مباهج الفكر و مناهج العبر -...

209
ﻣﺒﺎهﺞ اﻟﻔﻜﺮ و ﻣﻨﺎهﺞ اﻟﻌﺒﺮ اﻟﻮﻃﻮاط

Upload: others

Post on 18-Mar-2021

6 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

العبر مناهج و الفكر مباهج  

 الوطواط

 

Page 2: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 2

بسم االله الرحمن الرحيم

رب يسر وأعن وما توفيقي إلا باالله عليه توكلت

يكون بكمالات نفسه الناطقة الحمد الله الذي أرسل جود جوده على الأنام فهمي وخلق الإنسان وكلفه لقيماً، وابدع إذ أطلع في سماء ذاته من شرائف صفاته انجما، وغاير بين حركات الحيوانات فمكبوب،

ومنساب، وسابح وطائر بالجناح سما، ومنح كلاً منها الهاما يقرطس غرض المرام سهمه متى رمى، وأقامه نمى، والصلاة على سيدنا محمد أشرف خلق ولج القول فيها مقام العقل الغريزي الذي نبل به قدر المرء و

.سمعه، وشق له اللسان فما وعلى آله وصحبه ما أضاف الخالق في تركيب البدن إلى اللحم دماً

فهذا الفن الثالث من الفنون التي دعت النفس إلى جمعها أحاديث أمانيها ولجأت إلى الانقياد : وبعدرته على ذكر الحيوان بجملة أنواعه وما اشتمل عليه كل ذي روح بوضعها من وساوس أغراض تعانيها قص

من أخلاقه وطباعه ولم التفت إلى ما تحدث عن استعمال شيء منها من النفع والضر، ولا إلى ما ذكرته الأطباء من تشريح أعضاء الصور وذلك موضوع لهم في كتب مروية عدت باختلاف الأسماء والنعوت

فهام إستفصاحاً عن أسراره واستصباحاً من أشعة أنواره فسبيلها إلى تعرف معنونة فمتى أرادت الافي ذكر خصائص نوع : "الباب الأول: مقصودها منه، مقسوم إلى تسعة أبواب جعلتها معربة عنه

في ذكر طبائع الحيوان : "الباب الثالث" في ذكر طبائع ذي الناب والظفر: "الباب الثاني" الإنسان" في ذكر طبائع الحشرات والهوام: "الباب الخامس" في ذكر طبائع الحيوان الأهلي: "الرابعالباب " المتوحش

: الباب الثامن" في ذكر بغاث خشاش الطير: "الباب السابع" في ذكر طبائع سباع الطير: "الباب السادس

هنا أنا ابتدي قاصداً و" في ذكر طبائع البحر والمشترك: "الباب التاسع" في ذكر طبائع الطير الليلي والهمج" .إن شاء االله تعالى سواء السبيل مستعيناً باالله تعالى، فهو حسبي ونعم الوكيل

.مما يكون فاتحة الكتاب

Page 3: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 3

الباب الأول

وهو القول في بيان شرف الإنسان على سائر المخلوقات

طيبات وفضلناهم على كثير ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من ال": قال االله تعالىفعلم ذه الآية أن الإنسان صفوة العالم وخلاصته وسلالته، وخاصته، ونخبته، وثمرته، . "ممن خلقنا تفضيلاً

"وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه": وزبدته فمن أدوات التكريم فيه قول االله تعالى

ت علويها وسفليها، خليق بأن يرفل في ثياب الفخر على من ومن خلقت من أجله، وسببه جميع المخلوقاتعداه، وتمتد إلى اقتطاف زهرات النجوم يداه ومنها أنه واسطة بين شريف وهو الملائكة، ووضيع وهو الحيوان ولأجل ذلك، جمع فيه قوى العاملين، وأهل لسكنى الدارين، فهو كالحيوان في الشهوة والغذاء،

، والعقل، والعبادات، ووجه الحكمة فيه أنه تعالى لما رشحه لعبادته وخلافته في عمارة وكالملائكة في العلمأرضه وهيأة مع ذلك اورته في جنته ودار كرامته، جمع فيه القوتين، فإنه لو كان كالبهيمة معرى عن

لو خلق كالملائكة العقل لما صلح لخلافة االله تعالى، وعبادته، ومجاورته في جنته كما لم تصلح البهائم، و .معرى عن الحاجة البدنية لم يصلح لعمارة أرضه كما لم تصلح الملائكة لذلك

ومنها أنه خصه برتبة النبوة، واقتضت الحكمة الإلهية أن تكون شجرة النبوة صنفاً مفرداً ونوعاً واقعاً بين طلاع على ملكوت الإنسان والملك، ومشاركاً لكل واحد منهما على وجه فإنه كالملائكة في الا

السماوات والأرض، وكالبشر في أحوال المطعم والمشرب ومثله واقعاً بين نوعين، مثل المرجان مكونه شبيهاً للنبات والمعدن فإنه بما فيه من الحجرية يشبه المعدن، وبما فيه من النمو وتشذب الأغصان يشبه

البدنية جعل في جوار االله تعالى يكون حينئذ النبات ومنها أنه إذا طهر من نجاسته النفسية، وقاذوراتهالملائكة خدم أهل " وفي الحديث "والملائكة يدخلون عليهم من كل باب"أفضل من الملائكة لقوله تعالى

."الجنة

القول في مبدأ خلق الإنسان

: إن الحكمة اقتضت إن تكون المخلوقات أربعة أقسام: قال أصحاب النظر في أسباب حدوث الموجودات

.قسم له عقل ولا شهوة له

.قسم له شهوة ولا عقل له

.وقسم له عقل وشهوة

Page 4: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 4

.وقسم لا عقل ولا شهوة

فسبق إيجاد ما له عقل، وليس له شهوة، وهو الملائكة، وما له شهوة ولا عقل له، وهو كل الحيوان خلا سم، وهو الذي له عقل الإنسان، وما ليس له شهوة ولا عقل وهو الجماد وبقي من الأقسام الأربعة ق

وشهوة فأوجدت القدرة التامة والمشيئة الكاملة، نوع الإنسان وتممت به الأقسام التي كانت في ضمان الإمكان، فإن رجحت شهوته على عقله التحق بالبهائم، وإن رجح عقله على شهوته التحق بالملائكة

نسان بجمع الكل ابتلاء، فإن غلب جزوى الملائكة روح وعقل، والبهائم نفس هوى، والإ: وقال آخر .الروح على النفس والهوى فضلته البهائم

وذهب بعض الإخباريين في سبب إيجاد الإنسان الأول وهو آدم عليه السلام إن االله تعالى خلق السماوات هم وعمرها بالملائكة، وخلق الأرض وعمرها بالجن فأفسدوا فيها وسفكوا الدماء، فبعث االله تعالى لمحاربتجنداً من السماء فاجتاحوهم قتلاً وأسراً إلا القليل ممن سكن الجزائر، وأعماق البحر فكان فيمن أسر

، وهو إبليس فلما خلت بقاع الأرض من الجن ولم يبق فيها إلا الدواب، شاء االله تعالى أن يخلق "عزازيل"ث االله تعالى إلى الأرض ملكاً يقال من بعدهم فيها من يعبده ويوحده وذلك لا يتأتى إلا ممن له وعقل فبع

له جبريل عليه السلام ليأخذ من تراا ما يخلق منه خلقاً يعمرها به فناشدته االله تعالى في ذلك خوفاً أن لا : يخلق منها ما يعصيه، فتركها، وصعد، فانزل االله تعالى ملكاً يقال له عزرائيل، فسألته في ذلك فقال

ا وحزا وطيبها، وخبيثها، وأحمرها، وأسودها، ثم صعد به فخلق االله من أعصي أمر ربي فأخذ من سهلهذلك بشرا عجن طينته بيده، وخمرها أربعين سنة، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له الملائكة، وسماه آدم

لأجل أنه خلق من أديم الأرض أي من وجهها، وكان خلقه لمضي أحد عشر ساعة من يوم الجمعة وأهبط عند انقضاء اليوم فكان لبثه في الجنة إلى حين خروجه منها ساعة واحدة من أيام الآخرة، إلى الأرض

عليه السلام -إن آدم : مقدارها ثلاث وثمانون سنة وثلاثة أشهر من سني الدنيا، ويقول الناس في خرافامب وكان قاضيها لما هبط إلى الأرض اجتمعت الطير والهوام، والوحوش، والحشرات، وانطلقت إلى الض-

أراكم تصفون خلقاً يترل الطير من السماء، : حينئذ، فذكرت له حال الإنسان ووصفته بصفته فقال: ويخرج الحوت من الماء، فمن كان ذا جناح فليطر، ومن كان ذا مخلب فليحتفز، وتزعم اليهود في التوراة

ال هذا يوم راحة ودعة، تعالى االله أن إن االله تعالى فرغ من الخلق يوم الجمعة، واستراح يوم السبت، وقيمسه فيما خلق لغوب ونصب، وهل ذلك إلا حالة من جبل جسمه من لحم وعصب، ولم يكفهم كفرهم

.حتى وصفوا هيئة الاستراحة بصفة هي عين التجسيم وركبوا في حكايتها الخطر العظيم، والهول الجسيم

Page 5: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 5

فصل وخلق الإنسان على أربعة أضرب

. أب ولا أم، وإنسان من أب لا غير، وإنسان من أم لا غير، وإنسان من أب وأمإنسان من غير

: الضرب الأول

خلقه من تراب، وركب فيه روحا مؤيدا بالعقل - عليه السلام -إنسان من غير أب ولا أم وهو آدم قارن في التناسل ليقارن في العبادة من جعلت السماء مركزاً له وهم الملائكة، ونفسا متسلطة بالشهوة لي

من جعلت الأرض مركزا له وهم الحيوانات، ومبدأ خلقه أن االله تعالى لما أراد إبرازه من العدم إلى ومن آياته أن ": الوجود، وامتحان إبليس له بالسجود قلبه في سنة أطوار، طور التراب وهو قوله تعالى

ولقد خلقنا الإنسان من ": ه تعالى وطور الحمأ وذلك قول"خلقكم من تراب إذا أنتم بشر تنتشرون، وهذا الكلام يقتضي التقديم والتأخير، لأن الطين لا يكون صلصالا إلا بعد أن "صلصال من حمأ مسنون

فيكون صفة لصلصال، وطور "من صلصال كائن من حمأ"يكون حمأ، يقتضي ذلك، قال الزمخشري معناه ، "شد خلقا من خلقنا، إنا خلقناهم من طين لازبفاستفتهم أهم أ": الطين اللازب وذلك قوله تعالى

، ولما كان في هذا الطور كان "خلق الإنسان من صلصال كالفخار": وطور الصلصال وذلك قوله تعالىلقد خلقت لأمر عظيم، ويقال كان : إبليس إذا مر به، وقف ليتأمله، وفي رواية يركذه برجله، ويقول

ن أجوف، وطور التسوية وهو جعل الخزفة التي هي الصلصال يدخل من فيه، ويخرج من دبره لأنه كاعظما ولحما ودما، وإنما كانت الأطوار على هذا الترتيب لأن التراب الذي هو المبدأ الأول كان متفرق

الأجزاء فجبل بالماء حتى اجتمعت أجزاؤه، فصار حمأ مسنونا أي طينا مائعا متغير الرائحة إذ من عادة الماء شيء غير لونه وطعمه وريحه لا سيما إذا كان ما خالطه ترابا، ثم ترك الحمأ برهة حتى نقصت إذا خالطه

رطوبته، واشتد فصار طينا وهو المستقر على حالة من الاعتدال يصلح لقبول الصورة، واللازب الذي ضائها، يلصق بما لامسه، وهو اللازم أيضا، وفي هذا الطور كان تخطيط الصورة وتشكيلها، وتقدير أع

وتفصيلها، ثم ترك الطين حينا صار صلصالا كالفخار، وهو الطين الذي أصبح خزفا وترك حتى جف وسمعت له صلصلة، أي صوت كما يسمع للفخار إذا طبخ بالنار، ثم كانت التسوية وهي إحالة هذه

كاه ابن الخزفة إلى جسم حيواني يصلح مسكنا للروح الروحاني وكل طور من هذه الأطوار على ما حمنده، أربعون سنة فيكون مجموع كونه حمأ مسنونا إلى أن صار طينا لازبا، إلى أن صار صلصالا

كالفخار ثم إلى سوي مائة وعشرون سنة من سني الدنيا، ثم نفخ فيه الروح فصار حيا ناطقا وقال علي ع سبحانه من حزن جم: عليه السلام، مشيرا إلى ما أودع جسد آدم عليه السلام من أسرار التخليق

الأرض، وسهلها وعذا، وسبخها تربة شنها بالماء حتى اختلطت، ولاطها بالبلة حتى لزبت فجبل منها

Page 6: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 6

صورة ذات احناء ووصول، وأعضاء وفصول، أجمعها حتى استمسكت، وأجلدها حتى صلصلت لوقت ر يتصرف فيها، وجوارح معدود وأجل محدود ثم نفخ فيها من روحه فمثلت إنسانا ذا أذهان يتخيلها وفك

يختدمها وأدوات تقلبها، فيعرف ا الأذواق والمشام والألوان، والأنواع والأجناس، وذا الاعتبار تكون تمام الحكمة الآلهية في تخليق الإنسان أظهر مما في سائر المخلوقات، لأنه خلقه من ضدين متباينين،

سفلي والعلوي والسفلي ضدان، والروح نوراني، وجوهرين متغايرين، وذلك أن الروح علوي، والبدنوالروح " والروح لطيف والبدن كثيف واللطافة والكثافة ضدان"والجسد ظلماني والنور والظلمة ضدان

: سماوي والبدن أرضي، والسماوي والأرضي ضدان، ويستظرف قول أبي إسحاق الصابي في معنى هذا

سخيفة وهيولاه جملة الإنسان جيفة

قبل النفس الشريفة ليت شعري ذافبما

االله اللطيفة حكمة ذلك فيه إنما

: وقال آخر

أين للفخار أن يتكلما أو أين للطين القيام بنفسه من

كان من أسمائه يتعلما ما لو لم يكن روح الحياة تمده

: وقال آخر

الكرم عرفته سلافة يكن الون غير نكر لم

روح شرفتهونفخة ال أصله تراب فآدم

الضرب الثاني

إنسان خلق من أب لا غير وهي حواء عليها السلام، ويذكر الاخباريون في مبدأ خلقها أن آدم عليه زوجك تسكن إليها : يا رب ما هذه؟ قال: السلام نام في الجنة، ثم استيقظ فرأى حواء إلى جانبه فقال

ذا يوجد عدد أضلاع الجانب الأيمن في الرجل اثنا خلقتها من ضلعك القصراء التي في جانبك الأيسر، ولهعشر وعدد أضلاع الجانب الأيسر أحد عشر، وقد خرج البخاري في صحيحه مصداق ما ذكر أن النبي

استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضل وإن أعلى الضلع أعوج وإنك ": صلى االله عليه وسلم قال ."ع به على عوج فيهإن قومته كسرته، وإن تركته استمت

إن مثل عيسى عند االله كمثل "إنسان من أم لا غير وهو عيسى عليه السلام قال االله تعالى : الضرب الثالثذهب بعض المفسرين للكتاب العزيز أن االله تعالى لما خلق آدم، بقي من التراب . "آدم خلقه من تراب

من أنفه تراب فلما أراد خلق عيسى عليه الذي خلقه منه جزء، وقال آخرون لما تم خلقه عطس فسقط

Page 7: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 7

السلام بعث جبريل إلى مريم عليها السلام فنفخ ذلك التراب في فرجها، وهو جيب درعها أو ذيلها، فحملت بعيسى من ساعتها، وجاءها المخاض إلى جذع النخلة فوضعته عندها، وهذه السرعة في الحمل

تقبل في موضع الحال، وقيل في مدة الحمل ثمانية أشهر ولا ، والمس"كن فيكون": والوضع نتيجة قوله تعالىيمكن هذا الحمل لغيره لأنه لا يعيش ولد لثمانية، وقيل سبعة أشهر، وقيل ستة أشهر، وقيل ثلاث ساعات حملته في ساعة، وصور في ساعة، ووضعته في ساعة، وقال ابن عباس كانت مدة الحمل ساعة واحدة كما

إنما ": لته وهي بنت ثلاث عشر سنة وقيل عشر سنين ويؤيد القول الأول قوله تعالىحملته نبذته، وقيل حم، والكلمة كن، وذه الكلمة صار "المسيح عيسى ابن مريم رسول االله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه

معنى التراب المتفرق الأجزاء جسدا ملتئما ذا عظم ولحم وعصب وعروق ودم، قابلا لنفخ الروح فيه، و .من عنده: وروح منه أي

: الضرب الرابع

إنسان من أب وأم، هو الذي خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب، يعني من صلب، وترائب يعني آدم وحواء "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى": الأم، ودافق بمعنى مدفوق، وقال االله تعالى

إن آثار التركيب في البشر أكثر مما هي في الملائكة : صافية والأذهان الوافيةولهذا قال أرباب العقول اللأم خلقوا من شيء واحد وهو النور والبشر خلقوا من جوهرين الروم والبدن، وظهروا من اثنين الأب

بعد والأم وركبوا من شيئين المني والدم، وغذوا بغذائين الطعام والشراب فهم أكمل وأتم وهذا الضرب تمأن تم عليه ستة أطوار أيضا، وهي النطفة ثم العلقة، ثم المضغة، ثم العظام، ثم كسوة العظام لحما، ثم

ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة في ": الإنشاء، وهو نفخ الروح فيه قال االله تعالىالمضعة عظاما فكسونا العظام لحما ثم قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة، فخلقنا

فذهب بعض المفسرين للكتاب العزيز "من سلالة من طين"حيا ناطقا، أما قوله : أي"أنشأناه خلقا آخرإلى أن هذا القول إشارة إلى آدم عليه السلام، ثم ذكر نسله ونبه على أم مخلوقون من نطفة وذهب بعض

ذية التي استحالت دما بعد أكلها لأن منبتها فيها ثم استحال الدم منبتا منهم إلى مراده بالطين الأغ: الحذاقلحركة الوقاع والجماع وذا يكون مبدأ الإنسان من النطفة، ويكون في مقابلة التراب لكوا مواتا وهي

لقة إذا وقعت في الرحم امتزجت بمني المرأة فصار شيئا واحدا، ثم يكون بعد أيام قلائل بطبخ الرحم له عوهي دم قدمه جفاف ما، وهو في مقابلة الحمأ المسنون فما فيه من الاختلاط والامتزاج ولا تزال حرارة

تدأب في التخفيف حتى تصير العلقة مضغة بعد برهة، وهي في مقابلة الطين اللازب الذي يمكن معه قبول لجفاف، واليبس عليها بحيث الصورة ثم يكون عظاما بعد حين وهي مقابلة الطين الصلصال، لاستحكام ا

أا إذا قرعت صلت، فإذا صارت عظاما كسيت لحما فاشتد به البدن واعتدل واشتد ما بين العظام من

Page 8: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 8

الخلل، وهذه في مقابلة، فإذا سويته، وقوله ثن أنشأناه خلقا آخر، في مقابلة ونفخت فيه من روحي، ول االله صلى االله عليه وسلم، أربعون يوما ومقدار كل طور على ما ورد في الأحاديث الصحيحة عن رس

إلا أنه لم يذكر غير ثلاثة أطوار وهي النطفة ثم العلقة ثم المضغة، فذلك مائة وعشرون يوما فإنه قال عليه إن أحدكم يجمع مثل ذلك ثم يرسل االله عز وجل إليه الملك فينفخ الروح، ويؤمر بأربع كلمات، ": السلام

يا رب ما الرزق؟ ما الأجل؟ ما العمل؟ : يد أم شقي، وفي رواية أن الملك يقولرزقه، وأجله وعمله، وسع ولهذا السر جعل الشارع عدة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا "فيقول االله عز وجل ويكتب الملك

.لإستبراء الرحم فيها

القول في الشيء الموكل بتدبير الإنسان

، ويكفي أن نعلم أن "رة ما هو به كثير يعجز عن إدراك ما هو به واحدالإنسان أشياء كثيرة، فلكث": قالواالنفس قوة إلهية واسطة بين الطبيعة المصرفة للاسطقسات والعناصر المتهيئة بين العقل المنير لها، الطالع

نفس عليها، السائر فيها، المحيط ا، فكما أن الإنسان ذو طبيعة لآثارها البادية في بدنه، فكذلك هو ذولآثارها الظاهرة في آرائه وأبحاثه ومطالبه ومآربه، وشكه وكذلك هو ذو عقل لتميزه وتصفحه واختياره

قد : كفت الطبيعة، قلنا: وفحصه، واستظهاره، ويقينه وشكه وظنه وفهمه ورويته وبديهيته، فإن قيلء التي لها عليها الولاية من كفت في مواضعها التي لها الولاية فيها من النفس كما كفت النفس في الأشيا

قبل العقل في الأمور التي له الولاية عليها من قبل الإله وإن كان مجموع هذا كله راجعا إلى الإله فإنه في التفصيل محفوظ الحدود على أرباا وهو كالملك الذي في بلاده وجماعة يصدرون عن رأيه وينتهون إلى

نه ويبرمونه وينقضونه، ما يرجع إلى وفاته ومراده وكل ذلك منه أمره ويتوخون في كل ما يعقدونه ويملو .وله وبه

وقالوا الحيوان ينقسم بالقسمة الأولى إلى ثلاثة أقسام

.وهو الذي تدبره نفسه الناطقة، وتدبره الطبيعة بالقوى الطبيعية وهذا هو الإنسان: حي مالك: أحدهما

بقواها، ويدبره العقل من خارج، أعني من قبل الإنسان، وهو الذي تدبره الطبيعة : حي مملوك: والثانيولهذا لا يوجد هذا النوع إلا حيث يوجد الإنسان كما يكون الزرع حيث يكون الزارع، وهكذا كالخيل

.والبغال والحمير والبقر وما أشبه ذلك

سائر السباع والأنعام وهذا النوع تدبره الطبيعة وهو مثل الكلأ، وهو : هي لا مالك ولا مملوك: والثالث

Page 9: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 9

والسمك والطباشير والحشرات فتبين لنا من هذه القسمة أن الإنسان أكمل الحيوان لاشتراك النفس الناطقة التي هي العقل والطبيعة في تدبيره فأما الطبيعة فإا قوة الباري تعالى وجل مدبرة لبدن الحي، وإنما

وى على الشيء وضده، كما في الآلات الصناعية لأن المناشير قيل لها طبيعة لأا تلزم شيئا واحدا، ولا تقهي قوة نفسية، ثم قال فإن قلت عقلية أو : لا تفعل فعل الفأس والفأس لا يفعل فعل القدوم، وقال بعضهم

إلهية لم يبعده وهي التي تسري في أثناء هذا العالم محركة ومسكنة ومحددة، ومبلية، ومنشئة، وهي بالمواد الإنسان هو كالشيء المتقوم بتدبير الطبيعة للمادة المخصوصة : لمواد لها أعشق، وقال آخرونأعلق، وا

بالصور البشرية، المؤيدة بنور العقل من قبل الإله، وهذا وصف يأتي على الشائع عن الأولين في حد يت من قبل الإنسان، إنه حي ناطق ميت أي حي من قبل الحس والحركة، ناطق من قبل الفكر والتمييز م

السيلان والاستحالة، فمن حيث ما هو حي مشارك للحيوان، ومن حيث ما هو مشارك لما يتبدل ويتحلل، ومن حيث ما هو ناطق هو إنسان حصيف، ومن حيث ما يبلغ مشاة الملائكة بقوة الاختيار

.البشري، والنور الإلهي هو ملك

جوهر بسيط عقلي : ي امتزاج الأركان وقال أفلاطونفقد اختلف في ماهيتها فقال قوم ه: وأما النفسيتحرك من ذاته بعدد مؤلف، وقال فيثاغورس جوهر نوري ولا خلاف عندهم أن الباري عز وجل جعلها

كمالا أولا لجسم طبيعي آلي، وذهب أرسطو إلى أا ليست متصلة بالبدن اتصال انطباع فيه ولا حلول ا حدثت مع حدوث البدن لا قبله ولا بعده، وذكر على ذلك دلالة وإنما اتصلت إلى تدبير وتصرف، وإ

لا نشك : استطلناها فتركناها، واستدلوا على وجودها بالتصورات العلمية، والاختبارات الإرادية، وقالوافي أن الحيوان يتحرك إلى جبهات مختلفة حركة إرادية، إذ لو كانت حركاته طبيعية أو قسرية لتحرك إلى

دة لا تختلف البتة، فلما تحرك إلى جهات مختلفة علم أن حركته اختيارية والإنسان مع أنه مختار جهة واحفي حركاته كسائر الحيوان إلا أنه تحرك بمصالح عقلية يراها في عاقبة كل أمر فلا تصدر عنه حركاته إلا

هذا المنهج فيجب إلى غرض وكمال، وهو معرفة عاقبة كل حال، والحيوان وليست حركاته بطبعه على أن يميز الإنسان بنفس خاص كما يتميز سائر الحيوان عن سائر الموجودات واستدلوا على أا جوهر

من شرط الجوهر أن يكون قابلا للأضداد من غير تغير وقد رأينا النفس قابلة للشيء وضده، مثل : فقالواور، والشجاعة والجبن، إلى غير ذلك من العدل والجور، والذكاء والبلادة والعلم والجهل، والبر والفج

الأضداد التي لا يحصرها التعداد، واستدلوا أيضا فقالوا يمتنع أن يكون المدبر لهذا الجسم جسما لأن الجسم لا يقبل صورة أخرى من جنس صورته الأولى إلا من بعد مفارقة الصورة الأولى البتة، مثاله أن الجسم إذا

وليس يقبل شكلا آخر من التربيع والتدوير إلا بعد مفارقة الشكل الأول، قبل صورة وشكلا كالتثليث

Page 10: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 10

وكذا إذا قبل نقشا ومثالا، ونحن نجد النفس تقبل الصور كلها على التمام والنظام من غير نقص ولا عجز، وهذه الخاصية ضد خاصية الجسم، ولهذا يزداد الإنسان بصيرة كلما نظر وبحث وارتأى وكشف،

يكون المدبر أيضا للبدن عرضا لأن العرض لا يتفق زمانين لقبوله التغير والاستحالة، ولأنه لا ويمتنع أن "يوجد إلا في غيره فهو محمول لا حامل، ويمتنع أن يكون هيولى، فإا لو كانت، لكانت قابلة للمقدار

يء منها بلى، والعظم، واستدلوا أيضاً على أا جوهرة بكوا لا يدخل عليها ضد ولا يصل إلى شوالإنسان إنما يبلى ويفسد ويموت، ويفقد لأنه يفارق النفس، والنفس تفارق ماذا حتى يكون في حكم

البدن وشكله، ولو كانت كذلك لكانت تموت وتنفى، فأما الإنسان ا حي وجب أن لا يكون حكمها النفس المحركة للبدن، حكم البدن، ولا يخص على من كان عريا عن الهوى عاشقا للحق، فالفرق بين

وبين البدن المتحرك بالنفس فإن البدن معجون من الطين، والنفس تدبره بالقوة الإلهية، ولهذا احتاج إلى الأجناس والمواد والاقتباس والالتماس حتى تكون هذه الحياة الحسية تالفة إلى آخرها من ناحية الجسر،

الأبد ولو لم تكن النفس لا تموت ولا تفسد بفساد البدن ويكون مبدأ الحياة النفسية موصولا بالأبد بعديا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية "عند المفارقة لما قال االله تعالى مخاطبا لها مفارقتها للبدن

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل االله أمواتا بل أحياء عند رم يرزقون " ولما قال في حق الشهداء "مرضية، وهذا منبه على أن النفس بعد "النار يعرضون عليها غدوا وعشيا" ولما قال في حق آل فرعون "حينفر

القبر روضة من رياض الجنة أو ": مفارقتها للبدن تنتقل أما إلى خير وأما إلى شر، ولهذا قال عليه السلام ."حفرة من حفر النار

: وإلى هذا أشار أبو العلاء المعري بقوله

يحسبونها للنفاد أمة للبقاء فظلتالناس خلق

ل إلى دار شقوة أو رشاد ينقلون من دار أعما إنما

هما اسمان : وكل ما ذكرته القدماء في النفس ذكرته العلماء في الروح وألجأهم الحال في ذلك إلى أن قالواسول االله صلى االله مدبر بدن الإنسان، وذلك بالاستقراء من حديث ر: موضوعان على مسمى واحد، هو

إلى اما متغايران، وقالوا الإنسان ذو روح ونفس، فالروح جسم لطيف تنبت : عليه وسلم، وذهب قومفي البدن به يحس ويتحرك، ويلتذ، ويألم، ويضعف، ويقوى، ويصلح، ويفسد، والنفس جوهر بسيط عالي

هو إنسان لا بالروح، وإنما هو بالروح الرتبة بعيد عن الفساد متره عن الاستحالة، فالإنسان بالنفس ما : حي فقط، ولو كان إنسانا بالروح لم يكن بينه وبين الحمار فرق فإن له روحا وليس له نفس، وقالوا

Page 11: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 11

الروح تغني عن النفس في جنس الحيوان الذي لم يكمل فيكون إنسانا، ولا تغني النفس عن الروح في واسطة، وليس ذلك لعجز النفس، ولكن لعجز ما ينفذ فيه الإنسان، فإن الروح كالآلة للنفس تدبرها ب

التدبير، وقال ابن عباس في ابن آدم وروح بينهما مثل شعاع الشمس، فالنفس هي التي ا العقل والتمييز، والروح هو الذي به النفس، والتحرك، فإذا نام العبد قبض نفسه ولم تقبض روحه، وإذا مات قبض نفسه

.وروحه

قوة نباتية، ويشترك فيها النبات والحيوان، وقوة حيوانية ويشترك فيها الحيوان : فس ثلاث قوىللن: وقالواالنفس كجنس : والإنسان، وقوة إنسانية وهي خاصة بالإنسان، وبعضهم يسمي هذه القوى، ويقول

ن أو انقسم إلى ثلاثة أنواع، أو كعين تفجرت منها ثلاثة ينابيع، أو كشجرة تفرعت منها ثلاثة أغصاكرجل يعمل ثلاث صنائع، فالنفس النباتية محلها الكبد، ومنه مبدأ النشوء والنمو، ولهذا جعلت فيه عروق دقاق غير ضوارب ينفذ فيها الغذاء إلى الأطراف، وقوى النفس الحيوانية، محلها القلب، ومنه مبدأ الحرارة

من حرارته ما يعدل ما فيه من برودة، الغريزية، ولهذا فتحت منه عروق ضوارب إلى الدماغ ليصعد إليهويترك فيه من أثاره ما يدبر به الحركة والحس وقوى النفس الإنسانية محلها تصريفا وتدبيرا الدماغ، ومنه يبدأ الفكر والتعبير عن الفكر ولهذا فتحت له أبواب الحواس مما يلي هذا العالم، وأبواب المشاعر مما يلي

: السمع، والبصر، والشم، والذوق، واللمس، والمشاعر خمس، وهي: وهيذلك العالم، فالحواس خمس

.الحس المشترك وهي قوة مرتبة في مقدمة الدماغ من شأا قبول ما حصل في الحواس من المحسوسات

وهو قوة مرتبة في آخر التجويف المقدم من الدماغ من شأا حفظ ما قبله الحس المشترك من : والخيال . فيها بعد غيبة المحسوسات فهي خزانتهالحواس، وتبقى

وهو قوة مرتبه في التجويف الأوسط من الدماغ من شأا أن تركب الصور والمعاني بعضها من : والفكر .بعض بحسب الاختيار

وهي قوة مرتبة في آخر التجويف الأوسط من الدماغ من شأا أن تحكم في الصور المحسوسة : والوهم .دراك الشاة معنى في الذئب فتنفر منه ومعنى في النوع فتنفر إليهبمعان غير محسوسة، كإ

وهو قوة مرتبة في التجويف المؤخر من الدماغ من شأا حفظ المعاني المدركة بالوهم، : والحفظواسترجاعها عند النسيان، ونسبة الحافظة إلى الوهمية كنسبة الخيال إلى الحس المشترك، إلا أن تلك في

.في المعانيالصور، وهذه

العقل أشرف من النفس لأنه يستخلفها ولهذا إشراقه ألطف، ومنافعه في إشراقه أشرق، : فقال: وأما العقلبأنه قوة إلهية أبسط من الاسطقسات، كما أن الاسطقسات أبسط من المركبات وهو خليفة االله، : وحدده

Page 12: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 12

ل هو نور في الغاية لم يكن ببعيد، وإن وهو الفائض الفيض الخالص الذي لا شوب فيه ولا قذى، وإن قيقيل اسمه يعبر عن نعته لم يكن بمنكر هذا الحديث، إذا لحظ في ذروته التي يشرق منها فوق إشراق الشمس

وأما إذا فحص عن أثاره في حضيضته فإنه تميز وتحصيل وتصفح، وحكم، وتصويب وتخطئة، وإجازة أنحاؤه على قدر ما يقال فلان عاقل، وفلان أعقل، وفلان في وإيجاب وأباحة، وأما إذا فحص عن أنحائه، ف

عقله لوثة، وفلان ليس بعاقل وهذا الاختلاف بحسب الاختلاف في الألوان، والصور، والقصر، والحسن والقبح والاعتدال والانحراف، وذلك مدروك بالحس مشهود بالعيان، وأما إذا فحص عن صنيعته فهو

، وتحسينه، وتقبيحه وحقه وباطله وذلك إن الأشياء أما أن تكون حسية أو الحكم في قبول الشيء وردهعقلية، أو مركبة منهما، أو متولدة عنهما، وتكون أما صحيحة، وأما فاسدة، أو حقا أو باطلا، فالعقل

يتصفح هذه كلها بنوره ويحكم لها وعليها بحكمه، ويعطي كلا منها الذي حقه وتسميته التي هي له لإنسان بين طبيعة هي عليه وبين نفس هي له كالمنتهب المتوزع، فإن استمد من العقل نوره ا: ويقال

وشعاعه، قوى ما هو له من النفس، وضعف ما هو عليه من الطبيعة، وإن لم يستمد قوي ما هو عليه من .الطبيعة وضعف ما هو من النفس

رية من شأا أن تنطبع بالصور الكلية اردة وقال أصحاب الكلام في الطبيعيات في الإنسان قوة عالمية نظعن المادة، ثم لها نسب إلى هذه الصورة وذلك أن الشيء الذي من شأنه أن يقبل شيئا قد يكون بالقوة،

قوة هيولانية وهي الاستعداد المطلق من غير فعل : وقد يكون بالقوة والفعل، والقوة تنقسم إلى ثلاثة أوجهول الذي للفعل الساذج، وبه يهتدي إلى الثدي إذا خرج من الرحم، ويبكي إذا ما، وهو الاستعداد الأ

وقوة . وقوة ممكنة وهو استعداد فعل ما كقوة الطفل على الكتابة بعد ما يعلم بسائط الحروف. جاع .ملكة وهي قوة لهذا الاستعداد إذا تم بالآلة

المطلق وتسمى عقلا هيولانيا، وإذا حصلت فالقوة النظرية قد تكون نسبتها إلى الصور تشبه الاستعدادفيها المعقولات الأول التي تتوصل إلى المعقولات الثنائية تسمى عقلا بالفعل، وإذا حصلت فيها المعقولات

الثانية المكتسبة وصارت مخزونة بالفعل، متى شاء طالعها، فإن كانت حاضرة عنده بالفعل سمي عقلا وة سمي عقلا بالملكة، وها هنا ينتهي النوع الإنساني، وعنده يتشبه مستفادا، وإن كانت مخزونة بالق

بالمبادئ الأول أن يتصل بالعقل الفعال، فيصرف كل شيء من نفسه، لا تقليدا، أما دفعة فيزمان واحد، .وأما دفعات في أزمنة شتى، وهي القوة القدسية التي تناسب روح القدس، وأدناها الولاية، وأعلاها النبوة

ختلف في مسكنه فذهب جالينوس من الحكماء، وأبو حنيفة من العلماء إلى أن مسكنه الدماغ، واواحتجوا بأن العقل أشرف القوى فوجب أن يكون مكانه أشرف، وأشرف الأمكنة أعلاها يكون مكان

بالرأس العقل الدماغ وهو بمترلة الملك العظيم الذي يسكن القصر العالي المشرف، وأيضا أن الحواس محيطة

Page 13: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 13

كأا خدم الدماغ، واقفة حوله على مراتبها، وأيضا إن محل الرأس من الجسد، محل السماء من العالم، وكما أن السماء محل الروحانيات فكذلك الدماغ فوجب أن يكون مستكن العقل وقد اعتبر اختلاط

مسكنه القلب وعلى العقل إنما يكون بما يطرأ على الدماغ من مرض أو عرض، وذهب الجمهور إلى أن .ذلك تضافر الكتاب، والسنة والعقول

عقل فعبر عن الحال بمحله، وقال : أي"إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب": فقوله تعالى: أما الكتاب ."أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون ا"تعالى

لحت صلح الجسد، وإذا فسدت فسد الجسد إن في ابن آدم لمضغة إذا ص": فقوله عليه السلام: أما السنة وصلاحه يكون بزيادة ما فيه من العقل الهادي إلى الخير، وفساده يكون بنقصانه الحاوي "ألا وهي القلب

.على الشر

فإن العقل لما كان شريفا وجب أن يكون مكانه أشرف الأعضاء وأشرف الأعضاء القلب، : وأما المعقول أول عضو يخلق من الإنسان ولما كان الأهم في الخلق كان الأشرف في لأنه الرئيس الأعظم، لو أنه

الأعضاء ولأن محله من البدن في الوسط، والأعضاء محيطة به فكان كالملك حوله وأشياعه وعبيده

القول فيما امتاز به الإنسان من التخليق والتركيب

بلغ أسبوعين منت السنين، وفي هذا السن بأن الاحتلام، أعني يبتدئ في الصبي إذا: ونجعل الكلام فيهتنبت عانته، ويخشن صوته، وتتغير رائحة عرقه وتنفلق أرنبته من طرف الروثة، وهذه علامات البلوغ،

وكذلك النساء يطمثن إذا مر عليهن السن، ويرتفع ثديهن، وتتغير أصوان، ومتى طمثت الصبية هاجت .وبعض الذكور لا يحتلم، وكذلك بعض النساء لا تطمثإلى الجماع، وتتلذذ بذكره من غير فعل،

ومنها أن المني لا يوافق الولادة إلا بعد مضي ثلاثة أسابيع سنينا وهذا المعتاد، وقد رأيت أن ولدا للمقتدر إن المغيرة بن سعيد قال احتلمت ": حملت منه جارية وهو ابن إحدى عشرة سنة، وفي صحيح البخاري

سنة وفيه أيضاً عن أن الحسن ابن صالح قال أدركت جارة لنا جدة وهي ابنة إحدى وأنا ابن اثنتي عشرة، وكان بين عمرو بن العاص وبين ولده عبد االله اثنتا عشرة سنة وإذا جامع الرجل المرأة، "وعشرين سنة

م طبيعيا وبقي المني في رحمها ستة أيام، ولم يقع فذلك دليل على الحمل فإذا تم الحمل لا يكون خروج الد .بل يرجع إلى الناحية العليا إلى الثديين فيستحيل لبنا عند قرب الولادة

ومنها أن الرجل يستفرغ ولد امرأتين لأنه يولد له وهو ابن تسعين سنة، والمرأة لا تلد بعد الخمسين إلا سنة وكان نادرا، ولا تحيض، إلا ما حكي أن موسى بن عبد االله بن حسين حملت به أمه وهي بنت ستين

بين موسى بن عبده المريدي وبين أخيه ثمانين سنة ومنها أن المرأة تفرط في السمن فتكون عاقرا، والرجل

Page 14: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 14

.يكون فلا يطرأ عليه ذلك، والمرأة يج في الصيف والرجل في الشتاء

كرا فالحس ومنها أن المرأة إذا حملت أحست بما في بطنها، ولا سيما في نواحي الحالبين فإذا كان الحمل ذمن الناحية اليمنى، يوجد بعد أربعين يوما وإذا كان أنثى فإنه يكون في الناحية اليسرى بعد تسعين يوما في الغالب ومنها أنه أكثر الحيوانات شهوة للجماع، وأقدرها عليه، وإن ضرب المثل في ذلك بالعصفور، فإن

قدر عليه العصفور في كل حين لا سيما إذا العصفور يسفد في فصل وزمان معلوم والإنسان يقدر على ماتوفرت الدواعي من الغلة والجمال والشبيبة، والرفاهية، وأحد ما يكون الغلام أشبق وألح، وأحرص عند

أول بلوغه ثم لا يزال كذلك حتى يقطعه الكبر أو آفة تعرض له، والجارية لا تزال من وقت إدراكها الإرداة حتى تكتهل فإذا اكتهلت قوي عليها سلطان الحرص وحركة شهوا على شيء واحد من ضعف

.والشهوة للباه فيكون هيجاا عند سكون هيجان الكهل، وإدبار شهوته

ومنها أن حد الولادة في الناس مختلف بخلاف سائر الحيوانات فإن مدد حمل الحيوان في كل نوع على حد وحمله ": لد لستة أشهر وعلى هذا حمل قوله تعالىسواء من الكثرة والقلة إلا النساء، فإن منهن من ت

، وبذلك أفتى علي عليه السلام في مجلس عمر بن الخطاب رضي االله عنه، وكانت "وفصاله ثلاثون شهراامرأة ولدت لستة أشهر، فأراد عمر أن يرجمها فكف عنها، ومنهن من تلد لسبعة أشهر يقال أن الشعبي

ثمانية أشهر، وقلما يعيش لعلة ذكرها المنجمون على زعمهم ليس هذا ولد لهذا العدد، ومنهن من تلد لموضع ذكرها وهذه المدد مختلفة، وقد ذكر أصحاب التواريخ جماعة ولدوا فيها، فأما من ولد لثمانية

أشهر فعيسى عليه السلام، والشعبي ولد لسبعة أشهر، وكذلك جرير الشاعر وعبد الملك بن مروان ولد نهن من تنقضي مدة الحمل التي هي تسعة أشهر وتستأنف مدة أخرى، ولا تيأس من الولد لستة أشهر، وم

كما حكي أن هرم بن حيان حملت به أمه أربع سنين، ولذلك سمي مرة هرما وإن امرأة لابن عجلان ولدت له بعد أن حملت خمس سنين، وحملت مرة أخرى ثلاث سنين ثم ولدت غلاما وكانت تسمى

روي أن الضحاك بن مزاحم حملت به أمه ستة عشر شهرا، وولد شعبة لسنتين، ومالك بن حامل الفيل، و لثلاث سنين، وخرج من بطن أمه، وقد بدت أضراسه، وسمع نساء الحجاز من - رضي االله عنه -أنس

ولد عمر بن الخطاب يقلن ما حملت امرأة منا أقل من ثلاثين شهرا، وولدت بنت أبي عبيدة محمد بن .لى رأس أربع سنينحسن ع

ومنها أن النساء وإن اختلفن في مدة الحمل، وبين سائر الحيوانات في ذلك فقد يشتركن معها في أن تلد بنو راشد السلمي أربعة ولدوا في : المرأة فذا وتوأمين، وربما ولدت ثلاثة أو أربعة وخمسة بقالب البخاري

إذا مات الرجل وله حمل وأرادوا أن : عجوبة يقولبطن واحد، عامتهم محدثون، وكان شريك لهذه الأ

Page 15: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 15

يقسموا الميراث عزلوا نصيب أربعة ذكور لما شاهد من بني راشدة، والمرأة إذا وضعت توأمين، وكان .أحدهما ذكرا فقلما يسلمان

ومنها أن المرأة تحتمل الجماع بعد الحمل بخلاف سائر الحيوانات وربما علقت، وهي إذا علقت بعد زمان ضي عليها بالذي حملت به أولا يتم ويهلك الأول والثاني، فإن علقت بعد الحمل بزمان يسير يسلمان يم

أن امرأة ولدت لتسعة أشهر ثم ولدت بعد ذلك : كلاهما وهما التوأمان، وحكى أرسطو في كتاب الحيوان .بشهرين فعاش الثاني وهلك الأول

الأولاد، فيولد للأعرج أعرج وللأعمى أعمى، وربما ومنها أنه قد يولد لذوي العاهات ما يشبههم من .كانت العاهة في ولد الولد وكذلك في اللون

ومنها أن جميع الحيوانات التي لها أربعة أرجل يكون ولده في الرحم ممتدا منبسطا ما خلا ولد الإنسان فإنه ويداه عليهما، وهو يتنفس في يكون قاعدا القرفصاء شبه المتفكر وأنفه بين ركبتيه وأذناه خارجتان عنه

.خلاء ووجهه إلى الصلب لتحدر الطعام على صلبه ولا يتأذى به

ومنها أن يتقدم الجنين عند خروجه ماء، وذلك عند انقلاب الرحم والمشيمة ومتى لم تربط سرته لساعة .وقوع المشيمة، وسال منها دم قبل أن يجمد هلك

مئ بيده إلى فيه، وطلب الثدي ويلازمه السهر أربعين يوما، ويقال أن ومنها أن المولود إذا نعر لساعته وأوذلك من وحشة يجدها لفراق وطنه الذي كان فيه وهو الرحم، وما أحسن قول علي بن العباس بن جريح

: الرومي وقد ذكر هذه الحالة، وما الحكم فيها

الطفل ساعة يوضع يكون لما تؤذن الدنيا به من صروفها

مما كان فيه وأوسع لأفسح يبكيه منها وإنهافما وإلا

بما سوف يلقى من أذاها يفزع عاين الدنيا استهل كأنه إذا

.وقد ورد أن ذلك من طعن الشيطان له في خاصرته

ومنها أنه إذا خرج من الرحم يخر مقبوض الكف، ويقول أصحاب الإشارات أن ذلك دليل حرصه على يشير بذلك أني مع حرصي عليها خرجت منها بلا شيء، وقد نظم هذا بعض الدنيا، وإذا مات فتح كفه،

: الفقهاء فقال

على الحص الموكل بالحي دليل قبض كف الطفل عند ولاده وفي

ألا فانظروني قد خرجت بلا شيء بسطها عند الممات إشارة وفي

Page 16: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 16

سبب في ذلك، ولادة أمه له في ومنها أنه قد يولد مختونا وتسميه العرب ختان القمر، ويزعمون أن ال .مكان صاح للقمر لا يستره سقف ولا جدار

: قال أمرؤ القيس يهجو قيصر ملك الروم

لأنت اقلف ألا ما جنى القمر حلفت يمينا غير كاذبة إني

تجمع تحت الفكة الوتر كما إذا طعنت به مالت عمامته

-كذلك منهم سيد البشر الشفيع المشفع في المحشر - صلوات االله عليهم -وقد ولد جماعة من الأنبياء

محمد المبعوث إلى الأحمر والأسود صلى االله عليه صلاة -الذي ختم به النبيين وأعلا درجته في عليين دائمة يوم بنعث ونحشر ومنه أنه حين يولد تكون عينيه زرقاء ثم يتغير إلى اللون الذي شأنه أن يوجد له،

أما مذعورا يبكي وأما - حين ينتبه - الحيوان، وهو في طفولته يحلم ولهذا نرى ولا يوجد ذلك شيء منمسرورا يضحك والإنسان وحده يولد، ولا أسنان له، لقلة الأرضية فيه، فإذا كبر صلبت مواده،

وصلحت لمادة الأسنان، وجميع عظامه من الكون الأول سوى الأسنان فإا تتجدد مرتين في العمر مرة .هر السابع وما بعده، ومرة في العام السابع وما بعدهفي الش

إن االله تعالى ميزه على سائر الحيوانات بأن خلقه في أحسن تقويم : والذي يختص بالصورة أمور منهافجعله منتصب القامة عريض الظفر معرى البشرة عن الوبر، وجعل عقله في دماغه، وصرامته في قلبه،

.كليته وضحكه في طحاله، ورعبه في رئته، وفرحه في وجههوغضبه في كبده، وسروره في

ومنها أن جعل الحلاوة في عينيه، والجمال في أنفه، والصباحة في وجهه والوضاءة في نشرته، والملاحة في فمه، والظرف في لسانه، والحسن في شعره والرشاقة في قده واللباقة في شمائله

سفلى بخلاف سائر الحيوانات فإن ذوات الربع لها أهداب لأجفاا ومنها أن جعل لعينيه أهدابا عليا و .العليا دون السفلى، وليس لعيون الجناح أهداب البتة

.ومنها أن ميز أنفه بالشم والقنا وجعله مثلث الشكل مستطيلا مبرأ من الفطس والخنس

بر عن نفسه باللفظ والخط، ومنها النطق الذي لولاه كان صورة ممثلة أو يمة مهملة، وهو فصيح وإن ع .والعقد، والإشارة

ومنها ما في يده من المنافع فإنه، لما كان محتاجا إلى الخياطة والكتابة وسائر الصنائع العملية قسمت الأصابع، وقسمت الأصابع إلى أنامل، وهو وإن شاركه الصنائع الحيوان في حاستها المدركة للملامسة،

والحرارة، والبرودة فقد امتاز عنه بأن أضيف إليه معرفة الثقل والخفة، وكذا والخشونة، واللين، واليبس،إن شاركه الهر والقرد في إجهاز ما يأكلانه إلى الفم فليس فيها من المرافق ماله، فإنه إذا بسط كفه كان

Page 17: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 17

بعه طبقا، وإن قعره كان مغرفة، وإن ضم الكفين بعضهما إلى بعض في التقعير كان قبعا وإن ضم أصا .كان له سلاحا يقاتل به عدوه

وقال بعض الباحثين عن خلائق الإنسان أنه جمع فيه جميع ما تفرق في الحيوان ثم زاد عليها ثلاث خصال بالعقل للنظر في الأمور النافعة لتجلب والضارة لتتجنب، وبالمنطق لإبراز ما استفاد من العقل بواسطة

راز الصور فيها مماثلة لما في الطبيعة من قوة النفس ولما انتظم له هذا النظر، وباليدين لإقامة الصناعات وإبكله جمع الحيل للطلب والهرب، والمكايدة والحذر، وهذا بدل من السرعة والخفة التي في الحيوان، واتخذ .بيده السلاح مكان الناب والمخلب والقرن، واتخذ الجنن لتكون رقابة له من الآفات مكان الشعر والوبر

وهم يجعلون كل إنسان وطائر ذا أربع، فجناحا الطائر يداه ويدا الإنسان جناحاه، ولهذا : وقال الجاحظكان كف الطائر في رجله وكف الإنسان في يده، ولما كانت يد الإنسان جناحه صار إذا عدا يحركهما،

لناس من إذا فقد يديه عمل ومتى قطعتا لم يجد العدو كما، لو قطعت رجلا الطائر لم يجد الطيران، وفي ابرجليه كل ما كان يعمل بيديه لو كانتا له، وركب ذوات الأربع في يديها، وركب الإنسان في رجليه،

وفي الناس من يعمل بيساره ما يعمل بيمينه، ويسمى أعسر يسر، وم من يقصر بيمينه عما يعمل .لقبيساره، ويسمى الأعسر، وإذا كان أعسر مصمتا فليس سوى الخ

ومنها أنه ليس في الحيوان ماله ثدي في صورة غير الفيل والإنسان لكن هما في الفيل بين الحالبين، .والصدر، وربما حني الرجل على الطفل فدرت له ثدياه وكذلك المرأة العاقر

ا كان ومنها أن سائر الحيوان الناحية العليا منه أنبل من الناحية السفلى خلا الإنسان، فإنه بالعكس إذحدثا، وإذا أسن كان على التساوي وهذه علة اختلاف سيره وحركته، وكذلك رجلاه أكبر من يديه،

.وليس ذوات الأربع من ذوي البراثن والحوافر، فإن أيديها أكبر من أرجلها

ومنها أن المرأة إذا غرقت رسبت، فإذا انتفخت طفت منقلبة على وجهها والرجل بخلاف ذلك، وإذا ه لا تتحرك له جثة بخلاف سائر الحيوان إذا ذبح وإذا وقعت جثته في الماء بعد بينونة الرأس ضربت عنق

عنها لم ترسب، وبقيت قائمة في الماء، ولم تظهر أكان الماء جاريا أو راكدا، فإذا جاف وانتفخ وانقلب .وظهر بدنه كله

لام ولم يجب مات حسرة، ومنها أن كل أخرس أصم حكمة من االله تعالى، ولطفا إذ لو سمع الكإن الخرس طارئ عن الصم، وإنما كان ذلك لأنه حين لم يسمع : وأصحاب الكلام في الطبائع يقولون

.صوتا قط مؤلفا، أو غير مؤلف لم يعرف كيفيته، فيقصد إليه ويحكيه

ى له، وأنه ومنها أن في طبع الإنسان، أنه متى ازم نزل عن جواده ليحضر ببدنه لأنه يظن أن إحضاره أنج .إذا كان راكبا على ظهر فرسه كان أقرب إلى الهلاك

Page 18: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 18

ومنها أن في الناس من يحرك فروة رأسه ومنهم من يحرك أذنه من بين أعضائه، وربما حرك إحداهما وترك الأخرى ساكنة، ومنهم من يبكي إذا شاء من غير سبب محدث للبكاء، ومنهم من يبكي بإحدى عينيه،

.لمنعت لهوبالتي يقترحها ا

ومنها أنه متى خصي صلب عظمه، وعظمت رجلاه، وساوى الصبي في الأمن من الصلع، وغيره من الحيوان إذا خصي دق عظمه واسترخى لحمه، ومتى خصي الإنسان في أي سن كان، حفظ عليه الخصاء

لم يتغير دمه عن حال تلك السن من الأفعال السياسية والطبيعية مدة حياته فمتى خصي قبل العشر سنين دم الطفولية ويبقى في مزاج الصبي لابثا لا يتحرك، وإن تعالت سنه، والدليل على ذلك أنه إذا غضب

بكى، وإذا غلب سطى، ويرضيه الخداع أكثر مما يرضيه الحق ويعرض له الشر عند حضور الطعام، خصي وهو في النحو لا والبخل عليه والشح الغالب في كل شيء وكل ذلك من أخلاق الصبيان، ومن

يؤثر الخصاء في مزاجه وذلك بعد ثماني عشرة سنة ولم تسقط لحيته لكنه يعدم الشهوة أما كلها أو بعضها، ويسلم له جميع ما للفحول، وهو مع الخصاء يحتلم ويرى الماء إلا أنه غير دافق، وليس له رائحة الطلع،

الخصي تقوى : د ماء يسيرا متغير الريح، وقال الجاحظويجامع النساء كثيرا لكنه يترل بعد الجهد الشديشهوته، وتسخن معدته وتتسع فقحته، وتنتن جلدته، وتنجرد شعرته، وتكثر دمعته، ويخرج من أكثر

معاني الفحول وصفام، فصار كالبغل الذي ليس بحمار، ولا فرس، وتصير أخلاقه مقسومة على طبائع خلق، ولم يصف بل يصير مركبا ممزوجا مذبذبا لا إلى هؤلاء ولا إلى الذكر والأنثى، وربما لم يخلص له

هؤلاء، ومن العجب خروجه عن شطر طباع الذكورة إلى شطر طباع الأنوثة، ولا يعرف له التخنيث، .وكان ينبغي أن يكون في الخصيان عاما

القول في السبب الموجب لتغاير أخلاق الإنسان

لإنسان وطرائق ما فيه، وبه أن أحواله مختلفة لسبب أن كل ما يدور قد تقرر بالاختبار الباحث عن اويجوز عليه مقابل بالضد أو شبهه كالحياة والموت والنوم واليقظة، والحسن والقبح والصواب والخطأ، والخير والشر، والرجاء والخوف والعدل والجور، والشجاعة والجبن، والسخاء والبخل، والحلم والسفه

ضب إلى غير ذلك مما يطول تعداده، ويكثر ترداده، وما ذاك إلا ليظهر امتيازه على سائر والرضا والغالحيوانات فإا لم يوجد منها شيء يزول عن خاصيته، ولا يتعداها إلى خلافها لأن الأسد لا يوجد جبانا،

جبانا كالأرنب ولا الأرنب جريئا ولا الغزال بطيئا لا الدب سريعا وقد يوجد الإنسان جريئا كالأسد،سريعا كالغزال، بطيئا كالدب، خبيثا كالثعلب، سليما كالفيل، ذليلا كالكلب، عزيزا كالفهد، وحشيا

Page 19: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 19

كالنمر، أنيسا كالحمار، ويقال الإنسان صفو الجنس الذي هو الحيوان، والحيوان كدر النوع الذي هو وخلاصة ذا النظر فيه من كل الإنسان، فالإنسان هو الشخص الذي هو واحد النوع، وما كان صفوا

ضرب من الحيوان خلق أو خلقان، أو أكثر، فظهر بذلك عليه ويظن أيضاً فيه بالأقل والأكثر، والأغلب والأضعف كالكمون الذي في طبائع الخترير والفأرة والبيات الذي في طباع الذئب والتحرز الذي في

باع الفيل أمام قطيعه تمثلا بصاحب المقدمة، والحذر طبائع الجاموس من بنات الليل، والتقدم الذي في طالذي في طباع الخترير، والكمن تمثلا بصاحب الساقة، وكأوبة الطير إلى أوكارها، وغيرها من الدغل

والأعشاب والغياض التي تراها كالمعاقل ولما وهب الإنسان الروية وأعين بالفكر، ورفد بالعقل جمع هذه ها لنفسه، وفي نفسه بما خصصه به خالقه وميزه حين أظهره للوجود وأبرزه قال الخصال وما هو أكثر من

: الشاعر

أن يجمع العالم في واحد على االله بمستنكر وليس

وذه المزية فضل جميع الحيوانات حتى بلغ منها مراده بالتسخير والأعمال واستخراج المنافع منها وإدراك فادها بالعقل لأن العقل ينبوع العلم والطبيعة ينبوع الصناعات، والفكر الحاجات ا وهذه المزية است

بينهما مستمد منها فصواب بديهة الفكر من سلامة العقل وصواب روية الفكر من صحة الطباع وصحة وأصحاب الكلام في ذيب الأخلاق يرون أن . الطباع من موافقة المزاج بالبدن الاتفاقي والاتفاق الغيبي

الأخلاق في الإنسان كائن عن اختلاف قوى النفس الناطقة فإم يسمون القوة التي محلها الدماغ اختلافالنفس الإنسانية وعنها تصدر الأفعال الملكية والقوة التي محلها القلب، النفس الغضبية وعنها تصدر الأفعال

لبهيمية، ولا يخلو أن تقوى كلها حتى الشيطانية، والقوة التي محلها الكبد النفس الشهوانية وعنها الأفعال اتبدو أفعالها متكافئة من غير مطاوعة منها لغيرها وتكون كعدة أقوام ترافقوا ولهم أغراض بعددهم ليس للواحد منهم على الباقين رئاسة، فهم مترافقون متعاضدون حتى تسلم لهم الحياة في سبيلهم، ويتم لكل

لك كانت نفوس الملوك الجبابرة والساسة القاهرة لما فيها من واحد منهم إدراك غرضه، وإذا كانت كذعلو الهمة التي في خاصة بالنفس الإنسانية، ولما فيها من التغلب والاعتصام ومنع اجانب، وانتهاك الحرمة،

وذلك خاص بالنفس الغضبية، ولما فيها من الحرص والطمع والنشوة والاستئثار بالأموال من غير اعتقاد و وقوف عند غاية، وذلك خاص بالنفس الشهوية وأما أن تضعف النفوس الثلاث ضعفا متكافئا كغاية أ

حتى لا تصل واحدة إلى حقها إلا أا في هذا لا يقال لها سقيمة ومن كانت هذه حال أنفسهم كانوا فسه إسقاط الناس ورعاعهم وأهل الضعف والسكينة، ومن لا يوجد لهم تقدم في معاشه ولا تدبير في ن

Page 20: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 20

ولا يأخذ نفسه بدقيق الصنائع ولا بمعالي الأمور، ولا يلتمس قوته في نفسه إلا عند نوع قليل الفكر كثير النوم لا تسؤوه اللأواء ولا تسره النعماء، وأما أن تقوي النفس الإنسانية، وترأس الغضبية والشهوية مع

حكماء الناس وفلاسفتهم، سلامتها، ولزومهما الحال الأفضل ومن كانت نفوسهم كذلك كانواوالمعلمين الحكمة فإن كانتا ضعيفتين مسامتين ليستا على ارى الطبيعي، ومن كانت هذه الحال أنفسهم كانوا عبادا زهادا، خائفين الله عز وجل، هينين لينين أو ظباء الأخلاق قليلي الشهوة للمآكل والمشارب،

الله تعالى راغبين فيما عنده منقطعين إليه، وذلك أم لما والمناكح زاهدين في المكاسب والتجارات محبينبطل تعلق النفس الغضبية والنفس الشهوانية ظفرت النفس الإنسانية بنفسها فاشتاقت إلى عالمها، وزهدت

فيما سواه، وأما سقم الثالثة فتبطل أفعالها ولا يوجد لشيء منها ارى الطبيعي فيكون من ذلك البله ، ومن لا يحصل من أمر دينه ولا ماكله ولا مشربه شيئا البتة حتى أنه يوجد هؤلاء من لا والمعتوهون

يلتمس قوته، ومنهم يثب على الناس، ومنهم من يخاف الناس، ومنهم من فيه مداراة للناس وخبث، وأما ل النجدة أن تقوى الغضبية وتملك الاثنتين وتستولي عليهما مع سلامة فيها وهذه نفوس المحاربين وأه

والإقدام والبطش والمنافسة والتغلب لأن تدبير النفس الإنسانية كله هو فيما كان فيه لذة النفس الغضبية وأما أن تقوي النفس الغضبية مع سقم الاثنين وخروجها عن الحالة الطبيعية فتكون هذه نفوس السراق

قوبات فهذه الطبقة تستلذ أن تؤذي من وقطاع الطريق، وأهل الدعارة وقتلة النفوس، والصابرين على العلا يؤذيها، وترى ذلك مغنما، قاسين القلوب على نفوسهم فضلا على من سواهم، وأما أن تقوى

الشهوانية وتملك الاثنين مع سلامة منهما، فإن هذه نفوس التجار وكسبة الأموال، وأهل الثراء، وأما أن ما ليستا بسقيمتين البتة، فتكون هذه النفوس نفوس الملاحين تقوى وتستقيم الاثنتان، ويبطل فعلهما إلا أ

والنقلة والرعاع وكل من تعبه لشبع بطنه، وقد تقوي نفسان وتستقم واحدة أو تسقم نفسان وتقوى واحدة ولهذا ضرب من التركيب لا يخفى على من له ذهن وفكر

فصل

الرشد الحصين، قربت فيها الحكماء بعد الأرب، وها هنا أمثلة ضربت لذي العقل الرزين ليتبوأ منها معقل .وجعلتها فارقة في الاختلاف بين الضارب والضرب

ومنها أم مثلوا النفس الإنسانية بالملك المستولي، وأفضل أحواله أن يكون عالماً عادلا لينا مهيبا مطاعا لذين يسدون ثغوره ويقهرون قويا من غير غلطة، رؤوفا من غير مهانة والنفس الغضبية مقال جنده ا

أعداءه، ويقومون رعيته، وينفذون أمره وأفضل أحوالها أن تكون عزيزة الجانب في نفسهم سهلة الانقياد

Page 21: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 21

لسلطاا المستخدم لها، والنفس الشهوانية مثال رعيته الذين يجب أن يكون عريكتهم لينة مواتية ورهبتهم ه القوى مأخذها، وتعادلت في أوزاا وأقسامها كان منه، ومن جنده ثابتة مستحكمة فمتى أخذت هذ

الإنسان كاملا وإن زال عن ذلك نقص، وكان نقصانه بمقدار زواله، والنفس الإنسانية، لا تسلم من معارضتها إلا أن تكون صارمة قوية أبية، فإا إذا كملت شدا واستحكمت قوا ثبتت لمقابلة العدوين

ي بين الضعيفين، فأما إن كانت وضعيفة بين قوتين فهناك تجتمع المعايب اللذين معها، إذ قيل للقو .والمثالب وترتفع المحاسن والمناقب

ومنها أن البدن كالمدينة، والنفس الإنسانية كالملك، والحواس الباطنة والظاهرة كالجنود، والأعضاء عيته، فإن قصد الملك قهرها كالرعية، والغضب والشهوة كعدوين ينازعانه الملك ويسعيان في هلاك ر

استقامت مملكته وصارت إلى العاقبة رعيته وإن لم ينازعهما، وضيع الحزم اختلت مملكته وصارت عاقبة .أمره إلى الهلاك

مثل النفس الإنسانية مثل الفارس ركب لأجل الصيد فشهوته فرسه وغضبه كلبه، فمتى : ومنها أم قالواضا، وكلبع معلما كان جديرا بالنجح، ومتى كان الفرس جموحا كات الفارس حاذقا، وفرسه مرتا

والكلب عقورا، ولا فرسه تنبعث تحته على حسب إرادته، ولا كلبه يسترسل بإشارته، فهو خليق .بالعطب فضلا عن أن ينال ما طلب

لخترير ومنها أن البدن كبيت فيه إنسان وسبع، وخترير، فالإنسان النفس الإنسانية، والسبع الغضب، واالشهوة، فأي الثلاثة غلب فالمسكن له فيجب أن تكون هاتان النفسان تحت سلطان النفس الإنسانية

فيجريهما مجرى المركب الذي يركبه عند الحاجة بسرج يذالله وشكيمة تحنكه، وحنان يلينه وسوط يخفيه أن يشرد فيهلك ويجني على فإذا نزل عنه ألزمه الشكال والرباط لئلا يجد على حال من الأحوال شيئا إلى

صاحبه، والقول الحق أن الخلق مشتق من الخلق وكما لا سبيل إلى تبديل الخلق كذلك لا قدرة على تحويل الخلق ولكن لا مندوحة على الاستبصار، وقمع التلون بعزائم الاستبصار حتى يصير المحمود من

لم يكن ذلك ممكنا لما وضعت الحكماء الكتب في الأخلاق بحتا والموصوف لا يشتغل بالأرزاء به وقتا ولو الحض على ذيب الأخلاق وإصلاحها، وليس ذلك بالعبث فيها بل لمنفعة عظيمة موجودة ظاهرة، مثاله أن الحبشي يتدلك بالماء والغسول لا ليستفيد بياضا، ولكن ليستفيد نقاء شبيها بالبياض والنفس الإنسانية

، فحذفت زوائدهما ونقت فواضلهما ووفت نواقصهما، "غضبية والشهويةال"إذا ساست القوتين أعني وذيلت قوالصهما أعني إذا رأت غلمة في الشهوة أخمدت نارها، وإذا وجدت السرف في الغضبية قصرت

عنائها فحينئذ يقومان على الصراط المستقيم فيعود السفه حلما، أو تحالما، والحسد غبطة، أو تغابطا، و تكاظما، وصرفت هذه الكوامن في هذه المكامن إذا سارت سورا، وثارت ثورا والغضب كظما أ

Page 22: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 22

على مناهج الصواب تارة بالعظمة واللطف، وتارة بالزجر والعنف، وتارة بالأنفة وكبر النفس وتارة ج أحلى بإشعار الحذر وتارة بعلو الهمة، وهناك يصير العفو عند القادر ألذ من الانتقام، والعفاف عند الهائ

من قضاء الوطر، والقناعة عند المحتاج أشرف من الإسفاف، والصداقة عند الموتور آثر من العداوة والمرارة عند المحفظ أطيب من المماراة على أن الأمرين بالتخلق والتطبع غير منكرين

لده لكنهم لما رأوا كل إن الخلق من الخلق، والولد شبيه بوا: إن الأخلاق تابعة لمزاج البدن في الأصل يقالما يمكن أن يقال فيه للإنسان لا تفعل هذا أو قلل منه وكف عنه كما يقال لبصير سدد طرفك، واكحل

عينيك وقر ناظرك، وكذا يقال للطويل تكامن في هذا الزقاق حتى دخلن وتقاصر حتى تصل لمرور به، تثال الأمر، ولا كان الحال هذه، فرقوا وحرضوه عليه لوجود الأمكان، وعدم العجز عن وطئ الجسر في ام

ما تقدم التمثيل به في الاستطاعة وبين تكليف ما لا في الوسع، وهذا إن يقال للأعمى لم لا تكون بصيرا وللطويل لم لا تكون قصيرا، فإن الأول من باب الخلق الذي مكن أن ينتقل، والثاني من باب الخلق الذي

ونفس وما سواها ": لوق في المكلف، ولولا هذا لما قال تبارك وتعالىلا يمكن أن يتبدل، والإمكان مخ فلو لم يكن ممكنا لما لاح "قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها": ثم قال"فألهمها فجورها وتقواها

الفلاح ليحضه بالحرص على تزكية النفس والاجتهاد في إزالة لبس الدين وقد قالوا ونفائس الأخلاق كون بحسب التمايز والغرائز فإن كرمت أواصره فمحمول إلا أن تغلب النفس هواها وخسائسها ت

فيشوب من أخلاقها بالمذموم، ومن لومت عناصره مطبوع على الشر إلا أن تحدث بقواها فيمتزج المذموم إن من أخلاقها بالمحمود، لكن لا يدومان، فإن الطبع أملك للنفس التي هي محله وعلة تضاد أخلاق الكريم

نفسه الإنسانية ربما ضجت أو اهتضمت فتبعثها أنفتها من العار على المكافأة والانتصار، كما قال : الجاهلي

فنجهل فوق جهل الجاهلينا لا يجهلن أحد علينا ألا

: وقال أعرابي

جني النخل إن سومحت يوما لأكلي يوما وإنني" شورست"الصاب إن أنا

وإيعاد أقل قول فاعلي بوعد ن أقليد بالعرف والنكرا بسيط

عن الواهي المضلل غرامي على الضعف المنيخ وممسك صؤول

: وكما قال البحتري

إليك ببعض أخلاق اللئيم أخرجت ذا كرم متى

: وكما قال أبو تمام

Page 23: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 23

والنار قد تنقضي من ناصر السلم أخرجتموه بكره عن سجيته

ذرا إن أهنته، ومن اللئيم إن أكرمته ومن العاقل إن أحرجته، ومن ومن كلام الحكماء كن من الكريم ح : الأحمق إن مازحته، ومن الفاجر إن عاشرته، وقد تظرف بعض المتأخرين في قوله

فقام خطيب في البرية يخطب لا طبعا وجدت تكلفا تكرمت

بالطبع والطبع أغلب منعتهم أتاك الناس من كل جانب فلما

لئيم أنه ربما كان له صديق يصفي له الود لا يعبأ به جريا على سجيته، فإذا ألم وتكلف وعلة ذلك في ال : من التودد ما لا في وسعه فيعجز، ويقصر ولهذا قال القائل في ذلك

فضح التطبع شيمة المطبوع لا تتكلفن في الهوى هيهات

: والسابق إلى هذا القول زهير بن أبي سلمى حيث قال

يدعه ويغلبه على النفس حتمها ا ليس من حتم نفسهيبتدع م ومن

وقد أبان بعض المتكلمين في الخلاق السبب في تباينها واختلافها، وتغلب بعضها على بعض فقال أجسادهم "إما كامل لا تتطرق إليه النقصانات، وهم أصحاب العالم العلوي : المخلوقات على ثلاثة أقسام

وإما ناقص لا تتطرق إليه الكمالات وهو الحيوان . ونفوسهم الكواكبالسماوات وأرواحهم الملائكة،بقي من التقسيم قسم وهم الذين يكونون كاملين مرة، وناقصين أخرى فإذا صاروا في . والمعادن والنبات

الكمال كانوا جالسين مع الملائكة في حضرة رب العالمين معتكفين على بابه مواظبين على ذكره متوكلين ته، وأما إذا صاروا في النقصان ومقام الغضب والشهوة، أما في الغضب فتارة يكون كالكلب على رجم

العقور، والجمل الصؤول، وتارة كالنار المحرقة، والمياه المغرقة وأما في الشهوة فتارة يكون كخترير أجيع ثم دا، يصدق عليه أرسل إلى النجاسات، وتارة كالذباب يدب على القاذورات فهو مع كونه شخصا واح

أنه ملكي نوراني بالفضائل، وشيطاني ظلماني بالرذائل، وقالت الأطباء تباين أخلاق الإنسان عن اختلاف الطبائع فيه فغن الحرارة إذا غلبت على مزاج القلب يكون شجاعا سريع الحركة والغضب قليل الحقد،

غليظ الطبع ثقيل الروح، وإذا غلبت ذكي الخاطر حسن الأخلاق، وإذا غلبت عليه البرودة يكون بليداعليه الرطوبة يكون لين الجانب سمح النفس كثير الإنسان، وإذا غلب عليه اليبس يكون صبورا ثابت

: الرأي، صعب الانقياد والمراس، يضبط ويحقد، ويمسك، ويبخل، وقد لمح بعض الشعراء فقال

فما فيه مستمتع وإلا تحمل أخاك على ما به

طبائعه الأربع وفيه خلق واحدوأنى له

Page 24: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 24

وعلى أثر ذكر الطبائع سئل جالينوس عن الإنسان فقال سراج ضعيف بين أربع رياح، يريد البروج .والطبائع الأربع

وقال آخرون إنما اختلفت أخلاق الإنسان عن اختلاف الطينة التي خلق منها، لأا كانت مجموعة من : وأحمرها وأسودها وقد أشار بعض الشعراء إلى ذلك بقولهطيب الأرض وخبيثها وسهلها وحزا،

يجعل في الأعين واثمد كالأرض ومنها هم والناس

من خشن قاس ومن لين ومن تشتكي الرجل منه الأذى

إن االله تعالى : ومن أحسن ما يقال من القول الذي يفي بحق الإنسان في التكريم وتعلية درجة التعظيم وهما على بعض الأقوال مختلفان، اختلاف المطعم "وهديناه النجدين"دليل قوله تعالى ركب فيه الضدين ب

: والماء، يصدر أحدهما حالة الأفاقة، والآخر حالة الإغماء وإلى هذا أشار الشاعر بقوله هذا

حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن على المرء أيام محنته تمر

فضائل في عداد المرات، وهذا ملح أجاج قطع عبابه ما ج فهذا عذب فرات صلح لأحياء ما هو ن الللمدح من المسلك، والفجاج، ولما اقتضت الحكمة الإلهية جبلة على ذلك جعل بازاء كل مذموم من

الملائم محموداً من المكارم لتغشى الظلمة بالنور فبصيرته في خير المستور فتغلبه بعض هذه الأخلاق على : و فيعلو، أو تنقص فيرخص، فإن علا استحق قول الشاعربعض، في الإنسان تعل

والمكرمات ويا كبير الحاسد كامل الآداب منفرد العلا يا

شر أعينهم بعيب واحد من شخص الإمام كمالك فاستعذ

: وقول الآخر

زيناً بلا شين أخلاقه قلت حين تكاملت وغدت قد

لعينيوقيه من ا عيب ما كان أحوج ذا الكمال إلى

: وإن نقص استحق أن يقال فيه

تأنس المقلة الرمداء بالظلم بذميم الفعل طلعته تأنست

منها أن معنى تسميتهم أوجد : القول في معنى تسميتهم الإنسان بالعالم الصغير فذلك كمن وجوهسان فهو المخلوقات خمسة ضروب الجماد والنبات والحيوان والشيطان، والملك، وكلها مجموعة في الإن

جماد حيث يكون نطفة ولا حركة فيه ولا حس وهو نبات حيث ينمو ويغتذي، وهو حيوان يلد ويألم .وهو شيطان حيث يقوى ويضل، وهو ملك حيث يعرف االله تعالى ويعبده

ومنها أنه يصور كل شيء بيده، ويحكي كل صوت بفيه، ولأنه ينهش اللحم كما تنهش السباع، ويأكل

Page 25: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 25

ه البهائم، ويقضم الحب كما تقضمه الطير، ولهذا قالوا لا متفرق لو جمع كان منه إنسان البقول كما تأكلإلا العالم، ولا مجتمع لو فرق كان منه العالم إلا الإنسان، فهو إنسان بالفعل عالم اكبر بالقوة، وعالم أكبر

.بالفعل إنسان بالقوة

لى أربعة أصناف قائم كالأشجار، وراكع ومنها أن االله تعالى خلق المخلوقات في عالم الأجساد عكالبهائم، وساجد كالحيات، والحيتان، وجالس كالجبال، فخلق الإنسان حيث يكون تارة قائماً، وتارة راكعاً، وتارة ساجداً، وتارة قاعداً ويقال إنما بالعالم الصغير لأم مثلوا رأسه وروحه بالشمس إذ قوام

جسد إلا بالروح، وعقله بالقمر لأنه يزيد وينقص ويذهب ويعود، ومثلوا للعالم إلا ا، كما لا قوام للحواسه ببقية الكواكب السيارة، وآراؤه بالنجوم الثابتة ودمعه بالمطر، وصوته بالرعد وضحكة بالبرق،

وظهره بالبر وبطنه بالبحر ولحمه بالأرض وعظامه بالجبال، وشعره وأعضاؤه بالأقاليم، وعروقه بالأار، .غار عروقه بالعيونوم

اللحم، : ومنها أن فيه ما يشاكل الجمع، والشهور، والأيام، والسنة، أما الجمعة فإن بدنه سبعة أجزاء وهموالعظام، والأعصاب، والعروق، والدم، والجلد، والشعر وأما الشهور فإن لبدنه اثنا عشر جزء مدبراً منها

طحال، والمعدة والأنثيان، وستة ظاهرة وهي العقل والحواس ستة باطنة وهي الدماغ والقلب، والكبد والالخمس، وأما الأيام فان فيه ثلاثمائة وستين عظماً منها ما هو لبنيه الجسد، مائتان وخمسة وستون عظماً، والباقي سمسانية لسد الفروج التي تكون بين العظام، فإن فيه أربعة أخلاط طبعها طبع الفصول الأربعة،

بيع في حرارته ورطوبته، والمرة الصفراء كالصيف في حره ويبسه، والمرة السوداء كالخريف في فالدم الرفما تقول في البلغم؟ قال الملك الأكبر إن فتحت عليه باباً، فتح باباً، : برده ورطوبته وسئل أرسطو طاليس

ل في المرة الصفراء؟ قال قيل فما تقول في الدم؟ قال عبدك وبيدك، وربما قتل العبد مولاه، قيل فما تقوكلب عقور في حديقة، قيل فما تقول في المرة السوداء؟ قال هيهات تلك الأرض إذا ماجت ماج عليها

البلغم في الجسد كالسبع الذي لا يضرب شيئاً إلا قتله، وإن منه السودان، كاللص إذا : وقال جالينوسب والدماغ فيفسدهما، والدم كعبد السوء ربما دخل الدار عمد إلى خير شيء فيه فسرقه، يغلب على القل

قتل سيده فدواؤه إخراجه لأن التصفية لا تنفع فيه، والصفراء يرضيه اليسير، ويصلحه القليل فهي يج بالثمرة وتعمقها شربة باردة وهذه الأخلاط من أول مزاج الأركان التي هي العناصر الأربعة، وهي النار،

ومزاجها تقابلها وازدواج بعضها ببعض، ومن هذه الأركان يبتدئ التركيب، والهواء، والماء، والأرض،واليها ينتهي التحليل وهي على الجملة، فالإنسان وعاء القوي وظريف المعاني وطينة والصور ومعدن

الآثار، وهدف الأعراض، ولكل شيء فيه نصيب، ومن كل شيء عنده حلية وله إلى كل شيء مسلك،

Page 26: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 26

يء نسبة ومشاكلة، وهو جملة أشياء لا تنفصل، وتفصيل حقائق لا تتصل، وهو لب وبينه وبين كل شالعالم بين المتوسط بين العالمين وله نزاع إلى الطرفين إلى ما حط عنه بالتشوف إلى الكمال، وإلى ما يعلو

أثره، عنده بالتتره عن النقصان، وهو تابع للغالب، ومنجذب مع الجاذب، وفاعل فيما علا عليه، وقبل .وقابل مما انحط عنه وسرى إليه أثره واالله اعلم بالصواب

الباب الثاني

في ذكر طبائع ذي الناب والظفر

الحيوان السبعي أرضي ناري، وإنما قيل له أرضي ناري لما فيه من العدو والخفة : قال ابن أبي الأشعثإنما قيل له الأرضي لأن اليبس فيه والافتراس، وأكل الدم واللحم الحي، وجميع ذلك بطبعه الناري، و

مفرط لغلبة يبس الأرض على حر النار، وحر النار مساعد غير معاند فلهذا هو أشد الحيوان واجرؤه، وهو قوي الصلب شديد الختل عاسي الجسم شرس الأخلاق لا يألف كل نوع من أبناء نوعه لشراسته

لادها لقساوة قلوا، وإن وجدت جراها أكلتها، واستئثاره هو نفسه، ولا يتزوج، ولا تربي الذكور أو ولنجعل أول ما نذكر من هذا النوع

القول في طباع الأسد

وإنما بدأنا به أولا لأنه أشرف هذا النوع لأن مترلته في مترلة الملك المهيب لقوته، وشجاعته، وقساوته، ا مستدير الجثة، والاخر طويلها وجهامة خلقه، وشارسة خلقه، والذي يعرفه الناس منه صنفان أحدهم

كثير الشعر، وعد أرسطو في هذا النوع ضروياً كثيرة، وحكى عن بعض من تكلم في طبائع الحيوان قلبه أن في أرض الهند سبعا سماه باليونانية في عظم الأسد وخلقته، ما خلا وجهه فإنه شبيه بوجه الإنسان

، وفي طرفه جمة وله صوت يشبه الزمارة وهو قوي يأكل ولونه شديد الحمرة، وذنبه شبيه بذنب العقربلحوم الناس وذكر أن في السباع ما يكون في عظم الثور وفي خلقته، له قرون سود طولها في قدر شبر إلا

أنه لا يحرك الفك الأعلى كما يحركه الثور، ولرجليه أظلاف مشقوقة، قصير الذنب بالنسبة إلى نوعه، التراب، وإذا جرح هرب، وإذا ضعف رمح برجليه، ورمي برجعيه على بعد، ويحفر بخرطومه، وينسف

إن اللبوة لا تضع إلا : فأما السبع الذي صدق فيه الخبر فإن أصحاب الكلام في طبائع الحيوان يقولونجروا واحد وتضعه بضعة لحم ليس فيها حس ولا حركة، فتحرسه من غير حضان ثلاثة أيان ثم يأتي أبوه

في تلك البضعة المرة بعد المرة حتى تتحرك، وتتنفس فتنفرج الأعضاء، وتتشكل الصورة ثم ذلك فينفخ

Page 27: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 27

تأتي أمه فترضعه، ولا يفتح عينيه إلا بعد سبعة أيام من تخلقه، وهي ما دامت ترضع لا يقرا الذكر البتة، ذكر الأنثى، فإن فإذا مضت على الجرو ستة أشهر كلف الاكتساب لنفسه بالتعليم والتدريب، وطارد ال

كانت صارفة أمكنته من نفسها، وإن لم تكن دفعته ومنعته، وبقيت مع شبلها بقية الحول وستة أشهر من الوثبة واللصوق بالأرض والإسراع في الحضر : الثاني، وحينئذ تألف الذكر وتمكنه من نفسها، وللأسد بعد

يس لغيره من السباع وهو إذا شبع من فريسته إذا هرب، والصبر على الجوع، وقلة الحاجة إلى الماء ما لتركها، ولم يعد إليها ولو جهده الجوع ولا يأكلها غيره، وإذا أكل يقيم يومين وليلتين بلا طعام لكثرة امتلائه ويجعر بعد ذلك جعرا يشابه جعر الكلب، وإذا بال رفع إحدى رجليه كالكلب وإذا فقد أكله

فهو وادع، وأكل الجيف أحب إليه من اللحكم العريض الغض، وهو لا صعب خلقه، وإذا امتلأ بالطعام، يثب على الإنسان للعداوة، ولكن للطعم، فإنه لو مر به وهو شبعان لم يتعرض له، وهو مع ذلك حريص م، واسع النحر ينهش ولا يمضغ، قليل الريق ولهذا يوصف بالبخر، ولحم الكلب أحب اليه، ويقال إنما

ه فإنه إذا أراد الطواف في جنبات القرى الح الكلب بالنباح عليه والإنذار به، فيرجع خائبا ذلك لخفته عليلنهوض الناس عليه، فإذا أراد ذلك بدأ بالكلب ليأمن إنذاره، ومن شأنه إذا أكثر من حسو الدم واكل

ه وبين عريسه اللحم، وحلت نفسه منهما طلب الملح وجعله كالحمض بعد الحلة فهو يطلبه، ولو كان بينخمسون فرسخا، ويوصف بالجبن والجرأة، فمن جبنه أنه يذعر بصوت الديك، ومن نقر الطشت،

والضرب على الطنبور والحبل الأسود، والديك الأبيض، والسنورة، والفأرة، وقد تكون النار من أسباب ن الحيرة والعجب ا وإدمان اغتراره واغتياله لأنه يعتريه ما يعتري الظباء والوحوش عند رؤيتها النار م

النظر إليها، والفكر ا حتى تشغله عن التحفظ والتيقظ، ومن جرأته أنه يقدم على المقنب الكبير، والجمع إن الأنثى أجرأ من الذكر، والجاحظ : الكثير، والأسد الأسود أكثر جرأة وجهالة وكلبا على الناس ويقال

زق ومن عادته إذا عاين أحدا لا يفزع ولا ينهزم، وإن ألجئ إلى إنما هي أن: لا يعجبه هذا القول ويقولذلك وأحس بالصيادين تولى، وهو يمشي مشيا رفيقا، وهو مع ذلك ملتفت يضمر الخوف ويظهر عدم

الاكتراث، فإن تمكن منه الخوف هرب عجلا حتى يبلغ مكانا يأمن فيه فإذا علم أنه آمن مشى ميادا، وإن الهرب جرى جريا شديدا كالكلب، وإن رماه أحد ولم يصبه شد عليه، فإن كان في سهل وألجئ إلى

أخذه لم يضره وإنما يخدشه، ثم يخليه كأنه من عليه بعد الظفر به، وإذا شم رائحة الصيادين عفا أثره بذنبه إلى وفيه من شدة البطش ما أنه يأتل الجمل فيضرب جنبه بيده فيثني الجمل عنقه كأنه يريد عضه بيساره

مشعره فيجذبه جذبة يفصل ا بين دأيات عنقه، وإن ألفاه قائما وثب عليه، فإذا هو في ذروة سنامه فعند ذلك يضربه كيف شاء ويتغلب به كيف أحب ومن عجيب أمره أنه لا يألف شيئا من السباع لأنه لا

مع سائر يرى فيها ما هو كفؤ له فيصحبه، ولا يطئ على اثره شيء منها، ومتى وضع جلده

Page 28: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 28

جلودها تساقطت شعورها، ولا يدنو من المرأة الطامث، ومتى مس قوائمه لحاء شجر البلوط خدر ولم يتحرك من مكانه وإذا غمره الماء جاء الصبي حتى يركب على ظهره ويقبض على أذنه، ولا تفارقه الحمى

ض عظامه ببعض خرجت ولذلك الأطباء يسمون الحمى داء الأسد، وعظامه عاسية جدا، وإن دلك بعمنها نار كما يخرج من الحجارة، وكذلك في جلده من القوة والصلابة، ما لم يعمل فيه السلاح إلا من

مراق من بطنه، وليس في الأسود إلا وحشيا، وقد يطول مثوى الواحد مع الناس حتى يهرم وهو في جميع أبصر غيضة بين يديها صحراء، ويبلغ من حالاته صعب شديد العزم لا تؤمن شروره إن انفرد من سوامه و

.العمر كثيرا، وعلامة ذلك أن يصاد فيوجد مهشوم الأسنان وليس ذلك إلا من الكبر

الوصف والتشبيه

أقبل يتظالع من ": وصفه أبو زيد الطائي في حكاية حكاها لعثمان بن عفان رضي االله عنه وقد لقيه فقاللطرفه وميض، ولأرساغه نقيض كأنما تخبط هشيما، أو يطأ بغيه، ولصدره غيظ، ولبلاعيمه غطيط، و

صريما، ذا هامة كان، وخد كالمسن، وعينان سجراوان كاما سرجان، وقصرة ربلة، ولهزمة رهلة وساعد مجدول وعضد مفتول، وكف شثنة البراثن، ومخالب كالمحاجن وفم أشدق كالغار الأخرق يفتر

هجنا به قرقر وبربر ثم زأر فجرجر، ثم لحظ البرق يتطاير من جفونه عن معاول مصقولة غير مغلولة، فهجعن شماله ويمينه، فأرعشت الأيدي واصطكت الأرجل، وجحظت العيون، وساءت الظنون، ولحقت

الظهور بالبطون، وقد روى آخرون في حكايته وصفا آخر، وكان الوصفان مصنوعين على لسانه، إذ .العرب قلما تسترسل في السجع

هو له عينان حمراوان مثل وهج الشرر كأنما نقرتا بالمناقر عرض حجر لونه ورد، وزئير رعد، هامته وعظيمة، وجبهته سقيمة، نابه شديد، وشره عتيد، إذا استقبلته قلت أقرع، وإن استدبرته قلت أقرع، لا

: يهاب إذا الليل عسعس، ولا يجبن إذا الصبح تنفس ثم أنشد

على الإقدام للقرن قاهر جريء برعبوس شموس مصلخد مكا

كجمر الغصا في وجهه الشر طائر شثن وعيناه في الدجى براثنه

قلص الأشداق عنها خناجر إذا بأنياب حداد كأنها يدل

: ومن التهويلات في الأسد نظما قول القائل

للهول في غسق الدجى دواسا لا تستوش ليثا مخدرا إياك

يستطيع له الأنام مراسا لا جدولهكأمراس القليل مراسا

Page 29: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 29

فتخالها أقواسا أظافره البراثن لمحاجن عطفت شثن

من دون الحديد لباسا يكفيه فإهابه. . . الحديد لجلده لان

فكأن بين فصولها أجراسا أرساغة بعظامه مصطكة

بين شفورها مقباسا أبصرت نظرت إلى وميض جفونه وإذا

: وقال آخر يصفه

حديد الناب والأظفار وردا وقاك رب الناس ليثا توق

الأسنة أو حدا مذربة بملتقى اللجين منه كأن

زئيره برقا ورعدا ورجع لمح عينيه هدوء وتحسب

إذا لاقته في الغاب فردا الأسد حين تراه منه تهاب

قبل تأنف يصيدا وكانت من الفرائس حين يبدو تصيد

: وقال الناشئ يصفه

أجم الحين في اجمه قد ذي شبلين قسورة رب

ولا يدنو إلى حرمه لا لا يرى حيا يطيف به

النار غور فمه وكغفور الحرب هامته كمجن

وكهضيب صعب ملتزمه الجذع قصرته وكجدل

رحب مبتسمه وتلف القد ساعده وتظفر

شعب ملتقمه وكلصب وكوقب الشعب فعلته

نجيه بمختطمهي حين الناب مخلبه ولناب

لحييه وملتثمه بين الموت معترض وكأن

باللحظ من ضرمه عينيه وكأن البرق ما قدحت

بالزأر من سدمه نفسه الرعد ما انتزعت وكأن

منبته إلى قممه بين المخاشب ما وكأجناد

تلقيه على وجهه حين الدهر خطفته وكوشك

Page 30: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 30

إمضاء مغترمه عمر تسير إلى وكأجال

كرة إذ ذاد عن حرمه السيف منصلتا نوكأ

قصدا إلى نهمه حصره السهم منخرقا وكأن

الناس من قسمه فجميع أن يكون رزق الورى قسما

: وقال أبو الطيب المتنبي يصفه من أبيات

ورد الفرات زئيره والنيلا إذا ورد البحيرة واردا ورد

في غيله من لبدتيه غيلا بدم الفوارس لابس مخضب

يعرف التحريم والتحليلا لا وحدة الرهبان إلا أنه في

نضدت بها هام الرفاق تلولا على الأردان منه بلية وقعت

تحت الدجى نار الفريق حلولا قوبلت عيناه إلا ظنتا ما

آس يجس عليلا فكأنه الثرى مترفقا من تيهه يطأ

تصير لرأسه إكليلا حتى عفرته إلى يافوخه ويرد

لشدة غيظه مشغولا عنها فيما يزمجر نفسه تظنهو

الكمي جواده مشكولا ركب فخامته الخطى فكأنما قصرت

: ثم خرج إلى ذكر الممدوح، وقال عبد الجبار بن حمديس يصفه

على الوحش المقيمة في القفر أمين مقيم في غياض منيعه ليث

سفركاللص السبيل على ال ويقطع يلحم شبليه لحوم فوارس

يشتوي لحم القتيل على الجمر فما له في فيه نار وشفرة هزبر

فإن بات يسري باتت الوحش لا تسري عيناه إذا أظلم الدجى سراجان

كأن على أرجائه صبغة الحبر جبهة مثل المجن ومعطس له

برق من حماليقه الجمر ويلمع رعد من عظيم زئيره يصلصل

الأرض منه مضروبة الظهر رىت ذنب مستنبط منه سوطه له

منهما طبل يحض على الكر له جنبيه به فكأنما ويضرب

صلاب ليس تهتم بالفهر نيوب في التعبيس فكيه من مدى ويضمك

Page 31: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 31

أقصى من القضيب المبتر خناجرها بلف عرض شبرين عرضها يصول

بدا للعين في أول الشهر هلال كأنه. . . منها كل ظفر يجرد

وذكر كيف صرعه وقتله . . . إلى ذكر الممدوح ثم خرج

القول في طبائع الببر

حبشي وهو في صورة أسد كبير ازب ملمع بصفرة وسواد ويقال إنه متوالد بين : وهو سبع هندي، ويقالالزبرقان واللبوة، ومن طبعه أن يسالم النمر وغيره من السباع، فإذا استكلب خافه كل شيء كان يسالمه،

أن الأنثى : سد متوادان أبدا ومودته معه كمودة الخنافس، والعقارب، والحيات والوزغ، ويقالوهو والأمنه تلقح بالريح ولهذا يقال أن عدوه يشبه الريح سرعة، ولا يقدر أحد على صيده وإنما تسرق جراه

رمي إليه فتحمل في مثل القوارير من زجاج عظام، فيركض ا على الخيول السابقة فإن أدركهم أبوهابقارورة منها فينشغل بالنظر إليها والحيلة في إخراج جروه منها فيفوته الآخذون لها، وقد زعم قوم أنه إذا

.استكلب ورآه الأسد رقد حتى يبول في اذنه خوفا منه ورهبة له

القول في طباع النمر

العكس، وزعم أصحاب ومزاج هذا الحيوان كمزاج السبع، وهو صنفان عظيم الجثة صغير الذنب وبالبحث عن طباع الحيوان أن النمرة لا تضع ولدها إلا وهو مطوق بأفعى وهي نعيش وتنهش إلا أا لا

تقتل، ومترلته من السباع في الرتبة الثانية من الأسد، وهو خفيف الجرم شديد الحضر، يقضان الحراك، وفي نتصف من الأسد فإن قوته على سائر الحيوان طبعه عداوة الأسد، والظفر بينهما سجال وهو وإن كان ي

قوة الأسد، وهو ش خطوف بعيد الوثبة، وربما وثب أربعين ذراعا صعدا إلى مجثمه الذي يأوي إليه، وفي طبعه أنه يشبع لثلاثة أيام يقطعها بالنوم، ثم يخرج في اليوم الرابع، ومتى لم يصد لم يأكل ولا يأكل من

فسه من أكل الجيفة، ولو مات جوعا، ولا يأكل لحوم الناس إلا للتداوي من صيد غيره كالأسد ويتره نإذا كثر حنق الرجل على : داء يصيبه، وفيه زعارة خلق، وحد نفس وتجهم وجه، وشدة غيظ، ولهذا يقال

عدوه، واشتد غيظه لبس له جلد النمر أي تخلق باخلاقه، والمعضوض من هذا النوع يطلبه الفأر ليبول ذا ظفر به وبال عليه مات، وهو يحب شرب الخمر، وا يصاد، فإنه إذا سكر نام، وزعموا أنه عليه فإ

يتولد بينه وبين اللبوة سبع يسمى الذراع، على قدر الذئب العظيم جريء لا يأوي معه شيء من السباع .والوحش

Page 32: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 32

الوصف والتشبيه

: قال أبو الفتح كشاجم من طردية

المحيا ظاهر التشنيججهم كالمغضب المهيج وكالح

كشبا أسنة الوشيج أو يكشر عن مثل مدى العلوج

من نمط منسوج كأنه الجلد بلا تدبيج مدبج

لم تك فيه بروج كواكبا فيه لمع التدريج تريك

فصل

ومن أطرف ما يحكى أن مروان بن الحكم دس القتال الكلابي لابن هبار فقتله ثط طلبه ليقتله به ليزيل عن فسه التهمة فهرب منه، ولجأ إلى غار فيه نمر فاعتركا طويلا، فلما لم يظفر واحد منهما بصاحبه تآلفا، ن

فكان هذا يأكل من صيد هذا وهذا يأكل من صيد هذا، إلا أن القتال كان يأكل مما تمسه النار فقال : يذكر حاله

أني أذن لمضلل لآتيه مروان إلي رسالة أيرسل

ولكني من شخص مروان أوجل بعد مرحلبي عصيان ولا وما

الجون إلا أنه لا يعلل أبو في الغار هذا الصاحب ولصاحب

ضمات وطرف كالمعابل اطحل ما التقينا كان أذكى حديثنا إذا

وكل في العداوة مجمل مهزا عدو ولو يرى في عدوه كلانا

له منها صديق مخردل فكل تضمنت الأروى لنا بشوائنال

الأذى عنه ولا يتمهل أميط في صنعة الزاد إنني أفضلهو

القول في طبائع الفهد

زعم أرسطو أنه متولد بين أسد ونمرة، أو بين لبوة ونمر ومزاجه كمزاج ما تقدم وفي طبعه مشاة لطبع كر إن الفهدة إذا حملت وثقلت حملها، حنى عليها كل ذ: الكلب في أدوائه والنوم الذي يعتريه، ويقال

يراها من الفهود، يواسيها من صيده، فإذا أرادت الولادة هربت إلى موضع قد اعدته لها حتى إذا علمت : أولادها الصيد تركتها، وهذا الحيوان يضرب به المثل في شدة النوم، وقال الشاعر وقد عيره بكثرة النوم

Page 33: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 33

ن يحس الأمور حسا شديدا مقلتي وقلبي يقظا رقدت

الفهد نومه أن يصيدا يمنع الجواد كمالاالنوم في يحمد

وليس شيء في جرم الفهد من الحيوان، إلا والفهد أثقل منه، وأحطم لظهر الدابة والإناث أصعب خلقا، وأكثر جرأة، وإقداما من الذكور، وفي أخلاق الفهد الحياء وذلك أن الرجل يمر بيده على سائر جسده،

ثفر فيقلق حينئذ ويغضب، ومن خلقه الغضب، وذلك إذا وثب فيسكن لذلك حتى تصيب اليد مكان العلى طريدة لا يتنفس حتى ينالها، فيحمى لذلك، وتمتلئ رئتيه من الهواء الذي حبسه وسبيله أن يراح ريثما

يخرج النفس، ويبرد تلك الغلة، ويشق له عن قلب الطريدة ويشم إياه ثم يطعمه منه، ويسقي رية ماء إن ا، ودون الري إن كان الزمان بردا، وإن لم يروح لم يفلح بعد ذلك، وإذا أخط كان الزمان قيض

أ صيده رجع مغضبا، وربما قتل سائسه وقتئذ، ومن أخلاقه أن يأنس لمن يحسن إليه، ويقال أنه لص من لصوص السباع وهو وإن كان وحشيا فإنه يقبل الأدب إلا أن كبارها أقبل، وإن تقادمت في التوحش،

اثها أصيد من ذكورها، وفي طبعه أنه يحب الحسن ويصغي إليه وربما كان سببا في صيده، ومما ركب وإن: فيه أن ما عجز عن التكسب منها لهرم تجتمع على فهد يصيد لها في كل يوم شبعها، وقال أرسطو

لذلك، والسباع تشتهي رائحة الفهد وتسدتل ا على مكانه وتعجب به أشد العجب، فهو يتغيب عنها وربما قرب بعضها من بعض فيطمع في نفسه، فإذا أحس السبع منه ذلك وثب عليه فأكله، وهو ألطف

شما لأرايح السباع القوية الشم فإذا مر به أيل مفاجأة وثب عليه وأنشب مخالبه في مخالغه ومص دمه حتى رك الفريسة له تقربا إليه يضعف الأيل، ويسقط فتجتمع عليه الفهود فتأكله، فإن اجتاز به أسد ض وت

والفهد يعتريه داء يسمى خناقة الفهود، وقد ألهم أنه إذا اعتراه ذلك يأكل العذرة فيبرأ ويقال إن الأدواء التي تعتري الكلب تصيبه، وهي الكلب والذبحة والنقرس والفالج والجرب، وهذا الداء يعرض له فيصيبه

ينهم سبع مختلف المنظر لا يتناول الناس ولكن يصيد الكلاب الجرب، ويقال أنه يفسد الدبة فيتولد من ب .ويأكلها

فصل

وينبغي إذا صيد أن تغطى عيناه ويدخل في جواليق، ويجعل في بيت قد وضع فيه سراج، ويلازمه سائسه ليلا وارا، ولا يدخل عليه غيره إذا أنس به اركبه ظهر دابة، وأطعمه على يده، وأول من صاد به كليب

وائل ويقال همام بن وبرة، وكان صاحب لهو وطرب، وأول من حملها على الخيل يزيد بن معاوية، بنوأكثر من اشتهر باللعب ا أبو مسلم الخراساني، وأول من استأنس الحلقة في الصيد وأولع ا كثيرا

Page 34: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 34

يليها إلى بلاد العراق، بلاد الحجاز إلى اليمن، وما: المعتضد والمواضع التي يوجد ا هذا الحيوان ما يلي .وفيما يلي بلاد الهند إلى التبت

الوصف والتشبيه

ومعنا فهود أخطف من البروق وأرسع من السهم حين المروق، : قال أبو إسحاق الصابي من رسالة طرديةوأثقف من الليوث، أجرى من الغيوث وأمكر من الثعالب وأدب من العقارب خمص الخصور، قب

كاشرة عن . نون حمر الاماق حزر الأحداق ، هرت الأشداق، عرض الجباه غلب الرقابالبطون رقش المأنياب كالحراب تلحظ الظباء من أبعد غاياا، وتعرف حسنها من أقصى اياا تتبع مرابضها، وآثارها،

.وتشم روائحها وانشارها

وذكر ظبيا، فأرسلنا عليه فهدا ومن رسالة طريدة لضياء الدين المعروف بابن الأثير الجزري يصف فهدا سلس الضريبة ميمون النقية منتسبا إلى نجيب من الفهود ونجيبة كأنما ينظر من جمرة، ويسمع من صخرة، ويطأ من كل برثن على شفرة وله أهداب قد حيك من ضدين بياض وسواد، مصور على أشكال العيون

دى الأقصى في أدنى وثباته ويسبق الفريسة، قلا فتطلعت إلى انتزاع الأرواح من الأجساد، وهو يبلغ الم : يقتنصها إلا عند التفاتة، وقال بعض الأعراب يصف فهدا من أبيات

الاكفال رحب الترائب بمخطفة أبغي الصيد طورا وتارة بذلك

مخططة الآذان غلب الغوارب الأذناب نمر ظهورها مرفقة

تون الرواكبتستذري م حواجل عيونها. . . ورق كأن مدنرة

ضرم في ظلمة الليل ثاقب سني إذا قلبتها في الحجاج حسبتها

على أشداقها خط كاتب تخال فطس الأنوف عوابس مولعة

للأجراس من كل جانب مداهن للأذان حتى كأنها نواصب

نوافذ في صم الضمور نواشب آشاف ركبت في أكفها ذوات

بست بالبيد شهب الكتائبالت إذا ما لم تلق حربا ورجله فوارس

عيون لدى الصرات غير كواذب حتى ما تكاد تبينها تضاءل

مدلات بطول التجرب ضراء حراص يفوت البرق أمكث جريها

تحكي عناق الحبائب مرملة اجياد الفرائس أذرعا توسد

: وقال عبد االله بن المعتز يصف فهدة

Page 35: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 35

تطير على أربع كالعذب صيد إلا بوثابة ولا

تريك على الأرض شيئا عجب معلمة من نتاج الرياح

المحبة من لا يحب كضم الطريد إلى نحرها تضم

طمائره بالعطب تناجت ما رأى عدوها خلفه إذا

قد سبتها العرب كتركية لها مجلس من مكان الرديف

حليت سبجا من ذهب وقد سائل كحلها وفعلتها

ر الغبار وجد الطلبوطا أطلقت من قلادتها متى

تقوم بزاد الخميس اللجب وهي واثقة أنها غدت

: وقال عبد الصمد بن المعذل

تأذن السدفة في إشراقها لم اغتدى والشمس في رواقها قد

على عتاق الخيل من عتاقها أعراقها. . . وصحبتي الأمجاد في

اقهامنايا الوحش في أطو تغدو نمر بنات القفر من أرزاقها

بأيديها لدى استباقها ترى الغدر من أخلاقها وفية

والخزر من أحداقها كأنها أشا في العين في إنزلاقها مثل

ترك جرى الاثمد من اماقها السود على اشداقها والخطط

ختلها الوحش ومن إشفاقها من تخفى على رماتها نظارة

انخراقهارأيت الريح في أما الحيات في إطراقها كأنها

هوى السيل في ارشاقها تهوى لمعة البارق في ائتلافها أو

وهصرها الأقران واعتناقها أدرك الطرف سوى لحاقها ما

: وقال آخر يصفه

القلب حديد الفهم بجيد قد أسبق العصم وغير العصم

فيه وزن ذرة من لحم ما من عصب وعظم مركب

ه من قرمدم أراق فكم بعض نجوم الرجم تخاله

Page 36: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 36

لي من شاهد لخصم وأنفع يشبه ماء الكرم معصفر

: وقال بعض الكتاب يصف حيله، ودسيسه

غناء القس والقسوس قبل أسبق الأذان بالتغليس قد

كسي من صنعة القدوس جهم بذي دهاء ضاحك عبوس

تبتز من عروس كأنما من أحسن اللبوس ديباجه

ها عفرها والعيسطب بصيد إبليس أو أمكر من إبليس

سطو القادر الرئيس والسطو لطو الخامل الخسيس لاط

دبيب الماء في الغروس مثل دبيب ليس بالمحسوس له

يضاهي حيلة الأنيس وحش الخميس. . . كمين الجحفل فعل

سكون النافر الشموس إلى حتى إذا أفضى من التأنيس

من نعمة ببؤس أبدلها الاجال للنفوس وحمت

لاه عن الخشفان بالتيوس أسرع من عين إلى نفيس

: ولا مزيد في الحسن على قول فارس الدولة محمد بن أحمد السراج يصفه

ما في الصوارم والخطية الذبل واهرت الشدق فيه وفي يده

فقمصاه بجلباب من المقل تساهم الليل فيه والنهار معا

لناظره إلا على وجلتطلع والشمس مذ لقبوها بالغزالة لم

: وتبعه من قال ناسجا على منواله وحاويا على مثاله

جهم المحيا سيء الخلق حياء واهرت الشدق بادي السخط مطرح ال

الرشا حدا من ثوبها اليقق تهما بالغزالة أعط. . . مذ لقبوها والشمس

على المنايا نعاج الرمل بالحدق حياء كي يسالمها ونقطته

ل في طبائع الكلبالقو

قال المتكلمون في طبائع الحيوان الكلب لا سبع ولا يمة تامة حتى كأنه من الخلق المركب، لأنه لو تم له

Page 37: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 37

طباع السبعية ما ألف واستوحش في البراري، وجانب القفار، ولو تم له معنى البهيمية في الطبع ما أكل عا للفهد، وهذه حاله لمشاركته له في حرفة الصيد، واعتناء لحم الحيوان وكلب على الناس، وإنما جعلناه تب

الناس بتربيته، وتعليمه، كما اعتنوا بالفهد في ذلك وهو نوعان أهلي وسلوقي، وكلاهما في الطبائع سواء، وفي طبائع الكلب أنه يحلم ويحتلم، وتحيض إناثه في كل سبعة أيام وعلامة ذلك ورم اثفارها والأنثى تحمل

ما، ومنها ما تحمل خمس السنة، ومنها ما تحمل ربعها وما ولدته قبل الستين لا يعيش، وتضع ستين يوجراها عميا، ولا تفتح عينها إلا بعد اثني عشر يوما، ويظهر لبنها بعد حملها بثلاثين يوما، والذكور يج

ية أشهر وإذا وضعت قبل الإناث وهي تترو إذا مضى عليها سنة، وربما عرض لها ذلك إذا تمت لها ثمانالأنثى يترى عليها بعد ستة أشهر وتحمل إلى تمام عشرين سنة ويسفدها كلب أبيض وكلب أسود،

وكلب أبقع، وكلب أصفر، فتؤدي إلى كل سافد منها شبهه وشكله، وفي الكلب من الاهتداء إلى الأثر جرداء، وهذا من شدة الحرص وشم الروائح لغيره ولهذا تراه أبدا يشمم ويتروح ولو كانت الأرض ذوية

والجشع، ومن جشعه أنه لا يرمي بحجر إلا رجع إليه وعض عليه لما كان لا يأكل إلا شيئا رمي به إليه صار يتوهم، لفرط شهوته أن الرامي لم يرد عقره وقتله، وإنما أراد إطعامه والإحسان إليه، والجيفة أحب

جع في قيئه، ويشغر ببوله، وبينه وبين الضبع عداوة شديدة إليه من اللحم الغريض، وهو يأكل العذرة ويروذلك أنه إذا كان في مكان مرتفع ووطئت الضبع ظله في القمر رمى نفسه إليها مخذولا فاكلته، والظريف

في ذلك أن الإنسان متى حمل لسان ضبع لم سنبح عليه كلب، ومتى دهن كلب بشحمها جن واختلط مي حريمه شاهدا، وغائبا، وذاكرا وغافلا، ونائما ويقضانا، وهو أيقظ الحيوان وفي طبعه أنه يحرس ربه ويح

عينا في وقت حاجته إلى النوم، وإنما نومه ارا عند استغنائهم عن حراسته، وهو في نومه أسمع من فرس، وأحذر من عقعق، وهو إذا نام كسر أجفان عينيه ولا يطبقهما وذلك من خفة نومه، وسبب خفته أن

اغه بارد باالنسبة إلى دماغ الإنسان ومن عجيب حاله أنه يكرم الجلة من الناس، وأهل الوجاهة، فلا دمينبح على أحد منهم وربما حاد عن طريقه، وينبح على الأسود، والوسخ الثوب، والصغير الحال، ومن

طرد رجع وليس طباعه البصبصة والترضي والبشاشة، والتودد، والألف، بحيث إذا دعي بعد الضرب والشيء عنده آثر من أن ينظر إليه صاحبه بوجه طلق، وتمكنه من ملاعبته وهو لا يلاعب كلبا ما دام ربه

يلاعبه، وفي ملاعبته له يعضه العض الذي لا يؤثر ولا يؤلم، وهي الأضراس التي لو نشبها في الحجر دبج، فيعلم بالطبع والغريزة أنه إذا لنشبت وقد وصف بأنه أشد الحيوان فكا وأرهفها حدا يرى العظم الم

عضه رضه وإذا ابتلعه استمرأه، وفي طبعه أنه يأكل للقناعة لا للشبع، والشبعة الواحدة تؤثر في جسمه، وفي نومه، ومن عاداته إذا طرح له الطعام أكل منه مته، فإن فضل عنه شيء خبأه بحيث يأمن ليجده إذا

وهو شبعان احتمله حتى يحوزه لوقت ضرورة ولقد حكى بعض الكبراء احتاج إليه وإذا طرح إليه الشيء

Page 38: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 38

أنه بالدرب الذي يسكن فيه كلبة ولدت أجراء كثيرة، فذهبوا موتا واحدا بعد واحد، وبقي معها واحد، فدخلت يوما بيت بعض جيرانه، فأخذت منه رغيفا، فأغلق بابه وعاقبها حتى ألجأها إلى طاقة في البيت

مت بنفسها منها فماتت، فكنت أشفق على الجرو لصغره وكيسه فأطعمه، وأسقيه لعجزه على الطريق فرعن الاكتساب فدخل يوما الدرب كلب كبير ظن الجرو أنه أمه فبادر إليه وتعلق به، ودار حوله فرأيت

يه، الكلب قد قاء له شيئا من فيه وانصرف، فأكله الجرو مكانه، عندما حن بره بما وصلت إليه قدرته إلخلق لو تخلق الإنسان بمثله لم ينطق لسان يلوم على البخل وعذله والكلب يقبل التأديب والتعليم والتلقين وهو في ذلك أهدى من الفيل والدب والقرد، والغنم المكية، والببغاء والزرزور حتى أن في أجناسها من لو

ام على حالته، فإذا أخذت المسرجة عنه وضع على رأسه المسرجة، ورمى له قطعة لحم لا يلتفت إليها ما دوثب على اللحم فأكله وهو يعيش على الجراح التي لا يعيش عليه غيره، وتعرض له أمراض سوداوية منها

الكلب، وهو جنون يعترضه وقت طلوع نجم الكلب، وقد ألهم أنه إذا

ود ومن الأمراض الذبحة، والنقرس، كان في بطنه دود أكل السنبل ثم يقيئه، فيرميه معه ما في بطنه من الدوالجرب، والهزال، وحدوث قروح لا تبرأ، والكلب إذا أصابه الكلب، وعض إنسانا أصاب الإنسان نباح

مثله وألحقته العضة باجراء صغار يراها علقا في صورة الكلاب، والفأر المعضوض ليبول عليه، ومتى بال ه يرى وجهه في المرآة، فإن رأى صورته فلا بأس عليه، عليه مات، وتعرف سلامة المعضوض من عطبه أن

وإن رأى فيها صورة كلب فجزع، وحرص على الهرب فإنه وشيك الموت، وقد يعالج بأنفحة الكلاب يسقاها مع الماء فيبرأ

في فصل ما يختص به الكلب السلوقي من الطباع

أن الكلاب تسفد الذئاب في : ةسبب نتاج الكلب السلوقي على ما حكاه أصحاب الكلام في الكلبزسلوقية من أرض اليمن فيتولد بينهما السلوقي، وقال آخرون الثعالب والكلب السلوقي، ويقال سلوق

مدينة إلى الآن وإليها تنسب الدروع والكلاب، وله نفس متولعة بتناول ما يرسله عليه أهله، ويطلبه الصيد، وغضبه ليس من أجل نفسه كما بالإحضار خلفه حتى يدركه فيأخذه لهم لأن حرصه على

يغضب الفهد لأن الجوارح تعمل لأنفسها إلا الكلاب، فإا تعمل لأصحاا، وهي إذا كثرت عليها الآثار أو اختلطت تلتفت لذلك، وتذهب في كل وجهة، حتى تستثبت، الأثر وتتحقق جهته وذلك من حرصها

ه، ومسارعتها إلى تحصيل غرضه الذي أسلاها بسببه، ومن على مطاوعة أرباا، واستعدادها لنكاية أعدائأعجب الأحوال فيه أنه إذا عاين الظباء قريبة منه كانت أو بعيدة عنه، عرف المقبل من المدبر، وعرف

العتر من التيس، وإذا أبصر القطيع لم يقصد غير التيس لعلمه أنه إذا عدا شوطين لم يستطع البول مع شدة

Page 39: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 39

ائم معا فينتقص مدى خطاه، ويعتريه البهر فيلحقه الكلب والمعزى إذا اعتراها البول في الحضر ورفع القوالعدو لم تمسكه وقذفت به لسعة المسلك، ولأجل ذلك لا يطلبها، ومن عجيب أمره أنه يعرف الميت من

مة إن الروم لا تدفن ميتا حتى يعرضونه على الكلاب فتظهر من شمه إياه علا: المتماوت حتى يقاليستدلون ا على حياته أو موته، ويقال أن هذا الحذق لا يوجد إلا في الكلب القلطي وهو صغير الجرم قصير القوائم جدا ويسمى أيضا الصيني وهو مع هذا لا يبلغ رتبة الذئب في الشم والاسترواح، وإناث

عشرين سنة على ما زعم الكلاب السلوقية أسرع تعلما من الذكور، والفهد بالعكس، وهذا النوع يعيش أرسطو وربما تبلغ الإناث هذا السن، ودلائل النجابة والفراهة في الكلاب السلوقية أما في الخلقة فطول ما

بين اليدين والرجلين، وقصر الظهر وصغر الرأس وطول العنق، وغضف الأذنين، وبعد ما بينهما، وسعة السوداء أقل : هة وعرضها وقصر اليدين أما الألوان فيقالالعينين، وبعد ما بينهما وزرقة العين ونتوء الجب

صبرا على الحر والبرد، والبيض أفره إذا كن سود العيون، وقد قال قوم أن السود أصبر على البرد وأقوى، وكذا كل أسود من الحيوان، ودلائل الفراهة في الجراء، إذا ولدت كلبة واحدا كان افره من أبويه وإن

نثى كان الذكر أفره، وإن ولدت ثلاثا فيها أنثى في شبه الأم، كانت أفره الثلاثة، وإن ولدت ذكرا أو أ .كان في الثلاثة ذكر واحد فهو أفرهها

الوصف والتشبيه

الأحسن في أوصاف الكلاب الأهلية على أن الناس قد نظموا في هذا كثيرا لا سيما العرب، فإم أهل ب هادي الضمير وداعي الضيف، ومتهم النعم، ومشيد الذكر، بما الطعام وإكرام، وكانوا يسمون الكلالقريب من قولهم أضمرته البلاد أي غيبته وكانوا إذا اشتد البرد : يجلب من الأضياف بنباحه، والضمير

وهبت الرياح ولم تثبت النيران فرقوا الكلاب حول بيوم، وجعلوا لها مطاول، وربطوها على العمد : طلاب بنباحها، وقال ابن هرمة في هذا المعنى وقد أهدى كلبالتتوحش فتهدي ال

سجية لا أزال أحمدها خيرا به فإن له أوصيك

إذا النار نام موقدها ليل يدل ضيفي علي في غسق ال

: وله أيضاً من أبيات

ترحبة وهو أعجم يكلمه يكاد إذا ما أبصر الضيف مقبلا

: وقال حاتم الطائي يفتخر

Page 40: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 40

فدلته علي كلابي نبحت ا تنور طارق مستنبحوإذ

يرشدنه بشراشر الأذناب يستعجلنه ولقينه وعوين

مستنبح يريد أن الضيف الطارق ليلا إذا لم يهتد إلى البيوت بنار ولا كلاب، وذلك لشدة البرد : قوله نبح، فإذا سمعت الكلاب نبيحه نبحث فيقصدها حيث كانت وعابه البديع الهمذاني

يتبع حين يشبع ولا حين يسمن زيني

وعند الجوع يهتم بالرجوع

ومعنا كلب عريق : ومما تختص به الكلاب السلوقية من الوصف، قال أبو إسحاق الصابي من رسالةالمناسب، نجيح المكاسب، حلو الشمائل نجيب المخامل حديد الناظرين اغضف الأذنين، أسيل الخدين،

زور متين الظهر أبي النفس ملهم الشكر لا يمس الأرض إلا تحليلا، وإيماء، ولا مخطف الجنبيبن عريض الفحللناه من ساجوره، وأطلقناه، فبلغنا إلى : يطؤها إلا بإشارة وانحناء، ولبعض الأندلسيين يصفه من رسالة

سروره، ومر يخفي شخصه غباره في سدفة سفرته تارة من النصف الطامحة العيون، والهرت اللاحقة

البطون معرق في نجابته منعم مخول في فراهته يسمع منك إيماء، ويفهم عنك إيماء المشي، فلا يمس الأرض : بأربعة، ويجري فلا يسبقه الريح إلى مترعه

يكاد أن يخرج من إهابه إذا عدا واشتد في طلابه

: وقال

لا يطعن الصيد بغير نابه كالنار في التهابه متقد

من يرمي به لمأبه فكل جرابهللحرب من أعده

: ومن المنظوم في ذلك قول ذي الرمة من أبيات يصفه بسرعة الحضر من أبيات

سوم سوداء الليل مغتصب كوكب في إثر عقربه كأنه

: وقال آخر يصف كلبا

مدربا صبورا مجربا كلبا يكسر اليحمورا أنعت

منفردا بصيده مغيرا أن يشاكل الصقورا يأنف

قد حبرت نقوشها تحبيرا شية تحسبها حريرا ذا

للسرعة أن يطيرا يكاد جرى حسبته المقدورا إذا

أعجز أن يرى له نظيرا لمن عن له أسيرا حتفا

Page 41: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 41

: وقال أبو نؤاس يصف كلبا

المقود من جذابه ينتسق بكلب طالما هجنا به هجنا

شجاع لج في انسيابه متنا متينه لدى انسلابه كأن

صناع رد في نصابه موس الاظفور في قنابه أنماك

أن يخرج من أهابه يكاد في الحضر أذاها هي به تراه

أسرى ظفره ونابه يرحن ترى سوام الوحش إذ تحوي به

: وقال الناشئ قافيا أثره وواردا ره

أن يدعي ليغتذي به براح واغضف عيشي من عذابه

البراثن في ترابهب يخط ذي النشوة من شرابه روحه

ملتقطا للخطو في انتدابه يد الكاتب في كتابه خط

يستأسر المعظم عن طلابه يد الماهر في حسابه لقط

الحتفة من أسلابه تسلبه نأيه عنه وفي اقترابه في

الاظفور من قنابه ينتصل يحس ما به لما به ولا

تخاله ماجد في التهامه يسل السيف من قرابه كما

بالحضر من أهابه مجردا

: وقال أبو الطيب المتنبي

أشدق مستوجر مسلسل عن كلابي وثاق الاحبل فحل

الفقرة رخو المفصل مؤجد اقب ساط شرس شمردل

إذا أحرز عدو السهل يعدو له إذا أدبر لحظ المقبل

يقعي جلوس البدوي المصطلي تلا جاء المدى وقد تلي إذا

الأيادي رابذات الأرجل فتل م تجدلمجدولة ل بأربع

الوثب وفي التفتل يكاد أمثالها في الجندل أثارها

أعلاه وبين الأسفل وبين بين متنه والكلكل يجمع

مصور من جندل كأنه وسمي الحضار بالولي شبيه

Page 42: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 42

ذنب أجرد غير أعزل ذي على رماح ذبل موثق

بمعزل. . . كأنه من جسمه في الأرض حساب الجمل يخط

وعقلة الظبي وحتف التتفل المنى وحكم نفس المرسل نيل

على المكان الأهول مقتحما يأتلي في تركه لا يأتلي لا

مذروبة كالانصل افترعن إذا قلت له نلت افعل حتى

في العذاب المنزل مركبات تعرف العهد بصقل الصيقل لا

يذبلمن ثقل في كأنها من سرعة في الشمأل كأنها

بالمقتل. . . من علمه كأنه من سعة في هوجل كأنها

ما للقفز للتجدل فصار فصاد الأكحل. . . وعلم بقراط

يضرنا معه فقد الأجدل فلم ما في جلده في المرجل وصار

: وقال آخر يصف كلباً من أرجوزة

مشعلة الاحداق ضارية منسوبة كريمة العراق

ضواحكا من سعة الأشداق واقتخالها في حلق الأط

: وقال ابن هذيل الأندلسي

به نور من الصبح نير يقود تلقى أنفه فكأنما واغضف

رأيت عقيم الريح عنه تقصر لهبته شهوة الصيد طامعاً إذا

: وقال أبو إسحاق بن خفاجة الأندلسي يصفه

من النجاح بلا جناح لطار لو تعاطى سبق ريح وأخطل

أنفه عنها الرياح فتخير رض يسأل عن بنيهايسوق الأ

قوسه الأجل المتاح تنكب إذا طردت به قنيصا أقب

: وله

نجم رجم في سماء غبار عن السربال يخلع قده ومورس

فيقرأ أحرف الآثار قدماً تستن في سنن الطريق وقد عفا

Page 43: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 43

يحجبه هلال سرار والنقع الغمور سراته فكأنه عف

على مثل القنا الخطار يمشي النصال وإنماعن مثل يفتر

: ولآخر

عن أكله كالصائم متوقفاً الاساد يمسك صيده ومؤدب

طرب المقيم إلى لقاء القادم إذا ما صاد عانق صيده صب

: ولآخر

كالطفل في حجر أمه ولكنه وما الضبي منها في حشاشة نفسه

ض بخصمهخصم عند قا تعلق دون اخترام كأنما يلازمه

القول في طبائع الذئب

الذئب كلب بري متوحش إلا أنه مخالفة لغدره، وقلة محافظته، : قال أصحاب الكلام في طبائع الحيوان : وكان الشاعر إنما عناه بقوله وقد هجا إنساناً

وسوء مراعاة وما ذاك في الكلب الكلب إلا أن فيه نذالة هو

تلفان في الجوع، والصبر عليه لأن الأسد شديد النهم رغيب حريص شره، الأسد والذئب مخ: ويقال أيضاًوهو مع ذلك يحتمل أن يبقى أياماً لا يأكل شيئاً، والذئب وإن كان أقفر مترلاً، وأقل خصباً، وأكثر كمداً

جيب وإخفاقاً فلا بد له، من شيء يلقيه في فيه، فإذا لم يجد شيئاً استعان بإدخال النسيم فيقتات، ومن عويقول من سر طباع الحيوان أنه لا يوجد . أمره أن جوفه يذيب العظم المصمت ولا يذيب نوى التمر

الالتحام عند السفاد إلا في الذئب والكلب، ومتى التحم الذئب والذئبة وهجم عليهما هاجم قتلهما كيف وخى موضعاً لا يطأه أنيس شاء، إلا أما لا يكادان يوجدان كذلك أبداً لأن الذئب إذا أراد السفاد ت

خوفاً على نفسه، وهو يفسد مضطجعاً على الأرض، وذكره عظم، وهو موصوف بالانفراد والوحدة وشدة التوحش وذلك يدل على غلظ طباعه، وحدا وميلها إلى الخلط السوادي ويوصف بالقزل فإذا

ع القوائم، وفي طبعه أنه إذا خفي حث المشي فكأنه يتوجى، وإذا أراد العدو فإنما هو النقز والوثب ورفعليه موضع الغنم عوى ليؤذم بمكانه ويخبرهم بقربه، فإذا حضرت الكلاب إلى الناحية التي هو فيها زاغ

عنها إلى ناحية من الغنم ليس فيها كلب يحرسها، فاختطف، والذي يخاف من الذئب السلة والخطفة ته بعد أن شبع منها آخر الدهر، وهو ينام بإحدى مقلتيه والاستلاب والاختلاس، وهو لا يعود إلى فريس

Page 44: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 44

والأخرى يقظاء حتى تكتفي العين النائمة من النوم، فإذا اكتفت فتحها ونام بالأخرى ليحترس باليقظاء ويستريح بالنائمة، فهو أبداً يراوح بين عينيه وهو أكثر تضوراً وعواء إذا كان مرسلاً، وإذا أخذ وضرب

حتى يقطه قطعاً أو شم عظامه كلها لم تسمع له صوت إلى أن يموت، وفيه من قوة بالعصى والسيوفحاسة الشم ما أنه يشم ويستروح من فرسخ، وأكثر ما يعرض للغنم من الصبح وإنما يتوقع فترة الكلب،

بين وكلامه لأنه يظل طول ليلته حارساً متيقظاً وميز أصحاب الكلام في طبائع الحيوان بينه و"ونومه، الكلب فقالوا إن الذئب وحشي وصاحب قفار والكلب الوف، وصاحب ديار، والذئب خئون غدار،

والكلب وفي مناصح، وفي تركيب الذئب، إن الذئبين متى افترسا شاة قسماها نصفين بالسوية، ومن ر عمل عجيب أمره أنه إذا وطئ ورق العنصل مات من ساعته، وعداوته للغنم بحيث أنه متى جمع بين وت

من أمعاء الغنم وضرب به لم يسمع لها صوت، وإذا جمع مع جلد ذئب تمعط جلد الشاة والذئب إذا كده الجوع عوى فتجتمع له الذئاب، ويقف بعضها إلى بعض فمن ولي منها وثب الباقون فأكلوه، وقال بعض

: الشعراء يعاتب صديقاً له أعان عليه في مصيبة نزلت به، من أبيات

أحال على الدم بصاحبه ب السوء لما رأى دماًوكنت كذئ

وإذا عرض للإنسان وخان العجز عنه عوى عواء استعانة، فتسمعه الذئاب فتقبل إلى الإنسان إقبالاً واحداً، وهم سواء في عداوته، والحرص عليه وعلى أكله، فأن أدمى الإنسان منها واحداً وثب الباقون

سان، وإن كان دمدمي، وإذا طمع فيه الإنسان خافه، وإذا خافه الإنسان على المدمي فمزقوه، وتركوا الإنطمع فيه، وإذا سبقت رؤية الإنسان رؤية الذئب لم يقدر على الكلام زماناً، وإن سبقت رؤية الذئب رؤية الإنسان اعتراه مثل ذلك حتى أنه ربما ضرب بلحييه الأرض من شدة الاصطكاك، وهو لا يواجه

ا يأتيه من ورائه، فإذا وجد الإنسان ما يسند ظهره إليه لم يقدر الذئب عليه، وهو يقطع الإنسان، وإنمالعظم بلسانه، ويبريه بري السيف، ولا يسمع له صوت، ويقال إن أسنانه ممطولة في أجزاء فكيه عظماً

.واحداً، وكذلك الضبع

أن : بينهما الديسم وتقول أيضاًإن الذئب يسفد الكلبة فيسمى الولد الذي يخرج: فصل وتقول الأعرابالدببة تحمل من الضباع ولذا يسمونه السمع وقد اجتمع فيه شدة الضبع وقوا وجرأة الذئب وخفته،

.ويزعمون أنه كالحية لا يمرض ولا يموت حتف أنفه وأنه أسرع من الريح والطير عدواً واالله أعلم

: وقال بعض الأعراب يصف السمع

إذا اشتهى لحم أكل فجالسا جرساًسمعاً قفزة م أنعت

كلا لونيهما فيه مثل فمن سرحان وذيخ جده أبوه

Page 45: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 45

وفيه من لون السراحين طحل من لون الضباع غرة وفيه

الوصف والتشبيه

قد أكثر الناس في وصف الذئب ونعته، والذي أتى في ذلك على الأمر الأقصى واستوفى ذكر خلائقه، : ري وذكر جواداً شبهه بالذئب فقالواستقصى ابن عنقا الغزا

الشث سيد آبه الليل جائع بذي من ال الصريح كأنه وأعوج

وليس به ضلع من الخمص ظالع كسبه أطراف ليل كأنه بغي

الملا وأيأسته المطامع جنوب اباه الرزق من كل وجهة فلما

حية في ربوة فهو هاجع حوى نفسه طي الحرير كأنه طوى

في أطرافه السم ناقع باعضل ضاءت متنه الشمس حكهأ فلما

ومطى صلبه وهو قابع يديه فألقى مدة قدر طوله وقام

ثم أقعى والبلاد بلاقع صأى لحييه فلما تعاديا وفك

ضاق رزق مرة فهو واسع وإن بأمر ثم أجمع غيره فهم

غدير هزه الريح راجع رجاع أطراف الصبا فكأنه وعارض

: الشهيرة في وصفه أبيات حميد بن ثور التي يقول فيهاوالأبيات

أكلت طعاماً دونه وهو جائع كنوم الفهد عن ذي حفيظة ونمت

كما اهتز الساسم المتتابع طرفيه يعلان كلاهما ترى

الجوف سؤر من الحوض نافع دم المعي إلا مصيرا يبله خفيف

يقضان هاجعالمنايا فهو بأخرى بإحدى مقلتيه ويتقي ينام

غفلة مما يرى وهو جائع على نال من بهم النحيلة قوته إذا

أرواح الشتاء الزعازع أذاهب ولو كان ابنها خرجت به لحقه

والجانب المتواسع محافظة وإن خال من أرض مضيفاً رمت به

ولم يصبح بها وهو خاشع ذراعاً، بات وحشاً ليلة لم يضق بها وإذا

الطير ينتظرن الذي هو صانع من اً رأيت عبابهما عدا يوم إذا

حرمة وهو العدو المنازع له البعل الداني من القوم كالذي هو

Page 46: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 46

: وقال الشريف الرضي ناسجاً على المنوال هاتين القصيدتين

بالليل عاري الاشاجع اتيح الشوى والمنكبين من الطوى عاري

لبلاد البلاقعبأطراف ا أنيس مقطوع من الليل ثوبه اغيبر

بعيني جاثم القلب جائع تمر نعاس الليل إلا غبابة قليل

سرى الحاظه بالمطامع ونص جن ليل طارد النوم طرفه إذا

النوم أطباق الجفون الهواجع على بين المناظرين إذا التقت يراوح

أقنى ينقض الطل واقع كنشطة خطفة حذاء من كل قلة له

فراط النجوم الطوالع يشرد قيضاًوقد كان الظلام ن ألم

وكل إمرءٍ ينقاد تحت المطامع طوى نفسه وأنساب في شمله الدجى

فات عينيه رأى بالمسامع وإن إذا فات شيء سمعه دل أنفه

وراع وقد روعته غير ظالع حتى حك بالأرض زوره تظالع

مستنجداً بالأكارع تداركها غالبت إحدى الفرائس حظه إذا

إذا لم يمض من لم يدافع ويمضي يسوم النفس كل عظيمة جري

الشرى لا يتقى بالطلائع خفي حافظ الراعي على الشاء غرة إذا

ابن ظلماء كثير الوقائع خداع بلحاظه.... مستهزئاً يخادعه

صحبي أنه غير راجع تيقن عوى والرمل بيني وبينه ولما

ل الرياح الزعازعبأذيا إلينا والظلماء تضرب وجهه تأوى

عجال في السي نوازع لقوم له الويل من مستطعم عاد طعمه

قال أبو نصر بن نباتة قافيا أثر ما تقدم من قصيدة حميد بن ثور وابن عنقا ولقد أجاد كل الإجادة، وأتى : بالحسنى وزيادة وهو قوله

يضيق عليه الرزق والخرق واسع ما في سعيه غير أنه واطلس

وتهرب عنه عرسه وهو جائع أخوه حرصه وهو طاعم يخاف

بياناً وقد أكدت عليه المسامع شرف البيداء يسأل أنفه علا

بأكفاف السماوة رائع وبهما إليه الريح إن شظية فنمت

Page 47: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 47

هو إلا للخديعة ظالع وما من قطريه يدأل ظالعاً فزعزع

لمطامعبما أهدت إليه ا يسير وفاقة... على كل حال من يسار

ماض على الهول طالع توردها إذا غمرة هاب الجبان حياضها

الحي إلا خطمه والأكارع إلى ما له تحت الظلام وسيلة سرى

إن الحريص مسارع مجاهرة فوضى فسارع تاركاً وأبصرها

كصدر الرمح بالخيل بارع أزل سخطه فانظم يسرق شطره وإن

لمجد يحمي أو عليه يقارععن ا فويلمه إن كان يوم غواره

وهذه الأربع قصائد إنما ذكرا على نسق لكوا على قافية واحدة ولكوا عملت في قالب المناظرة والمماثلة، وعرضت في معرض ااورة والمساجلة ليوازن بين قرائح شعرائها، وتثبيت الحكم فيها، ويعطي

وصف الذئب فيها تقصر عنها شيئاً، وكل نظم كل قريحة قسطها من أنصافه على أن للبحتري قصيدة : عمل في معناها، وتتمنى القرائح أن تأتي بمثلها فيحول العجز بينها وبين مناها، وهي طويلة جاء منها

حشاشة نصل ضم أفرنده غمد ليل كأن الصبخ في أخرياتهو

بعين ابن ليل ماله بالكرى عهد تسربلته والذئب وسنان هاجع

وتألفني فيه الثعالب والربد لكدري عن جثماتهأثير القطا ا

وأضلاعه من جانبيه شوى نهد وأطلس ملئ العين يحمل زوره

ومتن كمتن القوس أعوج مناد له ذنب مثل الرشاء يجره

فما فيه إلا العظم والروح والجلد طواه الطوى حتى استمر مريره

ية رغدببيداء لم تعرف بها عش سما وبي من شدة الجوع ما به

كقضقضة المقرور أرعده البرد تقضقض عصلا في أسنتها الردى

فأقبل مثل البرق يتبعه الرعد عوى ثم أقعى وارتجزت وهجته

على كوكب ينقض والليل مسود واوجرته عرجاء تحسب ريشها

وأيقنت أن الأمر منه هو الجد وضراوة... فما زاد إلا جرأة

يكون اللب والرعب والحقدبحيث واتبعتها أخرى فأظلت نصلها

على ظمأ لو أنه عذب الورد فخر وقد أوردته منهل الردى

عليه وللرمضاء من تحته وقد وقمت فجمعت الحصى فاشتويته : ولبعض الأعراب يصفه فقال

Page 48: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 48

لها باليد يهوى ويعسل حبيب وبات الذئب يعوي كأنه فباتت

المحلدخان النار أطلس كلون أزل كعود الخبز رانة لونه

على الهول مقدام كسوب معبل السرى لا يملأ الليل صدره عسوب

مشرب في صدر يوم ومأكل له ما يفد يكن ذخره متى

مع الكسب منه معوز الزاد مرحل ير إلا وهو في كل ليلة ولم

ولا يتحول... أحد فقر إلى مبيد ما أفاد فما به مفيد

ال يصفه وكل هذه القصائد عيال على قول من ق

يخفي لونه غباره أطلس الخبيث عنه فراره هو

لهم بني سنجاب مر داره فمه شفرته وناره في

: والطريف من وصفه قول الآخر وهو المشهو لأبي إسحاق إبراهيم بن خفاجة من أبيات يصف ذئباً

المسامع أطلس الأطمار ذلق رواغ هنالك أنبط ولرب

تهوى فتعطف انعطاف سوار على حذرٍ فيجمع بسطه يجري

ويغلب أيدي الأقدار فتكاً حبل الشأو يعسل رائعاً ممتد

فصل

ويلحق بالذئب في الذكر ابن آوى وهو عند المتكلمين في طبائع الحيوان ذئب أهلي لأنه لا يكون أبداً إلا عه، ولن يعوي إلا ليلاً، قريباً من الناس، وعمارة الأرض وإنما سمي ابن آوى لأنه يأوي إلى عواء أبناء نو

وذلك أنه إذا استوحش وبقي وحده عوى فلا يسمع عواءه ابن آوى عن قريب ولا بعيد إلا أسرع إليه حتى يصير معه فيستأنس به، وهو شديد الختل لصائده، ولهذا قيل أن بعض المحترفين بالصيد يذكر أن

: قيمته لا تفي بالتعب عليه، وهو قوله

وهو إذا ما صيد ريح في قفص المقتنصابن آوى لشديد إن

ويقال أن صياحه يشبه صياح الصبيان وهي والضباع والثعالب تتسافد وتتلاقح

القول في طبائع الضبع

Page 49: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 49

وهي سبع مهيمن لأكلها الجيفة، والميتة، يقول أصحاب الكلام في طبائع الحيوان أا كالأرانب تصير مرة نوثة، ويلقح في حال الذكورية ولها في الليل قوة وسورة، وتوصف ذكراً ومرة أنثى، فيلقح في حال الأ

: بالعرج وفيها يقول بعض العرب

بها الضلع لما هرولت أم يمينها الغبر لا يدري أرجل شمالها من

يوصف الضبع بالعرج، وليست عرجاء، وإنما يخيل ذلك للناظر وسبب ذا التخيل : وقال ابن أبي الأشعثاصلها، وزيادة الرطوبة في الجانب الأيمن على الجانب الأيسر منها، وهي مولعة بنبش القبور، لدونة في مف

وإنما ذلك لشهوا في لحوم الناس إذا لم تجدها ظاهرة، ومن عاداا إذا صار القتيل بالعراء، وانتفخ ذكره حفرت تحت رأسه، وأخذت وقلبه، تجيء فتركبه وتقضي حاجتها منه، ثم تأكله، ومتى رأت إنساناً نائماً

بحلقه قتلته وشربت دمه، وهي فاسقة لا يمر ا حيوان من نوعها إلا علاها وتضرب العرب ا المثل في الفساد، فإا إذا وقعت في الغنم عاثت ولم تكتف بما يكتفي الذئب فإذا اجتمع الضبع والذئب في الغنم

في دعائها للغنم اللهم ضبعاً وذئباً، أي اجمعهما سلمت فإن كل واحد منهما يمنع صاحبه والعرب تقولفيها لتسلم والضبع إذا وطئت ظل الكلب في القمر وهو على سطح وقع فأكلته، وإذا دخل الرجل عليها وجارها ولم يسد خروق الموضع بنفسه أو بثوبه، ثم صار إليها من الضياء بقدر سم الخياط، وصبت إليه

أمن سطوا وتوصف بالموق والحمق، وذلك إن الصيادين لها يقفون على وقطعته وإن أخذ معه حنضلاً باب وجارها، ويقولون أطرقي أم طريق خامري أم عامر فإذا سمعت كلامهم انقبضت، فيقولون أبشري

بكمر الرجال أبشري بشاة هزيل، وجواد عظلي، وهم مع ذلك يشدون يديها ورجليها وهي لا تتحرك، م فقتلهم وهذا عند من له أدنى فهم في الخرافات التي للعرب، وهي تلد من ولو شاءت لأجهزت عليه

الذئب جرواً يسمى العسبار يكون منفرداً لا يألف السباع ويثب على الناس والدواب واالله أعلم .بالصواب

الوصف والتشبيه

: قال متمم بن نويرة يصفها

جاءت إلي على ثلاث تضلع لهف من عرفاء ذات فليلة يا

رمق وإني مطمع ويريبها تراصدني وتنظر حولها ظلت

وسط العرين وليس شيء يمنع تنشطني وتلحم أجريا وتظل

Page 50: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 50

ولم أوكل وجنبي الأضيع عني كان سيفي باليمين ضربتها لو

القول في طبائع الخنزير

بعية الناب، وأكله أهلي ووحشي، وكأنه مشترك بين السبعية والبهيمية فالذي فيه من الس: وهو صنفانالجيف، والذي فيه من البهيمية الظلف وأكله العشب، والعلف، وهذا النوع يوصف بالشبق، وكثرة

السفاد حتى أن الأنثى منها يركبها الخترير، وهي ترجع، وربما قطعت أميالاً، وهو على ظهرها ويرى أثر وذكر الخنازير يطرد الذكور عن ستة أرجل من لا يعرف ذلك فيظن أن في الدواب ما له ستة أرجل

الإناث، وربما قتل واحد منهما صاحبه، وربما هلكا جميعاً وإذا كان زمان هياج الخنازير تطاطئ رؤوسها، وتحرك أذناا، وتتغير أصواا وتضع للختريرة عشرين خنوصا، وتحمل من نزوة واحدة، والخترير يترو إذا

يرة خمسة عشر سنة لا تلد، ويقال أنه ليس للخنازير زمان للترو، لأا تمت له ثمانية أشهر، وإذا بلغت الخترإنه : تترو إذا شبعت، والختريرة أنسل الحيوان، والذكر أقوى الفحول على السفاد وأطولها مكثاً فيه، ويقال

ليس لشيء من ذوات الأنياب ما للخترير من القوة في نابه، حتى أنه يضرب بنابه صاحب السيف والرمح فيقطع كل ما لقي من جسده من عظم وعصب، وربما طال ناباه حتى يلتقيان فيموت عند ذلك جوعاً

لأما يمنعانه من الأكل، وهو متى عض كلباً سقط شعر الكلب وهو وإن صار أهلياً بعد أن كان وحشياً، اربته وذلك أنه لا يقبل التأديب على حال حتى كأنه يمة في طباع ذئب، وإذا رأى الأسد جرب نفسه لمح

يضرب الشجر بنابه، فإن قطعها حارب الأسد، وإلا هرب، وفي طبعه أنه يحذر الكمين، كما يحذر الجاموس من البيات فترى الخنازير إذا طردت وأريعت تقسم الحذر بين الشخصين شخص تتوقعه، وآخر

ة حذر الكمين، وإعداد الحامية، تعاينه، ويجعل لها في سيرها حامية منها وساقه، ومنها استفادت المقاتلوالساقة في الحرب، وهو يطلب العذرة وليست كالجلالة، وإنما يطلب أحرها وأنتنها وأقرا عهداً

بالمخرج، وهو في القرى يتعرف أوقات الصبح والفجر، وقبيل ذلك وبعده يزور الناس للغائط فيعرف من رها ووقع أرجلها في الغيطان، ولذلك يضرب المثل كان قائماً في بيته أنه قد أسحر، بأصواا، ومرو

ببكوره، ويعتري ذكوره داء الحلاق، واللواط، فربما يرى الخترير وقد ألجأه أكثر من عشرين ختريراً إلى مضيق ثم يترو عليه الأمثل فالأمثل حتى يبلغ آخرهم، وهذا إنما يكون عن ضعف في ذكر بعينه، أو تأنيث

عينها من الاستحسان شبيهاً بالذي يراه بعض الرجال في الغلمان، والأحداث في طبعه، أو يكون في أأنه متى فسد من عظام الإنسان عظم : والشبان، وهو إذا قلعت إحدى عينيه هلك عاجلاً، وتقول الأطباء

ووضع في مكانه عظم خترير قبلته الطبيعة، ونبت عليه اللحم وفيه من الشبه به إنه ليس له جلد يسلخ إلا

Page 51: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 51

أنه يقطع ما تحته من اللحم، وهو يعيش من خمس عشرة سنة إلى العشرين على ما حكاه أرسطو في .كتاب الحيوان

الوصف والتشبيه

لم أجد في صفته لأحد من الشعراء شيئاً، وإنما عثرت لعطاء بن يعقوب الغزنوي في رسالة كتبها يعرض رأى في المنام أنه يضاجع ختريراً، فبكر إلى المعبر وما مثل فلان في استتابته إلا كمثل رجل: فيها بقاض

يا برذعة الحمير ما غرك بالخترير؟ ألين ملمسه أم حسن معطسه، أم شكله : ليعبر منامه تعبيراً فقال له المعبر .الشريق أم طرفه العشيق، أم لقاؤه البهيج أم قبيعة الغنج أم شعره الرجل أن ثغره الرتل

القول في طبائع الدب

والدب مختلف الطباع يأكل ما تأكله السباع، وما ترعاه الدواب، وما يأكله الناس وفي طبعه أنه إذا كان أوان السفاد خلا كل ذكر بأثناه، والذكر يسفد أنثاه مضطجعة على الأرض وهي تضع جروها فدرة لحم

ع ذلك تلمسه حتى غير متميز الجوارح فتهرب به من موضع إلى موضع خوفاً عليه من النمل وهي متنفرج أعضاؤه ويتنفس وفي ولادا صعوبة وربما أشرفت على التلف حالة الوضع ويزعم بعض من فحص عن طباع الحيوان أا تلده من فيها، وإنما تلده ناقص الخلق شوقاً إلى الذكر، وحرصاً على السفاد، ولشدة

شتاء في مجاثمه، ويكون إن كان يفعل ذلك شهوا تدعو الآدمي إلى وطئها، وهذه الحيوان يختفي ف اللبرد أو علة أخرى، وهو يوجد في ذلك الزمان سميناً جداً، ولذلك يكون عسر الحركة، والإناث تضع

حينئذ وتقيم حتى تبلغ وقت خروج جراها، وتفعل ذلك في الشهر الثالث وهو إذا جثم في مكان لا اً، وبعد ذلك يتدرج في الحركة، وهو في تلك الأيام لا يتحرك منه إلا بعد أن يمر عليه أربعة عشر يوم

يأكل شيئاً، وإنما يمص يديه، ورجليه وربما صيد منها شيء، فيشق جوفه فيوجد معاؤه وليس فيه شيء من الطعم وهو يشد على الثور، فإذا هم الثور بضربه تناول قرنه وشه بين كتفيه حتى يقع ولا حراك به، ولما

قاتل الايايل، وخنازير البر خاصة إذا فاجأها قبل أن تحس به الإنثى إذا هربت دفعت جراها فيه من القوة يبين يديها، وإذا اشتد خوفها عليها حملتها، وإذا لحقها طالبها صعدت ا الأشجار وفي هذا الحيوان من

قائماً ... أخذه بيديهالقوة والشدة، ما يقطع العود الضخم من الشجرة العادية الذي لا يقطعه الفأس، ثم يويشد ا على الفارس فلا يصيب شيئاً إلا هتكه، وفي طبعه فطنة عجيبة لقبول التأديب والتعليم لكنه لا

.يطيع معلمه إلا بعنف وضرب شديد

Page 52: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 52

القول في طبائع التفة

وتسمى عناق الأرض وهي في نحو الكلب الصغير وأحسن من الكلب وصيدها في غاية الحسن، وربما بت الإنسان فعقرته، ولا تطعم غير اللحوم، وتضرى على صيد الكركي، وما قاربه من الطير فتفعل واث

: فيها فعلاً حسناً، وتؤخذ صفته من أبيات صنعها الناشئ شعراً منها

مرةٍ في سباع البيد معدود ذو كان للصيد كساباً فقانصه من

ودودخدرها مالئ للعين م من بارزة... كفتاة الحي لكنه

صافي الأديم هضيم الكشح ممسود حلو الشمائل في أجفانه وطف

منها له سفع في وجهه سود فيه من البدر أشباه موافقه

منه في الأشكال مقدود كأنه ذا وجه هذا في تدوره كوجه

غرير الظباء النحر والجيد ومن من الليث ناباه ومخلبه له

الذي عييت في غولها البيد له بأذنين يدني وشك سمعمها يصغي

جانبيه وفي الرأسين تحديد من على غضين تعطفها كآستين

من بعد ما قوته الغادة الرود عوجته في سوالفها كعنبر

لينه كبنان الكف تمهيد في كأنه لابس من جلده فنكا

المكائد منه السمع والسيد لطف في لونه نمر الغطاط وفي حكته

باقتناص الصيد معقود وقلبه أخفى شخصه أربارأى الصيد إذا

لحثيث الذعر مزءود كأنه من سدكه الأرض يخرقها يكاد

إذا أمكنته وهو مكدود حتى كالايم هبالا لبغيته ينساب

نجا ورد الحين مورود تبغي عليها به كف المنون فما سطت

القول في طبائع الثعلب

ر، وخديعة، ولكنه لفرط الخبث والحيلة، يجري مع كبار وهو سبع جبان مستضعف خبث، ذو مكالسباع، ومن حيلته في طلب الرزق أنه يتماوت وينفخ بطنه ويرفع قوائمه، حتى يظن أنه قد مات، فإذا قرب منه حيوان وثب عليه وصاده وهذه الحيلة، لا تتم على كلب الصيد، ومنها أنه إذا دخل على برج

Page 53: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 53

، ورمى ا لعلمه أن لا ينتفع ا فترمى حتى إذا جاع عاد إليها فأكلها وهو من حمام، وكان شبعاناً قتلهاالحيوان الذي سِلاحه سلاحه وهو أنتن من سلاح الحباري فإذا تعرض للقنفذ ولقيه شوكه، واستدار

كالكرة سلح عليه فانسدخ، فعندها يقبض على مراق بطنه، ومن طريف ما حكي عنه أن البراغيث إذا في فروته تناول صوفه بفمه ثم يدخل النهر قليلاً قليلا، والبراغيث تصعد فراراً من الماء حتى يجتمع كثرت

في الصوفة التي في فمه فيلقها ويهرب، والذئب يطلب أولاد الثعلب فإذا ولد له وضع ورق العنصل على ضيب الثعلب في خلقة ق: باب وجاره ليهرب الذئب، ويقال إنما يفعل ذلك إذا أحس بالصيادين، ويقال

الأنبوب أحد شطريه عظم في صورة المثقب، والآخر عصب ولحم وربما سفد الكلبة فولدت كلباً في خلقة السلوقي الذي لا يقدر على مثله، وفرو الثعلب أفضل الأوبار منه الأسود والأبيض الخلنجي، وادونه

لكثافة وبره، وحسن لونه، وهذا قول عبد الأعرابي لقلة وبره وما كان منه ببلاد الترك سمي البرطاسي .اللطيف في كتاب الحيوان الذي صنفه

الوصف والتشبيه

: قال بعض الأعراب يصفه

أزيرق العينين طوال الذنب بصيد عجب من العجب جاء

تبرق عيناه إلى ضوء الشهب

: وقال الببغاء

ادكن الخز مخبوء بخيفان من المسك تلقاه فتحسبه وأعفر

هما انتصبا للس زجان إذا انتصابهما... كأن أذنيه في حسن

حين يبدو ثعلب ثان كأنه ويتبعه من خلفه ذنب يسري

بأنهما في الخلق اثنان فردا فلا يشك الذي بالبعد يبصره

القول في طبائع النمس

ظرباء على وزن فعلاء، وهذا الحيوان تسميه العرب الظربان، قال أبو عبيد في كتابه الغريب المصنف واللونه إلى : وهو على قدر الهر، وفي قدر الكلب القلطي، وهو منتن الريح ظاهراً وباطناً، وقال الواصف له

الشبهة، طويل الخطم جداً ليس له إذنان إلا صماخان، قصير اليدين، وفيهما براثن حداد، طويل الذنب صل الرأس إلى مفصل الذنب، وربما ظفر الناس ليس لظهره فقار، ولا فيه مفصل، بل عظم واحد من مف

Page 54: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 54

به فيضربونه بالسيوف فلا تعمل فيه حتى تصيب طرف أنفه لأن جلده مثل قد في القوة والصلابة، ولفسوه ريح كريهة، حتى أنه يصيب الثوب فلا يذهب ريحه منه حتى يبلى، وهو يفسو في الهجمة من

فسا : ، والعرب تضرب به المثل في تفريق الجماعة فيقولونالإبل فتتفرق ولا تجتمع لراعيها إلا بعد جهدبينهم الظربان وهو لأهل مصر كالقنافذ لأهل سجستان في قتله الثعابين إذ لولاه لأكلتهم الثعابين،

والنواطير عندهم يتخذوا إذا خافوا منها، ومن عاداته أنه إذا رأى الثعبان دنا منه ووثب عليه فإذا أخذه طول حتى يبقى شبيهاً بقطعة حبل فينطوي الثعبان عليه، فإذا انطوى نفخ بطنه ثم زفر زفرةً، تضاءل في ال

وفسو الظربان أحد سلحته، لأنه يدخل على الضب في حجره، وفيه : فينقطع الثعبان قطعاً، قال الجاحظ حتى يخر حسوله وبيضه، ويأتي أضيق موضع في الحجر فيسده ويحول دبره، فلا يزال يفسو ثلاث فسوات

الضب سكراناً مغشياً عليه فيأكله، ثم يقيم في حجره حتى يأتي على آخر حسولة، وله جرأة على تسليق الحيطان في طلب الطير، فإن هو سقط نفخ بطنه حتى يمتلئ جلده ريحاً فلا يضره السقوط

فصل

تي هو فيها فعلت في تغير ويشبه هذا الحيوان السمور، وقد ذهب بعض الناس إلى أنه هو وإنما البقعة الوإن السمور حيوان ليس في الحيوان : وبره، وحكى عبد اللطيف البغدادي في كتاب الحيوان عن ابن ماسة

أجرأ منه على الإنسان وهو سريع الحضر، لا يؤخذ إلا بالحيل في صيده بأن تدفن جيفة فيغتال ا، ولحمه وان ويقرب منه حيوان يسمى الدلق، وهو أيضاً يفترس حلو والترك يأكلونه، وجلده لا يدبغ كسائر الحي

.ويكرع الدم، وذكر ابن فارس في كتاب امل في اللغة أنه النمس أيضاً

والسنجاب وهو حيوان سريع الختلة، وإذا أبصر الإنسان صعد الشجر العالي، وفيها يأوي، ومن ثمرها رد رطب بالإضافة إلى مزاج السباع وبالإضافة إلى يأكل، وهو كثير ببلاد الصقالبة، والخزر، ومزاجه با

.مزاج الإنسان حار رطب لسرعة حركته على حركة الإنسان

: قال أبو الفرج الببغاء

صنعة السنجاب فوجدناه قد بلونا الذكاء في كل ناب

حداد كالنار في الالتهاب ظ حركات تأبى على السكون وألحا

مى مجاوراً للتصابيشاء ترا جدا على النفوس فلو خف

عندها أخا للشباب خلته قربه العيون إلى أن واشتهت

Page 55: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 55

بها في مزرة من سحاب ه جلده إذا لاح خلنا لابس

في ساعة الخطاب جوابي رد لو غدا كل ذي ذكاء نطوقا

القول في طبائع الهر

وهو شبيه بالأسد وهو ضربان وحشي وأهلي، وكل منهما له نفس غضوبة يفترس، ويأكل اللحم الحي في الصورة والأعضاء والوثب والافتراس والإحضار إلا أنه أقل حرارة من السبع، وأكثرها من سائر

الحيوانات، وهو واسع الأهاب وكل حيوان مسلوخه أوسع فهو خفيف العدو، ويناسب الإنسان في أمور عينيه بلعابه، وفيه أنه تحدث منها أنه يعطس ويتثاءب، ويتمطى، ويتناول الشيء بيده، ويغسل وجهه و

للأنثى قوة وشجاعة، ولهذا إذا كامنها الذكر هرب منها عند فراغه فلو لحقته قطعته، وربما رمى بنفسه من خالف، وهذه الشجاعة تكون في الذكر قبل السفاد وهي إذا هاجت آذت بصياحها أهل المكان ليلاً

ة، ولا يفعل الذكر مثل ذلك، وهي تحمل في السنة مرتين واراً بشيء ظاهر لا يعتريها فيه فترة ولا سآمومدة حملها خمسون يوماً، وهي تأكل أولادها، ويقال أن هذا من فرط حبها لهم ويقال إنما يعتريها ذلك من جنون يعرض لها عند الولادة أو جوع، ويضرب المثل بالهر بالتلطف عند الاستجداء والطلب وترى

مقت له على إيثاره وبره والميل إليه والحنو عليه، وله أصوات مختلفة عند صياحه منه حينئذ ما يبعث المتلجراه وعند طلب ما يأكل وعند الخصام، حتى أنه يكاد يفهم عنه نفسه ما يروم من المحاورة لخصمه وعند

البعيدة هياجه للسفاد، وعند شربه، وفي طبعه الألف، ومعرفة الصاحب والمترل حتى أنه ينفي إلى الأماكنلفساد يكون منه فيعود إلى مترله بعد الأيام العديدة، وفيه من الأخلاق الحميدة أنه يراعي حق التربية

والإحسان إليه ويقبل التأديب حتى أنه ربما يضرب على فعل المكروه منه فلا يعود لمثله، وربما رؤى في ه من سائر المطاعم ولا يتعرض لها بفساد، حانوت السمان والجزار، وبين الدجاج والحمام، ومما يخاف علي

وربما خطفها من غيره وقاتل دوا مع ما فيه من الافتراس، والاختلاس، وفي طبعه أنه إذا أطعم شيئاً أكله في مقصعه ولم يهرب، وإذا سرقه أو خطفه هرب به، فعل من سرق شيئاً من حرزه، وفيها ما يغالب

ويخطفه من بين يديه ولا يخافه ولا يهابه لما فيه من الجرأة، وفي بعضها الرجل على ما في يده، ويأخذ منه، من الجرأة والشجاعة ما يقتل الحية العظيمة، والعقرب وعنده من الفطنة، وعلمه بما فيهما من السم

القاتل، أنه إذا قاتلهما يضع إحدى يديه على أنفه صيانة من نفس الحية ولسع العقرب، فإنه مقتله، فإذا كلها ترك من الحية رأسها ومن العقرب ذنبها لمكان السم فيهما، وفي ذكر السنانير ما يكون الواحد أ

الآخر متى أراد ذلك منه غير أكراه، كما ذلك موجود في الخنازير والحمير ومن عادة الهر أن يحتاط في لا رب الدار، فإنه ربما دفن رجيعه، وإخفاء رائحته لئلا يشمه الفأر فيهرب، وفي طبعه أنه يألف الدار

Page 56: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 56

رحل أهله فلا يتبعهم وإن هو حمل إلى دار غير الدار التي ربي فيها لا يقيم، وربما هرب منها إلى الدار الأولى، فأما يهتدي إليها وأما يضيع ويبقى متردداً، أما وحشياً، وأما مأخوذاً وأما مقتولاً، وهو يؤثر على

شيء وهي جائعة فتدعو أولادها إليه وربما حملته إليهم من المكان نفسه وذلك أن الأنثى يلقى إليها الالبعيد، ولا تشاركهم فيه وفي طبعه أنه لا يأكل الحار ولا الحامض، ومتى دهن أنفه بدهن الورد مات

سريعاً وجميع ما ذكرناه في طباع الأهلي، وأما الوحشي فيصيده الكلب، وغيره فيربى ويعلم الصيد جميع الصور، شرس الأخلاق جلده يشبه الذئب وربما سفد الثعلب الأنثى من هذا النوع فيصيد، وهو في

.فتأتي بولد لا يشبه أحدها

فصل

ويشبه الهر من الحيوان دابة الزباد وهذه الدابة في قدر الهر وصورته وذنبه، وأذنيه، لا يغادر شيئاً منه، إلا إلى السواد ما هو، وربما كان أنمر، وقد يوجد في جسدها أنه أطول خطماً وذنباً، وأكبر جثة، وله وبر

رائحة المسك ويجلب من بلاد السند واليمن، والزباد فيه شبيه بالوسخ الأسود اللزج زعر الرائحة وله زفرة يخالطها طيب كطيب المسك، وتوجد في أرفاغه وما يلي بواطن أفخاذه، وباطن ذنبه حوالي دبره

إن الزباد في هذا الحيوان في : علقة فضة أو بدرهم رقيق الحرف وبعضهم يقولفيحك من هذه المواضع بمضروع كهيئة العيون، ومثل الأدهان الجامدة ترشح من مسام الجلد، وذكر أنه يفتح عينيه ويعصر منها،

ومن عجائب ما يحكى أن بالرانج سنانير لها أجنحة كأجنحة الخفاش من آذاا إلى آذاا

بيه الوصف والتش

هر نبيل، ينتهي من القطاط إلى أشرف قبيل له رأس كجمع الكف، : من رسالة لبعض الأندلسيين يصفهوأذنان قد ماتا على صف ذواتا لطافة ودقة، وسباطة ورقة يقيمهما عند التشوف، ويضجعها عند

تطال الشعر حول التخوف، ومقلة كأا مقتطعة من ازع، وكأن ناظرها من عيون الباقلاء منتزع، قد اسأشداقه، وفوق آماقه، كأبر مغروزة على العيون، وقد حددت أطرافها القيون له ناب كحد المطرد، ولسان كظهر المبرد، ونف أخنس وعنق أوقص، وخلق سوي غير منتقص، أهرت الشدقين، موشى

شعث من اللحى الساعدين والساقين ململم اليدين والرجلين يرجل ما وبره ترجيل ذوي الهمم لما تينفض بضربه الغبار ويميط ما علق به من الأدبار، ثم يجلوه بلسانه جلاء الصقيل للحسام، والحمام

للأجسام، فينقى قفاه، ويواري آذاه، ويقعي الأسد إذا جلس، ويثب وثبة الدببة إذا اختلس، له ظهر

Page 57: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 57

المعقف يعب على الماء حيث شديد وذنب مديد تارة يهزه هز السمهري المثقف وتارة يلويه لي الصولجيلفه ويدني منه فاه ولا يبلغه من لسانه رشاء ودلوا يعلم ا إن كان ملحاً أو حلواً، يحمي داره حماية

ويحرسها حراسة الرقيب، فإن رأى فيها كلباً صار عليه البا، وصعر خده وعظم قده حتى يصير أنفه من ن رأى فيه هراً وجف إليه مكفهراً ودافعه بالساعد حماه أن يطرق، وغيره على حجابه أن يخرق، وإ

الأسد، ونازعه منازعة الخصم الألد وأبرز برثنه لمبادرته وجوشنه لمصادرته، ثم تسلل إليه لواذا، واستحوذ عليه وشد عليه شدة، وضمه من غير مورد فينسل وبره نسالاً، وأرسل دمه إرسالاً بأنياب عضل أمضى

ر الصقر درب الأقناص، والعقر، قفر قرنه ممزق الأهاب مستبعراً في الذهاب، قد من النصل، ومخلب كمنقاافلت من بين أظفار وأنياب ورضي من الغنيمة بالإياب هذا وهو بحاله دون جنة وتقاتله بلا سيوف ولا

صغاء، أسنة، وإنما جنته متنه، وشفاره أظفاره، وسنانه أسنانه، إذا سمعت منه الفأرة مغاء لم تستطع له أوتصدعت قلوا من الحذر، وتفرق جمعها شذر مذر جع العيون وهو ساهر، وتستتر الشخوص وهو

ظاهر، ويرى من عينيه نيرين وضاحين تخالهما في الظلام مصباحين، يسوق الأركان ويطوف بكل مكان ويستقبل الرياح ويحكي في ضجعته السرار تمنياً، وقضيب الخيزران تثنياً يغط إذا نام ويتمطى إذا قام

بشمه، ويجعل الاستدلال أكبر همه، ويمكن للفأر حيث يجد لها عبثاً أو يعلم لها لبثاً أو يسمع لها صيا، أو يلمح من شياطينها ريباً، فيلصق بالأرض، وينطوي بعضه في بعض حتى يستوي منه الطول والعرض فإذا

ا دبيب الصل وامتد إليها امتداد الظل ثم تشوفت الفأرة من جحرها، وأشرفت بصدرها ونحرها دب إليهوثب في الحين عليها وساق الحين إليها، فأثخنها جراحاً ولم يعطها براحاً وإن كان جرداً مسناً لم يضع

عليه سنا وإن كان درصا صغيراً فغر عليه فاه، وقبض مترفقاً على قفاه يزداد منه منتهياً وبه تلهياً، ثم بالأعنة والأبطال بالأسنة فإذا أوجعه عضاً، وأوعبه رضاً أجهز في الفور عليه يتلاعب به تلاعب الفرسان

وعمد بالأكل إليه فازدرد منه أطيب طعمه واعتقده أهنأ نعمة، ثم أظهر بالالتعاق شكره وأعمل في غير احبه في فكره فيرجع إلى حيث أثاره وتبع فيه آثاره راجياً أن يجد في رباعه ثانياً من اتباعه فيلحقه بص

الردى حتى يفني جميع العدى، وربما أنحرف عن هذه العوائد، والتقط فتات الموائد بلا غاية في الاحتماء : وبروراً بالنعماء فماله على خصاله ثمن، ولا جاء بمثاله زمن وقال آخر يصف هراً

خطف المؤخر كامل التصدير في مشيه متناهش وخبعشٍ

عن كل أعضل كالسنان هصور اعر معراً اغظف ضيغم مما

شببت على مكتنيه بالتنمير متسربلاً ثوب الدجى أو عبشه

Page 58: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 58

: وقال ابن طباطبا العلوي، وقد تضارف يصف هرة

تبدت بالعاج والأبنوس إذ بظلمة وضياء فتنتني

يحكي شعاع الشموس بشعاع الظلام من مقلتيها تتلفى

في الجلوستهادت طويلة مت دل قصيرة كلما قا ذات

عضو لها من التنجيس كل تزل تسبغ الوضوء وتنقي لم

العنبر الرطب في الحنوط اليبيس ساعة الطهارة دفن دأبها

: وقال أبو بكر الصنوبري من أبيات وذكر الجرذان

السبالين أنمر الجلباب همي بهن أورق تركي زاد

أنه ليث غاب قال غابٍ خلقا وخُلقا فمن عاينه ليث

افترار وجه في انسياب في قنفذ في إزبراره وهو ذئب

السقوف والأبواب وإزاء طرفه إزاء الزوايا ناصب

وإلا فظفره في قراب ب ينقضي الظفر حين يظفر في الحر

ولو كان صيده في السحاب ح الصيد في أقل من اللم يسحب

في غسله باللعاب مستعين وجهه بإحدى يديه غسل

يرنو إذا رنا من شهاب وهو صوت إذا يعي في طوىال ويعي

: ثم تطرق فقال

أخيراً وأولاً بالخضاب ه وقلدوه وعالو قرطوه

وهو طوراً يمشي على عناب طوراً يبدو بنحر عروس فهو

ة أوفى من سائر الأحباب حبذا ذاك صاحباً فهو في الصح

الباب الثالث

في طبائع الحيوان الوحشي

.أول ما نبدأ به في الذكر لشرفه وعظمه، وجلالته عند الملوك هو الفيلولنجعل

القول في طبائع الفيل

Page 59: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 59

زعم بعض الباحثين عن طبائع الحيوان أن الفيلة مائية الطباع بالجاموسية والختريرية التي فيها، وبعضها وهما كالبخث والعراب، يسكن الماء، وبعضها لا يسكنه، وزعم آخرون أن الفيلة ضربان فيل، وزندفيل،

الفيل الذكر والزند : والبقر والجواميس والبراذين والخيل، والفأر والجرذان والنمل والذر، وبعضهم يقولفيل الأنثى، وهذا النوع لا يتلاقح إلا في بلاده، ومعادنه ومغارس أعراقه وإن صار أهلياً، وهو إذا اغتلم

ظم ايطلاه، ويتورم رأسه، ولم يكن لسواسه غير الهرب منه، أشبه الجمل في ترك الماء، والعلف حتى ينوربما صار وحشياً، وجهل جهلاً شديداً، والفيل يترو إذا مضى له من العمر خمس سنين، واقل من ذلك قليلاً، وزمان نزوه الربيع، والأنثى تحمل سنتين وإذا حملت لا يقرا الذكر ولا يمسها وهي تفذ ولا تتئم،

ذكر عليها إذا وضعت إلا بعد ثلاث سنين، ولا يترو إلا على فيلة واحدة، وله عليها غيرة ولا يترو الشديدة، وإذا تم حملها وأرادت الوضع دخلت النهر حتى تضع ولدها في الماء لأا تلد قائمة إذ لا فواصل

ا، ووضع ذكر لقوائمها فتبرك، والذكر بعد ذلك يحرسها وولدها من الحيات وذلك لعداوة أصلية بينهمالفيل شبيه بوضعه في الفرس لكنه صغير عند جنبه وهو في الفرس العتيق صغير أيضاً، وانثيا الفيل داخله

ببدنه قريباً من كليته، ولذلك يسفد سريعاً كالطير، لأن كوا داخلاً وقريباً من القلب فتنضح المني الذي يكرهه على القيم عليه حتى يقابله عند بسرعة، ويقال أن الفيل يحقد سريعاً كالجمل ويحفظ الشيء

تمكنه منه وربما قتله، وزعم الهند أن لسانه مقلوبة ولولا ذلك لتكلم وهو صغير، ويجعلون نابيه قرنيه يخرجان مستنبطين حتى يخرقا الحنك وعلم ذلك من تشريحه ويوجد فيها الأعقف والمستقيم، قال

ومئة من ذلك، والفيل يحمل ما على الجدار الوثيق البنيان فيلقيه وربما بلغ الناب منها خمسين: المسعوديعلى الأرض وقد فتح به محمود بن سبكتكين مدينة الطاق، وهي من أعظم الحصون التي ببلاد سجستان

فإنه جعل نابيه تحت باا فاقتلعه، وهو أسرع الحيوان الوحشي أنساً بالناس وسرعة الأنس دليل على اعتدال الأخلاط ودماثة الأخلاق، وخرطومه من غضروف، وهو أنفه ويده التي يوصل ا حسن الطباع و

الطعام إلى فيه، ويقاتل ا وبه ويصيح، وليس صياحه على مقدار جثته لأنه كصياح الصبي ويترل منه وت الخترير مترلة عنقه، وله فيه من القوة بحيث يقلع به الشجر من منابتها، وفي طبع الفيل، أنه إذا سمع ص

ارتاع ونفر، واعتراه الفزع والجزع، وإذا ورد الغدران والأار للشرب وكان الماء صافياً، فهو أبداً يثيره ويكدره كالخيل لأا ترى صورا على سطح الماء فيتوهم أنه غيرها فينفر منه، وهو قليل الاحتمال

نه منه يتنفس ولا يقدر على السباحة لثقل للشتاء، والبرد، ويعوم ويسير منغمساً ما عدا خرطومه، لأجثته، وفيه من الفهم أنه يقبل التأديب، ويفعل ما يأمره به سائسه من السجود للملوك وغير ذلك من الخير والشر في حالتي السلم والحرب، وفيه من الأخلاق أنه يقاتل بعضه بعضاً قتالاً شديداً، والمقهور

Page 60: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 60

أنه يصاد باللهو والطرب واللعب والزينة وريح الطيب والنساء : قالبخضع للقاهر ويخاف من سطوته، وييصدنه بذلك، وربما احتيل على صيده، بأن يترقب حالة سكونه، وهدوئه وذلك أنه لا ينام إلا معتمداً

على ساق شجرة إذ لا يمكنه الاضطجاع لكون قوائمه لا مفاصل لها لكنها كالأساطين المصمتة، والصيادون يأتون الشجرة التي غالب أوقاته يعتمد عليها فيضعفون أصلها فإذا أتى والسواري الوثيقة،

على عادته إليها ليعتمد عليها، انكسرت فسقط، وبقي عاجزاً لا يقدر لنفسه بشيء فيصيدونه كيف شاءوا، والهند تعظم الفيل وتشرفه، لما اجتمع فيه من الخصال المحمودة من علو سمكه وعظم صورته وبديع

منظره، وطول خرطومه، وسعة إذنه وطول عمره، وثقل حمله وخفة وطئه فإنه ربما مر بالإنسان فلا يشعر به لحسن خطوه واستقامته، وللهند طيب يجمعونه من جباه الفيلة ورؤوسها، فإا إذا اغتلمت عرقت هذه

، ويزعمون أنه يشجع القلب الأماكن منها عرقاً كأنه المسك ويستعملونه لظهور الشبق في الرجال والنساءويقوي النفس ويبعثها على الإقدام، والفيل يشب إلى تمام مئة وستين سنة، ويعمر مائتي سنة وأكثر،

وحكى أرسطو أن فيلاً ظهر عمره أربعمائة سنة، وحكى بعض المؤرخين أن فيلاً سجد لابرويز، ثم سجد ثم سجد للمعتضد، وبينهما الزمان الذي ذكره أرسطو،

واعتبر ذلك بالوسم، وهذا الحيوان يعتريه من الأمراض وجع المفاصل لطول قيامه وثقل جثته لأنه لا .يضطجع واالله أعلم

الوصف والتشبيه

: قال رؤية بن العجاج يصفه من أرجوزة

مشرق اللحي صغير الفقمين كالحصن طويل النابين أجرد

إذنان كفضل الثوبين عليه

: العلويوقال ابن طباطبا

في فطنة الإنسي بهيمة بفيلٍ آنس وحشي أعجب

معاني رمزه الخفي غيب يفهم من سائسه الهندي

كالمزدجر المنهي يطوف السدلى الموثق المبني مثل

لين مشي ركب المطي عن في خلقه السوي منزه

في مثل ردف الجمل البختي ذنب مطول ثوري ذي

بطرف منه شادي نوير الصوت طويل العي منخفض

Page 61: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 61

كجعبة التركي خرطومه في قبح وجه منه خنزيري

في مصهرج مطوي يصب إذ يهوى إلى القرى كالدلو

قرني ناطح طوري كمثل في هولهما المخشي ناباه

ولدى ذمي كطيلساني في صبغهما الفضي إذناه

منه على كرسي منتصب سائسه عليه ذو رقي

القرقور للنوتي طاعةك في أمره المأتي يطيعه

: وقال علي بن جريح الرومي يصفه

حجز طوراً وطوراً به فغم به عبد الناس حامل مخطم واعطل

بركنيه الجبال إذا زحم يهد موثقا... يقلب جثماناً عظيماً

ومشتبهات ما أصاب بها حطم بخرطوم يطاوع أمره ويسطو

ل النابين في الناس أو صدم إذا أعم ولست ترى بأساً يقوم لبأسه

: وقال عبد الكريم النهشلي يصفه

ملوك بني ساسان وإن نابها الدهر وأضخم هندي النجار تعده

أصاخ ولا من ورده الخمس العشر من الورق لا من ضربة الورق مرتعي

مضبرة لمت كما لمت الصخر يجيء كطود جائل فوق أربع

ر كما أوفى من الهضبة الصدروصد له فخذان كالكثيبين لبدا

ينال به ما تدرك الأنامل العشر ووجه به أنف كروواق خمرة

ولو أنه بالقاع منهرت حضر وجبان لا يروي القليب صداهما

خفياً وطرف ينفض العيب مزور وإذن كنصف البرد تسمعه الندا

قناتين سمراوين طعنهما نثر ونابان شقا لا يريد سواهما

إذا نطق العصفور أو صوت الصقر ما بين الصباح وليلهله لون

: ولأبي بكر الأرجاني يصفه من أبيات يصف فيها مجلس ممدوحه شعراً فقال

يهال له الفتى ذعرا زجل في ذيل السماط له والفيل

ينهي فيمضي النهي والأمرا في موقف الحجاب يؤمر أو

إن كسراكالرمحين نابان إذنان كالترسين تحتهما

Page 62: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 62

مثل من اعتلى قصرا فيظل له فياله ظهرا يعلو

القول في طبائع الكركدن

وتسميه الهند البوشان، ويسمى أيضاً الحمار الهندي وهو عدو الزبرقان والفيل، ومعادنه بلاد الهند والنوبة احد عظيم إنه متولد بين الفرس والفيلة، وله ضلف واحد، وقرن و: والبجة وهو دون الجاموس، ويقال

على أنفه فلا يستطيع لثقله أن يرفع رأسه، وهذا القرن مصمت قوي الأصل حاد الرأس مرهفه يقاتل به إنه إذا نشر رؤي في داخله صورة بياض في سواد كصورة إنسان ودابة : الفيل فلا تفد معه ناباه، ويقال

ويقال أن حمل الأنثى من هذا النوع وسمكة، وما ذلك وأهل الصين يتخذون منه المناطق، ويغالون في ثمنه، كأيام حمل الأنثى من الفيلة، والأنثى تأكل ولدها، ولا يسلم منها إلا القليل، والولد يخرج قوياً ثابت

الأسنان والقرن قوي الحافر، وقد زعم أنه إذا كان في بطن أمه، وقارب الوضع يخرج رأسه من فرجها، يرجع به وقد أنكر الجاحظ هذا القول، وجعله ضرباً من ويرعى من أطراف الشجر ما يقوم به ثم

الخرافات، ويزعم الهند أنه إذا كان في ناحية من البلاد لا يقرا حيوان أصلاً، ويكون بينها وبينه من البعد مئة فرسخ من أربع جهاته هيبة له وهرباً منه، وليس في الحيوان ذي القرن ما هو مشقوق الضلف غيره،

إنه شديد العداوة للإنسان حتى أنه إذا : ا يجتر البقر والغنم والإبل ويأكل الحشيش، ويقالوهو يجتر كم .شم رائحته أو سمع صوته جد في طلبه فإذا أدركه قتله، وإن لم ينتفع به لأنه لا يأكل اللحم

القول في طبع الزرافة

الحيوان وهي عنق الجمل وجلد النمر، والزرافة في كلام العرب الجماعة لأا اجتمع فيها صفات لكثير منوقرن الظبي، وأسنان البقر، ورأس الإبل زعم بعض المتكلمين في طبائع الحيوان أا متولدة بين الحيوانات،

وقال أن السبب في ذلك اجتماع الوحوش، والدواب في حمارة القيظ على شرائع المياه فتتسافد فيلقح ع، فربما سفد الأنثى من الحيوان ذكور كثيرة فيختلط مياهها فيجيء منها منها ما يلقح ويمتنع منها ما يمتن

وتأويل أشتر بالفارسية "اشتر كاو بلنك"خلق مختلة الصور والألوان والأشكال والفرس تسمي الزرافة بعير، وكاو بقرة، وبلنك الضبع وهذا كما رأيت موافق لما ذهبت إليه العرب من كوا مركبة الخلق من

نات شتى، والجاحظ لا يعجبه هذا القول ويقول أنه جهل شديد لا يصدر عمن لديه تحصيل لأن االله حيواتعالى يخلق ما يشاء على ما يشاء وهو نوع من الحيوان قائم بنفسه كقيام الخيل والحمير، وما يحقق ذلك

رة أذرع وأكثر، أنه يلد مثله وقد شوهد، وهي طويلة اليدين والعنق جداً حتى تكون في مجموعها عش

Page 63: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 63

قصيرة الرجلين جداً، وليس لها ركب، وإنما الركب ليديها كسائر البهائم وإذا أكلت مما على الأرض تفحجت لقصر عنقها عن يديها، ومن عادا أا تقدم عند المشي اليد اليمنى والرجل اليسرى، بخلاف

طبعها التآلف والتودد، والتأنس بأهلها ذوات الأربع، فإا كلها تقدم اليد اليمنى، والرجل اليمنى، وفي .وهي تجتر وتبعر

الوصف والتشبيه

: قال ابن حمديس يصفها

متى ما ترق العين فيها تسفل في الخلق فيها خلائق ونوبية

رأى الطرف منها ما عناه بمقول ما أسمها ألقاه في السمع ذاكر إذا

أيلرئم وهامة وناظرتا فخذا قرم وأظلاف مرهب لها

جسمها ترصيع عاج بصندل على كأن الخطوط البيض والصفر أشبهت

قابلت أدبارها عين مقبل إذا الاقعاء في في أصل خلقها ودائمة

وجيد على طول اللواء المضلل أحياناً بعين كحيلة تلفت

تريك له هاو على السحب معتلي رأساً في الزمام كأنما وتنفض

الريح هزته ذوائب سنبل إذا نبتهرقيق الشعر تحسب وعرف

إلى بعل عروساً وتنجلي تزف من مشيها إن تبخترت وتحسبها

"مهلاً بعض هذا التدلل أفاطم" منشد قول امرئ القيس عندها فكم

: وقال أبو علي بن رشيق يصفها وذكر ممدوحة

الصفات لكونها أثناء شتى وأتاك من كسب الملوك زرافة

في خلقها وتنافت الأعضاء حكت فتناسبتجمعت محاسن ما

عليها الكبر والخيلاء بادٍ بين الخوافق نسبة تحثها

تحت اللواء لواء فكأنه جيداً في الهواء يزينها وتمد

الثرى لو لمت الأجزاء حتى مآخرها وأشرف صدرها حطت

بصنعة مثلها صنعاء عيت دون الملابس حلة وتخيرت

وجزع بعضه الجلاء حلى لا أنهكلون الذبل إ لوناً

Page 64: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 64

وجرى على حافاتهن جلاء ملثما صدئت صفائح جوشن أو

من جلدها لو كان فيه وقاء التجافيف التي قد درعت نعم

: ومن أبيات للفقيه عمارة اليمني، وصف فيها داراً جاء منها في وصف تصاويرها وذكر الزرافة

تؤم العسكراالطول ألويةً في زرافات كأن رقابها وبها

روقا ومن بزل المهاري مشفرا المنشأ تريك من المها نوبية

فتخالها للتيه تمشي القهقري على الإقعاء من إعجابها جبلت :وقال أبو علي بن رشيق

الظهر للراكب مذللة ومجنونة أبداً لم تكن

بمثل السنام بلا غارب اتصل الجيد من ظهرها قد

ومشي يد الكاعب بحناء معتل... مثلما ملمعة

من كل جانب تخلج الجواري كنفها كأن

القول في طبائع البقر الوحشية

وهذا النوع أربعة وهي المها والأيل واليحمور والثيتل وتعد كلها من الجواري وهذا الاسم يقع على لأا كلها تشرب الماء الذئب والثعلب، وابن آوى، والسمع، وبقر الوحش وحمرة، والغزلان، والأرانب،

في الوصف، إذا ظفرت به وإذا عدمته صبرت عنه واجترأت باستنشاق النسيم إلى أن تجده، وقال ابن أبي الأشعث في كتابه الذي وضعه في طبائع الحيوان البقر والأراوي واليحامير والظباء وجميع هذا النوع ليس

الأرضي لأنه خفيف الحركة متململ العدو على بأرضي خالص، ولا ينبغي أن يسمى الحيوان الهوائيالأرض لأنه حرارة الهواء ليست فيه ذاتية، ولا برودة الأرض كذلك، إلا أن برودا غالبة لحر الهواء، لأا

فيه أكثر، ولما كان كذلك صار بينه وبين الطائر ممازجة ومناسبة ما وذلك أنه إذا أراد العدة انتصب في لريح ثم استنشقها استنشاق الطائر حال طيرانه، ثم يزج نفسه مستقبلاً للريح، وربما وقفته، وطلب مهب ا

أخافه مخيف، وكانت الريح تجيء من جهته فيحمل نفيه على الجهة التي فيها المخيف، وأيضاً فإنه يؤثر .الهواء صيفاً وشتاءً لا يستتر منه ميلاً إليه ومحبة فيه

الشبق والشهوة، وإذا حملت الأنثى هربت من الذكر خوفاً من عبثه ا فأما المها فيقال أن من طباعها وهي حامل، والذكر لفرط شهوته يركب ذكراً آخر، وإذا ركب واحد منهما شم رائحة الماء الباقون

Page 65: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 65

.فيثبون عليه بعد

ن والبقر الوحشية أشبه شيء بالمعزى الأهلية، ولذلك تسمى نعاجاً، وقروا صلاب جداً تمنع ا عإن أول من طارد البقر الوحشية على : نفسها، وأولادها كلاب الصيد، والسباع التي تطبق ا ويقال

الخيل ربيعة بن نزار بن معد، وأنه لما كدها لجأت منه إلى ضالة فاستترت منه ا فرق لها ورجع عنها

الوصف والتشبيه

رب نعاج يمشين رهوا كمشي العذارى، عن لنا س: كاتب أندلسي يصف بقراً وحشية في رسالة طرديةوينثنين زهواً تثني السكارى، تخلج بالكافور جلودها، وتضمخ بالمسك قوائمها وخدودها، وكأنما لبست

.الدمقس سربالاً واتخذت السندس سروالاً

مداريها دماء جلودها تحمي كل مهضمة الحشا وحشية من

خدودهابمداد هينيها طروس أقلام حبر كتبت وكأنما

فأرسلنا أول الخيل على آخرها، وخليناها وإياها، فمضت مضي السهام وهوت هوى السمام، فمالت في .أسراا يميناً وشمالاً، فكأنما أهدت لآجالها آجالاً فمن متقٍ بروقه وكابٍ أتاه حتفه من فوقه

: وقال الأخطل يصف ثوراً وذكر وادياً

بشخص ماثل مثلاإذا أحس به غير موشى أكارعه فما

حتى تسربل ماء الورس وانتقلا عطارة باتت تطيف به كأن

قام تحت الليل فابتهلا مقدس ساجد من نفح ديمته كأنه

كما استماز رئيس المقنب الثقلا التراب برد فيه وكلكله يلقي

: وقال أيضاً يصفه في أبيات

مبكارغيث يظاهر في ميثاء مقفر خاضب الإطلاق جاد له أو

شمالية هبت بأمطار ريح إلى جنب أرطاة تكفئه فبات

يدب بهدم الترب موار سيل أراد به التنغيص أرقه إذا

على أديم مصحر عار سماؤه حتى إذا إنجاب عنه الليل وانكشفت

يهفون من جرم وأنمار كالجن أصوات قناص أحس بهم أنسن

من معج وإحضاريخلط غضبان كالكوكب الدري يتبعه فأنصاع

Page 66: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 66

: وقال عدي بن الرقاع يصف ثورين يعدوان

بيضاء محكمة نسجاها يتعاوران من الغبار ملاءة

وإذا السنابك أسهلت شرها إذا وردا مكاناً جاسياً تطوى

: والوصف البديع لسرعة عدوه قول الطرماح يصف ثوراً

سيف على شرف يسل ويغمد وتضمره البلاد كأنه يبدو

وأما الأيل فإن أصحاب البحث عن طبائع الحيوان يقولون أن ذكره من عصب لا لحم فيه ولا غضروف، ولا عظم، وإن قرنه مصمت لا تجويف فيه، والأنثى تقلق لترو الذكر قلقاً شديداً، ولهذا لا تثبت لتروه إلا

من الجادة المسلوكة، في الفرط مرة واحدة، وإذا حملت لا تضع إلا على السب، والطرق لهرب السباعوإذا وضعت أكلت الجعدة لإصلاح لبنها، وهي تحب الكينونة في القمر، وتأتي بولدها إلى أماكن الماء، وتعرفه المواضع التي ينبغي أن يهرب إليها إذا احتاج إلى الهرب، وهي صخور فيها صدوع، وتجويفات،

ا كل حيوان يطلب ضرر ولدها، والأيل ليس لها مدخل واحد، وتقف على ذلك المدخل وتقاتل بجهدهيسمن جداً، فإذا سمن اختفى في موضع لا يعرف خوفاً أن يصاد لسمنه، وهو مولع بالحيات يطلبها في

كل موضع فإذا انجحرت منه أخذ في فمه ماء ثم نفخه في الجحر فتخرج له ذنبها فيأكلها حتى ينتهي إلى فتسيل دموعه إلى نقرتين تحت محاجر عينيه يدخل الأصبع رأسها فيتركه خوفاً من السم، وربما لسعته

فيهما، فتجمد تلك الدموع وتصير كالشمع يتخذ ترياقاً لسم الحيات، وهو البادزهر الحيواني، وإذا لسعته أكل السراطين فيبرأ، وكذلك يأكل التفاح الحامض إن كان زمانه، أو ورق شجره فيبرأ، ولا تنبت له

يمضي عليه سنتان من عمره وإذا نبت قرناه نبتا مستقيمين كالوتدين، وفي الثالثة القرون إلا بعد أن يتشعب، ولا تزال الشعب في زيادة إلى تمام ست سنين، وحينئذ يكونان كالشجرتين على رأسه ثم بعد ذلك يلقي قرونه في كل مرة ثم تنبت، وإذا نبتا له تعرض ما للشمس ليصلبا وإذا صارا كالشجرتين

عاه الإحضار، فلا يكاد يفلت إذا طردته الخيل وهو إذا ألقاهما انجحر حتى ينبتا لأما آلته وليس له من: سلاح غيرهما يدافع ما عن نفسه كالترس للجبان لأنه لا ينطخ ما إلا إذا صلحا لذلك زعم أرسطو

ن يشغلونه بالتطريب ويأتون أن هذا النوع يصاد بالصفير والغناء، فهو ينام ما دام يسمع ذلك، والصيادوإليه من خلفه فإذا رأوه مسترخية أذناه وثبوا عليه، وإن لم يكن فليس لهم إليه سبيل وإذا اشتد عليه

العطش من أكل الحيات أتى غدير الماء، واشتمه ثم انصرف عنه يفعل ذلك أربعة أيام، ثم يشرب في اليوم . نفسه من سريان السم في الجسد مع الماءالخامس، وإنما يمتنع عن شرب الماء لخوفه على

Page 67: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 67

الوصف والتشبيه

: شاعر يصفه يصد عن الماء مع حاجته ويذكر محبوبته

رأيت بقاء ودك في الصدود لا قلي مني ولكن هجرتك

المنايا في الورود تيقن الظامئات الماء لما كهجر

هلاكاً فهي تنظر من بعيد نفوسها ظمأ وتخشى تذوب

: خر في مثل ذلكوقال آ

فجاءت وفي الأحشاء غلي المراجل ظامئات طال في القيظ ظمؤها وما

رأين الموت لون المناهل إليه رأين الماء عذباً وقد أتت فلما

حشاها على وخز الأفاعي القواتل ولم تشف صداها وقد طوت فولت

ولم التذ منك بطائل عليك من شوقي إليك وحسرتي بأعظم

ويسمى اليامور، فإن قرونه كقرون الأيل إلا أا أصغر وهو يلقيها في كل سنة، وهي : ليحموروأما ا .صامتة لا تجويف فيها، ولونه إلى الحمرة، وهو أسرع من الأيل

فينعت ببقر بني إسرائيل، وهو لا يعرف بالشام ولا بالعراق ولا بالحجاز، وإنما يوجد في غور : وأما الثيتل مصر، ولونه في لون الأصفر من البقر، ودونه بقليل، لكنه أطول وجهاً منها، وقرونه بيسان، وبنواحي

.كقرون الغزلان إلا أا أجفى، ولسرعة حضره لا يكاد يلحقه إلا الفرس الجواد

القول في طبائع الحمار الوحشي

ة وهو يحمي عانته الدهر ويسمى العير، والفرا وهو لا يترو إلا إذا بلغ ثلاثين شهراً، ويوصف بشدة الغيركله، ويضرب فيها كضربه لو أصاب إناثاً من غيرها ويقال أن الأنثى إذا ولدت جحشاً كدم الذكر

قضيبه فالإناث تعمل الحيلة في الهرب به عنه حتى يسلم وهذا حتى لا يكون في العانة ذكر غيره، وحكى واضع الذرء ويجهلها، وإن الولد لم يجيء منه أن أبا الأخضر ذكر عن فحل العانة أنه يستبهم م: الجاحظ

وذكر أن نزوه على الإناث من شكل نزوه على . عن طلب، ولكن النطفة البريئة عن الاسقام انتجتالذكر من نوعه، وإنما ذلك على قدر ما يحضره من الشبق لأنه لا يلتفت إلى دبر من قبل، ولا إلى ما يلقح

إن الحمار الوحشي يعمر مائتي سنة وأكثر، وكلما بلغ : ولا يعزل ويقالمما لا يلقح، فلا هو يريد الولد،مائة سنة صارت له مبولة ثانية، وشوهد منها ما له ثلاث مباول وأربع، وهو كشكل المصير المحشو بين

Page 68: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 68

المبولة والمبولة، حتى كان بينهما حاجزاً مشدوداً ومعادنه بلاد النوبة وزغاوة ويوجد منها ما يكون مسنة

معمدة ببياض وسواد مستطيلان فيما استطال من أعضائه، ومستديران فيما استدار بأصح قسمة، وأحسن أنه من نتاج : ترتيب ومن الحمر الوحشية صنف يسمى الأخدري، وهي أطول الحمر عمراً، ويقال

الأخدر، وهو فرس لاردشير بن بابك أفلت من خيله فصار وحشياً فحمي عدة عانات فضرب فيها جاءت أولاده منها أعظم من سائر الحمر وأحسن وخرجت أعمارها عن أعمار الخيل، وفي هذه الحكاية ف

نظر لذوي الفكر لأنه لا يكون على نوعين مختلفين من الحيوان حيوان يشبه أحدهما، وإنما يكون ممتزجاً ن رشيق في كتاب كالبغل بين الحمار والفرس، والسمع بين الضبع والذئب، وحكى القولين أبو علي ب

.العمدة

الوصف والتشبيه

: قال الشماخ من أبيات يصف عيراً في غابة

شطر ثانيله مثل القنا المتأودات قوارب فاتلأبت فواجهها

عض الثقاف على القناة كما على ذوات الضعن منها يعض

سرادقات. . . لهن ترى نقعاً.. يثرن بالمعزاء وهن

: هشلي يصف حماراً أخدرياًوقال عبد الكريم الن

أمين الفصوص لم يدمث له ظهر صلصال لا خدر ينتمي واضرح

فيها فهي مسطورة حرز فنافس العيون الكحل صيغت بجلده كأن

وليلاً فيه حظهما قدر حاً منه الجلد حتى كأنما صبا تولع

وفقاً حوافره الحفر لها الجمارة الصلبة قدرت فجاءت كأن

صغير منه ترجيعه زمر توالى ل واستولى به رديانهاحتا إذا

ومن رسالة كتبها أبو الفرج الببغاء يصف فيها أتانا معمدة ببياض وسواد كان صاحب اليمن أهداها وأما الاتان الناطقة، في كمال الصنعة، بأفصح لسان فإن الزمان لاطف مولانا أيده االله تعالى منها : لبختيار

مرئي، وأغرب موشى، وأفخر مركوب، واشرف محبوب، وأعجز موجود بأنفس مذخور، وأعجبوأى مخدود، كأنما وسمها الكمال بنهايته، والحظها الفلك بعنايته، فصاغها من ليله واره، وحلاها

بنجومه وأقماره، ونقشها ببدائع ثاره، ورمقها بنواظر سعوده، وجعلها أحد جدوده، ذات أهاب مسير، ب مشجر وشوى مسور ووجه مرجح ورأس متوج، تكتنفه إذنان كأما زجان، سبجية وفراء محبر، وذن

Page 69: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 69

الأنصاف، بلورية الأطراف جامعة شيتها بالترتيب، بين زمن الشبيبة والمشيب، فهي قيد الأبصار وأمد الأنكار واية الاعتبار غني عن الحلي عطلها مزرية بالزهر حللها واحدة جنسها وعالم نفسها صنعة

.نشئ الحكيم وتقدير العزيز العليمالم

القول في طبائع الوعل

وهو التيس الجبلي، والأنثى تسمى أروية، وهي شاة الوحش وفي طباع هذا النوع أنه يأوي الأماكن الوعرة الخشنة، ولا يزال مجتمعاً، فإذا كان وقت الولادة تفرق، وإذا اجتمع في ضرع الأنثى لبن امتصه

ن الترو أكل البلوط، فتقوى شهوته، ومتى لم يجد الأنثى انتزع المني بفيه بالامتصاص، والذكر إذا ضعف عوذلك إذا جد به الشبق، وفي طبعه أنه إذا أصابه جرح طلب الخضرة على الحجارة فيمتصها ويجعلها على

ويكون الجرح، فيبرأ، وإذا أحس بقناص وهو في مكانه المرتفع استلقى على ظهره ثم يزج نفسه فينحدر، وفي طبعه . . .قرناه وهما من رأسه إلى عجزه يقيانه ما يخشى من الحجارة، ويسرعان به لملوستهما على

الحنو على ولده، والبر بوالديه، وأما الحنو فإنه إذا صيد شيء من سخاله تبعته أمه ورضيت بأن تكون معه ه، وإذا عجزا من الأكل مضغ لهما وأطعمهما، في الشرك وأما البر بوالديه، فإنه يختلف إليهما بما يأكلان

.ويقال أن في قرنيه ثقبين يتنفس ما فمتى سدا هلك سريعاً

الوصف والتشبيه

: قال الشماخ يصف محبوبة له تسمى أروى

من موقفه حرون بأدنى وما أروى وإن كرمت علينا

بأوعال معقفة القرون بها الرماة وتنفتهم تطيف

: عبادوقال الصاحب بن

سواد وأعلى ظاهر اللون واضح كالذرى في سفلاته وأعين

راح يجري بالصريحة رامح إذا أنصاف اليدين كأنه موقف

: وما أطرف قول أبي الطيب المتنبي

بغي الضال مرتديات الغدر من الأوعال وأوفت

ينفذن من الأطال يكدن الأطراف للاكفال نواخس

Page 70: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 70

يصلحن للإضحاك لا الإجلال لحى سود بلا سبال لها

يغد بالمسك ولا الغوالي لم كل اثيث نيته متعال

من الأدهان بالأبوال يرضى

القول في طباع الظباء

وهي ألوان تختلف بحسب مواضعها، فصنف منها يسمى الأرام وألواا بيض ومساكنها الرمل، وهي منها يسمى الأدم وهي تسكن الجبال، وفي هذا أشدها حضراً، وصنف يسمى العفر وألواا حمر، وصنف

النوع أسرار الطبيعة أنه ما يرى ذا روح إلا ويعلم ما يريد منه خير أو شر، وإذا فقد الماء استنشق الهواء فاعتاض به عنه، وإذا طلب لم يجهد نفسه في حضره من أول وهلة وإذا رأى طالبه قد قرب منه زاد في

هو يخضم الحنضل حتى يرى ماؤه يسيل من شدقيه، ويرد البحر فيشرب منه الحضر حتى يفوت الطالب، والماء الأجاج كما تغمس الشاة لحييها في الماء العذب لطلب النوى المنقع فيه وهو لا يدخل كناسه إلا

مستديراً يستقبل بعينيه ما يخافه على نفسه وله نومتان في مكنسين، مكنس الضحى، ومكنس العشي، وإذا لضبي ونبت لقرونه شعب نتج وإذا هزل أبيض وهو شيج النساء لا يسمح بالمشي فإذا أراد فأنما أسن ا

النقز والوثب، ورفع القوائم معاً كما يفعل الغراب فهو أبداً يحجل كما يحجل المقيد، وليس له حضر في إنه ينخذل، ويرقد الجبال، ويصاد بنار توقد له فيذهل لها لا سيما إذا أضيف إلى ذلك تحريك أجراس، ف

ويصاد بالعطش الشديد بأن يجعلوا بينه وبين الماء فينخذل، ولا يبقى به حراك البتة، وبين الظباء والحجل ألفة، ومحبة والحذاق في الصيد يصيدون بعضها ببعض، ويوصف بحدة البصر، ويسمى باليونانية اسماً معناه

النظارة والبصرة

فصل

المسك ولونه أسود ويشبه ما تقدم في القد، ودقة القوائم وافتراق الأظلاف، ويلحق ذا النوع غزالوانتصاب القرون، وانعطافها غير أن لكل واحد منها نابين خفيفين أبيضين خارجين من فيه في فكه

الأسفل قائمين في وجهه كنابي الخترير كل واحد منهما دون الفتر على هيئة ناب الفيل ويكون بالتبت ند، ويقال أن الغزلان تسافر من التبت إلى اهند بعد أن يرعى من حشيش التبت وهو غير طيب وباله

فيلقى ذلك المسك بالهند فيكون رديئاً، وترعى حشيش الهند الطيب ويعقد منه مسكاً، وتأتي بلاد التبت

Page 71: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 71

روف بمترلة فتلقيه فيكون جيداً، والمسك فضل دموي يجتمع من جسدها إلى سررها في وقت من السنة معالمواد التي تنصب إلى الأعضاء، وهذه السرر جعلها االله تعالى معدناً للمسك فهي تثمره كل سنة بمترلة

الشجرة التي تؤتي أكلها كل حين فإذا حصل هذا الدم في السرر ورمت وعظمت فتمرض لها الظبي وتألم تلك المفاوز والبرار فيخرج الجلابون حتى تتكامل فإذا بلغ حكته بأظلافها وتمرغت في التراب فتسقط في

فيأخذونه ويقال أن أهل التبت يضربون لها أوتاداً في البرية تحك ا إذا المتها السرر فتنقطع، وتسقط، فإذا وورد الماء، ومنها ما يموت .. سقطت عن الظبي كان في ذلك إقامته وصحته، فانتشرت حينئذ في المراعي

.لشدة ألمه

الوصف والتشبيه

قد ينبغي أن نعلم أن هذا قليل جداً لأن الشعراء نقلوا محاسن الغزال إلى الغزل، وشرحوا ا حال من جذبه الحل وهزل، والصفة التي يصفون ا الظبي، وصفوا ا الجارية والغلام، وصرفوا الحقيقة إلى ااز

.فيما أرادوه من الكلام

: قال بعضهم

بأيدي الصارمين صقيلعان معزل تعطو بجيد كأنه فما

بذات الأراك مرتع ومقيل عالها هضيم الحشى مغضوضة الطرف

أحمر المقلتين كحيل دعاها إذا نظرت من نحو أو تفرست

صروم للحبال وصول وأنت منها حين قالت صرمتنا بأحسن

: وقال ذو الرمة وذكر محبوبته

نحأمام المطايا تشرأب وتس إن مرت بنا أم شادن ذكرتك

الضحى في متنها يتوضح شعاع المؤلفات الرمل أدماء صرة من

ومية أبهى بعد منها وأملح هي الشبه أعطافاً وجيداً ومقلة :وقال أبو الطيب المتنبي من طردية وذكر مترلاً للصيد

لغير العاديات الهطل ولا ومنزل ليس لها بمنزل

للمحلل ملحوش لم يح الخزمي ذفر القرنفل بذي

النفس بعيد الموئل محين لنا فيه مراعي معزل عن

Page 72: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 72

العري عن التفضل وعاده أعناه حسن الجيد عن لبس الحلي

بمثل قرن الأيل معترضا بصندل. . . . مضمخ كأنه

: وقال آخر

ومكحولة العينين لم تكتحل قط بالحسن والجيد عاطل وحالية

ها من صدغها شاهد سبطوفي خد على رأسها من قرنها الجعد وفرة

من بيض أباطها مرط وتجمعها من غبرة الجلد فروة تجللها

من فرط ما اندمجت قمط ملأتها أدمجت بالشحم حتى كأنما وقد

القول في طبائع الأرنب

إن قضيب الذكر من هذا النوع كذكر الثعلب أحد شطريه : يقول أصحاب الكلام في طبائع الحيوانعصب، وربما ركبت الأنثى الذكر حين السفاد لما فيها من الشبق، وتسفد وهي حبلى عظم، والآخر

وهي قليلة الإدرار على ولدها ويزعمون أنه يكون شهرين ذكراً وشهرين أنثى، وكنت أستبعد هذا وأقول أنه ضرب من الخرافات حتى وقفت عند مطالعتي للكتاب الذي وضعه ابن الأثير في التاريخ، وسماه

امل، على حكاية أوقفتني على الأعراف بين الإنكار والاعتراف، ذكر في حوادث سنة ثلاث وعشرين الكوستمائة، وفيها اصطاد صديق لنا أرنباً فرآه وله انثيان، وذكر وفرج فلما شقوا بطنه وجدوا فيه خريقين،

رانب كالخنثى في بني آدم فإن كان ما زعموا منه أنه تارة يكون ذكراً وتارة يكون أنثى، وإلا فتكون الأيكون لأحدهما فرج الرجل، وفرج الأنثى، ثم أعقب هذه الحكاية بما هو أعجب منها قال كنت بالجزيرة،

ولنا جار له بنت أسمها صفية، فبقيت كذلك نحو خمسة عشر سنة فإذا قد طلع لها ذكر رجل وثبت لها توحة العين، وربما جاء القناص إليها حتى يأخذها لحية فكان لها فرج امرأة، وذكر رجل، والأرانب تنام مف

من جهة وجهها، وهي نائمة لا تبصر وسبب ذلك حجاجي عينيها لا يلتقيان فهي فاتحة لهما في النوم أن الأرانب إذا رأت البحر ماتت، ولذلك لا توجد في الساحل، وهذا هذيان فإن المشاهد : واليقظة، يقال

وهي تحيض كالمرأة، وتأكل اللحم : لجن رب منها لموضع حيضها قالواغير ذلك، وتزعم العربان أن اوغيره وتجتر وتبعر، وفي باطن أشداقها شعر، وكذلك تحك رجليها، وليس شيء قصير اليدين أسرع منها حضراً، ولقصرهما يخف عليها الصعود والتوقل وهي تطئ الأرض على زمعاا، وهي آخر قوائمها مغالطة

يعرف أثرها إلا أن الكلب الفاره والقانص الحاذق لا يخفى عليهما ذلك لأا لا تفعل للطالب حتى لا

Page 73: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 73

ذلك إلا في السهل الذي يثبت فيه الأثر، وربما مشت في الثلج فتعفى أثرها بكثرة الترداد فيه وإذا قربت .من الموضع الذي تريد أن تجثم فيه، وثبت إليه وثباً

الوصف والتشبيه

يكر روضه بعض الشعراء

فسرت وسار كل ماش ومضرم ألقى الليث فيها ذراعه وخيفاء

كأن بطن حبلى ذلت أو نين متئم بها الدرماء تسحب قصبها تمشي

أفراد إخوان كأن : وهذان البيتان من أبيات المعاني ومن رسالة لبعض الأندلسيين يصف جماعة أرانبه ووثاب يجتمع اجتماع الكره حاك القصب إزاره، وصاغ أولاد غزلان، بين رواغ ينعطف إنعطاف البر

التبر طوقه، وسواره، قد علل بالعنبر بطنه وجلل بالكافور متنه كأنما تضمخ بعبير، وتلفع في حرير ينام بعيني ساهر ويفوت بجناحي طائر، قصير اليدين طويل الساقين، هاتان في الصعود تنجده، وتانك عند

الوثوب تؤيده

طبائع القردالقول في

وهذا الحيوان عند المتكلمين في الطبائع، مركب من إنسان ويمة، وهو تدريج الطبيعة من البهيمة إلى الإنسان وهو يحاكي الإنسان بصورته وفعاله جميعاً، وله أضراس كأضراسه، وثنايا عليا كما له، ويثني يديه

ذكر شبيه بذكر الكلاب وأجواف القرود شبيهة ورجليه كالإنسان، وللقردة فرج مثل فرج المرأة، والبجوف الإنسان، ولذلك يستغني المشرحون بتشريح القرد عن تشريح الإنسان، وله صدر كصدر الإنسان عريض، وظهر مثل ظهره في مقابل صدره، ومن شبهه بالإنسان في سائر حالاته بأنه يضحك، ويطرف،

بع خمسة مفصلة إلى أنامل، وأظفار، ويقبل التلقين، ويأنس ويقعي، ويحكي، ويتناول الشيء بيده، وله أصاللأنس الشديد، ويمشي على أربع مشيه الطبيعي، ويمشي على اثنتين حيناً يسيراً ولشفر عينيه السفلين

أهداب وليس لشيء من الحيوان ذلك سواه والإنسان وإذا سقط في الماء غرق مثل الإنسان الذي لا يحسن سه بالزواج، والغيرة على الأواج، وهما خصلتان كريمتان من مفاخر الإنسان على السباحة، ويأخذ نف

سائر الحيوان، وهو أيضاً يقمل وإذا قمل تفلا ويرمي وبالقمل إلى فيه ويأكله، وإذا ألح به الشبق استمنى ما تحمل بفيه، والأنثى تلد قروداً عديدة نحو العشرة وأكثر كما تلد الختريرة، وتحمل بعض أولادها ك

المرأة، وقال من سبر حال هذا الحيوان أن الطائفة من القرود إذا أرادت النوم ينام الواحد في جنب الآخر

Page 74: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 74

حتى يكونوا سطراً واحداً، فإذا تمكن النوم منها ض أولها من الطرف الأيمن فيمشي وراء ظهورها حتى ذي كان يليه، وفعل فعله، يكون هذا يقعد من وراء الأقصى من الطرف الأيسر فإذا قعد صاح فنهض ال

من الطائفة الليل كله، فيبيت في أرض ويصبح في أخرى، وفيه من قبول التأديب والتعليم والإخفاء به على أحد، ولقد درب قرد ليزيد بن معاوية على ركوب وحشي وسابق به الخيل، وفيه يقول شاعر وقد

: سبق باتان ركبها فرساً

أمير المؤمنين أتان جياد بقت بهمبلغ القرد الذي س من

فليس عليها إن هلكت ضمان أبا قيس بفضل عنانها تمسك

القرد قبيح لكنه مليح، يشيرون إلى خفة روحه وكيسه، وحكى المسعودي في كتاب : والعامة تقولوفي : د، قالالمروج إن القرود من أماكن كثيرة من المعمورة عد منها وادي نخلة وهو بين الجند، وبلاد زبي

هذا الوادي عمائر كثيرة، ومصبات للمياه، وبقعته بين جبلين، وفي كل جبل منها طائفة من القرود ولهم مجالس يجتمع فيها خلق عظيم كثير منهم فيسمع : قال"والهزر القرد العظيم المقدم منها"يسوقها هزر

عن المرؤوس، وربما سمعهم من لا يعلم لهم حديث ومخاطبات، والإناث في ناحية الذكور، والرئيس متميز أم قرود فظن أم ناس يتحدثون وباليمن قرود كثيرة في نواحٍ متعددة منها، في ذفار من بلاد صنعاء في برار وجبال كأا السحب، وتكون القرود بأرض النوبة، وأعلى بلاد الأحابيش وهذا الضرب من القرود

وذنب مستطيل سريع الفهم لما يرشد إليه، ومنها بخلجان ر حسن الصورة خفيف الروح ذو وجه مدورالزانج، وبحر الصين، وبلاد المهراج وفي ناحية الشمال نحو أرض بلاد الصقالبة أجام وغياض فيها ضروب

من القرود منتصبة القامات مستديرة الوجوه والأغلب عليها صور الناس وأشكالهم، ولها شعور، وربما نها إذا احتيل عليه فاصطيد، فيكون في اية الفهم والدراية، إلا أنه لا لسان له يعرفه عما وقع في النادر م

في نفسه، ولكنه يفهم كلما يخاطب بالإشارة، من النواحي التي ا القرود، جبل موسى المطل على مدينة وجوه الكلاب لها سبتة من بلاد المغرب، والقرود التي فيها قباح الوجوه جداً، عظام الجثث وجوهها .خطوم، وليس أذانب، وأخلاقها صعبة لا تكاد تتطلب فيها ما تعلم إلا بعد جهد

القول في طبائع النعام

وإنما ذكرناه مع ذوات الأربع من الوحوش، وإن كان ذا جناح لأنه عند المتكلمين في طبائع الحيوان ليس طيراً وإن كان يحبل ويلد وله إذنان بارزتان بطائر، وإن كان يبيض وله جناح وريش ويعدون الخفاش

Page 75: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 75

وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بأذني فتنفخ فيها ": وليس له ريش لوجود الطيران فيه ومراعاة لقوله وهم يسمون الدجاجة طيراً، وإن كانت لا تطير، والنعامة تسمى بالفارسية "فتكون طيراً بإذني

طائر، فكأم قالوا جمل طائر، ولما وجد هذا الاسم ظن : مرغجمل، وتأويل : وتأويل اشتر" اشترمرغ": قيل للظليم أحمل قال أنا طائر، قيل له: الناس أا نتاج ما بين الإبل والطير، وذا أجري عليها في قولهم

أنا جمل، ومما أكد عندهم القول بالتوكيد أم رأوا فيه من الجمل المنسم، والوظيف والعنق : فطر قالرش، والخف، والخرالة ومن الطير الريش والجناح، والمنقار، والبيض، ويشبه النعام بالإبل، تسمى والك

الأنثى منها قلوصاً، وفي طبع النعامة أا تحضن أربعين بيضة أو ثلاثين بيضة، ومن أعاجيبها أنه تضع كل بيضة منها بيضها طولاً حتى لو مد عليها خيط لما وجد لشيء منها خروج عن الآخر ثم يعطي

نصيبها من الحضن إذ كان بدا لا يشمل على عدد بيضها، وهي تخرج لطلب الطعم فتمر ببيض نعامة أخرى فتحضنه، وتنسى بيضها، ولعلها أن تصاد فلا ترجع إليه فهلك، ولهذا توصف بالموق والحمق،

: ويضرب المثل ا في ذلك، وعلى هذا ينشد قول ابن هرمة

بكفي زنداً شماخا وقدحي الأكرمينوتركي ندى وإني

وملبسة بيض أخرى جناحا بالعراء. . . بيضها كتاركة

أا تقسم بيضها أثلاثاً منه ما تحضنه، ومنه ما تجعل صفاره غذاء ومنه ما تفتحه وتتركه للهواء : ويقال يتراوح، ويعاقب حتى يعفن ويتولد من عفنه دود فتغذي به فراخها إذا خرجت، وهو من الحيوان الذي

الذكر الأنثى في الحضن، وهو لا يأنس بالإبل ولا بالطير مع مشاركته لهما، وكل ذي رجلين إذا انكسرت له إحداهما استعان في وضه وحركته بالباقية ما خلا النعامة فإا تبقى في مكاا جاثمة حتى

: لك جوعاً، قال الشاعر واصفاً هذه الحالة

على اختها نهضاً ولا بأستها حبوا النعامة لم تجدإذا انكسرت رجل

إن الحيوان الوحشي ما لم يعرف الإنسان لا ينفر منه إذا رآه ما خلا النعام شارد أبداً وبه يضرب : ويقالالمثل في الشرود، وعظامه، وإن كانت عظيمة وشديد العدو ا لا مخ فيها، ولا مجرى ا تزعم العرب أن

إن لما كان كذلك عوض عن السمع بالشم فهو يعرف بأنفه ما لا يحتاج معه إلى السمع الظليم أصلم وفربما كان على بعد فشم رائحة القناص على أكثر من غلوة، والعرب تضرب به المثل في شدة حاسة الشم

: قال الشاعر

فهو يشم اشتمام الهيق

: ولآخر

Page 76: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 76

أشم من هيق وأهدى من جمل

إن من جمقها إذا أدركها القانص "أحمق من النعامة"بتفسير أمثال العرب قولهم وفسر بعض المعتنين أدخلت رأسها في كثيب رمل تقدر أا قد اختفت منه، وهو قوي الصبر من الماء شديد العدو وأشد ما

يكون عدواً إذا استقبل الريح، وكلما كان أشد لعصوفها كان أشد حضراً، وهو في عدوه يضع عنقه ره ثم يخرق الريح، وهو يبتلع العظم الصلب والحجر والمدر والحديد فيميعه بحر قانصه حتى يصير على ظه

كالماء، ويبتلع الجمر حتى ينفذه إلى جوفه فيكون جوفه هو العامل في إطفائه، ولا يكون الجمر هو العامل والهضم، وهذا غير منكر في إحراقه، وفي ذلك أعجوبتان أحدهما التغذي بما لا يغذو، والآخر الاستمراء

لأن السمندل وهو على ما زعم بعضهم دابة توجد ببلاد الهند، وبلاد السند دون الثعلب خلنجية اللون، حمراء العين، ذات ذنب طويل ينسج من وبرها مناديل إذا اتسخت القيت في النار المتأججة فيزول منه

وتتخذ من وبرها مناديل إذا اتسخت غسلت الزهم، ولا تحترق وببلاد الترك جرذان تسلخ جلودها، بالنار بأن يلقى فيها ولا تحترق، وزعم آخرون أن السمندل طائر ببلاد الهند يبيض ويفرخ، وفيه من

الخاصية أن يدخل النار ويخرج منها ولا يحترق ريشه، ويعمل جلده مناديل العمر فكما أن خاصية هذا باطنه، والباطن كله من الحيوان أنعم من الظاهر وقد حكى أبو الحيوان في ظاهره كانت خاصية النعام في

عبيد البكري في كتاب المسالك والممالك لما ذكر قابس أن بعض أهل البادية دخل على أميرها بطائر على قدر الحمامة ذكر أصحابه أم لم يروه قبل ولا عهدوه، وكان فيه من كل لون، وهو أحمر المنقار فأمر

وأن يرسل في مصره فلما كان الليل أوقد بين يدي الأمير مشعل فلما رآه الطائر قصده بقص جناحيه،وأراد الطلوع إليه، فلم يستطع النهوض فما زال يجهد نفسه حتى صعد إليه واستوى في وسطه وجعل ئر يتفلى فيه كما يفعل الطائر في الشمس، فلما قضى وطره منه نزل، والنعام يصاد بالنار كما يصاد سا

.الوحش فإنه إذا رآها دهش لها واعتراه فكر فيها فيقف وقوف حيرة فيتمكن منه الصائد حينئذ

الوصف والتشبيه

: قال بعض آل بني طالب شعراً

الهول بالغر الغرانيق واكب ألبس الليل حتى ينثني خلقاً قد

بعض أحجار المجانيق كأنها لنعام الدو سهلبة وانتحي

تلبس من نسج الخداريق كما ثوباً وتلحمهالرياح بها تسدى

Page 77: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 77

أسمال راهبة شيبت بتشقيق تغرقه. . . كأنما ريشها والريح

سود الرجال تعادي بالمزاريق كأنها حين هزت رأسها فرقاً

البلاقع أدقال الزواريق بها أعناقها وهنا إذا خفقت كأن

لريقتغصص أعلاهن با حتى استلذ بلحظ العين ناظرها فما

: وقال ذو الرمة من قصيدته المذهبة وذكر ناقة

ثلاثين أمسى وهو منقلب أبو أم حاصب بالشيء مرتعه أذاك

المسوح جذب شوقب خشب من الجزآرة مثل البيت سائره شخت

لم يتقشر عنهما النجب صقبان رجليه مسما كان من عشر كأن

به الهدبمن القضائف أعلى ثو راجع في سوداء مخمله هجنع

دون بنات البيض منتهب فالخرق له صلعة خرجاء خاصعة تبرى

إذا ما رآها خانه الكرب حتى دلو بئر جد ماتحها كأنها

تكاد تفر عنهما الأهب حتى لا يدخران من الإيغال باقية

الأماكن مفعول به العجب من فكل ما هبطا في شاؤ شوطهما

أظلما دون أطفال لهم لجب إن يأمنان سباع الجو أو برداً لا

الدهاس وأم برة وأب إلا جاءت من البيض زعر الألباس لها

يبس أو حنظل خرب جماجم فلقت عنها ببلقعة كأنما

شامل أبشارها الجرب كأنها يفيض عن عوج معطفه حتى

مثل الدحاريج لم ينبت لها الزغب كصدوع النبع في قلل أشداقها

لفائقه أو هيشر سلب طارت سائغةكأن أعناقها كرات

الباب الرابع

في ذكر الحيوان الأهلي

الحي المملوك الذي يدبره القعل والطبيعة معاً، وهو ينقسم إلى ما يؤكل : ومجموعه يسميه ابن أبي الأشعثله فقط، وإلى ما يركب فقط، وإلى ما يركب ويؤكل معاً، ومن أجل هذه المنافع ملك، ولتدبير العقل

Page 78: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 78

قرب مزاجه من مزاج الإنسان وإنما الفرق بينهما أن العقل يدبر الإنسان من ذاته ومن خارج ذاته ونجعل .بدء قولنا في الحيوان المركوب أهم ما تقدم الكلام فيه

القول في طبائع الفرس

وأشببها وإنما بدأنا به لأنه قريب من الاعتدال الخالص، وأحسن ذوات الأربع صورة وأفضل من سائرها،أنه كان وحشياً، وأول من : بالإنسان لما يوجد فيه من الكرم، وشرف النفس وعلو الهمة، وتزعم العرب

عتيق وهو المسمى فرساً، وهجين وهو المسمى : وهو جنسان- عليه السلام -ذلل صعبه وركبه إسماعيل م الفرس أصلب وأثقل من برذوناً، والفرق بينهما أن عظم البرذون أغلظ من عظم الفرس وأمتن وعظ

عظم البرذون، والبرذون أحمل من الفرس، والفرس أسرع من البرذون، والعتيق بمترلة الغزال، والبرذون بمترلة الشاة ولكل واحد منهما نفس تليق بفعله وآلات مواتية له، وفي طبع الفرس الزهور والخيلاء

لدالة على كرمه، وشرف نفسه، ومن شرفها أنه والعجب والسرور بنفسه، والمحبة لصاحبه، ومن أخلاقه الا يأكل بقية من علف غيره، وعلو همته، كما حكى المؤرخون أن أشقر مروان كان سائسه لا يدخل

عليه إلا بأذن، وهو أنه يحرك له المخلاة فإن حمحم دخل، وإن دخل ولم يحمحم شد عليه، وناهيك لهذا : ذات شبق شديد لشدة شبقها تطيع الفحل من غير نوعها، ويقالالخلق في علو الهمة، والأنثى من الخيل

أنه متى اشتد شبقها، وقص من عرفها سكن عنها، والذكر يشتد به الشبق ويزسد حتى يؤثر أن يؤتى لفرط شهوته وقصر آلته عن الوفاء بتسكين ما يجد، وربما اقتتل الفحلان بسبب الأنثى، حتى تكون لمن

الإناث تمتلئ في أوان السفاد ريحاً، وإذا أصابتها ذه الآفة يركض ا ركضاً يغلب منهما، ويقال أن متتابعاً، ولا يؤخذ ا لا إلى الغرب، ولا إلى الشرق، بل إلى الشمال والجنوب حتى يخرج من أرحامها، بيه كما يخرج عند ولادا، وهي في زمان السفاد تطاطئ رؤوسها وتحرك أذناا، ويسيل من قبلها شيء ش

بالمني غير أنه رقيق، وإذا تودقت الرمكة، وأفرطت وكان ا هزال من ضعف أو علة، ولم تمكن أن يترى عليها لتلك العلة أنزى عليها بغل لأنه لا يلقحها وهو بالغ أقصى شقائها وغاية شهوا بالذي معه من

ذا دنى ذكر آخر من الأنثى الطول والغلظ فيسكن ذلك عنها، والذكر يكون مع ثلاث إناث أو أكثر، وإالتي اختارها قاتله وطرده، والطمث يعرض للإناث أقل من طمث النساء، والذي يترو إذا تمت له سنتان،

وكذلك الإناث، والإناث تحمل أحد عشر شهراً وتضع في الثاني عشر وهي تضع ولداً واحداً، وربما سنة، وربما عمر إلى التسعين، والأنثى تأنف من نزو وضعت في النادر اثنين، والذكر يترو إلى تمام أربعين

الحمار عليها فإذا أريد ذلك منها أخذت بعرفها فتذل وتسكن، وكذلك الفحل يأنف من أن يترو على أنه أريد أن يحمل على رمكة ولد لها، يريدون بذلك العتق فأنف فسترت : أخته أو على أمه ، وقد حكي

Page 79: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 79

ب ورآها مر بحضر حتى رمى نفسه في بعض الأودية فهلك، والخيل قد بثوب فترى عليها فلما رفع الثوترى الأحلام، وتحتلم كبني آدم، وذلك لفرط الشهو فيها، ومتى خلت الأنثى أو هلكت، وكان لها فلو أرضعته الإناث وربته، وإذا لم يكن فيها لبن يرضع عطفت عليه العواقر وتعاهدته، ولكنه يهلك إذ ليس

ا ضل الفلو عن أمه فرضع من غيرها، فإذا فعل ذلك ماتت أمه، ويعتري الفرس داء شبيه فيها لبن، وربمبالكلب، وعلامته استرخاء في أذنيه إلى ناحية عرفه، وامتناعه من العلف وليس لهذا الداء علاج إلا

يكدره، الكسن، وفي طبع الفرس أنه لا يشرب الماء إلا كدراً حتى أنه يرد الماء صاف فيضربه بيده حتىويبين عكره، وربما ورد الماء الصافي وهو عطشان، ويرى فيه خيالاً له ولغيره فيحاماه ويأباه، وذلك لفزعه

لو اجري بالفرس في يوم ضباب من شوط : مما يراه، يوصف بحدة البصر حتى أن بعض المغالين فيه يقولونفي، وفي طبعه أنه إذا وطئ على أثر بعيد، واعترضت بين يديه شعره، لوقف عندها ولم يتعد حدها، و

الذئب خدرت قوائمه حتى لا يكاد يتحرك، وخرج الدخان من جلده، وإذا وطئته الأنثى وهي حامل .أزلقت

فصل

والعلامات الجامعة للنجابة في الفرس ما ذكره أيوب بن القربة وقد سأله الحجاج عن صفة الجواد من أما : صفهن، فقال: الثلاث، الطويل الثلاث الرحب الثلاث، فقالالقصر الثلاث الصافي : الخيل فقال

الثلاث الصافية، فالأديم، والعينان والحافر، وأما الثلاث القصار، فالعسب، والساق، والظهر، وأما الثلاث الطوال فالأنف، والعنق، والذراع، وأما الثلاث الرحبة فالجوف والمنخر والجبهة، وقد جمع بعض الشعراء

: الأوصاف فيقولههذه

وورد القطا في الغطاط الحثاث وقد اغتدي قبل ضوء الصباح

قصير الثلاث طويل الثلاث الثلاث عريض الثلاث بصافي

وأهدى عمرو بن العاص ثلاثين فرسا من خيل مصر، فعرضت عليه وعنده عتبة بن سنان بن يزيد أراها يا أمير : فإن عمرا أطنب في وصفها، فقالمعاوية كيف ترى هذا يا أبا سفيان : الحارثي، فقال له

المؤمنين كما وصفت إا لسامية العيون لاحقة البطون مصغية الآذان قراء الأسنان ضخام الركبات مشرفات الحجبات رحاب المناخر صلاب الحوافر، وقعها نحليل، ورفعها تعليل، فهي إن طلبت سبقت،

دارك فإن بنا عنها غنى وبفتيانك إليها حاجة، وهذه الخلال اصرفها إلى: وإن طلبت لحقت قال معاوية

Page 80: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 80

.قلما توجد في جواد، ولو بذل فيه سواد العين، وسويداء القلب

: وقد قال أبو الطيب المتنبي مؤيدا لما قلت

وإن كثرت في غبن من لا يجرب الخيل إلا كالصديق قليلة وما

حسن عنك مغيبفال وأعضائها لم يشاهد غير حسن شياتها وإذا

لما أرسلت الخيل جاءوا بشيطان في اشطان، فارسوله، فلمع : ووصف أعرابي فرسا أجرى في حلبة فقال .البرق واستهل الودق فكان أقرب الخيل إليه نقع عينه من بعد عليه

هو حسن القميص جيد الفصوص وثيق القصب نقي : ووصف محمد بن الحسين بن الحروف فرسا فقال بأذنيه ويتبع ويتبوع، بيديه، ويدخل برجليه، وكتب عبد االله بن طاهر مع فرس أهداه إلى العصب يبصر

المأمون، وقد بعث إلى أمير المؤمنين فرسا يلحق الأرانب في الصعداء، ويجاوز الظباء في الاستواء ويسبق في رعى أبن الحدود جري الماء إن عطف جار وإن أرسل طار وإن حبس صفن، وإن استوقف قطن، وإن

.فهو كما قال تأبط شرا

من شدة المتدارك بمنخرق ويسبق وفد الريح من حيث ينتحي

: وإذا هبط قعى كأنه محلول من قول أبي بكر بن دريد يصف فرسا: ووصف آخر فرسا، فقال

ولم يجعل لونه ولم يحط إذا جرى لم يعلق الطرف به

أو كقضاء نازل إذا هبط مثل دعاء مستجاب إن علا

: ووصف آخر فرسا، فقال

لقد سبق الطرف أسيل الخد حسن القدر

ويستغرق الوصف وقال محمد بن عبد الملك لصديق له ابلغ لي برذونا، وثيق اليدين سالم الأذنين ذكي أنت على : العينين، يأنف من تحريك الرجلين، وساير شبيب بن شيبة علي بن هشام فاستبطأه فقال له

ار وإن ضربته طار وأنا على معرف إن تركته وقف وإن شربته قطف وقال بعض جواد إن تركته س : الشعراء يصف فرسا سبق حلبة فقال

يرسب أولاه ويطفو آخره جاء كلمع البرق جاش ناظره

فما يمس الأرض منه حافره

: وقال أبو عبادة البحتري

في الحسن جاء كصورة في هيكل كالهيل المبني إلا أنه

يقف تسيل حجولها في جندل ن ينقض عذرة في غرةلأ جد

Page 81: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 81

نقبته مدارس صيقل لصفاء الأديم كنا عنيت له صافي

فبرات معبد في الثقيل الأول الصهيل في نفحاته هزج

: وقال أبو الفرج الببغاء

أو عن قلت أسابح أم جدال؟ لاح قلت أدمية أم هيكل؟ إن

يه الناظر المتأملف ويحار الألحاظ في إدراكه تتخاذل

في الحسن حظ مقبل وكأنه فكأنه في اللطف منهم ثاقب

: وقال محمد بن هاني الأندلسي

بها الرهان عيون علقت بساعة سبقها لأنها عرفت

مرت بجانحيته وهي ظنون علم البرق فيها إنها واجل

: ولآخر

في جريه متعلق فكأنه منع القوائم أن تمس بها الثرى

يسبقه إلى ما يرمق فيكاد ن أربعة تراهن طرفهوكأ

: وقال عبد الجبار بن محمد بن حمد يس الصقلي

الزبرجد منه جسم عقيق حمل شطر أولومجرر في الأرض ذيل عسيبه

كثرة الكبوات غير مفيق من فلمع البرق في آثاره يجري

لو كان يرغب في قران صديق يخرج سرعة من ظله ويكاد

: أبو الفتح كشاجم وقال

استدر الحضر فيه فنار فإذا تدفق طاعة وسلاسة ماء

فكأنه بركار لتديره عطفت به على ناورده وإذا

والرسغ وهي من العتيق فصار قلادة نحره وعذاره قصرت

طرفك خلفه فيحار ويرود يرد الضماضح غير ثان سنبكا

ها الأطيارمن أشكال حاكته لم تكن للخيل نسبة خلقه لو

: وقال أبو الفضل المكيالي

طرف بحسنه مبهوت كل ما استظرف الفوارس طرف خير

Page 82: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 82

:نعام وفي المعابر حوت ولآخر ل هو فوق الجبال وعلى وفي السه

كالقلب قلبه في الذكاء شدال طرف كالطرف في سرعة فوق

وهو مثل الخيال في انطواء شطر ثانيما تراه العيون لا خيالا

: وقال أبو بكر الصنوبري

وما نأى كاهله عن الكفل نأت سماؤه عن أرضه طرف

والدبور والجنوب والشمل ل ذو أربع من أربع من القبو

الذي تطلبه من العمل فوق إذا أعلمها ألقى لها وهو

أجلب أو صوب الحيا إذا احتفل إن أومض أو كالرعد إن كالبرق

: ، ناهيك به وصفا للخيل والحربوقال أبو الطيب المتنبي

قبل طرفها تصل أربعها وجه كل سابحة يعلم

أو أقبلت قلت ما لها كفل إن أدبرت لا قبيل لها

: وقال أيضاً

خفافا يتبعن العواليا فبتن مددنا آذانها القنا وجردا

به صدر البزاة حوافيا نقشن بأيد كلما وافت الصفا تماشى

بعيدان الشواخص كما هيا يرين وادق في الدجىوتنظر من سود ص

مناجات الضمير تناديا يخلف وتنصت للجرس الخفي سوامعا

على الأعناق منها أفاعيا كأن فرسان الصباح أعنة تجاذب

طرائف في ذم الخيل بالهزل والعجز عن الحركة

: كتب بعضهم إلى صديق له

لراجلأفضل من فارسها ا فعلت حجرك تلك التي ما

احتشاه البدن الناحل لما بها تبكي وتشكو الضنا عهدي

وجدان ما تأكل غايتها تغنيني غناء ضبة وهي

عاجل. . . موت وإلا فرج رب لا أقوى على كل ذا يا

: ولآخر

Page 83: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 83

شبحا تشكو تجافيكا وأصبحت يا نصر حجرك أبلى الجوع جدتها

ما تنقضي فيكاتبن لي حسة يا رأت تبنة قالت مجاهرة إذا

إذا عرضت باتت تغنيكا حتى ترجوه طورا وتبكي منه آيسة

فكم يكون الجفا أفديك أفديكا فدتك حالي قد علمت بها هذي

: وقال آخر

نمرود بن كنعان تذكر شهبا ملهوبة أعطيتني

من أشقر مروان أسبق سفينة الحشر إلى عدوها

انمجاذيف وسك بلا منها على زورق كأنني

جامع سفيان أخبارها فانظر إلى حجري ترى شهرة

: وقال آخر

ليس الذي رحله بنفاع فوق معرف زمن حلمتني

يمشي إلا بدفاع فليس مخلخلة. . . جلد على أعظم

منه سرير فقاع ركبت إذا علوت صهوته كأنني

: وأنشدت لزهير بن محمد الصعيدي

كلها محتوية وي على المسا وفرس

مستوية عددها مساوئها لمن ماف

وقبحها مولية مقبلة. . . قبحا يا

في معصية كأنه في خجلة راكبها

مثل ركوب المعصية ركوبها مستقبحا

: وللقاضي برهان الدين ابن الفقيه نصر

العهد من القرط بعيدة لصاحب الأحباش برذونة

سبحانك يا معطي تقول رأت خيلا على مربط إذا

تكتب بالقبطي كأنها تمشي إلى خلف إذا ما مشت

القول في طبائع البغل

Page 84: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 84

البغل مركب من الفرس والحمار ومركب من فساد بينهما ولما : وقال أصحاب الكلام في طبائع الحيوانكان ممتزجا بينهما صار له صلابة الحمار، وعظم آلات الخيل، وكذلك شجيحة، مولد بين يق الحمار،

البغل يخرج بين حيوانين يلدان حيوانين مثلهما و يعيش نتاجهما، ويبقى : الفرس، وقال الجاحظوصهيل بقائهما وهو لا يعيش له ولد وليس بعقيم، ولا يبقى للبغلة ولد، وليست بعاقر، وخرج أطول عمرا من

يكون نتاجهما أبويه وأصبر على الأفعال من طرفيه كابن المذكرة من النساء والمؤنث من الرجال فإنه أخبث نتاجا من البغل، وافسد أعراقا من السمع، وأكثر عيوبا من العسبار وشر الطبائع ما تجاذبته الأعراق

إن أول من أنتجها قارون وقيل أفريدون أحد ملوك : المتضادة والأخلاق المتعادية، والعناصر المتباعدةويقال .الفرس

: لقي الفرس والحماروقال الشاعر في كون البغل مركبا جامعا لخ

صبر الحمار وقوة الفرس البغل فيه لمن يمارسه

: وقال ابن رشيق في ذمه لميله في الطبائع إلى أمه دون أبيه

من العير في سوء الطباع قريب بالبغل شرا فإنه أوصيكم

يسرو فيه للحمار نصيب يجني البغل يوما بحالة وكيف

: لون لأجل التركيب، وينشد على طريق المصلوالبغل يوصف برداءة الخلق والت

مثل أخلاق البغال جديد كلوم خلق

ومن أخلاق البغال الألف لكل دابة، ويذكر بالهداية في طل طريق يسلكه مرة واحدة، ويقول أصحاب .الكلام في الطبائع أن ابوال إناث البغال تنقية لأجسادها كما تنقي النساء بدم الطمث

إذا اشتريت بغلة فاشترها طويلة العنق تجده في نجابتها مشرقة ": قال بعضهم: ة في هذا النوعمخايل النجاب، والأحسن في مدحها قول عبد الرحمن بن عباس "الهادي تجده في طاعتها مجعدة الجوف تجده في صبرها

إنه : البغلبن ربيعة لحارث بن عبد المطلب جوابا لصفوان بن عمرو بن الاهتم، وقد أنكر عليه ركوب يطأطئ عن خيلاء الخيل، وارتفع عن ذلة العير، وخير الأمور أوسطها، ولقي أحمد بن زيد، محمد بن

الحسن على بغل، فقال أجرى االله تعالى البغال فإن أخلاقها ذميمة وأفعالها لئيمة، وخزيها دائم وسبقها الصعاليك في قضاء وإطارها مع هي مع ذلك مراكب الملوك في أسفارها، وقعد : قائم، فقال له محمد

.احتمالها للأثقال، وصبرها على طول الأبغال والإناث منها أحمد أثرا، ولذلك يقال فيه نظما

جامعة للشمل وإنها بالبغلة دون البغل عليك

Page 85: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 85

وسيد كهل وعالم قاض وغمام عدل مركب

وغير الوحل يصلح في الوحل : وقال آخر

ليس في المركب أجمع من بغل وإن اعلى ذم البعير موفق عزمت

ذلة العير الضعيف عن الرحل ولا وليس له بذخ الخيول وكبرها

ومركب قاض أو شيوخ ذوي الفضل البغل من كل الأمور موافق وفي

طالت صحبة هذه الدابة لك فقال : وساير عبد الحميد الكاتب، مروان بن الجعدي على بغلة، فقالت لههمتها أمامها وسوطها أمامها، وما ضربت قط إلا : صفها فقال: طول صحبتها، فقالمن بركة الدابة

.ظلما

الوصف والتشبيه

قد اخترت لسيدي بغلة وثيقة الخلق لطيفة الخرط رشيقة القد موصوفة اليد : من رسالة لبعض الكتاب .ميمونة الطير مشرفة العنق كريمة النجار حمدة الآثار

أقبلت ما لها كفل وأن لهاإن أدبرت قلت لا قبل

لم يطر العسيب بقوائهما، ولم يعلق الذم محاسنها قد جمعت إلى حسن القميص سلامة الفصوص، فسميت .قيد الاوابر، وقرة عين المشاهد تزري في انظلاقها بالبروق في ائتلافها

ائل البغال وسطا، وتنال بغلة تحل من فض: من رسالة الوزير أبي القاسم علي بن الحسين المعري يصف بغلةمن محاسن الدواب إا قد استكملت ما يراد للسروجيات من خفة الأحلام، وما يراد لحاملات الثقل من

وثاقة الأجسام أبعد جريانا من السيل، وأجود إحضارا من الخيل وأوطأ مهادا من الليل، وقد جمع فيها من أسرا بل تعمر عمارا حتى لا تقيم للخيل وزنا، إلا المحاسن ما تعم فضيلتها، بل تبد قبيلتها وتشمل

بقدر ما تنل به أرحامها، ولا تعتد للضيف ولا أعوج إلا ما تراعي به واصرها، وإلا ما يرا من عقوق : الخؤولة، والأمومة ونزها على اطراح حقوق الأبوة والعمومة فيه أحق من القول فيها

بنسج وحدهسفواء تروي به معتجرا ببرده جاءت

قيس كلها من زند تقدح

: ولم يذكر أحد من الشعراء وصفا لبغل أجود من أبي عبادة البحتري قال

Page 86: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 86

الفخار وللشج يوم نهد للصواهل شطره واقب

عصبية لبني الضبيب وأعوج يتيه على أبيه ويدعي وخرق

غافق وخؤوله للخزرج في المذرع جاء بين عمومة مثل

المثل المضروب في ذلك ببغلة أبي دلامة، وأهل الأدب ينسبون إليه أبياتا ساقطة : ذم البغالطرائف في : يصف فيها عيوب بغلته، اخترت منها

الفر من محضر البغال وبعد الخيل أركبها كراما أبعد

ليس في المقال عيوبا بغيلة شوهاء فيها رزقت

شمالباليمين وبال بضرب إن ركبت آذيت نفسي وغني

لها على ذاك احتيالي وقل فليس تبرح قدر شهر برر

أهل المجالس والموالي على أربعين إذا وقفنا وتضرط

كلامهم مما توالي وبين منطقي وتحول بيني فتقطع

في البراقع والجلال ويهزل ظهرها من مسح كف ويدبرها

ولو تمشي على دهش الرمال ويخفي لو تمر على الحشايا

ساعة عند المبال وقامت استعجلتها راثت وبالت اإذ

تبعا عند النصال وتذكر قارحا أيام كسري وكانت

عمرها لهلاك مالي وآخر ولدت ونعمان صبي وقد

القول في طبائع الحمال الأهلي

لحمار، قال المتكلمون في طبائع الحيوان ليس في الحيوان شيء يترو إلى غير نوعه، ويأتي فيه شبيهه إلا اهذا النوع : وهو يترو إذا مضى له ثلاثون شهرا، ولا يولد له قبل أن يتم ثلاث سنين ونصف، قالوا

صنفان صنف جاس عاس يصلح لحمل الأثقال، والآخر لدن دمث أحر وأيبس من نفس الفرس فتراه كبير لركوب في قضاء الأوطار الشعب، والحركة بمترلة النار المتوقدة لا يهدأ اضطرامها، فهذا يصلح أن يرفه ل

والحاجات، وأجود الحمير المصرية، وأهلها يعتنون بتربيتها والقيام عليها لما يجدون فيها من الفراهة، وسرعة الحضر، واابة ويتغالون في أثماا بحسب فراهتها حتى بيع منها في بعض السنين حمار بمئة دينار،

رب بالقاهرة فيركبه ويسوقه ويلحقها بمصر، وبينهما ثلاثة وعشرة دنانير، وكان صاحبه يسمع أذان المغ

Page 87: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 87

أميال، ومن عادة الحمار أنه إذا شم رائحة الأسد رمى نفسه عليه من شدة خوفه له يريد بذلك الفرار .منه

: وقد هجاه وحيث يقول. . . . قال حبيب بن أوس الطائي في أبيات يخاطب ا عبد الصمد بن

تقدم من خوف على الأسد والعير ي خطرأقدمت ويلك من هجري عل

وفي الحمار داء الحلاق كالخترير، وبعض أصحاب الحديث في الطبائع ينطر ذلك ويقول الحلاق داء يصيب قضيب الحمار يقال له حلق الحمار يحلق حلقا إذا احمر قضيبه وتقشر فإن لم يخص وإلا مات وقال

وصف بالهداية لأنه لا يضل عن طريق سلكه ولو لمرة قطرب الحلاق في الإناث إذا أصاا ذلك، ويواحدة، ولا يخطئه وفإن ضل راكبه الطريق هداه وحمله على الحجة، ويوصف بحدة حاسة السمع بحيث أنه ينذر راكبه بما يتوقع خوفه فيحذر منه، وإن بعد مثواه، وهذا الحيوان يحس بالبرد، ويؤذيه أكثر من

د موغلة في الشمال، وبلاد الصقالبة، ويعتريه مرض في الدماغ مثل الزكام غيره، ولهذا لا يوجد في بلايعرض له لبرد دماغه، ويسيل من منخريه بلغم حار، فإن انحط إلى الرئة مات والظريف العجيب إذا ق

.أضر بالكلب حتى يقال إن يقه يحدث بالكلب مغصا، ولذلك يطول نباحه

الوصف والتشبيه

: وذمه أقوال متباينة بحسب الأغراض في الحب والبغض أما المدح، قال الرقاشي لما قيل لهوللناس في مدحه

لأا تستدل بالمكان على : وما ذلك قال: لأا أكثر مرفقا قيل له: إنك تكثر ركوب الحمير، قالتقى، اختلاف الزمان، وهي اقل المراكب داء، وأيسر دواء وأسلمها صريعا وأحفظها مهوى، وأقرا مر

.وأقلها جماحا، واشهرها فارها، يزهي به راكبه، وقد تواضع بركوبه ويكون مقتصدا وإن أسرف في ثمنه

وأما الذم فإن أعرابية سئلت عنه فقالت لعنه االله لا يذكي ولا يزكي إن أطلقته ولى، وإن ربطته أدلى، ء ولا يحلب في الإناء وقال جرير بن عظيم الحرارة بطيء في الغارة لا تقرى به الدماء، ولا تمهر به النسا

.لا يركب الحمار فإنه إن كان فارها أتعب يديك وإن كان بليدا أتعب رجليك: عبد الحميد

وكتب الوزير أبو القاسم علي بن الحسين المعري رسالة يرد فيها على من عاب حمارا، وكيف يعاب ريق وباتخاذ المكرمين إلى البتول، وابن البتول الحمار، وله نسب في الصالحين عريق، ومجد في الأولين و

صلى االله عليه وسلم مطية، وبأنه كان للعزيز عليه السلام آية، وقد اختير للمطهمة بعلا، وارتضى لها قرينا

Page 88: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 88

وشكلا، أم كيف يذم، وأعلى أمد الجواد كان أثاره، وأشرف مقام العرب للمعرب شق العبارة، ومن : د بن طاهر من أبياتمحاسن الأوصاف فيه قول أحم

فيها البدر عند تمامه وأضاء كأن الشمس فيها أشرقت شية

لاح برق لاح تحت غمامه ما إذا. . . . من تحت راكبه وكأنه

حالتي أتعابه وجماحه في كجري الماء لين ركوبه ظهر

في جريه بسهوله وأكمامه يداه على الثرى فتلاعبت سفهت

أقوى وأصلب منه في استحكامه ..أنهحافر كالصخر إلا عن

في لين معطفه ولين عظامه الخيزران إذا انثنت أعطافه ما

يغتال فضل حزامه ومحزم عنق يطول بها فضول عنانه

جري الرياح كجريه ودوامه بالريح منتعل وما وكأنه

وحوى الكمال مبرأ من ذامه أخذ المحاسن آمنا من عيبه

: بن الحسن الباخرزي من أبيات يرثي ا جماراولأبي القسم علي

أتذكر قوته اتسخط متى بأجواف السباع مهملج يواري

أعياء وراحة ممتط وجمال محزون وقرة ناظر مسرة

إصطبل وزينة مربط وحلية آفاق وعدة راجل وجواب

الصبا عن جريه المتوسط ويعلو الطريق الوعر وطأة رجلة يخاف

المراقي سامح المتنوط بعيد ه طول الثوى فعذارهشطر أولأناف ب

استرسلت أهداب برد نخطط كما ذنب ضاف به سد فرجه له

كن أشباها كعقد مسمط وقد وأسنانه كالدر شتتها البلى

كالد يبقى النسيج المخيط ولا متنه جلد يروق رواؤه على

طبالا كان أوتار مربو توافق بترجيع النهاق فريده يحاكي

سوى أنها بالشنف لم تنقرط أذنا لم تفتها لطافه وينصب

: ثم خرج إلى التعزية فيه لمن أصيب، وعمل هذه الأبيات بسببه ولآخر

وانظر إلى مجراه في الأخطار تنظرن إلى هزال حماري لا

Page 89: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 89

هو شعلة من نار فكأنما جعل الذكاء إمامه متوقد

يح البور يبارير فكأنه هبوبها عليه الريح عند عادت

والمثل يضرب في الحمير المهزولة بحمار طياب كما يضرب المثل في ذلك ببغلة أبي دلامة، وللناس فيه : أشعار كثيرة، الجيد منها شعرا

دق حتى به الرياح تطير بكت عليه الحمير وحمار

وهو اليوم واقف لا يسير فيما مضى يسير بضعف كان

شيخ من الحمير كبير وهو لن شيئاشطر أولكيف يمشي وليس يع

وفي الفؤاد زفير بحنين القت مرة فتغنى لمح

أنا عبد الهواء وأنت أمير لي منك يا ظلوم تعير ليس

: ولخالد الكاتب

يمشي إذا صوب أو اصعدا إن حماري غدا وقائل

لا يلحق المقعدا حثثته لكن حماري إذا فقلت

من اللذة أن يرقدا كان يستعذب الضرب فإن زدته

القول في الإبل

وهذا النوع ينقسم ثلاث أصناف عرابي، ويماني، وبختي فاليماني هو النجيب ويترل منها مترلة العتيق من الخيل، والعرابي كالبرذون، والبختي كالبغل، ويقال البخت ضأن الإبل وهو متولدة عن مني العرابي فقط

له نصف بلية البغل، فأما النجيب فزعم من حكي قول الجاحظ أن في فإن مني البختي ينجب فكأنه حصلالإبل ما هو وحشي، وأنه يسكن أرض وبار وهي غير مسكونة، وقالوا ربما ند الجمل في الهياج فيحمله

ما يعرض له منه على أن يأتي أرض عمان فيضرب في أدنى هجمة من الإبل، فالمهربة من ذلك النتاج، أا بغايا إبل عاد وثمود، ومن أهلكه االله من العرب العاربة، : ويقولون"الجوش"حشية وتسمى الإبل الو

وأما البخت منها ما هو مثل البراذين، ومنها يجمز جمزا، ويرقل ارقالا والجمز في الإبل كالخبب في الخيل، جعفر زبيدة وحكى أبو هلال العسكري في كتاب الأوائل أن أول من ريضت له الإبل على الجمز، أم

إذا ضربت الفوالج في العراب جاءت هذه : بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور، لما حجت، وقال الجاحظالجوامز والبخت الكريمة، وفي البخت ماله سنامان في طول ظهره كالسرج، ولبعضها سنامان في عرض

Page 90: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 90

ط جلده، ثم يجتث من ظهره أحدهما ذات اليمين والآخر ذات الشمال، وقد يشق عن سنان البعير ويكشأصله، كما يفعل بعض الناس ذلك بالكباش في قطع آلياا إذا عظمت وعجزت عن النهوض ا، ويقول

أصحاب السير لطبائع الحيوان أنه ليس شيء من الفحول مثل الجمل عند الهياج للسفاد من الازدياد، رم رأسه، ويكون كذلك أياما كثيرة، وسوء الخلق وهجران المرعى، وترك الماء حتى ينظم ايطلاوه، ويتو

وهو في هذا الوقت لا يدع إنسانا، ولا جملا يدنو منه، ولو حمل على ظهره حينئذ مع امتناعه عن الطعم ثلاثة أضعاف تحمله، وهو لا يترو إلا مرة واحدة يقيم فيها النهار أجمع يترل فيها مرارا كثيرة يجيء منها

الترو ولا يدنو منه أحد غير راعية الملازم له، وذكره صلب جدا، إلا أنه ولد واحد ويخلو في البراري حالةمن عصب، والأنثى تحمل أثني عشر شهرا، وتلقح إذا مضى عليها ثلاث سنين، وكذلك الذكر يترو في

هذه المدة ولا يترو عليها إلا بعد أن تضع بسنة، وفيه من كريم الطباع أنه لا يترو على أمهاته ولا أخواته،

ومتى حمل على أن يفعل حقد على أن يفعل حقد على من يلزمه ذلك حتى يقتله، وليس في الحيوان من يحقد حقده، ومن حقده أنه يرصد من حقد عليه الفرصة والخلوة لينتقم منه، فإذا أصاب ذلك لم يبق

البعير إذا صعب إن : عليه، وفي طبعه الاهتداء، والغيرة، والصولة، والصبر على الحمل الثقيل، ويقالوخافته رعاته، استعانوا عليه فركبوه، وعقلوه حتى يكومه فحل آخر، فإذا فعل ذلك ذل، والإبل تميل إلى

شرب الماء الكدر الغليظ وهو الماء النمير، فهي أبدا إذا وردت من مياه الأار حركتها بأرجلها حتى أي جهة كانت من المشرق أو المغرب، تتكدر وهي من عشاق الشمس ولهذا ترى أبدا تضور إليها من

ويعتري الجمل من الأمراض داء الكلب، فإذا أصابه ذلك نحر ولم يؤكل لحمه، والجمل يكون سنامه مثل الهدف فيكشط عنه جلده ويجتث من اصله بالشفار ثم يعاد عليه ويداوي فيبر ومن عجيب حاله أنه يقبض

البقر فيستمريء ا ويجعلها ثلطا ولا يقوى على هضم على أم غيلان، والسمر وعليها شكوك كصياصي الشعير المنقع وهو يتعرف على النبات المسوم بالشم مرة واحدة عند رعيه، فيجتنبه ولا يغلط إلا في البيش وحده، ويعيش على ما زعم أرسطو ثلاثين سنة في الغالب وقد رأى منها ما عاش مائة سنة، ومن عجيب

الإبل أم كانوا إذا أصاب ايبهم العر، كووا السليم ليذهب العر على السقيم، ما ذهبت عليه العرب فيفهم سقموا الصحيح من غير أن يبرءوا السقيم وكانوا إذا كثرت إبل زحدهم، فبلغت الألف فقأوا عين

.الفحل، فإن زادت على الألف فقأوا عينه الأخرى، ويزعمون أن الفقأ يطرد عينهم العين

بيه الوصف والتش

حكي عن بعض المعظمين من شأا، ما اقتنعت العرب ما لا خيراً من الإبل، إن حملت أثقلت، وإن : أبعدت، وإن حلبت أردت، وإن نحرت أشبعت، وما أظرف قول القائل: سارت

Page 91: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 91

تدمن الحركة جمال معيشة الساعي جمال

ألقت برجلها البركة بركت بباب الدار إذا

: لرمة يصف ناقةوصف سيرها، قال ذو ا

الجنوب إذا ما ركبها نصبوا من كأن راكبها يهوي بمنخرق

المريض إلى عواده إن تشكو الخشاش ومجرى النستعين كما

الوصب،

: وقال بشامة بن الغدير يصف ناقة أجدها السير

وقد حرن ثم اهتدين السبيلا يديها إذا أرقلت كأن

لموت إلا قليلاشارف ا وقد سابح جد في عومه يدا

أطاعت لها الريح قلعا جفولا إذا أقبلت قلت مشحونة

من الربد تتبع هيقا ذمولا أدبرت قلت مذعورة إذا

: وقال مسلم بن الوليد

خلق من الريح في أشباح ظلمان الأمام تهادانا بأرجلنا إلى

صادرة عن قوس مرنان افلات افلاتها والدهر يأخذها كأن

: وهو ابن المعتزوقال آخر

أرجلها قدام أيديها حسبت خوص نواج إذا حث الحداة بها

: وقال ابن المعتز

وهي الزمام فترفل ويأمرها بها عيشا تطير بزجرها وقفت

الخصم حقا عند آخر بطل يد طلوب برجليها يديها كما اقتضت

: والطريف المطبوع قول من قال من أبيات

الريح بثعبان يخصم فسلي البيداء عن رجل

يريد بالريح الناقة وبالثعبان الزمام، ومن وصفها عقيب السير والسرى وقطعها البيداء ارقالا ونفحا في : البر، قال سالم الخاسر من أبيات

مثلهن عواطف الأقواس أو من الكلال أهلة وكأنهن

الصبا ومناهج ادراس نأى قود طواها ما طوت من مهمه

Page 92: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 92

: ام حبيب بن آوس الطائيوقال أبو تم

أديمها قد الأديم وقد وبدلها السرى بالجهل حلما

مثر عرجون قديم وآبت كالبدر في ليل بهيم بدت

: مما وصف من ضمورها قول الخطيم الجزري وأجاد كل الإجادة وقال

وشاء عروس حال منها على خصر خمرت كأنها وخينها قد

: وقال ابن دريد في مقصورته

بالأمشاج من جذب البرا يرعفن كأشباح الحنايا ضمر خوص

في الآل إذا الآل طفا يطفون يرسبن في بحر الدجى وفي الضحى

: وقال عبد االله بن المعتز

وقب أناف بشاهق لم يحلل ترنو بناظرة كأن حجابها

مسقط ساجد متبتل أثار مسقطها إذا ما غرست وكأن

مسرى الأساود في كثيب اهيل آثار النسوع بدمها وكأن

نخل خوصه لم ينخل كعسيب حاديها بحبل كامل ويشد

: وعلى أثر ذكر السقط والمتبرك، فأحسن ما وقع في ذلك

صلبا كقنطرة الجسر مجافيه بركت جرت على نقيانها إذا

طريدان والرجلان كالبتا وفر كأن يديها حين تجري صفورها

: أحسن ما وصفه أبو نؤاس حيث قالوعلى اثر ذكر الذئب فما

الشذران والخطر تعماله تثني على الحاذين ذا خصل

رنق فوقها نسر فتقول إذا رفعته شامذة أما

أرخي خلفها ستر فتقول إذا وضعته خافضة أما

: وقد تطرق الشريف البياضي في قوله

ن إذا رأيت الآل بحرا نوق ترها كالسفي

في مهرق البيداء سطرا الوجا بدمائها كتب

لا يعرفن زجرا إذا يشتكين من اللغوب لا

Page 93: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 93

المطي حسرا إذا من سبق ظلالهن وير

عند أيديهن وترا لب أرجلهن تط فكأن

القول في طبائع البقر

الفحل من هذا النوع يترو إذا تمت له سنة من عمره، وهو : قال أصحاب الكلام في طبائع الحيوانيترو لعشرة أشهر، وهو كثير المني، ومتى توقدت شهوته ولم يخص لم يذل قبل ولم يستكن، الغالب، وقد

ولم يصح جسمه، والبقرة إذا ولدت تحدر لبنها من يومها ولا يوجد لها لبن قبل أن تضع، وكل إناث ، وهي الحيوان أرق صوتا وأحد من ذكورها إلا البقر، فإن الأنثى أفخم وأجهر من الذكر، وقروا أقوى

تقلق لضرب الذكر، وتمشي تحته ولا سيما إذا أخطأ ارى لصلابة ذكره، وهي إذا اشتاقت إلى السفاد تصعب وتنفر حتى لا يقوى الرعاة عليها، وتركب الذكور وتقف بين أيديها، وإذا نزى عليها بقيت

وضعت قبل هذا عشرين يوما، وطلبت الترو مرة أخرى وهي تحمل تسعة أشهر، وضع في العاشر، فإنالوقت لا يعيش ولدها وربما وضعت اثنين، وإذا مات ولدها أو ذبح لا يسكن خوارها، ولا يدر لبنها

: ولذلك

الرعاة يسلخون جلد ولدها ويحشونه، ويعلمون له قوائم تقف عليها بازائها لتدر له وتسكن، ويسمى هذا م، فإذا صعب وامتنع كذلك على الرعاة ربطوا ركبته ، وفي طبع الذكر توفر الشهوة والاغتلا"البو"المثال

اليمنى بحبل صوف فيذل وينقاد، والأنثى إذا كان ولدها معها منعت منه السباع بقروا أشد منع حتى تنجيه، أو لك دونه، والبقر يحب الماء الصافي ويختاره بضد ما يريده الخيل والإبل، وهي من الحيوان

الحراسة والإيراد والإصدار، وهي من اقاطيعها تتألف فإذا جاء وقت هيجاا الذي يكون له قائد يتولىإن البقر تعرف : اقتتلت قتالا شديدا إن الواحد منها يريد أن يكون المستولي عليها ويقول أرباب الفلاحة

ور الشتاء الشديد وتنذر به أهل القرية وذلك أا تربض على جنبها اليمنى، وتديم شم الأرض، والث .والهرمتي لطخ منخريهما بدهن الورد هلك الهر وصرع الثور

فصل

وبأرض مصر بناحية دمياط بقر يسمى بقر الخيس، وهي بقر رقاق طوال الرقاب قروا كالأهلة، وبينها وبين سواها كما بين الغزال والغنم وفيها نفور ووحشية لا ينتفع بشيد منها غير اللبن وما يكون منه وهي

نت وحشية فغنها مملوكة، ولها رعاة لكنها لا تعلف، ومأواها حيث يكون العشب والماء دائما وإن كاولهذا توجد إلا في جزائر بحر تنيسي، ورعاا يسمون الإناث منها بأسماء متى دعيت ا إلى الحلب

Page 94: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 94

ها من أجابت، إذا ولدت الأنثى وخفيت على راعيها مكان ولدها في حلقها جرسا وترصدها عند رجوعالرعي لتسقي ولدها فيستدل بحس الجرس على مكانه فإذا وقع به حمله إلى خصمه وارتبطه عنده فيغدو

بعد ذلك إلى الرعي ويروح إليه، وتؤنس الفحول منها وتستعمل في السواقي ولكن بعد عناء وتعب شديد ا فتذل وتضطر للانقياد وممارسة لتفورها وعدم قبولها العلف لأا في تعرفه، ولم تألفه فهم يجمعو

رأيت بالري نوعا من البقر يبرك كما تبرك الإبل وتثور بحملها كما تثور، : والأكل، وقال المسعوديوالغالب عليه حمرة الحدق، وسائر البقر ينفر منه، وحكى ابن منقذ في كتابه أزهار الأار عن المدائني

تي توجد فيها الراجم وسمعت من يقول أا أبقار عمالة وأظنها الأبقار ال: كأعراف الخيل، قال ابن منقذفي بلاد يقال لها خم وتافة وبلجستان وهي ملونة بيض وسود وبلق، والبراجم تكون في رؤوس أذناا

أا أبقار تخرج من الصين تلد وترضع، وكانت : وهي الكبار على كتفها وهي الصغار، وسمعت من يقولم تشرب أما للكدر وأما لقلته ضربوا الثور فيقتحم الماء لأن البقر تتبعه كما يتبع العرب إذا أوردوا البقر فل

: الشول الفحل قال شاعرهم في ذلك

كضرب الثور للبقر الظماء هجوني إذا هجرت جبال سلمى

: وكانوا يزعمون أن الجن هي إليّ تصد الثيران عن الماء حتى لك الأرض عطشا، وقال شاعرهم في ذلك

وما ذنبه إن كانت الجن ظالمة الثور والجني يضرب وجهه الك

الوصف والتشبيه

: قال أحمد بن علوية الأصفهاني

في الرجال صاحبها وحبذا حبذا مخضها ورائبها يا

محالبها. . . . ميمونة طفح سمحة مباركة عجولة

للحلاب حالبها ورامها للحلب كلما دعيت تقبل

في الندى عائبها معنف مهذبة .. . . .سنها فتية

بها عجبا ملاعبها تطير كأنها لعبة مزينة

يلذها في الإناء شاربها ألبانها جنى عسل كأن

بين أحبالها ترائبها من باقورة إذا برزت عروس

بكرة قد أناف غاربها أو هضبة إذا انتسبت كأنها

Page 95: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 95

ابالبنان طالبه مسهما بروقين كاللجين إذا تزهى

أن يضم السرور راكبها من أنها مهرة لما عدمت لو

لنفسه وقد سألته أن يعمل في "عرف بابن الجاووش"وأنشدنا الأديب الفاضل شمس الدين محمد الموصلي : ذلك عملة حسنة فقال

صفراء ذات دلال عجلة خيس الله

من تحت قرني غزال عيني مهاة تريك

بهلال وتوجهت سربلت باصيل قد

القول في طبائع الجاموس

كأم قالوا ضأن بقري لأم وجدوا "كلوميس"وهو حيوان هندي، والفرس تجعله ضأن البقر، وتسميه .فيه شبه الكبش وكثيرا من مشابه الثور لأن الكباش ضربت في البقر فجاءت الجواميس

المعز والضأن، فالجواميس عندهم يزعم أن كل حيوان يلد حيوانا مثله لا يخلو أجناسه من: قال الجاحظضأن البقر والبخت عندهم ضأن الإبل والبراذين ضأن الخيل، والجاموس شجيع شديد البأس وهو مع

ذلك أجزع خلق من عض جرجسه وبعوضة واشد هربا منها إلى الماء وهو يمشي إلى الأسد رخي البال دا هو أن الطريق الذي بين انطاكية إن سبب إخراجها من معا: رابط الجأش، ثابت الجنان، ويقال

ومصيصة كانت مسبعة فشكي ذلك إلى الوليد بن عبد الملك فحمل منها أربعة آلاف جاموس وجاموسة على يد محمد بن القاسم وجعل "ومن أرض الزط"مما كان الحجاج بن يوسف بعث به لما فتح بلاط الزط هربت السباع حتى ما بقي منها شيء، وذكر ألفي جاموس وجاموسة في آجام كسكر لما بنىواسط ف

أن المعتصم أبرز للأسد جاموستين فغلباه ثم أبرز له جاموسة ومعها ولد فغلبته وحمت ولدها : الجاحظومنعته، ثم أبرز له جاموسا واحدا فواثبه الأسد ثم أدبر عنه هذا الحيوان على غلظه وفدامته ذكي إذا رأى

نة بأسماء جعلها لها أعلاما على كل واحدة منها فتخرج إليه الجواميس التي راعية الأسد صاح بإناثه يا فلافي الآجام حتى يلقيها علي الزسد فتضع رؤوسها على الأرض وتمشي إليه، فإذا وثب على إحداهن قصدته

هرب بقرنيها فيقعان في جوفه فتقتله لوقته وفي طبع هذا الحيوان كثير الحنين لوطنه الذي يؤخذ منها فمتى لا يعدوه، ويقال أنه لا ينام أصلاً لشدة حراسته لنفسه وأولاده، وإذا اجتمعت ضربت دائرة وتجعل

رؤوسها إلى خارج تلك الدائرة وأذناا إلى داخلها، والرعاة والأولاد من داخل فتكون الدائرة كأا

Page 96: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 96

دخل المغلوب جمة وأقام مدينة سورها صياحيها والذكور منها يناطح ذكرا آخر فإن غلب أحدهما الآخرفيها حتى يعلم من نفسه أنه قد قوى ثم يخرج يطلب ذلك الجاموس الذي غلبه فيناطحه حتى يغلبه

والغالب عليه القيام في الماء إلى خرطومه، ولهذا يجعله بعض المتكلمين في طبائع الحيوان مائيا أرضيا لسكناه .وض لأنه ينفذ جلده مع غلظه بخرطومهوالغدران وإنما بفعل ذلك هربا من البع. الآجام

الوصف والتشبيه

وأما الجواميس فرسلها أقوى الألبان، وأغذاءها، : قال الوزير أبو القاسم علي بن الحسين المعري من رسالةومسارحها أفره المسارح، وأعلاها لأا أبدا خائضة في الغدران الصافية ومستظهرة بالأسلحة العادية، ولها

سة في العين الرائعة والعوامل النافعة، ما للبخت على العراب ومن القوة والصلابة، والشدة من الرئاوالنجابة ما للإبل الصلاب في الليوث العادية والسباع الضارية، ولها حق لكافة الجنسالذي تولت الرئاسة

ر، ولعلها لو تدبرت عليه والعمادة فيه، لأا ألقت بالأنيس، ولم تضجر، وتوفرت على الخاصة فلم تقفتلك البراري، وظهرت إلى تلك الصحارى لما اشتغلت العرب من السوائح والبوارح إلا ا، ولا اتخذت أمثلة الزجر والعيافة إلا منها، ولكنها تكرمت على ذلك العيش المتيسر، واجتنت الأخبار في تخير ذلك

سنين المقبلة، وينطق بذلك آيات القرآن المترلة البؤس المستمر، وإذا كانت البقر تضرب مشاهدا فألا للويفسر على ذلك ما يرد منها في الأحلام الصادقة حتى كان من دلائل النبوة الصادقة فهذه بمثل ذلك

: أجدى، وبالتبرك عند مشاهدا والتيمن بملاحظتها أولى وأشبه وقال بعضهم من أبيات

حلبجميع ذوات ال تفوق الجواميس فهي التي وأما

بملئ العوادي السرب ألم الملم بأخلاقها كأن

ويسرح في كل عبء أشب الرعاة على أمنها منيم

فتلقى الأسود بهن الحرب الأسود بمثل الحراب ويلقى

القول في طبائع الضأن

ولم ينبت ما فصل الناس ما بين الضأن والمعز، فقالوا إذا ارتعت الضأنية والماعزة ينبت ما تأكله الضأنية، : تأكله الماعزة، لأن الضأنية تقرض ما تأكله باسناا والماعزة تجذب بأسناا من أصله، وقال أرسطو

الضأن رديء الشكل قليل العقل، ومن قلة عقله أن يكون في البراري في حضائر فإذا نزل الشتاء، وكثر

Page 97: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 97

طر، فإذا أصابه المطر خارجا عن الحضيرة المطر خرج منها إلى الفضاء والهواء، ويظن أن ذلك ينجيه من الملا يبرح عن مكانه، ولا يزول حتى يهلك ولا يكاد يتحرك إن لن تأت الرعاة إليه فتقدم ذكوره فإذا

تقدمت تبعتها الإناث، وهي أكسل وأقل حركة من المعز، والمعز يدنو من الناس، ويحس بالبرد أكثر من وا من ساعتها وهي تسمن من الماء، ولهذا الرعاة يطعموا الضأن، وإذا سمعت الرعد رمت ما في بط

الملح بعد كل خمسة أيام إذا كان صيفا تشتد رغبتها في شرب الماء، وهي إذا سمعت دويا في المكان الذي يجمعها فيه التفت بعضها على بعض من الخوف، ومتى أسقيت في الخريف الماء الذي يصيبه ريح الشمال

الذي تصيبه ريح الجنوب وهي زل من التعب والطرف، ومن الرعايات فيما فضل االله كان أوفق لها منبه الضأن على الماعز، إن االله تعالى جعل الضأن مستورة العورة من قبله ومن دبره، والماعز بالضد من ذلك

فضيلة ويحلق بالضأن داء يسمى ارى وهي أن تشرب الماء ولا تروى، وذلك من متأفه، قالوا ومن الكباش أا تناقف وتناطح الناس يرهنون على قتالها كما يرهنون على سباق الخيل، وقد جعل االله تعالى

.النماء والبركة، والعدد الضأن، وهي لا تلد في السنة إلا مرة واحدة وتفذ ولا تتئم

فصل

باش الأهلية، وفي في هذا النوع أنه فيه ما هو وحشي، ويشمى كبش الجبل وخلقته خلقة الك: ويقال .قدرها، وشكلها جلدا، وصوفا ووجها إلا أن قرونه جفاة جدا

الوصف والتشبيه

لم أجد في هذا النوع إلا رسالة كتبها أبو الخطاب الصابي إلى الحسين ابن صبره جوابا عن بقعة وردت وصيبة وصلت رقعتك ففضتها عن خط مشرق، ولفظ موفق وعبارة : عليه في وصل حمل أهداه إليه

ومعان غريبة واتساع في البلاغة يعجز عنه عبد الحميد في كتابته وسحيان في خطاباته وذكرت فيها جملا جعلته بصفتك جملا، وكان كالمعيدي أسمع به ولا أراه، وحضر فرأيت كبشا متقادم الميلاد من نتاج قوم

ن حملهما نوح في سفينته وحفظ ما عاد قد أفنته الدهور وتعاقبت عليه العصور فظننته أحد لزوجين اللذيجنس الغنم لذريته، صغر عن الكبر ولطف في القدر فبانت دمامته وتقاصرت قامته وعاد نحيلا ضئيلاً باليا هزيلا بادئ السقام عادي العظام جامعا للمعايب مشتملا على المثالب يعجب العاقل من حلول الروح فيه

فوق عظامه سلبا، ولا تلقي اليد منه إلا خشبا، لو ألقي للسبع لأنه عظم مجلد، وصوف ملبد، لا توجد لأباه أو طرح للذئب لعافه وقلاه، وقد أطال للكلأ فقده وبعد المرعى عهده لم ير القت إلا نائما، ولا

الشعير إلا حالما، وقد خيرتني بين أن أقتنيه فيكون فيه غنى الدهر، أو أذبحه فيكون خصب الشهر، فملت

Page 98: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 98

قائه لما تعلمه من محبتي في التوفير ورغبتي في التشهير، وجمعي للولد وادخاري لغد، فلم أجد فيه إلى استبمستمتعا للبقاء، ولا مدفعا للغناء، لأنه ليس بأنثى فيحمل، ولا بفتى فينسل ولا بصحيح فيرعى، ولا

يكون وظيفة للعيال، أذبحه ف: بسليم فيبقى، فملت إلى الثاني من رأيك وعملت بالآخر من قوليك، وقلت : وألقمه رطبا مقام قديد الغزال، فأنشدني وقد أضرمت النار، وحددت الشفار، وشمر الجزار

إن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم نظرات منك صادقة أعيذها

: وإنما كما قيل: وما الفائدة لك من ذبحي: وقال

لح للأكل، فغن الدهر أكل لحمي، ولا لم يبق إلا نفس خافت ومقلة إنساا باهت ليس لي لحم يصجلدي يصلح للدبغ، فإن الأيام مزقت أديمي، ولا صوف يصلح للغزل، فغن الحوادث قد حصت وبري،

وإن أردتني للوقود فكف بعر أدفء من ناري، ولن تفي حرارة برائحة قتاري، ولم يبق إلا أن تطالبني ناصحا في شورته، ولم أعلم أي أموره أعجب؟ أمن بذهل أو بيني وبينك دم، فوجدته صادقا في مقالته

مماطلته الدهر على البقاء؟ أم من صبره على الضر والبلاء، أم من قدرتك عليه من أعواز مثله؟ أم من إتحافك الصديق ينفذ في المعز والضأن وكل حمل ثمين، وكبش بطين مجلوب إليك، وموقوف عليك بقول

كانت هديتك هذا الذي كأنه انشر من القبور أو أقيم عند النفخ في فيه، فلا يرد، وتردفه فلا تصد، والصور، فما كنت مهديا، لو أنك رجل من عرض الكتاب كأبي علي وأبي الخطاب ما كنت دي إلا

.كلبا أجرب أو قردا أحدب

: وللمريمي في هذا المعنى

الذنب فيه أم للوكيل؟ ألك ليت شعري عن الخوف الهزيل

قضى في الزبيل . . . لزنبيل حيا وقد شدفي ا جاءني

وذنيب له دقيق طويل أجد فيه غير جلد وعظم لم

رسما على رسوم الطلول أراني أراه يصلح إذا أصبح ما

ولا بر صاحب وخليل ع لشيء ولا لطبخ ولا بي لا

تائبا عن التطفيل لغدا لو مطفل نال منه اعجف

القول في طبائع المعز

حظ في كتاب الحيوان له، أحاديث كثيرة نوهت بقدرها وفخمت من أمرها منها أن رسول االله روى الجاالقحة في أهل الخيل والخباء في أهل الإبل، والسكينة في أهل الغنم، ومما ذكره : صلى االله عليه وسلم قال

Page 99: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 99

عيبا، وداود، في فضلها أنه كان في الأنبياء من رعي الغنم، ولم يرع أحد منهم الإبل، وعد منهم سوموسى، وكان النبي صلى االله عليه وسلم يرعى غنم خديجة، وروي أن رجلا دعا أبا ذر لطعام، فلما

أكمل قال الحمد الله الذي أطعمنا الحمير وألبسنا الحرير، وأنه رأى عندهم شاة، فقال لصاحب المترل هذه لجنة، وهي صفوة االله تعالى من أطب مرامها واغسل رغامها، فإا من دواب ا: نعم، قال: لك قال

: البهائم، ومن بركتها أن أمرؤ القيس وصفتها في قوله

قرون جلتها العصي كأن لم تكن إبل فمعزى إذا

وحسبك من غني شبع وروي بيتنا أقطأ وسمنا فتملأ

رات، وإن قال أصحاب الكلام في طبائع الحيوان، والشاة تحمل بعد أن يترى عليها ثلاث مرات أو أربع موقع مطر بعد الترو نقض حملها، وهي تحمل خمسة أشهر مرة واحدة في السنة، فإن كانت ترعى في

أماكن دافئة وكان مرعاها مخصبا تضع مرتين في السنة، ومنها ما تضع إناثا، ومنها ما تضع ذكورا، وذلك ا، وفي طبع الشاة أا من الذئب يعرض من قبل الأماكن أيضا، ومنها ما يفذ ويتئم، وما تضع ثلاثا أو أربع

أشد فرقا من الأسد، وإن كانت تعلم أن الأسد يأكلها، ومن شدة فرقها منه، لو رأت الأسد والنمر، والنسر لما عبئت ا ولا خافتها، وليس ذلك من تجربة ولا لأن منظر الذئب أشنع، وأهيب لكن لما فطرت

عن نفسها حتى ربما اضطرت الأسد إلى أن يجرها إلى عرصته عليه، ومن شأا إذا ظفر ا الأسد مانعته فأما الذئب إذا أخذها عدت معه حتى لا يكون عليه مؤونة والتيس من شدة الغلمة التي فيه لا يعرض

للنعجة من الضأن، وكذلك الكبش من الضأن لا يعرض للشاة حتى كان ذلك موادعة بينهما فلهذا لا اربين تلاقح ونتاج البتة كما يقع بين البخاتي والعراب، وبين الخيل والبراذين، يقع بين هذين الجنسين المتق

والخيل، والحمير، وفي الماعز ما يعلم التعليم والتلقين، والحكاية، وتسمى بمصر لفرط ما يصدر عن ذلك بناحية والمعز كالضأن في البله، وذلك أا لا تنبعث إلا إذا أخذ الراعي: ، وقال أرسطو"أبا العجب"

واحد مهما فأن لم يفعل وقفت كأا تائهة لا تدي إلى طريق، والذكر من هذا النوع كالكلب يفرح ببوله فيرده في خيشومه، وهو من أحر البول وأنتنه، والمثل يضرب بنتن رائحة التيوس، والعجب من نتن

لصيف كنتنه في الشتاء، وقال بدنه ونتنه في ا. . . . ريحة مع تخلخل شعره، وبرودة جلده وجفوف عرق .الجاحظ وذكر كل شيء أتم حسنا من أناثه خلا هذا النوع

الوصف والتشبيه

: قال بعض الشعراء فيها

Page 100: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 100

وفيها وائد القرن ليلب دلاء راحت اصيلانا كأن ضروعها

شريح ولون كالوديلة مذهب رعثان كالسوف وغبرة له

لها دان من الظلف مكتبوص تثنى احم المقلتين وعصمة وعينا

عطاها كما يعطوني ذرى الضأن فرهب واجه من محرف الضأن اربلت إذا

ابن قيس جائع يتوجب وضيف ضيفنا يأتي يبيت بغبطة ترى

طرائف من الوصف بالهزال، والمشهور مما وقع في ذلك ما وصف به الحمدوني شاة أهداها له أبو محمد :سعيد بن أحمد جاء منها شعرا

عندكم زمانا لا تطعم مكثت قد أعطيتني أضحية أسعيد

عليها كي تموت فتؤلم نذرت تغامزت الكلاب بها وقد نضوا

لا تهزؤا بي وارحموني ترحموا الملأ ضحكوا بها قالت لهم وإذا

عنه ولا متقدم متأخر وقف الهوى حيث أنت فليس لي

: وقال آخر

ءت وما إن لها بول ولا بعرجا أبا سعيد لنا في شأنك العبر

طعامها الأبيضان الشمس والقمر تبعر شاة عندكم مكثت وكيف

له ودموع العين تنهمر غنت لو أنها أبصرت في نومها علفا

ليقنعني من وجهك النظر إني مانعي لذة الدنيا بما رحبت يا

: ولآخر

الضر والعجف سلها شويهة لسعيد

حاملا علفرجلا تغنت وأبصرت وقد

دائي من الدنف برء من بكفه بأبي

فأتته لتعتلف مطعما فأتاها

من الأسف تتغنى وأقبلت فتولى

عذب القلب وانصرف لم يكن وقف ليته

Page 101: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 101

الباب الخامس

في طبائع الحشرات والهوام

ولا إلى الماء وهو ويسمى مجموعها ابن أبي الأشعث الحيوان الأرضي لأنه لا يمكنه مفارقتها إلى الهواء،منجحر فيها ويركن في بطنها، وإن سعى على الأرض لا يضطر إلى شرب الماء ولا يحتاج إلى شم النسيم

ما دام لابثا في بطنها، لأنه يغتذي منها، وإن كان متنفسا فتنفسه من البخارات التي تتولد في احجرته، زاجا، وأثبته وأشده ذعرا، واستيحاشا وخوفا من وهذا البخار قريب من طبيعة الماء وهو أبرد الحيوان م

الأفاعي والحيات، والجرذان، البرية والأهلية، والخلد، واليربوع والضب، والحرذون، : الناس وضروبهوالقنفذ، والعقرب، والخنفساء، والوزغ، والنمل، وضروب غير ذلك وإنما ينبغي أن نبدأ من أشهرها

.وأضرها

القول في طبائع الحيات

وإنما بدأنا ا لأا تترل مترلة السباع من هذه الأصناف إذ هي آكلة للحم، ومن ذوات الأنياب، وما فيها من العداوة للإنس، وسميت حية لأا تحوت أي اجتمعت، ويطلق على الذكر ولأنثى، يقال حية ذكر،

لجبال، ويضرب المثل فيها وحية أنثى وهي أصناف كثيرة لا تحصى وشرها الأفاعي، ومساكنها الرمال واأن أفعى منها شت غلاما في رجله : بأفاعي سجستان ومن التهويل في أمرها، ما حكاه ابن شبرمة

فانصدعت جبهته، ويحكى أن شبيب من شيبة دخل على المنصور فقال يا شبيب أدخلت سجستان فإنه : فصف لي أفاعيها، فقال: قد دخلتها، قالنعم يا أمير المؤمنين، و: بلغني أا محواة أي كثيرة الحيات قال

هي دقاق الأعناق صغار الأذناب مفلطحة الرؤوس رقش برش كأنما كسين أعلام الحبرات كبارهن وليست الأفعى من الحيوان الذي يلد حيوانا مثله وإن خرج من : حتوف وصغارهن سيوف قال أرسطو

بطنها فيتوهم من راى ذلك أا تلد، وليس الأمر بطنها أولاد إنما ذلك لتكسر البيض بتلويها وتجمعها فيكذلك، ومن الأفاعي ما تتسافد بأفواهها، فإذا أعطى الذكر الأنثى وقع كالمغشي عليه فتعمد الأنثى إلى مواضع مذاكيره فتقطعها شا فيموت من ساعته فإذا بلغ بيضها لم يكن له مخرج لضيق مكان الولادة

الأولاد فتشقه ويخرجن وتموت الأم من ساعتها فيكون طلبها للولد هلاكا لها فتبقى في بطنها حتى تخرج وللذكر، وذكرها يسمى الافعوان يأتيها أيام الصراف، فيصوت ا فتأتيه، وبيض الحيات مستطيل أكدر اللون، وأخضر وأصفر وأسود وأشقر وارقط، وفي بعضه نمش ولمع ولم يعرف السبب في اختلاف ذلك،

Page 102: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 102

ه فشيء أسمج من الصديد وأقذر، وهو في جوفها منضد طولا على خيط واحد، وليس للحيات وأما داخلسفاد معروف ينتهي إلى عمله وليس عند الناس في ذلك إلا الذي يروى عن ملاقاة الحيات والتواء كل واحد منهما على صاحبه حتى كأما زوج خيزران مقلود، والحية مشقوقة اللسان، ولذلك يظن بعض

ناس أن لها لسانين وهي واسعة الشجر، ولها خطم، ولذلك ينفذ ناا، فلو كان لرأس الحية عظم لكان الاشد لعظها ولكن جلد ينطبق على عظمين مستطيلين، وتوصف بالنهم والشره لأا تبتلع الفراخ من غير

حجرا شاخصا مضغ كما يفعل الأسد، ومن شأا أا إذا ابتلعت شيئا فيه عظم أتت جرم شجرة أوفتنطوي عليه انطواء شديدا فيقظم حتى يصير رفاتا، ومن عاداا أا إذا شت انقلبت فيتوهم أا فعلت ذلك لتفرغ سمها، وليس الأمر كذلك، وإنما في ناا عضل فإذا عضت استغرق إدخال الناب كله، وهو

، وفي طبعها أا إذا لم تجد طعما أعضل، فيه شبه بالشص فإذا انقلبت كان أسهل لترعه، وأسلس لسلهتعيش بالنسيم وتقتات به الزمن الطويل، وتبلغ الجهد من الجوع فلا تأكل إلا لحم الشيء الحي، وربما

بقيت أربعة أشهر في الشتاء صابرة على الجوع لا تغتذي بشيء البتة، وهي إذا هرمت صغرت في بدا أمرها أا لا تطلب الماء ولا تريده لغلبة الأرضية عليها وأقنعها النسيم ولم تشتهي الطعام ومن عجيب

ولهذا تصبر على الغذاء مدة طويلة لأن حرارا لا تسرع بتحليل مادا لقلة الحرارة وغلط المادة وهي لا تضبط نفسها عن الشراب إذا شمته لما في طبعها من الشوق إليه إذا وجدت شربت منه حتى تسكر، وربما

والذكر من الحيات لا يقيم في الموضع الواحد وإنما . بب حتفها، لأا إذا سكرت خدرتكان السكر ستقيم الأنثى على بيضها بقدر ما يخرج فراخها وتقوم على الكسب ثم تخرج سائرة فمتى وجدت حجرا

لها، دخلته واثقة بأن ذلك الساكن فيه بين أمرين إما أن يقيم فيصير طعاما، وأما أن يهرب فيصير الجحرأظلم من حية، وعين الحية لا تدور في رأسها، وكذلك عين الجرد : ولهذا يضرب ا المثل في الظلم فيقال

كأا مسمار مضروب وعينيها لا تنطبق، وإن قلعت عادت وكذلك ناا إن قلع عاد بعد ثلاثة أيام بالنار وتطلبها وتعجب ا، وكذلك ذنبها إن قطع عاد، وفي طبعها أا رب من الرجل العريان، وتفرح

وباللبن، ومتى ضربت بالقصب الفارسي ماتت وإن ضربت بسوط قد مسه عرق الخيل ماتت، وتذبح إا لا تموت حتف أنفها إلا أن تقتل أو تصاد فتبقى في : حتى تغري أوداجها فتبقى أياما لا تموت، ويقال

أرضها حتى تموت أو تحملها السيول في الشتاء جوف الحواوين تذللها الأيدي وتكره على الطعم في غير وزمن الزمهرير فتموت إذا صردت، والحية تسلخ كل عام قشرا عن جلدها في أوان الربيع والخريف،

وتبتدئ بالسلخ من عيوا ثم من رؤوسها ويتم

في سلخها في يوم وليلة، وإذا هرمت وارتخى جسمها، وعجزت عن سلخه أدخلت نفسها بين عودين أوصدع ضيق حتى تنسلخ ثم تأتي إلى عين ماء فتنغمس فيه فيشتد بذلك لحمها، ويعود إلى قوته وشدته،

Page 103: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 103

وليس في الأرض شيء مثل جسم الحية إلا والحية أقوى منه بدنا أضعافا، ومن قوا أا إذا دخل صدرها يخرجها لشدة اعتمادها أن- وقد قبض على ذنبها بكلتا يديه -في حجر أو صدع لم يستطع أقوى الناس

وتعاون أجزائها، وليست بذات قوائم وإنما تنساب على بطنها وليست لها أظافر ومخاليب واضلاف تتشبث ا وتعتمد عليها وربما انقطعت في يدي الجاذب لها وإنما اشتدت فقر ظهرها هذه الشدة لكثرة

اب على بطنها فهي تدفع أجزاءها وتعاوا أضلاعها فإن لها ثلاثين ضلعا، وليست بذات قوائم، وإنما تنسحركة الكل من ذات نفسها دليل على إفراط قوة بدا، وذلك مشاهد في صعودها وسعيها خلف الرجل

وتعيش في البر بعد "الشديد الحضر وعند هرا منه حتى تفوت وتسبق وهي تعيش في الماء إن صارت فيه من أصناف الحيات ما هو أزعر وذلك الغالب وفيها ما هو ، و"أن يطول مكثها في الماء وصارت مائية

إنما تجعل ذوات قرون على طريق ااز والاستعارة، : ازب ذو شعر، ومنها ذوات قورن، وأرسطو يقولوإنما ذلك يظهر بروز شيء جاس في رؤوسها شبيه بالقرون، ومنها ما هو أحمر، ومنها صنف يمسي

ه، وربما طار العصفور فيظنه غصنا أو عود منصوبا ليستريح عليه من الشجاع يواثب الإنسان ويقوم ذنبكثرة الطيران فإذا استوى عليه ابلعته، ومنها ما يسمى الأسود وهو إذا كان مع الأفاعي في جونة وجاع يبتلعها وبلعه لها قبل رؤوسها ومتى رام ذلك من غير جهة الرأس عضته فقتلته، وأشر ما يوجد من هذا

صر في أرض الزرع وهي أرض سوداء إذا نزل عنها النيل تصدعت وتشققت شقوقا عظيمة لما الصنف بميستولي عليها من اليبس، وهذا الصنف يعظم جدا فإذا رأى الإنسان قصده فإن كان في الإنسان يقظة أخذ حذره منه وقاتله إن كان معه سلاح وهو في قتاله كالشجاع المراوغ المخاتل، أو لاعب الشطرنج

يقصد من مقاتله جهة فإذا رآه قد اشتغل بحفظها منه شه في غيرها، وشه والكفن في الحين الذي يفوت طبق الجفن على الجفن، ومن أصنافها ما يسمى أصلة وهو عظيم جدا وله وجه كوجه الإنسان، ويقال أنه

ؤرخون أنه أخرج من يصير كذلك إذا مرت عليه ألوف السنين، يقتل بالنظر، ومن عجائب ما حكاه المخزائن المستنصر باالله العبيدي بيضة محلاة بالذهب فجعل الناس يتعجبون من تحليتها فاستخبروا المستنصر

.عنها فقال أا بيضة حية كان بعض الملوك أهداها لجدي القائم بأمر االله تعالى

الوصف والتشبيه

: ومن الأوصاف المهولة قول بعض الأعراب

موكل تبرحات النفس الورى بالحسيردي وحنش

Page 104: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 104

ذي هامة مثل سراه الترس عن مأواه كل جنس ينفر

فتخاء وناب نمس وعين مثل قضيب الغرس وقامة

شبيهة بطرس وجلدة تسعة مطفورة بجلس أو

رقمت فوقه بالنقس ثم بالجص أو بالورس طليته

يقتل قبل اللمس لكنه لو أمكن للمجس يلين

: في ذلكوقال آخر

داهية قد صغرت من الكبر أفعى زحوف الليل مطراق البكر

الاطراق من غير خفر طويلة صفا لا ينطوي من القصر صل

شقت لها العينان طولا في شفر قد ذهبت بها الفكر كأنما

عن عوج حداد كالإبر تفتر الشدقين حولاء النظر مهروتة

بها الطوفان أيام زجر جاء

: خر من أبياتوقال آ

بين النمام حفيف ليث خادر بداهية كأن حفيفها فإذا

الينا من قليب غائر ترنو مسخرة الجفون كأنما شزا

الذراع وفوق شبر الشابر دون يعرفها الزمان فأصبحت صل

وإذا فرعت فرعت قرني قادر رأيت، رأيت خوط أراكة فإذا

وى هوي الطائرأو له لانساح لو نفخت ثبيرا نفخة صما

وغيره للناظر للسائلين حماما للنفوس وآية جعلت

: وقال النابغة الجعدي

ذوي الكيد وأهل المكر على به تسطو اكف الدهر أفعى

حمراوان ذات طمر عيناه المنايا حيث سار تسري تري

هامة منحوتة من صخر ذو بجمر. . . . مكتحل كأنه

ة مخلوقة من نسروخطف مسلوخة من نمر وجلدة

مثل ظفور الصقر أنيابه فم رحب شديد الفغر وذو

Page 105: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 105

كأن خططت بحبر سود خطوط عدلت في الظهر له

في الحر شديد الوغر يحدث في سبرات القر أنفاسه

بقطر. . . ما بللت كأنها يعدم وجه الأرض حسن الدهر

: وقال آخر يصف حية وبالغ في التهويل

يجاورها وحش ولا شجر ولا لا ينبت العشب في واد به

ينبو من اليبس عن يافوخها الحجر سافكة الأنياب ذابلة جرداء

تكنفها الحاوون ما قدروا ولو شرحت بالمدى ما مسها بلل لو

فما نالوا ولا ظفروا وخاتلوها قد جاهدوها فما قام الرفاة لها

جبنا ويهرب عنها الحية الذكر ختلها الورل العادي إذا نف يكبر

: وقال خلف الأحمر من أبيات

بردا من الأثواب انهجه البلى لبست بأعلى جسمها كأنما

فطس وفي أنيابها مثل المدى عينها قبل وفي خيشومها في

: وقال أشجع السلمي

شبر من الاشبار غايته كحلقة السوار وحنش

ثل تلظي الناريفتر عن م قضيب ماء جار كأنه

: وقال آخر وأجاد

الظهر واللبان منمنم كالدرع فيه وشم أرقم

عينيه كوكبان كأن يزحف كالسيل من قلاع

النفس بالعنان ويجذب ما مس من نبات يهمش

ليس لخلق به يدان ألحاظه فضا كأن

: قال عبد االله بن المعتز

م يعلق به بللقدها السيف ل لو رقشاء لا يحيى لديغها انعت

كم درع قده بطل كأنه تلقي، إذا انسلخت في الأرض جلدتها

: وقال أبو نصر عبد العزيز بن بنانه وأجاد كل الإجادة

Page 106: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 106

وتعوذ من شرار الطوائق فسر عرس السارون في بطن دابق إذا

اغيبر يأوي في صدوع الشواهق ففي الهضبة الحمراء إن كنت ساريا

الليل محنو لاحدى البوائق إلى نهارهركبان الطريق سالم

حقيبة مملوء من السم زاهق عن يافوخه حين تنطوي يقصر

متنه اقواف برد سبارق على بقايا ما سدى من قميصه كأن

عيناه لحظ المشارق تسارق الحارون إذ يبصروا به يبادره

مسنون اللحاظ مراحق حفيظه الذي يرجون من سقطاته ودون

جرى إذا ما بدهته في الحقائق ذا ما طلته الكيد سادرإ يطول

ولم أقف فيما طالعت على أظرف ولا أطرب، ولا أعجب، ولا أغرب من قول أبي إسحاق إبراهيم بن : خفاجة الأندلسي يصف حبابا رآه في روض معشب شعرا

حيث الثريا أكفال خفاقة الحباب بمنحاه ذؤابة مثل

هيمان نشوان هناك مذال ثان معطفيه كأنه وانساب

عطفت جنوب منه وشمال أسمر باللوى متأطر اوطل

أم لاعبت أعطافه الجريال فلم أدر هل يزهى فتخطر نحوه

ليلة صرصر خلخال وبساق الهجيزة منه سوط خافق بيد

بمقتله اخت لها أسمال عليه حبرة موشية رزت

تلم سربالعن لبتي مس كما ينقد في يوم الوغى مزق

وجرد سيفه مختال بطل به منها هنالك درعه ألقى

القول في طبائع الورل

قال عبد اللطيف البغدادي في كتاب الحيوان له، الورل، والضب والحرباء وشحمة الأرض والوزغ كلها ليس في أنه: متقاربة متناسبة في الخلق، فأما الورلوهو الحرذون، فزعم أصحاب الكلام في طبائع الحيوان

الحيوان أكثر سفادا منه ولا أبطأ فيه، وهو ألطف من الضب، وأقوى براثا منه، وربما خرش بينهما فيغلب الورل الضب فيقتله لكنه إذا قتله لا يأكله كما تفعل الحية، وهو لا يتخذ بيتا لنفسه، ولا يحفر اتقاء

Page 107: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 107

أقوى براثنا منه لكن الظلم يمنعه من لبراثنه، بل يخرج الضب من حجره صاغرا ويستولي عليه، وإن كانالحفر، ولهذا يضرب المثل به في الظلم كما يضرب بالحية، فكلما يلقى ذو جحر من الحية يلقى مثله من

الورل ويكفي من ظلمه أنه يغتصب الحية جحرها، ويبتلعها، وربما قتل فوجد في بطنه الحية العظيمة، وهو إنه يقاتل الضب على معنى الصائد والطالب، والضب يقاتله على : لا يبتلعها حتى يشدخ رأسها، ويقال

الحرذون غير الورل وصفته أنه دويبة تكون بناحية مصر مليحة موشاة : معنى الحرج، والجاحظ يقول .بألوان كثيرة ونقط، لها كف ككف الإنسان مقسومة أصابعها إلى الأنامل

كمال للورل والحرذون ويحكى أن أبا حية سئل عن إن له نزكين، وللضبة فرجين،: وأما الضب فيقالذكر الضب فزعم أنه كلسان الحية أصل واحد وله فرعان، والضبة إذا أرادت أن تخرج بيضها حفرت في الأرض أدحيا، ثم رمت البيض فيه، وطمته بالتراب وتعاهدته كل يوم حتى يخرج وذلك في أربعين يوما،

ضه شبيه ببيض الحمام، ويخرج الحسل وهو الفرخ من البيضة مطيقا وهي تبيض سبعين بيضة، وأكثر، وبيللكسب، والضب يخرج من جحره كليل البصر فيجلوه بالتحديق في الشمس، وهو يغتذي بالنسيم

ويعيش ببرد الهواء، وذلك عند الهرم، وقلة الرطوبات ونقص الحرارات، وبينه وبين العقارب مودة وهو حرش به إذا أدخل يده لأخذه، وقد أعطي في ذنبه من القوة نحو ما أعطيت يهبها في جحره لتلدغ المت

العقارب في حمتها فربما ضرب به الحية فقطعها، ولا يتخذ جحره إلا في كرية جبلية خوفا من السيل والحافر، وكذلك توجد براثنه ناقصة كليلة، لحفره في الصلابة وفي طبعه النسيان، وعدم الهداية، وبه

ثل في الحيرة، ولذلك يتخذ جحره عند أكمة أو صخرة لئلا يضل عنه إذا خر يطلب الطعم منه، يضرب المويوصف بالعقوق وبه يضرب المثل في ذلك لأنه يأكل حسوله، وهو إذا أراد أكلها وقف لها من جحره

هذا في موضع من منفذه إلى خارج، فإذا أحكم بدأ فأكل منها حتى يشبع، وقد أشار بعض الشعراء إلى : في قوله يهجو

تركت بنيك ليس لهم عديد أكلت بنيك أكل الضب حتى

وبعض المتكلمين في طبائع الحيوان ينكر ذلك، وإنما الضبة إذا دفنت بيضها يحفر عنها الظربان والثعلب رم فيأكلها، والضب طويل العمر وهو من هذه الجهة مناسب للحيات والأفاعي، ومن مناسبته لها أنه إذا ه

وعجز عن الحركة يبلع بالنسيم، وغني به عن الطعم والشرب، وفي طبعه أنه يرجع في قيئه، ويأكل بعره، .وهو طويل الذماء بعد الذبح وهشم الرأس، ويقال أنه يمكث بعد الذبح ليلة ثم يقرب من النار فيتحرك

: قال بعض الشعراء يصفه وذكر أرضا

الاقطعمد ساعده كما ضبها مطلعا رأسه ترى

Page 108: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 108

ويظن كما حسر الأصلع ظاهر مثل برد الوشى له

ضمه فهو الضفدع فإن الضب ما مد سكانه هو

فدويبة أكبر من العظاية، اغيبر ما كان فرخا ثم يصفر، وهو يأوى الجحر، ولهذا جعلت له : وأما الحرباءام وابرص ومختلط الألوان، الأصابع والأظفار لنبش التراب، ويكون لونه أسود كالتمساح، وأصفر كس

كالفهد وهو في الشمس كثير التلون، فإذا انتقل إلى الظل قل تلونه، وإذا قارب الموت أو مات اصفر، وهو أبدا يطلب الشمس فحين تبدو نحا بوجهه إليها حتى إذا أرمضت الأرض علا رأس شجرة وما يجري

قبه وغاب عنه جرمها فلا يراه أصابه مثل مجراها، وذلك عند انتصاف فإذا زالت وصارت على رأسه فيالجنون فلا يزال طالبا لها لا يفتر إلى أن يتصوب إلى جهة المغرب، فيرجع بوجهه إليها مستقبلا لها لا

ينحرف عنها إلى أن تغيب، فإذا غابت ذهب يطلب معاشه ليله كله إلى أن يصبح، حتى إن طائفة من نه مجوسي، ولسانه طويل جدا مقدار ذراع، وذلك دليل على أنه إ: المتكلمين في طبائع الحيوان يقول

يكون مطوبا في حلقه، وهو يبلغ به ما بعد عنه الذباب، والأنثى من هذا تسمى أم حبين، وتوصف بالحزم : مع تقلبه مع الشمس لا يرسل يده من خوط حتى يمسك بالأخرى خوطا آخر بيده الأخرى وفيه يقال

لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا ضبهأتيح له حرباء تن أنى

وكتب بعض الفضلاء إلى بعض أصدقائه رسالة يحثه فيها على الحزم والانفة والتغرب عن وطنه إذا نبأ اعجزت في الاباء عن خلق الحرباء، أدلى لسانه كالرشاء، يبلغ به ما يشاء، وناط همته بالشمس، مع : عنه

ففرخ في الأشجار وسئم العيش المسخوط، فاستدبل خوطا بعدها عن اللمس وانف من ضيق الوجار، .بخوط فهو كالخطيب على الغصن الرطيب

بلغته أن لا يتحولا إذا وإن صواب الرأي والحزم لامرئ

الوصف والتشبيه

: لم يأت أحد من الشعراء في وصف هذا الحيوان بمثل ما أتى به ذو الرمة

تغفر االله تائبيدا مجرم يس يدي حربائها متشمسا كأن

: وقال أيضا في ذلك

من لفح الهجير غباغبه ويحضر جعل الحرباء يبيض لونه إذا

أخو فجره عالى به الجذع صالبه بالكفين شبحا كأنه ويشبح

Page 109: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 109

: وقال أيضاً يصفه ويذكر هاجره

الجذع إلا أنه لا يكبر على يصلي بها الحرباء للشمس ماثلا

حنيفا وفي وقت الضحى يتنصر تهحول الظل العشي رأي إذا

وتسمى شحمة الأرض، وشحمة الرمل، وهي أنوع كثيرة منها الأبيض، والأحمر، : وأما العظايةوالأخضر، وكلها منقطات بالسواد، وهذه الألوان بحسب مساكنها فإن منها ما يسكن الرمال، ومنها ما

طو العظاية تبقى في جحرها زمن الشتاء أربعة يسكن قريبا من الماء والعشب وما يألف الناس، وقال أرسأشهر لا تطعم شيئا، وفي طبعها محبة الشمس وتتصلب فيها، ومن خرافات الحكايات أن السموم لما فرقت

على الحيوان المسموم احتبست العظاية عند التفرقة، حتى نفذ السم وأخذ كل حيوان قسطه على قدر ب، داخلها من الحسرة والكرب ما جعلها تسكن في المزابل السبق والبكور، فلم يكن لها فيه نصي

إن ذلك لما تعرض لها من التفكر : والخرابات وفي طبعها أا تمشي سريعا ثم تقف كالمتحير، ويقال .والأسف على ما فاا منه

إنه أصم، وادعوا أن السبب في صممه وفي برصه : وتسمى سام ابرص، فذكر أصحاب الآثار: وأما الوزعأن الداوب كلها حين ألقي إبراهيم عليه السلام في نار النمرود كانت تطفئ عنه، وإن هذا كان ينفخ

عليه فصم وبرص وفي طبعه أنه لا يدخل شيئا فيه زعفران، والحيات تألفه كما تألف العقارب والخنافس، رادشت أن سام ابرص وهو يطاعمها ويزاقها، وهو يقبل اللقاح بفيه، ويبيض كما تبيض الحيات، وزعم ز

من ذوات السموم، ونصيبه من السم نصيب مقتصد لا يكمل بأن يقتل، ومتى دبر سام ابرص جاء منه سم قاتل، وفي تركيبه أنه إذا قتل ووضع على جحر حية هربت منه ولم تأوه وهو يقيم جحره زمن الشتاء

.أربعة أشهر لا يطعم شيئا البتة

القول في طبائع القنفذ

صنفان قنفذ ويكون بأرض مصر في قدر الفأر، ودلدل ويكون بأرض الشم والعراق في قدر الكلب وهو القلطي، والفرق بينهما كالفرق بين الفأر والجرذ، والذر والنمل ويقول الباحثون عن طبائع الحيوان أنه

الحقيقة بل يسفد قائما وظهر الأنثى لاصق بظهر الذكر، والأنثى تبيض خمس بيضات، وليس هو بيض بهو على صورة البيض، تشبه اللحم، وفي طبعه أنه يجعل في جحره بابين أحدهما من جهة الجنوب، والآخر الشمال، فإذا هب الريح الجنوب سد باب جهتها، وفتح باب جهة الشمال، وإذا هبت الشمال سد باب

Page 110: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 110

في البيوت ويختفي أياما حتى جهتها وفتح باب جهة الجنوب، وبصره في الليل أكثر من النهار، ويستأنس وقد الهم أنه متى جاع صعد الكرمة منكسا وقطع العناقيد "ولا يدري أين كان"يؤنس منه ويعود يظهر

ورمى ا ثم يترل فيأكل منها ما أطاق، وإن كان له فراخ تمرغ على الباقي فيشتك في شوكه بعد تفريطه ليلا، ولذلك يشبه بالنمام والماحل وقال عبدة بن من عوده، وذهب به إلى فراخه، وهو لا يظهر إلا

: الطيب وذكر نمامين

حدجوا قنافذ بالنميمة تمرغ قوم إذا دمس الظلام عليهم

وهو مولع بأكل الأفاعي، ولا يبالي أي موضع قبض من الأفعى إن قبض على رأسها أو على قفاها فذلك جذب ما قبض عليه واستدار وتجمع ونفخ سائر من أسهل الوجوه، وإن قبض على وسطها أو على ذنبها

بدنه فمتى فتحت فاها لتعض شيئا منه تلقاها شوكه الذي في جسده فهي رب منه، وطلبه لها، وحرصه عليها على حسب هرا منها وضعفها عنه، وإذا صادفت الأفعى مراق بطنه حتى لدغته أكل الصعتر البري

.فيبرأ

نتفض فتخرج منه شوك كالمداري تجرح ما تصيبه، وزعم أصحاب الكلام في والدلدل إذا رأى ما يكرهه االطبائع أن شوكه شعر وإنما لما غلط البخار واشتد غلطه، وغلب عليه اليبس عند صعوده من السام صار

.شوكا

الوصف والتشبيه

ه وقد أهدى له قال الأمير شمس الدين أبو المعالي قابوس بن وشمكير من رسالة كتبها إلى بعض أصدقائقد أتحفتك يا سيدي بعلق نفيس وتحفة رئيس، يعجب المتأمل من أحواله ويحار الناعت في أوصافه : دلدلا

وأعماله، ويتلبد المعتبر في آياته، ويكل الناظر في معجزاته، فما يدري ببديهة النظر والفؤاد، أمن الحيوان لفحص عن اكمل شروطه علم أنه كمي، سلاحه في هو الجماد؟ حتى إذا أمعن متدبره النظر في تعظمه وا

حضنه، ورام سهامه في ضمنه، ومقاتل رماحه على ظهره، ومخاتل سره خلاف جهره، يلقاك بأخشن من حد السيف ويستتر بألين من دبر الخيف متى جمع أطرافه وضم إليه أصوافه حسبته رابية ناتية، أو قلعة

ثعل إن رأته الأراقم رأت حتف أنفها، أو عاينته الاساود بادية وهو أمضى من الأجل، وأرجى من بنيأيقنت بفناء جنسها، صعلوك ليل لا يحجم عن دامسه، وفارس ظلام لا يخاف من حنادسه، فيه من الضب

مثل، ومن الفأر شكل، ومن الورل نسب، ومن الدلدل سبب، ومن أوابده أنه يسود إذا هرم وشاب،

Page 111: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 111

.بويصير كأكبر ما يكون من الكلا

: وقال أبو محمد اليزيدي يذكر قنفذا رآه فأطعمه وسقاه

الليل إلا ما تحدث سامر من ليل جاءنا بعد هجعة وطارق

وقد جاء خفاق الحسى وهو سادر صفو الزاد حين رأيته قريناه

من الضيم الرماح الشواجر حمته المحيا في الرضا فإذا أتى جميل

الدهر موتورا ولا هو واتر مدى تراه واضعا لسلاحه ولست

: وقال آخر من أبيات يرثيه فيها ويصفه

من السرد المضاعف يمرق نبيل له من شبهم متحصن عجبت

كل عضو منه سهم مفوق وفي اهتدى سهم المنية نحوه وأنى

لكان بكف الدهر لا يتعلق ولو كان كف الدهر يستخشن الردى

: وقال أبو بكر الخوارزمي يصفه

الدوابر أعزل الاقبال شاكي وسلاحه من نفسه ججومد

سرى عددا من الأميال ولقد ويصبح لم يفارق بيته يمسي

أسهم الأهوال فتطيشعنه يكمن بعضه في بعضه وتراه

ثدي رضاعة الأطفال يحكي مثل النقطتين وخطمه عيناه

المداد رؤوسها ببلال مس أقلاما غرزن بظهره وكأن

هرب اللصوص رأت سواد الوالي ت حين يرينهالحيا تتهارب

وصياحه وتقارب الأوصال الخنزير إلا جلده فكأنه

القول في طبائع ابن عرس

وهذا الحيوان مليح الصور موثق الخلق جديد النفس شجيع فطن ويوجد في منازل أهل مصر، قال عبد تلف وبره ولونه بحسب البلاد، وفي طبعه أنه وأظنه الحيوان المسمى بالدلق، وإنما يخ: اللطيف البغدادي

يسرق ما وجد من ذهب أو فضة وإن وجد حبوبا خلطها، وهو عدو الفأر ويقتله، ويقال إن عداوته له أشد من عداوة السنور، وخرف الفأر منه أشد من خوفه من السنور كما أن خوف الدجاج من ابن آوى

Page 112: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 112

ه ما هو شبيه بالخرافات أن رجلا صاد فرخا منها من فطنت: أشد من خوفها من الثعلب، وقد حكيفحبسه في قفص بحيث تراه أمه فلما رأته ذهبت ثم جاءت وفي فمها دينار فألقته بيد يدي الرجل كأا تفدي ولدها، فلم يتناوله، وتركه مكانه فذهبت وعادت بدينار آخر حتى بلغت من العدد خمسا، فلما

دت بخرقة كانت صرة للدنانير، تريه أنه لم يبق شيء، فلم يكترث بما رأت أنه لا يضمها إليه ذهبت وعافعلت فلما رأت ذلك منه عمدت إلى دينار منه فأخذته وعادت إلى جحرها فخشي أن تتفعل ذلك

.بالباقي، فبادر إلى الدنانير، وأخذها وأطلق ولدها

القول في طبائع الفأر

فأر البيت ويسمى الجرذ، : ع ما يقع عليه اسم الفأرجمي: أصحاب الكلام في طبائع الحيوان يقولونفأما فأرة البيت فصنفان، جرذان : والزباب، والخلد، واليربوع، وفأرة البيش، وفأرة المسك، وفأرة الإبل

وفأر، وهما كالجواميس والبقر، والبخت والعراب، والفأر من الحيوان الذي جمع له حاسة الشم والبصر، د منه لا يبقي على شيء من جليل ولا حقير إلا أهلكه وأتلفه، لا يقصر فعله عما وليس في الحيوان أفس

فعله ريح قوم عاد، ويكفيه ما يحكى عن شدة رأيه وتدبيره في الشيء الذي يأكله ويحسوه أنه يأتي القارورة الضيقة فيحتال حتى يدخل طرف ذنبه في عنقها، فكلما ابتل بالدهن أخرجه وامتصه حتى لا

في القارورة شيئا، ويضرب به المثل في السرقة والنسيان والحذر، ويبلغ الفأر من حذره واحتياطه أنه يدع يسكن السقوف وربما فاجأه السنور، وهو يريد أن يعبر بيته والسنور في الأرض، وهو في السقف ولو شاء

ل له ارجع، فإذا رجع أولى أن يدخل بيته لم يكن للسنور عليه سبيلا، ويشير إليه السنور بيساره كالقائعد فيعود، وإنما يطلب بذلك أن يعي أو يترلق، فلا يفعل ذلك إلى ثلاث مرات : إليه بيمينه كالقائل له

حتى يسقط إلى الأرض فيثب عليه، وفي طبع الجرد البري أنه لا يحفر بيته على قارعة الطريق ويتجنب وحكى الجاحظ أن أناسا أنكروا أن يخلق الفأر في الخفض والوطأ خوفا من الحافر أن يهدم عليه بيته،

أرحام إناثها من أصلاب ذكورها، ولكن من أرحام بعض الأرض كطينة القاطول فإن أهلها يزعمون أم رأوا الفأر ولم يتم خلقه بعد وإن عينيها لتبصان ثم لا يريمون حتى يتم خلقها وتشتد حركتها، وكذلك

.ء النيل عنهايتولد بأرض مصر إذا انكشف ما

فأصم يكون في الرمل والعرب تضرب به المثل في السرقة فيقولون أسرق من زبابة، ولم أقف : وأما الزبابفأعمى أصم لا يعرف ما يريبه إلا بالشم إلا أن عينيه كاملتان : على أكثر مما ذكرت من أمره وأما الخلد

نه يتنفس في البخار الغليظ والأرض له كالماء لكن الجفن ملتحم على الناظر لا ينشق، وإنما خلق كذا لأللسمك، وغذاه من باطن الأرض، الرطوبات والورق، وليس له على ظهر الأرض قوة، ولا نشاط، ولا

Page 113: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 113

حيلة بل يبقى مطروحا كالميت حتى يخطفه جارح أو يموت، ولما لم يكن له بصر عوض عنه بحدة حاسة أحس بذلك جعل يحفر في الأرض، ويتحيل عليه حتى يصاد، السمع فيقال أنه يحس بالوطء الخفي، ومتى

بأن يجعل في باب جحره قملة فإذا سمعها، وأحس ا خرج إليها ليأخذها فيصاد، وفي طبعه أنه متى شم رائحة طيبة هرب، وهو يحب رائحة الكراث والبصل، وربما صيد ما فأنه متى شمهما خرج إليهما، ومن

فر للأنفاق والأسراب سواء انتفع ا أو لم ينتفع، وفي تركيبه أنه لا يفرط في دأبه طول الكد، ودوام الح .الطلب، ولا يقصر فيها، ولا يخطئ الوقت الذي يظهر فيه، ولا يغلط في المقدار

فحيوان طويل الرجلين قصير اليدين جدا وله ذنب كذنب الجرد بين يرفعه صعدا في طرفه : وأما اليربوعلونه لون الغزال، قال أصحاب الكلام في طبائع الحيوان كل دابة حشاها االله تعالى خبثا فهي شبه الفوارة،

قصيرة اليدين لأا إذا خافت شيئا لاذت بالصعود، فلا يلحقها شيء، وهذا الحيوان يسكن بطن الأرض في نسز من الأرض لتقود رطوبتها له مقابل الماء، وهو يؤثر النسيم ويكره البخار، فتراه أبدا يتخذ جحره

ثم يحفر بيته ويفتح له أربعة أبواب على مهب الرياح الأربعة، وتسمى النافقاء والقاصعاء والدماء والراهطاء، فإذا طلب من إحدى هذه الكوى نافق أي خرج من النافقاء، وإن طلب من النافقاء قصع أي

رض اللينة كي لا يعرف أثر وطئه كما خرج من القاصعاء، وفي طبعه أنه يطأ على زمعاته في السهل والأيفعل الأرنب، وهو يجتر ويبعر، وله كرش وأسنان واضراس في الفك الأعلى والأسفل وهو من الحيوان الذي له رئيس ينقاد إليه وإذا كان فيها يكون من بينها في مكان مشرف أو على صخرة ينظر منه إلى

صر بأسنانه وصوت، فإذا سمعته انصرفت إلى أحجرا، الطريق في كل ناحية، فإن رأى ما يخافه عليها وإن أغفل ذلك، ورأت ما يخافه قبل أن يراه قتلته لتضييعه الحزم، وغفلته، وينصب غيره وإذا أرادت

الخروج من جحرها تطلب المعاش، خرج الرئيس أولا يشرف فإن لم ير ما يخافه صر لها وصوت فتخرج .قريبولليربوع من الفأرة ولد يسمى ال

فدويبة تشبه الفأرة، وليس بفارة، ولكن هكذا تسمى وتكون في الغياض والرياض : وأما الفأرة البيش .وهي تتخللها طلبا لمنابت السموم ليأكلها فلا يضر ا وكثيرا ما تطلب البيش وهو سم قاتل

ا، فإذا صيدت أا دويبة تكون ببلاد تبت تصاد لنوافجها وسرره: فزعم الجاحظ: وأما فأرة المسكعصبت سرا بعصاب، وهي مدلاة فيجتمع فيها دمها فإذا حكم ذلك ذبحت، وما أكثر من يأكلها، فإذا ماتت قورت السرة التي عصبت ثم تدفن في الشعير حينا حتى يستحيل ذلك الدم المختنق هناك الجامد بعد

أن هذه الدابة توجد ببلاد الزانج، موا مسكا ذكيا بعد أن كان لا يرام سنا، ورأيت في بعض ااميعوتحمل إلى بلاد السند وإن المسك يخرج من خصيتي ذكراا بالعصر، ومن ضروع إناثها بالحلب، ورأيت

Page 114: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 114

الفأر الفارسي أطيب من كل طيب، وربما ضاهى ريح المسك وهو جرد أشقر شعره إلى : في مجموع آخر .صير الذنبالصفرة وهو سديد كحيل العينين طويل الأذنين، ق

فليست بحيوان، وإنما هي رائحة تسطع من الإبل عند صدورها من الورود وهو يكون : وأما فأرة الإبل : من طيب المرعى وقال الراعي وغيره يصف إبلا شعرا

كما فتق الكافور بالمسك فاتقه فأرة ذفراء كل عشية لها

الوصف والتشبيه

: قال بعض الأعراب

البيت بالخراب لعامرات قاببعض الناس بالع عجل

فضل الأذناب مجررات العيون وقص الرقاب كحل

مثل مداري الكتاب

والظريف في قول أبي بكر الصنوبري

لدقاق الخرطوم والأذناب بالحدب الظهور قعس الرقاب

حداد الأظفار والأنياب م والخراطي. . . آذانها للطاف

عبث والأذى والخرابولل ق للفساد قد خلق الخل خلقت

نقبا أعيا على النقاب ئط في الأرض والسقف والحا ناقبات

شاربات كل الشراب أمها آكلات كل المآكل لا تس

قرض القوب قرض الثياب دل قرض الثياب وقد يع آلفات

رة بيضاء والطريف المطبوع، الذي يدين بحسنه التابع والمتبوع قول القاضي المعروف بابن بصاقة يصف فا : استظرفها فجعلها في قفص وأمر أن تطعم وتسقى ثم قال

لاطعام السنانير يوما بيضاء لم تبتذل وفأرة

فأرة كافور وهذه إذ فأرة المسك سمعنا بها

القول في طبائع العقرب

وهذا الحيوان أصناف منها الجرارة والطيارة، وما له ذنب معقف، ومنها السود والخضر والصفر،

Page 115: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 115

وأصحاب الكلام في طبائع الحيوان يقولون العقرب مائية الطباع، من ذوات الذرو وكثرة الولد نسبة بالمسك والضب، وعامة هذا النوع إذا حملت الأنثى منه يكون حتفها في ولادها لأن أولادها إذا استوى

من أثق به أنه قد أخبرني: خلقها أكلت بطنها وخرجت فتموت، والجاحظ لا يعجبه هذا القول ويقولرأى العقرب تلد من فيها مرتين وتحمل أولادها، وهي قدر القمل كبيرة والعقرب شر ما تكون إذا كانت

حبلى، ولها ثمانية أرجل أظلاف لأجل المشي وعيناها في ظهرها، وهي من الحيوان الذي لا يسبح، ومن إلا أن يتحرك شيء من بدنه فعند ذلك عجيب أمرها إا لا تضرب الميت ولا المغشي عليه ولا النائم،

تضربه وهي تأوي إلى الخنافس وتسالمها، وتصادق من الحيات كل أسود سالخ، وربما لسعت فتموت، وفيها ما يلسع بعضها بعضا فيموت الملسوع ومن شأا إذا لسعت الإنسان فرت فرار مسيء يخاف

ج من بيوا بالجراد لأا حريصة على أكله، والعقارب تستخر: العقاب وقال الجاحظ في كتاب الحيوانتشك الجرادة في عود ثم تدخله الجحر فإذا عاينتها العقرب تعلقت ا، ومتى أدخل الكراث في جحرها

وأخرج تبعته، وما معها من نوعها، وهي إذا خرجت من جحرها في طلب المطعم يكون لها نشاط وعزم نبات نشبت فيه إبرا، وهذه الإبرة مثقوبة فيها السم، تضرب كلما لقيته، ولقيها من حيوان أو

بشهرزور وعسكر مكرم، وهي جرارات، وهذه العقارب تلسع : والعقارب القاتلة تكون في موضعينفتقتل، وربما تناثر من لسعته، أو بعض لحمه، واسترخى لا يدنو منه أحد إلا وهو يمسك أنفه مخافة أعدائه،

صغرها وقلتها، وغزارا تقتل الفيل والبعير بلسعتها وبنصيبين عقارب قتالة إن ومن طريف أمرها أا مع أصلها من شهرزور، وإن بعض الملوك حاصر نصيبين فأتى بالعقارب من شهرزور، ورمى ا في حيزان

.اانيق إلى البلد، فأعطى القوم بأيديهم

الوصف والتشبيه

: دو لهقال عبد الصمد بن المعذل يدعو ا على ع

الحلم خبيث مربعه مستجهل رب ذي افك كثير خدعه يا

عليه حين جمت بدعه صبت إلى عرض الصديق قذعة يسري

طورا وطورا ترفعه تحفظه ذنابى متلف من يلسعه ذات

منه سمه وسلعه ينظف كالسبجة فيه مبضعه أسود

كالقرنين حين تطلعه يبرز فيه الحتف حين تشرعه تسرع

تصنع الرقشاء ما قد تصنعه ما صدر السبت حين تقطعهفي مثل

Page 116: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 116

: وقال السري الرفاء

إلى النفوس الردى بلا حرج في الظلام مهدية سارية

سبجة من السبج كأنها شائلة في ذنيبها حمة

: وقال آخر

قرن نادته يوما يجيبها فلا بالموت للطعن صعدة ومشرعة

عظم ثلمته حروبها وشنكج في بعضها خلق بعضها مداخلة

لسعت ماذا يلاقي لسعيها إذا من وخز إبرة تذيقك

يرقان دب فيها شحوبها فمن إذا لم يكن لون البهارة لونها

ترى العين فيها كل شيء يريبها سورة خصت بمنكر صورة لها

ولا يرسل المسبار فيها طبيبها طعنة لا تستبين لناظر لها

دق معناها وجل ندوبها وقد طعينهبها قيسا وذكرى نسيت

توج اليافوخ منها عسيبها وقد كأم الشبل غضبى توقدت تجيء

يوالي رقدة يستطيبها فكيف مع الإنسان يعمر بيته عدو

بنا الدنيا علينا خطوبها لصبت دفاع االله عنا بلطفه ولولا

: وقال آخر يصفها من أبيات

ن بالحريق مستعرسنا فيه رمحا ذا كعوب مشهر تحمل

تأنيف انف القوس شدت بالوتر أنف تأنيفا على حين قدر

: وقال آخر في ذلك أيضا

بين هلال منصب ما تعرف باسم ولقب ونضوة

تطعن من لاقته من غير سبب موجودة معدومة عند الطلب

شعلة نار تلتهب كأنه تستله عند الغضب بخنجر

القول في طبائع الخنفساء

إن الخنفساء تتولد من عفونة الأرض ومن فسادها، ومن مادة لم : قال أصحاب الكلام في طبائع الحيوان

Page 117: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 117

يكن يجيء منها خيرا لأن الحمار لا يجيء منها فرس وهذا النوع هو أصناف منها الخنفس المعروف، وهو له أحشاء وبينه أطول من الضب ذماء فأنه يشدغ، فيسير ويمضي، وبه يضرب المثل في اللجاج وليس

وبين العقارب والضفدع صداقة، ومنها الجعل وهو يتولد من اخثاء البقر وفي طبعه أنه يموت إذا شم رائحة الطيب، وإذا دفن في الورد مات أيضا، وإذا أخرج منه ودفن في الروث عاش، وله ستة أرجل

إلى بيته، ويسمى الكبرتل، وسنام مرتفع محدد جدا، وهو يمشي إلى الخلف وهو مع هذه المشية يهتديلا يصير كبرتلا حتى يصير له جناحان إذا وقع إلى الأرض استتر بقشرة ولم ير منها شيء، : وقال بعضهم

فإذا أراد الطيران تنفس فيظهران، ومن عاداته أنه يحرس النيام فمن قام منها لقضاء حاجته تبعه، وذلك من حمار قبان وهو يتولد في الأماكن الندية على ظهره شبه شهوته للغائط، فإنه قوته، ومنها صنف يسمى

ان، ومنها صنف يسمى بنات وردان وهي أيضا تتولد في الأماكن الندية وأكثر ما يكون في الحمامات والساقيات وفيها من الألوان الأسود، والأصهب، والأبيض وهي إذا تكونت وتسافدت، باضت بيضا

: فقالمستطيلا، وصفها بعض الشعراء

خلق كنعتي في وصفي وتشبيهي وردان جنس ليس تبعته بنات

بعد تشقيقه أقماعه فيه من أنصاف بسر أحمر تركت كمثل

ومنها الصراصر والجنادب، وهذا الصنف معرى من الأجنحة له صوت بالليل لا يفتر منه إذا طلع الفجر الأسود وهو جندب الجبل والاكام : ية وفيه ألوانولا يعرف له مكان إلا بتتبع صوته، وأمكنة المواضع الند

السود، والأورق وهو جندب الطلح، والسمر والغضا والأبيض وهو جندب الصحارى، قال السري : الرفاء يصف جندبة

على فخذ من عود منشار عرعر تمشي بساق كأنها وجندبة

تجلت في عطاف معنبر عروس تجلو الجناح كأنها حسلة

: م فأول ما نبدأ منهاوأما الهوا

القول في طبائع القراد

وهذا الحيوان أول ما يكون، وهو لا يكاد يرى صفرا قمامة، ثم يصير حمنانة ثم يصير حلمة، وهو يخلق من عرق البعير ومن الوسخ والتلطخ بالثلط والأبوال كما يخلق القمل من عرق الإنسان، والحلم يعرض لأذن

ير ومن طبع القراد، أنه يسمع رغاء الإبل من فراسخ فيقصدها، حتى أن الكلب أكثر مما يعرض للبعأصحاب الإبل يبعثون إلى الماء من يصلح لإبلهم الارشية وأدوات السقي، فيبيت الرجال عند البئر

Page 118: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 118

ينتظرون مجيء الإبل فيعرفون قرا منهم في جوف الليل بانبعاث القردان وسرعة حركتها ومرورها حول إن لكل : ا رأوا ذلك منها ضوا ويئوا للعمل، ويقول أصحاب الكلام في طبائع الحيوانالرعاء، فإذ

: حيوان قرادا يناسب مزاجه فللكلب قراد يخصه، وكذا البعير، والفرس والبقر وأنشد الجاحظ يصف قرادا

إذا ظهرت في الأرض جد مغيرها يا عباد االله هل لقبيلة ألا

ذو سلاح من معد يضيرها ولا نتهيالدين فيها ولا هي ت فلا

القول في طبائع النمل

ولا يتلاقح، وإنما يسقط منه "لا يتزاوج ولا يتوالد": وهذا الحيوان على ما ذهب إليه ابن أبي الأشعثشيء حقير في الأرض ينمو بيضا ثم يتكون فيه وهو حيوان محتال يتفرق في طلب المعاش فإذا وجد شيئا

ئن ويحملن، وكل واحد مجتهد في صلاح العامة غير محتبس لشيء من الرزق دون صحبه، أنذر البا فيجويقال إنما يفعل ذلك منها رؤساؤها، ومن تحلية في طلب الرزق أنه ربما وضع بينه وبين ما يخاف عليه منه

ثم حاجز بحجزه عنه من ماء أو شعر فيتسلق في الحائط، ويمشي على جذع من السقف مسامت لما حفظ يلقي نفسه عليه، وفي طبعه أنه يحتكر في زمن الصيف لزمن الشتاء، وفي الاحتكار من الحيل ما أنه إذا احتكر ما يخاف إنباته قسمه نصفين، ما خلا الكسفرة، فإنه يقسمها أرباعا لما الهم أن كل نصف منها

يفعل ذلك ليلا في القمر، ينبت، وإذا خاف العفن على الحب أخرجه إلى ظاهر الأرض ونشره، وأكثر ما ويقال أن حياته ليست من قبل مأكله ولا قوامه، وذلك أنه ليس له جوف ينفذ فيه الطعام، ولكنه

مقطوع نصفين، وإنما قوته إذا قطع الحب استنشاق ريحه لا غير وذلك يغذوه ويكفيه، وهو يشم ما ليس من حدة الشم ما لو أن رجل جرادة تكون له ريح مما لو وضعه الإنسان على أنفه لم يجد له ريحا وله

منبوذة في موضع لم ير فيه ذر قط فلا يلبث أن يرى الذر إليها كالخيط الأسود المسدود، ومن أسباب : هلاك النملة نبات الأجنحة لها وإذا صار النمل كذلك أحصبت العصافير، وقد قال أبو العتاهية في ذلك

قد دنا عطبهحتى تطير ف استوت للنمل أجنحة إذا

وهو يحفر قريته بقوائمه لا بفيه، وقوائمه ست، وإذا حفرها جعل فيها تعاريج لئلا يجري إليها ماء المطر، وربما اتخذ قريته فوق قرية بسبب ذلك وإنما يفعل ذلك خوفا على ما يدخره من البلل، وليس في الحيوان

رضى بأضعاف الأضعاف إلا بعد انقطاع ما يحمل ضعف ما يحمل بدنه مرارا غيره، وعلى أنه لا يالأنفاس، حتى أنه يتكلف حمل نوى التمر وهو لا ينتفع بتلك النوية، وإنما على ذلك الحرص والشدة، وفي

Page 119: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 119

هذا الحيوان ما يسمى الذر وهو والنمل بمترلة الزنابير والنحل، في أن النحل أصغر جثة، وأجود فهما سد وسمي بذلك لأنه يشبه وجه الأسد ومؤخرة النمل، وزعم ومعرفة ومن أصنافة صنف يسمى نمل الأ

بعض المتكلمين في طبائع أنه متولد وأدعى أن أباه أكل لحما، وأمه أكلت نباتا فولده، ومما يستغرب في عظم خلقها، أنه وجد في ذخائر أبي كاليجار سلطان الدولة بن اء الدولة بن بويه نملة في حلقها سلسلة

.طلين لحم بالبغداديتأكل كل يوم ر

الوصف والتشبيه

: قال إبراهيم بن سناه

لها نبل حداد ولا عمد وليست غزاة يولي الليث عنهن هاربا

لا تشتكي الاين والحرد مسمرة الخطى حمش القوائم ضمر قصار

كما يعدو على صيده الأسد نشاطا على الأقران في صولة الوغى وتعدو

ثكلى قد أصيب لها ولد تنفس نفستفكرت طيب الهياج ت إذا

الصعاليك الغوائب في البلد وتلك زنجان مزيد فضاضة كأكراد

وباين في الهمات واللون والجلد أجناس تشابهن صورة وفيهن

الخطى قد زان أجيادها الغيد وساع كمت كالعناكب أرجلا فمنهن

من الرشدورد أحواض المنايا رأت انتهرت طارت وإن هي خلدت إذا

الصفا من وقع أسنانها قدد رأيت خفاف الجسم لو عضت الصفا وسود

:وأزوادنا أبغض إلينا بما وفد وقال آخر علينا مفسدات جفاننا يفدن

به بعد القطين قطينا فصاروا أناخوا في المنازل باللوى وحي

فيها الريح بزر قطونا تبدد إذا اختلفوا في الدار ظلت كأنها

مر مرعوب يخاف كمينا كما نظرة يسرى ويمنى إذا مشوا مله

خيطا في التراب مبينا يجرون ويمشون صفا في الديار كأنما

صنوفا منهم وفنونا تضم كل بيت من بيوتي قرية وفي

قريات يسعن مئينا وفيه من رأى بيتا يضيق بخمسة فيا

: وقال يحيى بن هذيل الأندلسي يصف نملة

Page 120: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 120

استقصي بالبخت كأنما ثبحفي مخزومة

من قلم المفتي ساقطة آخرها نقطة إنما

شعر الطفل في النبت تشبه مشت على الرض على أرجل

الأرض مسا ولا مرت في لا تسمع الأذن لها موقعا

ولا تقطع الأيام بالصمت ليس لها راحة مكدودة

ووزنها من زنة البخت من يعلم تسبيحها سبحان

ول في طبائع القملالق

القمل يتولد من العرق والوسخ إذا أصاب ثوبا، أو ريشا، أو شعرا حتى : قال المتكلمون في طبائع الحيوانيصير المكان عفنا، ويكون في الرأس الأسود الشعر أسود، وفي الرأس الأبيض الشعر أبيض، وفي الرأس

نصل الشعر يغير إلى لونه، والقمل من الحيوان أحمر، ومتى- أما شقرة وأما خضاب بحناء -الأحمر الشعر إن ذكور القمل الصيبان، ويقال أا بيضها، والقمل يسرع إلى : الذي إناثه أكبر من ذكوره، ويقال

الدجاج والحمام، إذا لم يغسل، ويعرض للقرود أيضا، وأما قملة النسر وهي التي تكون في بلاد الجبل، ذا عضت قتلت، وهي أكبر من القملة، وأكثر ما تكون بمهرجان قذق، وتسمى بالفارسية دده، وإا إ

ومع صغر جسمها، فإا تفسخ جسم الإنسان في أقل من الإشارة باليد، وهي تعض لا تلسع، وإنما سميت قملة النسر لأن النسر إذا سقطت بتلك الأرض في بعض الأزمنة تسقط منه قملة فيستحيل إلى هذا

.الخبث

: في رجل يتفلى في الشمسقال أبو نؤاس

من بين مقتول وبين عقير للقمل حول أبي العلاء مصارع

وتوأم سمسم مقشور فذ إذا علون قميصه وكأنهن

الباب السادس

في طبائع سباع الطير وكلابها

ومجموع هذا النوع عند أبي الأشعث ناري لأن طبيعته حارة يابسة، وهو غضوب حقود غاضب قاتل دم واللحم، ويطير في جو السماء، ويتجاوز في طيرانه البخار والهواء الذي هو حار رطب، يغتذي بال

Page 121: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 121

ويعلو إلى هواء حار يابس، وإنما تم له هذا الغلو إلى هذا الهواء من الجو لأن له نفسا مزاجها كمزاجه فهي زاج الرطب ولا تتحرك النار، وهو ليس بذي شيء، ولا لبث في الصحارى، ولا في الشطوط لبعده عن الم

هو مما يجتمع خيطا كما يطير بعض الطير ويتزاوج عند الشبق وتفارق الذكور الإناث عند زواله للشره الذي كل واحد منهما وقوة الغضب ما يفترس بعضه بعضا، ولغلبة المزاج الناري على طبيعته صار فيه

العقاب والبازي والصقر والشاهين ذكاء وسرعة حركة، وختل وقلة وفاء، وأنواعه تنحصر في أربعة وهيوتنعت بالجوارح والسباع والضواري، والكواسر والمضرحيات والأحرار والعتاق، وذوات المنسر من الطير ذكورها أصغر أجساما وألطف أقدادا من إناثها وأقل جمالا، وذوات المناقير بالعكس من ذلك،

: وتسمى البغات، والذي نبدأ به بالذكر من الجوارح

القول في طبائع العقاب

وهذا الصنف يؤنث ولا يذكر ويسمى العنقاء على ما ذهب إليه أهل اللغة وذا القول فسر قول أبي : العلاء المعري

من تطيق له عنادا فعاند أرى العنقاء تكبر أن تصادا

.عقاب، وزمج: ولا خلاف عند أهل اللغة في ذلك، وهذا الصنف ينقسم إلى قسمين

ا العقاب فأن فيها من الألوان السود والخوخية، والصقع والسفع، والبيض والشقر، ومنها ما يأوي فأمالجبال، ومنها ما يأوي إلى الصحارى، ومنها ما يأوي الغياض ومنها ما يأوي حول المدن، ويقال أن

، ويحضنها ذكورها من طير آخر لطيف الجرم لا يساوي شيئا، والعقاب يبيض في الأغلب ثلاث بيضاتثلاثين يوما، وما عداه من الجوارح يبيض بيضتين كل سنة، ويحضن عشرين يوما، وإذا خرجت الفراخ

تلقي واحدا منها لأا يثقل عليها طعام الثلاث وتربيتها، وذلك لقلة صبرها وشرهها، والفرخ الذي تلقيه ر أن يزق كل فرخ صائغ بعد يعطف عليه طير آخر يسمى كاسر العظام فيربيه، ومن عادة هذا الطائ

التوفر على فراخه، وفي طبع الذكر أنه يمتحن أنثاه هل هي محافظة له أو مواتية لغيره من غير جنسه بأن يصوب بصر فرخه إلى شعاع الشمس، فإن ثبت عليه تحقق أما فرخاه فأمسكهما وإن لم يصبر عليه وناء

، وطردها من وكره ورمى بالفرخين، وهي تربي فراخها عنه ضرب الأنثى كما يضرب الرجل المرأة الزانيةإلى أن تقوى على الطيران فتخرجها، وتنفيها عن مواضعها، ومن عقوقها لفراخها أا لا تحمل على نفسها في الكسب عليها، ومتى كان الذكر والأنثى في مكان مجتمعين لا يدعان غيرهما من جنسهما

إذا صادت شيئاً لا تحمله على الفور إلى مكاا بل تنقله من موضع إلى يأويان قريباً، ولا يصيد فيه، وهي

Page 122: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 122

موضع، ولا تجلس إلا على الأماكن المرتفعة لأا لا تستقتل من الأرض إلا ببطؤ وعسر، وإذا ما صادت الأرانب تبدأ بصيد الصغار ثم الكبار، وهي أشد الجوارح جرأة، وأقواها حركة إلى الغضب وأسرعها

، وأنسبها مزاجاً، وكذلك هي أحدها وهي خفيفة الجناح سريعة الطيران فهي إن شاءت كانت إقداماًفوق كل شيء، وإن شاءت كانت بقرب كل شيء، تتغذى بالعراق، وتتعشى باليمن، وريشها الذي

عليها فروا في الشتاء وجنسها في الصيف، وربما صادت حمر الوحش، وذلك أا إذا نظرت الحمار رمت سها في الماء حتى يبتل جناحها ثم تتمرغ في التراب ثم تطير حتى تقع على هامة الحمار ثم تصفق على نف

عينيه بأجنحتها فتملأها تراباً، فلا يبصر حيث يذهب فيؤخذ، وهي مولعة بصيد الحيات، وولوعها ا طلبه، ولا تزال موفية كولوع الحيات بالفأر، وفي طبعها قبل أن تدرب، أن لا تراوغ صيداً ولا تعنى في

على شرف عال، فإذا رأت سباع الطير قد صادت شيئاً انقضت عليه فتتركه لها وتنجو بنفسها، ومتى أا إذا : جاءت لم يمتنع عنها الذئب، وهي شديدة الخوف من الإنسان وتنظر إليه بفرق منه، ويقال

حلقت طائرة في الهواء ثم تقع من شاخت وثقل جناحها، وأظلم بصرها التمست غديراً، فإذا وجدته خالق في ذلك الغدير وتنغمس فيه مراراً فيصح جسمها ويقوى بصرها، ويعود ريشها ناشئاً إلى حالته الأولى، ومتى ثقلت عن النهوض، وعميت حملتها الفراخ على ظهورها، ونقلتها من مكان إلى مكان

ا إذا اشتكت كبدها من رفع الأرانب والثعالب لطلب الصيد، وتعولها إلى أن تموت، ومن عجيب أمرها أفي العواء أكلت أكبادها فتبرئ، وهي تأكل الحيات إلا رؤوسها، والطير إلا قلوا ويدل على هذا قول

: امرئ القيس

لدى وكرها العناب والحشف البالي قلوب الطير، رطباً ويابساً كأن

: ب هلاكها لأا لا تنال به الطعم حينئذومنقارها الأعلى يعظم ويعقف حتى يكون ذلك سب

فصل

أول من صادها أهل المغرب، وإنما رغبتهم فيها ما رأوا من شدة أسرها وعظم سلاحها، ويحكى أن قيصر علمها فأا تعمل عملاً أكثر من الصقور التي أعجبتك، فأمر ا : أهدى إلى كسرى عقاباً، وكتب إليه

ه فأعجبته ما رأى منها، وجوعها ليصيد ا، فوثبت على صبي من فأرسلت على ظبي عرض لها فقدتقد : غزانا قيصر في بلادنا بغير جيش، ثم أهدى لقيصر نمراً وكتب إليه: حاشيته فقتلته، فقال كسرى

بعثت إليك ما تقتل به الظباء، وما قرب منها من الوحش، وكتم ما صنعت العقاب عنه فأعجب به قيصر صادنا كسرى فإن كنا صدناه فلا : وصف، فغفل عنه يوماً فافترس بعض فتيانه فقالإذ وافقت صفته ما

Page 123: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 123

وصفة المحمود منها وثاقة الخلق، ثبوت الأركان، وحمرة . أنا أبو ساسان: بأس، فلما بلغ ذلك كسرى قالاللون، وغؤور الحماليق، وإن تكون صقعاء، عجزاء على عكوا بياض وأجودها ما جلبت من سرت

. المغربوجبال

الوصف والتشبيه

: قال امرؤ القيس يصف شدة أسرها من أبيات ذكر فيها فرساً

لاح لها بالمرحة الذيب صقعاء حين فاض الماء واحتفلت كأنها

ودون موقعه منها شناخيب شخصه من فوق مرقبه فأبصرت

من هواء الجو تصويب نحيبها نحوه في الجو كاسرة فأقبلت

من تحتها والدف مثقوب فانسل مخالبها. . . ته فنال فأدركته

كهذا الذي بالأرض مطلوب ولا من ذوات الجو طائرة لأمثلها

منها ومنه على العقب الشآنيب بالصخر منها بعدما قطرت يلوذ

بالشدقين تتريب وباللسان استغاث بدحل وهي تحفره ثم

ن العيش محبوبالليل إ ويرقب يراصدها. . . فظل منجحراً منها

إن الشقاء على الاشقين مصبوب عليه ولم تصب من حبت

أرجامها ودم منها وتكريب بثت عراها وهي مثقلة كالدلو

: وقال آخر من بني هذيل

فرخيها لحوم الأرانب توسد فتخاء الجناحين لقوة والله

نوى القسب تلقى عند بعض المآدب قلوب الطير في جوف وكرها كأن

سمرات عند إدماء شارب لدى غزالاً جاثماً بصرت به خالتف

فخرت على الرجلين أخيب خائب على بدء فاعنت بعضها فمرت

: وقال أبو الفتح كشاحم

والنجم قد رنق كالوسنان ربما أغدو مع الآذان يا

بلقوة موثقة الأركان كالمنهزم الجبان والليل

مر بالرهانتض كأنما وكم تشبع من غرثان غرثى

Page 124: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 124

حد السيف والسنان تفل النجر من العقبان كريمة

معطوف بصولجان أشبه يهتك دستبان بمخلب

في رؤية العنان كأنه من الدماء قاني ومنسر

ومقلة طحاره الأجفان تلوى على دستان سنانه

صيد الجأب والأتان تضم صيغت من العقبان كأنما

تأل إن صادت بلا توان لم في ربقتها عواني والطير

أكرم بها عوناً على الضيفان عجزت عن عدة بناني ما

: وقال أبو الفرج الببغاء

من سائر الجوارح والكلاب كل ذي مخلب وناب ما

ما يدرك بالعقاب أيسر بمدرك في الجد والطلاب

من جناحها في غاب تطير الصنعة والأنساب شريفة

الشمس بلا حجاب وتحجب وتستر الأرض عن السحاب

للطير كالمرتاب مستوحشاً منها الجو في اغتراب يظل

جران واسع الجلباب ذات تنظر من شهاب ذكية

ومنسر موثق النصاب ضخم أثيب راب ومنكب

إلى براثن صلاب ينطت ليث سرى غلاب وراحتي

ما حلق في الضباب وكل أمضى من الحراب مرهفة

رقابخاضعة ال لملكها

الصنف الثاني من العقاب الزمج

وأصحاب الكلام في البيزرة يعدونه من خفاف الجوارح، وذلك معروف في عينيه وسرعة حركته، وشدة وثبته، ويصفونه بالغدر وقلة الوفاء والألف لكافة طبعه، وقد يقبل الأدب، ولكن بعد بطئ، وهو شديد

عادته أنه يتلقف طائراً كما يتلقف البازي، ويصيد على الأسر لقوة في نفسه وسلطان في جناحه، ومن وجه الأرض، كما يصيد العقاب، ويحمد من خلقه أن يكون لونه أحمراً، وهذا اللون الذي لا يشك في

.فراهته، ولا يحمد ما قرنص وحشياً

Page 125: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 125

الوصف والتشبيه

: قال أبو الفرج الببغاء

بلجغاديته قبل الصباح الأ يا رب سرب آمن لم يزعج

المنكب صلب المنسج مضبر أدلق حوش أهوج بزمج

كالجوشن المدرج وجؤجؤ قصب عبل أصم مدمج ذي

أقنى فسيح مسرج ومنسر سام قويم أعوج وعنق

تشف عن فيروزج ومقلة منخرق المدخل رحب المخرج

كالحجر المدملج وهامه من لهب مؤجج ناظرة

ومخلب كالمعول المعوج

بائع البازيالقول في ط

البازي، والزرق والباشق، والعفصي، : وهذا النوع الثاني من الجوارح، وينقسم إلى خمسة أصنافوالبيدق، والبازي أحرها مزاجاً لأنه قليل الصبر على العطش، ومأواه الشجر العادية الملتفة، والظل الظليل

ت شوك مختلفة الحجون يطلب بذلك السكن ومطرد المياه، وهو لا يتخذ وكراً إلا في شجرة لها شبكة ذافلا يقع في شتاء ولا صيف على أغصاا وأطرافها، وإذا أراد أن يفرخ بنى لنفسه بيتاً، وسقفه تسقيفاً لا

يصل إليه منه مطر ولا ثلج إشفاقاً منه على نفسه من البرد والحر، ولهذا إذا اخطأ صيده، وكان في برية لا يلج كهفاً من جبل أو جداراً من الأرض يسكن فيه، ولذلك علق عليه الجرس، شجر فيها ولى ممعناً حتى

كيما يدل على موضعه إن خفي، وهو لا يطيق البرد ولا الحر لرقة جوانحه فسبيله في البرد أن تقترب منه من النار ليدفئ، أو تجعل كفيه في الشتاء وبر الثعالب، واللبود، وسبيله في الحر أن يجعل في بيت كنين

السموم، بارداً بالنسيم، ويفرش له الريحان والخلاف وهو خفيف الجناح سريع الطيران، يلف طيرانه كالتفاف الفاختة، ويسهل عليه أن يزج نفساً صاعداً أو هابطاً، وينقلب على ظهره حتى يلتقف فريسته،

قصيراً فسبيله أن يضرا على وسبيله أن يضرا على صيد الدراج، والقبج، إذا كان طويل المنسر، وإذا كان .طير الماء والحبرج، والإناث من هذا الصنف أجرأ على عظام الطير من ذكورها

إن الإناث من البزاة إذا كان وقت سفادها وهياجها يغشاها جميع أجناس : قال أصحاب الكلام في البيزرةيغشاها، ولهذا تجيء مختلفة الضواري كلها، الزرق، والشاهين والصقر وغيرها وإا تبيض من كل طير

Page 126: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 126

الأخلاق من الجبن والجرأة، والحب، والغدر، والذكاء، والقوة، والضعف، والحسن، والقبح، والشراهة، ولهذا البازي ما يدرك ما بين العصفور إلى التدرج والكراكي، والطيطوي، وصفة الفاخر منه أن يكون

تين على منسره حجاجتهما ممطلان عليهما، ولا يكون قليل الريش، أحمر العينين حادهما، وأن تكونا مقبلوضعهما في جنبي رأسه كموضع عين الحمام، والأزرق دون الأحمر العين والأصفر دوما، وسعة

الأشداق دليل على قوة الافتراس، ومن صفاته المحمودة أن يكون طويل العنق عريض الصدر ما بين يكون فخذاه طويلين مسرولين بريش وذراعيه قصيرتين غليظين، المنكبين، شديد الانخراط إلى ذنبه، وأن

وأشاجع كفيه عارية وأصابعه متفرقة، ولا تكون مجتمعة ككف الغراب، ومخلبه أسود، ومنسره رقيقاً، وأفخر ألوانه الأبيض ثم الأشهب وهما لونان يدلان على الشدة والصلابة فإن اتفق أن يكون هذا أحمر

تفق كان اية، وهذا اللون في البزاة كالكميت في الخيل لأنه يدل على الشدة، والأحمر العين، وكثيراً ما يأشرف البزاة الطغرك ثم : لأنه كالسوسي من الخيل بعيد الفلاح، وبعض الناس يقول"من البزاة أخسها"

، وربما وجد البازي التام، وهو الذي قد وصفناه وذكرناه، والطغرل لا يعرفه غير الترك، وهو عزيز جداًالواحد منها بعد الواحد فيغلب عليه الملوك، ويكون في بلاد الخزر ومأواها فيما بين خوارزم إلى أرمينية، وهو يجمع صيد البازي والشاهين، وقيل أنه لا يعقر بمخلبه شيئاً إلا سمه، وكلما برأ جرحه انتقض، ولهذا

يحمل على دستبانات الوبر الوثيرة

فصل

هذا الطائر أعني البازي لذريق أحد ملوك الروم الأول، وذلك أنه رأى بازياً إذا علا كتف، أول من صادوإذا سفل خفق، وإذا أراد أن يسمو ذرق، فاتبعه حتى اقتحم شجرة ملتفة كثير الدغل، فأعجبته صورته،

في مجلسه، هذا طائر له سلاح تتزين بمثله الملوك، فأمر بجمع عدة من البزاة، فجمعت وجعلت: فقالملك يغضب كما تغضب الملوك ثم أمر به فنصب على كندره : فعرض لبعضها أيم فوثب عليه فقتله، فقال

هذا جبار يمنع : بين يديه، وكان هناك ثعلب فمر به مجتازاً فوثب عليه فما أفلت منه إلا جريحاً، فقال .م بالصوابحماه، ثم أمر به فضري على الصيد، واتخذته الملوك بعده واالله أعل

الوصف والتشبيه

: قال أبو نؤاس يصفه

الصيد على ابتهاج ببازي قد اغتدى والليل ذو دواجٍ

Page 127: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 127

وشياً بلا نساج البسه من منهاج.. جاء كضرغام

منقط ظاهره بزاج الرياش كالدجاج موشية

صدغاً على معناج تخاله أسرف باعوجاج ومنسر

ق، مثل العاجفي وجنة تبر إذ قام للبراج زرفته

: وقال الناشئ أيضاً من مزدوجة

ضوء الصبح لانبلاجه وارتاح تفرى الليل عن اثباجه لما

أبدع في نتاجه بأقمر غدوت أبغي الصيد من منهاجه

كفى الصانع من نساجه ثوباً الخالق من ديباجه ألبسه

يحار الطرف في اندراجه وشياص حال من الساق إلى أوداجه

فوديه إلى حجاجه وزان انعواجه. . . نسقٍ وفي في

يثنى على خلاجه منسره كفته عز تاجه بزينة

استضاء المرأ في إدلاجه لو وظفره يخبر عن علاجه

:بعينه كفته عن سراجه ومن طردية لأبي فراس

العقاب وفوق الزمج دون جئت ببازٍ حسنٍ اسبهرج

ن نارين في غارينينظر م لرائيه وفوق الزين زين

مشى الذر في الرماد أثار والهادي. . . فوق صدره كأن

طائر يستدل بظاهر صفاته على كرم : ومن رسالة لأبي إسحاق إبراهيم بن خفاجة الأندلسي يصف بازياًناك ذاته، طوراً ينظر نظر الخيلاء في عطفه كأنما يزهى به جبار، وتارة يرمي نحو السماء بطرفه كأنما له ه

اعتبار، وأخلق به أن ينقض على قنيصه شهاباً، ويلوى به ذهاباً، ويحرقه توقداً والتهاباً، وقد أقيم له سايغ الذنابي والجناح، كفيلين في مطالبه بالنجاح، جيد العين وارثر حديد السمع والبصر يكاد يحس بما يجري

هو بما يشتمل عليه من علو الهمة، ببال، ويسري من خيال، قد جمع ببين عزة ملك وطاعة مملوك، فويرجع إليه بمقتضى الخدمة، مؤهل لإحراز ما تقتضيه شمائله، وإنجاز ما تعد به مخائله، وخليق بمحكم

تأديبه وجودة تركيبه أن يكون مثل له النجم قنصاً، أو أجرى بذكره البرق قصصاً، لاختطفه أسرع من وأسرع من وهم، فقد اتسم بشرف جوهره، وكرم لحظة، وأطوع من لفظة وانتسفه أمضى من سهم،

عنصره لا يوجه مسفراً إلا غادر قنيصه معقراً، وآب إلى يد من أرسله مظفراً، مورد المخلب والمنقار،

Page 128: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 128

.كأنما خضب بحناء أو كرع في عقار

: وله أبيات يمدح ا

زجل الجناح مورد الأظفار القنيص بكل قيد طريده طرد

مكحولة أجفانه بنظار ةأعطافه بجير ملتفة

مخضوب رائي الظفر والمنقار به الأمل القصير فينثني يرمي

الصنف الثاني من البازي

وهو الزرق، وهذا الصنف بازي لطيف إلا أن مزاجه أحر وأيبس، ولذلك هو أشد جناحاً، وأسرع من غير مطاردة، ثم عطف طيراناً، واقوى إقداماً، وفيه ختل وخبث، وذلك أنه إذا أرسل على طائر طار

عليه، وأظهر الشدة بعد اللين وفي ألوانه الأبيض وخير ألوانه الأسود الظهر الأبيض الصدر، الأحمر العين أعدلها خلقاً وأقلها ريضاً، وأثقلها حملاً وأحلاها دارجها شدقاً وأوسعها عيناً، : وصفة المحمود منه

اً، واقصرها خافية، وأشدها لحماً، وخضرة رجلين وسعة وأصغرها رأساً، وأصفاها حدقة، وأطولها عنق .مخلاب، وتعرياً من اللحم وادواؤه وعلاجه كالبازي داء ودواء

الوصف والتشبيه

: قال أبو نؤاس من أرجوزة طردية

الذي تريده مرفقه فيها اغتدى بسفرة معلقه وقد

بصفة مصدقه وصفته يزرق أو زرقه مبتكراً

نابتة في ورقه نرجسة الحدقهعينيه لحسن كأن

رامشته مخلقه كأنه مننسر مخضب معلقة ذو

وزة صدنا به ولقلقه كم في كف جود طفلة أو ملعقه

سلاحه في لحمها مفرقه

: ومن طردية لعبد االله بن المعتز

ماضي الشباه دافغ ومنسر له قميص وشى سابغ تم

بالغرسول زرق نجيب أعقف في حوض الدماء والغ

Page 129: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 129

كفيه جناح فارغ تملأ

: وقال الناشئ

مخبور بزرق قانص أعد علينا يا

الصقور مغالب للبازي مناهض

التنمير مضاعف جناح موشى له

مبطن بحرير ببردة مظاهر

الأطفور محجن سبع هصور وكف

طيف لذذت من صقور فيه الخطا تقول

ظبي غرير كقرن ذي انعطاف ومنسر

كالجندل المستدير امة كلفتهفي ه

التحبير مفوف باز طرير وصدر

التسنير معرج ثوب وشي كأنه

صقر ذعور وعين طنابيب هقل له

كنبذة من زمير بديهة صوت له

لشرب الخمور الغادي استمرت لسمع إذا

بهم وزير يحكي عن كل نأي ألهته

الصنف الثالث من البازي

الصنف وإن كان معدوداً في جنس البازي، والزرق فإنه أحر وأيبس، ولغلبة هذا وهو الباشق، وهذاالمزاج عليه هو هلع، قلق، ذعر، يأنس وقتاً، ويستوحش وقتاً، ونفسه قوية خائفة فإذا أنس منه الصغير بلغ

تم تأنيسه منه كل المراد، وخير الباشق ما أخذ فرخاً لم يلق من قوادمه ريشة واحدة، متنه دان، وهو متىوجد منه باز خفيف المحل، طريف الشمائل يليق بالملك أن يخدمه وإن يستخدمه لخفة محمله، وحسن

خلقه، ولأنه يصيد أفخر ما يصيده البازي وهو الدارج والحمام والورشان، والشفنين، وأصحاب الكلام وصفرت صفيراً حتى إن الأنثى إذا هاجت سقطت على شرف،: في البيزرة يصفونه بالشبق، ويقولون

Page 130: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 130

يسمع الذكر فيعرفها فيأتيها فإذا أحست به سكنت له فإذا سفدها حلق طائراً ثم يعود، ولا يزال يسفدها .ما دامت ساكنة له حتى ربما فعل خمسين مرة وأزيد، فإذا ضجرت شدت عليه لتقتله فيطير محلقاً

يه نقل كفه من موضع إلى موضع، وإن ومن طبعه إذا علق بما هو أشد منه واضطرب في يده لم يسهل علقوى صيده عليه لم يفارقه أو يتلف أحدهما فسبيله أن لا يرسل على كل ما طلب فيكون قد كلف ما لا يطيق، ومن صفاته المحمودة أن يكون صغيراً في المنظر ثقيلاً في الوزن طويل الساقين قصير الفخذين عظيم

.السلاح بالنسبة إلى جسمه

بيه الوصف والتش

: قال بعض الشعراء فيه

فخص من الطير اسبهرقي بارك االله في طائر إذا

اللجين على المفرق فسال هامة كللت باللجين له

نقطتا زئبق كأنهما عينين في رأسه يقلب

الغزالة في المشرق كلون لوناً له مذهباً واشرب

القبح والعقعق وصاعقة حمام الحمام وحتف القطا

إليك من الوالد المشفق د عليه إلى أن يعو وأحنى

وبالدستبان إذا يلتقي ر به وبكف الأمي فأكرم

كأنما اكتمل بلهب أو انتعل بذهب، ملتف في سبرة، وملتحف بحبرة، : ولكاتب أندلسي يصفه من رسالةا وتيهاً، فهي على من سيوفه منقاره، ومن رماحه أظفاره، ومن اللواتي تتنافس الملوك فيها تمسكها عجباً

أيديها آية بادية، ونعمة من االله نامية تبذل لك الجهد طرحاً وتعيرك في نيل بغيتك جناحاً، وتتفق معك في طلب الأرزاق، وتأتلف بك على اختلاف الخلق والأخلاق ثم يلوذ بك ليؤذي من يرجوك، ويفي لك

.وفاء لا يلزمه لك ابنك ولا أخوك

ختطفها أسرع من اللحظ، ولا محيد لها عنه، وانحدر ا أعجل من اللفظ، وكأنما ا: ثم ذكر حمامة صادهاهي منه، ثم جعل يتناولها بمثل السبعين، ويدخلها في أضيق من التسعين وكأن لها موتاً عاجلاً، وكأن له

.قوتاً حصلاً

: وقال آخر

غدوت في ثوب من الليل خلق انجلى ضوء الصباح وانفلق لما

Page 131: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 131

تصدقه إذا رمق بمقلة لنظرة في كل أفقا بطامح

إذا رأى فقد رزق مبارك كأنها نرجسة بلا ورق

: وقال أبو الفتح كشاجم

عجلاً فينقض انقضاض الطارق فيخفي في الهواء ويأتي يسمو

خضباً بنقش الفتاة العاتق وكأن جؤجؤ وريش جناحه

قنحول جسم العاش فاعارهن سكن الهوى أعضاؤه فكأنما

محفوفة من ريشها بحدائق مقلة ذهبية في هامة ذا

أدمين كف البازيار الحاذق مثل الأهلة ظالماً ومخالب

في الإسراع أو كالمارق كالريح انبرى نحو الطريدة خلته وإذا

يعد أن يهوى بها من خالق لم وإذا القطاة تخلفت من خوفه

الصنف الرابع من البازي

ق كشبه الزرق بالبازي إلا أنه أصغر الجوارح نفساً، وأضعفها حيلة، واشدها ذعراً، وهو العفصي بالباشوأيبسها مزاجاً، وربما صاد العصفور، وتركه وهرب لخوفه وحذره، وكل طائر حذر وخاف، مات فرقاً، فإن الدراج يخاف حتى يموت لأن الخوف يتحرك فيه حتى لا يحس بجوع ولا عطش حتى يموت، من طبع

الطير أنه يرصد الطير أوان حضانه، فإذا طار من وكره خلفه فيه وكسر بيضه ونحاه ورمى بالقشر، هذا وباض مكانه وطار عنه، فيحضنه صاحب الوكر فهو أبداً لا يحضن، ولا يربي، ويتكل على غيره في تربية

لأنه يشبه بالباشق، فراخه، ولم أجد لأحد من الشعراء شيئاً في وصفه، فأثبته، والظاهر أم لم يصفوه .فحملوا الصفة على الصفة واستغنوا بأحدهما عن الأخرى

الصنف الخامس من البازي

وهو البيدق، ولا يصيد غير العصافير وقلما يندر، من نوعه ما يحصل به غنى، وبعض من أهل هذا الشأن مون البيدق يجعل البيدق والعفصي أسمين موضوعين على مسمى واحد، ويزعم أن أهل مصر يس

."إن شاء االله"والعفصي، فعلى هذا يكون البازي أربعة أصناف لا غير

الوصف والتشبيه

Page 132: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 132

: قال أبو الفتح كشاجم يصفه من طردية

يصيد الباشق ببيدق من البزاة والزرازق حسبي

أصيد من معشوقة لعاشق الخلائق. . . مدرب مؤدب

من عائقليس له في صيده في السرعة كل سابق يسبق

إن الفرازين من البيادق وكنت غير الواثق ربيته

القول في طبائع الصقر

وهو النوع الثالث من الجوارح، وينقسم إلى ثلاثة أقسام، صقر وكونج ويؤيؤ والعرب تسمي كل طائر ن صقراً، ما خلا النسر والعقاب، وتسميه الأكدر والأجدل، وهو من الجوارح بمترلة البغال م: يصيد

الدواب، لأنه اصبر على الشدة، وأحمل لغليظ الغذاء، وأحسن إلفاً، وأشد إقداماً على حيلة الطير من الكراكين والحبارح، ومزاجه أبرد من سائر ما تقدم ذكره من الجوارح، وأرطب، وذلك معروف في

يضرى على ركوده وقلة حركته، وعدم التفاف ريشه، وذا السبب يضرى على الغزال والأرانب ولاالطير لأا تفوقه، وفعله في صيده الانقضاض، والصدم وهو غير صاف بجناحيه، ولا خافق به، ومتى خفق

بجناحه كانت حركته بطيئة بخلاف البازي، ويقول أصحاب الكلام في البيزرة أنه أهدأ نفساً من البازي ت الأربع ولبرد مزاجه لا يقرب من وأسرع أنساً بالناس، وأكثرها رضاً وقناعة، وهو يغتذي بلحوم ذوا

المياه، ويعافها، ولو لم يجدها الدهر لما أرادها، ومن أجل ذلك يوصف بالنجر ونتن الفم، وفي طبعه أنه لا يركب الشجر، ولا شوامخ الجبال، ولا يأوي إلا إلى المقابر، والكهوف، وصدوع الجبال، وفيه جبن،

لأرانب ويهرب منه، ولا يكاد يعلق بفرسته فإذا فارقها عاد ونفسه دون شدته، ولذلك يضرب الغزال واإليها منقضاً فيضرا، ويرقى هارباً، وكل ما تقدم ذكره من الجوارح ينقى بالماء ويغتسل، وهو ينقى

.بالتمعك في الرمل والتراب

، والجناحين، أن يكون أحمر اللون عظيم الهامة، دامع العين، تام المنسر طويل العنق: وصفاته المحمودةرحب الصدر، ممتلئ الزور، عريض الوسط جليل الفخذين قصير الساقين والذنب، قريب القفدة من

الفقار سبط الكف غليظ الأصابع عظيمهما فيروزجها، أسود اللسان، وقال بعض ظرفاء الشعراء يصف المحمود منها في مزدوجة طردية في قوله

د سائل تحت العينسوا له إذا رأيت الصقر بين الصقرين

الهامة ضخم الكفين ململم الشدق عظيم الحرفين منهرت

Page 133: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 133

يا صاح بنقد أو دين فأبتعه كأنما الجؤجؤ مثل الفهرين

فصل

أول من صاد به وضراه الحارث بن معاوية بن ثور بن كنده فإنه وقف يوماً على صياد وقد نصب شبكة لق فجعل يأكله، والحارث يعجب، فأمر فأتى به، وقد للعصافير، فانقض أكدر على عصفور منها قد ع

اندق جناحاه فرمى به في كسر بيت ووكل به من يطعمه، فدربه حتى صار إذا أتاه اللحم ودعاه أجاب ثم صار يطعمه على اليد ثم صار لأنسه به فبينما هو حامله يوماً إذ رأى حمامة فطار عن يده إليها فأخذها

تخاذها والتصيد ا فبينا هو يوماً يسير إذ لاحت أرنب فطار الصقر إليها، وأخذها وأكلها، فأمر الحارث بافلما رآه تعاقب بين الطيور والأرانب، ازداد الحارث به عجباً، وفيه محبة واغتباطاً واتخذته العرب من بعده

للصيد

الوصف والتشبيه

: قال الناشئ يصفه من طردية

العقبان والنسورا ريكس يا رب صقر يفترس الصقورا

مشمراً عن ساقه محسورا برداً فاخراً مطروراً يجتاب

فيه ومستديراً معرجاً التنميرا.. الوشي بها يضاعف

ساقيه إذا استثيرا كأن نظم الكاتب السطورا كما

هامة يرى لها تدويرا ذي ساقا ظليم أحكما تضبيراً

فيراتسمع من داخلها ص ادرت جندلاً نفيرا كما

الأوز منه مستجيرا ترى من البراعة الزميرا يحكي

يناكر الضحضاح والغديرا

: وقال أبو الفتح كشاجم

نزل الإصباح والليل سائر وقد وطرف الليل وسنان غائر غدونا

وأكرم ما قربت منها الأحامر مؤدب. . . بأجدل من حمر الصقور

أن يكسر الوحش طائرليعجبني على قتل الظباء وأنني جريء

Page 134: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 134

نسر أو سيوف بواتر قوادم قصير الذنابى والقدامى كأنها

إعجام الحروف الدفاتر أعادته منه جؤجؤ وكأنه ورقش

يجوز السبق إلا الضوامر وليس زالت الأضمار حتى صنعته وما

زهيت بالخاطبين المنابر كما منا أكف كريمة وتحمله

على سنن تستن منه الجاذر ربربلنا من جانب السفح وعن

لأولها إذا أمكنته الأواخر وحلت عقدة السير فانتحى فجلى

كما فصلت فوق الخدود المعاجر يحث جناحيه على حر وجهه

مصرعة تهوى إليها الخناجر وما تم رجع الطرف حتى رأيتها

الصنف الثاني من الصقر وهو الكونج

ن الصقر كنسبة الزرق إلى البازي إلا أنه أحر منه، ولذلك هو أخف منه ويسمى بمصر السقاوة ونسبته مجناحاً، وأقل بخراً، وهو يصيد الأرنب، ويعجز عن الغزال لصغره، ويصيد أشياء من طير الماء ويدركها،

وشدة نفسه أقل من شدة بدنه، ولأجل ذلك هو أطول في البيوت لبثاً وأصبر على مقاساة الشقاء من الصقر

وصف والتشبيه ال

: قال بعض الشعراء

نقش ريشه المدرج كأن لم يكن صقر فعندي كونج إن

به للطير قلب مزعج وكم أو مدبج. . . برد من الموشى

عنا الهموم تفرج بمثله مضرج. . . قتيل بدم وكم

الصنف الثالث من الصقر وهو اليؤيؤ

تهما، وهو طائر صغير قصير الذنب ومزاجه بالإضافة ويسميه أهل مصر والشام الجلم لخفة جناحيه وسرعإلى الباشق بارد رطب، لأنه أصبر منه نفساً وأثقل حركة، ويشرب الماء شرباً ضرورياً كما يشربه الباشق إلا أ،نه أبخر، ومزاجه بالنسبة إلى الصقر حار يابس، ولذلك هو أشجع منه لأنه يتعلق بما يفترسه، ويصيد

Page 135: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 135

وأول ما يضرى على اللقلق ، ويقال إن أول من صاد به واتخذه . ل الدراج والطيطويما هو أجل منه مثللعب رام جور وذلك أنه شاهد يوماً يؤيوا يطارد قبرة، ويراوغها، ويرتفع معها ولم يزايلها إلى أن

صادها فاتخذه وصاد به

الوصف والتشبيه

: قال عبد االله الناشئ

لدى التحقيقعينيه كأن مهذبٍ رشيق ويؤيؤ

فصان مخروطان من عقيق

: وقال أبو نؤاس

كطرة البرد على متناه اغتدى والصبح في دجاه قد

في اليآني يؤيؤ شراوه ما يعجب من رآه بيؤيؤ

أزرق لا تكذبه عيناه سفعة طربها خداه من

بالدم وقد فداه فداه يرى القانص ما يراه فلو

يؤسد المكاء منكباه لا بعد ما تذهب حملاقاه من

دون انتزاع السحر من حشاه جناحاه يكتنفاه ولا

الذي خولناه االله هو أكثر التسبيح ما نجاه لو

االله الذي هداه تبارك

: وقال أبو الفرج الببغاء

ممتع الصورة والأعضاء أوحى من القضاء ويؤيؤ

مخبرة عن همة بيضاء ذي سفعة في خده سوداء

عن ياقوتة صفراء تشف صفت من الأقذاء ومقلة

الطرح والأنحاء بعيدة منها في غدير ماء يلعب

في الجو من الهواء ألطف يخبر في الأرض عن السماء

العذر من الوفاء تباين مبايناً بالطبع للمكاء

القول في طبائع الشاهين

Page 136: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 136

ين فقال الأصمعي اسمه بالفارسية شوذانه هذا النوع ثلاثة أصناف شاهين وأنبقي والقطامي، فأما الشاهويقول أصحاب الكلام في البيزرة الشاهين . فعربته العرب على ألفاظ شتى سوذانق، وسودنيق وسيذنوق

من جنس الصقر إلا أنه أبرد منه وأيبس، ومن أجل ذلك تكون حركته من العلو إلى السفل شديدة وليس مستقيم، و إنما يحوم لثقل جناحيه حتى إذا سامت فريسته يحلق في طلب الطير، وصيده طائراً على خط

انقض عليها هاوياً من علو فضرا، وفارقها يطلب الصعود فإن سقطت إلى الأرض أخذها وإن لم تسقط أعاد ضرا لتسقط، وذلك دليل على جبنه وفتور نفسه، وبرد مزاج قلبه وعلى كل حال فالشاهين

لى الصيد، إلا أم أعابوه بالأباق، وربما يعتريه من الحرص حتى أنه أسرع، وأخفها، وأشدها ضراوة عربما ضرب نفسه الأرض فمات، ويقولون أن عظامه أصلب من عظام سائر الجوارح، ولذلك هو يضرب

بصدره، ويعلق بكفه، وقال بعض حذاق أهل هذا الشأن إن الشاهين كأسمه يعني الميزان لأنه لا يحتمل : ع، ولا أيسر حال من الجوع والمحمود من صفاتهأدنى حال من الشب

أن يكون عظيم الهامة واسع العينين حادهما تام المنسر طويل العنق رحب الصدر ممتلئ الزور، عريض الوسط جليل الفخذين قصير الساقين قريب القفدة من الظهر قليل الريش لينه تام الخواقي، رقيق الذنب،

ما شيء منه فإذا كان كذلك فهو يقتل الكركي ولا يفوته صيد كبير، إذا صلب جناحه لم يفضل عنهوزعم أهل الإسكندرية أن السود منها هي المحمودة، وإن السواد أصل لوا، وإنما قلبته البرية فحال

.ويكون فيها الملمع

فصل

تى انتهى إلى إن أول من صاد ا قسطنطين ملك عمورية، حكي أنه خرج يوماً يتصيد بالبزاة ح: ويقالخليج القسطنطينية، وهو المسمى بحر بنطس، فخرج إلى مرج بين الخليج والبحر فسيح فنظر إلى شاهين ينكفئ على طير الماء فأعجبه ما رأى من سرعته وضراوته والحاحة على صيده فأمر أن ينصب له حتى

فتضله من الشمس، صيد، ثم ريضت له بعد ذلك الشواهين، وعلمت أن تحوم على رأسه إذا ركب .فكانت تنحدر مرة وترتفع أخرى فإذا ركب وقعت حوله

الوصف والتشبيه

: قال الناشئ

شوذانق مؤدبٍ أمين هل لك يا قناص في شاهين

Page 137: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 137

بالتحسين والتليين ضراه به السائس من رزين جاء

للتثقيف والتمرين يكاد التلقين. . . لأغناه عن حتى

من جناحه المزين يظل ونمعنى الوحي بالجف يعرف

يشبه في طرازه المصون قرطق من خزه الثمين في

مضاعف في النسج ذي غصون أنو شروان أو شيرين برد

مجاري الدمع والشؤون أحوى "يزدجرد أو شرون كدرع"

منعطف مثل انعطاف النون كشطر الحاجب القرون وافٍ

يبدي اسمه معناه للعيون

: ح كشاجموقال أبو الفت

السكون في الحراك مطعمة رب أسرابٍ من الكراكي يا

وبيض اللون كالأفناك كدر المنال والإدراك بعيدة

قبل لغط المكاك ذعرن عنها أسهم الأتراك تقصر

يربى على الفتاك بغاتك تغريد الحمام الباكي وقبل

ململم الهامة كالمداك الإطلاق والإمساك مؤدب

منسر ضخم له شكاك ذي في السلاح الشاكيمثل الكمي

عن قلوبها هتاك للمجيب فتاك.. بحده ومخلب

تسمو إلى الأفلاك وحلقت إذا قلت له دراك حتى

بعاجل الهلاك موقنة الأعناق والإدراك ممتدة

بكفيه بلا فكاك أسرى يهوي على الدكاك غادرها

أقواكالشاهين ما ومنة غدوات الصيد ما أحلاك يا

أعني ما دحا إياك إياك تكذبي فراسة الأفلاك لم

الصنف الثاني من الشاهين

وهو الانيقي ويسميه العراق الكرك، وهذا الصنف دون الشاهين من القوة إلا أن فيه سرعة تزيد على : صيد العصافير، قال بعض الشعراء يصفه بذلك

Page 138: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 138

بروقبمثل الريح أو لمع ال عن الجوارح بالانيقي غنيت

بصخرة منجنيق فأرميه به العصفور حتفاً أصب

ويحمل ما ينوب عن الحقوق تضمن أضياف كرام

من الراح العتيق نرويها رحالنا بمطجنات ويوسع

الصنف الثالث من الشاهين

وهو القطامي ويسميه أهل العراق البهرجة و ذكر العلماء بالصيد أنه في طبع الشاهين، والعرب تخالف ك وتسمي بعض الصقور القطامي والمعنون بالكلام في الجوارح يخالفوهم فيما ادعوه، هذا قول ذل

.كشاجم في كتاب المصايد والمطارد، ولك أجد لأحد من الشعراء في وصفه شيئاً

ويلحق بما ذكرنا في الجوارح ما ناسبها في الافتراس وأكل اللحم الحي وهو الصرد ويسمى الشقراق، وهو طائر "، وبعضهم يسميه باز العصافير، "وذكر ابن قتيبة أن من أسمائه الواق"لأخيل، والأخطب، وا

، وفي طبعه شره وشراسة، وسرقة لفراخ غيره، ونفور من الناس، يصيد "مولع بسواد وبياض ضخم المنقارصيده الحيات ويغتذي باللحم ويأوي الأشجار ذوات الشوك، وفي رؤوس القلاع، حذراً على نفسه ممن ي

وله من الحيل في صيد ما دونه من الطير كالعصفور، والصعو، وغير ذلك من تغير صوته وحكاية كل صوت لذي جثة صغيرة، فيدعوها ما تسمع منه إلى التقرب ظناً منها أنه من جنسها، فإذا اجتمعن إليه

شد على بعضهن فأخذه وأكله، له نقر شديد وإذا نقر شيئاً أكله في ساعته

والتشبيه الوصف

: قال الناشئ يصفه، ويصف صيده

يلهيك في طرد منها عن الطرد شيء أحسن باقتناص من مرد لا

لقتله طاوياً منه على حمد السماني إذا ما ظل منتحباً مثل

مثل سم المعي للطعم مزدرد عن منسر كنواة القسب منعوج ذي

ى جردكطبخانة أوفت عل تبدو فخمة سكاء مدبجة وهامة

من لدغ حر النار في الجسد أشد معطفة. . . كمسلاة أظفر

الجوق التي شدت من الزرد مثل من برده وشي له كفف عليه

Page 139: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 139

أو كالسهاد يرى في أجفان ذي سهد الدوابر من ترجيع واشمة مثل

منعرجاً منه بمطرد وناط كالكتاب الذي أنضاه كاتبه أو

المنية عن أيدٍ وعن جلدٍ وضح تقنص عصفوراً فأورده إذا

فيه حكم الليث في النفد محكماً مثلين ذا بالقهر يغلب ذا رأيت

مقادير صنع الواحد الأحد على بما أبداه من عجب فيستدل

فصل

وأما كلاب الطير وهي وإن كانت سباعاً، لكنها ليست أنفسها كراماً لأكلها الجيف، وهي النسر راب، ومجموعها عند ابن أبي الأشعث ناري أرضي ومزاجه حار بحسب زيادة والرخمة، والحدأة، والغ

كمية النار فيه على كمية الأرض، وهو من اليبوسة في الغاية القصوى، يأوي الجبال والأجراف، وما كان .من الأرض شامخاً، ويأكل اللحم، والجيف، ولا يفترس، ولنجعل ما نبدأ بذكر من هذا النوع النسر

طبائع النسرالقول في

وهو ذو منسر، وليس بذي مخلب، وإنما له أظفار حداد كالمخلب لأن المخلب ما قنص به صاحبه، : كقبض الصقر والبازي، وهو يسفد كما يسفد الديك، وزعم الفاحصون عن أخلاق الحيوان وطبائعها

نها مجرى السفاد إن الأنثى من هذا الصنف تبيض من نظر الذكر إليها فتجري حركة الشهوة للسفاد مفتلتذ بذلك وهي لا تحضن، وإنما تبيض في الأماكن العالية الصاحبة للشمس فيقوم حر الشمس للبيض مقام الحضن، وينسب النسر إلى قلة المعرفة والكيس والفطنة، ويوصف بحدة البصر حتى أنه يرى الجيفة

لوقته، وهو أشد الطير طيراناً، عن أربعمائة فرسخ، وكذلك حاسة الشم إلا أنه إذا شم الطيب مات وعليها "وأقواها جناحاً، حتى أنه يطير ما بين المشرق والمغرب في يوم واحد وهو إذا وقع على جيفة

عقبان تأخرت بأسرها ولم تأكل ما دام يأكل منها، وتخافه كل الجوارح، ولا يقوم له شيء منها وهو ها لم يستطع الطيران حتى يثب وثبات يرفع ا طبقة وتملى من"شره، م، رغيب فإذا سقط على الجيفة

طبقة في الهواء حتى يدخل تحت الريح، وكل من أصابه بعد امتلائه ضربه إن شاء بعصى، وإن شاء بغيرها حتى ربما صاده الضعيف من الناس، وفي طبعه أن الأنثى تخاف على بيضها، وفراخها من الخفاش فتفترش

منه، وهو أشد الطير حزناً إذا فقد الأنثى وإذا فقدت الأنثى الذكر امتنعت في وكرها ورق الدلب لينفرعن الطعم والحركة أياماً، ولزمت الوكر، وربما قتلها الحزن عليها، وهو أطول الطير عمراً، حتى يقال أنه

Page 140: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 140

إنما يقع يعمر ألف سنة، ولم أجد لأحد الشعراء وصفاً فيه فأثبته، لأنه لا يملك، وإن وقع من ذلك شيء ف .في وصف الجيوش، لأن من عاداا أن تتبعها طمعاً في مصارع القتلى

القول في طبائع الرخم

ويسميه العرب الأنوق، ويقال أنه اسم للذكر، وهو يشارك العقاب، والنسر في ارتفاعه حين الطيران، وهو زهم سهل يأكل وصفته أنه طائر ضخم أبيض، وربما خالط لونه لون الإنغماس، وهو النقط الصغار،

الجيف، ولا يصطاد، وفي طبعه أنه لا يرضى من الجبال إلا بالوحشي منها، ومن الأماكن إلا بأسحقها وأبعدها عن مواضع أعدائه، ثم من هذه الجبال في رؤوس هضاا، ثم من الهضاب في صدوع صخورها،

نوق، ويقال أن الأنثى منه لا تمكن أعز من بيض الأ: ولذلك تضرب العرب المثل بامتناع بيضها فيقولونمن نفسها غير ذكرها، وإا لا تبيض من سفاد بل بالمذاقة، كما يقال في الغربان، وهي تبيض بيضة واحدة وربما أتأمت في النادر، ومن عاداا أا تحضن بيضها وتحمي فرخها، وتحبه، وتقول العرب في

حمقي؟ وأنا أقطع في أول القواطع، وأرجع في أول الرواجع، ما أحمقك؟ قالت وما : أكاذيبها، قيل للرخمةولا أطير في التحسير ولا أغتر بالشكير ولا أسقط على الحقير، ولم أجد لأحد من الشعراء في وصفها شيئاً

.إذ الحال فيها كالحال في النسر

القول في طبائع الحدأة

ثلاثة أفراخ وهي تحضن عشرين يوماً، ومن ألواا والحدأة تبيض بيضتين، وربما باضت ثلاثاً، وخرج منهاالسود والربد، وقال أصحاب الكلام في طبائع الحيوان الحدأة لا تصيد، وإنما تخطف، وفي طبعها أا تقف

إن العقاب والحدأة يتبدلان فيصير العقاب : في الطيران وليس ذلك لغيرها من الكواسر وذكر ابن وحشيةإن الحدأة أحسن الطير مجاورة لما جاورها من الطير، ولو ماتت جوعاً، ولا : ، ويقالحدأة، والحدأة عقاباً

تعدو على فرخ ما جاورها ويزعم نقلة الأخبار وحملة الآثار أن الحدأة من جوارح سليمان عليه السلام، دأة مما يصاد وإنما امتنعت أن تملك أو تألف لأا من الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده، ولو كانت الح

ا لما كان في الكواسر أحسن صيداً منها، ولا أجل ثمناً، وفي طبعها أا لا تخطف إلا من يمنة من تخطف منه دون شماله، حتى أن بعض الناس يقول عسري فلذلك لا يمكنها أن تأخذ من يسار إنسان شيئاً، وليس

.فيها لحم، وإنما هي عظام، وعصب، وجلد، وريش

بائع الغرابالقول في ط

Page 141: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 141

الغداف، والزاغ الأكحل، والزاغ الأورق، وهذا الصنف يحكي جميع ما يسمعه، حتى هو في : وأصنافذلك أعجب من الببغاء، والغراب الأبقع المورد، والغراب الأبقع الأغبر، ورأيت غراباً أبيض أهداه متولي

وقد حكي أن الغربان والعصافير ، - رحمه االله -الإسكندرية إلى السلطان الملك الظاهر صاحب مصر والخطاف يكون في بلاد الشديدة البرد كذلك، وكذلك أوبار ذوات الأربع وشعورها تكون في تلك البلاد بيضاً وشعور الناس فيها ضاربة إلى البياض حتى الحواجب والأهداب، وسائر أنواع الغراب من

ع في الشتاء، الرواجع في الصيف، وإنما سميت ذوات المناقر لا من ذوات المناسر وهي من الطير القواطقواطع لأا تقطع إلى الأماكن في وقت دون وقت، وفصل دون فصل والطير التي تقيم بأرض شتاءً وصيفاً

فهي الأوابد، والغراب ليس يمة لمكان أكله الجيف، وليس بسبع لعجره عن الصيد وفي طبعه عند الأنثى إذا سفدها أبداً لقلة وفائه، والأنثى تبيض أربع بيضات أو السفاد، وهو يسفد مواجهة، ولا يعاود

خمساً، وإذا خرجت الفراخ من البيض وقويت أجنحتها طردا، والفرخ يخرج من البيضة قبيحاً جداً يكون حينئذ صغير الجرم عظيم الرأس والمنقار أجرد الجلد أسوده، متفاوت، فأبواه ينكرانه لذلك ويتركانه

الله قوته من الذباب والبعوض اللذين يكونان في عشه إلى أن ينبت ويقوي ريشه فيعود إليه أبواه، فيجعل اويربيانه، وعلى الأنثى الحضن، وعلى الذكر أن يأتيها بالطعام، وفي طبعه، أنه لا يتعاطى الصيد، بل أن

افها، والغراب الأسود أصاب جيفة نال منها، وإلا مات هزالاً أو يتقسم كما يتقسم ائم الطير، وضعيكون مثله في الزنوج فإم شداد البأس وأردى الخلق تركيباً ومزاجاً، كمن بردت بلاده فلم تنضجه

الأرحام، أو سخنت بلاده فأحرقته الأرحام، والأبقع يكون اختلاف تركيبه دليلاً على فساد مزاجه، وهو والغداف يقاتل البوم، ويخطف بيضها في الأم من الأسود وأضعف، وفي الغراب حذر شديد وتناصر،

أنصاف النهار ويأكله لأا حينئذ لا تبصر شيئاً فإذا كان الليل شدت البوم على بيض الغداف فأكلته لأا أقوى منه حينئذ ومن عجيب ما أودع في الغراب من الإلهام إن الإنسان إذا رام أن يأخذ أفراخه حملت

وحلقا في الجو، وطرحا الحجارة عليه يريدان بذلك دفعه، والعرب الأنثى والذكر بأرجلهما حجارة،تتشاءم بالغراب، ولهذا اشتقوا من اسمه الغربة والاغتراب والغريب، ويرون أن صياحه أكثر أخباراً، وإن

.الزجر أعم فيه

: قال عنترة يصفه بذلك

وجرى بينهم الغراب الأبقع الذين فراقهم أتوقع ظعن

بالأخبار هش مولع جلمان يحمي رأسهالجناح ل حرق

Page 142: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 142

ولما كان صافي العين حادها سموه مخافة الزجر والطرة، الأعور، كما كنوا الأعمى بالبصير والغراب من الطير القواطع يأتي من حيث لا يبلغ حمام، وذلك أن الثلج إذا طبق البلاد التي قطعت إليها خرجت منها

حتى تعود إلى أماكنها من غير تدريب ولا تعليم، فتقيم في الدفء نحو الصحارى، والجبال، والجزائر، مدة، ثم تعرف وقت انحسار الثلوج عن تلك البلاد فترجع فلا تغادر مساكنها الأولى التي كانت فيها

وليس ذلك خفي عن أحد، ويزهو الغراب، وصحة بدنه، وصفاء مقلته، وحدة بصره يضرب المثل

الوصف والتشبيه

ولع الناس بذكر الغراب في أشعارهم، وذموه بالتطير، وادعوا أن نعيبه سبب البلى والتغيير، وأظرف وقد ا : ما قيل في ذلك قول الطرماح بن حكيم

شنج النسا أدمى الجناح كأنه بينهم غداة تحملوا وجرى

الدار أثر الضاغين مقيد في من ذي الأثارب شاجح يتعبد

: ادي الأندلسيوقال يوسف بن هارون الرم

أنت إلا حاتم الحدثان وما حاتماً ما أنت حاتم طيء أيا

واستحثثت للطيران جناحيك كأنهم من سرعة البين أودعوا

ما أعرف لعمار مثلاً إلا الغراب الأبقع مذموماً على أي جني : ومن رسالة لبديع الزمان يذم فيها رجلاً النذير وإن حجل فمشية الأسير وإن شجح فصوت الحمير، وقع، إن طار فقسم الضمير، وإن وقع فروعة

: وإن أكل فدبر البعير، وإن سرق فعلة الفقير وقال أحمد بن فرج الجبائي

فصدق بالنوى أو كذب وشكا الغراب فمؤذن بتغرب أما

يوم تفرقٍ وتغرب إظلام القناع كأن في إظلامه داجي

إن لم تخضببدمائنا خضبت و الأطراف تحسب أنها ومقنا

باغربة الفلاة ينعب حتى ويح الهوى ملأ القلوب مخافة

فصل

إلى أن في الطير جوارح تسمى جوارح الماء وقال في مزاجها أنه ناري مائي، : ذهب ابن أبي الأشعثوهذا النوع مزاجه معتدل في : ولذلك هي تطير في الجو فوق البخار، ومرعاه الماء، وما يتصيد منه ثم قال

Page 143: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 143

وزيادته في الرطوبة بحسب الكمية لا "وزيادة في الماء بالكمية"لحرارة والرطوبة على تساو في الكيفية، ا وزيادته في الرطوبة بحسب الكيفية، ومن أشخاصه، زمج الماء "وزيادة في الماء بالكمية"بحسب الكيفية،

فيختلس منه السمكة بكفيه، الذي يسمى بمصر، النورس وهو يعلو في الجو ويزج نفسه على سطح الماء ولا يقع على الجيف، ولا يتغذى بغير السمك، ومن أشخاصه القرلي وهو طائر أبلق ببياض وسواد

هفاف، يتعلق غالباً فيزج نفسه فيختلس السمك بمنقار له طويل وهو غير محب للأنس، ولهذا لا يفارق في البخار يرى شيئاً من معاشه فيتدلى لأخذه، شطوط الأار، ومعاشه من البق والذبان، ولا يزال مرفوعاً

ولم ير قط طائراً ولا واقفاً بل محدم، وجناحاه في خلفهما لا يعرفان السكون أبداً بل يخفقان دائماً وبه فلان كالقرلي إن رأى خيراً تدلى وإن رأى شراً : يضرب المثل في الهلع من الشر والطمع في الخير فيقال

ئر يسمى السياف وهو شاهمرج صغير يختلس السمك من سطح الماء، والشاهات تعلى، ومن أشخاصه طا، فيها دجليه صغار وبحرية كبار، ومنها الكافورية الزرق، والصقرية الشهب، وهي كلها تركب سطح

الماء وتأخذ ما تفترسه منه وتبلعه بلعاً، وهي إذا نقلت إلى المنازل افترست الهوام البرية، وكل طائر أمكنها

.بلعه

الوصف والتشبيه

: قال بعضهم من قصيدة يرثي ا شاهمرجا

سناء وافتخار فيها الطير له ملك

أعراق صدق وبحار منها له خلصت

لون بياض واحمرار كأن في صورته

الرحل انتشار وفي في الهامة يلمم كأن

شمر عنه الأزرار ما توق ساق مكنس

الباب السابع

خشاش الطير وطبائعها في ذكر بغاث

وأهم ما نجعل ابتدائنا بذكره الطير المتونم الذي يصدع القولب بتغريده ويثير اشواقها بتغريده، ويجدد : رغبات المحبين في الأحباب ديله، ويصرف خواطرهم عن أن تستغل عمن ألفته وعديله وهو

الحمام

Page 144: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 144

تسميته بالحمام التي وهي الدواجن في البيوت، والعرب لا تطلق هذا الاسم على الذي اصطلح الناس على كل طائر : والبروج فإم يسمون هذا النوع يماماً والحمام عندهم كلما كان له طوق، وقال الجاحظ

يعرف بالزواج وحسن الصوت، والهديل، والدعاء، والترجيع، فهو حمام، وإن خالف بعضه بعضاً في الدبسي حمام والفواخت حمام، والورشان حمام، والسفنين الصورة واللون والهديل، فالقمري حمام، و

حمام، وكلها تبيض بيضتين، فإن باضت حيناً ما ثلاث بيضات فسدت واحدة، أو اثنتان، وصحت إن الفواخت والشفانين تسفد وتبيض، ولها ثلاثة أشهر، وتحمل أربعة عشر يوماً، : واحدة، وذكر بعضهم

، وتصير لها أجنحة، وتطير بعد أربعة عشر يوماً وتجلس على البيض أربعة عشر يوماً

فسمي لبياضه، وحكاية صوته يضحك الإنسان، والعرب تسمي ذكره ساق حر لصياحه : فأما القمريوحكاية صوته، ومن طبعه أنه شديد المودة والرحمة أما مودته، فإنه يعرج على فنن من أفنان شجرة على

ل، ولا يعتزل اعتزال الغراب، وأما رحمته، فإنه يربي ولده ويعف كلها أعشاش لأبناء جنسه يصايحها كعن أنثاه ما دام ولده صغيراً، وهو يطاعم أنثاه وتطاعمه، ويظهر منه عليها وله، وفيه من المروءة أنه متى

تزوج لا يبتغي بأنثاه بديلاً، وله اعتناء بنفسه وإعجاب ا، ومن عادته أنه يعمل عشه في طرف فنن دائم .الاهتزاز احترازاً على فرخه بسعي إليه شيء من الحيوان الماشي فيقتله

الوصف والتشبيه

: قال أبو الفتح كشاجم يصفه من أبيات رثاه ا أولها

خلقهما من النوار طوقين من حسن صنعة ربه ومطوق

الحشا بجوى كلذع النار يكوي لهفي على القمري لهفاً دائماً

:في خلقه الأقلام بالمنقار أما الدبسي ومناسبالغمامة لونه لون

سمي بذلك للونه لأن الدبيسه حمرة بسواد، وهو أصناف مصري وحجازي، عراقي، وكلها متقارب، لكن أفخرها المصري، ولونة الدكنة، وفي طبع هذا الحيوان ساقطاً على وجه الأرض، بل في الشتاء له

.ه وكرمشتى، وفي الصيف له مصيف، ولا يعرف ل

فأصناف منها النوبي وهو ورشان أسود حجازي، إلا أنه أشجى من الورشان صوتاً، : وأما الورشانومزاجه بارد رطب بالنسبة إلى الحجازيات، وصوته بين أصواا كصوت اليم على وجه العود، والورشان

ربما قتل نفسه إذا المعروف أبرد وأرطب منه لذلك يعروه الصرع، ويوصف بالحنة على أولاده حتى أنه .رآها في يد القناص

Page 145: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 145

الوصف والتشبيه

: قال أبو بكر الصنوبري

أخلو به من ورشانِ حين في نزهتين من بستاني أنا

عند الغناء بالطيران منه قلب من يغنيه أولى طائر

وما لم تشأ من الألحان ءت يودع السامع ماشا مسمع

تشرببيانعليه وردته في رداء من سوسن وقميص

في جيده الفرقدان وتراءى تفشى لون السماء قراه قد

فهي عراقية وليست حجازية، وفيها فصاحة وحسن صوت، وصوا في الحجازيات، : وأما الفواختيشبه صوت المثلث، وفي طبعها، أا تألف بالناس، وتعشش في الدور، والعرب تضرب ا المثل، فإن

: وان الرطب، تقول ذلك، والنخل لم يطلع، قال الشاعرحكاية صوا عندهم، هذا أ

تقول وسط الكرب أكذب من فاختة

هذا أوان الرطب وهذا الحيوان يعمر، والطالع لم يبد لها

.وقد ظهر منه ما عاش خمساً وعشرين سنة، وما عاش أربعين سنة على ما حكاه أرسطوطاليس

الوصف والتشبيه

من الإشراق راحاً مفلفلا تعل ابمطراب الغداة كأنه مررت

من جلد السحاب مفصلا تجلل كدراء تحسب أنها منمرة

وطرفاً كما ترنو الغزالة أكحلا تريك على البين طوقاً ممسكاً

طلعاً أو تجرد منصلا تجرد ذنب وافي الجوانب مثل ما لها

صغير أو يحرك جلجلا برد حلقت في الجو خلت صياحها إذا

وهو الذي تسميه العامة يماماً، وصوته في المترنم كصوت الرباب في الأوتار، صوتاً محزوناً : لشفنينوأما اجداً، وهي متى اختلطت مع أصواا حسنت، وأما مفرداً فلا لان الزمر مستحسن مع الغناء، وغير

أن يموت، وكذلك مستحسن وحده، وفي طبعه أنه متى فقد أنثاه لم يزل أعزباً يأوي إلى بعض فراخه إلىالأنثى إذا فقدت الذكر، وفي تركيبه أنه إذا سمن سقط ريشه، وامتنع عن السفاد، فهو لذلك لا يشبع

Page 146: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 146

نفسه، وهو طائر ساكن جداً ويؤثر العزلة، والنفور عن مواضع الجماعات، ولا يكثر الأفراخ وإنما له بطن ء ينجحر في أعمال، فلا يظهر، ومنه صنف يرى أو بطنان في العام، ولا يرى إلا في الصيف، وهو في الشتا

.في الخريف خاصة، وقد ألهم الشفنين أنه يحترس من أعدائه بالسوسن يتخذه في وكره

ويسمى بصوته، وهو شريف في طيور الحجاز، وحاله حال القمري مثلاً بمثل إلا أنه يختص : واليعتبطالقمري جمع حسناً وغناء واليعتبط بقي على حاله بأشياء منها أنه أحر مزاجاً منه، وأعلى صوتاً، وكأن

.وعلى الخلقة المعودة من الرجال

الوصف والتشبيه

: قال أبو الفتح

قال شيئاً إلا يعتبط ما وناطق لم يخش في النطق غلط

.وإنما أوردت هذين البيتين منهما اسم هذا الطائر فقط لئلا يصحف

حاله إلا أنه أحر منه مزاجاً، وأرطب، وأدمث وأشرف ويكون وهو طائر كالقمري، وحاله : والنواحللأطيار الدمثة ملكاً، وهو بصوته يهيجها إلى التصويت، لأنه أشجاها صوتاً، وأنعمها، وجميعها وى

.استماع صوته وتؤثره، وكأنه مخنث طيب الغناء يسره استماع غناء نفسه

لوان رقش الظهرو والبطون، صفر الحلوق، قصار وهو نوعان كدري، وجوني، فالكدر غبر الأ: والقطا .الأذناب، وهو الطف من اجوني

والجونية سود بطون الأجنحة والقوادم، ولباا أبيض، وفيه طوقان أصفر وأسود، والظهر أغبر أرقط تعلوه كدرية صفرة، وتسمى الجونية غتما، لأا لا تفصح بصوا، إذا صوتت، إنما تغرغر بصوا في حلقها، وال

والقطاة لا تضع بيضها أبداً إلا أفراداً، : فصيحة، تنادي باسمها، ولهذا يضرب المثل ا في الصدق، قالوا، وفي طبعها أا إذا أرادت الماء ارتفعت من أفاحيصها أسراباً لا متفرقة عند طلوع الفجر إلى "وهي ثلاثة"

، وتشرب لاً، والنهل شرب الإبل والغنم حين طلوع الشمس مسيرة سبع مراحل فحينئذ تقع على الماءأول مرة، فإذا شربت أقامت حول الماء متشاغلة إلى مقدر ساعتين أو ثلاث، ثم تعود إلى الماء ثانية،

وتوصف بالهداية، والعرب تضرب المثل ا في ذلك، وذلك أا تبيض في القفر، وتستقي لأولادها من " قطا"لظلماء، وفي حواصلها الماء، فإذا صارت حيال أولادها صاحت البعد في الليل والنهار، فتجيء في ا

أن القطا يطلب الماء من : فلم تخطء بلا علم، ولا شجرة، ولا علامة، ولا دليل وقال أبو زياد الكلابي

Page 147: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 147

مسيرة عشرين ليلة، وفوقها، ودوا وهي تنهض من أفاحيصها حين يطلع الفجر فترد الماء ضحى، والذي ة أيام تنهض مع الأشراق، وهو طلوع الشمس، وتوصف القطا بحسن المشي لتقارب ترد من عشر

.خطاها، والعرب تشبه مشي النساء الخفرات بمشيها ونصفه به

الوصف والتشبيه

: قال أعرابي من أبيات

شمس وظل ذا بهذا يأتفك حين تهادى تهتلك كأنها

ش بدا أبيض، إذا خفقت ما انقسم النظر إلى ومعنى يأتفك يجيء ويذهب لأن ريش جناحها أسود وري : السواد والبياض، وقال آخر

نعتاً يوافق منها بعض ما فيها القطاة فإني سوف أنعتها أما

قوادمها كدر خوافيها صهب سكاء مخطوطة في ريشها طرق

حذق الكفين باريها بمبرد كنواة القشب قلمها منقارها

قوم إلى سترٍ يواريها حذار ةكمشي فتاة الحي مسرع تمشي

القوارير شدت من أعاليها مثل الفراخ بأفواه مرفقة تسقي

: وقال أبو إسحاق بن خفاجة يصفها

بجار خلفه طيار فشلاً طيار خفيف قد جرى ولرب

مشي الفتاة تجر فضل أزار كل قاصرة الخطى مختالة من

عقاركرعت على ظمأ بكأس المنقار تحسب أنها مخضوبة

ليل ويل أو نهار بوار من تستقر بها الآداجي خشية لا

: ومن الأوصاف الجامعة موع هذا النوع قول بعض الأعراب

البواكي والديار بلاقع هتوف أبكى كل من كان ذا هوى وقبلي

ما تخضل منها المدامع نوائح على الأفلاق من كل جانب وهن

بالدر خضر روائع خطمةم الأعناق نمر ظهورها مزبرجة

برد زينتها الوشائع حواشي طرراً بين الخوافي كأنها ترى

خواضب بالحناء فيها الأصابع ومن قطع الياقوت صيغت عيونها

Page 148: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 148

: والجامع لكل الأوصاف والتشبيهات لهذا النوع قول أبي الأسود الدؤلي

أدر لم ناح مماتي ولم سجعا لم في فروع الأيك هيجني وساجع

جزعاً للنوى من قبل أن يقعا أم فرقته. . . ألفه من بعيد أباكياً

هجعت له ليلى ولا هجعا فما حمامته والطير هاجعة يدعو

من المسك في أذياله لمعا ترى سندساً خضراً مناكبه موشح

البنفسج والخيري قد جمعا من له من الآس طوق فوق لبته

حته الكافور فانتفعات وحل كأنما غب في مسود غالية

من حجر الياقوت قد قطعا فصان عينيه من حسن أصفرارهما كأن

من شعب المرجان فاستعا مادق رجليه من حسن احمرارهما كأن

الجوارح من أوجاعه وجعا بين شكى النوى فبكى خوف الآسى فرمى

يدعو ومرتفعا فمنخفضاً تخفضه طوراً وترفعه طوراً والريح

الزبور ونجم الليل قد طلعا يتلو هب في رأس صومعةرا كأنه

: وقال أبو اللبانة

طربي لا تحتويه الأضلع فروع الأيك شادٍ يحتوي وعلى

ويظله ورق الغصون فيهجع له طرب الهواء فيغتذي يندى

إلى فيها مضجع فله لمنامه. . . تخذ الأراك أريكة

هزل منه شدو مبدعوالصبح إذا ما هزه نفس الصبا حتى

فيها خطيب مصقع وكأنما تلك الأراكة منبر فكأنما

وهذه القطعة، وإن لم يكن فيها شيء من الوصف والتشبيه، فحسن معاني أبياا دعاني إلى إثباا، وقال : بعض الشعراء يصف مطوقة

بها الصم من أعلى أبان تحدرا ساقٍ دعوة لو تناولت دعت

تجري الدموغ تكررا ولكنها جري دموعهابعين ليس ت تبكي

أن يبلى تجدد آخرا أذاهم طوقٍ ليس تخشى انفصاله محلاة

وصدر كمعطوف البنفسج أخضرا وشح دون التراقي ودونها لها

Page 149: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 149

لتلالئ الشمس فيه تحيرا بدا ألوان شيء صقالها تنازعها

: وقال بعض الأندلسيين

فنن بين الجزيرة والجسر ىعل شاقني إلا ابن ورقاء هاتف وما

موشى الطلي أحوى القوادم والظهر طوقس لازوردي كلكل مفستق

على الأجفان طوقاً من التبر وصاغ على الياقوت أجفان لؤلؤ أدار

قلم من فضة مد من حبر شبا شبا المنقار داجٍ كأنه حديد

على طي الجناح من النحر ومال من فرع الأراك أريكة توسد

فاستولى على الغصن النضر بكائي رأى دمعي مراقاً أرابه لماو

بقلبي حيث طار وما يدري فطار جناحيه وصفق طائراً وحث

القول في طبائع اليمام

وقد نقلنا عن العرب أن هذه التسمية واقعة على النوع الذي يسميه عامة الناس الحمام، وهو أصناف واعب وهذا الصنف ألوان كثيرة، زعم الجاحظ أن الراعبي مولد بين الر: مختلفة الأشكال، والألوان وهي

ورشان ذكر وحمامة أنثى، فأخذ من الأب الجثة، ومن الأم الصوت وفاته سرعة الطيران، فلم يشبهها فيه، وله عظم البدن وكثرة الفراخ والهديل، والقرقرة لأبويه، حتى صار ذلك سبباً للزيادة في ثمنه، وعلى

. إيجاده والرغبة فيهالحرص على

.وهي تطير مرتفعةن حتى تغيب عن النظر فترى في الجو كالنجم وفيها ما يبقى يوماً وليلة: والمراعيش

وهو أضخم من العداد وأل، ثقيل الجسم، : وهو طير ضخم قليل الطيران كثير الفراخ والميساق: والعداد .لا يستطيع الطيران إلا قليلاً

ف لا يلزم الطيران في الجو وله في جناحيه حتى يقال أنه كسر ما الجوز، ولا يأتي وهذا الصن: والشدادالغابة لبله فيه، وأصحاب الرغبات في تربية هذا الصنف يلقونه على البصريات، فيخرج من بينهما حمام

الواحد يجمع فيه هداية البصري وشدة الشداد يطير صعداً حتى يرى كالنجم، وربما أقام"المضري"يسمى .منها قائماً على ذنبه يوماً وليلة، وفي ذنبه ثلاثون ريشة

.ويسميه العراقيون الملاح، والشقاق وطيرانه تحويم: والقلاب

ويسميه العراقيون الهوادي، والمصريون البصاري، يعنون البصرية وهو بالنسبة إلى ما قدمنا : والمنسوب

Page 150: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 150

البراذين وفيها العلوي وهو أسرع طيراناً، والطف جرماً، أحمر ذكره كالعتاق من الخيل إلى ما عداها من العين، مدور الرأس، مشمر السوق إلى أعلى الركبتين من الريش والناس يناضلون بالهوادي في السبق إلى

الغايات، وطبعها الحرارة والرطوبة، وتسمى بالبصرة المذنبيات، وقال الجاحظ وقد يباع الحمام منها ار ولم يصل إلى هذا الثمن شيء من الطير، وتباع البيضة بخمسة دنانير والفرخ بعشرين بخمسمائة دين

ديناراً، وفي طبعه أنه يطلب ذكره ولو أرسل من آلاف فرسخ يحمل الأخبار ويأتي ا من المسافة البعيدة وطنه عشرة في المدة القريبة، وفيه ما يقطع ثلاثة آلاف فرسخ في يوم واحد، وربما اصطيد، وغاب عن

حجج، ثم هو على ثبات عهده، وقوة عقده، وحفاظه، ونزاعه إلى وطنه، حتى يجد فرصة صار إليه، وإن كان جناحه مقصوصاً جدف به، وحثته نفسه إلى المضي إلى سكنه فأما بلغ وأما عذر، وهو ملقى غير

د من خوفه من غيره، مرقى، وأعداؤه كثيرة، وسباع الطير تطلبه أشد الطلب، وخوفه من الشاهين أشوهو أطير منه ومن سباع الطير ولكنه يذعر فيجهل باب المخلص ويعتريه ما يعتري الحمار إذا رأى أسداً،

والشاة إذا رأت ذئباً، والفأر إذا رأى هراً، ومن عجائب الطبيعة المركبة، ما حكاه ابن قتيبة في كتابه شيئاً قط من رجل وامرأة إلا وقد رأيته في الحمام رأيت لم أر: عيون الأخبار عن المثنى بن زهير أنه قال

حمامة لا تريد إلا ذكرها، والذكر لا يريد إلا أنثاه إلى أن يهلك أحدهما، أو يؤخذ ويؤنس منه، ورأيت حمامة تزيف للذكر ساعة يريدها، ورأيت حمامة لها زوج، وهي تمكن آخر منها ما تعدوه، ورأيت حمامة

أا تبيض عن ذلك لكن لا يكون لذلك البيض فراخ، وهو في سبيل البيض الريح :تقحط حمامة ويقالورأيت ذكراً يقحط ذكراً، ورأيت ذكراً يقحط كل ما لقي، ولا يتزاوج، وأنثى يقحطها كل من أرادها

من الذكور ولا تزاوج، وليس في الحيوان ما يستعمل التقبيل عند السفاد إلا الحمام، وهو عفيف في د يجر ذنبه على أثره ليعفي أثر الأنثى كأنه قد علم ما فعلت ويجتهد في إخفائه، وتغطيته وهو يسفد السفا

لتمام ستة أشهر، والأنثى تحمل أربعة عشر يوماً، وهي تبيض بيضتين يخرج من الأولى ذكر ومن الثانية ويسخنه جزء من النهار أنثى، وبين الأولى والثانية يوم وليلة، والذكر من الحمام يجلس على البيض،

والأنثى بقية النهار، وكذلك الليل، وهي تبيض وتفرخ في كل عام عشر مرات، وأكثرها اثنتي عشرة مرة، ويتم وخلق البيض في عشرة أيام، واقل من ذلك، ويمكن أن تحبس الحمامة البيض في جوفها بعد

من قبل عشها، أو نتف شيء من ريشها، الوقت الذي ينبغي أن تبيض فيه لأا تفعل ذلك إذا أصاا أذىأو وجع يعرض لها، والبيض يبلغ ويخرج منه الفرخ إذا مضت عليه عشرون يوماً، والذكر والأنثى يدفئان الفراخ ويغطياا بأجنحتها أياماً حتى تقوى كما فعل بالبيض لشفقتهما عليهما وإذا باضت الأنثى دأبت

ا، إما لحال ضعف أو كراهة ضرا الذكر واضطرارها للدخول، الدخول إلى عشها، والجلوس على بيضه

Page 151: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 151

وإذا أراد الذكر أن يسفد الأنثى أخرج فراخه من الوكر، وقد ألهم هذا النوع أن الفراخ إذا خرجت من .البيض فصنع الذكر تراباً مالحاً وأطعمه إياه ليسهل به المطعم، وزعم أرسطو أن الحمام يعيش ثمانين سنين

فصل

تفرس الناس في هذا الحيوان مخايل الجودة، والرداءة لكثرة عنايتهم به، واتخاذهم له، فألوان جميع وقد التقطيع، واسة، والشمائل، والحركة، فالمحمود في : الفراسة التي لا تكاد تخطئ في الحمام الهادي أربعة

قاؤهما واستاع المنخرين التقطيع انتصاب الخلقة، واستدارة الرأس وتوسطها، وعظم القرطمتين، ونوارات الشدقين، وسعة الجوف وحسن العينين مع توقفهما وقصر المنقار واتساع الصدر، وامتلاء

الجؤجؤ، وطول العنق، وإسراف المنكبين، وإنكماش الحاجبين وطول القوادم، وصلابة القصب، وعظم .الفخذين والساقين، قصر الذنب، وصفاء اللون

.قة الخلق وشدة اللحم، ووثاقة العصب، ولين الريش وصلابة المنقارفرشا: وأما اسة

فصفاء البصر، وثبات النظر، وشدة الحذر، وحسن التلفت، وذكاء الفؤاد، وقلة الرعدة، : وأما الشمائل .وخفة النهوض، والمبادرة إذا لقط

السماء وضم الجناحين في فالطيران في علو ومد العنق إلى فوق، وقلة الاضطراب في جو: وأما الحركة .الهواء وشدة الركض في الطيران، فأي طائر اجتمعت فيه هذه الصفات فهو الكامل

الوصف والتشبيه

: سأل المهدي رجلاً عن طائر جاء من غابة فقال لو لم يبين بفضيلة السبق لبان في حسن الصورة، فقال

و كان في ثوب خرقة، أو صندوق قلقة يمشي على فد الحلم، وقوم تقويم العلم ل. . . صفه لي فقال فدفد عتمين ويلقط بدرتين، وينظر بجمرتين إذا أقبل فديناه، وإذا أدبر حميناه، وقال عبد الصمد بن فتوح

: الأندلسي يصف حماماً جاء بالسبق وهو يقول

كالبرق أومض في السحاب فأبرقا أودية السحاب بخافق يجتاب

لجاءك مثلها أو أسبقا يوماً ايةٍلو سابق الريح الجنوب لغ

ذا السقف الرفيعة مرتقى والأفق الأرض البسيطة مذهباً يستقرب

في الجو تحسبه الشهاب المحرقا مسترق السماع تخاله ويظل

Page 152: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 152

آية عنقه أن تنطقا وتكاد فيعجب من رآه بحسنه يبدو

الزجاجة أو تجلبب زئبقا لبس من حيث درت كأنما مترقرقاً

: ال أبو نؤاس يصفه من أرجوزةوق

بالجو بأعلى حالق يطرن نفر من زاعق وصاحبات

أن يبلغن بالبيادق يبعدن بريشها خوافق نواشط

حملن حاجة لعاشق فلو لصقاً بالخافق يحسبهن

منه إلى صدائق رسائلاً متيم القلب رعوب خافق

يقطعن في مده نطق الناطق من شدة شوقٍ شائق سلس

الملمات وفي الحقائق لدى الأرض إلى المشارق اربمغ

يخفى وقعه للرامق والغيث يبدو قبل جود دافق كالبرق

لم تجده بدليل البارق إن

وكأن الطائر : ومن رسالة للقاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البياتي الكاتب يصف طائراً جاء في غابةد المحررة بل المسخرة، فإا لا تزال أجنحتها تحمل البطائق أجنحة، أحد الرسل المسيرة، بل المبشرة، والجنو

وتجهز جيوش المقاصد والأقلام أسلحة، وتحمل من الأخبار ما تحمل الضمائر، وتطوى الأرض إذا نشرت الجناح الطائر، وتزوي لها الأرض حتى ترى ما ستبلغه ملك هذه الأمة، وتقرب ا السماء حتى ترى ما لا

"الجو بحراً تصطفق"هم ولا همة، وتكون مراكب للأغراض لما كانت الأجنحة قلوعها، وتركت يبلغه و

فيه هبوب الريح، موجاً مرفوعاً، وتعلق الحاجات على أعجازها، فلا تعرف الإرادات غير إنجازها، ومن ليها بلاغات البطائق استعارت ما هي به مشهورة من السجع، ومن رياض كبتها ألفت الرياض فهي إ

دائمة الرجع، وقد سكنت البروج فهي أنجم، وأعدت في كنائنها، فهي للحاجات أسهم وقد كادت أن تكون ملائكة، إذا ما ينطق بالرقاع، صارت أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع، وقد باعد االله بين أسفارها

نة في رقاا أطواقاً وقرا، وجعلها طيف اليقظة الذي صدق العين وما ذكبها، وقد أخذت عهود الأمافأذا من أذناا أوراقا، فصارت خوافي وراء الخوافي، وغطت سرها المودع بكتمان سحبت عليه ذيول ريشها الضوافي ترغم النوى بتقريب العهود، وتكاد العيون تلاحظها تلاحظ أنجم السعود فيه أنبياء الطير

على منابر الأغصان قيام الخطباء لكثرة ما تأتي به من الأنباء، وخطباؤهم لأا تقوم

القول في طبائع الببغاء

Page 153: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 153

وهو طائر هندي وحبشي دمث الخلقة، ثاقب الفهم له قوة على حكاية الأصوات وتلقي التلقين تتخذه الملوك في منازلهم لتنم بما يقع فيها من الأخبار وفي لونه، الأغبر، والأسود، والأخضر، والأصفر، والأبيض،

عز الدولة هدية من اليمن فيها ببغاء بيضاء سوداء المنقار، والرجلين وعلى رأسها ذؤابة وقد أهدى لمفستقية، وكل هذه الألوان معروفة خلا الأخضر وفي طبع هذا الطائر أن يتناول طعمه بكفه كما يتناول

ا له نغمه، الإنسان الشيء بيده، وله منقار معقف قصير يكسر به الصلب وينقب به ما يعسر نقبه، وكل موإطراب فله هدر وسمت يتزاوج، ويتعاشق ويسكن الذكر إلى أنثاه، وله عفة في مأكله، ومشربه،

وهو بمثابة الإنسان الترف الطريف، والناس يحتالون على تلقينه بأن "وديع ليس بشره ولا أشر"ومنكحه، هم أن خياله في المرآة هو الذي ينصب تجاه مرآة بحيث يرى خياله فيها ويتكلم الإنسان من ورائها، فيتو

يتكلم فيأخذ نفسه بحكاية ما سمعه من صوت الإنسان

الوصف والتشبيه

: قال أبو اسحاق الصابي يفصها من أرجوزة بعث ا إلى أبي الفرج الببغاء يمدحه فيها

باللغة الفصيحة ناطقة أنعتها صبيحة مليحة

الإنسانلي أنها موهم أضحت من الأطيار واللسان

الأسرار والاستارا وتكشف إلى صاحبها الأخبارا تنهي

ما تسمعه مطيعة تعيد سكاء إلا أنها سميعة

بذية سفيهة فتغتدي لقنت العضيهة وربما

عندك كالقعيدة واستوطنت من بلادها البعيدة زارتك

في أبياتنا يعز والضيف قراه الجوز والأرز ضيف

يلقط بالعقيق كلؤلؤ لوقيفي منقارها الخ تراه

في النور والظلمة بصاصين كالفصين. . . من عين تنظر

مثل الفتاة الغادة العذراء تحبس في حلتها الخضراء

لها من جنسها خلاص ليس خريدة خدودها الأقفاص

تحبسها للحب وإنما وما لها من ذنب تحبسها

Page 154: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 154

ا معروفعنها واسمه كنيت التي قلبي بها مشغوف تلك

المعروف بالبيان والكاتب فيه شاعر الزمان بشرك

نفسي حادثات الدهر تقيه عبد الواحد بن نصر ذلك

: فأجابه أبو الفرج عنها بقوله

العلوم قمر الآداب شمس منصفي من حكم الكتاب من

أن يلحق لما برزا وسام أسى لأصناف الكلام محرزاً

هل يبارى المدرك المعذر أم يجارى السابق المقصر وهل

بما يصدره مستنهضا ولي زال بي عن غرض معرضاً ما

تستغرق الأوصافا ببدعٍ الخطافا. . . يعتمد فتارةً

منطق لفصله محتج من يعنى بنعت القبح وتارةً

في شعره مفهوم ومقصد حول عرض معلوم يحوم

التلويح للتصريح وسلم تجلت دعوة الصريح حتى

ما كان قديماً يورده بذكر إن الببغاء مقصده وصح

مجالا. . . ولا لخاطرٍ فيها مقالاً. . . فلم يدع لقائلٍ

طوقها والمنسر وباحمرار بالريش الأشيب الأخضر أحال

الميناء بالعقيق واخضر اختلاط الروض بالشقيق على

كسبح من عسجد ومقلة بدواجٍ من الزبرجد تزهى

صيغ من المرجان كأنما ر أشم قانمنقا وحسن

من فصحاء الأنس بنطقها انفرادها في الحبس صيرها

كل مخلوقٍ سوى الإنسان عن تميزت في الطيران بالبيان

غير تغيير لجد أو لعب من الذي تسمعه بلا كذب تحكي

لا تشرب الماء ولا تخشى الصدا أزكى طعام وجدا غذاؤها

يرتضي غير الأرز قوتا لا شفى تحسبه ياقوتا ذات

تطفو على عقارها حبابة الحبة في منقارها كأنما

Page 155: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 155

في قفص الحديد أسكنها ببأسها الشديد أقدامها

لم تستر"خركاوه" تيا كخود في لباس أخضر فهي

في غيرها ما لا يملك ومثله فوصفها المعجز ما لا يدرك

يقال منتصرخشيت أن لكن لم يكن لي لقباً لم أقصر لو

حذق أبي إسحاق لوصفها باستحقاقي. . . تبعت وإنما

أبدع في تفويفها بملح وزاد في تشريفها شرفها

من صرف المدح إلى أسمي واللقب أجرى بالبناء المنتخب فكيف

القول في طبائع القبج والدراج

القبج : يات، فإنه قال في كتاب الحيوان لهولإنما جمعت بينهما إقتداء بإمام المتكلمين أرسطو، في الطبيعوالدراج يجمعان فراخهما تحت أجنحتهما، كما يفعل الحمام ولا تسخنان بيضهما في موضع واحد بل ينقلانه حذراً لئلا يعرف أحد مكانه، وإذا دنا الصيد من مواضع أعشاشهما، خرجت الأنثى بين يديه

ها ورأت فرصة في طيراا، طارت وتبعتها فراخها، وهذا لتخدعه وتصيح بفراخها فإذا صارت قريبة منآخر كلامه، ونقلت من مواضع متفرقة في الكتب الموضوعة في طبائع الحيوان إن فراخ القبج تخرج كما

، ومجراه مجرى الديكة في أا تسفد "كاسية كاسبة، وليس للقبج زواج، وكذلك الحجل"تخرج الفراريج، ى شيء دون شيء، وإناث القبج تبيض خمس عشرة بيضة، والذكر يوصف كل دجاجة، ولا تقتصر عل

بالقوة على السفاد كما يوصف الديك والعصفور ولكثرة سفاده يطلب موضع البيض فيكسره لئلا تنشغل الأنثى بحضنه عنه، ولهذا الأنثى إذا حان أن تبيض هربت، واختفت رغبة في الفراخ، وهي إذا

ور بعضها بعضاً، وكثر صياحها، والمقهور يتبع القاهر، ويسفد القوي هربت ذا السبب ضرب الذكالضعيف، والقبج يغير صوته، بأنواع شتى بقدر حاجته إلى ذلك، ويعمر خمس عشرة سنة، والدراج متى كان الجو صاحياً والريح شمالاً أخصب بدنه، وإن كانت الريح جنوباً ساءت حاله لأنه ليس بطيار وريح

ثقيلة، ولا يقوى على الطيران فيها، وإن هو طار فيها أكثر الصياح لما يلحقه من التعب، الجنوب رطبةولهذا الصياد الحاذق لا يقصد صيده والريح شمال، فإنه يتصعب عليه، فإن طلب صيده والريح جنوب

.أخذ بسهولة

الوصف والتشبيه

Page 156: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 156

: قال أبو طالب المأموني يصف دراجة أهداها له

الربيع بل هي أحسن كنبات حسن بديعبعثنا بذات قد

وقميص من ياسمين وسوسن رداء من جلنار وآس في

: وقال آخر

بأطراف اللجين السواذج وصلن من الدراج نمق وشيها صدور

حسناً كأشتعال السارج تلألأ تبر في خدود شقائق وأحداق

مجزعة الأعطاف صهب الدمالج طلع في ظهور ملاعق وأذناب

حسن إلا حسن التدارج فلا الطاووس يوماً بحسنه افخرف

: قال أبو إسحاق يصف قبجة

خزاً على الأهاب لابسة طارونية الثياب أنعت

وجها بلا نقاب وأبرزت تصنعت تصنع التصابي

العينين كالعاب مكحولة من محاسن الشباب ريان

تسمعنا منها وراء الباب تسقى دم الرقاب كأنما

تقرأ من كتاب كأنما بالقاف في الخطاب عةتمت

بصيادٍ لها جلاب أهلاً الإبريق بالشراب قهقهة

الجبال والهضاب ربيبة بها كرية النصاب جاء

غريبة صارت عن الأحباب ولم تدر ما بادية الأعراب

: وقال أبو الحسن البغدادي المعرف بالهائم يصفها

أحر الديباج رانا ومعجزا منو ثوباً من الخز أدكنا ولابسة

أنها لم تلتس أن تعطرا على في النمر سبجة عنبر مقلدة

لتقويمها في حلكة اللون أسطرا الكمين طرزاً تخالها مطرزة

أمنت من أن تخاف وتذعرا إذا تعالي الضحك عجباً بنفسها تراها

عند الخوف منها تسترا وتظهر عند الأمن منها تبرجا فتظهر

: لآخرو

Page 157: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 157

من ملابسه رقيق بأدكن ولابسٍ جوشنٍ أبداً مغطى

ومنقار عقيق لجيني أبنوس ورأس بطون

من الشذر المعلق في الحلوق الخلوقيان أشهى وقرطاه

القول في طبائع الحبارى

هو من أشدالطيور طيراناً وأبعدها شوطاً، وذلك، أنه يصاد : ويسميه أهل مصر الحبرج، قال الجاحظبصرة، فيشق عن حوصلته بعد الذبح فيوجد الحبة الخضراء لم تتغير، ولم تفسد، وهذه الحبة شجرها بال

البطم، ومنابته جبال الثغور الشامية، والحبارى إذا نتف ريشها، أو تحسرت، وأبطأ نباته تموت كمداً إذا داً سلح رقيق لزج، فمتى ألح رأت صويحباا يطرن، ولهذا الطائر خزانة بين دبره وأمعائه لا يزال فيها أب

عليه جارح ذرق عليه، فيتمعط، فعند ذلك تجتمع عليه الحباريات فينتفن ريشه طاقةً طاقةً، وفي ذلك .هلاك الجارح، وهو يتغذى إذا جاع

الوصف والتشبيه

: قال الشاعر يصفها

وشيٍ تضمهما نشرا بملحفتي "تبرست"إما تراع وداريةٍ

توليه ظهراً تستعد به ظهرا ح سلاحهاوإن تر صقراً فالسلا

به شحاً وأدفع فقرا فأخبث تغذى لفرط الشح والفقر نحوها

: وقال أبو نؤاس يصفها

حجلتي ملحوب حباريات رب غيث من السروب يا

من حبر ظوهرن بالتذهيب في برانسٍ قشوب يرفلن

يوم عيد ميزر الصليب في أمثال النصارى الشيب فهن

قول في طبائع الطاووسال

وفي هذا الصنف ألوان وهي الأخضر والأرقط والأبيض، ويوجد في كلها التخيل ولا تعرف هذه الأنواع الطاووس في : إلا في بلاد الرانج، وما عداها معروف مألوف، قال أصحاب البحث في طبائع الحيوان

Page 158: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 158

ن به ويكرهون كونه في دورهم، وفي طبعه الطير كالفرس في الدواب عزاً وحسناً غير أن الناس لا يتبركوالعفة وحب الزهو بنفسه والخيلاء والإعجاب بريشه، وعقده لذنبه كالطاق، لا سيما إذا كانت الأنثى ناظرة إليه، والأنثى تبيض بعد أن يأتي عليها من العمر ثلاث سنين، وكذلك لا يحصل التلوين في ريش

ابة البلوغ للصبي، وفي ذلك الأوان يكمل ريش الذكر، ويتم الذكر إلا بعد مضي هذه المدة، وهي بمثلونه، والأنثى تبيض مرة واحدة في السنة، اثنتي عشرة بيضة، وأقل، وأكثر، ولا تبيض متتابعاً، ويسفد في

أوان الربيع، ويلقى ريشه في أوان الخريف كما تلقى الشجر ورقها فيها، وهو كثير العبث بالأنثى إذا سر البيض، ولهذه العلة يحضن بيضه تحت الدجاج، والدجاجة لا تقوى على حضن أكثر حضنت وربما ك

من بيضتين منها، وينبغي أن تتعاهد الدجاجة جميع ما تحتاج إليه مخافة أن تقوم فيفسد هو، والفرخ الذي يخرج من حضن الدجاجة قليل الحسن ناقص الخلق صغير الجثة، ومدة الحضن ثلاثون يوماً سواء كان

البيض تحت الدجاجة أو تحت أمه، والفرخ يخرج من البيضة كما يخرج الفروج كاسياً كاسباً، والطاووس إن عبث الطاووس بانثاه أوان حضنها غيرةً منه، أن يخرج من : من الطير الذي يبيض بيض الريح، ويقال

اً وعشرين سنة وهذا البيض ما يشبهه في حسن ريشه، واء خلقته، وزعم أرسطو أن الطاووس يعمر خمس .من حكم إلا أن يعينه الاستقراء

الوصف والتشبيه

: قال أبو الفتح كشاجم يرثي طاووساً في أبيات جاء فيها في وصفه

عنها إن لم تفض بدمٍ طاووس عذرٍ لمقلة بعد ال وأي

أسمع بروضٍ يمشي على قدم روضة ترق ولم رزنته

وشية العلمعليه م سنت الذنابي كأن سندسه جثل

الفطر المعجزات والحكم ذو متوجاً حلية حباه بها

فيعلي مآثر العجم يبني يزدجر منتصباً كأنه

يستوضحان في الظلم فصين أجفانه ويحسر عن طبق

من الكبر غير محتشم ذيلاً بالحسن فاستذال له استدل

مستظرف معجب مبتسم فمن العروس. . . مضى مشية ثم

اللازورد بالعتم ونقط زورد لمعةالا كأنما

عصمةً لمعتصم أجمله أحسن الصبر في البلاء وما ما

Page 159: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 159

: ولآخر

الطواويس خير مطرف من إلى منزلي فأوطنه طار

رقمه ومؤتلف مختلف كل وشى عليه متبوع من

وعاطف طائل ومنعطف حائل ومنقبض منبسط

الكلفأبصرت شيئاً يريد في بديع إذا أبصرت به فهو

: وقال أبو الصلت أمية بن عبد العزيز الأندلسي يصفه في أبيات

تر عيني مثله منظرا لم لنا الطاووس عن منظرٍ أبدى

كسرى بن ساسان يكن قيصرا المفرق إن لا يكن متوج

سندس من ريشه أصفرا في كل عضو ذهب مفرع في

صراواستب. . . لمن فكر نزهة من أبصر في طيها عبرة

منه وما صورا أبدعه الخالق في كل ما تبارك

: وله أيضاً فيه

يختال في جلل من الخيلاء به لما بدى في مشيه أهلاً

ذنب له كالدوحة الغناء الغناء أشرف فوقه كالروضة

يستطيع إجابةً لندائي أو لو كان يفهم منطقي ناديته

لحزن غب سماءللحسن روض ا رافعاً قوس السماء ولابساً يا

لما رأيتك منه تحت لواء أنك في الطيور ملك أيقنت

القول في طبائع الدجاج

وهذا النوع صنفان نبطي وهو ما يتخذ في القرى والبيوت وهندي وهو عظيم يتخذ لحسن شكله ونبله، ما عداه من المواضع ولنبدأً بذكر البيضة التي يخرج منها الفروج، وإنما ذكرنا البيضة في هذا الموضع دون

التي مضت في ذكر كثير من الطير لأن الناس كثيراً ما يستعملونه في الأغذية وغيرها، مما تمس الحاجة إليه لكثرته، وإن كان أحد البيض الثلاثة المأكولة وهي بيض الحمام، وبيض البط، وبيض الدجاج، وهذا

ما من ريح، والبيض الذي يتولد من الريح أخف النوع أكثرها وجوداً، ومجموع البيض إما من سفاد، وإ

Page 160: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 160

وأصغر من الذي يتولد من سفاد، وبيض الريح يكون من الدجاج والقبح، والحمام، والأوز، والطاووس، وسمي ببيض الريح لأنه من غير سفاد، بل يتولد من الريح الذي ب من تلقاء الذكر فيواجه الأنثى،

من البيض مستطيلاً محدد الأطراف فهو يخرج من الإناث، وما وبيض الريح لا يتم منه خلق وما كانكان مستديراً عريض الأطراف فهو يخرج الذكور، وربما رمي البيض، فخرج الفرخ من ذاته إذا كان موضوعاً في أرض دفيئة، مثل ما يفعل أهل مصر حيث يضعون البيض داخل الزبل فيخرج منه الفراخ

لطيف يقوم لهم مقام الحضن، وهو أم يبنون بيوتاً لطافاً مستوية في ولأهل مصر عمل ظريف، وتدبير التربيع تواري معدة الرجل، ويشققوها، ويجعلون في كل بيت منها مجرى في عرض أربع أصابع ينقونه

بطين رقيق جداً، ويضعون فيه زبلاً مدقوقاً منخولاً ويضعون فيه ناراً تسري فيه طول اره، وذلك بعد أن ا في كل بيت نحواً من ثلثمائة بيضة، ويغلقوا باب البيت، ويلبدونه من داخله، بحيث لا يدخل إليه يضعو

نفس هواء، وإذا صار الزبل رماداً غيروه بمثله ويتعاهدوه بالتقليب كل يوم عشية، وبكرة عشرين يوماً، في الحضن، فإذا زادت وفي آخرها يفقس في التاسع عشر، وتوزن النار حتى تكون في وزن حرارة الطير

الحرارة نقص من النار وإن نقصت زيد من في النار، وكلما تمادى الزمان نقصوا من النار، وفتحوا كواً وإذا لم يكن للبيض من الحرارة ما تزن الحضن فسد ببرد الهواء والحرارة التي دون الحضان تفسده وتعفنه

نه فرخ، كما ليس كل المني يكون منه ولد وليس كل البيض يكون م"والتي فوقها تشويه وتجمدهوالمعتنون ذا العمل الذي ذكرناه يسمون البيضة التي لا يكون فيها فروج لاح ويعرفون ذلك في اليوم "

، فإن وقفوا البيضة بين البصر وبين الضوء، فإن كان فيها نقطة حمراء ففيها بزرة، وإن لم يروا "الثالثلبيض، وكل ما يزق فبيضه قليل، وكل ما لا يزق فبيضه كثير، مثل الدجاج النقطة رموا ا ونوفها عن ا

والبط والإوز والقبج، لأن الأنثى لا تقوى على أن تزق عددا كثيرا، وأما الدجاج والقبج، فالأنثى تنفرد بالحضان والتربية والدجاجة تجمع البيض بعد السفاد في أحد عشر يوما، وهي تبيض في السنة كلها ما

وخلق البيض في عشرة " شهرين شتوية، ومنها ما تبيض ستين بيضة ومنها ما تبيض مرتين في اليوم، خلاأيام، والبيضة تكون عند خروجها لينة القشر، فإذا أصاا الهواء يبست وهي تشتمل على بياض يسمى

وبة غليظة الزتيق وصفرة تسمى المح وعليهما قشر رقيق يسمى قيضا، ويعلوه قشر صلب، فالبياض رطلزجة متشاة الأجواء، وهي بمترلة المني، والصفرة رطوبة سلسة ناعمة أشبه شيء بدم قد جمد، وهي

للفرخ مادة يغتذي ا من سرته، والذي يتكون من الرطوبة البيضاء عين الفرخ ثم دماغه ثم جلد رأسه ثم شاء واحد هي سرة الفرخ فيتغذى ينحاز البياض في لفافة واحدة في جلدة الفرخ، وتنحاز الصفرة في غ

والأعصاب والربط والوترات "منها كتغذي الجنين من دم الحيض فبياض البيضة مادة العظام والغظاريف باضت دجاجة فيما : والسواكن والأغشية، وربما وجد في البيضة محان، قال أرسطو"والعروق الضوارب

Page 161: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 161

من كل بيضة فروجان أحدهما أعظم من مضى ثماني عشرة بيضة لكل بيضة محان ثم حضنت فخرج الآخر، وخلق الفروج إذا مضت عليه ثلاثة أيام، ويعرف الذكر بأن يعلق الفروج برأسه فإن تحرك فذكر

.وإن سكن، فأنثى وكذلك يعرف من البيض وقد ذكرناه

الوصف والتشبيه

جاء منها في "شاء االله تعالىسنذكرها فيما يأتي إن "قال أبو الفرج الأصفهاني أبياتا يصف فيها الديك : وصف البيضة، وتطرف غاية وأبدع اية

بالتقدير والتلفيق الفن بدائع صنعة ولطائف فيها

شكل ومختلط المزاج رقيق مائيان ما اختلطا على خلطان

طرا ليس كالمخلوق للخلق يدل على حقيقة صانع صنع

دبيقيفي حق عاج بطنت ب ورق وتبر محها فبياضها

: ولآخر ملغزا

وصفا ما فوقها من ثيابها لها في بيضاء رقت غلالة وصفراء

ترى نفسها معمورة من خرابها جماد ولكن بعد عشرين ليلة

فصل

والدجاجة إذا هرمت لم يكن لبيضها مح، وإذا لم يكن لها مح لم يخلق منها فرخ لأنه لا يكون له شيء خلاق الدجاج أنه تمر ا سائر السباع فلا تخشاها، ويمر ا ابن آوى، وهي يغذيه، ويربيه، والعجب من أ

على سطح فترمي بنفسها إليه، وهي إذا قابلت الديك تشبهت له ورامت السفاد، ورفعت ذنبها حتى لا إن نومها واستيقاظها إنما : يعلم أذكر هي أم أنثى، والدجاجة توصف بقلة النوم وسرعة الانتباه، ويقال

إنما تفعل ذلك من شدة الخوف وأكثر ما عندها من الحيلة أن : بمقدار خروج النفس ورجوعه، ويقالهولا تبيت على الأرض، وأن ترتفع على رف وما شاكله، وإذا أذن بعشاء المغرب فزعت إلى تلك العادة،

ا بمعرفته، حديد وبادرت، والفرخ يخرج من البيضة كاسيا كاسبا كيسا ظريفا مليحا مقبولا محببا مكتفيالصوت سريع الحركة، يدعى فيجيب ويتبع من يطعمه ويألفه ثم كلما مرت الأيام، ماق وحمق ونقص كيسه، وأقبل قبحه، فلا يزال كذلك حتى ينسلخ من جميع ما كان فيه إلى ضد ذلك ويصير في حال لا

Page 162: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 162

أكل اللحم ويحسو الدم، ويصيد ينفع به إلا للذبح أو للصياح، والبيض والفراريج، وهو مشترك الطبيعة يالذباب، وذلك من طباع الجوارح، ويلتقط الحبوب، ويأكل البقول وذلك من طبائع ائم الطير، وغن مما عابوا به الديك أنه لا يألف مترله، ولا يعرف ربعه، ولا يحن إلى دجاجة، ولا تتوق نفسه إلى طروقته ولا

يهتدي، ولا يتصور لأنه له طبيعة بلهاء ذاهلة، وذلك أنه إذا يشتاق إلى ولده، ولا يذكر ولا يتذكر، ولاسقط على حائط لم تكن له هداية ترشده إلى داره وهو لا يثبت وجه صاحبه، ولو لم يخلق إلا عنده، وفي

ظله، وتحت جناحه، ولا يتزاوج لغلبة الشبق عليه وإن مما مدحوه به أن يجمع له عدة دجاج يسوسهن يؤثر واحدة منهن على صويحباا، وإنه يعرف الأوقات الزمانية الليلية، ويقسط أصواته بالمواساة، ولا

عليها تقسيطا لا يكاد يغادر منه شيئا سواء طال الليل أم قصر حتى كان طبعه على حدته وهو لا يصقع الليل لشيء رآه أو تخيله، أو سمع صوتا فأجاب، وإنما يصقع لشيء في طبعه إذ لا قبل ذلك الوقت من

هيجه، ولو لم يكن في القرية ديك غيره، وهو يوالي صياحه قبل الفجر ثم بعده إلى أن يبسط النهار، وله أيضاً أصوات في النهار لا يعدوهن، موضوعات أيضاً على الساعات الزمانية، ومن عجيب أحوال الديكة

ا، والديك يضرب به المثل في أا إذا كانت قد ربيت في مكان ثم دخل عليها ديك غريب سفدته جميعهالسفاد، وذلك أنه ينقر الحب ويحمله بطرفي منقاره حتى يرميه بين يدي الدجاج، وإذا ظفر بشيء منه

وهن عنه غيب دعاهن إليه وقنع منه بدون حاجته توفيرا عليهن والديكة تعظم بدليل السند حتى تكون مثل النعام

الوصف والتشبيه

: دجاجة ونبل الديكقال بعضهم يصف حسن ال

المؤمنين على السرير أمير كان الديك ديك بني نمير

وفود الروم في قمص الحرير كأن دجاجهم في الدار رقطا

: ولأبي بكر الصنوبري من أبيات يصف ديكا

مل الكرى فهو يدعو الصبح مجهودا الليل ما يألوك تغريدا مغرد

ت لما مده الجيداللصو ومد تطرب هز العطف من طرب لما

تضاحك البيض من أطرافه السودا مطرفا مرخ ذوائبه كلابس

قصر عنها الورد توريدا بالورد المقلد لو قيست قلادته حالي

حدة فيهما ما ليس محدودا من بفصي عقيق يدركان له زان

Page 163: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 163

آل كسرى عليه التاج مشدودا في يقول هذا عقيد الملك منتسب

قائده للحرب معقودا لواء يه حين رأىأو فارس شد مهماز

: وقال السري الرفاء

وسطا على الليل البهيم وأبرقا الصباح قناعه فتألقا كشف

بالوشي توج بالعقيق وطوقا فلاح على الجدار موشح وعلا

وشيا عليه منمقا ومشمرا سدول التاج في لباته مرح

: أبيات ويرثيه فيهاوقال علي بن الحسين الأصفهاني يصف ديكا من

نشو المقبل المومق ونشأت لما بقعت وصرت علق مضنة

من جليل خالص ودبيق لك حلل الجمال بأسرها وتكاملت

بديع الوشى كف أنيق فيه ملتحفا بمرط حبرت وغدوت

إذ رونق وبريق متلألئا كالطاووس وشيا لامعا ولبست

ي على التحقيقتخييلها يخف حمرة مع صفرة في زرقة من

معانيه عن التدقيق لطفت عرض تجل عن القياس وجوهر

وعلى المفارق منك تاج عقيق سالفتيك تبر سائل وكأن

يداه الصوت بالتصفيق وصلت وتصفق بالجناح كمنتش تزقو

: وقال أبو هلال العسكري يصفه

بلجين مقرط بعقيق..... متوج

الكمين مشمر قرطق وشي عليه

نور عين كأنه بتاج وطوق ويزه

البردين مطرز حتى إذا الصبح وافى

باليدين مصفق دعاء طريب دعا

: وقال بعض الأندلسيين

الملاحة حلو المعاني بديع نفي النوم من عين فان وكائن

Page 164: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 164

وميضها جمرتان كأن ز ياقوتتان..عينيه بأجفان

رجانكتاج ابن هرمز في المه رأسه التاج مستشرفا على

زين قرط الحصان يزينانه أحمر... من جوهر وقرطان

حوت الخمر إحدى القناني كما رونق.... عنق حوله له

ثوب شعر من الزعفران لها برائله حولها ودارت

كما راقك الخسرواني تروق بجؤجئه حلة ودارت

كباقة زهر بدت من بنان له ذنب معجب وقام

قيس ستر على خيزران ماك جناحا على ساقه وقاس

من بنات الدنان بمخمرة تصفيق مستهتر وصفق

بأشواقه للغواني يبوح تغريد ذي لوعة وغرد

: والله أبو علي بن رشيق حيث مزق عليه جلباب الممادح وتركه من سمل الذم في الزي الفاضح في قوله

تصفيفا بتأذين يخلط بلا عقل لا دين قام

في غير ما حين ليخرجوا مهمالأحباب من نو فنبه

أذكرت نفخ اسرافين قد بصرخة تبعث موتى الكرى

االله بسكين أغصه في حلقة غصة كأنها

وهي الديكة لأا تفعل في تفريق المحبين "أثقل من الزواقي"ولمح في شعره هذا المثل المضروب وهو قولهم ل الوصال، وتروع رضيع الشفاه اللعس فعلا يقصر عنه غراب البين حيث يؤذن صياحها بتصرم لي

بالفصال وللناس في وصف الديك محاسن كبيرة تركناها لئلا يضيق صدر كتابنا من إبداعها وتسأمها النفوس فتلفضها من أصداف أسماعها، ومن خرافات العرب ما وسعني الإخلال ا ولا الإهمال للأخبار

نعم، : أأنت الأصمعي؟ فقال: ف عليه أعرابي فقالكنا عند الأصمعي فوق: بعجبها، حكى الرياش قال : ما معنى قول أمية بن أبي الصلت حيث قال: أنت أعلم الحضر بكلام العرب؟ فقال: قال

غراب لا يمل الحوانيا نديم ذاك إلا الديك شارب خمرة وما

ألا يا غراب هل رددت ردائيا استقل الصبح نادى بصوته فلما

العرب تزعم أن الديك كان ذا ناح يطير به في الجو وإن الغراب كان ذا جناح كانت: فقال الأصمعيلو أعرتني : كجناح الديك لا يطير ما، وإما تنادما ليلة في حانة يشربان فنفد شارما فقال الغراب

Page 165: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 165

ء جناحك لأتيتك بشراب فأعاره جناحه فطار ولم يرجع، فزعموا أن الديك عند الصبح إنما يصيح استدعا .ما أنت إلا شيطان: لجناحه من الغراب، فضحك الأعرابي وقال

القول في طبائع الحجل

وهذا الطائر يسمى دجاج البر، وهو صنفان نجدي، وامي، فالنجدي أخضر، أحمر الرجلين، والباقي فيه كما بياض وخضرة ويسمى الذكر يعقوب، والفرخ الذكر السلك والأنثى السلكة وهذه الأفراخ تخرج

تخرج الفراريج كاسية كاسبة، يقول أصحاب الكلام في طبائع الحيوان إن الحجلة إذا لم تلقح تمرغت في أا تبيض بسماع صوت الذكر، وبريج ب من : التراب ورشته، على أصول ريشها فتلقح، ويقال

كان فحضنتها ناحيته وإذا باضت الحجلة ميز الذكور منها الذكر، وحضنت الأنثى منها الإناث في موكذلك هما في التربية، وفي تركيب هذا الحيوان قوة عند طيرانه حتى إن الإنسان إذا لم يره عند الطيران ظن أنه حفيف حجر من مقلاع فيتخيل منه، والذكر شديد الغيرة على الأنثى وإذا اجتمع ذكران اقتتلا

الذكر أنه يخدع أمثاله بقرقرته، ولهذا فأيهما غلب ذل له الآخر، وذهبت الأنثى مع الغالب، وفي طبع يتخذه الصيادون في اشراكهم ليكثر القرقرة فيجتمع إليه أبناء جنسه فتقبض معه، وهو يفعل ذلك كالمنتقم

منها والحاسد لها، وفي طبع الأنثى إذا أصيب بيضها قصدت عش أخرى وغلبتها على بيضها، وربما .ضنهسرقت بيضة بعد أخرى حتى يتجمع لها ما تح

الوصف والتشبيه

: قال أبو علي بن رشيق القيرواني

ألا يعاقيب الحجل ما أغربت في زيها

ئب بالحلي وبالحلل اءتك مثقلة التراج

باتت بتبر تكتحل صفر الجفون كأنما

بالقوت والصوت الرجل وتخالها قد وكلت

المرجان محكمة العمل صغرى أنابيب من

ج لمن تأمل أو عقل مشقوقة شق الزجا

س بحمرة فيها شعل وصلت مذابحها الرؤ

تركيب جاءت في المثل لولا اختلاف الجنس وال

Page 166: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 166

خضبت ومنها ما فصل كلحى الثمانين التي

فرط التلفت ما فصل أو كاللثام أزاله

لا يزدرين من العطل وتخالهن جواريا

ء عن المناكب تنجدل رمت الثياب إلى ورا

يسحبن وشيا من قبل وبدت سراويلاتها

لون الشقائق أو أجل حمر من الركبات في

ر مخالسات للقبل عقدتها فوق الصدو

من حذر عليها أن تحل وشددت بالأعضاء

بعها بحناء تعل وكأنما باتت اصا

فأنا امرؤ لا استحل فصل من يستحل لصيدهومن أنواع الطير نوع مزاجه مائي هوائي لأن طيرانه في العلو أكثر من طيرانه في : قال ابن أبي الأشعث

يركب الأغصان، ولا شوامخ الجبال، وإن أولما البحار، وكله يفرخ في الدحال والاجام، ومطرد المياه ولا :نبدأ منها أولا

القول في طبائع الكركي

وهو أخضر طويل ذهب بعض الناس أنه الغرنيق، وذهب آخرون إلى أن الغرنيق صنف من الكركي المنقار، قال أصحاب البحث عن طبائع الحيوان، الأنثى من الكراكي لا تجلس للذكر عند السفاد، وسفاده

سريع مثل العصفور، وهو من الحيوان الذي لا يصلح إلا برئيس لأن في طبعه الخور والتمارس بالنوبة بته قام الذي كان نائما مستريحا والذي يحرس يهتف بصوت خفي كأنه ينذر بأنه حارس، فإذا قضى نو

حتى تعفى كلها ما يلزمها من حراسة بعضها بعضا، ولها مشاتي ومصايف، ومنه ما يلزم موضعا واحدا ومنه ما يسافر بعيدا، وفي طبعه التناحر، ولهذا جماعاته لا تطير منقطعة ولا متباعدة بل صفا واحدا تقدمها

كون ذلك حينا ثم يخلفه آخر منها متقدما حتى يصير الذي كان واحد منها كالرئيس لها، وهن يتبعنه، يمتقدما منها متأخرا، وفي طبعه أن أبويه إذا كبرا عالهما وأتاهما بقوما، وقد مدح هذا الخلق أبو الفتح

: كشاجم يخاطب ولده فقال

فيك خلة الوطواط أتخذ في خلة في الكراكي اتخذ

و جواز الصراطوببري ترج إن لم تر في غناء أنا

Page 167: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 167

ومعنى قوله خلة الوطواط أنه يبر ولده ولا يتركه بمضيعة بل يحمله حيث توجه وأما من زعم أن الغرانيق الغرانيق من الطير القواطع، وليست من الأوابد، وإا : غير الكراكي، وهو الجاحظ، حاكيا عن أرسطو

اا، وذكر إا حارسا ثم تنهض معا، وتطير مع إذا أحست بتغير الزمان أزمعت على الرجوع بلادها وأوطالريح التي ب، فإذا طارت ترفعت في الهواء جدا كي لا يعرض لها شيء من الجوارح وإن عاينت غيما أو خافت مطرا أو سقطت لطلب ما لا بد له منه من طعم أو هجم عليها الليل أمسكت عن الصياح،

أدخل كل واحد منها رأسه تحت جناحه لأا ترى أن الجناح وضمت إليها أجنحتها، فإذا أرادت النومأحمل لما يرد عليها من المكروه في رأسه، وينام قائما على إحدى رجليه لأنه يظن إن مكن رجليه نام إذا

كان يجب أن يكون نومه غزارا وأما قائدها وسائقها وحارسها فلا ينام إلا وهو مكشوف الرأس فإن نام من العشاش، والغرانيق تقاتل بعضها بعضا، وربما صيدت بسبب ذلك لأا تشتغل بالقتال نومه يكون أقل

عن حفظ أنفسها وفراخها إذا قويت تتعاهد الآباء والأمهات بالطعم، ويقال إن ريشها في شيبتها رماديا، ول سواده إلى والريش يتحول بياضه إلى السواد ولا يتح: فإذا كبرت اسود وليس ذلك في سائر الطير قالوا

البياض بخلاف الشعر

الوصف والتشبيه

بالغر والغرانق منتظم يجدل قلب الوامق ومورد

وبالغ ولاحق مكتهل طير صافر وناعق وكل

وشي فاخر وفائق بكل موشية الصدور والعواتق

تختال في قراطق كأنما في أجنحة خوافق تختال

حدائقزهر ال كأنهن يرفلن في قمص وفي يلامق

يجلين في مخانق كأنما الحداق نجل الحمالق حمر

نطقن بالمناطق كأنما

القول في طبائع الإوز

وهذا النوع ثلاثة أصناف بطائحي وهو طويل الأسود بزرقة، والتركي وهو مائل إلى البياض، والخبي وهو لإوز عند الفراغ من السفاد الضخم الكبير منها، قال أصحاب الفحص عن الكلام في طبائع الحيوان أن ا

Page 168: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 168

يسبح في الماء كأنه تمام اللذة وكمال السرور، والأنثى من هذا النوع تحضن بيضها ثلاثين يوما فإذا خرجت الفراخ ناهدت أخرى فربتهن وعالتهن فتكون حاضنة وداية تسوسهن وتشفق عليهن كالأم،

وتعرف بأرض مصر "والإوز البطائحية والذكور تحنو على الفراخ، ولكل منها قضيب تسفد به كالبط، بخلاف "بالعراقية، تخالف الإوز الخبية في الصياح، لأن الخبية تصيح ذكورها ولا تصيح إناثها، والبطائحية

.ذلك ولا تحنو على الفراخ ولا تحضن

الوصف والتشبيه

: قال أبو نؤاس يصف إوزا من طردية

لمكرعفي صحب الحوت برود ا رب سرب من أوز رتع يا

ورفعمن كل محبوك الشراب ادرع... فهي بين حوم

بتؤمتين أودع مقرط أصفر فص العين احوى الدمع

متناه بحبك أربع عولى بالأخدع... وجنته موصلة

كبيت اللعب المصنع فهو

: وقال الناشئ ناسجا على منواله فقال

مثل السيوف اللمع مطرد يا رب ضحضاح قريب المشرع

كل موشى الطراز ادرع من بسابحات وقع للمج

أو احصف الزف طرير اسفع بمرط المجزع موشح

عقيق ركبا لاصبع فصا عينيه ولما يهرع كأن

قرط حسنا بلألئ أربع جمة وحف وفرع أفرع ذي

لعين الناظر المستمع فهو در حول جيد اتلع وعقد

بجوهر مرصع كصنم

: وقال أبو نؤاس أيضاً

من الإوز الشرارق حوى يغتم باغلافق ومنهل

يصفرن من ملاعق كأنما الاماقي صفر الحمالق سود

صرصرة الأقلام في المهارق

Page 169: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 169

: وقال أبو علي الحسن بن رشيق يصف فحل إوز

الثقل في وحل وما هو في وحل من إلى فحل الإوز فخلته نظرت

المشي في النعلكمنتعل لا يحسن رجليه على حين فترة ينقل

حكى طرف العرجون من يافع النخل عنق كالصولجان ومخطم له

إلحاظ مهتم العقل جوانبه زهو فيلحظ من على يداخله

جديدا من بني البدو ذو جهل رداء يضم جناحيه إليه كما ارتدى

القول في طبائع البط

الأهلي الصيني وفراخه تخرج كاسية وهو أصناف منه الوحشي والأهلي، ومن الوحشي اللقلق، ومنكاسبة، كالفراريج، وذكر أصحاب الكتب المصنفة في العجائب أن بالرانج بط بيض، وحمر ورقط طوال

الأعناق، قصار الأرجل، والبط وإن كان مما يطير على وجه الماء فلا ينبغي أن يحكم عليه بما يحكم على لا يأكل السمك في كل غذائه، فإنه يأكل النبات والبزور، وهو طير لأنه ليس بلونه دائما، ولا يعوم فيه و

وإن كان ذا جناح فيه من الريش والقوادم والخوافي فليس بناهض، وإنما انتفاعه بجناحيه أن يكون حتى حدره الماء الجاري إلى مكان لا يجتاز طار مصعدا على وجه الماء في البخار الرطب لا غير، ولهذا الطائر

من دبره كذكر الكلب عظيم جدا في رأسه زر كالفلكة فإذا سفد لم يخرجه حتى ينقلب قضيب يخرج .تحته، ويحصل له من الأنثى عند السفاد ما يحصل للكلب من الالتحام

الوصف والتشبيه

: قال بعض الشعراء يصف بطة

من الحرق الحرير مفصلة بط كسكر بثياب اتينا

ثل قائمة السريرم قصير وقد كشفت لنا عن عظم ساق

مثل كركرة البعير جناحي مناكبها الروابي محملة

كملعقة البعير ومنقار مثل فهر المسك داح برأس

وقال محمد بن أبي زرعة وقد اقترح عليه بعض أصحابه أن يقول في جماعة من البط كانت في بركة ما : فقال بديها

Page 170: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 170

بالذهبقراقر العاج قد قمعن وقد أقبلن في نسق كأنهن

القول في طبائع النحام

وهذا الطير يكون أفرادا وأزواجا، وإذا أراد المبيت اجتمع رفوفا فذكوره تنام وإناثه لا تنام، وتعد لها إنه لا يسفد، ولا يخرج فراخه بالحضن، وإنما تبيض : مبايت، إذا ذعرت إحداها طارت إلى آخر، ويقال

ردت وبقي الذكر عند البيض يذرق عليه فيقوم حمو الذرق من زق الذكر لها، وإذا باضت تغربت وتفعليه مقام الحضن فإذا تمت مدة الحضن خرجت الفراخ لا حراك ا فتجيء الأنثى فتنفخ في مناقيرها، حتى يجري الريح فيها روحا ثم يتعاون الذكر والأنثى على التربية، وفي الذكر غلظ طبع وقلة وفاء فإنه إذا علم

. قويت على الطعم ضرا وطردها وتذهب الأم معها فلا تقربه إلى وقت السفادأن فراخه قد

القول في طبائع الأنيس

هذا الطائر لم أر أحدا من المتكلمين في طبائع الحيوان ذكره غير أرسطو فإنني عثرت عند مطالعتي لكتاب : البندق الانيسه، واالله أعلم، قالالحيوان له على ذكره لهذا الطائر، ويغلب على ظني أنه الذي يسميه رماة

وهذا الطائر حاد البصر، وصوته يشبه صوت الجمل، ويحاكيه ومأمواه في قرب الأار، وفي الأماكن .الكثيرة المياه الملتفة الشجر وله حسن وتدبير في معاشه

فصل

ى كتاب وكنت أسمع بشحم القاوند، ولم أدر أهو حيوان هوائي أم مائي أم أرضي حتى وقفت علالقاوند طير يتخذ وكره على : موضوع في طبائع الحيوان، وخواصه ليس عليه اسم المصنف فرأيته قد قال

ساحل البحر، ويحضن بيضه في شفير الرمل وذلك في طبعه عند قسوة الشتاء وشدة البرد، وهو يحضن أيضاً والمسافرون في البحر أيضاً بيضه سبعة أيام، ويخرج فراخه في اليوم السابع، ثم يزقها سبعة أيام

يتيمنون ذه الأيام ويوقنون بطيب الوقت، وحلول أوان السفر، ثم قال والمعتبرون بحال هذا الطير إن االله تعالى يمسك أمواج البحار عند هيجاا، في زمن الشتاء عن مبيض هذا الطائر وفراخه ببره : يقولون

.ل إليهما قوما وعالهما مدة حياما إلى أن يموتالأبويه عند كبرهما، وذلك أما إذا كبرا حم

فصل

Page 171: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 171

وقد مضى القول فيما نبل من الطير صورة مستوفاة على قدر الاستطاعة فليلحق بذلك ما صغر جرمه، .وأهم ما نبدأ بذكره منه، حسن مرأى ومسمعا وأتحفه ما القدر معا

القول في طبائع الخطاف

لطير القواطع إلى الناس يقطع البلاد البعيدة إليهم رغبة في القرب منهم ويسمى زوار الهند وهو من اوالألف م من حيث لا يبلغه خير ولا يطأه صاحب سفر، ثم إنه إذا قطع الناس لم يبن بيته إلا في أبعد

المواضع حيث لا تناله أيديهم ولا يحمله الإنس م على ترك التحرز منهم ومن ملابستهم والخوف منهم على منع نفسه لذة السكون إليهم فهو لا يبخس الحزم حقه، ولا يمنع الارتقاء م حظه، ومن عجيب

حاله أنه تقلع عينه فترجع وهو لا يرى أبدا واقفا على شيء يأكله ولا يتناوله، حتى أن بعض المتكلمين في ، والخفاش عدو له وهو متى طبائع الحيوان زعم أنه ليس له رجلان، ولا يرى مسافرا، ولا مجتمعا بأنثاه

أفرخ وضع في أعشاشه قضبان الكرفس فلا تؤذيه إذا شم رائحته، ولا يفرخ في عش عتيق حتى يطينه بطين جديد وهي يبني عشه جديدا وذلك أنه يهيئ الطين مع التبن، وإذا لم يجد طينا مهيئا ألقى نفسه في

يها بالطين، وإذا هيأ عشه وضع الجاسي أولا كما الماء ثم تمرغ في التراب حتى يمتلئ جناحاه ويصير شبيفعل الناس ويصير مقدار العش ما يسعه ويسع أنثاه وفرخيه وهو يساوي في الطعم بينهما، وهو لا يبقي في عشه زبلا بل يلقيه خارجا، فإذا كبر فرخاه علمهما ذلك وأصحاب اليرقان يلطخون فراخ الخطاف

اليرقان أصاما من شدة الحر فيذهب ويأتي بحجر اليرقان فيطرحه على بالزعفران فإذا رآهما صقر ظن أنالفراخ، وهو حجر أصفر فيأخذه المحتال فيعلقه على من به اليرقان أو يحكه ويشرب من مائه يسيرا،

.والخطاف متى سمع صوت الرعد مات

الوصف والتشبيه

: قال أبو إسحاق الصابي

الأبواب محمرة الحدق دةمسو وهندية الأوطان زنجية الخلق

وأدرت من مدامعها العلق حدادا بها حزنا وقد لبست له كأن

كما صر ملوي العدو بالوتر الحزق إذا صرصرت صرت بآخر صوتها

كل عام نلتقي ثم نفترق ففي تصيف لدينا ثم تشو بأرضها

Page 172: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 172

: وقال السري الرفاء يصفها من أبيات يصف فيها عرفه

عليها كلة ورواق لهن حائب نلتقيوغرفتنا بين الس

خفاف على قلب النديم رشاق زوار من الهند سقفها تقسم

زنج راعهن طلاق كواعب تلتذ الخصام كأنها أعاجم

غدر بنا وإباق وشيمتها بنا أنس الإماء تحببت آنسن

إن حان منه قران مفارقة والورد في شجراته مواصلة

: وله أيضا

في كل عام تزورها بزائرة اء قد زاد حسنهاالحسن وغرفتنا

الأذناب سود ظهورها مزبرجة الأحشاء حمر بطونها مبيضة

صرير نعال السبت عال صريرها لغات معجمات كأنها لهن

فينا بالكبير صغارها فيلحق تجاورنا حتى تشب صغارها

: وقال أبو هلال العسكري

طيب الزمان مزارهامن فتخبر في كل عام تزورنا وزائرة

رياضا قد توشى ازارها وإن تخبر إن الجوراق قميصه

وإن متون الأرض راع اخضرارها وجوه الغرراق بياضها وإن

فتدنو على بعد من الشكل دارها إلينا وهي من غير شكلنا تحن

إلينا هندها ونوارها تمشت وسط العراص وقوعها ويعجبنا

: وقال آخر

غردا يذكر بالزمان الباسم أتانا زائرابخطاف أهلا

وظهوره ثوب الظلام الغائم سرابيل الصباح بطونه لبست

القول في طبائع القيق والزرزور

أما القيق فطائر في قدر الحمام اللطيف، وأهل الشام يسمونه أبو زريق، وفي طبعه كثرة الألف بالناس، الكلام، وربما زاد على الببغاء في ذلك إذا أنجب، وإذا تعلم جاء وقبول التعلم، وسرعة الإدراك لما يلقن من

بالكلام حروفا مبينة أسماء وأفعالا حتى لا يشك سامعه إذا سمعه ولم يره أنه إنسان، وأما الزرزور فيقال إنه

Page 173: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 173

هو الزاع، وهو من الطير الذي يلقن فيبلغ منها الأمل : ضرب من الغراب يسمى الغداف، وقال آخرونبول التعليم ولا يرى إلا في الربيع، ولونه أرقط لكن السود أغلب، ومن الشاد في لونه الأبيض، وقد في ق

روي في هدية أهداها منويل ملك الروم إلى الأمام المستنصر باالله العبيدي

الوصف والتشبيه

ظرف الحديث فصار أفصح ناطق رب أعجم صامت لقنته يا

رزه وميض البارقط كالليل اعير قوة صفرة جون

بها المخلوق ألطف خالق ورأى من التدبير أعجزت الورى حكم

: وقال آخر

يقرعه مصقع خطيب ذاك أم قضيب أمنبر

يتوضح بها مشيب لم في بردتي شباب يختال

أبله لكنه لبيب لكنه فصيح أخرس

القول في طبائع السماني

طع التي لا يعلم من أين تجيء حتى أن بعض الناس يزعم أنه يخرج إنه السلوى ويعد في الطيور القوا: ويقالمن البحر المالح فإنه يرى طائرا عليه واحد جناحيه في الماء والآخر منشور كأنه قلع، ولأهل مصر به عناية

حتى أم يغالون في ثمنه إذا أنجب، وربما بلغت قيمته ثلاثمائة درهم بيضا وأكثر، وهو صنفان ربيعي، رماهي فالربيعي القادم الراجل، والطرماهي القاطن المختلف في الأرض، والبلاد الخصيبة، فيبيض والط

ويفرخ فيها كالحجل، ويصاد في الصيف وأوائل الخريف، ويزعم المعتنون به أن صوته ينقسم على سبعة رجف، ومخلع، وتحلق، ومرسل، وحططي، وروهال، وخفيف الضرب، وهو أعلاها، : ضروب وهي

هذه ضروب أصلية تتفرع فروعا على تفريغ الغناء والموسيقى، فالرجف مقابل رست، والتحليق : الواوقمقابل عراق، والمرسل مقابل أصفهان، ويذكرون من هذا الهذيان الذي لا تقوم عليه حجة، ولا برهان ما

م، وذلك إن حكاية لا يسع العاقل سماعه، ولا يألفه طباعه فإم استسمنوا ذا روم ونفخوا في غير حز، ولا اعتبار عندهم في القيمة بحسن الصوت، فإنه قد يوجد من "شفشلق"صوته على ما اتفقوا عليه

الرجوف ما قيمته أكثر من خفيف الضرب، وذلك لأجل الفراهة برقة الأصوات فإنه وجد منها ما صاح مغلق وهو بالنسبة إلى ما عداه في الليلة الواحدة ثلاثة آلاف صوت، وفي الرجوف ما لا يفهم، ويسمى

Page 174: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 174

أبو " وحكاية صوا وعوع، وفيها ما يطلق عليها "الوعوعة"أعجمي، والغالب عليها قبل أن تفصح وهو عندهم من الضروب الفرحة لأنه يقول شقلق مرتين في صوت واحد، وعلى كل حال فأي "طقين

طلبات فيغالي في ثمنه ويفوز يتحصيله من معنى في هذا الكلام حتى تتفاوت فيه الرغبات، وتتوفر عليه ال "واالله الموفق للصواب"ومن

القول في طبائع الهدهد

وهذا الطائر منتن الريح وإن لم يكن ملطخا بشيء من القاذورات فإنه يبني أفحوصه من الزبل، وليس ق أبويه إذ كان ابتناؤه منه على قدر رغبته، وحاجته في ألا يتخذ افحوصا إلا منه ولكنه جرى على أعرا

: هذا الصنع عاما في جنسه، ويضرب به المثل في النتن، قال بعض الشعراء يهجو رجلا

أصيب فكفن في جورب من هدهد ميت وأنتن

ويذكر عنه أنه يرى الماء في باطن الأرض، كما يراه الإنسان في باطن الزجاج وزعموا أنه كان دليل ا السبب كان تفقده له على أحد أقوال المفسرين للكتاب العزيز، سليمان عليه السلام على الماء، وذ

وقال الجاحظ الهدهد، وفي حفوظ وذلك أن الذكر إذا غابت عنه أنثاه لم يأكل ولم يشرب، ولم يشتغل بطلب طعم، ولم يقطع الصياح حتى تعود إليه، فإن حدث ا حادث أعدمه إياها لم يشتغل بعدها بأنثى

ئحا عليها ما عاش، ولم يمتلئ بعدها من طعام بل منه ما يمسك رمقه إلى أن يشرف على أبدا، ولم يزل صا .الموت فعند ذلك ينال منه شيئا يسيرا

الوصف والتشبيه

: قال بعض الشعراء ملغزا فيه

ولم يسجد لغفران خمس ليس مثله وساجد

صليت في الخوف بنقصان في كل أفق كما قبلته

: ولآخر من أبيات

مبشرا قد كساه تاج بلقيس إذا أتاه من قرى سبأ كأنه

تبدت لنا الأقذاء في الكوس كما يبدو له فوق ظهر الأرض باطنها

: وما أطرف قول أبي الشيص فيه

غيري وغيرك أوطئ القراطيس تأمنن على سري وسركم لا

Page 175: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 175

زال صاحب تأييد وتأسيس ما طائر سأحليه وأنعته أو

شمائله في الحسن مغموس حلو ذوائبهحمر شقاشقه ميل

سعايته في ملك بلقيس لولا كان هم سليمان ليذبحه قد

القول في طبائع العقعق

بالشين المعجمة، وهو طائر لا يأوي تحت سقف ولا يستظل به، بل يهيء وكره "كندش"ويسمى أيضا نة، ويوصف بالسرقة والخبث، والعرب في المواضع المشرفة وجو الهواء الفسيح، وفي طبعه الزنا والخيا

تضرب به المثل في جميع ما ذكرناه، وإذا باضت أخفت بيضها بورق الدلب خوفا من الخفاش، فإنه متى قرب من البيض مذر وفسد، ويطير من ساعته، وهو يغطي فراخه بجناحيه إذا نزل المطر خوفا عليهما منه

ن حذرا فإنه يضيع بيضه وفراخه، وفي طبعه أنه شديد اموق من عقعق، وإذا كا: وشفقة، وتقول العربالاستلاب والاختلاس لما يراه من الحلي، فكم عقد ثمين وسلك خطير اختطفه من بين يدي قوم، فأما رقى

.به وخلفه في الهواء فأتلفه، وأما أحرزه ثم لم يلتفت إليه أبدا

الوصف والتشبيه

: قال فيه إسحاق الموصلي

بارك االله في العقعق فلا في طائرإذا ما بارك االله

ح متى ما يجد غفلة يسرق الذنابي طويل الجنا قصير

كأنهما قطرتا زئبق يقلب عينيه في رأسه

القول في طبائع العصفور

وهو ضروب منها ما هو مطرب بصوته معجب بصورته وحسنه، وسيأتي ذكرها فيما بعد إن شاء االله يوتي، فإن أصحاب الكلام في طبائع الحيوان يقولون أن في طباعه اختلاف لما فيه تعالى، فأما العصفور الب

طباع سباع الطير وائمه فالذي فيه من طباع السباع أنه يلقم فراخه، ولا يزقها، ويصيد أجناسا كبيرة م الطير أنه من الحيوان ذي الجناح كالنمل إذا طار فراخه والجراد، ويأكل اللحم، والذي فيه من طبائع ائ

ليس بذي مخلب ولا منسر، وهو إذا سقط على عودة قدم أصابعه الثلاث، وأخر الدابرة، وسباع الطير

Page 176: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 176

تقدم إصبعين وتؤخر إصبعين، وتأكل الحب والبقول، ويتميز الذكر فيها على الأنثى بلحية سوداء كما على ولده و أشد به شغفا، للرجال، والتيس، والديك، وليس في الأرض طائر ولا سبع ولا يمة أحنى

وعليه إشفاقا من العصافير فإا إذا أصيبت أولادها أو خافت عليها العطب فليس في شيء من أنواع من الحيوان المساعدة مثل الذي في العصافير، لأن العصفور يرى الحية قد أقبلت نحو عشه لتأكل بيضه أو

إلا أقبل إليه يصنع مثل صنعه بتخوف وقلق ولوعة فراخه، فإا مولعة بذلك فيصيح فلا يسمع عصفور واستغاثة، فربما أفلت الفرخ فصار إلى الأرض وذهبت الحية فيجتمعن عليه إذا قد نبت ريشه نبات، ولا يزلن يهيجنه للطيران بأن يطرن حوله لعلمها بأن ذلك يحدث بالفرخ قوة على الطيران، فإذا نفض طرن

العمل والعصفور لا يعرف المشي، فإذا نفض يرفع رجليه فيثب فيضعهما حوله ودونه حتى يحتملنه بذلكمعا ليس معه إلا النقزان وهو كثير السفاد، وإنما سفد في الساعة الواحدة نحوا من خمسين مرة، ولذلك

قصر فإنه لا يعمر أكثر من سنة، وعلامة ذلك أن الأطراف السود لا يظهر فيها إلا في أوان الربيع، وهذا ل على أنه لا يبقى من الذكور من شدة الوطء وصلابة الوقع على السطح مثل ما للعصفور، ولفرخ يد

العصفور تدرب على الطيران حتى أنه من الغابة البعيدة يدعى فيجيب، قال الجاحظ، وبلغني أنه رجع من مار فيسقط فرسخ، ومن ضروب العصافير عصفور الشوك الذي يأوي إليه هذا العصفور، وربما ق الح

فراخه، وبيضه من جوف وكره، فلذلك العصفور إذا رأى الحمار، قرب من فوق رأسه وعلى عنقه وإذا بطيرانه وصياحه ونقره في جراحه، ويقال إن سبب عداوته له أن معاش هذا العصفور من برز الشوك،

.وفيه بيضة، والحمار يرعى الشوك إذا كان رطبا

غبراء كبيرة المنقار وعلى رأسها قبرة وهذا الضرب خب قاسي القلب، من ضروب العصافير القبرة وهيوفي طبعه أنه لا يهوله صوت صائح به، وربما رمي بالحجر فاستخف بالرامي ولطا إلى الأرض حتى

يتجاوزه الحجر، وذا السبب لا يزال مقتولا أو مأخوذا لأن الرامي يحمله الحنق عليه فلا يزال يرميه حتى حسون ويسميه أم الحسن، : و يصنع وكره على الجادة حبا للإنس، ومن ضروب العصافيريصبه، وه

والمصريون السقاية، وهو ذو ألوان حسنة التأليف والتركيب، وذلك أن سائر جسمه متصل الأصباغ طيفة بالحمرة والصفرة والبياض والسواد والزرقة والخضرة، وربما علم استقاء الماء من إناء إلى إناء بآلة ل

.يطيق حملها دبرت له

الوصف والتشبيه

قال أبو هلال العسكري يصف هذا العصفور

ونمر تراقيها وصفر جنوبها الألوان بيض وجوهها ومفتنة

Page 177: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 177

مرقعة أعطافها وجيوبها ة دراريعا عليها قصير كأن

أوزان الأغاني غريبها تعدل أوزان الأغاني كأنما تعدل

أيام المصيف ذنوبها وتعطل تاء إذا عراتسام استقاء في الش

ويسميه أهل المدينة النغر "والعندليب ويجمع على فواعل"ومن ضروب العصافير البلبل وهو العندليب ويعد من العصافير الدحل وهو طوير اغيبر الرأس لطيف القدر مأواه الشجر ويعد منها البلبل قال

رة ومن شأنه إذا كان غير حاذق ولا ماهر أن يطارحه البلبل موصوف بحسن الصوت والحنج: الجاحظ .إنسان بشكل صوته فيجيبه، ويتدرب فيتعلم ويجود صوته ويحسن

الوصف والتشبيه

: قال أبو هلال العسكري

على أطراف غيد النواعم تغني مررت بدكن القمص سود العمائم

على أعضاد أسود فاحم نجوم بأصداغ تروق كأنها زهين

ولجينا نظنة بالمقادم لها با منهن تحت مآخرترى ذه

: ولآخر

وقد هتكت قناعي عذاري كيف الحي وقد خلعت على اللهو

إزعاج إلى والتياع في بلبلا أنا منه وتعشقت

ومن شجو صوته في سماع ر أنا من ريشه المدبج في زه

الباب الثامن

في طبائع الطير الليلي والهمج

.داءنا بذكره من ضروبه ما هجر ظهوره في إشراق قرص الشمس وواصله عند غروبهوالذي يجعلنا ابت

القول في طبائع الخفاش

Page 178: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 178

وهذا الضرب عد من الطير اصطلاحا لغويا، وإن كان ليس من الطير في شيء فإنه ذو أذنين وأسنان له قال بعض وخطم وخصيتين بارزتين، ويبول كما تبول ذوات الأربع ويحضن، ويلد، ويرضع، ولا ريش

بإذن االله تعالى كان - عليه السلام -المفسرين للكتاب العزيز لما كان الخفاش هو الذي خلقه عيسى مباينا لصنعة الخالق لهذا سائر الطير تقهره وتبغضه، فما كان منها يأكل اللحم أكله، وما لا يأكل اللحم

الطير له وإنكارها إياه، مخالفته لها في الخلقة وسبب مباينة : قتله، فلذلك لا يطير إلا ليلا، وقال بعضهموالطيران والسفاد، وسبب وغير ذلك مما ذكرناه آنفا وهو من بين الطير شديد الطيران كثير التكفي سريع

التقلب، وطعامه البعوض والفراش يصيدها وقت طيرانه، ولا يبلغ ذلك إلا بما فيه من سرعة اختطافه أعطافه، وهو من ذلك ليس بذي ريش، وإنما هو لحم وعشاء جلدي صلب واختلاسه وشدة طيرانه، ولين

كأنه ضفدع، وطيرانه بغير ريش عجيب، ومن عجائبه أنه لا يطير في ضوء ولا في ظلمة، وسبب ذلك أنه ضعيف قوة البصر قليل شعاع العين، ولذلك لا يظهر في ظلمة لأا تكون غامرة لضياء بصره ولا يطير

ظره عن التحديق في ضعاع الشمس فهو لذلك يجعل خروجه في طلب قوته، وقت غروب ارا لضعف ناالشمس، وظهور الشفق، وذلك وقت هياج البعوض وانتشاره، وهو يترك الجبال وبسيط الفيافي وصدوع

الصخور، وجزائر البحر ويطلب الناس وقرم ثم إذا صار في بيوم قصد أرفع مكان فيها وأحصنه، المواضع التي يجتاز ا، وترفع فيها الحوائج، ويذكر بطول العمر حتى يجوز العقاب إلى النسر، وأبعده من

إن الذي يظهر في ضوء القمر من الخفاش هو المسن : ويجوز الفيلة، وحمر الوحش إلى الحيات، ويقال غيره، والقرد، وهو من الحيوان، وليس في الحيوان ما يحمل ولده"ولذلك يضخم ويقبل اللحم على الكبر،

، ويلد ما بين "والإنسان و الطائر له أذنان بارزتان، ويلد، ويرضع أولاده، وله أثداء مثل ذوات الأربعثلاثة إلى سبعة، وكثيرا ما يسفد، وهو طائر في الهواء كما أن الظباء قد تتسافد في أحمى عدوها، وأسرع

فيه، وذلك من ظنه به وإشفاقه عليه، وربما جريها، وهو يحمل ولده تحت جناحيه، وربما قبض عليه ب .أرضعت الأنثى ولدها وهي تطير وفي طبعه أنه متى أصابه شجر الدلب خدر ولم يطب

الوصف والتشبيه

: قال بعضهم يصفه عن طريق اللغز

أعجب فصه من وصله جناحه في رجله وطائر

وهو على تألف في شكله لم يصف االله بخلق مثله

سوق لم اغلهبيع في لو

Page 179: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 179

وفي طبعه الطيران في الليل والادلاج والصياح بالأسحار والإشراف على مواضع العساكر، : والكروان : له اطرق كرا فيلصق بالأرض حتى يرمى وتقول العرب: ويوصف بالحمق، ومن حمقه أنه يقال

إن النعامة في القرى اطرق كرا اطرق كرا

ا أن الإنسان إذا مات أو قتل تتصور نفسه صورة طائر تصدح على تزعم العرب في أكاذيبه: والصدى : قبره مستوحشة بجسدها، وفي ذلك يقول توبة بن الحمير حين يقول

ودوني جندل وصفائح علي أن ليلى الاخيلية سلمت ولو

إليها صدى من جانب القبر صائح تسليم البشاشة اوزقا لسلمت

ليه حكاية من خرافام، وتقول العرب أن هذا الطائر يكون صغيرا يم ويزعمون أن هذا وقع، ويحكون عيكبر حتى يصير في قدر البوم ويسمونه الهام، واحده هامة وهو يتوحش ويصيح، ويوجد في الديار المعطلة والنواويس، وحيث مصارع القتلى، وأجداث الموتى، ويقولون أنه لا يزال عند ولد الميت ومخلفيه ليعلم ما

لا عدوة، : ن بعده فتخبره وجاء الإسلام وهم على ذلك حتى قال النبي صلى االله عليه وسلم ناهيا لهميكو .ولا طير ولا هامة

القول على البوم

، والبوم لا ذكر له منه، وقال بعض المعتنين بالبحث عن "ويقال أن الصدر ذكر البوم"أنه الصدى، : ويقاله ما يصيد الأرنب، ومنه صنف له ألوان يأوي الآكام والبرية، أصناف الحيوان، البوم خمسة أصناف من

ومنه المدبج بصفرة، وله حواجب وقرون من ريش يسكن الجدران، ومنه إلهام وتسمى الغبشية ومنه القز وهو طائر يصيح كالهام لكن صوته أدق وكل هذه الأصناف تحب الخلوة بأنفسها والتفرد، وفي انس

.بعضها على أا مبغضة لسائر الطير فإن إذا رأوها اجتمعوا عليهاطبعها عداوة الغربان، و

فصل

وأما الهمج فهو ماله جناح يطير به، ولا يسمى طائرا إلا مجازا عند الجاحظ للمناسبة وأهم ما تقدم ذكره : من هذا النوع

القول في طبائع النحل

شجاعة والنظر في العواقب، ومعرفة فصول وهو حيوان عنده الكيس، والفهم، والنظافة، والطهارة، وال

Page 180: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 180

السنة وأوقات المطر، قال أرسطو النحل تسعة أصناف منها ستة يأوي بعضها إلى بعض، وذكر أسماءها باليونانية ثم قال وغذاء النحل من الطل، والرطوبات التي يرشح ا الزهر، والورق، ويجمع ذلك ويدخر،

يتخذ منها بيوت العسل وأوعية له، وهذه الدسومات هي وهو العسل، ويجمع مع ذلك رطوبات وسمة، "في أطراف الشجر يسقط عليها وإن الربيع مثقل، وفي أعمال النحل"الشمع، وهو يجلبه على ساقيه

وتدبيره لمعاشه اختلاف كبير فإنه إذا أصاب خلية نظيفة نقية بنى فيها بيوتا من الموم وهو الشمع أولا ثم وي فيها الملوك ثم بنى بيوت الذكر التي لا تعمل شيئا وهي اليعاسيب، والذكور أصغر بنى البيوت التي تأ

جثثا من الإناث وهي تكثر المأوى داخل الخلية، وإن طارت فهي تخرج بأجمعها، وترتفع في الهواء ثم تعود البرز تجلس عليه إلى الخلية، والنحل تعمل أولا الشمع ثم تلقي البرز لأنه بمترلة العش للطير، وإذا ألقت

وتحضنه كما تحضن الطير، ويكون عند ذلك البرز دود أبيض موضوع على الشمع من جانب ثم تنهض الدودة وتغتذي بنفسها ثم تنشق له الأرجل، والأجنحة فيطير، وهو لا يقعد على أزهار مختلفة بل على

لية، والنحل يملأ بعض البيوت زهر واحد وإن تعد على زهر آخر إنما يقعد عليه بعد أن ينصرف إلى الخعسلا، وبعضها فراخا ذكورا فإذا اجتمعت الفراخ على ملك بدلا من آخر طارت فإن تبعها الملك الذي

تركته قتلته والملك لا يخرج إلا مع جميع النحل، فإذا عجز عن الطيران حملته، ومن خصائص الملك أنه لا ولا جاهلا لا يجتني ولا ميتة، ولا قذرا بل يأمر ليس له حمة يلسع ا، ولا يترك في الكوارة بطا

بالإصلاح، والنشاط وأمره مطاع متبع وسيرته مرضية فيما بينهم، ويسمى اليعسوب، والنحل يجتمع فتقسم الأعمال فبعضها يحمل العسل وبعضها يحمل الشمع، وبعضها يستقي الماء، وبعضها يبني البيوت،

مبنية على الشكل الذي لا ينتهك، ولا ينحرف كأنه استنبط بقياس وبيوا من أعجب المباني لأاهندسي ثم هو في دائرة لا يوجد فيها اختلاف وفي طبعه أنه يهرب بعضه من بعض، ويقاتل بعضه بعضها

ولا يتقاتل إلا في الخلايا، ويلسع من دنا من الخلية، وربما هلك الملسوع، وربما لسم بأن يعصر موضع رج الحمة، فإنه إذا لسع تركها مكان اللسعة، ومتى ذهبت الحمة من النحلة ماتت، وإذا اللسعة حتى تخ

هلك شيء من النحل داخل الخلايا أخرجه الأحياء إلى الخارج وفي طبعه النظافة ومن نظافته أنه يلقي ، جود، رجيعه خارج الخلية لأنه منتن الريح وهو يعمل زماني الربيع والخريف، وما تعمله في الربيع

والصغير أعمل من الكبير وهو يشرب من الماء إذا كان نقيا صافيا عذبا ويطلبه حيث كان ولا يأكل من الأكل إلا قدر شبعه، وإذا قل العسل في الخلية مذقه بالماء ليكثر خوفا من النفاذ وقد علم ذلك من حال

نحل فإذا أراد بقاءه أخذ بعضه، وترك المشتار فأنه إذا دخل الخلية وأخذ جميع ما فيها من العسل هلك اللها ما يقوا زمن الشتاء، وما يغذيها عند عدم الزهر، وإذا نفذ العسل أفسد النحل بيوت الملوك وبيوت

الذكور، وربما قتلت ما كان في الخلية منها وتلقيه خارجا والنحل يسلخ جلده كالحيات، وتوافقه

Page 181: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 181

وصفق بالأيدي اجتمع لذلك، والسوسن يضره، ودواؤده أن الأصوات اللذيذة المطربة، فإنه إذا رقصيطرح في كل خلية كف من الملح وأن تفتح في كل شهر مرة، ويدخن بزبل البقر، وفي طبعه أنه إذا طار

من الخلية لا يزال حائما على الموضع الذي خرج منه حتى يأوي منه إلى شجرة أو سقف وفي طبعه حائط واحد مائة خلية فتخرج وترعى وتروح فتدخل كل نحلة من بيتها إلى الهداية، فإنه ربما اجتمع في

خليتها، وأهل مصر يحولون الخلايا في المراكب ويسافرون ا إلى مواضع الزهر والثمر، فإذا أصبح المركب بمكان أرسي فيه وفتحت أبواب الخلايا فيخرج النحل منها ويرتعي يومه أجمع فإذا أمسى عاد إلى المركب وأخذ كل منها مكانه لا يتغير عنه ولهذا الحيوان من عجيب الفطنة وبديع الصنعة وترفيه المعيشة وتشييد

المأوى وتدبير المربع والمشتى، والطاعة الكبيرة، والاستكانة لسائس أمره وقائد ما يتعجب من أموره ما ليس في صغير الحيوان ولا من كبيره

الوصف والتشبيه

: س في وصفهوينسب لأبي نؤا

خصبت بأطيب مصطاف ومشتاء نحل خلايا غير مفرقة نتاج

خوص العيون من الإمعان في التاء الأنوف مغاوير مشمرة فطس

كل مفسوحة بالسحر رقشاء في كزرق الصقليين بدوا مخضرات

مبتغ منها وعذراء وعابد مقرب عشرات ذات زمزمة من

ملوك ذوي عز واحباء إلى فترجع ليلا عن مشاربها تغدو

في خدر فسيح وأرجاء تكتن مؤتمرات للرئيس معا فهن

: قال أبو إسحاق إبراهيم بن خفاجة الأندلسي يصف شهدة بعث ا إلى بعض أصدقائه حيث يقول

حتى أرتوي من شفاء ريقة نحل الله

يمج منه رضابا الربى والشعابا رعى

راباشئت كان ش أو شئت كان طعاما إن

وكفى النحلة فضيلة وجلالة صفات أو أوحي إليها، وأثنى الكتاب : وكتب مع هذه الأبيات نثرا جاء منهعليها بمساقط الانداء وراء البيداء فتقع هناك على كل نوارة عبقة، وارة أنقة، ثم تصدر عنها بما تطبعه

Page 182: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 182

وتتجافى بعد منه عن أكرم مجتنى في شمعه، وتبدعه صنعه وترتشف منهما ما تحفظه رضابا وتلفظه شرابا، .أحكم مبتنى

القول في طبائع الزنبور

ويسمى الدبر، قال أصحاب اللغة النحلة تسمى زنبورا، وإذا أطلق هذا الاسم فأما يراد به الدبر وهو جنسان جبلي وسهلي، فالجبلي يأوي الجبال والأماكن الحسنة، يعشعش على الشجر، ولونه إلى السواد،

العمال والأمهات، وهي القواد، وبدء خلقه تتخذ دودا، فإذا خلق كسب الدبر العمال طعمها، وفيه وأدخلته عليها بيوا، وهي تتخذ بيوتا من تراب وقماه كبيوت النحل، ويجعل لها أربعة أبواب لمهاب

عمال من الأمهات الرياح وإذا تولدت أمهات أخر قتل الدبر العمال ما كان منها في العام الأول ويتميز البصغر الجثة، وله حمة يلسع ا وغذاء الدبر من الحيوان ومن الأثمار والأزهار، وصموغها، ومن العسل

والسكر، والأشياء الحلوة إذا وجدها ومتى أخذ من الذكور أحد وشد جناحاه بخيط وترك يضطرب حوله ، ولونه أحمر، وهو يتخذ عشه تحت الإناث وهي الأمهات، أما السهلي، ففيه العمال والأمهات أيضاً

الأرض ويخرج التراب منه كما يفعل مختلف النمل، وهو يختفي في الشتاء، ولا يظهر وأكثره يهلك، ومن الدبر السهلي صنف مختلف اللون مستطيل الجسد، في طبعه الحرص والشره، يطلب المطابخ ويأكل ما فيها

وهذا الحيوان بأسره مقسوم في وسطه، وهو لذلك لا من اللحوم، ويطير مفردا، ويسكن بطن الأرض، يتنفس من جوفه البتة، ومتى غمس في الدهن سكنت حركاته، وإنما ذلك يضيق منافذه واالله أعلم

بالصواب

الوصف والتشبيه

من الغريب البديع في وصفه ما يحكى أن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت دخل على أبيه في حال قلت واالله الاشعر يا : لسعني طائر كأنه ملتف في بردي حبرة، فقال له: ا أبكاك؟ قالم: الطفولية، فقال

.بني

: وقال السلامي يصفه وأجاد

أبراده وهو واقع ملونة ولابس لون واحد وهو طائر

وسود المنايا في حشاه ودائع أغر بردي طيه فكأنما

من يديه جوامع بسالفتيه حك أعلا رأسه فكأنما إذا

Page 183: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 183

ويخفي على الأقران ما هو صانع إذا ولى ويؤمن مقبلا خافي

قباء زينته الوشائع عليه فارسي الزي يعقد خصره بدا

التبري أصفر فاقع ومئزره فمعجره الوردي أحر ناصع

كؤوسا ملؤها السم ناقع ويسقي ألحان الغريض ومعبد يرجع

: وقال السري الرفاء يصفه

تخذره وهو خائف حذر الخصر برده حبر ومخطف

تصعد طورا به وتنحدر مجنحه.... طار في مجنح

الزهر حين تنتشر غرائب والرياح تنشدها كأنها

مسودة وتستتر تظهر حمأة كأنها شعر لها

إذا فضضت في جيادنا الغرر أذهبت في الجبين غرته قد

طورا به وينتصر يطعن سلاحه الدهر في مؤخره

بين فكيه حية ذكر من يجردهشطر ما كأنه

القول في طبائع العنكبوت

وإنما ذكرته مع ذي الجناح لأن له وثبا لا يعدوه الطيران، وهو أصناف منها صنف يسمى الرتيلاء سمها قاتل، وهو عنكبوت صغير، ومنه صنف طويل الأرجل ومنه صنف يسمى الليث يصيد الذبان صيد

، وإذا أراد صيد الذباب لطا بالأرض وسكن أطرافه وجمع نفسه ثم الفهود، والكلاب، وله ست عيونوثب على ما يريد صيده فلا يخطئه، وهو يعض الأسد كما أن يعض الكلب ذبان الكلف، قال الجاحظ،

ولد العنكبوت أعجب من الفروج الذي يظهر إلى الدنيا كاسيا كاسبا، لأن ولد العنكبوت يقوى على تلقين، ولا تعليم، والعنكبوت يطاول في السفاد، وإذا أراد الذكر الأنثى النسيج ساعة يولد من غير

جذبت بعض خيوط نسجها من الوسط، فإذا فعلت ذلك فعل الذكر مثلها فلا يزالان يتدانيان حتى يتشابكا فتصير بطن الذكر قبالة بطن الأنثى، وأول ما يلد دودا صغارا ثم يتغير ويصير عنكبوتا، وهي

ل الصورة بعد ثلاثة أيام، ومن العنكبوت ما هو كبار جدا، ونسجه رديء على وجه الأرض تحضن وتقبوالصخور ومنها ما هو حكيم دقيق الخلق، ومن حكمته أنه يمد السدي ثم يعمل اللحمة ويبتدئ من

الوسط ويهيء موضعا لما يصيد في مكان آخر كالخزانة فإذا وقع شيء فيما نسجه وتحرك عمد إليه وشبك

Page 184: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 184

عليه حتى يضعف، فإذا علم ضعفه وحمله وذهب به إلى خزانته، فإن كان جائعا أكله، وإن لم يكن امتص رطوبته، وتركه حتى يجوع، وإذا كان المصيد قد خرق من النسج شيئا عاد ورمه، والأنثى هي التي تنسج

ذلك شبيه بما والذكر يحل وينقض، والذي تنسجه لا تخرجه من جوفها بل من خارج جسدها، وهي في .يلقي شعره وريشه وشوكه وجلده من الحيوان، وفم العنكبوت مشقوق بالطول لا بالعرض

الوصف والتشبيه

: قال ابن الرومي يصف فهد العنكبوت

أفادني زماني مستفاد أعجب

الاسم والعيان في الفهود فهد من

ذو ثمان وذاك ذوات الأربع تلك

نالنغرا مخالب أرجله كأنما

والدرع درع جان سيفاه سيفا بطل

في مكان والإنس ما إن بنى مستأنس

في أمان صائد وهو من ال وصائد

مثل العاني طائر في كفه ال ذبابه

بطائر الخوان يبغي بدلا ذبابه

غفران بينهما دنا فلم يكن إذا

الأجفان تعانق أسرع من عانقه

الجنان بجرأة الوثوب بل بخفة

غاية الهوان في عزيز عزة فهو

: وقال خلف الأحمر في الرتيلاء

في فمها احجن مثل المنجل له يا رب ذا أرجل إبعث

من تحته ومن عل تأخذه مثل العنكبوت المحول دهماء

: وقال أبو نؤاس يصفه أيضاً

كدري لون أغبر قتيم محتقر ذميم وقانص

Page 185: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 185

يد ولا حمومبرعد ليس مشتبك الأعجاز بالحيزوم

يخلط الهمة بالتنويم لا عن الحلة بالسؤوم ولا

اللحظة بالخيشوم ومخرج في طلب الدرة والعلجوم

نقطة تحت جناح الجيم أو أضيف أرضا من محط الميم

خمر بزلت خرطوم دبيب كأنما دبيبه في النيم

تسعة تنهض في يوم أو من كره طرف يومي أسرع

ضوممن ذي لبدة ه أرسع

القول في طبائع الجرادة

تقول سرأت الجرادة إذا باضت، فإذا خرج من بيضه فهو دبي، ويخرج دودا أصهب إلى : قال الجاحظالبياض، فإذا تكونت فيه خطوط سود وصفر وبيض فهو المسيح، فإذا ضخم جناحه فذاك الكتفان، لأنه

الغبرة فهو الغوغاء، والواحدة غوغاة، وذلك حينئذ يكتف المشي، فإذا ظهرت أجنحته، وصار أحمرا إلىحين يستقل فيموج بعضه في بعض، ولا يتوجه إلى جهة، فإذا بدت في لونه الحمرة والصفرة واختلف في

ألوانه فهو الخفيان، فإذا اصفرت الذكور، واسودت الإناث سمي جرادا حينئذ، وهو إذا أراد أن يبيض خور الصلدة التي لا تعمل فيها المعاول فيضرا بذنبه، فتنفرج له ثم التمس البيضة المواضع الصلبة والص

يلقي بيضه في ذلك الصدع فتكون له كالافحوص، ويكون حاضنا له ومربيا، وللجرادة ستة أرجل يدان في صدرها، وقائمتان في وسطها، ورجلان في مؤخرة جسدها، وطرفا رجليها منشاران، والجراد من

إلى رئيس يجتمع كالعسكر إذا ظعن أوله تابع كله ظاعنا، وإذا ترك أوله ترك جميعه الحيوان الذي ينقاد، ولذلك هو "الجرادة نثرة من حوت"ولعابه سم ناقع لا يقع على شيء إلا أهلكه، وجاء في الحديث

ا يؤكل ولا يذبح، وفي الجرادة خلقة عشرة من جبابرة الحيوان وجه الفرس، وعينا فيل، وعنق ثور، وقرن أيل، وصدر أسد، وبطن عقرب، وجناحا نسر، وفخذا جمل، ورجل نعامة، وذنب حية

الوصف والتشبيه

: قال بعض الشعراء يصف ما اجتمع فيه حيث يقول

وقادمتا نسر وجؤجؤ ضيغم فخذا بكر وساقا نعامة لها

Page 186: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 186

جياد الخيل بالرأس والفم عليها حبتها أفاعي الرمل بطنا وأنعمت

باكرنا وسمى ثم خلفه ولى حتى كان الأرض وشي منشور عليه لؤلؤ : عراب يذكره افسادهوقال بعض الأمنثور، ثم أتتنا غيوم جراد بمناحل حداد، فأخربت البلاد وأهلكت العباد فسبحان من يهلك القوي

: وما أظرف قول القائل. الأكول بالضعيف المأكول

جل بافسادرويدك لا تع مهلا دب الجراد على زرعي فقلت له

على سفر لا بد من زاد إنا منهم خطيب فوق سنبلة فقال

: وقال أبو هلال العسكري يصف جرادة

من قصب أردية كأنها أجنحة

مثل صدور الكتب منقوطة لكنها

من ذهب مناشير بأرجل كأنها

: وقال أيضا فيها

من بلاد في بلاد فتمرق ترتاد زادا وأعرابية

به قرارة كل واد تبوع شار كليلغدت تمشي بمن

أرجائه نقط المداد على وتنشر في الهواء عذبات شرى

: وقال يعلي بن إبراهيم الأندلسي يصف دبأة

أتتك بلون أسود فوق أصفر وخيفانة صفراء القرا

عن أنثاه برد محبر تقاصر قد ألحقتها لرؤية وأجنحة

: وقال آخر في ذلك

أشارت بناظري ربرب حين هاحنت القلوب ل جرادة

في نقط من عبيرها الأشهب صفراء حسن يشوبها رقط

في ممسك مذهب راقصة والجناح حلتها كأنها

القول في طبائع دود القز

وإنما ذكرته مع ذي الجناح لأن ماله إليه كما سنذكر، وذلك أنه يكون أولا بزرا في قدر حب التين، وهو وخروجه منه عند استقبال فصل الربيع، وهيئته عند الخروج أصغر من الذر وفي البيض الذي يتكون فيه

Page 187: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 187

لونه، وهو يخرج في الأماكن الدافئة من غير حضن، إذا كان مصرورا مجعولا في حق، وما تأخر خروجه تضعه النساء تحت ثديهن في صرره، فإذا خرج أطعم ورق التوت، ولا يزال يكبر ويعظم إلى أن يكون في

لإصبع، وينتقل من السواد إلى البياض أولا فأول، وذلك في مدة ستين يوما على الأكثر ثم يأخذ في قدر االنسيج على نفسه بما يخرجه من فيه إلى أن ينفد ما في جوفه منه، ويكمل عليه ما يبنيه، فتكون كهيئة

يخرج منها فراشا أبيضا ذا الجوزة ويبقى فيه محبوسا قريبا من عشرة أيام ثم ينقب عن نفسه تلك الجوزة، وجناحين لا يسكنان من الاضطراب الحركة، وعند خروجه يهيج إلى السفاد فيلصق الذكر ذنبه بذنب

الأنثى، ويلتحمان مدة زمانية ثم يفترقان، وتنثر الأنثى البزر الذي قدمناه ذكره على الخرق البيض، تفرش أريد منهما البزر، وإذا أريد الحرير تركت في الشمس بعد قصدا إلى أن ينفد ما فيها منه ثم يموتان، هذا إذا

فراغه من النسج لعشرة أيام، يوما أو بعض يوم فيموت، وما أحسن ما أشار إليه الشاعر بما يؤول إليه : حال هذا الحيوان وضربه مثلا للحرص على جمع المال

والأيام ما يدع وللحوادث يعني البخيل بجمع المال مدته

بالذي يبنيه ينتفع وغير القز ما تبنيه يهلكها ةكدود

وهو كثير العوارض لرقة بشرته بينما صحيحا بادي الصلاح مسرورا به إذ دخل عليه عارض، لا يدري فيصغر ويذبل ويموت، وكثيرا ما يلحقه ذلك عندما يريد أن ينسج، وبعد ما تعب على معاناته، ويقال أن

مض، وفيه من أسرار الطبيعة في حال تربيته أنه يهلك من صوت الرعد، السبب إطعامه ورق التوت الحاوضرب الطشت والهاون، ومن شم الخل، والدخان، ومس الحائض والجنب ويخشى عليه من الفأر

والعصفور والنحل والوزع، والحر الكثير يهلكه، وكذلك البرد الشديد، ومن عجيب شأنه أنه لما كان ما يورق من الأشجار، ويوافق ذلك خروج الدود من بيضه فهو يبتدئ مع ورق التوت فوقه كان أول

ورق التوت وينهي عندما ينتهي في الرطوبة، وبينهما مناسبة عجيبة إذ يصير من هذا الورق المحتقر حرير .جليل ذو جوهر شريف

الوصف والتشبيه

: قال بعض الشعراء فيها على طريق الألغاز

ى إذا دبت على رجلينحت تحضن في يومين وبيضة

لها خبيئا بلا تزيين حاكت واستبدلت بلونها لونين

بعد ليلتين وتنقبه سما وبلا بابين بلا

Page 188: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 188

قد صنعت بالنقش حاجبين مكحولة العينين فخرجت

قد قطعت تاتين شأنها ضئيلة الجبين قصيرة

ثبتا إلا لقرب الحين ما جناح سابغ البردين لها

لكل عينالردى كحل إن

القول في طبائع الذباب

والعرب تجعل الذباب والفراش والنحل والدبر كلها من الذباب، ويقال إن الذباب يكثر إذا هجت ريح الجنوب، وإنه يخلق تلك الساعة، وإذا هبت ريح الشمال خف وتلاشى وهو من ذوات الخراطيم،

دخله، متى أحب الأكل، والولوغ، ومن عجيب إن الذباب يخرجه وي: وكذلك البعوض ويزعم القائم لهذاأمره أنه يلقي رجعيه على الشيء الأسود أبيضا وعلى الأبيض أسودا وقال أصحاب الفحص عن طبائع

الذباب لا يظهر إلا في مواضع العفونة والأماكن المستقذرة، فإنه يخلق من أجزاء تلك العفونة، : الحيوانعفونات، ثم يكون السفاد، ويخلق دودا ثم يصير ذبابا وإذا سفد أبطأ وهو من الخلق الذي مبدأ خلقه من ال

في سفاده، وربما بقى الذكر على ظهر الأنثى عامة النهار وهو يتجاوز في ذلك البعير والخترير والكلب، وهو من الحيوانات الشمسية وذلك أنه يخفي شتاء، ويظهر صيفا، وفيه من أسرار الطبيعة أنه لما لم يخلق

نيه أجفان يدرأ ما القذى عنها، كما خلق لسائر الحيوان خلق له في مقدم بدنه يدان زائدتان لعيتتحركان أبدا كحركة الأجفان ليفعلا فعلهما في تنظيف القذى من عينيه لتبقى صافية، وقال عنترة بن

شداد يصفه بذلك من قصيدته المعلقة

ب المترنمكفعل الشار هزجا الذباب بها فليس يبارح وخلا

فعل المكب على الزناد الاجدم يحك ذراعه بذراعه غردا

القول في طبائع البعوض

صنف يشبه القراد لكن أرجله خفية، ورطوبته ظاهرة يسمى بالعراق والشام الجرجس، : وهو صنفان أنه يتولد وبمصر البق، ويشم رائحة الإنسان وتعلق به كقراد الجمل والكلب وله لسع شديد جدا، ويقال

من النفس الحار، ولشدة رغبته في الإنسان لا يتمالك إذا شم رائحته، فإن في السقف رمى بنفسه عليه فلا يخطئه، والصنف الآخر طائر، ويسميه العراقيون البق، ويسميه المصريون الناموس، والماء الراكد يولده فإن

Page 189: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 189

راشا، والبعوض في خلقة الفيل إلا أنه أكبر صار الماء رقراقا استحال دعاميصا، والدعاميص تستحيل فأعضاء منه، فإن للفيل أربعة أرجل وخرطوما وذنبا، وله مع هذه الأعضاء يدان زائدتان، وأربعة أجنحة

وخرطوم الفيل مصمت، وخرطومه أجوف نافذ الخرق، فإذا طعن به جلد الإنسان استقى منه الدم، لقوم، ومما ألهم أنه إذا جلس على عضو من أعضاء الإنسان لا وقذف به إلى جوفه، فهو له كالبلعوم والح

يزال يتوخى بخرطومه السان التي يخرج منها النفس والعرق، لأا أرق بشرة جلد الإنسان، وإذا وجدها وضع خرطومه فيها وهذا الخرطوم على هيئة خرطوم الفيل فيه غضون كبيرة يجمعه ا ويحده إذا أحب

الدقة إلى الغلظ على تناسب مخصوص، وله رأس هذا الخرطوم سم يستعين به على بتدريج في خلقه من تليين الجلد الذي يقع عليه، وعلى هضم ما يبتلعه من دم وفيه من الشره أنه يمتص من دم الإنسان إلى أن ينشق ويموت أو يمص إلى أن يعجز من الطيران فيكون ذلك سبب قتله، وله في خرطومه من القوة بحيث

ومن طرائف أمر البعوض، . نه يغمسه في جلد الفيل، والجاموس كما يغمس في الإنسان إصبعه في الثريدأأنه ربما قتل البعير وغيره من ذوات الأربع فيبقى طريحا في الصحراء فتجتمع حوله من السباع والطير التي

ة الولاة بالعراق يقتل تأكل الجيف فمتى أكل منه شيء منها مات لوقته في موضعه، وكان بعض جبابربالبعوض بأن يأخذ من يريد قتله تعذيبا فيخرجه مجردا إلى بعض الآجام التي بالبطائح فيتركه ا مكتوفا

فيقتله في أرجى وقت وأسرعه، ولهذا قال الجاحظ وبعوض البطائح كجرارات الأهواز، وعقارب عارية وهي على صغر جرمها قد أودع االله في شهرزور، فربما ظفر بالسكران النائم فلا يبقى فيه إلا عظما

مقدم دماغها قوة الحفظ، وفي وسطه قوة الفكر، وفي مؤخره قوة الذكر، وخلق لها حاسة البصر، وحاسة اللمس وحاسة السمع، وحاسة الشم، وخلق لها منفذا للغذاء ومخرجا للفضلة، ومتى كان الأمر كذلك

ا، فسبحان من قدر فهدى، ولم يخلق شيئا من المخلوقات سدى فقد خلق لها جوفا وأمعاء وعروقا وعظاموقال الزمخشري في تفسيره، وفي خلق االله تعالى أصغر من البعوضة وأقل الدرجات فربما تجد في تضاعيف

الكتب العتيقة دويبة لا يكاد يجليها البصر الحاد إلا بحركتها، فإذا سكنت فالسكون يواريها، ثم إذا لوحت ادت عنها وتجنبت مضرا فسبحان من يدرك صورة تلك ويرى أعضائها الظاهرة والباطنة ا بيدك ح

: وتفاصيل خلقها، ويبصر بصرها ويطلع على خبرها، وقال بعض المخلصين في دعائه والمستغيث بندائه

ظلمة الليل البهيم الأليل في من يرى مد البعوض جناحها يا

في تلك العظام النحلوالمخ نياط عروقها في نحرها ويرى

ما كان مني في الزمان الأول لعبد تاب من فرطاته اغفر

الوصف والتشبيه

Page 190: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 190

: قال بعض الظرفاء

وغنينني بضروب الأغاني جعلن دمي قهوة بعوض

وجسمي الرباب وهن القيان كأن عروقي أوتارهن

: وقال آخر يصف بعوضة

ا سكينهاركب في خرطومه مثل الشفاه دائم طنينها

: وقال أبو إسحاق الصابي

في جوفها النيران تشتعل كأن لم أذق من حرها وسنا وليلة

فيه إلا شجاع فاتك بطل ما أحاط بي عسكر للبق ذه أجب

لا يمنع الحجب مسراها ولا الكلل كل شائكة الخرطوم طاعنة من

احتى إذا نضجت أجسادنا أكلو علينا وحر الصيف ينضجا كانوا

القول في طبائع البراغيث

وإنما ذكرناه مع ذي الجناح لأنه من الحيوان الذي له الوثب الذي لا يقصر عن الطيران، وقد حكى الجاحظ عن يحيى بن خالد البرمكي أن البرغوث من الخلق الذي يعرض له الطيران كما يعرض للنمل،

وهي تتناكح مستدبرة متعاضلة، والبرغوث يطيل والبرغوث مشاء ووثاب، والوثاب من البراغيث لا تمشي السفاد، ويبيض، ويفرخ بعد أن يتولد وهو يتولد من التراب لا سيما في المواضع المظلمة، سلطانه، زمن الشتاء والربيع، وإذا اشتد عليه الحر هلك، وهو أحدب أسود ويقال أنه في صورة الفيل وله أنياب يعض

جل تصلح للوثب، ويكمن ارا ويرتع في الأبدان ليلا وتكثر بمصر، ويطول ا وخرطوم يمتص به الدم وأرلبثه فيها، ولا يوجد منه شيء في البلاد الشديدة الحر مثل صعيد مصر، ولا في البلاد الشديدة البرد،

.وتسميه العرب طامر بن طامر لما فيه من الوثب

الوصف والتشبيه

: والبراغيثقال شاعر مصري جمع بين البق والبعوض

فيه زيادة لا تنقص والليل على ظهر الفراش مبغض نومي

على عجل فلا تتربص وسرت عاديات كالذباب تدأبت ما

Page 191: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 191

منه ما لا يرخص مسترخصات جعلت مدي خمرا بدائم شربها

والبق يسرق والبراغيث ترقص البعوض تقينا برتابة فترى

: مصروقال بعض الأعراب يصف البراغيث وقد سكن

بحنو الغضا ليلي علي يطول تطاول بالفسطاط ليلي ولم يكن

الذي يوقظنه لذليل وإن حدب صغار أذلة يؤرقني

ولا ينعى لهن قتيل علينا ما قتلناهن أضعفن كثرة إذا

لبرغوث علي سبيل وليس ليت شعري هل أبيتن ليلة ألا

الباب التاسع

في طبائع حيوان البحر والمشترك

وكل حيوان البحر يأوي الماء ويستنشقه كما نستنشق نحن الهواء إلا أنا نستنشقه : قال ابن أبي الأشعثومن جرى مجرانا من الحيوان بأنوفنا وينفد إلى الحنك ثم إلى الرئة والسمك يستنشقه بأصداغه فيقوم له

قام الهواء فينا، ولهذا الحيوان أنف الماء في تولد الروح الحيواني في قلبه، ويفي الفضل الشبيه بالدخاني ميشم به فقط، وللنفس النفسانية فينا دم وهواء، وهي في السمك دم وماء فقط وإنما استغنى عن الهواء في

إقامة الحياة، ولم نستغن نحن وما أشبهنا من الحيوان عنه لأنه في عالم الماء، والأرض دون عالم الهواء ونحن لأرض وذلك إنما نغتذي بالبزور والقضب والحيوان، وهذا من جوهر الأرض، في عالم الماء والهواء وا

والآخر . برد مزاج معدته: أحدهما: ويشرب الماء ويستنشق الهواء، والسمك كله شره كثير الأكل لأمرينقرا من فمه، ولأنه ليس له عنق ولا قصبة رئة طويلة وحيوان البحر لا صوت له إذ لا رئة له، وبعضه

س في الهواء، ولا صوت له إذ لا حلقوم له، وبعضه له صوت ضعيف رديء، وحاسة الشم فيه قوية، يتنفأقوى منها فينا وأشد سمعا منا، وسبب ذلك أن صماخه أصلب من اصمختنا لأن اصمختنا غضروفية

واصمخته من جوهر اصداعه، فمصاكة الأصوات لها أشد وقعا وأبصارنا أشد من أبصاره لكدر الروح لنفساني فيه لأنه ينظر من غير هواء، فلذلك إذا قربت منه وهو راكد لا يتحرك، فإن صوت به نفر، فعلم ا

من ذلك أن حاسة البصر فيه غير مناسبة لحاسة السمع، ولسانه غليظ قصير، وهو شبيه باللسان وليس ضراس عند المضغ، لسانا حقيقيا لأن اللسان للصوت، وليس هو مصوتا، واللسان يقلب الغذاء على الأ

وهذا الحيوان لأي مضغ دائما، وإنما لسانه يحس الطعام ولأنه سداد لحنجرته، وحماما لحرارة جوفه، وله

Page 192: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 192

أضراس، وليست للمضغ، وإنما هي لقتل ما يفترسه من حيوان الماء، والأرض، يطبقها عليه، وفعله هذا ش الحيوان، وتثبت فيه أضراسها، وتفرغ فيه سما يشبه فعل الحية، فإا تبلع ما ليس بحيوان ازدرادا، وتنه

يكون سببا لقتله ومقربا له من طبعها ليجود بذلك طعمها وسبيلها في ذلك سبيلنا في تدبيرنا الأغذية بالنار لنقرا من طباعنا إلا أن ذلك لنا بالعقل، ولها بالطبع، ولهذا شعبتان ذواتا مفصلين هما له عوضا عن

يد المتناول ا ما تأكله، تحركهما كيف تشاء كما يحرك ذو الخرطوم خرطومه، وذو الخرطوم، أو من الاليد يده، وإنما لم تخلق له القوائم لأنه حيوان سابح، وليس بحيوان ماش، ولذلك خلقت آلات السباحة

ك أسرع والحركة في الماء، وكذلك الحية لما لم تكن ماشية لم تخلق لها القوائم، فخلقت طويلة ليكون ذللحركتها على الأرض، والسمك يفر ويركد، وصغاره تحترس من كباره بأن تطلب الشط والماء القليل الذي لا يحمل الكبير، وهو شديد الحول والقوة جدا، وذلك إن قوته المحركة للإرادة تجري في مسلك

الحيات، حتى أنه إذا واحد، ولا ينقسم في يد أو رجل أو شيء مما يستغل القوة، وهذا بعينه موجود فيدخل في جحر لم يقدر ذو البطش الشديد من الرجال أن ينتزعها وإن جرها بأشد ما يقدر عليه، واختلف الناس في سفاده، وأقوى الأقاويل أنه يسفد مثل الحية، وإن الذكر يلقح بسفدة يسفدها كثيرا مما في جف

وهو ذكر النحل الكثير منها، وعلى هذا إن القول الأنثى من البيض، كما يلقح بالشيء اليسير من الكثيرمن السمك ما يتولد من سفاد ومن بيض ومنه ما يتولد من ذاته، أما من : لا يقطع به، وقال أرسطو

الطين وأما من الحمأة، وأما من الرمل، وأما من العفونة التي تطفو على الماء، وخاصة إذا كانت العفونات ذي يكون فيها الطحلب من البحر وتكون على شطوط الأار والينابيع، لأن غالبة، وتكون في الأرض ال

الحرارة تغلب على تلك الأرض فتعفن، ويتولد من عفنها دود يتخلق منه ضروب من السمك وبيض في السمك القواطع، والأوابد كما : السمك ليس فيه بياض وصفرة، وإنما هو لون واحد، وقال الجاحظ

البصرة والابلة يأتيهم السمك الأسبور ثلاثة أشهر في السنة ثم ينقطع عنهم تسعة أشهر في الطير، فإن أهلويخلفه غيره في هذه المدة، ويسمى الجواف ثم يذهب ويعود الأسبور ويقطع إليهم سمك يسمى البرستوك

الوقت من بلاد الزنج، ولا يوجد في الزنج في الوقت الذي يوجد عندهم، فكذا لا يوجد في البصرة فيالذي يكون في الزنج، وعد أصنافا كثيرة كذلك، ومن أصناف السمك ما هو في شكل الحيات، وهو من

أصناف الحشرات والدواب والسباع، فتوالدت تلك الحيات هناك، وأما أن يكون كانت

ا مما يعيش وكيف دارت الأمور، فإن الحيات في الأصل مائية لأ: أمهاا وآباؤها من ذوات الماء، ثم قالفي الهواء، وفي الماء كما تعيش في السباسب الجرد، والصخور الصم، وكما تعيش في الرياض والأدغال،

.وكذا تعيش في الجبال والرمال

Page 193: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 193

الوصف والتشبيه

تبرق بريق الصوارم المسلولة، وتلمع : أحسن ما وقع لي من ذلك قول بعض كتاب الأندلس من رسالةولة، مدنرة الأصلاب، مفصصة البطون، مذهبة الأفواه، مجزعة العيون، تصل صليل لمعان الذوابل المصق

.الرقوق في اضطراا، وتخطر خطرات العجول بأذناا

وقال عطاء بن يعقوب يصف حوتا من رسالة يستدعي ا صديقا، قد أهدى لنا صديق سمكة قد لبست ئ زبدا، كأا أرادت أن تحارب السماك، أو من جلدها شبكة تشبه حملا شكلا وقدا، أو جرابا قد أمل

وقال ابن الرومي يخاطب . حوت الأفلاك، فلبست من جلدها جوشنا مزردا وسلت من ذنبها سيفا مجردا : رئيسا ويستدعي منها سمكا

فجلا ظلام الليل ذي الحلك من أضاء شهاب غرته يا

وجودك ضامن الدرك أنى علينا دعوة السمك عسرت

تلته مطارح الشبك قصر ت الجهل أنك فيوقي إعلم

في كل معترك مأسورة دجلة في فنائكم وبنات

بالشحم كالعكك مشحونة كأمثال السبائك بل بيض

طعم كحل معاقد التكك مناظرها وساعدها حسنت

الخواطر متعب الملك قلق الغرثاء يرقبها والناقة

ركموداتنا بلا ش يصطد الصياد حاجتنا فليصطد

مثلك غير مترك وسؤال مثلي غير مطرح فثناء

: ولآخر

قصف بيضاء كاملها بأحسنهن

هيف طواهن ومرهفات قد

تستخف خفاف أرواح نوات

الماء تشف في فهي كمثل الطير

: ومثل هذا قول أبي عبادة البحتري وذكر بركة

هاما بين قاصديها وداني لبعد يبلغ السمك المحصور غايتها لا

كالطير ينقض في جو خوافيها فيها بأوساط مجنحة يعمن

Page 194: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 194

فصل

ومن عجائب الدواب البحرية الدلفين، والرعاد ويوجدان بنيل مصر إلا أن الدلفين يقذفه البحر المالح إلى النيل، فأما الدلفين فصفته كالزق المنفوخ وله رأس صغير جدا، ويقال ليس في دواب البحر ماله رئة غيره،

لذلك يسمح له بالتنفس والنفخ، وهو إذا ظفر بالغريق كان أقوى الأسباب في نجاته فإنه لا يزال يدفعه فإلى البر حتى ينجيه، وهو من أقوى الدواب المائية، ولا يؤذي، ولا يأكل السمك، وربما ظهر على وجه

إلا في الصيف، وفي الأرض وهو نائم كأنه ميت، وهو يلد ويرضع، وأولاده تتبعه حيث ذهب، ولا يلدطبعه الدعة والاستئناس بالناس، وخاصة الصبيان، وإذا صيد جاءت دلافين كثيرة لقتال صائده فإذا أطلقه

لها انصرفت، والكبير منها تتبعه الصغار ليحفظها، وهو إذا رام صيد السمك صار إلى العمق خلفه في ذلك مسرعا مثل السهم يطلب التنفس، فإذا طرفة عين، وإذا لبث في العمق حينا حبس نفسه، وصعد بعد

كانت بين يديه سفينة وثب وثبة يتجاوز ا الدقل إلى الناحية الأخرى، وهو يتزاوج في حركته فلا يرى .ذكر إلا مع أنثى

ففيه من الخاصة أن أحدا من الناس لا يقدر أن يمسه، ومتى وضع الإنسان يده عليه نزعها : وأما الرعادصيحة منكرة ربما دهش ا الإنسان، ووجد في فؤاده خفقانا من ذلك، وفي البحر من بحركته وصاح

عجائب المخلوقات ما لا يسع وصفها كتاب ولا يأتي على القليل منها استيعاب، ويكفي في الإخبار عن .ذلك قول القائل حدث عن البحر ولا حرج، وهذا لفظ صدر عن صدر ضاق من كثرة الفحص وحرج

فصل

فإن ابن أبي الأشعث يسميه المائي الأرضي لأنه يأتي الماء ويرتعي فيه، ويستنشق الهواء كما : المشتركوأمايستنشق الماء ويدب على الأرض ويسعى فيها ولا يحدث بعدم لأنه يستنشق الهواء كما يستنشق الماء إلا

: لها وأهم ما نبدأ بذكر منهأن لبثه في الماء أكثر من لبثه على الأرض، وإيثاره له أكثر من إيثاره

القول في طبائع التمساح

وهذا الحيوان لا يكون إلا في نيل مصر، وقد زعم قوم أنه في ر مهران السند، وهو شديد البطش في الماء، ولا يدخل عليه الأذى إلا من ابطيه، ومنه مقتله ويعظم إلى أن يكون طوله عشرون ذراعا في عرض

Page 195: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 195

ترس الفرس والإنسان، وما أضرف قول أبي نؤاس وقد أنكر هذه الحالة منه حيث ذراعين وأكثر، ويف : يقول

قيل لي إنما التمساح في النيل إذ أضمرت للنيل هجرانا ومقلية

فما أرى النيل إلا في البواقيل فمن رأى النيل رأي العين من كثب

ها واستبطنها فإذا فرغ قلبها لأا لا تتمكن وهو إذا أراد السفاد خرج والأنثى إلى البر فيقلبها على ظهرمن الانقلاب لقصر يديها ورجليها، ويبس ظهرها وهو إذا تركها على ظهرها لم تزل على تلك الحال حتى تنقلب، وهي تبيض في البر فما وقع صار تمساحا، وما بقي صار سقنقورا، والتمساح يحرك فكه

أنه ليس له مخرج، وإن جوفه إذا امتلأ خرج إلى البر وفتح : لالأعلى دون الأسفل ولسانه معلق به، ويقافمه فجيء طائر معروف بذلك صغير أرقط لا يسقط على فم تمساح إذا فتحه غيره، فلا يزال ينقره

بمنقاره ما في جوفه حتى يأتي عليه أو على بعضه فالطائر يأتي يطلب الطعام على معرفة به، فيكون في ذلك إن في رأس هذا الطائر شوكة، فإذا أغلق التمساح عليه : ة التمساح وبعض الناس يقولغذاء الطائر وراح

فمه حسه ا فيفتحه، وزعم بعض الباحثين عن طبائع الحيوان للتمساح ستين سنا وستين عرقا، ويسفد ا ستين مرة، ويبيض ستين بيضة ويعيش ستين سنة، ويوجد في سطح جلده مما يلي بطنه سلعة كالبيضة فيه

.رطوبة دموية كنافجة المسك لا يغادر من رائحة السمك شيئا إلا أا تنقطع بعد أشهر

الوصف والتشبيه

: وصفه شاعر وأجاد

على مثل الحسام المثلم يضم وذي هامة كالترس يفغر عن فم

مشفر مثل القليب المهدم على عن مثل المناشير ركبت ويفتر

لحيا عن مناكب شيهم فوسق مشى في شواة من فقارة غيلم

القول في طبائع السقنقور

وبعض أصحاب الكلام في طبائع الحيوان يسميه الحرذون البحري، ويقال أيضا أنه ورل مائي، ومنه ما هو مصري، وما هو هندي وما يتولد في بحر القلزم وببلاد الحبشة وهو يغتذي في الماء بالسمك، وفي البر

وجلده في غاية الحسن لما فيه من التدبيج بالسواد والصفرة والأنثى تبيض بالعظايات يسترطه كالحيات لأنثاه : عشرين بيضة، وتدفنها في الرمل فتكمل بحرارة الهواء، ويكون ذلك حضنا لها، وقال التميمي

Page 196: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 196

فرجان، ولذكره نزكان كما في الضباب، ومن عجيب ما ركب فيه من الطباع أنه إذا عض إنسانا وسبقه إلى الماء واغتسل منه مات السقنقور، وإن سبق السقنقور إلى الماء مات الإنسان وبينه وبين الحية الإنسان

.عداوة متى ظفر أحدهما بصاحبه قتله

القول في طبائع السلحفاة

السلحفاة تبيض في البر فما أقام به سمي سلحفاة وما وقع إلى البحر سمي : قال الباحثون عن طبائع الحيوانا ما بقي في البر فإنه يعظم حتى لا يكاد الرجل الشديد يحمله وما يترل البحر يعظم حتى لا يكاد لجأة، فأم

الحمار العاسي يحمله، وربما وجد فيها ما وزنه أربعمائة رطل، وفيها أربعمائة بيضة كبيض الدجاج، ثم ج إلى البر وأصابه حر صار بريا فوقع إلى البحر تلف، ولم يستطع الرجوع إلى البر وما صار بحريا فخر

الشمس تلف ولم يستطع الرجوع إلى البحر وللسلحفاة حيلة عجيبة وتوصل خفي في الصيد الذي تصيده من الطائر، فإنه يصعد من الماء ويتمرغ في التراب، ويأتي موضعا قد سقط الطير عليه لشرب الماء فيخفى

منها ما يكون قوتا له، ويدخل الماء ليموت عليها بكورة لونه التي اكتسبها من الماء والتراب فيصيدفيأكله، والسلحفاة تحضن بيضها بالنظر إليه، والرصد لا غير، وللذكر نزكان، وللأنثى فرجان، والذكر

.يطيل المكث في السفاد، وهذا الحيوان مولع بأكل الحيات، وإذا أكلها أكل بعدها صعترا يدفع به سمها

الوصف والتشبيه

: هاقال شاعر يصف

سكونها والحركة وسلحفاة يمج

في معركة ساقط بديلمي شبهتها

عمن عسى أن يهلكه بترسه مستتر

: وقال أبو بكر الخوارزمي يصفها

مثل ما قد طوى البحاري سفره ماء بدت لنا من بعيد بنت

ظهر ترس وجلدها جلد صخرة رأس حية وقراها رأسها

فحلت طرائق الطيب ظهره ر مثل فهر العطار دق به العط

بحمره وصفره نقوشها كما قد قلبت جفنه شرب أو

Page 197: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 197

فرأسها مستقرة أمنته يقطع الخوف رأسها فإذا ما

: وقال ابن صارة الأندلسي يصفها وذكر بركة

الازاهر أجفان وطف حيث مسحورة في شكل ناظره الله

ض لحفمائها ولها من عري في بها سلاحيف الهانئ تغامسها

برد الشتاء فتسد في وتنصرف الشط إلا حين يحصرها تنافر

حبس النصارى على أكتافها الحجف حين يبد بها تشوقها كأنها

: ولآخر

من العي وسواسها تطيل االله ذات فم أخرس لحى

من جلدها رأسها وتظهر ترسها... تكب على ظهرها

اسهابالخوف أنف وضيق الحذر أقلق أحشاءها إذا

في جوفها رأسها وتدخل إلى نحرها كفها تضم

القول في طبائع الفرس النهري

وهو من أعظم الحيوان المشترك جثة ولا يوجد إلا بنيل مصر، وخلقته خلقة الفرس إلا أن وجهه أوسع وصوته كصوت الفرس وعظمه كعظم "وله ظلفان كالبقر وفي رجليه كعاب مثل كعاب ذي الظلف،

قوائمه قصيرة جدا أشبه شيء بقوائم الفيل، وهو أعظم من الجاموس، وصورته عظيمة جدا، ، و"الحماروله أنياب طوال غلاظ صلاب يكسر ا السفن المحكمة، وأسنانه صفين وذنبه وكأنه حيوان ركب

ه هذه الزيادة من كتاب عبد اللطيف البغدادي، ول"تركيب الطبيعة كما ركبت الزرافة والنعامة، والنمر، ناصية، وجلده مثل جلد الجاموس غليظ جدا، وذنبه مثل ذنب الخترير، وصوته يشبه صوت الفرس،

ومن أسرار الطبيعة أنه يخرج من النيل ويرعى زهر وليس يبدأ إذا رعى من أدنى الزرع "وجوفه كذلكا فاه في المكان الذي إليه، ولكنه يحوز منه قدر ما يأكل ثم يبتدئ من حيث انتهى إليه مقبلا إلى البحر وربم

يرعى فيه فينبت أيضا، وهو يقتل التمساح ويقهره ويساجله الحرب، ويكون القتال بينهما دولا وأهل ريف مصر إذا رأوا اثر حافره كان ذلك عندهم دليلا على توفو زيادة النيل وكثرة الخصب

القول في طبائع الجندبادستر

Page 198: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 198

قفجاق وما يليها، ويسمى السمور أيضاً وهو على هيئة الثعلب ويسمى كلب الماء ولا يوجد إلا ببلاد الأحمر اللون لا يدان له، وله رجلان، وذنب طويل ورأسه كرأس الإنسان، ووجهه مدور، وهو يمشي

متكئا على صدره كأنه يمشي على أربع، وله أربع خصي اثنتان باطنتان، واثنتان ظاهرتان، وفيه أسرار يادين له، لأجل الجندبادستر وهو الموجود في انثييه البارزتين، يجدون في طلبه الطبيعة أنه إذا رأى الص

قطعهما بفيه، ورمى ما إليهم، إذ لا حاجة لهم إلا ما فإن لم يبصرهما الصيادون وداوموا على الجد في ظاهرتين طلبه استلقى على ظهره حين يريهم الدم فيعلموا أنه قطعهما، فينصرفون عنه، وهو إذا قطع ال

تبرز الباطنتان وعوض عنهما غيرهما، والجندبادستر بالفارسية كبد فعرب، وتفسيره الخصية، وفي داخل الخصية شبه الدم والعسل، زهم الرائحة سريع التفرك، إذا جف، ذكر جالينوس أن هذا الحيوان ليس فيه

ويهرب إلى الماء، ويعتصم به غير الجدنبادستر، وقال أنه يوكر على الأرض، ويولد عليها ويرعى فيها .ويمكنه أن يلبث فيه سابحا زمانا ثم يخرج إلى الهواء

القول في طبائع القندس والقاقم

فأما القندس فإنه يغتذي بالسمك والنبات، وقد شرف االله تعالى جلده وعظمه إذ جعل الملوك يتخذون أصحاب الكلام في طبائع الحيوان أنه فيه منه التيجان، ويطوقون به الأطواق والأذيال والأردان، ويقول

سادة وعبيد، وأنه يتخذ مساكن مرتبة كترتيب مساكن الناس، والأحرار منهم يتخذون صففا يكونون عليها، وفي أسفلها مواضع للعبيد، ولبيوم أبواب إلى البر، وأبواب إلى النهر ويعبر بعضهم على بعض،

ولسيده، ويعرف جلد العبد بحسن لونه وبصيصه وأهل بلاده والحر لا يكتسب، وإنما يكتسب العبد لهيسلخون خراطيمه، وخراطيم السمور ويتعاملون كما يتعامل بالدراهم والدنانير، بشرط أن يكون عليها

.ختم المالك

وأما القاقم وهو يشبه السنجاب إلا أنه أبرد منه وأرطب، ولهذا هو أبيض يقق وهو يجلب من البحر به جلده جلد الفيل، ورأيت في بعض ااميع اهولة، أن في بعض البحار شاة شعراء تكون الخزري، ويش

في البر مع البهائم حين ترعى فإذا فرغت من رعيها عادت إلى الماء، وتأكل من السمك وذكر فيها .خواصا ليس ذكرها من شرطي كتابي

تكون فيه وقال أا مثال ابن عرس أو قليلا، وذكر بعضهم دابة سماها خز الماء، ولم يسم المكان الذي .سباحتها في الماء كجريها في البر، لها وبر ناعم يعمل منه ثياب الخز

Page 199: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 199

القول في طبائع الضفدع

وهو أصناف كثيرة، ويكون من سفاد وغير سفاد، فالذي يكون من سفاد يبيض في البر، ويعيش في الماء، القائمة الضعيفة الجري، ومن العفونات، وغب الأمطار، حتى يظن أنه والذي من غير سفاد يتولد من المياه

يقع من السحاب لكثرته وكثرة ما يرى منه على السطحة عقيب المطر والريح، وليس ذلك عن ذكر وأنثى وإنما االله تعالى يخلقه في تلك الساعة من طباع تلك التربة والضفادع لا تؤثر أن تستنشق الهواء إلا

ضطرت إليه فعلته، وهي من الحيوان الذي لا عظام فيه ويوصف بالرسح، وتقول العرب في أمثالها أا إذا ا، وإذا أراد "احذر من غراب وعصفور وعقعق وضفدع"، ويوصف بالحذر، وفي المثل "ارسح من ضفدع"

.النقيق أدخل فكه الأسفل في الماء، ومتى دخل الماء فيه لا ينيق

: وقد ليم على قلة كلامهوما أطرف قول بعض الشعراء

الحكماء فسرته الضفدع قولا قالت

ينطق من في فيه ماء فمي ماء وهل في

ويعرض للضفدع مثل ما يعرض لبعض الوحوش من النار حيرة إذا رأا وفكر فيها، وعجب منها، لأن ادع السرج إذا كثر الضفدع ينق فإذا أبصر النار سكت، ولا يزال يدمن النظر إليها، ولذلك يتخذ للضف

.نقيقها، ولذلك تسكت إذا رأت ضوء النهار

الوصف والتشبيه

الناكح حين ينزل كقعدة زانهن أرجل ومقعدات

يكسين وشيا وعيون تكحل

: ولآخر

ليس لها طرة ولا هدب في فاضة مدنرة دعتك

بين تضاعيف نسجها الذهب نسجت من زبرجد فجرى قد

الليل بات يصطخب أدركه إذاصمتا نهاره ف يطيل

ولا امتد خلفه ذنب جفن وإن لم يغط مقلته وهو

واختلافها عجب خلقته ما رآه منه ففي يعجبني

: وقال أبو بكر الخوارزمي

Page 200: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 200

في سربال دخن مطبق والليل والديك لما نيطق أتعني

والنجم في الأفق كعين الأزرق يدم كشحاه بضع الفلق لم

غصان بالماء ولما يشرق ضه لم يفرقغريق بع صوت

الليل ولما يعشق وساهر العين ولما يخنق وجاحظ

سلحفاة وثب عقعق جلد هو الغراب في الخطى والمنطق

لج الماء رمح المحفق يرمج مخنوق ونفخ أشدق وصوت

ملاح غدا فيث زورق كحذق

القول في طبائع السرطان

و ذو فكين، مخالب وأظفار حداد كبير الأسنان صلب الظهر، من رآه والسرطان جيد المشي، سريع العدرأى حيوان بلا رأس، ولا ذنب، عيناه في كتفه، وفمه في صدره وفكاه مشقوقتان من جانبين، وله ثماني

أرجل مشققات وهو يمشي على جانب واحد، ويستنشق الماء والهواء معا وهو يسلخ جلده في السنة ست ه بابين أحدهما شارع إلى الماء، والآخر إلى اليابس، فإذا سلخ جلده سد عليه مما يلي مرات، ويتخذ لجحر

الماء خوفا على نفسه من السمك، وترك ما يلي اليابس مفتوحا ليصل إليه الريح، فتخف رطوبته وتشتد، .فإذا اشتد فتح ما يلي الماء وطلب معاشه وهذا دأبه

الوصف والتشبيه

: قال شاعر يصفه

للخلق لا تخفى ظاهرة سرطان الماء أعجوبةفي

أبطش من حاربته كفا المنة لكنه مستضعف

مشى قدرها نصفا متى للناظر عن جملة يسفر

إن ببحر الصين سرطانات متى خرجت إلى البر استحجرت، والأطباء يتخذون منها كحلا يجلو : ويقالحر الروم أمة يقال لها بنات الماء يشبهون النساء البياض، ومن عجائب الحيوان المشترك، ما يذكر أن بب

ذوات شعور سبط، ألوام إلى السمرة ذوات فروج عظام، وثدي، وكلام لا يكاد يفهم وقهقهة، وضحك، وربما في أيدي أرباب المراكب فينكحوهن فيجدون لذلك عظيمة، ثم يعيدوهن إلى البحر،

أبو مرينه، ويقال أم يظهرون بالإسكندرية وبالبرلس وفيها أيضا رجال يسمى الواحد منهم بالقبطية

Page 201: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 201

وبرشيد في صورة ابن آدم بجلود لزجة أو أجسام مشاكلة، لهم بكاء وعويل إذا وقعوا في أيدي الناس .وذلك لأم ربما برزوا من البحر إلى البر يتشمسون فيقع الصيادين، فإذا بكوا رحموهم وأطلقوهم

وصف آلات الصيد

فصل

ا كمل غرضنا والحمد الله تعالى من هذا الباب رأينا من الصواب أن نختمه بما تصبو إليه النفوس من ولمالإتحاف، وتميل إليه من التشبيهات والأوصاف المنظمة التعبير عن آلات الصيد وفتكات الخيل، والكيد،

ه الخواطر، والخواطر أبدا وهي وإن كانت غير متعلقة بالغرض المقصود في هذا الفن، وإا مما تتشوق إليتابعة لما خطر لها من هواها وعن، فمن ذلك ما أختير من رسالة كتب ا أبو إسحاق الصابي إلى محمد بن

أقبلت رفقة الرماة قد برزت قبل الذرور : العباس بن فسابخش في صفة الجلاهق، وهي قوس البندقت السيوف بحمائلها، ونياطاا وناسبتها للشروق، وشمرت عن الأذرع، والسوق متقلدين خرائط شاكل

في آثارها ونكاباا تحمل من البندق الملموم كما هو في الصحة والاستدارة كاللؤلؤ المنظوم، كأنما خرط بالجهر فجاء كنبات الفهر، قد اختير طينه، وملك عجينه، فهو كالكافور المصاعد في الملمس والمنظر،

خبر، مأخوذ من خير مواطنه مجلوب من أطيب معادنه كافل حامليه محقق وكالعنبر الاذخر في المشم والملآمال آمليه ضامن بحمام الحمام متناول لها من أبعد مرام يعرج إليها وهو سم ناقع ويهبط ا وهي رزق

.نافع

وبأيديهم قسي مكسوة بأغشية السندس مشتملة منها بأفخر ملبس، مثل الكماة في جواشنها ودروعها، ياد في جلالها وقطوعها، حتى إذا جردت من تلك المطارفة، وانتضيت من تلك الملاحفة، رأيت منها والج

قدودا مخطفة رشيقة وألوانا معجبة أنيقة صلبة المكاسر، والمعاجم نجية المثابت والمناجم، خطية الأسماء الاوعال الناخسة والمناسب سمهرية الأعراق والمناصب، تركبت من شظايا الرماح الداعسة، وقرون

فحازت الشرف من طرفيها، واحتوت عليه بكلتا يديها، قد تحنت المشيخة النساك وصالت صيال الفتية الفتاك، واستبدلت من قدميها في عز الفوارس، بحديثها من أنفس الملابس، وانتقلت من جدها في طراد

لها سود دامسة كأن شمس أصيل قد الفارات إلى هزلها في طرد المستهرات، ظواهرها صفر وارسة، ودواخطلعت على متوا، أو جنح ليل اعتكر في بطوا أو زعفرانا جرى فوق مناكبها، أو غالية جمدت على

.ترائبها، إذ هي قضبان فضة أذهب شطرها وأحرق شطر، أو حبات رمل اعتنق السواد منها والصفر

Page 202: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 202

وا في الغيطة، وثبت للرمي أقدامهم، فلما توسطوا تلك الروضة وانتشر: وجاء منها في وصف وتروشخصت للطير أبصارهم، وتروها بكل وتر فوق سهمه منه، وهو مفارق للسهم وخارج عنه، مضاعف عليها من وترين كأنه شخص ذو جسدين، أو عناق ضم ضجيعهن في وسطه عين كشجرة كيس مختوم،

تروع قلوب الطير بالانباض، وتصيب أو سرة بطن خميص مهضوم محولة عن المحاذاة مزورة عن الموازاة،منهم مواقع الأغراض، هذا ما وقع عليه الاختيار من هذه الرسالة فإن الصابي أتى من بعد هذا الكلام

ينعت ما صيد ومن صاد فأطال الرشأ على الواردين، والقصاد، ولضياء الدين بن الأثير الجزري رسالة في ز المتأخر من المتقدم باللحاق لأن الأول اجتنى ثمر الأدب، وكان المعنى الذي نحاه أبو إسحاق، وأين يفو

حظ المتأخر منه الكلأ وكم عسى يجهد نفسه من جاء في الزمن الأخير فشكلا فلم يبق إلا أن يحذو على مثاله إن اعين فاستطاع، وينسج عن منواله إن ترك الفكر عصيانه، وأطاع، جاء من هذه الرسالة في

إذا تناولها بأيديهم قلت هذه أهلة طالعة في أكف أقمار، وإذا مثل غناؤها : الرماةوصف القسي وذكروغناؤهم قلت منايا مسبوقة في أيدي أقدار، وتلك قسي وضعت للعب لا للنضال، ولردى الأطيار لا

لردى الرجال وإذا نعتها ناعت قال أا جمعت من بين وصف اللين والصلابة، ووضعت من نوعين غريبين فحازت معنى الغرابة، فهي مركبة من حيوان ونبات، مؤلفة منهما بعد الشتات، فهذا من سكان البحر

وسواحله وهذا من سكان البر ومجاهله، ومن صفاا أا لا تتمكن من البطش إلا حين تشد، ولا تنطلق ا صندلية في شأا إلا حين تعطف وترد، ولها بنات احكم تصويرها، وصحح تدويرها، فهي في لو

الاهاب، وكأنما صنعت لقوا من حجر لا من تراب، فإذا حذفها نحو الأطيار تقل، وتصعد من الأرض من جبال فيها من برد فلا ترى حينئذ إلا قتيلا بالمثقل الذي لا يجب في مثله فهي كأقله من تلك الأطيار

يصفها على قافية منهوكة أبي نؤاس يقبض نفوسها، مترلة لها من السماء على أم رؤوسها ولابن المعتز : الطردية

أصغر مجدول ممر لا صيد إلا بوتر

مقلة تبكي مدر ذي مسه الرامي نخر إن

دام عليها فمهر بار مقتدر صنعة

لم يختلفن في الصور أمثال الاكر فجئن

طين بحجر أشبه بصغر وللأكبر

يطرن كالشرر ثم أمثال السرر يودعن

Page 203: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 203

غدونا بسحر لما لقلوب والثغرا إلى

أرضا ونذر تأخذ مسود الطرر والليل

صفوفا وزمر جاءت صبح واشتهر فلاح

ما شاء القدر يطلبن بيض الغرر سوابحا

يسألن النظر وهن جديدا ونهر روضا

رام ما يندر فقام عنده من أكبر ما

رعى الصيف انتثر إذا قوسا وجسر وتر

هاو ومنحدر فبين رعودا قد نخ هزل

جناح منكسر وذي على خطر وسابح

جن الأشر ومسه من حسن النظر فارتاح

رمي فانتشر وجد إذا حق القدر وقلن

صار حصى الأرض مطر هكذا رمي البشر ما

: وقال أبو الفرج عبد الواحد بن نصر الببغاء يصفها أيضاً

ظهرهايعليها انحناء وقصاء ترضع غير درها وداية

لا تطرف هدب شفرها نجلاء مقلتها شاخصة في صدرها

لكن بغير ظفرها باطشة مقيمة في وكرها طائرة

في أصلها وفجرها مجيئة تصدرها عن فكرها اراؤها

الصانع بعد مهرها فاقتصها كعوب سبيت من خدرها بنت

إذا سار خمول ذكرها حتى وبردها ونشرها بقطعها

يزل نيرته نيرها فلم أمرهابه كمال مثلت

البندق بعد حرها كأنما إلى الطير امتداد عمرها تنعى

بسحب طميت بصخرها جيدت صادرة من صدرها جنودها

لوط مطرت بصخرها أسرة تحت انسكاب قطرها كأنها

حتى اعترفنا كلنا بشكرها تزل تغمرنا ببردها فلم

Page 204: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 204

ر خوف مكرهايعنو ملوك الطي ناطقة بفخرها أفعالها

ينكر الجارح عظم قدرها لا بازها في فكه وصقرها من

: وقال أبو إسحاق الصابي

الطبائع والكيان مهذبة ومرنان معبسة ضحوك

وباطشية وليس لها يدان وليس بها حراك مغالبة

هي خالفته في المعاني وإن في الجارح النسب المعلى لها

إلى مصب الرهان سبقهافت مع البزاة بلا جناح تطير

باع يطول ولا بنان ولا ما تشاء بغير رجل وتدرك

بلا نظر صحيح ولا عيان ما تشاء بكل الطرف عنه وتلحظ

جسمها من خيزران وسائر عضوان من عصب وعظم لها

ليس يصدر عن لسان بلفظ في الهواء الطير منها يخاطب

عن سنانالطين فيه ينوب لم تضع أردتها بطعن فإن

مخففة الجران مهفهفة ممنطقة خلوب مقرطقة

من الأصباغ في حلل القيان مذكرة مؤنثة تهادى

على مر الزمان شبيبها تزايد كل يوم معمرة

لنا في الرزق عن أوفى ضمان كأن االله ضمنها فباتت

في النفوس من الأماني وأحلى علي العيون من المآقي أعز

الجدب عن ذاك المكان تولى يوما مكاناما استوطنت إذا

: وقال أبو الفتح كشاجم يصفها

عوجاء كالهلال محنية وثيقة مدمجة الأوصال

لعاقل الاوعال باطنها إن شئت إلى اعتدال تعود

أسمر ذو اعتدال يجعها منها لقنا الأبطال والظهر

مثال عين غير ذي احولال وسطه من صنعة المحتال في

من السهام والنبال أمضى بصدفات من الصلصال ىتغذ

Page 205: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 205

الصفرة كالجريال فاقعة في أعين الآمال قذى

يؤمن منها وثبة الكلال تغنم كل غال رخيصة

يكون الصقر كالعيال وقد تعول في الجدب وفي الأحمال

غلف ممدوة طوال في عواتق الرجال مطيها

ن أخي نوالوكم أنالت م افضلت على ذوي الافال كم

للطير من آجال وقربت

: وقال أيضا فيها من أبيات طردية

متى طلبت بها أدركت مطلوبي يساري من الخطي محكمة وفي

عود شجراء صماء الانبيب من للوعل باطن شطريها ومعظمها

بأحسن تفضيض وتذهيب تومي القين في تزينها فغدت تأنق

فما مقتل عنها بمحجوب رميت وسطها مقلة منها تبين ما في

سبيلي في عادي وتجويبي على والطير قد هم الحمام له فقمت

صبت عليهن حتفا بعد مصبوب إذا اكحلت بالطين مقلتها حتى

تلق آمالي بتخييب ولم جذلان لم تكدر مشارب فرحت

: وقال أبو الفرج الببغاء يصف الفخ

نظر جار الخبرمحتقر الم قصر أحدب من غير كبر ذو

إن صله لمس نفر مستأنس لكن إذا ضيم انتصر مستنصر

سهما إذا شك استمر مفوف جنى جناية لم يعتذر وإن

لما رأى العصفور حيا قد بدر له الحب ومأواه الخفر قضى

ولم يزل بين الرجاء والحذر بالحنطة ما بين المدر أرباب

ستبينا لما افتكرهوى م ثم الحرص ويعنيه الخطر تتبعه

النفع ولم يخش الضرر وأمل بنى الدنيا جميعا في غرر إن

يطق دفع القضاء والقدر ولم الفخ بإشراك العير فشده

Page 206: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 206

تصاريف الليالي معتبر وفي الأطماع افات البشر وكثرة

الصفو وإن لذ الكدر وآخر والحزم إن يجزع من حيث يسر

: طريق الألغازقال ابن المعتز يصف الدبق على

وليس في الدماء والغات رماح غير جارحات وما

يخضبن لا من علق الكماة للطراد والغارات وليس

ليس بذي إفلات مستمكن حتف منجز العدات بدبق

اسار علق الشباة فعل في الصدور واللبات ينشب

ليس موقعات أسنة مركبات. . . عواليها على

في الهواء شائلات يحسبن تقصب الريش مجردا من

أذناب جردان منكسات

: وقال أبو الفتح كشاجم يصفها أيضاً

غير ممكنات ممكنات مثل مأسورات واسرات

التعجيل للعدات صوادق مكذبات... غير مؤملات

وليس ضاريات كواسر الأشكال ذاهبات نواظر

ريق الفحل مطليات بمثل بما يصدن عالمات ولا

لو صلحت شيئا من الآلات من سمائم الحيات اقتل

مكان النبل للرماة كانت بالزج والشباة ووصلت

الأحباب بالحبات تعلق للطير ممسكات حوامل

ما دق من الحيات أذناب في النعت والصفات كأنها

من الفتيان بالقينات فيها بالورق المفردات أعذر

وبلا دياتفكاك بلا من قتلى ومن عناة فهن

: وقال أبو الفرج الببغاء يصف سبطانة

كل قلب بمقروحه في حاملة تهتدي وجوفاء

الجسم ممسوجه مهفهفة القد ممشوقة مقومة

Page 207: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 207

ظني بتصحيحه تبشر فمها عينها مشققة

الصيد عاقته عن ريحه إلى هي والجارح استنهضا فإن

باحت بتصريحه لتخفيه المرء أودعها سره إذا

لها النافخ الروح من روحه ات يعيش إذا ما أعادمو

القلب جد تباريحه ففي السبطانة في شكلها هي

الطير من لوحه ويستنزل أبا الفرخ عن ذكره تحط

: وقال السري الرفاء يصف شبكة

مثل حسام القين مطرد بين حديقتين وجدول

تنظر في الماء بغير عين كسوته واسعة القطرين

مجنح الجنبين تبرزه كل قريب الحين دةراص

صيغ من اللجين كأنما مصقولة المتنين كمدية

: وقال كشاجم يصفها

المدود معمر معان جم رب نهر متأت ملان يا

فتية أفاضل أقران في مع باكر الغربان باكرته

كحنو طيلسان محذوة أحداق بلا أجفان بمثل

طماع والحرمانبالأ مزعج جلدة افعوان كأنها

إحدى على صائدها الغرثان الماء عن الأوطان مواطن

البزاة والعقبان وكاسر الضواري الغظف الأذان من

: وقال أبو الفرج الببغاء يصف شبكة العصافير

الثرى حلة من الزرد على في السراب تحسبها رقراقة

المسامير كثرة العدد عن لكنها معوضة كالدرع

ترتضي نسبة أحد لا أعين مفتحة سايرها

الدنيا المشرب المسرور بالكد كأنها في غرورها زخرف

Page 208: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 208

صنافير كأظفار السنانير، قد عطفها القين كالراء، وصيرها الصقل كالماء : كاتب أندلسي يصف الشص .فجاءت أحد من الإبر، وأدق من الشعر، كأنما مخلب صرد، أو نصف حلقة من زرد

: بن أحمد بن محمد الصنوبري يذكر الشص ويصفهوقال أبو بكر

وما حوى صحبي به عناء الأبد أكرم ما أعددته من العدد

مقادير مخاليب الصرد على قين حاز في الخندق الأمد بناء

رؤوس في أعاليها اود لها مثل ما عاينت أصناف الزرد أو

دطعم نكد كل النك ذوات كمثل أبيات الأفاعي اوا حد

الفيل كامرار المسد ممرة في أذناب خيل إذ تشد تشد

الأنابيب قريبات العقد صم بأطراف يراع مسترد نيطت

من ظل صفصاف علينا قد يرد بها من حيث ما عاج أحد عجبا

أيديهم إطلاق يد فأطلقت نهر لابس درع زبد شاطئ

تنادوا قد من الحيتان قد حتى تزل ترسل طورا وتزد فلم

بمثلهن في العدد فجئنا بعثنا ألف عين في جسد ثم

دراهم لا تنفد مكسوة من الحيتان بيض كالبرد ألف

للمهيمن الفرد الصمد والحمد كذلك الأرزاق من جزر ومد

: وقال أبو الفتح كشاجم يصف الشض أيضاً

وللبزاة عنده ثواه من كان يحوي صيده الفضاء

صيدي ما حواه الماء فإن بالكلب له العناء وطال

والماء غطاء يظل ساعدوه رشاء بمخلب

من الحروف راء كأنه كما طوت هلالها السماء

سما اسمه غذاء يحمل ونصف خاتم سواء فهو

تدمي القلوب والأحشاء فيه لنا اجتناء وعطبها

القريس والشواء أمتعنا إذا ساعده الفضاء عاد

Page 209: مباهج الفكر و مناهج العبر - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/4037_214.pdfﺔﻘﻃﺎﻨﻟﺍ ﻪﺴﻔﻧ ﺕﻻﺎﻤﻜﺑ ﻥﻮﻜﻴﻟ

الوطواط- مباهج الفكر و مناهج العبر 209

لث من مباهج الفكر ومناهج العبر في الطبائع الحيوانية يتلوه الفن الرابع في والله الحمد تم الفن الثا .الفلاحات النباتية إن شاء االله تعالى بحمد االله تعالى وعونه ولطفه وبه المستعان

تم الفن الثالث من مباهج الفكر ومناهج العبر ويتلوه الفن الرابع من الكتاب في الصفحة التي هذه الورقة، . الله كثيراوالحمد