تطبيقات موازية

تج هو نتائج �أي حقلننتج ما، و دفة تاأتي م�صحوبةصناعة مر�ل�و�دحركات ولن�صيج وصناعة �ارف عليها، ك�تعقول من�ده منا يتم �إعدنتج هو كل مصناعة �لثقافة، و ا �ً أي�ص �لغذ�ئية، و�عملية �ل يجعل كمنتج مع �لفنتعاملصنيع. و�للت� عمليات �ل خ مدخلللب�صري. من خصياقه �خل �يل د�لتحل �إتاحة ل �لفنية �أكءة، وجل�صاتصات قر� جل� �صكل ،اب تُ ن و�لكانوش �لفناعة ناق�ل�صن � عن �أيً ة، بعيدها �صناع حيث كونية، منصة �لفنمار�� ، نقا�ش مغلقة اً صو�صلثقافية، خ�صناعات �ل�ية �لفنية و�لعملاك رومان�صي ل �حتك�صتنباط �إيجاد و�اول ، م�صر عا�صرصهد �لفنيصيح ت�صور ماتو�ة كمنتج �صناعي، وصات �لفنيمار�تلكمح ل مأ�صئلةجية، وطرح �أيديولوية و�لإنتاجية و�لغات �لفنلك �لأنو�ع تل لص�صاتوؤ� �صياق ل�صناعةية تلك � ا عن م�صئول ا جد�ليً فتح باب ت.اب و�لقيم تُ و�لكمار�ص ونهج ل�صتعانةت � ابات و�لكتل�صاتلنقا�صات و تلك �ل خنل�صفاء وخ�أخو�ن �« ، نظرية قاعدةثابة ،دد ل�صفي فو�صيقى،يات و�صناعة�صمان ا ف�صلً صو�ص ، خ�(*) » �لوفاء اأملية وجدت ل رومان�صية ول تد طرق تفكنا ب�صدا �أن ملون على باأنهم يع(**) مروه فهم ح�ص ، كما يو�ص»ل�صفا�أخو�ن �« ا بت�صورً نتاأملي مق �لصع �لتفكاء على نحو ي�لأ�صيديد � ثد ث ب�صدى �أنهم كانو�لمجتمع، فادية للظروف�صح ل و��ثي،صياق �لل� طلقلتقليدي: رف�صهم لهرية، وه نقاط جوث نقاطمار�صاتي. فالثقولهم بالتجديدلن�ش، وإعادة تف�ص ع�صرهم »ل�صفا�أخو�ن �« صر �نفرد بهاصابقة هي عنا�ل�علومصروع �ل هم، فتميزو� عن غولوجيصر�ع �لأيديل�ال � ة ومادية، �إذ عقلييز على مناهج تفككن �لتطبيقية، و�ل�لفنو و قو�م يوؤثر ، ولكنيلقلقيات �لزييتافيها ي�صوبها من نرى �أننهجيتهم. اديةمحنل�صفاء وخ�أخو�ن �« :إطار مو�صوع ناق�صاتت لن�صيعمل �. فكان هذ� �ل»دةتعدلب�صريةصناعات �ل�«، و» �لوفاءد �أنه �قف و�آر�ءاب من مو تُ ن و�لكانوتاج ما طرحه �لفن هو ن � من قاعدةً �دا �متداعتبارهم بو�صوع دمج ك بع�صها قد ؛»ل�صفا�أخو�ن �« ع�ش بنقد �لبن�صغلة مادية، و� عمليصفية �إ نظرية فل��أخو�ن« و�شنب لبع�شقيات، و�زييتافيعلوم باطو� �ل كونهم خلي �صادتمح �لتلب�صري. ولكنصناعي �ل�صياق �لتزم بال�، و�»ل�صفاش نف�صهاي تفر� �لت�صاوؤلت �لت، لي�صت�صاوؤلتش هي �لتصو�لن� ل �ُ ج معني بالنقا�ش. تبحث عن �صياق �لتي�صاوؤلت �لتحث عن �إجابات، بللب لمد عبد الكر بيةية �ل كل . در�ش1983 نيا عامافظة ان ب�صري. ولد فنوت،ب ب( �ألو�نأ�صكال) د�خليةأ�صغال �لقاهرة، وبرنامج � �لفنيةقات مو�زيةتطبي« لى م�صروعمل ع ويعالب�صرة،�صفة بوعة من �لفم دي ظهرتيلعا�صرالث �لهجري و� �لقرن �لث (*) هوت،صفة و �لفل� �لً ور�فلك، مرقي و�لو�صيا�صيات وم و�لريعل �ل اتهمام �هتم كانت �لتوفيق حاولر�صائلك �لة، بع�ش تل ر�صال٥٢ صفاتهم و�بحاثهم عن طريق بتدوين فل�قامو وصتى حتي و�صلماكن � صيت ر�صائلهمع �قت. وقد ذ� ذلك �لو عروفهفل�صفات �ل ب334 ان حتي عامحيطها �لكتمموعه �صرية ي �صكل >>ل�صفا�خو�ن �<< �صتغلوش. �ندل� �ل>> ل�صفا�خو�ن �<< ع�صاءن هم �د مل يحد دليوجد �أي هجرية، ولي،زء �لثا� ،ميةل�صفة �لعربية �فل�صل �ل ادية، �لنزعات198٦ -191٠ مروه ح�ص(**) .19٧9 وت د�ر �لفار�بي، ب

Upload: mohamed-abdelkarim

Post on 26-Jul-2016

232 views

Category:

Documents


5 download

DESCRIPTION

الصناعة والمشهد وأخوان الصفا

TRANSCRIPT

Page 1: تطبيقات موازية

�ل�صناعة مر�دفة تاأتي م�صحوبة مبنتج ما، و�ملنتج هو نتائج �أي حقل

و�ملو�د و�ملحركات �لن�صيج �ملتعارف عليها، ك�صناعة من �حلقول

�لغذ�ئية، و�أي�صا �صناعة �لثقافة، و�ملنتج هو كل ما يتم �إعد�ده من

خالل عمليات �لت�صنيع. و�لتعامل مع �لفن كمنتج يجعل �لعملية

�لفنية �أكرث �إتاحة للتحليل د�خل �صياقه �لب�صري. من خالل مدخل

�ل�صناعة ناق�ش �لفنانون و�لكتاب، يف �صكل جل�صات قر�ءة، وجل�صات

نقا�ش مغلقة، �ملمار�صة �لفنية، من حيث كونها �صناعة، بعيد� عن �أي

�حتكاك رومان�صي للعملية �لفنية و�ل�صناعات �لثقافية، خ�صو�صا

و��صتنباط �إيجاد م�صر، حماولني يف �ملعا�صر �لفني �مل�صهد يف

مالمح لتلك �ملمار�صات �لفنية كمنتج �صناعي، وتو�صيح ت�صور ما

لأنو�ع تلك �للغات �لفنية و�لإنتاجية و�لأيديولوجية، وطرح �أ�صئلة

تفتح بابا جد�ليا عن م�صئولية تلك �ل�صناعة يف �صياق �ملوؤ�ص�صات

و�ملمار�صني و�لكتاب و�لقيمني.

خالل تلك �لنقا�صات و�جلل�صات و�لكتابات متت �ل�صتعانة مبنهج

وخالن �ل�صفاء »�أخو�ن نظرية، قاعدة مبثابة حمدد، فل�صفي

�ملو�صيقى، و�صناعة �جل�صمانيات ف�صل خ�صو�صا �لوفاء«(*)،

يف وجدت تاأملية ول رومان�صية ل تفكري طرق ب�صدد �أننا مبا

فهم ح�صني مروه(**) باأنهم يعملون على »�أخو�ن �ل�صفا«، كما يو�ص

بت�صور مقرتنا �لتاأملي �لتفكري ي�صع نحو على �لأ�صياء حتديد

ثالث ب�صدد كانو� �أنهم فرنى للمجتمع، �ملادية للظروف و��صح

نقاط جوهرية، وهي: رف�صهم للتقليد �ملطلق يف �ل�صياق �لرت�ثي،

�إعادة تف�صري �لن�ش، وقولهم بالتجديد �ملمار�صاتي. فالثالث نقاط

�ل�صفا« يف ع�صرهم يف »�أخو�ن بها �نفرد �ل�صابقة هي عنا�صر

جمال �ل�صر�ع �لأيديولوجي، فتميزو� عن غريهم مب�صروع �لعلوم

و�لفنون �لتطبيقية، و�لرتكيز على مناهج تفكري عقلية ومادية، �إذ

نرى �أنها ي�صوبها من �مليتافيزيقيات �لقليل، ولكن مل يوؤثر يف قو�م

�ملالمح �ملادية ملنهجيتهم.

وخالن �ل�صفاء »�أخو�ن مو�صوعني: �إطار يف �ملناق�صات متت

�لوفاء«، و»�ل�صناعات �لب�صرية �ملتعددة«. فكان هذ� �لعمل �لن�صي

�أنه و�آر�ء جند مو�قف من و�لكتاب �لفنانون ما طرحه نتاج هو

يف بع�صها قد مت دمج كال �ملو�صوعني باعتبارهما �متد�د� من قاعدة

نظرية فل�صفية �إىل عملية مادية، و�ن�صغل �لبع�ش بنقد »�أخو�ن �ل�صفا«؛

كونهم خلطو� �لعلوم بامليتافيزيقيات، و�لبع�ش جتنب �خلو�ش يف »�أخو�ن

�ل�صفا«، و�لتزم بال�صياق �ل�صناعي �لب�صري. ولكن �ملالمح �لتي �صادت

يف جل �لن�صو�ش هي �لت�صاوؤلت، لي�صت �لت�صاوؤلت �لتي تفر�ش نف�صها

للبحث عن �إجابات، بل �لت�صاوؤلت �لتي تبحث عن �صياق معني بالنقا�ش.

حممد عبد الكرمي

فنان ب�صري. ولد يف حمافظة �ملنيا عام 1983. در�ش يف كلية �لرتبية

�لفنية يف �لقاهرة، وبرنامج �أ�صغال د�خلية (�أ�صكال �ألو�ن) ببريوت،

ويعمل على م�صروع »تطبيقات مو�زية«.

بالب�صرة، �لفال�صفة من جمموعة ظهرت �مليالدي و�لعا�صر �لهجري �لثالث �لقرن يف (*)

�لالهوت، و �لفل�صفة �يل مرور� و�لفلك، �ملو�صيقي و و�لريا�صيات �لعلم �هتماماتهم يف كانت

�لتوفيق حاول �لر�صائل تلك بع�ش ر�صالة، ٥٢ طريق عن و�بحاثهم فل�صفاتهم بتدوين وقامو

بني �لفل�صفات �ملعروفه يف ذلك �لوقت. وقد ذ�ع �صيت ر�صائلهم يف �ماكن �صتى حتي و�صل �يل

�لندل�ش. ��صتغلو >>�خو�ن �ل�صفا<< يف �صكل جمموعه �صرية يحيطها �لكتمان حتي عام 334

هجرية، وليوجد �أي دليل يحدد من هم �ع�صاء >>�خو�ن �ل�صفا <<

ح�صني مروه 191٠- 198٦، �لنزعات �ملادية يف �لفل�صلفة �لعربية �ل�صالمية، �جلزء �لثاين، (**)

د�ر �لفار�بي، بريوت 19٧9.

Page 2: تطبيقات موازية

لع على والدتنا وال على موتنا اأحد«. »ال يط

�أن علينا يحتم �ليوم، �لوفا وخالن �ل�صفا �إخو�ن جتربة نقر�أ �أن

�ليوم �أن ينخرط �أي عما يكن تاأ�صيله منها، بو�صعنا نت�صاءل عما

د�خل �صياقات �صو�غلنا �لفكرية �ملعا�صرة. بيد �أن �لإجابة عن هذ�

�لت�صاوؤل �إجابات، كما �أن �لدخول �إليه وطرق طرحه متعددة. ومر�مي

هذ� �لن�ش و��صحة بقدر ما هي ب�صيطة، �إذ لن ننغم�ش خالله بجوهر

�لق�صايا �لفكرية، �لفل�صفية و�لعقائدية �لتي طرحها �إخو�ن �ل�صفا،

بقدر ما نروم �لت�صاوؤل عن �صكلهم �لتنظيمي و�لهيكلة �لتي �إعتمدوها

ت�صاوؤل من �خلارج (من �أنه لنقل �لتكون، و�لإجتماع، و�لن�صاط. يف

خارج �لن�ش وطو�ف حوله)، وعن هند�صة بنيتهم كمجموعة.

فكيف نقر�أ، عرب هذ� �ملدخل، جتربة ع�صبة خلت ومل ت�صلنا منها

�ل�صرية �لذ�تية، ول �لبيوغر�فيا، ومل ترتك ور�ءها غري ما �ألفت من

ن�صو�ش هي �لر�صائل ؟

بل من�صي �أماما لن�صاأل كذلك: هل لنا �أن نعيد قر�ءة �ملعا�صرة (�لفنية

�ل�صفا �إخو�ن �لأ�صيلة، جتربة �لتجربة متخذين من هذه و�لأدبية)

وخالن �لوفا، مرتكز� يخول لنا م�صاءلة مفاهيمها و�صو�غلها؟

)anonymous( املجهولون

devenir( وال�صريورة الالمدركة

:)imperceptible

بو�صعنا �أن نقول �أن �ل�صوؤ�ل �لأقوم هو »ما هم �إخو�ن �ل�صفا؟«، عو�صا

لز�لت �ل�صفاء �إخو�ن هوية �أن �إذ �ل�صفا؟«. �إخو�ن هم »من عن

جمهولة حتى �لآن فلم يعرف �ملعلقون عليهم ب�صكل نهائي وحا�صم،

على مر �لتاريخ، �أحد� منهم. وهنالك خالفات كثرية حول �أ�صمائهم.

ول توجد �صوى �إ�صارة تاريخية و�حدة، غالبا ما مت �لإعتماد عليها حول

هذه �جلماعة، وهي ما ذكره �أبو حيان �لتوحيدي، يف كتاب »�لإمتاع

و�ملوؤ�ن�صة«. �إذ ياأتي ذكر �إخو�ن �ل�صفا يف �لليلة �ل�صابعة ع�صرة، حيث

ي�صاأل �لوزير عن زيد بن رفاعة وعن مذهبه، فاأجاب: »هناك ذكاء

يف ومت�صع متنا�صرة، و�صو�نح حا�صرة، ويقظة وقاد، وذهن غالب،

فنون �لنظم و�لنرث، مع �لكناية �لبارعة يف �حل�صاب و�لبالغة، وحفظ

�أيام �لنا�ش، و�صماع للمقالت، وتب�صر يف �لآر�ء و�لديانات، وت�صرف

بها جماعة و�صادف زمانا طويال بالب�صرة �أقام وقد فن... كل يف

لأ�صناف �لعلم، و�أنو�ع �ل�صناعة؛ منهم �أبو �صليمان حممد بن مع�صر

�لب�صتي، ويعرف باملقد�صي، و�أبو �حل�صن علي بن هارون �لزجناين،

و�أبو �أحمد �ملهرجاين و�لعويف وغريهم، ف�صحبهم وخدمهم؛ وكانت

هذه �لع�صابة قد تاآلفت بالع�صرة، وت�صافت بال�صد�قة و�جتمعت على

�لقد�ش و�لطهارة و�لن�صيحة، فو�صعو� بينهم مذهبا زعمو� �أنهم قربو�

�أنهم وذلك �إىل جنته، و�مل�صري �هلل بر�صو�ن �لفوز �إىل �لطريق به

ول بال�صاللت؛ و�ختلطت باجلهالت، دن�صت قد �ل�صريعة قالو�:

�صبيل �إىل غ�صلها وتطهريها �إل بالفل�صفة، وذلك لأنها حاوية للحكمة

�لعتيادية، و�مل�صلحة �لجتهادية«. وبرغم ذلك، فاإننا ل نرى يف هذ�

�ل�صفا �إخو�ن جماعة هوية حول �صك لكل قاطعا ح�صما �حلديث

كاأ�صخا�ش و�أفر�د. وهذ� ما ي�صعنا �أمام حتمية �لت�صاوؤل: ملاذ� هذ�

�ل�صعي �إىل �إخفاء هوياتهم؟ وهل كان هذ� �لتخفي ناجما فقط عن

�أمنية ب�صبب تعار�ش مقولتهم مع �خلطاب �لفكري حيطة وخ�صية

�أ�ص�ش �صا من �أ لت�صري �أنهم وظفوها كذلك �أم لل�صلطة؟ و�لعقائدي

و�لفكري �لتنظيمي ن�صيجهم يقوم عليه رئي�صيا وقو�ما جمموعتهم

�أي�صا؟

لأن �صاغل هذ� �لن�ش، كما �أ�صرنا منذ �لبدء، حماولة قر�ءة جتربة

�إخو�ن �ل�صفا باأعني معا�صرة، فاإننا لن نروم �لبحث لهذه �لت�صاوؤلت

عن مد�خل تاأريخية لالإجابة، بقدر ما ن�صعى �إىل فهمها/�إعادة فهمها

�أنها �ل�صفا، �إخو�ن ر�صائل �إز�ء �لقول، ويكننا م�صتحدثا. فهما

ن�صو�ش »للجميع، ولي�صت لأحد« ، �إذ �أنها ل حتمل توقيعا �صخ�صيا

وم�صخ�صنا، بل تنت�صب �صياغتها �إىل جمموعة (جمموعة جتتمع على

�أو –حتى �إننا نقف على غياب هوية �ملوؤلف، قيمة/فكرة: �ل�صفا).

ن�صتعمل عبارة رولن بارت- »موت �ملوؤلف« �لأ�صلي، »�ل�صوت يفقد

، �إذ�، �لكتابة«. ي�صمحلم�صدره، �ملوؤلف يدخل يف موته �خلا�ش، تبد�أ

م�صدر �لن�ش-�لر�صالة، تتال�صى هوية موؤلفه-ها، حتى ل يبقى مهما

و�لتدبر: �لقر�ءة �لقارئ عند نف�ش يعتمل يف وما معانيه-ها �صوى

ميالد �أ�صطورتها: نقو�ش �أن علينا م�صتقبلها، للكتابة نرجع »حتى

�إنتفاء �لإنتفاء، وهذ� �ملوؤلف«. موت ثمنه يكون �أن يجب �لقارئ

�إجر�ء كونه جمرد عن نرى كما �إذ� يكف وم�صدره، �ملوؤلف، هوية

�أمني، ليكت�صي قيمة �أ�صتتيقية هامة، تخرج �لن�ش من �صيق �لإنت�صاب

�مل�صدري، ليت�صع لإمكانات رحبة، مل�صالك �لتلقف �ملتعددة و�ملختلفة،

بهوية �جل�صم �لذي يكتبه �إذ تنفتح حينما »تتال�صى كل هوية، بدء�

نف�صه«.

م�صدر �إخفاء �أي »�لتخفي«، جتارب فاإن �ملعا�صر، �لفن يف �أما

جتربة وهي �أل �لغرب، يف �أ�صهرها نذكر قد متعددة. »�لأثر«،

بقدر �صخ�ش، �إ�صم لي�ش �أي علم، �إ�صم لي�ش و«بانك�صي« بانك�صي.

ما هو �إم�صاء بو�صع �أي �صخ�ش �أن ي�صعه على عمل حائطي ينجزه.

�لتدخل يف ما طريقة �إىل حتيل عالمة �صار »بانك�صي« �أن لنقل

�ملعا�صر، �لفن يف �لعربي، �لعامل ويف �لعام. بالف�صاء �لب�صري

فبو�صعنا �أن نذكر جتربة حركة »�أهل �لكهف«، مثال، �لتي تذكر يف

بيانها �لتاأ�صي�صي �لذي ن�صرته يف �صنة ٢٠11 عرب �ملو�قع �لإجتماعية

بالأنرتنت:

�لإرهابية متار�ش �ل�صبكات من �لكهف« هي جمموعة »�أهل حركة

وتن�صر �لإرهاب �لأ�صتتيقي.

�أية تون�صية، ول م�صرية، ول عربية، ول من لي�صت �لكهف« »�أهل

جن�صية. هي وباء ينت�صر عرب �لعدوى.

تنا. مالحظة �أوىل: حتى �لبولي�ش ل يعلم عد

(...)

�إذ� مررت ب�صارع ووجدت على جد�ر �إحدى �أعمال »�أهل �لكهف«،

من و�صعره قيمته ي�صتمد �لفني �لأثر �أن يقال �إم�صاءك. �صع

�لإم�صاء.«

ونالحظ لدى هذه �حلركة، حركة »�أهل �لكهف«، من خالل ما ي�صرعون

جمهويل �أع�صاوؤها يبقى و�أن �لتخفي هاج�ش �لبيان، هذ� يف له

فقط �لو�جهة على ليطفو �ل�صخ�صي، �لتعريف عن بعيد� �لهوية،

�أي تال�صي هووي، ومكاين، تام، »�أهل �لكهف«. وهو تخفي �إم�صاء

و�أي�صا �إ�صمحالل يف �لزمان برف�صهم �أن يكون »لأهل �لكهف« تاريخ

من إخــــوان الصـــفـــاإىل حــركــات املـقـاومـة

األســتتيقيـة املعـاصــرة:

»الصريورة الالمــدركـة«.

ويتجلى زمنيا/مكانيا، حم�صور� »حدثا« بذلك يكونو� و�أن ن�صاأة

ومغربا، م�صرقا �صالفني، ملبدعني ن�صبهم يف خا�صة �ملوقف هذ�

و�جلياليل �صمادح، ومنور �لدوعاجي، وعلي �صكري، حممد مثل

�إيزو، �إيزيدور تز�ر�، تري�صتان �لع�ش، �جلبار وعبد �لغرباوي،

وجري��صيم لوكا، وليو فريي، وغريهم �إىل »�أهل �لكهف«. ولكن، وجب

ت�صابهه �لتخفي، برغم �ملتمثل يف �لإجر�ء �أن هذ� �أن نو�صح علينا

مبكان مع ما ذكرنا من �صاأن �إخو�ن �ل�صفا ور�صائلهم، فاإنه يكت�صي

�أخرى، جديدة، معاين �ملعا�صر �لفن وحركات �ل�صارع فناين لدى

وينطلق من �صرور�ت خمتلفة. �إذ، �صيا�صيا، يكت�صي �ليوم ��صمحالل

هند�صة تبدل يليها رهانات وتال�صيها، �لفنان، �أو �ملوؤلف هوية

كما »�لإمرب�طورية«، �صكل و�إتخاذه �لر�هن �لعامل وتغري �ل�صلطة،

�صماه �أنطونيو نيغري ومي�صال هاردت، مبا هو جهاز »حكم بال مركز

ول �إقليم« ول حدود. �إذ �إنق�صى ع�صر »�ملثقف« (مبعناه �ل�صالف)،

يو�صح ذلك (multitudes)، كما �إندثر. فاجلماهري �أنه لنقل بل

�لفيل�صوف فتحي �مل�صكيني يف كتاب »�لفيل�صوف و�لإمرب�طورية«، مل

عن بدل يفكر �جلمهور »�إن تفكر. حتى �ملثقفني �إىل بحاجة تعد

�إنت�صار�«، �ملثقفني جميعا«. �ل�صلطة تغريت، و�صارت »�أكرث �لأ�صياء

حا�صرة يف كل مكان، ومل تبق مركزية. ولذلك فاإن ممار�صة �ل�صيا�صة،

�أي ممار�صة �ملقاومة، قد تغريت بدورها. و�صرنا نتحدث عن �صيا�صة

حيوية (بيو �صيا�صة)، ومقاومة �ل�صلطة مل يعد �صاأنا موكول لأحز�ب،

�صارت �لإ�صتقطابي. �أي �لكال�صيكي باملعنى ومثقفني ونخب،

ولعل �حلو�ر يار�ش يف كل جمالت �حلياة. �إبد�عي فعل �ملقاومة

د�ر بني مي�صال فوكو وجيل دولوز، يف 4 مار�ش/�آذ�ر 19٧٢، �لذي

يقول مي�صال �إذ وتبيينا. ب�صطا و�لأكرث عن ذلك �إخبار� �لأكرث هو

فوكو: »�إن ما �كت�صفه �ملثقفون منذ �حلالة �جلديدة، �أو منذ فرتة، هو

�أن �جلماهري مل تعد يف حاجة �إليهم، لتعرف، لأن �جلماهري تعرف

متاما، وبو�صوح، وحتى �أف�صل منهم، وتقول ذلك بقوة. ولكنه يوجد

نظام من �ل�صلطة يعيق وينع ويعرقل هذ� �خلطاب وهذه �ملعرفة.

�صلطة لي�صت فقط يف �لهيئات �لعليا للرقابة ولكنه يف �صبكة �ملجتمع

من جزء� ي�صكلون �أنف�صهم و�ملثقفون ودقيق. وحاذق عميق ب�صكل

نظام هذه �ل�صلطة. ودور �ملثقف لي�ش �أن يتموقع »هناك �إىل �لأمام

قليال �أو �إىل �جلانب �صيئا ما« من �أجل �أن يقول �حلقيقة �خلر�صاء،

عليه بالأحرى �أن ي�صارع وينا�صل �صد �أ�صكال �ل�صلطة حيث يكون،

يف نف�ش �لوقت، مو�صوعا و�أد�ة: يف نظام »�ملعرفة« و«�حلقيقة » يف

»�لوعي« ويف »�خلطاب«. بهذ� �ملعنى فاإن �لنظرية ل تعرب عن �صيء،

ولكنها ممار�صة. �إنها معينا، تطبيقا متار�ش ول �صيئا، ترتجم ول

ممار�صة حملية وجهوية، وكما تقول: لي�صت كلية . �ل�صر�ع �أو �لن�صال

�صد �ل�صلطة، �لن�صال من �جل �إظهارها، هنالك حيث ل ترى و حيث

من بالكثري دفع �خلطري �لتغري وهذ� ودهاء«. مكر� �أكرث تكون

�لفنانني و�حلركات �لفنية �إىل �إعادة �لتفكري و�لت�صاوؤل حول مكانة

�لفنان و�صكله �جلديد د�خل �ملجتمع. جند هذ� �لنقد مكت�صيا �صيغة

ر�ديكالية، عا�صفة و�صاخرة لدى فنان »�لفليك�صو�ش« Fluxus جورج

Prospectus de بيان يف George Maciunas ما�صيونا�ش

19٦٥ بتهكمه �ل�صريح على �لوهم �ملتف�صي و�لقائل ب�صرورية �لفنان،

وحاجة �لنا�ش و�ملجتمع �ملا�صة و�حلتمية �إليه، وح�صريته، ونخبويته،

حتى وغام�صا، و�إ�صتثنائيا، معقد� �لفني �لأثر يكون �أن ووجوب

تت�صخم معه �صورة �لفنان... وهذ� �لتهكم �لالذع جلورج ما�صيونا�ش

�إمنا يعرب عن وعي جديد، جامح، بتغري �صكل �لفنان و�ملثقف عامة

مع تغري �أ�صكال �ل�صلطة، وبالتايل تغري �أ�صكال �ل�صر�ع و�مل�صارعني

�لفنان، و�صكل بوظيفة �ملتعلقة �لرهانات، هذه �أن كما �صدها.

و�ل�صمولية، حول �لكربى، �لهووية �ل�صرديات كذلك مبوت مرتبطة

�إن�صي«. وبزو�ل هذه �أننا �صرنا نتحدث عن »حيو�ن �لإن�صان. لنقل

�ل�صرديات �ملت�صخمة، ز�لت معها �أ�صباب ت�صخم »�ملوؤلف« ومكانته.

ومتف�صي، منت�صر مت�صعب، مركزي، ل منحى �ل�صلطة �إتخاذ ومع

ي�صميها جديدة هيئة و�إبد�عا، وفنا �صيا�صة �ملقاومة، �إتخذت

متناهية ، moléculaire »هبائية/جزيئية« غاتاري فيليك�ش

�ل�صغر و�ل�صاآلة، وي�صميها كذلك جيل دولوز مبعية فيليك�ش غاتاري

ت�صتطيع، ل »فالدولة �إفالت، atomique، هي خطوط »ذريرية«

مهما حاولت، مر�قبة �أو �لتحكم فيما يظل يعن يف �لغياب و�لهروب،

منفلتا عن كل عملية قب�ش مت�صك به. فثمة د�ئما �صيء يفلت، خط

�لدولة لأن (...) �لأفق عند مالحمه تبني تكاد ل هارب، مبهم

تت�صرف وتبادر د�ئما من خالل �خلطوط �لغليظة. غري �أن �خلطوط

�لرقيقة �ملمعنة يف �لهروب و�لإحتجاب و�لتو�ري تظل تفلت باإ�صتمر�ر

عن قب�صة �مل�صك �لتي حتاولها �خلطوط �لغليظة«. و�أن ت�صري غري

مدركا (�ل�صريورة �لالمدركة)، كما يو�صح ذلك جيل دولوز يف كتاب

ذ�تك من تتجرد �أن ل�صخ�صية: �صريورة ي�صرتط ح«، م�صط »�ألف

حتى ت�صري ذ�تك كل �لنا�ش، وهو �أمر يف غاية �ل�صعوبة، يحتاج قدرة

�ل�صهل من »ولي�ش و�لتخل�ش: و�لإ�صمحالل، �لتال�صي، على رهيبة

بتاتا، �أن ل تالحظ �أو جتلب �لإنتباه. �أن تكون جمهول، ونكرة متاما

حتى لدى �ملعينة �ملنزلية وجري�نك. �إنه لغاية يف �ل�صعوبة، �أن تكون

�أن بو�صع �جلميع لي�ش �إذ يف ذلك ق�صية �صريورة. »مثل« �جلميع،

لأجل لبد �صريورة. �جلميع من يجعلو� �أن �جلميع، مثل ي�صريو�

�لتو��صع �خلالق«. وكم �لر�صانة، ومن �لزهد، من �لكثري من ذلك

من �لتو��صع، ونكر�ن �لذ�ت، يلزم كي تنتمي جلماعة، تفكر باإ�صمهم،

2

Page 3: تطبيقات موازية

لدى معتمدة �ليوم جندها وغريها، �لتنظيمية، �لإجر�ء�ت هذه

حركات �لفن �ملعا�صر، وفن �ل�صارع، وتنظيمات �ملقاومة �لأ�صتتيقية،

نو�صح ولكننا �ل�صلطة. مع �لتنظيمية �لقطيعة على حر�صهم يف

هذه بع�ش ت�صتخدم كانت و�إن �ليوم، �حلركات، هذه �أن �إلز�ما

�لأ�صاليب �لإجر�ئية، فاإن هند�صتها �لتنظيمية و�أ�صكال تكونها مغايرة

حة، بال هرمية ودون متاما، �إذ ت�صري وفق هند�صة �أفقية �لبنية، م�صط

مفهوم م�صتخدمني لنقل، و�أو�مر. تعليمات �أو ممثلني �أو زعامات

فهو �لريزوم »و�أما ،(Rhizomes) »ت�صجريية« �أنها دولوز، جيل

لي�ش �ل�صورة �ملن�صوجة عن �لنموذج �لأ�صلي. فـ«�لريزوم« لي�ش متثال

Représentative، ولي�ش �صفة من �ل�صفات �لتي تلحق بال�صبيه �ملنف�صل عن منوذجه«.

»الر�صالة« والبيان )املانيف�صتو( يف الفن

املعا�صر:

تغري �صكل �لبيان، م�صمونه ورهاناته، مع ظهور حركة »د�د�«، �إذ مل

ذ� »مانيف�صتو« و�صار �ل�صيا�صية و�لنخب �لأحز�ب على حكر� يعد

مز�عم ، مثبتتة ونافية، فنية (��صتتيقية). »متخل�صا من �لإ�صتعمال

�ملوجودة �لقوى تو�صيح �إدعائه من وبالتحديد للبيان، �ل�صيا�صي

�لبغي�صة، د�د� هي �أول تر�صيخ (�أو مطلب) متظهر للذ�ت«. ولكن، �إذ

تخل�ش �لبيان من �لتوظيف �ل�صيا�صي، مبعناه �حلزبي و�لتعبوي، فال

نظن �أنه قد �إنف�صل عن �ل�صيا�صي، مبعناه �لثوري �حلق، �أي �حليوي.

بفهم نقول، �أن �ليوم ي�صعنا �لد�د�ئي، �لع�صيان منذ �إت�صق هو بل

جديد لل�صيا�صية لي�ش مبا هي ممار�صة تن�صبط لنظم مركزية �لبنية

�صيا�صة)، (بيو حياة �صيا�صة هي مبا بل م�صبقة، ولرب�مج و�لقر�ر

مبا هي �إنت�صار �صبكي، ومبا هي خلق ر�ديكايل. و�إذ تخل�ش �لبيان،

مع هذه �لو�قعة �مل�صمات »د�د�«، من �صرط �لرد على حدث ما، �أي

على �لر�هن و�حليني و�حلدث، فاإنه �صار بذلك �إنغما�صا �إ�صكاليا يف

�ملحايث. ولكن �ل�صوؤ�ل هو: كيف علينا �أن نفهم هذ� �لتغري �لتاريخي

�لطارئ على �لبيان (�ملانيف�صتو)؟

�مل�صرتك �لتنظم �أ�صكال �لذي عرفته �لتغري �أن نطرح هنا فر�صية

وبنى �حلركات (�لفنية) قد �أثر على �صكل �لبيان نف�صه. مل تعد �لبنى

مركزية هرمية وعلوية، بل �صارت �أفقية و�صبكية، وبالتايل تخل�صت

من �لفنية، �حلركات تد�ول ومع كتعليمات. وظيفتها من �لبيانات

�صريالية �إىل و�قعية جديدة �إىل �حلروفية (Lettrisme) و�ل�صياقية

وظيفة مرة كل �لبيان يف �إتخذ (Situationnisme)، وغريها،

�أحدثته �لذي �لإنفجار �أ�ص�ش مكت�صبات و�صكال جديد�، مبنيا على

»د�د�«. �صار �لبيان »يح�صي �لرو�بط �لنظرية، وي�صري �إىل ما ل يكن

�لأفكار من ما لكتيبة باإعالن حرب �أ�صبه �صار .»(...) به �لإقر�ر

باأن �صارت �حلركات �لفنية نف�صها »�آلت حرب �أخرى، �أفكار على

(�أو حرب« »�آلة �ملفهوم، �أو �مل�صطلح هذ� ن�صتعمل و�إذ مرتحلة«.

»�آلة حربية«)، �لذي خلقه جيل دولوز وفيليك�ش غاتاري لنفهم عربه

»«�لآلة �حلربية« �أن نو�صح فاإننا �ملعا�صر، �لفني �لع�صيان حركات

باأي جهاز تنظيمي ع�صكري. وهي لي�صت ملحقة لي�صت لها عالقة

�ل�صد�مي عن و�إنف�صال هذه �حلركات �لدولة«. تابعة »بجهاز« ول

�ل�صياق بهذ� يت�صق غالبا، �لثقافة موؤ�ص�صات وعن كجهاز، �لدولة

ع�صرها، يف �ل�صفا، �إخو�ن حركة كانت كما متاما »�حلربي«...

�إنف�صال تاما عن �ل�صلطة، موؤ�ص�صات ومقولت.

�لوفا، على �صوء ما ب�صطنا �إخو�ن �ل�صفا وخالن �إىل ر�صائل نعود

) �لبيانات من �إ�صتباقيا �صنفا �إعتبارها يكن �أل لن�صاأل: �أعاله،

�ملانيف�صتو�ت)؟

هي حتما ل تنتمي �إىل �صنف �لر�صالة �لإعتيادية، �إذ لي�صت موجهة

�إىل عنو�ن بعينه. وغياب �لعنو�ن، �أي �ملتلقي، يجعلها مفتوحة زمانيا

ومكانيا. لنقل �أنها ر�صائل بال متلقف وتاريخ و�صول حمدد، تخل�ش

�صياغة �إعادة �أي فهم مغاير »لالآن«، �لآن، �لر�هن وقيد من ر�بط

له، و�إبد�ع للمحايث. �إذ� ما �أقبلنا عليها من هذه �لز�وية، فاإن ر�صائل

�صنف ظهور قبل �أي �لأو�ن، قبل بيانات ت�صحي �ل�صفا �إخو�ن

�لبيانات لدى �حلركات �لفنية و�لفكرية يف �لغرب.

يف �لعامل �لعربي، ظهرت �لبيانات ب�صكلها �حلديث لدى فيالق من

بني�ش وحممد �أدوني�ش بيانات مثال فعرفنا �لطالئعيني، �ملبدعني

و�أمني �صالح وقا�صم حد�د، �مل�صرتكة، وبيانات حممود دروي�ش ورفاق

�لعرب، وغريها حتى �ل�صرياليني وبيان �لكرمل)، »�لكرمل« (جملة

�ملجموعات، هذه بع�ش حاولت وقد كلها... ذكرها على نقع ل

كمجموعة �أدوني�ش وحممد بني�ش و�أمني �صالح وقا�صم حد�د ، مثال،

من �صالفة بتجارب ت�صله �أن �أي هذ�، �ملعا�صرة �إختبار توؤ�صل �أن

�صوء على قر�ءتها �إعادة عرب �لعربي-�لإ�صالمي، �لفكري موروثنا

مكت�صبات ما من ثور�ت �لفكر و�لفن �لغربي �حلديث. ولكننا ننده�ش

�أن ل و�حد� من هذه �لبيانات، على علمنا، قد ت�صاءل عن �صكل �لبيان

(�ملانيف�صتو) نف�صه. وهل �أن بو�صعه �أن يكون له جذور� ما يف �ملنتوج

توؤلف وتكتب باإ�صمهم، مت�صي باإ�صمهم، ل باإ�صمك �ل�صخ�صي، غري

�أو مثنني ! حتى جيل �إليك �لنا�ش يوما ممتنني طامع يف �أن يلتفت

�لالمدرك«، »�صريورة عن يكتبان حينما غاتاري وفيليك�ش دولوز

�إمنا يخف�صان لها جناح �لذل ويوظفان معجم ورع مربك: »�أن توؤ�تي

ميقات �لعامل. هي ذي �ل�صلة �جلامعة بني �لف�صائل �لثالث، ف�صائل

�لالمدرك و�ملدغم و �ملبهم. ومعناه �أن ت�صتحيل �إىل خط جمرد، �أو

فيه مع خطوط تندغم �لذي تدرك �حليز �أن �أجل �إىل همزة، من

�أخرى، لت�صتكن بذلك يف �لفر�دة كما يف �إبهام �ملبدع«.

القطيعة التنظيمية مع الدولة كجهاز

وموؤ�ص�صات:

يف �صنة 19٧٧، علق �لفنان و�ملنظر روبرت فيليو على �إفتتاح مركز

دي�صامب)، مار�صيل لتجربة بتكرمي ��صتهل (�لذي بباري�ش بومبيدو

، ول �ألوع، بهذه �لكلمات: »هذ� �مل�صاء، ��صتكملت هزيتنا«. لي�ش �أمر

�لفنانني، من جيلني �إن �لكلمات... هذه من و�أ�صفا �أ�صى �أكرث ول

بالغرب، �أو �أكرث من �لذين �أفلتو� باألعيب �صتى عن قب�صة �لدولة،

بومبيدو. مركز بت�صييد �لقب�ش عليهم لقي �أ قد �ملوؤ�ص�صة، �ملركز،

د �صخرية هذ� ما حتيطنا لوعة روبرت فيليو به علما. ولي�صت جمر

بالذ�ت، دو�صامب مار�صيل لتجربة تكريا �لإفتتاح يكون �أن �أقد�ر

بل »عملية نوعية« (�إن �إ�صتخدمنا معجما ع�صكريا)، و�إعالنا �صريحا

لي�ش �أنه نف�صه عن يقول كان �لذي دو�صامب فمار�صيل للحرب.

artiste + anarchiste (�أي »�أنرتي�صت« بل (�أرتي�صت)، فنانا

على للتمرد رمز� كان �مل�صطلح، هذ� مبتدعا (= anarchisteموؤ�ص�صات �لفن برمتها، عر�صا وتقييما. وكان »نبعه« (�ملرحا�ش) قد

�صكل �أقوى �صربة لكل تلك �ملوؤ�ص�صات على مر تاريخ �لفن �لغربي،

و�صوؤ�ل معجز� لها، قد دخل ذلك �مل�صاء حب�ش بومبيدو �جلديد.

�أدباء طرحها جديدة، لي�صت و�ل�صلطة« »�ملبدع جدلية تاأكيد، بكل

�لعرب قديا من �أبي �لعالء �ملعري �إىل �بن �ملقفع، و�صملها بالتحليل

مفكرونا من �لناقد توفيق بكار �إىل �ملفكر مهدي عامل، وحتى �إدو�رد

�صعيد �أخري�، هي قدية قدم ت�صكل �ل�صلطة يف �ملجتمع، وقدم مترد

مرة يتخذ يف كل �أنه بيد د�ئم، �لإن�صان. �صر�ع �صيطان �خللق يف

�ليوم �ل�صلطة �ل�صلطة... ولكن �أ�صكال تتغري بتغري �أ�صكال جديدة،

يف كل مكان، يف كل قطاع، يف كل جمال: » �إذ� �أخذنا بعني �لإعتبار

�أقول �أن �أريد وكلية. �صاملة روؤية لها �ل�صلطة فاإن �لو�صع �حلايل،

يتم تعميمها ب�صهولة من �ملتعددة، �لقمع �حلالية، �أ�صكال �أن جميع

�أي من و�أكرث هو، �لبولي�صي �لقمع لأن (...) �ل�صلطة نظر وجهة

م�صتوى لل�صباب على قليلة ولأن حاجتنا نا�صط، قمع وقت م�صى،

�صوق �لعمل. كل �أنو�ع �حلرف �صت�صبح توؤدي وظائف بولي�صية حمددة

�أ�صكالهم، بجميع مربون نف�صانيون، �أ�صاتذة، حمللون : فاأكرث �أكرث

�إىل �إنتمائهم �ل�صفا، برغم �إخو�ن �أن �لطريف بحق، �لخ«... ولكن

زمنية �أخرى �إكت�صت فيها �ل�صلطة �صكال وهند�صة مغايرة، قد �تخذو�

�أ�صكال تنظيمية �أ�صبه ما يكون بتلك �لتي �إهتدت �إليها �ليوم حركات

�ملقاومة �لأ�صتتيقية للبقاء خارج طوق �ل�صلطة. نذكر منها:

* �لتقية، وهي مبد�أ �أ�صا�صي يف تنظيم �إخو�ن �ل�صفا، �صمنو� من

خاللها �نت�صار فكرهم بعيد� عن �لع�ص�ش �أو �لعدو �ملرتب�ش بهم، وهي

�إجر�ء حتم عليهم �أحيانا �لتفرق يف �لبالد ومفارقة �لديار. �إذ و�أدركو�

�أن �إعالنهم عن �أنف�صهم، هوياتهم، نو�ياهم، يعر�صهم لبط�ش �صلطان

�لدولة �لعبا�صية، و�أن �ملو�جهة �ملعلنة و�ملك�صوفة لل�صلطة، قد تعني

نهايتهم. وكانت �لتقية تنطبق على كو�در �لتنظيم كلها، بال �إ�صتثناء.

* �عتمدو� مبد�أ �ل�صك، وذلك ق�صد ��صتبيان كافة �صمات �صخ�صية

�إل بعد �إليهم، وعدم �لإعتماد عليه و�لإرتياح له ح لالإن�صمام �ملر�ص

�ختبار �أفكاره و�آر�ئه وطباعه، حتى ل يقعو� يف مغبة �لند�صا�ش. �إذ

ة قبل �أخذ �لعهدة عليه، و�أد�ئه ير �ملر�صح باإختبار�ت ومر�حل عد

قد حتديد� �لإجر�ء وهذ� منهم... و�حد� به ي�صري �لذي �لق�صم

يخ�صعون كانو� �إذ ،(les Situationnistes) �ل�صياقيون �إعتمده

ة، غريبة ومتطرفة، قبل ح لالإن�صمام �إليهم �إىل �إختبار�ت عد كل مر�ص

قبول ع�صويته. ويكون �للقاء به، و�إختباره، يف كنف �ل�صرية.

* �إجتماعاتهم كانت تدور يف �صرية متناهية، وب�صكل دوري، مرة كل

�إثني ع�صر يوما.

* �لتوزع يف خاليا �صبكية، �إذ بعثو� خاليا يف �صتى طبقات �ملجتمع،

رة و�إىل �لفئات �ملرتفة من �ملجتمع، وهذ� ما خول من �لفئات �ملفق

لهم �لإنت�صار و�كت�صاب جماهريية و��صعة. وقد �ختارو� من كل فئة

من�صقا عنهم من نف�ش فئتهم.

نبتغي �لذي و�ل�صوؤ�ل �صالفا. �لعرب لدى و�لفني �لأدبي �لفكري،

�لو�صول �إليه �أخري�: هل كان من �ملمكن، مثال، �أن يرتجم م�صطلح

�أو »بيان« عن عو�صا بـ«ر�صالة«، �لعربية �للغة �إىل manifesto»مانيف�صتو«؟

وهل كان هذ� �لتغري يف �لرتجمة، وبالتايل يف �لإ�صتيعاب، �صيوؤدي

د�خل �لر�صالة للبيان/�أو ممكنة �أخرى و�صياقات م�صار�ت �إىل

م�صاعينا يف �إقتد�ر �ملعا�صرة؟

هل اإبتداع ما بعد احلداثة الفنية ممكن

من داخل اللغة العربية ؟:

�إن هند�صة ت�صكل جماعة �أو حركة (فكرية �أو �أدبية �أو فنية) لي�صت

�صعر)، (�أبيات �أبيات �أقرب من هند�صة هي ورمبا بيوت، كهند�صة

�إذ� ما عرفنا �ل�صعر على �أنه »لقاء كلمتني ل تلتقيان«. �إنها هند�صة

وز�ئلة. منفلتة خطوط بني و�ردة، غري �صاذة، لقاء�ت على تقوم

وقد �إتخذت حركات �لفن �ملعا�صر، �أو حركات �ملقاومة �لأ�صتتيقية،

،Rhizome و«�لريزوم« �ل�صبكية، على مبنية �لتنظم يف �أ�صكال

تخرج �أن وجهدت ذكره، حاولنا مما وغريها و�لتخفي، و�ل�صرية،

بذلك من مركزية �لنظام وهرمية �لبنية. لذلك، وجب رمبا �لتنبيه

هاهنا �أننا ل�صنا، من خالل هذ� �ملقال، ب�صدد �إ�صقاط جتربة »�إخو�ن

�إعتماد نظامهم، ول ب�صرورة نقول �أو �ليوم، �ل�صفا« على حركات

حتى بنجاعة ذلك. بعيد� عن كل لب�ش: لي�صت جماعة �إخو�ن �ل�صفا

حركة �إبد�عية معا�صرة قبل �لأو�ن، �أي قبل �أو�ن �ملعا�صرة. ولي�ش هذ�

�لن�ش �أكرث من حماولة، موجزة ومقت�صبة، يف فهم جتربتهم باأعني

مبخيال ووثقها �ملعا�صرة، �أي تاأ�صيلها، �أما �ملعا�صرة. على منكبة

ول�صان عربي، فهو �أمر �أكرث �صعوبة وتعقيد�، نكاد جنزم �أنه ل تقوى

عليه �صوى ذو�ت و�إ�صتثناء�ت خالقة. وبحق، رمبا �أن معا�صرة عربية

ما هي �لآن تخلق، وتتبلور، عفويا وتلقائيا، من دون �أن ندري وبال

�لعربي �ل�صباب بع�ش يبتدع ما خالل من جلبة، ول كبري �صخب

�ملعا�صرة، �لإختبار�ت هذه ينق�ش ول و�صتى. جميعا وهناك، هنا

و�لتجارب �حلالية، رمبا، غري �أقالم حتملها حممل �جلد وتوليها ما

يلزم من ن�صو�ش وحتليل ونقد ومتحي�ش... وقد ل ينفعنا يف ذلك،

بتاتا، �إ�صقاط مغامر�ت وجتارب فكرية �صابقة على �صياقات ر�هنة.

»هل يكن �أحدنا �ليوم �أن يعرف عامله �لذي يعي�ش فيه باملعرفة �لتي

�أنتجها �لغز�يل �أو �بن �صينا مثال؟ �أو هل يكنه �أن يقارب �لأ�صياء

و�لأفكار �ملقاربة نف�صها �لتي نر�ها عند زهري بن �أبي �صلمى �أو �أبي

�لعتاهية ؟«، هكذ� ي�صائلنا �أدوني�ش يف »بيان �حلد�ثة«، قبل �أن يتابع:

»ول يت�صمن �ل�صوؤ�ل هنا �إنكار� لقيمة هوؤلء يف تاريخية �إنتاج �ملعرفة

�لعربية �أو م�صكلياتها، و�إمنا يت�صمن �لتوكيد على �أننا �ليوم، رغم �أن

عاملا ثقافيا-لغويا و�حد� ل يز�ل يجمعنا، نعنى باأ�صياء ومو�صوعات

مل يعنو� بها، ولهذ� فاإن من �ملحتم علينا �إن كنا خالقني بالفعل، �أن

لإنفجار �لهائل �ملناخ يف لطرقهم، خ�صو�صا مغايرة بطرق نقاربها

�ملعرفة«. وهذ� »�لإنفجار« (�لذي، ويا للطر�فة، جند ذكره كذلك يف

»بيان �لكرمل/«نلم فتات �ل�صوء« يف 1981، ملحمود دروي�ش) يجعل

�أمر� عربي، بل�صان �ملعا�صرة، و�صو�غل �إ�صكاليات يف �لتفكري من

�ملا�صي، و�صورتنا فيه، �إىل �لإجنذ�ب كان و�إن يف غاية �خلطورة.

�لأخطار. هذه �أحد ت�صد�أ، قد �لتقادم بفعل �لتي تفكريه و�أدو�ت

فاإنها ل تقف عند هذ� �حلد، ونعتقد �أن �لإحتياط من هذه �ملخاطر

�ليوم، �ل�صلطة، �أذرع تكمن �أين �ل�صوؤ�ل: عرب و�أكيد�، حتما، ير

من �صعيد، �إدو�رد �أن نظن �أننا �إىل هنا (ن�صري �لعربي؟ عاملنا يف

هد�نا يكون قد �لإ�صالم«، تغطية »يف و�أي�صا »�لإ�صت�صر�ق« خالل

هنا، من �لإ�صكايل). �لت�صاوؤل هذ� عن لالإجابة �لأوىل �لنو�ة �إىل

من هذ� �لتحديد �لأ�صيل لل�صلطة عندنا، بو�صعنا �أن نبتدع مقاومة

يفكر �أن كربى ملخاطرة »�إنها و�لآن، ونقد�. �إبد�عا لها، �أ�صتتيقية

�لو�حد منا و�قعه باللغة �لعربية«، كما كتب �ملفكر مهدي عامل، قبل

�أن يقع �إغتياله.

اإليا�س املاجري

تون�ش، �أغ�صط�ش/�صبتمرب ٢٠14

فنان ب�صري. ولد يف مدينة �أريانة بتون�ش عام 1983. ح�صل على

�صهادة �لأ�صتاذية من �ملعهد �لعايل للفنون �جلميلة بتون�ش. نا�صط

بالتو�زي يف فن �ل�صارع، وكذلك يف خمتلف �أنو�ع �لفنون �لت�صكيلية.

ي�صتغل �أي�صا على كتابة ن�صو�ش يف نظريات �لفن (مقاربة بني

�لفنون �لب�صرية و�ل�صيا�صة)، وله كذلك كتابات �صعرية.

3

Page 4: تطبيقات موازية

نواقص أخـوان الصفا يف املوت والحياة والكون

ف�صل يف اأقاويل احلكماء يف ماهية املكان

و�أما �ملكان، فما هو �إل وجهة نظر �أو جمرد م�صطلح لنعرب به عن �صيء لي�ش له وجود ولي�ش باملهم،

ولكنه يخلق عندما نقف ونفكر به ونتذكر �أننا يف و�صع �جللو�ش �أو �لركود �أو �لوقوف.

فقد يكون لي�ش له �أ�صا�ش من �لوجود يف �لعدم (�إن كان عدما)، فعندما ن�صف �ملكان و�أ�صله فاإننا ننظر

�إىل باقي �ملج�صمات، وغالبا بع�ش �لعقول تفكر تاأمر باأن يكون لهذه �ملج�صمات قوى �أكرب منها، ومن هنا

يخلق فكرة �ملكان �ملزعوم �لذي ب�صاأنه �أن يحتوي كل هذه �ملاديات �لتي تر�ها �أعيننا.

�ملكان وهم لفكرة �لف�صاء �لو��صع �لف�صيح، و�لف�صاء �آت من �أجل �أن ي�صنع لنا �أر�صا خ�صبة لتخيالت

لي�ش لها نهاية.

ف�صل بيان اعتقاد اإخوان ال�صفا وخالن الوفا، ومذاهب الربانيني االإلهيني

�ملوت وحل ي�صمى �لذي بعد مفارقتها �جل�صد �لنفو�ش بقاء منها هو و�صوح �حلجة على »و�لغر�ش

�ل�صكوك فيها، وك�صف �ل�صبه بطريق �إقناعي ل برهاين«.

�علم يا �أخي �أن هذ� �حلديث يوؤخذ �صدهم على �أنهم �صبقو� فل�صفتهم يف �إقناعنا باملنطق �أو بطريق

�إقناعي ل برهاين، وهذ� يعني �أنه ل يوجد دلئل ملمو�صة يف حني طالبو� غريهم من �أ�صحاب وجهات

�لنظر �لأخرى بدلئل حم�صو�صة ومنطقية.

يف ال�صنائع العملية والغر�س منها

و�علم يا �أخي �أمنا �لنف�ش تنال �صور �ملعلومات من طرق ثالثة: �أحدها طريق �حلو��ش، و�لثاين طريق

�لربهان، و�لثالث طريق �لفكر و�لروية، �إذن من �ملمكن �أن �لنف�ش تنحاز �إىل طريق �لفكر و�لروية �لذي

�أنكره »�أخو�ن �ل�صفا« من قبل.

�ل�صورة �لإلهية هي »�مل�صنوعات بقولهم: �لإلهية �مل�صنوعات فيه يو�صفون ما وهناك من مقولتهم

�ملجردة من �لهيوليات �ملخرتعات من مبدع �ملبدعات تعاىل وجود� من �لعدم لي�ش من لي�ش و�صيء من

ل �صيء دفعة و�حدة بال زمان ول مكان ول هيويل ول �صورة ول حركة لأنها كلها مبدعات �لباري«،

هنا يرجع �إىل �إثبات وجود �لعدم لإثبات �إبد�ع �لإله، ورمبا يكون �لعدم عندهم حتت مظلة �لإله وقبل

�ملح�صو�صات �لب�صرية.

ف�صل يف الغر�س من امللك

»و�علم �أن �لغر�ش من �مللك هو حفظ �لنامو�ش على �أهله �أن ل يندر�ش برتكهم �لقيام مبوجباته، لأن

�لنامو�ش �أحكام حتت �لدخول لرتكو� �ل�صلطان، خوف لول و�لفل�صفية، �لنبوية �ل�صر�ئع �أهل �أكرث

�لغر�ش �أن و�علم ونو�هيه. �أو�مره و�تباع و�جتناب حمارمه، �صنته، و�تباع فر�ئ�صه، وتاأدية وحدوده

من حفظ �لنامو�ش هو طلب �صالح �لدين و�لدنيا جميعا فمتى ترك �لقيام بو�جباته، �نف�صد� جميعا،

وبطلب �حلكمة، ولكن �ل�صيا�صة �لإلهية و�لعناية �لربانية ل ترتكهما ينف�صد�ن لأنها هي �لعلة �ملوجبة

تكون يف فكر �أول فاإنها �مل�صنوع وكل �صورة يف وكمالهما، ونظامهما ومتامهما وبقائهما لوجودهما

�ل�صانع وعلمه«.

و�علم يا �أخي �أن قولهم يف �لغر�ش من �مللك لي�ش بال�صرورة �صحيحا �إذ� كان بالفعل �لنامو�ش �لإلهي

هو �لذي ينع �نف�صاد �لأر�ش.

ف�صل يف اأن اجل�صم ال يتحرك من ذاته

»فقد بينا �أن خري �صناعة يبلغ �إليها طاقة �لب�صر و�صع �لنامو�ش �لإلهي«. هذ� يحد من جمرد �لتفكري

فيما هو �أبعد من �لكون �لإلهي �أو �لنامو�ش �لإلهي، ويحد من �حتمالية وجود ما هو �أكرب من �لنامو�ش

�لإلهي �أو رمبا يق�صدون �أن ما تو�صل �إليه �لعقل �لب�صري - يف وقتهم - هو �لنامو�ش �لإلهي و�صكله

فقط.

ف�صل يف اأنه لي�س للعامل فراغ

و�علم يا �أخي �أن �لعدم بالعقل هو �لوجه �لآخر للوجود، فاإنهم بذلك ويف تف�صري�تهم ينكرون وجود

�خلالء متاما. قولهم »وقد ظن قوم من �أهل �لعلم �أن بني ف�صاء �لأفالك و�أطباق �ل�صماو�ت و�أجز�ء

�لأمهات مو��صع فارغة، ولي�ش �لأمر كما ظنو� لأن معنى �خلالء هو �ملكان �لفارغ �لذي ل متمكن فيه،

و�ملكان �صفة من �صفات �لأج�صام ل يقوم �إل باجل�صم، ول يوجد �إل معه. و�علم �أن �لنور و�لظلمة هما

�أي�صا �صفتان من �صفات �لأج�صام، ول يكن �أن يعقل �أن مو�صعا يف �لعامل ل مظلما ول م�صيئا �لبتة،

فاأين وجود �خلالء �إذن«. يف قولهم هذ� مل يقدمو� حجة قوية مقنعة لنا؛ فقد �لتزمو� بتعريف �خلالء

باأنه �ملكان �لفارغ �لذي ل متمكن فيه، وتعريف �ملكان ك�صفة من �صفات �لأج�صام، وعلى هذ� �للتز�م

نفو� كل ر�أي يقول �إنه يوجد خالء �أو فر�غ مع �أن �لعدم هو �لوجه �لآخر للوجود. �أي�صا تعريف �لنور

�لنور و�لظلمة و�لظلمة لإثبات عدم وجود فر�غ ل يكفي، و�إن كان ل يهم من �لأ�صا�ش لعدم �رتباط

وقولهم نف�صه. �ل�صيء وجود عك�ش �أو ج�صم؛ مبعنى موجود بوجود �إل يرى ل لأن �خلالء بالفر�غ،

»�علم �أنه �إمنا ظن من قال بوجود �خلالء �أنه ملا ر�أى بع�ش �لأج�صام تنتقل من مو�صع �إىل مو�صع �آخر

توهم �أنه لول �خلالء لكان �مللء ينعه من �حلركة و�لنقلة...«، جاءو� بر�أي �ملعرت�صني عليهم، وهو يف

أخذنا نقد أخوان الصفا من تباين آرائهم من حيث املوت

والحياة والكون واإلله

�لوقت نف�صه دليل على �صدق كالمهم، ونفي ر�أي »�أخو�ن �ل�صفا« يف �أنهم جاءو� بدليل عقالين، حيث

�لدليل ناق�صا؛ حيث �عتربو� �لر�أي �لآخر كان بر�أي لنفي �أن يجيئو� �أر�دو� »�أخو�ن �ل�صفا« حني �إن

�ملق�صود بالأفالك يف �لر�أي �لآخر �أنها �أج�صام �صلبة، ولذ� هي ل ت�صتطيع �حلركة، ودليلهم �أنها رخوية

كاملاء �أو �لهو�ء، ومل ياأتو� بدليل عقالين مادي على �أن �لأفالك �لأخرى �أج�صاما رخوية لطيفة �صيالة

كاملاء و�لهو�ء، لذ� �صحة �لر�أي �لآخر �أقوى، و»�أخو�ن �ل�صفا« مل ينتبهو� لها، ود�ئما ناق�صني يف �حلجة

�ملتعلقة بالأفالك و�لفر�غ وبالتايل �لعدم. �لفر�غ هو �نعد�م �ملادة، و�لعدم هو �نعد�م �لفر�غ و�ملادة، هو

يف �حلقيقة ل فرق ولكن رمبا م�صتقبال يكت�صف �أن �لفر�غ له وجود مادي.

ف�صل يف اأنه لي�س خارج العامل ال خالء وال مالء

»�أخو�ن �ل�صفا« يطلبون مرة �أخرى من غريهم دليال ماديا يف حني �أنهم من قبل مل يقدمو� دليال حتى

�أعينهم، باأم �أنهم مل يرو� �صيئا منطقيا يف �لكثري، و�كتفو� مبا هو مذكور يف �لقر�آن كدليل، يف حني

�أي�صا هم يدعون على ما ي�صمونه �ملدعي بالتخيالت على �أنها باطل حتى ت�صهد تخيالتهم لها �لقوى

�حل�صا�صة ويقوم عليها برهان �صروري �أو يق�صي لها �لعقل »و�علم �أن حكم �لعقل هو �لذي يت�صاوى فيه

�لعقالء، وكلهم مل يتفقو� على �أن خارج �لعامل ج�صم �آخر، لأن �حل�ش مل يدركه يدركه، و�لعقل مل يق�ش

به، و�لربهان مل يقم عليه، فاأي ق�صية حتكم �أن هناك ج�صما �آخر غري تخييل �لأوهام �لكاذبة، فاإن

كان هناك ج�صم �آخر كما �دعى �ملدعي، فال يكن �أن يكون من ور�ئه �صيء �آخر لأن �جل�صم ذو نهاية،

و�خلالء لي�ش مبوجود برب�هني قد قامت كما ذكرنا. فاأما �لدليل على �أن كل ج�صم ذو نهاية فقد �تفقت

عليه �لآر�ء �لنبوية و�لفل�صفية جميعا. وذلك �أن من �لر�أي �لنبوي �أن كل ج�صم خملوق، وكل خملوق ذو

نهاية يف �أولية �لعقل، ومن �لر�أي �لفل�صفي �أن كل ج�صم مركب من هيويل و�صورة، وكل مركب ذو نهاية

يف �أولية �لعقل«، ح�صرو� كل �لعقالء بـ»�أخو�ن �ل�صفا« فقط، و�دعو� على غريهم من مدعني �لأفكار

�ملخالفة لر�أيهم باجلنون!

ف�صل يف ماهية الطبيعة

دينية ب�صيغة يتكلمون فتارة ورو�يته، بالدين �لعلمية �لعقالنية �لأمور يخلطون �أنهم �أخي يا و�علم

ومرجعية قر�آنية �أو مذهبية، وتارة يتكلمون ب�صيغة علمية فلكية، وبالن�صبة للدين و�ملالئكة �لتي تخ�ش

هذ� �جلزء يف هذ� �لن�ش مل يقدمو� دليلهم �لربهاين كالعادة.

ف�صل واعلم باأن �صنن الديانات النبوية

�علم يا �أخي �أن كل هذ� �جلزء تقريبا يطبق ر�أيه يف �أن �لفلك و�لكون عبارة عن كو�كب د�خل بع�صها

ببع�ش، وعر�ش �لرحمن يغلفهما جميعا.

ف�صل يف اأن ال�صماوات هي االأفالك

و�علم يا �أخي �أن �ل�صماو�ت هي �لأفالك، و�إمنا �صميت �ل�صماء �صماء ل�صموها، و�لفلك ل�صتد�رته. و�علم

باأن �لأفالك ت�صعة: �صبعة منها هي �ل�صماو�ت �ل�صبع، و�أدناها و�أقربها �إلينا فلك �لقمر، وهي �ل�صماء

�لأوىل ثم من ور�ئها فلك عطارد، وهي �ل�صماء �لثانية ومن ور�ئها فلك �لزهرة، وهي �ل�صماء �لثالثة

ثم من ور�ئها فلك �ل�صم�ش، وهي �ل�صماء �لر�بعة ومن ور�ئها فلك �ملريخ، وهي �ل�صماء �خلام�صة ومن

�ل�صابعة، و زحل �ل�صاد�صة ثم من ور�ئها فلك زحل، وهي �ل�صماء ور�ئها فلك �مل�صرتى، وهي �ل�صماء

�لنجم �لثاقب، و�إمنا �صمي �لثاقب لأن نوره يثقب �صمك �صبع �صماو�ت حتى يبلغ �أب�صارنا، هكذ� روي

يف �خلرب عن عبد �هلل بن عبا�ش ترجمان �لقر�آن. و�أما �لفلك �لثامن، وهو فلك �لكو�كب �لثابتة �لو��صع

�ملحيط بهذه �لأفالك �ل�صبعة فهو �لكر�صي �لذي و�صع �ل�صماو�ت و�لأر�ش. و�أما �لفلك �لتا�صع، �ملحيط

بهذه �لأفالك �لثمانية، فهو �لعر�ش �لعظيم �لذي يحمله »فوقهم يومئذ ثمانية« كما قال �هلل عز وجل.

و�علم يا �أخي �أن كل و�حد من هذ �ل�صبعة �ملقدم ذكرها �صماء ملا حتته و�أر�ش ملا فوقه فوقه، ففلك �لقمر

�صماء �لأر�ش �لتي نحن عليها، و�أر�ش لفلك عطارد، وكذلك فلك عطارد �صماء لفلك �لقمر و�أر�ش لفلك

�لزهرة، وعلى هذ� �لقيا�ش حكم �صائر �لأفالك، كل و�حد منها �صماء ملا حتته و�أر�ش ملا فوقه �إىل فلك

زحل �لذي هو �ل�صماء �ل�صابعة.

�أخذو� طريقة منا�صك �حلج وطبقوها على �أنهم وهذ� من طريقة �حلج و�ملنا�صك، و�لأ�صح و�لأغلب

حركة �لكو�كب، وهذ� لي�ش بدليل علمي منطقي؛ حيث �إنه من غري �ملعقول �أن تقاليد ور�ثية تنطبق على

حركة كو�كب ل ن�صتطيع �أن نر�ها باأعيننا حتى نحكم عليها وعلى حركة �أد�ئها يف �لكون �صو�ء فر�غ �أو

مالء.

ف�صل واإذ فرغنا من ذكر ما احتجنا اإليه، فنقول اإن قوما من العلماء تكلموا يف اأحكام النجوم

يتخيلون �أي�صا �أن �لكون وحركته كما هي حركة �لإن�صان باأع�صائه جميعا، و�أن �مل�صئول عن حركة �لكون

و�لكو�كب هو �هلل �صبحانه وتعاىل، و�صرب مثال كالإن�صان، وغفل عن �أن �لإن�صان هو جزء من كل �لكون

ولكنه يتحرك باإر�دته ويحرك �أع�صاءه باأمزجته فكيف �أن �لكون بكو�كبه يتحرك باأمر و�حد ود�خله جزء

ولو هيويل منه يتحرك كيف ي�صاء، فهل يف ج�صم �لإن�صان ع�صو يتحرك دون �أمر من �ملخ – �لإن�صان -

هكذ� فقط يكون لكل فلك �نف�صاله عن �لكون جميعا، وله �إر�دة مماثلة لإر�دة ج�صم �لإن�صان وتكوينه،

ولكنه �أعطى هنا يف باقي �لن�ش لكل كوكب �صفة لها تد�عيات على باقي �لكو�كب لتوؤثر يف �لإن�صان

ك�صفات مكونات �لإن�صان كالكبد و�لطحال وغريها، فاأين دليلهم على كل قوة تخرج من كل كوكب و�صفته

�لتي يزعمونها �لتي هي باخلري توؤثر على مز�ج �لإن�صان.

ف�صل يف غر�س رباط النف�س الكلية باجل�صم الكلي

�أي�صا باإخر�ج ما يف قوتها من �حلكمة و�ل�صنائع �إىل �لفعل و�لظهور و�لإظهار ت�صبها »وتكمل �لنف�ش

بحكمة �لباري تعاىل، �إذ مل يقت�صر على علمه بالكائنات قبل كونها حتى �إخر�جها �إىل �لوجود بعد �لعدم.

ليظهر �لكل للجزء وي�صاهد �جلزء �لكل ويخرج ما يف �لقوة من �حلكمة و�لطنائع �إىل �لفعل و�لظهور«.

هنا ويف تف�صيل �أكرث يف �أجز�ء �أخرى يعرتفون بوجود �لعدم ولكن دون �هلل تعاىل، فالنف�ش جاءت من

�لعدم، وبالتايل تكونت �لكائنات لت�صتقر بها �لنف�ش ويخرج �إن�صان، فما هو �لعدم هنا غري �خلالء ودون

هيويل!

4

Page 5: تطبيقات موازية

حتى �أكتب هذ� فاإين �ألب�ش له للمرة �لأوىل حذ�ء من جلد مليع مل �أ�صتطع

�ألب�صه ملدة طويلة؛ حيث �إنه �صيق ب�صكل مرعب، و�ل�صغط �ملوؤمل �أن

�لذي ي�صببه لقدمي يحث قدر�تي �خلطابية لأق�صى درجة، هذ� �لأمل

�ل�صاحق �حلاد يجعلني �أغني كالعندليب، فاأمل �لبطن و�لتعذيب �لغامر

م�صتقطرة كلمات �أ�صتخل�ش �أن على يجرب�ين �حلذ�ء يحدثه �لذي

وحقائق �صامية نبعت من �ل�صتنطاق �لفائق �لذي تعانيه قدماي.

ف�صل يف ذهن كل �إن�صان يقول له د�ئما �إنه لي�ش للعامل فر�غ، ولي�ش

ف�صاء بني حرة تطري �لفر��صات مثل فالفر�غات ظنو�؛ كما �لأمر

�ل�صماء �صميت و�إذ� �لأمهات، و�أجز�ء �ل�صماو�ت و�أطباق �لأفالك

�إذن هي ت�صعة، �لأفالك وكانت و�لفلك ل�صتد�رته، ل�صموها، �صماء

�ل�صماء �لأوىل ثم من ور�ئها فلك عطارد، وهي �ل�صماء �لثانية ومن

ور�ئها فلك �لزهرة، وهي �ل�صماء �لثالثة ثم من ور�ئها فلك �ل�صم�ش،

وهي �ل�صماء �لر�بعة ومن ور�ئها فلك �ملريخ، وهي �ل�صماء �خلام�صة

فلك ور�ئها ومن �ل�صاد�صة �ل�صماء �مل�صرتى، وهي فلك ور�ئها ومن

زحل، وهي �ل�صماء �ل�صابعة، وزحل �لنجم �لثاقب، كطبقات �لكرنب

فيكون �لأ�صود باللون �لف�صاء �أتخيل زمن منذ ولأين �لأخ�صر.

طبقات وعليها لغز بها نيئة كبي�صة �أتخيله ولكني �صو�د�، �لكرنب

�أن �ملمكن من وهل للغز، و�صلت �لطبقات �خرتقت فاإذ� حمكمة،

نتو�صل �إىل قاع �لأر�ش �أم �أن هناك �صياطني حمر�ء ثم �صود�ء؟ و�أما

�لفلك �لثامن، وهو فلك �لكو�كب �لثابتة �لو��صع �ملحيط بهذه �لأفالك

�ل�صبعة فهو �لكر�صي �لذي و�صع �ل�صماو�ت و�لأر�ش، �لذي هو ق�صرة

�صهية هي كم د�خلها �ملح حتوي �لتي �لو��صحة �ل�صافية �لبي�صة

�لثمانية، �لأفالك بهذه �ملحيط �لتا�صع، �لفلك و�أما �لأفالك، هذه

فهو �لعر�ش �لعظيم �لكر�صي �لفخيم، كر�صي فوق �لبي�صة �صيك�صرها

بالطبع فرتخ منها حمها وينقلب �لكون على بع�صه وي�صبح...

�لكون عامل �لدنيا يف وجودها يف �حلكمة وما �حلياة، �أ�صل وعن

و�لف�صاد، وما حقيقة �ملعاد و�لغر�ش منها، كان يكرر يل طو�ل �لوقت

�أن �لعامل ل خالق له، وكان ي�صيف بحزم �أن �لدين هو �صغل �لن�صاء،

� فاإن ذلك �أبهجني، وبد� يل �أن ما يقوله وحيث �إين كنت �صغرية جد

حقيقة، فاإين �أرى حقيقته كل يوم يف عائلتي، فالن�صاء وحدهن �للو�تي

�إنه مفكر حر، كن يذهنب �إىل �لـ... بينما يرف�ش �أبي �لذهاب قائال

ولكي يوؤكد حرية �أفكاره فال بد �أن ينمق �أقو�له بتجديف هائل مثري

للذهن، ولكن �لغر�ش من �مللك هو حفظ �لنامو�ش على �أهله، �أل يندر�ش

برتكهم �لقيام مبوجباته، لأن �أكرث �أهل �ل�صر�ئع �لنبوية و�لفل�صفية، لول

خوف �ل�صلطان، لرتكو� �لدخول حتت �أحكام �لنامو�ش وحدوده، وتاأدية

فر�ئ�صه، و�تباع �صنته، و�جتناب حمارمه، و�تباع �أو�مره ونو�هيه.

ولكن يف فرته طفولتي حني كان عقلي متعط�صا للمعرفة، مل �أجد يف

مكتبة و�لدي �إل كتبا تدعو للكفر، وحني طالعتها بدقة دون �أن �أترك

ب�صرب قر�أت موجود. غري �خلالق �إن تقول ظلت جربته �إل دليال

وكانت كل �صفحة من �أنها مملة، �لآن �أجد �لتي �ملو�صوعات عميق

�إن تقول �لقانون رجال جدل بنقا�ش تطالعني �لفل�صفي �لقامو�ش

بوقاحة فهي بعمق، �صدمتني �لأوىل �جلرعة موجود، �خلالق غري

�أنه تعلمت لقد هذ�؟! ما ، مات قد �خلالق �أن توؤكد و�صوح وكل

غري موجود و�لآن �صخ�ش ما يقول يل �إنه غري موجود. �حتاج �لأمر

مني ثالثة �أيام لأه�صم وليمة �لأ�صد هذه، بقيت يل تف�صيلة و�حدة،

�لثابت �ل�صيء �ل�صارب هو �إن عظمة و�حدة لأم�صم�صها، »�صاربه«،

�ملريع يف وجه �لرجل �لذي �أحبه. بعد قر�ء�ت كثرية �صمحت ل�صو�لفي

�أن تغطي خدي حتى زو�يا فمي، ول�صعري �لأ�صود �لفاحم �أن يطول

�جلزئية و �هلل، وجود فكرة د�خلي يف �أيقظت لقد �مر�أة، ك�صعر

�لبيان عن منها و�لغر�ش �لطبيعية و�لأج�صام �لب�صرية �لأج�صاد يف

كيفية بلوغ �لإن�صان بدو�م �نتقاله وتغري �أحو�له، و�آخر معاده وماآله،

رتبة �إىل وماآله، وكيف ي�صري �ملالئكة معاده رتبة �إىل وكيف ي�صري

�ملالئكة ومنازل �لروحانيني، د�ر �لقر�ر وحمل �لأخيار، عند خلع �ملادة

وبلوغ �لإر�دة، ونهاية �ل�صعادة، �إىل حلوله بعد �ملوت �أو قبله بوجوده

�ل�صوري، وجوهره �لنوري.

�أن �لق�صية هي تدوين ما يطر�أ على �لذهن لقد فهمت، لقد فهمت

بعفوية دون �لرجوع �إىل �لعقل �أو علم �جلمال �أو �لأخالق بعد �ملوت

�لذي هو مفارقها �جل�صد، وترك ��صتعمالها �إياه، و��صرت�حتها من �أذ�ه،

وو�صولها �إىل عاملها، ووجودها مناها، وبلوغها منتهاها، و�أنه ل �صبيل

لها �إىل �لبقاء �ل�صرمدي �لذي ل يتغري ول يزول �إل مبفارقة �جل�صد

�مل�صتحيل �لذي هو �صبب �لنتقال و�لزو�ل و�لتغري من حال �إىل حال.

وهكذ� دخلت مت�صلحا باإيان قوي كاإيان �لي�صوعيني دون �أن �أهمل

�لدم �أو �لرب�ز �لذي يغذي به �ملد�فعون عنها خطبهم �لالذعة ونقدهم

مهرطقا لأ�صبح لها نف�صي طوعت �لتي ذ�تها بالطريقة �ل�صاخر

بقر�ءة �لكتب.

تف�صريه �لنف�صية يكن �لنظر وجهة من �لذي هو �لرب�ز من بد�أت

باأن يعتقدون �أجعلهم �أن بخبث حاولت للذهب، �صعيدة كتعويذة

�لعنا�صر �ملعوية يكن �أن جتلب �حلظ، ��صت�صهدت بكل �لرموز �لتي

��صتخدمت كتقنية عرب �لع�صور و�حل�صار�ت ، �لدجاجة �لتي تبي�ش

ذهبا، �حلمارة �لتي روثها من �لذهب �لهذيان �ملعوي.

هنا لحت يل �ملمنوعات نف�صها �لتي و�جهتها يف حميط �لعائلة، �لدم

حولها، بتخيالت �لتنا�صلية �لأع�صاء �لآدمية، �لف�صالت بع�ش مع

موؤخر�ت وفتحات خلفية، يكنني �أن �أعرب عن �لأحالم م�صتخدمة �أي

�صيء من �ل�صما�صي و�آلت �خلياطة حتى �ل�صادية و�للجوء للبذ�ء�ت،

�أي عن�صر ديني حتى و�إن كان ذ� طبيعة �صوفية.

ولكي �أحافظ على �إياين بذلك قررت �أن �أ�صري �إىل �لنهاية �ملتطرقة

و�ملتناق�صة، �أ�صعر �أين على ��صتعد�د للتعامل مع ذلك �لتلون �جلنوين،

�ل�صيء �ملهم بالن�صبة �إيل �أن �أرتكب �لعدد �لأكرب من �خلطايا، لدي

�إح�صا�ش د�خلي �أن ق�صية �لدين �صتاأتي لحقا.

ولكن �إن حكم �لعقل هو �لذي يت�صاوى فيه �لعقالء، وكلهم مل يتفقو�

على �أن خارج �لعامل ج�صما �آخر، لأن �حل�ش مل يدركه يدركه، و�لعقل

هناك �أن حتكم ق�صية فاأي عليه، يقم مل و�لربهان به، يق�ش مل

�آخر �آخر غري تخييل �لأوهام �لكاذبة، فاإن كان هناك ج�صم ج�صما

كما �دعى �ملدعي، فال يكن �أن يكون من ور�ئه �صيء �آخر، وما هذ�

�جل�صم؟ ومل كل هذ� �ل�صخب عليه؟ فقد يكون �أو ل يكون، يقولون �إن

�جل�صم �لو�حد ي�صمى تارة هيويل، وتارة مو�صوعا، وتارة �صورة، وتارة

م�صنوعا، وتارة �آلة، وتارة �أد�ة، و�إمنا ي�صمى �جل�صم هيويل لل�صورة

وي�صمى �صاكلها، وما و�لأ�صباغ و�لنقو�ش �لأ�صكال يقبلها وهي �لتي

مو�صوعا لل�صانع �لذي يعمل منه وفيه �صنعته من �لأ�صكال و�لنقو�ش،

و�إذ� قبل ذلك �صمي م�صنوعا؛ و�إذ� ��صتعمله �ل�صانع يف �صنعته �أو يف

�صنعة �أخرى ي�صمى �أد�ة.

�أن فقبل ق�صرية، مهلة �لإيان لطلب م�صيفا �ل�صماء �إىل �بتهلت

باملتخيالت �ألت�صق �أن �أردت و�لف�صيلة �لزهد من حياتي ت�صبح

�خل�صب خيايل على �أنكر مل �ملتعددة. �لنحر�فات ذ�ت �خلادعة

على عمل ذلك كل لكن �لبحث، يف �ل�صارمة �لطرق �أ�صد �ملر�وغ

تاأكيد جنوين �لفطري، لذلك بذلت جهد� كبري� لأحقق فكرة �أو �صورة

تكون معار�صة متاما لفكرة �لنمط �ملعتاد، ولكنهم ل يحبون �ملوؤخر�ت،

فحاولت �أن �أعطيهم فتحات �أكرث مموهة بعناية. يف �لوقت �لذي مل

يريدو� فيه �صماع �أي �صيء عن �لدين. مل �أكن �أ�صتطيع �لإ�صغاء �إىل

يف خا�صة نظرية باإبد�ع م�صغولة و�أنا مثلهم، �لدين حول قول �أي

ن�صاأة �لكون ب�صاعتها �لعرجاء �لتي تتنباأ بتفتت �ملادة وبي�صها �ملقلي

دون �لطا�صة، وب�صر�ر عينيها �ل�صماوي �ملهوو�ش تذكار� بجنة �لرحم

�لتي كنت فيها قبل �أن �أولد، وفقدتها يف �ليوم �لذي ولدت فيه، هو

�أنو�ع، �أربعة فالب�صيط ب�صيط ومركب، �ل�صابقة، �لأيام كل يوم غري

وهي: �أنو�ع، ثالثة و�ملركب و�لأر�ش. و�ملاء، و�لهو�ء، �لنار، وهي:

وهي �حليو�نية. و�لأج�صام �لنباتية، و�لأج�صام �ملعدنية، �لأج�صام

كلها م�صنوعات �لطبيعة، كما �أن مو�صوعات �لطبيعة كلها م�صنوعات

نف�صانية، و�إن �ملو�صوعات �لنف�صانية كلها م�صنوعات �إلهية.

و�نغم�صت يف روؤى تاأملية و�صلت ذروتها، وكما يحدث حني �أكون يف

هذه �حلالة، بللت �صرو�يل.

كان �للحم �لذكوري ي�صبب يل �لن�صوة ت�صاحبها لذة مغذية متفجرة

� مل �أجربها حتى و�أنا �أقوم جتعل قلبي ينب�ش بعنف، عاطفة نادرة جد

بفعل �حلب. حلم ذكر �لريان �لذي تخيلته كلحم �أنثى �أبي�ش ب�ش. كان

�أ�صبت �لن�صوة لهذه �ملر�صية �لنف�صية �لطبيعة وعيت يفتنني. حني

بالرعب، وهم�صت لنف�صي هذه �ملرة �أنا على حافة �جلنون، فقمت من

مكاين وتنحيت عن �صريري ودنوت منه وقلت له: من �أنت؟ ومن �أين

خالط الهلوسة بني الفن والصفا؟ فقال يل: يا م�صكينة ؟ ومن �أين دخلت علي �أنت؟ وكيف و�صلت �إيل

يا مغرورة ب�صلطان �لأر�ش و�مللك �جلزئي، �أي ملك �أنت؟ �إمنا �أنت

مملوكة ول�صت مبالكة، فلم تدعي �ملحال وتر�صي لنف�صك بالكذب،

وجميع ما �أنت فيه ز�ئل م�صمحل فاإنه عما قليل يفارقك وتفارقينه،

و�إمنا �مللك �مللك �ل�صماوي و�ل�صلطان �لإلهي، فاإن بادرت وعلمت ما

يقرب �إىل ربك و�صلت �إليه وكنت ملكه باحلقيقة، ونلت ملكا ل يبلى

ولذة ل تفنى، فتكونني ملكه باحلقيقة تفعل نف�صك �إذ� زكت وروحك

�إذ� �صفت وما �أنا فاعل، وت�صلني �إىل مثل ما �أنا �إليه و��صل. ثم �إنه

�رتفع من �لأر�ش، و�أقبل ي�صي يف �لهو�ء، ويجول يف �لف�صاء، �إىل

�أن ر�أيته و�صل �إىل �ل�صماء وغاب عني فلم ير، و�صمعت هاتفا يقول:

»مثل هذ� فليعمل �لعاملون«.

فلما ر�أيت ذلك منه �أيقنت باأين ل�صت مبالكة و�أين مملوكة كما قال،

باإن�صان و�أين حيو�ن، ثم و�أين ل�صت بعاملة و�أين جاهلة، و�أين ل�صت

�ل�صخ�ش لذلك �لروية، وكرث تخيلي و�أعملت �لفكر و�أجلت �نتبهت

رقي �لذي و�ملكان قدرته و�صعة مملكتي من ور�أيت يل، قال وما

�إليه، فا�صتغلت بهذ� �إليه، و��صتهيت �ملعرفة بالعمل �لذي هو و�صل

عن و�نقطعت �للذ�ت، تلك من ب�صبيله كنا ما جميع عن �ل�صاأن

جميع �ل�صهو�ت، وزهدت يف �ملاأكول و�مل�صروب و�أقبلت �أجول بفكري

و�أقلب نظري يف �أهل �ململكة ورجال �لدولة، فلم �أر فيهم من ي�صلح

�أزرى �لذي باحلال كلهم م�صاغل ور�أيتهم �ل�صر، له هذ� �أك�صف �أن

�لتي �لأ�صماء و�أن مماليك، و�إياهم و�أين �ل�صخ�ش، ذلك علي بها

��صتعرناها ل ت�صلح لنا ول تليق بنا، و�أنها ذ�هبة ز�ئلة عنا، وخ�صيت

ن�صب �إىل �جلنون وقلة �أن �أبدي �أمري �إىل من لي�ش هو من �أهله، فاأ

�لعقل، ف�صمت عن �لكالم، وز�دين �لفكر �لغم و�لهم و�لأ�صف، فحدث

بي من ذلك ما ترى من �لتحول و�لتغري و�ل�صفات، فهذ� هو �صبب

وجعي ومبد�أ علتي، و�أظن �أنني خارجة من هذه �لدنيا بهذه �حل�صرة

لأح�صل على �أرقى هذيان مغذ، وعلى �لن�صوة �لغام�صة �لتي تتملكني،

فها هي �ل�صماء وها هي �لأر�ش وما بينهما ل يهم �إل عندما �أفكر

كائن ولدة يكون حلظتها فقد وكائنات، �أ�صياء وجوده و�أتخيل فيه

مني �أو ولدة جماد مني، فهكذ� تكون �لأمومة و�لأبوة عندما ن�صعر

�أم فر�غ هي �صو�ء حقيقة ونرى حقيقة جم�صمة ثم نح�ش ونتخيل

�صيان كالهما �أخوة.

ل يهم كم مرة �أكدت لنف�صي �أن هذ� �لإلهام �لباعث على �لدو�ر مل

يكن �صيا�صيا، بل كان ذ� طبيعة ف�صائحية مبهمة، و�أن هذه �لنتائج

لها �لرنني من �لفكاهة �ل�صقيمة، فال فائدة من كل ذلك، هذه �ملاأ�صاة

و�لعزلة، باجلنون و�أكرث �أكرب �صكوكا نف�صي يف �أثارت �جلديدة

وبح�صي �لفطري يف �لتناق�ش.

ينما كنت �أتر�فع عن نف�صي، ركعت عدة مر�ت، لي�ش ت�صرعا كي ل

�أطرد من �جلنة كما قيل زيفا، ولكن على �لعك�ش، كنت �أحث كي يفهم

�أن �ل�صيطرة كانت فكرة نابعة من �لهلو�صة و�جلنون.

كل �إن�صان حر يف �أن ي�صبح �أو ل ي�صبح ما يريد، لوطي �أو جعر�ين

تقلباته على بناء حتولته يف ز�هد �أو فا�صل �لروث، على يعي�ش

�له�صمية، �أو �ل�صر�ر �لذي يطق من عينيه، يفتنت بالدنيا ويتخليا عن

�لعلم و�لعمل وينهمكا يف �لذ�ت �لدنيوية.

ولكن �حلكيم ��صرتجع ما كان �أودعه �إليه من حكمته فن�صي ما كان له

ذ�كر، وغاب عنه ما كان له حا�صر، وفارق ملك �ل�صماء، و�أخلد �إىل

ملك �لأر�ش، فهبط من �جلنة، وبعد من �لرحمة، و�نقلب على عقبيه

خا�صر�، فاأهار و�أمار من ح�صره مبا فعل و�فتنت �لنا�ش به، وتعلم ما

ي�صره ول ينفعه، وبدت �صو�أته وقال: هذ� �لعالم �لذى كان ياأمر برتك

�لدنيا و�لزهد فيها قد عاد �إىل ما كان ينهى عنه ويحذر منه، ولو مل

يعلم �أن �لعاجلة هي �لنعمة �حلا�صلة، ملا �ختاره ول رجع �إليها بعدما

�ل�صيطان فاأن�صاه ذكر علم وز�د به جموح �لطغيان، و��صتحوذ عليه

� للعلماء وكتب �لأنبياء. � للحكماء و�صد �لرحمن، ف�صار عدو

و�صام قري�س

فنانة ب�صرية. ولدت يف قنا. ح�صلت علي بكالوريو�ش �لرتبية �لفنية

٢٠٠٧، ودبلوم يف �لت�صوير �لفوتوغر�يف و�لر�صم من جامعة حلو�ن

.٢٠11

ف�صل يف اعتبار املوت واحلياة

ف�صل يف حكمة املوت

�علم يا �أخي يف هذين �لف�صلني �صورو� �ملوت ب�صورة رومان�صية عادية خالية من �حلكمة �لعقلية

�ملوت �صبهو� كان �صعيفا حيث �حل�صاب - – �ملوت بعد �لبعث �لربهانية وحتى مدلولتهم عن

كالولدة، هي �أي�صا عملية �نتقال من مرحلة �إىل مرحلة �أخرى، ولأن مو�صوع �ملوت وما بعده م�صاألة

جدلية حتى وقتنا هذ�، فالطبيعي �أن يكون مرجعهم مرجع روحاين رومان�صي، ودللتهم هي عبارة

عن �أمثلة عديدة بت�صبيهات �لنف�ش يف حو�ديت وتخيالت لإقناع �لقارئ و�أنف�صهم �أي�صا بوجود حكمة للموت، وقد

يكون لي�ش له حكمة من �أ�صا�ش ول موت من �أ�صا�ش، فهو جمرد موت و�نتهاء وفناء فقط.

و�صام قري�س

فنانة ب�صرية. ولدت يف قنا. ح�صلت علي بكالوريو�ش �لرتبية �لفنية ٢٠٠٧، ودبلوم يف �لت�صوير �لفوتوغر�يف

و�لر�صم من جامعة حلو�ن ٢٠11.

5

Page 6: تطبيقات موازية

م �جلمال �إىل ق�صمني: �جلميل باملنفعة يف �صورتها �لعامة، ولذلك ق�ص

�جلمال �حلقيقي �لذي نعرفه من خالل قيمتي �خلري و�لنفع، و�جلمال

�ملزيف �لذي يقرن باللذة �حل�صية.

وحاول �بن �صينا �أن يجعل �جلمال قيمة عملية قبل �أن يكون قيمة ذ�تية،

فاحلكمة �لعملية �لغاية من وجودها عند �لفال�صفة منذ �أر�صطو هي

ي�صبح �جلمال ثمة ثانيا، ومن للجمهور و�ملنفعة �أول، حتقيق �خلري

متحركا �صمن ثالث قيم: �خلري، �لنفع، �للذة.

بجمال �ملنتج جلمال �ل�صفا« »�إخو�ن ربط هنا نالحظ فنحن �إذن،

�ملفهوم �لنابع من �لذ�ت �ملنتجة، كما �أنهم ربطو� �لنتاج �لفني بالقدر�ت

�حل�صية و�لعقلية للمنتج، حيث �إن فل�صفتهم �جلمالية قائمة على مبد�أ

بالن�صبة و�مليتافيزيقية �ملادية �لكون عنا�صر كل وخ�صوع �لتنا�صق،

�لف�صلى، وهي ن�صب مت�صلة �أ�صموها بالن�صبة �ملو�صيقية، وهي ن�صبة

عددية بحتة ��صتقوها من �لعلوم �لريا�صية.

عنونوها �لتي �لريا�صي �لق�صم من �ل�صاد�صة ر�صالتهم يف �صرحوها

بـ»يف �لن�صب �لعددية و�لهند�صية يف تهذيب �لنف�ش و�إ�صالح �لأخالق«،

��صتخر�ج وف�صل يف �لن�صب، ف�صل يف ف�صول: ثالثة �إىل وق�صموها

و�لهند�صية �لعددية �لن�صب علم ف�صيلة يف وف�صل �ملت�صلة، �لن�صب

و�ملو�صيقية.

(4)

الن�صبة الف�صلى

ن�صبة �أنو�ع: ن�صبة كمية؛ وهي �إىل ثالثة �لن�صب �ل�صفا �إخو�ن م ق�ص

عددية، ون�صبة كيفية؛ وهي ن�صبة هند�صية، و�لن�صبة �لثالثة كمية كيفية؛

وت�صمى ن�صبة تاأليفية ومو�صيقية وهي �لن�صبة �لف�صلى.

و��صتفا�صو� يف �صرح �لفروق بني �أنو�ع �لن�صب و�صول �إىل عر�ش لبع�ش

�ل�صناعات و�لفنون و�لأج�صام �لتي تخ�صع للن�صبة �لف�صلى، ففي ر�أيهم

�أن �ل�صكل �ملثايل هو �لذي يخ�صع للن�صبة، وما دون ذلك به خلل؛ لأن

عنا�صر �لكون كلها تخ�صع لهذه �لن�صبة. و�صربو� �أمثلة يف �لن�صب بني

�لكو�كب وبع�صها، و�لن�صب يف �ملو�صيقى، ويف ج�صم �لإن�صان، ويف حروف

�لكتاب، فقالو�: »و�ملثال يف ذلك يف كتابة �لعربية هو �أن يخط �لألف

�أول باأي قدر �صاء، ويجعل غلظه منا�صبا لطوله، وهو �لثمن، و�أ�صفله

�أدق من �أعاله، ثم يجعل �لألف قطر �لد�ئرة، ثم يبنى �صائر �حلروف

منا�صبا لطول �لألف وملحيط �لد�ئرة �لتي �لألف م�صاو لقطرها، وهو �أن

يجعل �لباء و�لتاء و�لثاء كل و�حد منها طوله م�صاو لطول �لألف، وتكون

رءو�صها �إىل فوق �لثمن، مثل هذ�: �أ ب ت ث، ثم يجعل �جليم و�حلاء

و�خلاء كل و�حد منها مدته من فوق ن�صف �لألف، وتقوي�صه �إىل �لأ�صفل

ن�صف حميط �لد�ئرة �لتي �لألف م�صاو لقطرها، مثل هذ�: ج ح خ، ثم

يجعل �لد�ل و�لذ�ل كل و�حد منهما مثل طول �لألف �إذ� قو�ش، مثل هذ�:

د ذ، ثم يجعل �لر�ء و�لز�ي كل و�حد منهما كمثل ربع حميط �لد�ئرة

�لتي �لألف قطرها، ثم يجعل �ل�صني و�ل�صني كل و�حد منهما رءو�صها

� �إىل �أ�صفل ن�صف حميط �لد�ئرة، مثل هذ�: �إىل فوق ثمن �لألف، ومد

�ش �ش، ثم يجعل �ل�صاد و�ل�صاد مدة طول كل و�حد منهما �إىل قد�م

� �إىل �أ�صفل مثل ن�صف مثل طول �لألف، وفتحتها مثل ثمن �لألف، ومد

�لد�ئرة �ملقدم ذكرها، مثل هذ�: �ش �ش، ويجعل �لطاء و�لظاء كل و�حد

منهما طوله مثل طول �لألف وفتحتها مثل ثمن �لألف، ورءو�صها �إىل فوق

بطول �لألف، مثل هذ�: ط ظ، ثم يجعل �لعني و�لغني كل و�حد منهما

تقوي�صه من فوق ربع حميط تلك �لد�ئرة، وتقوي�صه من �أ�صفل ن�صف

حميطها، مثل هذ�: ع غ، ثم يجعل مدة �لفاء �إىل قد�م كمثل طول �لألف،

كلها و�لهاء و�مليم و�لو�و �لقاف وحلقة وحلقته �لألف، ثمن وفتحته

مت�صاوية مثل ثلث �لألف �إذ� دور، مثل هذ�: ف ق و م هـ، ويجعل مدة

�لقاف �إىل �أ�صفل مثل ن�صف حميط تلك �لد�ئرة، مثل هذ�: ق، ثم يجعل

مدة �لكاف �إىل قد�م مثل طول �لألف، وفتحته مثل ثمن �لألف، وك�صرته

�إىل فوق ربع �لألف، مثل هذ�: ك، ثم يجعل طول �لالم مثل �لألف،

ومدته �إىل قد�م ن�صف �لألف، مثل هذ�: ل، ثم يجعل مدة �مليم و�لو�و

كل و�حد منهما �إىل �أ�صفل مثل تقوي�ش �لر�ء و�لز�ي، مثل هذ�: م و، ثم

يجعل تقوي�ش �لنون مثل ن�صف حميط تلك �لد�ئرة �لتي �لألف م�صاو

لقطرها، مثل هذ�: ن، ثم يجعل �لياء مثل �لد�ل، ومدته �إىل خلف مثل

طول �لألف، �أو تقوي�صه �إىل �أ�صفل مثل ن�صف حميط �لد�ئرة، مثل هذ�:

ي. وهذ� �لذي ذكرناه من ن�صب هذه �حلروف وكمية مقاديرها طول

وعر�صا بع�صها عند بع�ش، فهو �صيء توجبه قو�نني �لهند�صة و�لن�صب

�لفا�صلة. و�أما ما يتعارفه �لنا�ش وي�صتح�صنه �لكتاب فعلى غري ما ذكرنا

من �ملقادير و�لن�صب، وذلك بح�صب مو�صوعام ومر�صيام و�ختيار�م دون

و�إذ قد تبني مبا �لعادة فيها. �لدربة وجريان غريها؛ وبح�صب طول

ذكرنا ماهية �لن�صب �لفا�صلة ومقادير �حلروف وكمية �أطو�لها، فرنيد

�أ�صكالها، وتخطيط �صورها كيفية من �أي�صا طرفا هنا ها نذكر �أن

وكيفية تركيبها بع�صها مع بع�ش على ما يوجبه �لقيا�ش و�لقانون بطريق

�لهند�صة« (***).

فالن�صبة �لف�صلى هي مزيج بني ن�صب كمية ون�صب كيفية، بني �لعدد

و�لهند�صة، وهي ن�صبة جمالية يرى »�إخو�ن �ل�صفا« �أنها �إذ� حتققت يف

�صيء حتقق �لن�صجام.

عالء عبد احلميد

ج من فنان ب�صري وكاتب. ولد يف طلخا بالدقهلية عام 198٦. تخر

كلية �لفنون �جلميلة جامعة حلو�ن ق�صم �لنحت ٢٠٠8. يعمل ويعي�ش

يف �لقاهرة.

(1)

ن�س موازي

على �لرغم من �لختالفات �ل�صديدة بينهم، و�لتي ت�صل �إىل حد ي�صمح

بتكون �لعد�ء�ت، عندما تقابل �لأغيار مل يحدث ما كان يتوقعه �أحد،

»�أورجازم« مالمح خط �لذي و�لتكامل �لتام �لن�صجام حدث فقد

�ل�صفاء �لنف�صي، وكاأن فكرة �جتماعهم �لتي كانت تبدو �صبه م�صتحيلة

حتى هذه �للحظة - هذه �لفكرة على وجه �خل�صو�ش - كانت تنتظر

هذه �للحظة لتثبت لهم عدم منطقية فكرة �لت�صاد �لتي بنو� عليها

خالفاتهم على مر �لتاريخ.

�حلقيقة �لثابتة: �أنهم تقابلو�.

و�ملفارقة: �أن جتمعهم مل يكن �إل حم�ش م�صادفة.

و�خليال: يكمن يف �حلقيقة �لثابتة.

(٢)

مقدمة

ما �صر عدم �إملام د�ر�صي �لفنون وعلوم �جلمال و�لفل�صفة يف �لوطن

حتى معرفتهم �أو �لوفا«؟ وخالن �ل�صفا »�إخو�ن بفل�صفات �لعربي

ولي�ش �لأ�صا�صية، �ملر�حل يف �لد�ر�صني هنا �أق�صد �أنا بوجودهم؟

مناهج حمفوظة تتبع �لدر��صة و�لدكتور�ه؛ حيث �ملاج�صتري د�ر�صي

بنف�صه، �لد�ر�ش به يقوم �لذي �لعلمي �لبحث �لبعد عن وبعيدة كل

فل�صفات و�إق�صاء تهمي�ش ملاذ� مت �ل�صوؤ�ل: هذ� �إجابة وبالبحث يف

�ملعا�صر؟ وهل هذ� �لعربي �لفكر �لوفا« من �ل�صفا وخالن »�إخو�ن

�لتهمي�ش بق�صد؟

ع�صر يف ن�صاأت باطنية جماعة بكونهم تتعلق �أ�صباب عدة ظهرت

�أنه ��صتغالل ل�صعف �ل�صمحالل �لعبا�صي، مما ف�صره �لبع�ش على

�لدولة لتمرير �أفكار غري مقبولة دينيا و�جتماعيا، فذهب �لبع�ش للقول

باأنهم من �ملعتزلة، و�لبع�ش �لآخر قال �إنهم من �ل�صابئة �أو �لإ�صماعيلية،

�ل�صفا« »�إخو�ن عن فمثال و�لزندقة، بالإحلاد �لبع�ش �تهمهم كما

يقول �بن تيمية: هم »جماعة يف دولة »بني بويه« ببغد�د، وكانو� من

�ل�صابئة �ملتفل�صفة �ملتحنفة، جمعو� بزعمهم بني دين �ل�صابئة �ملبدلني،

وبني �حلنفية، و�أتو� بكالم �ملتفل�صفة وباأ�صياء من �ل�صريعة، وفيه من

�لكفر و�جلهل �صيء كثري«(*). كما مت ذكرهم يف �ملو�صوعة �ملي�صرة يف

�لأديان و�ملذ�هب و�لأحز�ب �ملعا�صرة بالآتي: »�إخو�ن �ل�صفا جماعة

�صرية باطنية، مزجت �لفل�صفة �ليونانية و�لعقيدة �لباطنية بالعقيدة

��صتغلت �لتي �لباطنية �حلركة ثمار �أوىل فهي وبالتايل �لإ�صالمية،

�لت�صيع و�لت�صوف �لفل�صفي لن�صر ر�صائلها و�أفكارها، وكان �أول ظهورها

يف �لب�صرة يف �لن�صف �لثاين من �لقرن �لر�بع �لهجري، وقد �ألفو� ما

يقرب من �خلم�صني ر�صالة يف جميع �أجز�ء �لفل�صفة عمليا وعلميا،

و�أفردو� لها فهر�صا، و�صموها »ر�صائل �إخو�ن �ل�صفا«، وهي تعترب برنامج

�لعمل �ل�صري �لذي ي�صتهدف �لق�صاء على �لإ�صالم ودولته؛ لتاأ�صي�ش

دولتهم �لتي ت�صم �صتى �لعقائد �لوثنية و�ملجو�صية و�لإباحية«(**).

بالتايل مت �لختالف مع فل�صفاتهم، لي�ش عن طريق تفكيك �أفكارهم

ومناق�صتها ب�صكل مو�صوعي، و�إمنا مت ذلك ب�صكل »فا�صي« يرف�ش فكر

�لآخر. كما ذهب بع�ش �ملفكرين �لعرب �إىل طريق �آخر يف رف�صهم،

�أن »�إخو�ن �ل�صفا« كانو� �أنهم ر�أو وهو طريق �أوهى و�أ�صل، �أل وهو

يكتبون �أفكارهم �لفل�صفية وعلومهم بلغة مب�صطة على عك�ش ما كان

تب�صيط بذلك �ل�صفا« »�إخو�ن مق�صد وكان �لفرتة، تلك يف متبع

للنا�ش وخ�صو�صا �ل�صباب منهم، �لعلوم و�لفل�صفة، وت�صهيل و�صولها

عن �خلروج �أنو�ع من نوعا و�لفال�صفة �ملفكرين بع�ش ر�آه ما وهو

م�صاف �لدر��صات �لفكرية �جلادة. وهذ� ما يف�صر لنا عزوف �لكليات

�ملتخ�ص�صة يف �لفل�صفة و�لآد�ب وعلوم �جلمال يف �لبلد�ن �لعربية عن

�لعتماد على ر�صائل »�إخو�ن �ل�صفا« يف �لدر��صات �لتاريخية، رغم

�أهمية ر�صائلهم كمدخل تاريخي لدر��صة هذه �لعلوم.

لها كانت »�صريرة« باطنية جماعة �ل�صفا« »�إخو�ن �أن �عتربنا و�إذ�

�أهد�ف �صيا�صية تتطلع �إىل �إ�صقاط �لدولة �لعبا�صية - يرى �لبع�ش

�أدت �إىل ت�صهيل دخول �ملغول �إىل �أفكار »�إخو�ن �ل�صفا« هي ما �أن

�لعر�ق - ولكن هذ� �لعتبار ل ينفي - �إذ� كان �صحيحا - �أن »�إخو�ن

�ل�صفا« قدمو� للعلوم �لفل�صفية و�لإ�صتاطيقية ما �صاهم يف طرح مفهوم

علم �جلمال ب�صكل يربط من نو�ح ويفرق يف نو�ح �أخرى بني نظرة

�لغرب و�ل�صرق للجمال؛ فالغرب يف ذلك �لوقت كان يرى فكرة �جلمال

�لب�صريني، و�لعقل بالنف�ش �ل�صيء �جلميل يف حد ذ�ته وعالقته يف

�مل�صنوعات يف �جلمال �أن ر�أت فقد كلها �ل�صرقية �حل�صارة �أما

ربط �إىل حماولة �ل�صفا« »�إخو�ن كما ذهب بال�صنعة. وهو مرتبط

�أي�صا بني وجهات �لنظر �جلمالية بني �ل�صرق كل �لأديان، و�لربط

و�لغرب، و�إثبات �أن �أ�صلها و�حد، وهو �أ�صل �إلهي متمثل يف جماليات

�أنهم تاأثرو� مبفهوم �لتنا�صق �لذي و�ن�صجام �خللق عند �لإله. كما

ظهر عند �لفيثاغورثيني، وتاأثرو� مبثالية �أفالطون ولكن من وجهة

�أ�صا�ش �ملنتج هي �ل�صناعة �ملتمثلة يف �أن نظر �صرقية بحتة؛ ترى

�حلكم على جماليات �لفكر و�ملو�صوع ولي�ش �لعك�ش. وهذ� ما يجعلنا

نرى بنظرة جمردة لالأمور �أن د�ر�ش �ل�صيا�صة �أو د�ر�ش �لدين - يف

�ل�صرق - يكنه مبنتهى �ل�صهولة �أن يفكر مبنهج تاآمري، وينبذ �أفكار

»�إخو�ن �ل�صفا« من دون در��صتها ب�صكل كاف، �أو حتى بعد �أن يقوم

بدر��صتها وهو يبيت �لنية لهدم �أفكارها، و�إثبات �نحر�فها، وت�صيد

�لأخطاء فيها ب�صكل غري مو�صوعي.

�أما على م�صتوى د�ر�ش �لفل�صفة �أو علوم �جلمال، فمن ر�أيي �ملتو��صع

�أن فل�صفات »�إخو�ن �ل�صفا« من �لكنوز �لرت�ثية على م�صتوى �لنتاج

�لب�صري للخو�ش يف هذه �لعلوم، فقد عمل »�إخو�ن �ل�صفا« على ك�صر

�حلدود �لتخيلية �لتي مت و�صعها بني �ملجالت �ملختلفة، فهم يرون

�لن�صبة وهي �ملو�صيقية، بالن�صبة وت�صمى ف�صلى ن�صبة هنالك �أن

�مل�صرتكة يف جميع �لأمور �لكونية، فت�صرتك فيها �ل�صناعات �جلمالية

يف �لفنون و�لكو�كب و�لأفالك و�لعلوم �لعددية و�لهند�صة و�ملخلوقات

جميعها، ومن يخرج تكوينه من هذه �لن�صبة ي�صبب خلال ما، فمثال

وهي �لكو�كب، باقي ن�صبة عن ن�صبتها تخرج �لتي كو�كب �لثالثة

�ملريخ وعطارد وزحل، ت�صبح بذلك نحو�صا يف �لطالع �لفلكي.

ومن هذ� �ملنطلق ن�صتطيع �أن نخمن �أنه يف حالة دخول �لفنان �لب�صري

يف منطق تفكري »�إخو�ن �ل�صفا«، وقيامه با�صتيعاب هذه �لن�صبة ب�صكل

و�ف، ثم �لقيام بتفكيكها �أو تك�صريها �أو �إ�صافة زو�ئد عليها �أيا يكن

م�صلكه �لبحثي، على �أي �صكل �صيكون �ملنتج �لب�صري �لذي �صينتجه؟

هذ� �ل�صوؤ�ل ل يكننا �لإجابة عنه �إل بعد �لتجريب ب�صورة عملية،

ولكن �ألي�صت هي ق�صية مثرية للف�صول؟ وجتعلنا نت�صاءل عن مدى

تاأثري هذ� �مل�صلك على �لتجربة �لب�صرية �لناجتة.

ومن هنا جند �أنف�صنا �أمام �صوؤ�ل و��صح وهو: ما �جلو�نب �لإ�صتاطيقية

من فل�صفات »�إخو�ن �ل�صفا وخالن �لوفا«؟

ولالإجابة عن هذ� �ل�صوؤ�ل جند �أن علينا �لبحث يف مفهوم �جلمال

عند »�إخو�ن �ل�صفا«.

(3)

مفهوم اجلمال عند اإخوان ال�صفا

حتدث »�إخو�ن �ل�صفا« عن �لرت�بط �لوظيفي بني �ملعطى �جلمايل

و�ملعطى �ملو�صوعي، فاجلمال عندهم فرع من �لفنون، وعرفوه على

�أنه ملكة وعي �لذ�ت مبا يفرزه �ملو�صوع من قيم باطنية، وحددو�

خم�صة مقا�صد لكل عملية جمالية هي:

• �لأد�ة.• �ملنتوج.

• �ل�صرعة.• �ملهارة.

• منفعة �جلمهور.�إن �جلمال هو تعبري عن �أحو�ل �لذ�ت، ويفر�ش كل تعبري عن ذلك

��صتعمال �أد�ة ما، فاخلطابة و�لر�صم و�لكتابة كلها �أدو�ت للتعبري عن

�أو �جلليل. و�لأمر �لذي يفرق بني �ملعطيات �إدر�ك �جلميل حلظة

�جلمالية هو طبيعة �ملنتوج، فالق�صيدة تتباين من �صاعر لآخر نتيجة

مدى حتكمه يف �أد�ته، و�ل�صعر �أد�ته �للغة، و�للغة م�صكن �لفكر وخلوته

كما يقول »هيدجر«، ولذلك نحن نحتكم للمنتوج ل �ملنتج. و�عترب

لأن �جلميل، تقبل �صرط �صروري يف �ل�صرعة �أن �ل�صفا« »�إخو�ن

�جلميل وليد حلظة حد�صية متى جتاوزت ديومتها قل تاأثريها على

وعندما يباغتنا، حني �ملو�صوع من ننده�ش فنحن و�لغري، �لنف�ش

�إن ماألوفا. �أمر� ويغدو تختفي عنه مظاهر �جلمال ماألوفا ي�صري

عن�صر�ل�صرعة م�صرتك بني �ملنتج و�مل�صتقبل معا، فكلما عرب �ملبدع

عن �ملو�صوع ب�صرعة ومهارة كان �مل�صتقبل �أكرث �صرعة يف فهمه.

و�صرط �ملهارة يفر�صه �ملو�صوع و�أد�ة �لتعبري عنه، فالفر�صاة كو�صيلة

للر�صم ل يكن �أن توؤدي �لدور نف�صه، بل �لدور تربزه �ملهارة �لفنية

�لتي يتفاوت �ملبدعون فيها.

و»�إخو�ن �ل�صفا« ربطو� �لفن مبنفعة �جلمهور، فاجلمال كفن نبيل ل

بد �أن يخدم �جلمهور، وق�صدهم �أن تربية �جلمهور تتطلب �لرتكيز

على �جلانب �لنفعي، فاملو�صيقى و�لفنون تدخل يف تربية �جلمهور،

ودولة �خلري عند »�إخو�ن �ل�صفا« تن�صاأ عندما نن�صئ جيال فريد�،

ينتج �لفن ويوجهه نحو �خلري �لأ�صمى.

يف ح�صورها وجدت �ل�صفا« »�إخو�ن عند �جلمالية �لنظرية �إن

فل�صفة �بن �صينا، وخ�صو�صا يف كتابه »�لبالغة و�خلطابة«، حيث ربط

إخــوان الصـــفا وخـالن الوفــــا

محاولة لفهم الجانب اإلستاطيقي من فلسفاتهم،

وربطه باملمارسات الفنية البصرية املعاصرة

ر�صائل �إخو�ن �ل�صفا، ف�صل يف �أن �إحكام �لكالم �صنعة من �ل�صنائع. (***)

�ملو�صوعة �ملي�صرة يف �لأديان و�ملذ�هب و�لأحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــز�ب �ملعا�صرة. (**)

جمموع �لفتاوي عند �بن تيمية. (*)

6

Page 7: تطبيقات موازية

�لثقافة وو�صفها �لبدء يف حديث �صائك عن م�صئولية �صناعة قبل

كمنتج، �أو �ملنتج �لفني ك�صلعة، وما يرتتب عليه من �كتمال عنا�صر

�لعملية �لإنتاجية من �ملنتج و�ل�صوق و�مل�صتهلك و�لرقيب و�ملنظم...

�أو »�أر�صية« من �ملفاهيم �ملوؤ�ص�صة �إلخ، نحتاج �إىل ترتيبات م�صبقة

�أن تطرح وتناق�ش بجدية، و�إين لأ�صعر بغر�بة �لتي يجب و�ملف�صرة

لأن مو��صيع قد تكون بديهية ول يتلك �لعديد من �لفنانني ت�صور�

هذه �صو�ب فكرة �أطرح ل وهنا عنها. معمما �أو و�حد� و��صحا

�لأفكار �أو خطئها، بل �أتكلم عن �لتعريفات �لأ�صا�صية �لتي ل بد �أن

يتم بحثها ونقا�صها بجدية لتكون هناك مفاهيم و��صحة. وقد تكون

هناك حماولت جدية من قبل بع�ش �جلهات، �إل �أنني �أي�صا �أجدها

هذه منظم على تعتمد قد �جلانب، حادية �أ تف�صري�ت يف موغلة

�جلهة �أو ذ�ك، �أو تتبنى �أيديولوجيات ل تقبل لغريها بالظهور معها.

�أرى �أن هناك خلال نقديا يف �لو�صط �لفني �مل�صري ل يخفى على

�لد�ئرة تكتمل �أن بد ل نقدية فكرة تطوير �أردت و�إذ� �لناظرين،

�لفنية �ملعتمدة يف �لأ�صا�ش على �لناقد �ملف�صر، و�رتباطه بالأعمال

�لفنية، وقبول �لفنانني، و��صتيعاب هذ� �لنقد، وما ينتج من تر�صيخ

لهذه �لأفكار �لتي يتم تطويرها بتلقائية. هذ� �خللل له �لعديد من

�لعو�مل �لتي ل حتتاج �إىل �صرح كثري؛ فهي جلية للناظرين: تخلف

على ما�صوية باأيديولوجيات فنانني و�صيطرة �لفنية، �لأكادييات

�لو�قع عن �لثقافية �ملر�كز وترفع/تعايل �حلكومي، �لفنون قطاع

بع�ش. مع بع�صهم �مل�صرتكة و�كتفاوؤهم مب�صاحلهم �مل�صري �لفني

فقبل �أن تطرح ت�صور� عميقا، كت�صليع �ملنتج �لفني، ل يكن لذلك

�أن يتحقق من دون نقا�صات و��صعة عن �ملفاهيم و�مل�صطلحات �لتي

يتم تد�ولها.

بوك: في�ش على »��صتاتيو�ش« كتبت �لتي �لفنانات �إحدى �أتذكر

�ل�صتدلل يتم »كون�صبت« حتى كلمة ��صتخد�م �لتوقف عن »�أرجو

على معناها«.

على �لرغم من �صخرية �جلملة، �إل �أنها قد �أ�صارت �إىل قلب �إحدى

عن كمر�دف �ل�صتدلل وهي �لفني، و�صطنا يف �لكربى �مل�صاكل

ي�صاعد �لوقت ومبرور ثو�بت، �إىل يحول و�لذي �ملعاين، ��صتيعاب

وتاأكيد مناطق �أكرث تطور�، �أفكار �لفنان و�ملثقف على �خلو�ش يف

�لقيمة �صلب هذه �أو �لفنان، ينتجه ما و�إ�صفاء قيمة على للبحث،

منه.

من هنا �رتاأيت �أنه يجب طرح جمموعة من �لت�صاوؤلت/�لق�صايا على

يف�صي ل د�ئما جدل تثري �أنها �إل وبديهيتها ب�صاطتها من �لرغم

عادة �إىل �صيء؛ ب�صبب عدم و�صوح �ملعاين �مل�صتخدمة �أحيانا، و�لتي

قد ت�صل �إىل كلمات ب�صيطة يختلف �لكثري على معناها �أو ترجمتها

�لتي �لق�صايا و��صع ع�صر�ت نطاق �لأ�صلية. هناك على لغتها من

ل�صت و�أنا هنا لعدم و�صوح معانيها، ت�صاوؤلت جندها حمرية تثري

ب�صدد طرح �إجابات لها، بل جمرد حماولة لتحريك �ل�صاكن �مل�صكوت

عنه، وحماولة فهمه. �أر�ه �حتياجا �أ�صا�صيا لو�قعنا �لفني يف م�صر

وخ�صو�صا يف جمال �لفنون �لب�صرية.

�لفني، هو مفهوم �لغام�صة يف و�قعنا هناك مثال لإحدى �لق�صايا

�لفن �ملعا�صر vs �لفن �حلديث. �أتذكر مثال يف حديث �صخ�صي بني

»جان جونيه« و»�ألربتو جياكوميتي«، و�لذي ظهر فيما بعد يف كتاب

�لأ�صئلة من جمموعة »جياكوميتي« طرح �ل�صري« »�جلرح بعنو�ن

لال�صتف�صار، و�أي�صا للتنويه:

- ملاذ� يجب �أن يكون �لعمل �لفني م�صتقبليا؟

- فيم �صيفيد هذ�؟

- هل �صيفيد هذ� �لأجيال �لقادمة يف �صيء؟

- هل �صيتمكنو� من ��صتخد�مه حني �إذن يف �صيء ما؟

ثم متتم جميبا:

- ل �أعتقد هذ�، على �لعمل �لفني �أن ير�صي �لتاريخ، ويتخذ موقعا

بني �آلف �لأعمال �لفنية �ملا�صوية.

ير�صي �أن �لفني �لعمل على »يجب �ملقولة: هذه يف كثري� �أعتقد

�أربعينيات يف »بونار« �أعمال �إىل نظرنا لو �آخر: مبعنى �لتاريخ«.

»�دجار �أنتجه عما كثري� تختلف ل �صنجدها �لع�صرين، �لقرن

»بيكا�صو« ينتج كان فيما ع�صر، �لتا�صع �لقرن �أو�خر يف ديجا«

على و»بونار« �لع�صر، هذ� مبعطيات �حلد�ثة« »�صديدة �أعمال

حد تعبري »بيكا�صو« كان »�صديد �لتخلف... ينتج �أعمال مت �إنتاجها

من قبل«. �ليوم وبعد مرور �أكرث من ن�صف قرن على �إنتاج »بونار«

»بونار« �إذ� كان �أهتم بينهما، ول �أجد فرقا كبري� و»بيكا�صو« ل

مثل مثلها قيمة فنية �أعمال فقط هي فاأعماله ل؛ �أو متخلفا

�أعمال »بيكا�صو«.

يف �خلو�ش على وقدرته بحد�ثته �لفني �لعمل يقا�ش ل �إذن،

من �إليه تنبه ما مبدى يقا�ش بل �لقادم، و��صت�صر�ف �مل�صتقبل

�أن �لتاريخ ليمالأها ويتخذ مو�صعا بينها. هذ� يعني ثغر�ت عرب

وعلى جميعا، �لع�صور على ينطبق للفن، و�حد� مفهوما هناك

كبرية فروقا �أرى ل �أنا �لفن. منها ينتج �لتي �ملناطق خمتلف

بني لوحة فار�صية �أنتجها »بهز�د« يف �لقرن �خلام�ش ع�صر، وبني

نتجت من ع�صرة عمل لـ»وليد رعد«. �أو ر�صالة لـ»�صوز�ن �صونتاج« �أ

نتج قبل �مليالد، �أ �أعو�م، وبني متثال هندي �أو �صيني �أو م�صري

وبني �إعالن رم�صاين لـ»ميجامك�ش«. �جلودة هنا و�حدة، �ل�صغف

هنا و�حد مبا هو جديد، »مبفهوم ما مل يتم �إنتاجه من قبل«. �أما

فهذ� �ملتبعة و�لأ�صاليب و�لتقنيات �لعمل هذ� تنفيذ كيفية عن

�صيء �آخر متاما ل يت ب�صلة لتلك �حلقيقة.

كالفنان �لفنان، ت�صنيف ق�صية � جد �ملثرية �لق�صايا من �أي�صا

�لدويل و�لفنان �ملحلي. و�حلق هنا �أنه قد يكون بالفعل ما ي�صمى

حيث �ملحلي؛ بالفنان ي�صمى ما �أرى ل ولكني �لدويل، بالفنان

عليها �لتفاق مت �لفن لتناول عاملية و�حدة لغة يوجد بالفعل

�أكرث تطور�، وقد تعرف على تلك �للغة عديد من يف جمتمعات

بع�صهم قبل من حماولت هناك بل وي�صتخدمونها، �لفنانني

لتطويرها و�إ�صفاء قيم لها ممزوجة ببع�ش �ملعطيات �ملحلية. لكن

هناك من �مل�صطلحات �لتي تطلق على �لفنان �ليوم �أجدها غريبة

فنان �أو�صطي! �صرق فنان مثل: �صرورية) (غري مفهومة وغري

م�صري! فنان عربي! فنانة ن�صوية �أو فنان �صيا�صي!

�آ�صيوي؟! هل �أو فنان �صرق ي�صمى بفنان لتيني؟! هل يوجد ما

�صيتعامل �لفنان وقتها مع مفاهيم فنية خمتلفة؟!

�حلقيقة هنا �أن هناك �صكال و�حد� للتعامل مع �لفن، هو �جلودة،

و�لتي تفتح بالتايل �آلف �لتف�صري�ت �ملختلفة لتلك �لكلمة، و�لتي

وخارج �إطار�ته خارج فني عمل كل �إىل �لنظر على ترغمك

�أو ��صرت�كية قيمة �أي ريفري�« »دييجو لأعمال فلي�ش �صياقاته.

بالتايل عليها. تطلق قد �لتي �مل�صميات من غريها �أو لتينية

�لفنية حتت �لأعمال تعاملو� مع هناك فنانون كرث يف جمتمعنا

�ل�صيا�صي، �ل�صرت�كي، �ل�صعبي، منها: خمتلفة، م�صطلحات

�أحب فاأنا كله قيمة، لهذ� ولي�ش �لثوري... �لديني، �لجتماعي،

�أعمال »حامد ند�« و»�جلز�ر« بعيد� متاما عما حملته �أعمالهما

من �صعبية �صوفية �أو خر�فات �إرثية �أو غريها من �مل�صميات، كما

�أحب �أي�صا »�أوكا« و»�أورتيجا« و»عالء فيفتي« و»�ل�صاد�ت« و»عمرو

�ل�صعبوي تهمة �إل�صاق �أتفهم حماولة ول و»�ملدفعجية«، حاحا«

بهم، بل على �لنقي�ش �إذ� �أردت و�صفها لكان من �لأحرى ��صتخد�م

لفظ �إبد�عي �أو جتديدي. ل عالقة لعمل فني مبا هو �إرثي، ول

ينتظر �أن يعلو �صوته على �صوت �جلودة، �أو ت�صييد ما هو قومي

ملتزم �أو ييني حمافظ فوق �لقيم �لفنية لأي �صبب كان؛ فالف�صل

بني جذور �لعمل �لفني وبني قيمته يجعل تلقي �لعمل بعيد� كل

و�لركاكة �ل�صعف �أو �لفنية �لقيمة ويو�صح �لغمو�ش، �لبعد عن

�، كالفنان �حلامل، فيه. �أي�صا تعريف �لفنان من �لأ�صياء �ملبهمة جد

�لذكي، �لفنان �ل�صيا�صي، �لفنان �ملوؤدلج، �لفنان �ل�صاذج، �لفنان

�ل�صايع، �حلذق... فامل�صطلحات �ملختلفة حمرية بطبيعة �حلال،

�إل �أين �أجد فور� �أيا من �مل�صطلحات �لفنية �لتي قد تطلق على

فنان مثرية للت�صاوؤلت، وتدفعني لل�صك يف قيمة ما ينتجه، ولل�صك

فنان لدى هو�ش هناك كان �إذ� مبعنى: �لفني، عمله �صدق يف

ب�صيء ما، فلماذ� يطرحه علينا كمو�صوع للنقا�ش؟ وملاذ� �إذ� �أردنا تلقي

عمله ل بد �أن نتناوله من ز�وية ما؟ كما �أن ق�صية �لفن �ل�صيا�صي �أو

�لن�صوي �أو غريها يف حد ذ�تها حتتاج �إىل كثري من �لتو�صيح، هل نعترب

و�حدة خانة يف ت�صع وكيف �صيا�صية؟ �أعمال �لزيني« »زكريا �أعمال

�أعمال »�أكرم زعرتي« و»هدى لطفي« باعتبارهم �أعمال �صيا�صية؟

�أي�صا �لفنان �ملثقف/�لفنان �ملتعلم، �لفنان �ملتعلم �ملتحدث لالإجنليزية

بتفا�صيل �مللم �لأمريكية �جلامعة خريج يكون ما غالبا بطالقة

�لتكنولوجيا، و�لقادر على تقدمي نف�صه ب�صكل و��صح وحديث ملوؤ�ص�صات

�لفن �لدولية بنف�ش �للغة، و�ملطلع على �أحدث ما يقدمه �لغرب من فن

وثقافة ونظريات، وبني �لفنان �ملثقف �لقارئ لفل�صفات موؤ�ص�صة ولكنها

كونية �أفكار �ليوم، �لفن تدخل يف عمليات حتريك ول �لزمن، خارج

�صيء، �إىل تف�صي �أنها ل �إل تكون كربى وعالقات عن م�صكالت قد

ن�صنع و»لن �لنخبوي، و�لفنان �لفنان �جلماهريي، كعدم و�صوح فكرة

فنا مماثال لهم/ لن ن�صبح جماهريين مثلهم« لدى �لعديد من �لفنانني

و�لتي قد تكون مرهقة وغريبة.

يجب �أي�صا �لتنويه �إىل »�لفن �لعميق« وما ي�صمى بـ»�لبوؤ�صوية«، فالعديد

من �لأعمال �لفنية �لتي قد تر�ها يف �أتيليه �لقاهرة /جالريي �لزمالك

كنت حني تثريك، قد �خللطة نف�ش على تعمل للفنون قاعة �أي �أو

طالبا يف كلية �لفنون �جلميلة، مبا حتمله من مفرد�ت، كال�صنعة �ملتقنة،

و�ملو��صيع �ملتعلقة بالرت�ث كالفالحني �ل�صيادين، �لفالحات �ل�صياد�ت،

�لفر�عني، �مللوك �لقلل، �لورود، �لثوريات، �لثو�ر، �لبنائني، �لعمال،

�لنيل، �لهريوغليفية، �حلروف �لعربية، �حلروف �لفر�عني، �مللكات

�ل�صحر�ء، �لوديان، �لبحر، �ل�صماء...�إلخ، كل هذه �مل�صطلحات غاية يف

�ل�صاعرية �إل �أنها قد مت تناولها ع�صر�ت بل �آلف �ملر�ت.

�لفنية �لأعمال من فالعديد �لبحث، من �لنو�صتاجليا/�لهروب ثنائية

مقارنة �لبالد عليه كانت ملا �ملا�صوي �حلنني عليه �أطلق فيما تقع

بعيد� عن ق�صوة �أب�صط �لعام لوقت �لرجوع �أو �لو�قع �حلايل بانهيار

و�صرعة �لو�قع �حلايل. وهنا يجب �لتنويه �إىل �أن هذه �لأعمال �صديدة

�لختالف عن فكرة ��صتلهام �لطفولة �أو �للعب على �لذكريات، فغالبا

�لأعمال �لنو�صتاجلية ينتجها فنانون مل يعي�صو� يف �لفرتة �ملتناولة يف

تدفع فهي �حل�صا�صية؛ �صديدة منطقة �لنو�صتاجليا �لفنية. �أعمالهم

فور� باحلنني د�خل م�صاعر �ملتلقي، وتر�صم �صورة �صطحية �صجنة عن

وقت �أب�صط و�أجمل م�صى، �إل �أن �أغلب ما �أر�ه من تلك �لأعمال ل يقدم

�لفنية يعتمد فقط على �حلالة �لفنية، هو �ملعاجلة جديد� من حيث

�لتي يخلقها جللب تعاطف ما مع �لعمل �لفني.

�إحدى �لق�صايا �ل�صائكة يف جمالنا: �ملوؤ�ص�صات �لد�عمة كمحرك للعملية

�لإبد�عية، و�ل�صك �لعام من قبل �لفنانني »�لقوميني« جتاه �ملوؤ�ص�صات

�ملوؤ�ص�صات يف دور هذه �لت�صاوؤل عن و�أي�صا �لد�عمة، غري �حلكومية

�أو �إيجابيا كان �إذ� وما دورها، معرفة وحماولة �لإبد�عية، �لعملية

�أم �ملوؤ�ص�صة، �ل�صخ�ش �ملقرر د�خل تلك �صلبيا، وهل يعتمد هذ� على

يعتمد على �مليكانيزمات �لتي تتبناها تلك �ملوؤ�ص�صات و�لتي من دورها

حتريك �لعملية �لإبد�عية من تلقاء نف�صها وتطويرها؟ �إل �أنها �أي�صا قد

�إذ� حترك �لفنان جتاهها من دون تكون معرقلة لالإبد�ع يف حد ذ�ته

وعي ليو�فق �صروطها �أو لكي تقبله لديها يف �صكل ��صت�صافة فنية �أو

�لفني، و�لتي قد تكون موؤثرة �صلبا على منحة مادية ل�صتكمال عمله

�لفنان ب�صبب جتذر م�صروعه �لفني يف �ملحاولت �لد�ئمة للقبول د�خل

ق�صية حول تطرح �لتي �لت�صاوؤلت من �آخره �إىل �ملوؤ�ص�صات... تلك

و�حدة كهذه.

عمرو الكفراوي

�صبتمرب ٢٠14، �لقاهرة

فنان وم�صمم جر�فيكي، تخرج يف كلية �لفنون �جلميلة عام ٢٠٠3،

يعي�ش ويعمل بالقاهرة

7

غموض املصطلح وغياب املعنى

عن املشـــهد الفـنـي اليوم يف مصـــر

Page 8: تطبيقات موازية

�إجر�ء �أثناء كمبد�أ يف تتخذ بل �ملحافظني، �لبع�ش من مقولة عند

تد�ولها فقد �جلمهور، مع �لتفاعل �أثناء و�أي�صا يف �لفنية، �لعملية

�لبع�ش من خالل بر�مج �لتلفزيون �لثقافية، و�أي�صا يف بع�ش �ملجالت

يثري �لأمر هذ� �أتت؟ �أين من ولكن بالثقافة. �ملعنية �جلماهريية

عديد� من �لت�صاوؤلت، �أهمها: من منا له حق �لو�صاية على �لآخر؟

ومن منا �أي�صا وىل نف�صه من�صب �حلكيم �أو �لنا�صح �أو �صاحب ر�صالة

ا هو حتول هذه لغريه؟ كل منا ب�صر يخطئ وي�صيب، لكن �ملفزع حق

THE« ملقولة مع �لوقت لتاأخذ �صفة �ملعا�صرة حتت عنو�ن �ملفهوم�

.»CONCEPTعلى �لقيمون �لذي ينحه �لنجاة �مل�صطلح طوق �أ�صبح هذ� حيث

�ل�صباب �نت�صر بني جيل وقد لذ�ته، �لفنان و�أي�صا �لفنية، �لأعمال

كالوباء، وردده ور�ءهم �لكثري من �لفنانني كبار �ل�صن، و�أ�صبح �ل�صوؤ�ل

�لعمل هذ� ور�ء من �لكون�صبت �أو �ملفهوم هو ما د�ئما: �ملطروح

للمرجعية �لعودة بني �للتبا�ش بو�در تفرعت حيث ذ�ك؟ �أو �لفني

�ملفاهيمي، �لفن عن �لأول �لبيان ظهور منذ للم�صطلح �لتاريخية

لتكوين �لبد�ية وكانت ،19٦٥ عام »Sol LeWitt« �لأمريكي للفنان

حركة �تخذت فيها �لأفكار دور �لأ�صبقية عن �لهتمامات �جلمالية

من جانب �أهم هما �ملفهوم �أو »�لفكرة فيه: جاء و�لذي و�ملادية،

جو�نب �لعمل. وعندما ي�صتخدم �لفنان �صكل و�صورة �لفن �ملفاهيمي،

فهذ� يعني �أن تنفيذ جميع عمليات �لتخطيط و�تخاذ �لقر�ر�ت �أمر�

مع �لتعامل �أو �لفن«، لت�صنع �آلة �إىل �لفكرة تتحول حيث روتينيا،

�مل�صطلح ذ�ته ب�صورته �ملجردة كاأحد �أ�صاليب �صياغة �لعمل �لفني؟

رمبا هذ� �للتبا�ش �ملموه و�صع كثري� من �لفنانني يف حرية وحرج مع

�جلمهور؛ لأن �لفنان هنا �أ�صبح يبذل كل ما يف و�صعه لكي ي�صل �إىل

هذ� �ملفهوم ب�صكله غري �حليادي، ثم يتخذه كقاعدة �أو نظرية يجمع

من خاللها �لعنا�صر �ملنا�صبة. ولكن هذ� يجعلنا نطرح ت�صاوؤل �آخر:

ملفهوم و�ملطابقة �ملنا�صبة �لعنا�صر �لفنان يجد مل لو يحدث ماذ�

�جلمهور بني �لفجوة بو�در ترت�كم رمبا به؟ �خلا�ش �لفني �لعمل

و�لعمل �لفني حني ين�صغل �لفنان بقاعدة و�صعها لنف�صه و�أ�صبح �صغله

�ل�صاغل هو تلبية متطلبات تلك �لقاعدة، ون�صي �أن هذ� �لعمل �لفني

على �لغالبة �ل�صمة يجعل مما ما، جمهور معه يتفاعل لكي �صنع

هذه �لأعمال هي �صمة �لتجريد �أو �لتجرد، ومن هنا نكت�صف فجاأة

�أن هناك نوعا من �لفنانني يرى يف نف�صه �لقدرة على فهم وحتليل

�لأ�صياء، ولي�ش هناك �أحد غريه يلك تلك �لقدرة، فهل يجوز للفنان

�أن يعترب نف�صه �لعامل �لفذ �ملخلد وهو يقدم عمله �لفني للجمهور؟

عن ف�صال �ملو�صوع، �صبغة �لفني �لعمل نك�صب �أن ن�صتطيع وهل

�أثناء منهجا يف �ملو�صوع يتخذون �لكثريون ممن �لكون�صبت؟ هناك

مرورهم بطور �ملعاجلة �لفنية، وهذ� يتعار�ش كثري� مع �ملنهج �ل�صالف

ذكره، فهذه طريقة وتلك طريقة �أخرى.

»�لطريقة«: لقد تعلمنا منذ �لدر��صة يف كليات �لفنون �أن كل �أ�صتاذ

كل و�أ�صبحت �خرتعها، �لذي وحده هو طريقة له م�صر يف فنان

�أو �لفكرية �ملعاجلة كانت �صو�ء �لطريقة، تلك يف ت�صب �أعماله

�لذي �لعمل وحده هو باأن �آخرون مقتنعون فنانون �لتقنية. وهناك

�أي عليها، يبقى �صوف �لتي �لنهائية �ل�صورة معطيات كل يفر�ش

�ملنهجية �ملتبعة تختلف من عمل لآخر باختالف �ملعطيات. من منا له

�حلق يف نقا�ش ذلك مع �جلمهور وطالب �لفن؟ هل �لفنان �صاحب

يجعل كمنتج �لفن مع فالتعامل لذلك �لقيم؟ �أم �لناقد �أم �لعمل

من ولكن �لتحليل. على قابلية و�أكرث و�صوحا �أكرث �لفنية �لعملية

�مل�صئول عن �صناعة �لثقافة يف م�صر: »�ملوؤ�ص�صات �أم �ملمار�صون من

فنانني وكتاب وقيميني«؟

جليل �لإنتاجية �ملنح موؤ�ص�صات ند�ء تز�يد ٢٠11 يناير ثورة بعد

�ل�صباب يف م�صر عن تو�فر �لعديد من �لفر�ش لإنتاج �مل�صاريع �لفنية،

�أر�ش �لو�قع ��صتطاعت يف خ�صم �لتطور �لتكنولوجي �ملوجود على

يف لن�ش« »ليديا �أي�صا �مل�صهورة و�ملغنية »مادونا« �مل�صهورة �ملغنية

ثمانينيات �لقرن �ملا�صي �أن توجها م�صار فن �لفيديو �إىل طريق �آخر

عري) غري �لذي كان عليه من قبل، وقد تردد بر�أ�صي (�لفيديو �ل�ص

ام �أن يقدم �صيئا جديد� يف د�ئما �صوؤ�ل جوهري: »هل ي�صتطيع �لر�ص

� رد �أجد مل و�لعك�ش؟«. �لأ�صنان طب �أو �ملعمارية �لهند�صة جمال

لهذ�، لأنه د�ئما ما كان �لأمر ن�صبيا بني �لبع�ش، ولي�صت هناك قاعدة

ن�صتطيع تطبيق وتفعيل �لأمور من خاللها. ولكن �صوف �أتطرق �إىل

عدة نقاط تتجول بر�أ�صي معنية بامل�صهد �لفني يف م�صر وتخ�ش ثالثة

�أطر�ف: »�لفنان - �ملنتج للعملية �لفنية - �ملنتج �لفني«.

هل ن�صتطيع �لقول �إن هذ� �لفنان �خلز�ف وذ�ك �لفنان �لر�صام وهذ�

�أي�صا �لـ...، فمن �لغريب على م�صامعي �أن ي�صنف �لفنان تبعا ل�صم

�خلامة �لتي يعمل بها، �أو �لطريقة؛ فالفنان هو �لذي يعمل باحلقل

�لفني، فلماذ� يتخذ هذ� �لنوع منهم دور� �آخر وهو دور �لتقني �لذي

�لفخارية؟ �أو�ين �لطهي �لذي ي�صنع يعمل بحرفة ما مثل �خلز�ف

هذ� دور، وذ�ك دور �آخر. ولكن �أين كانت �لبد�ية �لتي جعلت �لفنان

�ملرحلة من �لطالب ينتهي عندما �مل�صمى؟ هذ� نف�صه على يطلق

�لثانوية ويرغب يف دخول �إحدى كليات �لفنون �حلكومية يتم �ختباره

مبا ي�صمى �متحان �لقدر�ت، و�لو�قع �أنه لي�ش ��صما على م�صمى؛ لأن

�لمتحان ياأتي عبارة عن �صقني: �لأول هو �متحان �لقدرة على �لر�صم،

و�لثاين يت�صمن بع�ش �لأ�صئلة �ملقالية عن تاريخ �لفنانني �مل�صريني

وقت ثورة يوليو 19٥٢م وما قبلها، وهذه هي �ملرحلة �لأوىل.

على �ملبنية �لكلية، يف �لدر��صة مرحلة فهي �لثانية �ملرحلة �أما

نظام �لتخ�ص�صات، �إما �لر�صم و�إما �لت�صوير �لزيتي و�إما �لنحت...

بة �لتي حتكي تاريخ �لفن من خالل بالإ�صافة �إىل �ملو�د �لنظرية �ملعر

�صبيل وعلى تخ�ص�صاتهم. ح�صب على للفنانني �ملرتجمني ت�صنيف

له »�أندي و�رهول« �أن �لكلية �لدر��صة يف �أثناء ن�صمع يف �ملثال: مل

�لكثري و�لكثري من �لأعمال �لفنية بتقنية �لفيديو، ولكن ما در�صناه

يخ�ش بع�ش �أعماله بال�صا�صة �حلريرية.

�ملعار�ش و�مل�صابقات و�ملنح �ملقدمة من قبل �لثالثة تخ�ش و�ملرحلة

�لدولة، و�لتي ي�صتطيع �لفنان �لتو�جد من خاللها ب�صكل حملي، مثل:

�صيوة، مر��صم منحة �لقومي، �ملعر�ش �ل�صباب، �صالون »م�صابقة

للنحت، �أ�صو�ن �صمبوزيوم �لفخار، ملتقى �لأق�صر، مر��صم منحة

للفوتوغر�فيا«. وناأخذ منها »م�صابقة �صالون �لنيل م�صابقة �صالون

فر�صت �رتبطت بالئحة ن�صاأتها �لعر�ش: منذ �صبيل �ل�صباب« على

على �لفنانني؛ وهي قبول �لأعمال �لتي تندرج حتت قائمة �ملجالت

�لنحت �لفر�غ - �لتجهيز يف �لت�صوير - »�لر�صم و�حلفر - �لآتية:

�لبريفورمان�ش« وما دون ذلك فموقفه �مليديا - - �خلزف - فنون

�لفني غري مفهوم.

و�ملرحلة �لر�بعة هي مرحلة حرجة، تتعلق بفكرة �حتياج �ل�صوق �لفني

و�ملقتني لنوع ما من �لأعمال �لفنية، وهذ� يجعل �صاحب �جلالريي

�أو �لو�صيط يطلب من �لفنان �أن يلبي �لند�ء، وهذ� �أمر ن�صبي يختلف

�لف�صل فيه من �صخ�ش لآخر، �صوف نتناوله لحقا.

�لنز�ع فكرة ظهور يبد�أ بالر�بعة، مرور� �لثالثة �ملرحلة بد�ية مع

�لفكري و�ملذهبي بني �ل�صالف ذكرهم، ونوع �آخر وهم من مل يدر�صو�

�آخر ب�صوؤ�ل مهتمون �لفنون �حلكومية، وحتديد� من هم كليات يف

يخ�ش طبيعة �لفن �لآن و�ل�صورة �مل�صتقبلية �لتي �صوف ي�صل �إليها.

لذ� دعنا نطرح �صوؤ�ل يخ�ش ماهية �ل�صورة �مل�صتقبلية �لتي �صوف

ي�صل �إليها �مل�صهد �لفني يف م�صر يف ظل �ملعطيات �حلالية، وماذ�

�لتفكري يف ن�صتطيع لن ولكن تطورها؟ �أو تغريها حالة يحدث يف

ذلك من دون �لرجوع �إىل �لو�قع و�لطالع عليه، فهل �صمع �أحدكم من

قبل عن مقولة »�لفن ر�صالة«؟ ماذ� تعني هذه �ملقولة؟ رمبا ل تعترب

ولكن �صريطة عدة �أ�ص�ش مت فر�صها للفوز بتلك �ملنح، ومعظمها كان

يخ�ش عالقة �لفنان بالعمل �ملجتمعي و�لتنمية �لبيئية، وهذ� �لأمر

�أن يحرتف كتابة �ملقرتح �خلا�ش �إما �أخرى: �لفنان يف حرية و�صع

عمله لبناء �لرئي�صية �أفكاره عن كثري� �أو قليال ويحيد منحة بكل

�لفني، و�إما �أن يلجاأ للجهود �لذ�تية ل�صياغة ما يريد. وقد �صاهدنا

يف �لأعو�م �ملا�صية كثري� من �مل�صاريع �لفنية حتمل م�صامني مت�صابهة

مع �ختالف جودتها؛ فدور �ملوؤ�ص�صة هنا كاملنتج، و�ملانح �لوحيد لإنتاج

�لعمل �لفني هو �ملحرك �لرئي�صي ل�صكل �مل�صهد �لفني. ولكن يبقى

هناك �آخر، م�صريه معلق، لعدم تطابق م�صروعه �لفني بتلك �لأ�ص�ش

�لفني �مل�صهد من �لناقدين لغياب و�أي�صا �ملنتجون، يفر�صها �لتي

�مل�صابقات نوع من �إىل �لفني �مل�صهد يحتاج �أي�صا يف م�صر، ورمبا

ذلك: بتنظيم �لقيام على �لقدرة لديه من ولكن �لفنية، و�لعرو�ش

»�لأفر�د �أم �ملوؤ�ص�صات �لفنية �خلا�صة«؟ وهل ت�صتطيع تلك �لظاهرة

بريوقر�طية من بدل �لفنية �ل�صاحة على جدد� فنانني تفر�ش �أن

ومعر�ش م�صابقة وحتديد� �ل�صابق، يف متمثلة �حلكومي �لقطاع

�صالون �ل�صباب؟

بفكرة �لفنانني معظم بهو�ش تتعلق �صاكلة تاأتي �آخر �صعيد وعلى

�ل�صنو�ت �إن حيث �لهدف، لهذ� �لإعد�د ومر�حل �لتاريخ، دخول

�لأخرية �أي�صا �أجنبت �لتبا�صا يف �لو�صط �لفني نتيجة لت�صنيف بع�ش

�لأعمال �لفنية �لتي تخ�ش �لأحد�ث �جلارية على �أنها تطور لتاريخ

�لإن�صان، و�صنفت �أخرى على �أنها تطور لتاريخ �لفنون �لب�صرية. فمن

له �لدور �حلقيقي لكي يقر ذلك: »�لفنان �أم �لناقد �أم ...«؟ جميعنا

عا�صر �لأحد�ث �ل�صيا�صية �لأخرية �لتي مرت بها �لبالد، ولكن هل

�صمع كل منا عن بائع �لأعالم �لذي كان يتو�جد يف ميد�ن �لتحرير

ليبيع علم م�صر، ويتو�جد �أي�صا يف ميد�ن ر�بعة �لعدوية ليبيع علم

ر�بعة؟ هل هذ� �لرجل �صاحب هدف ما و��صح لالآخر؟ هل �لفنان

�أي�صا ي�صتطيع �أن يحمل هدفا و��صحا لالآخر؟

ظاهرة ��صتوقفتني فقد ذ�ته �أمام �لفنان و�صوح �إ�صكالية عن �أما

جوهرية �أدت �إىل حدوث عدة مناق�صات مع بع�ش �ملعنيني باحلركة

�لفنية �أل وهي �لطموح �لفني، وكيف ي�صتطيع �لفنان تروي�صه و�لعك�ش،

فكان �ملثري �أمامي ثالثة �أنو�ع، �أقلهم من حيث �لندرة �أولهما وثالثهما

على �لتو�يل، �لفنان �مل�صرد �جتماعيا، و�لفنان �مللتزم مهنيا، و�لثنان

تتغري �لفكري مل�صروعهم �إيجاد معطيات على �لقدرة لديهما غالبا

باختالف �ملحيط. ولكن هناك �صمات و��صحة تت�صم بها �ل�صخ�صية

�لت�صرد �لجتماعي ملن هم تندر فيها فكرة نعرفها جميعا �مل�صرية

�لذكوري، �ملجتمع عليها �صريبة ي�صاف ولكن �لفني، �مل�صهد د�خل

�لفني باحلقل يعمل �لذي �لفنان يجعل �لجتماعي، مما كاللتز�م

مطالبا بو�جبات ل ي�صتطيع �لهروب منها �إل بحلول جذرية، فال�صوؤ�ل

د�ئما هنا هو �لبحث عن �ملادة كمحرك �أ�صا�صي للجانب �لجتماعي

للفنان وخ�صو�صا يف �ل�صنو�ت �لأخرية ملرور �لبالد بع�صر مادي. لذ�

�لفنية �ملنتجات يف متفاوتة ب�صورة ت�صمع د�خلية �صرخات تولدت

جمملها يخ�ش �لبحث عن �جلزء �ملادي �أو �لعائد �مللمو�ش من ور�ء

�ملنتجات �لفنية، وهنا ي�صعب �لأمر على �لفنان �أن ي�صل �إىل �ملرحلة

�لق�صوى من �لتفكري يف م�صروعه �لفكري من دون �أن يهتم �إىل ر�أي

�ملادية وهذ� هو �لعرو�ش ينتظر �أن �أو �جتماعيا، �مل�صرد كما �أحد

�لنوع �لثاين.

اأحمد �صوقي

٢٠14/9/1٦

فنان وكاتب وخمرج. ولد يف �لإ�صماعيلية عام 1989. �أكمل در��صته

�جلامعية يف كلية �لرتبية �لفنية يف �لقاهرة جامعة حلو�ن ٢٠11.

تـم إنـتـاج هـذا العـمـلبمنحة من املورد الثقايف

صورة الغالف من تصوير محمد عبد الكريممن استوديو شـــــــــــــــــــــــــــامبليون

8

تنـســـــــــــــــــــــــــيقمحـمد عبد الكريمتصـــــميم جرافـيكيعمرو الكفــــــراويتصـــــــحيح لغــــــوياسـامة الصـــــاوي

أجوبة منطقية ألســــــئلة غري منطقية )بائع األعالم(