اهثحابمو ةفسلفلا ذاتسأ - gcg-ssc.com fileيوازعلا للها دبع...

عجـــــم معقــــــل الاســي السيكــيمري اعاصــــر ات حرب العراق مصطلحاالثب الثلكتا ا الدكتور الـــــراويلستــار عبد افلسفة ومباحثهاذ ال أستا

Upload: others

Post on 03-Sep-2019

114 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

  • معجـــــم العقـــــــل السياســي ــي األمريكاملعاصـــــر

    مصطلحات حرب العراق

    الكتاب الثالث

    الدكتور عبد الستــار الـــــراوي

    أستاذ الفلسفة ومباحثها

  • مركز العرص للدراسات االسرتاتيجية واملستقبلية ـ لندن

    www.alasersfs.com :املوقع اإللكرتوين

    gmail.com@Email: alaser1427

    املجموعة االستشارية العاملية

    66 شارع خاتم املرسلني ـ الهرم ـ الجيزة

    هاتف: 35637649 )02( - فاكس: 35637649 )02(

    جوال: 01223305552 ـ 01001520096

    Email: [email protected]

    www.GCG-CO.net :املوقع اإللكرتوين

    دار الدراسات العلمية للنرش والتوزيع

    اململكة العربية السعودية - مكة املكرمة - بطحاء قريش

    ص.ب: 14700 - الرمز الربيدي: 21955

    هاتف: 5355566-2-966+ - فاكس: 966-2-5355577+

    gmail.com@Email: alaser1427

    www.gcg-ssc.com : املوقع الكرتوين

    رقم اإليداع:

    : I.S.B.N الرتقيم الدويل

    حقوق الطبع محفوظة

  • جنالء عبد اهلل العزاوي

    زينب الــــــــــراوي

    عز الدين عبد الستار

    إهـــــــــــــــداءلرفاق الرحلة الطويلة

  • هذا املعجم

  • )1(

    ــة ــدة األمريكي ــات المتح ــت الوالي ــرين ، احتل ــادي والعش ــرن الح ــة الق ــي فاتح فالعــراق بســرعة قياســية ، ولكــن ســرعان مــا غرقــت الواليــات المتحــدة فــي مســتنقع الحــرب ضــد مجهــول، فتســاقط الجنــد الغــزاة فــي غائلــة المــوت أو الذوا بالفــرار، ببســاطة ســقطت أســطورة االنتصــار الســحري فــي بحــر متالطــم مــن المجهــول أو ــة، ــة العراقي ــل المقاوم ــدي فصائ ــى أي ــة، عل ــن الهزيم ــعبي وأذن زم ــزون الش المخــام 2011, ــر ع ــي أواخ ــرة ف ــوات المندح ــحاب الق ــل بانس ــا يعج ــرار أوبام ــاء ق فجليكــون ســفر الخــروج األخيــر مــن أرض المــوت ، فــي وقــت يجــري فيــه البنتاغــون مباحثــات ســرية مــع حركــة طالبــان لمغــادرة الجيــش األمريكــي أفغانســتان فــي العــام

    2014 للفــرار مــن الجحيــم .

    وفــي خطــاب الهزيمــة واالنســحاب دعــا الرئيــس أوبامــا بــالده أخــذ العبــرة مــن ــكرية ــتراتيجية العس ــرح االس ــًا لط ــكلت أساس ــي ش ــرة الت ــي العب ــراق وه ــرب الع حــار، ــة واالنكس ــة بالخيب ــرب المثقل ــن الح ــئة ع ــدروس الناش ــها ال ــي نفس ــة, وه البديلــي ــل السياس ــل العق ــا فش ــط , وإنم ــكرية فق ــدة العس ــل العقي ــس فش ــت لي ــي أثبت التاألمريكــي الــذي غابــت عنــه حكمــة الواقــع وحقائــق األوطــان . مثلمــا غابــت عــن بصيرتــه داللــة انتصــار اإلرادة الوطنيــة علــى إمبراطوريــة القــوة األولــى فــي العالــم ، ــة، ــة الفلوج ــي مدين ــنطن ف ــة واش ــات خيب ــل مقدم ــا أن يتأم ــس أوبام ــى الرئي كان علــق ــة وهــي تش ــة المقاوم ــراءة أبجدي ــد ق ــرب األمريكــي أن يعي وكان علــى عقــل الحالــدرب مــا بيــن شــهيد وشــهيد، امــرأة ورجــل ، عــروس وفتاهــا ، شــيخ وحفيــد كانــوا معــا صفــا واحــدا ، كانــوا عقــال إراديــا حــرا ، المدينــة ذات اإلرادة الخالقــة ، ســجلت فوزهــا المؤكــد علــى اإلمبراطوريــة األمريكيــة ونالــت مــن هيبتهــا، لكــن أوبامــا كمــا

    9

    هــــــــذا املعجـــــــــم

  • ســلفه بــوش ، لــم يجــرؤ علــى االعتــراف بــأن الجيــش األمريكــي خســر الحــرب فــي العــراق وهــو فــي طريقــه إلــى خســارة الحــرب فــي أفغانســتان؛ ألن قادتــه السياســيين والعســكريين لــم يتعلمــوا مــن تجــارب الحــرب بــأن اإلرادة الواعيــة قــد تتفــوق علــى ــوري ــش اإلمبراط ــام الجي ــات أم ــعبية الثب ــة الش ــع المقاوم ــوة وإن بوس ــة الق غطرســى ــا إل ــينتهي قطع ــزا س ــا وتجهي ــوة حجم ــن الق ــغ م ــا بل ــي مهم ــش النظام , فالجيــن ــح بي ــل تصب ــة, ب ــن جيــوش نظامي ــة بي ــم تعــد تقليدي ــا ل الهزيمــة ، ألن الحــرب هن

    جيــش مكشــوف وقــوة خفيــة ال يعــرف متــى تتحــرك وأيــن ســتضربه.

    )2(

    والواليــات المتحــدة التــي تحشــد لغزواتهــا اإلمبرياليــة ؛ الجيــوش واإلمكانيــات التقنيــة والبشــرية ، فإنهــا فــي الوقــت عينــه تعــد وتجهــز وتســوق لـ)حــرب األفــكار( ــة ، ــد المتابع ــاث، ومراص ــد األبح ــر ومعاه ــز التفكي ــرات مراك ــود عش ــس جه بتكريووراء كل مواجهــة ميدانيــة، أو منازلــة عســكرية، صغــرت أم كبــرت، يشــتد الصــراع بيــن فكــرة وفكــرة، وبيــن عقيــدة وأخــرى، تنتهــي إلــى تنــازع بيــن قناعــات وقناعــات وبيــن مناهــج ومناهــج؛ إذ ال يمكن أن تتحــرك اإلرادات علــى أرض الواقــع دون دوافع فــي العقــول والقلــوب والضمائــر. مــن هنــا كانــت حــرب المفاهيــم والمصطلحات أو حــرب األفــكار إحــدى أبــرز أدوات العقــل السياســي األمريكــي لتشــكيل المفاهيــم.

    ــة لوجــود العالــم ؛ حســب مارتــن هيدغــر ؛ فــإن وإذا كانــت اللغــة تشــكل معادلــاًل ــيًما علي ــت نس ــة ليس ــأن الكلم ــة” ب ــورة اللغ ــى خط ــل عل ــارتر يدل ــول س ــان ب جــه، هــي ــا ، وإنمــا هــي أداة اإلرســال واالســتقبال و التوجي ــا وعقولن يداعــب مخيالتن

    ــه!. ــر أو تجهــز علي ــد تحمــي الخي ــادق محشــوة ق بن

    إن قضيــة المصطلحــات ؛ تبــرز فــي كل صــراع وتحتــل أهميــة خاصــة فــي الفقــه

    10

    معجم العقل السياسي األمريكي ـ اجلزء الثالث

  • السياســي المعاصــر وأصبحــت فــي زمــن اإلعــالم الرقمــي ســالحا ماضيــا يشــق فضاء الكوكــب كلــه ،.. إنهــا حــرب أخــرى تواصــل الواليــات المتحــدة وحلفاؤهــا شــنها ــدة ، وهــي آخــر صياغــات العقــل ــة الرأســمالية الجدي علــى العالــم لصالــح الليبراليــي ــن العرب ــار الوط ــي أقط ــا ف ــروج له ــة .. وي ــة الثالث ــي األلفي ــي ف ــي األمريك السياســى( ــد األدن ــة )الح ــاب نظري ــدد(. أصح ــن الج ــار )الليبراليي ــالمي، تي ــا اإلس وعالمنوقبــول األمــر األمريكــي الواقــع، القائــم علــى مهادنــة األعــداء، والتطبيــع مــع الكيــان ــان؛ ــالل األوط ــر واحت ــي لتدمي ــوش األجنب ــتقواء بجي ــب، واالس ــي المغتص الصهيونعــن طريــق تزييــف المفاهيــم وتزويــر الحقائــق، عبــر شــعارات اإلصــالح والتعدديــة والديمقراطيــة والتبــادل الســلمي للســلطة ، إلنتــاج وعــي مغايــر يدعــو إلــى تفكيــك وحــدة الــدول وتجزئــة المجتمعــات، بذرائــع الحقــوق الدينيــة والعرقيــة ، هــذه هــي ــى ــرى عل ــة الكب ــا الدموي ــذ حملته ــي ، من ــن العرب ــار الوط ــى أقط ــكا إل ــالة أمري رســا ــر عدوانيته ــاض ، ولتبري ــاب الفضف ــص اإلره ــت قمي ــراق ، تح ــتان والع أفغانسالفاشــية؛ لجــأ العقــل السياســي إلــى اســتحداث وتســويق سلســلة مــن مصطلحــات العنــف القاهــر؛ اإلرهــاب األخضــر ، اإلســالم المحــارب، التطــرف العربــي، إلقامــة ــودان ، ــي الس ــراق وف ــي الع ــدث ف ــا ح ــزاب ، وم ــات األح ــف وفيدرالي دول الطوائيحــدث أيضــا فــي اليمــن وليبيــا ومــا يجــري ترتيبــه فــي بقيــة دولنــا العربيــة برهــان

    ــآكل الجغرافــي، والتفتيــت الســكاني. صريــح علــى مشــروع الت

    فالرئيــس األمريكــي جــورج بــوش بإعالنــه »الحــرب الكونيــة علــى اإلرهــاب« بدا أنــه فعــل ذلــك تحت تأثيــر الصدمة التــي أحدثتهــا تفجيــرات 11 ســبتمبر. إال أنه مضى ــدة ــة رافعــا إياهــا إلــى مســتوى »العقي مــن خطــاب إلــى خطــاب يكــرر هــذه المقولالجديــدة« للسياســة الخارجيــة والعســكرية األمريكيــة حتــى وصــل بــه األمر فــي بداية واليتــه الثانيــة، إلــى حد وضــع هدف »ســام« لمهمة أمريــكا في العالــم: إنهــاء الطغيان.

    11

    هــــــــذا املعجـــــــــم

  • فيمــا لــم يتجــاوب كثيــرون، مــع هــذا المفهــوم الجديــد الــذي أكــد عليــه جــورج ــوذ ــط النف ــيع خرائ ــعار لتوس ــرد ش ــروه مج ــون« اعتب ــون األمريكي ــوش، فـ»الوطني باألمريكــي وترســيخ المصالــح االســتراتيجية. وحدهــم »المحافظــون الجــدد« اعتنقــوا الفكــرة وروجــوا لهــا ووضعــوا كتبــا فــي شــرحها، واشــتقوا مصطلحــات موازيــة لهــا

    قــد يكــون أهمهــا الحــرب العالميــة الرابعــة.

    ــى ــفيلد إل ــد رامس ــراف رونال ــت إش ــون وتح ــادر البنتاغ ــة ب ــة تالي ــي مرحل وفــراح ــى اقت ــت إل ــان وخلص ــاب لالمتح ــى اإلره ــرب عل ــح »الح ــض مصطل تعريــد ــد تعم ــف«. ولق ــرف العني ــد التط ــامل ض ــراع الش ــر: »الص ــح آخ ــتخدام مصطل اسرامســفيلد نفســه التركيــز علــى المصطلــح الجديــد ، كمــا فعــل الشــيء نفســه مستشــار األمــن القومــي ســتيفن هادلــي واســتندت هــذه االنعطافــة إلــى عــدد مــن الدراســات ــا والتحقيقــات التــي أنجزتهــا لجــان مســتقلة فــي الكونغــرس وخلصــت كلهــا تقريب

    ــدة. ــرة معق ــدة لظاه ــة معق ــراح مقارب ــى اقت إل

    ــراق، ــي الع ــا ف ــتان وهزيمته ــي أفغانس ــع ف ــدة الذري ــات المتح ــل الوالي ــد فش بعــو ــة ، وه ــكات الحرك ــة ، وتكتي ــد اللعب ــر قواع ــا تغيي ــاراك أوبام ــس ب ــاول الرئي حالــدرس المريــر الــذي أعقــب التجربــة العدوانيــة علــى كابــل وبغــداد، فشــرع أوبامــا ــل ، ــل ؛ األم ــن قبي ــاظ ؛ م ــة لأللف ــد بديل ــم وقواع ــد للمفاهي ــوس جدي ــداع قام ابتــرف ــاب والتط ــن اإلره ــزوف ع ــل الع ــي مقاب ــعيد. ف ــم س ــدال عال ــراكة ، االعت الشوالفوضــى الخالقــة وتصديــر الديمقراطيــة .. كمــا حــاول العقــل السياســي األمريكــي ــر ــع بعــض صــوره ، وليظه ــا فــي صن ــي ، ليكــون طرف ــع العرب ــة الربي أن يركــب عربنفســه ثوريــا وتقدميــا ، وأنــه يشــارك الشــباب العربــي فــي المقاصــد النبيلــة الزدهــار

    ــون .. !! ــة والقان ــة الحري ــاء دول ــاة وبن الحي

    12

    معجم العقل السياسي األمريكي ـ اجلزء الثالث

  • )3(

    المنهــج : حــاول الباحــث االلتــزام بالمنهــج العلمــي النقــدي فــي العــرض ــة ، ــع الموضوعي ــكان بالوقائ ــدر اإلم ــد ق ــج، والتقي ــتخالص النتائ ــل واس والتحليــة ، والمواقــف المســبقة، مــع االحتفــاظ ــوازع الذاتي والتجــرد مــن الهــوى، ومــن النــي ــح المعان ــي توضي ــم ، وف ــد والتقوي ــي النق ــرأي ، ف ــداء ال ــق إب ــل ؛ بح ــي المقاب ف

    ــد . ــات والمقاص ــان الغاي ــي بي ــدالالت، وف ــل ال وتحلي

    نقطــة الشــروع فــي إعــداد المعجــم كانــت األدبيــات السياســية األمريكيــة ، الوثائق ــة ــات األجنبي ــف ، المدون ــب ، الصح ــات ، الكت ــات ، الدوري ــرات ، االعتراف ، المذكوالعربيــة، فيمــا تشــكل الوقائــع الميدانيــة فــي داخــل العــراق األســاس الموضوعــي ــرص ــك ح ــات ، لذل ــرات والموضوع ــواد والفق ــن الم ــر م ــاء الكثي ــم وبن ــي تصمي فــداث ، ــة اإلح ــة حرك ــر متابع ــاوي عب ــاظ والدع ــن األلف ــق م ــى التحق ــب عل الكاتــج. ومــا يفرضــه ذلــك ــات ونتائ ــه مــن معطي واســتقصاء األســباب ومــا أســفرت عنــة لالحتــالل ــع الميداني ــم االيضاحــات ، وبالمســتوى نفســه شــكلت الوقائ مــن تقدياألمريكــي وجرائــم الحــرب التــي ارتكبتهــا قــوات الغــزو الفاشــية ركنــا أساســيا فــي

    ــم والشــعارات والــرؤى( ــة مــن )األلفــاظ والمفاهي ــه النظري ــار أدبيات اختب

    )4(

    يســعى المعجــم فــي الجــزء الثالــث إلــى متابعــة األلفــاظ والمفاهيــم والمــدركات ــراق ــة بالع ــة ، المتعلق ــع الميداني ــية والوقائ ــداث السياس ــن األح ــا م ــرن به ــا يقت ، ومــة ــة نقدي ــق رؤي ــة )2003-2014( وف ــر الماضي ــدى العش ــنوات اإلح ــوال الس طتحــاول أن تحتفــظ بحــرارة الواقــع الــذي تتعامــل معــه وتصــدر منــه. وإلنجــاز ذلــك؛ ــل ــمات العق ــراز قس ــا إب ــن خالله ــد م ــة قص ــم بمقدم ــح المعج ــب أن يفتت ــر الكات آث

    13

    هــــــــذا املعجـــــــــم

  • ــة ، ــه المرجعي ــي، وبنيت ــازه المعرف ــة جه ــى ماهي ــوف عل ــي، للوق ــي األمريك السياسومــا أحدثتــه براجماتيــة المنهــج الفلســفي مــن أثــر علــى العقــل السياســي األمريكــي ــي ، ــع الميدان ــى الواق ــاتها عل ــدى انعكاس ــتراتيجية وم ــه االس ــم خطط ــي تصمي فــيحانية ــة ، الماش ــوت والسياس ــة )الاله ــارف األمريكي ــث ، المع ــك ، بح ــب ذل وتطلــي ، ــخ األمريك ــن التاري ــة، قواني ــة األمريكي ــخ ، الجدلي ــة التاري ــة ، نهاي ، النيوليبراليالســوبرمان األمريكــي، الخــروج مــن التاريــخ ، مفهــوم الحريــة ، مــا بعــد الحداثــة ، اليوتوبيــا األمريكيــة ، النيــو مســيحية ، الكوليانيــة الجديــدة ، جماعــات الضغــط. الــخ

    )5(

    ــي ــة حوال ــة والعربي ــات األجنبي ــادر واألدبي ــن المص ــي م ــدد اإلجمال ــغ الع بل)320( مرجعــا مــا بيــن كتــاب ومقــال ودراســة ، وقــد وصــل عــدد المصــادر ــات ــا األدبي ــا ومثله ــاال وكتاب ــي )50( مق ــا حوال ــة لوحده ــة االنكليزي ــة باللغ األجنبيالمترجمــة للغــة العربيــة . أمــا عــدد الكتــب والدراســات باللغــة العربيــة فقــد تجــاوز الـــ)200( مصــدرا .. ويهمنــي أن أنــوه بأســماء الباحثيــن العــرب ، بصــرف النظــر عــن مرجعياتهــم السياســية وانتماءاتهــم اإليديولوجيــة ، فقــد أفــاد الباحــث فــي االطــالع ــل ــي تحلي ــة وف ــادة المعرفي ــاء الم ــي بن ــي عمليت ــة ، ف ــر المختلف ــات النظ ــى وجه علــاء المعجــم ــي إغن ــر ف ــة المقاومــة الســهم الواف ــة العراقي المصطلحــات، وكان للثقاف، ومــا عبــرت عنــه وأنتجتــه هــذه التجربــة الخالقــة مــن نصــوص فــي الفكــر والفــن واألدب والسياســة .. وقــد جــاء ترتيــب األســماء حســب الحــروف األبجديــة وعلــى

    ــي : النحــو التال

    ــراش ، المــؤرخ الدكتــور إبراهيــم خليــل العــالف، الدكتــور الدكتــور إبراهيــم أبــد ــي ، أحم ــالح زك ــد ص ــي، أحم ــم الدفاع ــاج هاش ــد الح ــوش، أحم ــم عل إبراهي

    14

    معجم العقل السياسي األمريكي ـ اجلزء الثالث

  • ــي، ــد الموصلل ــن، أحم ــد محس ــار، أحم ــد الجب ــد عب ــا . أحم ــد عط ــي، أحم الظرافــرزاق ــد ال ــرم عب ــي، أك ــماعيل الوائل ــيخ إس ــدري، الش ــماء الحي ــل ، أس ــامة كام أســري ــة الناص ــراف ، بثين ــر الص ــعدون، باق ــان الس ــرقي ، إيم ــل الش ــهداني ، أم المش، بــالل الحســن ، بهجــت قرنــي ، جعغــر الخابــوري ، جــالل خشــيب، جمــال ــل ــودة، جمي ــل ع ــه ، جمي ــى الفقي ــزام يحي ــل ح ــدة، جمي ــال المجاي ــلمان، جم السالنمــري، حســام فاتــح محمــد ، الشــيخ الدكتــور حــارث الضــاري، الدكتــور حســن حنفــي . حســن خليــل غريــب، الدكتــور حســني إبراهيــم الحايــك ، الدكتــور حســين كامــل بهــاء الديــن، حمــدان حمــدان ، حميــد رشــيد، حنــان يوســف، الدكتــورة حيــاة الحويــك عطيــة ، حيــدر الجــراح ، الدكتــور خالــد المعينــي ، خالــص عزمــي، خلــود الزيــادي، خليــل العنانــي، دجلــة وحيــد ، ذكــرى محمــد نــادر، رائــد الحامــد، رغــادة ــد ــوري، زينــب عب ــور كامــل ، رضــا هــالل، رعــد الجب درغــام، المهنــدس رشــاد أنــري، ــحر الياس ــش، س ــامية عاي ــي، س ــالم القم ــدي ، س ــد الزبي ــراوي، زي ــتار ال السســعد ســلوم ، ســعود عبــد العزيــز كابلــي، الدكتــور ســعيد الموســوي، الدكتــور ســفر الحوالــي، ســفيان عبــاس، ســميرة رجــب ، ســناء ثابــت، ســليمان الربعــي، الدكتــور صبــاح الــراوي، صبــاح الموســوي، صبحــي غنــدور، الدكتــور صبحــي ناظــم توفيــق ، صــالح الديــن حافــظ ، صــالح المختــار ، صــالح مهــدي الحــل ، ضحى عبــد الرحمن ــادل ــور ع ــي، الدكت ــب بيت ــور الطي ــح، الدكت ــت رمي ــور طلع ــاكر، الدكت ــالل ش ، طــر الصــراف، ــد األمي البياتــي ، عــادل الســويدي، عبــاس المعلــم، عــادل المعلــم، عبالدكتــور عبــد اإللــه الــراوي، عبــد الجبــار الكبيســي ، الدكتــور عبــد الحســين شــعبان ، الدكتــور عبــد الحكيــم بــدران، عبــد العالــم عبــد الجليــل، عبــد الخالــق فــاروق ، عبــد العظيــم منــاف، الدكتــور عبــد علــي كاظــم المعمــوري ، عبــد اللــه بــن صبــاح آل بــن ، عبــد اللــه الحســن، عبــد اللــه الموســوي، عبــد النــور خليــل ، الدكتــور عبــد

    15

    هــــــــذا املعجـــــــــم

  • ــب ، ــاب الدي ــد الوه ــيد، عب ــد رش ــاب حمي ــد الوه ــور عب ــي، الدكت ــد الجصان الواحعبــد الوهــاب القصــاب، الدكتــور عبــد الوهــاب المســيري ، عثمــان المختــار، عدنــان حســين أحمــد، عدنــان الصالحــي ،عزيــز الحــاج، عزيــزة ســبيني، عشــتار العراقيــة، الدكتــور عصــام الجلبــي ،عــالء األعظمــي، الدكتــور عــالء أبــو عامــر ، الدكتــور علــي الحســيني، علــي الزاكــي ، علــي الصــراف، علــي عبــد العــال علــي القريشــي، علــي ــي، ــران الكبيس ــور عم ــي ، الدكت ــر الكبيس ــور عم ــبلي، الدكت ــر ش ــة ، عم ــر كنان ناصــة ــيني، فاطم ــل الحس ــور فاض ــي الدكت ــل الربيع ــور فاض ــريفي، الدكت ــارس الش فــبيب، ــم ش ــوري، كاظ ــد ن ــس محم ــور قي ــاج، الدكت ــؤاد الح ــور ف ــظ، الدكت حافــان ــي. كلش ــين الحمام ــان حس ــم فنج ــاس، كاظ ــين عب ــد الحس ــم عب ــور كاظ الدكتــو ــدل أب ــاري، مج ــارث الض ــى ح ــور مثن ــني، الدكت ــازن الحس ــور م ــي، الدكت البياتصــادق، الدكتــور محســن خليــل، الدكتــور محمــد أحمــد النابلســي، محمــد جديدي، محمــد الــزواوي، محمــد ســعيد الصحــاف، محمــد عــارف، محمــد العــرب ، محمــد علــي محيــي الديــن، الدكتــور محمــد مــورو، محمــد نديــم ، محمــد نضــال الحافــظ، ــى ــري، مصطف ــى بك ــة، مصطف ــيد الطرف ــر رش ــراوي، مزه ــم ال ــدر، مري ــود حي محمكامــل، معــد فيــاض، معــروف الكرخــي، الدكتــور مليــح إبراهيــم صالــح شــكر، مهنــا الحبيــل، الدكتــور مهنــد العــزاوي، منــار الشــوربجي، منتظــر الزيــدي، ناجــح شــاهين، الدكتــور موســى الحســيني، الدكتــور موســى الموســوي، الدكتــور ناجــي الحديثــي، ــل ــور نبي ــر، الدكت ــل أمي ــور نبي ــاش، الدكت ــال حم ــنو، نب ــي س ــهابي، نانس ــي الش ناجالعتــوم، نجيــب زبيــب، نــزار آغــري، الدكتــور نــزار الســامرائي، نزيــه الشــوفي، نعيــم ــاء ــم، هيف ــام إبراهي ــم، هم ــدى جاس ــدي، ه ــي من ــم عل ــر، هاش ــه جب ــهب، هال األشــامي ــمين س ــوري، ياس ــرزاق الجب ــد ال ــاب عب ــور وه ــدي، الدكت ــد الزبي ــة، ولي زنكنــى ــور يحي ــاعر، الدكت ــي الش ــور يح ــل، الدكت ــى الجم ــور يحي ــه ، الدكت ــف الل ضي

    16

    معجم العقل السياسي األمريكي ـ اجلزء الثالث

  • ــاس. ــاوي، يمــن ســليمان عب ــى اليحي الكبيســي، يحي

    )6(

    البــد أن أشــير هنــا إلــى مــؤازرة العديــد مــن المحبيــن واألصدقــاء الذيــن تحمســوا لهــذا العمــل وشــجعوا الكاتــب للمضــي فــي مشــروعه ، وقدمــوا الكثيــر مــن األفــكار ــور ــة ؛ الدكت ــر والتحي ــص بالذك ــة ، وأخ ــة والتصحيحي ــات النقدي واآلراء والمالحظنبيــل بــن هاشــم أميــر، الشــيخ محمــد بــن مــرزوق الحارثــي، الدكتــور ناجــي صبــري ــد ــور عمــر عب ــور دحــام الفهــداوي، الدكت ــد، الدكت ــور طاهــر العمي الحديثــي، الدكتالعزيــز ، الدكتــور خليفــة بــن عربــي، الدكتــور ضياء دحــام، مصطفــى كامــل ، الدكتور نــزار الســامرائي ، الدكتــور أحمــد عبــد الحليــم عطيــة ، رائــد الحامــد ، الدكتــور نبيــل العتــوم ، الســيد عــزب ، الدكتــور قيــس شــعاوي، الدكتــور قيــس النــوري، عبــد العزيز

    عبــد الغفــور، الدكتــور مليــح إبراهيــم شــكر .

    )7(

    ــبية ، ــة نس ــوال تجرب ــي كل األح ــى ف ــه ، يبق ــا علي ــه وم ــا ل ــكل م ــم ي ــذا المعج هتحتمــل الصــواب والخطــأ .. اجتهــد الكاتــب أن يقــول شــيئا ينفــع النــاس ويمكــث

    ــي األرض. ف

    ***

    17

    هــــــــذا املعجـــــــــم

  • مقدمـــــــات

  • املقدمة االوىل

    )1(

    ــرا ــة ومنهــج تفكيــر، بوصفــه جهــازا مدب العقــل فــي الفقــه الفلســفي؛ أداة تنظيميــدئ اإلنســان متأمــال وناظــرًا فــي الفعــل المعرفــي البشــري، ومــن هــذا المنهــج يبتــخ الــذي هــو فعــل أو تفاعــل إرادي واٍع ــه ثمــرة التاري ــق األشــياء، إن ومــدركًا لحقائعلــى مســرح الجغرافيــا حيــث اإلنســان/ المجتمــع والطبيعــة يعمــالن معــًا. إنــه نتــاج جدليــة الفكــر والفعــل علــى مســرح الواقــع: نســق بيئــي ecosystem وأبنيــة اقتصاديــة ــاول ــج تن ــل ونه ــم العم ــد وقي ــل قواع ــف العق ــة. ويكث ــية وثقافي ــة وسياس واجتماعيــراع ــاط الص ــر، ومن ــورة اآلخ ــذات وص ــورة ال ــود وص ــر الوج ــاة وتبري ــر الحي ظواهمــن أجــل البقــاء فــي إطــار تحديــات لهــا خصوصيتهــا الزمانيــة المكانيــة. وهــو أيضــًا نتــاج هــذا الصــراع فــي آن واحــد. واســتنادا لهــذا المعنــى ؛ فــإن العقــل بنيــة معرفيــة/ قيميــة تاريخيــة يشــكل خصوصيــة مجتمــع بذاتــه، ويحــدد أســلوب اســتجاباته، ألنــه ــرية ذات ــة بش ــان جماع ــم أذه ــي تحك ــورات الت ــكار والتص ــكام واألف ــاع األح جمتاريــخ ونســق بيئــي متمايزيــن. ومــن ســمات العقــل اإلنســاني وفقــا للكاتــب شــوقي جــالل ؛ النســبية والتاريخيــة ، لكونــه مكونــا بشــريا وليــس عقــال كليــا متعاليــا علــى ــة ــاط أي فعالي ــة ونش ــر ولغ ــة وفك ــروط بثقاف ــي مش ــج اجتماع ــه منت ــود ، ألن الوجــس ــن. ولي ــكان محددي ــان وم ــي زم ــاء ف ــراع بق ــة أو ص ــردة ومواجه ــة مط اجتماعيللعقــل، مــن حيــث هــو بنيــة نســقية، وجــودًا مســتقال إال مــن حيــث النظــر الفلســفي،

    وتبعــا لإلطــار االجتماعــي الــذي نشــأ وتحــرك فيــه .

    ــفة ــل الفلس ــال العق ــة ، ومج ــتخدام اللغ ــكاره باس ــل أف ــان بتوصي ــوم اإلنس يقــون ــر ج ــد تعبي ــى ح ــات عل ــي إدراك العالق ــر ه ــة التفكي ــم ، ومهم ــق والعل والمنط

    21

    مـــقـــــدمـــــــات

  • دوي . ويشــير ) ميــن دي بيــران 1766 م ـ 1824 م ( إلــى إن العقــل ال يتكــون إال بعــد حصولــه علــى األلفــاظ ، وتعتبــر األلفــاظ إشــارات إراديــة وحــركات مقابــل معانــي تــدل عليهــا . ومــن شــان العــادة أن تجعــل العقــل يربــط بيــن هــذه الحــركات وبيــن

    ــن. ــداد متزايدي ــة لهــا بســرعة وس ــي المقابل المعان

    ــار أن ــفي باعتب ــر الفلس ــي الفك ــل ف ــوم العق ــى مفه ــم مصطف ــز إبراهي ــد أوج وقــائر ــو س ــا تنم ــو كم ــذي ينم ــاني ، ال ــل اإلنس ــاج العق ــرة ونت ــانية؛ ثم ــة اإلنس المعرفالمخلوقــات الحيــة وتتشــكل كمــا تتشــكل تبعــا للمواقــف واالتجاهــات والثقافــات .

    ــا . ــي أيض ــو عمل ــا ه ــري وم ــو نظ ــا ه ــى م ــراف عل ــدور اإلش ــل ب ــوم العق ويقــن ــود م ــة والوج ــة الثابت ــودات الدائم ــو الموج ــا ه ــري إنم ــج النظ ــوع المنه وموضحيــث هــو وجــود موضــوع مــن موضوعــات العقــل كذلــك فــإن العقــل ال يعمــل فــي ــك ــى تل ــية عل ــر األساس ــن الفك ــي قواني ــة وه ــه المنطقي ــق قوانين ــل يطب ــراغ، فالعق فالخبــرات ، ثــم يختــزن منهــا مــا يشــاء لــه أن يختــزن فــي ذاكرتــه كــي يســتطيع ربــط األحــداث والخبــرات معــا وهــي نتيجــة منطقيــة طبيعيــة ، وبــدون العقــل ال يســتطيع اإلنســان إدراك التجربــة واالســتفادة منهــا واســتغاللها لتقــدم األفــكار والعلــوم معــا . كمــا ال توجــد معرفــة تســتغني عــن العقــل . كمــا ال توجــد معرفــة دون عالقــات تربــط بيــن الظواهــر فتؤلــف بيــن األشــياء وبيــن مبــادئ العلــم كمــا أوضــح كنــط والفلســفة

    الفرنســية بصفــة عامــة .

    )2(

    فــي مؤلفــه المشــهود " ديمقراطيــة فــي أمريــكا" الحــظ الكاتــب الفرنســي ألكســي ــي ــن عام ــار بي ــذه الدي ــي ه ــه ف ــالل تجوال ــن خ ــل Alexis de Tocqueville م دي توكفي1831-1832 مســتطلعا أحــوال النــاس، أن األمريكييــن أقــل األمــم اكتراثا بالفلســفة،

    22

    معجم العقل السياسي األمريكي ـ اجلزء الثالث

  • مــع ذلــك، فهــم يفكــرون ويتصرفــون وكأنهــم ينطلقــون مــن رؤيــة فلســفية مشــتركة: إنهــم ال يــرون ألنفســهم حاجــة إلــى أخــذ الفلســفة مــن الكتــب، وال لتأطيرهــا نظريــا، ــرة ــي الخب ــة ف ــذا معاش ــت هك ــاة. كان ــع الحي ــي واق ــونها ف ــم يعيش ــفتهم فيه ففلساألمريكيــة قبــل أن ينظرهــا بيــرس، وجيمــس، وديــوي، وحيــن نظروهــا بــرزت فلســفة

    أمريكيــة الســمة والوجهــة،

    ـ العملي المتحرر من الماضي.

    ـ المجتهد في الحاضر.

    ـ والمنشد إلى المستقبل.

    ومــن هنــا فــإن الطابــع العلمــي للبراجماتيــة يجعــل منهــا منهجــا مفارقــا للفلســفات الميتافيزيائيــة األوروبيــة التــي كانــت وال تــزال تصطخــب بتنظيــرات لــم يعــد لهــا أســاس فــي العلــم المتطــور. نعــم، أنشــأت أمريــكا مجتمعــا متدينــا بطقــوس المســيحية علــى نحــو منظــم ومصــان، لكــن األمريكييــن ســرعان مــا أقامــوا جــدارا فاصــال بيــن الكنيســة والدولــة، األمــر الــذي يســر تطويــر الحيــاة مدنيــا بمعــزل عــن الديــن، ويســر، فــي المقابــل، تثبيــت حريــة المعتقــد الدينــي بمنــأى عــن إدارة الشــأن ــاول؛ ــرة تح ــة مهاج ــاع أم ــوم إيق ــذا المفه ــة به ــدى البراجماتي ــكان ص ــي. ف الوطنــا ــة مــاض مســتعمر، وشــق نهــج مســتقل بالقفــز فــوق إنجــازات أوروب تجــاوز تبعيــب، ــا بالتجري ــا محقق ــتنير، وعلم ــتوري مس ــر دس ــا بفك ــا عملي ــيدت كيان األم، فشواعتمــدت النتيجــة العمليــة معيــارا لجــدارة أيمــا فكــرة أو تنظيــر. وقــد عبــر الخطــاب األمريكــي عــن رؤيتــه العمليــة المتفائلــة لألمــور، بعبــارة show me )أي: أرنــي تطبيقــا ــل أن ــكان قب ــى اإلم ــأبني عل ــى: س ــارة can do )بمعن ــا(، وعب ــم نظري ــا تزع ــدق م ص

    ــتحالة(. ــم باإلس أحك

    23

    مـــقـــــدمـــــــات

  • )3(

    ــيرية ــكارًا تبش ــوا أف ــا حمل ــن م ــن ضم ــم م ــون معه ــرون المؤسس ــَل المهاج َحَمــذه ــة، وكل ه ــفات متنوع ــة وفلس ــًا جميل ــة وفنون ــوءات توراتي ــة، ونب ــالت ديني وتأموغيرهــا قــد لعبــت أدوارهــا فــي تشــكيل الفكــر األمريكــي لذلــك ال يمكــن اختــزال الفلســفة األمريكيــة إلــى مجــرد تقليــد أو امتــداد للفلســفة األوروبيــة، بالرغــم ــارة ــي الق ــا ف ــًا له ــة أو زرع ــفة االنجليزي ــدادًا للفلس ــة امت ــي البداي ــت ف ــا كان ــن أنه مــماتها ــخصيتها وس ــا ش ــت له ــا وأصبح ــتقلت عنه ــد اس ــا بع ــا فيم ــدة، ولكنه الجديالخاصــة. وخــالل ثالثــة قــرون مــن عمــر الواليــات المتحــدة شــهدت ظهــور فالســفة ــرس ــاندرس بي ــارك س ــس )1842 – )1910 -، وش ــام جيم ــم ويلي ــس أقله ــار لي كب)1839 – 1914(، وجــون ديــوي )1859 – 1952(، وجــورج هيربــرت ميــد )1863 – 1931(، ثــم مؤخــرًا ريتشــارد رورتــي، وجــون رولــس، وتومــاس كهــن، وســواهم.

    وكغيرهــا مــن الفلســفات مــرت بمراحــل بــدأت فــي نشــأتها بمدخــالت التلقــي ــم ــًا ث ــًا أو جزئي ــتقالال كلي ــا اس ــذي يعطيه ــون ال ــى المضم ــت إل ــتقبال وانتقل واالسانتقلــت إلــى مرحلــة التطــور التــي تجلــت فيهــا بصمــات ومعالــم شــخصيتها . عــالوة ــر ــات عب ــأن كل اإلمبراطوري ــأنها ش ــى ش ــة العظم ــكا اإلمبراطوري ــك فأمري ــى ذل علالتاريــخ تــرى أن اكتمــال قوتهــا وعظمتهــا لــن يكتمــل إال بمــا تحققــه فــي الميــدان

    ــد والخصــوص. المعرفــي وفــي الحقــل الفلســفي علــى وجــه التحدي

    Allan 1988 ــوم 1930ـ ــوف )آالن بل ــر الفيلس ــن لفك ــم محس ــراءة حات ــير ق تشــة ــالت اللغ ــى تحلي ــوا إل ــكا، انصرف ــي أمري ــفة ف ــاتذة الفلس ــى أن أس Bloom- إلالعاديــة و إلــى الوضعيــة المنطقيــة فيمــا انشــغل أســاتذة األدب بالتفكيــك ممــا أفضــى ــر الحقيقــة وبالتالــي أدى إلــى انحــالل ــة والشــك فــي معايي إلــى تكريــس الالعقالني

    24

    معجم العقل السياسي األمريكي ـ اجلزء الثالث

  • الضــرورات األخالقيــة التــي يتــم إبالغهــا عبــر فلســفة حقيقيــة يمكنهــا المســاهمة فــي ــدت الفلســفة ــن تجس ــرورات. فــي حي ــك الض ــن بتل صقــل وتوســيع عقــول المعنييالليبراليــة الحديثــة، حســب قــول بلــوم فــي أفــكار التنويــر لـ)جــون لــوك( ، ذلــك ان فكــرة المجتمــع العــادل الــذي بإمكانــه االرتــكاز علــى المصلحــة الذاتيــة لوحدهــا، ومــا رافــق ذلــك مــن ظهــور للنســبية فــي التفكيــر األمريكــي هــو الــذي قــاد الحقــا

    ــة . ــة بأعلــى مســتوياتها التبريري إلــى النزعــة األداتي

    وبلــوم ومن قبــل الفيلســوف ليــو شــتراوس )1899ـ 1973( الملهــم أليديولوجيا ــة ــة القديمــة وخاصــة فــي جمهوري المحافظيــن الجــدد، وجــدا فــي الفلســفة اليونانيــم irony. وإذا كان كارل ــو التهك ــل وه ــر قلي ــه إال نف ــم يالحظ ــا ، ل ــيئا م ــون ش أفالطبوبــر قــد هاجــم بحمــاس فــي كتابــه )المجتمــع المنفتــح وأعــداؤه( رؤيــة أفالطــون للمجتمــع الخاضــع لحكــم الملــوك الفالســفة كصــورة مرعبــة للكــذب واالضطهــاد، ــذي ــة ال ــن الجمهوري ــهير م ــزء الش ــك الج ــل ذل ــا بالكام ــوم قرئ ــتراوس وبل ــإن ش فــراه كمــا ــة فــي خطــاب"the just city in speech، واعتب ــة العادل ــه بـــ "المدين ُيطلــق عليلــو انــه ُكتــب بشــيء مــن اإليحــاء والغمــز. مــا قصــده أفالطــون فــي الواقــع، حســب تأويالتهمــا ، ليــس لكــي يقــدم مخططــًا لمجتمــع حقيقــي يحكمــه الفالســفة. بــل إن مــا قصــده هــو تقديــم نــوع مــن الممارســة الفكريــة للشــباب المتعلميــن الجالســين ــي كان ــرة الت ــة الح ــات اليوتوبي ــي المقترح ــروا ف ــم لينظ ــي يدفعه ــقراط، ك ــول س ح

    يؤمــن بهــا أســتاذهم.

    ــر أن ــرى بوب ــعة. ي ــرة وواس ــر كبي ــات نظ ــه وجه ــتنطلق من ــالف، س ــذا االخت هأفالطــون كان مجنونــا بالســلطة: فهــو فــي مؤلفــه المشــهود " ديمقراطيــة فــي أمريــكا" الحــظ الكاتــب الفرنســي ألكســي دي توكفيــل مــن خــالل تجوالــه فــي هــذه الديــار ــا ــم اكتراث ــل األم ــن أق ــاس، أن األمريكيي ــوال الن ــتطلعا أح ــام 1831-1832 مس ع

    25

    مـــقـــــدمـــــــات

  • بالفلســفة، مــع ذلــك، فهــم يفكــرون ويتصرفــون وكأنهــم ينطلقــون مــن رؤيــة فلســفية ــب، وال ــن الكت ــفة م ــذ الفلس ــى أخ ــة إل ــهم حاج ــرون ألنفس ــم ال ي ــتركة: إنه مش

    ــاة. ــع الحي ــي واق ــونها ف ــم يعيش ــفتهم فيه ــا، ففلس ــا نظري لتأطيره

    مــع ذلــك، هنالــك معالــم فلســفية معينــة يمكــن تشــخيصها فــي مســلك األمريكييــن.

    إنهــم يعزفــون عــن: العــادات والتقاليــد، وعــن المســلمات الموروثــة فــي األســر، ــى ــر عل ــد الغي ــز ض ــن التحي ــا، ع ــا أيض ــد م ــرأي، ولح ــي ال ــم ف ــون التعمي ويتجنب

    ــي. ــأ الوطن ــاس المنش أس

    فــي المقابــل، فإنهــم يتعاملــون مــع التقاليد كصيــغ اجتماعيــة تخبر عــن رؤى أجيال خلــت وولــى زمانهــا، ويتخــذون مــن الحقائــق الســائدة جســرا إلــى اكتشــاف حقائــق جديــدة تــؤدي إلــى ابتــكارات أفضــل. أمــا مرجعيتهــم فــي تقصــي األمــور وفهمهــا فهــي تتــم وفــق ذاتيــة بحتــة، مــع ضــرورة التركيــز علــى النتائــج التــي تطلــق اجتهادهم ــكل. ــاء بالش ــم لالعتن ــا يحفزه ــون مم ــام بالمضم ــائل، واالهتم ــكار الوس ــي ابت ف

    )4(

    المصــادر المعرفيــة والخبــرات العمليــة: إلــى جــوار قــوة وتاريــخ الواقــع والخبــرة المعاشــة علــى تشــكيل بعــض قســمات الفلســفة األمريكيــة ، نجــد مــن المفيــد أيضــا ــاء ــي إغن ــا ف ــي أيض ــا المرجع ــا وقعه ــي كان له ــة الت ــع المعرفي ــى الينابي ــف عل أن نق

    الــرؤى وتوطيــد األســس المنهجيــة :

    ــطائيين, ــدد بالسوفس ــك ومح ــر متماس ــو غي ــة بنح ــفة األمريكي ــط الفلس 1ـ ترتبوأفالطــون وأرســطو, وأبيقــور، ووفقــا للسوفســطائية فإنهــا نفــت وجــود حقائــق ثابتــة،

    26

    معجم العقل السياسي األمريكي ـ اجلزء الثالث

  • أو مســتقرة أو نهائيــة، وقــد لجــأ السوفســطائيون لهــذا القــول، لتأييــد اآلراء المتناقضة؛ إمــا شــًكا فــي الجميــع ، أو للتخلــص مــن عنــاء طلــب الحقيقــة. فاإلنســان وحــده هــو ــاس كل شــيء ، مــا وجــد منهــا ومــا ال يوجــد، وبهــذه النســبية المفرطــة ، أراد ، مقيبروتاغــوراس السوفســطائي ؛ أن ينقــد أصــول المعرفــة ، ليصمــم إبســتمولوجيا بديلــة، وقــد أخــذ بهــذا النســبية الُشــكاك ، فطبقوهــا علــى الحــد كمــا طبقوهــا علــى نواحــي ــة أو مســتقرة، بــل كل شــيء ـ ــق العلــم ثابت ــه، فلــم تعــد حقيقــة مــن حقائ العلــم كل

    كمــا يقــول هرقليطــس ـ فــي تغيــر مســتمر( .

    ــن ــه "ع ــي كتاب ــطائية ف ــة السوفس ــر المدرس ــن فك ــوراس ع ــر بروتاغ ــد عب لقــارة ــار أو مقيــاس األشــياء جميعــًا" وفــي هــذه العب ــه "إن اإلنســان معي الحقيقــة" بقولــن الفكــر. إنهــا ــة للسوفســطائيين فــي مختلــف ميادي ــورة الفكري ــرة تكمــن الث القصيتعنــي بالنســبة لنظريــة المعرفــة أن اإلنســان الفــرد هــو مقيــاس أو معيــار الوجــود، فــإن قــال عــن شــيء إنــه موجــود فهــو موجــود بالنســبة لــه، وإن قــال عــن شــيء إنــه غيــر موجــود فهــو غيــر موجــود بالنســبة لــه أيضــًا، فالمعرفــة هنــا نســبية، أي تختلــف مــن ــا أراه ــية، فم ــرد الحس ــان الف ــرة اإلنس ــي خب ــع ف ــا يق ــب م ــر بحس ــى آخ ــخص إل شبحواســي فقــط يكــون هــو الموجــود بالنســبة لــي، ومــا تــراه أنــت بحواســك يكــون

    هــو الموجــود بالنســبة لــك، وهكــذا (.

    2ـ الشــك أن بروتاجــوراس هــو الملهــم األول للبراجماتييــن المعاصريــن؛ ســواء ــوال ــم أق ــن فه ــي؛ إذ ال يمك ــتوى العمل ــى المس ــفي، أم عل ــتوى الفلس ــى المس علــم ــول ولي ــا يق ــي ، فحينم ــوف اإلغريق ــن آراء الفيلس ــزل ع ــن بمع ــؤالء البراجماتيي هــا ــق المطلــوب فــي ســبيل تفكيرن ــع المواف جيمــس: "إن الحقيقــي ليــس ســوى النافتمامــًا، كمــا أن الصــواب ليــس ســوى الموافــق النافــع المطلــوب فــي ســبيل مســلكنا" و"أن المطلــق ليــس صحيحــًا علــى أي نحــو" . فهــل يمكــن أن نشــك لحظــة فــي أنــه

    27

    مـــقـــــدمـــــــات

  • وأقرانــه يمثلــون بروتاغــوراس العصــر الحالــي؟! لقــد كان شــيللر – وهــو أحــد كبــار why protagoras not plato " ــاب ــن- علــى حــق حينمــا كتــب كت الفالســفة البراجماتيي

    ــًا أن بروتاغــوراس هــو جدهــم األول(. معلن

    3ـ فــي أوروبــا كمــا فــي بلــدان أخــرى مــن عالمنــا ، يتبنــى البعــض عــن ــون ــازدراء ويقول ــة أو أحكامــا مســبقة . فينظــرون إليهــا ب ــة تصــورات قبلي البراجماتيبأنهــا فلســفة الوصــول واالنتهازيــة، أو فلســفة المنفعــة والمصلحــة الشــخصية فقــط. ولكــن البراغماتيــة بالمعنــى العميــق للكلمــة ليســت ذلــك. فالمنهــج ـ الــذي بلــوره بيــرس، وجيمــس، وديــوي ومدرســة شــيكاغو وهربــرت ميــد والبراجماتيــة الجديــدة ـ إنــه منهــج فلســفي لــه مكانتــه أثبــت جدارتــه علــى مــدى قــرن مــن الزمــان، وهــو

    ــم. جــزء مــن الخريطــة الفلســفية فــي العال

    يعلــق المفكــر هاشــم صالــح علــى األحــكام المســبقة التــي ال تقيــم فصــال بيــن ــى ــة إل ــفة البراجماتي ــزال الفلس ــح اخت ــر الصحي ــن غي ــأن م ــع ب ــورات والوقائ التصــون ــا تك ــد م ــا أبع ــي أنه ــب ف ــة.. ال ري ــة أو انتهازي ــة أو أناني ــة مصلحي ــرد ذرائعي مجــط ــا ترب ــى أنه ــة: بمعن ــا عملي ــي أنه ــب ف ــة. ال ري ــة التجريدي ــفة التأملي ــن الفلس عالفكــر بالممارســة. ولكــن مــا معنــى الفكــر إذا لــم يكــن قابــال للتطبيــق علــى أرض الواقــع؟ ولكــن هــذا شــيء، والقــول بــأن البراجماتيــة هــي فلســفة النجــاح التجــاري ــوة ــكل ق ــذي أدان ب ــو ال ــه ه ــس نفس ــم جيم ــن ولي ــر.. ولك ــيء آخ ــي ش والصناعالتســيب األخالقــي الناتــج عــن الركــض وراء الربــح الســريع والنجــاح فــي الحيــاة، وعبــادة المــال. ويــرى جــون ديــوي أن الفيلســوف بيــرس، مؤســس البراغماتيــة، لــم يكــن مــن الراكضيــن وراء النجــاح الســهل، ولــم يــدع إلــى الخضــوع للمــال والتجــار والسماســرة.. نقــول ذلــك ونحــن نعلــم أن برترانــد رســل هاجــم الفلســفة البراغماتيــة ــاث ــبب الله ــدة بس ــات المتح ــي الوالي ــوب ف ــة محج ــب الحقيق ــال: إن ح ــا ق عندم

    28

    معجم العقل السياسي األمريكي ـ اجلزء الثالث

  • وراء الربــح التجــاري! والبراغماتيــة ليســت إال التعبيــر الفلســفي عــن هــذا اللهــاث.. ــن ــه ال يمك ــال بأن ــا ق ــاخر عندم ــم الس ــن التهك ــوع م ــوي بن ــون دي ــه ج ــد ردَّ علي وقاعتبــار الفلســفة الواقعيــة الجديــدة )أي فلســفة رســل نفســه( بمثابــة انعــكاس للعظمــة

    ــز!!.. ــة لالنكلي ــتقراطية الفارغ األرس

    ــي ــودة ف ــس" موج ــال و"البيزني ــال األعم ــي مج ــة ف ــي أن البراجماتي ــب ف ال ريالســلوك األمريكــي. ولكــن ال يمكــن اختــزال الشــعب األمريكــي إلــى مجــرد شــعب

    ــح. ــخصية والرب ــة الش ــي المصلح ــر إال ف ــمالي ال يفك رأس

    وحتــى نصــل لفهــم واضــح للبراجماتيــة يســتلزم الســرد اإلنســاني عــرض مصــادر ــادر ــوع مص ــاني. فتتن ــخ اإلنس ــر التاري ــفية عب ــدارس الفلس ــا الم ــي تبنته ــة الت المعرفــفة ــاب كل فلس ــه أصح ــى نهج ــائر عل ــفي الس ــل الفلس ــث التأصي ــن حي ــة م المعرفإلــى العقــل والتجربــة والحــدس والفعــل وأثــره المنتــج والتجربــة الوجوديــة الحيــة ــة تــكاد ُتســيطر علــى أصــل مصــادر المعرفــة. وتأسيســًا , وتلــك التوجهــات المعرفي

    ــة, ــة المنصــب علــى النتيجــة المؤسســة للفلســفة البراجماتي علــى مصــدر المعرف

    ــي الفعــل وليــس اهتمامهــا يبحــث ــة تعن ــة مشــتقة مــن كلمــة يوناني أ ـ البراجماتيــى ــع إل ــح يرج ــوي للمصطل ــل اللغ ــي. فاألص ــل الميتافيزيق ــال التأم ــق ومج ــي أف فالكلمــة اليونانيــة Progma وتعنــي )عمــل( أو )مســألة علميــة(، ولقــد اســتعار الرومــان ــة ــا "المتمــرس" وخاص ــارة Progmaticus فقصــدوا به المصطلــح واســتخدموا عب

    ــة . ــائل القانوني ــي المس ــرس ف المتم

    ــز ــكا وتمي ــي أمري ــر ف ــفي ظه ــج فلس ــاه أو منه ــة اتج ــول إن البراجماتي ــن الق يمكــن ــاع ع ــة والدف ــى النظري ــل عل ــة للفع ــاء األولوي ــا , إعط ــح أهمه ــن المالم ــة م بجملــام ــة واالهتم ــفات العلمي ــة المكتش ــان بقيمي ــة , واإليم ــم والتقني ــن العل ــة, وتثمي الحري

    29

    مـــقـــــدمـــــــات

  • ــة. ــدركات الحقيق ــبية لم ــة والنس ــوث العلمي بالبح

    فلســفة بأنهــا دائمــًا American philosophy الفلســفة األمريكيــة تميــزت ـ ب براجاماتيــة علــى الرغــم مــن أنهــا كانــت باســتمرار فلســفة مســتقبلة لــكل التيــارات ــى ــة idealism إل ــة( Puritanism والمثالي ــن التطهرية)البوريتاني ــة، م ــفية األوربي الفلسالطبيعيــة naturalism والوضعيــة positivism. ولــم تعــرف أمريــكا البراجماتيــة بشــكلها ــل ــي يحف ــخ األمريك ــن التاري ــر، لك ــع عش ــرن التاس ــر الق ــي أواخ ــح إال ف الصحيبالــدالالت التــي تشــير كلهــا إلــى تغلغــل المنهــج البراجماتــي فــي التجربــة الفلســفية األمريكيــة، فمــا كان مــن الممكــن ألســلوب الحيــاة األمريكيــة وتتابــع الهجــرة ومــا كانــت تفرضــه الحيــاة الجديــدة علــى الســكان إال أن يطــرح هــذا النمــط مــن التفكيــر. وحتــى فــي عصــر االســتعمار البريطانــي، اتجهــت أمريــكا إلــى مذهــب المتطهريــن، ألنــه يناســب الفرديــة األمريكيــة، فالخلــق التطهــري )البوريتانــي( يدعــو إلــى النظــام واالقتصــاد واإلقبــال علــى العمــل، وكلهــا قواعــد للســلوك الصناعــي العملــي، لهــا

    مزاياهــا فــي المجتمــع األمريكــي النامــي.

    4ـ تعــد الفتــرة الواقعــة مــا بيــن ســنوات 1880 إلــى 1940، فتــرة ازدهــار الفلســفة والثقافــة بســبب ظهــور عــدد مــن المفكريــن والحــركات األصيلــة فــي الفلســفة. وكان أهــم مفكــري ذاك العصــر تشــارلز ســاندروز بيــرس Peirce األب الروحــي للبراجماتزم Santayana ــانَتيانا ــس Royce وس ــوي Dewey وروي ــون دي ــس James وج ــم جيم ووليووايتهــد Whitehead، وكانــت البراغماتيــة والواقعيــة والطبيعيــة أبــرز مالمــح المشــهد

    الفلســفي األمريكــي .

    5ـ وصفهــا بيــرس ، بأنهــا منهــج للتيقــن مــن معانــي الكلمــات الصعبــة والمفاهيــم ــا ال ــة بأنه ــف البراجماتي ــرس ووص ــرة بي ــور فك ــس ط ــم جيم ــن ولي ــردة، لك المج

    30

    معجم العقل السياسي األمريكي ـ اجلزء الثالث

  • تحــدد معانــي الكلمــات فقــط، لكنهــا كذلــك نظريــة للتيقــن مــن صــدق الواقــع، فيمــا وصــف جــون ديــوي تفســير بيــرس بالجمــود، وتفســير جيمــس بالذاتيــة، وأقــام نوعــًا مــن البراجماتيــة أطلــق عليــه اســم الذرائعيــة instrumentalism، ووصفهــا بأنهــا منهــج الســتخالص النتائــج النهائيــة التــي ينبغــي التوصــل إليهــا، لــو أخــذ فــي الحســبان كل ــه نــوع مــن ــر الذرائعــي بأن ــر. ووصــف ديــوي التفكي ــار التفكي ظــروف المشــكلة مثــم ــا مفاهي ــة تقويضه ــهامات البراغماتي ــم إس ــت أه ــة. وكان ــات البيئ ــف لتحدي التكيالميتافيزيقــا التقليديــة، ولذلــك تعاطــف بيــرس وجيمــس وديــوي مــع الواقعيــة ضــد المثاليــة، وكانــت الواقعيــة مذهبــًا جديــدًا أخــذ يــروج فــي أواخــر القــرن العشــرين، critical والواقعيــة النقديــة new- realism لكنــه تطــور إلــى حركتيــن: الواقعيــة المحدثــةrealism، وكان المحدثــون يقولــون : إن الشــيء المعلــوم لــه وجــوده المســتقل، لكــن ــد ال ــات ق ــه إدراك لمعطي ــه، لكن ــيء نفس ــون للش ــوا : إن اإلدراك ال يك ــن قال النقديي

    تكــون أجــزاء أو أوصافــًا للشــيء.

    6ـ فالبراجماتــزم ) )pragmatismمنهــج فلســفي يحمــل معنــى األداتيــة أو العمليــة. ويؤكــد المنهــج بــان صحــة اآلراء واألفــكار تكمــن فــي نتائجهــا العمليــة أو فعاليتهــا ــاكل ــل المش ــى ح ــؤدي إل ــا ت ــفة م ــت فلس ــإذا كان ــاكل. ف ــل المش ــي ح ــا ف ونجاحهالطارئــة فــي المجتمــع بــكل فعاليــة ونجــاح، فهــذا يعنــي أنهــا صحيحــة، وإذا فشــلت فــي ذلــك فهــذا يعنــي أنهــا خاطئــة. وهــذا يــدل علــى ان العقــل األمريكــي هــي عقــل ــج ــة نه ــرى ؛ البراجماتي ــارة أخ ــا. بعب ــا أو ميتافيزيائي ــس خيالي ــي ولي ــي ، واقع عملعمــل ورؤيــة إلــى المســتقبل وفلســفة ُتحاكــي واقــع اإلنســان باالهتمــام بنتيجــة األثــر لفعلــه كــي ترتقــي بمعرفتــه إلــى تحقيــق الوجــود الغائــي لتحقيــق ســعادته. فالمنطــق البراجماتــي يعــد أســاس التفكيــر لــدى األمريــكان الــذي يعــد العمــل المنتــج معيــارا

    للحيــاة وليــس النظــر المجــرد أو التأمــل المتعالــي .

    31

    مـــقـــــدمـــــــات

  • )5(

    قسامت الرباجامتية :

    ــة قبــل عــام 1865، ــة: فــي البــدء كانــت الفلســفة األمريكي ــة والعلمي 1 ـ المنطقيذات لــون الهوتــي ثــم أصبحــت ذات لــون منطقــي وعلمــي بعدئــذ. هــذا يعنــي أنهــا تَعْلمنـَـت أو تحــّررت مــن ســلطة آبــاء الكنيســة كمــا حصــل للفلســفة األوروبيــة ذاتهــا

    فــي نفــس الفتــرة أو قبــل ذلــك بقليــل.

    2 ـ الشــغف بالحريــة واإليمــان بالتعدديــة وقبــول االختــالف وهــي قضايــا وجدت لهــا أفقــا رحبــا فــي المجتمــع األمريكي .

    ــه ــدأ الــذي نــص علي ــق فــي البحــث العلمــي ؛ وهــو المب ــة العقــل الطلي 3 ـ حريوأكــده بيــرس بمنــح الحرية الكاملــة للبحــث العلمي والفلســفي دون عوائــق أو حدود ، وهنــا تتبــدى أســطورة الحــدود المفتوحــة إلــى مــا ال نهايــة. وهي أســطورة ســاعدت ــذا ــة.. هك ــا النهاي ــى م ــراف إل ــة األط ــي المترامي ــكا ذات األراض ــح أمري ــى فت علنالحــظ أن الفلســفة األمريكيــة تلتقــي مــع األيديولوجيــا األمريكيــة فــي المبــدأ نفســه.

    4 ـ الديمقراطيــة : بوصفهــا قيمــة جوهريــة فــي بنيــة الحيــاة وفقــا للتصــور الســائد ــا ــة باعتباره ــة المحسوس ــة العملي ــط بالتجرب ــور مرتب ــو تص ــة. وه ــن الديمقراطي عاختبــارا لألفــكار الفرديــة فــي الســاحة العامــة. فالديمقراطيــة تعنــي المناقشــة وتصارع اآلراء المختلفــة داخــل الســاحة االجتماعيــة والفكــرة التــي تنجــح فــي االختبــار بعــد

    وضعهــا علــى المحــك هــي الفكــرة الصائبــة.

    5 ـ النجــاح والفعاليــة. فالنجــاح فــي العقــل األمريكــي هــو امتحــان لقيمــة األفــكار، وامتحــان لمدلولهــا ومعناهــا فــي ســياق محــدود تمامــا.

    32

    معجم العقل السياسي األمريكي ـ اجلزء الثالث

  • ــرف ــأ تع ــية المنش ــة ورومانس ــرة ميتافيزيائي ــي فك ــدى ف ــفة: تتب ــة الفلس 6ـ أدلجبـــ) القــدر المتجلــي( تضفــي علــى الواليــات المتحــدة صفــة الدولــة المقدســة ذات

    ــرية. ــكل البش ــة ل ــة: أي موجه ــالة كوني رس

    ــالم ــطائية )أع ــبية السوفس ــالل نس ــة ظ ــتعيد البراجماتي ــة: تس ــبية المفرط 7 ـ النسالفلســفة الحديثــة، د. رفقــي زاهــر، ص 171(. )حيــن تقــرر أن مقيــاس صحــة ــر ــبية غي ــة نس ــل الحقيق ــك تجع ــة بذل ــا، فالبراجماتي ــى نتائجه ــف عل ــكار يتوق األفثابتــة، أي تنقلهــا مــن المنطقــة الدوجماتيــة إلــى الحالــة الديناميكيــة فالحقيقــة تتغيــر وفقــًا لتغيــر الظــروف وأحــوال األفــراد والمجتمعــات، ممــا ينفــي إمكانيــة الوصــول

    ــة. ــة مطلق ــى حقيق إل

    )6(

    ــي ــرز ف ــفي ب ــار فلس ــى تي ــق عل ــي تطل ــمية الت ــي التس ــدة : ه ــة الجدي البراجماتيــف ــن موق ــة . لك ــدة األمريكي ــات المتح ــي الوالي ــتينيات ف ــة الس ــع بداي ــور م الظهــة ــة حرك ــر أن البراجماتي ــم يعتب ــًا منه ــل بعض ــى األق ــن أو عل ــفة المعاصري الفالســب الفيلســوف ــي فــي ظنهــم بحس ــفة وه ــا فلس ــة ويتحاشــون اعتباره ــة متقادم فكريــا ــت نهايته ــة عرف ــي Richard McKay Rorty حرك ــاك كاي رورت ــارد م ــي ريتش األمريكفــي بدايــة القــرن العشــرين فــي ظــل أجــواء محليــة, أعيــدت إلــى الحيــاة مــن جديــد مــن الجــذور نفســها ولكــن بكســاء مغايــر فــي ظــرف مائــة ســنة علــى أول ظهــور لهــا مــع تشــارلز بيــرس , أن البراجماتيــة هــي الفلســفة التــي وجــد فيهــا رورتــي الصــورة الحقيقــة للثقافــة األمريكيــة . وإن البراجماتيــة فــي صيغتهــا الجديــدة لــم تكــن ــة الكالســيكية ، وهــي تختلــف عنهــا أو علــى األصــح بنفــس مواصفــات البراجماتيــن ــا بي ــرزت م ــي ب ــة الت ــة والفكري ــالت المنهجي ــض التعدي ــال بع ــا بإدخ ــز عنه تتمي

    33

    مـــقـــــدمـــــــات

  • ــة القــرن الـــ 19 مــع بيــرس، وهــي مــا يمكــن أن نســميه ــة فــي نهاي ــرة البراجماتي فتــة ــة فبــدأت مــن نهاي ــاء البراجماتي ــة األولــى أو الكالســيكية أمــا فتــرة إحي البراجماتيــة ــة الثاني ــه بالبراجماتي ــح علي ــن أن نصطل ــا يمك ــو م ــرين وه ــرن العش ــبعينيات الق ســي ــوح ف ــدأ يل ــذي ب ــفي؛ ال ــروعه الفلس ــي بمش ــا رورت ــر عنه ــي عب ــدة . الت أو الجديأفــق الفكــر األمريكــي المعاصــر حينمــا أتــم الفيلســوف أطروحتــه عــن اإلمكانيــة أو ــفة ــن الفالس ــوار بي ــيس لح ــو التأس ــي ه ــعاه الرئيس ــن أن مس ــام 1956 , تبي ــوة ع القــر ــروع أكث ــذا المش ــزز ه ــد تع ــة . ولق ــفة الغربي ــر للفلس ــراث الكبي ــن والت المعاصريبإصــدار الفيلســوف لكتابــه األساســي عــام 1979 وعنوانــه " الفلســفة ومــرآة الطبيعــة" . ومــع هــذا النــص تتحــول الفلســفة مــن ميــدان اإلبســتمولوجيا لتصبــح فعــاًل منشــئًا أو مشــيدًا ، غرضــه إعــادة بنــاء الفلســفة . فهــو يشــير إلــى أن مشــروعه ينطــوي علــى مهــارة حرفــي أو مرّقــع يقــوم بجمــع قطــع أو أجــزاء مــن دريــدا ووضعهــا إلــى جانــب ديــوي , واقتطــاع عناصــر مــن ديفيدســون وتقريبهــا مــن لودفــج فتغنشــتاين وأمــور مــن ــي ــف رورت ــي موق ــرى ف ــا ن ــاًل . إال أنن ــاًل أصي ــون عم ــن أن يك ــر م ــل أكث ــذا القبي هتقاربــًا كبيــرًا فــي مشــروعه مــع موقــف جــون ديــوي الــذي ســعى فيــه إلــى التجديــد ــرة ــم : الخب ــد بمفاهي ــذي يحتش ــي ال ــوس البراجمات ــن القام ــذا م ــفة متخ ــي الفلس فــة , ــل والنتيج ــة , الفع ــة والتربي ــط , الديمقراطي ــع المحي ــن م ــل الكائ ــث , التفاع والبح

    ــروعه . ــق مش ــة لتحقي ــة ومعرفي ــا أدوات منهجي ــيلة , بوصفه ــة والوس ــة الغاي جدلي

    ــد حقيقــة وقــد أقــدم رورتــي علــى مراجعــة مجمــل تاريــخ الفلســفة ، ليقــف عنمــرة ، مفادهــا ، أن الفلســفة فشــلت دومــا فــي تجــاوز األزمــات التــي يعيشــها األفــراد اجتماعيــا بســبب اعترافهــم بالمطلــق علــى حســاب المتغيــرات اآلنيــة الملحــة . فقــد ــر الملــك فيلســوفا و الفيلســوف ملــكا ، وهــو ــة أن يصي اعتقــد أفالطــون فــي إمكانيــه ــمى تجليات ــي أس ــي ف ــدق المثال ــر ، أي الص ــاك بالجوه ــبل اإلمس ــك س ــذي يمل ال

    34

    معجم العقل السياسي األمريكي ـ اجلزء الثالث

  • ــة ــي السياس ــد ف ــا نج ــتوياته . وكم ــع مس ــي بجمي ــياقه التاريخ ــن س ــت م ، والمنفلالمبــادئ الموجهــة للمجتمــع دون أن تكــون مشــروطة علــى الطريقــة الكانطيــة ، نجــد فــي العلــم مــا يســمى بالقياســية المشــتركة ، وتتجلــى فــي االتجــاه الوضعــي المنطقي، ــة داعمــة تؤمــن ــة كخلفي خاصــة مــع رودولــف كارنــاب ، اســتنادا للفلســفة التحليليإمكانيــة القضــاء علــى اآلثــار الميتافيزيقيــة التــي تراكمــت فــي اللغــة بفعــل تشــكلها

    التاريخــي .

    إن الفيلســوف رورتــي كان قــد هاجــم بأقصــى مــا يمكــن جميــع معاقــل الميتافيزيقا ، لكنــه بالوقــت ذاتــه ، أبــرز آثــار الحــس الذرائعــي ـ علــى أال نفهــم الذرائعيــة بالمعنى ــفة ــاوالت الفالس ــي مح ــيلة ـ ف ــرر الوس ــة تب ــة أو الغاي ــد الوصولي ــذي يفي ــيئ ال الســل ــى تحوي ــل عل ــة أن عم ــن . و النتيج ــالفه الذرائعيي ــن و أس ــن و التحليليي القارييالفلســفة مــن صانعــة للمبــادئ إلــى محــاورة فــي طاولــة مســتديرة لجميــع مجــاالت الثقافــة ، دون االعتــراف بمركزيــة إحداهــا ، و دون ادعــاء ـ فــي لحظــة مــا ـ الوصــول

    إلــى الحقيقــة .

    ــاج ــا نحت ــييد . إن م ــد و التش ــي النق ــان دوره ف ــي اإلنس ــة تنس ــوأ غاي ــا أس فبلوغهــد ــا دون تحدي ــتقبل دوم ــي المس ــد ف ــأن نعتق ــل األمــل ، ب ــة ب ــس هــو المعرف ــه لي إليلمواصفاتــه النوعيــة بأنــه أفضــل مــن الحاضــر ، واألمــل ليــس هــو الوعــود الكاذبــة ــراد ــي تســاعد علــى النمــو الســوي ألف ــع الشــروط الت ــر جمي ــل مــا يقتضــي توفي ، بالمجتمــع . ومــن تجليــات األمــل كذلــك ، التخلــص مــن القســوة التــي تمــارس فــي

    ــة . ــة واالقتصادي ــية واالجتماعي ــاتنا السياس مؤسس

    35

    مـــقـــــدمـــــــات

  • )7(

    أبستمولوجيا الرباجامتية:

    ــيًا( ــًا )حس ــتمولوجيًا تجريبي ــًا أبس ــل إعالن ــفية تحم ــة فلس ــة ، كموج البراجماتيــي ــادي الميتافيزيائ ــي الن ــد ف ــر ، وبالتحدي ــع عش ــرن التاس ــات الق ــي نهاي ــرزت ف بــرس )1839- ــه بي ــن أعضائ ــي 1872 و 1874، كان م ــن عام ــا بي ــي ، فيم األمريكــتمولوجي ــاه األبس ــي االتج ــردا بتبن ــذان انف ــس )1842- 1910( الل 1914 )و جيمــي ــي المثال ــتمولوجي الميتافيزيائ ــاه األبس ــل االتج ــي مقاب ــفة ف ــي الفلس ــي ف التجريب

    ــادي . ــاء الن ــب أعض ــه أغل ــذي كان يمثل ال

    1ـ قــدم بيــرس فــي النــادي بحثــًا أبســتمولوجيًا متفــردًا ، نشــر فيمــا بعــد فــي مقالين مســتقلين همــا :” تثبيــت اإلعتقــاد ” عــام 1877 و” كيــف نوضــح أفكارنــا ” فــي العــام 1878، وهمــا مقــاال التأســيس أعلن مــن خاللهما ميــالد حركة فلســفية أبســتمولوجية جديــدة هــي” البراجماتــزم Pragmatisim” وجــاء اختيــار بيــرس لمصطلــح براجماتــزم ، بدرايــة تامــة مــن الزاويــة المعرفيــة . حيــث إن كلمــة براجماتــزم ، جــاءت جوابــًا علــى الســؤال األبســتمولوجي الــذي دونــه بيــرس بدايــة واســتهالالً . فقــد تســاءل بيــرس : مــا معنــى الفكــرة ؟ ومــا معنــى العبــارة ؟ ومتــى يكــون للفكــرة معنــى ؟ ومتــى تكــون العبــارة صادقــة ؟ ومتــى يجــوز لنــا أن نتكلــم عــن العبــارة بوصفهــا معبــرة عــن فكــرة

    مــا ؟ ومتــى ال يجــوز ؟

    جــاء جــواب بيــرس واضحــًا ومباشــرًا ، مؤكــدًا علــى إن ” الفكــرة هــي مــا تعملــه ــة ــة المترتب ــار العملي ــج واآلث ــوة بالنتائ ــط بق ــرة مرتب ــى الفك ــي أن معن ــذا يعن ” ، وهعليهــا . ولهــذا التوجــه األبســتمولوجي الناهــض علــى العمــل والنتائــج العمليــة التــي تفضــي إليهــا الفكــرة ، اعتمــد بيــرس لطريقــه الفلســفي مصطلــح Pragmatism ، وهــو

    36

    معجم العقل السياسي األمريكي ـ اجلزء الثالث

  • فــي حقيقتــه مشــتق مــن لفظــة Practice التــي تــدل علــى الممارســة والفعــل ، وهــي فــي أصلهــا مشــتقة مــن اللفــظ اليونانــي Pragma الــذي يــدل علــى الفعــل أو العمــل . ومــن هنــا فــإن براجماتيــة بيــرس، هــي أبســتمولوجيا الفعــل أو أبســتمولوجيا العمــل .

    2ـ البراجماتيــة مــن الزاويــة األبســتمولوجية ، هــي نظريــة فــي مجملهــا مجموعــة ” تفســيرات ” و”تعريفــات ” و”نظريــات ” لمفهــوم الصــدق .

    ــى أن ــوي عل ــس ودي ــرس وجيم ــة بي ــرواد الثالث ــن ال ــًا ً بي ــاك إجماع 3ـ إن هنالبراجماتيــة فــي ســماتها العامــة هــي ) نظريــة فــي الصــدق( وعلــى النحــو التالــي :

    ــة هــي مجموعــة وســائل تهــدف إلــى توضيــح معانــي المفاهيــم أ ـ أن البراجماتيالمتشــاكلة ، ومنهــا بشــكل خــاص مفهــوم الصــدق ذاتــه .

    ب ـ إن الحقيقــة بالمنظــور البراجماتــي ، هــي ” منتــوج ” ذو طبيعــة متنوعــة ، يكــون علــى شــكل : اعتقــاد ، يقيــن ، معرفــة أو صــدق . وإن كل هــذا حاصــل نتيجــة لعمليــة بحــث يهــدف إلــى توســيع المعرفــة ، وحــل مســألة الشــك ، وفــي الوقــت ذاتــه إيجــاد

    حــل للمشــكلة موضــوع البحــث ،

    )8(

    األيديولوجيا: املفهوم واملحددات :

    ــير ــج لتفس ــم ومنه ــر للعال ــل المتدب ــة العق ــي رؤي ــؤاالً ، فه ــفة س ــت الفلس إذا كانــا . ــام صدقه ــن تم ــق م ــا والتحق ــب القضاي ــعى لتقلي ــا تس ــود، لكونه ــا الوج قضايــا فتبــدو علــى الفــور وفــق اإلدراك األول الــذي تكرســه التعريفــات أمــا األيديولوجيالرائجــة بمثابــة منظومــة مــن األفــكار راســخة فــي البنيــة االجتماعيــة. يذكــر "الالنــد" ــا هــو فرنســا، فــي قاموســه الفلســفي: "أن الموطــن األصلــي لمصطلــح األيديولوجي

    37

    مـــقـــــدمـــــــات

  • حيــث اســتخدمه ألول مــرة كونــت دي تراســي Tracy وذلــك فــي نهايــة القــرن الثامــن عشــر وقصــد بــه دراســة األفــكار.

    ــن ــرن الثام ــل" والق ــر العق ــه "عص ــف بأن ــر يوص ــابع عش ــرن الس وإذا كان القــا" ــر األيديولوجي ــر هو"عص ــع عش ــرن التاس ــإن الق ــل" ف ــد العق ــر نق ــه "عص ــر بأن عشــع األيديولوجــي. فيمــا ظــل ــدون اســتثناء بالطاب ــه الفلســفية ب حيــث اتســمت مذاهبالمصطلــح الفرنســي ســائًدا حتــى اآلن، بعــد أن أضفيــت عليــه معــان إضافيــة خــالل المائــة ســنة الماضيــة، فهــو يشــير فــي الوقــت الحاضــر إلــى نســق متكامــل مــن القيــم

    ــا. ــع م ــة أو مجتم ــي جماع ــائدة ف ــات الس ــا االتجاه ــدات وأحياًن والمعتق

    ــم ــا تتس ــرة أنه ــة المباش ــرة الخارجي ــن النظ ــدو م ــة: تب ــا األمريكي واأليديولوجيــات ــة ممارس ــن مجموع ــر م ــت أكث ــا ليس ــلوك ، وأنه ــاد والس ــن االعتق ــة بي بالمفارقــرًا ــة مغام ــن جه ــدو م ــي يب ــا ؛ فاألمريك ــة أيض ــكة ؛ ومتناقض ــر متماس ــكار غي وأفيجــازف بنفســه، ومــ