العائدون إلى الله 4 - محمد المسند

88
دون عائ ل ا ى ل ا ه ل ل ا وعه م ج م ن م ص ص ق ن ي ب ئ ا ب ل ا، ن م ر& هي ا) ش م ماء ل ع و ودعاة م ه ر& ي3 ع و ها3 ن رو& ي م ه س3 ف3 ن أ ئ ها ع م ج مد ج م ن ب3 ر& ي3 ز لع دا ب ع د3 ب س م ل ا وعه م ج م ل ا عه ن را ل ا

Upload: brahiitahar

Post on 28-Jul-2015

88 views

Category:

Documents


10 download

DESCRIPTION

العائدون إلى الله 4 - محمد المسند

TRANSCRIPT

Page 1: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

إلى العائدونالله

مشاهير من ، التائبين قصص من مجموعةبأنفسهم يرونها وغيرهم ودعاة وعلماء

جمعهاالمسند عبدالعزيز بن محمد

الرابعة المجموعة

Page 2: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

ذكريات مؤلمة( 1)

وجه مدفون بين كفين مألى بال//دموع.. قلٌب4 يرتج//ف كورق//ة خريفي//ة مآله//ا الس//قوط.. دم//وع4 تنهم//ر بغ//زارة في ص//مت رهيٌب.. تنه//ار من م//آقي عين//ه كالس//يول الجارف//ة مش//بعة بمرارة مضنية.. آالم غائرة مستكنة في قرارة نفسه.. هموم وغم//وم رابض//ة على قلب//ه.. ! اللي//ل يت//أوه لحزن//ه.. لكرب//ه.. موجاٌت4 من الندم والحس//رة ته//در أعماق//ه ب//ل تمت//د فتقبض أنفاسه..! كم عصفت به أعاصير الهوى فحركت مركبه حيث شاءٌت.. حيث العوج الُخTلقي.. حيث السطو على العواطف..

حيث تلZون القلٌب باألقذار..! كم انتابه ذاك السعار المله//وف.. وتل//ك الش//هواٌت المجنون//ة فبصمت على آثارها.. كم مرة خلع فيه//ا خ//ير لب//اس.. لب//اسق.. الب//الي.. الق//ذر.. c//التق//وى، وت//دثر ب//ذلك الث//وب الُخل

المزركش بتلك الُخطايا..! كم خطفته تلك النشوة المؤقتة إلى منزلقg خط//ير.. ب//ل إلى

منحدر سحيق حيث التمرغ بأوحال الُخطايا واآلثام..! ها هي مقابر األحزان تلت//ف ح//ول عنق//ه.. ه//ا ه//و بين الحين والحين يحم//ل األكف//ان المثقل//ة بأجس//اد ال//ذكرياٌت النتن//ة..

العفنة..واآلن..

أس//ئلة س//وkرٌت قلٌب ذل//ك العب//د الفق//ير.. فتحت بواب//ة إلىمدخل في ذاكرته.. مدخل موحش تعلقت على جدرانه آثام..

قال لي: هل يغفر الله لي..! إن الله ال يغفر أن ي�شرك ب��ه ويغف��ر م��ا دونقلت: )

(.ذلك لمن يشاءقال: لكن ذنوبي عظيمة… كثيرة..

أقم الصالة طرفي النهار وزلفا% من الليل إنقلت: )(.الحسنات يذهبن السيئات

Page 3: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

قال: والذكرياٌت رابضة.. جاثمة على عقلي.. رائحته//ا زكمتأنفي.. ثقلها يقبض نفسي..؟

قلت: علي//ك أن تش//د تل//ك ال//ذكرياٌت وت//دفنها في مق//برةاالستغفار.. وفي سجداٌت األسحار..

قال: نعم.. صدقت.. سأتوشح بحسام التوبة وب//رمح األوب//ة..u u بتلك الذكرياٌت التي تكبل//ني.. س//أمزقها إرب//ا سأعمل تقطيعا

إربا..! قل يا عبادي الذين أسرفواثم استغرقتT أرتل بُخشوع )

على أنفس��هم ال تقنط��وا من رحم��ة الل��ه إن الل��ه(.يغفر الذنوب جميعا% إنه هو الغفور الرحيم

uورجاء uعندها كغضبة الجمر في ليلة شاتية قارسة.. امتأل ثقة u بمغف//رة u فرح//ا u كالص//باح.. م//ؤمًال بعف//و الل//ه.. أص//بح متف//ائًالu Zة تطرب ألنشودة المطر.. غدا أكثر ص//برا المولى كعشبة بري

من الصبار على اآلالم..!u لن يمس//ح الج//راح المنفتح//ة في زف//ة األح//زان ثم قال: حقا س//وى اإليم//ان بتب//ديل الس//يئاٌت إلى حس//ناٌت والص//بر خ//ير

ذخر..( yكتzت وسzكz1ثم س)

األخوة أحد من الرائعة المشاركة هذه فكانت الكتاب هذا إعداد في يشاركني أن إال القراء بعض ( أبى1)1نقصان. أو زيادة دون هي كما نشرتها وقد فيه، الله بارك جدة، من

Page 4: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

الشيخ سليمان الثنيان( 2)(2)المخرج السينمائي سابقا( )

من الهندسة الكيميائية واإلخراج السينمائي بألمانيا إلى كلي//ة الشريعة بالرياض، هذه باختصار رحلة الشيخ سليمان الثنيان

من الضياع والتُخبط إلى الهداية واإليمان. كانت البداي//ة.. ابتع//اث ال//دكتور س//ليمان الثني//ان إلى ألماني//ا لدراسة الهندسة الكيميائية، وهن//اك ح//دث التح//ول األول في حياته، حيث وجد أن دراسة الكيمياء ليس//ت كافي//ة، وأراد أنu يس//تطيع الت//أثير من خًالل//ه، فنص//حه ع//دد4 u جديدا يدرس شيئا من األساتذة األلم//ان بدراس//ة الفن والتُخص//ص في اإلخ//راج الس//ينمائي. وب//روح التح//دي اس//تطاع أن يس//تكمل دراس//ة الهندسة الكيميائية، وفي نفس الوقت ك//ان ي//درس الس//ينما

والتلفزيون والمسرح. ثماني سنواٌت قضاها في دراسة ه//ذه الفن//ون، وض//ع خًالله//اu للدراسة يتيح له الحص//ول على المعلوم//اٌت والمه//ارة منهجا الفائقة في مجال اإلخراج وذلك بمساعدة متُخصصين ألمان ودرس في عدة معاهد فنية وفي األكاديمية الوطنية للس//ينما

والمسرح والتليفزيون. ونترك الحديث للدكتور الثنيان ليح//دثنا عن رحلت//ه يق//ول: لمu يحتاجه المُخرج إال ودخلته، فقد التحقتT بمدارس أترك مجاال رك///وب الُخي///ل وقي///ادة الس///فن ودخلتT معاه///د التمثي///ل والموس//يقى، ودرس//تT أن//واع الص//وٌت وجزئي//اٌت اإلض//اءةTوالم///ؤثراٌت الص///وتية والمًالبس وال///ديكور، وب///ذلك أنهيت المرحلة األولى بنجاح، وبدأٌتT المرحل//ة الثاني//ة ال//تي تم//يزٌت� بالممارسة العملي//ة من إخ//راج وتص//وير وعملي//اٌت مس//رحية وإنتاج فك//ري وكتاب//ة قص//ص، وب//اليوم والس//اعة أنهيتT ه//ذه المرحلة، وبنهايتها انهالت� عليZ العروض من )مس//رح ش//لرد(

بنفسي. منه سمعتها(2)2

Page 5: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

ومن بعض الش//ركاٌت لكي أعم//ل فيه//ا كمُخ//رج أو مس//اعدمُخرج أو ممثل لفترة معينة.

ولكني لم أستجٌب لهذه العروض… فقد حدث تحول ثان في حياتي، فقد التقيتT بمدير عام التليفزيون السعودي في ذلك الوقت الذي طلٌب مني العودة مع وعدg منه بأنني سوف أنتج أشياء جديدة، ولم تكن طموحاتي هي مج//رد إخ//راج فيلم أوTس//مcعT من خًالله//ا مسرحية، وإنما كنتT أريد أن أقوم بأعمال أ كلم//ة اإلس//ًالم والمس//لمين للع//الم أجم//ع، ومن هن//ا ك//انت

استجابتي السريعة بالعودة. عملتT في التليفزيون السعودي أرب//ع س//نواٌت، ومثلتT بًالدي في مؤتمر )جينس( بمي//ونج وك//ان ح//ول دور التليفزي//ون في

ه/، ق//ررٌتT أن أت//رك مج//ال1396تربية الش//باب، وفي ع//ام اإلعًالم، ألن//ني وج//دٌتT أن//ني لن أحق//ق طم//وحي من خًالل اإلعًالم التليفزي//وني، فالس//ينما ك//انت أحٌبT إلى نفس//ي، ألنu أم//ام تحقي//ق ه//ذا إمكاناتها هائلة، وكانت )المادة( تقف حائًال الطم//وح، حيث إن//ني لم أج//د إال الم//ال المش//روط ب//الربح

التجاري. سنة ونصف السنة قضيتها بعد ذلك في حال//ة ت//ردد. ج//اءتنيu، وفي إح//دى الكث//ير من الع//روض التجاري//ة ورفض//تها تمام//ا رحًالتي من القصيم إلى الرياض حدث التح//ول الث//الث، ك//انu ال///وقت ض///حى، وكنت في س///يارتي، حيث رأيت س///روراcمغمض العي///نين وأزيحت Tك///أنني كنت Tوش///عرٌت ،u عظيم///اu الغشاوة عني، لقد رأيتT الدنيا من جديد وك//دٌتy أط//ير فرح//اu ونصف العام وها هو الُخ//ير أراه أم//امي أص//ابني تعذبتy عاما ش//يء من البك//اء والض//حك من ش//دة س//عادتي، فق//ررٌتT أن أستدرك بقية عمري وأن أتصل بالله س//بحانه وتع//الى ورأيتyه منذ طفولتي، فأنا ال أعمل أنه البدZ من العلم، وهذا ما تعودتu إال ب//العلم، وح//تى أحق//ق ذل//ك ع//زمت على دراس//ة ش//يئا

الشريعة والعلم الشرعي دراسة متعمقة. انطلقت إلى كلية الش//ريعة وأن//ا في غاي//ة الف//رح والنش//وة، قالوا لي: لك أن تقدم للدراساٌت العليا إن ش//ئت. قلتT لهم:

Page 6: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

ال.. أريد أن أبدأ الرحلة من أولها، أي من الصف األول. وه//ذا م///ا ح///دث.. انتظمتT في الدراس///ة ح///تى حص///لتT علىTوبع//د ذل/ك حص//لت u u واح/دا البكالوريوس. دون أن أتغيٌبz يوما على الماجستير، ثم جاءٌت مرحل//ة ال//دكتوراه، وانتهيتT منه//ا

في فترة وجيزة.uتوقع الجميع أال أصمد في دراسة الشريعة لص//عوبتها، خاص//ة وأنني -في رأيهم- تعودٌت على الش//هرة والم//ال، وق//الوا لي:u أن//ك أخط//أٌت الطري//ق، ولن تتحم//ل الكراس//ي ستعرف يوما الُخشبية ال//تي تجلس عليه//ا لت//درس الش//ريعة، ولكن بحم//د الله ح//دث العكس، لم يكن يم//ر ي//وم إال وت//زداد رغب//تي في

الدراسة، ولم أندم لحظة واحدة على تغيير مسار حياتي. ثم يضيف: إني مس//تعد في أي لحظ//ة أن أع//ود إلى اإلعًالم،u من إذا ناسٌب ما أريد، دعني أقول لك رأيي فيما يطرح حاليا أفًالم في الس//وق العربي//ة، كث//ير من ه//ذه األفًالم كًالم ف//ارغ وعمل رخيص ال يستحق العرض وبذل المال، وضياع ال//وقت في مش//اهدتها، إنه//ا تس//لٌب العق//ل وتض//يع الفك//ر، وتجع//ل

اإلنسان يتُخبط دون وعي أو بصيرة.u للدول العربية في تُخبطه//ا في إنت//اج األفًالم. ك//ل4 لم أر مثيًال ينتج ما يريد دون ضوابط أخًالقية أو ديني//ة أو اجتماعي//ة، أنه//ا أفًالم هابط///ة في معناه///ا وتعبيره///ا وفي طريق///ة عرض///ها

وأبعادها. ثم يعقٌب الدكتور الثنيان بقوله: إنني مستعد أن أس//تغنى عنu، وق/د ج/ربت ذل/ك في مس/رحية )خ/ادم أدوار النس/اء تمام/ا سيدين( حيث استغنيت فيه//ا عن النس//اء تمام//ا، واستعض//ت عن الموس//يقى بم//ؤثراٌت وأش//ياء خاص//ة باإليق//اع تغ//ني عن

الموسيقى، بل أضعاف ما تعطيه الموسيقى. ويضيف: إنني أستطيع أن ألغي دور أم//رأة وأعوZض//ه بم//ا ه//و أحسن منه، وأخرج أي عمل بواسطة الرجال، ويكون ذا تأثير وقوة ومتعة للمشاهد، وأجمع فيه بين الفكر والعلم والمتعة. وهذا هو النموذج مسرحية )خادم س//يدين(، وهي في األص//ل

Page 7: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

مليئ//ة بالنس//اء والمواق//ف الطريف//ة، وق//د اس//تبعدٌت أدوارالنساء منها، وجعلتها بالعربية الفصحى، وأعجٌب الناس بها.

u ف//إن تجرب//ة المس//رح ال//ذي من العنص//ر النس//ائي وعموم//ا ليس//ت تجرب//ة جدي//دة ب//ل هي تجرب//ة يتم//يز به//ا المس//رحu على السعودي بعامة والذي استطاع على امتداد ثًالثين عام//ا األقل أن يقدم عشراٌت المسرحياٌت ال//تي تُخل//و من العنص//رu يق//دم u بل إن أمريكا مسرحا النسائي، وقد نجح في هذا تماماu، المهم هو الفن ليس تجارب جيدة وهو يُخلو من النساء أيضا

المرأة.

Page 8: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

توبة الممثل محسن محيي الدين( 3)(3وزرجته نسرين )

لق//د أص//بح الفن ال//رخيص في زمنن//ا ه//ذا وس//يلة للكس//ٌب المادي، وتجارة رابحة، على حساب الغ//افلين والمغفلين من أبناء هذه األمة، هذا إلى كونه من أعظم الوسائل لهدم القيم واألخًالق وتحطيمه//ا.. ولق//د ظه//رٌت� في الس//نواٌت األخ//يرة ظاهرة أقلقت تجار الفن والغرائز وجعلتهم يفقدون ص//وابهم ويطلقون ك/ل م/ا في جعبتهم من اإلش/اعاٌت والتهم الباطل/ةu عن كيانهم المتداعي وبنيانهم المنه//ار.. تلكم الظ//اهرة دفاعا هي ع///ودة كث///ير من الممثلين والممثًالٌت أو م///ا يمس////ون

( إلى الله -عز وج//ل- وإعًالنهم بالتوب//ة4بالفنانين والفناناٌت ) والهروب من تلك األوساط العفنة إلى أجواء اإليمان بالعقب//ة الطاهرة، وكان من آخر هؤالء التائبين الممثل محسن مح//يي

الدين وزوجته الممثلة المشهورة نسرين.u محس//ن مح//يي ال//دين قص//ته م//ع وق//د روى الممث//ل س//ابقا الهداي/ة فق/ال: )أن/ا ش/اب كغ/يري من الش/باب، تُخبطي فيu عن انبهاري بمظاهر الحي//اة فتراٌت حياتي السابقة كان ناتجا الُخادعة والتي أعمت� بصري وأصمkت� أذني عن معرفة أشياء كثيرة كنتT أجهله//ا؛ خاص//ةu وأني لم أكن أق//رأ من قب//ل على الرغم من أن الله تعالى بدأ أول آية أنزلها بكلم//ة: )اق//رأ( .. وبعد أن بدأٌت أقرأ في كتٌب الدين ش//عرٌت ب//أنني من أجه//ل خلق الله، وقد كنتT أعتقد أنني من المثقفين.. فأخ//ذٌت أق//رأ بنهم شديد في كتٌب السيرة والتراث والتفس//ير.. وبع//د ه//ذه القراءة المتأنية وج//دٌتy أن الم//ؤثراٌت المحطي//ة بي جعلت//ني في ضًالل مبين، فكان قراري باعتزال التمثيل.. وقد شجعني على اتُخاذه ارتداء زوجتي الحجاب ال//ذي كنت أس//عد الن//اس

به(.

والمجالت. الصحف بعض في ( نشرت ?)3)فنن(. مادة العرب، لسان انظر الحمار، العرب لغة في معناه ( الفنان ?)4

Page 9: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

ثم يض//يف: )ه//ذا الق//رار -إن ش//اء الل//ه- ال رجع//ة في//ه ألني اتُخذته بكامل اقتن//اعي وإرادتي، ون//دمت ألن//ني ت//أخرٌت في//ه حتى اآلن، فأضواء ليست غالية حتى أحنZ إليها م//رة أخ//رى..

فالشهرة والمال واألضواء ال تساوي ركعتين لله...(.ثم يضيف:

)إننا اعتزلنا ونحن في القمة الزائفة.. فق//د ك//ان قرارن//ا بع//د مهرجان القاهرة الس//ينمائي ال//ذي أقيم في الع//ام الماض//ي،u وبعد النجاح الكبير ال//ذي حققن//اه، وليس ألنن//ا لم نج//د أدوارا نمثلها كما يقول البعض.. وقد أدركنا الحقيق//ة ال//تي يجٌب أن يدركها الجميع وهي أن اإلنسان مهم//ا ط//ال عم//ره فمص//يره

إلى القبر، وال ينفعه في اآلخرة إال عمله الصالح(.ثم يوجه نصيحته إلخوانه الشباب قائًال:

)سامحوني على كل ما قدمتT لكم من أعمال فنية سابقة ال ترضي الله -عز وجل- وال تقت//دوا بي في م//ا كنتT أفعل//ه فيu، والجاهل ال يقت//دى u جاهًال مسلسًالتي وأفًالمي فقد كنت ضاال

به(. أم//ا زوجت//ه الممثل//ة نس//رين فق//د ق//ررٌت� االع//تزال وارت//داء الحجاب بعد أن رأٌت� أمه//ا رؤي//ا في المن//ام، حيث رأٌت� وال//د نس//رين وه//و غاض//ٌب على ابنت//ه، فاس//تنتجت األم أن س//بٌب غض//به تقص//ير نس//رين في أداء الص//ًالة بانتظ//ام مم//ا جع//ل

نسرين تراجع نفسها وترجع إلى الله. تقول نسرين: )الحمد لله.. ك//ان ي//ومي يض//يع دون إحس//اس بالس//عادة ودون أن أش//عر بالس//ًالم.. واآلن ليس ل//دي وقتu كث//يرة نافع//ة يجٌب اللح//اق به//ا.. لق//د .. ألن هناك أمورا gكاف

وجدٌت السًالم الداخلي(. وفي لقاء أجري معها قالت: )الناس مليئ//ة بالري//ا والفس//وق ويظهرون الفجور.. كيف نتعامل معهم؟( ولعلها تعني الن//اس

الذين كانت تتعامل معهم في )الوسط الفني(.u: )لقد كرم الله المرأة التي ترتدي الحجاب وه//و وقالت أيضا يحميها من القل//وب المريض//ة والفس//وق.. وعلى األق//ل إنه//ا

Page 10: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

ليست نافذة ع//رضg متحرك//ة ليتف//رج الن//اس عليه//ا ويعجب//وابها(.

Page 11: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

( توبة الممثلة نورا4)

ج//اءٌت إلى مك//ة المكرم//ة ألداء العم//رة واالس//تغفار بع//د اعتزالها التمثيل منذ عدة أش//هر.. ك//انت ال تف//ارق الح//رم إالu، وال يبرح المصحف الشريف يدها، وال تكف عن البكاء. لماماu وه//و اس//مها u، وشاهيناز قدري حاليا إنها الممثلة )نورا( سابقاu على سؤال وTجZه إليها عن رحلتها مع التوبة الحقيقي.. وجواباyقالت: )إنها لحظة ك//انت من أعظم لحظ//اٌت حي//اتي.. ع//دٌت فيه//ا من غرب//تي.. وول//دٌتT فيه//ا من جدي//د حينم//ا ذهبتT م//ع صديقة لي لمقابلة ع//الم جلي//ل، وك//ان من المق//رر أن يمت//داللقاء لمدة ساعة، ولكنه امتد لمدة س//اعاٌت س//معت فيه//ا - م//ع غ//يري من المس//لمين والمس//لماٌت- م//ا لم أس//معه من قب//ل.. وارتع//دٌت� فرائص//ي واه//تز كي//اني وأن/ا أس/مع كلم/اٌت الش//يخ عن اإلس//ًالم والمعص//ية والتوب//ة، والطري//ق الُخط//أ والطري//ق الص//واب.. فع//دٌتy م//ع ص//ديقتي إلى م//نزلي وأن//ا أرتعش، وأحسست بزل//زال رهيٌب في أنح//اء جس//مي.. وفي اليوم الثاني -وعلى الفور- ت//وجهتy إلى مس//جد من مس//اجد القاهرة حيث الداعية الكبيرة شمس البارودي وهن//اء ث/روٌت، وجلست أقرأ القرآن وأتفقه في دين الله والسنة المطه//رة،

وداومتT على ذلك بصفة مستمرة ودون انقطاع.uأمري بأن أكون مسلمة Tوحسمت Tوفي لحظة روحانية قررٌت

مؤمنةu تائبةu إلى ربها، وأن أقطع كل صلتي بالتمثيل. وتُخلصتT -والحمد لله- من كل ارتباطي الفنية مع المُخرجين والمنتجين وك//ل م//ا يتعل//ق ب//الفن، بًال رجع//ة.. فمن يع//رف

.u طريق الله لن يجد له بديًال وأن//ا اآلن -والحم//د لل//ه- أعيش من رزق حًالل طيٌب، أس//أل

الله -عز وجل- أن يبارك فيه(. وحول الشبهة التي يثيرها البعض من أن توبة الفنانين نتيج//ة

تهديد من جهاٌت ما أجابت:

Page 12: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

u من//ه - )أنا عن نفس//ي رجعتT إلى الل//ه، وتبتT ون//دمتT خوف//اu وال u من تهديد مطلق//ا u بما أفعل وليس خوفا سبحانه- واقتناعاu الحمل//ة الش//عواء له//ذه األقًالم المغرض//ة يُخفى علينا جميع//ا

التي تُخشى اإلسًالم وقوZته(: من واق///ع تجربت//ك الفني///ة ه//ل تعتق//دين أن الفن ئلت� T//وس حرام؟ فأجبت: )إن الفن -والله تعالى أعلم- بالنسبة للنس//اء حرام حرام ألن المرأة عورة، وفن هذه األيام فن مبتذل فيهu.. فه//و بعي//د ك//ل إسفاف.. ولن يكون رس//الة س//امية مطلق//ا

البعد عن اإلسًالم(. ه/ذا هو ملُخص ما قالته الممث///لة التائب//ة ن//ورا بع//د اعتزاله//ا الفن والتمثيل.. وأني -بهذه المناسبة- أنص//ح ك//ل فت//اة تتُخ//ذ من هؤالء )الفنانين( قدوة لها، أو تفكر في الزج بنفس//ها فيu وتمعن النظ/ر في وسط تلك األجواء العفنة؛ أن تق/ف ط/ويًال أح//والهم وأق//وال الت//ائبين منهم وأال تغ//تر بم//ا هم في//ه من المظاهر الجوفاء وبريق الش//هرة الُخ//ادع، فم//ا ه//و إال كظ//ل

زائل أو سراب كاذب سرعان ما يزول فتنكشف الحقيقة.

Page 13: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

( توبة رجل من أدعياء تحرير المرأة5)(5)

u، فلبث فيه//ا )ذهٌب فًالن إلى أوروبا وما ننكر من أم//ره ش//يئا بضع سنين ثم عاد وما بقي مما كنا نعرفه عن//ه ش//يء. ذهٌب بوجه كوجه العذراء ليلة عرسها، وعاد بوج//ه كوج//ه الص//ُخرة الملس//اء تحت الليل//ة الم//اطرة.. وذهٌب بقلٌب نقي ط//اهر، يأنس بالعفو ويستريح إلى العذر، وعاد بقلٌب مظلم مدخول، ال يفارق///ه الس///ُخط على األرض وس///اكنها، والنقم///ة على السماء وخالقها. وذهٌب بنفس غص/ة خاشعة ت//رى ك//ل نفسu فوقها، ]مسلمة[ فوقها، وعاد بنفس ذهابة نزاعة ال ترى شيئا وال تلقي نظرة واح//دة على م//ا تحته//ا، ذهٌب وم//ا على وج//ه األرض أحٌب إليه من دينه وأهله، وعاد وما على وجهها أص//غر

في عينيه منهما. كنت أرى أن هذه الصورة الغريب//ة ال//تي ي//تراءى فيه//ا ه//ؤالء الضعفاء من الفتي/ان العائ/دين من تل/ك ال/ديار إلى أوط/انهمu تطل//ع علي//ه إنم/ا هي أص/باغ مفرغ/ة على أجس//امهم إفراغ/ا شمس المشرق فتمحوه//ا ك//أن لم تكن، وأن مك//ان المدني//ة الغربي//ة من نفوس//هم مك//ان الوج//ه من الم//رأة؛ أذا انح//رف عنها زال خياله منها، فلم أشأ أن أفارقه وفاء لعهده السابق،u في س//بيل ذل//ك من حمق//ه ورج//اء لغ//ده المنتظ//ر، محتمًال ووسواسه وفساد تصوراته وغرابة أطواره؛ ما ال طاقة لمثلي باحتمال مثله، حتى جاءني ذاٌت ليلة بداهية الدواهي ومص//يبة

المصائٌب، فكانت آخر عهدي به.u، فحييت//ه، فأوم//أ إلىZ بالتحي//ة u مكتئبا دخلت عليه فرأيته واجما إيماءu. فسألته م//ا بال/ه؟ فق//ال: م//ازلت من//ذ الليل//ة من ه//ذه المرأة في عناء ال أعرف السبيل إلى الُخًالص من//ه، وال أدري مصير أمري في//ه.. قلت: وأي ام//رأة تري//د؟ ق//ال: تل//ك ال//تي

الله جزاه– االخوة أحد إليها نبهني وقد العبرات(،0 الله- في رحمه– المنفلوطي ذكرها القصة ( هذه ?)5 اإلطالة خشية لو وال عليها، نوافقه ال التي العبارات بعض على واشتمالها لطولها اختصرتها خيرا%- وقد

العبارات. تلك على التعليق مع بتمامها لذكرتها

Page 14: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

يسميها الناس زوجتي، وأسميها الصُخرة العاتية؛ القائمة في طري//ق مط//البي وآم//الي.. قلت: إن//ك كث//ير اآلم//ال؛ فعن أي آمالك تتحدث؟ قال: ليس لي في الحياة إال أم//ل واح//د وه//و أن أغمض عي//ني ثم أفتحه//ا فًال أرى غط//اءT على وج//ه ام//رأة

( قلت: م//ا ال تملك//ه وال رأى ل//ك في//ه6في هذه األمة..)!!( )u من الناس ي/رون في الحج/اب رأيي، ويتمن/ون قال: إن كثيرا في أم//ره م//ا أتم//نى وال يح//ول بينهم وبين تمزيق//ه عن وج//ه نس//ائهم وإب//رازهن إلى الرج//ال إال العج//ز والض//عف والهيب//ة التي ال تزال تلم بنفس الشرقي كلما حاول اإلقدام على أمر

(7جديد)!!(، فرأيت أن أكون أول هادم لهذا البن//اء الع//ادي )u u دون س/عادة األم//ة وارتقائه//ا ده//را القديم ال/ذي وق/ف س/داu)!!( وأن يتم على يدي من ذلك ما لم يتم على يد أح//د طويًال

( فعرض//ت األم//ر على8غيري من دعاة الحرية وأشياعه... ) زوجتي فأكبرته وأعظمته، وخيل إليه//ا أن//ني جئته//ا بنكب//ة من نكب//اٌت ال//دهر أو رزي//ة من رزاي//اه، وزعمت أنه//ا إن ب//رزٌتuللرجال فإنها ال تستطيع أن تبرز للنس//اء من بع//د ذل//ك حي//اء u.. وال خجل هناك وال حياء ولكن//ه الم//وٌت والجم//ود)!!( وخجًال

فًالبدZ ينتهي بإحدى الحسنين)!!( إما بشفائه أو بكسره.u وقلت ل//ه: أع//الم u وحزن//ا فورد من حديثه ما مأل نفس//ي هم//ا أنت أيها الصديق بما تقول؟! قال: نعم؛ أقول الحقيق//ة ال//تي أعتقدها وأدين نفسي بها، واقعة من نفس//ك ونف//وس الن//اس

u حيث وقعت. جميعا قلت: هل تأذن لي أن أقول لك: إنك عشت برهة من الزمان في ديار قوم ال حجاب بين رجالهم ونس//ائهم، فه//ل ت//ذكر أنu من األيام وأنت فيهم، ب//الطمع في ش//يء نفسك حدثتك يوما مما ال تملك يمين//ك، فنلت م//ا تطم//ع في//ه من حيث ال يش//عر

مالكه؟ قال: ربما وقع لي شيء من ذلك، فماذا تريد؟ قلت: أريد أن أقول ل//ك إني أخ//اف على عرض//ك أن يلم ب//ه

من الرجال ما ألمk بأغراض الرجال منك.عندي من التعجب عالمات ( جميع ?)6عاد. قبيلة إلى نسبه القديم ( أي ?)7حدث؟. الذي ما بعد فيما ( سترى ?)8

Page 15: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

قال: إن المرأة الشريفة تس//تطيع أن تعيش بين الرج//ال منشرفها في حصن حصين ال تمتد إليه األعناق )!!!(..

فت//داخلني م//ا لم أمل//ك نفس//ي مع//ه، وقلت ل//ه: تل//ك هي الُخدعة التي يُخدعكم به//ا الش//يطان أيه//ا الض//عفاء، والثلم//ة ال//تي يع//ثر به//ا في رؤوس//كم؛ فينح//در منه//ا إلى عق//ولكم ومدارككم فيفسدها عليكم.. فالشرف كلم/ة ال وج/ود له/ا إال في قواميس اللغة ومعاجمها، فإن أردن//ا أن نفتش عنه//ا في قلوب الناس وأفئدتهم فإنا ال نجدها.. قال: أتنكر وجود العفة

بين الناس؟! قلت: ال أنكرها ألني أعلم أنها موجودة عن//د كث//ير من الن//اس ولك//ني س//قط من بينهم//ا الحج//اب وخًال وجه//ة ك//ل منهم//ا

لصاحبه.. إنكم تكلفون المرأة ما تعلمون أنكم تعجزون عنه، وتطلب//ون عندها ما ال تجدونه عن//د أنفس//كم، ف//أنتم تُخ//اطرون به//ا في معركة الحياة مُخاطرة ال تعلمون أتربحونها من بع//د ذل//ك أم

تُخسرونها، وما أحسبكم -إن فعلتم- رابحين..u، وال تق//دمت إليكم طالب//ة أن م//ا ش//كت الم//رأة إليكم ظلم//ا تحلوا قيدها وتطلقوها، إنها ال تشكو إال فضولكم وإس//فافكم، ولص//وقكم به//ا، ووق//وفكم في وجهه//ا حيثم//ا س//ارٌت، وأينم//ا حلت، حتى ضاق بها وجه الفضاء فلم تج//د له//ا من س//بيل إالu من u بكم، وف//رارا أن تسجن نفس//ها بنفس//ها في بيته//ا، تبرم//اu لكم تس//جنونها بأي//ديكم ثم تقف//ون على فضولكم، فوا عجب//ا

باب سجنها تبكونها وتندبون شقاءها. إنكم ال ترثون لها بل ترث/ون ألنفس/كم، وال تبك/ون عليه/ا ب/ل،u u وس//فورا على أيام قض//يتموها في دي//ار يس//يل جzوyه//ا تبرج//اu، وتودون لو ظفرتم هن//ا به//ذا العيش ويتدفق حرية واستهتارا

الذي خلفتموه هناك. عاشت المرأة حقبة من دهرها مطمئنة في بيتها راض//ية عن نفسها وعن عيشتها، ترى الس//عادة ك//ل الس//عادة في واجٌب تؤديه لنفسها، أو وقفة تقفها بين يدي ربها، أو عطفة تعطفها على ولدها، أو جلسة تجلسها إلى جارتها فتبثها ذاٌت نفس//ها،

Page 16: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

وتس//تبثها س//ريرة قلبه//ا، وت//رى الش//رف ك//ل الش//رف في خضوعها ألبيها وائتمارها بأمر زوجه//ا ونزوله//ا عن//د رض//اهما، وكانت تفهم معنى الحٌب وتجهل معنى الغ//رام فتحٌب زوجه//ا ألنه زوجها، كما تحٌب ولدها ألنه ول//دها، ف//إن رأى غيره//ا من النساء أن الحٌب أساس الزواج، رأٌت هي أن ال//زواج أس//اس الحٌب، فقلتم لها إن هؤالء الذين يستبدون ب//أمرك من أهل//كu وال أقدر على النظر لك u وال أفضل رأيا ليسوا بأوفر منك عقًال من نظ//رك لنفس//ك، فًال ح//ق لهم في ه//ذا الس//لطان ال//ذي يزعمونه ألنفسهم عليك، فازدرٌت أباها وتمردٌت على زوجها،u من األع//راس وأص//بح ال//بيت ال//ذي ك//ان ب//األمس عرس//ا

الضاحكة، مناحة قائمة ال تهدأ نارها وال يُخبو أوارها. قلتم لها: البدZ لك أن تُختاري زوجك بنفس//ك ح//تى ال يُخ//دعك أهلك عن سعادة مستقبلك، فاختارٌت لنفسه أسوأ مما اخت//ار لها أهلها، فلم يزد عمر س/عادتها على ي/وم وليل//ة ثم الش//قاء

الطويل بعد ذلك والعذاب األليم. وقلتم لها إن الحٌب أساس الزواج فما زالت تقلٌب عينيها فيوجوه الرجال مصعدة مصوبة حتى شغلها الحٌب عن الزواج.

وقلتم له//ا أن س//عادة الم//رأة في حياته//ا أن يك//ون زوجه//ا عش//يقها، وم//ا ك//انت تع//رف إال أن ال//زوج غ//ير العش//يق،u يح//يي من لوع//ة u جدي//دا فأصبحت تطلٌب في ك//ل ي//وم زوج//ا

u أفادٌت. u استبقت وال جديدا الحٌب ما أماٌت القديم، فًال قديما وقلتم لها البدZ لكc أن تتعلمي لتحس//ني تربي//ة ول//دك والقي//ام على شؤون بيتك، فتعلمت كل شيء إال تربية ول/دها والقي/ام

على شؤون بيتها. وقلتم له//ا إن//ا ال ن//تزوج من النس//اء إال من نحبه//ا ونرض//اها ويًالئم ذوقها ذوقنا، فكان البدZ لها أن تعرف مواق//ع أه//وائكم، ومسارح أنظاركم لتتجمل لكم بما تحبون، ف//راجعت فه//رس أعمالكم في حياتكم صفحة صفحة فلم ت//ر في//ه غ//ير أس//ماء الُخليع//اٌت والمس//تهتراٌت والض//احكاٌت الًالعب//اٌت، واإلعج//اب بهن والثناء على ذكائهن وفطنتهن، فتُخلعت واستهترٌت لتبل//غ رضاكم، وت//نزل عن//د محبتكم، ثم تق//دمت� إليكم به//ذا الث//وب

Page 17: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

u كم//ا يع//رض الرقي//ق الش//فاف تع//رض نفس//ها عليكم عرض//ا النُخاس أمته في سوق الرقيق، فأعرضتهم عنها، ونبوتم بها، وقلتم لها إنا ال نتزوج النس//اء الع//اهراٌت ك//أنكم ال تب//الون أنu س//اقطاٌت إذا س//لمت لكم نس//اؤكم، يكون نساء األمة جميعا فرجعت أدراجها خائب//ة منكس//رة، وق//د أباه//ا الُخلي//ع، وترف//ع عنه//ا المحتش//م، فلم تج//د بين ي//ديها غ//ير ب//اب الس//قوط

فسقطت. وهكذا انتش//رٌت الريب//ة في نف//وس األم//ة جميعه//ا، وتمش//ت الظن//ون بين رجاله//ا ونس//ائها، فتح//اجز الفريق//ان، وأظلم الفضاء بينهما وأصبحت البيوٌت كاألديرة ال ي//رى فيه//ا ال//رائيg متبرهبين ونساء عانساٌت، ذلك بكاؤكم على الم//رأة إال رجاال

أيها الراحمون. فم//ا زاد الف//تى على أن ابتس//م في وجهي ابتس//امة اله//زء والسُخرية، وقال: تلك حماقاٌت ما جئنا إال لمعالجتها، فلنصبر عليها حتى يقضي الله بيننا وبينها. فقلت ل//ه: ل//ك أم//رك في نفسك وأهلك فاصنع بهما ما تش//اء وائ//ذن لي أن أق//ول ل//ك إني ال أستطيع أن أختلف إليك بعد الي//وم إبق//اء علي//ك وعلىgستر Tنفسي، ألني أعلم أن الساعة التي ينفرج لي فيها جانٌب من أستار بيتك عن وجه امرأة من أهلك في حض//رتك تقتلين

u، ثم انصرفت وكان هذا آخر ما بني وبينه. حياء وخجًالu وما هي إال أيام قًالئل حتى سمعت الناس يتح//دثون أن فًالن//ا هتك الستر في منزله بين نسائه وأص//دقائه، وأن//ه ق//د أص//بحu ال تزال النع//ال خافق//ة بباب//ه، ف//ذرفت عي//ني دمع//ة ال مغشيا أعلم هل هي دمع//ة الغ//يرة على الع//رض الم//دال أو الح//زن

على الصديق المفقود. م//رٌت على تل//ك الحادث//ة ثًالث//ة أع//وام، ال أزوره فيه//ا والu فأحيي//ه تحي//ة الغ//ريٌب يزورني، وال ألقاه في طريق//ه إال قليًال

للغريٌب، ثم أنطلق في سبيلي. فإني لعائد إلى منزلي ليل//ة أمس وق//د مض//ى الش//طر األولu من منزله يمشي مشية المض//طرب من الليل إذ رأيته خارجا الحائر وبجانبه جندي من جنود الشرطة كأنما ه//و يحرس//ه أو

Page 18: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

يقتاده، فأهمني أمره ودنوٌت منه وسألته عن ش/أنه فق/ال: ال أعلم لي بشيء سوى أن هذا الجندي قد طرق الساعة ب//ابي يدعوني إلى مُخفر الشرطة، وال أعلم لمثل هذه ال//دعوة فيu، وما أنا بالرجل الم//ذنٌب وال الم//ريٌب، مثل هذه الساعة سببا فهل أستطيع أن أرجوك ي//ا ص//ديقي الق//ديم بع//د ال//ذي ك//ان بيني وبينك أن تصحبني الليلة في وجهي هذا علني أحتاج إلى معونتك فيم//ا ق//د يع//رض هن//اك من الش//ؤون؟ قلت: ال أحٌبu u ال أحدثه وال يقول لي شيئا إلىZ من ذلك، ومشيت معه صامتاZيريد أن يفض//ي ب//ه إلي u TزوZر في نفسه كًالما ثم شعرٌت كأنه ي فيمنع//ه الُخج//ل والحي//اء، ففاتحت//ه الح//ديث وقلت ل//ه: ألمu؟ فنظر إليZ نظرةu ح//ائرة تستطع أن تتذكر لهذه الدعوة سببا وقال: إن أخوف ما أخافه أن يكون قد حدث لزوج//تي الليل//ة حادث مؤلم، فقد رابني من أمره//ا الليل//ة، وإنه//ا لم تع//د إلى منزلها حتى الساعة وما كان ذلك شأنها من قب//ل. قلت: أم//ا كان يصحبها أحد؟ قال: ال، قلت: أال تعلم المكان الذي ذهبتu إليه؟ قال: ال. قلت: ومما تُخاف عليها؟ ق//ال: ال أخ//اف ش//يئا سوى أني أعلم أنها امرأة غيورة حمقاء، فلع//ل بعض الن//اس حاول العبث بها في طريقها فشرست علي//ه ف//وقعت بينهم//ا خص//ومة، انتهت إلى رج//ال الش//رطة.. وكن//ا ق//د وص//لنا إلى المُخفر فاقتادنا الجندي إلى قاع//ة الم//أمور ح//تى ص//رن بين يديه فأشار إلى جندي أمامه إشارة لم نفهمهم//ا ثم اس//تدنى الفتى إليه وقال: يسؤوني يا س//يدي أن أق//ول ل//ك إن رج//ال الشرطة قد عثروا الليلة في مكان ما من أمكنة الريب//ة على رجل وامرأة في ح//ال غ//ير ص//الحة فاقتادوهم//ا إلى المُخف//ر فزعمت المرأة أن لك بها صلة فدعوناك لتكشف لنا الحقيقةا له//ا Z//في أمرها وأمرها وأمر ص//احبها ف//إذا ك//انت ص//ادقة إذن u ل//ك، وإبق//اء على ش//رفك، وإال فهي باالنصراف معك إكرام//ا ام//رأة ف//اجرة ال نج//اة له//ا من عق//اب الف//اجراٌت، وه//ا هم//ا وراءك، وكان الجندي قد ج//اء بهم//ا من غرف//ة أخ//رى فنظ//ر فإذا المرأة زوجته، وإذا الرجل أحد أصدقائه، فص//رخ ص//رخة

Page 19: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

u u وآذان//ا رجفت لها جوانٌب المُخفر ومألٌت نوافذه وأبوابه عيوناu عليه. ثم سقط في مكانه مغشيا

فأش//رٌت على الم//أمور أن يرس//ل الم//رأة إلى م//نزل أبيه//ا ففعل، وأمر بصاحبها إلى السجن، ثم حملنا الفتى في مركبة إلى منزله ودعونا الط//بيٌب فق//رر أن//ه مص//اب بحمى دماغي//ةu بجانب//ه بقي//ة اللي//ل يعالج//ه ح//تى دن//ا ش//ديدة، ولبث س//اهرا الصباح فانصرف الطبيٌب على أن يعود م//تى دعون//اه، وعه//د إلىZ بأمره فلبثت بجانبه أرثي لحاله وأنتظ//ر قض//اء الل//ه في//هzثc حتى رأيت//ه يتح//رك في مض//جعه ثم فتح عيني//ه ف//رآني فلبu فًال u إلىZ هنيه//ة كأنم//ا يح//اول أن يق//ول لي ش//يئا شاخص//ا يستطيع فدنوٌت منه وقلت هل من حاجة يا صديقي؟ فأج//اب بصوٌت ضعيف خ//افت: ح//اجتي أن ال ي//دخل عليZ من الن//اس أحد، قلت: لن ي//دخل علي//ك إال من تري//د، ف//أطرق هنيه//ة ثم رفع رأسه فإذا عيناه مبتلتان بال//دموع، فقلت: م//ا بك//اؤك ي//ا صديقي؟ قال: ال شيء سوى أن أقول لها أني عف//وٌت عنه//ا، قلت: إنها في بيت أبيها، فقال: وارحمناه لها وألبيه//ا ولجمي//ع قومها فقد كانوا قبل أن يتصلوا بي شرفاء أمج//اد فألبس//تهم

u من العار ال تبلوه األيام. منذ عرفوني ثوباu أنني رجل م//ريض مش//رف وأن//ني من لي بمن يبلغهم جميعا أخش//ى لق//اء الل//ه إذا لقيت//ه ب/دمائهم وأن/ني أض/رع إليهم أن يصفحوا عني ويغتفروا ذنبي فيغفر لي الله لغفرانه، قب//ل أن

يسبق إلىZ أجلي. ( أن أص//ون عرض//ها9لقد كنت أقسمت ألبيها يوم أهت//ديتها )

صيانتي لحياتي، وأن أمنعها مما أمنع منه نفسي، فحنثتT فييميني فهل يغفر لي ذنبي فيغفر لي الله بغفرانه.

�ني ولكني أن//ا ال//ذي فتحتT ب//اب بي//تي لص//ديقي إلى إنها قتلتزوجتي فلم يذنٌب لي أحد سواي.

ثم أمسك عن الكًالم برهة فنظرٌتT إليه ف//إذا س//حابة س//وداءu، حتى لبست وجهه فزفر زف//رة u فشيئا تنتشر فوق جبينه شيئا

خلت أنها خرقت حجاب قلبه ثم أنشأ يقول:وضمها. إليها جمعها امرأته؛ الرجل ( اهتدى ?)9

Page 20: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

آه ما أشد الظًالم أمام عي//ني، وم//ا أض//يق ال//دنيا في وجهي، في هذه الغرف//ة على ه//ذا المقع//د تحت ه//ذا الس//قف، كنت،u أراهم//ا جالس//ين يتح//دثان فتمثليء نفس//ي غبط//ة وس//رورا وأحمد الله على أن رزقني بص//ديق وفيZ ي//ؤنس لي زوج//تي في وحدتها، وزوجة سمحة كريمة تكرم ص//ديقي في غيب//تي،u إن ذلك الرجل الذي كان يفُخر ب//األمس فقولوا للناس جميعا بذكائه وفطنته ويزعم أنه أكيس الناس وأح//زمهم ق//د أص//بح يعترف أنه أبله إلى الغاية من البًالهة، وغبي إلى الغاية ال//تي

ال غاية وراءها.والهفاه على أم لم تلدني، وأب عاقر ال نصيٌب له في البنين! لعل الناس كانوا يعلم//ون من أم//ري م//ا كنت أجه//ل، ولعلهم كانوا إذا م//ررٌت بهم يتن//اظرون ويتغ//امزون ويبتس//م بعض//هم إلى بعض ويح//دقون النظ//ر إلىZ ويطيل//ون النظ//ر في وجهي ليروا كيف تتمثل البًالهة في وجود البله، والغب//اوة في وج//وه األغبياء، ولع//ل ال//ذين ك//انوا يطوف//ون بي ويت//وددون إليZ من أص//دقائي إنم//ا ك//انوا يفعل//ون ذل//ك من أجله//ا ال من أجلي،،u ولعلهم ك//انوا يس//مونني فيم//ا بينهم وبين أنفس//هم ق//وادا

( u u، وبيتي ماخورا (، ف/وا رحمت/اه لي10ويسمون زوجتي موسما إن بقيت على ظه//ر األرض بع//د الي//وم ول//و س//اعة واح//دة، ووالهفاه على زاوية من زواي//ا ق//بر عمي//ق يطوي//ني ويط//وي

عاري معي.ثم أغمض عينيه وعاد إلى ذهوله واستغراقه.

وهنا دخلت الحجرة مرضع ولده تحمله على ي//دها ح//تى دنت به من فراشه فتركته وانصرفت، فما زال الطفل ي//دب على أطراف//ه ح//تى عًال ص//در أبي//ه فألحسZ ب//ه ففتح عيني//ه ف//رأه فابتسم لمرآة، وضمه إليه ضمة الرفق والحنان، وأدنى فم//ه من وجهه كأنما يري//د أن يقبل//ه ثم انتفض فج//أة ودفع//ه عن//هu، فانكف//أ على وجه//ه يبكي ويص//يح وق//ال: u ش//ديدا بي//ده دفع//ا أبعدوه عني، ال أعرفه ليس لي أوالد وال نساء، سلوا أمه عن أبيه أين مكانه، واذهب//وا ب//ه إلي//ه، ال ألبس الع//ار في حي//اتي،

الريبة. ( الماخور: بيت ?)10

Page 21: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

u ورائي بع//د مم//اتي، وك//انت المرض//ع ق//د u خال//دا وأترك//ه أث//را سمعت صياح الطفل فعادٌت إليه وحملت//ه وذهبت ب//ه فمس//عu u فأنصت إلي//ه واس//تعبر باكي//ا u فشيئا صوته وهو يبتعد عنه شيئا وصاح أرجعوه إلىZ فعادٌت ب//ه المرض//ع فتناول//ه وأنش//أ يقلٌب

نظره في وجهه ويقول: في سبيل الله يا بني ما خلف لك أبوك من اليتم وم//ا خلفت لك أمك من العار فاغفر لهما ذنبهما إلي//ك فلق//د ك//انت أم//ك امرأة ضعيفة فعجزٌت عن احتمال األمان//ة، فس//قطت، وك//ان أبوك حسن النية في الجريمة التي اجترمها فأس//اء من حيث

أراد اإلحسان. سواء أكنت ولدي يا بني أم ولد الجريمة فإني قد سعدٌت بك

.u u أو ميتا برهة من الدهر فًال أنسى يدك عندي حياZله في جبين//ه قبل//ة ال أعلم ه//ل هي قبل//ة ثم احتضنه إليه وقب

األب الرحيم أو الرجل الكريم. وك//ان ق//د بل//غ من//ه الجه//د فعاودت//ه الحمى وغلت ناره//ا فيu ح//تى خفتT علي//ه التل//ف u فش//يئا رأس//ه وم//ا زال يثق//ل ش//يئا فأرس/لت وراء الط/بيٌب فج/اء وألقى علي/ه نظ/رة طويل/ة ثم

.u u وحزنا استردها مملوءة يأساu، فلم تب//ق عين من u مؤلما u ويشن أنينا u شديدا ثم بدأ ينزع نرعا العيون المحيطة به إال رفضت كل م//ا تس//تطيع أن تج//ود ب//ه

من مدامعها.Tس//بل أس//تاره الس//وداء Zا لzجلوس حوله وق//د ب//دأ الم//وٌت ي فإن حول سريره فإذا بامرأة متزرة بإزار أسود قد دخلت الحجرة وتقدمت نح//وه ببطء ح//تى ركعت بجانب//ه ثم أكبت على ي//ده

الممتدة فوق صدره فقبلتها وأخذٌت تقول له: ال تُخرج من الدنيا وأنت مرتاب في ول//دك ف//إن أم//ه تع//ترف بين ي///ديك وأنت ذاهٌب إلى رب///ك أنه///ا وإن ك///انت دنت من الجريمة، فإنها لم ترتكبها، فاعف عني يا والد ولدي، وأس//أل- أن يلحق//ني ب//ك فًال خ//ير لي في الحي//اة من yالل//ه -إن مت

بعدك.

Page 22: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

ثم انفجرٌت باكية ففتح عينيه وألقى على وجهها نظرة باسمةكانت هي آخر عهده بالحياة وقضى.

Page 23: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

( توبة شاب على يد رجل من أهل6)(11الحسبة )

ق//ال من أعرف//ه: أم//ام تل//ك الم//رأة القابع//ة في الزاوي//ة الش//رقية من غرف//تي كنت أس//رح ش//عري في أص//يل ي//وم..u u وض//جيجا قائظ.. وكانت نغماٌت الموسيقى تمأل الجو ص//ُخباTلم أع//رف س//ببه.. اتجهت u u ش//ديدا وفجأة خفق قل//بي خفقان//ا إلى المسجل وأسكتy تلك الموسيقى الغربية وذلك الض//جيجu.. وزاد قل//بي خفقان//ا.. اتجهتT إلى ال//ذي ال أفهم من//ه ش//يئا النافذة ألستنشق الهواء، إال أنني أحسست بش//عور غ//ريٌب ال أعلم كنه//ه وال أدرك س//ببه! فم//ا هي أول م//رة أس//تعد ه//ذالz ط/رفي هن/ا Tنق/� االستعداد.. ثم أتجه إلى أحد األس/واق كي أ

وهناك.. وأستأثم بمعاكسة الفتياٌت.u إلى الباب الُخارجي مررٌتT بأمي. وخًالل عبوري البيت متجها وبعد أن تجاوزته/ا ببض/ع خط/واٌت ن/ادتني: أحم/د لق/د رأيت/ك البارحة في المنام.. إال أني تظاهرٌت بع//د الس//ماع وواص//لتu �ني وأمسكت� ب//ذراعي وق//الت: ألن تض//ع ح//دا المسير.. لحقت

لهذا االستهتار وضياع الوقت يا أحمد؟. وعندما التقت� عيناي بعينيه//ا ع//اودني ذل//ك الُخفق//ان القل//بيu ومن ثم خ//رجتT إلى الم//ريٌب.. واتجهتT إلى الب//اب ص//امتا

Zإلى zتzص///ديقي وبع///د أن امتطيت س///يارتي الفاره///ة.. التف u من دخان سيجارته الملتهبة. u ونفثz في وجهي شيئا مبتسما

أما أنا فًال زال قلبي يض//رب بق//وة.. رفعتT ص//وٌت المس//جلعلZه يصرف عني ما بي.. أي سوق سنذهٌب إليه اآلن؟

س//ألني.. وعن//دما س//معت ه//ذه الكلم//ة ال//تي س//معتها ليل//ةu سوى ص//دى البارحة وكأنما صمZت أذناي فلم أعد أسمع شيئا تل//ك الكلم//اٌت المتدفق//ة بالحي//اة: أخي أليس من العيٌب أنu.. وراء بن//اٌت المس//لمين، وأن u.. س//اعيا Zع ش//بابك الهي//ا تض//ي

العلي. الله ( عبد6999) عدد الجزيرة ( جريدة ?)11

Page 24: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

تس//اهم في إفس//اد المجتم//ع وأن ت//دعم مُخطط//اٌت األع//داءوأنت من فلذاٌت أكبادنا ومن أبنائنا.. أخي أال تتقي الله؟(.

وهكذا أصحبت هذه الكلماٌت تدوZي في س//ماء عقلي كالرع//دu المجلجل.. وص//ورة ذل//ك الرج//ل ال//ذي يض//يء وجه//ه إيمان//اu ال تفارق مُخيلتي رجل هيئ//ة األم//ر ب//المعروف والنهي وطهرا عن المنكر الذي أمسك معصمي البارحة وأنا أتجول في أحد األس//واق أالح//ق الفتي//اٌت.. وهمس في أذني بتل//ك الكلم//اٌت

التي كانت أبلغ من كل تهديد أو وعيد..فتحت عيني فإذا بصديقي يهزني بيده سائًال: ما بك؟

التفتy إليه وقلت: ال ش//يء .. أري//د أن أرج//ع إلى ال//بيت. وال أدري م//ا هي الق//وة ال/تي دفعت بص//احبي ب/أن يرجع//ني إلى

البيت بدون مناقشة. هبطتT من الس//////يارة واتجهتT إلى ال//////بيت دون أن أودع..u u عندما رأيتT ال//بيت ممتلئ//ا صاحبي.. وكم كان عجبي شديدا

. Tذهلت uرجاال.. ونساءu.. س//ألته م//ا اتجهتT إلى أخي الصغير لم//ا رأيت//ه ينتحٌب باكي//ا ب//ك؟! نش//ج.. ثم س//عل.. ثم رف//ع رأس//ه الص//غير إلىZ وق//دu وقال: أحمد.. لق//د م//اتت أمي.. أص//يبت امتألٌت عيناه دموعا،u u روي//دا بنوبة قلبية.. وماتت.. أحسست بقل//بي يتوق//ف روي//دا وتمنيتT أن يعاوده ذلك الُخفقان، إال أنه لم يفعل. لقد مض//ى على ه///ذه القص///ة ثًالث س///نواٌت، وه///ا أن///ذا اآلن أرويه///ا بدموعي.. وأردد الدعاء وجزي//ل الش//كر ل//ذلك الرج//ل ال//ذي

منحني عاطفة صادقة وكلماٌت ناصحة من القلٌب.

Page 25: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

( توبة فتاة بعد سماعها آليات من7)(12القرآن الكريم )

تقول هذه الفتاة: نشأٌت في بيت متدين بين والدين صالحين، يعرفان الله -ع/زu على وج//ل- كنتT ابنتهم الوحي///دة.. فكان//ا يحرص//ان دائم//اتنشئتي تنشئة صالحة، ويحثانني على االل//تزام ب//أوامر الل//ه - عز وجل- وخاصة الص//ًالة وم//ا إن ق//اربتT س//ن البل//وغ ح//تى انج//رفت م//ع التي//ار، وانس//قت وراء ال//دعاياٌت المض//للة، والشعاراٌت البراقة الكاذبة ال/تي ي/روج له/ا األع/داء بك/ل م/ا يملكون//ه من طاق//اٌت وإمكاني//اٌت.. وم//ع ذل//ك كنت بفط//رتي السليمة أحٌب األخًالق الفاض/لة والص/فاٌت الحمي/دة، وأخج/ل أن أرفع عيني في أعين الرجال.. كنت شديدة الحي//اء، قليل//ة االختًالط بالن///اس، ولكن -ولألس///ف الش///ديد- زاد انح///رافي

Tليت لمب��زوج منح��رفوض//ًاللي لدرج//ة كب//يرة بع//د أن ابتف//ني Zاألخًالق والعف//ة.. عر Zأس//أل عن دين//ه.. ك//ان يمث//ل علي على كثير من أشرطة الغن//اء الف//احش ال//ذي لم أكن أعرف//ه من قبل، وأهدى إلىZ الكثير من هذه األش//رطة الُخبيث//ة ال//تي قضت على م//ا تبقى فيZ من دين ح//تى تع//ودٌت� أذنيZ س//ماع هذا اللهو الفاجر.. تزوجته ووقع الفأس في ال//رأس.. زواجي في بدايته كان فتنة عظيمة لم//ا ص//احبه من المع//ازف وآالٌت الط//رب والتب//ذير واإلس//راف والف//رق الض//الة والراقص//اٌتu من الحاضرين عن ذكر الله في تل//ك الُخليعة.. مما صد كثيرا

الليلة. ومع مرور األيام التي عشتها مع هذا الزوج الذي كان السبٌب األول في انح//رافي وش//رودي عن خ//القي؛ ت//ركت الص//ًالةu.. وألن//ني لم u، ونزعت الحجاب الذي كنت أرتدي//ه س//ابقا نهائيا

إذا ج/اءكم منأعمل بحديث النبي صلى الل/ه علي/ه وس/لم: ) (، قطعتT الص//لة ب//ربي فقط//عترض//ون دين//ه وخلق//ه فزوج//ه

المتحدة. العربية اإلمارات من بنفسها لي ( كتبتها ?)12

Page 26: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

الصلة بي ووكلني إلى نفسي وهواي.. ويا شقاء من كان هذاعrحال//ه.. ) rب��sات rا و rن��tرuكtذ uنrه ع ا قلuب��� rن��uل rفuأْغ uنrم uع tوال ت�ط��

طا% ر� ه� ف� ر� uأم rانrكrاه� و rو rه.)u في ولكني لم أجد السعادة بل الشقاء والتعاسة.. كنت دائماره لي زوجي Z//أحسه بداخلي رغم م//ا وف ،u هم وفارغ كبير جدا من متاع الدنيا الزائل. لقد أنزلني هذا الزوج إلى الحضيض..u عص//بية إلى الض//ياع.. إلى الغفل//ة بك//ل معانيه//ا.. كنت دائم//ا المزاج غير مطمئنة.. ينتابني قل/ق دائم واض/طراب نفس/ي.. وكما كنت متبرجة ينظر إلىZ الرجال، كذلك كان زوجي يلهث وراء النساء، ولم يُخلص لي في حب//ه، فق//د ترك//ني وانش//غل بالمعاكساٌت، والجري وراء النساء.. تركني وحيدة أع//اني ألم الوح//دة والض//ياع، وأتُخب//ط في ظلم//اٌت الجه//ل والض//ًالل..u االنتحار، لكي أتُخلص من ه//ذه الحي//اة الكئيب//ة، حاولت مرارا ولكن محاوالتي باءٌت بالفشل، وأحم//د الل//ه على ذل//ك.. إلى أن ت//داركني الل//ه بفض//له ورحمت//ه واس//تمعتT إلى ش//ريط للقارئ أحمد العجمي، وهو يرتل آياٌت من كتاب الل//ه بص//وتهكت األم//ل Zالشجي.. آياٌت عظيمة أخذٌت� بمجامع فكري وح//ر u.. وكنت أت//وق إلى الهداي//ة، ولك//ني ال بداخلي.. ت//أثرٌتT كث//يرا أس//تطيعها، فه//رعتT إلى الل//ه ولج//أٌتT إلي//ه في األس//حار أن،Zن اإليمان في قل//بي ويحبب//ه إلىZ يفتح لي طريق الهداية ويزيu أدعو الل//ه ه إلىZ الكفر والفسوق والعصيان.. كنتT دائما Zويكر

يuمrبدعاء الُخليل إبراهيم -عليهم الس//ًالم- ) tق عrلuنtيu م� uاج wب rر بsلx د�عrاء rقrت rا وrنsب tر uيtتsي wذ�ر uنtمrو tالة sالص.)

ورزق//ني الل//ه بش//ائر الهداي//ة فح//افظتT على الص//ًالة في أوقاتها، وارتديتT الحج//اب اإلس//ًالمي، وتفقZهتT في كث//ير من أمور ديني.. حافظتT على تًالوة كتاب الله العزيز باس//تمرار، وأح//اديث المص//طفى -ص//لى الل//ه علي//ه وس//لم- وس//يرته العط//رة، والكث//ير من الكتٌب النافع//ة، وأص//بحت أش//ارك فيTالدعوة إلى الله، وقد حصل ك//ل ه//ذا الُخ//ير بع//د أن ف//ارقت هذا الزوجz المنحرفz الذي ك//ان ال يل//تزم بالص//ًالة، رغم ح//بي ل//ه، وآث//رٌتT ق//رب خ//القي وم//والي، فًال خ//ير في زوج ط//الح

Page 27: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

ومن ترك شيئاu لله، عوضه الل//ه خ//يراuصدني عن ذكر الله.. )(.منه

وها أنا اآلن -والحم//د لل//ه- أعيش حي//اة الن//ور ال//ذي ظه//رٌت آثاره على قلبي ووجهي، هذا بشهادة من أعرفه من أخ//واتي المسلماٌت، يقلنz لي إن وجهك أصبح كالمصباح المن//ير، وق//د الحظنz أن الن//ور يش//ع من//ه، وه//ذا فض//ل عظيم من الل//ه

سبحانه.أدعو الله أن يثبتني على دينه وسائرالمسلمين.

أختكم:ع. أ.

Page 28: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

(13( توبة شاب في طليطلة )8)

يقول هذا التائٌب: عشتT حياتي في سعادة بالغة أتلقى ك//ل الرعاي//ة واالهتم//ام من وال//ديk، بع//د أن كرس//ا حياتهم//ا من أج//ل إس//عادي؛ ألني كنتT الطف//ل الوحي//د لهم//ا.. وعن//دما حص//لتT على ش//هادتي الجامعية، أهداني والدي سيارة، وأبلغني بض//رورة االس//تعداد

للعمل معه في شركته الُخاصة. وفي ذل///ك ال///وقت كنتT أرتب///ط بع///دد من زمًالء الدراس///ةu م//ني ش//ُخص اس//مه بصداقة وطيدة.. وكان أكثر هؤالء قرب//ا علي.. وزاد من ارتباطي به تشابه ظروفن//ا االجتماعي//ة، فق//د كان هو اآلخر وحيد والديه وكانا في حال مادية متيسرة مث//لu.. ويسكنان بالقرب من منزلن//ا مم//ا س//اعد على والدي تماما

لقائنا المستمر بصفة يومية.u، عرض علي ض//رورة الس//فر وعقٌب تُخرجنا من الجامعة معا إلى الُخارج، كما يفع//ل اآلخ//رين من زمًالئن//ا ال//ذين يعرف//ون

كيفية االستمتاع بأوقاتهم!! وطرحتT الفكرةz على والديZ اللذان وافق//ا على س//فري بع//د إلحاح ش//ديد من ج//انبي.. وأب//دى وال//دي تُخوف//ه من ح//دوث انح//راف في أخًالقي//اتي مثلم//ا ح//دث للكث//ير من الش//باب،u لًالبن الص//الح.. ووس//ط ه ب//أن أك//ون مث//اال y//فطمأنت//ه ووعدت دعواٌت وال//ديZ بس//ًالمة الع//ودة قمت بش//راء ت//ذكرتي س//فر

لنفسي ولصديقي إلى أسبانيا. وف//ور وص//ولنا إلى هن//اك.. الحظتT أن ص//ديقي يص//رy علىTه عن الس//بٌب إقامتنا في أحد الفنادق دون غيرها.. ولما سألت أخبرني بأن هذا الفندق يقع بجوار العديد من حاناٌت الشراب

التي سوف نجدد فيها حياتنا كاآلخرين!! وهنا تذكرٌتy نصائح والديZ لي باالبتعاد عن كل ما يس//يء إلى ديني، فرفضتT الذهاب بصحبته في الي//وم األول... لكن تحت

ضغوط إلحاحه الشديد وافقتT على الذهاب معه.األسبانية. المدن من مدينة وطليطلة (،17) عدد اإلسالمية ( األمة ?)13

Page 29: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

ني إلى مزالق كثيرة ومساويء أخًالقي//ة Zومنذ اليوم األول جر مشينة، ولم أحس باآلثام التي ارتكبتها، إال في اليوم الت//الي.ه من إثم في T//بالن//دم الش//ديد على م//ا ارتكبت Tوهنا أحسس//ت

حق ديني ونفسي.u .. ومن أج//ل التغي//ير س//افرنا إلى ولكن الندم لم يدم ط//ويًال غرناطة وطليطلة.. وكان بصحبتي فتاة غير مس//لمة أخ//ذٌت�

تتجول معي في مناطق اآلثار اإلسًالمية. وفي طليطلة شاهدٌتT القصور العظيم//ة ال//تي بناه//ا أج//دادنا المسلمون.. وش//رحت� لي الفت//اة كي//ف أن أهله//ا ال ي//ذكرون المس//لمون إال بك//ل خ//ير؛ ألنهم لم يس//يئوا ألح//د من أه//ل

األندلس عندما قاموا بفتحها. وكانت خًالل شرحها المسهٌب لعظمة الت//اريخ اإلس//ًالمي فيه من آث//ام في T//هذا البلد يزداد إحساسي بالُخج//ل مم//ا ارتكبت ه//ذه المدين//ة، ال//تي لم يفتحه//ا أج//دادنا إال بتق//وى الل//ه -ع//ز

وجل-. ووص//ل أحساس//ي بال//ذنٌب إلى أقص//اه، عن//دما رأيت أح//د المحاريٌب داخل قصر إسًالمي بالمدينة كتبت� عليه آي//اٌت من القرآن الكريم.. وكنتT كلما نظرٌتT إلى كلم//اٌت ه//ذه اآلي//اٌت أحس وك//أن غص//ة تق//ف بحلقي لتفت//ك بي من ج//راء تل//ك الذنوب ال//تي ارتكبته//ا في ح//ق نفس//ي في الي//وم األول من وصولي إلى تل//ك البًالد ال//تي تنتس//ٌب إلى ماض//ينا اإلس//ًالمي

المجيد. وانسابت� الدموع الغزي//رة من عي//ني عن//دما رأيتT ق//ول الل//ه

اءrتع//الى: ) rس��sة% و rش��tاح rف rه ك��ان sنى إن�� wب��وا ال��ز rر uقrال تrو بtيuال% rه//اسT (. ودهشتc الفتاة التي رافقتني لتلك الدموع فأخبرت

أنني تذكرٌتT بعض الذكرياٌت المؤلمة في حياتي إلدراكي أنهالن تفهم ما سأخبرها به.

وفي ه//ذه اللحظ//ة ق//ررٌتT الع//ودةz إلى المملك//ة على أول طائرة تغادر برشلونة.. وحاول صديقي إقن//اعي بالبق//اء مع//هTبإص//رار، بع//د أن أدركت Tلمواص//لة رحلتن//ا، لكن//ني رفض//ت

بشاعة ما يرتكبه في حق دينه ونفسه.

Page 30: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

u من الل//ه u على م//ا فعلتT متمني//ا وهكذا عدٌتT إلى بلدي نادم//اTه/ا.. ومن/ذ أن وطئت� تعالى أن يغف/ر لي ال/ذنوب ال/تي ارتكبت قدماي أرضz بًالدي، قررٌتT قطع كل عًالقة لي به//ذا الص//ديق ال//ذي ك//اد أن يوقع//ني في م//وارد التهلك//ة لكن الل//ه تع//الى

أنقذني قبل فواٌت اآلوان. جدة–م. د.

Page 31: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

( توبة شاب في روما9)

روم//ا عاص//مة إيطالي//ا، معق//ل النص//رانية ومق//ر الفاتيك//ان.. هناك.. عاد هذا الشاب إلى ربه فوج//د حًالوة اإليم//ان.. ولكنu في هدايت//ه.. على يد من؟ على يد فتاة إيطالية. ك//انت س//ببا

حدثني بنفسه عن قصته فقال: ولدٌتy في مدينة الرياض ونش//أٌتT بين أب//وين مس//لمين، وفي مجتمع مسلم مع//روف بص//فاء العقي//دة وس//ًالمتها من الب//دع والُخرافاٌت.. منذ الصغر ك//انت لي مي//ول )فني//ة( في الرس/م والتشكيل، لذا تُخصصت في هذا الفن، وح//زٌتT على ش//هادةu له//ذه في التربية الفنية، وعملتT في س//لك الت//دريس ملعم//اTعلن عن بعث//ة إلى إيطالي//ا الم//ادة لم//دة ع//ام كام//ل، ثم أ للدراس//ة في مج//ال الفن وهندس//ة ال//ديكور، فس//ارعت إلى التسجيل، فكنت ض//من قائم//ة المرش//حين للس//فر في ه//ذه

البعثة. ه/- وكان اتج//اهي1395سافرٌتT إلى إيطاليا -وكان ذلك عام

u بالله وبالرس//ول ص//لى الل//ه u.. نعم.. كنتT مقرا آنذاك منحرفا عليه وسلم.. ولكن ال أقيم ش//عيرةu من ش//عائر الل//ه اللهم إال

النطق بالشهادتين.. وماذا يغني قول بًال عمل؟! مضت� عليZ س//نتان وأن//ا على ه//ذه الح//ال، اكتش//فتT خًالله//ا حقيق///ة الحي///اة الغربي///ة، وم///ا يمكن أن أص///ل إلي///ه في المستقبل، إن أنا سرٌتT في ه//ذا الطري//ق.. نظ//رٌتT إلى من حولي، فلم أر إال قطع//ان من ال//ذئاب والحيوان//اٌت البش//رية، ال//تي ال همk له//ا إال األك//ل والش//رب والله//و، والس//عي وراء الشهوة بأي ثمن. فساد أخًالقي. أثرة وحٌب للذاٌت.. ه//ذا م//ا

Tه من مجتمعي المسلم المحافظ. رأيته بنفسي، وبما تعلمتu وأقول: البدZ وأن يأتي يوم أعود في//ه كنتT أحدZث نفسي دائما إلى الله وألتحق بركٌب اإليمان.. ولكن متى يأتي هذا اليوم؟!

ال أدري.

Page 32: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

ومضتc األيام وأنا على تل//ك الح//ال من الغفل//ة والض//ياع إلى أن ق//ررٌتT االل//تزام، فب//دأٌتT بالمحافظ//ة على الص//ًالة وبعضgفق//ط دون إدراك u u ظاهري//ا الش//عائر الظ//اهرة، فك//ان التزام//ا

لروح الدين وحقيقته. كنتT أقيم هن//اك في مدين//ة ت//دعى )فلورنس//ا(، وفي إح//دى اإلجازاٌت كان من المقرر أن أس//افر بالقط//ار إلى روم//ا -أن//ا وص//احٌب لي- لقض//اء بعض األعم//ال، وفي الي//وم المح//دد للسفر شاء الله -ع//ز وج//ل- أن نص//ل مت//أخرين إلى محط//ة

u آخر. القطار، وتفوتنا الرحلة فوجدنا قطارا كان ه//ذا القط//ار ق//د امتأل بالرك//اب، وأوش//ك على المس//ير،

فكنتT أنا وزميلي آخر راكبين قبل إغًالق الباب.u، فأخ//ذنا نبحث عن u خالي//ا u فلم ن//ر مقع//دا u وش//ماال نظرنا يميناu مك//ان نجلس في//ه، وبع//د زمن ليس بالقص//ير لمحت مقع//داu آخ//ر u في إحدى المقصوراٌت بينما وج//د ص//احبي مقع//دا خاليا

في المقصورة التي تليها. دخلتT إلى تل//ك المقص//ورة -وهي في الع//ادة تتس//ع لس//تة أش//ُخاص- فلم يكن به//ا إال أربع//ة فق//ط كلهن نس//وة، أم//ا المقع//دان الباقي//ان فق//د كان//ا مش//غولين ببعض الحق//ائٌب،

فاستأذنتهن في إخًالء المقعدين والجلوس فيه فأذنZ لي. ثًالث ساعاٌت ونصف الساعة هي المس//افة الزمني//ة بالقط//ار بين فلورنس//ا وروم//ا.. مض//ت� س//اعتان ولم يتف//وه أح//د من//ا بكلمة واح//دة.. بعض//نا ك//ان يق//رأ، والبعض اآلخ//ر ك//ان يقلٌب

نظراته تارة من خًالل النافذة وتارة في وجوه اآلخرين.u ولكني شعرٌت بالملل -وه//و u صغيرا كنتT أحمل في يدي كتيبا م//ا الحظت//ه على وج//وه البقي//ة- ف//أردٌتT أن أكس//ر ح//اجز

الصمت، وأبدأ في الكًالم.: إننا منذ ساعتين لم نتحدث ولم ننطق بكلمة واحدة.. Tفقلت

فوافقنني على ذلك، وبدأ النقاش.. قالت إحداه/ن: من أي/ن أنت؟ قلت: من السعودي/ة.. وأنت؟

.. وج//اء دور الثالث//ة لتع//رZف]نص//رانية[ق//الت: أن//ا إيطالي///ة بنفسها فقالت: إنها يهودية من إسرائيل.

Page 33: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

ما أن أطلقت� هذه اليهودية كلمتها حتى انتفضتT كم//ا ينتفض العصفور إذا بلله القط//ر، وتمع//ر وجهي، وتس//ارعت نبض//اٌت

قلبي، فكانت تلك نقطة التحول. )يهودية من إسرائيل(!! قالتها بتح//دg واض//ح وتع//الg واس//تكبار وكأنها تقول لي: إنني من األرض التي انتزعناه//ا من أي//ديكم

وطردناكم منها فمت� بغيظك.. ك//انت لحظ//اٌت مع//دودة ولك//ني أذك//ر تفاص//يلها بدق//ة ولن

أنساها ما حييت.. ثم تفجر البركان.. لقد فق//دٌتT ش//عوري في تل//ك اللحظ//اٌت، وانفج//رٌتT ب//الكًالم على الرغم من قلة بض//اعتي في العلم الش//رعي، ب//ل ح//تى في التحدث مع اآلخرين.. وقمت بشن هجوم عنيف ال ه//وادةu -ال أت//ذكره اآلن- u كث//يرا فيه على ه//ذه اليهودي//ة، وقلتT كًالم//ا ولم يتوق/ف ه//ذا البرك/ان المت/دفق عن الكًالم المتواص/ل إال

حينما توقف القطار في محطته في روما.. س//اعة كامل//ة ونص//ف الس//اعة من الح//ديث المتواص//ل دونu انقطاع.. كانت األفكار تتدفق كالس//يل وتس//بق الكًالم أحيان//ا على الرغم من ضحالة ثقافتي العامة -كما أسلفت- إال فيم//ا

يتعلق باأللوان والرسم. وإن مم//ا أذك//ره اآلن أن//ني ب//دأٌت بالقض//ية الفلس//طينة، وأن اليهود مغتصبون وخونة، وهي عادتهم على مرZ التاريخ، وأنهم شعٌب مشرد جبان.. الخ، وجرني ه//ذا الح//ديث إلى الح//ديث عن الديانة اليهودية وما طرأ عليه//ا من التحري//ف، وك//ان من الطبيعي أن يجرني الحديث إلى النص//رانية ك//ذلك وم//ا ط//رأ عليها من تحري//ف النص//ارى.. وه//ذه هي الم//رة األولى ال//تي

أتحدث فيها عن مثل هذه الموضوعاٌت المتعلقة باألديان. وواص//لتT الح//ديث بحم//اس وان//دفاع منقط//ع النظ//ير.. وق//د ظه//رٌت واض//حة أثن//اء ح//ديثي الحمي//ة الديني//ة والقومي//ةوالوطنية.. وما ش//ئت من الحمي//اٌت الس//يما وأن//ني لم أكن -

u حقيقيا. آنذاك- قد التزمت التزاما وبعد الفراغ من الحديث عن ال//ديانتين اليهودي//ة والنص//رانية؛yتح//دثت عن اإلس//ًالم وس//ماحته ويس//ره.. ومن ثم عق//دٌت

Page 34: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

مقارنة بين هذه الدياناٌت الثًالث.. وأنا حين أتذكر ذلك أضحكمن نفسي، وأعجٌب كيف حدث هذا.

كنتT أتحدث والجميع ينصتون إليZ وقد حدجوني بأبصارهم إالu -ال أدري- ولس//ان u أو خجًال اليهودية، فقد نكZست رأسها خوف//ا

حالها يقول ليتني لم أقل شيئا... ولما توقف القطار كانت أول نازل منه.. أم//ا اآلخري//اٌت فق//د

.u u.. ال أدري أيضا شكرني على ما قلتT إما مجاملة أو خوفا وعند نزولي من القطار كانت اإليطالية تنتظ/رني -وهي فت/اة في العشريناٌت من عمرها- فأثنتT على ما قلتT وطلبت� منيTها بأني ال أعلم اآلن u من المعلوماٌت عن اإلسًالم فأخبرت مزيداu وس//ؤال u غير ما قلته.. ولكني س//أحاول البحث مس//تقبًال شيئا أهل العلم عما يشكل.. وكتبتT لها عنواني، ومن توفي//ق الل//ه أنه///ا ك///انت تس///كن في ذاٌت المدين///ة ال///تي أس///كنها وهي فلورنسا، وأنها قدcمت� إلى روما لعمل وستعود بعد أيام، وأن//ا

كذلك.u عن أهله//ا كانت تسكن في فلورنسا مع أخيها للدراسة بعي//دا ال//ذين يس//كنون في الجن//وب. وفي أول لق//اء تم بينن//ا ك//انTعن الدين، وتكررٌت� الزياراٌت بينن//ا وكنت u u بعيدا الحديث عاديا أتجنٌب الحديث عن الدين لوجود أخيها معنا، ولكنها هي كانتu عن اإلس//ًالم، فق//د ك//ان ل//ديها ش//غف عجيٌب تس//ألني دائم//ا

رtدt الل��ه�للتعرف على هذا الدين، وكما قال تعالى: ) مrنu ي��� rف لsه tِض��uي� uأن uرد zي�� uنrمrإلسالم، وtه ل دuر� rَص uْح rر uشrه يrيtد uهsي uأن

..tاء rم sد� في السrع sصrا ي xقا% كأنمwي rه ض rرuد rَص uلrع uجrي.) فك//ان األم//ور، ه//ذه ح//ول الحديث يعجبه يكن فلم أخوها أما

u المجلس، عن ويبتع//د اللقاء عند يتهرب باالنش//غال متظ//اهراأخرى. بأمور

Tفكنت ،u كانت� تسألني أسئلة كثيرة معظمها ال أعرف له جواباال أجيبها إال بعد سؤال أهل العلم أو البحث والقراءة.

والحقيقة أنني -بسبٌب أسئلتها- تبينتT حقيق//ة نفس//ي وجهلي.u u طويًال المطبق بأحكام ديني الذي تنكرٌت له زمنا

Page 35: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

وفي اإلج//ازة ع//دٌتT إلى المملك//ة في زي//ارة، وعن//د ع//ودتي حملتT معي مجموعة من الكتٌب في أصول ال//دين وفروع//ه،

وانهمكتT في القراءة بشغف شديد ونهم غير معتاد.u ألترجم//ه u جي//دا u ثم أحاول فهم م//ا قرأت//ه فهم//ا كنتT أقرأ أوالu u ط//ويًال إلى اإليطالية بعد ذلك، ومثل هذا العمل يستغرق وقتا

.u u مضاعفا وجهداTدخلت بسببه المستش//فى وق//د وهناك قدZر الله عليZ بمرض أu، وخًالل ه//ذه األي//ام المع//دودة مكثتT فيه خمسة عش//ر يوم//ا قرأٌت صحيح اإلمام مسلم بكامله، وقمتT بترجمته لها، ول//ك أن تتُخي//ل م//دى الجه//د، ال/ذي يمكن أن يب//ذل في مث//ل ه//ذاTاألمر -قراءة وترجمة- خًالل هذه الم/دة القص/يرة، فق/د كنت

u وأترجم ما قرأته في اليوم التالي. أقرأ يوماu آخ//ر فتغيرٌت� حياتي ومف//اهيمي وس//لوكي، وأص//بحتT إنس//انا

غير ذلك اإلنسان العابث الًالهي. أما هي فقد اقتنعت� باإلسًالم، وقالت لي بكل وض//وح: )إن//ني

اآلن مسلمة(. لقد أسلمت� ه//ذه الفت//اة اإليطالي//ة في معق//ل النص//رانية، إال أنها لم تعلن إسًالمها، وإنما جعلته بينها وبين ربه//ا، وأص//بحت� تح/رص على تط/بيق تع/اليم اإلس/ًالم في ك/ل م/ا تعلم، ومن

ذلك اللباس والمأكل والهيئة.cمz أخوها ب//الُخبر، فأرس//ل إلى أهل//ه يُخ//برهم بم//ا ح//دث، وعzل فغض//بوا عليه//ا وقطع//وا عنه//ا المعون//ة الش//هرية، وب//دؤوا بمضايقتها وتهديدها عن طريق الرسائل وغيره//ا، إال أن ذل//ك كله لم يصدها عن اتباع الدين الحق، السيما وأنها منذ البداية لم تكن مقتنعة بدين النصارى وخرافاتهم، فق//د ك//انت تمقت وبش//دة ش//رب الُخم//ر ال//ذي يعتبرون//ه دم المس//يح -علي//ه السًالم-، كما ك//انت تمقت التع//ري على البح//ر، وتع//اف لحم الُخ///نزير، ومن///ذ أن بلغت� الس///ابعة من عمره///ا لم ت///دخل الكنيسة قط.. وبالجملة ك//انت تمقت دين النص//ارى بك//ل م//ا

فيه من شرك وخرافاٌت.

Page 36: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

كنتT أعلم أنها في ض//ائقة مالي//ة ولك//ني تعم//دٌتy أال أعطيه//اu من المال إال القليل ألرى صدق إيمانها ويقينه//ا؛ فك//انت شيئا

صادقة والحمد لله. ولما كثرٌت� التهديداٌت والمضايقاٌت من أهلها، ق//امت� بتوكي//ل

g للدفاع عنها، فكفاها الله شرهم وكفوا عن أذاها. محام وأعلنت� إسًالمها، وبدأٌت� في التطبيق بشكل ج//دي وبحم//اس شديد يف//وق حم//اس بعض المس//لماٌت العربي//اٌت هن//اك، ب//لu، ولم u ح//تى أص//بحن يت//وارين منه//ا خجًال كانت� تنصحهنk أحيانا يكن ذلك بفضلي وإنما بتوفيق الله -عز وجل- وحده بل لق//د

u في هدايتي ورجوعي إلى الله. كانت هي سبباu، وفي ال//وقت نفس//ه لم أكن أفك//ر في لم أكن آنذاك متزوجاTض//د ذل//ك، وق//د كنت - Tالزواج من أجنبية، فق//د كنت -والزلت تقدمتT لُخطبة إحدى الفتي//اٌت الس//عودياٌت هن//اك، وك//ان من المق//رر أن يتمk ال//زواج بع//د اإلج//ازة، وحينم//ا ذهبتT إليهم بصحبة هذه الفت//اة اإليطالي//ة -وق//د أرادٌت� أن تس//تفيد منهم-Zأس//اؤوا بي الظن، مم//ا أدى إلى س//وء تف//اهم بينن//ا، ومن ثم تأجيل الزواج أو إلغاؤه، ولكنهم بعد زمن علموا حقيقة األم//ر

.u وإني ما أردٌتy إال خيراTوشاء الله أن يحدث بي//ني وبين تل//ك الفت//اة خًالف، فغض//بت عليها، فجاءني أحدهم ليصلح بيننا، فعجبتT لمجيئه، وهو الذي أس///اء بي الظن من قب///ل، وفس///خ خطوب///تي من قريبت///ه، فأخبرني بأنه قد علم حقيقة األمر، وأنه يأسف لما حدث، ثم نصحني بالزواج من تلك الفتاة اإليطالي//ة وت//رك التفك//ير في

قريبته. وهنا انقلبت لدي كل الموازين، فأنا لم أكن أفكر في ال//زواجu، بل لقد أخبرٌتT ص//احبتي اإليطالي//ة ب//أني لن من أجنبية أصًال

u u ب//أن عًالق//تي به//ا ك//انت–أزوجها وأال تفكر في ذلك أبدا علما (14نظيف/ة، ال يش/وبها فع/ل مح/رم ح/تى أني لم أخ/لT به/ا ق/ط- )

ولكن عن//دما ع//رض عليZ األخ ه//ذا الموض//وع ب//دأٌت أض//رب

بريئة. أو نظيفة بها عالقته أن ادعى مهما عنه أجنبية امرأة يصاحب أن للرجل يجوز ( ال ?)14

Page 37: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

u، فاستُخرٌتT الله -ع//ز حساباٌت أخرى، وفكرٌتT في األمر جدياوجل- وانشرح صدري لذلك ففاتحتها بالموضوع..

Tها لم تصدق باديء األمر وظنت� أني أسُخر منها، ولكني أخبرت أن األمر جد، فوافقت� بًال تردد، الس//يما وأن الظ//روف ك//انت�

مهيأ إلتمام هذه الزيجة.Tفقمنا بإتمام عق//د النك//اح على س//نة الل//ه ورس//وله، ورزقت منها بأربعة أوالد -ولله الحم//د- ونحن اآلن نعيش في س//عادةTإلى أرض ال//وطن.. ذهبت yبعث//تي وع//دٌت Tوهن//اء، وق//د أنهيت

u، فلله الحمد والمنة. u غانما u وعدٌتT مهتديا ضاال

Page 38: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

(15( توبة طالبة على يد معلمتها )10)تقول هذه التائبة:

)ال أدري ب//أي كلم//اٌت س//وف أكتٌب قص//تي.. أم ب//أي عب//اراٌتالذكرى الماضية التي أتمنى أنها لم تكن؛ سوف أسجلها..(

u ح//تى أني ال أن//ام وال فقد كان إقب//الي على س//ماع الغن//اء كب//يرا أستيقظ إال على أص//واٌت الغن//اء.. أم//ا المسلس//ًالٌت واألفًالم فًال تس//أل عنه//ا في أي//ام العط//ل.. ال أف//رغ من مش//اهدتها إال عن//د الفجر في ساعاٌت يتنزل فيها الرب -سبحانه- إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر ف//أغفر ل//ه؟.. ه//ل من س//ائل فأعطي//ه

سؤاله؟.. وأنا ساهرة على أفًالم الضياع.. أما زينتي وهيئتي فكهيئة الغافًالٌت أمثالي في هذه السن: قص//ة غريبة، مًالبس ضيقة وقصيرة، أظافر طويلة، ته//اون بالحج//اب..

الخ. الصف الث//اني ث//انوي دخلت� علين//ا معلم//ة الكيمي//اء، وك//انتفي

معلمة فاضلة صالحة.. شدني إليه/ا حس//ن خلقه/ا، وإكثاره/ا من ذكر الفوائد، وربطها مادة الكيمياء بالدين، حملتني أقدامي إليها

مرة، ال أدري ما الذي ساقني إليها لكنها كانت البداية.uواس//تجابة u جلس//تT إليه//ا م//رة وم//رتين، فلم//ا رأٌت� م//ني تقبًال

�ني باالبتعاد عن سماع الغناء ومشاهدة المسلسًالٌت. نصحتقلتT لها: ال أستطيع.

Tثم قلت u u من أجلك، وص//متT قليًال : حسنا Tقالت: من أجلي.. قلت لها: ال.. ليس من أجلك بل لله إن شاء الله.. وك//انت ق//د علمت�: ليكن تح//دg بين//ك وبين الش//يطان، م//ني حٌب التح//دي. فق//الت� فلننظر لمن ستكون الغلبة، فكانت آخ//ر حلق//ة في ذل//ك الي//وم، فًال تس//أل عن ح//الي بع//د ذل//ك وأن//ا أس//مع من بعي//د أص//واٌت الممثلين في المسلس//ًالٌت.. أأتق//دم وأش//اهد المسلس//ل.. إذن س//يغلبني الش//يطان.. ومن تل//ك اللحظ//ة ت//ركتT س//ماع الغن//اء ومش//اهدة المسلس//ًالٌت ولك//ني -بع//د ش//هر تقريب//ا- ع//دٌتT إلى سماع الغناء خاصة، واستطاع الشيطان -على الرغم من ض//عف

( إن يغلبني لضعف إيماني بالله.16كيده كما أخبرنا الله- )

بنفسها. التائبة هذه لي ( كتبتها ?)15ضعيفا%( كان الشيطان كيد تعالى: )إن ( قال ?)16

Page 39: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

وفي السنة الثالثة -وهي األخيرة- دخلت� علينا معلمة أخ//رى، كنت ال أطي//ق حص//تها وعباراته//ا الفص//يحة ونص//ائحها.. إنه//اTمعلمة اللغة العربية، وفي أول امتحان لمادة النح/و، ف/وجئت u، وق//د كتبت� المعلم//ة في بالحصول على درج//ة ض//عيفة ج//دا ذيل الورقة بُخطها عباراٌت عن إخًالص النية في طلٌب العلم، وضرورة مضاعفة الجهد، فضاقت� بي األرضT بما رحبت؛ فم//ا اعت//دٌتy الحص//ول على مث//ل ه//ذه الدرج//ة ولكن.. عس//ى أن

u وهو خير لكم... تكرهوا شيئا ذهبتT أحث الُخطى إليها، فبأي حق توجه إليZ هذه العباراٌت، فأخذٌت� تحدثني عن إخًالص الني//ة في طلٌب العلم، و...، وفي اليوم الت/الي أخبرت/ني إح/دى األخ/واٌت أن المعلم/ة تري/دني،u، ولكن ش/اء الل//ه أن أقابله//ا عن//د خروجه//ا فلم ألق لذلك باالu.. ص//افحتني، ووض//عت� u ص//غيرا وهي تحمل في ي//دها مص//حفا المصحفz في يدي، وقبضت� على يدي، وق//الت: ال أق//ول ل//ك..Zحملها وإال فأعي//ديها إلى cهدية بل هي أمانة، فإن استطعت فوقع في نفسي حديثها، ولكني لم أستشعر نقل تلك األمان//ة إال بعد أن قابلت إحدى األخ//واٌت الص//الحاٌت فس//ألتني: م//اذا: إنه//ا أعطت//ني ه//ذا المص//حف وق//الت لي: Tتريد منك؟ فقلت أمانة.. فتغير وجه هذه األخت الص//الحة، وق//الت لي: أتعلمين م//ا مع//نى أمان//ة؟!.. أتعلمين م//ا مس//ؤولية ه//ذا الكت//اب؟!Tن هذه؟!.. عندها استش//عرٌتzن هذا، وأوامر مzم zأتعلمين كًالم ثقل هذه األمانة.. فكان القرآن الك//ريم أعظم هدي//ة أه//ديت.. فانهمكتT في قراءت//ه، وهج//رٌتT -وبك//ل ق//وة وإص//رار- Zإلى الغناء والمسلس//ًالٌت، إال أن هيئ//تي لم تتغ//ير.. قص//ة غريب//ة، ومًالبس ضيقة.. أم/ا تل/ك المعلم/ة فق/د تغ/يرٌت مكانته/ا فيTكcنy لها كل حٌب وتقدير واحترام.. ه//ذا م//ع نفسي، وأصبحت أ حرصها على الفوائد في حصتها، وربط الدرس بالتحذير مم//ا.. u يريده منا الغرب من التحلل واإلباحية ونبذ كتاب الله جانبا وفي كل أسبوع كانت تكتٌب لنا في إحدى زوايا السبورة آي//ة من كت//اب الل//ه، وتطلٌب من//ا تط//بيق م//ا في ه//ذه اآلي//ة من األحكام.. وهكذا ظلت� توالي من نصائحها إص//افةu إلى نص//ائح

Page 40: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

بعض األخواٌت حتى تركتT قzص//ةz الش//عر الغربي//ة عن اقتن//اع، وأنه//ا ال تلي//ق بالفت//اة المس//لمة المؤمن//ة، وأنه//ا ليس//ت من ص//فاٌت أمه//اٌت المؤم//نين.. فتحس//ن ح//الي -ولل//ه الحم//د- والتزمتT بالحجاب الكامل من تغطية الكفين والقدمين بعدما كنتT أنا وإحدى الصديقاٌت نحتقر لبس الجوارب حتى إننا كن//ا

نلبسه فوق الحذاء )!!( استهزاءu، ونضحك من ذلك المنظر. أنهيتT الثانوي//ة العام//ة، والتحقتT بجامع//ة اإلم//ام محم//د بن س//عود اإلس//ًالمية، وفي ي//وم من األي//ام ذهبتT م//ع إح//دىل ش//ابة k//األخواٌت إلى مغسلة األمواٌت، ف//إذا بالمغس//لة تغس تقارب الثالثة والعش//رين من عمره//ا -وك//انت في المس//توىTقلٌب الث//الث في الجامع//ة-.. وال أس//تطيع وص//ف م//ا رأيت.. تTفZن، وهي باردة كالثلج.. أمه//ا حوله//ا TغسZل وتك u لت u وشماال يمينا وأخته//ا وأقاربه//ا، أتراه//ا تق//وم وتنظ//ر إليهم آخ//ر نظ//رة، وتعانقهم وتودعهم؟!.. أم تراه//ا توص//يهم آخ//ر وص//ية.. كًال ال

حراك.Zله//ا على خ//ديها وجبينه//ا -وهي تبكي بص//مت- وإذ بأمه//ا تقب وتق//ول: اللهم ارحمه//ا.. اللهم وس//عZ م//دخلها.. اللهم اجع//ل قبرها روضة من رياض الجنة.. وتق/ول له/ا: ق/د س/امحتك ب/ا

ابنتي.. ثم يسدل الستار على وجهها بالكفن.. م//ا أص//عبه من منظ//ر.. وم//ا أبلغه//ا من موعظ//ة.. لحظ//اٌت وستوضع في اللح//د، ويه//ال عليه//ا ال/تراب، وتس//أل عن ك//لTمن عباراٌت ما استطعت Tثانية من حياتها.. فوالله مهما كتبت

أن أحيط بذلك المشهد..u ب/داخلي، وزه//دني به//ذه u كث//يرا Zر ذل/ك المش//هد أم//ورا لقد غي الدنيا الفانية.. وإني ألتوجه إلى كل معلمة، بل إلى كل داعيةu ك//ان مركزه//ا، أن ال تته//اون في إس//داء النص//ح وتق//ديم ا Z//أي الكلمة الطيبة ح//تى وإن أقفلت في وجهه//ا جمي//ع األب//واب..

حسبها أن باب الله مفتوح. كما أتوجه إلى كل أخت غافلة عن ذك//ر الل//ه.. منغمس//ة فيZة- فوالله إن Tخي ملذاٌت الدنيا وشهواتها.. أن عTودي إلى الله -أ

السعادة كل السعادة في طاعة الله..

Page 41: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

وإلى كل من رأٌت في قلبه/ا قس/وة، أو م/ا اس/تطاعت ت/رك ذنٌب م//ا.. أن ت//ذهٌب إلى مغس//لة األم//واٌت؛ وت//راهم وهم يغس//لون ويكفن//ون.. والل//ه إنه//ا من أعظم العظ//اٌت )وكفى

.)u بالموٌت واعظاأسأل الله لي ولكن حسن الُخاتمة.

أختكم أم عبد الله.

Page 42: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

(17( توبة شاب مصري )11)

يقول المنصر جيفورد بالكراف: )متى توارى الق//رآن ومدين//ة مكة عن بًالد العرب يمكننا أن نرى العربي يتدرج في طري//ق

u عن محمد وكتابه( ) (.18الحضارة الغربية بعيدارين بتنص//ير Z//في إندونيسيا المسلمة قام مجموعة من المنص عدد كب//ير من المس//لمين مس//تغلين م//ا ه//و في//ه من الجه//ل والحاج//ة، وبع//د أن فرغ//وا من تعمي//دهم في الكنيس//ة ق//الوا

(19لهم: واآلن ماذا تريدون؟؟ قالوا: نريد أن نذهٌب مكة..) إن العقي//دة اإلس//ًالمية راس//ُخة في قل//وب المؤم//نين رس//وخ الجبال الرواس//ي، ول//وال جه//ل كث//ير من المس//لمين ب//دينهم، وشدة ح//اجتهم وفق//رهم؛ م//ا تنص//ر مس//لم واح//د على وج//ه األرض مهما انفق المنص//رون وغ//يرهم من األم//وال الطائل//ة لصد المسلمين عن دينهم، وأخراجهم منه.. يق//ول الل//ه -ع//ز

اوجل- : ) uوzد مu لtيrص��� الrه� rأم��و rون ق��� tفuا ي�ن uو ر� rفrك rنuيtذsال sإن uم tهuيrلrن� عuو ا ُث�مs تrك���� rهrن uو ق� tفuي�ن rس���rالل���ه، ف tلuيtب rس��� uنrع xمsا إلى جهن uو ر� rف���rك rنuيtذ sال��� rو ، rنuو ة% ُث�مs ي�غuلrب���� rر uس���rح

rنuو ر� rش uي�ح.)وقصة هذا الشاب شاهد على ما أقول.. يقول:

أنا شاب مص//ري من محافظ//ة أس//يوط، نش//أٌت بين وال//دينu إذ مسلمين في سعادة غامرة إال أن سعادتي لم ت//دم ط//ويًال ش//اء الل//ه أن يطل//ق وال//دي وال//دتي فقررن//ا -أن//ا واخ//وتي- العيش مع والدتي، مما جع//ل وال//دي يقط//ع عن//ا المص//روف

لنعيش في حال ال يعلمها إال الله؛ من الفقر والحاجة.u لتوف//ير لقم//ة العيش لي وإلخ//وتي، u متواصًال كنتT أعمل عمًال ولما ضافت بي الحياة في بلدتي الصغيرة قررٌتT السفر إلىu في أح//د الق//اهرة للبحث عن عم//ل أفض//ل، فوج//دٌتT عمًال المقاهي وهنا تبدأ القصة، فق//د تع//رفتT من خًالل عملي ه//ذا

بنفسه. لي ( كتبها ?)17أسد. لمحمد الطرق، مفترق على ( اإلسالم ?)18 اإلسالمي العالم يجتاْح والمنصرين. فالتنصير التنصير شر من القصة- أقلل هذه - بذكر ( لست ?)19

دينهم. عن وابتعادهم المسلمين لِضعف ولكن المنصرين لمهارة ال الخبيثة، الملتوية ووسائله بطرقه

Page 43: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

على أص//دقاء كث//يرين، من بينهم ع//دد من النص//ارى.. ك//انوا يع//املونني معامل//ة خاص//ة وباهتم//ام ش//ديد.. فكنتT أقض//ي معهم معظم األوق//اٌت. نض//حك ونله//وا. م//ع جهلي الش//ديدu في البحث عن الش//هواٌت وتع//اطي بديني حيث كنتT منهمك//ا

T على الرغم من حالتي االقتصادية السيئة. المُخدراٌت أحيانا أع//ود إلى الح//ديث عن )أص//دقائي( النص//ارى فق//د ك//انواu خمسة، يعمل//ون في مص//نع لألحذي//ة يمتلك//ه أح//دهم، وش//يئاu ب//دؤوا يح//دثونني عن المس//يح، ويُخوض//ون معي في فش//يئا حواراٌت ديني//ة.. وذاٌت م//رة دخلت عليهم في مص//نعهم وهم يس//تمعون -من ش//ريط مس//جل- إلى ت//رانيم ديني//ة لرج//ل نصراني كان يرتل بعض األناشيد عن يسوع المسيح )عيس//ىعليه السًالم( وأمه العذراء، ونحن المسلم/ين نؤمن بعيسى -u، كما نؤمن بأمه العذراء، فًالحظوا u ورسوال عليه السًالم- عبداu.. فكانوا كلما غبتT عنهم سألوا ع//ني، وإذا u وانفعاال عليZ تأثراu ليسمعوني إي//اه، u دينيا علموا بقدومي إليهم أعدوا لي شريطا ثم يعدونني بشريط آخر جديد، وفي الوقت نفس//ه ال ي//ردونu من الطع//ام -ك//الجبن u مهما كان، وإذا أحضروا ش//يئا لي طلبا والسمك- حفظوا لي منه، في الوقت الذي أجد في//ه معامل//ة،Zقاس//ية من إخ//واني المس//لمين ب//ل من أق//رب الن//اس إلي والدي -سامحه الله- الذي كان يعم//ل على تجويعن//ا وتحطيم

حياتنا. ثم بدأ هؤالء النصارى يمنعون ع//ني األش//رطة فكنت أش//تاقTإليها لجهلي، فيعدونني بها لكن ال يف//ون بوع//دهم، فأص//بحت u، وبص//راحة ك//رهتT المس//لمين، وب//دأٌتT أتق//رب إلى ح//ائرا

النصارى بشدة)!!( وذاٌت مرة سألوني: ما راي//ك في دين المس//يح؟.. قلت لهم:

Tهم عن دين20من األدي//ان الس//ماوية وال ش//ك ) ( .. ثم س//ألتu.. قلتT لهم: u ص//حيحا اإلسًالم.. فق//الوا: إن اإلس//ًالم ليس دين//ا كي//ف ذل//ك؟!.. ق//الوا لي: ذاٌت م//رة ك//ان المس//يح -علي//ه

األديان كسائر فهو اليوم وأما التحريف، عليه يطرأ أن قبل السماوية األديان من النصراني ( الدين ?)20% جاء اإلسالم إن ُثم الوُثنية، البشرية اإلسالم ْغير يبتِغt تعالى: )ومن السابقة. قال األديان لجميع ناسخا

الخاسرين(. من اآلخرة في وهو منه يقبل فلن دينا%

Page 44: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

السًالم- يجلس مع تًالميذه، فسألوه: أأنت ه//و أم يوج//د أح//د بعدك فنتبع//ه؟ ق//ال المس//يح -والكًالم لهم-: أن//ا ه//و ال يوج//د

(..21غيري ) أي أنهم ال يؤمنون بنبوة محمد صلى الل//ه علي//ه وس//لم وأن//ه

كاذب... ولم يكونوا يص//رحون ب//ذلك، وإنم//ا ي//أتون بكلم//اٌت معس//ولة وبطرق ملتوية.. وهذا م//ا غ//رني بهم، وجعل//ني أق//ترب منهم أك/ثر، وأبتع//دT عن ك/ل م/ا ه//و من اإلس/ًالم.. ح/تى بلغت بهم الوقاحة والجرأة إلى شتم الح//بيٌب ص//لى الل//ه علي//ه وس//لم، بشتائم أعجز عن ذكرها، ولف//رط جهلي كنت أص//دقهم فيم//ا

يقولون -أسأل الله أن يغفر لي-. واس//تمر ه//ؤالء في ح//وارهم معي، وتطرقن//ا لمس//ألة ص//لٌب المسيح، وجرنا الحديث إلى حقيق//ة المس//يح -علي//ه الس//ًالم- فقلتT لهم: كيف يكون عيسى -علي//ه الس//ًالم- إله//ا؟! ق//الوا:u نحن ال نسمي المسيح عيس//ى، وإنم//ا نس//ميه )يس//وع(.. أوال قلت لهم إن اسمه عن//دنا عيس//ى.. ق//الوا: ألم نق//ل ل//ك من

قبل إن دينكم ليس بصحيح.u؟! إن الرب عندما أرسل رس//له إلى u كيف يكون إلها : إذا Tقلت الناس وجدهم يعادون هؤالء الرسل، ويعذبونهم، فقرر ال//رب )!!( أن ينزل إلى األرض لكي يدعو الناس بنفس//ه، ولكن ل//وu، ل//ذا ق//رر أن نزل على صورته الحقيقية ماٌت الن//اس جميع//ا ينزل على ص//ورة إنس//ان ويك//ون ه//و آخ//ر الرس//ل إلى ي//وم القيامة فاختار امرأة كانت على ق//در من التق//وى.. إلى آخ//ر تلك الُخرافاٌت التي يعتقدونها والتي ال تليق بالله -ع//ز وج//ل-

(% (.تعالى الله عما يقولون علوا% كبيراولفرط جهلي آنذاك قلتT لهم: بالفعل هذا الصيحيح.

u ح//تى u ومن اإلس//ًالم بع//دا وتمضي األيام وأنا أزداد منهم قرب//اu ويشتمون الص//حابة - أصبحوا يسُخرون من المسلمين جميعا رضي الله عنهم- وعلماء المسلمين كأبي حنيفة وغ//يره وأن//ا

%، نبينا السالم- فإن -عليه المسيح وعلى أنفسهم على ( كذبوا ?)21 مذكور وسلم، عليه الله َصلى محمداالنصارى. أيدي تمسها لم التي الصحيحة األناجيل في

Page 45: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

معهم في ما يقولون -أسأل الله أن يعف//و ع//ني ويغف//ر لي-. ثم تحدثنا عن مسألة ص//لٌب المس//يح فقلتT لهم: إن الق//رآن

بxهr لهميقول: ) لrب�وه وrلكنu ش��� r22( )وما قتلوه وم��ا َص��) فق//الوا: لق//د ح//دثناك من قب//ل عن موض//وع الق//رآن.. قلت: تعنون أن القرآن محرف؟. قالوا -واالبتسامة تمأل وج//وههم-:

.u إنه ال أصل له نهائيا واقتنعتT بكًالمهم، وك//رهتT دي//ني اإلس//ًالم، كم//ا ك//رهتT ك//لTهم: م//ا ش//عوركم حين مس//لم على وج//ه األرض، ثم س//ألتu قد أسلم؟ ق//الوا: كأن//ك م//ررٌتz بش//ارع تسمعون أن نصرانيا�ه سيارة فحزنتz لذلك، ثم عدٌتk إلى البيت u دهست فرأيتz كلبا ونيس//تz م//ا ح//دث.. أرأيت -أخي المس//لم- إنهم يعت//برونu، فما كنتT أريد أن أكتٌب كل ه//ذا، المسلمين كالكًالب.. عفوا

ولكن لتتضح الحقيقة كاملة. ثم بدؤوا يدعونني بشدة، وأنتظر لقاءهم بشوق حتى قال لي: إني أخ//اف أن يقتل//ني أهلي، Tأحدهم لماذا ال تتنص//ر؟؟ قلت : أمهل//وني إذن Tق//الوا: ال وهن//اك س//نعطيك م//ا تري//د.. فقلت

.u u واحدا أسبوعا وفي هذا األسبوع، وفي األي//ام من//ه كنتT أس//بح في بح//ر من التفكير والهموم والُخطراٌت المتًالحقة، وقب//ل نهايت//ه بي//ومين عزمتT على الذهاب إليهم للتُخلي عن إسًالمي، الذي لم أكن أعرفه حق المعرفة، وهنا أدعوكم أن تتأملوا معي لطف اللهTعز وجل- فبينما أنا ذاهٌب إليهم وقد تعلق قلبي بهم، مررٌت- yوج//دٌت -u في ط//ريقي بمس//جد ص//غير -وك//ان ال//وقت ظه//راu من المصلين، فدلفت إليه وقلتT في u، وخاليا المسجد مفتوحا نفسي: سوف أرى اآلن هل اإلسًالم حق أم باطل.. فتوضأٌت وصليتT ركعتين، ودعوٌتT ربي وتضرعتT إلي//ه أن يه//ديني إلى الدين الح//ق، فش//عرٌتT بإحس//اس غ//ريٌب يس//ري في كي//انيu... أحسستT بأني لستT ذلك الرج//ل ال//ذي u عنيفا ا Zويهزني هز سٌبZ دينه وأراد أن يتُخلى عن//ه من أج//ل حفن//ة من الم//ال أو

.157اآلية: النساء، ( سورة?)22

Page 46: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

الطعام.. وخرجتT من المسجد مندفعا تسوقني أق//دامي إلىذلك المصنع.

دخلت عليهم دون تحية ف//إذا بهم يه//ابونني على غ//ير الع//ادةu يري//د أن يتفج//ر.. وتفج//ر u تأثرا أحسست وكأن بداخلي بركانا البركان.. وتكلمتT بكًالم طويل كأنما قد حفظته من قبل عن ظه//ر قلٌب.. كنتT أتكلم بق//وة وهم يس//تمعون إلىZ والدهش//ة قد عقدٌت� ألسنتهم. لم أقف لحظة واحدة وكأنما هن//اك ق//وة

تدفعني للكًالم.. وآثار الوضوء الزالت تتقاطر من وجهي. أحسس//تT ب//أن الل//ه ينص//رني في وج//ه الباط//ل.. قلتT لهمu قب//ل أن أتنص//ر، إن u واح//دا منفعًال: أري//د أن أس//ألكم س//ؤاالu من أنهم لن يجيب//وا u -وكنت واثق//ا أجبتم علي//ه تنص//رٌت ف//ورا

عليه-.u- لنف//رض أن المس//يح ه//و اإلل//ه.. ففرح//وا قلت لهم -متهكما: فكي//ف ك//ان ح//ال الك//ون والمس//يح وال//رب- Tب//ذلك.. قلت حسٌب زعمكم- موج/ود في بطن ام/رأة من خلق/ه؟!.. كي/فكان حال الدنيا ونظام الكون بأكمله وقد قتل المسيح اإلله - بزعمكم- وصTلٌب.. هل اإلله يقتل ويصلٌب؟؟ وهل اإلله تحمله

امرأة في بطنها؟!! فرأيت الوجوم باد على وج//وههم وق//د ص//وبوا إليZ أبص//ارهم

وهم في غاية الدهشة. قلت لهم -متهكما- لنفرض أن المسيح إله ولكن أليس الذي قتل المسيح وصلبه أق//وى من//ه؟ ف//األولى أن نعب//د من قتل//ه وصلبه.. ولكن أين الذين قتلوه -حسٌب زعمكم-؟ لق//د م//اتواu.. ومن الذي أماتهم؟ إنه الله -ع//ز وج//ل- ف//إن للك//ون جميعا

u أحد. u، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا u واحدا إلهاu u، فُخرجتT مس//رعا قلت لهم أجيبوا.. فلم يجيبوا وبهتوا جميعا وكأني قد ملكتT الدنيا بأسرها، وتمنيت لو أحتضن كل مسلم يمش//ي على وج//ه األرض وأطلٌب من//ه الس//ماح بس//بٌب م//اه في حق//ه.. لق//د خنت دي//ني، وك//دٌت أن أخلى عن//ه، T//ارتكبت ولكني أحمد الله الذي هداني وأعادني إليه، ووالل//ه إن دي//ني

خير من المال والطعام ومن كل متاع الدنيا الزائل.

Page 47: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

ولكن هل تركني أه��ل الباط��ل؟ كال% فق��د أرس��لوا ورائي أح��د )البلطجي��ة( ودفع��وا ل��ه مبلغ��ا% من الم��ال لِض��ربي واالعت��داء عليx ولك��ني لم آب��ه ل��ذلك ب��ل كنت مس��رورا% ألنني سأض��رب في س��بيل الل��ه بع��د أن انتص��رت ل��ديني

وعقيدتي. ولست أبالي حين أقت///ل

u مسلما على أي جنٌب ك/////ان في

الله مصرع/ي وذلك في ذاٌت اإلل//ه وإن

يش/اء يب/ارك على أوص/ال س//لو

مم/زع وتركتT القاهرة وعدٌتy إلى بل//دتي الص//غيرة ولم//ا أهت//د بع//د هداية كاملة فقد كنت أدخن بش/راهة وأت/ردد على المق/اهي،،u u آخ///ر نص//رانيا واستمع إلى الغناء المحرم، حتى ق//ابلت رجًال وخض//ت مع//ه في ح//وار ح//ول ال//دين، ف//رآني أح//د اإلخ//وة الفضًالء -وكان يعلم ما حدث لي في الق//اهرة- فأبع//دني عن هذا النصراني الكافر، وعرفني على أح//د المش//ائخ الفض//ًالء،Tه بما ح//دث لي فجع//ل يتعه//دني بالرعاي//ة واالهتم//ام، فأخبرت وأخ//ذ بي//دي إلى ب//ر األم//ان، فب//دأٌت أص//لي، وأق//ترب من المسلمين وأحبهم، وأسير على النهج اإلسًالمي الق//ويم، وأن//ا اآلن في العشرين من عمري.. وإني -به//ذه المناس//بة- أدع//و المسلمين عامة والش//باب خاص//ةu أن يعض//وا على دينهم وأالu u، فهو الدين الح//ق ال//ذي ال يقب//ل الل//ه دين//ا يُختاروا عنه بديًال

سواه.ن��هقال تعالى: ) tب��ل م uقsي uنrل rف tالم uاإلس�� rر uي��rْغ tِغrتuبsي uنrمrو

rنuيtر tاس rالخ rنtم tة rر tفي اآلخ rه�وrو.)

Page 48: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

( توبة رجل عاص على يد ابنته12)الصغيرة

كان يقطن مدينة الرياض.. يعيش في ض//ياع وال يع//رف الل//ه.u إال قليًال

من//ذ س//نواٌت لم ي//دخل المس//جد، ولم يس//جد لل//ه س//جدة واحدة.. ويشاء الله -عز وجل- أن تكون توبت//ه على ي//د ابنت//ه

الصغيرة.يروي القصة فيقول:

كنتT أس//هر ح//تى الفج//ر م//ع رفق//اء الس//وء في له//و ولعٌبu زوج//تي المس//كينة، وهي تع//اني من الوح//دة وض//ياع، تارك//ا والضيق واأللم ما الله به عليم، لقد عجزٌت� عني تلك الزوجةu في نص//حي وإرش//ادي، الصالحة الوفية، فهي لم تدخر وسعا

ولكن دون جدوى... وفي إحدى الليالي، جئت من إحدى سهراتي العابث/ة، وك/انتu، فوج//دٌتT زوج//تي وابن//تي الس//اعة تش//ير إلى الثالث//ة ص//باحا الصغيرة وهما تغطان في سباٌت عميق، فاتجهت إلى الغرفة المجاورة ألكمل ما تبقى من الفيديو.. تلك الساعاٌت، وال//تي

ه//ل من داعg فأس//تجيٌبينزل فيها ربنا -عز وج//ل-، فيق//ول: ) ل//ه؟ ه//ل من مس//تغفرg ف//أغفر ل//ه؟ ه//ل من س//ائل فأعطي//ه

سؤاله؟..(. وفجأة.. فتح باب الغرفة، ف//إذا هي ابن//تي الص//غيرة ال//تي لم

تتجاوز الُخامسة. نظ//رcٌت� إلىZ تعجٌب واحتق//ار، وب//ادرتني قائل//ة: )ي//ا باب//ا، عيٌب�ه//ا ثًالث م//راٌت، ثم ألقت الب//اب علي//ك، ات//ق الل//ه...(. ردZدت وذهبت.. أص//ابني ذه//ول ش//ديد، ف//أغلقت جه//از الفي//ديو،u وكلماته//ا ال ت//زال ت//تردد في مس//امعي وتك//اد وجلستT حائراتقتلني.. فُخرجتT في إثرها فوجدتها قد عادٌت إلى فراشها..

Page 49: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

أصبحت كالمجنون، ال أدري ما الذي أصابني في ذلك الوقت، وما هي إال لحظاٌت حتى انطلق صوٌت الم//ؤذن من المس//جد

u لصًالة الفجر. القريٌب؛ ليمزق سكون الليل الرهيٌب، مناديا توضأٌت، وذهبت إلى المس//جد، ولم تكن ل//دي رغب//ة ش//ديدة في الصًالة، وإنما ال/ذي ك/ان يش/غلني ويقل/ق ب/الي، كلم/اٌت

ابنتي الصغيرة. وأقيمت الصًالة.. وكبر اإلمام، وقرأ ما تيسر ل//ه من الق//رآن، وما إن س//جد وس//جدٌتT خلف//ه ووض//عتT جبه//تي على األرضu، فهذه أول س//جدة حتى انفجرٌتT ببكاء شديد ال أعلم له سببا

أسجدها لله -عز وجل- منذ سبع سنين. كان ذلك البكاء فاتحة خير لي، لقد خرج مع ذلك البك//اء ك//ل ما في قلبي من كفر ونفاق وفساد، وأحسستT ب//أن اإليم//ان

بدأ يسري بداخلي..u، ثم رجعتT إلى بي//تي وبعد الصًالة جلستT في المس//جد قليًالTإلى العم//ل، فلم//ا دخلت Tفلم أذق طعم الن//وم ح//تى ذهبت u فق//د كنت ال أحض//ر إال على صاحبي استغرب حضوري مبكرا في ساعة متأخرة بسبٌب السهر طوال س//اعاٌت اللي//ل، ولم//ا سألني عن الس/بٌب، أخبرت/ه بم/ا ح/دث لي البارح/ة.. فق/ال: احمد الله أن سُخر لك هذه البنت الصغيرة التي أيقظتك من

غفلتك، ولم تأتك منيتك وأنت على تلك الحال.u حيث لم أنم من//ذ ولما حان وقت ص//ًالة الظه//ر، كنت مرهق//اyمن ص//احبي أن يتس//لم عملي، وع//دٌت Tوقت طويل، فطلبت u من الراحة، وأنا في شوق لرؤية ابن//تي إلى بيتي لنال قسطا

u في هدايتي ورجوعي إلى الله؟ الصغيرة التي كانت سببا دخلتT البيت، فاستقبلتني زوجتي وهي تبكي... فقلت لها: ما

لك يا امرأة؟! فجاء جوابها كالصاعقة: لقد ماتت ابنتك.. لم أتمالك نفسي من هول الصدمة، وانفجرٌتT بالبكاء.. وبع//د أن هدأٌت نفسي، تذكرٌتy أن ما حدث لي ما ه//و إال ابتًالء من الل//ه -ع//ز وج//ل- ليُخت//بر إيم//اني، فحم//دٌتT الل//ه -ع//ز وج//ل- ورفعتT س//ماعة اله//اتف، واتص//لتT بص//احبي، وطلبتT من//ه

الحضور لمساعدتي.

Page 50: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

Zينا عليه/ا، لها وكفZنه/ا، وص/ل Z/حضر صاحبي، وأخذ الطفلة وغس ثم ذهبن//ا به//ا إلى المق//برة، فق//ال لي ص//احبي: ال يلي//ق أن،kي//دخلها في الق//بر غ//يرك.. فحملته//ا وال//دموع تمأل عي//ني ووضعتها في اللح//د.. أن//ا لم أدفن ابن//تي، وإنم//ا دفنت الن//ور الذي أضاء لي الطريق في هذه الحياة، فأسأل الله -س//بحانهu لي من الن//ار، وأن يج//زي زوج/تي وتع//الى- أن يجعله//ا س/ترا

المؤمنة الصابرة خيرالجزاء.

Page 51: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

( توبة امرأة ْغافلة بعد موت زوجها12)(1)

u عندما ماٌت زوجها، ت//روي لن//ا ن. ع. ص. تحولت حياتها تماماالقصة فتقول:

كنا في زيارة ألخت زوجي فلما دخلن//ا )الش//قة(، جلس//نا في غرفة االستقبال.. وفجأة وبدون مقدماٌت س//قط زوجي على الكرسي.. صرختT وأن//ا مذهول//ة.. ت//وقعتT ك//ل ش//يء إال أن يكون قد ماٌت.. واتصلنا باإلسعاف وفجأة أخبرن//ا الط//بيٌب أن زوجي م/اٌت.. م/اٌت.. م/اٌت.. ص/رٌتT أبكي وأص/رخ وأن/ا غ/ير

مصدقة لما قاله الطبيٌب. لم يُخطر ببالي شيء أقوله.. فلم أكن أعرف الله.. ولم أكنTأصلي.. ولم أكن ملتزم//ة ب//الزي الش//رعي.. غ//ير أن//ني كنت خجولة وكنتT أستحي من الناس.. وكانت نفسي تراودني أنu.. إال أن زوجي ك//ان يمنع//ني ويعت//بر u طويًال u ساترا ألبس لباسا

Zي العجوزة(!!. أن هذا عودة إلى عهد )ست كان زوجي ال يصلي وك//ان بينن//ا وف//اق وحٌب زائ//ف.. لم يكن همنا سوى األكل والشرب والفسح والُخروج.. والتعرف على

آخر موديًالٌت األزياء.. وبع//د م//وٌت زوجي انتقلتT إلى بيت أبي.. ف//إذا ب//أختي ال//تي تصغرني بسبع سنواٌت تلبس الحجاب.. وك//انت هي الوحي//دة التي تواسيني بحرص وحٌب.. خففت من ص//دمتي، وعلمت//ني أن أق//ول دع//اء م//ا س//معته من قب//ل )اللهم أؤج//رني في

u منه///ا..( قلته���ا وأن���ا أبكي..مص///يبتي واخل///ف لي خ///يرا وعلمتني الصالة.. وعلى الرْغم من اني أعرف الصالة إال أنني شعرت أن َصالتي هذه المرة فيه��ا خش��وع وخِض��وع ولذة.. ولبست لباسا% محتشما%.. ووجدت� نفسي مستريحة من داخلي ومطمئنة.. وال��ذي زاد من راح��تي ه��و ق��راءة القرآن.. فبدأت� أحفظ من قصار السور، وعلمتuني أخ��تي أحكام التجويد.. واَصطحبتuني معها لبعض األخوات الالئي

Page 52: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

مألن كل فراْغي.. وقد بحثن لي عن زوج طيب، فحمدت�الله الذي هداني.. وأسأل الله أن يغفر لي ما قد سلف.

هو الم/وٌتT ما منه مًالذ4ومzه/رzب

متى حTطk ذا عن نعش///هذاك يركٌب

نشاهد ذا عي/ن اليقي///نحقيق/ة

عليه مضى طفل4 وكه/لوأشيٌب

Tولكن عًال ال///////////ران القلوب كأنن/ا

..u بما ق///د علمن//اه يقين///انك/ذب

u ون/رج///و نؤم///ل آم//االنتاجه/ا

وعلk الردى مم/ا نرجي/هأق/رب

ونب///////ني القص///////ور المش/////////مُخراٌت في

الهوى

وفي علمن/ا أن///ا نم///وٌتوتُخ/رب

إلى الله نشكوا قس/وةفي قلوبن/ا

g واع///ظ وفي ك///ل ي///ومالم/وٌت ين/دب

Page 53: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

(1( توبة فتاة ْغافلة )13)

التائب//ة ع. ص. س. تق//ول: س//بٌب ه//دايتي بع//د توفي//ق الل//همعلمتي الفاضلة..

ثم تروي قصة هدايتها فتقول:م//ه الل//ه Zكنت مغري//ة أش//د الغ//رام بس//ماع الغن//اء ال//ذي حر ورسوله، فًال يكاد الحديث عنه وعن أخباره يفارق لساني في أي مجلس من المج///الس.. كنتT أتح///دث عن///ه بس///بٌب وبًال سبٌب حتى صار الغناء هو غذائي وهوائي ومائي، أستغني عن

كل شيء وال أستغني عنه.u. أت//ابع أح//داث )الفن( u ونه//ارا جهاز التس//جيل ال يف//ارقني ليًالu.. لقد اتسحوذ عليZ الش//يطان u كان أو غربيا وكل جديد، عربيا فألنساني ذكر الله ح/تى ص/رٌت من حزب/ه، وك//دٌتy أن أك//ونZمن الُخاسرين لوال أن الل//ه ج//ل وعًال ت//داركني برحمت//ه ومن

عليZ بالهداية. فقد شاء الله -عز وجل- أن تحضر معلمة جديدة، وكان ذل//كu ا Z//ية فاض//لة وأمZ u، كانت مرب في منتصف العام الدراسي تقريباu، فاستوقفتني u وإيابا u.. كانت تشفق عليZ وأنا أترنم ذهابا حنونا: بلى Tوق//الت لي أال تع//رفين أن الغن//اء مح//رم؟ قلت ،uم//رة ولكن، مضيعة وقت وتوسعة صدر، فكان ردي السُخيف ه//ذا إلسكاتها فقط... ومن تلك اللحظة وأنا أتحدى تل//ك المعلم//ةTه//ا المؤمنة ال//تي أرادٌت� لي الُخ//ير والص//ًالح، فكنتT كلم//ا رأيت

أشدو بإحدى األغنياٌت، وأرفع صوتي متحديةu لها.u لي.. أم//ا هي –كنت –لف//رط جهلي وض//ًاللي- أعتبره//ا ع//دوا

،gورحم/ة gنظ/رة ش/فقة Zجزاها الله كل خير- فكانت تنظر إلي فأنا مع الشيطان وهي مع الرحمن.

u: ماذا تفعلين لو داهمك الموٌت وأنتc على هذه قالت لي يوماالحال؟؟

: إن الله غف//ور رحيم.. فق//اطعتني قائل//ة: ولكن//ه ش//ديد Tقلت العقاب.

Page 54: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

: ولكن م//اذا أفع//ل؟ ل//و لم أس//تمع إلى الغن//اء.. كي//ف Tقلت أقضي وقتي؟!

قالت: اسمعي أشرطة إسًالمية.. خطٌب، ندواٌت، محاضراٌت،أناشيد. فكأني أسمع ذلك ألول مرة.

: ولكن من أين آتي بها؟! Tقلت قالت: الذي أحضر لك أش//رطة الغن//اء يحض//ر ل//ك األش//رطة

اإلسًالمية المفيدة.u بعن//وان �ي ج//ادة في ق//ولي أحض//رٌت لي ش//ريطا ولم//ا رأتن

u آخر عن مشاهد يوم القيامة. )تحريم الغناء( وشريطاu مع نفسي األمارة بالسوء u عنيفا وفي المنزل.. عشتT صراعا ومع الشيطان، فتارة أخرج شريط الغناء من جهاز التس//جيل وتارةu أخرج شريط الُخطبة.. ال أدري إلى أيهم//ا أس//تمع، إلى هذا أم إلى ذاك، وأخذٌت أقول: يا رب م//اذا أفع//ل؟ وم//ا هي إال لحظ//اٌت ح//تى وق//ع س//معي على أه//وال ي//وم القيام//ة، ووص//ف الجن//ة والن//ار. فأحسس//تT أن قل//بي يك//اد ينفط//رu وانفج//رٌتT بالبك//اء ح//تى ظننت أني أبكي ب//دل ال//دموع دم//اu.. أحاول أن أتناسها بالبك//اء وشريط العمر يمر أمامي سريعا وب///النحيٌب ولكن دون ج///دوى.. فأس///رع إلى م///ا ل///ديZ منu تل/و اآلخ/ر.. أحطم م/ا وقعت رها واح/دا Z/أشرطة الغن/اء أكس عليه يدي قبل عيني معلنة التوبة الُخالصة لله تعالى ولس//ان

جاء الح��ق وزه��ق الباط��ل، إن الباط��لحالي يق//ول: )(.كان زهوقا%

ونصيحتي ألخواتي المسلماٌت أن يح//ذرن من س//ماع الغن//اء،u عن الل//ه تع//الى وغفل//ة عن ال//ذي ال يزي//د اإلنس//ان إال بع//دا

ذكره، وذلك -والله- هو الُخسران المبين.

Page 55: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

( توبة عدد من اإلخوة واألخوات14) بعد قرائتهم لألجزاء األولى من هذا

(1الكتاب)

من الكويت بعثت� إليZ األخت مريم محمد برسالة تقول فيها:ر Z//لقد قرأٌت كتاب )العائدون إلى الله( قبل قلي//ل، وكم أث ... u إلى خزانتي الممتلئ//ة في نفسي، وحملني على الذهاب فورا ب//المجًالٌت الفاس//دة واألش//رطة األجنبي//ة فقمتT برميه//ا في القمام//ة، أم//ا األش//رطة فس//وف أس//تبدل به//ا -ب//إذن الل//ه-

أشرطة قرآن. أتمنى من الله العلي القدير أن يصل هذا الكتيٌب إلى يد ك//ل

مسلم ويقرأه ويأخذ العبرة مما فيه.ومن السودان أرسل إلىZ األخ بابكر محمد يوسف يقول:

... أن//ا ش//اب في العش//رين من عم//ري، نش//أٌتT في أس//رة متدينة، فوالدي رجل وق//ور متمس//ك باإلس//ًالم وك//ان يحث//نيg على أداء الصًالة منذ صغري.. ويراقبني، فأص//بحتT متمس//كاTالثانية عش//رة من عم//ري حيث ابتع//دٌت Tباإلسًالم حتى بلغت عن القري//ة ال//تي يس//كن فيه//ا وال//ديZ، وذهبتT إلى المدين//ة لمواصلة تعليمي.. وفي المدين/ة تع//رفتT على أص/دقاء، وق/د كانوا بئس األصدقاء.. فعلى أيديهم تعلمتT كل أنواع الفساد، ومعهم سلكت طريق الغواية والضًالل، وابتع//دٌتT عن طري//قu باالسم فقط. الهدى والنور، وتركتT الصًالة، وأصبحتT مسلما وفي هذا الجو المعفم باإلحب//اط اس//تمرٌت حي//اتي م//ع ه//ؤالءTأعيش في فراغ قاتل تنقصه السعادة، وكنت Tاللئام، أصبحت كلما عزمتT على التوبة يًالحقني أصدقاء الس//وء، ف//أعود إلى

الضًالل والتشرذم. وأنا على هذه الحال من الضياع وفق//دان الهوي//ة إذ أراد الل//ه

u.. فوجدٌت كتابك ) هالعائدون إلى اللهبي خيرا T//وق//د قرأت ) إن فيدون أن ي///ؤثر فيZ ح///تى وص///لت إلى الُخاتم///ة: )

Page 56: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند

( فاغرورقت عيناي بال//دموع، وانفج//رٌتTقصصهم لعبرة...بالبكاء، فأعدٌت قراءة الكتاب من جديد، وبدأٌت من اإلهداء:

)إلى الغافلين عن الل//ه واله//اربين من//ه... إلى ال//ذين ظلم//وا أنفسهم واسرفوا عليها بالمعاصي والذنوب...( وشعرٌت بأنكTه//دي إليZ وح//دي، تُخاطبني بهذه الكلماٌت، وكأن الكتاب قد أ فازددٌت في البكاء.. وهنا أحسس//ت بأن//ه الب//دZ من وض//ع ح//د

لهذه المعاصي وهذا البعد عن الله. ومن مك//اني ه//ذا قمتT واغتس//لتT ونطقتT بالش//هادتين من جديد وأديتT الصًالة وبدأٌتT في قراءة القرآن..( إلى آخ//ر م//ا

ذكر في رسالته. ومن اإلماراٌت العربية المتح//دة كتٌب إلىZ األخ م//روان محم//د

يقول: أكتٌبT لك هذه الرسالة بعد قراءتي للج//زء الث//الث من كت//اب )العائ//دون إلى الل//ه(، وأش//كر الل//ه على وص//وله إليZ ألخ//ذ العبرة والعظة منه والتوبة إلى الله من ك//ل المعاص//ي ال//تي

وقعت فيها قبل قراءتي لهذا الكتاب. والحقيق////ة أني قب////ل س////نتين أو ثًالث كنتT من الطي////بين المل//تزمين ب//دين الل//ه ولكن ك//ثرة أص//حاب الس//وء ح//ولي،�ني أنج//ذب إليه//ا... ولكن بع//د ق//راءتي وكثرة المغرياٌت جعلت لهذا الكتاب رجعتT فحاسبت نفسي فوجدٌتT أني على خط//أ،

وأرجو الله أن يتوب عليZ ويغفر لي.u تلقيت ه//ذه الرس//الة من األخ )ج. ع.( ومن اإلم//اراٌت أيض//ا

يقول فيها:u... كنت أته//اون لقد كنت من الذين ال يحسبون لل//دين حس//ابا بالصًالة، غ//ير مب//الg بش//يء من األخًالق والقيم، ب//ل كنتT منu في أصحاب المكالماٌت الهاتفي//ة، مغش//وش النفس، س//اقطا.u Tرى فيه ن//ور أب//دا قبضة الشيطان، أعيش في ظًالم كالح ال ي وفي يوم من األيام دخلتT إحدى المكتباٌت فرأيت نس//ُخة من،uوهداي//ة u Tه زادني إيمانا كتاب )العائدون إلى الله( وعندما قرأتر ك//ل م//ا في Z//وأرش//دني إلى الطري//ق المس//تقيم.. لق//د غي

حياتي... إلخ.

Page 57: العائدون إلى الله  4 - محمد المسند