ام

هد

ام

هروايةooكهوف الظالم8د

سنية زايد

لمزيد من الكتب الحرصية

زوروا موقعنا

موقع عصري الكتب

www.booksjuice.com

�إل

��ون حروبا لي�س��ت باختيارهم، ذي��ن يخو�س »�أولئ��ك �ل

لقو� ببحور �أرغمو� عليها دون �أن يعرفو� باأي ذنب �أ

�لتهلكة...

�ل�ست�سلم ل يعد خيار�!!«

فع��ات، ب��ل ح��ن ياأت��ي »قوت��ك لي�س��ت ف توجي��ه �ل�س

اه��ا، تظ��ل ر��س��خا عل��ى قدميك!« دورك لتتلق

�سنية ز�يد

ل

األو5

�حلي���اة ف ���دة �ملوؤك �لوحي���دة قيق���ة »�حل�أل حقيقة على �لإطلق«

ف �آ�س

11

شر والتوزيععصري الكتب للن

رة، خ�ارج ح�دود الزمان واملكان، �س�اقطة واقفة هن�اك مت�س�مها ت اأن ف الال�س�يء، منفية خارج كل �س�يء، للحظة �س�كب�ن ثناي�ا د ذك�رى �سال�ة حلق�ت به�ا، علق�ت �ر اإل املا�س�ي، م انتقل�ت عقلها امل�ستت اأو بالأحرى علقت هي داخلها! ل يهم من علق بالآخر! الأهم

�ة بلحظتها الراهنة! اأن تل�ك املعلق�ة اأمامها لي�س�ت حي

امتنع كلها عن التنف�س، عن احلياة، ل ت�ستطيع �سوى النظر اإل العائدة اأكيد هي تهذي! كل �سيء الآن من املا�سي ال�سحيق متج�سدة اأمامها! بالتا هي اأمها فكل م�ستحيل هو الآن املمكن بعينه! بات متمال! اإن كانت حق

اأخزم! عن عن تخف ل امل�سطربة واختالجتها ارتعا�سات ج�سدها الذي اأيقن اأن مفاجاأته املدوية، اأ�سابت خافقها ف مقتله كما اأراد!

تي دة ال ها دهر، زمر ظلت العيون عالقة ف تلك اللحظة من الزمان كاأنل ت�ستطيع حمل راأ�سها من التعب والوهن، ل متلك اأن يرف لها جفن قد يبعد ناظريها ولو للحظة عن �سغريتها، التي انتزعها القدر غ�سبا منها، ول يفارقها وجهها الذي حفرت كل تق�سيمة به �سغريا داخل روحها، ل

تخ�س يوما القيود قدر ما خ�سيت اأن تفقد تف�سيلة واحدة منه.

تقبلها ولدتها، بعد لها ابت�سمت التي للحظة وتعود عينها تغم�س ما جعلها حية، اأبقاها ما هذا عف، �س من ا�ستطاعت ما بكل ومت�سكها

احتملت كل ما م�سى من األ ال�سنن املن�سرمة ف قيودها.

12

شر والتوزيععصري الكتب للن

لأعوام حت�سب الثواين والدقائق وال�ساعات لروؤيتها دون اأمل ف حتقيق حلمها امل�ستحيل، اأو هذا ما متنته ودعت بكل ما امتلكت اأن يظل م�ستحيال! األ يحدث ويجتمعا ف مثل هذا الو�سع، األ ت�سل اأيديهم اإل ما تكبدت كل

هذا لأجل اإخفائه »�بنتها«.خزم البارد من �سفعة املفاجاأة... انت�سلهما �سوت اأ

ل اأننا تعرفن نت اأ لكن احلميمي، اللقاء هذا اأقطع اأن اأ�ساأ ل منتلك الكثري من الوقت.

ها ال�ساحب، رغم رة بوجه اأم اأوغل النظر بعينها التي ما زالت مت�سماأن �سوته راح يخرتق كل ح�سونها التي �سيدتها بهدوء وثبات قبل دقائق...

متى �ست�سلمن ل الكتاب يا اأمرية؟ با، تقب�س �سها و�ساقت عيناها تغ�س لت عينيها نحوه، عال �سوت تنف حو

ها... كفيها بحنق ي�ستعل داخل قف�سها ال�سدري، لريفع يده نحو اأمة هنا، ن تت�سرف بتهور، غري اأنك ل متتلكن اأي قو اأنت اأعقل من اأ

اأعني دون اأن يكون انتقالك كامال.اأق�سم اأنني �ساأقتلع قلبك بيدي، ول �سيء بهذا الكون �سيمنعني.

فاإن انتقالها، اكتمال دون �سحرها انعدام عن قاله ا ب يقينه رغم والنظرة ال�سيطانية النربة لتلك يفعل ل ومن وبقوة، ارجتف داخله دة، زاغت عينه... املحتقنة بكره الكون نحوه؟! حترك خطوتن نحو زمر

اأكيد ل تريدين تكرار ما حدث باملخزن! اأنت بالتارجتف ج�سدها لكن تلك املرة خوفا، ليهتف بنربة ل ي�ستطع مواراة

�سماتتها رغم تلعثمه اخلفيف...

13

شر والتوزيععصري الكتب للن

بح غري متمل، متى �سوف ت�سلمينني الكتاب؟ بالطبع الرف�س اأ�ساأعدك اأن يلتئم ال�سمل بينكما، وتعودا معا من جديد.

لت نظرتها احلانقة اإل نظرة عاودت النظر نحو اأمها املكبلة وقد تبداأمها ب�سوت لت�سعر ة، قو ول حول متلك ل مهزومة، �سعيفة منك�سرة،

ظات من تال�سيهما!! اخلائر يهم�س داخل عقلها قبل حل

5انتف�ست فزعة تلهث اأنفا�سها الهاربة، ج�سدها يغمره العرق، يخنقها �سكونها امل�سدوم، طفقت الدموع تن�سل من عينيها، ل تعرف اأهي دموع اأم دموع اخلوف اأن تفقدها ها ما زالت على قيد احلياة! اأم الفرح بكون وفقدته بلحظة اأباها ت�سرتد األ ا�سرتدادها! حتى لها ى يت�سن اأن قبل ا لك �أخزم! �أنت مق، لن دا »تب د بالتالية! فلن حتتمل اأن تعي�س هذا م

رخ داخلها باأل. �أحتمل تكر�ر ما حدث« �س

ل كفيها تهزها بن�سيج اعتدلت، واأ�سندت �ساعديها لركبتيها وراأ�سها اإاتها ونحيب �سوتها الطافح باأملها، لتجل�س رونا اأمامها، يعلو وتعلو معه اأن

رفعت وجهها نحوها وقد ت�سببت الروؤية بعينها من الدموع... ت يده. ي... هناك... حت دة... اأم زمر

اجلميع تبادل رونا، حدقتا فت�سلبت بن�سيجها، حرف بكل تلعثمت راأ�سها لتحرك دة!« »زمر بذهوله ف اآ�س �سهق بينما ال�سدمة نظرات

نحوه...ي. زارا لديه اأمدة قتلت على الباب الدموي! زمر

14

شر والتوزيععصري الكتب للن

هتفت رحيل بعدم فهم، لتتقدم دلن خطوة...يحاول خداعك. ي. راأيتها بعيني، تلك اأمقيقة وعليك تقبلها. ها احل دة ماتت، اإن زمرقيقة الوحيدة التي اأعرفها، تلك املعلقة فوق ما راأته عيني هو احل

ي. جدار هي اأمت �سارخة با�سطراب غا�سب ودموعها تزداد، ف�سمتت دلن، انتف�سقت عيون اجلميع باأملها، ظلت رونا ف حالة �سدمة ل تفه بحرف، ل وترف

ف عن �سمته ويجل�سها بجواره... حترك طرفا، ليخرج اآ�ساأخربيني كل ما راأيت هناك؟

ت اأنفا�سها، تفرك اأ�سابعها... ابتلعت ا�سطرابها وا�سرتداأطرافها ل تكب احلمراء الأ�سفاد تلك جدار، على معلقة كانت

الأربعة، ذات الأ�سفاد التي قيدوك بها ف املخزن!�سال�سل اخل�سوع!

ف كاأنه يحادث ذاته... خرج �سوت تيام مهزوزا بده�سته، لي�ستطرد اآ�سا، لذلك ل اأرها كل تلك ال�سنن. هذا منطقي جدف؟ ما تلك الأ�سفاد يا اآ�س

دا، لي�سرت�سل د وؤال م ان تعيد ال�س �سرد قليال قبل اأن ينتبه على نربة ريبتوتر ل يخف على عن اأحد...

نوع من القيود، ي�سنع من معدن اخل�سوع، هكذا يطلق عليه، ول ام فقط، ومن ا�سمه يعرف �سبب ت�سميته ي�ستخرج اإل من كهوف ده

ع داخله مهما بلغ �سحره اأو قوته. ع كل من يو�س وتاأثريه، يخ�س

15

شر والتوزيععصري الكتب للن

ملاذا؟ ال�سحيق، املا�سي هاوية من العائد رونا �سوت نحو اجلميع التفت ال داخله وؤ ف بن عينيه بذات النظرة القلقة فقبلها طرح ال�س ق اآ�س لي�سيملاذ�؟!« و�لأهم فكيف؟! كذلك كانت و�إن حقيقة؟! �سيا ر�أته ما »هل فكاره تقهقرت اأقدامها الثملة من املفاجاأة اأمامه ت�سحبه عنوة من جب اأ

ها اأكث منه ت�ستتا... املظلم امل�ستت، وكل اختالجة بوجهها ت�سي اأنكيف احتفظ بها كل تلك ال�سنوات دون اأن يدري اأحد عنها �سيئا؟

ه قتلها؟ د عناء اإخفائها واإيهام اجلميع اأن ملاذا تكبالأهم ملاذا ل يفعل؟ ملاذا ل يقتلها؟!

فغر اجلميع اأعينهم ذهول لت�ساوؤله! وحدها رونا من فهمت ما الذي يدور بخلده! فاأ�سعل بحور الذهول بداخلها اأمواجا فوق اأمواجها! لتخرج

ا عن �سمتها... �سيي على قيد احلياة. ل اأكرتث، كل ما يهمني اأن اأم

غري ي�سمعان ول يريان ل باتا بينهما، عينها تنقل واقفة، انتف�ست اأيقنه اجلميع! ليجذب �سوت ق�سماتهما قلقا وارتيابا خماوفهما وتزداد

ام انتباه اجلميع... تيكيف ا�ستطعت الو�سول اإليها؟ . اأخزم اأح�سرها اإل

�سيقت رونا عينيها بعدم فهم، لت�سرت�سل...هو من فتح ل باب العبور من البداية، اليد املمدودة وال�سوت. هو ل ميتلك مثل تلك القوة ل�ستدعائك؟

16

شر والتوزيععصري الكتب للن

ام بارتياب... ت�ساءل تيدة متتلك... لكن زمر

يرهق راح اأفكاره، �سياطن �سته وتلب وقف ف، اآ�س نحو التفت اجلمع د حليته ونربته كمن يحادث نف�سه... الغرفة جيئة وذهابا، ومي�س

ها متجزة بن ا يعني اأن اللعن... كان ي�ستدعيك بقوة �سحرها، مق�سر رو�سيل وغابة روكان! املكان الوحيد الذي كنت تنتقلن اإليه،

حيث ي�ستطيع التحكم باملعرب وبها وبانتقالك.ا وبذات الهيئة املحمومة... لبث اأمام �سي

ما الذي اأخربك به؟ هناك كتاب داخل القاعة املحرمة ويريدين اأن اأح�سره له!

يبد ل رهبة! تباعدت واأنفا�سه ذهول عينه ات�سعت كله، لب ت�سد كل �سيء حوله، الزمان واملكان، م ه بعال الأحياء! جت اختالجة ت�سي باأناأطلقت واحدة وذكرى روحه، دام�س �سكون تال�ست! عم احلياة ى حتاأنيابها تنه�س قبور ذكرياته لتعود للحياة براأ�سه املبهوت! اأخر�س الذهول النقي�س اإل النقي�س من ونقلته بغتة �سته تلب تي ال الهيئة لتلك اجلميع

بلمح الب�سر!

وجوم طويل خيم على الوجوه، تبادل اجلميع نظرات مت�ساربة، ك�سرت رحيل �سطوته بعد هنيهة طالت...

اأي كتاب هذا؟ �سهقت وارتياب، خوف بنربة متقطعا �سوته خرج �لقدر!!« »كتاب

ا!« ليت�ساءل ريان ببالهة... ام »تب رونا وا�سطرب تي

17

شر والتوزيععصري الكتب للن

كتاب ماذا؟ األي�ست تلك خرافة قدمية!

رحيل لتهم باملكان، خانق �سمت حلق ميب، دون دلن تهكمت واقفة...هل للقدر كتاب؟

ا من رونا وعيناها تتابعانهم بانتباه �سديد... بت �سي اقرترخ بعقولكم ما هذا الكتاب؟ وملاذا هو مهم لتلك الدرجة التي ت�س

ووجوهكم؟ وملاذا يريده اأخزم ب�سدة؟ا مكتوبة بداخله؟ هل الأقدار حق

ت�ساءلت رحيل ب�سذاجة، لرتد دلن بنفاد �سرب...ها اأ�سطورة قدمية! الأقدار مكتوبة لدى من خلقها يا حمقاء، غري اأن

ماول ع�سبية، بحركة يديه كلتا ك وحر بجل�سه تيام اعتدل ال�سيطرة على ا�سطرابه وخفقان دقاته املذعورة، لينهي اجلدال الدائر...

ه كتاب مكتوب بداخله كل تعاويذ ال�سحر التي عرفت منذ ظهر اإنة كل �سيء، �سمي بكتاب القدر، لأن ال�سحر، من ميتلكه ميتلك قو

ما به من �سحر ميكنه اأن يغري اأقدار عوال باأكملها.اأنت ل تعني... ر، وال�س ري اخل وجهان، �سيء لكل ا، �سي يا يعنيه ما حتديدا هذا

ال�سحر ه كذلك يحوي لكن النافع، النور القدر يحوي �سحر كتاب الأ�سود، بداخل هذا الكتاب اجلنة... واجلحيم.

18

شر والتوزيععصري الكتب للن

روحه �ستات مللمة حاول كها، ت�سك على ا رد �سمته عن ف اآ�س خرج الكل ال�سدور، على ثقيل اإطراق جثم �سدى، املتالطمة اأفكاره وتنافر يكون اأن خائرة. هم�سة على اأحدهم يجروؤ ل بتوج�س، امل�سهد يرتقب لأي باخلري يب�سر ل �سيء ومفرت�سا ملالمه ف اآ�س بنربة ينه�س اجلزع

اأحد!جل�ست بعيدة عن اجلميع، واإع�سار جارف ي�سرب داخلها، األف �سورة مبهمة عن امل�ستقبل تت�سارع بعقلها، ليختفي كل ذلك ويحل مله �سورة ليلتفت واقفة انتف�ست جدار، فوق معلقة ها لأم وا�سحة را�سخة واحدة

نحوها اجلميع...اإن كان �سبيل الو�سول اإليها ف�سوف اأح�سل عليه. كنك فعل ذلك، اإن امتلكه زارا فهذا يعني نهايتنا جميعا. ل ميام، ماذا تريدين اأن اأفعل؟ اأتركها له ليقتلها؟ ي يا تي لديه اأم

ام ل تعد حتتمل كبحه اأكث... هدر حنقها بوجه تياأكيد لن يفعل الآن! ل يقتلها كل تلك ال�سنوات املا�سية! بالت

ام راأ�سه نفيا ب�سخط... حاولت دلن تهدئة الأجواء املحتقنة، هز تيلن يعيدها اإليك. ا يفعلها؟ هذا كل ما يريده؟ اإن اأخذ الكتاب فربة اإن امتلك الكتاب. لن يعيدها يا ريان خا�س

م خطوة منها يكز به، ثم تقد ان الذي زاد تعج ه نظرة واثقة نحو ري وجبا... اأ�سنانه وقد ا�ست�ساط غ�س

19

شر والتوزيععصري الكتب للن

ه �سيرتك امللكة ال�سرعية لل�سدمي حية! يعرف اأتعتقدين يا حمقاء اأنها حية. ه حن يعلمون اأن د اأن اجلميع �سينتف�س �س

ارمتت رونا على الأريكة من خلفها، و�سعت راأ�سها على كفيها، فعاود تيام اجللو�س جوارها، ي�سعر الثقل اجلاثم على عاتقها...

ديدا! ل عالقة للعنة بالأمر، فقط الآن عرفت ملاذا قاعة العر�س حتلأجل الكتاب! ل يقتلها لأجله.

ف با�ست�سالم حفر بوجهه وديانا من �سنوات �سقاء م�ساعفة، د اآ�س تنهو�سهقات اأملها ت�سبقها، نظر اجلميع نحو وجهها ال�ساحب، �سوتها اخلائر،

اأدغمت على نف�س احلال...ديدا، حت رهانا ن�سل من تبقى من اآخر فهي بقتلها، يغامر ل

وحدها ميكنها الو�سول للكتاب، اأطلق كالبه ف كل العوال ليجد الذي الكتاب له دة جتد وزمر الباب، اآخر الدماء فيفتح بدمائها

اأخفته رهانا.ه ن اأ يبدو اآخر، ف زمن �سريدا زائغة وفكره ف اآ�س لوهلة ظلت عيون با وتباعدا! داخله يجهل الكثري داخل متاهة القدر ولعبته التي تزداد ت�سعله يخبئه زال ما �سيئا اأن هناك حجرا ناق�سا! اأن هناك �سعور غام�س

القدر ف جعبته ال�سحرية، التي ل تخلو من املفاجاآت على طول امل�سري!الآخر، من قريبا ل�سا م منهم كل خذ ات مق�سلته، ال�سمت اأطبق خيال، م�س لهم هذا فكل املتعجبة، النظرات يتبادلون وثالثتهم

اأ�سطورة قدمية عن كتاب خراف ل يوجد يوما!ف ورونا وتيام يحلقون ف عال اآخر، عال مظلم م�ستعل بن بينما اآ�سكل خيوطهم تنتهي �سافية! اإجابة دون بهم تع�سف التي الأ�سئلة اأمواج

20

شر والتوزيععصري الكتب للن

ا بدت بن اجلميع كاملغيبة، ف�سربات القدر لها بهواج�س مفزعة قاتلة! �سي�سريعة متتالية موجعة، تعت�سرها من الداخل دون رحمة!

5النجوم، اآفلة ال�سياء ة مكفهر بال�سواد طاعنة �سماء و�سط بامل�ساء عن ال�سرفة منعزلة باآخر مرتبعة جتل�س رونا املنهكة عينها التقطت روحها، على القاب�سة وهواج�سها الدام�سة باأفكارها غارقة اجلميع، تعت�سرها براثن اللوم واإح�سا�س الذنب، واحلزن والندم ي�سيطر على كل

ذرة بها.منهم! من حال على تدري ل باأ�سى وزفرت عينيها بن م�سحت عمرها لن�سف جدار فوق معلقة واحدة ال�سفقة! ي�ستحققن فثالثتهن ارع بكل ما متتلك لأجل العودة اإل ملك لأجل كتاب اأحمق! والأخرى ت�سزائف، تفي بعهد اأخرق وت�سرتد عر�سا ما هو اإل �سراب! وهي، الفتاة التي ا هي اأكث من األقيت و�سط اأمواج اجلحيم حتى دون اأن تعرف ملاذا! ربي�ستحق ال�سفقة تلك اللحظة! على الأقل كلتاهما اختارت جحيمها بلء ة ون؛ مر يتاأمل اأكث من ون ا من هذا! املجرب اأي اإرادتها، اأما هي فلم تخرت

ة لإجبارهم! ملعاناتهم، واألف مرالوجع حت�س زالت ما جانبها تلم�ست يلتهمها، �سار بياأ�س زفرت ا قريبة منها، ر�س بجرحها، لكن وجع روحها اأعتى واأ�سنى كيانها، جل�ست اأدرها ب�ساعديها، ل تقل �سيئا، ابت�سامة موا�سية كل ة �ساقيها اإل �س �سامول �سيء ظتها اخلا�سة و�سراعها الداخلي، تلك حل اأن ما فعلته، تعرف

ها ل ت�ستطع تركها وحيدة حلزنها يلتهم روحها. قد يخفف عنها، اإل اأن

21

شر والتوزيععصري الكتب للن

ظات حل ف نحب ملن نقدمها التي املوا�ساة اأنواع كل لي�س احلديث بن والدعم احلب حتمل حانية هادئة موا�ساة، ا اأي�س ال�سمت الأل، ظات كربهم! ل يهم ماذا �سكونها، وجودنا كل ما منلك لنقدمه لهم ف حل

نقول اأو نفعل لكن الأهم اأن نكون بجوارهم.رف�ست ها لكن الرحيل، بحدة اإليها طلبت بعيدا، دفعها رونا حاولت ف ة خا�س نحب، ن عم �لتخلي ميكننا تفعل »ل اأن ميكنها ل باإ�سرار، تطلبن فكيف يوما، عني تتخلي ل �أنت و�سعفهم، ياأ�سهم حلظات مني �أن �أفعل؟!« هكذا اأخربتها، اكتنفهما ال�سمت، فاأقلقته رونا بتنهيدة

كمد...ها ما زالت على قيد احلياة؟ هذا خطئي، كيف ل اأعرف اأنلي�س خطاأك. بل خطئي وحدي.

ا نفيا باإ�سرار... ت �سي اعرت�سف ل ي�ستطع بكل �سحره وروؤياه. اآ�سما كان يجب اأن اأتخلى عنها. اإرادتها، واتخذت قرارها بلء العواقب، تعرف كانت تفعلي، ل

واإن كان هذا خطاأ اأحد فهو خطئي اأنا.... لي�س خطاأك. كال

ا ب�سخرية... انتف�ست ت�سيح بيديها نافية، لتبت�سم �سيتخلت عن ال�سوار لأجلي. لي�س اأنت، كان يجب علي حمايتها.

22

شر والتوزيععصري الكتب للن

وقد فعلت... التفتت رونا اإليها بعن دامعة، لتطبق على يدها...

بحمايتك ل، هذا ما اأرادته هي وما اأق�سمت على فعله، وقد وفيت ي. بق�سمك ووعدك... اأم

درها من بركان �س األ رونا بزفرة تنهدت ي«، »اأم �سددت على كلمة ها تخلت عنها وتركتها لهم! د التفكري باأن ر املحرتق بعذابها، فال حتتمل ما بيدها تطبق على �ساعدها... كيف ل تف بوعدها لرهانا! لت�سرتدها �سي

ها لو اعتربنا اأن ما حدث هو خطاأك وهذا غري �سحيح فاأثق اأنغفرته لك.

حتجرت الدموع بعيون رونا، واختنق �سوتها برارته...مغفرة نطلب اأن قبل لأنف�سنا نغفرها اأن يجب اأخطاء هناك

الآخرين.ي، �سوف ن�سلح الأمر ون�سرتدها، هذا كل هوين على نف�سك يا اأم

ما يجب اأن نفكر به الآن.هذا ما �سنفعله مهما كلف الأمر.

ا تتالألأ بنظرات م�سجعة، فكم دت رونا بابت�سامة حانية، وعيون �سي اأكها تعلم اأن ما تقوله ت�سفق عليها من ثقل الندم اجلاثم فوق كتفيها! رغم اأنها باتت لكن ت�ستطيع! وهل عل! �ستف كيف تعرف ول بذاته، امل�ستحيل هو

بل! عالقة باملنت�سف فال طريق اآخر! غلقت عليها ال�س

5

23

شر والتوزيععصري الكتب للن

يجل�س فوق عر�سه، يبدو ملن يقف اأمامه �سامخ الطلة، جامد املالمح كر�سيه �ساعدي على يديه يطبق البعيد، نحو امل�سوبة النظرات قا�سي يزيد هيبته مفرط ب�سكون ي�سبح به ما كل بهدوء، اأنفا�سه تتهدج بثقة، ا، كاأن كل ما م�سى من اإع�سار كا�سح بالأيام املا�سية ل مير على غمو�سد ن�سيم عليل داعب اأطراف عباءته املو�سى بالذهب ر حدائق �سطوته، م

ه ل يزحزح اأطرافها قيد اأمنلة! لكنلكن قريبا قريبا، وداخل �سدر زارا حتتدم اأمواج اأنفا�سه املتالطمة، الهادر �سخطه في�سان احتواء جاهدة اول حت �سلوعه، ق�سبان بن اأفكاره الثائرة ب�ساللت الغ�سب ال�سارخ الذي يكاد يه�سمها، لت�سطدم �سراح روحه مطلقا �سخطا، تق�سها تكاد بربكان حنقها بجدران عقله،

الناقمة اجلامة ترك�س به اإل هوة اجلحيم.حقرية هجن ي�سيده! عقود �سعى الذي عظمته عر�س هزت ح�سرة تاأتي بلحظات لتهدم بروج نفوذه! وت�سعل عامله اأتون م�ستعر، تعبث بركام حدائقه اخلربة لتهدمها على ما تبقى من عرو�سها املحرتقة، ل ي�سدق

ما حدث!التي باللحظة املعركة، داخل مقيد عنه رغما هناك، مبو�س كله فعلتها كيف و�سم! الر اآلف خلفها ومن �سبحها عن الأر�س ان�سقت ا �سحر امتلكته دون لها تلك القوة الكا�سحة؟! اأهو حق اأين اللعينة؟! من يعرف من وهو خري �سياطن، راآه فعل ما م�ستحيل، من ذويها؟! البقية ه وبكل ما امتلكه من يطان الأعظم فاإن يطان حن يراه! ورغم كونه ال�س ال�س

د ل ي�سل اإليه، وهي و�سلت! طموح ومتر

24

شر والتوزيععصري الكتب للن

اهد لل�سيطرة ل نظراته نحو نافذته املظلمة، و�سلوعه ما زالت جت حوما اإن ثورته املكظومة، ليعاود عقله امل�ستعل داخلها، الكمد على براكن كل رغم ا�ستطاع هو ول اأ�سالفها، من اأحد ميتلكه ل بدمائها ي�سري هوات احلدود التي تخطاها! �سهوة ل يعرفها �سابقا رغم انغما�سه بكل ال�ستلك لكن اأق�سى حدود ال�سطوة ال�سرو�س، اإل املهلكة! وتطلعه للو�سول

هوة ل ي�سل لها �سابقا، النتقام! ال�سبها اأنفه حتى النخاع! قراأها بعينها حلظة ان�سقت عنها الأر�س، ت�سرعر�سه! عتبات حتى وو�سلت العوال عربت تها بلذ امل�سكرة فرائحتها �سيئا اإليه اأعادت حوا�سه! كل واألهبت دره �س بها وت�سبع كيانه زلزلت »رغبة الراحلة ال�سنون طم�سته ما بداخله اأحيت �سنوات! منذ فقده �لتملك« كانت دائما مفزه الأول والأخري، ما اأو�سلته اإل العر�س، وبعد لالأبد، بداخله اندثرت ها اأن اعتقد حقيقي، مناف�س ودون م�سى ما كل ار �سغفه منذ اللحظة لكنها اأيقظتها بقلبه من جديد! ل تعد رغبة بل �س

امتالكها!تفتته �سعيا ما يدور بفلكها، كل تتاأجج �سارخة جامة تلتهم رغبته ا�سها، النتقام للثاأر »كيف تروؤ!« كيف تتحداه؟! باتت طريدته وهو قناأكث جنوحا من اإبلي�س حن �سيطان هائج ل ميلك زمامه اأحد، �سيطان اأبى ال�سجود! اإبلي�س ا�ستعلى بوقود »�لغرور«، لكن �سيطان النتقام متجرب

بوقود اجلحيم »�لكره«.الكره يبيد كل ما يقف بطريقه، �سيطان ل يندم ول يغفر ول يقف عند دا اأن الدماء ل تروي ظماأ، هي فقط تزيد حد، متعط�س للدماء، يعرف جي

النهم بداخلنا اأ�سعافا للمزيد منها.

25

شر والتوزيععصري الكتب للن

يته�سمان كادا حتى الكر�سي ب�ساعدي ال�سقرين راأ�سي على قب�س ظلمة الأكث عقله كهوف بن �سيطانه رخ ي�س ال�ساخطة، قب�سته ت حتيطان ال�س ذات ليلب�سه �سياطينه كل عن تخلى متعادلن« �أ�سبحا »�لآن �سياطينه كل جوارحه، كل تلهب اأر الث ف عارمة حقد رغبة »�لنتقام«، انتقامه، فكالهما والنهم لريوي بالظماأ ي�سعر بالدماء، رخ مطالبة ت�سلكن مموم، بجنون الآخر خلف وي�سعى وال�سهوة، الرغبة ميتلك الآن

دة«. يظل لديه البطاقة الرابح »زمرلفك ي�سعى يعد ل اللعبة، قوانن معها وتغريت قناعاته، كل تغريت اللعنة ول خلف الكتاب الذي تخطى كل احلدود لأجل الو�سول اإليه! لي�س الآن ول بتلك اللحظة، كل ما تلب�سه روؤيتها معلقة فوق بابه الدموي، تنزف

رخ طلبا للرحمة، تتو�سل لأجل ال�سفح واملغفرة! وت�س

يعرف ذلك، هو رخ ولن تتو�سل! « لن ت�س احتدم داخله ب�سخط »كلبل يوقنه ف قرارة نف�سه، كالهما وجهان لذات العملة! كالهما �سيطان! لن تخ�سع يحركها! ما كل الكره اأر وجمر الث حقد تتو�سل، ل ال�سياطن رخ، �ستتحمل، ن�سعى خلف النتقام ونحن نعرف عقبات اأفعالنا، ولن ت�سدا تبعات الطريق الذي اخرتنا، �سوف نخ�سر الكثري على طول نعرف جيا نخ�سر كل �سيء، ومع ذلك ل نتوقف، ل نحيد، ل نرتاجع! هي امل�سري، رب

ه لن يفعل! لن تفعل لأنو�ستكون �سرتاق دماء طالت، مهما الأخرية للجولة �ستمتد حرب بلحظة! اأغرقه الفرح، تراق�ست اأنفا�سه دماءها، انقلب داخله للنقي�س طربا، انت�سى كله ملجرد الفكرة! اأن يك�سرها من الداخل، يخ�سعها مهما

اأبت، يعت�سر كل قطرة من كربيائها و�سيطانها بن يديه!

26

شر والتوزيععصري الكتب للن

ندى جانب فمه ب�سبح ابت�سامة را�سية عن كيف �سيقت�س منها، �سوف يريها كيف يكون اجلحيم ج�سدا وعقال وروحا!

األقى نظرة �ساكنة لكفه، يرمق اأنامله تنغلق على طيفها اللعن معلقا فوق بابه الدموي، لن تفلت من يده، �سارت طريدته وهو مفرت�سها، وكل اأغم�س والكتاب! دماوؤها، �سيطانها، �سحرها، ملكه؛ �سيكون لديها ما من ا بع�س ها بع�س ته�سم تكاد واأنامله احلانقة قب�سته انغالق مع عينه

فورة اهتياج كرهه لها، منت�سيا بن�سره املحتوم!

5ا لتناول الطعام، اأر�س ب�ساء اليوم التال جل�سوا متحلقن بدائرتهم يعبث بطبقه مي�سك كل امل�سطربة، اأنفا�سهم حول مرتقب �سمت حام ي ذرة باقية به، غارق ببحر اأفكاره املتالطم، تعبث اأمواجه ال�ساخبة باألأحدهم على ا�ستيعاب ما حدث! فال ي�سدقون تلك املفاجاأة التي قلبت

كل املوازين! هل بعد كل تلك ال�سنوات هي على قيد احلياة؟!رونا جتل�س بو�سط دائرتهم، �سمريها �ساخط عليها يوؤنبها كيف تركتها املتناحرة، اأفكارها �سراع وي�سعل باأذنها يطن ا �سي حديث لكن خلفها! ا! كلتاهما كانتا دة واإما �سي فحتى لو علمت ماذا كانت �ستفعل، فاإما زمرد، وحدها دة اتخذت خيارها دون ترد تعرفان اأن هذا ما ينتظرهما، وزمرما تعلم كانت اإن فرق فال الطاعة، على اأق�سمت وهي القرار، �ساحبة

حدث بعد ذلك اأو ل! النتيجة واحدة وم�سومة حتى قبل طرح اخليار.طوال بوجودها يعرف ل كيف ي�ستوعب ل مقابلها يجل�س ف اآ�سال�سنوات املن�سرمة! كيف غفلت كل روؤياه عن ر�سدها ولو �سدفة عابرة!

27

شر والتوزيععصري الكتب للن

هل بعد كل ما دفعه لأجل احل�سول على ما متنى يخذله اإل هذا احلد؟! ما زال القدر ي�سفعه �سفعات مدوية، يخربه من املتحكم باللعبة، و�ساحب ت �سطوته هاية والبداية، وكل ما يقع بينهما حت اليد العليا لقول كلمة النوحده، ول يلقي لهم اإل بفتات ل ي�سمن ول يغني من جوع! كيف ل ي�سك

للحظة اأن قوى اأمها ما ت�ستدعيها!ا تتوهم! تتم�سك ب�سراب ام تعتقد اأن �سي بينه وبن تي رحيل اجلال�سة ه كل ما لدينا! ول فرق يبقيها حية! حن نخ�سر كل �سيء نتعلق بالوهم لأنلذلك ا خ�سرت الكثري اأرواحنا، �سي بن الوهم واملوت؛ كالهما ي�ستنزف

يبحث عقلها عن اأي خيط واه ليت�سبث باحلياة من جديد!ام الأكث �سراوة ف �سراعه، عقل دلن امل�ستقرة بجل�سها بن رونا وتيها تعتقد باأن الأ�سواأ من الوهم الذي تعتقده رحيل ل ت�ستطيع تكذيبها لكنلن م�سمومة حية اأخزم الكتاب! اإل ي�سل حتى بها يتالعب اأخزم اأن كاذبا ب�ساأن اأو كان ادقا مبتغاه، و�س على عن فعل �سيء ليح�سل يتوانى اأبوابه على م�سراعيه دة ل يهم، فالنتيجة واحدة، اجلحيم �سيفتح زمر

للجميع!ان يتو�سط حبيبته ورونا، يرمقها بنظرات جانبية ول يفكر اإل ب�سيء ريواحد، هل �ستحتمل كل تلك الفو�سى املوؤملة واملفاجاأة؟ والتي رغم كونها �سارية! حربا اجلميع على �ستجلب ها فاإن للحياة، اأمها بعودة �سعيدة ة قو نقطة اأكيد بالت زارا يد ت حت فكونها فيها، م�سكوك باتت ونتائجها

�سدهم، �سوف ي�ستغلها بكل الطرق لإ�سعافهم!تيام اجلال�س بن رحيل ودلن، الأمر برمته بالن�سبة اإليه يحتاج للكثري الو�سع لتوائم املطروحة اخليارات ترتيب واإعادة التفكري اإعادة من

28

شر والتوزيععصري الكتب للن

دة هي امللكة ال�سرعية لل�سدمي! هل هذا اجلديد، واإن كان حقيقيا، فزمرل، الإجابة الفو�سى؟! تلك اإنهاء القائم ب�سرورة الو�سع من �سيئا يغري

اأكيد �سيغري من كيف ومتى واأين! ه بالت لكنف تتخبط بن اأفكار اجلميع، ل تكرتث ا �ساكنة بجل�ستها بجوار اآ�س �سيفو�ساهم، عن بعيدا باأفكارها غا�ست تتوهم؛ اأو منونة يعتقدها ملن تعاود حلظاتها املعدودة مع اأمها، فتلك حقيقة ول يهم اإن كانت وحدها تنتبه! اأن دون ا اأر�س ينزلق طبقها وتركت فجاأة اعتدلت يوقنها! من

لي�سدر �سجيجا عاليا!اعتدل اجلميع وعادوا من الغرق ببحور اأفكارهم املت�ساحنة، ينظرون واقفة حترك انتف�ست وجلة، اأنفا�سها زائغة، كاملغيبة، عينها بدت لها،

يديها حركات �سريعة متوترة، فتعلقت بها العيون احلائرة!تذكرت بغتة ما هم�ست به اأمها داخل عقلها، حن ت�سللت داخل عقلها قبل ثوان من اختفائها! ازدادت خطواتها الثملة بت�سو�س اأفكارها، تغم�س التذكر، ماولة عقلها تعت�سر ب�سعوبة، وتتنف�س با�سطراب عينها عيونهم تتناقل النظرات بتوج�س من اختالل حركاتها املباغت، تبدو كمن اول فقد ر�سده، وبالن�سبة لهم هي فقدت عقلها منذ زمن! وقفت رونا حت

تهدئتها، و�سعت يدها فوق كتفها، لإيقافها...هل اأنت بخري؟

داهمتهم بالتوقف باملنت�سف، ارجتفت مالمها قبل �سوتها وب�سوت م�سبوب باحلما�سة املفرطة...

ت ال�سم�س حيث البداية والنهاية! املوت وامليالد! بداية اأنتظرك حتالعدم ونهاية كل الأكوان!

29

شر والتوزيععصري الكتب للن

ماذا؟! ا تنظر بعينها... جت رونا، التفتت �سي تهد

قبل اأن تغادر هم�ست داخل راأ�سي بتلك الكلمات. ت ال�سم�س حيث البداية والنهاية... اأنتظرك حت

ت واقفة تتقدم منهما، لتوؤكد الأخرى، زاد اأعادتها دلن باهتمام، وهماهتمام اجلميع بكلماتها املبهمة، لتت�ساءل رحيل...

ما الذي كانت تعنيه؟ ا تهذي من قيود اخل�سوع؟ رب

ا�ستعرت العقول بينما احلناجر �سمتت دا، د مرت ام تي �سوت جاء ا رف�س راأ�سها تهز وعادت ظات حل ملجل�سهن، ثالثتهن ارتدت �سخبا،

بقطعية... م�ستحيل، لقد تكبدت عناء الدخول اإل عقلي وهي خائرة القوى،

ا! ها تعني �سيئا، و�سيئا مهم ل بد اأنا خدعة من اأخزم لجرتارك اإل فخ؟ رب

هزت رحيل كتفيها، لريد ريان بثقة...هو ل يحتاج اأي خدع، لقد ك�سف عن نواياه بالفعل. اأن جتتمعا اأين ميكن للبداية والنهاية لكن ال�سم�س ف كل مكان،

معا؟ف، لريد تيام... اول فك اللغز، وعينها معلقة باآ�س ت�ساءلت دلن، حت

تنتهي و�سوف اخليانة، منها بداأت املحرمة، القاعة تق�سد ا ربفيها اللعنة!

30

شر والتوزيععصري الكتب للن

ا املوت، فجميعهن قتلن بها. واأي�سان ليوؤكد ما قاله، فت�ساءلت رحيل... جاء �سوت ري

فماذا عن امليالد، ونهاية العدم وبداية الأكوان؟! ا تق�سد ميالد النور من جديد على يد �سيا؟ رب

ام نحو رونا التي ل حترك �ساكنا، ويت�ساءل... اأجابت دلن، لينظر تيفماذا عن باقي الأحجية؟ العدم وبداية الأكوان!!

ف... لتت�ساءل رحيل وهي تنظر نحو اآ�سف؟ ملاذا اأنت �سامت يا اآ�س»البداية والنهاية واملوت وامليالد...« قراأت ذلك ف مكان ما!! ف؟ اأين يا اآ�س

ر اأين! ا واقفة، وعينها م�سلبة بعينه، يحاول جاهدا تذك انتف�ست �سيليخرج �سوت رونا هادئا رزينا...

اأعتقد اأنني اأعرف. اأين؟

�سلطت جوارحها، بكل بة ه متاأ اأمامها ركبتيها على جتل�س اأ�سرعت العيون نحوهما، خرج �سوتها اأكث اتزانا ومتا�سكا من ذي قبل...

ها العبارة املنقو�سة فوق باب قاعة احلياة داخل معبد دارا »هنا اإنحيث البداية والنهاية، واملوت وامليالد...«

دا، لتت�ساءل رحيل... ف راأ�سه موؤك هز اآ�ست ال�سم�س! لي�س مذكورا بها حت

31

شر والتوزيععصري الكتب للن

على ت ال�سم�س حرفيا، فاملعبد م�سمم قبته ها تعني حت اأن اأعتقد �سكل قر�س ال�سم�س.

ا �سي التفتت اأخرى، ف باهتزازة اآ�س ليوؤكد ام مو�سحا، تي جاء �سوت نحوه...دمي، اأر�سلني اإل ل ال�س اأعدين اإل الداخل، لقد اأر�سلتني �سابقا اإ

هناك.يتاأثر، لكن هنا �ستذهبن ول ر يوؤث كنت تذهبن طيفا للما�سي ل

تلف. للحا�سر، حا�سرة بروحك ف الداخل، الأمر خمه ل ميكنني فعلها! ل تخربين اأن

د رخ بعينها، ليجيبها برتد جل�ست اأمامه، مت�سك بكلتا كفيه برجاء ي�سوعرق ين�سح بجبينه...

اإل وتر�سل روحك نوم عميق ف �سرت�سل ج�سدك واحدة تعويذة حيث نريد، لكن...

ده يزداد، ابتلع ريقه... تريث قليال لتعاود �سغط يده، وترده ل ميكنه اإيذاءك اأن اأخ�سى اأن يكون زارا هو من ينتظرك، اأعلم

بجعبته، يخفي الذي ما نعلم ول زارا يظل ه لكن منف�سلة، واأنت فيبدو اأن لديه الكثري ل نعلمه، وبعد هزميته باجلولة املا�سية فهو

كالثور الهائج.اأطبقت على يده بتو�سل...

ى ل. ف هذا اآخر اأمل تبق اأرجوك يا اآ�سا هو فخ اآخر منهما! األ ت�سمعن؟! رب

32

شر والتوزيععصري الكتب للن

ا، لتقف قبالته باإ�سرارها... انتف�س ريان متجي؟ ا هي اأم وربيجب اأن نتاأكد اأول. ه ل يعد بحاجة لفخ فقد ك�سف عن كل ما يريده. اأنت قلت اإنا يحاول ا�ستدراجك ل�سيء ل نعلمه؟ ئة، رب بال�سبط، وكلها �سيل يوجد �سوى طريقة وحيدة للتاأكد... اأن اأذهب اإل هناك.

لن ه اأن يائ�س فيعلم اأمامها، يزفر بحنق �سه مهزوما كعادته راأ اأحنى ي�ستطيع منعها مهما فعل، ول يفه اأحدهم بكلمة، فجميعهم يعرفون تلك

النظرة بعينها، لن يوقفها اأحد.ف بنظرة اإ�سرار... عاودت النظر لآ�س

اأعدين اإل الداخل... الآن. اأح�سر عدة خرائط كبرية لل�سدمي، اأخرج من بينها واحدة لرو�سيل، واأخرى ملعبد دارا، اجلميع يتناقلون نظرات اجلهل ف �سمت، اأجل�سها اإل قطرات عدة منه وقطر �سغري بخنجر جرحها بكفها، الأريكة واأم�سك بالأزرق الناب�س من قطرة فوقها و�سع �سغرية، زجاجية قنينة داخل ا وقطر قطرة من القنينة فوق واثنتن من الأحمر، ب�سط اخلريطتن اأر�س

معبد دارا، التفت نحوها...�سوف اأر�سل روحك اإل املعبد، تلك القطرة من دمائك �ستكون هي

تذهبن حيث بالداخل، به تتواجدين الذي املكان لنعرف دليلنا املعبد خارج نقلك وت �سيء ي اأ حدث اإن لذلك تذهب، �سوف تغم�سن ظة حل اللحظة، بذات عيدك اأ و�سوف نعرف، ف�سوف

دمي، والعك�س �سحيح. عينك بالأر�س ت�ستيقظ هي بال�س

33

شر والتوزيععصري الكتب للن

ما، زفر بقلق رغم اأن تعويذة التتبع تنجح دوما، ما يجب اأوماأت له تفهفلم منها، اأي دحر ف فلح �سيء ل اأنه اإل من خماوفه، بع�س يهداأ اأن يختربها �سابقا على �سخ�س بعال خارج الأر�س، جميعهم كان يتتبعهم وحتت دمي ال�س داخل يختربها اأن الأ�سواأ لكن به، املوجود العال بذات

عيون زارا الغا�سبة واملتحفزة لأي �سيء.ت ف �سبات عميق، برهة ظات وارتخى ج�سدها وغط متتم بتعويذته حلاأخرى وانتف�ست قطرة دمائها تتوهج بلونها الدموي حتيطها هالة �سفافة

تتوهج باللون الأزرق، فوق اخلريطة، اأ�سبحت بالداخل!!

5عينها دارت احلياة، قاعة داخل املقابلة اجلهة على عينها فتحت الوجلة باملكان من حولها ف ارتباك اأحكمت وثاقه بن �سلوعها، القاعة ل ما خطر ببالها! ل تعرف �ساكنة قامتة خمتنقة برائحة »�ملوت« هذا اأوالفكرة ها لأن ا رب املطفاأة! ال�سموع تلك ف القبور رائحة ت ا�ستم ملاذا املوت ينتظرها الطرق اأنكرت! كل مهما عقلها حتتل التي الوحيدة

هاية! بنهايتها! هذا اإن اأمهلها الو�سول اإل النذكريات لتبث �سمعتها على عينها وقعت املقابلة، للجهة ا�ستدارت د�!« د ظات جمعتها بزارا بذات املكان، زفرت بعبو�س »ر�ئحة �ملوت م حله من ينتظرها، حاولت نف�س الفكرة عن كاهلها، ارجتف داخلها لفكرة اأنل تعد تتحمل املزيد، ترمق �سوارها بنظرة مت�سككة! اأملها يخبو مع كل ثانية تق�سيها داخل تلك املقربة اجلماعية! تتلفت حولها تفت�س عن �سيء، باملرة يكن موجود ل �سيء انتباهها لفت بغتة! �سكنت عينها �سيء، اأي

ال�سابقة!

34

شر والتوزيععصري الكتب للن

لتبقى جتاهد زالت ما تي ال �سمعتها نحو الوجلة خطواتها مت تقدا اأوثق لطرف حاملها! ينعك�س م�ستعلة، ملحت عينها �سريطا حريريا فريوزي�سوء ال�سمعة اخلافت عليه، تلم�سته مرتددة باأطراف اأ�سابعها، له رائحة ذاكرتها �سناديق اأحد بداخل تقبع �سابقا! تها ا�ستم تعرفها! ها اأن ت�سعر ة تقربه من اأنفها ت�ستن�سقه، املوؤ�سدة! اأغم�ست عينها واأطبقت عليه برقتغلغلت الرائحة داخلها ت�سحرها! �سعرت الأر�س متيد بها! فتحت عينها

لرتى كل �سيء يدور! اأهي من يدور اأم القاعة!بعك�س عقارب منتظمة هادئة بدت بالبداية �لقاعة!« حركتها »�إنها ال�ساعة! فغرت عينيها م�سدوهة، ل تعي ما يحدث! تزداد �سرعة دورانها كل �سيء! مت�سكت بحامل ال�سمعة ما عادت ترى �سوى دوامة تبتلع حتى رخ بذعر وما ها ما ا�ستطاعت، �سحبتها داخلها وهي ت�س بكل ما اأوتيت لكن

زالت يد مطبقة على احلامل والأخرى على طرف ال�سريط!!

5ف؟ هل كل �سيء بخري يا اآ�س

ت�ساءلت رونا بارتياب وعينها تلتقط اختالجات وجهه التي ا�سطربت فجاأة! بدت كاأن �سيئا �سيئا يحدث على اجلهة الأخرى!

ل تتحرك خارج ها اأن رغم التي معلقة بقطرة دمائها عينه ، يرد ل معتاد! غري ب�سكل واأكث اأكث تتوهج طفقت ها فاإن متنى، مثلما املعبد ها تعلو وتهبط، باحلقيقة ل يحدث �سابقا مع اأي �سخ�س تتبعه! الأغرب اأنمن الزرقاء والهالة يحدث! اأن يجب كما اخلريطة فوق م�ستقرة غري يبد ل اما اأمامهم هادئ مت هنا اأن ج�سدها حولها تت�سع وت�سيق! ورغم

35

شر والتوزيععصري الكتب للن

يعرفه ل �سيئا هناك! يحدث ما �سيئا اأن موقن لكنه واحدة! تغيري ذرة ت ه يخيفه! وارت�سم هذا جليا ف نظرة روع ر�سق بها رونا بعدما احتد ولكن

اما! عليه بال�سوؤال، لت�سمت متالدماء، قطرة نحو ليلتفت دلن يد اأوقفته ليوقظها، معتدل هم املحيطة والهالة املعبد، داخل ال�سابق �سكونها اإل وتعود تهداأ �سرعت بنظرة له اأماءت رونا، مع النظرات تبادل الأول، ل�سريتها عادت بها اأمل اأن ينتظر، رغم قلبها املذعور، لكن عقلها تعلق بب�سي�س متلجلجة ا لإجابة �سافية تدحر واه يداعب روحها املبعثة، فهي حتتاج اأكث من �سي

كل الت�سارب الطافح بروحها املعذبة باإثم الذنب والندم.رخ بالعيون ما الذي يحدث على اجلهة ب اجلميع و�سوؤال واحد ي�س ترق

الأخرى!

5

انيالث5

��ا م��ا ي��ر�ه عقل��ك حا�س��ر� وم�س��تقبل م��ا ه��و »رب

��ي �لبعي��د!« ��دى �ملا�س �إل �سدة زمر

39

شر والتوزيععصري الكتب للن

اول ا�ستعادة ر�سخ كل �سيء بغتة، ارتطمت بقوة ب�سيء �سلب! حتها فقدته اأثناء �سقوطها! �سج وعيها الذي �سعرت للحظة اأنجبينها و�سعرت الأل به و�سالت الدماء على وجهها! فتحت عينيها برتو ف �آ�س لك! ا »تب دماءها مت�سح يدها طرف مدت قليال، راأ�سها ترفع وا�سطراب جزع ت�سرب هنا!« يوؤذيني �أن ميكنه �سيء ل �أن �أخربين الذي اجل�سم عن متزايد ب برتق �سها راأ رفعت قلبها، اإل �سديدان

ا�سطدمت به! فت�سلبت من هول الذهول!!ا! ما زالت واقفة على قدميها! ولي�ست ملقاة اأر�س ارتطمت باجلدار! فكيف لالأ�سفل! �سحبتها والدوامة بال�سقوط �سعرت لالأ�سفل! ت�سقط ل هذا! انتبهت ليدها الأخرى معلقة بحامل ال�سمعة وال�سريط ملتف حولها،

ها ل تغادر قاعة احلياة! تراجعت للخلف وروعها يزداد! اإنتراجعت خطوات اأخرى للخلف م�سدوهة تنتف�س ارتيابا! تلك املرة كل ال�سم�س بل تنب�س باحلياة! تعد القاعة قميئة مظلمة! ل تلف! �سيء خماملتداخلة الألوان منه تتدفق النوافذ زجاج وزاوية، ركن بكل ت�سدح املكان اأغرق جاذبية، رونقها ليزيد ال�ساطعة ال�سم�س بوهج واملتالألئة باألوان مبهجة ب�سكل ملفت، اإبداع نق�س اجلدران وال�سقف خالب ي�سرق الأنفا�س، ت�سنمت عينها بئات ال�سموع امل�ساءة على اجلدران من حولها للعن، ب�سكل خاطف متاألقا يبدو �سيء كل تتنف�س! ها كاأن باحلياة ت�سج

40

شر والتوزيععصري الكتب للن

امل�ساعر كل انتابتها يحدث!« �أن لهذ� كن مي »كيف داخلها لي�سرخ املت�سادة لكن التوج�س كان امل�سيطر الأول على روحها!

ليتحفز اأنفها وي�سرتدها من غياهب عجبها، عاد يلتقط رائحة العطر التي اأغرقت ال�سريط، تتغلغل بداخلها من جديد تذكرها ب�سيء ل تعرف ها ل مت�سكه! ازدادت ها تاألفه! ينتف�س بن �سلوعها ب�سراوة لكن ماهيته لكنة مع �سوت حفيف ناعم ياأتي من خلفها! حتفزت كل حوا�سها! الرائحة قو

ب! �سيء يقرتا ل يكن �سيء! ي�س خزم اأ األقت نظرة مرتابة نحو �سوارها، ل �سيء! مع اأراأ�سها حركت رجوع! نقطة ل املق�سلة ي فك بن فباتت اأمرها ح�سمت بروية تلف ج�سدها لفة هادئة حذرة، وعقلها يفكر ب�سيء واحد فقط، اإن كن اأن يوؤذيها! لكن اأهذا يعني ه مي كانت ت�سيل دماوؤها هنا فهذا يعني اأناأخرى واحدة التفاتة ا�سطرت! اإن �سحرها ا�ستخدام ه ميكنها اأن ا اأي�سو�ستكت�سف الإجابة، هل �ست�سطر اأم لن ت�ستطيع! »تبا حلماقتك! ملاذ� ل

ت�ستمعي �إليهم؟!«

دت اأو�سالها وتهدجت اأنفا�سها ف و�سل ج�سدها وعينها اإل بغيتهما، �سعدة اأخذت مرتبكة! وجلة خطوتن بعد على خلفها تقف تراها وهي بدت ها لكن دة، زمر هي، ها اأن عليها، التعرف ا�ستطاعت حتى ظات حله ثوب ملكة، رائع اجلمال، كن و�سفه اإل باأن اما ترتدي ثوبا ل مي تلفة مت خمخ�سالت �سعرها احلريري تكاد تالم�س قدميها! عيناها تتالألآن باحلياة، �ساحرة اجلمال ب�سكل ل ت�ستطع ا�ستيعابه، اأتلك هي من راأتها معلقة منذ

ليلتن فوق جدار �ساحبة كجثة؟!

41

شر والتوزيععصري الكتب للن

يجب الذي ما ل تعي على وقفتها، م�ساعرهما لهنيهة ظلت كلتاهما ا فحركت راأ�سها بحركة خفيفة وعينها على اأي منهما فعله! لتبادرها �سيروؤ ن ل الأ�سئلة بع�س اإطالقه! املحتب�س �سوتها ي�ستطع ل �سوؤال تلقي اأهون على جمر الحتمال الإجابة! فنحيا من �سفعة على طرحها خوفا ا؟! كلتاهما هنا �لآن! ل من اأن نذبح بن�سل اليقن! »هل هذ� يحدث حقن دة راأ�سها اهتزازة تاأكيد كاأن عقلها �سمع رغم اأ تفقد عقلها«، لتهز زمر

قلبها هو من وعى!دة د قلق زمر اإنذار، فتبد ها دون �سابق اأم األقت بنف�سها داخل ح�سن على املتحجرة دموعها ان�سابت درها، ل�س ت�سمها عليها يدها واأطبقت خديها، ابنتها بن اأح�سانها بعد عمر من فراق اأدمى قلبها واأهلك روحها، التي طفلتها بل مب�سها، عليها وتق�س تعذبها كانت ما قيودهم فليت �سوء، مي�سها األ اهلل تدعو عليها، خوفا يذوب وقلبها وراءها خلفتها

تكبدت كل هذا العناء لأجلها، تبتهل هلل يوما بعد يوم األ يعثوا عليها.مت�سح ح�سنها، عن ا �سي ابتعدت دهرا طالت لو متنت ظات حل بعد

دة على �سعرها... د زمر دموعها التي اأغرقت وجهها، لتم�سف �سيفهم مغزى ر�سالتي. علمت اأن اآ�سباحلقيقة رونا من حلت اللغز.

دة بعطف... اأجابت من بن �سهقات دموعها، لتبت�سم زمراأوه، رونا اأوفت بوعدها وجعلت منك اأمرية جميلة.

ت�ساءلت اأمرية، لكلمة ت�سلح بكونها مت�سككة بنظرة حاجبها رفعت بجدية...

كيف ميكننا اأن نكون هنا الآن؟

42

شر والتوزيععصري الكتب للن

لأنني بتلك اللحظة نائمة هناك، واأنت كذلك. ك هنا؟ كنت هنا �سابقا، كيف ل اأعرف اأنلأنك باملرة ال�سابقة اأتيت اإل احلا�سر.

وؤال... دة قبل ال�س رفعت حاجبها ا�ستغرابا، لرتد زمرولن اآخر، زمن ول دمي ف زمن بال�س اأنت الآن ف املا�سي، نحن

يعود.تلفتت حولها لتوؤكد على مغزى كالمها، واأ�سافت...

لن واملكان، الزمان ف بعيدا التجوال ميكنه من فقط كلتانا ي�ستطيع اأحد منهما اأن يعث علينا هنا.

ف اأخربين اأن قواك ا�ستنزفتها القيود! لكن اآ�س�سلبه اأو عليه، �سيء ل ميكنهم ال�ستحواذ تلف، اأمر خم التجوال

مني، غري اأن هذا املعبد له �سحره اخلا�س والذي اأعتمد عليه ف اإخفاء اأثرنا هنا، وهنا حيث انتظرتك كثريا.

ا وت�سارب م�ساعرها و�سوتها، ردت بنظرة حانية، ليزداد اختالج �سيمت خطوة مت�سك بيدها... تقد

كيف اأ�ستطيع اإخراجك من هنا؟ لن ت�ستطيعي.

ها... دة وتربت على خد عب�س وجهها، لتقرتب زمرمن خطاأك لي�س ه اأن غري تفعلي، اأن لك مقدرا لي�س تبتئ�سي، ل

البداية، اأنا من يجب اأن يعتذر عن كل هذا.زاد حزنها وتهاوت دموعها...

43

شر والتوزيععصري الكتب للن

كان يجب اأن اأ�ستمع اإل رونا حن طلبت اإل البتعاد عن والدك، لكنني ل اأ�ستمع، وقعت بع�سقه.

تنبهت، م�سحت دموعها والتمعت عينها...يم والدك؟ هل قابلته؟ هل قابلت مت

ا�سطربت عينها وهربت بعيدا، تغلقها وتغلق عقلها على ذكرى موته الأليم، تبتلع غ�سة علقت بحلقها...

نعم قابلته... وما زال يحبك. يم من تخليت عن عهدي لأجله، خربيه كم اأحبه. اأوه مت

زادت بابتالع مرارة حلقها، تدفع اأنفا�سها خارجا غ�سبا، فلن ت�ستطيع اإخبارها بوته، لن ت�ستطيع فعلها، لي�س الآن ولي�س وهي حبي�سة...

اأكيد �ساأفعل. بالتاول ال�سيطرة على اأملها... التفتت للجهة الأخرى حت

ل بد اأن هناك طريقة لإخراجك؟ اهربي. ماذا؟!

دة على كتفها... التفتت نحوها ده�سة، لتطبق زمراختفي بعيدا، لن ي�ستطيع اأحد اإيجادك. لن اأتركك. كنك اإعطاوؤهما الكتاب. كنك اإخراجي، ل مي ل مي

ظة وبنظرة جادة ونربة حازمة اآمرة... �سمتت حل

44

شر والتوزيععصري الكتب للن

اك اأن تفعلي، لي�س لأجلي ول لأجل اأي اأحد بهذا الكون. اإياأغم�ست عينها وابتلعت ياأ�سها الذي ي�سكن عينها و�سوتها...

ك �سوف تعطينه الكتاب و�سيرتكني... اإن اعتقدت اأنلن يفعل.

ا ارتباكها املفاجئ انتف�س ج�سدها، فتحت عينها توج�سا، لحظت �سيورجفة اختالجاتها، اأتبعت بنظرة م�سطربة...

اجلميع اأن يعلم حية، ال�سرعية العر�س وريثة برتك يجازف لن ه اإن فعل. د �سينقلب �س

ا، الطماأنينة التي احتلت وجه اأمها زفرت بارتياح ل تخطئه عن �سيا�سطنعت بنربة فعلها رد وتدارك دة زمر لرتتبك عجيبة! بدت بغتة

تاأكيدها...من اجليد اأنك تعرفن.

دة تخفي �سيئا! ا! زمر ا توج�سا باأن هناك �سيئا غام�س زاد اإح�سا�س �سيو�سوف تعرفه! فحاولت اخرتاقها وف�سلت!

اأم�سكت خطوة تقدمت تعلم! ابنتها اأن لعتقادها قلبها هوى لوهلة يدها، وبنظرة حزينة ونربة منك�سرة م�سفقة عليها...

خذي والدك واهربي. دة اأهي موافقة، رف�س، تراجعت خطوات للخلف بنظرة ل تفهمها زمراأم �سياع! لكن املعاناة التي حفرت خناجرها بوجه ابنتها ل ا�ست�سالم، تخطئها عينها، فالأل املن�سل بن دموعها ال�سامتة اخت�سر كل حرف قد

45

شر والتوزيععصري الكتب للن

ه وقت الوداع، دة ب�سيء يخز عقلها! جعلها تخربها باأن يقال، �سعرت زمرا اأ�سعافا، حاولت منعها الرحيل! زادت معاناة �سي

تكد ل مهزومة! وحيدة خلفها وترتكها ترحل كي تلتقيها تكد فلم يدها لكن والأل! بطرقات اخلوف م�سردة لترتكها الأمان منها ت�ستمد ل تقب�س اإل على طيف اأملها الذي يتال�سى بن اأناملها، يذوب برحاها، يتبدد اأمام عينيها بثوان معدودة، ويخلف وراءه فراغا ف املكان، وخلف ة �سحيقة، اإح�سا�س �سنيع، محف بجوار كل ما عانته �سابقا ف نف�سها هومتا�سكها ودماء قواها، معها وتال�ست اأمامها تعانيه، تال�ست زالت وما الواهي اندفعت �سيال بن �سلوعها، هبطت على ركبتيها ناقمة �ساخطة، اأكث كان اللحظة تلك انك�سارها لكن م�ست�سلمة، القوى خائرة والأ�سواأ

با وكرها! حنقا وتغ�س

5رو�سيل بق�سر ليجدوها يوما ا�ستيقظوا التي الدخيلة القاعة داخل قريبا من القاعة املحرمة، والتي بناها زارا بنف�سه واأحاطها بكل تعاويذ من وجودها ليمحو الأثر، ومو لالحتجاز يعرفها التي الأ�سود ال�سحر ه ول احلياة، فال ي�ستطيع اأحد ال�سعور بها ول ف حلم عابر، ل يدخلها غري

ب منها �سواه واأخزم ببع�س الأحيان. يقرتدة من �سباتها على �سوت الباب يغلق! مثبتة داخل القيود عادت زمرالواهنتن عينيها لفتح جاهدت البائ�سة، حياتها رفيقة اأ�سبحت تي الفوق ال�ساقط راأ�سها رفعت الهارب، وعيها اإيقاظ اول حت عنها، رغما

ة مغلوبة على اأمرها، متنت لو لفظت اأنفا�سها منذ اأمد بعيد. كتفها بروي

46

شر والتوزيععصري الكتب للن

ترى كل ما كانت تتنعم به ومييزها ما هو اإل نقمة ووبال عليها، فلم حبي�سة ظلت حياته! ليدمر به مبتل الآخر! لعنة منهما من تدري تعد اخلوف والهروب لأعوام، كاأن فراق ابنتها وزوجها ل�سنوات ل يكن كافيا ل�سحقها، لت�سري حبي�سة قيودها و�سجنها لأعوام اأخرى! لتعي�س �سنواتها

تتمنى املوت ول ت�ستطيع احل�سول عليه!اأعادها املتباطئة، خطواته �سوت على وعيها من ا بع�س ا�سرتدت ح�سوره عنوة من ح�سن ابنتها الدافئ، يتجول حولها، تتكور على نف�سها ف الغرفة فوق ح�سية وثرية كجنن يتح�سن ببطن اأمه يت�سبث ف منت�سب�سلوعها، قيودها مرتخية عن ج�سدها الذي ل تفارقه، رمق بطرف عينه طعامها ل تقربه، اأ�ساح بوجهه للجهة الأخرى »برد طعامك« متتم دون م خطوة اكرتاث، ل تقو على اختالجة غري حركة عينيها الواهنتن، تقدنحو زاوية الغرفة يتالعب بطرف اأنامله بدخان يت�ساعد من لهيب �سمعة

تقبع بها...لن يغري امتناعك عن الطعام �سيئا.

ل دون اأن يلتفت وبنربة باردة... ه متاإن كانت ابنتك ما يقلقك، فما زالت على قيد احلياة... حتى الآن.

حاول دون اأن يبدي اهتماما دفعها لتناول الطعام الذي امتنعت عنه تظل اأن يهمه فبالنهاية قتلت! ابنتها اأن منها ا ظن املعركة، ليلة منذ تتنف�س، فلديه الكثري من اخلطط لأجلها! خطط ل يعلمها �سواهما! هو ل يرتكها حية ل�سنوات لتاأتي اليوم وتفر من بن يديه! لي�س بعد كل ما تكبده

ي�سمح لها بالهروب من قب�سته واإن كان موتا!

47

شر والتوزيععصري الكتب للن

�سها، عقد �ساعديه خلف عاود التفاته وخطواته تباطاأت قريبا من راأظهره وعينه معلقة بخيوط ال�سوء التي تت�سرب من �سموع متفرقة باأركان

الغرفة، بذات النربة...تها. عنيدة وقوية كاأمها وجد

ابتلعت غ�سة توؤملها، ا�ستمرت خطواته الهادئة تتجول حول احل�سية...د �س ت�سمدين كيف دوما اأت�ساءل كنت هذا، اأنكر اأن الغباء من

قيود اخل�سوع ل�سنوات، واأنت بثل هذا ال�سعف والوهن؟! فكرت بداخلنا الأمل اإحياء ميكنه ل لكن ال�سحر ال�سحر، يكون ربا

ل معاناة بهذا القدر... وجعلنا قادرين على حتمرمقها بنظرة جانبية...

الحتمال! هذا ف للحظة اأ�سك ل كيف ابنتك، ظهرت حتى مودك، يقولون كك باحلياة، مقاومتك امل�ستميتة، فهي �سر �س مت�سالإطالق، على �سرا�سة واأكثها الغرائز اأقوى الأمومة اإن غريزة

الأم قد ت�سعل جحيما وتهدم عوال لأجل حماية اأبنائها.تت عينها بعينه، حاول لعقود اخرتاقها ملعرفة ما تفكر التفتت نحوه وثبمن ظات حل قبل التي جترعتها فالقنينة هباء، بداخلها ينتف�س ما به، ا التي حاولت معرفة ا منيعا للجميع، وحتى ل�سي و�سولهم اإليها جعلتها �سد

ها ف�سلت. �سبب ردة فعلها الغريبة منذ دقائق لكنابت�سامة حتتقره، يقتلع قلبها، لو يود باردة، جتعله بابت�سامة ر�سقته اأ�سواأ اأمام تلقيه من الداخل، ل ي�ساوي �سيئا، تعريه ه اأن تزدريه، تخربه ه اأن لو امل�سوهة، روحه �سروخ لريى رة املتك�س قلبه مراآة اأمام خماوفه،

48

شر والتوزيععصري الكتب للن

لو وجهها، عن ال�سيطانية البت�سامة تلك ليمحو عنقها قطع ي�ستطيع ه ل ي�ستطيع! ينتزع نظرتها القاتلة من داخل عينيها، لكن

كالهما يعرف حدود الآخر! اأين تبداأ قوته واأين منطقة �سعفه! وجروح تلف! حرب يعلم كل ينكوؤها دون هوادة! �سراعهما خم روحه متى وكيف خ�سم فيها قدرات غرميه وحدود �سطوته! كل اخلطوط التي ميكنه لي�س يها، بل وحرقها كي ي�سل اإل مبتغاه! حرب اجلميع بها خا�سر فقط تخط

مهما طالت!!ه ل ي�ستطيع قتلها! فمن دونها كل ما فعله ه يتلذذ بتعذيبها، لأن تعلم اأنياح! جحيمها املا�سي والآتي! اإثمها الذي ل يذهب �سدى، يتناثر اأدراج الر

ها تكفر عنه كل يوم! تقرتفه لكنها حتتقره ول تخفيها بل تقذفها بوجهه كلما �سنحت الفر�سة! يعرف اأنوكيف ل وهو قاتل عائلتها ومغت�سب عر�سها؟! خائرة واهية تقاوم ب�سعف لت�سدمه �سائغة، لقمة فكيه بن مهزومة، وحيدة اعتقدها واهن، ي�ستطع ل وكربيائها! �سمودها خرة �س على جربوته كل يفتت ب�سعفها ها من اأن اه، كثريا ما ي�سعر اإي يذيقها الذي يوما اإخ�ساعها بكل اجلحيم

ير�سخه! وهذا اأكث ما يخنقه!يخاف رحمة! بال تكبلهما التي القدر دائرة داخل منقاد كالهما ي�ستنزف عنهما! رغما يخ�سعهما قيد هما �سر ويخ�ساه! يكرهه الآخر،

ى من طاقة احتمالهما! قواهما ويهلك روحهما وما تبقت ابت�سامتها امل�ستحقرة له عن طرف ثغرها الذابل... ند

اأميكنك قتلي الآن! فحديثك م�سجر اأكث من قيودك البالية.

49

شر والتوزيععصري الكتب للن

بركانا تغلف التي الباردة بنربته نحوها ينحني قب�سته، �سغط داخلها...

لقتلك، يوما ط اأخط ل اأنني تعلمن طويال، �سربي تختربي ل اأكيد اأنه اأخربك، فال ت�سطريني لفعلها. بالت

تزيد التي نظرتها قذفته طاته! بخط يوما يكن ل قتلها اأن تعرف ه ل�سنوات، ليزيد بانحنائه د ا�ستعال حنقه، دفاعها وهجومها الوحيد �س

ويجاهد لت�سنع بروده...ما وبعد الآن لكن بالبداية، اأزعجتني ابنتك مفاجاأة اأن اأنكر ل

ة �ساأح�سل عليها، يجب اأن اأ�سكرك؛ فبالنهاية الأمر متتلكه من قوي�ستحق النتظار.

ه به! كاأنه ل يعنيها! فاإن كان ت�سنع الربود وعدم ل تبد اهتماما ملا تفواملبالة حيلته املف�سلة، فهو حياتها التي عا�ستها، علمتها ق�سوة احلياة اأن بن �سلوعها، من الأل واخلوف وال�سياع رخ داخلها وتنزف روحها ت�سمودها وتاج ابت�سامتها وجتل�س اإل عر�س وتخرج للعال ترتدي معطف �س

قوتها ملكة بكربيائها!يرى عينها �ساكنة ل تبدي اختالجة، فاعتدل بابت�سامته ال�ساخرة...

اأراهن بكر�سي العر�س اأن هذا العقل املغيب ل يزال غارقا بق�س�س وم! تظلن تتقم�سن دور الأمرية املدللة حتى داخل رهانا قبل الن

قيودك!التفت للجهة املقابلة مغادرا، فاأوقفه �سوتها...

هل متتلكه؟ التفت بنظرة م�ستغربة، لتلب�سها ابت�سامتها ال�سيطانية...

50

شر والتوزيععصري الكتب للن

كر�سي العر�س الذي تراهن به! اغتلت عينه، لتزداد ابت�سامتها اإذلل له...

كر�سي ولي�س اإليها، جتل�س التي املزيفة بالن�سخة تراهن بالطبع اأ�سالف الذي ل ت�ستطع مل�س غباره، فهذا كل ما متتلكه... �سراب.

ال�سوداء غ�ساوته تكاد �سخطا ت�ستعل وعينه اأمامها وجدته بلحظة تغلفها، ل يعد ي�ستطيع كبح بركان كرهه، فزاد تاألق عينها الذابلة بعدما

اأو�سلته ملا اأرادت...ها ت�ستطيع الو�سول اإليك، اأنت �سجينة اإرادتي، ل تعتقدي للحظة اأن

فال هذا، تغيري ميكنه بالكون اأحد ول �سيء ل م�سيئتي، ذليلة اأ�سابعي، بن اأ�سحقها �سوف الهجن احل�سرة كثريا، تبتهجي يخل�سها لن املوت حتى عر�سي، باب على عينيك اأمام واأعلقها

مني.زاد �سخطه، يطبق يده على �سعرها، ي�سحبها بحدة حتى ا�سطدمت ينتظر الذي �سيطانه هيجان لتزيد اتها اأن وابتلعت اأملها كتمت ب�سدره، اليوم حتى يوما! ينلها ول عاما وع�سرين واحد منذ لها وتو�س راخها �سكانت لأجل والأخرية الأول للمرة الق�سر الذي رنت �سرختها بجنبات

ه قتلها. ابنتها، فخربها كذبا اأناأفلت �سعرها، قب�س على عنقها حتى كادت تختنق بن اأنامله كمفرت�س يق... البه على فري�سته، والغ�ساوة على عينه تتواتر بن ات�ساع و�س اأطبق خم

ل اأحد قد يف�سد خططنا امل�ستقبلية... زوجتي العزيزة. خمالبه بن ببطء وعيها تال�سى عيناها، زاغت اأنفا�سها تباعدت ظات وغابت عن ال�ساخطة، دفعها لالأ�سفل، ارتطمت راأ�سها باحل�سية، حل

51

شر والتوزيععصري الكتب للن

من وجودها الهروب لغياهب يقتلها، عادت اأن قبل الوعي، هب خارجا البائ�س اإل التجوال باأحالمها ف ذات املكان لكن بعيدا ف الزمان!

5ف ت من �سباتها، عيونها خائفة مرتقبة، حاولت اأن تفهم من اآ�س ارتدميلك ل ه لكن دماوؤها! �سالت وكيف الأخرى اجلهة على لها حدث ما ة للجرح الذي ترك اأثره بجبهتها كاأنه جرح قدمي اإجابة لأي �سيء، خا�سها ل تغادر قاعة احلياة، وهذا حقيقي ما اأده�س اجلميع! كل ما اأكده اأنا ها غادرت ف الزمان، ل تخرب اأحدا عم اما، فهي ل تغادر املكان لكن متدة تخفي �سيئا، الأمر ل يحتمل مزيدا من الت�ستت، ن زمر ا�ست�سعرت من اأ

فاآثرت ال�سمت علها جتد ما يكذب ظنونها وتكون م�س تخيالت!

عن رونا فخربتها اأفكارها! اخرتاق ت�ستطع ل ملاذا �ساألته ها لكنف تعجب ملاذا حاولت اخرتاق اأمها! ومالمها القنينة، ف�سمتت لكن اآ�س

ا دار بينهما ت�سي ب�سيء تخفيه! وهي حتكي عم

يحط املحلق عقلها اجلميع، ترقب جل�ست انفعالها، وترية هداأت - ه لكن باليا طوقا كان واإن ناة، طوق عن يفت�س منهم كل ب�سواطئ، وف اللحظة الراهنة كل ما ميكنها احل�سول عليه، يتنقل بن اأفكارهم وكافة تارة، واحلا�سر املا�سي احتمالت كل بن املت�سارعة املتناحرة،

النتائج لنهايات امل�ستقبل املرتقب وغري املح�سوب تارة اأخرى.ف! واآ�س رونا تغرق عقل التي الفو�سى ذات ميلك منهم اأحد ل لكن اول جاهدة فهم اأي فكل منهما يحمل بداخله اآلف الأ�سرار املبعثة! حت

52

شر والتوزيععصري الكتب للن

منها، لعله يو�سلها لإجابة، عبثا، جميعها خيوط متقاطعة مت�سابكة باألف خيط، تت�سابك وتتعقد حتى تكاد تخنقها داخل عقدتها املحكمة دون اأمل

بالو�سول حلل.اأحدهما! �س راأ داخل فة عا�س موجة �سدمته حيث عقلها ف توقا�ستطاعت فك طال�سم اأحد األغازهم املتناثرة، لتزداد حركة راأ�سها بتوتر عيون جذبت تواره، ل بحنق �ساخرة متقطعة �سحكة �سوت مع ح وا�ساجلميع امل�ستغربة نحوها، ت�سارع غيظها ليطفو بكامل وجهها ونربتها...

ف! حتى اأنت يا اآ�ساأحنى باأ�سى، ليتنهد املتخبطة، داخل موجته ها علقت اأن ف لآ�س ران

راأ�سه بن يديه، حنقت نظرتها ال�ساخرة...اأقرت رهانا �سدك حكما بالنفي لأنك اأردت �سرقة الكتاب! اأردت الطالع عليه فقط، روؤية ما يحتويه.

اختلج �سوته خائرا، فغر اجلميع اأفواههم ده�سة، وقفت رونا مذهولة، مت منه خطوة وت�سيح بيديها بغ�سب... تقد

كان لذلك عليه؟ ت�ستول اأن بعد دمي ال�س ملغادرة تخطط كنت لديك الناب�س بالأزرق؟

د وما زال على جل�سته... حاول تيام تهدئتها، يقف حائال بينهما، تنهكنت... ي. د اأم ل يهمني، �ساأح�سل عليه، واأعطيه له واأ�سرت

اأنهكتها �سيء، كل د �س درها �س يوغر �سيطان واألف بوجهه رخت �سالفو�سى واخلداع من حولها، اجلميع يكذب، يخفي �سيئا.

53

شر والتوزيععصري الكتب للن

ذهل اجلميع واأولهم رونا التي التفتت نحوها بعيون متتزج بها الده�سة واخلوف والتوتر، ليغ�سب تيام...

هي وريثة العر�س لن يفلتها. اإن اأخذ الكتاب فلن يحتاجها ب�سيء.

من ف اآ�س تها، وفقدت كل �سيطرة على نف�سها، لينتف�س ازدادت حدكل رغم الهيئة بتلك �سابقا يروه ل ثورته اجلميع، وقد تخطت مل�سه اأخر�س ما نارية، بحمرة احتقن وجهه اإن حتى اأزمات! من بهم مر ما

م منها خطوة... اجلميع، تقدلن يفعل، �سوف يقتلها.

رت عينها ذهول غا�سبا، خرجت رونا عن هتف بغ�سب اأخر�سها، ك�س�سمتها...

اأنت ل تفهمن �سيئا! ما الذي ل اأفهمه؟

ف اآ�س وجه يرتقب اجلميع طاغ، �سمت خنقهم دا، د م رخت �سل تكاد ت�سل ل�سيء ا كالأموات، و�سي رونا �ساحب املحتقن بثورته، ووجه ف، جحظت اآ�س حتى ا�ستقرت ببحر بينهما، تلك الأفكار املت�ساربة من عينها وتباعدت اأنفا�سها وهوت اإل الكر�سي من خلفها كمن يهوي اإل قاع ها عنها! ا تخفيه اأم اجلحيم! ا�ستطاع عقلها حل جزء من اللغز، بع�س م

د حائر... د لتهتف ب�سوت متقن باخلوف مرتلذلك اأبقاها على قيد احلياة؟

ت�ستطع ل األ، اأوماأ بزفرة دا، د اأ�سراره م اقتحمت قالع ها اأن علم التفوه بحرف اآخر، توج�ست رحيل...

54

شر والتوزيععصري الكتب للن

نحن معا ف هذا األي�س كذلك! دة هي املختارة، كيف ل اأعرف! زمر

ف بقربها، ربت على كتفها... ردت رونا بنربة خائرة، جل�س اآ�ساأكن ل مثلك فاأنا منا معرفته، لأي كن مي الذي يء بال�س يكن ل

ا منذ اللحظة الأول. اأعرف، رغم اأن هذا كان وا�سحا وبديهيبت دلن منهما بارتياب... اقرت

خمتارة ملاذا؟ من اختارها الكتاب لتكون حاميته.

بن راأ�سها اأرخت ا �سي بينما اجلهل، نظرات يتبادلون ثالثتهم ظل كفيها بياأ�س، لتعاود رحيل بتوج�س...

الكتاب من اختارها! هل الكتاب يختار؟ عن الليلة تلك رهانا اأبعدتها لذلك حار�سه، يختار الكتاب

الحتفال.ام باأل... زفرت رونا بكمد، فالآن فهمت ملاذا اأبعدتها ليلتها، ليكمل تي

ولأجل الو�سول للكتاب يبقيها حية، وحن ي�سل اإليه �سوف يقتلها، فهي الوريثة، ووجودها خطر عليه.

ا ب�سوؤال يطن بعقلها... ف راأ�سه باأ�سى، لرتميهم �سي ليهز اآ�سملاذا ل حت�سر احتفالت الرتقي ليلة اإلكاي؟

تبادل كالهما النظرات ال�سامتة، ليعتدل تيام...كانت مدللة، ول تكن ترغب باحل�سور فلم حت�سر.

55

شر والتوزيععصري الكتب للن

دفة! اأتعنى �سقطبت حاجبيها بتهكم...

�سدفة اأن تنجو وحدها من مذبحة ق�سي بها على عرق باأكمله؟! اربي املعبد دفة اأن تبقى برفقة حار�سة امللكة اخلا�سة واأقوى م �س

خارج حدود الق�سر؟!وقفت واحلنق يزداد بنربتها املتهكمة، وال�سخط يرك�س بن تقا�سيمها،

تي ل ت�ستطع رفع راأ�سها... وعينها معلقة برونا الها ل تكن حار�سة كتاب القدر، ل حت�سر اأهم احتفالت اململكة لأن

دفة! ترغب! وامللكة تركتها تفعل! �سف وعينها معلقة بعينه، بنربة �ساخرة... جل�ست القرف�ساء اأمام اآ�س

لو اأملك ن�سف تلك ال�سدفة لكنت ملكة على الكون دون منازع! لتتابع دلن بتعجب...

عن بعيدا الأمريات اأهم �سببا يجعل هناك اأن بد ل ا مقة، �سيالقاعة املحرمة ف هذا الوقت!

اإحداهما كانت تعرف! األي�س كذلك؟ طرحت كالهما، بالمح العينن مقيدة بال�سوؤال، ا �سي اأخر�ستهم قنبلتها املدوية، البع�س �سمتا والبع�س هلعا! ارت�سمت مالمح الفزع بوجوه تعرف!« كانت »�إحد�هما ال�سدمة من فاهه فغر الذي ام وتي ثالثتهم، �سمت به! هت تفو ما اه جت واحدة اختالجة ف اآ�س اأو رونا تبد ل بينما ت واقفة ترتاجع للخلف بخطوات واهن تغلغل بن تقا�سيم وجهيهما! هم

ثملة من �سفعة الإجابة التي ارت�سمت بعينهما!

56

شر والتوزيععصري الكتب للن

هزت راأ�سها بابت�سامة متاأملة �ساخرة �ساخطة، واألف �سعور غا�سب على ياأتي حانق كا�سح ار كاإع�س داخلها ي�سرب متناق�س راف�س املدوية ال�سفعات من مزيدا يحتمل يعد ل والياب�س، الأخ�سر اأن ترك�س بدروب عقولهم وراء اإجابتها، فهي بجنباته، ل حتتج وؤال باحلقيقة هو هار! فبدا اأن ال�س ك�سم�س ت�ستعل لهيبا بو�سح الن

الإجابة!!متنت لو اأن توقعها يخفق كحياتها البائ�سة، كم نكره اأنف�سنا حن نكون من اخليبات والف�سل، الوجع والنك�سار! عنا ما توق ن ب�ساأن حدوث مقاملزرية، توقعاتنا ب�سحة نفوز يرتكنا ه لكن القدر، اأمام نخ�سر ليتنا

وي�سفعنا بهزميتنا املدوية لت�سحقنا داخلها دون رحمة!تفارق ل اجلميع، على بظالله ليلقي ال�سكون وعاد ملجل�سها عادت ه يخفي املزيد! �سيئا ي�ستميت لحتجازه بعيدا اأن ف، تعلم عينها عن اآ�سديدا! و�سوتها داخل راأ�سه »مهما حاولت �سوف �أعرف ما عنهم وعنها حت

تخفيه، �أعدك.«

ل يعر ف�سولها و�سخطها بال! �سوب نظراته خارج النافذة حتلق خلف ه يعرف اأن لكل �سر ها �سوف تعرف! لكن اآخر خيوط النهار الهاربة، يعلم اأنه وقتا مقدرا يقع عنه �سرته فيه، ل يهم اإن كان منا�سبا لنا اأم ل، الأهم اأن

اما له، وهذا يكفي! الوقت الذي يختاره القدر ويكون منا�سبا متاأ�سراره يعرف اأحد هناك كان اإن الأثري، كتابه خلف �سروده رك�س اأ�سراره، خلف يفت�س دمي ال�س على عمره ن�سف ق�سى ه، غري يكون فلن واأيها كاذب، فكيف اأيها حقيقي حوله يعلم ن�سجت التي حتى الأ�ساطري دة مفتاح كل �سيء!! »غبي �أحمق« حنق �سيطانه! اأغم�س ل يعرف اأن زمر

57

شر والتوزيععصري الكتب للن

من جديدة �سفعة ى تلق ه اأن ي�سعر املكان من خرج بعمق، �س وتنف عينه دره! القدر، و�سيء يطبق على �س

5ظة فيه اأكث من رحلت بعيدا ف الزمان، كلها رحل اإل يوم تكره كل حل�سابقتها! ورغم ذلك تعود اإليه مرارا وتكرارا!! تنظر اإل لقائهما املحتدم خارت ملاذا ال�ستماع؟! على لإرغامها اأكث ارب حت ل يومها، كيف بطرقات م�سردين اجلميع �ستطرح هاية الن اأن وتعلم �سريعا! عزميتها

عينا اأننا ل نفعل! املجهول! جميعنا �سركاء باخلذلن مهما اددة داخل قاعة اأمها اخلاوية على عرو�سها، الغارقة برائحة وقفت زمربعيون ذكرياتها داخل غا�ست ما جمعهما، اآخر تتذكر والهالك، املوت ت�سع حياة، بعيدا، لتفتحها فتجد القاعة مغلقة ورائحة املا�سي ت�سحبها

كل �سيء يتنف�س!ابت�سامة عنها ى ند ال�سرير! حافة اإل جتل�س �سغرية فتاة تتاأمل انك�سار، ترى نف�سها باملا�سي، تنتظر اأمها بثقة عمياء ف تنفيذ ما تطلبه

كعادتها!ال�سغرية بن�سختيها دة زمر ت�سنمت رهانا، ودلفت الباب فتح بخطوتها القاعة داخل خطت حن اأنفا�سها خطفت كلتاهما والكبرية، على تظهر بتجاعيد اخلمرية وب�سرتها الق�سرية، وقامتها الواثقة، ا�ستحياء بن تقا�سيمها الهرمة، بكل جالل وهيبة، بثوب بلونها الفريوزي الأثري، تاجها املتالألئ باأحجاره ال�ساحرة وت�سميمه الفريد كن�سف �سم�س �ساطعة، ي�ستقر فوق �سعرها البني الأ�سيب الطويل امل�سدل على ظهرها،

58

شر والتوزيععصري الكتب للن

ن تفوه عيناها الزمردتان الوا�سعتان بنظرتها الواثقة ت�سرب اأغوارك قبل اأبحرف، وابت�سامة اآ�سرة ت�سحر لبك جتعلك م�سحورا م�سدوها اإليها دون ها جزء ل يتجزاأ منها، تفكري، خطواتها الثابتة تنغر�س داخل القاعة كاأنالواثقة الطلة احلياة، وحتى والزمان املكان قبل هنا ها اأن لوهلة ت�سعر القوية القاب�سة على �سغاف روحك، فال متلك �سوى اأن ت�سبح تابعا لها

ماأخوذا بها، لتجد نف�سك كوكبا معتما يدور بفلك نمها امل�سع.ابت�سامتها احلانية بن جفونها، ترى املختنقة دة زمر ترقرقت دمعة د بن حنايا عقلها �سوتها تنفرج عن طرف ثغرها لن�سختها ال�سغرية، ترد

الرقيق...ملاذا اأمريتي املدللة لي�ست بقاعتها تنهي واجباتها!

لتها بوجنتها وجل�ست قريبا منها، تلقي بطرف عينها نحو �ساعتها قبالرملية فوق طاولة �سغرية بالقرب منهما، لتتلعثم ال�سغرية...

ي. هناك اأمر طارئ ي�ستعدي احلديث بيننا يا اأمدة نحو الو�سيفات بتوج�س، فمالأت احلرية عن رهانا التي نظرت زمرالذي طماأن احلب من بالكثري �سعرها باملغادرة، م�سدت اأمرت اجلميع

قلب ال�سغرية لرتفع عينها بعن اأمها...هناك �سيء �سيئ �سيحدث بالحتفالت.

دة حتفزت مالمح رهانا وعادت تاأخذ تعابريها اجلادة، لتغم�س زمرها ترتب حروفها... عينها للحظة كاأن

ي ل بد اأن تلغي الحتفالت لهذا العام. اأمهذا م�ستحيل!

59

شر والتوزيععصري الكتب للن

دة يدها بنظرة رجائها ديق ملطلبها، فاأم�سكت زمر انتف�ست بعدم ت�ساملعهودة والتي ل تخطئ يوما هدفها...

اأرجوك، �سيء �سيئ �سوف يحدث. ما هو؟ ه �سيئ. ل�ست واثقة من الذي راأيته، لكن

ا راأته بعقلها، وبداأت مالمها ظة، عربت ملحات خاطفة م �سمتت حلالوا�سح، مالمها م جته مع اأمها حرية لتزداد حقيقيا، قلقا تظهر

�سغطت يد ابنتها...ما الذي راأيته؟ ا ليلة الحتفال، قبلها اأو بعدها، ل�ست واثقة، دماء كثرية تراق، رب

ال�سورة كانت م�سو�سة كثريا.تت رهانا على يدها وقد عاد وجهها لهدوئه... رب

كل ما راأيته حدث باملا�سي، ولي�س امل�ستقبل. وقفت بنظرة غا�سبة ونربة متجة...

دا ما راأيته، كل هذا املوت واخلراب لي�س ف املا�سي، بل اأعرف جيه امل�ستقبل وامل�ستقبل القريب. اإن

ال�سغرية اأثارت حنق ابنتها، فعل لردة رهانا �سحكة هادئة اعرتت تق�سد، ل ها اأن بيديها وت�سري ال�سحك، عن فاأم�سكت لتنتبه، اأكث اأم�سكت بيد �سغريتها واجتهت نحو �سرفتها، ت�سري اإل ملكتها الهادئة

الآمنة الغارقة باحلياة...

60

شر والتوزيععصري الكتب للن

خرابا يكون اأن لهذا كيف عزيزتي، يا دا جي حولك انظري ة وقو اأمنا العوال كث اأ نحن ا! اأي�س العاجل والقريب بالقريب؟

ورخاء وتقدما.ها، تنظر بعينها ال�سغرية التائهة... م�سدت خد

دمي عر�سنا، كل ما راأيته نحن امل�ستقبل، هذا العال هو اإرثنا، وال�ساأ�سغاث اأحالم، ما�س رحل ولن يعود.

لوهلة بدت عيونها م�سدقة ما تقوله اأمها، لكن عنادها ورف�سها املتقد �ساعديها ا، عقدت اعرتا�س بقدميها الأر�س وجوده، فخبطت عن اأعلن

ترتاجع خطوات...ملاذا ل ت�سدقينني! اأنا كبرية كفاية كي اأميز ما راأيته. رك وعنادك! ولأنك كبرية كفاية توقفي عن تذم

دة ويزداد انعقاد حاجبيها، جاءت نربتها حازمة، ليزداد غ�سب زمرفرتفقت رهانا بنربتها ونظرتها...

هذا طبيعي اأنت تتجولن باأحالمك، ما يعني... ن ف، وكوين متجولة اأوؤكد لك اأ دا ما يعني، اأخربين اآ�س اأعرف جي

ما راأيته امل�ستقبل ولي�س املا�سي.رخت اأفلت اأمها عائدة للقاعة، جل�ست اإل كر�سيها اأمام مراآتها، �س

دة بفزع... زمرراأيتك تذبحن اأمام كر�سي العر�س.

ا�ستتابت ظة حل بعد مفاجئ، يق �س واعتالها رهانا وجه م جتهلر�سدها، تلملم ثقتها، وقد و�سلها انزعاج ابنتها...

61

شر والتوزيععصري الكتب للن

من فعل هذا؟ ل اأعرف، ل اأر �سوى عينيه امللتهبتن ككرتي نار! روؤية ميكنه اأحد ل املا�سي، اأ�سغاث ها اإن �سغريتي، يا اهدئي

امل�ستقبل بهذا الو�سوح، ل يفعلها اأحد مطلقا، هذا م�ستحيل!تهدئ درها، �س اإل ت�سمها جوارها اإل واأجل�ستها ظة حل �سمتت

روعها...ثنا عن الكتاب، وكل ما حدث داخل مكتبة ال�سر اأتعرفن حن حتد

ت برفقة الكاهن الأكرب، هي ما يجعلك الأعظم، والطقو�س التي متترين كل هذا.

اأم�سكت وجه �سغريتها بكلتا يديها تدقق النظر بعينها...اأنت الآن له وهو لك! يريد اأن يطلعك على تاريخه، كل ما�سيه، ما

ه يخترب قوتك. ترينه �سدى املا�سي، هكذا نطلق عليه، اإني ا�سمعيني، اجلميع �سيموت، ويعم اخلراب... اأمن عن عنادك! هذا يكفي، لدي ملكة باأكملها لأهتم ملاذا ل تكف

بها، ل ينق�سني �سوى كوابي�سك.دة زمر نربة ت فاحتد واقفة، ت وانتف�س ونظرتها رهانا نربة ت احتد

ال�ساخطة...اأمرك مولتي.

ها اأعلنت حرب عنادها بعد »مولتي«، التفتت زفرت رهانا، فعلمت اأنلها دون اكرتاث، فلديها من الأعباء ما يكفيها، وبنربة اأكث ق�سوة...

اإياك واإخبار اأحد عن الكتاب، اأو ما حدث ف مكتبة ال�سر الأعظم! هل هذا مفهوم؟

62

شر والتوزيععصري الكتب للن

اأمرك مولتي. ل احل�سور بالقاعة املحرمة. بيوم الحتفال تكونن اأو . كال

�ساعديها عقدت دة زمر اأن اإل لرف�سها، النارية نظراتها ت احتددها... دا، اأعلنت حرب متر وبنظرة تعلمها اأمها جي

لن اأ�ساهدك واأنت تقتلن. زفرت رهانا ب�سيق، تعلم اأن الأمر لن يفلح، فقررت اأن جتاريها ب�سيء

ه اأكث ما ي�ستفز �سغريتها، فعاودت جلو�سها اإل كر�سيها... تعلم اأناأم خائفة اأن تقتلي؟ طات الدماء بل ف خمططات اجلحيم! ط ل�ست ف خم

رهانا �سعرت اإذنها، تنتظر اأن دون القاعة مغادرة دة زمر التفتت بوخزة غريبة تقلق ارتياحها وتق�س اأمانها، لتوقفها بنربة م�ستفهمة قبل

اأن ت�سل اإل الباب...اإل اأين تذهبن؟ و�سم؟! ف لأودعه، األ تاأمري بنفيه اإل الر اإل اآ�س

دة لكن �سوتها فغرت عينها من ال�سدمة »كيف عرفت؟« ل تلتفت زمرجاء خافتا �سعيفا...

طاته اخلا�سة لنا جميعا. ط طاته لكن للقدر خم ط لكل منا خمبع�س كلماتها و�سلت اأذن رهانا التي رحل ارتياحها دون رجعة! فكيف وكتاب كتابها ووريثة �سغريتها ا اأحق ف؟! اآ�س ب�ساأن قررته ما عرفت اأن امل�ستحيل من بقطعية، نفيا �سها راأ حركت امل�ستقبل؟! ترى اأ�سالفها

63

شر والتوزيععصري الكتب للن

قراءته يوما ا�ستطاعوا ما كل و�سفته! كما تفا�سيله بكل امل�ستقبل ترى بعد لها فكيف متفرقة! خاطفة وم�سات م�سن جهد بعد امل�ستقبل من ام معدودة من طقو�س ال�سر الأعظم قراءة امل�ستقبل بكل هذا الو�سوح، اأيير�سلها فقط هو �أنت فقدت عقلك، »رهانا تلك؟! ال�سغرية ها �سن وف

للما�سي، هكذ� فعل مع كل من �سبقوها«.

باب اإل كر�سيها عن انتف�ست املتناحر، الفكر ببحور غرقها بعد قاعتها، فتحته واأ�سارت اإل �سخ�س بنهاية الردهة بلبا�س ماربي املعبد اإل جل�ست كلمة، دون وتبعها القاعة اإل فعادت لها، انحنى الذهبي، ح�سن اإل الراحلة هار الن خيوط باآخر معلقة وعينها الوثرية اأريكتها ظة طالت، وطال معها �سكونها، ينحني بابت�سامة الليل، ليتنحنح بعد حل

باهتة تغلف وجهه...اأوامر مولتي؟ نواه.

دا اأمامها بابت�سامته املعهودة، لت�سري بعدم اكرتاث... د انحنى مزد من احلرا�سة داخل الق�سر واملعبد، وتاأكد بنف�سك اأن كل �سيء

ل ديدا، حت الحتفالت واأثناء القادمة الأيام خالل بدقة ي�سري اأريد خطاأ واحدا، اأو اأي مفاجاآت غري �سارة اأو غري متوقعة.

اأوامر مولتي نافذة، لكن هل من �سيء ي�ستدعي ذلك؟ رمته بنظرة جامدة م�ستنكرة ليبتلع بعدها �سوؤاله وحروفه ول�سانه.

دلفت رونا، فاأ�سارت له باملغادرة، انحنى بابت�سامته املعهودة، ابت�سم ف ت�سادما مرحة، بطريقة اإياها بادلته عينه، بطرف وغمزها لرونا

64

شر والتوزيععصري الكتب للن

�س ويتلم تخنقه، كادت التي ابت�سامته ونزع عربها ف، باملنت�س الكتف الناب�س بالأحمر بخامته.

م ملكتها ولحظت �سرودها... التقطت عينها جتههل كل �سيء بخري يا مولتي؟ دة ف املعبد اأثناء حفل الرتقي. اأريدك اأن تبقى مع زمر

اأجل من الأكث الكثري ورتبت انتظرت فقد من طلب ملكتها عقت �سهذا اليوم، لتت�ساءل بتلعثم...

األن حت�سر الأمرية الحتفالت! يق ونظرة اأ�سى كانت اإجابتها، وقفت، ربتت على كتفها... زفرة �س

فهو طلب ، اأمر ملكي يجب عليك تنفيذه، كال ه لأن اأطلبه منك ل من اأم لبنتها.

اأوامر مولتي. رفعت حاجبها بنظرة مغتاظة تب�سمت لها رونا...

ي، لكن... اأوامر اأماأنت هنا تقدمن ل ما هو اأعظم.

قاطعتها، ت�ساءلت رونا باهتمام...هال تخربين مولتي ما هي خماوفها؟ بعد الحتفال اإما اأن تكون خماوف واإما اأ�سغاث اأحالم!

تنهدت رهانا، ربتت على كتفها بنظرة قلق ل ترها من قبل...ي�ستطيع �سواك حد اأ ل �سيء ي اأ حدث اإن بك، اأثق كم تذكري

حمايتها.

65

شر والتوزيععصري الكتب للن

ل تقل �سيئا، عادت رهانا لكر�سيها و�سرودها.تي ملحتها غادرت رونا القاعة، ورغم حريتها من نظرة ال�سطراب الوحنقها غ�سبها فاإن الأمرية، حماية عن املبهم وكالمها ملكتها، بعن املكظوم ظال داخلها، لكن ما ع�ساها اأن تفعل؟ ل ت�ستطيع رد اأمر مللكتها! ها؟ هذا يجعل طاعتها عمياء دون �سوؤال اأو حرف! فماذا لو خاطبتها كاأم

بتها وقر �سيء بكل حبتها و�سندها، ها اأم بل فقط ملكتها تكن ل وعمرا، مكانة ي�سبقونها الذين القواد حتى اجلميع على لتها ف�س اإليها، اأ�سرارها، فكيف تع�سي وبئر وحار�ستها مرافقتها تكون باأن واخت�ستها

لها اأمرا؟!

5مع قرب رحيل ال�سم�س اإل خمدعها، تنق�سع اآخر خيوط ال�سباب من ل ف من طرف فمه ابت�سامة ن�سر اآ�س حوله، يغلق كتابه الأثري، ابت�سم يحظ به منذ فرتة لي�ست بالقليلة، توالت هزائم القدر و�سرباته املوجعة ا ه يعرفه، ظل دقائق ي�سرتد اأنفا�سه وبع�س اأن له ولكل توقعاته وما اعتقد

تي كتابه! من قوته التي تخور مع كل رحلة بن دف�سعد اأخرى، تلو واحدة تتهادى وخطواته بيده اجلدار اإل ا�ستند لم لدورين تالين ورغم الإجهاد والتعب الذي يرافقه، فاإن ابت�سامته ال�س

حتتل جبينه! يتنغم بلحن يحفظه عن ظهر قلب!ة فارغة بالكامل، اإل من غرفتن و�سلت خطاه اإل �سطح املخزن، العليف نهايتها، اإحداهما لي�س لها باب وتبدو مهدمة، والأخرى بدت متما�سكة ببابها احلديدي، تقدمت خطواته املتهالكة نحوها، و�سع قفل جديد عليها

66

شر والتوزيععصري الكتب للن

م وهو يدفعه قليال، �س القفل ومتتم بب�سع كلمات، فانفتح، تب�س باإحكام! تلم�سياء امللقاة بكل مكان، حتفز وعينه تلتقي ب�سقري تليد الراب�سن فوق الأ

ظة انفرج الباب عن فتحته. ال�سقران حلنزع ال�سقران، تراخى ا�ستدعائهما، بنغمة يرتمن ابت�سامته، زادت ب منهما قطعة قما�س حتجب النور عن الغرفة، فاأ�ساءت اأرجاوؤها، اقرتيتنغم بذات اللحن، و�سع يده على راأ�سيهما بحنو فا�ستكانا له، بداأ يردد ظات وفتح ال�سقران اأعينهما عن اآخرها وقد تعويذة بذات الرتنيمة، حل

ت! ابي�سفتح الباب عن اآخره، يهم�س ب�سوق جارف »حلقا« فانطلقا ف ال�سماء

ي�سدحان!

5ظة حل تهذي! ها اأن تعتقد واملنام، ال�سحو بن بغتة، عينيها فتحت وعاد هم�س ال�ستدعاء يرتمن باأذنها، ابت�سمت بذهول يكاد يوقف نب�سها، اأغم�ست عينها، تنغمت بذات الرتنيمة التي ت�سج باأذنها، لتفتح عينيها

ة املخزن املهدم! دا فتجد نف�سها تقف اأمامه داخل احلجرة بعلي د مدة... مدللتي ه »زمر ف بنربة متوج�سة ودمعة هاربة فوق خد هم�س اآ�سل تكاد تلقي نف�سها بح�سنه اأن قبل على ده�ستها برهة �لعنيدة«، ظلت

ها �ستموت وحيدة. دا وهي التي اعتقدت اأن د ها تراه م ت�سدق اأنتكن فلم لعمر، ابنته فارق اأب بحنان ي�سمها عليها يده اأطبق متطر بدموع تب�سمت ومعلمها، الروحي اأباها كان ولها فقط، تلميذته وا�سطرابها �سوقها وخوفها ة �سد من اإيجاده ت�ستطع ل وجهها، و�سوت

ومفاجاأتها...

67

شر والتوزيععصري الكتب للن

كيف فعلتها وا�ستدعيتني؟ ا من فعلت. �سي

خ�سبي �سندوق اإل اتكاأ ابت�سامته، لتزداد ا�ستفهاما عيناها زادت خلفه، وقبل اأن يفه بحرف ت�ساءلت وهي تتلفت حولها...

اأين رونا؟ لي�س هذه املرة، فلدينا الكثري للحديث عنه وحدنا يا عنيدة.

به تلقيبها اعتاد الذي باللقب ناداها بعدما فرحتها بدموع تب�سمت ها كانت هنا طوال الوقت كلما اأقدمت على فعل ل يروقه، �سعرت لوهلة اأن، جثت على ركبتيها اأمامه وكلها معلق به بتوج�س، تنهد ول تفارقهم قط

دا... باأ�سى ورماها بنظرة تعرفها جياأ�سعر اأن الأ�سواأ ل ياأت بعد.

ارجتف اأنفا�سها، وباعد نب�سها اأوقف م�سموم ب�سهم روحها اأ�ساب له داخلها، اأم�سك يدها يربت عليها بكمد ل ي�ستطع مداراته، اأجل�سها ه به »�لأ�سو�أ ل ياأت بعد... هل بجواره، وكلها مبو�س داخل اآخر ما تفوخماوف لها يبث راح له، انتبهت خوفا، يغادرها عقلها كاد يعرف؟«،

وقلقا ي�سكنه، تراخت اأع�سابها قليال فلم يعرف!ها ما ا�ستطاعت اأن جتيبه األقى ع�سرات الأ�سئلة واملخاوف بوجهها، لكن الإجابات لديها وحدها! هناك اأ�سياء ل ميكننا البوح عنها، واإن كانت كلرخ األف �سيطان براأ�سنا اأن نفعل لرنفعها عن كاهلنا، ف�سنجد بها واإن �ساألف ن�سل غادر يطعننا لأجلها دون رحمة! بع�س البوح ل يريح بل يزيد

القلب اأملا والروح موتا!

5

68

شر والتوزيععصري الكتب للن

ل خيط ف�سي يلقي به القمر نحو ل ن�سمة عليلة واأو بامل�ساء التال ومع اأوا دار بينه وبن الأر�س، جل�س فوق جذع �سجرة ياب�س بالفناء، كله �سارد بلديها اإجابة لأي من �سكوكه؟! اأتخفي عنه �سيئا؟! دة، كيف ل يجد زمرد الفكرة، لكن هناك جزء من اأحجية القدر ناق�س! اأم اإن نف�س عنه مر

الإجابة تقبع اأمامه طوال الوقت وهو فقط ل يراها؟!كل يفهم يجعله ما والكتب ال�سحر من لديه ن اأ اعتقد باأ�سى، زفر التي وروؤياه عليه! انقلب املا�سي لكن حدث! بالأحرى اأو يحدث، ما يعد ل �سوؤال عقله ليطرح ه! د �س وتاآمرت خذلته لها ثمنا الكثري دفع با�ستطاعته جتاهله »هل ما جناه من خلف �سهوته ��ستحق �لثمن �لذي

دفعه لأجلها؟!«

نداءها يعاود و�سوتها اأمامه تقف ا �سي بقدمي عينه ا�سطدمت امل�ستميت، فرفع عينه بعينها...

اأين ذهبت؟! اأناديك منذ برهة طويلة! �سته ملراآها... تنهد بابت�سامة مرحة تلب

توقفي عن فعل ذلك! اتخذت مل�سها بجانبه، خبطت كتفها بكتفه بابت�سامة م�ساك�سة...

. ف! يا رجل الأمر ي�ستحق ل تنكر اأن الأمر �سائق، اأنا داخل عقل اآ�سن يلتفت نحوها... علت �سحكته، حلق ال�سمت للحظة، ودون اأ

ل اأحاول �سرقته، اأنا فقط... اأعلم، اآ�سفة ملا حدث. اأنا من يجب اأن يعتذر.

69

شر والتوزيععصري الكتب للن

التفتت نحوه بغتة، �سيقت بن حاجبيها ا�ستفهاما، ليتنهد بح�سرة...الأقل على لنف�سي اأعتذر اأن يجب ا حتديدا، رب لك لي�س ربا

كونها دفعت ثمن حماقاتي.به الكثري من الفو�سى التي اأحيانا يكون اأن عقلك دعني اأخربك

اأغرق بداخلها، ول اأفهم منها �سيئا، كالآن.ا. كنك معرفته، هذا مطمئن جد من اجليد اأن هناك �سيئا ل مي

اأقلقت �سحكتهما الليل الهادئ، اأم�سكت بغ�سن ياب�س ملقى بجوارها تعبث بالرتاب...

من منهما كانت تعرف؟ تنهد بزفرة ح�سرة ونربة انك�سار...

دة. زمرملاذا ل تخرب اأمها؟ ل ت�سدقها.

ها ل تفهم، �سردت عينه خلف نمة بعيدة... حركت راأ�سها باأناأحد يقراأ التاريخ كي يتعلم منه، بل اأحد يتعلم من املا�سي، ل ل

وم! ل يفهم اأحد يقروؤونه لأنهم ي�ستمتعون بحكايات مبهرة قبل الند اإعادة باأ�سكال متعددة ر الفخ، التاريخ ق�سة واحدة، والبقية م

وروايات تنا�سب اأ�سحابها، ن�سخ مكررة.ملقة وعينه لي�سرت�سل الواهنة مالمه ف النظر ا �سي دققت

بال�سماء...

70

شر والتوزيععصري الكتب للن

ا لديها، ل ت�سدق اأن كل اإرثها قد ينهار بلحظة! ت ب رهانا اغرتدا، ل ترد اأن ترى �سوى قمم واأن حروب الظالم قد حتدث مدبقواعدها، ينخر ال�سو�س اأن ديق ت�س ت�ساأ ل امل�سيدة، بروجها بطرقاتها، ينت�سر خط ال�س واأن باأنفاقها، ت�ست�سري واخليانة تها و�سلطة النور الرا�سخة منذ اآلف اغرتت باإرثها وحا�سرها، بقو

نن. ال�سالتفت نحوها وبنظرة من يحمل حكمة األف عام...

ة وحدها تغ�س اأقدامه بالوحل من ينظر لالأعلى وعينه على القمفدوما لالأ�سفل وعينه اأقدامه ت حت ينظر ومن يدري، اأن دون ة كي ن�سل �سه بكل �سيء، علينا اأن ن�سع عينا على القم ي�سطدم راأ

ملبتغانا وعينا على اأقدامنا اأين تخطو كي ل ن�سقط.يحبو زال ما طفل ها باأن اأمامه ت�سعر فدوما بانبهار، ريقها ابتلعت اول حت بالرتاب، العبث تعاود اأنفا�سها تهدجت الوعرة، احلياة بدروب

ا�ستدراجه لك�سف ما يخفيه...اأخربين اأكث عن الكتاب؟

ا تر�سمه... تنهد، وعينه علقت بوال�سحر النور �سحر خلقت، التي ال�سحر تعاويذ كل به كتاب هو

الذي يغرق كل الأكوان متمعة، ل يتخطى كونه �سفحة الأ�سود، بداخله.

ماذا؟! كادت عينها تخرج ذهول، ليزيدها...

71

شر والتوزيععصري الكتب للن

ع ف حماية اأقدارا ويهدم مالك وميح عوال، و�س من ميتلكه يغريرهبان معبد دارا والالتي اأ�سبحن بعد ذلك ملكات النور.

كن ي�ستمددن �سحرهن من الكتاب! �سه اإقرارا... ت�ساءلت باهتمام ليهز راأ

كل تعاويذ �سحر النور منه، حتى تعاويذ ال�سحر الأ�سود ت�سربت من د اأ�سطورة ر ار وجوده م داخله؛ لذلك حر�سن على اإخفائه، ف�س

للكثريين، ووحدهن من يعرفن مكانه.اأتبع له! ينتبه يكن ل �سيئا اكت�سف كاأنه ر وتفك بتاأمل حليته يفرك

بنربة م�سدوهة، كمناجاة للنف�س...اأكيد هو مرتبط باللعنة! اإن ل يكن هو اللعنة بحد ذاتها التي بالت

ه تغلق القاعة بهذا الإحكام! وهذا يف�سر ف�سل زارا بفتحها، حتى اإنحاول هدم جدرانها، ول يفلح بخد�سها، هذا يف�سر كل �سيء!

ملاذا ل يتخل�سوا منه اإن كان بتلك اخلطورة؟ ا�ستعادته من غياهب نف�سه، ليحرك كتفيه بحرية...

القدرة لديه الكتاب اإن فيقال ي�ستطعن، ل ا رب يعرف، اأحد ل ه ع�سل ال�سلطة والقوة، اأي �سيء، ويقال اإن على حماية نف�سه �سد

ياع له. فمن يذقه ويت�سرب منه ل ي�ستطع �سوى الن�سماذا عن حار�س الكتاب؟ ر الكتاب من يختار حار�سه، وبالعادة تطول فرتة حرا�سته ول تق�س

ا، اأي�س والعمر وال�سحر القوة �سيء، كل من الكثري مينحه لأنه ع ف املعبد. فاأ�سبحن هن الوحيدات املنوطات بحمايته منذ و�س

72

شر والتوزيععصري الكتب للن

ع ف املعبد! و�سبدت عالمات الده�سة تغرق وجهها، فداعب حليته...

وجدته فرقة ك�سافة باأحد الكهوف النائية بغابة روكان قبل بداية احلروب ال�ست بقليل، اأودعوه املعبد، لكن الكتاب اختفى فجاءة،

وبعدها اندلعت احلرب والنريان واخلراب ف كل مكان.هل قامت احلرب ب�سببه؟

ه تنهد، فتابعت ت�ساأله... بها، �سمت ول يجب، لكن زاد تعج؟ ثمدا! لكن د �سعت الراهبات ف اإحالل ال�سالم، ثم ظهر الكتاب م

ه! كل ما نعرفه قبل ذلك ل اأحد يعرف من اأين اأتى اأو من الذي خطاأو عليه العثور بعدها اأحد ي�ستطع ول ت حمايتهن حت بح اأ�س ه اأنخلطورته نظرا به قمن ما اأف�سل كان براأيي وهذا روؤيته، حتى

وقوته.ي! وهو اختار اأم

اأكد باإمياءة، لتت�ساءل...كيف يختار الكتاب حاميه؟ ما الذي مييزه؟ وكرها للذات، واإنكارا للنا�س ا حب وطهرا، نقاء اأكثهم يختار

دة، زمر واختار اأقرانه، كل يفوق و�سحرا ة قو مينحه لل�سلطة، ه �سر �سمودها كل تلك ال�سنوات! واأعتقد اأن

ر �سيئا، رفع طرف عينه نحوها وابت�سامته تلمع بعينه... م وقد تذك تب�ساأتعرفن اأنك ثاين فتاة تولد حلاميه!

73

شر والتوزيععصري الكتب للن

ب، ربت على كتفها بذات البت�سامة... اعتدلت بجل�ستها، بنظرة تعجب الكثري من ال�سحر الأول كانت �سي�سيليا، اأمها كانت حامية، ت�سر

واأعتقد املميزة قوتك �سبب وهذا فاق اجلميع، ما فامتلكت لها، دة هذا ال�سم. لذات ال�سبب اختارت لك زمر

كيف تتم طقو�س ال�سر الأعظم؟ تي يتوق ملعرفتها، �سياء ال ه ل يعرف، فكانت من الأ هز راأ�سه نفيا باأن

ها كذلك من اأكث الأ�سياء �سرية ف نقل حماية الكتاب! لكنحاولت اقتحام قالعه، ت�سيد اأ�سراره التي يبقيها بقاع ذاكرته، لعلها اول ها حت ت ب�سخرية، كذلك فعل، يعرف اأن تظفر ببغيتها دون اأمل، فتب�سم

با�ستماتة...كنك الو�سول من اجليد اأن العجوز ما زال لديه بع�س الأ�سرار ل مي

اإليها.حركت راأ�سها بده�سة ونربة مرحة رغم غيظها...

كيف تفعل ذلك؟! بلحظة تكون كتابا مفتوحا ل اأحتاج حتى لتقليب ا منيعا، ليال داهما وخميفا! �سفحاته، وبالثانية ت�سبح �سد

املقو�س، �ساعديه خلف ظهره عقد وقف، عينه، دمعت حتى �سحك يتهادى بخطى بطيئة...

للعجوز حيله اخلا�سة، ما زال اأمامك الكثري لتتعلميه يا �سغرية. ن يلتفت... اأ دون اأ ت بغيظ، هداأت نوبة �سحكه، تلك تب�سم

ا العجوز يجعلك تقفن حيث يريدك اأن تكوين؟ رب

74

شر والتوزيععصري الكتب للن

الدم د م جت ال�سدمة! من ال�سفلي ها فك وتدل ذهول عينها فغرت بعروقها والتفتت نحوه وجلة باأنفا�س ثقيلة! لتجد خطواته الواهنة تتقدم ذات ي�سدر �سفتيه و�سوت حوله، العال ل�سخب اكرتاث دون بطريقة ها حتلق اللحن الذي ترتمن به رونا لل�سقور! والتي انتبهت تلك اللحظة اأن

فوقهما! وعن اأمها حتلق معهما!

5

الثالث5

»ل تبد�أ حربا ل تعرف كيف تنهيها!«

رونا

77

شر والتوزيععصري الكتب للن

النحدار بن ال�سديدة قمتهما تالم�س الرتفاع، �ساهقي جبلن باأكث حتى ول عن تلمحهما فال خلفها، فتتوارى حب، ال�سيحوط باإبداع، م�ستوية عالية، ترقد ه�سبة بينهما �سفاء، دمي ال�س ام اأيحافتها وعلى طول امتدادها وامتداد الب�سر �سور �سخم، عال البنيان يحجب عن العن ما يقع خلفه، يرتكز على اثني ع�سر عمود هائل احلجم، اأمتار، يجل�س بعدة ال�سور ارتفاع من اأعلى بقبة �سغرية منها كل ينتهي ا البنيان يقفان متعاك�سن، يحمل كل منهما داخلها حار�سان ملثمان قويميتد ال�سور طول وعلى بال�سهام، مليئة جعبة ظهره وفوق قو�سا، بيده

الفر�سان ف دوريات منتظمة.واحد طريق �سوى بها، املحيطة ال�سهول وبن اله�سبة بن ي�سل ل تد من قمة اله�سبة حتى لي�س وا�سعا ول �سيقا، يهبط منحدرا بروية، م

ال�سهول.ف ال�سور، وبن اأكث عمودين قربا بنهاية الطريق من الأعلى وبنت�سبن اجلميع، ترب�س بوابة حديدية عمالقة، مهيبة املنظر، تبدو ملن يقف

ب. بالأ�سفل وح�سا حديديا كا�سرا يلتهم كل من يقرتالهيئة، �سامخ املنظر، جليل ق�سر ير�سو اله�سبة وو�سط خلفها يبدو ال�سم�س من كل اجتاه اأ�سعة تلفه الأحمر، حن الذهب بلون مغلف للعن كاأنه جمرة ملتهبة، تعلوه قبة زجاجية كبرية ك�سعلة لهب متوهجة، عند يره من احلمرة، اإل مائل برتقال بلون �ساحر، باإتقان ممت �س

78

شر والتوزيععصري الكتب للن

منها! متدلية �سعلة يعتقده خلفه، خمدعها اإل تدنو وال�سم�س الغروب في�س، الأكث الن ام، املعدن الأحمر ه الد م�سنوعة حوافها وقاعدتها من

دمي باأكمله. ندرة والأغلى على ال�ساء، بهية اخل�سرة تلف الق�سر، يتفرق بينها يحوطه حديقة رحبة غنجداول مياه جارية مو�سولة بع�سها ببع�س تلف اله�سبة كاملة، وترتامى مع الألوان، متداخلة مل�ساء ب�سخور معبدة �سغرية طرق �سبكة بينها يتناثر كله هذا وبن �ساحرا، ورونقا ملعة يعطيها فوقها ال�سوء انعكا�س

رماة ال�سهام واحلر�س امللثمون بكل �سرب منها.ديدا، والتي ام، وبقاعة العر�س حت داخل ق�سر يوران املهيب بملكة دهار بكل غلقت لجتماع �سري طارئ ملجل�س الكهنة الأعلى! يجل�س امللك �سنمم العمر بن �سعره الأ�سيب، ت�سعر بهيبته، وقاره و�سموخه، رجل يبدو تقدة �سخ�سيته الطاغية على كل احل�سور، رجاحة عقله، ونظرته املتاأنية وقو

لالأمور جترب اجلميع على التزام ال�سمت بح�سرته.كاأكثهم ويتميز ام، ده �سكان اأغلب بها يتميز �سمراء بب�سرة يتمتع واإجادته اجل�سدية، بنيته ور�ساقة ال�سوداء، وعيونه قامته، ر بق�سكان من بعيدة، واإن ل�ستخدام القو�س وال�سهم واإ�سابة الهدف مل�سافات

ار. بينهم من فاز بكل مبارزة خا�سها دون منازع فهو �سنمكال، الأكرب اململكة تام، كاهنه وكاهن تاأدب و�سكون ف اأمامه يقف ورغم الأ�سود، بزيه والذقن، الراأ�س واحلليق الوا�سعة، العيون �ساحب �سبابه، بعنفوان متفظا ظل ه لكن ملكه عمر تفوق التي عمره �سنوات

ويتمتع ب�سحره اخلا�س.

79

شر والتوزيععصري الكتب للن

�ساتاي، الأ�سغر اأخوه العر�س كر�سي من قريبا ميينه على يجل�س ة بج�سده املم�سوق قوي البنيان، فما ه اأكث فورة وقو الأطول قليال منه، لكن

زال ف ريعان �سبابه.النقي�س على وهو عهده، وول للملك والأ�سغر الوحيد الأخ �ساتاي ا على �سيء يريده، ول يقيم وزنا لأحد، رب ميلوؤه الطي�س والتهور، ل يطيق �سيحاول اأخوه الإبقاء عليه داخل دائرة �سطوته، لي�سيطر على جنوحه، لكن

كثريا ما يفلت الزمام من يده.وعلى الطرف الآخر من القاعة تقف تولي ابنته الكربى، بنف�س طوله كوالدتها، بنية عيون ذات اأكث، البي�ساء للب�سرة متيل ها لكن تقريبا، دا متمر جمال متتلك م�سوق، وج�سد خ�سرها، يتخطى طويل ب�سعر دا! اأخذت عن والدها ع�سقه للمناف�سة وتفوقه ف القو�س ر وعقال اأكث مت

وال�سهم، والكثري من ال�سحر.وباآخر زاوية جتل�س ميال ابنته ال�سغرى، بقامتها الق�سرية و�سعرها تي ت�سبه اأباها كثريا، تراقب اجلميع ب�سمت كما طلب الأ�سود وعيونها ال

منها، فرييدها قريبة منه لتتعلم.معلم وكذلك ومعلمها الأعلى، مثلها ككال، كاهنة ت�سبح اأن تريد ميلي اأن تقبل ول عنيدة تولي بينهما، الدائم اخلالف رغم اأختها، عليها اأحد ما تفعله؛ ما خلق دوما نقطة نزاع بينهما، لكن ميال ح�سرت هذا الجتماع حتديدا ل�سبب اآخر، »�سيا« بطلتها التي تهفو لها، وترت�سد

اأخبارها!تنقل تولي عينيها بامتعا�س بن الكهنة املتناثرين داخل القاعة وبن

عمها الذي ل يوجد بينهما وفاق.

80

شر والتوزيععصري الكتب للن

ا... وقف �ساتاي متدما الذي تتحدث عنه يا كال؟

اعتدل الكاهن، ينظر بعن ملكه دون اإجابة، لينزل �ساتاي عن كر�سيه ار عن �سمته... وقبل اأن يزيد خطوة، خرج �سنم

ا قاله. كال مق ب�سه بنظرة امتنان، قب�س �ساتاي على كفه بغيظ، بينما اأمال الكاهن راأن متوازين اأمام كر�سي عم هدوء �سارخ املكان، الكهنة اجلال�سون ب�سف�ساعديه عقد واقفا، امللك انتف�س بوجوم، النظرات يتناقلون العر�س

ن... خلف ظهره، نزل عن عر�سه، وبخطى متمهلة بن كال ال�سفا يحدث الآن. ل بد اأن يكون لنا موقف م

التفت نحو كهنته، رفع طرف عينه نحو ميال التي يرك�س ال�سغف بن تقا�سيمها انتظارا ملا �سيقوله، عاود النظر نحو اأخيه...

ف وقت ما لن ن�ستطيع الوقوف على احلياد. اإن �سمح ل مولي...

ي�ستكمل يكمل، اأن له اأ�سار الذي امللك، انتباه ا�سرتداد كال حاول خطبته التي بداأها قبل اأن يقاطعه الأمري النزق...

دمي الآن على �سفا تغيريات حا�سمة، زارا يرتنح، تلك الفتاة اإن ال�سكبدته خ�سائر فادحة بفرتة ق�سرية، الأخبار تتطاير بن املمالك اأكيد بالت الم، الظ واأخ�سعت جي�س �سطام قتلت باله�سيم، كالنار

خطوتها التالية �ستكون نحو ق�سر رو�سيل، وعر�س النور.

81

شر والتوزيععصري الكتب للن

ها هجن حقرية، لن يرتك اأحد تلك الو�سيعة جتل�س على عر�س اإنالنور!

غزت وب�سمة برودا، ونربته كال هدوء ليزداد بغ�سب، �ساتاي احتد طرف فمه...

لتجل�س الأمري مولي من ريح ت�س لتاأخذ تي تاأ لن الو�سيعة تلك على عر�س اأ�سالفها!

ا�ست�ساط وجه �ساتاي، فتح كال ذراعيه على امتدادهما ينقل عينه بن اجلميع...

تقتل اأن قبل اآخر اأحد اأي اأو اأمرينا اإذن اأخذت ها اأن اأتذكر ل دمي متمعة! �سطام، وت�ستول على اأكرب جي�س عرفته مالك ال�س

اإل عنان القاعة فكاد يدكها فوقهم، قب�س يده و�سل �سخط �ساتاي عن وجه ت ند اأمامه، املتعجرف العجوز رقبة على لو قب�س بينما متنى ل�س م اأمام اإحراجا عمها يطرح العجوز ترى خبيثة، ابت�سامة تولي ها �لعجوز ه ل ي�ساوي �سيئا، »�سربة موفقة �أي الكهنة باأكمله، ويخربه اأن

�ملر�وغ« هم�ست بغبطة لنف�سها.

ارتد امللك اإل عر�سه، بنربة وقورة...اأحد بيننا وبن ملكات النور عهد الدم، ل يخلفنه ول نفعل، ول

ي�سهل ها خ�سم اأن يبدو ول فعله، الفتاة تلك تنوي ما بعد يعرف منطقة لنا وجتدوا باحل�سبان هذا كل ت�سعوا اأن فاأرجو توقعه، �ستكون القادمة العا�سفة اأن فيبدو داخلها، ال�سمود ن�ستطيع

مدوية!

82

شر والتوزيععصري الكتب للن

اإ�سارة لإنهاء القاعة اأبواب ليفتحوا نحو احلر�س اأ�سار اأنهى كالمه، الجتماع.

ة ت قدمه من �سد خرج اجلميع اأولهم اأخوه الذي يكاد يك�سر الأر�س حتثورته واندفاعه، بينما كان كال اآخر من غادر بهدوء وخطوات را�سخة.

ل�س الكهنة هز امللك راأ�سه بزفرة ياأ�س لل�سدام امل�ستمر بن اأخيه ومة! عامة وكال خا�س

رغم حداثة عليها بحنان، تربت اأبيها على كتف يديها ميال و�سعت ما لالأمور، اأخذت عن والدها هدوءه وذكاءه ها اأكرب عقال وتفه �سنها، فاإن

ار. ها الن�سخة التالية من �سنم ونظرته املتاأنية، ويرى كال اأنعن �ستقوله فما اإليه، تذهب ل باإ�سفاق، نحوه تنظر تولي ظلت

عجرفة عمها لن يزيده اإل كدرا فاآثرت ال�سمت وغادرت.ها قد ها لي�ست من م�سجعي ملكات النور كميال مثال، حتى اإن ورغم اأنها دمي لي�س من حق هجن و�سيعة، لكن تتفق مع عمها ف كون عر�س ال�ساأخذه على بتلك اجلولة، فحنقها اأن تخفي �سعادتها لهزميته ت�ستطع ل ا ملكة عليها ها قد تقبل ب�سي ولية العهد منها ل يخفى على اأحد، حتى اإنبينهما، كبريا �سرخا اأحدث امل�ستحق ملكانها فاأخذه م�ستحيل! هو، لكن ول تغفرها يوما لوالدها الذي اأ�سر على و�سع اأخيها وليا لعهده، لي�سيطر

على ن�سوزه وي�سمن ولءه!

5مع انفالت اأ�سعة ال�سم�س املتتابعة دون رادع لها، حتى غمرت كل بقعة لها �سربة ه وج العيون، زائغة هن، الذ م�ستتة بدت الب�سيطة، وجه على

83

شر والتوزيععصري الكتب للن

ا! اتكاأت اإل حافة ال�سور، ترميه قوية ل تنتبه لها فكادت ت�سقطها اأر�سا ت�سرتد ة، حرك تيام كتفيه دون اكرتاث لغ�سبها، انحنت �سي نظرة مكفهر

خذ و�سع الهجوم! اأنفا�سها، تراجع للخلف خطوة واتا، واآملها ه اأوقعها اأر�س د �سربته، لكن انطلق نحوها مددا، تهياأت ل�سها اأم�سكتها قوط، فزاد حنقها، مد يده لها، رمته بنظرة مغتاظة، لكن ال�ست مغادرة، وقف خلفها يحك فرفعها عن الأر�س، األقت �سيفها ب�سيق وهب

جبينه وبنربة حازمة...عليك اأن تهدئي قليال.

مت خطوتن... التفتت اإليه بوجه ت�ستعل براكن ا�ستيائه، تقدي، فعن اأي هدوء تتحدث!! زارا لديه اأما من قتلت �سطام، وا�ستدعت جي�سا من املوتى؟! اأتلك حق

فوق يجثم بثقل �سعرت نظراتها، وا�سطربت اأنفا�سها اختلجت اأكتافها، تراجعت خطوتن واتكاأت على اجلدار، انحنت بجذعها مت�سك اول خنق دموعها املحتجزة بعينيها املثبتة بفراغ يخرتق كل ركبتيها، حت

�سيء اإل ل �سيء، زاد تيام خطوة نحوها...اأنت اأقوى من هذا. ! لديهم اأميوماذا �ستفعلن لأجل هذا؟

ائعة، لينحني نحوها... ل جتب ب�سيء �سوى رفع راأ�سها نحوه بنظرة �سو�سم وحدها! اأين تلك العنيدة املجنونة! التي ذهبت اإل عال الر

لها! املوت اأجنحة واأخ�سعت جي�س الأطياف! من واأيقظت جي�سا وانحنى اأمامها اجلميع؟!

84

شر والتوزيععصري الكتب للن

ا وقد خار اآخر ما تبقى من قواها الواهنة، تركت نف�سها تنزلق اأر�ساأ�سندت راأ�سها اإل احلائط...

لو تعلم كم اأرهقتني! واأرهقني هذا ال�سعور! جل�س بجوارها، فزاد ثقل حملها ووهن �سوتها...

ال�سعور هذا اأنا، اإل اجلميع... يراها التي العنيدة القوية تلك اأن يطالبك اجلميع جتد حن اخل الد من يخنقك الذي املوجع يرون ل اأنت! تكون ماذا اإل اأحد يلتفت ول هو، يريده ما تكون ربا وتطلعاتهم، طموحاتهم تنا�سب تي ال ورة ال�س �سوى منك

ينظرون اإليك لكن ل ميكنهم روؤيتك...زاد اختناق �سوتها، بنظرة م�ستتة نحو الفراغ...

ل يقبلون بك اأنت، بل با يريدونك اأن تكونه، �سخ�س ل تعرفه، ول ك ل ت�ستطيع اأن تكونه! ي�سعون فوق كاهلك تريده، لكن الأ�سواأ اأنناتهم وم�ستقبلهم، ويعولون عليك كل اأحالمهم، هذا بات اأكث

بكثري ما ميكنني احتماله!وكيف ترين اأنت �سيا؟

اختنق �سوتها حتى كاد ل يغادرها...منذ اللحظة التي راأيت بها اأمي معلقة فوق جدار ل اأعد اأعرف...

لكنه بالتاأكيد �سخ�س اآخر، يختلف عن كل ما يرونه اأو يتمنونه.ا هذه م�سكلتك احلقيقية، اأنك ل تعرفن! نحن ما نحن عليه، رب

ل ما يرغبه الآخرون! عليهم اأن يتقبلونا كيفما نكون، هذا ما ولدنا ن نكون ن�سخة من اأحالمهم به واأ�سبحنا عليه، لي�س لزاما علينا اأ

85

شر والتوزيععصري الكتب للن

و يرتكونا، ا اأن يقبلونا كما نحن اأ ائعة واأمانيهم امل�ستحيلة، اإم ال�سلأن هذا كل ما �سيح�سلون عليه عاجال اأو اآجال.

و�سع يده على كتفها، يبحر النظر بها...ة الق�سرية. ا ف تلك املد تعرفن اأنني تعلمت منك �سيئا مهم

... رمته بنظرة مت�سككة، فابت�سم بعذوبة، وربت على كتفها بحنوا�ستطعنا التي الأ�سياء تلك ف لي�ست احلقيقية قوتنا اأن تعلمت

اأن بعد مود ال�س ا�ستطعنا التي تلك ف بل عليها، ول احل�سكنت التي حياتك واأمك، اأباك �سيء؛ كل فقدت اأنت فقدناها، ن ال�سفعات واحدة تعرفينها، تخو�سن حربا ل ذنب لك بها، تتلق

ين ال�سربة! تلو الأخرى، وما زلت �سامدة بل وترد �سغط كتفها بنظرة م�ساك�سة...

ا لك! األ تكفيك تلك القوة لتعرف من اأنت وكم تفزعيهم؟! تباأ�سار اإل قلبها وابت�سامته احلانية تزداد على وجهه...

تلك التي بداخلك ل ي�ستطيع اأحد �سلبها منك. قام مغادرا، توقف دون اأن يلتفت نحوها...

ك... لكن اأ�سرعي فاأمها ل اأحد ف هذا الكون ميكنه اإيجادها غريحتتاجها.

�سوى به ل ترى الفراغ، ف �ساقطة على جل�ستها تركها ورحل، ظلت ونظرتها باأغاللها، غارقة اأمها و�سورة الال�سيء، اإل املهاجرة روحها

املنك�سرة لها كل ما ي�سيطر على عقلها املعتقل بغ�سبه.

5

86

شر والتوزيععصري الكتب للن

كل التالية، بخطوته يفكر ال�ساخبة، بخطواته القاعة ياأكل بامل�ساء خري هو واحللفاء! والثقة القوة من مزيدا مينحها ينتظرها، ظة حلاليد املم�سكة حيث �سوف يركعون والقوة، ال�سوط اأنهم عبيد يعرف من

بكليهما!اأقوى وقتلت جي�سه على ا�ستولت وقد اللعينة! على �سيح�سل كيف �لذي ترك »تبا للأخرق الفائدة ر املعتوه عدمي قواده؟ زفر حنقه لتذك

طفلتن حمقاوين تتلعبان به«.

با لغباء قائده الأرعن الذي ت�سبب ف كارثة هزت ا�ست�ساط وجهه تغ�سقيقة املرة مهما اأنكر! جترعها على يد ح�سرة هجن، اإذا ها احل عر�سه، اإن

دا؛ مرة لف�سله، واألفا لغبائه. د اأم�سك ب�سطام الآن ف�سيقتله مت خطواته امل�سو�سة على �سوت اأخزم خلفه يناديه، بنربة متهدجة كفبح واأ�س هزميته، فمنذ اأفكاره، فورة قاطع اإن فعله ردة يخ�سى قلقة، متقلب املزاج ب�سكل مريب، وبات جانبه غري اآمن، �سخر من نف�سه عند

هذه النقطة، ومنذ متى كان اآمنا؟! لكن الآن بات م�ستحيال.قبل اأن يفكر بالن�سحاب التفت نحوه زارا بغتة فجفلت نب�ساته، حاول اأمامه انحنى جليا، ا�سطرابه وظهر ف�سل ه لكن واثقة ابت�سامة ت�سنع

يرتاجع خطوة، اعتلى زارا درجات عر�سه بتوؤدة وي�سري له اأن يتحدث.م اأخزم خطوتن مرتددتن، يحكم يده على قالدته وعلى الناب�س تقدة تعويذته التي ا�ستطاعت اأن حتمي داخلها، فما زال واثقا ف قدراته وقوا الهجن ك�سرت القاعدة، لكن يبدو اأن ال�ساقطة تتفنن عقله ل�سنوات، ربف ك�سر كل �سيء لي�س القواعد فقط، األ تقتل �سطام، واأزاحت عن كاهله امللعونة لكن القادمة، باملرة ي�سكرها اأن ا يجب رب منه؟! التخل�س هم

87

شر والتوزيععصري الكتب للن

د، اأخ�سعت جي�س اأجنحة املوت وا�ستدعت جي�سا من املوتى! وهذا غري جيلكن ل يهم، فلديه ما يخ�سعها ويوقعها بالفخ، �ستكون الغلبة له فهو لي�س

اأبله ك�سطام.ه من �سروده �سوت زارا الهادئ على غري عادته! ا�سرتد

ماذا هناك؟! ا يفكر به مولي لينهي تلك الزوبعة العابرة. اأت�ساءل عم

ها زوبعة وعابرة، ا�سطجع بكر�سيه، وبذات ن م من جانبه تاأكيدا باأ تب�سالنربة والنظرة الهادئة...

ام. الآن وقت دهعه، بنربة م�سطربة... رفع اأخزم حاجبه بتعجب فلم يكن ذلك ما توق

اأمر مولي، لكن... عليها اأ�سيطر اأن يجب ثمن، وباأي اأريدها اأخرق؟! يا ت�سمع األ

دمي ال�س على �سيطرتي لأحكم تبقى ما اآخر ها اإن وقت، اأقرب ف باأكمله.

دمي ملك مولي... اإن ال�س . ام؟!... كال من دون ده

ظة واأتبع... قاطعه بانفعال و�سخط مكظوم، حلبحاجة اأنا والآن باأكمله، جي�سا خ�سرت خ�سائرنا! حجم تعي ل

جلي�س اأقوى، و�سوف اأح�سل عليه من كل مالكي، لكن اأن اأح�سل ام بقوته و�سحرته، يعني اأن اأ�سيطر على تلك امللعونة! على جي�س دهو�سم!! اأتعرف اأي جراأة متتلكها لتفعل لقد ا�ستدعت جي�سا من الر

ذلك!

88

شر والتوزيععصري الكتب للن

لبت عينه بعن اأخزم... ها، �س دره �سد زفر اأنفا�سه بكره يوغر �سي ثمن. اأريد قلبها باأما الذي يخطط له مولي؟ ام، ل بد اأن تركع ل الآن. اأي �سيء للح�سول على دهيق، ال�س الوقت هذا ف ذلك لفعل واحد حل �سوى هناك لي�س

ار. التخل�س من �سنماأ�سند زارا ظهره لكر�سيه، باإ�سارة اأن يكمل...

ار يحكم منذ وقت طويل منذ كانت امللكة رها... �سنمبفمه احلروف اأحرقت »امللكة« بعد زارا من �ساخطة واحدة نظرة

فابتلع رمادها...ه طال بقاوؤه، وهناك من يطمح لتغيري هذا. اأق�سد اأن

يق عينيه ا�ستفهاما، لي�سرت�سل اأخزم بفحيح خبثه... �س�ساتاي اأخوه الأ�سغر، معروف بتهوره وتعط�سه للجلو�س بالعر�س. واإن مات ف�سيتول احلكم خلفا اأذكر، ما على ار ولد ل�سنم األي�س

له؟!فتاتان الكربى تولي ولي�ست �سوى فتاة طائ�سة، لن ت�ستطيع اإدارة

اأكيد �سي�سوت لالأمري. ل�س الكهنة بالت اململكة، لذلك ماعتدل زارا بجل�سه وقد بداأ يجذب ما يبثه اأخزم انتباهه...

األ تقل فتاتن!! الثانية ل تتخط الثانية ع�سرة من عمرها، ل ت�سكل عائقا لأحد.

89

شر والتوزيععصري الكتب للن

ميكننا ال�سيطرة عليه اأم �سيكون عنيدا كاأخيه؟ حرك كفيه بثقة وابت�سامة من جانبه بكر ل يخف على عن زارا...

بالداخل الأعن بع�س لدي العر�س، له ي�سمن ملن ولوؤه �سيكون �سه لل�سلطة واحلكم ل يخفى على اأحد حتى اأخيه، تخربين اأن تعطلياأمن لعهده وليا اأعلنه لذلك عليه، للح�سول �سيء اأي ويفعل

جانبه.اقتن�س تلك الفر�سة باأي ثمن، وباأ�سرع وقت.

انحنى اأخزم اإذعانا، اأ�سار له بالن�سراف، هم مغادرا، حن ا�سطدم لت مته القاعة، اإل بالدخول ي�سرع الذي الق�سر حر�س قواد باأحد ط ل�سيء ل يخربه به! لتلتقط اأذنه �سوت قائد خطاه، �سعر اأن زارا يخط

احلر�س...كل �سيء �سوف يتم وفق اأوامر مولي.

فجاء �سوت زارا مذرا...ل اأريد خطاأ واحدا، واإل دفعت راأ�سك ثمنا له.

اأماء طاعة، وغادر دون كلمة! وخلفه اأخزم الذي كاد ف�سوله يقتله فال يفهم �سيئا!

5احلياة، على �ستائرها اأ�سدلت تي ال الليل خيوط ومع ليليتن، بعد �سوئها �سحيح تر�سل لعلها الأزرق بب�ساطها تتناثر ال�سحيحة ونومه ف، اآ�س خمزن من قريبا ا اأر�س تتمدد الدروب، قبل القلوب عتمة ينري خارج اأ�سواره، عادت اأكث متا�سكا، تقلب كافة الحتمالت والطرق التي

90

شر والتوزيععصري الكتب للن

قد تو�سلها اإل مبتغاها، تنقل عينها بن النجوم البعيدة ف ال�سماء، تفكر ، مهما كان الو�سع فعليها اأن ت�سمد للنهاية ام، فهو مق بكل حرف قاله تيمثلما فعلت منذ البداية، الأهم اأن لديها الآن هدف ت�سمد لأجله »�أمها«.حول ي�سيق باخلناق ت�سعر ا، اأر�س �سها راأ ت�سغط بحرقة، تنهدت النجوم تلك اإل الو�سول من اأ�سعب ها م لأ الو�سول فطريق روحها،

املتناثرة فوقها.ة تي ل تعد تدركها من كث ت�سعر باأنن الليل اخلافت يوا�سيها باآلمها الاإن يفيد فماذا تذبح، اأن قبل ت�سلخ تي ال كال�ساة مواطن نبوعها، فباتت ذبحت الآن؟! اأيوقف الأل؟!... هراء، بات الأمران �سين، فقد الإح�سا�س!�سيقت ال�سماء! عرب خاطف �سيء قدرها ببحور غرقها عليها قطع دا! اعتدلت د ا راأت! حن ملحته يقطع ال�سماء م اول التاأكد م عينها حتقليال واتكاأت لذراعها اليمنى، لتقع عينها عليه يقطع عنها الروؤية للحظة لت ال�سماء باأنفا�س متوج�سة م�سدوهة، تقلب ناظريها م �سريعة واختفى! تاأي�سدح كبري طائر ب�سرها وخطف ظة حل �سيء! ل الأزرق، بب�ساطها

فوقها، لتعتدل بجل�ستها وقد ان�سم اإليه اآخر! �سقرا تليد!بهما، يدوران فوقها ف دائرة! �سيقت عينيها معلقة انتف�ست واقفة حجرة داخل ليال والتي حتب�سهما رونا! عن يبتعدان ل فهما ا�ستغرابا، حتاكي هادئة بخطى نف�سها حول تدور ظلت هنا؟! هما فكيف العلية! دائرتهما، يده�سها فعلهما، راحا يدوران بال�سماء ب�سرعة اأكرب و�سوتهما

ها ت�سعره! يعلو نافرا، كاأنهما ي�سرخان ب�سيء ل تفهمه! لكندا! جي تعرفه، �سوت متيزه! ل ب�سيء يهم�س قريب و�سوت دت م جته �سوت ين�سق من قلب الليل الداهم خلفها! خفق قلبها حتى دنا يقف! اإن

91

شر والتوزيععصري الكتب للن

اأمها! ارتع�ست، حاولت اأن ت�سيطر على اأنفا�سها امل�سطربة، واختالجاتها املرتابة، التفتت على مهل ودققت النظر، لتجدها تقف على مقربة منها

تهم�س �سفتاها ب�سيء ل تتبينه!بها تفكر فقط هي تراه! ما بوهم لها يق�سم وعقلها خطوة تقدمت حد تخيلها تلك اللحظة! متد يدها نحو الوهم املتج�سد اأمامها، فال تعلم اأطيف هو اأم حقيقة! ا�سرتدتها من غياهب ذهولها �سرخة اأمها املهتاجة

»�رك�سي!«

5انتفا�سات ينتف�س الوثرية، فوق ح�سيتها مكبال دة زمر يتمدد ج�سد ابنتها، �سمعة اأمام احلياة قاعة داخل روحها ت�ستقر بينما متتابعة، اأخربها اأخزم اأن زارا يخطط ل�سيء ل يعرفه، وقبله �سعرت به! ل تعرف ها حت�س به، عينها معلقة بعن �سقريها الأثريين وت�سرخ بكل ما هو لكن

جوارحها »�رك�سي... �رك�سي!«

5تلتفت اأن وقبل اأمها، ازدياد �سراخ مع حول مع�سمها ال�سوار اق �س

وجدتهم يحوطون بها!!الطول، فارعي بال�سالح، مدججن بال�سواد، ملثمن فر�سان ب�سع حولها وا التف احلربية، مالب�سهم تخرتق تهم فتو تكاد البنيان، را�سخي دت معه نظراتها د طيف اأمها وتبد ف دائرة اأرغمت على انت�سافها، تبدال�ساكنة، اعتلتها نظرة �ساخطة وحنق ي�سعل براكن غ�سبها وكرهها لكل

�سيء.

92

شر والتوزيععصري الكتب للن

فمها، بطرف �ساخطة ابت�سامة �سبح والتمع بينهم، عينها اأدارت فر�سة �أمامكم ز�ل »ما بعقولهم رن و�سوتها حاجبها رفعت اأربكتهم! للهروب، ملاذ� ل تغتنمونها �لآن؟!« تبادلوا النظرات، �سعرت برتددهم، رفعت �سيفها لالأعلى واأحكمت كلتا يديها حول مقب�سه، انغر�ست قدماها ف الأر�س، حتفزت كل ذرة داخلها، والتمعت نظرتها ال�سيطانية بوجهها

ا�ستعدادا للمواجهة.اأمها اول حت اأن ودون بعيدا وتهرب �سرتك�س كانت اآخر بوقت ا رب�سيء، لكل داخلها املتقد الكره هذا كل ومع الآن لكن لتفعل! دفعها عن براكن غ�سبها لتنف�س ما تريد، كل قبل اجلميع، فالدماء ولنف�سها اإل لإحلاق كانت دماءها! ف�سيطانها الآن ل يكرتث اإن وحنقها، ول يهم

الأذى باجلميع وهي اأولهم!!قلقهم عينها تخطئ ل قليال، الدائرة لتت�سع خطوتن تراجعوا فتظل للهجوم، ب تاأه من اأبدوه ما رغم املت�ساربة، ونظراتهم املتزايد لها النبوءة امللعونة، من قتلت �سطام وا�ستدعت جي�سا من املوتى، نقطة

د اجلميع! �سدة ذاهلة من تلك النظرة احلاقدة التي ا�ستعلت بعينها، �سمتت زمركانت كافية لتخربها اأن الهروب لي�س من خمططاتها الليلة، ل تكن تعرف

ها �سعرت اأن ابنتها اأكث من يتعط�س للدماء! ه ل يكن يوما! والأ�سواأ اأن اأنا من يقف اأمامها بنظرة اأثارت اخلوف بقلبه، لكن رعبه من رمت �سيرخ بهم ف�سله بهمته كان اأعتى لتزداد ابت�سامتها ال�سيطانية و�سوتها ي�سله هت وج هاجمته، يعي اأن وقبل فهم، بعدم �سه راأ اأمال �لأول؟« »من �سربة قوية، تفاداها وهو يلتف من جانبها اإل خلفها، لت�سبح ظهورهما

93

شر والتوزيععصري الكتب للن

بلحظة انتقلت وقد بوجهه! وجدها ال�سعداء يتنف�س اأن وقبل متقابلة، دره. اأمامه، رمته بب�سمة حانقة و�سيفها يخرتق �س

�سيفها ن�سل لتعك�س ظهرها، من الثاين هاجمها تتحرك اأن قبل فاتر بربود �سيفها �سحبت تتحرك، اأن دون ببطنه. ي�ستقر به فتفاجئه ف بذهولها تلتمع التي اأمها بعن معلقة وعينها وقفتها، على زالت وما ريعا خلفها، دون اأن يرف لها طرف، �سقطت الظالم، والآخر ي�سقط �سدة على ركبتيها وعيناها ل تخطئ كل هذا الظالم الذي ي�سكن ابنتها! زمر

دة، ما �لذي فعلتيه بابنتك؟!« ا لك زمر وعقلها ي�سرخ هلعا »تبلياأتي اآخر وينق�س عليها من الأمام و�سيفه يهبط على ج�سدها بغل، ليجده يعانق الفراغ، لي�سعر ب�سيفها يخرتق ظهره هو الآخر فانتقلت خلفه

بلحظة.الآخرين، نحو ال�ساخرة بنظرتها ترفع حاجبها وهي �سيفها �سحبت اإخفاءه، ي�ستطع ل ريقه بذعر اأقربهم فازدرد يتقدموا، اأن لهم وت�سري انتف�س دا! جي تعرفها �سال�سل اأيديهم بن لتلتمع خلفه، للباقن واأ�سار بركان جامح ب�سدرها ين�سح بن نظراتها املتقدة كرها، لي�سوا هنا لقتلها

بل لعتقالها بوا�سطة �سال�سل اخل�سوع!م اأربعة نحوها وال�سال�سل ترتاق�س بن اأيديهم با�سطراب وحذر تقدعلى نظراتها ركزت بجوارها، �سيفها غر�ست مداراته، ي�ستطيعوا ل اأكث، فغ�سيت ال�سال�سل و�سوتها يقرتب ويرن باأذنها وي�ستنفر �سيطانها عينها بغ�ساوتها البي�ساء، مدت يديها اأمامها بالهواء على امتدادهما ثم بها دوائر ف على كفيها بقوة و�سحبتها للخلف بغتة وهي تر�سم قب�ست مع له، وتعالت �سرخاتهم تاأوهوا بباأ�س ال�سال�سل حولهم لتلتف الهواء،

94

شر والتوزيععصري الكتب للن

ارتطامهم املتالحق بع�سهم ببع�س، وازدياد اإحكام قب�سة �سحرها عليهم تته�سم عظامهم �سوت ى دو تعت�سرهم! حولهم امللتفة ال�سال�سل وعلى حتى تخبو الفزعة و�سرخاتهم اأج�سادهم، من ت�سيل الدماء باأذنها،

تال�ست و�سط �سوت ارتطام ال�سال�سل.بداأت تفقد ال�سيطرة على نف�سها، وازدادت غ�ساوتها البي�ساء ملعانا، اول، غ�سبها كان مركها الأول حتى تلك املرة ل تقاوم �سيطانها ول حتاأو�سك ميتلك زمامها كاملرة ال�سابقة، حن �سمعت �سرخة فزعة تهدر من

خلفها »�نتبهي!«ها عادت من غفوة، لتجد اثنن ارتدت اإل وعيها، التفتت مذعورة كاأنمنهم يرك�سان نحوها ليهاجماها من اخللف، الأقرب اإليها يهوي ب�سيفه اه �سيف مذرها! دفع عنها ن�سل ال�سيف املهاجم فوق عنقها والذي تلق

بج�سارة، وتعانقا فوق عنقها، �سعرت بربودة ن�سله حتف جلدها.قتيال، يرديه مهاجمها، بقلب خنجره ن�سل يغرز البة، ب�س دفعه

ها راأته �سابقا بكان ما! التفت نحوها وجه تعرفه! ل متيزه بدقة لكنها من ده�ستها ب�سوته ويده ت�سري لها اأن تنتبه لالآتي من جانبها د ا�سرتالآخر، فالتفتت تلقت �سيفه ب�سيفها، انتف�ست واقفة، ترتاجع خطوة، ثم

ا وغر�ست �سيفها ببطنه. دره ف�سقط اأر�س دفعته بقدمها ف �سالتفت منقذها نحو الأخري القادم خلفه، فاألقى بخنجره نحوه فاأ�سابه

رخ وجعا. ا ي�س بكتفه لي�سقط اأر�سا بجواره، يتلوى اأملا... نزلت اأر�س

دت الفر�سة حن اأتتكم للهرب؟! ملاذا بد

95

شر والتوزيععصري الكتب للن

حاول كتم اآهاته، نزعت عنه اللثام، فغرت عينها ذهول ملا قراأته بعقله، ما دفعها لفتح فمه عنوة! انتف�ست للخلف م�سدوهة، ل�سانه مقطوع! حن د البقية... ظات بعد اأن تفق اأتاها �سوت من كان يحارب بجوارها منذ حل

جميعهم قطعت األ�سنتهم! املزيد، معرفة اول حت رقبته على يدها واأطبقت ذهولها، تداركت بلحظة وجدت نف�سها داخل مكان مظلم به �سوء خافت يت�سرب من ب�سع �سديدة رطوبة رائحة ت�ستم كقبو، يبدو اجلدار، فوق متفرقة �سمعات واأذنها تلتقط �سوت خرير ملاء قريب! ملحت من�سدة خ�سبية بنهاية املكان، ا يقف على بعد عدة خطوات من طرفها ل يكاد ي�سل اإليه ال�سوء، و�سخ�س

يرتدي عباءة �سوداء بغطاء للراأ�س يخفي مالمه!مت خطوات لعلها تلمح �سيئا منه، مي�سك بيده خنجرا، يده راأ�س تقداأحد اأمامه يركع حتمله! الذي رونا خنجر ي�سبه بالذهب ى مو�س �سقر فت منهم واحدا، من تطبق يدها حول عنقه، يتعهدون ع�سر فار�سا، تعرله بالولء والطاعة، بداأ بقطع األ�سنتهم دليال على اإخال�سهم وطاعتهم!

تراجعت خطوات من هول املنظر، لرتتطم باملن�سدة!لفافة على عينها فوقعت اأنفا�سها، ا�سرتداد حتاول نحوها، التفتت رفن، الط من �سمع بحاملي مثبتة فوقها، مب�سوطة الورق من �سفراء وثالثة بعيدة ب�سوء خافت يرتاق�س فوق الطاولة، حواف اللفافة متاآكلة، ها تتحلل! خط داخلها كاأن الورقة بالكامل مهرتئة بالكاد تتما�سك، تبدو لرموز متعامدة رموز عدة قدمه! ة �سد من الختفاء على قارب بحرب املمالك اخلم�س التي تعرفها ال�سم�س وال�سيف وال�سقر...! يعلوهم ثالث غري ور�سومات لغتها! تتعرف ل كلمات وب�سع تفهمها، ل غريبة رموز

96

شر والتوزيععصري الكتب للن

وا�سحة ل�سخ�سن متالحمن، كاأنهما يتعاركان، اأو يتعانقان، ل ت�ستطع يناديها خفي جذبها، �سيء يحوطهما، ي�سبه دخانا خفيفا وما التمييز،

لتتلم�س املخطوطة!ب�سور �سعرت للحظة تتلم�سها، وا�سطراب برتدد اأناملها ت مدمتالحقة تنهال داخل راأ�سها، انهمر بعقلها �سيل من ذكريات ل تع�سها! اإم�ساك ت�ستطع ل بالأحرى اأو راأته، ما ماهية تعرف ل مبتعدة ت ارتدذات خاجلها جديد ومن اأرجاءها! �سرب جامح اإع�سار تعرفه، �سيء مقاومته ت�ستطع ل لتقرتب! باأعماقها يخفق ال�سوت وذات ال�سعور بعد؛ ا ول يجف تو اأناملها كاأنه كتب على فتلم�ست حربها لتجده انطبع ما اأثار ده�ستها! فذاك احلرب الفاين وتلك الورقة املتهالكة م�ستحيل اأن ها دماء! ! رفعت اأناملها اأمام عينها التي فغرتها ذهول! اإن و تكون كتبت للت

ارتطام �سوت �سوى ي�ستعدها ل اأنفا�سها، تباعدت قلبها، ارجتف قوي جذبها من فزعها لفزع اأقوى، التفتت لتجد �ساحب العباءة ال�سوداء مي�سك ب�سال�سل اخل�سوع ويلقي باآخر طرفها اأمامهم »�أريدها حية باأي

ثمن«.

عن يدها دفع يحاول تاأوهه، �سوت على بعقله رحلتها من ت ارتدعنقه، رفعت يدها التي انطبعت بها الدماء اأمام وجهها، لتجدها ما زالت منقذها عن التقطتهما والذي وذهولها، رجفتها ازدادت تبللها! رطبة ت هم �لفزع؟!« بهذ� و�أ�سابها ر�أته �لذي »ما يتعجب وعقله با�ستغراب مبتعدة وعقلها م�ستت، ما هذا الذي راأته؟! وما هذا ال�سعور الغريب الذي ها كاأن الأ�سواأ بل تناديها! ها كاأن املخطوطة قرب كانت حينما اجتاحها

ت�سيطر عليها؟!

97

شر والتوزيععصري الكتب للن

نزع ا اأر�س امل�ساب لتجد التفتت »�نتبهي!« الآخر تها �سرخة ا�سرتدت بج�سدها للخلف، به، ارتد اخلنجر من كتفه واعتدل بلحظة ليباغتها بن �سريعا ف�سقط بظهره، �سيفه الآخر ودفع ب�سدره �سيفها ودفعت

كليهما.تالقت عينها وعن اأمها وج�سدها ينتف�س انتفا�سات متالحقة، وكل اآت اأن اجلحيم تخربها التي النظرة بتلك الأخرى ترمق واحدة منهما ظات رخ باأل »ما �لذي فعلته؟!« حل دة ي�س ل مالة، و�سوت داخل زمر

د طيفها واختفى ال�سقران معه! وتبدعنه، الدم مي�سح خنجره، ي�سحب انحنى ثم �سيفه، الآخر �سحب ا خلفه وخنجرها يحف عنقه، يدها تطبق على كتفه وحن اعتدل وجد �سي

بق�سوة، تهم�س باأذنه...ا. لو كنت مكانك لرتكتهما اأر�سلو اأردت قتلك لكنت فعلت! ملاذا ل تفعل الآن؟

ت قدمه، تلك اللحظة التي ظهرت بها دلن ورحيل ورونا األقاهما حتاملتناثرة، اجلثث يرون وهن �سيوفهن، ثالثتهن ا�ستدعى اأمامهما، من

ت�ساءلت دلن...؟ ما الذي تفعله هنا يا دل�سري

ا بنظرة ثابتة... رمتها �سيهل تعرفينه؟

اأوماأت اإقرارا، لتتهكم رحيل...

98

شر والتوزيععصري الكتب للن

ل فر�سة اأتيحت لهم يحاولون قتلها. خربتكم اأنني ل اأثق بهم، مع اأور�سقها دل�سري بنظرة باردة...

لقد اأنقذت حياتها يا حمقاء! ما الذي يحدث هنا؟

ا ودلن دار حوار خا�س، ، وبن �سي ت�ساءلت رونا بتحفز، فلم ياأتها ردمن ف اآ�س �سوت جاء ال�سعداء، ليتنف�س خنجرها، و�سحبت ظة حل

خلفهم...زارا لن يكف حتى ي�سل اإل مبتغاه.

النظر ت�سهب ا، اأر�س جل�ست التي ا �سي عدا ما نحوه جميعهم التفت و�سرا، قبحا اأكث اأكث جتربا، الظالم، من اآخر وجه راأته ما بالفراغ، زارا فلماذا ل تر اإن كان اأثار عوا�سف فكرها امل�سطربة، اأكث ما لكن وجهه كما تراه دوما! يجتاحها �سعور مبهم باأن هناك �سيء غري �سحيح!!

بينهما، دار امت �س وحوار قبالتها، وقف ف، اآ�س ا�ستعادتها خطوات ال�سوداء، العباءة و�ساحب املقطوعة، والأل�سنة القبو ذاك عن خربته

ها ل تخربه �سيئا عن املخطوطة، �سيء بداخلها منعها من البوح! لكنتق�سى خارج ها كاأن ت�سعر رونا، ير�سي يكن ل وهذا طال �سمتهما، وتبعها املخزن اإل عادت واقفة، ا �سي لتنتف�س ب�سيق، فزفرت اللعبة، اجلميع وهم يتبادلون الآراء حول ما حدث، وماذا يجب اأن تكون خطوتهم

التالية؛ بينما دل�سري كان عقله بكان اآخر!

5

99

شر والتوزيععصري الكتب للن

على ال�سيطرة يحاول �سخطا، زارا ينتف�س الآخر، اجلانب على ت�سارع اأنفا�سه الغا�سبة، باإطباق كفيه املتعانقتن بقوة خلف ظهره، بينما اأقوى جنوده من الراأ�س وخلفه خم�سة �س منك اأمامه يركع قائد احلر�س

واأمهرهم، ل يجروؤ اأي منهم على التنف�س!رخ بحنق هادر... كز اأ�سنانه ب�سيق، ثم �س

با�سم رب الأرباب ما هو ال�سعب باختطاف فتاة؟! قريبة جلبة �سمعنا حن رونا، مع تتجول كانت وحيدة، تكن ل

وجودنا، اأحد يلحظ اأن قبل املكان من واختفينا بعيدا، فهرولتا فاأوامر مولي كانت مددة اأن ن�سل اإليها دون اأن يعرف اأحد اأو

حتى يالحظ اختفاءها لتنجح اخلطة...التفت نحوه زارا خم�سب الوجه بالغ�سب فابتلع باقي حروفه، ازدادت ليغادروا، بهم وي�سرخ بعيدا، بالطاولة ليلقي اأخرى خطوة مع ثورته هم فوق يطان يطاردهم، يكادون ي�سقطون بع�س يهرولون للهرب كاأن ال�س

ة ا�سطرابهم وت�سارع خطواتهم املتعثة بخوفهم. بع�س من �سداحلمقى لء هوؤ ي�ستطع ل كيف الثائرة، بخطواته الأر�س ياأكل ظل يو�سله ب�سيء التفكري بها؟! خبا غ�سبه وهداأ �سيطانه، وعاود الإم�ساك

ملبتغاه، حتى واإن ا�سطر لفعل ذلك بنف�سه!!

5ا يحمل اآمال ذرت �سم�س جديدة، متخ�س عنها مولد يوم جديد، ربا ماآ�سي لآخرين، يهدي هذا حلما وينتزع من اآخر وهما، لكن للبع�س وربالأكيد اأن بن طياته يجل�س القدر مي�سك بكل اخليوط، يحركها ويحرك

اجلميع كما ي�ساء.

100

شر والتوزيععصري الكتب للن

بينهم �ساردة ب�سمت، الإفطار طعام يتناولون بال�ساحة، يتحلقون تعبث بطبقها دون اأن تقربه.

اأحرقت بتنهيدة مريرة تغم�س عينها الزاوية خلفها، �سها راأ اأودعت درها، ظلت املخطوطة تطاردها بكوابي�سها ما بقي من ليلتها الغائمة، �سبتقطيعها يبداأ ن اأ قبل املتاأملة، فري�سته ب�سرخات يتلذذ جائع، كوح�س

ببطء ليلتهمها بن�سوة املنت�سر.ج�سدها ي�ست�سيط اأملا، عتمة روحها تزداد مع فحيح �سوت يطن بعقلها

دة. »�أريدها حية باأي ثمن« يدوي بن كهوف روحها امل�سر

الذي قرارها اتخذت اأناملها، ته�سم تكاد بانفعال راحتيها قب�ست عقر ف اإليهم النتائج! �ستذهب اأو العقبات كانت مهما عنه لن ترتاجع ها لن تكون مكبلة ب�سال�سل اخل�سوع، بل دارهم! �ستلبي لهم مبتغاهم، لكن

لتذيقهم جحيما �سنعوه باأيديهم.�ستنقل احلرب اإل اأبواب قالعهم، داخل ح�سونهم املنيعة، �ستجعلهم يتكبدون خ�سائرهم على اأر�سهم وو�سط �سعوبهم، ما دامت احلرب على اأر�سها فلن تكون خ�سائرهم موجعة مهما كانت فادحة، �سيظلون ينعمون بالأمان، وهذا ما لن تقبله بعد الآن، اإن كانت تعاين وتتاأل فعلى اجلميع تعرفه، باتت الذي الوحيد العدل هو بالظلم امل�ساواة ويتاأل، يعاين اأن

وت�سعى خلفه!�سعوبهم بن انك�سارهم �سلطانهم، عقر ف تكون هزميتهم اأن بد ل كي يزلزل وجودهم، وحتفر بخيباتهم وديان اإذللهم اأمام اأعن اجلميع.

ها من غياهب براكينها �سوت دلن املبت�سم... ا�سرتده يريد احلديث اإليك؟ اإن

101

شر والتوزيععصري الكتب للن

اأوماأت اإيجابا، رفعت رونا حاجبها ا�ستفهاما، لتجيبها...، قائد جي�س الظالم. دل�سري

اول ا�ستعادة هدوئها الظاهري... ا باهتمام، حت ت�ساءلت �سياأتعرفينه يا دلن؟ الظالم ماربي اأقوى من �سطام، اإل املقربن من كان نعم...

واأكثهم ولء، وي�سحي بحياته لأجل ما يوؤمن به، هو القائد الثالث للجي�س.

والثاين؟ اول اإغاظتها... ت�ساءلت بده�سة، لرتد رحيل بغمزة مرحة حت

ظة اإفاقتك حن ان باملعركة، فهو من حاول قطع رقبتك حل قتله ريارتدت روحك جل�سدك.

ابت�سمت مل�ساك�ستها، لت�ستطرد رونا بنربة موؤكدة...ل من ركع اأمامك، لذلك تبعه اجلي�س دون �سوؤال، اإنهم مدربون اأو

على طاعة قوادهم طاعة عمياء.ه من قواد زارا! وهذا يجعلنا ل نثق به. لكن

ا ابت�سمت ح، لكن �سي ان عن �سمته بنربة مغتاظة دون �سبب وا�س خرج ريحن التقط عقلها ال�سبب، لتكمل دلن وعينها معلقه بعن �سديقتها...

ل من ه مك�سب كبري، فاجلي�س يطيعه دون تفكري اأو �سوؤال، هو اأو لكنن، واإن كان لديه �سيء �سدك انحنى فانحنى خلفه اجلميع، ل يتلوواأعتقد عنقه، على كان به ولن ي�سمره ف نف�سه، واإن ف�سيجاهر

ه برهن على ذلك حن اأنقذك الليلة املا�سية؟ اأنمتهور اإل حد احلماقة.

102

شر والتوزيععصري الكتب للن

هتفت رحيل، لتعتدل دلن، وعينها تنتقل بن كلتيهما...يا ولءه واأنت حتتاجن �سجاع، ه لكن متهورا يكون ا رب �سجاعة،

�سديقتي.ديقا، فالتفتت نحو دلن... ف ت�س اأوماأت رونا واآ�س

اإن كنت تثقن به فاأنا اأثق به، دعيه ياأت. ان ا ل يقطعها �سوى �سوت ري �سكنت دلن غبطة حقيقية ملا قالته �سي

احلانق...ل اأثق به. ان هو لن ياأكلها! اهداأ ري

رغم باإمياءة موافقتها ا �سي دت اأك ماكرة، بابت�سامة رحيل �سخرت عبو�س وجهه الطافح بالرف�س.

5قرب مغيب ال�سم�س جاءت دلن وهو خلفها، دخل دل�سري و�سكن اجلميع وقائد يتوافق ب�سكل البنيان قوي القامة، طويل اتخذه، الذي بو�سعه بجي�س الظالم، ذو عيون بنية ك�سعره الناعم الطويل الذي يغطي رقبته، وب�سرة باإتقان، املهذبة املتو�سطة وحليته يتما�سى اخللف اإل وير�سله ها مع حدتها وخ�سونتها بها خمرية متيل لال�سمرار اأكث، خ�سن الطلة لكن

�سيء مريح للنف�س.ه ل يركع اأمامها كما هياأ نف�سه ظل للحظة على ذهول اأ�سابه! حتى اإن

اأن يفعل!

103

شر والتوزيععصري الكتب للن

ا اإل حافة كر�سي بطرف الغرفة القدمية، املتهالكة الأركان تتكئ �سيفور دلن واتخذت درها، �س فوق �ساعديها عاقدة خلفها، مطم �سبه وريان يجل�س ف، اآ�س رحيل تقف خلف بينما دخولها مل�سها بجوارها،

ه جتاهلها! بجواره، يرمقه بنظرات ل يفهم معناها لكنا وقد اأ�سارت له دلن بنظرة مطمئنة اأن يتقدم، ليتلعثم، فابت�سمت �سيعلمت ما يدور بخلده و�سبب ربكته املفاجاأة، اعتدلت بوقفتها ت�سع يدها

بجيبها...ل يوجد هنا قاعة مذهبة، ول كر�سي عر�س، ول كل ما كنت تتوقعه. مولتي...

ف املكان تفرد ذراعيها ف الهواء... تقدمت خطوة وبدت ف منت�سدا اأنا ل�ست مولة اأحد، وكل ما حدث ل اأخرته ول انظر حولك جي

ليه، لذلك لنوفر على كلينا العبارات الرنانة التي تعتقد اأنني اأ�سع اإاأود �سماعها، ولندخل اإل ما طلبت مقابلتي من اأجله؟

اإنني... اأحمق.

جميعهم تبادل بعينها، عينه رفع �ساخرة، بابت�سامة حروفه برتت نظرات م�ستغربة اإل ريان بدت نظرته �سعيدة...

عفوا مولتي! اأنت هنا لتقدم ل حياتك مقابل حياة رجالك لأعفو عنهم؟

لأجله؟! اأتى الذي ما تعرف اأن لها فكيف مت�سه ل بده�سة، لها تاأملتتقدم منه خطوتن، فاأتبعت...

104

شر والتوزيععصري الكتب للن

تعتقد لو طلبت حياة رجالك مقابل حياتك فهل �سيدفعونها لأجلك؟ لن اأ�سمح لهم اأن يفعلوا. كما قالت عنك دلن؛ اإنك �سجاع اإل حد التهور.

رحيل نحو التفتت اأخرى نحوه، ثم ظة وخطواتها ازدادت �سمتت حلوغمزتها...

لكنني اأوؤيد كونك اأحمق، تعتقد اأنني �سوف اأقتلك اأنت ورجالك؟ يفكر ه اأن تعرف براأ�سه؟! يدور ما كل تقراأ هل اأوجه، ذهوله و�سل الظالم بحروب املنت�سرين فجميع وجي�سه، باإعدامه �ستقوم بكونها حتى كان عدده، مهما اأمامه باإعدام اجلي�س املنهزم ياأمر يفعلون! زارا واإن ا�ست�سلم بكامل اإرادته، ف احلرب ل �سيء ي�سفع للخا�سر، املوت دوما

النتيجة املحتومة!ه ل يجب ب�سوته رغم �سرخات عقله لت�ستحثه بنظرة اأن يجيب، لكن

املتتالية باأن ل �سيء مينعها، لتبت�سم بتنهيدة...لو كنت اأرغب بهذا لكنت تركتكم للرو�سم، كانوا �سي�ستمتعون، ول

اأتكبد عناء دمائكم.تقدمت خطوة اأخرية منه فبات ل يف�سلهما �سيء...

اأنا ل�ست زارا، اإذا اأردت اأنت وجنودك الرحيل ميكنكم ذلك. ا! �سي

ا على كلمتها، لت�سري اإليه اأن ي�سمت، ام الذي دخل املكان تو انتف�س تيف يراقب دون حرف... بينما اآ�س

105

شر والتوزيععصري الكتب للن

من يرغب بالرحيل ميكنه ذلك، وله مني الأمان ومن كل الطرائد ب منه اأحد اأو يوؤذيه. على الأر�س، لن يقرت

ا عفت عنه وعن اجلميع؟! ووعدتهم لوهلة ل ي�سدق ما قالته، هل حقجعله ونظرتها ب�سوتها �سيئا لكن يهذي! بالطبع كنفها! ف بالأمان تلف عن كل املنت�سرين الذين عرفهم ي�سدق، رغم توج�سه، �سيء بها خم

اأو �سمع بهم! بدت مدحورة بانت�سارها اأكث من انك�سارهم بهزميتهم!ان واقفا، اأ�سارت له اأن يثبت �سحب �سيفه فتحفزت العيون وانتف�س ري

بكانه، غر�سه دل�سري بينهما وانحنى على ركبته اأمامها...دمي وحر�س الق�سر واملعبد، وجنود مولتي. لكننا جنود ال�س

انحنت نحوه بعيون متحفزة ونربة حادة، ليظل على و�سعه وهدوئه...؟ ملاذا انحنيت ل يا دل�سريدمي ال�سرعية. لأنك ملكة ال�سحتى واإن كنت هجينا؟ حتملن دماء النور وهذا يكفيني. لكنك انحنيت لزارا �سابقا! نحن جنود اململكة، نحمي ملكتنا وعر�سها وملكها. زارا ملكها ولي�س اأنا! ملك فال النور، دماء كل على الق�ساء ت ه اأن اعتقدنا بال�سابق

غري زارا، لكن اليوم نعرف اأن واحدة منهم حية، والعر�س هو حق مولتي ونحن جنودها.

ف بابت�سامة �ساخطة ونربة مهتاجة باحلنق... التفتت نحو اآ�س

106

شر والتوزيععصري الكتب للن

مات امللك، عا�س امللك! بادلها البت�سامة باأخرى موجوعة ف نربته...

اأنهم ملكا، جنود العر�س، تلك نكبتهم الكربى بل ملكا ل يحمون ه اأن الأهم يحملهم... من يهم ل وال�سوجلان، ال�سلطة جنود

يحملهم!رفع دل�سري طرف عينه بعينها بنظرة ثابتة ونربة متزنة...

اأعرف اأن مولتي لن توليني ثقتها، لكن الأيام �سوف تثبت لك �سدق ما اأقول، واأننا ل ندين بالولء اإل مللكات النور، ولي�س كوننا جي�س

املوت يعني اأن هذا كان باإرادتنا، ولوؤنا ملن يجل�س على العر�س.اعتدلت بوقفتها، حرك راأ�سه بروية بن العيون بنظرات واثقة ونربة

متما�سكة...ه ه قاتل، لكن ه العدل املتاح اأمامنا، اأعرف اأن ه عدل، لكن ل اأقول اإن

كان كل ما لدينا، اأنت ل تدرين كم باتت ال�سباع جائعة بعد اإلكاي قت بن ز لتنه�س ما تطاله! واإن تركنا لهم للتهموا قلب اململكة ومت

الطامعن.نظرة ا�ستفزته اخب، �س �سمت بينهما وا�ستقر ا �سي اإل بعينيه عاد لل�سدمي ولئه كون لكن �سخرية! اأم تكذيب اأهي يفهم ل بها، ابته اأ�س

وعر�سه مل ت�سكيك، فهذا كاف ليثري عوا�سفه.�سمن ه باأن متهم ه! يخرت ل �سيء عن الدفاع وعليه متهم ه اأن �سعر وهو بتهمة اخليانة عليه تلقي اأن لها فكيف النور، ملكات د �س املوؤامرة اأكثهم ولء؟! كيف تطعنه ب�سرفه وق�سمه الذي ل ينك�سه يوما؟! اأق�سم بحياته وي�سحي يفعله ما وهذا �ساخما، قويا يبقيه اأن لل�سدمي بالولء

107

شر والتوزيععصري الكتب للن

ولي�س كا�سرا يبقيه اأو جبار ما دام حكمه ظال اإن فال يهمه اأجله، من منك�سرا! مفرت�سا ولي�س فري�سة!

تدينه! اأن لها هذا! فكيف كل ل يخرت ه اأن اأثار �سخطه ما اأكث لكن ا... وهذا كل ما اأتيح لهم! يكز اأ�سنانه متد

تلك حروب ل نختارها، ق�سرنا على خو�سها، والأ�سواأ اأننا ل منلك ا من كل هذا؟ حق ال�ست�سالم بها، لكن اأتعرفن ما الأمر حق

على قب�سته اأحكم غ�سب نحو ترك�س وبنربة بعينه، مثبتة عينها دره... �س

واإما تقتل اإما للهزمية، فال مال بها، الفوز على مكرهون اأننا والطاعة، بالولء ونق�سم اأن ننحني اإما خيار، لدينا فلي�س تقتل،

ى دماوؤنا على اأبواب الق�سر واملعبد. واإما ت�سفتي افرت عنها ثغره رغم ا�ستبداد ر�سقها بنظرة �ساخرة كابت�سامته ال

غ�سب عارم بنربته...ا لو ا�ستطعنا الهروب كغرينا... رب

ف وهو يتبادل النظرات اق لها �سدر اآ�س �سمت وبعينه نظرة اتهام �سمع تيام، لي�سرت�سل بنف�س الهيئة املحمومة...

حروبا تقيمون ت�ساءون، ما تختارون و�سلطة نفوذ اأ�سحاب اأنتم نخو�س من املكرهون، امل�سريون ال�سعوب نحن ا اأم تنهونها، اأو حروبكم القذرة، حروبا لي�ست لنا، اأجربنا عليها، ومهما انت�سرنا بينما وحياتنا، دمائنا من ثمنها ندفع لأننا اخلا�سرون، فوحدنا تتح�سنون داخل قالعكم املنيعة، فال تتجرئي وت�ساأليني ولئي ملن!

108

شر والتوزيععصري الكتب للن

الذي ام وتي وريان، دلن انتف�ست �سيل عارم، واقفا وغ�سبه انتف�س كان الأقرب لهما، وا�ستدعى ثالثتهم �سيوفهم...

طغاة جميعكم ، ي�ستحق اأحد ل لأنه لأحد، ولي�س حلياتي، ولئي يهمني ما كل الآ�سنة، حربكم يربح منكم من يهمني ول قتلة،

رجال و�سعبي، وبعدها ليكن اجلحيم على رءو�سكم جميعا.رخ ي�س ب�سوتها اأوقفتهم حن ثالثتهم فتحفز منها خطوة م تقديق �أحد«، رفع �سبابته بوجهها، يحركه بحزم و�س ك يتحر »ل برءو�سهم لها ل يهتز »�أنت مثلهم قاتلة«، اأن جميعهم واحد واتهام �سارخ بعقله

طرف ول حترك اختالجة، فاأدغم بذات الهيئة اجلامة...عن، لو تنهن تلك احلروب وتعطيننا لو كنت فعال غري زارا كما تد

ولئي يكون فقط ويومها يومها ا فرب تزعمن، مثلما اخليار لك، وحتى ذلك احلن فولئي لنف�سي ولل�سدمي وحده.

دل�سري تراجع حن ثالثتهم اأع�ساب تراخت ثقيل، �سمت برك على مطبقا ان ري ظل بينما اأ�سلحتهما عن ام وتي دلن تخلت خطوتن،

�سيفه.ما فكل �ساخطة، ثرثارة نظرات اإثره على تبادلوا �ساد هدوء حذر، اجلميع باختياره! هنا منهم اأي وجود يكن فلم يعرفونها، حقيقة قاله ت حت يهم، ل يرف�سها، و اأ بها يوؤمن اأكان �سواء مرغما يخو�س احلرب ! اأنت د وطاأة رحاها اجلميع متهم خائن ومدان ل فرق اأن تكون مع اأو �س

قاتل واإن كنت املقتول!مهلكا، خانقا، الإرغام والإجبار كيف يكون �سعور هي خري من يعلم �ساغرا، تخو�سها حرب �سياعا، الروح ويعت�سر وجعا، القلب يربح

109

شر والتوزيععصري الكتب للن

نهايتك، هي نهايته لأن فقط لي�س تريده! ل امل�سري بطريق على مكرها اأو اأن املوت يرتب�س بك بن جنباته، بل لأن كل خطوة داخله هي اجلحيم بت و�سط اجلحيم اأنت اأو ترغبه؟! تريده ا ب يهتم من لكن بحد ذاته،

وهذا كل ما يهم الآن!خط، عادت تراجعت عدة خطوات وعينها ل تفارق عينه املتقدة بال�سعلى ودل�سري بينهما، النظرات ينقلون واجلميع املهرتئ مقعدها اإل د رباطة جاأ�سه، ارتكن ظهرها للكر�سي وقفته بعدما هداأت اأنفا�سه وا�سرت�سها متجه لالأ�سفل، عينها ترتطم بالأر�س ال�سلدة وعقدت �ساعديها، وراأت قدميها، وترتطم اأفكارها بق�سوة ما تفوه به، مالأت رئتيها بالهواء حت

وما زالت على و�سعها...م ل نف�سك قربانا لأعفو عن رجالك؟ اأنت جئت تقد

رفعت طرف عينها نحوه بغتة، انتف�ست واقفة، ا�ستدعت �سيفها بلمح الب�سر، قب�ست عليه بق�سوة، فانتف�س قلبه مذعورا، و�سوتها يهدر بحنق

انتف�س له اجلميع ا�سطرابا، ونربة اأوقعت الرعب بروحه...واأنا قبلت... حياتك مقابل حياتهم.

5

ابع الر5

»�إن كن��ا �س��نذهب �إل �جلحي��م فلناأخ��ذ �جلمي��ع

لفة �أكرب!« معنا، هكذ� �سن�س��عر باأ

ز�ر�

113

شر والتوزيععصري الكتب للن

ل العيون لكن الأنفا�س، تعالت ا�سطرابا، تقطر حولهما من اأحد منهم ا�ستطاع التفوه ب�سيء، بدت لهم تلك اللحظة بت منها دلن د اقرت ظة ترد خميفة! ل ي�ستطع اأحدهم اإنكار ذلك! بعد حلبوجه قلق، ن�سح به العرق، وو�ست اختالجاتها باخلوف احلقيقي، تت�ساءل

ب�سوت هام�س...اأنت لن تقتليه؟

بت دا وتهاوى لها نب�سها، اقرت رمتها بابت�سامة حانقة وعتها دلن جيدا اأمامها بنظرة ثابتة دون ارتعا�سة واحدة، د منه، نزل على ركبتيه مم حياته ه من اأتى اإليها وقد على عك�س داخله الذي ينتف�س قلقا، فرغم اأنبكامل اإرادته، فاإن مواجهة املوت هزت �سيئا بداخله، لي�ست املرة الأول فدوما انتظرها! اأو متناها التي الطريقة لي�ست لكن بها، يواجهه التي

ينتظره باأر�س املعركة، واقفا �ساخما يحمل �سيفه بيده.احلانقة نظراته لت حتو ريان حتى بقلق، يرتقب ال�سامت اجلمع اأولهم؛ وهو للجميع املفاجئة فعلها ردة من مرتابة متوج�سة لنظرات

و�سعت ن�سل �سيفها على عنقه، وبنربة جامدة كعينيها...دا يا دل�سري لأن تلك اللحظة بيننا لن يعيدها الزمن. انظر ل جي

رفع طرف عينه نحوها ونظرته تزداد ثباتا وداخله ارجتافا...

114

شر والتوزيععصري الكتب للن

و�سم ل �سيء بجوار كل ما راأيته بعينك و�سمعته عني منذ حرب الرما ميكنني فعله، اإن كان زارا لكم الظالم فاأنا اجلحيم بحد ذاته.بت خطوة، وازداد ن�سلها احتكاكا بعنقه، ونربتها تقطر �سخطا اقرتعلى الأخرى يدها اأطبقت نحوه، انحنت غ�سبا، امل�ستعلة كنظراتها

عنقه...اأق�سم برب الأرباب، بكل قطرة دماء اأريقت منذ ليلة اإلكاي وحتى

الآن بن كل العوال متمعة...اأطبقت اأكث تكاد ته�سم عنقه...

ي، اإن خنتني يوما، اأن اأق�سم بدماء اأبي واجلحيم الذي تذوقه اأمكنت واإن تناله، ول املوت ت�ستهي اأجعلك بيدي، قلبك حيا اأنتزع

داخل قربي.اأفلتت عنقه، وخلفت اأناملها وديانا به، انتف�ست واقفة، تغر�س �سيفها ا بينهما، واجلميع يتبادلون نظرات الده�سة املمزوجة بال�سطراب، اأر�سي�ستطيع يعد ل الذي الأل من عنقه يتح�س�س انحنى دل�سري بينما ت حت �سيال انفرطت التي و�سجاعته اأنفا�سه ا�سرتداد يحاول مداراته، ه ما زال حيا، اعتدل على �سوتها املحتد وهي وطاأة اأ�سابعها، ل ي�سدق اأن

تلتفت مغادرة...دمي. ا�ستعد، �سوف تنتقل معي اإل ال�س

تركزت العيون حولها، فغرت الأفواه ده�سة، وقبل اأن ي�ستوعب اأحد ما قالته جاءتهم بوقع املفاجاأة الأ�سد...

�ستكون حار�سي اخلا�س!!

5

115

شر والتوزيععصري الكتب للن

فزعة، نومها من تهب الفجر خيوط اأول ومع التالية لياليها لكل عليهم يق�س ناهز حتى املخزن اأرجاء ترج يتلب�سها، بجنون رخ ت�س

اأنقا�سه الباقية.ل �سحيق، بفراغ حتب�س كاملم�سو�سة، بكانها وتنتف�س تنتف�س تظل تفهمها، ل بكلمات روحها بقاع يرن خافت فحيح �سوى ت�سمع ول ترى يجربها اأن ترى وت�سمع �سراخا ودماء، دمارا وخرابا، ت�سعر كاأن روحها تغلغل داخل دوامة تعرب بها كل زمان ومكان! تخو�س بلحظات اأحداث األف قها عام وعام! لتلقى بغتة بن وجوه اختلطت بن مالئكة و�سياطن! يخرتكومي�س برق خاطف براكن وزلزل وحروب اأكوان، لتقذف روحها بقارعة

ال�سياع، تبعثها بن كل مفرتقات احلياة واملمات!وترى عينيها اأمام تتوهج املخطوطة، رموز اأمام �سيء كل ليتال�سى جدار اإل وم�سلوبة الوثاق م�سدودة وقدميها يديها من مكبلة نف�سها

رخ من الفزع والأل!!! ب�سال�سل اخل�سوع ت�س

5واهنة، حمراء خيوط من لها بقي ما تلملم راحلة ال�سم�س هرولت تاركة وراءها الليل يب�سط �ستائره على الأرجاء، بن ن�سيمه العليل و�سكونه الهادئ، ليلة مقمرة تنذر بكثري من الهدوء والرتياح خالفا لتلك الليال

ال�سابقة، وكل ما حملته من تقلبات مدوية.حدث! ما على اإجابات ينتظرون املخزن، بفناء بدائرتهم حتلقوا ، اأتت هادئة فلم ي�ستطع اأي منهم القرتاب منها بعد ما حدث مع دل�سريها �سخ�س اآخر! وظهر هو من خلف كتفها؛ ا كاأن تلفة كلي مبت�سمة، تبدو خم

116

شر والتوزيععصري الكتب للن

اتخذت ان ب�سكل خا�س! اأثار حفيظة العيون املرتقبة ب�سكل عام، وري ما ف حيث اأ�سارت مل�سها بطرف الدائرة كعادتها، وجل�س هو قريبا من اآ�س

اإليه اأن يفعل.دة يحاول ا�ستيعاب احلديث الذي دار بينهما قبل قليل، عن كون زمراإل انتقالها خرافة! ه اأن يوقن كان الذي القدر كتاب احلياة! قيد على على تاأمتنه هذا! كل اأخربته ها اأن هو ي�ستوعبه، ل ما اأكث لكن ام! دهاهتمام! من به يحبوه كان ما بكل �سطام عليها لياأمتنه يكن ل اأ�سرار دفعة ثقتها متنحه ها ن كاأ لها! ا �سخ�سي حار�سا اتخذته هذا كل وفوق ا اأكث تهورا منه لتفعل! تعلقت عينه بها بانبهار وتوج�س ها حق واحدة، اإن

وحرية وقلق وخوف »ما تلك �لفتاة؟!«املبت�سم، الهادئ ب�سوتها املتالحقة، اأفكاره عوا�سف من جذبته

واقفة...ا ولي�س جتوال كخططنا بالبداية. دمي، انتقال كلي �ساأنتقل اإل ال�س

دة، ل تبادلوا نظرات الده�سة رغم اأنهم توقعوا ذلك بعد ظهور زمرتعط اأحدا فر�سة ليقول �سيئا، لرتدف بذات البت�سامة...

�ساأ�ستعيدها ل، تبقى ما كل فهي ي اأم عن اأتخلى اأن ل ميكنني باأي ثمن.

دارت بنظراتها بينهم...لن اأطلب من اأي منكم مرافقتي، فاأنتم بالفعل قدمتم الكثري، من

يريد املغادرة ميكنه ذلك، اأنتم الآن باأمان.متلكتها نظرة واهنة، كنربتها املرهقة...

117

شر والتوزيععصري الكتب للن

ني اأعرف كيف اأنا ل اأبداأ تلك احلرب لكنني من �سينهيها، لي�س لأنن هذا خياري الوحيد، فهم ل يرتكوا ل �سواه. اأنهيها، لكن لأ

اأنت مقة فنحن باأمان، لكن الآن فقط وهنا على الأر�س، فماذا �سوف الكون ف مكان ل الكتاب! على زارا ا�ستول لو ماذا بعد! ولن حمقاء اأنك يعرف جميعنا اأن غري ا، عن يردعه اأو يحمينا،

تنجي من دوين.بابت�سامة لرتد بجوارها، ووقفت حانية، بابت�سامة رحيل غمزتها

دامعة...اأعرف ذلك.

لتتقدم دلن خطوتن نحوهما...اأو الظروف كانت مهما جوارك اإل دائما �ساأكون اأنني تعرفن

التبعات.ل تقل �سيئا لكن نظراتها املمتنة قالت الكثري، لتقف دلن بينهما ت�سع

ذراعيها على كتف كلتيهما...غري اأن كلتيكما حتتاجان لرعايتي.

لتغمزها رحيل...كنها التخل�س منا بتلك ال�سهولة؟ ه مي هل اعتقدت احلمقاء اأنها حمقاء؟! األ تقول اإن

ا... تهكمت دلن ب�سحكة مرحة، لتزداد ابت�سامة �سيكان علي املحاولة.

ان اأمامها... ليقف ري

118

شر والتوزيععصري الكتب للن

�ساأتبعك اإل نهاية الكون. التفتت نحو رونا التي انتف�ست غا�سبة...

ها باأي ثمن. د دة م�سوؤوليتي و�سوف اأ�سرت هل فقدت عقلك؟! زمرف؟ ك يا اآ�س ل يبق غريكنك اأن تنجي على اجلانب الآخر من دوين؟ ه مي تعتقدين اإنل اأعتقد اأنني �ساأفعل من دون اأي منكم معي. من اجليد اأنك تعلمن، غري اأنني...

تنهد وتبددت ابت�سامته، نظر نحو الفراغ املمتد اأمامه...اأدين لرهانا بذلك. ا قادم. اأنا اأي�سام، اأنت لن تذهب اإل اأي مكان. كال يا تي

مت منه، و�سعت يدها على كتفه... ر�سقها بنظرة احتجاج، تقدلن اأ�ستطيع ترك جي�سي من دون قائده، اأينما يكن جي�س النور يكن

قائده.ليت�ساءل والر�سا، الفرحة نظرات جميعهم وتبادل رونا ابت�سمت

بتلعثم...اأتعنن... حتن حتى متاأهب اإمرتك، ت حت �سيكون النور، جي�س قائد اأنك

ظة العبور، اأحتاجك هنا اأكث من اأي مكان اآخر. حلو�سع يده على كتفها و�سغطها بحنان، وي�سري بيده الأخرى نحو قلبها

بابت�سامة رائقة...

119

شر والتوزيععصري الكتب للن

اأخربتك اأنك �ستجدينها. بعد برهة غادر ومعه رونا ف جولة خاطفة للطرائد الذين ما زالوا على

ا على طرق كل الأبواب املتاحة! دمي، اأ�سر عالقة وثيقة باآخرين على ال�سم�ستعلة، ليبقيها الياب�سة الأغ�سان بع�س النار يطعم دل�سري اعتدل وعينه تخطف النظرات العابرة لدلن، بها �سيء يجذبه! لطاملا جذبه ف ه ما كان يجروؤ اأن املا�سي! فبكل مرة تقع عينه عليها تخطف اأنفا�سه، لكن�سه �سوف يطري قبل ا بداخله! فيعلم اأن راأ ي�سارحها ولو بنظرة عابرة عم

اأن ينهي اأول حروفه.اإل عقله »عن �لكاره بئر ا م�ساعره دون احلاجة للدخول قراأت �سيتلتحف نا�سكة تف�سح �لعا�سق وعن عارية، باغية �ألف ت�سرت فاحمة

�ألف حجاب«.

القاعة به تقع الذي للطابق خريطة اأمامهم و�سع انتباهه، جذبت دة متجزة بها، املحرمة واحلجرة الدخيلة والتي باتوا متيقنن اأن زمرر�سمها ليعلموا توزيع اجلنود داخل الردهة واأمام احلجرة، ليبداأ دل�سري

ب�سوت قائد ع�سكري واثق...تلك احلجرة ل يجروؤ اأحد على القرتاب منها، تعد ثكنة حربية،

حرا�س ع�سرة بها دورية كل اللحظة، مدار على حرا�ستها تتم ف الردهة حتى باب القاعة املحرمة، اإل باب يتوزعون من منت�سالغرفة، تتغري دوريتهم كل اأربع �ساعات، غري اأربعة حرا�س يقفون باحا �س حرا�سة، بنوبتي يتغريون وهوؤلء وحده، الباب بدخل

وم�ساء، يكونون من حر�س زارا اخلا�س.نظر بعينها مذرا...

120

شر والتوزيععصري الكتب للن

غري حاجز من ال�سحر الأ�سود يحوطها فلن ت�ستطيعي القرتاب، يه. حتى هوؤلء احلر�س الذين يقفون ببابها نف�سه ل ي�ستطيعون تخط

لكن اأخزم ي�ستطيع. دت وهي تعقد �ساعديها بنظرة واثقة، لتهتف دلن... اأك

واأخزم لن يفعل! دل�سري دلن، ليت�ساءل كل حوا�س تب�سمت من طرف فمها بخبث نبه

بتوج�س...ما الذي تفكرين به؟ تعتقدون كيف ا�ستطعنا ال�سمود حتى الآن؟

تنقل نظراتها بينهم، لتعتدل رحيل...لأننا اأقوياء؟ اجلولة من زارا لهزمنا كذلك كان ولو لالأقوى، البقاء يعد ل

نعرف الآن، حتى اأحياء اأبقانا ما هذا لالأذكى، البقاء الأول، جيدا كيف ن�ستغل ذكاءنا �سدهم.

ا مقة، هم اأقوى لكننا ا�ستطعنا اأن ن�ستخدم احليلة والذكاء �سيوال�سحر ملجابهتهم.

اأكد ريان، لتكمل دلن بابت�سامة ماكرة...ا�ستدراجه �ستحاولن له، تخططن الذي ما اأعرف اأنني اأعتقد

خارجا!د... ا حاجبها م�ساك�سة، فرك دل�سري حليته برتد رفعت �سي

اأن اأ�ستبعد �سطام؟ به وقع الذي الفخ بنف�س �سيقع ه اأن تعتقدين يفعل.

121

شر والتوزيععصري الكتب للن

�سيفعل. ، فاأردف... ف �سريعا، لتزداد احلرية بعن دل�سري رد اآ�س

ة دة نقطة قو ه الأذكى، يوقن اأن امتالكه زمر ه اأرعن، يعتقد اأن لأناأن من اأكرب غروره ي�ساء، كيفما اللعبة حتريك من �ستمكنه له

يرى، ولهذا ال�سبب حتديدا �سيقع بنف�س الفخ.بال�سبط.

... دت وهي تلتفت نحو دل�سري اأكاأتعرف ملاذا ل يتعلم اأحد من التاريخ، ويكررون ذات الأخطاء التي

يقع بها ال�سابقون بكل حذافريها؟!ه ل يعرف، فتب�سمت ب�سخرية... حرك راأ�سه باأن

ه الأذكى، ولي�س باحلمق الذي يجعله لأن كل واحد منهم يعتقد اأنبكل �سواهده فاإنهم يرون الفخ اأنهم اأخطائهم، ورغم يقع بنف�س اأحداثه يعيد التاريخ اأن يعرفون ل غبائهم، بكامل اإليه ي�سريون القوي، دور يتخذ من الأبله، دور لعب من �سخ�سياته؛ وكذلك بن اأطراف اأ�سابعه، وكل ولعب اخلفة الذكي الذي يخفي حيله ما عليك فعله اختيار من تكون؛ الأبله الذي �ستنطلي عليه احليلة، من اأم لعب اخلفة بغبائه، لي�سحق بقوته يغرت الذي الأحمق اأم

ا؟ يلملم اأوراق اللعبة بيده. لكن اأتعلم ما امل�سحك حق�سه با�ستفهام، لت�سغط بيدها فوق اخلريطة... اأمال راأ

ل اأحد ياأخذ الدور الذي يختاره، بل الدور الذي ي�ستحقه! لن تربح حرب اأنت بالفعل تخليت عنها وا�ست�سلمت لهزميتك فيها! ل يربح ال�سامدون فوحدهم بل يربحها احلق اأو القوة احلروب �ساحب

122

شر والتوزيععصري الكتب للن

ل�سرتداد ومتتلك ت�ستطيع ما بكل تنا�سل حن تربحها الأحق، مقاومتك اأ�سلحتهم، من اأقوى �سمودك لأن امل�سلوب؛ حقك لن لكنك املغت�سبون، اأنهم باآثامهم، تذكرهم تخيفهم، الواهنة على وتتح�سر حظك �سوء تنعي خمتبئ، متخاذل واأنت تربحها فتلك ك غري لك يربحها اأن تنتظر اأو املهدور! ما�سيك اأماد

حماقة اأكرب.اما. اأعتقد اأنك مقة مت

اأكد ما قالته باإعجاب ينتف�س بن نظراته وحروفه ما زاد من ا�ستياء بابت�سامة دل�سري ليتبع فاق اجلميع، بتلميذته ف اآ�س اإعجاب لكن ان، ري

مرحة...ه من �سي�سفق له اجلمهور. واأخزم اأرعن اإل اأق�سى حد، يعتقد اأن ! لرن اأي دور ي�ستحق

لتعقد ميتلكونه، ما كل ه لكن واه باأمل املتخبطة الأفكار دلن اأنهت رحيل �ساعديها...

�سي�ستدرجه الذي الفخ ديدا حت هو ا عم فكرة منكم اأي لدى هل حيث نريد؟

ا! اأطبقت على �سمتها وهدوئها، وعقلها يعيد تركزت العيون باجتاه �سير�سم خطتها التي جهزتها، ومهما بدت جنونية ل يهم، فهي الآن يائ�سة

اإل حد دفع روحها اإل هاوية اجلحيم الأبدي بحد ذاته.اإل اجلحيم، لكنها لن تكون وحيدة �ستاأخذ بكل الأحوال هي ذاهبة ينتهي، �سوف دام ما هذا كل �سينتهي كيف يهم معها، ل واأخزم زارا

هاية بحد ذاتها ما ن�سعى خلفه! اأحيانا تكون الن

123

شر والتوزيععصري الكتب للن

رمتهم بابت�سامة ماكرة...الكتاب هو �ساحب الأف�سلية داخل اللعبة، من ميتلكه ف�سوف يفوز

عم املنا�سب لجرتار زارا نف�سه خارج ح�سونه. باحلرب، وهو الطف... ثبتت نظرة حتد نحو اآ�س

ولن يكون لأحد غريي. تبادل جميعهم نظرات الهتمام، فاأتبعت...

ي، اأم دون للكتاب من لن ي�سل زارا اللعبة، لذلك �سنغري قوانن على اأبقى ما هو الكتاب �سيئا، ت�ساوي ل ي واإن و�سل للكتاب فاأم

حياتها، لذلك �سوف نبقي الو�سع هكذا حتى ن�سرتدها.ل اأفهم!

ف! لت�ستطرد بحما�سة... عقبت رحيل وبدت كل العيون مثلها، اإل اآ�سعن اأحدهما بعيدين والكتاب ي اأم تبقى اأن على نحر�س �سوف

الآخر.كيف واأمك والكتاب بالفعل لديه؟

ف... ان يحاول ماراة حما�سها، لتنتقل عينها بينه وبن اآ�س ت�ساءل ريا الكتاب، فال اأحد ميتلكه. ا زارا ل ميلك �سوى اأمي فقط، اأم عمليا؟ ت يده اأي�س ه حت ه داخل رو�سيل، وهذا يعني اأن لكن

ا�ستفهمت دلن لت�سوب عينيها نحوها... ي، وهي حتوطها كل ا ل اأ�ستطيع احل�سول على اأم ا فقط، رب نظري

تلك احلرا�سة، لكنني �ساأح�سل على الكتاب، وحينها �ساأ�سل اإليها.

124

شر والتوزيععصري الكتب للن

كيف؟ ف ال�سامت... ت�ساءلت رحيل بت�سكك، لتثبت عينها بعن اآ�س

�ساأذهب اإل رو�سيل واآخذ الكتاب. اول حت با�سطراب، يديها دلن فحركت املذهولة، �سهقاتهم تعالت

اإيقاف حما�سها اجلامح، والأهم اأن ت�ستوعب ما �سطح اإليه جنونها...كنك فعل ذلك واأنت تتجولن! ه ل مي اأنت تعرفن اأنف جتوال نعم... فال اأ�ستطيع اأن اآخذ �سيئا اأو اأترك �سيئا. اأنت ل تفكرين ف...

لتكمل الذهول من ا �سي لبت حدقاتها بحدقات ت�س تكمل جملتها، ل الأخرى وترمقها بنظرة عناد هي خري من يعرفها...

ديدا ما �ساأفعله. ل رو�سيل بكامل انتقال! هذا حت اأن اأذهب اإ

5ى مغط واهية، �سمعة �سوء على من�سدته، اأمام يجل�س القبو، داخل املعلقتن �سوى عينيه منه يبدو فال تبتلعه داخلها التي ال�سوداء بعباءته ه حفظها عن اأن بخطوطته الأثرية، يحاول فك طال�سم رموزها، فرغم ه ما زال ل ي�ستطيع فهم كل دا ما الغر�س منها، فاإن ظهر قلب ويعرف جي

مه بها! الرموز داخلها، وكيفية حتكه ل يتعجل باأي حال، فهي اآتية اآتية رغم ف�سل رجاله ف اإح�سارها، لكنل مالة، هكذا يعرف ويوقن اأن القدر �سي�سوقها اإليه، هذا ما راآه بروؤياه دا، ويعد وما راهن عليه، وحتى تاأتي تلك اللحظة عليه اأن يتح�سر لها جي

125

شر والتوزيععصري الكتب للن

ها �ستكون فر�سة واحدة، واإن اأفلتها اأفلت معها كل ما لها كل ما امتلك، لأن�سهر ليال ي�سيده، وحياته!

5فال منه، هي بالأحرى تهرب اأو وم جفنها، الن يداعب ل الليلة تلك

ت�ساء اأن تقع فري�سة كوابي�سها، فباتت جزءا ل يتجزاأ من ليلتها.واقفة، فهبت ما! خاطر داعبها حن �سريرها ف جال�سة اعتدلت ليلفت نظرها اأن رحيل لي�ست ب�سريرها! بينما دلن نائمة بال�سرير الآخر.ف يجل�س على كر�سيه وعينه ت مغادرة اإل الدور العلوي، لتجد اآ�س هم�سيقت متفرقة، نوم ب�سفحتها تتالألأ التي ال�ساكنة بال�سماء معلقة حاجبها حن ملحت رحيل مددة قريبا منه على الأريكة، تغط بنوم عميق.ف، اآ�س اأفكار من بع�س لعقلها تناهى حن بطيئة بخطوات تقدمت

يب�ست بكانها! وخاطبت نف�سها بذهول »كيف هذ�؟!«مها حتى و�سلت مل�سه وذات البت�سامة امل�سدوهة حتتل عاودت تقد

مياها! وجدها تقف اأمامه، هم�س ب�سوت خافت...ها ليلة طويلة! يبدو اأن

جل�ست قريبة منه، رمته بذات البت�سامة وهي تنظر نحو رحيل، فهز راأ�سه بتنهيدة مغتاظة...

األ ت�سمعي عن �سيء يدعى اخل�سو�سية باحلياة؟ ديق، ت�س دون �سها راأ تهز بيدها، كتمتها �سحكة عنها تنفلت كادت

وب�سوت هام�س كي ل توقظ النائمة...

126

شر والتوزيععصري الكتب للن

اأيها الآخر من النقي�س على كالكما معي؟! اأمتزح ورحيل اأنت العجوز العا�سق.

اأنا ل�ست عجوزا، وهذا لي�س من �ساأنك! الك �سيقه كي ل يوقظها، وبنربة مذرة هام�سة رغم ثورته حاول مت

تي ل ي�ستطع كبحها... الل تتحدثي عن �سيء ل تعرفينه يا حمقاء!

ها اآثرت ال�سمت، ار عجوزا اإل هذا احلد! لكن كادت اأن ت�ساأله كيف �سالك مت حاولت ا، حق بالع�سق غارق ه اأن يبدو اآخر، خلاطر وابت�سمت

�سحكتها، رمقها بنظرة مغتاظة وهو يدفعها للمغادرة...هيا اذهبي لالأحمق ريان، ما الذي اأتى بك اإل هنا؟

تت�سنع جل�ستها، فعاودت اأتت، ملاذا تذكرت لكنها مغادرة، هبت ها لن تفعل. ه لن يتهاون، فاأ�سارت اأن اجلدية، ويرميها بنظرة تنذرها اأن

ا �سغرية ملقاة على الأر�س واتخذت نربة جدية هادئة... �سحبت ع�سك من اأكث الرهبان ذكاء و�سرعة بديهة، لذلك جعلتك اأعرف اأن

ا تعرفه عن ال�سحر ما يفوق كل دة، ولديك م رهانا معلما لزمرا. دمي اأي�س ا ال�س املوجودين على الأر�س ورب

هز راأ�سه بثقة وابت�سامة غرور، لتحرك يدها بالع�سا تر�سم �سيئا...اأخربتك حن انتقلت اإل ذاك القبو... ولي�س اإل داخل ذكراه حا�سرة كيف انتقلت ما زلت اأحاول فهم

مرد روؤية من اخلارج!

127

شر والتوزيععصري الكتب للن

ا ميكنه فهمه اأو ا�ستيعابه، يحك حليته بحرية، قواها تتطور اأ�سرع مترددت...

هناك �سيء ل اأخربك عنه �ساهدته بالداخل. بهيئته التم�سك حاول ه لكن ملاذا، يعرف ل ب�سدره، �سيء ارجتف

اخلارجية، رفع طرف عينه نحوها، لتكمل وهيئتها تزداد ا�سطرابا...�سيء ي�سبه خمطوطة قدمية...

ابتلعت ريقها بقلق، تتنف�س ب�سعوبة...اأراها تطاردين كل ليلة ف اأحالمي!

دة! �سيء زمر الذي راآه وجعله ي�ستدعي ه اأن ينبئه فرك حليته، وقلبه لديها يكن ل ها مثله لكن دة تعرف زمر اأن له طاقة ظالم هائلة، ومتنى

اإجابة!مد يده نحوها...

اأريني ما راأيته هناك. ظات حل كابو�سها، اإل يدخل وتركته عينها اأغم�ست يده، اأم�سكت عقله يكاد كاملم�سو�س مذعورا انتف�س اأنفا�سه، وارتفعت يده وارجتفت نف�سه حول يلف كيف؟!« »م�ستحيل... خافت ب�سوت رخ ي�س يغادره، فال يجد فيزداد نحو احلرية، عن طريق كحيوان بري مبو�س، يبحث

هياجه وذعره! وجهه �سحب كالأموات!ا�ستماتت قب�سته بغتة، يدها اأم�سك فعله، ردة من الذهول اأ�سابها

عليها!

128

شر والتوزيععصري الكتب للن

انتف�ست اأيقظها، رونا، غرفة نحو ها اجت لم، ال�س ونزل �سحبها لتجدهما اأمامها وقبل اأن تنب�س بحرف اأمرها اأن تتبعهما، كادت الده�سة ها اأطاعته دون كلمة، حتى غادر اإل الفناء اخلال بعيدا، ترك تقتلها، لكن

يدها، وكلتاهما على ذهولها، ل تفهمان ماذا اأ�سابه!ووجدتا ظات حل دا، جي تعرفانه �سفريا اأطلق حولهم، دائرة ر�سم ال�سقرين يحلقان فوقهما؛ ما زاد ده�ستهما، األقى بتعويذة ل ت�سمعاها

�سابقا، فغلفتهما دائرة �سوداء، اختفى ثالثتهما وال�سقران داخلها!!

5

امسالخ5

ي��ة م��ن �أعمارن��ا! »دعن��ا ل نحت�س��ب هز�ئمن��ا �ملا�س

�إن تتفاج��اأ ل لن��ا! تبق��ى ك��م بعده��ا ونح�س��ب

�أخربت��ك �أنن��ا ل نول��د بع��د!«

دل�سي

131

شر والتوزيععصري الكتب للن

لبت رونا! هذا ال�سوت تعرفه!! جاءهم �سوتها من اخللف! ت�سروؤ على اللتفات، للحظات ل ت�ستطع احلراك! ل جت

خذلها ج�سدها اأن تفعل!�سجاعتها ا�ستجمعت مطمئنة، حانية م�سفقة بنظرة ف اآ�س رماها دة زمر عليها، فهتفت لتقع عينها على مهل، وا�ستدارت اأنفا�سها ومللمت

ل ما تتفوه به من بن دموعها... بنربة �سوق »رونا« ليكون اأواآ�سفة اأنني تخليت عنك. ل تفعلي يوما.

�ست مقابلتهما الفاترة! ورد ف، تفح دة واآ�س ا عينها بن زمر نقلت �سييدها حركت اأمد! منذ يتقابال ل ل�سخ�سن غريبا بدا الهادئ فعلهما

بنظرة م�ستنكرة...اأنتما التقيتما قبل الآن!

ديق، ترميه بنظرة مغتاظة معاتبة �سيقت رونا بن حاجبيها بعدم ت�ستطلب تو�سيحا، ليحرك كتفيه بغري اكرتاث...

ل يهم الآن. . بل يهم

دة بروية... اهتاجت بوجهه، لتقاطعهما زمر

132

شر والتوزيععصري الكتب للن

ا! تقابلنا لعدة مرات، واأنت من فعل يا �سيالتفتت نحو اأمها م�سدوهة، تتبادل النظرات غري امل�ستوعبة مع رونا،

ف اإل جذع �سجرة ياب�س خلفه... ارتكن اآ�سبابا خلفيا ف ل�ست واثقا كيف؟ لكنك ا�ستطعت اأن تفتحي ثغرة،

تي يلقيها حولها. تعويذة الإخفاء الابت�سمت باأ�سى ودموعها تغرق وجهها، عينها معلقة بابنتها...

ل�ستدعائي، �سحره وا�ستخدام التعويذة عك�س ف اآ�س ا�ستطاع احل�سور اأ�ستطيع خاللها من التي الو�سل حلقة هما ال�سقران

على الأر�س ومن دونهما قد ل ينجح الأمر.ا اأمامه بلهفة طفلة �سغرية... ركعت �سي

دا؟ د اأخربين كيف اأفعلها مفرك حليته، �ساب هيئته هدوء متوج�س...

و�سم هو ما خلخل التعويذة؟ الثمن الذي اأعتقد اأن انتقالك اإل الردفع قربانا لعودتك كان باهظا! ل بد اأنك ك�سرت حلقة من حلقات

النتقال!دة �سارخة... تقدمت زمر

ماذا فعلت؟!! هل تركتها تذهب اإل عال املوتى؟! عن اأي ثمن تتحدث اأنا ل اأدفع �سيئا! اأنا اأعدتهم لوطنهم!

بت حاجبيها با�ستفهام، ليبت�سم برارة... جتاهلت ثورة اأمها، قطاإل و�سم الر ماربة ثمن هذا مقابل، دون احلياة ف �سيء ل

اأعطاك الذي ال�سحر ثمن �سيكون تعتقدين فماذا جانبك،

133

شر والتوزيععصري الكتب للن

ما غال اإليه، تطمحن ما غال وكلما ثمنه، �سحر لكل هذا؟! كل تدفعينه باملقابل.

للخلف راأ�سه اأعاد رهانا! كلمات يردد وهو نف�سه، من بحرقة �سخر ودمعة تثقل عينه، وتثقل ذكرياته روحه، ل يرد اإخبارها اأن لنتقالها اإل رخ بداخلها يجب عال املوت ثمنا باهظا، لكن الآن وبعد التعويذة التي ت�ساأن تعرف اأن الثمن الذي ندفعه للو�سول اإل �سهواتنا غال فوق الحتمال،

عينا اأننا نتحمل، هزت راأ�سها نفيا... مهما ادل اأفعل!

لبت اأحداقهما بع�سها ببع�س، وي�سدح براأ�سها باأ�سى... �ساأنت طلبت املرور اإل عال املوتى، اأتعتقدين من ميكنه العبور اإل

املوت اإن ل يكن على قيده واأحد اأتباعه؟!ت نب�ساتها واختلجت اأنفا�سها، لي�ستطرد بذات النربة... �سق

للحق هذا �سيء ل تدفعن له، لكن اأن تعودي... ازداد ارجتافها، ليغم�س عينه بحرقة...

دا؟! د اأتعتقدين اأي ثمن يوازي العودة اإل احلياة... مد�! �أهذ� يعني �أنني م�...« ل د ى داخلها »م ارتدعت عن التنف�س، دو

روؤ على التفوه بها! جت�سها... خب �سوته احلزين براأ ليعاود �س

و�سم قدمت قربانا لعودتك للحياة، تي اأريقت ليلة الر كل الدماء الالدماء ل ي�ساويها اإل الدماء.

134

شر والتوزيععصري الكتب للن

واأملا و�سخطا، وبتنهيدة خائرة لثالثتهم، ودمعة ارتاع ج�سدها خوفا يحب�سها بن جفنيه ونربته...

لكل تعويذة ثمنها، ولكل �سحر اأ�سود قربان. انحنت بينما اللعبة، قواعد تعي فهي باأ�سى دة عينيها زمر اأغم�ست ها ما ا�ستطاعت �سوى مراقبتها، و�سع درها، لكن ها اإل �س م رونا تريد �س

يده على كتفها...تعويذة كانت اإن ة خا�س تبعات، له يكون تطلقينه قوي �سحر كل

الإخفاء تعويذة ف بابا فتحت و�سم الر تعويذة اأ�سود! �سحر اأن اهلل ولنحمد دة، زمر ا�ستدعى ما النتقال، ف واأحدثت خلال

هذا ما حدث.اأخذ نف�سا عميقا، زفره وزفر معه خوفا يرك�س بن �سلوعه...

ا�سرتجاع وحتى واللعنة، الكتاب من اأكرب بح اأ�س الآن الأمر لكن دة. زمر

ما الذي تعنيه؟ و�سم ك�سف �سرها؟! دة بقلق متزايد »هل ذهابها �إل �لر ت�ساءلت زمرف، يعتقد �أن تعويذته هو ما �أعادها من عال �ملوتى!« انتبهت �أحمق �آ�س

تي األقتها بغياهب جب �سحيق... من ت�سو�س اأفكارها على نربته الزارا لديه تعويذة ال�ستحواذ ولذلك يحاول اختطافها.

زادت ماجرها، تغادر دنت عينها بفزع، و�سهقت دة زمر ترنحت ده�سة رونا التي ل تفقه �سيئا، لتهتف بنفاد �سرب...

ما الذي يعنيه هذا؟ ما هذه التعويذة؟

135

شر والتوزيععصري الكتب للن

واحدة من ب�سع تعويذات ت اقتطاع لفائفهم من كتاب القدر حن اختفى باملرة الأول.

ف نف�سا متقلقال... دة بتوتر تفرك اأ�سابعها، اأخذ اآ�س ردت زمرتي اأ�سعلت حروب الظالم ال�ست! ها التعويذة ال يقال اإنل ميتلكها.

دة لتوؤكد بنربة حادة، وعينها بعن ابنتها... التفتوا نحو زمرلو كان ميتلكها ملا كان لينتظر حتى الآن! ا عث عليها قريبا اأو... رب

ا انتباهها بعد �سدمتها... ف يفرك حليته، لتغت�سب �سي ل اآ�س ه مته؟ د ل �س ملاذا ل اأطلقها اأنا اأو

التفت اإليها ثالثتهم، لت�ستطرد بنربة تائهة...ل اأين رغم داخلي ترتدد وعباراتها داخلها رمز كل اأحفظ اأنا

اأفهمها.دا. لكل �سيء ثمنه يا غبية، انظري ل جي

رخ بوجهها، اأطبق يده بحنق على رقبتها وبنظرة ارجتفت لها، فلم �سفاأوقفتها نحوها رونا حتركت جنونه! حالت باأ�سد ول هكذا، يوما تره

يطان بنربته... دة! اتقد اجلمر بعينه وانتف�س ال�س زمرك لن تتحملي يوما دفع التكلفة. اأمعني النظر بي، لتعرف اأن

�سراح اأطلق املرتقبة، الوجوه على اخلانقة مق�سلته ال�سمت اأحكم دة قبل اأن ترتاب اأنفا�سها امل�سطربة، هداأ من نربته، تلجلجت خطوة زمر

نربتها...

136

شر والتوزيععصري الكتب للن

بداأت الكوابي�س تطاردك؟ ا، يحركها اأن نعم، تنهد بنربة متخاذلة... �س راأ�سه اأر�س نك

ها ت�ستدعيه... وبقوة. ل تتمكن منها بعد، لكنالألغاز وال�سفعات من ا بكليهما فانتف�ست واقفة، اكتفت �سي ت ج �س

و�سرخت بغ�سب...ت�ستدعي من؟

الت�سقت نحوها، جتذبها ابنتها ذراع على كفها دة زمر اأطبقت ب�سدرها هم�ست ب�سحة األ تغرق عينها ونب�سها...

هذا كله خطئي لكن ل يكن اأمامي �سبيل اآخر! اختزلت باقي ما متنت قوله ف تنهيدة حزن ونظرة ندم، ما �ستبوح به لن يزيد الو�سع اإل �سوءا، فاأ�سرته داخلها، ما اعتقدت اأن الأمور قد توؤول

اإل ما اآلت اإليه!طال ال�سمت بينهما، ل يجروؤ اأحدهما على ك�سره، هوت رونا جلذع الذي ما الآن فهمت بن كفيها، تذكرت كالمه، راأ�سها اأرخت ال�سجرة،

كان يق�سده!لت�سرتدها �سرخات احلانقة و�سطهم، فخرج �سوتها را�سخا مدويا...

ت�ستدعي الظالم بداخلك.

5ف اليوم التال ا�ستيقظت بعد اأن تو�سطت ال�سم�س كبد ال�سماء، دلفت ها ل ت�سعر بربودة املياه التي ان�سابت اإل احلمام، ورغم برودة اجلو فاإن

137

شر والتوزيععصري الكتب للن

فوق ج�سدها، الذي وجهته نحو اجلدار، ا�ستندت اإليه بكلتا كفيها، وتركت تال ما كل اإعادة عن يهداأ ل الذي راأ�سها، غليان بتهدئة تتكفل املياه

حديث رونا عن الظالم بداخلها، وم�ساحنات ثالثتهم.ظلت على �سمتها بينهم، ترى �سراخهم وتناحرهم على م�سريها، ل ا ت�سعر به اأو تريده! انفلت عن يعرها اأحدهم برهة واحدة لي�ساألوها عمطرف ثغرها ب�سمة �ساخرة وتزيح املاء املنهمر فوق ج�سدها عن عينيها ما لك ويحددو� م�سيك على �لآخرون يتناحر �أن �ل�سخرية »من ا ت�سعر به �أو ما يجب �أن تكونه، دون �أن يزعج �أحدهم نف�سه ب�سوؤ�لك عم�أو بالأحرى �سيء ك �آخر غي تريده، كاأن ما يت�سارعون عليه �سخ�ص

ميكنهم فعل ما يحلو لهم به!«

وجهها على تن�ساب املياه تركت لالأعلى، ورفعتها عينها اأغم�ست وتختلط بدموع تغرق روحها، فما �سمعته بالأم�س عن م�سريها والتعويذة اول نزع فتيل التي تطاردها يكفيها لتقتل نف�سها! نك�ستها لالأ�سفل واملياه حت�أموت بطريقتي، دا »�سوف اأفكارها هدرا، رفعتها لالأعلى مد ا�ستعال

ن يقرر عني م�سيي!« لي�ص م�سموحا لأحد بعد �لآن �أ

�س، مت�سك بخ�سالت وقفت اأمام املراآة باحلمام، نظرت لوجهها بتفرفعلها رد ف�سحها تخفيه! �سيئا اأن وتوقن اأمها كلمات تتذكر �سعرها، بوجوه به رخت �س ما اآخر بعد بالرف�س كاملحمومة واهتياجها الغا�سب ثالثتهم، والذي اأق�سمت على فعله �سواء قبلوا اأو رف�سوا وخلفتهم وراءها

وغادرت!�سر يعلمون ل مو�سع، اإل منهم كل يتكئ املخزن بو�سط متحلقن ف طلب اإل اجلميع احل�سور، بينما هو الجتماع! كل ما يعرفونه اأن اآ�س

138

شر والتوزيععصري الكتب للن

رغم اأم�س عليه اأق�سمت ما على ا حق �ستقدم هل يفكران زال ما ورونا دة القاطع! والذي كان بالن�سبة له غريبا ومريبا! كل �سيء اعرتا�س زمرفكذلك يتوهم، ا ورب ا، رب �سيئا! عنهم اأتخفي مبهما! بات دة بزمر

رف�ست رونا!اأحد ل اأنه يعرف من اأكث ه لأن ا رب وراءه، هو خلفه ثقيل و�سمت ه يعرف اأن القدر كتب كلمته وقد اختار املوعد لإلقائها، �سيوقفها! اأو لأن

فال رادع له!ا من فوقه ا قطنيا �سماوي اأ�سود وقمي�س عليهم، ترتدي بنطال دخلت ما لفت انتباه لها غطاء للراأ�س، وحذاء ريا�سيا، �سرتة �سوداء ق�سرية، تي كانت ترتديها ليلة احلفل التي قتل بها نواه! ها ذات املالب�س ال دلن اأنت لدلن ذات ها ل ترتد تلك الثياب بعدها يوما، واأ�سر اأكث ما حريها اأنها تخاف ارتداءها، ل تخربها ملاذا، ول ت�ساأل هي، والآن ترتديها! مرة اأنها ما فتح باب اجلحيم اأمامها، حتمل اأ�سواأ ذكرياتها، كانت تخافها لأنكبرية، كذبة خدعة، بحياتها �سيء كل اأن اكت�سفت يوم والدماء، القتل وتلك اليوم بهذا ارتبط هذا كل هي، لي�ست وهي اأمها لي�ست اأمها ي خماوفك فعليك الثياب، والآن ترتديها، باتت تعلم اإن كان عليك تخطمواجهتها، الهرب لن يجدي نفعا بل �سيزيد فزعك اأكث، املواجهة تنهي كن هربا، الجتاه تغري ل بطريق، خماوفك قابلت ن فاإ �سريعا، الوجع را�سخا اأمامها، نحن من نخلقها ونحن من نتغلب عليها اإن جردناها من

هالة الرهبة التي ن�سفيها عليها.�سعر حلقت ها اأن دخولها ظة حل منذ ا حق اأعينهم له فغروا ما لكن ا خميفة! والأهم بدت بنظراتها تلفة، ورب اما! فبدت للحظة خم راأ�سها مت

ا غريبا! املتاألقة والالمعة �سخ�س

139

شر والتوزيععصري الكتب للن

ف نظرة ثقة ل يرها �سابقا... وقفت قريبة من ريان، نظرت نحو اآ�سهل كل �سيء جاهز؟

اأوماأ باملرارة، طافحة ياأ�س نظرة وجهها غلف تي ال رونا نحو نظر اإذعانا، لتنظر نحو رونا...

كنك البقاء؟ مياأينما حتط قدمك ف�ستكون قدمي قبلها.

كانت نربة رونا جامدة قاطعة، حانقة راف�سة، ي�سوبها ر�سوخ امل�سطر، ا باملنت�سف... اعتدل اجلميع وزادت ده�ستهم، لتقف �سي

ام... الآن. �سنغادر اإل دهف... اأحكم ال�سمت قب�سته بجلد على الوجوه، رفعت عينها بعن اآ�س

تلك الفر�سة الأخرية للهروب. الهواء خلفها، اللذين �سكنا ف تليد اأحد، ا�ستدعت �سقري ه يتفو ل يوزع اأن دل�سري نحو اأ�سار والذي يبداأ، اأن له واأوماأت ف اآ�س نحو نظرت

زها �سابقا، جترعوها دون اأن ي�ساأل اأحد عن ال�سبب! كوؤو�سا �سغرية جهبداأ بعدها بتوزيع الأحجار بالت�ساوي، و�ساعدته الفتاتان، بينما ابتعد

دا! د ام ورونا عن اجلميع، وتعانقا كاأنهما لن يلتقيا م تيب منها ريان بنربة مرتددة... اقرت

هناك �سيء يجب اأن اأخربك به. اأولته نظرة اهتمام، تلجلج كثريا، وتعرق جبينه، لتبت�سم...

اأنا وعدتك �سابقا األ اأدخل اإل عقلك، فال جتربين على فعلها!

140

شر والتوزيععصري الكتب للن

اعتدل ينطق، اأن وقبل وعدها، ر يتذك فهو بفمه، احلروف انعقدت بالدخول، اجلميع واأمر حولها، الأحجار توزيع من انتهوا بعدما ف اآ�س

ربتت على كتفه...كنك اإخباري على اجلهة املقابلة. ميام ده اإل بها التي ذهبت املرات ب�ساأن ه اإن هنا، تعرف اأن يجب

�سابقا...ف الدائرة ل يف�سلهما ف، ي�سحبها من يدها اإل منت�س قاطعهما اآ�سوال�سقران ودلن، رحيل بجوار يتجه اأن اأمره الأثري، �سندوقه �سوى

يحلقان فوقهما داخل حدود الدائرة...دمي ال�س على املحرمة قاعات اخلم�س من واحدة اإل �ستدخلن

باأ�سره.فغر اجلميع اأفواههم، ليطبق على كتفها باإحكام...

م�سيطرة، ج�سورة البداية كانت بقوة، كلما تدخلي اأن يجب هاية الن باتت والأهم دقة، واأكث اأ�سرع الهدف اإل الو�سول كان

م�سومة ل�ساحلك...ان بارتياب وعيون منده�سة... قاطعه ري

األ يجب اأن يكون دخول اأكث تهذيبا واأل نغال ف اإظهار القوة! ل�سنا ذاهبن للتفاو�س، بل لفر�س ال�سيطرة.

ة و�سالبة، وعينه مثبتة بها... ف حد ازدادت نربة اآ�سهناك ل�ست اأنت والولء، بالعهد لها يدينون من ملكتهم، اأنت

لك�سب تعاطفهم، بل لمتالك احرتامهم.

141

شر والتوزيععصري الكتب للن

يعرف من اأكث اأنت ف، اآ�س يا بالتحاور الحرتام ك�سب ميكننا هذا!

ف هو من يتحدث عن فر�س القوة، تدخلت دلن، وقد فاجاأها اأن اآ�سبدا رحيل! واأولهم كان منده�سا، للحق جميعهم رونا، من هذا فتوقعت

ف مثلها خمتلفا اأو بالأحرى غريبا! اآ�سبعن معلقة عينها وظلت اما مت ال�سمت التزمت رونا اأن الأغرب بعيون معلقة وجهها، بالمح خناجرها حفرت األ بنظرة ال�سقرين، دة الدامعة اليائ�سة املهزومة ف اأول معاركها اأمام ابنتها، تتكوم على زمراأغاللها على اجلهة الأخرى! لأول مرة حت�س فوق ح�سيتها داخل نف�سها القيود تغلغلها، ل ي�ستطع زارا ل�سنن اأن يك�سرها، بينما متزقها خماوفها ة، فال متلك اأن متنعها. ها ل حول لها ول قو املتقدة على ابنتها، والأ�سواأ اأنها ال�سبب!! لكن حينها هل كان لديها ا من الداخل اأن لكن ما ك�سرها حقخيار؟! هل كانت اأنانية اإل هذا احلد؟! فماذا الآن لو انك�سف كل �سيء؟!!

تكاد تق�سي نحبها كمدا ملجرد الفكرة!ا تلك املرة، بنربة قا�سية كنظراتها التي دارت بينهم... لرتد �سي

ف معادلة القوة ومع ميزان ال�سلطة، ل يك�سب ال�سعيف اأي �سيء �سوى ال�سفقة، اإن اأردت اأن تك�سب احرتام الأقوياء فعليهم اأن يروا

قوتك، اأن يخ�سوك ويخ�سوا غ�سبك.ثبتت عينها بعن دلن...

ف هذا الكون ل احرتام لل�سعيف، فقط اإذلل ومهانة، واإن تراأفوا بحاله اأ�سفقوا عليه، ف قانون الأقوياء الحرتام ل يطلب بل ينتزع، ديدا ما �سنفعله، �سننتزع حقنا بالحرتام �ساءوا اأم اأبوا. وهذا حت

142

شر والتوزيععصري الكتب للن

ام اإل اآخر عمود قائم خيم ال�سمت وهام كل ف اأفكاره، ان�سحب تيل بح اأ�س الذي رونا خنجر ا �سي �سحبت بينما خلفه، يحتمي باملكان باآخر اأزرق خملوطا ف، نث فوقها رمادا اآ�س بيد يفارقها، و�سعت يدها داخل اخلنجر ن�سل �سحبت ثم معه، وهي بتعويذته يرتمن بداأ اأحمر، يخطف بربيق تتوهج وراحت امللون، بالرماد دماوؤها فاختلطت كفها، العيون، وبذات اللحظة التي انفلتت من قب�ستها الدماء لتالم�س الأر�س،

فة ابتلعت اجلميع داخلها! احتدمت دوامة رعدية عا�س

5ام على اجلهة الأخرى ومع بداية تاألق اأول خيوط القمر فوق �سماء دهاخلالبة باأ�سعته ويلقي وكهوفها، جبالها فوق الف�سي ب�سوئه لي�سطع ك�سعلة قبتها ممت �س والتي يوران، ق�سر داخل العر�س قاعة ف بنت�ساإل احلمرة، فوق الق�سر من زجاج قوي بلون برتقال مائل ق لهب تتاأليفتح ويغلق، يتم فتحه ف الحتفالت اخلا�سة فقط، كذلك الذي يقيمه

. امللك الليلة بنا�سبة الحتفالت بعيد مولد �سغريته ميالاخبا كالحتفال بعيد تولي، وهذا حتقيقا ع�ساء عائلي هادئ، ولي�س �س

، فهي ل تف�سل الحتفالت ال�ساخبة. ملا اأرادته مياليجل�س امللك واإل جواره زوجته واإل جوارها جتل�س تولي وبجوارها اإل جوار بينما جتل�س ميال اإح�سا�س غريب ل يريحه! لديه كال �سامت والدها، واإل جوارها عمها، متتد اأمامهما بالتوازي طاولتان متقابلتان، معابده، كهنة كبار من وبع�س جي�سه وقادة حر�سه قواد اإليهما يجل�س

وبع�س الأمراء املقربن.

143

شر والتوزيععصري الكتب للن

ها لكن ، ميال تف�سلها التي الهادئة املو�سيقى املو�سيقية الفرقة تعزف بدت �سجرة كالعادة، فمثل تلك احلفالت ل تثري اهتمامها اأو ت�ستهويها، الطاولت حت�سرت لوالديها، اإر�ساء بالر�سا التظاهر اول حت ها لكنواحلفل امللكة، عليه اأ�سرفت الذي وال�سراب واحللوى املاأكولت باأفخم اأماكنهم اإل اجلميع جل�س قلبها، ويبهج ال�سغرية ابنتها لي�سر باأكمله

لتناول الطعام.

5لتيار اجلميع انتبه القاعة، داخل الأنوار اهتزت اإنذار �سابق دون مع النوافذ، يتفقدون احلرا�س حترك باملكان، ي�سري راح الذي الهواء بنربة ليجلجل اأ�سابه، �سيئ و�سعور كال وقف الهواء، تيار ة حد ازدياد

هادرة باحلر�س...اأغلقوا جميع الأبواب والنوافذ ب�سرعة.

الأبواب كافة اأغلقوا د، ترد دون الأمر ينفذون احلرا�س حترك م بها كال خطوتن والنوافذ، واأغلقوا قبة القاعة، عم ال�سكون للحظة تقدلالأمام، يحاول م�سح الهواء بيده، لعله يرى �سيئا، قواه لن تعمل هنا! هو

ه حاول! خري من يعرف، لكنحتى ارتد مرتين للخلف! خفي �سيء الثالثة دفعه وقبل اأخرى م تقدوارت�سم ومن خلفه اجلميع، واقفا انتف�س الذي امللك، بطاولة ا�سطدم يهناأ ل خاطفة �سكون ظة حل املتوج�سة العيون ترقبت بالوجوه، القلق بها اأحد! تواترت لالأعن موجات كهربية بدت كالرعد الغا�سب، تت�سكل

بو�سط القاعة دائرة كبرية �سفافة ينب�س حولها موجات تتوهج!

144

شر والتوزيععصري الكتب للن

الجتاهات، كل من القاعة غلقت وقد يرتاجعون، اجلميع انتف�س فلم يعد هناك منفذ للهرب، هم كال يتحامل للوقوف، ل ي�سدق ما يرى »�أتلك بو�بة عبور تفتح د�خل قاعة مرمة؟!« �سيء ل يحدث من قبل ذين يغرقهم ال�سطراب رخ باحلر�س املرتدد، ال ول ي�سمع به! انتف�س ي�س

فال ي�سدقون ما يرون...احموا ملككم.

لن درعا ب�سريا، �سحب كل املوجودين التف احلر�س حول املائدة م�سكوقادة اجلي�س اأ�سلحتهم، وحتفزوا للمباغتة، وقف �ساتاي اأمام ميال التي احت�سنها امللك ي�سعها خلفه، �سخطت العيون، فعلها زارا ويحاول اغتيال ملكهم للمرة الألف، وتلك املرة تخطى كل احلدود وجاء داخل ح�سنهم! ترقبت العيون املذهولة كيف ا�ستطاع تخطي �سحر القاعة! فتلك القاعة

دمي، فكيف يحدث هذا! واحدة من اخلم�س قاعات املحرمة حول ال�سامللك يحت�سن زوجته، بينما تولي تقف اأمام اأمها متحفزة، ينتظرون ظات وهداأ كل �سيء، وانق�سعت العا�سفة واختفت ظهور زارا ورجاله، حلا باملنت�سف ومن حولها �ستتهم يحوطون الدائرة وظهروا من داخلها، �سيبها، وال�سقران فوقها! اأثار وجود ال�سقرين الده�سة التي اأغرقت اجلميع!يق يغرقان الوجوه، لكن الذهول الغا�سب م وال�س تلفتوا حولهم، التجهاه، اجت كل من حتوطهم الأ�سلحة وجدوا منازع، دون املوقف ملك هو ف الذي التقطت عينه عن ا، وبينما اآ�س �سحب جميعهم اأ�سلحتهم اإل �سيا، وتراجع كال خطوة خلف ملكه! وكل منهم كال، تراجع خطوة خلف �سيف عن انعدام قوى كال داخل القاعة عينه على يد الآخر! رغم يقن اآ�س

! ك بح يحتمل ال�س املغلقة باإحكام، اإل اأن كل �سيء اأ�س

145

شر والتوزيععصري الكتب للن

اجلميع مرتقب وال�سمت احلانق ي�سيطر على اجلميع، والتحفز لأول حركة من اأي اأحد هو ال�سمة املهيمنة على العيون املتوج�سة.

من اأنتم؟ وكيف دخلتم اإل هنا؟ به قائد احلر�س امل�سدوم، ليهتف �ساتاي بحنق ويتقدم ما تفوه ل اأو

خطوة...ل�س امللك. ل يهم... فالعقوبة الوحيدة هي املوت ملن يقتحم ماإنهم اأتباع زارا وجاءوا لقتل امللك، اقتلوهم جميعا.

هتف قائد اجلي�س، فتهياأ اجلميع وهجموا على الدائرة التي دفعتهم القاعة، داخل تليد �سقري �سوت دوى بينما ا، اأر�س بهم واألقت جميعا

فزاد اخلوف بالقلوب الوجلة وتراجع اجلميع خطوات للخلف.القاعة؟! ال�سحر ح�سون هذا كيف يخرتق عينه بده�سة، كال يق �سف حاجبه وكيف له األ يراه حتى؟! اعتقد اأن الدائرة تال�ست، رفع له اآ�س

بنظرة ذات معنى، واأغم�س كالهما عينه!حترك كهنة امللك لالأمام يحاولون اخرتاق الدائرة دون اأمل فال اأحد دا، د م دفعهم لتعاود الدائرة فعاود احلرا�س �سرب تعمل! قواه منهم �ساتاي، امللكة ميال دلن تولي رونا ان ري �سا، م�سو فا متخو اجلميع بدا ه ماأمون العواقب لأي اجلميع متوج�س يرتنح تخوفا من �سدام ل يبدو اأن

رفن. من الطكان الذي ار �سنم عن عيناها حتولت اأو جفن لها يهتز ل ا �سيتاأثري �سدمة وجودها داخل ح�سنه وعقله! ت حت ه واقع اأن رغم را�سخا،

وا�ستخدامها �سحرها داخل اأكث ح�سونه اأمانا! قاعته املحرمة!

146

شر والتوزيععصري الكتب للن

رمقت يده التي راحت تتحفز بنظرة خاطفة، تهز راأ�سها نفيا و�سوتها يدوي داخل راأ�سه »�أرجوك ل تفعل، �أعرف كل خطوة تفكر بها، وحدنا من ميكنه ��ستخد�م قو�ه هنا، حتى �أخوك و�بنتاك لن ي�ستطيعو� فعل ا بالن�سبة للقوة، �سيء، ومهما �عتقدت �أنك �سريع وقوي، فاأنا �أ�سرع، �أمفيجيبك عنها وقوف �أمامك د�خل �أقوى ح�سونك، حقيقة لي�ص لدي ما �أخ�سره بينما �أنت لديك �لكثي، �أم تف�سل �أن تازف... ك�سطام؟!« رمت

نظرتها نحو زوجته وابنتيه، ا�سطربت اأنفا�سه، ارتع�ست يده فاأرخاها.ا، �سي اأمام والدها وتطلق �سهما باجتاه تولي حديثهما، تقف قطعت ا، اأر�س �سهمها ف�سقط الدائرة، �ستخرتق ها اأن اعتقدت تعويذة وتردد فانتف�س اأحد ال�سقرين ملقا نحوها، بطريقة اأرعبت اجلميع وانتف�س مندفع وهو خطوة، فرتاجعت مرة، لأول اهتزت التي تولي قلب لها ه ر�سخ اأمامها مبا�سرة وعيناه بعينيها؛ ما اأفزعها وجعلها لكن يهاجمها،

تتعث فتلقفها ح�سن اأمها.ا ب�سيق، تدور بعينها ظة من تخبطهم، اأخر�سته �سي �سلبهم ال�سكون حل

بينهم حتى ا�ستقرت بامللك من جديد...ميكننا فعل ذلك طوال الليل! واأعدكم اأن اأق�سي عليكم جميعا دون

اأن اأحترك من مكاين... اأو ميكننا التحدث!قليال ف اآ�س انحنى �سوتها، على حديثهما من وكال ف اآ�س عاد

براأ�سه...تي دخلنا بها، لكن اعذرين هو مولي اأقدم اعتذاري عن الطريقة ال

خطئي وحدي فاأنا ل اآت اإل هنا �سابقا، ول اأحد من اأ�سدقائي، ديد البقعة التي يجب اأن اأنتقل اإليها. لذلك اختلط علي الأمر ف حت

147

شر والتوزيععصري الكتب للن

ا من قتلت �سطام؟ اأنت هي �سينحوه، لتلتفت بال�سغف، مفعما متحم�سا جانبها من ال�سوت انطلق وتقع عينها على ميال التي تقف على بعد مرتين منها، التفت اجلميع نحو

الفتاة التي ت�سللت من خلف والدها، وخرجت عن جدار حماية احلر�س.لتلتقي وريان، رونا اأثار حنق ما الدائرة ا خطوات خارج �سي تقدمت ان، اللذان تبادل النظرات امل�سدوهة من جانبها، واملتوترة عن تولي بري

من جانبه!امللك يد على اأطبقت اأمها، قلب خر ، ميال نحو خطواتها تقدمت

بذعر، هزت راأ�سها بابت�سامة حانية موؤكدة...اأعتذر اإن اأف�سدت حفلتك.

بة، وقبل اأن تتقدم كلتاهما هزت ميال راأ�سها نفيا بابت�سامة وديعة مرحنحو الأخرى، وقف �ساتاي بينهما بحدته املعهودة وغلظته...

واأتيت اإل هنا لقتل ملكنا وال�ستيالء على عر�س ملكتنا؟ نظرت نحوه بطرف عينها، دون اأن جتيب...

اقتلوها. ل من رفع �سيفه ووقف رخ ليتحفز اجلميع، وبلحظة كان دل�سري اأو �سظة اأ�سهر �سيفه، وهل يخفى ذراع �سطام اأمامها، والذي عرفه اجلميع حلحولها، وال�سقران يحوطونها، خم�ستهم كان ثانية من وباأقل الي�سرى،

رخة مغتاظة... ف ب�س تنظر رونا نحو اآ�سخربتك األ اأمان ل�سحرة ال�سحر الأ�سود! ك اأحد. ل يتحر

148

شر والتوزيععصري الكتب للن

احتد كال على اجلنود الذين بدءوا يقرتبون منهم، لي�سخط �ساتاي...قلت لكم اقتلوهم جميعا! امللك وحده من ي�سدر الأوامر هنا.

رن �سوت تولي بنظرة ذات مغزى لعمها...مع والطاعة. امللك فقط من ياأمر وعلى اجلميع ال�س

ا بعينها بينهم بب�سمة من جانب فمها حتى ت�سنم اجلميع، دارت �سيا�ستقرت عند �ساتاي...

اما، اإذا كنت اأريدك ميتا... اأنت خمطئ متاملكان، من اختفت وبالثانية دل�سري خطوة ابت�سامتها، تخطت زادت القادرون على فعله، ليجدها الوحيد يء ال�س هو د اجلميع واخلر�س م جت

تهم�س خلف اأذنه وخنجرها ي�سغط حنجرته...فاأنت بالفعل ميت.

له، لينحني مقابله الواقف ف اآ�س عن على ملكهم عن حتجرت الأ �سدقيه »نحن فقط نريد �حلديث ل ويهم�س داخل عقله بابت�سامة مت

�أكث... مولي«.

فتاة د ر م ول ال�سهل، باخل�سم لي�ست قلق، بنظرة ار �سنم تريث بعيدا عن ح�سن راهبات دارا، ل بد من اإعادة احل�سابات، ت ترب �سالة فاآثر اأن متر الليلة دون خ�سائر، فهو الآن وداخل جدران قاعته احل�سينة التي يجب اأن حتميه خ�سم �سعيف وفري�سة �سهلة ال�سطياد، اإن �سمد هو

اأمامها فلن ت�سمد عائلته.

149

شر والتوزيععصري الكتب للن

نحو ف اآ�س نظر اأ�سلحتهم، اجلميع معها فخف�س وخف�سها يده رفع ملو�سعها، ا �سي عادت الب�سر ملح وف اأ�سلحتهم، خم�ستهم فخف�س رونا ف خطوات نحو امللك، يفرد ذراعيه ف الهواء، م اآ�س تراجع احلر�س، وتقد

ويبت�سم بثقة...هذا نرهب اأن نق�سد ل فنحن مولي، يا اعتذاري اأقدم دعني

ديد بقعة اجلمع ال�سعيد، اأو نف�سد عيد الأمرية، خطاأ اأحمق ف حتالو�سول، ونعلم اأن �سدر مولي الرحب �سيغفر لنا.

خذ اجلميع مال�سهم، وعينه علقت برونا، �سه اأن يكمل وقد ات اأمال راأف القاعة... بينما ظلوا بنت�س

ام وملكات النور. اإن مولتي تطالب بعهد الدم بن دهلكن ملكات النور قتلن جميعا وبهذا انق�سى العهد بيننا وبينهن!

نحو ت�سري ويده ف، اآ�س ابت�سامة لتزداد اجلي�س، قائد نربة احتدت ة... دل�سري خا�س

اإن اآخر ملكات النور تقف اأمامك، ول اعتقد اأن مولي لديه �سك ف هذا، وقد و�سلته الأنباء بالفعل بقتلها ل�سطام واإخ�ساعها جلي�س

ت رايتها. اأجنحة املوت باأكمله حتف التقطه رفع امللك حاجبه با�سطراب حاول دح�سه �سريعا، لكن اآ�سجي�س ذكر تعمد ول الكا�سح، الدخول لهذا يخطط فلم ب�سدة، واأرداه القوة وهز ف قلب موازين العجوز ديدا، نح حت هذا اإل لأجل الظالم اأكث وابت�سامة بثقة منذ قرون ل�ساحله، فا�سرت�سل الرا�سخة احل�سون

اأعر�س...بح الآن م�ساألة وقت. �سقوط زارا اأ�س

150

شر والتوزيععصري الكتب للن

ما الذي يدفع بي وبملكتي للم�ساركة بهذا ال�سراع الدائر؟ فكما ترى ا�ستطعت اأن اأبتعد بهم عن كل هذا؟

د لأول مرة يخرج امللك عن �سمته احلذر منذ و�سولهم، بعدما ا�سرترباطة جاأ�سه وهدوءه، لياأتيه رد رونا بنربة �ساخرة...

كالنا يعرف اأن زارا الآن يجهز جل قواته ليهاجمك! حاول كثريا من قبل ول يفلح، والآن خ�سر جي�سه الأقوى، والف�سل

يعود لكم، فلن يجروؤ حتى على التفكري.بعن وعينه مغزى ذات بنظرة �ساتاي ليكمل بثقة، قائد اجلي�س رد

ا... �سيدمي. نحن من ميكنه مهاجمته، وال�ستيالء على عر�س ال�س

مت خطوات لالأمام حتى ما عاد يف�سلها عن مل�سه مت له، تقد تب�س�سوى القليل، ا�ستدعت �سيفها، غمزت له...

اول الآن؟ ملاذا ل حتحتفز اجلميع، وو�سع احلر�س اأيديهم فوق اأ�سلحتهم، كخم�ستهم، كز ن ينتف�س من مل�سه، وقف �ساتاي اأ�سنانه لتهديدها ال�سريح له، وقبل اأ

امللك...

كال ا�سطحب اأنت والأمرية تولي �سيوفنا اإل اأجنحتهم لريتاحوا من رحلة النتقال، �سوف نتحدث لحقا.

ال�ساخب، احلفل انتهاء واأعلن القاعة، اأبواب ففتحت بيده اأ�سار ا ل تتزحزح عينها عن �ساتاي، غادر امللك وتبعه انحنى له اجلميع اإل �سي

151

شر والتوزيععصري الكتب للن

اأمها من ميال هربت وتولي، كال ب�سحبة غادر من اآخر هم اجلميع، ا تغمزها... الغا�سبة وتبعتهم من بعيد! ابت�سمت دلن ل�سي

يبدو اأن لديك معجبن هنا! ابت�سمت دون اأن تعلق ب�سيء، ترمي ميال ابت�سامة م�سجعة لالقرتاب، ها اآثرت اأن تظل على بعد منهم وتنظر نحو تولي وكال بحذر، ففهمت اإل اأن

ا ما ترنو اإليه، فغمزتها بابت�سامة متواطئة متفهمة. �سياأثار اللذين ال�سقرين، تفارق ل املنبهرة وعينها خلفهم ميال ظلت حتليقهما داخل ردهات الق�سر ده�سة اجلميع، فلم يروا �سقور تليد حتلق

داخل اململكة باأ�سرها، منذ اأعوام ل تعد ول حت�سى!

5

ادس الس5

كن��ك مغفرت��ه، »�أن يخون��ك �لأغ��ر�ب �س��يء مي

فه��م ل ينتم��ون �إلي��ك، لك��ن �أن يخون��ك �ملقرب��ون!

ون من وهبتهم قلبك و�أوليتهم ظهرك! في�ستحق

�أن تلق��ي به��م بقع��ر �جلحي��م �نتقام��ا لأجله!«

رحيل

155

شر والتوزيععصري الكتب للن

ا متحلقن بو�سط اجلناح امللكي الذي وقع وقف ف ودلن و�سي اآ�سقاعات يحوي الذي بالدور جناح اأكرب عليه، ا �سي اختيار منها واحدة تطل �سرفات، وثالث حمامان به مرفق امللكية، ال�سيافة على احلديقة اخللفية للق�سر، والعديد من النوافذ املتفرقة، به �سريران ملكيان وعدة اآرائك وثرية، وكرا�سي ناعمة مريحة مبعثة على م�سافات، وطاولة م�ستديرة متو�سطة احلجم، اأر�سية اجلناح مغطاة بالكامل بزرابي مبثوثة فاخرة وثرية، تغو�س قدمك داخلها، ويتدل ب�سقفها ثالث ثريات

متفاوتة الأحجام.على وقفتهم برهة فوق الأرائك، لبث ثالثتهم البقية كانوا م�ستلقن ظات حل اأعينهم! ويغم�سون بع�س باأيدي هم بع�س مي�سكون الزمان، من

ف بارتياح! وانفك توا�سلهم وتنف�س اآ�سرخ بغيظ... انتف�ست رحيل واقفة و�سط اجلناح ت�س

منا جناحه اخلا�س، لكل ملكية، اأجنحة �سبع امللك علينا عر�س واأنت يا حمقاء ت�سرين على اأن نبقى جميعا بجناح واحد؟

ا اإل حافة الأريكة بابت�سامة ماكرة... اتكاأت �سيل جتحدي كرمي بكوين اخرتت اجلناح الأكرب بينها!

دلن، عن مكتومة �سحكة انفلتت بينما رحيل بعن الغيظ ازداد ا واقفة، تعقد �ساعديها، اكت�سى وجهها بجدية كنربتها... اعتدلت �سي

156

شر والتوزيععصري الكتب للن

كنك اأن تبتعدي ديدا ل مي اأنت ل تفهمن اأن الأمر خطري! اأنت حتي! عن

لتزداد امل�ستغربة، النظرات الآخرون تبادل �سها منده�سة، راأ اأمالت ا... جدية �سي

وم من دونها، وم �سيمفونية عزف ل ميكنني الن �سو�ساوؤك اأثناء النهل تعن خطورة اأن نل�س بهدوء دون جلبتك يا مزعجة؟!

قذفتها التي رحيل غيظ وزاد �سحكا، جميعهم فانفجر غمزتها، ظات ا املرحة بالقاعة، حل �سي يداها، لرتن �سحكة التقفتها باأول و�سادة ان ا بالو�سادات، بينما ظل ري و�ساركتهم رحيل ال�سحك، وترتا�سق مع �سيواقفا اأمام النافذة معلقا بال�سماء وب�سقري تليد اللذين يحلقان خارجا،

ه �سمع �سيئا من م�ساحناتهم! ل يبدو عليه اأنامتلكها وما ا �سي على غريبا بدا والذي اللهو، عن ف اآ�س اأ�سكتهم املفاجئة للبهجة �سعيدا كان اجلميع لكن املا�سية! بالفرتة ة حد من بنربته ففعلوا، حوله، بالتحلق واأمرهم بجل�سه اعتدل �سكنتها، التي

الرخيمة...لن يتمكن اأحد من قراءة اأفكاركم مهما فعل، بف�سل الكوؤو�س التي

جترعتموها �سابقا، فمهما حاولوا اإيهامكم اأنهم ي�ستطيعون، فهم كاذبون.

تبادلوا نظرات الغبطة والر�سا، ليتبع بذات النربة...ثالثتنا �سحر اأنف�سنا، حماية ن�ستطيع كي واحد بجناح اجتمعنا

متمعن داخل القاعة يجعلها اأكث ح�سانة من اأي قاعة مرمة

157

شر والتوزيععصري الكتب للن

هدمنا اإن ذاتها، بحد رو�سيل قاعة حتى باأ�سره، دمي ال�س داخل العال اأجمع من هنا فلن ي�ستطيع اأحد اكت�ساف الأمر.

ملاذا �سميت تلك القاعات باملحرمة؟ بنفاد دلن لرتد ا، �ساذ �سوؤالها بدا تي ال رحيل نحو جميعهم التفت

�سرب...يتم حمايتها ب�سحر خا�س يرتبط املمالك العرو�س داخل قاعات

�سحر اخرتاق �سحره بلغ مهما اأحد ي�ستطيع فال امللوك، بدماء القاعة، امللك وحده ون�سله اخلا�س ي�ستطيعون ا�ستخدام �سحرهم بل ح�سون فقط، عر�س فلي�ست قاعات داخل قاعاتهم املحرمة، منيعة، قوى ال�سحر قاطبة بال جدوى داخلها، لذلك زارا ا�ستخدم لن �سحره لأن ال�سحر، ولي�س العر�س على لال�ستيالء اخليانة

يجدي نفعا فيها.ام؟ اأم اإن امللوك ميكنهم اخرتاق ا اخرتاق قاعة داخل ده كيف ل�سي

هم البع�س؟ بع�سف... ت�ساءل ريان، فنفى اآ�س

ل اأحد ميكنه اخرتاق قاعة لي�ست مدموغة بدماء اأ�سالفه. فكيف فعلت؟

ابت�سمت رحيل ب�سخرية...اأحمق، اأتلك القاعدة الوحيدة التي ك�سرتها لتت�ساءل كيف فعلت؟ ا نحن مقدمون عليه. دعونا نهتم ب

ف اجلدال، فعاودوا انتباههم... اأنهى اآ�س

158

شر والتوزيععصري الكتب للن

دة، فهذا قد يدفع زارا لرتكاب اأي ل اأحد يتحدث عن وجود زمرحماقة جتاهها.

ويجعله يت�ساءل كيف عرفنا! ا، لتهتف رحيل بتلقائية... دت �سي اأك

بالطبع هو من جعل اأخزم ي�ساومك عليها! ، زارا ل يعلم اأن اأخزم يخونه. كال

هتفت دلن...تلك نقطة ل�ساحلنا. لكن يجب اأن ن�ستغلها بوقتها املنا�سب.

، لتعتدل رونا بنربة حازمة... اأكد دل�سريعم واأتينا بحثا يجب اأن ي�سدق اجلميع، بل ويوؤمن اأننا نحتاج الد

عنه.هذا ما �سنخربهم به، ومن اجلهة الأخرى ل اأريد اأن تفوتكم هفوة

واحدة مهما بدت تافهة، فاأ�سعر بعيون زارا باملكان، حتى ن�ستطيع احل�سول على ما جئنا من اأجله.

ف بذات النربة املحذرة، لتوؤكد رحيل... اأكمل اآ�سالكتاب!

ديقا ليزداد مرحها وتغمزه... اأوماأ ت�سكم تعجبني اأفكارك اأيها العجوز.

�سها راأ ا �سحكتها، فاألقاها بنظرة كادت حترقها، فحركت كتمت �سيبعيدا تفتعل الن�سغال باحلديث مع ريان.

5

159

شر والتوزيععصري الكتب للن

ما الذي تهذي به يا غبي؟ ازدرد اأخزم خطوات، زارا غا�سبا بنربته ال�ساخطة، تراجع انتف�س ريقه، يحاول تدارك حروفه املولية الفرار كاأنفا�سه، ل ي�سدق الأنباء التي

و�سلته، ل يتوقع اأن تاأخذ خطوة متهورة كتلك!وعيناه ا�سطرابه، الك مت يحاول الأخرى على اإحداهما كفيه اأطبق

ا... اأر�سال�سيوف بجناح واأنزلها امللك، بها ورحب ام، ده اإل انتقلت

اخلا�س بامللوك.اأ�سفلها، الرخامية الأر�س حتطم تكاد بخطوات عر�سه عن نزل عن يرفعه عنقه على اأطبق نب�سه، حينما هوى الذي اأخزم من ب اقرتواجلدران بال�سقف و�سعر عيناه، تزوغ راحت ال�سلدة، بقب�سته الأر�س تدور حوله، قبل اأن يلقي به على امتداد يده وحنقه، فيندفع على الأر�س فكتم الأعمدة، باأحد ظهره لي�سطدم اأمتار، عدة املل�ساء الرخامية

�سرخة األ ل يجروؤ على اإفالتها.بغتة، د وط كبحه، على يقوى ل مدو ب�سخط بخطواته القاعة يغرق ا، الذي لبث يتكوم على نف�سه، ل ي�ستطيع الوقوف والتفت نحو املتكور اأر�س

اأو حتى التمدد من األ ظهره، لي�سرخ به...ام منذ اأمد، لكنك ا �سيطرنا على ده اأيها املغفل لول تقاع�سك لكن

دمى خرقاء تتالعب �سطام، جميعكم املعتوه عن �سيئا تختلف ل بكم م�سعوذة ملعونة.

م خطوة وانحنى نحوه بنظرة ثائرة كنربته... تقدكيف اعتمدت على حمقى مثلكم؟! علي اأن اأنهي هذا العبث بنف�سي.

160

شر والتوزيععصري الكتب للن

كل هو واحلنق يتاأل، زال ما واأخزم القاعة، من واختفى اأنهاها كل تف�سد اللعينة بعقله، ي�سعل اجلحيم اأمامه وطيفها دره، �س يوغر ما

خططه.حتامل على اأمله وا�ستند اإل العمود وراءه حتى ا�ستطاع الوقوف، ترنح ب�سيته املتاأملة حتى و�سل احلجرة الدخيلة، دخلها وعينه تتقد نارا، فتح دة بابت�سامة ل يخف بها الت�سفي وال�سماتة من احلال الباب فرمته زمر

. التي بدا عليها، ف�سفع الباب بغيظ مدو

5ابت�سامة عنها بدل ت وند غرة! حن على املرحة ابت�سامتها تال�ست جل�ست اإل زاوية القاعة و�سط نظرات التعجب، ي، انتحت بنف�سها ت�سف

ف بنظرة متواطئة فهز كالهما راأ�سه تاآلفا! بو�سع اليوجا، رمت اآ�ساألقت رونا نحوه نظرة م�ستغربة، لي�سيق بن عينيه وبهم�س بينهما...

ر �سريعا!! اإن قواها تتطوفرك حليته، وعينه املعلقة بها تف�سح قلقه...

اأ�سرع من املفرو�س! دة؟ هي من كان يتحكم بال�سقرين داخل القاعة ولي�س زمر

�سه اإقرارا، ليزداد ارتيابها... اأمال راأو�سحرك داخل القاعة وقراءتك عقل كال وامللك؟

ي�ستطيع اأو يعرفه ما تفوق قواها اإن تلتهمه، واحلرية تاأييدا تنهد ك ها حتكمت ب�سحره اخلا�س داخل القاعة، وخامره ال�س ا�ستيعابه، حتى اإن�سه املتزايد... ي مكان، لتنت�سله رونا من براثن توج ها ت�ستطيع فعلها باأ اأن

161

شر والتوزيععصري الكتب للن

بهذا وت�سارعها قواها تزايد وراء احلقيقي ال�سبب يعرف كالنا الوقت الق�سري! افعل �سيئا، اأكاد اأجن من �سمتك اللعن!

وقف واأولها ظهره يتجه نحو اأقرب اأريكة يلقي بج�سده املنهك اإليها...كلما عاندت دوما! تعلم الدر�س بالطريقة ال�سعبة ملاذا تف�سلون

القدر اأكث كان اأ�سد ق�سوة.به، وظلت عيون منهم مكانا ي�ستلقي كل خذ بعدها، وات عم ال�سمت

رونا تطوقها.

5منذ ميزتها روكان، غابة باأطراف تقف نف�سها لتجد عينيها فتحت نتائج عن ي�سفر راح له تخطط ما كون بغبطة انت�ست الأول، النظرة

ا توقعت! اأ�سرع مبظالل يحوطهما وال�سمت والكمد، التجهم يعلوه متقابلن، وقفا

احلذر، كل منهما يرمق الآخر بنظرات مت�سادة متنافرة.عينها هادئة واثقة ميلوؤها بريق ال�سماتة، بينما عينه غا�سبة حانقة، م مثلها ثائرة بادهته بخطوة را�سخة ثابتة، وتقد لها، تتقد ب�سخط كاره

منزعجة...ام قد يفيدك! ل تلعبي لعبة ل تعرفن تعتقدين اأن انتقالك اإل ده

خطورتها!ا! رب

اأخزم، يجن كاد اأ�سعافا، غيظه اأ�سعلت بنظرة �ساعديها، عقدت ل يفلت حبل لعبته يحاول ابتالعه حتى قب�س كفيه وقب�س معهما حنقا

162

شر والتوزيععصري الكتب للن

من يديه، تراجع خطوة واأ�سار للجهة الأخرى فظهرت اأمها معلقة كاملرة ال�سابقة، ورقته الرابحة!

ها ل تكرتث لوجودها، حتى اأف�ست عينه ذهوله، ل تلتفت نحوها كاأنها تنهدت بنفاد �سرب وابت�سامة �ساخرة، حترك يديها ب�سجر... اإن

وماذا بعد؟ تعرفن... دا ا�سمعني جي

برتت حروفه بنربة حازمة، اأ�سابت هدفها من الكلمة الأول...الآن �سوف نلعب بقوانيني. هل متزحن معي؟

جتاهلت حنقه املتزايد الذي �سعت خلفه، وا�ستطردت بذات الثقة...تي اإل املكان الذي اأحدده اأنا واملوعد الذي اأقرره. �سوف تاأك! لذلك اأنت من �سينفذ ما اأريده. يبدو اأنك ن�سيت اأن لدي اأم

دا بابت�سامة م�ستفزة له... د زادت خطوة، تعقد �ساعديها مواإل ماذا؟

يب�س، ل ي�سدق ردة فعلها، تبدل حالها للنقي�س، باملرة ال�سابقة كاد هذا بكل اأتت ين اأ من لفعلت، اأن تركع اأمرها كان لو خوفا، قلبها يقف عليها وعلى اأمامه ارتياعا من غ�سبه كيف ل تهتز الآن الربود والثقة؟! غيظا، دره �س ا�ست�ساط بيدي.« �ساأقتلها �ل�ساقطة! لتلك ا »تب اأمها!

دة... وي�سري نحو زمر�سوف اأقتلها؟

163

شر والتوزيععصري الكتب للن

وماذا تنتظر! املت�سفية ابت�سامتها لتزداد �سدمته، هول من عينيه وحتجرت بهت

به...ك �سوف تقتلها؟ هيا افعلها! األ تقل اإن

واحدة! اختالجة تبد ل تي وال م�سدوها، دة زمر نحو ينظر ل، تكبا نحوه ب�سع خطوات متاأنية، وابت�سامة تزداد ثقتها... اعفت �سي �س

ك لن تفعل. كالنا يعرف اأنة مباغتة ونربة وعيد �سحقت اأفكاره... تغريت نظرتها اإل حد

بح معي. واإن فعلت فلن ترى كتابك الأثري، والذي باملنا�سبة اأ�سو�سلت واحدة، دفعة موازينه كل قلبت ال�سدمة، من قلبه خ�سف الك ما تبقى ما قوته بح لديها وهي من تهدده! حاول مت اإل الكتاب! اأ�س

املهدورة، لإحكام �سيطرته...ومن دون الكتاب ل قيمة لأمك! ل تن�سي ذلك.

داخل تتهادى وراحت ظهرها اأعطته يفهمها، ل ابت�سامة حت طولت ثم التفتت كمن ن�سي �سيئا... ه الغابة وت�سري له �سالما، مت

دة عافيتها قدر امل�ستطاع. احر�س على اأن ت�سرتد زمرب�سفري ترتمن الغابة، داخل تتمايل وعادت ظهرها خلف تركتهما مرح، بينما كاد اأخزم يفقد عقله قبل �سوته الذي ل يجده، ول يجد معه

دة ب�سدمة حفرت بوجهه وديان الذهول. ما يقوله، ظل ينظر نحو زمرفوق وحلقت قلبها، على هوت اأمل بخيبة عينها دة زمر اأغم�ست

مالمها بح�سرة وتعا�سة »�لأ�سو�أ ل ياأت بعد!«

164

شر والتوزيععصري الكتب للن

خطواتها، تراخت الغابة، اأحرا�س داخل بعيدا اأقدامها و�سلت ظات وفتحت حل اأذنها، ل ي�سل ب�سيء تهم�س و�سفتاها اأغم�ست عينها

عينها بابت�سامة على �سوته...مولتي. نواه.

انحنى اأمامها وثالثة اآخرون من خلفه، اعتدلوا فزادت ب�سمتها، اأ�سار مها وراحت تتبعه والآخرون ف عقبها! باجتاه داخل الغابة تقد

5ت من �سباتها بنظرة انت�سار �سدحت بن جنبات روحها، اعتدلت ارتدرونا مرتبعة بذات العادة، املكان هادئ، لتجد غري على بن�ساط غمرها

املكان الذي تركتها به، اعتدلت قليال تت�ساءل بقلق...هل كل �سيء بخري؟ اأكث من متاز.

وؤال »�أخزم«، رمت نظرات ا قبل ال�س �سها ت�ستفهم لتجيب �سي اأمالت راأموجودا! يكن ل ان ري اإل عميق، نوم ف غط اجلميع بالقاعة، متفرقة عنه، ت�ساءلت لتنام، الأرائك اإحدى على تعتدل التي رونا نحو نظرت

ه خرج منذ فرتة! فخربتها اأن�سالمتها، من للتاأكد مرافقتها احلر�س اأراد عنه، تبحث خرجت ل؟... دعونا »ول ها �سجينتهم اأن يعتقدون ابت�سمت، فاأ�سروا، رف�ست،

منرح قليل« هم�س �سيطانها.

165

شر والتوزيععصري الكتب للن

اإل ه ذهب اأن اأحدهم اأخربها معها، اأتى الذي ال�ساب عن ت�ساءلت خذ دور مر�سدها نحو احلدائق اجلانبية للق�سر، تبعت احلار�س الذي ات

احلديقة.الآخر، الطرف من احللزوين ال�سلم اأمام الردهة باآخر تخلفت قانه، لبت حدقتاها خارج النافذة! وقعت على ريان وذراعا تولي تطو ت�س

ا! وتقبله! والذي انتف�س ودفعها للخلف حن التقت عينه بعن �سيلبئر بال�سياع الغائمة بالقلوب النب�س هوى بينهما، الزمان د ف �سالتيه ال�سحيق، ل جتروؤ اأن تتجاوز �سدمتها وخيبة كبلت خفقانها فواأدته ا اآفلة اإل باأر�سه، التفتت تولي نحو ما ينظر اإليه، ل جتد �سيئا، عادت �سيه يخنقها، ي�ستنزفها، القاعة، ينتف�س داخلها �سعور ل تختربه �سابقا، لكن

يدمي قلبها، ويغلغل روحها »�خليانة«.اللحاق ا ف ماولة التي لهثها رك�س اأنفا�سه يلملم القاعة، دفع باب متثاقلة قلقة، وجدها م بخطى تقد مواربا، ال�سرف اإحدى باب بها، ملح ا تقف هناك، عينها حتلق خلف �سقريها اللذين اأطلقتهما بال�سماء، عو�س

عن روحها املحبو�سة بقيود حرقتها.توليه ظهرها، يحاول اإيجاد ما يقوله...

اأنت تفهمن الأمور ب�سكل خاطئ... ع�سيقتك؟

بينما بداخلها نار لو م�سه طرف لهيبها لأحرقه خرج �سوتها هادئا، واأحرق معه الأخ�سر والياب�س، رد م�سرعا بنربة قاطعة...

166

شر والتوزيععصري الكتب للن

ا تي اأتيت بها اإل هنا كن ا اأ�سدقاء، تلك املرات املعدودة ال ، كن كالنت�سكع معا ل اأكث.

ل يهم. اأرجوك ا�سمعيني...

التفتت نحوه بنظرة اأجلمته كنربتها الثائرة التي تبدلت بلحظة...دا، ل اأكرتث لرتهاتك، اأنا هنا لأجل �سيء واحد. ا�سمعني جي

ما كل ورغم اأمنلة، قيد ك يتحر اأن ي�ستطع ل بينما خطوة بت اقرتل مرة يفزعه غ�سبها، لت�سرت�سل بنظرة حادة ونربة مروا به معا، تلك اأو

حازمة...حد، اأن يف�سده علي مهما كانت الأ�سباب، هل ولن اأ�سمح لأحد، اأي اأ

ح لك؟ هذا وا�ساأماء بتلجلج و�سرود، لتبت�سم ب�سخرية لذعة...

كنك الت�سكع كما ت�ساء. الآن ميظهرها اأولته ف، لآ�س املجاورة الأريكة نحو واجتهت وراءها خلفته

رخ وجعا. وتظاهرت بالنوم، بينما داخلها ي�سرة ا، يخبط موؤخ ا هو فا�ستند اإل جدار ال�سرفة، وقدمه تهوي اأر�س اأمظة علمت »كيف ل تخربها حل راأ�سه باجلدار حتى اآملته، وي�سب غباءه بقر�ر �نتقالها، هل �عتقدت يا �أحمق �أنها لن تعرف وهي �لتي تعرف كل ن تاأخي �لبلء �سيخفف من وقوعه؟ تبا لبلهتك! �سيء؟! �أم �عتقدت �أ�لآن دكت �ل�سماء و�لأر�ص فوق ر�أ�سك.« ظل عقله يوؤنبه حتى غط ب�سبات

عميق بو�سعه.

5

167

شر والتوزيععصري الكتب للن

يلتهم القاعة بخطواته الثائرة، ي�سرب كلتا كفيه اإحداهما بالأخرى، ة قو وتهزم ح�سنهم تخرتق اأن مثلها لفتاة كيف حدث!! ما ي�سدق ل �ساتاي عقل يكاد رادع؟! دون باأكملها عائلتهم دماء و�سحر �سحرهم

يغادره من ال�سدمة!ار تهدئته وجعله يجل�س دون فائدة مرجوة، التفت نحو كال حاول �سنمالذي ل يقل عنه �سيئا ف الغرق بذهوله والغو�س بعيدا ف اأمواج اأفكاره.

ه، ليلتفتا باغت كليهما ب�سرب الطاولة بيده بغ�سب ما عاد ي�ستطيع دراأنحوه كاأنهما عادا من غفوة، حاول تهدئة ثائرته بزفر اأنفا�سه، ل يعقد هذا الجتماع ال�سري والطارئ كي ي�ساهد �سخطهم، بل ليعطياه حلول...

نحن هنا لنفكر معا! فعل واإن النفجار، حافة اإل و�سل اأخاه اأن علم وقد �ساتاي جل�س

ف�سينفجر بوجهه وحده، فاآثر اإظهار الهدوء، بادر كال باحلديث...قدومها اأمر متوقع. لكن تلك القوة لديها ل تكن متوقعة!

احتد �ساتاي ب�سخط خانه، لي�سخر كال...زلزل جي�سا واأخ�سعت �سطام قتلت ها اأن اأمرينا يعتقد كيف اإذا

عاملنا باأ�سره؟!بها ا�ستخف امللعونة الهجن مق، ه اأن ة خا�س غيظه، �ساتاي ابتلع وهذا خطاأ لن يتكرر! عدل من جل�سته وعقد �ساعديه فوق الطاولة، ي�ستمع

لأخيه...

168

شر والتوزيععصري الكتب للن

ل �سيء من هذا كان متوقعا، لديها رونا حار�سة رهانا وهي لي�ست ا ذاك الكاهن؟ دا، واأي�س بال�سخ�س ال�سهل، اأنا اأعرفها جي

ف. اآ�سبدت نربة كال منزعجة، ليت�ساءل امللك...

هل تعرفه؟ ه لي�س باخل�سم ال�سعيف. لي�س الكثري عنه، لكنني اأوؤكد اأن . ولديها دل�سري

�سه با�ستفهام، فاأتبع... امتع�س �ساتاي، ليحرك امللك راأاأحد قواد �سطام املقربن. كنت اأعرف اأنني راأيت هذا الوجه �سابقا!

هتف امللك بحدة، ليعاود كال...كذلك لديها ابنة �سطام، وذاك الفتى ابن قريبة مولتي امللكة... ريان.

اأكد �ساتاي بنظرة ذات مغزى لأخيه الذي ت�ساءل...األي�س ذات الفتى الذي كانت تولي...؟ نعم يا مولي هو.

برت كال احلديث، فلي�س الوقت املنا�سب له، زفر امللك، عقد كال يديه فوق الطاولة...

وتلك الفتاة الأخرى لن تقل عنهم خطورة، اإذ لديها كتيبة تتبعها اإل اجلحيم، ول نن�سى جي�س اأجنحة املوت والذي هو جحيم اآخر.

نظر نحو كليهما نظرة يائ�سة...

169

شر والتوزيععصري الكتب للن

هل لدينا اأي خيارات هنا؟ مع وجود عهد الدم بيننا وبن ملكات النور والذي اأتت تطالب به،

ل اأعتقد.ل تفكر حتى يا كال!

اأخوه لينهي احلا�سم، الكاهن رد د �س واقفا ينتف�س �ساتاي، احتد احلوار...

اه القادم، لكن ليت�سرف كالكما معهم ي ردة فعل جت لن نت�سرع باأعلى اأننا لي�س لدينا خيار اآخر.

رفع يده مذرا بنربة غري قابلة لالعرتا�س...الأخرية، كلمتي اأقول حتى اأحمق ت�سرف اأي تت�سرف اأن اإياك

ها �ستكلفنا اأرواح لأن اأن تخترب �سربي تلك املرة، حذار يا �ساتاي الكثريين.

ل ي�ستطع اإل اأن يومئ امتثال لأخيه، غادر امللك وخلفه كال، وانفك ار اجتماعهم ال�سري الذي حر�س األ يعلم اأحد ال�سحر الذي غلف به �سنم

عنه �سيئا.ه ل ي�سعر بها ول مكث �ساتاي ي�سرب الطاولة بكفه حتى اأدماها، لكنبالأل، تهتاج اأفكاره ملجرد طيفها، توقف على �سوت خلفه! التفت بروية

ويده على قب�سة �سيفه، ليجد طيفه يبت�سم...طال انتظاري حتى ينتهي اجتماعكم ال�سري.

ن يتلعثم... لب من هول �سدمته التي اأخر�سته، قبل اأ ت�سزارا!!

5

170

شر والتوزيععصري الكتب للن

لياليها كل كعادة نومها من انتف�ست التال اليوم فجر اقرتاب مع املا�سية، يرج �سراخها املكان، ج�سدها يرتع�س، العرق يغرقها، كابو�سها

اول اللحاق باأنفا�سها الهاربة. يزداد ق�سوة وتنكيال بروحها، حتا�ستيقظ! منهم اأحد األ الأريكة، لفت نظرها اإل اعتدلت باجللو�س جاءها تتحرك اأن وقبل ريبتها، اأثار ما عميق! نوم ف غارقون اجلميع

اورا لها... ف الهادئ، يجل�س باأريكته م �سوت اآ�سل تقلقي ل ي�سمع اأحد �سيئا.

د العجوز ي�سري بيده حولهما... بت حاجبيها بعدم فهم، تنه قطه حاجز ال�سمت. اإن

وقبل اأن تت�ساءل، اأجابها...اأريكتينا، األقيتها على اأحد ما يدور داخلها، وقد تعويذة ل ي�سمع

وم بالأريكة املال�سقة ل، فنحن ل نريد ملن لذلك طلبت اإليك النما هناك اأن ويعلموا املدوية �سرخاتك ي�سمعوا اأن يوران بق�سر

نخفيه.ه األقاها يوم جمعها باأمها، ل تت�ساءل ابت�سمت له امتنانا، تذكرت اأنها لرحيل، حن اأ�سر اأن يل�سق الأريكتن متجاورتن، بالبداية اعتقدت اأنر بكل �سيء، حتى كوابي�سها! ها املعنية، يبدو اأن العجوز فك ل تكن تعرف اأن

وم من عن كليهما، ويزيل اأثار تعويذته... اأردف، بعدما طار النقدر يوران داخل وغ�سبك انفعالتك على حتافظي اأن اأريدك

ا�ستطاعتك.ج اأنفا�سها، ليكمل... اول ال�سيطرة على تهد وافقته وما زالت حت

171

شر والتوزيععصري الكتب للن

ب�سال�سل داخلها يحتفظون هنا، اأقبية به مكان اأي عن وابتعدي اخل�سوع.

د، ثبت عينه بعينها... تنههادئة تظلي اأن حاول خطورة، دمي ال�س ق�سور باأكث نحن

اأو الق�سر بو�سط ابقي كهف، اأو قبو اأي عن وابتعدي متما�سكة بال�ساحة اخللفية حيث عن كامي.

تلك التي حدثتني عنها �سابقا؟ يجابا، خيم ال�سمت قليال، انحنى بظهره لالأمام وعينه تتاأمل اأ�سار اإت قدمه، ظلت تنظر نحوه و�سوؤال يوؤرقها، ب�س وجهه... الزرابي الوثري حت

هاتي ما عندك! ابت�سمت فدوما ي�سبقها بخطوة، م�سحت على راأ�سها احلليق...

ملاذا ل ترف�س مثلهما؟ دة ورونا! تق�سدين زمر

زفرت حزنا، فاأ�سند ظهره لالأريكة خلفه...لأنهما ل تريان ما اأراه. وماذا ترى؟ كيف ي�سيطر على كيف يكرب الظالم ف العال وينت�سر؟ اأتعرفن

كل �سيء رغم اأن اأ�سعف خيط واهن من �سوء مرجتف يبدد عتمة دهمة؟

اول، فتعرف اأنها مهما امتلكت من اإجابات ل ينتظر اإجابتها، ول حتديدا طفلة ل تعي �سيئا، لي�سرت�سل... تظل اأمامه حت

172

شر والتوزيععصري الكتب للن

على يقتات وا�ست�سالمنا، خوفنا على يتغذى وح�س الظالم على بداخلنا، والأمل احللم انطفاء على يتملكنا، الذي الياأ�س قنوطنا، ميكنه ابتالع �سعوب، يتغذى على اجلهل والفقر واملر�س با�سم لال�ستبداد التام والت�سليم واخل�سوع واخلنوع واخلوف الر�سا والإميان، وهذا ما يخلق الطغاة، ل طاغي يحكم ف النور،

امل�ستبدون يحكمون ف الظالم فقط.ب قليال، اأخذ كفها بن يديه... اقرت

بلء وت�سرخن بها ت�ستيقظن ليلة كل ا، �سر اأخربك دعيني �سوتك وروحك تنتف�س جزعا، اأنام بعدها وتقر عيني كاأن ل �سيء

�سيئ قد يحدث بالعال.ارتفع حاجباها ذهول، ابت�سم ابت�سامة اأربكتها ل�سدقها...

زلت ما ك اأن ذلك دل روحك، وتاأل �سرخاتك ازدادت كلما ت�سمدين، تقاومن وب�سدة، ول ي�ستطع الظالم التملك منك، تلك بها بها عن ال�سراخ هي الليلة التي �ساأعرف الليلة التي �ستكفن

اأنه �سيلتهم كل �سيء.ربت على يدها وابت�سامته تزداد اإ�سراقا وحنانا...

ظة ما نكون ف احلياة مفارقات غريبة ل ميكننا فهمها، لكن ف حلمتنن لوجودها، فمثال الأل ي�ساوي ال�سعور، ل اأحد يتاأل اإن ل النور هو خيط ولديه قلب، والقلب اإل اأحد ي�سعر يكن ي�سعر، ول الأل اأن رغم مهما بدت عتمتها مكمة، الروح، به ت�سرق الذي

موجع لكن دونه لن نعرف اأننا ما زلنا منتلك نعمة ال�سعور.اأطبق على يدها برفق، وبنربته الرخيمة...

173

شر والتوزيععصري الكتب للن

اما عن املعاناة والأل ول نعود ن�سعر، يعني اأن الذي حن نتوقف متي�سكن بن ال�سلوع مات، كل �سيء بداخلنا رحل، وحينها علينا اأن ا كان ما ولد مكانه، وما خلفه وراءه، هو �سيء خميف. نهلع؛ لأن اأيوال�سرفات النوافذ من يت�سرب راح الذي هار الن ب�سوء معلقة عينه

ويغمر القاعة باألوان مبهجة...ا، نحن من نرتكه يفعل، لي�س الظالم لي�س �سيئا ميتلكنا رغما عن

ن كن اأ تعويذة �سوداء اأو نبوءة م�سوؤومة، الظالم هو ال�ست�سالم، ميله اإل وح�س كا�سر، واإن كان عابدا نا�سكا، نحن ا منا، ويحو ي�سكن اأيمن نختار، ورغم كل الأعا�سري التي �سربت نهرك الهادئ بفرتة ق�سرية، اختارت ال�سمود، لذلك ت�ستحقن اأن اأحارب لأجلك، لو هم فتاة ب�سمودك ومقاومتك لالنك�سار! يا تبهريني كم تعرفن

يخافون �سقوطك بينما اأنا اأراهن على ر�سوخك.ه وننهي كل هذا؟ د ل �س ملاذا ل ترتكني اأطلق تلك التعويذة اأوهاية الن فارقا، ي�سكل لن ه اأن غري كلفتها، ل حتم ت�ستطيعي لن

واحدة ومتومة.�سها طلبا ملزيد من الفهم، فاأدغم... اأمالت راأ

ديدا تعمل بكال الجتاهن، ل يهم من تعويذات ال�سحر الأ�سود حتمن كل �ست�ستنزف ها ن لأ الآخر، د �س ي�ستخدمها اأو ل اأو يطلقها ه ل ينت�سر بها اإل من كانت روحه مظلمة، يقف برماها، غري اأن

طاعنة ف ال�سواد!د... رمته بنظرة ت�سي بعدم الفهم، ليعاود القب�س على يدها، وتنه

174

شر والتوزيععصري الكتب للن

اإن الذي الدر�س ه اإن لنقل حياتي، ف به اأخربك �سيء اأهم هذا �سيء، يجب اأن تعرف اأن لكل �سيء ثمنه، تعلمته تكونن تعلمت كلدا جي اإل انظري باملقابل، ندفعه ما غال نطلبه ما عظم وكلما

لتعرف.و�سم، زفرت ب�سيق، لي�سرت�سل... تذكرت ما قاله عن قربان الر

األ تت�ساءل ملاذا اأبدو هرما؟ رغم اأنني باملا�سي كنت اأقارب رونا ام! وباحلقيقة اأنا اأ�سغر منهما بعدة اأعوام. وتي

فغرت عينها ا�ستغرابا، جتاهد لتخرج من �سدمتها...اعتقدت اأنه حدث خطاأ ما اأثناء العبور! وت�ستعبدين، كلما علي �سيطرتها حتكم تركتها �سهوة ثمن بل

منتلكها اأ�سياء من ثمنه ندفع فاإننا منتلكه ل �سيء خلف �سعينا بالفعل، والأ�سواأ اأننا ل نختار ما ندفعه، القدر وحده من يقوم بتلك تكون فهي له عادلة بدت مهما ها اأن لك اأق�سم تي وال املقاي�سة، ي�ستحق كان ه اأن حينها تكت�سفن �سيئا ي�سلبك ه لأن لك، محفة األ تخاطري به، واأنا �سعيت خلف معرفة وروؤية ما لي�س من حقي،

وكانت العاقبة ت�ساوي �سبابي.دمعت عينه املتاأملة...

ل كلفته. كنك حتم ل تطمحي ل�سيء ل ميف؟ ما تكلفة تعويذة ال�ستحواذ يا اآ�ساأت�ستطيعن العال! هذا ف �سخ�س حتبينه اأكث بيدك تقتلي اأن

الدفع؟

175

شر والتوزيععصري الكتب للن

من هول، عينها ارتاعت رهبة، ال�سفلي فكها تدل يدها، ارتع�ست يدفع ثمنا كهذا اإل �سيطان؟! ويالحقها!

اأنفا�سه �سهق النافذة، و�سل حتى مرتنحة بخطوات وتهادى وقف ت�سفى لعلها املتاأملة روحه ليغمر العليل الهواء دره �س اإل يدخل بحبور،

يوما.مد كفه خارجا يالم�س خيوط ال�سم�س، التفت نحوها واأ�سار بابت�سامة ت حت يدها مدت �سالة، ثقيلة بخطى تقدمت تي، تاأ اأن واإماءة مفزة خيط »�أ�سعف برفق بكتفه كتفها يدفع لها، ابت�سم الذهبية، اخليوط و�هن من �سوء مرتف يبدد عتمة دهمة«، زادت ب�سا�سته، ي�سري نحو قلبها الذي تنعك�س اأ�سعة ال�سم�س فوقه »فما بالك ب�سم�ص �ساطعة! حتى

و�إن حجبتها بع�ص �لغيوم تظل م�سرقة جلية«.

غمرها ارتياح غريب لكالمه وثقته، مدت يدها اأكث تداعب اخليوط مهما يوما عني تتخلى »ل واأكث اأكث داخلها تتغلغل تريدها الدافئة ف!« هم�ست دون اأن تلتفت »لن �أفعل«، اأجاب دون اأن يحول حدث يا �آ�س�لتي منحني �أنك فر�ستي تعلمن »لو تنهد داخله عن مرماها، عينه

�إياها �لقدر لأكفر عن ذنوب �ملا�سي �لأليم!«

فلم ها، خد على ت�سربت هاربة دمعات مت�سح وجهها، رحيل تغطي ها ا�ستيقظت منذ برهة، وقد اآملها اأمله، ل تفهم عن اأي ت�ساأ اأن يعرفوا اأنفقط تفهم، اأن تهتم ول احلديث، لآخر اإل ت�ستمع فلم حتدثا، تعويذة

تاأملت لأجله!كان تي وال �سفائها، فرتة طوال بجانبها وجلو�سه و�سم الر ليلة منذ ف الف�سل الأكرب ف مرورها �سريعا، والعجوز ي�ستحوذ على اهتمامها. لآ�س

176

شر والتوزيععصري الكتب للن

ل يكن لها يوما عائلة، فجميعهم ماتوا اأو قتلوا وهي �سغرية، ترعرعت وكان ام تي وجدها حتى الأر�س، على والطرائد الهجن كاأغلب م�سردة �سديقا لوالدها، ل تعرف قبال ماذا يعني الهتمام اأو احلنان والحتواء ة! ف خا�س ا ودلن عامة واآ�س اإل معهم، منذ ا�سطرت للمكوث مع رونا و�سيمبالة وعدم ة قو من تبديه اأن اول حت ما كل ورغم عائلتها، �ساروا ها ل تبال ول تهتم، لكن داخلها اأن ا لتظهر وم�ساحنتها امل�ستمرة مع �سيمنها حرمت التي العائلة ب�ساعر معا وترابطهم وجودهم لدفء يهفو

�سغرية.

5

ابع الس5

��ا ل ن�س��تطيع �أن ننت�س��ر ف كل �ملع��ارك �لت��ي »رب

ها، لكن على �لأقل ل يجب �أن نخ�سرها نخو�س

جميعا!«

دلن

179

شر والتوزيععصري الكتب للن

باجلزء مع للق�سر، اخللفية وباحلديقة الدافئ، ال�سحى راأد على ت�سفي متداخلة، باألوان زجاجية باألواح منها امل�سقف راأتها لو كثريا متنت كامي، عن حافة فوق تقف خالبا، �سكال املكان ف عن العن التي تتميز بانعدام عليها اآ�س ووقفت بح�سرتها، منذ ق�س ن من بحيطها اأن يحظى بالهدوء قوى ال�سحر حولها، لها قوى فريدة متكبعن يلقبونها كما بو�سوح، الأ�سياء وروؤية التفكري وي�ستطيع وال�سكون، حفظ الأ�سرار! فال �سخ�س ي�ستطيع قراءة اأفكار �سخ�س اآخر قربها حتى

واإن تعانق معه.لالأع�ساب املريح اجلاري مياهها و�سوت بالعن ماأخوذة تكن ل الذي يندفع من النافورة الزجاجية ال�سغرية التي تتو�سطها، قدر كونها هائمة باأفكارها، �ساردة بخطوتها التالية، متنت لو متنحها العن ال�سفاء

الذهني.اإل امللك عقد اجتماع مع ملوك املمالك الأخرى، رغم علمها طلبت ف، ويجب ة اآ�س اأنهم لن يح�سروا، لكن يجب اأن ي�سري كل �سيء وفق خطد زارا. ها تلهث خلف دعمهم لها واملحاربة ب�سفها �س اأن يوقن اجلميع اأن

تفعل، باأن لديها ل م�سكلة لكن ذلك! على ف اآ�س ي�سر ملاذا تعلم ل ما دام هذا ل يعيق خطتها! والتي تعمل جل جهدها على اإر�ساء قواعدها علم اإن ف واآ�س الأمور، اإليه توؤول ا عم را�سية لي�ست اأمها �سليم، ب�سكل قيقية ف�سيقتلها، عند التفكري بردة فعل رونا زفرت بابت�سامة خطتها احل

180

شر والتوزيععصري الكتب للن

�ساخرة »�ستقتلع ر�أ�سي!«لي�سرتدها من دجنتها نربة مرحة اأتت من ورائها...

اأرجو اأنك ت�ستمتعن باملنظر؟ اإياها بادلتها عري�سة، بابت�سامة خلفها تقف تولي لتجد ا�ستدارت باأخرى عابرة، زادت خطواتها الهادئة تلتف حول العن امل�ستديرة، �سارت ظة قبل اأن تردف... ا، التي ظلت على �سمتها، لترتدد تولي حل بقابل �سي

وغري ا مذهل حق هذا اأ�سحابها! مل�س دون العقول قراءة كنك ميم�سبوق، ليتني اأملك موهبة مثلها.

ا عينها بياه العن املندفعة لالأعلى كاأفكارها... علقت �سين! اأي نعمة ميكنها اأن تنقلب لنقمة بلحظة. ا تتمن احذري م

رفعت حاجبها ا�ستغرابا، قبل اأن تت�ساءل...اأنت ل ت�ستطيعن قراءة اأفكاري هنا، األي�س كذلك؟ من اجليد اأن كلتينا ل ت�ستطيع. كم اأع�سق تلك العن!

ت عن تولي نحو املياه، خامرها اإح�سا�س بالرتياح فال ابت�سمتا، ارتدكها ت�ستطيع قراءة اأفكارها هنا، تلك املعلومة اأكث ما اأربكها! ورغم ت�سكل ها اأن يوؤكدان وؤال ال�س على فعلها ورد ا �سي اختالجات لكن البداية ف للغاية! كانت تفكر ب�سيء �سيئ ديدا تلك اللحظة حت ها اأن ة تعرف، خا�س

ها تثق ف عن كامي كثريا. والأهم اأنحتركت تولي خطوتن حول العن...

181

شر والتوزيععصري الكتب للن

دمي؟ اأخربين اأبي اأنك ت�سعن خلف تاأييد ملوك ال�سف �سورتها انعكا�س على وعينها راأ�سها، من باهتزازة ا �سي دت اأكاول ال�سيطرة املياه، و�سيء يرك�س ب�سدرها ب�سراوة! يجاهد ليخرج! حتمدى! اأق�سى اإل متنة ها لكن م�ستغربة بنظرة �سوارها رمقت عليه! ل �أحد يوجد »�أل تولي! رقبة حول يوم�س بالأحمر الناب�س تلمح يخفي �سيئا؟!« �سخر عقلها، اأعادت عينها نحو املياه حتافظ على ثباتها

الظاهري!لرتتفع تولي فوق حافة العن من اجلهة املقابلة، تتحرك بهدوء فوق خطواتها، تواكب ا و�سي املندفعة، املياه ترقب وعينها الرخامية احلافة

دا... د تدوران بروية داخل حلقة العن، لرتفع عينها نحوها ماأن جتعليهم الذكاء من لي�س الأليفة، زارا جميعهم خونة، كالب

حلفاءك!ا عينها، عقدت �ساعديها بنظرة اهتمام... رفعت �سي

األ تعتقدين اأنهم اأجربوا على هذا الو�سع؟ مغريا الثمن كان اأو اأرادوه، اإذا اإل �سيء على يجربون ل امللوك

ليتقبلوه.ا احلكام، لكن ال�سعوب لي�س بيدهم حيلة. ربجميعهم م�ساركون بالذنب، تاآمروا على اخليانة.

�سهما �سحبت با، ترق حاجبيها ا �سي بت قط قو�سها، تولي ا�ستدعت احلديقة ف نقطة باأبعد الهدف حددت حب�سته، نف�سا، معه و�سحبت ا بنظرة انبهار؛ ف�سمعت واأطلقت �سهمها واأنفا�سها، فاأ�سابته، رمتها �سي�سابقا عن مهارتها ف القو�س لكن اأن ت�سمع �سيء واأن ترى �سيء خمتلف

182

شر والتوزيععصري الكتب للن

كليا! علقت تولي عينها بهدفها التال واأحلقت...اأ�سكال اخليانة، م�ساركة وموافقة �سمنية اأحد التواطوؤ بال�سمت

على ما حدث وما يحدث، األ توافقينني ف ذلك؟عف وقلة حيلة! األ جتدينه عن �سل�سرخوا رف�سوا لو املزرية، الدرجة تلك اإل �ساذجة ل�ست اأنت

لعرت�سوا لتمردوا، لكنهم �سمتوا، فتحالفوا على اخليانة، وزارا كان يعلم ذلك.

�سحبت �سهما اآخر ورمته ورمتها معه بابت�سامة خبيثة...اما، واإل ملا جازف للحظة واحدة ل يكن فقط يعلم بل كان واثقا مت

بغري ذلك!ا ابت�سامة موؤيدة... ابت�سمت �سي

اأنت جيدة ف الإقناع. التفتت نحوها تولي بنظرة غام�سة...

تعرفن اأنك تروقن ل كثريا. ت مغادرة، لتناديها الأخرى توقفها، �سحبت ا بربود، وهم ابت�سمت �سياما، فثبتت �سيا بكانها، لتطلقه فيعرب من فوق �سهما ت�سوبه نحوها مت

راأ�سها مبا�سرة دون اأن يرجتف لها طرف...ل فالعر�س لقتلك، ل�سطررت واإل اأختي، ل�ست ك اأن اجليد من

يت�سع اإل مللكة واحدة.ا اإل فعلها. من اجليد اأنني لن اأ�سطر اأي�س

بت... �سمتت كلتاهما للحظة، �سحبت تولي اآخر و�سو

183

شر والتوزيععصري الكتب للن

. اأنا ل اأخطئ هدفا قطاأن قبل ن�سله من اأم�سكته ا �سي لكن ها خد بجانب ليعرب اأطلقته يعرب، ما اأذهل تولي! ورغم الأل وقطرات الدم التي غمرت كفها اإل اأن

ة �سدحت بوجهها، وتغمزها... ابت�سامتها الب�سول اأنا!

وهدوءها، ابت�سامتها وغادرتها غادرت قدمها، ت حت ال�سهم األقت من الكثري ف�سح املت�سارب تولي اأفكار ف�سدى يغلي! �سخط و�سكنها الكثري قراأت املا�سية الدقائق فبتلك اأبيها! وخمططات خمططاتها

واكت�سفت الأكث! وكله ل يكن مب�سرا على اأي حال!حجب ف تفلح ل كذلك، لي�ست بالنهاية لالأ�سرار احلافظة فالعن ال�سوار اأم يوم كل تكت�سفها التي اأهي قدراتها تعلم ل عنها! اأحد اأفكار تي ل تعد ول حت�سى! بيدها! رمته بنظرة امتنان، فما زال يفاجئها بقواه ال

5دل�سري يحاول ل يجتاحها، عارم بغ�سب ت�سي بالردهة خطواتها ت�سبقه وهي الدامية احلانقة قب�ستها تكور فريى حدث، ا عم �سوؤالها

بخطوات تكاد تدك الأر�س اأ�سفل قدميها!للق�سر، اجلانبية احلدائق اإحدى على املطلة املكتبة باب و�سلت تتاأمل ف ل اإلكاي، ليلة دارا راأتها داخل معبد التي القاعة كثريا ت�سبه عن تختلف وزخارف ة خا�س بهند�سة املنفرد الهرمي املكتبة ت�سميم والأنهار والبحار لل�سماء طبيعية مناظر بوجود وتتميز الق�سر، كامل

184

شر والتوزيععصري الكتب للن

النادرة، الربية واحليوانات ال�سا�سعة، اخل�سراء وامل�ساحات واجلداول

ها مروج طبيعية ثالثية الأبعاد، بدت بعن دل�سري حية فتبدو اجلدران كاأناأكث من اأي �سيء يعرفه، حتى منه نف�سه، �سرقت لبه، وجعلته يت�سمر.

من مموعة تتو�سط كانت تي ال ، ميال ل�س م اأرادت، حيث و�سلت ا معهن، فبت مبهورات بها �سديقاتها والتي ل تكف عن احلديث حول �سيعليها حتى انتف�سن واقفات بنظرات اأعينهن اإن وقعت قبل روؤيتها، وما وهي حنقها من كثري وهداأ بودة لهن ابت�سمت وحب، ورهبة �سغف تبادلهن التحية وبع�س الكلمات قبل اأن تنتحي بيال بعيدا عن اجلميع...

نيعا؟ كنك اأن ت�سديني �س هل مياأي �سيء ملولتي.

ابت�سمت وارتكزت اإل ركبتيها اأمامها...ا فقط. كنك مناداتي �سي اأنت وحدك ميا! حقنعم، فنحن �سديقتان، األي�س كذلك؟!

، ليهتز �سيء غمرت مالمح ميال فرحة غامرة، احت�سنتها فجاأة بحبه ما زال موجودا »قلبها«. ا �سيء ل تكن تعرف اأن داخل �سي

د... د تركتها حتى فكت ميال يدها عنها، لتهم�س ب�سوت مرتللحق هما �سيئان اأميكنك م�ساعدتي بهما؟ اأي �سيء هو لك.

185

شر والتوزيععصري الكتب للن

هم�ست داخل عقلها...اأين اأجد كهف اخل�سوع اخلا�س بامللك؟

د اأو�سالها... ا بطلبها الثاين ما جم فتحت عينها با�ستفهام، لرتميها �سي�سيء يخ�س تولي.

5ان جن الليل، يكتنف بن �ستائره اأ�سرار قلوب اأنهكها الكتمان! يجل�س ريباحلديقة اخللفية للق�سر، يتكئ اإل الأريكة الرخامية اأمام كامي، نظره بتناغم لالأعلى الرائقة املياه منها تتهادى الزجاجية، بالنافورة معلق بانعكا�س فاتن بجمال تتالألأ الليل، مو�سيقى اأنغام على ترتاق�س ها كاأن

تداخل األوان زجاج ال�سقف مع �سوء القمر عليها.اندفاع اأفكاره العا�سف يكاد يخ�سف به وبكل اأحالمه واأمانيه، كل ما ي�سعى اإليه وجود »�سيا« بجواره، ل يعرف ما الذي يجب عليه فعله لتفادي ل ينهيه، كيف يعرف ول ل يحتمله اأن جتاهلها غ�سب، فيعلم غ�سبها،

يحتمل اأن تق�سيه بعيدا.قه من اخللف! انتف�س فزعا طاأطاأ راأ�سه وتنهد بحزن، ليجد يدا تطوتب�سمت بارتياب، حوله راأ�سه اأدار اأو�ساله، ت�سمرت تولي، ليجدها

ل�سطرابه والتفاتته املرتابة كاأن جنونا م�سه...هل فقدت عقلك!! اأنت تف�سدين كل �سيء.

اندفع �سوته بغيظ وما زال يتلفت ليطمئن األ اأحد يراه، فال يريد اأن يزيد الو�سع �سوءا، لتت�ساءل بنظرة منده�سة...

186

شر والتوزيععصري الكتب للن

اأف�سد ماذا؟ توقفي عن اأفعالك، الأمور ل حتتمل.

تالعبت بخ�سالت �سعرها، حاولت دحر اإحباطها! فاحت�سانها له باء بحاولة فا�سلة لقراءة عقله، ول يوؤت غر�سه ف معرفة اأي �سيء يخ�س وا�ستياءها، �سخطها زاد ما اأمل؛ دون جميعا اخرتاقهم حاولت ا! �سي

ا�سطنعت اأن الأمر ا�ستياقا له، عب�ست عيناها...ملاذا ل تخربهم اأننا عا�سقن؟ ا، كان بيننا �سيء جميل ل يكن ع�سقا ولن يكون، �سداقة اأق�سى كن

ما ميكننا اأن نطلقه على عالقتنا.اأمام مل�سها تتخذ وجهها، تلب�ست باردة ابت�سامة بغيظ، اح �س

العن...اإذا ملاذا الفزع! فال �سيء ي�ستحق الهتمام!

دا؛ ظات وغادر دون كلمة اأخرى، يعلم تولي جي زفر بعدم ارتياح، حللي�ست من تتنازل عن �سيء اعتربته ملكا لها، لذلك كان يجب اإنهاء تلك

! الفو�سى، عملية واحدة موؤملة باترة خري من األ ونزيف م�ستمرل تعد حتبه، لكن لهفة احلنن للقاء بعد فراق ال�سنن اأ�سكرتها بن�سوة ه به، فلي�ست من تهتز لرجل، حتى واإن ذكريات املا�سي، ل تكرتث ملا تفوته، ومع ذلك �سكنها غيظ جارف، فتوؤملها فكرة اأن يرف�سها اأو يبتعد اأحبيرف�سها، من بعد يخلق فلم يبتعد، تركته من هي باملا�سي حتى عنها، ينظر كيف ترى غبية، لي�ست هي اأخرى! امراأة لأجل كان اإن ة خا�س

للهجن وهذا يثري �سعورا �سيئا بداخلها!5

187

شر والتوزيععصري الكتب للن

على املغلقة العر�س قاعة وداخل الق�سر، من الأخرى اجلهة على ف، فيعلم اأربعتهم فقط، خطط كال للقاء منفردا بها بعيدا عن رونا واآ�ساأن بوجودهما لن ي�سري اللقاء كما يريده! وقد حدث ما اأراده، وافقت على طلبه باإخ�ساعها لختبار ب�سال�سل اخل�سوع اأمامهم لتاأكيد ح�سن نواياها! على قوتها ال�سيطرة كن مي ه ن اأ من التاأكد ول�سك ي�سمره ف نف�سه يجب

با! اجلامة حت�سيحدث! التفاق هذا يرتك فلن الطاولة، قلب وحاول �ساتاي اهتاج قرر لذلك ووافقت، فاجاأته ها لكن كال لقرتاح رف�سها على واعتمد

ا بعد ذلك يرف�س امللك دعمها! ه رب ن ا�ستفزازها باأالنافذة، نحو ا�ستدارت �سلوعها، بن يهب حنقها ببوادر اأح�ست اول كبح �سيطانها، ترك�س بنظراتها خلف خيوط القمر، لتلهي عقلها حت

ف كان دقيقا ب�ساأن التحكم بغ�سبها داخل يوران! فاآ�سها ا قاله، �سحبت نف�سا وزفرته، لكن جاهدت كي ل ي�ستعر �سخطها مل ت�ستطع زفر ثورتها معه، التفتت نحوه، األقته من طرف فمها بابت�سامة

ل تخف ما يعتمل داخلها، والذي ل تعد حتتمل اعتقاله اأكث!بهدوء فاتر تقدمت خطوتن نحوه، تبدلت معال وجهها لهدوء مفاجئ وجه ف الثورة لفخ ها وجر بركانها، اإثارة ف نح اأنه فاعتقد اأربكه،

امللك، لت�سوب عينها بعينه بنربة ثابتة واثقة...بها يوجد ل اآمنة، منطقة بها تاأخذ اأن كنك مي ل املعارك بع�س

ا خط احلياد فهو خط الوهم، من ، اأم د ا مع اأو �س �سوى جانبن اإمي�سع قدمه فوقه ي�سقط، يطبق يديه على �سراب.

ار... اأولته جانبها بروية، لتنعم النظر بعن �سنم

188

شر والتوزيععصري الكتب للن

ف مرحلة ما �سيكون عليك اأن حتدد ولءك، تختار اأي طريق تتخذ! على كونك تاأكد من الوقت هذا ياأتي �ستن�سم! وحن ولأي �سف

اجلانب ال�سحيح من احلرب واحلياة برمتها.الباب، �سطر وجهها ولت متوعدة! مغايرة! بنظرة ور�سقته �سمتت

دا... وت�ستطرد بنربة وعى ثالثتهم مغزاها جيهاية، الن لت�ساهد موجودا تكون لن فربا ه غري اخرتت لو لأنك

ك على اجلانب اخلطاأ من اللعبة، اخرتت اجلانب الذي وتعرف اأن�سيو�سلك اإل اجلحيم... يا مولي.

بدت نربتها ب� »مولي« تهكمية �ساخرة، لينتف�س �ساتاي...كيف تتجرئن على تهديد امللك!

التفتت اأرادته، ما كل وهذا اهتياجه زادت بعينيها التمعت ابت�سامة نحوه بوجه خمتلف كليا �ساكن هادئ التقا�سيم...

وهل اأجروؤ؟ تغمزه بطرف عينها...

لنقل ن�سيحة من �سديقة... �سمو الأمري. لكن للجميع، ال�سافر لتحديها ال�سماء و�سلت طوفان عوا�سفه عنان �سخطه من �سمت اأخيه اأعتى! ل تكرتث لنظراته النارية، التقطت عينها وجهها، ر ع مت بكوابي�سها! اخلنجر من ن�سخة بح�سامه، ب املذه خنجره

قذفته بنظرة م�ستعرة، وغادرت.وعيدها اإثر �سه تلب �سمت عن كال خرج يتخبطون! خلفها تركتهم

ب من العر�س... روؤ على فعلها، اقرت ال�سريح، فلم يتوقع اأن جت

189

شر والتوزيععصري الكتب للن

ها ل تخ�سى �سيئا ول اأن ها ت�سبه �سي�سيليا كثريا، اأخربين والدي اإنيتحكم بها �سيء.

كبح ت�ستطيع اخل�سوع �سال�سل كون ف ال�سماوات رب لنحمد جماحها، و�سوف نتاأكد من ذلك، ولن ت�ستطيع الرف�س اإذا اأرادت

م�ساندتنا.ملوؤها ونربة بقلق، كال ليبت�سم متحفزة، ارتياح بزفرة امللك علق

احلرية...ل�سلطتنا نخ�سعها يرتكونا فلن الختيار، لهذا ن�سطر األ اأمتنى

ب�سهولة!ها قبلت بالتفاق! لكناأن تقبل �سيء واأن يرتكونا نفعل �سيء اآخر يا مولي، األ ترون كيف

ي�ستميتون بالدفاع عنها؟!هذا لن يوقفنا اإن انقلبت �سدنا.

خلف �ساعديه يعقد عر�سه، عن ار �سنم لينزل �ساتاي، قاطعهما ظهره...

كال مق، هذا �سيفتح علينا اأبواب اجلحيم، فما فعلته حتى الآن ها النبوءة امللعونة، وهذا بحد ذاته مقلق. يوؤكد اأن

فلماذا ي�سع مولي يده بيدها؟ ثار �ساتاي ب�سوت متاأفف، يتقدم خطوات نحو اأخيه...

وهل لنا من حل اآخر؟

190

شر والتوزيععصري الكتب للن

ت�ساءل كال بنربة هادئة، لريمقه الآخر بنظرة متحرية اأهو �سوؤال اأم دا! ول وجهه �سطر الكاهن الذي زاد اإجابة، فتلك النربة هو يعرفها جي

نحوهما خطوتن... . اأعتقد اأن هناك حال

علقت اأعينهما به، اأتبع بذات الهيئة والثقة...ا اآن الأوان لأمرينا اأن يتزوج. رب

ن يكمل... ار اأ ك�سر �ساتاي حاجبيه بذهول، بينما اأ�سار له �سنمدمي، لل�س ال�سرعية امللكة بل ملكة، اأي ولي�ست ملكة، الفتاة تلك

ديدا؛ اآخر من تبقى منهم. ولنكن اأكث حتاأهذا �سبب كاف لأتزوج بهجن؟

�سخط �ساتاي وال�سرار يتطاير بعينه، اأوقفه �سوت اأخيه...دمي �سواء اأعجبنا ذلك اأم ل! تلك الهجن ملكة ال�س

عر�سه، اإل وعاد جتاهلها م�ستنكرة، بنظرة ما متجه نحوه التفت ق امللك... اأحاقهم �سمت قلق، اأحل

وعاجال اأو اآجال �ستجل�س اإل عر�س النور و�سريكع اأمامها اجلميع. هذا لن يحدث! من ال�سحيحة اجلهة على نكون اأن بد ل وحينها �سيحدث، بل

احلرب.اأنت اأمرينا، يا عليها ال�سيطرة كنك ومي الأحوال تظل امراأة بكل

�ستكون احلاكم الفعلي.ة احلديث، ابت�سم امللك بفتور... ل كال ليهدئ من حد تدخ

191

شر والتوزيععصري الكتب للن

واإن ل ت�ستطع ال�سيطرة عليها، فقيود اخل�سوع �ستتكفل بهذا. وحينها لن يجروؤ اأحد على فعل �سيء، فاأنت زوجها.

ظات على جموده ونظرات عدم ا�ستيعابه، ثم د كال، لبث �ساتاي حل اأكغادر القاعة دون حرف.

املت�سارعة بحنقها قبل خطواته رخان بالمه ي�س مه �سخطه وجتهكيد فقد كالهما عقله! كيف يجروؤان اأ تدب بجنبات الق�سر ال�ساكن، بالتالو�سيعة الهجن تلك ت�سبح اأن كن مي كيف كهذا؟! �سيء تخيل على

زوجته؟!اأخاه باأن مق كان زارا ورعاعها؟! ملعونة م�سعوذة تهديد يخافان

فقد عقله ويجب اإزاحته قبل فوات الأوان!دمي ال�س عر�س اإل �سي�سل كيف دا جي ويعرف مثلهما جبانا لي�س باجتماع زارا على تغلبت واإن ح�سرة! تظل قوتها بلغت فمهما باأكمله! احلمقى حولها فلن تتغلب عليه، بل �سيق�سي عليها دون اأن يغادر فرا�سه،

يعرف كيف ميحوها.

5الغطي�س، الليل جهمة ومع الآخر، على اجلانب الليلة احلافلة بذات ترتبع املحطمة، لروحها مالذ اآخر احلياة قاعة داخل وحيدة جتل�س معلقة وعينها خلفها، طاولة اإل الهزيل ج�سدها تركن ا اأر�س دة زمريجور، طغيان اأفكارها يحوطها بالنوافذ امللونة اأمامها، غارقة بال�سماء الد

بال رحمة، اإن علمت ابنتها ما فعلته فهل تغفر لها؟!

192

شر والتوزيععصري الكتب للن

روحها حتلق خلف النجوم املتناثرة، حتى ا�سطدمت بقمر اإلكاي غري وموؤن�س موا�سيها يظل موجعة، من ذكريات يحمله ما كل رغم املكتمل،

اأملها على مر �سنوات غابرة، ليخرج �سوتها الواهن خائر الأمل...ه يظل اأترين كم هو �ساحر؟! رغم كل الدمار الذي حمله معه فاإن

تلف! خالبا ب�سكل خمنحوها، التفتت تطل، ل حلظة بجل�ستها ت ا�ستقر ! رد ياأتها ل وتهدلت �سيقا، راأ�سها اهتز الذابل، بوجهها ارت�سمت يائ�سة وابت�سامة كتفاها، عادت عينها نحو نافذتها، تعلقت ب�سعاع نور هارب يت�سرب داخل

القاعة لم�س كفها...ق اأنك وجدته! جئت تبحثن عنه؟ م�سكن اأخزم �سد

بنربة لتعاود اأملا، اأكث احليلة بقلة �سعورها ي�سكنها، باأل تنف�ست مك�سورة...

اأنت لن ترتاجعي عن عنادك األي�س كذلك! خيوطه ال�سمت مد ا، رد خطوات بعد على رة املت�سم ا �سي ر حت ل التحدي ابنتها بعن وجدته ما وكل التفاتها، دة زمر فعاودت بينهما، والرف�س، فزاد خوفها عليها، تخ�سى من القادم! زفرت بخيبة وا�ستقامت

واقفة...وت�سميمها، فيها، عنادها ما اأ�سواأ عنها اأخذت رونا، لك ا تب

ترتاجع ل كارثيا، الو�سع كان مهما لالإخفاق ها ورف�س دها مترواإن كانت توقن اأن الهزمية اآتية ل مالة، ل ت�ست�سلم واإن كان حد

ال�سيف فوق عنقها!الياأ�س.

193

شر والتوزيععصري الكتب للن

دة حاجبيها بت زمر قاطعتها باأنفا�س �سائعة وخطوات متخاذلة، قطا اأكث وتتبدل مالمها لالنك�سار... ا قالته، لتبح نربة �سي عجبا م

واإعالنا ا�ست�سالما يكون دا، ر مت اأو ا رف�س العناد يكون ل اأحيانا للهزمية!

بينهما، امل�سافة قطع اول حت الواهنة وخطواتها اأو�سالها، ارتع�ست ت�سعر اأنها تزداد مع كل خطوة...

ليحدد ا�ست�سلمت لقدري اإعالن لهزميتي! اإل هو ما ا عنادي ربم�سريي كيف ي�ساء!

دموعها ابتعادا! تزداد اأنها وت�سعر تقدما اخلائرة خطواتها تزداد تن�سل...الياأ�س ميكنه دفعنا اإل ارتكاب كل �سيء واأي �سيء، حتى واإن كانت

حماقات ت�سع حد ال�سيف فوق اأعناقنا.بدت اأن اأقدامها ل تعد حتملها ودموعها ال�سامتة تزداد...

ياأ�س ت�سق طريقها خارجنا، وت�سق بن�سل العناد والتمرد �سرخة بارد احلياة داخلنا، تنتزع معها اأرواحنا املتهدمة، ل يعد لدي ما اأخ�سره! هذا العناد انتفا�سات خائرة لطائر مذبوح، يت�سبث باآخر

اأنفا�س حياته املنتزعة منه عنوة!ر حلقها، وترتاجع خطوتن خائرتن... ابتلعت غ�سة متر

ها نهايتي، دا اأن لذلك فاإجابة �سوؤالك، ل، لن اأتراجع، واأنا اأعلم جياأ�ست�سلم واأعلن اأمامك هزميتي.

ر�سخت قدماها بالأر�س، حتولت مالمها املنك�سرة لأخرى حانقة...

194

شر والتوزيععصري الكتب للن

لكن على طريقتي، من حقي اأن اأختار الطريقة التي �ساأموت بها، اأقف واأنا اأموت ف�سوف هاية الن كانت مهما التمرد، اخرتت واأنا

ي. على قدمي... يا اأمي لأول مرة بكل حياتها البائ�سة، لأول دة، ت�سمع كلمة اأم �سال نب�س زمردا، لكن د مرة ت�سعر تلك الرع�سة بداخلها، رع�سة قلب انتف�س ليحيا ماأكث ما اأثار رع�سات قلبها النازف، الدموع املت�ساقطة على وجه ابنتها،

الوجع والأنن ال�سارخ ب�سوتها املهزوم، لتتقدم ودموعها �سيل...خذي والدك واهربي.

انهارت كل دفاعاتها و�سقطت على ركبتيها...ي. ه حاول الدفاع عن والدي ذبحه �سطام اأمام عيني لأن

ا دة ذهول، كلها غادر احلياة، لتزداد ارتعا�سات �سي جحظت عن زمراملتتابعة، وتفقد ال�سيطرة على نف�سها...

اأثق! بن ول اأ�سدق ماذا اأعرف ل �سيء، فعل اأ�ستطع ول قتله اجلميع يتاآمرون �سدي، اأتخبط و�سط جحيم ثائر، ظالم يرك�س بداخلي ل اأ�ستطيع ال�سمود اأمامه، ل يبق ل �سواك، فال تتخلي

ي. عنذهول من دة زمر ا�سرتدت عارمة، بثورة رخ ت�س واقفة انتف�ست

�سدمتها...ي! ي مرتن يا اأم ا لك، ل تتخلي عن تب

دة بوقفتها، تبدلت هيئتها ونربتها لثبات ور�سوخ، م�سحت ا�ستوت زمردموع عينيها...

195

شر والتوزيععصري الكتب للن

واحدة تربح حربا ل التي املدللة الأمرية العر�س، اأ�ستحق ل اأنا ف�سل دوما الهروب، فة، كنت اأ بحياتها، اأو �سمدت بوجه اأي عا�سى مني الآن باق بف�سل لول رونا لكنت ميتة منذ اأمد، حتى ما تبق

تلك القاعة ولي�س جلاأ�س بي.ا�سكا بدمعة متحجرة... ا�ستدت نظرتها مت

مثابرة بابنة ال�سماوات رب يرزقني اأن اأ�ستحق هل كثريا اأفكر به ين و�سجاعة مثلك! واأنا ال�سعيفة امل�ست�سلمة! ورغم كل ما متر�سمودك على برهانه ا مق ف اآ�س يكون ا رب املواجهة، اخرتت

واأكون خمطئة خلوف من �سقوطك.م�سدت على �سعر ابنتها بحنان...

لكن ما على املحك اأكرب من اأي �سيء... بغتة وهم�ست باأذنها بنربة حتولت منها عنقها وقربتها على اأطبقت

للنقي�س كنظراتها...اهربي ول تعودي واإل قتلتك بيدي! ارك�سي بعيدا بكل ما ا�ستطعت،

نعه عنك �سيء. ه كذلك، ولن مي كاأن اجلحيم يرك�س خلفك، لأنها ل ا ريقها بنظرة رهبة وروع، اأفلتت من قب�سة يدها لكن ابتلعت �سيتقهقرت خطوات م�ستغربة اأن تفلت من �سطوة نظرتها املخيفة! ت�ستطع ج و�س والزمان، والليل املكان على مرهق �سمت رزاأ املفزع! اأمها حتول

جحيم �سارخ بداخل كلتيهما!

5

196

شر والتوزيععصري الكتب للن

اآبت من غفوتها على �سوت زنزانتها يفتح، ل حترك اختالجة، كتمت وجعها بقلبها، لي�س هذا وقت احلزن، بل وقت ال�سمود، �سيا مقة، اإن

كان املوت هو نهاية الطريق، فلتمت على قدميها، كاأ�سالفها.

عني تتخلي »ل �سرختها تتذكر بحلقها، ب و�س غ�سة ظت تيقمرتن«، كم كانت اأنانية لتلقي بها و�سط العال البائ�س املوح�س وحدها، ها ب�سوته... اول ال�سيطرة على ما تبقى من �سمودها الواهن، ا�سرتد حت

اأتعتقدين لأي مدى �سيكون اإخ�ساعها �سعبا؟ ل يرف لها طرف، ليتالعب باأ�سواء ال�سموع بال مبالة...

اأن اإحداكما حتتمل لن اأ�سهل، الأمر يجعل معا كلتيكما وجود تتعذب الأخرى اأمامها، فاأنتما عائلة.

واأنت خري من يعرف ما تعنيه العائلة! مت، كز اأ�سنانه، قلب عينه بالفراغ، جتاوز �سخريتها... تهك

توقنن لأنك الأمل نحو يدفعك قد حدين، ذو �سالح النتظار النتيجة املرجوة، وقد يدفعك نحو الياأ�س ل�ستحالة الو�سول.

يحاول حقيقية ياأ�س نربة ا�ست�سعرت دره، �س يوغر ب�سيء تنهد اإخفاءها...

اإل حافة ه يدفعنا لأن واأقبحها، باأب�سع �سوره النتحار هو الياأ�س العال بثبات وثقة لنلقي باأنف�سنا ببئر �سحيقة ب�سعادة من ي�ستقبل

عيدا ميدا، دون اأن يهتز لنا طرف.

197

شر والتوزيععصري الكتب للن

مال نحوها بهدوء ظاهري، لكن نربته هتكت غليانه الداخلي...نت�سبث بحلم ونبذل ف �سبيله كل �سيء حتى اأرواحنا، ونظل ننتظر

فة تهدد اإمكانية الو�سول تي ريح عا�س يوما بعد يوم اأن يتحقق، لتاأزوج باجلنون ه �سعور قاتل بالياأ�س م بعد طول امل�سري والنتظار! اإنمن ال�سدمة، لذلك اأنا يائ�س يا زوجتي العزيزة، يائ�س حد ذهابي للو�سول الأغبياء اأحد على وماولة احل�سول بنف�سي ام ده اإل اإل ابنتك، فلن اأدخر طريقا مهما كان اإل و�ساأتخذه، حتى اأحقق

حلمي.كنك الهروب. ما زال مي

ا ظ عقله يفكر، رب ا رغم ما بدا عليها من وهن، تيق خرج �سوتها قويهي مقة! لكن اأبعد ما تكبده من معاناة لقاء �سهواته املجنونة بال�سلطة ياأتي الآن ويهرب! بعد ما دفعه ثمنا ل�سحره الأ�سود يذهب �سدى بهروبه

خوفا من طفلة ملعونة! تراجع خطوة...ه حلمي الوحيد و�سوف اأح�سل عليه. ليتني كان لدي حلم بديل، لكندعنا نعقد �سفقة؟

تلفة عن طفق يتاأملها، تعتدل بج�سدها اخلائر فوق ح�سيتها، بدت خم�سابقا! تفعلها فلم الأول؛ يء ال�س هذا تعتدل كونها املا�سية! �سنواتهما دوما مددة، طاعنة بالوهن ل ت�ستطيع حمل نف�سها على رفع طرف بها!

ها عادت للحياة منذ ظهور ابنتها، لكن ما الثاين، ملعة عينها! رغم اأنه ل ي�سعر د! �سيء ل يعرف كنهه! لكن ر يراه لي�س ملعة فرحة، بل غ�سب ومت

بارتياح بوجوده!

198

شر والتوزيععصري الكتب للن

عائلتها قاتل على تعر�س �سي�سيليا ابنة رهانا ابنة دة زمر الثالث، ا! ما الذي يفوته؟! �سفقة!! تب

الهادئة وبنربتها احل�سية، و�سط ترتبع راقبها خطوات، عدة ابتعد زادته...

ونرتكها جانبا ا �سي فلننح الو�سول، �سبيل ووحدي الكتاب تريد بعيدا، وحن اأطمئن اأنك �ستفعل، �ساآتيك به.

جالت عينه بكل اإن�س فيها، نربتها، نظرتها، هدوئها، جل�ستها، بدت له رة! را�سخة كر�سوخ عر�س النور! وهذا يثري حنقه، جنونه، و�سكوكه!! متجذ

ظة والتفت نحوها... طاف عدة خطوات داخل احلجرة، �سكن حلعن تتخلى لن كاأمها، عنيدة ها اإن تفعل، لن فهي فعلت اأنا اإن

انتقامها ولن ترتكني اأفعل!دع هذا ل.

اأحجم عن الرد، دارت عينه ف الال�سيء، خلفها وراءه ورحل.يرتنح �سيء با�سطرابه، ت�سعر قلقة، متوج�سة، عينها اأغم�ست ا يائ�س! تلك املفارقة دعتها لالبت�سام ب�سخرية، فكالهما ه حق بداخله، اإنيعتقد الآخر، يخ�سى يطارده، كالهما كاأنه مفرت�س الياأ�س عن يتحدث

ه باحلقيقة يهرول اإليه! نف�سه يرك�س بعيدا عنه لكنل تعرف اأمن قبيل ال�سدفة اأن تراهما بذات اليوم ويتحدثا عن الياأ�س ب�سراخها يتلذذ واإنهاكها، فري�سته بعذاب يتمتع متوح�س �سياد كاأنه

واآلمها قبل اأن ينق�س عليها! اأم من تدابري القدر!

199

شر والتوزيععصري الكتب للن

لن ها اأن ها كذلك تعلم لكن هاية باتت و�سيكة اأن الن هي خري من يعلم �سبيل هناك يعد ل الآن لكن لأحد، هربت طوال حياتها مر�سية تكون

�سوى املواجهة، اإجبارا ل اختيارا!

5

امنالث5

حي��ح تخت�س��ر �لكث��ي »ق��ر�ءة �لبد�ي��ات ب�س��كل �س

��ه ل يخف��ف �س��يئا ��ع ف�س��ل �لنهاي��ات، لكن م��ن توق

ملها« م��ن �أ

تيام

203

شر والتوزيععصري الكتب للن

اول تهدئة فاءت عن غفوتها بركنها الق�سي بطرف القاعة، حتاأنفا�سها وجتاوز حلظاتها املا�سية مع اأمها، زفرت بخيبة اأمل فلم يعد هناك �سبيل اأمامها �سوى اأن جتد طريقها بفردها! تب�سمت ب�سخرية عند هذه النقطة »�أول تكن د�ئما وحدها؟! تريدها �أن تهرب، ل تريد �أن تفهم �أن ل مال للرت�جع«، فكرة واحدة توم�س ف راأ�سها »ملاذ� باملنت�سف تتوهج وحدها وتركها حوله ما كل هر �س كربق خاطف ل الأمر ب�سرامة؟! انتقالها عار�ست ملاذا هروبها؟« على �أمها ت�سر يتعلق بخوفها عليها فقط، هناك �سيء تخفيه! �سيء يتعلق بوجودها على

دمي! والآن حان وقت معرفته! ال�سا خرجت مع دل�سري من القاعة دون كلمة، ول يحاول اأحد �سوؤالها عمف خري اآ�س ة يعلن حنقها، خا�س اأمها، فوجهها كفيل باأن بينها وبن دار

دة لن تتخلى عن الكتاب، لن تخون ق�سمها حلمايته! من يعلم اأن زمرحرا�سة حتوطه بامللك، اخلا�س اخل�سوع قبو وجهتها، حيث و�سلت نب�ست الداخل، اإل وانتقلت قريب بكان خمتبئا دل�سري تركت كثرية،

املكان حتى وجدت ما جاءت من اأجله!ملحت �سال�سل اخل�سوع معلقة فوق حائط مقابل لها، ان�ساقت نحوها، ف �سيء خفي يرغمها على القرتاب، يجذبها نحو اأكث �سيء اأمرها اآ�س

بالبتعاد عنه! وعيون خمتبئة بزاوية ف الظالم تراقبها!

204

شر والتوزيععصري الكتب للن

ن احل�سول عليها ل يكن عادت من حيث وجدت اإجابة اأ�سئلتها! رغم اأ! �سهال، وقد اأرهقها وامت�س الكثري من قواها، لكن ما و�سلت اإليه ي�ستحق

واحتجزت ال�سمت حاجز اأطلقت الأعن، عن ا ق�سي مكانا اتخذت ت على ركبتيها من التعب، رخ وت�سرخ حتى خر نف�سها داخله! طفقت ت�س

رت على نف�سها كجنن ببطن اأمه. تكو

يرى التي الأول املرة راأى! ه لكن �سيئا، ي�سمع ل بعيدا دل�سري يقف حتى �سابقا، ي�ستحوذها �سيطانها ير ل ثرها، ت�ستاأ البي�ساء غ�ساوتها ها احتجزت نف�سها داخل ليلة اأنقذها ل تكن بهذا اجلنوح، وحمدا هلل اأنبينهما، دون حاجز كان اهتاج �سيطانها اإن يعرف فال حاجز ال�سمت،

ماذا كانت لتفعل به! فبدت له خارج اأي �سيطرة!

قه ما الذي وجدته بالقبو جعلها على تلك احلالة! وؤال الذي اأر لكن ال�ساأحد ي�ساهي �سطام ف نوبات �سخطه، ل ن اأ اعتقد �سابقا وح�س كا�سر!

ه اكت�سف اليوم اأن نوبات قائده الراحل ل �سيء بجوار ما راآه منها! لكن

والذي التفاق، ح�سب اخل�سوع ل�سال�سل اأخ�سعوها التال باليوم ت خر حن بحبور زفر الذي وكال وابنتاه، وزوجته واأخوه امللك ح�سره ا عندما قيدوا وثاقها بال�سال�سل، وهداأت خماوفه من ناحية قواها، اأر�س

كالكهنة الذين تبادلوا نظرات الرتياح مع قادة اجلي�س واحلر�س.

حولها ون جميعا، وهم ملتف ف، وعائلتها واآ�س رونا م�سهد فطر قلوب ف دائرة يحملون اأ�سلحتهم داخل القاعة املحرمة، متحفزين لأي خطوة ا لقتلها، غادرت ميال القاعة غا�سبة! من اأحد، فرونا تخ�سى اأن يكون فخ

205

شر والتوزيععصري الكتب للن

يق حملها ريان فاقدة الوعي اإل جناحهم واجلميع يتبادلون نظرات ال�س. ة رحيل ودل�سري وال�سخط والغيظ، خا�س

5يحاول ريان مالطفتها لعله يزيل هذا التوتر، تعلم اأن ل �سيء بينهما كان حدث وما القادم، وتخ�سى عليه تخ�سى ها لأن تتجاهله ظلت لكنها احلب �سعف، واحلب بعيدا، حتبه لإبقائه ذريعة لتتخذها كافية حجة اأن مي�سه اأن حتيد عن كليهما، لن حتتمل اأجربها خوف، وهي ف و�سع مكروه، لتتاأل بجفائه وهو اأمام ناظريها على اأن حترتق بجحيم فقده اإن

ه �سوء، والأ�سنع اأن تكون �سببا فيه! م�سا، وهذا اجلفاء بينهما كان يوؤمله كما يعت�سرها، لكن ما كاد يقتله حقة حن تغادر قرب دل�سري الزائد منها، والذي ل يكن يفارق كتفها خا�س

القاعة.ه لكن خمططاتهم، عن ب�سيء تظفر لعلها به لالنفراد ت�سعى تولي ب منها، فهو ل يريد اأن يزيد الأمور �سوءا، ما كان يجمعه بها اعتقده تهرا، حن حق يعنيه احلب ما ا عرف �سي ه حينما قابل لكن ا، املا�سي حب ف عندما اأحد. فقد على يوما يحزن ل من وهو الفقد من عرف اخلوف د التفكري ف ابتعاده عنك فاعلم اأنك غارق تخ�سى فراق اأحد وتتاأل ملجرواحدة مرة واأملح لعالقتهما، رف�سه امللك اأبدى حن تولي حتى ه، بحبابتعدت اإن باأ�سره العال الآن يهدم بينما يعد، ول رحل ال�ساأن، لهذا �س هذا ال�سمج الذي يقف معها بتلك ا عنه خطوة واحدة، و�سيقتلع راأ �سي

اللحظة.

206

شر والتوزيععصري الكتب للن

يقف دل�سري معها قرب النافذة يتحدثان ب�سوت منخف�س ويبدو عليها على ال�سيطرة ي�ستطيع يعد فلم بغيظ، نحوها اندفع البالغ، الهتمام

غريته اأكث...يجب اأن نتحدث؟ لي�س الآن.

اأوماأت يرتكهما، اأن بيده وي�سري م�ستعلة، بنظرة دل�سري نحو التفت لكنها نب�سها فاهتز بعينها، النظر اأبحر خطوة، منها ب اقرت اإيجابا،

حاولت اإحكامه بن �سلوعها، وبنربة عا�سق اآمله احلنن وال�ستياق...ا�ستقت اإليك كثريا.

تفلت »ل رخت �س لو متنت ها هربا، ونب�س �سوقا اأنفا�سها اعت�سرت ت �أي وقت م�سى!« نح كث من �أ �لآن �إليك و�أحتاج �أحبك، يدي فاإين

عينيها بعيدا، حاولت التمل�س منه، ليطبق على ذراعيها...اأق�سم لك لي�س بيننا �سيء، وما كان باملا�سي لي�س �سوى �سداقة. اأعرف، واأ�سدقك.

تهدجت بنربة اهتزت حنينا، فالتفتت هاربة، وخلفته وراءها مذهول، ك خلفها، اإن كانت ت�سدقه فلماذا تتجاهله! ف القاعة، حتر وقفت بنت�س

حبها �سيقوده يوما نحو اجلنون لكن ما فائدة العقل اإن ل تكن معه؟!بع�س خلفها ومن دخلت د، م جت تولي، وظهرت القاعة فتحت زادت وان�سرفن، ة الأ�سر فوق و�سعنها التي املالب�س يحملن و�سيفاتها

ا وهي تنقل عينها بينهم... ابت�سامتها الباردة ل�سي

207

شر والتوزيععصري الكتب للن

ي�ستدعي و�سوف اأخرى، مرة ميال عيد حفل اإقامة امللك قرر يا لتتحدثي اإليهم كما اأردت. الأمراء وملوك تليد ريوف ودر

اأ�سارت الأخرى نحو الثياب ا، اإل الكر�سي بابت�سامة ر�س ا اتكاأت �سية... فوق الأ�سر

اأمرت بتجهيز تلك الثياب لكم من اأجل احلفل. تقدمت نحو ال�سرير، واأبدت نظرة باردة، ت�ستطرد...

�سدقيني اأمرية، و�سكل اأمرية ثوب لينا�سب م�ستعار �سعر وهذا �سكلك يروق ل، لكن ف متمع الأمريات وامللوك لن ير�سى عنه

من تبحثن عن دعمهم.وت�سري الآخر ال�سرير نحو تولي لتنتقل متفهمة، �سها راأ اأمالت

للرجال...

تلك بدل ر�سمية حل�سور احلفل �ستنا�سبكم، ال�سوداء لك يا ريان لونك املف�سل، وقيا�سك املنا�سب فلم اأن�سه يوما.

ب اجلميع غمزت له بطرف عينها، اأوماأ دون النظر نحوها، بينما تعجواملالب�س، الألوان باختيار على ذوقها تثني وهي ا �سي ابت�سامة وازدادت

وكونها كلفت نف�سها عناء الهتمام باحلفل واملالب�س.

غادرت تولي القاعة، ظل جميعهم ينقلون النظرات املتعجبة نحو ريان الذي كاد يختنق وهو ي�سبها بن جنبات عقله »�لغبية تف�سد كل �سيء«.

5

208

شر والتوزيععصري الكتب للن

ملاذا كذبت؟ لي�سرتدها خلفها، من اأتى الذي ال�سوت نحو متفاجئة ا �سي التفتت كامي، عن داخل الغارقة عينها وي�سرتد ال�سحيق، اأفكارها جب من بح مكانها املف�سل، اعتدلت بوقفتها فوق حافة العن بعدم فهم والذي اأ�س

لل�سوؤال، لتتقدم ميال خطوتن وت�سعد على حافة العن مقابلها...

قيقة، فلماذا كذبت؟! اأعرف احلوؤال ال�س وتوقعت تعرف، ها اأن تعلم فهي ثغرها، طرف من مت تب�سعاجال اأو اآجال! زادت خطوتن متاأنيتن، رمتها بنظرة حانية مبت�سمة...

كوننا نبقي بع�س احلقائق خمتبئة ل يعني اأننا نكذب، لنقل اإنني قيقة لنف�سي. احتفظت بجزء من احل

اختالجة كل فتعلم م�سجعة، اأخرى فبادلتها ، ميال نظرة ا�سطربت ا نحوها، حترك يدها... تدور بداخلها، توقفتا، والتفتت �سي

لنقل اإن بع�س احلقائق تكون خميفة بالقدر الذي يدفع الآخرين نبقيها اأن الأف�سل فمن ولذلك ب�ساأنها، خاطئة قرارات لتخاذ

حيث هي، مدفونة بعيدا عن اجلميع.قيقة املخباأة يعطيك الأف�سلية على ا ذلك اجلزء من احل لكن رب

اجلميع؟ها تتفهم، وتعقد ا باأن عقدت ميال �ساعديها بنظرة متدة، ابت�سمت �سي

�ساعديها هي الأخرى وتت�ساءل باهتمام...هل تعرفن ما اأكث �سيء يثري خوف الب�سر وفزعهم؟

209

شر والتوزيععصري الكتب للن

لرتفع التخمن، اول حت اأن لها لت�سري تعلم، ل ها باأن كتفيها حركت حاجبها...

ا املوت؟ ربقيقة املوؤكدة التي يعرفها الب�سر. املوت ل يخيف، هو احله يخيفهم اأكث من املوت! ما الذي تعتقدين اأنما ل ي�ستطيعون ال�سيطرة عليه، اأي �سيء ل ميكنهم اإحكام خيوطه

ت اأيديهم يثري رعبهم، ل يخافون اإل الأ�سياء التي ل ي�ستطيعون حتالهيمنة عليها!

ا كفيها بجيبها، تنظر نحو املاء للحظة ثم تعاود النظر نحو اأحكمت �سيافت... الواقفة ترقبها باهتمام، اأ�س

باجلنون، ذلك ينعتون ال�سيطرة، عن تخرج حن اأفكارهم حتى اإ�ساعته، كنك مي �سيئا لي�س فالعقل عقلهم، فقدوا لأنهم لي�سوا ه ي�ستنزف من القيود والأعباء، اأي �سيء يخرج عن �سيطرتنا لكننخ�ساه، نهابه حد الفزع، حد اأن ندفع باأنف�سنا اإل الهاوية، لأننا

ل ن�ستطع اإحكام اأيدينا عليه.تراجعت خطوة ووثبت عن احلافة، فردت ذراعيها ف الهواء بابت�سامة

ماكرة...دعيهم يتمتعوا بقوتهم وميار�سوا �سلطتهم، باأنهم املتحكم واأن كل

ت �سيطرتهم، هذا يجعل الأمور اأ�سهل يا �سديقتي. �سيء يقبع حتاأنهتها بغمزة من عينها، والتفتت راحلة لرتميها ميال ب�سوؤال...

األ تخ�سن اأن اأخرب اأحدا؟

210

شر والتوزيععصري الكتب للن

دا، د اأغم�ست عينها وتنف�ست بعمق، ثم و�سعت كلتا يديها بجيبها من تلتفت... و�سحبت نف�سا عميقا دون اأ

ا نري هذا احلديث ال�سيق. اإن كنت تريدين كنت فعلت! وما كنالتفتت اإليها وما زالت على نظرتها وابت�سامتها...

دا اأنني لن اأوذيك اأو ك لن تفعلي، لأنك تعرفن جي كلتانا تعرف اأن. اأوذي اأي اأحد بريء يا ميال

، واجتاحها �سعور غريب بالرتياح. تب�سمت ميال

5ب�ساء اليوم التال و�سل ال�سيوف قبل موعد بدء احلفل، تطاير خرب اآخر النور، دماء اآخر لروؤية متلهف واجلميع املمالك، كل ف تواجدها امللكات، من هزت عر�س الظالم، وا�ستدعت جي�سا من املوتى، كل منهم

ة عنها. ر�سم بذهنه �سورة خا�سدلف امللك اإل القاعة وامللكة وخلفهما تولي واأخوه وكاهنه، ثم تبعهم ل ها لكن احلفل �ساحبة ميال عن امللكة بحثت واحلر�س، اجلي�س قادة

جتدها!ار، يا ريوف وتليد بذات الطاولة التي يجل�س اإليها �سنم جل�س ملوك درالدعوة تلبية ف وترددهم قلقهم ورغم ام، ده اإل الأول زيارتهم تلك لي�س فقط لكونها ملكة ال�سحر الأ�سود، لكن لكون الهجن من طلبت الآن، حتى فعلته ا ب فرحتهم ينكرون ل ا اأي�س لكنهم بهم! الجتماع دهم بقبول الدعوة كان خوفا من زارا وغ�سبه حن يعلم، اإل اأن اأوامر وترد

زارا نف�سه بتلبيتها كانت �سارمة!!!

211

شر والتوزيععصري الكتب للن

ذين بداأت الفرقة املو�سيقية بالعزف، وكادت ت�سج القاعة باملدعوين القوا داخلها يلهون وقتهم بن الرق�س وتبادل الأحاديث املتحم�سة عن تفر

�سكلها ولب�سها.اأعلن دخول الأمرية ميال �ساحبة احلفل، واإن كان فتح باب القاعة، ب�سكل �سوري، والتي فغر اجلميع اأفواههم لروؤيتها، انتف�ست اأمها واقفة،

وكادت تولي جتن وذهل امللك ملراآها!خطت اإل القاعة ترتدي مالب�س تكاد تكون ن�سخة مطابقة من مالب�س ا �سماويا و�سرتة �سوداء بغطاء ا التي ح�سرت بها! بنطال اأ�سود وقمي�س �سي

ها كانت حليقة الراأ�س! للراأ�س، لكن ما كاد يوقف قلب اأمها اأنما جعل ال�سمت يطوق القاعة ال�ساخبة، وزاده اإطباقا دخول بع�س والالتي املظهر، بنف�س خلفها الأمراء بنات من ال�سغريات الأمريات

قابلنها عدة مرات بردهات الق�سر واملكتبة، وفت بها!وقفت اأمام طاولة والدها تنحني له، والذي ل ينطق حرفا، وتبت�سم لأمها التي اأجلمتها ال�سدمة، رغم معرفتها كم ابنتها مفتونة بن هزت عر�س الظالم، حتى قبل اأن تلتقيها، لكن ل تعتقد اأن ت�سل اإل هذا احلد.اول ال�سيطرة على مظهرها الهادئ... اندفعت تولي تعنفها، وهي حت

ما تلك احلماقة التي فعلتها بنف�سك؟ دمي. يعجبني مظهري، اأنا اأرتدي كملكة ال�س

ل امللك، ورحل عقله ب�سيء بينما ذهل تولي حاجبها بغيظ، رفعت يفكر به م�سبقا! األها هذا التاأثري الكا�سح! حتى اإن ابنته هو تت�سبه بها؟!

رمتها تولي بنظرة �سماتة وا�سحة...

212

شر والتوزيععصري الكتب للن

وهي ترتدي ثوب الباب ذاك من بها �ستدخل تت�سبهن التي تلك نا، اأمرية وتغطي راأ�سها احلليق، �ستلب�س ما اخرتته لها وما اأردته اأ

وحدك وهوؤلء ال�سغريات �ستظللن اأ�سحوكة احلفل.اتخذت مل�سها بجوار والدها، دون اأن تلقي لأختها بال ول تهتم.

5عر�س �سليلة دمي، ال�س ملكات اآخر و�سول واأعلن دا د م الباب فتح

النور، وحفيدة امللكة �سي�سيليا �ساحبة عهد الدم، ومرافقيها.توجهت كل العيون املتلهفة نحو باب القاعة الذي فتح على م�سراعيه، ف عن ميينها ووراءه رحيل، ورونا لتدخل براأ�س مرفوع وعيون ثابتة، اآ�سبخطى مت تقد ، ودل�سري ان ري عقبهم وف دلن، وخلفها ي�سارها عن

را�سخة ل تلتفت لأحد.�سغرية لكونها دموا �س وبعقولهم، بينهم، ال�سارية الهم�سات ت�سمع حتى خميلتهم، ف كر�سمها البنيان قوية ولي�ست احلد هذا اإل ن ال�سا بهذا الراأ�س احلليق واملالب�س التي ل يعرفوا كنهها، مظهرها لي�س ملكيقربا اأكث »حقية« اأو »متو��سعة« بالتحديد عليها اإطالقه كن مي وما اتفقوا جميعهم لكن وال�سكليات، للمظاهر واملفخمة املتعالية لنظرتهم

ا خوفهم! �سهم، ورب على اأن بها �سيئا اأثار قلقهم وتوج، رفعت حاجبها ذهول ف القاعة، التقت عينها بعن ميال و�سلت منت�سباقي انتباهها لفت حن �سدمتها وازدادت �سيء، بكل حتاكيها كونها رحيل لتهتف الق�سر، ردهات ف عابرة مرات قابلتهن الالتي الفتيات

ب�سدمة...

213

شر والتوزيععصري الكتب للن

اإنهن ن�سخ م�سغرة منك؟ لدينا مهو�سون �سغار هنا!

اأكملت دلن بنربة حتمل الده�سة وال�سعادة والإعجاب.ت�سدق ل فرحا، يقف قلبها يكاد وا�سعة، ابت�سامة ميال بادلتها اأن اول حت اأو ل تتجمل اأن تكرتث لأحد، دون طبيعتها على ها ظهرت اأنة ت�ستجدي ر�ساهم، زادت غبطتها و�سعرت بن�سر قوي على اأختها خا�سها اأن اأثبتت واإجالل، لها احرتاما وازدادت نظرتها اجلميع عامة، وعلى ت�ستحق اأن تكون مثلها الأعلى، فرتنو اأن تكون يوما مثلها، ل يعد يخامرها

�سك واحد جتاهها.تغري ل الهيئة تراها بذات وهي الغيظ، يقفز منه تولي بينما وجه مالب�سها ول ت�سع ال�سعر امل�ستعار، جميعهم ل يفعلوا، بل ظلوا كما اأتوا، ان، بل ويتهرب منها، لكن اأكث ما اأثار حفيظتها وغيظها، اأن تراه حتى ري

ل يفارق ظلها.و�سط وقفت رونا بينما �ساتاي، اإليهما وان�سم كال مع ف اآ�س وقف اأقارب اأيادي بع�س وريان جذبته ا، يتبادلون حديثا خا�س الأربعة امللوك

والدته فابتعد عنها مرغما.دل�سري يقف بجوارها، تقدمت رحيل خطوتن وو�سعت يدها على كتف

ا، وانحنت على اأذنها بنربة جادة... �سياأل يجب اأن نطلب اإليهم اإح�سار من يطفئون احلرائق هنا؟ ملاذا؟

ت�ساءلت دلن بتعجب...

214

شر والتوزيععصري الكتب للن

ها حتما �ست�ستعل الآن. األ ترين وجه تولي؟ اإنكتموا �سحكاتهم، لتعقد رحيل يديها...

تي اأتت بها البومة اأق�سم لو كان اأي منكم ارتدى مالب�س املهرجن اللكنت اقتلعت راأ�سه.

ا زادت �سحكاتهم املكتومة، لت�سع دلن يدها على الكتف الأخرى ل�سيبنربة قلقة...

تلك الفتاة تولي، ل تروق ل. هتفت رحيل...

اما بهذا. اأتفق معك متها تروق ل. لكن

التعجب، نظرات تبادلتا لكنهما تفهماها، ل بنربة ا �سي هم�ست بريان، ال�سابقة بعالقتها عرفوا بعدما يكرهها من اأكث ها اأن اعتقدتا

لت�سرت�سل دلن...انتبهي منها، اأنا ل اأثق بها. ل ت�ستبقي الأحداث. ا تروق لك، لكن هذا ل يجعلها تاأخذ ثقتك! رب

ا نحوهم وباتوا بدائرة رباعية... اغتاظت رحيل، لتلتفت �سيا يا �سديقتي، اأنا ل اأثق باأحد، اأي اأحد. دعيني اأخربك �سرول حتى نحن؟!!

ا كلتا يديها على كتف كلتيهما... هتفت رحيل ب�سدمة، لت�سع �سي

215

شر والتوزيععصري الكتب للن

اأنتم ل�ستم كاأي اأحد يا حمقاء، كل منا قدم لالآخر اأكث من ثقته، ما�سيه، حا�سره، م�ستقبله، دماوؤه، وحياته... نحن عائلة.

ثبتت عينها بعن دل�سري »جميعنا عائلة«، تب�سم امتنانا وغلبه �سعور دلن اأطبقت عائلتها! تعتربه ما�سيه رغم تفاجئه، ا حق ها اإن بالرتياح، على كتفه توؤكد له ما و�سله من حديثها، وكذلك رحيل، رحل القلق واحتلت

ال�سكينة قلوبهم، فغمزت رحيل دل�سري بنربة م�ساك�سة...ا لهوؤلء الن�سوة! كيف �سنفرق الأمهات من بناتهن؟! فجميعهن تب

؟ كيف يبدون بذات العمر، األ ترى اأن جميعهن جميالت يا دل�سرييفعلن ذلك؟

ابت�سم دون اأن يعلم باذا يجيب، عينه تعلقت بدلن فابت�سمت وتولت عنه الرد...

ن يتمم ال�سخ�س ه ال�سحر يا مزعجة يحافظ على ال�سباب، بعد اأ اإنك�سلحفاة، ببطء يتقدم مظهره اإن لنقل عاما وع�سرين واحدا

بينما �سنواته تظل على معدلها املعتاد.هذا يعني اأن جميع من بالقاعة كبار بال�سن؟ الأغلبية نعم.

نظرة وتتلب�سها ذراعيها رحيل لتعقد دلن، فاأجابت ا �سي ت�ساءلت املحقق...

لكن البع�س يبدو هرما؟ اإما اأنهم يتخطون املئات، واإما اأنهم ي�ستخدمون �سحرهم بكثة.

ا �سي ا ورحيل حواجبهما ا�ستغرابا، وتت�ساءل �سي ، لرتفع دل�سري اأجاب الك ذهولها... بعد مت

216

شر والتوزيععصري الكتب للن

مئات؟!! م�ساغبتها، وازدادت �سدمتهما، راقتها وقد راأ�سها، دلن هزت

تغمزهما...كلتاكما هجن وولدمتا بالأر�س، بالن�سبة لأعمار املوجودين داخل

واأ�سدقائها ميال جانب اإل باجللو�س اأن�سحكما القاعة تلك ال�سغار.

عقدت رحيل �ساعديها واحمرت وجنتاها غيظا، وعينها تنذر بعا�سفة اول دلن اأن تبتعد عن مرمى ا ودل�سري �سحكا، بينما حت قادمة، لتنفجر �سي

النريان، وتلحقها رحيل التي �ستقتلع عنقها.بت تولي وامللكة منها، وبيدهما كاأ�سان لهما، فاجلميع بيده كوؤو�س اقرتتفوها ن اأ وقبل اإليها، و�سلتا بغتة! ال�سحك عن ا �سي اأم�سكت هما، اإل ب�سيء اأوقفتهما باإ�سارة من يدها، تبادلتا نظرات ال�ستغراب، بينما ازداد ، اأغم�ست عينها للحظة طالت، حاولت تولي قول �سيء، ومتد قلق دل�سريورحيل عادتا، دلن كانت من جديد، دل�سري يد اأوقفتها الكاأ�س نحوها،

ومتلكهما الذهول الذي حط على اجلميع.، وما زالت مغم�سة العيون وهم�ست ا يدها فوق كتف دل�سري اأطبقت �سيب�سيء داخل عقله، لي�سحب �سيفه، توقفت املو�سيقى واأطبق ال�سمت بقوة، �سكن اجلميع عن احلركة، حتفز احلرا�س، التفت العيون حولهما، بلحظة �سيوفهما، على تطبق اأيديهما ظهرها، خلف ورونا بجوارها ريان كان

ف بجوار كال و�ساتاي! كدلن ورحيل، ظل اآ�سن تفتح عينها فجاأة ويختفي كالهما من و�سط عم �سكون �سارخ قبل اأ

القاعة!

217

شر والتوزيععصري الكتب للن

�سحرها! وا�ستخدمت املحرمة القاعة داخل فهم اجلميع، فزع ثار وكذلك حار�سها! انتف�س امللوك واقفن يتلفتون حولهم، اجلميع يت�ساءل

اأين اختفيا وكيف!ار اأمام طاولته يحاول ا�ست�سعار وجودها داخل ح�سنه دون وقف �سنم

اأمل...لو كنت مكانك ما ارت�سفت قطرة واحدة من هذه الكاأ�س.

تي ال الكاأ�س مت�سك ويدها جانبه من ياأتيه و�سوتها ار �سنم د م جتمي�سكها! اهتزت يده املطبقة فوق كاأ�سه، نظرت نحو امللوك الثالثة...

ا. واأنتم اأي�سكاأ�س ا �سي �سحبت الطاولة، فوق الكوؤو�س وتركوا اأيديهم، ارتع�ست على تطبق ويده اأمامها دل�سري فظهر وفتحتها عينها اأغم�ست ار، �سنم

اأحد احلر�س ي�سع خنجرا فوق عنقه!اأمام احلار�س الكاأ�س ا وو�سعت �سي بت اقرت تراجع اجلميع خطوات،

املذعور...امللك يهديك كاأ�سه!

راأ�سه فهز كنربتها، غا�سبة بنظرة ر�سقته مكانه، ف دا مقي لبث �ساتاي م تقد الهرب، يحاول ، دل�سري ليد مقاومته ازدادت وقد ا، رف�سرادت احلديث معه لكنه نهرها بنربة رخ باحلر�س اأن يقب�سوا عليه، اأ ي�س�ساخطة باأن تلك اأمور اململكة الداخلية ول �ساأن لها، قذفت خنجره املوثوق

بجانبه بنظرة خاطفة وقذفته بابت�سامة باهتة، انحنت اإطاعة لأوامره!

218

شر والتوزيععصري الكتب للن

حفيظة اأثار ما كلمة، دون القاعة من هي واختفت احلر�س، اأخذه هجن د ر م وهي وامللوك الأمراء وهم وزنا لأحد تقم فلم اجلميع،

و�سيعة!بقبو ال�سجن اإل املوؤدي ال�سلم اأ�سفل اإل بال�سجن احلر�س و�سل لد احلر�س املم�سكون به، حن ظهرت اأمامهم من العدم، ل الق�سر، �سورغم غرة، حن على ظهورها اأرعبهم عن، طرفة على اأحدهم يجروؤ ها اأن اأثار فزعهم، اأكث ما ديدا اأنهم ملكة ال�سحر الأ�سود لكن هذا حتد �سحرهم هم اأنف�سهم، ت�ستخدم �سحرها داخل ق�سر يوران املح�سن �س

وا�ستخدمته مرارا داخل القاعة املحرمة على مراأى منهم جميعا!اأطبقت يدها على عنق املقيد واأغم�ست عينها و�سبحت داخل ذكرياته، ول يحاول اأحدهم منعها اأو التلفظ بكلمة، هنيهة وتركت احلار�س بعدما التفوه بعدم لهم ت�سري عينها، بطرف احلر�س غمزت اأرادته، ما راأت بحرف اأحد يخربه ل خلفهم، �ساتاي وو�سل ظات حل واختفت، ب�سيء،

ا حدث، دخل اإل الزنزانة واأمر اجلميع باخلروج! عم

5يبق ل من اجلميع، اإخالوؤها ت تي ال القاعة داخل متحلقن يقفون ان الوجوه، يق يعم ف ورونا، ال�ستياء وال�س �سوى امللوك، ومعهم كال واآ�س

تاأكد كال والكهنة الآخرون كون ال�سراب م�سموما!النور، ملكات اغتيال منذ الأكرب هي لهم، جماعية اغتيال اولة مها اأهاجت عوا�سف الذعر بداخلهم، الآن علموا ملاذا اأ�سر زارا على لكن

ح�سورهم!

219

شر والتوزيععصري الكتب للن

، �سكنتهم نظرات ظهرت فجاأة بجوار كر�سي العر�س، وبجانبها دل�سريالقلق والغيظ والده�سة.

كون تخربهم نظرة ا رب اأو ب�سماتة ت�سي بنظرة �ساعديها عقدت يق وال�ستياء التي هذا م�سريهم املحتوم، لكن هذا ل مينع نظرات ال�سل لكن معدودة دقائق منذ حياتهم اأنقذت ها اأن ورغم نحوها، �سوبوها د ف اإظهار امتعا�سه من اختفائها وظهورها بتلك الطريقة اأحد منهم ترد

التي تخربهم اأنهم ل �سيء، وظهور حار�سها ف اجتماع �سري!لكن قوتها باإظهار اأمرها ا رب تفعل، ا عم اما مت را�سيا لي�س ف اآ�س

اول تدارك حنقها من ت�سرفاتها الطائ�سة. لي�س اإل هذا احلد، رونا حتكر�سيه، اإل كلمة دون جل�س �ساتاي، ودخل الباب وفتح ظات حلا بنظرة باردة وابت�سامة باهتة ل يكرتث لها، ول لوجود دل�سري ته �سي خ�سخارج بل فقط القاعة خارج لي�س لرماه، اآخر وقت باأي كان لو الذي ه الآن لديه كارثة اأحق باهتياجه املحموم الذي يحاول احلياة باأكملها، لكن

ال�سيطرة عليه!التي البديعة اللهب نقو�س تداعب يدها ار �سنم عر�س اأمام وقفت فوق باأناملها اللذين ميثالن ظهره، ومرت املتعاك�سن والقو�سن تزينه، التفتت �ساعديه، ميثالن اللذين لالأمام بن امل�سو ال�سخمن ال�سهمن ار �سنم اإل فعلها ا�ستغربوا اجلميع، باغت بهدوء اإليه وجل�ست نحوهم

دا. الذي قراأ الر�سالة جيا يرون، تتنقل بن عقولهم، تنقل عينها بينهم، ترى بداخلهم اأكث ميجد ل متواطئة، بابت�سامة فرمته يعرف، ه اأن وعلمت هذا ار �سنم وعى بتلك يجعلها تلف م �سيء بها �لفتاة »تلك مثلها، يبادلها اإل نف�سه

220

شر والتوزيععصري الكتب للن

ها داخل نف�سه، وقرر اأن يعرف كيف! ن �ل�سغية!« اأ�سر �لقوة ف هذه �ل�س

بكل معلقة اخل�سوع �سال�سل ملحت حن بابت�سامة راأ�سها حركت ها، رمت نظرة م�سفقة د ار يحاول اأخذ احتياطاته �س جدران القاعة! �سنم

نحو ملك ريوف...ل تقلق ل�ست هنا لقتلكم، لو كنت اأريد، لكنتم جميعا موتى، ودون

ث يدي. اأن األو... اأ�سارت نحو دل�سري

هو فقط يبالغ ف حمايتي ل اأكث. جميعا ولذلك فيه بكونها �ستقتلهم ا يفكر ب فغر فمه ذهول، علمت ار م�سلوبو القوى لينهي اأمرهم جاءت بدل�سري معها، وهم داخل قاعة �سنم

بلحظات، نقلت عينها بينهم بهدوء...على الرحب كوين اأنقذت حياتكم جميعا. رجل األي�س كتفك خلف يقف الذي وذاك ب�سببك، نقتل كدنا

�سطام؟!! بدل من اأن تعدمي جي�سه ملا فعله بنا، اتخذتهم جنودا دمي اأن لك وقائدهم حلرا�ستك، كان الأول لتعلني ولءك لنا ولل�س

تعدمي جي�س اخلونة باأكمله وذاك اخلائن على راأ�سهم!الآخرين همهمات لتوؤكد �ساخطا، ا متد تليد ملك �سوت جاء ار على �سمته، اتخذ مل�سه قريبا من كال ونظراتهم كالمه، لبث �سنم

و�ساتاي الذي بدا ف فلك اآخر!نظرات رغم ه، يتفو ل الذي ، دل�سري ثم ورونا ف اآ�س نحو نظرت الغ�سب التي تنتف�س بعينه، وقبل اأن ترد رونا، اأ�سندت ظهرها اإل ظهر

كر�سي العر�س بارتياح، وجاء �سوتها هادئا رخيما...

221

شر والتوزيععصري الكتب للن

اما، يجب علينا اقتالع جميع اجلذور العفنة ملا فعلوه اأنت مق متدمي. بنا وبكم وبال�س

واأعطاها اأمامها ركبتيه على فجثا ، دل�سري نحو عينها طرف رفعت رقبته، حتفزت عيون اجلميع على و�سعت اخلنجر بثقة وقفت خنجره، ت�سارع جذبه بجل�سه، �ساتاي اعتدل الآن، ت�سويقا اللعبة ازدادت فقد

خذ منحى جديدا، وبهتت رونا! الأحداث الذي اتلكن لنبداأ من املكان ال�سحيح.

هم�ست خلف اأذن ملك تليد واخلنجر فوق عنقه، �سربت مو�سع ركبته ا، اغتلت نربتها... فركع اأر�س

ا �سنق�سي على العفن فعلينا اقتالع جذوره، لنبداأ من حيث اإن كنل ل من خان العهد، اأو قيقية، ليلة اإلكاي تليد اأو بداأت اخليانة احلاما، علينا اأن نقتطع اخلونة احلقيقين. من ركع، لذلك اأنت مق متزاغت املفزوع، ب�سدره الأنفا�س خبت املرتاع، بفمه احلروف ذابت متوج�سة، مرتنحة الآخرون بوقفهم خطوات تراجع بينما خوفا، عينه دخلت، منذ نقما حتتقن كانت تي ال رونا بعن ا ر�س نظرة راأت لوهلة بن�سوة ت�سعر مرة ولأول وجهها، مالأت ارتياح بنظرة �ساعديها عقدت

دمي. �سعادة حقيقية منذ عادت اإل ال�سرفعت عينها نحو الثنن الآخرين...

ل اأو ا �سنحا�سب املحكومن املاأمورين على خنوعهم، فعلينا كن اإن لن ه اأن يعرف كان خيانتهم، على الآمرين احلكام نحا�سب اأن

يحتاج اإل مذبحة واحدة كي يركع له اخلونة.يا... تلجلج ملك در

222

شر والتوزيععصري الكتب للن

ل�سنا خونة، نحن �سعفاء اأمام زارا وظالمه. على يخ�سى منكم كل ظالم، اإل يحولها تركوه من جبناء اأنتم

اأنها دام ما باأمان ه اأن معتقدا ه، غري ي�سقط اأن يهتم ول نف�سه ول ي�سبع ل امل�سعور الذئب اأن يعرف ل وعر�سه، ملكته لي�ست

ا كل ما ي�ستهي هو الدماء. ا ياأكل، واإمن يهتم با �سي لتبت�سم خيانتهم، من املكبوت لغ�سبها العنان رونا اأطلقت اأخذ بلحظة، القاعة ف بنت�س واأ�سبحت عنقه تركت حانقة، ب�سخرية

يتح�س�س عنقه، ي�سرتد اأنفا�سه بفزع، لتهتف ب�سخرية �سامتة...وبالنهاية ركع القطيع باأكمله. ام ل تركع لأحد. اأنت تهيننا جميعا، ده

انتف�س �ساتاي �ساخطا، زادت نظرتها ال�ساخرة كنربتها، تدور بعينها بينهم...

كل لكم! اإهانة اأكرب جبنكم باأنف�سكم! اأولي�س اأنتم فعلتم وماذا اإن واحد، بناء اأنكم بعد تفهموا ل م�ساحله، عن يفت�س منكم هدم جزء منه هار البناء باأكمله، وخوى على عرو�سه، فاإن �سقط تواجهوا، ن اأ من اأجنب اأنكم يعرف وزارا �سقط اجلميع، اأحدكم ودمى الأليفة، حيواناته منكم فجعل تتحدوا، ن اأ من واأ�سعف

ت�سليته الرخي�سة.ثبتت عينها بعن �ساتاي...

ا يا اأمريي العزيز. اخلوف والختباء داخل الكهوف ركوع اأي�ساأنت ما زلت حتتاجن اإلينا.

223

شر والتوزيععصري الكتب للن

اأن فرغم اإهانتهم، ف متاديها من مذرة حازمة بنربة كال هتف دها، ه ل يروق له متر ما تقوله حقيقة، وهو نف�سه هتف بها ل�سنوات، لكن

لت�سفعه بنربة باردة...اأنا ل اأحتاج اإل جبناء خونة. حتتاجن م�ساندتنا ف حربك. د زارا؟ هل �سيخو�سون احلرب معي �س

حد... �سمت كال وبدت له العيون مرتددة، ودون اأن ينتظر اإجابة من اأاأكيد �سيفعلون. بالتباأنف�سهم اأم �سيدفعون بجنودهم وهم متح�سنون داخل قاعاتهم

املحرمة؟ل يفهم كال ما الذي ترمي اإليه، لرتميه بنظرة م�سفقة على تلعثمه،

لريد دل�سري بنربة �ساخطة هدرت بحدة بن جدران القاعة...ال�سعب واجلنود وحدهم من يدفعون ثمن كل ال�سراعات. �سعوبهم من �سيخو�سون احلرب اإل جانبي، اإذا فهم من اأحتاج،

كما منعطف ل اأو عند بي �سيغدرون خونة حكام مموعة ولي�س غدروا بعائلتي.

ف و�سعت يدها على كتفه... بت من اآ�س اقرتباأيديهم ف�سيقتلونني اأكرب بعظمة زارا لهم األقى اإن �سدقني

ويتم�سحون باأقدامه.تنهد بحزن ملا قالت، عادت اإل كر�سي العر�س بلحظة، وقفت اأمامه ودارت بعينها بن العيون اخلائفة، املرتددة، التائهة، تنف�ست بعمق، بنربة

هادئة...

224

شر والتوزيععصري الكتب للن

جئت لأطلب حقي ف عهد الدم، ولءكم وطاعتكم العمياء لعر�س النور، فهل اأنتم معي؟

القاعة، رج ثائر ب�سخط ونربتها متحفزة، بنظرة عينها احتدت ا�ستدعت �سيفها تطبق عليه بحنق...

اأم �سدي؟!

5

اسعالت5

ربة« »من يركع ل ير من �أين تاأتيه �ل�س

�سي�سيليا

227

شر والتوزيععصري الكتب للن

بخطوات متباطئة داخل الردهة الهادئة، ت�سمع �سوت تتهادى احلر�س من خالية الردهة لها بدت اجلائع، بطنها و�ساكنة على غري العادة! ل تكرتث، فبالطبع جميعهم ملتفون حول ملكهم

اولة اغتيالهم. واأمريهم بعد مت اأو�سالها حن راأت نف�سها تقف مقابلها! تبعث نب�س رحيل وهي فرتالذهول من عينها اأغم�ست خطوات! بعد على تقف منها ن�سخة ترى

وفتحتها، فلم جتد �سيئا، حركت راأ�سها نفيا باأن جوعها جعلها تتوهم!وقبل اأن حترك قدمها �سعرت ب�سيء خلفها، اأطبقت يدها على �سيفها، ة ال�سيئة! التفتت على كث من يكره املفاجاآت خا�س تتنف�س ب�سخط، فهي اأدا، تبت�سم وتغمز بطرف عينها وت�سري نحو قاعة د مهل لتجد ن�سختها م

جانبية عربت اإليها.ودخلت، عليه اأحكمت قب�ستها ها �سحبت �سيفها، لكن للحظة ترددت ف، باملنت�س اأ�سبحت حتى الهجوم بو�سع �سيفها ترفع بهدوء، تقدمت القاعة �سبه مظلمة اإل من �سوء خافت يت�سرب من الردهة، لي�سفع الباب �سها، اأحدهم يلعب لعبة �سخيفة، و�سوف حتطم فجاأة فانتف�ست، زاد توج

راأ�سه، اإن ل تقتلعها.�سوف �سيئ ب�سيء ت�سعر هواج�سها، اأ�سعال و�سكون ظالم اأحاطها بقوة وال�سرفات النوافذ وغلقت ظات حل باملكان، عينها دارت يحدث!

228

شر والتوزيععصري الكتب للن

وتتابع اأرعبها، وجفف الدماء بن اأوردتها، ومن زاوية القاعة اأنارت �سمعة بت حاجبيها ونادت »من هنا؟« عرب �سوتها القاعة وعاد دون خافتة، قطميب، تراجعت خطوة وعقلها ياأمرها باملغادرة فورا، وقبل اأن تن�ساع له اول ابتالع ريقها وعينها م�سطربة ظهر اأمامها! يتقدم بخطوات رتيبة، حتبفزع �سارخ حتب�سه، معلقة بهذا الظل اخلارج من الظالم بعباءته ال�سوداء التي تغطي راأ�سه فال يظهر منه �سيء وبيده كتاب، تراجعت خطوة لريفع راأ�سه نحوها وترى عينيه كرتي نار ملتهبة، اختفى بلحظة وبالثانية كان

خلف ظهرها يطبق على عنقها!!!

5دلن، بجانب هنا يجل�س ه اأن ي�سدق ل وذهابا جيئة القاعة يذرع دلن جل�ست اجلنون، ي�سيبه يكاد تكون، اأينما بجانبها يقف ودل�سري حركته الزائدة منه الغ�سب مبلغه، له وقد بلغ اإل �ساعد الأريكة تنظر

وامل�سطربة اأثارت حفيظتها...ا تفعله! هال توقفت عم

ا، انزلقت اإل مقعد الأريكة... التفت نحوها كاأنه اكت�سف وجودها تويكفينا ما حدث باحلفل! اأين رحيل؟

وراأ�سها داخل ح�سية اأرخت ج�سدها قالته، ما ي�سمع ل كاأنه ت�ساءل الأريكة املريحة، تنهدت بغيظ...

احلمقاء و�سط كل تلك الفو�سى ت�سعر باجلوع، ذهبت تبحث عن �سيء تاأكله.

229

شر والتوزيععصري الكتب للن

على ا �سي بدت ودخلوا، الباب فتح اآخر �سيئا اأحدهم يزيد اأن وقبل ا ل يروها منذ غري �سجيتها، اآ�سف ف عال اآخر، رونا تعتليها نظرة ر�س

انتقلوا! ارمتت لالأريكة، فت�ساءلت دلن باهتمام...من حاول قتل امللوك؟ بالطبع زارا!

ا اإل ال�سرير... جاءت اإجابتها قاطعة، لرتمتي �سي . كال

اعتدلت باأفكاره، اما مت بدا غارقا الذي ف اآ�س وانتبه اأعينهم فغروا بجل�ستها فوق ال�سرير، ليت�ساءلوا باهتمام، فاأجابت...

�ساتاي، انظروا كيف ت�سرف بعد ما حدث، غري اأن كاأ�سه ل تكن م�سمومة!

ف حليته و�سعره كعادته كلما يفكر بتمعن، اأ�سابهم الذهول، حك اآ�سرفع طرف عينه نحوها بنظرة تعرفها، لتتنهد ب�سخط...

احلار�س كان ل�سانه مقطوعا. كالذين هاجموك على الأر�س؟

ت�ساءلت رونا بحرية، زفرت اإيجابا...ول اأ�ستطع احل�سول منه اإل على ذكرى من نف�س القبو. اأراد اأن يورطنا نحن بقتله؟ ه تاآمر وليد اللحظة؟ تق�سدين اأن

ان على ما قالته دلن، لتتدخل رونا باحلديث... ب ري عقاأكيد يخطط لهذا منذ فرتة، لكن و�سولنا كان توقيتا منا�سبا بالت

230

شر والتوزيععصري الكتب للن

له.ه غري را�س عن اتفاقنا مع امللك. ة اأن خا�س

جارف، ب�سخط راأ�سها وتهز ا، �سي لتعتدل �سمته، عن ف اآ�س خرج ا قراأته بعقل احلار�س! ا راأته ف القبو وما يربطه ب دة م ك لي�ست متاأ

ا اعتقد، �سواأ م ه اأ ف ل�سيء يرك�س بنف�س الجتاه، لكن قفز عقل اآ�سا تب ز�ر�! لدى لي�ست �ل�ستحو�ذ »تعويذة مقة كانت دة زمر اأن يبدو

�ساتاي ما �لذي تخطط له؟!«لت�ساألها دلن باهتمام...

القاعة اإل تعيديه ثم خارجا دل�سري تر�سلي اأن ا�ستطعت كيف دا ول�ستما معا؟ د م

رفعت عينها نحو العيون املت�سمرة حولها، اأن ينتقل �سخ�سن متالم�سن ا اآخر دون اأن يلم�سه ملكان معا �سيء عادي، لكن اأن ينقل �سخ�س �سخ�سلي�س به ويعيده ولي�س معه، فهذا اأثار ذهول اجلميع! حركت كتفيها بحرية

ها ل تعرف! ل تفعل �سيئا، هي فقط فكرت ف حدوث ذلك، فحدث! اأنت�ساوؤل اأملا، اأكث خوف املتزايدة خماوفه غياهب من ف اآ�س د ا�سرت

ا... اأطلقته �سيا باحلفل. اأين رحيل؟ ل اأرها منذ كن

القاعة داخل باأريكة م�ستلقية حتى وجدوها الليل عنها طوال بحثوا ها اجلانبية، تغط بنوم عميق! حن ا�ستيقظت ل تكن تتذكر �سيئا، �سوى اأنذهبت لتبحث عن طعام، ثم غلبها الإرهاق والتعب فنامت بتلك القاعة!!

5

231

شر والتوزيععصري الكتب للن

فة، دت عتمة ليلة عا�س بال�سباح الباكر ومع خيوط الفجر الأول تبدا بتولي بالردهة، لتبت�سم الثانية بودة... التقت �سي

ومرهقة طويلة كانت اأم�س فليلة نائمة، زلت ما ك اأن اعتقدت ة لك. للجميع، خا�س

ل تعلق ب�سيء، لت�ستدرك تولي �سريعا...كيف حال �سديقتك؟ اأهي بخري؟

درها وغلف وجهها نظرة باردة... ا يديها اأمام �س عقدت �سيكيد هي بخري! اأ دمي اأمانا وحت�سينا، بالت اإننا داخل اأكث ق�سور ال�س

تها داخل �سويداء قلبها �ساخطة، واأ�سافت ها اأ�سر ل تعلق تولي، لكنبابت�سامة م�سطنعة...

ل اأ�سكرك على اإنقاذ حياة والدي. ل �سيء ي�ستحق ال�سكر. ل يكن زارا، األي�س كذلك؟ ه لي�س زارا فبالتاأكيد تعلمن من! اإذا كنت تعلمن اأن

�سها بخيبة، لتت�ساءل الأخرى باهتمام... زفرت تولي باأ�سى، تهز راأملاذا ل حتاول منعه؟ اأرى اأ�سياء كثرية، البع�س منها يتحقق والكثري منها ل.

التفتت للجهة الأخرى...اه اجلميع، و�سكوكي يقول ل معلمي كال اإنني فقط اأ�سعر بال�سوء جت

ب ل دوما تلك الأوهام بحدوث ال�سيئ. املفرطة ت�سب

232

شر والتوزيععصري الكتب للن

اما. لدينا معلمان خمتلفان متا بغتة... تب�سمتا، اأم�سكت يد �سي

دا لإنقاذه. د اأ�سكرك ما ها ل ت�سل ملا اأرادت، تب�سمت ورحلت، �سخرت �سي اأطالت ال�سالم لكن»حمقاء! تعتقد �أنها ت�ستطيع �خرت�قي«، وقبل اأن تكمل طريقها، �سمعت �لفو�سى تلك »�ساأنهي ماورة قاعة من الغا�سب �ساتاي اأفكار �سوت فاختفت، القاعة، ملغادرة هم حتى طويال، له ت�ستمع لبثت ثمن«، باأي اأمام وقفت املفاجئ، لظهورها انتبهوا بها، اخلا�س باجلناح وظهرت

ف مبا�سرة، جال�س بجوار رحيل، و�سعت يدها فوق كتفه... اآ�سيجب اأن نتحدث... الآن.

ظة واختفى كالهما من القاعة، و�سط ده�سة اجلميع! حل

5طفقت �سماءه، تو�سط حتى نهاره وارتفع ال�سحى، �سم�س انب�سطت د! د م �سيء عن تفت�س ها كاأن اجلانبية، احلدائق داخل تتجول ا �سياملرة، تلك ترقبها األ عن تاأكدت الكهوف اجلانبية، اأحد انتحت داخل فوق ونثت ال�سغري بخنجرها يدها جرحت ال�سمت، حاجز األقت ظات وعمت رياح قوية داخل كفها الناب�س بالأزرق خمتلطا بالأحمر، حللتفتح عينها املكان، من وهي الرياح اختفت وبعدها ال�سامتة، الدائرة

داخل املخزن املهدم!نحو وغلبها حنن خا�س وال�سكينة بالهدوء اإح�سا�س غريب خامرها يحمل ه لكن جدرانه، بن �سعبة اأوقات من به مرت ما كل رغم املكان

233

شر والتوزيععصري الكتب للن

الكثري من ذكريات حلوة جمعتها بهم، يحمل الكثري من روحها املبعثة ف كل مكان.

مع�سكر جي�سها، وقفت حيث اأن و�سلت اإل تهادت خطواتها خارجه ة ع�سكري و�سعية واملتخذين مموعات، ف ن املرتا�س اجلنود اأمام تي ما اإن ظهرت اأمامهم حتى قب�سوا على �سيوفهم وانحنوا متحفزة، وال

اأمامها بحركة ع�سكرية متزامنة.اندفع نحوها املفاجئ، انتبه لنحنائهم حن م�ستقيما، ام تي انتف�س برهة بعد ا، اأي�س اإليه فا�ستاقت فطوقته، اإنذار، �سابق دون واحت�سنها

ا، فت�ساءل... انفكاأين الباقية؟ �سنذهب اإليهم.

تدور وعينها ا ر�س وابت�سامة بغبطة لرتدف غامر، بفرح ابت�سم بينهم...

د هنا يا �سديقي. تقوم بعمل جيزادت ابت�سامته، طلبت اإليه جتهيز اجلميع للعبور، ل ياأخذ الكثري من الوقت جلمعهم، فكان على اأهبة ال�ستعداد للحظة فتح بوابات العبور اإل ام كاخلطة املتفق عليها، ت�ساءل بحرية وعينه حت�سي جنوده الكثريين ده

على امتداد العن اأمامهما...فتح ام ده معبد على ال�سهل من ه اأن اأعتقد لكن جاهزون، نحن

البوابة قريبا، لنوفر الوقت واملجهود.�سها العميق التفتت تدور عينها باجلنود من خلفه، وارتياح و�سى به تنفالأخرى واأطبقت اأم�سكت خنجرها، فتحت جرحا �سغريا بيدها بهدوء،

234

شر والتوزيععصري الكتب للن

للجرح انتبه فقط اللحظة تلك بالأحمر، املختلط الأزرق رذاذها فوق عن تعرب ل ا�ستغرابا، عينه ففغر فوقه، الناب�س وبقايا الأخرى بيدها

طريق بوابة بل عن طريق دمائها! فتعجب...ام كاخلطة؟! األن نعرب عن طريق بوابات ده

بداأت ب�سيء، ترد اأن دون ماكرة وابت�سامة عينها بطرف غمزت ظات وفتحت البوابة، بهت تيام، وعينه ترى غابة روكان تظهر التمتمة حل

على اجلهة الأخرى من املعرب!مالت نحوه ت�سغط كتفه بيدها...

تغيري باخلطط. األن يعرف زارا بوجودنا؟ خذت احتياطاتي لهذا. ات

اجلهة من املعرب على تظهر و�سم الر اأطياف بداأت ده�سته، زادت د اجلنود الذين ل جتمعهم بهم ذكريات جيدة! الأخرى، ترد

ام الذي و�سم، ثبتت عينها بعن تي ل من عرب فانحنى اأمامها الر هي اأوها تعرف ما الذي ن باأ لديه اإح�سا�س لكن يكن يعرف ما الذي يحدث، ل ها ها تثبت له دوما اأن ه يثق بها، فرغم تهورها الدائم فاإن تفعله، والأهم اأننحو جنوده ثم عرب فتبعه كامل اجلي�س اأن يتبعها، فاألقى نظرة ت�ستحق

دون حرف.وقفت على البوابة، رمت املع�سكر اخلال واأطالل املخزن البادية على بن ق�سته لعمر وا�ستياق حنن بنظرة باأكملها والأر�س قريبة م�سافة

ربوعها، ثم اأغلقت البوابة واختفى كل �سيء وعم ال�سكون!

5

235

شر والتوزيععصري الكتب للن

اول مللمة اخليوط بيدها، تعلم بامل�ساء تقف اأمام عن كامي هادئة حتة بعدما اأن �ساتاي هو الفاعل، حاول قتل امللوك واإل�ساق التهمة بها، خا�س

وجدوا احلار�س املقطوع الل�سان مقتول ف زنزانته بنف�س الليلة. تلك الألغاز الناق�سة، فكيف لنا اأن نحل تنهدت بزفرة �سقاء من كلكل خباياها ويحفظ ابتكرها التي لعبته القدر مبتورة! نالعب اأحجيات ل بن املطرقة داخل متاهته وعلينا اأن نربح! فال مال للهزمية واأنت مكب

وال�سنديان!تنف�ست، �سردت حلظات وفجاأة راحت تقفز فرحا وت�سرخ »وجدته«، ل يفهم بن جنبات الق�سر كاملم�سو�سة، ودل�سري خلفها اندفعت ترك�س ف ت�سرتد �سيئا! و�سلت جناحهم، اأغلقت الباب باإحكام، جل�ست بجوار اآ�س

اأنفا�سها وتهتف بفرحة تلتمع بن عينيها...اأعرف كيف اأجده.

الغامرة النربة بذات لت�سرت�سل املت�سائلة النظرات جميعهم تبادل بالفرح...

ت بنفيك؟ الكتاب، اأتذكر اآخر لقاء بينك وبن رهانا حن اأقرنعم. اأعدين اإل ذلك اليوم. ماذا؟

ت�ساءلت دلن بده�سة ككل العيون املحيطة بهم، ليزداد حما�سها...هذا اآخر يوم حتدثت فيه رهانا عن الكتاب مع اأحد، قتلت بعدها

ام األي�س كذلك؟ بعدة اأي

236

شر والتوزيععصري الكتب للن

هز راأ�سه بحرية، ثم اإيجابا، ليزداد حما�سها...الكتاب خلف ي�سعى ا �سخ�س هناك اأن ويعلم مكانها اأحد اأي

�سيفكر تقدير �سواأ اأ على اإليه، و�سل اأحد ل اأن ليتاأكد �سيتفقده، بكانه!

اما، غري اأن هذا اآخر اأمل لدينا لإيجاده. ا مقة مت �سيدت همهمات اجلميع، لتعاود بذات احلما�س... هتف ريان، واأك

كل واأ�سمع اأري كنت اإلكاي ليوم اأعدتني حن �سابقا فعلتها اأنت �سيء حتى اأفكاركم، اأعدين اإل ذلك اليوم بينكما و�ساأجده.

�سيجهم �سمت متن قبل اأن يقول بنربة مرتددة...ا عليك، اإن روحك انتقلت كثريا ف فرتة قليلة، الأمر �سيكون �ساق

الأمر لي�س بتلك ال�سهولة.يجب اأن نده.

ة ا�ستخدام حاول اإثناءها هباء، ل يعلم اأكان يخاف عليها فعال من كثد فكرة اأن جتد ر �سحرها ف فرتة ق�سرية، وتكرار انتقالها، اأم يهاب م

ه كذلك اأكث من يخ�ساه! الكتاب! هو اأكث من اأراده لكن

5مددة فوق الأريكة، طفقت عينها تزوغ حتى غطت ف �سبات عميق، فتحتها على اجلهة الأخرى وجدت نف�سها داخل القاعة املحرمة ورهانا ل تكاد حتمله الذي ي�سحبه احلر�س خارجا ف اآ�س نحو اآخر نظرة تلقي

قدمه.

237

شر والتوزيععصري الكتب للن

اأمرت باإخالء القاعة واإغالقها من اخلارج، حتفزت كل ذرة بج�سدها عن عر�سها ب�سع درجات، التي ت�سعى خلفها، نزلت اللحظة تلك فربا كانت غا�سبة اإل احلد الذي كادت اأن ته�سم معه اأناملها، تذرع القاعة ا وراءها على بعد خطوات! وحل ذهابا واإيابا، ت�سنمت رهانا بوقفتها و�سي

�سكون �سارخ باملكان!اإن بوجودها! تعرف هل ا، �سي فارتع�ست بغتة، رهانا نحوها التفتت ها تعرف! تقدمت رهانا عدة خطوات ف عرف �سابقا فال بد واأن كان اآ�سا اأن تزفر اأنفا�س روؤ �سي بحت ظهورهما متقابلة، ل جت حتى تخطتها واأ�ساأن تعي ا نحوها بروية، وقبل التفتت �سي رهانا بالتمتمة، الرتياح، بداأت

�سعرت بيد تطبق على رقبتها، واأخرى تدفع راأ�سها لالأ�سفل!

5ف؟ ما الذي يحدث يا اآ�س

فمها! من تندفع واملياه اأمامهم، ينتف�س ترى ج�سدها رونا، رخ ت�ستدفع بدلو ماء! اأغرقها اأحدهم كاأن بن مالب�سها، وتن�سح وجهها تبلل

ها ت�سارعه! بيديها وقدميها الهواء كاأناأتبدو ك�سخ�س يغرق اأم اأنني اأتوهم؟!

ت�ساءل دل�سري بريبة واملياه تخرج من فمها بغزارة، وانتفا�ستها ودفعها ج ريان... يزداد، �س

ف. اأعدها الآن يا اآ�سما الذي تعتقد اأنني اأحاول فعله! لكن �سيئا يحول بيني وبينها!

238

شر والتوزيععصري الكتب للن

ف بوجهه وج�سده �سحب كالأموات، �سيء ي�سحبها بعيدا ي�سعر ى اآ�س دوه ل ي�ستطيع فعل �سيء، دلن انكفاأت عليها تهز ج�سدها، ه يفقدها لكن اأن

وتهتف بفزع...اإننا نفقدها.

تندفع تزال ل واملياه تخبو، ج�سدها وحركة قوتها يروا وهم فزعوا منها تكاد تخنقها، اندفع دل�سري يقلبها على جانبها الأمين، �ساعده ريان مييل راأ�سها لالأ�سفل اأكث، اندفعت املياه بغزارة من فمها، بداأت تقل حتى ال�ساكن، ج�سدها ترتقب وعيونهم �سنوات بدت ظات حل اما، مت توقفت

ال�ساحب كالأموات!

5ملقاة على ظهرها فتحت عينيها الواهنة، تتقياأ مياها طاعنة امللوحة وج�سدها ينتف�س ب�سعف، وكل ما بها يحاول اأن ي�ستفيق، ل تب�سر �سوى اول عينها الزائغة التقاط ماهيته! تعافر �سباب، يخرتقه �سوء واهن حتللت�سبث بوعيها، تراءى لها ال�سوء قادما من بعيد، يزداد قربا وتزداد معه

اما عن الوعي! ال�سورة ت�سو�سا حتى غابت مت

5تت�سكل راأ�سها داخل دا د م ال�سورة عادت ثانية، وعيها ا�ستعادت �سها للمكان من حولها، ل ترى �سيئا �سوى ظالل و�سباب كثيف! حركت راأجلهة اليمن، عينها ل ت�ستطيع اإم�ساك �سورة وا�سحة، جاهدت ج�سدها ركبتيها، على وجتثو اأكث عليه لتتحامل جانبها على تعتدل املحطم،

239

شر والتوزيععصري الكتب للن

درها �س منها، املزيد لتتقياأ املاحلة باملياه احت�سد الذي بطنها مت�سك يوؤملها من اإح�سا�س الختناق املوجع، فما زالت ت�سعر به!

تلك فوقها نظرها تركز التي الأر�س ف قليال الروؤية تت�سح بداأت لي�س فباحلقيقة فجاأة، ز حتف الذي انتباهها ا�سرتعى ما اللحظة، كل قوتها مكرهة ا�ستح�سرت ف فراغ، اأر�س؟! جتل�س اأي اأر�س، حتتها ها لكن باردة قوية �سلبة حتملها، التي الأر�س بيدها ت�سغط وتركيزها، ي �سيء تعرفه! بل هو ا من اأ ل �سيء! هذا لي�س زجاجا! وتلك لي�ست اأر�س

فراغ، فراغ حرف!اأو �سماء ول اأر�س له لي�س فراغ داخل نف�سها لتجد راأ�سها رفعت اهات، ل �سيء مطلقا، وقبل اأن تلف راأ�سها للجهة الأخرى اأوقفها ن�سل اجتلبت، ن�سل �سيف حف جلدها، ت�سعر بالأل بارد حاد يحتك بعنقها! ت�سها ا�سرتد بغيظ، داخلها هتف د�« د م »لي�ص عنه ت ند التي وبالدماء

�سوت هادئ رخيم ثابت...من تكونن؟ وكيف و�سلت اإل هنا؟

مثبتتن رهانا عيني لتجد ال�سوت، نحو تام بهدوء رقبتها حركت ظات لهما قبل اأن تفقد الوعي، يد تطبق على نحوها، فا�ستعادت اآخر حل�سها لالأ�سفل، تدفع عنوة داخل ماء! ل ت�ستطيع بلوغ رقبتها واأخرى تدفع راأاأعاله، تدفع بيديها وقدميها وحتاول دفع ج�سدها خارجا، بينما الأيدي التي تطبق عليها تدفعها لالأ�سفل باإحكام! تختنق وت�سعر الهواء ينقطع عن ت عن املقاومة وزاغت عينها، لت�سعر بنف�سها ت�سقط لالأ�سفل! راأ�سها، كف

حتى ارتطمت بالأر�س، واختفى املاء من حولها، ثم فقدت الوعي!اأنعمت النظر بعن رهانا، ابتلعت ريقها تتلعثم...

240

شر والتوزيععصري الكتب للن

دة ابنة رهانا ابنة �سي�سيليا، اآخر دماء النور. ا ابنة زمر �سيواأولتها بهدوء، رهانا ت�سحبه اأن قبل ذقنها، ت حت الن�سل اهتز ا قليال ت�سرتد اأنفا�سها الهاربة، ل تعي اأين هي! ت�سعر ظهرها، اعتدلت �سي

ها حتلق ف الال�سيء! لي�سرتدها من ده�ستها وقلقها �سوت رهانا... اأنك؟ يبدو اأنك ورثت الكثري عن اأما ورثت الأكث عن جدتي. رب

ا على قدميها لتباغتها الأخرى تنهدت دون اأن تفوه بحرف، ا�ستوت �سيبال�سوؤال...

ملاذا اأتيت اإل هنا؟ تعرفن ملاذا. الكتاب؟

ل جتب ب�سيء، اأ�سهبت رهانا النظر بها، اأغم�ست عينها وا�ست�سعرت لذلك �سحيحا، كان القاعة ف به �سعرت ما تخطئه، ل بقوة! ح�سوره جلبتها اإل هنا لتتاأكد! تنهدت ب�سجن داخلها »�أح�سنت يا �سغيتي كنت

ا بحرية... دوما �لأذكى«، ت�ساءلت �سي

كيف لك اأن تخاطبيني؟ ي طيف ف املكان، فما اأ�سحاب الدماء املميزة ميكنهم ال�سعور باأ

بالك بدماء النور؟!ا قبل اأن ت�سيف... ترددت �سي

لكنك ميتة الآن، اإذا كيف؟ خلفتها وراء ظهرها، تنهدت بحزن...

241

شر والتوزيععصري الكتب للن

لأننا خارج الزمان واملكان، ل�سنا اللذين تعرفينهما. فكيف و�سلت اأنا اإل هنا؟ كنك الو�سول اإل اأي مكان! وحدك مي

حولها نظرت تنهدت، تعنيه، ما تفهم ل ها اأن رغم ا �سي تعلق ل تتوق كانت واحد و�سيء تقدمت خطوة هذا، من اأي فهم عن وجتاوزت

تها... ل�سوؤالها عنه لو التقتها يوما، وها قد جاءتها الفر�سة ولن تفوملاذا ل ت�ستمعي اإليها؟ اعتقدت اأن الكتاب يجعلها ترى �سدى املا�سي، يريد اإطالعها على

تاريخه.ا على بعد خطوة منها... رهما �سمت حذر، وقفت �سي زفرت باأل، حا�س

اأين الكتاب؟ اول ال�سيطرة على ا، حت ت عن طرف ثغرها ابت�سامة ل تفهمها �سي ند

�سخطها...ي، �سيقتلها اإن ل اأجده! زارا لديه اأم�سيقتلها بكل الأحوال.

بالوجع، الطافحة مالمها فن�سحت تها، غ�س ابتالع ت�ستطع ل لتتقدم �سيا خطوة فباتتا متقابلتن...

ا باملا�سي فلماذا ل متنعن كل هذا، وتقتلن زارا؟ اإذا كنتب�سمت ب�سخرية حانقة...

اإن ل يحدث ما حدث، ما كنت لتكوين هنا الآن وما كنت اأنا لأعرف دة هو امل�ستقبل. اأن ما راأته زمر

242

شر والتوزيععصري الكتب للن

ل اأفهم!! نف�س �سرنتكب للما�سي �سنعود مرة وبكل حدث، قد حدث ما

نحن، كما ونحن نعود لأننا الختيارات، بنف�س ونقع الأخطاء للما�سي يعود اأحد ل الأعمى، وانتمائنا وانحيازنا اأفكارنا بنف�س بخربة م�سبعا �ساخطا، نادما ق�ساها التي اأعوامه ويحمل خربة جتاربه، اجلميع يعود ولديه نف�س القدر من حماقته، الزمن لي�س �سخيا معنا اإل هذا احلد، لن يعيدنا اإل املا�سي ويهدينا خربات األف الأخطاء ذات نرتكب ف�سوف مرة األف عدنا اإذا امل�ستقبل،

مرة دون اأن يتغري �سيء قيد اأمنلة.حاول! نغري ل فهمت؟ نحن هل �سيء، يتغري ولن ذاته الطريق �ساأتبع

احلظ يحالفنا ا رب منه، التعلم مراقبته، فقط ميكننا املا�سي ن نغريه، فهذا م�ستحيل، ما حدث اأكث ونعرف بع�س اأ�سراره، لكن اأ

قد حدث وق�سي الأمر. وعينها ا، �سي ا�ستياء زاد احلذر، ال�سكون وعم كلتيهما �سراخ خبا الغا�سبة تتلفت حولها التي توقفت ب�سيء ما، فغرتها ذهول! الكتاب الذي بطرف ق�سي خلف فوق طاولة زجاجية يبحث عنه اجلميع معلق هناك

كتف رهانا، تعلقت عينها واأنفا�سها به.انتبهت رهانا واألقت نظرة حيث تنظر، فجذبت عينها بال�سيف نحوها،

ها ل تتحرك، فاأدغمت رهانا... ا ريقها ب�سعوبة لكن ابتلعت �سياأنت ت�سبهينها اإل حد خميف!

حركت راأ�سها بعدم فهم، لرتفع طرف عينها نحوها...

243

شر والتوزيععصري الكتب للن

األي�س اأنا اأعرف تلك النظرة، ل �سيء �سيوقفك �سي�سيليا جدتك، كذلك!

ي. لن اأتخلى عن اأمخاذ �سبيل اآخر... ا ات ل تقل �سيئا، فحاولت �سي

ي�ستطيع األن زارا احل�سول على دمائي وقتلني؟ لو ا�ستطاع ماذا وقتها احل�سول على الكتاب؟

ة اإن قتلك! حد، خا�س ي اأ م�ستحيل اأن ي�سل اإليه اأ�سها بعدم فهم، ثم ت�ساءلت باإ�سرار... اأمالت راأ

ي، وهي احلامية؟ لديه اأما... �سحكت رهانا حتى دمعت عينها، ليزداد غيظ �سي

ي، وهي املفتاح!! األ ت�سمعيني؟ لديه اأمرهانا خطوة بت اقرت ت�ستطيع كبحه، تعد ل بوجهها بحنق اهتاجت

حتى ما عادتا يف�سلهما �سيء...ا ل تفهمي بعد يا �سغرية؟ اأنت حق

حول رقبتها، وهم�ست يديها رهانا اأطبقت ك�سرت عينيها ا�ستغرابا، �سعرت اأنفا�سها! تقف وكادت عينيها ا �سي له فغرت اأذنها ف ب�سيء باإع�سار جامح �سربها بلحظة! �سور كثرية وذكريات اأكث عربت راأ�سها! واألف �سوؤال ل يكن لها اإجابة جت�سدت كلها اأمامها! لتهم�س بذهول اأخر�س

عقلها »م�ستحيل!«تركتها رهانا خلفها، وقفت اأمام الكتاب مبا�سرة حتجب عينها عنه...

توقفي عن مقاومته، هذا يزيد الو�سع �سوءا!... حان وقت الرحيل.

244

شر والتوزيععصري الكتب للن

وقبل اأن تعود من �سدمتها اأو حتى تعي، �سعرت بيد تطبق على رقبتها، ل تقاوم، ل املاء، داخل دا د م وت�سقط لالأ�سفل �سها راأ تدفع واأخرى دون حراك، بها ذرة كل ورقدت قواها �سيء، خارت لأي باأ�س بها يكن رخ داخل دة، كلتاهما ت�س زمر رهانا يختلط ب�سوت تفقد الوعي و�سوت والكتاب العر�س كر�سي وعته ما واآخر �هربي«، �سيا، يا »�هربي راأ�سها فوقه يلتمع ب�سوء خاطف ويتال�سى مع ما تبقى من طيف رهانا املغادر،

ثم اأغ�سي عليها!!

5اإل وم املتوا�سل، ا�سرتدت وعيها، منهكة من الن بعد يومن متتالين ت�ستطع، ل ها لكن النهو�س، بج�سدها مطما، حاولت ت�سعر موؤل، حد ف تعيدها اإل ا�ستلقائها، وعينه تخربها اأن دا لتجد يد اآ�س د حاولت م

�س... تهداأ حتى ل يزداد الأل، ليت�ساءل بتوجما الذي حدث؟

�سيقت حاجبيها بت�ساوؤل ل يغادرها ليجيبها...ظات من دخولك رو�سيل، وهذا اما بعد حل فقدت الت�سال بك مت

اإيجادك حاولت اأثرك! يوما اأفقد ل �سابقا! يحدث ل �سيء نك... اختفيت... خارج كل العوال!!! بالداخل لكني ل اأ�ستطع كاأ

تذكرت املكان الذي كانت به، لي�ستعيدها �سوت دلن املتلهف...هل وجدت الكتاب؟

بينها وبن رهانا، وبن الكتاب الذي راأته للحظة باآخر ما دار غابت خطوتن خطت لالعتدال، دلن �ساعدتها نف�سها، تداركت عينها، باأم

245

شر والتوزيععصري الكتب للن

و�سط احلطام اإيجاد طريقها اأغم�ست عينها، حاولت وتركتهم خلفها، بعدما جديد لك�سر مو�سع بها يعد ل التي بروحها رهانا خلفته الذي

قيقة املوؤملة! خرة احل األقتها فوق �ستنف�ست بعمق، اغت�سبت ابت�سامة هادئة والتفتت نحو العيون املرتقبة، فالتقت عينها بعن رحيل، ابت�سمت، تهز راأ�سها اإيجابا، لتهتف العيون قبل

النربات بحما�سة منده�سة...ا وجدته؟! حق

تبادل اجلميع نظرات التوج�س وال�سطراب، لتجيب...اأ�سفل كر�سي العر�س. دمي من الأ�سا�س؟ لكن املكان الذي اندثرت اآثارك به ل يكن بال�س

ف با�ستغراب، لتكمل دلن بذات احلرية... ت�ساءل اآ�ستتبعنا اأثرك، لكنك اختفيت عن كل العوال التي نعرفها؟ ا اعتقدت، حاولت خداعي لكن ال�سوار �سحر رهانا قوي، اأقوى م

ك�سف ل اخلدعة.عاودتها هم�سات رهانا ترن باأذنها، ف�سردت، لي�سرتدها �سوت ريان...

هل الكتاب؟ على نح�سل كي لرو�سيل الدخول علينا اإذا رائع لالأمور اأن تزداد �سوءا؟!

بفو�سى ت�سج العقول بينما اجلميع، على اخلارجي ال�سمت عم د التفكري بالأمر، فلن تقبل اأن يحدث ر عارمة، نفت رونا نفيا قاطعا مام معهم وا�ستدعاءهم جي�س النور اأن ت�سمن انتقال جي�س ده ذلك قبل ف اأنها بالفعل ا�ستدعته!! من الأر�س، ما اأكده ريان، فال اأحد يعرف اإل اآ�س

246

شر والتوزيععصري الكتب للن

جذب انتباهها هم�سات جانبية قلقة تنتقل بينهم، فت�ساءلت بحرية...ماذا يحدث؟

تناقلوا النظرات املرتددة للحظات قبل اأن تتخذ رحيل دور املجيب...ار ليلة فقدت وعيك. قتل امللك �سنم

انتف�ست مذعورة...ماذا؟! كيف حدث هذا؟ وجدوا خنجر �ساتاي مغرو�سا بقلبه وهو جال�س فوق كر�سي العر�س.

اأجابت رونا ب�سيق، لتهتف دلن بارتياح...كان هنا بذات التوقيت ك كنت بغيبوبة حينها، وكال اأن حمدا هلل

ليطمئن عليك، اأخربناهم اأنك �سريعة احلمى، حتى ل ي�سك اأحد بنومك الذي ل نكن نعرف متى �سينتهي.

ملكة تولي تن�سيب حفل ف �سباحا غدا �ساتاي �سيحاكمون ام. لده

ف الذي ا عينها بعن اآ�س دت رونا بنظرة �سماتة وا�سحة، لتعلق �سي اأكج �سوتها داخله ليوؤكد باإمياءة من راأ�سه! امتا طوال احلديث، �س لبث �س

5على رحيل ا�ستيقظت عميق، بنوم يغط اجلميع بينما الفجر قرب

�سوت دلن اخلفي�س، اعتدلت بعينها الناع�سة...ماذا هناك؟

اأ�سارت لها اأن تخف�س �سوتها...

247

شر والتوزيععصري الكتب للن

�سنذهب اإل رو�سيل الآن، �سنجلب الكتاب. و اأ رونا ا�ستيقظت فاإن هادئة، تبقى ن اأ لها اأ�سارت واقفة، انتف�ست حن الردهة، تتفقد الباب قرب تقف ا �سي يرحلن، يدعوهن لن ف اآ�س

ذهبت لإيقاظ دل�سري اأم�سكت رحيل بها منعتها اأن تفعل...لي�س علينا اإحداث كل تلك اجللبة، يكفي ثالثتنا.

و�سط القاعة بطرف ييدا، تاأ راأ�سها ا �سي هزت لربهة ترددها بعد األقت عينها، اأغم�ست كلتيهما، بيد اأم�سكت نيام، واجلميع الظالم

التعويذة وانتقلت اإل اجلهة الأخرى.

5الدام�س، بالظالم غارق املكان رو�سيل، قاعة داخل اأعينهن فتحن ا �سي تقدمت املرتقبة، النظرات تناقلن �سغريا، م�سعال دلن اأ�سعلت بخطوات واثقة حتى و�سلت كر�سي العر�س ودلن بجانبها الأمين ورحيل مبا�سرة، اأمامه اأ�سبحت حتى درجاته �سعدت الأي�سر، كتفها خلف ظات اأغم�ست عينها وفتحت ذراعيها على امتدادهما، بداأت بالتمتمة حل

وظهر الكتاب يتوهج فوق كر�سي العر�س!ا التمعت عن رحيل ذهول، وكتمت دلن اأنفا�سها املت�سارعة، مدت �سيفوق اأناملها فوقه وجدت خنجرا اأن اأطبقت نحو الكتاب، وبجرد يدها

عنقها!جتمدت، ابتعدت دلن خطوة و�سحبت �سيفها تنظر نحو رحيل املم�سكة

باخلنجر بذهول...ما الذي تفعلينه؟

248

شر والتوزيععصري الكتب للن

ل تعرها رحيل بال، اأطبقت اأكث فوق اخلنجر...اأعطيني الكتاب الآن.

خطوة تراجعت �ستفعل، ها ن اأ �سها براأ اأماءت ريقها، ا �سي ابتلعت لالأ�سفل بظهرها، حتركت دلن التي اأطبقت على �سيفها وغيظها، نزلوا ا التي تنظر نحو دلن تخربها اأن تهداأ عن �سلم العر�س والكتاب بيد �سي

ول تتحرك مهما حدث!كل تتبع متحفزة وعينها التي بدت رحيل نحو على مهل ا �سي التفتت اختالجة منهما، مدت لها يدها بالكتاب فمدت رحيل يدها مت�سكه بن�سوة

تالألأت بعينيها التي راحت تتوهج ف الظالم!لي�سج ناحية، من مت�سك كلتاهما الآخر، طرفه على يدها اأطبقت

�سوت �سارخ و�سط القاعة ال�ساكنة »�لآن«.التي القاعة بزاوية واقفا ف اآ�س لتجد ال�سوت نحو رحيل التفتت جدران وتال�ست العر�س كر�سي ليتبدد اجلوانب، كل من فجاأة اأ�سيئت القاعة واأر�سها و�سقفها، ووجدت نف�سها تقف باأحد اأطراف غابة روكان!

الكتاب، معها واختفى اختفت ا �سي فوجدت اأمامها، النظر لتعاود تتلفت ميينا النريان بعينها، وراحت دلن للخلف، فازداد توهج وقفزت على وقعت بها، حتيط اأزرق بلون حولها تتوهج دائرة لتجد وي�سارا،

رخ وت�سرخ، ووقع زارا على ركبتيه داخل ق�سر رو�سيل! ركبتيها ت�سا منذ ح الأل على وجهها، ليحتقن وجه زارا بالغ�سب، علمت �سي ن�سزارا حاول اخرتاقها، وحينما اأن الليلة وفتحت عينها تلك رحيل اأفاقت ها ف�سل األقى عليها تعويذة ليتحكم بها، يراقبهن لي�سل اإل الكتاب، لكن

249

شر والتوزيععصري الكتب للن

تركته لتجعله يعرف ما تريده اأن يعرفه! فكانت رحيل هي من اأر�سل رجاله ا، وهذا ما اأف�سد اختطافها! اإل الأر�س لختطافها، ليلة هوجمت �سي

توهجت عيناها ككرتي نار، اأم�سك بخنجر رحيل، يوجهه نحو قلبها، دا داخل د ا وظهرت م والتي ل تتوقف عن ال�سراخ من الأل، عادت �سي

الدائرة!اأنت تريدين اأنا ولي�س هي.

بدل يهدر زارا و�سوت توهجا، تزداد وعينها واقفة رحيل انتف�ست منها...الليلة اإحداكما �ستموت، اإن قتلتك ف�سيكون هذا كافيا ل، وليحرتق

د لأنك باحلقيقة الكتاب باجلحيم، واإن قتلتني ف�سيكون اأكث من جي�ستكونن قتلت �سديقتك، واأراه الختيار الأروع!

ا بعن �سديقتها تفت�س عنها، لكن ل يكن هناك �سوى علقت عن �سيا �سرباتها الظالم، ول متهلها رحيل املزيد، هاجمتها ب�سراوة، تفادت �سيها بنقطة ما ل ت�ستطع ال�سيطرة على �سيطانها اأكث، قدر ا�ستطاعتها، لكنودلن كلتيهما، اأدمت حتى ال�سيوف تالقت بقوة، الأخرى هي ف�سربت نب�سه، ينفرط يكاد يراه، ما ي�سدق ل الذي ام تي كعيون بقلق ترتقب معلقة عينه ف واآ�س منهما، اأي خ�سارة يحتمل ولن ابنتاه، فكلتاهما

بال�سماء ترتقب اأول خيوط الفجر!ا من الإنهاك والأل والتعب، انتف�ست رحيل بعد �سقطت كلتاهما اأر�ساأن توؤذيها، راأ�سها بغيظ، ل تريد ا ظة كاأن �سيئا ل يحدث، هزت �سي حل�سه ويحرك �سفتيه ف الذي التمعت عينه بالدموع، يهز راأ نظرت نحو اآ�س

»�فعليها �لآن«.

250

شر والتوزيععصري الكتب للن

ل �سوء األقاه الفجر على روكان، و�سعت رحيل ال�سيف على عنق مع اأوا وابت�سمت بخبث وازدادت عينها وهجا، و�سوته يرن بالأرجاء... �سي

فلتذهبي اإل اجلحيم اأيتها اللعينة. حت �سيف رحيل بعيدا، �سحبتها اإليها حتى ا غ�ساوتها وطو اأطلقت �سيووقعتا ظة حل تعت�سرها! الأخرى على منهما كل اأطبقت بها، ارتطمت تيام، حتجر روعا، ف اآ�س قلب تداعى ال�سكون! عم متعانقتن، ا اأر�سكلتيهما ترى وهي فزعا تغادرها تكاد وعينها ركبتيها على دلن ونزلت

�ساكنتن، ل ت�سدران اختالجة واحدة، والدماء ت�سيل من بينهما!

5بعد اأن اعتلت ال�سم�س عر�سها، واأر�سلت خيوطها ت�سدح بنورها بكل مكان، عادت اإل يوران مالب�سها خم�سبة بالدماء، ج�سدها يرجتف من درها ينفجر الغ�سب، ال�سرر ين�سح بن عينيها، دلن عن ميينها يكاد �سف عن ي�سارها دموعه تبلل وجنتيه، دفعت باب القاعة املحرمة حزنا، واآ�س

بكلتا يديها بحنق كادت تنخلع معه الأبواب.ان الذي فغر فمه ذهول للهيئة ، ومن خلفهما ري انتف�ست رونا ودل�سريديدا والدماء تلطخ مالب�سها واجلروح املزرية التي بدت عليهم، وعليها حت

تنزف بناطق متفرقة بج�سدها، اأكثها وجهها.تي كانت ، ومعهم كل من بالقاعة اإل تولي ال انتف�س كال وامللكة وميالجتل�س اإل عر�س والدها ترتدي تاجه وعليها عباءته، بعدما ت تن�سيبها

ل�س الكهنة الأعلى وعلى راأ�سهم كال. ام على يد م ملكة لده

251

شر والتوزيععصري الكتب للن

اخل�سوع، ب�سال�سل احلر�س قه يطو الذي �ساتاي عن بها ت�سنمت ه من قتل اأخاه. ل�س الكهنة اأن بعدما اأثبت م

لتهتف تولي بهدوء...امللكة ل�س م باقتحام احلق لك لي�س لكن ا، �سي يا �سيفتي اأنت

بتلك الطريقة!عن بالقاعة دحت �س التي الت�ساوؤل نظرات بن فاتر بهدوء تقدمت

هيئتها املزرية، لتقف مقابل �ساتاي وعينها مثبتة بعينه...من حاول الأر�س لختطاف، اإل اأر�سلت رجالك من ك اأن اأعرف

قتل امللك ليلة احلفل، اأنك تريد كتاب القدر وعر�س النور.اأفواههم اجلميع فغر اأنفا�سه، تغادره كادت �ساتاي، عن ت�سمرت ز فتحف اأخرى خطوة منه تقدمت ! وميال تولي اإل جميعهم م�سدوهن، احلر�س و�سحبوا اأ�سلحتهم، فاأوقفتهم تولي وهي تعتدل بجل�ستها، ت�سند ا تلتهب غ�سبا، من اجليد اأن ظهرها اإل الكر�سي بارتياح، ترى عيون �سيتقتل �ساتاي وترفع عن كاهلها دماء عمها اأمام اجلميع، اأ�سارت للجميع

ف وحدهما. اأن يرتاجعوا ويرتكوهما باملنت�س

ا يتوهج بالمها قبل نربتها... حنق �سياأعرف اتفاقك مع زارا لقتلي اأو هذا ما اأوهمته به، حتى يت�سنى لك

تدبري خططك اخلا�سة، تعويذة ال�ستحواذ، والتي يتطلب اإلقاوؤها قربانا من الدم، دم الأقرب اإليك وحبه يتملك قلبك!

ارمتت امللكة للكر�سي خلفها، دموعها تبلل وجنتيها، ل تعد ت�ستطيع ت�سنع القوة، ربتت ميال على كتفها، حتت�سنها، تهدئ من حزنها، حرك

كال راأ�سه مبهوتا، ل ي�سدق ما ت�سمعه اأذنه.

252

شر والتوزيععصري الكتب للن

ا اأنفا�سها ب�سخط يتاأجج ب�سدرها... زفرت �سيكل هذا واأكث كان ميكنني التغا�سي عنه، ميكنني تخطيه، وحتى

امل�سامة به، اإل �سيئا واحدا، خطاأ واحدا لن اأغفره لأحد.التفتت نحو تولي وت�سمرت عينها بها...

رحيل!! ا يرك�س نحو تولي... ا�ستعر الغ�سب بوجه �سي

كل رتبت له، تخططن ما كل اأعلم قيقية، احل الأفعى اأنك اأعلم �سيء ليبدو عمك الأهوج املتعط�س للحكم هو من فعلها، اعتقدت اأنك الأذكى، وللحق كدت اأن تنجحي، لكن �سيئا واحدا ل حت�سبي

له ح�سابا بخطتك...غلقت اأبواب القاعة فجاأة، ا�ستدعت �سيفها واعتل عينها حنق متطاير

ك�سوتها ال�ساخب و�سط القاعة...ار ول�ست �ساتاي. اإنني ل�ست �سنم

بهت اجلميع، ت�سمرت العيون امل�سدوهة بتولي، التي �سغطت �ساعدي اأهلكت بخيبة اأ�سنانها ميال كزت مقلتيها، يفجر كاد بغيظ الكر�سي التي اأمها، الت�سديق، حتت�سن يقبل ل قلبها لكن ت�سك فكانت روحها،

هتفت بذهول ونربة متقطعة ل تكاد تغادرها...قتلت... والدك...

ا على ركبتيها وقب�سة قطع �سوتها �سوت مدو رج القاعة! حن نزلت �سيا فاهتزت معها اجلدران، واندفع كل �سيء للخلف يدها تدك الأر�س دكبقوة، ا�سطدموا باجلدران و�سقطوا متاأملن، �سوبت عينها نحو تولي التي

253

شر والتوزيععصري الكتب للن

اول تطبق يديها على �ساعدي كر�سي العر�س، تتم بتعويذات متالحقة حتتفادي الهجمة املباغتة.

الرتطام، ة �سد من املتاأملة الأ�سوات فو�سى اغت�سبت �سكون ظة حللت�سرخ تولي...

اأيتها الغبية! كان يجب علي قتلك منذ اللحظة الأول. انتف�ست واقفة األقت بعباءة والدها جانبا وا�ستدعت �سيفها، وانتقلت

اإل اجلهة املقابلة من القاعة، لتقفا متقابلتن...

عاملي؟! حتكم حقرية هجينا لأترك بحماقتهم اأنني اأتعتقدين دمي حقي وحدي، و�سيكون ل، اأنت ل ت�ستحقن �سيئا! عر�س ال�س

تعال وخذيه. ي�ستطع ل الذي ف اآ�س رخ �س بوجهها، ا�ستعل بحقد ا �سي رخت �س

ة ا�سطدامه باجلدار... احلركة من قو

ا. ... ل تفعلي يا �سي كالل تكرتث له، اأو بالأحرى ل ت�سمعه، فال ت�سمع �سوى �سوت انتقامها، ها لن ت�سمد اأمام تعويذة ال�ستحواذ. هز راأ�سه حزنا، فهو خري من يعلم اأن

نزلت تولي على ركبتها اليمنى، وفردت ذراعيها على امتدادهما ثم �سحبتهما ب�سخط، و�سحبت معهما �سال�سل اخل�سوع املعلقة فوق جدران بت تولي بنظرة غل ا، فنزلت على ركبتيها، انت�س القاعة، لتلتف حول �سيا ا، انحب�ست الأنفا�س، رمتها �سي ه �سيفها نحو عنق �سي �سامتة �ساخرة، توجتولي حاجبيها ا�ستغرابا! لتجدها انتف�ست لها بت بنظرة م�ستهزئة قط

254

شر والتوزيععصري الكتب للن

بال! ها و�ساح كاأن ت قدمها حت وتلقيها عن كتفها ال�سال�سل تزيح واقفة، كادت عيون تولي تغادرها ذهول!

ف وت�سنم اجلميع، وهم يرونها ترفع كفها لالأعلى فارتفعت �سده اآ�س، و�سكن وجهها ال�سال�سل حتى الت�سقت بقب�سة يدها، اأطبقت عليها بغل�سال�سل اأن تعرف التي ميال اإل اجلميع، لها فزع �سيطانية ابت�سامة

ا بوجهها... رخت �سي اخل�سوع ل توؤثر بها، لقد �ساهدتها بالقبو، �ساإن كان الظالم بداخلك...

ت حول خ�سرها، ا، األقت ال�سال�سل نحو تولي فالتف ثبتت قدميها اأر�ستكاد تعت�سرها، والتمعت غ�ساوة عينها وراح يتاأجج �سيطانها...

فاأنا اجلحيم بحد ذاته. و�سط �سرختها دوت حتى اأكث تعت�سرها للمنت�سف ا �سي �سحبتها

القاعة...كنك قتلي؟ ه ل مي تعرفن اأن

ا �سحبتها نحوها حتى الت�سقت بها، اأطبقت على عنقها، وهم�ست �سيبغ�سب �سارخ...

ل اأحد يقتل ميتا يا غبية. األقتها ا لالأعلى بكره فا�سطدمت ب�سقف القاعة بقوة، ثم دفعتها �سيت الأر�س حولها، وتك�سرت حتتها، اأغم�ست تولي عينها بوجع، ا فدك اأر�سحتاملت على نف�سها، حلظة واختفت من داخل ال�سال�سل، وظهرت بطرف القاعة من اجلهة الأخرى راكعة على ركبتيها تتحامل على اأملها، اندفعت �سقطت التي الأ�سهم ع�سرات ا �سي نحو و�سوبت قو�سها �سحبت واقفة،

255

شر والتوزيععصري الكتب للن

رخت تولي ب�سخط، ثم اأطلقت غ�ساوة جميعها اأمام حاجز احلماية، �سعينها ال�سوداء، دفعت �سال�سل اخل�سوع باآخر زاوية بعيدا عنها...

يبدو اأنني ا�ستهنت بك يا لعينة. لننه تلك اللعبة ال�سخيفة. كل تدفع الأخرى، نحو كلتاهما اندفعت تاأتي، اأن ا �سي لها فاأ�سارت بها كانت �ستنجو تي ال اإل خطتها ل ترى تولي امل�ستعرة، منهما رغبتها ة قتل والدها، اأف�سدتها عليها هجن حقرية، ترى كر�سي من اآثامها، خا�سة النور وكتاب القدر، كل �سيء تريده، ل يقف بينها وبينه �سوى العر�س، قو

تلك الراك�سة نحوها، ت�ستحوذ على روحها وي�سري العال بن قب�ستها!

خططت ها، د �س زارا مع تاآمرت كوابي�سها، اأ�سواأ تراها ا �سي بينما حمل لزارا، �سلمت �سديقتها من روحها، من ى تبق ما على لال�ستحواذ اآخر حتمله فوق عاتقها، اإثم ل ترتكبه، ما عادت تتحمل دفع املزيد لقاء

ذنوب ل تقرتفها.

الهواء ف اندفعتا ال�ستحواذ، تعويذة وتردد كلتيهما، عن غامت اأثارت حولهما، هائجة فة عا�س هبت اخب، �س بدوي �سيفهما وارتطم جزع ف ترقبهما امللتاعة والعيون داخلها، غلفتهما وفان كالط دوامة ة كاأن اإع�سارا يجتاح املكان، ل قو وا�سطراب وترقب، ازدادت الدوامة

ي�ستطع اأحد التحرك، فكل يت�سبث باأقرب �سيء را�سخ.

با�ستماتة يدها على اأطبق ف اآ�س لكن للداخل، العبور دلن حاولت مينعها، ف�سحرها لن يعمل بكل الأحوال ك�سحره، ف�ستكون ميتة ل مالة،

ه يعرف اأن تلك معركة لن يخو�سها غريها. غري اأن

256

شر والتوزيععصري الكتب للن

دون الولوج يحاولن اخلارج من القاعة زجاج ي�سربان تليد �سقرا دة زمر كثورة بحنق ثائرين الزجاجية القبة فوق يحلقان فظال اأمل،

املقيدة ل ت�ستطيع فعل �سيء وهي ترى ابنتها تذهب حلتفها.�ساتاي يحاول جتاوز �سدمته، ل ي�سدق اأن تولي هي من قتلت اأخاه، توافق اأن اأبيها، لقتل اأن ي�سل جنونها توقع ما لكن بتهورها علمه رغم هو بالفعل يريد زارا، زارا قتله كاد يقتل منه اأراد ما رف�سه، حن على

العر�س لكن لي�س على دماء اأخيه الوحيد!اول الت�سبث باأحد اأبواب ال�سرفة ومت�سك حاول الو�سول مليال التي حتن ت�ستخدم اأي �سحر يد اأمها املم�سكة باأقرب عمود لها، فهي اأ�سعف من اأفة كلتيهما، تكاد يدها تنزلق وترتك مقب�س ال�سرفة فت�سحبها يجابه عا�ساإليه، ي�سحبها يدها على واأطبق اإليها و�سل حتى عمها عافر الدوامة،

يخبئها داخل ح�سنه.والقوة، الإرادة م�سلوب القاعة داخل م�سجون ه لأن يجن يكاد كال ها �ستاأخذ اجلميع عاجز عن فعل �سيء لإنهاء تلك العا�سفة التي يعلم اأنه الآن يعرف اأن تولي تخطت كل احلدود، واأن املعركة بدوامتها، الأ�سواأ اأناأباها قدمت روح من ظالما اأكث قلبا ميتلك فمن لأجلها، م�سومة قربانا لتح�سل على ال�سلطة والقوة! ي�سب نف�سه وغباءه فكيف ل ير كل كن التنبوؤ باأفعالها، لكن دة جامة ل مي ها متمر هذا الظالم بها؟! يعلم اأن

اأن ت�سل اإل هذا احلد، فهذا اأكرب من ا�ستيعابه! ، ودل�سري ان كري �سيء، فعل ت�ستطيع ل ب�سخط، الأر�س ت�سرب رونا

فجميعهم بالكاد ي�ستطيعون التم�سك باأنفا�سهم واأج�سادهم.

257

شر والتوزيععصري الكتب للن

اإحداهما ل تتوقف له جدران الق�سر، �سوت احتدام ال�سيفن تهتز عن ترديد تعويذاتها، وتوجيه ال�سربات املوجعة لالأخرى، وحدهما خارج �سوى ت�سمع ول ترى ل منهما كل باأكمله، والكون واملكان الزمان حدود رغبتها اجلامة ف النتقام وامتالك الأخرى، ومعها امتالك كل �سيء،

غلقت بينهما ال�سبل!هداأت احلركة، على يقوى ل هرم كدهر مرت كثرية دقائق بعد ف بنت�س ا اأر�س ا �سي �سقطت رويدا، رويدا الدوامة تال�ست العا�سفة، اإل ت�ستند قليال منحنية على قدميها، تولي واقفة بينما ظلت القاعة، ك �سيفها، كلتاهما م�سرجة بدمائها، متلوؤهما اجلروح الغائرة! ل يتحر�سيطان األف حاربت ها كاأن فكلتاهما تبدو ذهول، بحالة الكل اأحد،

وخرجت مهزومة!حاول اجلميع التما�سك والوقوف، نظر كال الكاهنن اأحدهما لالآخر

دا... د وخرج �سوتهما متزامنا قويا رخيما، وهما يحاولن الوقوف م�ساحب القلب الأكث ظلمة من �سيظل على قدميه!

تلك هي القاعدة الوحيدة لتعويذة ال�ستحواذ، تعويذة الظالم الأعظم م قربانا اأثمن، وروحه ل، الأهم من يقد كما يلقبونها، ل يهم من يطلقها اأو

اأكث ظلمة، وحده من ينت�سر.العيون معلقة بتولي التي بداأت تعتدل بوقفتها، ت�سهق بقوة واأنفا�سها تنظر وعينها مدوية، �ساخبة �سحكات وت�سحك ا، بع�س ها بع�س يالحق

ة غريبة تتدفق داخلهما. نحو كفيها، ت�سعر بقواإل ح�سنها اختطفتها تتحرك، ل التي ا �سي نحو بفزع دلن ترك�س ف ، خر اآ�س ودموعها تهطل، �سل�سلت رونا من الفزع، هارت اأنفا�س دل�سري

258

شر والتوزيععصري الكتب للن

ان جاثيا اأمامها، اأم�سك بكفها ها ل تكن لت�سمد، انهار ري ا فيعلم اأن اأر�سرقدت الزجاجي، القاعة �سقف فوق تليد �سقرا جثم يتهاوى، ه ونب�سوروحها! قلبها معها و�سقط ابنتها �سقطت احلياة، غادر كلها دة، زمر

واحلياة باأكملها! و�ساع كل �سيء!!

5

العاشر5

»دعن��ا ل نغام��ر م��ع �حلي��اة، فامل��وت ي�س��تحق �أن

ن��رتك ل��ه �ملغام��رة �لكربى!«

ا �سي

261

شر والتوزيععصري الكتب للن

ر، يتنف�س ببطء يكاد قلبه يتوقف، نظرت تولي نحو كال املت�سماأيقن الآن اأن اجلميع هالكون، تب�سمت له...

�ساألتني �سابقا هل القوة وال�سلطة ت�ستحقان الدماء التي تراق من اأجلهما؟

زادت ابت�سامتها، وعينها علقت بكفيها...اإنهما ت�ستحقان كل قطرة اأريقت لأجلهما، اللعنة على تلك الن�سوة!

ها ت�ستحق اأي �سيء. اإنهزت راأ�سها بابت�سامة حزينة، تنقل عينها بن اأمها ميال و�ساتاي، ثم

ركعت على ركبتيها، ت�ستند اإل �سيفها.انتفا�سته عن دلن بعينها ت�ساأله وجهه الذهول! ريان ومتلك اعتدل تنتف�س اأناملها لريى بكفه، امل�ستقرة ا �سي يد نحو لينظر املفاجئة،

انتفا�سات خائرة!بنظرة ف اآ�س نحو نظرت »�سيا«، الفرح يغمرها �سرخة رخت �سها حترك م�سدوهة، ثم عاودت النظر اإل يدها، ما �سعرت به حقيقي اأناأناملها! ازدادت حركتهما وازدادت معها عينا دلن جحوظا، هرولت رونا ف الذي انكفاأ عليها نحوها مت�سك بكفها، ت�سعر بحركتها الواهنة، كاآ�س

ينادي با�سمها.

262

شر والتوزيععصري الكتب للن

ا اأخذت انتفا�ساتها ف ازدياد، انحب�ست الأنفا�س والدموع، �سهقت �سيدفعة لالأعلى العلوي وتنتف�س بجذعها بغتة تفتح عينها اأنفا�سها فجاأة، واحدة، ارتبك اجلميع، وعيونهم تعلقت بتولي التي �سقطت على الأر�س ها التي بذات اللحظة، تنتف�س انتفا�سات خائرة، رك�ست ميال نحوها واأماحت�سنتها ودموعها تنهمر، اأرادت تولي التفوه ب�سيء ل يغادرها، اأغلقت

عينها، رقد ج�سدها، وخبت اأنفا�سها لالأبد.

تعتع كال وعينه معلقة بكلتيهما »يبدو �أن للظلم ح�سابات جديدة«.

انتف�ست ثم ا�سرتدادها، اول حت اأنفا�سها ت�سهق للحظة ا �سي لبثت ف دون ا، األقت نظرة طويلة نحو اآ�س ت بعينها املمددة اأر�س �س واقفة، تفح

اأن تنب�س ببنت �سفة، وغادرت.

تبادل جميعهم النظرات املتباينة بن القلق والرتدد واخلوف والده�سة ف ، ظل اآ�س ان ودل�سري ل من تبعها خارجا، ثم ري التي قطعتها دلن بكونها اأو

قة، ثم رحال! وغادرا ال�سقرين. ورونا يتبادلن النظرات غري امل�سد

اأمها التي حتت�سنها تولي، حول جثة على وقفتهما ظل �ساتاي وكال وتبكي بحرقة، ودموع ميال ال�سامتة تنهمر، مت�سك بكف اأختها، فخ�سرت

الكثري باأيام قليلة؛ اأباها واأختها.

ا وعينه معلقة بجثتها... �سه بغري ر�س حرك �ساتاي راأ

ل نكن لنحتمل ظالمك املحدود، والآن اأيقظت لنا �سيطانا.

5

263

شر والتوزيععصري الكتب للن

حدث كيف وذهابا، جيئة خطواته انهلت يغادره، ف اآ�س عقل يكاد هذا؟! اأيعقل ما حدث.! اأيعقل اأن قيود اخل�سوع ل تقو عليها؟! كيف وقد اأخ�سعتها اأمام اجلميع �سابقا؟! كيف ظلت على قدميها اأمام تعويذة بقوة تلك يحدث! ا م اأي فهم عن عقله توقف ال�ستحواذ؟! تعويذة وظالم

املرة قدره �سحقه بال�سربة القا�سية.دوما تك�سر كل القواعد، حتطم كل ما يعرفه، بها �سيء ل ير له مثيال ول ي�سمع عنه! ول حتى بلكات النور الأول الالتي اأنهن حروب الظالم، ل يفعلن ما فعلته! ل يحطمن كل قواعد عال ال�سحر والقوة التي يعرفها! �أن يكون...؟!« هز راأ�سه نفيا »�أيعقل جتمد عقله فجاأة وهم�س �سيطانه

ه عقله حتى بجرد الفكرة، م�ستحيل! برف�س قاطع قبل اأن يتفوبينما جتل�س هي اإل طرف ال�سرير، ل تتحدث اإل اأحد، ي�سقط كلها به هم�ست وما لها الأخرية رهانا بكلمات اإل مي�سك ل وعقلها بالفراغ ف اأذنها، ت�سعر ب�سيء واحد ي�سرب داخلها، �سعور بالأل ي�سيطر عليها،

يطبق على �سلوعها.اأنظارهم يبعدوا اأن ي�ستطيعون ل متفرقة باأماكن يجل�سون اجلميع �سارخة اأ�سئلة وفي�سان حناجرهم، تغادر اأن روؤ جت ل اأ�سواتهم عنها، ي�سرب بعقولهم، تنتهي جميعها ب� »كيف حدث هذا؟!« ويرتدد بن جنبات ها ل �سيء! وكلمات ن كاأ عقلهم م�سهدها وهي تتالعب ب�سال�سل اخل�سوع ا، كيف فعلت الكهنة »�ساحب �لقلب �ملظلم من �سيظل على قدميه!« تب

كل هذا؟!، يرميها بابت�سامة حانية! قلبت عينها بن العيون حتى و�سلت دل�سريبن الوجوه على بجدارة ترت�سم التي اللوحة على دخيلة بدت ابت�سامة

264

شر والتوزيععصري الكتب للن

ب�سدق احلانية ابت�سامته بدت والكفهرار، والده�سة واخلوف الرتقب ! موا�سية من القلب، دخيلة ب�سكل هزل

ظة واختفى كالهما من القاعة! رت النظر به، حل انت�سبت واقفة، تبح

5بل اأي كهف يكن ل ه لكن ام، ده اأحد كهوف داخل يقف نف�سه وجد كهف امللك الذي دخلته �سابقا وراأت به اخلنجر واملخطوطة، والذي كانت

ت�ستخدمه تولي دون علمه ليخفي اآثارها بقوة �سحره!�سامتة، تعويذة تردد عينها اأغم�ست املخطوطة، على يدها اأطبقت

ظة وحتولت املخطوطة بن يديها اإل رماد نثته ف الهواء. حلنحو ن�سله هت ووج دل�سري بيد مقب�سه و�سعت خنجرها، �سحبت

قلبها...ي، ل ترتكني اأ�سبح زارا اآخر اأو تولي جديدة. بعد اأن اأ�ستعيد اأم

اهتز اخلنجر بيده، فاأطبقت يدها على ذقنه وثبتت عينه بعينها...د، ل اأثق بغريك حن جتدين خرجت عن الطريق، افعلها دون ترد

لفعلها.الأ عينها... تب�سمت ب�سحة حزن مت

ل تخذلني يا �سديقي. ياعا، يبتلع غ�سة قلبه، يكتم دموعه التي تكاد تخذله، فهو اأوماأ ان�سومن نف�سه، من املنبوذ بكونه �سعر فقبلها الآن، باأملها ي�سعر من اأكث احلياة حينما ان�سم جلي�س الظالم، وحينما هزمت جي�سه وقتلت قائده

265

شر والتوزيععصري الكتب للن

و�سع لها، انحنى حينما للحظة بذلك ت�سعره ل ها لكن اأ�سريها، ار و�ستبلل كتفه دره، �سعر بدموعها ال�ساخنة اإل �س اخلنجر بخ�سره و�سمها الفرتة طوال تطلقه اأن ت�ستطيع ول درها �س به اق �س ما تخرج فرتكها

املا�سية العا�سفة.

5ماذا الآن يا مولي؟

جاء �سوؤال اأخزم املت�سبب عرقا، يقف قريبا من عر�س زارا الذي ل ام، رفع طرف عينه نحو اأخزم، اأطبق يده ي�سدق ما و�سله من عيونه بدهظة واختفى على �ساعدي ال�سقرين ب�سخط ل يداره، انتف�س واقفا، حل

من القاعة، وظهر داخل قاعة احلياة!

5ظات وظهرت اأمامه، داخل قاعة احلياة بعبد دارا، وقفا متقابلن حلبذات املكان الذي التقى به لأول مرة، يقفان على بعد خطوات معدودة من

�سمعتها املتوهجة ب�سخب!كانت حينها اختلفا، فاإنهما املكان ذات ه اأن فرغم داخله، �سخر اأمامه تقف الآن بينما رهبة، يقف قلبها يكاد خائفة مذعورة �سعيفة براأ�سها بدت بقب�ستها، يلتمع �سيفها را�سخة، اأقدامها ثابتة، نظرتها

احلليق والدماء التي تطلخها �سيطانا!ذهنه، اإل تبادر ما ل اأو هذا »هو« لوهلة بدت بها، النظر اأوغل اأ�سبحت ت�سبهه اإل حد اأقلقه، بل واأربكه، يعرف تلك الأنفا�س ال�ساخبة ن�سخة بانتقامها، القاب�سة واليد بتمردها، ال�ساخطة والنظرة بحنقها،

266

شر والتوزيععصري الكتب للن

مكررة منه وهذا اأكث ما اأفزعه! حتى اإن كليهما حا�سر بج�سده الآن اأمام الآخر، ل يخ�ساه، اأو يهابه، كاأن حاجز اخلوف والرهبة انك�سر فال يعباآن

ول يكرتثان اإن ا�ستعل اجلحيم الآن بينهما!�سخرت بابت�سامة حانقة من طرف فمها...

هل �ستعلن ا�ست�سالمك؟ تب�سم بخيالء، لتبادله مثيلتها...

د لأنني ل اأنوي اقتالع قلبك اإل واأنت راكع مهزوم، هكذا �سيكون جيالأمر مر�سيا اأكث.

اأنت من �ستعلن ا�ست�سالمها، والآن. هل اأبدو لك ك�سخ�س اأتى لي�ست�سلم! ك. لدي اأم

طرف لينري يده بطرف واأ�سار منت�سرة، �سماتة بنظرة رماها دة مقيدة فوق ح�سيتها، جال�سة را�سخة القاعة املظلم، فظهر طيف زمرل تكاد تفرقها عن ابنتها ف جاأ�سها و�سالبتها ونظرتها ال�ساخطة رغم يفهم معناها، ل الأخرى بنظرة منهما كل وهن ج�سدها اخلائر! رمت ا �سي لرتفع الغريب، فعلهما رد من ت�سنمت وعينه الذهول اأ�سابه لكن

حاجبها...ا اأ�سبحت مدعاة لل�سفقة! اأنت حق

�سها بنفاد �سرب وابت�سامة �ساخرة... ك�سر وجهه بغيظ، هزت راأدة. األ يخربك اأخزم باتفاقنا؟! راأ�سك مقابل زمر

متلكه الذهول، غمزت له بطرف عينها...

267

شر والتوزيععصري الكتب للن

ف احلرب ل تدر ظهرك لأحد، فاخلونة خلف كل باب، اعتقدت اأنك خري من يعرف هذا!

اغتل وجهه �سخطا، ا�ستدعى �سيفه...علق راأ�سها وراأ�سك فوق الباب الدموي؟ و �ساأ اإما اأن تركعي الآن اأ

عقدت حاجبيها واأحكمت قب�ستها على ال�سيف...لن تفعل، فاأنت قتلت اجلميع لأجلها!

فغر عينه مبهوتا، اهتزت يده، زادت خطوة وزادته ده�سة...حماية نقل طقو�س عن يتحدث الأعظم ال�سر كهنة اأحد �سمعت

دة، فخططت ملذبحة اإلكاي، اأنت ل تقتلهم لأجل كتاب القدر لزمرفتاة �سغرية الكتاب، ثانوي بجوار �سيء د ر العر�س، فالعر�س مكنك ال�سيطرة عليها واحل�سول على عوال باأكملها بعدها، لكن مي

الغبي نواه اأف�سد كل �سيء، واأ�ساعها، اختفت احلامية!بكونها املتفاجئ وجهه بتعابري وديانا يحفر الذهول ترى تريثت،

تعرف، لتزيده...حن وجدتها ل ت�ستطع احل�سول على �سيء، األ ت�ساأل نف�سك ملاذا

رغم كل �سحرك وتعويذاتك ل ت�ستطع الو�سول اإل الكتاب؟اأحد يعرفه ل ما تعرف بكونها ده�سته يحاول جتاوز عينيه، يق �س ه داخل القاعة، والقاعة ه ل ي�ستطع الو�سول اإل الكتاب لأن ه، وفكر اأن غري

ر به... مغلقة بنبوءة رهانا فابت�سمت �سيا بكر ملا فكهل �ساألت نف�سك يوما ما طقو�س ال�سر الأعظم؟

268

شر والتوزيععصري الكتب للن

اآخر، بحرف اأحدهما ه يتفو اأن وقبل اأنفا�سه، تبعثت عقله، د م جتبكل ت�سرب ية مدو واأ�سوات املعبد! حول تعويذته يخرتق ب�سيء �سعر

مكان، انتف�س بوقفه، دفع باب القاعة ودخل حر�سه ي�سرخون...اإنهم بكل مكان، يحاولون فتح الباب الدموي!!

ي�ستطع ل خارجا دره �س ت�سق تكاد مكتومة �سرخة بوقفه، ذهل ها تخرتق ح�سونه! اإخراجها، ل ي�سدق اأن

ظهرت اأمامه، من واختفت �ساخطة بابت�سامة رمته نحوها، التفت داخل القاعة الدخيلة، اأمام اأمها ت�سرب ال�سال�سل ب�سيفها بقوة حتطمها.خطوات يرتاجعان الدموي الباب اأمام واقفان كالهما وكال ف اآ�سالتي تكاد ت�سم، ب�سبب �سوت �سرير اآذانهما يغطيان م�سدوهن، وهما قفله الذي راح ينزلق، ب�سوت هدرت له جدران الق�سر باأكمله واهتزت، بعدما �سكبا فوق قفله قنينة متتلئ بدمائها، فدوى �ساخبا وبداأ يفتح على

م�سراعيه.دل�سري ودلن يقتحمان ح�سون الق�سر وخلفهما جنود النور، �ساتاي و�سم ي�سيطرون ان والر ام، رونا وري وتيام يهاجمان معبد دارا بجي�س ده

على كل مكان.يحاول ا�ستيعاب �سدماته املتالحقة، ي�سعر بهم جميعا يقتحمون قالع بن ردهات رو�سيل، ة �سحرها تن�ساب و�سم ف كل مكان، قو �سطوته، الرالتعويذة التي حتاوط احلجرة الدخيلة تنك�سر، التفت ليجدهم يقتحمون قاعة احلياة، هدر بحنق م�ستعر وغامت عينه بغ�ساوتها ال�سوداء و�سرب

ا، واختفى! اأر�س القاعة بيده ف�سقط اجلميع اأر�س

269

شر والتوزيععصري الكتب للن

ظهر داخل القاعة الدخيلة ليجدها فارغة من كلتيهما، اأطلق �سرخته الغا�سبة ل ي�ستطع كبحها اأكث، تتبع �سحرها حتى وجدها بنهاية الردهة،

فظهر اأمامها لكنها كانت وحيدة فلم يكرتث!زادت غ�ساوته �سوادا، اأطلق يده ف الهواء فاأطبق على عنقها ودفعها اإطباقه عاود تقف اأن وقبل الأل، من تاأوهت ف�سقطت، املقابل للجدار وتنزف جبهتها لت�سج بحقد، لالأر�س دفعها ثم لالأعلى رفعها عليها،

بغزارة، لت�سعر ب�سيطانها ي�ستيقظ، تب�سمت بحنق فهذا كل ما تنتظره.دا عليها ي�سحبها نحوه، لتلب�سها غ�ساوتها وتدفع بقدميها د اأطبق مالأر�س توقف اندفاعها نحوه، كاأن حبال خفيا مربوط كالهما اإل طرفه، بالأر�س قدمها ر�سخت عزميتها، بكل وتتم�سك وته جرب بكل ي�سحب حولها، دوامة فانطلقت اهتياجه، ليزداد بينهما، امل�سافة ف بنت�س

اول اقتالعها عن الأر�س التي تت�سبث بها. حتدوت �سرخته العا�سفة و�سط اجلدران حن باغتته دفعة قوية ف ظهره! اول الوقوف على قدميها، دة حت فرمته عدة اأمتار بعيدا، التفت ليجد زمرها جتاهد بكل ا�ستقوائها لتبعده عن ابنتها، وقف رغم قواها اخلائرة، فاإن

الزمان و�سكن املكان بينهما.دة لتندفع عدة خناجر نحوها، عادت غ�ساوته ودفع كفيه باجتاه زمراأمامه من واختفت بذراعيها ا �سي قتها طو باحلائط! جميعها ا�ستقرت ا، ل يقوى ج�سدها امل�سلوب القوى على دة اأر�س لتظهرا خلفه، �سقطت زمرا، ا عينيها، توليه ظهرها، حتت�سن اأمها امل�سجاة اأر�س املزيد، اأغم�ست �سيالأ الردهة، فا�سطدمت حن اأطلق نحوها كل ال�سيوف واخلناجر التي مت

270

شر والتوزيععصري الكتب للن

جميعها بحاجز احلماية و�سقطت حولهما، زاد �سخطها، اأطلقت غ�ساوتها ا عليها. فاختفت اأمها من الردهة، وظهرت داخل القاعة املحرمة مغ�سي

ل لرن لأي مدى تولي »هيا كراهية بنظرة رمته واقفة، بت انت�ستخطئن هدفا!« باغتته بقفزة لالأعلى و�سحبت قو�سا واأمطرته بوابل من اأكث، ال�سمود ي�ستطع ل ه اإن حتى هدفه، منها اأي يخطئ ل ال�سهام، فاختفى داخل عباءته، وظهر راكعا قريبا من الباب الدموي، فلم ي�ستطع

البتعاد اأكث، خم�سبا بدمائه.�سيفها اأ�سهرت ا، اأر�س فاأ�سقطته بق�سوة هاجمته اأمامه، دلن ليجد وقفزت فوقه تطعنه لتجد �سيفها ي�سطدم بالأر�س، ظهر على بعد اأمتار

دة مددة بالداخل! من الباب، لتلمح عينه زمرميلوؤون حرا�سه جثث يرى ال�سحيقة، هزميته ب�سواد قلبه ر توغة �سحرها يجتاح كل تعويذاته داخل الق�سر وخارجه، الردهات، وي�سعر قوي�سعر ب�سطوة وجوده تتال�سى عن كل مكان، وت�ستوطن �سطوتها، متتم بوجه قدميه ثبت الوحيد، يكون فلن اخلا�سر كان ن فاإ واقفا، انتف�س حاقد، دة، وبداأت تزداد متتماته، ليجد دلن اأمام الباب الدموي، ينظر نحو زمرواأطلق نحوهم فالتفت �سديد، بباأ�س اخللف من ي�سربون وكال ف واآ�سل جانبي احلائط، اإ بهم واألقى اأعناقهم على واأطبق ال�سوداء، غ�ساوته

ف�سقطوا �ساكنن.وبن بينه حائال الدموي، الباب اأمام تقف اأمامه، ليجدها التفت

رخ ببغ�س يغلي باأنفا�سه... اأمها، فاأطبق على عنقها، ي�ساأيتها اللعينة!

271

شر والتوزيععصري الكتب للن

تنزف ا اأر�س �سقطت حتى والأ�سفل، لالأعلى باجلدران ي�سربها ظل بغزارة، فازدادت فورته ف انتقامه امل�ستعر منها، تنظر نحو اأمها املمددة داخل القاعة، واهنة دموعها تغرق وجهها وهي ترى ابنتها تكاد تزفر اآخر

اأنفا�سها.ل خلفها وهو الردهة، تغطي ودماوؤها اأمها نحو ا �سي تزحف راحت يتوانى عن مهاجمتها بقوة، ثم رفعها عن الأر�س واألقى بها بكل �ساللت غ�سبه باجلدار املقابل داخل القاعة، فارتد ج�سدها من هول ال�سطدام ف القاعة، دموع اأمها تنهمر ونحيبها يعلو وعينها ترى ج�سد ابنتها ملنت�س

�سكن.انحنى ج�سدها، اأمام ظهر منها، ت�سيل والدماء حراك دون ثبتت لل�سراخ، و�سل دة زمر ونحيب عنقها، على يطبق راأ�سها من واأم�سكها نحو يوجهها لالأعلى، يرفعها قب�سته، داخل اأنفا�سها تلفظ ابنتها تكاد

اأمها، ثم نحو كر�سي العر�س...حتى فوقه دماءك �ساأ�سفي �ساعديه، فوق كلتيكما راأ�س �ساأعلق

اأح�سل على الكتاب.ل عنقها ب�سيء على اإطباقه ة �سد من يغادرها هم�ست ب�سوت يكاد زالت وما لتعاود هم�سها من فمها اأذنه قليال، قرب فاأرخى يده نه، يتبي

يده على عنقها...اأحمق من يبحث عن �سيء بن يديه طوال الوقت.

بعدم حاجبيه ك�سر به، هت تفو ما �سدمة من م�سدوها عينه فغر دة �حلامية، و�لكتاب �أ�سفل كر�سي �لعر�ص، ا�ستيعاب، قراأتها بعقله »زمر

272

شر والتوزيععصري الكتب للن

هو يوقن بذلك! فما �لذي تعنيه!!« ابت�سمت ب�سخرية �سامتة، كز اأ�سنانه ب�سخط، وزمهرت عينه...

اأين الكتاب واإل اقتلعت راأ�سك الآن؟ كنك. ل مي

دا لينحني نحوها، فاأطبقت د فزاد اإطباق يده حول عنقها، هم�ست مى على عنقه بغتة، تبدلت نظرتها الواهنة لأخرى �سيطانية، وج�سدها املدمالبة، ا ب�س وت وعزمية، وجتذرت اأقدامها اأر�س اخلائر القوى ا�ستوى بجرب

وهم�ست بنربة اأوقفت دماءه »لأنني �أنا �لكتاب«قذفته اإل اأبعد زاوية ف القاعة، ونربتها تهز اأرجاء القاعة...

الآن دوري! غ�ساوتها اأطلقت الدموي، الباب فاأغلقت بيدها الأر�س �سربت ا بطول القاعة ته اأر�س دت على عنقه وجر ت قب�ستها ف الهواء فاأو�س ك و�سال�سا�سعة، األقت به ب�سخط اأ�سفل الكر�سي، لي�سطدم ب�سلم العر�س يدك

عظام ظهره!حاول العتدال يطلق غ�ساوته ال�سوداء، فردت يديها على امتدادهما...

مرحبا بك داخل القاعة املحرمة. ترتبط والتي احلقيقية، النور قاعة رو�سيل، قاعة داخل ه اأن فانتبه به، فخ كاد يكلفها حياتها، اأوقعته الذي ب�سحرهم ودمائهم، وهذا الفخ ف كلما غال ما تطمحن له عظم ما تدفعينه، وقتل لكن كما اأخربها اآ�سيرحل املوت لترتك تكن ل ثمنا، حياتها دفعت واإن حتى ، زارا ي�ستحق

خال الوفا�س منه، واإن اأخذها معه.

273

شر والتوزيععصري الكتب للن

ظل الذي وعقله و�سطوته وقوته �سحره �سيء، كل من اأعزل فاأ�سبح والأل، للواقع جتذبه قفلت �لكتاب«، �أنا »لأنني �سوتها داخل متجزا

تغلق على عنقه تكاد تخنقه...بعد �سياع الكتاب باملرة دعني اأخربك ما طقو�س ال�سر الأعظم،

بع�س �سياع الراهبات اكت�سفن الظالم، حروب واإنهاء الأول حاميته، وعقل ج�سد اإل الكتاب متويات نقل فقررن التعاويذ لذلك ل ي�ستطع اأحد اأن يجده بعدها، فت�سري هي الكتاب والكتاب اأن تفكر ل اأحمق ولأنك غبي �سيء، واأي �سيء كل هي، مينحها

ن تقتله. ت�ساأل كاهن ال�سر الأعظم ما الطقو�س قبل اأزادت �سخريتها احلانقة، ت�سرب ج�سده باجلدار...

ه ل يعد اأمامها خيار، ولن يكون هناك حن حملت بي كانت تعلم اأنالوقت الكاف ليختار الكتاب حاميته اجلديدة، فقامت هي بطقو�س

ال�سر الأعظم ونقلت الكتاب ل واأنا جنن ببطنها.دا اإل الزاوية املقابلة... د دفعته م

كانت ها لكن كانت خماطرة غري م�سوبة وغري ماأمونة العواقب، اأن ها تعرف اأن غري اأمامها، فاتخذتها، املتاحة الوحيدة املجازفة بكل مرة حتمل حاميه بجنن يت�سرب جزء من �سحر الكتاب عنوة

له، فكانت �سي�سيليا حافزها الأكرب لتخاذ املجازفة.دا... د �سحبته من عنقه واألقته اأ�سفل العر�س م

جميعا، فاقتهن التي القوة تلك ل اأين من تعرف اأ�سبحت الآن جميعهن اكت�سبنها اإل اأنا ولدت بها.

�سحبته اأ�سفل قدمها بغ�سب يتاأجج ب�سدرها....

274

شر والتوزيععصري الكتب للن

تركتك من هي اإليها، الو�سول ا�ستطعت اأنك اعتقدت اأن اأحمق والذي الكتاب عن واإبعادك ال�سفر، نقطة اإل لتعيدك جتدها ه كان اأمامك طوال الوقت! كلتانا كنا بن نا! األ اأخربك اأن بح اأ اأ�س

يديك!ا�ستدعت �سيفها ورفعته لالأعلى، تطبق باهتياج عليه، لت�سرخ اأمها...

ل تفعلي. تزداد اإطباقا وتزداد غ�ساوتها التماعا، لتعتدل اأمها ت�سرتد اأنفا�سها...

اأنت ل�ست مثله. ... رماها بنظرة �سامتة م�ستفزة وي�سرخ بغل

هيا افعليها، كالنا �سيطان، وجهان لعملة واحدة، لقد اأريقت على يديك دماء واأزهقت اأرواح ف اأ�سهر معدودة، اأنا ل اأح�سدها ف

�سنوات.زاد غلها، واهتياج �سيطانها املتعط�س لدمائه، يحثها على اأن تفعلها،

يدفع كل ذرة بعقلها وج�سدها لقتله، لتزحف اأمها نحوها...ل تفعلي... القوة لي�ست اأن نتجنب الإثم، بل حن ياأتينا ن�ستع�سم

منه، لي�ست اأن ننتقم بل حن ي�سبح بن اأيدينا نغفر، حن تواتيك الفر�سة لغر�س ال�سيف بقلب عدوك ل تفعل.

اهتز ال�سيف بيدها، وكل اختالجة بها ت�سرخ ب�سراع ين�سب خمالبه داخلها، بن ما تتوق له �سهوة انتقامها، وما جتاهد للت�سبث به ما تبقى قة بن طرقات ما اأرادت اأن تخطو بها يوما! بن من اأ�سالء روحها املمزروحها متزيق عن يتوانى لن جامح كمفرت�س بداخلها يرك�س ظالم

275

شر والتوزيععصري الكتب للن

ال�سالة، وبن اآخر خيط من نور واه تتعلق به لعلها جتد يوما خال�سها وما تبعث منها على طول امل�سري!

راأ�سه، بجوار ا اأر�س ال�سيف ت�سرب وهي ال�ساخطة �سرختها هدرت عداء، انفتح باب القاعة، دلفوا م�سرعن، زالت غ�ساوتها، تنف�ست اأمها ال�سوزارا العر�س من قريبة ا و�سي بالزاوية اأمها للم�سهد، خطاهم تباطاأت اأحدهم خطوة، يزيد اأن وقبل يتنف�س، زال ما �سلمه ت حت ملقى خلفها

ت باملكان!!! انتف�ست العيون و�سرخاتهم الفزعة دو

5يوجهه ب�سيفها م�سكا خلفها واقفا انتف�س زارا لتجد التفتت لبت، لتجد عينه جحظت ويب�س فجاأة، ثم �سقط على ركبتيه لظهرها، ت�سجا بدمائه بن كلتيهما واأمها وراءه ت�سحب �سيفها من ظهره، فهوى م�سرال�سمت حلظات، قطعته قهم طو العر�س، بكر�سي معلقة وعينه مقتول.

ب�سوت مبهوت...اعتقدت اأن احلامية ل تقتل؟

خف�ست اأمها �سيفها، تنقل عينها بن جثة زارا وابنتها...احلامية ل... لكن الأم تفعل اأي �سيء حلماية اأبنائها.

درها بحنان. دة اإل �س ا بن ذراعيها لت�سمها زمر ارمتت �سياأين اأخزم؟

جاء �سوؤال دلن مباغتا للجميع فلم ينتبه له اأحد و�سط املعركة، بعد ، بخطى �سريعة وعقبه قائد حر�س الق�سر... ظات دخل دل�سري حل

هناك �سيء يجب اأن تريه الآن!

276

شر والتوزيععصري الكتب للن

غرفة بداخل هناك دارا، معبد لوا و�س حتى خلفها، من وهم تبعته ها النقل باأعلى املعبد وقفت اأمام بوابة مفتوحة، عينها �سابحة بها، ا�سرتد

ف القلق... �سوت اآ�سه دخل اإل هناك؟ هل اأنت واثق اأن

هز قائد احلر�س راأ�سه...نعم يا �سيدي الكاهن، هرب اأخزم اإل الداخل. اإل اأي عال تقود تلك البوابة؟

ا... ت�ساءل ريان، لتجيبه �سيا! ها بوابة جديدة فتحت قريبا، قريبا جد اإن

ليوؤكد الكاهن باإمياءة...اما كيف! ول بالفعل يا مولتي، لقد فتحت فجاأة، ل�سنا واثقن مت

اإل اأين توؤدي!ف ذقنه... حك اآ�س

ها فتحت حن اأطلقت تعويذة ال�ستحواذ؟ ل بد اأنا حن ك�سرت لعنة الباب الدموي؟ اأو رب

ردت دلن، لتحرك رونا كتفيها بحرية...ا موت زارا؛ فكان مت�سال به الكثري من ال�سحر الأ�سود؟ وربها فتحت، واأخزم ف الداخل. ل يهم اأيهم فتحها، املهم اأن

بزفرة واأكملت الباب نحو مت خطوة تقد بنفاد �سرب، ا �سي رد جاء يق... �س

277

شر والتوزيععصري الكتب للن

ول اأحد يعرف ما الذي يوجد بهذا الداخل! اأميكننا اإغالقها؟

ف وكاهن املعبد، لريد الكاهن... ت�ساءلت دلن، تنقل عينها بن اآ�سحاولنا ول نفلح. حتى الآن.

ا، لتحتد نربة رونا... اأكملت �سيت حرا�سة م�سددة حتى نرى. لنبقيها حت

ا راأ�سها موافقة، واأمرت بتكثيف احلرا�سة عليها حتى يعلموا فهزت �سيما الذي يقبع خلفها!

5اإلكاي، متتلئ اكتمال قمر ومع اقرتاب املحرمة، رو�سيل داخل قاعة على الأربعة املمالك وملوك واحلر�س، اجليو�س وقواد بالأمراء القاعة راأ�سهم ميال بجوار �ساتاي، الطرائد اأكث من ترتاق�س الفرحة احلقيقية وتتناقل ركن، بكل املو�سيقى ت�سدح لوطنهم، عودتهم بعد بوجوههم العيون التهاين واملباركات بانق�ساع الظالم وعودة النور، واإن كانت تهاين ة �سفهية، لكن اأغلب ما ت�سمره ال�سدور هو اخلوف والقلق والرتقب، خا�س

امللوك؛ فيعلمون اأنهم على راأ�س قائمة اخلونة لديها.دمي، لت�سمت املو�سيقى فتح الباب واأعلن و�سول ملكة عر�س النور وال�س�س مرفوع، ترفل ف ويعم �سمت مطبق على القاعة، دخلت بخطى واثقة وراأثوب فريوزي اللون، يزين راأ�سها تاج ال�سم�س تاج اأ�سالفها، ارتفعت درجة

278

شر والتوزيععصري الكتب للن

درها رغم تلو اأخرى بثبات ور�سوخ فوق �سلم العر�س، وقلبها يكاد يغادر �ساللحظة تلك تكن فلم قلقا، ينتف�س بن �سلوعها لكن ثباتها اخلارجي، ها قد تظل على قيد احلياة حتى ت�سل يوما من خمططاتها، ل تعتقد اأن

اإل هنا، اأو حتى جتروؤ اأن حتلم.ا عن ميينها تبعتها رونا عن ي�سارها بزي فر�سان املعبد الذهبي، و�سيبعمق دة زمر تنف�ست احلليق، �سها وراأ عنه، تتخلى اأن اأبت الذي بزيها ا بقلب وجل�ست اإل عر�سها لينحني اأمامها اجلميع، قب�ست على كف �سيعر�س على ملكة الآن جتل�س حدث ما كل بعد ها اأن ت�سدق ل ينتف�س،

ا على يدها بحنان، ترميها بنظرة حب م�سجعة. اأ�سالفها، لرتبت �سيدة يدها وخف�ستها، فدك احلر�س اأر�س القاعة بحرابهم، رفعت زمرواأعطت القاعة �سرفة نحو واقفة، اجتهت ت هم واقفا، فاعتدل اجلميع اأبراج من داخل الأبي�س الدخان اأطلق الرتقي، لبدء احتفالت الإ�سارة

دمي. الق�سر، و�سدحت املو�سيقى والحتفالت ف كل مالك ال�سا بجوارها بوجه ب�س وهم�س خفي�س... وقفت �سي

ل يتبق اإل اأن ت�سرتدي �سديقك القدمي. بخدها لتها وقب ابت�سمت الكتاب، عن تتحدث ها اأن دة زمر فهمت

وهم�ست باأذنها...ه راقت له �سحبته اجلديدة. يبدو اأن

ا حاجبيها دون فهم، فزادت ابت�سامة اأمها الرائقة، اأ�سارت قطبت �سينحو قلبها وغادرت دون كلمة اأخرى، خلفتها وراءها وعادت للحفل، لبثت اأمها عن تفت�س عينها القاعة، داخل تنظر فهمها، وعدم ده�ستها على

279

شر والتوزيععصري الكتب للن

رهانا طيف لها ليرتاءى بالن�سر، املنت�سن احل�سور و�سط ذابت التي ا وحبورا وتقراأ على قريبا من كر�سي العر�س تبت�سم وتهز لها راأ�سها ر�س

�سفتيها »�أح�سنت يا فتاة«.

5ف اآ�س لتجد ال�سرفة، اإل الق�سر ميالأ الذي ال�سخب عن ابتعدت

يقف خلفها، ابت�سمت، فتنهد بغيظ...كن للمرء اأن يفاجئك ولو ملرة على �سبيل التغيري! األ مي

علت �سحكتها، التفتت نحوه، تغمزه بطرف عينها...ا اأجعله يتول تعليمك. اول، لقد حظيت بعلم باهر، رب ل حت

جلجلت �سحكته داخل ال�سرفة، و�سع يده على كتفها...ا هو من حظي بتلميذة ا�ستثنائية ف كل حياته البائ�سة. ربكيف حال رحيل الآن؟ ك ل تخطئي بت�سويب ال�سربة. تتح�سن اأ�سرع، من اجليد اأنالف�سل كله يعود لك، اأنت من وجد التعويذة املنا�سبة وعلم الوقت

الأمثل لتنفيذها.توقف قلبها للحظة، واإ�سالة دمائها املغلفة بالظالم، مع خيط فجر

جديد كفيل باإبطال تعويذة التحكم.اأقل خيط من �سوء واه يبدد عتمة دهمة.

ابت�سما كالهما، اعتدل على ال�سرفة لينظرا نحو قمر اإلكاي...

280

شر والتوزيععصري الكتب للن

من تكبدته ما على ناقما ل�ست باأنني اأ�سعر مرة لأول اأتعلمن خ�سائر، ول على كل ما م�سى، من اجليد اأن القدر ادخرك للنهاية.ردت بنظرة اإجالل متنة، فما بقلبها له ل ميكنها التعبري عنه مهما

حاولت اأن تفعل، عادا ينظران للقمر، فتب�سم...دة! توقعت اأن تتخلي عن العر�س لزمرل اأحب ال�سعر امل�ستعار.

خبط ال�ساخرة، ابت�سامتها فزادت اخلالية، ال�سرفة �سحكته رجت كتفها بكفه...

ت ام حت ل�ست اأدرى من اأ�سار على امللكة باأن ت�سع ميال ملكة لدهبالفعل ه لكن والع�سرين، احلادي عامها تتم حتى �ساتاي و�ساية اأح�سن باإ�سارته، فتلك الفتاة تذكرين ب�سخ�س اأعرفه كثريا حتى

ا على اأن يظل حليق الراأ�س. اإن كليهما ما زال م�سرابت�سمت حتى ظهرت اأ�سنانها، فهي من طلبت ذلك، اعتدلت بوقفتها، ها ل تعرف، اعتدل كالهما نحو �سور ال�سرفة، ب�سط اأن تهز راأ�سها برح ال�سمت ذراعيه، وعيونهما تتبع قمر اإلكاي، زادت ابت�سامتها، فهز راأ�سه

بغيظ اأكرب، نظر نحوها...اأين هو؟

التفتت نحوه، رفعت حاجبها تت�ساءل عم يتحدث، لتغتاظ نربته...اأيتها املخادعة ال�سغرية تعرفن ما الذي اأعنيه... الكتاب.

ازدادت نب�سات قلبه خفقانا، كاأنفا�سه...اأنا فقط اأريد اأن... اأراه ملرة واحدة.

281

شر والتوزيععصري الكتب للن

انفرج عينها، بطرف وغمزته ماكرة، بنظرة حاجبها رفعة زادت ثغرها عن �سحكة هادئة، رماها بنظرة ت�ستعل غيظا، لتنحني على اأذنه...

كالنا يعرف اأين الكتاب اأيها العجوز املراوغ. جريهما، هل ما لته بخده واجتهت خارجا، كادت عيناه تغادران م قب

اعتقده هاج�سا منونا حقيقة؟! عند باب ال�سرفة التفتت نحوه...ا يعتقد اأنك ت�ستحق فر�سة ثانية! هو اأي�س

اإحداهما اإ�سبعيها لتفرك الفهم، بعدم ت�سي بعيون بها النظر اأنعم بالأخرى، فوجد قنينة �سغرية داخل كفه، نظر نحوها باندها�س، غمزته

بطرف عينها بابت�سامة م�ساك�سة...دا ف املراآة قبل اأن تتجرعها، فربا لن ترى ذاك العجوز انظر جي

دا. د ملها التفت حن بالقنينة، معلقة وعينه ال�سلوع، بن نب�سه ان�سكب دا ل تكن هناك، اتكاأ اإل �سور ال�سرفة وكله مبهوت، وعينه الدامعة د م

ل تبتعد عن القنينة بن اأنامله.

5بها، يع�سف �سوؤال األف متناق�س، �سعور باألف تفي�س اأمامها تقف وعينها معلقة بال�سوء املنبعث منها! �سيء بداخلها يجربها على الإن�سات! خفي �سعور مرة! اأول املخطوطة مع �سعرت كما متاما للعبور! يناديها ظة و�سعرت بهم يحيطونها، ابت�سمت ي�سوقها نحوها دون اإرادة منها! حل

دلن بخبث...اأخربتكم اأننا �سنجدها هنا.

282

شر والتوزيععصري الكتب للن

هربت الأمرية من احلفل ال�ساخب. علقت رحيل ب�سخرية، لتخبطها دلن ف كتفها...

دا! اأعرف تلك النظرة جياأخزم، دخلها التي والبوابة كلتيهما بن عينها تنقل ا، �سي ابت�سمت

لتهتف رحيل بفرح، ت�سم كلتيهما...ام املرح ولت. واأنا من اعتقدت اأن اأي

ان ودل�سري يبت�سم ويخبط كتفه... ظات وظهر ري حلاأل اأخربك اأن املرح احلقيقي هنا؟!

ها اإليه وعينه معلقة بالبوابة... م وقف ريان بجوارها، �سل �سيء �سيوقفك، فلماذا النتظار!

ظهر اأمام اجلميع، انده�سوا حن وقعت عيونهم على هيئته اجلديدة م�سدوه ب�سوت دلن هتفت حينما اإل ب�سهولة، يعرفوه ل اإنهم حتى

ف!« »�آ�س

ا بنظرة �سعادة حقيقية لأجله، ، رمته �سي ان ودل�سري بدا اأ�سغر من ريده�سة لتزداد يلخ�سها، اأن كالم اأي ي�ستطيع ل امتنان بنظرة ورماها

اجلميع حن ارمتت رحيل بن ذراعيه والدموع تغرق وجهها.اأم�سك دل�سري يد دلن فاأطبقت على كفه بحب وتنهيدة �سوق، قطع

ظات ال�سجن والدموع ب�سوته الرخيم الواثق... ف حل اآ�سدة ورونا �ستقتالنك لهذا! تعلمن اأن زمر

ابت�سمت م�سادقة على جملته، وعينها معلقة بالبوابة، نظرت نحوهم ا�ستدعت �سيفها وبابت�سامة ماكرة...

283

شر والتوزيععصري الكتب للن

اآخر من ي�سل هو اخلا�سر. وبنربة �سيوفهما، وا�ستدعتا برح ودلن رحيل نظرت وقفزت،

متحم�سة، وكل منهما ت�سري اإل الأخرى...اأنت اخلا�سرة.

اأن رءو�سهما وحركا متبادل ياأ�س نظرة وريان دل�سري نظر وقفزتا، راأ�سه يهز للحظة ف اآ�س لبث وقفزا، �سيوفهما ا�ستدعيا فيهن، اأمل ل دة ورونا!! بابت�سامة يائ�سة يفكر اأيلحق بهم اإل املجهول اأم يعود اإل زمر

رخ بغيظ و�سط قاعة النقل اخلالية... �سد �ملحتوم!« نا �س نا مع �ملجهول دوما �أكرب من فر�س »فر�س

وقفز!!!!!!!!!!!!!

تمت