الإمامى العظمى

116
Y ⁄a ß ßb ò @ ŽÈÛa Ä à ó @@ D ﺑﹺ ﻮﺩ ﻘﻼﹶ ء ﺍﻟﺸ R

Upload: asadg

Post on 13-Jul-2016

241 views

Category:

Documents


8 download

DESCRIPTION

doc

TRANSCRIPT

Page 1: الإمامى العظمى

Y

⁄aflßflßbò@ŽÈÛaÄflàó@@

D يبي ع الش ءقال ع نود ب م ح

R

Page 2: الإمامى العظمى

m

..5......................................................................................................................... مقدمة

…………………………6الحالة السياسية يف الجزيرة العربية قبل اإلسالم ول:الفصل األ

...………………………………7املبحث األول: تقسيم سكان الجزيرة إىل بدو وحرض

……………………………………...8املبحث الثاين: الواقع السيايس للقبائل البدوية

..…….....9املبحث الثالث: الواقع السيايس ملجتمعات الحرض يف مكة عىل وجه الخصوص

…………………………………10املبحث الرابع: مناصب قريش يف مكة قبل اإلسالم

...…………………12ا سياسيا قبل اإلسالماملبحث الخامس: مكة املكرمة مل تعرف نظام

………………………………13املبحث السادس: ماملك الجزيرة العربية قبل اإلسالم

.………………………………………….……14نشأة الدولة اإلسالمية: الفصل الثاين

..……………………………………15املبحث األول: ظهور الكيان السيايس اإلسالمي

..…………………………………16لوظائفهااملبحث الثاين: مامرسة الدولة اإلسالمية

....…………………………………………………17اإلمامة والخالفة: الفصل الثالث

..……………………………18املبحث األول: تعريف اإلمامة والخالفة لغة واصطالحا

…………………………………………19املبحث الثاين: يف الفرق بينهام وبني امللك

...…………………………………………21حكم نصب اإلمام األعظم: الفصل الرابع

.………………………………………………22املبحث األول: وجوب نصب اإلمام

...26املبحث الثاين: يف خالف املعتزلة مع الجمهور يف حقيقة املقتيض لوجوب نصب اإلمام

Page 3: الإمامى العظمى

..……………………………………………………28اإلمامة عقد: الفصل الخامس

………………………………………….……………29املبحث األول: صفة العقد

…………………………………….……………30طرق تولية اإلمامثاين: املبحث ال

……………………………………………43املبحث الثالث: رأي الشيعة يف اإلمامة

...………………………………………………45أهل الحل والعقد: الفصل السادس

.………………………………46املبحث األول: الصفات املعتربة يف أهل الحل والعقد

..…………………………………………47املعتربة يف اإلمام املبحث الثاين: الرشوط

…………………………………53املبحث الثالث: فقدان الرشوط عند العقد وبعده

..………………………………………………………56الـبـيـعـــة: الفصل السابع

....……………………………………………58املبحث األول: صفة البيعة ومعناها

…………………………………………59ثاين: تعدد البيعة ألكرث من إماماملبحث ال

...……………………………………………66واجبات اإلمام وحقوقه: الفصل الثامن

.……………………………………………………67ماماملبحث األول: واجبات اإل

...……………………………………………………72املبحث الثاين: حقوق اإلمام

..…………………………………………………73تـولـيـات اإلمــام: الفصل التاسع

……………………………………………………74تعريف الوزارة املبحث األول:

.……………………………………………………76املبحث الثاين: تقسيم الوزارة

...………………………………………………...76املبحث الثالث: وزارة التفويض

..……………………………………………………79املبحث الرابع: تقليد الوزارة

...…………………………………………………80املبحث الخامس: وزارة التنفيذ

Page 4: الإمامى العظمى

..……………………………82والتنفيذاملبحث السادس: املقارنة بني وزاريت التفويض

……………………………………………………83املبحث السابع: وحدة الوزارة

...……………………………84القيم السياسية يف نظام الدول اإلسالمية: الفصل العارش

..…………………………………………………………86املبحث األول: الشورى

……………………………………………………………93املبحث الثاين: العدل

..……………………………………………………...…97الحريةاملبحث الثالث:

...………………………………………………………108املساواة املبحث الرابع:

...………………………………………………………114عزل اإلمام :خامتة البحث

Page 5: الإمامى العظمى

E

عمالنا، من يهده نفسنا وسيائت ا

إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ باهلل من شرور ا

ن محمدا عبده شهد ا

ن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له وا

شهد ا

اهلل فال مضل له، ومن يضلل فال هادي له، وا

رسله رحمة للعالمين، وهاديا إلى سواء السصحابه الذين بذلوا في ورسوله، ا

له وا

بيل، صلى اهلل عليه وعلى ا

ها محمد صلى هللا عليه نشا

نفسهم لحماية دولة اإلسالم التي ا

سبيل إعالء كلمة اهلل كل غال ورخيص، ونذروا ا

ام العالم صبحوا بذلك حك.رضي اهلل عنهم وقادة الدنياوسلم فا

ما بعد :ا

ولياته، كما يتضمن ؤ مامة العظمى وصالحيات اإلمام ومسن مسائل اإلفهذا بحث يشتمل على بيان جملة مسس التي يقوم عليها الحكم وتتطلبها سياسة الملك

يضا بيان بعض القواعد الهامة واال

Page 6: الإمامى العظمى

:الفصل األول

אאאאא.تقسيم سكان الجزيرة إلى بدو وحضر المبحث األول:

.الواقع السياسي للقبائل البدوية المبحث الثاني:

.الواقع السياسي لمجتمعات الحضر في مكة على وجه الخصوص المبحث الثالث:

.مناصب قريش في مكة قبل اإلسالم المبحث الرابع:

.مكة المكرمة لم تعرف نظاما سياسيا قبل اإلسالم المبحث الخامس:

.ممالك الجزيرة العربية قبل اإلسالم المبحث السادس:

Page 7: الإمامى العظمى

المبحث األول

إىل بدو وحرض الجزيرةتقسيم سكان

ي: رئيس الدولة ـ اإلمامة الشرعية وصالحيات«لما كان موضوع بحثنا: كان البد من بيان الحالة » اإلمام ـ ا

.السياسية لسكان الجزيرة العربية قبل اإلسالم

ن سكان الجزيرة العربية كانوا وال يزالون منقسمين إلى قسمين كبيرينومن :المعروف ا

:البدو والحضر

البدو سكان الصحراء والحضر سكان المدن، وعماد حياة البدو الرعي وما اتصل به، بينما يعمل الحضر في نواع الصناعة، ويرتبط هذا التقسيم على حد كبير

و ا

و الزراعة ا

بالطبيعة الجغرافية للبالد التي سكنها التجارة ا

ثر في الحياة الفردية والجماعية للسكان القاطنين فيها.العرب، وبما لهذه الطبيعة من ا

وقد كان البدو يعيشون صراعا دائما بينهم وبين قسوة البيئة التي وجدوا فيها نتيجة اضطرارهم الدائم إلى رض

مطار وخصوبة اال

سلوب في التنقل سعيا وراء اال

غنامهم، وقد كان من نتائج هذا اال

طلبا لعيشهم ومرعى ا

سماء ساس صلة الدم والنسب، وسميت هذه الوحدات با

فرادهم في وحدات قامت على ا

ن تتجمع ا

حياة البدو ا

سماء شيوعا: كـثر هذه اال

مختلفة يدل كل منها في الغالب على حجم الوحدة التي يطلق عليها، وقد كان من ا

.رة، والرهط، والقوم، والقبيلة، والحيالعشي

ثار غريزة ثر من ا

فراد كا

صل واحد ارتباطا عضويا غريزيا دفع إليه اال

وقد كان هذا االرتباط بين المنحدرين من ا

:المحافظة على النوع، ولذلك تميز هذا االرتباط بميزتين

والهما:فراد ا

صل المشترك ال

ن كل إنسان غير منـتم إلى هذا اال

ا لهما و الرهط كان يعتبر عدو

.العشيرة ا

فراد شعورهم بذواتهم وباستقاللهم الفردي وثانيتهما:ن الجماعة رغم تماسكها الواضح لم تفقد اال

خرى:و الفطرة دون وبعبارة ا

ن تعي ضرورات فإن مثل هذه المجتمعات ترتكز إلى دواعي الحاجة الغريزية ا

ا

يالحياة االجتماعيةـ ا

.»الفكرة«ن يكون مبناها : دون ا

* * *

Page 8: الإمامى العظمى

الثاني المبحث

الواقع السيايس للقبائل البدوية

فراد تحت لواء الجماعة ال يشكل انضواء اال

في ظل هذا المجتمع المستند إلى غريزة البقاء، كان من الطبيعي ا

ية صورة للسلطة السياسية داخل هذه المجتمعاتن تغيب تبعا لذلك ا

.مجتمعا سياسيا، وا

فراد وما قد يوجد من ساسا بوجود سلطة عليا في الجماعة يخضع لها سائر اال

فالمجتمع السياسي يتميز ا

تنظيمات خضوعا كامال تـفرضه بالقوة إذا اقتضت الظروف ذلك ولم يكن لمثل هذه السلطة وجود في تجمعات فراد جميعا يتساو

و وحداتهم التي ينتمون إليها، بل كان اال

ون في الحقوق والواجبات مساواة جعلت من البدو ا

بناء و من سيد الحي مجرد شخص ذي سلطة معنوية هدفها الحفاظ على الوحدة بين ا

و شيخها ا

رئيس القبيلة ا

و عشيرته.قبيلته ا

ن القبيلة العربية عرفت نوعا من التنظيم وقد ذهب بعض الباحثين في تاريخ العرب قبل اإلسالم إلى ا

عداء، وفي منح الجوار لمن يطلبه، وفي تقرير طرد السياسي تمثلفي حق رئيس القبيلة في إعالن الحرب على اال

و الخارجين على تقاليدها.المخالفين لنظام القبيلة ا

فراد المنتمون إلى القبيلة والذين بل لقد قيل: إن رئيس القبيلة كان بمثابة ملك يدير مملكة رعاياها هم اال

ي يستجيب إلى مسلمة من مسلمات يعتقدون بانحدارهمنه إذا كان هذا الرا

و نسب مشترك، والواقع ا

صل ا

من ا

ن جوهر السياسة كان في اإلنسان ذاته بحيث يعتبر اإلنسان كائنا سياسيا العلوم السياسية المعاصرة مؤداها: ا

ي ­ بطبعه، فإنهي: هذا الرا

خرى من مسلم ­ ا

نه يتعارض تعارضا واضحا مع مسلمة ا

ات العلوم السياسية مؤداها: ا

همها عنصرانساسية معينة ا

:لكي يعتبر مجتمع ما مجتمعا سياسيا فإنه البد من توفر عناصر ا

ي ارتباط الجماعة بإقليم معين ارتباطا مفضيا إلى ظهور مفهوم الوطن بما يتبعه من :االقليمي التقيد ـ 1ا

فراد بواجب المحافظة على الوطن والدفاع عنه.شعور اال

التي تحتكم القوة الفعلية والشرعية (القانونية) في هذا المجتمع احتكارا يمكنها :السياسية ظهور السلطة ـ 2 .ل على استمرار التقدم في المجتمع الذي تقوم فيه ـمن إقرار السالم والعم

.وهذان العنصران ال يمكن االدعاء بتوافرهما في التجمعات البدوية في جزيرة العرب قبل اإلسالم

* * *

Page 9: الإمامى العظمى

الثالث المبحث

الواقع السيايس ملجتمعات الحرض يف مكة عىل وجه الخصوص

المجتمعات البدوية في جزيرة العرب قبل اإلسالم فكيف كانت إذا كان هذا هو مجمل الحالة السياسية في الحالة السياسية في مجتمعات الحضر؟

ن حال الحضرفضل من حال البدو ، جاز حيث ظهر اإلسالم، وحيث انتشرخاصة في الح ،الواقع ا

لم يكن ا

هل الحجاز في مدن كبيرة نسبيا كمكة والطائـف والمدينة ـ يثرب كما من وجهة النظر السياسية، فرغم سكنى ا

نئذ ـ فإن العالقات الفردية واالجتماعية كانت تحكمها في الغالب ذات القواعد التي تحكم العالقات عرفت ا

ن ي منها سلطة سياسية بالمعنى المعروف لهذه الكلمة إلى ا

و ا

المماثلة لدى البدو، ولم تظهر في هذه المدن ا

ت دولته في المدينة، وقكـثر من تقريره فيما يتعلق بالطائـف ويثربظهر اإلسالم ونشا

.د ال يحتاج هذا القول إلى ا

ن مكة بحكم ما فيما يتعلق بمكة فلعلنا بحاجة إلى التفصيل إلثبات صحة ما ذهبنا إليه. والسر في ذلك: هو ا

ا

تجمع القبائل في قريش فيها، وجوار بعضها لبعض، وبحكم اتصالها بالعالم الخارجي عن طريق الرحالتالتجارية التي كان ينظمها تجارها مرتين في كل عام، وكذلك بسبب وجود الكعبة فيها ووفود الحجيج إليها في و بطونها ببعض

كل عام، بحكم ذلك كله عرفت مكة نوعا من التنظيم الذي عهد بمقتضاه لبعض قبائل قريش ا

:المناصب على النحو التالي

* * *

Page 10: الإمامى العظمى

10 

الرابع المبحث

قريش قبل اإلسالممناصب

:السدانة والحجابة

مرها السادنصنام، وسدنة الكعبة: هم حجابها الذين يقومون على خدمتها ويتولون ا

: خادم الكعبة وبيت اال

بوابها ويغلقونها، وقد كانت السدانة والحجابة في مكة لبني عبد الدار بن قصي بن كالب.ويفتحون ا

:السقاية والعمارة

نواع الشراب : هي والسقايةخص: الزبيب المنبوذ بالماء«تقديم الماء وبعض ا

مر » وعلى اال

للحجيج، وقد كان ا

.السقاية في الجاهلية وفي اإلسالم إلى العباس بن عبد المطلب عم رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم

ن قريشا كانت تجمع بين سقاية الماء وسقاية الشراب للحجاج فيما سقاية والثابت في التاريخ ا

الجاهلية، ا

ما الشراب: فإكراما لضيوف البيت الحرام.الماء: فلندرته وحاجة الناس إليه، وا

ما العمارةن يتكلموا ا

نها منع الناس ا

: فلها في اللغة معان عديدة، وقد ورد في معناها في حق البيت الحرام: ا

صواتهم، وقد كن يرفعوا ا

و ا

و رفث، ا

انت العمارة مع السقاية للعباس بن عبد في المسجد الحرام بهجر ا

.المطلب

فادة :الر

كل الرفادة: مال كانت تخرجه قريش في كل عام، فتدفعه إلى قصي بن كالب ليصنع به طعاما للحجيج فيا

يام الحج انقطع طعام الرفادة يام منى حتى إذا انقضت ا

منه من ليس له سعة وال زاد معه، وكان يستمر طيلة ا

ول من صنع الرفادة: قصي بن كالب حين قال لقومه: يا معشر قريش! إنكم وقفل الناس إلى بالدهم وقد كان ا

حق الناس بالكرامة، فاجعلوا هله وزوار بيته وهم ا

هل الحرم وإن الحجاج ضيوف اهلل وا

هل بيته وا

جيران اهلل وا

.لهم طعاما وشرابا حتى يصدروا عنكم

.هللا عليه وسلم كانت الرفادة لبني عبد منافوحين بعث رسول اهلل صلى

Page 11: الإمامى العظمى

11 

هم المناصب التي ثبت في تاريخ العربهل مكة، وواضح من م،قبل اإلسال ،هذه هي ا

وجودها لدى ا

نها جميعا مناصب دينية تجلب لصاحبها ذيوع الصيت، وحسن السمعة، والفخر بين قبائل العرب استعراضها ا

.ام وتحج إليهالتي كانت جميعا تقدس البيت الحر

ن مر ا

حتى إن القبائل في قريش تنازعت على تقسيم هذه المناصب وتوزيعها بينها قبل اإلسالم، وكاد اال

.يفضي إلى الحرب بين القبائل المتنازعة

و تعتبر في ذاتها مناصب تضفي على صاحبها ن تعتبر هذه المناصب دليال على وجود تنظيم سياسي ا

ما ا

ا

.ذهب بعض الباحثين، فذلك ما يبدو بعيدا عن الصوابسلطة سياسية كما

نه كان في مكةوإن كل منوع من التقاليد التي ،دون غيرها من مواطن القبائل العربية ،ا يمكن لنا قوله: ا

ن هذه التقاليد كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بوجود الكعبة في هلها في الغالب ويحترمها سائر الناس، وا

يحترمها ا

ن ترقى هذه التقاليد إلى تشكيل نظام سياسي في مكة في تلك مكةوبحج الناس إليها في كل عام، وال يمكن ا

صحاب السلطة السياسية في مكةو بعضها ا

ن يعتبر من ولوا هذه المناصب ا

و ا

.الفترة من تاريخها ـ ا

* * *

Page 12: الإمامى العظمى

12 

الخامس المبحث

اإلسالممكة املكرمة مل تعرف نظاما سياسيا قبل

ن الحالة يدينا عن تلك الفترة من التاريخ هو ا

إن الواقع الذي يؤيده استقراء الحوادث التاريخية التي بين ا

خرى، فلم يكن هناك نظام السياسية في مكة لم تكن تختلف كـثيرا عنها في مواطن بقية القبائل العربية اال

.سياسي

ي صورة من صور السلطة السياسية،وقد حاول بعض الباحثين ولم تعرف تلك القبائل سلطة سياسية على ا

هله قد عقدوا ن بعض ا

هل مكة عرفوا نوعا من التنظيم السياسي قبل اإلسالم مستدال على ذلك با

ن ا

ن يثبت ا

ا

ن ينصروا المستضعفين » حلف الفضول«حلفا اسمه ن ينصفوا المظلومين من الظالمين وا

تعاقدوا فيه على ا

.على الباغين

ي سلطة سياسية عن المجتمع ن عقد حلف الفضول في حد ذاته يعتبر دليال كافيا على غياب ا

ونحن نرى ا

المكي قبل اإلسالم، إذ لو وجدت هذه السلطة لما كان مكان لعقد مثل هذا الحلف الذي ضم خمسة فقط من ول مهامها ا

شرم قبائل قريش دون سائر القبائل، ولو وجدت سلطة سياسية لكان من ا

برهة اال

لوقوف في وجه ا

برهة في رد إبلهخذ عبد المطلب يفاوض ا

عالي جبالها، وا

.ولما هربت مكة إلى ا

ويدل كذلك على عدم وجود سلطة سياسية يخضع لها الجميع في مكة قصة تنازع القبائل عند إعادة بناء سود في مكانه من الكعبة، بل إن القصة ت

ن السلطة الدينية الكعبة حول إعادة وضع الحجر اال

عتبر دليال على ا

و العمارة صحاب الحجابة ا

و يخضع لها الجميع وإال النفرد ا

» مثال «المتعلقة بالكعبة ذاتها لم تكن سلطة يقبلها ا

ه لتصرفاتهم بتقرير حل هذا النـزاع، وإنما كانت القبيلة المسيطرة عليهم والتعصب للقبيلة هو الروح الموج.ومواقفهم

* * *

Page 13: الإمامى العظمى

13 

السادس المبحث

ماملك الجزيرة العربية قبل اإلسالم

طراف الجزيرة العربية وسواحلها، فقد عرفت فيها ممالك عاشت قرونا طويلة، وحفظ التاريخ كـثيرا من ما ا

ا

ن طرفا من قصتها في سورة النمل التي قص القرا

وضح مثال لذلك مملكة سبا

1حوادثها وتطورات الحكم فيها، وا

، انتهت بدخولها في دين سليمان ن الكريم كيف تمت مراسلة بين نبي اهلل سليمان وملكة سبا

وفيها بين القرا

.وإسالمها هلل رب العالمين

ن عن قولهانه كان في هذه المملكة نظام الشورى تلتزم به الملكة، فيحكي القرا

يات كذلك ا

بل تبين هذه اال

هل شوراها ى تشهدون ما كنت "ال مرا حت .23النمل: "قاطعة ا

حمر، ودولة » حمير«وكذلك كان هناك دولة والبحر اال

التي » معين«في حضرموت، ودولة » كنده«بين سبا

.2امتد نفوذها إلى شمال الحجاز

ثم مملكة وكذلك ظهرت في بادية الشام وهي جزء من الجزيرة العربية ممالك متعددة منها: مملكة تدمر، ن يكـفي الغساسنة

الغساسنة، وقد تحالف ملوكها مع الدولة البيزنطية التي كانت تعاني من غارات البدو، على ا

و العرب «هذه الدولة شر الغارات العربية عليها، وقد عرف الغساسنة بين قبائل العرب باسم (روم العرب) ا

وكانت بينهم وبين المناذرة حروب » لنصرانيةا«لدخولهم في دين حلفائهم البيزنطيين وهو » المتنصرةنهم وقفوا مع الروم ضد المسلمين، وشاركوا في قتالهم، ومع فتح الشام انتهت دولتهم

.ومناوشات، كما ا

نظمة الملكيةن هذه اال

نظمة ذات طابع سياسيو ،غير ا

ثر يذكر على عرب ،هي بال شك ا

لم يكن لها من ا

اإلسالم، فكانتي تنظيم سياسي بالمعنى ،حتى في مكة كما قدمنا ،حياة العرب الحجاز حيث نشا

ال تعرف ا

ولى في الرسول صلى هللا عليه وسلم دولته اال

نشا

ن ظهر اإلسالم وا

المتعارف عليه للتنظيم السياسي إلى ا

رافكار وا

ء المصدر المدينة، ولذلك تعد هذه الدولة بداية التاريخ اإلسالمي، ويعتبر ما ظهر خالل وجودها من ا

فكار والنظريات السياسية اإلسالميةول الذي تـفرعت عنه اال

.3اال

* * *

44ـ 22اآليات 1 ).111الدكتور أحمد الرحيم (ص:» تاريخ العرب قبل اإلسالم«انظر: كتاب 2 .) الطبعة الثالثة92انظر: كتاب النظام السياسي للدولة اإلسالمية لألستاذ محمد سليم العوا (ص: 3

Page 14: الإمامى العظمى

14 

:الفصل الثاني

אא

.ظهور الكيان السياسي اإلسالمي المبحث األول:

.ممارسة الدولة اإلسالمية لوظائفها المبحث الثاني:

Page 15: الإمامى العظمى

15 

المبحث األول

ظهور الكيان اإلسالمي

و تكوين دولة في مكة المكرمة النشغاله لميتمكن النبي صلى هللا عليه وسلم في إيجاد تنظيم سياسي ا

رض، والشعب، صول العقيدة الصحيحة، ولعدم توفر العناصر الضرورية للدولة وهي: اال

بالدعوة إلى اهلل وتقرير ا

.والسلطة

ن هذه الفترة المكية كانت بمثابة التمهيد للفترة المدنية من العهد النبوي، فقد تكونت فيها نواة غير ا

منوا برسوله، وتقررت فيها قواعد اإلسالم فراد الذين قبلوا الدين الجديد وا

ولئك اال

المجتمع اإلسالمي من ا

سان ،جماع اإلسالم كله، سية وخاصة ما تعلق منها بالعقيدةاال

فوضحت بذلك وجهة اإلسالم وسبيله، وبعد ا

نصار، توفرت مقومات الدساسية توجه الشعب بالهجرة وتجمع المسلمون من مهاجرين وا

ولة وعناصرها اال

رض التي تقوم عليها الدولة، وو وو ع جدت اال جدت السلطة بهجرة النبي صلى هللا عليه وسلم إلى المدينة وبتجم

صحابهصبح لها كيان دو ا

لي، وحينئذ مست رضوان اهلل عليهم حوله، تكونت بذلك الدولة اإلسالمية، وا

تم صورة، فاتجه الوحي إلى تنظيم الدولة داخليا وخارجيا، فحكام الحاجة إلى التشريع العملي على ا

شرع لهم اال

و بعالقة الدولة بغيرهاؤ التي تتناول شو الجماعة ا

.ونهم كلها، سواء منها ما يتعلق بحياة الفرد ا

جمل من قوولى، ونزلت التشريعات التي احتاجت وكانت الفترة الثانية تفصيال لما ا

اعد اإلسالم في الفترة اال

ون العامة والخاصة على سواء، ونزل الوحي بعدد كبير من القواعد العامة التي ؤ إليها الدولة الجديدة في الشو السنة، وما كان ذلك كله إال للن

ن ا

تيجة تستنبط فيها التشريعات الجزئية التي لم ينص عليها مباشرة في القرا

ولى، وتميز المسلمين كافة عن غيرهم ممن عاشوا في الجزيرة العربية خالل الطبيعية لنشوء الدولة اإلسالمية اال

لكل من استقر !هذه الفترة، وهذا االتصال بين الفترة المكية والفترة المدنية واضحمسيرة الدعوة اإلسالمية ا

.وتطورها في عصر النبوة

:اإلسالميظهور الكيان السياسي

سس العامة التي سوف مة اإلسالمية ووضع اال

سيس وبناء لكيان اال

كان العصر النبوي مر بقسميه مرحلة تامة على طول التاريخ

.تحكم مسيرة هذه اال

خرى التي عرض لها اإلسالم في ن في كل النواحي اال

ن في الناحية السياسية كما كان هو الشا

وكان هذا هو الشا

.وتنظيماته، وفي نصوص الوحي وإشاراتهتشريعاته

Page 16: الإمامى العظمى

16 

ولذلك فإن النصوص التي تتعلق بالنظام السياسي في هذه الفترة ال تتعرض للتفصيالت إال بالقدر الذي تمليه .الضرورات العملية للمجتمع المسلم في المدينة فحسب وتكـتفي فيما عدا ذلك

الثانيالمبحث

مامرسة الدولة اإلسالمية لوظائفها

صحابه إليها ومسارعته إلى وبعدمر الدولة اإلسالمية في المدينة بهجرة النبي صلى هللا عليه وسلم وا

ن استقر ا

ا

نصار ومعاهدته لليهود المقيمين في المدينةخذت الدولة تمارس ،بناء المسجد، والمؤاخاة بين المهاجرين واال

ا

نذاك في مجاالتها المختلفة وظائـفها وتباشر مهامها التي شملت كل نواحي النشاط السياسي.المعروفة ا

قامت العدالة عن طريق القضاء، ونظمت الدفاع وسياسة الحروب في الغزوات التي باشرها الرسول صلى فا

و بواسطة قواد سراياه وبعوثه، وبثت التعليم بين رعاياها ومن انضم إلى الدين الجديد هللا عليه وسلم بنفسه ا

اليمن والبحرين وغيرهما، ونظمت موارد الدولة المالية بتنظيم الزكاة، وطرق خارج المدينة، كما حدث فيو التي اختارت طريق

جبايتها وفق ظروف العصر، وعقدت المعاهدات مع الجماعات التي كانت محاربة لها ا

ساسا للعالقات الدولية حنفذت السفارات إلى العالم الخارجي، فوضعت بذلك ا

تى تكون السلم إزاء دعوتها، وا

.الدولة اإلسالمية طرفا فيها

وعلى هذه الصورة ثبتت دعائم النظام السياسي في المدينة، ورسخت قدم الدولة الناشئة التي ضمت بعد نحاء الجزيرة العربية، ودخل في عقيدتها وانضوى تحت حكومتها سكان هذه الجزيرة

عشر سنوات تقريبا معظم ا

و حديثة، ، وقد مارست ه­ تقريبا­ جميعاية دولة في العالم قديمة ا

ذه الدولة الجديدة السلطات التي تمارسها ا

ن هذه التعبيرات من بدع النظم الدستورية والقانونية في العصر وهي سلطات التشريع والقضاء والتنفيذ، ورغم ا

ن الدولة اإلسالمية منذ قيامها قد عرفت هذه السلطات نه من المسلم به: ا

ن ممارسة الحديث، إال ا

الثالث، وا

صولية والفقهية التي شرحها فيما بعد هذه السلطات قد نظمت وفصلت القواعد الضابطة لها في ضوء المبادئ اال

.الفقهاء المسلمون

* * *

Page 17: الإمامى العظمى

17 

:الفصل الثالث

אא

.تعريف اإلمامة والخالفة لغة واصطالحا المبحث األول:

.الفرق بينهما وبين الملك المبحث الثاني:

Page 18: الإمامى العظمى

18 

األول المبحث

تعريف اإلمامة والخالفة لغة واصطالحا

م يؤم إذا صار لهم إماما يتبعونه ويقتدون به، ومنهاالمامة في اللغةو: ا

م القوم ا

: قوله تعالى : مشتقة من: ا

اس إماما" ي جاعلك للن .124البقرة: "إن

.على الشيء المصلح له، والطريق الواضح، والكـتاب، ودليل القومويطلق على القيم

و كانوا ضالين«قال ابن منظور: .1»اإلمام كل من ائـتم به قوم كانوا على الصراط المستقيم ا

ر قوله تعالى: »: «تاج العروس«وقال الزبيدي في بإمام "واإلمام: الطريق الواسع، وبه فسهما ل وإن

بين ي: بط79[الحجر: "مي: يقصد: فيتميز ،ريق يؤم ] ا

.2»ا

: فهي النظر في مصالح العباد بمقتضى شرع اهلل تعالى، طارحا الهوى والمصالح االمامة في االصطالحينما كان

.الشخصية جانبا، متحريا الحق ا

3.»به اإلمامة موضوعة لخالفة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا«قال الماوردي:

خروية والدنيوية «وعرفها ابن خلدون بقوله: هي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم اال

خرة، فهي في الحقيقة خالفة عن »الراجعة إليهاحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح اال

، إذ ا

4.»صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به

مر من بعدهة في اللغةالخالفخوذة من خلف الرجل يخلفه إذا قام باال

.: ما

خروية والدنيوية الراجعالخالفة في االصطالح ة : هو حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم االخرة، فهي في الحقيقة خالفة عن ص

حوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح اال

احبإليها، إذ ا

.الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا

).) مادة (أمم21/42البن منظور: جمال الدين محمد بن مكرم (» لسان العرب « 1  ).391ص/8لمحمد مرتضى الزبيدي (ج» تاج العروس من جواهر القاموس « 2  )71للماوردي (ص:» األحكام السلطانية « 3  ).212(ص:» المقدمة البن خلدون « 4

Page 19: الإمامى العظمى

19 

علم ،والذي يظهر لينه ال فرق بين لفظي اإلمامة والخالفة وإلى ذلك ذهب النووي رحمه اهلل تعالى ، واهلل ا

ا

مير المؤمنين«حيث قال: ن يقال لإلمام: الخليفة واإلمام وا

حين » مقدمته«، وحكاه ابن خلدون في 1»يجوز ا

نه نيابة عن صاحب الشريعة في حفظ الدين وسياسة الدنيا به وإذ قد بي«قال: نا حقيقة هذا المنصب وائمة، 2تسمى:خالفة وإمامة والقائم به: خليفة وإمام

ول يلقبون بالخلفاء كما يلقبون باال .وقد كان الخلفاء اال

* * *

الثانيالمبحث

الفرق بينهام وبني امللك

ما الملك فينقسم إلى: طبيعي .وسياسيا

.: هو حمل الكافة على مقتضى الغرض والشهوةالملك الطبيعي

3.: هو حمل الكافة على مقتضى النظر العقلي في جلب المصالح الدنيوية ودفع المضاروالملك السياسي

حمد حاديث الصحيحة عن الرسول صلى هللا عليه وسلم منها ما رواه ا

والفرق بينهما وبين الملك ثابت في اال

ن النبي صلى هللا عليه وسلم قال: في مسنن «ده عن حذيفة رضي اهلل عنه ا

تكون النبوة فيكم ما شاء اہلل ا

ن تكون، ثم ن يرفعها، ثم تكون خالفة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء اہلل ا

تكون، ثم يرفعها اذا شاء ا

ا ن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضن يرفعها، فيكون ما شاء 4يرفعها اذا شاء ا

ن يكون، ثم يرفعها اذا شاء ا

اہلل ا

ن يرفعها، ثم تكون خالفة على منهاج ن تكون، ثم يرفعها اذا شاء ا

ثم تكون ملكا جبرية، فتكون ما شاء اہلل ا

5.ثم سكت» النبوة

هل السنن عن سعيد بن جمهان عن سفينة مولى رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم قال: ن ستكو«وما رواه ا

6.»الخالفة ثالثون عاما ثم يكون الملك

 ).4/231للشربيني (» مغني المحتاج«وانظر نحو هذا الكالم في )،94ص: /01للنووي (ج» روضة الطالبين «  1  ).212(ص:» خلدونالمقدمة البن « 2  ).151(ص » مقدمة ابن خلدون«انظر:  3 في رواية: عضوضاو 4  ).1/8) (5حديث رقم (» السلسلة الصحيحة«)، وحسنه األلباني في 4/572رواه أحمد ( 5)، 6222حديث رقم (» كتاب الفتن«ـ عون)، والترمذي في 21/793» (كتاب السنة«)، وأبو داود في 372ص:/4» (المسند«رواه أحمد في 6

)891ص/1) (064برقم (» السلسلة الصحيحة«والحديث صححه األلباني في

Page 20: الإمامى العظمى

20 

ف محمد سليم العوا الخالفة في كـتابه نها: » النظام السياسي للدولة اإلسالمية«وقد عر تنظيم لرائسة«با

صبح علما على نظام الحكم في الدول اإلسالمية، وال يعني في «وقال: » الدولةو اإلمامة ا

دلوله مإن لفظ الخالفة ا

و اكـثر من تنظيم رائسة الدولة اإلسالمية تنظيما يشمل اختيار الرئيس وتقرير حقوقه السياسي ا

لدستوري ا

على الذي كان قائما في بداية نشوء الدولة اإلسالمية إتباعوواجباته على نحو يشير إلى محاولة ين كان حالمثل اال

ال يدل على نظام حكم معين محدود »الخالفة«الرسول صلى هللا عليه وسلم يتولى رائستها، لكن هذا اللفظ التفاصيل، بل إنه ليس في الشريعة اإلسالمية نظام حكم معين محدد التفاصيل، وإنما جاءت الشريعة

.اإلسالمية في هذا المجال بالقواعد العامة فحسب

مرين:ويتضمن المدلول الدستوري للخالفة باعتبارها تنظيما لرائسة الدولة قياما على ا

ولهمان ترشيح من يصلح لتولي الخالفة يتم بناء على ما تنتهي إليه شورى المسلمينا

.: ا

ن تولية هذا المرشح يتم بناء على بيعة المسلمين له وعلى هذا النحو تمت تولية الخلفاء الراشدين وثانيهما: ا

خرى ـ مر جميعا وإن اختلفت طريقة الشورى التي سبقت الترشيح للخالفة من حالة إلى ا

فإذا تولى شخص ما ا

حكام الشريعة اإلسالمية ويبذل جهده في ن يلتزم في حكمه ا

صبح يشغل منصب الخليفة فعليه ا

و ا

المسلمين ا

مره ن يبذلوا له النصح ويلتزموا بطاعته ولهم بل عليهم ا

تحقيق مصالح الناس على هدي مبادئها، وللمسلمين ا

1.»بالمعروف ونهيه عن المنكر

ف عبد الخالفة هي: الرياسة العظمى والوالية العامة الجامعة القائمة «الحي الكـتاني الخالفة فيقول: ويعرن نه خليفة عن رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم واإلمام؛ ال

بحراسة الدين والدنيا، والقائم بها يسمى الخليفة؛ ال

اشدين ـ الزمة له ال يقوم بها غيره إال بطريق اإلمامة والخطبة في عهد الرسول صلى هللا عليه وسلم والخلفاء الر .2»النيابة عنه

* * *

 ).181(ص:» النظام السياسي للدولة اإلسالمية«انظر: كتاب 1  ).1/2» (التراتيب اإلدارية«  2

Page 21: الإمامى العظمى

21 

:الفصل الرابع

אא

.: وجوب نصب اإلمامالمبحث األول

.: خالف المعتزلة مع الجمهور في حقيقة المقتضي لوجوب نصب اإلمامالمبحث الثاني

Page 22: الإمامى العظمى

22 

المبحث األول

وجوب نصب اإلمام

رض ومن عليها؛ إ إنن يرث اهلل اال

ذ الفرد المجتمع البشري ضروري الستمرار الحياة وبقاء النوع اإلنساني إلى ا

وحده ال يقوى على تحصيل قوته من الطعام والشراب، وال يمكنه القيام بما يحتاجه من حرف وصناعات، بل ن يحتاج إلى غيره في تحصيل ما ذكر مهما كان عليه من غن

شياء ولو كان ملكا مطاعاالبد ا

، ى وقدرة على اال

.فاإلنسان دائما محتاج إلى غيره في تحصيل القوت

ثم إن هذا االجتماع إذا حصل للبشر، وتم عمران العالم بهم فالبد من وازع يدفع بعضهم عن بعض، لما في لة السالح التي جعلت دافعة لعد

وان الحيوانات العجم عنهم طباعهم الحيوانية في العدوان والظلم، وليست ا

خر يدفع عدوان بعضهم عن بعض، وال نها موجودة لجميعهم، فالبد من شيء ا

كافية في دفع العدوان عنهم؛ ال

يكون في غيرهم لقصور جميع الحيوانات عن مداركهم وإلهاماتهم، فيكون ذلك الوازع واحدا منهم يكون له حد إلى غيره بعدوان وهذا هو معنى الملك، وقد تبين لك عليهم الغلبة والسلطان، واليد القاهرة حتى

ال يصل ا

نه خاصة لإلنسان طبيعة والبد لهم فعلها.1بهذا ا

مة، ويرعى مصالحها الدينية ؤ قامة خليفة على المسلمين يهتم بش: البد من إوجوب نصب االمامون اال

عمة خطر ا

عن اال

حكام الشرعية، والدنيوية، ويقوم بالجهاد، وينظم الجيوش، ويدرا

دائها، ويتولى تنفيذ اال

مور التي يتعين على الخموال الدولة في مواردها، وينفقها في مصارفها، إلى غير ذلك من اال

ليفة ويعتني بجباية ا

مة إال بها.القيام بها، وال تتم مصالح اال

حد خالف سوى ما يروى عن ،وهذا محل إجماع بين المسلمينعني: وجوب نصب اإلمام ـ لم يعرف فيه ال

ا

صمنه قول شاذ لم يبن 3والفوطي 2اال

من المعتزلة وبعض الخوارج، وخالف هؤالء ال يقدح بصحة اإلجماع؛ ال

.4على دليل صحيح وال حجة ثابتة

هل السن«: رحمه اهلل تعالى وفي هذا يقول اإلمام ابن حزمة، وجميع المرجئة، وجميع الشيعة، اتفق جميع ا

، حكام اهللمة واجب عليها االنقياد إلمام عادل، يقيم فيهم ا

ن اال

وجميع الخوارج على وجوب اإلمامة، وا

).1/801» (بدائع السالك«)، و8/461» (الحلية ألبي نعيم«انظر: 1 ).56(ص:» فرق وطبقات المعتزلة«كيسان، أحد كبار أئمة المعتزلة، انظر األصم: اسمه عبد الرحمن بن 2 ). 951(ص: » الفرق بين الفرق«وهو هشام بن عمر الفوطي من أهل البعرة، إليه تنسب فرقة الهشامية من المعتزلة، انظر  3» مقدمة ابن خلدون«)، و421(ص:» جماعمراتب اإل«)، و31/811» (فتح الباري«)، و1/462» (الجامع ألحكام القرآن«انظر: 4

 ).161البن تيمية (ص:» السياسة الشرعية«)، و191(ص:

Page 23: الإمامى العظمى

23 

تى بها رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم حاشا النجدات من الخوارج فإنهم قالوا: حكام الشريعة التي ا

ويسوسهم با

ن يتعاطوا الحق بينهمال يلزم الناس فرض اإلم1.»امة، وإنما عليهم ا

صم، «: رحمه اهلل تعالى وقال القرطبيئمة، إال ما روي عن اال

مة وال بين اال

وال خالف في وجوب ذلك بين اال

يه ومذهبهصم، وكذلك كل من قال بقوله واتبعه على را

2.»حيث كان عن الشريعة ا

صم ومن وافقه في عدم وجوب نصب اإلمام ال يقدحقال عبد الجبار الهمداني في المغني: فبين ن خالف اال

في ا ا

.اإلجماع

و الدين في اجتالب النجله يقام اإلمام ما يقوم بمصلحة الدنيا ا

فع قال: وبعد، فإنه قد ثبت بالشرع الذي ال

و قوي، وقد علمناحد منهم إال وله في ذلك حظ ما ا

ن ما هذا حال ودفع المضار في غير تخصيص يعتبر، بل ال ا

ه ا

و المعلومةنه توصل إلى دفع المضار المظنونة ا

.يلزم التوصل إليه، ال

مر بالمعروف والنهي عن المنكر يحمالن على الوجوه التي ذكرناها وما يقوم به اإلن اال

مام إن وقد بينا من قبل ا

ما يثبت في إجماع الصحابة؛ لم يزد حاله على حالها لم ينقص فيجب التوصل إليه، وقد اعتمدوا غيرهما على نه البد منه، وما نقل من

نهم بعد وفاة النبي صلى هللا عليه وسلم فزعوا إلى إقامة إمام على وجه يقتضي ا

خبار ال

اال

بي بكر يوم السقيفة ثم بعده لعمر في قصة الشورى .وتواتر في ذلك يدل على ما قلناه في حالهم عند العقد ال

ن التشدد في مر الواجب الذوقد علمنا ا

ي ذلك على الوجوه التي جرت منهم حاال بعد حال ال يكون إال في اال

نه إنما خالف في ذلك ن كل من خالف فيه ال يعد في اإلجماع؛ ال

البد منه، ومما يبين صحة اإلجماع في ذلك ا

نهم ال يعدون في اإلجماع.بعض الخوارج، وقد ثبت ا

ما ن يعد في اإلج» ضرار«وا

بعد من ا

ما فا

صم«ماع، وا

نه» اال

فقد سبقه اإلجماع، وإن كان قد حكي عنه على ا

نصف الناس بعضهم بعضا وزال الظالم وما يوجب إقامة الحد الستغنى نه إنما قال: لو ا

غير مخالف في ذلك، وا

.الناس عن إمامهم

دلة :اال

دلة من الكـتاب مة، مستدلين با

ن اإلمامة واجبة على اال

هل السنة ا

مة، فمن يرى ا

والسنة وإجماع علماء اال

ندلتهم على وجوبها في القرا

 ).78ص:/4» (الفصل في الملل واألهواء والنحل« 1 ). 1/461للقرطبي (» الجامع ألحكام القرآن« 2

Page 24: الإمامى العظمى

24 

ولطيعوا ال"قول هللا تعالى: الدليل اال وا طيعوا اہلل منوا ا

ذين ا

يها ال سول و يا ا مر ر ولي اال منكم فان ا

سول ان ك والر ى اہللوه ال تنازعتم في شيء فرد ينتم تؤمنون باہلل

خر ذل وال

ويال وم اال حسن تا " ك خير وا

.59النساء:

علم ،الظاهر«قال ابن كـثير: مراء والعلماء، واهلل ا

مر من اال

ولي اال

ية عامة في جميع ا

ن اال

1.»ا

ن اهلل وجه الداللةمر دليل على تعالى : ا

مر، واال

ولي اال

مر بطاعة ا

مر ا

بطاعة من ال الوجوب، واهلل تعالى ال يا

مة نصب إمام لهم.وجود له، فتعين على اال

نا معه " : قوله تعالى:الدليل الثانينزل بينات وا

نا رسلنا بال

رسل قد ا

ت ل كـ

ميزان م ال

قسط اب وال

اس بال ليقوم الن

حديد ف نا ال

نزل منوا اس وليعلم اہلل س شديد ومنافع للن غ و ينصره يه با

قوي عزيز رسله بال "يب ان اہلل

.25الحديد:

ن اهلل وجه الداللةمر رسله تعالى : ا

ن يقيموا العدل بين الناس على ما جاا

ء في عليهم السالم ومن تبعهم ا

مورهمكـتاب اهلل تعالى، و.ال يكون ذلك إال بإمام ينظم مسيرتهم، وينظر في مصالحهم، ويقارن بين ا

حكام المتعلقة بمصالح ومفايات الحدود والقصاص واال

ننا لو نظرنا إلى ا

يات في ذلك كـثيرة، والواقع ا

سد واالمة إقامة إمام لهم ، العباد

نه يتعين على اال

ينا ا

.لرا

دلة من السنةثانيا :: اال

ولالدليل ن النبي صلى هللا عليه وسلم » صحيحه«: ما رواه مسلم في اال

عن عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما ا

2.»من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية«قال:

ن البيعة واجبة على المسلم وال تكون البيعة إال بإمام، وما ال يتم الواجب إال به فهو وجه الداللةاجب، و: ا

مةلذا تعي.ن نصب اإلمام على اال

نه قال: الدليل الثانيهل السنن عن العرباض بن سارية عن النبي صلى هللا عليه وسلم ا

وانه «...: ما رواه ا

من يعش منكم فسيرى اختالفا كـثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا مور، فان كل بدعة ضاللةعليها بالنواجذ، واياكم ومحدثات

3.»اال

).2/303البن كثير (» تفسير القرآن العظيم«  1 ).3/8741) (1581الوفاء ببيعة الخلفاء برقم (باب وجوب » كتاب اإلمارة«رواه مسلم في  2عون)، وابن ماجة في 5/21/953باب (» كتاب السنة«)، وقال: حسن صحيح ورواه أبو داود في 61برقم (» كتاب العلم«رواه الترمذي في  3 ).1/51) (24) (ج6الباب (» المقدمة«

Page 25: الإمامى العظمى

25 

:: من اإلجماعثالثا

ولمر حتى قبل دفنه صلى هللا عليه وسلم، : إجماع الصحابة رضوان اهلل عليهمالدليل اال

قد ف، فقد همهم اال

بو بكر «عن عائشة رضي اهلل عنها: » صحيحه«روى البخاري في ن رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم مات وا

ا

في ن يقع بالسنح، فقام عمر يقول: واهلل ما مات رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم، قالت: وقال عمر: واهلل ما كابو بكر فكشف عن رسول اهلل صلى هللا

رجلهم، فجاء ا

يدي رجال وا

ليه عنفسي إال ذاك، وليبعثنه اهلل فليقطعن ا

بدا،مي طبت حيا وميتا، والذي نفسي بيده، ال يذيقنك اهلل الموتتين ا

نت وا

بي ا

له، فقال: با ثم خرج وسلم فقب

بو يها الحالف على رسلك، فلما تكلم ا

ال منفقال: ا

ثنى عليه، وقال: ا

بو بكر وا

كان بكر جلس عمر، فحمد اهلل ا

ك ميت ان يعبد محمدا صلى هللا عليه وسلم فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد اهلل فإن اهلل حي ال يموت وقال: يتون هم م د اال رسول قد خلت من] وقال: 30[ الزمر: وان ات اقبله وما محم فان م سل ا و قتل انقل لر بتم على ا

شيائ و عقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر اہلل ا اك سيجزي اہلل ل عمران: " رين الش.144ا

نصار إلى سعد بن عبادة في سقيفةمير قال: فنشج الناس يبكون، قال: واجتمعت اال

بني ساعدة، فقالوا: منا ا

بو بكر، وكان عمر سكـته ا

بو عبيدة بن الجراح، فذهب عمر يتكلم، فا

بو بكر وعمر وا

مير، فذهب إليهم ا

ومنكم ابو بكر«يقول:

ال يبلغه ا

عجبني خشيت ا

ت كالما قد ا

ني قد هيا

ردت بذلك إال ا

بو بكر، »واهلل ما ا

، ثم تكلم ا

بلغ الناس، فقال فيمير فتكلم ا

نتم الوزراء، فقال حباب بن المنذر: واهلل ال نفعل، منا ا

مراء وا

كالمه: نحن اال

با و ا

نسابا، فبايعوا عمر ا

عربهم ا

وسط العرب دارا وا

نتم الوزراء هم ا

مراء وا

بو بكر: ال ولكنا اال

مير، فقال ا

ومنكم ا

حبنا إلىنت سيدنا وخيرنا وا

نت، فا

خذ عمر عبيدة، فقال عمر: بل نبايعك ا

رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم، فا

1.»بيده فبايعه وبايعه الناس

ن الصحابة وجه الداللةلى رضوان اهلل عليهم بمجرد وصول خبر وفاة النبي صلى هللا عليه وسلم، بادروا إا

حدجمعوا على وجوب ذلك ولم يخالف منهم ا

.تنصيب إمام لهم، وا

نصار في سقيفة بني «: رحمه اهلل تعالى قال القرطبيجمعت الصحابة بعد اختالف وقع بين المهاجرين واال

ا

فلو كان فرض اإلمامة غير واجب ال في قريش وال في غيرهم لما ساغت هذه المناظرة ساعدة في التعيين...مر والمحاورة عليها، ولقال قائل: إنها ليست واجبة ال في قريش وال في غيرهم فما لتنازعكم وجه، وال فا

ئدة في ا

2.ليس بواجب

ن نصب اإلمام بعد «: ما قاله الهيثمي: الدليل الثانيجمعوا على ا

ن الصحابة رضوان هللا عليهم ا

يضا ـ ا

اعلم ـ ا

هم الواجبات حيث اشتغلوا به عن دفن رسول هللا صلى هللا عليه انقراض زمن النبوة واجب، بل جعلوه ا

3.»وسلم

* * *

).ـ فتح 7/91( )5الباب (» كتاب مناقب الصحابة» «صحيحه«رواه البخاري في  1 ).1/792للقرطبي (» الجامع ألحكام القرآن«  2 ).7البن حجر الهيتمي (ص» الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة«  3

Page 26: الإمامى العظمى

26 

الثانيالمبحث

املعتزلة مع الجمهورخالف

:لوجوب نصب اإلمام يفي حقيقة المقتض

ي: عن طريق النصوص ن وجوب نصب اإلمام معلوم عن طريق السمع ـ ا

قلت: وجمهور المسلمين على ا

بي بكر صحاب رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم عند وفاته بادروا إلى بيعة ا

ن ا

وتسليم رضي اهلل عنهالشرعية؛ ال

عصار واستقر مورهم، وكذا في كل عصر من بعد ذلك، ولم تترك الناس فوضى في عصر من اال

النظر إليه في ا

1.ذلك إجماعا

ئمة من «ثم إنه قد ثبت عن النبي صلى هللا عليه وسلم اإلرشاد إليها واإلشارة إلى منصبها: كما في قوله: اال

ئمة كما في قوله تعالى: 2»قريشمر بالطاعة لال

طيعوا وثبت كـتابا وسنة اال وا طيعوا اہلل منوا ا

ذين ا

يها ال يا ا

مر منكم ولي اال سول وا رشد صلى هللا عليه وسلم إلى االستنان بسنة الخلفاء الراشدين 59[النساء: الر]. وا

الخالفة بعدي «وهو حديث صحيح وكذلك قوله: 3»ء الراشدين المهديينعليكم بسنتي وسنة الخلفا«فقال:..ووقعت منه اإلشارة إلى من سيقوم بعده 4»ثالثون عاما

مر اإلمامة ومبايعة اإلمام قبل كل شيء تى حثم إن الصحابة لما مات رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم قدموا ا

نهم اشتغلوا بذلك قبل تجهيزه صلى هللا علبو بكر ـ رضي اهلل عنه ـ عهد إلى عمر، ا

م عهد ثيه وسلم ثم لما مات ا

عمر إلى النفر المعروفين، ثم لما قتل عثمان ـ رضي اهلل عنه ـ بايعوا عليا، وبعد علي الحسن، ثم استمر مة مجتمع

مر اال

.المسلمون على هذه الطريقة حيث كان السلطان واحدا، وا

قطار اإلسهله ثم لما اتسعت ا

قطار سلطان، اتفق ا

هله واستولى على كل قطر من اال

الم ووقع االختالف بين ا

نه إذا مات بادروا بنصب من يقوم مقامه .على ا

جمعين منذ قبض رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم حد، بل هو إجماع المسلمين ا

وهذا معلوم لم يخالف فيه ا

الح الدين والدنيا، ولو لم يكن منها إال جمعهم على جهاد إلى هذه الغاية لما هو مرتبط بالسلطان من مصمر اهلل تعالى به ـ ونهيهم عما نهاهم اهلل

مرهم بما ا

مين سبلهم، وإنصاف مظلومهم من ظالمهم، وا

عدوهم، وتا

).1/562(ص:» تفسير القرطبي«)، وانظر: 151(ص:» مقدمة ابن خلدون«  1 ) من طريق بكير بن وهب الجزري3/921عن أبيه عن أنس، ورواه أحمد (منحة المعبود) عن ابن سعد 2/361رواه أبو داود الطيالسي (  2

.عن أنس والحديث صحيح ).4تقدم تخريجه صفحة (  3 .) من حديث سفينة7222)، والترمذي (6464)، وأبو داود (5/220رواه أحمد (  4

Page 27: الإمامى العظمى

27 

تعالى عنه، ونشر السنن، وإماتة البدع، وإقامة حدود اهلل تعالى، فمشروعية نصب السلطان هي من هذه 1.ثيةالحي

ن ال يرد مورا شرعية قد كان مجوزا في العقل ا

ومما يؤيد وجوب نصب اإلمام عن طريق الشرع كونه يتولى ا

خذ بمقتضى التعبد بها فلم يكن العقل موجبا لها وإنما يمنع كل واحد نفسه من العقالء عن التظالم والتقاطع ويا

مور إلى وليه في الدينالعدل في التناصف والتواصل فيتدبر بعقله ال بعقل غي ره، ولكن جاء الشرع بتفويض اال

طيعو«وقال صلى هللا عليه وسلم:ا في سيليكم بعدي والة فيليكم البر ببره والفاجر بفجوره فاسمعوا لهم وا

ساءوا فلكم وعليهمحسنوا فلكم ولهم وان ا

.»كل ما وافق الحق فان ا

ن وجوب نصب اإلكـثر المعتزلة: فهو على ا

ي ا

ما را

مام علم من طريق العقل وذلك لما في طباع العقالء من ا

جا التسليم لزعيم يمنعهم من التظالم ويفصل بينهم في التنازع والتخاصم ولوال الوالة لكانوا فوضى مهملين وهم . مضاعين

نو عن طريق الشرع إلمكان ا

ن يكون وجوب إقامة اإلمام علم عن طريق العقل ا

يعلم قلت: وال منافاة بين ا

ن العقل هو الطريق ن العقل الصريح ال يتعارض مع النقل الصحيح، وال شك ا

ذلك بالعقل والشرع معا؛ ال

ن العقل شياء وال يرد على القائلين با

و هلمعرفة الشرع، إذ بدون العقل ال تحصل المعرفة وال التمييز بين اال

نهم ال يريدون هذن يكون العقل شرعا ال

ن المقتضيات العقلية مدرك علم وجوبها ا

ا المعنى وإنما يريدون امر واجب، وضرورة من ضروريات استمرار حياة البشر وبقائه

ن هذا اال

كسبت علما يقينيا با

* * *

.لصديق حسن خان» إكليل الكرام في مقاصد األمانة«من كتاب:  1

Page 28: الإمامى العظمى

28 

:الفصل الخامس

א.صفة العقد المبحث األول:

:طرق تولية اإلمام وفيها ستة مطالب المبحث الثاني:

.طريقة االختيار األول:المطلب

.طريقة العهد المطلب الثاني:

.طريقة القهر والغلبة المطلب الثالث:

.ترجيح طريقة االختيار المطلب الرابع:

.إمامة أبي بكر الصديق المطلب الخامس:

.العهد إلى األبناء المطلب السادس:

.رأي الشيعة في اإلمامة المبحث الثالث:

Page 29: الإمامى العظمى

29 

المبحث األول

الـعـقـدصـفـة

جمعت عليه، فال بد من معرفة كيفية عقد اإلمامة، مة اإلسالمية ا

ن اال

وإذ قد بينت وجوب نصب اإلمام، وا

.ومعرفة الصفات التي ينبغي توفرها في العاقدين

ن يصلح لذلك ويجتمع فيه الشرطان نه ال يصير إماما با

نه ال خالف بين من ال يقول بالنص في كل إمام ا

اعلم ا

و مرين: إما المنع من المساواة بين االثنين في ذلك، ا

حد ا

نه لو صار إماما لذلك لوجب ا

ويبين صحة ذلك ا

ى جمهور المسلمين كما يدل عليه حال الصحابة، حيث لم يقتصروا ،وهذا فاسد ،تجويز إمامينوال يصح على را

يعة على الوجه الذي جرت عادتهم به، يدل بل جعلوه إماما بالعقد والب في إثبات اإلمامة على صالحه لذلك،ن يلزم قبول العقد إذا كان

نه يكون إماما باختيار الغير، وا

ن الصحيح ا

ذكره، ا

على ما ذكرناه، وقد ثبت بما سا

نه البد للعقد من صفة وللعاقدين من صفة1.كامل الشرائط، وبيان ذلك ا

مامنا تاريخ الخلفاء الر وال يوجد نص من الكـتاب والسنة يجبرنا على طريقة بعياشدين نها في تولية اإلمام، بل ا

ن هذه الطرق التي تم بها تولرى ا

مة في هذا الباب، ولذا ا

ية لنستعرض ونستنبط منه الطرق التي اتبعها سلف اال

مرين:هؤالء الراشدين طرق شرعية ال

ولمر اال

هل ن إتباع: ما ورد عن النبي صلى هللا عليه وسلم من الحث على اال

هجهم واالقتداء بهديهم، لما رواه ا

نه قال: وانه من يعش منكم فسيرى اختالفا «...السنن عن العرباض بن سارية عن النبي صلى هللا عليه وسلم ا

كـثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، واياكم ومحدثات مور فان كل بدعة ضال

2.»لةاال

مر الثانية، حجلى ذلك وقبولهم له، وإجماعهم رضوان اهلل عليهم ع: إجماع الصحابة رضوان اهلل عليهم اال

نه يصرف إلى هل التاريخ والسير ما يعارض ذلك، وإن ورد اعتراض ليتمسك به البعض إال ا

ولم يورد لنا ا

.االختالف في الشخص المولى ال في الطريقة التي ولي بها

* * *

 ).5ألبي الحسن الماوردي (ص:» السلطانيةاألحكام «انظر 1  ).02/250» (يالمغن«  2

Page 30: الإمامى العظمى

30 

ثانيالمبحث ال

طرق تولية اإلمام

Ùæù]<gת¹]

طـريـقــة االخـتـيــار

ذكرها مرتبة حسب كـثر من طريقة، ولكن ثالث منها هي المعول عليها، وسا

لكيفية انعقاد اإلمامة العظمى ا

ولويتها في نظري :ا

وال:.طريقة االختيار واالنتخاب ا

خر ثانيا:.طريقة العهد والوصية من قبل الخليفة السابق لشخص ا

مة ويقهرها بسيفه ثالثا:ن يتغلب شخص على اال

بي بكر هل الحل والعقد، وهي الطريقة التي تمت بها تولية ا

ولى وهي االختيار لإلمام يقوم بها ا

ما الطريقة اال

فا

بي طالب رضي اهلل عنهما، فقد روى العن عمر بن الخطاب رضي اهلل » صحيحه«بخاري في الصديق وعلي بن ا

نصار خالفونا واجتمعوا «..عنه قال: ن اال

نه قد كان من خبرنا حين توفى اهلل نبيه صلى هللا عليه وسلم ا

وا

بي بي بكر، فقلت ال

سرهم في سقيفة بني ساعدة، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما، واجتمع المهاجرون إلى ا

با

نصار، فانطلقنا نريدهم، فلما دنونا منهم لقينا منهم رجالن صالحان، بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤالء من اال

نصار، فقاال: ال ين تريدون يا معشر المهاجرين؟ فقلنا: نريد إخواننا هؤالء من اال

عليه القوم، فقاال: ا

فذكرا ما تماال

تيمركم، فقلت: واهلل لنا

ال تقربوهم اقضوا ا

تيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا رجل عليكم ا

نهم، فانطلقنا حتى ا

مزمل بين ظهرانيهم، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا سعد بن عبادة، فقلت: ما له؟ فقالوا: يوعك، فلما جلسنا ننصار اهلل وكـتيبة اإلسالم، وا

ما بعد: فنحن ا

هله، ثم قال: ا

ثنى على اهلل بما هو ا

تم رهط، قليال تشهد خطيبهم فا

ة ن يختزلونا، من قومكم وقد دفت دافمر فإذا هم يريدون ا

ن يحضنونا من اال

صلنا، وا

ردت من ا

، فلما سكت ا

غضبه فتكلم ن ا

بو بكر: على رسلك، فكرهت ا

تكلم قال ا

ن ا

ردت ا

داري منه بعض الحسد فلما ا

تكلم وكنت ا

ن ا

ا

عجبتنيوقر، واهلل ما ترك كلمة ا

حلم مني وا

فضل منها حتى فكان هو ا

و ا

في تزويري إال قال في بديهته مثلها ا

وسط مر إال لهذا الحي من قريش، هم ا

هل، ولن يعرف هذا اال

نتم له ا

سكت، فقال: ما ذكرتم فيكم من خير فا

بي عبيدة عامر بن خذ بيدي ويد ا

يهما شئتم، فا

حد هذين الرجلين فبايعوا ا

العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم ا

حب الجراح قدم فتضرب عنقي ال يقربني من ذلك إثم ا

ن ا

كره مما قال غيرها، كان واهلل ا

وهو جالس بيننا، فلم ا

ن، فقال قائل جده اال

ال ا

ن تسول إلي نفسي عند الموت شيائ

هم إال ا بو بكر، الل

ر على قوم فيهم ا م

تان ا

إلي من ا

نا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب، منا ا

نصار: ا

مير يا معشر قريش، فكـثر اللغط، وارتفعت من اال

مير ومنكم ا

Page 31: الإمامى العظمى

31 

با بكر، فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم صوات حتى فرقت من االختالف، فقلت: ابسط يدك يا ا

اال

نصار 1.»بايعته اال

با بكر رضي اهلل عنه ثم تلتهل الفضل والحل والعقد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، وبايعوا ا

يعة بها فهؤالء ا

ورده البخاري في نس بن مالك رضي اهلل عنه» صحيحه«عامة في المسجد لباقي الناس كما ا

.عن ا

بي طالبما قصة تولية علي بن ا

وردها ابن كـثير في ا

ذكر سيف «فقال: » البداية والنهاية«رضي اهلل عنه فقد ا

يام بعدميرها الغافقي بن حرب بن عمر عن جماعة من شيوخه، قالوا: بقيت المدينة خمسة ا

مقتل عثمان وا

مر، والمصريون يلحون على علي وهو يهرب منهم إلى الحيطان، ويطلب يلتمسون من يجيبهم إلى القيام باال

حدا من هؤالء الكوفيون الزبير فال يجدونه، والبصريون يطلبون طلحة فال يجيبهم، فقالوا فيما بينهم: ال نولي ا

هل الشورى فلم يقبل منهم، ثم راحوا إلى ابن عمر فلم الثالثة، فمضوا إلى سعد بي وقاص فقالوا: إنك من ا

بن ا

مصارنا بقتل عثمان من غير إمرة اختلف الناس في مرهم، ثم قالوا: إن نحن رجعنا إلى ا

يقبل منهم، فحاروا في ا

شتر النخعي بيخذ اال

لحوا عليه، وا

بي طالب فا

مرهم ولم نسلم، فرجعوا إلى علي بن ا

ده فبايعه، وذلك يوم ا

الخميس الرابع والعشرين من ذي الحجة، وذلك بعد مراجعة الناس لهم في ذلك، وكلهم يقول: ال يصلح لها إال مس

2.علي، فلما كان يوم الجمعة وصعد المنبر بايعه من لم يبايعه باال

قوال:وقد اختلف في كيفية هذه الطريقة على ا

ولن اإلمامة ال تصح القول اال

قطار البالد: ا

مة في ا

.إال بإجماع فضالء اال

ئمةالقول الثانيهل حضرة اإلمام والموضع الذي فيه قرار اال

ن اإلمامة تصح بعقد ا

.: ا

قل من عقد خمسالقول الثالثن اإلمامة ال تصح با

بو علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي إلى ا

ة : وإليه ذهب ا

.رجال

راء فقال: بو محمد علي بن حزم هذه اال

مة في «وقد ناقش ا

ما من قال: إن اإلمامة ال تصح إال بعقد فضالء اال

ا

عظم الحرج، واهلل تعالى ال يكلف نه تكليف ما ال يطاق، وما ليس في الوسع، وما هو ا

قطار البالد فباطل؛ ال

ا

ين من حرج وما جعل عليكم ف نفسا إال وسعها، وقال تعالى: كـثر من 78[الحج: ي الد]، وال حرج وال تعجيز ا

قاصي المصامدة إلى طنجة إلى تصرف إجماع فضالء من في المولتان والمنصورة إلى بالد مهره إلى عدن إلى ا

سروشنة إلى سمار وفرغانة وا

رمينية إلى جبل الفتح إلى ا

شبونة إلى جزائر البحر إلى سواحل الشام إلى ا

قاصي اال

ا

مور المسلمين قبل خراسان إلى الجورجان إلى كابل المولتان، فما بين ذلك من المدن والقرى، والبد من ضياع ا

نه لو كان ممكنا لما لزم؛ هل هذه البالد، فبطل هذا القول الفاسد مع ا

ن يجمع جزء من مائة جزء من فضالء ا

ا

نه دعوى بال برهان.»ال

ر) بتحقيق أحمد شاك1/65» (ند أحمدمس«مع الفتح)، و 441ص/21باب رجم الحبلى (» كتاب الحدود«رواه البخاري  1 «البداية والنهاية» البن كثير (722/7).2 

Page 32: الإمامى العظمى

32 

ما قول الجبائي وهو: ن «وا

يضا حيث قال: »اإلمامة ال تنعقد إال بخمسةا

ما ق«، فقد ناقشه ابن حزم ا

ول ا

ن يختاروا واحدا من الجبائي فإنه تعلق بفعل عمر رضي اهلل عنهمرهم ا

هم، في الشورى، إذ قلدها ستة رجال، وا

لوجوه:فصار االختيار منهم بخمسة فقط، وهذا ليس شيائ

ولها:ن عمر لم يقل: إن تقليد ا

نه قال: إن مال ثالثة ا

قل من خمسة ال يجوز، بل قد جاء عنه ا

منهم االختيار ا

جاز عقد ثالثة.إلى واحد وثالثة إلى واحد، فاتبعوا الثالثة الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، فقد ا

ن فعل عمر رضي اهلل عنه ووجه ثانمة حتى يوافق نص قر وهو: ا

و سنة، وعمر كسائر اال يلزم اال

ن ا

ة لصحابا

ن يخصه وجوب رضي اهلل عنهم .دون غيره من الصحابة رضي اهلل عنهم إتباعهال يجوز ا

ولئوالثالثن ا

وا من االختيار، وجعلوه إلى واحد منهم يختار لهم ؤ ك الخمسة رضي اهلل عنهم قد تبر : ا

حد منكر ذلك ا

هال لإلمامة، وهو عبد الرحمن بن عوف وما ا

ه ا

ن الصحابة الحاضرين وال وللمسلمين من را

ن اإلمامة تنعقد بعقد واحد.الغائبين إذ بلغهم ذلك، فقد صح إجماعهم على ا

ن خمسة من فضالء المسلمين قلدوه قيل له: إن كان هذا عندك اعتراضا فإن قال قائل: إنما جاز ذلك ال

ن اإلمولئك الخمسة ال

دهم ذلك، ولوال ذلك لم فالتزم مثله سواء بسواء فمن قال لك: إنما صح عقد ا ام الميت قل

نه إنما عقد لهم االختيار منهم ال من غيرهم، فلو اختاروا من غيرهم لما لزم االنقياد يجز عقدهم، وبرهان ذلك ا

ولئك الخمسة إلجماع و من قال لك: إنما صح عقد ا

كـثر إال إذا قلدهم اإلمام ذلك، ا

و ا

لهم، فال يجوز عقد خمسة ا

هل ذلك العصر على الرضا بمن اختاروه، ولو لم يجمعوا على الرضا به لما جاز عقدهم، وهذا مما ال فضالء ا

صال فبطل هذا القول بيقين1.مخلص منه ا

خذ بقوله غير صحيح، ن عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه كغيره من الصحابة باال

بو محمد من ا

قلت: وما ذكره ا

بي بكر وعمراقتدوا بال«نه قال: لما ثبت عن النبي صلى هللا عليه وسلم ا

، ولما ثبت عنه 2»ذين من بعدي: ا

نه قال: 3.»عليكم بسنتي وسنـة الخلفاء الراشدين المهديين من بعـدي تمسكوا بها«صلى هللا عليه وسلم ا

نه يرى انعقاد اإلمامة بواحد، مستدال بظاهربي هاشم المعتزلي ا

نهقصة مبايعة عمر رضي هللا ع وقد روي عن ا

بي بكر الصديق حيث قام وقال: امدد يدك ن عبد الرحمن بن عوف ال

بايعك، وبا

رضي هللا عنه هو الذي عقد ا

و رضي هللا عنهاإلمامة لعثمان ن يموت إمام المسلمين ويفاجئهم العدو ا

ن قال: من المحتمل ا

يه هذا با

يد را

كما ا

هل الفضل والصالح والسير الحميدة ليعقدوا ينفتح عليهم ثغر، فلو عمدوا إلى التشاور والتداول والبحث عن ا

ن مبايعة عمر بن ن يفرغوا من التداول والتشاور وتعيين اإلمام، وهذا ليس بشيء؛ ال

لإلمام، لغلبهم العدو قبل ا

ما مبايعة عبد بي بكر الصديق كانت بموافقة جل الصحابة الحاضرين في السقيفة، ا

الخطاب رضي هللا عنه ال

 )4/761(» الفصل في الملل والنحل«منقول بتصرف من كتاب  1 ).3511) ج(1/273» (صحيح الجامع«) كتاب المناقب وكذلك حسنه الشيخ األلباني في 2663) ج(5/906واه الترمذي (ر 2)، والحاكم 1/401» (صحيحه«)، وابن حبان في 1/71)، وابن ماجه (5/54)، والترمذي (4/002)، وأبو داود (4/621رواه أحمد ( 3 .ارية، وقد صححه الترمذي وابن حبان والحاكم) من حديث العرباض بن س1/79(

Page 33: الإمامى العظمى

33 

ن يختار اإلمام الذي الرحمن بنمر إليه وفوضوه في ا

عضاء الشورى حيث وكلوا اال

عوف لعثمان فكانت برضا ا

.يرى فيه المقدرة على تحقيق مصالح المسلمين

* * *

êÞ^nÖ]<gת¹]

طريقة العهد والوصية أو االستخالف

هل الحل والعقد خر باإلمامة بعد موته بعد مشاورة ا

ن يعهد اإلمام لشخص ا

بو بكر فوهو ا

ي ذلك، كما عهد ا

رضي هللا عنه بالخالفة لعمر بن الخطاب من بعده، وكما عهد عمر رضي هللا عنه بالخالفة للنفر الستةالصديق .ليختاروا واحدا منهم

بي الحسن رضبو فقد ذكر ابن الجوزي في مناقب عمر بن الخطاب عن الحسن بن ا

ي هللا عنه قال: لما ثقل ا

تي، رضوان هللا ت بكرظني إال لما

عالى عليه واستبان له من نفسه، جمع الناس فقال: إنه قد نزل بي ما ترون، وال ا

حببتم فإنكم إن روا عليكم من ا م

مركم، فا

يمانكم من بيعتي، وحل عنكم عقدتي، ورد عليكم ا

طلق هللا ا

وقد ا

ال تختلفوا بعدي، فقاموا في ذلكجدر ا

رتم عليكم في حياة مني كان ا م

ر وحلوا عنه فلم تستقم لهم، فقالوا: ا م

ا

، فقال: فلعلكم تختلفون؟ قالوا: ال، قال: فعليكم عهد هللا على لنا يا خليفة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم نظر هلل ولدينه ولعباده، فا

مهلوني ا

بو بكر إلى عثمان بن عفان رضي هللا عنهالرضا؟ قالوا: نعم، قال: فا

، رسل ا

شر عهل موضع، فقال: عمر، فقال: اكـتب فكـتب حتى انتهى إلى االسم فقال: ا

لي برجل، وهللا إنك عندي لها ال

فاق، فقال: اكـتب عمر1.»فغشي عليه ثم ا

بو محمد علي بن حزم حيث قال: إن عقد اإلمامة «وهذه الطريقة هي التي اختارها كـثير من العلماء منهم: ا

:يصح بوجوه

ن يعهد فضلها: ا

ولها وا

و في ا

اإلمام الميت إلى إنسان يختاره إماما بعد موته،وسواء فعل ذلك في صحته ا

حد هذه الوجوه، كما فعل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم و عند موته إذ ال نص وال إجماع على المنع من ا

مرضه ا

بو بكر بعمر، وكما فعل سليمان بن عبد الملك بعمر بن عبد العزيزبي بكر، وكما فعل ا

، وهذا هو الوجه الذي با

هله، ورفع ما يتخوف من مر اإلسالم وا

نختاره ونكره غيره، لما في هذا الوجه من اتصال اإلمامة، وانتظام ا

مر، وارتفاع النفوس، وحدوث مة فوضى، ومن انتشار اال

االختالف والشغب مما يتوقع في غيره من بقاء اال

طماع2.»اال

).47البن الجوزي (ص:» مناقب عمر بن الخطاب«  1 ).4/961» (الفصل في الملل والنحل«  2

Page 34: الإمامى العظمى

34 

بي بكر صلىقلت: وقوله كما فعل رسول هللان رسول هللا عليه الصالة والسالم ،هللا عليه وسلم با

هد عيعني: ا

حققه فيما بعدبي بكر الصديق من بعده، وهذا محل خالف بين العلماء سا

.بالخالفة ال

خرى قال في نه يفضل عقد اإلمامة بالعهد على غيرها من الطرق اال

هذا وإن صنيع ابن خلدون يدل على ا

نا «مقدمته: ن حقيقتها النظر في مصااعلم ا

لح قدمنا الكالم في اإلمامة ومشروعيتها، لما فيها من المصلحة، وا

ن ينظر لهم بعد مماتهمين عليهم ينظر لهم ذلك في حياته ويتبع ذلك ا

مة لدينهم ودنياهم، فهو وليهم واال

اال

مورهم، كما كان هو يتوالهم ويثقون بنظره لهم في ذلك، كرف ما وثقوا به فيما قبل، وقد عويقيم لهم من يتولى ا

مة على جوازه وانعقاده، إذ وقع بعهد ا

ة لعمر بمحضر من الصحاب هبي بكر رضي هللا عنذلك من الشرع بإجماع اال

وجازوه وا

نفسهم به الطاعة لعمر وا

رة رضي هللا عنه، وكذلك عهد عمر في الشورى إلى الستة بقية العشجبوا على ا

ن يختاروا للمفضى ذلك إلى عبد الرحمن بن عوف فاجتهد وجعل لهم ا

سلمين ففوض بعضهم إلى بعض حتى ا

ثر عثمان بالبيعة على ذلك لموافقته إياه على لزوم ونظر في المسلمين فوجدهم متفقين على عثمان وعلي، فا

من الوجبوا طاعته والمال

مر عثمان لذلك وا

صحابة االقتداء بالشيخين في كل ما يعن دون اجتهاده، فانعقد ا

نهم متفقون على صحة هذا العهد عارفون بمشروعيتهحد منهم، فدل على ا

ولى والثانية ولم ينكر ا

.حاضرون لال

مون على النظرنه ما

و ابنه ال

بيه ا

مر، وإن عهد إلى ا

لهم في واإلجماع حجة كما عرف وال يتهم اإلمام في هذا االن ال يتحمل فيها تبعة بعد مماته خال

ولى ا

و لمن خصص الحياته، فا

تهمة فا لمن قال باتهامه في الولد والوالد، ا

نة في ذلك كله، السيما إذا كانت هناك داعية تدعو إليه من إيثار مص و بالولد دون الوالد فإنه بعيد عن الظلحة ا

سا كما وقع في عهد معاوية البنه يزيد، وإن كان فعل معاوية ة عند ذلك را مع وفاقوقوع مفسدة فتنتفي الظن

ي فالناس له حجة في الباب، والذي دعا معاوية إليثار ابنه يزيد بالعهد دون من سواه إنما هو مراعاة المصلحة مية يومئذ ال ير

مية، إذ بنو ا

هل الحل والعقد عليه حينئذ من بني ا

هوائهم باتفاق ا

ضون اجتماع الناس واتفاق ا

هل جمع وا

هل الملة ا

ولى بها سواهم، وهم عصابة قريش وا

نه ا

ثره بذلك دون غيره ممن يظن ا

الغلبة منهم فا

هم عند الشارعنه ا

هواء الذي شا

.وعدل عن الفاضل إلى المفضول حرصا على االتفاق واجتماع اال

كابر الصحابة لذلك وإن كان ال يظن بمعاوية غير هذا فعدالته وصحبته مانعة من سوى ذلك، وحضور ا

خذه العزة وسكوتهم عنه دليل على انتفاءخذهم في الحق هوادة، وليس معاوية ممن تا

الريب فيه فليسوا ممن يا

جل من ذلك وعدالتهم مانعة منه، وي: البيعة ، فرار عبد اهلل بن عمر من ذلكفي قبول الحق، فإنهم كلهم ا

ا

و محظورا، كما ، ليزيدمور مباحا كان ا

هو معروف عنه إنما هو محمول على تورعه من الدخول في شيء من اال

1.»ولم يبق في المخالفة لهذا العهد الذي اتفق عليه الجمهور إال ابن الزبير وندور المخالف معروف

ما تولية عثمانيمون حـديـثا طـويال ثـم عن عمرو بن م» صحيحه«رضي اهلل عنه فقد روى البخاري في ا

مير المؤمنين! استخلفذكـر:وص يا ا

مر من هؤالء النفر الذين توفي رسول فقال: ما ،...فقالوا: ا

حق بهذا اال

جد ا

ا

اهلل صلى هللا عليه وسلم وهو عنهم راض: فسمى عليا، وعثمان، والزبير، وطلحة، وسعدا، وعبد الرحمن، صابت اإلمرة سعدا فهو ذلك وإال فليستعن به

مر شيء، فإن ا

وقال: يشهدكم عبد اهلل بن عمر وليس له من اال

يكم ما ا ن قال الراوي: فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤالء الرهط، فقال ا

عزله عن عجز وال خيانة...إلى ا

ر، فإني لم ا م

).262(ص» مقدمة ابن خلدون«  1

Page 35: الإمامى العظمى

35 

مري مري إلى علي، فقال طلحة: قد جعلت ا

مركم إلى ثالثة منكم، فقال الزبير: قد جعلت ا

عبد الرحمن: اجعلوا ا

مري إلى عبد الرحمن بن عوف، مر إلى عثمان، وقال سعد: قد جعلت ا

من هذا اال

يكما تبرا

فقال عبد الرحمن: ا

تجعلونه إلي فضلكم في نفسه، فسكت الشيخان، فقال عبد الرحمن: ا

فنجعله إليه واهلل عليه واإلسالم لينظرن ا

حدهما فقال: لك قرابة من رسول اهلل صلى هللا عليه خذ بيد ا

فضلكم؟ قاال: نعم، فا

لو عن ا

ن ال ا

واهلل علي ارت عثمان لتسمعن ولتطيعنوسلم والقد م

رتك لتعدلن ولئن ا م

.م في اإلسالم ما قد علمت، فاهلل عليك لئن ا

بايعك يا عثمان فبايعه، فبايعه علي وولج خذ الميثاق قال: ارفع يدك ا

خر فقال مثل ذلك، فلما ا

ثم خال باال

هل الدار فبايعوه1.ا

جمع الصحابة على جواز العهد، ولم يذكر عنحد منهم خالف ذلك. وروى اإلجماع كـثير من العلماء وقد ا

ا

حكام السلطانية«منهم: الماوردي في ما انعقاد اإلمامة بعهد من قبله فهو مما انعقد اإلجماع «حيث قال: » اال

وا

2.»على جوازه، ووقع االتفاق على صحته

جمعوا على «قال اإلمام النووي في شرحه لصحيح مسلم: ن المسلمين ا

ن الخليفة إذا حضرته حاصله ا

ا

مقدمات الموت وقبل ذلك يجوز له االستخالف، ويجوز له تركه، فإن تركه فقد اقتدى بالنبي صلى هللا عليه وسلم بي بكر رضي اهلل تعالى عنه في

جمعوا على انعقاد الخالفة باالستخالف ،هذا، وإال فقد اقتدى با

3.»وا

* * *

oÖ^nÖ]<gת¹]<

طريقة القهر والغلبة

مر وتسلم له ن يتغلب شخص ما على المسلمين ويقهرهم بسيفه ويفرض عليهم سلطانه، فيتم له اال

هي ا

بي سفيانمة، فإنه يكون بهذا التغلب إماما شرعيا، تجب الطاعة بموجبه، كما حصل لمعاوية بن ا

رضي اهلل اال

مورها، واستتب عنهمامة وقهرها، استولى على مقاليد ا

مير المؤمنين عل حين ظهر على اال

مر بعد مقتل ا

ي له اال

مة لهذا اإلمام، ودانت له بالطاعة، فال بي طالب، وتنازل الحسن بن علي عن الخالفة، فإذا استسلمت اال

بن ا

مر، بل يصبح إماما شرعيا واجب الطاعة.يجوز الخروج عليه وال منازعته اال

ما الطريق »: «روضة الطالبين«قال اإلمام النووي في الثالث: فهو القهر واالستيالء، فإذا مات اإلمام فتصدى ا

لإلمامة من جمع شرائطها من غير استخالف وال بيعة، وقهر الناس بشوكـته وجنوده، انعقدت خالفته، لينـتظم صحهما: انعقادها لما ذكرناه،

و جاهال فوجهان: ا

ن كان فاسقا ا

شمل المسلمين، فإن لم يكن جامعا للشرائط، با

)، 1/291» (مسند أحمد«، وانظر »الفتح«) مع 7/95، باب قصة البيعة واالتفاق على عثمان (»كتاب فضائل الصحابة«رواه البخاري في  1 ).17/541» (البداية والنهاية«و

).53لإلمام الماوردي (ص:» األحكام السلطانية«  2 ).51/502» (صحيح مسلم بشرح النووي«  3

Page 36: الإمامى العظمى

36 

حمد1كان عاصيا بفعلهوإن يضا ما ذهب إليه اإلمام ا

وشيخ اإلسالم ابن 5والقرطبي 4والشافعي 3، ومالك2، وهو ا

.»، رحمهم اهلل تعالى8، واإلمام محمد بن عبد الوهاب 7، وابن حجر 6تيمية

مة، ويسمى ا في وقتنا هذولكن هذه الطريقة ليست من الطرق الشرعية، وال يجوز اإلقدام عليها إال لمصلحة اال

.باالنقالب العسكري

* * *

Äe]†Ö]<gת¹]<

ترجيح طريقة االختيار

ولى في نظري من طريقة العهد، وطريقة التغلب على السلطة بالقوة، ن طريقة االختيار ا

وحيث قد ذكرت ا

رجح بها هذه الطريقةمور ا

:فالبد من ذكر ا

ولمر اال

هل الفضل اال

هل الحل والعقد وا

ن اجتماع ا

روع صور : ا

والصالح وتشاورهم في اختيار اإلمام من ا

الشورى بين المسلمين، وإن لم يكن هذا هو عين الشورى فماذا يكون؟

ي عمر نفسه، فقد روى عنه عبد الرزاق ساسه الشورى كان هو را

ن يكون االختيار ا

ضيف إلى هذه الحقيقة ا

وانه قال: » المصنف«في

و غيره من غير «وله: ، وروى عنه بسند ق»االمارة شورى «ا

من دعا الى امارة نفسه ا

ن تقتلوههل الشور » شورى من المسلمين فال يحل لكم اال ا

نه قال ال

ى قبل وروى عنه ولده عبد اهلل بن عمر ا

مر منكم من غير شورى من المسلمين فاقتلوه«وفاته: .»من تا

ن اال

ي فيمن يتولى وإذا كانت الشورى هي طريقة اختيار الحاكم فإن ذلك يعني ا

ن يكون لها را

مة يجب ا

مة نفسها، وقد كان حكم عؤ الحكم في الدولة اإلسالمية، فمس ونؤ شب مـر بن الخطاولية االختيار راجـعة إلى اال

و غيره دون ر رضي اهلل عنهن يفرض نفسه ا

ن من حاول ا

ضا المسلمين المبني على في ذلك واضحا حين قرر ا

ن يعاقب ،مشاورتهمرض وجب ا

ن تقتلوه«عقاب المفسدين في اال

.»فال يحل لكم اال ا

).01/64» (روضة الطالبين «  1 ).32ألبي يعلى (ص:» األحكام السلطانية«انظر:  2 ).2/281للشاطبي (» االعتصام«انظر:  3 ).1/944للبيهقي (» مناقب الشافعي« انظر:  4 ).1/962» (الجامع ألحكام القرآن«انظر:  5 ).1/241» (منهاج السنة النبوية«انظر:  6 ).731/7» (فتح الباري«انظر:  7 ).7/932» (الدرر السنية«انظر:  8

Page 37: الإمامى العظمى

37 

صول اإلسالم ن والسنة ­وليس في ا

ثور عن الصحابة و ­ القرا

ن هناك وسيلة معينة رضي اهلل عنهمال في الما

ا

نه على طريقةمر مما ال يجوز حمل الناس بشا

ن هذا اال

إلجراء هذه الشورى، وال نظاما محددا لتطبيقها؛ وذلك ال

سلوب ن ا

دل على صحة هذا الفهم من ا

ن تراعى فيه ظروف الزمان والمكان، وليس ا

واحدة ال تتغير وإنما يجب ا

ثرا بالظروف التي سبقت ربعة الراشدين كان مختلفا تا

الشورى التي سبقت اختيار كل واحد من الخلفاء اال

ساليب الشورى وتتعدد صورهاويبقى مع ذلك الهدف واحدا وواضحا، وعاصرت اختيار كل خليفة، وقد تختلف ا

ساليب التي اتبعت في اختيار ي من اال

ن يتفق مع ا

سلوب الشورى اليوم ال يمكن ا

ن ا

وليس ثمة جدال في ا

مة حقها في اختيار حاكمها ن ال تفقد اال

ساس ا

مر اال

ساس، إنما اال

مر اال

الخلفاء الراشدين لكن ذلك ليس هو اال

ن تمارس حقها في الشور 1.ى في ظل مختلف الظروفوا

مر الثانيول رئياال

ن الطريقة التي تم فيها عقد اإلمامة لخليفة رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم وا

س للدولة : ا

بي بكر الصديق رضي اهلل عني: عقد اإلمامة ال

عنه اإلسالمية بعد وفاة الرسول صلى هللا عليه وسلم كان باالختيار ا

ي فقد اجتمع الصحابة رضن ينظروا في ا

يء شوان اهلل عليهم بعد وفاة النبي صلى هللا عليه وسلم مباشرة وقبل ا

مة، وجرى التداول في سقيفة بني ساعدة للنظر في اختيار من يخلف النبي صلى هللا عليه وسلم في قيادة اال

راء فيمن يكون رئيسا للدولن، فتعددت االقتراحات، واختلفت اال

بينهم في هذا الشا

نهم ا

نصار يرون ا

حق ة، فاال

يدوه في دعوته وبذلوا في سبيل نصرته كل غال ونفيس، ووا النبي صلى هللا عليه وسلم ونصروه وا

نهم ا

بها ال

هول من اتبعه وهاجر معه وترك اال

نهم قوم النبي صلى هللا عليه وسلم، وا

حق بها؛ ال

نهم ا

ل والمهاجرون يرون ا

ليه وسلم ولما كان الهدف من ذلك االجتماع وتلك االقتراحات هو التوصل والوطن في سبيل نصرته صلى هللا عمةنها ،إلى ما فيه صالح اال

بي بكر الصديق واختياره إماما وخليف ،وانتظام شا

ة اتفق المجتمعون على ترشيح ا

با بكر الصديق هو ن ا

جمع المسلمون عدا الرافضة على ا

مة لرسول اهلل صلى هللا عليه وسلم، ولقد ا

ولى اال

او ب

نه جرى خالف بينهم: هل كان عقد اإلمامة له باالختيار ا

عهد من بخالفة رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم، إال ا

ن النبي صلى هللا عليه وسلم لم يعهد بالخاللة: ا

فة النبي صلى هللا عليه وسلم؟ فالقول المختار في هذه المسا

بيحد ال ال

حبهم إلى رسصحابة رضي اهلل عنهم بكر، وال لغيره، وإنما ال ال

فضلهم وا

ول نظروا فوجدوا خيرهم وا

ي هو الذي مورهم، فهذا الرا

با بكر، فاتفقوا على اختياره من بينهم، وقلدوه ا

ليه اتفق عاهلل صلى هللا عليه وسلم ا

هل التواريخ والسير.المحققون من ا

ن عقد اإلمامةي ا

قوى ما يستدل به على هذا الرا

ن النبي صل ومن ا

عهد ى هللا عليه وسلم لم يكان باالختيار وا

نه كان م، له بهان الصحابةاختالف الصحابة فيمن يخلف الرسول صلى هللا عليه وسلم؛ ال

تقررا لدى كل مسلم ا

بي بكر لما وقعرضوان اهلل عليهم مرا له صلى هللا عليه وسلم، فلو كان قد عهد بالخالفة ال

ف الخال ال يعارضون ا

.المتقدم بينهم

نه لما روي قوله صلى هللا عليه وسلم:ئمة من قريش«يوضح هذا ا

انصاع لهذا النص الجميع، وسلموا ولم 2»االبي بكر الص

حد شيء من عقد اإلمامة ال

نه قال: ديق، وقد روى عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهمايبق في نفس ا

ا

).8للعوا (ص:» النظام السياسي للدولة اإلسالمية«بتصرف من كتاب  1 .)، وأخرجه أيضا البخاري ومسلم بغير هذا اللفظ3/381» (المسند«في أخرجه أحمد  2

Page 38: الإمامى العظمى

38 

مير «صيب عمر قيل له: استخلف يا ا

با لما ا

ستخلف فلقد استخلف من هو خير مني ـ يعني: ا

المؤمنين؟ قال: إن ا

ستخلف فلم يستخلف من هو خير مني ـ يعني: رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم ـ1.»بكر ـ وإن ال ا

مير المؤمنين عمر بن الخطابوهذا نص صريح ن الرسول صلى هللا عليه وسلم لم عنهرضي اهلل من ا

على ا

بي نها سئلت: يوص ال

من كان رسول اہلل صلى هللا عليه «بكر بالخالفة، وقد روي عن عائشة رضي اهلل عنها ا

حد ولم يعهد 2»وسلم مستخلفا لو استخلفي ا

ن الرسول عليه الصالة والسالم لم يستخلف ا

، وهذا يوضح ا

حد بالخالفة .ال

بي بكر كان عقد اإلمامة ال

ي الثاني يذهبون إلى ا

هل الرا

ن بعهد ووصية من الرسول عليه الصالة والسالموا

نها تدعم قولهم وتؤيده دلة يزعمون ا

ي من ا

هل هذا الرا

دلة، وما يحتج به ا

وهذا يتنافى مع ما قدمت من ا

نها ال تدل على ما ذهبوا إليهبين ا

ناقشها بعد عرضها وا

.فسا

* * *

‹Ú^¤]<gת¹]<

إمامة أيب بكر الصديق

هل العلم في دلة من قال بنصيةاختلف ا

بي بكر الصديق من النبي صلى هللا عليه وسلم ومن ا

نصية اإلمامة ال

:إمامته رضي هللا عنه ما يلي

ولة إلى النبي صلى » صحيحيهما«: ما رواه البخاري ومسلم في الدليل اال

تت امرا

عن جبير بن مطعم قال: ا

يت إن جئتران ترجع إليه، قالت: ا

مرها ا

نها تريد الموت، قال: هللا عليه وسلم فا

جدك؟ كا

ان لم «فلم ا

با بكرتي ا

3.»تجديني فا

بيها قالت: قال لي رسول هللا صلى هللا » الصحيحين«: ما في الدليل الثانيعن عائشة رضي هللا عنها وعن ا

ولى«عليه وسلم: نا ا

ن يتمنى متمن ويقول قائل: ا

خاف ا

كـتب كـتابا فاني ا

خاك حتى ا

باك وا

م ث» ادعي لي ا

با بكر«قال: بى هللا والمؤمنون اال ا

4.»ويا

مر طامع«وفي رواية: .»فال يطمع في هذا اال

شرح النووي)، وأحمد في 12/204) (11» (كتاب اإلمارة«فتح)، ومسلم في 13/206) (15باب (» األحكام«أخرجه البخاري في كتاب  1 ).8/751» (مارةاإل«)، وأبو داود كتاب 4/205) (41» (الفتن«)، والترمذي في كتاب 1/34» (المسند«

.) بتحقيق أحمد شاكر6/36» (المسند«نووي) وأيضا أخرجه أحمد في 15/154» (فضائل الصحابة«أخرجه مسلم  2) 4/6581باب فضائل أبي بكر (» كتاب الفضائل«، ورواه مسلم في »الفتح«) مع 13/206) (15باب (» كتاب األحكام«رواه البخاري في  3

).6832(ج ).4/1857) (7832، باب: فضائل أبي بكر (ج»كتاب فضائل الصحابة«)، ومسلم 13/205) (15، باب: (»كتاب األحكام«البخاري  4

Page 39: الإمامى العظمى

39 

بي بكر كـتابا ال يختلف عليه«وفي رواية قال: كـتب ال

بي بكر ال

معاذ « ثم قال:» ادعي لي عبد الرحمن بن ا

بي بكرن يختلف المؤمنون في ا

1.»هللا ا

نه قال: : ما رواه حذيفة بن اليماالدليل الثالثاقتدوا «ن رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم ا

بي بكر وعمرلذين من بعدي ا

2.»بال

يام مرضه: تقديم النبي صلى هللا عليه وسلم (الدليل الرابع3.)له في إمامة الصالة ا

رض خليال التخذت «: قوله صلى هللا عليه وسلم: الدليل الخامسهل اال

با بكر خليال لو كنت متخذا من ا

4.»ا

بي هريرة قال: سمعت رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم يقول: » الصحيحين«: ما في الدليل السادسعن ا

بي قحافة فنـزع منها ذنوبا «خذها ابن ا

يتني على قليب عليها دلو فنـزعت منها ما شاء اہلل ثم ا

نا نائم را

بينما ا

و ذنوبين وفي نزعه ضعف واہلل يغفر لر عبقريا من الناس ا

خذها ابن الخطاب فلم ا

ه، ثم استحالت غربا فا

5.»يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن

نس الدليل السابعن : حديث ا

رضي اهلل عنه قال: بعثني بنو المصطلق إلى رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم ا

لته فقال: تيته فسا

ه إلى من ندفع صدقاتنا بعدك؟ فا

بي بك«سل

6.»رالى ا

بي بكر كان بالنصن عقد اإلمامة ال

قوى ما استدل به القائلون با

.هذا ا

دلة وملنا هذه اال

يونحن إذا تا

وجدناها ال توصل إلى ما ذهبوا إليه، ،محصناها متجردين من التعصب للرا

ولويته في الخالفة، وهذا محل اتفاق بين الجميع لم يقع فيه بي بكر وا

خالف، إنما وغاية ما تدل عليه فضل ا

و لم يعهد بها له؟الخالف الذي وقع: هل الرسول صلى هللا عليه وسلم عهد بالخالفة ا

يت إن جئت ران ترجع إليه، قالت: ا

مرها ا

تت إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فا

ة ا

ن امرا

ول وهو ا

ما الدليل اال

ا

نها تريد الموت ـ قال: جدك؟ كا

با بكر«فلم ا

تي ا

هو ال يدل على استخالف الرسول صلى هللا ، ف»إن لم تجديني فا

له و تسا

لة علمية، ا

له عن مسا

تت النبي صلى هللا عليه وسلم لتسا

ة ا

ن المرا

نه يحتمل ا

بي بكر، ال

عليه وسلم ال

.عن حاجة دنيوية، وإذا كان الدليل محتمال بطل االستدالل به

).6/144)، (6/106» (المسند«أخرجه أحمد في  1فضائل باب في » المقدمة«)، وابن ماجه: فى 3663ـ 3662باب في مناقب أبي بكر وعمر حديث رقم (» كتاب المناقب«أخرجه الترمذي  2

سلسلة األحاديث «)، وفي 3511برقم (» صحيح الجامع«)، وصححه األلباني في 79أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حديث ( ).3321برقم (» الصحيحة

تخالف باب اس» كتاب الصالة«)، ومسلم 682ـ 679ـ 678باب أهل العلم والفضل أحق باإلمامة، حديث (» كتاب األذان«أخرجه البخاري:  3 ).101ـ 96ـ 94اإلمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما من يصلي بالناس، وحديث (

)، ومسلم 3658ـ 3656، حديث (»لوكنت متخذا خليال «باب قول النبي صلى هللا عليه وسلم » كتاب فضائل الصحابة«أخرجه البخاري:  4 ).7 ـ 3، باب من فضائل أبي بكر (ج»فضائل الصحابة«كتاب

).71)، ومسلم حديث رقم (2863باب مناقب عمر حديث رقم (» كتاب فضائل الصحابة«أخرجه البخاري  5 .) وصححه ووافقه الذهبي3/77رواه الحاكم (  6

Page 40: الإمامى العظمى

40 

ما استداللهم بما في بيها قالت: قال لي رسول اهلل صلى هللا رضي اهلل عنها عن عائشة » الصحيحين«وا

وعن ا

ولى«عليه وسلم: نا ا

ن يتمنى متمن ويقول قائل: ا

خاف ا

كـتب كـتابا فإني ا

خاك حتى ا

باك وا

، ثم قال: »ادعي لي ا

با بكر«بى اهلل والمؤمنون إال ا

مر طامع«وفي رواية: » يا

ادعي لي عبد «، وفي رواية قال: » فال يطمع في هذا اال

بي بكر كـتابا ال يختلف عليهالرحكـتب ال

بي بكر ال

بي «، ثم قال: »من بن ا

ن يختلف المؤمنون في ا

معاذ اهلل ا

:ـ فمعارض» بكر

وال: ا

راد صلى هللا عليه وسلم ا

ن يكون ا

بي بكر كـتابا يتعلق بشباحتمال ا

و ؤ ن يكـتب ال

هله من بعده ا

ون ا

و غيرها.بتوليته منصبا دينيا كإمامة الصالة ا

بي بكر كـتابا وثانيا:ن الرسول صلى هللا عليه وسلم لم يكـتب ال

قوى ا

.وهو اال

نه قال: ما استداللهم بحديث حذيفة بن اليمان عن النبي صلى هللا عليه وسلم ا

اقتدوا باللذين من بعدي: «ا

بي بكر وعمرن الرسول صلى هللا » ا

نه لو دل على ا

بي فمعارض با

للزمت الداللة بكرعليه وسلم نص على خالفة ا

حد ممن يعتد بقولهن الرسول صلى هللا عليه وسلم نص على خالفة عمر، وهذا لم يقل به ا

.منه على ا

ما استداللهم بتقديمه عليه الصبي بكر في الصالةا

ن يكون خليفة له في اإلمامة ،الة والسالم ال

فال يلزم منه ا

ن إمامة الصالة تختلف عن اإلمامة العظمى وليس كل من يصلح للقيام بإمامة الصالة يصلح لتولي العظمى ال

.اإلمامة

ما قوله عليه الصالة والسالم: با بكر خليال «وا

رض خليال التخذت ا

هل اال

، وقوله عليه »لو كنت متخذا من ا

يضا يقول:يتني على قليب عليها دلو فنـزعت منها ما شاء اهلل ث«الصالة والسالم ا

نا نائم را

بي بينما ا

خذها ابن ا

م ا

ر خذها ابن الخطاب فلم ا

و ذنوبين وفي نزعه ضعف واهلل يغفر له، ثم استحالت غربا فا

قحافة فنـزع منها ذنوبا ا

بي بكر الصديق»عبقريا من الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بعطنرضي ـ فغاية ما فيهما الداللة على فضل ا

.وهذا محل اتفاق ال خالف فيه اهلل عنه

ن بي بكر الصديق كانت باالختيار واالتفاق من الصحابة رضوان اہلل عليهم وا

ن خالفة ا

فاتضح بيقين ا

بي بكر وال علي وال العباس وال غيرهمحد بالخالفة ال ال

.الرسول صلى هللا عليه وسلم لم ينص على ا

لة، حيث قال في ن النبي صلى هللا »: «لسنةمنهاج ا«قال ابن تيمية رحمه اهلل تعالى في هذه المسا

التحقيق ا

خبر بخالفته فعاله، وا

قواله وا

مور متعددة من ا

رشدهم إليه با

بي بكر وا

عليه وسلم دل المسلمين على استخالف ا

ن قال: » إخبار راض بذلك حامد لهبي بكر الصديق دلت النصوص الصحيحة على صحتها وثبوتها «إلى ا

فخالفة ا

صلى هللا عليه وسلم له بها، وانعقدت بمبايعة المسلمين له واختيارهم إياه اختيارا استندوا ورضا اهلل ورسول اهلل ن المؤمنين يختارونها وكان

مر بها وقدرها، وا

ن اهلل ا

نها حق وا

فيه إلى ما علموه من تفضيل اهلل ورسوله بها وا

نه حينئذ يكون طريق ثبوتها العبلغ من مجرد العهد بها، ال

ما إذا كان المسلمون اختاروه من غير عهد هذا ا

هد، وا

ن الصديق كان فيه من ودلت النصوص على صوابهم فيما فعلوه ورضا اهلل ورسوله بذلك كان دليال على ا

Page 41: الإمامى العظمى

41 

حقهم بالخالفة فإن ذلك ال يحتاج إلى عهد خاصنه ا

، ولو 1»الفضائل التي بان بها عن غيره ما علم المسلمون به ا

بي بكركانت الخالفة مبو بكر بيدي عمر رضي اهلل عنه نصوصا عليها ال

خذ ا

من النبي صلى هللا عليه وسلم لما ا

بي عبيدة بن الجراح في السقيفة وقوله: يهما شئتم«وا

حد هذين الرجلين فبايعوا ا

في القصة » قد اخترت لكم ا

بين هنالك عهدا لما جاز ال

وردها البخاري في كـتاب الحدود، فلو ا

ن يحيد عنه التي ا

.بكر ا

* * *

Œ^ŠÖ]<gת¹]<

الـعهــد إلـى األبـنـــاء

و اإلخوةبناء ا

باء إلى اال

موية إلى يومنا هذا عهد اال

لوف منذ قيام الدولة اال

صبح من الما

هل العلم في جواز ذلك إلى قولين:وقد اختلف ا

ول:مره نافذ عليهم ووجب عليهم الس القول اال

صلح لها، وا

علم باال

مة، واال

مير اال

نه ا

مع الجواز في ذلك ال

.والطاعة له

مون النظر لهم »: «مقدمته«قال ابن خلدون في نه ما

و ابنه؛ ال

بيه ا

مر، وإن عهد إلى ا

وال يتهم اإلمام في هذا اال

ن ال يتحمل فيها تبعة ما بعد مماته، ولى ا

و لمن خصص في حياته، فا

خالفا لمن قال باتهامه في الولد والوالد، ا

اتهامه بالولد دون الوالد، فإنه بعيد عن الظنة في ذلك كله، السيما إذا كانت هناك داعية تدعو إليه من إيثار سا، كما وقع في عهد معاوية إليثار ابنه يزيد بالعهد دون

و توقع مفسدة فتنـتفي الظنة عند ذلك را

مصلحة ا

2.»إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس اه...سو

صوله وال لفروعهالقول الثانين العهد كالشهادة فال تقبل شهادة الرجل ال

.: عدم الجواز، وذلك ال

بو بكر لم الترجيح:مر، فا

بعد عن هذا اال

ي الثاني، فإن الخلفاء الراشدين كانوا ا

والذي يترجح عندي هو الرا

جمعينالبنه من بعد يعهدوعمر لم يعهد إلى ابنه بل جعلها شورى بين ،ه بل عهد إلى عمر رضي اهلل عنهم ا

مر شيء فال يتولى الخالفة، وكذلك عثمان لم يعهد نه ليس له من اال

هل الشورى، وشدد على ا

الستة وجعله من ا

).142ـ 1/139البن تيمية (» منهاج السنة«  1 .) بتصرف512(ص» المقدمة البن خلدون  2

Page 42: الإمامى العظمى

42 

ال تعهد ياله رجل: ا

بي طالب رضي اهلل عنه حين سا

قاربه، وعلي بن ا

حد من ا

مير المؤمنين؟ قال: ال؛ إلى ا

ا

ترككم كما ترككم رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم 1.ولكني ا

جاز العهد خذ سنـتهم رضي اهلل عنهم، ومن ا

عالم والسير على نهجهم، وا

بناء لفوجب علينا االقتداء بهؤالء اال

ال

من الفتنة، وإال فإن اإلمامة ال تورث الوليست حكرا على عائلة بعينها إنما اشترط رجحان وتيقن المصلحة وا

.تخرج منها

مر «قال ابن خلدون: بناء فليس من المقاصد الدينية، إذ هو ا

ن يكون القصد بالعهد حفظ التراث على اال

ما ا

وا

مكن خوفا من العبث بالمناصب الدينية، ن تحسن فيه النية ما ا

من اهلل يخص به من يشاء من عباده، وينبغي ا

مر فقال: 2.»هلل يؤتيه من يشاءوالملك هل اإلسالم «وشدد ابن حزم رحمه اهلل على هذا اال

حد من ا

ال خالف بين ا

نه ال يجوز التوارث فيها3.»في ا

* * *

) 9/136» (مجمع الزوائد«)، وقال إسناده صحيح، وأخرجه أيضا الهيثمي في 2/242أحمد شاكر (بتحقيق العالمة » مسند أحمد«انظر:  1 .وقال فيه: رجاله رجال الصحيح غير عبد هللا بن سبيع وهو ثقة

).162(ص:» المقدمة البن خلدون«  2 ).4/167البن حزم (» الفصل في الملل والنحل«  3

Page 43: الإمامى العظمى

43 

ثالثالمبحث ال

رأي الشيعة يف اإلمامة

تباعن الشيعة لغة: هم الصحب واال

.اعلم ا

بي طالب وبنيه رضي اهلل عنهمويطلق في عرف الفقهاء والمتكلمين تباع علي بن ا

.من الخلف والسلف على: ا

مة، ويتعين ن اإلمامة ليست من المصالح العامة التي تفوض إلى نظر اال

ومذهبهم جميعا المتفقون عليه ا

مه، وال تفويضه إلى اال

يجب ة، بلالقائم بها بتعيينهم بل هي ركن الدين وقاعدة اإلسالم، وال يجوز لنبي إغفال

ن عليا رضي اهلل عنه هو الذي عينه صلوات اهلل عليه تعيين اإلمام لهم، ويكون معصوما من الكبائر والصغائر، وا

وسالمه عليه بنصوص ينقلونها ويؤولونها على مقتضى مذهبهم ال يعرفها جهابذة السنة وال نقلة الشريعة، بل و بعيد

و مطعون في طريقه، ا

كـثرها موضوع ا

ويالتهم الفاسدةا

.عن تا

:وتنقسم هذه النصوص عندهم إلى جلي وخفي

قالوا: ولم تطرد هذه الوالية إال من علي، ولهذا قال له عمر: 1»من كنت مواله فعلي مواله«فالجلي مثل قوله: صبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة، ومنها قوله:

قضاكم علي«ا

حكام اهلل » ا

وهو وال معنى لإلمامة إال القضاء با

مر الواجبة طاعتهم بقوله: ولي اال

مر منكم المراد با ولي اال سول وا طيعوا الر وا طيعوا اہلل ] والمراد 59[النساء: ا

من يـبايعني على روحه «الحكم والقضاء، ولهذا كان حكما في قضية اإلمامة يوم السقيفة دون غيره، ومنها قوله: مر من بعدي؟ وهو وصي وولي هذا

.فلم يـبايعه إال علي» اال

نزلت؛ فإنه بعث ومن الخفي عندهم بعث النبي صلى هللا عليه وسلم عليا لقراءة سورة براءة في الموسم حين ا

و من قومك، فبعث عليا ليكون القارئ المبلغ، قالوا: ووحي إليه: ليـبلغه رجل منك ا

با بكر ثم ا

وال ا

هذا يدل بها ا

حدا على (عليعلى تقديم علينه قدم ا

يضا فلم يعرف ا

).، وا

دخرى، وهذه كلها ا

ة وعمرو بن العاص مرة ا سامة بن زيد مر

بو بكر وعمر فقدم عليهما في غزوتين ا

ما ا

لة وا

ويلهم، ثم منهم من ير ى شاهدة بتعين علي للخالفة دون غيره، فمنها ما هو غير معروف، ومنها ما هو بعيد عن تا

ن هذه النصوص تدل على تعيين علي وتشخيصه، وكذلك تنـتقل منه إلى من بعده وهؤالء هم اإلمامية، ا

.ويتبرءون من الشيخين حيث لم يقدما عليا ويـبايعاه بمقتضى هذه النصوص

باب في فضائل » المقدمة«)،وابن ماجه 3713مناقب علي بن أبي طالب رضي هللا عنه، حديث ( باب» كتاب المناقب«أخرجه الترمذي:  1» صحيح الجامع«)، وفي 1750سلسلة األحاديث برقم («)، وذكره العالمة األلباني في 121أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم، حديث (

).6399برقم (

Page 44: الإمامى العظمى

44 

قوال هؤالء الشيعة في مساق الخالفة بعد علي: فمنهم من ساقها في ولد فاطمة بالنص عليهم ثم اختلفت اينه في وهؤالء يسمون: اإلمامية نسبة إلى مقالتهم باشتراط معرفة اإلمام وتعي ،على ما يذكر بعد، واحدا بعد واحد

ن يكون صل عندهم، ومنهم من ساقها في ولد فاطمة لكن باالختيار من الشيوخ، ويشترط ا

اإليمان، وهي ا

هو زيد نسبة إلى صاحب المذهب، و اإلمام منهم عالما زاهدا جوادا شجاعا داعيا إلى إمامته، وهؤالء هم الزيديةخاه محمدا الباقر على اشتراط الخروج على اإلمام، فيلزمه الباق

ن بن علي بن الحسين السبط، وقد كان يناظر ا

ر ا

نه لم يخرج وال تعرض للخروج، وكان مع ذلك ينعي عليه مذاهب المعتز بوهما زين العابدين إماما ال

لة، ال يكون ا

خذه إياها عن واصوهوا

يقول بإمامتهما وال ي ل ابن عطاء، ولما ناظر اإلمامية زيدا في إمامة الشيخين، ورا

تبرا

ئمة، وبذلك سموا رافضة ،منهما.رفضوه ولم يجعلوه من اال

خيهما محمد ابن الحنفية، ثم إلى ومنهم من ساقها بعد علي وابنيه السبطين على اختالفهم في ذلك إلى ا

1.ة إلى كيسان مواله، وبين هذه الطوائـف اختالفات كـثيرة تركناها اختصاراولده، وهم الكيسانية نسب

* * *

).155(ص:» مقدمة ابن خلدون«انظر:  1

Page 45: الإمامى العظمى

45 

:الفصل السادس

אא.الصفات المعتبرة في أهل الحل والعقد المبحث األول:

.الشروط المعتبرة في اإلمام المبحث الثاني:

.اإلسالم المطلب األول:

.الذكورية المطلب الثاني:

.العدالة المطلب الثالث:

.العلم المطلب الرابع:

.الكفاءة المطلب الخامس:

.النسب القرشي المطلب السادس:

.فقدان الشروط عند العقد وبعده المبحث الثالث:

Page 46: الإمامى العظمى

46 

ولالمبحث األ

الصفات املعتربة يف أهل الحل والعقد

ن تتحقق صفات فيمن يتولون عقد نه البد ا

مر ناعلم ا

ي: الذين يلزمهم تولي ا

هل االختيار ا

صب اإلمامة، وهم ا

مة وهذه الصفات منهان يجتهدوا في التشاور والنظر فيمن يرضون به إماما لال

:اإلمام بعد ا

.الجامعة لشروطها العدالةـ 1

.الذي يتوصل به إلى معرفة من يستحق اإلمامة على الشروط المعتبرة منهم العلمـ 2

يـ 3عرف، وليس لمن كان والحكمة الرا

قوم وا

صلح، وبتدبير المصالح ا

المؤديان إلى اختيار من هو لإلمامة ا

هل البالد فضل مزية تقدمه على غيره، وإنما صار من يحضر ببلد اإلمام متوليا لعقد في بلد اإلمام على غيره من ا

ن من يصلح للخالفةغلب موجودون في بلده اإلمامة عرفا ال شرعا، لسبق علمهم بموته، وال

1.في اال

ن من ال يعرف جملة الدين ال يعرف من يصلح وقد اشترط جمهور العلماء هذه الصفات في العاقدين ال

ن يكون عارفا بذلك، ومتى لم يعرف من يصلح لإلمامة لم يكن له طريق إلى اختيار اإلمام، لإلمامة، فالبد ا

ن يكون ن يعرف ذلك، والبد من ا

خر فالبد من ا

نه يحتاج في ذلك إلى تقديم واحد على ا

ي؛ ال

هل الرا

من ا

ي لم يصح ذلك فيههل الرا

حوال ترجع إلى الدين، وإلى الشجاعة وغيرها، ومتى لم يلزم ا

.ال

ن يكون هل السير والصالحوالبد من ا

عظم من غيرها من الواليمن ا

مر اإلمامة ا

ن ا

ات، ، ليوثق باختياره، وال

ولىفإذا قدح الفسق في ن يقدح في اختيار اإلمام ا

.جميعها وقدح في الشهادة والقضاء فبا

بي بكر من لم ن فيمن عقد ال

نه قد ثبت ا

فضل من في الزمان، ال

ن يكونوا ا

ن يكون من صفتهم ا

وال يجب ا

ن يعتبر في العاقدين ما ذكر2.يقاربه الفضل فالبد ا

* * *

).6للماوردي (ص» األحكام السلطانية«  1 ).267لعبد الجبار الهمداني (ص:» المغني«  2

Page 47: الإمامى العظمى

47 

ثانيالمبحث ال

األعظمالرشوط املعتربة يف اإلمام

وحيث قد انتهيت من الكالم على بيان حكم نصب اإلمام، وكيفية عقد اإلمامة، والشروط المعتبرة في لى العاقدين، فالبد من بيان شروط اإلمام، ولقد اختلفت عبارات العلماء في بيان الشروط المعتبرة في اإلمام ع

ربعة، ومنهم من يزيد على ذلك، قوال منهم من يحصرها في ا

ومنهم من ينقص، ومنهم من يقسمها إلى شروط ا

ذكر المتفق عليه منها والمختلف فيهبينها وا

.واجبة وشروط مستحبة، وسا

:فمن الشروط المتفق عليها

وال: االسالم :ا

ن يكون له والية على المسلمين، لقوله تعالى: ن غير المسلم ال ينبغي ا

ك ال

لل ن يجعل اہلل

لى ع افرين ول

مؤمنين سبيال وجب على ا141[النساء: ال

ن ديننا قد ا

عظم من الوالية العظمى، وال

ليهود ]، وال سبيل ا

هل الكـتاب من الكـفار فحكمه القتل؛ ما من كان من غير ا

ن يؤخذوا بالجزية والصغار حتى يسلموا، ا

والنصارى ا

حد من ن يسلم، فال يتصور تنصيب ا

كر فيه من الصفات إماما للمسلمينهؤالء مع ما ذ إال ا

نه ال خالف ا

ن ؛ وال

نه إمامة الكافري: اإلمام ­ ال تصح، وال

مير، فإذا لم ­ا

على درجة من الحاكم واال

ا

ن يكونا مسلمين يصح منهما إال ا

ولى هنإف.ال يصح ذلك في اإلمام ا

:ثانيا: الذكورية

مةحد 1وهذا محل إجماع من علماء اال

ة، لقوله صلى هللا عليه وسلم: ولم يعرف عن ا

نه جوز إمامة المرا

لن «ا

ةمرهم امرا

وا ا

ة غالبا ال تتمتع بالصفات التي يتمتع بها الرجل من الشجاعة وب 2»يفلح قوم ول

ن المرا

عد ، وال

ن الرجال ة في النكاح؛ وال

ن الشارع جعل للرجل الوالية على المرا

ة سريعة العاطفة، وال

ن المرا

النظر؛ وال

نفقوا وامون على النساء، كما قال تعالى: ق بعضهم على بعض وبما ا ل اہلل ساء بما فض امون على الن جال قو الرموالهم .]34[النساء: من ا

).1/55» (أضواء البيان«)، وكذلك تفسير الشنقيطي المسمى 125البن حزم (ص» مراتب اإلجماع«انظر:  1 .)، من حديث أبي بكرة4425) (8/126» (كتاب المغازي«أخرجه البخاري،  2

Page 48: الإمامى العظمى

48 

:ثالثا: العدالة

ن اإلمامة ن العدالة مطلوبة في الشاهد والحاكم، وال خالف ا

نه قد ثبت ا

على منـزلة منهما فيما يتعلقال

مر ا

با

ن إليه ما إليهما وزيادة، فإذا كان الفسق يمنع من كونه شاهدا وحاكما فولىيمنع من كونه إمام إنهالدين ال

.ا ا

عظم فتجوز إمامته ن يقال: الفاسق تصح إمامته في الصالة، وإن كان فاسقا فكذلك اإلمام اال

وال يرد على هذا ا

ن إمامته في الصالة ال يتعلق بها حقوق للغير كما تتعلق باإلمامة العظمى، وحيث وجد الفرق وإن كان فاسقا؛ ال

ن يقوم بالحقوق: كالحدود عظم ا

ن من واجبات اإلمام اال

فال يصح قياس اإلمامة العظمى على إمامة الصالة؛ وال

موال من وجوهها وصرفها في حقها، والفخذ اال

حكام واإلنصاف وا

اسق ال يؤتمن على ذلك، وكذلك القول في واال

نه ال يتصل بالحقوق مضار اإلمام كالحاكم في وجوب كونه عدال مر بالمعروف، إذ الفسق ال يمنع عنه؛ ال

1.اال

:رابعا: العلم

ن هن يكون عالما بجميع العلوم، وشتى الفنون، ومختلف اللغات؛ ال

عظم ا

نه ال يشترط في اإلمام اال

ذا اعلم ا

مر و في حكم العالم بما ا

ن يكون عالما، ا

يعسر العثور على من يتصف به، وإنما العلم المشترط في اإلمام ا

حكام والشرائع.يتصل باال

مور التي يقوم هو بها، فإذا لم يعتبر في الحاكم إال ما ذكرناه فكذلك القن الحاكم يقوم باال

ول في يبين ذلك ا

.اإلمام

نوبعد فال يخلو إذا قال المخن يستقل بنفسه وا

ن يوجب في كونه عالما ا

كـثر مما ذكر ا

ن يعلم ا

ال الف: يجب ا

حكام من ن يعلم كل ما يتصل باال

و يجوز ذلك منه، فإن منعه لزمه ا

حكام، ا

يحتاج إلى غيره في شيء من اال

ن يكون عالما الفهم واإلرث وما يتصل بالصناعات، وبطالن ذلك واضح يبينه جواز رجوعه إلى غيره، فيجب ا

حكام إذا كان طريقها االجتهاد، فإن لم يتوفر له ذلك عن طريق االجتهاد بطريقة االجتهاد، وفيما يعرض من اال

و بالطريق الموصن يكون عالما به، ا

قاويل، وما ليس طريقه االجتهاد يجب ا

صح اال

خذ با

ل شاور فيه العلماء وا

نه عند ذلك فيما فوض إليه فإنما المعن يكون متمكنا من ذلكإليه؛ ال

.تبر ا

ن يرجع إلى قول العلماءن يجوز كونه إماما ا

هل االجتهاد فيجب ا

.فإن قيل: إن لم يكن من ا

ن إلزام على رتبة فال يصح ذلك؛ وال

ن يكون ا

ن ذلك يمتنع في الحكام فإن اإلمام يجب ا

قيل له: قد ثبت ا

ن يفتي إال وهون يحكم إال وهو كذلك الحكم فتوى من الفتيا، فإن لم يحل ا

ن ال يحل ا

هل االجتهاد فبا

من ا

ولى2.ا

).20/202بار الهمداني مجلد (لعبد الج» المغني«  1 ).20/208لعبد الجبار الهمداني مجلد (» المغني«انتهى بنصه من كتاب  2

Page 49: الإمامى العظمى

49 

:خامسا: الكـفاية

على إقامة الحدود واقتحام الحروب بصيرا بها، كـفيال بحمل الناس عليها، عارفا بالعصبية ن يكون جريائ

وهو ا

حوال الدهاء، قويا على معاناة السياسة؛ ليصح له بذلك ما جعل إليه من حماية الدين، وجهاد العدو، وإقامة وا

حكام، وتدبير المصالح1.اال

عظم عند اختياره وعقد اإلمانه البد من توفرها في اإلمام اال

.مة لهوهذه الشروط الخمسة التي ذكرت متفق على ا

:سادسا: النسب القرشي

ن يكون اإلمام من قريش، فقد كـثر هناك من الشروط ما هو محل خالف بين العلماء وهو اشتراط ا

ذهب ا

ئمة من قريش«العلماء إلى اشتراط القرشية فيه لقوله صلى هللا عليه وسلم: تي» اال

.كما سيا

ن المراد بالقرشي من كان من نسل ف ر بكسر الفاء وسكون الهاء ابن مالك بن النضر واسمه قيس بن ه اعلم ا

.زار بن معد بن عدنانكنانة بن خزيمة بن مدركة واسمه عمر بن إلياس واسمه حبيب بن مضر بن ن

نهم كانوا يقرشون عننساب العرب، وسموا قريشا؛ ال

ففهر جماع قريش في قول الكلبي وغيره من العلماء في ا

ي حاجتهم وفقرهم­بفتح الخاء المعجمة ­ خلة الناسن ومعناه: ينقبون عنها، ليغنوهم ويسدوا خلتهم، وك، ، ا

ا

حوال الذي يطلب ذلك من قولهم: تقارشت الرماح إذا ن المستعلم المستجد يداخل ا

تداخلت في الحرب؛ ال

نهم كانوا يعيشون الحاج، خوذ من التقريش وهو التعييش؛ ال

علم حاله ليحصل له مقصوده، وقيل: إنه ما

فيطعمون الجائع ويكسون العاري ويحملون المنقطع، قال الجوهري: القرش الكسب والجمع، وقد قرش يقرش كل الدواب في البحر وقيل غير ذلكبالكسر قال ا

.لفراء وبه سميت قريش وقيل سموا بدابة عظيمة تا

ئمة من قريش«وإنما اشترط كونه من قريش لقول الرسول صلى هللا عليه وسلم:حمد» اال

بو 2رواه اإلمام ا

وا

بي برزة رضي اهلل عنه، وروى الترمذي نحوه »مسنديهما«في 3يعلىبي هريرة ، والطبراني من حديث ا

من حديث ا

نه صلى هللا عليه وسلم » الملك في قريش«رضي اهلل عنه مرفوعا ولفظه: حمد ا

وسنده صحيح، وروى اإلمام ا

بي طالب رضي اهلل عنه قال: »الخالفة في قريش«قال: يضا، وروى البزار من حديث علي بن ا

، ورواه الطبراني ا

مراء فجارهاا«قال رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم: برارها، وفجارها ا

مراء ا

برارها ا

مراء من قريش، ا

، وفي »ال

موها«الحديث: نصار: إن العرب ال تدين إال لهذا الحي من 4»قدموا قريشا وال تقد، وقول الصديق والمهاجرين لال

خبار5.قريش، ورووا لهم تلك اال

).251(ص» مقدمة ابن خلدون«  1 ).3/921» (المسند«رواه أحمد في  2 ).2/361)،ورواه أبو داود الطيالسي (5/291» (مجمع الزوائد«رواه أبو يعلى في  3 .) وله أسانيد مرفوعة ال يصح منها شيء509ص/2الزهري ورواه الشافعي (جصح مرسال عن  4 ).2/424» (لوامع األنوار البهية«  5

Page 50: الإمامى العظمى

50 

نصار لما هموا يومئذ ببيعة سعد بن عبادة، وإلجماع الصحابة يوم السقيفة على ذلك، واحتجت قريش على اال

ن نحسن إلى محسنكم، ونتجاوز عن وصانا ا

ن النبي صلى هللا عليه وسلم ا

مير، وبا

مير ومنكم ا

وقالوا: منا ا

مير، مير ومنكم ا

نصار ورجعوا عن قولهم: منا ا

مسيئكم، ولو كانت اإلمارة فيكم لم تكن الوصية بكم، فحجوا اال

.ا هموا به من بيعة سعد لذلكوعدلوا عما كانو

يضا فيمر في هذا الحي من قريش»: «الصحيح«وثبت ا

نه لما »ال يزال هذا اال

دلة كـثيرة إال ا

مثال هذه اال

، وا

رض قطار اال

نفقتهم الدولة في سائر ا

مر قريش وتالشت عصبيتهم بما نالهم من الترف والنعيم وبما ا

ضعف ا

عاجم وصار الحل والعقد لهم، فاشتبه ذلك على كـثير من عجزوا بذلك عن حمل الخالفة وتغلبت عليهم اال

.المحققين حتى ذهبوا إلى نفي اشتراط القرشية

:الحكمة في اشتراط القرشية

حكام الشرعية كلها البد ن في حكمة النسب ليتحقق به الصواب في هذه المذاهب، فنقول: إن اال

ولنتكلم اال

جلها، ونحن إذا بحثنا عن الحكمة في اشتراط النسب القرشي لها من مقاصد وحكم تشتمل عليها، وتشرع ال

ننا إذا ومقصد الشارع منه، لم يقتصر فيه على التبرك بوصله النبي صلى هللا عليه وسلم كما هو في المشهور؛ الوجودها سبرنا وقسمنا لم نجدها إال اعتبارا لعصبية تكون بها الحماية والمطالبة، ويرتفع الخالف والفرقة ب

ن قريشا كانوا عصبة مضر، لفة فيها، وذلك ا

هلها، وينـتظم حبل اال

لصاحب المنصب، فتسكن إليه الملة وا

هل الغلب منهم، وكان لهم على سائر مضر العزة بالكـثرة والعصبية والشرف، فكان سائر العرب صلهم، وا

وا

مر في سواهم لتوقع افتراق الكلمة بمخالفتهم، وعدم يعترف لهم بذلك، ويستكينون لغلبهم، فلو جعل اال

ن يردهم عن الخالف، وال يحملهم على الكره، فتفترق الجماعة انقيادهم، وال يقدر غيرهم من قبائل مضر ا

.وتختلف الكلمة

على اتفاقهم، ورفع التنازع والشتات بينهم؛ لتحصل اللحمة والعصبية اوالشارع يحذر من ذلك حريصنهم قادرون على سوق الناس بعصا الغلب إلى ما يراد وتحسن الحماية، بخالف ما

مر في قريش؛ ال

إذا كان اال

نهم كـفيلون حينئذ بدفعها، ومنع الناس منها، فاشترط حد خالف عليهم وال فرقة، ال

منهم، فال يخشى من ا

بلغ في انتظام الملة واتفهل العصبية القوية ليكون ا

اق الكلمة، وإذا نسبهم القرشي في هذا المنصب، وهم ا

حكام مم سواهم إلى ا

ذعن لهم سائر العرب، وانقادت اال

جمع، فا

انتظمت كلمتهم انتظمت بانتظامها كلمة مضر ا

ن اضمحل يام الفتوحات، واستمر بعدها في الدولتين إلى ا

الملة، ووطئت جنودهم قاصية البالد كما وقع في امر الخالفة، وتالشت عصبية العرب، ويعلم ما كان

لقريش من الكـثرة والتغلب على بطون مضر، من مارس ا

حوالهمخبار العرب وسيرهم، وتفطن لذلك في ا

ن اشتراط القرشية إنما هو لدفع التنازع بما » السير«وقد ذكر ذلك ابن إسحاق في كـتاب وغيره، فإذا ثبت ا

حكام بجيل وال عن الشارع ال يخص اال

ن ذلك إنما كان لهم من العصبية والغلب، وعلمنا ا

مة، علمنا ا

صر وال ا

هو من الكـفاية فرددناه إليها، وطردنا العلة المشتملة على المقصود من القرشية وهي وجود العصبية، فاشترطنا ولي عصبية قوية غالبة على من معها لعصرها، ليستتبعوا من

ن يكون من قوم ا

مور المسلمين ا

في القائم با

Page 51: الإمامى العظمى

51 

فاق كما كان في القرشية، إذ الدعوة سواهم، وتجتمع الكلمة على حسن اقطار واال

لحماية، وال يعلم ذلك في اال

مم، وإنما يخص لهذا العهد اإلسالمية التي كانت لهم كانت عامة، وعصبية العرب كانت وافية بها فغلبوا سائر اال

.كل قطر بمن تكون له فيه العصبية الغالبة

مور عباده وإذا نظرنا سر اهلل في الخالفة لم نعد هذا؛نه سبحانه إنما جعل الخليفة نائبا عنه في القيام با

ال

مر إال من له قدرة عليه1.ليحملهم على مصالحهم ويردهم عن مضارهم، وهو مخاطب بذلك، وال يخاطب باال

بو بكر الباقالني عظم هو مذهب جمهور العلماء، وقد ذهب ا

قلت: وما تقدم من اشتراط القرشية في اإلمام اال

خبار وعمومات ال تدل على ما ذهبوا إليه 2لخوارج إلى جواز عقد اإلمامة لغير القرشيوا.مستدلين بظواهر ا

سه زبيـبة«مما استدلوا به قوله صلى هللا عليه وسلم: ن را

طيعوا وان ولي عليكم عبد حبشي كا

، 3»اسمعوا وا

للمبالغة في إيجاب السمع والطاعة، ومثل هذا وهذا ال تقوم به حجة في ذلك؛ فإنه خرج مخرج التمثيل والفرض من بنى ہلل مسجدا ولو كمفحص «المعنى يرد عن النبي صلى هللا عليه وسلم كـثيرا كـقوله عليه الصالة والسالم:

تصدقي ولو «، وكـقوله صلى هللا عليه وسلم في الحث على التصدق واإلهداء:4»قطاة بنى اہلل له بيتا في الجنةن 5»ق بظلف محر

ن يكون مسجدا لصغره، وا

ن مفحص القطاة ال يصلح وال يمكن ا

، ومعلوم لدى كل عاقل ا

مر في هذين الحديثين مخرج التمثيل والمبالغة في الظلف المحر ق ال يستفاد منه وال ينـتفع به، وإنما خرج اال

.الترغيب في بناء المساجد والتصدق واإلنفاق

لو كان سالم مولى «رضي اهلل عنه : تراط القرشية قول عمر بن الخطابومما استدل به القائلون بعدم اشو » حذيفة حيا لوليته

يضا ال يفيد ذلك لما»لما دخلتني فيه الظنة«ا

ن مذهب الصحابي ليس ، وهو ا

علمت ا

ا بحجة ن مولى القوم منهم وعصبية الوالء حاصلة لسالم في قريش وهي الفائدة في اشت ،إذا خالف نصراط وال

نها مفقودة عدل إلى سالم لتوفر شروط الخالفة عنده ى شروطها كا

مر الخالفة ورا

النسب، ولما استعظم عمر ا

ه غير محتاج إليه، إذ الفائدة في النسبة إنما هي حتى من النسب المفيد للعصبية ولم يبق إال صراحة النسب فرا

مرهم رض ن الوالء، فكان ذلك حرصا من عمرالعصبية وهي حاصلة مي اهلل عنه على النظر للمسلمين وتقليد ا

ن يريد يضا ليس في هذا الخبر بيان الوجه الذي كان ال يتخالجه الشك فيه، ويحتمل ا

لمن ال تلحقه فيه الئمة، وا

ن يقدح به مع احتماله فيما صح عن النبي صلى هللا عليه ي دون الشورى فال يصح ا

و را

ن يدخله في المشورة ا

ا

خبار الصحيحةوسلم من ن يعترض به لمخالفته لال

خبار، بل ولو ثبت عنه الرضا الصريح في ذلك ال يجوز ا

6.اال

.) مع شيء من التصرف154ابن خلدون (ص  1 ).291(ص:» مقدمة ابن خلدون«انظر:  2 ).2417باب السمع والطاعة لإلمام ما لم تكن معصية (ج» كتاب األحكام«البخاري  3 ).1/227) (269(ح» صحيح الترغيب«، والطبراني، وصححه الشيخ األلباني، انظر: »صحيحه«رجه البزار، وابن حبان في أخ  4كتاب «وقال: حديث حسن صحيح، وأبو داود » ـ عون 3/862) (660باب ما جاء في حق السائل (ح» كتاب الزكاة«أخرجه الترمذي:  5

).1467برقم (» صحيح أبو داود«)، وفي 488برقم (» الترغيب«وصححه األلباني في ) 2/307) (8661باب حق السائل (ح» الزكاة .) بتصرف20/236لعبد الجبار الهمداني (» المغني«  6

Page 52: الإمامى العظمى

52 

درك ما عليه عصبية قريش من التالشي واالضمحالل واستبدال ملوك العجم على بو بكر الباقالني لما ا

وا

ى عليه حي الخوارج لما را

سقط اشتراط القرشية، وإن كان موافقا لرا

ال الخلفاء لعهده وبقي الجمهور الخلفاء ا

.على القول باشتراطها وصحة اإلمامة للقرشي

نه إذا ذهبت الشوكة بذهاب العصبية فقد ذهبت مره ال

ويرد عليه سقوط شرط الكـفاية التي يقوى بها على ا

يضا إلى العلم والدين وسقط اعتبار شروط هذاالمنصب الكـفاية، وإذا وقع اإلخالل بشرط الكـفاية تطرق ذلك ا

.وهو خالف اإلجماع

هل يجوز العدول عن قريش في عقد االمامة ؟

ما قدمته من الكالم في اشتراط النسب عند عقد اإلمامة خاص فيما إذا كان يوجد من قريش من يصلح لها، ما إذا لم يوجد قرشي فهل يجوز العدول عن قريش إلى غيرهم، فتعقد اإلمامة لغير القرشي؟

ا

ذكرهلة هذا ما سا

:في هذه المسا

نه ال يخلو زمان من وجود من يصلح لإلمامة لة، فمنهم من ذهب إلى ا

ن العلماء اختلفوا في هذه المسا

اعلم ا

ن يكون اإلمام قرشيا ال محال، وال يجوز عقدها لغيره على كل حالي البد ا

.من قريش، فعلى هذا الرا

ن يخلو زمان ما من نه من الجائز ا

القرشيين، فالبد من العدول عنهم إلى غيرهم لضرورة إقامة ومنهم من يرى ا

مة من يرونه صالحا للقيام بشهل الحل والعقد من اال

ون المسلمين، ومن هؤالء قاضي القضاة ؤ إمام، فيختار ا

نه يرتضيه سلوب يدل على ا

بي علي الجبائي مثل هذا المذهب با

عبد الجبار الهمداني حيث نقل عن شيخه ا

ن ال يوجد ويرجحه حيثمر بالمعروف تجويز ا

بي علي بعض كـتاب اإلمامة وكـتاب اال

قال: المحفوظ عن شيخنا ا

نهم م ال

ن كونه من قريش لم يجب من حيث ال يعلم لها غيرهم، ا

ن قال: ال

من قريش من يصلح لذلك الشا

ن هذه شد انقيادا، فيخالف هذا الشرط العقل والعدالة؛ ال

صلح لإلمامة والناس لهم ا

الشروط البد منها في ا

خيرا، فذلك الشرط إنما هو لتقديمهم، فإذا عدم فيهم من وال وا

اإلمامة،وفقد الواحد منها يؤثر في كونه إماما ا

حكام فالبد عند ذلك من نصب يصلح لذلك، وقد ثبت بالكـتاب وجوب نصب اإلمام من يقيم الحدود ويقوم باال

.من يصلح لذلك

ول في وكذلك القول إذا كان من هذا الوجه كاال

نه يقعده عن اإلمامة ال

ن قريش من يصلح لذلك لكونه علة وا

مور، فما الذي يمنع قوم باال

فضل ومع ذلك يجوز العدول إلى المفضول إذا كان ا

هذا الباب وإذا وجب طلب اال

ن يقول: إن قوله عليهحد ا

الصالة والسالم: من العدول عن القرشي إذا لم يصلح لبعض الوجوه لغيره، وليس ال

ئمة من قريش«ن يريد عليه الصالة » اال

نه ال يجوز ا

ن المراد به ضرب من التكليف؛ ال

يمنع من ذلك، وذلك ال

نهم منهم من غير اختيار وعقد، وإنما يعني ذلك على طريقة االختيار ووجوب البيعة لهم، وذلك والسالم ا

ن يلتزم بيعة من ال يون يبايع له والخبر ال يمنع منهيتضمن وجودهم إذ ال يجوز ا

وقات التي يجوز ا

.جد على اال

Page 53: الإمامى العظمى

53 

بدا ليصح التكليف، قيل فإن قيل: هال قلتم إن الخبر يتضمن صحة وجود من يصلح ومن يلزم العقد له منهم ا

ن ال يوجد فيهم، فال يلزم ذلك التكليف عن ذلك يرجع لى إله: إذا كان التكليف معلقا بشرط فما الذي يمنع من ا

ن يتضمن منوجب ا

وجب اهلل تعالى فيها القيام بالحدود وتنصيب اإلمام فا

يات التي ا

الداللة فإذا وجب باال

.غيرهم إذا كانت الحال هذه

ئمة كما لو وجد كل فإن قيل: هال قلتم: إنه متى لم يوجد منهم من يصلح لذلك سقط التكليف في نصب اال

ن مختل العدالة .ليس فيها هذا التكليفمن يصلح لهذا الشا

حكام وغير ذلك ال يختص حال جله يجب نصب اإلمام من إقامة الحدود والقيام باال

قيل له: إذا كان ما ال

لت عنه فلو صح لكان ما ما سا

ن يكون التكليف قائما، فا

وجوده يصلح لذلك منهم في حال عدمه، فيجب ا

نه يجري مجرى التكليف بما ال يطاق من حيث ال يوجد من يصلح لذلك، ويبين صحة ما التكليف ساقطا؛ ال

مرين، ن يعتمد فيما إليه على الصالحين من غير قريش، وذلك يبين التفرقة بين اال

ن اإلمام يجوز ا

ذكرناه: ا

همور وال يجوز لو تعذر عليه ا

هل القيام بهذه اال

نهم ا

ن كل شرط في اإلمام لو فقد ا

ل وجملة القول في ذلك: ا

ن يمرينالصالح ا

.عتمد على الفساق، وذلك يبين التفرقة بين اال

ن يمنع قول في ذلكـوجملة الميرا يقوم بما إلى اإلمام فيجب ا

ن يكون ا

ن كل شرط في اإلمام لو فقد صلح ا

: ا

صول الدين والفقه والعبودية من عقد اإلمامة له على كل وجه، ولذلك نقول: إن الفسق والجهل بقدر من ا

ي كما يمنع من كونه إماما يمنع من اإلمارة والقضاء، فلهذه الجملة يجب نصب واختالف حوال في العقل والرا

اال

قوم باإلمامة من الفاضل1.اإلمام في غير قريش إذا لم يوجد بينهم، ويجوز نصب المفضول إذا كان ا

المبحث الثالث

فقدان الرشوط عند العقد وبعده

ن هذه الشروط المت.اقدمة تمنع من عقد اإلمامة ابتداء ال خالف في ا

و بعضها بعد عقد اإلمامة فمنها ما فقده مبطل لعقد اإلمامة إجماعا وموجب لخلع اإلمام ما إذا اختلت ا

ا

كالردة، ومنها ما ال يوجب خلع اإلمام وال الخروج عليه، كالفسق، وقد ثبت عن النبي صلى هللا عليه وسلم في حاديث كـثيرة ما يدل على

مة الخروج عليه، وال خلعه ما دام ا

عظم ال يبيح لال

على اإلمام اال

ن الفسق إذا طرا

ا

مر بمعصية، ومن ذلك ما ثبت في حكام، لم يا

عنه صلى هللا » الصحيحين«معترفا بالواجبات الشرعية منفذا لال

).20/239لعبد الجبار الهمداني (» المغني«انتهى بنصه من كتاب  1

Page 54: الإمامى العظمى

54 

نه قال: ن يؤمر ب«عليه وسلم ا

حب وكره اال ا

مر على المرء المسلم السمع والطاعة فيما ا

معصية، فان ا

.متفق عليه من حديث ابن عمر 1»بمعصية فال سمع وال طاعة

نه قال: ميره شيائ «ومن ذلك ما رواه ابن عباس رضي اهلل عنهما عن النبي صلى هللا عليه وسلم ا

ى من ا

من را

االسالم من فقد خلع ربقة «وفي رواية: 2»يكرهه فليصبر، فان من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته جاهليةئمتكم الذين «وعن عوف بن مالك رضي اهلل عنه عن رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم قال: 3»عنقه

خيار ا

ئمتكم الذين تبغضونهم، ويبغضونكم، تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار ا

فال ننابذهم بالسيف عن» وتلعنونهم ويلعنونكمقاموا فيكم الصالة، «د ذلك؟ قال: فقلنا يا رسول اهلل ا

ال، ما ا

، تي من معصية اہللتي شيائ من معصية فليكره ما يا

ه يا

ال من ولي عليه وال فرا

قاموا فيكم الصالة، ا

ال، ما ا

4.»وال ينـزعن يدا من طاعته

وا ويشير إلى هذا المعنى قوله تعالى: طيعوا اہلل منوا اذين ا

يها ال مر منكم فان يا ا ولي اال سول وا طيعوا الر

خر ذلك خير يوم اال

وال سول ان كنتم تؤمنون باہلل والر ى اہلل

وه ال ويال تنازعتم في شيء فرد حسن تا وا

مل كيف قال: 59[النساء:طيعوا ] فتا وا طيعوا اہلل مر منكم ا ولي اال سول وا مر الر

ولي اال

طيعوا ا

ولم يقل: وا

مر ال ينفردون بالطاعة، بل ي ولي اال

ن ا

عاد الفعل مع الرسول؛ منكم؟ ال

طاعون فيما هو طاعة اهلل ورسوله، وا

، بل هو معصوم في مر بغير طاعة اهلل؛ فإن الرسول ال يا طاع اهلل

ن من يطع الرسول فقد ا

مر ال

ما ولي اال

ذلك، وا

، فال يطاع إال فيما هو طاعة هلل ورسوله مر بغير طاعة اهلل5.فقد يا

بو يعلى في حكام السلطانية«قال ا

بعد ذكره للشروط المعتبرة في اإلمام، قال: إذا وجدت هذه الصفات » اال

إنه ال يمنع من استدامة اإلمامة حالة العقد ثم عدمت بعد العقد نظرت: فإن كان جرحا في عدالته وهو الفسق، فو كان متعلقا

فعال الجوارح: وهو ارتكاب المحظورات، وإقدامه على المنكرات اتباعا لشهوته، ا

سواء كان متعلقا با

مير ول بشبهة تعرض يذهب فيها إلى خالف الحق، وهذا ظاهر كالمه في رواية المروزي في اال

باالعتقاد: وهو المتا

ن، يشرب المسكر ويضلمير المؤمنين، وقد دعاه إلى القول بخلق القرا

تراجع معه، وقد كان يدعو المعتصم با

مر قد تفاقم وفشى، وقالوا: هذا ا بي عبد اهلل

يعنون: إظهار ­وقال حنبل في والية الواثق: اجتمع فقهاء بغداد إلى ا

ننا لسنا نرضى بإمرته وال سلطانه، فقال: ع ­الخلق للقرا

كرة وقلوبكم ، وال تخلعوا يدا من نشاور له في ا ليكم بالن

طاعة، وال تشقوا عصا المسلمين، وقال في رواية المروزي وذكر الحسن بن صالح فقال: كان يرى السيف وال ا زواله نرضى بمذهبه، وإن كان الحادث على بدنه، فننظر: فإن كان زوال العقل نظرت فيه فإن كان عارضا مرجو

غمي كاإلغماء فهذا الن النبي صلى هللا عليه وسلم ا

نه مرض قليل اللبث؛ وال

يمنع من عقدها وال استدامتها؛ ال

عليه في مرضه، وإذا كان الزما ال يرجى زواله كالجنون والخبل، فننظر: فإن كان مطبقا ال يتخلله إفاقة فهذا يمنع نه يمنع المقصود

بطلها، ال

عليها ا

الذي هو إقامة الحدود واستيفاء الحقوق، وحماية االبتداء واالستدامة، وإذا طرا

باب وجوب طاعة األمراء في » كتاب اإلمارة«)، ومسلم: 4417(حباب السمع والطاعة لإلمام ما لم تكن معصية » كتاب األحكام«البخاري:  1 ).8معصية، وتحريمها في المعصية (ح غير

كتاب «)، ومسلم 4507حديث رقم (» سترون بعدي أمورا تنكرونها«باب قول النبي صلى هللا عليه وسلم » كتاب الفتن«أخرجه البخاري:  2 .ند ظهور الفتنباب وجوب مالزمة جماعة المسلمين ع» اإلمارة

» صحيح الجامع«)، والحديث صححه األلباني في 66ـ 65)، من رواية الحارث األشعري حديث رقم (4/130» (المسند«أخرجه أحمد في  3 ).355» (صحيح الترغيب والترهيب«)، وكذلك في 1720(

).66ـ 65باب خيار األئمة وشرارهم حديث رقم (» كتاب اإلمارة«مسلم  4 .) بتحقيق األلباني381، 380)، (329(ص:» شرح العقيدة الطحاوية«انظر  5

Page 55: الإمامى العظمى

55 

كـثر زمانه الخبل فهو كما لو كان المسلمين، وإذا كان يتخلله إفاقة يعود فيها إلى حال السالمة نظرت: فإن كان ا

كـثر زمانه اإلفاقة، فقد قيل: يمنع حق فيه، وقد قيل: ال يمنع من استدامتها، وإن منع من مطبقا، وإن كان ا

نه يراعى في ابتداء عقدها سالمة كاملة، وفي الخروج منها نقص كامل عقدها؛ 1.ال

* * *

).20ألبي يعلى (ص: » األحكام السلطانية«  1

Page 56: الإمامى العظمى

56 

:الفصل السابع

الــبــيــعــــــة

.صفة البيعة ومعناها المبحث األول:

:تعدد البيعة ألكثر من إمام المبحث الثاني:

.رأي الجمهور مع أدلته المطلب األول:

.رأي الماوردي المطلب الثاني:

.رأي ابن حزم المطلب الثالث:

.رأي أبي بكر الباقالني المطلب الرابع:

.رأي أبي المعالي الجويني المطلب الخامس:

.مناقشة آراء الكرامية في هذه المسألة المطلب السادس:

Page 57: الإمامى العظمى

57 

مة، كان من الضروري بيان البيعة، مر الزم لال

ن ذلك ا

ا وجوب نصب اإلمام، وا وحيث بين

م من ا ن وكما تقد

هل الحل والعقد، وإما بعهد ووصية من اإلمام السابق، وإما بالتغلب والقهر لى ععقد اإلمامة يتم إما باختيار ا

هل اإلحوال ا

ن يتصفوا با

هل الحل والعقد وجب عليهم ا

مة، فإذا كانت الطريقة لتولية اإلمام هي اختيار ا

مامة اال

كملهم شروطا، فإذا تعين لهم بين الجماعة من الموجودة فيهم شروطها فيقدموا للكـثر فضال، وا

بيعة منهم ا

جابهم إليها بايعوه عليها وانعقدت له اإلمامة ببيعتهم،ولزم زادهم االجتهاد إلى اختياره، وعرضوها عليه، فإن ا

مة الدخول في بيعته واالنقياد لطاعته، وإن امتنع من اإلمامة ولم يجب إليها لم يإلى جبر عليها، وعدلكافة اال

ثمون بذلك؟ وهل يتعين من سواه من مسـتحقيها فبويع عليها؛ فإن امتنع الجميع من الدخول فيها فهل يا

عليهم؟

تذهب حقوق الناس؟قال في رواية المروزي: ال بد للمسلمين من حاكم؛ ا

ثم؟ قال: إذا كان يان يشهد ا

بى ا

هل القرية ومثله يحتاجوقال في رواية محمد بن موسى في الشاهد يا

يضر با

نه جعل القضاء والشهادة من فروض الكـفايات مع ما قد جاء عن النبي صلى هللا إليه فال يفعل، وظاهر كالمه ا

ن تكون اإلمامة الكبرى كذلك، إذ ليس طلبها وال الدخول فيها مكروها وقد ولى ا

عليه وسلم في ذم القضاء فا

هل الشورى فما رد عنهان بالناس حاجة إلى ذلك لحماية البيضة والذب تنازعها ا

طالب وال منع منها راغب؛ وال

مر بالمعروف عن الحوزة وإقامة الحدود واستيفاء الحقوق فجرى مجرى حاجتهم إلى غسل الموتى وحملهم واال

.والنهي عن المنكر

هما، وإن لم يكن ذلك شرطا، ف سنم ا في شروط اإلمامة اثنان قد

صغرهما جاز، فإنفإن تكافا

كان إن بويع ا

دعى النتشار الثغور وظهور البغاة كان شجع نظرت: فإن كانت الحاجة إلى فضل الشجاعة ا

خر ا

علم واال

حدهما ا

ا

حقعلم ا

هل البدع كان اال

حق، وإن كانت الحاجة إلى فضل العلم لسكون الدهماء وظهور ا

شجع ا

.اال

ن طلبها غفإن وقع االختيار على واحد من اثنين فتناز ا ا ير مكروه عاها لم يكن ذلك قدحا يمنعهما منها لما بين

ن يقر حمد رحمه اهلل ا

حوالهما؟ فقياس قول ا

هل الشورى، وبماذا نقطع تنازعهما كـتكافؤ ا

نه قد تنازعها ا

ع ال

: في مسجد فيه رجالن تداعيا نه قال في رواية ابنه عبد اهللذان فيه بينهما فيبيايع من قرع منهما؛ ال

قرع ياال

ن الناس تشاحوا بو حفص العكبري بإسناده عن ابن شبرمة ا

بينهما، واحتج بقول سعد، ولفظ الحديث: ما رواه ا

قرع بينهم سعدذان يوم القادسية فا

.في اال

بي هريرةن الرسول صلى هللا عليه وسلم قال: وبإسناده عن ا

لو يعلم الناس ما في النداء «رضي اهلل عنه ا

ن يستهموا عليه الستهمواوالول ثم لم يجدوا اال ا

1.رواه البخاري ومسلم» صف اال

) كالهما من طريق مالك عن سمي مولى أبي بكر عن أبي 734) باب فضل التهجير إلى الظهر، ومسلم برقم (426رواه البخاري برقم (  1ان عن أبي هريرة مرفوعا .صالح السم

Page 58: الإمامى العظمى

58 

ولالمبحث األ

صفة البيعة وبيان معناها

ن يقال: ، وال »بايعناك على بيعة رضا، على اقامة العدل واالنصاف والقيام بفروض االمامة«وصفة البيعة ا

1.يحتاج مع ذلك إلى قبضة اليد

مور : هي ومعنى البيعةمر نفسه وا

نه يسلم له النظر في ا

ميره على ا

ن المبايع يعاهد ا

العهد على الطاعة، كا

مر على المنشط والمكره وكانوا إذا بايعوا المسلمين، ال ينازعه في شيء من ذلك، ويطيعه فيما يكلف به من اال

شبه ذلك فعل البائعكيدا للعهد فا

يديهم في يده تا

مير وعقدوا عهده جعلوا ا

2والمشتري فسمي بيعة: مصدر باع اال

يدي.وصارت البيعة مصافحة باال

هذا مدلولها في عرف اللغة ومعهود الشرع وهو المراد في الحديث في بيعة النبي صلى هللا عليه وسلم ليلة ن الخلفاء يستخلفون ع

يمان البيعة كا

لى العقبة وعند الشجرة وحيثما ورد هذا اللفظ ومنه بيعة الخلفاء، ومنه ا

غلب، كـثر وا

يمان البيعة، وكان اإلكراه فيها ا

يمان كلها لذلك، فسمي هذا االستيعاب ا

العهد، ويستوعبون اال

يمان البوها قادحة في ا

نكرها الوالة عليه، ورا

فتى مالك رضي اهلل عنه بسقوط يمين اإلكراه ا

يعة، ووقع ولهذا لما ا

.ما وقع من محنة اإلمام مالك رضي اهلل عنه

و الذيل، وا

و الرجل ا

و اليد ا

رض ا

ما البيعة المشهورة لهذا العهد فهي تحية الملوك الكسروية من تقبيل اال

داب من طلق عليها اسم البيعة التي هي العهد على الطاعة مجازا لما كان هذا الخضوع في التحية، والتزام اال

ا

يدي الناس التي هي لوازم الطاعة وتوابعها، وغلب فيه حتى صارت حقيقة عرفية واستغني بها عن مصافحة ا

حد من التنـزل واالبتذال المنافيين للرائسة، وصون المنصب صل، لما في المصافحة لكل ا

الحقيقة في اال

هل الدين من خذ به نفسه مع خواصه ومشاهير ا

قل ممن يقصد التواضع من الملوك، فيا

الملوكي؛ إال في اال

كيد على اإلنسان معرفته لما يلزمه من حق سلطانه وإمامه، وال تكون رعيته فإنهم معنى البيعة في العر ف، فإنه ا

فعاله عبثا ومجانا3.ا

* * *

).42ألبي يعلى (ص:» األحكام السلطانية«  1 .إطالق المصدر باع فيه تساهل ألنه اسم مصدر وليس مصدرا  2 ).561(ص:» مقدمة ابن خلدون«  3

Page 59: الإمامى العظمى

59 

لثانيالمبحث ا

حكم تعدد البيعة ألكرث من إمام

فرادها، وإذا تعددت البيعةمة، وإقامة حكم عادل بين ا

ن الغرض من عقد اإلمامة هو تحقيق مصالح اال

اعلم ا

كـثر من إممة تكون ال

ن اال

كـثر من نزاع وفرقة، وال

و ا

ام لم يتحقق هذا الغرض بسبب ما يحدث بين اإلمامين ا

وامر اإلمامين، ولهذا وقع الخالف بين العلماء في هذه ملزمة بطاعة شخصين في الوقت الذي قد تتعارض فيه ا

يكـثر من را

لة وصار فيها ا

.المسا

Ùæù]<gת¹]

رأي الجمهــور

نهذهب جمهور و في بلدين مختلفين، وا

كـثر من إمام سواء كان في بلد واحد ا

ن يعقد ال

نه ال يصح ا

العلماء ا

خرول ولزم فسخ البيعة بالنسبة لال

كـثر من واحد وجبت طاعة اال

.لو بويع ال

دلة الجمهور :ا

حاديث عن النبي صلى هللا عليه وسلم، وبإجما ن الكريم، وا

يات من القرا

ع الصدر وقد استدل الجمهور با

ن قوله تعالى: مة، ومن نصوص القرا

ول من هذه اال

كم فاعبدون اال نا رب ة واحدة وا م تكم ا م ان هذه ا

نبياء:حاديث ما رواه مسلم عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال: 92[اال

مركم جميع على «]، ومن اال

تاكم وا

من ا

ن يشق عصاكم،ن يفرق جماعتكم فاقتلوه رجل واحد يريد ا

و ا

1.»ا

مة وهي جمع فاضربوه «وقوله صلى هللا عليه وسلم: ن يفرق هذه اال

راد ا

ستكون هنات وهنات، فمن ا

2.»بالسيف كائنا من كان

خر منهما«وقوله صلى هللا عليه وسلم: 3.»اذا بويع لخليفتين فاقتلوا اال

ع«وقوله صلى هللا عليه وسلم: خر من بايع اماما فا

طاه صفقة يده وثمرة قلبه فليعطه ما استطاع فان جاء ا

خر4.»ينازعه فاضربوا عنق اال

.) من حديث عرفجة بن شريح2581) (ح12/242» (صحيح مسلم شرح النووي«  1 ).12/143(ج» صحيح مسلم شرح النووي«  2 .) من حديث أبي سعيد الخدري1853) (ح3/1480باب إذا بويع الخليفتين (» رةكتاب اإلما«أخرجه مسلم  3 .) من حديث عمرو بن العاص1844) ح(3/1473باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء (» كتاب اإلمارة«أخرجه مسلم  4

Page 60: الإمامى العظمى

60 

حاديث النبوية الشريفة، نص في محل النـزاع ال يحل لمن يؤمن باهلل واليوم يات الكريمة، واال

خر افهذه اال

ال

عظم واحدان يخالف ما دلت عليه من وجوب كون اإلمام اال

ما االجماعن يتولى رائسة الدولة اإلسالمية إال إمام الصحابة : فإنوا

نه ال يجوز ا

رضي اهلل عنهم قد اتفقوا على ا

مير، ثم رضي مير ومن المهاجرين ا

ن يكون منهم ا

نصار عندما طالبوا ا

ن المهاجرين لم يوافقوا اال

واحد بدليل ا

ه المهاجرون، فصار ذلك إجماعا على وحدة اإلنصار بعد ذلك بما را

2 1.مام وعدم جواز تعددهااال

* * *

êÞ^nÖ]<gת¹]

رأي املــاوردي

حكام السلطانية«قال في ن»: اال

نه ال يجوز ا

يكون وإذا عقدت اإلمامة إلمامين في بلدين لم تنعقد إمامتهما؛ ال

مة إمامان في وقت واحد، وإن شذ قوم فجوزوه.لال

مه الذي عقدت له اإلمامة في البلد الذي مات فيه من تقد واختلف الفقهاء في اإلمام منهما، فقالت طائـفة: هون يفوضوا عقدها إليهم، ويسلموها

مصار كلها ا

مة في اال

حق، وعلى كافة اال

حض وبالقيام بها ا

نهم بعقدها ا

من لال

هواءراء وتباين اال

مر باختالف اال

.بايعوه لئال ينتشر اال

ن يدفع اإلمخرون: بل على كل واحد منهما ا

امة عن نفسه ويسلمها إلى صاحبه طلبا للسالمة وحسما وقال ا

و غيرهماحدهما ا

هل العقد ا

.للفتنة ليختار ا

حقيهما قرع كان باإلمامة ا

خرون: بل يقرع بينهما دفعا للتنازع، وقطعا للتخاصم، فا

.وقال ا

سبقهما بيعة وعقدا، كوالصحيح في ذلك وما عليه الفقهاء المحققونن اإلمامة ال

ة االوليين في نكاح : ا

لمرا

سبقهما عقداجاها باثنين كان النكاح ال .إذا زو

مر إليه والدخول في بيعته وإن عقدت فإذا تعين السابق منهما استقرت له اإلمامة، وعلى المسبوق تسليم اال

حدهما اإلمامة لهما في حال و لغيرهمواحد لم يسبق بها ا

حدهما ا

ا وإن تقدمت فسد العقدان، واستؤنف العقد ال

سبق نه اال

عى كل واحد منهما ا مرهما على الكشف، فإن تنازعاها واد

شكل المتقدم منهما وقف ا

حدهما وا

بيعة ا

نه ال يختص بالحق فيها، وإنما هو حق المسلمين جميعا فال حكم ليمينه لم تسمع دعواه ولم يحلف عليها؛ ال

).49لمعاود عايد عيد العوفي (ص» األسس التي تقوم عليها الحكومة اإلسالمية«  1)، 1/273» (الجامع ألحكام القرآن«)، والقرطبي في كتابه 12/232» (صحيح مسلم«جمال على ذلك اإلمام النووي في شرح ومن نقل اإل  2

.(20/243» (المغني«)، والقاضي عبد الجبار في كتاب 144وابن حزم في مراتب اإلجماع (ص

Page 61: الإمامى العظمى

61 

خر لم تستقر إمامته إال ببينة تشهد فيه وال لنكوله عنه، وهكذا لو قطع التنازع فيها حدهما إلى اال

وسلمها ا

نه مقر في حق المسلمين، فإن شهد له المقر خر؛ ال

قر له بالتقدم خرج منها المقر ولم تستقر لال

بتقدمه، ولو ا

مر عليه عند التنازع، ولم يسمع منه إن لم يذكر خر سمعت شهادته إن ذكر اشتباه اال

بتقدمه فيها مع شاهد ا

حدهما بالتقدم لم االشتباه لما في القولين من التكاذب، وإذا دام االشتباه بينهما بعد الكشف، ولم تقم بينة ال

مرين :يقرع بينهما ال

حدهما:ن اإلمامة عقد والقرعة ال مدخل لها في العقود ا

ن اإلمامة ال يجوز االشتراك فيها، والقرعة ال مدخل لها فيما ال يصح االشت والثاني:راك فيه كالمناكح، وتدخل ا

هل نف ا

موال، ويكون دوام هذا االشتباه مبطال لعقدي اإلمامة فيهما، ويستا

فيما يصح فيه االشتراك كاال

رادوا العدول بها عنهما إلى غيرهما، فقد قيل بجوازه لخروجهما عنها، وقيل: ال حدهما، فلو ا

االختيار عندها ال

ن البيعة لهما قد صرفت اإلمحدهما.يجوز ال

ن االشتباه ال يمنع ثبوتها في ا

1.»انتهى«امة عمن عداهما، وال

* * *

oÖ^nÖ]<gת¹]

رأي ابن حـــــزم

بو محمد علي بن حزم في كـثر من وا»: الفصل«وقال ا

و إلى ا

حد، فال تصح إقامة الدين إال باإلسناد إلى واحد، ا

حد هذين الوجهين، فإن االثنين فصاعدا بينهمامر فالبد من ا

و بينهم ما ذكرنا فال يتم ا

جه تتم ولبتة، فلم يبق اا

نه وإن كان بخالف ما ذ مور إال اإلسناد إلى واحد فاضل، عالم ،حسن السياسة، قوي على اإلنفاذ، إال ا

كرنا به اال

ن يكـفوا عن الظلمقل منه مع االثنين فصاعدا، وإذ ذلك كذلك ففرض الزم لكل الناس ا

فالظلم واإلهمال معه ا

مكنهم، إن قدروا على كـف كله لزمهم ذلك، وإال فكـف ما قدروا على كـفه منه ولو قضية واحدة ال يجوز غير ما ا.ذلك

نه ال يجوز كون إمامين في وقت واحد في العالم، وال يجوز إال ثم اتفق من ذكرنا ممن يرى فرض اإلمامة على ا

با الصباح .إمامة واحدةجازوا كون إمامين في إال محمد بن كرام السجستاني وا

صحابهما، فإنهم ا

السمرقندي وا

كـثر في وقت واحد.وقت وا

ميرمير ومنكم ا

و من قال منهم يوم السقيفة للمهاجرين: منا ا

نصار، ا

.واحتج هؤالء بقول اال

مر علي والحسن مع معاوية رضي اهلل عنهميضا با

.واحتجوا ا

).9األحكام السلطانية (ص:  1

Page 62: الإمامى العظمى

62 

نصار ن قول اال

بو محمد: وكل هذا ال حجة لهم فيه؛ ال

ان ما ذكرنا لم يكن صوابا بل ك رضي اهلل عنهمقال ا

داهم إليه االجتهاد، وخالفهم فيه المهاجرون، والبد إذا اختلف القائالن على قولين متنافيين من، إذ ا ن خطا

ا

خر ا، واال حدهما حق

رد ال عز وجل رد ما تنازعوا فيه إلى ما افترض اهلل ، وإذ ذلك كذلك فواجب »خطا «يكون ا

والر إليه عند التنازع، إذ يقول تعالى: ى اہللوه ال يوم نتم تؤمنون سول ان ك فان تنازعتم في شيء فرد

وال باہلل

خر اقتلوا اذا بويع المامين ف«]. فنظرنا في ذلك فوجدنا رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم قال: 59[النساء: اال

خر منهما.»اال

قوا واختلفواوقال تعالى ذين تفرل عمران: : وال تكونوا كال

.]105[ا

هب ريحكم وقال تعالى: نفال:[ وال تنازعوا فتفشلوا وتذ

جل التفرق، والتنازع، وإذا كان و] فحرم اهلل عز 46اال

.إمامان فقد حصل التفرق المحرم، فوجد التنازع، ووقعت المعصية هلل تعالى، وقلنا ما ال يحل لنا

كـثرربعة وا

ن يكون فيه ثالثة وا

ن يكون في العالم إمامان لجاز ا

ما من طريق النظر والمصلحة: فلو جاز ا

؛ وا

حد فإن منع.من ذلك مانع كان متحكما بال برهان، ومدعيا بال دليل، وهذا الباطل الذي ال يعجز عنه ا

و في كل قرية إمام، ويكون كل و في كل مدينة إمام ا

مر حتى يكون في كل عمل إمام ا

وإن جاز ذلك زاد اال

ن قوواحد إماما وخليفة في منـزله، وهذا هو الفساد المحض، وهالك الدين والدنيا، فنصارصح ا

رضي اهلل ل اال

وقد رجعوا عنه إلى الحق، وعصمهم اهلل تعالى من التمادي عليه..اهـ 1عنهم ـ لة خطا

* * *

Ö]<gת¹]Äe]†

رأي أيب بكر الباقالين

ئمة في بلدان متفر هل الحل والعقد لعدة ا

قة وقال الباقالني: فإن قالوا: فما تقولون: إذا عقدت جماعات من ا

وا كلهم يصلحون لإلمامة، وكان العقد لسائرهم واقعا على عدم إمام وذي عهد من إمام، وما الحكم فيهم وكانولى باإلمامة منهم؟

عندكم، ومن ا

قرت اإلمامة فيمن بدئ بالعقد له، وقيل قيل لهم: إذا اتفق مثل هذا تصفحت العقود ونظر بها السابق فا

مر، فإن فعلوا يهما تقدم للباقين: انزلوا عن اال

وإال قوتلوا على ذلك وكانوا عصاة في المقام عليها، وإذا لم يعلم ا

و من بطلت سائر العقود واستؤنف العقد لواحد منهم ا

ن العقد سبق له ـ ا

عى كل واحد منهم ا خر واد

على اال

بوا ذلك قاتلهم الناس عليه، فإن تمكنوا وإال فهم في غلبة وفتنة وعذر في ترك إمامة اإلمام، وإن غيرهم، وإن ا

تمكن من العقد لغيرهم فعل ذلك وكان المعقود له حربا لسائر هؤالء حتى يذعنوا ويرجعوا إلى الطاعة والسداد ـ

).4/78الفصل (  1

Page 63: الإمامى العظمى

63 

و من يضا ـ جميعا واستؤنف العقد لرجل منهم ا

بطل ـ ا

وإن تؤملت العقود ووجدت كلها وقعت في وقت واحد ا

)غيرهم. (انتهى

راء بعض راء ال يهذا نموذج من ا

ن ما عداه من اال

ي هو الحق وا

ن هذا الرا

ن يدل على ا

ئمة في هذا الشا

قوم اال

ساس وال يستند إلى حجة صحيحة.على ا

كـثر، فقالو ا

كـثر من واحد في بلد ا

ن يكون عقد اإلمامة ال

وا: ثانيا: وقد ذهب بعض العلماء إلى التفريق بين ا

و في كـثر في بلد واحد ا

ول منهما، فإن إن عقد إلمامين فا

رف عبلدين متقاربين فالعقد غير صحيح إن لم يعرف اال

كـثر من اثنين في بلدين متباعدين تفصل ول وبطلت فيمن عداه، وإن كان عقدها ال

صحت البيعة في حق اال

.بينهما بحار واسعة ، صح عقدها لكل إمام في كل بلد منها

صول الدين: (اختلف الموجبون وممن ذهب إلى هذا المذهب عبد القاهر البغدادي حيثقال في كـتاب ا

ن يكون في الوقت الواحد إمامان واجبا الطاعة،صحابنا: ال يجوز ا

ئمة في كل وقت، فقال ا

لإلمامة في عدد اال

.وإنما تنعقد إمامة واحد في الوقت ويكون الباقون تحت رايته

ن يكون بهل وإن خرجوا عليه من غير سبب يوجب عزله فهم بغاة إال ا

ين البلدين بحر مانع من وصول نصرة ا

هل ناحيته).اهـهل كل واحد منهما عقد اإلمامة لواحد من ا

خرين، فيجوز حينئذ ال

.كل واحد منهما إلى اال

* * *

‹Ú^¤]<gת¹]< <

رأي الجــويـني

صول االعتقاد«وقال إمام الحرمين في كـتابه دلة في ا

صحابنا إلى»: «اإلرشاد إلى قواطع اال

منع عقد ذهب ا

ن عقد اإلمامة لشخصين في صقع واحد متضايق الخطط اإلمامة لشخصين في طرفي العالم، والذي عندي فيه ا

ما إذا بعد المدى وتخلل بين اإلمامين شسوع النوى والمخالف غير جائز، وقد حصل االجتماع عليه وا

1.»فلالحتمال في ذلك مجال وهو خارج عن القواطع

كـثر من واحد مستدلين علثالثا: وذهب الكرامتباعه إلى جواز عقد اإلمامة ال

بو الصالح السمرقندي وا

ى ية وا

:جواز ذلك بما يلي

نصار يوم السقيفة: ­مير«قول اال

مير ومنكم ا

.»منا ا

).623لظافر القاسمي (ص» الشريعة والتاريخنظام الحكم في «  1

Page 64: الإمامى العظمى

64 

.وما وقع بين عبد الملك بن مروان وابن الزبير مرضي اهلل عنه ما وقع بين علي والحسن ومعاوية ­

ن الغرض من نص ­نها

قطار المختلفة؛ ال

ئمة في اال

مة وهذا إنما يتم بتعدد اال

إذا ب اإلمام تحقيق مصالح اال

عباء المنصب ومتابعة من يوليهم من الوالة والقضاة وسقدر على القيام با

ائر كان في كل قطر إمام كان كل واحد ا

.العمال، وذلك من قلة المصالح الناشئة من صغر مساحة كل قطر

نه لما جا ­كـثر من نبي في عصر واحد ولم يؤد ذلك إلى بطالن النبوة جاز ذلك في البيعة من با

ن يوجد ا

اب ز ا

كـثر من واحدنها فرع من النبوة، هذا جملة ما استدل به القائلون بجواز تعدد البيعة ال

ولى، ال

* * *

Œ^ŠÖ]<gת¹]< <

مناقشة أدلة الكرامية

نهادلة وجدنا ا

.ال توصل إلى ما ذهبوا إليه ونحن إذا ناقشنا هذه اال

ضي اهلل عنه لم يدع ر الملك وابن الزبير، فإن معاوية فاستداللهم بما وقع لعلي مع خصومه، ولما وقع لعبدما

ئمة، وا

عى المطالبة بدم عثمان رضي اهلل عنه وواليته على الشام بتولية من قبله من اال اإلمامة لنفسه، وإنما اد

ى المصلحة في توحيد اإلمامة، ولذلك تنازل عن الخالفة لمعاوية ليجتمع شمل المسلمين، وقد الحسن فإنه را

راده رضي اهلل عنه1.حصل ما ا

نذر بخارجة تخرج من نه ا

مر علي، والحسن ومعاوية، قد صح عن النبي صلى هللا عليه وسلم ا

يضا فإن ا

وا

ولى الطائـفتين بالحق، فكان قمة يقتلها ا

ال باتل تلك الطائـفة علي رضي اهلل عنه فهو صاحب الحق طائـفتين من ا

ن عليا هو صاحب الحق، وكان علي السابن عمارا تقتله الفئة الباغية، فصح ا

نذر عليه السالم با

ق شك، وكذلك ا

ن من نازعه فيها فهو مخطئ، فمعانه صاحبها، وا

ويةإلى اإلمامة فصح بعد ا

جور مرة ال

نهرضي اهلل عنه مخطئ ما

المخطئ فبطل قول هذه الطائـفة.مجتهد، وال حجة في خطا

ن عبد الملك بن مروان وابن الزبير.وهكذا يقال في شا

نصار رضي اهلل عنهم: ما قول اال

مير«وا

مير ومنكم ا

ن يلي وال منهم، فإذا » منا ا

رادوا ا

نهم إنما ا

فيخرج على ا

خر...ن مات ولي من المهاجرين ا

بدا على ا

ظهر من كالمهموهكذا ا

2.يكون إمامان في وقت وهذا هو اال

).69لمعاود عايد عيد العوفي (ص» األسس التي تقوم عليها الحكومة اإلسالمية«  1 ).4/88» (الفصل في الملل واألهواء والنحل«  2

Page 65: الإمامى العظمى

65 

و يقال: إن قول الحباب بن المنذر مير«يوم السقيفة: رضي اهلل عنه ا

مير ومنكم ا

ن ال حجة لهم فيه» منا ا

؛ النه

وا ا

نهم را

وقد خالفهم فيه المهاجرون؛ ال

داهم إليه االجتهاد ولم يكن صوابا بل كان خطا

نصار ا

القول االئمة مصلحة

مة وال للدين في تعدد اال

.لال

نصاررجعوا إلى الحق والصواب حينما تبين لهم وهم مجتهدون فيما قالوا فمن رضي اهلل عنهم وكذلك اال

جر فله ا

خطا

جران ومن ا

صاب فله ا

قدرئمة يجعلهم ا

ما قولهم: إن تعدد اال

عبائه وا

ن منصب اإلمامة كما ج معلى القيام با

عل فقد رده الجمهور با

مة ئمة يخل بتحقيق مصالح اال

يضا لتحقيق مصالحها الدنيوية وتعدد اال

مة الدينية جعل ا

لتحقيق مصالح اال

دلة الجمهور .الدينية والدنيوية كما سبق بيانه في ا

نبياء معصومون اال

ما قياس اإلمامة على النبوة فهو قياس مع الفارق؛ ال

ما وا

ن من عداوة بعضهم بعضا، ا

ئمة فهم غير معصومين ولذلك يقع بينهم االختالف والعداوة مع التحاسد والبغي1.اال

* * *

).59لمعاود عايد عيد العوفي (ص» األسس التي تقوم عليها الحكومة اإلسالمية«  1

Page 66: الإمامى العظمى

66 

:الفصل الثامن

אא

.واجبات اإلمام المبحث األول:

.ولية الحاكم أمام هللاؤمس المطلب األول:

.أمام األمة ولية الحاكمؤمس المطلب الثاني:

.حقوق اإلمام المبحث الثاني:

Page 67: الإمامى العظمى

67 

المبحث األول

واجبات اإلمام

حكام الشريمة واجبات، وله حقوق وفق ما تقتضيه ا

فراد اال

م إن على كل فرد من ا

كان فردا عاديا ا

عة، سواء ا

ن تلك الواجبات تختلف باختالف متعلقاتها، فواجبات ؤ مسو جانب من جوانبها، غير ا

وال عن رائسة الدولة ا

نه مسرئيس الدولة تختلف مة عن تلك الواجباتؤ عن واجبات الفرد العادي؛ ال

مام اال

مام اهلل وا

.ول ا

* * *

Ùæù]<gת¹]

ولية الحاكم أمام اللهؤ مس

ن اإلسالم ال ا يحميه من النصح والتوجيه، ويعفيه من بعض ما يكون فالحاصل ا يعرف للخليفة مركزا خاص

مة ليكون ممثال لها، ويتمة من واجبات فهو ليس إال رجال اختارته اال

بناء اال

مورها وتدبير على ا

ولى اإلشراف على ا

حكام الشريعة اإلسالمية، فكان من الطبيعي تؤ شن ال يخرج على ا

لزمته ا

حقيقا للعدالة والمساواة ونها، وا

و وقع منه نتيجة ل الحاكم عن كل مخالفة للشريعة اإلسالمية، سواء تعمد هذا العمل ا

ن يسا

واستجابة للمنطق ا

قواله المخالفعماله وا

ل عن ا

مة اإلسالمية يسا

ول ؤ ة للشريعة اإلسالمية، فالحاكم مسإهماله ما دام كل فرد في اال

مام اهلل فعاله وتصرفاته ا

مةعن ا

ي فرد عادي في اال

خرة، مثله في ذلك مثل ا

. في اال

المسن مبدا

ن الكريم وهو قول اهلل تعالى: ؤ ونجد ا

خرة ظاهرا وواضحا في نصوص القرا

كل امرئ بما ولية في اال

ا عملت من خير ] وقوله تعالى: 21[الطور: كسب رهين و يوم تجد كل نفس محضرا وما عملت من سوء تود ل م

مدا بعيدا ن بينها وبينه ا ل عمران: احساب ]، وقوله تعالى: 30[ا

سريع ال ا كسبت ان اہلل كل نفس م ليجزي اہلل

ن كل إنسان مس]، وغير ذلك من 51[إبراهيم:يات التي تبين ا

يا كان مركزهول ؤ اال

فعاله ا

قواله وا

.عن ا

فاؤه من وليته وكذلك على قدر ضعفه وعجزه يكون إعؤ وعلى قدر اتساع سلطة اإلنسان وامتداد قدرته تكون مسن مس

ولية كل فرد محدودة دائما بحدود سلطته وإمكانياته فهي بالنسبة لمن يلي من ؤ الواجب، ولذلك نرى ا

تتسع على قدمور المسلمين شيائ

كبر من ؤ قدرته؛ ولذا فمس ر اتساع سلطة اإلنسان وامتدادا

ولية الحاكم ا

ضخم، ومطالبته بالعمل على ما يحقق للناس مصالحهم، من ؤ مسن التكليف المنوط به ا

ولية المحكوم؛ ال

فراد المجتمع الذي يتولى رعاية حيث الخطط والمشروعات، وتوفير وسائل الحياة الكريمة لكل فرد من ا

يات الكريمة مسمصالحه افعاله ؤ لدينية والدنيوية وفق شريعة اإلسالم، وكما بينت اال

قواله وا

ولية الحاكم عن ا

خرةمام اهلل في اال

مر فقال: ؤ ل صلى هللا عليه وسلم إلى عظم مسنبه الرسو ،ا

ما من عبد يسترعيه «ولية والة اال

Page 68: الإمامى العظمى

68 

«، وقوله: »عليه الجنةاہلل رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته اال حرم اہلل حب الناس الى اہلل يوم ا

بعدهم منه مجلسا: امام جائربغض الناس الى اہلل وا

دناهم منه مجلسا: امام عادل وا

، وغير ذلك 1»القيامة وا

و الحاكم ن اإلمام ا

حاديث التي تبين ا

مام اهلل مس ئولمسمن اال

ولية يلقى نتائجها يوم الحساب والجزاء، فإن ؤ ا

نصف مظلومها، وحمى ضعيفها ورعى نوجبها اهلل عليه: فا

ى ما عليه نحوها من واجبات ا د

مة وعدل فيها وا

صح لال

عظم العباد على الدرجات مما ال يكون ال

حسن الجزاء، وكان له بذلك ا

سائر شئونها ودافع عن حوزتها ـ جازاه اهلل ا

.المعتكـفين على عبادة اهلل

ساء كان له من الجزاء ما ينال مثله المجرمون والقتلة والفاسقون وسائر الخارجين على وإن ظلم وغش وا

نو رسوله صلى هللا عليه وسلم، فإنه يجب عليه ا

وامر اهلل ا

مر من ا

، فالحاكم عندما يخاطب با يقوم حدود اهلل

ن ذلك مما يمر، والخضوع له، ووضع كل القواعد الالزمة إلنفاذه، ال

و النهي، وبتنفيذ هذا اال

مر ا

مما قتضيه اال

مام اهلل .هو مسئول عنه ا

تي بالمسن يا

راد الحاكم ا

مور التاليةؤ وإذا ا

ن يلتزم اال

:ولية على وجهها الصحيح فعليه ا

وال:خرة، وعدم ا

، وحب اال بادة، الهوى، وعليه بالعفة، والع إتباعالتزام التقوى، والورع، والخوف من اهلل

قوى منهم، فكلما كان الحاكم والعدالة، والمساونه ا

نه يحكمهم، بل ال

اة، وغيرها من الصفات المحمودة ال ال

و يقربهم بماله وجاهه فهم من الطائعين السامعينن يسوق الناس بعصاه ا

.قادرا على ا

ن يتحكم في رقاب ن يتغلب عليه فإنه يستطيع تبعا لذلك ا

حد منافسيه ا

وإذا ضعف الحاكم واستطاع ا

م اكـتسبه. ولما كان الحاكم يالرعيورث سلطانه ا

ن الرعية تعتبر خدما وعبيدا لصاحب السلطة سواء ا

ستمد ة، وكا

خر، ولم تكن هناك حدود مرسومة للحكام ال ي حاكم تساوي سلطة اال

سلطانه من قوته لم تكن سلطة ا

و رقيبتي ما يشاء ويدع ما يشاء دون حسيب ا

ن يا

.يتعدونها، بل كان للحاكم ا

رضه يصير عبدا لن كل من يحل با

ينا ـ مثال ـ في الجاهلية من الحكام من بلغ االستبداد به إلى حد ا

تمر فرا

ه، يا

ن يتكلم في مجلسه، وبلغ حد ا

نه كان ال يسمح ال

مره، وينتهي إذا نهاه، فبلغ من جبروت كليب وائل ا

با

ن يقهر عوف كل من حل بواديه حتى صار ذلك مثال حد بوادي عوف) ولكن رحمة االستعباد ا

لدى العرب (ال ا

وضاعا جديدة تتفق مع الكر وضاع البالية ا

ن جاءت الشريعة اإلسالمية فاستبدلت بهذه اال

امة من اهلل بعباده ا

ساس العالقة بين الحكام والمحكومين تحقيق مصلحة الجماعة ال قوة اإلنسانية والحاجات االجتماعية فجعلت ا

و ضعف المحكومين، وتركت للجماعة حق اختيار الحاكم الذي يرعى مصلحتها ويحفظها، وجعلت الحاكم ا

ن يتعداها، فإن خرج عليها كان عمله باطال .لسلطة الحاكم حدود ليس له ا

ن يقدم الرحمة والحلم والعفو على الغلظة ثانيا:عدم االستعالء على الناس بالحكم، فينبغي على الحاكم ا

ن يجعل واليته والشدة في تصرفاتهبهة في ملبسه ومسكنه وغير ذلك، وا

ن يترك الترف وإظهار اال

عماله، وا

وا

).4/472البن األثير (» أحاديث الرسولجامع األصول من «  1

Page 69: الإمامى العظمى

69 

مور المسلمين والعمل على اكـتساب رضاهم ومحبتهم بطريق للتقرب إلى اهلل تعالى بالتواضع، وعليه االهتمام با

.يوافق الشرع وال يخالفه

* * *

êÞ^nÖ]<gת¹]

ولية الحاكم أمام األمةؤ مس

حكام الشرع، ملتزما بها، في ما مر اهلل حاكما بالعدل منفذا ال

و حاكم الدولة اإلسالمية قائما با

دام اإلمام ا

مانته وعهده وهو مستوفيا للشرائط التي اشترطت فيه حينما تولى الواليةعماله، وتصرفاته، راعيا ال

فهو إذن ،ا

ما حاكم عادل، ومسئولية اإلمام في اإلسالم مزدوجة، فه، ا مام اهلل

يضا ا

مة، وهو مسئول ا

مام اال

و مسئول ا

مدته ى والية عليها بالعقد الذي عقدته له فهي التي منحته حق الحكم وا

نه تول

مة فال

مام اال

مسئولية اإلمام انفيذ ونها ثم بايعته على الطاعة مقابل تعهده بإقامة العدل وتؤ إال وكيل عنها اختارته إلدارة ش بالسلطة، وما هو

ن الجهة التي لها حق إنشاء العقد؛ لها له عن عمله ال

ن تسا

الشريعة والسير عليها واتخاذها خطة له، فلها الحق ا

مة رقيبة عليه باستمرار مة حق النصح له، فاال

فراد اال

سباب لذلك؛ ولكل واحد من ا

وجدت اال

حق فسخه إذا ا

مر بالمعروف والنهي عن اى لمنكر، قال اهلل تعالى: بما هي ملزمة به من وجوب اال

ة يدعون ال م نكم ا تكن م

ول

مفلحون ئك هم ال

ول منكر وا

مرون بالمعروف وينهون عن ال خير ويا

ل عمران: ال

كنتم خير ]، وقوله تعالى: 104[ا

مع مرون بال اس تا خرجت للن ة ا م ا منكر وتؤمنون باہلل

ل عمران: روف وتنهون عن ال

.]110[ا

مورة به من بذل النصح فضال عما لها من الحق بوصفها الطرف وكذلك بما لها من حق الشورى، وما هي ما

وو بدل السيرة ا

مانة، وإذا جار وظلم ا

ول في العقد، فإذا حاد عن الطريق السوي ولم يرع اال

و اال

عطل الحدود ا

ي وجه من الوجوهن الحاكم ،خالف الشرع من ا

و حق عزله؛ ال

مة قوامة عليه، ولها إما حق تقويمه، ا

فإن اال

مام اهلل يوم القيامة، ولكن مسئوليته في الدنيا تكون فعاله كسائر الناس كما هو مسئول ا

قواله وا

مسئول عن ا

نابته عنها في إدارة شئونها والتكـفل بصيانة حقوقهامة التي وكلته وا

مام اال

مسئن الكريم والسنة وسيرة الخلفاء الراشدين ونجد مبدا

ولية الحاكم في الدنيا ظاهرا وواضحا في نصوص القرا

.رضي اهلل عنهم

ن الكريم قال تعالى: ن ففي القرا اس ا هلها واذا حكمتم بين الن ى ا

مانات ال وا اال ن تؤد مركم ا يا ان اہلل

ع .]58[النساء: دل تحكموا بال

ن هلها، وا

مانات إلى ا

داء اال

مر با

ن الخطاب فيها موجه إلى والة اال

ية ا

وقد ذكر العلماء في تفسير هذه اال

ن ن يقوموا برعاية الرعية وحملهم على موجب الدين والشريعة ورد المظالم، وا

يحكموا بالعدل بين الناس، وا

Page 70: الإمامى العظمى

70 

مرهم بالرجوع إلى الكـتاب والسنة فحكام الشرع فإنه ال اهلل ا

مر عن العمل با

شكل عليهم، وإذا حاد والة اال

يما ا

.طاعة لهم

كلكم راع، وكلكم مسوئل عن رعيته فاالمام راع ومسوئل «وفي السنة قول الرسول صلى هللا عليه وسلم: 1.»عن رعيته

فر وسع نطاقا ومدى من مسئولية اال

ن مسئولية الحاكم ا

ن والسنة تقرر ا

؛ فهو يتحمل اد جميعافنصوص القرا

ساسي وحيوي بالنسبة لكل ؤ على عاتقه القيام بشمورها، وتشمل مسئولية كافة كل ما هو ا

ون الدولة وتدبير ا

نه يستمد سلطانه منها، ويعتمد في بقائه على هذمة، وذلك ال

مام اال

ا مسلم، والحاكم مسئول عن كافة تصرفاته ان يكون نائبا عنها في مباشرة شالسلطان على ثقتها به ونظره في مصالحها

ن ونها، ومقتضى هذاؤ ، فهو ال يعدو ا

ا

مطاق نذه المسئولية وعرفوا هامها، وقد فهم الخلفاء الراشدون رضي اهلل عنهم يكون مسئوال عن كافة تصرفاته ا

.تطبيقها ومداها

بو بكر الصديق مسئوليته وحدود هذه عنه رضي اهلل فيقول ا

ول خطبة بعد توليه الخالفة مبينا مبدا

في ا

ت فقوموني«المسئولية: سا

عينوني، وان ا

حسنت فا

يها الناس اني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فان ا

، 2»ا

بي بكر الصديق ونهج نهجه في مدى رضي اهلل عنهوكل من جاء بعده من الخلفاء الراشدين سلك طريقة ا

مثل طريقة سليمة عرفها تاريخنا اإلحساسى ما عليه نحوها على خير وجه وبا د

بالمسئولية الملقاة على عاتقه، فا

.اإلسالمي

دى م والذي يشهد للخلفاء الراشدين رضي اهلل عنهمنهم خير من جاء بعد الرسول صلى هللا عليه وسلم، وا

ا ا

مدائه واجباته معليه من واجب المسئولية التي البد من السؤال عنها ا

مة، والحاكم في ا

مام اال

سئول ام اهلل وا

خطائه وإهماله وتقصيره وسوء استعماله للسلطة الممنوحة له فضال عما يتعمده من خروج على حدود عن ا

ن اإلسالم ال يفرق و ظلم، وهو في هذا كله خاضع للنصوص العامة؛ ال

و تعسف ا

السلطة وما يرتكبه من جور ا

وال بين حاكم ومحكوم، بل الكل سواء، يسري على هذا ما يسري على ذاك دون تمييز بينهما، ال بين فرد وفرد،ئمة

خر، لذلك كان الخلفاء واال

ي شخص ا

خطائه، وال يخفف من مسئوليته، وال يميزه عن ا

يعفيه اإلسالم من ا

حدهم جريمة عوقب علشخاصا ال قداسة لهم وال يتميزون عن غيرهم، وإذا ارتكب ا

ي شخص ا

يها كما يعاقب ا

خر يرتكبها في الشريعة اإلسالمية.ا

ن بينت واجبات الحاكم وحقوقه وحددت سلطتهجعلته مسئوال عن كل عمل يتجاوز به سلطته سواء ،بعد ا

م وقع العمل نتيجة إهماله ولم تكن الشريعة اإلسالمية في تقرير مسئولية الحكام عن تعمد هذا العمل ا

مام اال

ن ال يخرج تصرفاتهم ا

لزمته با

شياء، فقد بينت للحاكم حقوقه وواجباته وا

ن عمة إال متمشية مع منطق اال

حكام الشريعة اإلسالمية.ا

).8/401» (شرح صحيح اإلمام البخاري«  1 .) وقال: إسناده صحيح6/103للحافظ ابن كثير (» البداية«) وأيضا 4/166» (سيرة ابن هشام«انظر:  2

Page 71: الإمامى العظمى

71 

ما الحاكم الذي ال يقوم بالتزامن يخرج عن حدود الشريعةا

و ا

مة السمع ،اته ا

ن ينتظر من اال

فليس له ا

قدر منه عن يتنحى عن مركزه لمن هو ا

، فإن لم يتنح مختارا والطاعة، وعليه ا نزل اهلل

لى الحكم في حدود ما ا

هل الحل والعقد مكره مة، وهذا الذي يقتضيه المنطق هو نفس ؤ ا، واختاروا غيره ليتولى تصريف شنحاه ا

ون اال

مر به الرسول صلى هللا عليه وسلم وعمل به الخلفاء ن الكريم، وا

حكم الشريعة اإلسالمية الصريح جاء به القرا

1.اشدون رضي اهلل عنهمالر

شياء حيث قال في مة وحصرها في عشرة ا

بو يعلى واجبات اإلمام تجاه اال

وجز ا

حكام السلطانية«وقد ا

»: اال

شياء«مة عشرة ا

مور اال

:ويلزم اإلمام من ا

وضح له حفظ الدين ­مة، فإن زاغ ذو شبهة عنه بين له الحجة وا

جمع عليها سلف اال

صول التي ا

على اال

مة ممنوعة من الزللخذه بما يلزمه من الحقوق والحدود ليكون الدين محروسا من الخلل واال

.الصواب وا

حكام ­دى ظالم، وال بين المتشاجرين، وقطع الخصام بين المتنازعين حتى تعم النصفة فال يتع تنفيذ اال.يضعف مظلوم

منينحماية البيضة ­سفار ا

.، والذب عن الحوذة ليتصرف الناس في المعايش، وينتشروا في اال

.عن االنتهاك، وتحفظ حقوق عباده عن إتالف واستهالك تعالى لتصان محارم اهلل اقامة الحدود ­

و بالعدة المانعة، والقوة الدافعة، حتى ال تظفر تحصين الثغور ­ة ينتهكون بها محرما ا عداء بغر

يسفكون اال

و معاهد.فيها دما لمسلم ا

و يدخل في الذمة جهاد ­.من عاند اإلسالم بعد الدعوة حتى يسلم ا

ا واجتهادا من غير خوف وال عسف جباية الفيء والصدقات ­ وجبه الشرع نص.على ما ا

خيرسرف وال تقتير ودفعه في وقت ال تقديم فيه وال ت من غير تقدير العطايا وما يستحق في بيت المال ­.ا

مناء ­عماستكـفاء اال

موال لتكون اال

عمال ويكله إليهم من اال

ال ، وتقليد النصحاء فيما يفوض إليهم من اال

مناء محفوظةموال باال

.بالكـفاءة مضبوطة واال

مور ­ن يباشر بنفسه مشارفة اال

حوال لينهض ويهتم بسياسةا

مة وحراسة الملة، وال يعول على ، وتصفح اال

اال

مين، ويغش الناصح، وقد قال اهلل تعالى: و عبادة، فقد يخون اال

ناك التفويض تشاغال بلذة ا

ا جعل يا داوود ان

ك عن سبيل اہلل هوى فيضلبع ال حق وال تت

اس بال رض فاحكم بين الن .]26[ص: خليفة في اال

).334لمعاود عايد عيد العوفي (ص» األسس التي تقوم عليها الحكومة اإلسالمية«انظر:  1

Page 72: الإمامى العظمى

72 

حتى وصفه بالضالل، وهذا وإن كان اإلتباعفلم يقتصر سبحانه على التفويض دون المباشرة، وال عذره في ا عليه بحكم الدين ومنصب الخالفة فهو من حقوق السياسة لكل مسترع، قال النبي صلى هللا عليه مستحق

1.2»كلكم راع وكلكم مسوئل عن رعيته«وسلم:

* * *

ثانيالالمبحث

حقوق اإلمام

مة وجبت له عليهم حقوقدى اإلمام ما عليه من واجبات نحو اال

.فإذا ا

وقد حصرها الماوردي في: النصرة، والطاعة، وهذا ال خالف فيه بين العلماء؛ لكـثرة النصوص الواردة في مر بمعصية وكذلك من حقوق

مر ما لم يا

مور وعدم منازعتهم اال

اإلمام بذل النصح الحث على طاعة والة اال

؟ قال: »الدين النصيحة«والمشورة، لقوله صلى هللا عليه وسلم: ہلل ولكـتابه، «، قيل: لمن يا رسول اهللئمة المسلمين، وعامتهم

3.»ولرسوله، وال

* * *

باب فضيلة اإلمام العادل » كتاب اإلمارة«)، ومسلم 2/380) (398باب الجمع في القرى والمدن (ح»: كتاب الجمعة«أخرجه البخاري  1 ).9281(ح

).72(ص» األحكام السلطانية«  2 ).1/75،74» (صحيحه«رواه مسلم في  3

Page 73: الإمامى العظمى

73 

:الفصل التاسع

א

.في تعريف الوزارة المبحث األول:

.تقسيم الوزارة المبحث الثاني:

.وزارة التفويض الثالث: المبحث

.تقليد الوزارة المبحث الرابع:

.وزارة التنفيذ المبحث الخامس:

.المقارنة بين وزارتي التفويض والتنفيذ المبحث السادس:

.وحدة الوزارة المبحث السابع:

Page 74: الإمامى العظمى

74 

ن اإلمام وهو شخص واحد يتعذر عليه القيام بمهماته كاملة ال سيما مع اتساع الدولة وتعد

د مما ال شك فيه ا

مر الذي يجعله قطارها، اال

ا إلى المعاونة في تنفيذ شا مواؤ مضطر

ل، ون الدولة، من تسيير الجيوش، وجباية اال

صل والفصل بين المتخاصمين، وإمامة الجمع والجماعات، مور التي هي في اال

عياد، وغير ذلك من اال

واال

ن يقيم اإلمام والة عنه في تولي هذه الشعظم، لهذا جاز ا

نابة ون وغيرها مما تستدعي إلى اإلؤ منوطة باإلمام اال

.فيه، ومن ذلك الوزارة

* * *

ولالمبحث األ

تعريف الوزارة يف

زر «: الوزارة مشتقة من تعريفها لغةو » اال

كـثر ما تطلق في اللغة على الوزر، ولذا ال نجد ،»الوزر«ا

لمة وزير كوا

زر، وإنما نجدها في مادة وجه »وزر«في المعاجم في مادة ا

ورد ابن منظور ا

، واختلف في اشتقاقها، وقد ا

:االختالف

نها الوزر، والوزر: الجبل الذي يعتصم به لينجي من الهالك، وكذلك وزير الخليفة م ­عناه: فذهب قوم إلى ا

موره ويلتجئ إليهيه في ا

.الذي يعتمد على را

ي ­سند إليه من تدبير المملكة ا ثقاال مما ا

نه يزر عن السلطان ا

.حمل ذلكيوقيل: قيل لوزير السلطان: وزير ال

كنه يحمل عنه وزره وإلى ذلك ذهب الجوهري فقال: الوزير الموازر كاال

ي: ثقله ­يل المواكل ال

.­ا

زره ­صل ا

عانه وقواه، واال

مر: ا

.ووازره على اال

ن الواو في وزير بدل من الهمزة.قال ابن سيده: ومن هاهنا ذهب بعضهم إلى ا

Page 75: الإمامى العظمى

75 

: جليس الملك وخاصته، وحالته: الوزراة يه، والحبا

وفي اللسان: الوزير حبا الملك الذي يحمل ثقله ويعينه برا

على1.والوزارة، والكسر ا

ساس البالغة«في وقال الزمخشري عباء الملكوهو وزير الملك الذي يوازر »: ا

ي: يحامله ­ ه ا

ن وليس م ­ا

مير يزر له وزارة واستوزر استيز زير، ووزر فالن لال

ن واوها عن همزة، وفعيل منها ا

.اراالمؤازرة: المعاونة؛ ال

ي: وزر جمعون ـ ا

وزاره ا

شراف وعن النظر: سمعت رجال فصيحا من جذام يقول: نحن ا

نصاره نحن ا

اؤه وا

يتام2.وا

صل فارس ومعناه:» دائرة المعارف اإلسالمية«وفي خذ كلمة الوزير كمفهومها من ا

الحاكم والمقرر، وقد ا

العرب هذا اللقب عن ملوك ساسان، ثم عاد الفرس واستعملوه في لهجتهم الحديثة وهم يظنونه عربيا، ورجح صل الكلمة عربي على ما

ن ا

مين ا

حمد ا

خوذ من فيتر ا

صل الكلمة فهو ما

ذهب إليه بعض المستشرقين من ا

[VI ­ CHIRA] و التقريرمر ا

.ومعناه اال

ن من المسلم به عند علماء اللغة نها عرفت قبل اإلسالم، ذلك با

ن كلمة وزير عربية فصيحة ال

والراجح ا

ن الكريم يمثل من الناحية اللغوية نهاية العصر الجاهن القرا

ما لي، وقد وردت الكلمة فيه مرتين علىالعربية ابينه

.سا

ن الفراد يدعى وزيرا ويغلب على الظن ا

وى إلى داره رجال من اال

ن عبد اهلل بن الزبير ا

رجل الذي وفي الطبري: ا

م المؤمنين عائن ابن الزبير كلفه بمهمة يؤديها إلى ا

واه ابن الزبير إلى داره كان قد تجاوز الثالثين ال

يا

نه شة، ا

ابناءها وزيرا فذلك دليل شيوع الكلمة واستعما

لها من ذوي الحنكة والخبرة، فإذا كان العرب في الجاهلية تسمي ا

.قبل اإلسالم

زر، بمعنى: المعاونةن كلمة وزير مشتقة من اال

قوله تعالى في سورة طه حكاية عن ،ومما يرجح القول با

ي وزيرا موسى عليه السالم: هليواجعل ل ن ا خي) 29( م مري ) 31( زري ا اشدد به ) 30( هارون ا شركه في ا وا

على مرجع لالحتجاج به عند جميع علماء اللغة، ذلك المصدر اليقين الثابت 31_29[طه:عظم وا

ن ا

ن القرا

]؛ ال

تيه الباطل من بين يديه وال من خلفه، وهو النص الذي بلغ الذر ن ما جاء فيالذي ال يا

ه وة في البالغة، كما ا

.حجة على الناس كافة

ن موسىزر؛ ال

ن الوزير مشتق من اال

ية نص في ا

عليه السالم فاال

خاه وزيرا له ا

ن يجعل ا

ي: طلب من اهلل ا

زري معينا بدليل قوله: مري ) 31( اشدد به ا شركه في ا ية الكريمة دليل وانه على جواز ، وفي اال

اتخاذ الوزير؛ ال

ن يجوز فيما دونهاولى ا

.إذا جاز في النبوة فمن باب ا

).) مادة (وزر9/283،282البن منظور (» لسان العرب«انظر:  1 ).376(ص» البالغةأساس «  2

Page 76: الإمامى العظمى

76 

ثانيالمبحث ال

تقسيم الوزارة

ن تقسيم الوزارة إلى: نه لم يكن ووزارة تنفيذ، وزارة تفويضاعلم ا

نه تقسيم اصطالحي نظري بمعنى ا

، ا

نت ين يقولوا: ا

ئمة في العصور الماضية، ا

نت وزير تنفيذ، ولكن معروفا لدى الخلفاء واال

ا فالن وزير تفويض، وا

حوال الملوك والخلفاء مع الذين اصطلحوا على تقسيم الوزارة على هذا المعنى نظروا في وقائع التاريخ، وتتبعوا ا

ن من الوزراء من يكون له صالحيات تقرب من صالحيات اإلمام فسموا هذا وزير تفويض وزرائهم، فوجدوا اخر للوزارة يكون مقصورا على التنفيذ فقط سموه وزير تنفيذكحال وزراء هارون ا

.لرشيد، ووجدوا شكال ا

* * *

ثالثالمبحث ال

وزارة التفويض

يه وإمضاءها على اجتهادهمور برا

ن يستوزر اإلمام من يفوض إليه تدبير اال

.هي ا

هل الكـفاية ن يكون من ا

مر الحرب ويعتبر في تقليد هذه الوزارة شروط اإلمامة، وهو ا

فيما وكل إليه من ا

خرى، وال يصل إلى استنابة الكـفاية إال والخراج، خبيرا بهما، فإنه مباشر لهما تارة بنفسه وتارة يستنيب فيهما ا

ن يكون منهم، كما ال يقدر على المباشرة إذا قصر عنهم.ا

مون كـتبه واعتبر ما جاء فيه الشروط الجن وروى الماوردي كـتابا قيل: إن الما

امعة لوزير التفويض قال: حكي ا

موري رجال جامعا لخصال الخير، ذا عفة في خالئـقه واستقامة في مون كـتب في اختيار وزير: إني التمست ال

الما

مور نهض سرار قام بها، وإن قلد مهمات اال

حكمته التجارب، إن اؤتمن على اال

داب، وا

طرائـقه، قد هذبته اال

ناة الحكماء، وتواضع فيها، يسكـته الحلم، وينطقه امراء، وا

لعلم، وتكـفيه اللحظة، وتغنيه اللمحة، له صولة اال

حسن إليه شكر، وإن ابتلي باإلساءة صبر، ال يبيع نصيب يومه بحرمان غده، العلماء، وفهم الفقهاء، إن ا

.يسترق قلوب الرجال بخالبة لسانه وحسن بيانه

ويض فإن العلماء قد افترضوا وجوب رجوعه إلى الخليفة في وعلى الرغم من هذا التفويض المطلق لوزير التفعمال الوزير

مور التي يبرمها نيابة عنه كما افترضوا قيام الخليفة بمراجعة ا

.اال

Page 77: الإمامى العظمى

77 

معتبر بشرطين يقع الفرق بهما بين اإلمامة ­وإن كان على العموم ­قال الماوردي: النظر في وزارة التفويض :والوزارة

حدهما:نفذه من والية وتقليد، لئال يصير ا

مضاه من تدبير، وا

يختص بالوزير وهو مطالعة اإلمام لما ا

.باالستبداد كاإلمام

مور ليقر منها ما وافق الصواب، ويستدرك ما والثاني:فعال الوزير وتدبيره اال

ن يتصفح ا

مختص باإلمام وهو ا

مر إليه موكول وعلى اجتهاده محمن تدبير اال

.ولخالفه؛ ال

ولكن هذا االفتراض الذي يدعو إليه العقل كما تدعو إليه السياسة والتدبير وحسن العالقات بين اإلمام والوزير و و حبسه في قلعة ا

لم يكن مرعيا دوما، وربما استبد الوزير فعال بكل شئون الدولة، وربما حجر على الخليفة ا

.قصر

نزله قال السيوطي: انحدر المعتمد على هللا إلى سخ المعتمد) فا

امراء فتلقاه هناك ابن مخلد بجانب الموفق (ا

حمد بن الخطيب، ومنعه من نزول دار الخالفة، ووكل به خمسمائة رجل يمنعون من الدخول إليه، في دار ا

قام هناك في خدمة المعتمد، ولكن ليس للمعتمد حل وال ربط.وا

مثال ذلول خليفة قهر وحجر عليه ووكل به، وا

ك في التاريخ كـثير، وقد تكون صالحيات وزير التفويض وهو ا

هشياري برواية إبراهيم ال حد لها مثل ما كان لوزراء هارون الرشيد البرامكة، وقصة جعفر البرمكي التي رواها الج:خير مثال على مدى ما يتمتع به بعض وزراء التفويض من صالحيات مطلقة بن المهدي

ـزله يوما وحضر ندماؤه وكنت فيهم وتقدم الحاجب بحفظ الباب إال من عبد قال: خال جعفر بن يحيــى في منذن الحاجب عبد الملك ومضى صدر من النهار، وبلغ عبد الملك بن صالح

الملك بن نجدان كاتبه فوقع في ا

بن مقام جعفر في منـزله فركب إليه فوجه الحاجب إلى جعفر: قد حضر عبد الملك، فقال: يؤذن له، وهو يظنه انا على حالنا، وكان عبد الملك ال يشرب

ه جعفر اسود وجهه، ورا

نجدان، فدخل عبد الملك بن صالح، فلما را

ى بى عليه، فوقف عبد الملك على ما را

نه كان يلتمس ندامته فيا

النبيذ، وكان ذلك سبب وجد الرشيد عليه؛ ال

قبل حتى وقف على باب المجلس الذي نحن فيه، فسلم ودراد االنصراف من جعفر، وا

كل، فلما ا

عا بطعام فا

ة ما كان منك.قال له جعفر: سل حاجتك، فما يحتط مقدرتي بمكافا

مير المؤمنين ل الرضا عني هنةفقال: إن في قلب ا

.فتسا

مير المؤمنين.قال: قد رضي عنك ا

الف درهم تقضى عنيربعة ا

.قال: وعلي ا

Page 78: الإمامى العظمى

78 

ميحب إليكقال: إنها لعندي حاضرة، ولكن اجعلها من مال ا

نبل لك وا

.ر المؤمنين، فإنها ا

والد الخالفةشد ظهره بصهر من ا

ن ا

حب ا

.قال: وإبراهيم ابني ا

مير المؤمنين الغالية.قال: قد زوجه ا

سهن يخفق لواء على را

حب ا

.قال: وا

.قال: قد واله مصر

ن يجاب وانصرف عبد الملك ونحن نتعجب من إقدام جعفر على قضاء الحوائج من غير استئذان وقلنا: لعله ا

ن يغره؟ل من الحوائج، فكيف بالتزويج هل يطلق لجعفر ا

!إلى ما سا

بي يوسف القاضي، ومحمد بن ن دعي با

فلما كان من الغد وقفنا على باب الرشيد، ودخل جعفر فلم يلبث ا

ـزل عبد الملك، الحسن، وإبراهيم بن عبد الملك، وخرج إبراهيم وقد خلع عليه، وزوج وحملت البدر إلى منمر عبد

ول الحديث من ا

شار إلينا باتباعه إلى منـزله، فلما صرنا إليه قال: تعلقت قلوبكم من ا

وخرج جعفر، فا

ت القصة كيف كانت من مير المؤمنين، فقمت بين يديه ـ ابتدا

خره: إني لما دخلت على ا

حببتم علم ا

الملك فا

حسن واهلل حتخرها، فجعل يقول: ا

ولها إلى ا

ل فجعل ا

خبرته بما سا

تممت خبره قال: ما صنعت به؟ فا

ى إذا ا

ن مرد ذلك إلى ما بعد من هذا التطاول إال ا

كـثر من التمادي وا

يت ا

حسنت... فهل را

حسنت... ا

يقول في ذلك: ا

مور نس عنه من تسليط على مثل هذه اال

.كان يتمتع به جعفر من ثقة لدى الرشيد ولما ا

ن يقوم ولكن على الرغم من هذا المورا ثالثة ال يصح لوزير التفويض ا

تفويض المطلق، فإن العلماء قد نصبوا ا

).بها: (نظام الحكم والشريعة والتاريخ

ن يقلد الحكام، كما يجوز ذلك «قال الماوردي: ن يحكم بنفسه، وا

ي: وزير التفويض ا

ويجوز لهذا الوزير ا

ن ينظن شروط الحكم فيه معتبرة، ويجوز ا

ن شروط المظالم فيه لإلمام؛ ال

ر في المظالم ويستنيب فيها ال

ن يباشر ن شروط الحرب فيه معتبرة، ويجوز ا

ن يقلد من يتواله؛ ال

ن يتولى الجهاد بنفسه، وا

معتبرة، ويجوز ا

ي والتدبير فيه معتبرة، وكل ما صح من اإلمام ن شروط الرا

ن يستنيب في تنفيذها ال

مور التي دبرها، وا

تنفيذ االشياءصح من ا

:لوزير إال ثالثة ا

حدها:ن يعهد إلى من يرى، وليس ذلك إلى الوزير ا

.والية العهد؛ فإن لإلمام ا

مة من اإلمامة، وليس ذلك للوزير الثاني:ن يستعفي اال

ن لإلمام ا

ن يعزل من قلده اإلمام الثالث:ن يعزل من قلده الوزير، وليس للوزير ا

ن لإلمام ا

Page 79: الإمامى العظمى

79 

1.فحكم التفويض إليه يقتضي جواز فعله وصحة نفوذه منهوما سوى هذه الثالثة

مضاه، فإن كان في حكم نفذ و في مال وضع في قال الماوردي: فإن عارضه اإلمام في رد ما ا

على وجهه، ا

و ،حقهيه في مال، فإن كان في تقليد وال، ا

لم يجز نقض ما نفذ باجتهاده من حكم وال استرجاع ما فرق برا

تجهيز جيش وتدبير حرب جاز لإلمام معارضته بعزل المولى، والعدول بالجيش إلى حيث يرى، وتدبير الحرب ن يست

ولى ا

فعال نفسه، فكان ا

ن يستدرك ذلك من ا

ن لإلمام ا

ولى، ال

فعال وزيرهبما هو ا

2.دركه من ا

* * *

رابعالمبحث ال

تقليد الوزارة

نه مستعمل مجازا في و التسمية، وفي كـتب اللغة مشتق من القالدة، وا

التقليد بلغة اليوم هو التعيين ا

ن العرب تقول: طوقت عنقي بمنـتك، والتطويق بمعنى ن وجه المجاز هو ا

مر وتوليه، ويخيل إلي ا

احتمال اال

طلقوا هذه التسمية (التقليد) حينما يعهد الخليفة إلى شخصالتقليد؛ ن الطوق والقالدة بمعنى واحد، وقد ا

ال

خررى لهذا المجاز وجها ا

نه قد من عليه، ولست ا

نهم يعنون ا

.بالوزارة، وكا

ن هذا المعنى الواقعي العملي الذي يتم على الحقيقة الفعلية، وإن كان الفقهاء قد استعملوه إنهغير ا

وا ال ا

م را

ية والية كانتو ا

ن تقليد الوزارة ا

.ليست إال عقدا ثنائي الطرف ككل العقود ،ا

حكام السلطانية«قال الفراء في ي: الوزير ­ : ويفتقر تقليده )31(ص» اال

نها وال ­ا

ية تفتقر إلى لفظ الخليفة؛ ال

ذن لهو ا

نه يصح الت إلى عقد، والعقود ال تصح إال بالقول، فإن وقع له بالنظر ا

ي: كـتابة) فالقياس ا

قليد هذا فيه (ا

.عند الفراء

نزل العرف منـزلة الحكم امضاه الوالة عرفا فا

نه لم يتم التقليد حكما وإن ا

ما الماوردي فقد اعتبر ا

لشرعي وقد ا

و الكـتابة حتى يكون التقليد صحيحا وذهبوا في ذلك ن تتم بالقول ا

إلى فصل الفقهاء الصيغ التي ينبغي ا

شار ن الماوردي قد ا

ي صلة غير ا

نها ال تمت إلى الواقع العملي با

ي هذا فافتراضات ال غنى فيها وال طائل تحتها ال

لفاء الموضوع إلى ناحية سياسية دقيقة تعلل اإليجاز في عقود الخلفاء والملوك قال: وليس يراعى فيما يباشره الخمم من العقود العامة ما يراعى في ا

مرينوملوك اال

:لخاصة ومن الشروط المؤكدة ال

).52ـ 22للماوردي (ص:» األحكام السلطانية«  1 .انظر المرجع السابق  2

Page 80: الإمامى العظمى

80 

حدهما:ن من عادتهم االكـتفاء بيسير القول عن كـثيره، فصار ذلك فيهم عرفا مخصوصا، وربما استثقلوا ا

ا

نه ليس يتعلق بها في الشرع حكم لناطق سليم، فكذلك خرجت بالشرع من الكالم، فاقتصروا على اإلشارة غير ا

.عرفهم

نهم لقلة ما ي والثاني:هبهم لها موجبا لحمل لفظهم المجملا

باشرونه من العقود تجعل شواهد الحال في تا

.على الغرض المقصود دون االحتمال المجرد

نه من مستلزمات الخالفة والملك لم يكن مرعيا إال في العقود الشفى الماوردي ا

هية ولكن هذا اإليجاز الذي را

يضا فقدما العقود الكـتابية وتسمى العهود ا

ت قصيرة وانتهت طويلة مرتبة بالمحسنات اللفظية ا

.ابتدا

* * *

خامسالمبحث ال

وزارة التنفيذ

حكام السلطانية، وال نجدها في يضا ـ ال نجدها إال في كـتب اال

ما وزارة التنفيذ فإن هذه التسمية نظرية علمية ـ ا

ا

ما في كـتب التاريخو في الكـتب، ا

و في كـتب التاريخ، ا

التي بحثت عن تاريخ الوزراء، ولو تدبرنا كـتب التراجم ا

شبه خر، وهو من ناحية ا

ن عمله دائم حينا ومؤقت حينا ا

ورده العلماء لوزير التنفيذ لوجدنا ا

التعريف الذي ا

خبار خرى يتمتع باختصاصات عملية وال يقتصر عمله على اال

و بصاحب الخبر، ومن ناحية ا

بصاحب البريد ا

جد له المحضة، وال ريب عندي ني لم ا

مثلة في تاريخ الحكم، غير ا

نه وجد له ا

ن مثل هذا العمل قد كان، وا

في ا

ما وزارة «في تعريف وزير التنفيذ واختصاصه: 2والماوردي 1مثاال واضحا خالل قراءاتي، وإليك ما قاله الفراءوا

ي اإلمام وتن النظر فيها مقصور على را

قل؛ ال

ضعف وشروطها ا

دبيره، وهذا الوزير وسيط بينه التنفيذ فحكمها ا

مر، وينفذ عنه ما ذكر، ويمضي ما حكم، ويخبر بتقليد الوالة، وتجهيز وبين الرعايا والوالة يؤدي عنه ما ا

الجيوش، ويعرض عليه ما ورد من مهم وتجدد من حدث ملم، ليعمل فيه ما يؤمر به، فهو معين في تنفيذ مور، وليس بوال عليها وال متقلدا له

خص، وإن لم يشارك فيه كان اال

ي كان باسم الوزارة ا

ا، فإن شورك في الرا

شبه.»باسم الواسطة والسفارة ا

.هذا ما ذكر العلماء وهو كما ترى قد يكون في قاعدة الخالفة وقد يكون خارجها

.51ص:  1 .52ص:  2

Page 81: الإمامى العظمى

81 

ما الطريقة التي يعين فيها وزير التنفيذ فإليك ما قاله الماورديلى تقليد وإنما وليس تفتقر هذه الوزارة إ: «1ا

.»يراعى فيها مجرد اإلذن

ن تتوفر فيها فقالوا عنها: ما الصفات التي يجب ا

نه لي«ا

ن وال تعتبر في المؤهل لها الحرية وال العلم؛ ال

س له ا

ن يحكم فيعتبر فيه العلم وإنما هو مقصور النظر على ينفرد بوالية، وال تقليد فتعتبر فيه الحرية، وال يجوز له ا

مرين:ا

حدهما:ن يؤدي إلى الخليفة ا

ن يؤدي عنه والثاني:.ا

وصاف:فيراعى فيه سبعة ا

حدها:مانة ا

.حتى ال يخون فيما قد اؤتمن عليه، وال يغش فيما قد استنصح فيه اال

.حتى يوثق بخبره فيما يؤديه، ويعمل على قوله فيما ينهيه صدق اللهجة والثاني:

.حتى ال يرتشي فيما يلي، وال ينخدع فيتساهل قلة الطمع والثالث:

ن يسلم فيما بينه وبين الناس من عداوة وشحناء والرابع:، فإن العداوة تصد عن التناصف وتمنع من ا

.التعاطف

ن يكون والخامس:نه شاهد وعليه ذكوراا

.لما يؤديه إلى الخليفة وعنه ال

م الذكاء والفطنة والسادس:ها ور فتشتبه، وال تموه عليه فتلتبس، فال يصح مع اشتباهحتى ال تدلس عليه اال

.عزم وال يصلح مع التباسها حزم

ن والسابع:هواءا

هل اال

فيخرجه الهوى من الحق إلى الباطل، ويتدلس عليه المحق من ال يكون من ا

لباب وصارف له عن الصواب.المبطل، فإن الهوى خادع اال

ن لفظ ي كما يفيد » تنفيذوزير ال«وظاهر النصوص يفيد ا

لم يكن يطلق إال لمن كانت له مشاركة في الرا

كد ذلك من قولهم: و سفيرا، ويتا

ن لو لم تكن هذه المشاركة سمي: وسيطا ا

فإن كان هذا الوزير مشاركا «ظاهرها ا

ي وصواب التدبير، فإي احتاج إلى وصف ثامن وهو: الحنكة والتجربة التي تؤديه إلى صحة الرا

ن في في الرا

مور .»التجارب خبرة بعواقب اال

.تقدم تخريجه  1

Page 82: الإمامى العظمى

82 

ي لم يحتج إلى هذا الوصف، وإن كان ينتهي إليه مع كـثرة الممارسة.وإن لم يشارك في الرا

هل الذمة فقالوا: جازوها ال

ة وزارة التنفيذ وا

ة، وإن كان خبرها «ومنعوا تولي المرا

ن تكون بذلك امرا

وال يجوز ا

لن يفلح قوم ولوا «مصروفة عن النساء، لقول النبي صلى هللا عليه وسلم: مقبوال، لما تضمنه معنى الواليات ال مرهم امرا

مور ما هو »ةا

ي وثبات العزم ما تضعف عنه النساء، ومن الظهور في مباشرة اال

ن فيها من طلب الرا

وال

.عليهن محظور

ن يكون وزير التفويض منهمهل الذمة وإن لم يجز ا

ن يكون هذا الوزير من ا

.ويجوز ا

* * *

سادسالمبحث ال

املقارنة بني وزاريت التفويض والتنفيذ

وجهربعة ا

:ويكون الفرق بين هاتين الوزارتين بحسب الفرق بينهما في النظرين، وذلك من ا

حدها:نه يجوز لوزير التفويض مباشرة الحكم والنظر في المظالم، وليس ذلك لوزير التنفيذ ا

ن يستبد بتقليد الوالة، وليس ذلك لوزير التنفيذ والثاني:نه يجوز لوزير التفويض ا

ن ينفرد بتسيير الجيوش، وتدبير الحروب، وليس ذلك لوزير التنفيذ والثالث:نه يجوز لوزير التفويض ا

موال بيت المال بقبض ما يستحق له وبدفع ما يجب والرابع:ن يتصرف في ا

نه يجوز لوزير التفويض ا

فيه، ا

.وليس ذلك لوزير التنفيذ

ربعة شروطيضا في ا

:قالوا: ويفترقان ا

مري الحرب والخراجحكام الشرعية، والمعرفة با

، فهي معتبرة في وزارة الحرية، واالسالم، والعلم باال

.التفويض وغير معتبرة في وزارة التنفيذ

* * *

Page 83: الإمامى العظمى

83 

سابعالمبحث ال

وحدة الوزارة

وحدة الخالفة وتعددها، وحيث كان وزير التفويض نائبا عن الخليفة لذلك بحث مرت بنا نظريات العلماء فينه:العلماء وحدة الوزارة وتعددها، فاتفقوا على ا

ن يقلد وزيري تفويض على االجتماع لعموم ن يقلد وزيري تنفيذ على اجتماع وانفراد، وال يجوز ا

يجوز للخليفة ا

و واليتهما؛ كما ال يجوز تقليد إمامين ال

نهما ربما تعارضا في العقد والحل، والتقليد والعزل وقد قال اهلل تعالى: ل

نبياء: فسدتا [اال

ل لهة إال اهلل

.]22كان فيهما ا

قسام:فإن قلد وزيري تفويض لم يخل حال تقليده لهما من ثالثة ا

حدهان يفوض إلى كل واحد منهما عموم النظر، فال يصح لما

ا قدمناه من دليل وتعليل، وينظر في : ا

خر صح تقليد السابق وبطل تقليد حدهما اال

تقليدهما، فإن كان في وقت واحد بطل تقليدهما معا، وإن سبق ا

ن فساد التقليد يمنع من نفوذ ما تقدم من نظره، والعزل ال يمنع المسبوق، والفرق بين فساد التقليد والعزل: ا

.من نفوذ ما تقدم من نظره

ن ينفرد به، فهذا القسم الثانين يشرك بينهما في النظر على اجتماعهما فيه، وال يجعل إلى واحد منهما ا

: ا

يهما عليه، وليس لهما تنفيذ ما اختلفا فيه يصح وتكون الوزارة بينهما ال في واحد منهما، ولهما تنفيذ ما اتفق را

ي الخليفة وخارجا عن نظر هذين.الوزيرين ويكون موقوفا على را

خر نظر، وهذا يكون على القسم الثالثن ال يشرك بينهما في النظر، ويفرد كل واحد منهما بما ليس فيه لال

: ا

حد وجهين:ا

حدهما وزارة بالد ن يسند إلى ا

ن يخص كل واحد منهما بعمل يكون فيه عام النظر خاص العمل، مثل ا

إما ا

خر وزارة بالد المغرب.المشرق وإلى اال

حدهما على الحرب وإمان يستوزر ا

ن يخص كل واحد منهما بنظر يكون فيه عام العمل خاص النظر، مثل ا

ا

نهما ال يكونان وزيري تفويض، ويكونان واليين على خر على الخراج، فيصح التقليد على كال الوجهين، غير ا

واال

.عملين مختلفين

* * *

Page 84: الإمامى العظمى

84 

:الفصل العاشر

אאאא

.الشورى المبحث األول:

.تعريف الشورى المطلب األول:

.أدلة حجية الشورى في القرآن الكريم المطلب الثاني:

.الشورى في السنة النبوية المطلب الثالث:

.نطاق الشورى المطلب الرابع:

.مدى إلزام الشورى المطلب الخامس:

:العدل المبحث الثاني:

.تحريم الظلم المطلب األول:

.العدل بين النظرة اإلسالمية والنظرة الغربية المعاصرة المطلب الثاني:

.االلتزام بالعدل غير قاصر على الحكام المطلب الثالث:

:الحرية المبحث الثالث:

.حرية الرأي والفكر المطلب األول:

Page 85: الإمامى العظمى

85 

.سيرة الرسل تؤكد حرية الرأي المطلب الثاني:

.القرآن والسنة يقرران حرية الرأي المطلب الثالث:

.العلماء المسلمون وحرية الرأي السياسي المطلب الرابع:

:المساواة المبحث الرابع:

.المساواة في اإلسالم المطلب األول:

.المساواة في الحقوق والمسئوليات المطلب الثاني:

.المساواة في المثول أمام القضاء المطلب الثالث:

سس يقوم عليها ال يمكن لحكم ن يكون مثاليا ما لم يقم على مبادئ سياسية معينة تعتبر دعائم وا

الحاكم ا

ثر كبير في صياغة التصور اإلسالمي للدولة وضحها فيما بعد ذات ا

حكمه، وتعتبر هذه المبادئ السياسية التي سا

.ووظيفتها وخصائص نظام الحكم فيها

و القيم السياسيسا عليها ـ تبنى التفاصيل والجزئيات التي قد ال يمكن وانطالقا من هذه المبادئ ا

سية، وتا

حصرها في نظام هذه الدولة وفي اختصاصات السلطات فيها وفي قيود مباشرة هذه السلطات، وإلى هذه القيم يحتكم الحكام والمحكومون عند االختالف بينهم، وعلى هدي توجيهاتها يؤدي الجميع في الدولة اإلسالمية

هم هذه المبادئ السياسيةواجب:اتهم، وينالون حقوقهم، ومن ا

وال: الشورى .ا

.ثانيا: العدل

ة.ثالثا: الحري

.رابعا: المساواة

* * *

Page 86: الإمامى العظمى

86 

ولالمبحث األ

الشورى يف اإلسالم

Ùæù]<gת¹]

تعريف الشورى

خوذة من شار العسل يشوره شورا وشيارا وشيارة ومشارا ومشارة: تعريفها.استخرجه من موضعه واجتباه: ما

شارها: كل خذته من موضعه، وشار اإلبل شورا وشورها وا

بو عبيد: شرت العسل واشترته: اجتنيته وا

قال ا

و ركبها عند العرض على مشتريها.ذلك راضها ا

ن تشور الدابة تنظشورها شورا إذا قلبتها، والتشوير: ا

ي: ر كيف مشوارهاوكذلك يقال: شرت الدابة ا

كيف ا

.سيرتها

.ويقال: للمكان الذي تشور فيه الدواب وتعرض: المشوار، ويقال: إياك والخطب فإنها مشوار كـثير العثار

مر واستشرته بمعنى واستشاره: طلب منه المشورة، ومثل الشورى المشورة والمشاورة وتقول: شاورته في اال

.واحد

صلها مش.لخفتهاورة، ثم نقلت إلى شورى قال الفراء:الشورى ا

.»يقال: شاورهم مشاورة ومشوارا ومشورة «وقال الرازي في تفسيره:

ن الشورى مصدر يعني: ن هذه المعاني كلها تدور حول االستخراج واالستظهار، وبهذا يتبين ا

والمالحظ ا

مر ليستشير كل واحد منهم صاحبه ويستخرج ما عنده ي، التشاور، يقال: تشاور القوم إذا اجتمعوا على اال

من را

.هذا معنى الشورى في اللغة

ما الشورى في االصطالح:: فقد وردت عدة تعريفات للشورى في االصطالح منهاا

ي بمراجعة البعض إلى البعض من قوله: شرت العسل إذا خذته من موضعه ما قاله الراغب: هي استخراج الرا

ا

.واستخرجته منه

Page 87: الإمامى العظمى

87 

مر ليس.تشير كل واحد منهم صاحبه ويستخرج ما عندهوقال ابن العربي: هي االجتماع على اال

نه في المنطق كلمة نه ال يستقيم في علم المنطق: ال

واردة في تعريف » ليستشير«ويرد على هذا التعريف ا

خر ن المقصود من التعريف تفهم المعرف بالمعرف، فإذا كان كل واحد منهم يتوقف فهمه على اال

الشورى مع ا

.ل في الحدود عند علماء المنطقنفسه، وهو الدور، والدور ال يقب فهذا يعني توقف الشيء على

.لمفاوضة في الكالم ليظهر الحقهي ا»: تفسيره«وقال الطبري في

خرين وإحالة راء اال

وهذه التعاريف المتقدمة كلها تعطي معنى واحدا: هو استخراج الصواب بعد التعرف على ا

.النظر بها

نها: ومن العلماء المحدثين من عر ي من ذوي الخبرة فيه «ف الشورى في االصطالح با

للتوصل استطالع الرا

مور للحققرب اال

.»إلى ا

* * *

êÞ^nÖ]<gת¹]

أدلة حجية الشورى يف القرآن الكريم

ن والسنة.يستدل على حجية الشورى بالقرا

مر واجب يتان كريمتان ذكرت فيهما الشورى كا

ن الكريم فقد وردت فيه ا

ما القرا

في إحداهما، وكوصف يمدح ا

.فاعلوه المتصفون به في الثانية

ن الكريم رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم يقول له: ولى: يخاطب القرا

ية اال

هم ففي اال

لنت ل ن اہلل فبما رحمة م

وا من حولك فاعف عنهم ب النفضقلا غليظ ال و كنت فظ

مر ول هم وشاورهم في اال

ل عمران: واستغفر ل

.]159[ا

صحابه، وكان ي ا

حد التي خرج إليها الرسول صلى هللا عليه وسلم نزوال على را ية عقب غزوة ا

وقد نزلت هذه اال

ثنحداث التي مرت بالمسلمين في ا

ن يبقوا في المدينة ويدافعوا عنها من داخلها، وبينت اال

يه ا

اء هذه الغزوة را

ن حداث با

مر اهلل نبيه بعد هذه اال

صح، ومع ذلك ا

صوب واال

ي الرسول صلى هللا عليه وسلم كان هو اال

ن را

ا

ن يشاورهم في كل ما يحتاج إلى مشاورة، والنص بهذه الصورة وفي هذه الظروف نص قاطع صحابه وبا

يستغفر ال

ساسي من م ان الشورى مبدا

مة ال يدع مجاال للشك في ا

بادئ النظام السياسي اإلسالمي، وقيمة عليا يجب على اال

ن تتمسك بها دائما وتحت جميع الظروف.المسلمة ا

Page 88: الإمامى العظمى

88 

ما ية الثانية: فهي قول اهلل تعالا

مرهم شورى في سورة الشورى: ىاال الة وا قاموا الص هم وا ذين استجابوا لرب

وال

ا ن 83[الشورى: رزقناهم ينفقون بينهم وممية مكية نزلت في مكة، ومن ثم فإن وصف المؤمنين با

] ، وهذه اال

كانوا يشكن يتحلى بها المؤمنون سواء ا

ن الشورى من خصائص اإلسالم التي يجب ا

مرهم شورى يفيد ا

لون ا

م كانو ،ذلك كان هو حال المسلمين في مكةو ،جماعة لم تقم لهم دولة بعدا يشكلون دولة قائمة بالفعل كما ا

.كان حال المسلمين في المدينة

ل عمران: ن في قوله تعالى في سورة ا

ستاذ الشيخ/ محمد عبده ا

يتين يرى اال

تكن وباإلضافة إلى هاتين اال

ول

منكر مرون بالمعروف وينهون عن ال خير ويا

ى ال

ة يدعون ال م نكم ا مفلحون م

ئك هم ال

ول ل عمران: وا

] 104[ا

ية ن ا

يتين السابق ذكرهما، وهو يقدر ذلك ببيان ا

قوى على وجود الشورى من الدليل المستمد من اال

دليال ا

ية ن ا

مور وصف ممدوح عند اهلل وا

ن التشاور في اال

ل عمران«سورة الشورى تبين ا

خرى: » ا

م اال ر وشاورهم في اال

.توجب على الحاكم المشاورة

ي الحاكم ­لم يكن هناك ضامن يضمن امتثاله ثم يستدرك قائال: ولكن إذا مر فماذا يكون إذا هو تركه؟ ­ا

لال

مر بالمعروف قوياء يتولون الدعوة إلى الخير واال

ن يكون في الناس جماعة متحدون وا

ية فإنها تفرض ا

ما هذه اال

وا

نكر من الظلموالنهي عن المنكر، وهو عرف من العدل وال منكر ا

.عام في الحكام والمحكومين وال معروف ا

* * *

oÖ^nÖ]<gת¹]

الشورى يف السنة النبوية

صحابه، حتى مثلة العملية الستشارة الرسول صلى هللا عليه وسلم ال

ما السنة النبوية فإنها زاخرة باال

بو ا

قال ا

حدا : هريرة رضي اهلل عنهيت ا

صحابه من رسول اہلل صلى هللا عليه وسلمما را

كـثر مشورة ال

صحابه في الخروج يوم بدر، وفي المنـزل الذي ينـزله ومن ذلك: استشارة الرسول صلى هللا عليه وسلم ال

حزاب يوم الخندق على ثلث ثمار حد، وفي مصالحة بعض اال

و البقاء في المدينة يوم ا

عندها، وفي الخروج ا

.ذلك كـثير يرالمدينة، وغ

و اإلمام ن الحاكم ا

ومن هذه السنة العملية لرسول اهلل صلى هللا عليه وسلم تستفاد قاعدة عامة محتواها ا

ن الرسول صلى راء، وذلك في شا

ن تبادل اال

ي فيها فيما يحتاج الوصول إلى قرار بشا

ولي الرا

و ا

مة ا

يستشير اال

مور التي لم يكن فو تركه، فإن ما كان محال لوحي فال هللا عليه وسلم قاصر على اال

مر معين ا

يها نص بفعل ا

حكامها إذا كانت المناقشة خالل الشورى مجال للمشاورة وقد تمتد حتى تغطي تلك المسائل المنصوص على ا

و المكان لتطبيق النصوص باإلضافة إلى و الزمان ا

ترمي إلى الوصول إلى اتفاق على فهم مالئم لظروف الوقائع ا

شمولمور التي تركت لالجتهاد ­مور التي لم يرد فيها نص معين الشورى بطبيعة الحال لتلك اال

ي: اال

.­ا

Page 89: الإمامى العظمى

89 

ي الراجح بين الفقهاءمور العامة بحيث إذا تركها الحاكم والرا

مة في اال

نه يجب على الحاكم مشاورة اال

: هو ا

يها ولو لم يطلب منهن تبدي را

ن تطالبه بها وا

مة ا

ي اكان لال

.فيما قد يكون لها فيه را

دلة حجية الشورى يتين الكريمتين اللتين قدمنا ذكرهما في ا

.وهذا الوجوب مستفاد من اال

ولىية اال

صحابه: ففي اال

ن يشاور ا

مر إلى الرسول صلى هللا عليه وسلم با

مر : جاء اال وإذا كانت وشاورهم في اال

ولى فإنها تجب كذلك من باب المشاورة واجبة على رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم وهو يحكم دولة اإلسالم اال

ن الرسول صلى هللا عليه وسلم كان في ولى على كل حاكم دولة إسالمية بعده، ويبدو ذلك واضحا إذا تذكرنا ا

ا

مور، بينما ال ستيه الوحي بحل ما قد يبدو مشكال من اال

مر مستغنيا عن المشاورة، إذ يا

مام من واقع اال

بيل ا

مةي في اال

ولي الرا

راء ا

ن يستفيدوا من خبرات وا

.بعده من الحكام إال ا

ية الثانيةما اال

ني وصف المؤمنين وا

: فقد جعلت الشورى وصفا الزما للمؤمنين يحفها من يمينها في النص القرا

، وإقامة الصالة، ومن يسارها وصفهم باإلنفاق مما رزقهم اهلل تعالى وذلك كله من فرائض اإلسالم باالستجابة هللن وصف اإليمان الكامل ال يتحقق

ية الكريمة هي الشورى التي مدح بها المؤمنون، وكا

وواسطة عقد هذه اال

. بغيرها

مر الوارد ن اال

رجح عند فقهاء المسلمين فقد ذهب البعض إلى ا

ن الشورى هو اال

ن القول بالوجوب في شا

ومع ا

ن المقصود بهذا الندب هو تطييب قلوب الصحابةبالشورى إنما هو للند.ب ال للوجوب، وا

ن ية الكريمة وسبب نزولها، وليس ثمة ما يمنع من القول با

ن يكون فهما في معنى اال

ن هذا ال يعدو ا

والواقع ا

دل على ذلك من فعل مر بالشورى ولكنه ليس هو السبب الوحيد، وليس ا

سباب اال

حد ا

تطييب القلوب هو ا

صحابه، وقد فطن الفقهاء المسلمون إلى هذه المعاني الرسول صلى هللا عليه وسلم نفسه في كـثرة مشاورته ال

حكام التي البد من نفاذها والعزائم من الواجبات التي ال يجوز تركها، ن الشورى من عزائم اال

كلها، فقد روي ا

ن من ترك الشورى من الحكام فعزله واجب د.ون خالفورتبوا على ذلك ا

* * *

Äe]†Ö]<gת¹]

نطاق الشورى

ي: المسائلما نطاق الشورى، ا

ن تكون محال لها ا

فذلك ما ال نجد له في النصوص المقررة ،التي يمكن ا

مر، وفي نها الشورى في اال

ن الكريم واصفا إياها با

مر بالشورى في القرا

لوجوب الشورى تحديدا قاطعا، فقد ورد اال

م واإلطالق ما يجعلها تشمل كل شئون الجماعة المسلمة في كل نواحي حياتها، فإذا هذه الكلمة من العمومة المسلمة

ن جميع الشئون العامة لال

مر) فإننا نستطيع القول با

تمشينا مع هذا اإلطالق والعموم في كلمة (اال

Page 90: الإمامى العظمى

90 

ن يكونن مثل اإلطالق في الواقع ال يمكن ا

ن تكون محال للشورى، غير ا

و يجب ا

مرادا من النصوص يمكن ا

نه يوجد قيدان يجب التقيد بهما في هذا الخصوصمر بالشورى، ذلك ا

.التي تا

ولا، القيد اال و السنة التي تعد تشريعا عام

ن الكريم ا

لة ورد فيها نص في القرا

ي مسا

ن الشورى ال تكون في ا

: ا

مور خارجة بالضرورة عن نطاق الشورى بعد ورود النصن تكو ،فهذه اال

ن محال لها اللهم إال إذا كان موضوع ا

و تنفيذه، وال يكون ذلك بداهة إال فيما بعد عصر الرسالة من عصور، إذ يختص الشورى هو تفسير النص ا

.الرسول صلى هللا عليه وسلم بذلك التفسير والتنفيذ خالل حياته صلى هللا عليه وسلم

لة ما على القيد الثانينه حين تعرض مسا

و المستشارين : هو ا

ي المشيرين ا

ن ينتهي را

الشورى فإنه ال يجوز ا

و السنة النبوية، إذ مثل هذه المخالفة ن الكريم ا

ا من النصوص التشريعية الواردة في القرا إلى نتيجة تخالف نص

ي الذي ينتهي إليه الشو خذ بالرا

.رى وتجعلها من ثم ال قيمة لهاتمنع اال

ما خارج دائرة هذين القيديناللذين يمكن اعتبارهما شقين لقيد واحد: هو التزام النصوص في الموضوعات ا

ن يكون محال للشورى مر مما لم يرد فيه نص يمكن ا

التي تعرض للشورى وفي النتيجة التي تنتهي إليها؛ فإن كل ا

مةلة تعد من الشئون العامة لال

.ما دام يتعلق بمسا

* * *

‹Ú^¤]<gת¹]

مدى إلزام الشورى

ن والسنة، وكان هذه النصوص واجبا على الحكام، وكان نطاق إتباعوإذا كانت الشورى مقررة بنصوص القرا

ي الذي ن نبحث مدى إلزام الرا

شرنا إليه في الفقرات السابقة من مسائل، فإنه يبقى علينا ا

الشورى يشمل ما ا

لة: و ما يعرف بمسا

و تنتهي إليه الشورى، ا

معلمة؟هل الشورى ملزمة ا

يين متعارضينمام را

ننا ا

:وفي هذا الخصوص نجد ا

و غالبيتهم على شيء وجب عليه هلها ا

ي ا

صحابه: إن الشورى ملزمة للحاكم بحيث إذا استقر را

حدهما يقول ا

ا

.اتباعه

كـثرية المشيرين، وإنما يكـن يفعل ما انتهت إليه ا

نه ال يجب على الحاكم ا

صحابه ا

ي الثاني: فيرى ا

ما الرا

في ا

و وافقههل الشورى ا

ي ا

ن يشاورهم ثم يمضي بعد ذلك فينفذ ما يراه راجحا عنده، خالف ذلك را

Page 91: الإمامى العظمى

91 

خير بتفسير بعض المفسرين لقول اهلل تعالى: ي اال

صحاب هذا الرا

ويستدل ا ل على اہلل فاذا عزمت فتوك

ل عمران:ن معنى هذا النص159[ا

و يدعه ]، إذ يذهب هؤالء إلى ا

خذ بما انتهت إليه الشورى ا

ن يا

ن للرسول ا

بي بكر وعمكما يستدلون ببعض مواقف للرسول صلى هللا ن الشورى لم ر،عليه وسلم ولصاحبيه ا

يرون فيها ا

هم هذه المواقف:تكن ملزمة فيما انتهت إليه ومن ا

مضاه » صلح الحديبية«موقف الرسول صلى هللا عليه وسلم في قضية صلى هللا عليه وسلم رغم حيث ا

سامة رغم عدم موافقة بقية الصحابة على ذلك، بي بكر في إنفاذ جيش ا

صحابه في ذلك وموقف ا

معارضة بعض ا

رض العراقصحابه، وكذلك موقف عمر في تقسيم ا

.وموقفه من حروب الردة التي خالفه فيها ا

ن ن الشورى ملزمة: ا

ول من القائلين با

ي اال

صحاب الرا

ية المشار إليها إنما تدل على لزوم نتيجة ويذهب ا

اال

مر «الشورى، إذ ال يكون العزم إال بعد الشورى، ولذلك قال في تفسيرها القرطبي نقال عن قتادة: إن العزم هو اال

ي دون روية عزماالمروي المنقح ولي.»س ركوب الرا

ن معنى: وال ينقض ذلك ما يقال من ا ل على اہلل نفتوك

ن التوكل هو طلب ا

ال يتوكل على مشاورتهم، ذلك ا

ما دور المشاورة ييد والتسديد، وذلك ال يكون إال من اهلل سبحانه وتعالى الذي بيده مقاليد كل شيء، ا

التا

والها باالتباعراء إلى الصواب وا

قرب اال

.فمحصور في بيان ا

يضا بما ذكره الطبري في تفسير ي ا

ييد هذا الرا

مر ويمكننا تا

ن العزم والتوكل على اهلل إنما يكون في اال

ه من ا

مره إياه بفعل شيء معين، فعند ذلك الذي يصدر فيه الرسول صلى هللا عليه وسلم عن وحي اهلل تعالى إليه، وا

مر بهن ينفذوا ما ا

هل مشورته وعليهم ا

ي ا

ن ينظر إلى را

و ،ال يجوز للرسول صلى هللا عليه وسلم ا

يهم ا

لم وافق را

.يوافقه

مر دينك «وفي ذلك يقول الطبري: فإذا صح عزمك بتثبيتنا إياك، وتسديدنا لك فيما نابك وحزبك من ا

صحابك وراء ا

مرناك به وافق ذلك ا

مرناك به، على ما ا

و خالفهاودنياك، فامض لما ا

شاروا به عليك ا

.»ما ا

نه ينبغي العزم على كل ما جاء به الوحي دما ما لم وواضح من هذا النص ا

ون نظر فيه إلى الشورى ونتيجتها، ا

صل من التزام الشورى فيه.يكن فيه وحي فال داللة لهذا النص عليه، ويبقى على اال

ن الحاكم وقد وجبت الصحيحهو التزام الحاكم بتنفيذ ما تنتهي إليه الشورى: وإذا تبين هذا فإنه يصبح بينا ا

ن يلتزم نتيجتهكـثر المشيرين، وإنه ال دليل يصح االستناد إليه عليه الشورى يجب عليه ا

ي ا

ا التي ينتهي إليها را

دلة جميعا من فعل الرسول ن الشورى معلمة وليست ملزمة، وإنما الذي تدل عليه اال

ييد من ذهب إلى ا

في تا

و الحاكم تنفيذهي وجب على اإلمام ا

ن الشورى متى انتهت إلى را

.صلى هللا عليه وسلم وصاحبيه ا

Page 92: الإمامى العظمى

92 

دلة القونملنا ا

ن الشورى معلمة ال ملزمةحن إذا تا

ن التفسير الذي ،ائلين با

وجدناها ال تدل على ذلك؛ ال

ن الشورى غير ملزمةذهبوا إليه لبعض الوقائع التي استد:تفسير غير صحيح إيضاح ذلك كما يلي ،لوا بها على ا

وال: صلح الحديبية :ا

خذ النبي صلى هللا عليه وسلم لقد استدل هؤالء على عدم إلزام الشورى بما وقع في صلح الحديبية، حيث لم يا

صحابه لهصحابه، بل كـتب الصلح ونفذه على الرغم من معارضة ا

ي ا

.برا

ي مرحلة من المراحل محال للشورى، وإنما صدر فيه الرسول صلى والجواب:ن صلح الحديبية لم يكن في ا

ا

خرى دلة ا

ن عمر بن الخطاب هللا عليه وسلم عن الوحي من ا

ل الرسول ، وكل ما حدث ا

رضي اهلل عنه قد سا

نا عبد اہلل «صلى هللا عليه وسلم لم يقبل المسلمون الصلح؟ فكان جواب الرسول صلى هللا عليه وسلم له: ا

مره، ولن يضيعنيخالف ا

ن الرسول صلى هللا عليه وسلم مضى في صلح الحديبية » ورسوله، لن ا

وهذا واضح ا

.من اهلل بوحي

سامة :ثانيا: بعث جيش ا

يضا وقد استدلوابي بكر الصديق رضي اهلل عنه ا

سامة على الرغم من معارضة الصحابة له بتنفيذ ا

.لجيش ا

با بكر إنما كان ينفذ في ذلك وصية رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم وقد كان والجوابن يقال: إن ا

على هذا ا

شرف على ذلك بنفسه ثم منعه من الخروج مرض رسول اهلل سامة وا

عليه الصالة والسالم هو الذي جهز جيش ا

مرن إنما هو تنفيذ ا

بو بكر في هذا الشا

رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم الذي خرج صلى هللا عليه وسلم وما فعله ا

ن يقيم حين اشتد مرض رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم على ى قائده ا

الجيش قبل موته من المدينة فعال، ثم را

با بكر الصديق بتنفيذه بعث ن ا

مر مرضه عليه الصالة والسالم، ومن هذا يتضح ا

مقربة منها ليروا ما يكون من ا

سامة مر رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم وهو نص ال مجال فيه للشورى جيش ا

.إنما هو تنفيذ ال

:ثالثا: حروب الردة

بي ما استداللهم بفعل ا

با بكر بكر في حروب الردة؛ فإنه ال يدلا

ن ا

ن المعروف ا

يضا على ما ذهبوا إليه؛ ال

ا

ى قبل غيره من الصحابة وجوب قتال من ار تد من العرب بعد وفاة الرسول صلى هللا عليه رضي اهلل عنه قد را

بي بكر وحده وإنما وافقه عليه المعارضون ي ا

ي لم يعد في النهاية را

ن هذا الرا

وسلم وبعد منع الزكاة منهم، غير ا

سهم عمر بن الخطاب البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب ، فقد روىرضي اهلل عنه لذلك من الصحابة وعلى را

ن: رضي اهلل ع «نه قوله في هذا الشا

ن را

بي بكر للقتال فعرفت يت اہلل عز وجل فواہلل ما هو اال ا

شرح صدر ا

نه الحق .»ا

Page 93: الإمامى العظمى

93 

راضي العراق رابعا: تقسيم عمر بن الخطاب :رضي اہلل عنه ال

خذه بما تنتهي إلييضا دليل على ا

رض العراق بعد فتحها، فإنه ا

ما موقف عمر بن الخطاب من تقسيم ا

ه وا

صحاب ن عمر قد استشار في ذلك ا

سانيد صحيحة ا

ن المروي با

الشورى، وليس دليال على إهداره إياها، ذلك ا

شار عليه عامتهم بقسمتها كما قسمت خيبر حين فتحها الرسول صلى هللا عليه رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم فا

بي طالب، ومعاذ بن جبل بعدم قسمتشار عليه علي بن ا

جيالهم وسلم، وا

ها حتى تبقى موردا للمسلمين في ا

يه، واستجابوا له فلم يقسم قنعهم برا

لة المسلمين حتى ا

يشاور في المسا

يهما، وبدا

المتعاقبة، فاقتنع عمر برا

رض العراق.ا

يا لم يوافقه ى را

بي بكر في قضية حرب المرتدين! فكل منهما را

شبه موقف عمر في هذه القضية بموقف ا

وما ا

يه وصوابه وكالهما قد التزم بعد الشورى بما عليه ا

قنعهم برا

صحابه حتى ا

غلبية الصحابة، وكل منهما لم يزل با

يه الشخصي انتهت إليه،.ولم يخالفها إلى را

* * *

الثانيالمبحث

العــــدل

ساس الملكساسية لنظام الحكم، وهو قاعدة اإلسالم الكبرى في التالعدل ا

شريع، ، وهو إحدى المقومات اال

مة قديما وحديثا مثلما هو جناس اال

صول العدل والمساواة بين ا

خرى من ا

إذ ال يوجد في نظام الحكومات اال

ن الكريم الكـثيرة التي تحض على العدل يات القرا

دل على ذلك من ا

موجود في نظام الدولة اإلسالمية، وليس ا

مرا مجمال شامال للشئون كلها في العديد منمر به ا

مور التي يتوقع فيها وتا

ا ببعض اال مرا مفصال خاص

يات، وا

اال

خرى يات اال

.الحيف والظلم في بعض اال

مر بالعدل على وجه العموم واإلطالق، قوله تعالى: ن التي جاء فيها اال

يات القرا

عدل فمن ا

مر بال يا ان اہلل

قربى وينهى عن بغيواالحسان وايتاء ذي ال

منكر وال

فحشاء وال

وا ]، وقوله: 90[النحل: ال ن تؤد مركم ا يا ان اہلل

عدل ن تحكموا بال اس ا هلها واذا حكمتم بين الن ى ا

مانات ال .]58[النساء: اال

ية الكريمة يقتصر نطاقها على التطبيق في مجال القضاء والحكم في المنازعات ن هذه اال

وقد يبدو للبعض ا

؛ إذ ن هذا الفهم ال يتفق مع ما ذهب إليه جماهير المفسرين لكـتاب اهللبناء عليها وفق قواعد العدالة، غير ا

ية هو ن المراد من الحكم في هذه اال

و خاصة ما كان عن واليةيقررون ا

.عامة ا

ن العدل فيماعدائهم: بين المؤمنين بعضهم بعضا فرضه وكما فرض القرا

يضا فيما بينهم وبين ا

كم ا وال يجرمن

قوى قرب للت وا هو اوا اعدل

ال تعدل ن قوم على ا

بعض ]، وقد يحمل الحب كما يحمل الكره8[المائدة: شنا

Page 94: الإمامى العظمى

94 

ن من مثل هذا الحيف القلوب على الحيف والجور تحقيقا لما يظنونه مصلحة من يحبون؛ ولذلك يحذر القرا

والدين فيخاطب المؤمنين: و ال نفسكم ا و على ا

ول قسط شهداء ہلل

امين بال منوا كونوا قو

ذين ا

يها ال يا ا

قربين .سط: هو العدل]، والق135[النساء: واال

ن العدل ن الكريم هو العدل في الحكم والفصل فحسب، بل كذلك يفرض القرا

وليس المفروض بنصوص القرا

ر حتى في القول: كم تذك علاكم به ل وفوا ذلكم وص ا و كان ذا قربى وبعهد اہلل

وا ول

تم فاعدل

ون واذا قل

نعام.[152:[اال

ن الكريم على وجوب فرض العدل على الناس ولو بالقوة، فقال تعالى: نا رسلنا وقد نص القرا

رسل قد ا

ل

حديد فيه با نا ال

نزل قسط وا

اس بال ميزان ليقوم الن

تاب وال كـ

نا معهم ال

نزل بينات وا

اس س شديد ومنافع بال للن

قوي عزيز غيب ان اہلل من ينصره ورسله بال ية الكريمة قال ابن 25[الحديد: وليعلم اہلل

]، وفي فهم هذه اال

ن يقوم الناس بالقسط في حقوق اهلل وحقوق : فالمقصود من إرسال الرسل، وإنزال الكـتب، ا تيمية رحمه اهلل

.ن الكـتاب قوم بالحديدمن عدل عخلقه، ف

* * *

Ùæù]<gת¹]

تحريم الظلم

ن الكريم بالعدل وحض عليه ورغب فيه، نهى عن الظلم وحذر منه، وبين عاقبة الظالمين فقال مر القرا

وكما ا

رض بغير سبحانه وتعالى: اس ويبغون في اال لمون النذين يظ

بيل على ال ما الس ليم ان هم عذاب ا

ئك ل

ول حق ا

ال

ن، التحذير من الظلم 42[الشورى:سباب نزول القرا

]، وجعل من وظائـف الرسول صلى هللا عليه وسلم، وا

محسنين فقال: ذين ظلموا وبشرى لل

ينذر ال

حقاف: ل

.]12[اال

ن يجهر بالسوء من القول إن للمسلم ا

قول اال ال في حالة ظلمه: ولم يبح القرا

وء من ال جهر بالس

ال ال يحب اہلل

سميعا عليما ذين يقاتلون ]، بل لقد جعل القتال مباحا في حالة الظلم: 148[النساء: من ظلم وكان اہلل ذن لل ا على نصره هم ظلموا وان اہلل ن قدير با

.]39[الحج: م ل

يات عديدة، منها قوله تعالىن الكريم عاقبة الظلم والظالمين في ا

ا ويبين القرا م

هلكناهم ل قرى ا

ك ال

: وتل

وعدا نا لمهلكهم مي منقلب ي]، وقوله تعالى: 59[الكهف: ظلموا وجعل ذين ظلموا ا

نقلبون وسيعلم ال

مر بالعدل والنهي عن الظلم، 227[الشعراء:حاديث كـثيرة باال

]، وقد عني الرسول صلى هللا عليه وسلم في ا

ول السبعة الذين يظلهم اهلل في ظله يوم ال ظل إال ظله (االمام وبين عاقبة العدل في حق الحكام، فجعل ا

ي ش )العادلر صلى هللا عليه وسلم من الظلم في ا ن فقد قال: وحذ

اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم «ا

.»القيامة

Page 95: الإمامى العظمى

95 

حاديث استخرج الفقهاء قواعد إيجاب العدل وتحريم الظلم، حتى قال ابن يات واال

ومن مجموع هذه اال

صل متفق عليه، وقد نص على ذلك «تيمية: علم فيه إن الظـالم يستحق العقوبة والتضرير، وهو ا

الفقهاء وال ا

.»خالفا

ن السياسة العادلة جزء «تلميذه ابن القيم: وقرر ن العدل هو المقصود من إنزال الكـتب، وإرسال الرسل، وا

ا

ي طرسفر وجهه با

مارات العدل وا

.»يق كان فثم شرع اهلل ودينهمن الدين، فإذا ظهرت ا

* * *

êÞ^nÖ]<gת¹]

العدل بني النظرة اإلسالمية والنظرة الغربية املعارصة

ن نطاق العدالة في الشريعة اإلسالومما تقدم يتسع ليشمل ،مية، ومن ثم في الفقه اإلسالميبيانه يتضح ا

و هذه القيمة االجتماعية على ساس الهام، ا

كافة المجاالت اإلنسانية، وبذلك تتفوق النظرة اإلسالمية إلى هذا اال

و المعاصرة.غيرها من النظرات القديمة ا

فإننا ال نكاد نجد فيه ذكرا للعدالة! اللهم ،فقه الدستوري الوضعي الحديث والمعاصرفإذا نحن نظرنا مثال إلى الولكننا (justice) إال في مجال القضاء، حيث يعبر في اللغة اإلنجليزية ـ مثال ـ عن القضاء والعدل بكلمة واحدة

نظمة السياسية والدستورية فال نجد ذكرا للعدالة وال إشارة إليها، وال يذكرها رجال الفقه إذا تركنا ميدان اال

نظمة نظمة، وال يعنى السياسية بين خصائص النظام الديمالدستوري وال الباحثون في اال

و غيره من اال

قراطي ا

.لعامة لسياسة الحكمالباحثون الغربيون بدراستها إال بين الموجهات ا

ن يشار معها إلى بعض حاديث التي قدمناها عن إيجاب العدل وتحريم الظلم يجب ا

يات واال

ن اال

على ا

صول الحياة صل من ا

الحاالت التي نص في خصوصها على إيجاب العدل بيانا لمدى عناية تشريع اإلسالم بهذا اال

.ةاالجتماعية وحرصه على توكيده في الحاالت المختلف

:ونكـتفي هنا بمثالين من هذه الحاالت

حدهماسرةا

.: هو العدل في شئون اال

.: هو العدل في كـتابة الوثائق التي تحفظ الحقوق بين الناس وفي الشهادة عليهاوالثاني

Page 96: الإمامى العظمى

96 

ن الكريم من العدل شرطا في االلتزام على تعدد الزوجات فقال تعالى: سرية: فقد جعل القرا

ما في الشئون اال

اوا فواحدة فا

ال تعدل ساء مثنى وثالث ورباع فان خفتم ا ن الن كم م

]، وقد جعل اهلل 3[النساء: نكحوا ما طاب ل

صل وهو تعدد الزوجاتمر مشروع في اال

.مجرد الخوف من الجور مانعا من إباحة ا

ية ومثيالت لهن المباحات جميعا مشروطة وقد استخرج الفقهاء من هذه اال

خرى قاعدة فحواها: ا

ا في مواضع ا

ولى المباح ممنوعا منعا لهذا الضرر صبح من باب ا

نه متى خيف ذلك ا

و إيذاء للغير، وا

ال يكون فى إتيانها حظر ا

با

و اإليذاء.ا

ن الوثائق التي تثبت بها الديون وتحفظ بها الحقوق بين الناسما في شا

نزلت في ،وا

ية في فقد ا

طول ا

ها ا

ن الكريم وهي قوله تعالى في سورة البقرة: تبوه القرا ى فاكـ سم جل م ى ا

منوا اذا تداينتم بدين ال

ذين ا

يها ال يا ا

قوم للش وا قسط عند اہلل عدل ، الى قوله تعالى: ذلكم اينكم كاتب بال تب ب يكـ

ال ترتابوا [البقرة: ول دنى ا هادة وا

دائها على وجهها دون تحريف فيها وال 282ية بعدم كـتمان الشهادة وذلك يكون با

مر عقب هذه اال

]، وا

به ثم قل

ه ا تمها فان هادة و◌من يكـ تموا الش .]283[البقرة: نقصان منها: وال تكـ

* * *

oÖ^nÖ]<gת¹]

لتزام بالعدل غري قارص عىل الحكاماال

ن قدمناه من شمول العدل في الشريعة اإلسالمية وعالقات الحياة جميعا وسيطرته كد لهذا ما سبق ا

ولعله يتا

م م بين خصوم يقفون معا بين يدي القاضي، ا

كانت هذه العالقات بين الحكام والمحكومين، ا

عليها سواء ا

فرادسرية بين المسلم كانت عالقة خاصة بين اال

م كانت عالقة ا

ن تتصل بسمع القضاة، ا

لم تتصل وال يقدر لها ا

كيده ويتسع مداه تبلغ شريعة اإلسالم هذا المبلغ في تقريره وتا

ن مبدا

والده وا

و بينه وبين ا

و زوجاته، ا

وزوجه ا

ن يلتزمه المؤمنون في شئونهم كلها ـ الخاص منها والعامو فيها هذه السعة ـ لجدير با

منكره منهم ا

ن يبرا

ـ وا

.مخالفه بإثم القلب إن لم يبوء معه بإثم الفعل

* * *

Page 97: الإمامى العظمى

97 

ثالثالمبحث ال

الحـريـــة

نظمة الحاكمة، والنظريات السياسية، والقوانين الموضوعة لتنظيم هي الغاية السامية التي تتطلع إليها اال

ن يحدد لها معنى معين يقبله العالقات االجتماعية، على الرغم من ذلك فإن الحرية كانت وال تزال بعيدة عن ا

.الجميع

ي، وحرية ويقسم الباحثون ـ في الفقه الدستوري الحديث ـ عن الحرية إلى شعب عديدة، فهناك حرية الرا

.رية الملكية، والحرية الشخصيةالعقيدة، وحرية التعليم، وح

سس التي قام ويقوم عليها نظام الحكم في اإلسالم: كـفالة الحريات، وهي من القواعد الراسخة التي ومن اال

مة وتدبير شئونها على وفق مور الدينية، إذ إن اإلسالم يفرض على الحاكم في سياسته لال

يقوم عليها الحكم في اال

وامر ونواه.ما جاء به الشرع من ا

صبحت مة حتى ا

فراد اال

مر به اإلسالم، كـفالة الحريات لكل فرد من ا

الحرية سمة من سمات الحكم في ومما ا

.اإلسالم وميزة واقعية يمتاز بها عن سائر نظم الحكم المعروفة قديما وحديثا

الحرية لكل فرد في الدولة، فالحرية وإذا كانت الدساتير الخاصة بتنظيم الحكم في الدولة الحديثة تقرر مبدا

جل تحقيق معناه والحصول على فوائده ـ النفس والنفيس في اإلسالم لفظ جميل محبب إلى الناس يبذلون من ا

جل الحرية، وفي سبيلهاريقت الدماء من ا

!والغالي والرخيص، وكم انفجرت الحروب وا

خوذة من وصف الحر، فالحر والحرية تتالقيان في الوجود وتستمد اشتقاقها منه، ويتحلى هو فالحرية كلمة ما

حيانا تتضارب عند بعض الناس حتى نجد من الناس من يصف الذين بها، ومن هو الحر؟ نجد المعاني تتزاحم وا

ا هو الشخص الذي تتجلى فيه حرار، وليس هؤالء من الحرية في شيء، فإن الحر حقنهم ا

ينطلقون غير مقدرين با

مور، ويتجه إلى معانيها، ويضبط نفسه فال تنطلق المعاني اإلنسانية العالية الذي يعلو بها عن سفاسف اال

هواؤه، وال يكون عبدا لشهوة معينة بل يكون سيد نفسه، فالحر يبتدئ بالسيادة على نفسه، وإذا ساد نفسه ا

ا بال ريب، وإذا كان الحر هو الذي يضبط صبح ال يزل وال يهون، وبذلك يكون حرحاسيسه ا

هواؤه وا

وانضبطت ا

ن يهضم حقه فهو ال يعتدي، فالحر ال ينف من ا

نه يسيطر على نفسه وال يزل وال يا

ن يكون معتديا؛ ال

مكن ا

ن يلتزمها بالنسبة لغيره، نه يحس بالمعاني اإلنسانية التي يجب ا

نه يعطي لغيره ما يعطيه لنفسه، وال

هوائه، وال

ا

مل سام يحققه اإلسالم للفرد والمجتمع ويضمن له صيل يتضح في المجتمع المسلم، وهي ا

فالحرية طابع ا

.بيل غاية من الغاياتالحياة، وال يضحي به في س

Page 98: الإمامى العظمى

98 

ولعمري!! هل للحياة من قيمة من غير الحرية؟ وهل لمجتمع فقد حريته من صالحية للبقاء؟

مل الذي استعذب العذاب في سبيلها المصلحون فالحرية ضرورة لكل فرد في الدولة اإلسالمية، وهي اال

صول التي تحلت بها الدساتير لكل دولة لتوقف حد اال

حرار، وهي ا

مة عليها، وبقدر واال

فراد وسيادة اال

سيادة اال

.نفوس الشعبما تصون الحكومات هذا الحق من اللعب به بقدر ما يكون لها من منـزلة في

* * *

Ùæù]<gת¹]

حرية الرأي والفكر

ن اإلسالنواع الحرية: وما من شك ا

ي دون غيرها من ا

كـتفي بذكر حرية الرا

م ونظرا إلى إيثار االختصار فسوف ا

و النظم الدستورية ن تصل إليه المذاهب السياسية ا

يذهب في اعتباره لهذه الحرية واحتفائه بها إلى مدى ندر ا

ن فطرة اهلل التي فطر الناس عليها تتضمن حقهم في االختيار، رى إلى اعتبار اإلسالم ا

الوضعية، ومرد ذلك فيما ا

و الموقف الذي ي واختيار الفعل ـ ا

يفي اختيار الرا

.يترتب على هذا الرا

ن كيف دم وزوجه، فقد بين القرا

ن الكريم في قصة ا

وضح في الداللة على هذا المعنى مما يقرره القرا

وليس ا

كل من إحدى شجرات الجنة، ثم كيف خالفا هذا النهي: هما سوءاتهما نهاهما اهلل عن اال

كال منها فبدت ل فا

ه فغوىوطفقا يخصفان دم ربة وعصى ا جن

]، وترتب على هذه المعصية خروجهما 121[طه: عليهما من ورق ال

ي هدى فمن من الجنة، مع قول اهلل تعالى لهما: ن كم م تين ا يا قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فامبع هدا ه معيشة ضنكا123ي فال يضل وال يشقى (ات

عرض عن ذكري فان ل .]124،123[طه: ) ومن ا

و اإلعراض عنه، هذه كل والمعصية، ثم التعبير باتباع الهدى ا

دم وزوجه باال

يات عن فعل ا

فتعبر هذه اال

ولى في تان الحق في االختيار قدرة فطر التعبيرات مجتمعة تبين بوضوح داللة هذه الحادثة اال

ريخ البشرية على ا

.اإلنسان عليها ومارسها منذ كان

ن الكريم: رض حتى قال القرا

ن وجد على اال

وقد مضى اإلنسان يمارس حقه في االختيار منذ ا ن اہلل م تر ا

ل ا

ق مس وال رض والش موات ومن في اال ه من في الس

ن يسجد ل ثير م واب وكـ جر والد جبال والش

جوم وال مر والن

عذاب ثير حق عليه ال اس وكـ ]، فمخلوقات اهلل ـ جميعا ـ تسجد له إال بني اإلنسان، فإن منهم 18[الحج: الن

و منهم المطيع ومنهم العاصي، وهذا اختيار .محضالساجدين ومنهم الكافرين، ا

وإذا كان ما قدمنا صحيحا وهو عندي صحيح ال ريب فيه، فإنه يكون صحيحا، ومن وجهة نظر إسالمية ذلك و حقه في االختيار، وإن الحرية في هذا التصور

ن يمارس دائما حريته ا

التصور الذي يقول: من حق اإلنسان ا

حد كائنا من كان و فطرة فطر عليها ليس ال

و يحرمه من ممارستهاقدرة لدى اإلنسان ا

ن يمنعه إياها ا

Page 99: الإمامى العظمى

99 

:الحرية من الفطرة

ي ـ ونحن نقول: (تشريع اإلسالم)، ما وقد تمهد هذا فإننا ننتقل إلى بيان مدى كـفالة تشريع اإلسالم لحرية الرا

ا

وال نقول: تاريخه، لتخرج من حدود هذا البحث تلك الحقب التي عاشها المسلمون في ظل حكومات ال تلتزم و تلتزم بعض حدوده دون بعض ذلكحدو

.د هذا التشريع ا

و فعالهم، ويحكم فيها ويقاس به صالح واقعهم ا

ن اإلسالم إنما يحكم على تصرفات الناس وا

إننا نعتقد ا

و واقع حياتهم طالما كانت هذه ن يحكم على اإلسالم من خالل تصرفات الناس ا

فساده، بينما ال يجوز او هذا الواقع م

حكام شريعة اإلسالم، ويطرد هذا الحكم حتى ولو كان من خالف واقع حياتهم التصرفات ا

خالفا ال

سماء، و يتذرعون به، إذ المعتبر في هذه الحقيقة دون المظهر والمسميات ال اال

شريعة اإلسالم ينتسبون إليه ا

ن تاريخ اإلسالم على امتداده الطويل قد شهد نماذجن نسجل هنا ا

رائعة في ممارسة وإن كان من الواجب ا

ي عصر من عصور هذا التاريخ في عتى موجات الظلم واالضطهاد وال نستثني من ذلك ا

الحرية، حتى في وجه ا

و الحديث.القديم ا

ن فنجدها تجعل التفكير يات القرا

ساس من تصورنا لحقيقة الحرية وكونها فطرة في اإلنسان ننظر إلى ا

وعلى ا

مله في مخلوقاته: في مصاف الفرائض الواجبة على اه إلنسان ليهتدي بعقله إلى خالقه من خالل تا

هكم ال

وال

حيم ( حمن الر ه اال هو الرموات واال )ان 163واحد ال ال ق الس

تي في خل

ك ال

فلهار وال ليل والن

رض واختالف ال

بحر اس وما ا تجري في ال رض بعد موتها وبث فيها من كلبما ينفع الن حيا به اال اء فا ماء من م من الس نزل اہلل

م حاب ال ياح والس ة وتصريف الر ماء واال داب ر بين الس قوم يعقلون سخ

يات ل

.]164،163ة: [البقر رض ال

حد بها سواه، لوهية ال يدين العاقلون ال

ن ال يقيم غير برهان العقل برهانا على اختصاص اهلل وحده باال

فالقرا

ن يحصيها مثل هذا البحث المحدود المجال وهي ن الكريم في هذا الباب للناس عامة ال يمكن ا

وتوجيهات القرا

ن يستخدموا عقون على الناس ا

ودعها اهلل نفوسهم كلها ناطقة با

لهم فيما خلقت له، وإال بلغوا ملكات الفهم التي ا

.فيضل بذلك عن سبيل اهلل

* * *

êÞ^nÖ]<gת¹]

سرية الرسل تؤكد حرية الرأي

ن كانت كلها بالحجة، وجداال بالبرهان الذي يقبله العقل ويخضع له وحياة رسل اهلل جميعا كما يحكيها القرا

لف سنة إال ن لبث في قومه ا

ن يسلم به القلب وتستجيب له عاطفة اإليمان، فها هو نوح بعد ا

الفكر قبل ا

كـ خمسين عاما يقول له قومه: تنا فانايا نوح قد جادل

ون هود يقول لقومه: ]، وها هو32[هود: ثرت جدال

تجادل ني ا

باؤكمنتم وا يتموها ا سماء سم عراف: في ا

.]71[اال

Page 100: الإمامى العظمى

100 

قوامهم ـ على مدى إقرار اإلسالم ـ دين اهلل ن بين رسل اهلل وا

دل من هذه المجادالت التي يحكيها القرا

وليس ا

ي: منذ كان اإلنسان ـخذ والرد، ا

ن الجدال يقتضي اال

ي، فمن البين ا

بحق الناس في حرية التفكير وحرية الرا

بعد مدى من تلك الحريةنبياء بحججهم إلى الناس وسماع ردود الناس على هذه الحجج، وليس ا

.يقتضي إلقاء اال

* * *

oÖ^nÖ]<gת¹]

القرآن والسنة يقرران حرية الرأي

ن لرسول حكمة اهلل صلى هللا عليه وسلم كيف تكون دعوته إلى ربه: ولقد بين القرا

ك بال ى سبيل رب

ادع ال

حسن تي هي اهم بال

حسنة وجادل

موعظة ال

ن ليبين لرسول اهلل صلى هللا عليه 125[النحل: وال

]، بل إن القرا

نه ال سبيل إلى الحجر على حرية الناس مر في ذلك إليهم، يختار كل منهم وسلم ا

ن اال

و االعتقاد، وا

في التفكير ا

ى يكونوا مؤمنين لنفسه: اس حت نت تكره الن فا هم جميعا ا رض كل من من في االك ال و شاء رب

.]99[يونس: ول

ن ليقرر في ذلك تقرير الحقيقة الواقعيةو حرصت بمؤمنين : ومابل إن القرا

اس ول ثر الن كـ ]، 103[يوسف: ا

ن به الرسول صلى هللا عليه وسلم: مر القرا

قل هاتوا برهانكم وسبيل التعامل مع هؤالء الذين ال يؤمنون ـ هو ما ا

.]111[البقرة: ان كنتم صادقين

ي حتى للمخالفين فعظم كـفالة لحرية الرا

ن وليس ا

يه من هذا السبيل ومن الدالئل الصادقة على تقرير القرا

وجب عليهم حين تضيق باح للمسلمين، بل ا

نه ا

نها فطرته التي خلق عليها: ا

لهذه الحقيقة في حرية اإلنسان، وا

ن يهاجروا منها إلى غيرها توسال لحماية حريتهم في العقيدة والبيانرض بهم وبدينهم ا

.اال

ن يكون بإمكان المسلمين في وهذه الهجرة الواجرض يحكم فيها اإلسالم ويكـفي ا

ن تكون ا

بة ال يشترط فيها ا

ن يعبدوا ربهم ويقيموا شعائر دينهم، وذلك كان حال المسلمين في هجرتهم إلى الحبشة التي كان مهجرهم ا

هلها وملكها من النصارى، وهذه الهجرة التي ال تنقطع إلى يوم القيامة إذا كانت هذه ا

ن الكريم ـ ا

حكام القرا

عظم مسائل الدين على اإلطالق، فهل يجوز لة العقيدة واإليمان وهي ا

ن مسا

ول في شا

مصدر تشريع اإلسالم اال

و خرى لحياتهم االجتماعية ا

راءهم في النواحي اال

ن يقال: إن تعاليم هذا الدين تحجر على الناس ا

بعد ذلك ا

باه نصوص ن ذلك مما تا

ن وروحه، وفهم المسلمين وعملهم في مختلف العصور، ولن السياسية؟ ال شك ا

القرا

و تاريخ الخلفاء الراشدين و تاريخ رسوله ا

تي على مثل هذا القول بدليل من تشريع اإلسالم ا

ن يا

حد ا

يستطيع ا

ن نذكر حديث رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم الذي يقول فيه ممن حكموا به، ويكـفينا تدليال على ذلك ا

صحسن «حابه: ال

نا مع الناس ان ا

عة! يقول: ا حدكم ام

تال يكن ا

سا

ساءوا ا

حسنت وان ا

.»الناس ا

صحاب رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم، فهذا علي رضي اهلل عنه يفوت على وقد كان ذلك كذلك هو فهم ا

ي إذ بايعه عبد الرحمن بن عوف عقب مداوالت الستة الذين عينهم عمر نفسه الخالفة تمسكا بحقه في حرية الرا

Page 101: الإمامى العظمى

101 

يه بعد التـــزام ن يجتهد را

بى ذلك متمسكا با

بي بكر وعمر)، فا

للشورى على الكـتاب والسنة وفعل الشيخين (ا

مام جمهور المسلمين يومئذ وقد الكـتــاب والسنة، وقد حدث ذلك في مسجد الرسول صلى هللا عليه وسلم ا

ي تمسك كذلك بحرية الناس في اختيار حكمهم حين قيل له وهو على فراش الموت: فول بعدك الحسين (ا

بصرنتم ا

نهاكم ا

مركم وال ا

.ابنه) فقال: ال ا

ن الكريم التي قدمنا ذكر يات القرا

ي التي تكـفلها ا

و حرية الرا

وهذه الحرية التي يقرها اإلسالم للعقل البشري ا

ي الذي يبديه المسلم إعماال بعضها ـ يحدها واحد هو التزام حدود الشريعة اإلسالمية، فال ن يكون الرا

يجوز ا

و خروجا عليه فذلك مخالف للنظام العام في الدولة اإلسالمية يحجر لذلك على لهذه الحرية؛ طعنا في الدين ا

ن يعاقب عليه.صاحبه وقد يجوز إذا توافرت شروط معينة ا

* * *

Äe]†Ö]<gת¹]

العلامء املسلمون وحرية الرأي السيايس

و بين قواعده المتعلقة بنظام الحكم ون إنكار مزج اإلسالم بين السياسة والدين، ا

ن يعلم: ا

مما ينبغي ا

وتنظيم المجتمع وقواعده المتعلقة بالعقيدة والعبادات ـ ينافي حقائق التاريخ ويخالف فهم علماء اإلسالم في ن نذكر هنا بعض مواقف العلماء مختلف عصوره، ويناقض سلوكهم، ولعله مما يزيد هذا المعنى وضوحاا

رائهم السياسية في مواجهة الحاكمين غير مبالين بما وراء ذلك من عواقب، ولم يكن المسلمين في الجهر با

العلماء المسلمين في ذلك إال متبعين لسنة رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم مهتدين بمثل قوله عليه الصالة صحابه:

ئمة المسلمين، وعامتهم«، قلنا: لمن؟ قال: »حةالدين النصي«والسالم ال

.»ہلل ولكـتابه، ولرسوله، وال

عظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر«وقوله صلى هللا عليه وسلم: .»ان من ا

رائهم وقد توالت عصور اإلسالم وعلماؤه العاملون، ال ينصرون باطال، وال يهابون ذا سلطان، بل يجهرون با

ن «السياسة والحكم، ذاكرين قول جابر بن عبد اهلل ـ رضي اهلل عنه ـ : في شئون مرنا صلى هللا عليه وسلم ا

ا

.»ـ نضرب بهذا ـ يعني السيف ـ من عدل عن هذا ـ يعني المصحف

حكام شريعة اهلل ن يخرجوا محاربين كل حاكم يميل عن ا

ن علماء اإلسالم فهموا من الشريعة ا

وال يعني ذلك ا

خذ بقول ظاهره الضعف لمصلحة يراها، وإنما كانوا في هذه الحاالت يكـتفون بالقول والنص ولوو ا

وال ا

كان متا

.واإلرشاد والبيان

خرى للحاالت التي ال يجدي في عالجها سواها عاملين بحديث رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم في وادخروا اال

ن تروا كـفرا بواحا عندكم من اہلل فيه برهاناال «النهي عن الخروج على الحاكم المسلم: .»ا

Page 102: الإمامى العظمى

102 

و غيره، إذ كانت قلوبهم مر بالمعروف بال خوف من حاكم ا

وفيما دون ذلك اكـتفوا كما قلنا بالجهر بالحق واال

، متحررة من سلطان كل ذي سلطان سواه، حتى قال قائلهم: الحرية حرية ا لقلب، خالصة العبودية هلل.القلبوالعبودية عبودية

ي: مره ـ هو إن من كان موصول القلب باهلل ا

تعالى، كامل الطاعة له، مستعينا من قدرته وقهره ونفاذ إرادته وا

صحابها، وطمعوا فيما عند الناس ونسوا ما عند اهلل ـ فهم ما غير هؤالء ممن تعلقت قلوبهم بالدنيا وا

ا، ا الحر حق

حرار ولو كانوا بين الناس من ذوو كانوا عند ذوي السلطان من المقربين المكرمين، غير ا

ي المكانة والجاه، ا

حكام شريعتهم، ويقولون بمثل هذا الفهم عاش علماء اإلسالم حياتهم يعلمون الناس دينهم، ويبينون لهم ا

مرهم صول اإلسالم وقواعده وما استنبطوه من شريعته التي ا

يهم في سلوك حكامهم المعبر عما فهموه من ا

را

.مبلغها عن هللا عز وجل ال يخافون في الحق لومة الئم

:ويروي التاريخ من مواقفهم في ذلك ما ال يحيط به الحصر، فمن ذلك

موي ـ بعث إلى عامله بالمدينة ن عبد الملك بن مروان ـ الخليفة اال

ما يرويه مؤرخ اإلسالم الحافظ الذهبي من ان يبايعوا من بعد

خذ العهد على الناس با

ه بالخالفة ولديه الوليد وسليمان فامتنع عن ذلك سعيد بن المسيب ليا

ب في ذلك ستين سوطا وما رضـي هللا عنه، وخوطب كـثيرا ليعدل عن اقتناعه فلم يقبل وصمم عليه حتى ضر .بايع

خذها من الوالي فقال ال وجه لي فيها وال في بني مروان حتلفا ليا

ودعي سعيد بن المسيب إلى ثالثين ا

لقى ى ا

. اهلل فيحكم بيني وبينهم

موي فدعا الحسن البصري وابن سيرين والشعبي وكان عمر بن هبيرة واليا ليزيد بن عبد الملك الخليفة اال

فعله خفت على نفسيمر إن فعلته خفت على ديني، وإن لم ا

مير المؤمنين كـتب إلي في ا

.يوما، وقال لهم: إن ا

لينا رفقا فيه، وقال له الحسن البصري: يا ابن هبيرة! خف اهلل في يزيد وال فقال الشعبي وابن سيرين قوال . يا ابن هبيرة! إنه ال طاعة ، يا ابن هبيرة! إن اهلل يمنعك من يزيد ويزيد ال يمنعك من اهلل تخف يزيد في اهلل

نفذه، وما خولى بك لمخلوق في معصية الخالق، فما وافق كـتاب اهلل من كـتاب يزيد فا

الفه فال تنفذه، فإن اهلل ا

ولى بك من كـتابه.من يزيد وكـتاب اهلل ا

. : هذا الشيخ صدقني ورب الكعبةفقال ابن هبيرة

وقد عقد حجة اإلسالم اإلمام الغزالي في موسوعة إحياء علوم الدين فصال مطوال ذكر فيه ما يحل ويحرم من ورد جم

.ال من سلوك العلماء حيالهممخالفة الحكام وغشيان مجالسهم، وا

ن هشام بن عبد الملك حج، فقال: ائـتوني برجل من الصحابة.فروى ا

Page 103: الإمامى العظمى

103 

.فقيل: قد تفانوا

.فقال: من التابعين

تي اليماني، فدخل عليه، فخلع عليه نعليه بحاشية بساطه، وقال: السالم عليك يا هشام، وجلس سبطاوو فا

نت يا هشام؟بإزائه، فقال: كيف ا

ام غضبا شديدا، حتى هم بقتله، فقيل له: إنك في حرم اهلل ورسوله وال يحل ذلك، فقال له فغضب هشهشام: ما حملك على ما صنعت؟

: وما الذي صنعت؟طاووسقال

مير المؤمنين؟غضبه، حتى قال: لم تسلم علي با

فذكر له هشام ما ا

جابه كذب: ليس كل الناسطاوو فا

ن ا

.س راضين بإمرتك فكرهت ا

با عبد اهلل وه.ذا جعفر المنصور ـ ثاني خلفاء بني العباس ـ يدعو سفيان الثوري، فيقول له: عظني ا

عظك فيما جهلت؟مير المؤمنين فيما علمت حتى ا

فيجيبه سفيان: وما عملت يا ا

تينا، فيقول سفيان: قال اهلل تعالى:ن تا

كم فيقول المنصور: ما يمنعك ا ذين ظلموا فتمس

ى ال

وال تركنوا ال

ار نه من الذين ظلموا، 113[هود: النة ال يعرفها إال من وصل باهلل قلبه، ويعلن له ا

يه فيه بجرا

]، فهو يقول را

لقيناو يخاطبه حتى يقول المنصور فيه: ا

تي إليه ا

ن يا

بى ا

الحب إلى ومن الذين ال يعملون بما علموا، ولذلك يا

عيانا مرارا.العلماء فالتقطوا إال ما كان من سفيان فإنه ا

ن ال يخرجوا عليه، فإن هم فعلوا حلت له دماؤهم، ثم نقضوا شرطهم يضا ـ ا

هل البصرة للمنصور ـ ا

وشرط ا

با حنيفة النعمان في ذلك فقال له: إنهم شرطوا ما ل ا

ن ينفذ ما شرطوا له! فسا

راد ا

ال يملكونه وخرجوا عليه، فا

خذت بما ال يحلوشرطت عليهم ما ليس لكخذتهم ا

. ، فإن ا

ولقي هارون الرشيد الفضيل بن عياض ـ وكان من العباد الزاهدين ـ فسلم عليه، وقال له: يا لها من كـف ما و تم

ن تصبح ا

لينها إن نجت غدا من عذاب اهلل عز وجل، ووعظه وعظا شديدا فكان من قوله له: إياك ا

سي وفي ا

حد من رعيتك، فإن رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم قال: ا لم يرح رائحة «قلبك غش ال صبح لهم غاش

من ا

. »الجنة

Page 104: الإمامى العظمى

104 

ن يكـتب له كـتابا يبين له فيه بعض قواعد بي حنيفة وصاحبه ا

با يوسف تلميذ ا

ل هارون الرشيد ا

وحين سا

موال وتولية الوالة والقضاة وجهاد المشركين وحرب البغاة والمرتدين، اغتنم الفرصة اإلسالم المتعلق بجباية اال

مور رعيته، وهو بيان السانحة ليجعل مقدمة كـتابه حديثا حامدا في واجبات الحاكم وما يحل له في مباشرته ا

ي وواجبهم في التبليغ والبيان، والنصح فذاذ بحقهم في إبداء الرا

بليغ ناطق بمدى إيمان هؤالء العلماء اال

نت سالك سبيل المعتدين، فإن ديان يوم الدين إنما للحكام، فكان مما جاء في مقدمة كـتابه: فال تلق اهلل غدا وا

رك اهلل فاحذر، فإنك لم تخلق عبثا وتترك سدى، وإن اهلل عمالهم وال يدينهم بمنازلهم، وقد حذيدين العباد با

نت فيه وعما عملت به فانظر ما الجواربع: عن سائلك عما ا

ل عن ا

نه لن تزول قدما عبد حتى يسا

ب، واعلم ا

باله، فاعدد يا نفقه، وعن جسده فيم ا

ين اكـتسبه وفيم ا

فناه، وعن ماله من ا

عمله ما عمل فيه، وعن عمره فيم ا

، فاذكر كشف قناعك فيما بينك وبين اهلل في لة جوابها، فإن ما عملت فثبت فهو عليك يقرا

مير المؤمنين للمسا

اال تنظر في ذلك إال إليه وله، فإنك إن م

مير المؤمنين بحفظ ما استحفظك اهلل وا

وصيك يا ا

شهاد، وإني ا

جمع اال

يه ما تعرف لم تفعل تتوعر عليك سهولة الهدى، وتعني في عينيك وتتعفى رسومه ويضيق عليك رحبه وتنكر ف. وتعرف منه ما تنكر

ن محدود السلطان، بل إنه هو الذي مرت به سحابة، فقال بعض ولم يكن هارون الرشيد حاكما صغير الشا

بو يوسف يدرك بما علم تيني خراجك وا

مطري حيث شئت فسوف يا

مطرينا فرد هارون الرشيد قائال: ا

صحابه: ا

ا

صحابه واجبه نحو الحاكم، فيوجه له هذا الكالم ناصحا ومذكرا في عبارة بينة من دين اهلل وسنة رسوله وسيرة ا

.بال غموض مستقيمة بال عوج

وها، وال ال خير فيهم ان لم يقولوهلل در عمر بن الخطاب إذ يقول عن نصح الرعية حاكمهم وصراحتهم معه: . خير فينا ان لم نقبل

بي جعفر المنصور وال يخشى سطوته وسلطانه، مير المؤمنين ا

وزاعي يمحض النصح ال

وهذا اإلمام الجليل اال

مت عليه بالخالفة، رد علي فيقول: بعث إلي تيته، فلما وصلت إليه وسلنا بالساحل فا

مير المؤمنين وا

ا

وزاعي؟ا يا ا بك عن

بطا

واستجلسني، ثم قال لي: ما الذي ا

مير المؤمنين؟قال: قلت: وما الذي تريد يا ا

خذ عنكم واالقتباس منكمريد اال

.قال: ا

ن ال مير المؤمنين ا

قول لكقال: فقلت: فانظر يا ا

مما ا

.تجهل شيائ

قدمتك لهلك عنه وفيه وجهت إليك وا

سا

نا ا

جهله وا

.قال: كيف ا

ن تسمعه، ثم ال تعمل بهخاف ا

.قال: قلت: ا

Page 105: الإمامى العظمى

105 

هوى بيده إلى السيف، فانتهره المنصور، وقال: هذا مجلس مثوبة ال مجلس عقوبة، قال: فصاح في الربيع وا

.فطابت نفسي، وانبسطت في الكالم

مير المؤمنين، حدثني مكحول عن عطية عن بشر قال: قال رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم: فقلت: يايما «ا

ا

عبد جاءته موعظة من اہلل في دينه، فانها نعمة من اہلل سبقت اليه، فان قبلها بشكر واال كانت حجة من اہلل .»عليه، ازداد بها اثما ويزداد اہلل بها سخطا عليه

ميرا «المؤمنين، حدثني مكحول عن عطية قال: قال رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم: يا ا يما وال مات غاش

ا

م اہلل عليه الجنة .»لرعيته حر

متكم لكم حين ، إن اهلل هو الحق المبين، إن الذي لين قلوب ا مير المؤمنين، من كره الحق فقد كره اهلل

يا ا

مورهم لقرابتكم من ر رحيما مواسيا لهم بنفسه في ذات وفاءرسول اهلل صلى هللا عليه وسلم وقد كان بهم والكم ا

ن تكون بالقسط له فيهم قائما ن تقوم له فيهم بالحق، وا

يده، محمودا عند اهلل وعند الناس، فحقيق بك ا

.صابهم من سوءولعوراتهم ساترا، ال تغلق عليك دونهم الحجاب، تبتهج بالنصيحة عندهم وتبتئس بما ا

حمرهم صبحت تملكهم ا

ة الناس الذين ا ة نفسك من عام مير المؤمنين، قد كنت في شغل شاغل من خاص

يا ا

سودهم، مسلمهم وكافرهم، وكل له عليك نصيب من العدل، فكيف بك إذا انبعث منهم فائم وليس منهم وا

و ظالمة سقتها إليهدخلتها عليه، ا

حد إال وهو يشكو بلية ا

مير المؤمنين، حدثني مكحول عن عروة بن رويم، قال: كان بيد رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم جريدة يا ا

تاه جبريل عليه السالم فقال له: يا محمد! ما هذه الجريدة التي كسرت بها ع بها المنافقين، فا يستاك بها ويرو

ستارهم وسفك ت قلوبهم رعبا؟ فكيف من شق ا

متك ومال

جالهم عن قلوب ا

دماءهم، وخرب ديارهم، وا

بالدهم، وغيبهم الخوف منه؟

ن رسول اهلل صلى هللا عليه مير المؤمنين! حدثني مكحول، عن زيادة عن حارثة، عن حبيب بن مسلمة، ا

يا ا

تاه جبريل عليه السالم فقال: يا محمد! عرابيا لم يتعمده فا

وسلم دعا إلى القصاص من نفسه في خدش خدشه ا

عرابي: قد إن اعرابي فقال: اقتص مني، فقال اال

هلل لم يبعثك جبارا وال متكبرا فدعا النبي صلى هللا عليه وسلم اال

تيت على نفسي، فدعا له بخيربدا ولو ا

فعل ذلك ا

مي وما كنت ال

نت وا

بي ا

حللتك با

مان من ربك، وارغب في جنة مير المؤمنين، رض نفسك لنفسك، وخذ لها اال

رض، يا ا

عرضها السموات واال

حدكم في الجنة خير له من الدنيا وما فيها«التي يقول فيها رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم: .»لقيد قوس ا

مير المؤمنين، إن الملك لو بقي لمن قبلك لم يصل إليك، وكذا ال يبقى لك كما لم يبق لغيرك.يا ا

Page 106: الإمامى العظمى

106 

ويل هذه تدري ما جاء في تا

مير المؤمنين، ا

ية عن جدك: يا ا

تاب ال يغادر صغيرة وال كبيرة اال اال كـ

ما لهذا ال

حصاها لسن؟49[الكهف: ايدي، وحصدته اال

!]، قال: الصغيرة: التبسم، والكبيرة: الضحك فكيف بما عملته اال

ن عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه قال: مير المؤمنين! بلغني ا

على شاطئ الفرات ضيعت لو ماتت سخلة يا ا

ل عنهاسا

ن ا

، فكيف ممن حرم عدلك، وهو على بساطك؟لخشيت ا

ية عن جدك: ويل هذه اال

تدري ما جاء في تا

مير المؤمنين، ا

رض فاحكم يا ا ناك خليفة في اال

ا جعل يا داوود ان

هوى فيضل بع ال حق وال تت

اس بال بين الن ] يا داود! إذا قعد الخصمان فكان لك في 26[ص: ك عن سبيل اہلل

محو عنك نبوتي، ثم ال تكون ن يكون الحق له، فيفلح على صاحبه فا

حدهما هوى، فال تتمنين في نفسك ا

ا

بالسياسة، خليفتي، وال كرامة، يا داود! إنما جعلت رسلي إلى عبادي رعاة كرعاة اإلبل، لعلمهم بالرعاية، ورفقهم ووا الهزيل على الكال

. الماء ليجبروا الكسير ويدل

شفقن منهن يحملنه وا

بين ا

رض والجبال ال

مر لو عرض على السموات واال

مير المؤمنين، إنك قد بليت با

.يا ا

ن عمر بن الخطاب رضي اهلل نصاري، ا

مير المؤمنين، حدثني يزيد بن جابر، عن عبد الرحمن بن عمرة اال

يا ا

ما يام مقيما فقال له: ما منعك من الخروج إلى عملك؟! ا

ه بعد ا

نصار على الصدقة، فرا

عنه استعمل رجال من اال

ن رسول اهلل ؟! قال: ال، ثم قال: وكيف ذلك؟! قال: إنه بلغني ا جر المجاهد في سبيل اهلل

ن لك مثل ا

علمت ا

«صلى هللا عليه وسلم قال: تي به يوم القيامة مغلولة يده الى عنقه، ال ما من وال يلي شيائ من ا مور الناس اال ا

يفكها اال عدله فيوقف على جسر من النار ينتفض به ذلك الجسر انتفاضة تزيل كل عضو منه عن موضعه، ثم يعاد فيحاسب؛ فان كان محسنا نجا باحسانه، وان كان مسيائ انحرف به ذلك الجسر، فيهوي به في النار

لهما ، فقال عمر»ريفاسبعين خرسل إليهما عمر، فسا

بي ذر وسلمان، فا

رضي اهلل عنه: ممن سمعت؟ قال: من ا

بو فقاال: نعم، سمعت من رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم. فقال عمر: واعمراه! من يتوالها بما فيها؟ فقال ا

رض، قاالدرداء رضي اهلل عنهلصق خده باال

نفه، وا

خذ المنديل فوضعه على وجهه ثم بكى : من سلت هلل ا

ل: فا

بكاني.وانتحب حتى ا

و اليمن، فقال و الطائـف ا

ل العباس النبي صلى هللا عليه وسلم إمارة مكة ا

مير المؤمنين، قد سا

ثم قلت: يا ا

ة ال يا عباس يا عم النبي صلوات اہلل وسالمه عليه نفس تحييها خير من امار «له النبي صلى هللا عليه وسلم: .نصيحة منه لعمه وشفقة عليه» تحصيها

وحى اهلل إليه: إذ ا

نه ال يغني عنه من اهلل شيائ

خبره ا

قربين وا نذر عشيرتك اال يا «] فقال: 214[الشعراء: وا

غني عنكم من اہلل شيائ، ان لي عملي ولكم عملكم، »عباس، ويا صفية، ويا فاطمة بنت محمد، اني لست ا

ريب العقد ال يطلع منه على عورة وقد قال عمر بن الخطاب مر الناس إال حصيف العقل ا

رضي اهلل عنه: ال يقسم ا

مير قوي ظلف نفسه وعماله، فذلك ربعة: فا

مراء ا

خذه في اهلل لومة الئم وقال: اال

ة وال تا وال يخاف منه على حر

.بالرحمة كالمجاهد في سبيل اهلل يد اهلل باسطة عليه

Page 107: الإمامى العظمى

107 

ن يرحمه اهلل رتع عماله لضعفه، فهو على شفا هالك إال ا

مير فيه ضعف ظلف نفسه وا

.وا

رتع نفسه فذلك الحطمة الذي قال فيه رسول اهلل صلى هللا عليه وسلم: مير ظلف عماله وا

شر الرعاء «وا

.فهو الهالك وحده» الحطمة

اله فهلكوا جميعا رتع نفسه وعممير ا

.وا

بالي إذا قعد وقد بني ا

ن عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه قال: اللهم إن كنت تعلم ا

مير المؤمنين ا

لغني يا ا

و بعيد، فال تمهلني طرفة عين.الخصمان بين يدي على من مال الحق من قريب ا

كرم الكرم عند اهلل التقوى، وإنه منشد الشدة القيام هلل بحقه، وإن ا

مير المؤمنين! إن ا

طلب العز بطاعة يا ا

ذله اهلل ووضعه فهذه نصيحتي إليك والسالم عليكعزه. ومن طلبه بمعصية اهلل ا

.اهلل رفعه اهلل وا

:وهذا موقف العز بن عبد السالم مع الملك الصالح

خيه ـ ملك مصر ـ ن يسعفوه ضد ا

ولما استولى الملك الصالح على دمشق استعان باإلفرنج واصطلح معهم على ا

ويعطيهم مقابل معونتهم صيدا وقلعة الشقيف وغيرها من حصون المسلمين، ودخل الصليبيون دمشق، لشراء فتى بتحريم بيع السالح لإلفرنج وترك

ا شديدا، فا السالح، فاستفظع الشيخ العز بن عبد السالم ذلك، وغم غم

.الدعاء للسلطان في خطبة الجمعة

مر رشد تعز فيه وليك، «ان مما دعا به في خطبه: وندد بخيانة السلطان للمسلمين، وكمة ا

برم لهذه اال

اللهم ا

، والناس يؤمنون على دعائه، فبمثل لمح »وتذل به عدوك، ويعمل فيه بطاعتك، وينهى فيه عن معصيتك.البرق، بلغ الجواسيس الملك ما فعله قاضي القضاة

كـثر المبلغين والمتوددين والنمامين في كل زمان فغضب السلطان، وعزل الشيخ عن القضاء ومكانوما ا

دركـته رسل الملك الصالح، ثره، فا

رسل السلطان في ا

فرحل الشيخ عن دمشق إلى مصر، وبينما هو في الطريق ا

ن تنكسر له وتعتذر وتقبل يده.وطلبوا منه الرجوع، وقالوا له: إن السلطان عفا عنك وسيردك إلى منصبك على ا

نانا في واد، ثم مضى في فقال لهم الشيخ: ا

نتم في واد، وا

قبل يده! يا قوم، ا

ن ا

ن يقبل يدي فضال ا

رضى ا

ما ا.طريقه حتى وصل مصر.اهـ

ولى لإلسالم فحسب حين كان العهد قريبا بزمان النبوة ولم يكن ذلك مسلك العلماء المسلمين في العصور اال

يهم بل ظلت تلك سيرة العلماء في كل عصور اإلسالم على رضوان اهلل عل الستشراق، قويا إلى سيرة الصحابةواامتدادها الطويل، فالتاريخ يحكي لنا عن النووي، والعز بن عبد السالم وابن تيمية، وكـثيرين غيرهم من شد مع غلبة الظلم في عصور هؤالء وتفشي الجور والبعد عن

خرين ـ مثل هذه المواقف التي قدمناها، وا

المتا

Page 108: الإمامى العظمى

108 

حيانا وهم ثابتون على الحق، وقد كانوا يالقون في سبيل الحق الذي يصدعون به: التعذيب، والسجن، والقتل ا

الحق ال يداهنون وال يشترون رضا المخلوقين بسخط الخالق، ولعل ذلك كله ليس إال مصداق قول رسول اهلل مـتي على الحق منصورة ال يضـرهم من «صلى هللا عليه وسلم:

خذلهم وال من خالفهم حتى ال تزال طائفة من ا

مر اہلل وهم ظاهرونتي ا

. »يا

وبعد هذا فإن مما قدمنا من قول القائلين الذين يقولون: ال عالقة بين اإلسالم والسياسة، ولم كانت هذه ن الدنيا التي

كانت طلبا للدنيا وسعيا وراء الجاه؟! كال فالذي ال مراء فيه ا

المواقف من علماء اإلسالم إذن؟ ا

و كانت تسعى إليهم ويفرون منها، والمناصب تعرض عليهم فيرفضونها ومن كان غنيا فيهم كان غناه من عمله ا

عزاء القلوبغنياء النفوس ا

كـثرهم فقراء من المال وإن عاشوا ا

.تجارته، ومات ا

نه خلصوا لها وحدة واحدة وا

ن هذه الشريعة التي ا

ال يجزئ عن فلم تكن مواقفهم تلك إال صادرة من علمهم ا

مرا بالمعروف وصدعا بالحق، مة وا

ن خير العمل ما كان نصحا لال

العالم فيها علمه ما لم يكن مقرونا بالعمل، وا

ين من ذلك كله علماؤنا اليوم؟! وبقدر ما تعتبر هذه المواقف تطبيقا صحيحا لتعاليم اإلسالم، وتاريخا مجيدا فا

خير للحكام المسلمين الذين لم تغرهم الدنيا بجاهها وال الحكم بسلطانه كي لعلمائه، فإنها تعتبر شهادة عدل ون الحاكم العادل هو الذي تزدهر الحرية في

ي الحر والنصيحة المخلصة، وإن التاريخ لينبي بصدق ا

يقهروا الرا

نه ال يخطئ من يقول: إن عدل الحاكم وحرية الرعية يتالزمان دائما، وإن ظلم الحاكم وجوره يقترنان عهده حتى ا

ي الحر والكلمة الصادقة في المجتمع الذي يسوده الظلم والقهربدا باختفاء الرا

* * *

رابعالمبحث ال

املــســــاواة

فراد المكونون لمجتمع ما متساويين في الحقوق والحريات والتكاليف والواجبات هي: المساواةن يكون اال

ا

ن هذه و العقيدة، غير ا

و اللغة ا

صل ا

و اال

ال يكون هناك تمييز في التمتع فيما بينهم بسبب الجنس ا

العامة، وا

فراد الذين تتماثل ظروفهم المساواة هي مساواة قانونية وليست مساواة فعلية. مساواة قانونية بحيث يخضع اال

لذات القواعد التي تحدد الحريات والحقوق العامة، وليست مساواة فعلية بحيث تطبق القواعد ذاتها على جميع و دون نظر إلى مدى اختالف هذه الظروف

فراد مهما تباينت الظروف التي يخضع لها كل منهم ا

.اال

كبر إذ كما تخل التفرقة بين المتماثلين بمبد المساواة فإن التسوية بين غير المتماثلين تتضمن إخالال ا

ا

مام المساواة ا

خذ بمبدا

مام القانون وقد ترتب على اال

المساواة ا

ولذلك يسمى هذا بمبدا

خطر بهذا المبدا

وا

شراف في فرنسا عقب الثورة الفرنسية، وكذلك ترتب على تقرير هذا ا القانون زوال امتيازات النبالء واال

لمبدا

صحابها من اإلقطاعيين كما كان الحال في العصور الوسطىرض وخضوعه ال

.القضاء على تبعية اإلنسان لال

Page 109: الإمامى العظمى

109 

مام القانون حجر الزاوية في تنظيم وتقرير الحريات العامة التي ال يقوم تقديرها ويستمر المساواة ا

ويعتبر مبدا

همل هذمام القانون، فإذا ا

المساواة ا

صبح غير ذي قيمة إال باحترام مبدا

انهار تنظيم الحريات العامة وا

ا المبدا

في الواقع العملي، ويعالج فقهاء القانون الدستوري الوضعي والباحثون في النظم السياسية عدة مظاهر لتطبيق مام القضاء والمساواة في تولي الوظائـف العامة

همية خاصة من بينها: المساواة ا

يجعلون لها ا

هذا المبدا

مام القانون تتضمن في والمسن المساواة ا

نهم مع ذلك يتفقون على ا

مام المصالح العامة، وغيرها إال ا

اواة ا

في صورته الكاملةخرى التي تمثل بدورها مضمون هذا المبدا

.جوهرها كل مظاهر المساواة اال

ي لتقرير مضمونه، ذاته لتقرير هذه المظاهر كلها ا

ومع وجود هذا االتفاق على ومن ثم فإنه يكـفي لتقرير المبدا

إليه، فيرى صل الذي يمكن إرجاع هذا المبدا

مام القانون فإن الباحثين يختلفون حول اال

المساواة ا

تقرير مبدا

ن نظرية خرون ا

ة الدولة. بينما يرى ا

صل نشا

صل في فكرة العقد االجتماعي الذي يفسرون به ا

بعضهم ذلك اال

سن يرد إليها هذا القانون الطبيعي الذي يعتبرونه ا

ولى باالحترام من القانون الوضعي هي التي يمكن ا

مى وا

.المبدا

Ùæù]<gת¹]

املساواة يف اإلسالم

ساسية التي تقررها المساواة مكانا مرموقا بين قيمها اال

فإذا انتقلنا إلى الشريعة اإلسالمية فإننا نجد فيها لمبدا

في صحابه، وقد كان تقرير هذا المبدا

مصادر هذه الشريعة، والتي طبقها رسول هللا ـ صلى هللا عليه وسلم ـ وا

ن الكريم وفي سنة الرسول عليه الصالة والسالم عند ظهور اإلسالم وانتشاره سبقا لشريعته في زمانها القرا

سباب الفخر التي سس التفاضل بين الناس ا

ساسيا في مفاهيمهم عن ا

ومكانها يشكل في واقع العرب انقالبا ا

و البيوت دون البعض، فقد كان التمييز بين القبائل سائدا حتى في شعائر العبادة في تحوزها بعض القبائل ا

لية، ففي الحج ـ مثال ـ كـــانت قــريش دون ســائر العرب تتخذ لنفسها مناسك خاصة ال يشاركها فيها باقي الجاهنه سوف يتبع عادة قريش في ذلك ولكنه لم

الحجيج فلما حج رسول هللا ـ صلى هللا عليه وسلم ـ ظن الناس ا

اس ثم ا يفعل وحج كما تحج سائر العرب اتباعا لقول هللا تعالى: فاض الن ]، وقد 199[البقرة: فيضوا من حيث افراد هو السائد كان هذا التمييز

حد مجاالت القانون الجنائي وهو مجال الدية المقررة بين القبائل واال

يضا في ا

ا

و ضعفها، جزاء على جريمة القتل، فقد كانت الدية تختلف باختالف شخص المقتول ومدى قوة قبيلته ا

مراء وباختو السادة«الف مركزه في القبيلة ذاتها، فكانت دية اال

شراف ا

ي: اال

ضعاف دية الشخص العادي، » ا

ا

ن الكريم يقرر ن ذكر وبينما كان العرب تسيطر على حياتهم هذه المفاهيم نزل القرا ا خلقناكم م اس ان يها الن : يا ا

ناكم شعوبا وقبانثى وجعل عليم خبير وا تقاكم ان اہلل ا كرمكم عند اہلل ]. ووقف 13[الحجرات: ئل لتعارفوا ان ا

باء «يقول: في المسلمين رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ذهب عنكم عصبية الجاهلية وفخرها باال

ان هللا قد ا

دم من ترادم، وا

نتم بنو ا

و فاجر شقي ا

في حجة مصلى هللا عليه وسل، وخطب رسول هللا »بمؤمن تقي ا

:«الوداع فكان مما قاله للمسلمين ـ بل الناس جميعا ال ان ربكم عز وجليا ا

باكم يها الناس ا

ال وان ا

واحد اال قد بلغت؟

سود، اال بالتقوى، ا

حمر على ا

عجمي وال فضل ال

ال ال فضل لعربي على ا

قالوا: نعم، » واحد، ا

. »لشاهد الغائبليبلغ ا«قال:

Page 110: الإمامى العظمى

110 

êÞ^nÖ]<gת¹]< <

املساواة يف الحقوق واملسئوليات

ن اإلسالم دين العدالة والحرية،يضا فالناس في نظر اإلسالم سواء في كما عرفنا مما تقدم ا

فهو دين المساواة ا

خر،خرى، فكل فرد في المجتمع يجب الحقوق والواجبات ال فرق في ذلك بين جنس وا

ن وال قومية وقومية ا

ا

و لون، ال فرق في ذلك بين و جنسية ا

يتمتع بحقه المشروع كـفرد في ذلك المجتمع مع قطع النظر عن قومية ا

سنان المشط ال فرق بينهم إال بالتقوى، حاكم ومحكوم، وال شريف ووضيع، وال غني وفقير، الناس سواسية كا

ن كما قال تعالى: ا خلقناكم م اس ان يها الن يا ا كرمكم عند اہلل ناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان انثى وجعل ذكر وا

تقاكم ما التمييز في الفضل 13[الحجرات: ا]، فالفوارق الموجودة الحاصلة بين الناس إنما هي للتعارف فقط ا

ن يساوى بين الناس في إتاحة الفرص للعلم والتوظيف وغيره من والكره فهذا مرجعه التقوى فقط، ولذا يجب اشخاص

.الواليات التي تسند لمن يقوم بها من اال

عمال :المساواة في تولي الوظائف والتعيين في المناصب واال

حدا ولم يؤثر عربيا و طائـفة عن غيرها ولم يحاب ا

خرى ا

لقد جاء اإلسالم في تولي الوظائـف ولم يميز فئة عن ا

فراد يتساوون في تقلد الوظائـف العامة طبقا لكـفاءتهم وعلمهم وقدراتهم، وليس معنى على غير عربي،فاال

ن يستوي العالم والجاهل والحاذق والخامل، بل إن تحقيق المساواة يكون إذا تساوت الشروط المساواة ا

.ووجدت الكـفاءة والمقدرة

هلها من ذوي الكـفاءة إن المساواة في التولية للوظائـف العامة والتعيين في المناصن تسند إلى ا

عمال ا

ب واال

فضل منه، نفع للمسلمين على من هو ا

نه كان يولي اال

مانة وقد مضت سنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ا

واال

مه على بعض السابقين من فولى النبي صلى هللا عليه وسلم خالد بن الوليد على حروبه لنكايته بالعدو وقدنن المهاجرين واال

قدر الناس عليها، ومعنى ذلك: ا

نه كان يراه ا

سامة بن زيد قيادة الجيش؛ ال

صار، كما ولى ا

و صاحب السلطة، مانة في عنق رئيس الدولة ا

عمال الدولة ومناصبها ا

تعيين الوالة في الواليات العامة وسائر ا

ساسن يكون تقليد الوظائـف على ا

و تفضيل فال تعطى إال لمستحقها؛ وعلى ذلك ال يجوز ا

و اللون ا

من الجنس ا

ن ساسها: الكـفاءة واللياقة، والمقدرة ولذلك يقرر فقهاء اإلسالم ا

خرى، بل يكون ا

فئة من المواطنين على فئة ا

مر هللا تعالىصلحهم للعمل، امتثاال ال

قدرهم وا

عمال المسلمين ا

ن يعين ال

مر ا

ن على ولي اال مركم ا يا : ان اہلل

وا ا عدلتؤدن تحكموا بال اس ا هلها واذا حكمتم بين الن ى ا

مانات ال حد تفاسيرها 58[النساء: ال

]، فقد ورد في ا

ن المراد بهم الوالة،و ا

و التفاقه معه في بلد ا

و صداقة ا

و منفعة ا

عمال لرشوة ا

ن من قلد رجال عمال من اال

وا

و يبعدهو جنس ا

و طريقة ا

و لحقد في نفسه يعد خائنا هلل ورسوله مذهب ا

هليته للوظيفة لعداوة بينهما ا

عن ا

.صلى هللا عليه وسلم

ن النبي ـ صلى هللا عل من استعمل رجال «يه وسلم ـ قال: فقد روى الحاكم عن ابن عباس ـ رضي هللا عنهما ـ ا

رضى منه فقد خان هللا ورسوله والمؤمنينن النبي ـ ورو» من عصابة، وفيهم من هو ا

بو يعلى عن حذيفة ا

ى ا

Page 111: الإمامى العظمى

111 

فضل منه فقد «صلى هللا عليه وسلم ـ قال: ن في العشرة ا

نفس، وعلم ا

يما رجل استعمل رجال على عشرة ا

ا

.»غش هللا وغش رسوله وغش جماعة المؤمنين

فراد المتماثلون في توفر شروط الوظيفة ومؤهالتهم التي يتطلبها النن يتساوى اال

ظام في فعلى هذا ينبغي ا

فرص االلتحاق بالوظائـف، فال يتفاضلون بسبب غير الصالحية للوظيفة، وينبغي عدم تمييز المصالح العامة بين جر، فيجب المساواة بين

و ا

و من حيث ما تقتضيه عليها من مقابل ا

فراد سواء من حيث تقديم الخدمات ا

اال

ثور حيث قال: الناس في الخدمات والمرافق العامة دون تمييز، ولعمر بن الخطاب ـ رضي هللا عنه ـ قول ما

م تمهد لها الطريق«لك هللا عنها لم ل

.»؟ويحك يا ابن الخطاب لو عثرت دابة على شاطئ الفرات لسا

وا بعيدا في شتى عصور اإلسالم في ميدان تولي الوظائـف والتعيين في المناصب وقد بلغت المساواة شا

ام الصد عمال وقد كان حكبي طالب ـ رضي واال

هل التقوى والـورع والقدوة فعلي بن ا

ول يختارون الوالة مـن ا

ر اال

حد والته: نصف الناس من نفسك ومن لك فيه هوى من رعيتك«هللا عنه ـ يقول ال

نصف هللا وا

ويقول: » ا

مور، وال تمحكه الخصوم، وال يت«فضل رعيتك في نفسك مما ال تضيق به اال

مادى اختر للحكم بين الناس ا

مة ال يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي.»في الذلة ولن تنتصر ا

* * *

oÖ^nÖ]<gת¹]

املساواة يف املثول أمام القضاء

مام القضاء اإلسالمي، نه من المثول ا

حدا مهما كان شا

إن النظام اإلسالمي هو النظام الوحيد الذي ال يستثني ا

ن يتساوى جميع : ان ال يكون التمييز بينهم في إجراءات ويعني هذا المبدا

مام القضاء، وا

فراد في المثول ا

اال

ال و طبقات معينة، وا

ال تخص محاكم لفائت ا

خرين، وا

مام البعض ويفتح ال

ال يوصد باب القضاء ا

التقاضي، وا

و في طريقة توقيع هفراد في توقيع العقوبات عليهم متى تماثلت الجرائم والظروف ا

.ذه العقوباتيفرق بين اال

فراد معاملة واحدة لدى المحاكم القضائية، ويحاكمون جميعا لدى محاكم واحدة يلقى اال

وبمقتضى هذا المبدا

سباب التي يتفاخر بها الناس عادة، وهذا و علت درجاتهم لسبب من اال

مهما تفاوتت مكانتهم االجتماعية ا

و تنشئ محاكم وهيائت خاصة بخالف القوانين الوضعية التي تحظر محاكمة رئيس الدوو الوزراء ا

لة ا

فراد وإنما يتعداه إلى الحكام الذين لم يجعل لهم في مام القضاء على اال

ثر المساواة ا

لمحاكمتهم، وال يقتصر ا

شخاص العاديون فالقضاء في مامها اال

مام الهيائت التي يقف ا

ن يقفوا ا

ي ميزة خاصة بهم، وعليهم ا

اإلسالم ا

مية واحد للناس جميعا،وال تفرق هذه الشريعة كما لم يعرف تطبيقها على امتداد القرون نظام الشريعة اإلسالو الخاصة في إجراءاتها كما تعرفه القوانين الوضعية، وكذلك كان الخلفاء

المحاكم الخاصة في تشكيلها ا

مامه عمام القاضي الذي يمثل ا

و غيرهم يمثلون ا

امة الناس ويتبع في إجراءات الراشدون ورعاياهم من المسلمين ا

خذ بمبدا

حد نتائج اال

ن هذا يعد ا

التقاضي ما ينطبق على هؤالء، كما ينطبق على غيرهم،وليس من شك ا

Page 112: الإمامى العظمى

112 

حاديث الرسول ـ صلى هللا عليه وسلم ـ وسيرة الخلفاء الراشدين ـ ن الكريم وا

المساواة الذي قررته نصوص القرا

. رضي هللا عنهم

ن يعتبر القوي وهكذا تقتضي هذه المخذ حقه، وا

ن يعتبر صاحب الحق قويا وكبيرا حتى يا

ساواة في القضاء ا

بي بكر الصديق ـ رضي هللا عنه ـ ول الخلفاء الراشدين ا

قرت ذلك عبارة ا

ضعيفا حتى يؤخذ الحق منه، كما ا

بو بكر الصديق ـ ئمة السلف الصالح من بعدهم، فهذا ا

رضي هللا عنه يقول: وسيرته وسيرة غيره من الخلفاء وا

خذ الحق منه ان شاء «خذ له حقه، والقوي فيكم عندي ضعيف حتى ا

الضعيف فيكم عندي قوي حتى ا

.»هللا

نواع التفرقة بين الناس مبدئيا وخصوصا على مام القضاء على كل ا

ولقد قضت قاعدة اإلسالم في المساواة ا

و الجنسيةو الطبقية ا

و النسب ا

فراد التفرقة بسبب الدين ا

و بسبب العداوة، وباإلضافة إلى المساواة بين اال

ا

ذون لهم مام القضاء بين المسلمين وغيرهم من المسالمين الما

قر المساواة المطلقة ا

والحكام فإن اإلسالم ا

مان، إذ إنهم يتمتعون بالمساواة القضائية مبدئيو بعقد اال

و العهد ا

ا باإلقامة في دار اإلسالم سواء بعقد الذمة ا

.وذلك فيما يجري فيه التقاضي وفق شريعة اإلسالم

خر حدهما صغيرا واال

خر ومهما كان ا

حدهما وصغر اال

ن يسوى بين الخصمين مهما عظم ا

مر اإلسالم ا

ولقد ا

ن في ذلك امتيازا لصاحب خر عن شماله؛ ال

حدهما عن يمينه واال

ن يجعل ا

ميرا، حتى إنه ليس للقاضي ا

ا

.اليمين

ى الفصل في الخصومات، وكان ـ صلى هللا عليه وسلم ـ يتخذ من ولقد كان الرسول ـ صلى هللا عليه وسلم ـ يتول

و مسجد المسلمين مكانا للفصل في الخصومات، وكان ـ صلى هللا عليه وسلم ـ مثاال يحتذى به في ميدان بيته ا

من الخلفاء الراشدين الذين كانوا مثاال العدل والمساواة في القضاء ، وقد سار على نهجه وطريقته من جاء بعدهو الطبقة

و الجنس ا

صل ا

يقتدى بهم في ميدان المساواة في القضاء، ،فال تفرقة عندهم بين المتقاضين بسبب اال

مام القضاء سواءو الثروة، فالجميع ا

و اللون ا

ن يسوي بين الخصمين في النه ينبغي للقاضي ا

دخول عليه، والجلوس بين وقد اتفق فقهاء المسلمين على ا

مام القضاء سواء من يديه واإلقبال عليهما واالستماع لهما والحكم عليهما فجميع المواطنين في الدولة اإلسالمية ا

حكام، ووجوب تحري العدالة بين الخصمين، ال جهة: المرافعة،وقواعد اإلثبات، وتطبيق النصوص، وتنفيذ اال

عدامامهفرق بين فرد وفرد، بل حتى اال

.ء يظفرون بعدالة القضاء والمساواة ا

خر، ولعل هذا التطبيق ي نظام ا

مام القضاء تطبيقا ال نرى له مثيال في ا

المساواة ا

وهكذا طبق المسلمون مبدا

شعري با موسى اال

وصى بها ا

يبدو جليا في دستور القضاء الذي وضعه عمر بن الخطاب ـ رضي هللا عنه ـ في رسالة ا

:عنه ـ حين واله القضاء قال فيهاـ رضي هللا

Page 113: الإمامى العظمى

113 

با مير المؤمنين الى عبد هللا بن قيس ـ يعني: ا

بسم هللا الرحمن الرحيم من عبد هللا عمر بن الخطاب ا

ما بعدشعري ـ سالم عليك ا

..موسى اال

س بينولى اليك فانه ال ينفع تكلم بحق ال نفاذ له ا

نه ا

فان القضاء فريضة محكمة،وسنة متبعة، فافهم ا

س ضعيف من عدلك، البينة على الناس في وجهك وعدلك ومجلسك حتى ال يطمع شريف في حيفك وال ييا

و حرم حالال حل حراما ا

نكر، والصلح جائز بين المسلمين اال صلحا ا

.من ادعى واليمين على من ا

مام القاضي، فليس وقد جرى العمل في اإلسالم على مقاضاة الخلفاء والوالة ـ تماما ـ كما يحاكم سائر الناس ا

بي طالب ـ رضي هللا عنه ـ وهو حاكم ن الخليفة علي بن ا

و درجات متعددة للقضاء، ومن ذلك ا

هناك جهات ا

خذها منه قهرا وإنما يقول له: بيني المسلمين وخليفتهم يفتقد درعه فيجدها لدى يهودي يعرضها في السوق فال يا

ل وبينك قاضي المسلمين فجاء به إلى شريهب، فسا

بع ولم ا

ح القاضي فتحاكما إليه وقال علي إنها درعي ولم ا

مير المؤمنين عندي بكاذب، مير المؤمنين؟ قال اليهودي: ما الدرع إال درعي وما ا

اليهودي: ما تقول فيما يقول ا

مير المؤمنين هل من بينة، فضحك له: يا ا

بي طالب ـ رضي هللا عنه ـ يسا

علي وقال: فالتفت شريح إلى علي بن ا

نه لم يخط خطوات حتى عاد يقول خذها ومشى إال ا

صاب شريح ما لي ببينة، فقضى شريح لليهودي بالدرع، فا

ا

ن ن ال إله إال هللا وا

شهد ا

مير المؤمنين يدنيني إلى قاضيه فيقضي عليه، ا

نبياء، ا

حكام ا

ن هذه ا

شهد ا

نا فا

ما ا

ا

مير المؤمننت منطلق من صفين فخرجت من بعيرك محمدا عبده ورسوله، الدرع درعك يا ا

ين اتبعت الجيش وا

سلمت فهي لكما إذ ا

ورق فقال علي: ا

.اال

خذ عمر بن الخطاب ـ رضي هللا عنه ـ فرسا من رجل على سوم فحمل عليه فعطب، فخاصم الرجل عمر بن وا

رضى بشريح القاضي، فقال شريح الخطاب ـ رضي هللا عنه فقال له: اجعل بيني وبينك رجال، فقال الرجل: إني ا

نت له ضامن حتى ترده صحيح خذته صحيحا فا

ى عمر ثمنه للرجللعمر: ا د

.ا مسلما، فا

* * *

Page 114: الإمامى العظمى

114 

خامتة البحث

א

على للدولة يتولى حماية مة من إمام يكون رئيسا ا

نه البد لال

لقد تقرر في الفصول السابقة من هذا البحث ا

مةمام رعيته مصالح اال

مام هللا وا

.والدفاع عنها ويكون مسئوال ا

ن تولية الخليفة قد تمت تحقيق◌ا إلقامة الدين ننا إذا عرفنا ا

مور الواجبة شرعا كما تقدم ال

وإقامة اإلمام من اال

حوال المسلمين وانتكانه اختالل ا

س وتدبير مصالح العباد وسياستهم فإن عدم قيام الخليفة بذلك يكون من شا

خذ بها الفقهاء وعلماء الكالم.الدين ويعتبر سببا موجبا لعزله وهذه هي القاعدة التي ا

حكام الدين وتدبير خذان في تحديد عدم قيام الخليفة با

ن الفقه اإلسالمي وعلم الكالم يا

نه فيما يبدو لي ا

إال ا

:مصالح الناس بمعايير موضوعة تتفق مع فكرته في تالفي الفتنة وهي

ولالمع :يار اال

كـثر الفقهاء هنا يشترط انعدام الصفات وليس مجرد نقصها جلها اختير للخالفة، وا

هو انعدام الصفات التي من ا

و عزل الخليفة منوط باكـتمال النقص وليس بمجرد النقص وهذا ن الخروج على الخالفة ا

ن القاعدة عندهم ا

ال

نهم يفرقون بين بخالف قاعدتهم في ابتداء تولية الخليفة حيث يكون تولية الخليفة منوطا بكمال سالمته، إال ا

:نوعين من الصفات

ولو حواسه، اال

عضائه ا

و بطالن ا

: ما يتعلق بعدم قدرة الخليفة على القيام بواجباته الشرعية كجنون الخليفة ا

سبابانها تعد ا

ن يتفقوا على ا

و كبره، فالفقهاء بالنسبة لهذه الصفات يكادون ا

و خرفه، ا

نه في ا

لعزل الخليفة؛ ال

يه في تدبير شئون ثيرا بالغا على علمه وجودة را

ن لها تا

حوال يتعذر عليه القيام بما يختص به الخليفة كما ا

هذه اال

ا يصل إلى انعدامها مة بلغ حد.اال

سبالثاني.ابا للعزل: ما يتعلق باستقامته كالجرح في عدالته وفسقه وهذه الصفات اختلف الفقهاء حول جعلها ا

فعال الجوارح بارتكابه المحظورات 16ـ 15فذهب الماوردي (صن الفسق إذا كان متعلقا با

) من الشافعية إلى ا

ما إذا كان متعلقا باالعتقاد وإقدامه على المنكرات تحكيما للشهوة وانقيادا للهوى يخرج الخليفة من واليته، ا

ن اإلمام الماوردي يرى العزل بسبب ذلكفيروى االختالف حول العزل بسببه، وإن كا.ن يبدو ا

Page 115: الإمامى العظمى

115 

يضا إلى جواز العزل في حالة الجور والفسق، فيقول صاحب إنه إذا قلد »: «المسايرة«ويذهب الحنفية ا

، ال يعزل ولكن يستحق العزل ان لم يستلزم عزله فتنةإنسان اإلمامة حال كونه عدال ثم جار في الحكم وفسق ن يدعى له با

بي حنيفة وكلمتهم قاطبة متفقة في وال يجب الخروج عليهلصالح ويجب ا

، كذا نقل الحنفية عن ا

.«323المسامرة بشرح المسايرة ص » «توجيهه

بو يعلى في نه ال يجوز عزل اإلمام بمجرد الفسق، ويرى اإلمام ا

حمد ومالك ا

والراجح من مذهب اإلمام ا

حكام السلطانية«ن الفسق ال يمنع م4(ص» اال

فعال الجوارح وهو ) ا

ن استدامة اإلمامة سواء كان متعلقا با

ول بشبهة يذهب فيها و كان متعلقا باالعتقاد وهو المتا

ارتكاب المحظورات وإقدامه على المنكرات اتباعا لشهوته ا

.خالف الحق

«كما يذهب الزرقاني في ولى من الخ262ص/2(ج » شرح الموطا

ن الصبر على طاعة الجائر ا

روج عليه ) إلى ا

عظم من الصبر على جوره من وإهراق الدماء وشن الغارات والفساد وذلك ا

لما فيه من استبدال الخوف باال

والهما بالتركقوى المكروهين ا

ن ا

صول تشهد والنقل ا

.واال

نه ال ينعزل اإلمام بالفهل السنة من الفقهاء والمحدثين والمتعلمين؛ با

ي جمهور ا

خير هو را

ي اال

سق وهذا الرا

والظلم وتعطيل الحقوق وال يخلع وال يجوز الخروج عليه بذلك بل يجب وعظه وتخويفه وهو الراجح من حيث ثير البالغ على انعدام ثورته في القيام بواجباته

ن الفسق وقد تعلق بشخص الخليفة ال يكون له التا

الدليل وال

.الشرعية ومن ثم ال يصل إلى حد اإلضالل الموجب لحل العقد

:معيار الثانيال

ظهور رغبة الخليفة في عدم القيام بواجباته الشرعية بشكل واضح بحيث ال يكون ثمة شك في كـفره، فإنه في .هذه الحالة يخرج من الخالفة وال تجب له طاعة وال نصرة

مر ما لخليفة اإلسالم من توجيه الحياة العامة والخاصة للجماعة ويدخل ضمن هذه الصورة استبعاد ولي اال

مر المسـلمين ن الرسول ا

ن ينتهي فيها المسلم العادي إلى الحكم بكـفر الخليفة ال

وكل صورة تشابهها ويمكن ا

مور ما لم يروا منهم كـفرا بواحا لقوله صلى هللا عليه وسلم في حديث عبادة بن الصامت المروي في بطاعة والة اال

هله»: «الصحيحين«مر ا

ن ال تنازعوا اال

ن تروا كـفرا بواحا عندكم من هللا فيه برهان«ل: ، قا»وا

.»اال ا

و استبعاد اإلسالم من حياة الجماعة مر ا

و ولي اال

كبر من ظهور كـفر الخليفة ا

وال تثار هنا فكرة الفتنة إذ ال فتنة ا

.) صالح دبوس273_270(ص» الخليفة توليته وعزله«

عني وجوب عزلمر مجمع عليه بين المسلمين ـ ا

ي وهذا ا

وجب كـفره ا

مر الذي ا

اإلمام بالكـفر مهما كان اال

ا ـ و اعتقاديا كان ا .عملي

Page 116: الإمامى العظمى

116 

نزل هللائك ومنكما قال تعالى: ومما يوجب الحكم بكـفر االمام الحكم بغير ما ا

ول فا نزل اہلل م يحكم بما ا

ل

كافرون ن تحكم 44[المائدة: هم ال

و نظاما ]، فإذا رضي اإلمام با

و دستورا ا

مة بقانون وضعي سواء سمي قانونا ا

اال

وال تبقى له طاعة وال بيعة في يجب خلعه والخروج عليه فهو كافروجعل ذلك القانون بديال لحكم هللا ورسوله حد من رعيته بعد كـفره

.عنق ا

ئمة المسلمين لتحكيم كـتابه وسنة نبيه صلى هللا عليه وسلن يوفق ا

ل هللا ا

مة متوقف على نسا

ن صالح اال

م ال

.ذلك

له وصحبه.تم البحث بحمد هللا، وصلى هللا وسلم على نبينا محمد وا

ستاذ المشاركاال

אאهـ1410ربيع الثاني 24تحريرا في

م1981فبراير 28الموافق

* * *

نل هللا العظيم رب العرش ا

سا

حد طالب العلم، ا

تمت كـتابة ومراجعة هذا الكـتاب إلكـترونيا من ا

ن يرزقنا الجنة ال ضالينن يثبتنا وإياكم على صراطه المستقيم، وا

يجعله خالصا لوجهه الكريم وا

جمعين والحمد � ربله وصحبه ا

مين، وصلى هللا وسلم على نبينا محمد وعلى ا

وال مفتونين، ا

العالمين