كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

40
2014 ن إبراهيم د/عدنا ت فريغ وتى زيتونلكتاب: د/من نسيق ا24/10/2014

Upload: drmona-zaitoon

Post on 06-Apr-2016

240 views

Category:

Documents


11 download

DESCRIPTION

خطبة د.عدنان إبراهيم الجمعة24 أكتوبر 2014 تفريغ وتنسيق الكتاب: د.منى أبو بكر زيتون

TRANSCRIPT

Page 1: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

2014‏

د/عدنان‏إبراهيم

نسيق الكتاب: د/منى زيتونفريغ وتت

24/10/2014

Page 2: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

1

1كارهو الحياة ج

د/عدنان إبراهيم الجمعة

خطبة

2244ر أكتوب 24

Page 3: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

2

جياة

حل او

رهاك

1

‏زوروا‏موقعنا:http://www.dradnanibrahim.net

0

Page 4: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

3

المس

ل ايه

عل س

يونان

يدس

ة ص

ق

1كارهو الحياة ج دنان إبراهيمع د.

م2014 أكتوبر 24الجمعة خطبة

تفريغ: د/منى زيتون

إف الحمد هلل.. نحمده ونستعينو ونستغفره، ونعوذ باهلل مف شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مف ييده اهلل فبل مضؿ لو، ومف يضمؿ فبل ىادي لو، وأشيد

ورسولو وصفوتو مف هيد أف محمدا عبدأف ال إلو إال اهلل وحده ال شريؾ لو، وأشخمقو وأمينو عمى وحيو، صمى اهلل تعالى عميو وعمى آلو الطيبيف الطاىريف، وصحابتو المباركيف المياميف وأتباعيـ بإحساف إلى يـو الديف وسمـ تسميما

كثيرا.

عباد اهلل... أوصيكـ ونفسي الخاطئة بتقوى اهلل العظيـ ولزـو طاعتو، كـ وأحذر نفسي مف عصيانو سبحانو ومخالفة أمره لقولو جؿ مف كما أحذر

سو ومن أساء ف علي ها وما ربك بظالم من " قائؿ عمل صالا فلن ف ".لل عبيد

Page 5: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

4

ثـ أما بعد أييا اإلخوة المسمموف األحباب.. أيتيا األخوات المسممات : بعد أف أعوذ باهلل مف زيزي كتابو العف جؿ مجدهالفاضبلت يقوؿ الحؽ

يا أي ها الذين آمنوا أطيعوا اللو " الشيطاف الرجيـ.. بسـ اهلل الرحمف الرحيـمعون وال تكونوا كالذين قالوا (20) ورسولو وال ت ولو ا عن و وأنتم تس

م ع نا وىم ال يس م (21) عون س واب عند اللو الصم ال بك إن شر الدعهم (22) الذين ال ي ع قلون س عهم ولو أس ولو علم اللو فيهم خي را ل

تجيبوا (23) لت ولو ا وىم مع رضون للو وللرسول إذا يا أي ها الذين آمنوا اس ال مر ء وق ل بو وأنو إلي و دعاكم لما ي ييكم واع لموا أن اللو يول ب ي

نة ال تصيب الذين ظلموا منكم خاصة واع لموا (24) ت شرون وات قوا فت تض عفون ف (25) شديد ال عقاب أن اللو واذ كروا إذ أنتم قليل مس

الر ض تافون أن ي تخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنص ره ورزقكم من كرون ال تونوا اللو يا أي ها الذين آمنوا (26) الطيبات لعلكم تش

والكم (27) والرسول وتونوا أماناتكم وأنتم ت ع لمون ا أم واع لموا أنر عظيم نة وأن اللو عنده أج يا أي ها الذين آمنوا إن (28) وأو الدكم فت

ل لكم ف ر قانا ويكفر عنكم سيئاتكم وي غ فر لكم واللو ذو ت ت قوا اللو ي ع غ رسولو الكريـ صدؽ اهلل العظيـ وبم }سورة األنفال{. (29) ال فض ل ال عظيم

لقائميف ونحف عمى ذلكـ مف الشاىديف. الميـ اجعمنا مف شيداء الحؽ ا .بالقسط. آميف الميـ آميف

Page 6: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

5

تجيبوا للو وللرسول إذا دعاكم لما ي ييكم واني وأخواتي.. "إخ ". اس د اإلسبلـ وسميا حد أنو مف الخطأ بؿ مف الكارثة أف ي ات مرة مف قريب ذقمنا ال فيي حد د بغاياتو قبؿ أف ي حد ، وأنو ينبغي أف ي -أي وسائميا – د بوسائمو، وا

ه وتستتميو وتستتبعو مف تشيع العدمية بكؿ ما تستجر الكارثة الكارثة. حيفالتدميرية، مف النزعة النحرية واالنتحارية، مف الجنوف المنفمت يصير السؤاؿ ىو سؤاؿ المعنى، وت عمؽ سائر األسئمة إلى وقت آخر؛ فبل تغدو أسئمة

ال تغدو أسئمة تكتسي أىمية في المحظة المعيشة. إنما السؤاؿ ىو أي المحظةكر ذ ا ذسؤاؿ المعنى. معنى الوجود. معنى الحياة وأعني الحياة اإلنسانية، وا

كر سؤاؿ معنى الديف، معنى األخبلؽ، معنى األدب ذ اإلنساف وحياة اإلنساف ف فالسؤاؿ ىو سؤاؿ المعنى ذوالفف، معنى الفكر والعمـ والمعرفة والفمسفة. إ

ا لحالة العدمية التي نعيشيا كمو؟"، كي نفيـ معنى لبل معنى، و ذ"ما معنى ىي يبدو أننا لـ نطرحو بشكؿ جيد ولـ ذال بد أف نعود إلى سؤاؿ المعنى ال

نتعانى البحث عف جواب أو جوابات لو مف منظورات مختمفة ليست بالضرورة نما متعددة. يأتي سؤاؿ المعنى قبؿ سؤاؿ اليدؼ، فبل معنى متعارضة وا

المعنى ألف اليدؼ يتمو المعنى. لمسؤاؿ عف اليدؼ قبؿ أف نجيب سؤاؿ ، أما أف ننبعث في إدعاء وفي ا تعيف المعنى سي ؿ تحديد اليدؼذبالضرورة إ

ا معناه أننا نتآكؿ نتحمؿ ذتحديد أىداؼ دوف أف نجيب عف سؤاؿ المعنى ىوب نتعارض نتفارؽ باستمرار. طبعا أعني ىنا الػ "نحف" بالمعنى الوجودي ذن

"نحف" المعرفية الثقافية الدينية الحضارية. كؿ شيء العميؽ، أي الػ العريضؿ، يتفارؽ ويتعارض، يتآكؿ وال يتكامؿ. وب ويتحالذينتيي. كؿ شيء ي

Page 7: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

6

ه ىي الحالة التي نعيشيا اآلف كأمة مسممة؛ فنحف أمة في طور ذبالضبط ى ه الحالة مف أسؼ شديد.ذوالتفكؾ. واضح أنيا تعيش ى وبافذالتحمؿ وال

المقاـ، ونحف نطرح السؤاؿ الكبير، ولعمو أكبر األسئمة ا ذيعنينا في ىبسؤاؿ مبررات ال تخفى عميكـ وعميكف لونكتفي "سؤاؿ المعنى" أف نجتزيء

ه العدمية التي نعاني ونكابد لؤلسؼ ىي روح دينية؛ ذألف روح ى "معنى الديف"ر، وحاليا أف السماء بخير بما تعرفونو جيدا ك ذرىا ديني. شئنا أـ أبينا، وأ ذفج

عمى ما يراـ؛ فميس فييا خصومات، ليس فييا نزاعات، ليس فييا إرادات يجب أف نكوف لؾذلمييمنة والتسمط واإللغاء واإلقصاء. السماء بخير؛ ل

واضحيف مع سؤاؿ الديف؛ فالديف ليس لمسماء. كؿ تفسير وكؿ تأويؿ يحاوؿ بؿ خبيث ومخادع أف ي فيـ أف الديف لمسماء وأف التديف لمسماء ىو فاشؿ

وممتو يخفي في النياية إرادة ىيمنة. ستقوؿ "ال، بؿ إرادة تغييب"، وأنا أرد بأف اإلرادة األبعد ىي دائما إرادة ىيمنة، فانتبيوا.

ال أدري بانتزاع جيناتو، –ي يمكف انتزاعو ذلو س ئمت عف الشر األكبر البضربة واحدة، وىو -"الميمات" دوكنزحتى الجينات الثقافية أعني جينات

ا كاف لنا الخيار أف ننتزع شرا وحيدا مف اإلنساف مف بيف ذ، أي إشر وحيدالشر ا ذعشرات إف لـ يكف مئات وآالؼ الشرور فأنا لف أتردد في أف ى

زالتو ىو ذاألكبر واألعظـ واألدىى ال ي ينبغي مباشرة أف نجتزيء بتنحيتو وا مى اإلنساف. أكثر ما كرث ودمر إرادة تسمط اإلنساف ع إرادة الييمنة.

المجتمعات البشرية، وأكثر ما لوث وسمـ الديف والقيـ واألخبلقيات والمثؿ وكؿ المعاني النبيمة دائما ىي إرادة الييمنة. ىيمنة شعب عمى شعب، ىيمنة

Page 8: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

7

أمة عمى أمة، ىيمنة دولة عمى دولة، ىيمنة حزب عمى حزب، ىيمنة جماعة عمى طائفة، ىيمنة رجؿ عمى جماعة، ىيمنة رجؿ عمى جماعة، ىيمنة طائفة

عمى طائفة. مرة بؿ مرات كثيرة باسـ الديف، ومرات باسـ السياسة والمصالح . في نظري أف أعظـ عبلج إلرادة واالقتصاد؛ فإرادة الييمنة ىي المعنة الكبرى

الييمنة ىي اإليماف، لكف ليس اإليماف الوثني؛ فمعظـ أنماط وصور اإليماف ينطوي عمييا المتدينوف مف سائر األدياف ىي أنماط وثنية. اإليماف باهلل التي

تبارؾ وتعالى عمى أنو األكبر واألوحد واألعظـ والمطمؽ في كؿ صفاتو ونعوتو ال إلو إال ىو يعد أعظـ عبلج، وفي نظري ىو العبلج األخير واألوحد

ثـ لكؿ صور لكؿ صنوؼ النرجسية اإلنسانية، ولكؿ صنوؼ األنانيات، ومفي تكرمت بو ذا العبلج العظيـ الذوأنماط الييمنة، لكف لؤلسؼ الشديد فإف ى

ات ورجاؿ ذالسماء عمى األرض مباشرة عبث بو الرجاؿ؛ رجاؿ الديف بالالسياسة معيـ، والحمؼ متواصؿ مف قديـ بيف ىؤالء وىؤالء، بيف أصحاب

في كؿ سؼ الشديد. حمؼ متواصؿ باستمرار لؤلالعرش وبيف رجاؿ الكينوتوكؿ لمصالحو والعتبارات تخصو. مباشرة كاف يتـ توثيف مفيوـ ،األمـ

–ه الصورة المعتقدية ذاإليماف باهلل. مباشرة كانت ت غتصب وت ختزؿ وت خفض ىال يمكف ذلتخدـ أغراضا مختزلة ودنيئة دائما، فيي دائما دنيئة إ -كما أدعوىا

وباإلحالة عمى اهلل تبرر أبشع صور الجرائـ أف تكوف رفيعة ونبيمة؛ فباسـ اهللأحد رجاؿ الديف ىنا في الغرب الكاثوليكي والكوارث. في يـو مف األياـ صاح

بحنا بعضنا ذ"آه يا اهلل.. كـ باسمؾ كرىنا بعضنا البعض و يقوؿ: ا يتـ باسـ اهلل وليس فقط باسـ الحرية!!ذى البعض"!!!.

Page 9: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

8

المشيور بيف الديمقراطييف أعداء كر اآلف المحظة حيف شب النزاعذأ، وبيف رجاؿ حزبو الجميورييف الرئيس األمريكي السادس عشر إبراىاـ لينكولف

ي اقترحو ذوىو التعديؿ الالتعديؿ الثالث عشر في الدستور األمريكي، حوؿ لغاء مؤسسة العبودية لينكولف مغامرا بمستقبمو السياسي لتحرير العبيد وا

لؾ، لكف الرجؿ كاف ذرييف وكؿ الديمقراطييف كانوا ضد برمتو. بعض الجميو ا بصيرة، وألح. عمى كؿ حاؿ، في رسالة ذالبصر. كاف ذنبيبل وكاف ناف

أحد الديمقراطييف البمغاءالكونجرس دارت نقاشات محتدمة ألسابيع، وقاـ ا التعديؿ ذ"ىأصحاب األلسنة السميطة واأللفاظ القوية المعبرة الموحية ليقوؿ:

ي أراد لمبشر أف يكونوا ذمعارض إلرادة الرب!!!! ولشرع اهلل تبارؾ وتعالى اله ذيقوؿ ى ،"مختمفيف، فيو خمقيـ أسود وأبيض كي يستعبد األبيض األسود!!!

تبرير العبودية، ل إرادة اهلل!!!، طبعا يتحدث باسـ اهلل، والكؿ يتحدث باسـ اهلللسود أو الممونيف فقط بؿ عبودية كؿ أشكاؿ العبودية، فميست عبودية البشر ا

بح ذحيث ي ابح ذالبشر كبشر، ممونيف وغير ممونيف، ودائما باسـ اهلل!!!، فالما ىو ذتتـ باسـ اهلل وعمى أنو الجياد في سبيؿ اهلل. ىتيـ تصفيتتـ ف و و اآلخر

ا!!!. ذا يقاؿ أف اهلل يريد ىذا مراد اهلل تبارؾ وتعالى!!، ىكذالجياد!! ىه الدرجة يمكف أف نتجرأ عمى اهلل تبارؾ وتعالى، وأف نغتصب ذعجيب، ألي

ا الغرور ذا العنفواف ومثؿ ىذصبلحيات اهلل، وأف نتكمـ باسـ السماء بمثؿ ى ج؟!!!ذا االنتفاخ الساذوى

كؿ الحروفييف، حيف تدققوف وحيف تمعنوف النظر تجدوا أف بالمناسبة، فيو –المقدس بمجانية ريـالك يف يتعامموف مع النصذكؿ الجامديف، كؿ ال

Page 10: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

9

لى ذإ– وباستخفاؼ -غير مكمؼ يستخفوف تماما أف يعزوا إلى اهلل ما شاءوا وا لى األدياف رسولو لى قانوف اهلل الكوني، كؿ ىؤالء وا لى الفطرة والطبيعة وا وا

، -أعتقد أنيا إعاقة في الدماغ عمى المستوى العصبي–يعانوف مف إعاقة الحاالت تجريبيا ي يمكف أف ت ستقصى فيوذالطبيعي الوأتكمـ اآلف بمغة العمـ

فيـ يفشموف دائما في يكرىوف المجاز الجامديف وليس تأمميا. كؿ الحروفييفأف يمضوا مع النص خطوة فضبل عمى أف يمضوا خطوات في طريؽ الرمزية

ي يمكف أف يتمقاه ذوالمجاز، في طريؽ ما ىو أبعد مف الحرؼ المباشر الاجة وأمية ثقافية. ىـ يفشموف ذاألكثر س ،األكثر عادية أو اعتيادية اإلنسافعمـ –ا بطرؽ نظرية. اآلف في عمـ األعصاب ذا ويكرىونو ويؤصموف ليذفي ىيف يعانوف مف انقطاع ذلؾ أنو تـ اكتشاؼ أف الذا مرضا؛ ذيعتبر ى -الدماغ

ا كأعراض لممرض،ذيعانوف مف ى -وسنبسط الحديث– بعض االتصاالتفمف الصعب عمييـ جدا أف يتخيموا، وىـ ال يفيموف المغة الرمزية. أحيانا

األمر ذىب تمازحو وتفاكيو فيأخذيعاني الواحد منا مف بعض الناس حيف تا يعاني لديو مشكمة عصبية ال يفيـ الشيء رمزيا ذجد. ىعمى نحو دائما

عاقة يفشموف ألف ، فيـاذمجازيا. ال يعرفوف وال يستطيعوف ى عندىـ عجز وا ه ذحيف يصبح ىؤالء منتجيف لفكر، منتجيف لتأويؿ ولتفسير الديف فيو عصبية،

المحية والجمباب –. العواـ المساكيف ال يعرفوف سوى المظاىر ىي الكارثةه ذويصدقوف. ال نمـو عمييـ ولكف نمـو عمى أىؿ الفكر. أنتيز ى -واأللقابمـو بمقدار التقاعس والعجز والكسؿ نأف ـو وال بد نممـو و نأقوؿ: كي الفرصة

مة مف مسئولية الوقت. ذوعدـ إبراء ال

Page 11: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

10

نحف قميؿ مف حنظؿ الشر يفسد الكثير والكثير جدا مف عسؿ الخير.. أنت يمكف أف تحسف إلى ال ذا شيء يومي أصبح مبتذا دائما، فيذنعيش ى

ه ذئما ىكر داذأحد الناس عشر سنيف ثـ تسيء مرة فينسى كؿ إحسانؾ ويتا شيء سيء جدا ولكنو في نياية المطاؼ في التحميؿ ذالمرة. عمى كؿ ىا طبع اإلنساف الفرد والجماعة. يمكف ألمة أف تقدـ الكثير ذاألخير إنساني، في

ه ذـ ىلغيرىا ولمحضارة ولممعرفة البشرية ثـ تسيء مرة أو مرات فت ضخ ىـ ال يحتفوف كثيرا بالخير ه طبيعة البشر. سبحاف اهللذاإلساءة باستمرار. ى

لة، عمى ذ العمى وبالجانب اإليجابي، لكف يفتحوف عيونيـ فناجيف عمى الشر و لؾ تعاني اآلف األمة اإلسبلمية. ذا جدا، ولذالفضيحة وعمى الخطأ. يحبوف ى

اإلسبلـ نفسو يعاني مف أخطاء بعض أبنائو، وكما نقوؿ دائما ىـ نسبة ئيات عممية في االتحاد األوروبي بؿ نتائج إحصاا ليس كبلمي ذوى–ضئيمة

% مف المسمميف وبعض 59. اإلحصائيات تقوؿ أف أكثر مف -جالوب وغيرىا% مف المسمميف مسالموف طيبوف 59اإلحصائيات تقوؿ بؿ أكثر مف

ا؛ فأكثر الضحايا عمى وجو األرض ىـ مف ذوادعوف. حياتيـ تؤكد ى، لكف البقية يف ن ظمـذحف أكثر الناس الالمسمميف. نحف أكثر الناس ضحايا. ن

ا شيء جيد ومف ذوى–ه الدراسات العممية تؤكد ذلدييـ موقؼ مختمؼ. ىه البقية المبررات الحقيقية لمواقفيا ذأنو حتى ى -ه الدراساتذإنصاؼ ى

لؾ ولكف أنا كمسمـ ذالمتشددة سياسية في الجوىر. يسعدني أف يكوف األمر كا تماما ألف ىناؾ شيء ال بد مف ذبل أوافؽ عمى ىال أحب أف أغرر بنفسي ف

لؾ إلى حد بعيد جدا، ذإيضاحو أنو لو كانت البواعث الحقيقية سياسية وىي كبمعنى أنو لو لـ يكف ىناؾ ظمـ نزؿ وحاؽ بالمسمميف في ببلدىـ وأوطانيـ،

Page 12: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

11

ه الحركات المجنونة المتطرفة التي صار ذبشعوبيـ بأىمييـ، لما انبعثت كؿ ىثر مف يعاني منيا اآلف ىـ المسمموف أنفسيـ في ببلدىـ وعمى أرضيـ. أكه بواعث ذات طبيعة سياسية، فيذف ىناؾ أسباب سياسية واضحة أو لنقؿ ذإ

ال نستطيع أف ننكرىا ولكف انتبيوا، ما ىي الوسيمة التي يتوسميا ىؤالء الغاضبوف الناقموف الساخطوف المحبطوف؟ اإلجابة: ىي الديف. ما ىو

روف بو أىدافيـ ويبررونيا؟ اإلجابة: ىي نو ي ظي ي ينطمقوف مذالخطاب اله ىي المصيبة اآلف، والديف يدفع الثمف. مف الصعب أف ت فيـ ذالديف. ى

إنسانا غير متمرس بالدرس العممي وباألسموب واآلليات العممية أف ىؤالء قاؿ اهلل –ديف مظيرىـ ديني ويتكمموف لغة دينية ويبرروف أفعاليـ بنصوص ال

ثـ تقوؿ أف اإلسبلـ براء!!! اإلسبلـ ال عبلقة لو!!!!، مف -وقاؿ الرسوؿا، خاصة اآلخر غير المسمـ، فالمسمـ نفسو ذالصعب جدا أف يفيـ اآلخر ى

ا، فكيؼ بغير المسمـ؟!!! خاصة وأف قميبل مف الشر ذمف الصعب أف يفيـ ىا، ذير. طبعا الشر بطبيعتو ىكي عمى كثير في سجؿ الخي عف -كما قمت لكـ–

فيو ناري جحيمي. شرارة واحدة يمكف أف تحرؽ مدينة أو تحرؽ غابة. الشر مف طبيعة نارية، ومف طبيعة فوضوية، ليس لو خطة، وليس لو منطؽ، مثؿ

معيف، فمف الصعب بؿ مف المستحيؿ أف تستشري ليس ليا منطؽالنار حيف نار الشر فيي مف طبيعة فوضوية. لؾ الحاؿ معذنتنبأ بمسارىا بدقة، ك

تفكروا مثبل في معمومة تصؿ إلى ىيئة مطار يعج بألوؼ المسافريف ا المطار، ذىابا، مجرد معمومة عف فرد انتحاري في ىذوالمتحركيف فيو جيئة و

ه األلوؼ الكثيرة مف الناس تعاني ذه المعمومة تكوف كافية أف تجعؿ ىذفإف ى

Page 13: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

12

بسبب، فقط -مف أجؿ مصمحتيا–دة مف أجميا اإلجراءات األمنية المشدشخص واحد مجنوف بمغت عنو معمومات أنو منتو أف يفجر نفسو ويحدث

ا عمى مستوى مدينة ذالتفجير في المطار. طبعا الكؿ سيعاني. قد يحدث ىفيعاني كؿ أىؿ المدينة بسبب مجنوف واحد، لكف مف أجميـ في نياية

ف األمة اإلسبلمية وىي أكثر مف مميار ه ىي طبيعة الشر. اآلذالمطاؼ. ىا ذأف تخجؿ!!! لما -تقريبا –ونصؼ تعاني في كؿ مكاف. أنت مسمـ عميؾ

ا ذا فعؿ ىو أو ىي؟! اإلجابة: ىكذا فعمت أنا؟!! ماذأخجؿ مف ديني؟! ماا وضعيـ!!، وضعونا في موضع ال ن حسد عميو. ذفأنت مسمـ!، المسمموف ىك

ا. نحف محرجوف. ذعنا. ال نستطيع أف ننكر ى أصبحنا محرجيف حقيقة رغما لؾ ذول–ا بسبب ىؤالء، لكف ذأحرجونا وأحرجوا دينيـ تماما وأحرجوا أمتيـ. ى

ه األقمية ذا واألكثرية ىي التي تعاني بسبب ىذلما -نقوؿ أننا نمـو ونمـو ونموـال اذي يحدث؟، لماذه األكثرية؟، ما الذورة ال نرى تصديا فاعبل مف ىذالمن

نجد أصواتا كثيرة ترتفع باإلدانة وبالدمغ وبالتحميؿ والتفسير والتفكيؾ بؿ تعقيـ. أنا ال ؟، ال يوجدوبالتعقيـ؟، أيف التعقيـ الثقافي؟، أيف التعقيـ الفكريتبريرية. لغة -في األكثر–أشاىد تعقيما بؿ عمى العكس فأنا أشاىد لغة

ه ذتيـ مرة )أبناء ابف لكف(!!!! ىولكف(. لغة )لكف(!!!، أسمي -طيب -)نعـالمغة التبريرية )ولكف( تستخدـ باستمرار، والشباب يفيموف الرسالة بأف المسألة ليست بتمؾ الدرجة مف السوء، ليست بتمؾ الكارثية، بالتالي يمكف لؾ أف

ا ىو السؤاؿ، ذا؟ ىذا الحزب. لماذتصبح في يـو مف األياـ مف ىؤالء، مف ى ا األكثرية صامتة؟ ذدا: لماوىو سؤاؿ محير ج

Page 14: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

13

المنصـر عانى الغرب األوروبي العشريف في خمسينيات القرفمميوف 08خرج مف حرب عالمية ثانية بزىاء ذ؛ إواألمريكي مف حالة مشابية

كما وصفو – القرف العشريفضحية. كانت حربا مدمرة. بالمناسبة فإف . اإلحصاءات تتراواح ريةأكثر القروف دموية في تاريخ البشىو -بريجنسكيمميوف في 28 مميوف في الحرب العالمية الثانية مضاؼ إلييا 08ما بيف

تصؿ في ،مميوف عمى أقؿ تقدير 088الحرب العالمية األولى بإجمالي مميوف كإجمالي ضحايا 008إلى لممختصيف تقديرات أعمى لبعض الدراسات

ي تاريخيا مثؿ القرف العشريف شيء كارثي لـ تشيد البشرية فالقرف العشريف. ه ىي الحالة ذي وصمنا فيو لقمة العمـ والتكنولوجيا والفمسفة!!، كانت ىذال

ا؟، واآلف نريد أف نشبؾ بيف حالتيف ووضعيف. عمى ذوىي حالة مخيفة، فممادمرت األخضر واليابس، حرقتأ خرجت مف حرب عالمية ثانيةىي كؿ حاؿ

تعمموف وبدأ التحضر لحرب نووية. ،كمي كؿ شيء وأحالت العامر إلى خرابأنو في فترة الحرب الباردة كاف ىناؾ احتماؿ انفبلت العقاؿ في أي لحظة وأف

نسي كؿ حروب التاريخ البشري إف قامت تشب الحرب النووية والتي كانت ست اإلنساني الكبير فكرالمحمؿ والمبيف القوتيف العظمييف. العجيب كما سجؿ

الجماىير الكثيرة، تمؾ المبلييف المممينة لـ تبد و لوحظ أفأن ايريؾ فرـوا؟!!!، ذلما !فاعمية حقيقية ممموسة في إنكار الوضع، كأنيا تقوؿ ال نبالي

أنو ق دمت تفسيرات كثيرة تفسر جوانب وتعجز عف تفسير سائر فرـويقوؿ أف -ويبدو أنو تفسير صائب إلى حد بعيد–ي اقترحتو أنا ذقاؿ: ال الجوانب.

أي أنو قاؿ أف الشعوب السبب الجوىري والعميؽ ىو كره الناس لمحياة!!،ليست فقط غير مبالية بؿ ىي شعوب كارىة لمحياة وتقريبا مفتتنة بالموت!،

Page 15: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

14

مغة المحمميف فقد أصبحت تعشؽ الدمار، تعشؽ الخراب، تعشؽ الموت!!، وبا العاشؽ ذى ىو الشخص النيكروفيمي نيكروفيمية". "شعوبالنفسييف ىي

، وىو مفيـو أوسع مف كونو عاشقا لمجثث فقط لمدمار والعاشؽ لمموتا ذمفيـو أوسع مف ى فالنيكروفيميةوالمقصود بو التعاطي الجنسي مع الجثث،

عشؽ الموت، عشؽ الخراب، النطاؽ الضيؽ بكثير، لكف بكممة واحدة ىي عشؽ الدمار.

؟ سفة تعشؽ الخراب والدمارفييا فم الحضارة الغربية انبثقتىؿ كيؼ؟في ربع قرف فقط، ي يفسر قياـ حربيف مجنونتيفذا الذي حدث، وىذا الذنعـ ى

. طبعا 0595والثانية بدأت 0500وىو شيء ال يكاد يصدؽ. األولى انتيت تتعاطى مع ريبية ميكانيكيةجت)آلية( ليينية آفمسفة ألف الفمسفة العامة ىنا ىي ف األشياء. بالكاد تراه إنسانا. ىي ميكانيكية آلية اإلنساف عمى أنو شيء م

ا منافي لطبيعة الحياة فعمى العكس الحياة طبيعتيا ذ. ىت شيء اإلنساف عضوية مختمفة تماما عف الطبيعة اآللية الميكانيكية مف كؿ وجو تقريبا.

، ا االفتتاف بالموت حتى في األمثمة والكمماتذولقد لمست ى: فرـويقوؿ ، فنجد العربي -وعند أكثر الشعوب–عند العرب اآلف ا يوجد ذؼ ىولؤلس

!!، كيؼ "أحبو موت"؟، "حبو يقتمني" كما يقوؿ اإلنجميز يقوؿ: "بأحبو موت"ف ىو شيء فظيع!!، "أحبو ذ"يقتمني!! إا يقتمني"!! أي أنو جميؿ جدا!!، ذ"ى

اذى، viva la muerteف. ذف. يحيا الموت إذموت"!! ىو حب الموت إ، -انتيبوا-ا الخيط ذ. شعار القتمة. "يحيا الموت"!!!. سألتقط ىشعار العدمييف

الثقافة اإلسبلمية وأعني ثقافة ه ىيذى كي أقوؿ لكـ أنو ليس اكتشافا أف

Page 16: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

15

تسمى الثقافة الجيادية ظمما و المتعصبيف الجامديف اإلرىابييف التدميرييف ي ذبع اإلنساني لمجياد القرآني الوعدوانا، فأنا ال يمكف إال أف أؤكد عمى الطا

ىو إنساني بكؿ معنى اإلنسانية. إي واهلل ىو إنساني بكؿ معنى اإلنسانية.

، ليست -ليست ممحدة– Lesley Hazleton كاتبة ييودية ال أدريةفي تتحدث عف قراءة القرآف متدينة بالديانة الييودية لكف ىي ييودية أمريكية

قدمت كممة في مؤتمر مف -دة األمريكية محفؿ عاـ في الواليات المتح"ي تيـ القرآف بأنو يميؿ إلى العنؼ ويتعاطؼ مع وتقوؿ: -TED مؤتمرات

العنؼ، وتحدث في آيات كثيرة عف القتاؿ والجياد، بينما أنا وجدت القرآف حيف يتحدث عف القتاؿ والجياد يسمح بالقتاؿ والجياد والعنؼ، ويتعاطى مع

، وىي ىنا تمزح وتسخر مف ىؤالء وؿ بشروط بسيطةالعنؼ ولكف كيؼ؟ تقوىي الييودية األمريكية البل أدرية وال عبلقة ليا –بوف عمى القرآف ذيف يكذال

القرآف يقوؿ أنو يمكف أف يسمح لكـ أف تقاتموىـ "تقوؿ: -باألدياف أصبل!!يكوف أال أف القاعدة بشروط: الشرط األوؿ أف يقاتموكـ ىـ أوال، والشرط الثاني

ا في الحـر إال أف يكوف ردا لمعدواف بمثمو، والشرط الثالث أف تنقضي مدة ذى ، والشرط الرابع أف تمتزموا بمبدأ التناسبية-تشير إلى آية سورة التوبة–السماح

أي مكافأة رد الفعؿ لمفعؿ، فيو اعتدى عميؾ وأنت ترد العدواف لكف بطريقة ا ممنوع، ثـ ذراط في استخداـ القوة فيمتكافئة، يسمى بمغة عصرنا عدـ اإلف

مع كؿ الشروط وألف اهلل رحيـ وغفور وصفوح فكأنو يقوؿ لكـ أنو مف األفضؿ فعف أي عنؼ ا ىو القتاؿ القرآني،ذى ."أال تقتموىـ في نياية المطاؼ!!!

أنا ال أستطيع أف أستوعب شخصيا كإنساف قرأت التاريخ تاريخ نتحدث؟

Page 17: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

16

ف لـ يستوعب ىاألفكار وتاريخ الحضا ا ولكف بالعكس ىؤالء ذرات، وا يف يطعنوف في القرآف وفي محمد. ىـ ال ذالمنتفخوف أدعياء الثقافة والفكر ال

يفقيوف شيئا، وأقوليا بكؿ تواضع. ييودية مثؿ تمؾ المرأة قرأت القرآف في ا لؤلسؼ ذشيور فقيت ورأت ما لـ يره ىؤالء األدعياء مف أبناء المسمميف، وى

ا ذيد. ال أستطيع أف أفقو وال أف أفيـ كيؼ كاف يمكف أف ينبثؽ مثؿ ىالشدات في ذا التقييد لجنوف الحرب في القروف الوسطى، وبالذمثؿ ىو التشريع،

ات مف طرؼ المسمميف إزاء األطراؼ األخرى ذمجتمع الجزيرة العربية، وبالالتي ورىـ، تمؾ القوى ذالتي حزمت أمرىا وآلت إال أف تستأصميـ مف ج

أقسمت أال يكوف لمحمد وأصحابو حؽ في الحياة والوجود، وفي المقابؿ يكوف ا إال انو فعبل ديف إليي. ذال أستطيع أف أفيـ ى !!،؟ا ىو رد فعؿ محمدذى

ديف رب أغنى مف أف ينتقـ مف البشر، ومف أف يتصرؼ بنزؽ إنساني. البشر تحدثنا عف ؟ؿ اإلسبلميي ينتقـ. قؿ لي أيف مفيـو االنتقاـ في القتاذىو ال

مبدأ التناسبية، فأيف االنتقاـ؟، طبعا يتفرع مف مبدأ التناسبية مبدأ التكافؤ وىو فإذا لقيتم الذين كفروا "ا يقوؿ اهلل تبارؾ وتعالى؟ ذتحريـ االنتقاـ. ما

فإما منا ب ع د وإما إذا أث خن تموىم فشدوا ال وثاق حتى فضر ب الرقاب محمد ال .وتعالى عجيب أنو ال يوجد انتقاـ. فاالنتقاـ حؽ هلل تبارؾ ".فداء القرآني ال ينتقـ. ال يوجد الجندي المسمـ الحؽ .الصحابة ال ينتقموف .ينتقـ

انتقاـ. أحدىـ يقوؿ لـ أفيـ، كيؼ يوجد قتاؿ وعنؼ وضرب الرقاب وال يوجد ما المقصود؟!انتقاـ؟!

Page 18: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

17

أنماط أربعة عمى األقؿ مف العنؼيتحدث العمماء والمختصوف عف :وغيرهفرـو تناوليا

بالعنؼ النمط األوؿ وىو األكثر اعتيادية ىو نمط عادي وطيب يسمىباعثو ليس الكره وغايتو ليست التدمير كالرياضات العسكرية ،المعوب

شحف القوى وتنشيطيا الحربية والتي ال تنتيي إلى قتؿ، تيدؼ إلى ظيار الميارة والمياقة فقط، فيي نوع مف األلعاب دوف ذوتي يبيا وا

ؿ مجاينتمي إلى يذا العنؼ المعوب اإلنساني الذاإلضرار باآلخر، في ويخدـ الحياة كما يقوؿ الدارسوف.ينتمي إلى الحياة ، فيواإلنساف

ي ذعنؼ، وال، وىو أشيع أنماط الالعنؼ االرتكاسيالنمط الثاني وىوفالعنؼ -وكي نبتعد عف المغة الفنية-ره في الخوؼ. باختصار ذيجد ج

االرتكاسي ىو عنؼ رد العدواف. حيف ي عتدى عمى حياتي فردا أو ، حيف ي عتدى عمى حريتي-قد تكوف الجماعة أمة أو شعبا –جماعة

ا تصرؼ طبيعي فاإلنساف ذوكرامتي وعمى ممتمكاتي ال بد أف أرد. ىغريزة ببل شؾ، وطبعا ىي مف معو. وينجو ف ينجى وينجو يحب أ

تكوف المعالجة عنفية أي عمى مستوى المخ الزواحفي.

لدينا ثبلثة أمخاخ، لمدكتور بوؿ ماكميف نظرية المخ الثالوثيبحسب ستخدـ نالعنؼ والقتاؿ والقتؿ والدفاع والصراع مف أجؿ البقاء في فلكف بالطبع ىناؾ ،األصؿ خضع لممخ الغرزي مف حيثنو ننطمؽ و

لؾ يتدخؿ المخ ذيتدخؿ، وبعد -مخ الثدييات األوسط–المخ العاطفي مركب. يكوف ا ىو اإلنساف ذالعاقؿ الراشد الموجود بالقشرة الدماغية. في

Page 19: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

18

حيث ال -مخ الزواحؼ–العنؼ والقتاؿ والدـ ينشأ مف المخ الغرزي . نحف -ىي العاطفةالتمساح يأكؿ أبناءه وال يعرؼ ما –توجد عاطفة

لدينا مخ الزواحؼ، وبعض الناس يعيش معظـ حياتو بمخ الزواحؼ. ي تتسـ بو القطط والكبلب والخنازير ذال -المخ العاطفي–مخ الثدييات

عجيب أف يفتقد الواحد اذى ،واألبقار والشمبانزي ال يعرفو ىؤالء!!!االجتماعية، والتواصؿ والعبلقاتوالحب والرحمة والبكاء منيـ العاطفة

ا الشخص ىو وحش كاسر كالتمساح، يعيش ذفبل يعرفيا!!!. مثؿ ىمف ثقافة تمساحية زواحفية، وعار عمى اإلنساف أف ويمتحكتمساح ه ىي المسيرة التطورية لمدماغ البشري وأنو مف ذا. ي قاؿ أف ىذيعيش ى

عشرة مبلييف سنة كاف لدينا مخ الزواحؼ ثـ تبله مخ الثدييات ومف ا ذؼ مميوف سنة فقط تميزنا بالمخ الواعي الراشد في قشرة المخ. ىنص

ا ما يميزنا مف الحيوانات؛ مف ذا ىو البشر ككائف عاقؿ. ىذنحف. ى الزواحؼ بالخصوص ثـ مف الثدييات.

ا العنؼ يعمؿ عمى المستوى الغرزي ببل شؾ ولكف يرشده المخ ذىعند حدود الدفاع بأف الحديث العاقؿ الراشد، فيحدد حدود العنؼ فيقؼ

ا أكتفي وال أنتقـ. ال آكؿ ذى صؿا حذية عف نفسي، فإذأدفع األخصمي. ال أطبخو. ال أقطعو. ال أعمؽ رأسو مثمما ت عمؽ مبلبس الغسيؿ. ال أضعو في قدور وأتصور إلى جانبو. ال يمكف لئلنساف أف

رفضو ا بؿ يذا، أما البشر فبل يفعؿ ىذا. فقط التماسيح تفعؿ ىذيفعؿ ىا ذعمى مستوى القشرة الدماغية التي تحدد المخ العاقؿ اإلنساني. ى

Page 20: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

19

غير مقبوؿ بالمرة لكف كزاحؼ أنت تقبمو فأنت حر أف تعيش ككائف ال يمكف أف يقبمو، فما بالنا ببشر -ونكرر–زاحؼ، أما البشر العاقؿ

ا. طبعا ال ذا مستحيؿ ألف المسافة فمكية كي نقبؿ ىذعاقؿ متديف!!! ىعني أف كونؾ ترفع شعار بشرية وشعار ديف أنؾ أصبحت تتحرؾ ي

ر ذبالمخ العاقؿ. انتبو، فالشعارات ال تغني شيئا. السموؾ والفيـ والتجعمؽ –اف يعطياف العمؽ الروحي والعمؽ المعرفي ذالثقافي والروحي الم

لى إنساف كامؿ، ذى -التجربة والخبرة ا ما يحيمؾ إلى بشر حقيقي وا سبيؿ بشرية راشدة عاقمة معقمنة ومتروحنة متصمة بالسماء. يتكامؿ في

إلى -كرناذكما –ي ىو دفاعي ال ينتيي ذا ىو العنؼ االرتكاسي الذفي .االنتقاـ

ا النوع مف العنؼ يخطو خطوة ذى .العنؼ االنتقاميالنمط الثالث ىو فالنيكروفيمية العنؼ المرضي )التعويضي(،نحو اإلمراض، أي نحو

يبيا ذباهلل. ىي اختبلؿ يشرخ الشخصية تماما، بؿ ي ذالعياىي مرض و ا؟ذويحمميا ويدمرىا ويفسدىا تماما. لما

الفرؽ بيف العنؼ الدفاعي االرتكاسي والعنؼ االنتقامي ىو أنني حيف ى ذى المتوقع أو الواقع، وحيف يندفع األذأدافع عف نفسي فأنا أدفع األ

تي األولى. األمر ينتيي فبل ينتيي كؿ شيء وأعود إلى حالتي وسير لؾ.ذمجاؿ لمعنؼ بعد

أف يغمب عمى ه الفرصة ألقوؿ أنو مما يزعج ويقمؽ جدا ذأستغؿ ىعمى منابر -عشنا سنوات وال زاؿ الناس يعيشوف–خطاب بعض الناس

Page 21: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

20

ا الحؽ بأف ذكما أسمييا ألف رسوؿ اهلل ىو مف أعطانا ى–رسوؿ اهلل ،-ر طبيعي واستثنائي تماما ه المنابر، وىو حؽ غيذنقؼ عمى ى

. يقؼ إنساف المفترض أف وما نسمع يزعجنا أف يغمب عمى خطابيـا اإلنساف الطبيب ذاية كي يخاطب ىتتوفر فيو شروط كثيرة لمغ

والميندس والمؤرخ والفيمسوؼ والعامي والسائؽ والعامؿ وكؿ طبقات ف م ذالناس عمى اختبلفيـ خاصة مف ىـ مثمو أو أرقى منو، ويأخ

وقتيـ كؿ أسبوع عشريف دقيقة أو ساعة أو ساعة وعشريف دقيقة مثمما ا الشخص ال بد أف تتوفر فيو صفات ذيفعؿ العبد الفقير لؤلسؼ. ى

ال فما عنده الحؽ لسرقة أوقات الناس. أنت عندما تخطب كثيرة جدا وا ا تقوؿ ليـ؟ دائما ذألؼ ساعة مف حياة األمة، فما ذفي ألؼ إنما تأخ

في كؿ خطبة يقولوف: "وصمى اهلل عمى محمد الضحوؾ القت اؿ!!". ىؤالء الناس تصدر عف منطؽ حربي باستمرار!!، كأننا في ساحة حرب!!، وساحة الحرب ىي تمؾ التي ينبعث إلييا اإلنساف بتأثير المخ

ولكف -مف حيث األصؿ–الزواحفي وىي حالة استثنائية. أعود زاحفا ه حالة استثنائية تماما، والقرآف ذمتقيد بالعقبلنية بمستويات مختمفة. ى

يعرض ليا عمى أنيا حالة استثنائية. دعونا مف الفقو اإلسبلمي، مف ا ذى ."ال، الحرب ىي الحالة األصمية!!!"يف قالوا: ذال بعض الفقياءفقو

د ق ؟كيؼ أف الحرب ىي الحالة األصمية جنوف وليس فقط خطأ فقيي.ا ذا صحيح، وىذلؾ، وىذيقوؿ قائؿ أنيا في القروف الوسطى كانت ك

ربما ي يخفؼ مف دمغنا لحدة ما أسميناه الجنوف، وما كاف ينبغيذالا ال يعفييـ مف مسئولية أنيـ قصروا عف أف ذأف نسميو الجنوف، لكف ى

Page 22: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

21

يرتقوا إلى مصاؼ القرآف العظيـ، فمو أحسنوا فيـ كتاب اهلل تبارؾ لـ يخضعوا لضغط الظروؼ غير السوية غير الطبيعية ألدوا وتعالى و

رسالة القرآف عمى وجو أحسف بكثير، ولما ظمموا دينيـ، وبالتالي أنفسيـ واآلخريف بشكؿ أو بآخر. قوليـ بأف "األصؿ ىو الحرب وأف

ا الموضوع ذالسبلـ ىو االستثناء" قوؿ غير صحيح. لف نخوض في ىلؾ. األصؿ ىو ذعمى كؿ حاؿ قبؿ فيو موضوع آخر. حدثتكـ فيو

ال ذالسبلـ والحرب ىي االستثناء. المفترض أف يكوف الوضع ىك ا وا نعيش في غاب، ويصبح العود إلى الغاب أفضؿ لنا، فمنترؾ حتى

وات األربع ونتسمؽ، فأفضؿ ذالسافانا ونرجع إلى الغابات األفريقية مع فكر عمى مستوى ، لكف كبشر ال بد أف نا الوضع!!ذلنا أف نعيش ى

مختمؼ تماما لنقرر أف السبلـ ىو األصؿ والحرب ىو الطاريء، ويوـ لو عدتو ونتكمـ بمنطقو في ساحتو، في ساحة ذأف يطرأ الطاريء سنتخ

الحرب وما تستتبع، لكف ليس اآلف وطواؿ األربع وعشريف ساعة خبلؿ ، ي!!!!!االثنا عشر شيرا وفي كؿ السنيف نتكمـ بمغة حربية بمنطؽ حرب

مف وديننا منز ؿ -اتذف بالو نحف المسمم–يبدو األمر كأننا مخموقوف السماء العمية مف أجؿ أف نعادي البشر وأف يعادونا وأف نكوف في حالة

ا؟!!، ذعداء مستمر، ونتقوؿ بنصرة اإلسبلـ ونصرة الديف!!!، ما ىما ا ذا المنطؽ؟!، ىذنحف ال نعيش حالة حرب مستمرة عمى ديننا. ما ى

شوه عقوؿ الشباب ونفوسيـ وجعميـ عدمييف محبيف لمموت ولمتدمير ا ذا الموضوع بالتفصيؿ بعد قميؿ، فيذسنعود إلى ى–كارىيف لمحياة

.-موضوع خطبة اليـو

Page 23: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

22

يختمؼ عف العنؼ االنتقامي مف عمى كؿ حاؿ.. فالعنؼ االرتكاسي نتقامي ية، أما العنؼ االذحيث أف األوؿ ينقطع ويتوقؼ عند حد رد األ

فينتقـ. -قد تكوف فسيحة وبعيدة–فمؤلسؼ يخطو نحو المرض خطوة ية ارتفعت وانتيى كؿ شيء، والعدو انيـز ذا طالما أف األذلما

وانكسر؟!! ننتقـ اآلف وننكؿ باألعداء ونمنعيـ كؿ الحقوؽ التي لمبشر. نصبح نحف اآلف غير بشر ألنو ال يمكف لؾ أف تتعامؿ ببل إنسانية مع

أنا أقوؿ أنو حتى لو لؾ ذا ىو بيت القصيد، لذف وتبقى إنسانا. ىإنساي يبرر ذىو التفكير ال -ولو كاف تفكير فقياء وأئمة كبار–كاف التفكير

. حدثتكـ مرة عف فقياء عبر العصور ومنيـ فيو مرفوض العدوافكرىـ مرة أخرى حتى ال ذومفكروف لف أ فقياء معاصروف كبار، عمماء

ىؤالء مة اهلل عمى أرواحيـ وغفر اهلل لنا وليـ جميعا. أسيء إلييـ رح: "نحف ال نعطي السبلـ مجانا كيدية إلى -كما قمت لكـ-يقولوف

اؾ ذالعالـ، أبدا بؿ ىي حالة مدفوعة الثمف، فبل بد لمعالـ أف يدفع ثمف ا إف جاز في القروف الوسطى ألننا كنا األمة ذالسبلـ!!!". طبعا ى

ا ال يجوز اآلف فنحف األمة األضعؼ. ال ذاألعنؼ في األقوى واألمةا المنطؽ يقتمنا، لكنو يصدر ذا المنطؽ، فيذيمكف أف يصدر منا ىه حالة انفصاـ عف الواقع. حالة مرضية ذ، وىمنيـ ويصروف عميو!!!!

ه المغة؟ أنت األضعؼ يا مسكيف. ذجنونية. مف أنت حتى تتحدث ىا المنطؽ ما بقيت ذعدوؾ تبنى مثؿ ىي ال إلو إال ىو لو أف ذواهلل ال

عمى وجو األرض يوما واحدا. تخيؿ أنت اليـو أف أوروبا أو الواليات ا المنطؽ، وتوافؽ عميو الشعوب الغربية ذالمتحدة األمريكية تتبنى مثؿ ى

Page 24: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

23

أجيبؾ "وال يـو واحد، ؟فكـ تبقى األمة اإلسبلمية عمى وجو األرضرية معدة ت مقى ذالمسمميف. لدييـ قنابؿ ألف لدييـ القدرة أف يبيدوا كؿ

لؾ أيضا وال ذرية بؿ أقؿ مف ذتباعا فبل يبقى أحد، بؿ لف نقوؿ قنابؿ ا، ذا وشعوبيـ ترفض ىذيبقى مسمـ عمى وجو األرض. ىـ ال يفعموف ى

لى الرسوؿ ونقوؿ ىا نحف نقبمو باسـ ذفمما ا ذالديف ونعزوه إلى اهلل وا وؿ لمعالـ ال طماعية لكـ في السبلـ حتى ا نقذديننا؟!!!!!!!!!، لما

تدفعوا ثمنو؟!!، أف تؤدوا ثمنو خضوعا وجزية!!!، فتخضعوف لنا بعد ا ذأف تشب المعارؾ التي نشعميا نحف!!!، نبتدؤىا نحف عميكـ!!! فإ

لنا لكـ ذكبرياءكـ بشوكتكـ وكسرنا وخضضنا دفعتـ الجزية وخضعتـ ؟ أي ا اآلفذتقبؿ ى أي حضارةا؟ ذسبلما ميينا. أي إنساف يقبؿ ىالشييد سيد وأفكار المودوديه أفكار ذثقافة؟ في أي عصر نعيش؟ ى

ا دمار وعار فكري وثقافي. ابعد عف ذرحمة اهلل عمى الجميع. ى قطب. منطؽ الحرب . منطؽ ىـ أقوى ونحف أضعؼ. نحف أعنؼ. نحف أجف

مف البشر في ا المنطؽ وحاوؿ أف ترى تأثير وردة فعؿ العقبلء ذابعد ىا الفقو. ذا منطؽ. يقوؿ لؾ رد فعميـ: "أؼ لمثؿ ىذكؿ األمـ عمى ىك

ال نريده. نحف لـ نعد حتى نحترمكـ. كنا ال نحبكـ واآلف نحف ال ه المغة؟ أيف ذا أنتـ؟ كيؼ تتحدثوف بيذنحترمكـ. ال ندري ما

مة ، والمشك"ا الديف؟ذا الفقو وىذا المنطؽ وىذأخبلقياتكـ؟ كيؼ تتبنوف ى، -إف جاز التعبير–اآلف ىي اغتصاب النص الديني لؤلسؼ الشديد

. أو لنقؿ االفتئات عمى النص

Page 25: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

24

بالمناسبة فالنصوص كثيرة فميست فقط ما يزيد عف الستة آالؼ ومائتي ه اآليات كثيرة، فالنصوص ذآية وعشرات ألوؼ األحاديث، بؿ حتى ى

ف سياقاتيا، فتصبح كثيرة جدا حيف ت نتزع مالنصوص كثيرة!!!. تصبح ه المعبة الحقيرة بانتزاع النصوص مف ذكثيرة جدا جدا جدا. فقط العب ى

سياقاتيا وعندىا ستصبح النصوص تقريبا ال متناىية، وستبرر تمؾ ا خضعت لمشرط المنيجي ذالنصوص كؿ ما ي راد ليا أف تبرره، لكف إ

ص في أي تضع كؿ ن–الميثودولوجي العممي بأف ت سي ؽ النصوص عندىا ستصبح النصوص قميمة جدا بؿ أقؿ مما ىي، ألنو لف -سياقو

يصبح لديؾ خمسوف أو ستوف آية في القتاؿ بؿ سيصبح لديؾ آيتاف فقط يتحصبلف لديؾ، وفي نياية المطاؼ فالنتيجة التي تنتيي إلييا أنو

قاـ ا القتاؿ ال ينتيي باالنتذا وقع ىذال قتاؿ إال أف يكوف ردا لعدواف، وا لؾ ذألف االنتقاـ مف حؽ الرب ال إلو إال ىو، فميس لدينا انتقاـ!!!، ل

أي األسر "إذا أث خن تموىم فشدوا ال وثاق حتى "يقوؿ تعالى: بعد أف نأسرىـ ىؿ ننتقـ؟ ال بؿ يقوؿ الو تعالى: اذفينكسروا، ثـ ما

إما أف تمف عميو فتطمؽ إساره ببل أي "،فإما منا ب ع د وإما فداء "مقابمو فدية وتطمؽ أسره، وينتيي األمر. أيف ذشيء أو تفاديو فتأخ ا يدؿ أف العنؼ اإلسبلمي ىو عنؼ أخبلقي.ذاالنتقاـ؟ ال يوجد، وى

نحف رأينا تمؾ السيدة المفجوعة بابنيا، وىنا ال يعنيني خمفية السيدة را وكاف مدنيا لـ يكف محاربا بؿ وخمفية ابنيا، بؿ يعنيني أنو كاف أسي

كاف صحفيا، وبعض ىؤالء األسرى إغاثي يغيث المسمميف في ببلد

Page 26: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

25

ا التنظيـ وىي تتكمـ بمغة باكية محزنة ذالمسمميف، وأمو ناشدت زعيـ ىمنكسرة وترجوه أال يحرميا فرحة أف ترى أحفادىا مف ابنيا الوحيد. واهلل

رة ال أقوؿ مف إسبلـ بؿ مف إنسانيةذي ال إلو إال ىو لو كاف عنده ذاللمب اىا ولعفا عنو. الرسوؿ عميو الصبلة وأفضؿ السبلـ يـو أف قتؿ

وىو ليس مجرد كافر بؿ مجـر حرب فيو شيخ – النضر بف الحارثكبير كاف دائما يؤلب عمى رسوؿ اهلل وعمى المسمميف في السمـ

قع في يد يـو أف و -والحرب، فيو مؤلب ويعد مف مجرمي الحربالنبي فالنبي قتمو كمجـر حرب ألنو يشعؿ نيراف الحروب باستمرار، ا ذفبكتو أختو بكاءا أليما وقالت شعرا تخاطب رسوؿ اهلل، فمما ت مي ى

لو بمغني "الشعر عمى مسامع أرحـ الخمؽ وأعرفيـ بالحؽ بكى وقاؿ ر ليس ا النضذياه عمى عظمة رسوؿ اهلل في .لمننت عميو"قبؿ قتمو ا ذى

رجبل عاديا ليس إغاثيا وال صحفيا، بؿ ىو النضر بف الحارث، ولكنيا رحمة الرسوؿ بأختو فإنيا تحب أف نطمقو فما كاف ضرنا لو عفونا

*** بماور ت منن لوؾ ضر كاف ما" عنو. كما قالت ىي في شعرىا؟، فالرسوؿ أي ما ضرؾ لو عفوت ،"ؽحنالميط لمغو اوى فتىال مف

ر وينكسر لو كاف عفا صد ؽ عمى كبل ميا بأنو بالفعؿ ما كاف سي ض عنو، وبكى النبي. أما ىؤالء ال يبكوف وال يرحموف دموع مف يبكي. ال

ا المنطؽ بؿ منطقيـ ىو منطؽ انتقاـ يقولوف ذيعرفوف فميس لدييـ ىا تصوير لمعنؼ ذا ليس ىو الديف، بؿ ىذا ىو الديف، ال بؿ ىذى

اسي.االنتقامي بعد العنؼ االرتك

Page 27: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

26

المتمحض مفا الشكؿ المرضي مف العنؼ ذالعنؼ المرضي. يبقى ى العنؼ ا ىو ذ. ى-وربما كاف المرض العقمي أيضا -المرض النفسي

روا منو وعالجوه تربويا ثـ فكريا وثقافيا ومعرفيا. ذروه وحذفاح التعويضيالعنؼ التعويضي ىو عنؼ الفشمة والعجزة. عنؼ شخص شعر بأنو قد

بتوازنو. ىو يشعر أنو كاف يقدر أف يسير عشر خطوات ولكنو لـ أ خؿ يسر إال خطوتيف، فيشعر باأللـ وباإلحباط، وقد يكوف المسئوؿ ىو المجتمع متمثبل في السمطة السياسية والظروؼ المحمية أو اإلقميمية،

ا ذلؾ الوعي بالمأساة وباأللـ، فيذفالظروؼ منعتو. وفي باطنو لديو ا ذا. يعي أف لديو القدرة أف يخطو عشر خطوات، فمماذالشخص يعي ى

ا عتقمت خطواتو فمـ يخطو إال خطوتيف؟، وأنت مف المفترض أال تخاؼ مف شخص تراه أميا وىو بالفعؿ أميا عمى مستوى الوعي، فميس لديو

اتي، فيو ال يفيـ أنو كاف مف الممكف أف يكوف في ذالوعي والتنبو ال، فيو راض، وما ىو فيو ىو منتيى المراد حاؿ أفضؿ مما ىو عميو

كما تقوؿ –مف رب العباد، وفي حالة انبساط، ويعيش بأقؿ اإلمكانيات ، وال ييمو شيء مف -العواـ في ببلدنا يعيش عمى قطعة خبز وبصمة

ه الشاكمة ال يمكف أف يكوف عنيفا ذا الشخص عمى ىذأمر الدنيا. ى، -غمبانا بتعبير العامة–وادعا تعويضيا، فمثمو يعيش ويموت مسالما

لكف يمكف لشخص آخر أمي أيضا فيو لـ يكتب ولـ يقرأ تشعر أنو ينطوي عمى مرارة عظيمة، فتعتصره مشاعر اإلحباط واليأس والغضب السافر، وحيف تكاشفو ترى أنو ينطوي بالفعؿ عمى إمكانات أكثر مف

اذبالفعؿ كاف يمكف لياؾ األوؿ، بؿ قد تكوف أكثر بكثير، بمعنى أنو ذ

Page 28: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

27

الشخص األمي لو ا تيحت لو الفرصة وتسنت وتييأت لو الظروؼ المناسبة أف يخرج منو شيء كبير وأف يشغؿ مكانة كبيرة في المجتمع،

ا. ذوىو يعي ى

وروف اآلف لمعيش في ذستقوؿ لي: واحسرتاه، يبدو أنو ق در لنا ونحف منعنيفا تعويضيا بسبب حقبة حضارية تجعؿ أكثرنا عرضة ألف يكوف

بؿ وصغيرة -التواصؿ الكبير بفعؿ أف العالـ بالفعؿ أصبح قرية صغيرة ا الوضع قد رفع مستوى ذ، بمعنى أف ى-جدا كحي في مدينة صغيرة

التطمعات ومستوى الطموحات ومستوى التحديات والمقارنات إلى آفاؽ ف جاري ومصاؼ غير مسبوقة. لـ يعد اآلف التحدي أف أكوف أفضؿ م

حيث كاف يتفوؽ عمى جدي ببضعة آالؼ مف -في قرية أجدادي- ، الجنييات. ال، بؿ التحدي مع أصحاب المبلييف اآلف، وتراىـ كؿ يـووألنؾ تراىـ تظف أنؾ تممكيـ، باألحرى يممككـ سياؽ واحد. ىو بشر

، فيو عربي وأنا عربي، وىو مسمـ -خاصة إف كاف عربيا –وأنا بشر ىو مصري وأنا مصري، فما القصة؟ لما عنده مبلييف وأنا مسمـ، و

وليست عندي مبلييف؟، لما عنده فمؿ وليس عندي؟، وعنده وعنده ه ذا الشخص عنده ىذا ىذوليس لدي أي شيء، فتغضب جدا. لما

ه الشيرة العالمية وأنا ليس عندي؟ وطبعا ذا العمـ وىذالشيادات العميا وىىا ذي يتفوؽ عميؾ بشيادة دبمـو أخذال ذالمقارنة ليست مع جارؾ األستا

-فميس تحديا بسيطا عمى مستوى دبمـو في ستة أشير-في ستة أشير ا ذ، بؿ عمى مستوى جائزة نوبؿ وأنت ال شيء ما زلت تحبو. ى

Page 29: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

28

يف خيبتيـ الثورات ذا ىو عالمنا. بالمناسبة.. فممذيغضبؾ ويحبطؾ. ىاب ال يحبوف أف يشتغموا أو العربية، وقالوا أنو بعد الثورات وجدنا الشب

يعمموا بؿ يريدوف كؿ شيء ببل عمؿ. أكثر مف بمد عربي تعاني مف كرنا يفسره تقريبا أو لنقؿ ىو شيء مف تفسيره. ذه الظاىرة. وما ذى

عمى كؿ حاؿ فالعنؼ التعويضي ىو عنؼ شخص فاشؿ وعاجز، ف ، وقد يكو وألسباب كثيرة فقد تكوف ىناؾ أسباب موضوعية حقيقية

ي عزى إليو لتقصير منو. -قميؿ أو كثير–جزء مف األسباب

روا العاجز والفاشؿ ألنو يريد أف يرد ذا ىو العنؼ التعويضي، فاحذىكرامتو السميبة، أف يرد اعتباره لنفسو، يريد أف يعيد أو يستعيد التوازف

ي شعر أنو أ خؿ بو، ولكف ليس بالطريقة الصحيحة بؿ بطريقة ذال الشخص يكوف خطيرا جدا. اذالعنؼ. ى

ا النوع مف العنؼ قد يكوف سببا في أشياء كثيرة تحدث عمى مستوى ذىاألسر إف كاف ىناؾ فارؽ عممي أو ثقافي بيف الزوج والزوجة فبنسبة

ف الحياة مؤىمة ومرشحة في النياية أف تنتيي إلى كارثة، تكو % 58وبداية الحياة يكوف في مقتبؿ العمر -سواء كاف الزوج أو الزوجة–ألنو

اؾ ذلؾ الطرؼ أو ذالمستقبؿ في األماـ وليس الخمؼ، وأعني مستقبؿ الطرؼ. الميـ أنو ال توجد مشكمة فزوجي أكثر تعمما مني وأرفع منزلة

ا ذمني ال مشكمة وسألحقو ألف المستقبؿ أمامي، وكاجتماعيا واعتبارا لمستقبؿ أمامو. حتى الحاؿ لمزوج عندما تكوف زوجتو سيقوؿ نفسو أف ا

اآلف تكوف األمور متماشية، أما بعد عشر سنوات أو عشريف سنة

Page 30: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

29

عندما ندخؿ في الشيخوخة ال يعد ىناؾ مجاؿ لمتحصيؿ وال لمعمـ ا الطرؼ مشاعر المرارة ذإلنجاز، عندىا تعتصر ىالشيادات و او

واإلحباط والغضب واليأس، ويريد أف يحمؿ الطرؼ اآلخر المسئولية، الزوجة متعممة ولدييا شيادات وليس لديو مثميا وعندىا تبدأ فمثبل

راه وأف ذالبداية وأف يح ذا منذالمشاكؿ. طبعا كاف عمييما أف يفيما ىا ذه النياية بالعمؿ واإلبداع واالجتياد. ىذيعمبل عمى أال يصبل إلى ى

ىو بالعمؿ والتكامؿ وليس الكسؿ وبالقعود، ثـ ن دمر بمشاعر اإلحباط ا يحدث أيضا عمى مستوى الجماعات ذا خطأ. ىذلغضب. ىوا

واألحزاب والطوائؼ والفرؽ. وعمينا أف ننتبو أف الحؿ الحقيقي لمعنؼ التعويضي ىو العمؿ والعمؿ والعمؿ، وأعني اإلبداع والخبل قية واإلنتاج وباستمرار، فالعبلقة عكسية بيف العنؼ التعويضي وبيف العمؿ واإلبداع

واإلنتاج.

ثقافة نيكروفيمية كارىة يبدو أف فأقوؿ عود إلى موضوعي وأحوصؿ أه ذقد شاعت بيننا في العقود األخيرة. أحدىـ قد يقوؿ أف ى لمحياة محبة لمموت

ا نوع مف التطبيؽ واإلسقاط أنت تدعيو، وأجيبو ال، فغير ذدعوى كبيرة. ىوما يتعمؽ اب القبرذيكثر الحديث عف الموت وعف القبر وعطبيعي بالمرة أف

بشكؿ غير مسبوؽ، فقد مرت فترة مف الفترات ربما متواصمة ت عطى بالقبره النغمة؟!، ذخطب ودروس باستمرار، وتطالعنا بكائيات وحزف ولطيـ. ما ى

ا شيء مرعب ومخيؼ، وأصبح مف الضروري لمف يـؤ الناس أف يأتي ذىرة ال مو ت بآيات مثؿ ق "وجاءت سك بد أف يكوف ىناؾ حديث ال ."بال

Page 31: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

30

عف الموت وأف يبكي ويتباكى ويبكي مف خمفو كأف ديننا جاء كي نستقيؿ مف ا استعداد لمموت، وأنا أقوؿ لكـ ذالحياة. طبعا يردوف ال قطع اهلل لسانؾ بؿ ى

أف االستعداد ال يكوف باإلعبلف عنو. تخيؿ أف ضيفا كريما سيحؿ عميؾ في ضيؼ سيحؿ عمينا فيو خير غائب ينتظر والموت فعبل –بيتؾ أو دارؾ

بف جبؿ رضواف اهلل عمى الصحابة ذلممؤمف الصالح كما قاؿ الصحابي معافيؿ يكوف االستعداد الستقبالو بأف تجمس أنت وزوجؾ وأبناؤؾ -أجمعيف

ا الضيؼ. استعدوا يا إخواني. ذتتحدثوف وتكرروف بأنو "ينبغي أف نستعد ليستعد. االستعداد جميؿ. استعدوا لمضيؼ الكريـ". ينبغي أف نستعد. ىيا ن

ا كبلـ فارغ، ويطب عميؾ الضيؼ والبيت حالو سيئة ال يصمح ذمستحيؿ فيا يكوف االستعداد، فاالستعداد يكوف بكممة وبإعبلف واحد ذالستقبالو. ليس ىك

سن عمال "ثـ يبدأ العمؿ. االستعداد لمموت أي أف ".ليب لوكم أيكم أح االستعداد لو يكوف بالعمؿ وليس بالكبلـ، وأف نقضي األربعة والعشريف ساعة

اب والنكير والمنكر. ليس بالكبلـ، ذيوميا في مواعظ عف الموت والقبر والعا خطأ بؿ يكوف بالعمؿ. بتعميـ الناس أف يجودوا العمؿ ذه الكيفية. ىذليس بي

ن بداعيـ. ىوأف يحسنوا نمط حياتيـ وطرؽ تفكيرىـ وا ا ىو االستعداد ذتاجيـ وا فالغرض ىو "،ول ت ن ظر ن ف س ما قدمت لغد "لؾ يقوؿ تعالى: ذلمموت، ل

ؿ المعروؼ وأجعؿ الحياة مكانا أفضؿ ذالتقديـ أي أف أقدـ بأف أفعؿ الخير وأبلمناس. أجعؿ قريتي أو مدينتي أفضؿ، أو بالنسبة لئلنساف الكبير العظيـ مف

يف خمقيـ اهلل ليحسنوا مستوى الدنيا. ذال

Page 32: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

31

يا "أنا اليـو أفكر وأنا في طريقي إليكـ في آية ا أح ياىا فكأن ومن أح يعا مؤسس عمـ العالـ لويس باستيروبصراحة حسدت "،الناس ج

ا باهلل ألنني فكرت باآلية مف زاوية ذالميكروبيولوجي. حسدتو وأقسـ عمى ىمف؟، عندما أفكر في فمسفة حياة وفمسفة ه اآلية تتناوؿ ذحيث أف ى ثانية،

يا "موت، ثقافة حياة وثقافة موت فالقرآف يقوؿ: ا أح ياىا فكأن ومن أح يعا كما –وبالمناسبة ىؤالء كارىو المجاز المصابوف بخمؿ عصبي "،الناس ج

ية مجازيا ورمزيا سيقوؿ لؾ يجعميـ أعجز مف أف يمضوا مع اآل -كرت لكـذأف -ج في التفسيرذج جاىز ساذا طبعا نمو ذوى–ه اآلية ذأحدىـ في تفسير ى

ألنيا مف شرع بني إسرائيؿ، بؿ وسيتيمني بالجيؿ ه اآلية ال تمزمنيذىنا علىى من "ويدعوني لقراءتيا!!!!، فاآلية تقوؿ في أوليا: لك كتب ل ذى أج

ر ا ق تل ائيل بن إس ر ض فكأن أنو من ق تل ن ف سا بغي ن ف س أو فساد ف ال يعا يا الناس ج ا أح ياىا فكأن يعا ومن أح ا شرع بني ذفي ،"الناس ج

ا عارض شرعنا ففي شرعنا عمى األرجح أف دماء ذإسرائيؿ وليس شرعا لنا إلناس ليست متساوية، اإلنسانية ليست متساوية، فالمؤمف ليس كالكافر وال ا

ا رأي الجماىير خبلفا ألبي حنيفة ومف شايعو مف ذي قتؿ مسمـ بكافر، وىا نرد عميو ونقوؿ: "استيقظ" أو كما يقوؿ ذفقياء الكوفة وغير فقياء الكوفة. ى

". "كؿ عاـ وأنت بخير وبارؾ اهلل ا ال يعمـ ذفيؾ". مثؿ ىالعامة: "صح النـوا القوؿ بدعوييف بؿ بتقريريف خطيريف لمغاية. التقرير ذأنو ال يعمـ أنو تورط بي

األوؿ: أف دينو ليس ىو األعظـ أخبلقية، بالنسبة لو ليست لديو مشكمة في

Page 33: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

32

"ديني ليس أكثر أخبلقية!!! بؿ ديف لؾ، فبل مشكمة لديو أف يقوؿ ذاإلقرار ب"شرع ألنو في عرفو أف القاعدة تقوؿ أف " !!أخبلقية بني إسرائيؿ ىو األكثره القواعد ذيف وضعوا ىذا الفقياء الذلـ يتنبو ىو وك مف قبمنا ليس شرعا لنا".

لك من " اتذا المورد بالذأنو في مثؿ ى ل ذى أف اآلية جاءت في ..." أج إلى سياؽ قصة قابيؿ وىابيؿ مأساة البشرية األولى، فالقرآف ىنا يدعوؾ

وقد قالو –ا استطعت ذاالنفتاح األخبلقي حتى المديات األبعد ويقوؿ لؾ إه الشريعة أيضا ذأف تحقؽ اكتساحا وتفوقا أخبلقيا عمى ى -بالفعؿ تفصيبل

لؾ دعاؾ القرآف إلى أف تعفو وتغفر وتصفح حتى ذا، ولذفافعؿ فأنا أريد ىا يتجاوز نفس ذأحبو، في يذا الذعمف قتمؾ بؿ مف قتمؾ عمدا، وأخبرؾ أف ى

ا العوؽ العصبي لـ ذا الشخص كاره المجاز المصاب بيذبنفس وعيف بعيف. ىكأنو يقوؿ بالفـ المآلف ا شرع ال يمزمني!!"،ذ"ىا بؿ يقوؿ بتفاخر: ذيفيـ ى

، "وديني ىو !!""ديني ليس أكثر أخبلقية، وال يضيرنيوالضرس القاطع: ة أف الحؽ يمكف أف يتعارض مع وكأنو يقوؿ بعبارة ثاني الحؽ!!!"،يقبؿ الحؽ والبلأخبلقية متجاوريف بؿ متعايشيف!!، و عقموأف !!!،األخبلقية

"دينكـ !!. يعطي شيكا عمى بياض لآلخريف. يقوؿ ليـ: ه كوارث حقيقيةذىمرحبا بالجيؿ وبالعار باسـ الديف وباسـ ".!!أكثر تقدما مني وأكثر إنسانية

ا وأستغفر اهلل ذي نعيشو؟، أقوؿ قولي ىذا الذفقو. ما ىأصوؿ الفقو وباسـ ال لي ولكـ.

Page 34: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

33

الخطبة الثانية:الحمد هلل.. الحمد هلل الذي يقبؿ التوبة عف عباده ويعفو عف السيئات،

ويعمـ ما تفعموف، ويستجيب الذيف آمنوا وعمموا الصالحات ويزيدىـ مف فضمو أف ال إلو إال اهلل وحده ال شريؾ لو، وأشيد والكافروف ليـ عذاب شديد، وأشيد

وأصحابو وسمـ عميو وعمى آلو تعالى أف محمدا عبده ورسولو، صمى اهلل .تسميما كثيرا

أما بعد.. ليس طبيعيا وليس عاديا وليس مفيوما أف تشيع أيضا تمؾ -ؼبؿ ربما بمئات األلو –الكتب والكتيبات والكاسيتات والمحاضرات باأللوؼ

ا شيء ال يكاد ذى فور الدنيا.د أشراط الساعة وقرب انتياء العالـ وحوؿ ي صدؽ. ادخؿ عمى موقع اليوتيوب واكتب "نياية الدنيا" أو "نياية العالـ"

ه النوعية مف ذوستجد أف مئات ألوؼ المتابعيف يشاىدوف ويتابعوف مثؿ ىا؟، ذا في ىذ: "ماالفيديوىات. يرونيا أشياء جميمة. قد يتعجب أحدىـ ويقوؿ

ا ديف يمشي عمى رأسو، فحتى القتؿ والقتاؿ ديف ولكف ذا مف ديننا"، بؿ ىذفيي يحدث ىو تشويو لمديف. ذالا ذىناؾ أولويات وبنية وتركيب معيف لمديف، في

طاؿ "تخيموا رجبل مرة: نيتشوالشيء الصغير تجعمو عظيما جدا مثمما قاؿ ساقاه حتى غدت عشرة سنتيمترات، فكيؼ حتى غدا متريف مثبل وقصرتأنفو

ا مسخ لمديف، ذىأنتـ تتدينوف بديف ممسوخ، ،"ا المسخ؟!ذسيكوف شكؿ ى

Page 35: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

34

فالحديث عف الساعة والقيامة يكوف فقط كالحديث عف الموت لبلستعداد، كي في حياتؾ ولكف اعمؿ ألنؾ تكوف مستعدا. صحيح أف الساعة ربما لف تقـو

ا المعنى في أحد األحاديث، ذشار النبي إلى ىإف مت قامت قيامتؾ كما أف فالقيامة قريبة بؿ ىي أقرب مف شراؾ ذفاإلنساف حيف يموت تقـو قيامتو. إول ت ن ظر "ف اعمؿ ذلؾ بقرب الموت. إذو نعمؾ، فيي قريبة كالموت تماما،

ا المقاـ، ذبؿ إف الصادؽ المصدوؽ لو كممة في ى ".ن ف س ما قدمت لغد

ا أو المسيح أو ذبو كممة عف -وىنا أتحدى أف تأتوا مف كؿ تراث البشرية ه ذبمثؿ ى -أو أي أحد تريدوف كونفشيوس أو موسى أو أرسطو أو أفبلطوف

يقوؿ الكممة مفعمية بالحياة والعمراف والتمديف واإلبداع واإلنجاز والعطاء. فرخ نبات ي زرع – قامت الساعة وبيد أحدكـ فسيمة إف" صمى اهلل عميو وسمـ:

يا اهلل يا رسوؿ ".فإف استطاع أف ال يقـو حتى يغرسيا فميفعؿ -في األرضه وأنت تقوؿ أف الساعة تقـو وقتيا؟! فربما كانت النجـو ذاهلل!!!، فممف ى

تنكدر أو العالـ يضطرب ويمور، وفي يدي فسيمة ويمكف أف أغرسيا قبؿ أف ف فيؿ النبي يريد أف ذ: "اغرسيا". إينيار كؿ شيء!!!، ىنا يأتي األمر النبوي

ه النفس أف تعمر ذتعمر األرض أـ تعمر النفس؟، بؿ النفس، فالنبي يريد ىات بيجة. ذوأف تخضر وأف تورؽ، يريدىا أف تصبح جنائف وارفة فينانة

ال فاألرض تقـو قيامتيا بعد دقيقة، والنبي يعرؼ ىفاليدؼ ىي النف ا ذس وا ويأمر "فميغرسيا".

Page 36: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

35

أنو ال يعد مبررا -ا شيء ميـ وتحميؿ في العمؽ اآلفذوى-لكـ أقوؿ فبعض الناس –أف مف أحب لنفسو الموت وال مسوغا بأي وجو مف الوجوه

، ونحف لـ نحفظ مف تاريخ الجياد اإلسبلمي كمو مثمما حفظنا -يحب الموت"فمنبعثف إليكـ، فمنأتينكـ بقـو يحرصوف عمى الموت حرصكـ تمؾ العبارة:

ا منطؽ حرب وجيد أف يقاؿ في الحرب، ولكف إياؾ أف ذ، وىى الحياة"عملؾ أف ذه الحالة، ذا المسجد في ىذتقولو في السبلـ، إياؾ أف تقولو مثبل في ى

لمشخص المدمر النيكروفيمي العدمي كاره الحرص عمى الموت ال يكوف إال خبلص ا كانت لديو شجاعة و ذ، لكف الناس تفيـ خطأ أف الشخص إالحياة ا

ا يقدـ مبررا لبلستخفاؼ ذفي طمب الموت حتى بنحر نفسو وبتفجير نفسو فيا قتؿ جر معو في الطريؽ مائة أو مائتيف وربما ألفا ذبحيوات اآلخريف، فإ

وألفيف. يدمر بمدا كاممة ويصير مجاىد عظيـ!!، وستجد مف يدافع عنو ويقوؿ بنفسو"، وأنا أقوؿ بؿ قطع أنو ضحا -قطع اهلل لسانؾ–لؾ: "يكفيو يا أخي

ا عدو الحياة، ذاهلل أمثالؾ وأمثالو فمثمكـ جديروف بالقطع وليس لساني ألف ىكاره لمحياة. يحتاج إلى تحميؿ ودراسة لنفسيتو وعقميتو. ليس لنا دخؿ بو. لديو

كاف مف المفترض أف تكوف الخطبة اليـو ىي نوع مف التحميؿ –مشكمة ا في الخطبة القادمة إف ذ، ولكف نعد بييفيكروفيميالنالنفسي لشخصيات ىؤالء

ى عمييا في ذا حمو أف نبحث في مشكمتو ببحث الثقافة التي تغذ. ى-شاء اهلله ىي ذا شخصية متداعية، فميست ىذالبيت في المدرسة في المسجد، في

Page 37: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

36

ا ىو الحي محب ذا ىو المؤمف. ليس ىذالشخصية المحمدية القرآنية، ليس ىت ع مركم من أن شأكم ىو "لعمراف. يقوؿ تعالى: الحياة ومحب ا ر ض واس ال

"طالما أنو يحب ا ابف النص اإلسبلمي "فميغرسيا". يقولوف: ذليس ى ".فيها

وتدميره لآلخريف، ونحف -قتمو–ا يبرر لو إماتتو ذمثؿ ى ".!!الموت فبل مشكمة ا جيدا.ذفافيموا ى ا ال يبرر لو بأي حاؿ مف األحواؿ،ذنرد بأف ى

ا شيوع ذوأمثاليا أمر غير طبيعي، وك فشيوع ثقافة القبر والموتف ذإ ثقافة عبلمات الساعة وأشراطيا وكيؼ ستقـو الدنيا، وطباعة مجمدات، وبث

ا نريد ذا عار. ماذحمقات متمفزة قد تصؿ إلى خمسيف أو ستيف حمقة، كؿ ىلساعة أريد ستة آالؼ حمقة عف ا؟، بدال مف ستيف حمقة عف عبلمات اذمف ى

ه األمة اإلسبلمية ذإعادة بناء الثقافة والمعرفة والحضارة، وكيؼ تستعيد ىمكانتيا بيف األمـ، ولف أتطاوؿ ألف أقوؿ ولتتصدر الركب فبل زلنا بعيدوف جدا عمى أف نتصدر، لكف عمى األقؿ لنستعيد مكانتنا وتكوف لنا مكانة.

العبلمة المصري الكبير المعروؼ لمجميع الباز فاروؽكعندما أسمع رجبل وىـ ثمانمائة مميوف بشر عمى - يحزنني أنو مف العالـ العربي كمويقوؿ أنو

عموـ تقريبا ال يوجد واحد أو اثنيف يقدموف دكتوراه في عموـ الفضاء. -األقؿا؟!!، لدينا مائة ألؼ شيخ يحثوف عمى العنؼ والقتؿ والدمار ذفضاء ما

، ويقولوف أف تمؾ عبلمة الصحوة!!، عف أي كرىوىـبحوىـ واذف اويقولو

Page 38: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

37

باهلل. ال أحد يطمب معرفة وال ييتـ ذه غفوة الموت والعياذصحوة نتحدث؟ ىه منكورة ذأف خطبة مثؿ ى -اذوأنتـ ربما تعمموف ى-بالمعرفة. أنا أقوؿ لكـ

ه ذى ه ليست خطبة بؿذسيقولوف ى مرفوضة في كؿ منابر العالـ اإلسبلمي.كر المبلحدة ذمحاضرة، خمطت فييا الفمسفة بعمـ النفس بالتاريخ، وأتت عمى

ا ىو الديف في ذا الديف؟، بؿ ىذا؟ ليس ىذ. سيقولوف ما ىوالكفار وغيرىـ–ي يفيمونو ذعمقو. يريدوف ديف ترديدي "قاؿ اهلل وقاؿ الرسوؿ"، وبالمعنى ال

"فأما مف اليند فيقوؿ: البازفاروؽ . يكمؿ -معنى التكاره والبغضاء والتناحر ا التخصص"،ذوأما مف الصيف فحدث وال حرج فكؿ عاـ يسجؿ مئات في ى

فأكثر شعب يبعث أبناءه لمتسجيؿ في الدكتوراه في تخصص عمـو الفضاء كر الرقـ وقاؿ أف عددىـ يصؿ إلى ذ -كرذعمى ما أ–ىي اليند، مف سنوات

فقير جدا لكف ىناؾ ديمقراطية سنويا، رغـ أف الشعب اليندي ىو شعب 088رادة نيوض وحياة وبناء. توجد عظمة ديمقراطية وتنوع في شغؿ حقيقية وا المناصب القيادية في الدولة بيف أبناء الديانات المختمفة ما بيف مسمميف

ف في ذوسيخ وىندوس!!!، بينما نحف نقوؿ أننا أمة واحدة وال نستحي أف نؤ الزيدي السني كما فذف كما يؤ ذابح. الشيعي يؤ ذاليـو والميمة خمس مرات ونت

ا عار عمينا ذابح ونتكاره والكؿ يؤلب عمى الكؿ. تبا لنا، ىذكما اإلباضي ونته ذه الوحدة؟ أفيموني أيف ىي؟ بينما ىذندعي أننا أمة واحدة!!!!. أيف ى ذإ

شعوب تتعايش فييا كؿ األدياف وكؿ الطوائؼ ويتقاسموف ويتشاركوف الحكـ

Page 39: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

38

ينبغي أف نتوؽ إلييا. ينبغي أف ه عظمة نحتاج إلييا. ذأعمى مستوياتو. ىفي عمميا.ن

ه الخطبة إف شاء اهلل ليا تتمة. ذلؤلسؼ أدركنا الوقت، وكما وعدتكـ في فكروا معي في األسبوع المقبؿ في سمات الشخصية كارىة الحياة محبة

ف نطبؽ فيؿ فعبل لدينا لؾ نحاوؿ أذالموت. فكروا فييا وادرسوىا عمميا، وبعد في العقود األخيرة ثقافة كارىة لمحياة محبة لمموت، وبالتالي ىي ثقافة تدميرية ونحرية وانتحارية؟ أو ليس لدينا تمؾ الثقافة، ونأمؿ أال تكوف لدينا. سوؼ

نرى.

عممنا ما ينفعنا، وانفعنا الميـ إنا نسألؾ اليدى والتقى والعفاؼ والغنى. اىدنا فيمف ىديت، وعافنا فيمف عافيت وتولنا الميـ .زدنا عمما بما عممتنا، و لممسمميف و اغفر لنا ولوالدينا، وبارؾ الميـ لنا فيما أعطيت. فيمف توليت،يا أرحـ الراحميف. رحمتؾباألحياء منيـ واألموات، ولمف حضروالمسممات،

العدؿ واإلحساف عباد اهلل.. إف اهلل يأمر ب وقنا الفتف ما ظير منيا وما بطف.يتاء ذي القربى، وينيى عف الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكـ لعمكـ تذكروف. وا فستذكروف ما أقوؿ لكـ، وأفوض أمري إلى اهلل إف اهلل بصير بالعباد، وأقـ

الصبلة.

Page 40: كارهو الحياة ج1- د.عدنان إبراهيم

39