الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

19
1 ولفصل ا ال: 1 - مقدمة البحث: الفنطة علمية ب دون اإة ومنبة قا النسن أ، ذفن الإسمية ال لِ لعصيل التأت ور من الفقهييف التكي يعتبةذه النس تصور ه ات نظر وو لباحثء واعل راء ال لفت أ والعبث، ولقد اخت من التح يكون ذين الإس وا والإفراط، التفريطلإضافة ب واوضوعحث الباول ايتنا، حيث سفن الإس ال ثره تحسان وأ راء الإس ذه ال هت من بن و الفن عل اإنزال ام خ ال ،صولها أ ن اإتحسا الإس رجاع مسأ إ، واد الفقهيا الإجصول وأفقه الإس طبيعة التبع بت الإسمة فيه سائل مثال جامع . 2 - لية البحث اإش: فن الإس ال تب تحسانة نظرية الإسحي مدى ص راسةلية ان اإش ت ه وعناارون كن ب واسع ا أ ، ذن أحة الفقهيةلسادته اعتا اا ت نالفةداام اج ما ال أفتح ال ت. 3 - هداف أ البحث: هداف ثل أ تراسة ا لتاليةط النقا ا : فقه الإس ال نتهتحسان ومس صل معرفة أ توصل اإ ال. اب منق معرفةتحسانس سأ ة والعقديةميفية ال انل. تحسانس صل بأفن الإس ثر ال معرفة مدى تأ توصل اإ ال. يل قوى رسال " صوير الفوتغراحة الت لإلشا الواب ا" طيعيت ا مد م. 4 - ث ومصطلحاتهود البح حد: فقه الإس الصول أ: " ا تدلس ال، وحاتدلس فيةل، وكي الإج سبيلا عل الفقه من حيث اإوع طرق " 1 . فقه الإس ال: " تفصيلية الادل كتسب من أعلمية ا عية الم ال ح ل الع" 2 . تحسان الإس: " عدول هذا الوى يقتق خر، لوجه أ أ ح اإ نظائرها عن ح سأ عدول ال" 3 فن الإس ال: " ال تعلقةعملية اعرفة النظرية وال ا" 4 - ( الإس) - . 1 . ، الزركادر، د بن ين بدر ا( 494 ه) ، ( 1413 ه) ، البحر اميط الفقهصول أ ، ميةشؤون الإسف والوقا يت، وزارة ال الكو1 ، ص24 . 2 . ، الزرك البحر اميط،ل ال1 ، ص21 3 . لزرقا، اد، مصطفى أ( 1991 م) ، الفقهيدخل العام، ا، دار الق سورية، دمشق، ص14 . 4 . د، إدهام حنش، ا( 2001 م) ، ،ح الفصطلود ا وحد انط العرمية،شؤون الإسف والوقا يت، وزارة ال الكو ص32 .

Upload: yevrahimaitziane

Post on 23-Dec-2015

267 views

Category:

Documents


2 download

DESCRIPTION

الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

TRANSCRIPT

Page 1: الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

1

:الفصل األول

: مقدمة البحث -1

انطة علمية بني الفن يعترب التكييف الفقهي من رضورايت التأ صيل لعلمية الفن الإساليم، ذكل أ ن النس بة قامئة ومن دون اإ

وادلين الإساليم يكون ذكل من التحمك والعبث، ولقد اختلفت أ راء العلامء والباحثني ووهجات نظرمه يف تصور هذه النس بة

واكنت من بني هذه ال راء الإس تحسان وأ ثره يف الفن الإساليم، حيث س يتناول الباحث املوضوع والإضافة بني التفريط والإفراط،

نزال احلمك عىل الفن ىل أ صولها، مث يف ال خري اإ رجاع مسأ ةل الإس تحسان اإ بتتبع طبيعة الفقه الإساليم وأ صول الإجهتاد الفقهي ، واإ

.يف مثال جامع ملسائل هممة فيهالإساليم

: اإشاكلية البحث -2

شاكلية ادلراسة يف مدى صالحية نظرية الإس تحسان يف تبين الفن الإساليم ، ذكل أ هنا ابب واسع ميكن ملرونهتا وعنارصه تمكن اإ

.تفتح اجملال أ مام اجهتادات خمالفة ملا اعتادته الساحة الفقهية أ ن

:البحث أ هداف -3

:يف النقاط التالية ادلراسة تمتثل أ هداف

ىل معرفة أ صل الاس تحسان وماكنته يف الفقه الإساليم .التوصل اإ

اخللفية الالكمية والعقدية ملسأ ةل الاس تحسانمعرفة الاقرتاب من.

ىل معرفة مدى تأ ثر الفن الإساليم بأ صل الاس تحسان .التوصل اإ

حملمد خبيت املطيع " اجلواب الشايف لإابحة التصوير الفوتغرايف"حتليل حفوى رساةل .

:حدود البحث ومصطلحاته -4

هنا عىل سبيل الإجامل، وكيفية الاس تدلل، وحاةل املس تدل هبا" :أ صول الفقه الإساليم "مجموع طرق الفقه من حيث اإ1 .

العمل ابل حاكم الرشعية العلمية املكتسب من أ دلهتا التفصيلية " :الفقه الإساليم"2.

العدول ابملسأ ةل عن حمك نظائرها اإىل حمك أ خر، لوجه أ قوى يقتيض هذا العدول" :الإس تحسان"3

املعرفة النظرية والعملية املتعلقة ابمجلال" :الفن الإساليم"4 . -( الإساليم) -

.24، ص 1 الكويت، وزارة ال وقاف والشؤون الإسالمية، يف أ صول الفقه البحر احمليط ،(ه1413)، (ه494)بدر ادلين محمد بن هبادر، الزركيش، .12 21، ص 1اجملدلالبحر احمليط، الزركيش، .

3 . 14 ص، سورية، دمشق، دار القمل العام،املدخل الفقهي ، (م1991)مصطفى أ محد، الزرقا، .4دهام محمد،. .32ص الكويت، وزارة ال وقاف والشؤون الإسالمية، اخلط العريب وحدود املصطلح الفين، ،(م2001)حنش، اإ

Page 2: الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

2

:الفصل الثاني : الإطار النظري -1

متت هذه ادلراسة مبقاربة نظرية مبناها عىل تتبع أ صل مسأ ةل الاس تحسان يف كتب أ صول الفقه وادلراسات العلمية املتخصصة،

رجاع فروعها اإىل ىل املسائل التفصيلية واملمتثةل يف الفن الإساليم لتحديد دقيق أ واإ صولها الالكمية والعقدية، ومن مثة الرجوع اإ

.ل حاكهما وتزنيل أ صل الاس تحسان علهيا مؤصل

غفاهل، مع الرتكزي عىل تعميق النظر يف حفوى لقى الباحث نفسه مفحام ابلنظرة الظاهرية للمسأ ةل، ما فتح اجملال أ مام عدم اإ

قصاء القياس والاس تنباطومفهوهما النصوص .والبحث يف علل ال حاكموعدم اإ

ميكن القول أ ن أ خذ عينة دراس ية ل بد مهنا لتقريب التزنيل الفقهي عىل الفن الإساليم، واختار الباحث رساةل مفيت مرص السابق

ابحة التصوير الفوتغرايف: " محمد خبيت املطيع املسامة اليت تعترب من النوازل اليت تسارع اجملهتدون يف القرن " اجلواب الشايف يف اإ

فها الفقهي ، ولقد مت اختيارها بسبب احتواهئا عىل اجهتادات عديدة تصلح أ ن تكون من مضن الاس تحسان بوجه من املايض لتكيي

-حاول الباحث تبيان ما قدمه يف ثنااي الفصل الثالث من تأ صيالت علمية، وتوظيفها عىل أ راء الش يخ محمد خبيت. وجوه تعريفاته

.جهتاديةمن أ جل المترس عىل العملية الا -رمحه هللا

: ادلراسات السابقة -2

تتس بنوع من نذكر هذه العناوين اليت تناولت موضوع التكييف الفقهي ملسأ ةل الفن عىل وجه العموم كتكل الورقات البحثية اليت

الإساليم تناول سأ ةل الفن الإساليم، كام دجد أ ن بع الكتب تناولت مسائل مفردة داخةل يف العامرة والفن التكييف اجململ مل

: ما وجدانهبع وهذا . نأ خذ منه مهنجية حمددة املعامل لكيفية التعامل مع املسائل الفقهية ،تفصيليا

.ن احلاجلباملدخل : وكتابه ،املاليكأ بو عبد هللا محمد بن محمد العبدري - أ

ابحة التصوير الفوتغرايف، مرص، القا: محمد خبيت املطيع - ب .املطبعة اخلريية: هرةاجلواب الشايف يف اإ

. محمد جامل ادلين القامس ، اإصالح املساجد من البدع والعوائد - ت

.الإسالم والفنون امجليةل: محمد عامرة - ث

.الرشيعة الإسالمية والفنون: أ محد مصطفى عيل القضاة - ج

.مهنج الفن الإساليم: محمد قطب - ح

.تطوان، املغربالفقيه والصورة، جامعة عبد املكل السعدي، : أ محد السعيدي - خ

.فن التصوير بني الترشيع الإساليم والإبداع احلضاري: ورقة حبثية بعنوان : العرويس املزيوري - د

.ورقة حبثية بعنوان مقاصد الفن الإساليم: لقامن هباء ادلين أ محد - ذ

دهام محمد حنش.أ محد الريسوين، التكييف الفقهي ملسأ ةل الفن، فامي نقهل د.د - ر .رؤية مقاصدية :الفنون الإسالمية : اإ

Page 3: الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

3

.أعمال البحث ومناقشـاته: الفصل الثالث :الفقه الإساليم -1

: تعريف الفقه -أ

قال ابن ... هو العمل ابليشء والفه هل، وغلب عىل عمل ادلين لس يادته ورشفه وفضهل عىل سائر أ نواع العمل، " : لغة -

. 1"، وختصيصا بعمل الفروع مهنا-رشفها هللا -بعمل الرشيعة واش تقاقه من الشق والفتح، وقد جعهل العرف خاصا : ال ثري

.2" ية املكتسب من أ دلهتا التفصيليةمل ابل حاكم الرشعية الع العمل" :اصطالحا -

:وهو قسامن. 3"خطاب هللا املتعلق بفعل امللكف من حيث أ نه ملكف به": احلمك الرشع -

.واملندوب واملباح واملكروه واحلرامالواجب : وهو مخسة أ قسام : احلمك التلكيف

الصحة والفساد، : العلل وال س باب والرشوط واملوانع، وأ دخل بع ال صوليني فيه : وهو أ ربعة أ قسام : احلمك الوضع

والرخصة والعزمية4.

ية، ومتعلقه هو فعل امللكف ذه التعاريف يظهر أ ن الفقه الإساليم هو معرفة ابل حاكم الرشعية العملية بأ دلهتا التفصيل من خال ه

ل بتفه وفقه -جل يف عاله -ذكل أ ن املسمل البالغ العاقل ل بد هل أ ن يتتبع يف لك حراكته وسكناته حمك ربه ، ول يمت ذكل اإ

من غري اذلمة فهيا بفعل جامعة مهن النصوص الرشعية، غري أ ن ذكل متعذر لعامة املسلمني، فصار الفقه من فروض الكفاية اليت تربأ

وما اكن املؤمنون لينفروا اكفة فلول نفر من لك فرقة مهن طائفة ليتفقهوا يف ﴿ :تعني عىل فرد من ال فراد، وال ية الكرمية تبني ذكل

لهي لعله حيذرون﴾ ذا رجعوا اإ (. 122: التوبة) ادلين ولينذروا قوهم اإ

حلمك من خالل فك ن الفقيه يف خترجيه" احلجية"نشأ ما ميكن أ ن نسميه " خطاب هللا "ومن خالل تصور احلمك الرشع أ نه

مرشعا، ولقد اسرتسل بع ال صوليني يف اشرتاط هذا القيد : للنص الرشع يكون يف ذكل من هذا الوجه ( فهمه= فقهه )

فليس يعقل أ ن يكون هناكل تعبد من دون تصور علو اخلطاب املتجسد يف احلمك الرشع بتعريفه " التعبد" ليحصل ما مسوه

. السابق

ل ابلمتثال ملا يسأ ل الفقيه، فهو ملزم حبمكه وجحة هللا قامئة عليه ول تربأ -جل يف عاله -فالعايم يف ابتغاء معرفة حمك ربه ذمته اإ

ن أ ويل ال مر يف اجهتاداهت الرشعية ملزمون للرعية ابلتعبد يف ما جيهتدون فيه من قضاايمه، فه عىل هذا : حلمك الفقيه، وبوجه أ مع فاإ

عمت يف ﴿:مئون عىل الناس بسلطان هللا اذلي قال قا ن تاناازاأويل المر منمك فاا سولا وا أطيعوا الرذ ا وا نوا أطيعوا اللذ ينا أ ما اا اذلذ أيه ء ايا شا

الياوم وا ن كنمت تؤمنونا ابللذسول ا الرذ وا ىلا اللذ

وه ا ن تاأويال فارده أحسا ري وا كلا خا (.99: سورة النساء ) ﴾ال خر ذا

ومعلوا هبا يف لك العصور ؟ وهل حقيقة ال مر عىل ذكل ؟ وكيف اكفةتلقاها املسلمون هل هذه التنظريات : ولسائل أ ن يسأ ل

نزال رساةل الإسالم السامية من أ جهل ؟ مي كن تصور املسأ ةل من دون تناق وختبط، اذلي يتعاىل هللا عن ترشيعه واإ

1 2490لسان العرب، مرص، القاهرة، دار املعارف، ص الإفريق ، ابن منظور، .2 . 21، ص1اجملدل الكويت، وزارة ال وقاف والشؤون الإسالمية، ، يف أ صول الفقه البحر احمليط ،(ه1413) ،(ه494)بدر ادلين محمد بن هبادر، الزركيش،.3 .1ص دار عامل الفوئد، : اململكة العربية السعودية ، مكة ،عىل روضة الناظر مذكرة أ صول الفقه، ( ه1421) ، ( ه1392)محمد ال مني بن محمد اخملتار، الش نقيط ، .

4 .4 ، مذكرة أ صول الفقه، ص الش نقيط.

Page 4: الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

4

: مراحل تطور الفقه الإساليم -ب

يراده يف هذا البحث أ ن نتصمثانية أ دوار تطو فهيا الفقه الإساليم، " املدخل الفقهي العام"يف كتابه الزرقا . يذكر د ور ولو سبب اإ

، عىل وجه العموم أ ن الفقه الإساليم قد مر مبراحل متعددة أ كسبته حالت خمتلفة، تأ ثر فهيا ابملتغريات الزمنية واملاكنية والس ياس ية

: وجعل هذه ال دوار عىل هذا التفصيل

.ملسو هيلع هللا ىلصعرص الرساةل، أ ي مدة حياة الرسول : ادلور ال ول

ىل منتصف القرن ال ول الهجري، حيث اس تتب ال مر لل مويني، وهنج معظمه عرص اخللفاء الراشدين فامي : ادلور الثاين بعده اإ

.بس ياس هت ادلاخلية عىل وفق أ هواهئ يف احلمك، ل عىل وفق ال وامر الرشعية

.وهذان ادلوران هام املرحةل المتهيدية للفقه الإساليم

ىل أ وائل القرن الثاين، : ادلور الثالث ليه، وتكونت من منتصف القرن ال ول اإ ختصاصا ينرصف اإ حيث اس تقل عمل الفقه وأ صبح اإ

.وهذا ادلور هو املرحةل التأ سيس ية يف الفقه. املذاهب: املدارس الفقهية، أ ي الإجهتادات املسامت

ىل منتصف القرن الرابع حيث بلغ الفقه أ وجه يف الاجهتاد والتدوين والتفريع املذ: ادلور الرابع هيب، ومت فيه من أ وائل القرن الثاين اإ

.وهذا دور الكامل يف الفقه الإساليم. وضع عمل أ صول الفقه، وتاكمل

من منتصف القرن الرابع اإىل سقوط بغداد يف أ يدي التتار يف منتصف القرن السابع، وفيه نشطت حركة التحرير : ادلور اخلامس

.والتخرجي والرتجيح يف املذاهب

ىل: ادلور السادس ظهور لجةل ال حاكم العدلية اليت مت وضعها عىل يد جلنة من الفقهاء وصدرت الغرادة من منتصف القرن السابع اإ

.وهذا دور الاحنطاط الفقهي . ه 1293شعبان س نة 21السنية السلطانية ابلعمل هبا يف

ىل بعيد احلرب العاملية الثانية، أ ي بعد منتصف القرن الرابع عرش الهجري،: ادلور السابع حني احنرص تطبيق اجملةل من ظهور اجملةل اإ

.يف بضعة بدلان فقط

ىل اليوم، : ادلور الثامن احلايل بدءا من اس تقالل كثري من البدلان الإسالمية عن الاس تعامر املبارش بعد احلرب العاملية الثانية اإ

"حيث برزت للعيان حصوة اإسالمية متعددة اجلوانب، وخباصة يف جانب الفقه1 .

مر مبراحل عديدة، انتابت لك مرحةل أ نظمة س ياس ية خمتلفة، وسادت يف لك تكل احلقب خلفيات فكرية فالفقه الإساليم قد

طراد أ حاكم الفقهاء عىل مسائل ال حاكم الرشعية اليت اكنت ول بد اتبعة للك تكل خمتلفة ومتباينة، فال ميكن حبال من ال حوال اإ

ن اختذت شالك دينيا يف ظاهرها، وابلت ن تناول موضوع الفن مل يكن ولن يكون منضبطا حتت منط واحد ميكن املتغريات واإ ايل فاإ

.لجاراة الفكر العام للحاةل الاجامتعية للمسلمني يف تكل احلقبة، بل لك حماوةل فيه ل تتعدى "التكييف الفقهي :"تسميته بـ

:الفرق بني الرشيعة والفقه -ج

لهي بطرفيه والفقه الإساليم، ذكل أ ن الرشيعة يه الويح كام ل بد من التنبيه عىل رضورة التفريق بني الرشيعة الإسالمية : الإ

، ويقررونه ويؤصلونهني، والفقه هو ما فهمه العلامء وما يس تنبطونه من نصوص الوحيالقرأ ن والس نة2.

من هنا تظهر أ مهية المتيزي بني خمتلف احلقول ادلينية، وأ خذ الظاهرة ادلينية بشلك موضوع ، وأ ن ل نقع يف ما سامه أ حد املفكرين

يف زماننا ابجلهل املقدس، حيث أ ن بع ال راء اليت تبناها بع العلامء من الفقهاء ظهر بطالهنا وخمالفهتا للحقيقة مبختلف

1 . 113-111ص ، 1سورية، دمشق، دار القمل، ج املدخل الفقهي العام،، (م1991)مصطفى أ محد، الزرقا، .2 .193 الزرقا، املدخل الفقهي العام، ص

Page 5: الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

5

"اجلهل املقدس: "س ل يزالون يقدسون تكل ال خطاء، ما فسح اجملال أ مام ظهور مصطلح مس توايهتا لكن النا1فالعصمة ل ترد .

مطلقا لجال الفقه الإساليم اذلي يكتفى فيه ابلظنون الغالبة اليت يه رشط التعبد ومناطه، ال مر اذلي جعل طبيعة الفقه الإساليم

نسانية ذات طابع ديين ورشع ، وأ ن اب ب الاجهتاد مل يزل ول يزال مفتوحا أ مام اخللف برشط أ ن يسريوا وفق الرصاط طبيعة اإ

.سالم دينا ومبحمد نبيا ورسولاملس تقمي وأ ن يرضوا ابهلل راب وابلإ

ل أ نه لزم التنبيه والإشادة ابلفر ن اكن خارجا عن موضوع ادلراسة، اإ ق مع رضورة التنبيه أ ن الرشيعة أ يضا تقابل احلقيقة، وذكل واإ

ينظر مثال ما قاهل احلافظ ابن جحر الهيمت يف الفتاوى احلديثية .بيهنام2.

: الإجهتاد يف الفقه الإساليم -2

"س تنباطبذل الوسع يف نيل حمك رشع معيل بطريق الا: " بقوهليعرف الزركيش الاجهتاد 3، ودجد يف املقابل ابن حزم يعرفه

" هو استنفاد الطاقة يف طلب حمك النازةل حيث يوجد ذكل احلمك، هذا ما ل خالف بني أ حد من أ هل العمل ابدلاينة فيه: " بقوهل4.

ىل ا وذكل راجع يظهر من خالل هذين التعريفني مدى اضطراب تصور مفهوم الاجهتاد ، فعند ختالف املشارب ال صولية والعقديةاإ

الزركيش نرى ابب الاس تنباط هو ما أ خذ احلاةل املركزية يف التعريف، وذكل مبناه عىل استساغة القياس والقول بتعليل ال حاكم،

ول الاس تحسان ما ل يوافق فيه ابن حزم اذلي يقول ابستيعاب النصوص لك الرشيعة والفقه، وأ ن ليس من لجال أ مام القياس5

ىل أ صول وقواعد وعقائد تعمل ، -جل يف عاله -ري ول تعليل أ حاكم البا مفسأ ةل الاجهتاد اليت يه عصب الفقه الإساليم مردها اإ

ال طر العامة، فال بد من معرفة هذه اللكيات من أ جل الوصول اإىل فه منط سري معل عىل تمنيط اجملهتدين وفق ما يساير تكل

.ابب الاجهتاد مفتوح عىل مرصاعيه ، وأ ن دائرة النسبيةدلخوهل يف الفقيه، وابلتايل فه أ ن ال مر فيه سعة

حيث فسح اجملال أ مام العقل يف الاجهتاد -ومن تأ صيالت العلامء ال صوليني يف مسأ ةل بذل الوسع يف نيل ال حاكم الرشعية

منا هو برزخ يلتق فيه حبرا املعارف العقلية والنقلية، والعقل جتاه النصوص الرشعية هل مواقف أ ربعة، -الفقهي ذكل أ ن أ صول الفقه اإ

:هبا يمت التوفيق بني املرشبني، ويمت اخلروج ابل حاكم التفصيلية من أ دلهتا اللكية، ويه

الرشعية مهنا، وعىل قدر ما يؤىت اجملهتد من عمل رشع وتقوى هلل ، لس تخراج ال حاكم فه النصوص الرشعية فهام معيقا -أ

خالص هل .عىل قدر ما يفتح هللا عليه من حل املشالكت واس تنباط الغامضات من املسائل -س بحانه-واإ

:وهو نوعان : حتقيق املناط -ب

يقها يف الفرعأ ن تكون القاعدة اللكية متفقا علهيا أ و منصوصا علهيا، وجيهتد يف حتق : ال ول.

جامع، فيبني اجملهتد وجودها يف الفرع ابجهتاده: الثاين .ما عرف عةل احلمك فيه بنص أ و اإ

فينقح حىت يمتزي املعترب، وهو أ ن يدل ظاهر عىل التعليل بوصف مذكور مع غريه مما ل مدخل هل يف التأ ثري، : تنقيح املناط -جـ

.احلمك به حبذف غريه من الاوصاف عن درجة الاعتبار وجيهتد يف تعيني السبب اذلي أ انط الشارع

1. http://www.youtube.com/watch?v=j4-RycDwSL8 2 http://shamela.ws/browse.php/book-1922#page-220 3 .194، ص 1الزركيش، البحر احمليط، اجملدل 4 .133، ص 1اجملدل منشورات دار ال فاق اجلديدة،: لبنان، بريوت الإحاكم يف أ صول ال حاكم، ، (ه491) بن حزم،أ يب محمد عيل بن أ محد بن سعيد الظاهري، 5 .11 ص ،1الظاهري، ابن حزم، الإحاكم يف أ صول ال حاكم، اجملدل .

Page 6: الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

6

فهنا . وهو الاجهتاد يف اس تخراج عةل احلمك اذلي دل النص أ و الإجامع عليه من غري تعرض لبيان علته أ صال: خترجي املناط -د

وهذا النوع هو ..املناط وتنقيحه فالعةل هاهنا مس تنبطة وليست منصوصة كام يف حتقيق ..يقوم اجملهتد ابس تنباط املناط ابلرأ ي والنظر

الاجهتاد القيايس اذلي اش هتر عند العلامء كدليل من ال دةل1.

وسعه يف اس تقصاء النصوص الرشعية مىت ما وجدت مسأ ةل انزةل وبذل اجملهتد من خالل هذه التأ صيالت ميكن القول أ نه

حلاق املسأ ةل بأ ش باهها ونظائرها ويف الهناية اخلروج حبمك اجهتادي فهيا، فاإن ذكل لكه معترب والبحث عن متعلقات دللهتا، ومن مثة اإ

صيهل من املعارف يف الفقه الإساليم مع مراعاة تكل الرشوط اليت ذكرها أ هل العمل يف صفة اجملهتد والقدر اذلي ل بد هل من حت

ويه حصول ش هبة التعبد التلكيفهذا ما يضمن رشطا من رشوط .هل العمل هل ابلعمل والصالح وتزكيهت هلأ والعلوم، مع شهادة

.ابلظن الغالب بفضل لك ما احتف ابجهتاد الفقيه من قرائن

: الاس تحسان -3

:مفهوم الاس تحسان -١

أ حسنت بفالن : والعرب تقول ... زينته، : وحسنت اليشء حتسينا ... ضد القبح ونقيضه : احلسن " أ صهل من احلسن، و :لغة

ليه، وتقول لينا ول تسئ بنا، : وأ سأ ت اإ وهو حيسن اليشء أ ي يعمهل، ويس تحسن اليشء أ ي يعده .. أ حسن بنا أ ي أ حسن اإ

"حس نا2

.

"هو عد اليشء واعتقاده حس نا: غة الاس تحسان يف الل: " ويقول اجلرجاين 3 .

: اصطالحا

فلك ال صوليني ،بعد أ ن اتفقوا عىل جعهل من ال دةل املومهة أ و اخملتلف فهيا تعريف أ هل العمل ابل صول لالس تحسان اختلف

الكتاب والس نة والإجامع والقياس، مث يتبعوهنا بقول الصحايب، : يذكرونه بعد ذكر ال صول ال ربعة أ و ال دةل الترشيعية ال ربعة

.صاحل املرسةل، وال خذ بأ قل ماقيل، وغري ذكل مما هو مبثوث يف كتهب وامل ،والاس تحسان

" املس تصف "يذكر الغزايل يف 4 :ثالثة معاين الس تحسانل

".ما يس تحس نه اجملهتد بعقهل" - أ

ظهاره" - ب برازه واإ ".دليل ينقدح يف نفس اجملهتد، ل تساعده العبارة عنه، ول يقدر عىل اإ

". العدول حبمك املسأ ةل عن نظائرها بدليل خاص من القرأ ن، أ و بدليل خاص من الس نة" - ت

مام الغزايل النكري والرد للتأ ويلني ال ولني، وجعل من التأ ويل الثالث غري منكرا عنده، لكن انزع يف التسمية ولقد شدد الإ

مام ابن حزم الظاهري الاس تحسان والاس تنباط والرأ ي لكها مبعىن واحد وهو واملصطلح، :عندهوجعل الإ

ال، وهذا هو الاس تحسان ملا رأ ى برأ يه من ذكل، وهو اس تخراج ذكل احلمك مبا رأ ه احلامك أ صلح يف العاقبة ويف احل" - ث

"احلمك اذلي رأ ه1

.، مث أ طال يف تتبع جحج القائلني ابلس تحسان وردها بأ دةل قوية

1شبيليا، ج: ، التحسني والتقبيح العقليني وأ ثرهام يف مسائل أ صول الفقه، اململكة السعودية، رساةل دكتوراه، الرايض(2001)عاي بن عبد هللا الشهراين، . ، 1دار كنوز اإ

. 144-140ص

.وما فوق 144، ص لسان العرب، مرص، القاهرة، دار املعارف، الإفريق ، ابن منظور، 2

.19ص محمد، معج التعريفات، دار الفضيةل، القاهرة ، مرص، حتقيق محمد صديق املنشاوي،اجلرجاين، عيل بن 3

414 -409، ص 1ج مؤسسة الرساةل،: لبنان، بريوت ،من عمل ال صول املس تصفى ، (ه909) ،محمد بن محمد الغزايل، أ بو حامد 4

Page 7: الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

7

"القول بأ قوى ادلليلني" - ج2 . -رمحه هللا -منداد أ نه ما قال به بع أ حصاب ماكل ن خويزب، ذكره البايج عن ا

ذا اكن أ قوى منه، مسوه بذكل ل نه يف ال غلب يكون أ قوى " - ح امس دلليل من ال دةل ال ربعة يعارض القياس اجليل ويعمل به اإ

اذلين يس متعون القول فيتبعون . فبرش عباد﴿: قال هللا تعاىل. من القياس اجليل، فيكون قياسا مس تحس نا

("11-14الزمر )،﴾أ حس نه3 .

"و أ رفق للناسرك القياس، وال خذ مبا هت" - خ4 .

ىل تقدمي الاس تدلل املرسل عىل : هو يف مذهب ماكل " - د ال خذ مبصلحة جزئية يف مقابةل دليل لك ، ومقتضاه الرجوع اإ

ىل ما عمل من قصد الشارع يف امجلل يف أ مثال تكل منا رجع اإ القياس، فاإن من اس تحسن مل يرجع اإىل لجرد ذوقه وتشهيه، واإ

ىل فوت مصلحة من هجة أ خرى، أ و جلب ال ش ياء املفروضة، اكملسائ ل أ ن ذكل ال مر يؤدي اإ ل اليت يقتيض فهيا أ مرا، اإ

جراء القياس مطلقا مفسدة كذكل، وكثريا ما يتفق هذا يف الاصل الرضوري مع احلايج واحلايج مع التمكييل، فيكون اإ

احلايج مع التمكييل، أ و يف الرضوري يؤدي اإىل حرج ومشقة يف بع موارده، فيس تثىن موضع احلرج، وكذكل يف

"الرضوري مع التمكييل، وهو ظاهر5 .

يثار ترك مقتىض ادلليل عىل طريق الاس تثناء والرتخص، ملعرضة ما يعارض به يف بع مقتضياته، " - ذ منه ترك ادلليل ..اإ

ىل املصلحة كتضمني ال جري املشرتك، أ و تركه لالإجامع اكإجياب الغرم عىل من قط ىل العرف، وتركه اإ للعرف كرد ال ميان اإ

يثار التوسعة عىل اخللقذنب بغةل القايض، وتركه يف اليسري لتفاهته ..." لرفع املشقة واإ6.

ىل لوازم ال دةل ومأ لهتاالاس تحسان غري خارج عن " - ر ل أ نه نظر اإ "مقتىض ال دةل، اإ7اختيار الشاطيب ملفهوم

.الاس تحسان

ل ن مرد من خالل هذه التعريفات ملفهوم الاس تحسان، ميكن القول أ ن هناكل اتفاقا عىل عدم قبول التعريفني ال ولني

.الاس تحسان فهيام عىل حم العقل والهوى، وأ ن ذكل ليس برشع مطلقا

نه لجرد اإصطالح يطلق عىل أ ما ابيق التعريفات ويه اليت ميكن عزوها ل ءمة املذاهب الفقهية القائلني به اكحلنفية واملالكية، فاإ

ىل ما خيالفه من أ دةل أ خرى ميكن أ ن تكون أ ضعف يف القوة لكن ليس من حيث مأ لت حالت خيرج فهيا عن مقتىض ادلليل اإ

عامل للمقاصد الرشعية اللكية يف مقابل أ دةل ميكن أ ن تؤدي للمشقة واحلرج أ و تصادم مقصدا لكيا من ال حاكم ولوازهما، فهي بذكل اإ

.مقاصد الرشيعة

11 ص ،1الظاهري، ابن حزم، الإحاكم يف أ صول ال حاكم، ج 1

دار البشائر الإسالمية، : دراسة محمد عيل فركوس، لبنان، بريوت الإشارة يف معرفة ال صول والوجازة يف معىن ادلليل، (ه 444)،سلامين بن خلف البايج، أ بو الوليد 2

.312ص

19اجلرجاين، معج التعريفات، ص 3 19اجلرجاين، معج التعريفات، ص 4

براهمي بن موىس، الشاطيب، أ بو اإحساق 5 .194، 9ج دار ابن عفان،: مرص ، املوافقات،(ه490ت) اإ .191، 9الشاطيب، أ بو اإحساق، املوافقات، ج 6 .199، 9الشاطيب، أ بو اإحساق، املوافقات، ج 7

Page 8: الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

8

:مناقشة الإمام ابن حزم ل دةل القائلني ابلس تحسان -٢

ل مهية رأ ي ابن حزم يف مسأ ةل الاس تحسان، رأ ى الباحث من الرضوري نقل متام الكمه مس تفيدا من طريقة تعامهل مع املسأ ةل ل

غلوه يف نف القياس ما ل يتابع عليه يف بع و جملرد الإجعاز لكن لقوة رده للمسأ ةل من اجلانب الرشع الفقهي ، ومعلوم رأ ي ابن حزم

: -رمحه هللا -فقد قال . مه ههنا جد معترب، وس يأ يت الالكم بعده عن سبب اختيار الباحث لرأ ي ابن حزمتصوراته، لكن الك

روى العتيب محمد بن أ محد قال ثنا أ صبغ بن الفرج قال مسعت ابن القامس ،قال املالكيون ابلس تحسان يف كثري من مسائله "

ذكر ذكل يف ،الاس تحسان يف العمل يكون أ غلب من القياس :قال أ صبع بن الفرج .يقول قال ماكل تسعة أ عشار العمل الاس تحسان

.كتاب أ همات ال ولد من املس تخرجة

وأ نكره من أ حصاب مذهب أ يب حنيفة أ محد بن محمد الطحاوي فأ ما القائلون به ،فعيونوأ ما احلنفيون فأ كرثوا فيه جدا وأ نكره الشا

ن القياس يف هذه املسأ ةل كذا ولكنا نس تحسن فنقول غري ذكل ننا دجدمه يقولون يف كثري من مسائله اإ .فاإ

فيتبعون أ حس نه أ ولئك ذلين هدامه هلل ذلين يس متعون لقول ا﴿واحتج القائلون ابلس تحسان بقول هللا عز وجل : قال أ بو محمد

( .11: الزمر) ﴾وأ ولئك مه أ ولو ل لباب

منا قال عز وجل ،وهذا الاحتجاج علهي : ال أ بو محمدق ، ﴾فيتبعون أ حس نه﴿ل هل ل ن هللا تعاىل مل يقل فيتبعون ما اس تحس نوا واإ

غري هذا ومن قال .هذا هو الإجامع املتيقن من لك مسمل ،وأ حسن ال قوال ما وافق القرأ ن والكم الرسول صىل هللا عليه وسمل

ذ يقول .فليس مسلام ن تنازعمت يف شء ﴿وهو اذلي بينه عز وجل اإ اي أ يا ذلين أ منوا أ طيعوا هلل وأ طيعوا لرسول وأ ويل ل مر منمك فاإ

ن كنمت تؤمنون بلهل وليوم ل خر ذكل خري وأ حسن تأ ويال ىل ،(99: نساء سورة ال ) ﴾فردوه اإىل هلل ولرسول اإ ومل يقل تعاىل فردوه اإ

.ما تس تحس نون

ل نه لو اكن ذكل لاكن هللا تعاىل يلكفنا ما ل نطيق ولبطلت احلقائق ،ومن احملال أ ن يكون احلق فامي اس تحس نا دون برهان

ل نه ل جيوز أ صال أ ن يتفق ،وهذا حمال :ولاكن تعاىل يأ مران ابلختالف اذلي قد هنانه عنه ،ولتضادت ادللئل وتعارضت الرباهني

وطائفة ،وطائفة طبعها اللني ،فطائفة طبعها الشدة ،اس تحسان العلامء لكه عىل قول واحد عىل اختالف مهمه وطبائعه وأ غراضه

ىل التفاق عىل اس تحسان شء واحد مع هذه ادلواع واخلواطر املهيجة ،وطائفة طبعها الاحتياط ،طبعها التصممي ،ول سبيل اإ

ودجد املالكيني قد اس تحس نوا قول ،وحنن دجد احلنفيني قد اس تحس نوا ما اس تقبحه املالكيون ،واختالفها واختالف نتاجئها وموجباهتا

منا اكن يكون هذا ،قد اس تقبحه احلنفيون ىل اس تحسان بع الناس واإ وأ عوذ -فبطل أ ن يكون احلق يف دين هللا عز وجل مردودا اإ

مبني لكه منصوص عليه أ و مجمع عليه فال معىن ملن اس تحسن شيئا منه أ و من ،فأ ما وهو اتم ل مزيد فيه ،انقصالو اكن ادلين -ابهلل

.ول ملن اس تقبح أ يضا شيئا منه أ و من غريه ،غريه

ن اس تحس نه الناس فصح أ ن الاس تحسان شهوة واتباع للهوى وضالل وابهلل ن اس تقبحه الناس والباطل ابطل واإ واحلق حق واإ

ىل أ ن قال .. ." تعاىل نعوذ من اخلذلن : -رمحه هللا-اإ

. "ما رأ ه املسلمون حس نا فهو عند هللا حسن" :واحتجوا يف الاس تحسان بقول جيري عىل أ لسنهت وهو"

نه ل يوجد البتة يف ،وهذا ل نعلمه ينس ند اإىل رسول هللا صىل هللا عليه وسمل من وجه أ صال مس ند وأ ما اذلي ل شك فيه فاإ

منا نعرفه عن ابن مسعود ،حصيح .واإ

كام حدثنا املهلب المتمي عن محمد بن عيىس بن مناس عن محمد بن مرسور عن يونس بن عبد ال عىل عن ابن وهب أ خربين عبد

مفا رأ ه :"هللا بن يزيد عن عبد الرمحن بن عبد هللا عتبة عن عامص بن هبدةل عن شقيق عن عبد هللا بن مسعود فذكر الكما فيه

" .املسلمون حس نا فهو عند هللا حسن

Page 9: الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

9

جامع املسلمني فقط ،وهذا لو أ ىت من وجه حصيح ملا اكن هل فيه متعلق : قال أ بو محمد ثبات اإ منا يكون اإ ل نه مل يقل ما رأ ه ،ل نه اإ

منا فيه ما رأ ه املسلمون فهذا هو الإجامع اذلي ل جيوز خالفه ،بع املسلمني حس نا فهو حسن وليس ما رأ ه بع ،لو تيقنواإ

وهذا حمال ،وبفعل شء وتركه معا ،ولو اكن ذكل لكنا مأ مورين ابليشء وضده ،غريمه من املسلمني رأ ه املسلمني بأ وىل ابلتباع مما

ليه .ل سبيل اإ

؟ املسأ ةل وجه كذا ما معىن قولمك الاس تحسان يف هذه : مث يقال هل

وهو اذلي يرونه أ حوط أ و أ خف أ و أ قرب ،ما اكنوا عليه فامي قارب عرص أ يب حنيفة وماكل : أ حدهام ،جفواهب يف ذكل أ حد جوابني

ىل ما طابت عليه أ نفسه .أ و أ بعد من الش ناعة ،من العادة واملعهود لنفس اوهنيى ﴿وهذا ابطل بقوهل تعاىل ،وهذا لكه ابمجلةل راجع اإ

ن :وقال تعاىل ،﴾فاإن جلنة يه ملأ وى* عن لهوى تبع ذلين ظلموا أ هوأ ءمه بغري ابل ﴿وبقوهل تعاىل ، ﴾لسوء س ل مارة ابلنفا﴿ اإ

بطال أ ن يتبع أ حد ما اس تحسن بغري برهان ، ﴾هللاومن أ ضل ممن تبع هواه بغري هدى من ﴿ :وقال تعاىل ، عمل﴾ ويف هذه ال ي اإ

جامع لهي ول يكون أ حد أ حوط عىل العباد املؤمنني من هللا خالقه ورازق .من نص أ و اإ والاحتياط لكه اتباع ما .ه وابعث الرسل اإ

.ين ملا انفرته قلوب مل تعتدهعول م .والش ناعة لكها خمالفته ،أ مر هللا تعاىل به

ل عند من مل يمترن مبعرفة احلقائق ل ما أ مر هللا تعاىل به رسوهل صىل هللا عليه وسمل ،وهذا لكه ظنون فاسدة ل جتوز اإ ول حسن اإ

"ل ما هنيى عنه تعاىل ورسوهل صىل هللا عليه وسمل ول قبيح ول شنيع ،أ و أ ابحاه1 .وتمتة الكمه طويةل .

ىل تصورات هذا ما ميكن اس تفادته من الكم ابن حزم يف مقدمات رضورية هبا يتصور أ ن مرد مسأ ةل الاس تحسان يف ال صل اإ

فالفقه ، - جل يف عاله -ومسأ ةل تعليل ال حاكم الرشعية وأ فعال الباري عقدية خمتلفة، لعل أ قرهبا مسأ ةل التحسني والتقبيح العقليني،

ل لجال لتوكيد هذه اللكيات ال صلية وتثبيهتا يف احلياة اليومية والنظام العام لل مة الإسالمية، واملالحظ يف غالب نزعات ليس اإ

ىل الظاهرية يف تناول املسائل الصحوة الإسالمية يف زماننا جيدها قد اختذت مهنجا مناف للمهنج العقالين وميوهل اكنت أ كرث اإ

كام تقابلها حصوة فكرية علمية اختذت من املهنج العقالين حمكام وقاضيا يف دراسة املسائل املتعلقة ابحلياة العرصية للمسلمني الرشعية،

ملسائل الفن الإساليم مثال، ذكل أ ن فال ينتظر حس الزناع ول بلورة التكييف الفقهي يف زمن التكنولوجيا والعمل والعقل،

يف معزل عن عقائدمه اليت تليسوالتصورات العقلية اجلزئية مشارب القوم قد اختلفت، ورؤامه قد تباعدت، والفقه وأ صوهل

.أ خذت يف التنوع والاختالف مأ خذ اجلد

ل لصار فيه نوع من المتييع هالفقل بد من تضييقه يف -الفقهي الرشع -فباب الاس تحسان من اجلانب املوضوع الإساليم، واإ

حامتل -من هجة -والقول عىل هللا بغري عمل ذا اكن لك دليل يطرقه اإ ، ومن هجة أ خرى توس يع لجال النسبية يف ال حاكم الفقهية، فاإ

. ون هللااختيار خالفه لس تحسان ما، فالزم ذكل أ ن ل تكون الرشيعة حممكة، بل يصري اجملهتدون مرشعني للناس من د

لك هذا الالكم ينضبط ويس تقمي يف الرشيعة اليت مت من قبل التفريق بيهنا وبني الفقه الإساليم، وبيهنا وبني احلقيقة اليت لها

ىل الوجود البرشي، حيث يكون احلق مياديهنا اخلاصة حيث اجلانب العرفاين خيرق اجلانب الظاهري والظاهرايت للتدين والنظرة اإ

ل حقيقة ما يف ال مر، والالكم يف احلقيقة يطول، لكن ل بد من التنبيه فقطهو الهدف ا ليه ليس اإ .لوحيد والطريق اإ

.22 - 16ص 6،جبن حزم، اإلحكام في أصول األحكامالظاهري، ا. 1

Page 10: الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

12

:التحسني والتقبيح العقليني -4

من املسائل العقدية والالكمية اليت لها عالقة وطيدة مبوضوع ادلراسة، مسأ ةل التحسني والتقبيح العقليني، وعالقهتا ابلس تحسان

يف طريقة املوازنة بني املقاصد أ و يف طريقة التعامل مع العلل وحتقيق وتنقيح وخترجي املناط فهيا، ذكل أ ن للعقل فهيا مدخال ةظاهر

دراك العقل للحسن والقبح ؟ : كبريا، فال بد من حترير مساةل العقل هل هل أ ن حيمك وينفرد يف التحسني والتقبيح ؟ وما مدى اإ

فهيا مسارح ومقالت ؟ وهل ال مور التعبدية هل

:يف اإصطالحات العلامء حياحلسن والقب -١

ىل دوعزو مناقشة يف التحسني والتقبيح العقليني وأ ثرهام يف مسائل " :الشهراين يف دراس ته .هذه التعريفات وغريها، حنيل اإ

"أ صول الفقه1 .فهي انفعة مس تقصية لشذرات املسأ ةل وذيولها

ما ليس للملكف فعهل، أ و ما ليس : والقبيح . احلسن هو ما للملكف أ ن يفعهل أ و ما لفاعهل أ ن يفعهل: ف الباقالينيتعر - أ

.لفاعهل أ ن يفعهل

احلسن ما للقادر عليه املمتكن من المل : تعريف أ يب احلسن البرصي وحنوه للقايض عبد اجلبار وأ شهر ما نقل عن املعزتةل - ب

ذا مل يكن هل تأ ث والقبيح ما ليس للقادر عليه املمتكن من العمل حباهل أ ن يفعهل، . ري يف اس تحقاق اذلمحباهل أ ن يفعهل، واإ

.ويتبع ذكل أ ن يس تحق اذلم بفعهل

ىل فعهل أ و أ ابحه هل : احلسن : -رمحه هللا -تعريف أ بو احلسن ال شعري - ت ما هنامه : والقبيح . ما أ مرمه هللا به أ و ندهب اإ

".عنه وزجرمه عن فعهل

ما مل ينه : احلسن : الرازي، والقرايف، والبيضاوي، والس بيك ال ب، والإجي ، والتفتازاين وغريمه: ق ال شاعرةتعريف حمق - ث

.هو ما هني عنه رشعا: والقبيح . عنه رشعا

".احلسن هو املأ ذون فيه رشعا، والقبيح هو املهني عنه رشعا: " تعريف أ يب اإحساق الإسفرائيين - ج

و احلق والصدق والنافع واملصلحة واحلمكة والصواب، وأ ن اليشء القبيح هو الباطل احلسن ه: " تعريف ابن تميية - ح

".والكذب والضار واملفسدة والسفه واخلطأ

احلسن هو املقبول املريض، وهو يشمل املقبول املريض ابلطبع أ و العقل أ و الرشع، : تعريف السمرقندي وعزاه للحنفية - خ

ليه الطبع ل غري يكون ليه العقل . حس نا طبعا، ل عقال ول رشعا، مكبارشة بع احملرمات فلك ما مييل اإ ولك ما يدعو اإ

ولك ما جاء به الرشع ورغب فيه من . والرشع دون الطبع فهو حسن عقال ورشعا، اكلإميان ابهلل تعالىوأ صل العبادات

ليه الطبع .وقاهتا وكيفياهتا، فهو حسن رشعا مكقادير العبادات وأ غري أ ن يعقل وجه احلسن منه، ومييل اإ

:مصطلحا يطلق عىل ثالثة معان مل حيدوا اجلسن والقبيح حبد معني، بل جعلوه: تعريف الغزايل وال مدي وابن الساعايت - د

أ ن هذا خيتلف ابختالف ال غراض، فليس ذاتيا بل : وقالوا . ما وافق الغرض فهو حسن، وما خالفه غقبيح: املعىن ال ول

.الفعل موافقا لشخص خمالفا ل خر، فهو حسن يف حق من يوافقه، قبيح يف حق من خيالفه هو أ مر اإضايف، فقد يكون

وهذا أ يضا مما خيتلف ابختالف . ما أ مر الرشع بذم فاعهل: احلسن ما أ مر الرشع ابلثناء عىل فاعهل، والقبيح: املعىن الثاين

.ورود أ مر الشارع

شبيليا، ج: ، التحسني والتقبيح العقليني وأ ثرهام يف مسائل أ صول الفقه، اململكة السعودية، رساةل دكتوراه، الرايض(2001)، عاي بن عبد هللا الشهراين 1 ، 1دار كنوز اإ

. 204-111ص

Page 11: الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

11

وهذا . والقبيح يف مقابلته. والقدرة عليه أ ن يفعهل، مبعىن نف احلرج عن فعهلاحلسن ما لفاعهل مع العمل به : ىن الثالثعامل

.ليس بذايت لختالفه ابختالف أ حوال امللكفني

حظ مدى تعلق مسأ ةل احلسن والقبيح بأ صول الفقه من هجة، ومبسأ ةل الاس تحسان من هجة أ ن من خالل هذه التعاريف، نال

لهي ، وأ ن ليس للعقل مدخل يف معرفة احلسن عند مجةل من العلامء هو فق لهي ، وأ ن القبيح هو ما مشهل الهني الإ ط ما وافق ال مر الإ

ل تبعا، التحس دراكه، ني والتقبيح اإ أ و يف املقابل من يرى أ ن احلسن والقبح هو يف ذوات ال ش ياء وكهنها وقد يس تقل العقل يف اإ

ليه يف ذكر اخلالف يف املبحث التايلوذكل ما ن :تطرق اإ

:مذاهب العلامء يف التحسني والتقبيح - ٢

ىل أ هلها، بل الباحث يف تفاصيل الكم الفرق الإسالمية يف هذه املسأ ةل جيد الكثري من الاضطراب يف حترير املذاهب وعزوها اإ

مام الواحد يف املس دس يج ةل، ما ينئب عىل أ ن هذه املسأ ةل من املعضالت، لكن ذكل ل مينع من اكتساب أ اضطرااب يف حترير قول الإ

مر هذه املسأ ةل قمية مركزية يف ادلين الإساليم، ولعل حترير حمل الزناع فهيا ل يزال قامئا رمغ احملاولت ادلراس ية اجلادة يف ذكل، ال

ث، فكرة أ ن الفن الإساليم كغريه من املسائل الرشعية اكنت اذلي جعل الباحث ينقل املذاهب العامة من أ جل تقريب فكرة البح

ول بد حمال لهذه التصورات اللكية اليت اكنت يف ال زمان الغابرة متجسدة وبصفة ش به مقننة، فتبين احلامك أ و امللوك لعقيدة الاعزتال

ن اكنت خمالفة لظاهر الرشع - أ مور جامليةمثال أ مر يسمح ابلرضورة يف ظهور ،لكوهنا داخةل يف دائرة التحسني العقيل تعمميهاو -واإ

اكنت تعترب دينا يدينون هللا هبا، وفق النظام الفكري والفلسفة العامة اليت يندرج -عن الفقه -وأ ن هناكل سريورة غري اليت نعرفها

:، طرفان ووسطميكن الالكم عىل ثالثة مذاهب عامة يف مساةل التحسني والتقبيح. حتهتا لك ما هو معيل تفصييل

ثبات احلسن والقبح العقليني، مبعىن أ ن العقل يدرك احلسن والقبح، فهو حيسن ويقبح، وهذا مذهب املعزتةل: القول ال ول" .اإ

نف احلسن والقبح العقليني، مبعىن أ ن العقل ل يدرك احلسن والقبح، فالعقل ل حيسن ول يقبح، وهذا مذهب :القول الثاين

" ال شاعرة1 .

.قول تأ ليف بني املذهبني، حرره وانقش أ دلته ابن تميية وتلميذه ابن القمي يف مواطن من كتهبام، وتبعهام مجع :القول الثالث

"التحسني والتقبيح العقليني وأ ثرهام يف مسائل أ صول الفقه"ولتتبع هذه ال قوال تفصيليا ينظر 2للشهراين فقد أ طال يف تتبع أ صول

.املسأ ةل وفروعها وحترير أ قوال أ هل العمل فهيا

: تظهر أ مهية املسأ ةل يف حتديد دور العقل جتاه النقل، ل من الطريقة الالكمية العقدية، لكن من اجلانب الفقهي الترشيع الواقع

ماكنية تعليل انطهتا بعلل مس تنبطة مبح العقل وهل ميكن للعقل أ ن خيصص أ و يس تثين، أ و حىت اإ مع العمل أ ن احلمك -ال حاكم واإ

.، هنا تظهر أ مهية املسأ ةل وعالقهتا ابملوضوع -يدور مع علته وجودا وعدما

1 .وما فوق 332ص دار ابن اجلوزي،: اململكة العربية السعودية، ادلمام معامل أ صول الفقه عند أ هل الس نة وامجلاعة،، (م1991)،اجلزياين، محمد بن حسني.شبيليا، ج: ، التحسني والتقبيح العقليني وأ ثرهام يف مسائل أ صول الفقه، اململكة السعودية، رساةل دكتوراه، الرايض(2001)، عاي بن عبد هللا الشهراين 2 ، 1دار كنوز اإ

.مفا فوق -309ص

Page 12: الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

12

:الفصل الرابع : الاس تحسان وأ ثره يف الفن الإساليم -١

ذا اكنت " بداع ال مة يف عامل ( احلضارة)اإ اليت هتذب الإنسان وترتق به، ويف الثقافة، أ ي يف (ال ش ياء) و( الفكر)يه جامع اإ

نسان املتحرض -يف التطبيق والتقنية -اذلي جيسد مثرات الفكر المتدن هنا ... أ ش ياء يس متتع هبا الإ ذا اكنت هذه يه احلضارة فاإ -اإ

بداع برشي لهي ، نزل به الويح عىل قلب يف املن -اكإ ظور الإساليم ويف التجربة الإسالمية، وثيقة الصةل بدين الإسالم، كوضع اإ

..."ملسو هيلع هللا ىلصرسول هللا 1 .

، وابلتايل حيمل يف طياته أ رىق ال مور الفكرية، وجيسد يف واقعه أ مجل ما الإسالمية والفن الإساليم هو من أ مه مظاهر احلضارة

ل بقااي يف الإماكن املدين، ولكن الزمان قد عفا عىل كثري من تكل اخللفيات الفكرية اليت نشأ الفن الإساليم علهيا، ومل يبق للعيان اإ

ن احلقائق السامية اليت لكام بعدت عن صامم ال مان ومنبع العصمة من تشالكته املتعينة مبعرثة يف أ صقاع البالد الإسالمية، شأ نه شأ

حياء املعاين قبل املباين، وترس يخ الفه الإساليم للحياة، وتوس يع ال فق أ مام احلقائق السامية اليت لكام تالشت حقائقها، فال بد من اإ

.ش يل الناس من اجلهل والظالمرمبا س تقبل من جديد أ ن تظهر يف عامل املادة اذلي نعيش فيه، فتكون رمحة ت

ل أ نه ل نشائية يف تزنيلها عىل الفن الإساليم من طرف الباحث الواحد، اإ ماكنية معلية اإ رمغ خطورة مسأ ةل الاس تحسان، وعدم اإ

اليم مل بد من تتبع أ مثلهتا عند من تلكموا يف الفن الإساليم وتكييفه الفقهي ، وهذه معضةل أ خرى حيث أ ن تصور مفهوم الفن الإس

ل من حيث انتفاهل اإىل جزئيات معلية قابةل للتكييف الفقهي ، فتنتقل املسأ ةل يس تقر عىل وترية واحدة، ول ميكن احلديث عنه فقهيا اإ

...اإىل حقل فقهي حم يتعامل مع اجلزئيات التفصيلية بنوع من التحمك وعدم الإدراك التام ملفهوم الفن تأ صيلية معلية من كوهنا

من أ جل ذكل، نرى غالب من أ لف يف موضوع الإسالم والفن ينتقلون من احلديث يف حمل الزناع اإىل جزئيات تاكد تكون بديية

ىل عمل امجلال عند عوام املسلمني، فرنى قلب الفن الإساليم ىل احلديث عن حترمي أ و حتليل التصوير والنحت واملوس يقى، اإ اترة، واإ

.وهو الفن كرضورة حضارية للمجمتعات البرشية: ملركزي بعيدا عن لك تصور لل مر ا

ابحة التصوير الفوتغرايف: "توظيف نظرية الاس تحسان عىل رأ ي محمد خبيت املطيع يف -٢ " .اجلواب الشايف يف اإ وغناها ابلعزو اإىل الكم السابقني يف مما مت تأ صيهل يف الفصل السابق، من ال مثةل سبب اختيار هذه الرساةل هو احتواهئا عىل مجةل

نقل محمد عامرة عن محمد عبده يف تعليل حترمي التصوير بكون الناس يف الزمن ال ول حدييث عهد مساةل التصوير، مثل معرفة أ ن

الطحاوي كام يأ تينا فنجد املطيع ينقلها عن مل يكن من اجهتاده هو، ، وأ نه ملا اس تقر التوحيد والإسالم انتفت عةل التحرميابجلاهلية

.مع لك ما حتتويه الرساةل عىل وجازهتا من نصوص رشعية يف التصوير يف ادلراسة،

:يف أ ربعة مقامات خلص املؤلف الكم أ هل العمل يف مسأ ةل التصوير

هن مه ، وقد علمت أ ن امجليع متفقون عىل أ ن املراد مهن دخول املالئكة بيتا فيه صورة أ و لكبيف :املقام ال ول " غري احلفظة واإ

هن اختلفوا بعد ذكل :اذلين يطوفون ابلرمحة والتربيك والاس تغفار واإ

1 .14صمرص، القاهرة، دار الرشوق، الإسالم والفنون امجليةل، ،(م1991)عامرة، محمد،

Page 13: الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

13

قتناؤه من لكب أ و صورة، وأ ما ما ل حيرم كلكب الصيد ففريق اكخلطايب ومن وافقه قالوا أ هنا ل تدخل بيتا فيه شء مما حيرم اإ

ىل و اليت فقدت عضوا ل تعيش بدونه، فال ميتنع دخول املالئكة بسببه، والزرع واملاش ية والصور املمهتنة يف البسط والوسائد أ واإ

. هذا ذهب عامة احلنفية معال مبا رواه ابن حبان والنسايئ من احلديث السابق اخملصص لعموم النص

.وأ ن النووي قال ال ظهر أ نه عام يف لك لكب وصورة

ئكة من دخول بيت فيه لكب أ و صورة، فالفريق ال ول ومهن اخلطايب يقول ومبىن هذا اخلالف اختالفه يف سبب امتناع املال

.أ ن السبب هو ارتاكب املعصية ابقتناء ما منع الشارع اقتناءه فيختص ذكل مبا حرم اقتناؤه

اء كلكب والفريق الثاين ومهن النووي يقولون أ ن وجود اللكب أ و الصورة يف البيت مانع من دخول املالئكة سواء جاز الاقتن

ما بكوهنا يف البسط أ و الوسائد أ و لكوهنا قد فقدت عضو ل تعيش بدونه، أ و مل جيز الزرع أ و املاش ية وحنو ذكل واكلصور املمهتنة اإ

كلكب ادلار والصور اليت حيصل تعظميها أ و التش به بعبادة الصور، ويلزم الفريق الاول أ ن يقول بتخصيص الاحاديث اليت وردت

.ا ورد مهنا خمصصا لعموهما كام تقدمعامة يف ذكل مم

ويلزم الفريق الثاين أ ن يبق النصوص عىل معوهما، ومما قال الفريق الثاين يعمل أ نه ل يلزم من امتناع دخول املالئكة بيتا فيه صورة

، وعىل ذكل ل يلزم من امتناع جربيل عليه السالم من دخول بيت النيب صىل أ و لكب أ ن يكون اقتناء الصورة أ و اللكب حمرما

هللا عليه وسمل لوجود الصورة ابلقرام اذلي اكن معلقا عىل ابب بيته وحنوه أ ن يكون اقتناء الصور حمرما، وأ ن النيب صىل هللا عليه

منا هتك السرت اترة وأ مر بزنعه اترة وبقطعه اترة، ل نه مينع د خول املالئكة عنده ل لإن الاقتناء حرام، فال تدل هذه وسمل اإ

منا هو ل جل امتناع جربيل عنه صىل هللا . ال حاديث عىل أ ن اقتناء الصور اليت ل ظل لها حمرم وغضب النيب صىل هللا عليه وسمل اإ

ليه من ربه تعاىل ل ل ن اقتناء الصورة عىل هذا الو جه حمرم بل يكون مكروها كراهة تزنيه عليه وسمل، ل ن جربيل هو رسول الويح اإ

منا توجه للمصورين اذلين وأ هن يصنعون الصورفقط ملنعه دخول مالئكة الرمحة، ويدل أ ن أ شدية الوعيد اذلي جاء يف ال حاديث اإ

ىل من اقتىن الصور اليت: مه اذلين يعذبون فيقال ىل شديد وعيد اإ . ل ظل لهاأ حيوا ما خلقمت، ومل تتعرض ال حاديث فامي أ عمل اإ

أ و عىل البسط اليت فهيا ذكل، وقد علمت حمكه أ يضا مفصال وأ نه ل يلزم الصالة يف الثياب اليت فهيا التصاوير مقام : املقام الثاين

من حرمة فعل التصوير حرمة الصالة يف الثوب اذلي فيه الصورة أ و عىل البساط اذلي فيه الصورة، ل ن عةل حرمة التصوير يه

.خلق هللا وعةل كراهة الصالة يه تعظمي الصورة أ و التش به بعبادة غري هللا تعاىلمضاهاة

مع الصورة، كذكل ل يكره ، وقد علمت أ ن حمك اقتناهئا حمك الصالة فلك موضع ل تكره الصالة اقتناء الصورةمقام :املقام الثالث

.اقتناؤها فيه كام فصلناه

وهو املقصود ابذلات، وقد علمت أ ن ابن عابدين قال أ ن ظاهر الكم النووي أ نه حرام ابلإجامع مطلقا سواء صنعه ملا :املقام الرابع

:لكن قول اخلطايب اذلي قدمناه . ميهتن أ و لغريه وسواء اكنت الصورة صغرية أ و كبرية وسواء اكن لها ظل أ و ل ظل لها

ن اكن أ ن املصور اذلي يصور أ شاكل احليوان والنق) اش اذلي ينقش أ شاكل الشجر فاإين أ رجو أ ن ل يدخل يف هذا الوعيد، واإ

(.مجةل هذا الباب مكروها وداخال فامي يشغل القلب مبا ل يعين

مينع القول ابلإجامع عىل الإطالق بل يقيد ذكل الإجامع عىل فرض حصة نقهل بغري املصور اذلي يصور أ شاكل احليوان، وتصوير

وان معناه صنع صورته بدون أ ن يكون لها ظل ول جرم، وكذكل ما قدمناه عن ال لويس من أ ن مكيا حىك عن قوم ال شاكل احلي

ن اكن أ هن يقولون جبواز التصوير وكذكل حاكه النحاس وابن الغرس مينع من وجود الإجامع عىل حرمة التصوير يف لك صورة واإ

ليه وأ ن ال ية ل تدل عليه لكن وجوده مينع انعقاد الإجامع ل ن لك واحد من املتخالفني يعتقد أ ن مذهبه ،هذا القول ل يلتفت اإ

Page 14: الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

14

صواب حيمتل اخلطأ وأ ن مذهب غريه خطأ حيمتل الصواب، خصوصا وأ ن الكم النووي ليس نصا رصحيا يف نقل الإجامع، وأ نت تعمل

وعىل لك حال . يف نقهل كونه ظاهر الكم النوويوأ نه كنقل ال حاديث فال يكف الطرق اليت دوهنا علامء الاصول يف نقل الإجامع

حرمة تصوير احليوان أ شد التحرمي، وأ نه من الكبائر سواء صنعه ملا ميهتن : مفذهب ماكل والثوري وأ يب حنيفة وغريمه جامعة العلامء

.أ و لغريه كام قدمناه يف التوضيح

ذا تقرر هذا فنقول أ ن عةل حرمة التصوير عىل ما تقدم يه مض جياد الصورة اإ اهاة خلق هللا تعاىل وذكل ل ن معىن التصوير هو اإ

انفخ فهيا : ) مبعىن أ ن املصور حيدث صورة حيوان يفعهل ويصنعه حىت بذكل يكون مضاهيا خللق هللا، ويعذب يوم القيامة ويقال

("أ حيوا ما خلقمت: ) أ و يقال هل (. الروح وليس بناخف1 .

:أ مور يس تفاد من تأ صيل املؤلف

هل هو ذات اللكب والصورة ؟ أ م ما حرم من اقتناهئام؟: سبب عدم دخول املالئكة بيتا فيه صورة أ و لكب

فيه تصاوير، وهل هناك تالزم بيهنا وبني حمك التصوير ؟يتط الحمك الصالة يف الثياب والبس

قتناء الصور ؟ حمك اإ

التفصيالت فيهو التصوير " فعل"حمك.

مضاهاة خلق هللا تعاىل :عةل التحرمي.

حداهثا بعد أ ن مل تكن: معىن التصوير جياد الصورة أ و اإ .اإ

:املناقشة والتحليل

اس تفادة املؤلف عدم حرمة اقتناء نوع ، ( ال خذ بأ قوى ادلليلني) من الاس تحسان عىل املفهوم املاليك اذلي س بق بيانه -

فهيا صورة أ و لكب، ذكل أ ن العموم الوارد يف احلديث خاص من الصور رمغ ورود حديث عدم دخول املالئكة لبيت

وجد ما خيصصه بأ وصاف أ خرى جعلها بع العلامء عةل للتحرمي، بل وجدوا لها خمرجا بقطع رأ سها أ و عضو ل تعيش من

.دونه، أ و بكوهنا همانة اكلبسط والوسائد

م دخول املالئكة، لك ذكل يف البحث عن تقييدات كام يظهر مثال لتنقيح وحتقيق املناط يف التفتيش عن عةل الوعيد وعد -

واردة يف الكم النيب صىل هللا عليه وسمل، اس تنبط املؤلف ومن س بقه من العلامء أ هنا علل أ نيط حمك التحرمي هبا، مفىت

.انتفت العةل جاز التصوير

حياء - منا هو من التفريق بني الصورة والتصوير تفريق موضوع لكن ال دةل تقتيض تعممي احلمك، واإ بعضها عام ذكره املؤلف اإ

حيث ترتيب أ حاكما خمتلفة عىل أ وضاع خمتلفة، فاإن حرمة التصوير من هذه ال دةل ليس بأ قوى من حترمي اقتناء الصور،

. وأ ي فوات خري أ عظ من عدم دخول املالئكة لبيت فيه صورة

1ابحة التصوير الفوتغرايف ، طبع عىل نفقة أ محد بن الصديق الغامري، ، مرص، القاهرة(م 1939) املطيع ، محمد خبيت، .21-14ص .املطبعة اخلريية: ، اجلواب الشايف يف اإ

Page 15: الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

15

نص يويح بعموم التصوير دون تقييد، بل ال عةل املضاهاة مس تنبطة من مجموع ال دةل وليس من املنصوص عليه، بل -

حديث عدم دخول املالئكة لبيت فيه صورة يويح أ ن العةل ليست فقط املضاهاة اليت تتعلق ابملصور وفعهل للتصوير،

.بل ال مر أ بعد من لجرد حرصه بذكل

ن منه، ذكل أ ن معىن التصوير أ ن اختيار املؤلف معىن للتصوير وتركزي املسأ ةل عليه وفق التعليل املس تنبط، هو اس تحسا -

.يف املسأ ةل يشمل الصور بش ىت احامتلهتا، فاختياره معىن واحدا من دون غريه، قامئا ابل ساس عىل الاس تحسان

:وقال رمحه هللا

ل رمقا يف ثوب ) حيمتل قوهل : وقال الطحاوي " كره رسول هللا صىل هللا : أ نه أ راد رمقا يوطأ وميهتن اكلبسط والوسادة، وقالوا ( اإ

عليه وسمل ما اكن سرتا ومل يكره ما يداس عليه ويوطأ ، وهبذا قال سعد بن أ يب وقاص وسامل وعروة وابن سريين وعطاء وعكرمة،

منا هنيى أ من الصور وقال عكرمة فامي يوط هو أ ذن هبا، وهذا أ وسط املذاهب، وبه قال ماكل والثوري وأ بو حنيفة والشافع ، واإ

ن اكنت رمقا ل هن اكنوا حدييث عهد بعبادة الصور، فهنيى عن ذكل مجةل مث ملا تقرر هنيه عن ذكل أ ابح الشارع أ ول عن الصور لكها واإ

ىل أ خذ الثيا "ب وأ ابح ما ميهتن ل نه يأ من عىل اجلاهل تعظمي لك ما ميهتن وبق الهني فامي ل ميهتنما اكن رمقا يف ثوب للرضورة اإ1

:املناقشة والتحليل

شارة، كام اس تأ نس برأ ي الصحايب يف تقييد الهني مبا مل مثال أ خر للتحسني، وهو ال خذ بعةل مس تنبطة غري منصوص علهيا ولو اإ

أ هل العمل يف فتح ابب الاس تنباط وحماوةل التعمق يف س ياقات ال وامر والنوايه، وعدم امجلود يكن ممهتنا، لك ذكل يفيد يف طريقة

عىل ظاهر النص من دون البحث يف علل ال حاكم وخلفياهتا، فهذا من خترجي املناط اذلي قدمنا احلديث عنه، وهو الاجهتاد يف

منا يه اس تخراج عةل احلمك اذلي دل النص أ و الإجامع عليه من غري تع رض لبيان علته أ صال، فالعةل ههنا غري منصوص علهيا واإ

س تنبطة من طرف العاماء اجملهتدون، وتظهر نتيجة ذكل يف ترتيب حمك التحرمي وجودا وعدما هبذه العةل، حيث أ ن فرض حاةل م

.املسلمني يف مأ من عن الرشك جيعل من حترمي التصوير شيئا غري متعلق حبالهت تكل

دعاء بع فرق التصوف سقوط التاكليف عند رمغ كون هذ ل أ نه ل يفرق مثال عن اإ ا مل يمت وفق حم الرأ ي وهوى النفس، اإ

بلوغ مرتبة ما، حيث أ ن املثال السابق هو يف حفواه مطابق لهذه املسأ ةل بوجه من الوجوه، لكن املشلكة أ ن حمك ال ول عند العامة

.جهتاد، والثاين متييع وخروج عن ادلين، لك ذكل من الظمل واجلهلمن الفقهاء أ نه اس تنباط وثبات قدم يف الا

: -رمحه هللا -وقال

ن اكن : وحينئذ ينظر فامي يفعهل بع الناس يف عرصان من أ خذ صور احليواانت من ال انيس وغريمه ابل ةل املسامة " الفوتتغرافيا، اإ

هل توجد فيه عةل التحرمي املذكورة أ و ل توجد؟ فيه معىن التصوير أ و ليس فيه معىن التصوير ؟ و

منا حدث يف عرصان هذا ومل يكن موجودا ول معروفا ول معروفا يف : فنقول مما ل ش هبة فيه أ ن هذا مما ل ش هبة فيه أ ن هذا الفعل اإ

ل عصور السلف ممن تقدم من العلامء، ولكن قد أ طبقت لكمهت أ نه ل ميكن وجود حادثة حتدث يف دار ىل أ ن تنقيض اإ التلكيف اإ

ابحة التصوير الفوتغرايف، (م 1939) املطيع ، محمد خبيت، 1 .9، ص اجلواب الشايف يف اإ

Page 16: الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

16

ما بأ ن ينص عىل حمكه السلف أ و يرجع فيه اإىل القواعد اليت قررها السلف مما أ خذوا ولها حمك رشع يؤخذ من رشعنا، وأ ن ذكل اإ

:من الكتاب والس نة، وقد علمت أ ن عةل التحرمي املذكورة منصوصة يف ال حاديث اليت وردت بتحرمي التصوير، فنقول

ن أ خذ الصور ابل ةل املذكورة عىل ما علمناه من الثقات يف ذكل أ نه عبارة عن حبس الظل بطريقة خمصوصة معلومة ل رابهبا ومن اإ

ذا قابل جرما منريا حدث للجرم الكثيف ظل يف اجلهة ... املقابةل للجرم املنرياملعلوم يف كيفية حدوث الظل أ ن لك جس كثيف اإ

ذا تقرر هذا وعلمت أ ن أ خذ وعىل لك حال فال ية داةل عىل أ ن موجد ا لظل جبميع أ نواعه هو هللا وحده بدون مدخل للخلق، اإ

ل حبس الظل الناشئ خبلق هللا تعاىل من مقابةل ال جسام املظةل للضوء وعلمت أ ن أ ن اخذ الصورة عىل الصور ابلفوتغرافيا ليس اإ

جيادا للصورة، جياد الصو هذا الوجه ليس اإ ، فمل يكن ذكل ال خذ تصويرا رة وصنعها بعد أ ن مل تكنومعىن التصوير لغة ورشعا هو اإ

ذا زالت مقابةل اجلس منا هو منع للظل اذلي خلق هللا تعاىل من زواهل اإ أ صال وليس فيه معىن التصوير واملضاهاة خللق هللا تعاىل، واإ

ذا حنطت الكثيف ظل اجلرم املنري، وجعل ذكل الظل اذلي خلقه هللا مس متر الوجود، أ ل ترى أ نه جيوز اقتناء نفس جثة احليوان اإ

مرأ ة ما شاء أ ن يقف فيعكس ظهل فهيا ؟ ومعلت لها الوسائط اليت حتفظها من البال والتعفن ؟ كام أ نه جيوز أ ن يقف الإنسان أ مام

زوال وقوف فلو فرضنا أ ن أ خر حبس هذا الظل اذلي انعكس ابملرأ ة فهيا بوسائط وصلته ذلكل وجعهل مس متر الوجود يف املرأ ة بعد

ن هذا مصور صور هذا الظل وأ وجده وصنعه بعد أ ن مل يكن مصنوعا "ذكل الإنسان أ مام املرأ ة، أ ميكن ل حد ان يقول اإ1.

: املناقشة والتحليل

منا هو "التصوير"مفهوم تصور البؤرة ادلللية يف هذا التحرير الفقهي تمتثل يف جياد ، حيث يقرر املؤلف أ ن التصوير لغة ورشعا اإ اإ

ذا عمل ما يه الصورة ، وهوالصورة وصنعها بعد أ ن مل تكن :أ مر ل يسمل به اإ

الشلك، مجعه صور صور كعنب، والصري اكلكيس احلس هنا، وقد صوره فتصور، وتس تعمل : ابلض : الصورة :" يقول الفريوزأ ابدي

"الصورة مبعىن النوع والصفة2 ...

"لسان العرب"يف أ ما ابن منظور3

وهو اذلي صور مجيع " املصور"معان عديدة، جعل منه امس هللا ( صور)، فيجعل ملادة

.خاصة وهيئة مفردة يمتزي هبا، عىل اختالفها وكرثهتااملوجودات ورتهبا، فأ عطى لك شء مهنا صورة

وجعل منه أ يضا الشلك،

.تومهت صورته فتصور يل" : تصورت اليشء " كام ذكر

يقال . الصورة ترد يف الكم العرب عىل ظاهرها، وعىل معىن حقيقة اليشء وهيئته، وعىل معىن صفته: قوهل ونقل عن ابن ال ثري

.صورة افعل كذا وكذا أ ي هيئته، وصورة ال مر كذا وكذا أ ي صفته

"صورة لك خملوق، وامجلع صور، ويه هيئته وخلقته: من ذكل الصورة :" ودجد ابن فارس يقول 4.

صورة اليشء ما به حيصل اليشء : ما يؤخذ منه عند حذف املشخصات، ويقال: صورة اليشء : " فيقول ويعرف اجلرجاين ذكل

:مث يذكر نوعني من الصور فيقول ". ابلفعل

بعاد الثالثة املدركة من اجلس يف ابدئ النظرابحلس: الصورة اجلسمية" .جوهر متصل بس يط ل وجود حملهل دونه، قابل لل

"جوهر بس يطال يمت وجوده ابلفعل دون وجود ما حل فيه :الصورة النوعية5 .

ابحة التصوير الفوتغرايف(م 1939) املطيع ، محمد خبيت، 1 23-22 ص، ، اجلواب الشايف يف اإ

421مؤسسة الرساةل، ص: ، القاموس احمليط، لبنان، بريوت(م2009)،(هـ114)الفريوزأ ابدي، لجد ادلين محمد بن يعقوب 2

2923منظور، لسان العرب، ص الإفريق ، ابن 3

.320، ص3ج دار الفكر،: ، معج مقاييس اللغة، لبنان، بريوت(هـ399)ابن فارس، أ يب احلسني بن فارس 4 111ص، معج التعريفات،اجلرجاين 5

Page 17: الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

17

ذن ليس هبذه البساطة من ال مر، فالواصف ليشء ما بللفظ أ و ابلكتابة شعرا أ و نرثا مصور هل، واملعرف احلاد ملفهوم فالتصوير اإ

ر ل ميكن أ ن يكون من العدم ما لميكن تصور ماهيته يكون مصورا، والاكتب واخلطاط مصور للحروف واللكامت، وفعل التصوي

ل يف حق هللا البارئ املصور، حيث ينفرد ابخللق واملكل والتدبري . أ صاةل اإ

غفال معىن الصورة يف هذه املسأ ةل الفقهية، وتعلق بفعل التصوير هبذه الصفة حفىت ال ةل الفوتغرافية فعل للتصوير ذا مت اإ أ ل : واإ

بشلك أ مجل وأ مكل ؟ أ ليس من " الصورة " يكبس املصور عىل زر التصوير ؟ أ ل يرتقب اللحظة املناس بة والزاوية املناس بة ليلتقط

ءا قاصد للصورة ل لتفاصيل احلصول علهيا ؟ معل أ ةل التصوير بد

يقاس عىل التحنيط واملرأ ة لوجود الفارق بيهنا، حبيث أ ن الصورة يف املرأ ة ليست ابقية، والتحنيط هو بقاء ملاهية احليوان ل وليس

.صورته فال يدخل يف التصوير

معان النظر فيه، أ ن هذه النصوص تذكر الصورة وال تصوير واملصورون بوجه العموم، وعلمنا يف مفهوم الصورة أ ما ما لبد من اإ

س تثناءات عديدة تبني املراد من الصور احملرمة واملانعة أ هنا تشمل معان كثرية لو مشلها العموم لصار هناكل مشقة وحرج، و ورود اإ

حامتل اللفظ ملعا هنا ختفف من معوم النصوص الواردة ما يدل عىل اإ ن غري راحجة، ول نقول ههنا ابلقاعدة دلخول املالئكة للبيت، فاإ

ذا ورد عليه الاحامتل، لبس ثوب الإجامل، وسقط به الاس تدلل، ل ن هناكل معىن قواي وأ صليا وهو :ال صولية القائةل أ ن ادلليل اإ

يست عةل للتحرمي ل -وهللا أ عمل -جعهل املؤلف عةل التحرمي يس تفاد من مجموع هذه ال حاديث لكها، ويه مسأ ةل املضاهاة، فهي ما

.فتبقى النصوص حممكة يف حترمي أ ي نوع املضاهاة العقدية، اليت تتناىف مع أ صول العقيدة الإسالمية فقط بل يه حمل التحرمي

: نتـاجئ البحث وتوصياته -٣

ىل النتاجئ التاليةمن خالل هذه ادلراسة املس تعجةل واملقتضبة، :توصل الباحث اإ

من الناحية الفقهية ليس يساعد عىل معلية التأ صيل العلم لهذا احلقل ادلرايس أ ن تناول الفن الإساليم.

أ ن الاس تحسان كدليل خمتلف فيه أ صاةل ل ينتج نظرية فنية معتربة وحممكة.

من حماوةل التكييف الفقهي هلوأ دجع ابلفن الإساليم أ وىل اموارتباطهوالفلسفة أ ن تناول أ صول العقيدة.

الس ياس ية وحالهتا الاجامتعية والثقافية أ نفع لعملية تأ صيل اإساليم للفنأ ن مسأ ةل احلقب.

:كام يويص الباحث بأ مور مهنا

وأ اثرها يف الفن الإساليم( مكسأ ةل عقدية الكمية)دراسة مسأ ةل التحسني والتقبيح.

الفقه الإساليماملقارنة بني أ حاكم التنجمي والفكل واملنطق والفلسفة مع أ حاكم املوس يقى والتصوير يف.

الاعتناء ابجلانب العرفاين لتأ صيل الفن الإساليم، والبحث عن مهنجية مقبوةل يف عرض ذكل.

دراسة فتح ابب الاجهتاد الفقهي ومدى تأ ثري يف الفن الإساليم.

للحياةالاهامتم بسري امللوك والسالطني وبطاانهت وحتديد بيئهت العلمية والفلسفية والثقافية، ونظرهت.

دراسة عمل اجامتع الفن الإساليم من خالل الواثئق التارخيية اليت تروي تفاصيل احلياة الإسالمية .

Page 18: الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

18

-نسأ ل هللا حس هنا - :اخلامتة

ابحلسن حتلينا وللحسن ميمنا عقولنا، وعىل احلسن عقدان نياتنا، ويف احلسن اكنت دراستنا، وعن منبع احلسن

له اكتب يف الصاحلات أ عاملنا، واهد قلوبنا ملعرفة سبيل الرشاد، الله اجز أ ساتذتنا اذلين ما اس متددان حسننا، فال

ايمه يف حرضة خبلوا بكرامئ فرائدمه علينا، بل ابلكرم بذلوا فينا بذور العمل واملعرفة، الله ارمحه وارمح هب واجعلنا واإ

.رمحتك املهداة، اي أ رمح الرامحني

Page 19: الإستحسان وأثـره في الفن الإسلامي

19

:املصادرواملراجع

القرأ ن الكرمي .1

.لسان العرب، مرص، القاهرة، دار املعارفالإفريق ، ابن منظور، .2

.دار الفكر: ، معج مقاييس اللغة، لبنان، بريوت(هـ399)ابن فارس، أ يب احلسني بن فارس .3

معىن ادلليل، دراسة محمد عيل الإشارة يف معرفة ال صول والوجازة يف ( ه 444)البايج، أ بو الوليد سلامين بن خلف، .4

.دار البشائر الإسالمية: فركوس، لبنان، بريوت

.اجلرجاين، عيل بن محمد، معج التعريفات، دار الفضيةل، القاهرة ، مرص، حتقيق محمد صديق املنشاوي .9

دار : اململكة العربية السعودية، ادلمام معامل أ صول الفقه عند أ هل الس نة وامجلاعة،، (م1991)،اجلزياين، محمد بن حسني .1

.ابن اجلوزي

. سورية، دمشق، دار القمل املدخل الفقهي العام،، (م1991)مصطفى أ محد، الزرقا، .4

الكويت، وزارة ال وقاف ، يف أ صول الفقه البحر احمليط ،(ه1413)، (ه494)بدر ادلين محمد بن هبادر، الزركيش، .1

. والشؤون الإسالمية

دها .9 .الكويت، وزارة ال وقاف والشؤون الإسالمية اخلط العريب وحدود املصطلح الفين، ،(م2001)م محمد،حنش، اإ

.مرص، القاهرة، دار الرشوقالإسالم والفنون امجليةل، ،(م1991)عامرة، محمد، .10

ابحة التصوير الفوتغرايف ، طبع عىل نفقة أ محد (م 1939) املطيع ، محمد خبيت، .11 بن الصديق ، اجلواب الشايف يف اإ

.املطبعة اخلريية: الغامري، ، مرص، القاهرة

.مؤسسة الرساةل: ، القاموس احمليط، لبنان، بريوت(م2009)،(هـ114)الفريوزأ ابدي، لجد ادلين محمد بن يعقوب .12

براهمي بن موىس، .13 .دار ابن عفان: ، املوافقات، مرص(ه490ت) الشاطيب، أ بو اإحساق اإ

منشورات : لبنان، بريوت الإحاكم يف أ صول ال حاكم، ، (ه491) بن حزم،بن سعيد أ يب محمد عيل بن أ محدالظاهري، .14

.دار ال فاق اجلديدة

، التحسني والتقبيح العقليني وأ ثرهام يف مسائل أ صول الفقه، اململكة السعودية، (2001)الشهراين، عاي بن عبد هللا .19

شبيليا: رساةل دكتوراه، الرايض .دار كنوز اإ

اململكة ،عىل روضة الناظر مذكرة أ صول الفقه، ( ه1421) ، ( ه1392)محمد ال مني بن محمد اخملتار، الش نقيط ، .11

.دار عامل الفوئد: العربية السعودية، مكة

.مؤسسة الرساةل: ، املس تصفى من عمل ال صول، لبنان، بريوت(ه909)الغزايل، أ بو حامد محمد بن محمد، .14