rissing above clouds

26

Upload: abdulhadi-aloufi

Post on 19-Jul-2015

2.876 views

Category:

Documents


3 download

TRANSCRIPT

و زوجتهحكيمكان يا ما كان في زمن ليس بعيد أرنبا يدعى يعيشان في كوخ رائع في سعادة تامة معحكيمة الجميلة

سامح و سماحطفليهما

كان السيد حكيم يحب منزله مرتبا ويديره باحترام و كفاءة” لكل شيء مكان ،وكل شيء في،دوما كان يقول لطفليه

ذات يوم بينما كان يقرأ ناعما بالهدوء حيث أنهمكانه ”كان مولعًا بهذا الشعور الحميم الذي يعم منزله حيث يكون

كل شيء على ما يرام

داخل الغرفة محدثين صخبًاسامح و سماحفجأة دخل ضاربين بعضهم البعض بالرجل ،يصرخان ، ويضرب

بعضهم البعض

كل لم: ، فرد سامح لقد ضربني يا أبي: صرخت سماح .لقد انسكبت عليِك الحلوى وكنت أمسحها فقط . أفعل

لم: ولكنك كنت تمسح بعنف ،صرخ سامح: ردت سماح أفعل

و بسبب حركة الطفلين ارتبك السيد حكيم و سقط فنجانالشاي و تناثر الكيك قطعا على الرض

و لنحاول جمعو الن اسمعا يا أولد ،فلنجلس : قال السيد حكيم .شتات أنفسنا

هل نحن بطاقات !نجمع أنفسنا : تذمر سامح و زفر بغضب قائل ملقاة على الرض أم ماذا؟

وبدأ في جمع شتات نفسه ،حيث !هذا يكفي : رد الب بنبرة حازمة .جلس على الرض و أخذ يجمع فتات الكعك المتناثر

بعدما نظف الرض السيد حكيم و تناول طبقه قال بهدوء. فعندي لكما سؤال ، فلتجلسا بجانبي ،تعاليا هنا:

نظر الطفلن لبيهما بحذر

و جلسا بجانب مقعده المنتفخ

:سألهما السيد حكيم وقد ارتسمت ابتسامة هادئة على وجهه كيف سيكون الحال إن سامحتما بعضكما ؟

!مستحيل أنا أسامحها ؟: وقفت أذنا سامح وقال معترضا

ولكني لم أطلب منك أن تسامحها ،إنما طلبت: رد عليه الب كيف يكون الحال إن سامح كل منكم الخر منك أن تخبرني

؟

كما لو كنت آكل شطيرة سجق وسيكون الحال : قال سامح .عليها صلصة حارة وبصل في خبز جاف سيء الطعم

أهو كذلك ؟ حسنا ، سيكونأحقًا ؟: انطلقت سماح وصاحت أشبه بسقوطي في بركة من الطين و النزلق علىالمر

ضفدع لزج قذر

استرخى السيد حكيم في مقعده و أمسك بفنجان الشاي ثم و كان يشقأتذكران عندما ذهبنا إلى المطار: قال

قد بدا حينها أن اليوم كلهالسماء رعد و برق عنيفان ؟ !ينذر بعاصفة هوجاء

والقلع بعيدا حتىالصفح والمسامحة أشبه بالصعود على متن طائرة فوق كتل السحابوتجد نفسك تثب برقةتعلو فوق السحاب العاصف ،

القطنية ومن أمامك تمتد السماء الزرقاء الصافية و يسطع ضوء ،فعندما تسامحفلتفكرا في الصفح بهذه الطريقة. الشمس طوال اليوم

، تمامًا كما تعلو الطائرةنسمو فوق الصياح والنفعال و نعلوالخرين ستشعران بقلبيكما يزدادان سكينة و تفاؤًل.فوق السحاب العاصف

عالمهما خرجتا لتوهما من أشبه بفراشتينالصفح والمسامحة داخل الشرنقة ليتشاركا معا زهرة من الزهورالمظلم

إلى تلك اللوان من داخل شرنقتهما التغير المذهلأتعلمان كيف حدث هذا لهما البراقة المتللئة ؟

،فعندما تسامح الخرين ،تتغير أفكارك تجاهالمسامحة تشبه هذا التغير فأنت الن ترى الجانب البراق بداخلهالشخص الذي ألحق بك أذى ،

لم يكن سامح واثقًا من هذا ، ففي هذه اللحظة كان ل يزال فراشة جميلة ذات بريق و ليست مثل شرنقة قاتمة كئيبة

أشبه بدبة قوية أمسكت صغيرهاالصفح والمسامحة : أكمل السيد حكيم بهدوء فأوضحت له خطأه ، ولكنها استمرتو يده في علبة الكعك قبل العشاء ،

.ُتظهر له حبها و تضمه إلى حضنها الكبير الدافئ

تساعدنا على الستمرار في حبفلتفكرا بالمسامحة بهذه الطريقة ،فالمسامحة.الخرين بالرغم من عدم رضائنا مما فعلوه

أشبه بقط رقيق يدعو كلبا لمشاركته في تلكالصفح والمسامحة ،وبسماحة نفس يلبي الكلب دعوته بعدالبقعة الدافئة بجانب المدفأة

فعندما تسامحان بعضكما بعضايوم من النباح والشجار المحتدم ، ،رغم أن الخر لم يفعل ما يجعلهتظهران طيبة و أخلقا كريمة

عندما يسامح كل منكما الخر تعيشان معا حياة. جديرًا بذلك ..سالمة هنيئة

الصفح والمسامحة أشبه بحيوان الشيهم الشائك و حيوان الخلد العاري منالفرو إل قيليل يتشاركان جحر صغير في الشتاء القارص ،فالخلد يخطومتمهل متجنبا أشواك الشيهم الحادة ،والشيهم أيضا يتحرك ليعطي الخلد

،والمسامحةفكل منهما يحاول ابداء احترامه للخرمساحة أكبر للحركة ،قد ليعجبك دائما مايحدث ،ومع ذلك تبذل ما في وسعك..مثل ذلك تماما

.. محاول أن تبدي احترامك للطرف الخر

،و يا لها من سمكةالصفح و المسامحة أشبه بموقف سمكة الجابيمتذمرة مثيرة للمشاكل ،فقد فقدت السمكة كامل نقودها الذي

إل أن سمكةستتناول فيه طعام الغداء وهي في مدرسة للسماك ،الجروبر عثرت على هذه النقود ،وبالرغم من ان الجابي تشاجرت

إل أنها سبحت إليها مسرعة لتعطيها النقود مع الجروبر بالمسدون أن تسألها هي ذلك

شعرت الجابي بالمتنان العميق إزاء هذا الخلق الكريم ، و.شعر الجروبر بسعادة لنه أعطى الجابي نقودها

تذيب تعلمك أن تكون بالغ الكرم في العطاء فهي فالمسامحة. قلب من صفح و ترقق قلب من تلقى الصفح

الصفح و المسامحة أشبه بهذا ، فقد اندلع لتوه شجار بينك و بين ،فترى العالم من حولك يملؤه غمام السحاب و كآبتهصديقك ،

فتخرج إلى المروج الواسعة حيث الزهور البرية ،وترى الشمسوهاهو صديقك وعلى وجهه قد ارتسمت أكبربوجهها المشرق ،

ابتسامة تعرفها له

و يحييك ويدعوك لتذهب إليه ،تستلقيان معًا على المروج و تنظرانإلى كتل السحاب القطني و تتحدثان عن ذلك الوقت الذي استقللتما

تصيبكما عن الخر ،قد فعندما يصفح كل منكمافيه الطائرة معًا ، و أريجيها قد انطلقتتشعران بمروج الصيف عندما الدهشة

تمل جنبات قلبيكمامتفتحة

و لكن( الصفح والمسامحة أشبه بـ ) أراد السيد حكيم أن يواصل سامحًا و سماح كانا قد توقفا عن السماع له ، نظر كل منهما للخر

،و رقصت عيناهما ،وتلطفت ابتسامتهما ، فقد أدركا معنى أن:قال سامح ممسكا بيد أخته سماح .يعيشا معًا حياًة سالمة هنيئًة

..هيا يا فراشتي ،فلنذهب و نلعب في الخارج

؟ فهو ليحب أنأل تريدان أن تسمعا المزيد: فسألهما السيد حكيم يقطع درسا دون أن يشعر أنه ق انتهى منه تمامًا

لكن هل يمكننا أن نسمعشكرًا لك يا أبي : إل أن سامحًا شكره و قال . فالمروج تنتظرناالمزيد فيما بعد ؟

كان لهذا وقع حسن في نفس السيد حكيم ،فأمضى قليل من الوقتلينظف ما بقي من فتات الكعك ،قبل أن يذهب للسيدة حكيمة

فطالما أحب أن يترك هذه الغرفة ترفرف عليها السكينة و السلم،،و الهم من ذلك أن السيد حكيم و السيدة حكيمة عرفا كيف

.يعيشان حياة هانئة كلها سلم

إعداد

أكثر وحياةمدونة www.abohassan.net