب كماالت كنه الذات، عين الوجود وكيف ي؛ المطلق الجامع لسائر التقييدات، فليس معه أحد حتى يساويه وال فيه، أي في ذاته الجامعة يدانيه أي يقاربه، فليس في الوجود غيره يقاربه ألنه السر الجامع لكل األسرار

عرش العروش الذاتية، ووصفه هنا ) ص(أنه وتقدم . والنور الواسع لجميع األنوار :بقوله

)كرسي الصفات واألسماء(



كما أنه أم الكتاب الجامع لعروش المعاني ) ص(اعلم رحمك اهللا أن اإلنسان الكامل الذاتية، فكذلك هو نسخة جامعة لمظاهر حقائقها الصورية فهو الكرسي لتفصيل ذلك

لتنزل اإللهي من حقيقته القرآنية لصورته اإلجمال، والفرقان لقرآن ذلك الكمال، فاالفرقانية، فبه تعينت الذات بمعاني األسماء والصفات ألنه هو القابل لتلك المعاني، فمن صورته الكاملة بدت األسماء والصفات، ألنه مرآة وجودها، فال ترى أنفسها إال

األسماء اإللهية بحقيقته فيه، فهو حامل األمانة، فاألمانة كمال األلوهية، ألنه مجموع الخفية ونسخة صورها العلوية والسفلية بصورته الخلقية، فهو البرزخ الرابط للحقيقتين،

:الجامع بالهوته وناسوته للرقيقتين، كما قيل وتحسب أنك جرم صغير؛

؛وفيك انطوى العالم األكبرا، واألسماء ما فلذلك كان حامال ألمانة عرش الذات ألن كمال الذات بكمال أسمائه

كملت إال باإلنسان الكامل، فهو الكرسي لألسماء والصفات، فما تستوي األسماء اآلية : األعراف[وقد ورد أن اهللا تعالى . والصفات إال على هذا الكرسي الكامل

وقدماه متدليات إلى الكرسي، فعرش ذاته حقيقة اإلنسان } استوى على العرش {]54امعة القابلة لكمال األلوهية على اإلطالق، وكرسي قدميه صورة اإلنسان الكامل الج

الكامل الجامع للتضاد األسمائي، فهو مستقر القدمين ومظهر التقابل األنبائي، فالقدمان كل اسمين متقابلين من أسماء الذات، كاألول واآلخر والظاهر والباطن والمعطي

يا ومجلى لهاتين القدمين إال اإلنسان الكامل، والمانع والضار والنافع، فال يكون كرس: البقرة: [الذي تظهر منه تلك األسماء المتقابلة القائم به الوجود بأسره، ولذا قال تعالى

فالسماوات واألرض في الكرسي كحلقة } وسع كرسيه السماوات واألرض {]255اآلية رض دائرة من دوائر الكرسي، وهو صورة الكامل دائرة ملقاة في فالة، ألن السماوات واأل

من دوائر الكرسي، والكرسي وهو صورة الكامل دائرة من دوائر حقيقته حكما التي هي فصورة الكامل وخلقيته عين . العرش الذاتي، وانما قلنا حكما ألن العين واحدة بال تعدد



ولله {]15اآلية : الرعد[ئكة روحه وحقيقته، ولذلك صحت له الخالفة وسجدت له المال .} *يسجد من في السماوات واألرض طوعا وكرها وظاللهم بالغدو واآلصال

قد فسرت األمانة بكمال األلوهية وقد حملها اإلنسان الكامل، فكيف يكون : فإن قلت؛ المظاهر التي لم تنكشف لها حقيقة نفسها نسبت الظلم إليه بحسب: ظلوما جهوال، أقول

مع أنها عينه، فقد ظلم نفسه بالنسبة لظهوره بها إذ لم تقدر قدر نفسها، فهو الظلوم مع أنه عين المظلوم، وكذلك نسبت الجهل إليه، فهو الجاهل المجهول، وهذا الظلم والجهل

ما هو معلوم عند أهل نسبي بالنسبة لبعض المراتب، واال فهو كمال من جهة أخرى، ك .الحقائق

اآلية : يس[ولما كانت شمس ذاته تجري بحقائق األسماء التي هي أفالكها ؛وال مستقر لها سواها، وذلك بتقدير العزيز العليم الذي علم كل شيء } لمستقر لها{]38

أشار الحق لذلك بقوله } ديراوخلق كل شيء فقدره تق {]2اآلية : الفرقان[من علمه بنفسه : الفتح: [وقال تعالى} *ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى *طه {]1،2اآليتان : طه: [تعالى

ر ويت *إنا فتحنا لك فتحا مبينا {]1،2اآليتان م ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخفالحق تعالى خاطب اإلنسان الكامل بجميع } *نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما

عوالمه وشؤونه ومظاهره الجمالية والجاللية وصوره العلوية والسفلية، فافهم واهللا الموفق .ال رب غيره

وصلمانة كمال األلوهية إطالقا إن األ: ولما كان الحامل لألمانة هو اإلنسان الكامل، وقلنا؛

وتقييدا وتنزيها وتشبيها، ربوبية وعبودية، قبل اإلنسان الكامل جميع األسماء اإللهية وكانت في حقه كلها كماالت، فقبل النسيان والتردد والشك والعجب والضحك والفرح ل والجوع والظمأ والمرض والمكر واالستهزاء والكيد واإلمالء واإلمداد واإلضال

اآلية : يونس[واالستدراج والعلم والجهل، وان كان الجهل لم يرد صراحة، بل ورد



وهو )] 112[(»أنتم أعلم بأمر دنياكم«): ص(فقال } أتنبئون الله بما ال يعلم {]18 .الصادق

فكل ذلك كماالت إلهية اتصف الحق بها في كالمه القديم قبل وجود الخلق، قال اهللا ؛ افات: [، وقال} نسوا الله فنسيهم {]67اآلية : التوبة: [تعالى وأرسلناه {]147اآلية : الص

نحن أحق «): ص(فظهر تعالى بصورة الشك، ولذا قال } *إلى مئة ألف أو يزيدون كماالت أن قابليته في التنزالت اإللهية لل) ص(يشير )] 113[(»بالشك من إبراهيم

أم الكتاب التي ) ص(فكما أن عروجه . األسمائية أوسع من قابلية إبراهيم عليه السالمهي أعلى مراتب الربوبية، كذلك نزوله في الكماالت الكونية أعظم نزول، ألن ذلك

ومن هنا افتخر بالفقر وطلب النصرة من . عبارة عن تنزالت الحق إلى مراتب العبوديةاآلية : محمد[فهو مجلى )] 114[(»ني حتى أبلغ رسالة ربيمن ينصر «: قومه فقال

وأوذي فصبر واهللا هو الصبور، فدائرته بالتنزالت أوسع } إن تنصروا الله ينصركم {]7فهو شك إلهي ال شك » نحن أولى بالشك من إبراهيم«: من دوائر المرسلين أجمع، فقال

فهو نسيان إلهي في )] 115[(»بشر أنسى كما تنسونإنما أنا «: كوني، ولذا كان يقولفقول يوسف } إني حفيظ عليم {]55اآلية : يوسف: [مقابلة قول يوسف عليه السالم

) ص(كمال في النزول، ولذلك بعث ) ص(عليه السالم كمال في العروج، وقول نبيناببشريته ) ص(ارم، فتممها ليتمم مكارم األخالق، فاألخالق كلها أخالق اهللا، وكلها مك

الكاملة، فظهر بهذه المعاني البشرية في أعلى طبقات الكمال، ألنه ظهر بها من حقيقة ولذلك قال سيدي علي الخواص . اسم اهللا القدوس، فكان التشبيه في حقه عين التنزيه

فمن هذا التقديس الذي هو التوحيد » قدس بشريتك فإن سرك مقدس«: رضي اهللا عنهفرقانا } ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله {]15اآلية : فاطر: [قيقي نزل قوله تعالىالحإلى مشاهدة اهللا في كل ما نفتقر إليه، فعادت أسماء جميع ما نفتقر إليه أسماء ) ص(

ما بين ) ص(اهللا تعالى، فغير األسماء الحسنى في المشهد المحمدي حسنى، فجمع العروج والنزول والتنزيه والتشبيه، ألن دائرة الكماالت اإللهية استدارت بوجوده أوال وآخرا



وظاهرا وباطنا، فكماله كمال اهللا تعالى، فتمت به مكارم أخالق اهللا تعالى، فعبوديته يعطي الحقائق من نفسه حقها، فيقوم وينام ) ص(كلها كماالت إلهية، ولذلك كان

إلهوا والعبوا فإني أكره أن يرى في دينكم «: ويمزح ويقول ويصوم ويفطرويضع أهله على عاتقه لتنظر الحبشة وهم يلعبون بالحراب في )] 116[(»غلظة

المسجد، واذا أقبل الحسين وهو على المنبر نزل ألجله واعتنقه وقبله، ما ذاك إال عن .مشهد عظيم في الحسين عليه السالم

ما أبالي بالموت بعد أن علمت أنك زوجتي في «: في عائشة قولهومن كمال مشهده ؛، ومن كمال عبوديته وشهود فقره إلى اهللا في كل شيء أنه كان إذا )] 117[(»الجنة

، فواهللا الذي ال إله )] 118[(اذكر لها جفنة سعدبن عبادة«: خطب امرأة يقول لرسولهإذا سألت فاسأل اهللا واذا استعنت : القائل إال هو ال يشهد سعدا إال اهللا، وكيف ال وهو

أي اسأل اهللا في كل مسؤول واستعنه في كل مستعان، فكماله مع سعد » فاستعن باهللامن ذا الذي يقرض الله قرضا {]245اآلية : البقرة: [وغيره كمال اهللا تعالى في قوله

إذا تم : ، ولذلك قالوا)ص(خر به رسول اهللافكمال اهللا بكمال صفة الفقر الذي افت} حسنا وان تظاهرا {]4اآلية : التحريم: [قوله تعالى) ص(ومن كمال عبوديته . الفقر فهو اهللا

فلشهوده } عليه فإن الله هو مواله وجبريل وصالح المؤمنين والمالئكة بعد ذلك ظهير كمال اهللا تعالى في عائشة وحفصة بجميع المراتب يكون شهوده التظاهر من ) ص(

جهة اإلطالق إجماال وتفصيال، فكان اهللا هو مواله وجبريل وصالح المؤمنين والمالئكة ): ص(بعد ذلك ظهير من جهة اإلطالق إجماال وتفصيال، فهو مشهده في قوله

فلم » من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك أعوذ برضاك«: بعد قوله» وأعوذ بك منك« )].119[(»وأعوذ بك منك«: يكتف حتى قال

ثم إن صاحب الصلوات فاضت عليه التجليات فانمحى من نظره كرسي األسماء ؛ :والصفات بثبوت تجلي عرش الذات، فقال

)جبل طور تجليات المسمى(



ذاتي كما أن الصورة الجبلية أشار رضي اهللا عنه أن األسماء والصفات هالكة بنوره ال؛ اندكت من تجلي العين، فجبلية االسم تنمحي بثبوت ذات المسمى فال يبقى إال المسمى، وهذا التجلي له دائمي أزلي أبدي، فهو عين العين بذاته الممتد من نورها ظالل أسمائه وصفاته، ولذلك ما ورد أنه خر صعقا ألنه ما زاغ بصره عنه، ففطرته

وم[اتية ذ فهو فطرة اهللا والناس على } فطرة الله التي فطر الناس عليها{]30اآلية : الرفطرته، فالتجلي منه إليه فظاهره باطنه وأوله آخره، فلم تظهر عليه اآلثار بل اندرجت

.بنوره األعظم سائر األنوار يحرق بالنار من يمس بها؛

؛قومن هو النار كيف يحتر :وحيث كان األمر كذلك وصفه رضي اهللا عنه بقوله؛ )روح ذات الوجود، مجمع حقائق الالهوت المشهود(

أصل حقيقة الوجود التي فاض منها النور على األعيان الثابتة، ) ص(يعني أنه ؛ فانكشفت ألنفسها فيه، وهذا األصل المعبر عنه بالروح في كالمه هو عين أم الكتاب

والذات . الوجودي والشهودي، والعدم البطوني: ، فإن أم الكتاب لها وجهانالمتقدم ذكرها .اإللهية نسبة الوجود والعدم إليها على السواء

اللهم إني أسألك بذات وجودك، وأسألك بذات «: قال سيدي محمد وفا قدس سره؛د قدس واكتفى سيدي أحم. »عدمك، وأسألك بالذات الفاعلة، وأسألك بالذات المنفعلة

.سره بذكر الوجود عن العدم، ألن العدم بالنسبة إلى اهللا عين الوجود، يشير رضي اهللا عنه أن لكل حق حقيقة، ) مجمع حقائق الالهوت المشهود: (وقوله؛

فالصور . فكل صورة في الوجود حق، وحقيقتها معنى اسم إلهي من أسماء اهللا تعالىالنور : أضافها إلى الالهوت المشهود، أيأمر حكمي والحقائق أمر عيني، ولذلك

اإللهي المشهود، ألن اهللا نور السماوات واألرض، فال يظهر من السماوات واألرض إال



ذلك النور المشهود، ألنه لو حجبه شيء سواه لكان هذا النور محصورا دون هذا .الحجاب، فتعالى اهللا، أيحجبه شيء

» أن حجابه النور«): ص(ه عينه، ولذا أخبر وحيث ورد في الشرع الحجاب، فحجاب؛ مع أنه أخبر عن نفسه أنه نور السماوات واألرض، فصح أن حجابه عينه، فكيف يحجبه شيء ومنه ظهر كل شيء، وكيف يحجبه شيء وهو الظاهر بحقيقة كل شيء، وأول كل شيء، وآخر كل شيء، وباطن كل شيء، فهو عين كل شيء، فحقائق

ت المشهود، فالالهوت كل معنى قدسي من أسماء اهللا تعالى ظهر الوجود هي الالهو بناسوت صورة كيانية وهو المشهود منها، ومجمع حقائق الالهوت المشهود هو الذات

.التي تنطوي فيها هذه الحقائق انطواء النخلة بالنواة بال انطواءتي هي كاملة بالسيد وقد أخبر سيدي أحمد قدس سره بأن الحقيقة اإلنسانية الكاملة ال؛

هي مجمع حقائق الالهوت المشهود، فال يشهد مشاهد إال إياها وال ) ص(األعظم يعرف عارف سواها، وال يتنشق مكاشف إال طيب رياها، وال يذوق شارب إال حمياها

:مع أن من يشربها عين معناها، يقول قائلهم أنا الخمر والخمار والقدح التي؛

؛الشرب فيه الودائع تكون ألهلفهذه الخمرة ليل الكنز المخفي، إذا يغشى األعيان ويمحوها بما ألحدية ذاته من الحكم

والسلطان، وهي نهار الحقيقة المحمدية إذا تجلى بانكشاف الحقائق، فبانت منه المسالك والطرائق، فأفاد تعالى أن النهار متجل من الليل، فهذا الليل هو نور األنوار

بإحكام } *وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون {]37؛128&#اآلية:يس[االستتار مع وجود النهار، فلم ينسلخ النور من الليل بل النهار هو المسلوخ وهو حكم ما من أحكام الليل، فإن الليل عين النور وعين البطون والظهور، فهو حجاب نفسه ك

: حجابه النور، ولذا كان الحجاب مستورا ال ساترا كما قال تعالى: قالفلو علم المحجوب ما هو الحجاب لعلم المحجوب } حجابا مستورا{] 45اآلية:اإلسراء[



من هو، فالفرق بين الحجاب والمحجوب إنما هو اعتباري ألن مرجعه الغشيان وحقيقة اإلنسان التي هي الحقيقة المحمدية، إنما والتجلي، كما أن الفرق بين كنه الذات

هو أمر حكمي اعتباري، ألجل تفصيل المراتب، ال أنه أمر عيني، إذ ما ثم إال عين .} وما أمرنا إال واحدة {]50؛128&#اآلية:القمر: [واحدة، قال تعالى

الهوت المشهود، فانطوت أن السيد األعظم مجمع حقائق ال: ولذا أخبر سيدي أحمد؛ في شهوده الصور واألحكام واالعتبارات والشؤون والمراتب واألسماء والصفات، فلم يبق إال عين الذات، فهو المجمع الذي هو الكنز المخفي، وهو عين المكنوز في الكنز

، ولو لم ينجل هذا المجمع الذي هو عين الفرع واألصل، والنهار والليل )ص(المطلسمين حياة الكل، والمنبع في سر سيدي أحمد بحقيقة الجمعية والكمال، لم يخبر عنه بل ع

بهذه األوصاف واألحوال، ولكنه غدا بذاته له مجلى الكمال الجامع لحقائق الجمال والجالل، ألنه متى انجلت هذه العين انمحت نقطة الغين، وزال التقدم والتأخر واألين،

: الشورى[} ! ! ـ«ژ = ؛ چ : 9{ وال فصل وال بين فال ظهور وال بطون، وال وصل :عمربن الفارض بقوله] الشيخ[وهللا در سيدي البحر الفائض ] . 15اآلية

هي البدر أوصافا وذاتي سماؤها سمت بي إليها همتي حين همت

فأوصاف األسماء والصفات عين سماء الذات، وبدر الحقيقة المحمدية هو النور، وبه ؛ أوصاف األولية واآلخرية والبطون والظهور، وقد قال صاحب المشهد القدسي انجلت

لي أربعون سنة ما حجبت عن اهللا، ولو احتجب : سيدي أبي العباس المرسي قدس سرهطرفة عين ما أعددت نفسي من المسلمين، فال مستقر للكمل دون ) ص(عني رسول اهللا

افات[أجمعين فـ انجالء هذا النور المبين رضي اهللا عنهم لمثل هذا {]61اآلية : الصهكذا } وفي ذلك فليتنافس المتنافسون {]26اآلية : المطففين[، } *فليعمل العاملون

:ثم قال رضي اهللا عنه. هكذا واال فال، ال طرق الجد غير طرق المحال )اإللهية كنز المعارف الذاتية وقرآن الحقائق(



يعني أن جواهر المعارف الذاتية ودرر اللطائف العينية ال تظهر إال من كنز الحقيقة ؛ المحمدية، إذ هو بذاته قرآن الحقائق األسمائية اإللهية، فهو الحري بما وصفه به من

:قوله )قوة الحوقلة وكفاية الحسبلة ورحمة البسملة(

حسبنا اهللا ونعيم الوكيل، : باهللا العلي العظيم، والحسبلةال حول وال قوة إال : الحوقلة؛ كنز القوة اإللهية والكفاية اإللهية ) ص(وال شك أنه . بسم اهللا الرحمن الرحيم: والبسملة

والرحمة اإللهية، إذ من عين ذاته الجامعة الكلية التي هي مستقر جميع خزائن اإليتاء، فيؤتى وينزع ويعز ، تفجرت ينابيع هذه األسماء، فعنده )]120[(األنبياء

ما أنزلنا *طه {]1،2اآليتان : طه[ويذل من يشاء، فالخير كله بيديه والشر ليس إليه :ثم قال رضي اهللا عنه. } *عليك القرآن لتشقى

)عين العين الحافظ بقائم صورته كل أين حرف الغين المعجم ونقطة الحق المبهم(غوث ال كاألغواث، وفرد ال كاألفراد، وجرس : دي أحمد الذي هو كما قالهللا در سي؛

بذلك ووصفه ) ص(كما أخبره النبي. ال كاألجراس، وهو الكل وعين الكل ومن الكلبهذا الوصف الجامع، فلقد كشف رضي اهللا عنه عن علم الحقيقة السر المصون

لمستور، حيث أشار أنه وأظهر دره المكنون، وجلى سائر الستور عن كنز المعنى اعين العين ونقطة الغين، إذ ما تميزت العين من الغين إال بنقطة الذات، والنقطة ) ص(

عين العين، وهي بعينها نقطة الغين، فالعين عين الغين، فلو أن ما في األرض من شجرة أقالم، والبحر مدادها من بعده سبعة أبحر، ما نفدت أسرار هذه الكلمات، وال

فدل أن صاحبها رضوان اهللا عليه . يط بما في كنزها من جواهر المعاني واإلشاراتأحغوث األغواث الجامع، وفرد األفراد الساطع الالمع، مسك ختام رحيق الكمال، ويتيم : در عقد جواهر الجمال والجالل، فلقد ترك وراءه كل بحر زاخر، فكان حريا بما قيل

:ه يقول، وفي ميدان السباق يجولكم ترك األول لآلخر، فلسان حال تركنا البحار الزاخرات وراءنا



فمن أين يدري الناس أين توجهناواعلم رحمك اهللا أنه بنقطة الغين قامت صورة كل أين، فالنقطة عين تلك الصورة، فلها

في كل شيء سورة، فوجوب تلك الصفات نقطة عين الذات، وتعدادها في األعيان .عداد نقطة عين الذات، فاتحد المسمى وتعددت األسماءوالذوات ال يوجب ت

ما في التكثر في األوصاف من عجب بل كونه عينها مع ما ترى عجب

ولذلك إذا انمحت بالتجلي الذاتي بينونة البين، انمحى إعجام نقطة الغين بانجالء ؛جمع فالنقطة هي الحق المبهم في عين الخلق المعجم، فللنقطة توحيد. أحدية العين

الذات كما أن لها خرق األسماء والصفات، فإذا انحلت الرابطة لم يك غير النقطة، وقد صرح . ولذلك إذا بدا للعارف حكم التجريد صرح بما انطوى عليه من حقيقة التوحيد

إن الحق المنزه عين الخلق المشبه، : بهذه النصوص موالنا صاحب النصوص بقولهحقيقة تلك النقطة، فكانت نقطة عين الغيب الحقي هي حيث خلص من تلك الورطة ب

بعينها نقطة غين الحضور الخلقي، فاستوى بنقطة ذلك النور حكم البطون وحكم وبذلك الشراب الذاتي . الظهور، فبدا نور من ليس كمثله شيء، واندرج فيه الظل والغين :يرا لما به ترنمسكر الحالج وهام طربا وهاج، وترنح من وجده وزمزم وأنشد مش

حبيبي غير منسوب؛ ؛إلى شيء من الحيف

سقاني مثل ما يشرب؛ ؛كفعل الضيف بالضيف

فلما دارت الكاسا؛ ؛ت دعى بالنطع والسيف

كذا من يشرب الراحا؛ ؛ت مع التنين في الصيف



: سقاني مثل ما يشرب، فقال له: وقد سأله الشيخ األكبر في الواقعة عن مراده بقوله؛ .فافهم ذلك واهللا أعلم. ثله شيءليس كم

:نقطة الوجود المستمد منه كل موجود وصفه بقوله) ص(ولما كان ؛ )الذي ال يتلى قرآنه إال من حيث الحق لعجمة أحدية ذاته عن لغة الخلق(

نقطة أحدية الذات التي تنزه وجهها بكل وجه عن البداية والنهاية، ) ص(أي ألنه ؛ لعظمة وكبرياء الحماية، فال يتلى قرآنها إال بلسانها، وال يجلى وتمنع كنهها بعز ا

معجمها إال بلغتها وبيانها، وال يشهد جمالها إال ببصرها األحدي المطلق، وال يدرك .هداك السبيل: وفي هذا المعنى قيل لمستهدي. كمالها إال لمن بمعناها تحقق

ومخطوبة الحسن محجوبة؛ ؛هافال تألفن سوى إلف

إذا ما تجلت على عاشق؛ ؛وأهدت إليه شذا عرفها

تغيب الصفات وتفنى الذوات؛ ؛بما أبرز الحسن من لطفها

فإن رام عاشقها نظرة؛ ؛ولم يستطع إذ عال وصفها

أعارته طرفا رآها به؛ ؛فكان البصير لها طرفها

تعالى في مرآة أطلب رؤية اهللا : ومن هذا المعنى يقول الشيخ األكبر قدس اهللا سره؛ال ببصرك، فتكون الرؤية على قدره ال على ) ص(، ولكن ببصر محمد)ص(محمد

وقد نصحتك وما أبقيت لك من النصيحة شيئا، . قدرك، وهذه أعظم رؤية هللا تكون :ثم قال رضي اهللا عنه. فجزاه اهللا على نصيحته خيرا واهللا أعلم

)عين العظمة وهاء الهوية(



بالحروف العاليات التي هي شؤون الذات، فكما أنه عين نقطة وصفه قدس سره ؛ األسرار هو عين ما امتد منها من رقائق حروف األنوار، وهذه األنوار عين حقائق األسماء الظاهرة بكلمات أرواح الصور المتجلية بآيات األشباح والسور، وهو الجامع

:اهللا عنه ثم قال رضي. لها بكتابه المسطور في رق وجوده المنشور )نون الناسوت، الم الالهوت(

فتح طلسم الكنز وشرح معمى اللغز، أن الناسوت مرجع الظهور، والالهوت مرجع ؛ البطون، ونون الناسوت عبارة عن روحه وأصله الذي هو االسم الظاهر، والم الالهوت

ياة لمن إشارة لالسم الباطن، ومن حقيقتهما ظهر الناسوت والالهوت، وتجلت عين الحنسي الحوت، فعاش بالحي الذي ال يموت، وال يكون ذلك إال لمن تجرد من ثياب األين وغاب في مجمع البحرين، فتوضأ بماء غيب السر، وصلى صالة الفجر في أول العصر، ونضج البر بالبحر، وشاهد المستور في عين الستر، ولوال نور الظهور ما

.كان الحجاب المستورت في حقيقة اإلنسان أحدية الالهوت محت منها ثنوية الناسوت، وقام به عنه واذا تجل ؛

الحي القيوم لما فنيت منه الرسوم، وناب عنه الحبيب بالوظائف، وحمل عنه أعباء العنا بما غمره من اللطائف، فيتوكل في أموره كلها عليه ويشهد سائرها منه واليه، والى

:كبر قدس اهللا سرهذلك السر األبهر أشار الشيخ األ يا قبلتي خاطبيني في السجود لقد

رأيت شخصا بشخصي في قد سجدا الهوته حل ناسوتي فقدسه؛

؛إني عجبت لمثلي كيفما عبداأراد بالحال تجلي أحدية الحقيقة الالهوتية الماحية آلثار الصور الناسوتية، فيكون ؛

إيمانيا، فينظر إلى أمواج الصور الكونية الحق عند صاحب هذا التجلي عيانيا والخلق



فيراها انمحت في بحر أحدية العينية، وهذا هو الفناء عند العارفين، واليه أشار سلطان :العاشقين رضي اهللا عنه حيث قال خفيت ضنى حتى لقد ضل عائدي

وكيف ترى العواد من ال له ظل وما عثرت عين على أثري ولم

رسما في الهوى األعين النجل تدع لياآلية : القلم: [النكتة الغريبة في الدائرة العجيبة نون الناسوت، أشار بها لقوله تعالى؛ التي ظاهرها نصف دائرة وروحها وباطنها دائرة كاملة، ألنك متى نطقت بها } ن{]1

الظاهر ظهرت نون أخرى على صورتها، فظهر منها ما شاكلها، فكان المظهر عين وبدا بين النونين واو برزخية لها وجه } قل كل يعمل على شاكلته {]84اآلية : اإلسراء[

إلى الجهتين، فالنون الظاهرة الشهادية التي قلنا عنها نصف الدائرة نون الناسوت ها الخلقي، والنون الباطنة التي هي روح تلك النون الناسوتية نون الالهوت الحقي والي

اإلشارة بالنقطة التي فوق النون والواو بينهما برزخ العماء وهي موجودة في الناسوت والالهوت، ولوال هذه الواو لم تظهر النونان بمرتبتي الحقية والخلقية واألولية واآلخرية

فالواو العمائية البرزخية هي الحافظة لوجود المرتبتين، وسر ذلك . والظاهرية والباطنيةادها من هاء هوية الذات، فدائرة الهاء هي الذات، والواو برزخ العماء بين أن امتد

الالهوت الحقي والناسوت الخلقي، والنونان هما الوجهان لذات اهللا تعالى، وفي الحقيقة ليس إال وجه واحد ألنك كيفما نطقت بنون فهي واحدة، فيجوز أن تعتبر اآلخر أوال،

ل أوال واآلخر آخرا، فإن ظهر األول، فاآلخر باطنه، وان وقد كان األو . واألول آخرا ظهر اآلخر فاألول باطنه، والباطن عين الظاهر، فاألول عين اآلخر، فالناسوت عين الالهوت، ولذلك اندرجت نون الناسوت في الم الالهوت ألن قائمة الالم ألف وتعريفتها

عرج النون فتظهر األلف، فالالم نون فتنزل األلف إلى نون الناسوت فتكون الما، وتألف ونون وهي اإلنية الشهادية التي غيبها هاء الهوية، واأللف أصل الحروف وأولها،



ومنها تألفت فلها مرتبة األولية، وحقيقة األحدية، واطالق الجمعية، وهي الحضرة تمد أنا نقطة الوجود المس«): ص(المحمدية، وامتدادها من نور نقطة الذات فلذا قال

ممتدة من نون اسم اهللا النور التي ) ص(فنون ناسوت محمد)] 121[(»مني كل موجودهي نون الم الالهوت وحقيقتهما ألف األحدية وحقيقتهما نقطة غيب هوية الذات

:المندرج بتلك النقطة الذاتية سائر األسماء والصفات، فلذلك قال رضي اهللا عنه )الكل بال بعض وال كلمبدأ الكل ومرجع الكل وهو الكل في (

ر من أنه ؛ نقطة غيب هوية الذات، فال ) ص(وقد ظهر معنى هذه الكليات مما تقر :ثم قال قدس سره. حاجة إلى اإلطالة

)يا طه، يا عين الحق المبين، يا قلب قرآن الحقائق يا ياسين(أما . دييا طه، فمن جملة ما قيل في معنى طه طاهر، ها: أما قوله رضي اهللا عنه؛

.نور محض) ص(طهارته فألن ذاته ونقل صاحب اإلبريز عن الغوث الشريف سيدي عبد العزيز الدباغ قدس اهللا سره أنه ؛ مسقية بجميع أنوار األسماء الحسنى وممتدة بأسرارها، ) ص(إن ذات المصطفى: قال

ونور نور البصر، ونور الرحمة، ونور الحلم، ونور العفو، ) ص(فيكون في ذاته المغفرة، ونور العلم، ونور القدرة، ونور السمع، ونور البصر، ونور الكالم، وهكذا حتى

.انتهى. تأتي على جميع األسماء الحسنى فتكون أنوارها في الذات الشريفة على الكمالمسقية بنور األسماء الحسنى على الكمال، ) ص(فألن ذاته ) ص(وأما هدايته ؛

.فاده سيدي عبد العزيز الدباغ قدس اهللا سرهوممدودة بأسرارها كما أاآلية : المائدة: [ومن جملة األسماء الحسنى اسمه تعالى الهادي، قال تعالى؛ يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السالم ويخرجهم من الظلمات إلى النور {]16وقوله } وانك لتهدي إلى صراط مستقيم {]52اآلية : الشورى: [الى، وقال تع} بإذنه

من أسمائه ) ص(يا عين الحق المبين، أشار به أن السيد األعظم : رضي اهللا عنهل على محمد {]2اآلية : محمد: [الحق لقوله تعالى ) ص(وهو، أي محمد} وآمنوا بما نز



أي من حقيقتهم، وحقيقة كل شيء التي هي الحقيقة } الحق من ربهم {]2 اآلية: محمد[المطلقة، فهو الحق الظاهر المبين بنوره صور أعيان الكثرة اإلمكانية والكاشف عنها ظلمة العدم الثبوتية، فمن حقيقته استنارت سائر الحقائق، ومن نور هدايته استبانت

.المسالك والطرائق. ا قلب قرآن الحقائق، يا ياسين، أي يا باطن الحقيقة الجامعة للحقائق كلهاي: وقوله؛

وأشار بذلك أنه عين اسم اهللا الباطن كما أنه من كونه المبين بذاته الكاشف بأحكام أسمائه وصفاته عين االسم الظاهر يلزم هذين االسمين االسم األول واالسم اآلخر، وأما

معناه يا إنسان : وقال الغوث الجيلي. ال الشيخ األكبرياسين فمعناه يا سيد، هكذا قالياء المفتوحة للنداء، : وقال الغوث سيدي عبد العزيز الدباغ قدس سره. عين الذات

يا باطن الذات : والسين المكسورة معناها لباب الذات وسرها، فيكون المعنى على هذا .وسرها

وقد ورد )] 122[(»قلب القرآن ياسين« ):ص(وأشار سيدي أحمد قدس سره إلى قوله ؛واذا كان )] . 123[(أن خلق السيد األعظم هو القرآن: عن عائشة رضي اهللا عنها

، ألن قلب األخالق هو الذات التي )ص(القرآن عبارة عن أخالقه فيكون قلبه ذاته ه فعلى هذا يكون مراد سيدي أحمد صاحب الصلوات قدس سر . ترجع إليها تلك األخالق

إن لكل شيء قلبا وقلب «): ص(وبذلك أقول لقوله . يا ياسين يا قلب القرآن: بقوله، فهو قلب قرآن حقائق أسماء )ص(ويس هو السيد األعظم )] . 124[(»القرآن ياسين

اآلية : الفرقان: [اهللا تعالى، وجامع معانيها المتفرقة المعبر عنها بالفرقان كما قال تعالىل الفرقان على عبده تبارك ال {]1 فيكون القرآن عبارة عن أحدية ذات تلك } ذي نز

المعاني الفرقانية، وكونه قلب القرآن عبارة عن كونه سر تلك األحدية القرآنية، فهو .الذات من وراء اسم األحدية

نه هذه وهذا المعنى هو المعبر عنه بأم الكتاب، ولذلك ابتدأ سيدي أحمد رضي اهللا ع؛اللهم صل على أم كتاب كماالت كنه الذات، فأم الكتاب كنه : الصالة السادسة بقوله



الذات، وكماالتها األسماء والصفات، فهو الجامع المطلق، ولسر هذه الجمعية أشار فاتضحت } *ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى *طه {]1،2اآليتان : طه: [تعالى بقوله

يا قلب قرآن الحقائق يا : يا طه، يا عين الحق المبين، وبين قوله: ناسبة ما بين قولهالم: وكل هذه المعاني في الحقيقة تؤول لمعنى واحد وهي مندرجة في قوله تعالى. ياسين

فاأللف للذات، والالم لألسماء والصفات، والميم دائرة الصور } ألم {]1اآلية : البقرة[وهو اإلنسان الكامل } ذلك الكتاب {]2اآلية : البقرة[ي غاية التنزالت الكونية التي ه

وهم من جعلوا أسماء اهللا تعالى } ال ريب فيه هدى للمتقين {]2اآلية : البقرة) [ص(محمدأعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من «): ص(وقاية لهم منها كما قال

فجمع ألنه » وأعوذ بك منك«: ى بالذات من الذات فقالثم اتق)] 125[(»عقوبتكالكتاب المطلق والغيب المشهود المحقق، فهو الغيب الذي نؤمن به مع أنه ظاهر لنا

اآلية : النور[في كل مشهود، فهو غيب في حضور وباطن في ظهور ونور على نور .} يهدي الله لنوره من يشاء {]35: دي عبد الغني النابلسي قدس اهللا سره حيث قال في تفسير قوله تعالىولقد أحسن سي؛أي جاءكم من حضرة الغيب المطلق لفتح } لقد جاءكم رسول {]128اآلية : التوبة[

فمراده باألنانية أنه هو . أي من أنانيتكم} من أنفسكم {]128اآلية : التوبة[الباب المغلق ).ص(ية اإلنسانية، فالكل كما قال جبريل عليه السالم منه واليه الحقيقة الكل

وقد سمعت من البحر الراوي سيدي محمد الدندراوي قدس اهللا سره باإلسناد إلى الشيخ ؛الصوفي الشهير بمحمد السمان قدس سره أنه ذكر أن جبريل عليه السالم أتى

م عليك يا آخر، السالم عليك يا السالم عليك يا أول، السال: فقال له) ص(محمدا والشيخ محمد السمان موثوق به ألنه من أجالء أهل . ظاهر، السالم عليك يا باطن

:سر لمع وبرق سطع وسالم قرع من رب رحيم جمع. العرفان، فروح هذا الخطاب النبوي )] 126[(»اقرؤوا على موتاكم ياسين«): ص(قال ؛

. رؤوا، هم الشيوخ المرشدون العارفون باهللا تعالىاق: المحمدي وسره أن المخاطب بقوله



واألموات هم األرواح اإلنسانية الذين ألهاهم التكاثر . والقراءة من القرء، وهو الجمعللمعاني الفرقانية حتى زاروا المقابر الصورية محجوبون بنظرهم لها وتقيدهم بها عن

إجمعوهم بالحضرة : يقول) ص(الحضرة الياسينية التي هي قلب قرآن األحدية، فكأنه العينية الجامعة لمقابر هذه الصور الشهادية، وأعلموهم بأنها عين الحقيقة الباطنة الروحية التي هي رسول من حضرة الغيب المطلق لفتح الباب المغلق، فإذا انفتح بتوجه

وكان الكمل العارفين لألرواح الموتى باب السور دخلوا في باطن رحمة ياسين النور،النور األول ياسين بتجليه في النور الثاني، وهو جميع األرواح الموتى بلهوها بتكاثر الصور واألشباح، نورا على نور، فإذا انجذبت تلك األرواح الموتى لنور ياسين، السالم

اآلية : يس: [المطلق الرؤوف الرحيم، يناديها الرسول من أنفسها بتجليه بحقائق أنفسهافاصفح {]89اآلية : الزخرف: [فهو سر قوله تعالى} *سالم قوال من رب رحيم {]58

وقد قال . فهو الداعي إلى اهللا على بصيرة، واهللا يدعو إلى دار السالم} عنهم وقل سالم هو ف» اللهم أنت السالم ومنك السالم واليك يرجع السالم«): ص(لسانه الجامع األعظم

خ : حقيقة السالم من حضرة الغيب المطلق لفتح هذا الباب المغلق الحري بقوله تعالىأي طاء الحقائق التي هي المعاني األسمائية بتجلي ذاتك الجامعة الغيبية، } ! ! ژ ـ

وانزل يا سالم الوجود باسم الرب الرحيم من عرش الهوية إلى السماء الدنيا الروحية، المظاهر الشهادية، فتحيي أموات المقابر الصورية بحياة عينك وادن بالتدلي لصور

ما أنزلنا عليك *طه {]1،2اآليتان : طه: [الروحية الياسينية، وذلك إشارة قوله تعالى): ص(، وقال )] 127[(»قلب القرآن ياسين«: بقوله) ص(واشارته } *القرآن لتشقى

ثم قال رضي اهللا . واهللا أعلم. للوجود بأسره فافهمفهي )] 128[(»يس لما قرئت له« :عنه

كلت األلسن عن تفسير جمال صفاتك وتحيرت العقول وتاهت في مهامه حقائق كنه ( )ذاتك



يترقى ويدرك في الزمن الفرد من الكماالت اإللهية والتجليات ) ص(بيان ذلك أنه ؛ ه، فال تحصى مشاهده، وال تحصر القدسية ما ال يعلم لسواه وال يصفه واصف إال إيا

ثم قال . أذواقه ومواجده، ال تنتهي فيه النهى لنهاية من شاء، يطنب فيه أو ال يطنب :رضي اهللا عنه

)صلى اهللا العظيم عليك وسلم يا محمد()]. 129][(ولو بمالم[أدر ذكر من أهوى : إنما ناجاه باسمه تلذذا بذكره من باب؛

:دس سرهوقال ابن الفارض ق شربنا على ذكر الحبيب مدامة

سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرموهذا الدعاء في هذا المقام من سيدي أحمد قدس سره دعاء تعظيم، كما يقول اإلنسان ؛

: النور: [وليس من الدعاء المنهي عنه في قوله تعالى. يا كريم، يا رحيم: في دعائهلنزول اآلية في حق } اء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاال تجعلوا دع {]63اآلية

فأراد هذا الغوث الكامل قدس سره أن . الداعين له من وراء الحجرات لقضاء حوائجهميلتذ لسماعه بذكر اسمه كما التذ بصره بمشاهدته، وذلك في مقام الحب محمود وفي

:قال البحر الفائض سيدي عمر بن الفارضأحوال العاشقين موجود، كما فلي ذكرها يحلو على كل حالة؛

؛وان مزجوه عذلي بخصام :وقال بعض العشاق ممن أدرك وذاق؛ غن لي باسم من أهوى وخلي؛

؛كل من في الوجود يرمي بسهمه ال أبالي وان أصاب فؤادي؛

؛إنه ال يضر شيء مع اسمه



يبهم باسمه الخاص إلى أن يذكروه بجميع األذكار، وال يزال العشاق يذكرون حب؛ويخيلون جماله للبصائر واألفكار، وال يزال بهم الشوق والحنين بالعشي واإلبكار وفي حندس الليل واألسحار إلى أن يخلعوا العذار فتنهتك األستار وتشتهر األسرار، فعند

بجميع األسماء ويدعونه ذلك يهيمون بجماله ويحارون في معنى لطفه وكماله، فيسمونهبهند وأسماء، فعند ذلك يطيب لهم السماع فتطرب منهم األسماع ويفهمون المعاني من

فإذا تجلى لهم معنى الجمال . ألحان المعاني، ويسمعون المثاني تقدسه عن الثانيوشاهدوا لطفه والكمال شربوا وغابوا وسكروا وطابوا ودندن حاديهم بنجد والحجاز وماس

:رب واهتزاز، كما قيلمن ط إذا اهتزت األرواح شوقا إلى اللقا )]130[(تراقصت األشباح يا جاهل المعنى

:ثم قال رضي اهللا عنه؛ )بكمال أحدية ذاته وصفاته(

صلى اهللا العظيم عليك وسلم يا محمد بكمال أحدية ذاته : يقول رضي اهللا عنه؛ اإلطالق، فتشملك الصالة والسالم من وصفاته، فتكون الصالة والسالم عليك في مقام

] من[جميع أسماء اهللا وصفاته، ومن سائر شؤونه وتجلياته، فيندرج بذلك جميع األنواع التعظيم وسائر مقامات اإلجالل والتكريم، وبذلك تصح سيادتك في الوجود ويكون لك

:ثم قال رضي اهللا عنه. المقام المحمود )تكعلى كمال جمعية أحدية ذاتك وصفا(

التي هي عين النور، أن ) ص(اعلم كشف اهللا عنك الستور، وأشهدك حقيقة محمد؛ سيدي أحمد قدس سره طلب من اهللا تعالى، أن يصلي بكمال ذاته وصفاته على محمد من حيث جمعية ذاته وصفاته، إال أنه رضي اهللا عنه، خاطبه مخاطبة الحاضر،

، وكمال جمعية صفاته مشهودة له )ص(فىفيقتضي ذلك أن كمال جمعية ذات المصط .حاضرة مكشوفة لعين بصيرته ومقامه السامي رضي اهللا عنه، شاهد له بذلك



، ربما يوهم )ص(واعلم أن نسبة الذات والصفات إلى اهللا تعالى، ونسبتها إلى محمد؛ ذاتا على حدتها ) ص(أن اهللا تعالى ذاتا على حدتها وصفات على حدتها، ولمحمد

ومن توهم ذلك فهو أجهل الجاهلين، وأعظم الخاسرين ألنه . ت على حدتهاوصفامحروم من توحيد ذات اهللا تعالى وصفاته وأفعاله، فإن دندنة القوم كلها على معرفة

، ولكن بظاهر لفظ القرآن العظيم، )ص(التوحيد مطابقا لكتاب اهللا وألحاديث رسول اهللان تأويل يخرج اللفظ عن ظاهره، وذلك عندهم بدو ) ص(وبظاهر لفظ حديث رسول اهللا

ال يقتضي تشبيها أو تجسيما أو حصرا أو تقييدا أو حاال أو محال أو متحدا أو امتزاجا أو سريانا، تعالى اهللا عن جميع ذلك علوا كبيرا، وتعالى اهللا تعالى أن يكون في الوجود

إن الله {]6اآلية : العنكبوت[وصفاته وأفعاله أوال وآخرا وظهورا وبطونا غير ذاته تعالىبذاته وصفاته وأفعاله، فال يشاركه باسم الذات وال بأسماء الصفات } لغني عن العالمين

وال بأسماء األفعال مشارك، وال يقابله مقابل، وال يماثله مماثل، بل هذا الوجود كله ال كل شيء {]88اآلية : القصص[ال أحكام له إال أحكامه ذات له إال ذات اهللا تعالى، و

فهو وجود كل شيء، وحيث كان } إال وجهه {،]88اآلية : القصص[ال وجود له } هالك : القصص: [كل شيء هالكا في وجوده فال حكم له بل الحكم لوجوده، ولذا قال تعالى

ونحن راجعون إليه في الحال، ولكن باعتبار من لم } رجعون له الحكم واليه ت {]88اآلية .يكشف له األمر كان الخطاب باالستقبال

إذا تقرر ذلك فليس في الوجود ذاتان وال أحديتان بل ذات واحدة وحقيقة واحدة ثبتت ؛ 62اآلية : األنعام: [لها األسماء والصفات بأحكامها المختلفة كما قال تعالى

: وهذا المعنى يفيده قول اهللا تعالى. أي ليس لغيره البتة} له الحكم {]88: والقصصل واآلخر والظاهر والباطن {]3اآلية : الحديد[ فأين أنت يا أيها اإلنسان، فباهللا } هو األو

عليك إن كنت ممن يؤمن بالقرآن أن تترك التعصب والمكابرة والجدال، وتجنح إلى ف واالعتراف والتسليم بالقلب والمقال، فإن كنت أنت أو كل شيء يفرض أوال، اإلنصا

فاألول هو، وآخرا فاآلخر هو، أو ظاهرا فالظاهر هو، أو باطنا فالباطن هو، فخبرني



عنك هل أنت أو كل شيء خارج عن هذه المراتب األربعة الجامعة التي استغرقها هو وان لم . نت خارجا فمن أنت وما أنت وبماذا أنتتعالى، أو لست بخارج عنها، فإن ك

تكن خارجا فهل تقر بأنك هو أو تعاند وتكابر وتعرف الحق وتحيد عنه فتدخل في قول فحينئذ أين إيمانك بالقرآن } وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم {]14اآلية : النمل: [اهللا تعالى

، فاتق اهللا )] 131[(»من عرف نفسه عرف ربه«: القائلالعظيم وبحديث نبيه الكريم يا أخي وسلم هللا تعالى فيما أخبر به عن نفسه، وفيما أخبر به عن نبيه

، واياك أن تظن أنك تصل )ص(على ظاهره كما أخبر به اهللا ورسوله) ص(المصطفىافيش األفكار إلى توحيد اهللا من جهة األدلة العقلية والنتائج الفكرية، هيهات هيهات خف

ال تقوى إلدراك األنوار، قل اللهم إيمانا كإيمان العجائز وال تضع عمرك سدى، وتزعم ده، وتقول هو منزه عن كذا ويستحيل عليه كذا، ؛ چ { مع ذلك أنك تنزه اهللا تعالى وتوح

في الحياة الذين ضل سعيهم {] 104اآلية : الكهف[} ! ! للهـ»عع ؟ ژ ء آ أ ؤ إ ژ = ألست تدري أنك كلك شرك خفي، وال يبين لك توحيدك إال إذا خرجت عنك، } الدنيا وهم

وما يؤمن أكثرهم بالله إال وهم {]106اآلية : يوسف: [أال ترى إشارة اهللا في قولهالك الذين يثبتون ألنفسهم وجودا فهل أخبر تعالى إال عن المؤمنين من أمث} *مشركون

مع اهللا تعالى، فأين توحيدك يا أيها المشرك نفسك معه بالوجود أو الصفات أو } وال يشرك في حكمه أحدا{]26اآلية : الكهف: [باألفعال، ألست تعتبر بقوله تعالى

م الباطنية، غاية األمر أن حكم األولية غير حكم اآلخرية، وحكم الظاهرية غير حكوحكم اسم العبد غير حكم اسم الرب، وهكذا مع أن الهوية واحدة ولكن أحكامها مختلفة، فإنا نعلم قطعا أن حكم المعطي غير المانع، ولكن الذات المسماة بالمعطي والمانع واحدة، فالمعطي غير المانع بالحكم وهو عينه بالحقيقة والذات، وقد أخبر تعالى

في حكمه أحدا، فالذات ذاته واألحكام أحكامه، فكل حكم راجع إليه وكل أنه ال يشرك اسم فهو عائد عليه، كما قال صاحب المشهد القدسي سيدي عبد الغني النابلسي قدس

:اهللا سره



يا مسمى باألسامي؛؛ ؛كلها وهو المنزه

زيه أن ال ترى إال والتنزيه عند أهل الحقيقة أن ال تشرك معه في حكم سواه، بل التن؛ بل التنزيه أن ال تحكم بأنك تراه، فصح أن وجود اهللا تعالى حقيقة كلية جامعة . إياه

واقع عليها سائر األسماء والصفات والشؤون واالعتبارات، فال فرق بيننا وبين بالكمال الذاتي، ألن ذات اهللا تعالى ال تتجزى، فال تكون في شيء أكمل ) ص(محمد

، بل ليس معها شيء ألنها هالك بها كل شيء، فهو البحر الثجاج تندرج منها في شيءبكمال األسماء ) ص(به سائر األمواج، وانما الفرق بالكمال األسمائي فيما تحقق محمد

على اإلطالق، نسبت تلك الحقيقة الكلية إليه، وانطبق اسمها األعظم إجماال وتفصيال م يدركه منا سابق في وجوده، وال يبلغه الحق من كل وجه عليه، فهو السر المصون، ل

على سوابق شهوده، فهو سر األحدية المطلقة، فمن غيبه على شهادته تتنزل تجلياته، ومن نفسه على نفسه بأسماء نفسه وشؤونه تكون صالته فهو األحد المصلي من غيبه

ل ذاته المطلق بكمال ذاته وصفاته، على نفسه باعتبار شهوده لنفسه بجمعية كما .وصفاته، فتم له البدء والختام عليه منه الصالة والسالم

]شرح الصالة السابعة[ " ! £$

اللهم صل على عين بحر الحقائق الوجودية المطلقة الالهوتية، ومنبع الرقائق اللطيفة ( )المقيدة الناسوتية

وتية هي حقائق معاني اعلم، وفقك اهللا، أن المراد بالحقائق الوجودية المطلقة الاله ، أي ذاته )ص(األسماء اإللهية ومجموعها بحر األحدية، ومنبع هذا البحر عين محمد

التي هي بحر األحدية، ومجموع ذلك البحر تلك الحقائق الوجودية، أي المنسوبة إلى اهللا تعالى، ففي ذلك البحر تجري سفن األسماء ومراكب الصفات والراكب بتلك السفن

والمراكب الصفاتية هي الصور الكونية والمراتب الخلقية، فمن أغرقه جميع األسمائية



ذلك البحر، فهو المتوضىء بماء الغيب، ومن ألقته السفن على ساحل بر الغرق، فهو .المتيمم بالصعيد وبالصخر

مظهر الحقيقة المطلقة الذاتية، ووجود الحقائق الالهوتية ) ص(والحاصل أن عينه ظاهرة بأشباح الصور الكونية واآلثار الخلقية، فهو عين الحياة ومجمع األسمائية ال

.البحرين، فمن شرب من تلك العين ال يموت وال يفنى ألنه روح المعنى فافهم: وقوله. ومنبع الرقائق، أي الممتدة من تلك الحقائق التي هي المعاني القدسية: وقوله؛

. المقيدة، أي فيما يبدو: وقوله. حدي المطلقاللطيفة، ألنها من حقيقة نوره الوجودي األوال يخفى أن التقييد للصورة أمر . الناسوتية أي المنسوبة للناسوت وهو الصورة: وقوله

وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر {]88اآلية : النمل: [قال تعالى. حكمي ال عينياآلية : الرعد[ة بحقيقة األحدية عينا، ثابتة حكما وذلك ألنها ممحو } مر السحاب

فالعالم أبدا ممحو ثابت فهو ال ينفك عن هذه } يمحو الله ما يشاء ويثبت {]39البرزخية، فمن جهة األحدية المطلقة الوجودية الالهوتية هو ممحو، ومن جهة التفرقة

ة باألحكام الناسوتية هو ثابت بثبوت معاني الحكمية األسمائية الظاهرة بالصور المقيدهو قرآن مادة تلك الحقائق ) ص(األسماء وتفرقها وتميز بعضها عن بعض، فكما أنه

فهو فرقان لطائف تلك الرقائق، فهو الوجود جمعا وتفرقة، فأحديته كثرة وكثرته أحدية، ألحدية، والفرق فأحدية الكثرة تسمى أحدية المجموع، وكثرة األحدية تسمى مجموع ا

فإن شهدت مثال بأن حقائق إنسانيتك من السمع والبصر والحياة والعلم . بينهما اعتباريوالقدرة واإلرادة والكالم، إلى ما ال يتناهى من أوصاف عين حقيقة أحديتك اإلنسانية، سمي ذلك أحدية الكثرة وأحدية المجموع، وان شهدت أحديتك اإلنسانية سمعا وبصرا

.ما إلى ما ال يتناهى، سمي ذلك كثرة األحدية، ومجموع األحديةوكالوعلى كل حال أنت أنت، وما تفرق من هذه األحكام هو عين ذاتك الجامعة، فالجمع ؛

جمعك والفرق فرقك والوجه وجهك والحكم حكمك، وحكمك ثابت لنفسك هالك في فاتك، فلك الهالك والفناء وجهك الذاتي، إذ ال زائد على ذاتك، فهي مجموع أسمائك وص



حكما والثبوت والبقاء عينا، فوجودك عين العدم الحكمي، وعدمك الحكمي عين وجودك العيني، فأنت عدم وجود ووجود عدم، فوجودك حق وحكمك خلق، وكل منهما حق، فيا ليت شعري هل تنسب أحكامك إلى الوجود أو إلى العدم، أو إلى وجود هو عين العدم،

عدم هو عين الوجود، وما هو الرب منك، وما هو العبد، ومن هو المكلف، أو إلى :قال الشيخ األكبر رضي اهللا عنه. ومن هو المكلف، فاألمر حيرة

الرب حق والعبد حق؛ ؛يا ليت شعري من المكلف

إن قلت عبد فذاك ميت؛ ؛أو قلت رب أني يكلف

وحيث إنه ال شيء } م يجده شيئا ووجد الله عنده حتى إذا جاءه ل {]39اآلية : النور[؛ فكيف رآه وجاءه، فما الذي رآه وهو ال شيء وكيف يوصف ال شيء بأنه يرى، والعدم ال يرى، وكيف يوجد اهللا عند العدم، فما الذي قد كان رآه هل هو عين الوجود وهو ال

كان سرابه شرابا، أو هو العدم الذي لم يدريه؟ فحجابه عنه هو السراب، ولو علمه لاآلية : القصص[يجده شيئا مع أنه وجد اهللا عنده فهو وجود عدم، سراب شراب

وما نولي إال إلى } فأينما تولوا{]115اآلية : البقرة[، } كل شيء هالك إال وجهه {]88فجعل كل هالك عين وجهه، فوا } فثم وجه الله {]115اآلية : البقرة[األشياء وهي هالكة

:فمن هنا قال ابن الفارض» اللهم زدني فيك تحيرا «): ص(قال . حيرتاه زدني بفرط الحب فيك تحيرا ؛

؛وارحم حشا بلظى هواك تسعرا سر العين ومجمع البحرين

، جمع الضدين من عين واحدة، اعلم رحمك اهللا، أن موجب الحيرة عند أهل اهللا تعالى؛بل ظهور كل شيء من كل شيء، فتنفجر عين بحر الحقائق الوجودية المطلقة الالهوتية من الرقائق اللطيفة المقيدة الناسوتية، وذلك بسر األحدية، فإن أحدية



قل {]110اآلية : اإلسراء: [اإلطالق هي بعينها أحدية التقييد، وسر ذلك قوله تعالىيعني أي اسم تدعوه } الله أو ادعوا الرحمان أيا ما تدعوا فله األسماء الحسنى ادعوا

فهو المسمى بجميع األسماء الحسنى، سر ذلك أحدية المسمى، فاإلطالق في بحر هذه .األحدية عين التقييد

ذا باطن وهذا معطي هذا أول وهذا آخر وهذا ظاهر وه: فإن نظرت لفرق التقييد قلت؛وان نظرت . وهذا مانع وهذا ضار وهذا نافع، وهذه المعاني مختلفة قطعا متباينة عقال

لجمع اإلطالق فكل معنى من هذه المعاني يقبل المعاني كلها، ألن كل اسم له األسماء التقييد صفتك ال ]: التستري[كلها ألحدية اإلطالق، ولذا قال إبليس لسهلبن عبد اهللا

. فيظهر من حقيقة اإلطالق كل اسم إلهي بمعنى كل اسم إلهي في الوجود. فتهصفيكون التشبيه عين التنزيه والتقييد عين اإلطالق، والناسوت عين الالهوت، واألول

.عين اآلخر، والظاهر عين الباطن، والمانع عين المعطي، والمنتقم عين الرحمنالوجود من كل صورة في الوجود، واذا صح ذلك فيصح الظهور في كل صورة في؛

وذلك سر العين ومجمع البحرين، ففي هذا المجمع يكون النور عين الظلمة والجالل عين الجمال، والمنع عين العطاء، واألول عين اآلخر، والظاهر عين الباطن، ولكن ال بد أن يفتح لك باب السور ويلج في سم خياط ظلمة التقييد أحدية جمل جمال النور، فيضع قدم أحديته جبار الذات، فتفنى جهنم تقييدك، وتنجر إليك جميع األسماء

وعلى األعراف {]46اآلية : األعراف[والصفات فتحكم على الجالل والجمال بحكم } وان من شيء إال عندنا خزائنه {]21اآلية : الحجر: [أال ترى سر قوله تعالى} رجال

األسماء اإللهية والصفات الربانية هي لكل شيء وذلك القتضاء األحدية، وان فخزائن أنزل الحق تعالى من غيب اإلطالق كل شيء بقدر معلوم، وهو الصورة التي ظهر بها وتعين، ولكن روح تلك الصورة يقبل الظهور بسائر الصور، أال ترى أن المعنى القائم

رة الثعبانية وقبل السعي والحركة مع أن العصى بعصى موسى عليه السالم قبل الصو جماد، ولو أراد موسى إظهار غير الصورة الثعبانية لقبلت عصاه ذلك، فتقبل عصى



موسى الظهور بصورة النار أو الماء مثال، أو بصورة حيوان أو كيف شاء، كل ذلك فعين الحياة القتضاء أحدية العين التي هي مجمع البحرين من كل اسمين متقابلين،

.} *في أي صورة ما شاء ركبك {]8اآلية : االنفطار: [وانظر قوله تعالى. واحدةومن هذا السر الذي أوتيه موسى عليه السالم، وهو سر اإلحالة، أحال فرعون من ؛

صورة العز إلى صورة الذل، فأمر البحر بالقوة اإللهية التي عنده من تجلي اسم اهللا لقوي أن ينطبق على فرعون، فكان ذلك دواءه فإنه عليه الصالة والسالم بعث ليكون ا

طبيب القلوب، وهو يعلم أن فرعون سبق له اإليمان عند اهللا، ولكن ال تظهر عاقبة اإليمان إال بصورة تخويف اإلغراق، فلما أخرجه من حكم العز لحكم الذل، ومن حكم

التخويف التي يخوف اهللا بها عباده ليؤمنوا ويتوبوا ولو في الربوبية لحكم العبودية بآيات آخر نفس، نطق باإليمان والتوحيد فظهر على ظاهره، وان كان يعلمه من قبل ويكتمه

.} وأنا من المسلمين {]90اآلية : يونس: [استكبارا، فصرح بقولهحتم إال قوم يونس وان كان اإليمان ولكن جرت سنة اهللا أن يأس الدنيا ال يرتفع بعد الت؛

أنه تاب توبة لو ) ص(مقبوال في اآلخرة، أال ترى أن ماعزا رضي اهللا عنه أخبر عنه لما تحتم عليه الحد شرعا لم يرفعه ) ص(قسمت على أهل األرض لوسعتهم مع أنه

من حكمة ف. عنه، فمن لم يقبل على اهللا بلطائف اإلحسان قيد إليه بسالسل االمتحانموسى عليه السالم التي هي طب أمراض القلوب، أحال عز فرعون لصورة الذل ليحيل داء جحوده واستكباره لصورة الشفاء واإليمان، وكان موسى يعلم ذلك من قبل أن يشاهد

باللطف إال أن اهللا أمره } فال يؤمنوا حتى يروا العذاب األليم {]88اآلية : يونس: [قولهوالقول اللين من قبل ليجيء الوقت بالتذكر والخشية التي كان يعلمها اهللا من فرعون،

فلما جاء الوقت ظهر األمر واألنبياء ال يسارعون . ولوال علمه بها ما أمره بالقول اللينل أن وال تعجل بالقرآن من قب {]114اآلية : طه: [لشيء بدون إذن إلهي كما قال تعالى

ولما شفى فرعون باإليمان خاف جبريل عليه السالم أن يستغيث } يقضى إليك وحيه باهللا فينجيه من الغرق فيعود لما كان عليه من الجحود والتكبر، فكان يأخذ من وحل



البحر فيضعه في فم فرعون لئال ينطق بما تدركه به رحمة النجاة من الغرق، فأحب قلها ولو في «: يقول لعمه) ص(وت على اإليمان كما كان النبيجبريل له أن يم

فأحب جبريل له أن يموت عليها، واألنبياء والمالئكة . وقد قالها فرعون)] 132[(»أذنيحريصون على الخير، وكيف جبريل يحب الكفر لفرعون وقد أخبر اهللا تعالى أن

يحب ألخيه ما يحب وال يؤمن أحدكم حتى «المالئكة يستغفرون لمن في األرض، ، ولكن اهللا طمس على قلب من قاس األنبياء والمالئكة المطهرين )]133[(»لنفسه

بنفسه القاسية وأمراضه الغالبة ونيته السوء لعباد اهللا، نعوذ باهللا من ذلك، واهللا الموفق .ال رب غيره

ال يقال ففعل جبريل عليه السالم لتكون كلمة التوحيد آخر كالم فرعون من الدنيا،؛) ص(الدليل على أن فرعون مات كافرا كون زوجته آسية عليها السالم هي لرسول اهللا

في الجنة كما أخبر بذلك عنها وعن مريم عليها السالم وعن كلثم أخت موسى عليه ليس العلة في ذلك االختصاص كفر فرعون، وانما العلة الكمال : السالم، ألنا نقول

آلسية ومريم، كما صرح به ) ص(النسوة، وقد شهد به رسول اهللا اإللهي الذي حازه بتلكالحديث الشريف على الخصوص في آسية ومريم فكانت نسبة الكمال الظاهرة بهن من

بالوسيلة التي ) ص(هي المقتضية لتلك الزوجية، كما اختص محمد) ص(باطن محمدمؤمن مأمور أن يسأل له ال تكون بعينها إال له وألمته أمثالها ال عينها، ألن كل

ولك بمثل ذلك، فمثل الوسيلة ليس محجرا على األمة، وكذلك ما : الوسيلة والملك يقوليماثل صورة آسية ليس محجرا على فرعون، وال سيما والجنة حالها حال اإلطالق، ن فيظهر من فيها بمنازل شتى ال يعلمها إال اهللا، ولذلك يكون اإلنسان مع كل واحدة م

أزواجه من بنات الدنيا ومن الحور العين في آن واحد مع اختالف منازلهن ومساكنهن، ونشأة الجنة تقتضي ذلك فال حصر فيها وال تقييد، ولذلك يقول أحدهم للشيء كن

.فيكون



إن غالب أهل الديوان من : وقد قال الغوث سيدي عبد العزيز الدباغ قدس اهللا سره؛ ا ماتوا فإنهم يغسلون أنفسهم فيرى صاحب الكشف ميتا على النعش أهل اهللا تعالى، إذ

ومغسال وهما شيء واحد، واذا كان هذا يظهر في موطن الدنيا فما بالك بظهورات بآسية لكفر فرعون، لكان األحق بها موسى عليه ) ص(ولو كان اختصاصه . اآلخرة

ن الرضاع حتى تكون محرمة السالم ألنه نبيها الذي آمنت على يده، ولم يكن ابنها معليه، ألن اهللا حرم عليه المراضع فلم يقبل إال ثدي أمه، ولم يكن بين موسى عليه

.السالم وبين آسية من النسب ما يوجب التحريموبعد ذلك فال نحتم على اهللا قبول إيمان فرعون بهذا النطق الذي مات عليه بل القبول ؛

فإن اهللا تعالى قضى بالجنة والنار ألهلها قبل خلق وعدمه مفوض إلى اهللا تعالى،الخلق وقبل إيمانهم قبل تلبسهم باألعمال، فيا ليت شعري ما ذنب أهل النار في تلك

علم اهللا أنهم يعملون : الحضرة قبل أن يصدر منهم ما يوجب دخول النار؟ فإن قلتقبل أن يوجدوا ويعملوا، من كتب عليهم هذا العمل وقدره: بعمل أهل النار، فنقول لك

فاألمر في ذلك إلى اهللا تعالى إال أنه لما كانت رحمة اهللا سابقة وغالبة لغضبه وبذلك ) ص(كانت مالئكة الرحمة منصورة على مالئكة العذاب، وبذلك السبق نهى اهللا محمدا

هم لعنا والعن {]68اآلية : األحزاب: [عن لعن المشركين وان كان بأمر اهللا في قولهبعد ) ص(، فقال )] 134[(»إن اهللا لم يبعثك لعانا ولكن أرسلك رحمة«: فقال} كبيرااللهم كل من «: ، وكان يقول)] 135[(»اللهم اهدي قومي فإنهم ال يعلمون«: ذلك

حنا )] . 136[(»سببته أو لعنته أو دعوت عليه فاجعل ذلك عليه رحمة لذلك كله رجالتوبة والتوحيد عند اهللا تعالى في اآلخرة على عدم القبول، وال سيما وقد قبول اإليمان و

أخبر اهللا عن نفسه أنه ال يرضى لعباده الكفر وان كان بقضاه، فمن هذا المقام المحمدي والوراثة المحمدية رجح أستاذ العلماء باهللا الشيخ األكبر والنور األزهر والسر

مان فرعون اعتمادا على سعة رحمة اهللا وعلى أن األظهر والكبريت األحمر قبول إي) ص(الرحمة سابقة على الغضب، كما أخبر اهللا بذلك عن نفسه، ولذلك أرسل محمدا



ونرجو ). ص(رحمة للعالمين فالشيخ األكبر وارث محمدي بتلك الرحمة للسيد األعظم الحبيب، ولألرض من اهللا تعالى أن تكون لنا كمال الوراثة المحمدية من السيد األعظم

.من كأس الكرام نصيبوقد تتبعنا اآليات الواردة في القرآن العظيم في حق فرعون فلم نجد إطالق اسم الكفر ؛

} آآلن وقد عصيت قبل {]91اآلية : يونس: [أو الشرك عليه أصال، وقد قال تعالىبتداع ال من االتباع، ال فسماه عاصيا ال كافرا، فإطالق الكفر أو الشرك عليه من اال

ونفرض . سيما وقد أنطقه اهللا باإليمان والتوحيد واإلسالم فال مانع له من حسن الختامما يفتح الله للناس من رحمة فال {]2اآلية : فاطر[أنه كان كافرا فاإلسالم يجب ما قبله

اآلية : الشورى[، } يقسمون رحمة ربك أهم {]32اآلية : الزخرف[، } ممسك لهال الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته {]28 فالقنوط ال يمنع رحمة اهللا } وهو الذي ينز

وقد جرت بنا سفينة القلم في بحر الجود والكرم فلنرجع لما كنا . فما بالك بالرجاءات األحمدية مغترفين من حوض الكماالت المحمدية، واهللا بصدده من شرح الصلو

:ثم قال رضي اهللا عنه. أعلم )صورة الجمال ومطلع الجالل(

اعلم رحمك اهللا، أن سيدي أحمد قدس اهللا سره أضاف الصورة إلى الجمال، والمطلع لمواد إلى الجالل، ألن الجمال هو الحسن المطلق الظاهر في المجالي اإللهية وا

فالجمال هو . الصورية، وبظهوره تعالى بتلك المجالي ظهرنا ألن ظهوره عين ظهورناالمعنى الذي يرجع من اهللا إلينا ألن ظهوره تعالى سبب لثبوتنا على ما نحن عليه من اختالف الصور المتنوعة، والجالل هو اقتضاء عزته أن ال يظهر لسواه، فهو بطون

بحقيقة أحدية ذاته، فهو المعنى الذي يرجع من اهللا إلى اهللا، متفرقات أسمائه وصفاته :فالجمال جاذب والجالل حاجب، كما قيل

أشتاقه فإذا بدا أطرقت من إجالله ال خيفة بل هيبة وصيانة لجماله



ولما كان الجمال داعي المشاهدة والوصال والجالل داعي الفناء واالضمحالل، وهما ؛، كان التجلي اإللهي موجبا للحيرة والدهش، فيكون المتجلى مرتبتان متالزمتان للكمال

له ثابتا في عين المحو ممحوا في عين الثبات، ميتا في صباه، حيا في ممات، ولذلك :قال البحر الفائض سيدي عمربن الفارض قدس سره

فدهشت بين جماله وجالله وغدا لسان الحال عني مخبرا

عين الصورة الشهادية والحقيقة القائمة بسر األحدية، ) ص(نه والحاصل أن المراد أ؛ :والى ذلك أشار أيضا بقوله

)مجلى األلوهية(ألن األلوهية ال تثبت إال بالمألوه، فبين األلوهية والمالوهية المعنى الدوري، يعني ؛

آلخر فال ثبوت اسم اإلله ال يكون إال بثبوت اسم المألوه وبعكس ذلك، فكل اسم أثبت اوكذلك القول في اسم العالم واسم المعلوم واسم الرب واسم . يعلم السابق من الالحق

العبد، فمرتبة األلوهية التي مجالها السيد األعظم الجامع لمعاني جميع أسمائها على ألنه صورة جمال اهللا المطلق ) ص(االستيفاء والكمال ما ظهرت إال بوجود محمد

.شؤون الصور المتجلي بما ظهر منمجلى األلوهية، إلى أن السيد األعظم، بصورته : وأشار سيدي أحمد قدس سره بقوله؛

الكاملة هو حقيقة اسم األلوهية األعظم الذي هو االسم الحقيقي، فهو مدلول االسم :هو المسمى، ولذلك قال) ص(الحرفي الذي هو األلف والالمان والهاء، فباطن محمد

ألنه طابع ] 11اآلية : الشورى[} % $ £ { أي هو معنى ) األحديةوسر إطالق (؛ ، )ص(الذات، الخاتم الذي انتقشت منه صورة آدم، فآدم هو المثل المنزه ومعناه محمد

أب األرواح وآدم عليه السالم أب ) ص(فمحمد روح آدم، وآدم صورته، فكان محمدروحانيتي وابن جثمانيتي، فهو أنت أب: األشباح، ولذلك خاطبه والد األشباح بقوله

.من حيث الروح عين الخاتم ومن حيث الجسم خاتم الخاتم) ص(



، أنبأ عن ]عمر بن الفارض[ولما تجلى هذا المعنى المبين في سر سلطان العاشقين ؛ :حقيقة قدسه بما شاهده في حقيقة نفسه، فقال

واني وان كنت ابن آدم صورة؛ ؛فلي فيه معنى شاهد بأبوتي

فمن العزم المحمدي أعطي هذه القوة، ومن قديم راحه هام بتلك النشوة، فانمحت عنه ؛نقطة الغين من تجلي سر العين، فاندرجت الخمرة بالكرم، وجمعت شمس المسمى بقمر

:لذلك قال وأوضح الحال. االسم، فالمشهود عين الشاهد، فليس إال الواحد وقد وقع التفريق والكل واحد؛

؛خمر وأشباحنا كرم فأرواحناوانظر إلى هذه النكتة العجيبة واإلشارة الغريبة حيث جعل الخمر لألرواح والكرم ؛

كما ظهرت الخمرة من الكرم، فالروح ما بدت إال من : يقول رضي اهللا عنه. لألشباحفالمسمى من عين االسم، وهذا أمر وراء العلم، فجنح إلى السر المكتوم . الجسم

وما الفخر إال بالجسوم، وذلك ملمح الحديث : في قول الشيخ األكبر المرموز إليهوقلب )] . 137[(»ما وسعني أرضي وال سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن«: القدسي

القرآن ياسين، فهو السر الجامع المبين، ولذلك قال سيدي أحمد قدس اهللا سره وأعلى :في بحبوحة الجنان مقره

)وجه محاسن الصفات عرش استواء الذات(اعلم أن المراد بالعرش في هذا المقام مطلق الوجود عينيا كان أو حكميا، وله ظاهر

فظاهره األحكام الصورية وباطنه المعاني القدسية وجميع ذلك استواء الذات أي . وباطنمجلى ظهورها، فإذا تجلت اندرجت بها األحكام الصورية والمعاني القدسية، إذ ليس مع الذات شيء تستوي عليه، فعرشها ليس سواها، فالذات عرش الذات بالوجوه

العرش المجيد، والعرش : واالعتبارات، ولذلك يوصف العرش بما تسمى به الذات، فيقال



وهذه األسماء أسماء اهللا تعالى، فعرشه عينه تعالى اهللا عن . الكريم، والعرش العظيم .الحالية والمحلية

توى يستقر عليه، فاستواؤه على العرش قبوله التجلي ذاته بذاته وان يفتقر إلى مس؛بقبول هو عين ذاته، فعرش استواء الذات عين الذات، كما أن مثله المفروض في قوله

هو عينه، ولذلك انتفت المماثلة عن هذا } ليس كمثله شيء {]11اآلية : الشورى: [تعالىي المماثلة عنه، إذ ما ثم إال ذات واحدة وعين واحدة المثل، فنفي المماثلة عن مثله نف

ليس مع وجودها شيء، فضال عن كون ذلك الشيء يماثل أو ال يماثل، فهو تعالى عين المثل المفروض إذ ال يفرض معه شيء يغايره بل هو حقيقة وجود الموجود

. سوس والمعقولوالمقدر والمفروض، وعين الوجود المتخيل والموهوم، وعين وجود المحاإلضافة فيه للبيان، أي على )] 138[(»إن اهللا خلق آدم على صورته«): ص(فقوله

صورة تلك الصورة هو، إذ ما ثم صورتان، ألن اهللا هو الظاهر والصورة عين الظاهر، فما في الوجود ظاهران، فصورته تعالى عينه، وعرشه عينه، إذ صورته عين األسماء

عليه السالم، وأسماؤه عينه، وروح تلك الصورة اآلدمية هو الذات التي قام بها آدم المتعينة بتلك الصورة اآلدمية الجامعة لمعاني األسماء اإللهية بتمامها وكمالها، فآدم

عرش استواء الذات باالسم ) ص(عرش استواء صورة الذات باالسم الظاهر، ومحمد، )ص(ة من صور ذات محمدظهر آدم فكان آدم صور ) ص(الباطن، فمن عين محمد

، فهو باالسم الباطن سر )ص(بل كل صورة في الوجود صورة من صور ذات محمد، فكما أنه )ص(الذات وباالسم الظاهر صور األسماء والصفات، فالوجود كله محمد

عرش استواء الذات هو وجه محاسن الصفات، فكانت نسبة الصورة اآلدمية من الحقيقة آدم للنسبة ) ص(من الباطن، والجسم من الروح، فعرش محمد المحمدية نسبة الظاهر

حم {]1اآلية : الشورى: [الرابطة ما بين الباطن والظاهر، والى ذلك اإلشارة بقوله تعالىوالميم رمز آدم، والحاء من حروف الحلق فهي إشارة ) ص(رمز محمد) الحاء(فـ} *

) حم(، فهي دائرة العالم الكوني، ومخرجها الشفتان فهي إشارة الظهور) الميم(البطون، و



فاندرجت ). ص(هي عين الباطن والظاهر اللذين لهما األول واآلخر، وهي حقيقة محمدمن اسم محمد إشارة لحياته التي هي ) الحاء(، فـ)ص(باسم محمد) الميم(و) الحاء(

قابل عبارة عن أنه بفيض حياة نوره األقدس، وال) الدال(و) الميمان(الوجود المطلق، ولذلك الفيض المقدس عين الوجود، فهو المستمد الشاهد المشهود إذ هو الصورة والمعنى والكنز المخفي والمكنوز، فهو السيد العبد، فله الالهوت والناسوت والتنزيه والتشبيه واألولية واآلخرية والظاهرية والباطنية، ففي سماء ذاته رزق أسمائه وصفاته وما توعد

ء من إمداد ذاته بتنزالتها من خزائن الغيب القدسي بمفاتيح لطائف الحب تلك األسماذات ) ص(األنسي بالقدر المعلوم الذي هو صور شهاداته وشؤون أحكام خلقياته، فهو

فشمس الحقيقة عليه تدور، وأنس . الصدور ومستقر األنباء في البطون والظهور .الطريقة من سناه الظهور

:هثم قال رضي اهللا عن؛مزيل برقع حجاب ظلمات اللبس بطلعة شمس حقائق كنه ذاته األنفس عن وجه (

)تجليات الكمال اإللهي األقدس، فالكنز )] 139[(»كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف«: أشار رضي اهللا عنه لحديث؛

المخفي هو برقع الحجاب الناشىء بسببه ظلمات لبس العدم وغياهب طمس نجوم مائية بشمس القدم، فكان مزيال لهذا البرقع بسر قابلية أسمائه وصفاته المعرفة األس

واشراق التوجهات الحبية من نور شمس أحدية ذاته، فنور كنه ذاته األنفس أنار وجه تجليات الكمال اإللهي األقدس، والعجب كل العجب أن طلعة شمس حقائق كنه ذاته

هي بعينها برقع حجاب ظلمات اللبس، األنفس التي أزالت برقع حجاب ظلمات اللبس، ألن تلك الطلعة أحدية شمس الذات التي انطمست بها نجوم األسماء والصفات، فلم

وبهذا السبب حصل االلتباس، وبهذه الطلعة أيضا . تتميز ألنفسها بذلك االنطماسماثله ثبتت حقائق المعاني فامتازت الثوالث من الثواني، فلكل شيء في نفسه أحدية ال ي

بتلك األحدية شيء، إذ أحدية االسم الضار ال يشاركه بها النافع، وأحدية المعطي ال



أحدية النبات ال يشاركه بها : ثم إذا نزلت إلى المراتب الخلقية تقول. يشاركه بها المانعالحيوان، كما أن أحدية اإلنسان ال يشاركه بها غيره، ولكل فرد من أفراد اإلنسان، بل

كل حقيقة كلية في نفسه أحدية تخصه، وما من ذرة من ذرات الوجود إال ولها من أفراداإلنسان الكامل في معرفة «] كتابه[أحدية تخصها، ولذلك قال الغوث الجيلي في خطبة

في وصف الحق تعالى، الظاهر بكمال ذاته في كل ذرة، ومن هنا » األواخر واألوائل :لمع هذا السر للقائل

له آيةوفي كل شيء ؛ ؛تدل على أنه واحد

ولذلك إذا . فاآلية في كل شيء هي أحدية كل شيء، فكل شيء ليس كمثله شيء؛فالجمع عين الفرق والكثرة عين . ضربت الواحد في الواحد لم يخرج لك إال الواحد نفسه

يمحو {]39اآلية : الرعد[الفرد، فبأحديته تعالى انمحى كل شيء وبها ثبت كل شيء فأحدية كل شيء عين أحدية كل شيء مع امتياز أحدية كل شيء } ه ما يشاء ويثبت الل

: عن أحدية كل شيء، فاالسم اهللا األحد بكماله ظاهر في كل شيء، ولذلك قال تعالىيشير تعالى من طرف خفي أن } وال يشرك بعبادة ربه أحدا{]110اآلية : الكهف[

اآلية : الحديد: [قال تعالى. شرك مع األحد إال األحد، فبه أشرك من أشركالمشرك ما أل واآلخر والظاهر والباطن {]3 فباألحد أشرك األحد مع األحد، والمشرك عين } هو األو

اآلية : البقرة: [األحد، فأخبر اهللا تعالى عما هو في الواقع ونفس األمر بقولهفأخبر اهللا تعالى أن هويته عين كل إله معبود } كم إله واحد ال إله إال هو واله {]163

فما عبد } وقضى ربك أال تعبدوا إال إياه {]23اآلية : اإلسراء[فما عبد في الوجود سواه .لمطلقةإال األحد في كل من عبد، فاألحدية المقيدة حكم من أحكام األحدية ا

فاألحدية المطلقة مثالها ضرب الواحد في نفسه فال يكون إال الواحد، واألحدية المقيدة ؛فإذا ضربت . مثالها ضرب الواحد في مراتب الواحد من االثنين إلى ما ال نهاية له

الواحد في كل مرتبة من مراتبه لم يخرج إال تلك المرتبة، فالواحد باثنين اثنان، والواحد



فالواحد هو أثبت بنفسه تلك المراتب وهو الذي . رة عشرة، والواحد بمائة ماية، وهكذابعشمحاها باسمه الواحد إذ جميع المراتب العددية ليست حقيقتها غير الواحد، فالواحد هو

.الماحي المثبتلوا فثم فأينما تو {]115اآلية : البقرة: [فالكثرة أحكام في عين واحدة، ولذا قال تعالى؛

أنه ال : ووجه اهللا أحد ال شريك له في األحدية، ولذلك أخبر اهللا تعالى} وجه الله إن يغفر أن يشرك به، أي ال يستر أن الشرك ما ظهر من المشرك إال به، فلم يجعل أحد

وهو } وا آلدم اسجد {]34اآلية : البقرة[معه شريكا إال عينه، وهو عين الجاعل، سر ذلك عين الساجد وعين اآلمر وعين آدم، فباطن اآلية وعد وظاهرها وعيد، كسور األعراف

، وبابه عين األحدية، } باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب {]13اآلية : الحديد[ون، وزال حجاب السور فإذا فتح الباب بتجلي األحدية المطلقة ضل عنهم ما كانوا يفتر

بتجلي أحدية النور، فولج الجمل، وهو المعنى األحدي الذي جمل تلك الكثرة، من سم الخياط، وهمهم السرابي، فلما جاؤوه لم يجدوه شيئا دون اهللا، ووجدوا اهللا عنده، فعلموا

وقد قال أنهم أشركوه مع نفسه، إذ غيرة األلوهية قضت أن ال يعبد سواها، وال سيما ، فلو عبد في } *وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون {]56اآلية : الذاريات: [تعالى

الوجود غيره لما حصل مراده بخلقه الجن واإلنس، فما أخذ المشرك إال بوهمه، كما أنه وهم السراب ما حصل الشفاء لمن قصد السراب إال بوهمه، فإذا كشف الحجاب زال

فإنه لم } ووجد الله عنده فوفاه حسابه {]39اآلية : النور: [بوجود الشراب، ألن اهللا قال .وقد أخبر أنه خلقه لعبادته وقضى أن ال يعبد عابد سواه. يعبد إال ما هو عين وجوده

شار السيد األعظم والقضاء حكم وحكم اهللا ال يرد، فما عبد عابد سواه، والى ذلك أ؛اآلية : الذاريات: [أشار لقوله تعالى)] 140[(»اعملوا فكل ميسر لما خلق له«: بقولهفأثبت السيد المطلق الرفيع عبادة . } *وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون {]56

ئر من خلقه اهللا الجميع وشهد لهم بأنهم ميسرون لما خلقوا له من عبادته، فيندرج سافي شفاعته، وكيف ال وكل شيء من نوره، وهو عين بطونه وظهوره، ونوره عين اسم



: اهللا النور، فال بد من فتح باب السور، فتندرج النار في النور، سر ذلك قوله تعالىالوجود يا عين: يقول تعالى} *ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى *طه {]1،2اآليتان : طه[

ويا حقيقة كل عابد ومعبود، ما أنزلنا على صورتك الكاملة التي هي مجموع فرقان األسماء، قرآن أحدية معناها المسمى لتشقى بهذا اإلنزال، بل ليكون لك الكمال بظهورك بصور الجمال والجالل، فتشاهد ذاتك بأحدية الكمال، فأنت فرقان الجميع

ل الفرقان تبار {]1اآلية : الفرقان[ المندرج بها الصور الكونية على عبده، } ك الذي نزوأنت قرآن ذلك الفرقان الجامع لما تفرق من األعيان، فخاطبته جميع أسماء الحقائق

ما أنزلنا على صورتك الكاملة قرآن عين أحديتنا لتشقى، فإنك بأعيننا : اإللهية بقولهاالنور إذ إليه ترجع األمور، فهو الحري بما خاطبه به ونور حقائقنا فال شقاء على ذلك

يا : صاحب المقام النفيس، صاحب الصلوات سيدي أحمدبن إدريس من قوله السابق .طه يا عين الحق المبين، يا قلب قرآن الحقائق يا ياسين

ومن كونه المبين بنوره الذي هو عين نور القدس يزيل برقع ظلمات اللبس بانجالء ؛ور في حقيقة النفس، فتشرق طلعة أحدية النور تلك الشمس فتجلو عن حقائق ذلك الن

كنه ذاته األنفس ظلمات كثرة الحدس، ويلج جمل جمال األحدية في سم خياط تركيب الكثرة الوهمية فيظهر وجه تجليات الكمال اإللهي األقدس، ويتجلى بأعينها المتفجرة من

ذلك يكون فتح باب السور باندراج أمواج تلك أحدية عينه مسك ختام ذاته المقدس، وباألنوار في محيط بحر ذلك النور، فيدخلون جنة تلك الذات ويرون منها امتداد األسماء

: هود[والصفات، فسبقت رحمة طه الفرد الجامع الوحيد وغلب حكم آية رحمته حكم ، وسر )] 141[(»بيرحمتي غلبت غض«وذلك سر } فمنهم شقي وسعيد {]105اآلية

: ، وسر قوله تعالى} *ولسوف يعطيك ربك فترضى {]5اآلية : الضحى: [قوله تعالىفإطالق } وال يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط {]40اآلية : األعراف[

فما } ربك فعال لما يريد {]107اآلية : هود[الشقاء محمول على هذا التقييد، فسلم فإن أعظم فضله علينا بهذه الرحمة المحمدية، فهو رحمة اهللا التي وسعت كل شيء من



فضل اهللا ورحمته الذي به نفرح وصدر صدور ) ص(المظاهر الحقية والخلقية، فهو األزل، وال بد األعيان الذي لم يزل اهللا له يشرح، فيحق لنا أن نطرب بشراب حبه طرب

أن نهيم في كل واد بذلك الفرد األحد، وأن نترنم بجماله عند سماع األلحان ورنات المثالث والمثان، فوا شوقاه إلى لقائه، وحبذا الموت فناء بنور سنائه، فالموت فيه حياتي

:وهللا در من قال. وفي حياتي قتلي وعند اجتماعي بالحبيب أبثه حائفأحاديث ال تطوى عليها الص

:ثم قال رضي اهللا عنه؛كتاب مسطور جمع أحدية الذات الحق في رق منشور، تجليات الشؤون اإللهية (

)المسمى كثرة صورها بالخلق :كتاب مسطور األسرار ومرآة مشاهد وجوه األنوار، كما قيل) ص(اعلم أنه أنت الكتاب الذي أسرار أحرفه؛

؛قام الكيان بها يسعى إلى المهجفالطور } *وكتاب مسطور *والطور {]1،2اآليتان : الطور: [إلى قوله تعالىوأشار ؛

حقيقة اإلنسانية المعبر عنها بجمع أحدية الذات الحق، ألنها حقيقة اإلنسان الكامل الجامع، والكتاب المسطور في طور الحقيقة اإلنسانية، ومعاني األسماء اإللهية المعبر

ف العاليات، فمظاهرها األرواح المقدسة الذات وهي الحقائق عن مظاهرها بالحرو .الالهوتية

وهذا الكتاب المسطور ال يقرأ إال في رق منشور الصور الناسوتية، فهي كلمات تلك ؛الحروف العاليات المعبر عنها بالشؤون اإللهية، فكانت الصور مجموع أرواح كما أن

روح اهللا وكلمته، فهو روح : ى عليه السالمالكلمات مجموع حروف، ولذلك قيل في عيسفصور العالم كلمات اهللا تعالى الظاهرة من . من حيث الهوته وكلمة من حيث ناسوته

تجليات شؤونه التي هي معاني أسمائه الحسنى، فتتجلى تلك المعاني بالحروف



سطور في العاليات ومنها تظهر صور الكلمات، فالعالم كلمات اهللا التي ال تنفد، وكله ماآلية : األنعام: [قال تعالى. الكتاب الذي ما فرط اهللا فيه من شيء وهو اإلنسان الكامل

فوجوده هو الرق المنشور، فمنه تقرأ سور } وال رطب وال يابس إال في كتاب مبين {]59 .الكتاب المسطور

لسورة، والسورة تتفصل منها فالكلمة هي الصورة ومنزلتها من أسماء اهللا تعالى هي ا؛اآليات، فمنها محكمات ومنها متشابهات، فاآليات كالمنازل في المنازل، وقلب القرآن في كل سورة هو النازل وله في كل منزل صورة، فلكل صورة في الوجود سورة، والقرآن

). ص(جامع السور، وهو الكتاب المبين الذي قلبه ياسين، وهو اإلنسان الكامل ر كلها صوره واألرواح كلها روحه، فهو الم الالهوت الحقي ونون الناسوت فالصو

.الخلقي، فالهوته أحدية الذات الحق، وشؤون هويته هي المسماة كثرة صورها بالخلقفاإلنسان الكامل مجموع الحق والخلق فهو الحقيقة المطلقة الكلية الظاهرة بالصور ؛

كتاب المسطور، ومعانيه األرواح، وكلماته الخلقية، فحقيقته هي الطور وأسماؤه الاألشباح، ووجوده الرق المنشور، وقلبه البيت المعمور، ومنزلته السقف المرفوع، وعلمه

استحق األسماء اإللهية بذاته، والصفات الربانية بصفاته، والهوية . البحر المسجوروالغيب بباطنيته، والظاهرية بهويته، واإلنية بإنيته، واألولية بأزليته، واآلخرية بأبديته،

بصور شهادته، واأللوهية بحقه، والعبودية بخلقه، والذات بسره، والعرش بقلبه، والكرسي بعينه، واألولى واآلخرة بيديه، والجنة والنار بقدميه، والسماء بروحه، واألرض بجسمه،

العناصر والشمس بعقله، والقمر بنفسه، والطبائع بحياته وعلمه وقدرته وارادته، و بأخالطه األربعة، والمعادن بأنيابه وأسنانه، والنباتات بشعره وأظفاره، والحيوانات بشهواته، والمالئكة بخواطره، والشياطين بوساوسه، وما في الجنة بجماله، وما في النار

وبالجملة فهو مختصر العالم، ونسخة الحق، وحامل األمانة، . بجالله، والبرزخ بنومهوكل {]12اآلية : يس: [، ومجمع الحقائق، ومستمد الرقائق، قال تعالىوسر الخالفة



فهو واحد الوجود والكثير المشهود، والمتقلب بحقيقة كل } شيء أحصيناه في إمام مبين .واهللا أعلم) ص(فالمبدأ منه والمعاد إليه . شاهد ومشهود

:ثم قال رضي اهللا عنه؛لروحية األيمن ـ المكلم منه موسى النفسـ بأنا اهللا ال إله إال أنا في جانب طور الحقائق ا(

)حضرة القدساعلم، رحمك اهللا، أن طور الحقائق الروحية هو سر القيومية اإللهية، وهو النفس

فالمراد بهذا الطور النفس . المعبر عنها بالصورة اإللهية القابلة للتخلق باألسماء اإللهيةومن هذه )] 142[(»من عرف نفسه عرف ربه«): ص(إليها بقوله الكلية المشار

النفس اإللهية الكلية تعينت األرواح واألنفس الجزئية، فهي سر األلوهية ومدلول اسمه تعالى اهللا، وله جانب أيمن وجانب يمين وليس لها جانب أيسر، إذ الجانب األيسر

.بالشرللشر، والنفس باعتبار نسبتها إلى اهللا ال توصف ، فالجانب األيمن من الصورة »والخير كله بيديك، والشر ليس إليك«): ص(قال ؛

اإللهية المعاني المقدسة الدالة عليها األسماء الحسنى التي أمرنا بالدعاء بها، وجانب اليمين مظاهر تلك األسماء، فاأليمن كنه غيب تلك األسماء، الذي ال يعلم مفاتحه على

تعالى، واليمين كناية عن ظهوره بالمراتب الوجودية واألحكام اإلمكانية التفصيل إال اهللافسرت رحمته . والصور الشهادية، فكل ذلك يمين ألن اهللا وسع كل شيء رحمة وعلما

بجميع المعلومات، وهذا المعنى هو الذي جعل الشقاء مغلوبا والسعادة غالبة، فوسعت .} إن الله واسع عليم {]115اآلية : البقرة[رحمة اهللا انتقامه، فدخل في دائرتها

المكلم منه موسى النفس، أراد به حقيقة النفس المطلقة سواء كانت نفس : وقوله؛ فإن النفس حقيقة واحدة ال تتعدد باعتبار إضافتها إلى اهللا . موسى عليه السالم أو غيره

اآلية : المائدة: [عليه السالمتعالى، وال يشكل قوله تعالى حكاية عن عيسى ألن المعنى تعلم ما في نفسي التي } تعلم ما في نفسي وال أعلم ما في نفسك {]116

هي عين نفسك من حيث التعين بالمعنى العيسوي المقيد بتجليات األسماء الظاهرة



نفسي من حيثك ال بحقيقة نفسي، فإن علمك بها من حيث إطالق نفسك، فتعلم إطالق أي ال أعلم ما في نفسي } وال أعلم ما في نفسك {]116اآلية : المائدة[من حيثي

باعتبار إضافتها إليك ألنها باطن كنه تلك األسماء وغيبها، ومفاتيح الغيب ال يعلمها .إال هو، فإن تجليت لي بإطالق الهوية فينسب العلم إليك فتكون العالم والمعلوم

بأنا اهللا ال إله إال أنا في حضرة القدس، تلميح لقصة موسى عليه السالم، فإنه : وقوله نودي من جانب طور أيمن نفسه في حضرة قدسه، من شجرة هوية أسماء صورته الكاملة وأحكامها المتقابلة، التي هي مرفوع سقف األلوهية المتجلية في معمور بيت

اآلية : طه[لمية وبحر التجليات المسجورية بسر جمعية الحضرة القلبية بالحقائق العأي بي فأكون عابدا من حيث الظهور معبودا } إنني أنا الله ال إله إال أنا فاعبدني{]14

فاألمر من الباطن للظاهر، ومن الغيب للشهادة، ومن اإلطالق . من حيث البطونر المقيد مطلقا والمطلق مقيدا كما قيل للسيد األعظم وقد ينقلب األمر فيظه. للتقييد

ما أرى ربك إال «: وفي رواية)] . 143[(»ما أرى ربك إال يسارع في هواك«): ص(الشيخ األكبر محي الدين بن [ومن هنا قول سلطان العارفين )] . 144[(»يطيعكضي اهللا عنه في وقول المؤلف ر . فيعبدني وأعبده: »فصوص الحكم«في كتابه ] عربي

هو سر توحيد ) ص(حضرة القدس، يشير به أن جانب طور الحقائق الروحية األيمن، وتجلى لي يا : الذات المطلسم، وقد طلب رضي اهللا عنه انجالء هذه الحضرة بقوله

أنا الله ال {]14اآلية : طه[إلهي بسر توحيد الذات المطلسم في آية األنانية الموساوية الة لذكريإله إ حتى يكون ذلك السر روحا لذاتي من جميع } ال أنا فاعبدني وأقم الص

فاعلم أنه : الوجوه، ويناديني منادي التحقيق من حضرة القدس األعلى بلسان التصديق .ال إله إال اهللا

محمدية بمظاهر ثم إن سيدنا األستاذ والقطب الجامع المالذ، تجلت له كعبة الذات ال؛ :أسمائها الشهادية، فناجاها بقوله

)يا كامل الذات، يا جميل الصفات، يا منتهى الغايات، يا نور الحق، يا سراج العوالم(



لما خال بهذا الحبيب وانمحت من إحراق سبحات سناه المذيب عيون الواشي ؛ ما له من الكمال والرقيب، وعاين ذاك الجمال العجيب والجالل الغريب، وتملى بمعاني

في مشهد األنس والوصال، باح لديه باألسرار لما واجهه بتلك األنوار، وال سيما بتلك الجلوة المقتضية لسر الخلوة، فيمتد بساط األنس والمسامرة في حضرة القدس والمناظرة،

:كما قيل ولقد خلوت مع الحبيب وبيننا؛

؛سر أرق من النسيم إذا سرى، أن مناجاة السيد األعظم إنما تكون عند أهل الطريق إما بالمراقبة واعلم، رحمك اهللا؛

فالعارف المحقق كسيدي أحمد . فالمراقبة للمريدين، والمشاهدة للعارفين. أو بالمشاهدةالسالم عليك أيها النبي ورحمة اهللا وبركاته، يشهده حاضرا لديه : رضي اهللا عنه إذا قال

بصورته الكريمة، والمعنى حضوره بحضور كل فالحس حضوره. حسا أو معنى) ص(لو احتجب عني : والى ذلك أشار أبو العباس المرسي رضي اهللا عنه بقوله. شيء

.طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين) ص(رسول اهللاإما بصورته الكريمة التي حكاها ) ص(وأما المريد فالواجب عليه تشخيص حضوره ؛

أنه نور كل شيء وحقيقته، فيخيل أنه ينظر إليه في كل أهل الحديث، واما بمعناه منمنظور، وال يزال هذا الخيال يقوى إلى أن تحصل له عالمة المشاهدة، فتكون تلك

يقظة، ويراه حاضرا بالحس والمعنى إن سبقت له العناية ) ص(العالمة بشارة له برؤيته .وكان مرادا للوالية

بير والعارف الشهير سيدي عبد العزيز الدباغ وقد أوضح هذه العالمة الغوث الك؛لكل شيء عالمة : عنه أنه قال» اإلبريز«رضي اهللا عنه، فقد روى تلميذه صاحب

في اليقظة أن يشتغل الفكر بهذا النبي الكريم ) ص(وعالمة إدراك العبد مشاهدة النبيالشواغل، فتراه اشتغاال دائما بحيث ال يغيب عن الفكر، وال تصرفه عنه الصوارف وال ، وخاطره )ص(يأكل ويشرب وينام ويتحدث مع الناس ويحترف وفكره مشتغل بالنبي



معه بدون أن يتخلل ذلك غفلة، حتى لو كلف نفسه رفع ذلك ما استطاع، وهذه العالمة .موهبة من اهللا تعالى، انتهى

:والى هذا المعنى أشار البحر الفائض سيدي عمربن الفارض بقوله: قلت؛ و خطرت لي في سواك إرادةول

على خاطري سهوا قضيت بردتيولما تجلت لسره رضوان اهللا عليه حقيقة فاتحة الموجودات، وعين مجمع بحري ؛

الحقائق األزليات واألبديات، المتفجر من عين جمالها كوثر كثرة صور االختراعات وعين حياة الحسن الذي واالنفعاالت، وشاهد تلك الحقيقة نقطة مركز جميع التجليات،

طارت منه رشاشات، فاقتسمتها بحكم المشيئة اإللهية جميع المبدعات، ناجى تلك يا جميل الصفات، وكيف : يا كامل الذات، ثم أتبع ذلك بقوله: الحضرة المقدسة بقوله

ال وهو حقيقة النور اإللهي الرافع للظلمات الكونية، وجوهر معنى الجمال المطلق ئف المحاسن الكلية والجزئية، مغناطيس الحسن الذاتي الذي ينجذب حديد الظاهر بلطا

.كل قلب إليه، والفرد الوحيد المعشوق لكافة األسماء الحسنى الدائرة عليه إن قلت عندي فيك كل صبابة

قال المالحة لي وكل الحسن في ذاته التي عين النقطة التي استدارت بالدائرة الوجودية كانت نقطة ) ص(وحيث إنه ؛

يا منتهى الغايات، فمن : هي فاتحة الموجودات منتهى غاية الختمية، فلذا ناجاه بقولهكشف له عن حقيقة نفسه التي هي الحقيقة اإلنسانية والنقطة الذاتية والحضرة النورية

من حيث األولية مبتداه ومن حيث ) ص(المحمدية لم يدرك من نفسه سواه، فهو يصل واصل إال إلى حضرته المانعة، وال يهتدي حائر إال بأنواره اآلخرية منتهاه، فال

.الالمعةومن كشف له عن حقيقة هذا اإلنسان الكامل الجامع الموصل الواصل، رأى من ذلك ؛

األصل تفرع الحقائق وامتداد الرقائق، وعاين أنه السراج المنير الظاهر بمتنوعات



تحوطه في الكائنات، إذ ال يحصيه وصف وال الصور ومختلفات التقدير، فال حيطة، والجوهر الفرد لحقائق أنفسنا، ] 48اآلية : الطور[} گ [ { : تحصره ذات، فهو أنية

واألولى بنا منا، والمنطبق عليه ضمائر نحن وأنت وهو وأنا، فال فرع وال أصل وال لولد في عين ذات فصل وال وصل وال أول وال آخر وال باطن وال ظاهر، اندرج الوالد وا

.الموجود كله واحد: ومن هنا قال نبي اهللا إدريس للشيخ األكبر قدس اهللا سره. األحدقني ما زلت أسمع حاديكم يشو حتى التقينا فال شوق وال حادي

) ص(فهو) يا نور الحق، يا سراج العوالم: (وهذا المعنى مرجع لقوله رضي اهللا عنه؛الجسم فيها مصباح االسم } مثل نوره كمشكاة {]35اآلية :النور[نور الذات الذي

المعبر عنه بالسراج المنير الوهاج، إذ من نور هذا االسم األعظم، وهو اهللا تعالى، استنارت أنوار جميع األسماء الحسنى، فهو لجميعها سراج الروح والمعنى، فكان ظاهرا

س آدم عليه السالم التي هي كأنها الكوكب الدري نف} في زجاجة {]35اآلية : النور[الجامع لحقائق العالم، وهذا الكوكب الدري الذي هو مجموع األسماء اإللهية المعبر

بالتجلي اإللهي من الشجرة المباركة } يوقد {]35اآلية : النور[عنه بمرتبة األلوهية المخفي الذي ال يوصف بشرقية الظهور الهوية، فهي الكنز } زيتونة {]35اآلية : النور[

اآلية : النور[الذي هو مطلق الوجود } يكاد زيتها{]35اآلية : النور[وال بغربية البطون، انبساطا على صور األعيان الثابتة، فتظهر بأسماء األحكام ومراتب } يضيء {]35

التجلي الحبي المتوجه من أنفاس الرحمة } ر ولو لم تمسسه نا{]35اآلية : النور[القيود ولكن حكمة اهللا تعالى )] 145[(»فأحببت أن أعرف«: المعبر عنها بقوله تعالى

اقتضت أن الوجود ما قام إال من نور صبح االسم الظاهر الذي تنفس بظهور الصور ر ليلي فالوجود نو . اآلدمية من نور ليل االسم الباطن، الذي عسعس بالظلمة الحكمية

أحدي قرآني على نور حكمي فرقاني، يهدي اهللا لنوره الذاتي العين المحمدي، الذي هو سراج عوالم األسماء المنير المتفصل منه آيات الصور اآلدمية والمراتب الكونية بسر



} والله بكل شيء عليم {]35اآلية : النور[أمر التدبير من يشاء من عباده العارفين، .دي من يشاء إلى صراط األحدية المستقيمويهفما أعجب آية النور التي قام بها كتاب األسماء المسطور في رق الوجود المنشور، ؛

المتجلي بالقلب اإلنساني، الذي وسع ذلك النور، فكان بيته المعمور، حيث إن اهللا جة النفس جعل نوره المنزه مشكاة الجسم المشبه الظاهر به، مصباح األحدية بزجا

فهو الكوكب الدري بسر الجمعية األسمائية، المعنون عنها بمرتبة األلوهية، . اآلدميةالقائمة من شجرة الهوية المباركة الزيتونية الممتدة فروعها وأغصانها األسمائية وزيتها الحقيقة الوجودية، فلذلك أورقت بالمعاني الروحية وأزهرت بالصورة الكونية وأثمرت

اإلنسانية، فكانت تلك الثمرة جامعة لمعاني تلك الشجرة، فهي مثل نور اهللا بالحقيقةالظاهر في آدم ألنه نسخة الحق وصورته الجامعة لحقائق العالم، المعبر عنه بزجاجة النفس والكوكب الدري الجامع ألنوار األسماء جمعية الشمس، وسره سراج األحدية

.م به جسم المشكاة اآلدميةالمعبر عنه بالحقيقة المحمدية، القائر {]5اآلية : الزمر). [ص(آدم، وباطن آدم عليه السالم محمد) ص(فظاهر محمد؛ يكو

ر النهار على الليل قل {]1اآلية : اإلخالص[وال نهار وال ليل } الليل على النهار ويكوولم يكن له كفوا {]4اآلية : اإلخالص[ال والد وال ولد الذي بذاته انفرد ف} *هو الله أحد

زيت الوجود المضيء بحقيقة الشاهد والمشهود، المتعين بمراتب ) ص(فمحمد} *أحد العدد والمعدود، فهو المشكاة والمصباح وسراج وجه اهللا الوضاح، وشمس زجاجة النفس

الجمال واألنس، يكاد زيته الذاتي يضيء وشجرة هوية القدس، والزيتونة المباركة بصورلنفسه بكنزية الخفاء الصفاتي ولو لم تمسسه نار محبة العرفان، ولكن الحكمة اقتضت

فظهر )] 146[(»فأحببت أن أعرف«أن ال يظهر هذا النور إال في األعيان، وهو سر الشرقية فتنزه الوجود المحمدي عن . ال عن بطون، وقد كان باطنا ال عن ظهور

والغربية وعن المثل المتوقد من شجرة الهوية، وقد جعل اهللا المثل اآلدمي المشبه عين ليس كمثله شيء وهو السميع {]11اآلية : الشورى: [الكنه المحمدي المنزه فقال



ذا فالتنزيه إنما هو للمثل المشبه المشار إليه بآية مثل نوره فهو بسبب ه} البصير : النور: [ألن اهللا قال} ليس كمثله شيء {]11اآلية : الشورى[التشبيه قد قبل التنزيه بآية

. فيندرج نور التشبيه بنور التنزيه فال ظل لذلك النور وال فيء} نور على نور {]35اآلية بيه وال رائي ، فال تنزيه وال تش)] 147[(»نور أنى أراه«: عن ربه) ص(ولذا قال محمد

الذي بنور ذاته اندرجت جميع األنوار } الله أحد {]1اآلية : اإلخالص[وال مرئي، بل هو القائم بذاته فال والد وال ولد } *الله الصمد {]2اآلية : اإلخالص[فقام بنفسه وانفرد

. } أحد {]4ة اآلي: اإلخالص[حتى يراه } ولم يكن له كفوا{]4اآلية : اإلخالص[افات[ وسالم على *سبحان ربك رب العزة عما يصفون {]182-180اآليات : الص

.} *والحمد لله رب العالمين *المرسلين :ثم قال رضي اهللا عنه؛ )يا محمد( :عظيم في أربعة مواضعاعلم أن هذا االسم المكرم ذكره اهللا في القرآن ال وما {]144اآلية : آل عمران: [في سورة آل عمران، قال تعالى): الموضع األول(؛

د إال رسول واإلرسال هو اإلطالق، فهو مطلق في جميع الحضرات، ظاهر في } محم .جميع التجليات

د {]40اآلية : األحزاب: [في سورة األحزاب، قال تعالى): الموضع الثاني(؛ ما كان محم .فسلب عنه حكم الخلقية وأقامه بنور الحقية} أبا أحد من رجالكم

بصورة القتال، إيماء أنه القائم بسر الجالل فهو غيب اإليمان ): الموضع الثالث(؛ل ع {]2اآلية : محمد: [المتنزل بأحكام سر العيان، قال تعالى } لى محمد وآمنوا بما نز

فكان مستقر )] 148[(»فأحببت أن أعرف«فأول ما نزل على ذاته من غيب ذاته نبأ ذلك اإلنباء الحبي ومكنوز الكنز بمعناه الغيبي، فتنفس بالتوجه الحبي صبح ذاته من

.ليل طمس الكنز المخفي، الذي عسعس ببطون أسمائه وصفاته



} وكفى بالله شهيدا{]28اآلية : الفتح: [الىبسورة الفتح، قال تع) : الموضع الرابع(؛فقام شهيدا لنفسه بالمظاهر، مشهودا لنفسه ألنه الظاهر، } محمد {]29اآلية : الفتح[

فقامت كعبة التربيع بذاته لحج أسمائه وصفاته، فكان ذكره في القرآن بهذا االسم على مع، وذلك أن بيت الوجود قام بأربعة أركان عدد حروفه األربع القائمة بسر الوجود أجفهي أركان كعبة الذات التي يدور عليها . هي األولية واآلخرية والظاهرية والباطنية

جميع األسماء والصفات، فالميم األولى ركن األولية الحقية، والدال األخيرة ركن البرزخية، والميم الثالثة الدالالت اآلخرية الخلقية، والحاء ركن الحياة الباطنية فلها مرتبة

قال . ركن صورته الظاهرية اإلنسانية، وهي ركن الحجر األسود الذي هو يمين اهللاكعبة الذات ) ص(فكان } إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله {]10اآلية : الفتح: [تعالى

والى ذلك أشار . ء والصفاتالتي حجت لمبايعة يمين صورته الكريمة جميع األسما :البحر الفائض سيدي عمربن الفارض بقوله قدس سره

أيا كعبة الحسن التي لجمالها قلوب أولي األلباب لبت وحجت

، التي هي وجه اهللا الظاهر )ص(يريد رضي اهللا عنه بكعبة الحسن حقيقة محمد ؛اء المنسدلة على حسنها بأحكام المظاهر، وبقلوب أولي األلباب، حقائق معاني األسم

براقع صور الحجاب، فلم يعلم أن تلك الصور عين هاتيك القلوب، إال من كشف له عن مخبئات الغيوب، فلم يستر تلك المعاني إال الظهور، ولم يغشها ليل الحجاب إال

] 4ـ 3اآليات : الشمس[} ! ! »ژ = ؛ چ ! ! ژ ف: 9 8{ بانسالخ نهار النور، .لنهار ليال فما حجب ليلى إال ليلىفعاد ا

وما احتجبت إال برفع حجابها ومن عجب أن الظهور تستر

:ثم قال رضي اهللا عنه؛ )يا أحمد(



اعلم أن هذا االسم العزيز األغر المشير لسر مخفي الكنز، لم يذكر في القرآن ؛ ية، فإن اسم أحمد هو العظيم إال مرة واحدة لقيامه بسر األحدية المقتضية لمحو الثنو

بعينه أحد، وفي جوفه الميم المبين بعدده مراتب الوجود األربعين وهي مندرجة في بحر .األحدية منطمسة نجومها بشمس الحقية

:ثم قال رضي اهللا عنه؛ )يا أبا القاسم(

: الزخرف[به ألنه جوهرة الحق، أصل فروع الخلق، فهو مجلى أسماء ) ص(كني ؛ ، ومن قرآنه } نحن قدرنا{]60اآلية : الواقعة[فمن فرقانه } حن قسمنان {]32اآلية

): ص(ولذا قال } هذا عطاؤنا{]39اآلية : ص[، } فإنك بأعيننا{]48اآلية : الطور[ـ و »ـ أي من حيث القرآن)]149[(إنما أنا قاسمـ أي من حيث الفرقانـ واهللا المعطي« :ثم قال رضي اهللا عنه. ألنه نور الحق المبين)] 150[(» لقرآن ياسينقلب ا« )جل كمالك أن يعبر عنه لسان، وعز جمالك أن يكون مدركا إلنسان(

وأما . } وما قدروا الله حق قدره {]91اآلية : األنعام[أما األول، فألنه مرجع سر ؛ :ثم قال رضي اهللا عنه. بصارالثاني فألنه مرجع كنه ال تدركه األ

)وتعاظم جاللك أن يخطر في جنان(بصورته اسم الرب األعلى وبمعناه نور اهللا المبين األجلى، وكيفية كنه ) ص(أي ألنه ؛

) ص(هذا النور ال يمكن أن يخطر في البال فضال عن أن يفصح عنها مقال، فهو .ة وبرزخ الظاهرية والباطنيةنور األحدية وكنه الصمدية وجامع األولية واآلخري

منزه عن شريك في محاسنه؛ ؛فجوهر الحسن فيه غير منقسم

:ثم قال رضي اهللا عنه؛صلى اهللا سبحانه وتعالى عليك وسلم يا رسول اهللا، يا مجلى الكماالت اإللهية (

)األعظم



ترى إنما كان مجلى الكماالت اإللهية األعظم، ألن اهللا أوجب على نفسه أن ال ؛ أسماؤه وصفاته إال في اإلنسان الكامل، ولذلك اإلشارة بحمل األمانة، فهو الكامل المطلق، ومنه كل كامل بالكمال تحقق، فقد استحق األسماء الحسنى بذاته، والصفات

.العليا بشؤونه واعتباراته ملك الوجود فكان تحت نعاله؛

؛من مستواه إلى قرار الماءلك باقتضاء الذات، المعبر عن حقيقته بسائر األسماء والصفات، فهو األصل مالك الم؛

فهو مرجع العبارات واإلشارات واإليماء والرمز والتصريح والكنايات، فال مستند في الوجود سواه، وال معتمد في الشهود إال محياه، فهذا المقام المحمود هو الذي رام التحقق

فما رام إال هذا السر المبين، وكنى عنه بالنعجة به داود بعد التحقق بالتسعة والتسعين،وذلك } وما أمرنا إال واحدة {]50اآلية : القمر: [إشارة لقوله تعالى)] 151[(الواحدة

األمر هو الذات وهو المقام المحمود بسائر األسماء والصفات، واليها اإلشارة بالوسيلة ).ص(التي ال تكون إال إليه

]الصالة الثامنة شرح[ " ! £$

)اللهم صل على موالنا محمد سراج أفق األلوهية(في كل صالة رابعة إشارة لوجوده في ) ص(التزم، رضي اهللا عنه، ذكر اسم محمد؛

ووصفه بسراج أفق . القرآن أربع مرات، ولسر التربيع الذي تقدمت إليه اإلشاراتبه ظهرت مرتبة األلوهية، فإن المراتب أمر األلوهية ألنه حقيقة النور المطلق الذي

حكمي ثبوتي لها العدم من نفسها، فال تنجلي وتظهر إال بمرآة الوجود العيني، كما أن الوجود العيني ال تنسب له المراتب من حقيقته للغنى الذاتي الذي له من نفسه، بل

.تنسب له المراتب من حيث ظهوره بحقائق المراتب



مر ما نسبت المراتب إال لها بمرآة الوجود الذي كشفها ألنفسها، فما رأت ففي حقيقة األ؛إن لكم لما {]39اآلية : القلم: [قال تعالى. في الوجود النوري إال أحكام استعدادها

هم حيث إنه ما كشف ل} وما ربك بظالم للعبيد {]46اآلية : فصلت: [، وقال} تحكمون فالحق تعالى أعطى المراتب الحكمية الوجود، . إال حقائق أنفسهم، فلله الحجة البالغة

وهي أعطته األسماء والصفات واألحكام، فكل من الوجود واألعيان الحكمية غذاء .لآلخر، فنحن أحكام اهللا وهو وجودنا، فباعتبار أنه وجودنا له الحكم واليه نرجع

ققا بكمال ذاته الوجودي من حيث شهود هذا الوجود متجليا متح) ص(ولما كان محمد ؛من حقيقته بجميع األسماء والمراتب الحكمية، ممدا لها بإعطائها حقها من سر قدس

} )! ! ص(ژ ! ! ! " {ژ { } : قال تعالى. ذاته، كان سراج أفق األلوهية األعلىكماالت أسماء األلوهية، ) ص(ه واستواؤه باألفق األعلى جمعيت] 7ـ 6اآليتان : النجم[

اآلية : فاطر: [إذ لكل اسم إلهي من كمال األلوهية ما يخصه كما أفصحت عنه كريمةفلأللوهية سر في كل شيء، بذلك السر يفتقر . } ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله {]15

سائر الكماالت األسمائية كما ) ص(ع فالفقر في الحقيقة إلى اهللا، وقد جم. لذلك الشيءفجميع سرج األسماء اإللهية من سراجه األعظم )] 152[(»أوتيت جوامع الكلم«: قال

فلما جمع بين الوجود . الذاتي الجامع لها، كما أن االسم اهللا يجمع األسماء كلهاار المطلق والحكم المطلق بالشهود المطلق، صدق عليه أنه سراج أفق األلوهية، فأش

سيدي أحمد قدس سره أن األفق األعلى الذي استوى عليه السيد األعظم هو مرتبة وهو باألفق األعلى {]7اآلية : النجم[} فاستوى{]6اآلية : النجم: [قال تعالى. األلوهية

سراج أفق األلوهية التي بطنت في الدنيا في عبوديته، والدنيا ) ص(ولما كان . } *ر االسم األول، كانت سيادته بتلك المرتبة التي كانت باطنة تظهر في اآلخرة التي مظه

هي مظهر االسم اآلخر، ولهذا المعنى كان هو األحق في اآلخرة بآسية التي شهد لها أنا ربكم {]24اآلية : النازعات: [بالكمال، ألن السر الذي ظهر على فرعون من قول

باألصالة والتحقق، فناسب أن يكون عرش استوائه كامال ) ص(، هو له } األعلى



لتكون مرآة له في كماالت األلوهية من حيث مرتبة االنفعال، ويكون مرآة لها في فناسب الكمال الكمال، فلم يكن فرعون كفؤا لها . كماالت األلوهية من حيث مرتبة الفعل

يكن هو الذي أمدها بذلك في ، ولو لم)ص(في كمالها الذي شهد لها به رسول اهللافكان مشهدها في الكمال محمديا، . حقيقة األمر لكان األحق بها موسى عليه السالم

فنسبتها من موسى عليه السالم نسبة الخضر، فلم تندرج آسية وال الخضر في حكم وشقي ) ص(، فآسية عرش الكمال الذي ساد به محمد)ص(موسى، واندرج بحكم محمد

ه ظهر به في غير موطن الظهور بطريق الدعوى والزور، فلم يقل للشيء به فرعون ألنكن فيكون مع أني أقول إن فرعون ينفعه إيمانه في اآلخرة، وان لم ينفعه في الدنيا بكشف عذاب الخزي، فإيمان اليأس مقبول في اآلخرة عند اهللا وان لم يكشف بأس

أي ال } يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا فلم {]85اآلية : غافر: [فقوله تعالى. الدنياينفعهم من كشف البأس الذي حل بهم، ألن من سنة اهللا التي قد خلت في عباده أن البأس إذا نزل ال يرفع وان حصل اإليمان فمن مات وهو مؤمن يحشر مؤمنا على نيته

.وعقيدتهفلوال إذ {]43اآلية : األنعام: [د ال مطلق قوله تعالىودليلي على أن عدم النفع مقي ؛

فلو لم يكن هذا التضرع نافعا عند اهللا لكان اللوم عبثا، وكيف ال } جاءهم بأسنا تضرعوااآلية : اإلسراء: [واهللا تعالى ال ينزل البأس إال ليذل به العبد ويتضرع بشاهد قوله تعالى

ومن لم يقبل على اهللا بسوابغ اإلحسان قيد إليه } رسل باآليات إال تخويفاوما ن {]59 .بسالسل االمتحان

وحيث صح النفع في اآلخرة عند اهللا تعالى، فيكون لفرعون ما هو على صورة آسية ال ؛) ص(فلم يكن عينها إال لمحمد). ص(عرش كمال محمد] هي من[عين آسية التي

فلم يكن الثالث إال . ي ذلك مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى عليه السالمومثلها ففلوال أن هذه النسوة لهن مناسبة كاملة بالوسيلة . كما أنه مختص بالوسيلة) ص(له

، على أن الوسيلة لكل من دعا بها له مثلها ال )ص(التي هي منزلته ما اختصصن به



تناسب هذه النسوة بأعيانهن فخصصن به )ص(عينها، فعين الوسيلة الخاصة بمحمد :ثم قال رضي اهللا عنه. ، فافهم ذلك واهللا أعلم)ص( )ومعدن كنوز األسرار الربية(

هو الجوهر الفرد المكتنز في كنوز األسرار الربية ألنه عين النقطة ) ص(يعني أنه ؛ وهو باألفق {]7،8اآليتان : النجم[} فاستوى{]6اآلية : النجم: [ولذا قال تعالى. الذاتية

فاألفق األعلى هي المرتبة التي يستحقها اسمه تعالى اهللا، } *ثم دنا فتدلى *األعلى فهي نهاية العروج بال عروج، ألن العروج عبارة عن التحقق والوجدان وعن انجالء

يان وكان على ما عليه فلما عاين حقيقة نفسه الكلية بالشهود والع. مراتب نفس اإلنسانكان، دنا من نفسه وتدلى لنفسه من مرتبة التنزيه الذاتي لمراتب أحكام التشبيه

والبرزخ الجامع للحكمين، . } قاب قوسين {]9اآلية : النجم[األسمائي والصفاتي، فكان فنقطة البداية . أي ال دنو وال تدلي، بل التجلي عين المتجلي} أو أدنى{]9اآلية : النجم[

.هي نقطة الغاية، فأعلى عليين عين أسفل سافلينإذ تجلت له حياة اهللا في )] 153[(»ال تفضلوني على يونس بن متى«): ص(قال ؛

الحوت، فالتقمت منه الناسوت، فغاب في عين بحر الالهوت، فلما نبذه بعراء التخلي ت، انبتت عليه تجلي الهوية بأحكام بهموت الذات، وغادره سقيما بفناء األسماء والصفا

الشؤون الظاهرية شجرة يقطين أرض العبودية الساترة بالمالبس التقييدية، وأرسله بأحكام الكثرة اإلمكانية من عين تلك األحدية، فطين يقطين الناسوت عين حياة حوت الالهوت

ي البهموت لشفاء فولد والدة ثانية ال يفنى فيها وال يموت، وارتضع لبان البقاء من ثد} *فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون {]83اآلية : يس. [سقم السربوت

. تكفي اللبيب إشارة مرموزة وسواه يدعى بالنداء العالي

:ثم قال رضي اهللا عنه؛



)سر استواء الرحمانية(نه بحقيقته هو الظاهر في جميع تلك وذلك أ. أي على عرش الصور الكيانية؛

المظاهر، فكشف بنوره الظلمة وكان بوجوده عين الرحمة، فغاب عرش الصور بنور .فوجوده سر ذلك االستواء، فعم جود رحمته الوجود بما حوى. رحمانيته الذي ظهر

تسترت عن دهري بظل جناحه فعيني ترى دهري وليس يراني درتفلو تسأل األيام ما اسمي ما وأين مكاني ما درين مكاني

:ثم قال رضي اهللا عنه؛ )منظر وجوه األسماء اإللهية، ومظهر سبعية األسماء النفسية(اعلم، كشف اهللا عنك غين غطائك وأمدك منك بعين عطائك، أن منظر وجوه

األسماء اإللهية هو الذات مع أن األسماء نسب عدمية وأمور معقولة اعتبارية، ومع ينظر منها إال وجود الذات، إذ مرآة العدم هو الوجود، كما أن الذات ال ترى ذلك فال

إال في مرائي األسماء العدمية، فوجودها منظر وجود الذات، فال يرى الوجود إال في فالوجود والعدم أخوان )] 154[(»المؤمن مرآة أخيه«): ص(مرآة العدم، وذلك سر قوله ي هي الذات وال والد لهما ألن الذات ال تقبل نكاح التأثيرات، من أم وهي أم الكتاب الت

فاألخوان . إذ ليس معها السوى حتى تكون محال لتأثيره، فلها بنفسها الغنى المطلقاللذان هما الوجود والعدم عين أمهما إذ هما ليسا بفرع لغيرهما، فالوجود ليس فرعا

.لوجود آخر، والعدم ليس فرعا لعدم آخريا : من هنا يتبين لك ضالل الفالسفة بإطالقهم على الحق تعالى اسم العلة فيقولونو ؛

إن وجود المعلول الذي هو الفرع علته وجود : ويقولون. علة العلل، ويا قديما لم يزلويبنون على ذلك قدم العالم وانكار فنائه، بل ما ثم عندهم إال أرحام تدفع . األصل

ندهم وال بعث وال حساب وال آخرة وال جنة وال نار، تعالى اهللا وأرض تبلع، فال قيامة ع



عز وجل عن العلة والمعلول وعن التقدم والتأخر ألن وجوده واحد، فليس ألوليته آخر عن سبق أولية وال لظهوره سبق باطنية، بل هذه مراتب أحكام عدمية وقيود وهمية

سماء الحسنى، فوجود حاجبة عن بحر إطالق ذات المعنى من تالطم أمواج األاألسماء اإللهية مراتب الظهور والبطون باألولية واآلخرية والبرزخية، وصور تلك

ومنظر تلك الوجوه هو الذات، . المراتب كل ما أخبر اهللا عنه من أمور الدنيا واآلخرة: فهي المعبر عنها بالوسيلة التي هي منزلة سيد السادات، فلذا قال رضي اهللا عنه

بعية األسماء النفسية، وهي الحي العليم، المريد القادر، السميع البصير، ومظهر سمظهر هذه السبع األسماء التي هي أمهات األسماء ) ص(وصورته الكريمة . المتكلم

مظهر حبة الذات المطلقة التي أنبتت سبع سنابل الصفات في ) ص(كلها، ألن ذاته ن وتمام المائة الحبة األولى، فهي غاية كل سنبلة مائة حبة، ألن األسماء تسعة وتسعو

تلك الحبات كما كانت مبتداها، إذ أول النقطة غايتها والنقطة عين دائرتها، فالحبة عين ثم تتكاثر األحكام وتتضاعف . سنابلها السبع وعين حباتها التي هي سبعمائة حبة

مائة حبة، المراتب فتكون كل حبة من السبعمائة تنبت سبع سنابل، وفي كل سنبلة فال بداية وال نهاية، فما أحسن هذا التمثيل اإللهي لمن تحقق باالسم المنفق، . وهكذا

ألنه صورة االسم الباسط الذي يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، واليدان متوجهتان على خلق آدم، فعم هذا البسط اإللهي سائر بنيه من أصناف العالم، وفي هذه اآلية من

وراء العقول واألفكار، إذ ما نشاهد السنبلة إال من الحبة، وال نشاهد األسرار ما هو الحسين بن [رضي اهللا عن . الحبة إال من السنبلة، فما هو الفرع وما هو األصل

:الحالج حيث يقول] منصور ولدت أمي أباها؛

؛إن ذا من عجباتي وأنا طفل صغير؛

؛في حجور المرضعات



:ثم قال رضي اهللا عنه؛ )ق الحق ونقطة دائرة استمداد وجود الخلقح(اعلم، رحمك اهللا، أن الحق عبارة عن المعنى القدسي الذي لم يدخل تحت دائرة قول

، والخلق ما دخل تحت هذه الكلمة اإللهية التي } كن {]117اآلية : البقرة: [اهللا تعالىحقائق بمنزلة الواحد في مراتب ، والحق في ال} كن {]117اآلية : البقرة: [هي قول اهللا

فكما أن الواحد في المراتب العددية المتكاثرة بال نهاية هو حقيقة تلك المراتب . األعدادوان تكاثرت بدون نهاية، فكذلك الحق تعالى هو حقيقة المراتب الكونية والصور الخلقية

راتب العدد الصورية وكما أن م. وان تنوعت أشكالها واختلفت ألوانها وتعددت أسماؤهاوان اختلفت أسماؤها باالثنين والثالثة واألربعة إلى ما ال نهاية له، وحقيقتها الواحد، فكذلك مراتب الصور الخلقية وان تنوعت أسماؤها واختلفت ألوانها وأشكالها، فال حقيقة

كما، فالخلق هو الحق عينا وذاتا وحقيقة، وهو غير الحق نسبة وح. لها إال الحقوالنسبة اعتبارية معقولة ال وجود لها إال في التعقل كالقضاء للقاضي والسلطنة للسلطان، فإن القضاء والسلطنة وأمثال ذلك من المراتب كل ذلك أمر اعتباري معقول،

فالموجود في الخارج هو عين . وال نرى شيئا زائدا على ذات القاضي أو ذات السلطان .الذات

ب التي للذات فهي اعتبارات ال وجود لها إال في الحكم، واألحكام كلها وأما المرات؛مندرجة في الذات اندراج أمواج البحر في البحر، واندراج الثلج والبرد والجليد في حقيقة

): ص(الماء، فكل صورة في الوجود حق من حيث إنها مظهر الحقيقة الكلية، كما قال كما أن حقيقة المراتب . ة الحقائق كلها واحدةوحقيق)] 155[(»إن لكل حق حقيقة«

بمنزلة الواحد فليس معها في وجود أعيان ) ص(العددية هي الواحد فذات المصطفىالمراتب سواها، فهو حق كل ما يسمى حقا إذ هو حقيقته وجوهره وعينه وذاته، فكل

ألسمائية هي مرتبة من المراتب الكونية الصورية هي مجموع حقائق أسمائه، فالحقائق ا



األرواح المخبر عنها أنها جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، .ومن ائتالف هذه األرواح األولية تظهر الصور الكونية

واذا ظهرت الصورة حدث لها اسم الخلق، فالخلق من أسماء الحق، فكل صورة في ؛لك الصورة باطن ذلك االسم ومعناه الوجود ظاهر اسم من أسماء اهللا تعالى وروح ت

فالهواء مثال ظاهر اسمه . وحقيقته، وذلك الباطن روح تلك الصورة وحياتها بتلك الروحوالماء ظاهر اسمه العليم فإنه الشافي بريه . الحي، ولذلك إذا انقطع نفس الحيوان مات

ر ظاهر اسم اهللا القادر والنا. وكذلك ال يشفي من داء الجهل إال العلم. من داء الظمأ. فإنها تقهر األشياء بقوتها إال أن النار دون الماء في الرتبة كما أن القدرة تحت العلم

والتراب ظاهر اسم اهللا المريد لمآل النار إليه كما أن مآل القدرة إلى اإلرادة، وهذا م البرودة، بحسب الغالب واال ففي حقيقة األمر ظاهر الحياة الرطوبة، وظاهر العل

ثم ائتلفت . وهذه األربعة تسمى بالطبائع. وظاهر القدرة الحرارة، وظاهر اإلرادة اليبوسةوائتلفت الحياة . القدرة مع العلم باطنا والحرارة مع الرطوبة ظاهرا فظهر من ذلك الهواء

مع وائتلفت القدرة . مع العلم باطنا والرطوبة مع البرودة ظاهرا فظهر من ذلك الماءوائتلف العلم واإلرادة باطنا . اإلرادة باطنا والحرارة مع اليبوسة ظاهرا فظهرت النار

وهذه األربعة تسمى بالعناصر األربعة، . والبرودة واليبوسة ظاهرا فظهر من ذلك الترابفهي جسم الطبيعة وصورتها، والجامع بينها أمر خامس وهو سر الحب الذي به أحب

نه ظهر نفس الرحمن لوجود عالم الكيان، فبالحب اإللهي كان اهللا أن يعرف، ومومن . التعارف لالئتالف فهو حقيقة حياة اهللا تعالى الذي مدلولها اسمه تعالى الحي

ومن اسمه الحكيم . اسمه الباطن كان التفرق الموتي، فالموت للخلق كالبطون للحق .نافعكان التناكر واالختالف كالمعطي والمانع والضار وال

فكل صورة في العالم يطلق عليها أنها خلق فهي ظاهر اسم حقي أو ظاهر مجموع ؛أسماء حقية، والباطن من تلك الصورة هو األسماء، واإلنسان الكامل هو مجموع األسماء كلها بظاهرها وباطنها، فهو صورة االسم الجامع الذي هو اهللا، ومعناه معنى



اهللا مفاتحه ال يعلمها إال هو، فاإلنسان الكامل هو هذا االسم، فهو الغيب الذي عند أي غيب كل حق من األسماء اإللهية » حق الحق«: كما قاله سيدي أحمد قدس سره

وحيث إنه . وأصله وباطنه وهويته وحقيقته ألنه صورة اهللا الجامع بذاته األسماء الحسنىاإلنسان الكامل فقد انفتح حق الحق فهو نقطة دائرة استمداد الخلق، فمن كشف حقيقةومن تحقق بحقيقة اإلنسان . له طلسم الغيب، وانمحت عن عين ذاته نقطة غين الريب

الكامل بحق اليقين فهو روح العالمين، الذي استوت على عرش ذاته شمس الذات الحقية، فمحت ظالل رسومه الخلقية فلم يكن لطلعة شمس ذاته أفول، بل لسان حاله

:ى يقولفي هذا المعن كان لي ظل رسوم؛

؛فاستوت شمسي فزاال عشت بالمحبوب حقا ؛

؛بعدما كنت خياال :ثم قال رضي اهللا عنه؛ )مصدر الهو في الهو للهو من الهو(

غيب الهوية اإللهية اإلطالقية اإلحاطية التي هي ذات الصدور ) ص(يعني أنه ؛ : إلحاطية، كما قال تعالىللمراتب الخلقية الهالكة في الهو أي في وجه الهوية ا

وحيث كان كذلك فما صدر، أي ما . } كل شيء هالك إال وجهه {]88اآلية : القصص[ظهر، في الوجود إال هو، فالظهور للهو بحكم اهللا الظاهر من الهو من حقيقة اسمه

شهد مشهد المحو والظاهر عين الباطن، فما في الوجود إال هو، وهذا الم. تعالى الباطن .الذاتي الذي هو الموت األكبر الذي ال يبقي رسما وال أثرا

من أراد أن ينظر إلى «): ص(، وقال )] 156[(»موتوا قبل أن تموتوا«): ص(قال ؛ )].157[(»ميت يمشي على وجه األرض فلينظر إلى أبي بكر الصديق



ام الشبلي رضي اهللا عنه سئل وهو ولما تجلت تلك الهوية الماحية المهلكة لبصيرة اإلم؛يعني أنه . مات ال رحمه اهللا: أين الشبلي، فقال: في تلك الحال عن نفسه، فقيل له

انمحى واندرج في نور هوية اهللا، فكان بهذا التجلي عين حقيقة النور الذاتي، فال رحمه ا الموت هو وحيث كان كذلك فهذ. اهللا من تلك الموتة، ألنها عبارة عن انكشاف الحقيقة

ولذا قال البحر . ال أزال اهللا عني هذا الحال: البقاء الدائم والحياة المستمرة، فكان يقول :الفائض سيدي عمربن الفارض قدس سره

فإن شئت أن تحيا سعيدا فمت به شهيدا واال فالغرام له أهل

شهد الله أنه {]18ية اآل: آل عمران: [وهذه الشهادة هي شهادة اهللا لنفسه بقوله تعالى؛ .فتنبه} ال إله إال هو

السر البديع في دائرة التربيعاعلم، رحمك اهللا برحمة الفتح المبين، وكشف لك عن مصدر األولين واآلخرين، أن ؛

الفرد الجامع والغوث الهامع سيدي أحمدبن إدريس روح اهللا روحه بأعلى نفحات مصدر الهو : غامض أخفى، ورحيق مختوم أصفى بقوله قدس سرهالتقديس، أشار لسر

هو «: وذلك أن الهو األول هو ما أخبر عنه تعالى بقوله. في الهو للهو من الهوعين المرتبة الحقية الظاهرة بالصورة ) ص(يعني أنه . في الهو أي في اآلخر» األول

ن هذا الظهور لنفسه وهوية الخلقية للهو، أي للظاهر الذي هو صورة شهادية، يعني أذاته لم يكن لشيء سواه من الهو، أي من الباطن الذي هو الغيب المطلق الذي ال يفتح بابه المغلق إال بمفاتح األسماء، فال يعلم تلك المفاتح إال هو، ألنه إنسان الوجود

اته من الكامل الذي هو عين تلك األسماء وسرها وحقيقتها، فهو العليم بمفاتح غيب ذ .علمه بحقيقة ذاته

فأشار مظهره الكامل سيدي أحمد قدس سره أن السيد األعظم كنه دائرة الوجود، ؛ وحقيقة كل شاهد ومشهود، وهوية مفاتح طمس الذات لظهور مراتب القيود، وتعين



اآلية : الحديد: [مرجع قوله تعالى) ص(أسماء الغيب بصور العدد والمعدود، فهو ل واآلخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم هو {]3 .} *األووتلك األسماء األربعة مفاتح غيب الذات التي تدور عليها سائر األسماء والصفات، ؛

هاتكم {]78اآلية : النحل: [قال اهللا تعالى هذه فاألمهات هي} والله أخرجكم من بطون أماألربعة التي هي األولية واآلخرية والظاهرية والباطنية، فأخرجنا تعالى من بطونها الغيبي لظهورها الشهادي وما أخرجنا إال بها، بل ما أخرجنا إال منا لنا، فنحن كنز غيبه المخفي الذي أحب من اسمه المحب معرفته فما عرفه إال هو، تعالى اهللا أن

إن الله لغني عن {]6اآلية : العنكبوت[ن تتوقف معرفته على غيره يعرفه سواه، أو أ .روح الكوثر وسر المصدر} العالمين

اعلم أن اسم اهللا تعالى هو مرجع األسماء كلها، فإن اهللا تعالى قدمه على جميع فبدأ به وختم به، فهو } هو هو الله الذي ال إله إال {]22اآلية : الحشر: [األسماء بقوله

نقطة دائرة األسماء كلها، فمنه المبتدأ واليه الغاية لتقدمه على االسم اهللا الذي له مرتبة فمن حقيقة الهوية امتدت مرتبة األلوهية، وثبتت أحكام المألوهية فاندرجت . األلوهية

ي المعنى الخامس والسر بتلك الهوية األولية واآلخرية والظاهرية والباطنية، فالهوية هالرابط النكاحي لألمهات األربعة التي أخرجنا اهللا من بطونها في الهوية إلى ظهورها

.بأحكام الخلقيةمصدر الهو، يعني ) ص(وقد أخبر سيدي أحمد قدس اهللا سره أن اإلنسان الكامل ؛

ان فلكها األول هو الذات بال اعتبار هو، فإذا نزلت الذات من صرافتها إلى التعين ك. الذي تعين منه حكم األولية هو الهوية الجامعة للمراتب األسمائية واألحكام الصورية

وهو المشهد في . اللهم صل على ساذج الذات : ولقد سبق قوله مشيرا لهذا المعنىالحضرة المحمدية، يغار أهل اهللا تعالى أن يتفوهوا به بخطاب أو يشيروا إليه بمسطور

هل أتى على {]1اآلية : اإلنسان: [مع أنه مودع في القرآن العظيم، قال اهللا تعالى كتابفالدهر هو الذات بال اعتبار أسماء } *اإلنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا



عين الذات ) ص(مصدر الهو، يعني أنه : وصفات، وهذا معنى قوله رضي اهللا عنهألم نشرح لك صدرك {]1اآلية : الشرح: [تي صدرت منها هذه المرتبة كما قال تعالىالفاإلنسان . فصدره هو الذات فانشرحت باألسماء والصفات وتنزلت لصور المخلوقات} *

الذي هو حكم صرافة ) من الدهر(أي تجلى ) حين(عليه بإتيان هو عينه، ) أتى(الذي ، ألن هذه )مذكورا (، ألن اهللا كان وال شيء معه، ولم يكن )يئا لم يكن ش(الذات،

الحضرة وراء الذكر بل وراء العلم، ألن كل مذكور معلوم، وهذه الحضرة طمس ذاتي .وهي ثابتة لإلنسان الكامل

فالحين الدهري الذي أتى على اإلنسان، الذي لم يكن به شيئا مذكورا، هو معنى وراء ؛فهو حين من دهر صرافة . ، فال أول وال ثاني، فال ظهور وال بطوناألسماء والمعاني

ثم نزلت الذات من حكم ذلك الحين الذي هو طمس التعيين . الذات بال اعتبار تعيناتإلى مرتبة الهوية القابلة لحكم األولية واآلخرية والظاهرية والباطنية، وهذا النزول هو

وهو صراط األحدية المستقيم، فكانت تلك } سن تقويم أح {]4اآلية : التين[المعبر عنه بـ .األحدية حكما من أحكام الهوية

فالخلق هنا عبارة } *لقد خلقنا اإلنسان في أحسن تقويم {]4اآلية : التين: [قال تعالى؛م في مرتبة عن تجلي الهوية بحكم األحدية، وهذا التجلي علمي بعلم معلومه عينه، فالعل

الهوية حجاب مستور، وفي مرتبة األحدية انجالء نور بحكم أحدي يعبر عنه بالشيء المذكور، هو نور األحدية القديم المعبر عنه بأحسن تقويم، فلهذه الحضرة مرتبة األولية

أسفل ثم رددناه {]5اآلية : التين: [الباطنية وهي المشار إليها بأعلى عليين ، قال تعالىوانما كانت أسفل سافلين، ألنها . وهي صورته اإلنسانية اآلخرية الظاهرية} *سافلين

: منتهى تنزالت الذات من أعلى عليين، فكان األعلى عين األسفل، ولذا قال تعالىواألرض فالسماء. } وهو الذي في السماء إله وفي األرض إله {]84اآلية : الزخرف[

قوسا دائرة وجود اإلنسان الكامل، فالقوس الواحد السمائي مرتبة األولية، والقوس اآلخر



األرضي مرتبة اآلخرية، ونقطة ذاته قاب القوسين الفاصل بينهما فرقا وحكما، أو أدنى .بنقطة األحدية فكان لها األلوهية بالمرتبة السمائية والمرتبة األرضية

رقيقتنبيه دقيق لمعنى : يشير لسر دوري وهو قوله} *ثم رددناه أسفل سافلين {]5اآلية : التين: [قوله تعالى؛ إذ ال يرد ألمر إال من كان به أوله، فال يزال } كما بدأكم تعودون {]29اآلية : األعراف[

يم إلى حضيض المنتهى حكم الوجود دائرا على اإلنسان من أوج المبتدأ وهو أحسن تقو : طه: [وهو أسفل سافلين، وذلك سر دائرة الهوية التي هي النقطة الذاتية في قوله تعالى

فاألول هو، واآلخر هو، والظاهر هو، والباطن } الله الذي ال إله إال هو {]98اآلية ت السبع فاإلنسان الكامل حبة الذات التي أنبتت سبع سنابل الصفات، فظهر . هو

ثم في كل سنبلة مائة حبة آدمية، فسنابله السبع فيها . بصورة آدم فكان مجموع العالمسبعمائة حبة، فكان من حبة الذات الجامعة للسبع الصفات سبعمائة آدم، وكل آدم حبة ذات فيها سبع سنابل، فيكون من ذلك أربعة آالف آدم، وكل آدم حبة فيها سبع

فالسنابل من الحبة والحبة من السنابل، ولذا قال . حبة وهكذا سنابل في كل سنبلة مائةفال يزال األمر يتوارد على دائرة اإلنسان )] 158[(»إن اهللا خلق مائة ألف آدم«): ص(

الكامل من أعلى عليين الذي هو أحسن تقويم إلى أسفل سافلين، لسر االسمين اإللهيين اء األربعة، األول واآلخر والظاهر المبديء المعيد، الدائر عليهما أمهات األسم

.والباطن، السابحة في فلك الهوية الدائر بأسرار الحقيقة اإلنسانيةأدرك سر } *وأن ليس لإلنسان إال ما سعى {]39اآلية : النجم: [ومن فهم قوله تعالى؛

ه الذي يبصر ما أومأنا إليه، ولذلك جعل اهللا نفسه عين سمعه الذي يسمع به، وبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولسانه الذي ينطق به، وفؤاده الذي

وما يسعى اإلنسان إال بهذه القوى التي هي السمع والبصر واليد والرجل . يعقل بهفمدار الدنيا . وباقي القوى والجوارح، فما يشهد إال أحكام صفاته في مشاهد تجلياته



لى اإلنسان وال تفارقه األحكام األربعة األول واآلخر والظاهر والباطن في واآلخرة ع .شأن من شؤون ذاته

ومن معنى هذه الحقيقة تعلم أن اآلخرة الموعود بها أمر حسي ال معنوي، ألن اإلنسان ؛أينما ظهر ال يفارقه األول واآلخر والظاهر والباطن ولو لم يكن األمر هكذا لتعطلت

.وآل األمر للنقص بعد الكمال، تعالى اهللا عن النقص في كل حال حقائق الذاتفما أنبأت الشرائع اإللهية إال عن حقيقة األمر، وان كنت ال تعلم فاسأل أهل الذكر ؛

واقبض بيديك على الكتاب والسنة واال فأنت الخاسر من الحقيقة والشريعة، نعوذ باهللا ، فتمسك بحبل } وتولوا وهم معرضون {]76اآلية : ةالتوب [أن نكون ممن أسمعهم اهللا

] 99اآلية : األعراف[} ! ! ف ق ك ژ . _ ء ] { اهللا المتين وال تأمن مكر اهللا فإنه : األحزاب[، } ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم {]101اآلية : آل عمران[

.} لله يقول الحق وهو يهدي السبيل وا{]4اآلية :ثم قال رضي اهللا عنه؛ )من نبعت فيه ومنه أسرار اهللا ال إله إال هو(

حامل أمانة األلوهية، وهي السر اإللهي الذي لم تقبله ) ص(يعني أن اإلنسان الكامل ؛ إبايتها عنه واعراضها باستعدادها السماوات واألرض والجبال، فعدم قبولها له عين

واشفاقها منه، وحمل هذا السر اإلنسان فقبل كماالت الرحمن، كما قبل الظلم والجهل غير . بحكم الجحود والنسيان، وكما أنه قبل ذلة العبيد فكذلك قبل حكم الفعال لما يريد

أن اإلنسان الكامل ظلمه عين العدل، وجهله عين العلم، بخالف مظاهره من أفراد من ) ص(ولذلك كانت معصية آدم. قة اإلنسان، فينسب لها الجهل والظلم والعدوانحقي

جملة خالفته لظهوره بكمال أسماء صورته، فمعصيته من تسبيح اهللا الذي لم تفقهه المالئكة، فأول تسبيح له في تلك المعصية ظهوره باالسم الناسي الذي هو صفة الحق

): ص(، وقال لنبيه} نسوا الله فنسيهم {]67اآلية : التوبة: [تعالى، قال اهللا تعالىيعني اذكره بنسبة نسيانك إليه بشهود أنه } واذكر ربك إذا نسيت {]24اآلية : الكهف[



وبيان هذا النسيان . هو الناسي بك من حيث مرتبة من المراتب واسم من األسماءاآلية : التوبة: [ب لها هذا النسيان، قال تعالىاإللهي أن األسماء اإللهية هي التي ينس

فمن أكل مثال في شهر رمضان ناسيا نسب نسيانه لالسم } نسوا الله فنسيهم {]67الصائم، ألن الصائم من أسماء اهللا فيعود نسيان الصائم عليه فيعامل بالنسيان من

، وقال في } ال تؤاخذنا إن نسينا{]286اآلية : البقرة: [قال اهللا تعالى. االسم المؤاخذ. } فنسي ولم نجد له عزما{]115اآلية : طه: [حق آدم عليه السالم معتذرا عنه

فالنسيان تسبيح اهللا بصفته، وهذا التسبيح لم يكن في قابلية المالئكة بل هو من البشر كما يتجلى بالشك خصائص البشر، فيتجلى الحق تعالى بالنسيان من حيث

والتردد والعجب والضحك والجوع والظمأ والمرض واالستقراض والكراهة والفرح والمكر والكيد واالستهزاء من حيث البشر، وكل ذلك ليس من أوصاف المالئكة وهذه األوصاف أصل في الحق، فرع في الخلق، ألنها صفات القديم تعالى، وكل ما يوصف

على أن أوصاف الكامل كلها منسوبة إلى اهللا تعالى، قال تعالى . مبه القديم فهو قديفمعصية آدم عليه } ليس لك من األمر شيء {]128اآلية : آل عمران): [ص(لنبيه

:السالم من جملة كماالت اهللا الظاهرة به، ولذلك قيل على لسانهبا ؛ فيا طاعتي لو كنت كنت مقر

؛ت مجتبىومعصيتي لوالك ما كن :واذا تتبعت أسماء اهللا تعالى وجدت الغالب منها ناتجا من المعصية، كما قيل؛ إنما الورد من الشوك وما؛

؛يخرج النرجس إال من بصلأال ترى أنه لو لم يكن ذنب ما كان عفو وال مغفرة وال حلم وال صفح وال توبة، وال ؛

بالمضل بل وال باآلمر والناهي، وال وصف تعالى بأنه يفرح بتوبة عبده، وال اتصف بالراضي والغاضب، وال كان صراط وال ميزان وال حساب وال جنة وال نار، بل وال تقوى

. وبضدها تتميز األشياء: وال هداية وال صالح، ألن الشيء ال يتميز إال بضده كما قيل



؛ چ : { العليم فسبحان الحكيم. وكل هذه الحقائق مرتبطة بأسماء إلهية وشؤون ربانيةفباإلنسان الكامل صحت مرتبة األلوهية الثابتة ] 50اآلية : طه[} ! ! «عع ؟ ژ هللا=

من نبعت فيه ومنه أسرار اهللا ال إله إال : بثبوت المألوهية، فلذلك قال األستاذ قدس سرهفأخالقه كلها مكارم )] 159[(»بعثت ألتمم مكارم األخالق«): ص(هو، ولذلك قال

ثم قال . نها أخالق اهللا، فظهر فيه كمال اهللا تعالى على التمام عليه الصالة والسالمأل :رضي اهللا عنه

)قلب قرآن الحقائق الحوقلية(اعلم رحمك اهللا أن الحقائق الحوقلية منسوبة إلى الحوقلة المنحوتة من ال حول وال

.قوة إال باهللا، وقد ورد أنها خرجت من كنز تحت العرش .كشف لي عن هذا الكنز فوجدته آدم عليه الصالة والسالم: قال الشيخ األكبر؛ما تقولون في : يدل لذلك ما ورد من أن آدم عليه الصالة والسالم سأل المالئكة: أقول؛

فقال عليه . سبحان اهللا والحمد هللا وال إله إال اهللا واهللا أكبر: نقول: طوافكم، فقالواوأنا أزيدكم ال : فيشير قول آدم عليه السالم. ال حول وال قوة إال باهللاوأنا أزيدكم : السالم

حول وال قوة إال باهللا، أن الحقائق الحوقلية هي حقائق صورته الكاملة التي امتاز بها ): ص(على المالئكة، فإن صورته عليه السالم مجلى معاني األسماء اإللهية فلذا قال

أي صورة هويته الجامعة لكماالت أسماء )] 160[(»ورتهإن اهللا خلق آدم على ص«وبهذه الصورة استحق الخالفة اإللهية، وسجدت له المالئكة، فما سجدوا إال . األلوهية

: الشورى: [لصورة اهللا الظاهرة في آدم التي هي المثل المنتفي عنه المماثلة لقوله تعالىيس مثل مثله شيء، فمثله هو آدم وهذا المثل ال يعني ل} ليس كمثله شيء {]11اآلية

يماثله شيء ألن هذا المثل صورته، وصورته عينه، وعينه تعالى ال يماثلها شيء، بل ، فمثله } كل شيء هالك إال وجهه {]88اآلية : القصص[ال شيء معها حتى يماثلها

فالسميع } وهو السميع البصير {]11ة اآلي: الشورى: [المشبه عينه المنزه، ولذا قالالبصير اسمان لصورة الحق اآلدمية الحاملة للكماالت األسمائية، ولو لم يكن آدم عينه



لكان هو تعالى أول من سن الشرك بأمره للمالئكة أن يسجدوا آلدم، واهللا تعالى ال يغفر .أن يشرك به وحاشا أن اهللا تعالى ينهى عن شيء ويأمر به

، فما أمر اهللا )] 161[(»ما كان اهللا لينهاكم عن الربا ويأخذه منكم«): ص(قال ؛المالئكة إال بالسجود له سبحانه وتعالى حين تجلى لهم في آدم، وكيف ال تشهده

اآلية : البقرة[المالئكة الكرام في آدم عليه السالم وهم سفرة الوحي اإللهي الناطق بسر : الشورى: [فآدم وجه اهللا، ووجه عينه، ولذا قال فيه. } ولوا فثم وجه الله فأينما ت {]115ألن اهللا تجلى عليه باسمه رفيع } ليس كمثله شيء وهو السميع البصير {]11اآلية

: عالىوهو المعني بقوله ت. الدرجات فال أرفع رتبة من اإلنسان الكامل، فله الحكم العاموم[ فقد } وله المثل األعلى في السماوات واألرض وهو العزيز الحكيم {]27اآلية : الر

. اتضح أن الحقائق الحوقلية هي حقائق الصورة اآلدمية الحاملة ألمانة األسماء اإللهيةلي اسمه الباري، والحس الجسم تج: والى ذلك أشار سيدي علي وفا قدس اهللا سره بقوله

تجلي اسمه القائم، والروح تجلي اسمه الحي، والعقل تجلي اسمه الحكيم، والقلب تجلي .انتهى كالمه. اسمه العليم، والسر تجلي اسمه األحد، والفؤاد تجلي اسمه المحيط

واعلم أن المراد بالفؤاد في كالمه غيب األحدية وسر الهوية، وذلك مصدر الهو في ) ص(للهو من الهو، وهذا المصدر هو الفؤاد المحيط وهو الكنه المحمدي، فمحمدالهو

فؤاد آدم المحيط، فهو البحر الذي ال يسمع لموجه غطيط، فآدم اسم من أسمائه وصورة فكم من . من صور كنه حقيقته الجامعة ورقيقة ممتدة من لطائف أنوار ذاته الالمعة

فإن إطالق . عن السجود لصورته الكريمة) ص(ولذلك نهى ) ص(آدم في حقيقة محمدماهية كنه ذاته أعز وأجل وأعلى أن يتقيد بصورة خاصة بحضرة الساجد بها، بل هو عين كل ساجد ومسجود له، وعابد ومعبود، وهو العين في كل األعين، فهو فؤاد وجود

الحوقلية المتجلية المراتب األسمائية المحيط بشؤون المعاني الذاتية، وقلب قرآن الحقائق فآدم عليه السالم قلب العالم، . في الصورة اآلدمية المنبثة في متفرقات األعيان العالمية



ما كذب الفؤاد {]11اآلية : النجم: [قال تعالى. قلب القلب الذي هو الفؤاد) ص(ومحمد .} *ما رأى

أه بالواو وقراءة من قرأه بالهمز، واذا جمعت عدد قوله فؤاد على القراءتين، قراءة من قر ؛فؤاد الوجود ومعنى ) ص(فمحمد). ص(بلغ ذلك اثنين وتسعين وذلك عدد اسم محمد

فإن )] 162[(»قلب القرآن ياسين«): ص(الفؤاد قلب القلب، والى ذلك اإلشارة بقوله القرآن عبارة عن أحدية ذات اهللا تعالى واألحدية قلب الوجود، وقلب هذه األحدية

، فهو لجميع األسماء اإللهية كنه الذات، وأم كتاب الشؤون واألحكام )ص(سينيايس، أي يا سيد، فال يطلق السيد باألصالة إال عليه فلذا قال : والصفات فلذا ناداه اهللا

فاندرج في سيادته كل سيد من آدم فما دونه كما قال )] 163[(»أنا سيد الناس«): ص(ثم قال . فافهم ذلك واهللا أعلم)] 164[(»ئي يوم القيامةآدم فما دونه تحت لوا«): ص(

:رضي اهللا عنه )في حضرة كان اهللا وال شيء معه(هذه الحضرة هي المشار لها بالوسيلة الذاتية والمقام المحمود الدائر عليه وجود الشاهد ؛

ثم قال رضي اهللا. والمشهود الفياض بالكرم والجود، الظاهر باإلطالق في عين القيود :عنه

)الكتاب المبين(وال {]59اآلية : األنعام: [هو المشار إليه بقوله تعالى) ص(أشار رضي اهللا عنه أنه ؛

إذ مرجع كل رطب إلى معنى البسط المقتضي } رطب وال يابس إال في كتاب مبين ن تلك لظهور صور األسماء وآثارها ومرجع كل يابس لمعنى القبض المقتضي لبطو

الصور في طلسم الذات الماحي مرقوم تلك الصور بعين الذات، فالكتاب المبين يمحو اآلية : الحديد: [ما يشاء ويثبت، فعلى كل حال له اإلبانة ظهورا وبطونا كما قال تعالى

ل واآلخر والظاهر والباطن {]3 ون فإن تجلى الحق بالظهور بطن الخلق، فيك} هو األوالحق هو المبين لحقيقة وجوده المطلق بسبب انطواء شهود الكثرة الحكمية المتجلية



بالصور الخلقية، وان تجلى لك الخلق بطن الحق، فيكون الحق مبينا ألحكامه الخلقية بسبب انطواء شهود أحدية وجوده الباطن بشهود الكثرة الحكمية، واذا انطوى شهود

شاهد ومشهود، فمحو كل مرتبة في الوجود ثبوت أحدية الوجود بدت حقائق كلإن غبت بدا، وان بدا «: باب مدينة العلم عليه السالم)] 165[(ولذا قال. ضدهاوما أعجب حكمة اهللا في النقط المبين ألن لفظ المبين ال يختص باإلظهار . » غيبني

مرجع ف. وبان، بمعنى غاب. بان، بمعنى ظهر: بل يتضمن معنى اإلخفاء إذ يقالفالكتاب المبين هو الذي أبان حقائق األسماء . الرطب الظهور، ومرجع اليابس البطون

وكشفها بذاته، فمرجع ظهورها وبطونها ذاته فذاته عين اسم اهللا المبين، الذي أبان .تجلياته بحقائق أسماء الظهور والبطون

هللا عنه من وبما قررناه صح وصف الكتاب المبين بما وصفه سيدي أحمد رضي ا؛ :قوله

)الذي ما فرط اهللا فيه من الحقائق الذاتية من شيء(هي اسم اهللا المبين الذي ترجع ) ص(أشار رضي اهللا عنه أن حقيقة اإلنسان الكامل ؛

إليه حقائق الظهور وحقائق البطون، ألن االسم المبين قابل للمعنيين وناظر بالعينين، يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم {]39اآلية : عدالر : [فإبانة اهللا تعالى عين قوله

التي هي الذات، فالذات غيب الكتاب المبين ألنها من وراء الظهور } *الكتاب .والبطون

فما أعظم مشهد هذا السيد األفخم، وما أوسع علم هذا الغوث األعظم حيث إنه ؛تاب المبين للحقائق الذاتية ظهورا وبطونا، بأنه الك) ص(وصف اإلنسان الكامل

يشير . ووصفه أيضا فيما سبق في الصالة السادسة بأنه أم الكتاب كنه كماالت الذاتكما أنه مرجع حقائق الظهور والبطون من كونه عين الكتاب المبين، فكذلك ) ص(أنه

لذي هو وراء هو أم كتاب كنه كماالت الذات بمعنى أنه هو السر المطلق الذاتي ا: البروج: [قال تعالى. حقائق الظهور والبطون، إذ لوال الذات لم يعلم الظهور وال البطون



هي معلوم كل علم ) ص(فذات اإلنسان الكامل } *والله من ورائهم محيط {]20اآلية ه ال وهي أيضا وراء العلم، وهذا المشرب العذب لصاحب هذه الصلوات قدس اهللا سر

: اإلنسان[} ! ! {ژ 9 8 7 6 5 4 3{ شك وال ريب أنه من عين الحضرة المحمدية وال يصلح لهذا الشراب إال من استوت في ذاته شمس الحقيقة فكان مستقرها ] 6اآلية

اآلية : الرعد[حتى جرت منه بحقائق أسمائها المتجلية في صور اآلثار المتميزة بحكم .} نده بمقدار وكل شيء ع {]8واعلم أننا لو لم نفسر الكتاب المبين بالمعنيين المتضادين من اإلظهار واإلبطان لم

الذي ما فرط اهللا فيه من الحقائق الذاتية من شيء مع أن المأخذ : يصح الوصف بقولهطنا في الكتاب من شي {]38اآلية : األنعام: [قول اهللا تعالى ومن المعلوم أن } ء ما فر

من جملة الحقائق الذاتية حقائق البطون، فيكون اإلنسان الكامل على هذا مرجع حقائق وليس مراده ذلك رضي اهللا عنه، وان كان هو . الظهور فقط دون حقائق البطون

المشهور من كالم العارفين، ألنهم يجعلون الحقيقة المحمدية مرجع الظهور، فهي أنزل :ت ألن الذات مرجع الظهور والبطون ووراء ذلك، وقد أنشدرتبة من الذا

لم يرق لي منزل بعد النقا؛ ؛ال وال مستحسن من بعد مي

ومي إشارة الذات العلية من . فالنقا إشارة لنقا الظلمة العدمية بنور الحقيقة المحمدية؛ما أمرنا إال و {]50اآلية : القمر[ومرام سيدي أحمد قدس سره . خلف الحجب األسمائية

فاإلنسان الكامل عنده هو الكتاب المبين لحقائق الظهور والبطون وذاته التي } واحدة هي السر الغيبي عين أم الكتاب، فهي من وراء الشؤون، وهذا الذوق يكاد أن ال يوجد

.مفي كتاب أو يتفوه به العارفون في الخطاب، فإنه ممن يعلم عندهم ويكتم واهللا أعلوقد رزقنا اهللا تعالى فهم الكتاب المبين من حيث ال نحتسب، وذلك ببركة صاحب ؛

ثم قال . والحمد هللا رب العالمين) ص(الصلوات الشارب الممد من عين وسيلة الذات :رضي اهللا عنه



)لسان كلمات اهللا التامات(عين فرقان كما أنه عين قرآن أحدية الذات، كذلك هو ) ص(أراد رضي اهللا عنه أنه ؛

أسماء التعينات، فهو لسان كلمات اهللا التامات، أي هو المفصل ما اندرج في ذاته من كلمات اهللا التامات التي هي عين األسماء والصفات المتجلية بشؤون التطورات بالصور

معرب عن بيان ذاته، فهو المترجم والمترجم ) ص(الكونية والمراتب الخلقية، فلسانه فأوحى إلى {]10اآلية : النجم[} *فكان قاب قوسين أو أدنى {]9اآلية : النجم[عنه فأوحى راجع إلى كان، فالذي كان هو الذي أوحى من حيث إطالقه : فقوله} عبده

الغيبي إلى عبده، الذي هو حكم ذلك اإلطالق من حيث االسم الظاهر بالصورة : النجم[ورته شاهد ومن غيبه مشهود، فدار عليه معنى الوجود الشهادية، فهو من ص

} *ما زاغ البصر وما طغى {]17اآلية : النجم[، } *ما كذب الفؤاد ما رأى {]11اآلية فلذا . فؤاد، وكله بصر، ومنه المبدأ واليه المستقر) ص(ألن البصر انقلب إليه، فكله

:قال رضي اهللا عنه )المترجم عن أسرار العشق اإللهي(

أي ألن اهللا أحب أن يعرف وما يعرف إال بنا، فحبه ألن يعرف حب لنا، فلوالنا لما منا، أي : كان حبه، فبقابليتنا لحبه أعطيناه اسم الحب منا، فلذلك قال رضي اهللا عنه

ق اإللهي منا فلذلك كان المترجم عن أسرار العش. من كونه عينا حيث إنه إنية أعيننافما عرفنا هذا الحب » فأحببت أن أعرف«: ألنه أولى بنا من أنفسنا فترجم عنا بقوله

ته الكائن وآدم بين الماء والطين، وفي الحقيقة اإللهي والعشق الذاتي إال من كنز نبونحن المعروفون في مرآة الوجود الحقي الذي شاهدنا أنفسنا فيه، فكان هو المعروف

معروفين ألن معرفتنا ألنفسنا عين معرفته لنفسه، فقد ناب تعالى عن كل شيء بكوننا وقد ترجم . فحبه ألن يعرف عين حب كل شيء ألن يعرف» فأحببت أن أعرف«: بقوله

أي ألن ) منا ومن وراء غاية الغايات(اإلنسان الكامل عن أسرار هذا العشق اإللهي لصفات، فال عارف وال معروف في عين ذلك عشق الذات للذات بانطواء األسماء وا



فإن شئت فاغلق . العارف والمعروف، فالكثرة عين االنفراد كما أن الحقيقة عين اإلفرادالباب، وان شئت فقل ال حجاب، فالذات تقبل األضداد، فهي الكثرة في عين االنفراد،

.والرب في صور العباد، واألحد في الشركاء واألنداد هي الليل ظلمة هي الشمس نورا بل

هي الحيرة العظمى التي تتلعثم مبرقعة من دونها كل حائل

ومسفرة كالبدر ال تتكلم فنور وال عين وعين وال ضيا وحسن وال وجه ووجه ملثم

شميم وال عطر وعطر وال شذا وخمر وال كاس وكاس مختم

:ثم قال رضي اهللا عنه؛ )صالة بلسان حق من حق لحق(

نه إليه ألنه حق الحق ونقطة دائرة استمداد وجود الخلق، فهو عين يعني بلسانه م؛ وهذا المعنى ال يدركه إال من انقلبت إليه . الحق المبين، وقلب قرآن الحقائق يس

الحقائق، وكانت له الجمعة ألنه السابق، فولدت مريم نفسه عيسى الروح وانطمست ذاته الكبرى واندرجت فيه الدنيا مع ، فقامت قيامة]الشمس[نجوم أسمائه بذاتية اليوح

األخرى، وجمع أنفس العالم وكان من روحه نفخ آدم، فهو المؤتى جوامع الكلم لكل من .علم وعلم

: النساء: [بالناس ألن كل فرع ممتد من أصله، قال تعالى) ص(وقد سمى اهللا محمدا ؛فهو الشارب بكل كأس } اهم الله من فضله أم يحسدون الناس على ما آت {]54اآلية

وسبب ذلك أنه } إنك جامع الناس {]9اآلية : آل عمران[وطاس، والواهب من سر



آل [المقتدر المليك، الذي لم يكن ألحدية حقه من بشرية خلقه شريك بعنوان ) ص( .إذ هو النور بال ظل وال فيىء} ليس لك من األمر شيء {،]128اآلية : عمران

فلما تحققت خلقيته بأكمل العبودة وغاية الفقر، كان سيد ولد آدم وال فخر، فحل له ؛فهو الحري بأن تخاطبه . نكاح الهبة الحقية وكانت له كل نفس من سر الجمعية

يا رسول اهللا وهبتك نفسي فأنت الجامع لمظاهر قدسي، وما كانت : الحضرة الذاتية .إال منك إليك فال منة ألحد عليك الهبة

كالبحر يسقيه السحاب وما له؛ ؛فضل عليه ألنه من مائه

ألنه أولى } وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي {]50اآلية : األحزاب: [قال اهللا تعالى؛يستنكحها لتكون إن أراد النبي أن ) ص(بها من نفسها، فنفسها ليست لها بل هي له

صورة مجالة خالصة لك، ألن إيمانها من نور سراج إيمانك المنير، فأنت الذي أحييتها بنور إيمانك المطلق الجامع، فهي خاصة لك وحدك من دون المؤمنين فال هبة إال منك

لزينب ) ص(وقد ظهر هذا السر األحدي في نكاحه . لك، فأنت الواهب نفسك لنفسكوليها المزوج لنفسه القابل من نفسه فلم يكن لزينب وال ألحد مدخل بنت جحش، فكان

فلما قضى زيد منها {]37اآلية : األحزاب: [قال اهللا تعالى. في هذا النكاح األحديإنه لقول {]40اآلية : الحاقة: [قال تعالى. وما ظهر القول إال منه} وطرا زوجناكها

فما تصرف إال بنفسه لنفسه، كما قال اهللا تعالى ) ص(فقبل من نفسه } *ل كريم رسو فنكاحه . وما ظهر في الوجود سواه فما عرفه سواه)] 166[(»فأحببت أن أعرف«زينب أتم وأكمل في األحدية من نكاح آدم عليه الصالة والسالم لحواء، فإن آدم ) ص(

ولم ذلك وقد خلقها اهللا : مه يا آدم، قال: لى حواءـ قيل لهعليه السالم لما مد يده إليهاـ إأن تصلي على محمد : يا رب وما مهرها، قال: حتى تؤدي مهرها، قال: لي، فقيل له) ص(، وأما محمد)ص(وقيل عشرين، فلم يأخذها آدم إال بواسطة محمد. ثالث مرات



أو على شيء من فقد حلت له زينب بحكم األحدية المطلقة بدون توقف على مهر .األشياء، فنكاحه لها نكاح ذاتي من ذاته لذاته

المالك المملك، تصرف في بعض النساء المؤمنات، فملك امرأة ) ص(ولما كان ؛، »وهبتكها«: ، وفي رواية»أملكتكها«: ، وفي رواية»ملكناكها«: لبعض أصحابه، وقال

له بما معه من القرآن فحلت)]. 167[(»زوجتكها بما معك من القرآن«: وفي رواية، فلما كان معه القرآن صار له حظ )ص(بدون اشتراط أن يعلمها ألن القرآن خلق النبي

فصح أنه . من الوراثة المحمدية فاستحقها بذلك الحظ بال مهر ولو خاتم من حديدالسيد المالك المتصرف المملك، الذي يؤتي الملك من يشاء، ألن له وسيلة ) ص(

، كما كان الواسطة آلدم في )ص(ال يدخلها أحد إال بإذنه وواسطته األحدية التي نكاحه لحواء، فهو حقيقة اسم اهللا األحد المطلق الذي ال تحكم عليه األسماء وال :المراتب المتقيدة بوجه من الوجوه فال يدخل أحد حضرة األحدية إال من بابه، كما قالوا

وأنت باب الله أي امرىء؛ ؛غير بابك ال يدخل أتاه من

: عن أستاذه الغوث سيدي عبد العزيز الدباغ قدس اهللا سره» اإلبريز«وقد نقل صاحب ؛مخلوق ] كل[إلى ) ص(أن أهل الكشف والعيان يشاهدون المادة سارية من سيد الوجود

ممتدة الحب إلى ذوات األنبياء والمالئكة ) ص(في خيوط من نور فائضة من نوره الة والسالم، وذوات غيرهم من المخلوقات، ويشاهدون عجائب ذلك عليهم الص

.االستمداد وغرائبهليس لي من سيدنا : أنه عاند في ذلك بعض أهل الخذالن، فقال: ونقل عنه أيضا ؛

وأما نور إيماني فهو من اهللا عز وجل ال من . إال الهداية إلى اإليمان) ص(محمد) ص(يت إن قطعنا ما بين نور إيمانك وبين نوره أرأ: فقال له الصالحون). ص(النبي

.نعم رضيت: وأبقينا لك الهداية التي ذكرت أترضى بذلك، قال



فما تم كالمه حتى سجد للصليب وكفر باهللا ورسوله ومات على : قال رضي اهللا عنه؛ .نسأل اهللا السالمه بمنه وفضله آمين. كفرهاآلية : القصص: [قال تعالى. رآن العظيمهذا المعنى ورد به التعارض في الق: أقول؛

وانك لتهدي إلى {]52اآلية : الشورى: [، وقال تعالى} إنك ال تهدي من أحببت {]56والجواب . فقد أثبت له تعالى الهداية في موضع ونفاها عنه في موضع} صراط مستقيم

وما {]17اآلية : األنفال: [ك نظير قوله تعالىعن ذلك سهل عند أهل الحقائق ألن ذلعلى هذا الحد فهو هادي ) ص(بل سائر ما ينسب له } رميت إذ رميت ولكن الله رمى

واياك {]5اآلية : الفاتحة: [وال هادي، ورامي وال رامي، ومن أدرك سر قوله تعالىهذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما «: عالىوكشف حقيقة قول اهللا ت} نستعين أدرك هذا المعنى، وال يدرك إال بتجلي إلهي يعلم به أنه تعالى غذاؤنا )] 168[(»سأل

:قال الشيخ األكبر. بالوجود، ونحن غذاؤه بالحكم فلواله ولوالنا؛

؛لما كان الذي كاناحق، بل قطعوا المادة وانما لم يرحم الصالحون هذا الرجل باألخذ على يده وارجاعه لل؛

فيسبق عليه «): ص(حتى كفر لمشاهدتهم سبق كفره كما قال) ص(ما بينه وبين النبيفإن اهللا قضى على نفسه أن ال . ، وهذا السبق مرجع دائرة االختيار)] 169[(»الكتاب

يبدل القول لديه، فال يختار إال ما سبق به الكتاب، فاإلرادة اإللهية ال تتعدى في ها ما سبق به العلم اإللهي، ألن العلم حاكم على اإلرادة واإلرادة حاكمة على اختيار

محي [فمن هذا الوجه قال الشيخ األكبر . القدرة إذ أسماء اهللا بعضها محكوم للبعض ]:الدين بن عربي

إذا كان علم الحق في الحق يحكم ففي غيره أجدى فمن يتحكم وليس بمختار إذا كان هكذا



الكتاب مسلمفكل إلى سبق وخالفه الغوث الجيلي ولم يجوز سلب االختيار عن القدرة اإللهية نظرا إلى أن اهللا ؛

ومن . تعالى إذا قضى على نفسه أنه ما يبدل القول لديه، كان مرجع ذلك إلى اختياره: حكم على نفسه ولم يحكم غيره عليه ال يقال عنه أنه ليس بمختار، وقد قال تعالى

فكل جنح إلى ما هو عليه من } وربك يخلق ما يشاء ويختار {]68اآلية : القصص[: التجلي في ذلك الوقت، وكالمهما رضي اهللا عنهما حق ألن مراد الشيخ األكبر بقوله

وليس بمختار، إذا كان هكذا أنه ليس بمختار إال ما سبق في علمه، فاختياره أحدي فاختيار اهللا ليس بمعنى إما، واما، ألنه تعالى . »يه الكتابفيسبق عل«): ص(كما قال

وكالم الغوث الجيلي راجع لتصرف الحق بذاته لذاته . عالم بالواقع فال يختار سواه: وقد ورد الكتاب والسنة بتأييد الكالمين، قال تعالى. باالختيار الذاتي ال العلمي

كان على {]71اآلية : مريم: [وقال} شاء ويختار وربك يخلق ما ي {]68اآلية : القصص[ .كما بسطنا ذلك في رسالة مستقلة واهللا أعلم} ربك حتما مقضيا

الحق الدامغ والسر البالغ: اعلم، رحمك اهللا، أن األستاذ سيدي أحمد، صاحب الصلوات قدس سره أشار بقوله؛

ومعنى شريف، وهو أن صالة اهللا تعالى لها بلسان حق من حق لحق لسر لطيف :وجهان

الوجه الواحد إطالقي حقي من حقيقة وجوده المطلق الذي ال تقيده األحكام الزمانية وال المراتب العددية، فهذا الوجه هو صالة اهللا تعالى بلسانه الحق، وهذا اللسان ال ينحصر

لصالة هنا من هذا الوجه عبارة عن فا. بعدد خاص وال ينضبط ببداية وال يتقيد بنهايةمن باطنه لظاهره ومن ظاهره لباطنه، ومن أوله آلخره ) ص(الفيض الدائم الذي له

.ومن آخره ألولهوالوجه الثاني صالة اهللا تعالى في المجالي الصورية واأللسنة الخلقية، فهي تكون

وهذا الوجه هو . دادهعلى حسب قابلية المصلي عليه ومشاكلته لحاله ومطابقته الستع



أما ترضى يا محمد أن «): ص(أن اهللا تعالى قال له «: الذي ورد في الحديث القدسيفأدخل تعالى )] . 170[(»ال يصلي عليك أحد من أمتك مرة إال صليت عليه بها عشرا

وكذا ما ورد من أنه من صلى عليه عشرا صلى اهللا عليه مائة . صالته تحت العددكل ذلك من مرتبة التشبيه )]. 171[(صلى عليه مائة مرة صلى عليه ألفا مرة، ومن

فطلب األستاذ . التي تقتضيها التنزالت الصورية والمجالي الخلقية والمراتب التقييديةقدس اهللا سره الصالة عليه باللسان الحقي المندرج به جميع األلسنة الخلقية واألحكام

تعالى أن يصلي على محمد بهذه الصالة المطلقة بلسانه ومن طلب من اهللا . التقييديةتعالى الحقي، فال يتقيد جزاؤه بأن يصلي اهللا عليه عشرا أو مائة أو ألفا، بل ال يتقيد بعدد أو بزمان أو بحكم أو بتجلي أو بمنزلة، بل له الجزاء الحقي الجامع المطلق

.المستغرق للمراتب كلها ؤهمن وجد في رحله فهو جزا

كان تعالى عين جزائه، ألنه في رحله، ) ص(فمن كان اهللا لسانه حين يصلي عليه ؛ :فافهم واذا فهمت ما قررناه اتضح لك قوله رضي اهللا عنه

)صالة ال يتطرق إليها اإلحصاء وال يحيط بها علم مخلوق بوجه من وجوه االستقصاء( .إليه علم الخلقأي ألن اللسان الحقي ال يدركه إال الحق فال يصل ؛ ]شرح الصالة التاسعة[

" ! £$ )اللهم صل على الذات الحقية القدسية، والمعاني الكمالية الجاللية الجمالية(اللهم صل على محمد الذات الحقية : اعلم، رحمك اهللا، أن قوله رضي اهللا عنه؛

ل {]1ة اآلي: الفرقان: [القدسية، يشير به رضي اهللا عنه إلى قوله تعالى تبارك الذي نزفالفرقان عبارة عن افتراق معاني األسماء وتميزها باألحكام عن } الفرقان على عبده

بعضها بعضا، إذ حكم المعطي غير حكم المانع، وحكم الضار غير حكم النافع، وحكم .المبدي غير حكم المعيد وهكذا



ا الفرقان متنزل على حقيقة واحدة التي هي عبده الكامل إال أن اهللا تعالى أخبر أن هذ؛وهذا اإلنذار } ليكون للعالمين نذيرا{]1اآلية : الفرقان) [ص(الجامع، وهي ذات محمد

ليس هو اإلنذار الخاص المعلوم بل اإلنذار الخاص المعلوم فرد من أفراده، وانما هو فهو إنذار االستعدادات } آبة إال هو آخذ بناصيتهاما من د {]56اآلية : هود[من باب

والظاهر بهذه االستعدادات هو من تنزل . الوجودية أن تظهر في قوابلها اإلمكانيةاآلية : اإلسراء: [الفرقان عليه، فكانت ذاته مسمى ذلك الفرقان، قال اهللا تعالى

ففصل ما بين اهللا وما بين الرحمن والمعنى } الرحمان قل ادعوا الله أو ادعوا {]110، هي )ص(واحد، فأخبر تعالى أن حقيقة عبده الذي هو اإلنسان الكامل، وهو محمد

.النقطة الذاتية التي ترجع إليها سائر المعاني الفرقانية واألحكام األسمائيةرق ما بين المراتب وميز ومن جملة األحكام الفرقانية التنزل، فاالسم الفارق الذي ف؛

فالمنزل والمنزل . بعضها عن بعض في عين هذا العبد هو من جملة أحكام الفرقانفالفاعل . عليه نقطة واحدة هي الذات الحقية القدسية، واختلف عليها الحكم باالعتبار

ي خلقكم هو الذ {]189اآلية : األعراف: [عين القابل كما أن حواء من آدم، قال تعالى .مع أن هذه النفس افترقت إلى صور كثيرة} من نفس واحدة

فالحقيقة اإلنسانية هي محور الوجود التي ترجع إليها سائر األسماء اإللهية، فاألسماء ؛وهذا معنى تبارك، أي تكثر، . اعتباراتها وأحكامها، فالعين واحدة، واالعتبار كثير

ود له مع العين واال لحصل الشرك في العين والذات وبطل والتبارك أمر حكمي ال وجتعالى الله {]63اآلية : النمل[، } *قل هو الله أحد {]1اآلية : اإلخالص: [قوله تعالى

والبداية والغاية . فما ثم إال نقطة واحدة هي معنى البداية ومعنى الغاية} عما يشركون قال تعالى من حيث االسم الباري المتوجه على . ريان، وذات النقطة واحدةحكمان اعتبا

إيجاد جسم اإلنسان يخاطب نفسه من حيث االسم اآلخر الظاهر بصورة اإلنسان أي ظهرت بك بمعنى األولية التي هي } وقد خلقتك من قبل {]9اآلية : مريم: [الكامل

كما أنه لك القبلية، فأنت القبل وأنت البعد، وذلك معنى حكم النقطة الذاتية فلك البعدية



وربه حقيقته، ويداه )] 172[(»كنت نورا بين يدي ربي«: قوله عليه الصالة والسالمبمثابة كنت كنزا » كنت نورا «: فقوله. كناية عن التقابل األسمائي كالمبدي والمعيد

.مخفيا، فهي الكينونة التي ليست تحت حكم الزمانأي بل أنت عين ال توصف باألحكام الشيئية، } ولم تك شيئا{]9اآلية : مريم: [ثم قال؛

فالنقطة الذاتية ال يقال لها شيء ألنها عين كل شيء، بل ال . كان اهللا وال شيء معهيقال معها شيء ألن األشياء اعتبارات مقدرة ثابتة في البرزخ المقدر بين الوجود والعدم

: اإلنسان: [ونقطة الذات واجب الوجود لذاته، ولذا قال تعالى. باإلمكان المعبر عنهاآلية : اإلنسان[والدهر حقيقة اإلنسان } هل أتى على اإلنسان حين من الدهر {]1اآلية وهذا الحين قضاء الذات لنفسها بمحو األشياء معها من حكم } لم يكن شيئا مذكورا{]1

دهرية ذاتها التي لم يكن معها اإلنسان شيئا مذكورا باألسماء من أولية أو آخرية أو فبهذا االعتبار الحيني الذي هو تجلي الذات بالمحو الذاتي لم يكن . ظاهرية أو باطنية

شيئا مذكورا باألسماء والصفات، مع أن هذا التجلي ال ينافي وجود األسماء والصفات لها في هذا التجلي الحيني من حقيقة الدهر الذاتي، كما أن نور الشمس إال أنه ال حكم

فكما أن أنوار النجوم تندرج في . الذاتي يطمس سائر أنوار النجوم وان كانت موجودةالنور الشمسي، كذلك جميع التجليات تندرج في هذا التجلي الدهري العيني، فال حكم

.ي الشمسي العينيلتجلي من التجليات مع هذا التجلي الذاتولم تك {]9اآلية : مريم: [ومن هنا تفهم الفرق ما بين الشيئية المسلوبة في قوله تعالى؛

إنما قولنا لشيء إذا أردناه {]40اآلية : النحل: [من الشيئية الثابتة في قوله تعالى} شيئا. لنقطة الذاتية ووجوب وجودها بذاتها لذاتهافسلب شيئيتك اعتبار ا} أن نقول له كن

وثبوت شيئيتك اعتبار حكم النقطة باعتبار وصفها باألسماء اإللهية، فأنت بحقيقتك فالذات ماحية مثبتة وهي نقطة } يمحو الله ما يشاء ويثبت {]39اآلية : الرعد[مرجع

.ذات اإلنسان الكامل



إن الشيئية المسلوبة في قوله : خ األكبر قدس اهللا سرهوطال ما أشكل على قول الشي؛غير الشيئية الثابتة في قوله } وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا{]9اآلية : مريم: [تعالى حتى ظهر لي بحمد اهللا تعالى} إنما قولنا لشيء إذا أردناه {]40اآلية : النحل: [تعالى

هو } إنما قولنا لشيء إذا أردناه {]40اآلية : النحل: [أن الشيء الثابت في قوله تعالىجنس } ولم تك شيئا{]9اآلية : مريم: [والشيء المسلوب في قوله. حكم من أحكام الكثرة

ساني الذي هو الشيئية الذي هو عام ألفراد كثرة األشياء، ألن اهللا خاطب به الواحد اإلنعين كل شيء مع أنه ال يقال له شيء، ألن اهللا كان وال شيء معه، وما تعين شيء

فالشيء المسلوب كثرة الحقيقة اإلنسانية الجامعة ألفراد كل شيء، والى . إال من حقيقتهيدمغه فإذا بل نقذف بالحق على الباطل ف {]18اآلية : األنبياء: [ذلك أشار بقوله تعالى

فهذا الدفع هو عين تجلي حين من الدهر على اإلنسان لم يكن به شيئا } هو زاهق مذكورا، فالحين الذي أتى على اإلنسان حين دائمي أبدي، وهو عين ذاته الدامغة

.بحقيتها لباطل الكثرة الحكمية التي لم تشارك في الوجود حقيقته الحقيةاللهم صل على الذات الحقية : كشف قول سيدي أحمد قدس سرهوبهذا المعنى ان؛

القدسية والمعاني الكمالية الجاللية الجمالية، فإن االسم الحق واالسم القدوس واالسم الكامل واالسم الجليل واالسم الجميل، بل األسماء كافة والمراتب عامة، محورها تلك

لصفات، ألن الفرقان متنزل على العبد الجامع الذات، فهي معنى جميع تلك األسماء واالذي هو قرآن ذلك الفرقان، فهو الذات بأسمائها من كونه نقطة دائرة الوجود المستمد

:فلذلك قال رضي اهللا عنه. من كل موجود )قرآن حقائق الذات وفرقان تجليات الصفات(

وثالثمائة من كتابه قال الشيخ األكبر رضي اهللا عنه في الباب السادس واألربعين ؛ واعلم أن مرتبة اإلنسان الكامل من العالم مرتبة النفس الناطقة من : »الفتوحات المكية«

ومرتبة الكمل من األناسي ). ص(اإلنسان، فهو الكامل الذي ال أكمل منه، وهو محمدن النازلين عن درجة هذا الكمال الذي هو الغاية من العالم، منزلة القوى الروحانية م



اإلنسان، وهم األنبياء صلوات اهللا وسالمه عليهم، ومنزلة من نزل في الكمال عن درجة هؤالء من العالم منزلة القوى الحسية من اإلنسان، وهم الورثة رضي اهللا عنهم، وما بقي ممن هو على صورة اإلنسان في الشكل هم من جملة الحيوان، فهم بمنزلة الروح

فليس العالم إنسانا : ذي يعطي النمو واإلحساس، إلى أن قالالحيواني في اإلنسان الكبيرا إال بوجود اإلنسان الكامل الذي هو نفسه الناطقة، كما أن نشأة اإلنسان ال تكون إنسانا إال بنفسها الناطقة، وال تكون كاملة هذه النفس الناطقة، إال بالصورة اإللهية

حاز ) ص(ذلك نفس العالم الذي هو محمد، فك)ص(المنصوص عليها من الرسول .درجة الكمال بتمام الصورة اإللهية في البقاء والتنوع في الصور، وبقاء العالم به

فاعرف يا ولي منزلتك من هذه الصورة اإلنسانية التي : إلى أن قال رضي اهللا عنه؛أنت من روحها ونفسها الناطقة، هل أنت من قواها أو من محال قواها، وما ) ص(محمد

قواها، هل من بصرها أم سمعها أم شمها أم لمسها أم طعمها، فإني واهللا قد علمت أي .قوة أنا من قوى هذه الصورة، وهللا الحمد على ذلك، انتهى

وأثبت أن كل نبي وكل ولي ) ص(فقد أثبت نفسه رضي اهللا عنه جزءا من أجزاء ذاته ؛. كبير الذي هو روح العالم وصورتههو اإلنسان ال) ص(من جملة أجزاء ذاته، وأنه

فخاتم الرسل من : التي هي قوله» الفصوص«وبهذا الكالم يتضح ما أشكل من عبارة حيث واليته نسبته مع الختم للوالية نسبة األنبياء والرسل معه، فإن ظاهرها أن خاتم

وقد نص على نفسه أنه هو خاتم . الرسل من حيث واليته يستمد من خاتم األولياءاألولياء وأن بين كتفيه خاتم الوالية، فلما ذكر عن نفسه هنا أنه قوة من جملة قوى

).ص(فهمنا أن ذلك اإلمداد من نفسه ) ص(اإلنسان الذي هو السيد األعظم كالبحر يسقيه السحاب وما له؛

؛فضل عليه ألنه من مائهه فيسأل له بعض أنه كان يأتيه السائل فال يجد عنده ما يعطي) ص(ومن كماالته ؛

أوتي مفاتيح ) ص(هل عندكم من شيء لهذا السائل، مع أنه : بيوت أصحابه ويقول



من ذا {]245اآلية : البقرة: [الخزائن األرضية، وهذا التنزل من قبيل قول اهللا تعالى: فسهومن سمع في القرآن العظيم قوله تعالى في حق ن} الذي يقرض الله قرضا حسنا

دقات {]104اآلية : التوبة[ مع أنه تعالى هو المعطي لكل شيء لم } ويأخذ الصألن » الفصوص«يستهجن ما ذكره اإلمام الخاتم محيي الدين رضي اهللا عنه في كتابه

المعطي ) ص(فهو . واسم من جملة أسمائه) ص(اإلمام محيي الدين قوة من قواه .وليس في الوجود سواهواآلخذ والممد والمستمد

وليس على الله بمستنكر؛ ؛أن يجمع العالم في واحد

وقد أخبرني بعض مشايخي، وهو سيدي الحسين الفاطمي رحمه اهللا، عن بعض ؛من رأى الكمال في كل شيء : السادات الشاذلية رضي اهللا عنه وعنهم أنه كان يقول، ومن رأى النقص في كل شيء استمد من كل شيء وازداد من اهللا قربا في كل شيء .استمد منه كل شيء وازداد من اهللا بعدا في كل شيء

، عين القرآن وعين الفرقان، فمن وجه )ص(ومعلوم أن اإلنسان الكامل، وهو محمد؛القرآن يعطي ومن وجه الفرقان يأخذ، بل هو المعطي في كل معطي واآلخذ من كل

:آخذ، فيصدق عليه قول من قال ود وان تعدد ظاهرا هذا الوج؛

؛وحياتكم ما فيه إال أنتمفقد اتضح بحمد اهللا تعالى قول سيدنا صاحب الصلوات المنفرد بأسمى المقامات، ؛

ثم قال رضي . قرآن حقائق الذات وفرقان تجليات الصفات: سيدي أحمد قدس اهللا سره :اهللا عنه

)عين الحياة األزلية، معنى التفصيالت األبدية(حياة : م، روحك اهللا بنفحاته ونظر إليك بعواطف فتوحاته، أن الحياة على قسميناعل؛

فالحياة األصلية وجود الحقيقة لذاتها، وهذه هي الحياة األزلية . أصلية، وحياة إضافية



فإنها عبارة عن مطلق الوجود الذي فتق . التي ال يلحقها الممات، وهي حياة اهللا تعالىأولم ير الذين كفروا أن السماوات واألرض {]30اآلية : األنبياء: [رتق العدم، قال تعالى

فالماء هنا كناية } *كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفال يؤمنون لت كل حقيقة عن غيرها، كما عن وجود اهللا الذي تميزت به أعيان الحقائق، وانفص

تميز القابض من الباسط، والجليل من الجميل، والغني من اآلخذ، والمستقرض والصمد اآلية : البقرة: [من الجائع الظامىء، والقوي من المريض، والعزيز من الداعي، كما قال

.وهكذا} والله يدعو إلى الجنة {]221وهذه الحياة هي حياة الخلق الموجودين . فهي وجود الشيء لغيره وأما الحياة اإلضافية؛

هللا تعالى ال ألنفسهم، فحياتهم إضافية مجازية ال حقيقية ما عدا اإلنسان الكامل، فإن اهللا تعالى ظهر به بحياته األزلية التامة الحقيقية، فحياته ال يلحقها الممات الحقيقي وان

د العموم، وهي في نفسها عين الحياة المطلقة، ألن بطنت عنا حياة صورته المقيدة عنحياة كل شيء من معدن حياته، فهو حقيقة الماء الوجودي الذي جعل اهللا منه كل

فحياة اإلنسان الكامل من أجل اهللا، وحياة كل حي من أجل اإلنسان . شيء حيمل عين فكما أن اإلنسان الكا. الكامل، ألنه نسخة الحق تعالى وصورة وجود أسمائه

الحياة األزلية هو معنى التفصيالت األبدية فمن حياته األزلية تنفصل حقائق األسماء قل لو كان البحر مدادا {]109اآلية : الكهف: [وتتميز أبد اآلباد، كما قال تعالى

ت الرب ال تنفد، كما قال وكلما} لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربيولو أنما في األرض من شجرة أقالم والبحر يمده من بعده {]27اآلية : لقمان: [تعالى

ألن اهللا تعالى ال ينفد، فكلماته ال تنفد، فمظاهره ال } سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله } بل هم في لبس من خلق جديد {]15اآلية : ق: [ي المعيد، قال تعالىتنفد، فهو المبد

.فافهم ما رمزنا إليك فالوجود يدور عليكقال الغوث الكامل سيدي عبد الكريمبن إبراهيم الجيلي رضي اهللا عنه في إنسانه ؛

بد حياة العالم فمنهم من تجلى الحق له بالصفة الحياتية، فكان هذا الع)]: 173[(الكامل



بأجمعه يرى سريان حياته في الموجودات جسمها وروحها، ويشهد المعاني صورا لها منه حياة قائمة بها، فما ثم معنى كاألقوال واألعمال وال ثم صورة لطيفة كانت كاألرواح أو كثيفة كانت كاألجسام إال وكان هذا العبد حياتها يشهد كيفية استمدادها منه ويعلم

وكنت في هذا التجلي مدة . من نفسه من غير واسطة، بل ذوقا إلهيا كشفيا عينيا ذلك، وأنظر القدر لكل موجود من حياتي كل على ما من الزمان أشهد حياة الموجودات فياقتضاه ذاته، وأنا في ذلك واحد الحياة غير منقسم بالذات، إلى أن نقلتني يد العناية من

.انتهى. وال غير هذا التجلي إلى غيرهوال يخفى أن القطب الجيلي رضوان اهللا عليه بهذا المشهد العظيم الذي أخبر به عن ؛

، فإنه األولى بنفسه من نفسه، فنفسه )ص(نفسه هو مجلى من مجالي حياة محمد، فمن مشكاته النورية اتقدت )ص(ونفس كل ذي نفس هي باألصالة الكلية لمحمد

المباركة والزيتونة الممدة بزيت الوجود، ألنها لم يقيدها المصابيح، فحقيقته الشجرةشرقية الظهور وال غربية البطون، فيكاد زيتها يضيء بنفسه لنفسه بدون أن تظهر نسب

فأحببت أن «: الظهور والبطون بنارية قدح زناد الحب اإللهي الذي قال عنهت في عين صدور على أن األمر واهللا كذلك، فما أضاء هذا الزي)] 174[(»أعرف

المعرفة وامتياز حقائق األسماء على تفاصيلها إال لنفسه بنفسه، فليس معه سوى نفسه، فال يرى هذا الزيت الوجودي القائم من زيتونة الهوية الجامعة للب التنزيه وقشر التشبيه

حق على نقذف بال {]18اآلية : األنبياء[إال هو، إذ القشر قشر عند من يراه قشرا، ، وما قال تعالى فيزهق بل أخبر عنه أنه زاهق، فما } الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق

تجلى وما ظهر إال بنفسه لنفسه، وما عرفه إال هو كما قال سلطان العارفين سيدنا :محيي الدين

لو ظهرنا للشيء كان سوانا؛ ؛وسوانا ما ثم أين الظهور



: عين الحياة األزلية ومعنى التفصيالت األبدية، فهو سر قوله تعالى) ص( فمحمد؛إذ الوجوه كلها صورة، فهي مندرجة في } وعنت الوجوه للحي القيوم {]111اآلية : طه[

زيتونته المباركة التي هي غيب زيت الوجود، فزيت الوجود وجه من وجوهها كما أن جرة حقيقته الكلية هي الهوية اإللهية التي تفرعت منها سائر العدم عين هويتها، فش .بجمعيته الكاملة كنه أم الكتاب، واهللا الموفق للصواب) ص(الحقائق األسمائية، فهو

:ثم قال رضي اهللا عنه؛ )روح المعاني اإللهية وسر صور المباني الخلقية(ولبك، أن اهللا تعالى أثبت اعلم، فتح اهللا عين قلبك وتجلى بنوره الذاتي على عقلك؛

} ونفخت فيه من روحي{]29اآلية : الحجر: [الروح لنفسه في كتابه المبين، قال تعالىومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من {]12اآلية : التحريم: [وقال تعالى

وال شك أن روح اهللا تعالى . روح اهللا وكلمته: ليه السالم، وقال في عيسى ع} روحنا. عينه وكلمته عينه، ألن روح اهللا حقيقة واحدة ال تتعدد، فال بد أن تكون كلمة اهللا عينه

ولما كان عالما بنفسه وهو في المهد أنه روح اهللا وروح اهللا عينه، سلم على نفسه من فكان السالم منه واليه، فهذا } والسالم علي {]33اآلية : مريم: [مقام األحدية فقال

} وسالم عليه {]15اآلية : مريم: [السالم أتم من السالم على يحيى في قول اهللا تعالى .ألن قول عيسى عليه السالم من قبيل سالم اهللا على نفسه

اآلية : النساء[: ولما كان روح اهللا تعالى، والروح ال يتطرق إليه القتل، قال تعالى؛فإنه تجلى لهم في صورة تشبه صورته } وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم {]157

وقتلوا تلك الصورة فتخيلوا أنهم قتلوا عيسى، فتلك الصورة بالشبه هو وبالحقيقة ليست قتل عليها هو ألن القتل لألرواح غير ممكن وذات عيسى عين روح اهللا وكلمته، فال

.محالفهو إشارة إلى بطون حقيقته عنهم } إني متوفيك {]55اآلية : آل عمران: [وأما قول اهللا؛

ورافعك {]55اآلية : آل عمران: [حيث إنهم قيدوه في ناسوت خاص بشاهد قوله تعالى



ضمير في إلي ورافعك إلى السماء، فعلمنا أن الرفع رفع ذاتي ألن ال: ولم يقل} إلي اآلية : المائدة[ضمير ذات اهللا، فعلمنا أن عيسى مطلق الحقيقة في كل شيء، ولذلك

فما كفروا إال بجعله ناشئا عن مريم } كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم {]17عين مريم وعين كل شيء، فقيدوه باألصل المريمي مع أنه روح اهللا المطلق الذي هو

اآلية : األنعام: [ألن اهللا قال} آتاني الكتاب {]30اآلية : مريم: [كما يشير له قولهطنا في الكتاب من شيء {]38 على ] قولهم[فلو قالوا إن اهللا هو المسيح واقتصر } ما فر

جعلوا مريم هي األصل وهو تبع ابن مريم، : ذلك لما نسب الكفر إليهم ألنهم لما قالوالها وفرع عنها، واأللوهية إنما تبتغى لألصل ال للفرع، فكان حقهم على جهلهم بمرتبة

.األلوهية التي قيدوها بالتبعية لمريم واقتصروا على ذلك أن يعبدوا مريم ال عيسىحمدية فما أجهل النصارى بمعرفة حقيقة عيسى عليه السالم، وأين هم من المعرفة الم؛

فلم } فأينما تولوا فثم وجه الله {]115اآلية : البقرة: [التي نطق كتابها بقوله تعالى: يحصر المحمدي وجه اهللا كما حصرته النصارى في عيسى ومريم والروح فقالوا

فشهدوا وحدة األلوهية } له واحد إن الله ثالث ثالثة وما من إله إال إ {]73اآلية : المائدة[في الثالثة فعبدوه من حيث اسمه الوتر ال من حيث اسمه األحد، وقد قال اهللا تعالى

سنريهم آياتنا في اآلفاق وفي أنفسهم حتى {]53اآلية : فصلت): [ص(في كتاب محمدنكشف لهم أن ذلك المرئي في اآلفاق وفي أنفسهم هو أي حتى ي} يتبين لهم أنه الحق

واذا تبين لهم . فيكون المرئي عين الرائي فيرى نفسه بنفسه وفي اآلفاق. الحق ال غيرهذلك فال تقيدهم الصور عن شهود الحقيقة، فإن الصور أمر حكمي معقول ال موجود،

رى التمثيل والتجسيم لما فلو لم يغلب على النصا. وانما الموجود هو الحقيقة العينيةقيدوه بالبنوة لمريم فأخطأوا ما ينبغي لمقام األلوهية من األحدية، ولو غلب عليهم شهود

} إن الله هو المسيح {]17اآلية : المائدة: [اإلطالق في عيسى الذي يدعونه في قولهبوة أحكام معقولة عند من لقالوا إنه عين كل شيء ولم يصفوه بالبنوة، فإن البنوة واأل

: وتجلي الحقيقة يرفع القيود بأسرها، ولذلك قال عيسى فيما حكى اهللا عنه. تقيد بالزمان



أي أبعث } *والسالم علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا {]33اآلية : مريم[وبطونا، فموته إنما هو بالنسبة لمن يتقيد مع حال كوني حيا، فالحياة لم تفارقه ظهورا

رتبة المحسوسات كما أن والدته بالنسبة لمن ظهر عنده ال بالنسبة لمن يشهده قبل إال المحمدي الكامل، ولذا قيل } والسالم علي {]33اآلية : مريم[فال يفهم معنى . وبعد

لي وال مساء إنما الصباح والمساء ال صباح : كيف أصبحت، فقال: لبعض المحمديين .لمن تقيد بالصفة وأنا ال صفة لي

ولما كان الغالب على عيسى عليه السالم وجه التنزيه، فكان الغالب عليه أنه يصوم ؛وال يفطر، ويقوم وال ينام، وان كان قد وصفه اهللا وأمه أنهما كانا يأكالن الطعام، إال أن

لم يمسها بشر، كأن القائم بميزان العدل في كماالت عيسى لم يتزوج النساء وأمه ، فقد استوت في ميزان كماله )ص(األلوهية وتنزالتها إلى كمال الصورة البشرية محمد

قل إنما أنا بشر {]110اآلية : الكهف: [كفتا التنزيه والتشبيه، كما يشير له قوله تعالىرت رباعيته، وكذب وشتم وصبر حسا مع قومه في إلى أن شج وجهه، وكس } مثلكم

إن الذين {]10اآلية : الفتح: [عالم الشهادة، ولذلك أطلق اهللا اسم الجاللة عليه فقالألن كماله في تلك البشرية هو كمال اهللا تعالى، والكمال } يبايعونك إنما يبايعون الله

بالمعنى فقط إذ المعنى مندرج بالحس، فالحس هو الذي يهب إنما هو بالحس ال المعاني لألرواح، أال ترى أن الروح ال توصف مثال بالفرح والضحك والجوع والظمأ والمرض وال بالتدبير والتصوير والحفظ إال بواسطة الحس، وكل ذلك أخالق إلهية،

ا السالم أن تكون له أهال فمحمد روح اهللا وصورته الكاملة، فهو الحري بمريم عليهيتزوج بها في الجنة لتكون عرش كماله مع آسية امرأة فرعون وكلثم أخت موسى، ولذا ينزل عيسى تابعا لشرعه ويتزوج ويولد له فيحصل له الكمال النكاحي من شرع

فعيسى عليه السالم ربيبه، ومحمد هو )] . 175[(»النكاح سنتي«: القائل) ص(محمده بتربيته من المقام المحمدي مكارم األخالق ليلحق بالدرجة المحمدية في الذي يتمم ل .مقام الجمعية



روح المعاني : حريا بما وصفه به سيدي أحمد قدس سره من قوله) ص(فكان محمد؛اإللهية، أي هو الذات التي تنطبق عليها معاني األسماء اإللهية بتمامها وكمالها على

ما أنه الروح الكامل في الروحية، فهو سر صور المباني فك. اإلجمال والتفصيلفهو المطلق في عين التقييد، . الخلقية، فصور المباني الخلقية فيه عين سر الحقية

وال يخفى أنه . والمنزه في عين التشبيه، فهو الروح المقدس إطالقا وهو كل صورة تقييدا اآلية : الحجر[كن بإشارة كما ورد وصف الحق بالروح، وورد وصفه بالصورة ل

.فصورة تلك الروح آدم، والجمعة لمن سبق} ونفخت فيه من روحي{]29وهاب األرواح والصور، ) ص(نبيا وآدم بين الماء والطين، فهو ) ص(وقد كان محمد؛

فآدم عليه السالم صورة . فهو الظاهر بصور الكل شهادة، والباطن الذي فيهم قد استترور كماله ومجلى اليدين المتوجهتين بمعاني جماله وجالله، فلذلك عطف من ص

:صاحب الصلوات رضي اهللا عنه وصف السيد األعظم بقوله )دهر الدهور، وكتاب الحق المنشور(دهر الدهور، جواهر كنوز دونها : اعلم، وفقك اهللا، أن تحت قوله رضي اهللا عنه؛

دهر : وبيان ذلك أن قوله. ر على الكنزطالسم رموز، فمن حل طلسم الرمز عثالدهور، يقتضي أن لكل شيء عند اهللا دهرا ودهريته عينه، والهوية اإللهية عين تلك األعين كلها، فهي دهر الدهور المطلق المندرج به جميع األحوال المختلفة واآلثار

كل يوم {،]29ية اآل: الرحمن: [المتنوعة الراجعة لتنوع الشؤون اإللهية كما قال تعالىوذلك راجع الختالف معاني األسماء اإللهية واختالف معاني األسماء } هو في شأن

اإللهية راجع الختالف القوابل التي هي اإلمكانات الثابتة حكما، الهالكة في حقيقة هوية فالدهر } شاء ويثبت يمحو الله ما ي {]39اآلية : الرعد: [قال تعالى. الدهر المطلق عينا

وما يهلكنا إال الدهر {]24اآلية : الجاثية: [هو الماحي المثبت، ولذا أنطق اهللا من قالوا )].176[(»الدهر هو اهللا«): ص(فقال } وما لهم بذلك من علم



لدهرية، فهو دهر عين تلك الهوية ا) ص(أن اإلنسان الكامل ] إلى[وقد أشار المؤلف ؛: فانطبق عليه ما ورد في الحديث القدسي من أن اهللا تعالى يقول. الدهور كلها

كيف تكون دهرية : ولعلك تقول)] . 177[(»يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر«ال شك أن كل شيء حادث الوجود، : كل شيء عند اهللا تعالى واألشياء حوادث، فنقول

هرا عندنا ثم ظهر، وال يلزم أنه لم يكن موجودا عند اهللا تعالى ألن بمعنى أنه لم يكن ظااهللا تعالى لم يزل إلها أزال وال يزال إلها أبدا، فما تجدد عليه حكم لم يكن عليه وال حدث له اسم لم يكن مسمى به أو نعت لم يكن منعوتا به، بل له األسماء الحسنى من قبل

وم: [ومن بعد كما قال تعالى وال يخفى أن . } لله األمر من قبل ومن بعد {]4اآلية : الراألسماء الحسنى مختلفة المعاني واألحكام، كالقابض والباسط والتواب والغني والمجيب،

وقد ثبت شرعا العماء . وكل اسم إلهي ال يتحقق إال بالمقابل وال يتعين إال في القابلما {]7اآلية : المجادلة[ول والمعية واإلحاطة، وقد أخبر عن نفسه أنه واالستواء والنز

يكون من نجوى ثالثة إال هو رابعهم وال خمسة إال هو سادسهم وال أدنى من ذلك وال وهذه األخبار } معكم أين ما كنتم وهو {]4اآلية : الحديد: [، وقال} أكثر إال هو معهم

. اإللهية تقتضي ثبوت الكثرة عند اهللا وان لم تكن موجودة عندنا بهذا الوجود الحادثفعلمنا أن لكل شيء دهرية عند اهللا تعالى، ثابتة من فيض اسمه الدهر، وأن كل شيء

لى االسم الدهر الذي مشهود هللا تعالى متميز عنده بما هو عليه، قابل ألن يكون مجل {]3اآلية : الحديد: [هو عين الهوية اإللهية كما أخبر اهللا بذلك في قوله هو األو

فتعدد الدهر . فما خال منه شيء، فكل شيء عين الدهر» } واآلخر والظاهر والباطن اآلية : حجرال: [بتعدد األسماء وهو واحد، والى هذه الدهرية اإلشارة بقوله تعالى

له إال بقدر معلوم {]21 فإن اهللا أنزله من } *وان من شيء إال عندنا خزائنه وما ننزما عندكم ينفد {]96اآلية : النحل: [عنديته الباقية إلى عنديتنا الفانية النافدة، كما قال

شيء كانت خزائنه عند اهللا فليس من هذا الوجه بمعدوم، ألن وكل} وما عند الله باق ما عند اهللا باق وال ينفد وال يزول، فإن اهللا واجب الوجود أزال وأبدا، وما عنده فهو ثابت



بثبوته وثبوته ال أول له، فما عنده ال أول له وأوليته تعالى عين ذاته، كما أن آخريته كذلك، بل كل اسم من أسمائه بجميع تفاصيل عين ذاته، كما أن ظهوره وبطونه

وقوابل تلك التجليات عين ذاته، إن اهللا في ذاته لغني عن . أحكامه وشؤونه وتجلياتهالعالمين، إذ ما ثم إال ذاته أزال وأبدا وأوال وآخرا وظاهرا وباطنا، فأين العالمون حتى ال

معنى زائد على ذاته تكمل به ذاته، فما ثم . يستغنى عنهم حتى أن غناه عين ذاته .تعالى اهللا عن ذلك علوا كبيرا

إن اهللا أخرج األشياء من وجود لم : »الفتوحات المكية«ومن هنا قال الشيخ األكبر في ؛وان من شيء إال {]21اآلية : الحجر: [واستشهد بقوله تعالى. ندركه إلى وجود ندركه

. }عندنا خزائنه فمن رأى األشياء ولم ير الخزائن وال رأى اهللا الذي عنده هذه : ثم قال رضي اهللا عنه؛

الخزائن فما رأى األشياء قط، فإن األشياء لم تفارق خزائنها وخزائنها لم تفارق عندية اهللا، والضمائر والعندية اإللهية لم تفارق ذاته، فمن شهد واحدا من هذه األمور فقد شهد

:ثم قال رضي اهللا عنه. المجموع عندية الله عين ذاته؛

؛فيها ألشيائه خزائن ينزل منها الذي يراه؛

؛فهي لما يحتويه صائن إنزاله لم يزله عنها؛

؛ألنه أعين الكوائن عندية ظرفها نزيه؛

؛ما هي عندية األماكن ودهرها الله ال زمان؛



؛والدهر ظرف لكل ساكنة اهللا عين ذاته فيها ألشيائه خزائن، مرجع كالم سيدي عندي: فقوله رضي اهللا عنه؛

دهر الدهور، وبذلك انكشف أن دهر الدهور عين كتاب الحق الذاتي : أحمد بقولهالمنشور بمعاني أسماء الذات المختلفة االعتبارات والوجوه واإلشارات واألحكام

:المتقابالت والشؤون والتجليات والمرجع كله واحد، كما قيل راتنا شتى وحسنك واحدعبا؛

؛وكل إلى ذاك الجمال يشير: وحيث كان كذلك لم يتخلف ما أوجد اهللا العالم ألجله بل وقع ما أراد، كما قال؛فال يمكن أن يكون } *وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون {]56اآلية : الذاريات[

. } وقضى ربك أال تعبدوا إال إياه وبالوالدين {]23ة اآلي: اإلسراء: [معبود سواه، كما قال :ثم قال رضي اهللا عنه

)معنى المكالمة اإللهية الطورية في حضرة الوادي القدسية الموسوية(اعلم، فقهك اهللا في الدين وتجلى عليك بنوره الذاتي المبين، أن صاحب الصلوات ؛

ائق العالم أشار لمعنى عال وسر غال بقوله رضي اهللا عنه في حق الغوث الهمام والفإنسان الوجود الكامل األكمل، وسر الجود الجامع األشمل، أنه معنى المكالمة اإللهية

) ص(الطورية في حضرة الوادي القدسية الموسوية، وذلك أن موسى رسول اهللا وكليمها يقتضيه مقام السيادة من كمال األدب لما كان عبدا محضا خالص العبودية، موفيا لم

واالحترام، والقيام على قدم الحذر والخوف من اهللا تعالى، والمراقبة له مع األنفاس يعلم {]19اآلية : غافر[، و } يعلم السر وأخفى{]7اآلية : طه[لعلمه بأن اهللا تعالى

دور وان تبدوا ما {]284اآلية : البقرة: [، وقال تعالى} *خائنة األعين وما تخفي الصفألجل ذلك كان عليه السالم دائم الحمد والشكر } في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله

والرضى بما يرد عليه من أحكام السيد المطلق الفعال لما يريد القهار لكل منازع من مقتضى تلك العبودية الكاملة ال تصدر منه حركة إال بإذن إلهي خاص وكان ب. العبيد



من سيده، وال يبدي شأنا إال بأمر من مراسمه ومع ذلك فقد كان الشوق إلى اهللا والحنين إلى مكالمته ومحادثته كامنا في فطرته كمون الماء في الشجر والنار في الحجر، كما

:قيل النار في أحجارها مخبوءة؛

؛ال تصطلي ما لم تثرها األزندفلما وعده ربه بالمكالمة اختيارا منه إليه ليظهر جوده عليه أثار منه الكامن وحرك ؛

الساكن، فلما ضرب له تمام الميقات، وعينه باألربعين ليلة من األوقات، اشتد حنينه م، وكان موطن وتضاعف شوقه وأنينه وتسلطن في قلبه الغرام، وتمكن في فؤاده الهيا

الوعد الوادي المقدس والطور األقدس بما حوى لمناسبة المكانة للمكان وتطابق الكفتين :فلما جاء الميقات هاجت من شوقه النيران واشتد منها الغليان، كما قالوا. في الميزان

وأبرح ما يكون الشوق يوما ؛ ؛إذا دنت الديار من الديار

اآليتان : طه: [ه ليتملى بمكالمته وقربه، فقال تعالىفعجل موسى الستنجاز وعد رب؛ قال هم أوالء على أثري وعجلت إليك رب *وما أعجلك عن قومك ياموسى {]83،84ولما جاء موسى إلى الميقات وكلمه ربه من جانب الطور األيمن كما قال } *لترضى طلب رؤية الذات بدون } وناديناه من جانب الطور األيمن {]52ة اآلي: مريم: [تعالى

وذلك بعد } رب أرني أنظر إليك {]143اآلية : األعراف: [حجاب الصور حيث قال: سبق الرؤية الصورية النارية التي كانت حين سار بأهله، فلما جاء النار قال اهللا له

فتجلى له بتلك الصورة وكلمه من صورة النار وهي في } ني أنا ربك إ {]12اآلية : طه[الحقيقة أنوار، فجمع له سابقا بين المكالمة الصورية والمشاهدة النارية في الحضرة

فلما تم ميقات ربه أربعين ناجاه . القدسية ثم وعده بتمام الميقات ليحرره من رق األوقاتمن أخلص هللا أربعين «): ص(ألربعين، قال خاتم النبيينومن سر ا. بحضرة السبعين

قه تعالى طعم )] . 178[(»صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه فلما ذو



قه لما هو أعلى من ذلك، وهو رؤية كنه ذات الكمال لما أن المكالمة أنس الجمال شوهل اهللا تعالى أنه ال يجمع وقد أجمع أ. سابقا حصلت في التجلي الصوري مع المشاهدة

إذا أشهدك لم يكلمك، واذا : ألحد المشاهدة والكالم إال في التجلي الصوري، وقد قالواوأما الرؤية الحقيقية فهي تفني الرسم وتمحق الصورة واالسم وتسحق . كلمك لم يشهدك

.التركيب فال يبقى مع الحبيب إال الحبيبرية والمكالمة القدسية طلب رؤية الذات مجردة عن فلما آنسه تعالى بالصورة النا؛

فقال } رب أرني أنظر إليك {]143اآلية : األعراف: [مالبس األسماء والصفات فقالأي ما هو المرئي سواك فلست منك يا } لن تراني{]143اآلية : األعراف: [تعالى

من عرف نفسه عرف «): ص(قال . موسى بثاني حتى تراني، بل إنما ترى نفسكأرني نفسي فأنظر : أنظر إليك، ولم يقل: فما قال لن تراني إال لقوله)] 179[(»ربهسنريهم آياتنا في اآلفاق وفي أنفسهم حتى {]53اآلية : فصلت: [وقد قال تعالى. إلي

فالرائي عين . نه فيما رآه هو الحق ال غيرهأي يتبين للرائي أ} يتبين لهم أنه الحق )] 180[(»نور أنى أراه«): ص(أرأيت ربك، فقال : لما سئل) ص(المرئي، ولذا قال

) ص(فأشار . نور، فيندرج النور في النور فال يكون إال النور المطلق) ص(وهو : اهللا تعالى يقول أنه ما ثم في تلك الحضرة رائي ومرئي ألن» نور أنى أراه«: بقوله

وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به «واذا كان الحق عين البصر الذي يبصر به العبد )] . 181[(»وبصره الذي يبصر به

فما أجاب اهللا موسى إال بما . فما يراه إال عينه، فأين الرائي والمرئي والعين واحدة .قتضيه الحقائق ال أنه منع موسى من الرؤية كما يتبادر إلى الجاهل بعلم الحقائقت

فهو تقرير لما هو } ولكن انظر إلى الجبل {]143اآلية : األعراف: [وأما قوله تعالى؛ األمر عليه من أن الصور تفنى بتجلي الحقيقة اإللهية، ألنه إذا اضمحلت من تجلي

اآلية : األعراف: [ورة الجبلية، فما بالك بالصورة البشرية، فقال تعالىالذات الصوحاشا أن يستقر الجبل مكانه، فإنه ال يثبت } فإن استقر مكانه فسوف تراني{]143



لتجلي الذات صورة من الصور، إذ الصور مندرجة في حقيقة الذات اندراج أمواج .البحر في البحر

د رتب اهللا تعالى تسويف الرؤية على استقرار الجبل، ومعلوم عند أهل هذا الشأن وق؛ أن الجبل ال يستقر مكانه فتسويف الرؤية ال يكون، واذا كانت الرؤية ليست مسوفة،

فهي في الحال، فدفع اهللا إيهام قوله گ [ ، غ ] 143اآلية : األعراف[د ذ : [ي هو صورة من صور حقيقة موسى عليه السالم الذ] 143اآلية : األعراف[في نظر موسى، وان كان الجبل في نفسه موجودا، } جعله دكا{]143اآلية : األعراف[

ألن العارف إذا وصل إلى حالة ال يرى فيها إال اهللا، وزالت رؤية العالم من نظره، ال صعقاـ أي غائباـ في شهود يلزم من ذلك أن يزول العالم في نفسه، كما أن موسى خر

حقيقة نفسه، وال يلزم من ذلك زوال نفسه، وانما الصعق عبارة عن غيبته في حقيقة : نفسه، فما رأى موسى إال موسى، وما غاب موسى إال بموسى، وذلك سر قوله تعالى

إذ } ظر إليك أن {]143اآلية : األعراف: [جوابا لقوله} لن تراني{]143اآلية : األعراف[} فلما تجلى ربه للجبل {]143اآلية : األعراف: [وانما قال تعالى. الناظر عين المنظور

ولم يقل تجلى للجبل ولموسى إلشارة بديعة، وهو أن التجلي هي الحقيقة اإلنسانية التي .ن صور حقيقتههي هوية موسى، فموسى في الحقيقة هو التجلي والجبل صورة م

فالمتجلي في موسى عين المتجلى له، وذلك حقيقة اإلنسان الكامل التي هي عين ؛ موسى، فطوى الحق تعالى ذكر التجلي لموسى، لئال تتوهم الغيرية بين المتجلي

وأشار تعالى . والمتجلى له، فإنه لم يكن ربه غيره حتى يظهر له، فال تجلي إال منه إليهفلما تجرد من نعليه اللذين ] 20اآلية : طه[} ! ! عع ؟ ژ ء ژ پـ= چ { : قولهلذلك ب

هما التنزيه والتشبيه، حل بوادي ذاته المقدس طوى، وانطوت جميع المراتب فيه فال اآلية : األعراف: [يصعق بعد ذلك أبدا، ألنه جوزي بصعقة الطور كما يفيده قوله تعالى

ا أفاق ق {]143 ل المؤمنين فلم ، وأول المؤمنين هو الحق } ال سبحانك تبت إليك وأنا أو



، فعلمه )]182[(ال أدري: بعد قوله) ص(والحق ال يصعق، وكما أفاده رسول اهللا ).ص(العارفون منه

معنى : وقد أفاد سيدي أحمد صاحب الصلوات قدس اهللا سره بقوله رضي اهللا عنه؛مرجع الخطاب ) ص(كالمة اإللهية الطورية في حضرة الوادي القدسية الموساوية أنه الم

الموسوي في سؤال النظرة، فذاته العينية هي المتجلية في حضرة الوادي القدسية لو كان موسى حيا ما وسعه إال أن «): ص(الموساوية، والى ذلك اإلشارة بقوله

متقد من المشكاة المحمدية، بل المصابيح إذ المصباح الموسوي )] 183[(»يتبعنيفصح أن المكالمة اإللهية الطورية في حضرة الوادي . الكل متقدة منه لسر الختمية

الذي ) ص(القدسية الموساوية معناها ذات اإلنسان الكامل على اإلطالق، وهو محمد. كل كامل مظهر من مظاهره وصورة من صوره وشأن من شؤونه واسم من أسمائه

ولما جاء موسى لميقاتنا {]143اآلية : األعراف: [لى تلك المكالمة أشار تعالى بقولهوا اآلية، ومعنى هذه المكالمة المتضمنة لطلب } وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك

يا مبارك : خرازالنظرة الذاتية ذات السيد األعظم المطلق، فكما أنه قال ألبي سعيد ال .رؤية اهللا عين رؤيتي: محبة اهللا عين محبتي، فحري أن يقول

فما بدا في نفس موسى عليه السالم )] 184[(»من رآني فقد رأى الحق«): ص(قال ؛حصل له المقام الموسوي من ) ص(، وكم من موسوي في ورثة محمد)ص(إال محمد

:س سرهقال ابن الفارض قد ). ص(جملة ما حصل له من محمد وصرت موسى زماني؛

؛مذ صار بعضي كليولكن انظر {]143اآلية : األعراف: [واعلم، رحمك اهللا، أن السر في قول اهللا تعالى؛

هو أنه عليه السالم ينظر في جبليته وما فطره اهللا عليه، ألنه صورة الحق } إلى الجبل لتطور النفس في المراتب األسمائية ومجلى أسمائه، وتسميته الجبل بالطور إشارة

، } *وفي أنفسكم أفال تبصرون {]21اآلية : الذاريات: [والمشاهد الصورية، قال تعالى



يعني أنه ما أبصر أحد في } فمن أبصر فلنفسه {]104اآلية : األنعام: [وقال تعالىلك، وما تبصر في المرآة إال نفسك، ولو صورة كل شيء إال نفسه، ألن كل شيء مرآة

أبصرت في ظاهر األمر غيرك، فإن ذلك الغير مرآتك في رؤيتك نفسك، وقد قال ، وكل شيء في الوجود مؤمن ألن اهللا هو )] 185[(»المؤمن مرآة أخيه«): ص(

، فهو تعالى مرآة ]3اآلية : الحديد[} 8 7 6 5 4{ المؤمن واهللا أخبر عن نفسه : األنعام: [في كل شيء، فما نبصر فيه إال أنفسنا ألن اهللا تعالى هكذا أخبر بقوله نفسنا

ينقلب إليك البصر {]4اآلية : الملك: [، ولذا قال} فمن أبصر فلنفسه {]104اآلية ضى من توهم بعد المعرفة على ما م} وهو حسير {]4اآلية : الملك[أي راجعا } خاسئا

.السوى العائد للجهل الحجابي): ص(فلما انقلب إليك بصرك علمت أن ما أبصرت إال نفسك ال غيرك، كما قال ؛فلذلك ما استقر الجبل مكانه بل انطوى في موسى كما » من عرف نفسه عرف ربه«

فالوادي المقدس عين نفسه التي] 20اآلية : طه[} ! ! عع ؟ ژ ء ژ پـ{ : قال تعالىومن هذا السر سبح اهللا . انطوى بها كل شيء ألن الحقيقة اإلنسانية عين الهوية اإللهية

وم: [نفسه فينا، فقال تعالى فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون {]17اآلية : الرنحن أي في غيبكم وشهادتكم، فتسبيح اهللا في غيبنا وشهادتنا عين التسبيح لنا، ف} *

سبحاني، فمسانا كوننا في خزائن : بمجموعنا عين أحدية ذاته، ولذا قال أبو يزيدفأحببت أن «: البرزخية العمائية، وصباحنا شهادتنا العرفانية التي أنبأ اهللا عنها بقوله

وأخبر أن هذه الخزائن عنده وعندية ذاته ليست عندية مكان فذاته )] . 186[(»أعرفن التي أخبر اهللا أنها خزائننا، وهي الكنز المخفي الذي أخبر اهللا تعالى عين تلك الخزائ

فلذا قال . فما كان كنزا إال ونحن مكنوز كنزه)] 187[(»كنت كنزا مخفيا «: عنه بقولهإن اهللا لم يخرجنا من العدم المحض المطلق بل من وجود لم : اإلمام محيي الدين

هاتكم {]78اآلية : حلالن : [ندركه إلى وجود أدركناه كما قال } والله أخرجكم من بطون أم



فأمهاتنا أسماء ذاته، وأسماؤه عينه، فأخرجنا من بطون األسماء إلى ظهورها، والبطون .في حقه عين الظهور

والقدرة عندنا إيجاد المعدوم خالفا لإلمام : وقال الغوث الجيلي في اإلنسان الكامل؛إن اهللا تعالى لم يخلق األشياء من العدم وانما أبرزها من وجود : إنه يقولمحيي الدين ف

وهذا الكالم وان كان له في العقل وجه يستند إليه على ضعف، . علمي إلى وجود عينيفإني أنزه ربي أن أعجزه في قدرته من اختراع المعدوم، وابرازه من العدم المحض إلى

.انتهى. الوجود المحضالحق أحق أن يتبع، فإن كالم أستاذنا محيي الدين لم يكن مستندا إلى العقل، : أقول

بل هو واهللا مستند إلى الشرع، واستناده ليس على ضعف، بل على قوة من كتاب اهللا ، كما سبق من آية تسبيح اهللا وآية الخزائن وآية إخراجنا من بطون )ص(وسنة رسوله

فهذه أوجه قوية مستندة لكتاب اهللا وسنة رسول األمهات وحديث الكنز المخفي، . وليست مستندة للعقل على ضعف بل للشرع على قوة عظيمة وبصيرة نافذة) ص(اهللا

واإلمام الجيلي رضي اهللا عنه معذور من قوة التجلي وسلطانه الحاكم عليه، وقد كان ة الذات، فال يكون مشهده المحو الذاتي، وهذا المشهد يطوي المعاني الفرقية بحكم أحدي

للتفرق األسمائي معها من سلطان، فيقضي سلطان الذات لألسماء الفرقية معها بالعدم وفاته أن حكم الوجود هللا تعالى في نفسه قبل حكم : المحض، فلذا قال في تمام العبارة

الوجود لها في علمه، فالموجودات معدومة في ذلك الحكم وال وجود فيه إال هللا تعالى وحده، ولهذا صح له القدم واال لزم أن تسايره الموجودات في قدمه على كل وجه

وهذا الكالم حق ال مرية فيه وال خفاء ولكن ليس . ويتعالى عن ذلك، إلى آخر ما قالكالم األستاذ محيي الدين من باب وجود األشياء في العلم حتى تكون بالنسبة لحكم

ود الفرق بطونا في الحكم الذاتي، وان ذلك عين الذات عدما محضا، بل مراده وجل واآلخر {]3اآلية : الحديد: [الهوية اإللهية كما أخبر اهللا بذلك في قوله هو األو



فما أبقى شيئا إال وأدخله في عين هويته وال ينافي ذلك أن األول } والظاهر والباطن .لمه أيضا، فإن هذا مقام آخرواآلخر والظاهر والباطن موجود في ع

فمراد اإلمام محيي الدين أن حكم الوجود هللا في نفسه عين حكم الوجود لكل شيء، ؛وان غاب كل شيء في ذلك المشهد في الشهود، فبالنسبة إلى اهللا ليس غائبا من

وشاهد ذلك أن اهللا تعالى من قبل ومن بعد له األسماء الحسنى، وهي مختلفة . الوجودعاني من عطاء ومنع وقبض وبسط وجالل وجمال وأول وآخر وظاهر وباطن، وهذه الم

الكثرة عين الذات، فمن نظر إلى محوها في أحدية الذات قال بقول اإلمام الجيلي، ومن نظر إلى ثبوتها بثبوت الذات قال بقول اإلمام محيي الدين، وكالهما حق وخالفهما

قيقة إذا تم معه التجلي وانتقل إلى التجلي الذي اعتباري باعتبار المشهد، وكل في الحفيه أخوه، يقول بقوله ففي الحقيقة ال خالف وال ينضبط األمر، فإن أهل اهللا تعالى في كل نفس من األنفاس تتجدد لهم في اهللا تعالى عقائد ال تحصى فال ينضبط كالمهم وال

.يحصى مرامهما رضي اهللا عنهما، وهو أن اهللا تعالى أوجد والذي أقول به اآلن ما يجمع كالمهم؛

األشياء من العدم المحض الذي هو عين الوجود المحض، ومن الوجود المحض الذي يمحو الله ما يشاء ويثبت {]39اآلية : الرعد: [قال اهللا تعالى. هو عين العدم المحض

هللا عنهم أن أم الكتاب، محوها عين الثبوت وأجمع القوم رضي ا. } *وعنده أم الكتاب اللهم إني أسألك بذات : وثبوتها عين المحو، قال سيدي محمد وفا رضي اهللا عنهوما {]50اآلية : القمر: [عدمك، وأسألك بذات وجودك، والذات ال تتجزأ، قال تعالى

إضافة } وما أمرنا{]50اآلية : لقمرا: [فالكثرة عين الوحدة، فقوله تعالى} أمرنا إال واحدة . باعتبار الحقيقة الذاتية} إال واحدة {]50اآلية : القمر: [ثم قال. إلى الكثرة األسمائيةالحمد هللا الذي أوجد األشياء عن عدم وعدمه، وعدم : »الفتوحات«وقد قال في خطبة

اء عنه عين الوجود، وذلك عين ما فأخبر أن العدم الذي أوجد اهللا األشي. العدم وجود .قلناه واهللا أعلم



تتمة جامعة وتكملة المعةقد علم مما قررناه أن موسى عليه السالم لم يشاهد سوى حقيقة نفسه، ولم ير إال كنه ؛

وقد أفاد سيدي أحمد قدس اهللا سره أن اإلنسان الكامل الذي هو معنى . ذاته وقدسه، فلماذا لم )ص(ة في حضرة الوادي القدسية الموساوية هو محمدالمكالمة اإللهية الطوري

؟)ص(ينسب ذلك المعنى لموسى عليه السالم؟ ونسبه لمحمدوحيث إن الحقيقة واحدة فلماذا نقول الحقيقة المحمدية وال نقول الحقيقة الموساوية أو ؛

الجواب عن ذلك ما ف. اآلدمية أو اإلبراهيمية أو العيساوية مع أن الحقيقة ال تفاوت فيهاأن الرسل عليهم السالم أعدل » الفتوحات المكية«في ] الشيخ األكبر[أشار له سيدي

الناس مزاجا لقبولهم رساالت ربهم، وكل شخص منهم قبل من الرسالة قدر ما أعطاه اهللا في مزاجه من التركيب، فما من نبي إال بعث خاصة إلى قوم معينين ألنه على

ما بعثه اهللا إال برسالة عامة إلى جميع ) ص(ور عليه، وأن محمدا مزاج خاص مقصالناس كافة، وال قبل هو مثل هذه الرسالة إال لكونه على مزاج عام يحوي على مزاج

].وأتمها[كل نبي ورسول، فهو أعدل األمزجة وأكملها، وأقوم النشأة ن يظهر به لهذه النشأة فإذا علمت هذا وأردت أن ترى الحق على أكمل ما ينبغي أ؛

اإلنسانية، فاعلم أنك ليس لك هذه النشأة الكاملة إال وأنت على مثل هذا المزاج العام ، وأن الحق مهما تجلى لك في مرآة قلبك فإنما تظهر لك مرآتك على )ص(الذي لمحمد

في ) ص(وقد علمت نزولك عن الدرجة التي صحت لمحمد. قدر مزاجها وصورة شكلهابربه في نشأته، فالزم اإليمان واالتباع واجعله أمامك مثل المرآة التي تنظر فيها العلم

صورتك وصورة غيرك، فإذا فعلت هذا علمت أن اهللا تعالى ال بد أن يتجلى وقد أعلمتك أن المرآة لها أثر في نظر الرائي في المرائي، . في مرآته) ص(لمحمد

أكمل ظهور وأعدله وأحسنه لما هي ) ص(مرآة محمد] تعالى في[فيكون ظهور الحق ] تعالى[فإذا أدركته . مرآته عليه من الكمال واالعتدال والجمعية لسائر الشؤون واألحوال

.انتهى. فقد أدركت منه ما لم تدركه من حيث نظرك في مرآتك) ص(في مرآة محمد



:ومن الجمع المحمدي قول الشيخ األكبر قدس سره: قلت؛ اإلله عقائدا عقد الخالئق في ؛

؛وأنا شهدت جميع ما اعتقدوهأنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما «: أن اهللا تعالى يقول) ص(وقد أخبر ؛

، فقال ] 24اآلية : الجاثية[} ة ت ث ج { : حتى أن طائفة قالوا)] 188[(»شاءومن هذا الحديث وأمثاله يعلم )] . 189[(»ال تسبوا الدهر فإن الدهر هو اهللا«): ص(، وأنه عليه الصالة والسالم عين الرحمة المطلقة كما أخبر اهللا )ص(سع دائرة محمدو

فهو جامع } *وما أرسلناك إال رحمة للعالمين {]107اآلية : األنبياء: [عنه بقولهال {]286اآلية : البقرة: [الرساالت فله جميع التجليات، ومن وسع دائرته قوله تعالى

وليس في وسع كل نفس إال ما أراده اهللا منها وسبق به } كلف الله نفسا إال وسعهاي ما يبدل القول لدي وما أنا {]29اآلية : ق: [الكتاب اإللهي الذي أخبر اهللا عنه بقوله

.} *بظالم للعبيد ما {]29اآلية : ق: [هو أن اهللا تعالى في قولههذه اآلية تشير لسر غامض، و : تنبيه؛

أي األمر الواقع لديه الذي يعلم اهللا وقوعه من حضرة علمه ويبصره } يبدل القول لدي من حضرة بصره ويشهده من اسمه الشهيد، فإنه ال يبدل، فال يختار اهللا عدم وقوعه

ذه اآلية عن نفسه االختيار الذي بعد أن علمه تعالى وأبصره وشهده واقعا، فسلب بهنفهمه نحن من استواء الطرفين فعال وتركا في حضرة سبق الكتاب الذاتي، كما قال

والمقضي لديه ال يجوز أن } كان على ربك حتما مقضيا{]71اآلية : مريم: [تعالىوالذات . عليه يكون غير مقضي، ألن قضاءه راجع لما يعلمه من حقيقة ذاته وما هي

ال تكون محل أثر للقضاء بل هي الحاكمة على القضاء أن يقضي بما هو واقع في اآلية : مريم: [فالقضاء الحاكم محكوم عليه، ولهذا السر قال تعالى. الشأن الذاتي

والحتم ينافي االختيار، فشأن الذات من وراء } كان على ربك حتما مقضيا{]71



وأشار اإلمام . فافهم. الختيارية، وفي المشاهد الذاتية تنمحي اآلثار الفعليةالحضرة ا :محيي الدين لهذا المعنى بقوله

فلو كان مختارا أمناه إنه؛ ؛رؤوف رحيم بالعباد وأرحم

يعني فلو كان مختارا باالختيار المعلوم عندنا من استواء الطرفين في الحضرة الذاتية ؛لرأفته ورحمته، ولكن الحضرة تأتي تبديل االسم المعذب عما هو عليه فعال وتركا أمناه

قال تعالى . من حقيقة العذاب، وحقائق أسماء اهللا ومعانيها ال تبدل عما هي عليهأفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار {]19اآلية : الزمر): [ص(لنبيه

وكلمات اهللا عين أسماء } ال تبديل لكلمات الله {]64اآلية : يونس: [أي ألن اهللا قال} *فاسم . اهللا الحسنى، وأسماؤه الحسنى عين ذاته، وهي فطرة اهللا التي فطر الناس عليها

العذاب ال يمكن أن ال يكون واقعا في الوجود بعد أن وقع لديه، أي في شهوده ذاته جل اآلية : الزمر: [فاختيار اهللا تعالى أحدي، وهو عين الواقع عنده كما قال. عالو

: فاطر[أي أنت يا محمد تزيل ما أبصرته وشهدته واقعا } أفأنت تنقذ من في النار {]19ليس إال لما للرحمة المطبوعة فيك، فاختياري} فال تذهب نفسك عليهم حسرات {]8اآلية

: وقع عندي من الفطرة الذاتية التي تسعها القوابل الذاتية وال تسع سواها، كما قلتوما يسع له النفس عين ما يسع له } ال يكلف الله نفسا إال وسعها{]286اآلية : البقرة[

ة البالغة فلله ا{]149اآلية : األنعام[الرب إذ من عرف نفسه عرف ربه .} لحجفلو كان : وأما اعتراض اإلمام الجيلي في اإلنسان الكامل على الشيخ األكبر في قوله؛

فإليهامه الضرورة في حق اهللا تعالى عند العموم، ال أنه رضي . مختارا أمناه، إلى آخرهاهللا على أن » الفتوحات«على أن الشيخ األكبر نص في . اهللا عنه جهل هذا المعنى

وربك يخلق ما {]68اآلية : القصص: [تعالى سلب االختيار عنا وأضافه لنفسه بقوله. ألن اختيار اهللا واقع قطعا واختيارنا مما قد وقع} يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة

رنا إليه من وهذا المعنى الذي أش. والمختار في الحقيقة من ال يعارض اختياره البتة



هو مرجع كالم الشيخ الغزالي } أفأنت تنقذ من في النار {]19اآلية : الزمر: [قوله تعالىأي ليس في الحضرة اإلمكانية . ليس في اإلمكان أبدع مما كان: رضي اهللا عنه بقوله

هم الذاتي بقبول] 30اآلية : الروم[} ( ) * + ' × { تبديل الحضرة الوجوبية التي هي لحقائق أسمائه الحسنى المختلفة بالغفور والمعذب والقابض والباسط والجليل والجميل والمسعد والمشقي، إذ ليس أبدع من فطرة اهللا التي هي أسماؤه الواجبة الوجود، فما كان

: فالكائن في كالم الغزالي ليس زمانيا بل من قبيل قوله تعالى. في الوجود إال مقتضاهاومن سبق عليه الكتاب بقبول حكم اسم } وكان الله غفورا رحيما{]96اآلية : النساء[

وم: [قال تعالى. إلهي فهو صورة ذلك االسم وذلك االسم روحه ال تبديل {]30اآلية : الراآلية : ق: [وقال، } ال تبديل لكلمات الله {]64اآلية : يونس: [، وقال} لخلق الله

.وليس لديه إال الواقع وليس في اإلمكان رفع الواقع} ما يبدل القول لدي {]29فهو الكائن )] 190[(»كان اهللا ولم يكن شيء غيره«): ص(فأشار الغزالي لقوله ؛

وليس أبدع منه، خالفا لما فهمه صاحب اإلبريز من قول الغزالي واعترض عليه بقوله وغاب عنه سر ولو } ولو شاء الله لجمعهم على الهدى{]35اآلية : األنعام: [لىتعا

شاء، فإنه ما شاء ذلك لكونه خالف ما تقتضيه األسماء، فيزول من الوجود معنى اسم اهللا المعذب والواقع خالفه، فامتنعت هداية الناس جميعا المتناع المشيئة اإللهية

حكام معاني أسمائه القديمة، التي تسمى بها أزال بوجوده بنفسه لنفسه بدون المطابقة ألاآلية : الزمر: [تسلية لحزنه عليهم) ص(أن سميناه بها، ولذا قال لنبيه وحبيبه

يعني أن الحاصل حصل وال تبديل لكلمات اهللا، فمن } أفأنت تنقذ من في النار {]19أدبني ربي فأحسن «: كما قال. ب، وهذا من جملة ما أدبه به تعالىكلماته االسم المعذ

)].191[(»تأديبيعلى حجة اإلسالم بتبديل األحوال واستشهد بقوله » اإلبريز«وقد اعترض صاحب ؛

سلمات عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن م {]5اآلية : التحريم: [تعالىمع أن تبديل األحوال ال } *مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا



ينكره عاقل، ألنا نؤمن أن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس فيسبق عليه أن الرجل يعمل ونؤمن. الكتاب فيختم له بالشقاء، ويعمل بعمل أهل النار فيدخلها

بعمل أهل النار فيما يبدو للناس، فيسبق عليه الكتاب، فيختم له بالسعادة ويعمل بعمل )].192[(أهل الجنة فيدخلها

فهذه األحوال تسمى القوابل العرضية، وسابق الكتاب يشير للقوابل الذاتية التي ال ؛م اإللهي الذي أخبر اهللا عنه يمكن رفعها وال تتعلق القدرة بها ألن تعلق القدرة راجع للعل

فالذي ال يبدل هو القوابل الذاتية التي هي } ما يبدل القول لدي {]29اآلية : ق: [بقولهبسبق ) ص(الغاية بالنسبة إلينا، وهي بالنسبة إلى اهللا تعالى عين البداية التي أشار لها

ال تبديل لكلمات {]64اآلية : يونس: [قوله تعالى» اإلبريز«ولو فهم صاحب . الكتابفإن الغزالي رضي اهللا عنه ال يقول بتبديل الحقائق . لما اعترض بتبديل األحوال} الله

عما هي عليه كحقائق أسماء اهللا تعالى وال بد لها من القوابل، فاالسم السميع مثال ال الهادي والمضل، فهذه يمكن أن يرفع من الوجود والبصير كذلك والعفو والمنتقم و

الحقائق ال ترفع من الوجود وليس هذا من باب تبديل األحوال على العبد في الهداية وكالم الغزالي أنه . والضالل، ألن تبديل األحوال مشاهد لنا فمنها اإلبداع وغير اإلبداع

: ليس أبدع من الحقائق ال من األحوال والصور المتبدلة في كل نفس، قال تعالىاآلية : ق: [مع قوله تعالى} إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد {]19اآلية : اهيمإبر [

فالذي ال يبدل شؤون الذات اإللهية ال الشؤون الخلقية التي } ما يبدل القول لدي {]29: ق: [الىهي المسلمات المؤمنات إلى آخره، ألنا نشاهد تغيرها وأين هذا من قوله تع

ولو كان اهللا يمحو اسم الضالل من الوجود ويهدي . } ما يبدل القول لدي {]29اآلية : الزمر: [الناس جميعا لكفى نبيه الحسرة على المعذبين وهدى الناس جميعا ولم يقل

ما يبدل القول لدي وما {]29اآلية : ق: [، ولم يقل} أفأنت تنقذ من في النار {]19اآلية أن لو يشاء الله لهدى الناس {]31اآلية : الرعد: [، وقوله تعالى} *أنا بظالم للعبيد

إخبار أن ذلك ممتنع المتناع المشيئة كما هو مقرر عند النحاة من أن لو } جميعا



لم يوف ما يجب ألهل اهللا تعالى من » يزاإلبر «فصاحب . حرف امتناع المتناعاالحترام في حقهم واألدب معهم حتى رد كالم الكمل المحققين من أهل اهللا تعالى ولم

:يدر ملحظهم وال أصاب مرماهم بل كان معهم كما قال القائل سارت مشرقة وسرت مغربا ؛

؛شتان بين مشرق ومغربباغ قدس سره عن الطعن في اإلمام الغزالي، ولذلك زجره أستاذه سيدي عبد العزيز الد؛

وستر عن وجه الحق في المسألة ألنها من غوامض األسرار اإللهية، ولو لم يكن في فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا {]6اآلية : النساء: [قال تعالى. ذلك الوقت مستعدا لذلك

ات عند أهل اهللا كاألموال عند األوصياء على اليتامى، فال والعلوم أمان} إليهم أموالهم .تدفع إال لمن أنسوا منه الرشد

والحاصل أن مراد حجة اإلسالم أن حقائق أسماء اهللا مع مقتضياتها المتنوعة إلى ؛ هدى وضالل وطاعة ومعصية وتوفيق وخذالن وسعادة وشقاوة ونفع وضر وعطاء

ثم قال رضي . ها، ألنها شأن الذات وهويتها واهللا أعلمومنع ليس في اإلمكان أبدع من :اهللا عنه

)نور سبحات الوجه(انمحى ظل خلقيته بنور حقيته، فلم يبق ) ص(يشير رضي اهللا عنه أن السيد األعظم ؛

والسبحات أنوار ذاتية، تبطن . له من ظل الخلقية شيء، ألنه عين نور سبحات الوجهألحدية ونور الهوية ونور اإلنية، فهذه تنطمس فيها أنوار فيها أنوار األسماء، كنور ا

األسماء، التي تعطي التمييز الفرقاني من نور المقدم مثال، والمؤخر والمدبر والمفصل والقريب والمجيب والسميع والبصير وأمثالها، فإنها تعطي الفرق وأنوار السبحات تطمس

.الحكم الفرقياألعظم مادة تلك األنوار السبحانية، ألنه مصدر الهوية فأفاد رضي اهللا عنه أن السيد؛

.مصدر الهو: الذاتية كما سبق في قوله



ولما استوت شمس حقيقته في سماء صورته اندرج بها ظل خلقيته فوجهت إليها ؛: الفرقان: [قال تعالى. } ليس لك من األمر شيء {]128اآلية : آل عمران[خطاب

وال يزال الظل يمتد . أي من شمس حقيقتك} لم تر إلى ربك كيف مد الظل أ {]45اآلية حتى تستوي الشمس في المركز السمائي، فال يظهر الظل البتة بل يبقى الحكم للشمس

إن هللا سبعين «): ص(بال ظل، فيحترق الظل وينمحي بنورها، والى ذلك اإلشارة بقوله لو كشفهاـ أي لعموم الناسـ ألحرقت سبحات وجهه ما أدركه حجابا من نور وظلمة

وهي مكشوفة للعارفين، فاحترق في نظرهم ما أدركه بصر )] 193[(»بصره من خلقهال يزال عبدي «: اهللا منهم، ألن اهللا سمعهم وبصرهم كما قال في الحديث القدسيمع به وبصره الذي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يس

ومن كان اهللا عين بصره فالحجب مكشوفة في حقه فاحترق في )] 194[(»يبصر بهنظره ما أدركه بصر اهللا منه، وبصر اهللا يدرك كل شيء فيحترق في نظر العارف كل

:شيء فال يرى إال نور سبحات وجهه، كما قال سلطان العارفين قدس اهللا سره هلما لزمت قرع باب الل ؛

؛كنت المراقب لم أكن بالالهي حتى بدت للعين سبحة وجهه؛

؛والى هلم فلم يكن إال هيفمحاه اهللا وأثبت } ليس لك من األمر شيء {]128اآلية : آل عمران: [وهذا مرجع قوله؛

} : نفسه كما أمر أن يقول ، فجميع ما يصدر من ] 154اآلية : آل عمران[{فلما ). ص(فعاد األمر كله إليه في عين وجود محمد. إنما هو من اهللا) ص(محمد

أفلسه من نفسه كان عين نفسه وذلك هو الغنى التام باإلطالق العام، فلم يكن محبوسا اآلية : األحزاب: [قال تعالى. في مقام أو مربوطا في مرام، بل مقامه أن ال مقام

أن اهللا حجابه ) ص(ولذلك أخبر ) ص(فاإلشارة إليه } لكم ياأهل يثرب ال مقام {]13النور وهو عين النور، فكان عين حجابه، ألن اهللا ال يحتجب بشيء سواه، إذ ال يفتقر



إن الذين يبايعونك إنما {]10اآلية : الفتح[إلى شيء، وال إلى حجاب فحجابه ذاته .البتة) ص(طة بين اهللا وبين محمدفال واس} يبايعون الله

وأما سائر العالم، فهم ظل شمس حقيقته ومظاهر هويته وقوى نفسه الكلية وأسماء ؛ليس لك {]128اآلية : آل عمران: [شؤونه الذاتية، فمن عرف ما قلناه في قوله تعالى

هذا السر ول)] 195[(»الفقر فخري وبه أفتخر«): ص(عرف قوله } من األمر شيء أن أصحاب الجد محبوسون، يعني أصحاب الغنى، فإنهم يرجعون إلى ) ص(أخبر

غناهم، فحبسوا وتقيدوا بمقام الغنى، فلم يكن لهم حال التجرد واإلطالق الذي هو للفقراء ) ص(أال ترى أنه . المفلسين الراجعين إلى اهللا تعالى، ال إلى صفة الغنى على التقييد

والسر في ذلك أن الفقير صاحب الدرهم بذله هللا )] 196[(»ة ألفسبق درهم مئ«: قالرب إني لما أنزلت إلي {]24اآلية : القصص: [وما عنده سواه فرجع إلى اهللا وهو يقول

وصاحب األلف أعطى بعض ما عنده وترك من المال ما يرجع إليه } من خير فقير به عن إطالق الرجوع إلى اهللا فسبقه إلى اهللا تعالى صاحب معتمدا عليه فكان محبوسا

الدرهم فكما سبقه في المنزلة يسبقه إلى المنزل فيدخل الجنة قبله بنصف يوم، فهو وصاحب الجد محبوس بصفته ناظر لغناه، وكم . السابق بالخيرات إلى اهللا والى الجنة

بالصدقة، فأتى أبو ) ص(سول اهللاوقد أمر ر . ما بين ناظر للغنى وناظر إلى اهللا تعالىما تركت «: ألبي بكر) ص(بكر بجميع ماله، وأتى عمر بنصف ماله، فقال النبي

تركت لهم : ، فقال»ما تركت ألهلك«: وقال لعمر. تركت لهم اهللا ورسوله: فقال» ألهلكألن أبا بكر رجع )] 197[(»بين منزلتيكما ما بين كلمتيكما«): ص(فقال . نصف مالي

.هللا إلى اهللا وعمر رجع لنصف ماله فأبقى البقية للبقية التي فيهمن ا: قال العارف باهللا سيدي أرسالن الدمشقي رضي اهللا عنه مترجما عن الحضرة اإللهية؛

ملكه مباح ودمه هدر، فمن لم : ولذا قالوا في الصوفي. ما صلحت لنا وفيك بقية لسواناملك كل ] ما[لو كان له من األمر شيء ) ص(هللافإن رسول ا. يجد بالكل لم يحظ بالكل

واهللا ال «: يا رسول اهللا احملنا، فقال: وفد األشعريين وقالوا) ص(ولما جاء إليه . شيء



إنك حلفت أن ال : وحملهم فقالوا) ص(ثم وجد . » أحملكم وال أجد ما أحملكم عليهفلقد نبه . وكررها ثالثا )] 198[(»ما حملتكم ولكن اهللا حملكم«: تحملنا ثم حملتنا، فقال

وأطلق على اسم الحامل كما أطلق اهللا كالمه على . ولكن ال يعقلها إال العالمون) ص(اآلية : التوبة: [باألصوات والحروف فقال في حق األعرابي) ص(الظاهر من محمد

بأصوات ) ص(حمدوما سمعه األعرابي إال من م} فأجره حتى يسمع كالم الله {]6ال يجوز أن يكون كالم اهللا : وحروف واهللا أخبر أن المسموع كالمه، والمتكلمون قالوا

بأصوات وحروف، وكالم اهللا منزه عن ذلك، فهم يقولون كالم اهللا منزه عن الحرف بالحرف والصوت هو ) ص(إن المسموع من محمد: والصوت، واهللا تعالى يقول لهم

اهللا فيما أخبر به عن نفسه، فما أعظم هذه المكابرة وما أبعدهم في كالمي، فلم يصدقوا} وكان اإلنسان أكثر شيء جدال {]54اآلية : الكهف: [قال اهللا تعالى. ذلك عن اإليمان

وأي جدل أعظم من مجادلة اهللا تعالى، فلو تجلى اهللا لهم بخالف ما يعتقدونه فيه لست ربنا، ولذا رجع األكابر منهم كالفخر الرازي رضي اهللا عنه نعوذ باهللا منك: لقالوا

:ثم قال رضي اهللا عنه. اللهم إيمانا كإيمان العجائز: إلى اإليمان المحض وقال )في جبل قاف تجليات الكنه(

إن الحقيقة المحمدية التي هي نور سبحات الوجه المندرج به : يقول رضي اهللا عنه؛ هي الظاهرة في جبل قاف تجليات الكنه، أي في جبلة حقائق العالم سائر األنوار كلها

وتلك الحقائق مجالي . القافية المحصورة في مائة حقيقة على عدد قاف الذي هو مائةذلك النور ومظاهره، كما أن صور الوجود مجالي تلك الحقائق، وتلك الحقائق ممتدة

): ص(قال . ام المائة الحقيقة المحمديةمن تسعة وتسعين اسما، مائة إال واحدا، وتم)] 199[(»إن هللا تسعة وتسعين اسما، مائة إال واحدا، من أحصاها دخل الجنة«

، فهي )ص(فالموفي مائة هي الحقيقة المهيمنة على الحقائق كلها، وهي حقيقة محمد، القابلة فطرة اهللا التي فطر الناس عليها، فهي فطرة الحقائق القافية وجبلتها وأصلها

.لتجليات كنه الذات بشؤون األسماء والصفات



واذا فهمت ما ذكرته لك علمت أن الوجود كله هو الحقيقة المحمدية، وأن التجليات ؛الكنهية، أي المنسوبة لكنه الذات منها إليها بها عليها، ولهذه الحقيقة المحمدية في كل

فأينما تولوا {]115اآلية : البقرة: [شيء وجه كما صرح القرآن العظيم به في قوله تعالىالجمعة لمن «): ص(فهي وجه الوجود الجامع المشار لجمعيته بقوله } فثم وجه الله

فهو السابق )] 201[(»نحن األولون واآلخرون«): ص(وقد قال )] . 200[(»سبقلقة الجنة، وأن الجنة وبذلك يندفع اإلشكال عما ورد من أنه أول من يحرك ح. والالحق

محرمة على النبيين والمرسلين حتى يدخلها، وأن آدم وكافة النبيين والمرسلين ال ال يدخلها إال بدخول أمته، ) ص(، مع ما ورد من أنه )ص(يدخلون الجنة إال بدخوله

فال تعارض بين ذلك وبين ما ورد من أن األنبياء في الجنان، وأن كثيرا من الصحابة وقد قررنا سابقا أن جميع األنبياء والمرسلين . خلوا الجنة وتزوجوا من الحور العينأد

إنما هم بمنزلة قواه المعنوية وأمته بمنزلة قواه الحسية، بل القلم األعلى واللوح وجبريل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل من جملة قواه، فهو المستوي على عرش الرحمانية، الملك

القضائية، وهذه السلطنة العظمى هي كانت مطمح نظره حين االنتقال الحاكم بالشؤونحتى كان ذاك آخر كالمه )] 202[(»اللهم الرفيق األعلى«: التي كان يعبر عنها بقوله

من الدنيا، فصح أنه الصاحب في السفر والخليفة في األهل والمال والولد، والى ) ص(فال يسعه في منزلته إال الرب )] 203[(»لمأوتيت جوامع الك«: هذه الجمعية أشار بقوله

تعالى فمكانته الربوبية العظمى، فلذا خص بالفاتحة التي افتتحت قرآنه الجامع بـ الرحمان *الحمد لله رب العالمين *بسم الله الرحمان الرحيم {]3-1اآليات : الفاتحة[

جمعية عيون الحقائق الرحموتية المنبسطة بسر الربوبية على ) ص(وهو . } *الرحيم وأشار لذلك سيدي أحمد قدس . } *مالك يوم الدين {]4اآلية : الفاتحة[العالمين، فهو

.جبل قاف تجليات الكنه: سره بقوله اجتمع في قاف سر دائرة الحضرتين، الحضرة القديمة والحضرة: قال بعض العارفين؛

فالحضرة القديمة هي دائرة القاف، والحضرة الحادثة هي التعريقة التي تحت . الحادثة



الدائرة، والسر الذي فيها هو اإلشارة إلى استمداد الحادثة من القديمة من حيث أن التعريقة متصلة بالحلقة التي سميناها دائرة، فاتصالها أشير به إلى استمداد الحادثة من

مجمع ) ص(، فصح أنه } *ق والقرآن المجيد {]1اآلية : ق: [ تعالىقال اهللا. القديمةبحري الوجوب واإلمكان، وبرزخ القدم والحدثان، فهو الناظر بالعينين الهادي إلى النجدين، القائم بالمرتبتين، فكان قاب القوسين أو أدنى، وذلك نقطة الدائرة التي هي

أحسن منها تقويما وال أرفع رتبة، وهي الغاية بالرد المبتدأ بإشارة أحسن تقويم، فالألسفل سافلين، وذلك الصورة اإلنسانية التي هي منتهى التنزالت اإللهية للمراتب الخلقية

والمنتهي في التنزل هو اإلنسان، فهو إلى } *وأن إلى ربك المنتهى {]42اآلية : النجم[نقطة ) ص(فهو )] 204[(»من عرف نفسه عرف ربه« ):ص(وقد قال . ربك يا محمد

البداية التي هي عين نقطة الغاية، والنقطة عين الدائرة وحقيقتها، فانطبق عليه قوله ل واآلخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم {]3اآلية : الحديد: [تعالى } *هو األو

.حر الوفي األوفىالسر الخفي األخفى، والبعن أستاذه الغوث الكامل سيدي عبد العزيز الدباغ قدس سره » اإلبريز«نقل صاحب ؛

يا : بمنزلة قوله} *ق والقرآن المجيد {]1اآلية : ق): [ص(أن قول اهللا تعالى لمحمدمراده وال يخفى أن األنسب في رتبة سيدي عبد العزيز قدس اهللا سره أن يكون . سلطان

وانقاد كل ذي سلطان لسلطانك، وصار «: السلطنة الحقية التي قال عنها سيدي أحمدال السلطنة الخلقية التي تتبدل وتتحول، بل حقيقة » أمر الدنيا واآلخرة كله بيدك

السلطنة اإللهية التي هي عين مرتبة األلوهية المحيطة بكل مألوه إحاطة جبل قاف نور ) ص(لتشبيه بمجرد اإلحاطة ومعناها، فيكون باألرض، وحينئذ يظهر وجه ا

سبحات وجه اهللا الذاتي الظاهر بمرتبة األلوهية المستمدة من تجليات كنه ذلك النور .األعظم السبحاني

، أن صالته )]205[(»قف إن ربك يصلي«: وقد ورد في تفسير صالة اهللا في قوله؛قف إن ربك يصلي، : خاطب بقولهفيكون الم. سبوح قدوس رب المالئكة والروح: تعالى



قبلة توجه تلك الحقيقة السبوحية القدوسية، التي هي حقيقة ربوبية المالئكة والروح ) ص(المنير لحقائق المالئكة، وهم في الحقيقة عين سبحات الوجه اإللهي، وهو

بحقيقته العظمى ماهية النور المطلق، الذي امتدت منه تلك السبحات النورانية، كما ، ولكل قوة ظاهر وباطن، كما أن )ص(لفناه من أن المالئكة الكرام من جملة قواه أس

فظاهر القوة الجبريلية مثال المالئكة على اإلطالق، فمالئكته . لكل ملك ظاهرا وباطنا تشتمل على عالم الناسوت الصوري، وهو ظاهر السماوات واألرض وفيها النيران

ية هو الروحية الالهوتية، وفيها عالم اللطافة البرزخية من وخزائنها، وباطن القوة الجبريل .الجنة وخزائنها، فباطنه قلم وظاهره لوح وهذا القلم له ثالثة وجوه

سبح {]1اآلية : األعلى: [األعلى، وهو الربوبية المسبحة في قول اهللا: الوجه األول؛ ): ص(دس والى ذلك اإلشارة بقوله وهو ساق العرش وروح روح الق} *اسم ربك األعلى

فهذا المستوى الهوت اليد )] 206[(»صرت إلى مستوى أسمع فيه صريف األقالم«} يد الله فوق أيديهم {]10اآلية : الفتح: [قال تعالى. اإللهية التي هي فوق األيادي كلها

.فهي الكاتبة في قلمها األعلىونفخت فيه {]29اآلية : الحجر: [اهللا المعبر عنه بقوله روح: والوجه الثاني من القلم؛

فتلك الروح مظهر الروحية األولى التي ال تقبل النفخ ألنها الساق الالهوتي } من روحي .الذي رآه باألفق األعلى جل ربنا

: لمالق : [قال تعالى. الروح األمين، وهو صورة جبريل الحجابية: والوجه الثالث للقلم؛ ولقد رآه باألفق {]23اآلية : التكوير: [، وقال تعالى} *ن والقلم وما يسطرون {]1اآلية

والقوة اإلسرافيلية هي المعبر عنها بنون، . وفرق ما بين األعلى والمبين} *المبين ل عليه السالم، فهو فظاهرها لوح الصور وباطنها روح تلك الصور النافخ فيها إسرافي

فبالنفخة األولى تبطن الحياة الظاهرة، وبالنفخة الثانية تظهر الحياة . مظهر االسم الحيالباطنة، ولذلك كتب اهللا في اللوح علمه بخلقه، فمن حقيقته االستمداد العلمي لكل شيء

: ول اهللابحقيقة نفسه وشعوره بحياته وحسه ظهورا وبطونا، فحقيقته عليه السالم مرجع ق



من حيث اإلدراكات الروحية للمعاني } يمحو الله ما يشاء ويثبت {]39اآلية : الرعد[قرن من «بأنه ) ص(العقلية، ألنه ألقم النور البرزخي المعبر عنه بالصور الذي فسره

تقر فمن مادته الحقائق البرزخية التي هي مس)] 207[(»نور ألقمه إسرافيل عليه السالماألرواح، ومنها أرواح عوالم أرض السمسمة وما فيها من العجائب، كما أن أجسادها

الفتوحات «من فضل طينة آدم عليه السالم، والكالم عليها مفصل في )].208[(»المكية

فالفرق . والحاصل أن الحقيقة اإلسرافيلية برزخ الوجود والعدم، ومناط الحدوث والقدم الجبريلية إنما هي حكمي باعتبار األسماء اإللهية ال عيني، بينهما وبين الحقيقة

فهو نور من » فأحببت أن أعرف«: فإسرافيل هو النفس الحبي المعبر عنه بقوله تعالىأنوار السبحات العرفانية ووجه من الشؤون الذاتية، وهو الشأن البرزخي الذي له وجه

.ه البطون والظهور فافهمومرجع ذلك كل. إلى الوجود ووجه إلى العدموأما القوة الميكائيلية فظاهرها الصور األقواتية واألرواح الغذائية، فبيده مفاتيح األرزاق ؛

وأما عزرائيل فقوته الظاهرة تفريق الصور الحسية، فهو . وهويته قدسي االسم الرزاقل مظهر مظهر التفصيل والتفريق، ومحور المحو واإلثبات بالتحقيق، كما أن ميكائي

فالجمع لميكائيل، والتفريق لعزرائيل، فهو قابض األرواح النورية ومفصلها . التدبيربتفريق األشباح الصورية، وقد ظهرت قوته في كل مفرق وفي كل قاتل، وهذا التفريق يعبر عنه بالموت فهو عزل الروح عن واليتها إلى والية أخرى، وحقيقته وقوته الباطنة

عبر عنه باالسم اإللهي المميت، فهو يقبض األرواح ليميزها من البطون اإللهي المتراكيب الصور واألشباح، وهو الظاهر في كل قابض بنور الجالل الفائض، فإذا انكشف الغطاء تجلت حقيقته في صورة كبش أملح، وذلك بعد خروج األموات من النار

هذا الكبش بين الجنة والنار، الذين هم ماتوا في النار وهم يعلمون أن اهللا واحد، فيوقفويأتي يحيى عليه السالم بالشفرة التي هي صورة حياته ويذبح الموت بين الجنة والنار،

ويا . يا أهل الجنة، وهم فريق الجمال، خلود بال موت: فيحيا كل فريق في موطنه فيقال



يحيى فيعزل المميت عن حكمه بحكم . أهل النار، وهم فريق الجالل، خلود بال موتالمشتق اسمه من الحياة اإللهية، فإن اهللا لم يجعل له من قبل سميا، فيبطن المميت بحياة الحي الذي ال يموت، وذلك موت الموت الذي هو التحقق بحقيقة الحياة الذاتية من جمعية سر الهوية التي هي مصدر األولية واآلخرية والظاهرية والباطنية، ونقطة

، فهو القاب الفاصل للقوسين من أول وآخر وظاهر )ص(هذه الحقيقة ذات محمدوهو نقطة أو أدنى، أي الذات الجامعة . وباطن، إلى ما ال يتناهى من حقائق التقابل

ما {]17اآلية : النجم[لتلك المتقابالت الراجعة لتفرق أحكام األسماء والصفات، فسر ن بعض مظاهر اسمه األول الدنيا بما ، فم)ص(راجع إليه } *زاغ البصر وما طغى

فيها، ومن بعض مظاهر اسمه اآلخر اآلخرة بما فيها، ومن بعض ظهوراته كل ظهور يعلم، ومن بطونه كل بطون يبهم، وهو الغاية من وراء كل وراء، والقاف المحيط بكل

فمن . قاف، والجبل الذي كل جبله في طي جبلته، وكل اسم إلهي مطبوع في فطرتهائه كل ما سمى اهللا به نفسه أو أنزله في كتابه أو علمه أحدا من خلقه أو استأثر أسم

:ولذا قال األبوصيري. به في علم غيبه فإن من جودك الدنيا وضرتها؛

؛ومن علومك علم اللوح والقلمن األسماء قرآن الذات المتنزل عليه فرقا) ص(وحيث اتضح لك ما قررناه من أنه ؛

ألستاذنا في العلم باهللا الفرد » الفتوحات المكية«والصفات، فال يشكل عليك ما في هل الملك أفضل أم : فسأله) ص(الكامل سيدي محيي الدينبن عربي، من أنه رأى النبي

يا رسول اهللا لو سئلنا عن الدليل ماذا نقول، : فقال» الملك أفضل«): ص(البشر، فقال من ذكرني في نفسه : أما بلغك في الخبر عني عن اهللا تعالى أنه قال«): ص(فقال

، وكثير ممن )]209[(»ذكرته في نفسي ومن ذكرني في مأل ذكرته في مأل خير منه. ذكر اهللا تعالى في مأل أنا فيهم فيذكره اهللا في مأل خير منه وهو مأل المالئكة الكرام

ة والسالم على بعض حقائقه، ومن فهذا من تفضيل بعض حقائق النبي عليه الصال



. قبيل تفضيل بعض مقاماته على بعض، فإنه الجامع للحقائق الملكية والحقائق البشريةففي مقام التفصيل فضل حقائقه الملكية على حقائقه البشرية مع أنه في نفسه عين

فس والمأل، المفضل والمفضل عليه، كما أنه الذاكر في النفس والمأل والمذكور في النفالتفضيل واقع على . وهو واحد الوجود الذي ال يتعدد بالعين وان تعددت أحكامه

أحكامه ال على عينه، أال ترى أن أسماء اهللا تعالى منها العظيم واألعظم، والعلي واألعلى، والكريم واألكرم، والقريب واألقرب، والرحيم واألرحم، مع أنها واقعة على معنى

كما أن القرآن العظيم بعضه يفضل البعض كسورة الفاتحة أفضل . احدةواحد وحقيقة و فلكل مقام مقال، . آي القرآن، وآية الكرسي سيدة آي القرآن، والقرآن في نفسه واحد

إن جبريل عليه السالم : فإياك أن تجنح أن الشيخ األكبر وافق رأي المعتزلة في قولهم: الحديد[أنه » الفتوحات المكية«ه في ، وكيف ذلك وقد أطلق علي)ص(أفضل من محمد

ل واآلخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم {]3اآلية ، وأنى للمعتزلة } *هو األو .من إدراك الحقيقة المحمدية وتعيناتها في األرواح الملكية والمواد البشرية

وكيف يدرك في الدنيا حقيقته؛ ؛تسلوا عنه بالحلم قوم نيام

ولهذا السبب منع تلميذ الشيخ األكبر، وهو الصدر القونوي رضي اهللا عنه، في زمانه ؛ أن ينقل أحد قوال عن الشيخ األكبر أو يفسر له كالما حتى يعرضه عليه، ألن األستاذ

نحصر محيي الدين قدس اهللا سره له في كل مقام مقال خاص، فال تنضبط أقواله وال تأحواله إال لمن يجمعها، ويفصل مقاماتها، ويعطي كل ذي حق حقه، ويوفي كل ذي

وغيرها من كتبه رضي اهللا عنه، يشاهد له » الفتوحات المكية«ومن تتبع . قسط قسطهوما من قول من أقوال أهل اهللا، . األقوال المتعارضة، فطورا يثبت الشيء، وطورا ينفيه

الفرق الضالة إال وله عنده وجه يثبته في موضعه، ويقول به بل ما من قول من أقوالفمن سعة علمه يصدق كل طائفة بما تقول كما يشهد لذلك . في مقامه الخاص به

:قوله



عقد الخالئق في اإلله عقائدا ؛ ؛وأنا شهدت جميع ما اعتقدوه

المفضل عين الذاكر والمذكور، وعين الذكر وعين النفس وعين المأل) ص(فظهر أنه ؛من تفضيل بعض أجزائه ] هو[فالحديث المتقدم . عليه، وعين المأل الذي هو خير منه

).ص(على بعض، وهو الكل وممد الكل بل هو عين الكل وقد وقع لي أثناء شرح الصالة الثامنة من هذه الصلوات المباركة حين أذكر اهللا باسمه

السالم عليكم ورحمة اهللا، أرى : ا قلتالسالم وأنا في مأل صالة الجماعة إمام لهم إذ، فال أقصد )ص(الجماعة الذين هم معي وأنا أسلم عليهم مع نفسي عين سيدنا محمد

بالسالم سواه، وكأنه لم يكن حاضرا في الجماعة وفي نفسي سواه، حتى نسيت أنني مع يقنت أنه ، وتحققت أنه عين نفسي المسلمة، وعين الجماعة المسلم عليهم، فأ)ص(غيره

فصلوات من عادت بركاته علي في هذا المشهد . النفس والمأل، وهذا من بركات شرحيالنفيس، وهو الغوث الكامل المكمل سيدي أحمدبن إدريس قدس اهللا سره، بل شاهدت

اآلية : ق: [ذلك عند النطق بكلمة التوحيد من سر القافية الذي مأخذه قول اهللا تعالىنور سبحات : وذلك من بركات شرح قوله رضي اهللا عنه} *آن المجيد ق والقر {]1

.الوجه في جبل قاف تجليات الكنه، واهللا يقول الحق وهو يهدي السبيل :ثم قال رضي اهللا عنه؛ )صورة الحق ومعنى سر حروف الخلق(

فطرة اهللا الجامعة لكل حقيقة من فطر الناس، ونفس األنفاس ) ص(أي ألنه ؛ وحية، الذي من مشكاة مصباح زجاجته كان االقتباس، فهو الكوكب الدري والسراج الر

المنير، وشجرة الهوية زيتونة إمداد التفصيل والتدبير، تين حالوة أحدية الذات، وزيتون إمداد األحكام الفرقية بزيت معاني األسماء والصفات، يكاد زيت وجوده يضيء بالكنزية

ر المحبة العرفانية، ولكنه نور جمعي قرآني ظهر بنور القوابل المخفية ولو لم تمسسه ناالفرقاني، فهو نور على نور كشف ظلمة حجاب اإلمكان المستور، على أنه عين تلك



الظلمة الحجابية اإلمكانية بحقيقته النورية البرزخية، فهو برزخ اإلمكان الحاوي للكمال، .إذ هو الواسطة بين واجب الوجود وبين المحال

وجه إلى الوجود ووجه إلى العدم، كما أن له وجها إلى الحدوث ووجها إلى ) ص(فله : ومن هنا قالوا. القدم، فهو الجامع للوجهين، الناظر بالعينين، والهادي إلى النجدين

الجمع المحمدي أجمع من الجمع اإللهي ألن اهللا واجب الوجود لنفسه بالوجود بوجه من الوجوه، والحضرة المحمدية تقبل الحضرة المحض، وال يطلق عليه العدم

العدمية كما تقبل الماهية الوجودية، وال يظهر كل من الوجود والعدم إال بمرآة اآلخر، ، فكان عين تلك الصورة المرآتية )ص(فلهذا ظهرت صورة اهللا تعالى بمرآة حقيقة محمد

فهو صورة الحق ) ص(صره عنه وحقيقة الهوية المرئية، فانقلب البصر إليه فما زاغ بومعناه، ومرآة صورته ومجاله، وهو معنى سر حروف الخلق العاليات التي تركبت منها صور الكلمات، فالحروف هي األرواح التي هي جنود مجندة، فما تعارف منها بالمناسبة ائتلف فبدا صورة معينة لمن عرف، وما تناكر منها اختلف وظهر بحكم

.مناسب له واتصفوانظر رحمك اهللا ائتالف األسماء تعثر على فهم هذه األنباء، أال ترى ائتالف البر ؛

بالرحيم، والعليم بالحكيم، والغفور بالودود والشكور وتناسبها مع الحليم الصبور، وال وهل ترى المطعم المقيت . تأتلف هذه األسماء مع القهار بل يأتلف معه العزيز الجبار

حي المميت، فهذا سر المعرفة والنكران، وبه كان الفرقان في عين القرآن، يأتلف مع الماثم قال رضي اهللا . وعلى هذا المنهج وجود عالم الكيان، وبهذا السبب تميزت األعيان

:عنه )مجمع بحور الحقائق، لسان ترجمان الدقائق(

يقة معناه المتميز اعلم، أيدك اهللا بروح منه وأعطاك الفهم عنه، أن كل اسم إلهي بحق؛ به عن غيره من األسماء الخاص باالستقالل بشأنه األسمى، بحر من بحور الحقائق وطريق إلى اهللا من جملة الطرائق، ومجمع تلك الحقائق، وغاية تلك الطرائق حضرة



األلوهية التي لها األسماء الحسنى والمقام الجامع األسنى، وهذه الحضرة الواسعة ة هي الظاهرة باألسماء المختلفة األحكام والمراتب والمتنوعة الطرق والحقيقة الجامع

اآلية : الرحمن: [والمذاهب، ومعانيها الشؤون التي تتجلى بها هوية اهللا تعالى، كما قالواليوم هنا عبارة عن النفس، ففي كل نفس شأن من شؤون } كل يوم هو في شأن {]29

وتتجلى فيه أحديته، وذلك النفس طريق من جملة الطرق إلى اهللا، اهللا تظهر فيه هويته يظهر فيه شأنه وهويته، وتبدو صورته، فيكون مظهر ذلك الشأن مسبحا هللا تعالى

كل {]41اآلية : النور: [مصليا له من حيث القابلية لظهور ذلك الشأن فيه، قال تعالىولله يسجد من في السماوات {]15اآلية : الرعد: [ل تعالىوقا} قد علم صالته وتسبيحه

وهو سجود القابلية ] 15اآلية : الرعد[} ب { وهو سجود االختيار، } واألرض طوعاوما خلقت الجن واإلنس {]56اآلية : الذاريات: [لظهور شأن اهللا، وذلك سر قوله تعالى

وذلك لسر االسم األعظم وهو اهللا الذي قضى أن ال يعبد إال إياه، وهو } *عبدون إال لي ژ ء آ { : الذي جمع بحور الحقائق المتجلية في أعيان الخالئق، فلسان هذا االسم يقول

.وكذلك كان] 56اآلية : العنكبوت[} ! ! «{أ ؤ إ ئ ا ژ ادي، ومن العباد من عبده من حيث اسمه فمن العباد من هو عبده من حيث اسمه اله؛

اآلية : آل عمران: [قال تعالى. المضل، ومنهم من هو عبده من حيث اسمه المملي، ومنهم من هو عبده من حيث اسمه المستدرج، } إنما نملي لهم ليزدادوا إثما{]178

، ومنهم من } من حيث ال يعلمون سنستدرجهم {]182اآلية : األعراف: [قال تعالىأولئك الذين {]52اآلية : النساء[عبده من حيث اسمه الالعن، كإبليس، ومن قال فيه

: النمل: [، ومنهم من هو عبده من حيث اسم المصم، وهم من قال فيهم} لعنهم الله م الدعاء إنك ال تسمع الموتى و {]80اآلية ، ومنهم من هو عبده من } ال تسمع الص

: النمل: [، وقال} وأعمى أبصارهم {]23اآلية : محمد: [حيث اسمه المعمي، كما قال، فاالسم الهادي في هؤالء ليس له } وما أنت بهادي العمي عن ضاللتهم {]81اآلية

، وقال في } إن الله ال يهدي من هو كاذب كفار {]3اآلية : الزمر[: نصيب، قال تعالى



أي ألن } سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم ال يؤمنون {]6اآلية : البقرة: [مثل هؤالءى أبصارهم، فهم عبيده من فطرهم الذاتية ال تقبل اإليمان، ألن اهللا لعنهم فأصمهم وأعم

: قال اهللا تعالى. حيث قبول لعنته واصمائه واعمائه، فهم تحت أمره من جهة الحقيقةواذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها {]16اآلية : اإلسراء[

رناها تدمير كما فسق إبليس عن أمر ربه بأمر ربه من حيث االسم } *ا القول فدمالالعن المتوجه عليه قبل اإليجاد، ومنه يسري إليه اإلمداد، فقال اهللا تعالى في مثل

فجعل علمه فيهم تابعا } ولو علم الله فيهم خيرا أل◌سمعهم {]23اآلية : األنفال: [هؤالء: األنفال[إلى قوابلهم الذاتية } ولو أسمعهم لتولوا{]23اآلية : ألنفالا[لما انطبعوا عليه

: فال يهديهم اهللا ألنه لم يعلم فيهم الخير، كما قال تعالى} وهم معرضون {]23اآلية ه، وما علمه إال ألنه كذلك علم} إن الله ال يهدي من هو كاذب كفار {]3اآلية : الزمر[

بما هو عليه، وما هو عليه ال يبدل، ألنه عين الشأن الذاتي والمعنى االسمي اإللهي، اآلية : القصص: [فقابليته ال تقبل الهداية الشرعية، بل الهداية الذاتية، ولذا قال تعالى

ني ال أزيلها حسبما أي ال تزيل قابليته الذاتية كما أ} إنك ال تهدي من أحببت {]56، ولكن اهللا يهدي من يشاء، ] 3اآلية : الزمر[} ! ! ژ ف 2 1 0. / -، + { : قلت

: الشورى: [أي بك يا محمد، من حيث إنك عين اسمه الهادي، كما أخبر اهللا عنه بقوله .} وانك لتهدي إلى صراط مستقيم {]52اآلية

لحقائق األسماء، أتى القرآن العظيم بإقامة األعذار مجمع بحور ا) ص(ولما كان ؛اآلية : اإلسراء: [ألمثال هؤالء حتى أنه أتت األوامر اإللهية إلبليس بقوله تعالى

اآلية من الحضرة القرآنية واألوامر اإللهية، فهي تقضي } وأجلب عليهم بخيلك {]64: ج والقابلية والزمان والمكان، فصح قوله تعالىبالمثوبة حسب االستعداد، والمرتبة والمزا

فبهذا المشرب الجامع لسائر } *وما أرسلناك إال رحمة للعالمين {]107اآلية : األنبياء[عن الجميع باألمر اإللهي ) ص(لسان ترجمان الدقائق، وقد ترجم ) ص(الطرائق هو

ل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح ق {]26اآلية : سبإ: [كما قال تعالى



فللكل نصيب من } وأنت خير الفاتحين {]89اآلية : األعراف: [، وقال أيضا } *العليم .خير الفاتحين بإشارة من أرسله اهللا رحمة للعالمين

ينبغي أن يكتم، ولكن نسأل اهللا تعالى أن يؤيدنا بالنور وقد اضطررنا إلى إفشاء ما ؛ المحمدي، ويجعلنا سالكين صراط محمد المستقيم بجاه نبيه الرؤوف الرحيم، وهو الذي

} وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه وال تتبعوا السبل {]153اآلية : األنعام: [قال اهللا فيه :ثم قال رضي اهللا عنه. غايتها، فافهم ذلك واهللا أعلموان كان اهللا

)حقيقة الحقائق الكليات والجزئيات(فالحقائق . حقائق حقية، وحقائق خلقية: اعلم رحمك اهللا أن الحقائق على قسمين؛

الحقية معنى واحد وعين واحدة وحقيقة واحدة، نسبت الكثرة إليها باعتبار األسماء، } وما أمرنا إال واحدة {]50اآلية : القمر: [ى الوحدة كما قال اهللا تعالىفكثرتها ترجع لمعن

وهذه الحقيقة هي الوجود الظاهر باألعيان الحكمية واالستعدادات اإلمكانية التي ال وجود لها من نفسها، ألنها تعينات حكمية ال تقوم إال بوجود الحق تعالى مثل قيام حكم

السلطان، فلو لم يكن في الوجود ذات تنسب لها السلطنة لم يوجد هذا السلطنة بذات فالحقائق الخلقية اعتبارات حكمية في حقيقة الحق تعالى وهي معقولة ال . الحكم

وهذه . موجودة، كما أن السلطنة في السلطان أمر معقول وال موجود إال ذات السلطاناسبة والتركيب، تظهر للمشاهد لها الحقائق المعقولة، إذا تألفت مع بعضها بالمن

بالصور واألشكال على اختالفها في االستعداد، كما يظهر السراب بصورة الماء وهو ال .شيء

فلما كانت الحقائق الخلقية مجلى السمه تعالى الظاهر، انكشفت في مرآة وجوده ؛ نفسه بصور وأشكال ثابتة، وهي في حقيقة األمر معاني يظهر الوجود بها، وهو في

على ما هو عليه من الوحدة الذاتية بال تعدد وال انقسام، وال تجزؤ تعالى اهللا عن ذلك فالحقائق الحقية التي هي معاني األسماء اإللهية مرجعها اسم اهللا الباطن . علوا كبيرا

والحقائق الخلقية التي هي الصور المركبة من المعاني الحكمية مرجع اسم اهللا الظاهر،



االسمين حقيقة اإلنسان الكامل، فهو الطائر الذي ال يطير بجميع المعاني ومرجع فالمعاني . الحقية والخلقية واألولية واآلخرية إال بجناحيه اللذان هما الظهور والبطون

فظهور اإلنسان الكامل عين . الحقية لحقيته الكاملة، واألحكام الخلقية لخلقيته الكاملةوأما . وبكل اعتبار، فحقيته عين خلقيته، وأوليته عين آخريته بطونه لكماله من كل وجه

من أراد اللحوق به فال بد له من قص أحد الجناحين ليفني حكمه بالعين، فإذا أطلق وثاقه وظهر له إطالقه، تجلى له من ذاته السراح، وطار بكل جناح، وقص حديثه منه

قاء ريش الفناء، ويستوي عنده هو بعد قصه بالفناء عنه، فيعود لجناح خلقيته بعد الب :وقد أشار لذلك سلطان العارفين الفرد الكامل محيي الدين حيث قال. وأنت وأنا

بالله يا أخت موسى عجلي وخذي جناح طيري فقصيه وقصيه

أراد، رضي اهللا عنه، بأخت موسى، الحضرة اإللهية المحمدية والحقيقة الذاتية العينية، ؛ولمح باآلية . محمدية هي في اإليمان أخت الحضرة الموسويةوالحضرة اإللهية ال

يه فبصرت به عن {]11اآلية : القصص: [الشريفة، وهي قوله تعالى وقالت أل◌خته قصقصيه، من القص الذي هو الفناء بتلك الحضرة : ، وقوله} *جنب وهم ال يشعرون ومن . قصيه، من القصص أراد به البقاء بعد الفناء: وقوله. يةالعينية والحقيقة المحمد

حصل له البقاء بالحضرة المحمدية فالقصص والحديث إنما هو عنه لتجلي األسماء فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره «: اإللهية فيه، كما يشهد بذلك حديث

لحضرة تقص حديثه به ومن كان كذلك فا. الحديث إلى آخره)] 210[(»الذي يبصر به :قال ابن الفارض قدس سره. عنه تلقيته مني وعني أخذته؛

؛ونفسي كانت من عطائي ممدتيفاإلنسان الكامل، كما قال سيدي أحمد رضي اهللا عنه، هو بذاته ذات الذوات وحقيقة ؛

إال الحقائق الكليات والجزئيات، فال يصل واصل إال إلى كنهه الجامع، وال يهتدي حائر



ولذا قال رضي اهللا . بنوره الالمع، فحقيقته عين األعيان، وصورته تجمع صور األكوان :عنه في وصفه

)عرش رحمانية الذات(أي الستواء رحمة الوجود عليه ومرجع اإلمدادات منه إليه، فلحقيته جناح الربوبية، ؛

طارت في ولخلقيته جناح العبودية، ومن ريش جناحيه اكتست سائر األجنحة حتىعالم القدس األعلى، وطابت بمشهد األنس األغلى، ألنه جبل قاف الكماالت المحيط، والبحر األعظم الذي ال يسمع لموجه غطيط، صلى اهللا بجميع صلواته عليه ما انتسبت

.الحقائق الكليات والجزئيات بأسرها إليهلى آله وصحبه صالة جامعة لكل التجليات محيطة بجميع المعاني والصوريات وع(

).وسلم ]شرح الصالة العاشرة[

" ! £$ )اللهم صل على سلطان حضرات الذات(اعلم كشف اهللا لك غطاء نفسك وأطلعك على سلطنة حضرات ذات قدسك، أن سلطنة ؛

الذات العظمى هي الصورة اإللهية المفطور عليها اإلنسان الكامل، فإنها فطرة اهللا طر األسمائية المتفرقة في جميع العالم، وهذا الجمع هو الجامعة لكل فطرة من الف

المعبر عنه بالخالفة التي امتاز بها آدم على المالئكة فسجدوا لتلك الجمعية العظمى، فإن اهللا خلق آدم على صورته، وصورته عين فطرته، وفطرته عين حقائق معاني ذاته

معية المعبر عنها بمرتبة فالسلطنة إنما هي لتلك الج. التي هي حضرات تلك الذاتوقد أمرنا بتوحيد تلك المرتبة ليتبين لنا األمر . األلوهية، التي لها سائر األسماء الحسنى

من أنفسنا، فإننا ال نعرف تلك السلطنة ما لم نعرف أنفسنا، ألن اهللا تعالى خلقنا من وا ربكم الذي خلقكم من نفس ياأيها الناس اتق {]1اآلية : النساء: [نفس واحدة كما قال

فعلمنا أن } وخلق منها زوجها{]1اآلية : النساء: [ثم قال. فوصفها تعالى بالوحدة} واحدة



فحصلت الكثرة } وبث منهما رجاال كثيرا ونساء {]1اآلية : النساء: [زوجها عينها، ثم قالأي اجعلوه } واتقوا الله {]189اآلية : البقرة: [مع أنها واحدة، ثم قال في تلك النفس

وقايتكم برؤية عين تلك النفس ألن الذي تسألون به في عين سؤال بعضكم بعضا واألرحام التي هي أحكام فطرتكم الجامعة، وهي األسماء اإللهية، فإنها أرحام صورتكم

ر عنها بالخالفة، وتلك الخالفة فطرة اهللا الجامعة التي هي صورة الحق تعالى المعبالتي فطر الناس عليها، فالناس هنا سائر أسمائه تعالى ومجموعها هو الصورة التي

فصورته )] 211[(»إن اهللا خلق آدم على صورته«): ص(خلق آدم عليها، كما قال لوهية هي المنطبق عليها اسمه الجامع وهو اهللا، فسلطنة حضرات الذات هي األ

وحضراتها أسماؤها، فمن عرف نفسه عرف ربه وعرف تلك السلطنة بمعرفته لنفسه، فال يعرف أحد ربه إال من نفسه، كما أن اهللا علم العالم من علمه بنفسه، فالفتح اإللهي أن

فكشفنا عنك {]22اآلية : ق: [يكشف لك عنك فترى كل شيء فيك، ولذا قال تعالىكفى بنفسك {]14اآلية : اإلسراء: [ولهذا السر قال تعالى} صرك اليوم حديد غطاءك فب

: ، وقال تعالى} من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه {]15اآلية : اإلسراء[} اليوم عليك حسيباوالحقية . ى في مرآة الحق إال نفسهفال ير } فمن أبصر فلنفسه {]104اآلية : األنعام[

التي قلنا إنها مرآة مشاهدة النفس وجه من وجوه النفس، كما أن الخلقية وجه من وجوهها فتنجلي للمشاهد صورته الخلقية باألحكام الخلقية في المرآة الحقية وصورته

التي لها الحقية باألحكام الحقية في المرآة الخلقية، وكال المرآتين للنفس البرزخية .الوجهان، فما ثم إال حق وخلق وأنت أيها اإلنسان الموصوف بهما

فكل ما يتجلى اهللا لك به من } سيجزيهم وصفهم {]139اآلية : األنعام: [قال تعالى؛صور التجلي فإنما هو وصفك، وكل ما تراه من صور األعمال فهو من أحكام صورتك

قال اهللا . سبت األسماء للذات إال بك أيها اإلنسان فاعرف نفسكالتي لها األسماء، فما نأي ألننا ما } وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون {]118اآلية : النحل: [تعالى

كشفنا لهم عن صورة إال وهي حكمهم، فبهم نسبت األحكام إلينا، ولوالهم ما نسب



فلوالهم ما } قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم {]14اآلية : التوبة: [ال تعالىالعمل إلينا، كما قنسب العذاب إليه، ألن اهللا وجود محض غني عن نسبة األحكام إليه، فاألحكام تنسب

الحكم وهو وجود تلك األحكام، فله} إن لكم لما تحكمون {]39اآلية : القلم[إلى األحكام والنفس حقيقة واحدة وهي عيننا، فال نرى إال وصفنا، ومن رأى . منا ولنا الوجود منه

وصفه فما انظلم، فلله الحجة البالغة ألنه لم يثبت له حكم إال بك، فحكمه عليك منك، : الزخرف: [فأنت الحاكم بك عليك في مرآة وجوده الكاشفة لك عنك، ولذا قال اهللا تعالى

أي ما ثم سواهم حتى يظلمهم } *وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين {]76ة اآليفأحكام صورتهم عادت عليهم، فإنا ما جزيناهم إال وصفهم فما كشفوا فينا إال أنفسهم،

فال تبصرون وفي أنفسكم أ {]21اآلية : الذاريات: [قال تعالى. بل الكشف فيهم وقع لهم): ص(وقد أبان اهللا تعالى هذه الحجة البالغة بقوله بلسان الترجمان األعظم محمد. } *، واحصاؤها ظهورها بالصور، )] 212[(»يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم«» فليحمد اهللا«والخير هو » فمن وجد خيرا «بكشفكم تلك الصور، » ثم أردها عليكم«

من صور األعمال القبيحة في نظره » ومن وجد غير ذلك«عليه، الحمد: فيقولإذ ما ثم )] 213[(»فال يلومن إال نفسه«لحجابه عن جمال اهللا الظاهر في كل صورة

إذ األمر واحد . الم نفسه، صدقت: الم الحق صدقت، وان قلت: فإن قلت. غير نفسهنفسه وجد الخير فمن عرف )] 214[(»من عرف نفسه عرف ربه«): ص(كما قال

حقيقة فإنه ال يجد في كل موجود إال اهللا فيرى جميع الصور صورة فما عنده شر، قال اآليتان : الزلزلة: [، فقوله تعالى)]215[(»الخير كله بيديك والشر ليس إليك«): ص(

إنما هو راجع } *رة شرا يره ومن يعمل مثقال ذ *فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره {]7،8فأصحاب الشهود يبدل اهللا سيئاتهم . للرائي لحجابه عن شهود الحق في ذلك العمل

حسنات ألنهم ال يرون إال جمال اهللا واهللا جميل يحب الجمال، والجميل ما ظهر إال على ما فالوجود عند العارفين الذي بصرهم بصر الحق الواقع . بالجمال الذي يحبه

يحبه اهللا من الجمال، جمال في جمال في جمال، وهؤالء أجرهم غير ممنون إذ لهم كل



اآلية : النجم: [شيء باالستحقاق، فما يعود عليهم كشفا إال وصفهم، قال اهللا تعالىسه فإن ذكروا اهللا في نفسهم ذكرهم اهللا في نف} *وأن ليس لإلنسان إال ما سعى {]39

سيجزيهم {]139اآلية : األنعام: [بأن أعاد الذكر الذي ذكروه عليهم كشفا، ألن اهللا قالفذكر اهللا لهم عين كشفه لحقائق أنفسهم، وأن الذكر الذي ذكروه به هو } وصفهم اآلية : النجم: [سبحاني، قال تعالى: ولذا قال أبو يزيد لما كشف هذا المعنى. وصفهمفأنت الذي سميت بذكر اهللا لك في نفسك حيث } *ن ليس لإلنسان إال ما سعى وأ {]39

: األنعام: [ذكرته في نفسك، فعاد الذكر عليك إذ ما ثم سواك، ألن اهللا صادق في قولهاآلية : اإلسراء: [فما ثم نفسان بنص قوله تعالى} سيجزيهم وصفهم {]139اآلية من عرف نفسه «): ص(وبنص قول رسول اهللا} ن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه م {]15

إن العارف باهللا تعالى أجره غير ممنون، إذ ما خرج : فلذا قلنا)] 216[(»عرف ربه: يونس: [شيء عنه يمن عليه فأهل األجر غير الممنون ليسوا من الذين قال اهللا فيهم

بل من الذين لهم كل شيء باالستحقاق } أحسنوا الحسنى وزيادة للذين {]26اآلية الذاتي، ولذا كان اإلنسان المطلق الجامع الكامل األكمل في جميع الحضرات، سلطان حضرات الذات، وال يظهر سلطانه إال يوم القيامة برجوع حكم جميع األسماء إلى

سالطين األسماء الحسنى لسلطانه الذاتي، سلطان ذاته، حتى ينقاد كل ذي سلطان من وذلك هو المقام المحمود المنفرد به السيد الجامع الذي بعث ليتمم مكارم األخالق، فكانت بعثته عامة ألن قابليته تسع كل قابلية، فجميع الرسل خلفاؤه، وجميع األمم أمته،

أحدية ذلك المجموع، فاندرج الكل في لوائه فما دونه فوسع كل شيء رحمة وعلما، فهو ومجموع تلك األحدية، فمقامه هو المحمود بكل لسان ألنه عين كل لسان، وقرآنه جامع الكل، فيقيم جميع األعذار، ويجعل األخالق كلها مكارم، إذ ما ثم إال أخالق اهللا،

اآليتان : طه: [وأخالق اهللا كلها حسنة، فلذلك قام مقام جميع العالم بقوله تعالىفهذا الخطاب للسيد البديع بشارة لرفع } *ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى *طه {]1،2

هو الشقاء } فمنهم شقي وسعيد {]105اآلية : هود: [الشقاء عن الجميع، فقوله تعالى



النسبي المؤقت بالجزاء الوفاق، الذي هو الخلود في جهنم، ما دام المعذب يرى جهنم بهم يومئذ لمحجوبون {]15اآلية : المطففين: [ما قالك فقيد اهللا } *كال إنهم عن ر

الحجاب بيومئذ، فإذا انقضى يومئذ فال حجاب، فال خلود بعد ذلك في جهنم، بل الخلود فيه إذ ما ثم غيره، فينفتح باب سور األعراف المضروب بين الجنة والنار، وتضمحل

وهذا الولوج كناية عن . الظلم باألنوار، وذلك مرجع إشارة ولوج الجمل في سم الخياطإطالق الجمال اإللهي بالظهور بالصور المقيدة باألسماء الخاصة المركبة من المعاني المتناسبة، كما يركب الثوب بالخياط، فإذا اتسع بجمال اهللا سم الخياط آل األمر إلى

فيكون الخلود فيه، } *وأن إلى ربك المنتهى {]42اآلية : النجم: [قال تعالى. االنبساطوذلك بوسيلة سلطان حضرات الذات، الذي وصفه األستاذ الكامل صاحب الصلوات

:بقوله )مالك أزمة تجليات الصفات، قطب رحى عوالم األلوهية(ما يعلمه أولو النهى، أن سلطان اعلم، رحمك اهللا برحمته التي ال ممسك لها وأعلمك ؛

حضرات الذات تقتضي سلطنته أن يكون مالكا ألزمة تجليات الصفات، وال شك أن وال شك أن مرجع ذلك الحقيقة . ذلك ال يكون إال لمن هو قطب رحى عوالم األلوهية

المحمدية التي لها المقام المحمود والحوض المورود، فمقامها محمود بكل وجه وبكل بار وبكل لسان، ألن لها السيادة، والسيد تستلزم سيادته اإلنعام على من هو سيد اعت

عليهم، فاأللوهية ال بد أن يشمل إنعامها جميع عوالمها وعوالمها كل من أخبر اهللا عنه ا عدا اهللا، فالمراد بالناس م} ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله {]15اآلية : فاطر: [بقوله

.ألن اهللا جامع للمفتقر، والمفتقر إليهيوم القيامة كما قال ) ص(فمقام األلوهية هو المقام المحمود، وتظهر خلعته على محمد؛أنا سيد ولد آدم وال «: ، وفي رواية)] 217[(»أنا سيد الناس يوم القيامة«): ص(

لكل شيء، حتى أن فحوضه المورود، وهو صورة الرحمة الواسعة )] . 218[(»فخرإن اللعنة مقيدة إلى يوم الدين عند فراغ حكم االسم : إبليس يحتج بالقرآن العظيم ويقول



المضل القائم بحكمه إبليس، فتعزل واليته فتزول اللعنة التي أبعده بها االسم الهادي، فكل من هو فقير إلى اهللا وجب أن يسقى من الحوض المورود حين فراغ االسم

بحكمه فيه، وكل اسم ال يدوم سلطانه مع سلطان حضرات الذات، مالك الحاجب لهوانقاد «: ولذا قال سيدي أحمد. أزمة تجليات الصفات، فالحكم هللا تعالى العلي الكبير

.»كل ذي سلطان لسلطانك وصار أمر الدنيا واآلخرة كله بيدك): ص(فيقول أناس الحوض فيطردون عنه، ) ص(قد ورد أنه يرد عليه : فإن قلت؛سحقـا «: ال تدري ما أحدثوا بعـدك، فيقـول: ، فيقـال)] 219[(»أمتي أمتـي«

وقد قلت بأن كل فرد ممن يفتقر إلى اهللا له نصيب من حوض )]. 220[(»سحقا اعلم أن سلطان حضرات الذات ومالك أزمة تجليات الصفات، وقطب : الرحمة، فأقول

في ديوان الحكم اإللهي باسم مخصوص، وال رحى عوالم األلوهية، ال يختص ظهوره بمقام مخصوص وال بمرتبة خاصة وال بصورة خاصة، بل األسماء اإللهية في حقه

فجميع . بمنزلة والة األمور بالنسبة لسلطنته العظمى المندرجة بها تلك الواليات الخاصةها، فمن له تلك الواليات من وجوه سلطنة السلطان األعظم، ولكل وال رتبة ال يتعدا

مثال خصم تعين له عند ذلك الخصم حق من الحقوق، فإنما يطلب من وجوه سلطنة .االسم الحكم العدل الحاضر ديوان حكمه

فلما ورد الحوض من عليهم الحقوق المقتضية بحكم االسم العدل للقصاص بالموازنة ؛بما يستلزمه مقامه اإللهية المعبر عنها بالجزاء الوفاق، وهذا االسم يقتضي الظهور

العدلي، منعت أعوان هذا الوالي من صور األسماء الذين هم سدنة هؤالء الواردين حتى . يحكم العدل فيهم بما يستحقون، أو يقوم االسم المصلح بإعطاء صاحب الحق حقه

وهذا الوالي صورة من الصور المحمدية كما أن سدنته كذلك، فإذا قامت صورة االسم ) ص(على هؤالء بشراب حوض الرحمة، وتلك الصورة من صور محمدالمفضل لتنعم

أمتي أمتي، لتظهر بحقيقة مقامها من حكم الفضل فتخاطبها صورته من : وهي القائلةواألمر كذلك، فإن االسم المفضل ال . يا محمد ال تدري ما أحدثوا بعدك: االسم العدل



يس له نظر إلى المانع من ذلك الذي يدري إال بما يعطيه مقامه من الفضل واإلنعام، ول .هو حكم العدل الذي أخر حكمه لعدم القابل في ذلك الوقت

والقابلية في ذلك الوقت إنما هي للمانع الحقيقي، وهو الحقوق الطالبة لحكم العدل، وال ؛يقتضيها الفضل إال من جهة حكم االسم المصلح، ألن االسم المصلح يجمع الفضل

م يكن االسم المصلح موجودا فال حكم للفضل لقيام المانع الذي هو حق والعدل، وما لسحقا «: من صورة االسم الحكم العدل) ص(فيقول . الغير واال لذهب معنى العدل

أن «: إلى أوان انقضاء حكم العدل بالقصاص أو توسط االسم المصلح كما ورد» سحقا ماء اإللهية في ديوان حكم سلطان ، وكل ذلك واقع من األس»اهللا يصلح بين عباده

حضرات الذات، فتلك الحضرات كلها حضراته، وهو الذي له العزل والتولية، وذلك معنى السيادة والمقام المحمود، فتحمده األسماء اإللهية بإعطاء كل ذي حق حقه، ألنه مالك أزمة تجليات الصفات، وقطب رحى عوالم األلوهية، وتلك العوالم هي األسماء،

ليعطي من حكمه األعظم كل ذي حق من حقوق األحكام ) ص(وهي كلها تدور عليه الخاصة حقه، كما أنه أعطى العدل حقه من المجازاة الوفاقية، أو اإلمهال بحكم االسم

.الحليم لقيام الصلح من االسم المصلحوالبرزخ والقيامة فمن فهم معاني األسماء اإللهية وانتقاالتها في العالم، فهم أحوال الدنيا ؛

وأحوال الجنة والنار، وعلم أن أحوال العالم في جميع ذلك تتغير باختالف حكم .األسماء، العائد ذلك لتنوع القوابل الذاتية، المطبوعة في فطر العالم

جامعة لجميع الفطر، وقابليته جامعة لسائر القوابل، كان ) ص(ولما كانت فطرته ؛ ألسماء اإللهية بجميع أنواع الدعاء، على حسب ما تقتضيه داعيا إلى اهللا من جميع ا

القوابل من األسماء المناسبة لها، فتلك القوابل هي الحاكمة في حقيقة األمر على األسماء بالعزل والوالية، إذ القوابل تتنوع واألسماء تتنوع بحسبها، فيكون الحق بالنسبة

ن فهم ما قلناه أدرك قول الشيخ األكبر في وم. لما تقتضيه القوابل كل يوم هو في شأنعليه السالم، فالحاكم في التحقيق تابع لعين المسألة التي يحكم فيها بما » فص عزير«



تقتضيه ذاتها، فالمحكوم عليه بما هو فيه حاكم على الحاكم أن يحكم عليه بذلك، فكل هذه المسألة، فإن حاكم محكوم عليه أن يحكم بما حكم به كان الحاكم من كان، فحقق

.القدر ما جهل إال من شدة ظهوره فلم يعرف، إلى آخر ما قاله رضي اهللا عنه، انتهىفي القرآن العظيم، فآية تأتيه بحكم ) ص(ولذلك اختلفت األوامر اإللهية للنبي: أقول؛} ! !««ژ ! " } ) ص({ ، وآية تأتيه بحكم } فاصدع بما تؤمر {]94اآلية : الحجر[، ] 9اآلية : األعلى[} ! ! ت ث ج ح ژ { ، وآية تأتيه بحكم { ] 55اآلية : الذاريات[

خ د ذ { ، وآية تأتيه بحكم } جاهد الكفار والمنافقين {]73اآلية : التوبة[وآية تأتيه بحكم هم وقل لهم وعظ {]63اآلية : النساء[، وآية تأتيه بحكم ] 29اآلية : النجم[} ر ز س

وأعرض عن {]199اآلية : األعراف[، وآية تأتيه بحكم } في أنفسهم قوال بليغافاضربوا فوق األعناق واضربوا منهم {]12اآلية : األنفال[، وآية تأتيه بحكم } الجاهلين لم فاجنح لها وتوكل {]61اآلية : الاألنف [، وآية تأتيه بحكم } كل بنان وان جنحوا للس، وآية تأتيه } إنك ال تسمع الموتى{]80اآلية : النمل[، وآية تأتيه بحكم } على الله

: ىالشور [، وآية تأتيه بحكم } إنك ال تهدي من أحببت {]56اآلية : القصص[بحكم .} وانك لتهدي إلى صراط مستقيم {]52اآلية

اآلية : األنفال: [فالحكم المحمدي في الدعوة عين حكم اهللا في عباده، قال اهللا تعالى؛{ : ، وقال} *ولو علم الله فيهم خيرا أل◌سمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون {]23

ـ{ه و ى ي ژ اآلية : األنبياء: [، مع قوله] 17ـ 16اآليات : الجن[} ! !: وقال في طائفة. } *إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون {]101

وسع جميع ) ص(فمن وسع قابليته } لم تنذرهم سواء عليهم أأنذرتهم أم {]6اآلية : البقرة[العالم فكان داعيا إلى اهللا على بصيرة في فطر جميع العالم، وما تقبله من األحكام

ال يكلف الله نفسا {]286اآلية : البقرة: [فلذلك أنبأ القرآن العظيم عن ذلك بقوله تعالىإن الذين {]101اآلية : األنبياء]: [كما قال تعالى[معلوم مع أنه من ال} إال وسعها

] 96اآلية : يونس[} ! ! {هللا ـ پ ژ { ال يقبلون سواها، } سبقت لهم منا الحسنى



: الرعد: [، ألنه قال] 19اآلية : الزمر[} ! ژ ـ 4 3 2 1 0{ : ففي مقام يقول لهاآلية : الزخرف: [وفي مقام يقول له} اد الله بقوم سوءا فال مرد له واذا أر {]11اآلية : الزخرف[} ! ! }}ا ب ة ت ث ج ژ { : في مقابلة قوله} فاصفح عنهم وقل سالم {]89

وسر ذلك تنوع القوابل الذاتية، وهي حقائق أسماء إلهية مطبوعة في ] . 88اآلية يقبل كل نوع منها إال ما يشاكله من األسماء، فيختلف توارد األحكام الفطر، فال

الختالف توارد األسماء، ويختلف توارد األسماء الختالف تنوع أسماء الفطر، والفطرة .فطرة اهللا التي فطر الناس عليها

ية اآل: الرعد: [فالتنوع في العالم من عين فطرة اهللا، والى ذلك اإلشارة بقوله تعالى؛فحكمه في العالم بالتغيير تابع } إن الله ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم {]11

أنا عند ظن عبدي «: لما هم عليه من تنوع الفطرة القابلة ولوال ذلك لم يصح قولهعزل االسم فحكم اهللا علينا بنا، أال ترى أيوب عليه السالم كيف )] . 221[(»بي

ر وأنت أرحم {]83اآلية : األنبياء: [الضار عن حكمه لما نادى ربه أني مسني الضفاستجاب له بتوليه االسم الشافي الختالف القابلية منه، فال يزال اهللا تعالى } الراحمين

ال يكلفنا إال في الحكم علينا يولي من األسماء ويعزل في حقنا الختالف قوابلنا، إذ) ص(فدعوة محمد. والقوابل في كل نفس تتجدد دنيا وبرزخا وآخرة. وسعنا من القابلية

.تتنوع دنيا وبرزخا وآخرةناسب ذلك النوع من القابلية . أخشى أن تعيرني العرب: فلما قال عمه أبو طالب صورة هذه المقالة في النار ، ف} إنك ال تهدي من أحببت {]56اآلية : القصص[

ضحضاح من نار يغلي به دماغه، ألن الدماغ موطن عقل التمييز، والعقل يحكم بخشية اهللا ال بخشية العرب، ولكن اختلفت القابلية، فاختلف اللسان اإللهي، فاختلف

فلم يتركه )] 222[(»إن اهللا أحيا لي عمي فآمن بي«: فقال. الحكم، فاختلفت الدعوةبل دعاه بالدعاء المناسب ولو بعد الموت، فزال الضحضاح باإليمان ) ص(ه من محبت

هل وجدتم ما وعد «: قتلى بدر كل واحد باسمه وقال) ص(وقد نادى . والوعيد بالتجاوز



كيف يسمعونك وهم «: لما اعترضه أصحابه قائلين) ص(، وقال )] 223[(»ربكم حقا .وما فعل ذلك إال لحكمة)] 224[(»ما أنتم بأسمع منهم«: جيف، بقوله

رأيت امرأة كانت أرضعتني وهي : الجيلي يقول] الشيخ عبد الكريم[واذا كان الغوث ؛تعذب في النار فألبست لها النار صورة الجنة، فكيف يكون المقال في سلطان حضرات

فال شك أن له . الذات، ومالك أزمة تجليات الصفات، وقطب رحى عوالم األلوهيةفي جميع األسماء اإللهية، ومن األسماء ما يقتضي الحكمة والعدل ومن األسماء الحكم

حكمي أن يموت المرء على ما عاش : فاالسم الحكيم يقول. ما يقتضي إطالق الفضلاقرؤوا : ويقول االسم الوهاب المعطي بغير حساب. عليه ويبعث على ما مات عليه

. د الحجابية إلى إطالق نورها المبينعلى موتاكم ياسين لتخرجوهم من ظلمات القيو .ومن أحكام أسماء الفضل واإلنعام المطلقة على الموازنة صح الترقي بعد الموت

وأخبر الشيخ األكبر أنه اجتمع بأناس من أهل اهللا ممن مات قبل زمانه، ففتح لهم ؛ وقد سبق ما نقلناه عن الغوث الجيلي، وهو بعد موت تلك. باب الترقي بعد الموت

المرأة المرضعة له، فرقى رضي اهللا عنه تلك المرأة من النار إلى الجنة، وحيث إنه أمر من عق والديه أن يهديهما نصيبا من القرآن، لينقله من غضبهما إلى ) ص(

رضاهما، ولو بعد موتهما، فغير بعيد أن ينقل من أغضب اهللا ولو بعد الموت ضرة األلوهية أقبل للرضاء من حضرة المغضوب عليه إلى الرضاء، وال سيما وحوأحواله وأفعاله ) ص(ومن تتبع أقواله . الوالدين، فإنه ورد أن اهللا أرحم بعبده من والدته

سلطان حضرات الذات، ومالك أزمة تجليات ) ص(واختالفها وتنوعها أيقن أنه ] درالشيخ عبد القا[قال الغوث . الصفات، وقطب رحى عوالم األلوهية، ومن وراثته

ثم . دافعت أقدار الحق بالحق للحق، فافهم ذلك، واهللا أعلم: الجيالني رضي اهللا عنه :قال رضي اهللا عنه

)كثيب الرؤية يوم الزور األعظم في مشاهدك الجنانية(



اعلم نور اهللا بصيرتك ونضر سريرتك أن أحاديث رؤية اهللا تعالى جمة شهيرة، ومنها ؛ ورواه ابن ماجه عن أبي . وقد جاء من طرق شتى. حديث الكثيب يوم الزور األعظم

إن أهل الجنة إذا «: قال) ص(أخبرني رسول اهللا: هريرة رضي اهللا عنه، قال أبو هريرةدخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا،

ن رياض الجنة، فيزورون اهللا عز وجل، ويبرز لهم عرشه، ويتبدى لهم في روضة مفيوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من ياقوت ومنابر من زبرجد ومنابر من ذهب ومنابر من فضة، ويجلس أدناهم وما فيهم دنيء على كثبان المسك والكافور،

يا رسول اهللا : قال أبو هريرة قلت. ما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا ال، : ، قلنا» نعم، هل تتمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر«: الهل نرى ربنا، ق

وقد )]. 225[(كذلك ال تتمارون في رؤية ربكم عز وجل إلى آخر الحديث: قال .اقتصرنا منه على المقصود هنا وهو شأن الرؤية

نور لمع من كثيب جمعالمتنوعة المشارب اعلم أن سر الكثيب وباطنه عبارة عن مجموع األسماء اإللهية ؛

والمتميزة المذاهب، المعبر عنها عند القوم رضي اهللا عنهم بمجموع األحدية ال بأحدية والفرق بينهما أن تجلي مجموع األحدية بمنزلة من شاهد صور الحقيقة على . المجموع

التفصيل مع علمه بأن الحقيقة تجمعها إال أنه ناظرا للحقيقة من حيث التميز لألفراد لمندرجة بها، كمن يرى صور زيد وعمرو وبكر إلى غير ذلك، فهو وان كان يعلم أن ا

الحقيقة اإلنسانية تجمع هذه الصور، إال أنه ليس ناظرا لذلك، بل نظره لتميز كل صورة وأما تجلي أحدية المجموع فهو كمن يرى هذه الصور عين الحقيقة . عن غيرها

لك الحقيقة، واندراج تلك الصور بها، فتنمحي تلك اإلنسانية وال يصرف نظره إال لتالصور في نظره بتلك الحقيقة، وتنطوي بشهوده أحكام التميز والتفصيل، فال يرى من

وتميز أهل الكثيب بمنابر النور واللؤلؤ . الصور إال أحديتها التي هي الحقيقة اإلنسانية



لك، يقضي بتميز التجلي، وتميز والياقوت والزبرجد والذهب والفضة والكراسي وغير ذ .التجلي يقضي بأن التجلي الكثيبي إنما هو بمجموع األحدية

كثيب الرؤية، عبارة عن كون ): ص(فقوله رضي اهللا عنه في حق السيد األعظم ؛حقيقته مرجع جميع األسماء المختلفة المعاني، التي يتجلى اهللا بها لعباده في الجنة،

ن عين حياته العظمى وسلسبيل سره األسمى، فما يرى أحد فيعلم كل أناس مشربهم م، وتلك الصورة مناسبة لمشربه من تلك العين )ص(إال صورة من مجالي حقيقة محمد

بون {]28اآلية : المطففين: [واليها اإلشارة بقوله تعالى. الجامعة عينا يشرب بها المقرردوهم إلى قصورهم، فإنهم في التجلي الكثيبي مع :والمقربون من ال يقال في حقهم} *

أهل الكثيب مع أنهم لم يفارقوا القصور وال الجنان وال الحور، فلم تفقدهم أزواجهم من بنات الدنيا ومن الحور العين، وهم أيضا مع كل واحد من أهل الكثيب بالتجلي الذي

لمونه بكل علم، ويعرفونه هو فيه ألنهم يشهدون الحق في جميع صور االعتقادات، ويعردوهم إلى قصورهم، فإن هذا القول في حقهم يشير : بكل معرفة، بخالف من يقال فيهم

- 10اآليات : الواقعة: [إلى ما هم عليه من قصور المرتبة عن أولئك، قال تعالىبون *والسابقون السابقون {]12 فال يشهدون من } *يم في جنات النع *أولئك المقر

جنات النعيم سواه، فهم في شغل به فاكهون، ال باألثمار واألطيار والحور والولدان واألنهار وغيرهم، فاكهون بما تشتهيه أنفسهم، فإذا كانوا في الكثيب غابوا عن

ردوهم إلى قصورهم، فرجعوا من الغيبة إلى : مشتهياتهم واختلف عليهم األمر، فيقال .الصحو

واعلم أن الكثيب الجامع ينفصل إلى كثبان كثيرة باعتبار أن األسماء اإللهية جنود ؛ مجندة، فكل جملة من األسماء تأتلف بما تعارف منها، وهي ما ناسبت معانيها وتختلف مع ما لم يوافق معانيها، وذلك هو التناكر من حيث الفرق والتمييز في

قد ورد الكثيب باإلفراد، والكثبان بالجمع بهذا و . المعاني ال التميز في العين الجامعة



واختلفت الروايات في الحديث، والى التجليات الكثبانية أشار البحر الفائض . االعتبار :سيدي عمربن الفارض قدس سره

سائق األظعان يطوي البيد طي ؛ ؛منعما عرج على كثبان طي

وبذات الشيخ عني إن مرر ؛ ؛ت من عريب الجزع حي

. فالسائق لألظعان هو الوارد اإللهي، المزعج للنفوس اإلنسانية، المعبر عنها باألظعان؛فالسائق هو الذي يسوقها لطي المقامات السلوكية، المعبر عنها بالبيد، إلى أن يعرج

التي تنطوي بها بها على الكثبان األسمائية المنسوبة لطي، التي هي كناية عن الذاتفإذا حصل بذات الشيخ التي هي الحضرة المحمدية التي فاحت من . سائر األسماء

لوائح الكرم والجود، حيا أهل حي ] عطائها[طيبها روائح الوجود، والحت من سيبها التي معناها ذات الشيخ، ) ص(الجزع، وهو منعطف الوادي المكنى به عن صورة محمد

وادي الذات األقدس بسر ظهور كماله األنفس، ألنه بتلك وهو بتلك الصورة منعطفالصورة تنعطف عليه األسماء بتمامها، فلذا أعرب عريبه وهم أهل حيه الشاربون من

.حوض حياته عن المعرفة والشهود وكشفوا بنوره حقائق الوجود إشارة رفيعة ونكتة بديعة

وأن {]39اآلية : النجم: [اهللا قال اعلم أن حقائق الكثبان صور العقائد اإلنسانية، فإن؛أنا عند ظن عبدي بي، «: ولذلك ورد الخبر اإللهي} *ليس لإلنسان إال ما سعى

فمن ظنون كل إنسان اجتمعت تلك الكثبان، ولذلك تقر )] . 226[(»فليظن بي ما شاءنعوذ باهللا : المة يقولونكل طائفة بربها بما عندها من العالمة، فإذا تجلى بما خالف الع

فالعالمة عين . بلى أنت ربنا: واذا تجلى لهم بما وافق تلك العالمة قالوا. منك لست ربنامعتقدهم، وهذا مما يدلك على أن التجلي في المحشر من مجموع األحدية والكثرة : األسمائية، فمنهم من عرفه في الصورة، ومنهم من عرفه في المعنى، كمن قالوا



ومنهم المنزه، ومنهم المشبه، ومنهم المطلق، } وما يهلكنا إال الدهر {]24اآلية : اثيةالج [ومنهم المقيد، ومنهم الثنوي، ومنهم من قال ثالث ثالثة، ومنهم عابد نفسه، وهو من

:اتخذ إلهه هواه، ومنهم الجامع لجميع المعتقدات ولسان حاله يقول هل منهل مستعذبما في المنا؛

؛إال ولي فيه األلذ األطيبفلو كان التجلي في أحدية المجموع لم يكن ليقبل رؤيته . وهذا من كرم اهللا وسعة جوده؛

فسبحان من وسع . تعالى إال أهل تجلي األحدية، فيشقى من سواهم بالجهل والحجاب .كل شيء رحمة وعلما، واهللا سبحانه وتعالى أعلم

وقوله في مشاهدك . ظم في كالمه رضي اهللا عنه معناه الزيارة العظمىوالزور األع؛الجنانية، أي سواء كانت المشاهد في مطلق الجنان كمشاهد العارفين، أو في جنة عدن

.كما هو لعامة المؤمنينواعلم أن الكثيب له معنى وصورة، فمعناه في كل جنة وذلك مجموع األحدية، بل هذا

دنيا وفي البرزخ وفي البعث، وصورته في جنة عدن، وتلك الصورة المعنى كائن في الفالمشاهد الجنانية للعارفين بالصورة . تل من مسك أبيض أو كافور كما في الحديث

والمعنى من كثيب الجمال األسنى، ولغيرهم بالصورة التي محلها جنة عدن ولذلك .يردون منه إلى قصورهم

) ص(الجنانية ابتداؤها من حين الموت، فإن رسول اهللا واعلم، نبهك اهللا، أن المشاهد؛ فمن مات «، )]227[(»القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار«: قال

، وهذه القيامة هي القيامة )ص(كما أخبر به رسول اهللا)] 228[(»فقد قامت قيامتهالشهادي األخروي الجزئية، وقيامته الكلية حين بعثه من المشهد البرزخي إلى المشهد

المحسوس، فإذا مات اإلنسان فقد حصل في أول قيامته، فهو بمنزلة الجنين في بطن أمه، فال يزال تنتقل عليه المشاهد البرزخية من الحضرة النورية المعبر عنها بالقرن الذي ألقمه إسرافيل عليه السالم إلى أن تستعد روحه للظهور في عالم بعثه األخروي،



صورته إسرافيل عليه السالم فيحصل في قيامته الكبرى، كما أن الولد في فينفخ فيفكما أن . بطن أمه إذا انتهت تسويته وكمل تعديله استعد للخروج لظاهر عالم الشهادة

.الناس متفاوتون في والدة الدنيا كذلك هم متفاوتون في والدة اآلخرةالدنيا والبرزخ والقيامة والجنة فقد علمت مما قررناه أن الناس مشتركون في حقيقة؛

والنار، وال يلزم من ذلك اشتراكهم في المصاحبة الوقتية كما أنهم مشتركون في الحمل والوالدة، وال يلزم من ذلك اشتراكهم في الوقت، فإن لكل إنسان سيرا خاصا به فقد

قد علم كل أناس {]60اآلية : البقرة[يشترك مع غيره في المصاحبة في السير وقد ينفرد سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها {]21اآلية : الحديد: [، قال اهللا تعالى} مشربهم

فلو لم يتفاوت الناس في قطع مسافة السير ما أمر اهللا } كعرض السماء واألرض الكرسي دبر كل صالة مكتوبة لم يمنعه من من قرأ آية «): ص(وقال . بالمسابقة

بالجنة جنة القبر، كما ) ص(فيحتمل أنه أراد )] . 229[(»دخول الجنة إال أن يموتويحتمل أنه أراد أن . فتكون الجنة برزخية المشهد. أخبر أنه روضة من رياض الجنة

لمح البصر قارىء آية الكرسي دبر كل صالة تطوى له المسافة البرزخية، فيحصل في له غيره بالتدريج، فتكون نسبته لغيره نسبة المجذوب للسالك، فإن المجذوب ما يحصتطوى له مقامات الشهود، والسالك يتحقق بها بالتحوالت واالنتقاالت على التدريج،

أال ترى أن الولي يطوي من بيته إلى مكة أو المدينة . والقدرة اإللهية يشاهد منها الطية بأقرب من ساعة زمانية، واذا تحققنا الطي للمنازل الحسية فالمعنوية مسافات بعيد

من المسجد الحرام إلى المسجد األقصى، ) ص(باألولى واألحرى، وقد طوى رسول اهللاومن المسجد األقصى إلى السماء األولى، ومن السماء األولى إلى أن جاوز السماوات

جسده وجسمه، مع أن ما بين األرض السبع، إلى أن جاوز العرش في ليلة واحدة ب .والسماء خمسمائة عام، ومن سماء إلى سماء كذلك

فمن الناس من يعامل بالحكمة، ومنهم من يعامل بالقدرة، حسبما يقسم له كما قال ؛واذا كان . } فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر {]23اآلية : األحزاب: [تعالى



يطوى له خمسون ألف سنة بمقدار ركعتي نافلة صالة الفجر، فما بالك المؤمن .باالنطواء في حق العارف باهللا

واعلم أنه كما أنك ال ترى من تجليات اهللا سوى ما ينطوي عليه باطنك من العقائد، ؛أال ترى . فكذلك ال يرى كل أحد من البرزخ والموقف والجنة والنار سوى صور أعماله

في غراس الجنة من أنه عين أقوالك، وأن الحمد هللا تمأل الميزان وأن )ص(ما قاله اآليتان : الزلزلة: [كنسة المسجد تعطيه حوراء من الحور العين، وذلك سر قوله تعالى

مشاهد فال. } *ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره *فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره {]7،8فنسأل اهللا . الجنانية والنيرانية صور أعمالك، واألعمال بالخواتيم ألنها عين السوابقثم قال رضي . تعالى لنا وإلخواننا المسلمين حسن الخاتمة، واهللا سبحانه وتعالى أعلم

:اهللا عنه )جبال موج بحار أحدية الذات(فسفينة النجاة } هم في موج كالجبال وهي تجري ب {]42اآلية : هود: [أشار لقوله تعالى؛

فمن سارت به في أمواج بحار أحدية الذات المشبهة بالجبال نجا وحصل ) ص(شرعه .على الكمال

جبال موج، من إضافة المشبه به الى المشبه، ألن الموج هو : فقوله رضي اهللا عنه؛محمدية هي سفينة النجاة من فالشريعة ال. المشبه بالجبال لشموخه وعلوه في الجو

طوفان بحر الذات، فهي باسم اهللا الجامع لحقائق أمواج ذلك البحر مجراها، وفي عين اآلية : هود[بذاته } إن ربي لغفور {]41اآلية : هود[محيط ذلك البحر الجامع مرساها

.بأسمائه وصفاته} رحيم {]41البحر المحيط الجامع لبحار األسماء واعلم، رحمك اهللا، أن أحدية الذات هي

والصفات، إذ كل اسم إلهي بحر من بحار ذلك البحر المحيط الجامع، الذي هو األحدية وأمواج تلك البحار هي تجليات تلك األسماء المتمكنة في القلب تمكن الجبال،

بحار فيتقلب اإلنسان في األحوال بتقلب تلك األمواج، التي هي التجليات الفائضة من



تلك األسماء المتالطمة أمواجها، التي هي التجليات بالمعاني المتنوعة المتواردة على فإذا تواردت على القلب تلك األمواج في ذلك البحر المحيط العجاج، تنوعت . القلب

فطورا تراه في الجالل، . أحوال المشاهد لها بسبب الرفع والحط ما بين القبض والبسط} *وأنه هو أضحك وأبكى {]43اآلية : النجم: [ل، كما قال تعالىوطورا في الجما

، والقلب هو } يمحو الله ما يشاء ويثبت {]39اآلية : الرعد: [ومرجع ذلك قوله تعالى .اللوح الذي هو محل المحو واإلثبات

تبدو له آية الغرق في بحر ولم يزل األمر كذلك يتوارد بالتجلي على السالك، إلى أن ؛حقيقة األحدية بسبب انكشاف جبال األمواج الذاتية، وذلك عندما تنفتح أبواب خزائن السماء الروحية، وتتفجر ينابيع ماء الحقيقة من أرض صورته الجسمية، فيفور تنور جسمه بنور ماء اإلطالق، ويتلقى الماء على أمره الذي قدر بجمع االفتراق، وذلك

فإذا تجلت شموس نوح في حقيقة . الطوفان في بحر أحدية المشاهدة والعرفان عنوانتنور الجسم } رب ال تذر على األرض {]26اآلية : نوح: [الروح نادى منها لسان نوح

وهم عوالم الحجب من الجهل والظن والشك والوهم } من الكافرين {]26اآلية : نوح[، في )] 230[(الحديث» كنت سمعه وبصره«: فإذا بدا نور} ياراد {]26اآلية : نوح[

ذلك التنور، اضمحلت ناره بذلك النور، فتنمحي تلك الديار وتفنى به تلك اآلثار، فال يرى من يجيب سواه، } لمن الملك اليوم {]16اآلية : غافر: [فينادي ملكها الجبار

وفي ذلك قال البحر الفائض . } ه الواحد القهار لل {]16اآلية : غافر: [فيجيب نفسه :سيدي عمر

قف بالديار وحي األربع الدرسا ونادها فعساها أن تجيب عسى

فالديار صور األكوان، واألربع الدرس هي األرواح الهالكة من تجلي وجه الرحمن، وقد ؛ها من نفسه وهي ممحوة بتجلي قدسه، أفناها ذلك الوجه بتجلي حقيقة الكنه، فإذا حبا

يناديها من حضرة عطفه، ويكون سمعها وبصرها من تجلي فيوضات لطفه، فعساها أن



ولعمري أن الترجي محقق، فهي . تجيب به من تجلي البقاء بعد ذلك المحو والفناءتجيب الحق بالحق، وصاحب هذا المشهد البقائي ال يتخلف عن ركوب سفينة النجاة التي باسم اهللا مجراها وبذاته مرساها، فإن تلك السفينة التي هي أحكام الشريعة عين

فصاحب الفناء بطوفان الذات غريق، وصاحب البقاء بسفينة تجليات . الحقيقة المنيعة .األسماء والصفات سالك مسالك التحقيق

من الحضرة وال يخفى أن استمداد الكمال بالبقاء بعد الفناء واالضمحالل إنما هو؛ثم ). ص(الجامعة لجبال موج بحار أحدية الذات الساطعة، وهذه الحضرة عائدة إليه

:قال رضي اهللا عنه )طلسم كنوز المعارف اإللهيات(اعلم، حياك اهللا بسالمه وأحياك بموائد جوده وانعامه، أن الطلسم هو السر الفعال ؛

وعند . لشروط المعلومة عندهمالمؤثر بالخاصية عند الحكماء، إذا كان على وفق ااإللهيين تأثيره باإلذن اإللهي ألنه وجه من وجوه القدرة اإللهية، أمده اهللا تعالى باسمه

والتمكين من اهللا بالتأثير هو اإلذن اإللهي . القاهر، وسلطه بقوة اسمه القوي المقتدر .بالتسلط

لم سمي الطلسم : لسالمسئل سيدي جعفر الصادق ابن سيدي محمد الباقر عليهما ا؛فأفاد كالم السيد جعفر رضي . لمقلوب اسمه وهو مسلط: طلسما، فقال رضي اهللا عنه

.اهللا عنه عين ما قلناه من أنه السر الفعال المؤثر باإلذن اإللهي .وعند العامة يطلق الطلسم على كل أمر معجم وسر مبهم؛قق بأسرار األسماء اإللهية بالقوة وعند العارفين الطلسم هو اإلنسان الكامل، المتح؛

فهو االسم األعظم الذي مبايعته مبايعة اهللا وطاعته . والفعل بذاته بدون أمر خارج عنهباألصالة، ولغيره بحكم التبعية له، ألنه دائرة ) ص(وهذا المقام لمحمد. طاعة اهللا

أوتي مفاتيح محيطة بجميع الدوائر، فهو الجامع الخاتم، الواسع لجميع العالم، الذيعلى أنه الموصوف بها والمسمى، فهو رسول بكل معنى له ارتباط . خزائن األسماء



يهدي به الله من {]16اآلية : المائدة: [وقد أبان اهللا عن ذلك بقوله. باألسماء الحسنىالنور بإذنه ويهديهم إلى صراط اتبع رضوانه سبل السالم ويخرجهم من الظلمات إلى

فأفادت اآلية الكريمة تكرار الهداية لسر غامض، وهو أن هدايته لسبل . } *مستقيم اآلية : الجن : [فمن سبل السالم قوله تعالى. السالم غير هدايته إلى صراط مستقيم

.} وال رهقافمن يؤمن بربه فال يخاف بخسا {]13واعلم أن رب كل فرد من العالم هو االسم اإللهي المتوجه عليه بما هو عليه، وذلك

االسم هو طلسمه، الذي هو السر الفعال المسلط عليه، كما قال بهجة العارفين وسراج .الكاملين سيدنا السيد جعفر الصادق رضي اهللا عنه

وال يخفى أن } وان من شيء إال يسبح بحمده {]44اآلية : اإلسراء[ومن سبل السالم ؛كل من توجه عليه اسم اهللا تعالى، وقبل ظهور ذلك االسم فيه، فهو مسبح هللا من حيث

.القبول للشأن اإللهي المنوط بذلك االسموهذا إذن } م يلعبون قل الله ثم ذرهم في خوضه {]91اآلية : األنعام: [ومن سبل السالم؛

: السجدة: [قال تعالى. } نسوا الله فنسيهم {]67اآلية : التوبة[إلهي بالترك من تجلي اآلية : الزخرف: [، ولكن اهللا قال} ولو شئنا آلتينا كل نفس هداها{]13اآلية فتركهم اهللا في هذا الخوض واللعب لسر االسم الباسط، ،} فذرهم يخوضوا ويلعبوا{]83

: كما قال. ولو أبكاهم لبكوا} وأنه هو أضحك {]43اآلية : النجم: [كما قال عن نفسه .فلهم االحتجاج بمثل ذلك. } وأنه هو أضحك {]43اآلية : النجم[اللة فليمدد له الرحمان مداقل من {]75اآلية : مريم: [ومن سبل السالم؛ } كان في الض

: فلمثل هذا التمسك باالسم الرحمن، فإنه هو الذي مد له، ولهذا السر قال تعالى] 29اآلية : الملك[} 9 8} { فمن يجير الكافرين من عذاب أليم {]28اآلية : الملك[المجير للكافرين من عذاب أليم، الرحمن، سر ذلك الطلسم أي } قالوا سبحان {

ومن هنا يفهم سر . } ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت {]3اآلية : الملك[الرحماني،



ما ورد من أن سورة الملك تجادل عن قارئها، فهي تشفع لقارئها من سر طلسم ما ترى .في خلق الرحمن من تفاوت

عت ما في القرآن العظيم من أسرار هذه الطالسم المحمدية لشاهدت العجب ولو تتب؛ورحمتي وسعت {]156اآلية : األعراف: [العجاب، حتى أن إبليس تمسك بقوله تعالى

} فسأكتبها للذين يتقون {]156اآلية : األعراف: [وأما التقييد بقوله تعالى. } كل شيء التقييد صفتك، يعني أن : ي مقابلة التقييد بالتقوى، ولذا قال إبليس لسهلبن عبداهللافهو ف

اهللا تعالى كتب لك على نفسه الرحمة، وأوجبها على نفسه فضال منه وجودا، في مقابلة سيجزيهم {]139اآلية : األنعام: [كما قال. تقيدك بالتقوى، فما عاملك إال بصفتك

صفك المقيد ال يقاس به وصفه المطلق، فال تقيد أوصاف ربك من كل وجه وو } وصفهم .} فعال لما يريد {]107اآلية : هود[فإنه

أستاذ )] 231[(اللعين: حتى قال اإلمام محيي الدين سلطان العارفين رضي اهللا عنه؛ذكرها موالنا في هذه المسألة، وقصة سهل في هذه المسألة شهيرة، وقد ] التستري[سهل

رضي اهللا عنه ] الجزائري[األمير العارف باهللا السيد عبد القادربن محيي الدين الحسني .فراجع ذلك إن شئت)] 232[(»المواقف«في كتابه

.لسبل السالم، وهي ال تحصى) ص(فقد أوضحنا لك طرفا من هدايته ؛في فاتحة الكتاب، وهذه وأما هدايته للصراط المستقيم فهي التي ندعو اهللا بها دائما ؛

الهداية هي التي ينادي أصحابها من مكان قريب، وهم السابقون المقربون في جنات وأما سبل السالم المتفرقة فأصحابها ينادون من مكان بعيد ولكنهم، وان عرض . النعيم

مآل إلى فال} فمنهم شقي وسعيد {]105اآلية : هود: [لهم الشقاء من سر قوله تعالىاللهم أنت السالم، ومنك السالم، «): ص(قال . االسم السالم، فبالسالم يسلم الجميع

.»واليك يرجع السالموانها لكل من أسرف على ) ص(ومن أمعن النظر فيما قلناه على مواطن شفاعة محمد؛

ن أسرفوا على قل ياعبادي الذي{]53اآلية : الزمر[نفسه من الخلق كما يفيده كريمة



على أن اهللا تعالى فوض إليه . قل يا عبادي الذين آمنوا وأسرفوا: ولم يقل هنا} أنفسهم على أنه انقلب الشفيع مشفوعا عنده، } خذ العفو {]199اآلية : األعراف: [األمر بقوله. } *ك هو الخالق العليم إن رب {]86اآلية : الحجر[{} ]85اآلية : الحجر: [قال تعالى

فيا ليت شعري، هل أمره اهللا تعالى بالصفح الجميل إال بعد أن صفح هو تعالى . والصفح الجميل هو الذي يعقب اإلحسان للمسيء جزاء إلساءته. بالصفح الجميل

الخالق إن ربك هو {]86اآلية : الحجر: [ومن إحسانه تعالى أنه اعتذر عنهم بقولهال تثريب عليهم ألني أنا الخالق ألفعالهم العليم بأحوالهم، فاألمر : فكأنه يقول} *العليم

وأي إحسان أعظم من أن تنسب فعل من أساء معك إلى نفسك، وتبرىء . مني ال منهم :ساحته من اإلساءة سماحة ولطفا ورأفة وعطفا على حد ما قيل

ركمإذا جفوتم أتيناكم نزو ؛ ؛وان ظلمتم أتيناكم فنعتذر

فما أوسع كرم اهللا وحلمه على عباده ولطفه بهم، فوا . فهذا لعمري هو الصفح الجميل؛أسفا من معاملة هذا الرب الكريم باإلساءة مع هذا اإلحسان العظيم، أهذا الذي يستأهله

نا والفقر منا سيدنا منا، وقد غمرنا بجوده واحسانه ولطفه وامتنانه، وهذا مع الغنى ععبدي، «: وبعد ذلك كله، كم يدعونا وال نقبل عليه، أما بلغنا أن اهللا تعالى يقول. إليه

: ابن آدم] يا[يقول لنا ] و[، »وحقك إني لك محب فبحقي عليك كن لي محبا إلي منيفما أقل . » أذكرك وتنساني، وأقبل عليك وتعرض عني، أما تستحي يا عبدي مني

عظم مصيبتنا، فإنا هللا وانا إليه راجعون نسأل اهللا تعالى كمال التوفيق حياؤنا وما أبنفسه ) ص(في صراطه المستقيم الذي سلكه ) ص(وسلوك أقوم الطريق، واتباع محمد

لوال تزييد في حديثكم وتمريج في «: قال) ص(حتى نحصل منه الوراثة الكاملة فإنه )].233[(»قلوبكم لرأيتم ما أرى ولسمعتم ما أسمع

والحاصل أن المعارف اإللهية منوطة باألسماء اإللهية، ولكل اسم إلهي من الكنوز ما والطلسم األعظم لفتح تلك الكنوز نور الهادي المبين، قلب القرآن ياسين، . ال يحصى



وهو بالمؤمنين رؤوف } *سالم قوال من رب رحيم {]58اآلية : يس: [المنزل عليهوهذا الطلسم محجوب عن كل إنسان بنفسه، فمن أقام الجدار انفتح له الكنز . رحيم

وبسبب . وانفك له الرمز، فعاين حقيقة الحقائق الذي تستمد من لطائفه جميع الرقائق .وعلى آله وصحبه ومن ينتمي إليه أجمعين) ص(ذلك أرسل رحمة للعالمين تنبيه عجيب لنبأ غريب

امك وامتن عليك بمعرفة مقامك، أن طلسم كنوز المعارف اعلم، نبهك اهللا من من؛ فإنها تحتوي . اإللهية هو الذات المحمدية، وكنوز تلك المعارف هي األسماء اإللهية

على جواهر األسرار وزواهر العلوم واألنوار، وطلسم هذه الكنوز ذاته المطبوعة بها تلك فال } لكل نبإ مستقر {]67اآلية : نعاماأل: [األسماء فهي مستقر جميع األنباء، قال تعالى

فاسم اهللا األعظم هو . يفتح طلسم ذلك النبأ إال بمعرفة مستقره من أسماء اهللا تعالى) ص(مستقر جميع تلك المستقرات، فهو النبأ المحيط بسائر العلوم واإلنباءات، فهو

اهللا المعطي وانما أنا «: الطلسم الجامع لجميع الطالسم كما أشار لذلك بحديثنحن {]32اآلية : الزخرف: [فهذا الحديث أيضا طلسم ألن اهللا قال)] 234[(»قاسمومن قسم لك فقد أعطاك، واهللا » أنا قاسم«: يقول) ص(فالقاسم هو اهللا ومحمد} قسمنا

: الحجر: [، وقال} خذ العفو {]199اآلية : األعراف: [هو المعطي، والمعطي قال لهفح الجميل {]85اآلية . } فاتخذه وكيال {]9اآلية : المزمل: [مع أنه قال} فاصفح الص

اآلية : ص: [وقال تعالى. وحيث إن اهللا وكيل فمن هو المعطي ومن هو القاسمواذا . »ألهلأنت الخليفة في ا«: يقول) ص(، ومحمد} ياداوود إنا جعلناك خليفة {]26

كان هو الخليفة في األهل فمن هو صاحب األصالة في األمر، فتطلسم السر، .فالصورة المحمدية طلسم الذات اإللهية

لوال «) ص(لفتحه بالحديث المتقدم، وهو قوله ) ص(واعلم أن هذا الطلسم قد أشار فأشار )] 235[(»تزييد في حديثكم وتمريج في قلوبكم لرأيتم ما أرى ولسمعتم ما أسمع

إلى المانع من فتح طلسم كنوز أسراره واستجالء أنواره، وذلك تزييد الحديث ) ص(



فقد أعلمنا بمفاتيح طالسم الغيب بال شك وال ريب، فمن مفاتحها . وتمريج القلوبالصدق الذي يزول به تزييد الحديث، وال يحصل الصدق إال بتحرير النية التي هي

، فالنية بمنزلة جمع الهمة لحل الطلسم، واألعمال الصالحة روح األعمال الصالحة .بمنزلة البخور المناسب لحل الطلسم

ومن مفاتح الغيب عدم تمريج القلوب، والتمريج هو االختالط، واختالط األكوان بذكر ؛الملك الديان في منزل القلب حجاب مانع من تجلي الحضرة اإللهية لغيرتها أنه يشرك

اها، فال بد من دفع الخواطر الكونية بالرياضة القلبية، وهي من مفاتح طالسم بها سو .الغيب، وذلك بمنزلة الرياضة في علم الطالسم

. كيف يشرق قلب صور األكوان منطبعة في مرآته: قال ابن عطاء اهللا رضي اهللا عنه؛انعة من تمريج فال بد من مراقبة اهللا الم. أن نعبد اهللا كأننا نراه) ص(ولذلك أمرنا

القلوب، حتى تنفتح كنوز المعارف اإللهية من طلسم الذات المحمدية لرؤية ما رآه ومن استعان على ذلك أيضا بالرياضة البدنية التي هي . وسماع ما سمعه) ص(

.الصيام والقيام فنور على نور، وذلك أعزم ولنيل المرام أحكم. وقات واإلقبال والتوجه بساعة اإلجاباتومن أعظم مفاتح الغيب التي هي مراعاة األ؛

، فيتحرى )] 236[(»إن لربكم في ساعات دهركم نفحات فتعرضوا لها«): ص(قال اإلنسان ساعات اإلجابة كالثلث األخير من الليل، ووقت األذان واإلقامة، ويوم الجمعة

يه أهل علم وليلتها، وال بد من تحري المكان كالمساجد والمعابد وذلك بمنزلة ما يراعالطالسم من أفالك الكواكب وشرفها وحلولها في بيوتها، ولهم مستند في تعظيمها قول

فال أقسم بالخنس {] 15،16اآليتان : التكوير! ! [ـ{ـ پ ژ ! ! ـ«هللا ژ : اهللا تعالىأنكرها السحرة إال واهللا تعالى غيور، فال يقسم إال بأسمائه، وما} *الجوار الكنس *

بكونهم لم يشاهدوا فيها وجه اهللا، مع أن اهللا تعالى قد نبه أن كل جهة وجه من وجهه : النحل: [، ولهذا السر قال} فأينما تولوا فثم وجه الله {]115اآلية : البقرة: [كما قال

.مع أن الهادي هو اهللا، فافهم} *ون وعالمات وبالنجم هم يهتد {]16اآلية



ومن مفاتح الطلسم الغيبي ما يكون بالتضرع والخشوع واالضطرار، وليراع الداعي ؛االسم اإللهي المناسب لحاجته والخاص بها، ويقصد بذلك االسم، االسم األعظم

زلة الجامع، والدعاء للفتح اإللهي يستفتح به جواهر كنوز األسرار الغيبية، فهو بمن .دعوات الكواكب لحل الرموز الطلسمية

واعلم أن لكل سر غيبي من أسرار اهللا تعالى مفتاحا خاصا به، وهي األسماء المطهرة . فلكل بيت باب، ولكل باب مفتاح، وللمفتاح أسنان. كلها مفاتيح أبواب بيوت األسرار

لظاهرة والباطنة والصوم ومن تصفح الشريعة المطهرة وأمعن بما فيها من أسرار إلهية، اوالصالة والحج والزكاة والجهاد والذكر والحضور الدؤوب ودوام التوجه واإلقبال، والنظافة من الخبث الحسي كالنجاسات العيني منها، والمعنوي كالحسد والحقد والرياء والشحناء والبغضاء، عرف كيفية حل الطالسم لفتح كنوز األسرار الربية، والمعظم

سة اهللا تعالى ومراقبته ودوام ذكره ألنه جليس الذاكرين والجليس ال بد أن تثمر له مجالالمجالسة من فوائد المنح وعوائد العطايا ما ال يخفى، وال سيما والجليس للذاكرين أكرم

.األكرمين وخير المحسنينصيغة ومن المحتم عند المحققين أن يقصد بذكر اهللا تالوة القرآن، فيذكر اهللا بكل ؛

يذكره بها من حيث إنها كالم اهللا تعالى في القرآن العظيم ال من حيث الغفلة عن استحضار ذلك، فتفوت الثمرة العظمى بالغفلة عن ذكر اهللا بكالمه، إذ فرق ما بين ذكر اهللا بنا وذكره به، والفرق إنما هو بالنية فقط، واألعمال بالنيات، فكم ما بين الذاكر

هل يستوي {]9اآلية : الزمر[القرآن بألفاظ الذكر، وبين من ال يقصد ذلك القاصد تالوة ، ومع ذلك كله فال بد من } الذين يعلمون والذين ال يعلمون إنما يتذكر أولو األلباب

ه الطبيب األستاذ الكامل الحي الداعي إلى اهللا على بصيرة باإلرث المحمدي، فإنوالعلل هي الموانع الحاجبة عن حل . األعظم العالم بالعلة وما يصلح لها من الدواء

فمن الناس من . الطالسم، وفتح كنوز المعارف، واستخراج ما فيها من درر اللطائفالحاجب له حب المال، ومنهم من الحاجب له حب الجاه، ومنهم من الحاجب له



فصاحب البصيرة يعلم الداء والدواء لعلمه . حب الشهواتالبخل، ومنهم من الحاجب له . وقد جعل اهللا لكل شيء سببا واهللا أعلم. بالظاهر والباطن فيعطي الدواء الموافق للعلة

:ثم قال رضي اهللا عنه )سدرة منتهى اإلحاطيات الخلقيات الصفاتيات(» اإلنسان الكامل«ه اعلم، رحمك اهللا، أن الغوث الجيلي رضي اهللا عنه، عقد في كتاب

اعلم «: لسدرة المنتهى بابا خاصا، وهو الباب التاسع واألربعون، قال فيه رضي اهللا عنهأن سدرة المنتهى هي نهاية المكانة التي يبلغها المخلوق في سيره في اهللا تعالى، وما

بلوغ بعدها إال المكانة المختصة بالحق وحده، وليس للمخلوق هناك قدم، وال يمكن الإلى ما بعد السدرة، ألن المخلوق هناك مسحوق ممحوق ومدموس مطموس ملحق بالعدم المحض، ال وجود له فيما بعد السدرة، والى ذلك اإلشارة في قول جبريل عليه

.ولو حرف امتناع، فالتقدم ممتنع)]. 237[(»لو تقدمت شبرا الحترقت«: السالمدر لها أوراق كآذان الفيلة ولها نبق مثل أنه وجد هناك شجرة س) ص(وأخبر النبي ؛

فيحتمل أن يكون . قالل هجر، فينبغي اإليمان بذلك مطلقا إلخباره عن نفسه بذلكويحتمل أن يكون على ظاهره، فيكون قد . الحديث مؤوال وهو الذي وجدناه في عروجنا

دة بعين وجد في مجاليه المثالية ومناظره اإللهية شجرة سدر محسوسة لخياله، مشهو وهكذا في جميع ما أخبر به أنه وجده . كماله، ليجتمع له الكشف المحقق صورة ومعنى

في معراجه، فأنا أؤمن بما قاله مطلقا، ولو وجدناه فيما أعطانا الكشف مقيدا، ألن معراجنا ليس كمعراجه، فنأخذ من حديثه مفهوم ما أعطانا الكشف ونؤمن بأن له من

.ه علمناوراء ذلك ما ال يبلغقال . والذي أعطانا الكشف في هذا الحديث هو أن المراد بشجرة السدر اإليمان؛وكونها لها أوراق كآذان )] . 238[(»من مأل جوفه نبقا مأل اهللا قلبه إيمانا «): ص(

وتدلي كل ورقة منها في كل بيت من . الفيلة، ضرب مثل لعظم ذلك اإليمان وقوته ].انتهى. [»ن صاحب ذلك البيتبيوت الجنة عبارة عن إيما



ثم ذكر رضي اهللا عنه أنه وجد السدرة مقاما فيه ثمان حضرات لكل حضرة اسم إلهي ؛يتجلى في تلك الحضرة من حيث ذلك االسم، إلى آخر ما قاله، فارجع إلى الباب

.المذكور إن شئت، واهللا أعلماهللا عليه، حيث اعتمد على فانظر رحمك اهللا إلى اتصاف هذا السيد الكامل، رضوان ؛

من كون سدرة ) ص(إيمانه ولم يعتمد على كشفه، وسلم ظاهر ما قاله رسول اهللابصورة شجرة أوراقها كآذان الفيلة ونبقها كقالل هجر وأن لكل ) ص(المنتهى تجلت له

ونسب رضي اهللا عنه عدم كشف ظاهر السدرة . بيت في الجنة ورقة منها متدلية إليهاستعداده عن االستعداد المحمدي، ولم يحجر المشهد المحمدي على ما كشفه لقصور

).ص(من جهة روح السدرة ومعناها فقط، بل بقي على إيمانه بصورة ما قاله رسول اهللاوهكذا ذكر اإلمام محيي الدين الحاتمي، سلطان العارفين عن نفسه، أنه لم يقف مع ؛

يعتمد على ذلك، بل إنما وقوفه واعتماده على ما كشفه من حقائق األمور وبواطنها ولموسائر المحققين من أهل اهللا تعالى على هذا . ظاهر ما ورد في الكتاب والسنة

المشرب، فتبا ثم تبا ألناس زعموا أن الشريعة قشر والحقيقة هي لب ذلك القشر، فمن قاتلهم الله {]30اآلية : التوبة[وصل إلى اللب ال حاجة له بالقشر، فالويل لهم ثم الويل

الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم {]104اآلية : الكهف[أولئك } أنى يؤفكون ) ص(ولعمري هؤالء هم الذين خاف منهم رسول اهللا. } *يحسبون أنهم يحسنون صنعا

اآلية : األحزاب)] [239[(»ل أخوفني عليكمغير الدجا«): ص(على أمته، فقال إن الشريعة : ، لقد كذبوا واهللا في قولهم} *ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيال {]61

قشر، بل هي واهللا عين نور الحقيقة ومفاتيح غيب التجلي اإللهي، وال يزال اإلنسان رع المطهر تضاعفت أنواره، ونمت أسراره، وتواردت كلما رسخت قدمه باتباع الش

. } واتقوا الله ويعلمكم الله {]282اآلية : البقرة: [قال اهللا تعالى. علومه، وصحت فهومه: وقال أيضا )] . 240[(»من عمل بما علم ورثه اهللا علم ما لم يعلم«): ص(وقال

عد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الكيس من دان نفسه وعمل لما ب«



ومن ينقلب {]144اآلية : آل عمران[فنعوذ باهللا من مكر اهللا )] . 241[(»اهللا األماني .} على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين

أنا أعلمكم باهللا وأخوفكم «): ص(قوله ألم ينظر أمثال هؤالء الزنادقة إلى ؛لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليال ولبكيتم «: ، ألم ينظروا لقوله)] 242[(»منه

: يرجف فؤاده ولماذا قيل له) ص(فليت شعري، مماذا كان رسول اهللا)] . 243[(»كثيرا نه بدأ ببنته فاطمة رضوان حتى أ} *وأنذر عشيرتك األقربين {]214اآلية : الشعراء[

إن الحقيقة مصباح : اهللا عليها وأنذرها كما هو معلوم في الحديث، وليت هؤالء قالواوالشريعة هي الدهن الذي يمد ذلك المصباح بنور اإلضاءة واإلشراق، فما دام الدهن

.موجودا يكون النور حاصال، واذا انعدم إمداد الدهن زال ذلك النور وانعدمالشريعة هي الشجرة، : نهم قالوا كما قال سيدي إبراهيم الدسوقي رضي اهللا عنهأو أ؛

ولقد صدق رضي اهللا عنه، إذ لوال الشجرة لم تكن الثمرة، ألم يجد . والحقيقة هي الثمرةهؤالء اإلباحية للشريعة المطهرة مثاال إال القشر، ولماذا لم يمثلوا بالقشر األعمال

التي لم يقصد بها وجه اهللا، وباللب األعمال التي هي مشتملة الخالية عن اإلخالصعلى الحضور مع اهللا والمراقبة له تعالى والخشية، وأي نبي أخبرهم بهذا المثل القبيح، ولعله من وحي شيطانهم، فإن اهللا تعالى أخبر أن الشياطين يوحون إلى أوليائهم،

إال عبادك {]40اآلية : الحجر: [لإن الشيطان خير من هؤالء ألنه قا: ولكني أقولومع كونه . فهو يعرف قدر العباد الصالحين ويتبرأ من الكافرين} *منهم المخلصين

مقاما في اإلغواء يخاف اهللا رب العالمين، وهؤالء ال يخافون اهللا، ويزعمون أنهم بتلك .عقل التكليف عندهم المعرفة الخبيثة سقطت عنهم التكاليف الشرعية مع وجود

والعجب أنهم يزعمون أن أهل الحقائق من أهل اهللا على هذا المذهب الخبيث الذي هم ؛فإذا عمل أهل الحقائق عمل الشرع المطهر فإنما . عليه، وأنهم يسترون ذلك عن العموم

هو مجاراة للعموم مع أنهم ال يجب عليهم ذلك، فقد حملوا أهل الحقائق في حيز وسبب الغلط الداخل على أمثال هؤالء أنهم . الذين يظهرون خالف ما يسرون المنافقين



جعلوا الحقيقة محلها الظاهر كاألكل والشرب، فكما أن الذي يريد أكل الثمرة ال بد وأن يزيل عنها القشر ويرمي به ويأكل اللب الذي هو المقصود، فكذلك الذي يظفر باللب

وهذا قياس باطل، . ذلك إلى القشر الذي هو الشريعة الذي هو الحقيقة ال حاجة له بعدفإن الحقيقة محلها الباطن الذي هو السر، والشريعة محلها الظاهر الذي تقوم به

ليكن الجمع في باطنك مشهودا، والفرق في ظاهرك : ولذلك قالوا. األعمال المشروعةد الظاهر فسد الباطن، فكما أنه إذا فسد قشر الثمرة فسد لبها، كذلك إذا فس. موجودا

فإن الظاهر هو الذي يصون الباطن عن الفساد ويحفظه كما أن القشر يصون اللب فمن شبه الحقيقة باللب والشريعة بالقشر من حيث إن الشريعة . عن الفساد ويحفظه

تصون الحقيقة وتحفظها من الفساد فقد صدق، فالظاهر للظاهر، والباطن للباطن، وهذا التشبيه تنزل ألرباب األحوال المغلوبين لها واال . هفأعط كل ذي حق حق

. فالمحققون استوى ظاهرهم وباطنهم فحقيقتهم شريعة وشريعتهم حقيقة، فما عندهم قشرفاألحكام الشرعية عندهم تجليات اهللا تعالى بأحكام أسمائه الحسنى، أال ترى أن السيد

، مع } اأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين ي {]73اآلية : التوبة: [قيل له) ص(األعظم : ، ومع الجهاد يقول} فأينما تولوا فثم وجه الله {]115اآلية : البقرة: [أن اهللا قال

شروع في فعاد الجهاد الم} وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى{]17اآلية : األنفال[ .حقيقة األمر للرامي الذي هو اهللا

فأين ذهب كالم الجاهل الذي يدعي أن الشريعة قشر والحقيقة لب وال يدري معنى هذا ؛الكالم على وجهه المقبول، بل يخبط في فهمه الذي هو من الوحي الشيطاني خبط

وحي بزخرف عشواء، فإذا استحكم فيه فهمه القبيح صار شيطانا من شياطين اإلنس، يهذا القول لغيره، فما ترى منهم إال شيطانا يقلد شيطانا، وجاهال زنديقا إباحيا يزعم أنه

.من العارفين باهللا تعالى، فإنا هللا وانا إليه راجعونوفي ذهني أن الشيخ أحمد الفاروقي النقشبندي الملقب باإلمام الرباني، مجدد األلف ؛

ه، ذكر أن هذا الكالم السابق، وهو أن الشريعة قشر والحقيقة لب، الثاني، رضي اهللا عن



ثم فسر ذلك بأن . صدر من أرباب األحوال الذين ليس لهم في االستقامة القدم الراسخةمراده أن أهل الشريعة يأخذون أدلتها بطريق االجتهاد الظني، فمنهم المصيب ومنهم

وأهل الحقيقة يكشف لهم عن . مةالمخطىء والكل على الحق، واختالفهم رحمة لألعلى القطع ) ص(فيأخذون األحكام المشروعة منه ) ص(حضرة صاحب الرسالة

واالستدالل الظني كالقشر بالنسبة للكشف اليقيني . والتعيين ال بطريق الظن والتخمينالذي هو لب األمر، ألن المقصود هو حكم السيد األعظم الرافع للخالف، وكالمه هذا

.ة الحسن رضي اهللا عنهفي غايفاستقم {]112اآلية : هود: [والحاصل ليس لنا أسوة إال السيد األعظم الذي قيل له؛

إال بشريعته المطهرة فهو المأمور باالستقامة عليها، وفي ) ص(، وما أمر } كما أمرت : مر له من بابلنا، فإنه معصوم من كل خطأ، فهذا األ] هذا األمر[الحقيقة إنما هو

تركتكم على «): ص(ألننا نحن المقصودون، وقد قال . إياك أعني فاسمعي يا جارةـ يعني شريعته المطهرةـ فالحذر الحذر من طائفة هم أدجل من )] 244[(»بيضاء نقية

الدجال، انتشروا في البالد وأفسدوا العباد، وزعموا أن الطريق إلى اهللا ما هم عليه من وسيىء األفعال، وقد خرجوا عن دين اإلسالم فضال عن كونهم أهل قبيح األحوال

طريق، حاشا أهل الطريق من أمثال هؤالء، فإن أهل الطريق تنزهوا عن الشهوات المباحة خشية أن تملكهم الشهوات فتوقعهم في المحرمات، فكيف ال يتنزهون عن

ألولى الغير المقصودة محارم اهللا تعالى حتى أن أحدهم يحاسب نفسه على النظرة ا. للمرأة األجنبية، وان عفا عنها الشرع، خشية على قلوبهم أن تميل لغير اهللا تعالى

وربما تركوا سبعين بابا من الحالل خشية الوقوع في باب من الحرام، فهؤالء هم وأما من ضاعت منه شريعته فأنى تشرق . مصابيح األرض وبنو آدم على الحقيقة

:ه، وهللا در اإلمام سلطان العارفين حيث يقول رضي اهللا عنهباألنوار حقيقت ال تقتدي بالذي زالت شريعته؛

؛عنه ولو جاء باإلنباء عن الله



إذا رأيت الرجل يمشي على الماء، أو يطير في : وهكذا قال أبو يزيد رضي اهللا عنه؛. مكور به مرتابالهواء، وال يلتزم آداب السنة المطهرة، فهو ساحر كذاب ومستدرج م

في ) ص(نسأل اهللا تعالى كمال التوفيق وصحة االعتقاد ومالزمة اتباع سيدنا محمد .امتثال األمر واجتناب النهي

وما حملني على هذه اإلطالة إال نصيحة الدين إلخواني المسلمين، واهللا الهادي ؛ .الموفق ال رب غيره

مد قدس سره في وصف السيد ولنرجع إلى ما كنا بسبيله من شرح قول سيدي أح؛ .سدرة منتهى اإلحاطيات الخلقيات الصفاتيات]: بأنه) [ص(األعظم

اعلم، كشف اهللا بصيرتك وعرفني واياك، أن الغوث الجيلي رضوان اهللا عليه كشف ؛ فقد شاهد في عروجه . له عن معنى سدرة المنتهى وحقيقتها وذلك هو مطلق اإليمان

من أنها شجرة سدر أوراقها كآذان الفيلة ) ص(، فهو كما أخبر به باطن السدرة وظاهرهاهذا الذي يفيده . ونبقها كقالل هجر، وما من بيت في الجنة إال وورقة منها متدلية فيه

ولقد رآه نزلة } {! ! ـ«ژ ء آ ژ ! ! ـ»عع ؟ ژ ! ! = ؛ چ ژ فـ: 9{ : قول اهللا تعالى، وجنة المأوى لها ظاهر وباطن، فال بد أن يكون } *المنتهى عند سدرة *أخرى

ظاهرها عند ظاهر السدرة المشار لها في الحديث، إال أن منزلة هذه السدرة بين العالم ففي . المحسوس وعالم المعاني، فهي في البرزخ المسمى عندهم بعالم الخيال المنفصل

. كذلك وشربه وأعطى فضله عمر) ص(وقد رآه هذه الحضرة تأويل العلم بصورة اللبن، كما ورد في الحديث وفي هذه الحضرة تجلت له الجمعة في صورة مرآة مجلوة، فيها

تلك النكتة بساعة اإلجابة في يوم الجمعة، ) ص(نكتة سوداء، وقد أول رسول اهللامناما وكذلك هذه السدرة هي صورة اإليمان، فإن كل معنى له صورة تنجلي للعموم

.وللخصوص يقظةأن يغسل الميت بماء ) ص(ولما كانت سدرة المنتهى صورة اإليمان وظاهره، أمر ؛

.وسدر لتناسب الصورة المعنى



فلما فارقتهـ يعني إبراهيم : في بيان معراجه الروحاني)] 245[(قال سلطان العارفين؛نيا وفروعها القصوى، عليه الصالة والسالمـ جئت سدرة المنتهى فوقفت بين فروعها الد

وقد غشيتها صور األعمال، وصدحت في ذرى أفنانها طيور أرواح العالمين، وهي أنه رأى ) ص(وقد أخبر . على نشأة اإليمان إلى آخر ما قاله في معراجه الروحاني

فأخبره . سدرة المنتهى يخرج من أصلها أربعة أنهار، نهران ظاهران ونهران باطنان، والنهرين الباطنين )]246[(أن النهرين الظاهرين النيل والفرات جبريل عليه السالم

اآلية : محمد: [نهر العسل واللبن، إذ أنهار الجنة ترجع ألربع صور مذكورة في قولهلم مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن {]15

وال يخفى أن . } يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى هذه األنهار صور علوم إلهية، فكما أن العلوم اإللهية منبعها اإليمان، كذلك السدرة

وحيث إن سدرة . علومالتي هي صورة اإليمان هي منبع األنهار التي هي صور تلك الالمنتهى صورة اإليمان الذي من أصله تتفجر أنهار العلوم اإللهية، ناسب ذلك ما أطلقه سيدي أحمد قدس اهللا سره على السيد األعظم من أنه رأى سدرة منتهى اإلحاطيات

عين حقيقة اإليمان المطلقة التي هي مدلول ) ص(الخلقيات الصفاتيات، وذلك ألنه المؤمن، فهو منبع اإليمان المتفجر من حقيقته التي هي مستقر العلوم اإليمانية اسم اهللافمن حقيقته الغيبية ـ التي نؤمن بها وال ندركها إدراك اإلحاطة، ألنها وراء . الغيبية

ـ ظهرت سائر العلوم } الذين يؤمنون بالغيب {]3اآلية : البقرة: [اإلحاطة، كما قال تعالىالخلقية الصفاتية، فهي سدرة منتهى صفات الخالئق، وأصلها وغيبها وسرها، ولذلك ما

ألن الخالئق } *عندها جنة المأوى {]15اآلية : النجم[تعدى جبريل سدرة المنتهى التي ما تأوي إال إلى تلك الحقيقة، التي تجلت بسدرة المنتهى، الذي يغشاها من أنوار

ث ج ژ { وسلم من تلك األنوار ) ص(فما زاغ بصره . اإللهية ما يغشى األسماءفلو تقدم جبريل الحترق، وأما . أي ما ارتفع بصره لغيرها] 17اآلية : النجم[} ! ! ـ)ص(

فدلي له معراج نور ذاته، فعرج في التجليات الذاتية من ذاته لذاته في معارج ) ص(هو



قف ـ إذ ليس وراء اهللا . شهادة أسمائه وصفاتهأسمائه وصفاته، وخاطب غيبه الذاتي فكان قبلة ذلك الغيب، وكعبة تلك الذات، وشهادة صورته . مرمى ـ إن ربك يصلي

. الجامعة لما تفرق من األسماء والصفات، التي لها اإلحاطيات الخلقيات الصفاتياتاآلية : روجالب : [وغيب تلك األسماء هو الذي أمرنا باإليمان به، قال اهللا تعالى

فصالة اهللا تعالى في ذلك الموقف المحمدي، وصالته } *والله من ورائهم محيط {]20وتحققه بالذات اإللهية المحيطة بسائر األسماء والمراتب واالعتبارات والشؤون ) ص(

ولذا جعلت قرة عينه في الصالة عبارة عن وصلته بربه بارتفاع الحجب . واألحكامأي من نفسه لنفسه ومن شهادته لغيبه } ثم دنا{]8اآلية : النجم: [سائط، ولذا قالوالو

والتدلي النزول من أوج إطالق الغيب إلى التعينات } ثم دنا{] 8اآلية : النجم% [األسمائية والمراتب الصورية، فمن أول التنزالت في الحضرات األسمائية نزول الحضرة

فحضراته هي . لنفحة الصديقية، والصديقية من مقامات الحضرة المحمديةالكالمية ل .التي تخاطب بعضها باعتبار تفصيل األسماء

ولذلك قال الغوث الكامل، والفرد األعظم الفاضل، سيدي علي وفا الفائق المقدم في ؛ته، فإذا أنا بآدم، أي فإذا أنا في صورة حقيقة آدم وناطق بناطق: حديث ليلة اإلسراء

وكذلك القول في جميع من رآه من األنبياء عليهم الصالة والسالم تلك الليلة، فصرح اآلية : الحجر[بأنه ظهر بصورة حقائق الكل وجميع نواطقهم، وزاد عليهم بما زاد

.انتهى كالمه. لرقائقهم} ونحن الوارثون {]23عين رأت وال أذن سمعت وال هذا الباب الذي فتحه سيدي علي وفا، مما ال: أقول؛

خطر على قلب بشر، ألنه من مقام أحدية الذات والجمع لما تفرق منها من األسماء فمن {]104اآلية : األنعام: [والصفات، وكالمه هذا هو الحق المتعين لقوله تعالى

): ص(ومن هذا السر قال . في جميع ما أبصر سواه) ص(فما أبصر } أبصر فلنفسه ، ألن )] 247[(»كان عيسى يمشي على الماء ولو ازداد يقينا لمشى في الهواء«

وأما . عيسى عليه السالم روح اهللا وقد رفعه اهللا إليه من حيث المقام الروحي



اآلية : النجم% [أي بذاته لذاته } ثم دنا{]8اآلية : النجم: [قال اهللا عنه) ص(محمدفكان عيسى يمشي في الماء ألنه روح الحياة . ي مراتب أسمائه وصفاتهف} ثم دنا{] 8

فعيسى مرفوع إليه ومحمد رفيع . يمشي في الهواء ألنه سر الذات) ص(وكان محمدالدرجات، فالمراد بالهواء نفس الحب اإللهي الذي فتق رتق الكنز المخفي عن ياقوتة

كل نفس روحي وشكل صوري، فبدا األزل، وجوهرة الذات، ونور القدس الظاهر بحقيقةسره في صور حقائق األنبياء ناطقا بنواطقهم بحكم مشيه في الهواء، الذي هو التنفس

ومن عرف نفسه عرف ربه، فمشى في هواء نفسه . الذاتي الصبحي من ليل العماء .بحكم النفس الحبي، فظهرت ذاته بالحقائق والنواطق، فافهم واهللا أعلم

: ك هذا يقتضي أن الحضرة المحمدية هي المنطبق عليها قوله تعالىكالم: فإن قلت؛يترقى صورة ومعنى، ) ص(مع أنه } *والله من ورائهم محيط {]20اآلية : البروج[

» أحمد ربي بمحامد ال أعلمها اآلن«: يقول) ص(وأما هو . وحضرة األلوهية ال تترقى ).ص(قة محمدفال بد من فرق في حقيقة الحق وحقي

ال زائد على ذات اهللا تعالى، وهي ذات الذوات كلها وأكمل من تحقق بها : قلت؛كل {]29اآلية : الرحمن: [، وذات الذوات تترقى باعتبار شؤونها، قال تعالى)ص(محمد

لحق مترق في فا} ولنبلونكم حتى نعلم {]31اآلية : محمد: [، وقال} يوم هو في شأن وأكمل الترقيات اإللهية هي الترقيات المحمدية، فما ثم ثبوت . ذاته من عين كل مترقي

على أمر واحد ال حقا وال خلقا، أال ترى أن اهللا تعالى ينتقل من شأن السخط إلى شأن الرضى، وأن الصدقة تطفىء غضبه، وأنه ال يمل حتى يمل العبد، فملل الرب ناتج

عبد، فهذا تأثير خلق بحق، فبملل العبد ثبت له اسم الملل، ومن هذا الحكم عن ملل الفأبان عن ثمرة االبتالء، وهو حصول } ولنبلونكم حتى نعلم {]31اآلية : محمد: [قالإال أن هذا العلم من حكم االسم الخبير، والخبرة التحقق باألمر ذوقا ووجدانا، . العلم

.الترقي بعينه الختالف شأن الهوية من حكم لحكم آخر وهذا هو



وأما علم اهللا من حيث اسمه العليم فال ترقي فيه، ألنه غير متوقف على ابتالء العالم ؛واختيارهم، فإن العالم مشهود له قبل ظهوره، ولكن المراد أن قوابل العالم الثبوتية أعطته

رى أنه ما نسب إليه الظمأ والجوع والمرض أال ت. الظهور بأسمائه في الحضرة الوجودية .والنسيان والغضب والرضى والفرح والعجب والضحك إال باعتبار العالم

ولذلك كان } ولنبلونكم حتى نعلم {]31اآلية : محمد[فمن فهم سر ذلك أدرك سر ؛عليه عين شؤونه جماال وجالال، ، فما نحن} كل يوم هو في شأن {]29اآلية : الرحمن[

إذ ما ثم سواه أحد، فمن } وال يظلم ربك أحدا{]49اآلية : الكهف[وشؤونه عين هويته، .الظالم ومن المظلوم وما ثم إال هو، فله التوحيد والفضل والعدل ال إله إال هو

هل العدل والتوحيد، مع أنهم ما نحن أ: وقد أثنى المعتزلة على أنفسهم وزكوها فقالوا؛شموا رائحة التوحيد وهم يثبتون أن لهم وجودا مع اهللا تعالى، بل جميع الطوائف كذلك : إال أهل القرآن الذين هم أهل اهللا وخاصته، القائلون عنه ما قاله تعالى عن نفسه

ل واآلخر والظاهر والباط {]3اآلية : الحديد[ .} *ن وهو بكل شيء عليم هو األوأي أنت عين ما وصفت به نفسك )] 248[(»أنت كما أثنيت على نفسك«): ص(قال ؛

.على ظاهره، واهللا أعلم الئحة الصفا من إمداد سيدي علي وفا قدس اهللا سره

أنا أي فإذا)] 249[(»فإذا أنا بآدم«): ص(إن معنى قوله : فإنه فتح لنا الباب بقوله؛ في صورة حقيقة آدم وناطق بناطقته، يفيد أن سدرة المنتهى في كل معراج سالك مقام

} *وأن إلى ربك المنتهى {]42اآلية : النجم: [قال تعالى. الربوبية الذي هو منتهاهفمنتهى العروج الخلقي مقام ربوبية السالك المتوجه عليه حسب استعداده إطالقا

)] . 250[(»من عرف نفسه عرف ربه«): ص(وتقييدا لتقييد، وقد قال إلطالق فمنتهى كل نفس ربها المتوجه عليها من الحضرة األسمائية، ولذلك كان سدرة المنتهى مستقر األعمال، ألن األعمال مرجعها األعضاء الثمانية التي في اإلنسان، وهي

فهي معاني أبواب . ، واليد، والرجلالقلب، والبطن، والفرج، واللسان، والعين، واألذن



دار المقامة، ودار السالم، ودار الخلد، : الجنة الثمانية، والجنة أيضا ثمانية جناتإليه {]10اآلية : فاطر: [وقد قال تعالى. والمأوى، والنعيم، والفردوس، وعدن والوسيلة

الكلم الطيب، وعملك الصالح الذي ، وعملك الصالح يرفعه، فأنت} يصعد الكلم الطيب هو براقك ومعراجك، يرفعك إليه من حيث وجه الربوبية، المتوجه على أعضائك الثمانية باألعمال، التي مستقرها سدرة منتهاك، وال منتهى لك إال ربك فهي ترفعك بالمعرفة الكشفية إليه، ومن عرف نفسه عرف ربه، وهذه األعمال المشروعة هي

} قد جاءكم بصائر من ربكم {]104اآلية : األنعام: [التي أخبر اهللا عنها بقوله البصائر} فمن أبصر فلنفسه {]104اآلية : األنعام[فما جاءتنا هذه البصائر إال من اسم الرب

فكان منتهى هذه البصائر أنت، فيكشف لك عنك فتعرف نفسك، فتعرف ربك الذي هو .نتهاك، فهو مقامك الذي تنتهي إليهمولذا قال الغوث الجيلي قدس اهللا سره في آخر باب سدرة المنتهى من كتابه اإلنسان ؛

واعلم بأنا وجدنا السدرة مقاما فيه ثمان حضرات في كل حضرة من المناظر «: الكامل .الحضراتالعال ما ال يمكن حصرها، تتفاوت تلك المناظر على حسب أذواق أهل

أما المقام فهو ظهور الحق في مظاهره وذلك عبارة عن تجليه فيما هو له من الحقائق ؛ .الحقية والمعاني الخلقية

الحضرة . فالحضرة األولى يتجلى الحق فيها باسمه الظاهر من حيث باطن العبد؛ يتجلى : لثةالحضرة الثا. يتجلى الحق فيها باسمه الباطن من حيث ظاهر العبد: الثانية

يتجلى الحق فيها بصفة : الحضرة الرابعة. الحق فيها باسمه اهللا من حيث روح العبدهي تجلي المرتبة وهو ظهور الرحمن : الحضرة الخامسة. الرب من حيث نفس العبد

الحضرة . يتجلى الحق فيها من حيث وهم العبد: الحضرة السادسة. في عقل العبدمعرفة : الحضرة الثامنة. لى الحق فيها من حيث إنية العبدمعرفة الهوية يتج: السابعة

الذات من مطلق العبد، يتجلى الحق في هذا المقام بكماله في ظاهر الهيكل اإلنساني وباطنه، باطنا بباطن، وظاهرا بظاهر، هوية بهوية، إنية بإنية، وهي أعلى الحضرات



ألنها محض الحق، وهي من خواص وليس للخلق فيها مجال. وما بعدها إال األحدية .الذات الواجب وجوده

فإذا حصل للكامل شيء من ذلك، فإنما هو تجل إلهي له به، ليس لخلقه فيه مجال، ؛ . ومن هنا منع أهل اهللا تجلي األحدية للخلق. فال ينسب ذلك إلى الخلق بل هو للحق

.انتهى كالمه. »وقد سبق بيان األحدية فيما مضى واهللا الموفق للصوابوهذا راجع لما قررناه، وان ذكر تنوع األسماء في تجليات هذا المقام، أال ترى أن كل ؛

: اسم إلهي من حيث إطالق الذات له األسماء الحسنى كما يفيده قول اهللا تعالىونه من يعني أي اسم تدع} أيا ما تدعوا فله األسماء الحسنى{]110اآلية : اإلسراء[

أسماء اهللا تعالى فله األسماء الحسنى، فسدرة المنتهى معناها سدرة الرب، ألن اهللا وهذه الحضرات التي ذكرها . } *وأن إلى ربك المنتهى {]42اآلية : النجم: [تعالى قال

اإلمام الجيلي، كلها دائرة على ظاهر العبد أو باطنه أو روحه أو نفسه أو عقله أو .إنيته أو ذاته المطلقة

ومرادنا بالنفس ما يعم جميع هذه الحضرات التي هي الصورة اإللهية، وهي حضرة ؛ أن سدرة المنتهى ال يستطيع ) ص(ولذا أخبر . الربوبية المطلقة التي لها جميع األسماء

وكالم سيدي أحمد وسيدي علي وفا شاهد أنها الحضرة المحمدية لقوله . أحد أن ينعتهاأي ما رأى إال نفسه، واهللا } *ما زاغ البصر وما طغى {]17اآلية : النجم: [عالىت

:ثم قال رضي اهللا عنه. أعلم )بيت معمور التجليات الكنهيات الذاتيات(

اعلم أن البيت المعمور بلسان الحقائق هو القلب الذي وسع الحق كما ورد في ؛ وحيث إنه وسع الحق فهو يسع جميع التجليات وقلب .الخبر، فهو معمور باهللا تعالى

فهو قلب القلوب العائد لكنه سره األخفى جميع حقائق الشهادة ) ص(الوجود محمدوالغيوب، فهو ذات جميع الذوات، وبيت معمور التجليات الكنهيات، ألن مرجع



ثم قال . التجليات كلها إلى الذات، فمنه أصل التجليات ألنه ذات التجلي واهللا أعلم :رضي اهللا عنه

)سقف مرفوع الكماالت األسمائيات، بحر مسجور العلوم اللدنيات(: الطور: [اعلم، أقامك اهللا مقام الكمال وأنزلك منزل االعتدال، أن اهللا تعالى قال

والسقف *والبيت المعمور *في رق منشور *وكتاب مسطور *والطور {]6-1اآليات وهذا القسم من حيث اإلشارة عائد لذات اإلنسان . } *والبحر المسجور *المرفوع

الكامل، ألنه ذات كل موجود، وكل موجود صفته وتعينه، فهو سدرة المنتهى الذي فلوال األصل ما . تنتهي إليه فروع الموجودات كلها، كما أن فروع الشجرة تنتهي ألصلها

)] 251[(»لوالك يا محمد ما خلقت سماء وال أرضا «: الفرع، قال اهللا تعالى لهكان .فافهم

وكنى عنه بالسدرة ألنه المطهر المزكى من دنس األوزار، كما أن السدر يذهب الدرن ؛وأمرنا أن نغسل الميت بماء وسدر، كذلك أموات القلب ال يغسلها بالتوحيد . واألوساخ

وصل عليهم إن {]103اآلية : التوبة: [قال اهللا تعالى. اإلنسان الكامل والمعرفة إال ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك {]64اآلية : النساء: [، وقال} صالتك سكن لهم

، يعني وجدوا اهللا بوجدانك } لله توابا رحيمافاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا ا، } بالمؤمنين رؤوف رحيم {]128اآلية : التوبة: [كما قال تعالى. فأنت التواب الرحيم

وهذه توبة اهللا على عباده آلت إلى صفح . } فاصفح عنهم {]89اآلية : الزخرف: [وقالفح الجميل {]85اآلية : الحجر[: اإلنسان الكامل، وقال وهو أن يفيض } فاصفح الص

عليهم من جماله المطلق ما يبدل سيئاتهم حسنات، فإنهم فروع شجرة سدرته التي إليها المنتهى، فهو األصل الكمالي على اإلطالق وال يكون من الكامل إال الكمال، فشجرة

.الشجرة شامل للجميعالكمال جامعة لألصل والفرع، إذ مسمى فهو عين كل شيء، } *طه {]2ـ 1اآليات : طه: [ومن هنا يفهم سر قوله تعالى؛

وذات كل شيء، وسر كل شيء، وقلب كل شيء، وروح كل شيء، وله في كل شيء



ل واآلخر والظاهر والباطن {]3اآلية : الحديد[وجه وصورة، فهو ، ولذا وصفه اهللا } األولى باليتيم، واليتيم من الدر هو الذي ال مثيل له فال مثل لإلنسان الكامل، أي محال تعا

ل الفرقان على {]1اآلية : الفرقان: [أن يوجد معه المثل، وقد قال تعالى تبارك الذي نزفي كل نفسه المتطورة: فجميع ما تفرق من األعيان قائم بحقيقة وجوده، فالطور } عبده

ما تفرق من أسمائه الظاهرة بصور األكوان في رق وجوده : شأن، والكتاب المسطورقلبه المتقلب بشؤون الذات الدهرية بال : المنشور لظهور سائر األعيان، والبيت المعمور

يد الله فوق {]10اآلية : الفتح[خالفته التي بايعتها بحكم : زمان، والسقف المرفوع كناية عن وسعه لجميع : والبحر المسجور . عوالم األمالك والجن واإلنسان} ديهم أي

الحقائق عينا وعلما باإلحاطة الكاملة، فهو البحر األعظم الذي تفجرت من بحره وانك لعلى {]4اآلية : القلم: [والى ذلك اإلشارة بقوله تعالى. الجامع ينابيع البحور كلها

ألن اهللا تعالى خلقه، فهو بأخالقه الكريمة يسع كل شيء وال يسعه } *يم خلق عظ فبحره )] 252[(»الطهور ماؤه الحل ميتته«: في وصف البحر) ص(وقد قال . شيء

ال يقبل النجاسات ألنها تنقلب فيه ماء مطلقا طهورا يطهر به كل شيء، كما أن ) ص(نقلب في بحره أخالقا إلهية، فالجهل في بحره ميتته التي هي كناية عن األخالق الردية ت

: قال تعالى في حقه. يعود علما، والخبث يعود طيبا، واإلثم يعود قربا وطاعةالذين يتبعون الرسول النبي األمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم {]157اآلية : األعراف[

م في التوراة و اإلنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحر، فأغاللهم قيودهم التي تحجبهم عن اهللا، فإذا وردوا بحره } عليهم الخبائث ويضع عنهم

العلوم اللدنيات من بحره المسجور، طهروا بماء علمه المطلق، فعرفوا أنفسهم بفيضان، فإن اهللا وضع عنه الوزر، وكل من )ص(فعاد ما كان من نفوسهم خبيثا طيبا به

انتسب له كذلك، إال أن البعض ينتسب له في الدنيا، والبعض حين ظهور سيادته وذلك .في اآلخرة، فيندرج في بحر رحمته المطلقة، ولذا كان رحمة للعالمين



في مشهد من مشاهد ) ص(أنه رآه » الفتوحات المكية«كر سلطان العارفين في وقد ذ؛يبكي ويعتذر ) ص(الرحمة بحضرة الحق تعالى، والحق تعالى يأمر بقتل الدجال، وهو

.ورأيت في ذلك المشهد ما ال تسعه العقول، واهللا أعلم: عنه للحضرة اإللهية، ثم قالعبودية اإلنسان الكامل، ولو كان المشهد مشهد هذا البكاء واالعتذار مشهد : أقول؛

سيادته المقتضي لعز السلطنة النقلب األمر وعاد المشفوع عنده شافعا والشافع مشفوعا } قال رب احكم بالحق {]112اآلية : األنبياء: [ومن انقالب األمر قوله تعالى. عنده

فالكل محب ] 54اآلية : المائدة[} » « { وسر هذا. فعاد المأمور آمرا واآلمر مأمورا )]: 253[(وفي ذلك قال سلطان العارفين. محبوب، والمحب عبد والمحبوب سيد

.فيعبدني وأعبده): ص(وقال )]. 254[(ما أرى ربك إال يسارع في هواك: قالت عائشة رضي اهللا عنها؛ت سيادته وال فمن كملت عبوديته كمل)] . 255[(»وأنت يا عم لو أطعته ألطاعك«

فهو العبد الكامل وهو السيد الكامل ومنه تفرعت ) ص(أكمل في المقامين من محمدفلذا وصفه . الكماالت في العبودية والسيادة التي يجمعها حوض األلوهية المحيط

:صاحب الكمال الفائق والمشرب العذب الرائق سيدي أحمد رضي اهللا عنه بقولهد لبحار أمواج صور الكون الظاهرة من فيوض حقائق حوض األلوهية األعظم المم(

)أنفاسهمظهر االسم ) ص(حوض األلوهية األعظم، أنه : أشار، رضي اهللا عنه، بقوله؛

} وكلمة الله هي العليا{]40اآلية : التوبة: [قال تعالى. األعظم الذي هو الكلمة العليااألعظم الجامع لحقائق األسماء كلها، ولذا قال ألن هذه الكلمة التي هي اهللا هي االسم

.} فأجره حتى يسمع كالم الله {]6اآلية : التوبة: [تعالى في حقهيعني أنه . أي منك، وال يتكلم بكالم اهللا إال اهللا: قال سيدي علي وفا قدس اهللا سره؛حيل معه عروض ضده، فأينما متحقق باهللا تعالى بالتحقق الذاتي، الذي يست) ص(

يولي اإلنسان من عوالمه السرية أو الروحية أو النفسية أو الصورية ال ينكشف له منها



: فلما ظهر اهللا فيه بذاته محا فرقان أسمائه وصفاته كما قال اهللا تعالى. إال وجه اهللا، فكل ما تقدم وما تأخر } ك وما تأخر ليغفر لك الله ما تقدم من ذنب {]2اآلية : الفتح[

د ذ ر ز س ش { ذنبه، ألنه تقدير ذاتي في عين ذاته، فهو بالنسبة لذاته سراب وهمي اآلية : النور[} ظ ع غ { إذ ال شيء مع وجود الذات ] 39اآلية : النور[} ص ض ط

تر اهللا لمحمد بحكمه فس. فانمحا السراب وزال الوهم وشفى الظمأ بوجود اهللا الثابت] 39الذاتي حكم وهم السوى تقدم أو تأخر، ألن اسم اهللا المتجلي فيه محا عنه صور الكون المتقدمة والمتأخرة مع أنها ذنبه، ألنها ما كانت جميع الصور إال من حقيقته، فهو األصل الذي هو الجوهر الفرد الواحد الذي ال يمكن انقسامه في نفسه، ولو ظهر في

نقسم من كل المراتب العدديات المقدرة فيه بالتقدير العيني الذاتي، فهو أصلها كل مفإن تلك الصور . وعينها وال يتغير عما هو عليه في نفسه، ولو بدا في جميع صورها

لم تخرج عن كونها عينه إذ لم يزد على حقيقة الواحد شيء وانما هي تنزالت منه إليه، موجود ووجوده، وكل موجود صفته وعينه، فالموجود وتقديرات منه فيه، فهو ذات كل

وكان في حق )] 256[(»كان اهللا ولم يكن شيء غيره«): ص(ولذا قال . عين الوجودأال : قالها الشاعر«: ، وفي رواية»أصدق كلمة قالها لبيد«: ولذا قال أيضا . اهللا للدوام

يكون أصال لشيء وال والباطل عدم، والعدم ال)] . 257[(»كل شيء ما خال اهللا باطلفعلمنا أن الذات هو الوجود، فالوجود ذات كل موجود فالموصوف . يوصف بأنه ذات

فصح . باألولية واآلخرية والظاهرية والباطنية هو الوجود ال العدم الذي هو الباطلأي ال شيء معه، فوجود اهللا هو الدهر المطلق » وهو اآلن على ما عليه كان«: قولهم

فإن الزمان حكم من جملة مظاهر الدهر، ولذلك لم يقبل التجلي الدهري إال بال زمان،حقيقة اإلنسان الكامل، فهو حوض األلوهية األعظم الذي كان يشهده جبريل في الحجاب الرابع في صورة الكوكب كل اثنين وسبعين ألف سنة مرة، فرآه اثنين وسبعين

د السنين بلغ ذلك خمسة آالف ألف ألف سنة فإذا ضربنا عدد المرائي في عد. ألف مرة



خمس مليارات : وان شئت قلت. ومائة ألف ألف سنة، وأربعة وثمانين ألف ألف سنة .سنة، ومائة مليون سنة، وأربع وثمانين مليون سنة

. أنه هو ذلك الكوكب الذي كان يتجلى لجبريل في الحجاب الرابع) ص(وقد أخبر ؛رابع مرتبة الربوبية التي هي باطن سدرة المنتهى، يظهر لي أن الحجاب ال: أقول

افات: [وعندها وقف جبريل وقال ، } *وما منا إال له مقام معلوم {]164اآلية : الصاآلية : النجم): [ص(قال تعالى مخاطبا لمحمد. فمنتهى جبريل الربوبية المحمدية

في صورة ) ص(فالربوبية حظ جبريل من محمد. } *وأن إلى ربك المنتهى {]42لحضرة األلوهية التي هي مدلول االسم األعظم ) ص(وتقدم محمد. كوكبية أو سدرية

حتى إذا {]23اآلية : سبإ: [قال تعالى. وهو اهللا، فإن الملك ال يتجاوز حضرة الربوبيةفالتجلي لهم من االسم الرب، فالربوبية حجابه } فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم

الرابع عن الحقيقة المطلقة، التي هي ذات اإلنسان الكامل، التي لها مرتبة األلوهية فأول حجبها األحدية، ثم الواحدية، ثم الرحمانية، ثم . المهيمنة على سائر المراتب

عند ) ص(ورة حوض محمدالربوبية، فهي الحجاب الرابع بين جبريل وبين األلوهية بصكشف الغطاء، وهذا الحوض هو الذي تفجرت منه األسماء اإللهية الظاهرة ببحار

فكما أن جميع األسماء مستمدة من االسم . الحقائق التي هي معاني تلك األسماءاألعظم، وهو اهللا، كذلك بحار الحقائق التي هي معانيها مستمدة من حوض ذاته

وكل بحر من . لمعاني وذات الذوات، وطامة الحقائق الكبرىالعظمى، التي هي معنى ا .تلك البحار تندرج فيه أمواج الصور الكونية الظاهرة من فيوض حقائق أنفاسه

فالحقائق الفائضة التي هي البحار التي ظهرت منها أمواج الصور هي المعاني، وتلك ؛إني ألجد نفس «): ص( قال. المعاني باعتبار أنها أسماء اهللا تعالى تسمى أنفاسا

ونفس الرحمن عين االسم الرحمن الذي معناه بحر )] . 258[(»الرحمن من قبل اليمنالمعبر ) ص(الرحمة اإللهية الواسع لكل شيء، فالرحمة نفس من أنفاس حقيقة محمد

عنها باليمن، فمن نفسه وجد نفس الرحمن، وهو االسم الناصر الذي ظهر له بصورة



صروه، وهم من جملة أمواج البحار الفائضة من حوض حقيقته األنصار فآووه ونإن تنصروا الله {]7اآلية : محمد: [قال تعالى. العظمى التي لها مرتبة اإللهية المنصورة

ذات ] هي[فكلمة اهللا العليا . فهو الناصر المنصور، والحجاب الساتر المستور} ينصركم ).ص(محمد

الذات والوجود : ما الذات، فقل له: فإن قال لك قائل: فا قدس سرهقال سيدي علي و ؛: فقل له. أريد التنبيه: فإن قال لك. بديهيان، فال يسأل عنهما بما وال يطلبان بالتحديد

الذات ما به قيام كل حاكم وحكم ومحكوم، فمهما أدركته منها فهو مما قام بالذات ال الذات بما : فقل له. بين لي ما هو البديهي: قالفإن . الذات، فقد نبهتك على عجزك

هو الذات كما قد سمعت معجوز عنه وهو بديهي، وليس ذلك إال من جهة ال من جهات، ألن المقتضي لذاته أن يقضي وما ثم إال هو فيقضي بنفسه لنفسه، وعليها

ها علماء البيان قضايا ال تتناهى لوجوب قضائه له بذلك، وذلك على الطريقة التي يسميفأنت إذا تجردت نفسك من نفسك طالبا ومطلوبا وطلبا وذاكرا لذلك ال . تجريدا بيانيا

ألست يقوم عندك بهذه األحكام صور . يمكنك تناسيه، وناسيا له ال يتأتى منك ذكرهمتقابلة ال يشغلك شيء منها عن شيء، فأنت حقيقتها جميعا وليست هي زائدة عليك

.قيقة، وهي أغيارك حكما ومعاملة فافهمبالحفأنت إذا تجردت نفسك من نفسك، يشير به للتصرف النفسي : فقوله رضي اهللا عنه؛

وأما العارف باهللا . فال وجود لما يصوره إال في وهمه. الذاتي، وهو لغير العارف بالوهمالصورة البارزة نفسه صورة أوجدها من نفسه وأبرزها للعيان، فتلك] في[إذا صور

للعيان صورة من صور نفسه المعنوية، فهي غير نفسه حكما ونفسه وجودا وعينا، إال أن العين ال تتقيد تقييد األحكام الصورية، بل هي مطلقة عن الصور في عين وجود

.الصور، والصور هي المقيدة بأمثالها، فاألحكام يقيد بعضها بعضا عيسى عليه السالم من أن حكم القتل والصلب وقع على المثل ومن هنا تعلم ما وقع ل؛

أال ترى تجلي الحق في المظاهر، . ال على المتمثل الذي هو الحقيقة العيسوية



والمظاهر توصف بالقتل والصلب والموت، مع أن الظاهر بها وهو اهللا تعالى، حي ر عنه أنه روح منه، وكذلك عيسى عليه السالم، فإن اهللا أخب. قيوم ال يوصف بالموت

وروح اهللا لها الحياة الذاتية فالقتل عليها محال، وان وقع على الشبح المتمثلة به تلك الروح حكم من األحكام الالئق بها، فال يؤثر ذلك في الروح المتمثل بها أصال، وما

وما صلبوه وما قتلوه {]157اآلية : النساء: [قال اهللا تعالى. بالحقيقة ال يزول بالعرضاآلية : الزخرف: [أي ظهر لهم بالمثل الذي أخبر اهللا عنه بقوله} ولكن شبه لهم

آل : [أي ال حقيقة، ألن اهللا تعالى قال في حقه} ولما ضرب ابن مريم مثال {]57أنه روح منه ما رفعه إال إليه، فبطن فكما} إني متوفيك ورافعك إلي {]55اآلية : عمران

عنهم ذلك الروح وتوارى بحكم آخر يخالف الحكم األول بالنسبة إلى من لم يدرك منه إال ذلك الحكم الذي توارى به، وهو المثل، فما رأوا منه إال مثله ال عينه، ألنه شبه لهم

ي ال تتقيد بذلك المثل، إذ بذلك المثل الذي هو هو بالشبه، وما هو هو بالحقيقة التالروح مطلق له الظهور والتمثل بأي صورة شاء، أال ترى أن من وهبه ألمه قال اهللا في

فخرج عيسى على شاكلة األصل يتمثل } فتمثل لها بشرا سويا{]17اآلية : مريم: [حقه، فما } اه مثال لبني إسرائيل وجعلن {]59اآلية : الزخرف: [في أي صورة شاء، قال تعالى

{ والمحمدي يدرك عينه وحقيقته ال مثله، فمشهد المحمدي . أدرك بنو إسرائيل إال مثلهفاعتمد على هذا . بخالف من يقيد بالبنوة أو التثليث] 15اآلية : الشورى[} ؛ : 9

تقوم عليها الحجة التحقيق فإنك ال تجده في كالم المفسرين، فإنهم ذكروا أشياء ال .القطعية واهللا أعلم

وصـلحوض األلوهية محيط في كل مركب وبسيط، وذلك أن مرتبة األلوهية تتضمن معاني ؛

اآلية : فاطر: [هي حياض متفرعة من ذلك الحوض األعظم المحيط، لذلك قال تعالىظهرت األلوهية في جميع الصور المفتقر فقد. } ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله {]15

إليها، فمن الصور من ظهر بها اهللا باسمه المعطي مثال، ومنها من ظهر به اهللا باسمه



المانع، وكذلك الضار والنافع والحفيظ والواقي والناصر والخاذل والمضل والهادي، إلى ): ص(األلوهية، قال وكذلك أخالق. غير ذلك من األسماء التي نعلمها والتي ال نعلمها

والجامع )] . 259[(»إن هللا تعالى ثالثمائة خلق من تخلق بواحد منها دخل الجنة«المستوفي لألسماء واألخالق هو اإلنسان الكامل الجامع للجميع، فهو حوض األلوهية

وهذا الحوض عين الجميع، فهو . األعظم، الممد بحقيقته لجميع تلك المعاني وصورهاوالشاربين واألكواب، ألن حقيقته عين الجميع وماهيتهم ووجودهم، وهو من عين الساقي

حيث صورته كالذهب بالنسبة للمعادن، وشجرة الوقواق بالنسبة للنبات، واإلنسان بالنسبة للحيوان، واالسم اهللا بالنسبة لألسماء، ومدلول هذا االسم ذاته التي هي ذات

.ت والجزئياتالذوات المندرج بحقيقتها حقائق الكلياإذا تقرر ذلك فالحوض المحمدي صورة األلوهية العظمى، من شرب منه ال يظمأ ؛

بعدها أبدا، ألنه يكون عين الساقي وساقي القوم آخرهم شربا، واآلخر هو، فهو الساقي الذي هو األول، فال يتحقق وال يظهر شراب الساقي حتى يتم بالشرب جميع أحكام

حب الشراب على أحكام أوليته وأحكام آخريته، فإن األول واآلخر فال بد أن ينس. اآلخرقال . أخوان من أصل واحد وهو الحقيقة، فشراب األلوهية منسحب على كل واحد

:الحالج رضي اهللا عنه سقاني مثل ما يشرب؛

؛كفعل الضيف بالضيفه فكل شيء في ترقي دنيا وآخرة حتى يصل إلى حقيقة الكمال اإللهي المعبر عن؛

فمن شرب منه فال يظمأ بعد ذلك، وكيف يظمأ . باالسم اهللا، وهو الحوض المحمديوقد أخبر أنه ال يتم إيمان المؤمن . وهو عين الساقي، ومن أسماء هذا الساقي المؤمن

ومن جهة االسم المحب فهو . حتى يحب ألخيه ما يحب لنفسه، وهذا من جهة اإليمانوال يكون . »عبدي وحقك إني لك محب«: اإللهي وفي الخبر. يؤثر محبوبه على نفسه

قال . المحب محبا إال بالفناء عن نفسه بمحبوبه حتى ال يبقى في الوجود سوى محبوبه



فأثبت له المرتبة } إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله {]10اآلية : الفتح: [تعالىعظم، وساقي القوم وكأسهم وشرابهم وأولهم وآخرهم، بتمامها، فهو حوض األلوهية األ

قال الغوث الجيالني الوارث . وهو الشارب بالجميع، وال يتم شرابه إال بشراب الجميع :لفيضه اإلحساني قدس سره

دتني؛ ال تسقني وحدي فما عو ؛أني أشح بها على الجالس

. ، أي بل في النور)] 260[(»ال أرضى وواحد من أمتي في النار«): ص(وقد قال ؛عين النور، فأحب ألمته التحقق بذاته، ألنهم عين ذاته، فال بد من وصول ) ص(وهو

، فالذي كان يراه جبريل في صورة الكوكب، هو الذي صار يراه في )ص(الجميع إليه ، وكم بين الصورة الكوكبية والصورة اإلنسانية المحمدية )ص(صورة إنسان هو محمد

} ! ! »ق ك ل م ژ پ{ م ترابا ثم انجلى إنسانا، وكم بين اإلنسان والتراب كما كان آد، فاألول منتهاه اآلخر، واآلخر منتهاه األول وبهما تكمل الدائرة ] 42اآلية : النجم[

أال ترى أن الجبار إذا وضع قدمه في النار جبر بكماله ما فات أهلها، . ظهورا وبطونا ـ ليكون » ـ أي بك)]261[(واجبرني«: في دعائه) ص( قال. فالجبر تكميل الناقص

فبالجبار تنجبر دركات النار فترجع درجات كما كانت . كمالك لي من كل وجوه الكمال} كل يوم هو في شأن {]29اآلية : الرحمن[دركات فيختلف االسم الختالف الصورة

.نا، واهللا أعلمفليس إال اهللا وشؤونه، وشؤونه عينه فافهم ما أشر ذكرنا فيما مضى أن األلوهية مرتبة قائمة من أسماء اهللا تعالى وأخالقه، : تكملة؛

ومظاهر هذه األسماء واألخالق صور العوالم القائمة بأحكام الشؤون التي هي تجليات .هوية اهللا تعالى المطلقة في عين التقييد بالشؤون الظاهرة

معلومة فما هي أخالقه المخبر عنها في الحديث بأن هللا أسماء اهللا تعالى : فلعلك تقول؛ثالثمائة خلق، من تخلق بواحد منها دخل الجنة، وهذه الجنة هل هي جنة األعمال التي أتت بها الشرائع أم جنة ال دخل لها في األعمال؟ بل يستحقها أهل األخالق



تخلقوا «: لق بها كما قالبالتخ) ص(اإللهية من كونهم مظاهر لتلك األخالق التي أمرنا ثالثمائة ) ص(ونحن ال نعلم إال األسماء الحسنى، وقد ذكر )] 262[(»بأخالق اهللا

خلق واألسماء تسعة وتسعون، فما هي أخالق اهللا الخارجة عن معاني أسمائه؟أن أخالق اهللا تعالى هي األخالق المحمدية بعينها، واألخالق المحمدية : فالجواب؛

الكاملة هي الواردة بالكتاب والسنة، واألخالق المطلقة ما وافق منها الشرع كان الخاصة وسفاسف األخالق الردية بمنزلة . من مكارمها، وما خالف الشرع كان من سفاسفها

المعادن التي عاقتها العلل واألمراض عن اللحوق بدرجة الكمال الذي هو الذهبية، فإذا قال . المشروع، زالت عللها، والتحقت بمكارم األخالق توالها اإلكسير المحمدي بالوزن

كمال أخالق : فأكمل مظاهر الظهور)] 263[(»بعثت ألتمم مكارم األخالق«): ص(اآلية : األنفال: [، ولذلك لم يفرق اهللا تعالى بين دعائه ودعاه، فقال)ص(اهللا محمد

فالداعي واحد، ولم } للرسول إذا دعاكم لما يحييكم ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله و {]24اآلية : التوبة: [وكذلك لم يفرق بين رضا الرسول ورضاه، قال اهللا تعالى. يقل دعواكم

وكذلك لم يفرق بين طاعة . ولم يقل أن يرضوهما} والله ورسوله أحق أن يرضوه {]62وكذا في } من يطع الرسول فقد أطاع الله {]80اآلية : النساء: [قالالرسول وطاعته فحتى أن } إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله {]10اآلية : الفتح: [المبايعة قال تعالى

إنه {]40اآلية :الحاقة: [قال تعالى. اهللا تعالى جعل كالمه القديم عين قول الرسولفأجره {]6اآلية : التوبة: [قال تعالى. وجعل قول الرسول كالمه} *لقول رسول كريم

ولكن الله {]17اآلية : األنفال: [وجعل رمي الرسول رميه، فقال} حتى يسمع كالم الله اآلية : التوبة: [، قال تعالىوجعل أخذ الرسول أخذه). ص(والرامي محمد} رمىاآلية : التوبة: [ثم نبهنا بقوله. اآلية} خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها{]103دقات {]104 تعالى فأخبر اهللا} ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الص

).ص(أنه هو اآلخذ، وفي ظاهر األمر اآلخذ محمد



الدعاء إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة حتى كانت تسيل ) ص(ومن أخالقه ؛: النجم: [العبرات من وعظه مع أنه كان يمازح الصغير ويالعبه ويضحكه، وقال تعالى

أنه اشترى من جابربن عبد ) ص(خالقه ومن أ} *وأنه هو أضحك وأبكى {]43اآلية ، كذلك اهللا تعالى اشترى من المؤمنين )]264[(اهللا جمله، وأعطاه الثمن ثم وهبه الجمل

.أنفسهم وأموالهم، وأعطاهم الجنة التي هي الثمن، ثم وهبهم أنفسهم وأموالهمراض المدافعة عن الجاني، فيأتيه الزاني ليقيم عليه الحد وهو) ص(ومن أخالقه ؛

لعلك : فيدفع عنه ويقول. يا رسول اهللا طهرني فقد هلكت: بذلك فيقول لهاآلية : الحج : [ليكف عن اإلقرار على نفسه كما أن اهللا تعالى قال)] . 265[(قبلتال يحب الله {]148اآلية : النساء: [، وقال تعالى} إن الله يدافع عن الذين آمنوا{]38

.} الجهر بالسوء من القول .} يريد الله بكم اليسر {]185اآلية : البقرة: [ومن أخالقه التيسير واهللا تعالى يقول؛

ال تقاطعوا وال تدابروا وال تحاسدوا وال «: ومن أخالقه اإلصالح كما كان يقول؛ .نه أخبر أن اهللا يصلح بين عبادهمع أ)] 266[(»تباغضوا وكونوا عباد اهللا إخوانا

فهو خلق اهللا )] 267[(»بشروا وال تنفروا«: ما أمر به من قوله) ص(ومن أخالقه ؛ اآلية : القلم[ومن حقق قوله تعالى )] . 268[(»سبقت رحمتي غضبي«: في قوله

ظيم، فإن اهللا علم أن أخالقه الكاملة هي أخالق اهللا الع} *وانك لعلى خلق عظيم {]4إكسير التطهير ألنه السراج ) ص(غيور على عظمته أن يوصف بها سواه، فهو

.فأخالقه معنى الكمال اإللهي، واهللا الموفق. المنيروالذي يظهر لي أن جنات األخالق ال ارتباط لها بجنات األعمال، واألخالق مبثوثة ؛

يوم {]4اآلية : القارعة: [ا، قال تعالىفي العالم، فيكون الجزاء مبثوثا متفرقا ال مجموعفتفرقوا لتلقي الجزاء من األسماء المرتبطة بأخالقهم } *يكون الناس كالفراش المبثوث

.} وال يظلم ربك أحدا{]49اآلية : الكهف[ :ثم قال رضي اهللا عنه؛



نفسه ما كان وما يكون من محاسن قلم القدرة اإللهية العظموتية الكاتب في لوح( )مبدعات العالم وتقلباته

إن ذات اإلنسان الكامل عين قلم القدرة الذي هو اسم اهللا : يقول رضي اهللا عنه؛ القدير، فهو الكاتب في لوح نفسه، يعني هو المتصرف بما يشاء في لوح ذاته

ة مما كان وما يكون بالتصرف الذاتي، الذي هو عين التجلي لصور المعلومات الوجوديمن محاسن مبدعات العالم وتقلباته، التي هي مظاهر تلك الذات المتنوعة الصور في

اآلية : الرحمن: [نظر الناظر، فال يدرك الناظر إال ذلك التنوع المشار إليه بقوله تعالىلهوية عين فال يدرك من هويته إال الشؤون وان كانت ا} كل يوم هو في شأن {]29

.الشؤونواعلم، رحمك اهللا، أن كل شيء قلم من أقالم القدرة اإللهية، كما أنه من وجه آخر لوح

فذات اإلنسان . فمن جهة التأثير هو قلم ومن جهة القبول هو لوح. من األلواح النفسيةلومات الكامل قلم األقالم الجامع، ولوح األلواح الواسع، فذاته الكتاب المرقوم بصور المع

الوجودية، وتلك الصور عينه، فذاته القلم واللوح والكاتب والمكتوب والكتاب المرقوم الذي ما فرط اهللا فيه من شيء، فقدرته ذاتية، وتصرفه بذاته لذاته، وقد ظهر ذلك فيمن

وقد ورد أن اهللا يقول فيمن . فتصرفه أحدي. قتل نفسه فهو عين المؤثر، والمؤثر فيهأي سابقني، وما سابقه )] 269[(»رني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنةباد«: قتل نفسه

فالقاتل لنفسه . } فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم {]17اآلية : األنفال: [إال به، فإن اهللا قالسابق اهللا من حيث اسمه المحيي باسمه المميت، فكان اهللا هو السابق ألنه هو

ان اهللا مميته به، فسابق اهللا باهللا، والقدر بالقدر، فما خرج عن اهللا وال عن المميت، فكوان توفي األنفس بها من } الله يتوفى األنفس {]42اآلية : الزمر: [قال اهللا تعالى. القدر

حيث إنها قلم من أقالم قدرته، وصورة عزرائيلية معنوية تجلت فيها صورة من صور المميت، الذي هو معنى حقيقة العذر له، وتلك الحقيقة معناها الصور القابضة اسم اهللا

واهللا هو القابض، فمن ظن أن قاتل نفسه قد استعجل القدر لم يفهم ما هو القدر، ألن



: العنكبوت: [قال تعالى. استعجال القدر ال يكون بغير القدر، فما سبق القدر إال القدروأي سيئة } *الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون أم حسب {]4اآلية

أعظم من قتل اإلنسان نفسه، فهو يحسب أنه سبق الحق من حيث إنه بادره بنفسه إلى القضاء مع أنه به بادره، فمن حسب أنه سبق الحكم اإللهي ساء ما حكم، ألنه جهل

فيده القاتلة . اإللهي، فحكمه على نفسه بالقتل عين حكم اهللا عليهنفسه أنه عين الحكم صورة من صور اسم اهللا المميت، فأسماء اهللا تعالى هي التي سابقت نفسها في حقيقة

أن رحمته سبقت غضبه، وكالهما وصفه، فهو السابق المسبوق، فما : األمر كما وردحتمال خفي إلى الثناء واحتمال ظاهر إلى فالخبر اإللهي له ا. بادره عبده بنفسه إال به

ينظر لسبب المبادرة، هل بادره بنفسه رغبة في » بادرني عبدي بنفسه«: الذم، ألن قولهكما أن . »إنما األعمال بالنيات«لقائه ليجد الراحة مما أداه إلى قتل نفسه أو ألمر آخر

د من وجه ظاهر إذ يحتمل الوعد من وجه خفي، والوعي» حرمت عليه الجنة«: قولهوما صاحبكم بمجنون {]22اآلية : التكوير: [الجنة من االجتنان وهو الستر، قال تعالى

أي ليس بمحجوب فمن حرم عليه الحجاب كان موعودا باللقاء، ومن أحب لقاء اهللا } *تطالبه أحب اهللا لقاءه، وهذا مع القطع بأن قاتل نفسه آثم شرعا لظلم نفسه، فنفسه

بحقها، فهي الظالمة المظلومة، فتستحق المثوبة لتحريم الجنة بمعنى منع الستر عمن رغبت في لقائه، فيكشف الحجاب عنها، فهو تحريم الجنة في حقها، وتستحق العقوبة

: الكهف[} ! ! »ى ي ژ { من جهة ظلمها لها، فيكون المانع لها عن الجنة منها، ؤ { مع أن الحكم هللا العلي الكبير } إن لكم لما تحكمون {]39اآلية : القلم[، ] 49اآلية

إذ بيده قلم القدرة اإللهية العظموتية المنسوب لعظمة الذات، الكاتبة في لوح } إ ئ ا نفسها أرقام شؤونها الذاتية بالقضاء الذاتي الحتمي، العائد لحقيقة الربوبية ومقتضياتها

أي } وان منكم إال واردها كان {]71اآلية : مريم: [الية، بإشارة قوله تعالىالجاللية والجمبالحكم الذاتي والقضاء الذاتي، فجمعت حقيقة } حتما مقضيا{]71اآلية : مريم[الورود

: هود[وها هنا سر التوحيد من خلف حجاب . القضاء الذاتي القضاء والمقضي عليه



)] 270[(»جف القلم بما هو كائن«): ص(قال . } إن ربك فعال لما يريد {]107اآلية فقلمه علمه المحيط، )] . 271[(»كان اهللا ولم يكن شيء غيره«: ، وقال أيضا

ومعلومه شؤونه، وشؤونه عين هويته، وذلك كله حقيقة اإلنسان الكامل، فإنه مجمع اجعة لوصفه وكل رقيقة من فيض لطفه، وهو البحرين وعين العين، فكل حقيقة ر

وقد وصفه اهللا تعالى بالسراج المنير، )] . 272[(»ال يعلم حقيقتي غير ربي«: القائلغوث األغواث في : إذ به استنارت صورة كل شيء، فهو زينة اهللا لكل شيء، فلذا قال

، وسر وجمال كل صورة إلهية: وصفه مشيرا لما بدا في الوجود من جماله ولطفه .حقيقتها غيبا وشهادة

اآلية : البقرة: [فيشير لقوله تعالى) وجمال كل صورة إلهية: (أما قوله رضي اهللا عنه؛واآلية الكريمة تفيد أن كل صورة في الوجود وجه اهللا } فأينما تولوا فثم وجه الله {]115هية ألنها مجلى اسم إلهي من أسماء فينطبق على كل صورة نولي إليها أنها إل. تعالى

فقد } ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله {]15اآلية : فاطر: [اهللا تعالى، ولذا قال تعالىظهر اهللا تعالى في كل ما يفتقر إليه، وما في الوجود شيء ال يفتقر إليه، فما في

جميل، ألن اهللا جميل فمظاهره كلها جميلة، وال الوجود إال اهللا، فما في الوجود إال يكشف جماله تعالى في المظاهر إال من شاهد بواطن األواني، واطلع منها على أسرار اللطائف والمعاني، وال يزال يتقوى في هذا الشهود إلى أن ال يرى إال وجهه المشهود،

، فيجني اللباب من قشر فتعود كل ظلمة في نظره عين النور، وكل ستر عين المستور .الحجاب، وتنجلي لياله من وجه النقاب

ومحجوبة فيها المالحة كلها وقد زاروا هنا طيفها في دجى الحجب

لها الحسن سربال ومعنى جمالها تجلى من المعشوق للعاشق الصب حكت كلما في الكون والكون كله



حكاها فأضحت للدوائر كالقطب مظاهرها حجب لها ولغيرها

هدى فتريه البعد في غاية القرب إذا قطعت سبل المظاهر وانثنت

إلى ذاتها بالصدق في موطن الحجب أشاهدها في مسمعي وبناظري

وفي سر سر الروح مني وفي لبي وتشهدني من بعد ذا أحدية

يخر لها ما في السماوات والترب لهذا ترقت في المظاهر واختفت وعادت بأنواع العجائب والعجب

لما كانت الحقيقة المحمدية عين حياة مجمع البحرين، والقاب البرزخي لقوسي دائرة و ؛الذات بما لها من الوجهين، قبلت مراتب القدم المقدرة في ظلمة ليل الذات المعنون

فهي الكنز المخفي باعتبار البطون ومحو الصور . عنها بمعاني األسماء والصفاتهرة السنا والعز والوجه النهاري المسلوخ من ليل ذلك والشؤون، وتلك الحقيقة هي جو

الكنز، فكانت بتلك الجمعية جمال كل صورة إلهية من وجه التجليات الصورية جمال (وأما من وجه النورية البرزخية وهوية الحقيقة الكلية فهي المنعوتة بـ. الظاهرية

علم كل منها مشربه ألنها العين التي) كل صورة إلهية وسر حقيقتها غيبا وشهادةقوله . واستمداده، فلذلك عطف على أوصاف تلك الحقيقة الكلية البرزخية المحمدية

:رضي اهللا عنه )وجالل كل معنى كمالي، بدءا واعادة(حوض األلوهية األعظم، الممد لبحار أمواج صور الكون الظاهرة ) ص(لما أن حقيقته ؛

فهقة من أنوار التجليات األسمائية، التي من فيوضات حقائق أنفاسها القدسية، المن



قطب مركزها مرتبة األلوهية، القائم بها صور الجمال، وجالل كل معنى من معاني وذلك كله سابح في فلك األلوهية التي هي الشمس الجارية لمستقر الذات، . الكمال

الطلوع والذات دائمة ال تزول، فشمسها التي هي نور ألوهيتها ال تزول، غير أن لها والغروب باعتبار تجلي الظهور والبطون، المنعوتين باألولية واآلخرية باعتبار المتجلى

.له، وذلك عنوان البدء واإلعادة بحسب المعنى الدوريفإن اعتبرت ظهور كل اسم أوال، كان بطونه بظهور مقابله الباطن آخرا، ثم يدور إليه ؛

كذلك اآلخر تعتبره أوال لما ينتهي إليه . يرجع أوال الدور في الظهور بانتهاء حكم اآلخر فحكمه، فيظهر غيره ويدور الدور لألول، فاآلخر دائما باطن في األول، واألول باطن

فظهور كل بطون اآلخر، وبطون كل ظهور اآلخر، فكل ما ظهر بالنسبة . في اآلخر، وال يخلو الوجود ومتى ظهر شيء بطن ضده. لما بعده أول، وبالنسبة لما قبله آخر

من أول وآخر وظاهر وباطن، ألن ذلك هو معنى الوجود، والوجود يدور بهذه الحقائق .األربعة، وهذا الدوران هو معنى البدء واإلعادة العائدين السميه تعالى المبدي المعيد

باسم فال نهاية لحقائق معاني األلوهية ألن اهللا تعالى ال يزول وال يثبت اسم اإلله إال ؛المألوه، فالمألوه ال يزول فاألولية ال تزول، واآلخرية ال تزول، والظاهرية ال تزول،

فال بد في تجلي األول من صور ظاهرة ومعاني باطنة، كذلك في . والباطنية ال تزولفمن ال يثبت الصور في التجلي . تجلي اآلخر ال بد من صور ظاهرة ومعاني باطنة

ا ورد في الكتاب والسنة فهو جاهل بمقتضيات الحقيقة، وكافر األخروي من جميع مفالشريعة لب اللب وال يرى الظاهر قشرا إال من . بحكم الشريعة، وضال بسير الطريقة

لم يتحقق بمشرب األحدية، والمحقق الكامل ما عنده إال لب اللباب وما يذكر إال أولو هم البتة، إذ ليس عندهم إال اهللا أوال وآخرا وظاهرا األلباب، فأولو األلباب ال قشر عند

ل واآلخر والظاهر والباطن {]3اآلية : الحديد: [وقد قال تعالى. وباطنا فأين . } هو األوإن الحقيقة لب والشريعة قشر، : القشر حينئذ وما ثم إال هو، كذب واهللا من قال

وانهم ليقولون } ت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إال كذباكبر {]5اآلية : الكهف[



نعوذ باهللا من الخذالن ومن مكر اهللا واستدراجه ونسأله العناية . منكرا من القول وزورا :ثم قال رضي اهللا عنه. والتوفيق والهداية ألقوم الطريق

لقرآن حقائق حسن ذاته من كتاب مكنون غيب كنه لسان العلم اإللهي المطلق التالي( )صفاته

اعلم، نور اهللا بصيرتك وأصلح سريرتك، أن تحت هذه العبارة كنزا مخفيا، وذلك أن ؛فلوال أن اإلنسان الكامل عين معلومات اهللا . اللسان ال يترجم إال عما في باطنه

لهي المطلق، وحيث إنه كذلك فهو المتقدمة والمتأخرة، ما صح أن يكون لسان العلم اإل .التالي لقرآن حقائق حسن ذاته من كتاب مكنون غيب كنه صفاته

هي برزخ البرازخ الجامع بين الغيب ) ص(وتوضيح ذلك أن حقيقة اإلنسان الكامل ؛الذاتي المطلق المعبر عنه بواجب الوجود لذاته، وبين اإلمكان الذي هو عين أحكام

لخلق، وهو عالم الشهادة، واألمر وهو عالم الغيب، وذات اإلنسان األلوهية المنوطة باالكامل من وراء األمر، ومن وراء الخلق، فال تتعلق بها العبارات وال تدرك باإلشارات، مع أن العبارات واإلشارات منها وعنها واليها، فهي المشهودة من كل مشهود والشاهدة

فالذات تشاهد وال تعقل، ولذلك ما نزلت . قولمن كل شاهد، إال أنها وراء إدراك العوال يجوز الخوض في حقيقة الذات البتة، وانما . الكتب وال جاءت الرسل بالعلم بالذات

نزلت الكتب وجاءت الرسل بالعلم بأحكام مرتبة األلوهية، وهي أحكام الذات ال عين .الذات

ت ومندرجة بها اندراج أمواج ال عين الذات، أن األحكام هالكة في الذا: ومعنى قولنا؛البحر في حقيقة البحر، فليس لها وجود غير حقيقة البحر وليست بالجامعة له، ولكن

فهي ال تدركه وهو الذي يدركها مهما تكاثرت، فإنها ال تخرج . البحر هو الجامع لها .عنه، فليس إال الذات عينا وشهودا، وان كانت ال تعلم



فهي المعقولة المعلومة، فالذات ترى وال تعلم إال من حيث وأما أحكام األلوهية ؛فاغتنم هذا التحقيق فإنه كبريت . األحكام، واألحكام تعلم وال ترى إال من حيث الذات

.أحمرذات اإلنسان الكامل : ولما كان اإلنسان الكامل يشهد من ذاته تفصيل أحكامها قيل؛

قل {]110اآلية : الكهف: [بالعلم فقط، قال تعالى والحقيقة المحمدية، فالفرق بيننا وبينهفإن الذات حقيقة . فهو مثلنا بالذات وغيرنا بالعلم فافهم} إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي

.واحدة ال تعدد فيها بوجه من الوجوه البتةر ذلك فنقول؛ ة األلوهية هو الذات الجامعة لمرتب) ص(اإلنسان الكامل : إذا تقر

وشؤونها، وأحكامها وأسمائها وصفاتها الحقية، ومراتب تنزالتها الخلقية، وأحوال تلك والى . التنزالت وأحكامها الصورية الكلية والجزئية، فهو كمال الوجود المتقدم والمتأخر

فكل شأن في الوجود من )] 273[(»أوتيت جوامع الكلم«): ص(ذلك اإلشارة بقوله طلقة وتفصيل آليات قرآنه المطلق، فهو لسان العلم اإللهي المطلق، عين هويته الم

التالي بتفصيل شؤون هويته لقرآن حقائق حسن ذاته، وتلك الحقائق معاني األسماء كل {]88اآلية : القصص: [اإللهية والكونية الممحوة بوجه ذاته الغيبية، كما قال تعالى

.} شيء هالك إال وجهه وهذه التالوة من كتاب مكنون غيب كنه صفاته، وهذا الكتاب هو عين ذاته، فمن ؛

علمه بذاته علم ذاته من حيث الشؤون ال من حيث الكنه، إذ علمه ال يحيط بكنه ذاته، ألن الذات ال تحصر في المعلومات وال تنضبط في تجلياتها المشهودات، كما قال

اآلية : البروج: [، وقال تعالى} دركه األبصار ال ت {]103اآلية : األنعام: [تعالىفذاته من وراء العلم محيطة بالعلم وال يحاط بها، فهو . } *والله من ورائهم محيط {]20

يعلم قرآن ذاته من حيث فرقانها الذي هو حقائق األسماء ومعانيها المتفرقة، وهذه ات نسبية ظهرت من ارتباط بعضها بالبعض، الحقائق عدم في عين الذات واعتبار

7 6 5 4: قال تعالى. فتكاثر الوجود حكما وهو أحد عينا ووجودا، فال حقيقة إال هو



ل واآلخر والظاهر والباطن {] 3اآلية : الحديد[◌ 8 فأين الحقائق وأين الذات } هو األور واألحوال، وأين العلوم والمعلومات واألقوال وأين األحكام وأين الشؤون وأين الصو

واألسماء والصفات والجهات واالعتبارات، فما األمر إال هو، فكل أمر عين الهو وواقع قال . على الهو، وأوله هو وآخره هو، وظاهره هو وباطنه هو، وحقيقته هو وذاته هو

.} *قل هو الله أحد {]1اآلية : اإلخالص: [اهللا تعالى: غير أن هذه الهوية لها وجهان كل منهما مرآة اآلخر في عين واحدة، فالوجه الحقي؛

ربنا ولك الحمد، والقائل واحد له حكمان مختلفان : سمع اهللا لمن حمده، والوجه الخلقيفيشهد حقيته الحكمية في . كل منهما مرآة اآلخر في المرآة الواحدة التي هي عين ذاته

كمية، وخلقيته الحكمية في مرآة حقيته الحكمية، فيكون هو الرائي من مرآة خلقيته الح، فهما مرآتان في )] 274[(»المؤمن مرآة أخيه«): ص(قال . الجانبين في المرآتين

.مرآة ذاته الجامعة للحكمين اللذين كل منهما مرآة اآلخرنه مرآة أخيه، فاإلنسان الكامل مرآة اهللا الذي هو االسم األعظم، بخالف المؤمن فإ؛

فرؤية الكامل اهللا هي عين . ومرآة اهللا يرى اهللا فيها نفسه وهي ذات اإلنسان الكاملفإن لم تكن تراهـ أي بأن كان هو الرائيـ فإنه «): ص(قال . رؤية اهللا نفسه فيه

فيرى نفسه فيك فيكون هو الرائي المرئي من حيث ال . أي ألنك مرآته)] 275[(»يراكبهذه الرؤية التي رأى اهللا بها نفسه، فترى نفسك من حيث هو والرائي أنت، فترى نفسك

هو، ألنك مجمع المرآتين وهي في الحقيقة مرآة واحدة، التي هي الذات الوجودية وأما تلك المرآتان فهي حكمية نسبية، ال وجود لها في العين بل في . األحدية العينية، ودخل هذا الكنز بالفناء المحض عن سائر فمن أقام جدار كنز ذاته. الحكم االعتباري

األحكام االعتبارية، حتى ال يرى غيره وال يسمع إال منه، وال يكون الرائي والسامع سواه، ويشهد الحق بشهوده نفسه، ويسمع منه بالسماع من نفسه، تحقق عينا أن اهللا تعالى

الثاني من اإلحسان، وهو هو الذي شهد ذاته بذاته وسمع ذاته بذاته، وهذا هو المقام أي أنت الرائي والمرئي لك منك فيك هو ألنه بصرك، فالعين » فإنه يراك«): ص(قوله



فانكشف قوله . انظر لذاتك واعتبر ما ثم غيرك. واحدة والرائي والمرئي حكم اعتباريلسان العلم اإللهي المطلق التالي لقرآن حقائق حسن ذاته مع كتاب : رضي اهللا عنه

:وبذلك انكشف قوله رضي اهللا عنه. ون غيب كنه صفاتهمكن )جمع الجمع وفرق الفرق من حيث ال جمع وال فرق(

أي أن الجمع والفرق حكمان اعتباريان معقوالن، وما ثم إال عين واحدة هي المخبر ؛ عنها بالحي القيوم، فال حي سواها وال قيوم سواها، كان اهللا ولم يكن شيء غيره، أي ال

} كل شيء هالك إال وجهه {]88اآلية : القصص[وهذا الحكم مستمر له أزال وأبدا . غيراآلية : البقرة: [فمن رأى األشياء فقد جهل، فإن اهللا تعالى دفع هذا الوهم بقوله.

.فأين األشياء} فأينما تولوا فثم وجه الله {]115: يوسف: [ملين يسترون هذا الوجه بأسماء األشياء، قال يعقوب عليه السالمإال أن الكا؛

اآلية : القصص: [، وقال موسى عليه السالم} ياأسفى على يوسف وابيضت {]84اآلية ال ذلك فهو يشهد اهللا فيما أنزله إليه، ولو } رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير {]24

ياأيها الناس {]15اآلية : فاطر: [قال اهللا تعالى. لكان قول موسى من الشرك الخفي، فلو لم يكن عليه ]تعالى[وموسى أثبت فقره لما أنزله إليه ال إليه } أنتم الفقراء إلى الله

بياء هم كنوز التوحيد، فاألن. السالم يشهده عين ما أنزله إليه ما أثبت فقره لذلك المنزل)] 276[(»إذا سألت فاسأل اهللا، واذا استعنت فاستعن باهللا«: منبها لنا) ص(وقد قال

.يعني اسأله في كل مسؤول واستعنه في كل مستعان شهودا وتحقيقا ولو فرقت ظاهرا فال يضرك الفرق مع الجمع الباطني، بل الفرق في الظاهر هو ؛

اذكر لها جفنة «: لرسوله) ص(قال . في الباطن أدب الحقيقة األدب الشرعي، والجمعما أبالي بالموت بعد أن علمت أنك زوجتي «: ، وقال لعائشة)] 277[(»سعدبن عبادة

وهذا من تنزله في مقامات العبودية التي هي عين الكماالت )] 278[(»في الجنة، ومرضت فلم تعدني، جعت فلم تطعمني«: اإللهية، فإن اهللا أخبر عن نفسه أنه يقول

. يجوع ويظمأ ويمرض) ص(ولذا كان اإلنسان الكامل )] 279[(»وظمئت فلم تسقني



فقد تنزل اهللا تعالى إلى أنه يشكو لعبده الجوع وهو يطعم وال يطعم، فكيف اإلنسان . وان كان بيده مفاتيح خزائن األرض» اذكر لها جفنة سعدبن عبادة«: الكامل ال يقول

الكامل معطي آخذ سائل مسؤول داعي مجيب فقير غني سيد عبد واجب فاإلنسانالجمع المحمدي أجمع من الجمع اإللهي، أي ألن اهللا تعالى : ممكن، حتى قال بعضهم

من حيث إنه الحق هو واجب الوجود ال يطلق عليه اإلمكان، واإلنسان الكامل برزخ .الوجوب واإلمكان

ل مشهده في الحضرة اإللهية، فإن اهللا واسع عليم ويظهر لي أن هذا القائل لم يكم؛جامع الضدين، فوجوبه ال ينافي قبول اإلمكان، واطالقه ال ينافي قبول التقييد، فإن اهللا تعالى واجب الوجود، ووجوب وجوده ظاهر في عين كل ممكن، فإمكان كل ممكن

.إمكانه مع أنه في ذاته منزه عن اإلمكان، } أتنبئون الله بما ال يعلم {]18اآلية : يونس: [إللهية قوله تعالىومن اتساع الحضرة ا؛

مع أنه العالم والمجيب، فالحق أن الجمع } فليستجيبوا لي{]186اآلية : البقرة: [وقولهوكالم هذا القائل باعتبار أن الحضرة الحقية في . المحمدي هو الجمع اإللهي بعينه

فالجمع المحمدي يقبل الحضرتين لكن لسان التحقيق . ير الحضرة الخلقيةالحكم غإن تنصروا {]7اآلية : محمد[، } إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله {]10اآلية : الفتح[

ل األحكام وحيث إن األلوهية قبلت النصرة فليس من المحال أن تقب} الله ينصركم اآلية : الحديد: [وقد قال. اإلمكانية بأسرها، وال سيما واهللا تعالى من أسمائه الجامع

ل واآلخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم {]3 فال فرق بين الجمع } *هو األوفرق من حيث ال جمع الجمع وفرق ال: اإللهي والجمع المحمدي، كما قال سيدي أحمد

فما أحسن قوله من حيث ال جمع وال فرق، فلله دره من محقق كشف . جمع وال فرق .سر التوحيد وهدى إلى صراط العزيز الحميد

ولما كشف رضي اهللا عنه سر الجمعية وشهد اإلطالق في الحقيقة المحمدية، أتبع ؛ :ذلك بقوله



م عليك يا سيدنا وموالنا يا محمد ال لسان لمخلوق يبلغ الثناء عليك صلى اهللا وسل( )عليك

ال لسان لمخلوق يبلغ الثناء عليك، فهو مستفاد من قوله عليه الصالة : أما قوله؛وما أحسن قول ابن الفارض رضي )] . 280[(»ال يعلم حقيقتي غير ربي«: والسالم :اهللا عنه

وعلى تفنن واصفيه بحسنه؛ ؛يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف

يا سيدنا يا موالنا يا محمد عليك، فهو من مقام تجليه له : ه رضي اهللا عنهوأما قول؛ .حسا ويقظة) ص(حسا ومعنى، وال مانع من رؤيته

مهما خطر في بالي رسول : وقد كان سيدي علي الجمل الشاذلي رضي اهللا عنه يقول؛ .أراه هو وأصحابه العشرة حسا ال معنى، يقظة ال مناما ) ص(اهللا :ما أنهى الصالة العاشرة شرع رضي اهللا عنه في الحادية عشر، فقالول؛ ]شرح الصالة الحادية عشر[ )اللهم صل على الكنه الذاتي والقدس الصفاتي(إما جسم كثيف ويدخل تحته : اعلم، اجتباك اهللا إليه ودلك به عليه، أن مراتب الكائنات؛

جسم لطيف كالهواء والماء والجان ] إما[جسم الجماد وجسم النبات وجسم الحيوان وواألنوار المحسوسة، وروح وهو بمجرده ملك، وسر وهو المعنى الذي سجدت له

.المالئكة وبه استحق آدم الخالفةواإلنسان الكامل الذي هو جمع الجميع، فالجامع هو الذات والكنه منها غايتها ؛

يتصف بصفة وال يسمى باسم، وباطنها، وهذا الكنه الذاتي ليس مصدرا لشيء وال اللهم : ولذلك لم ينسب سيدي أحمد قدس اهللا سره الكنه الذاتي إال إلى نفسه كما قال

فالذاتي نسبة للذات، والذات في الحقيقة عين الكنه، ألن الكنه . صل على الكنه الذاتي



سواه، إذ ليس فالكنه الذاتي منسوب لنفسه ال ل. معناه الغاية والذات غاية كل شيءوراءه مرمى إلحاطته بجميع النسب واإلضافات، فنسبته ال تكون إال لذاته، إذ ال يفتقر

يا محمد انسب لنا ربك، نزل قوله : ولذلك لما قالت اليهود. لغيره حتى ينسب إليه فأبان أن نسب ربه. السورة بتمامها} *قل هو الله أحد {]1اآلية : اإلخالص: [تعالى

فالنسبة للذات عين الذات، فما نسب رضي اهللا . أحديته التي ال تقبل الولد والوالد والكفؤإال للذات، وليس كفؤ الذات سواها، إذ ما ثم في حضرتها ) ص(عنه اإلنسان الكامل .ثاني، فافهم واهللا أعلم

الحقةبس الصورية قد قررت أن الذات باعتبار اإلطالق والتجرد عن المال: لعلك تقول؛

والمظاهر األسمائية، ال توصف بوصف، وال تسمى باسم، وال تقبل التقييد بمعنى من المعاني، أو شأن من الشؤون، بل هي مطلقة عن جميع االعتبارات، مع أن سورة

هو، اهللا، أحد، الصمد، فقد سميت : اإلخالص اشتملت على عدة من األسماء، وهي .الذات بهذه األسماء

هذه األسماء سميت بها الذات باعتبار االستعداد المحمدي بقرينة قول : فأقول؛انسب لنا ربك، فأضافوا الربوبية المطلقة إلى المربوب األعظم وهو : السائلين، فنزلت هذه األسماء للربوبية الظاهرة بالمظهر المحمدي، فرجعت للمظهر )ص(محمد

ب ما قبلت الذات هذه األسماء، أال فلوال مالحظة المربو . الذي هو االستعداد المحمديترى أنها ما ظهرت هذه األسماء، وال عرفناها إال من مظهر الذات ال من الذات، فالذات من حيث هي ذات ال ارتباط لها بمظهر، وال يتعلق بها علم وال معرفة وال حكم

ال، فال يقال وال شهود وال تجلي وال اسم وال صفة وال مرتبة وال ارتباط لها بمربوب أصانسب لنا ربك، إذ ال نسبة بينها وبين شيء من األشياء الندراج كل شيء : في حقها

بها واضمحالله، فتهلك بها جميع الحقائق والصور والمعاني واألسماء والصفات، كما



ومن هنا قول . أي ذاته} كل شيء هالك إال وجهه {]88اآلية : القصص: [قال تعالى :لطان العاشقينس

سقتني حميا الحب راحة مقلتي وكاسي محيا من عن الحسن جلت

. أي أن كاسي وجه من ال تقبل التقيد باسم الحسن، ألنها مطلقة عن جميع االعتبارات؛وكاسي، إشارة أنه كساه اإلطالق، إذ : وانما أخبر عن هذا المحيا الذي هو الوجه بقوله

.محقق حقيقة ما حققهالعارف صفة معروفة وال المعة

كيف وصف المظهر المحمدي بأنه الكنه الذاتي، وفيما تقدم وصفه بأنه : لعلك تقول؛غيب هو، وبأنه ساذج الذات اإلحاطية الوجود، والذات مطلقة عن التقييد باألسماء،

.والمظهر مقيد بالحكم االسمي، فكيف األمريقول بامتياز الذات عن األسماء، وهذا جهل أنه ال يستشكل هذا إال من : فالجواب؛

أو يقول بإثبات أمر زائد على الذات من مظهر تظهر به الذات، فهذا . وتعطيلوالذات غنية عن العالمين، والحق الذي تقتضيه . يستدعي افتقار الذات لما تظهر به

اسم ربك سبح {]1اآلية : األعلى: [قال تعالى. أحدية الذات أن االسم عين المسمىفأمرنا تعالى بتسبيح االسم، فلو كان اسمه غيره ألشرك من سبح االسم } *األعلى

فالقول بأن األسماء مغايرة للذات محض المغايرة كفر صراح حاكم . وفاته التوحيدوالقول بأن المظهر غير الذات الظاهرة، حاكم بنفي الغنى عن الذات، . بالثنوية

المعرفة باهللا معراة من : »النصائح«د قال الشيخ األكبر في كتاب وق. ومناقض للتوحيد .األسماء اإللهية ال يعول عليها، فإنها ليست بمعرفة

مقيد بمعنى من . وأما كون المظهر مقيدا فهو مقيد من جهة كونه مظهرا السم خاص؛ظهرا للذات فهو وأما باعتبار كونه م. المعاني كالمغيث والرزاق والمحيي وأمثال ذلك

المظهر اإللهي إذا تقيد في : »النصائح«ولذا قال الشيخ األكبر أيضا في كتاب . مطلق



نفسه ال يعول عليه، فإن المظهر اإللهي ال يتقيد إال في نظر الناظر ال في نفسه، .انتهى كالمه رضي اهللا عنه. وادراك الفرق بينهما عسير جدا

لتقييد أتى من نسبة المظهر السم خاص مقيد بمعنى واذا تقرر ذلك علمت أن ا؛فال يتجلى الحق له في ذلك . خاص، وتلك النسبة من استعداد المشاهد لذلك المظهر

. المظهر إال بما يقبله وقت التجلي، فيحكم على المظهر ويقيده بمعنى من المعانيه مقيد في زعم من قيده ال في وفي الحقيقة التقييد صفة المقيد ال صفة المقيد، ألن

أال ترى أنك إذا نظرت لذاتك من حيث سمعك فقط فقد قيدت ذاتك بالسمع، أو . نفسهوان نظرت ذاتك من حيث مجموع . من حيث بصرك فقد قيدت ذاتك بالبصر وهكذا

أسمائك وصفاتك على الكمال، فقد نظرت ذاتك من حيث ذاتك، وشاهدت ذاتك عين . ل عين ذاتك، وذاتك ال تنفك عن األسماء من سمعها وبصرها وغير ذلكالكل، والك

.واألسماء ال تنفك عنها، فأسماؤك عين ذاتكوحيث إن المظهر المحمدي أوتي جوامع الكلم ساغ لصاحب المشهد الكامل سيدي ؛

ين وبما قررناه علم الفرق ما ب. اللهم صل على الكنه الذاتي: أحمد قدس سره أن يقولالتجلي الذاتي والتجلي الصفاتي، فمن حكم عليه اسم من األسماء فهو مقيد تحت حكم

ومن كان مقامه األسماء كلها . فالن صفاتي: فيقال. ذلك االسم، فال يتعدى تلك المرتبة :قال السيد الجيالني قدس اهللا سره. وذلك مقام القطب الجامع. ذاتي: قيل في حقه

ل منهل مستعذبما في المناه؛ ؛إال ولي فيه األلذ األطيب

ال : كيف أصبحت، فقال: وقيل لبعضهم، وأظنه أبا يزيد البسطامي رضي اهللا عنه؛وقال . صباح لي وال مساء إنما الصبح والمساء لمن تقيد بالصفة وأنا ال صفة لي

:الشيخ األكبر قدس اهللا سره فلكل عصر واحد يسمو به؛

؛صر ذاك الواحدوأنا لباقي الع



وتجلى لي يا إلهي : وقال الغوث الكامل سيدي أحمد صاحب الصلوات رضي اهللا عنه؛بسر القيومية اإللهية التي قامت بها شيئيات األشياء كلها سر قيوميتك اإللهية المودعة

. اآلية الكريمة بتمامها }الله ال إله إال هو الحي القيوم {]255اآلية : البقرة: [في قولكالتي قامت بها شيئيات األشياء كلها، تتيقن أنه متأهل : فانظر إلى قوله قدس سره

.للغوثية العظمىوصلواته رضي اهللا عنه تشهد له بالتحقيق الكامل األكمل، إذ ال يعرف هذه الكماالت ؛

د منه، فلوال أن إال من كان على بينة من ربه وتاله شاه) ص(في السيد األعظم الكماالت المحمدية تجلت في مرآته ما عرفها وال أدركها، فصح أنه المجلي الكامل

ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل {]4اآلية : الجمعة[للسر المحمدي .} *العظيم

لمراد به مرتبة األلوهية الجامعة لجميع فا) والقدس الصفاتي: (وأما قوله رضي اهللا عنه؛األسماء اإللهية والصفات الحقية المرتبطة بسائر الدواعي الخلقية، والبواعث الكونية، والمطالب االستعدادية، فهذه المرتبة مستقر شمس الذات، إذ تدور عليها سائر األسماء

.والصفاتأن العرش المعلوم مستوى عرش اهللا ومستواه كما ) ص(يعني أن اإلنسان الكامل ؛

االسم الرحمن، وانما كان عرش اهللا ومستواه، ألن الذات ال مستوى لها إال صفاتها، وال معنى للذات إال الحقيقة . وكمال صفات اهللا ال يظهر إال من حيث اإلنسان الكامل

ال القائمة من جوامع األسماء والصفات، فذات بال صفات ال تقوم، وصفات بدون ذات فباإلنسان الكامل ظهرت صورة األلوهية، المعبر عنها بالخالفة واألمانة، التي . تظهر

لم تطق حملها السماوات واألرض ومن فيهن من المالئكة، وحملها اإلنسان، أي .الكامل

، )] 281[(»إن اهللا خلق آدم على صورته«: ومن عرف هذا السر فهم الخبر الوارد؛هية، ولذا أسجد له المالئكة لعلمه بأسماء األلوهية على أي ظهر في آدم بصورة ألو



والمالئكة ال علم لهم إال بأسماء التسبيح . التفصيل تنزيها وتسبيحا واطالقا وتقييدا وظنوا أن } ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك {]30اآلية : البقرة: [والتقديس، كما قالواآل : [وأين هم من قوله تعالى. ء ليس منوطا باألسماء اإللهيةالفساد وسفك الدما

اآلية : األنفال: [، وقوله تعالى} إنما نملي لهم ليزدادوا إثما{]178اآلية : عمرانمملي، فاإلنسان الكامل يسبح اهللا تعالى باسمه ال. } فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم {]17

، وباسمه القاتل وباسمه } فذرهم يخوضوا ويلعبوا{]83اآلية : الزخرف: [قال تعالىوالرامي في ظاهر األمر } ولكن الله رمى{]17اآلية : األنفال: [الرامي، قال تعالى

افات: [، وقال تعالى)ص(محمد بضم التاء }*بل عجبت ويسخرون {]12اآلية : الصفي قراءة حمزة والكسائي وخلف، والعجب من صفات اإلنسان ال من صفات المأل األعلى، كالضحك والفرح والتبشبش والمصافحة والهرولة والكيد والمكر واالستهزاء والملل والشك والنسيان واليد والوجه واإلصبع والقدم واليدين والذراع والكف، فجميع ذلك

ا اإلنسان الكامل القائم بها من حقيقة القدس اإللهي الصفاتي، كماالت إلهية مظهرهوبذلك كملت صورة األلوهية للذات، العلية . وهو العرش المستوي عليه الكنه الذاتي

.فافهم ذلك واهللا أعلم السر القدسي والمشهد األنسي

عظم، قد قررنا أن المراد بالقدس الصفاتي مرتبة األلوهية التي هي مدلول االسم األ؛وهو اهللا المندرج به جميع األسماء اإللهية المرتبطة منها كل اسم بمألوهه، وال يخفى أن األلوهية مرتبة معقولة ال تقوم بنفسها بدون مظهر جامع كالسلطنة للسلطان، فإنها مرتبة معقولة، ليس لها وجود خارجي محسوس، بل الوجود لذات السلطان القائمة به

فالمظهر الجامع في كل حين هو الخليفة، ولذا . أسمائها ومتعلقاتها تلك المرتبة بجميع، ألن ذات اهللا تعالى من حيث )] 282[(»إنما أنا قاسم واهللا معطي«): ص(قال

اإلطالق ال يحكم عليها بحكم، وال توصف بوصف، وال تسمى باسم، بل هي المعنى مختلفة المعاني الظاهرة بالصور، الغيبي الفياض لسائر الحقائق، والمراتب األسمائية ال



فالمرتبة إنما هي . فالصورة الجامعة للجميع هي صورة اهللا، التي هي المظهر الجامعلذلك المظهر كما أن مرتبة السلطنة لمظهر السلطان، وكما أنه ال بد لمعنى السلطنة

.من مظهر تقوم به كذلك ال بد لمعنى األلوهية من مظهر تقوم بهظهرت ذات اهللا بتلك المرتبة أوال وآخرا وظاهرا وباطنا، وذلك معنى قوله )ص(فبالقاسم؛

فبالمظهر الذي هو القدس . اللهم صل على سلطان حضرات الذات: فيما سبقالمنظر الصفاتي كما سبق في كالمه رضي اهللا عنه، مظهر : الصفاتي، وان شئت قلت

ألوه، والرب والمربوب، والحق والخلق، إلى الكنه الذاتي بحكم االنقسام إلى اإلله والمسائر المراتب الحقية والخلقية مما ال يتناهى، وذلك عين ذات المظهر الجامع للحقائق كلها بال انقسام وال تعدد، ولكن القسمة أمر حكمي معقول ال ذاتي عيني، ألن الذات

عطي عين فالم. عين المعقول والمحسوس، فهي تجمع الضدين بل هي عين الضدينإذ السلطنة عين السلطان في } نحن قسمنا{]32اآلية : الزخرف: [القاسم، قال تعالى

الحقيقة، إذ ال زائد على ذات السلطان، واألمر في حضرة األلوهية أظهر، ألن هدية اهللا ظهورها عين بطونها، وأوليتها عين آخريتها من كل وجه، فالذات عين مظهرها فال

ذات وصفات، أو إلى مظهر وظاهر، تعالى اهللا عن ذلك علوا كبيرا، فهو تنقسم إلى األحد لذاته بال كثرة مع الذات، بل الذات عين كل كثرة ومرتبة وحكم ومعقول

اللهم صل على الكنه الذاتي والقدس : ومحسوس وغيب وشهادة، وذلك معنى قولها تفرق من األسماء عين فالقدس الصفاتي فرقان قرآنه الذات، فكل م. الصفاتيل الفرقان على عبده ليكون {]1اآلية : الفرقان: [، قال تعالى)ص(محمد تبارك الذي نز

: ومن إنذارات الكنه المحمدي الذاتي ما أخبر اهللا به من قوله. } *للعالمين نذيرا ألن آدم في كماله اإلنساني ظاهر } مالئكة اسجدوا آلدم واذ قلنا لل {]34اآلية : البقرة[

، فهو صورة مرتبة األلوهية الدال عليها االسم اهللا الجامع لجميع )ص(باطن محمدفأخذ علم األسماء من باطنه الغيبي، . األسماء الحسنى المنطبعة في حقيقته الكمالية

ألنه شاهدها من حقيقة } م آدم األسماء كلهاوعل {]31اآلية : البقرة: [كما قال تعالى



فلما عرف نفسه عرف حقائق تلك األسماء، فهو عين . نفسه، فكان هو عين جميعهاأي مسميات } ثم عرضهم {]31اآلية : البقرة: [ولذا قال تعالى. مسميات تلك األسماءهؤالء، إشارة : فقوله} بئوني بأسماء هؤالء أن {]31اآلية : البقرة: [تلك األسماء، فقالفلما شاهدوا آدم شاهدوا مسميات األسماء فيه، فإنه مجموعها، . لمعاني تلك األسماء

)] 283[(»إن اهللا خلق آدم على صورته«): ص(ألنه صورة األلوهية التي قال فيها لصورة عن اآلخر، فإن والصورة عين الحقيقة إذ ال يعلم انفكاك كل من الحقيقة وا

الحقائق ال تعلم إال من صورها كالحقيقة اإلنسانية، لوال صورة اإلنسان ال تعلم وكذا إنما أنا «: فاإلنسان مجموع الصورة، والحقيقة. الصورة لوال الحقيقة لم يكن لها وجود

ة فالمعطي هو الحقيقة، والقاسم هو المظهر، والحقيق)] . 284[(»قاسم واهللا المعطي .عين مظهرها فافهم

إيضاح وتبيين لإلمام المبينطنا في الكتاب من شيء {]38اآلية : األنعام: [قال اهللا تعالى؛ : يس: [، وقال} ما فر

، فاإلمام المبين من خلقه اهللا على } وكل شيء أحصيناه في إمام مبين {]12اآلية سواه مأموم، ألنه مجموع أسرار حقائق األسماء اإللهية الظاهرة صورته، فهو اإلمام وما

: الشورى: [بصور العالم، والبرنامج الجامع والطابع الواسع، والمثل المنزه بقوله تعالىأي ليس مثل مثله شيء، يعني أن مثل اهللا ليس مثله } ليس كمثله شيء {]11اآلية

واذا ضربت الواحد في الواحد لم يخرج لك إال واحد، .شيء، فاهللا واحد والمثل واحدفالمثل عين مثله والواحد عين نفسه، ولذلك عجز المالئكة عن علم الحقائق المودعة

عع ؟ ژ ء آ أ = ؛ چ : 9! ! ژ ـف 8 7 6 5 4 3{ : في فطرته لما قال لهم الحقعلم لنا إال ما علمتنا إنك أنت سبحانك ال {]32ـ 31اآليتان : البقرة[} ! ! ؤ ژ پف

ياآدم أنبئهم {]33اآلية : البقرة: [فسبحوه في المجلى اآلدمي قال. } العليم الحكيم أي بأسماء تلك المسميات المعروضة عليهم في المرآة اآلدمية التي هي } بأسمائهم

، ألنه عاين ] 33اآلية : البقرة[} ة ت ث { . مالئكة وغيرهمصورة األلوهية الجامعة لل



تلك المسميات في نفسه من حيث إنه مجموعها، كان هو اإلمام المبين الذي أبان لهم فرأوا أنهم مندرجون فيه اندراج االسم . كل شيء في مرآته الجامعة حتى حقائق نفوسهم

ي االسم الجامع وهو اهللا، فأمرهم اهللا الرزاق والقابض والضار والنافع والمضل والهادي فبالسجود آلدم الذي هو صورته، فسجدوا عن تحقيق ومعاينة لهذا اإلمام، واإلمام ساجد للذات ألنه عرشها والمالئكة عرشه، فهم صفاته وهو مجموع أسماء الذات، ألنه مظهر

.االسم الجامع وهو اهللاأول من وضع : يز الدباغ رضي اهللا عنهولهذا السر قال الغوث الكبير سيدي عبد العز ؛

اسم الجاللة أبونا آدم على نبينا وعليه الصالة والسالم، وذلك أن اهللا سبحانه لما نفخ فقام على رجل واتكأ على ركبة الرجل األخرى، )] 285[(فيه الروح نهض مستوفزا

يؤدي فحصلت له في تلك الحالة مع ربه مشاهدة عظيمة فأنطق اهللا لسانه بلفظ األسرار التي شاهدها من الذات العلية، فقال اهللا وقد خرج في علمه سبحانه أنه يتسمى

.بهذه األسماء الحسنى، فلذا أجراها على ألسنة أنبيائه وأصفيائهللمعاني التي حصلت له من ) ص(ولو وضع سيد الوجود : قال رضي اهللا عنه؛

ولكنه سبحانه لطيف بعباده واهللا مشاهدته التي ال تطاق أسماء لذاب كل من سمعها، .انتهى كالمه. أعلمواياك أن تظن أن هذا : رحمه اهللا، قلت» اإلبريز«قال الراوي عنه، وهو صاحب ؛

الكالم فيه مخالفة للعقيدة، وهي أن األسماء الحسنى قديمة، فإن المراد بقدمها قدم حادث ال سيما إذا معانيها ال ألفاظها المحدثة، ألن كل لفظ عرض وكل عرض فهو

انتهى كالم صاحب . كان سياال مثل األلفاظ واألصوات وذلك واضح، واهللا أعلم .»اإلبريز«الذي نعتقده وندين هللا به، أن اسم اهللا تعالى قديم بحروفه ومعناه، وهذا الرجل : وأقول؛

ضي فإنه فهم من كالم األستاذ سيدي عبد العزيز الدباغ ر . حامل فقه ولكنه غير فقيهوالمقصود قطعا . اهللا عنه أن مراده بالوضع إحداث لفظة االسم األعظم وايجادها



إظهارها ال إيجادها، وفرق ما بين اإلظهار واإليجاد، ألن اسم اهللا تعالى كان باطنا قبل آدم بالحروف والمعنى، ولم يكن معدوما من حيث الحروف حتى يوجده آدم، إذ كم هللا

م، فال يخلو الوجود اإللهي أزال وأبدا عن خليفة يقوم بهذا االسم تعالى من آدم قبل آداألعظم، فلم يحدث هللا شيء لم يكن له بل في حقيقة األمر أن اهللا هو القائل في

وم: [قال تعالى. الصورة اآلدمية، واهللا تعالى هو المبدي المعيد وهو {]27اآلية : الرفهو يبدأ آدم ثم يعيد آدم عند استدارة الزمان وانقضاء يوم } عيده الذي يبدأ الخلق ثم ي

إن اهللا خلق مائة ألف «): ص(قال . االسم المتوجه على إيجاد آدم وذريتهلقول األستاذ، فأنطق اهللا لسانه لم يفسر » اإلبريز«، ولو نظر صاحب )] 286[(»آدم

حقائق األسماء، كلها سواء خلق فآدم كل زمن خليفة اهللا الجامع ل. الوضع باإلحداث. من طين أو ماء مهين، وال يكون إال واحدا ألن مظهر اهللا الجامع ال يقبل الشركة

.فافهم واياك أن تتوهم أن أذواق القوم تطابق القواعد الكالمية هيهات هيهات سارت مشرقة وسرت مغربا ؛

؛شتان بين مشرق ومغرب اهللا، هو قول اهللا تعالى باللسان اآلدمي كما قال :فالحق أن قول آدم عليه السالم؛فاإليمان )] . 287[(»سمع اهللا لمن حمده: إن اهللا قال على لسان عبده«): ص(

» سمع اهللا لمن حمده«يقضي أن هذه األلفاظ المشتملة على هذه الحروف التي هي على إدراك ومن لم يرجح إيمانه . هي قول اهللا تعالى، والعقل يشهد أنها قول العبد

ج { : أال ترى أن اهللا تعالى قال في كالمه القديم. العقول فما آمن إال بما يدركه عقله: التوبة: [والقول ال يكون إال باللفظ، وقال تعالى] 6اآلية : المزمل[} ! ! {ح خ ژ

ث عنه إال من وال يسمعه المستجير المحد } فأجره حتى يسمع كالم الله {]6اآلية وقد سماه اهللا كالمه وان ظهر بالحرف والصوت، . بالصوت والحروف) ص(محمد

فالحذر من هذه القولة المتقدمة، وهي أن اللفظ عرض، وكل عرض حادث، فيلزم من



ذلك أن القرآن حادث ومخلـوق، وهـذا مذهب المعتزلـة بعينـه واإليمان يخالفه، وقد قال فجعل } *إنه لقول رسول كريم {]40اآلية : الحاقة: [آن العظيماهللا تعالى في حق القر

كالمه القديم عين قول الرسول الكريم المشتمل على األلفاظ واألصوات التي يقال عنها على أن األلفاظ التي هي أعراض تظهر بصور . عرض، وهذا من وراء إدراك العقول

له رائحة نتنة يتباعد عنها الملك ثالثين أن الكذب «): ص(الجواهر كما أخبر إن غراس الجنة قول اإلنسان سبحان اهللا والحمد هللا وال «، وكما أخبر )] 288[(»ميال

)].289[(»إله إال اهللا واهللا أكبروكانتا صائمتين، فأمرهما رسول ) ص(وقد ورد أن امرأتين اغتابتا في زمن رسول اهللا؛إن هاتين صامتا عما أحل «): ص(لحما غبيطا ودما، فقال أن تستقيآ، فقاءتا ) ص(اهللا

فقد ظهرت ألفاظهما بالغيبة )] . 290[(»اهللا لهما وأفطرتا على ما حرم اهللا عليهمافاألمر اإليماني من . بالجوهر المفطر الذي هو اللحم الغبيط والدم، مع أنها عرض

اشف به أهل اهللا تعالى عين ما ورد في وراء األدلة العقلية والقياسات المنطقية، وما يك .فالعلم اليقيني اإليماني هو عند أهل الكشف عياني، واهللا أعلم. الكتاب والسنة

استطراد: ومن جملة األسماء اإللهية. } وعلم آدم األسماء كلها{]31اآلية : البقرة: [قال تعالى؛والجنة ليست )] 291[(»فلم تعدني جعت فلم تطعمني، ظمئت فلم تسقني، مرضت«

: طه[} فتشقى} {! ! ـ)ص(؛ چ ژ : 9 8{ : محال للجوع والظمأ والمرض، قال تعالى} ياآدم إن هذا عدو لك ولزوجك فال يخرجنكما من الجنة فتشقى{].118،119اآليتان

ى بكسب المعاش والجوع والظمأ والمرض، ولكن االسم فالرحيم لرحمته نهاه حتى ال يشقياآدم هل أدلك على شجرة {]120اآلية : طه: [الحكيم، اقتضى وسوسة العدو بقوله

فإن الجنة لمجرد . المقتضية للتقابل األسمائي من تنزيه وتشبيه واطالق وتقييد} الخلد . وكمال األلوهية في اإلطالق والتقييدالشهوات، فهي إطالق محض ال تحجير فيها،



فشجرة الخلد األلوهية التي هي الصورة، وال يظهر كمالها في آدم إال بذوق ثمر شجرة .أسمائها المقابلة

وهو التحقق بأسماء األلوهية إطالقا وتقييدا، } وملك ال يبلى{]120اآلية : طه: [ثم قال؛: ومن حكمة اهللا أنه نسي ما عهد إليه ربه كما قال. يبلىتنزيها وتشبيها، فهذا الملك ال

وأول قبوله للكماالت العبودية . } ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي {]115اآلية : طه[والنسيان صفة إلهية، والناسي غير مؤاخذ، . نسيانه، فلذا لم يكن له عزم على المعصية

اآلية : فصلت: [وضع التحجير والتكليف، فإن اهللا قالوال سيما والجنة ليست مولكن اهللا سمى األكل معصية ليبقى اسم المعصية . } ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم {]31

في بيته، وألنه من جملة األسماء التي تجلى بها آدم وكان مجالها االسم الغفور وال : الحديد: [واهللا تعالى يقول. مسابقا للمغفرة ال للمعصية غفران إال مع الذنب، فكان آدم

فما سابق إال للكمال اإللهي حتى قال الشاذلي } سابقوا إلى مغفرة من ربكم {]21اآلية فآدم عليه السالم معصوم من . أكرم بها من معصية أورثت الخالفة: رضي اهللا عنه

د اهللا إليه من قبل، ولم يكن معصوما من اسم معنى المعصية، ألنه نسي ما عه .المعصية أن يطلق عليه، ولو كان معصوما من االسم لما قبل علم األسماء كلها

تنبيهالجنة التي هبط منها آدم وحواء وابليس إلى األرض، هي جنة حقائق األسماء التي ؛

ن المناظر اإللهية علمها آدم عليه السالم، فهي جنة برزخية مثالية، ألنها عبارة عوالمشاهد القدسية، التي تظهر بها تلك األسماء المطبوعة في فطرة آدم عليه السالم،

أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما «: وكل ما تشتمل عليه تلك الجنة من حقيقةإن كل من في السماوات {]93اآلية : مريم: [قال تعالى. والكل عباد)] 292[(»شاءفهذه الجنة مشاهد مثالية لحضرات األسماء . } *ألرض إال آتي الرحمان عبدا وا

اإللهية، فهي تقبل الدنيا واآلخرة والسماوات واألرض والجنان والنيران، ألنها أرض اهللا ، فهي } ون إن أرضي واسعة فإياي فاعبد {]56اآلية : العنكبوت: [الواسعة التي قال فيها



وثمرات هذه الجنة فيها من كل . لعباد الذات القابلين لظهور أحكام األسماء والصفاتمعنى إلهي، فشجرتها تسقى بماء التنزيه، وتنبت في أرض التشبيه، وما من صورة في الوجود إال والحقائق تقضي أن يكون لها مجلى إلهي في تلك الجنة، فال بد أن يكون

: ص: [يسية مجلى في تلك الجنة، وصورة لالسم المغوي الذي قال فيهللحقيقة اإلبلتك أل◌غوينهم أجمعين {]82اآلية وهذا االسم هو الذي أمده ألنه منسوب إلى اهللا } فبعزإال فما أبى واستكبر} إن كان الله يريد أن يغويكم {]34اآلية : هود: [قال تعالى. تعالى

فبما تجلى فيه من صورة الحق بتجلي التعالي . بالعزة التي لها التعالي واالستكبار .واالستكبار قابل الصورة اإللهية التي بها أمره اهللا بالسجود آلدم

وقد أمره اهللا تعالى بصورة اسمه اللطيف وتجلى فيه باسمه العزيز حكمة إلهية فأبى ؛ولو أمر اهللا إبليس من حضرة اسمه القاهر لسجد، . لهيواستكبر وظهر فيه الكبرياء اإل

فكان } ولله يسجد من في السماوات واألرض طوعا وكرها{]15اآلية : الرعد: [فإنه قالاالسم اللطيف يأمره بالسجود واالسم العزيز يأبى، وتلك العزة هي التي حجبته عن عزة

فظهر بالحسد والعداوة آلدم، وزين } أنا خير منه {]12اآلية : رافاألع: [آدم حتى قالله األكل من صورة الشجرة الجامعة، التي هي شجرة المرتبة اإلنسانية القائمة بالخالفة اإللهية، وهذه الشجرة قابلة لجميع الثمرات، ألنها شجرة الخلد والملك الذي ال يبلى، فإن

وعليه اعتمد سيدي . إنها التين: إنها الحنطة، وقيل: مه اهللا، فقيلالحق تجلى فيها باس .عبد العزيز الدباغ

ويظهر لي أنها شجرة تقبل الظهور بجميع أنواع الشجر، والحمل الدائم لكافة الثمر، ؛وكل ثمرة منها تقبل سائر الطعوم، وتظهر بسائر الثمار، مع أنها للمشاهد ال تخلو عن

وفي حقيقة األمر هي صورة معاني . سب استعداد المشاهد لهاثمرة، وهي تظهر بحفطرة آدم عليه السالم، فما زين إبليس آلدم األكل منها إال وهو يعلم أنه يقبلها بالفطرة

هل أدلك {]120اآلية : طه: [التي أنشأه اهللا منها، فكان عدوا في صورة ناصح بقولهلعلمه أن آدم قبل األكل هو برزخ قابل للملكية } ك ال يبلىعلى شجرة الخلد ومل



والبشرية، فإذا أكلها استحال بشرا يحجبه التشبيه عن حضرة التنزيه األقدس، الذي هو فيه، وقد نسي آدم عداوة إبليس واباءته عن السجود له، إذ لم يكن حقد في تلك

لما أكل آدم، نزل من جنة البرزخ ف. الحضرة، فظن به الخير وأنه ال يحلف كاذبا الغيبي، إلى عالم الحس الشهادي إنسانا بشرا يقبل حقائق األسماء الظاهرة من جهة شهادته ونشأته والمعاني الباطنة من جهة الروح المنفوخ فيه، فاجتمعت فيه الحقائق

ة األولى، األربع التي هي معاني األول واآلخر والظاهر والباطن، فاندرج فيه حكم الجنوكانت له شجرة الخلد األعظم بتحققه بحقائق األسماء كلها، وذلك ملك خالفته الذي ال

فصدق إبليس في نصحه في باطن األمر وان لم يقصد الصدق لعداوته آلدم . يبلى .وحسده له، فحصل آدم على شجرة الخلد والملك الذي ال يبلى

رجع ظنه في حقيقة األمر هو اهللا، وكان ولما ظن آدم الخير كان اهللا عند ظنه، ألن م؛لو كنت بدل آدم : إبليس حبيبا له من حيث ال يشعر إبليس بذلك، حتى قال بعضهم

ولما كانت الصورة اآلدمية البشرية بعد نزولها من جنة األرواح . ألكلت الشجرة كلهاعة التي منها إلى أرض األشباح تستلزم الصورة اإلبليسية لتظهر حقائق أسماء اهللا الجام

، جمعهم اهللا تعالى في )] 293[(»لو لم تذنبوا لذهب اهللا بكم وجاء بقوم يذنبون«: سروهذه الجنة التي كان فيها آدم . } اهبطوا منها جميعا{]38اآلية : البقرة: [الهبوط فقال

، وهي هي الجنة التي تنتقل لها أرواح المؤمنين بعد الموت، وللشهداء بها حكم خاصالقبر «: قال) ص(فإن السيد األعظم . ال تنافي المشهد الناري من جهة المكان الحسي

فإذا حل القبر )] . 294[(»روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار] إما[الواحد شخصان سعيد وشقي، كان القبر روضة برزخية للسعيد من رياض الجنة،

مع أن القبر في نفسه واحد ال يختلف من جهة وحفرة من حفر النار البرزخية للشقي فالسعيد يشهده روضة، والشقي يشهده حفرة، مع أنه . الحس سواء حله سعيد أو شقي

.في الحس بقعة أرض



واعلم أن الناس في البرزخ على قسمين، منهم من يقيده برزخه إلى أن ينفخ الروح ؛لم يتقيد في البرزخ كاألولياء اإلسرافيلي في صورته نفخة الفناء والبقاء، ومنهم من

األقوياء، فإنهم ال يتقيدون بحضرة خاصة اسمية، بل حضرتهم ذاتية، فهم مع أهل البرزخ في برزخهم، ومع أهل الجنان بجنانهم، ومع أهل الدنيا بدنياهم، ومع أهل البعث

من قال بل مع كل شيء بما هو عليه باإلمداد الذاتي، إذ لهم الجمعية بوراثة . ببعثهماللهم صل على الكنه الذاتي والقدس الصفاتي، ألنه : في حقه سيدي أحمد قدس سره

فكل ما تفرق في غيره موجود فيه، ولكن بأعلى الكمال، كما قال . الجامع للجوامع كلهاوفيه ارتقت الحقائق، يعني أن حقائق : سيدي عبد السالمبن مشيش قدس اهللا سره

ية ارتقت في المظهر المحمدي إلى مرتبة ال يمكن تجاوزها، فليس في األسماء اإلله، فهو رفيع الدرجات، وجامع النبوات، ومستقر )ص(اإلمكان أبدع مما ظهر في محمد

: ولذا قال. األسماء والصفات، ألنه األول في الكمال اإللهي بطونا، والختام فيه ظهورا ضرب الحق بيده بين كتفي فوجدت برد «: وقال)] . 295[(»نحن اآلخرون األولون«

أنامله بين ثديي، فعلمت علم األولين واآلخرين ألنه حقيقة األولين )].296[(»واآلخرين

:فلذا قال في حقه سيدي أحمد رضي اهللا عنه؛ )نور األسماء، ورداء الكبرياء، إزار العظمة اإللهية عين اإلحاطة الذاتية(هو النور اإللهي الذي تظهر ) ص(سماء، فمعناه أنه نور األ: أما قوله رضي اهللا عنه؛

فالمظاهر مرائي . به جميع األسماء، وذلك أن األسماء معاني ال تتجلى إال بالمظاهرظهورها، وال يخفى أن كمال المنظور واستقامته واعتداله تابع لصفاء المرآة واعتدالها

فى وال أكمل وال أعدل وال أحسن واستقامتها وخلوها عن الموانع الحاجبة للنظر وال أصمن المرآة المحمدية فيها تظهر األسماء في أعلى كمالها وأقوم اعتدالها، وذلك مرجع

.} *وانك لعلى خلق عظيم {]4اآلية : القلم: [قوله تعالى



فحقائق األسماء ترتقي في مرآته إلى أعلى طبقات الكمال، كما قال سيدي عبد ؛وفيه ارتقت الحقائق، يعني ارتقت أعلى درج كمالها حتى استوت : مشيش السالمبن

وحيث كان كذلك فرؤية اهللا تعالى في . على عرش الكمال من كل وجه وبكل اعتبارالمرآة المحمدية أعظم رؤية هللا تعالى تكون، ومن هنا يظهر قول أبي تراب النخشبي

فاستعظم تلميذ أبي . رى اهللا ألف مرةألن ترى أبا يزيد مرة خير لك من أن ت: لتلميذهتراب ذلك، وكان ممن يرى الحق تعالى، فتشوف التلميذ في نفسه إلى رؤية أبي يزيد

فلما نظر له أبو يزيد نظرة الجذب الخاصة . رضي اهللا عنه إلى أن اجتمع بأبي يزيدبي شاهد تجلي الحق في مرآة أبي يزيد، فصعق ومات من حينه، ولم يطق مشهد أ

إن مريدك هذا كان يرى اهللا على قدره، فلما رآنا : فقال أبو يزيد ألستاذه أبي تراب. يزيد .رآه على قدرنا، فلم يطق ومات

الجامعة لمرائي سائر األنبياء ) ص(وهذا حال مرآة أبي يزيد، فما بالك في مرآة محمد؛ئر مرائي طبقات العالم والمرسلين والمالئكة المقربين واألولياء أجمعين، بل الجامعة لسا

: على اإلطالق، فهو الكل وممد الكل وعين الكل، فلذلك قال المحققون من أهل اهللارؤية اهللا تعالى في المرآة المحمدية أعظم رؤية تكون، حتى قال الغوث الكامل سيدي

سبب في االرتقاء في مشاهدة الحق تعالى، فمن ) ص(مشاهدة النبي: عبد العزيز الدباغزيد له في مشاهدة الحق سبحانه، ومن نقص له منها ) ص(ه في مشاهدة النبيزيد ل

ولو كان ). ص(نقص له من مشاهدة الحق بقدر ما نقص له من مشاهدة النبياالختيار للعبد، وكان عمره تسعين سنة مثال الختار في جميع هذه المدة أن ال يشاهد

فإنه يحصل له في . هدة الحق تعالى، وقبل موته بيوم يفتح له في مشا)ص(إال النبيهذا اليوم من الفتح في مشاهدة الحق سبحانه وتعالى ألجل رسوخ قدمه في مشاهدة

أكثر مما يحصل لمن فتح له في المشاهدتين معا في تلك المدة من أولها ) ص(النبي .انتهى كالمه رضي اهللا عنه. إلى آخرها



واب الملك مثال لو بقي طول عمره يرى لقد صدق رضي اهللا عنه، فإن سائس د: أقول؛الملك، فإنه ال يراه إال بقدر منزلته، بخالف ما إذا تقرب ذلك السائس ألعز ما يكون

فإنه يرى الملك على قدر منزلة . عند الملك حتى صار في غاية القرب منه والترقيألجل ذلك العزيز، ذلك العزيز، وربما يجلسه الملك إلى جانبه ويمنحه المراتب السامية

ولو أنهم إذ {]64اآلية : النساء: [ومن فهم سر قوله تعالى. ولربما استعد لخالفة الملكاآلية، أدرك سر األمر إذ فرق ما بين من استغفر له الرسول } ظلموا أنفسهم جاءوك .بلغه علم غيرهألن علم الرسول بمعنى االستغفار ال ي. وبين من استغفر لنفسه

را له: وقد قال صدر الدين القونوي رضي اهللا عنه؛ . األتم معرفة بالشيء األتم تصو .فاعرف كيف تسأل تنل من فضل اهللا ما تأمل

قومي فاشكري : قال البنته) ص(ولما كان الصديق راسخ القدم في معرفة قدر النبي؛ ، فإنها شكرت اهللا من حيث )ص(، فإنه يعلم أنها إذا شكرت رسول اهللا)ص(رسول اهللافدلها أبوها على . ، واذا شكرت اهللا من حيثها، كان الشكر على قدرها)ص(رسول اهللا

ال أشكر إال : المقام األكمل إال أنها كانت مأخوذة في ذلك الوقت عن نفسها، فقالتم باألمر مع أنها لم تخرج عن الحضرة المحمدية، وان لم تشعر، فكان أبوها أعل. اهللا

وكفى بالله {]79اآلية : النساء: [قال تعالى. منها، ألنه عالم بمقام األحدية العظمىد رسول الله {]29اآلية : الفتح[} شهيدا فالهوية واحدة . ، أي هو محمد رسول اهللا} محم .فافهم

هم عند الفتح في ومن هنا يتبين رجحان فضل الصحابة رضي اهللا عنهم على غير ؛ ل بتلك النظرة : مشاهدة الحق، حتى قال بعضهم إن وحشي رضي اهللا عنه حص

له أويس القرني في نهايته وال يخفى أن هذا الكالم ليس على . المحمدية ما لم يحصإطالقه، بل المقصود أن وحشي متى فتح له في رؤية اهللا تعالى، أدرك هذا المعنى،

يندرج فيها جميع ما حصله أويس وزيادة، وهذا إذا لم يكن ) ص(يفيعلم أن رؤيته للنب .وهو المشهور) ص(أويس اجتمع بمشاهدة جسم محمد



حتى شج ) ص(واهللا ما شج وجهه : وقد روي عن أويس رضي اهللا عنه أنه قال؛ فعلى هذا يكون أويس صحابيا وال . وجهي، وال كسرت رباعيته حتى كسرت رباعيتي

إذا لقيتما أويسا القرني فأقرآه «: لعمر وعلي رضي اهللا عنهما) ص(لك قوله ينافي ذأن يعلمهما بمنزلته عند اهللا تعالى من ) ص(، الحتمال أنه أراد )]297[(»مني السالم

.القرب والصالح وان لم يعلمهما باجتماعه به واهللا أعلمسماء التنزيه والتقديس وهو ورداء الكبرياء، كناية عن ظهور الحق به بمعاني أ: وقوله؛

اآلية : البقرة: [ظهوره من حيث عالم األرواح بما يناسب ذلك العالم، كما قالت المالئكة .فما عرفوه إال بما تقتضيه حقائقهم} ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك {]30التشبيه من حيث الهياكل إزار العظمة اإللهية، كناية عن ظهوره بمعاني أسماء : وقوله؛

فاإلنسان الكامل من . البشرية، فإن اإلزار يشد به الوسط صونا لما ال يليق أن يظهرحيث روحه رداء ومن حيث جسمه إزار، فالرداء وجه ربوبيته واإلزار وجه عبوديته، إذ الرداء يستر األعلى وهو حجاب ربوبية الحق، واإلزار يستر األسفل وهو حجاب

: ، وقال} من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا {]245اآلية : البقرة: [كما قال عبوديتهدقات {]104اآلية : التوبة[ )] 298[(»جعت فلم تطعمني«: وفي الحديث. } ويأخذ الص

.الحديث بتمامهر فيه فكما يظهر العبد من حيث روحه بصفات التنزيه، كذلك من حيث جسمه يظه؛

بصفات التشبيه، فكان ساترا للحق تعالى من جهتي التنزيه والتشبيه، المكنى عنهما فالعبد رداء زينة اهللا التي ما حرمها على عباده، وهي أسماؤه الحسنى . باإلزار والرداء

التي مظهر كمالها اإلنسان الكامل، المتجلي بكمال تلك الزينة، وهو أيضا إزار صون ب الحق أن ينسب له ما ال يليق بأوصاف الربوبية، فينسب له سفك وستر، فهو حجا

الدماء واإلفساد صيانة أن يبدو ما ال يليق من نسبة ذلك للحق، كما يستر اإلزار إذ نسبة نقائص العبد للحق تعالى سوأة، فكان العبد إزارا لستر تلك السوأة كما . السوأة

وانما . من جهة ما سره من األحدية المقدسةكان العبد أيضا رداء زينة تسبيح وتقديس



نسب اإلزار والرداء للكبرياء والعظمة ألنه تعالى أكبر وأعظم أن يترد أو يتزر بسواه، فالعبد المحجوب يريد من جهله أن . ولذلك كان العبد هو الحجاب المستور ال الساتر

فهو الحجاب على يرى الحق خارجا عنه، وهو تعالى أكبر وأعظم من أن يراه سواه، نفسه باسم العبد الساتر له مع أن هذا الساتر عين المستور، فالمسمى باسم العبد هو، فمنع نفسه عن معرفة نفسه بالمظهر العبدي، مع أن المظهر العبدي عينه، فما كان رداؤه سواه وال إزاره إال إياه، فكبرياؤه وعظمته أن ال يحتجب بحجاب هو غيره، ألن

واذا قرأت {]45اآلية : اإلسراء: [قال تعالى. تضت أن ال يوجد معها الغيرغيرته اقجعلنا بينك وبين {]45اآلية : اإلسراء[كناية عن إحصائه حقائق التنزيه والتشبيه } القرآن

ه البشرية من وجه الغيب المستور بشهادت) ص(وهي ما له } الذين ال يؤمنون باآلخرة ، أي والحجاب المستور هو أنت يا ] 45اآلية : اإلسراء[} ! ! «»ژ ء ژ { عنهم

فالساتر عين المستور بعينه، فالرداء عين . محمد بعينك، ألن ظهورك لهم سترك عنهمالمرتدي واإلزار عين المتزر، ولذلك كان الرداء عين الكبرياء واإلزار عين العظمة فما

فالرداء عين اإلزار، فرداء الكبرياء وازار . بأسمائه، وأسماؤه عينه تردى وال اتزر إال العظمة هو أنت، ألن الكبرياء والعظمة معاني معقولة ال تقوم بأنفسها، فال بد من مظهر تقوم به، والمظهر أنت أيها العبد، بل أنت المرتدي والمتزر بك، قال اهللا تعالى

أي بكل قائم } *الذي يراك حين تقوم {]218آلية ا: الشعراء): [ص(لواحد الوجود : الشعراء: [ثم قال. وليست الرؤية إال للقائم، والقائم أنت، فأنت الرائي لك بقيوميتك

اآلية : الرعد: [أي بكل شيء، فإن اهللا قال} *وتقلبك في الساجدين {]219اآلية فهو المتقلب بالشؤون الظاهرة في } في السماوات واألرض ولله يسجد من {]15

: كما قال. السماوات واألرض، أي في عوالم السمو الباطنة والعوالم الشهادية الظاهرة، فهوية اإلله في } وهو الذي في السماء إله وفي األرض إله {]84اآلية : الزخرف[

كل يوم هو في {]29اآلية : الرحمن[ض الشهادة، فإليه يرجع حكم سماء الغيب وفي أر .} شأن



عين قيومية اهللا تعالى، فإن اهللا ما أشرك في حكمه أحدا وما ثم إال ) ص(فقيام محمد؛فهو المسمى . } واليه يرجع األمر كله {]123اآلية : هود: [حكمه، كما قال

ذي هو المرآة الجامعة للشؤون الكاملة، فكان تعالى هو الرائي لنفسه ال) ص(بمحمدبالمجلى المحمدي، وهو عين المرئي، ألن نوره تعالى الفائض من ذاته كان بتوجه ذاته لذاته مرآة محمدية هي عين ذلك النور، والحق تعالى عين النور، فأبصر النور نفسه

هي النور والمرئي هو النور، فمرآته عينه وما في مرآة نفسه، فالرائي هو النور والمرآةاآلية : الشعراء: [رأى بها إال نفسه فهو الرائي المرئي لنفسه في مرآة نفسه، فقال

وهو تعالى القائم على كل نفس بما كسبت، فهو عين } *الذي يراك حين تقوم {]218وما أمرنا إال {]50اآلية : القمر: [قال تعالى. كل نفس والكاسب لما تكسبه كل نفس

وهي عين الخالق الصانع . ، فهويته هي التي ظهرت بما يسمى مخلوقا وصنعة} واحدة فهو واحد ال من طريق العدد، ألن واحد } *قل هو الله أحد {]1اآلية : اإلخالص[

} 8 7 6 5 4: قال تعالى. البتةالعدد يقبل الثاني واهللا واحديته ال تقبل وجود الثاني ، فأين الثاني والثالث فهو الواحد الجامع لكل أول ولكل آخر ولكل ] 3اآلية : الحديد[

ظاهر ولكل باطن، وهو أول من كل وجه حال كونه آخرا من كل وجه، وظاهرا من كل أي } *لصمد الله ا{]2اآلية : اإلخالص: [فلذا قال. وجه حال كونه باطنا من كل وجه

} *لم يلد ولم يولد {]3اآلية : اإلخالص[وجوده بذاته بال استناد لسبب من األسباب ألنه هوية األصل والفرع، فمن المحال أن يظهر منه غيره، أو يظهر من غيره، إذ ال

.أحد كفؤه حتى يشاركه في نسبة الوجود الذاتي ؛»أال كل شيء ما خال الله باطل«؛فال إله إال هو، وما شهد له سواه، كما أنه ما أشرك المشرك معه سواه، فبه وحد من ؛

إن الله ال يغفر أن يشرك {]48اآلية : النساء: [وحد، وبه أشرك من أشرك، ولذا قالأي ال يستر للمشرك أنه ما أشرك أحدا معه إال به ألنه عين الشريك الذي أثبته } به

المشرك، فما أشركه إال مع نفسه وفعل المشرك منه فهو الذي أشرك نفسه مع نفسه من



. } قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمان {]110اآلية : اإلسراء: [قال تعالى. حيث أسمائه} قل سموهم {]33اآلية : الرعد: [والمسمى باهللا هو المسمى بالرحمن، فلذا قال تعالى

4: هو كما قال تعالى: فوقعت الحجة عليهم بتسميتهم لهم بالالت والعزى، ولو قالوافالشرك ال حقيقة له في . ، لما وقعت الحجة عليهم] 3اآلية : الحديد[} 8 7 6 5

الوجود جل اهللا أن يشرك به غيره مع أنه الغيور القاهر، وكيف ال يمنع القاهر حمى : اإلسراء: [رك إنما هو أثر وهمي ال عيني، ولذا قال اهللا تعالىفالش. ألوهيته من سواه

: فلو عبد غيره لم يحصل مراد الحق في قوله} وقضى ربك أال تعبدوا إال إياه {]23اآلية هم لشيء إذ يكون أراد} *وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون {]56اآلية : الذاريات[

وفعلوا غير ما أراد، وأي إله يكون عاجزا عن تنفيذ ما أراد؟ وما معنى ألوهيته حينئذ؟ فقضى بمعنى حكم أن ال يعبد أحد سواه، وكذلك كان، فما عبد أحد سواه، وما أخذ اإلنسان المشرك إال بجهله؟ فجهله أشقاه وأدخله نار الحجاب، حيث لم يشاهد وجهه

.} فأينما تولوا فثم وجه الله {]115اآلية : البقرة: [الفي كل شيء، كما قفأخذ المشرك بغفلته عن اهللا حيث غفل عن اسم اهللا باسم الالت وباسم العزى، وان ؛

كانت عبادته في نفس األمر هللا، إال أن غفلته أشقته، فلو عرفه لدخل جنة مشاهدته بهم يومئذ لمحجوبون {]15آلية ا: المطففين[وتنعم برؤيته ولكن } *كال إنهم عن ر

ألن الحجاب مقيد } *وأن إلى ربك المنتهى {]42اآلية : النجم: [المنتهى إليه، كما قالبيومئذ، والمقيد ال بد أن يفنى بحقيقة المطلق، فينتهي إلى الرب المعبود الذي كان

7 6 5 4{ إليه، ألنه في الحقيقة هو األحد المعبود، فال بد من كشف الساق يتقرب: ولذا قال تعالى. ، فيعلم من العابد ومن المعبود] 30اآلية : القيامة[} ! ! ژ للهف

ال بد ف} *فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يالقوا يومهم الذي يوعدون {]83اآلية : الزخرف[من تلك المالقاة، فإذا حصلت علموا من كان هو الظاهر بمن يخوض ويلعب، ولكن اتزرت سوأة الربوبية التي هي الظهور باسم الخائض الالعب، بإزار العبودية بالنسبة

أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك {]30اآلية : البقرة: [لمن يرى ذلك سوأة، كمن قالوا



، ولذا لما أكل آدم من شجرة الخالفة، وظهر } الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك فيه مخالفة النهي بتحليه بإطالق الربوبية المسمى بالنسبة للعبد معصية، بدت له سوأته فصار باطنه ظاهره، وكان باألكل فعاال لما يريد، إذ الحق كان هو اإلزار الساتر

فلما ظهر من ربوبية آدم ما كان . لربوبية آدم، كما أن آدم إزاره من وجه العبوديةمستورا، وكنى عن ذلك بظهور العورة، استحق اسم الخالفة لظهور شأن الربوبية فيه لمن ال يعصون اهللا ما أمرهم، بل الشجرة هي صورة خالفته عند التحقيق، ولذا قال

فالخليفة هو الجامع السم الرب واسم . الشجرة كلها لو كنت بدل آدم ألكلت: بعضهم، الذي )ص(العبد، فلذا قال سيدي أحمد قدس سره في حق اإلنسان الكامل، وهو محمد

أي أن الذات المحيطة هي المسماة باسم . ال كامل إال هو عين اإلحاطة الذاتية .نه أعلم، فهي عين الرسول والمرسل والمرسل إليهم، واهللا سبحا)ص(محمد

:ثم قال رضي اهللا عنه؛ )تجليات الغيب والشهادة(يعني هو باطن المعاني الغيبية، وظاهر الصور الشهادية، أال له الخلق واألمر، ؛

:ثم قال رضي اهللا عنه. فاألمر غيبه والخلق صوره )إنسان عين الحقيقة الحقية والخلقية(هو عين ) ص(سان الوجود الكامل اعلم، أشهدك اهللا ذاتك وعرفك مرآتك، أن إن؛

الحقيقة الحقية والخلقية من حيث هويته، وهو إنسان تلك العين من حيث صورته ، فهو كاف ] 1اآلية : مريم[} كهيعص{: قال تعالى. وشهادته، فهو العين وانسانها

الكفاية، وهاء الهوية، وعين الحقيقة الحقية والخلقية، وصاد الصدر الذي شرحه اهللا فالحقائق أحكام األسماء ومعانيها، وهي . يل ما أجمل من صور الحقائق فيهبتفص

: قال تعالى. األمهات، والصور هي الخارجة من بطونها الغيبي لظهورها الشهاديهاتكم ال تعلمون شيئا وجعل لكم السم {]78اآلية : النحل[ ع والله أخرجكم من بطون أم

، فظهرت األمهات في األبناء بحقائق السمع } *واألبصار واألفئدة لعلكم تشكرون



} كل يعمل على شاكلته {]84اآلية : اإلسراء[والبصر، فبدت األسماء من األسماء .} *صدرك ألم نشرح لك {]1اآلية : الشرح[والولد سر أبيه، فهو شرحه وبيانه

واعلم أن ظهور الباطن يسمى والدة عندنا، والحقيقة لم تلد ولم تولد، إذ هي مجموع ؛اآلية : اإلخالص: [الوالد والولد، فكما أنها هي الباطن فهي عين الظاهر كما قال تعالى

اآلية : رالقم : [فالكل عين أحديته ولذا قال. السورة بتمامها} *قل هو الله أحد {]1 .برفع كل على بعض القراءات، فافهم} إنا كل شيء خلقناه {]49فصح أن الحقيقة المحمدية عين الحقيقة الحقية والخلقية، والصورة المحمدية هي ؛

فكل من باطنه . مرآة الوجود وصورته مرآة تلك المرآة) ص(إنسان تلك العين، فعينه .مؤمن من حيث باطنه وظاهره، والمؤمن مرآة أخيهوظاهره مرآة اآلخر، إذ هو ال

ذاتك مرآة وشكل : قال سيدي داود بن فاخال أستاذ سيدي محمد وفا رضي اهللا عنهما؛ .ذاتك مرآة ذاتك، وتحت هذا الكالم بحور ال ساحل لها

اآلية : اإلخالص[أشار رضي اهللا عنه أن األمر منك واليك، فالمحقق عين أخيه، ؛. هو، ضمير يرجع للقائل المقدر ضميره المستتر بأنت: فقوله. } *الله أحد قل هو {]1

: اإلخالص[فالقائل هو شكل ذاته الشهادية التي هي مرآة ذاته، وتلك المرآة الذاتية فهي مرآة مرآتها وحقيقة المرآتين ذات صاحب الصورة التي هي } الله أحد {]1اآلية

ن قرأها في مرض شركه نجا بعد موته بالفناء التوحيدي من سورة إخالص التوحيد، فم .نار الحجاب، ألن السورة عادت إليه

اآلية : اإلخالص[اقرأ : قيل لبعض تالمذة سيدي العربي الدرقاوي في مرض موته؛يعني بذلك أنه عين معناها، إال أن . هي التي تقرأني: ، فقال} *قل هو الله أحد {]1

جل كان مغلوبا لمشهده الجمعي والكمال قراءتها ظاهرا مع المشهد الجمعي، هذا الر .لتكون القراءة ظاهرا وباطنا

في مقام الفرق فهو مرآة أخيه، ألنه يشاهد أوصاف ] إذا كان[والحاصل أن المؤمن فإيمانه . وأما العارف فال يشاهد إال أوصاف نفسه في مرآة نفسه. نفسه من مرآة غيره



فنسبة اإليمان إليه . ين عيانه وغيبه عين شهادته، فحقه مرآة خلقه وخلقه مرآة حقهعفأسماؤه عين المرائي، فكل من . نسبة إلى اهللا، واهللا هو األول واآلخر والظاهر والباطن

أسمائه مرآة لغيره من األسماء، والذات عين جميع تلك المرائي فيصدق على الكامل أنه إال أن الكامل يشهد نفسه مجموع مرآته ومرآة ). ص(السيد األعظم مرآة أخيه كما قاله

بذاته عين الوجود ) ص(فصح أنه . أخيه، فالمرآتان له فرقا وهو عينهما جمعا وبصورته الكريمة إنسان البصر والشهود، فبه رأى اهللا نفسه، ولم يكن الرائي والمرئي

] حساب[بعدد ) فبي(عين ) ص(دومحم)] . 299[(»فبي عرفوني«: ولذا قال. سواه: المطففين[} ! ! پ}ف ق ك ژ { فبي، إذ هو العين التي : الجمل، فهو عين القائل

بها، لئال : وانما قال. منها، ألن الشراب من العين معلوم: وانما لم يقل] . 28اآلية رب يتوهم أن الكأس الذي يغترف به من تلك العين غيرها، بل هي عين الكأس الذي يش

. فتشير اآلية أن تلك العين عين أوانيها، بل هي عين شاربيها. به، فيشرب بها منهااآلية : النجم[} سيجزيهم وصفهم {]139اآلية : األنعام: [فشرابهم منهم كما قال تعالى

الظاهر ، وليس إنسان إال اإلنسان الواحد} *وأن ليس لإلنسان إال ما سعى {]39فافهم ما أشرنا . } *في أي صورة ما شاء ركبك {]8اآلية : االنفطار[بالصور الكثيرة

.إليه ومن هو المركب في الصور، واهللا أعلم جالء الغين عن إنسان العين

اعلم أن إنسان العين نقطة نورية تدرك بها األشياء، والعين عبارة عن األحدية التي لم ؛فالحق والخلق بالنسبة للعين حقيقة واحدة، وبإنسان العين . بها مدرك من مدرك يتميز

كذلك ذات اهللا وجود محض فهو العين، واإلنسان الكامل هو مجموع . حصل اإلدراكأسماء وجود اهللا، فهو إنسان تلك العين، وباألسماء حصل اإلدراك، وانفتح كنز الوجود

اإلنسان الكامل من حيث إنه جامع أسماء الوجود للحق المخفي بطلسم األحدية، فكانتعالى بمنزلة إنسان العين من العين ألنه مجموع األسماء، وباألسماء حصل اإلدراك،

.باإلشارة العددية) ص(محمد» فبي«: والمراد بقوله. »فبي عرفوني«: كما يشير إليه



. ات رضوان اهللا عليهوهذا المعنى هو الذي أشار له المحقق الكامل صاحب الصلو ؛. في الفص اآلدمي» فصوص المحكم«في ] الشيخ األكبر[وصرح به سلطان العارفين

أي يا إنسان } *يس {]1اآلية : يس: [وكذا قال الغوث الجيلي في معنى قوله تعالىفاإلنسان الكامل بمنزلة النقطة التي امتازت بها العين عن الغين، فإنها . عين الذاتم تكن مغايرة لحقيقتها، فلها بهذا الفصل اعتبارا آخر، فكان لها حكم برزخي وان كانت ل

واإلنسان . لم يتقيد بحقية أو خلقية، فما بين الحق والخلق إال كما بين العين والغينوحيث إن اإلنسان . الكامل هو النقطة الفاصلة مع أن تلك النقطة عينها بالحقيقة

ها وقع الفرق والتميز في عين الذات األحدية، كما قال الكامل مجموع األسماء التي بل الفرقان على عبده {]1اآلية : الفرقان: [تعالى أي عبده األحدي الذات، } تبارك الذي نز

الذي هو العين والفرقان مجموع األسماء اإللهية التي هي إنسان تلك العين، استحق رآن والفرقان أي الذات واألسماء ليكون للعالمين نذيرا، ينذرهم اسم اهللا الجامع، فجمع الق

قد علم كل أناس {]60اآلية : البقرة[بالمعنى الفرقاني بحسب ما يليق باستعدادهم فقد انطبق على اإلنسان الكامل االسم األعظم وهو اهللا، بحكم االستيفاء لما . } مشربهم

من األسماء اإللهية، فمن كون الكل مجموع األسماء كلها، كان يندرج تحت هذا االسمصورة اهللا الذي هو االسم األعظم المحيط، ولذلك ما سجدت مالئكة اهللا إال لصورة

مرآة األسماء كلها ألن األسماء ال ) ص(فذاته . اإلنسان الكامل الجامع للذات واألسماءالذي هو الصورة الكاملة الجامعة لألسماء تظهر إال لتلك المرآة الذاتية وشكل ذاته

كلها، مرآة ذاته، إذ ال تظهر الذات إال بأحكام أسمائية متفرقة المعاني، كما قال في :سيدي محيي الدين قدس سره» الفصوص«


ستاذ سيدي أحمد، ومرجع كالم األستاذ وهذا المعنى الذي أوضحناه محط كالم األ؛ذاتك مرآة، وشكل ذاتك مرآة ذاتك، فمن رأى : سيدي داود المتقدم، وهو قوله



فقد رأى اهللا من حيث اسمه اهللا الجامع، ومن رأى صورة غير صورة ) ص(محمدفقد رأى اهللا من حيث اسم خاص من األسماء المندرجة فيه، ألن اهللا عين ) ص(محمد

قال . فجميع األسماء تسمى اهللا. أسمائه، فاسم اهللا يقوم مقام كل اسمكل اسم من ، ونحن نعلم أننا نفتقر إلى } ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله {]15اآلية : فاطر: [تعالى

المعطي والحفيظ والواقي والكريم والشافي، فقام اهللا مقام كل اسم ظهر بصورة من ، ولالسم اهللا صورة محمد الجامعة، وصورة كل خليفة هي صورة من صور الصور

فالعالم بأسره ساجد لإلنسان . محمد الجامعة، وباقي الصور كأجزاء من صورته الجامعةالكامل من جهة كماله غيبا وشهادة، فسجود المالئكة آلدم من أجل اندراجهم فيه كما

:ولذا قال سيدي علي وفا قدس اهللا سره). ص(أن آدم وكافة النبيين مندرجون في محمد عيسى وآدم والصدور جميعهم هم أعين هو نورها لما ورد

ولذا . واطالقه عين تقييده، وتنزيهه عين تشبيهه. فشهادة الكامل غيب، وغيبه شهادة؛ أخاه عليا عليه السالم بأبي تراب، إشارة لجمعه ما بين علياء القدس وترابية ) ص(كنى

ولو لم يكن التراب عين المعنى القدسي لم يكن طهورا للصالة التي هي حضرة . نفسالولعلم علي عليه السالم بذلك كانت هذه التكنية أحب الكنى إليه، . المناجاة القدسية

. وكيف وهو باب المدينة العلمية وأخ الحضرة الرسالية، ومن في صلبه الذرية المحمديةأما ترضى «: ، وقال له)] 300[(»أنت مني وأنا منك« ):ص(فبسر االتحاد قال له

وال يخفى قول موسى عليه السالم )] . 301[(»أن تكون مني بمنزلة هارون من موسىوكذلك فعل السيد . } *وأشركه في أمري {]32اآلية : طه: [في حق أخيه هارون

)] . 302[(»لنفسهال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه ما يحب «: ألنه قال) ص(األعظم .وهو األولى أن يتصف بما ندبنا إليه

، ولهذا السر إذا ذكر »هذا أخي«: ولما واخى بين أصحابه أخذ بيد علي وقال؛ : ، واذا ذكر غيره قال)ص: (سلطان العارفين الشيخ األكبر رضي اهللا عنه عليا قال



ي بخطه الموجودة التي ه» الفتوحات المكية«كما وجد ذلك في نسخة . رضي اهللا عنهأشرك أمته في الوسيلة حيث أمرهم بسؤال الوسيلة ) ص(في بلدة قونيه، بل من كرمه

له، وهو دعاء بظهر الغيب، والدعاء بظهر الغيب مستجاب، وال سيما والملك يقول ال عين ) ص(ولك بمثل ذلك، فلكل واحد من أمته مثل وسيلة رسول اهللا: للداعيكنت «: تعالى جاد بنفسه لمن تقرب إليه بالنوافل كما قالعلى أن اهللا). ص(وسيلته

لن تنالوا البر {]92اآلية : آل عمران: [لقوله تعالى. الحديث)] 303[(»سمعه وبصرهواهللا تعالى غني أن يحب سوى نفسه، بل ما ثم سوى نفسه، } حتى تنفقوا مما تحبون برا، ألن من أسمائه تعالى البر، وما ندب اهللا إلى خلق كريم، وهي التي يحبها، فأنفقها

إال وأدخل نفسه فيه مع عباده كرما وجودا وتنزال ولطفا، بل في حقيقة األمر كينونته . إنما هو من عطاء اإليثار)]. 304[(تعالى سمع العبد وبصره ويده ورجله، الحديث

، وقد أخبر تعالى عن نفسه أنه } ؤثرون على أنفسهم وي {]9اآلية : الحشر: [قال تعالىمع أن الصفة من . سمع العبد وبصره، فآثر العبد بصفته، وخلعها عليه إيثارا منه وكرما

لوازم الذات، وهذا العطاء من اسمه الغني، ألن حقيقة غناه تقتضي أنه إذا أعطى شيئا ما عندكم ينفد وما عند {]96اآلية : النحل: [الىقال تع. لم يفقده، بخالف عطاء العبد

.فإذا تجلى اهللا على العبد باسمه اهللا، فال ينفد ما عنده لحكم األحدية} الله باق : ما زلت تسعى في حق الغير، فقال له: ولذا قال الشيخ األكبر لموسى عليه السالم؛

اآلية : فصلت: [قال تعالى. يقة األمرالساعي في حق الغير ساع لنفسه في حقفأجابه موسى عليه السالم من مقام األحدية ومن سر } من عمل صالحا فلنفسه {]46

ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما {]2اآلية : الفتح): [ص(األحدية، قال تعالى لمحمد: ولين واآلخرين، وهذا التفسير هو المناسب لقوله تعالىعين األ) ص(ألنه } تأخر

، فالفتح المبين هو التحقق باسمه تعالى } *إنا فتحنا لك فتحا مبينا {]1اآلية : الفتح[اآلية : طه: [ويشهد لذلك قوله تعالى] . 2اآلية : الفتح[} × % { $ : اهللا، فلذا قال

.ه رسول معصوم غير شقيإذ من المعلوم أن} *طه {]1



فالمراد البشرى بانتفاء الشقاء المؤبد عن سائر طبقات العالم، ألن جميع العالم ما ؛ظهر إال من نوره، فالنور المحمدي ماهية العالم وأصله، ولذلك وصفه اهللا بالسراج

ر المنير، فمن سراجه المنير استنار كل سراج، ألنه حقيقة اسم اهللا النور، فهو النو : ولتمام هذه البشرى ملكه اهللا العفو كما قال. المضاف إلى اهللا، ونور اهللا ال يشقى

فح {]85اآلية : الحجر: [، وقال} خذ العفو {]199اآلية : األعراف[ فاصفح الص: )ص(، فقال } *ولسوف يعطيك ربك فترضى {]5اآلية : الضحى: [، وقال} الجميل

وأمته كل من خلق من نوره، فاسم )] . 305[(»ال أرضى وواحد من أمتي في النار«ومآل جميع العالم إلى التحقق بأصلهم الذي هو النور ) ص(النار يزول بنور محمد

من حيث ] 105اآلية : هود[} ! ! للهـ«هللا ژ { المحمدي، فنسخت آية طه حكم، ـ 106اآليات : هود: [إلى أن قال} » « ـ پ ف { : التأبيد، ألن اهللا تعالى قال

ال يشقى، وطه عين كل ) ص(فأخبر تعالى أن طه} إن ربك فعال لما يريد {]107وان أخبر تعالى بالشقاء العارض المؤقت . شيء، فانتفى تأبيد الشقاء عن كل شيء

فالمرجع . مته غلبت غضبهألن رح} فمنهم شقي وسعيد {]105اآلية : هود: [بقوله: ، وقال} كل يوم هو في شأن {]29اآلية : الرحمن[للغالب وهو الرحمة، وألنه تعالى

فنهاية أهل الدارين إلى الرب جل وعال } *وأن إلى ربك المنتهى {]42اآلية : النجم[رحم من الوالدة بولدها بل كل ومن انتهى إلى الرب فقد سعد ألنه انتهى إلى من هو أ

رحمة في العالم إنما هي من رحمته، فبرحمته يجير الكافرين من عذاب أليم بنص } فمن يجير الكافرين من عذاب أليم {]28اآلية : الملك: [قال تعالى. القرآن العظيم

ولو لم يكن األمر } رحمان ال{]29اآلية : الملك[أي المجير } قل هو {]29اآلية : الملك[} *وما أرسلناك إال رحمة للعالمين {]107اآلية : األنبياء: [كذلك لم يصدق قوله تعالى

وما كان الله {]33اآلية : األنفال: [يقول اهللا في حقه. ، فكيف يكون رحمة في الدنيايكون رحمة في اآلخرة مع أن الرحمة في الدنيا رحمة واحدة، وال } ليعذبهم وأنت فيهم

: األعراف: [هذا لعمري ال يقوله عاقل، قال اهللا تعالى. والرحمة في اآلخرة مائة رحمة



ولما . فهل تسع األشياء دنيا، وال تسعها آخرة} ورحمتي وسعت كل شيء {]156اآلية } ! ! ژ ف£ ! " } ) ص({ » « ف { : قال تعالىكان االسم الرحمن يتولى الجميع،

] .93اآلية : مريم[ولما كان جميع هذا المعنى إنما هو بسبب من أرسل رحمة للعالمين، أشار لذلك ؛

:سيدي أحمد صاحب الصلوات قدس سره بقوله )محمد محمود أهل األرض والسماء(ل األرض والسماء إال لإلنعام قد حقق رضي اهللا عنه جميع ما شرحناه إذ ال يحمده أه؛

الذي يصلهم بسببه، وأهل األرض اسم عام ال يخص المؤمنين فقط، ويحقق هذا الحمد أنا سيد «: ، وفي رواية)] 306[(»أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وال فخر«): ص(قوله . ة سيادتهوال يكون السيد سيدا إال بنفعه لمن ساد عليه، واال فما ثمر )] 307[(»الناس

فما )] 308[(»ال أرضى وواحد من أمتي في النار«: بالنفع التام فقال) ص(ولقد وعد وذلك سر قوله . أكرمه وما أجمله وما أرحمه، فال بد أن ينال من كرمه جميع العالم

.} *وانك لعلى خلق عظيم {]4اآلية : القلم: [تعالى: ، فقالت)ص(وان اهللا عليها عن خلق رسول اهللاوقد سئلت أم المؤمنين عائشة رض؛فكل ما في القرآن من البسملة فما دونها صفة اإلنسان )] 309[(»كان خلقه القرآن«

، فلذلك جمع حقائق صور العالم، وكانت )ص(الكامل صاحب الخلق العظيم القرآني لهذا وصفه روحه الكاملة روحا لسائر األرواح النورية، ومادة لألجساد الصورية، و

:سيدي أحمد قدس سره بقوله )وروح حياة الماء(

أي ألن من الماء كل شيء حي، فحياة كل شيء بالماء وحياة الماء بالروح المحمدي، ألنه مظهر اسم اهللا الحي الذي منه حياة كل شيء على اإلطالق سواء كان ماء أو

:غيره، فلذلك وصفه بقوله )الروح اإللهي(



ونفخت {]29اآلية : الحجر: [المنفوخ في آدم المخبر عنه بقوله تعالى فهو روح اهللا؛هو الروح األول، الذي تعينت منه سائر األرواح، ) ص(، يعني أنه } فيه من روحي

وقامت به صور األجسام واألشباح، فالروح المحمدي هو نور ذاتي قدسي، ظهر به كل ، فنور اهللا عين } الله نور السماوات واألرض {]35ية اآل: النور: [شيء كما قال تعالى

النور المحمدي، فهو نور لم يطرأ عليه الحدوث ألن فيض الذات ال أول له، وانما اسم فلذا قال . األول له باعتبار ما نشأ منه فعل هذا، فالنور المحمدي أزلي قديم ال أول له

:رضي اهللا عنه )والنور البهائي(نور كل شيء الذي به الجمال لكل ) ص(اعلم أن البهاء معناه الجمال، يعني أنه

شيء، فكل شيء من حيث إنه عين النور المحمدي جميل، فالجمال في الحقيقة سار ما ترى في خلق {]3اآلية : الملك: [والى ذلك اإلشارة بقوله تعالى. في كل شيء

أنه ال يعرف جمال األشياء إال من كشف له عن حقيقتها، غير } الرحمان من تفاوت :كالبحر الفائض سيدي عمربن الفارض رضي اهللا عنه حيث قال

جمالكم نصب عيني؛ ؛إليه وجهت كلي

أال ترى أن الكي . ومن أراد أن يتحقق جمال األشياء، فلينظر جمالها حين حاجته إليها؛اء ويحصل به الشفاء، هو بالنسبة لمن أضنته بالنار مثال، من حيث إنه يستأصل الد

اآلالم في غاية الجمال، وكذلك الماء بالنسبة للظمآن، والطعام بالنسبة للجائع وبيت الخالء للمحصور، وال سيما لمن قام به اإلسهال، فإنه عند الحاجة واالضطرار إليه يراه

شة في ذلك الوقت في غاية الجمال، حتى لو عرضت عليه المساكن المزينة المفرو وفي هذا المعنى يحكى عن بعض الناس أنه نظر إلى الخنفساء، . يأباها وال يلتفت إليها

فابتاله اهللا تعالى بقرحة ! ألي شيء خلق اهللا هذه لحسن شكلها أو لطيب ريحها؟: فقالأعيت األطباء إلى أن جمعه اهللا بطبيب صار يداويه بمرهم الخنافس حتى شفي، فلما



فسبحان العليم الحكيم، الذي أعطى كل . كر ما قال فتاب إلى اهللا مما فرط منهشفي تذ :ثم قال رضي اهللا عنه. شيء خلقه ثم هدى

)رحمة الوجود وعلم الشهود(اعلم، رحمك اهللا، أن الوجود رحمة لكل موجود، إذ كل موجود لوال الوجود لكان عدما، ؛

دية بها وجود كل شيء، فبها رحم كل وال يخفى أن الحقيقة المحم. والعدم شر محضعين كل شيء، ) ص(فإذا محمد. موجود من آفة العدم، فوجود كل شيء عين الرحمةوحيث كان عين جميع العالمين . ولذلك كان رحمة للعالمين المتقدمين منهم والمتأخرين

ة كان رحمة لهم، ألنه عين وجودهم الذي ميزهم عن العدم، فكل شيء في الوجود صور ، إال أن صورته الكاملة هي التي بعث فيها، وهي التي وصفها )ص(من صور محمد

أرباب الشمائل بما هو مشهور، فسائر صور الوجود بالنسبة لتلك الصورة كاألعضاء وما من شيء إال )] 310[(»أوتيت جوامع الكلم«: ولذا قال. بالنسبة للصورة الكاملةروح {] 171اآلية : النساء[} ف ق { : الى في عيسىقال تع. وهو كلمة من كلمات اهللا

، فعيسى عليه السالم كلمة من التي أوتيها } وكلمته {]171اآلية : النساء[} الله معنى اسم ) ص(وكذا كل نبي وكل خليفة وكل غوث وكل كامل، فمحمد) ص(محمد

المين عين ذاته، فرحمته اهللا الجامع، فبهذا السبب كان رحمة للعالمين، ألن جميع الع .لهم بمنزلة رحمة اإلنسان ألعضائه وأجزاء بدنه

ولما كان بهذه المثابة كان يتأسف على من أبوا قبول الدعوة اإليمانية، حتى يكاد أن ؛فال تذهب نفسك {]8اآلية : فاطر: [تذهب نفسه الكريمة من الحسرة، كما قال تعالى

عزيز عليه ما عنتم {]128اآلية : التوبة: [، وقد وصفه تعالى بقوله} عليهم حسرات .} حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم

} ، ( ) * + ' × % { $ : ولما علم اهللا هذا الحزن العظيم على العباد آواه بقوله؛و تأخر، ألن فرقان الوجود متنزل فهي بشرى لكل مذنب ممن تقدم أ] . 2اآلية : الفتح[

على قرآن أحديته الجامعة، فجميع ما تفرق في الوجود أسماؤها، كما أن جميع المراتب



وان كانت . العددية في حقيقة األمر إنما هي أسماء الواحد الجامع الذي هو حقيقتها) ص(ولما كان . المراتب في نفسها ال تتناهى، فمهما تكاثرت فما هي غير الواحد

: الزمر: [الواحد الجامع، قام مقام العباد في تحمل صولة الخطاب اإللهي بقوله تعالىوهذه اآلية الكريمة من مقام الجالل في ظاهر } لئن أشركت ليحبطن عملك {]65اآلية

عين الوجود، والوجود ال) ص(إذ من المعلوم أنه . األمر، ومن مقام الجمال في باطنهيكون معه وجود آخر فهو ال يشرك في جميع مظاهره، ألن كل من أشرك شريكا، ما

: النساء: [أشرك إال ما هو عين الوجود، فال شرك فال إحباط، ولذا كان قوله تعالىقبيل من} إن الله ال يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء {]48اآلية

أن الشرك محال ] إلى[البشرى عند المحققين األكابر من أهل الحقائق، ألن اآلية تشير في باطن األمر، ألن المغفرة الستر، وال يستر إال ما له وجود، وال وجود إال وجود اهللا،

فالسبب في كون اهللا ال يغفر أن . فما سواه عدم، والعدم ليس أمرا وجوديا حتى يستر. شريك في وجوده] له[به، عدم وجود الشرك، فال شرك حتى يغفر وأن يكون يشرك

، فصدق قول اهللا ] 3اآلية : الحديد[} 8 7 6 5 4وقد أخبر تعالى عن نفسه أنه والقضاء الحكم واألمر } وقضى ربك أال تعبدوا إال إياه {]23اآلية : اإلسراء: [تعالى

رد، ألنه هو الذي اقتضته اإلرادة العلية، وحكم اإلرادة ال يرد، بخالف وحكم اهللا ال ياألمر فإنه قد ال تقتضي اإلرادة نفوذه، فأمر اهللا مثال أبا جهل أن يسلم واإلرادة أبت

فما عصى األمر إال اإلرادة، ولو قضت اإلرادة بإسالمه ألمر اهللا اإلسالم أن . ذلك النار أن تكون بردا وسالما على إبراهيم، فكان يظهر من أبي جهل، كما أمر اهللا

، »كونا في قلب عبدي«: اإلسالم واإليمان هو الذي يباشر أبا جهل عند قول اهللا لهما )].311[(»اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي«): ص(والى ذلك اإلشارة بقوله

، )] 312[(»وأخواتها شيبتني هود«): ص(ولما كان الحكم لإلرادة ال لألمر، قال ؛فاستقم كما {]112اآلية : هود): [هود(والسر في ذلك أن اهللا أمره بقوله في سورة

يعلم أنه يستقيم على ) ص(وهو . فأمره باالستقامة كما أمره اهللا ال كما أراد} أمرت



إن ربك {]107 اآلية: هود[األمر إن وافق ذلك اإلرادة، واإلرادة ال يلزمها موافقة األمر فاألمر اإللهي إنما هو حكمة إلهية ليتميز كل بحكمه من طاعة أو } فعال لما يريد

حتى آلت شدة الخوف ) ص(فهذا هو السبب في خوفه . عصيان أو سعادة أو شقاءفاألمر يندرج في اإلرادة فال يخرج عنها . منه إلى الشيب لما يعلمه من إطالق اإلرادة

ف اإلرادة، فإنها قد تنفرد عن األمر وان كان األمر منها، فاإلرادة منها كان األمر بخالوأعوذ بك «: فكان يقول) ص(فهذا هو الذي شيبه . ومنها كان مخالفة األمر

: األعراف[} ء آ أ ؤ إ ئ ا ب ة ت ث { : وقال موسى عليه السالم)] . 313[(»منكعنهم في معنى تحكم اإلرادة وقهرها للعباد ما وقد أنشد القوم رضي اهللا] . 155اآلية

:شاع وذاع ومأل األسماع، فمن ذلك قولهم يقول لي استقم ويريد مني؛

؛مخالفة يؤكدها الشهود وذا من أعجب األشياء عندي؛

؛فيأمرني ويفعل ما يريد فيا قومي اسمعوا ما قلت فيمن؛

؛هو المولى ونحن له العبيد فانظريريد األمر ال المأمور ؛

؛إلى حكم يشيب له الوليدإن : فإن قيل. والمراد بأخوات هود، كل ما فيه ذكر االستقامة، وما يناسب معناها؛

يعلم أنه معصوم من المخالفة، فكيف يشيب من أمر اهللا له ) ص(السيد األعظم .باالستقامة كما أمر، وهو ال يخالف األمر

شهد نفسه أنه وفى االستقامة حقها على شدة أدبه مع اهللا تعالى تمنعه أن ي: نقول؛أنا أعلمكم «): ص(قال . كمال ما يجب في حق اهللا، وكلما نما العلم باهللا نمت الخشية

أن ال يراعي الحقوق من حيث كمال ما ) ص(، فيخشى )] 314[(»باهللا وأخوفكم منه



اآلية : فاطر: [الىوقد قال اهللا تع. يجب هللا تعالى من المبادرة الكاملة والتعظيم الكاملكان يرجف فؤاده من ) ص(وقد ورد أنه . } إنما يخشى الله من عباده العلماء {]28

.خشية اهللا على قدر علم المرء يعظم خوفه؛

؛وال عالم إال من الله خائفرحمة : وعلم الشهود، فهو من قبيل الالزم لقوله: وأما قول سيدي أحمد رضي اهللا عنه؛

لما كان بحقيقته عين الوجود، لزم أن يكون علم الشهود البادي في ) ص(ألنه . الوجود كل مشهود، فما رأى راء سواه، وال عرف عارف إال إياه، وال أدرك كامل إال كماله، وال

فال يختص عند العارفين بصورة من الصور . شهد كل محب من كل محبوب إال جماله :ين ما بطن وظهر، على حد ما قيلبل يشهدونه ع

يقولون ليلى بأرض نجد؛ ؛كل نجد للعامرية دار

ولها منزل عند كل شعب؛ ؛آثار)] 315[(ولها عند كل دمنة

:ثم قال رضي اهللا عنه؛ )صالة ذاتية أزلية أبدية(انكشاف ذاته له : يريد رضي اهللا عنه بصالة اهللا عليه بالصالة الذاتية األزلية األبدية؛

وال يتحقق هذا المعنى إال من . بالتحقق المطلق الذي هو وراء طوق المعنى البشريوالخروج عن . خرج عن جميع التقييدات األسمائية الحاجبة عن معنى الذات المطلقة

بصورته البشرية، فهو بشر ) ص(ذلك إنما هو أمر شهودي معنوي، قلوبنا في ظهوره مطلق ال تعلم له حقيقة معينة، ففي حال هذا من حيث الصورة، ومن حيث المعنى ال

فقول )] . 316[(»لي وقت ال يسعني فيه غير ربي«: الشهود ال يسعه إال ربه كما قال :األبوصيري رضي اهللا عنه



)]317[(»فمبلغ العلم فيه أنه بشر«ال يعلم حقيقتي غير «: أي مبلغ العلم بظاهره ال بباطنه، كما يؤيده حديث؛

.)]318[(»ربيبشر ال كاألبشار كما أن الياقوت ) ص(محمد: قال أبو الحسن الشاذلي رضي اهللا عنه؛

لكانت فضالتنا طاهرة مثل ) ص(ولو كانت بشريتنا مثل بشريته . حجر ال كاألحجار .وهيهات هيهات هل تقاس المالئكة بالحدادين. فضالته

:ثم قال رضي اهللا عنه؛ )اللهم وسلم عليه مثل ذلك( .ع رضي اهللا عنه السالم بالصالة امتثاال لكريمة صلوا عليه وسلموا تسليما أتب؛) ص(وسالمه الذاتي على محمد. ، يعني سالما ذاتيا أزليا أبديا ) مثل ذلك: (وقوله؛

وحيث كان كذلك لزم أن يكون السالم ذاتيا . كشفه له عن سالمة ذاته من شركه السوى: اإلسراء[ال توصف بالمبدأ والمنتهى، فسالمها الذاتي كذلك، أزليا أبديا، ألن الذات

فالسالم الذاتي سالم ذاته على ذاته بشهود . } قل كل يعمل على شاكلته {]84اآلية إنا أعطيناك {]1اآلية : الكوثر: [قال تعالى. أحدية ذاته الظاهرة بفرقان أسمائه وصفاته

، فكوثره بلسان اإلشارة جمعيته للكثرة األسمائية، واألحكام الكونية، والمعاني }*الكوثر القدسية، والمجالي الحقية والخلقية في الهياكل الصورية بمراتب األزلية واألبدية، ظاهرية كانت أو باطنية، غيبية أو شهادية، فهو بحقيقته الواسعة لجميع ذلك رب،

، إذ الحقيقة السيدة عين الصورة الخادمة، فال سيد وال وبصورته عبد سيد القوم خادمهموأنت يا عم لو أطعته «): ص(فالسيادة عين الخدمة والطاعة، كما قال . خادم إال هو

.، واهللا سبحانه وتعالى أعلم)] 319[(»ألطاعك ]شرح الصالة الثانية عشر[

" ! £$ )اللهم صل على مفاتيح غيب هوية الذات(



مفاتيح غيب هوية الذات ألنه نور اهللا الالمع ومظهر سره الهامع، كما ) ص( إنما كان؛الذي : تقدم وصفه بذلك في الصالة الرابعة، ولذلك انبنى عليه قوله في الصالة الرابعة

فتحت ظهور العالم من نور حقيقته، فعلمنا أن نور حقيقته هو نور اهللا الالمع الذي هو ولذا قال اهللا عن . لغيب، فما ظهر من العالم إال نور اهللامفتاح ظهور العالم من كنز ا

وقد وصفه في الصالة . ألن نوره تعالى عينه] 3اآلية : الحديد[} 7: نفسه إنه هووال يخفى أنه لكل اسم إلهي نور، فهو نور كل اسم . نور األسماء: الحادية عشر بقوله

فاتيح غيب هوية الذات، ولكل مفتاح من أسماء اهللا تعالى، ونور كل اسم مفتاح من م .من الخزائن التي تفتح به ما ال يحصى

واعلم أن صور العالم بعضها خزائن البعض، فخزائن الصورة اإلنسانية كل صورة في ؛فاإلنسان من شجرة الوجود بمنزلة . الوجود، وخزائن الروح اإلنسانية جميع األرواح

حيث صورته، وله في كل روح مشهد من الثمرة، فلإلنسان مشهد في كل صورة من إال أن ذلك في غير اإلنسان . حيث روحه، وله في كل اسم إلهي مشهد من حيث سره

ولذا قال عيسى . الكامل بالقوة والصالحية، وأما في اإلنسان الكامل فبالفعل واالستحقاق، أي هذا االسم الكريم الذي هو السالم أنا م: عليه السالم عناه، فهو منطبق السالم علي

ا ب { : ، وقال] 55اآلية : يوسف[} ! ! ««هللا ژ { : وقال يوسف عليه السالم. علي ال تثريب عليكم {]92اآلية : يوسف: [، وقال إلخوته] 59اآلية : يوسف[} ! ! «ة ژ

كم، فبهذا القول كان ال تثريب علي: أي بلقائي وغفراني ألنه قال} اليوم يغفر الله لكم اليوم، ولو لم يكن متحققا باالسم : ولذا قال. غافرا لهم فمغفرته لهم هي مغفرة اهللا

بنوره ) ص(ولما كان محمد. ال تثريب عليكم سأستغفر لكم: اإللهي غافر الذنب، لقال، الذاتي ومنظره الصفاتي جامعا لألنوار كلها ألنها منفهقة من سراج هوية نوره المنير .كان عين كل نور، وكل نور مفتاح من مفاتيح الغيب، فتعددت المفاتيح لتعدد األنوار

اللهم صل على مفاتيح غيب هوية الذات، باعتبار : وصفه لذلك رضي اهللا عنه بقوله؛وأما باعتبار الذات فهو نور واحد ذاتي جامع ألنوار األسماء . أنوار مجموع األسماء



: األنعام[} 4 3 2 1 0. / { عنه الجمع اقتفاء ألثر كريمة فاعتبر رضي اهللا. كلها ]59اآلية

اللهم إني أسألك بنور األنوار الذي هو : وقد قال رضي اهللا عنه في الصالة الخامسة؛وحيث إنه عينه ال غيره فهو هو، واذا كان هو فهو يعلم مفاتح . عينك ال غيرك

اللهم صل على : ا قال سيدي أحمد قدس سرهكم. الغيب، وكيف ال يعلمها وهو عينهاألنه هو الظاهر بنور حقيقته في صور العالم التي كانت . مفاتيح غيب هوية الذات

أال ترى أن صورة . غيبا قبل ظهورها لنفسها، فصور العالم غيب مقيد ال غيب مطلق .النار مثال غيب في الشجر وصورة الشجر غيب في الماء واألرض

د ورد أن آدم عليه السالم كان شجرة بوادي نعمان، فتلك الشجرة خزانة من خزائن وق؛كوكبا في الحجاب الرابع، فذلك الكوكب خزانة من خزائن ) ص(وقد كان محمد. آدم

، فآدم عليه السالم كان كنزا مخفيا بالنسبة للصورة الشجرية السابقة، )ص(محمدفبطون كل بالنسبة لصورة . للصورة الكوكبيةكان كنزا مخفيا بالنسبة ) ص(ومحمد

خاصة كما أن ظهورهما بالنسبة لصورة خاصة، فكل صورة بالنسبة لما يظهر منها حق كما أن كل صورة بالنسبة لما يظهر منها كنز مخفي، . وبالنسبة لما ظهرت عنه خلق

أنت مكنوزهما فوالداك مثال كنز و . وما يظهر منها بالنسبة إليها هو مكنوز ذلك الكنزوال يخفى أن الكمال في الغاية فما لم يتم كمالك فأنت في عماء عنك، أي ال ظهور وال

كانا في عماء عنهما قبل أن يظهرا بالصورة اإلنسانية بالنسبة ) ص(بطون، فآدم ومحمدوحيث كان كذلك فكل صورة من صور . لظهورهما في الصورة الشجرية والكوكبية

.اتح الغيب التي ال يعلمها إال هوالوجود مفتاح من مفومن تنبه لما ذكرناه انكشف له من أسرار األلوهية ما لم يتجاسر على وضعه في ؛

الكتب متجاسر على الكيفية التي صرحنا بها، ولكن اهللا أراد أن يفتح هذا الغيب على ه بمثل هذه األسرار التي يد هذا العبد، فله الفضل والمنة، واال فمثلي ليس أهال أن يتفو

وهللا در سيدي داودبن ماخال رضي اهللا . هي حور مقصورات في خيام قلوب العارفين



إذا نطق المحجوب بغرائب العلوم وعجائب الفهوم، فال تستغربن ذلك، : عنه حيث يقولفإن مداد قلم الغيوب فياض، وان هذا العبد بالقصور لمعترف ولكنه من الفيض

.} والله يقول الحق وهو يهدي السبيل {]4اآلية : األحزاب[رف، األحمدي لمغت الفلك السائر والدوالب الدائر

فالغيب عالم األرواح، . اعلم، رحمك اهللا، أن األمر دائر على الغيب والشهادة؛ بحرين، وأما عالم المعاني الذي هو عالم األسرار فهو مجمع ال. والشهادة عالم األشباحإذ الغيب والشهادة عند التحقيق نسبة اعتبارية، فالغيب غيب . والبرزخ الجامع للوجهين

فالغيب والشهادة بالنسبة لعلم . بالنسبة لمن غاب عنه، وهو شهادة بالنسبة لمن شهدهاهللا سواء، إذ كل شيء لديه حاضر مشهود، فهو يعلم األشياء كلها ويبصرها قبل

إن اهللا ال : معنى قول الشيخ عبد الكبير اليمني رضي اهللا عنه وهذا. ظهورها لنفسها. يعني ال غيب بالنسبة إلى اهللا تعالى، بل الغيب في حقه عين الشهادة. يعلم الغيب

فالغيب والشهادة من حيثك ألن التقييد صفتك ال صفته، فمفاتح الغيب إنما هي من .حيثنا ال من حيثه، وان كان ال يعلمها إال هو

واعلم أن األسماء اإللهية بعضها مفاتيح البعض في عالم المعاني، فاالسم الحي مثال مفتاح العليم، والعليم مفتاح المريد، والمريد مفتاح القائل، والقائل مفتاح الظاهر،

فإذا {]29اآلية : الحجر: [والظاهر مفتاح المصور، والمصور مفتاح الباطن لقوله تعالىيته و فالتسوية هي التي أنتجت النفخ الروحي، فكما بدت } نفخت فيه من روحيسو

أال ترى أن أشجار الجنة، وهي غيب، نتائج . الشهادة من الغيب بدا الغيب من الشهادةبل كل ما في الجنة من األمور الغيبية نتائج األعمال . التسبيح الذي هو الشهادة

اطن في الظاهر، واألسماء في الصور، ألن الكماالت الصالحة الشهادية، فاندرج الباإللهية التي يتحقق بها أهل الجنة مندرجة في صور مشروباتها ومطعوماتها

فاندرجت . ومركوباتها، وما فيها من السرر والرفارف والفرش والحلي وأمثال ذلكدرجت األعمال المعاني المقدسة في الصور، واندرجت الصور باألعمال الصالحة، وان



في العالم الذي هو اإلنسان، واإلنسان حقيقة واحدة هي الظاهرة في صور مراتب فحقيقة اإلنسان هيولى األسماء والصور، فالذات ذاته واألسماء أسماؤه والصور . الوجود

صوره، فهو الغيب والشهادة، وهو مفاتيح الغيب إذ فلك الوجود يدور عليه، فالمبتدأ منه ثم {]5اآلية : التين: [ليه، فهو الفلك السائر والدوالب الدائر بإشارة قوله تعالىوالمنتهى إ

فتشير اآلية أنه قبل أحسن تقويم كان أسفل سافلين، إذ ال يرد } *رددناه أسفل سافلين فرغ لكم أيها سن {]31اآلية : الرحمن: [قال تعالى. لحال إال من كان متلبسا بتلك الحال

كل {]29اآلية : الرحمن: [وهكذا هو األمر، قال تعالى. وما فرغ لنا إال منا} *الثقالن ، فنحن عين الشأن الذي هو فيه، فما نتقلب فيه هو شأنه، وكل شأن } يوم هو في شأن

ا مفتاح كونك علقة، وكونك بدا من الغيب فهو مفتاح لشأن آخر، أال ترى أن كونك مني علقة مفتاح كونك مضغة، وكونك مضغة مفتاح كونك عظما ولحما، وذلك مفتاح

فإذا كملت الصورة فذلك مفتاح خروجها من الرحم ثم تنشأ لك انتقاالت أخرى، . الصورة .وهكذا

اللهم صل على مفاتيح : (فصح قول سيدي أحمد صاحب الصلوات قدس اهللا سره؛ .، واهللا أعلم)غيب هوية الذات

كشف وتوضيح لسر المفاتيحاعلم أن الحق تعالى من حيث هو وجود مطلق محض، وغيب ساذج، ال يتميز من ؛

حيث هو باسم، وال يتعين بصفة، وال تنجلي حقيقته بصورة، فهو الغيب الذي يجل أن البتة سواء كان االسم تدل عليه عبارة أو تومي إليه إشارة، فال يقبل من األسماء اسما

. من أسماء اإلطالق، أو من أسماء التقييد، أو من أسماء التنزيه، أو من أسماء التشبيهوال يكون له من حيث الغيب المحض حكم من األحكام، حتى أنه ال يقبل حكم الغيب

البرزخي وال يقبل اسم هو وال أنا وال أنت وال نحن، إال باألعيان الثابتة في رتبة اإلمكانالذي له قابلية الوجود بوجه وقابلية العدم بوجه، وهو ال يتخلص إلى أحد الوجهين

.البتة



هي عين الوجود ألنها أمواج : ولذلك حار العارفون بهذه األعيان، فتارة يقولون عنها؛هي عدم وما ثم إال الوجود، إذ أمواجها الحكمية هالكة في بحر : وتارة يقولون. بحره .وكل ذلك صحيح. هي برزخ ال، وال، على حسب المشاهد: وتارة يقولون. دهوجو وحيث تقرر ذلك فاهللا تعالى هو الغيب المحض من حيث وجوده الجامع، وهو عين ؛

المفاتيح من حيث الفرقان الفاتح لطلسم ذلك الغيب، وهذه المفاتيح عنده ألنها مطوية ] 3اآلية : الحديد[} 8 7 6 5 4: الىمن حيث الجمع القرآني في هويته كما قال تع

إن اهللا علم : ، فال يعلمها إال هو، ألن علمه بنفسه علم بها، ولذا قال سادتنا المحققون .نفسه فعلم العالم، فعلمه بنفسه مستلزم لعلمه بالعالم

وحيث األمر كذلك فاعلم أن هذه المفاتيح مختلفة األحكام، واختالفها هو الشأن اإللهي ؛فأعيان } كل يوم هو في شأن {]29اآلية : الرحمن: [الذاتي المخبر عنه بقوله تعالى

العالم شؤون اهللا الفاتحة لغيب وجوده المطلق ليتميز وجوده باألسماء واألحكام، وفي الحقيقة هي التي يفتح بعضها بعضا في هذا الوجود الغيبي، الذي هو عين المفاتيح

. ه تلك المفاتيح، وال تفتح تلك المفاتيح إال مفاتيح أخر هي على شاكلتهاوعين ما فتحت، وهو عين الحاكم والمحكوم عليه، } إن لكم لما تحكمون {]39اآلية : القلم: [قال تعالى

ث ألنكم حكمتم بالورود، وهو الوارد من حي} وان منكم إال واردها{]71اآلية : مريم[، إذ ما قضى } كان على ربك حتما مقضيا{]71اآلية : مريم: [الوجود الجامع، ولذا قال

الحاكم إال عليه، والحاكم عينه فهو الجامع للحاكم والمحكوم عليه، واألحكام عليه مختلفة باختالف المفاتيح الفاتحة لتلك األحكام، فهو يقبل بوجوده ذلك االختالف، ألن وجوده ال يظهر إال بحسب القوابل، لتنسحب أحكامها عليه، واألحكام مختلفة فظهر فيه

ل {]4اآلية : الرعد: [االختالف وهو واحد، كما أشار لذلك بقوله يسقى بماء واحد ونفضلك فبسبب اختالف القوابل اختالف الظهور اإللهي، وذ} بعضها على بعض في األكل

} إن الله ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم {]11اآلية : الرعد: [سر قوله تعالىوبكل من . فالتغيير منهم ومنه، غير ذلك ال يكون البتة، فالظهور له واالختالف منا



ول أستاذ المحققين ولذا يق. الظهور واالختالف يتحقق التغيير، فتغييره تابع الختالفكفهو الحق الذي ال مرية فيه وال شك وال ريب، وال . العلم تابع للمعلوم: وسلطان العارفين

ينافي هذه التبعية أن العلم بالتغيير سابق على التغيير، ألن العلم كشف المعلوم على ما هو عليه، وكشف الواقع يتبع األمر الواقع، وان تقدم الكشف وتأخر المكشوف،

لعلم سابق على الظهور والظهور ال يكون إال على حسب القابل، فإن الوجود بمنزلة فاكن كيف شئت : المرآة والمرآة ليس لها إال إظهار المقابل لها، فلسان حضرتها يقول

} وال يظلم ربك أحدا{]49اآلية : الكهف: [ولذا قال اهللا تعالى. فإني كما تكون أكونهر إال بحكم الشؤون، والشؤون مختلفة، واختالفها ذاتي غير مجعول، ألنه ألنه ال يظ

شأن الذات، والذات ال تكون بالجعل، وهذا الذي يشهد له الحديث القدسي كما أخبر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أردها : إن اهللا تعالى يقول«): ص(

: الزلزلة: [هر بها كما قال تعالى، أي أكشفها لكم بوجودي الظا)] 320[(»عليكم، فلذا } *ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره *فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره {]7،8اآليتان

فمن وجد خيرا فليحمد اهللا، ومن وجد غير ذلك فال يلومن إال «: تمم الحديث بقوله .وجود اإللهي ال يظهر إال بحكمه، ألن ال)] 321[(»نفسه

أن الذي يلوم الباري على ظهور ما يسوؤه جاهل، ألن ظهور الباري تابع ) ص(فأعلم ؛فينبغي له أن يتأسى برسول . للحكم الذي هو عينه، فما كشف له إال عن نفسه

)] 322[(»الحمد هللا المنعم المفضل«: كان يقول في حال السراء) ص(ألنه ) ص(اهللافال يلوم ال ربه )] . 323[(»الحمد هللا على كل حال«: وفي حال الضراء كان يقول،

. وال نفسه، بل يحمد اهللا تعالى على كل حال، سواء كان الحال مما يسر أو مما يسوءوما وبخ اهللا العباد إال لجهلهم واعتراضهم واسناد ما يسؤهم إليه، فنبههم اهللا تعالى

وهذا الكسب } وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم {]30ة اآلي: الشورى: [بقولهفي الحقيقة إنما هو باألنفس، وما باألنفس فمحال أن ال يكون إال أنه يتغير وال يدوم

إن اهللا «): ص(قال . الختالف ما باألنفس، فإذا تغير تبعه ظهور اهللا بوصف التغيير



وهذه المسألة من سر القدر وما آمن باهللا من لم يؤمن )] . 324[(»ال يمل حتى تملواالشيخ األكبر محيي [وقد قال سلطان العارفين . بالقدر، والقدر منا ومنه، كما علمت

:رضي اهللا عنه] الدين فلواله ولوالنا؛؛

؛لما كان الذي كاناه مفاتح الغيب ال يعلمها وعند {]59اآلية : األنعام: [فصح أننا المرادون بقوله تعالى؛

اآلية : الحجر: [، فنحن عنده وهو العليم بنا، فيظهر غيبه بحسبنا كما قال} إال هو له {]21 أي إلى مرتبة الظهور من بطون تلك } وان من شيء إال عندنا خزائنه وما ننز

، وهو عين } إال بقدر معلوم {]21اآلية : الحجر[ه الخزائن الغيبية عنا والمشهودة ل): ص(قال . فما علم إال نفسه، ونفسه هي الخير المحض. المعلوم بما هو عليه

اختار يمين «: وقال آدم عليه السالم)] . 325[(»والخير كله بيديك والشر ليس إليك«ينه المباركة فهو مبارك ، وما في يم)] 326[(»ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة

] 50اآلية : طه[} عع ؟ = ؛ چ : 9{ فالوجود كله مبارك، فالحمد هللا رب العالمين ، ألنه عين ] 3اآلية : الحديد[} ؛ چ : 9 8 7 6 5 4وخلق كل شيء عين هويته، ة البال {]149اآلية : األنعام[كل شيء فما علم إال نفسه غة فلو شاء قل فلله الحج

لكنه ال يشاء ألن تبديل ما كان في علمه محال، فما كان ال يجوز } *لهداكم أجمعين .أن ال يكون، وليس الكائن في علمه غيره، وهو في ذاته ال يبدل

وأما التبديل بمعنى التغيير، وهو اختالف الحكم على عين الذات، فذلك كائن في في ؛: ، مع قوله تعالى} كل يوم هو في شأن {]29اآلية : الرحمن: [ال تعالىق. العلم اإللهي

فكونه كل يوم هو في . } *ما يبدل القول لدي وما أنا بظالم للعبيد {]29اآلية : ق[ه شأن من جملة قوله الذي ما يبدل لديه، فتمسك بما تقرر لديك فهو الحق الذي علي

ليس في اإلمكان أبدع مما «: المعول وهو مرجع قول اإلمام الغزالي رضي اهللا عنهومن تدبر ما حررناه أدرك التوفيق ما بين كالم سلطان العارفين اإلمام محيي . »كان



الدينبن عربي رضي اهللا عنه، وما بين كالم الغوث الجيلي اإلمام عبد الكريم رضي اهللا .عنهالدين يقول بتبعية العلم للمعلوم، بمعنى أن العلم كشف والكشف يتبع فإن اإلمام محيي؛

واإلمام . المكشوف، فهو بمنزلة المرآة تكشف عين ما قابلها، كان المقابل ما كانبمعنى أن اهللا عالم بكل شيء قبل ظهور كل . إن المعلوم تابع للعلم: الجيلي يقول

ابع، وكال االعتبارين حق فال خالف في فللعلم السبق والتقدم والمسبوق هو الت. شيء .وكل منهما يصدق اآلخر فيما اعتبره وال مشاحة في االصطالح. حقيقة األمر

: لبالل رضي اهللا عنه) ص(ما وجدت شبيها لهذه المسألة إال قول رسول اهللا: أقول؛بم سبقتني إلى الجنة، فما دخلت منها موضعا قط إال سمعت خشخشتك «

يتبع أثر بالل في الدخول، وبالل كان هو المتقدم ) ص(فكان )] . 327([»أماميعلى كيفية دخول بالل، فبالل وان سبقه دخوال فليس سابقا ) ص(فدخول النبي. أمامه

فإن بالل حسنة من حسناته ). ص(له حقيقة، ألن دخول بالل ما نشأ إال من النبيتابعا له في الدخول على ) ص(كان وصورة من صوره، فهو الذي أعطاه الدخول وان

فهكذا هو األمر، فسبق بالل بمنزلة سبق . حد تبعية الملك لخادمه في دخول المنزلوهذا محط كالم اإلمام الجيلي ومحط ). ص(العلم، ومسبوقية المعلوم بمنزلة مسبوقيته

ول كالم اإلمام محيي الدين رضي اهللا عنهما أن دخول بالل ما كان إال ألجل دخكذلك العلم وان . هو المتبوع وان تأخر) ص(فهو التابع، وان تقدم، والنبي) ص(النبي

تقدم يكشف المعلوم فهو تابع لمكشوفه الذي هو المعلوم بما هو عليه من الصورة .والحقيقة

يا رسول : ما ورد في تمام الحديث وهو قوله) ص(وقد كان الجواب من بالل للنبي ؛بهماـ أي «): ص(فقال . توضأت، وال توضأت إال صليت ركعتيناهللا ما أحدثت قط إال

، ليعلم بقدوم )]328[(»بهما نلت أن تمشي بين يدي كما يمشي خادم السلطان أمامه .السلطان فيستعد للقائه



) ص(لما وصف اإلنسان الكامل : ثم لنرجع لكالم سيدي أحمد رضي اهللا عنه، فنقول؛سلطان حضرات الذات، لزم من ذلك أن يكون كما أخبر عنه في الصالة العاشرة بأنه

:بقوله )بحر محيط األسماء والصفات(اللهم صل على «: فتحقق ما أسلفه من قوله في هذه الصالة التي هي الثانية عشر؛

فثبت أنه المفتاح لسلطنة حضرات ذاته التي هي الغيب . »مفاتيح غيب هوية الذاتفإن الذات يستحيل أن . رات التي هي األسماء والصفاتلتظهر بمعاني تلك الحض

منعتها : تظهر إال بحجب األسماء والصفات كما قال العفيف التلمساني قدس سره: الفتح: [قال تعالى بلسان مجموع األسماء. الصفات واألسماء أن ترى دون برقع أسماء

أي } فتحا مبينا {]1اآلية : الفتح[غيبية أي ألجل ظهور ذلك ال} إنا فتحنا لك {]1اآلية والى ذلك يشير الخبر . كاشفا لك عنك بانجالء غيب ذاتك بمعاني أسمائك وصفاتك

، أي بك ظهرت السماء واألرض »لوالك يا محمد ما خلقت سماء وال أرضا «: الوارد .لتكون من مفاتيح غيب ذاتك بحكم المظهرية

اللهم صل على من منه انشقت «: السالم بن مشيش بقوله والى ذلك أشار سيدي عبد؛ فمن غيب ذاته انشقت سماء األرواح والمعاني وانفلقت . »األسرار، وانفلقت األنوار

أرض األشباح واألواني، فأشرقت األرض بنور ربها الظاهر ووجوده الباهر، وتفرقت هود وحكم الشاهد، فكان البحر األسماء للمسمى الواحد، فظهر بنفسه لنفسه بحكم المش

المحيط بذلك الفرقان ألن ذاته لها أحدية الجمع والقرآن، فما نزل الفرقان إال على عبده إذ ما وسعه سماؤه وال أرضه ووسعه قلب عبده، وقلب عبده ذاته المتقلبة بال تقلب

ول عليكم، فالمدبر بحسب ما تقتضيه المعاني الفرقانية واألحكام األسمائية كما تكونوا ي، فما حكم عليكم إال بكم وما } إن لكم لما تحكمون {]39اآلية : القلم[على مزاج المدبر : اإلسراء[، } *وأن ليس لإلنسان إال ما سعى {]39اآلية : النجم[ظهر إال بوصفكم

والوجود كله . ، كما أنه ما سعى إال لنفسه} ي لنفسه من اهتدى فإنما يهتد {]15اآلية



، فهو الحري بحكم »لوالك يا محمد ما خلقت سماء وال أرضا «: سعي من قيل لهولما كان عين سائر الوجود . } *ولسوف يعطيك ربك فترضى {]5اآلية : الضحى[

ما *طه {]1،2اآليتان : طه: [غلىحقا، واجهه الخطاب األعلى كاشفا عن سره األ :ثم قال رضي اهللا عنه. } *أنزلنا عليك القرآن لتشقى

)مدينة علم أنانية األحدية(اعلم، اجتباك اهللا وهداك وأيدك بروح القدس وقواك، أن أنانية األحدية هي ما أوحى ؛

نني أنا الله ال إله إال أنا فاعبدني إ {]14اآلية : طه: [اهللا به إلى موسى عليه السالمالة لذكري .} *وأقم الص

وعند أهل الحقيقة ال يتحقق أحد بذكر اهللا إال بأن ال يرى مذكورا سواه، وما لم ير أن ؛كل ذكر هو ذكره فهو غافل عن ذكره إلى أن يتحقق أنه ال يذكره سواه، فهو الذاكر

فمن علم ذلك علم أنانية األحدية فكان توحيده هللا تعالى عين توحيده اهللا نفسه . مذكورال .} إنني أنا الله ال إله إال أنا{]14اآلية : طه: [بقوله

أنا مدينة العلم وعلي «: ، فإنه القائل)ص(ومدينة هذا العلم هو اإلنسان الكامل ؛طن العلم ومسكنه ومأواه، فال موطن للعلم إال مدينة ، يعني أنا مو )] 329[(»بابها

ضرب الحق بيده «: كما قال) ص(فاالسم العليم له باألصالة . أنانيتي التي هي ذاتي، وقال )] 330[(»بين كتفي فوجدت برد أنامله بين ثديي فعلمت علم األولين واآلخرين

كل عليم من األولين فهو العليم في )] . 331[(»نحن اآلخرون األولون«: أيضا فعلم أنانية األحدية يدور على المدينة . واآلخرين، ومعلوم علم األولين واآلخرين

المحمدية، واألحدية مرجع األسماء اإللهية كلها، ولكل اسم إلهي علم خاص به، وذاته األحدية مدينة العلم المطلق، فهو الذات التي هي مسكن سائر العلوم واليها ترجع

:قال األبوصيري رضي اهللا عنه. ماء تلك العلوموتأوي أس لك ذات العلوم من عالم الغيـ؛

؛ـب ومنها آلدم األسماء



): ص(فهو مسمى األسماء التي علمها آدم عليه السالم، والى ذلك اإلشارة بقوله ؛وأما كون علي عليه السالم باب هذه المدينة )] . 332[(»أوتيت جوامع الكلم«

وقد . ذاتا وصفاتا ) ص(سماه، فذلك إشارة لعلو مرتبته في التحقيق به فلمطابقة اسمه لممن «: بلى يا رسول اهللا، قال: ، قيل»ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم«): ص(قال

أي ما كان لي فهو لعلي ألنه عيني وذريتي في )] 333[(»كنت مواله فعلي موالهفي ) ص(وقد أشركه . حمديةصلبه، فصلب علي صلبي ألنه كنز جواهر الذرية الم

)].334[(»أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى«: أمره حيث قال لهوأشركه في أمري {]32اآلية : طه: [ومن المعلوم أن موسى قال في حق أخيه هارون؛فعلمنا أن باب . أعدل شاهد)] 335[(»أنت مني وأنا منك«): ص(وقوله له } *

): ص(وقال )]. 336[(»من كنت مواله فعلي مواله«: مدية عينها لقولهالمدينة المحوالسبب في ذلك أنه أرسل أبا بكر )]. 337[(»ال يؤدي عني الوحي إال علي أو أنا «

.رضي اهللا عنه يتلو على الناس سورة براءة ثم عدل إلى إرسال علي وذكر الحديثقونيا بخط صاحبها سلطان العارفين الموجودة في بلدة» الفتوحات المكية«وفي نسخة ؛

لما فيه من ) ص(كلما ذكر عليا قال فيه : اإلمام محيي الدينبن عربي رضي اهللا عنهالسر المحمدي، فمن الورع أن ال يفضل أحد على عليبن أبي طالب، ولم يجز رسول

.ألحد أن يمكث في المسجد جنبا إال علي، كما نقله أئمة الحديث) ص(اهللالم يجيء ألحد من الصحابة في : قال إمام السنة أحمد بن حنبل رضي اهللا عنه وقد؛

الفضائل ما جاء لعليبن أبي طالب رضي اهللا عنه وال سيما وقد اصطفاه اهللا للزهراء وأشركه في سيادته، ) ص(التي هي سيدة نساء العالمين على اإلطالق، وقد واخاه

شمس عليه بعد النبيين أبو بكر أفضل من طلعت ال«): ص(فقوله : له) ص(ليس نصا في تفضيله على علي عليه السالم لقوله )] 338[(»والمرسلين

، وقد قال تعالى حاكيا عن موسى )] 339[(»أنت مني بمنزلة هارون من موسى«فأبو بكر رضي اهللا عنه أفضل . } *وأشركه في أمري {]32اآلية : طه: [عليه السالم



من كنت مواله فعلي «): ص(شمس عليه بعد من قال فيه رسول اهللامن طلعت ال .أي أنا هو)] 340[(»مواله

فالورع األديب ال يفضل واحدا منهما على اآلخر، بل ينبغي أن ال يخوض في ؛ .المفاضلة بينهما وبين الحسن والحسين وعمر وعثمان

ة الزهراء بنت رسول هل أبو بكر الصديق أفضل أم فاطم: وقد سئل ابن المبارك؛وقد قال . فهذا يكون الورع. أحدا ) ص(ال أفضل على بضعة رسول اهللا: ، فقال)ص(اهللا

قال سيدي علي وفا قدس اهللا . في عترته) ص(ارقبوا محمدا : أبو بكر رضي اهللا عنهفي عترته فرضي اهللا عن الصديق، ) ص(أي شاهدوه : سره في معنى كالم الصديق

.يعرف الفضل إال ذووه، واهللا أعلم ال] و[ولما كانت األحدية تنطوي فيها األسماء والصفات انطواء الصور في الهيولى، فال ؛

مدينة «: أتبع قوله. تظهر فيها الوجوه وال االعتبارات البتة، فهي الذات ال باعتبار الكثرة :، بقوله»علم أنانية األحدية

)تعداد وجوه صفات الواحدية(لم أنه مظهر الواحدية الظاهرة في مراتب الوجوه واالعتبارات على كثرتها وتعددها، ليع؛

فهو األحد حقيقة وعينا، والواحد الظاهر بصور األسماء المختلفة من حيث تعينه بالهيكل البشري، الذي هو صورة االسم األعظم الجامع لألسماء كلها على اختالف

رتبة الواحدية كظهور الواحد في مراتب األعداد وجوهها المتعددة، التي هي مظاهر م. من االثنين والثالثة واألربعة والخمسة إلى ما ال يتناهى، وهي في الحقيقة عين الواحد

فهي مع تكاثرها ال تخرج عن حقيقة الواحدية، فالواحد أصل في ظهور سائر المراتب ه في مراتب الظهور، غير أن األسماء اختلفت علي. العددية، وهو وجودها وحقيقتها

فهي في حقيقة األمر كلها أسماؤه، وان كانت مختلفة ألنها لم تخرج عن وجوده، فظهور الواحد في المراتب المختلفة هو الذي حجبه، فقيل عنه اثنان وثالثة وأربعة إلى

وهذا هو الحجاب المستور ال الساتر ألن الحاجب عين . ما ال يتناهى، والكل عينه



ن ستر نفسه بنفسه فما هو بمحجوب، ألنه الظاهر في عين الساتر، المحجوب، وم .وظهوره عين بطونه

واذا تحققت ذلك علمت أن سائر المراتب أحكام مقدرة ثابتة في حقيقة الواحد بالثبوت ؛فالشهود يمحوها والعلم يثبتها، وهذا التقدير . الحكمي ال بالثبوت الوجودي العيني

فباسم الواحد يفنى كل ما سواه، . و في ذات الواحد ال في اسمهالحكمي الثبوتي إنما هوبذات الواحد يبقى كل شيء، ولذلك لم يرد في الكتاب والسنة إال توحيد االسم ال توحيد الذات، فإن الذات ال يحكم عليها ال بتوحيد وال بغيره، بل الخوض والبحث في الذات

ولذلك إذا فنى العارف عن شهود العالم ال ممنوع شرعا، فالتوحيد شهودي ال ثبوتي، ومن هنا زال القائل باالتحاد ألنه . يلزم من ذلك الفناء أن يفنى العالم في نفس األمر

يشاهد ظهور الواحد في المراتب المختلفة المقدرة، ويشاهد اختالف األسماء عليه ه، فيسمى الواحد باختالف مراتب ظهوراته، ويشاهد محو تلك المراتب في معنى واحديت

:وسبب ذلك سكر خمرة المشاهدة، يقول قائلهم. باسم كل شيء ينادي المنادي باسمها فأجيبه؛

؛وأدعو فليلى عن ندائي تجيب وما ذاك إال أننا روح واحد؛

؛تداولنا شخصان وهو عجيبل قا. وكالمهم حق في توحيد األسماء. سبحاني: وقال أبو يزيد. أنا اهللا: قال الحالج؛

ل واآلخر والظاهر والباطن {]3اآلية : الحديد: [تعالى ، فاندرج في هذا التوحيد } هو األوالحالج وأبو يزيد، ولكن التحقيق إثبات كل شيء في مرتبته الحكمية، وان لم نثبته في

ى من أال ترى أن مرتبة االثنين ومرتبة الثالثة إلى ما ال يتناه. المرتبة الوجوديةالمراتب، ال تفهم من اسم الواحد مع أنها مراتب ثابتة ال تزول، فهي وان كانت ممحوة باسم الواحد ووجود وحدانيته ولكنها ثابتة بثبوت ذاته، فاسم الواحد يناقض وجود مرتبة

فبثبوتها تثبت جميع المراتب، . االثنين وغيرها من المراتب المختلفة بخالف ذات الواحد



المراتب كلها ولكل مرتبة اسم خاص بها، فال يفهم اسم مرتبة من اسم فالذات عينمرتبة أخرى، واال كان تعدد األسماء سدى، وذلك محال، ألن اهللا مميز بعض األسماء

ففصل } قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمان {]110اآلية : اإلسراء: [قال تعالى. عن بعضدعاء وان كانا اسمين لذاته تعالى، إال أننا إذا دعونا اهللا ال نفهم ما بين االسمين في ال

وعلى هذا الحد تمييز المعطي من . منه الرحمن، واذا دعونا الرحمن ال نفهم منه اهللاأعطى كل شيء {]50اآلية : طه: [المانع، والضار من النافع، وهكذا، قال اهللا تعالى

.} خلقه ثم هدىاعلم، حياك اهللا ورعاك ونظر إليك بعين عنايته واجتباك، أن سيدنا صاحب الصلوات و ؛

:قدس اهللا سره، أشار بقوله )تعداد وجوه صفات الواحدية(هو الواحد الظاهر بتعداد الوجوه والصفات، وهو المقدر ) ص(أن اإلنسان الكامل ؛

. فهي وان كثرت فهي عينه بمنازل االعتبارات ظهور الواحد في جميع مراتب العدد،فاإلنسان الكامل جامع لجميع ما تظهر به الذات، ولكن ظهور الذات بواحديته هو

.الظهور الكامل، بخالف ظهورها بأسمائه المختلفة للمراتب والتقديرات والقمر قدرناه {]39اآلية : يس: [فاإلنسان الكامل قمر الوجود المقدر منازل، قال تعالى؛

. فهو أكمل مرآة للذات تدرك به الذات نفسها. بطريق اإلشارة ال بطريق التفسير} منازل ألنه مرآتها، فهي ال } ال الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر {]40اآلية : يس: [قال تعالى

القمرية تدرك في مرآتها سواها، أي ال تدرك في القمر سوى ذاتها، فتجليها في المرآة} إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله {]10اآلية : الفتح: [قال تعالى. بحقيقة الكمال

فأطلق عليه االسم الجامع ألنه الواحد المتعين بالتقدير الحكمي بسائر المراتب ار المبصرة لنفسها فالقمر آية الليل الممحوة بشمس الذات، والذات آية النه. واالعتبارات

في اآلية الممحوة بها بالمحو الذاتي، إذ شمس الذات ال مرآة لها سواها، فهي من حيث ) ص(اإلنسان الكامل ال ترى إال ذاتها بذاتها إذ هي عين مرآتها، ولذا أطلق على محمد



أنه السراج المنير، ألنه عين النور الذاتي الذي من سراجه اتقد كل سراج اسمي مقدر في نور ذاته الماحي لشهود تلك المنازل المقدرة في حقيقة ذاته شهودا، وان كانت ثابتة الحكم والتقدير، فال وجود في ذات محمد إال للذات، والتقدير إنما هو في ذات

.، إذ هو القمر المقدر منازل)ص(محمدها تمحو المنازل وأما الذات الساذج فال تقبل من حيث اإلطالق التقدير بالمنازل ألن؛

، فهو قمر )ص(بالمنازل كما محت بذاتها آية الليل الغيبي الذي هو قمر الوجود )] . 341[(»إنما أنا قاسم واهللا معطي«: الوجود الذي منه بدأ انقسام األحكام، كما قال، وما ذاك إال أن حياته حياة »لعمرك«: فإنه بدأ فيه بكمال ذاته، ولذا أقسم بحياته فقال

] هو[ل شيء، وكل شيء هالك شهودا إال وجهه، أي إال وجه ذلك الشيء، الذي ك، الذي هو مرآة نور شمس الذات، والشمس ال )ص(الواحد القاسم وهو نور ذات محمد

فإن ظهور الواحد بذاته ). ص(تدرك منه سواها، فيرى اهللا ذاته بذاته في واحدية محمدفي الواحد ال يخرج لك إال الواحد الذاتي بعينه، ظهور ذاتي، ولذلك إذا ضربت الواحد

فال يتغير اسم الواحد عن ما هو عليه بخالف ضرب الواحد في أسماء مراتبه، فإن ظهور ذاتي، ) ص(ظهور اهللا في محمد: الواحد يبطن وتظهر أسماء المراتب، ولذا قالوا

أن ذلك االسم من أسماء فال يعلم أنه ذاتي إال بواسطة . وظهوره في غيره ظهور اسمي .، فهو عينها ألنه القاسم تلك المرتبة من حقيقة واحديته بال انقسام)ص(واحدية محمد

رداء الكبرياء على الوجه الذاتي فال ينظر من الوجه الذاتي إال ذلك ) ص(فمحمد؛نور أنى «: هل رأيت ربك، فقال): ص(الرداء وهو عين الوجه الذاتي، ولذلك لما سئل

أي هو عين ذاتي والرائي ال يرى ذاته في نفسه، وانما يرى ذاته في )] 342[(»راهأيقول . فأين الرائي وأين المرئي. المرائي، والمرائي كلها منازله المقدرة وهو عين النازل

الله نور {]35اآلية : النور: [كما أخبر عن نفسه بقوله» اهللا تعالى نور«): ص(ألني السراج، فأنا عين ذلك النور المنير، وحيث إني » أنى أراه«، } األرض السماوات و

النور المنير فما ثم غيري حتى أراه ألن النور ال تدركه األبصار ألنه عين األبصار،



فاألبصار ال تدرك نفسها في نفسها، فالنور ال يرى نفسه بنفسه ألنه المنير، وانما يدرك نوار، وجميع األنوار ممحوة بنور ذلك المنير، والمنير ممحو فيما انقسم منه من األ

بشمس الذات غيب فيها، كما أن الذات غيب، فالنور المحمدي مطلق كما أن الذات والقمر إذا *والشمس وضحاها {]1،2اآليتان : الشمس: [غيب مطلق، واذا قال تعالى

ظهورها في حقيقة القمر الذي هو اإلنسان :ضحاها] و[الذات، : ، فشمس} *تالها وقد تالها اإلنسان )] . 343[(»اهللا معطي وانما أنا قاسم«): ص(الكامل كما قال

الكامل ظهورا بالواحدية المنقسمة في المراتب العددية بال انقسام بل هو انقسام حكمي . قاسم عين المعطيال عيني، فتالها الكامل ظهورا، وفي الحقيقة ما تالها سواها، فال

. إذ ما عاشوا إال بوجوده} نحن قسمنا بينهم معيشتهم {]32اآلية : الزخرف: [قال تعالىواآلخر {]3اآلية : الحديد: [فانمحت آية الليل بآية النهار المبصرة، قال اهللا تعالى

إن الذين {]10اآلية : الفتح: [فهو المسمى باإلنسان الكامل بنص قوله تعالى} والظاهر ولذلك كان الحبيب ألنه عين جمال اهللا واهللا جميل يحب } يبايعونك إنما يبايعون الله

فمن . الجمال، فهو المحب المحبوب إذ ال سواه حتى يحبه، إن اهللا لغني عن العالمينال المطلق قرآنا وفرقانا، ومن تحقق فقد رأى اهللا حقيقة من حيث الكم) ص(رأى محمدا

.فهو كنز الذات المعروف بمظاهر معانيها من األسماء والصفات) ص(بمحمدوهذا ذوق نفيس وهو محط نظر القطب البارع والسراج الالمع سيدي أحمدبن إدريس ؛

قد و . قدس اهللا سره، ومن تشرف بهذا الذوق الكامل كان عين الرداء على الوجه اإللهيجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب «: في أهل الجنة) ص(قال

آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا ربهم تبارك وتعالى إال رداء الكبرياء وال شك أن رداء الكبرياء هو . ورداء كبريائه عينه)] 344[(»على وجهه في جنة عدنعين الرداء فهو المرئي ألهل الجنة ال رائي إذ ال غيره حتى اإلنسان الكامل، ومن كان

فالرائي والمرئي حضرات األسماء، )] 345[(» نور أنى أراه«): ص(يراه، كما قال .والكامل رداء كبرياء الذات فال يزال الكامل دنيا وآخرة غيبا



فاروقي النقشبندي وهذا مطمح نظر اإلمام الرباني مجدد األلف الثاني، الشيخ أحمد ال؛الرؤية األخروية حق، ولكن تصوره يذهبني من المحل، الناس : قدس اهللا سره في قوله

مسرورون بالرؤية الموعودة األخروية، وليس ابتالئي بسوى غيب الغيب ، وكل همتي طالبة ألن ال يخرج المطلوب من الغيب إلى الشهادة أصال، وال من السماع إلى

انتهى كالمه، وهو في غاية . من العلم إلى العين، ماذا أفعل هكذا خلقوني الشهود، وال .النفاسة شاهد على كمال التحقيق الذاتي الغيبي

وليس ابتالئي بسوى غيب الغيب، يعني به إنه غيب الغيب الذاتي الذي ال : فقوله؛ا المسرورون وأم. يدرك إال عين ذاته من كل مدرك، إذ شمس الذات ال تدرك سواها

بالرؤية الموعودة فيرون ربهم في الجنة وعلى وجهه رداء الكبرياء وأنا عين ذلك الرداء فهو نظير قوله . فما رأوا سواي وأنا عين الرائي والمرئي فال رؤية في حقي إذ ال غير

إن معاملتي وراء الجذبة : ويشهد لما قلناه قوله رضي اهللا عنه. » نور أنى أراه«): ص( :وهذا المعنى نظير قول الشيخ األكبر قدس سره. لسلوك ووراء التجليات والظهوراتوا لو ظهرنا للشيء كان سوانا؛

؛وسوانا ما ثم أين الظهور :ومن هذا قول اإلمام الرباني؛ يحرق بالنار من يمس بها؛

؛ومن هو النار كيف يحترق، فقربهم قرب أصل، )ص(صطفىوهذا المقام للصحابة بسبب تشرفهم برؤية جسم الم؛

وقرب األولياء قرب ظل، فيحتاجون . فال يحتاجون إلى الجذبة والسلوك والفناء والبقاءإلى الجذبة والسلوك والفناء والبقاء ليحصلوا على التحقيق بالعين المحمدية، وحسن

ة نقطة بحر العماء الذاتي ، المطلق: أما قوله رضي اهللا عنه. وجوه المعنى الصفاتي .الكلية التي رآها الصحابة الكرام عليه وعليهم وعلى التابعين أكمل الصالة وأتم السالم

)نقطة بحر العماء الذاتي(



قلت يا رسول اهللا أين كان ربنا : إلى حديث أبي رزين العقيلي، قال] العماء[يشير به ؛خلق العرش كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء ثم«: قال. قبل أن يخلق الخلق

)].346[(رواه ابن ماجه» على الماءالعماء حكم الذات بمقتضى اإلطالق ما فوقه هواء وما )]: 347[(قال الغوث الجيلي؛

فأفاد رضي اهللا عنه أن العماء حكم برزخي . تحته هواء، ما فوقه حق وما تحته خلقي، وهو السحاب عن العماء اللغو » ما فوقه هواء وما تحته هواء«: بقوله) ص(واحترز

الرقيق ألن الهواء فوقه وتحته، وهذا العماء المذكور في الحديث أمر حكمي يعطيه .الشهود فال ينافي وجود الخلق كما يتوهم

، قال »الفتوحات المكية«ولإلمام محيي الدين رضي اهللا عنه هنا بحث ذكره في ؛ قبل أن يخلق : السائل إن كان العماء من الخلق فالسؤال باق لقول: رضي اهللا عنه

هو هو فما معنى كينونته في نفسه : فإن قلنا. وان لم يكن من الخلق فما هو. الخلقأن : والجواب عند هذا العبد. ونفسه ليست محال له، وحيث كان كذلك فما هو العماء

العماء نسبة عدمية ال وجودية، وهذه النسبة يعطيها حال القابل بحسب ما يقام فيه من اآلية : الرعد: [قال اهللا تعالى. ود البرزخي الذي ال يتخلص لمحو وال إثباتالشهفنظر المشاهد هو الذي يعطي العماء واهللا تعالى في } يمحو الله ما يشاء ويثبت {]39

نفسه ال يقبل المحو وال اإلثبات، فظهوره عين بطونه ال فرق بالنسبة إليه، فما ثبت واهللا من حيث ذاته ال يحكم . إال بمن ظهر األمر له أو بطن عنه الظهور والبطون

. } إن لكم لما تحكمون {]39اآلية : القلم[عليه ظهور أو بطون بل الحكم منا علينا، ، فهو يقبل من الشؤون ما )] 348[(»أنا عند ظن عبدي بي«: يقول اهللا في الخبر

فما كان له اسم ] 11اآلية : الشورى[} % $ £ { كان في قابلية عبده وهو في نفسهوال صفة إال بنا، فنحن شؤونه وظنوننا التي هو عندها من جملة شؤونه، فهو عين ظن

: الرحمن: [فالظنون عين الشؤون التي قال في حقها. عبده كما هو سمع عبده وبصره} 8 7 6 5 4: قال تعالى. ته، فالشؤون عين هوي} كل يوم هو في شأن {]29اآلية



فالمحو عين . ، فمحى كل شيء بهويته وبهويته ثبت كل شيء] 3اآلية : الحديد[وما رميت {]17اآلية : األنفال: [الثبوت فهو ماحي في إثباته ومثبت في محوه، كما قال

} ولكن الله رمى{]17آلية ا: األنفال: [ثم قال. فانبهم األمر وآل إلى الحيرة. } إذ رميت وما {]17اآلية : األنفال: [أي هو عين محمد الجامع للضدين، أي هو الذي قيل فيه

الظاهر منه الرمي، فسلب عنه اسم محمد وأثبت له ) ص(وهو محمد} رميت إذ رميت العماء جمع الضدين، والضدان عين) ص(ومحمد. اسم اهللا ألنه هو الجامع للضدين

البرزخي الذي فيه ربنا، فهو هو في عين ال هو، وليس هو في عين هو، فنحن عين العماء الذي فيه ربنا ألننا وما نتقلب فيه عين شؤونه التي هي مظاهر هويته، وهو الظاهر فهويته عين المظاهر وعين الشؤون، فهو عين الوجود وعين ما يظهر في

، )]349[(»يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر«: ولذا ورد في الخبر. الوجودفمن سب الدهر فقد سبه ألن الدهر عين الوجود . فاندرج في الدهر العالم وأحكامه

والوجود ال يظهر إال بحكمنا كما هو عند ظننا، فنحن عين الدهر، فمن سب الدهر، وقد أخبر أن له الحكم، فنحن } كمون إن لكم لما تح {]39اآلية : القلم[فما سب إال نفسه

.عين الدهر، والدهر هو، فمن نحن ومن هو} ( ) { : ، وقال} *وأن ليس لإلنسان إال ما سعى {]39اآلية : النجم: [وقد قال؛وقد ظهرت هذه الحقيقة . فالدهر وصفنا. } سيجزيهم وصفهم {] 139اآلية : األنعام[

. »نحن الدهر من رفعناه ارتفع ومن وضعناه اتضع«: معاوية رضي اهللا عنه، فقالفي اآلية : يوسف: [فال أدري هل هو عن تحقق كمن قال. فأثبت أنه الرافع الخافض

.، أو هو منطق ال ناطق} إني حفيظ عليم {]55 تنبيهويح عمار تقتله «): ص(ال يجوز الطعن في معاوية لقتاله لعلي وال لقوله : استطراد؛

ألنه لما صالحه الحسن عليه السالم صار كالنائب عنه، فهو )] 350[(»الفئة الباغيةفالطعن فيه طعن فيمن واله . خليفة الخليفة فصحت توليته بتولية الحسن عليه السالم



وليس للروافض عذر بزعمهم أن الحسن واله جبرا ألن الحسن سيد مصلح ال مجبور على الحسن بما فعله قبل أن ) ص(وقد أثنى النبي. ا على معاوية لهلك معاويةولو دع

إن ابني هذا سيد وسيصلح اهللا به بين فئتين عظيمتين من «): ص(يفعله، فقال فمن أبغض معاوية رضي اهللا عنه يلزمه أن يلوم الحسن عليه )] . 351[(»المسلمين

). ص(ح شيئا استحسنه رسول اهللاواذا الم الحسن فقد استقب. السالم على ما فعللما فعله الحسن، وما يراه ) ص(فصحت تولية معاوية رضي اهللا عنه باستحسان النبي

يا «): ص(وقد قال . حسنا فيجب علينا استحسانه، ومن لم يستحسنه يكفر) ص(م فما أوصاه إال بالرفق، ول)] . 352[(»معاوية إذا وليت شيئا من أمر هذه األمة فارفق

من فعل الحسن الذي ) ص(يقل له يا معاوية تولى أمر األمة وأنت باغي لما يعلمه فطهر اهللا معاوية من . هو السيد والخليفة األصلي، ومن استنابه الخليفة فليس بباغي

البغي بسبب مصالحة الحسن عليه السالم له، واندرج معه في ذلك التطهير جميع من هو الالئق برفعة مقام الحسن عليه السالم والمناسب وهذا . وافقه وجميع من تبعه

أمان ) ص(لسيادته التي شهد له جده عليه الصالة والسالم، وكيف ال وأهل بيته ولو أحب الروافض الحسن حقيقة المحبة لما أبغضوا معاوية رضي اهللا عنه، . ألمته

جبرا، ولو لم يكن فإن الحسن عليه السالم لما صالحه ما داهن في دين اهللا وال والهمن نازع ابني : يقول) ص(، ولكان رسول اهللا)ص(فعله حسنا لما استحسنه رسول اهللا

فنعوذ باهللا من الخوض فيما ال يعني وال . هذا في الخالفة فقاتلوه وال تقبلوا مصالحتهاهللا اهللا في أصحابي فحبهم جميعا فرض على كل «): ص(سيما وقد قال

.أعلم واهللا)] 353[(»مسلم :وأما قول سيدي أحمد رضي اهللا عنه؛ )وحسن وجوه المعنى الصفاتي(

. حقيقة وجود وجوه المعنى المتفرق في الصفات) ص(يشير به أن اإلنسان الكامل ؛ والمعنى الصفاتي المتفرق في الوجوه واالعتبارات الحكمية هو الوجود المطلق، فهو



وبهاؤها وزينتها، وليس ذلك إال وجودها حسن تلك الوجوه أي جمالها ونورها ) ص(الدهري الذي ما أتى الحين منه إال على اإلنسان الكامل، الذي هو الوجود المتقدم

والحين الذي أتى عليه من الدهر هو البطون الذاتي الذي هو غيب االسم . والمتأخره وباطنه، فاإلتيان فالحين الدهري باطن اإلنسان الكمال، فما أتى عليه إال غيب. الدهر

.منه إليهفباعتبار غيبه البطوني هو في عماء بنفسه عن نفسه، وذلك كنز ذاته المخفي ؛

فبهذا االعتبار لم يكن شيئا مذكورا، بل هو عين يشرب بها . الماحي بوجوده األعيانعباد اهللا وجودهم، وحقيقة مطلقة ال تتعين باسم من األسماء وال بوصف من

فال تكون هذه الحقيقة مذكورة باسم من األسماء، وال يقال لها شيء ألن األوصاف، .الشيء هو المعروف، وتلك الحقيقة كنز مخفي

وباعتبار شؤون تلك الحقيقة التي هي األعيان الثابتة تنفجر تلك العين الوجودية ؛ ة مطلقة باألسماء والصفات، فال تفجير لها إال من حيث المراتب الثبوتية ألنها حقيق

وجودية ونور ذاتي محض، فانصبغت بوجوده األعيان الثابتة المتفرقة المجموعة بصورة أرض وسماء : فقيل. اإلنسان الكامل، فظهرت شؤون اهللا فهي تفصيل اإلجمال الذاتي

فما فجرت هويته إال المراتب . وروح وجسم وماء ونار وهواء وتراب، وما ثم إال هورونها تفجيرا{]6اآلية : اإلنسان: [هي العين، فلذا قال تعالىالثبوتية وهويته . } يفج

ومن هنا يفهم . فالوجود للعين والتفجير منا، إذ لوالنا ما ظهر ولكان كنزا مخفيا .»لوالك يا محمد ما خلقت سماء وال أرضا «: الحديث

، )ص(و حقيقة محمده: وان قلت. إن الكنز المخفي هوية اهللا، صدقت: فإن قلت؛ .واهللا أعلم. صدقت

عين الوجود وحقيقة العابد والمعبود، قال رضي اهللا ) ص(ولما كان اإلنسان الكامل ؛ :عنه

)غيب هوية الهويات، وشهادة إنية اإلنيات(



أي هو الجامع لحقيقة الغيب والشهادة، ألنه معنى اسم اهللا الدهر الذي هو الوجود ؛ م الشهادية والمراتب الحكمية واألعيان الثبوتية، فغيب الهوية المطلق الظاهر باألحكا

وشهادة اإلنية بالنسبة لبعضها مع البعض، فيطلق على الوجود بأنه ظاهر أو باطن بالنسبة لما أعطته من أحكامها المقيدة، وكذلك األولية واآلخرية بل سائر المراتب إلى

والفرح والعجب والمكر والكيد ما ال يتناهى، حتى انسحب على الوجود الضحكحتى قال بعض من غلبه . واالستهزاء والسخرية والظمأ والمرض والجوع والنسيان والشك

)]:354[(الشهود من أرباب األحوال وما الكلب والخنزير إال إلهنا؛

؛)]355[(وما الله إال راهب في كنيسةور الوجود المطلق، فنسبت إليه وما ذاك إال من انصباغ تلك األحكام الثابتة بن؛

: الشورى[أسماؤها تفصيال، وما ثم إال نور الوجود الذاتي فهو غيب في عين التفصيل .} ليس كمثله شيء وهو السميع البصير {]11اآلية

:ثم قال رضي اهللا عنه؛ ))ص(لمعظم مجلى سلطان سر اسمك األعظم محمد، قبلة وجوه تجلياتك ا(اعلم، أيدك اهللا، أن المجلى محل الجالء الذي هو الظهور، والظاهر ال بد له من ؛

وهو تعالى نور محض ووجود مطلق ال يقبل من حيث إطالقه . صورة ينجلي بهاالصورة، فال بد من المرائي الحكمية التي لها قبول الصور لينجلي الحق فيها بصورها،

فالمرائي هنا عين ما يظهر . ن الممكنات وصور الموجوداتفكانت تلك المرائي أعيافيها من صورها، فمرآة الحق في كل شيء عين صورة ذلك الشيء، فيرى الحق نفسه من حيث معاني أسمائه المختلفة في الصور التي هي مظاهره من حيث أسمائه، فلكل

رة خاصة بذلك اسم إلهي مرآة يظهر بها الحق من حيث ذلك االسم، وتلك المرآة صو االسم، كالحفيظ والعليم مثال، فإنهما ال يظهر معناهما الذي هو الحفظ والعلم إال في

اآلية : يوسف: [فقال يوسف عليه السالم عن نفسه. صورة يشاهد منها الحفظ والعلم



وقد قال تعالى . فمرآة الحفيظ العليم عين الصورة اليوسفية} إني حفيظ عليم {]55، والعفو ال بد له من مظهر يظهر } خذ العفو {]199اآلية : األعراف): [ص(محمدل

. منه ألن العفو معنى ال يقوم بنفسه فكانت الصورة المحمدية مظهر االسم العفوفهو تعالى عين أسمائه وأسماؤه نور مطلق فال بد من ظهور ذلك بمرائي . وهكذا

.عفو حفيظ، عليم غافر، وهكذا: فيهمختلفة لتختلف عليه األسماء، فيقال إذا علمت ذلك علمت أن صور الوجود الظاهر هو ظهور اهللا تعالى بصور أسمائه ؛

، فظهر } *وعالمات وبالنجم هم يهتدون {]16اآلية : النحل: [قال تعالى. الحسنى، } ابيل تقيكم الحر سر {]81اآلية : النحل: [وقال تعالى. االسم الهادي بصورة النجم

فارزقوهم منه وقولوا {]8اآلية : النساء: [وقال. فظهر االسم الواقي في صور السرابيل، فظهر تعالى من حيث اسمه الرزاق في صورة من أنفق على أولي } لهم قوال معروفا

قل للذين آمنوا {]14اآلية : جاثيةال: [وقال تعالى. القربى واليتامى والمساكين وغيرهم .، فظهر في صورهم باسمه الغافر} يغفروا للذين ال يرجون أيام الله

والحاصل أن العالم على تفرقه واختالفه معاني األسماء اإللهية، فكل من افتقر ؛ اهللا تعالى، ولذلك قال لصورة من صور العالم فهو في الحقيقة مفتقر السم من أسماء

، واكتفى بهذا االسم } ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله {]15اآلية : فاطر: [اهللا تعالى. الجامع عن التفصيل، فإن االسم اهللا ينوب عن كل اسم إلهي وال ينوب عنه شيء

والمحتاج . يا اهللا، ومراده المنجي: والغريق يقول. يا اهللا، ومراده الشافي: فالمريض يقولفبهذه اآلية الكريمة أطلق اهللا على كل ما يفتقر إليه لفظ . يا اهللا، ومراده الكافي: يقول

اهللا ولكن ضمنا وكناية ال صراحة، فسلب اهللا اسم كل ما يفتقر إليه عنه وسماه باسمه : يه ألنه غيور كما وردالجامع وهو اهللا، وحمى مقام ألوهيته أن يشارك في االفتقار إل

، فما أشرك باهللا أحد من حيث اسمه اهللا، وهذا االسم )] 356[(»ال أحد أغير من اهللا«: وما ورد من التبري من قوله. ال يمكن أن يتبرأ منه مخلوق من حيث الجمعية البتة

أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عمال أشرك فيه غيري فأنا منه «



أشرك فيه غيري، أي في زعمه : فقوله. فهو راجع للشرك ال للمشرك، )] 357[(»بريءفأنا، أي ذاتي ووجودي الدال عليه االسم اهللا، : ولذا قال. ألن وجودي ال يقبل الغيروهو أي الشرك للذي أشرك ألن الذي أشرك ال يقدر أن . منه، أي من الشرك بريء

: المائدة: [ولذا قال تعالى. الفعليستبد بأمر نفسه فال بد من افتقار إلى من يشركه بحتى أن األسماء اإللهية تتعاون فيستعين الخالق . } وتعاونوا على البر والتقوى{]2اآلية

.بالباري، والباري بالمصوربه يندرج كل ] من[وكيف يفتقر إلى شيء . وأما االسم اهللا فال يفتقر إلى أمر معين؛

شركاء عن الشرك، فغناه أنه عين كل شيء وذاته، ولذلك كان كل شيء فهو أغنى الفمحى بوجوده كل شيء، وسلب كل شيء عن . من يفتقر إلى شيء فقير إلى اهللا

فهذا . اسمه، وأثبت أنه هو اسم كل شيء، وأنه المسمى باسم كل شيء يفتقر إليهشيء وقاسم كل االسم الذي هو اهللا ال يضر معه شيء، ألنه يقاوم كل شيء وهو كل

شيء، وهو اسم لكل شيء شرعا بطريق الكناية، وال يجوز الظاهر في إطالقه على : أحد بطريق الصراحة إال على اإلنسان الكامل الجامع، فهو كما قال سيدي أحمد

.مجلى سلطان سره: قال تعالى. فصورته هي مظهر معنى األلوهية، ومعناه الذات الدال عليها االسم؛. ، فأطلق عليه اسمه صراحة} إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله {]10اآلية : حالفت [

فاهللا عين الرامي . } وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى{]17اآلية : األنفال: [كما قاله عبارة عن مجلى سلطان سره، وسلطنة سر ) ص(، فمحمد)ص(في صورة محمد

جمعيته لكل اسم إلهي، ولذلك كان هو االسم األعظم ألنه الجامع المؤتي جوامع الكلم، .فهو مجلى السم اهللا الجامع، أي مرآة ظهوره من حيث الصورة والشكل

هو المرآة الكاملة التي انطبع بها كل ) ص(وأما من جهة حقيقته ومعناه، فحقيقته ؛ل، فالذات المحمدية هي المرآة العظمى لكل شيء، صورة، وهي المتشكلة في كل شك

بمعناه وصورته تمام الوجود جمعا ) ص(والشكل المحمدي مرآة الذات المحمدية، فهو



ألن جميع » محمد قبلة وجوه تجلياتك المعظم«: وتفصيال فلذلك وصفه أيضا بقولهه سلطان حضرات األسماء اإللهية تستقبل صورته الكريمة بتجلياتها الفياضة حيث إن

قف إن ربك «: ولذا توجه الخطاب اإللهي عليه بقوله تعالى في حديث اإلسراء. الذاتوصالة ربه صالة جميع األسماء اإللهية، وصالة األسماء وصلتها )] . 358[(»يصلي

فكان محمد . بالمظاهر، إذ المظاهر عين الظاهر ألنه ال يظهر من الظاهر إال صورتهالجامع للمظاهر كلها بنوره الظاهر، ولألسماء كلها من حيث تجليات قبلة اهللا) ص(

. وجوه هذا االسم األعظم، وكل وجه منها فهو وجهه الندراج الجميع في وجهه الذاتيمجلى ) ص(وحيث إنه . } فأينما تولوا فثم وجه الله {]115اآلية : البقرة: [قال تعالى

عظم، وقبلة وجوه تجلياته المعظم، فما ثم وجه إال وجهه، فأينما سلطان سر االسم األفي كل وجه من وجوهه، صالة وتسليما، يتوجهان إلى ذاته ) ص(تولوا فثم وجهه

الكريمة بجميع أنواع التجليات التي ال تتوجه وجوهها إال إلى قبلة ذاته المحيطة بكل مشهود وجه، فكل مشهود في الوجود فهو مرآة في كل) ص(فله . متوجه ومتوجه إليه

من حيث صورته الخاصة مرآة جامعة لجميع ) ص(من المرائي المحمدية، وهو والمؤمن مرآة أخيه، فإذا انجلت المرآة المحمدية المطلقة في مرآتك المقيدة، . المرائي

، فقد ولبست مرآته غير صورته الجامعة الظاهرة في مرآتك المقيدة بحسب استعدادكرأيت مرآته في مرآتك كما يرى الشخص نفسه في مرآة فيها صورة مرآة أخرى، وتلك المرآة الظاهرة في المرآة التي رأى نفسه بها فيها صورة أخرى، فرأى في المرآة التي رأى

.نفسه بها المرآة األخرى وما فيهارآتك المقيدة التي وكذلك المرآة المحمدية المطلقة تتجلى لك بصورته المطلقة في م؛

ترى بها صورتك المقيدة، ولكن إذا رأيت صورته المطلقة ببصرك المقيد فقد تنزلت لك : ومن هنا قال اإلمام محيي الدين رضي اهللا عنه. الصورة بحسبك وبحسب قدر بصركفهذه . ال ببصرك) ص(ولكن ببصر محمد) ص(اطلب رؤية اهللا تعالى في مرآة محمد

كما يظهر بصورته المطلقة في صورتك المقيدة كذلك ) ص(، ألنه أعظم رؤية هللا تكون



فمن رآه به فهو الرائي نفسه بنفسه فأنت إذا . يظهر بصره المطلق في بصرك المقيد .عينه حين ما يفتح لك اإلطالق من عين التقييد

ولما انجلى هذا المشهد لمريد الشبلي في صورة الشبلي، قال له أستاذه الشبلي رضي ؛وقد رآه الغوث الجيلي في صورة . نعم: أتشهد أني محمد رسول اهللا، فقال: عنهاهللا

أستاذه الغوث سيدي إسماعيل الجبرتي رضي اهللا عنه، وما ذاك إال أن المرائي كلها تظهر بها صورته حسب استعداد المرآة التي يظهر بها، إذ للمرآة حكم في ) ص(مرائيه

لكبر والصغر والطول والعرض واالستقامة واالنحراف الصورة التي تظهر بها بحسب ارؤية اهللا في : فلذا قال اإلمام محيي الدين رضي اهللا عنه. والصفاء والكدورة وغير ذلك

على مزاج ) ص(مرآة محمد أعظم رؤية هللا تكون، ألن الصورة المحمدية الخاصة به مدي فقد رأى اهللا من حيث اإلطالق واالستقامة الكاملة، فمن رأى اهللا في المجلى المحوهذا مطمح نظر الغوث . اهللا ال من حيث اسم خاص، بل من حيث االسم الجامعمجلى سلطان سر اسمك : الكامل والبحر الشامل سيدي أحمد رضي اهللا عنه في قوله

:ثم قال رضي اهللا عنه) . ص(األعظم محمد قبلة وجوه تجلياتك المعظم ]شرح الصالة الثالثة عشر[! " £$ )اللهم صل على الكمال المطلق والجمال المحقق(يريد رضي اهللا عنه بالكمال المطلق والجمال المحقق صورته، يعني اللهم صل على ؛

فيكون الذي طلب منه الصالة عليه معناه . صورة الكمال المطلق والجمال المحققد صورة الكمال المطلق ال معناه المرا: وانما قلنا. الغيبي المعبر عنه بماهية الحقائق

ليثبت بذلك مصلي ومصلى عليه، واال فلو أردنا بالكمال المطلق الذات الغنية عن العالمين النمحت سائر األحكام واألسماء والصفات والوجوه واالعتبارات، فال يكون

قيقة، فلذلك حكمنا أن الكمال المطلق، وان لم يقبل التجزي ح. مصلي وال مصلى عليه



واعتبار الشهادة . اعتبار الغيب وهو المعنى المحمدي: فال بد أن يالحظ له اعتباران :قال األبوصيري قدس سره. وهو الصورة المحمدية

؛»فهو الذي تم معناه وصورته«؛وأما في الهوية والحقيقة فهما أمر واحد ال . فالمعنى والصورة مختلفان حكما واعتبارا

ك أحدهما عن اآلخر، إذ ال يظهر الظاهر إال بالمظهر، مع أننا ال نرى يمكن انفكافال فرق في الوجود بين الظاهر والمظهر، وانما الفرق أمر . ظاهرا إال عين المظهر

.حكمي لتتميز المراتب، ال أمر عيني ألن الهوية ال تتجزأعين الكمال ) ص(كان إذا : وبما قررناه اندفع ما استشكله بعض إخواننا حيث قال؛

المطلق بمعنى الذات المحيط بسائر الوجوه واالعتبارات فمن أي مرتبة تكون الصالة فكيف يصلي عليه مع . من مرتبة التقييد، فالتقييد دون الكمال المطلق: فإن قلنا. عليه

مال وقد أسندنا الك. اللهم إال من له الكمال المطلق: أنه دونه على أنه ال ينادي بقولناوهذا اإلشكال وارد . المطلق للمصلى عليه وحينئذ فمن المصلي ومن المصلى عليه

وما في معنى ذلك من بقية . اللهم صل على طامة الحقائق الكبرى: أيضا على قولهوقد اندفع اإلشكال بما قررناه وهللا الحمد، فالصالة من اهللا عليه بمعنى . الصلوات

وصلة إال بسقوط السوى ورفع الضمائر، كما قال ابن الفارض الوصلة وال تتحقق ال :رضي اهللا عنه

؛»فقد رفعت تاء المخاطب بيننا«؛فبصلة غيبه لشهادته بالفيض الذاتي ينجلي سر ذاته لذاته، فينمحي اسم الغيب ؛

والشهادة بانفراد ذاته بذاته، فيرى ذاته بذاته برؤية هي عين ذاته، فهو بهذا الكشف عين المصلي والمصلى عليه كما أن الحق تعالى من حيث الغيب هو المعطي، ومن حيث ظهوره بالمظاهر طلب القرض من عباده وأخبر أنه يأخذ الصدقات، فهو المعطي

وما جاء اسم اإلعطاء واألخذ إال من اختالف المظاهر مع أنه بنفسه . اآلخذ ال سواه .لنفسه هو الظاهر



ما {]17اآلية : النجم: [سر اإلشارة بقوله تعالى في شأن الرؤية المحمديةوالى هذا ال؛ فمن فتح له من حقيقته هذا المعنى فقد صلى اهللا عليه كما . } *زاغ البصر وما طغى

هو الذي يصلي عليكم {]43اآلية : األحزاب: [قال تعالى). ص(صلى على نبيهأي من ظلمات شهود الكثرة إلى نور } ه ليخرجكم من الظلمات إلى النور ومالئكت

إنا {]1اآلية : الفتح: [الوحدة، فيحصل لكم ما حصل لنبيكم بالوراثة من قوله تعالىأي ليستر } لله ليغفر لك ا{]2اآلية : الفتح[، أي كشفنا لك عنك } *فتحنا لك فتحا مبينا

أي } ما تقدم من ذنبك وما تأخر {]2اآلية : الفتح[لك اهللا بأحدية ذاتك المكشوفة لك فالذنب هو الكثرة الحكمية مأخوذ من مادة الذنب . صور هذه الذات المتقدمة والمتأخرة

لها، ومغفرتها الذي هو التابع للصورة، فكذلك الكثرة ظل نور األحدية فهي تابعة بحقيقته الوجودية، وبذلك تتم النعمة منه عليه ويهدي صراط ذاته المستقيم كما قال

من مات «): ص(قال ] و. [} *وكلهم آتيه يوم القيامة فردا {]95اآلية : مريم: [تعالىامة ذاته ، فإذا مات بغنائه عن خلقيته الحكمية قامت قي)] 359[(»فقد قامت قيامته

الحقية، فأتى من حيث الظهورات المختلفة منه إليه، وهو بذاته فرد الحقيقة بال تعدد مع ، فهو } *وتقلبك في الساجدين {]219اآلية : الشعراء: [ظهور التعدد، كما قال تعالى

£ ! " { : لىقال تعا. المتقلب بهم بحقيقة ظهوره، وهم صوره، وما في الوجود إال ساجدفنسب السجود للظاهر مع أنه في الحقيقة للمتقلب بهم ] 49اآلية : النحل[' } × % $

الذي هو الظاهر، فهو الساجد بهم لنفسه ألنه عين كل ساجد ومسجود له، ومن كان كذلك فله الكمال المطلق ألن كماله بذاته، فال يفتقر ألمر خارج عن ذاته يكون زائدا

)] . 360[(»ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس«): ص(قال . عليهفيسأل ذاته بذاته لذاته، ويستقرض . للتحقق الذاتي الذي به الكمال المطلق) ص(فأشار

من ذاته بذاته لذاته، فيظهر من حيث مظاهر ذاته باسم المعطي، وباسم اآلخذ، وباسم علقات ذاته لم تخرج عن ذاته فله ومن كانت سائر مت. المقرض، وباسم المستقرض

الكمال المطلق والجمال المحقق، وال يكون هذا الكمال إال لمظهر اإلنسان الكامل



وان لك ألجرا غير ممنون {]3اآلية : القلم: [، فأجره غير ممنون كما قال تعالى)ص(ود المطلق الواحد في كل ، أي ما ثم سواك بالحقيقة يمن عليك، فهو إنسان الوج} *

: فصدق فيه قول اهللا تعالى. إنسان، كما أن الواحد واحد في جميع األعداد المتكاثرةأي ال يرى جزءا من صور } *وأن ليس لإلنسان إال ما سعى {]39اآلية : النجم[

اإلنسان، فليس فلله در . المشتهيات، أو من مجالي المشاهدات إال ما هو عين سعيهفي اإلمكان أبدع منه ألنه نسخة األكوان وصورة الرحمن، وال أبدع من صورته الجامعة

فآثارها ال أبدع منها ألن اهللا . لحقائق أسمائه التي ال يمكن تبدلها حتى يكون أبدع منهاتعالى إذا ظهر مثال باسم من أسمائه في العالم، فظهر ذلك االسم بحقيقة معناه

في اإلمكان أبدع من اإلماتة، وأن اهللا لو لم يمت أحدا في : ت مثال، ال يقالكالمميواذا انعدم أثره زال . الدنيا لكان أبدع وأحسن، ألن ذلك يقتضي انعدام أثر االسم المميت

.حكمه، واذا زال حكمه زالت وجود اسميته هللا تعالى، وذلك محال فإن القديم ال يزول. ليس في اإلمكان أبدع مما كان: ضوان اهللا عليه في قولهفصدق حجة اإلسالم ر ؛

فللعالم الكمال المطلق والجمال المحقق، ألنه كله مظاهر واهللا هو الظاهر وال أكمل وال أجمل منه تعالى، بل هو عين الكمال المطلق والجمال المحقق، وله كل صورة ومعنى

دس عن السوى، فليس إال من حيث إن له األسماء الحسنى تعالى وجل جالله وتق :جماله وكماله كما قيل

؛)]361[(»هذا الوجود جميعه إشراقكم«؛: الكمال الذاتي، والكمال الثاني: واعلم، رحمك اهللا، أن الكمال كماالن، الكمال األول

قال . فالكمال الذاتي تستوي فيه سائر األعيان، وجودية أو ثبوتية. هو الكمال العرضي ألنه عبارة عن هوية اهللا } ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت {]3اآلية : ملكال: [تعالى

المطلقة التي ال تتجزأ، وهذه الهوية يستوي بها سائر المظاهر والمراتب بأمهاتها األربع وما {]50اآلية : القمر: [قال تعالى. التي هي األولية واآلخرية والظاهرية والباطنية

، فال تفاوت في هذه الحضرة ما بين حسن وقبيح } *مرنا إال واحدة كلمح بالبصر أ



وسعيد وشقي، ألن األسماء والنسب والمراتب تنمحي بوجود الحضرة الذاتية وتضمحل فالكمال الذاتي حقيقة كاملة ال تقبل النقص بوجه من الوجوه، فال تفاضل . فال تظهر

عالم من جهة الكمال الذاتي، بل أسعد المخلوقات وأشقى المخلوقات فيه بين طبقات الفالكمال الذاتي هو البحر الطهور ماؤه الحل ميتته، أال ترى أن سائر . على السواء

.النجاسات متى وردت على البحر استحالت ماء طاهرا مطهرا أليست «: قالإنها جنازة يهودي، ف: جنازة فقام لها، فقيل له) ص(مرت بالنبي ؛

الكمال الذاتي والهوية المطلقة إذ الحقيقة ال تجزؤ ) ص(فاعتبر )] . 362[(»نفسا ): ص(وقال . } من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه {]15اآلية : اإلسراء: [قال تعالى. فيها

)].363[(»من عرف نفسه عرف ربه«النفس ترى ظاهرا صور )]: 364[(»شجون المسجون«قال الشيخ األكبر في كتابه ؛

فأفاد . فالوجود بما فيه هو دخول صورها في متصورها. معانيها، وباطنا معاني صورهاغاية . رضي اهللا عنه أن النفس ال ترى في جميع ما تراه سواها، وال تهتدي إال إليها

هرها األمر إما أن تكشف باطنها وهو المعاني من ظاهرها وهو الصور، أو تكشف ظا .وذلك هو الكمال الذاتي األحدي، فافهم. وهو الصور من باطنها وهو المعاني

يرفع الله {]11اآلية : المجادلة: [وأما الكمال العرضي فهو الذي قال تعالى في حقه؛ سل {]253اآلية : البقرة: [، وقال} الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات تلك الر

لنا بعضهم على بعض لنا بعض النبيين {]55اآلية : اإلسراء: [، وقال} فض ولقد فضفهذا الكمال كمال المراتب وشرفها، إذ من المعلوم أن مرتبة السلطنة . } على بعض

وفي . لوزير في الحقيقة اإلنسانيةمثال أشرف من مرتبة الوزارة مع استواء السلطان واهذه الحضرة يتميز الحسن من القبيح، والسعيد من الشقي، فهو كمال حكمي اعتباري

وهذا الكمال سار في األشياء باعتبار االفتقار إليها من المحتاجين، فهو . ال عيني ذاتيلمطلوبها كمال نسبي يزيد وينقص باعتبار المطالب والحاجات من القوابل المناسبة

فالظامي مثال ال أكمل عنده من الماء، والجائع ال أكمل عنده من الطعام، والعريان ال



وهذا هو الكمال األسمائي بعينه، فكل من كان . أكمل عنده من اللباس الساتر وهكذاأجمع كان أكمل، فإن من تجلى اهللا عليه باسمه العليم الحكيم مثال، هو أكمل ممن

). ص(فالجامع لألسماء الكاملة أكمل الرسل وهو محمد. سم واحد منهماتجلى عليه باالحقيقة المحمدية، ألنه جامع األذواق كلها : فلما جمع مراتب الذات نسبت إليه، فقيل

فكل رسول جامع لكمال خاص به ومجموعهم عليهم . وشريعته جامعة الشرائع كلهاأوتيت جوامع «: ما قالالصالة والسالم جوامع وهو عين الجوامع كلهم، ك

، فكماله عين الكمال المطلق، وجماله هو الجمال المحقق ألنه هوية )] 365[(»الكلمالكمال الجامعة لجميع تفاصيل أنواع الكمال، فهو حقيقة الوجود والشاهد المشهود،

فلذلك وصفه اهللا بالسراج المنير، إذ من نوره . والواحد الظاهر في كثرة العدد والمعدود ).ص(ألول استنارت سائر األنوار، فهو نور اهللا األعظم ووجود من تأخر أو تقدم ا :ثم قال رضي اهللا عنه؛ )عين أعيان الخلق، ونور تجليات الحقـ وفي نسخةـ ونقطة تجليات الحق(عين النور الذي هو نقطة دوائر الوجود الظاهر في العابد ) ص(والمعنى واحد، ألنه ؛

. لخلق مندرجة في عينه الكاملة، وتجليات الحق عين أنواره الشاملةفأعيان ا. والمعبود :وهللا در القائل. فحقيقته ال تدركها األبصار بل ال يرى منها إال اآلثار

حجبوك عن مقل األنام مخافة ؛ ؛من أن تخدش وجهك األبصار

فتوهموك ولم يروك فأصبحت ؛ ؛ك اآلثار من وهمهم في خد

فما حجب ذاته إال األسماء المختلفة الظاهرة بصور الوجود المختلفة، فتوهم الراؤون ؛للمظاهر أنهم أدركوا كنه الظاهر، فحكم وهمهم على خده األحدي باألثر مع أنهم لم

فبسبب ذلك نسبوا إليه أحكامها، وهو عين أحكامها، إذ هو عند . يعرفوا منه إال الصور. الوهم قابل لما للوهم من الحكم، والجهل فيه غين العلم، فذاته عين اآلثارالظن، و



وقد أشار ابن الفارض رضي اهللا عنه . وبهذا االعتبار كان الوهم عين إدراك األبصار :لهذا السر الفائض فقال

ما بين ضال المنحنى وظالله؛ ؛ضل المتيم واهتدى بضالله

م حجبوه، ونور تجليات الحق الذي فيهم عرفوه مع فهو عين أعيان الخلق الذين به؛أنهم ما عرفوه حقيقة بل توهموه، فظهرت في وجوده آثارهم ونسبت إليه أسماؤهم

فليت شعري هل األمر هو ال هم، . وأخبارهم، وتلك اآلثار واألخبار هي الوجود بعينه .أو هم ال هو، أو هو هم وهم هو

رق الزجاج وراقت الخمر؛ ؛فتشاكل األمرفتشابها

فكأنما خمر وال قدح؛ ؛وكأنما قدح وال خمر

فبنور تجليات الحق ثبتت أعيان الخلق، فكان ذلك النور عين أعيان الخلق وما ثم إال ؛فماذا بعد الحق إال {]32اآلية : يونس[عين واحدة، فالحق وجود محض مطلق

الل : قال تعالى. ثر الحكمي في الخلق أضل عن الحقوليس إال الخلق، فالتكا. } الضوالتكاثر من اختالف األسماء على الحق، فظهرت } *ألهاكم التكاثر {]1اآلية : التكاثر[

معانيها الباطنة الحقية بشهادة الصور الخلقية، فكان الخلق مجلى اسمه الظاهر فيه ، } فأنى تصرفون {]6اآلية : الزمر[ق فكان الضالل عنه، فتكاثر الخلق عين وحدة الح

} على الباطل {]18اآلية : األنبياء[، وهو الوجود } بل نقذف بالحق {]18اآلية : األنبياء[بنور ظهوره } فيدمغه {]18اآلية : األنبياء[وهو الصور الحكمية الثابتة في رتبة اإلمكان

فلوال ما هو ثابت ما زهق بظهور الحق، فالصورة } فإذا هو زاهق {]18اآلية : األنبياء[زاهقة بظهور الحقيقة، وال تظهر الحقيقة إال بصورة فتزهق صورة وتظهر غيرها، والعين

فالدامغ ظهوره والزاهق بطونه، فقذف . واحدة فما قذف إال بنا علينا وما زهقنا إال بنا



كما أن ظهوره عين بطونه، فبالبطون ظهر، وبالظهور بطن، صورة عين زهوق صورة،فما بطن إال الظاهر وما ظهر إال الباطن، فالظاهر عين الباطن، فالدامغ عين الزاهق،

:فالحق عين الخلق، والكشف عين الستر، كما قيل أحبك واألستار تحجب بيننا؛

؛فكم مرة عني تسترت بالكشف :جالء الغين عن نور العين

ألم *أيحسب أن لم يره أحد {]7،8اآليتان : البلد: [اعلم أن اهللا تعالى قال في اإلنسان؛أي يرى بهما نفسه، فله عين حقية يرى بها وجه خلقيته، وله عين } *نجعل له عينين

تلك الحقيقة، فبذلك السبب وب. خلقية يرى بها وجه حقيته، وكل وجه منهما مرآة اآلخرالذي هو قلب حقيقة ) ص(وصف سيدي أحمد ـ رضي اهللا عنه ـ اإلنسان الكامل

ما وسعني «: أشار بذلك لحديث. الوجود بأنه عين أعيان الخلق ونور تجليات الحق، أي حقيقته، فقلب عبده )] 366[(»أرضي وال سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن

فحقيقة . لوجود، المتعينة بأحكام الشاهد والمشهودالمؤمن هو الذات المتقلبة بصور االمؤمن التي هي وسعت سائر صور الحق ومجاليه، فوسعت الحق من حيث الفرقان األسمائي، فهو وسع الذات لصفاته ألن اهللا أجل وأعلى أن يسعه سواه، فقلب المؤمن

الوجهين يظهر الحق والخلق، وكل من : باطنه وسره، وهو هوية الذات ولها وجهانفقد يظهر الحق بصورة . بصورة اآلخر، فصورة الحق التنزيه، وصورة الخلق التشبيه

وقد يظهر الخلق بصورة . الحديث)] 367[(»جعت فلم تطعمني«: التشبيه فيقولد أبا أحد من رجالكم {]40اآلية : األحزاب: [التنزيه كقوله تعالى مع أنه } ما كان محم

أبو القاسم وأبو إبراهيم وأبو الزهراء، نزهه أن ينسب إليه أحد ألن األحد ال يقبل ) ص(قل إن كان للرحمان {]81اآلية : الزخرف: [النسبة ولذا سماه باسمه األول فقال تعالى

ل العابدين فالمشاهد . الساجدينوأخبر عنه من كونه قلبا أنه يتقلب في . } *ولد فأنا أوأربعة لثالثة، فمن الناس من يرى وجه الخلق بعين الخلق وهم العوام، ومنهم من يرى



وجه الحق بعين الحق وهم أهل تجريد التوحيد من الخواص، ومنهم من يرى وجه الخلق بعين الحق ووجه الحق بعين الخلق وهم خواص الخواص، فيرون وجه التنزيه بعين

:لتشبيه بعين التنزيه، كما قيلالتشبيه ووجه ا كالنا ناظر قمرا ولكن؛

؛رأيت بعينها ورأت بعينيما سمي : والى هذا السر أشار الغوث الكامل سيدي علي وفا رضي اهللا عنه بقوله؛

القلب قلبا إال ألنه في العلم األزلي حق بطن في قوته خلقه فانقلب في العلم األبدي فهذا الحق في األزل بيت عبده، وهذا الخلق في األبد بيت . فصار خلقا بطن فيه حقه

وكما ظهر الخلق بالحق أزال كذلك ظهر الحق بخلقه أبدا، وأطال في تحقيق هذا . ربهالمعنى، فالقلب الذي وصفه سيدي علي وفا رضي اهللا عنه بطريق الرمز واإليماء،

أنه قلب الوجود وهويته كشفه سيدي أحمد رضي اهللا عنه بلسان التصريح والتحقيق بوحقيقته، وهو اإلنسان الكامل الناظر بالعينين الظاهر لنفسه بالوجهين، فهو الواسع

وتقلبك {]219اآلية : الشعراء: [فقوله تعالى. لظهور الذات بشؤون األسماء والصفاتفافهم، } وم هو في شأن كل ي {]29اآلية : الرحمن: [بمنزلة قوله تعالى} *في الساجدين

.فليس بعد هذا البيان بيان وصل

إذا انشقت منك سماء الجنان وأشرقت شمس العيان، وبدا نور تجليات الحق ظاهرا في ؛أعيان الخلق، انجلت عروس الكمال المطلق والجمال المحقق، فتشهدها في كل صورة

رب من كل كأس ضربا، فمن مع أنها ليست بمحصورة، فتهيم في كل شيء طربا وتش )]:368[(سكر بشمول تلك الشمائل انكشف له ما عناه القائل

تثنت فخلنا كل عطف تهزه؛ ؛قضيب نقا يعلوه بدر تمام



فالتثني تجليات الجمال واللطف وجواذب اإلحسان والعطف، فإذا انكشفت له المعاني ؛عطف، أي كل مظهر وصورة تهزه، أي تظهر به تلك في الصور واألواني يخال كل

المحبوبة األحدية الذات، قضيب نقا العتداله في ذاته واستقامته في صفاته ألن كل صورة لها االعتدال في نقاء األحدية، فهي من جهة انجالء الكماالت اإللهية بها

ال المطلق والجمال والمحاسن األسمائية بدر تمام، وهي الصورة المحمدية التي لها الكمفبهذه المالحظة كانت في غاية االستقامة وكمال االعتدال، فكل مظهر صورة . المحقق

فله في كل صورة في الوجود الكمال المطلق ) ص(مستقيمة معتدلة من صور محمدفإن اهللا جميل يحب الجمال . والجمال المحقق، فهو حبيب اهللا الجميل في كل صورة

الجميل، فجماله ظاهر في كل صورة، فكل صورة مظهر هو الحبيب ) ص(ومحمدجماله المحقق وكماله المطلق، فأحبه اهللا في جميع تلك المظاهر، فالصالة عليه من

:ولذلك قال رضي اهللا عنه. اهللا ال بد أن تكون من جميع التجليات )فصل اللهم بك() فيه(بأحديتك الجامعة ، أي من جميع أسمائك المندرجة ) منك(أي بحقيقة أحديتك، ؛

، أي صالة تصل أحديتك في ذاته، أي فيكون هو معنى األحدية المنسوبة إليك في عليه، أي فتكون األحدية المطلقة } *قل هو الله أحد {]1اآلية : اإلخالص: [قولك

وحيث كان . منطبقة عليه، أي على هويته تحققا وشهودا كما هو كذلك لم يزل وجودا منه بطونا : أو تقول. ذلك فالصالة منه من حيث هو أول عليه من حيث هو آخرك

.عليه ظهورا وعلى كل حال فهو مصلي من جهة ومصلى عليه من جهة، كما قال جبريل عليه ؛

تصلي على أنفسها ) ص(فحضراته )]. 369[(»منك واليك يا رسول اهللا«: السالمكناية عن . والسالم األمان) وسلم: (ثم قال. ال العيني باعتبار التقابل والتخالف الحكمي

حاصل له ) ص(طلب التجلي الذي من حصل فيه أمن من شرك السوى، وال شك أنه ، )ص(ولهذا السر أمرنا بطلب الوسيلة له . جميع ذلك، ولكن نطلبه له ليعود ذلك علينا



ومن سلم عليك سلمت يا محمد من صلى عليك صليت عليه، «: يقول اهللا تعالىاللهم صل عليه بقدر عظمة ذاتك في كل . أي رقيته ليكون هو أنت)] 370[(»عليه

لمحة ونفس عدد ما وسعه علم اهللا، وعلى آله وصحبه وتابعيه، وسلم تسليما، والحمد :ثم قال رضي اهللا عنه. هللا رب العالمين

]شرح الصالة الرابعة عشر[ " ! £$

)صل وسلم على موالنا محمد اللهم (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا {]11اآلية : محمد: [المولى هو الناصر، قال تعالى؛

، أي ال ناصر لهم ألن اهللا تعالى أوجب على نفسه } *وأن الكافرين ال مولى لهم وم: [نصر المؤمنين، كما قال فما } وكان حقا علينا نصر المؤمنين {]47ية اآل: الر

فحيثما ظهر اإليمان كان مجاله منصورا، . نصر إال من هو مجلى السمه المؤمنفإذا انهزم المؤمن وولى الدبر اندرج في سلك . وحيثما زال اإليمان كان صاحبه مخذوال

واذا غلب الكافر فما غلب إال من . } مولى لهم وأن الكافرين ال {]11اآلية : محمد[والذين آمنوا {]52اآلية : العنكبوت: [جهة إيمانه بالجبت والطاغوت، قال تعالى

فالمؤمن من أي نوع كان منصورا وال بد، والمولي الدبر مخذول وال بد من أي } بالباطل ى إيمانه، وموقنا أن الشهيد في سبيل اهللا حي ال فإن المؤمن ما دام ثابتا عل. نوع كان

يجوز عليه الموت، ولو رأيناه في بادىء الرأي قد مات، ال ينهزم وال يولي مدبرا، فإن وم: [ولى مدبرا فهو في حال إدباره ال يندرج فيمن قال اهللا تعالى فيهم اآلية : الر

، فال ينصر الكافر عليه إال من ثباته على } ين وكان حقا علينا نصر المؤمن {]47إيمانه بباطله، فإن اهللا ناصر لصفته التي هي اإليمان حيثما ظهرت، وخاذل لصفة

اآلية : التوبة: [قال تعالى. الكفر حيثما ظهرت، ولذلك كان ما كان يوم حنينفالعجب بالكثرة كفر اإليمان بالوحدة، أي . اآلية} ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم {]25

.ستره، فافهم ذلك



وم: [فاندفع اإلشكال من انهزام بعض الصحابة مع قول اهللا تعالى؛ اآلية : الروحقيقة نصر المولى . إشارة لما خلف الستارة} وكان حقا علينا نصر المؤمنين {]47

رة الحق الظاهر بأحكام الخلق، فهو يتولى مشهودة في خليفته المجلى، ألنه صو محاسبة نفسك بالتدبير إلى أن تصلح إللقاء اإلكسير، فإذا ألقي على قابليتك إكسير التوجه فأنت البدر المنير، فإذا خرجت عنك بالسحق والمحق ظهرت بك منه شمس

.الحقومن ليس له من ليس له أستاذ ليس له مولى،: قال سيدي علي وفا قدس اهللا سره؛

ذلك بأن الله مولى الذين {]11اآلية : محمد: [قال تعالى. مولى فالشيطان به أولى: محمد[أي من حيث الظهور بالمجلى الجامع لألسماء كلها، المسمى بصورة اهللا } آمنوا

وأما من . حدوه مع أنهم عرفوهألنهم كفروه وج} وأن الكافرين ال مولى لهم {]11اآلية اللهم صل : حيث الحقيقة فهو مولى سائر مظاهر الحق، وعلى هذا فقول سيدي أحمد

على موالنا محمد، أي من تولت حقيقته الجامعة تدبير أمورنا، فهو أولى بنا ألنه خلق اهللا الخلق في ظلمة ثم رش «: كما ورد في الحديث. حقيقتنا ونحن في ظلمة

، ونوره تعالى وجوده المتعين بالحقيقة النورية المرشوشة على )]371[(»م من نورهعليهوتلك الحقيقة هي المسماة بموالنا محمد فبها . أعيان الخلق الثابتة في الظلمة العدميةلوالك يا محمد ما خلقت سماء وال «: ظهر الحق بصورة الخلق كما ورد

: رون على صورة الحق كما قال تعالىفالخلق بأجمعهم مفطو )] . 372[(»أرضا وم[ .} فطرة الله التي فطر الناس عليها{]30اآلية : الرالخلق مفطور : قال الغوث الكامل، عين حياة الصفا، سيدي علي وفا قدس اهللا سره؛

على صورة الحق، فهي حياته وشبابه، فإذا أهرمته عوارض الحجب والغفالت صار .فافهم. مندل نار إذا ألقي به فيها رجع شبابهسفاليوم ال يؤخذ {]15اآلية : الحديد: [ومن هنا يفهم قوله تعالى في حق المنافقين: قلت؛

، أي هي أولى بكم ألنها تتولى } منكم فدية وال من الذين كفروا مأواكم النار هي موالكم



فتعذيب اهللا عباده بالنار للتطهير بمثابة كي الداء لحصول الشفاء، فهو في . هيركمتطباطن األمر حكمة ورحمة كما يكوي الوالد ولده بالنار وهو أرحم الناس به، فكيف وقد

، فما سميت النار بالمولى الذي هو الناصر إال »أرحم بعبده من والدته«: ورد أنه تعالىمما خطيئاتهم أغرقوا {]25اآلية : نوح: [عالى في حق قوم نوحقال ت. لتلك الحكمة

و { أي الظاهر بصورة تلك النار التي دخلوها } فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أي لم يكن لهم أنصار دون اهللا تعالى، فهو ناصر من انقطعت ] 25اآلية : نوح[}

والنار صورة من . ب النصرة، فال ملجأ منه إال إليه، فكان اهللا عين أنصارهمعنه أسباصور تجلياته ووجه من وجوهه، فهي صورة االسم الشافي في حقهم، وان كانت بئس المصير ألنها من األدوية المكروهة الشديدة على النفوس المؤلمة بكيها لمن تكوى بها

هللا سماها بالمولى لهم لما يحصل لهم بسبب جباههم وجنوبهم وظهورهم، ولكن اتطهيرهم بها من العافية فهي صورة اسم اهللا المطهر، أال ترى أن النجاسة الخاصة كالزبل والروث وغير ذلك ال تطهر إال أن تستحيل صورتها المحكوم عليها بالنجاسة

فأخبر } شركون نجس إنما الم {]28اآلية : التوبة: [إلى صورة أخرى، وقد قال تعالىتعالى عنهم أنهم عين النجس، فإذا زالت عنهم صورة الشرك بنور اإليمان، أو بنار

.السبك والتخليص، طهر نجسهم وبدا قدسهم ما يسبك التبر في النيران من عبث

)]373[(بل سبكه لذهاب الغش والدغلبار قدمه في النار، فجبر لهم ما نقصهم من فإذا صفت منهم األسرار وضع الج؛

من يعمل سوءا {]123اآلية : النساء: [الكمال، وذلك بعد إقامة الحدود كما قال تعالىفعلمنا أنه بعد ] 123اآلية : النساء[◌ - ، ( ) * + ' × : % ، ثم قال} يجز به

وال نصيرا إال اهللا، وليس بعد الجزاء إال الجزاء يفزع إلى الولي والنصير فال يجد له وليا : النبأ[} ! ! پ{ژ 2 1{ : العطف والرحمة وال سيما وقد صرح الحكم العدل بقوله

، فالمراد بالخلود مدة حكم االسم اإللهي بالتطهير فإذا انقضى حكمه ] 26اآلية



بهم يومئذ كال {]15اآلية : المطففين: [انقضى خلودهم، ولذا قال تعالى إنهم عن ر، فقيد الحجاب بيومئذ فإذا انقضى يومئذ انقضى الحجاب، واذا انقضى } *لمحجوبون

الحجاب انقضى العذاب، وهذا ما يقتضيه اسم اهللا العدل، ثم يتوالهم المنعم المفضل : اإلسراء: [تعالى فيجبر لهم تلك المصائب بما يمن عليهم به من المواهب، كما قال

، أي } *كال نمد هؤالء وهؤالء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا {]20اآلية ما كان عطاء ربك األكرم يا محمد ممنوعا عن عبد من عبيده، ومن هو الذي يعطي

.العبد إذا حرمه سيده عنه مسطح من عطائه لما أشاعه من اإلفك في حق ولما حرم أبو بكر رضي اهللا؛

ابنته، وأقسم أنه ال ينفق عليه نهاه تعالى عن ذلك، وأمره بالعفو والصفح، ووعده بالمغفرة على العود لإلحسان، وصار تعالى شفيعا عند أبي بكر في حق مسطح في

اآلية : انآل عمر : [أنه ال يكافىء إساءته باإلساءة بل يكون ممن قال فيهم .} والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين {]134

فباهللا عليك يا أخي هل يستحسن اهللا من عباده شيئا ويعاملهم بخالف ما استحسنه ؛منهم، وكيف وقد الم سبحانه وتعالى من يأمر الناس بالبر وينسى نفسه، وهذا مع

جز المخلوق عن البر واإلحسان، فكيف ينسى عباده من إحسانه وهو القادر على كل عخذ العفو وأمر بالعرف وأعرض {]199اآلية : األعراف: [ولما نزل قوله تعالى. إحسان

حتى أسأل : جبريل عن معنى ذلك فقال جبريل) ص(، سأل النبي} *عن الجاهلين يا محمد إن اهللا يقرئك السالم ويأمرك أن تصل من قطعك «: إليه وقالفعاد . ربي

وهذا حكم المخلوق مع المخلوق، )]. 374[(» وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمكفكيف حكم من نفخ في عبده من روحه، فهو أحق به وأرحم وأفرح به من أمه وأبيه

.ومن كل شيء، وصاحب الشيء أحق بشيئه والسالمدنا بما ذكرناه من كرم اهللا أن نجرىء الناس على معاصي اهللا، بل وليس مقصو ؛

المقصود مدح اهللا تعالى وتزيين حبه واإلقبال عليه لعباد اهللا، وفرق بين من يعبد اهللا



لألجر وبين من يعبده محبة له، فإن عابده لألجر ليس محبوبه إال األجر، وأما من فلو أخبر محب اهللا أنه من . العطاء والحرمان يعبده ألنه أهل أن يعبد فيستوي عنده

. أهل النار لما تغير حاله في عبادة اهللا، بل يكون راضيا بحكم حبيبه متلذذا بتعذيبه )]:375[(كما قال سلطان العاشقين

لو قال تيها قف على جمر الغضا لوقفت ممتثال ولم أتوقف

أو كان من يرضى بخدي موطئا ته أرضا ولم أستنكف لوضع

ومن وجد من نفسه التهاون في طاعة اهللا عندما يسمع أحاديث كرمه وجوده وعطفه ؛واحسانه ولطفه وامتنانه، فهو عبد لئيم، والكريم هو الذي كلما رأى اإلحسان وشاهد

لما قام حتى تورمت ) ص(الفضل واالمتنان زاد بالشكر والمحبة، واقتدى برسول اهللا): ص(فقال . أتفعل هذا وقد غفر لك اهللا ما تقدم من ذنبك وما تأخر: فقيل له قدماه،

أم {]21اآلية : الجاثية: [قال تعالى. فالبدار البدار)] . 376[(»أفال أكون عبدا شكورا «الحات سواء محياهم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الص

اآلية : الشرح): [ص(وقال تعالى للحبيب األعظم . } *ومماتهم ساء ما يحكمون فالدنيا ليست دار . } *والى ربك فارغب {]8اآلية : الشرح[} *فإذا فرغت فانصب {]7

وأن ليس لإلنسان إال {]39اآلية : النجم: [الفراغ بل هي مزرعة اآلخرة، قال اهللا تعالى .} *ما سعى

وفقنا اهللا تعالى واخواننا لفعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، واذا أراد بقوم ؛واني . فتنة فنسأله أن يقبضنا غير مفتونين، وما توفيقي إال باهللا عليه توكلت واليه أنيب

أن يعيذ كتابي هذا من كل من ال يحترم الشريعة المطهرة، وأشهد اهللا أسأل اهللا تعالى تعالى أني بريء من كل إباحي يزعم أن الشريعة قشر والحقيقة لب، فإذا أراد اللب رمى بالقشر، فهذا القائل زنديق دجال ضال مضل، حرام على أهل طريق اهللا مخالطته



ؤكد، فرض عليه كفرض اإلتيان ومجالسته، بل قتل مثل هذا على الحاكم واجب مقل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني {]31اآلية : آل عمران: [قال اهللا تعالى. بالشهادتينفمن لم يتبع حبيب اهللا كان بغيض اهللا، وليس من أهل اهللا، بل هو ممن } يحببكم الله

ولئك حزب الشيطان أال إن حزب الشيطان هم أ {]19اآلية : المجادلة: [قال اهللا فيهمثم قال رضي . فهذه نصيحتي في دين اهللا والسالم على من اتبع الهدى. } الخاسرون :اهللا عنه

))ص(وعلى آله (والتقوى في كل شخص )] . 377[(»آل محمد كل تقي«: خاصته كما في حديث؛

تقي اهللا بأعماله كالصوم والصالة والحج وغير ذلك، ومن بحسبه، فمن الناس من يالناس من يتقي اهللا بأخالقه كقضاء حوائج الناس واإلحسان إليهم، ومن الناس من يتقي . اهللا بكف أذاه عن العالم، ومنهم من يتقي اهللا بأسماء اهللا كمن يتقي انتقام اهللا بعفوه

ومنهم . ألون اهللا العفو والعافية ونعم ما فعلواوهؤالء هم العصاة الوجلون فتراهم دائما يسمن يتقي اهللا فيتبرأ من وجود نفسه مع اهللا تعالى ويؤدي أمانة الوجود ألهلها وهو اهللا

وآية هذا المشهد من كتاب . تعالى، وال يكون ذلك إال بشهود اإلحاطة اإللهية بكل شيء، وحيث كل شيء هالك، } الك إال وجهه كل شيء ه {]88اآلية : القصص: [اهللا تعالى

: البقرة: [فالظاهر وجه اهللا كما أخبر اهللا عن حقيقة األمر بقوله. أي ممحو ال وجود لهفباهللا انصفني يا من يؤمن بكالم اهللا تعالى، . } فأينما تولوا فثم وجه الله {]115اآلية

كل شيء هو؟ بعد إخبار اهللا أن كل ما نولي إليه فهو : ولهأيالم العارف باهللا على ق 7 6 5 4: وجهه، وهل أنت أيها المؤمن بالقرآن العظيم فتصدق اهللا تعالى في قوله

، أو ال تصدقه فيما أخبرك به عن نفسه جل وعال؟] 3اآلية : الحديد[} 8ر والباطن، أخبرني أنا، إذا كان هو األول واآلخر والظاه: فيا من تقول عن نفسك؛

بأنك : عنك من أنت؟ هل أنت أول أو آخر أو ظاهر أو باطن؟ فإن قلت عن نفسك. أول فاألول هو، أو آخر فاآلخر هو، أو ظاهر فالظاهر هو، أو باطن فالباطن هو



أنا، أو تقول : أنا؟ فهل تقول: أنا، ومن هو القائل: فأخبرني ما الذي بقي لك عند قولكفأينما {]115اآلية : البقرة: [ا، فهل أنت وجهه أم ال؟ فإن اهللا يقولهو؟ واذا قلت أن، فمن ولى إليه فهل ولى لوجه اهللا كما أخبر اهللا أو ال؟ فإن أديت } تولوا فثم وجه الله

األمانة ألهلها وهو الواحد األحد فقد وحدت، واذا وحدت كانت شهادتك بتوحيد اهللا ، وما } شهد الله أنه ال إله إال هو {]18اآلية : آل عمران: [ته لنفسه بقولهتعالى شهاد

.دمت تطلب أن توحده بنفسك فأنت المشرك] لك[كلك شرك خفي وما يبين «: رضي اهللا عنه)] 378[(أرسالن] الشيخ[قال سيدي ؛

ال أنت، فتستغفر توحيدك إال إذا خرجت عنك، فكلما أخلصت يكشف لك أنه هو .إلى آخر ما قاله رضي اهللا عنه. »منكواعلم، رحمك اهللا، أن االستغفار منك إما باإليمان الصادق بظاهر كالم اهللا تعالى ؛

بأن تكذب نظرك الحسي وتصدق الخبر اإليماني بأن كل ما تولي إليه، وجه اهللا ثم، إن اهللا ما تجلى «): ص(قال . اإللهي أي فيه، واما بالعيان الذي يحصل من التجلي

فإذا حصلت المعاينة ارتفعت األسماء والكنى فزال أنت )] . 379[(»لشيء إال خشع لهاآلية : األحزاب: [وهو وأنا، وذلك التجلي هو حقيقة الصالة من اهللا علينا كما قال تعالى

، والنور حقيقة } يخرجكم من الظلمات إلى النور هو الذي يصلي عليكم ومالئكته ل {]43فالصالة على آله . ، فما في الوجود إال اهللا، وهم مظاهر حقيقته الجامعة)ص(محمد

أنت ابن : ولذلك انتسب إليه آدم عليه السالم فقال) ص(لكشف الوصلة التامة به ، )ص(آدم والكل مندرجون في محمد فبنو آدم مندرجون في. جثمانيتي ووالد روحانيتي

، فيوم )] 380[(»أنا سيد ولد آدم يوم القيامة«: ولذا قال. ومن اندرج به فهو من آله: اإلسراء[القيامة كلهم يلوذون بهذا السيد، فمنهم المدعو ومنهم المتطفل على الكرم

ثم . } *وما كان عطاء ربك محظورا كال نمد هؤالء وهؤالء من عطاء ربك {]20اآلية :قال رضي اهللا عنه

)عدد األعداد كلها من حيث انتهاؤها في علمك(



وال يلزم من ذلك انتهاء العلم في ذاته ألن : قال اإلمام الهجرسي رضي اهللا عنه؛انتهى . مالمعلوم غير العلم قطعا، فتنبه إليه فقد زلقت فيه أقدام علماء جهابذة أعال

.كالمهيريد رضي اهللا عنه أن أعداد المعلومات كلها، وان تناهت في علم اهللا تعالى، ألن اهللا ؛

ال يلزم من هالكها } كل شيء هالك إال وجهه {]88اآلية : القصص[تعالى أخبر أن لم األشياء من كلها في علم اهللا الذاتي زوال حقيقة العلم في نفسه، ألن اهللا تعالى يع

فالمعلومات لها انتهاء في علم اهللا من حيثها، كما قال سيدي . حيثها ويعلمها من حيثهوال يلزم من ذلك انتهاء العلم اإللهي، ألن كل شيء وان هلك من . أحمد رضي اهللا عنه

فعلم اهللا تعالى بكل شيء ال يزول . حيثه، فهو من حيث وجود اهللا المطلق ال ينتهيفأينما تولوا {]115اآلية : البقرة: [الشيء في نفسه، أال ترى أن اهللا تعالى قالوان زال

فكل شيء من حيث هو وجه اهللا غير هالك، ووجه اهللا عين ذاته وذاته } فثم وجه الله :والى ذلك أشار سيدي أحمد رضي اهللا عنه بقوله. ال تقبل التعدد بوجه من الوجوه

)ال أعداد ومن حيث(أي ومن حيث الحضرة العينية التي ال تقبل القسمة العددية بل األعداد والمعدودات ؛

عينا {]28اآلية : المطففين: [كلها تنتهي لتلك الحضرة العينية، التي قال اهللا في حقهابون قال . تي، فقربهم عين تحققهم باألحدية المطلقة، فشرابهم ذا} *يشرب بها المقر

، فهو نهاية كل شيء وال نهاية } *وأن إلى ربك المنتهى {]42اآلية : النجم[{ : تعالىفهو األول بذاته واآلخر بذاته، ولذا قال . وكما أن له النهاية فله البداية. له في ذاته

وم: [تعالى فما سواه مقطوع بذاته أزال . }لله األمر من قبل ومن بعد {]4اآلية : الر :فلذا قال رضي اهللا عنه. وأبدا

)من حيث إحاطتك بما تعلم لنفسك من غير انتهاء(أي أن إحاطته بما يعلم لنفسه، أي لوجود ذاته ووجود ذاته ال يتناهى، فكان بكل ؛

: لعنكبوتا[فما ثم إال ذاته أزال وأبدا . شيء محيطا من حيث اندراج كل شيء بذاته



، أي الغني بذاته، فغناه بذاته هو عين انفراد ذاته } إن الله لغني عن العالمين {]6اآلية )] . 381[(»ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس«): ص(قال . بذاته

بذاته ولما كان بنفسه غنيا أحب أن يعرف بظهور نفسه لنفسه فخلق الخلق، أي تجلى: فلذا قال في الحديث. لذاته بظهور معاني أسمائه وصفاته، فكان عين المسمى بالخلق

أي ألني غني بنفسي أن يعرض لوجودي ما يعرف به من )] 382[(»فبي عرفوني«. جهة غيري فما عرفني أحد إال بي، فأنا الدليل على نفسي، بل أنا العارف المعروف

وما خلقنا السماوات واألرض وما بينهما إال {]85ية اآل: الحجر: [ولذا قال تعالىقال سيدي عبد الغني النابلسي قدس سره بلسان الحضرة . فبالحق ظهر الحق} بالحق :اإللهية

بذاتي لذاتي ال لكم أنا ظاهر؛ ؛وما هذه األشياء إال مظاهر

قف إن ربك «: بحديث اإلسراء بقوله تعالىوها هنا نهاية العروج المشار إليه ؛، فصالته تعالى وصلة أوليته بآخريته نزوال، وآخريته بأوليته عروجا، )] 383[(»يصلي

، )]384[(قف، إذ ليس وراء عبادان قرية: فهذا هو المراد بقوله. فال عروج وال نزولاآلية : الملك: [قال تعالى. يا رسول اهللا منك واليك: فمعنى الوقوف هنا ما قاله جبريل

بمظهره ) ص(فما رجع البصر إال إليه وما زاغ عنه، ألن ظهوره } فارجع البصر {]3الصوري الشهادي هو كمال اهللا تعالى من حيث الجمع لإلطالق والتقييد والتنزيه

:قال الشيخ األكبر رضي اهللا عنه. والتشبيه والمعنى والصورة ى كونهفليس الكمال سو ؛

؛فمن فاته ليس بالكامل: وهكذا قال اإلمام الرباني سيدي الشيخ أحمد الفاروقي رضي اهللا عنه حيث قال؛

األدنى في الحقيقة أعلى واألعلى أدنى، فإن النقطة األخيرة التي هي عالم الخلق أقرب .إلى النقطة األولى التي هي أصل األصول، وما تيسر هذا القرب بنقطة أخرى غيرها



وينبغي أن يعلم أن سلوك هذه الطريقة العلية مربوط بالرابطة بالشيخ المقتدى : ثم قال؛به، ومحبته، الذي قطع هذا الطريق بالسير المرادي، وانصبغ بقوة الجذبة بهذه

وصاحب هذه . الكماالت، فنظره شاف لألمراض القلبية، وتوجهه دافع للعلل المعنويةالزمان، األقطاب والبدالء بظالل مقاماته قانعون، واألوتاد الكماالت إمام الوقت وخليفة

إرشاده مثل نور الشمس من غير قصد منه . والنجباء بقطرة من بحار كماالته متسلون .فائض على الكل، فكيف إذا قصد، إلى آخر ما قاله رضي اهللا عنه

لب أستاذه وال يخفى أن السالك إذا ارتبط بالرابطة التي ذكرها انعكس الفيض من ق؛من أخذ طريقي : لقلبه، ولذلك قال سيدي أحمد صاحب هذه الصلوات رضي اهللا عنه

فبسبب هذه الرابطة يتحد المريد بأستاذه فيكون عينه حتى أنه . فله مقامي بال تجزيوال يكون ذلك إال لمن فنى عن نفسه بأستاذه . يستفيد منه ميتا كما يستفيد منه حيا

م سيدي أحمد حق صحيح ألنه مربوط بشرط فناء مريده به، فكال. الفناء الكليإن الذين قالوا ربنا الله ثم {]30اآلية : فصلت: [واالستقامة على طريقه كما قال تعالى

فال بد من . } فاستقم كما أمرت {]112اآلية : هود): [ص(، وقال تعالى لنبيه} استقاموابالعهد واالستقامة، ودوام المحبة، والتعظيم، واالحترام، وقوة اإليمان، واليقين إلى الوفاء

.أن يموت الطالب على ذلكمن قرأ حزبنا فله ما : وهكذا يقال في قول سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي اهللا عنه؛

حبة سادتنا نسأل اهللا لنا وإلخواننا كمال التوفيق واالستقامة على م. لنا وعليه ما علينا :وهللا در من قال. والتخلق بأخالقهم رضي اهللا عنهم أجمعين آمين

لي سادة من عزهم؛ ؛أقدامهم فوق الجباه

إن لم أكن منهم فلي؛ ؛في حبهم عز وجاه

:ثم قال رضي اهللا عنه؛



)إنك على كل شيء قدير(فالوجه . ، ووجه شهادي وجه غيبي: اعلم، نور اهللا قلبك، أن القدرة اإللهية لها وجهان؛

مبني على الحكمة، وهو ما جرت به العادة كاإلحراق للنار واإلشباع للطعام : الشهاديوهذا الوجه منوط بالمناسبات القابلية كجذب المغناطيس للحديد، . والجذب للمغناطيس

رى فما حصل الجذب إال بمناسبة خفية بينهما كمناسبة االسم الرؤوف لالسم الرحيم، فتهذين االسمين متالصقين متعاشقين كالتعاشق ما بين المغناطيس والحديد، إال أن

.مناسبة الرأفة للرحمة ظاهرة، ومناسبة المغناطيس للحديد خفيةوهذا الوجه للقدرة وجه أسمائي، فالرحيم مثال قدرته الرحمة، واللطيف قدرته اللطف، ؛

فال يتعدى من وجه الحكمة كل اسم . ع وهكذاوالضار قدرته الضر، والنافع قدرته النفمرتبته، وال يقوم إال بوظيفته، ألن الغنى مثال إنما يطلب من الغني، والعلم من العليم،

فمن طلب شيئا من غير وجهه فقد استسمن ذا ورم ونفخ في . والحفظ من الحفيظ وهكذاهذا ما . النور من الظلمة، وهل تطلب الهداية من األعمى، أو ]ما يشتعل[غير ضرم

إنما قولنا لشيء إذا أردناه {]40اآلية : النحل: [تقتضيه الحكمة ولذا قال العليم الحكيم، فالقدرة هذه أمر جامع للمؤثر والقابل، فكما أن في المؤثر } *أن نقول له كن فيكون

ففي المغناطيس مثال قوة الجذب، وفي الحديد . ثرقدرة التأثير كذلك في القابل قدرة التأ} ع { فالقدرة هي في الفاعل كما هي في القابل، فلذلك أسند اهللا كلمة . قوة االنجذاب

، فقدرة الكينونة من المنفعل كما أن »فيكون«للفاعل وقال في المنفعل ] 82اآلية : يس[إنه {]39اآلية : فصلت: [فقولنا .قدرة التكوين من الفاعل، وقدرة اهللا في كال األمرين

أي قدرته منبسطة على كل شيء بحسب قبوله، فلو لم يكن في } على كل شيء قدير ، وقوة االمتثال واإلجابة لكان خطاب »كن«: الشيء قبل ظهوره سماع خطاب اهللا بقوله

: شيء الذي أراده لقولهفلو لم يعلم سماع ال. عبثا ] 82اآلية : يس[} ع { :اهللا له بقولهما خاطبه العليم الحكيم بها، فما أجابه إال السميع، والسميع هو، فهو المجيب » كن«



كن، : فقوله. نفسه عند قوله كن، فكان، فظهر لمن كان باطنا عنه، وهو لنفسه ظاهر .بالنسبة إليك ال إليه، كان اهللا وال شيء معه

.ليه كاناآلن على ما ع] هو[و: قال العارفون؛ تنبيهقد يعرض للقابل ما يمنع تأثير الفاعل فيكون خارق العادة بالنسبة للخلق وهو عادة ؛

بالنسبة للحق، كما وقع للخليل عليه السالم حين ألقي في النار فلم تحرقه ألن اهللا تجلى على قابليته باسم خاص مانع لحرق النار، وذلك االسم هو الذي حكم على النار

فالصورة النارية لم تختلف . ردا وسالما، فاختلف التأثير الختالف القبولأن تكون بليس العجب من ورد في بستان بل العجب من ورد في : ولكن اختلف الذوق، ولذا قيل

.قعر النيرانوقد يبطل تأثير الفاعل من قبل الفاعل ال من جهة القابل، كالثوم للمغناطيس فإنه ؛

.وجميع ذلك من وجه القدرة الشهادي المعلوم. حديديحجبه عن خاصية الجذب للوأما الوجه الغيبي للقدرة اإللهية فهو الوجه الذاتي، فهي بهذا المعنى قوة ذاتية ال ؛

تكون إال هللا تعالى من وجه ذاته ال من جهة االرتباط باسم من األسماء مطلقا، فال لم اهللا تعالى وان تعلق بذاته فال يحيط تدخل بهذا الوجه تحت والية العلم اإللهي، ألن ع

. بها، وان أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا، فإن ذاته ال يقال عنها شيءوحيث ال شيء فال اسم وال صفة ألن )] 385[(»كان اهللا وال شيء معه«): ص(قال

علوم والقدرة فالعلم مرتبط بالم. األسماء من حيث التمييز بالمعاني تستلزم األشياء وال بدبالمقدور والسمع بالمسموع، ففي الحضرة الذاتية تتساوى األسماء في زوال حكمها، فال تدخل القدرة تحت اإلرادة وال اإلرادة تحت العلم، بل لألسماء بطون في الذات وخفاء محض في أحديتها المطلقة، فتظهر قدرة الذات من قبول الذات ما هو من اختيار

ال من حيث اختيار اإلرادة، ألن اإلرادة تحت العلم والعلم ] و[ذات، الذات من حيث العلم ذاتي ال باعتبار المعلوم، واختيار ذاتي، : بل يقال. تحت الذات، فال حكم له عليها



فيتجلى اهللا بحقائق أسمائه من إطالق ذاته بال تقييد حكمه أو . وارادة ذاتية، وقدرة ذاتية: ق: [فإن لسان العلم اإللهي يقول. بضد ما سبق به علمه ترتيب، فتظهر ذاته لذاتها

اآلية : الرحمن: [ولسان عزته واختياره المطلق يقول} ما يبدل القول لدي {]29اآلية ) ص(ومن هذه الحضرة قال . فعلمه ال يحكم على هويته. } كل يوم هو في شأن {]29

آل : [، مع إخبار اهللا بقوله)] 386[(»ن شاء اهللا بكم الحقونوانا إ«: يخاطب األمواتثم إذا {]22اآلية : عبس : [وقال تعالى. } كل نفس ذائقة الموت {]185اآلية : عمران

ومنها نخرجكم {]55اآلية : طه: [فوكل األمر إلى المشيئة مع قوله تعالى} *شاء أنشره .فعلمنا أن المشيئة الخارجة عن حكم العلم عين الذات المطلقة. } ة أخرىتار والحاصل أن علم اهللا يحيط بكل شيء وال يحيط بذاته لئال يلزم تناهي الذات، فيلزم ؛

.الحصر وذلك محال على اهللا تعالى، فهو تعالى يعلم ذاته ويعلم أنها ال يحاط بهالهية مندرجة في نور الذات المطلق الجامع اندراج أمواج وحيث إن أنوار األسماء اإل؛

)] 387[(»كان اهللا وال شيء معه«): ص(البحر في البحر، فال حكم لها معه كما قال فقد صح ما قاله الغوث المحقق سيدي عبد الكريم . ألن كل شيء ممحو بنور ذاته

هللا عنه فسر القدرة بأنها ألنه رضي ا. الجيلي من أن القدرة إيجاد المعدوم عينا وعلما قوة ذاتية ال تكون إال هللا، والقوة الذاتية ال تدخل تحت قوة العلم، ويشهد لما قاله قوله

هل أتى على اإلنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا {]1اآلية : اإلنسان: [تعالىفحكم الذات بمقتضى اإلطالق سابق الرتبة على . ، فلو كان معلوما لكان مذكورا } *

وم: [التعين العلمي والعيني حيث إن له القبلية في ذاته علما وعينا كما قال تعالى : الروقبليته تلزمنا أن نحكم على ما سواه بالوجود . } لله األمر من قبل ومن بعد {]4اآلية

المخلوقات على هذا من عدم محض إلى علم إلى عين من عدم، علما وعينا، فوجودوال يلزم ما قاله اإلمام . ال سبيل إلى غير هذا، كما حقق هذا المقام في اإلنسان الكامل

الجيلي أنه تعالى يجهل األشياء بحكم انعدامها العلمي ألن قبلية ذاته حكمية أصلية ال زمنا بل رتبة، الندراج معلوماته في زمانية، فإن علمه بذاته ال يتقدم علمه بمخلوقاته



): ص(ولذلك قال . علمه واندراج علمه بذاته، فال يساوي الذات في قدمها شيء حكما ، فلم ينف الشيء مطلقا بل نفاه معه، أي إن كل )] 388[(»كان اهللا وال شيء معه«

ثابتا في شيء ممحو بذات اهللا، فال حكم له بالوجود العلمي والعيني وان كان الشيءنفسه، ألن الذات وجود مطلق وعلم مطلق وقدرة مطلقة، فاهللا يتصرف بذاته لذاته باالقتضاء الذاتي مطلقا، فله االختيار المطلق باعتبار هذه الحضرة المطلقة، فال يتقيد تعالى بما أخبرت به الرسل والكتب اإللهية، وان أخبر أنه ما يبدل القول لديه، فتلك

.علم ال حضرة الذاتحضرة ال، فقال له السيد األعظم )ص(ومن هذه الحضرة ما وقع البن صياد مع رسول اهللا؛ثم قال ابن . أشهد أنك رسول األميين: ، فقال ابن صياد»أتشهد أني رسول اهللا«): ص(

آمنت باهللا «): ص(أتشهد أني رسول اهللا، فقال ): ص(صياد للسيد األعظم وخاتم {]40اآلية : األحزاب): [ص(مع قول اهللا في حق محمدوهذا )] . 389[(»ورسله» آمنت باهللا ورسله«: مراعيا لجالل اإلطالق في قوله) ص(أي الرسل، فكان } النبيين

.مع أنه ال رسول سواهإن اهللا تعالى من حيث ذاته غني : وقال اإلمام محيي الدين بن عربي قدس اهللا سره؛

ال يوجد وال يعدم من حيث الذات المطلقة للغنى المطلق عن اإليجاد عن العالمين، فواإلعدام، بل اإليجاد واإلعدام حكم للذات من حيث النسب واإلضافات ال مطلقا من

وما وردت الشرائع بالكالم في الذات من حيث اإلطالق البتة، وانما ورد . حيث هي هيواإلضافات المرتبط بعضها بالبعض، فكل ما الكالم عليها باعتبار النسب واالعتبارات

جاء عن الذات إنما هو باعتبار النسب التي هي األسماء، فقدير بال مقدور ال يصح، وعليم بدون معلوم ال يكون، وايجاد اهللا تعالى عنده باالسم القائل ال باالسم القدير، فإن

لثابتة، وظهور األعيان القدير ليس له إال التمكن من إفاضة الوجود على األعيان اإنما قولنا لشيء إذا أردناه {]40اآلية : النحل: [كن، كما صرح به قول اهللا: بقول اهللا

، فال يخاطب اهللا إال الشيء الثابت عنده، وال يكون ثابتا حتى يكون } أن نقول له كن



وال سيما ما ظهر شيء إال من حقيقة معلوما، فما أوجد اهللا شيئا من العدم المحضذاته، فالشيء من حيث صورته الفرقية حكم عدمي، ومن حيث هويته عين الوجود

كن، : فأوجد اهللا األشياء من وجود ال ندركه إلى وجود ندركه بالقول اإللهي. المطلقوما عنده إال أسماؤه، } ه وان من شيء إال عندنا خزائن {]21اآلية : الحجر: [كما قال

واإلنزال إنما هو باألسماء . فاألشياء عنده وما ينزلها إال بقدر معلوم. وأسماؤه عين ذاتهال بالذات، ألن الذات ال حكم لها من حيثها بإنزال وال غيره، بل الحكم من األسماء

مسبوق، وال فال سابق وال. لألسماء على األسماء، والذات عين الحكم والمحكوم عليهحكم من األحكام البتة ال أصلي وال تبعي، إذ الذات ال تتبع وال تتبع بل كل ذلك

فإيجاد المعدوم من وظائف األسماء، والمتولي لذلك االسم القائل كما صرح . لألسماءأال ترى أن الخليل عليه الصالة . به القرآن العظيم مع القدرة من القائل على اإليجاد

فأمره اهللا تعالى أن } رب أرني كيف تحيي الموتى{]260اآلية : البقرة: [لما قال والسالمفاقتدر . } ثم ادعهن يأتينك سعيا{]260اآلية : البقرة: [يحيي الموتى بالدعاء، فقال

اآلية : نعاماأل: [على اإلحياء بالدعاء الذي هو القول وذلك بمثابة قول اهللا للشيء .} كن فيكون {]73وأما كون الذات سابقة . فحضرة اإليجاد عند اإلمام محيي الدين ال ارتباط لها بالذات؛

بالقدم الوجودي ألنها واجبة الوجود، وكل شيء مستند لها في الوجود، والمستند إليه الحق له أصالة هذا االستناد باعتبار الوجود، ف: فتقول. متقدم رتبة على المستند

وأما األشياء في عدمها، فلها المعنى الذاتي من حيث أصالة العدم لها فعدمها . الوجودغير مجعول، فلها أزلية العدم كما له تعالى أزلية الوجود، وهما بالنسبة إليه تعالى على السواء، فنسبة كل شيء للذات نسبة واحدة على السواء، ألن الحكم الحقي والحكم

وم[حكمان لذات اهللا تعالى فـ الخلقي وجودا } لله األمر من قبل ومن بعد {]4اآلية : الر .وعدما



. فالحظ اإلمام الجيلي جانب الوجود، فجعل وجود الحق أصال ووجود الخلق فرعا ؛وأما من جهة العدم فاألصالة للخلق ال للحق والذات . واألمر من حيث الوجود كذلك

نية عن العالمين ال تمييز بالنسبة إليها لعدم على وجود أو لوجود على عدم، قال الغ، فهو تعالى } *يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب {]39اآلية : الرعد: [تعالى

عدم ألن يعلم نفسه من حيث إن نفسه أم الكتاب الجامع للعدم والوجود، فالوجود عين الفأوجد اهللا األشياء من وجود هو عين العدم ومن عدم هو عين . الذات عين الضدين

.الوجود، فبرزت للوجود المحض ولم تفارق عدمها المحضاآلية : الرعد: [فالقدرة اإللهية تثبت األشياء بالمحو وتمحوها باإلثبات، كما قال تعالى؛

. لجامعة للضدين بالعين التي هي عين الممحو الثابت، وهي ا} وعنده أم الكتاب {]39اآلية : البقرة: [، وقال} كل شيء هالك إال وجهه {]88اآلية : القصص: [قال تعالى

والهالك ال يولي إال للهالك ألننا ال نولي إال إلى . } فأينما تولوا فثم وجه الله {]115اء التي هي العالم الهالك مع أننا ال نولي إال إلى وجهه ووجهه عين األشياء األشي

هاتكم {]78اآلية : النحل: [فالهالك عين الثابت، قال تعالى } والله أخرجكم من بطون أم، وليست أمهاتنا حقيقة إال األسماء التسعة والتسعون التي من أحصاها دخل الجنة فأخرجنا تعالى من بطونها الغيبي الذي هو الكنز المخفي إلى ظهورها، فما كان الخارج إال هو، فظهرت أسماؤه فظهرنا، فكان هو الظاهر بظهورنا ألنه أحب أن يعرف فكان وال شيء معه كنزا مخفيا وما سمي كنزا إال بمكنوزه، فبطوننا بطونه وظهورنا ظهوره،

باطن إلى اسمه الظاهر ألنه كما هو األول هو اآلخر، فما ظهر فأخرجنا من اسمه الكما إذا ضربت الواحد . من بطون األمهات سواه فهو الخارج من البطون إلى الظهور

)] 390[(»نحن به وله«: في ثنائه على اهللا) ص(قال . في الواحد لم يخرج إال الواحد .، أي به ظهرنا وليس لنا منا شيء، بل الظهور له

، } النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم {]6اآلية : األحزاب: [وهنا نكتة في قوله تعالى؛. بلى، فهو المؤمن المطلق في كل مؤمن، واإليمان يعطي األمان: والمؤمنون من قالوا



ورب كل مؤمن ] . 13اآلية : الجن[} ! ! ذ ر ز س ش ص ض ط ژ فـ{ : قال تعالىفلذلك لما تجلى للجميع . ى تدبير أموره بما هو، وعليه هذا الرب ال ينكره أحدمن تولفيكون إليه المنتهى، إذ أول الدائرة هو آخرها، وكل نقطة من . بلى، فهو المبتدأ: قالوا

.الدائرة من جهة الحقيقة عين الدائرةكل كل شيء فيه : ولذلك قال سيدي أحمد صاحب هذه الصلوات رضي اهللا عنه؛

فما ثم إال من أحصى أمهاته، وهي األسماء التسعة والتسعون بذاته، ومن . شيء .أحصاها دخل الجنة والحمد هللا على التمام، ونسأله سبحانه وتعالى حسن الختام

أحمد بن بكري الفواخيري الرشيدي رضي اهللا ؛ 2&#كتبه العبيد الجاني كثير المساوي

؛2&#ينبجاه خاتم أنبيائه آم؛ 2&#عنه هـ 1316حرر في غرة شوال سنة ؛؛؛؛؛ ؛؛

كتاب

تكملة النفحات األقدسية في

شرح الصالة العظيمية اإلدريسية

للعارف باهللا تعالى الشيخ محمد بهاء الدين البيطار



ضبطه وصححه ونسقه وعلق عليه

الشيخ الدكتور عاصم إبراهيم الكيالي الحسيني الشاذلي الدرقاوي

]ة العظيميةالصال[

بسم اهللا الرحمن الرحيم، اللهم إني أسألك بنور وجه اهللا العظيم، الذي مأل أركان ؛ عرش اهللا العظيم، وقامت به عوالم اهللا العظيم، أن تصلي على موالنا محمد ذي القدر

العظيم، في كل لمحة ونفس العظيم، وعلى آل نبي اهللا العظيم، بقدر عظمة ذات اهللا عدد ما في علم اهللا العظيم، صالة دائمة بدوام اهللا العظيم، تعظيما لحقك يا موالنا يا محمد يا ذا الخلق العظيم، وسلم عليه وعلى آله مثل ذلك، واجمع بيني وبينه كما

ما، واجعله يا رب روحا لذاتي من جمعت بين الروح والنفس ظاهرا وباطنا، يقظة ومنا .جميع الوجوه في الدنيا قبل اآلخرة يا عظيم

]بيان محاسن الصلوات[الحمد هللا الذي صلى بذاته على سيد أنبيائه وأفضل مخلوقاته، وفتق رتق العالم من ؛

نعم علينا نوره، وجعله مظهرا لجميع أسمائه وصفاته، فلله الحمد أن جعلنا من أمته، وأبالهداية إلى ملته، وله الشكر أن جعل عنوان سعادتنا لزوم طريقته واتباع سنته، وأشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شريك له، إله خصنا بصاحب الجاه العظيم، وأشهد أن سيدنا

ين بالمؤمن {]128اآلية : التوبة: [محمدا عبده ورسوله الموصوف بقول اهللا عز وجلنبي خص بالدنوي إلى مقام وقف دونه جبريل األمين، وكشفت له حجب } رؤوف رحيم



األنوار حتى ترقى من علم اليقين إلى عين اليقين، فخوطب بلوالك لوالك ما خلقت ال وما أرسلناك إ {]107اآلية : األنبياء[األفالك، وفتح به ديوان النبيين وأوحى إليه ربه

ياأيها {]56اآلية : األحزاب[وأنزل ربه عليه إظهارا لشرفه وتعظيما } *رحمة للعالمين اللهم صل على محل نظرك من العالم، ومظهر } الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما

قاسم على أصناف الخالئق روح تجلياتك في بني آدم، مرآة جاللك وجمالك وكمالك الخزائن إمداداتك من فيض فضلك ونوالك، سر اسمك األعظم في هذا الوجود، ومدد كنزك المطلسم الذي استمد منه كل موجود، وعلى آله المتخلقين بخلقه العظيم،

% $ £ ! " } ! ! ژ ـپ) ص({ » « هللا ـ پ ف { : وأصحابه الذين قال في حقهمصالة وسالما ننال بهما منتهى السعادة ] 22ـ 21اآليات :التوبة[} ! ! ژ پپ×

.وننضم بهما في سلك الممنوحين بالحسنى وزيادةأما بعد، فيقول الراجي من اهللا السعادة األبدية عمربن المرحوم السيد مصطفى عيطة ؛

إن أحسن ما ينظم في سلك العقود، وألطف ما يذوق : أحد علماء طيبة الطيبة الشذيةد به حالوة اإلخالص في الركوع والسجود، كثرة الصالة والسالم على مصباح العب

الرحمة المرسلة والمبين لمشكالت اآليات المنزلة، وكان من أجل الصلوات وأعظمها فضال صلوات من تشرف بالمدد من صاحب المقام األعلى، أعني به األستاذ الكبير

الهمام الرئيس سيدي السيد أحمدبن إدريس الذي لم تسمح األعصار له بنظير، اإلمام الحسيني نسبا، الفائق على أهل زمانه علما وأدبا، فيا لها من صلوات تلقاها مؤلفها من سيد أهل األرضين والسماوات صلى اهللا عليه وعلى آله وصحبه وشرف وعظم ومجد

ب، ويصل بها من وكرم، فلذلك تغرس في قلب تاليها أفانين المحبة للحبيب المحبو علت همته لمشاهدة أنوار عالم الغيوب، وقد وفق اهللا تعالى لشرحها وحل مشكالتها واإلعراب عن بعض مدحها، قدوة أهل التقى والتمكين، وبركة أهل العلم والدين عالمة دمشق الشام وساللة األماجد الكرام سيدي الشيخ بهاء الدين البيطار، أفاض اهللا على

سحائب الرحمة واألنوار، وذلك بإشارة من حاز الكماالت الفائقة والمعاني ضريحه



الرائقة اإلمام الذي لم يسبق، والهمام الذي لم يلحق، قطب دائرة الحقيقة، وفلك مدار الشريعة والطريقة، من خلعت عليه خلع الرضى والكمال، الملحوظ بعين المهابة

رشيدي األحمدي، من هو لكل فضل حاوي، والجالل، الوارث المحمدي والعارف السيدي وأستاذي الشيخ محمد أحمد الدندراوي أنزل اهللا على ضريحه سحائب جوده وبره واحسانه وأغدق على روحه شآبيب كرمه وغفرانه، ووالى عليه عظيم الفضل والمنن، وجزاه عن المسلمين من غرف الجنة الجزاء الحسن، وأمدنا بمدده الفائض الوسيع،

.وغمرنا بجميل هباته وفيضه المنيعولما كان الشارح، رحمه اهللا، من أكمل أهل اإليمان الذائقين من بحار العرفان، فتح ؛

إلشارة شيخه عين البصيرة وقابلها بالسريرة المطهرة المنيرة، فقال لسان حاله وأحسن في فنظر لهداهم طوبى لعبد نور اهللا بصره وبصيرته وأصلح باطنه وسريرته، : مقاله

ليهتدي، وعرف مقامهم لئال يعتدي، فشمر عن ساق الجد واالجتهاد، وطلب العون من رب العباد، فعلت منه الهمة وربط قلبه بنبي الرحمة، فجاء شرحه شرحا عظيما، منهاجا

النفحات «مستقيما، فمن قرأه بحسن نيته نال فتحا عميما وفضال كريما، وسماه بـغير أنه أخر، رحمه اهللا، شرح الصالة » في شرح الصلوات اإلدريسيةاألقدسية

ولما وصلت . العظيمة إلى نهاية الشرح، وهذا كان منه نفع اهللا به بحسب اإللهام والفتحنسخة هذا الشرح إلي، وفاضت أنوارها علي، ولم أقف على شرح الصالة العظيمية

ع، وبعد أن ساعدت العناية والتوفيق على لتدرج فيه حال الطبع ليعم بها الفضل والنفنشر هذا الشرح في األقطار وعم االنتفاع به في القرى واألمصار، وفق اهللا بعض اإلخوان فأتحفني بشرح الصالة العظيمية الرفيع الشأن، فطلبت اإلعانة والتوفيق ممن

.دقين بعظيم نفعهابيده مفاتيح خزائن التحقيق أن ينعم بإتمام طبعها لتنتعش أرواح الصاوأسأل اهللا الكريم الوهاب أن يجعل خدمتي لنشر هذا الشرح سببا لنيل الفوز وحصول ؛

.الثواب



وقد انتهى شرح الصلوات األربعة عشر : قال رحمه اهللا وأكرمنا واياه بمزيد رضاه؛بانتهائها، ثم إن األستاذ رضي اهللا عنه، أخذ يصفها بما تنطوي عليه من المحاسن

تي تظهر لمن واظب على تالوتها بالمشاهدة والعيان ال بالدليل والبرهان، ومن شاهد السر الكمال والجمال استغنى عن الوصف واالستدالل، وهللا در من قال من أهل الشهود

:والكمال محاسن تهدي المادحين لوصفها فيحسن فيها منهم النثر والنظم

:قال رضي اهللا عنه؛استوت على عرش األنوار وأرجلهن متدليات على كرسي إن هذه الصلوات قد (

)األسراراعلم، وفقك اهللا تعالى، أن المعاني في الحضرة الكشفية لها صور روحانية، ولذلك ؛

الصور عالم يقال له عالم المثال، صور ذلك العالم أعمال بني آدم، سواء كانت ي تلك الحضرات المثالية األعمال من أعمال اللسان أو من أعمال األبدان، ولهم ف

فإن كان القول أو الفعل . سبحان من أظهر الجميل وستر القبيح: تسبيح خاص وهومما يرضي اهللا كانت الصور جمالية، أو مما يسخط اهللا كانت الصورة جاللية، وجميع تلك الصور، سواء كانت جمالية أو جاللية، تسبح اهللا تعالى بهذا التسبيح، ولكل عامل

في ذلك العالم تماثل صورته األصلية فمن عمل صالحا كانت صورته ظاهرة صورةجميلة مستنيرة غير محجوبة عن غيرها، ومن عمل سوءا قبحت صورته ولكن يسدل عليها حجاب ستر إلهي حتى ال يظهر قبحها ما دام العبد على ذلك السوء، فإذا تاب

: ، فلذا كان تسبيح تلك الصورمنه ارتفع الحجاب عن صورته ويبدل قبحها جماال .سبحان من أظهر الجميل وستر القبيح

ولما كانت هذه الصلوات المباركات من أحسن األقوال وأفضل األعمال، كانت حرية ؛أن تظهر لها صور روحانية جمالية، تستقر على صورة عرشية من أنوار ممثلة بصورة



و االستقرار كما يستوي الملك ذلك العرش، فلذلك وصفها باالستواء على العرش، وهعلى عرشه الخاص الذي ال يمكن أن يستقر عليه سواه، والكرسي تحت عرشه مستقر

إن هذه الصلوات قد استوت على عرش : (فبهذا االعتبار قال رضي اهللا عنه. قدميهوحيث إن تلك الصورة نورانية روحانية ) . األنوار وأرجلهن متدليات على كرسي األسرار

رشها من عين األنوار وكرسيها من حقيقة األسرار، فمن انتشق من روحه طيب كان عشذاها وشرب من حان سره قديم حمياها، وكشف له من حقيقة معناه عن مجالها،

:وانتشقت من سماء نفسه شمس محياها رأى نسخة الحسن البديع بذاته؛

؛تلوح فال شيء سواها يطالع فيا قلب شاهد حسنها وجمالها؛ ؛ها ألسرار الجمال ودائعففي :ثم قال رضي اهللا عنه؛ )تصلين في كتاب الكماالت المحمدية بقرآن الحقائق األحمدية(اعلم، كشف اهللا لك عن كتابك وسقاك من حميا ذاتك صافي شرابك، أن الكماالت

وكتابها ) ص(المحمدية هي األسماء والصفات واألخالق التي كان عليها السيد األعظم وجود األحدي المطلق، ومعنى صالتها في هذا الكتاب إشراق أنوارها بتجليات هو ال

الصور المحمدية الموصولة بالتالي لهذه الصلوات، ألنه هو المنشىء لها بتلك التالوة، ألن الذي يبدو له إنما هو إشراق نور ذكره يتجلى لمرآة قلبه وال سيما إذا خال القلب من

مرآته من األكنة والران، واحترقت بنور التالوة والذكر منه انطباع األكوان، وانصقلت الشهوات، صلح عند ذلك لظهور التجليات، فتراءت له المغيبات وأبصر ما مضى وهو آت، وأعظم األسباب لذلك تالوة هذه الصلوات الشريفة فإنها تصلي به في كتاب

ذاته، كما أشار لذلك الكماالت المحمدية، أي تكشفت له عن إشراق تلك الكماالت في واجعله يا رب روحا لذاتي من : (سيدي أحمد رضي اهللا عنه في الصالة العظيمية بقوله



، وحينئذ يتحقق المصلي بهذه الصلوات )جميع الوجوه في الدنيا قبل اآلخرة يا عظيمالشريفة بكتاب وجوده الذاتي بالكماالت المحمدية عندما تظهر به معانيها، ويكون النور

روحا لذاته من جميع الوجوه، فيكون مجلى لهوية قرآن الحقائق األحمدية ) ص(لمطلق االتي تدل عليها الكماالت األسمائية، فترجع تلك الصلوات عليه كما كانت منه، وتكون لصوت الصدى يرد على القائل ما خرج منه، واذا انكشف األمر للمشاهد رأى الوجود

وأن ليس {]39اآلية : النجم: [ليه إال ما بدا منه، قال تعالىاإللهي مرآة ال يتجلى فيها إفلو قال قائل لإلنسان ما سعى لنفسه، وما سعى إليه غيره، } *لإلنسان إال ما سعى

مراد اهللا باإلنسان الذي ليس : كمن يقرأ الفاتحة مثال ويهديها ألموات المسلمين، فنقولتحقق بسر الواحدية، فهو سر الوجود بأسره، فكل سعي هو سعيه، له إال ما سعى، من

: القلم: [قال اهللا تعالى. فهو الذي يدركه من مرآة الوجود، فيكون عين الشاهد والمشهودفأجره منه إليه، فهو اإلنسان الواحد الجامع، } *وان لك ألجرا غير ممنون {]3اآلية

اآلية : التين: [فله نصيب من تلك الوحدة، قال اهللا تعالى) ص(فافهم، ومن ورثه الحات فلهم أجر غير ممنون {]6 واياك أن تظن أن } *إال الذين آمنوا وعملوا الص

.الواحدية تتعدد بالوارث والموروث، بل الموروث بمنزلة الذات والوارثون بمنزلة الصفاتوقد )] . 391[(»إن الشوكة لتصيب أحدكم فأجد ألمها«: أنه قال) ص(ورد عنه ؛

الذات شيء واحد : (أشار لما قلناه المحقق الكامل سيدي علي وفا رضي اهللا عنه بقولهوال تعدد بالحقيقة، وانما تتعدد الذات باعتبار تعينها بالصفات تعدادا ) ال كثرة فيه

في الوحدة الحقيقية كفروع الشجرة بالنظر اعتباريا فقط، والتعدد االعتباري ال يقدح .ألصلها فافهم

ومن لم يتحقق بأحدية الذات لم يدرك ما أشار إليه أستاذنا البحر الجامع والنور ؛كل شيء : (الساطع سيدي أحمد صاحب هذه الصلوات رضي اهللا تعالى عنه في قوله

ن المعاني واألسرار فتحت هذه الكلمة ما ال يدخل تحت دائرة الحصر م) فيه كل شيءمما هو أوسع من أن يدخل في ضيق العبارة، وألطف من أن تكشفه اإلشارة، على أن



وهللا در سيدنا علي الصغير زين . في ظني ذلك ما ال يؤذن في إفشائه ألحد البتة :العابدين رضي اهللا عنه حيث يقول

يا رب جوهر علم لو أبوح به وثنالقيل لي أنت ممن يعبد ال

والستحل رجال مسلمون دمي يرون أقبح ما يأتونه حسنا

إني ألكتم من علمي جواهره كي ال يرى الحق ذو جهل فيفتتنا

وقد تقدم في هذا أبو حسن إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا

:ثم قال رضي اهللا عنه؛ )وارتفع عن وجه الكمال المحمدي نقابهاقد طلعت في سماوات العلى شمسها، (المراد بسماوات العلى القوى اإلنسانية، وانما كانت على ألنها مظاهر أسماء الحق جل ؛

وعال، وشمسها كناية عن النور المشرق من هوية الحقيقة المحمدية على هذه القوى ذا أشرقت من اإلنسانية وهذه الشمس باطنة في كل إنسان، فنفس كل إنسان مغربها، فإ

سماء ذاته بظهور أنوار أسمائه وصفاته شمس الحقيقة المحمدية بتجلي نور األحدية ( { ' فقد طلعت شمس حقيقة من مغربها وانسد باب توبته بظهور التواب فيه منه إليه

بل الذي ينفعها إيمان اهللا بها ألنه هو المؤمن ] 185اآلية : األنعام[} . / -، ) * + أنه التواب منه إليه، فإذا طلعت في سماوات ذاتك تلك الشمس، وسبحت في بنفسه كما

قطبي فلك النفس، ارتفع عن وجه الكمال المحمدي المنجلي في صورة ذلك المجلى الحامل ألمانة ذلك السر األعلى نقابها، الذي هو عين مغرب شمس تلك الحقيقة، ألنه

ين النقاب، فالنقاب الساتر عين وجه المطلع كما أنه المغرب، وهو الوجه كما أنه عالمستور، فكشفنا عنك غطاءك، وليس غطاؤك سواك، فإذا انكشف عنك غطاؤك بدا



ثم قال رضي اهللا . منك إليك عطاؤك فما به الغطا والعطا إال النقطة وأنت عينها فافهم :عنه

)حظ وافر وبحرهن في الحقائق اإللهية زاخر ولهن في القسمة من المعارف المحمدية(إنما كان بحرهن زاخر في الحقائق اإللهية ألنها أماطت الحجاب عن محيا أبكار ؛

األسرار المحمدية، فأرشدت إلى مجمع البحور وأشرقت بنور على نور، وكما كانت هذه الصلوات كاشفة عن السر المصون المنطوي بسيد السادات، صار لهن في القسمة

حظ وافر، ونور من تجلي تجريد التوحيد باهر، يعود اإللهية من المعارف المحمدية على من اتخذها وردا وهجيرا أو اصطفاها له في الليل والنهار جليسا وسميرا، ومن داوم على األوراد في بدايته لم يحرم الواردات في نهايته، فلألعمال أنوار تكشف من

.راد ولو بلغت المرادداوم على األو : المعارف األسرار حتى قال كمل المحققينواعلم، أرشدك اهللا لتجلي موالك وجذبك إليه وتوالك، أن الحقائق اإللهية والمعارف ؛

إنما «): ص(المحمدية إنما تحصل لمن تعلق بها قلبه ودام لها شوقه وحبه، وقد قال ، فكم بين من يقصد األجور والحسنات وبين من يقصد )] 392[(»األعمال بالنيات

، وكم بين من يتعلق بدار الملك وعطاياه، وبين من ال يرضى إال بمجالسته المشاهداتوأعظم شرط عندهم التخلي عن حظوظ النفس من حب الرئاسة والجاه . ورؤية محياه

كما ورد أن ذلك آخر ما يخرج من قلوب الصديقين، فحب الرئاسة داء عظيم وحجاب على أن التعلق بحب . رأس كل خطيئة جسيم، وذلك هو المراد بحب الدنيا التي حبهاإن أردت السالمة فسلم على الدنيا، وان : اآلخرة في ابتداء السلوك قاطع، ولذا قالوا

أردت الكرامة فكبر على اآلخرة، وذلك ال يحصل إال بالخروج من الدعوى واستواء )]:393[(ولذا قال سلطان العاشقين. النعمة والبلوى

دع الدعوى فماخاطب الخطب ؛ ؛)]394[(بالرقى ترقى إلى وصل رقي

رح معافى واغتنم نصحي وان؛



؛شئت أن تهوى فللبلوى تهي .خل نفسك وتعال: يا رب كيف الطريق؟ قال: قال أبو يزيد رضي اهللا عنه؛ذلي عطل ذل اليهود، وانما عطل ذله ذل اليهود ألن : وقال الشبلي رضي اهللا عنه؛

ي ملكه مباح ودمه هدر واليهودي ليس كذلك، واذا تجرد الصوفي عن الدعوى الصوف .فال نفس له وال مال وال مأوى

:قال سلطان العاشقين رضي اهللا عنه؛ والتي يعنو لها البدر سبت؛

؛عنوة روحي ومالي وحميالكامل واعلم أن ما ذكرناه سهل يسير على من منحه اهللا تعالى الفوز بخدمة األستاذ ؛

وان وجدت أستاذك المحقق «: الذي قال في وصفه سيدي علي وفا قدس اهللا سرهفليس كل » وجدت حقيقتك، واذا وجدت حقيقتك وجدت اهللا تعالى فوجدت كل شيء

أنت أيها المريد غصن ونور أستاذك «: وقال أيضا . المراد إال في وجد هذا األستاذ .»شمس يحييك وقمر يربيك

ذه الصلوات المباركة سيدي أحمدبن إدريس رضي اهللا عنه عن وسأل صاحب ه؛فقيل . ال: هل األستاذ من أطلعه اهللا على ضمائر خلقه؟ فقال: األستاذ المربي فقيل له

فمن هو يا : فقيل له. ال: أهو الذي كشف اهللا له من العرش إلى الفرش؟ فقال: لهملكون الشفاعة إال من اتخذ عند ال ي {]87اآلية : مريم: [سيدي؟ فأجاب بقوله تعالى

فأشار رضي اهللا عنه أن األستاذ من يملك الشفاعة، وليست . } *الرحمان عهدا الشفاعة مخصوصة بمن عمل السوء، بل صاحب هذه الشفاعة لو جاءه األعرابي يبول

ي وفا كالم في األستاذ على ساقيه ما يمسي عنده إال ويوصله إلى اهللا، ولسيدي علغامض المدرك على العقول ال يسلمه إال أهل التحقيق، الذين شربوا من بحار الوحدة

.الذاتية أصفى رحيق



وبالجملة، فاألستاذ حضرة اهللا، فمن ظفر به كان مخصوصا عند اهللا تعالى بالقبول، ؛الة والسالم، فإن اهللا ويكفي في شرف األستاذ ما وقع لكليم اهللا ورسوله موسى عليه الص

تعالى لما أعلمه أن الخضر أعلم منه طلب السبيل إليه، وكان معه فتاه الصادق في خدمته ومحبته يوشع عليه السالم، وما أحلى ما قاله سيدي علي وفا رضي اهللا عنه

إذا رأيت أن الخضر عليه السالم قسمت له الحياة إلى إدراك الزمن «: حيث قاللعلي أراهم : ب موسى بفتاه السبيل إليه إال من باب معنى قول القائلالمحمدي فما طل .»أو أرى من يراهم

ويؤخذ من قصة موسى عليه الصالة والسالم أن األستاذ إذا كشف له عمن هو أكبر ؛منه في المقام، يجب عليه أن يترك أستاذيته ويندرج في أستاذية من هو أعلم باهللا منه

وه، ألن موسى عليه الصالة والسالم أستاذ قطعا مع أنه لم يستنكف ولو من بعض الوجعن التلمذة للخضر عليه السالم، فإنه كامل في نفسه طالب لألكملية واألكملية ال

] 114اآلية : طه[} ! ! ـ»ژ » « پ ف { ): ص(قال اهللا تعالى لنبيه محمد. تنتهي، وكل كامل يقبل الكمال، وفوق كل فطلب العلم باهللا والزيادة منه فرض عند أهل اهللا

) ص(ذي علم عليم، ولذا تمنى موسى عليه الصالة والسالم أن يكون من أمة محمدوأخبر أهل الكشف رضي اهللا عنهم أن الرسل واألنبياء عليهم السالم يوم القيامة تقول

اجعلنا من أمتك، ومن كان آدم فمن دونه تحت لوائه يوم ): ص(للسيد األعظم محمدسيد كل ) ص(لقيامة فهو حقيق بأن يلوذ به الجميع إذ هو الشفيع لكل شفيع، فهو ا

.جماعة ومالك كل شفاعة وكلهم من رسول الله ملتمس

غرفا من البحر أو رشفا من الديمالداعي إلى اهللا على بصيرة بسبب اتباعه للسيد ) ص(ومن ظفر باألستاذ الوارث له ؛

يحبه باإليثار ويتلقى كل ما سمعه منه بالقبول، ويكون ، فيجب عليه أن )ص(األعظم .معه بالطاعة والموافقة ويؤثره على نفسه وينزهه عن النقائص



األستاذ حضرة اهللا وحواسه أبواب تلك الحضرة، فمن تقرب إلى حواسه : فإن قلت؛ بالقرب المالئمة فتحت له أبواب الحضرة اإللهية، وقيل في حقه } ! !»{ژ {

.من كان مع أستاذه بال أباه كان أستاذه معه باهللا: وقد قالوا] 46اآلية : الحجر[بنفسه وبماله وعياله وجاد بالكل ملك ) ص(ولما آثر الصديق رضي اهللا عنه رسول اهللا؛

ما صب في صدري «): ص(الكل، كما يشهد له ما صح عند أهل الكشف من قوله ) ص(وكذلك لما لقن )] . 395[(»ر رضي اهللا عنهشيء إال وصببته في صدر أبي بك

عندي من العلم ما ليس عند جبريل وال «: عليا عليه السالم كلمة التوحيد صار يقولإن جبريل وقف عند السدرة ولم : وكيف ذلك يا أمير المؤمنين، فقال: ، فقيل»ميكائيل

ي عليه السالم، أنه وكان من تسليم عل. وأنا أدري: فكأنه يقول. يدر ما جرى بعد ذلك، ليقيه بنفسه )ص(في الليلة التي أجمعوا فيها على قتله ) ص(نام موضع رسول اهللا

بالهجرة للمدينة المنورة، وكان من األمر ما كان مما ) ص(ويقتل بدله وينجو رسول اهللا :ثم قال رضي اهللا عنه. هو مشهور عند أهل العرفان، واهللا تعالى أعلم

أراد أن يسبح في كوثر النور المحمدي، وجل في عجائب معانيها خذهن إليك يا من( )يا من يبتغي االغتراف من البحر األحمدي

خذ هذه الصلوات إليك وادأب على تالوتها مع األدب والمراقبة : يقول رضي اهللا عنه؛والطهارة الظاهرة والباطنة، فإن قرآن الجمع المحمدي ال يمسه إال المطهرون وهم

ردون عن نجاسة األغيار التي هي الشرك، والمشركون نجس والقلب بيت الرب ال المتجيصلح إال له، فإذا تجلى فيه نور الربوبية الذي هو كوثر النور المحمدي، أشرقت أرض األبدان بنور ربها، فصلح القلب فصلحت الجوارح بهذا النور وامتزجت به، وكان كوثره

% $ £ ! " { : نه بالران في كتاب اهللا تعالى، قال تعالىشفاء لها من الصدا المعبر عكال بل ران على {] 15ـ 14اآليات : المطففين[} ! ! ـ«ژ - ، ! ! ( ) * + ـ»ژ ' ×

فالحجاب أصل العذاب، وسبب الحجاب هو الران وهو } *قلوبهم ما كانوا يكسبون .كناية عن الظلمة الكونية



.» الكون كله ظلمة وانما أناره ظهور الحق فيه«: ابن عطاء اهللا رضي اهللا عنهقال ؛فالنور المحمدي كنز تحت جدار الجسم اإلنساني، ومظهره من اإلنسان يسمى بالنفس ؛

الناطقة عند اإلمام محيي الدين رضي اهللا عنه، وبالعقل الناطق عند سيدي علي وفا للنفس الحيوانية الحاكم فيها الذي يطهرها من رضي اهللا عنه، وهو المدبر الحكيم

الرذائل ويحلها بالفضائل، فمن أشرق في ذاته ذلك النور المحمدي بسبب انجالء الظلمة الربانية، فقد سبح في كوثر النور المحمدي، الذي هو شفاء له من سائر

وبسبب . وبيةوذلك هو المشار إليه بإشراق األرض البدنية بنور الرب. األمراض القلبيةوأيدناه {]87اآلية : البقرة: [ذلك يكون مغترفا من بحار العلوم األحمدية، كما قال تعالى

فمن أيده اهللا بروح القدس كان روحه إلهيا قدسيا يتعلق بالمعاني األسمائية } بروح القدس إللهي فيه بالروح والعلوم الغيبية، ومن لم يكن مؤيدا بروح القدس سمي النور ا

.الحيواني، فتعلق بالشهوات وارتضى بالرذائل الخسيساتواعلم أن روح القدس هو حقيقة األرواح وماهيتها، وهو المنفوخ منه في آدم عليه

فباعتبار . } ونفخت فيه من روحي{]29اآلية : الحجر: [السالم، كما قال تعالىحمدي القديم الذي ال يدخل تحت حيطة كن، اإلطالق عن التعين هو النور الم

وباعتبار التعين في الصور هو حادث، فروح آدم حادث باعتبار حدوث النفخ وهو قديم وأما باعتبار الحكم فالمؤيد روح . باعتبار الحقيقة، فالمؤيد من حيث الحقيقة عين المؤيد

اهللا في المملكة اإلنسانية، وكل القدس والمؤيد روح اإلنساني، فالروح اإلنساني خليفة راع مسؤول عن رعيته، فإن عدل فله ولهم، وان جار فعليه ال عليهم، ولذلك تشهد

اآلية : النور: [رعيته، لدى روح القدس المطلق الذي هو مستخلفه كما قال تعالى( { : ، وقال تعالى} *ما كانوا يعملون يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم ب {]24

عنه، راجع : فالضمير في قوله] . 36اآلية : اإلسراء[} ! ! ف{ژ 0. / -، ) * + إلى النفس الناطقة، وان شئت فقل إلى العقل الناطق، الذي هو خليفة الروح القدس،

ؤه والشاهد يكرم وال فإذا شهدت على هذه الخليفة رعاياه، عذبه اهللا دونهم ألنهم شهدا



يهان، فالمعذب هو المسؤول ال المسؤول عنه الذي هو السمع والبصر والفؤاد، وال .الشاهد من لسان أو يد أو رجل أو جلد

اآلية : النساء: [وال تظن أننا ننكر احتراق األعضاء بالنار فإن اهللا تعالى قال؛فالذائق للعذاب غير } جلودا غيرها ليذوقوا العذاب كلما نضجت جلودهم بدلناهم {]56

الجلود، والعذاب للجلود صوري ال حقيقي، فهو عذاب تمثيل بمنزلة عذاب النائم الذي يمثل له في نومه أن جسده احترق بالنار مع أن جسده سالم من ذلك، فالعذاب إنما هو

سد مجبور للنفس على ما تريده منه، والمكره للنفس الذائقة ال للجسد في نفسه، فإن الجغير مؤاخذ، فإن الشرع رفع الحرج عن المكره، واال نقل كذلك لكان تعذيب الجلود المتجددة ظلما، ألن الجلود المنتقم منها إذا احترقت وتالشت فما ذنب الجلود الجديدة

اآلية : النساء: [هللاغير تلك الجلود التي وقعت بها المعصية أو الكفر قطعا لقول ا، وحيث إنها غيرها فما ذنبها، فمن عدل اهللا أن يعذب الحاكم ال المحكوم } غيرها{]56

عليه الذي هو مجبور، وان ظهر أن العذاب واقع على المحكوم عليه، ففي باطن األمر ة أن المحكوم عليه حاصل له نعيم في االنتقام من ذلك الحاكم، الذي جبره على مخالف

.أمر اهللا تعالى والوقوع فيما يغضبهغاية األمر أن الحاكم الذي هو الروح، إن كانت مؤمنة موحدة فإن اهللا يميتها في ؛

: الجن : [النار إماتة كما ورد في األحاديث الصحيحة، إذ إيمانها يحميها، قال تعالىوأما إن كانت كافرة أو مشركة } رهقافمن يؤمن بربه فال يخاف بخسا وال {،]13اآلية

.فإنها ال تموت وال تحيى كما أخبر اهللا بذلكقد قررت أن العذاب واقع على الروح والروح من أمر الرب فهي من عالم : فإن قلت؛

النور، فما تدنست الروح إال بسبب الجسد فبسببه جاءتها هذه البلوى، فمثال الروح مع لمرآة، فإن كانت المرآة صافية أشرق النور بها وظهر، وان الجسد مثال النور في ا

كانت المرآة غير صافية بل الصدى، والمراد تراكم عليها حتى منع انطباع النور بها لم يشرق ذلك النور المنبسط عليها، فإذا الحاكم هو الجسد ال الروح إذ ال يظهر الماء مثال



م واألواني هي الحاكمة، فلماذا يكون العذاب إال على شكل األواني، فالماء هو المحكو على الروح، والروح وان كان هو الخليفة فال ينفذ حكمه إال بأعوانه من الرعايا، فما

إن لكم {]39اآلية : القلم: [حكم عليهم إال بهم كما تكونوا يولى عليكم، ولذلك قال تعالىى الحاكم أن يحكم عليه بما حكم به، فكل منهما فالمحكوم عليه حاكم عل} لما تحكمون

.حاكم ومحكوم عليه، فما سر العذاب حينئذ ومن هو المستأهل لهلم كنت إنسانا، وال يقال : األمور الذاتية ال تقتضي التعليل، فال يقال لإلنسان: قلت؛

ا اقتضت، للمسك لم كنت طيبا، وال يقال للثوم لم كنت كريها، ألن الحكمة الذاتية هكذ: ونعني بالحكمة الذاتية ما ثبت في العلم اإللهي قبل اإليجاد الظاهر فإن اهللا تعالى قال

وان منكم إال {]71اآلية : مريم: [ولذا قال تعالى} ما يبدل القول لدي {]29اآلية : ق[ضي ال يجوز بتبديله، إذ ال يقال للكائن لم والمقت} *واردها كان على ربك حتما مقضيا

كان، ولو لم يكن لكان أحسن، ألن الكائن وجود اهللا تعالى، ووجود اهللا تعالى ال يظهر إال بحسب قوابل أسمائه، وأسماؤه متقابلة األحكام، والحكم المطلق بكل كائن في الوجود

حكمه النفع والضار حكمه هللا العلي الكبير، فكل اسم إلهي حاكم بمقتضاه، فالنافعر، والرحيم حكمه الرحمة، والمنتقم حكمه االنتقام، والقابل لألحكام من ظهرت به الض

كان على ربك حتما {]71اآلية : مريم: [األحكام، وال ظاهر في الوجود سواه، فلذا قالفما حتم إال اسمه وال فالحاتم اسمه جل وعال، والمحتوم عليه اسم من أسمائه } مقضيا

واليه يرجع األمر {]123اآلية : هود: [حتم عليه إال اسمه، فاألمر منه واليه، كما قالفاألحكام تابعة للعلم، والعلم تابع } كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون

.ن التابع والمتبوع فافهم ذلك، واهللا أعلمللذات، والذات عي تنبيهمن تحقق بذاتيته لم يكن محكوما لألسماء ألنه المقصود بها والمسمى، فال يزال ؛

الشقي شقيا ما دام محجوبا عنه، ومتى زال عنه غطاؤه زال عناه وبدا له منه عطاه، و النقطة وهي أنت، فأنت فما بين الغطاء والعطاء إال ما بين الغين والعين، وذلك ه



عين غطائك وأنت المغطى إذ النقطة أصل الدائرة فكما هي المبتدأ هي عين المنتهى، أي إلى ذاتنا ال إلى حكمنا ألن } كل إلينا راجعون {]93اآلية : األنبياء: [قال تعالى

.ضمير إلينا للذات ال للصفات فأنت الخصم والحكم فافهمخذهن إليك، أمر بالمالزمة واالشتغال وارشاد للسبب : حق صلواته وقول سيدنا في؛

وجل بضم الجيم من الجوالن : الذي يكشف به عن تجليات األنوار المحمدية، وقوله .الذي هو اإلمعان والتدبر لعجائب تلك المعاني

:ثم أخبر عن النتيجة من ذلك األخذ والجوالن، فقال رضي اهللا عنه؛اب الحقائق المحمدية محكم اآليات وتفسر لك بعض حروف آياته تتلو عليك من كت(

)البيناتبكتاب الحقائق (أي تكشف لك منك، ومراده ) تتلو عليك: (قوله رضي اهللا عنه؛

الوجود المطلق والحقائق المحمدية هي معاني األسمائية المعبر عنه بمحكم ) المحمديةيظهر بها في العالم الشهادي كما اآليات، فإن كل اسم إلهي جامع لكلمات متفرقة

اآلية : النساء: [تجمع اآلية عدة كلمات، قال تعالى في حق عيسى عليه السالم، فعيسى كلمة من آية هذا االسم الجامع الذي هو اهللا، وأما } رسول الله وكلمته {]171حدانيته وتفصيال فقد أوتي جوامع الكلم، فهو كتاب الوجود المطلق جمعا بو ) ص(محمد

. بأحكام تلك الواحدية، فتفاصيل تلك الواحدية هي المعبر عنها بالكوثر بلسان اإلشاراتفكل كثرة في الوجود تسبح في } *إنا أعطيناك الكوثر {]1اآلية : الكوثر: [قال تعالى

.فلك النور المحمدي الذي هو مظهر وحدانية اهللا المطلقةكل كلمة شهادية حروفا، فحروف كل كلمة هي األعيان الثابتة التي ظهرت واعلم أن ل؛

بسببها تلك الكلمة التي هي المظهر اإللهي الخاص بها، الذي هو اآلية الجامعة لتلك الكلمة وغيرها من حيث الصورة الظاهرة، وأما السورة فهي المنزلة التي هي عبارة عن

رها، فعيسى عليه السالم من حيث صورته المعنى الذي تمتاز به كل صورة عن غيالشهادية الظاهرة كلمة، ومن حيث إنه روح اهللا المحيي الموتى والمبرىء األكمه



واألبرص هو سورة من سور كتاب الوجود المطلق الجامع للحروف والكلمات واآليات حمدية والسور، التي هي الحقائق المحمدية، هو طامة الحقائق الكبرى، وهي الحقيقة الم

المطلقة الجامعة المعبر عنها بحقيقة الحقائق وبالمجد األول وبالعقل الفياض وبروح القدس وبالياقوتة الحمراء وبالدرة البيضاء وبالزمردة الخضراء إلى غير ذلك من

.األسماءالذي هو كتاب الوجود المطلق، ) ص(واعلم، رحمك اهللا تعالى، أن اإلنسان الكامل ؛

المحمدية بحروفه وكلماته وآياته وسوره، أصله الغيب الذي ال يدخل الجامع للحقائقتحت الحيطة الكتابية، وهو أم الكتاب المعبر عنها بنقطة الكماالت المندرج بها جميع األسماء والصفات وذلك هو الذات، فالحروف مندرجة في الكلمات، والكلمات مندرجة

ور مندرجة في الكتاب الوجودي، والكتاب في اآليات، واآليات مندرجة في السور، والسالوجودي مندرج في النقطة، فالوجود ال يخرج عن النقطة، وأما النقطة فال تتقيد إال بذاتها، إذ الوجود كله عدم في حقيقة تلك النقطة، فهو عين العدم بالنسبة لتلك النقطة،

وآيات وسور وكتاب فالنقطة وجود عين العدم والعدم عين الوجود، فهي حروف وكلماتوال شيء معها، وهي أم الجميع، فاإلنسان الكامل من حيث الفرقان كثرة، ومن حيث القرآن أحدية، ومن حيث إنه متلو ومقروء بالقراءة العلمية كتاب، ومن حيث إنه ال يقرأ وال يعلم هو أم الكتاب، فالكتاب عين األم، ألن الولد سر أبيه، ولذا أطلقوا الكتاب على العلم اإللهي ألنه مرآة الذات، فاإلنسان الكامل يعلم ذاته، ويعلم أن علمه بها عين

ال أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على «): ص(الجهل بها كما قال ال تدركه {]103اآلية : األنعام: [وقدر اهللا حق قدره، وقال تعالى)] 396[(»نفسك

فأينما {]115اآلية : البقرة: [ت إال هو فإن اهللا قالمع أن األبصار ما أدرك} األبصار فهو تعالى مدرك ال مدرك، معلوم ال معلوم، ومن هنا ثبتت عبودية } تولوا فثم وجه الله أي قل زدني } وقل رب زدني علما{]114اآلية : طه: [وقيل له) ص(اإلنسان الكامل



من عرف نفسه عرف «: تي، فإنه عين العلم بك يا رب إذ هو القائلعلما بحقيقة ذا )].397[(»ربهوالمحكم هو الظاهر، فأفاد رضي اهللا ) محكم اآليات: (والى ما قلناه أشار سيدنا بقوله؛

عنه أن هذه الصلوات المباركات تكشف لمن داوم عليها تالوة وتدبرا عما ينبغي أن لمحمدية، التي تتضمنها سور كماالته الذاتية المندرجة يعلم من محكم آيات الحقائق ا

في كتاب وجوده األحدي المطلق، وحيث إنها تكشف لتاليها هذا الكشف، فهي تفسر بعض نفس حروف آيات ذلك الكتاب البينات، واآليات البينات هي األسماء الجامعة

الحضرة العلمية، وأما كما قلنا، وحروفها األعيان الثابتة، والنقش صور تلك األعيان فيالذي ال ينبغي أن يعلم هو أم الكتاب، ولكن وان كان ال يعلم العلماء شيئا خارجا عن أم الكتاب ولكن ال يمكن اإلحاطة بأم الكتاب، ولذا أخبر اهللا تعالى أنها عنده فهي غيب الغيب في عين شهادة الشهادة، فكما أنها ال تعلم كذلك ال تجهل، فألم الكتابالسلب واإليجاب، فهي معلومة من وجه كتابها الذي هو الوجود، ومجهولة من جهة سلب الوجود، إذ ال شيء معها فهي تقبل العدم، فالعدم وجه ألم الكتاب أيضا، وهذا

كل ما خطر ببالك فاهللا بخالف : الوجه هو الذي تجلى ألفكار المتكلمين حتى قالوا .ذلكعرفوه بالجهل به وجهلوه بالمعرفة به، ولذا قال سيدنا العارف وأما العارفون باهللا فقد ؛

المحقق موالنا الشريف الحسن األمير عبد القادر ابن موالنا محيي الدين روح اهللا روحه الحق عندنا أن يقال كل ما خطر ببالك فاهللا كذلك وبخالف ذلك، : ونور ضريحه

ف ذلك من جهة السلب، والسلب عين فاهللا كذلك من جهة اإليجاب، وبخال: فقولهومن جهة اإليجاب قال . اإليجاب في حقه تعالى، وهذا ال يدرك إال بالتجلي ذوقا وكشفا

إن اهللا أوجد العالم من وجود ال ندركه إلى وجود : اإلمام محيي الدين رضي اهللا عنها إيجاد القدرة عندن: ومن جهة السلب قال الغوث الجيلي رضي اهللا عنه. ندركه

فالحق تعالى أوجد العالم من العدم المحض إلى الوجود العلمي، ومن الوجود . المعدوم



العلمي إلى الوجود الغيبي، وكالهما يسلم أن العالم مع وجوده لم يخرج عن العدم، ألن .اهللا تعالى كان وال شيء معه، وهو اآلن على ما عليه كان

باركة تكشف للمواظب عليها كوثر الحياة ولما ذكر رضي اهللا عنه أن صلواته الم؛اآلية : العنكبوت: [النورانية، وحقائق الكماالت من اآليات المحمدية، كما قال تعالى

أفاد أن ذلك متوقف على العناية } بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم {]49إنك ال تهدي من أحببت ولكن الله {]56اآلية : صالقص : [والهداية والتوفيق، قال تعالى

وهو أعلم بالمهتدين، أي في الحضرة الثبوتية، فيقبلون الهداية في } يهدي من يشاء :الحضرة الوجودية، فلذلك قال رضي اهللا عنه

])213اآلية : البقرة[} ! ! ن ه و ى ي ژ فـپ{ (! " } ) ص({ « { : قيم هو ما أمر اهللا تعالى باتباعه في قوله تعالىوالصراط المست؛

وانما كان مستقيما ألنه داعي ألحدية الجمعية، ] 153اآلية : األنعام[' } × % $ £ فمن سلك عليه فقد قرأ كتابه في الدنيا قبل اآلخرة وعرف نفسه، فال يقال له يوم

ألنه ممن } *كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا اقرأ {]14اآلية : اإلسراء: [القيامة[ ش ص ض ط ظ ع غ { : اتخذ العهد ومن اتخذ العهد فقد ملك الشفاعة، قال تعالى

ومن أعظم اتخاذ العهد التمسك بهذه الصلوات ] 87اآلية : مريم[} ! ! })ص(گ ژ يك لشهود كتاب الحقائق المحمدية المباركات التي تكشف لك عن آياتك البينات، وترق

من ذاتك األحدية بال تفرقة وال شتات، جعلنا اهللا واياكم من أهل تلك الكماالت، الشاربين من عين تلك التجليات رحيق مسك ختامها الحائزين صلة صلواتها ودرر سالمها، بجاه مظهرها ومظهرها، وصلى اهللا على محمد نقطة دائرة المحامد وجمع

.األقارب واألباعد، وسلم تسليما كما هو أهله آمين شملوقد انتهى بحمد اهللا تعالى ومعونته وتوجه أنفاس سادتنا شرح الصلوات األربعة عشر، ؛

.وتحلى شرحنا بعقد درها الفريد، فكان تحفة للبشر والحمد هللا رب العالمين ]شرح الصالة العظيمية[



الصالة العظيمية، ألنها مودوعة في وقد سنح بخاطر هذا العبد الضعيف شرح؛األحزاب األحمدية، فتتم بها الصلوات خمسة عشر، ونستعين باهللا على اإلتمام بجاهه : عليه الصالة والسالم تالين للنجح واالستمالء ما استقر في كتاب اهللا من قوله تعالى

فنقول أوال وباهللا التوفيق وهو } فإذا عزمت فتوكل على الله {]159اآلية : آل عمران[ .الهادي ألقوم طريق

فاعلم، رحمك اهللا، أن الصالة العظيمية لسيدنا إمام العارفين وقدوة المحققين من ؛ حظي بالتمكن األعظم في مشاهد التقديس، سيدي أحمدبن إدريس قدس اهللا ثراه، وجعل

ية األحمدية اإلدريسية، وقد حظيرة القدس مأواه، هي من أعظم أوراد الطريقة الرشيداشتهرت كنار على علم، وامتازت على غيرها امتياز البدر على سائر الكواكب في الظلم، وقد أودعها سيدي أحمد رضي اهللا عنه في الحزب الثاني من األحزاب وهو

التجلي األقدس «ويسمى أيضا بـ» التجلي األكبر والسر األفخر«الحزب المسمى بـوال شك أنها متضمنة لهذه . »ميزاب تجليات الحقائق«ويسمى أيضا بـ» سوالنور المقد

.المعاني لكل مثابر على تالوتها دائب معانيوقد حدثني األستاذ الشيخ محمد ظاهر الرشيدي األحمدي رضي اهللا عنه أن الصالة ؛

العظيمية لسيدي أحمدبن إدريس إذا قرئت اثنى عشر مرة، وأهدي ثوابها للميت رف على نفسه، ينقله اهللا تعالى ببركتها للمراتب العالية، ويلحقه بمن أنعم عليهم المس

.} وحسن أولئك رفيقا{]69اآلية : النساء[من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ولقد صح ذلك لدى أهل الكشف من أهل اهللا تعالى بالمشاهدة : قال رضي اهللا عنه؛

إن الصالة العظيمية دائمة الثواب واألجر في الدنيا واآلخرة، : ل لي أيضا وقا. والعيانفال ينقطع األجر لنا بها ولو دخل الجنة بل هو مضاعف بال نهاية، ألن المصلي بها

يقول صالة دائمة بدوام اهللا العظيم ودوام اهللا العظيم ال يزول، فالصالة ) ص(على النبيعظيم، وحيث إن األمر كذلك، فتضاعف أجرها وتجدده دنيا المقرون دوامها بدوام اهللا ال

.وبرزخا وفي الحشر والجنة ال يزول



من حفظ الصالة العظيمية في صدره : وروي عن سيدي أحمد رضي اهللا عنه أنه قال؛فسح له في قبره مد البصر، وفرش قبره من سندس الجنة واستبرقها، وفتح له طاقات

.تطل على الجنةفسح له في قبره : دي إبراهيم رضي اهللا عنه في معنى كالم أستاذه سيدي أحمدقال سي؛

مد بصره باعتبار النظر لجهة السماء ال جهة األرض، وعند هذا العبد المراد بالبصر .بصر اهللا ال بصر العبد، فإن اهللا هو السميع البصير

التي هي سيدة آي ومن محاسن الصالة العظيمية أنها اشتركت مع آية الكرسي : أقول؛القرآن بمعنى لطيف، وبيان ذلك أن آية الكرسي مفتاحها لفظ الجاللة ومغالقها االسم العظيم، وكذلك الصالة العظيمية مفتاحها اللهم يعني يا اهللا، ومغالقها االسم العظيم، فلها السيادة على غيرها، كما أن آية الكرسي لها السيادة على غيرها، ومن محاسنها أن

السم العظيم تكرر بها عشر مرات، وصف اهللا تعالى العدد العشري بالكمال، فقال ااآلية : األنعام: [ولهذا السر قال تعالى} تلك عشرة كاملة {]196اآلية : البقرة: [تعالى: الى يقولإن اهللا تع«: وفي الخبر اإللهي} من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها{]160

أال ترضى يا محمد أن ال يصلي عليك أحد من أمتك مرة واحدة إال صليت عليه بها وصف العشرة بالكمال يشعر بعدم النهاية ألن الحسنة تضاعف )] . 398[(»عشرا

فتكون المرة األولى . بعشر، وكل من العشر يضاعف بعشر وهكذا إلى ما ال نهاية لهيزال الخمير يتجدد بعجين آخر، وهكذا إلى ما ال نهاية كخمير العجين األول، ثم ال

فليلزم تالوة الصالة العظيمية، وليقل ) ص(له، ومن أراد الحظوة باالجتماع برسول اهللااللهم إني أسألك بنور األنوار، الذي هو عينك ال غيرك أن تريني : قبل النوم مائة مرة .كما هو عندك آمين) ص(وجه نبيك محمد

شرف الصالة العظيمية أن سيدي أحمد رضي اهللا عنه تلقاها من الخضر ويكفي من؛بال واسطة، وقد أخبر ) ص(للخضر، ثم لقنه إياها رسول اهللا) ص(بإذن من النبي

قال له إنها مع التهليل واالستغفار ) ص(سيدي أحمد رضي اهللا عنه أن السيد األعظم



عنهم هي مفاتيح السماوات الشهيرين عند الطائفة الرشيدية األحمدية رضي اهللاواألرض، والتهليل هو ال إله إال اهللا محمد رسول اهللا في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه

.علم اهللاأستغفر اهللا العظيم، الذي ال إله إال هو الحي القيوم، غفار : وأما االستغفار فهو؛

والذنوب واآلثام، ومن الذنوب ذو الجالل واإلكرام، وأتوب إليه من جميع المعاصي كلهاكل ذنب أذنبته عمدا وخطأ ظاهرا وباطنا قوال وفعال في جميع حركاتي وسكناتي وخطراتي وأنفاسي كلها، دائما أبدا سرمدا من الذنب الذي أعلم، ومن الذنب الذي ال أعلم عدد ما أحاط به العلم، وأحصاه الكتاب، وخطه القلم، وعدد ما أوجدته القدرة، وخصصته اإلرادة، ومداد كلمات اهللا، كما ينبغي لجالل وجه ربنا وجماله وكماله، وكما

.يحب ربنا ويرضىوبالجملة ففضائل الصالة العظيمية ال تحصى ومن ذاق عرف، وليس الخبر كالعيان، ؛

والمشاهدة ال تحتاج إلى برهان كما قيل، ولكن للعيان لطيف معنى، لذا سأل المعاينة ن تجلى عليه أنوارها شاهد أسرارها، ومن صار مجالها تجلى به معناها، وهللا الكليم فمواالستقامة عين الكرامة فنسأل . من جد وجد، ومن لج ولج، ومن ثبت نبت: در القائل

؛:قال رضي اهللا عنه. اهللا كمال التوفيق والهداية ألقوم طريق العظيم الذي مأل أركان عرش بسم اهللا الرحمن الرحيم، اللهم إني أسألك بنور وجه اهللا(

)اهللا العظيمإني : (وقوله. يعني يا اهللا، ومراده سؤال اهللا تعالى من وجه الغيب الذاتي) اللهم: (قوله؛

أي بنور وجه اهللا من حيث الظاهر، ولفظ الجاللة نائب عن كل ) أسألك بنور وجه اهللات بنور وجه كل اسم إلهي فهذا السؤال سؤال الذا. اسم إلهي متجلي بوجه من الوجوهوانما قلنا ذلك ألن الذات ال تتقيد بالوجه النوري من . ظهر شهادة بالمجالي الشهادية

جهة إطالقها، إذ النور والظلمة في حقها سواء وانما لها النور من جهة المجلى، فكل مجلى وجه إلهي، ونور ذلك المجلى وجود اهللا المتجلي به، فبنور وجود اهللا ظهر



جميع األوجه التي قال اهللا في : فأراد رضي اهللا عنه بوجه اهللا. انكشف كل مجلىو وفي حقيقة األمر هذه الوجوه ما } فأينما تولوا فثم وجه الله {]115اآلية : البقرة: [حقها

هي وجوه اهللا من حيث اهللا بل من حيث األسماء الخاصة، التي قام بها االسم الجامع مقام كل واحد منها، وليس وجه اهللا من حيث االسم اهللا إال اإلنسان الكامل المطلق، وهو المظهر المحمدي الكمالي، وأكمل المظاهر المحمدية من تشرف برؤية الصحابة

بنور وجه اهللا، : الكرام، فله األصالة بإطالق االسم الجامع، فإن جعلنا اإلضافة في قولهفأينما تولوا فثم {]115اآلية : البقرة: [وجه إلهي كما قال تعالىلالستغراق، أردنا كل

أي فثم اسم من أسماء هذا الجامع كالغني والرزاق والصبور والشكور، فقام } وجه الله اهللا مقامها الندراجها به، وان جعلنا اإلضافة تخصيصية أردنا بوجه اهللا نور وجه

هو الصورة المحمدية في كل زمان حسب استعداد ذلك الزمان، اإلنسان الكامل الذي، والكمل في الحقيقة من قال عنهم )ص(فليس الكامل الفرد في كل زمان إال محمد

.»ارقبوا محمدا في عترته«: الصديق رضي اهللا عنه أي اشهدوه بهم، فإن وجدتم منهم ما يشق عليكم،: قال سيدي علي وفا رضي اهللا عنه؛

فسلموا وارضوا، كما لو جاءكم في ذلك منه مواجهة، ال تجدوا في أنفسكم حرجا مما قضوا، وسلموا تسليما، وان وجدتم منهم ما يعجبكم، فاشهدوه منه فيهم، كي ال تحجبوا عنه بهم وتحبونهم، دونه وتنسونه بذكرهم، فما هم في الحقيقة منه إال كالبشر السوي

انتهى كالمه . وهل الفرع في الحقيقة غير أصله فهم ثمراته فافهم من الروح المتمثل به، .رضي اهللا عنه

يطلق ) ص(فاسم محمد. سلمان منا أهل البيت: كل كامل يشاهد) ص(والمراد بفرعه ؛عند العارفين على كل أستاذ كامل متحقق بالروح المحمدية كمال التحقيق، كما سيأتي

واجعله يا رب روحا لذاتي من جميع : (عنهقول سيدي أحمدبن إدريس رضي اهللا ).الوجوه في الدنيا قبل اآلخرة يا عظيم



واذا كان روح ذاته من جميع الوجوه فهو عينه، ومن هذا المعنى قال سيدي علي وفا ؛ .فافهم. إنما كان أستاذك أعلم بك منك ألنه هو حقيقتك وأنت ظلمة: رضي اهللا عنه

في االتحاد ) ص(لألستاذ الكامل الذي حاله مع النبي ليس هذا الكل أستاذ بل: أقول؛ .»أنا من أهوى ومن أهوى أنا«: كما قيل

والذي يقتضيه المشرب . نعم: أتشهد أني محمد رسول اهللا، قال: قال الشبلي لتلميذه؛، فإنه وجه اهللا العظيم، الذي هو عين )ص(األحمدي، أن المراء بوجه اهللا العظيم محمد

، وسر قدس الذات الغيبية، ألنه قرآن األحدية الجامع، وشمس نور وجهه العيون اإللهيةفي كل سماء صورة طالع، فذلك النور هو الرافع للظلمات الكونية بجريان شمس حقيقية في قلب األفالك اإلنسانية، إذ وجه اهللا العظيم صادق على المظاهر النورانية كما أنه

فأينما تولوا {]115اآلية : البقرة: [ تعالى قالصادق على المظاهر الظلمانية، فإن اهللاوالمسؤول به إنما هو نور الوجه العظيم ال حقيقة الوجه، ألنه إذ تجلى } فثم وجه الله

نور الوجه األحدي جاء الحق وزهق الباطل، فعظمته بسطوة وجودها تنسف جبال أوهام فتشرق أرض األشباح بنور حقيقة الربوبية، فتكون خياالت الصور العدمية الظلمانية،

كذاتها الوهمية قاع أحدية باستواء ضعف المراتب األسمائية، فال ترى من تجلي حقيقة الذات باستقامة األحدية عوج الوهم، وال أمت الكثرة المعقولة الحكم، فعلى هذا الوجه

دة صور األسماء المعنى المحمدي المتنزل من غيب الذات لشها] هو: [العظيمهو الوجود المتعين بصورة الشاهد والمشهود، فعظمته استغراقه سائر : والصفات، ونوره

.األعيان، ونوره الحق يمحق من نظر العارف شهود الحدثانفالذي وقع لي ): وجه اهللا العظيم الذي مأل أركان عرش اهللا العظيم(وأما قوله في حق ؛

العظيم صورة اإلنسان الكامل الظاهرة، فإنها عرش ذات اإللهام به أن المراد بعرش اهللااهللا، فهي مستوى الذات ومنظر وجه محاسن األسماء والصفات، وأركان هذا العرش الجوارح اإلنسانية وقواها الباطنة الروحانية، فإذا امتألت أركان عرش اهللا العظيم بنور

} يد الله فوق أيديهم {]10اآلية : حالفت [وجه اهللا العظيم، ظهر خليفة اهللا بسر مبايعة



وتنزل روح القدس في هيكل مجاله بسر اندراج صورة شهادته بغيب معناه، وقد أزال إن الذين يبايعونك إنما {]10اآلية : الفتح: [تعالى الريب واالشتباه لقوله لذوي االنتباه

ب الذات والمسؤول به نور وجه اهللا العظيم الذي له المبايعة فالمسؤول غي} يبايعون الله . بسبب تنزل الغيب من نقطة الذات لدائرة شهادته المحيطة بسائر األسماء والصفات

اللهم إني أسألك بنور وجه محمد أن تصلي على موالنا محمد، ولو لم يكن : فكأنه قالالعظيم، ألن اللهم معناها يا اهللا، فال اللهم إني أسألك بنور وجهك: المراد هكذا لقاليا اهللا أسألك بنور وجه اهللا، ألن ذلك يوهم أن االسم اهللا واقع على : يناسب أن يقال

اآلية : اإلخالص[مسميين والمسؤول غير المسؤول به مع أن اسم اهللا هو لمعنى واحد سألك بنور وجهك العظيم، اللهم إني أ: فحق الصفة أن تكون} *قل هو الله أحد {]1

.لئال يتعدد اهللا وهو ال يقبل العددوقد شافهني بعضهم بهذا اإلشكال، فأجبته بما يناسب حاله من أن ذلك من قبيل ؛

: أمر موالنا السلطان مطاع، وال تقول له: االلتفات، كما تقول للسلطان وأنت تخاطبه .له حتى يخاطبهأنه ال كقو ] إلى[أمرك مطاع، أدبا وتعظيما إشارة

ومن تحقق ما شرحناه، رأى ما أبرزه سيدي أحمد رضي اهللا عنه في غاية وصف ؛الحسن والجمال ونهاية االستقامة والتحقيق والكمال، وقد وصف الوجه بالعظمة كما وصف العرش بالعظمة، إذ ال يناسب العظيم، إال العظيم فعظيم المعنى لعظيم الصورة،

.ظمة المستوى عليه كان ما كانفعظمة العرش بقدر عوخالصة األمر أن لكل اسم وجها، وذلك الوجه هو وجه اهللا من حيث ذلك االسم

بصورته ومعناه هو وجه اهللا من حيث اسم اهللا الجامع لجميع ) ص(الخاص، وأما محمداألسماء والوجوه، فعظمة وجهه تندرج بها سائر العظمات، إذ لكل شيء في نفسه

واالسم . } قد جعل الله لكل شيء قدرا{]3اآلية : الطالق: [قال اهللا تعالىعظمة كما حتى صورته ) ص(العظيم يجوز أن يكون صفة لوجه اهللا أو للنور، والنور من أسمائه

البشرية هي صورة فيما يبدو وفي حقيقة األمر هي نور محض، فما كان يظهر للناس



م، فهو مرآة لم يرد بها إال أنفسهم، فالنور مأل أركان ذاته التي هي منه إال ما يشاكلهعرش اهللا، ألنها مجموع حقائق العالم، فهي عوالم اهللا جمعا واجماال، وعوالم اهللا كلها تفصيل إجمالها وفرقان قرآنها، فاإلنسان الكامل هو العالم إجماال، والعالم هو تفصيال،

.ة العدد، فباندراج الكثرة يسمى الواحد األحدفهو الواحد الجامع كثر :فلذلك قال رضي اهللا عنه؛ )وقامت به عوالم اهللا العظيم(فالضمير من قوله به يجوز أن يكون عائدا لنور وجه اهللا، ويجوز أن يكون عائدا ؛

لعرش اهللا العظيم الذي هو صورة اإلنسان الكامل، ألن الصورة تجمع العوالم كلها، نسخة الحق، إذ هي كالثمرة من الشجرة، وكما أن النواة أصل الشجرة كلها من فإنها

فروع وأوراق وثمر ونوى، فهي جامعة الجميع، فكذلك الثمرة التي هي الفرع من النواة وضمنها ذلك الوصل الجامع الذي هو النواة، فالفرع جامع الجامع وزاد بظهور الصورة

ية في النواة مندرجة بها بطونا، والمقصود من النواة الثمرية الشهادية التي كانت منطو والشجرة إنما هي الثمرة، فحيث اندرجت النواة في الثمرة التي هي اإلنسان الكامل

: وكذا قولهم. »وفيك يطوى ما انتشر من األواني«: فقامت به عوالم اهللا العظيم كما قيل .»وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم األكبر«فالنور المحمدي واحد، يتعدد بالمظاهر، فيكون اثنين وثالثة وأربعة بحسب التنزالت ؛

وكمال الدائرة الوجودية، وكما أن الواحد افتتاح األعداد، فهو أيضا اختتامها، فيكون منتهى التنزالت وختام العوالم صورة آدم الذي هو الخليفة، وبانتهاء الدائرة وكمالها أوال

ا وبطونا كملت حقيقة الجميع لسائر الحقائق، أو كان الواحد بكونه دليال وآخرا وظهور على نفسه أحدا مفردا جامعا للكل والكل منه واليه، فاألحد هو الواحد بدون مالحظة المظاهر بل بمالحظة نور األحد الظاهر، فهو الذي قامت به عوالم اهللا العظيم مع أن

} أغير الله تدعون إن كنتم صادقين {،]40اآلية : األنعام[عظمته ال تترك معاها سواها ، فالصادق ال يدعو إال اهللا وان دعى كل شيء، وأما ] 41اآلية : األنعام[{ } » « {



) ص(غير الصادق فقد ألهاه التكاثر عن التوحيد فهو المشرك الذي أخبر عنه الصادق وعبد الدرهم والدينار من يكنزه )] 399[(»س عبد الدينارتعس عبد الدرهم، تع«: بقوله

: حبا به ويشح به عن اإلنفاق في سبيل اهللا فهو مؤمن بالباطل وكافر باهللا، قال تعالى ] .7اآلية : فصلت[} )! ! ص(ف ق ك ل م ن ژ . { _

مت الحاصل أن المراد بنور وجه اهللا العظيم، الذي مأل أركان عرش اهللا العظيم، وقا؛ به عوالم اهللا العظيم، النسخة الجامعة لألسماء القديمة القدسية، والصور المحدثة الكيانية، الرابطة لحقيقة الحادث والقديم ببرزخيتها، والمخلوق هو في أحسن تقويم من جهة كمال نشأة تلك النسخة الجامعة، فحقيقتها عين نور وجه اهللا العظيم، فانطبقت

.ةعليها األسماء اإللهيوصورتها مجموع صور األكوان العلوية والسفلية، فهي عرش ذلك النور ومجاله، ؛

وأركانها مملوءة بسناه، فقامت هذه النسخة الجامعة باهللا الحي القيوم، فحياؤها وقيوميتها ذاتية، وقامت بها عوالم اهللا العظيم من حيث إنها حضرة الجمعية، ومن أراد تفصيل

ثم قال . فعليه بالكتب المطولة في الحقائق وشرح ذلك يطول معاني اإلنسان الكامل، :رضي اهللا عنه

)أن تصلي على موالنا محمد ذي القدر العظيم(سأل اهللا تعالى من حيث الكنه، باعتبار التجريد بنور وجهه الظاهر بأحدية التوحيد، ؛

أن يصلي على ذلك النور المسمى من حيث الشهادة بمحمد، فصالته على محمدوصلة تمحو الصورة المحمدية بأنوار الذات الغيبية، فيظهر الحق بذاته لذاته ويكون

: آل عمران: [اسم محمد واقعا على حضرة اإلطالق، وهذا المعنى مرجع قوله تعالىما «: لألشعريين) ص(ومن هذا المقام قوله } ليس لك من األمر شيء {]128اآلية

أقسم أن ال يحملهم ثم حملهم ) ص(، وقد كان )] 400[(»لكمحملتكم ولكن اهللا حمما حملتكم ولكن اهللا «: ألست قد آليت أن ال تحملنا فأجابهم بقوله: فقالوا لهوما روي من . فنفى عنه الحمل وأسنده إلى اهللا تعالى؛ 144&#)1(؛142&#»حملكم



يقتضي » ما حملتكم«: في قوله) ص(أنه كفر عن يمينه فهو تشريع لألمة واال فصدقه أن ال كفارة ألن الحامل لهم هو اهللا وهو ال يسئل عما يفعل فإن تصرفه في ذلك

) ص(، ومحمد)ص(المشهد تصرف اهللا تعالى بذاته لذاته في المظهر المسمى بمحمد: ليس له من أمر نفسه شيء، ألن اهللا سمعه وبصره بل وهويته كما ورد في حديث

وحيث األمر كذلك . إلى آخر الحديث)] 401[(»بصرهفإذا أحببته كنت سمعه و «مضافة إلى اهللا تعالى بخالف من اشترى منهم فأولئك مالكون، ) ص(فنفسه هو العبد المحض الذاتي، فهو منسوب لذات اهللا، وهذا المقام هو كنه ) ص(ومحمد

بسبب ذلك ) ص(، فيكون محمد)ص(الصالة عليه، ألن الصالة وصلة خاصة تليق به وبذلك تنكشف عظمة قدره، فلذا . جلي قائما بالحضرة الذاتية ال الحضرة الصوريةالت

ذي القدر العظيم، إذ قدره في هذا المقام قدر اهللا بعينه وقد : وصفه سيدنا األستاذ بقولهفلم يعلم قدره من حيث تلك } وما قدروا الله حق قدره {]91اآلية : األنعام: [قال تعالى

فال يسعه في )] 402[(»ال يعرف حقيقتي غير ربي«): ص(الحضرة األبدية كما قال } 0. / -، + { هذا المقام إال ربه ألنه هو الظاهر المتجلي به حسا ومعنى، و

:ثم قال رضي اهللا عنه. فافهم] 80اآلية : النساء[ )وعلى آل نبي اهللا العظيم(؛ آتاك من فيض نوره إدراكا وفهما، أن اآلل معناه في اعلم، أعلمك اهللا من لدنه علما و ؛

لغة العرب السراب، ومعناه أيضا الخاصة، واآلل هنا يقبل كال من المؤمنين، فإن آل نبي اهللا العظيم لما تجلت لهم عظمة نور نبي اهللا العظيم، فكشف لهم أن ذلك النور

هوت في صور ناسوتهم المقيدة هو نور وجه اهللا العظيم المطلق، المتنزل من غيب الالبأعيانهم، فهم هو، كانوا سرابا في عين وجودهم الذي منه كل شيء حي، فعظمة ذلك النور اضمحل بها وجود ما سواه، فكان اآلل وهم الخاصة سراب العدم للمع بقيعة مرآة الوجود المطلق، فينكشف بتلك المرآة، فيحسبه ظمآن تجلي الحقيقة الوجودية ماء

ين، حتى إذا جاءه ليأخذ منه شراب معرفة ذاته ونجى بمعاني أسمائه وصفاته لم الع



يجده شيئا لفناء سراب حكمه العدمي بشراب النور المطلق المحمدي، ووجد اهللا عنده .ففني السراب وبقي الشراب

من هلك سراب حكم ناسوتهم في شراب الهوته النوري فكان هو بهم ) ص(فآل محمد؛: قوله تعالى. ردوا عن نفوسهم وأدوا األمانة ألهلها فحققوا شهودا وعيانا ال هم فتج

إذ لم يكن الظاهر بهم سواه، كما } النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم {]6اآلية : األحزاب[ألنهم سراب ال شيء حيث ) ص(أنه باطنهم فهو غيبهم وهم شهادته، فإذا رؤوا رؤي

ق، الذي هو نور وجه اهللا العظيم، وحيث األمر كذلك إذ جاءهم ظمآن الحقيقة المطلظاهرا بنور جماله وصفات ) ص(ومريد الطريقة، لم يجدهم شيئا، ووجد اإلنسان الكامل

جالله وكماله، مشهودا بأعيان حقائقهم البينة وصورهم الحكيمة، فكان هو الشيء وال ال منهم، إذ هم سراب في عين وجوده، وهو الشراب شيء منهم معه، فأخذ الشراب منه

بهم، ألنه عين حياتهم وروح ذاتهم من جميع الوجوه، فأشباحهم به أرواح، وسرابهم شراب بعين حياته وصورهم أقداح، فهو كوثر وجودهم ونور هياكلهم المتجلي في مرائها

وساقي القوم بهم بالظهور، ففي فيضان أسرارهم تشعشع أنوارهم هو المعطي الوهاب موجودا عندهم كما قال الصديق ) ص(من هو ) ص(منهم رحيق الشراب، فآل محمد

فهم مجالي فنون كماله، وصور )] 403[(»ارقبوا محمدا في عترته«: رضي اهللا عنهجماله وجالله، ومظاهر علومه وأعماله، ومالبس صفاته وأحواله، وكنوز أخالقه ورموز

.إطالقهر وردد ) وعلى آل نبي اهللا: (وانما قال؛ مع أن المقام تلذذ بتكرر ذكر اهللا من باب كر

ذكرهم في مسمعي، إذ المحب كما يلتذ بمشاهدة جمال المحبوب، كذلك يلتذ بتكرار اسمه المرغوب، ليلذ سمعه ما لذ لبصره، فأهل اهللا تعالى هم عن سماع ذكر ما سواه

إال عن مشاهدة محياه، فهم ال يرجعون من فناهم بكم عن النطق بدون أسمائه، عمي إال لبقاء أموات به غير أحياء بهم وما يشعرون أيان يبعثون، ألن الباعث لم يزل عين وجودهم، فدنياهم عين آخرتهم، فحياتهم موت وموتهم حياة، فهم األحياء األموات،



ور، غرباء وان كانوا في واألموات األحياء، الحاضرون في الغيبة والغائبون في الحضوعباد الرحمان {]63اآلية : الفرقان: [األوطان، فهم الخاصة جلساء الرحمن، قال تعالى

! {»ژ { ، }*الذين يمشون على األرض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سالما متهم أن القرآن خلفهم يرضون لرضاه ويغضبون لغضبه، وعال] 64اآلية : الفرقان[} !

ثم قال . فمن كان كذلك فهو من آل نبي اهللا العظيم يندرج معه في كل صالة وتسليم :رضي اهللا عنه

)بقدر عظمة ذات اهللا العظيم(اعلم، نور اهللا فؤادك ويسر بما يرضيه مرادك، أن كل صورة في الموجود إن اعتبرتها ؛

ا فهي حكم معقول، واذا اعتبرتها من حيث الحقيقة فهي ذات، وذات اهللا من جهة شكلهتعالى هي ذات الذوات، فإن ذات كل شيء ما به الشيء هو هو، كاإلنسان مثال ذاته

وأما ذات الذوات فالذات الجامعة . الحي الناطق ألنه لم يكن هو هو إال بالحي الناطقبذات الذوات، فهي الموصوفة بالعظمة، وحيث لكل ذات، فكل ذات ما كانت ذاتا إال

: إن وصفها بالعظمة وصف لما اندرج بها فكل شيء من جهة ذاته عظيم، قال تعالىوم[ ففطرته عظيمة، فالمفطور على } فطرة الله التي فطر الناس عليها{]30اآلية : الر

[ ع غ { : تى المذمومة، قال تعالىفطرته عظيم ولذلك وصف اهللا األشياء بالعظمة ح: ، وقال} إن كيدكن عظيم {]28اآلية : يوسف: [وقال] 116اآلية : األعراف[} ! ! ـ{ژ ومن هذا المعنى استعظم إبليس اللعنة . } سبحانك هذا بهتان عظيم {]16اآلية : النور[

.التي هي مقامه)]: 405[(»اإلنسان الكامل«رضي اهللا عنه في كتابه )]404[(قال الغوث الجيلي؛

أتصنع : قيل إن إبليس لما لعن هاج وهام لشدة الفرح حتى مأل العالم بنفسه فقيل لههي خلعة أفردني الحبيب بها ال يلبسها ملك : هكذا وقد طردت من الحضرة، فقال

الى عليه أثر اسم خلعة ألن لعنته تع: وانما قال. انتهى كالمه. مقرب وال نبي مرسلمن أسمائه، فقد صار إبليس مظهر ذلك االسم، ومنه استمد حتى أجاب اهللا سؤاله لما



فلما ] 15ـ 14اآليات : األعراف[} ! ! ـ«ژ - ، ! ! * + ـ»ژ ( ) ' × % { : قالعلم اللعين أن إبعاده عين القرب ومنعه عين اإلعطاء، أخذته العزة باإلثم لما شاهده

، فلذا أقسم ] 15اآلية : فاطر[} ج ح خ { : م أن مجاله في العزة كما قالمنه، وعلتك أل◌غوينهم {]82اآلية : ص: [وقال والحقائق تقتضي أن أسماء اهللا تعالى كلها } فبعز

على التساوي في الحضرة الذاتية، فلم يفرق إبليس في تلك الحضرة ما بين القرب بعد بحسب األسماء، ونظره لعنه اهللا للكمال الذاتي ال الكمال والبعد، ألن القرب وال

: المؤمنون: [األسمائي، ولذلك لم يتأثر من اللعنة بل هو فرح بها، وذلك سر قوله تعالىفصح أن كل شيء وان كان هينا فعند اهللا } كل حزب بما لديهم فرحون {]53اآلية

وقدر كل شيء ] 3اآلية : الطالق[} ! ! ژ ف 5 4 3 2 1 0{ : عظيم، قال تعالىكونه مظهر االسم اإللهي في أي حال كان عليه ذلك الشيء، وهذا هو القدر المجعول ألن الجاعل له هو األسماء الظاهرة بأحكام معانيها في األعيان القابلة لظهورها بها،

ولذلك كل مولود وقدر المظهر من قدر الظاهر، فكانت فطرة الناس على فطرة اهللا، .يولد على الفطرة

واعلم أن القدر المجعول عرضي ألن القابل يقبله كما يقبل غيره، فهو قدر اسمي ال كل يوم هو في {]29اآلية : الرحمن]: [كما قال تعالى[ذاتي، وتجلي األسماء يختلف

تجلية على فكذلك عظمة عرض بعرض يزول، وسبب ذلك اختالف األسماء الم} شأن القابل، فالعظمة األسمائية تقبل الزوال كاالسم السلطان واالسم الوالي واالسم الحاكم

وأما قدر . وأمثال ذلك، فقد يأتي الخادم ويقتل السيد فيزيل سلطنته وواليته أو حكمهالعظمة الذاتية فهو عبارة عن انفراد الحق تعالى بوجوده المطلق، ومعاني أسمائه

الوجود بال مشاركة في شيء منها البتة، فهذه العظمة ال تزول ألنها الظاهرة في الحقيقة القيومية التي قامت بها جميع المعاني والصور فهي الدهر الوجودي ذو القوة

، و ]4اآلية : الروم[} أ ؤ إ ئ ا { المتين التي ال ضعف له وال زوال وال انقطاع، فـله .} *واآلخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم هو األول {]3اآلية : الحديد[



فعظمة ) بقدر عظمة ذات اهللا العظيم: (فلذا عدل سيدنا األستاذ قدس اهللا سره إلى قوله الذات ذاتيتها بال زيادة إذ ليس معها من يعظمها، فعظمتها وجودها بذاتها لذاتها، وهذه

تختلف ألنها ليست تحت حكم األحكام، فليس معها حاكم وال العظمة ال تتغير وال : محكوم وال حكم، بل األمر هويته المطلقة بال تعين باسم هويته، قال اهللا تعالى

افات[ فالذات المنزهة سبحان } *سبحان ربك رب العزة عما يصفون {]180اآلية : الصعن التفكر في ذات اهللا، فالكالم في ) ص(وقد نهى من وراء اسم العزة فال توصف،

: قال اهللا عز وجل). ص(الذات حرام قطعا والمتكلم في الذات جاهل عاصي لرسول اهللافمن » نور أنى أراه«): ص(، وقال رسول اهللا} ال تدركه األبصار {]103اآلية : األنعام[

يرى، ألنه كما هو الظاهر بنا هو الباطن هذا الوجه صح كالم المعتزلة في أن اهللا ال بنا، والعبد ال يحيط علما بباطنه، إذ كل ما تجلى له من باطنه وانتقل من اسم الغيب إلى الشهادة، فقد انتقل اسمه إلى الظاهر، فال بد أن يكون لهذا الظاهر باطن، ألن اسم

بالظهيرة ليس دونها الباطن ال يزول فنرى ربنا كما نرى القمر ليلة البدر والشمسسحاب، مع أننا ما رأيناه ألننا ما نرى منه إال صور باطننا وال نحيط بباطننا، فال يزال العارف متعطشا للغيب ال يرتوي مع أنه عالم بأنه ما ابتلي بسوى ذاته، وال يجزى إال

ل العارف بوصفه، فكل ما يشاهده من األسماء والصفات فال يشهده إال منه، وال يزااآلية : األعراف: [غيبا على نفسه مهما رأى نفسه، قال تعالى لموسى عليه السالم

.} لن تراني{]143. أي لن تراني مع أنك تراني، أي لن تراني من حيث األسماء: قال سيدي علي وفا؛

هلك وليس تنال الذات في غير مظهر ولو : ولذا قال سيدنا الشيخ األكبر قدس اهللا سره .اإلنسان من شدة الحرص

واعلم رحمك اهللا أن من تحقق بالتجلي الذاتي في نفسه، انكشف له منه عظمة ذات ؛اهللا العظيم، وكان ياقوتا أحمر ال يفرح بما هو آت وال يحزن على ما فات، فال تؤثر

.فيه العوارض



أضحك وال أبكي، ضحكت زمانا وبكيت زمانا، وأنا اليوم ال : قال أبو يزيد قدس سره؛ألنه متحقق بذاته ال من حيث اسم خاص يدخل تحت حكمه، بل صاحب هذا المشهد

} } ) ص({ « { هو الحاكم باألسماء والمحكوم عليه بها، فال يرى األمر إال منه واليه كان على ربك حتما {]71اآلية : مريم: [فلما لم يكن سواه قال] . 71اآلية : مريم[

وال تؤثر العوارض بذاته بل العوارض من . فقضى على نفسه ألحدية نفسه} ضيامق اختالف الصور، أال ترى أن الطعام لما اختلفت عليه الصورة بالخروج اختلف عليه الحكم، وزالت عظمته التي كنت تحترمه بها، فإنه لما كان خبزا كنت تقبله تعظيما

ت تستقذره ذاتا ال حكما وصورة، وكال الصورتين وتحترمه، فلما دخل المعدة وخرج صر شأن للذات التي قامت بها صورة الخبز، ثم استحالت تلك الصورة إلى صورة تستقذرها، فالذي استحال منيا، فإذا حل القرار المكين استحال دما، ثم علقة، ثم مضغة، ثم كون

نسان ترابا، فقد كان اإلنسان إنسانا، والصورة اإلنسانية أكمل الصور، ثم يستحيل اإليسمى طعاما، ثم سمي منيا، ثم دما، ثم علقة، وهكذا، ففي كل صورة يحدث به اسم خاص بتلك الصورة، فاختلفت عليه األسماء والصور والحقيقة واحدة، فمن حقق أنه تلك الكثرة فتسمى باألسماء المختلفة وهو واحد في ذاته، فاستوى في الكمال الذاتي

وأشقى خلق اهللا وهو إبليس لعنه اهللا إذ العين واحدة، ) ص(أسعد خلق اهللا وهو محمدفإن اهللا تعالى خلق النفس المحمدية من ذاته وذاته جامعة للضدين، فعالم النور والهدى

ولكن من حيث صفات الجمال، وابليس ) ص(وهم المالئكة العالون من نفس محمدن من حيث صفات الجالل المقتضية للضالل، وأتباعه من النفس المحمدية، ولك

هو االسم الهادي صورة واللعين هو االسم المضل صورة، وكال االسمين ) ص(فمحمداآلية : القمر[} ! ! «هللا ـ پ ف ژ هللا{ : قال تعالى. الهادي والمضل لذات واحدة

در فمن شاهد عظمة ذات اهللا العظيم فقد صل على نبي اهللا العظيم ذي الق] 50العظيم، الظاهر من حيث النفس المحمدية بصورة كل شيء، هو من حيث تلك النفس المحمدية أعظم، وتلك النفس المحمدية عظمتها بسبب صالة الوصلة الذاتية من اهللا



بدوام اهللا ) ص(العظيم، فليس في الوجود إال العظيم، فدامت الصالة على محمدذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل {]4ة اآلي: الجمعة[العظيم، فافهم ذلك

:ثم قال سيدنا األستاذ قدس سره. } *العظيم )في كل لمحة ونفس عدد ما في علم اهللا العظيم(عدد ما في علم : (وقوله. المراد باللمح لمح البصر الحق، وبالنفس النفس الرحماني؛

تنزل من اإلطالق الغيبي الذاتي لعالم الكثرة الذي هو المعلومات الصورية ) ظيماهللا العأراد رضي اهللا عنه أن تكون الصالة على نبي اهللا العظيم وعلى آل . والمعاني الحكمية

نبي اهللا العظيم بقدر عظمة ذات اهللا العظيم، من حيث اإلجمال والتفصيل في كل رحمانية، المندرج جميع ذلك في حضرة علم اهللا، لمحة ربانية ونفس من األنفاس ال

.وعظمة العلم عدم التناهي فيه :ثم أكد ذلك بقوله؛ )صالة دائمة بدوام اهللا العظيم(

إذ بسبب صالة اهللا عليه ) ص(يعني حتى ينطبق دوام اهللا العظيم على ذات محمد؛ .انجلت أحدية العين، فانمحت نقطة الغين عن البين

:هللا عنهثم قال رضي ا؛ )تعظيما لحقك(

يعني أطلب من اهللا الصالة عليك تعظيما لحقك، أي لما يجب لك علي من الحق، ؛ . لما أسدى إلينا من النصيحة والهداية واإلرشاد) ص(فيكون ذلك من قبيل الشكر له

: والمراد بحقه ما هو أهل له من االستحقاق الذاتي للكماالت الذاتية كما قال تعالىأي لم يرد على شهادتك الصورية أجرا } *وان لك ألجرا غير ممنون {]3اآلية : قلمال[

: قال تعالى. إال من حقيقتك الغيبية، ومن شهد تلك الحقيقة في نفسه فأجره غير ممنونالحات لهم أج {]25اآلية : االنشقاق[ .} *ر غير ممنون إال الذين آمنوا وعملوا الص :ثم إن األستاذ قدس اهللا نفسه وجه وجهه للحضرة المحمدية فقال؛



) .يا موالنا يا محمد يا ذا الخلق العظيم(» خادم القوم سيدهم«): ص(اعلم أن المولى يطلق على السيد وعلى الخادم، وقد قال

يد إال من خدم لوجه وانما كان سيدهم لقيامه بمصالحهم وقضاء حوائجهم وليس السأي يا من تؤول المحامد إليه، وهذا ) يا محمد: (وقوله. اهللا، واال كان أسيرا ال سيدا

أسماء ال ) ص(اسمه الكريم الذي سمته به والدته السيدة آمنة قدس اهللا سرها وله من : وقيل. تحصى، فإن اهللا تعالى سماه الرؤوف الرحيم، وسماه طه، وسماه يس

وعند ) نون(و) ص(و) ق(و) حم(و) الم(الحروف المفتتح بها سور القرآن مثل أسمائهأهل الحقائق هو حقيقة العالم، فأسماء العالم بأسره أسمائه، وأوصاف العالم أوصافه، ومن كان هذا المشهد مشهده يرى العالم كله جميال لسريان النور المحمدي فيه كما

.هذا الوجود جميعه إشراقكم: قيليا موالنا : هو النداء الثالث، فقد ناداه ثالثا، النداء األول) يا ذا الخلق العظيم: (وقوله؛

يا محمد أي يا من بيده لواء الحمد، : أي يا سيدنا وناصرنا وحبيبنا، والنداء الثانييا ذا الخلق العظيم وخلقه هو القرآن من القرء : والنداء الثالث. فالمحامد منه وترجع إليه

الجمع، فأحاط بكل شيء وأحصى كل شيء عددا، وأكمل النداء بالثالث، وقد ورد وهو لبيك، وقضى حاجته حسبما : يا أرحم الراحمين ثالثا قال له أرحم الراحمين: أن من قال .يختاره له

ألن أخالق اهللا ظاهرة فيه بأعلى ) ص(واعلم رحمك اهللا أن اهللا استعظم خلق محمد هو مجلى اسم اهللا الكامل في كل شيء، فال أكمل من اهللا ولكن من طبقات الكمال، ف

حيث ظهوره بهذا المجلى الكامل، فاهللا تعالى ما تسمى بأرحم الراحمين وخير الغافرين واألجود واألكرم واألعلى إال من حيث المجلى المحمدي، فهو حبيب اهللا الذي ظهر به

باده من كنز ذاته المخفي، فأحب أن يعرف به، جمال اهللا، فكان زينة اهللا التي أخرج لعفلذا أقسم بحياته ال بذاته، ألن اهللا تعالى ال ينهى عن الشرك ويفعله، فلو لم تكن حياته

وما أرسلناك إال رحمة {]107اآلية : األنبياء: [عين الحياة اإللهية ما صح قوله تعالى



مانا رحيما، إذ المعاني كلها كالرحمة والحنان والعطف فبه كان تعالى رح} *للعالمين وأمثالها ال يظهر لها وجود إال من قيامها بالصور، فقامت هذه األسماء بالصورة المحمدية في أعلى طبقات الكمال، فلذلك كانت العظمة اإللهية الدال عليها اسم اهللا

من : لخلق المحمدي، ألنهم قالوا، فمن أحب الكمال فليتخلق با)ص(العظيم صفة خلقه زاد عليك بالخلق زاد عليك بالتصوف، ومن لم يتحل باألخالق المحمدية فليس له نصيب في الزينة اإللهية التي دل عليها االسم اهللا، فهذا االسم هو زينة السيد الكامل،

.زينة اهللا، أي زينته هي اهللا فافهم: فاإلضافة للبيان في قولهأكمل مجالي أخالق اهللا كان خاتم المبعوث لتتميم مكارم األخالق، ) ص(ولما كان ؛

ومكارم األخالق على نوعين، منها )] 406[(»بعثت ألتمم مكارم األخالق«): ص(قال ما هو جبلي في الذات، ومنها ما هو مكتسب باألعمال الصالحة والذكر ومعاشرة

بل قد يكون بعض مكارم األخالق السادات الصوفية، فالجبلي ال يختص بأهل اإليمان من التخلق بأخالق اهللا وأكملها ) ص(في جميع الملل، وأما المكتسب فهو ما أمرنا به

ما يروى أن ) ص(ومن مكارم أخالقه ). ص(الخلق العظيم الذي كان عليه رسول اهللايا محمد أتيتك بمكارم األخالق كلها في «: فقال) ص(جبريل عليه السالم أتى إليه

خذ العفو وأمر {]199اآلية : األعراف: [وما هي، فقال): ص(لدنيا واآلخرة، فقال اوهو يا محمد عفوك عمن ظلمك، واعطاء من } *بالعرف وأعرض عن الجاهلين

حرمك، وصلة من قطعك، واحسانك إلى من أساء إليك، واستغفارك لمن اغتابك، )].407[(»عمن أغضبكونصحك لمن غشك، وحلمك

.فهذه الخصال قد تضمنت مكارم األخالق في الدنيا واآلخرة؛أنه ما كان يفاجىء أحدا بما يكره، قال أنسبن مالك رضي ) ص(ومن مكارم أخالقه ؛

عشر سنين، فما قال لي لشيء فعلته لم فعلته، وال ) ص(خدمت رسول اهللا: اهللا عنه .لشيء لم أفعله لم لم تفعله



لم رحمك اهللا أن الفرق ما بين العباد والصوفية مكارم األخالق، قال بعض العباد واع؛إني أصوم كما تصوم وأقوم كما تقوم وال أعلم ما : ألبي يزيد البسطامي قدس اهللا سره

إني أدبت نفسي وأنت ما أدبت نفسك، : تنطق به من هذه العلوم، فقال له أبو يزيدليس عندي كبر، قال : تتشبه بالموالي تكبرا ورئاسة، فقال فنفسك هي التي حجبتك ألنها

قم فاحلق رأسك ولحيتك وضع : هات، قال: عندنا لك المحك نحكك به، قال: أبو يزيدفي عنقك مخالة وامألها جوزا واجمع الصبيان عليك، وكل من صفعك منهم صفعة

ن كانت نفسك على عنقك فأعطه جوزة، وليكن ذلك بحضور من يعظمك ويعتبرك، فإإن نفسي ال تطيق ذلك، قال أبو : تقبل ذلك فال حجاب لك عن مثل علومي، فقال له

.أما قلت لك نفسك هي التي حجبتك: يزيدال يجوز بسالك الطريق أن يفعل مثل ذلك إال بأمر خاص من األستاذ الكامل : أقول؛

سه بال أمر من األستاذ الذي هو مثل أبي يزيد رضي اهللا عنه، ولو فعله اإلنسان من نففهو كمن اتخذ إلهه هواه، ولقد شاهدت من يعصي اهللا تعالى ويزعم أنه يسقط بذلك منزلته عند الناس، وهذا من أعظم الجهل المركب، فإنه جاهل وال يدري أنه جاهل،

نعم إن لإلنسان أن يسقط منزلته بفعل سنة من سنن . ومن يأمره بذلك فهو أجهل منهتركت كصبغ لحيته بالحناء، وأما قول الفقهاء في مثل ذلك بترك السنة ) ص(رسول اهللا

من أحيا «): ص(إذا صارت شعار أهل البدعة فهو غلط عظيم، وحينئذ ما معنى قوله ومن السنن المحمدية، خصف النعل، ورقع الثوب، ومشي )] 408[(»سنتي فقد أحياني

وغيره، ونفوسنا الجبارة يثقل عليها جميع الحفا، ولعق اإلناء، واعانة األهل في الطحن} ؛ : 9 8 7 6{ ) ص(ذلك فينبغي أن تعالج لئال تنفر من سنة فعلها السيد األعظم

] .4اآلية : األحزاب[ :ثم قال سيدنا قدس اهللا سره؛ )وسلم عليه وعلى آله مثل ذلك(



لمحة ونفس عدد ما يعني سلم عليه وعلى آله بقدر عظمة ذات اهللا العظيم في كل؛ اللهم أنت السالم «): ص(في علم اهللا العظيم، سالما دائما بدوام اهللا العظيم، وقد قال

فأفادت هذه النجوى المحمدية أن األمر منه )] 409[(»ومنك السالم واليك يرجع السالما قال ولذ. واليه ألن وجود اهللا سالم مما سواه وال يعرف ذلك إال أرباب الجمع الذاتي

:سيدنا رضوان اهللا عليه )واجمع بيني وبينه كما جمعت بين الروح والنفس ظاهرا وباطنا يقظة ومناما (أراد رضي اهللا عنه مشهد االتحاد فيرى المعنى المحمدي ظاهرا في ذاته وأعماله ؛

وأحواله وأقواله، وباطنا من جهة التحقق السري والوجدان القلبي يقظة في الحضرة : سية ومناما في الحضرة البرزخية، وفي هذا المعنى قال الحالج رضي اهللا عنهالحسر . »مازجت روحك روحي في دنوي وبعادي، فأنا أنت كما أنك روحي وفؤادي«

)].410[(»من عرف نفسه عرف ربه«): ص(القدس في معنى الروح والنفس، قال سم عليها بالحكم واالعتبار، اعلم أن الروح والنفس اسمان لحقيقة واحدة، اختلف اال؛

وتلك الحقيقة الواحدة هي اللطيفة الغيبية اإللهية المستوية على عرش المملكة اإلنسانية، فهي خليفة اهللا في األرض البدنية، غاية األمر أن تلك اللطيفة إن تعلقت ، بأمر كوني سواء كان محمودا أو مذموما سميت عند الصوفية نفسا باعتبار المتعلق

فالتعلق باألمر الكوني عندهم منها لنفس، سواء تعلق الشخص بالدنيا أو باآلخرة ولذلك إن أردت السالمة فسلم على الدنيا، وان أردت الكرامة فكبر على اآلخرة، وان : قالوا

تعلقت تلك اللطيفة بوجه ربها األعلى ال باعتبار الحظوظ المحمودة أو المذمومة سميت وح من أمر ربي{]85اآلية : اإلسراء: [لىروحا، قال تعا وح قل الر } ويسألونك عن الر

واإلضافة بيانية، يعني من أمر هو ربي ألن أمر الرب عينه، فال يشرك في حكمه نفس نباتية يشترك بها مع : نفوس)] 411[(لإلنسان ثالثة: أحدا، ثم إنهم قالواوانية يشترك بها مع البهائم، ونفس ناطقة يتميز بها في الملكوت الجمادات، ونفس حيفإن كانت النفس الناطقة وجهتها لمشاهدة المأل األعلى ونتائج . األعلى مع المالئكة



ارجعي إلى {]28اآلية : الفجر: [األعمال الصالحة فهي النفس المطمئنة، فيقال لهات إليه بالتحقق والمشاهدة العينية، فهي الروح وان كان وجهتها إلى الرب ورجع} ربك

التي هي سر الربوبية وهو الخليفة المجعول في األرض البدنية، فمن عرف نفسه عرف .ربه، أي وجه ربه الظاهر في حقيقة نفسه فافهم

واعلم رحمك اهللا أنه لما كان العالم أعاله وأسفله محصيا في المملكة اإلنسانية كما طنا في {]38اآلية : األنعام: [وقال] 21اآلية : يس[} ! ! ژ پـ {: قال تعالى ما فر

جعل الخليفة الذي هو الروح في تلك المملكة العظيمة التي هي } الكتاب من شيء األرض البدنية مدينة صورية قامت من أربعة أعمدة هي العناصر األربعة التي هي

ياة والعلم واإلرادة والقدرة، لتسكنها رعيته وأرباب دولته، ثم عين مظاهر األربعة، الحللخليفة من هذه المدينة موضعا خاصا سماه القلب، فكان عرشا الستواء هذا الروح األعظم، وان كان نوره عاما في سائر المملكة إال أن القمر الروحي قدرت منازله في

ما وسعني أرضي «: الذي هو الرب المطلق بقولههذا العرش القلبي، فإن غيب الخليفة ثم إن هذا المكان لهو السر الذي هو )] . 412[(»وال سمائي ووسعني قلب عبدي

الخليفة المتوجه عليه خطاب مستخلفه باألمر والنهي إذا صلح صلحت الرعية، واذا ي فسد فسدت الرعية، ألنه مظهر الروح الظاهر، فينسب الصالح والفساد إليه، وف

.حقيقة األمر كما تكونوا يولى عليكم، إذ لون الماء لون إنائهأن الصالح والفساد ال يكون من الروح فقط وال من الجسد فقط، ولكن ما : والحاصل؛

بدا األمر إال من معنى وصورة وسلطان ورعية، فكما أنه بصالح الملك تصلح الرعية مر للشأن الذاتي واالستعداد الثبوتي كذلك بصالح الرعية، يصلح الملك، ويرجع األ

: األنعام: [الغير المجهول، فال يظهر في الوجود إال ما كان في الثبوت، قال تعالىأي ثبوتا قبل الوجود، ثم لما كان اإلنسان مندرجا في } وهو أعلم بالمهتدين {]117اآلية

درجت سائر طبقات العالم فيه، سائر طبقات العالم قبل ظهوره، ثم بعد ظهوره انوطابقت نسخة الصغرى جميع العالم الكبرى، وزاد على ذلك بالصورة اإللهية التي هي



مفطور عليها القائم بظهورها، المنوع بحسب اختالف األسماء والصفات، القائم بمنشورها الخليفة، وما تقتضيه من أوامر ونواهي ووعد ووعيد في حق من أطاع ومن

نجز األمر في هذه المملكة اإلنسانية لوزير وقاضي وكاتب وعمال وقابض عصى، فأ .خراج وجبايات

ولما كانت األسماء اإللهية الظاهرة في المملكة اإلنسانية مختلفة المعاني، اختلفت ؛اآلثار في تلك المملكة، فحصل التقابل والنزاع في ظهور اآلثار الراجع ذلك لتقابل

د المانع والضار ضد النافع، فحصلت في تلك المملكة األسماء، إذ المعطي ضاألعداء، إذ أصلها من نطفة أمشاج أي مختلطة أللوان الطباع والعناصر، فحكمت تلك الحقائق على الخليفة بأن يمدها على اختالفها وتباين أغراضها، فبقي اسم الروح على

ل هو الوزير لهذا المعنى، مقتضيات الحقائق القدسية، واللطائف النورانية، وكان العقوسمى وجه الروح المساعد للمقتضيات الطبيعية والشهوات الجسمانية بالنفس، وكان الوزير لهذا المعنى هو الهوى، فإن هذا المعنى النفسي للمعنى الروحي بمنزلة حواء من آدم على صورته، ثم إن الروح الذي هو الخليفة دعا هذا النفس إلى طاعة مستخلفه،

و اهللا الملك الحق المبين، وعرض عليها منثور أوامره ونواهيه لتقدس لها وتعود وها ب )! ! ص(ؤ إ ئ ژ { : لموطنها األول، إذ حب الوطن من اإليمان، وقد قال تعالى

ونفس وما سواها {] 10ـ 7اآليات : الشمس[} خ د ذ ر ! ! ت ث ج ح ژ ! ! }ة ژ ادع النفس إلى الطاعة وأخبرها بالجزاء : ره وهو العقل، وقالفأرسل لها الخليفة وزي} *

والمثوبة، وحذرها من المعصية واخبرها بالعقوبة، فلما دعاها العقل لطاعة الروح، عن إجابة العقل لطاعة )] 413[(تصدى له الهوى وزين لها الشهوة، وأمدها بها وثبطها

حتى تخلفت النفس عن إجابة الطاعة الروح، فلما رأى الروح أن الهوى تغلب على ملكه ومالت إلى الشهوة التي زينها لها الهوى، أمر وزيره الذي هو العقل بقتال هذا المنازع

أيها السلطان إن : الذي هو الهوى ثم ناداها الخليفة لطاعة العقل، فلم تجب فقال العقلما زال يستعطفها هذا الهوى قام في مقابلتك وعمل الحيلة في االجتماع بهذه النفس، و



ويهاديها المشهيات حتى عشقته، ورسل األماني وسفر الغرور لم تزل بالتأليف بينهما، فاستحكم الداء بها حتى صار عضاال، وال سيما وقد وضع عليها سبعة أقفال من الكبر والحرص والحسد والشهوة والغضب والبخل والحقد، وأسكنها دار األمل، وزخرف تلك

حياة الدنيا، وجعل صاحب الباب إبليس يدخل عليها بزخارف الغرور الدار بزهرة والتلبيس، فما أدري ما الحيلة في استخالصها من هذا الخارج عليك المتغلب على

إمض إليه بجنود اإللهامات النورانية الرحمانية، وليكن الشرع : ملكك، فقال الروح للعقللهوى برز إليه الهوى بقائد الطبع، وجنود قائد تلك العساكر، فلما مضى العقل لقتال ا

اإللهامات الظلمانية الشهوانية، والملهم في كال األمرين واحد، فلما التحم الحرب ما بين العقل والهوى، وحصل القتال، اضطر الروح إلى اهللا في الحال، وشكى إليه عجزه وذله

لى النفس التي هي ملكه وافتقاره، وطلب منه النصر على الهوى المنازع له والمتغلب عحتى صارت أمارة بعد ما كانت مقدسة، فأرسل الحق لتلك النفس هواتف اللوم والعتاب

؛ چ : 9 8 7{ : تدعوها للمتاب، فحصل لها الندم واالنتباه، وصارت تلوم نفسها قائلة، فلما ألهمها الحق تعالى تقواها وأبصرت أن الهوى هو الذي ] 56اآلية : الزمر[} = اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها : ساها، أقبلت على موالها وقالتد

ما كان : ثم التفتت إليها وعلمت أن سقط في يديها وقالت. إنك أنت وليها وموالهاالجاني علي سواي، فأنا عين هواي، فال بد أن أجاهد نفسي بنفسي، لينجلي لي نوري

.اهد لم يشاهدالقدسي، وروحي اإلنسي، فمن لم يج ومن لم يجد في حب نعمى بنفسه وان جاد بالدنيا إليه انتهى البخل

فحين ما جازت العقبة . خل نفسك وتعال: أما سمعت يا نفس قول الحق ألبي يزيد؛ 9 8 7 6 5! ! پ)ص(ژ 4 3 2{ وفكت الرقبة واذا بالنداء من حضرة اهللا العلية

فبان لك أن الروح هو السالك تلك المذاهب ] 28ـ 27 اآليات: الفجر[} ! ! پ}ژ حتى اختلفت عليه األسماء والمراتب من نفس أمارة ولوامة وملهمة ومدساة ومزكاة



فما ثم إال نقطة نورية تعينت في الحقيقة اإلنسانية اختلفت . ومطمئنة وراضية ومرضية ؛.عليها األسماء مع أحدية المسمى

عين الروح بالحقيقة وغيرها بالحكم، فما دام نظر اللطيفة أن النفس : والحاصل؛ اإللهية المودعة في اإلنسان إلى الحضرات القدسية تسمى روحا، وان توجهت للمقتضيات الشهوانية الكونية تسمى نفسا، فالفرق بين النفس والروح كالفرق بين العين

ون على أنها بعينها نقطة الذات، والغين وبين الرحيم والرجيم، إنما هو النقطة، نقطة الكفمن اقتحم العقبة وفك الرقبة وخلص من الورطة بمحو تلك النقطة فهو حقيقة العين المسمى بنقطة الغين، فال فصل وال بين، وذلك قول سيدي أحمد رضي اهللا عنه،

ثم قال . واجمع بيني وبينه كما جمعت بين الروح والنفس ظاهرا وباطنا، يقظة ومناما :رضي اهللا عنه

)واجعله يا رب روحا لذاتي من جميع الوجوه في الدنيا قبل اآلخرة(، صفات الذات ال حقيقتها، إذ من المعلوم أنه ) لذاتي: (يريد رضي اهللا عنه بقوله؛الروح الكلي الذي هو ذات الذوات، فمن حيث الذات المطلقة ال تفاوت في ) ص(

ن حيث التعين باألحكام الصفاتية كالسمع والبصر الكمال، وانما التفاوت في الذات موالقوة وأمثال ذلك، فطلب من اهللا تعالى أن يكون الروح المحمدي ظاهرا بذاته المعينة بصفاته من جميع الوجوه، فيرقى استعداده لالستعداد المحمدي، فيكون مالحظا

الظاهرة بالنور بتجليات األلوهية من الحضرات السبوحية من حيث الروح المحمدية الذاتي، واإلنسان الكامل صاحب الخلق العظيم، والقيل األقوم، لسان أقالم العلوم األزلية، مظهر تجليات الحقائق األبدية، ترجمان حضرة ديوان الكبرياء اإللهي، مهبط

الحقائق ] 2اآلية : الطور[، } *إنا سنلقي عليك قوال ثقيال {]5اآلية : المزمل[وحي لناه تفصيال {]12اآلية : اإلسراء[الجامع بقرآن ذاته فرقان فحينئذ يكون } وكل شيء فص

الحق تعالى سمعه وبصره ويده ورجله وفؤاده، كما ورد في الحديث، ولكن من حيث ويبصر ببصره، ويحيي بحياته، ويعلم ) ص(القابلية المحمدية، فيسمع بسمع محمد



وال ] 4ـ 3اآليات : النجم[} ! ! »هللا ـ پ ژ ! ! ژ ف{ وينطق بنطقه، فـ بعلمه،يكون ذلك إال بالفناء الكلي والمحو التام بالنور المحمدي الذاتي حتى يغيب به عنه، فال يكون في جميع وجوهه وأطواره وقواه الباطنة والظاهرة ومداركه األولى واألخرى إال

يا أحمد يا ابن إدريس، ألجاب رسول : ي في هذا المقام وقيل، فلو دع)ص(هو يا خاتم النبيين، ألجاب من خاتم النبيين روح ذاته من جميع : ، ولو قيل)ص(اهللا

لبيك، والى هذا المعنى أشار البحر الفائض سيدي عمربن : الوجوه، وقال للداعي :الفارض في قوله

فإن دعيت كنت المجيب وان أكن ؛ادى أجابت من دعاني ولبت منوال تشك أن هذا المقام حصل له رضي اهللا عنه وعنا به في الدنيا قبل اآلخرة كما ؛

والمتبع له منه، فمن ) ص(طلب، ومثله جرى باإلجابة لشدة اتباعه لسنة السيد األعظم تحاد المحمدي تبعني فإنه مني فافهم، ومن أدرك سر ما قلناه، وأشرنا إليه من مشهد اال

وتجلي لي يا إلهي «: في حضرات الفيض األحدي أدرك سر قول سيدنا في أحزابهبعيون بصائر القرآن اإللهي الناظرة بك منك إليك حتى يكون القرآن اإللهي سمعي وبصري وروحي وسائر قوتي، ويجري سره في جميع حقائقي حتى يكون ذوقي كله ذوقا

واجعله يا رب : فإن أمعنت النظر رأيت هذا عين قوله. »جوهحقيقيا إلهيا من جميع الو هي العين األولى ) ص(روحا لذاتي من جميع الوجوه في الدنيا قبل اآلخرة، ألن روحه

التي تفجرت منها عيون بصائر القرآن اإللهي، إذ القرآن العظيم هو الخلق العظيم .األول المركبات األجسام واألشباحللروح العظيم الممد لسائر األرواح التي هي البسائط

فأسمع القرآن اإللهي كله خطابا ذاتيا إلهيا من : (ثم تمم هذه المقالة في أحزابه، فقال؛الحضرة السبوحية بكنت سمعه الذي يسمع به، على سبيل المكالمة العيانية والكشف

لي قوة األلسن السمعي، بعد أن أتلوه بلسانه الذي يتكلم به، الجامع ألسرار كمال و ).كلها



ثم إنه رضي اهللا عنه غرق في عين بحر وحدة الذات األحدية المقدسة عن المواد ؛وأقوى من ذلك المقدس عن المواد الحرفية : (التركيبية واألشكال الصورية فقال

).والتحيزات اللفظية فأجد لذة الوحي القرآني اإللهي مني إلي دائما أبدا بال فتوريا «: لما ورد من قول جبريل عليه السالم) مني إلي : (اهللا عنه بقوله أشار رضي؛

.»رسول اهللا منك واليكمحيطة بجمعيتي لذة إلهية غير مكيفة بوجه من وجوه : (ثم قال رضي اهللا عنه؛

التكييف، منزهة أن يلحقها أو يقترب منها لذة في جميع الوجوه، بحيث لو وضع منها يع العالم لهام بعضه في بعض، بل لذاب الكل من شدة حالوة قدر رأس شعرة على جم

طربها، من غير أن تفارقني تلك اللذة لحظة وال أقل من ذلك، حتى أكون حقا إلهيا في ).} قد جاءكم الحق من ربكم {]108اآلية : يونس[نفسي، منعوتا بـ

أن المراد بالحق في اآلية هو ) فسيحقا إلهيا في ن: (يشير رضي اهللا عنه بقوله؛) ص(أي محمد} قد جاءكم الحق {]108اآلية : يونس: [اإلنسان الكامل، فقوله تعالى

واجعله : فلذا قال الوارث الكامل القائل)] 414[(»من رآني فقد رأى الحق«: فإنه القائلأكون حقا إلهيا في يا رب روحا لذاتي من جميع الوجوه في الدنيا قبل اآلخرة حتى

أي بحكم مشهد االتحاد } قد جاءكم الحق من ربكم {]108اآلية : يونس[نفسي منعوتا بـ .المحمدي

] )121اآلية : البقرة[متحققا بتحقق : (ثم قال قدس اهللا سره؛ى آتاهم إياه يشير رضي اهللا عنه أن هؤالء التالين ما تلوه حق تالوته إال ألنه تعال؛

نورا نهدي به من نشاء من {: بالتجلي اإللهي والوحي الروحي منهم إليهم كما قال تعالى .} وانك لتهدي إلى صراط مستقيم {]52اآلية : الشورى[، } عبادنا

ليات االسم حق تالوتي كلها هدى تهديني بها إلى وجوه تج: (فلذا قال رضي اهللا عنه؛ ).اهللا



إن الذين يبايعونك إنما {]10اآلية : الفتح[أي ألن النور المحمدي المشافه بسر ؛روح ذاته من جميع الوجوه، فبحكم االتحاد الروحي في المشهد السبوحي } يبايعون الله

ليات االسم اهللا في يكون رضي اهللا عنه عين المرآة المحمدية التي هي مجلى وجوه تج .الحضرات الذاتية

: أي التعريف الكشفي بنورك المبين المخبر عنه بقولك) بتعريفك إياي: (ثم تمم قوله؛النصباغه في الحضرة المثالية بصور األنوار } هذا بصائر للناس {]20اآلية : الجاثية[

وانما ذكرنا هذا التجلي . وقنونالجمالية والجاللية، فلذلك هو نور وهدى ورحمة لقوم يإلى آخر الصالة العظيمية، وهذا ) واجمع بيني وبينه: (للمناسبة التامة بينه وبين قوله

.الجمع أصل في حصول هذا التجلي كما ال يخفى على أهل البصيرةال يكون روح ذاته من جميع الوجوه في ) ص(واعلم رحمك اهللا أن الروح األعظم

في الدنيا قبل ) ص(رة، إال إذا اندرجت روح تلك الذات في روحه الدنيا قبل اآلخاآلخرة، وهذا االندراج بفناء الروح الجزئية والبقاء بتلك الروح الكلية، كما قال ابن

:الفارض ؛)]415[(فمن لم يمت في حبه لم يعش به؛فظ ابن مقبال من جهة والحا) ص(رأيت رسول اهللا: قال الشيخ األكبر رضي اهللا عنه؛

حزم المحدث مقبال من جهة، فتالقيا فتعانقا فغاب أحدهما في اآلخر فلم يبق إال واحد واجعله يا : (فهذا االندراج التام معنى قول سيدنا رضي اهللا عنه). ص(وهو رسول اهللا

:ثم قال رضي اهللا عنه). رب روحا لذاتي من جميع الوجوه في الدنيا قبل اآلخرة )يا عظيم(رضي اهللا عنه نداء اهللا تعالى باسمه العظيم مسك ختام الصالة العظيمية، كما جعل ؛

إذ الميم المشددة في آخره نائبة عن الياء ) اللهم: (أنه فتحها بنداء االسم اهللا وهو قولهيا اهللا، فيا نعم النداء ويا نعم الختام، فأشبهت هذه الصالة آية : التي للنداء، فكأنه قال

ها ومغالقها، ألنها مفتتحة باالسم اهللا مختتمة باالسم العظيم، وختم الكرسي بمفتاح



» « { : دعاءه رضي اهللا عنه بدعاء اسم من أسماء اهللا تعالى امتثاال ألمر اهللا في قولهوعين االسم العظيم منها لمناسبة عظم المطلوب ] 180اآلية : األعراف[} } ) ص({

االندراج الكلي بروحه الجامعة، حتى تكون تلك ، و )ص(الذي هو الجمع بالسيد األعظم الروح المحمدية عين الذات األحمدية اإلدريسية من جميع الوجوه، فتكون الروح المحمدية ظاهرة فيه بدال عنه بانطوائه بها انطواء النجوم بالشمس الطالعة، فعظمة هذا

من قوة العظمة التي المطلوب تناسب االسم العظيم، فحينئذ يستجيب اهللا تعالى سؤاله ال يتعاظمها مطلوب من المطالب ومرغوب من الرغائب، وهذا الجمع الروحي العظموتي المسؤول من اسم اهللا العظيم، عين تجلي العظمة الجامعة الذي ذكره في

: من قوله رضي اهللا عنه) النور األعظم والكنز المطلسم(الحزب األول المسمى بـظمة الجامعة لمعاني األسماء اإللهية، التي هي مجمع بحور وتجل لي يا إلهي بالع(

حقائق األسماء كلها، فأتحقق بحقيقة الحقائق األسمائية، جامعا كل اسم إلهي بشريعته، قائما بحقيقته في سماوات روحي، وبشريعته في أرض جسمي، فتكون آية من كتاب اهللا

} الله في السماوات واألرض {]6ية اآل: يونس[عز وجل من حيث تجليات األلوهية وهو كم وجهركم ويعلم ما تكسبون {]3اآلية : األنعام[و إلى آخر ما ذكره رضي اهللا } يعلم سر .عنهواجعله يا رب روحا لذاتي من جميع الوجوه في : (وال يخفى أن قوله رضي اهللا عنه؛

حققه بالعظمة الجامعة لمعاني األسماء اإللهية التي هي حقيقة عين ت) الدنيا قبل اآلخرة .الحقائق األسمائية الجامعة

بنوره الذاتي هو حقيقة الحقائق وروح األرواح وذات الذوات لذلك قال ) ص(ولما كان ؛ ).جامعا حقيقة كل اسم إلهي بشريعته: (رضي اهللا عنه

.الذات المحمديةأي بشريعة حقيقة الحقائق األسمائية التي مع ؛ ).قائما بحقيقته في سماوات روحي وبشريعته في أرض جسمي: (وقوله؛



يدل على أنه رضي اهللا عنه استقصى مراتب الكمال، ألن الكامل من الرجال األفراد ؛ليكن الجمع بباطنك : األمناء هو من ال يطفأ نور معرفته نور ورعه، ولذلك قالوا

).ما بحقيقتي في سماوات روحيقائ: (وهذا عين قوله. مشهودا وبشريعتي في : (والفرق على ظاهرك موجودا، وهذا عين قوله رضي اهللا عنه: ثم قالوا؛

فهذا نص صريح أنه وارث محمدي اعتدلت حقيقته ككفتي الميزان ) أرض جسميفأعطى الحقيقة سماء روحه الباطنة، والشريعة سماء جسمه الظاهرة، فعدل ما بين

لحقيقة كما عدل ما بين الظاهر والباطن، فأعطى كل ذي حق حقه، كما أن الشريعة واوهذا هو الكمال اإللهي واإلرث المحمدي، ] 50اآلية : طه[} = ؛ چ : { اهللا تعالى

فمن ال شريعة له فحقيقته باطلة، وليس هو من أهل الطريق، وانما هو دجال زنديق رسوله، فإياك يا أخي ومحدثات األمور إباحي ال خالق له عند اهللا، برىء من اهللا و

، وعليك )] 416[(»فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضاللة، وكل ضاللة في النار«تركتكم على «: حيث قال) ص(باالعتصام بالشرع المطهر الذي تركنا عليه رسول اهللا

)! ! ص(ف ق ك ل م ژ . _ ء ] گ [ ظ ع غ { : ، وقد قال اهللا تعالى»بيضاء نقية ] .7اآلية : لحشرا[} فهذه نصيحتي لكل مؤمن باهللا وأخ في دين اهللا، وهذه وصيتي من أعظم الوصايا ؛

المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من «): ص(صحبة الصالحين، قال ال تصحب من ال ينهضك : وقال ابن عطاء اهللا رضي اهللا عنه)] . 417[(»يخالل

أنه ال يسلم لك دينك بصحبته فر منه فرارك فمن ترى. حاله وال يدلك على اهللا مقاله :وما أحسن ما قيل. من األسد، فهو المجذوم المقطوع عن اهللا

إذا جئت عند القوم عاشر خيارهم وال تصحب الردي فتردى مع الردي عن المرء ال تسل وسل عن قرينه

فكل قرين بالمقارن يقتدي



، واليقين ثمرة العبادة، )] 418[(»نتعلموا اليقين بمجالسة أهل اليقي«): ص(وقد قال ؛ .} *واعبد ربك حتى يأتيك اليقين {]99اآلية : الحجر: [قال تعالى

إن هذا االسم الذي هو العظيم له من : ولنرجع إلى الكالم على االسم العظيم، فنقول؛ة ونحو ذلك، واما أن جهة معناه اعتباران، إما أن يعتبر صفة لمرتبة كاأللوهية والربوبي

.يعتبر معناه من جهة االقتضاء الذاتيفباالعتبار األول هو من صفات العلم، إذ ال عظمة لشيء إال عند العالم به ال عند ؛

الجاهل، فبهذا االعتبار ال عظمة للحق تعالى إال في قلوب العلماء به العارفين بما .والكماليستحقه من الكبرياء والجالل والوسع والمجد

وأما باالعتبار الثاني فالمراد به الذات، وهذا االعتبار هو الذي يظهر من كالم سيدي ؛وتجلى لي يا إلهي بالعظمة الجامعة لمعاني األسماء اإللهية، إلى : أحمد حيث قال

ومن المعلوم أن االسم ال يجمع األسماء كلها إال من حيث الداللة على الذات، . آخرهالكماالت «هة كل شيء فيه كل شيء، ولذلك قال الغوث الجيلي في كتابه فمن هذه الج

العظمة عبارة عن تجلي إلهي يشمل الكماالت : في الكالم على االسم العظيم» اإللهيةاإللهية تجليا ال يطيقه غيره للمقتضى الذاتي، فإن هذا التجلي مما اقتضته الذات لذاتها

.انتهىقتضيه الذات لذاتها من التجليات وبين ما تقتضيه الصفات وال يخفى الفرق بين ما ت؛

إن الصفة الواحدة إذا تجلى بها : لصفاتها، ولذلك قال الغوث الجيلي في هذا المعنىالحق تعالى على أنها من مقتضيات ذاته كان لها حكم، بخالف ما لو تجلى بها على

، وهذا األمر وجدناه هللا تعالى أنها من مقتضيات ألوهية أو ربوبية أو مرتبة من المراتبوقد أهمل هذه النكتة جميع علمائنا فلم يذكره أحد قبلي على ما بلغه . في تجلياته

.انتهى. علميوقد علم من كالم الغوث الجيلي ومما قررناه في االعتبارين لالسم العظيم أن ؛

وع من أنواع االقتضاء مطلق ومقيد، فاالقتضاء المطلق ما تستحقه الذات للذات ال لن



الكماالت من ألوهية أو رحمانية أو ربوبية أو غير ذلك، فالكل تستحقه الذات لذاتها ال سبيل إلى تقييده بوجه من الوجوه حتى ال يتقيد بقولهم كل ما خطر ببالك فاهللا بخالف ذلك، فإن هذا وان كان ظاهره اإلطالق ففيه نوع تقييد بالسلب، وان كنت أقول إن معناه

لحق عين كل شيء، وغير كل شيء، فالسلب يؤول إلى اإليجاب ألن الخواطر في أن ااآلن الواحد مختلفة، فخاطر المشبه غير خاطر المنزه، فيكون الحق بالنسبة للمنزه بخالف ما يخطر بباله، وبالنسبة للمشبه بخالف ما يخطر، فإذا هو جامع الضدين

.والسنةوهي العقيدة التي جاء بها الكتاب :وأما االقتضاء المقيد فهو على نوعين؛ما تقتضيه الذات لمرتبة كمالية كالرحمانية مثال بخالف االقتضاء الذاتي : النوع األول

لكنه الذات بال مالحظة مرتبة خاصة البتة، فإن ذلك اقتضاء الذات للذات ال باعتبار .مالحظة وال باعتبار تجرد

ما تقتضيه الصفات للصفات األخرى، كتجلي الحق : قتضاء المقيدوالنوع الثاني من اال؛بصفة العظمة من حيث االقتضاء العلمي، فهذه العظمة ال يشهدها منه إال العلماء

نعوذ باهللا منك هذا «: العارفون به، وألجل ذلك ينكره في تجلي القيامة قوم ويقولونبحسب علمهم، وقوم يقرون به في حتى يتجلى لهم )] 419[(»مكاننا حتى يأتينا ربنا

.التجلي الذي أنكره غيرهم وهو هو في جميع التجليات :قدس اهللا سره] الشيخ األكبر محيي الدين[قال سلطان العارفين ؛ عقد الخالئق في اإلله عقائدا ؛

؛وأنا شهدت جميع ما اعتقدوهاهللا تعالى باسمه نسأل اهللا تعالى حسن الخاتمة لنا ولكم وللمسلمين، وأن مناجاة ؛

يقول في ) ص(، فقد كان )ص(العظيم وااللتجاء إليه بهذا االسم مأثور عن النبيفمن قرأ الصالة )] 420[(»يا عظيم يرجى لكل عظيم اغفر الذنب العظيم«: دعائه

العظيمية فلينو عند قوله يا عظيم ذكر اهللا تعالى والدعاء باسمه وقراءة القرآن، ألن هذا



المنتج حب اهللا للمتبع كما صرح ) ص(في القرآن، وليقفو اتباع رسول اهللا االسم مندرجقل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم {]31اآلية : آل عمران: [به القرآن، قال تعالى

.} الله نما هو انجالء واعلم أن غاية القصد من تالوة الصالة العظيمية مع المواظبة التامة إ؛

عظمة ذات اهللا في أكمل المجالي الذاتية، الذي هو األصل األول الذي ال واسطة بين من يطع {]80اآلية : النساء: [القائل تعالى في حقه) ص(حقيقته وبين اهللا وهو محمد

حابه بعض أص) ص(أي أطاعه غيبا وشهادة، ولذلك لما دعا } الرسول فقد أطاع الله أما سمعت قول «): ص(وكان متلبسا في الصالة فلم يجبه حتى فرغ ثم أجابه فقال له

أن ) ص(فأشار . »} ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم {: اهللا تعالىاآلية : األنفال[ :دعاءه دعاء اهللا تعالى ربه شهادة فاستجاب له كذلك، ولذا قال تعالى

إذ ليس بين اهللا ورسوله تثنية، فدعوة الرسول من » دعواكم«ولم يقل } دعاكم {]24عين القدس ) ص(استجابها فقد استجاب هللا ورسوله، فلو كان الرجل فقيها بأن محمد

، وقد )ص(الذاتي والمنظر الجامع الصفاتي ألطاع اهللا تعالى شهادة بإجابة رسول اهللا .عا له غيبا وشهادةكان مطي

ولكن بإشارة خفية ال يدركها إال » قوت القلوب«وقد نبه على هذا المعنى صاحب ؛ظهور اهللا في : أهلها، ولما أخبر اهللا عن نفسه بأنه الظاهر، والظهور يتفاوت قلنا

أكمل ظهورا، ألنه الجامع بصورته الكاملة جميع ما تفرق من األسماء، فلذا ) ص(محمدبأنه مجلى ذات العظمة اإللهية : سيدي أحمد قدس اهللا سره في الحزب األولوصفه

األنزه، ومعنى هذا الكالم أنه مجلى الذات التي وصفها العظمة، ووصف المجلى بأنه األنزه، إشارة أنه نزيه في عين تلك الشهادة، ألنه غيب محض في عين ذلك الظهور،

.اته نورفشكله للخصوص بحسب نظر الرائي وهو في ذاعلم أن اهللا ): الكماالت اإللهية في الصفات المحمدية] (كتاب[قال الغوث الجيلي في ؛

تعالى لما أراد أن يظهر من تلك الكنزية المخفية، وأحب أن يخلق هذا العالم الكوني



كنت كنزا مخفيا لم أعرف فأحببت أن أعرف «: لمعرفته كما ورد في الحديث القدسي، وكانت الموجودات في ذلك التجلي األزلي »عرفت إليهم فبي عرفونيفخلقت الخلق وت

موجودة في علمه أعيانا ثابتة قد علم من قوابلها أنها ال تستطيع معرفته لعدم النسبة بين الحدث والقدم، والمحبة مقتضية لظهوره عليهم حتى يعرفوه، فخلق من تلك المحبة

م من ذلك الحبيب لتصح النسبة بينه وبين خلقه حبيبا اختصه لتجليات ذاته، وخلق العالمظهر تجليات ) ص(فيعرفوه بتلك النسبة، فالعالم مظهر تجليات الصفات، والحبيب

) ص(الذات، وكما أن الصفات فرع عن الذات كذلك العالم فرع على الحبيب، فهو والمؤمنون أنا من اهللا«): ص(واسطة بين اهللا وبين العالم والدليل على ما قلناه قوله

واالسم هو محتد باطنه، وانما ) ص(ذكر أن االسم اهللا محتد ظاهره )] 421[(»منيولهذا : ثم قال. كان اهللا محتد الظاهر وهو محتد الباطن ألن األلوهية مظهر الهوية

صحت له الوسيلة العظمى التي ال تكون إال لرجل واحد، ألن االسم اهللا محيط بسائر دون غيره بسائر األسماء والصفات، وهذا ) ص(ومن ثم ظهر األسماء والصفات،

الكالم يشهد لما قاله أبي طالب المكي من أن الرجل لو ترك صالته وأجاب دعاء لجمع في طاعة اهللا ما بين الغيب والشهادة، إذ التعليل الذي علله لكون ) ص(رسول اهللا

هللا يقتضي أن الرجل الواحد هو الوسيلة ال تكون إال لرجل واحد من قوله ألن االسم ااالسم اهللا المحيط بسائر األسماء، فكما أنه ال يخرج عن اهللا اسم من األسماء بل هو عين الجميع، كذلك الرجل الواحد الذي هو عين االسم اهللا يندرج به العالم كالواحد

لرجل واحد بالنسبة للعدد، فالعدد وان كثر فهو عين الواحد، كذلك الوسيلة ال تكون إال .هو جميع العالم

وليس على الله بمستنكر؛ ؛أن يجمع العالم في واحد

، فالفاء تفريعية ] 64اآلية : النساء[} ى ي { : ويؤيد هذا المعنى قوله تعالى؛اآلية : النساء: [ثم قال. يعني المجيء إليك باألدب والتعظيم عين استغفار اهللا



: أي من حيث إن االسم العفو ملكه كما قال تعالى} لهم الرسول واستغفر {]64اآلية : الحجر: [، وقال تعالى شافعا عنده} خذ العفو {]199اآلية : األعراف[

فح الجميل {]85 ففيه شفاعة غيب عند شهادة، كما أنه باستغفاره لهم } فاصفح الص: النساء: [مع للغيب والشهادة، فلذلك قال اهللا تعالىشفيع شهادة عند غيب، وهو الجا

أي وجدوه بكونهم جاؤوك، فلو علموك حقيقة لعلموا } لوجدوا الله توابا رحيما{]64اآلية أنهم وجدوا اهللا بك توابا رحيما، فتوبته بك كما أن أخذه بك، فاهللا معطي بالذات وهو

ما دار عليه فلك الوجود وتجلت حقيقته في كل شاهد )ص(القاسم باألسماء والصفات ! ـ}ن ه و ى ي ژ هللا{ ومشهود، وعلى آله شموس العلى وأصحابه والتابعين ومن تال

].182ـ 180اآليات : الصافات! ! [ـ}ژ پ! ! ـ}ژ ـ! المبارك وقد انتهى الشرح على نسخة المؤلف المسودة يوم السبت ثامن عشر رمضان ؛

سنة أربع عشرة وثالثمائة وألف، وأسأل اهللا تعالى أن ينفع به، وأن يجعله خالصا لوجهه ليكون لي ال علي، وأن يعيذه من كل خبيث متدلس بالطريقة لم يصحح اإلسالم وال اإليمان ويدعي الحقيقة والعرفان، وهذا الشرح ال يجوز أن ينسب إلي ألنه ملتقط من

وانما أنا جامع ألقوال تناسب المثنى، فكنت كمثل الحمار يحمل أسفارا، كالم السادات، واني واهللا لفي خجل من اهللا ومن أهل اهللا فيما زودت على الناس وأدخلت نفسي مع المؤلفين مع أني من أهل اإلفالس، فلو أوقفوني موقف العتاب وناقشوني مناقشة

باألفعال واألحوال حتى تشاركنا هل أنت عارف باهللا مشارك لنا: الحساب وقالواباألقوال، فإنك تعلم صفة العارف وأنه إذا أراد أغنى وأنت على نفسك بصيرة فهل أنت

هل أنت : ال واهللا لست بغني حتى أغنى، ولو قالوا: كذلك، فلم أجد بدا من أن أقوليكون ال «: مريد فإنك تعلم ما قاله الجنيد رضي اهللا عنه في وصف المريد حيث قال

قطعا ال واهللا فإني عاجز عن : ، فأقول»المريد مريدا حتى يجد في القرآن كل ما يريدلو ضل : فهم ظواهره فكيف أستخرج منه المغيبات كما قال ابن عباس رضي اهللا عنه

ما صححت إيماني أوال فإن : لي عقال بعير لوجدته في كتاب اهللا، بل إني أقول



، وان بوائقي قد عمت األهل والجيران وغيرهم من األجانب المؤمن من أمن جاره بوائقهالمسلم من سلم المسلمون من لسانه «واإلخوان، بل وال صححت إسالمي فإن

وكم للمسلمين علي من الحقوق، فيا ليتني سترت نفسي عن أمر لست )] 422[(»ويدهوعيبي، وها أنا من أهله، فوا فضيحتي إن لم يعاملوني بأخالقهم الجميلة وبستر ذللي

سائل بابهم أسير أعتابهم، فما كان من صواب فإلى سادتي ال إلي، وما كان من خطأ فحضرته واسعة ) ص(فمردود علي، وحيث إن المتن والشرح في حق السيد األعظم

وضيافته جامعة، ومثلي من يكون طفيلي مائدته العامة، وكيف ال وامداداته للراجين ضله عن سائلي بابه والئذي أعتابه، وكيف وهو األولى تامة ومثله ال يحجب ف

.بالمؤمنين من أنفسهم والرؤوف الرحيم بهم ما سامني الدهر ضيما واستجرت به

إال ونلت جوارا منه لم يضم وال استلمت غنى الدارين من يديه إال استلمت الندا من خير مستلم

ب المتن سيدي أحمدبن إدريس رضوان اهللا وقد بلغني بشرى عن الغوث الكامل صاح؛من أخذ طريقتي فله مقامي بال تجزي، وقد حصل التشرف بطريقته : عليه أنه قال

ما خال الجو على الكرام : والخدمة لمتنه واالنتساب إليه، وحبذا ما قاله سيدي داود .بالسؤال وان لم تكونوا أهال للعطاء فإن لهم أخالقا جميلة

.تعالى حسن الختام بجاهه عليه الصالة والسالمونسأل اهللا ؛» النفحات األقدسية في شرح الصلوات األحمدية اإلدريسية«قد أرخت شرحي المسمى بـ؛

:فقلت ذا ابن إدريس أشرقت صلواته

وتداولت للطالبين صالته وجالها البهاء شرحا فأرخ



لهو جود وهذه نفحاته

131 45ـ 14 716 13 14تبها العبد الجاني كثير المساوىء أحمدبن بكري الفواخيري رضي اهللا عنه على يد كا؛

.مواله بجاه خير أنبيائه آمين ]تزييل على شرح الصالة الثانية[، هذه الصيغة العظيمة تكافيء )اللهم صل على مظهر العظمة الذاتية(وبه نستعين، ؛

ظهر ليس إال الحقيقة تجلي عظمة الذات من الحزب األول، فإن مصداق هذا الماإلنسانية الكاملة، وهي مرتبة حقيقة الحقائق المسماة بحضرة أحدية الجمع، وهي التي تنطمس بها اآلثار كلها المنسوبة إلى االسم الظاهر، والرسوم جميعها المنسوبة إلى االسم الباطن، ألنها أحدية جمعها، والعظمة صفة كأنها تنشأ من الرحمة الزائدة إذا

ولوال رحمتك بسريان نور ألوهيتك : مازجها القهر، كما أشار إليه شيخنا قدس سره بقولهبالقوة اإللهية في ذوات المقربين لذاب الكل من شدة سطوة حالوة لذة رحمتك، فكيف لو

.انضم إلى ذلك القهر اإللهي الخأراد الحق ، فإنه لما )جمعية عيون الحقائق الرحموتية(وأصل هذا المظهر كما قال

جل وعال إبداع العالم، حيث ال حيث، توجهت اإلرادة إلى اجتماع جميع األسماء والصفات، بحيث ال يشذ منها شيء على نحو مخصوص، وظهور حكم االتصال واالجتماع بينها على ما بينها من التباين واالختالف، ليظهر صورة جملتها، ويظهر

المرتبة الجامعة لها، فحصل من االجتماع مسماها عن غيبه وحماه األعز في تلكصورة مخصوصة، كما هو سنة الحق في جميع الصور أنها إنما يحصل من اجتماع جملة أشياء على نحو مخصوص، ثم يتبعها أحكام مخصوصة وخواص الزمة، وهذه الصورة الحاصلة من االجتماع العام سميت نفس الرحمن، وهي الوجود العام المنبسطة



في لسان الشرع، وانما نسبت إلى )] 423[(عيان، وهي المسماة بالعماءعلى األالرحموت وهي مبالغة في الرحمة لقبلة أسماء الرحمة في هذا االجتماع العام لما كان

سر ملكوت األسماء المعبر عنه : (المقصود منه إبراز العالم، وهذا معنى قوله :ا وجهاناألحدية الجمعية له) ص(، فإن حقيقته )بالعماء

وجهها األعلى اإلطالق المماثل للهوية في كل أوصافها، ووجهها اآلخر يسري في ؛حضرة الجمع العمائي فيقضي بانبعاث من نعت من األسماء والصفات والنسب واإلضافات واألعيان الممكنة والمدرك من الموجودات، وهذا الوجه هو المعبر عنه بـ

) * في الكالم الرباني كما أن األول هو المعبر عنه } ين قاب قوس {]9اآلية : النجم[ .} قاب قوسين {] 9اآلية : النجم[، فهذا بيان للوجه اآلخر منه، فإنه كما قلنا )ساذج الذات اإلحاطية الوجود: (وأما قوله؛

، )دنقطة دائرة الكمال اإللهي في الغيب والشهو (مماثل للهوية في الطلعة والسذاجة، إشارة إلى هذا اإلطالق والسذاجة، فهي نقطة انتشئت منها الدوائر كلها كما قال العارف

وأول ظهور الهوية الغيبية بمظهرها الذي . نقطة األمر الجوالة بدوائر األكوان: األكبر: ال يتجزأ وال ينقسم يعبر عنه بالنقطة إشارة إلى البساطة، ولذلك قال في الصالة التامة

نفخ روح : (قوله. ئرة استمداد وجود الخلق مصدر الهو في الهو للهو من الهونقطة دا، هو أول صورة قبلها الحق بمثابة الروح للجسد، فإن الحق جل وعال )النفس الرحماني

أخذ من صورة النفس الرحماني خالصتها وزينتها وهي اعتبارها من حيث جمعها ذه الخالصة بمثابة الروح لذلك النفس لجميع الحقائق واحاطتها ووحدتها، وجعل ه

الرحماني، وجعل الحكم والتصريف كله له وهو ساري في كل شيء كما قال الشيخ :األكبر

الجمع حال ال وجود لعينه؛ ؛وله التحكم ليس لآلحاد



أي ) غيب هو في هو هو: (وهذا الذي قلنا تقريب للمعنى األصلي إلى األذهان قوله؛يب في غيب الحق، عبر عنه بهو لمماثلته للهوية في كل هي من الوجه األعلى غ

أوصافها، ومنبر هوية الحق بتكريره مرتين تأكيدا لفظيا، وهذا معنى قول المحققين إن تنزل من ) من هو هو: (وقوله. اإلنسان إذا كان من الكمل فله األزل الثاني لألولية

فصل اللهم عليه بهو هو في . (لكماليالهوية الغيبية األزلية إلى هذا المظهر اإلنساني اتوجه ) يا من هو هو(بكماالت اإلطالق والسذاجة في الحضرة األزلية، : ، أي)هو هو

).وعلى آله وصحبه وسلم(إلى مرتبة غيب الغيب بهذا اللفظ األنسب بمقامه ق تم هذا الشرح للصالة الثانية بعبارة موجزة لطيفة، دعا إليه سؤال من ذوي األخال؛

الشريفة، وكان ذلك في المدينة المنورة تجاه ساكن الحجرة المطهرة، فوضعته عقب شرح الصالة العظيمية حال الطبع راجيا من اهللا مد يد النفع، وان كان األستاذ الشيخ بهاء الدين البيطار أنزل اهللا على جدثه صيب الرحمة المدرار قد تكلم عليها في شرحه بما

لمنقول والمعقول وحظي في ابتداء شرحه باإلذن العام من مالزمة يبهر العقول من االكرام ومقتدى السادة الفخام، من هو لكل خير حاوي، حضرة العارف سيدي الشيخ

توجهاته، وأوصل إلي والى كافة )] 424[(محمد الدندراوي، رزقني والمحبين ديم .اإلخوان عظيم إمداداته آمين

ادة األبدية عمر ابن المرحوم السيد مصطفى عيطة، جار وأنا الراجي من اهللا السع؛وعلى جميع النبيين والمرسلين وعلى آل كل وصحب ) ص(صاحب الحقيقة المحمدية

كل أجمعين، ما تليت آيات كتاب اهللا، وما طرب عاشق وذاق لذة ال إله إال اهللا محمد .رسول اهللا في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم اهللا

1350عها في ربيع اآلخر سنة تم طب

--------------------------



pksl/Text Tag: "tx1" --------------------------

].10/179[معجم المؤلفين ]1[ـ] 1/460[جامع كرامات األولياء : للتوسع في ترجمته يرجع للكتب التالية ]2[ـ

) 356و 353(العرب وقلب جزيرة] 1/186[، وهدية العارفين )95(واألعالم ].1/252[وملوك العرب ) 396(وشجرة النور

).معجم البلدان لياقوت الحموي. (من قرى عشر من ناحية اليمن: صبيا ]3[ـ .أي يكررها الذاكر ثالث مرات ]4[ـهو شجر إذا اعتصر خرج منه كهيئة : عصارة شجر مر، وقيل: الصاب ]5[ـ

: وقيل الصاب. نزية، أي قطرة فتقع في العين كأنها شهاب ناراللبن، وربما نزت منه ).البن منظور. لسان العرب. (هو عصارة الصبر

ما يرضبه اإلنسان من ريقه كأنه يمتصه، واذا قبل جاريته : الرضاب ]6[ـ ).لسان العرب. (الرقيق المرشوف: الريق في الفم، وقيل: رضب ريقها، والرضاب

ظلع الرجل والدابة في مشيه يظلع . كالغمز: الظلع: لسان العرب جاء في ]7[ـ .العرج: والظلع . عرج وغمز في مشيه: ظلعا

والعجلوني في كشف الخفاء، ] 1/347[أورده الهروي في المصنوع ]8[ـ ].2/343) [2532(حديث رقم

): ص(ورد قوله هذا األثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع والذي ]9[ـالحديث رواه مسلم في صحيحه، باب » كن أبا خيثمة فإذا هو أبو خيثمة األنصاري«

.ورواه غيره] 4/2120) [2769(، حديث رقم ...توبة كعب بن مالككتاب التجليات للشيخ األكبر محيي الدين بن عربي الحاتمي، والقصة ]10[ـ

يا حالج هل : حالج في هذا التجلي فقلت لهرأيت ال: تجلي العلة«: بتمامها هي التاليةتريد قول القائل يا علة العلل ويا قديما لم : تصح عندك علة له؟ وأشرت فتبسم وقال لي



هذه قولة جاهل، اعلم أن اهللا يخلق العلل وليس بعلة كيف : نعم، قال لي: تزل، قلت لهما كان، وال شيء جل يقبل العلية من كان وال شيء، وأوجد ال من شيء، وهو اآلن ك

وتعالى لو كان علة الرتبط ولو ارتبط لم يصح له الكمال تعالى اهللا عما يقول الظالمون لم : قلت له. هكذا فينبغي أن يعرف فأثبت: هكذا أعرفه، قال لي: علوا كبيرا، قلت له

لما استطالت عليه أيدي األكوان حين أخليته فأفنيت : تركت بيتك يخرب؟ فتبسم وقالثم أفنيت ثم أفنيت وخلفت هارون في قومي فاستضعفوه لغيبتي فأجمعوا على تخريبه فلما هدوا من قواعده ما هدوا رددت إليه بعد الفناء فأشرقت عليه وقد خلت به المثالت فأنفت نفسي أن أعمر بيتا تحكمت فيه يد األكوان فقبضت قبضي عنه فقيل مات

عندي ما تكون : ت خرب والساكن ارتحل، فقلت لهالحالج والحالج ما مات، ولكن البيال ] 76اآلية : يوسف[} )! ! ص({آ أ ؤ إ ئ ژ { : به مدحوض الحجة، فأطرق وقال

.»فتركته وانصرفت. تتعرض فالحق بيدك وذلك غاية وسعيرواه البخاري في صحيحه، باب من جاهد نفسه في طاعة اهللا، حديث رقم ]11[ـحبان في صحيحه، ذكر اإلخبار عما يجب على المرء وابن ] 5/2384) [6137(

.ورواه غيرهما] 2/58) [347(، حديث رقم ...من الثقة باهللاأورده العجلوني في كشف الخفاء، الهمزة مع الدال المهملة، حديث رقم ]12[ـ)164] (1/72.[ رواه البيهقي في سننه الكبرى، باب التشديد على من تخلف عن ]13[ـ

].3/171) [5358(، حديث رقم ...الجمعة، حديث رقم ...رواه مسلم في صحيحه، باب الدعاء في صالة الليل ]14[ـ، وأحمد في المسند، مسند عبد اهللا بن عباس، حديث رقم ]1/528) [763()2567] (1/284.[ .هذا األثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع ]15[ـ



دعوة األخ ألخيه في «: فاء ضمن حديثأورده العجلوني في كشف الخ ]16[ـ ).1302(رقم » الغيب مستجابة

باب يزفون النسالن في : رواه البخاري في صحيحه في أبواب عدة منها ]17[ـورواه مسلم في صحيحه باب الصالة على ] 3/1232) [3189(المشي، حديث رقم

.ورواه غيرهما] 1/305) [405(، حديث رقم ...النبي، حديث ...مسلم في صحيحه، باب استحباب القول مثل قول المؤذنرواه ]18[ـ

، حديث رقم )ص(والترمذي في سننه، باب في فضل النبي ] 1/288) [384(رقم .ورواه غيرهما] 5/586) [3612(رواه عبد الرزاق في مصنفه، باب اإليمان واإلسالم، حديث رقم ]19[ـن، فصل فيما بلغنا عن الصحابة، والبيهقي في شعب اإليما] 11/129) [20114(

].7/363) [10591(حديث رقم أورده العجلوني في كشف الخفاء، حرف الهمزة مع الواو، حديث رقم ]20[ـ)827] (1/311.[ ، ...إن اهللا ال ينام: رواه مسلم في صحيحه، باب في قوله عليه السالم ]21[ـ

].1/161) [179(حديث رقم بر في االستذكار، باب ما جاء في اإلنصات يوم رواه ابن عبد ال ]22[ـ

، ...وفي التمهيد، حديث تابع ألبي الزناد مالك) 202(، حديث رقم ...الجمعة]18/346.[ .لم أجده بلفظه فيما لدي من مصادر ومراجع ]23[ـهذا الحديث سبق ) 2). (2(هامش 39انظر تخريجه الحقا ص ]24[ـ

.تخريجه .سبق تخريجههذا الحديث ]25[ـ ].5/366[أورده المناوي في فيض القدير، حرف السين، ]26[ـ



].2/173) [2017(أورده العجلوني في كشف الخفاء، حديث رقم ]27[ـعزاه السيوطي في الدر المنثور للخطيب البغدادي، سورة الحجرات، اآلية ]28[ـ

ن اسمه عثمان، حديث ، وانظر تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، ذكر م]7/580[، 13 ].11/338) [6172(رقم

، حديث )ص(رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، باب ما أعطى اهللا محمدا ]29[ـ) 7397(وأحمد في المسند، مسند أبي هريرة، حديث رقم ] 6/318) [31735(رقم

.ورواه غيرهما] 2/250[) 19(رقم رواه مسلم في صحيحه، باب تحريم الكبر وبيانه، حديث ]30[ـ) 70(والحاكم في المستدرك على الصحيحين، كتاب اإليمان، حديث رقم ] 1/93[ .ورواه غيرهما] 1/78[ ].2/173) [2016(أورده العجلوني في كشف الخفاء، حديث رقم ]31[ـرواه مسلم في صحيحه، باب ما يقال في الركوع والسجود، حديث رقم ]32[ـ) 1150(ستدرك، كتاب الوتر، حديث رقم والحاكم في الم] 1/352) [486( .ورواه غيرهما] 1/449[» ،...أنا أعلمكم باهللا«): ص(رواه البخاري في صحيحه، باب قول النبي ]33[ـ

ورواه غيره بألفاظ . » إن أتقاكم وأعلمكم باهللا أنا«: ونصه] 1/16) [20(حديث رقم .أخرى متقاربة

العين للخليل بن (المريء المسمن الناجع العذب الهنيء: النمير من الماء ]34[ـ ).أحمد الفراهيدي، مادة نمر

وأبو ] 10/86) [10033(رواه الطبراني في المعجم الكبير، حديث رقم ]35[ـورواه ] 6/65) [3315(يعلى في المسند من حديث ثابت البناني عن أنس برقم

.»عهم لعيالهالخلق عيال اهللا فأحبهم إلى اهللا أنف«: غيرهما ولفظه



، حديث رقم )ص(رواه البخاري في صحيحه، باب من رأى النبي ]36[ـ، حديث رقم ...من رآني): ص(، ومسلم في صحيحه، باب قول النبي )6595( .ورواه غيرهما] 4/1776) [2267( .هذا الحديث سبق تخريجه ]37[ـ .مطبوع بتحقيقنا في الدار ]38[ـ، ...ب اإليمان، فصل في اإلشارة إلى أطراف األدلةرواه البيهقي في شع ]39[ـ

].1/136) [120(حديث رقم وروى ] 1/251) [659(أورده العجلوني في كشف الخفاء، حديث رقم ]40[ـ

: ولفظه] 4/70) [1990(نحوه البخاري في التاريخ الكبير، باب سلمة، حديث رقم .»إني ألجد نفس الرحمن من ها هنا« .ر لم أجده بلفظه فيما لدي من مصادر ومراجعهذا األث ]41[ـ .هذا الحديث سبقت اإلشارة إليه) 3. (هذا الحديث سبق تخريجه ]42[ـ .هذا األثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع ]43[ـرواه ابن ماجة في سننه، باب فضل عمر رضي اهللا عنه، حديث رقم ]44[ـح الزجاجة، باب فضل عمر بن الخطاب، وأحمد الكناني في مصبا] 1/39) [104(

).39(حديث رقم .مطبوع في الدار بتحقيقنا ]45[ـ) 2577(رواه مسلم في صحيحه، باب تحريم الظلم، حديث رقم ]46[ـ ).7606(والحاكم في المستدرك، كتاب التوبة واإلنابة، حديث رقم ] 4/1994[ .هذا الحديث سبق تخريجه ]47[ـ ].2/226) [2159(جلوني في كشف الخفاء، حديث رقم أورده الع ]48[ـرواه ابن أبي شيبة في مصنفه، في بالل رضي اهللا عنه وفضله، حديث ]49[ـ

].6/396) [32335(رقم



، حديث رقم ...رواه الحاكم في المستدرك، ذكر مناقب محمد بن طلحة ]50[ـ، حديث رقم والترمذي في سننه، باب ومن سورة األحزاب] 3/424) [5611( .ورواه غيرهما] 5/350) [3202(روى نحوه ابن المبارك في الجهاد، باب في صالة الخوف، حديث رقم ]51[ـ)59] (1/58.[ .هذا الحديث سبق تخريجه ]52[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]53[ـهو الشيخ عمر بن علي بن مرشد بن علي الحموي األصل، المصري ]54[ـ

توفي سنة . والوفاة، الملقب شرف الدين بن الفارض وبسلطان العاشقين المولد والدار .هجرية 633

.هذا األثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع ]55[ـ) 91(رواه مسلم في صحيحه، باب تحريم الكبر وبيانه، حديث رقم ]56[ـيمان، كتاب اإل: والحاكم في المستدرك على الصحيحين، في بابين أحدهما] 1/93[

.ورواه غيرهما] 1/78) [70(حديث رقم ].4/199[، ...رواه الحكيم الترمذي في نوادر األصول، في كلمة التقوى ]57[ـ، ...باب ذكر المالئكة: رواه البخاري في صحيحه في أبواب عدة منها ]58[ـ

، ومسلم في صحيحه، كتاب القدر، حديث رقم ]3/1174) [3036(حديث رقم عن عبد اهللا حدثنا رسول : ونصه الكامل كما رواه البخاري هو] 4/2036) [2643(

إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين «: ، وهو الصادق المصدوق، قال)ص(اهللا =؛ 1&#=يوما ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث اهللا ملكا

أجله وشقي أو سعيد، ثم ينفخ اكتب عمله ورزقه و : فيؤمر بأربع كلمات ويقال له فيه الروح فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إال ذراع فيسبق عليه

.»الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة



) 2009(أورده العجلوني في كشف الخفاء، حرف الكاف، حديث رقم ]59[ـتدرك على الصحيحين، المس(» كان اهللا وال شيء غيره«: ورواه الحاكم بلفظ] 2/119[

.ورواه غير الحاكم]). 2/371) [3307(تفسير سورة هود، حديث رقم .من زيادات العارفين باهللا تعالى» وهو اآلن على ما عليه كان«: قوله ]60[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]61[ـ .هذا األثر لم أجده بلفظه فيما لدي من مصادر ومراجع ]62[ـ .دار بتحقيقنامطبوع في ال ]63[ـ) 1734(رواه ابن ماجة في سننه، باب صيام يوم عاشوراء، حديث رقم ]64[ـ]1/552.[ ) 2546(رواه أحمد في المسند، مسند عبد اهللا بن عباس، حديث رقم ]65[ـ]1/281.[ ) األنوار األقدسية في األوراد القدسية(مطبوعة في الدار بتحقيقنا بعنوان ) 4(ـ ]66[ـ

.حمد بن إدريسللقطب أ، حديث ...باب وكان عرشه على الماء: رواه البخاري في أبواب عدة منها ]67[ـ

حديث ) الرحمة والغضب 51(والنسائي في السنن الكبرى، ] 6/2700) [6986(رقم .ورواه غيرهما] 4/417) [7750(رقم

].10/14[رواه المقدسي في األحاديث المختارة ]68[ـ، حديث رقم ...بان في صحيحه، ذكر األخبار عما كان فيهرواه ابن ح ]69[ـ) 16245(وأحمد في المسند، حديث أبي رزين العقيلي، رقم ] 14/8) [6141( .ورواه غيرهما] 4/12[شجر يقال إنه أجود : الميالن والتبختر، وماس الغصن، والميس: الميس ]70[ـ

).معجم مقاييس اللغة البن فارس. (خشب .ألثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجعهذا ا ]71[ـ



جزء من حديث رواه البخاري في صحيحه، باب ذرية من حملنا مع ]72[ـ: ورواه مسلم في صحيحه في بابين أحدهما] 4/1745) [4435(، حديث رقم ...نوح

.ورواه غيرهما] 1/184) [194(باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، حديث رقم ] 4/688) [2553(حديث رقم ) باب منه 17(مذي في سننه، رواه التر ]73[ـ

.ورواه غيرهما] 1/63) [48(والدارقطني في رؤية اهللا، حديث رقم ، ...»نور أنى أراه«: رواه مسلم في صحيحه، باب في قوله عليه السالم ]74[ـ

، والطبراني في المعجم األوسط، من بقية من أول اسمه ]1/161) [178(حديث رقم .ورواه غيرهما] 8/170) [8300(، حديث رقم ...يممرواه البخاري في صحيحه، باب من جاهد نفسه في طاعة اهللا، حديث رقم ]75[ـوابن حبان في صحيحه، ذكر اإلخبار عما يجب على المرء من الثقة ) 6137(

.ورواه غيرهما] 2/58) [347(، حديث رقم ...باهللاذي في سننه، باب ومن سورة الحديد، حديث رقم جزء من حديث رواه الترم ]76[ـ ].2/560) [12(وأبو الشيخ في العظمة، حديث رقم ] 5/403) [3298(لم أجده بلفظه وروي بألفاظ أخرى متقاربة، منها ما رواه الطبراني في ]77[ـ

) 5802(المعجم الكبير من حديث موسى بن عبيدة الربذي عن أبي حازم، برقم وروى ] 6/148) [5802(على في معجمه، باب األلف، حديث رقم وأبو ي] 6/148[

.نحوه غيرهماهذان البيتان للقطب أبو مدين التلمساني شعيب بن الحسن األندلسي ]78[ـ

:ومطلع القصيدة هو. 594المتوفى سنة تملكتموا عقلي وطرفي ومسمعي؛

؛وروحي وأحشائي وكلي بأجمعي .هذا الحديث سبق تخريجه ]79[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]80[ـ



) 2726(رواه مسلم في صحيحه، باب التسبيح أول النهار، حديث رقم ]81[ـ، ...وابن خزيمة في صحيحه، باب فضل التحميد والتسبيح والتكبير] 4/2090[

.ورواه غيرهما] 1/370) [753(حديث رقم أبي عبد اهللا عن ابن رواه الطبراني في المعجم الكبير، من حديث ميمون ]82[ـ

والديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب، ] 12/147) [12722(عباس، حديث رقم .ورواه غيرهما] 2/411) [799(حديث رقم

ـ 8(رواه البخاري في األدب المفرد، باب المسلم مرآة أخيه، حديث ]83[ـه وروا] 1/485) [1378(وابن المبارك في الزهد، حديث رقم ] 1/93) [239 .غيرهما

.هذا الحديث سبق تخريجه ]84[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]85[ـوالسيوطي في الدر المنثور، سورة ] 15/8[رواه الطبري في تفسيره ]86[ـ

].5/201[، 18اإلسراء، اآلية .هذا األثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع ]87[ـ، حديث ...باب االغتباط: ة منهارواه البخاري في صحيحه في أبواب عد ]88[ـ

، حديث رقم ...ومسلم في صحيحه، باب فضل من يقوم بالقرآن] 1/39) [73(رقم .ورواه غيرهما] 1/558) [815() 750(رواه البخاري في صحيحه، باب إذا ركع دون الصف، حديث رقم ]89[ـ، حديث ...ورواه ابن حبان في صحيحه، ذكر الرخصة للداخل في المسجد] 1/271[

.ورواه غيرهما] 5/568) [2194(رقم .هذا األثر لم أجده بلفظه فيما لدي من مصادر ومراجع ]90[ـ



) 2961(رواه البيهقي في سننه الكبرى، باب دعاء القنوت، حديث رقم ]91[ـ] 1/118) [89(وأبو داود في المراسيل، باب جامع الصالة، حديث رقم ] 2/210[

.ورواه غيرهما .هذا األثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع ]92[ـ، ...رواه مسلم في صحيحه، باب الدليل على أن من مات على التوحيد ]93[ـ

وأبو عوانة في مسنده، من مات وهو يعلم أنه ال إله إال ] 1/55) [26(حديث رقم ].1/19) [11(، حديث رقم ...اهللا .هذا الحديث سبق تخريجه ]94[ـواه مسلم في صحيحه، باب استصحاب الذكر بعد الصالة وبيان صفته، ر ]95[ـ

، ...وابن خزيمة في صحيحه، باب االستغفار مع الثناء] 1/414) [591(حديث رقم .ورواه غيرهما] 1/363) [737(حديث رقم

رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين، أول فضائل أبي عبد اهللا ]96[ـوابن حبان في صحيحه، ذكر إثبات ] 3/194) [4820( ، حديث رقم...الحسين

ورواه ] 15/427) [6971(محبة اهللا جل وعال لمحبي الحسين بن علي، حديث رقم .غيرهما

) 2676(رواه الحاكم في المستدرك، كتاب النكاح، حديث رقم ]97[ـ] 3/285) [14069(وأحمد في المسند، مسند أنس بن مالك، حديث رقم ] 2/174[

.اه غيرهماورو ، حديث رقم ...رواه مسلم في صحيحه، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه ]98[ـوابن حبان في صحيحه، ذكر الخبر الدال على أن هذه ] 4/1990) [2569(

.ورواه غيرهما] 1/503) [269(، حديث رقم ...األلفاظ من هذا النوع



، ...ر سيد المرسلينرواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين، ذكر أخبا ]99[ـوالبيهقي في السنن الكبرى، باب كيفية البيعة، حديث ] 2/681) [4251(حديث رقم

.ورواه غيرهما] 8/146) [16333(رقم :وهذان البيتان وردا في ديوان ابن عربي على النحو التالي ]100[ـ

بذكر اهللا تزداد الذنوب؛ ؛وتحتجب البصائر والقلوب

منه حاال وترك الذكر أفضل ؛ ؛فإن الشمس لها غروب

) 3415(رواه الدارمي في سننه، باب في فضل يس، حديث رقم ]101[ـ، حديث رقم ...)إن لكل شيء قلبا 670(والقضاعي في مسند الشهاب، ] 2/548[ .ورواه غيرهما] 2/130) [1035(باب التشهد في : رواه البخاري في صحيحه في أبواب عدة منها ]102[ـ

: ومسلم في صحيحه في أبواب عدة منها] 1/286) [797(رة، حديث رقم اآلخ .ورواه غيرهما] 1/301) [402(التشهد في الصالة، حديث رقم

.هذا الحديث سبق تخريجه ]103[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]104[ـ .هذا األثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع ]105[ـفي السنة، باب ما ذكر من فضائل أبي بكر رواه ابن أبي عاصم ]106[ـ

وروى نحوه الطبراني في المعجم ] 2/575) [1222(رضي اهللا عنه، حديث رقم .ورواه غيرهما] 5/178) [4999(األوسط، من اسمه قيس، حديث رقم

وسيأتي . هذا األثر لم أجده بلفظه فيما لدي من مصادر ومراجع ]107[ـ .تخريجه الحقا بألفاظ أخرى



رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين، ذكر إسالم أمير ]108[ـوالطبراني في الكبير، عن ابن ] 3/137) [4637(، حديث رقم ...المؤمنين علي

.ورواه غيرهما] 11/65) [11061(عباس، حديث رقم باب مناقب عثمان، : رواه البخاري في صحيحه في بابين أحدهما ]109[ـ

والترمذي في سننه، باب في مناقب عثمان، حديث ] 3/1352) [3495(حديث رقم .ورواه غيرهما] 5/629) [3706(رقم

رواه مسلم في صحيحه، باب وجوب امتثال ما قاله شرعا، حديث ]110[ـ ].4/1836) [2363(رقم

: باب قوله عز وجل: رواه البخاري في صحيحه في بابين أحدهما ]111[ـومسلم في صحيحه ] 3/1233) [3192(، حديث رقم ...}ونبئهم عن ضيف إبراهيم{

ورواه ] 1/133) [151(، حديث رقم ...أحدهما باب زيادة طمأنينة القلب: في بابين .غيرهما

.هذا الحديث سبق تخريجه ]112[ـ، حديث رقم ...رواه مسلم في صحيحه، باب السهو في الصالة ]113[ـ، حديث رقم )ص(تسمية المصطفى وابن حبان في صحيحه، ذكر] 1/400) [572( .ورواه غيرهما] 6/380) [2656() 357(رواه الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب، حديث رقم ]114[ـ، حديث ...والبيهقي في شعب اإليمان، فصل في دفن ما يزيله عن نفسه] 1/106[

].5/247) [6542(رقم ت أني أريتك زوجتي في إنه ليهون علي المو ): ص(الذي ورد قوله ]115[ـ

) 3161(رواه الطبراني في المعجم األوسط من اسمه بكر، حديث رقم » الجنةورواه في الكبير، باب نظر عائشة إلى جبريل عليه السالم، حديث رقم ] 3/284[)98] (23/39.[



ومحمد ] 20/255[رواه علي بن الحسن في تاريخ مدينة دمشق، ]116[ـ ].8/162[، ...قات الكبرى، ذكر جفنة سعدبن سعد الزهري في الطب

رواه مسلم في صحيحه، باب ما يقال في الركوع والسجود، حديث ]117[ـوالحاكم في المستدرك على الصحيحين، كتاب الوتر، حديث ] 1/352) [486(رقم .ورواه غيرهما] 1/449) [1150(رقم

].األنباء: [وفي نسخة ]118[ـ .ده فيما لدي من مصادر ومراجعهذا األثر لم أج ]119[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]120[ـسألت عائشة عن خلق رسول اهللا : عن أبي الدرداء قالت«: ولفظه ]121[ـرواه الطبراني في . (»كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ويرضى لرضاه: فقالت) ص(

) 3). (واه غيرهور ] 1/30) [72(المعجم األوسط، باب من اسمه إبراهيم، حديث رقم .هذا الحديث سبق تخريجه

.هذا الحديث سبق تخريجه ]122[ـرواه ابن حبان في صحيحه، فصل في المحتضر، حديث رقم ]123[ـما يقرأ على الميت وذكر ) 262(والنسائي في السنن الكبرى، ] 7/369) [3002(

.ورواه غيرهما] 6/365) [10913(، حديث رقم ...االختالف .هذا الحديث سبق تخريجه ]124[ـوالعجلوني في كشف الخفاء، ] 1/412[أورده الهروي في المصنوع ]125[ـ

].2/526) [3213(حديث رقم فإن أحاديث الحبيب «: شطر بيت شعر البن الفارض، وتتمته ]126[ـ

.»مداميهذا البيت هو للقطب الشيخ أبي مدين شعيب بن الحسن األندلسي ]127[ـ

.هجرية 594المتوفى سنة التلمساني



.هذا الحديث سبق تخريجه ]128[ـ .لم أجده بلفظه فيما لدي من مصادر ومراجع ]129[ـرواه مسلم في صحيحه، باب الدليل على أن من خصال ]130[ـ

) 2515(والترمذي في سننه، حديث رقم ] 1/67) [45(، حديث رقم ...اإليمان .ورواه غيرهما] 4/667[ه البيهقي في السنن الكبرى، باب دعاء القنوت، حديث رقم روا ]131[ـ .ورواه غيره بألفاظ أخرى متقاربة]. 2/210) [2961( .هذا الحديث سبق تخريجه ]132[ـاللهم إنما أنا بشر، فأيما رجل من «: رواه مسلم في صحيحه بلفظ ]133[ـ

، ...باب من لعنه النبي(» المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة ).ورواه غيره بألفاظ أخرى متقاربة] 4/2007) [2601(حديث رقم

.هذا الحديث سبق تخريجه ]134[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]135[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]136[ـ، }وكذب بالحسنى{: رواه البخاري في صحيحه، باب قوله تعالى ]137[ـ

، حديث رقم ...ومسلم في صحيحه، كتاب القدر] 4/1891) [4666(حديث رقم .ورواه غيرهما] 4/2040) [2647( .هذا الحديث سبق تخريجه ]138[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]139[ـ» ،...ترجي من تشاء«: رواه البخاري في صحيحه، باب قوله تعالى ]140[ـ

، ...أوهم عالما وابن حبان في صحيحه، ذكر خبر ] 4/1797) [4510(حديث رقم .ورواه غيرهما] 14/282) [6367(حديث رقم



رواه أبو القاسم علي بن هبة اهللا الشافعي في تاريخ مدينة دمشق، ]141[ـوابن حجر العسقالني في اإلصابة في تمييز الصحابة، ] 66/324[حرف الطاء

]..7/236[حرف الطاء المهملة .هذا الحديث سبق تخريجه ]142[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]143[ـنور أنى «: رواه مسلم في صحيحه، باب في قوله عليه السالم ]144[ـ

والطبراني في األوسط، من بقية من أول ] 1/161) [178(، حديث رقم » ...أراه .ورواه غيرهما] 8/170) [8300(، حديث رقم ...اسمه ميم

.هذا الحديث سبق تخريجه ]145[ـلبخاري في صحيحه، باب من يرد اهللا به خيرا يفقهه في رواه ا ]146[ـ

ومسلم في صحيحه، باب النهي عن المسألة، حديث ] 1/39) [71(الدين، حديث رقم .ورواه غيرهما] 2/719) [1037(رقم

.هذا الحديث سبق تخريجه ]147[ـإن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي «: يشير إلى قوله تعالى ]148[ـ

].23/ص[» أكفلنيها وعزني في الخطاب: احدة، فقالنعجة و ) 7397(رواه أحمد في المسند، عن أبي هريرة، حديث رقم ]149[ـ، حديث )ص(وابن أبي شيبة في مصنفه، باب ما أعطى اهللا تعالى محمدا ] 2/250[

).31735(رقم الحديث 278(أورده بلفظه الزيلعي في تخريج األحاديث واآلثار ]150[ـ

وروى نحوه البخاري ومسلم في صحيحيهما، البخاري، باب ] 1/264) [الثاني والثمانون] 3/1255) [3234(، حديث رقم ...»وان يونس لمن المرسلين«: قول اهللا تعالى

43ورواه مسلم، باب . »ال ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى«: ولفظه ].4/1846) [2376(، حديث رقم ...في ذكر يونس بن متى



رواه البخاري في األدب المفرد، باب المسلم مرآة أخيه، حديث رقم ]151[ـورواه ] 1/485) [1378(، وابن المبارك في الزهد، حديث رقم ]1/93) [239(

.غيرهمارواه بلفظه ابن حميد في مسنده، عن الحارث بن مالك األنصاري، ]152[ـ

].1/165) [445(حديث رقم والعجلوني في كشف ] 1/371[رده الهروي في المصنوع، أو ]153[ـ

.وأورده غيرهما] 2/384) [2669(الخفاء، حديث رقم .هذا األثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع ]154[ـ .هذا األثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع ]155[ـحديث رقم ، ...رواه البيهقي في السنن الكبرى، باب بيان مكارم ]156[ـإنما بعثت ألتمم صالح «: ، ورواه أحمد في المسند عن أبي هريرة بلفظ)20571(

.ورواه غيرهما] 2/381) [2/381(حديث رقم » األخالق .هذا الحديث سبق تخريجه ]157[ـوأورد نحوه ابن عبد البر ] 1/80[أورد نحوه القرطبي في االستذكار ]158[ـ

.»إن اهللا ال ينهاكم عن الربا ويرضاه منكم«: ولفظه]. 5/251[في التمهيد .هذا الحديث سبق تخريجه ]159[ـ) 82(رواه الحاكم في المستدرك، كتاب اإليمان، حديث رقم ) 3( ]160[ـ) 3148(والترمذي في سننه، باب ومن سورة بني إسرائيل، حديث رقم ] 1/83[ .ورواه غيرهما] 5/308[ .هللا عنه وكرم وجههيقصد اإلمام علي رضي ا ]161[ـ .حديث قدسي سبق تخريجه ]162[ـ



باب إغتباط صاحب القرآن، : رواه البخاري في أبواب عدة، منها ]163[ـ، حديث رقم ...ومسلم في صحيحه، باب الصداق] 4/1919) [4741(حديث رقم

.ورواه غيرهما] 2/1040) [1425(ءة خلف اإلمام، حديث رقم رواه البيهقي في السنن الكبرى، باب القرا ]164[ـ) 224(والربيع في مسنده، باب في ابتداء الصالة، حديث رقم ] 1/329) [571( .ورواه غيرهما] 1/96[باب ذكر المالئكة، : رواه البخاري في صحيحه في أبواب عدة منها ]165[ـ

ومسلم في صحيحه، كتاب القدر، حديث رقم ] 3/1174) [3036(حديث رقم .ورواه غيرهما] 4/2036) [2643(رواه ابن حبان في صحيحه، ذكر تفضل اهللا جل وعال على المسلم ]166[ـ

والهيثمي في موارد الظمآن، ] 3/196) [915(، حديث رقم )ص(على رسول اهللا ].1/594) [2391(، حديث رقم )ص(باب الصالة على النبي

.هذا األثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع ]167[ـ .هذا األثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع ]168[ـ) اإلنسان الكامل في معرفة األواخر واألوائل(يقصد كتابه المشهور ]169[ـ

.والكتاب مطبوع في الدار بتحقيقنا، انظر الباب الرابع عشر في تجلي الحياة .هذا الحديث سبق تخريجه ]170[ـوأورده ] 2/429) [2833(فاء برقم أورده العجلوني في كشف الخ ]171[ـ

.غيره» ال تقولوا خيبة الدهر فإن اهللا هو الدهر«: رواه البخاري بلفظ ]172[ـ

ال «: ومسلم بلفظ] 5/2286) [5828(الصحيح، باب ال تسبوا الدهر، حديث رقم .ورواه غيرهما» تسبوا الدهر فإن اهللا هو الدهر



يوم نبطش «باب : ب عدة، منهارواه البخاري في صحيحه في أبوا ]173[ـ، ومسلم في صحيحه كتاب ]4/1825) [4549(، حديث رقم »البطشة الكبرى

.ورواه غيرهما] 4/1762) [2246(األلفاظ من األدب وغيرها حديث رقم ) ،..من أخلص هللا 325] باب([رواه القضاعي في مسند الشهاب ]174[ـ

.كشف الخفاء وأورده العجلوني في] 1/285) [466(حديث رقم .هذا الحديث سبق تخريجه ]175[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]176[ـرواه البخاري في صحيحه، باب من جاهد نفسه في طاعة اهللا، ]177[ـ

وابن حبان في صحيحه، ذكر اإلخبار عما يجب ] 5/2384) [6137(حديث رقم .اه غيرهماورو ] 2/58) [347(، حديث رقم ...على المرء من الثقة باهللا

عن أبي «: يشير إلى الحديث الذي رواه البخاري وغيره، ونصه ]178[ـإني أول من يرفع رأسه بعد النفخة اآلخرة «: قال) ص(هريرة رضي اهللا عنه عن النبي

الصحيح، باب . (» فإذا أنا بموسى متعلق بالعرش فال أدري أكذلك كان أم بعد النفخة ]).4/1813) [4535(، حديث رقم ...ونفخ في الصور

من كره النظر في ) 171] باب([رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، ]179[ـ ].5/312) [26421(كتب أهل الكتاب، حديث رقم

في المنام، ) ص(رواه البخاري في صحيحه، باب من رأى النبي ]180[ـ): ص(ومسلم في صحيحه، باب قول النبي ] 6/2568) [6596ـ 5(حديث رقم

ورواه غيرهماز] 4/1776) [2267(حديث رقم » ،...ني في المناممن رآ«رواه البخاري في األدب المفرد، باب المؤمن مرآة أخيه، حديث رقم ]181[ـورواه ] 1/485) [1378(وابن المبارك في الزهد، حديث رقم ] 1/93) [239ـ 8(

.غيرهما .هذا الحديث سبق تخريجه ]182[ـ



.ق تخريجههذا الحديث سب ]183[ـرواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين، كتاب التوبة واإلنابة، ]184[ـ

وابن حبان في صحيحه، ذكر اإلخبار عما يجب ] 4/268) [7603(حديث رقم .ورواه غيرهما) 633(، حديث رقم ...على المرء من الثقة باهللا

.هذا الحديث سبق تخريجه ]185[ـ .ريجههذا الحديث سبق تخ ]186[ـأورده العجلوني في كشف الخفاء، الهمزة مع الدال المهملة، حديث ]187[ـ

].1/72) [164(رقم فيما رواه البخاري في صحيحه، باب ذكر ) ص(يشير إلى قوله ]188[ـ

: عن زيد بن وهب قال عبد اهللا: ونصه] 3/1174) [3036(المالئكة، حديث رقم إن أحدكم يجمع خلقه في بطن «: مصدوق، قالوهو الصادق ال) ص(حدثنا رسول اهللا

أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث اهللا ملكا اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه : فيؤمر بأربع كلمات ويقال له

راع فيسبق عليه كتابه الروح فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إال ذفيعمل بعمل أهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إال ذراع فيسبق عليه

.»الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنةلم أجده بلفظه إنما معناه موجود بألفاظ أخرى متقاربة منها ما رواه ]189[ـ

و رفع الحجاب ل... «: ونصه] 6/139) [6025(الطبراني في المعجم األوسط برقم .»...أحرقت سبحات وجهه كل ما أدركه بصره

.هذا الحديث سبق تخريجه ]190[ـ] 2/113) [1835(أورده العجلوني في كشف الخفاء، حديث رقم ]191[ـ

].1/206[والهروي في المصنوع



رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين، كتاب الزكاة، حديث ]192[ـيا رسول اهللا كيف يسبق درهم مئة ألف؟ : قالوا«: وتتمته] 1/576) [1519(رقم رجل له درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به وآخر له مال كثير، فأخذ من عرضها : قال

.»مئة ألفوابن كثير في ] 2/536) [2848(رواه ابن أبي حاتم في تفسيره ]193[ـ

].1/323[تفسيره، سورة البقرة ، باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب رواه البخاري في صحيحه ]194[ـ

ومسلم في صحيحه، باب ندب من ] 3/1140) [2964(، حديث رقم ...المسلمينورواه ] 3/1268) [1649(، حديث رقم ...حلف يمينا فرأى غيرها خيرا منها

.غيرهماباب ما يجوز من : رواه البخاري في صحيحه في بابين أحدهما ]195[ـ

ومسلم في صحيحه، باب في أسماء اهللا ] 2/981) [2585(ث رقم ، حدي...االشتراط .ورواه غيرهما] 4/2063) [2677(تعالى وفضل من أحصاها، حديث رقم

.هذا الحديث سبق تخريجه ]196[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]197[ـباب آخر ما تكلم : رواه البخاري في صحيحه في أبواب عدة منها ]198[ـ

ومسلم في صحيحه، باب في ] 4/1620) [4194(حديث رقم ،)ص(به النبي ].4/1894) [2444(فضل عائشة رضي اهللا عنها، حديث رقم

وابن أبي ] 2/250) [7397(رواه أحمد في المسند، حديث رقم ]199[ـ] 6/318) [31735(شيبة في مصنفه، باب ما أعطى اهللا تعالى محمدا، حديث رقم

.ورواه غيرهما .ذا الحديث سبق تخريجهه ]200[ـ



رواه الذهبي في ميزان االعتدال في نقد الرجال، المحمدون، ]201[ـإلى السماء السابعة فقال له ) ص(لما أسري بالنبي : عن عطاء قال: ونصه] 6/366[

سبوح قدوس رب : وما يقول؟ قال يقول: رويدا رويدا فإن ربك يصلي قال: جبريل .»المالئكة والروح

رواه البخاري في صحيحه، باب كيف فرضت الصلوات في ]202[ـثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى «: ونصه] 1/135) [342(اإلسراء، حديث رقم

) ص(ورواه مسلم في صحيحه، باب اإلسراء برسول اهللا » أسمع فيه صريف األقالم .ورواه غيرهما] 1/148) [163(حديث رقم

.ا لدي من مصادر ومراجعهذا األثر لم أجده بلفظه فيم ]203[ـللشيخ األكبر محيي الدين محمد بن » الفتوحات المكية«كتاب ]204[ـ

.عربي الحاتمي) 9243(رواه أحمد في المسند عن أبي هريرة، حديث رقم ]205[ـومن «: وفيه] 6/61) [29479(وابن أبي شيبة في مصنفه، حديث رقم ] 2/405[

.وروى الحديث غيرهما. »مأل أطيب منهم وأكثرذكرني في مأل من الناس ذكرته في .هذا الحديث سبق تخريجه ]206[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]207[ـ) 2577(رواه مسلم في صحيحه، باب تحريم الظلم، حديث رقم ]208[ـ .ورواه غيره] 4/1994[ .هذا الحديث سبق تخريجه ]209[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]210[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]211[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]212[ـ



رواه مسلم في صحيحه، باب تفضيل نبينا على جميع الخالئق، ]213[ـوابن حبان في صحيحه، ذكر اإلخبار بأن األنبياء ] 1782) [2278(حديث رقم

].14/398) [6478(، حديث رقم ...أولهموابن ] 2/660) [4189(ث رقم رواه الحاكم في المستدرك، حدي ]214[ـ

.ورواه غيرهما] 2/1440) [4308(ماجه في سننه، باب ذكر الشفاعة، حديث رقم رواه البخاري في صحيحه، ذكر اإلخبار بأن المقام المحمود هو ]215[ـ

ومسلم في صحيحه، باب أدنى أهل ] 14/399) [6480(، حديث رقم ...المقام الذي .ورواه غيرهما] 1/175) [188(الجنة منزلة، حديث رقم

) 6643(رواه البخاري في صحيحه، كتاب الفتن، حديث رقم ]216[ـ، حديث رقم )ص(ومسلم في صحيحه، باب إثبات حوض نبينا ] 6/2587[ .ورواه غيرهما] 4/1793) [2290(كل شيء «: رواه البخاري في صحيحه، باب قول اهللا تعالى ]217[ـ

ومسلم في صحيحه، كتاب الذكر، ] 6/2694) [6970(، حديث رقم »...هالك .ورواه غيرهما] 4/2061) [2675(حديث رقم

.هذا األثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع ]218[ـرواه البخاري في صحيحه، باب قتل أبي جهل، حديث رقم ]219[ـ] 14/458) [6525(والحاكم في المستدرك، حديث رقم ] 4/1462) [3760(

.يرهماورواه غرواه البخاري في صحيحه، باب ما جاء في عذاب القبر، حديث ]220[ـ

وأحمد في المسند، عن أنس بن مالك، حديث رقم ] 1/462) [1304(رقم .ورواه غيرهما] 3/287) [14096(: عن سعيد بن المسيب أنه لقي أبا هريرة فقال أبو هريرة«: ونصه ]221[ـ

نعم، : أو فيها سوق؟ قال: في سوق الجنة، قال سعيدأسأل اهللا أن يجمع بيني وبينك



أن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم فيؤذن لهم ) ص(أخبرني رسول اهللا في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون اهللا عز وجل ويبرز لهم عرشه ويتبدى

بر من لؤلؤ ومنابر من لهم في روضة من رياض الجنة فتوضع لهم منابر من نور ومناياقوت، ومنابر من زبرجد، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، ويجلس أدناهم وما فيهم دنيء على كثبان المسك والكافور ما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم

نعم هل تتمارون في : يا رسول اهللا هل نرى ربنا؟ قال: قلت: قال أبو هريرة. مجلسا كذلك ال تتمارون في رؤية ربكم عز : ال، قال: ر ليلة البدر؟ قلنارؤية الشمس والقم

وجل وال يبقى في ذلك المجلس أحد إال حاضره اهللا عز وجل محاضرة حتى إنه يقول أال تذكر يا فالن يوم عملت كذا وكذا، يذكره بعض غدراته في الدنيا، : للرجل منكم

فرتي بلغت منزلتك هذه فبينما هم بلى فبسعة مغ: يا رب أفلم تغفر لي؟ فيقول: فيقولثم . كذلك غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط

فنأتي سوقا قد حفت : قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم قال: يقولعلى القلوب، به المالئكة فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله ولم تسمع اآلذان ولم يخطر

فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع فيه شيء وال يشتري وفي ذلك السوق يلقى أهل : قالالجنة بعضهم بعضا فيقبل الرجل ذو المنزلة المرتفعة فيلقى من هو دونه وما فيهم دنيء فيروعه ما يرى عليه من اللباس فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل له عليه

ثم ننصرف إلى منازلنا فتلقانا : قال. ينبغي ألحد أن يحزن فيهاأحسن منه وذلك أنه المرحبا وأهال، لقد جئت وان بك من الجمال والطيب أفضل مما فارقتنا : أزواجنا فيقلن. إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار عز وجل ويحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا: عليه، فنقول

]).2/1450) [4336(رواه ابن حبان في سننه، حديث رقم ( .هذا الحديث سبق تخريجه ]222[ـ



] 4/639) [2460(حديث رقم ) باب 26(رواه الترمذي في سننه ]223[ـ] 8/272) [8613(والطبراني في المعجم األوسط، من اسمه مسعود، حديث رقم

.ورواه غيرهما] 2/368) [2618(أورده العجلوني في كشف الخفاء، حديث رقم ]224[ـ

إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته فاعبدوا اهللا كأنكم «: اه الديلمي في الفردوس بلفظورو ..»ترونه واستغفروه كل ساعة

، ...رواه النسائي في السنن الكبرى، ثواب من قرأ آية الكرسي ]225[ـ) 8068(والطبراني في المعجم األوسط، حديث رقم ] 6/30) [9928(حديث رقم

.ورواه غيرهما] 8/92[ .سبق تخريجه ]226[ـ .التقييد صفتك: يقصد إبليس حين قال سهل التستري ]227[ـ .مطبوع في الدار بتحقيقنا ]228[ـ: ونصه] 1/29) [40(رواه الطبري في صريح السنة، حديث رقم ]229[ـ

بقيع الغرقد فوقف على قبرين ) ص(أتى رسول اهللا : عن أبي أمامة رضي اهللا عنه قالقد : نعم يا رسول اهللا فقال: فالنا، فقالوا: أدفنتم هنا فالنا وفالنة أو قال: لثريين فقا

والذي نفسي بيده لقد ضرب ضربة ما بقي منه عضو : أقعد فالن اآلن يضرب ثم قالإال انقطع ولقد تطاير قبره نارا ولقد صرخ صرخة سمعتها الخالئق إال الثقلين من الجن

اآلن يضرب : ثم قال. وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع واإلنس ولوال تمريج قلوبكموالذي نفسي بيده لقد ضرب ضربة ما بقي منه عظم إال : هذا اآلن يضرب هذا ثم قال

انقطع ولقد تطايرها قبره نارا ولقد صرخ صرخة سمعها الخالئق إال الثقلين من الجن يا رسول : تم ما أسمع، قالواواإلنس ولوال تمريج في قلوبكم وتزيدكم في الحديث لسمع

أما فالن فإنه كان ال يستبرىء من البول، وأما فالن أو فالنة فإنه : اهللا ما ذنبهما؟ قال .»كان يأكل لحوم الناس



الصحيح، (» إنما أنا قاسم وخازن واهللا المعطي«: رواه البخاري بلفظ ]230[ـوروى نحوه ] 3/1133[» ...فأن هللا خمسه وللرسول«: قول اهللا تعالى 7باب

].19/329) [755(الطبراني في المعجم الكبير، حديث رقم .هذا الحديث سبق تخريجه ]231[ـرواه الطبراني في المعجم األوسط، باب من اسمه إبراهيم، حديث ]232[ـ

لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة ال يشقى بعدها «: وتتمته] 3/180) [2856(رقم .ورواه غيره. »أبدا .هذا األثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع ]233[ـ .هذا الأثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع ]234[ـرواه مسلم في صحيحه، باب ذكر الدجال وصفته وما معه، حديث ]235[ـ

، حديث رقم ...وابن ماجه في سننه، باب فتنة الدجال] 4/2250) [2937(رقم رج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وان يخرج ولست فيكم إن يخ«: وتتمته). 4075(

فامرؤ حجيج نفسه، واهللا خليفتي على كل مسلم، إنه شاب قطط عينه قائمة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن فمن رآه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه يخرج من

يا رسول اهللا : اثبتوا، قلناخلة بين الشام والعراق فعاث يمينا وعاث شماال يا عباد اهللاأربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر : وما لبثه في األرض؟ قال

: يا رسول اهللا فذلك اليوم الذي كسنة تكفينا فيه صالة يوم؟ قال: أيامه كأيامكم،قلنا: ، قالكالغيث استدبرته الريح: قلنا فما إسراعه في األرض؟ قال: قال. فاقدروا له قدره

فيأتي القوم فيدعوهم فيستجيبون له ويؤمنون به فيأمر السماء أن تمطر علينا ويأمر األرض أن تنبت فتنبت وتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرى وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون

الخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فينطلق فتتبعه ممحلين ما بأيديهم شيء ثم يمر بكنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجال ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف ضربة فيقطعه



جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل يتهلل وجهه يضحك فبينما هم كذلك إذ بعث اهللا واضع كفيه عيسى بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين

على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر واذا رفعه ينحدر منه جمان كاللؤلؤ وال يحل لكافر يجد ريح نفسه إال مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فينطلق حتى يدركه عند باب لد فيقتله ثم يأتي نبي اهللا عيسى قوما قد عصمهم اهللا فيمسح وجوههم ويحدثهم

يا عيسى إني قد أخرجت عبادا : فبينما هم كذلك إذ أوحى اهللا إليهبدرجاتهم في الجنة لي ال يدان ألحد بقتالهم وأحرز عبادي إلى الطور ويبعث اهللا يأجوج ومأجوج وهم كما

فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ثم } من كل حدب ينسلون{: قال اهللارة ويحضر نبي اهللا عيسى وأصحابه حتى لقد كان في هذا ماء م: يمر آخرهم فيقولون

يكون رأس الثور ألحدهم خيرا من مائة دينار ألحدكم اليوم فيرغب نبي اهللا عيسى وأصحابه إلى اهللا فيرسل اهللا عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ويهبط نبي اهللا عيسى وأصحابه فال يجدون موضع شبر إال وقد مأله زهمهم

تنهم ودماؤهم فيرغبون إلى اهللا سبحانه فيرسل عليهم طيرا كأعناق البخت فتحملهم ونفتطرحهم حيث شاء اهللا ثم يرسل اهللا عليهم مطرا ال يكن منه بيت مدر وال وبر فيغسله

أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة : حتى يتركه كالزلقة ثم يقال لألرضلون بقحفها ويبارك اهللا في الرسل حتى إن اللقحة من اإلبل من الرمانة فتشبعهم ويستظ

تكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر تكفي القبيلة واللقحة من الغنم تكفي الفخذ، فبينما هم كذلك إذ بعث اهللا عليهم ريحا طيبة فتأخذ تحت آباطهم فتقبض روح كل

.فعليهم تقوم الساعة مسلم ويبقى سائر الناس يتهارجون كما تتهارج الحمر) 2542(أورده العجلوني في كشف الخفاء، حديث رقم ]236[ـ]2/347.[



) 191(رواه الحاكم في المستدرك، كتاب اإليمان، حديث رقم ]237[ـورواه ] 4/638) [2459(، حديث رقم 25والترمذي في سننه، باب ] 1/125[

.غيرهماكشف . »كم باهللا وأخوفكم منهأنا أعرف«: أورده العجلوني بلفظ ]238[ـ

).607(الخفاء حديث رقم باب الصدقة في : رواه البخاري في صحيحه، في أبواب عدة منها ]239[ـ

ومسلم في صحيحه، باب صالة الكسوف، ] 1/354) [997(الكسوف، حديث رقم .ورواه غيرهما] 2/618) [901(حديث رقم

] 1/68[جامع العلوم والحكم أورده بلفظه أبو الفرج البغدادي في ]240[ـقد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها ال يزيغ عنها «: ورواه الحاكم في المستدرك بلفظ

]).1/175) [331(كتاب العلم، حديث رقم (، »...بعدي إال هالك .الشيخ األكبر محيي الدين بن عربي الحاتمي ]241[ـ، حديث رقم ...بنرواه البخاري في صحيحه، باب شرب الل ]242[ـ، حديث رقم )ص(ومسلم في صحيحه باب اإلسراء برسول اهللا ] 5/2128) [5287( .ورواه غيرهما] 1/149) [164(هذا الحديث لم أجده بلفظه فيما لدي من مصادر ومراجع والذي ]243[ـ

لو «]: 3/363) [5099(ورد كما في الفردوس بمأثور الخطاب للديلمي، حديث رقم .»سى كان أحسن يقينا مما كان لمشى في الهواء وصلى على الماءأن أخي عي

رواه مسلم في صحيحه، باب ما يقال في الركوع والسجود، حديث ]244[ـ) 1150(والحاكم في المستدرك، كتاب الوتر، حديث رقم ] 1/352) [486(رقم

.ورواه غيرهما] 1/449[ .هذا الحديث سبق تخريجه ]245[ـ .لحديث سبق تخريجههذا ا ]246[ـ



] 1/254[المصنوع للهروي (» لوالك لما خلقت األفالك«: ورد بلفظ ]247[ـيا محمد لوالك ما خلقت : أتاني جبريل فقال«: وأورده العجلوني في كشف الخفاء بلفظ

]).1/46) [91حديث رقم (» الجنة ولوالك لما خلقت الناركتاب الطهارة، : دة منهارواه الحاكم في المستدرك في أبواب ع ]248[ـ

وابن حبان في صحيحه، ذكر الخبر المدحض قول ]. 1/237) [491(حديث رقم .ورواه غيرهما] 4/49) [1243(من نفى جواز الوضوء بماء البحر، حديث رقم

فصوص (الشيخ األكبر محيي الدين بن عربي الحاتمي في كتابه ]249[ـ ).الحكم

.هذا الحديث سبق تخريجه ]250[ـ .هذا الحديث سبقت اإلشارة إليه ]251[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]252[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]253[ـ ].1/251) [659(أورده العجلوني في كشف الخفاء، حديث رقم ]254[ـ .هذا األثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع ]255[ـ .ادر ومراجعهذا األثر لم أجده فيما لدي من مص ]256[ـرواه الترمذي في سننه، باب ما يقول بين السجدتين، حديث رقم ]257[ـ، حديث رقم ...والبيهقي في السنن الكبرى، باب فرض الطمأنينة] 2/76) [284( .ورواه غيرهما] 2/122) [2583(والجرجاني في ] 1/564[أورده المناوي في التعاريف، فصل الالم، ]258[ـ

].1/216) [1099(قم التعريفات، بر رواه البيهقي في سننه الكبرى، باب بيان مكارم األخالق، حديث رقم ]259[ـ) 1165(والقضاعي في مسند الشهاب، حديث رقم ] 10/191) [20571( .ورواه غيرهما] 2/192[



رواه عبد الرزاق في مصنفه، باب الشروط في الكراء، حديث رقم ]260[ـي المدونة الكبرى، السلف في سلعة بعينها يقبضها إلى ومالك ف] 8/60) [14305(

].9/28[أجل رواه البخاري في صحيحه، في باب هل يقول اإلمام للمقر لعلك ]261[ـ

).6438(لمست أو غمزت، حديث رقم ، حديث رقم ...رواه مسلم في صحيحه، باب تحريم الظن والتجسس ]262[ـاب ما جاء في الحسد، حديث رقم والترمذي في سننه، ب] 4/1985) [2563()1935] (4/329.[ رواه مسلم صحيحه، باب في األمر بالتيسير وترك التنفير، حديث ]263[ـ

وأبو داود في سننه، باب في كراهية المراء، حديث رقم ] 3/1358) [1732(رقم .ورواه غيرهما] 4/360) [4835(بل هو قرآن «: الىرواه البخاري في صحيحه، باب قول اهللا تع ]264[ـ

وعبد الرزاق في مصنفه، باب القول في ] 6/2745) [7114(، حديث رقم »...مجيد .ورواه غيرهما] 2/160) [2898(الركوع والسجود، حديث رقم

رواه البخاري في صحيحه، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، حديث ]265[ـصحيح مسلم، باب وأبو نعيم في المسند المستخرج على] 3/1275) [3276(رقم

.ورواه غيرهما) 302ـ 1(من قتل نفسه بحديدة، حديث رقم رواه الطبراني في المعجم الكبير، عن عكرمة عن ابن عباس، ]266[ـ

وأحمد في المسند، عن ابن عباس، حديث رقم ] 11/223) [11560(حديث رقم .ورواه غيرهما] 1/307) [2804( .هذا الحديث سبق تخريجه ]267[ـ .هذا األثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع ]268[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]269[ـ



.هذا الحديث سبق تخريجه ]270[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]271[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]272[ـرواه ابن هبة اهللا الشافعي في تاريخ مدينة دمشق، ذكر من اسمه ]273[ـ

.سعدإنه ليهون علي الموت «: رواه الطبراني في المعجم األوسط بلفظ ]274[ـ

وابن المبارك في الزهد، ] 3/284) [3161(حديث رقم » أني أريتك زوجتي في الجنة .ورواه غيرهما] 1/382) [1078(حديث رقم

.هذا الحديث سبق تخريجه ]275[ـ .هذا األثر سبقت اإلشارة إليه ]276[ـ .بق تخريجههذا الخبر س ]277[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]278[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]279[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]280[ـانتصب فيها غير مطمئن، أو وضع ركبتيه ورفع : استوفز في قعدته ]281[ـ

.أليته، أو استقل على رجليه، ولما يستو قائما، وقد تهيأ للوثوب .ه فيما لدي من مصادر ومراجعهذا األثر لم أجد ]282[ـ .هذا األثر لم أجده بلفظه فيما لدي من مصادر ومراجع ]283[ـ .هذا األثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع ]284[ـروى نحوه ابن حبان في صحيحه، ذكر البيان بأن المرء كلما كثر ]285[ـ

ليلة ) ص(رسول اهللا أن «: ونصه] 3/103) [821(، حديث رقم ...تبريه من الحولأسري به مر على إبراهيم خليل الرحمن، فقال إبراهيم لجبريل من معك يا جبريل، قال

يا محمد، مر أمتك أن يكثروا غراس الجنة فإن : ، فقال إبراهيم)ص(هذا محمد : جبريل



ال حول وال : وما غراس الجنة؟ قال): ص(تربتها طيبة وأرضها واسعة، فقال رسول اهللا .وروى هذا الحديث غير ابن حبان. »إال باهللا قوة، حديث رقم ...أورده المنذري في الترغيب والترهيب، كتاب الصوم ]286[ـ .وأورده غيره] 2/59) [1648( .هذا الحديث سبق تخريجه ]287[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]288[ـقم ، حديث ر ...رواه مسلم في صحيحه، باب فضل دوام الذكر ]289[ـ) 8068(وأحمد في المسند عن أبي هريرة، حديث رقم ] 4/2106) [2749( .ورواه غيرهما] 2/309[عزاه المنذري في الترغيب والترهيب للطبراني في األوسط، حديث ]290[ـ

].4/119) [5052(رقم .هذا الحديث سبق تخريجه ]291[ـ] 20/141) [290(رواه الطبراني في الكبير، حديث رقم ]292[ـ

.ورواه غيرهما] 7/203[ 70ـ 67، من آية )ص(والسيوطي في الدر المنثور، سورة روى نحوه مسلم في صحيحه، باب من فضائل أويس القرني رضي ]293[ـ

والحاكم في المستدرك، ذكر مناقب أويس ] 4/1969) [2542(اهللا عنه، حديث رقم .ماورواه غيره] 3/456) [5719(، حديث رقم ...بن عامر

.هذا الحديث سبق تخريجه ]294[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]295[ـباب كيف يكتب : رواه البخاري في صحيحه في أبواب عدة منها ]296[ـ

وابن حبان في صحيحه، ذكر إسالم ] 2/960) [2552(هذا ما صالح، حديث رقم .ورواه غيرهما] 11/229) [4873(، حديث رقم ...أمير المؤمنين علي



باب مناقب جعفر بن أبي : رواه البخاري في بابين أحدهما ]297[ـ: ومسلم في صحيحه، في بابين أحدهما] 3/1359) [3503(، حديث رقم ...طالب

.ورواه غيرهما] 4/1870) [2404(باب من فضائل علي، حديث رقم ) 13(، حديث رقم ...رواه البخاري في صحيحه، باب من اإليمان ]298[ـ، حديث ...رواه مسلم في صحيحه، باب الدليل على أن من خصال اإليمانو ] 1/14[

.ورواه غيرهما] 1/67) [45(رقم .هذا الحديث سبق تخريجه ]299[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]300[ـ .سبق تخريجه ]301[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]302[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]303[ـ .سبق تخريجههذا الحديث ]304[ـرواه الطبراني في األوسط، باب من اسمه إبراهيم، حديث رقم ]305[ـوأحمد في المسند عن عائشة م المؤمنين رضي اهللا عنها، حديث رقم ] 1/30) [72( .ورواه غيرهما] 6/91) [24645( .هذا الحديث سبق تخريجه ]306[ـحمد، حديث رقم رواه الطبراني في المعجم األوسط، من اسمه م ]307[ـوالمقدسي في الترغيب في الدعاء، باب أدعية متفرقة، حديث ] 6/117) [5974(

.ورواه غيرهما] 1/114) [68(رقم ) 3314(رواه الحاكم في المستدرك، تفسير سورة هود، حديث رقم ]308[ـ) 3297(والترمذي في سننه، باب ومن سورة الواقعة، حديث رقم ] 2/374[ .غيرهما ورواه] 5/402[



رواه مسلم في صحيحه، باب ما يقال في الركوع والسجود، حديث ]309[ـ) 1150(والحاكم في المستدرك، كتاب الوتر، حديث رقم ] 1/352) [486(رقم

.ورواه غيرهما] 1/449[ .هذا الحديث سبق تخريجه ]310[ـ ).العين للفراهيدي(اسم البقعة وخصوص الموضع : الدمنة ]311[ـ) 2159(أورده العجلوني في كشف الخفاء، ضمن حديث رقم ]312[ـ]2/226.[ :وأول القصيدة قوله. »وأنه خير خلق اهللا كلهم «: وتتمته ]313[ـ أمن تذكر جيران بذي سلم ؛

؛مزجت دمعا جرى من مقلة بدم .سبق تخريجه ]314[ـ .سبق تخريجههذا األثر ]315[ـ) 2577(رواه مسلم في صحيحه، باب تحريم الظلم، حديث رقم ]316[ـ]4/1994.[ رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، باب ما يدعو إذا رأى األمر يعجبه، ]317[ـ

والطبراني في الدعاء، باب فضل حمد اهللا على ] 6/71) [29554(حديث رقم .ورواه غيرهما] 1/501) [1768(السراء والضراء، حديث رقم

.انظر الهامش السابق ]318[ـ .انظر الهامش السابق ]319[ـرواه ابن حبان في صحيحه، ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا ]320[ـ

والطبراني في المعجم األوسط، من اسمه عثمان، ] 2/67) [353(األمر، حديث رقم .ورواه غيرهما] 4/107) [3729(حديث رقم



واه مسلم في صحيحه، باب الدعاء في الصالة، حديث رقم ر ]321[ـورواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين، من تفسير سورة بني ] 1/534) [771(

رواه أبو يعلى في ) 2. (ورواه غيرهما] 2/395) [3384(إسرائيل، حديث رقم ).6580(مسنده، عن أبي هريرة برقم

في مناقب عمر بن الخطاب، حديث رواه الترمذي في سننه، باب ]322[ـورواه أحمد في المسند عن أبي بريدة، حديث رقم ] 5/620) [3689(رقم

)23046] [5/354.[ هذا اللفظ لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع والذي ورد هو قوله ]323[ـرواه أحمد في المسند عن أبي بريدة برقم » بهذا) ص(فقال رسول اهللا «): ص( .ورواه غيره] 5/354) [23046(رواه الحاكم في المستدرك، ذكر إسالم أمير المؤمنين علي رضي ]324[ـ

والطبراني في المعجم الكبير، عن ابن ] 3/137) [4637(اهللا عنه، حديث رقم .ورواه غيرهما] 11/65) [11061(عباس برقم

.هذا الحديث سبق تخريجه ]325[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]326[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]327[ـباب ومن مناقب : رواه الحاكم في المستدرك في أبواب عدة منها ]328[ـ

والترمذي في سننه، باب مناقب ] 3/118) [4577(علي بن أبي طالب، حديث رقم .ورواه غيرهما] 5/633) [3713(علي رضي اهللا عنه، حديث رقم

، حديث رقم ...ناقب عليرواه البخاري في صحيحه، باب م ]329[ـومسلم في صحيحه، باب من فضائل علي، حديث رقم ] 3/1359) [3503( .ورواه غيرهما] 4/1870) [2404(



هذا ما صالح : رواه البخاري في صحيحه، باب كيف يكتب ]330[ـ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين، ]2/960) [2552(، حديث رقم ...فالن

) 4614(نين علي بن أبي طالب رضي اهللا عنه، حديث رقم ذكر إسالم أمير المؤم .ورواه غيرهما] 3/130[ .هذا الحديث سبق تخريجه ]331[ـال ): ص(ذكر قول النبي 25(رواه النسائي في السنن الكبرى ]332[ـ

ورواه في خصائص علي برقم ] 5/128) [8459(، حديث رقم ...)يؤدي عني .ورواه غيره] 1/91) [74( ].1/88[أورده المناوي في فيض القدير، حرف الهمزة، ]333[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه) 3(ـ ]334[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]335[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]336[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]337[ـ

.هذا الحديث سبق تخريجه ]338[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]339[ـ] 1/64) [182(سننه، باب فيما أنكرت الجهمية، حديث رقم في ]340[ـ

ورواه ] 5/288) [3109(ورواه الترمذي في سننه، باب ومن سورة هود، حديث رقم .غيرهما

، الباب )اإلنسان الكامل في معرفة األواخر واألوائل(في كتابه ]341[ـ .التاسع في الدعاء، والكتاب منشور في الدار بتحقيقنا

: باب قول اهللا تعالى: رواه البخاري في صحيحه في بابين، أحدهما ]342[ـومسلم في صحيحه في ] 6/2694) [6970(، حديث رقم »...كل شيء هالك«



ورواه ] 4/2061) [2675(، حديث رقم ...باب الذكر والدعاء: أبواب عدة منها .غيرهما

.هذا الحديث سبق تخريجه ]343[ـباب التعاون في بناء : حيحه في بابين أحدهمارواه البخاري في ص ]344[ـ

والحاكم في المستدرك، كتاب قتال أهل ] 1/172) [436(، حديث رقم ...المسجد .ورواه غيرهما] 2/159) [2653(البغي، حديث رقم

، ...للحسن) ص(رواه البخاري في صحيحه، باب قول النبي ]345[ـرك، ومن فضائل الحسن، حديث والحاكم في المستد] 2/962) [2557(حديث رقم

.ورواه غيرهما] 3/191) [4809(رقم روى نحوه اإلمام مسلم في صحيحه، باب فضيلة اإلمام العادل، ]346[ـ

اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق «: ونصه]. 3/1458) [1828(حديث رقم أما النص و . »عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به

.الذي أورده المصنف فلم أجدهرواه الترمذي في سننه عن عبد اهللا بن مغفل، حديث رقم ]347[ـ) 20568(وأحمد في المسند عن عبد اهللا بن مغفل، حديث رقم ] 5/696) [3862( .ورواه غيرهما] 5/54[أجمع أئمة التصوف على عدم األخذ عن أرباب األحوال وال ]348[ـ

هم ألنهم قد يتلفظون بعبارات ظاهرها كفري خارج عن ضوابط وأحكام وقواعد االقتداء بالشريعة المطهرة ألنهم يعتبرون أن كل لفظ أو فعل خالف القرآن الكريم والسنة المطهرة

هذا وقد تكلم الشارح الشيخ محمد بهاء الدين البيطار قبال . يضرب به عرض الحائطعلما أن المصنف نفسه قد وضح معنى البيت . يهابإسهاب عن هذه المسألة فليرجع إل

الذي يشكل فهم معناه على غير السالك طريق اإلحسان وهو طريق توحيد اهللا تعالى أي : حتى قال بعض من غلبه الشهود من أرباب األحوال: على الشهود والعيان فقال



شهود ذلك النور غلبه شهود قيومية اهللا تعالى لألشياء من حيث إمدادها بالوجود فغلبه المقوم لصور األشياء جميعها على اختالفها في حالة السكر الروحي على رؤية

.صورها الحسية فقال ما قال .انظر الهامش السابق ]349[ـوال تقربوا «: باب قوله: رواه البخاري في صحيحه في بابين أحدهما ]350[ـ

لم في صحيحه، باب ورواه مس] [4/1696) [4358(، حديث رقم »...الفواحشس .ورواه غيرهما] 4/2114) [2760(غيرة اهللا تعالى وتحريم الفواحش، حديث رقم

رواه ابن ماجه في سننه، باب الرياء والسمعة، حديث رقم ]351[ـ)4202] (2/1405.[ .هذا الحديث سبقت اإلشارة إليه ]352[ـبن عبد اهللا النميري رواه أبو نعيم في حلية األولياء، من حديث زياد ]353[ـقال في المقاصد له ذكر في أكثروا «: وقال العجلوني في كشف الخفاء] 6/268[

إذا مات أحدكم فقد : ورواه الديلمي في الفردوس عن أنس رفعه بلفظ. هادم اللذاتيقولون القيامة وانما قيامة الرجل : وللطبراني عن المغيرة بن شعبة قال. قامت قيامته

]).2/368) [2618(حديث رقم . لخفاءكشف ا. (موتهرواه البخاري في صحيحه، باب الغنى غنى النفس، حديث رقم ]354[ـورواه مسلم في صحيحه، باب ليس الغنى عن كثرة العرض، ] 5/2368) [6081(

.ورواه غيرهما] 2/726) [1051(حديث رقم لدين من تخميس الشيخ عبد الغني النابلسي على قصيدة شهاب ا ]355[ـ

:يحيى السهروردي المقتول، التي مطلعها أبدا تحن إليكم األرواح؛

؛ووصالكم ريحانها والراح



رواه البخاري في صحيحه، باب من قام لجنازة يهودي، حديث رقم ]356[ـومسلم في صحيحه، باب نسخ القيام للجنازة، حديث رقم ] 1/441) [1250( .ورواه غيرهما] 2/661) [961( .هذا الحديث سبق تخريجه ]357[ـ .وهو مطبوع في الدار بتحقيقنا مع كتاب الرسالة الوجودية ]358[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]359[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]360[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]361[ـالقائل هو سلطان العاشقين الشيخ عمر بن الفارض وهو أحد أبيات ]362[ـ

:ومطلعها) أصلي فأشدو بذكرها(شهورة قصيدته الم أ در ذكر من أهوى، ولو بمالم؛

؛فإن أحاديث الحبيب مداميوالشيخ . كثيب الرمل: النقا. تمايل الجسد: العطف. ظننا: خلنا. تمايلت: وتثنت

: والعطف. المحبوبة الحقيقية وهي الحضرة الذاتية اإللهية =؛ 1&#=يتكلم عن: وبدر التمام. كناية عن النشأة الكونية: والقضيب. ألسماء والصفاتكناية عن ظهور ا

، دار الكتب العلمية ـ 191ديوان ابن الفارض ص . (كناية عن وجه العارف الكامل ).بيروت

.هذا األثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع ]363[ـرواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين، كتاب الدعاء ]364[ـ، وأحمد في المسند، عن عبد الرحمن بن ]1/735) [2019(، حديث رقم ...لتكبيروا

..ورواه غيرهما] 1/191) [1662(عوف، حديث رقم



) 83(رواه الحاكم في المستدرك، كتاب اإليمان، حديث رقم ]365[ـ، حديث رقم ...وابن حبان في صحيحه، ذكر إلقاء اهللا جل وعال النور] 1/84[ .ورواه غيرهما] 14/43) [6169(وعزتي وجاللي لوالك ما خلقت «: رواه الديلمي في الفردوس بلفظ ]366[ـ

.»الجنة ولوالك ما خلقت الدنياالذهب والفضة قبل أن : التبر) مختار الصحاح(الفساد : الدغل ]367[ـ

.فإذا صيغا فهما ذهب وفضة. يصاغالرحم، حديث رقم رواه عبد الرزاق في مصنفه، باب صلة ا ]368[ـ، ...والبيهقي في شعب اإليمان، فصل في ترك الغضب وفي كظم الغيظ) 20237(

.ورواه غيرهما] 6/312) [8300(حديث رقم دار ) 142(الشيخ عمر بن الفارض رحمه اهللا تعالى في ديوانه ]369[ـ

:ومطلع القصيدة هو. الكتب العلمية ـ بيروت قلبي يحدثني بأنك متلفي؛

؛روحي فداك، عرفت أم لم تعرف ) 1078(باب : رواه البخاري في صحيحه في أبواب عدة منها ]370[ـ) 1078(، حديث رقم )...ص(ومسلم في صحيحه باب قيام النبي ] 1/380[ .ورواه غيرهما] 1/380[) 1692(رواه الديلمي في الفردوس عن أنس بن مالك برقم ]371[ـ ].1/17) [17(رده العجلوني في كشف الخفاء، حديث رقم وأو ] 1/418[خمرة (في رسالته التي شرحها الشيخ عبد الغني النابلسي في كتابه ]372[ـ

.مطبوع في الدار). الحان ورنة األلحانروى نحوه الحاكم في المستدرك، كتاب الكسوف، حديث رقم ]373[ـجاء في صالة الكسوف، حديث وابن ماجه في سننه، باب ما ] 1/481) [1235(



ثم إن اهللا تبارك وتعالى إذا ... «: ولفظه. ورواه غيرهما] 1/401) [1262(رقم .الحديث» ...تجلى لشيء من خلقه خشع له

.هذا الحديث سبق تخريجه ]374[ـرواه البخاري في صحيحه، باب الغنى غنى النفس، حديث رقم ]375[ـه، باب ليس الغنى عن كثرة العرض، حديث ومسلم في صحيح] 5/2368) [6081(

.ورواه غيرهما] 2/726) [1051(رقم .هذا الحديث سبق تخريجه ]376[ـ .هذا األثر سبقت اإلشارة إليه ]377[ـ ).انظر معجم األمثال والحكم ألبي الفضل الميداني(مثل سائر ]378[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]379[ـباب استحباب إطالة : حيحه في بابين أحدهمارواه مسلم في ص ]380[ـ

: وابن حبان في صحيحه في أبواب عدة منها] 1/218) [249(الغرة، حديث رقم ، حديث رقم ...تعرف في القيامة بالتحجيل) ص(باب ذكر البيان بأن أمة المصطفى

.ورواه غيرهما) 1046( .هذا الحديث سبق تخريجه ]381[ـ .ابقانظر الهامش الس ]382[ـرواه البخاري في صحيحه، باب كيف يعرض اإلسالم على الصبي، ]383[ـ

وأبو داود في سننه، باب في خبر بن صائد، حديث ] 3/1112) [2890(حديث رقم .ورواه غيرهما] 4/120) [4329(رقم

) 1098(رواه أبو داود باب الرجل يخطب على قوس، حديث رقم ]384[ـن الكبرى، باب كيف يستحب أن تكون الخطبة، حديث رقم والبيهقي في السن] 1/287[ .ورواه غيرهما] 3/215) [5595(



هذا الحديث لم أجده بلفظه فيما لدي من مصادر ومراجع والذي ]385[ـما من مصيبة تصيب المسلم إال كفر اهللا بها عنه حتى الشوكة «): ص(ورد قوله

].5/2137) [5317(ث رقم ، حدي...صحيح البخاري، كتاب المرضى. (»يشاكها) 1(رواه البخاري في صحيحه، باب بدء الوحي، حديث رقم ]386[ـ) 2210(وأبو داود في سننه، باب فيما عني به الطالق والنيات، حديث رقم ] 1/3[ .ورواه غيرهما] 2/262[ :الشيخ عمر بن الفارض في قصيدته التي مطلعها ]387[ـ

سائق األظعان يطوي البيد طي؛ ؛منعما عرج على كثبان طي

.ترخيم السم رقية: رقي ]388[ـ .هذا األثر لم أجده بلفظه فيما لدي من مصادر ومراجع ]389[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]390[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]391[ـ، )ص(رواه النسائي في السنن الكبرى، ثواب الصالة على النبي ]392[ـ

والدارمي في سننه، باب في فضل الصالة على النبي ] 6/21) [9888(حديث رقم .ورواه غيرهما). ص(رواه الطبراني في المعجم األوسط، باب من اسمه إبراهيم، حديث ]393[ـ

ورواه ] 2/64) [2363(والديلمي في الفردوس، حديث رقم ] 3/94) [2595(رقم .غيرهما

.ا الحديث سبق تخريجههذ) 2. (هذا الحديث سبق تخريجه ]394[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]395[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]396[ـ .هجرية 805الشيخ عبد الكريم الجيلي المتوفى سنة ]397[ـ



في : في معرفة األواخر واألوائل، في الباب التاسع والخمسين ]398[ـوالكتاب مطبوع . تلبيسالنفس، وأنها محتد إبليس ومن تبعه من الشياطين من أهل ال

.في الدار بتحقيقنا .هذا الحديث سبق تخريجه ]399[ـلم أجده بهذا اللفظ إنما ورد معناه بألفاظ أخرى متقاربة، سبق تخريج ]400[ـ

.بعضهامن أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في «: ورد بلفظ ]401[ـ

اب الياء من اسمه يعقوب، حديث رقم رواه الطبراني في المعجم األوسط، ب. »الجنة .ورواه غيره] 9/168) [9439( .هذا الحديث سبق تخريجه ]402[ـ .هذا الحديث سبق تخريجه ]403[ـنفس نباتية يشترك بها مع : لإلنسان أربعة نفوس: وقالوا أيضا ]404[ـ

.النباتات، ونفس جمادية يشترك بها مع الجمادات، إلخ .سبق تخريجه هذا الحديث ]405[ـ .شغله عنه: ثبطه عن األمر تثبيطا ]406[ـفي المنام، ) ص(رواه البخاري في صحيحه، باب من رأى النبي ]407[ـ

): ص(ومسلم في صحيحه، باب قول النبي ] 6/2568) [6596ـ 5(حديث رقم .ورواه غيرهما) 2267(، حديث رقم ...من رآني في المنام

.»ودون اجتناء النحل ما جنت النحل«: توتتمة البي ]408[ـ :ومطلع القصيدة هو

هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل ؛فما اختاره مضنى به وله عقل



رواه ابن حبان في صحيحه، ذكر وصف الفرقة الناجية من بين ]409[ـديث وأحمد في المسند من العرباص بن سارية، ح] 1/178) [5(، حديث رقم ...الفرق .ورواه غيرهما] 4/126) [17184(رقم

7319(رواه الحاكم في المستدرك، كتاب البر والصلة، حديث رقم ]410[ـ) 8015(وأحمد في المسند عن أبي هريرة، حديث رقم ] 189ـ 188) [7320و .ورواه غيرهما]. 2/303[ .هذا األثر لم أجده بلفظه فيما لذي من مصادر ومراجع ]411[ـباب الصراط جسر : رواه البخاري في صحيحه في أبواب عدة منها ]412[ـ

فإذا أتانا «: وتتمة هذه الفقرة من الحديث هي] 5/2403) [6204(جهنم، حديث رقم أنت ربنا : أنا ربكم، فيقولون: ربنا عرفناه فيأتيهم اهللا في الصورة التي يعرفون فيقول

يحه، باب معرفة طريق الرؤية، حديث ، الحديث رواه مسلم أيضا في صح»...فيتبعونه .ورواه غيرهما] 1/163) [182(رقم

رواه الطبراني في الدعاء، باب القول في السجود، حديث رقم ]413[ـ .وأورده ابن حجر العسقالني في المطالب العالية] 1/194) [606( .هذا األثر لم أجده فيما لدي من مصادر ومراجع ]414[ـ، حديث رقم ...اري في صحيحه، باب المسلم من سلمرواه البخ ]415[ـ) 41(، حديث رقم ...ومسلم في صحيحه، باب بيان تفاضل اإلسالم] 1/13) [10( .ورواه غيرهما] 1/65[العماء المشار إليه في الحديث الشريف الذي رواه ابن حبان في ]416[ـ

كان ربنا قبل أن يخلق يا رسول اهللا أين: قلت«: صحيحه عن أبي رزين العقيلي، وفيهحديث رقم . »في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء: السماوات واألرض؟ قال

.ورواه غيره] 14/8) [6141(



. مطر يدوم في سكون بال رعد وبرق: جمع ديمة بالكسر: ديم ]417[ـ ).القاموس المحيط(



،م1849 ـﻫ 1265 ﺔﻧﺳ ﻲﻧﺎﺛﻟا ﻊﻳﺑر رﻬﺷ نﻣ رﺷﻋ سﻣﺎﺧﻟا...

Documents