א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ...

27
א א א K K א א א

Upload: others

Post on 04-Jul-2020

14 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

אא א

KKאא א

Page 2: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

١

אאא

احلمد هللا رب العاملني وأفضل الصالة وأتم التسليم عىل سيدنا حممد وعىل آله وصحبه :أمجعني, وبعد

تالب فكري وثقايف وحضاري, واملقارنات استالب إىل املايض فإن املقاربات اسوارجتاع إىل الوراء وإىل التاريخ, وتوسيع للهوة, ويعد كل فكر فاشال إال إذا أدى إىل

.االجتهاد واإلبداع وإخراج األمة من اجلمود واجلحود والتقليدمثل يف قدرة اإلسالم وإن املنهجية املعرفية القرآنية أو املرشوع احلضاري اإلسالمي يت

الفائقة عىل استيعاب التعدديات وبناء قواعد عاملية اهلدى والنور والرمحة وهو دين احلق القادر عىل استيعاب التعدديات املرصح, ويف حالة التدافع احلضاري ال بد من محاية دين

احلق واهلدى والنور حلامية الصوامع واملساجد والبيع والصلوات . الشعوب وإجبارها عىل قيم وأفكار املتسلطني بمسميات خمتلفة كالنظام وإن إبادة

العاملي اجلديد ال يوصل إىل مفاهيم التعايش والتعارف, وال بد من كون احلوارات اإلنسانية املتصلة وليدة ووسيلة نقل األفكار وتبادهلا, فالتنوع سنة اهللا يف خلقه, وال بد من

مول ووضوح الرؤية ونفاذها إىل املجال املعريف املستمد من املرونة واإلحاطة والدقة والش .املرجعية اإلسالمية للتعامل مع الظواهر االجتامعية واإلنسانية واحلضارية والعمرانية

وإن معاجلة اإلطار الكيل هو السبيل األوحد يف املأزق احلضاري العاملي والتعامالت ية يف كل مظاهر احلياة اإلنسانية من حكم الظواهر اجلزئية املنعكسة عن احلضارة العامل

واقتصاد واجتامع وعمران إلنتاج األفكار واملفاهيم والنظريات اإلبداعية االجتهادية .)١(ملواجهة متطلبات الواقع احلضاري واملرشوع اإلسالمي املبرش

., راشد الغنويش املعهد العاملي٢٣ ــ ٢٠حقوق املواطنة ) ١(

Page 3: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

٢

u t s r q p o n m l k ﴿: يقول تعاىل| { z y xw v ﴾ ]٩٠: النحل[.

à ß Þ Ý Ü ÛÚ Ù Ø × Ö ÕÔ Ó Ò Ñ ﴿: ويقول تعاىلì ë ê é èç æ å ä ã â á ﴾ ]٢٥٦: البقرة[.

وإن التعايش والتعارف مع عدم إنكار اآلخر وحقوقه السبيل األوحد للحق والبرشية اجلو اخلصيب لنرش هو اليوم يف رعايته مصلحة اإلنسان ومصالح الدنيا, وإن ذلك هو

. الفكر السليم والصحيح :وسأعرض بحثي هذا وفق ما ييل

مفهوم التعايش وأهل الذمة: متهيد مفهوم التعايش: املطلب األول أهل الذمة والتعايش: املطلب الثاين :رضورات التعايش: املبحث األول

.التجديد والتعايش: املطلب األول .احلضارة والتعايش: املطلب الثاين .الوثيقة النبوية وأهل الكتاب: املطلب الثالث .األساس الفكري للتعايش: املطلب الرابع

.أهداف التعايش: املطلب اخلامس :مبادئ التعايش: املبحث الثاين

.حسن املعاملة: املطلب األول .التعاون عىل الرب والتقوى: املطلب الثاين .واالختالفاحلوار باألحسن وآداب احلوار : املطلب الثالث .التزام القوانني: املطلب الرابع

Page 4: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

٣

.مراعاة مشاعر اآلخرين: املطلب اخلامس .معرفة املشرتك بشكل دقيق: املطلب السادس .الكرامة اإلنسانية وحقوق اإلنسان: املطلب السابع .اجلنسية واملواطنة: املطلب الثامن

Page 5: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

٤

אא

:هوم التعايشمف: املطلب األولاحلياة, عاش ــ يعيش عيشا ومعاشا, واملعيشة: العيش: لغة ما تكون به احلياة من :

له حالة حسنة, والـمتعيش: املطاعم واملشارب, وعايش له بلغة يف العيش, ومعايشة: :عالقة بني نوعني من األحياء بحصول الغذاء واملأوى والوقاية دون ترضر اآلخر, ومنه

.)١(التعايش السلميn m l k j i ﴿: إن مفهوم التعايش ذكره القرآن يف آية املمتحنة: اصطالحا

_ ~ } | { zy x w v u t s r q p o ﴾. فأمر بربهم والوفاء إليهم وأن يعطوهم قسطا من ماهلم ^ فقد صاحلت خزاعة النبي

صلة وبرا, ومل يرد القسط, ألن العدل واجب عىل كل حال, وإنام أراد الرب إليهم : بالعدل .)٢(وإكرام أهل الذمة

Z ] \ [ ^ _ ` ﴿: وذكر التعايش يف سورة آل عمران فقال تعاىل u t sr q p o n m l k j i h g f e d c b a

z y x w v ﴾ لكلمة العادلة املستقيمة ليس فيها ميل عن احلق لنتبع ما أحله اهللا والكلمة السواء هي ا

تعاىل دون ما حرمه, فإن أبيتم فإننا ــ رغم ذلك ــ منقادون ألحكام اإلسالم مقرون بام هللا .)٣(علينا يف ذلك من املنن واإلنعام

.٨٠٠: , الصحاح٥٣٩: القاموس املحيط) ١( .١٨/٤٠: لقرطبيا) ٢( .٦٩ ــ ٤/٦٨: اجلامع ألحكام القرآن للقرطبي) ٣(

Page 6: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

٥

م فقد رضيت] ٥٥: القصص[ ﴾ x w v u ﴿: وذكر التعايش يف قوله تعاىل لكم جزاء ]٦: الكافرن[ ﴾ \ [ ^ _ ﴿: بدينم ورضينا بديننا, وكذلك يف قوله تعاىل

.)١(دينكم ويل جزاء دينيإن النظر يف هذه اآليات وتفسرياهتا يوضح أن هناك وفاء وبرا وصلة مع املخالفني من

زام رشع اهللا أهل الكتاب وغريهم بعدل واستقامة مع اإلقرار واالعرتاف من املسلمني بالت .تعاىل فيام أمر يف املخالفني من بر وصلة وعىل كل حال من نقاش لتقبل احلق أو ال

استقامة املعاملة مع املخالفني فالتعايش باملعنى اإلسالمي يف الدولة اإلسالمية هو .املوادعني وإكرامهم

فإن املسلم يف ولو نظرنا إىل التعايش بمعنى املحافظة عىل السلم األهيل واألمن الدويلدولته جتاه خمالفيه مأمور بام سبق, فهو من باب أوىل مأمور بذلك يف دار العهد ــ وهي كل

ــ واألولوية أن املسلم املكني يف داره مأمور ) دبلوماسية(دولة ــ دار ــ بيننا وبينهم عالقات ما فهمه بام سبق فهو يف غري داره يكون ضعيفا فأوىل به التمسك بذلك, وهذا عني

السابقون حني نرشوا اإلسالم عرب معامالهتم التجارية الصادقة الصافية الناصعة فدخلت .)٢(بالد كلها يف اإلسالم

:أهل الذمة والتعايش: املطلب الثاينوهم اليهود والنصارى الذين يعيشون يف الدولة املسلمة كمواطنني مكتسبني للجنسية

مسلمني وهو ما يعرب عنه باملواطنة ــ والتي تعد مبدأ من السياسية اإلسالمية ولو كانوا غري .مبادئ التعايش ــ

والذمة من العهد والضامن واألمان ألهل الكتاب من اليهود والنصارى إقرارا هلم عىل دينهم مع متتعهم باحلامية واحلقوق التي يكتسبها املواطنون اآلخرون من املسلمني يف

سان وحرياته يف الدين والنفس والعقل والنسل واملال, وبعبارة صيانة ومحاية حقوق اإلن .٢٠/١٥٦: اجلامع ألحكام القرآن للقرطبي) ١( .٧٧ ــ ٧٥: احلوار من أجل التعايش: ر) ٢(

Page 7: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

٦

أخرى فيام يسمى أيضا بحقوق املواطنة إال يف املنصب الرئيس وفيام ال يمس عقيدة : البقرة [﴾Ô Ó Ò Ñ﴿املسلمني أو ال هيني أو حيتقر عقيدة أهل الكتاب لضامن مبدأ

¢ £ ¤ ¥ ¦ § ¨© ª | { ~ � ¡ ﴿: ولقوله تعاىل]. ٢٥٦¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ﴾]١٠٨: األنعام[.

אאWאא

:التجديد والتعايش: املطلب األولإن النظام االجتامعي للبرش جيعلهم أكثر تعايشا وانسجاما وذلك يف اندفاع اإلنسان

يه اإلنسان ليبني جمتمعا ولو يف صورة مصغرة من لقاء عابر وصداقة راسخة نابعة نحو أخمن حرص اإلنسان عىل االنسجام مع اآلخر, فاإلنسان اجتامعي بطبعه مع ازدياد املعارف واخلربات والقدرة عىل التقويم والتمحيص لتسديد اجتاه اخلربات واملعارف إىل الطريق

.القويم الصحيح السوي يمكن الوصول إىل ذلك إال بالتعايش والتعامل مع اآلخرين واالستفادة من وال

خرباهتم, مع كون ذلك ال يتم لكل عارف عدا عن كل عامي, بل ذلك للمجتهد واملختص لينربي من خالل املتغريات للمحافظة عىل الثوابت بام جيدد لألمة كياهنا

يد ونامذج خمتلفة معتادة يف أساليب ووجودها عرب األعراف بام حتمله من عادات وتقالاحلياة يف االجتامعات بشتى مناسباهتا من أفراح وأتراح ولباس وطعام وطرائق عيش يمكن أن ترسم للمجتمع بكل أطيافه أقانني وطرازات حييوهنا ويتعارفون فيها فيتحقق

.]١٣: احلجرات[ ﴾u t s r q o n m l﴿: فيهم قوله تعاىل .» اهللا وأحبهم إىل اهللا تعاىل أنفعهم لعيالهاخللق كلهم عيال عيال«: ^وقوله

فالتعارف والتعايش وحتقيق املنافع املنايف للشح واألنانية يسهم ذلك يف ارتقاء الفكر والقلب ويزيد املعرفة الرتاكمية والعمران والقدرات واملواد املرتاكمة يف الثروات

ل األيام ملزيد الغنى والثراء نفيا للفقر والعوز واحلاجة مما واألموال مما يزيد ذلك يف مستقب

Page 8: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

٧

y ﴿: يمثل كل ذلك قوله تعاىل.. يلغي الشح واألثرة واهلوى ويزيد يف العمران والبناء} | { z ﴾]١٨: الزمر[,وقوله تعاىل :﴿º ¹ ﴾ ]١(]٨٣: البقرة

(. ملصادر الترشيعية التبعية والتي وإن التغيري والتجديد مستقر يف اإلسالم من خالل ا

تقرر املصالح واألعراف واالستحسانات والذرائع فتحا وسدا وفق املصادر األصلية النصية بام يقوم به املجددون املجتهدون لينهضوا به بمجتمعاهتم يف العلوم والصناعات

كل والزراعات والتجارات ويف األرض والفضاء ويف الطب واملعارف واحلق والعدل ذلك بام يرسخ احلق والعدل والكرامة اإلنسانية, فالصالة هي الصالة ولكن املسجد اليوم ليس كمسجد القرن السابق بله األول, وديننا اإلسالمي يعتمد صالح الدين والدنيا واإلنسان وال يمكن ذلك إال بنظرة عميقة وحياة واقعية جتسد الـمثل القرآنية يف حياة

.واقع املعاشالبرش من خالل البأمة أمية كانت أقرب إىل الصالح من األمم سواها لتسخر ^ وهذا ما فعله رسول اهللا

ــ لبناء الكون واإلنسان ]٦٣: األنفال[ ﴾[ ^ _ `﴿ــ ولقد ألف اهللا بينه واحلضارة عرب التعايش مع األمم املختلفة واالستفادة من خرباهتم وجتارهبم ومعارفهم

مة اإلنسان والكون والعمران, دون هوى وأثرة وأنانية وتكرب واستعالء وتسخريها خلد .)٢(مما أسهم يف نرش اإلسالم عن طواعية وحب وإقبال

:احلضارة والتعايش: املطلب الثاينإن التعاون البرشي املستمر هو احلضارة وهو يتمثل يف مجع املعارف وتراكمها لبناء

انية بام يرسخ القيم اإلنسانية املثىل وعمران الكون اإلنسان والكون خالل احلياة اإلنسوتنمية الفكر واملعارف بام يرسخ مبادئ احلق واخلري والعدالة املطلقة العامة الشاملة لبني

.اإلنسان

.٣١: , قصة الفلسفة٢٩ــ ٢٨املجددون يف اإلسالم للصعيدي ) ١( .٧ ــ ٥: املجددون يف اإلسالم للصعيدي) ٢(

Page 9: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

٨

ونحن عىل يقني جازم وبداهة ال لبس فيها وطمأنينة وعزم دون ريب أن اإلسالم .. ذلكبعقائده وترشيعاته خري ما يوصلنا إىل

وقد عاشت البرشية دهرا من الزمن تنعم بظالل الرشيعة الغراء آمنة مطمئنة سعيدة وإن عكر صفوها بعض املعكرات من حني آلخر, دون أن تكون املدهلامت املظلامت

.وامللامت املحريات والدواهي احلالكات هي املسيطراتن هذا الكون وتنمية املعارف إن محاية احلقوق اإلنسانية ويام يقرتن برتسيخها بعمرا

واألفكار ليتوصل اإلنسان إىل السعادة يف دنيا الناس أيا كانت نحلته أو لونه أو لغته هو التعايش احلضاري األمثل بام يسع اآلخر وخالفه وبام حيمي حقوق اجلميع دون تعصب

.)١(أو انخرام :الوثيقة النبوية وأهل الكتاب: املطلب الثالث

وثيقة النبوية القواعد األساسية واملبادئ اإلنسانية واألخالقية املثالية لقد أرست ال .)٢(الواقعية للتعامل مع غري املسلمني من لني وتسامح ورفق

: عىل ما ييل)٣(وقد نصت بنود الوثيقةبني املؤمنني واملسلمني من قريش وأهل ^ هذا كتاب من حممد النبي رسول اهللا ) ١

.هبم وجاهد معهميثرب ومن تبعهم فلحق .إهنم أمة واحدة من دون الناس) ٢ .وأنه من تبعنا من هيود فإن له النرص واألسوة غري مظلومني وال متنارص عليهم) ١٦وأنه ال حيل ملؤمن أقر بام يف هذه الصحيفة وآمن باهللا واليوم اآلخر أن ينرص حمدثا ) ٢٢

وغضبه يوم القيامة وال يؤخذ منه أو يؤويه وأن من نرصه أو آواه فإن عليه لعنة اهللا .رصف وال عدل

.٢٣ــ ١٩: ضارةمنهج احل: ر) ١( .١٠٤ ــ ١٠٣: أهل الذمة) ٢(قلة العقل واهلالك وفرط اجلهل ــ القاموس املحيط: , والوتغ٦٢ ــ ٥٩: الوثائق السياسية) ٣( :٧١٠.

Page 10: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

٩

.وأن اليهود ينفقون مع املؤمنني ما داموا حماربني) ٢٤وأن هيود بني عوف أمة مع املؤمنني لليهود دينهم وللمسلمني دينهم مواليهم ) ٢٥

.وأنفسهم إال من ظلم وأثم فإنه ال يوتغ إال نفسه وأهل بيته .ى هيوديةأضافت قبائل أخر) ٣٣ إىل ٢٦وأن عىل اليهود نفقتهم وعىل املسلمني نفقتهم وأن بينهم النرص عىل من حارب ) ٣٧

أهل هذه الصحيفة, وأن بينهم النصح والنصيحة والرب دون اإلثم, وأنه ال يأثم امرؤ .بحليفه وأن النرص للمظلوم

مرده إىل وأنه ما كان بني أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار خياف فساده فإن ) ٤٢ ., وأن اهللا عىل أتقى ما يف هذه الصحيفة وأبره^ اهللا وإىل حممد رسول اهللا

.وأن بينهم النرص عىل من دهم يثرب) ٤٤وإذا دعوا إىل صلح يصاحلونه ويلبسونه فإهنم يصاحلونه ويلبسونه, وأهنم إذا دعوا ) ٤٥

.إىل مثل ذلك فإنه هلم عىل املؤمنني إال من حارب يف الدينوأنه ال حيول هذا الكتاب دون ظامل أو آثم, وأنه من خرج آمن, ومن قعد آمني إال ) ٤٧

من ظللم وأثم, وأن اهللا جار ملن بر واتقى وحممد رسول اهللا ^)١(. يقرر البند األول فرقاء الوثيقة العقدية من املسلمني من قريش ويثرب وأهنم أمة

واالعرتاف ) ٢٤بند (والنفقة ) ٤٤ و٣٧ و١٦بند (واحدة, ولزوم النرصة مع اليهود وحرمة الظلم واإلثم ) ٤٥بند (وكذلك يف الصلح ) ٣٣ و٢٥ و١٦بند (بكيان أمة اليهود

).٤٧بند (ولزوم األمن وحفظ اجلوار ) ٤٧ و ٢٥بند ([

بسام كجك ــ دار . احلوار اإلسالمي املسيحي, أ. تيسري العمر ــ دار الفكر. حرية االعتقاد يف ظل اإلسالم, د) ١(

. عصب والتسامح بني املسيحية واإلسالم, حممد الغزايل ــ دار الكتاب العريب ــ مرصالت. قتيبة

Page 11: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

١٠

:األساس الفكري للتعايش بني املسلمني وغريهم: املطلب الرابعدون نفاق أو تزلف أو تنازل عن املعتقدات, يمكن للمسليمن التعايش مع خمالفيهم

:وأساس ذلك ]٧٠: اإلرساء[ ﴾ _ ` b a ﴿: ـ الكرامة اإلنسانيةـ١

.»أليست نفسا«: وقال^ فقد مرت جنازة فوقف هلا رسول اهللا C B A ﴿ .]٢٩: الكهف[﴾ l k j i h g﴿احلرية واالختيار للدين ــ ٢

J I HG F E DK ﴾ ]١١٨: هود[. _ ` j i h g f e d c b a ﴿: ــ احلساب من اهللا تعاىل٣

o n m l k ﴾]٦٩ ــ ٦٨: احلج[ .﴿ Ø ×Ö Õ Ô Óâ á àß Þ Ý ÜÛ Ú Ù ﴾ ][ ^ _ ﴿. )١ (]١٥: الشورى \ ﴾

.]٦: الكافرون[ :أهداف التعايش: املطلب اخلامس

ن حتقيق صالح الدنيا وصالح اإلنسان وحتقيق األمن االجتامعي بكل معانيه إنام ال إيتم ذلك إال من خالل التعايش السلمي بالقضاء عىل كل أسباب التطرف عرب احلجة والربهان والكلمة, ال عرب فوهات البنادق والسالح وليشعر اجلميع بكرامته وفعالية

ومن خالل املساواة والعدالة والكرامة واحلرية وتكافؤ حقوقه اإلنسانية واحرتام ذاته, الفرص بكل معانيها, وهبذا تزداد املعارف السلمية والصداقات النافعة, لرتاكم الثروات والغنى للشعوب واألفراد, لتكون احلياة أفضل بكل مستوياهتا وصعدها, ويزداد

كل طاقاته يف إفادة اآلخرين االزدهار العلمي والتقدم التقني من خالل إسهام اجلميع بإلثراء احلياة واملجتمع واالقتصاد لوفور األمن االجتامعي واإلحساس بالنصف والكرامة املحفزين لبذل أقىص اجلهود لبلوغ أعىل غايات اجلودة وأقصاها يف كل املجاالت واملعايري

.واملؤرشات .٥٠ ــ ٤٩: غري املسلمني) ١(

Page 12: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

١١

ال ينفع احلق وجيليه ويف هذه األجواء الرائعة تنشط العقول وتربق بوارق احلق, وويوضحه كام يوضحه التعايش بكل مبادئه ليكون ناصعا واضحا ال يعكر صفوه غشاوة ليظهر معدن اإلنسان الروحي يف كل معاين الصفاء والنقاء بعد إحساسه بتحقق املعاين

. )١(املادية فيكتمل األمران الروح واملادة, ليطري طائر اإلنسانية هبذين اجلناحنيאאWא

: حسن املعاملة: املطلب األولw v u t s r q p o n m l k j i ﴿: يقول اهللا تعاىل

j i h g f e d c b a ` _ ~ } | { zy xu t s r q po n m l k ﴾]٩ ــ ٨: املمتحنة.[

_ ` a ﴿غي التكرب والغرور أو االزدراء أو االحتقار حلقيقة اإلنسان فال ينبb﴾ فاإلنسان مكرم ال هيان, وفرق بني احتقار الباطل واإلثم والتأثم وبني كرامة

.اإلنسان وحقوقهz y x w v } |{ ~ � ¡ ﴿: إن اهللا تعاىل يقول

.]١٢٥: النحل[﴾ ¢لغي أي قيمة دعوية لآلخر أو تطلع للخري من اآلخر أو التشوف إن االزدراء لآلخر ي

..إىل احلق والفضيلة والعدالةإن سوء التعامل إغالق للعقول وسد للمقدمات املؤدية إىل النتائج الفاضلة والنافعة

.لألطراف املتقابلة اآلية كل املنافاة ملبادئ الترشيع اإلسالمي والذي تقرره إن االحتقار والتكرب مناف

t s r q po n m l k j i h g f e ﴿: الكريمةz y x w vu ﴾]١٣: احلجرات[.

.٢٢ــ ٢١: احلوار من أجل التعايش: ر) ١(

Page 13: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

١٢

إن املقصود األويل الختالف البرش واعتقادهم هو التعارف واملعرفة والعلم والتواصل, ف واالجتامع وتثمري االختالف بام يزيد ألق اجلميع يف زيادة تقواهم ملا يصادفونه مع التعار

واالحتكاك والنقاش ليلقوا جزاء سامقا عايل الكرامة عند اهللا تعاىل لتحقق التقوى يف االختالف, فاملقصد احلقيقة اإلهلية املطلقة وخالهلا املقصد اإلهلي يف البرش يف حتقيق الكرامة اإلنسانية التي تتحقق بتقوى اهللا تعاىل يف مقاييس األخالق والعدالة واملثل واملبادئ العقلية املثىل يف نفع البرشية ومصلحتها, وبعد ذلك كله فإن اهللا مطلع عليكم, يعلم خائنة األعني وما ختفي الصدور فهو عليم خبري مطلع عىل شؤونكم خبري بنواياكم

.ومقاصدكم ﴾ ¸ º ¹﴿: وقد أمر اهللا تعاىل بحسن التعامل دون متييز مطلقا, إذ قال تعاىل

§ ¨ © ª » ¬ ﴿: ظرنا إىل سياق اآلية ألفادنا أحكاما كثرية, وسياقهاولو ن º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ®

Å Ä Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ » ﴾ ]٨٣: البقرة[.

فمن املعلوم أنه كثر األنبياء يف بني إرسائيل فيأمرهم اهللا تعاىل باملواثيق والعهود املؤكدة دوا اهللا تعاىل حق عبادته ثم ليعاملوا الناس باإلحسان ومقابلة اخلري بام زاد, والنفع أن يعب

بام يزيده مبتدئني بالوالدين واألقارب فالضعفة من املحتاجني واملعوزين واملستضعفني, فأحسنوا للناس كلهم وال تنسوا أنفسكم فأدوا ما عليكم من : ثم تعميم بعد التخصيص

وهو حتذير لنا ألن رشع من .. ولكن اإلعراض كان موقفهم.. وزكاةالعبادات من صالة ..وهو حتذير هلم وتذكري بحقيقة ما يفعلون.. قبلنا رشع لنا عىل الراجح من األقوال

ويدخل يف حسن التعامل أشياء كثرية من هبة وصدقة وبيع ورشاء ومعاملة وتزوج من ﴿إناثهم ألمرنا بإقامة حقوقهم عند التزوج منهن وهو أمر ﴾ ³

.باإلحسان لكل زوجة, وعدم تكرب أو صلف أو غمط للناس وبطر للحق

Page 14: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

١٣

:التعاون عىل الرب والتقوى: املطلب الثاينإن الدين اإلسالمي أقام العالقات اإلنسانية عىل أساس التعاون يف اخلري ونبذ الرش,

Å Ä ÃÂ Á À ¿ Ç Æ ﴿وذلك لوحدة اخللق والنتاج من نفس واحدة È ﴾]٢: املائدة[.

وهلذا كان الترشيع اإلسالمي هيدف إىل إقامة جمتمع إنساين مبني عىل أساس احلوار .والتعارف والتعاون عىل احلق والعمل واخلري والرب والعدل واإلحسان والتنافس يف ذلك

﴿ t s r q po n m l k j i h g f eu﴾] ١٣: احلجرات .[ منافيا ] ٢٥٦: البقرة[﴾ Ú Ù Ø × Ö ÕÔ Ó Ò Ñ﴿هلذا كان اإلكراه و

للتعاون ملا يفقده من قيم االستخالف والتكريم واملسؤولية واجلزاء وأن اإلعراض عن الترشيع إعراض عن الرمحة والعدل والسعادة واملساواة واالستقامة يف الدين والدنيا

] ٩: اإلرساء [﴾ T S R Q P OU ﴿وأحواهلام ﴿Ì Ë Ê É È Ç Æ Å ﴾]١٢٤: طه[.

﴾ µ¹ ¶ ¸ ﴿: وليتم التعاون عىل اخلري فال يتم باإلكراه فقال تعاىل ].٤٥: ق [﴾© ª » ¬﴿] الغاشية[

o ﴿فليس لنا استعباد اآلخرين, وإن السبيل هو التحرر من األوهام والتعامل احلر

r q p﴾] ٤٨: الشورى [﴿f e d c b a ﴾]٩٩: يونس[. . ]٢٩: الكهف[ ﴾l k j i h g﴿: وكل امرئ مسؤول عن نفسه

وكل ما من ﴾ ...h g f﴿وقد حوى القرآن دالئل الوحدانية بتوضيحه عظم اخلالق .]٢٥٦: البقرة[﴾ Ú Ù Ø×Ö﴿شأنه اسرتشاد العقول واهتداؤها إىل احلق

فطروا عليه من اختالفهم يف مذاهبهم ومعتقداهتم مما يمكن ويبقى الناس وعقائدهم ملاR QP O N M L K J I ﴿: أن يلبثوا فيه وال يرتكونه فقال تعاىل

Page 15: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

١٤

S﴾ ]١ (]١١٩ ــ ١١٨: هود(. :احلوار باألحسن وآداب احلوار واالختالف: املطلب الثالث

.]١٢٥: النحل[ ﴾~ � ¡ ¢﴿: يقول اهللا تعاىل .]٤٦: العنكبوت[ ﴾ I H G F E D C B﴿: ىلويقول تعا

.]٣٤: الكهف[ ﴾Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ ﴿: ويقول تعاىل\ [ ^ _ ` j i h g f ed c ba ﴿: ويقول سبحانه

} | { z y x w v u t s r q p o n m l k c b a ` _ ~d ﴾] ٢٦−٢٤: سبأ.[

كيف استقبل عدي بن حاتم وكان نرصانيا وأحسن ^ ومعلوم من سرية رسول اهللا استقباله وأجلسه عىل فراشه, وجلس نبينا عليه الصالة والسالم عىل األرض, ويروي ابن

: قال» إيه يا عدي بن حاتم أمل تك ركوسيا?«: ^هشام عن عدي بن حاتم قال له النبي فإن ذلك مل « :قال. بىل: قلت: قال» أومل تكن تسري يف قومك باملرباع?«: قال. بىل: قلت

وعرفت أنه نبي مرسل يعلم ما : وقال. أجل, واهللا: قلت: قال. »يكن حيل لك يف دينك .)٢ (جيهل

نجد يف هذه املحاورة نبيا مرسال هو خاتم الرسل واألنبياء خياطب حماورة ويكرمه ليس عىل دينه, وجلسة خريا من جلسته وخياطبه بام يسلم به ويقربه مما وجيلسه يف بيته وهو

يعرفه, وخماطبته له وفق إقراره ومعرفته يعد احرتاما وإقرارا بمعرفته وكينونته ووجوده بل وبدينه, وهكذا املسلمون يقرون بأصل دين اليهود والنصارى مع اعتقادهم حتريفه هم

. بأنفسهم واعرتافهم بذلك

.٥٧ــ ٥٣: املواطنة) ١( . ٤/٢٠٥: السرية البن هشام) ٢(

سلبربع الغنيمة من ال: والركويس هو من أديان النصارى, واملرباع

Page 16: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

١٥

وهو النبي املرسل كحواراته للمرشكني يف مكة وهيود ^ وتتعدد حوارات الرسول مما تذكره كتب السرية وتزخر به كتب السنة إضافة إىل حوارات ... املدينة ونصارى نجران

.الصحابة مع املرشكني وسواهمما : (وال يمكن أن ننسى أدب احلوار واالختالف والذي تكلم فيها الشافعي, فيقول

.)١ ()اظرت أحدا قط فأحببت أن خيطئنإن للحوار نتائج هامة ملا يكون فيه من تصحيح املفاهيم بني األطراف وحتديد مناطات ونقاط االختالف وحتديد حمال الوفاق وااللتقاء واملشرتكات مما يمكن معه توفري اجلهود

.واملقدرات والكفايات الكثرية, وحيفظ العقول والبالد والعبادبناء البالد والقدرات واالستقرار والثروات والعمران والتقانات يف املجاالت كلها إن

حتتاج تعاونا شديدا بني أبناء املجتمع الواحد وكلها أدوات صامء حتتاج روح وفاق, .... ورأي عقال, وثاقب نظر, دون نظر إىل اختالف دين أو مذهب أو رأي ..

ألخالق ومبادئ القانون الطبيعي واملبادئ إن قواعد العقل واملنطق والقيم وااألخالقية للرساالت الساموية كلها حتفظ البنية اإلنسانية والقيم األخالقية, وكلهم يؤمن

وإن ادعى بعضهم له رشيكا, وهلذا أقرهم اإلسالم إلقرارهم ابتداء عىل وجود . باهللا تعاىل ... ابتداءاخلالق, ومل يقر الوثنية إلنكارها وجود اهللا تعاىل

وإن كان ينبغي أن يتوجه احلوار إىل السامحة والوحدة السياسية وحسن املعاملة وعدم | { ~ � ¡ ¢ £ ¤ ¥ ¦ ﴿: شتم وسب اآلخر, واهللا تعاىل يقول

.]١٠٨: األنفال[ ﴾§ ¨م الدينية ولقد كان النصارى واليهود هيربون إىل بالد املسلمني عرب التاريخ من رصاعاهت

املختلفة فيام بني النصارى واليهود, وفيام بني النصارى أنفسهم أو اليهود أنفسهم ليعيشوا .يف كنف املسلمني آمنني

.٥/٤٩٦: ابن حبان) ١(

Page 17: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

١٦

وإن وجود النصارى واليهود يف عقر بالدنا اإلسالمية املختلفة التي كانت عقر دار سن معاملتهم, اإلسالم وحوارض خالفته, لدليل قاطع عىل رمحة وعدالة املسلمني وح

وتقبلهم للعيش مع اآلخر, وال جتد ذلك يف عامة البلدان, إذ تراها ــ كام يقولون ــ نظيفة األعراق واألديان فال تكاد جتد بلدا خيتلط فيه الناس يف العيش فيه وتتعدد أدياهنم وهم

.)١(متعايشون كام هي بالء املسلمني :آداب احلوار واالختالف

يف االستقبال واجللوس واملخاطبة والنظر واإلشارة والطعام ــ احرتام اآلخر١والعادات, فيام ال خيالف الترشيع اإلسالمي كحرمة اخلمر واخلنزير ومصافحة

.النساء ومعانقتهم ــ اجتناب اإلساءة إىل مقدسات اآلخرين ومسلامهتم العقدية كاألنبياء والرسل, بل ٢

.واجتناب األلفاظ الشديدة واحلادةوسرية الصحابة ريض اهللا عنهم ^ ــ التأدب بأخالق اإلسالم والتأيس بسرية النبي ٣

كلكم آلدم وآدم من «يف خماطبة الناس انطالقا من اإليامن بوحدة النوع اإلنساين .»تراب

z y x w v } |{ ~ � ¡ ﴿ ــ املجادلة باألحسن ٤ .]١٢٥: النحل[ ﴾¢

ات وباللطف واألناة واهلدوء لينتقل منها إىل مواطن فيخاطب باملسلامت والبدهيالنزاع بغية التوصل إىل احلقيقة والتامسها, وإال فللتوصل إىل املصالح الوطنية العامة

.للبالد والعبادواحلكمة شاملة للفطنة وحسن الفهم وعمق الوعي وسعة اإلدراك برشد وانتباه

.)٢(وقصد واعتدال

.١٠٣ ــ ٩١: أهل الذمة) ١( .١٦ــ ١١: احلوار من أجل التعايش: ر) ٢(

Page 18: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

١٧

م واللجاج واخلصومات املؤدية إىل األرضار الشنيعة مع إبقاء اجتناب اجلدل العقي ــ ٥ذلك يف خمادع احلوار دون انتقاله إىل معامل احلياة بكل صعدها احلياتية االجتامعية واالقتصادية والسياسية, والتوجه باحلوار إىل احرتام احلياة اإلنسانية ومراعاة حرمة

لم األهيل, والقيم األخالقية يف اإلنسان, واحلرص عىل األمن االجتامعي والسالتسامح, والتعاون عىل بناء املجتمع بام خيدم اجلميع, وإنقاذ العامل من الرشور, ومرىض العقول والنفوس, والظلم والطغيان والفجور واملوبقات, للوصول إىل رشف اخلصومة واالختالف والعزة والكرامة, وهو ما تريده الرشيعة, إذ إن األصل

{ ~ � ¡ ¢ £ ﴿: قات اإلنسانية هو السلم, يقول تعاىليف العال® ¬ « ª ©¨ § ¦ ¥ ¤ ﴾ ]٢٠٨: البقرة[.

.)١(]٦١: األنفال[ ﴾ Ú Ù Ø × ÖÕ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î﴿: ويقول تعاىل :التزام القوانني: املطلب الرابع

ت املتحرضة وبقدر ما يلتزم القانون إن تطبيق القوانني والتزامها أمر تقره املجتمعايكون املجتمع أكثر استقرارا وحترضا ورقيا برشط املالئمة واملساواة والكرامة واالنسجام

.مع حقوق املواطنة كلهاوإن امتثال أحكام وأوامر احلاكم واخلليفة بعدها مأمورات رشعية تأخذ صبغة تعبدية

اجات املجتمع ومصاحله طاملا كانت وفق مضادر دينية إضافة إىل كوهنا دنيوية تلبي ح .الترشيع والرشوط الرشعية

ويلزم املواطنني طاعة ويل األمر يف املعامالت واملعاوضات من بيع وإجارة وحوالة . وكفالة سواء بسواء

وأما العبادات فهي أمور ختص املسلامت, واجلنايات والعقوبات فاألصل جرياهنا وفق .)٢(يز, وإن ذهب أبو حنيفة يف الزنى إىل عدم إقامة حدود الترشيع عليهم فيهااملواطنة دون متي

.٢١ــ ٢٠: احلوار من أجل التعايش: ر) ١( .٤١ــ ٣٩: غري املسلمني) ٢(

Page 19: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

١٨

:مراعاة مشاعر اآلخرين: املطلب اخلامسوذلك بأن يلتزموا بقوانني الدولة يف عدم إيذاء مشاعر اآلخرين مسلمني كانوا أو

اط غريهم فيام جيتمع عليه فال شتم وال سب, وهو يعد جريمة بكل األعراف دون بسوإن وجد فيها مقياس ... البحث وخمابره وجامعاته وكلياته مع خلوها عن السب والقذف

..القرب من احلق أو عدمهفال جيوز نرش األفكار الباطلة وال رشب اخلمر وأكل اخلنزير مما حرمته للرشيعة اتفاقا

هيم يف وال يؤذون مشاعر املسلمني باجلهر وباألكل والرشب يف أسواق املسلمني وحواررمضان, وكل ما هو مباح يف دين اآلخرين وحمرم يف دين املسلمني ال يمكن أن يؤذى به

.)١(املسلمون :معرفة املشرتك بشكل دقيق: املطلب السادس

إن التصور الصحيح عن اآلخر مؤد إىل البحث عن املشرتك السليم لإلنسان بغية .اتتفعيله واالنطالق منه إىل حل النزاعات واالشتجار

فال شك أن قواعد العقل مشرتكة متفق عليها, وخاصة بدهياته وقواعده املنطقية الرئيسة والقيم اإلنسانية األخالقية القويمة, مع ترسيخ القواعد العامة املتفق عليها يف

.)٢(القوانني واألعراف الدوليةة األنبياء وإن الرساالت الساموية واحدة فاملسلمون يقرون وحيرتمون بل يقدسون نبو

السابقني وينزهوهنم من سيدنا آدم فنوح وإبراهيم وموسى وداود وسليامن وعيسى .ويوشع ويوسف وغريهم كثريون

بل وإن اختلف األصوليون يف حجية رشع من قبلنا فالكل يعمله عىل أن يرد يف رشعنا .لتثبتنا من نقله الصحيح وعدم تثبتهم

.٤٢ــ ٤١: غري املسلمني) ١( .١٥٠: الطريق إىل األلفة) ٢(

Page 20: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

١٩

فإنه حيلف باهللا تعاىل الذي أنزل التوراة عىل وهلذا عندما يراد حتليف أهل الكتاب موسى عليه السالم إن كان هيوديا, وبالذي أنزل اإلنجيل عىل عيسى عليه السالم إن كان

.نرصانياوإن وحدة العادات يف الطعام والرشاب واللباس واللغة والتقاليد يف احلفالت

.)١(مشرتكات جديرة باالحرتامواألتراح واالشرتاك يف احلياة اليومية هلو دليل عىل :الكرامة اإلنسانية وحقوق اإلنسان: املطلب السابع

إن محاية املواطن وصون كرامته عن كل انتقاص أمر يتعلق بمواطني الدولة بغض النظر : عن انتامءاهتم املختلفة من أن حييق هبم أي حيف أو ظلم داخيل أو خارجي مصداق قوله

﴿b a ` _ ﴾] ٧٠: رساءاإل.[ h g f e d c ﴿: والتكريم هو التفضيل عىل املخلوقات فقال تعاىل

p o n m l k j i ﴾ ] وهذا سياق اآلية يف ]اإلرساء علام وعقال ]٤: التني[﴾ P O N M L K ﴿: التكريم, فالتكريم هو كام قال تعاىل

ونطقا وقواما وحسا ورقة وعطفا وعمال وإتقانا ودقة ورعاية وحفظا . : وقد ذكرت هذه اآلية يف سورة التني والتي مطلعها القسم بالتني والزيتون, ويراد

بلدمها, ثم ذكر أحسن تقويم, ويف ذلك من الترصيح واإلشارة إىل النزاع واخلصام انتها ولو والشؤم الكثري ما ينبغي أن يلتفت فيها إىل أحسن التقويم يف كرامة املواطن وصي

.اختلفت األديان والعقولمن ظلم معاهدا أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغري «: ^ويقول

. )٢(»طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم القيامةها ليوجد من مسرية أربعني حيمن قتل معاهدا مل يرح رائحة اجلنة وإن ر«: ^ويقول

.١٢٤: أهل الذمة) ١( .٢/١١٨: قي, اخلراجأخرجه أبو داود والبيه) ٢(

Page 21: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

٢٠

.)١(»عامامن آذى ذميا فقد آذاين ومن أذاين فقد آذى «: ^غاية البلغة قوله وأبلغ من ذلك و

.)٢(»اهللا . )٣(وقد اعتنى اخللفاء والوالة بذلك

إن من كان يف الذمة وجاء أهل احلرب إىل بالدنا يقصدونه وجب : (يقول ابن حزم^ وله ونموت دون ذلك صونا ملن هو يف ذمة اهللا تعاىل وذمة رس.. علينا أن نخرج لقتاهلم

.)٤(»فإن تسليمه دون ذلك إمهال العقد الذمة .وتشمل احلامية محاية حرية الدين واألنفس والعقول واألموال واألعراض

وذهب أبو حنيفة والشعبي والنخعي وابن أيب ليىل وعثامن البتي إىل القصاص من يل ريض اهللا وملا روي عن سيدنا ع» تهأنا أكرم من وىف بذم«: ^املسلم بقتل الذمي لقوله

عفوت قد إين: عنه أنه أيت برجل قتل ذميا وقامت عليه البينة فأمر بقتله فجاء أخوه فقالال, ولكن قتله ال يرد عيل أخي وعوضوا يل : قال. فلعلهم هددوك وفرقوك: قال

. )٥(», وديته كديتناأنت من كانت له ذمتنا فدمه كدمنا«: قال. ورضيتأويص اخلليفة من بعدي (اب ريض اهللا عنه عند وفاته ويف اخلراج عن عمر بن اخلط

وأن يوىف هلم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم وال يكلفوا فوق ^ بذمة رسول اهللا .)٦()طاقتهم

ما صوحلوا عليه وصاروا ذمة وهي بيعة هلم أو : (ومما جاء يف كتاب اخلراج أليب يوسف

أخرجه البخاري والنسائي وابن ماجه وأمحد) ١( .٤/٢١٨: تاريخ الطربي) ٢( .الطرباين يف األوسط) ٣( .. عن مراتب اإلمجاع١٥ــ٣/١٤نقله القرايف ) ٤( .أخرجه الطرباين والبيهقي) ٥( .٢/١١٥: الرتاج املرصد عىل خزانة كتاب اخلراج) ٦(

Page 22: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

٢١

وت النريان, ويرتكون يسكنون يف كنيسة, فام كان كذلك تركت هلم ومل هتدم وكذلك بيأمصار املسلمني وأسواقهم ويبيعون ويشرتون وال يبيعون مخرا وال خنزيرا () ١(.

إن احرتام الكرامة اإلنسانية يف مبادئ اإلسالم وتعاليمه يعني الشعور اإلنساين العميق لف غاية بحقوق اإلنسان وعدم إهانته, بل ولو كان حمال للعقاب فالعقوبة مفهوم خمت

االختالف عن اإلهانة واالنتقاص للمشاعر اإلنسانية السامقة العالية يف احلس املرهف بأنه برش وإنسان يتحسس املساواة الكاملة والعدل الشامل ويدرك الظلم واالمتهان واإلساءة مهام قلت مما يتناىف مع سعادة التكريم اإلنسانية يف جلب املنافع واملصالح هلذا

درء املضار واملفاسد عنه مهام صغرت أو كربت لصيانة هذه الكرامة عن كل اإلنسان وثلمة أو خدش أو انتقاص, وقد اخترص كل ذلك ما رسدت من اآليات وما فهمه سيدنا

.»متى استعبدتم الناس وقد ولدهتم أمهاهتم أحرارا: (عمر عندما يقول: وإفادة لآلخرين إذ يقول تعاىلإن هذه الكرامة ليست مطلقة بل مضبوطة باألكثر نفعا

﴿ u t s r q﴾ ]١٣: احلجرات[. b a ` _ ~ } | { z y x w ﴿: ويقول تعاىل

c ﴾]٨ ــ ٧: الزلزلة[. § ﴿فالكرامة يف القليل والكثري واإلساءة والرش بخالفهام, وإن كان التكليف بالوسع

¬ « ª © ¨﴾ ]اقتها وقدرهتا يف احرتام احلقوق البرشية غاية ط]٢٨٦: البقرة .)٢ (وصيانتها والقيام بالواجبات جتاهها الكتساب احلقوق كلها

:اجلنسية واملواطنة: املطلب الثامنإن املواطنة واكتساب اجلنسية حق لكل من ولد يف بالد املسلمني وهو ما يعرب عنه اليوم

.قليمبالعقد االجتامعي الكائن بني احلاكم وأهل اإل

.٢/١٢٧: اخلراج ) ١( .١٣٤ ــ ١٢٣: احلوار من أجل التعايش: ر) ٢(

Page 23: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

٢٢

وأهل اإلقليم املكتسبون حلق املواطنة سواء أسميناها من جهة الدين ــ كام سمتهم الوثيقة املسلمني وأهل الصحيفة ــ أو من جهة العاقد, فتسميتها بـ عقد الذمة الرتباطها

.بذمة وأهلية املتعاقدين: ^وله وثبوت النسبة بأهنم مسلمون أو ذميون تبعا ملصطلحات انبثقت عن النص كق

فالذمة عقد بني الدولة والسكان غري املسلمني عىل حقوق املواطنة » ...ذى يل ذمياآومن «ليكونوا أسوة مع باقي املواطنني يف احلقوق املدنية والسياسية بام ال خيالف أحكام الترشيع اإلسالمي, فيعد الذمي من أهل دار اإلسالم ــ وهو املصطلح املعروف عند الفقهاء ــ

اجلنسية, وهي شاملة لكل مواطن يعيش يف كنف الدولة اإلسالمية : ويطلق عليه اليوممسلام كان أوال, طاملا يطبق قوانني الدولة وحيرتم مقدراهتا ليستمتع وراء ذلك باحلامية الالزمة لتتم املبادالت العقدية بني الدولة ومواطنيها يف احلقوق والواجبات عىل سبيل

. )١(التأبيد

.٧: غري املسلمني) ١(

Page 24: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

٢٣

אאא

ــ إن التعايش والتعارف سنة من سنن اهللا تعاىل فإن شاء البعض انتقاصها أو هدمها ١

r q p o ﴿: فإنه يسعى بالفساد يف األرض, وذلك مصداق قوله تعاىل} | { z y x wv u t s ﴾]٢٢: الروم[.

g f e r q po n m l k j i h ﴿: وقوله تعاىلu t s ﴾]١٣: احلجرات[ .

ــ إن التعايش والتعارف هو اجلو اخلصيب للفكر واحلق والعقل, وبذلك تسطع ٢S R Q ﴿: بوارق احلق وتظهر احلقيقة لكل ذي لب وقلب سليم, يقول تعاىل

^ ] \ [ Z Y X W V U T ﴾]٣٧: ق[. إن املعاملة اإلسالمية السمحة لغري املسلمني الواقعية املثالية احلقيقية املثبتة تارخييا ــ٣

واملاثلة واقعيا اليوم يف بالدنا هي التي أدخلت كثريا منا لشعوب اإلسالمية يف اإلسالم بالتعايش املشرتك مع امللل املختلفة وفق تعاليم اإلسالم السمحة

ازل عنها أو افتئات فيها أو جهل هبا, وهو ما تقرره الوثيقة واالستمساك هبا ودون تن .النبوية واألسس الفكرية للترشيع اإلسالمي من نيص الكتاب والسنة

ــ إن صوت العقل املسموع للجميع املوافقني واملخالفني عرب احلوار وآدابه والتزام ٤حضارهتا, فاحلق القوانني مما يرسخ حقوق اإلنسان هي ما حيمي األمم وبقاءها و

.والعدل أقوى جيش

Page 25: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

٢٤

אW

y x w v ﴿: ــ إن املبدأ اإلهلي الراسخ يف التعايش والتعارف يف قوله تعاىل١¢ ¡ � ~ }| { z ﴾ هو الذي ينبغي التوقف عنده من

j i h g f e ﴿: األفراد واجلامعات والدول, وهو متمثل يف قوله تعاىل l ko n m ﴾.

ــ إن السعي بمصالح اإلنسان والبرشية هو احلامية األكيدة لألمم القوية دون ٢ z y x w v u t s r q} | { ﴿املختلفة األنانيات

.]البقرة[ ﴾ ~ _ ` ــ إن جملس حقوق اإلنسان العاملي جملس صوري ينبغي تفعيله وجعل قراراته ملزمة ٣

.امء البرشية وأساطني الفكر واإلنسانيةوأعضاءه من عل

Page 26: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

٢٥

אאא راشد الغنويش حقوق املواطنة− الفريوزآبادي القاموس املحيط− مرعشيل الصحاح− القرطبي اجلامع ألحكام القرآن− احلوار من أجل التعايش− املجددون يف اإلسالم− قصة الفلسفة− منهج احلضارة− ة أهل الذم− الوثائق السياسية − تيسري العمر ــ دار الفكر حرية االعتقاد يف اإلسالم− غري املسلمني− املواطنة − السرية البن هشام − صحيح ابن حبان− الطريق إىل اإللفة− اخلراج− القرايف الفروق− تاريخ الطربي− الرتاج املرصد عىل خزانة كتاب اخلراج−

Page 27: א א א١ א א א ﻪﺒﺤﺻو ﻪﻟآ ﲆﻋو ﺪﻤﳏ ﺎﻧﺪﻴﺳ ﲆﻋ ﻢﻴﻠﺴﺘﻟا ﻢﺗأو ةﻼﺼﻟا ﻞﻀﻓأو ﲔﳌﺎﻌﻟا بر ﷲ ﺪﻤﳊا:ﺪﻌﺑو

٢٦

א ١...............................................................................مقدمة

٤..................................................:مفهوم التعايش وأهل الذمة: هيد مت ٤.....................................................مفهوم التعايش: املطلب األول ٥................................................أهل الذمة والتعايش: املطلب الثاين ٦..................................................:رضورات التعايش: املبحث األول

٦.................................................التجديد والتعايش: املطلب األول ٧..................................................احلضارة والتعايش: املطلب الثاين ٨.......................................الوثيقة النبوية وأهل الكتاب: املطلب الثالث ١٠........................................األساس الفكري للتعايش: بعاملطلب الرا

١٠................................................أهداف التعايش: املطلب اخلامس ١١......................................................:مبادئ التعايش: املبحث الثاين

١١....................................................حسن املعاملة: املطلب األول ١٣..........................................التعاون عىل الرب والتقوى: املطلب الثاين ١٤......................احلوار باألحسن وآداب احلوار واالختالف: املطلب الثالث ١٧....................................................التزام القوانني: املطلب الرابع

١٨.........................................مراعاة مشاعر اآلخرين: اخلامساملطلب ١٨.....................................معرفة املشرتك بشكل دقيق: املطلب السادس ١٩...............................الكرامة اإلنسانية وحقوق اإلنسان: املطلب السابع ٢٠.................................................اجلنسية واملواطنة: املطلب الثامن

٢٣..............................................................................اخلامتة ٢٤.........................................................................التوصيات