مذكرات قارئ

336

Upload: -

Post on 08-Dec-2015

344 views

Category:

Documents


21 download

DESCRIPTION

يدور الكتاب عن القراءة و الهيام با،أنه بحق معبر عن كل الرفاق من"ديدان الكتب"

TRANSCRIPT

مذكرات قارئ

د. محمد األحمري

حياة كل ما فيها جديد

أكتب؟؛ ال وكيف الكتب، عن الكتابة إلى بالحاجة شديد إحساس غلبني األربعين، تجاوزت أن بعد

فوجدت بدأت السنين، هذه طوال أشغلني عما فألكتب ئا، قار وعيي سنوات من ر م ما معظم قضيت وقد

تنادي للعيان، ماثلة لها توصلت التي والنتائج بها، مررت التي واألفكار مواقعها، أذكر التي النصوص

تخيفها النسيان، عالم من هاربة الوجود، عالم إلى الحضور تطلب كلها بعيدة، أو قريبة زاوية من منها كل

نعيم في جسد، عن بعيدة روحا الكون رات ذ في تذهب ثم يوم، ذات تهمل أن ويروعها القادمة، اللحظات

ومتعة والروح، الجسد صحبة بأن يحس وهنا األربعين، لغه ب رجل إلى هللا أعذر وقد أدري! ال جحيم أو

هو خيرا بعدك لهم تترك أن ق يستح نا- وكو -ناسا الوجود هذا وأن ورعاية، توازن إلى تحتاج والفهم العقل

تعطي تني وال القرون على تذاق ثمرة لهم، هناك فتدعه منك، كان عما خبرا لهم تترك أو عرفت، ما خير

ولست عزاء، بال وتموت الرفوف، على تذبل فسوف جني فيها يكن لم وإن يجنى، ما فيها كان إن جناها

نادما عليها، فما نالت إال حقها.

المتعة باب من آنذاك أطارده أنني أتوقع أكن لم الذي الكتاب، متعة بقايا فيها أتلمس الذاكرة من اقتربت

إدمان اإلدمان، إنه يحدث، جديدا ئا شي وجدت وفجأة للمستقبل. با وتدري بالواجب، إحساسا كان بل أبدا،

فأنساق عنه، غنى ال قا رفي الكتاب وأصبح ومزاجا، قا وخل طبيعة القراءة أصبحت فقد والكتاب؛ القراءة

أكاد ال عجيبة، بطريق الكتاب بأهمية أحس أن األمر ووصل صناعه، وأكبر عشاقه، وأحترم مكانه، وراء

نفس على غيري عند أنه بعد فيما فأجد عنه وأنصرف أهميته، بعد فيما فأتبين للكتاب أنجذب ماهيتها، أميز

فا واطالعا، أصبحت الكتب أكثر عطاء ووضوحا. القياس، وكلما ازددت شغ

التي المتميزة بالقوة تعد لم فالذاكرة لألبد، تذهب فإنها صفحة أقلب حين أنني شعرت الوقت مرور ومع

أسلي كنت قليل. عما يغادرني سوف نفسه ومؤلفه الكتاب، اسم بل تغيب، قد الموضوع وجملة عهدتها،

بعض فألسجل أبدا. تفيض ال قد أنها خشيت ثم يوم، ذات وستفيض غاضت المعلومات هذه إن بالقول نفسي

مكان عن منقطعة صورة الذهن، في اجتمعت كما شتاتها يجتمع صور فهي الرائعة، الكتب رحلة مشاهد

أو حدث، ثم تربطها بأخرى فيأتيك بعض مما تريد، ويكتمل بعض البناء الذي غاب.

ال مطي وقفت وال بحجج، أثقلته فما بالروح، ويشف العقل ينير ما القول هذا في يكون أن جهدت وقد

والمفكرين والكتاب العباقرة تركت فقد السياق، طوال برأيي القارئ وعظت وال موضوع، في القول

أن استطعت إن أنك اقتنعت القراءة في تجربتي فخالل الكتاب. من مكان كل في آراءهم يقولون واألدباء

ما إال بنفسه، يتحدث وال غيره يستنطق الذي الكاتب يقبل القارئ ألن فافعل؛ قوله تحب بما الناس تنطق

أني غير فكرة. يساق الخبر يحبون وال خبرا، تساق الفكرة يحبون والقراء الجميلة، الكتابة ملح من يكون

أخرى، جولة فهذه المتحدثين، بين النقاش أدير أن عهدي سابق في ودت تع وقد الحديث، زمام أمسكت

أقلد الالحقين في قولهم. بشكل جديد وأسلوب آخر، ال أنكر فيه على الماضين طرقهم، ولم

يمكن التي المذكرات كتب نمط من هذا فليس التاريخ مصادر أكذب من هي المذكرات كتب أن وبما

صاحبها إن تقول التي المذكرات تلك من وليس قا- الح المذكرات عن -وسأتحدث الوصف بذلك وصفها

إنه وال الكتاب، أو القراءة أنقذ المذكرات صاحب إن وال ببابه، وقف يوم الزمان وحرك التاريخ، صنع

األفكار، ومع الكتب مع المثقفين معاناة يكون ألن أقرب فالكتاب قبل. من تقل لم للقراءة فلسفة لك سيقول

األنانية هذه فجاءت كتابي، عن تغيب أن نفسي وعلى عليك، وأشفقت الكتابة. مع معاناتهم عن ما وشيء

موضوع عن أغيبها أن لي وأنى تغيب، أن وال أقمعها، أن أحب لم والقراء، الكتب جماهير بين تندس

والمال الوقت سبيله: في ملكت ما أثمن وأنفقت به، وهمت أعواما، فيه أفرغت شغف القراءة؛ عن به ل

والعالقات، ومرحا كثيرا، ومتعا أخرى في سبيل هذا الكتاب.

تركب وحين ذلك. أردت فما الجاف، الجد من نكدا قا طري بك أسلك سوف أنني تتخيل ال أن أرجو ثم

ربما جاءت قصة أو بخبر وتأنس تعبك، تنسيك واحة تجد حتى تبطئ فلن رف، طريق من عالية ربوة

فا لما أنت فيه. على غير قصد. فهذه المسيرة المتزمتة ال أريدها؛ ألني ال أريد لك هما مضا

مـــك ال يـــدوم هــ ن ــل لمــــن يحــمــل هـمــا إ ق

هموم ة هكذا تفنى ال سعاد تفنى ال مثلما

منه، أنقذك أن أستطيع لن يا خف غما هناك أن غير غما، يثير أو هما، يبعث با كتا لك أكتب أن أود فال

لك أكتب ولم نكرهها، قد وأخرى نحبها، أخبارا القادمة الصفحات في منت ض فقد العالية. مة اله م ه وهو

جدها وال رحيقها أو سمها لتتجرع نمقتها رواية وال فيه، ليفكروا المثقفين لكبار كتبه يقال ل يا فكر با كتا هنا

الناس، ينساني أن قبل أو الكثير، أنسى أن يوم وللناس، لنفسي وذكرى فائدة قصدت هنا ولكني هزلها، أو

فيجدون كتبا كان يقرؤها األسالف في زمن مر قبل هذا.

هذه صحبة وقصدت بها، واستمتعت نا زم صحبتها وتعقيبات وآراء ومالحظات قطوف الكتاب وفي

وتعصف التفكير تثير التي الكتب تعجبني كانت فقد الكتب، مع الطويلة الرحلة تلك بها ألتذكر الخالصة؛

صور إلى وتخرجك الدموع، وتستنزل العاطفة تثير التي الكتب وتلك يحتمله، ما أقصى إلى العقل تهز به،

الباردة الجموع هذه أما الكتب، هي تلك وقارك، تهزم أن إلى تضحكك التي الكتب تلك وأحب بعيدة. وآفاق

وقد تنجز، وال تتظاهر فقط، أثقال فهي كثيرا ونكتبها ومتزنون، عقالء أننا تثبت والتي تنتهي ال كتب من

نا في العقل والوجدان. تنسى، فال شيء يبقى في الذاكرة إن لم يؤسس مكا تعبر ثم

عيوبه أن رأيت فيه نظرت كلما ألني بسرعة؛ إخراجه أستطع ولم يدي، على الكتاب هذا تأخر ولقد

يقول وكما يموت، أن التحسن كثرة من عليه خشيت حتى والتزيين، للتحسين بحاجة وأنه كبيرة، تزل لم

أحببت مما كثيرا يستوعب أن هدفي يكن ولم نموت". أن إلى نصححها لبقينا كتبنا نطبع لم "لو بورخيس:

إشارات يضع أن يستطيع لن أنه يعلم عقود، أربعة قاربت لمدة للقراءة متفرغ شبه فقارئ يستوعبه؛ أن

عليه انثالت أحبه الذي الموضوع ومن الكتابة من اقترب كلما وألنه الصفحات، من قليلة مئات في قرأ لما

فكنت التفكير. توقد فالكتابة ذلك وفوق للذاكرة، حياة فالكتابة ترتيبها، ويصعب تقييدها، يصعب ذكريات

يا نحن أين قائلة: الرفوف على تنتظر وجموع أراها، ال بي مرت كتب جموع تناديني الكتابة بدأت كلما

لقارئ قرأت وكلما عالمها. من فهربت هجومها زاد وربما الطاقة، قدر فأدفعها بصدده؟ أنت فيما رجل

بقاء وكل لك، خير فتأخيره الكتب، من تحب ما نشر وأخر عليك هون قلت: جاد، عملي لكاتب أو حصيف

له باليد يصقله، ويزيده وال ينقصه، وتميت فكرة ضعيفة وتبعث أقوى.

ولكن جدوى، شيء أكثر أو شيء كل هي السرعة أن والتجارية السريعة الكتب في قرأت قد وكنت

بعضا بعضها تضرب الحكم تجد ولذا مكانها، حكمة فلكل حكمة، كل ويؤيد رأي كل يصدق من يخطئ

نحن أما نقيضا، أو مؤيدا التاليات الصفحات هذه في تجد ولعلك ومكان. لموقف حكمة كل ألن تنكسر؛ وال

ضحايا الكتب فنستسلم كثيرا آلرائها وآلراء رجالها.

«كيف بعنوان: له مقالة في ماركيز الشهير للروائي كالما وجدت أن التأخير في وسالني مرة وسرني

نشر قد كان العمر، من والعشرين الثالثة في شاب مكسيكو مدينة في بيتي إلى "جاء قال: رواية؟»، تكتب

الثانية روايته مخطوط لتوه لم س ألنه الليلة؛ تلك في بالنصر يشعر وكان شهور، ستة قبل األولى روايته

أرغب زلت ما باستهتار ي عل فرد الطريق، بداية في يزال ال وهو لتسرعه حيرتي له أبديت ناشر. إلى

ما ينتظر بأسره العالم ألن تكتب؛ أن قبل كثيرا تفكر أن عليك "أنت إرادي: ال استهتار أنه على تذكره في

رر ق الشاب فذلك فهمت.. عندئذ يقرءونني". الناس من قلة ألن بسرعة؛ أكتب أن فأستطيع أنا أما ستكتبه،

السيارات لبيع مؤسسة في جيدة وظيفة على حصل أن إلى الواقع، في كان كما ئا، ردي با كات يكون أن فا سل

المستعملة، ولم يعد بعدها إلى إضاعة وقته في الكتابة".

نصوصهم، على يصبرون ال مستعجلين، موهوبين مع كثيرا واجهته لماركيز حدث مما با وقري

عند يقول قارئ عن يبحث ألنه وزمان؛ وأناة مراجعة إلى يحتاج الجيد والكتاب فتتردى. منها ويملون

أن نفسه وعد هذا يقل لم وإن مفيدا، بل فقط، ممتعا يكن فلم أعيده، أن لي آن قد رائع، األخيرة: الصفحة

ناصحا قا رفي لك يصنع الجيد فالكاتب أندم، وال مرات، أعدتها وندرة كذلك، وجدتها الكتب من وقلة يعيده.

غالفه ينبهك أن يريد وال واضحا، يكون أن فكره ومن مستحوذا، يكون أن فنه من يريد نا، أمي قا وصدي

مكان عن يبحث الجيد النص إن الزحام. في يذهب ثم ال قلي له فتصغي لصوت تتنبه كما تشتريه، أو لتراه

في فكرته ولدت فكتابي كثيرا، يحدث كما قاتلة، األناة تكن فلم هنا ترى وكما والذاكرة، والقلب العين في

عنفوان الشباب، ونشرت منه وأشرت إليه، وعساه اآلن أال يفقد حكمة الشيوخ.

كان "طالما عمله: عن شكسبير قال يكتب. ما مصير يعرف يقول لما المجود المتقن والكاتب

السعادة، انتصار رسل، [برتراند يا". ح هذا فسيظل الرؤية، بمقدورها والعيون التنفس يستطيعون الرجال

ص234].

الكالم "ذرب عفيشة: ابن الطريف الشاعر قول نمط على يسير الكتاب هذا من التالي القول وهذا

الرائعة الكتب وما تنتهي، ال القول روائع أن مبكرا الوصول عن النص هذا أعاق فقد به". وأهذي أسجله

إال تسجيل لذرب القول، وعميق الفكر، وشوارد الوجدان.

ثم يعيبونه، أو ويصقلونه يروزونه الثقاة، أصحابك وتعطيه تمل، حتى وتراجعه كتابك، تجود قد إنك ثم

الناشرين من كثيرا ألن إليه؛ تحمل ما يعرف أن لهم لج فأنى يا، مال كنزا له كان ولو يأبه، فال للناشر ترسله

داروين أرسل فعندما عليهم. تعرض التي والعلمية المالية الكنوز بعض يدركون ال القراء- عن ال -فض

الحمام عن با كتا منه ال بد يكتب بأن ونصحه فائدة، الكتاب في ير لم للناشر األنواع» «أصل الشهير كتابه

نسخة، وخمسين ومئتين فا أل مضض على الناشر منه فطبع كتابه، نشر على أصر داروين ولكن (الطير)،

عن يغيب ال يومنا، إلى اليوم ذلك منذ طباعته تتوقف لم ثم النسخ. جميع بيعت فيه خرج يوم أول وفي

والفكرة الجهد الكتاب شهرة سر وليس بها! التنبؤ يصعب بعيدة قرون إلى حوله الخالف وسيثار الرفوف،

التي تحمله وتنشره، بل الدعاية والحظ أيضا. فكن يا كتابي محظوظا إن لم تكن مقنعا!

تفهمه لم إن وتواضع قراءة، أول من فيه ما كل على تحوز ال قد أنك فاعلم يم ق كتاب على وقفت إذا ثم

إلى با كتا يوربيدس ناول األيام أحد ففي أخر؛ مرات إليه العودة وحاول منه، حصلت بما وافرح تماما،

عظيم الكتاب من فهمته "ما فأخبره: الكتاب، في رأيه عن بعد فيما سأله ثم هرقليطس، تأليف من سقراط

من غواص إلى يحتاج الكتابة من النمط هذا إن فالحقيقة أفهمه، لم ما على يصدق هذا أن وأظن ونبيل،

نمط خاص". [مقدمة في الفلسفة السياسية، مقالة: ما هو التعليم الليبرالي؟ شتراوس، ص316].

التجربة، في واتساع متطلعة بروح تحقيقها وسبيل ومتعتها، المعرفة قبيل من هو فإنما هنا تراه وما

فكرة لك يحقق وهو سالكها، وأخبار والحصافة المعرفة دروب ارتاد لمن وقصص المطالب، في وتنويع

البقاء على أعانتهم ومعينات بها، مروا ومرارات ذاقوها، وحسنات رأى، فيما فكر لمن وسيرة تقرأ، فيما

في نفسك تجد أو منها شيء أهل من لعلك عديدة، مواهب أبواب هنا طرقت وقد واإلنتاج. والصبر عليها

إحدى زواياها، أو يعينك إن كنت على جادتها.

المعرفة بعد والكتابة السياق، هذا في الكتابة في لقضايا تعرضت فقد توأمان، والكتابة القراءة وألن

عديدة، وجود شروط لها الجيدة فالكتابة المزاج، في الجانبين يجملون وقد للوجدان. وصيد للفكرة، صيد

صيدها على قادرا الفكرة صاحب يكن لم وإن األقلون، ويجيدها كثيرون يحاولها الفنون كبقية وهي

فلن ويسجلها، الوجدان لحظة يحبس لم إن الشاعر وكذا منه. ذهبت وصياغتها فيها التفكير ثم وتسجيلها

يكون قادرا على أن يكون شاعرا.

يقول والحكمة، التأمل زمن ويأتي العمل، وقدة تقل عندما خاصة وسلوة، ورفقة متعة الكتب صحبة

والدك متعة "الكتب والده: حياة في رئيسا أصبح الذي آدمز كوينسي جون البنه آدمز جون الرئيس

حال -التي بالرئاسة ابنه فوز بلغه وعندما الضجر". يصبه لم شعر ديوان جيبه في كان و"من األخيرة".

دموع خديه، على الدموع وسالت الكالم، عن صمت الثانية- جولتها على الحصول وبين بينه جيفرسون

يكفي ال حين بأبنائهم اآلباء فرح دموع خبر أنسى وال ابنه، بنجاح األب سعادة ودموع وانتصار، فرح

فمن شهوة، كل عن ومغن لذة، كل من عوض "العلم الماوردي: وقال والفوز. االعتزاز عن تعبيرا القول

تفرد بالعلم لم توحشه خلوة، ومن تسلى بالكتب لم تفته سلوة". [أدب الدنيا والدين، ص92].

با كت تجد أو الموضوع، في رائدة كتب من أهمية أقل تراه ما عنها تحدثت التي الكتب في تجد وقد

هذه أن فاعلم حياته، من مبكرة فترة في عليها اطلع الذي قارئها سن من أكبر تراها قد لعلك ونصوصا

تشكيل في مهم دور لها وكان قرأناها جيلنا، في وأثرت بها، مررنا واألقاصيص والمعلومات الكتب

من قطعة هذه السياق هذا ففي له، لوما وال ذكرته، ما لكل تزكية مني تفهم فال وتوجهاتنا، اهتماماتنا

نقاشاتنا تعرف ال أجيال تأتي وقد حقها. تهضمها وال قدرها، فوق تحملها ال فحسب، الثقافي تاريخنا

تستعجل ال الكتاب هذا في تبحر وحين شخص، جهد في حقبة ثقافة تؤرخ األوراق فهذه وعصرنا،

حواجز بنيت وإن الفائدة، و المتعة إال الكتاب هذا قصد فما فا، سل وجهته أنت حددت ميناء إلى الوصول

هنا وأنا بنفسك. متعتك على قضيت فقد آخر، وتبني حاجزا تهدم الرحلة بقية في بقيت ثم ذلك، قبل النقد

الرد ومزاج الشغب، قراءة أن أيضا أعلم ولكني مشاركة، دون فقط المستقبلة السلبية قراءتك أريد ال

فما نفسك، على فالتشغب والقارئ. للكاتب مشوهة للفكرة، قاتلة للقراءة، مفسدة الكاتب على والخصام

الكتب شأن فهذا غرابة، فال علمي دون فعل وإن مفكر، على يرد أن وال عالما، يطاول أن الكتاب هذا يريد

نا. -من قديم- تتمرد حتى على كتابها، وتتسرب لها أفكاره التي لم يرد أن يقولها أحيا

يصلح وما مذكرات، يكون أن يصلح ما فيها نقول معهودة، طريقة غير على نبدأه القول من ضرب هنا

وقد إبقاءها أحببت لي ذكرى منها المرسل. والكالم الكتب لعشاق تساق مقاالت أو مراجعات يكون أن

الحاجة، وقت علي فتضن الكتاب أطلب جحود، ذاكرة تالفيف في تذهب واألسماء تبهت، العناوين شاهدت

غالبها، ألحاول أو الذاكرة، هذه فألغالب نسيت. وما كان بما ساخرة عيني في رايته فترفع أتركه ثم

في العقول كبار رأيت أني غير أتيقن. فيما منهم ولست قلة، إال منتصرين التاريخ في عليها عرفت فما

ليمسكوا وحيلة مال كل ويبذلون والرخيص، بالغالي ويتوسلون نهاية، بال المرة شكاواهم يسوقون التاريخ

كما الفهم على نع تتم هيمنة. عليها يستطيعون وال نعة، المتم هذه لهم تستجيب فال "الذاكرة" المتمردة بهذه

زز تع ذات ورقاء األرفع، ل المح "من عليه هبطت وقد سينا، ابن على "النفس" األخرى أختها نعت تم

نع"، أو هكذا بدأ قصيدته الفلسفية النابغة بنبوغ المطلع. تم و

أو مبارك موطن كل في وجوههم يقلبون هم وها الحفظ، لقوة زمزم ماء يجعل أن هللا يدعون هم فها

تحروها ساعة كل في وأملوا تيمية)، ابن يفعل كان (كما قرون منذ السجود الركع ثراه كرم قديم، مسجد

األحمر العنب أن ثا- -حدي (ثبت الحفظ لقوة وغيره الزبيب يصفون وكانوا خالصة. دعوة إلجابة تا وق

من ئا شي ن أ ثبت (وقد الروح تشف الذاكرة،أو لتقوى الجسمية قواهم ويوهنون الذاكرة)، قوة على يساعد

الحفظ؛ جودة وراء الالهثين هؤالء من الجاهدين وجهد سير وترى تقرأ أن وبعد الذاكرة). يقوي الجوع

مثقفون يسعى وكم السيارات! لوحات حفظ في وينفقها بها فيعبث قوية، ذاكرة هللا وهبه موهوب يأتي

عامل يعمل بسيط عامل يبزهم ثم جهيد، جهد بعد منها القليل فيتعلمون اللغات، تعلم في جادون ومتعلمون

استقبال في فندق يلهج فتجده يلهج بدزينة من اللغات، تعلمها وهو يلهو في عمله مع ضيوفه!

من مسلوك درب وال معروف فن في الصناعة خالصة وال الهدف، علمية تكن لم إن الصفحات فهذه

ولست بغيرها. شبيهة تكون أن وال مثال، على نسجها تعمدت ما فإني لهدفها، وأقرب بها أحرى فذلك قبل،

بي حدا -وقد به فتأثرت أمتعني ومما بعضهم. بطريقة تأثرت قد غيرهم، أو لعرب قراءتي في أنني أستبعد

به، شبيهة صفحات كتاب في قابلت وكلما زمن، منذ القول هذا مثل أقرأ أن أرجو كنت أنني هذا- لكتابة

كاتب ينصرف ثم الكتب، في مقطعة قليلة إال تجدها ال النماذج هذه ولكن واستمتعت، وأنست بها فرحت

يحيا أن إال غيري تشابه فلن واألسلوب المحتوى أما الكتابة، طريقة عن هذا منها. أهم يراه لما الكتاب

فريدة، شخصية لمسة منها واحدة كل في أن إال والمذكرات الكتب تشابهت ومهما قراءتي، ويقرأ حياتي

واأليام الناس اختالف في هللا آيات من وهذا بعد. من وال قبل من ها شبي لها تجد ال مفيدة وخصوصية

واألشباه والظروف والنفوس، فما أجمل حياة كل ما فيها جديد!

تميز بخطوط أشرت أنني وجدت قرأته، قديما با كتا أتصفح كنت عندما الكتاب، هذا من بالتحذير ونختم

هنا من يأخذون الذين الجماعين، من بازدرائي أولى قط المؤلفين في "ليس غيره: عن التالي المقطع

هذا عملهم في وليسوا روضة، في العشب من كقطع كتبهم يضمنونها و غيرهم، كتب من أجزاء وهناك

ولهذا يا، يدو ال عم إال فيه يبذلوا لم با كتا يطبعون ثم فونها، ويص الحروف يرتبون المطبعة عمال من أفضل

.[144 أريد أال يحترم الناس إال الكتب األصيلة المبتكرة". [مونتسكيو، الرسائل الفارسية، ص143-

النصوص، هذه في تدخلت ما ال فقلي غيري؟! قاله القول من جمعا إال هذا كتابي في لك سأقدم وماذا

أريد ألنني هناك؛ وأخرى هنا مرة وأعلق صحبتهم، الذين تاب والك الكتب أخبار أسوق أنني هذا وسبب

يليق وال والكتابة. القراءة معاناة ويكشف الكتب، عالم في يا هاد ويكون القراءة، متعة يحقق أن الكتاب من

وغايته اآلخرين، كالم مبناه موضوع في أخبارنا عن فقط نحدثك ثم البحر، هذا نخوض أن بغيري وال بي

معرفة وتسلية وفكرة عما تحب أن تجده عند جمع من النابهين الذين سبقوك في بحر المعرفة.

الفصل األول

متعة القراءةثم مخاطبيه. يحدد لم إنه ناقدوه: وقال النص؟ هذا كتبت لمن مقربوه: قال نص من الكاتب انتهى كلما

خفيف القراء، مجاملة من الحمل قليل لنفسه، الكاتب يكتبه الذي هو المتميز الكتاب أن فعلمت قولهم تأملت

على الفكرة قدمت قالوا: وراءهم سرت إن الذين المختلفين ومالطفة الجميع، أهواء استعراض من العبء

تصنع ولم العبارة تفخم ولم تتكلف ولم تساهلت أو للفكرة، مراعاة باألسلوب تهاونت إنك أو األسلوب،

يا وراء الفكرة المشاكسة. األسلوب؛ سع

ويتحررون أنفسهم، في الخير مراقي فيها يخاطبون ال، أو ألنفسهم مؤلفوها كتبها التي هي الجيدة الكتب إن

العادية؟!" حياته في يعرفها التي من أكبر حرية للكاتب تعط لم إذا الكتابة فائدة "فما أفكارهم. كبت من بها

إنه للحرية؟ كتاب تحت أو فوق اسمه ويكتب يتحرر هل ولكن ص236]. العروي، هللا عبد أوراق، ]

الذي "فارس" وسام كالفيل برنار الشهير الفرنسي الروائي رفض وقد عروي، يا الحدوث نادر أو قليل

"أكاديمية في زمالؤه رجاه وعندما السبعينات، في له قدم وساما قبل من ورفض الفرنسية، الحكومة تقدمه

الكتابة يرى ألنه االستقالة؛ إلى هذا به وأدى رفض، مشابهة، أوسمة على حصلوا قد وكانوا غونكور"،

أبقى أن أريد وقال: الكاتب. تشغال أن يجب قضيتان الكتابة وسمو الحرية أن ويرى كله، ذلك من أسمى

في الخبر كاتب قب وع أريد. ما ألقول حرا؛ أبقى أن أريد فا، سل المرسومة بدة المع الدروب عن بعيدا

هذه قلت: يلتقيان". ال طان خ السياسية والسلطة "فالثقافة مؤكدا: (1-8-1998م) اللبنانية» السفير «جريدة

فقد والبلد، الحادثة من العهد قريب وهو ميتران بل وتشرشل؟ لينين عن تقول فماذا القبول، صعبة قطعية

اإلسالم عصور في حدث كما والمعرفة، الثقافة قمة في حكام األخيرة القرون في الغربي العالم في ظهر

الثقافة من أو السلطة، من أنواع عن المعلق تحدث ولو شقائق. والمعرفة والقوة السيادة كانت حين األولى،

ئا. ف وط لكان أخ

يجمع أن القارئ على يصعب الذي السريع الطريف" "النص فهناك متنوعة والروح للعقل موائد الكتب

ال، وجما وعلما ومتعة غنى تجد يوم، كل يتذوقه الذي وهو جدا والممتع الدسم" "النص وهناك سواه، معه

أمريكي قارئ لي قال وقد معه، وتتعامل توده أن رائع شيء ذلك أخرى، مرة فتبدأه منه تنتهي عندما وتشفق

في قص" "يتب نقول: كما أو منه فيتذوق الكتاب، ينتهي أن يخاف قطعة، قطعة يقرأه با كتا عنده إن مرة مسلم

قا أن ينتهي من الكتاب. يا مشف ال متأن كل يوم مقطعا!! وقال إنه يحقق متعة قراءته مترس

لم بل ال نهر. شاطئ على جلوس من أجمل ونعيمه ريها ذكرى تبقى ظمأة، على كشربة الكتب فبعض

بعد الماء، عن الطريق به انقطع مسافرا فيه يصف الذي الشاعر قول من أجمل اطالعي قلة على أجد

صخرة يظلل صخرا يجد وفجأة ماء، قطرة "صميل" الصغيرة قربته في يجد وال شديد، وظمأ وسفر ألي

أخرى، وفي السفلى وقر به ماء بارد، من القطر قريب العهد بالسماء، قال:

"وألذ من قطر بوقر تحت غار* يلقاه من ال في صميله قطاره".

يعرفون وهم للرعاة، تلذ البارد، الصافي بمائها الجبال سكان عند ولطيفة خالدة كلمة وقر وكلمة

فينكرون عنهم الغريبة بالكلمات يمرون الكبار السلف كتب محققي بعض وجدت وقد ومواقعها. "الوقران"

أعرف ال وكنت بالمضحكات، جاء فقد البرعي»، «ديوان محقق ومثله بالنكران، أولى وهم عروبتها

أأضحك من بالدة المحقق، أم أعجب من شاعرية ومواعظ ومدائح البرعي؟!

األفكار نجائب من وله فكرة، وراء فكرة ويولد العقل، متع يثير الذي الكتاب ذلك تقرأ ما أجمل من إن

المتوالدة، الفكرة التفلسف كتب في أقبل وقد ذلك! أندر فما يجمع، من تجد أن لك أنى ولكن جميل، أسلوب

القارئ حصل إن الكاتب ويسعد والجمال. والصورة لألسلوب نرحل األدب وفي للفكرة، نذهب فهناك

خير بريطانيا في الفلسفة مجتمع استقبله عندما ينساه ال فرحا بوبر كارل فرح وقد منهما. أي على لكتابه

نهاية، بال [بحث فيه". لنفكر ئا شي تعطينا أن جملة كل و"تكاد األفكار" بـ"خصبة كتابته مدحوا بأن استقبال

ص140].

نص على ويلقي معاناتك، ولحظة األخرى حياتك مشاعر مع يعيش ينفك ال تقرؤه الذي النص أن واعلم

وبيت غدا، المشاعر نفس فيك تثير ال ولكنها اليوم، تبكيك تقرؤها فـرسالة ومشاعرها، اللحظة مشكلة قديم

وال ما، شيء على نفسك إقبال بلحظة فاستمتع وقت! بعد باردا تراه قد ولكنك اآلن، عندك يكبر شعر

تكرهها عندما تدبر.

من شيء فيها الكتابة لحظة ألن واضحة؛ ليست وغاياتها ومعاييرها ومتعددة، مختلفة الكتابة وتجارب

التي «كانديد» فولتير رواية منها أكبر شهرتها كانت التي الكتب فمن المفسر. غير والغموض السحر

الفرنسية لغتها كانت ربما ولكن بسيط، عمل وهي الروائع، من كثيرون قوم دها ع وقد أيام، ثالثة في كتبها

يتعلق مما فيها وجدت ما جيد ومن قليلة، أفكارها أن كما لغتها، غير في ليس ولكن طريفة، زمانها في

معظم في يكون وأن شذوذ، غير في مجددا يكون أن المؤلف على "يجب النص: هذا في قوله بالكتابة

سرائره، على ويتعرف البشري القلب نه يكت وأن متكلف، غير يا طبيع حين كل وفي النزعة، سامي األحيان

الشاعرية، عظيم فذا شاعرا المؤلف يكون وأن فيه، يختلج عما مفصحا بالكالم ينطق الذي هو ويجعله

يستخدمها وأن إجادة، أتم لغته مجيدا يكون وأن روايته، شخصيات إحدى على تلك شاعريته يسبغ أن دون

هذا خالف من أن وضح ثم بالمعنى". القافية تخل أن دون موصول انسجام في عجمة، كل من خالصة

الكتاب مرتبة إلى يسمو أن له هيهات "ولكن اإلعجاب، بعض يحوزان عملين أو ال عم يؤلف فقد القول

البارعين". [كانديد، فولتير، ص130-129].

لماذا نقرأ؟يخبرنا هكذا ص124]. مانغويل، ألبرتو القراءة، الحياة".[تاريخ تفسر الكتب أن بالكتب ولوع كل "يعتقد

الطويلة بداياته أن والحق الطويل»، «الصيف كتاب أقرأ كنت فقد القول، هذا أعجبني وقد مانغويل، ألبرتو

المؤلف أن وخاصة يعقل، ال بما توهمك أن الكتب لقدرة ولكن الحياة، لتفسير ليس بعيدا، ذهني حملت

إال معلومة من بيده وليس عام، ألف عشرين قبل وعالقاتهم ولباسهم وطعامهم الناس حياة عن تحدث

تحرير رئيس إنه المؤلف؟ عن وماذا بها. االستدالل من العاقل يستحي األحافير من قليل وشيء الخيال،

الناس يزل ولم كبير. وشأن ومناصب جوائز وله ،« Scientific American - العلمية «أمريكا مجلة

سر يملك أنه ويوهمهم بهم ويغامر للخيال، الحقيقة من يخرجهم أن يستطيع من يحبون القرون عبر

المعرفة، إلى الوالهين نا أحيا الخيال ينقذ أخبار وال معلومات ال فحيث األخبار؛ بهذه نسعد ونحن األسرار.

الكاتب بها يشعر التي الحرية ذات إنها كتاب! في أنها فيكفي كبرى، كذبة تكون عندما حتى أجملها، وما

حين يكتب، والقارئ حين يقرأ، أو يعيد الكتابة بطريقته!

به، تستظل كتاب من أفضل نا حض تجد ال حيث الفراغ، أوقات في النفسية بالراحة الشعور هو وربما

ومن الواجبات من تخلصا القراءة ويرى الكتب، في نا أحيا الراحة يرى نيتشه كان فقد بصحبته. وتأنس

لكل المناسبة االستراحة نوعية اختيار "ينبغي فيقول: المناسبة راحته اختيار على اإلنسان ويحث العمل،

عن تبعدني التي األشياء من وهي استراحة، تعد القراءة أنواع كل فإن الشخصية لحالتي وبالنسبة شخص،

تريحني القراءة إن بجدية. آخذه أعد لم فيما أي عني، غريبة وأنفس علوم بين التفسح من وتمكنني نفسي،

لدي؛ با كت المرء يالحظ لن بالعمل قا عمي ال انشغا فيها ال منشغ أكون التي األوقات في جديتي. من بالفعل

.[45 إنني أحرص على أال أدع أحدا يتكلم أو حتى يفكر بجواري". [نيتشه، هذا هو اإلنسان، ص

من كثير عند فالقراءة اليد". في مصباح الكتاب وألن أقوى؛ لنكون نقرأ أن بنا "يجدر بأنه: أحدهم ويرى

الحياة، في زاهد ألنني الكتب أحب "ال فيقول: العقاد يراها هكذا حياة، من أكثر ربما أو ثانية، حياة القراء

ومهما واحدة، معدة من بأكثر يأكل فلن اإلنسان يأكل فمهما تكفيني، ال واحدة حياة ألن الكتب أحب ولكنني

واحد، بوقت مكانين في يحل أن يستطيع لن فإنه يسافر ومهما واحد، جسد غير على يلبس لن فإنه يلبس

يضاعف أن ويستطيع واحد، عمر في حياة من أكثر يجمع أن يستطيع والخيال والشعور الفكر بزاد ولكنه

.[ 1948 فكره وشعوره وخياله، كما يتضاعف الشعور بالحب المتبادل".[ مجلة الهالل عدد يناير

مختارا تأتيها التي الكتب أن غير العالج. أو المتعة، أو المعرفة، أو القوة، عن ثا بح للكتب يأتون القراء إن

فالكتب تعطيك، أنها تتوهم وأنت القوة تسلبك وقد بقيودها، وعي بال فتسجنك اختيار، دون معها تبقى قد

تهوي وقد العلوم، ورود قبل المطلقة والمالحظة والتذكر كالبراءة ومواهبها، الفطرة خلق من الكثير تسلب

تفتح وقد ناقصة، معرفة إال يكون ال قد علم من الكتب لك تزعمه بما الجهل، مغاور في المعرفة بعض بك

با للشقاء! لك الكتب با

لالطالع يقرأ من فهناك عبادة، عملية تزال وال كانت القراءة أن نقرأ؟» «لماذا مقاله: في بركة بسام يذكر

هنا ومن عداها، عما وينصرف بالقراءة، ويتلذذ وليستمتع العالم، عن ليغيب يقرأ من وهناك العالم، على

قارئ كل قوتنا، من لنزيد نقرأ أن "يجب تقول: نصوصا ينقل ثم زوجها. لمكتبة المرأة كراهية جاءت

أن يمكن و"ال يديه". بين تقبع نور دائرة هو إنما والكتاب بالحياة، مفعما يا ديناميك ال رج يكون أن يجب

اليقظة "فن القراءة: عن يقول وآخر الرائع". الحياة فن هي القراءة نقرأ.. أن نعرف كنا إذا إال نكتب

2002م، ص27-26]. والحذر". و "كل قراءة إعادة للكتابة". [مجلة العربي، العدد (518)، يناير

علم عن يتحدث سمعته من أقدر ومن ومترجم، مؤرخ وهو القاضي فاروق الدكتور علينا قص قلت:

من عاد شمس" عين "جامعة أساتذة أحد إن قال: تخصصه، في مجايليه بين نادرة جميلة وبلغة بالتاريخ،

لم إذ ظا، محظو كان وقد النار، فيها تشعل وبدأت للشارع، كتبه أخرجت قد األلمانية زوجته ليجد التدريس

فقد فا، مثق أميرا وكان فاتك، بن المبشر كتب بقصة يذكرنا وهذا يسير. جزء منها تم أو اإلحراق عملية تتم

منها؛ نفسها في وكان منها، كثيرا وأغرقت الدار، وسط بركة في كتبه إلقاء إلى وفاته عند زوجته عمدت

فقد القاضي، فاروق للدكتور وأعود ص136]. الكتب، حرق الحزيمي، [ناصر عنها. بالكتب يشتغل ألنه

"أبها"، في األدبي النادي في كان يوم وذات بمعرفته، يتنفج وال يدعي ال تا، صام متواضعا عالما كان

حتى هو، أنه يذكر فلم القاضي، فاروق اسمه مترجمها وأن جلجامش»، «ملحمة لعله كتاب ذكر فجاء

وقد اإلنجليزية، عن ترجمت ألنني قديمة؛ أصبحت ترجمتي ولكن أنا، نعم فقال: ذلك عن أحدهم سأله

خرجت بعدها لطه باقر ترجمة أحدث عن السومرية مباشرة.

-وربما والفهم السالسة لهم تتحقق أن عسى فيؤجرون، ويتعتعون يعانون وقد للعبادة، يقرأون قوم وثمة

بقراءة والعبادة والفهم االطالع في مهمة أسباب والمعرفة للقراءة اإلسالمية فاألسباب قا. الح المتعة-

أيضا، كبير دافع المعرفة ورغبة دافع، اإليمانية الروحية والحاجة وفهمه. الدين شعائر ممارسة أو القرآن،

بك ور اقرأ (2) لق ع من اإلنسان لق خ (1) لق خ لذي ا بك ر باسم ﴿اقرأ تعالى: هللا قال لنتعلم. نقرأ فنحن

أمامك األوسع العالم فباب .(5-1 (العلق: .﴾(5) لم يع لم ما اإلنسان لم ع (4) لم ق بال لم ع لذي ا (3) األكرم

مرآب الروح وباب المعارف، أصحاب بأيدي مفتاحه موصد، عقلك وباب بمعرفة، تقتحمه حتى موصد

عكوف لوال لتحصلها كنت ما الروح أعماق تهز آلية وسماعك آفاقه. معرفة على غيرك لعون تحتاج

في نفسك أعجبتك ومتى عليم. علم ذي كل فوق أن واعلم وتواضع، لم فتع اآلية. للغة واع ودرك آية، على

من جاءت به وثقتك وغرورك وعلمك تدري، وال يبزونك جدا كثيرون ناس يكون قد أنه تذكر فن، أو علم

تستهن وال نفعه، لذة تذوق صادق تواضع من يمنع ال بها وثقتك لنفسك واحترامك علمك، من ال جهلك

بغيرك، فبنو عمك فيهم رماح!

كالم أو نجيب كتاب عن فيها تبحث مملة، طويلة رحلة وهي و"لندن"، "ديترويت" بين مرة سافرت

بت ث كـ:"و قصيدة نظم أستطيع وال الشعر، كتابة في ريشة أبي موهبة عندي وليست البعد، من يطوي

في كأنها أشياء ويكتب يتأمل العشرين، نحو في شخص جواري إلى فكان مجاال"، نجم ال تقرب تس

الثقافة في سعة ولمحت المعارف، بعض على وعرجنا وأهميتها، المعرفة عن معه فتحدثت الموسيقى،

أعرف أنني إال به أتميز ما ي لد يكن ولم وشرقية، أوروبية شتى، شعوب من خليط ومالمحه غريبة،

فامتدح واحدة، لغة من أعرفه كنت الذي غير عالما خاللها من أرى العالم على ونافذة أخرى، لغة أيضا

فأعرف الصين من والدي نعم، قال: أخرى؟ لغة يعرف هل سألت: للموافقة اطمأننت ولما الفكرة، جاري

كبيرا قا فر أجد فال منها جدا قريبة لغة واإلسبانية البرتغالية، فأجيد البرتغال في وعشت وولدت الصينية،

والفرنسية، األلمانية فعرفت عديدة، أوروبية لبلدان بنا يسافر والدي كان صغيرا ال طف كنت وعندما بينهما،

األم! لغته أراها كنت التي اإلنجليزية يتحدث وكان بسهولة، أقرأها أنني غير بصعوبة، اإليطالية وأتحدث

حفالت يقدم سوف أنه رحلته أسباب من وواحد يدرسها، فهو عالية، درجة إلى الموسيقى في برع وقد

الحشد هذا كل بعد الموسيقى له المآب كان لم أدري ال الموسيقية. ودراسته براعته فيها يستخدم صغيرة

بنفسي أقف لم ولو استحييت، تكوينه؟! وتنوع ثقافته شتات تجمع ما وحدة عن يبحث هل اللغات؟! من

أدري، لست ال؟! مستقب ذلك من سيستفيد وهل السن! لصغير األمور هذه تيسر في لشككت األمر على

فالبداية مبهرة، لكنها قد تحمل بذور التمزق.

الترقي وحب للقراءة. الحوافز من كبير حافز العالم في يدور ما على والتعليقات األخبار عن البحث كذلك

على قادر أنه الشخص يرى ال جوانب في النقص عن والتعويض المعرفة، في اآلخرين على والتميز

سيبز أنه يعرف الذي الوحيد الجانب ألنه القراءة طريق سلك "إنه قارئ: لي قال وقد لغيره. فيها التجاوز

غيره من زمالء فصله الدراسي فيه".

ال حا أسعد اآلخرون القراءة وعشاق ألربابها، متعبة قا ح وهذه المعرفة، في الصادقة الرغبة ذلك ومن

آية، معنى يفهم أن يحاول وهو تيمية ابن كالم عند تجده هذا من فا وطر األخير. النوع هذا من ال ثق وأقل

بمعنى رغبته يشفوا ولم اآلية، معنى أنه يتوقع ما أو معنى من قلبه في وقر ما المفسرين عند يجد ال ثم

مهمة، أصعبهم و القراء خير القراء من النوع وهذا للمعرفة. الحاجة عليه تلح وهكذا يجده، مما قريب

وينكر باأللسنة، العلم على المحسوبين من العامة تسلقهم وأن الظن، بهم القراء عامة يسيء بأن وأجدرهم

القراء أما بها! لي وأنى كتبهم، لقراءة هللا يوفقني أن دائما أتمنى الذين وهم أفكارهم. القديم الحرس عليهم

أذهانهم يفتقون ال ممن المصادر، عشرات من الكالم نفس بمعرفة المتزينون الكتب، بمعرفة المتظاهرون

وال يفيدون قراءهم أو محاوريهم، فإنهم ال يخطون بك بعيدا.

إجابة أمتلك ال أنني وأعترف القراءة؟ أحببت ولماذا القراءة؟ بدأت متى المعروف: السؤل سئلت ولطالما

سني من األولى األعوام في الفهم عقدة على وتغلبه القراءة، من الطالب تمكن أن أظن أني غير دقيقة،

وحاجزة القراءة، من مانعة الصعبة النصوص وأن القراءة. في االستمرار على تساعده سوف الدراسة،

لمسات للكتاب األولى فاللمسات المنال. بعيدة لغتها كانت أو العقلي، عمره من أعلى وهي الطالب تلقاها إذا

عالقة بالكتاب، الوعي عالقة تبدأ ثم الدهشة، بكامل صغير طفل يدخله جديد كعالم وتهيب، وخوف توجس

يمتلكون الذين هم بالقراءة تولعا الطالب وأسرع آخرين، عند وحب اندماج وعالقة القراء، بعض عند ثقل

فإن ثقيل. وعبء م ه القراءة أن حياته طوال يرى فسوف قراءته تأخرت من أما مبكرا، القراءة مهارة

وأرضها الكتب لغة في نفسه رسخ فقد لالطالع، حب روحه في وانبثق مبكرا، المهارة هذه الطفل اكتسب

الخضراء المنزلقة والمتحركة بشراهة.

العقدة بسبب فتجاوزوا المشكلة، ليحلوا ولتعلمها لها فأخلصوا بدايتهم، في القراءة عاقتهم رجال وهناك

االهتمام وأخلص لها فتوجه العربية، اللغة امتحان في رسب أنه شاكر محمود عن تقرأ فأنت الناس. أغلب

سيبويه وهذا المتأخرة. العصور في نعرفهم الذين كل ونصوصها العربية لروح إدراكه في تجاوز حتى بها

إال أصحابي من "ما ملسو هيلع هللا ىلص: الرسول حديث شيخه على قرأ عندما نا شائ نا لح حماد شيخه مجلس في لحن

ليس بينما ليس، اسم الدرداء أبا فجعل الدرداء". أبو "ليس : سيبويه فقرأ الدرداء". أبا ليس عليه آخذ من

لحنه، وعاب الحلقة في شيخه به فصرخ الدرداء. أبا أستثني أي: منصوب، بعدها وما استثناء، أداة هنا

أول وهو «الكتاب»، كتب أنه من نعرفه ما منه وكان النحو فطلب أحد! فيه يلحنني ال علما ن ألطلب فقال:

وأهم كتاب في قواعد العربية.

فقيل اإلنجليزية، اللغة من دراسته بدء في عقدته كانت الشهير، الكيني والسياسي المفكر المزروعي وعلي

من أقدر من كان حتى فيها واجتهد فتعلمها اإلنجليزية، في ضعفه بسبب النهائي االمتحان في رسب إنه

يقول األنيق. الواضح النوع من سلسة لغة باإلنجليزية والسياسة الفكر في كتابته ولغة ويتكلمها، يكتبها

جمال فيها وكتبهم العباقرة كالم "إن الرياض: في السياسية العلوم أستاذ الحارثي محمد الدكتور تلميذه

حتى تكثر نا أحيا استثناءات هناك ولكن صحيح، با غال له: قلت معقدة". المعرفة ضعفاء وكتب وبساطة،

تكاد أال تكون استثناء.

يقبلون الذين وهم الغالبية وهناك نجاح، أيما ونجحوا تغلبوا لغتهم ضعف ضد الصامدون المتحدون فهؤالء

مقدور غير والمعارف صعبة، العلوم أن أنفسهم يقنعون الذين هم وهؤالء التحدي، من ويهربون بالصدمة

ذاك. أو الميدان هذا غير في تكون قد ومفاهيم علوم في محددة قدرات أعطاه فاهلل محق، ومنهم عليها،

مزاجه على التغلب يستطيع وال نه، ف غير على نفسه فيقسر ابتداء، القدرة هذه عنده تكن لم من ومنهم

يختبر ذلك بعد ثم الزمن، من فترة ويصبر ال، أو المواجهة قرار المرء يختار أن وأنصح عقله. وتركيب

النجاح فرصة نفسه على أضاع ربما المواجهة، يجرب ولم األولى الصدمة عند وقف من ألن نفسه؛

يحصرها لم كثيرة، رائعة وألوان عديدة، فنون والحياة يسيرة. عقبة لمجرد مراده، في والفالح القريب

الحياة وأبواب غيره، به ويلزم هو يفهمه قا نس للناس ليختار عمرو، أو زيد عقل يناسب نمط في خالقنا

يتعلم أن كبر على أحدهم جرب وقد يستسلم. وال ويلح ويستمر يطرق لمن إال تستجيب ال المختلفة

يبدع أن غيره أو هو يتوقع كان مما أكثر وأجاد فأبدع له اضطر ولكنه ويهاب، يخاف فكان الكومبيوتر

ويتعلم.

نقرأ للواجب ونقرأ للمتعة

على اإلسالم دعاة ويلوم وعالمها، القراءة في النيرة الكلمات هذه الراشد أحمد محمد الشيخ لك يسطر

ولعلها الكبيرة، الناس كبائر من القراءة عن اإلعراض يكون "ولهذا فيقول: القراءة، في تقصيرهم

تجب المتلقين فإن الموبقات، العشر باجتناب ملسو هيلع هللا ىلص هللا رسول أمرنا إذ بعد عشرة"، الحادية "الموبقة

أنها أمتنا مصائب من إن الكاتبين. قلوب من الحكمة عصرت التي الهمة تلك توازي للقراءة، همة عليهم

فوجدتهم اإلسالم شباب عرفت لقد البقية. ليقودوا الخاصة بيقظة ويبدأ طويل، االستدراك وطريق تقرأ.. ال

والحديث التفسير كتب على ظهورهم أحنوا أنهم ولو تنقصهم، المطالعة كثافة لكن سريرة، الناس أنقى من

ولتفردوا أوصافهم، لكملت ال، جزي العامة العالمية والثقافة األدب من لهم واكتالوا ال، طوي والتاريخ والفقه

في العنق إطالة على أحدهم يجرؤ كيف اليوم أراهم الذين اإلسالم دعاة من ألعجب وإني المناقب. في

وقبل القرآن»، آي «تأويل في الطبري جمعه البيان من ئا شي يجمع أن قبل الصحف، في والنشر المجالس

له كان وال وحنانها، الشافعي «أم» رفق من بعد ينل ولم «فتحه»، في حجر ابن مع راية له يرفع أن

لم وهو الداعية يقنع وكيف «موافقاته»، في للشاطبي موافقة أو «مبسوطه»، في السرخسي مع انبساط

وهو ذلك إلى داعية يسرع وكيف حزم؟ وابن والغزالي القيم، وابن تيمية ابن كتب من المهم بعد يقرأ

وأديبي قتيبة ابن أو حيان، وأبي الجاحظ مع يعكف ولم القديم، العربي األدب كتب مطالعة من يكثر لم

غير كأنه وقت! لي ليس فيقول: واآلداب العلوم لهذه حماسته أثير الداعية هذا من أكثر وأعجب أصبهان؟

من فيأتيني با كتا له ذكرت إذا أكثر أعجب ثم السهر! له شرع وال فا، مضاع با تع نفسه بإتعاب مطالب

وكتاب محضة سنة أحب ممن إال يؤخذ ال العلم كأن طفيفة، بدعة أو كاتبه، فيه وقع لخطأ با مغاض الغد

مصون". [نحو المعالي، ص61-60].

أن عليك ولكن العالية، الهمم تبلغه ماال فذلك مرادك، العلم من تستكمل لم أنك على نا حز نفسك تذهب فال

معرفتك، ويعلي يفيدك والتخصص علومه، من الكثير تدرك ولن زمانك، في شيء كل تكون لن أنك تعلم

بعيدا كان وإن العلوم، من يكن مهما تخصصك سترفد وهي رافدة، اهتمامات تخصصك بجوار ضع ثم

جدا عن ميدانك.

***

يستجيب وال يستفيد ال قد مجبر ألنه يقرأ فالذي للقراءة، مدخل خير يكون قد وهذا للمتعة، نقرأ إننا

واألفكار بالمغامرات والتلذذ المتعة أجل من فالقراءة ودوافعها. القراءة هدف يدرك وال النص، لهدف

هذه وعيب دائمة. رغبة القراءة من تجعل واألدبية، والتاريخية الفكرية والصور والمسائل، والمشكالت

نص متعة من ويخرج وليستمتع عبادة، دون شهوة ليحقق وربما فقط، ليقرأ القارئ تجرف أنها الرغبة

الكتب تجرفه لم إن هذا القراءة، هدف ويفقد لكاتب وكاتب لكتاب كتاب يسلمه وهكذا آخر، نص لمتعة

دوافعها. ومراجعة الصحيح سياقها في وضعها إلى تحتاج حق فكرة وكل متعة فكل الحياة. هدف ليفقد

المواقف أحسن ومن الضوابط. على كثيرا تتمرد الجيدة القراءة ألن ضوابط؛ كلمة من با هر هذا قلت

والجميلة، والقوية الشاردة النصوص عن ويبحث المدرسية، النصوص على الطالب يتمرد أن الثقافية

وغير المعتادة.

في الجمهوريين قاد والذي الكونجرس، في اليمينية" "الثورة صاحب جينجرش نيوت مع مقابلة وفي

قال ومحافظ. جديد ديني طريق نهج على أمريكا وحث 1994م، عام الكونجرس على الكبيرة السيطرة

بينك أن نعرف : أمريكا»- لـ«تجديد التالي كتابه بعد الجديدة الكتب يناقش برنامجا يقدم مثقف سأله -وقد

قال: اتفاق؟ نقاط من بينكما فهل والتوجه، والسياسة الفكر في كثيرة، خالف نقاط كلينتون الرئيس وبين

منطقة في الخالف قضايا خارج معه تحدثت لو نفسي وأجد غيرنا، عن تميزنا مشتركة هواية بيننا "نعم

محببة مشتركة، وهي أنه قارئ نهم وأنا كذلك، وهذه كفيلة وحدها بصنع صداقة".

التي الكتب أن كلينتون، عهد من األخيرة المرحلة وبخاصة أمريكا في الفكرية الحياة طرائف ومن

المؤلف فحظ والصحافة، القراء باهتمام وتحظى المبيعات، سوق في أسهمها ترتفع الرئيس يقرؤها كان

نهاية إلجازة ذهب وإذا الفالني. الكتاب يقرأ إنه قال أو الرئيس، بيد الكتاب أحد رأى إن جميل والناشر

عددها أثار قصيرة، إجازة في با كتا عشر اثني معه أخذ ومرة الكتب، من عددا معه اصطحب األسبوع

ال حينما تراه ولطالما نهمه! يكن مهما جميعا يقرأها لن ألنه سيقرأ؟! الكتب هذه فأي الساخرين، سخرية

تثقيفية لمحة وحدها وهذه األحد، صباح في اإلنجيل أو يقرؤه، با كتا يصطحب رسمي وضع في يكون

وتربوية مفيدة وغير متكلفة.

بيننا توسط أنه ذلك فهمها، استطعت التي بالمقاطع السيما أنس! يما أ جارودي» بــــ«مذكرات أنست وقد

ولكم عنه، نتحدث الذي فهو التشويه بعد بقي وما استطاع، ما النص من فمسخ مترجما، قرقوط ذوقان

فهو غيره. مترجما لها هللا يسر ي ل يده؛ تمسها لم لترجمتها رض تع التي الممتازة الكتب من عددا أن تمنيت

ذلك؟ بعد الكتاب أمتدح ثم أنكد! إال المعاني وال نكدة، إال الكلمات تخرج ال حتى ويلكها، يعكها ثم يعجمها

شرب مواقعها، وأهم أعلى من فيها وغامر عصره، بثقافة المعرفة واسع مطلع مثقف مذكرات فتلك نعم

موسكو كهنة كبار اضطر مما آرائهم، من الكثير الشيوعيين على وخرب ألهلها، فلسفها حتى الشيوعية

أعاد حتى الكاثوليكية إلى لجأ ثم المعاصرة». «التحريفية بكتاب عليه يردوا أن اندثروا الذين الشيوعيين

فرنسي قسيس عن يروي الحق. هللا لدين االنتباه فلفت طا ل مخ أسلم ثم قهرها. بعد الحيوية من الكثير لها

األميين البدو أو القرويين يدرس المبشر بدأ الجزائر، في التعريب قرار صدر أن بعد أنه الجزائر في مقيم

أجل من العربية أتعلم إنني لي: يقول الجزائري أن أعلم وأنا العربية، "أعلمهم المبشر: يقول العربية،

يا! قراءة القرآن". فال يستطيع معلم العربية أن يذهب بعيدا عن القرآن وإن كان مبشرا نصران

لمساعدة الالزمة والقراءة لعملك، الالزمة كالقراءة منه، بد ماال فمنها ألنواع: تنقسم الكتب وقراءة

بالمتعة هنا المقصودة ليست وهذه يومك، في العالم حركة تعرف أن بها تحب التي األخبار وقراءة أطفالك،

له وتنتج الواجبة، قراءاته بجانب القارئ ينضجها التي المتعة تلك هي المتعة قراءة ولكن بالتعب، وال

القارئ. فيها تمرن التي للجوانب تخضع كتابات وهي له، للهرب فرصة وجد كلما يحبه مؤنسا ممتعا با جان

لهم ال رجا ولكن المرهق، المتعب النوع من واألصولية والسياسية والفلسفية والفقهية الفكرية والقراءات

قد زمن في كنت وإن الصعبة. الكتب في متعته أن قارئ لك يقول عندما تشك فال تعب"، ال ها لهو فوس ن "

عند ثم با، غال متعتي أجد وهناك والمذكرات، الروايات من وأمتعه الممكن أسهل عن البحث على درجت

والعجمان. العربان من تالهم ومن والغزالي تيمية ابن عند المتعة هذه أجد ما ونادرا حيان، وأبي الجاحظ

متعة، إلى الزمن مع يا تدريج تتحول القراءة عادة ولكن با، غال المتعة طريق ذات هو المعرفة طريق وليس

تختلط فيها خيوط المتعة بخيوط الواجب والمنفعة والتعلم.

أن ويستطيع الواجب، خيوط عن المتميزة بالقراءة المتعة خطوط منهم كثير رسم فقد الغربيون هؤالء أما

بسنوات عالقة لهذا فإن با وغال فيها. المعرفة وواجب الكتب متعة بين ويميز بسهولة، الخطين بين يفرق

المهووسين الراغبين المتقدمين عند ستتمايز الخيوط أن أتوقع وال تبع. بما عالقة له مما أكثر التكوين

تتفق محالة ال فهي معها، تندمج التي والحروف بلدانها اختلفت وإن بعض من بعضها أمة فهي بالكتب،

التوجه هذا أجد وال أخرى، أمة من قارئ مع أندمج رأيتني وكم نسب" له أه بين "والعلم ما، مكان في

واالندماج مع عريب نسيب!

ونقرأ للتمذهب وللقضاء عليهالعقل وقبل الكون قبل وجدت وكأنها ورسومها، حدودها وحماية بالمذاهب جدا يكلفون العقول صغار

العامة، أمام فتحترمها بلطف، تتمرد الحكيمة العقول وتجد متمردة، الكبيرة العقول تجد ولهذا العلم، وقبل

المذهبية من يهربون الكبيرة، العقول ذوو السياسيون إنهم سرا. تحطمها طقوس على المذهبية من وتحافظ

دون أن يراهم أحد، ثم يتربعون في مجالسها وخيامها للعامة.

المعري، كثيرا- التوفيق فاتهم ربما -بل سياسيين يكونوا أن يستطيعوا لم الذين الكبار المتمردين ومن

فلنستمع له يشرح موقفه من المذاهب:

ها بالمذاهب وازدرا هاون ت ه *** إلى حجا إذا رجع الحكيم اإلسالم نجوم ذمه الذي والتحيز التمذهب قصدت ولكني ال، أراد.. كما تهاونه مع السير قولي من تفهم وال

"هب الموقف: لهذا لواصف واستمع الناس، ومع نفسه مع شجاعا يكون أن الواعي وعلى العصور. عبر

هو الصغيرة، العقول فزع هو واحد رأي على السخيف الثبات إن ذلك؟! وراء فماذا نفسك، ناقضت أنك

الثبات، هذا بمثل له شأن فال العظيم الروح أما الدين، ورجال والفالسفة الساسة صغار يخشاه الذي الفزع

في غدا فيه تفكر بما غدا وانطق قوية، ألفاظ في اآلن فيه تفكر بما انطق الحائط، فوق لظله يأبه فكأنه وإال

إمرسون، [والدو أبدا". تقلد وال نفسك على واعتمد اليوم.. قلته ما كل ناقض إن حتى كذلك، قوية ألفاظ

النقل هذا تقرأ وأنت تذكرت فهل ص45]. محمود، نجيب زكي الجديد»، العالم في الفكر «حياة عن:

فاحتج ذلك، غير له بدا ثم بقضاء، فيها قضى وقد الفرائض في العمرية مسألة في الخطاب بن عمر موقف

نبوغ نقضي". ما على وهذا قضينا، ما على "ذاك بقوله: فرد األول، المذهب علموا ومن السامعون عليه

يفرى ال يا عبقر كان فقد لعذر، يحتاج ال جعلته التي هي السلطة وليست النبوغ، فوق عنه هللا رضي عمر

قتلها منيرة لمحات من العباقرة لهؤالء كم هلل الرضوان. بيعة ملسو هيلع هللا ىلصيوم هللا رسول يسائل وشجاعا فريه،

التمذهب، وأضعفها الرواة الباردون!

كيف نقرأ وماذا نقرأ؟

ليجعل وجوده، وجوه وتنويع قدراته، توسيع يستطيع يقرأ كيف يعرف من "كل هيكسلي: ألدوس يقول

حياته مليئة ومهمة ومثيرة".

نصيحة وهي الذهن، تشتيت عن وينهى واحد، وقت في واحد علم بتعلم رشد بن محمد الوليد أبو وينصح

وال يتعلم أن يمكنه لم واحد، وقت في واحد من أكثر أشياء يتعلم أن رام من "فإن يقول: متجددة. قديمة

واحدا منها". [الضروري في أصول الفقه (أو مختصر المستصفى)، ابن رشد، ص38].

والمعلومات والموضوعات الكتب فهارسك أو ذهنك في تستجمع أن القراءة في األساليب مفيد ومن

ظا، حف ليس فالوعي األمور، أطراف وتربط وتوقظ، تغني فهذه الموضوع، أو المقروء بالنص المتعلقة

أمامك، المسطور الكالم في للروح وبحث إحياء عملية الواعية القراءة ألن فقط؛ جمعا ليس والعلم

تطرف ولكن مروعا، هجاء كانت البارد القارئ نيتشه فيها هجا التي الشدة وتلك ورد. وأخذ وتجاوب

با وتجربة. قوله يناسب تطرفه كله شخصا وكتابة وأسلو

النص عن يبحث المسن والسياسي اليوم، ولدت المعرفة وكأن الجديدة الكتب عن الحديث يحب الصحفي

الجديد. في الغرق واحذر القديم، ترك فاحذر لها. الناس ويحاكم الماضية ثقافته في المتجدد السياسي

كانت لو كما الجديدة الكتب عن إال يتكلمون ال أنهم الصحفيين أخطاء أكبر إن يقول: قديم كاتب وهناك

به يفضل سبب أي يجد لم القديمة، الكتب جميع يقرأ أن لرجل أتيح لو أنه لي ويخيل جديدة، دائما الحقيقة

الكتب الجديدة عليها". [الرسائل الفارسية، مونتسكيو، ص241-240].

ومن قومنا من لهم قرأت من ل ج إن لك أقول أني غير السؤال، عمر عمره أقرأ؟" "ماذا عن الجواب إن

الكبار" "المؤسسين بكتب عليك الجيدة، األصيلة بالكتب عليك العظمى"، بـ"المنابع عليك يقولون: غيرنا

من با كتا ينهي باز ابن كان وقد والملخصات. والتعليقات والردود الشروح عنك ودع واألفكار. للعلوم

مع يتناسب ال ما يقرأ ال بل الفروع"، "كتب في يتوسع وال أخرى، مرة القراءة ليعيد الحديث" "كتب

القراءة. فترك العلماء على حزم ابن لسان سالطة الحظ ثم «المحلى» قراءة بدأ إنه قال فقد وأدبه. شخصه

[نقال عن أبي عبد الرحمن الظاهري في مقاله التأبيني للشيخ في جريدة الجزيرة].

«مذكراته» في قرأتها نصيحة كذلك!- ليس ولعله ا" "فيلسوف نفسه يعرف -هكذا إدلر مورتيمر وللفيلسوف

لـ"جامعة انتقل لما ثم كولومبيا" "جامعة في الكالسيكية" "الكتب درس وقد بجزأيها، قا ح الجميلة

االجتماع ثم ودراستها، النصوص بقراءة العليا الدراسات طالب يلزم وكان معه، فكرته نقل شيكاغو"

األصلي، المتن على قا ومعل وشارحا دارسا الطالب فيصبح عنها. الكتابة ثم ومناقشتها، الفصل في عليها

وغابت لغته، تآكلت جدا بعيد بفرع االشتغال أو التعليق، تعليق على هامش على البقاء من له خير وهذا

لمشروع ذلك قاده ثم لشيء. يوصلك فلن أصله دون لفرع انصرفت مهما فإنك هدفه. وتوارى فكرته،

معه مقابلة في قال ومرة إدارتها. تولى عندما البريطانية المعارف دائرة مع نشرها التي الكالسيكيات

نصيحة وهذه آخر. قراءة أعيد قال: مهم؟ تراثي كتاب من انتهيت إذا تقرأ ماذا المذيع: سأله عندما

المتقدمين والمتأخرين منا ومن غيرنا، فمالنا ال نحب فعل ذلك؟!

درسها وتعيد األجيال تتوارثها أن يجب مؤسسة با وكت ثقافية روحا حضارة لكل أن مورتيمر الحظ فقد

الكتب هذه تدريس في عمره من ا زمن صرف وقد الوسائل، وكل والمدارس الجامعات في باستمرار

درسها يعيدون الغربيون وكان وطبعت عديدة دراسات وكتبوا كثيرون، معه وحقق وحققها لألجيال،

مثله الفالسفة من مجموعات المزاج هذا خلبه من وغالب وجودها، وتعميم لها والترويج وشرحها

الكتب وهذه شيكاغو، في زميلهم شتراوس الجدد المحافظين مدرسة مؤسس وكذا دورين، زميله ومثل

أن يرى بعضهم لكن الزمان عليها عفى كثيرة وأمور وعنصرية، وأكاذيب فيها مصائب وجود رغم

والعرق والدين العمياء والثقة والعنصرية المتوارث التاريخي الخيال من مزيج على قوتها تقوم الشعوب

والجغرافيا، وأنه يؤمن مستقبال قويا ومستمرا لهذه الثقافة وتلك الشعوب.

تنتهي خطابها في ويذوبون يدرسونها أو الثقافة، هذه على يفدون الذين أن وهو آخر بدور يقوم وهذا

واجد ولعلك بالعرق، أو بالذات، اعتزاز أي عناصر عندهم وتنتهي المخالفة، األخرى الذوات عندهم

في الذات فقدان من العنصري، الغربي التأسيس لهذا تعرض ممن العنصر، هذا العرب كتب بعض في

بتعرض إال والحضارية الثقافية الروح فقدان لتجنب سبيل وال عديدة، وشواهده قديم وهذا اآلخرين،

القديمة المدرسية التطعيمات هذه وبدون دينية، وطنية أو عامة ثقافة كمورد يقراها أولية لتطعيمات المثقف

شعوره ويفقد بنفسه. اعتزازه ويفقد ذاته، يفقد والمسلم العربي المثقف فإن المعاصر أو القديم تراثنا من

بذات حضارية.

الطهي، كتب قراءة من ال نفسه الطعام تذوق من يتعلم الماهر "الطباخ الحكيم: عن الدين بهاء أحمد وينقل

أنهم الكثيرون فيها يقع التي والغلطة العمل، هذا عن الموضوعة باألبحاث ال نفسه، بالعمل أهتم فأنا

عربية، [اهتمامات نفسها". أعمالهم يدرسون ال ولكنهم عنهم، ويقرأون الكبار المؤلفين أسماء يعرفون

ص165].

هي الخصوص وجه على "األصول" قراءة وفي عموما، القراءة في تواجهنا التي األبرز المشكلة ربما

البسيطة، بالكتب تعلق فعندنا عام، قول وهذا اعتدناها، و وعاصرت عبارته سهلت ما نحب فنحن اللغة،

أهل لغة نتعود حتى هذا وقلت: مرة، الباري فتح في دروس سلسلة صديق مع بدأت قد وكنت القريبة.

لم وإن واستفدنا المقصود، عرف بدأنا فلما الفكرة، استنكر وقد حجر، ابن وخاصة ومصطلحاتهم، الحديث

ولكل كتاب! مائتي نحو واحد مجلد في مراجعه بلغت وقد كيف أهوال، العسقالني مجلدات فدون نستمر.

وتكثر المعاني، تسيح ولهذا به، خاصة بلغة غنى الموضوعات أقل من خاصة "الفن" ولعل لغته، فن

األلفاظ، ويقل الوصول إلى للمقصود.

هذا على إجابة أي أن يتخيل ربما نقرأ؟". "لمن األهمية: بذات آخر لسؤال نقرأ؟" "ماذا سؤال: يقودنا

الموقف، وهذا العبارة لهذه بديل عن البحث العبث من ولكن يبدو، هكذا وصاية، لمشروع بداية هي السؤال

كما يا، إيجاب قا سيا ساقها فقد وحادثة وشخصا قصة ذكر من بل فقط، هذا ليس ووجه، أوصى فقد نصح فمن

وأحبت. شاءت كما حضورا فتفرض والطمأنينة، والقوة الثقة باب من تدخل الكتب شخصيات بعض أن

عن العلوي لحسن آخر وكتاب للعقاد، عمر» «عبقرية على الثناء وجاء المثقفين أحد مع أتحدث كنت وقد

يخل ولم الكاتب، وليس قيمة، وذات مهمة عنها المكتوبة الكتب تجعل التي هي الشخصية فقال: عمر،

قوله من حق كبير.

وآخر (القارئ)، فريسته على القضاء يحاول أو يخدر قارئه، على مستول كتاب فمنها: أنواع، والكتب

ما مجتمع رغبات يؤكد وآخر ظاهر، سبب دون ويجيئ يذهب مؤثر أو للعقل، ومستفز منبه محاور

وكتب مريحة، تميز أساطير له ويصنع بنفسه، ثقته ويعيد الخالفات من ويريحه ثقافته ويؤكد وميوله،

تجلب وهي الناس، بأيدي ما أكثر وهذه جودته، في وسط هو ما الكتب ومن المنتشر، اللغط من هي أخرى

ظريف من أبغض لفالن وهللا قوله: أحدهم عن ونقل الوسط، الفن من الجاحظ حذر وقديما والبالدة، الغم

[(145 وسط ومن مغن وسط. [البيان والتبيين، (1/

النوع وهذا ضحية. أو منفعل والقارئ ناجح، كاتب با- -غال أنه القارىء، على المستولي الكاتب وخطورة

بمقدار المتأخر فيضر العصمة، هاالت عليه يلقون الذين المقلدين يضر فإنه لفترة، قارئه ينفع ما بمقدار

ما ينفع. ويسكت عقله عن النقاش أو يخرسه عن محاورة الكتب .

***

التربيع «رسالة له قرأته كامل كتاب أول وكان «الحيوان»، وفي والتبيين» «البيان في للجاحظ قرأت

آنذاك يعجبنا يكن ولم القديم، الخشن وورقها الصفراء أغلفتها في "... "دار مطبوعات من والتدوير»

الورق بذلك نعجب أن لنا بد ال فكان رواياتهم، من رديئة طبعات عليه يطبعون الغربيين رأينا حتى

على فيه وقرأت «البيان» تصفحت فقد الجاحظ، بحر بن عمرو عثمان ألبي ونرجع التعيس. الرخيص

التعليقات عبقرية أدركت قصير غير زمن وبعد القراءة، في مبتدئ قدرة عن يكبر حجمه ألن ترتيب؛ غير

أو بعد ما أو بين ما أقرأ وأصبحت واحد. مكان في مجموعة أجدها أن وتمنيت يبثها، التي والنصوص

هي األقاصيص تتخلل والتي يبدعها التي الجمل هذه أن مدركا للناس، يقصها التي األساطير تلك قبل

أن من با هر غيره؛ لسان على الحكايات ينسج أن بحر بن عمرو فيضطر الصفحة. في النصوص خير

عشق وقد يهم، ال ال، أم عرفه حقيقي أو متخيل قائل عن يروي أن بد فال بنفسه، بالحديث متلبسا به يمسك

المطلعون أكاذيبه عبر القرون.

"دار ورق من بكثير أسوأ فالورق أخرى» ومقاالت المدني «العصيان ثورو لهنري أقرأ وأنا هذ تذكرت

وخبرته كالمه قراءة يأبون الناس أن يزعم وهو دوالر. من بأقل النسخة بيع من ليتمكنوا وذلك صادر"،

لمحاضرات دعوه وقد كالمه، في هم مواقفهم وعن هم آرائهم وعن أنفسهم عن البحث ويريدون ورأيه،

وأن أثمان، سبعة يعطيهم أن فقرر يعرفون، وما يريدون ما يسمعهم أن يشتهون أنهم فيهم وخبرته عديدة،

يعبر عن نفسه وما يريد قوله في الثمن الباقي.

لنا يقول الذي الكاتب فنقبل نحب، ما وتقرر نعرف، ما تكرر التي هي عليها نثني التي الكتب تجد ولهذا

الجديد الكالم ونكره نحن. صياغته من نتمكن لم مما بالبال خطر ما شرح أو عليه، اعتدنا نعرف، ما

يقتسم وأن العباسي، العصر في رجال أربعة ديننا يقتسم أن التخلف زمن في عشقنا ولهذا قا، ح كان وإن

أو هؤالء خلف العصور بقية في نحتشد وأن تيمية)، وابن الغزالي (أي: وسلفي صوفي رجالن: تفكيرنا

وال الغزالي، تخالف أن الصوفية عند وال األربعة، تخالف أن المذهبيين عند الحق لك فليس فقط، هذين

عند السلفية أن تخالف ابن تيمية، فانتهى عالم العلم والفكر والعبادة، وأغلقوا األبواب من خلفهم!!

هل قرأت كل هذه الكتب؟

البعيدة األزمنة على يصدق ال لكنه زماننا، على هذا يصدق وقد مجنون. إال كتبه كل يقرأ ال أحدهم: قال

ما "كثيرا جبرا: يقول نادرة. الكتب وكانت الكتب، لتداول الوحيدة الوسيلة هو فيها النسخ كان حين

كلها؟! الكتب هذه قرأت هل الدهشة: من بشيء فيسألني بالكتب، طا محا داري في يراني زائر يبادرني

الكلمات، وأدق أصدق اقتناص في أحسن وقد كلها". عليها اطلعت لقد أجيب: أن الزمن مع تعلمت وقد

السؤال أو السؤال، بهذا ي عل ملحا أحدهم جواب في تلعثمت لطالما إذ الزمن". مع "تعلمت كلمة وتأمل

العشق ينافس هنا الواحد والعشق العشق، من ضرب "فالكتاب يقول: ثم الكتب؟! هذه كل لماذا األصعب:

مقولة يتذكر والمرء متفاوتة، ال أشكا يتخذ الكتاب مع العاشق فعل رد ولكن وعنايتك. بوقتك با مطال اآلخر،

لكيما القليل والبعض يبتلع، لكيما وبعضها يذاق، لكيما وجد الكتب بعض المشهورة: بيكون فرنسيس

يمضغ ويهضم، ليتمثله المرء في كيانه إلى األبد". [معايشة النمرة وأوراق أخرى، ص45].

مكتبة على أعرابي وقف فقد محتوياتها، كل له فيجمل األعراب من أحد كتبه ير لم هذا كاتبنا أن ويبدو

فقال: ال مثي للمنظر يشهد لم الذي وهو رأى، ما وهاله فتعجب جدرانه، على الكتب تزاحمت شيخ دار في

تقول:"كن كلها إنها فقال: وقل. تفضل الشيخ: قال الكتب؟ هذه كل في بما أخبرك أن تحب هل شيخ، يا

ال جيدا"! رج

على يساعدنا طويل شرح أو صغيرة، فكرة تطبيق أو فهم على تساعدنا عديدة وكتب كثير كالم ورب

لباولو «الخيميائي» رواية في تجده والشيخ البدوي بين الحوار هذا من وقريب عميق. مفهوم إدراك

في جاء الكيمياء في بحث أهم "إن اإلسباني: الشاب الرواية لبطل اإلنجليزي الرحالة يقول إذ كويلو،

من سيقول بما مقتنعا يكون أن دون اإلنجليزي قال الكتب؟! هذه كل فلم الشاب: قال ، أسطر!" بضعة

خطر طالما الذي السؤال ولكن ص97]. [الخيميائي، القليلة!". األسطر تلك فهم على تساعد "لكي جواب:

العقالء كبار ومجالسة مناقشة من أم الواسعة؟ القراءة ومن الكثيرة الكتب تلك من الفهم يأتي هل بالبال:

والمثقفين؟

فأغبطهم مني، أبرع اليقظة في وتقدما وفهما، يا وع فيهم ألتمس با شبا فيها أغبط كنت كثيرة مواقف ثمة

هذا كل هل الكتب؟! عسير وعانيت الفهم محطات في وتعثرت الطويلة الدروب تلك كل سرت لم وأقول:

ألكون متأخرا عنهم؟!

هدف يكون فقد طريقه. أو الفهم هي والمحاولة فيه، تسير ال عم الفهم يكون فقد ذلك في ضير ال أقول: ثم

وكلمة، كتاب من وذاك، هذا من خليط بالدنيا والوعي الغاية. هو والطريق نفسه، السير هي ما رحلة

للذكاء تأنس الغبي، ومن الذكي من تتعلم بحر، في وغمرة وغيمة شجرة، ومسيرة حيوان قصة ومن

العمق ومن الخير من تكون وقد بالدة، أنها لك يخيل مما وتعجب العالمين، رب منحة فيه وترى الحاد

لألمور إدراكه أو ونضجه وعيه بأن يعترف كوايتهد فا فيلسو أن الطريف ومن حكمته! عنك غابت الذي

الفلسفية أتى له متأخرا، مقارنة بغيره.

مع للتعامل جديدة فلسفة أو طريقة تقدير في الفائدة بالغة بوبر كارل الشهير الفيلسوف وأفكار كتب وإن

دون آخر، تجريم أو لموقف اليابس العصمة حس مجانبة على والتصميم األخطاء، وتصليح المشكالت،

وهم أو العلمية صد إنسانية لمرونة يصل ولكنه غيره أو ا علمي نراه لما التفكير، بطريقة وإلمام معرفة

العلمية. وعدد من كتبه متوفر بالعربية مثل: «الحياة بأسرها حلول لمشاكل».

الناس ولكان بفهمها، أسعد البشرية ولكانت يسيرا، أمرا الفهم أمر لكان الفهم لنا تسوق الكتب كانت فلو

وهو قامته وتنحني الجليل الشيخ هامة تشيب عسير، مطلب الفهم ولكن األنبياء، وألخالق للمالئكة أقرب

وقد يجيء، ال وقد بعضه يجيء قد فهم في يأمل وهو العالم يغادر ثم الفهم، يطلب الكتب خير على مكب

همني!". كان ابن تيمية يعفر وجهه في المساجد القديمة ويقول: "يا معلم آدم علمني، ويا مفهم سليمان ف

يفهموا ولم علمه، يعلموا لم والشباب الشيوخ أن يرى بفهمه، مختال فخور وهو علما يشدو با شا تجد ثم

منه وغرور الفهم، طريق ليبدأ أولى خطوة الجنون فهذا لغرارته، أطرب بل يسوءني، ال هذا إن فهمه!!

وليت يفهم الشباب "ليت قالوا: وقد هذا في حرج فال والمعرفة، بالوعي االستقالل طريق بعده سيشق

تكون فعندما والحكمة؛ الشباب بين العجيب التضاد هذا في با غال تكمن اإلنسان فمأساة يقدر". المشيب

يبق ولم غادرت، أو ضعفت قد األبدان قوة تكون الفهم ينفتق وعندما ضعيفة، أفهامنا تكون قادرة أبداننا

ومفتاح وقوتها الحياة ملح الطائش فالشباب المستكبر، القوي الجموح الشرود الشباب يعظ أن إال للمشيب

لحكمة سبيلهم في استمعوا لو درب من به أنعم جديدا، با در فترسم الكون في الطريق تشق قوة دروبها،

الشيوخ!

في وانفجر اإلسالمي، العالم لرابطة مؤتمر في العطار عصام انفعل حين الموقف، هذا اآلن ويحضرني

الشيوخ حكمة حاز الذي الوقور الشيخ فناداه آنذاك، البعث لحكومة التابع السوري األوقاف وزير وجه

وهو شاب فقال له: "يابني، إن اإلسالم بحاجة لحماسة الشباب ولحكمة الشيوخ!".

الشيوخ أنفاس على يصبر ال "من قال: الذي مروان بن الملك عبد منهم لعل قبل، من كثيرون ورددها

البخر، ال يصلح للحكم". وقال إسماعيل صبري:

شباب وآه لو قدر المشيب!" ه لو عرف ال "أوا

من بيكون تحذير بقصة ذكره للكتب ملتهم قارئ مع للحديث فرصة وجدت فإن بالقراءة، الولع هذا ورغم

وحذره فأنجب. فيها والتفكير منها للخالص فرصة نفسه فأعطى وعى أنه غير األول- مدمنها -وهو الكتب

لذا إبداعه، وينحسر كتبه في القارئ فيذوب الذاتي، واإلبداع العقل على سيطرتها الكتب تمارس أن من

إلى الكتب أو الناس عن الصادرة األفكار تتسلق أن يخاف والتفكير العمل وقت في أنه إلى نيتشه يشير

الخارجية؛ المؤثرات وكل المصادفات، كل اإلمكان قدر يتجنب أن المرء "على يقول: المنافذ. فيغلق عقله،

الذهني". للحمل الغريزي» «للذكاء األولية العناصر من لهو المنافذ كل سد مع االنغالق من نوعا إن

وقت في إنه يقول ثم وشاكر. باموك عنها تحدث التي للكاتب والعزلة الوحدة مزاج من جدا قريب وهذا

ضربته الذي الجدار تتسلق أن غريبة لفكرة سأسمح "هل عليه: يؤثروا أن والناس للكتب يسمح الراحة

الكتب أيتها إذا إلي االستراحة؛ وقت يأتي والعطاء العمل أوقات بعد قرأت، ما إذا ذلك سأفعل نفسي؟ على

الممتعة، وأنت أيتها الكتب الدسمة والكتب الذكية!". [نيتشه، هذا هو اإلنسان، ص45].

اليومية الحياة حركة عن بعيدا الكتب مع الدائب البقاء فإن والفكر، الحياة يضيق قا ضي فرعا أن وكما

المطالعة، من نكثر أن "علينا قوله: في الفكرة لهذه جبرا ويشير والفهم. التجربة في ونقص عضال، مرض

بديلة ال للحياة مراجع الكتب فتصبح عنها، تعويضا ال الدائبة، حركتنا في نا عو منها نجعل أن على

واإلعجاب الدهشة والقوي، بالجميل والتمتع واالبتكار، التجارب نفسها: الحياة هذه هو األهم فاألمر عنها؛

منها نستمد أن وعلينا تأثيرها. أو تالعبها أو األشياء هذه خصب عن تتحدث إنما والكتب واأللم. والحب

ملتقى الواقع في "إننا ويقول: والحركة". العمق مهمين: بشيئين حياتنا تتصف أن إلى اختباراتنا، في نا عو

النهاية في نصل وبذلك وحدته، نشاطه من فتزيد اآلالم تغزوه وعينا وإن وعينا، في تفعل دقيقة هائلة قوى

-من فينا الدقيقة الهائلة القوى طريق عن بها، الوعي من االستزادة هو الحياة من نبغيه ما بأن القول إلى

الشمس لتقلبات فيها نتعرض الفسيحة، الحياة أجواء في الحركة في واإلغراق وفكرية- وعاطفية حسية

والرياح إلى أن نموت". [الحرية والطوفان، دراسات نقدية، ص129].

فا متطر عرفت فما جميل، قول منه القول وذلك عليه، التعريج قراءتك في تنس فال فذ، ومبدع ناقد جبرا

منقوص ووعيه فجهده الدائرة، والظروف بالحياة الوعي نقص من أثر وعليه إال وقراءته عزلته في

والمعرفة العلم أجل من العزلة يزعمون ممن كثيرين أن واعلم اليومية. الحياة عن با غائ كان ما بمقدار

با غال فالعزلة فيعتزلون، الناس مواجهة في فا ضع أو معارفهم، في نقصا أو شخصياتهم، في نقصا يجدون

بمقدار مشاركة الوعي، مصنع فاالعتدال ولذا االعتدال، معاناة واألصل القوة، وليس الضعف مصدرها

وعزلة بمقدار، وقد تعودنا أن نطالب أنفسنا بفوق طاقتها ثم نترك الطرفين!

يصدون وقد والمعرفة، العلم عندهم ويلتمسون ويحاورونهم، الموتى، يجاورون الكتاب، عشاق مساكين

ذلكم أعينهم. بين الحياة ويتركون وقداستها، وهيبتها للكتب استسالما وعقولهم، قلوبهم في الوعي منادي

مكبوتة، طموحات أنها يتوقع لم ولكنه قاله، ما الكتب بعض من الناس بعض مراد إن قا فح ووهما، قا ح كان

الكتب تغرقهم لم من مساكين الظالم. في ونور ألمراض، وعالج مرغوبة. خيالية ومتع معروضة، وآالم

وستبقى يفقهوها. فلن بها ويألموا بها ويطربوا لها نوا يح لم من بعد. يعرفوها لم فهم أعمارهم، وتستهلك

الكتب أجنبية عنهم متمنعة على دارسيها حتى يتحولوا معها وبها إلى خلق آخر غير الناس.

وليس البطيء والموت الترهل من وإنقاذه وتجديده، وتقليبه العقل حراثة والكتابة القراءة من فالهدف

القراءة نقرؤه، وما القراءة آلية في النظر نعاود أن علينا لذواتنا جديدا نا سج القراءة أصبحت فإذا العكس،

وتجعله العقل، تحبس كثيرة أشياء هناك ألن فيه؛ نحبس الذي السجن ليست لكنها الحياة، نحو النافذة هي

عقولهم منا العديدون يترك حتى الدراسة مقاعد نترك إن "ما فإننا المعاصرة، حياتنا في يا سلب يا متلق

وال عملنا، دائرة خارج حقيقي بعمق جديدة مواضيع أية نستكشف وال جادة، بقراءة نقوم فال للتجمد،

لمشاهدة نجلس ذلك من ال وبد التحليل، على قدرتنا فيها نختبر بطريقة نكتب وال تحليلية، بطريقة نفكر

الجسد، مثل "التلفزيون يقول: ثم بتصرف]. ص309-308، السبع، العادات كوفي، [ستيفن التلفزيون".

خادم جيد وسيد سيئ". [ص309].

با واج كان لذا وفكرك، لذهنك تحريك دون للتلفاز السلبي استسالمك من خير الناس ومحادثة المناقشة إن

ما يحيي ورد تفاعل من والبد لها، يا سلب مستهلكا تكون ثقافية وسيلة ألي الدائم االستسالم من تتخلص أن

ينفعك، ويدفع عنك ما يضرك، وحتى إن كان أغلبه نافعا، فإن النفع يحتاج حيوية المتلقي ليطور ذاته.

غيره آراء لمعرفة با جان عقلك يتنحى وأن اآلخرين، ومعارف بآراء وشحذه العقل، تدريب المفيد ومن

في تتوسع أن المهم من فإن لذا وتوسيعه، العقل لشحذ األهمية غاية في عقلي تجديد فالثقافة وتجاربه؛

ستيفن ويوصي الجيدة. الكتب قراءة على تتدرب أن وعليك العظيمة. لألفكار نفسك تعرض وأن القراءة،

من خيرا ليس يقرأ ال الذي فالشخص أسبوع، كل كتاب ثم أسبوعين، كل كتاب ثم الشهر، في كتاب بقراءة

يضعف هذا ألن فهمها؛ قبل الكتب على األحكام إصدار عقدة من واحذر القراءة، يعرف ال الذي األمي

والكتاب، الكتب بعيوب أنفسهم شغلوا للذين وانظر بتصرف]. ص310، كوفي، [ستيفن قراءتها". فائدة

ال حا منهم وأسوأ الصحيحة. القراءة وال الكتابة على قدرة وال ا سلوك وال ال عق بهم تنهض لم قراءتهم إن

من هذا إن أقول أكاد وإني األنواع هذه أكثر وما الفهم. طرق عليه أغلق كاتب أو كتاب غايته جعل من

يا. أسرار استيطان السطحية والتقليد والبالدة؛ أن تسلم عقلك ألحد ولو كان عبقر

الكتب استهلكت الذي المثقف كازانتزاكي- لـنيكوس «زوربا» رواية بطل -وهو العامي زوربا يحاور

حياته، فيقول:

- "إذن فكل تلك الكتب القذرة التي تقرؤونها ماذا تنفع؟ قل لي لماذا تقرأها؟

- إنها تتحدث عن حيرة اإلنسان الذي ال يستطيع أن يجيب عما يسأل يا زوربا.

وأنت أمضيتها التي الطويلة السنوات هذه بعد أنك بد ال نذهب؟ أين وإلى نأتي أين من لي تقول أن أريد -

تستهلك نفسك بالكتب، قد عصرت ألفين أو ثالثة آالف كيلو من الورق، فأي عصير استخلصته منها؟

كنت إجابته! أستطيع لو وددت كم ! آه ولهثت. تالحقت أنفاسي أن حد إلى جدا قا قل صوته كان لقد

الطيبة وال الفضيلة وال المعرفة، هي ليست اإلنسان يبلغها أن يمكن ذروة أعلى بأن قا عمي إحساسا أحس

زوربا، كازانتزاكي، [نيكوس المقدس!". الرعب يأسا: وأشد بطولة وأكثر أكبر شيء بل النصر، وال

ص273].

رؤية تلك عنها. التعبير تستطيع وال شبحها ترى مسالك على وتدلك الغامضة، أفكارك لك تشرح قد الكتب

الكتب لبعض محبتنا سر من بعض وهذا يوم، ذات فيه فكر ما له يشرح الكاتب يرى الذي اليقظ القارىء

لألفكار أدلة يجمعون أو ال، وجما با ترتي أكثر بكلمات يعبرون كتابها ألن بها نح األفكار، وبعض تاب والك

نستمع ألننا ال؛ جه قراءتنا تزيدنا فقد مخادعا، يكون قد جماله- -رغم السبب وهذا يوم. ذات راودتنا التي

عاما ئا شي األفكار اعتبار في أسرف ولكنه هذا، حول جميل بأسلوب حوم وإمرسون نحب. بما ونستمتع

غيرك يقوم أن تحب الذهن كسول ولكنك عندك، موجود والفالسفة العلماء لك يقوله ما وأن مشتركا،

الموقف: هذا مى وس محمود نجيب زكي لنا انتقاها وقد قراءتها، يحسن التي األفكار بعض قال وقد به.

فيقول: األوروبي"، "التأثير عن بعيدا ثقافتهم لصناعة قومه يدعو فالكاتب األمريكي"، العقلي "االستقالل

من الماليين إن نهايته. من يقترب أخرى بالد علم على الطويل وتتلمذنا غيرنا، على اعتمادنا يوم "إن

األجنبي". المحصول من الذابلة البقايا على دائما تعيش أن تستطيع ال الحياة، نحو تندفع والتي حولنا،

وأعمارهم أوقاتهم ينفقون الذين الشباب على سخطه يبدي ثم كتبه". يكتب أن عصر لكل بد "ال ويضيف:

من أن يعتقدون وهم المكتبات في الذليل الشباب "ينشأ فيقول: جديدا، ال وعم معرفة ينجبون وال يتتلمذون

المكتبات في با شبا كانوا هؤالء أن ناسين وبيكن، ولوك شيشرون بها أدلى التي اآلراء يبلوا أن واجبهم

طبقة لدينا فتنشأ كتب". "قراء لدينا يكون المفكر" "اإلنسان من ال بد م ث ومن الكتب، هذه ألفوا عندما مثلهم

ومن اإلنسان.. وتكوين بالطبيعة ترتبط ألنها ال كتب، ألنها نا وز للكتب يقيمون الذين الكتب، من المتعلمين

م يظهر أولئك الذين يردون كل مقروء إلى أصله". [حياة الفكر في العالم الجديد، ص42-41]. ث

ألف مائة نحو فيها كان الكلية مكتبة "إن أكسفورد: كليات إحدى في تالمذته عنه يقول لورنس إي تي وهذا

القول وهذا ص46]. جبرا، النمرة، [معايشة جميعا". عليها تعرف الدراسة من سنوات ثالث وفي كتاب،

هذا يصلح وال سلوكه، قبل ربما للطريق وتبين رسم هذا ولكن المطلوب، االطالع من شيء فيه يتم لم

وهو المثقف، عمل أول وهذا وذاك. هذا من ففيه الفهرس، أو الغالف على مجردا فا وقو يتوقعه لمن القول

إن الذي التصفح إلى العودة ثم النهاية، إلى بعضها في واإلغراق الكتب، وتصفح الرفوف، على الوقوف

وهكذا بالزبائن. وينشغل العناوين على يقف محب، كتب بائع بعمل أشبه وهو بشيء. فليس بعده ما يتم لم

سواد نهاره، ناجح في عمله، فقير في فكره وفهمه، مجرد دليل للباحثين.

الذاكرة، سلطان المعلومات، بحر هللا- -رحمه "كان الكشميري: أنور الشيخ عن الندوي سليمان ويقول

مخطوط". أو مطبوع كتاب قراءة فاتته قد يكون قلما حية، مكتبة بحق وكان العلم، سعة في زمانه نادرة

العالم فقهاء من ستة تراجم غدة، [أبو النابغة. هذا وحفظ اطالع سعة على تدل أخرى نصوصا نقل ثم

فيه الناس يبالغ وما نسبي، فاألمر الذاكرة!"؛ "سلطان الشيخ: قول من تعجبت وقد ص38]. اإلسالمي،

نفسها سالطين كلمة بل سالطينها، كانوا ألنهم وليس دروبها، في تقدموا فألنهم لذاكرتهم قوم تمجيد من

قد ال تكون صحيحة؛ ألننا تعلمنا أن سلطة اإلنسان مهما كانت فهي منقوصة ال تتم.

هل نقرأ أي شيء؟ما الممنوعة الكتب من وهربت أبال، ولم نا زم ونفذتها الصبا، غرارة في الفكرة هذه أناصر كنت

قراءة بعد القصيمي هللا عبد كتب عن سمعت ولما والبعيد، القريب على كتبي وأسررت استطعت،

تقرأ ال لم نفسي: في قلت بالقصيمي الساخر وحواره نعيمة، لميخائيل الجديد» «الغربال أو «الغربال»

أصدقاء. فيها لي التي العربية الدول في وال معارفي، من أحد عند أجدها فلم كتبه على فحرصت له؟

وصف هذا هل الكتب". "كل جمعت التي ميشجن" "جامعة مكتبة في نفسي وجدت للدراسة سافرت فلما

الدوام بعد يوم كل لها فأذهب يومي، له اتسع ما لقراءة الدراسة وقت صرفت وهناك يكاد. ربما صحيح؟

في ساعة عشرين لمدة تفتح فهي صباحا. الثانية في جدا، متأخر وقت في إال تغلق ال وهي الليل، أو

تذكرت مما وكان الحديث. هنا ليس جامعاتنا؟! في المكتبات حال فما بالتهديد! القراء منها ويخرج اليوم،

شديد باشمئزاز شعرت األنبياء عن يتكلم وهو معينة لحظة وعند له، فقرأت القصيمي، كتب عنه البحث

النفسية هذه أن وأحسست واألنبياء. الرسل شتم في معقولة غير درجة إلى يسف ورأيته كتابته، من

بتنويع تستعين ثقيلة، تمطيطية فطريقته ومعرفة؛ ثقافة من وليس مرض من تعاني الساخطة المستخفة

في نفسه يحتقر وأنه إنسان، كل اإلنسان، يمتهن أنه شعرت جدا. كبيرة كتب في الممل وتكراره الكالم

صورة اآلخرين، ويشكو إفالسه بالزعم أن اآلخرين أفلسوا.

مشيت التي القاعدة في أشك بدأت ولكني راغب. غير المتنفج المغرور المتخافف الثقيل هذا كتب رميت

أو البعيدة بقراءاتي أخبرهم ال كنت محافظين، أصدقاء وبين جدا محافظة بيئة في نشأت وألنني عليها،

زمن ومر لها. تحتاج التي الطيبة والبيئة األصدقاء عن ثا وبح سخطهم، من فا خو الهتماماتهم؛ المخالفة

الكتب قلت: عليها؟! لك د من بل البيئة؟ تلك في الكتب تلك تقرأ أن استطعت كيف مثقف: نبيه لي قال حتى

الورد أجل "من و (الكرم)، الحبل درب على الشوك وينبت السمين، مع الغث ويأتي بعضا. بعضها يجر

نسقي العليق".

جميل بحث وفيه كتب، ما وأنضج أرقى وهو تيمية، البن «االستقامة» أقرأ كنت حتى أطول زمن ومر

في قوله في القشيري يناقش كان المعرفة؟ طريق في شيء كل على عينيه اإلنسان يفتح وهل القراءة، عن

القشيرية:

بعون ت ي ف قول ال تمعون يس لذين ا (17) باد ع شر ب ف ﴿ تعالى: هللا قال السماع: في القاسم أبو "قال

عليه والدليل واالستغراق، التعميم تقتضي قول﴾ ﴿ال قوله: في الالم القاسم: أبو قال ه﴾(الزمر:18-17). ن أحس

أنه مدحهم باتباع األحسن".

األمة باتفاق غلط وهو وغيره، السلمي الرحمن عبد أبو منهم طائفة يذكره وهذا تيمية): ابن (أي قلت

"الالم يقال: حتى المسلمين بإجماع قول كل باستماع يأمر ال سبحانه هللا أن أحدها: لوجوه وأئمتها؛

تمع اس "من ملسو هيلع هللا ىلص: النبي قال كما يكره، ما ومنه استماعه، يحرم ما القول من بل والعموم"، لالستغراق

أن المحقق (ذكر يامة". ق ال يوم رصاص- ال -يعني: نك اآل نه أذ في ب ص هون كار ه ل هم و قوم حديث لى إتى ح هم عن أعرض ف نا ت يا آ في يخوضون لذين ا أيت ر إذا ﴿و تعالى: هللا قال وقد البخاري). في الحديث

لى ع وما (68) لمين ظا ال قوم ال مع ذكرى ال بعد تقعد فال شيطان ال نك ي ينس ما إ و غيره حديث في يخوضوا

سبحانه أمر فقد .(69-68 (األنعام: .﴾(69) قون ت ي هم ل لع ذكرى لكن و شيء من بهم حسا من قون ت ي لذين ا

محمودا؟! قول كل استماع يكون فكيف معهم، القعود عن ونهى آياته، في الخائضين كالم عن باإلعراض

هم مع تقعدوا فال ها ب أ تهز يس و ها ب فر يك هللا يات آ تم سمع إذا أن تاب الك في ليكم ع زل ن قد ﴿و تعالى: وقال

فكيف قائله، مثل لهذا المستمع هللا فجعل (النساء:140). هم﴾. ل مث إذا نكم إ غيره حديث في يخوضوا تى ح

يمدح كل مستمع كل قول ؟!

معرضون لغو ال عن هم لذين وا (2) خاشعون تهم صال في هم لذين ا (1) نون المؤم لح أف قد ﴿ تعالى: وقال

هم ب ط خا إذا و نا هو األرض لى ع يمشون لذين ا رحمن ال باد ﴿وع تعالى: وقال .(3-1 (3)﴾(المؤمنون:

وروي .(72-63 (الفرقان .﴾(72) كراما روا م لغو بال روا م إذا ﴿و قوله: إلى ﴾(63) سالما لوا قا لون الجاه

كان فإذا لكريما". مسعود ابن كان "إن ملسو هيلع هللا ىلص: النبي فقال عنه، فأعرض لهو صوت سمع مسعود ابن أن

قول كل استماع يكون كيف يستمعه، لم كريما به ومر اللغو عن أعرض من على وأثنى مدح قد تعالى هللا

ممدوحا؟!

.﴾(36) ئوال مس ه عن كان ئك ل أو ل ك فؤاد وال بصر وال سمع ال ن إ علم به لك ليس ما تقف ﴿وال تعالى: قال وقد

علم. به له ليس ما يقول أن ونهاه وفؤاده، وبصره سمعه عن العبد يسأل أنه أخبر فقد .(36 (اإلسراء:

عن مسئول والعبد عنه، ينهى ما وإلى به يؤمر ما إلى منقسم ذلك كل والفؤاد والبصر السمع كان وإذا

يقال أن بمنزلة هذا استماعه، على محمود فالعبد كان، العالم في قول كل يقال أن يجوز كيف كله، ذلك

من كثير على البابين هذين من الشيطان دخل ولهذا إليه. النظر على ممدوح فالعبد العالم في مرئي كل

التي واألصوات األقوال استماع وفي إليها، النظر عن المنهي الصور إلى النظر في فتوسعوا النساك

وطاعة" وقربى عبادة عنه نهوا ما جعلوا أن لهم زين حتى بذلك الشيطان يكتف ولم استماعها، عن نهوا

فال ببدعة سمع "من الثوري: قول الذهبي عن العمري ضياء أكرم الشيخ ونقل ..[1/218 االستقامة )

أن يرون التحذير، هذا على السلف أئمة "أكثر الذهبي: عقب ثم قلوبهم". في يلقها ال لجلسائه، يحكها

/1) العمري، ضياء أكرم تاريخي، منظور من اإلسالمي المجتمع [قيم خطافة". والشبه ضعيفة، القلوب

.[(153-152

مقصود أن وعلمت منه، وعجبت األول مقالها وشهدت أمريكا، في ظهرت للقرآن نقد بدعة تتبعت وقد

مخصصة مجلة وغالف مهم وخبر جذاب سياق في قدمها وقد والقلوب، العقول في بلبلة يثير أن مشيعه

ينتقدوه، وال يشيعوه وال الخبر يذكروا أال منهم يا راج اإلسالمية والهيئات المجالت ببعض فاتصلت لها،

تقدم ثم ولإلسالم، للقرآن نقدا تنشر نفسها بالمجلة وإذا أعوام، ثمانية من نحو ومر له. إماتة عنه فالسكوت

-مشيرا قبل من طرح الذي النقدي المشروع يتابع لم أحدا أن كيف كاتبها فيها يتعجب بمقدمة لمشروعها

الناس، ألرض القداسة من تنزله وتمحيص، ونقد وشك لتفكيك بحاجة اإلسالم أن ليؤكد وعاد للسابق-

أحد يحملها لم والبدعة اإلشاعة ألن سخطه وأبدى يوم، كل تنتقد التي الدينية الكتب بقية بجانب وتجعله

للناس ولم تروج كما ينبغي!

والبدع. الحوادث مع التعامل طريقة في تبصره وضعف الراد، جهل عن ينم نا أحيا الرد أن تجدون وهكذا

كان وإن خبره، وشيوع عنه، الكالم استثارة في فنجاحه ورد، نقد عن البحث إال يريد ال كبير فجزء

محض كذب.

قال -أو األهواء أهل تجالسوا ال قالبة: أبو "قال التالي: الذهبي عند أحمد اإلمام ترجمة في وجدت وقد

ودخل تعرفون. ما بعض عليكم ويلبسوا ضاللتهم، في يغمسوكم أن آمن ال فإني الخصومات- أصحاب

فنقرأ قاال: ال. قال: بحديث؟ نحدثك بكر، أبا يا فقاال: سيرين، بن محمد على األهواء أصحاب من رجالن

عليك آية؟... قال: خشيت أن يقرآ آية فيحرفانها فيقر ذلك في قلبي. [سير أعالم النبالء، (285/11)].

جميع يضيء واحدا مصباحا أملك ال وأنا اإلنسان، يتوقع مما أبعد أثرا المشككة واألفكار للنصوص إن

الناس أن أهمها: لعل ألسباب وذلك المجدبة. واألخرى الخضراء السهول لتميز أمامك، والزاوايا الطرق

عبث، عليه األمور فحظر األفكار، معالي بلغ من النص هذا قرأ فربما والفهم، القراءة مستوى في يختلفون

"عواصف رأيت إال الكتب تأملت وما ذكائه، من أنجب وذكاء عقله، من خيرا ال عق واجد محالة ال إنه مع

خبرة وأقل الموضوع، عن أبعد هو من التوسع على الحث في كالمي قرأ وربما المعقول، فوق للعقول"

بيده يأخذ قا حاذ يجد ال وقد شفاؤها، عليه يصعب بسموم قلبه وسم وهناك، هنا قول فضره المغامرة، في

إذا حتى طريقتك، أهل قول خير من تتضلع أن على الحث هو نقول ما خير من ولعل آمنة. دروب في

بعد مهما اإلنسان مدى أن واعلم الغرق. من وتنقذك إليها، تأوي جزرا تذكرت البحر، في الموج بك شط

فهو قريب، وعقله مهما كبر فهو صغير، فكم من عبقري عاش في الخزعبالت!

للعتمة، شائكة دروب وبها للنور، نوافذ ففيها للسعادة، مصدر هي كما للشقاء، مصدر األفكار أن واعلم

فتخرجه العقل تفتق ولكنها وسادتك، إلى البال هانئ تخلو يتركك وال يرحم، ال بئيس ألم لها كما لذة ولها

با بما ال يطيق. قا معذ يا راشدا، وإما أن تعود به مره لما هو أبعد من مداه، فإما أن ترده مهد

عادة القراءةالسبع، [العادات والرغبة". والمهارة المعرفة "تشابك بأنها: تعودها المطلوب العادة كوفي ستيفن يعرف

ص42].

الثالث: الزوايا هذه لها تتوفر لم ما عادة، إلى حياتية ممارسة أي تتحول أن الصعب فمن رائع، ثالثي وهذا

الصدى هذا وجود ذلك من واألهم الحقيقية، المهارة وتوفر الممارسة، هذه ماهية وإدراك المعرفة، عمق

الداخلي العميق الذي يتردد باستمرار "الرغبة".

أن إال ومرافقته، الكتاب مع التعاطي على قدرة أكثر اإلنسان يصبح عادة، إلى تتحول حين والقراءة

وفي فيها تفكير دون للكتب االستسالم الخطر من فإن الذوبان، حد إلى يصل أن يجب ال االنسجام هذا

الوقت بعض نفسك تبعد أن فعليك العملية، المهارات من المجردة الباردة الثقافة وكذا المقروءة، النصوص

به تحدث قرأت ما نقد على قدرة لك تلوح ال وعندما ناقدة، بعين قرأته فيما وتفكر المستمرة، القراءة عن

للمخالف فاقرأ تناقش من تجد لم وإن مخالفك، وعي بمقدار وناقش إصرار، دون واستمع فطن، أو لعاقل

لذلك الكاتب.

اإلبداع عن بعيدا بالعقل تذهب العمر من فترة بعد "القراءة أينشتين: النسبية" "النظرية مكتشف قال

بعد القراءة إن الفكري". الكسل اعتياد في يسقط ال قلي عقله ويستخدم كثيرا يقرأ الذي فاإلنسان واإلقناع،

من ال فبد هدفها، على تثور إنها اإلبداع، من السخرية وفي تصديقها، طلب وفي متعتها، في توغل فترة

نا إدما القراءة تصبح علمت"، بما "اعمل أو قرأت"، مما تستطيع ما كل "طبق نصيحة: بتنفيذ تقوم أن

النوع هذا مونتسكيو يصف اآلخرين. مع والتجاوب الفهم وإثارة اإلبداع على القدرة يعطل باردا، فارغا

ترى ما كل رموز فك على نهار ليل منكب ألنه يا؛ شاف با جوا يجيبك "هذا فيقول: الكتب خبراء الناس من

من الكتب، إنه رجل ال يصلح لشيء". [مونتسكيو، الرسائل الفارسية، ص304].

قراءة الصباعن كويتزي جون كتب مبكرين، يبدأون ما كثيرا عالمهم في ويؤثرون ويتعلمون قا الح يكتبون الذين

فيما عظيما ال رج ليكون القراءة؛ أجل من المدرسة عن يغيب كان وكيف الصبا» «أيام كتابه في طفولته

يستطيع وعندها أخوه، ويذهب أبوه، يذهب أن إلى يمكنه الهدوء من قدر بأكبر يستلقي "كان يقول: بعد،

نوبات خالل أمه وكانت تام. وباستيعاب كبيرة، بسرعة يقرأ كان القراءة، من ليوم نفسه يهيئ أن أخيرا

بطاقته... على وكتابان بطاقتها، على كتابان له: الكتب الستعارة األسبوع في مرتين المكتبة تزور مرضه

لنكولن إبراهام مثل يكون أن جادة، با كت يقرأ أن عليه كان عظيما ال رج يكون أن أراد إذا أنه يعرف كان

واليونانية الالتينية اللغة نفسه يعلم النوم، في اآلخرون يغط فيما الشمعة ضوء على يدرس واط، جيمس أو

الجدية القراءة يبدأ بأن بذلك نفسه يعد وكان عظيما، ال رج يصبح أن فكرة يستبعد يكن لم الفلك. وعلم

أصبح وقد ص122-121]. الصبا، أيام [كويتزي، القصص. هو قراءته يريد كان ما فكل اآلن أما با، قري

با عظيما ونال أعلى الجوائز، منها: "البوكر" و"جائزة نوبل". كويتزي كات

الصفحات يقلب وبعصبية، بسرعة الصحيفة يقرأ كان عنه:" فيقول المعرفة يطيق ال كان الذي والده أما

ينهي وعندما يقلبها. وهو الصفحات ويصفع قرقعة يصدر فيها، موجودا ليس شيء عن يبحث كان لو كما

قراءته كان يطوي الصحيفة، ويبدأ في حل الكلمات المتقاطعة.[كويتزي، أيام الصبا، ص123].

أن أتمنى االبتدائية الرابعة أو الثالثة في وكنت قراءته، أحببت ما أول من القليلة والدي كتب كانت وقد

إلى أصل لم ولكني وإمكاناتي، قدرتي فوق ألنها قراءتها؛ من يمنعني وكان قراءتها، مستوى إلى أصل

وقد بالكتب! لتملؤوه البيت من ستخرجوننا وأخي- أنا -أي أظنكم يقول وهو إال الثانوية المرحلة نهاية

طا وتنوعا استمر معي فيما بعد. تكونت أول مكتبتي في أواخر المرحلة االبتدائية، ثم كبرت خلي

قرين القراءةالتي العميقة صحبتنا تتم أن أتوقع كنت وما الجامعة، في الثانية السنة بداية في وأنا الصديق هذا لقيت

واستمر الكتب، عن بالحديث بدأنا األول اللقاء من قليلة لحظات فبعد ال، طوي نا زم الكتب طريق في سارت

أمسك الكتاب من أحدنا مل فكلما بيننا، األقوى الرابطة القراءة أصبحت ثم اللقاء، نهاية حتى الحديث

مكتبة منا لكل أصبح زمن وبعد نهاية. بال اآلخر وراءه يجر وكتاب للتالية، تلهث صفحة صاحبه. به

في آنذاك، الممكن التوسع روح حمل كالهما أختها. مع الفرق قليلة المحتويات، متشابهة مكتبة عامرة،

هذه ازدادت وقد اإلسالمي. الفكر كتب من كثير وكثير الفلسفة، من وقليل والتاريخ، والفقه والشعر األدب

الوقت، نفس في فيه يفكر واآلخر أمر في فكر أحدنا فترى بيننا، العجيب االنسجام حد إلى واأللفة الصداقة

أمر الخواطر وانسجام نفسها. اللحظة في بها مشغول صاحبه أن ويدرك اآلخر من فيعجب مسألة ويالحظ

نفس ويستنتج فيها يفكر اآلخر بأن لعلمه فكرته؛ عن أحدنا فيها يعبر ال مرحلة إلى وصلنا فقد عجيب،

أجد فلم آخر، كاتب عند معنى الموضوع لهذا أجد أن حاولت والموقف. باألفكار والروابط االستنتاجات

هذا عن معبرا أجده لم إذ غال؛ لي ترو ولم أعجبتني إشارة والصديق» «الصداقة في حيان أبي إشارة إال

الوقت وفي القضايا. من العديد تجاه وفكرة وشجاعة قناعة على المبني القوي، الفكري الثقافي الموقف

أحدنا يجرؤ أن قبل سنين مرت وقد به، نؤمن الذي الموقف عن ودفاعا وقادا با وشبا وعزما حمية نفسه

فا خاصا يختلف في قضية ما. ويقول لآلخر: إن له موق

يقتحم وال بعيدة، زوايا في الباطل أو الحق ويحجر يمنع، المتبادل والتقدير والود الصداقة عمق كان فقد

يصحبه من كان العجاف، السنوات بعض في اللقاء وصعوبة الناس، وتنوع البعد، طول وبعد المودة. بحر

واإلخالص الصدق هو طريق خير بأن واقتنعت وفائدة. نفعا هذا في ويجد صاحبه، يراه اآلنية فكرته على

الليالي غياهب تقطع أن يليق وال السابقون. يهول كما كثيرا منها تتضرر فلن واعية، بصداقة واالندفاع

فهو صديقه، موقف لكل وتخيل واستشره، با، غائ فحدثه الصديق عدمت وإن رفيق، دون األيام ورمال

النفوس، تجمع وتؤلف تألف ونفس قوية، بنفس تأنس ونفس المواقف، بعض ظلمات في نور وهو عون،

تؤوب وقد له، وال لك ليس فذلك خالصا، الكمال يكون أن صديقك في تشترط وال والتغيير. الخير وتبني

يصنع غصن عن يبحث بالغابة مر الذي ذلك وتذكر يحدث، ما كثيرا وكثيرا صديق، بال رحلتك من

استحال أن بعد أمامه، وجده غصن آخر اقتطع الليل أدركه إذا حتى عابه، بغصن مر فكلما قوسا، منه

ال. ثا مستحي المطلوب المتخيل وأصبح االستمرار في البحث عب

عهد من الناس يزل ولم الصالة! في عابث عن ملسو هيلع هللا ىلصيسكت الرسول تشهد ألم الكمال. في نقص فالتكلف

ويهديك كالمه، ويعلمك حضوره، يسعدك من األمين، الصادق الزكي، الذكي لحظة كل فيهم يولد آدم

ها. وج تعطيه وال تراه الذي أو أمس، أهملته الذي أو غدا. سيأتيك الذي يكون قد الجيد الصاحب إن برأيه.

التنافس يخفت ويوم وجولة، وصولة أثر لهم فيصبح والتنافس، الهمة نار بعض في بعضهم يوقد القرناء

قص وفيما منافسة، بال السياسيون يضعف كما تماما المثقفين، مستوى ويضعف والمثاقفة، الجهد يخفت

سعة بسبب الهادئ" بــ"المحيط لقبوه الذي سابق سيد أمثال من زمالئه طرائف من خالد محمد خالد

جهد في واضحا هذا وتجد المنافسة، بفائدة عبرة وغيرهم الغزالي محمد الشيخ ومنافسهم وهدوئه، علمه

المدارس الفلسفية خاصة مثل: "مدرسة فيينا"، و"حلقة كامبريدج".

ونحن واحد، ميدان في وليس وعقلك، روحك تجد حيث تجده وذلك الهواية، قرين أنه القراءة قرين وميزة

هنا مشغولون بمذكرات هواية، أصبحت مهنة وتقاليد حياة.

التكرار

ما الكتب من فإن العمر، طوال لقراءتها ومعيدا لها، مجددا فيها تتنقل بأن وبهجتها الكتب تنوع يغرينك ال

وقد المجالس أحد في قلت عندما أكرر ولعلي له. عدت منه فرغت وكلما عديدة، مرات القراءة يستحق

مقروءاتك، ونوع كثيرا، اقرأ فقلت: القراءة. في نصيحتك لي توجز أن أحب ال: قائ فاضل أستاذ سألني

واعتن بالمتميز من الكتب، ثم أعد قراءة أجودها.

الشيطان ناظر لو وذكائه: بلوذعيته با معج الشافعي عنه (قال الشافعي اإلمام تلميذ النبيه العالم المزني قال

في منها أستفيد فكنت أكثر، أو مرة خمسين للشافعي) الرسالة كتاب (أي: «الرسالة» "قرأت لغلبه!):

أحد وقال ص31]. المشرفة، السنة في بحوث الخالق، عبد الغني [عبد السابقة". في أستفد لم ما مرة كل

عشرة اثنتي الروايات بعض قراءة يعيد كان أنه فيتجنشتين العشرين القرن في الفلسفة عاصفة زمالء

زمالءه فيخبر الروايات، في األرسطية النصوص يجد وكان زمنه، في الرواة مشاهير كتب وقرأ مرة،

ثيودور كتبها: ص51-50، طالب، مذكرات فيتجنشتين، [لودفيج أرسطو. نصوص من هي مكان أي في

يصبح حتى الممل؛ التكرار تقتضي علوم أو علم فمعرفة 1990م]. لندن، وورث دوك الناشر: باث، ريد

عادة.

تتحكم ولم فيك تحكم فا صن منها ألفت فإذا "مألفة"، الكتب إن إذ االستبداد، هذا بخطر التنويه يجدر وهنا

لغير تخرج أن بد وال بصدده. أنت عما ويبعدك يقطعك ألنه عليك؛ صنف أو كاتب سيطرة فاحذر فيه.

علمي حكم من ارتفع أو جديد، من جد عما وتسأل خارجها، الدنيا لتشهد المفضلة كتبك أو المفضل كاتبك

أو حاكم على غيره.

مطهري: يقول األكمل، الوجه على منها واالستفادة الذاكرة تقوية وهي أخرى، فائدة المقروء ولتكرار

ذاكرته تكون أن فيمكن الرشيد غير وأما ذاكرته، من الصحيحة االستفادة يمكنه الذي هو الرشيد "اإلنسان

بكل ملؤه يجب مستودع الذاكرة أن يتصور بل واستثمارها، منها االنتفاع يمكنه ال ولكن جدا، قوية

إن المفيد، الجيد إال منها ينتقي وال ذاكرته، بها يمأل التي األمور في فيفكر الرشيد اإلنسان وأما شيء.

ثم بهذا، قائمة ويضع فائدته، ومقدار يفيد ما يالحظ بل شيء، بأي يمألها أن يجدر وال مقدسة، ذاكرته

على يتعرف أن فيجب عليها، المحافظة يلزمه التي كاألمانة ويعتبرها لذاكرته، فائدة أكثر هو ما ينتخب

إسالمية، مقاالت [مطهري، لذاكرته". ينقلها ذلك بعد ثم وواضحة، دقيقة وبصورة أوال، العلمية المسائل

ص109].

على مرتين بالقراءة الجدير الكتاب قراءة إلى تفتقر قوية كانت مهما ذاكرة "كل يلي: بما ينصح ثم

وتحليلها، وتمحيصها الكتاب، ذلك من فكرة كل حول التحقق يحاول ذلك وبعد متوالية، وبصورة األقل،

نفسه الموضوع في آخر با كتا يقرأ أن يحاول ثم ذاكرته، في بها يحتفظ سوف التي المطالب ومالحظة

منظمة. غير وبصور متباينة متعددة بموضوعات ذهنه يمتلئ ال حتى السابق؛ الكتاب حوله يدور الذي

وأكثر عليه، فا تعر أكثر ليكون نفسه، بالموضوع عالقة له بما ذهنه يمأل أن اإلمكان- -قدر يحاول وهنا

الرسوخ قبل متنوعة عديدة وكتب موضوعات في يتنقل أن القارئ على ينكر ثم ذهنه". في ترسيخا

له المفيدة الكتب في يبحث الرشيد "اإلنسان يقول: أن إلى بالموضوع، واإللمام نفسه بالكتاب والوعي

ومثل آخر. لموضوع ينتقل ذلك بعد ثم ذاكرته. في يودعها الخالصة وهذه يلخصها، ثم قراءتها، ويكرر

في المتخبط الشخص من وانتفاعا استفادة أكثر ذلك، رغم لكنه ضعيفة، ذاكرته كانت لو حتى الفرد هذا

البحث في يضيع منظمة، غير كبيرة مكتبة لديه بمن ال مثا وضرب الذاكرة". قوي كان وإن قراءته،

[مقاالت واحدة". بلحظة يريد لما يصل منظمة، ولكنها قليلة مكتبته كانت ممن عكس على ساعات، فيها

إسالمية، ص111-110].

فيها؟! المعلومات يودع رائعة بذاكرة يتمتع تراه أال ذاكرته!" في يودعها الخالصة "وهذه قوله: والحظ

ويقول: الذاكرة، من يشكو ديكارت مذهب على هو فإذا آخر مهم كتاب في له أقرأ كنت و لذاكرته، عجبت

لوم في تبالغ فال نسوا. أم الناس ذكر نسبية األمور ترى وهكذا تلك. أو الفكرة هذه قرأت أين أدري ال

استودعت "ما الثوري: سفيان قول سمعت وإن تجد، ال فيما تطمع وال بنفسك. الثقة بعض فتفقد ذاكرتك،

كثيرا عانوا العالم عباقرة من كثيرين فإن ،[(236/7) الذهبي، النبالء، أعالم فخانني".[سير شيئا قلبي

بعنوان: مقال في شكواه نشرت وقد مرة، شكوى الذاكرة من يشكو ديكارت وكان حفظهم. ضعف من

«شكوى من الذاكرة».

أيام ثالثة كنيتي "نسيت قال: أنه عنه روي ينسى، ال ما نسي حتى الجاحظ استغرقت القراءة إن وقيل:

حتى أتيت أهلي فقلت لهم: بم أكنى؟ قالوا: بأبي عثمان". [مقاالت الطناحي، (524/2)].

كتبه أحد على إهداء يكتب كان الكتاني الشيخ أن نقل الكبير، المحدث الغماري الصديق بن أحمد وكذلك

بن [أحمد اسمه! فلقنوه اسمي، نسيت لقد فقال: يحدث؟ الذي ما فسألوه: طويلة، وقفة وقف ثم له، لتلميذ

الصديق الغماري، جؤنة العطار، الكتاني، ص83-82].

فقد صحيح؛ وهذا ذاكرته، سوء بحجة المعرفة عن يصد الناس بعض أن تجد وأمثالها الحوادث هذه ومن

لقينا وكم للفهم، غالف فالمعلومة فقط، المعلومة تحمل ال القراءة ولكن تتردى، أو ضعيفة الذاكرة تكون

ممن هذبته المعارف ورقت بعقله وذوقه، ولم تنهض به ذاكرته!

توشك التي العاجزة، الضعيفة الذاكرة بهذه أشقاني "ما يقول: محمود، نجيب زكي ذاكرته من شكى وممن

ألعلم وإني ئا، شي ذلك من لي تبقي فال السوالف، أعوامي في وخبرت وعيت قد ما كل لي تبدد أن

به يشير ما بكل أتحوط لتراني حتى الودائع، تبديد في اإلسراف وهذا الشديد الضعف هذا ذاكرتي عن

في وأوضحه الخطوط، تحته وأضع المحفوظ، الشيء أجزاء بين الروابط فأشدد وسائل، من النفس علماء

قليلة أيام تمضي فال الكتاب، أقرأ تراني ماء، جوفه في يحفظ أن للغربال هيهات ولكن الكتب، هوامش

مكنونه. من شيء وال كاتبه، اسم وال هناك، عنوانه فال آثاره، كل وتذهب عني يذهب حتى منه الفراغ بعد

ص87، األرضية، [الكوميديا نقصان". به يكن لم إن به زيادة فال قبله، كان كما خواء خالء بعده فالرأس

1989م]. 1409ه، دار الشروق،

أصبح إذ لمصلحته، كانت زكي ذاكرة ضعف لرأيت بدوي الرحمن وعبد زكي بين قارنت لو أنك غير

أكتب وأنا الحظته ما وهذا إبداع، بال قا ومحق ال ناق فبقي عليه بدوي ذاكرة وجنت قرأ، أو علم فيما مفكرا

وقد صفحة، ثمانمائة صفحاتهما عدد قارب جزأين، في الواقعة بدوي مذكرات من فراغي إثر السطر هذا

أسلوب ومن الروح من خالية كانت ولكنها عالم، بطريقة المسجلة الثقيلة الكثيرة بالمعلومات زاخرة كانت

األدب، ومن االستبطان لمعاني األحداث، أما الفن فال وجود له في تلك المذكرات.

يستمع من فمنهم الحفظ، في وطرائف عجائب اإلسالمي التاريخ في عديدة شخصيات عن نقلوا وقد

مثلها وقيل أحمد، اإلمام سيرة في ذلك قرأت وعيها، دون أقوالهم فيحفظ غريبة بلغة يتشاتمان لرجلين

في 1986م عام روماني أصل من يا جامع أستاذا لقي أنه بورخيس حفظ أخبار ومن المعري. سيرة في

الجئ روماني شاعر من سمعها قد كان مقاطع، ثمانية من بالرومانية قصيدة عليه فألقى أنديانا" "جامعة

وأشعار أقوال يحفظ بورخيس وكان حينها، الرومانية اللغة يعرف يكن ولم 1961م، عام جنيف في

اآلخرين وال يحفظ أعماله. [هامش للمترجم في كتاب «صنعة الشعر» لبورخيس، ص10].

الفهم يتقدم الذاكرة تتراجع فعندما والفهم، الذاكرة بين متبادلة عالقة وهناك بالذاكرة، وثيقة عالقة وللعمر

فقط، الذاكرة تعيش عمره مطلع في كانت كما فهم، بال ذاكرة من بقية له يبقى وبعضهم الناس، بعض عند

وعلى الفهم على ويحتج تأثيره، ويضعف وجوده فسيقل ومعاناة موارد ويكسبه نوافذه، للفهم يفتح لم ومن

عقول من والسخرية المواقف تقدير حسن ومالحقة الوعي لمطاردة وسيلة الذاكرة وتصبح بالذاكرة، العقل

وأكثر با، خطا وأبسط تحكما أسهل وألنها والمجتمع، الشخص على كارثة الذاكرة من نوع وهذا العقالء!

الحاشدة الجماعية للذاكرة مواقعه مسلما يا منزو والوعي العقل فيهرب للعقل، وإنامة وجماهيرية شعبوية

للجموع أكثر منه.

أجواء القراءة

ال طوي تا وق يقضي أن يستطيع نفسه الوقت وفي القراءة، على الكبيرة قدرته أعرف صديق إلى شكوت

حديثهم بأن أشعر فال الضوضاء، وسط أقرأ أن تعودت إنني فقال: األمرين؟! بين جمع فكيف أسرته، مع

الحركة في طبيعي بشكل وأشارك أتحدث أن على قادرا كنت ئا شي مني أرادوا وإن تزعجني، ومشاجرتهم

ضيوفه وجود مع يقرأ هو فإذا األول، من خبرة أكثر قارئ مع وتحدثت آخر زمن ومر للبيت. اليومية

مجلس في بالكتاب يخلوا أن يستطيع الناس فبعض بسهولة، أهله ومع باستمرار، يغشونه من أو المعتادين

يقطع صوت وال يعترض عارض وجود يطيق ال وبعضهم بضيق، يشعر وال األسرة، مع أو الناس مع

وروايات قصص السهل، النوع من هي القراءة هذه أن الحظت أني غير والفكرة. الكتاب مع طريقه

أنت مكان في بالكتاب انفراد عناء تحتاج ال الكتب وهذه وأخالق، مواعظ وكتب عربية، سياسة ومقاالت

الصخب، وسط انفرادا الكاتب أو للقارئ تعطي فهي المقاهي، االنفراد؛ أنواع ومن فقط. فيه والكتاب

المقهى في أنه الجاد الكاتب أو القارئ يجد العالم من مناطق في المقاهي على ينطبق هذا كان وربما

في راعني فما العربية المناطق بعض بلوت أني غير المنغصات، من سلم قد وأنه شبهها، أو خلوة في

معه تصلح وال يقبل، ال الذي والصخب الرائحة، بسوء دخلت إن لك تسيء مدخنة، أنها إال المقاهي تلك

القراءة أو الكتابة، ومنها ما تعاب بدخوله.

السكرتير من طلب مرة أنه ذكر الفرنسي، البرلمان جلسات يرأس وهو يقرأ فكان جارودي روجيه أما

هيجل. عن با كتا يعد كان األيام تلك في ألنه بنفسه؛ يترأسها كان جلسة أثناء لهيجل با كتا له يحضر أن

وقته، كل والكتب بالقراءة ال مشغو كان أنه وذكر ص84-83]. متوحدا، العصر في جولتي [جارودي،

في الغاز بقناديل يصطدم كان إنه حتى يقرأ، كان المدرسة من عائدا أو با ذاه الطريق في وهو حتى

قرأها نوتردام»، «أحدب رواية: قرأ واحد يوم وفي وجهه. في حدبات أو كلوما له سببت وقد الطريق،

في [جولتي المملحة. فكسر عليه تسيطر هوجو فيكتور وخياالت نهض ثم ساعة، عشرة إحدى لمدة

العصر متوحدا، ص23، بتصرف، (مع محاولتي لفهم الترجمة العسرة)].

عام منذ لجارودي بمستقبل تنبأ روالن رومان أن كثير- -وطريفها مذكراته في ورد ما طريف ومن

وفاته قبل سيد عنه كتب فقد محمد، ألخيه قطب سيد تنبأ أيضا وكذا نفسه]. المصدر [ص34، 1939م.

بستة عشر عاما:

يــــاة تدادي في الح أنــــــت امــ قـــــــصــــــــيرة *** و يــــــــاة أنــــت عـــــــزائـــــــي في حــــــــ ف

في وخال

تـــشـــارف لــــم قـــــصـــــوى التي ة *** آلمــــــالي ال أنت صور نمـا نفسي حــي أنت أخي

كإهداء سيد كتبها قصيرة مقطوعة من وهو االستشهاد]. إلى الميالد من قطب سيد الخالدي، [صالح

ط4، بدمشق، القلم دار السابق، المصدر في الخالدي ذلك [ذكر المجهول». «الشاطئ ديوانه مقدمة في

1418هــ، القاهرة، الوفاء، دار حسين، الباقي عبد جمعه سيد، ديوان [من وكذلك: ص48]. 1428هــ،

في الندوي الحسن أبو كتبه ما األشخاص لبعض وتأثير وتحول بمستقبل تنبأوا الذين ومن ص7].

أثر ذا يكون أن وتوقعه قطب، لسيد ومقابلته للقاهرة زيارته عن اإلسالمي» الشرق في سائح «مذكرات

خروجها إثر كتبتها التي كلينتون» هيالري «مذكرات وفي بزمن. تحوله قبل ذلك وكان لإلسالم، اتجه لو

في يقرأ انتظرها قد وكان زوجها، عن لتبحث العمل من عادت أنها ذكرت األبيض، البيت من زوجها مع

نعم، فقال: كذا؟ شكله ال رج رأيت هل النادل: فسألت فخرج، تأخرت ثم نهما- ئا قار كلينتون -وكان المقهى

في كما والمكتبة بالكتب صلة لها كان به عالقتها أن وتذكر ال!! مستقب ألمريكا رئيسا سيكون الشاب وهذا

أنه فرنسية، وكانت األولى زوجته على نبي بن مالك تعرف قصة وفي قارئ. منهما كل وكان مذكراتها،

النوع، بذلك تهتم لسيدة معارة وجدها عنها بحث وكلما الكتب من معين بنوع يهتم وكان مكتبة يرتاد كان

كانت هناك ومن السيدة، هذه على يتعرف أن اإلعارة مسئولة أو مسئول من طلب الحادثة تكرار ومع

معرفة فزواج.

أشهر في وقرأ ال، طوي نا زم القراءة ويتبادالن يقرآن وزوجته هو كان أنه رسل» «مذكرات في وقرأت

[رسل، الكبرى. تأسيسه مرحلة هي اعتبرها وغيره، التاريخ في الكتب من هائلة كمية األولى زواجه

سيرتي الذاتية، ص195].

واألفكار، الكتب من الكثير معه وناقش وايتهد، نورث ألفريد أستاذه على قرب عن تعرف قد رسل وكان

بريطانيا ترك عندما أكبر بشكل بالفلسفة اهتم ثم ميدانه، في ال جلي الرياضيات، في عالما وايتهد وكان

الفلسفي". الجانب فيه اكتشفت التي هي أمريكا "إن عنه: رسل يقول كما أو هارفارد، لجامعة وذهب

إعجابي تثير بالتاريخ الوثيقة معرفته "وكانت ذلك: عن رسل قال كبيرة، بالتاريخ معرفته وكانت

قرأ أنه ذكر فقد التاريخ، في نهما ئا قار رسل وجدت وقد ص198]. الذاتية، سيرتي [رسل، ودهشتي".

الرومانية اإلمبراطورية «اضمحالل جيبون: كتاب الحال وبطبيعة الروماني، التاريخ عن الكتب من كثيرا

له وكانت أمريكا، في معنا كان دمشقي صديق من طلبته قد وكنت بالعربية، متوفر وهو وسقوطها»،

تجليدا لدها ج معربة نسخة لي فاشترت الكتاب، هذا عن لي تبحث أن منها فطلب بالكتب، مهتمة قريبة

الكثير السيدة تلك لي جلبت وقد صفحاتها، فاتحة على كتب كما لاير، حسن فياض السابق: مالكها ال جمي

اإليماني ميوله وانتقد الفني، وذوقه مزاجه على وأثنى كاراليل كتب رسل قرأ وقد النادرة. الكتب من

يا؟»، مسيح لست «لماذا ماه: س طريف كتاب وله عموما، واألديان المسيحية يكره رسل ألن المسيحي؛

أن حاول وفيه فترة. منذ عني غاب ثم اشتريته قد وكنت ألمريكا، زيارته أيام الطرائف بعض فيه ساق

حيث كندا في بلير مع هتشنسون بمناظرة يذكرني وهذا المتدينين غير عند األخالق سؤال على يجيب

اعترف الملحد بدور الدين في مساعدة الفقراء والمصابين بالجوائح.

سبب وكان رسل»، «مذكرات أقرأ أن قبل األفكار» «مغامرات وايتهد كتاب قرأت قد وكنت قلت:

بالغة، صعوبة فوجدت باإلنجليزية قراءته حاولت وكنت فا، طري كان فقد كتابه، عنوان بوايتهد اهتمامي

العربية اللغة في وهو لندن، في الهدى" "مكتبة في مترجما الكتاب وجدت عندما كبيرة سعادتي كانت و

فيها الذهن كددت مستغلقات، صفحات العربية نسخته أواخر وفي األصلية، نسخته عن صعوبة يقل ال

وفي المقاطع. لهذه الترجمة سوء أو األيام، تلك قلق ذلك علة لعل لنفسي: وقلت فائدة، بكبير أخرج ولم

منه، العبر ورؤية وتحوالته، ورجاله وفلسفته التاريخ معرفة في العميق النمط ذلك من وايتهد الحقيقة

هضمه يسهل المقروء فليس منه، جرعته ما لتتأمل تستريح ثم صفحات، منه تقرأ الذي النوع من وهو

وهذه مكرورة. للنص بعودة إال تذكرها ال وعبر كثيرة، أفكار يديك بين من تتسرب وسوف بسرعة،

كنت وعندما تا، مؤق ولو جيدا فهما نا أحيا تجن عليها فاصبر العميقة، الفلسفية النصوص بعض طبيعة

وكنت اإلنساني»، السلوك تكنولوجيا والكرامة، الحرية وراء «ما كتاب: بيدي وقع المقطع هذا أراجع

عانيت والدماغ، اللغة عالم بنكر ستيفن ومثله نفسي. أرهقت لما سكنر المؤلف شهرة ولوال وأعاني، أقرأ

ا متعذر ايكون وأحيان الكامل، واالستيعاب الفهم بضرورة ينصح من القراء فمن كتاباته، مع -ومازلت-

ا فابذل جهدك. أوصعب

أو إليهم، محببة بعادة فيقرنوها المقدسة، القراءة" "متعة لهم تتم حتى لطقوسهم يحتاجون القراء بعض

الجسد أعضاء تحريك حتى أو التدخين، أو القهوة، كشرب عنها، االستغناء يمكن ال حياتية بممارسة

لها، ينظر التي الكلمات خارج بشيء يحس فال يقرأه، الذي النص عليه يستولي من القراء فمن ما، بشكل

ال، متأم صدغه على أصابعه يضع أو محرجا، رأسه يحك لها، معنى ال متكررة حركة في يسرف وقد

يده مد أمر تكرار من مل أو فكرة أو عبارة عليه عسرت وكلما الشاي، أو القهوة شرب في يسرف أو

بلزاك الشهير الفرنسي الكاتب الدخان مدمني ومن اللحظة. أذى عن مبعدة سجارة أو منقذة، لشربة با طال

وهو قصيرة. حياة بعد مات ثم ويدخن، الليل معظم يكتب وكان عاما، وخمسين اثنين من نحوا عاش الذي

رواية كتبت التي اليد أقبل دعني عليك باهلل ال: قائ فيينا في الشارع فى ألماني شاب ال- -متوس ناداه الذي

«سيرافيتا».

عن يعوض أو يدفع أن يمكن ال المال» «رأس كتاب "إن به: المعجبين محبيه ألحد يقول ماركس وكان

أو للرجل» ماركس «مفهوم بعنوان: فروم إلريك كتاب [من يكتبه". وهو دخنه الذي الدخان تكاليف

صعوبته؛ عن الكالم كثر المال» «رأس التعس الكتاب وهذا ص223]. ماركس»، كارل عند «اإلنسان

تكون أن تكاد مسألة وهذه يقرأوه، لم وهم قراءته، عن بالحديث يتنفج وغيرهم الشيوعيين من كثيرا أن

لم كينز العالمي لالقتصاد والعملية النظرية الحلول صاحب األشهر االقتصادي أن قرأت وقد إجماعا،

ص130]. األفكار، قوة برلين، أيزايا ذكر: [كما المال»، «رأس كتاب قراءة في السير معاناة يحتمل

أن بعضهم توقع وربما به، المعجبين من الكثير جرى هذا وعلى بالتدخين، الولع شديد ماركس وكان

في وهكذا الفتنة. برأس كبيرهم وذهب الدخان، أذى لهم فبقي شيخهم، كعقل وقدرته عقله سيجعل الدخان

التدخين. في الشراهة ذوي من األفغاني الدين جمال وكان الشلة. وبقية وكاسترو جيفارا عن المشهور

فكان عشر، التاسع القرن من زمانهم في الساسة ومشاهير الفكر رجال شعار ثة الك اللحى كانت وحينها

وإنجلز، وماركس، واألفغاني، روسيا، وقيصر لنكولن، وإبراهام بسمارك، وكان الحميد، عبد السلطان

أهمية ذات اللحى يرون أوروبا وملوك القياصرة بقية وبعض وتروتسكي، ولينين، فرويد، ثم وهرتزل،

كبيرة في صورة السياسي ومهابته الشعبية.

اإلنسان إن لك: وأقول الشرب)؟ أو (القراءة فقط واحد لجانب بعمله الكاتب يتجه ال لم تسألني: ولعلك

وحياة بدور يطالب بدنه وتجد إال استغرق قد ذهنه ترى أن فما إعجازه، و هللا لخلق عظمى آية فيه تتجلى

فاإلنسان العلم، كان وإن حتى جانب، في الشاذ اإلغراق اإلنسان من هللا يقبل فال الكون، في ومشاركة

الزاوية تلك هي كلها الحياة ليست أن تناديه وعاطفته وعقله وبدنه الكون، هذا في ما بعمل يقوم ألن محتاج

خلقنا لها التي الكبرى الحيوية المسارات بل الجوانب، هناك بل لك، وتلذ اآلن بها تستمتع التي الضيقة

القراءة على كبير واقع ويحتج جسم. ويتحرك يد فتنهض والمشاركة، للفاعلية تحتاج وهي امتحنا، وبها

حي بقلب راكد، هادئ جو في تكتب األفكار هذه بعض أن ومع الوجود. حركة في تشارك ال التي الميتة

مشاركة من مرحلة أي أثناء بد فال ذلك ومع والحياة، الكون في عاصفة حركة تثير ولكنها متحرك،

ال عم عمل وقد إال فكرة لنا أحد قال فما فكرة، مجرد من توجد ال التي الفكرة صورة تكمل جوارحية،

اجتماعي عبث في عمره أضاع من ومات كبيرا، ال عم فكر من حقق ولقد فكرة. قال إنه قلنا لما وإال ما،

الطبيب يزور سوف ال مجا حياته في وللعبث حوله للمجتمع يعطي ال كاتب أو ومفكر نتيجة، بال مجامل

أنه يرى الذي الوحيد وهو مرضه الناس يدرك النفسي، المرض وطأة تحت يبقى أو محالة، ال النفسي

يتمتع بصحة نفسية جيدة.

الغزالي شيخه عن العربي ابن كالم واقرؤوا ألم، بال سليمة بشرية قمما تصنع التي الخياالت من ودعوكم

الغزالي حكمة ومن وصفه. من يبالي وال هذا يكتب الشيخ بل عالجا، لشيخه يحير وال مريضا يراه وهو

بسهولة التدريس وال الشرب وال األكل يستطع ولم المرض، عليه اشتد لما اآلفاق في يضرب سافر أنه

وال يسر.

الماضين من كثيرا به فاق ما العلم كتب من حفظ فقد الدويش، الشيخ هناك كان القريب زماننا وفي

أهله، وعن الناس عن وابتعد المرض به اشتد ثم شبابه، مقتبل في وهو وقراءتهم، بحفظهم المشهورين

نا. ولعله لم يجد له على المرض عو

والتدين والخصوصية، والزهد بالتقوى تتحجج ومظاهر أوهام نا- -أحيا العلماني أو المتدين بالمثقف تلم و

النفس مخادعة في إال له وجود ال يا وهم ستارا الحقيقة دون لتضرب والتسامي، والتفرد والنخبوية،

والناس.

عرفت أنني تخيلت أو فعرفت معرفة، تخيلته ثم منه، فشبعت متعة الكتاب أن حياتي من فترة تخيلت ولقد

العزلة، في ينسج مجدا القراءة رأيت ثم أقراني، بعض أجالس كنت عندما وبخاصة أريد، ما بعض

فكرهت مجدا غامضا منعزال، على رغم قول ابن الرومي الذي عرفته متأخرا:

فراد طـــول ان ه يوحـــــش ه *** حين ال فـــج وحــــــد ســــــــالـــــكـــــا فـــــي كــــــــل

هـــــادي نور و نــــفــــــــســــه ه مـــن لـ دجى *** و يسري في الــ بدر وكذاك ال

بمرور أنه غير وهادي". نور غيره من "له أن زماننا في عرفنا ما زمانه في الرومي ابن يعرف ولم

مثل: إال بكلمة ألحد أتحدث وال أيام لتمر حتى بالوحدة، أنست مكان، من أكثر في لقيتها ووحشة الزمان،

في معه أدخل وال مسلم على أسلم أو الفنادق خدم أو الباعة مع للكالم أحتاج عندما وذلك وشكرا، هات

نقاش، حياة صعبة أشبه بالعيش في زنزانة منفردا. وتلك ظروف عبرت أرجو أال تكون بقيتها طويلة.

داءه يعلم هللا يرحمه والطبري مواربة، بال صراحة نفسه مع أزمته يشرح يأبه ال الظاهري حزم وابن

للعلم خلوصك أعجبك فإذا مرافقتهم. وعن عنهم بعيدا الجدار، في كوة من يدرسهم تالميذه، ويفارق

الذي الترفع الناس، على المثقفين ترفع ومن الكتب، غرور من ودعك بوعي نفسك فراقب وللمعرفة،

شيخ قول من ودعك الناس، مع فاجلس ومهابة. وقارا يدعون كما وليس نا أحيا مرضية ظاهرة يكون

والمجوس والنصارى، هللاملسو هيلع هللا ىلصاليهود رسول جالس فقد تا". ف القلب تفت هؤالء أمثال "مجالسة اإلسالم:

وعاهد وشارى، وبايع ودعا وناظر وحاور العجائز، وناقشته األعراب، من الناس وبسطاء والمشركين،

من نسائه من وربى ورجولته. إنسانيته كمال غاية في اإلنسان على لنا فا موق والعب، وسافر وحارب

في غاية كانتا وعائشة فخديجة والدعوية، والسياسية الفكرية ومشاركتها المرأة كمال لغاية ال مثا كانت

الكمال.

نفسه فهم على أقدر يجعله لعاداته، وخضوعه وتعلقه غروره ومن الخاص، مقياسه من الفرد خروج إن

ذاته عن ال- قلي -ولو بعيدة يرها لم وإن أنانيته، من يتخلص لم فإن اآلخرين، دوافع وإدراك ومجتمعه

أو الدين من مهما جزءا السهلة واألعراف ورغباته ذاته يجعل أن قليل بعد يحاول فسوف الوقت، بعض

قداسة يكتسب أن من بالجدل وأجدر أسهل الموقف وكان األمر، لهان األعراف منزلة أنزلها ولو الخلق،

غير مشروعة.

قارئ الكتب التافهة

ولكن هذا؟ في وماذا لقلت: هيدجر، وصفه كما التافهة الكتب قراءة على نا مدم كان هيجل إن لك قلت لو

سبحانه منحه وما العجيبة هللا آيات من وعرفت المتوحش القلم بهذا أنست فإذا ال، أو كتبه قراءة جرب

الكتب قراءة على نا مدم يكون أن يمكن الكاتب هذا أن تصدق كدت لما النظر، وعمق الفكرة، قوة من

كلمات العبارات، صخور من كالمه يقد فهو ال؛ سه با كتا يألف كان أنه تتوقع ولن خصمه. قال كما التافهة

قارئه يتخيل تهويما أو قررها، فكرة نحو درجة تنقلك كلمة كل متعبات، عميقات مظالت أو متماسكات

فوائد من وهذه الكبير. الفيلسوف ال النهاية في فهمه القارئ ويتهم األوائل، به تجئ لم بما فيه جاء أنه

الناس فإن ئا مخط تكون عندما أنك الشهرة فوائد "أحسن فقال: سئل وقد كيسنجر أجاب كما الشهرة،

المشاهير مصادرة أمثلة ومن المشهور. مع تنسجم لم إن وأمزجتهم أذواقهم يتهمون وقد عقولهم". يتهمون

أخطائه بين يجمعون كيف تيمية، ابن شهرة ضحايا بين النقاش ذلك والمقلدين التالميذ عند والعقل للوعي

في مسائل كـإنكار "المجاز"، وبين مرجعيته المبالغ فيها!

ولشخصية ومدرسته، فكره يهدم أو يبني من فهم منه، والمذهب الشيخ على ا خطر يقلون ال والتالميذ

بين رابط خيط وهناك ومذهبه، رأيه نشر على وحرصه وقياديته، كزعامته تالميذه في أثرها الشيخ

أحد وكان األتباع، وكثرة العلمية القدرة بين الزم رابط من هناك وليس أتباعه، وكثرة ودوغمائيته أنانيته

أو منه تعلموا ممن تالميذه الرأس أبناء أن وعنده رأسه! أبناء إنهم تالميذه عن يقول أن يعجبه الفالسفة

حاورهم وأفادهم واستفادوا منه، أما أبناؤه من صلبه فقد ال يكونون أبناء رأسه.

على مقبلين ماركس شاهدهم ولما تألهه، مثل متألهين يا عم وراءه يسيرون حياته في الناس هيجل رأى وقد

الدرج فانزلوا منكوسة، وبنايته للمسيرة، عكس وطريقته خيالية، الشيخ عبارات "إن لهم: قال هكذا شيخه

تنتهي ال مجازر وستالين لينين فيها لهم فأقام عميقة، حفرة احتفروا حتى وهبطوا فهبطوا تصعدوه!"، وال

فقرر هيجل، بنيان على وليعيده ماركس هرم ليقلب ياباني جاء قرن، ماركس موت على مر ولما آثارها.

لجون طريفا نصا أجد أن قبل منه تعبت لقد كذلك، ليس ال بـهيجل، أنست أني تتخيل ال ثم التاريخ. نهاية

عند النص هذا [وجدت بالغثيان". خفيف شعور انتابه هيجل بقراءة هم كلما "إنه فيه: يقول مل ستيورات

حماستي خمدت "لقد يونج: جوستاف كارل وقال ص258]. الحديث»، العقل «تشكيل كتاب في برنتن

لي بدا فقد الشك. بعين أراه جعلني مما متصنعة، متعجرفة لغة فهي يستخدمها، التي اللغة بسبب لهيجل

وتنبؤات، أحالم [ذكريات سجنها!". جدران بين متبخترا بها، يتمنطق التي كلماته سجن رهين برجل أشبه

ص77].

الجامعة في يدرس وكان عسيرة. كتابته لكن قا، لب ثا ومتحد با، محبو ناجحا مدرسا كان هيجل أن اعلم ثم

أحد كان فما اإللحاد، وناشر النساء عدو التعيس، الفيلسوف شوبنهور فيها يدرس قاعة وبجانبه الفلسفة

يحب شوبنهور، وقاعته كانت شبه فارغة مقارنة بهيجل.

على قادرا أكن ولم أعرض. ثم منها وأعجب كتاباته من قطعا أقرأ كنت أنني غير عليه، صبرت فما أنا أما

المجاراة على قدرة عدم أو شفقة أو حياء نعرض كما تقديرا، أو وانبهارا با إعجا نعرض فقد السبب، تفسير

للصغار تسلية وهذه عنه، أعرضنا الذين نحن بأننا فنتظاهر المعنى عنا يعرض نا وأحيا المراد. نيل أو

الذي اللغة إمام ثعلب وليس الثعلب، حصين أبي طريقة على "حامض"، نا أحيا يسمونها أو الكبار، يعرفها

خروف، ابن منهم كان كما الذوق، عن وأبعدها األسماء أغرب واللغويين النحاة من أشباهه مع له كان

الكبير، واألخفش الصغير، واألخفش جني، وابن أوحمارويه، وخمارويه وسيبويه، ونفطويه، نعجة، وابن

وهلم جرا.

وإن هيجل؟ ذرية من هو هل أسأله فكدت هيجل، اسمه آخر يا أمريك مرة رأيت فقد ما، سلطة ولألسماء

عقل أوقدها العالم، من مناطق وأحرقت أوروبا في شبت التي النار تلك عن بسؤاله بأس فال فا مثق كان

أخرى نار لموقد به مررت عجيب لنص تذكري أوقفني صاحبي بسؤال هممت ولما الجبار! الجد ذلك

من مجتمعا لكان واحد مجتمع في جمعتهم لو وأنك العباقرة، أبناء هجاء على نيتشه ألح فقد نيتشه، هو

أنك غير أدري! ال عبقريته؟ أم جنونه من نعدها وهل الظالمة؟ القسوة هذه لماذا يرى! كما يا عقل المتخلفين

تجد الناس، بعض في الذكاء مع الخلق سماجة وواجد ما، نوع من عبقرية مع نا أحيا العقل سخف واجد

عن العلم سيجيب ربما والتربية؟ التهذيب أو األعراق مسائل من هذا هل فتتساءل: واختياره، ذوقه في ذلك

ثقافة أو عرقية، طبيعة إقرار بين تأرجحت اإلشكاالت، من العديد حوله أثيرت والذي العالق، السؤال هذا

يقبل ال ما وعال شريف نسب ادعاء أو نسب لهم من بعض في رأيت وقد متوارثة. جينات أو مكتسبة،

ما والخلق الشأن علو منها يتوقع ال الناس من طبقات في القيت ولعلك األراذل. من أنهم يزعم من في إال

هذا هل -ولكن واحدة مرة الحطب في تشتعل النار أن أعلم أني غير األنساب. وعلوم أقوال كل في يشكك

الحرب بإشعال الحرائق هذا تسببت وقد األلمانية"، "العبقرية األلمانية النيران تلك أنتجت وهكذا قياس؟-

كوبا إلى الصين إلى موسكو من فأوقدها لماركس، أعطاها أوقدها التي هيجل فنار وروسيا، ألمانيا في

يتكئ أنه ويعترف التاريخ»، «نهاية في فوكوياما دخانها أو رمادها اليوم إلى ينفخ يزل ولم عدن، إلى

على بقايا تلك النار الهيجلية.

بحجر الراكد العقل ماء حركت التي فالفلسفة التفاصيل، هذه يؤكد األلمانية" "العبقرية عن با كتا رأيت وقد

العقل هذا بشرارة انطلق العالم أفزع الذي النووي والسالح ألمانية، كانت األخيرين القرنين في عنيف

القلقة، األوروبية البقعة هذه من كان اإلنساني الوعي هوة في تغلل الذي النفسي والتحليل الجبار، األلماني

ألمانيا سوى ليس الحديث العالم إن يقول المؤلف كاد حتى والهندسية، الفكرية المخترعات من كثير وكثير

والحروب اللغات، واستيعاب والجامعات، جدا القوي التعليم ذلك: أسباب أهم من كان وربما ! وإنتاجها

التي ساعدت في بذر الغرور القومي، وفي استثماره و الهالك به في آن واحد، وتلك مفارقة ساخرة!

في ويسير فكرته، لآلخر أحدهم يشرح أن دون واحد وطريق واحدة بفكرة واألبناء اآلباء يؤمن ما وكثيرا

فيلبي عن الدم»، في «الخيانة كتاب في قرأت ولما مباشر، تأثر دون والده، طريق على نبوغه من شيء

االبن كان حماد، خيري ألفه األب عن با وكتا كيم»، االبن «مذكرات وقرأت كيم، واالبن هللا) عبد (األب

بعد عليه يؤثر أن عن بعيدا كان والده بأن يعقب ثم الخرج، وزيارة الرياض في لوالده زيارته قصة يسرد

بقي لو سيصعق كان وربما األب، معرفة وبدون بعيدا تمت لكيم الحاسمة المواقف وكل األميال، آالف

يشك االبن كان ذاته الوقت وفي وموسكو، بيروت في قصته تفجر بعد ابنه حقيقة وعرف الحياة قيد على

العالقة أن الرجلين حال من فهمت ما وخالصة ص127]. فيلبي، كيم الصامتة، [الحرب والده. بمعارضة

لحد يصل للرجلين ذكاء هناك بل بهما، إلصاقها خصومهما يحب كما وخيانة، قطيعة عالقة ليست بينهما

به يؤمنون لما اإلخالص وهو عميق، فطري وسلوك والسياسة، والتاريخ واللغات األفكار في العبقرية

العزيز عبد كرم برغم العزيز، عبد على ليتجسس بحاجة يكن ولم باالسالم، واقتنع أسلم فاألب أفكار، من

الشيوعيين كماليين بالشيوعية القناعة عميق أحمر شيوعي واالبن الجديد. بدينه اقتنع ولكنه أمثاله، مع

لقناعة يشير روزفلت كاد حتى العالم في الشباب للمثقفين جذابة كانت إذ القرن، من األول النصف في

شيوعيي من ورفاقه هو لها والعمل بفكرته القناعة صارخ االبن كيم وكان العصر، ذلك في بالفكرة ما

لمحاربة بلده خرجت ولما بريطانيا، بلده لصالح الثانية العالمية الحرب أثناء عمل قد وكان بريطانيا،

عمله وعليه منه وذميم لشيوعيته، إخالصه على بقي روسيا، مسار عن مسارها واختلف الشيوعية فكرته

وهذا الجديد، لدينه مواربة دون نا عل فانحاز والده أما ذلك. تبرير كثيرا حاول كان وإن تجسس، جهاز في

زمنه، في جيدا يا وجغراف يا ثقاف أثرا لفيلبي جعل ما هو الوضوح وهذا أوضح، أصبح ألنه مختلف؛ موقف

الطرق يتعرف تركيا شرق في يجازف وهو االبن ترى أن الطريف من ولعل قيمة. ذا يصبح لم أنه ولو

األب مات وعندما متقارب، أو واحد وقت في العربية الجزيرة في ذلك يفعل واألب للجيوش، والمنازل

فيلبي طلب أن يصلى عليه صالة المسلمين، وأن تكتب الفاتحة على قبره، وقد فعلوا.

«مرتفعات كتابه في يا استرلين ها جني ثمانين حوالي دفعت أني أذكر حين مالما بالكتب هوسي يزل ولم

قريبة مناطق وجغرافيا تاريخ يمس كتاب وهو الكتاب، ندرة زعم لندن في البائع ألن العربية»؛ الجزيرة

سكان من وهم أبنائه أبناء أو أبنائه من كتبه وجمعت بعد، فيما الكتاب ترجم وقد والتاريخ. القلب من

مغامرا أسد طالل األشهر أسد محمد ابن كان فيلبي هللا عبد البن التجسس طريق خالف وعلى الرياض.

بين خليطة وأنساب كثيرة، مختلفة ودروب عديدة مدن في فكري وضياع إلحاد مع والده، سنة على يا فكر

اليهود والمسلمين العرب.

لغته وال الراشد- يقول -كما الشافعي» «أم كحنان نا حنا هيجل عند تجد لن فإنك فيها وما أللمانيا وبالعودة

في واجد وأنت العشرين. القرن منتصف بعد ما إلى كمعيشتهم خشنة األلمان فكتابة بيانه. إشراقة وال

يعوض الذي التاريخي التفلسف مغامرة خلدون ابن عند وواجد الباني، المنطقي الترتيب عمق «الرسالة»

لم وما وقع. حتى يا واقع يكون أن على خلدون ابن فيها حرص وصولية وأفكار هيجل. مغامرات بعض

تغامر في صفوف هؤالء وتستأنس بعالمهم الموحش الغريب فلن تذوق معنى لركام هذه الكتب.

تومس هو آخر فا فيلسو وجدت وقد التافهة، الكتب قراءة وهو أال بعد، الموضوع عن بك أبعدت وقد

يقصد كان وربما غيرها، إلى يتركها يكاد ال البوليسية، القصص بقراءة مولع إنه يقول: (كوهن) كون

من السهل النوع هذا في ورأيي ص323-322]. العلمية، الثورات بنية منذ [الطريق عمره. أواخر في

تكن لم إن للقارئ مهمة أنها أغلفتها) فيها ما أحسن كتب هناك بقوله: ديكنز عناها التي هي (وربما الكتب

الجادة" "الكتب تجد ولن المثال، ونادرة رائعة با كت دائما واجدا لست فألنك ضرورية إنها فأما ضرورية.

والمذاقات األطعمة لكافة يحتاج والعقل السهل، بالكتاب النفس عن للترويح بحاجة وأنت وقت، كل في

علة له تستبعد فال ذلك زعم ومن دائما، فا صن وال الحلوى وال دائما، والدهن اللحم يقبل فلن المختلفة.

"األطعمة حكم حكمها هل يا، ذهن المرهقة للكتب الستين بعد السن كبير تحمل عن أدري ولست ذهنية.

الدسمة" أم ال؟!

وذلك اللغات، من كبير لعدد وتترجم رديئة، كانت ولو األمريكية، الكتب على كبيرا إقباال اليوم نشهد

وقديما تكن، مهما واألفكار اآلراء نشر وسائل أهم من والنفوذ القوة كانت وكم الدولة، وقوة نفوذ بسبب

من قبله عما ال فض األمريكية الكتب لقراءة أهمية وال فائدة يرون ال عشر التاسع القرن في اإلنجليز كان

1820 عام شهير ديني لمصلح ال تساؤ ريفيو أدنبرة مجلة: كتبت عشر التاسع القرن مطلع ففي قرون،

بدونية تنظر إنجلترا ومنها أوروبا وكانت األربع؟" الدنيا جهات في يا أمريك كتابا يقرأ "من مستنكرا: يقول

نصا نشرت نفسها المجلة وفي السابقة المقولة نشر من شهرين بعد ولكن األمريكان، والمثقفين الثقافة إلى

قبول سبب ولعل أمته" في لآلداب عصرا "يشكل الكتاب بأن تبشر إيرفنج واشنطون بكتاب إشادة فيه

حياة يعيش أمريكي كاتب أول إيرفنج واشنطن كان وقد ولعالمهم، لهم ا مدح تضمن كتابه أن به اإلنجليز

هجنز ويليام مقدمة أنظر أعماله. من ا مجلد 26 الثمانينيات نهاية في له حقق وقد كتبه، عائدات من كريمة

الحمراء، كتاب: مؤلف هو هذا واشنطون و VIII ص: هولو، سليبي أسطورة إيرفنج: واشنطون لكتاب

وجد حتى الزوار، وجه في قبله مغلقة الحمراء كانت وقد باالنجليزية، عنها كتب ما وأقدم أجمل من وهو

حياة ال متمث فيها ويتمشى فيسير الليل في سراجه حمل ربما وكان فيها، وسكن عشقها وقد إليها، طريقه

الشهير وكتابه المشهود، الحضاري ودورهم عملهم على أثنى وقد فيها، وتجوالهم العرب غرناطة ملوك

مدخل عند تسوق مركز في اللغات من بعدد يباع زال ما العربية، ومنها الحية للغات ترجم الذي الحمراء

الحمراء في غرناطة.

القرن نهاية في نشرت مهمة كتب من ذلك تلى ما ثم األمريكي الكتاب أنقذوا وغيره إيرفنج أن ورغم

أكثر العربية إلى منه والمترجم كثير الغثاء ولكن قيمة كتب تصدر اليوم إلى أنه إال بعده وما عشر التاسع

من صالحه.

على درجوا أنهم غير أفذاذا ال رجا صاحبت وقد منها. بالقريب يعجب فسوف التفاهات سوى يقرأ ال من

العجب؛ غاية بأنفسهم يعجبون فأصبحوا السهلة، والمذكرات السياسة وكتب والمجالت، الصحف قراءة

عن لهم قيل ولما أشجع، أو عالن من وأوضح طبقتهم، من فالن الصحفي كتابة من أحسن كتاباتهم ألن

طريقهم عن فا منحر فيه رأوا وربما لهم، قال من على أنكروا يهم، جديدا تحمل ال وأنها كتابتهم تواضع

ما يطلب فهو عنهم بعيدا كان وقد النسق. نفس في يجارهم لم حاسدا أو يمكن، ال ما يطلب مغرورا أو

بأقل مقارنة قوتهم يرون وهم بغيرهم، مقارنة ضعفهم فيرى لغيرهم يقرأ بما يكتبون ما ويقارن يجهلون

منهم.

التي كالمائدة تكون لن ولكن مرة، الخضار من بمائدة مستمتع فأنت مذاهب. رؤيتهم طرق في وللناس

الكتب وكذلك ذواقة. ولها شواة ولها نا ثم لها فإن المعزى. صغار مشويات من عنه هللا رضي عمر وصف

وإكراه ومحاورات محاوالت بعد ربما بل نظرة، أول من النفس له تهفو مما ليست فهي أهلها؛ لها القيمة

للنفس.

قداح الهممثالث أقام حيث بيروت إلى الشيخ نفي بعد الرائعة الرسالة هذه عبده محمد ألستاذه زغلول سعد كتب

غير المراسلة، بتواصل قويته ما أال فباهلل بفكري، ألم الضعف أن لحضرتك ذكرت "موالي، سنين:

بها ونتمكن السبيل، سواء إلى بها نهتدي التي والحكم النصائح من سماعه على عودتنا ما فيها تارك

المعاملة". ضروب من يناسبها وما خالئقه، وعرفت حقائقه اختبرت الذي المصري العالم في السير من

أستاذ كان وقد ص13]. تاريخية»، «شخصيات في: زغلول لسعد يترجم وهو البشري طارق ذلك [ذكر

كتابه في العروي هللا عبد يذكر وكذا والمعرفة، للقراءة البشري طارق همة قدح من هو "الخفيف" التاريخ

أواسط في ثم الدراسة، من األوليين السنتين في تفوق أي يبد لم أنه فذكر ثقافية، مذكرات وهو «أوراق»

امتحان على با معق الفصل في ومدحه الفرنسي، األدب أستاذ عليه فعلق يا، كتاب اختبارا حرر الثالثة السنة

وقبلها مستمر، تقدم في وصار فيه أثر التشجيع هذا بأن ويعقب نافذ". ذهن عن "ينم فقال: له، كتابي

المغرب، في ال مثي له أر لم العروي لكتب تتبعي ومن الدراسة. في زمالئه بين المستوى متوسط كان

يكاد ال أنه غير الغربيين. ثقافة استوعبوا ممن وخاصة عصره، عرب بين مكانة األول يراه وبعضهم

أفكارهم ناقش فإذا قوية، عربية بلغة تنعم وقد اليساريين، ثقافة من تمكنه إال مذهب وال أرض على يوقفك

من فا خائ قومه، على حنون وهو ونقاشا، وفهما صياغة الغربية األفكار أعمق له النت وقد تجده عرفها أو

جماعة ذلك من فيتكون لألمازيغية، الترويج غطاء تحت ثقافية بأمية قومهم يصيبوا أن "األمازيغية" دعاة

فتن من الفرنسيون صنع وكم غزاة، وتحارب هوية تصنع أنها تتوقع وهي بنفسها تضر عمياء عنصرية

العرب من كبيرة كتلة من لالنتقام القوميات، كل من األميين قيادة عليهم فسهل جارفة، أمية من ونشروا

المسلمين!

بتدريس تا مؤق وكلف العربية، للغة أستاذ -وهو الحفظي محمد أستاذي كان فقد الهمم، قادحي على وعودا

منه طلب فقد له، وحبي عندي التاريخ ذائقة أثاروا ممن التاريخ- يدرس من وجود عدم بسبب لنا؛ التاريخ

ومن كثير، البن والنهاية» «البداية من دروسه يحضر فبدأ تخصصه، وليست التاريخ مادة بتدريس القيام

ثا لمعرفة المزيد. كتب مفصلة كثيرة، فآب بثروة ومعرفة وقصص وأخبار جعلت درسه متعة وح

ألستاذ قدمه جرامشي أنطونيو أساتذة فأحد به، وينصح لوجوده فينبه همة، ذي لشاب حاذق يتنبه وقد

جرامشي، [أنطونيو ما". زمن في أهمية ذا سيكون ألنه الفلسفة؛ من الكثير "أعطه بـقوله: وأوصاه آخر،

األقوال من األفكار وبنقل بالدعاية مهتما وكان عظيما، جدا جرامشي أبدى وقد ص92]. ثائر، حياة

بالمعرفة اهتمامه عاود ولكنه الدراسة، عن وانقطع والفقر والمرض لالكتئاب تعرض ثم األعمال، إلى

سنوات أربع في كتب ما بلغ وقد أدوائه، من له لصا مخ والحركة والكتابة المحاضرات وكانت والكتابة،

وقد صفحة! أربعمائة نحو في مجلد كل مجلدا، عشرين إلى عشر خمسة من وغيرها تورين» لـ«جريدة

با وقري ص104]. جرامشي، [أنطونيو ذلك. الصحفيين أحد منه طلب لما منها مختارات تنشر أن رفض

الكآبة ظلمات من زوجته أنقذته وقد البريطاني، الفيلسوف مل ستيوارت لجون حصل جرامشي اكتئاب من

شكر وقد للمعرفة. آفة وربما ومساعدا، نا عو الزوجة تكون قد وكذا يا، سو فا فيلسو فكان للعالم، وأخرجته

تحريرا زوجها عمل على كبير أثر له وممن نبي. بن مالك مثل: عليهم، أثرهم مبينيين زوجاتهم كثيرون

ودراسة زوجة توينبي التي صقلت عمله.

المفكر بين المؤثرة العالقة وما ونوعه، االقتداء موضوع بحسب فهي والتلميذ القدوة بين العالقة عن أما

سقراط. زمن في ولد أنه على الرب يحمد أفالطون كان فقد فكرية، أو ذهنية متعة عالقة إال وطالبه

بالقراءة اهتمامه أثار عمن غوركي الروسي الكاتب مرة وتحدث ص23]. الشرائع، روح [مونتسكيو،

قدرة وعدم فقره، بسبب أشهر بضعة إال المدرسة في يستمر أن يستطع لم الذي الصبي وهو األمر، أول

طباخ مع هذا عمله وكان سفينة، في للمواعين ال غاس مرة عمل إنه فقال تعليمه، تكاليف دفع على جده

ثم القراءة نهج هج ن و الحكمة، هذه فيه فأثرت القراءة". وأبقاها الحياة متع أعظم "إن مرة: له قال قارئ

متع من كثير من أبقى وهي الروح، متعة من أعم القراءة فمتعة صدق! من الحكمة هذه في وكم الكتابة.

وقال: لهذا انتباهي سعد أخي لفت ثم الوقت، طوال القرآن يقرأ عمره آخر في والدي شهدت فلقد البدن،

روحا القرآن في وجد متعه، وانتهت قواه ضعفت لما هو فها القراءة!". علمه من الجزاء خير هللا "جزى

في الحدوث نادرة ميزة السراة جبال في والدي شباب في القراءة كانت وقد وأجرا. ومعرفة وسلوة وفائدة

قريته.

ال و المدارس، أرقى من المجالس بعض كانت فكم الهمم، وتقدحان الذهن تثيران والحديث القراءة إن

في والتأمل عقلك، في التفكير ويقدح لعالمه، يرفعك أستاذ إال بك يرقى وال الحديث، إال لسانك يحد

هو فيلسوف بمعرفة ظا محظو كان أنه كانت- يكتبه -وبعضهم كنت أستاذه عن هردر كتب مقروئك!

للقوة ال ومعق للفكر، خلقت الواسعة جبهته حياته، آخر وإلى شبابه في والنشاط بالحيوية مفعما كان أستاذه،

وكأنه يحاضر إنه والنكتة، السخرية في ذكي تحكم مع شفتيه، على الغزيرة األفكار تتدفق والمتعة، الذهنية

بآخر ويعرف كتاباتهم، آخر ويستعرض والفالسفة العلماء كبار عن وينقل يحاكم عقله اإلمتاع، يقصد

والرياضيات اإلنسانية والتواريخ واألفكار والمخترعات األعمال تلك كل يزن العلوم، في المخترعات

انحياز وال حسد فال قيم، من اإلنسان يستحقه لما منحازة غير معرفة إلى طالبه يعيد ثم الطبيعية، والعلوم

طالبه ويغري يشوق كان الحقيقة، على التعرف عن تبعده الشهرة في رغبة وال متعة وال طائفة وال

ألفاظ من الكثير ألستاذه يكيل ثم عقله. على با غري والظلم الجور كان بأنفسهم، ليفكروا برفق ويدفعهم

التحية والتقدير. [تجد النص في أغلب التراجم للرجلين، وفي بعض مقدمات الكتب عن كنت].

محمد قطب سيد صديق كتاب في وقرأت المهارة. هذه لديهم النابهين من فكثير والنكتة، السخرية وبمناسبة

ها سريع النكتة. فتحي عثمان أن سيدا كان فك

األشجار كأغصان ويطاولك، للفهم والتقدم للتفوق تطاوله فقرين أستاذ، لك يتيسر لم إن فأقول: أعود

يتسلق النجباء، غذاء والوعي والفهم األعلى"، "غذاءها الضوء من قدر أكبر لتحوز وتتطاول؛ تتزاحم

غيرهم، من أكثر والفهم المعرفة سماء في يشمخون أو ويطولون، رجال فيتقدم بعض، أكتاف على بعضهم

قصر وقل شأنه. ومن لم ينافسه أحد

جماع مؤرخ عالم بوالد ظا محظو كان كيف رأيت مل»، ستيوارت جون «مذكرات تصفحت وعندما

منع فقد العجيبة، الوالد ذلك وتربية معه والده جد هو ذلك من أحسن كان ما ولكن [ص85]. للكتب.

وقراءته [ص5]، مشيه في اصطحابه ثم البيت، في بتدريسه األب واختص للمدرسة الذهاب من ابنه

وأسفار وحوارات زيارات في معه وذهابه [ص45]، الروماني القانون مثل: معه النكدة الكتب بعض

ذهنه، تفتيح في والده صديق بدور واعترافه بعد، فيما بنتام أخ مع ثم بنتام، الفيلسوف مع والده جمعت

كانت إن أدري وال مجلته. في وأعانوه المنطق، في األولى كتبه معهم كتب الذين النجباء األصدقاء ثم

المبكر، والتعليم الطفولة عن صفحة وعشرين بـستة بدأها ولكنه ال، أم للعربية ترجمت قد المذكرات هذه

وتستحق القراءة من كل أب أو معلم نجيب.

عندما بتروجراد في الشقة في بقي فقد مل، الفيلسوف قصة يشبه ما برلين الفيلسوف حياة في قرأت إني ثم

"التفيا" في ريجا من أهله هروب بسبب المبكر، صباه في غيرها وال المدرسة إلى يخرج ولم صغيرا كان

أنه أورد- هكذا ولكن أقسم بمن أدري -ال سيرته لكاتب وأقسم يقرأ وقعد األولى، العالمية الحرب أثناء

و«آنا والسالم» «الحرب الكبيرين: الشهيرين تولستوي كتابي فقرأ العاشرة، قبل مبكرا الجادة القراءة بدأ

المعروف ومن ص22]. برلين، أيزايا [حياة المبكر. العمر ذلك في دوماس ألليكسندر وقرأ كارنينا»

ولكل المدرسي، القطيع قدرات بمتوسط يلزم حين الفذ؛ ولعقله للنابغة سجن المدرسي القطيع حياة أن

بمعرفة لنا أنى ولكن والضعيف، والمختلف النابغة الجميع، على الظلم يقع وحينها المختلف، نبوغه منهم

وبيئية ذاتية عوامل هناك ألن شيء؛ ال إلى آل أوله في نابغة من فكم البداية، مؤشرات تكفي فال النابغة،

يا أساس نا مكو الضعف يكون قد أو فهمه، وتبلد نبوغه تكسر أو نبوغه، وتقدح ذهنه فتفتق بالفرد تحيط

الشيرازي وكان دراسته، في فذا كان للشيرازي زميل قصة الشيرازي شيخه عن اللباد نقل شخصيته. في

مني أصغر قريب لي وكان حدادا! وعمل العلم ترك ولكنه الزميل، هذا مواهب من ئا شي يتمنون وأمثاله

غيرة تثير واإلنشاء الخط في وموهبة ذكاء هللا وهبه وقد قوية، ذاكرة مع فائقة بسرعة الكتب يلتهم كان

وتوظف المعهد من هرب ثم قراءاته، أخبار لي ويذكر منه يتعجب أمينها فكان للمكتبة أذهب وكنت الكبار،

زمالئه استغراب تثير ثقافته وكانت لهم، يكتب فيطلبونه الضباط من فوقه لمن فاكهة نبوغه فكان يا جند

الترجمة في الجديدة المهنة تكلفه أن دون يا) (فور يا شفاه مترجما عمل البيئة هذه عاف فلما وسخريتهم،

تا يسيرا حيث كان يسمع فال ينسى. إال إصغاء عارضا، ووق

التي الكتب من األدلة عن يا مستغن منهم وجدت فما حياتهم، وتراجم والمفكرين القراء حياة تأملت وطالما

الجليلة فالكتب تتوقعها. تكن لم قا آفا المعرفة في لك فيفتحون تحاورهم الذين الرجال أو أمثالها، على تدل

في المالكية شيخ الوهاب عبد القاضي قال لسانك. ويفتق عزيمتك، ويثير همتك، يقدح نابغة عن تغنيك ال

القصار الحسن أبي على وتفقهت األبهري، "صحبت أيديهم: على تعلم الذين شيوخه يصف وهو عصره

[من الباقالني). (يعني: الطيب بن بكر أبو نتكلم وجعلنا أفواهنا فتح والذي الجالب، بن القاسم وأبي

التالميذ يمجد وقد .[(34/1) زنيد، أبو الحميد عبد كتبها: للباقالني، واإلرشاد» «التقريب تحقيق: مقدمة

يملك وال اإلعجاب، غاية به يعجب أمر عن المتكلم جمجم فطالما يصفونه، وال يدركونه لسبب الشيخ

مؤلفات، لهم نجد وال تالميذهم، على الكبار الرجال أثر وجدنا وطالما للوصف، العبارة وال اللسان ذالقة

وال ويؤلفونهم الرجال، ويوقدون الهمم يثيرون العصور، مختلف في هؤالء من بجلة مليء فتاريخنا

يرى مما وهذا القضية، الضعيف الشاهد وهدم الفكرة، المثال قتل فربما لقصرت، مثلت ولو با، كت يؤلفون

غدة، أبو الفتاح عبد الشيخ الوصف فأحسن هؤالء وصف وممن عليه. بالتدليل فيه يطنب وال ويجرب،

للهمم، قداح عليم بشيخ حظي فإذا نفسه، على يا منطو ال خام ال منعز يعيش قد العلم، طالب "وكذلك فقال:

ومزاياه المكنونة مواهبه وبرزت وفطنته، عقله نور ولمع علمه، زناد انقدح منبه، نابه للمقول، مفتح

وقديما ذهنه، واستنارة نظره، وسداد عقله، رجاحة في أمة ورجل علمه، في إمام هو فإذا الدفينة، الثمينة

قالوا: كم في الزوايا من خبايا؟!

فــا لــو أ لـــغـــيرهـــم يــــن تــــر فـــال هم *** د من تع تك الكرام بعشر

[من كتاب: «تراجم ستة من فقهاء العالم اإلسالمي في القرن الرابع عشر»، ص292-291].

أثار الذي الشيخ، آل إبراهيم بن محمد آخرهم اإلسالمي، العالم فقهاء من لستة ترجمته بعد هذا ذكر وقد

حميد وابن باز كابن تالميذه، الجزيرة علماء فجلة اآلفاق، تالميذه ومأل المثال نادرة سلفية علمية حركة

سنن من سنة هي بل ال.. بالمسلمين، خاصة األذهان قدح على القدرة هذه أن األمر بك يذهب وال وغيرهم.

أقرأ كنت المقطع هذا كتابة وقبل أمة. وكل مذهب، وكل قطر، كل في وشواهدها أثرها ترى عجيبة هللا

الشرق إشعال في العجيب األثر هذا بنحو له يشير فكان األفغاني، الدين جمال شيخه عن عبده محمد كالم

انحرافه عن قيل ومهما والجمعيات، واألحزاب والكتابة والجرائد والمعارف العلوم وإثارة غزاته، على

في أشعلوا وتشومسكي، وفرويد ولينين ماركس وهكذا اإلثارة. على العجيبة قدرته من يهون ال هذا فكل

الدنيا أثرا واسعا وضجة كبيرة. وتاريخ اإلسالم مليء بمهتدين هداة، وضالين مضلين من هذه األنواع.

األفغاني: الدين جمال وغيرها مصر في القلم وموقظ همته وقادح شيخه عن عبده محمد يقوله ما وتأمل

في اإلجادة على القادرون المصرية الديار في القلم أرباب وكان بسعيه، مصر في الكتابة فن "وتقدم

آخرين، وذكر فكري". باشا هللا عبد إال منهم نعرف كنا وما قليل، عدد في منحصرين المختلفة المواضيع

العربية الفنون بعض في مصنفون وإما الخاصة، المراسالت في ساجعون فإما هؤالء عدا "ومن قال: ثم

يوطأ وال غبارهم، يشق ال المصري القطر في كتبة ترى سنوات عشر ومن شاكلها. وما الفقهية أو

تالمذته، أحد عن أو عنه أخذ من إال منهم وما الصناعة، في شيوخ السن، في أحداث وأغلبهم مضمارهم،

جمال أستاذي بعنوان: عبده لمحمد مقال [من مدابر". وللحق مكابر، ذلك ومنكر به، المتصلين قلد أو

دار األفغاني»، الدين جمال اإلسالمي «الثائر بعنوان: أخرى مقاالت مجموعة مع وطبع ص25، الدين،

عهد وأنه باريس، في مصر من إخراجه بعد األفغاني وافى أنه ذكر ثم 1393هــ]. القاهرة، الهالل،

منهم الصحف وإخراج المجالت بتحرير عدد إلى عهد أنه واحد غير وذكر الوثقى. العروة بتحرير إليه

همته ولعل ثه، ح أو بتوجيهه فا صح أصدروا آخرين ومسلمين نظارة، أبي ومثل عنجوري، مثل نصارى

وأثرا. ال وما واسعة عالقات له وفرت كلها وماسونيته، المؤججة ونزعته المثال، النادر وذكاءه العالية

بنوع إال قلمي يحدها فليس المعارف وغزارة العلم في منزلته "أما ويقول: شيخه مدح في عبده يغرق ثم

كل كأن بها، الالئقة صورها في وإبرازها وتحديدها المعاني على سلطة الرجل لهذا إليها. اإلشارة من

كل عقدها، تفكك منه فنظرة البطش، شديد سلطان كأنه منها يعضل ما حل في قوة وله له. خلق قد معنى

لها.. الواضعين حكم فيها حكم الفنون في تكلم وإذا يديه، صنع وكأنه فيه للبحث يدخل إليه، يلقى موضوع

إن قلت لو فإنني وبالجملة ألزمه. إال عالم جادله وال خصمه، إال أحدا خاصم ما أنه ذلك على شاهدا وكفاك

ذلك مبالغ. غير لكنت األنبياء لغير ماقدر أقصى هو البصيرة ونفوذ العقل وسعة الذهن قوة من هللا آتاه ما

عجيبة مبالغة وهذه ويبالغ. يستطرد ثم [ص29-28]. العظيم". الفضل ذو وهللا يشاء من يؤتيه هللا فضل

وهي األفغاني مشكلة إلى اإلشارة يترك لم لكنه أثره، من يعظم جعله تلميذه ذهن به فتق الذي األثر ولكن

الحدة، فيقول: "إال إنه حاد المزاج، وكثيرا ما هدمت الحدة ما رفعته الفطنة". [ص30].

"عصر سمي ال كام عصرا نجد فرنسا ففي للهمم، بقداح محظوظ جيل كل في تجدها المالحظة هذه

الفكرة، وانقداح الكتابة سالسة من له هللا جمع وما وأفكار، وقضايا ومشكالت همم من قدح بما فولتير"،

المثقفين توعية التوعية، في الجبار دوره لمونتسكيو أيضا يحمدون وهم الحركة. وكثرة النكتة، وسرعة

والتاريخ، السياسة [مونتسكيو، ونرى". أعيننا نفتح مونتسكيو جعلنا "لقد يقال: إنه حتى غيرهم، قبل

وقالوا: «المعطف»). (روايته: جوجول معطف من خرجت الروسية الرواية إن قالوا: روسيا وفي ص5].

«نقد كتابه في كبير بفضل هيوم لديفيد كانت ويدين المهلهل. هو وهلهله العربي الشعر رتب الذي إن

العقل المحض»، فقد ساقه كتاب هيوم «تحقيق في الفهم البشري» إلى آفاق أخرى لم يفكر فيها من قبل.

منتظري. وصديقه وتلميذه الخميني، به تأثر وقد والمواجهة، والحرية الهمة نيران قدح صفوي ونواب

-ولم المطهري مرتضى تالميذه أشهر من واحد عنه قال فقد همته، الخميني قدح آخر لقارئ واستمع

يعتبر ال ألنه األساتذة..؛ بقية عن يختلف أستاذ عند األيام تلك في "وكنت : اسمه- ذكر وقتها يستطع

أجمل يبينها وهو الموضوع، ذلك في األفكار أعمق استوعب قد وإنما محفوظات، سلسلة الدرس موضوع

يسلكها". كان التي الرائعة البيانية الطرق تلك وخاصة األيام، تلك لذة بقيت ما أنسى ولست بيان، وأوضح

يأتيان عمالن فهما البيانية"، و"الطرق "االستيعاب" كلمتي قوله في والحظ ص126]. اإللهي، [العدل

والطرق والوضوح الجمال عن وقوله مقاصده! يدرك ولم يستوعبه، لم لعلم حافظ من فكم القراءة، بعد

الفكرة وتكسب فتبرع، تمازجها بل فحسب، الفكرة تغلف ال قد التي الجميلة األغلفة إنها حيث البيانية؛

لباسه دون مجردا ويصل الطريق، في الحق ويشوه فيوهن األسلوب يضعف أو ال، باط كانت وإن نصرا

الالئق، فال تبتهج به العيون، وال تهتز لمرآه القلوب. أال ما أروع أن تزهو الفكرة القوية بأسلوب جميل!

يدينون فإنهم أمريكا، في والمعارف العلم وجيرة الجامعات عاصمة حيث أمريكا في "بوسطن" في أما

ندر جادة التطبيقية للعلوم ومنهجية معرفية بيئة صنع الذي أجاسيسز العالم منهم ولكن كثيرين، لرجال

من الكثير أوفاه وقد جيمس، وهنري بيرس، تشارلز مثل والفلسفة العلم رجال أهم به وتأثر أمثالها،

«نادي الممتع كتابه في ميناند لويس األديب الماورائيات" "نادي حول نشأت التي البيئة وحق حقه

الماورائيات».

في والنبوغ العبقرية يرون ال هم إنهم أو ممتازين، أساتذة في لهم حظ ال ال رجا هناك أن والخالصة

لم قدوة جانب رأى وإن أستاذه. في النقص إال يرى ال الذي التلميذ رأس على تدوم مشكلة وهذه أساتذتهم،

الناس، من النباهة تلتقط جيدة، رصد أدوات أعيننا من فلنجعل غيره. قبل له خسران وهذا لالقتداء، يثره

مثله، أكتاف على إال رائع رجل يقوم فما الشرود، الفكرة وتتبنى الراقي، الذوق وتترسم العبقرية، وتحس

وال تتأتى الفكرة المهمة إال من أفكار كثيرة عميقة، وال تلد نجيبة إال من نسل طيب، من بعيد أو قريب.

وال آباء، بال الشارع جانب على ولدت قدراتنا أن ندعي أن وال علينا، أساتذتنا يهون أن لنا نا حس ليس

نذكرهم، أن لهم حق إنه الهمة. وشحذوا القدرة، ومجدوا وأعزوا بوا ور نوا، وح عطفوا أقارب وال أخوال

الذين أصدقائه عن يتحدث أمين أحمد فهذا السداد. دروب وهذه تعلمنا، هكذا لهم: نقول أن للقادمين وحق

ومحمد خالف، ومحمد والكرداني، زكي، أحمد أمثال: من وبمجالسهم ثقافتهم بتنوع ويشيد كثيرا، أعانوه

عبد الكبير القانوني الفقيه والشيخ حسين، طه ذكر أخرى مواقع وفي والغمراوي، حديد، وأبي سليم، كامل

وثقل الجد عبوس من خلت مدرسة لي، لطيفة مدرسة "كانوا أصدقائه: عن يقول ثم السنهوري. الرزاق

أول عمامتي "كانت رياضي: ناد في يشترك شيخ أول كان أنه ويذكر ص162]. [حياتي، المدرس".

وقفطاني". وجبتي عمامتي خلعت حضرت فإذا أيضا، آخرها كانت وربما النادي، في اشتركت عمامة

وكان كثيرا، عقله وعلى عليه أثنى الذي بك، عاطف أستاذه أمين أحمد ذهن قدح ممن وكان [ص163].

فيه درسوا نا زم معه وقضى "اآلثار" إلى حوله ثم اليوم، في ساعتين للشاطبي «الموافقات» يدارسه

[ص140]. بالموجود. المكتوب يقارنون القاهرة آثار بجميع ومروا مبارك، لعلي التوفيقية» «الخطط

وكان ميزة أستاذه -كما يراها- قوة التحليل وسالمة التفكير. [ص197].

اللغة في أستاذنا "كان فقال: الدشناوي أستاذه ودور همته، قدح في عبده محمد دور عن العقاد كتب كذلك

على اإلنشاء موضوعات فيها أكتب التي كراساتي يعرض الدشناوي الدين فخر الشيخ والتاريخ العربية

الزوار كبار من نا شأ وأعظم عددا أكثر المدرسة لهذه الزوار كبار وكان أسوان، لمدرسة الزوار كبار

واطلع الشتاء. موسم في األرجاء جميع من والكبراء العظماء قبلة كانت أسوان ألن كله؛ القطر لمدارس

فكانت بعد". با كات يكون أن هذا أجدر فقال:"ما الكراسات هذه إحدى على عبده محمد الشيخ اإلمام األستاذ

كان «عندما كتاب عن ص63-60، العقاد، عباس [أنا، التشجيع". كلمات من سمعت ما أقوى الكلمة هذه

الكبار تالمذة»، إلبراهيم مضواح األلمعي، ص90].

اآلن حتى زلت فال المتقدة، لألرواح تقدمه أن يمكن ما تماما أدرك فأنا النماذج، هذه عن أتحدث وحين

األستاذ ومنهم التشجيع- على -وأشكرهم بالكتاب صلة لي يكون بأن اهتموا الذين الهداية" "مصابيح أذكر

"أبها"، في الرحمانية" "المدرسة في االبتدائية السادسة السنة في درسني سوداني الخير، محمد محجوب

من استقاها معلومات ولعلها وقصائده، حبه وقصة وشجاعته عنترة أخبار عن يحدثنا ما كثيرا وكان

على بالرواية الشعر ومزج العرب، أساطير عن والشام مصر في بعقود ذلك قبل خرجت التي الروايات

نهج ألف ليلة وليلة، وقد أثار فينا االهتمام بالكتب، وتأسيس مكتبة البيت.

ألمع"، "رجال منطقة تعليم مدير كان الذي الحفظي، الخالق عبد األستاذ اإلنشاء أستاذ دور أذكر زلت وما

"أحسنت كلمة: أقلها اإلنشاء، مادة في أكتبها كنت التي النصوص على طويلة مدح كلمات يكتب كان فقد

المتوسطة، المرحلة في كانت أنها مع بذكراها، وأعتز بها أحتفظ زلت ما الدفاتر هذه وبعض جدا".

ولم والدي، عن وكان فأبكاني سنين بعد قرأته عجيب نص منها المقاالت، تلك األساتذة بقية يري وكان

بعد أقدر أن واستبعدت آنذاك كتبت لما وعجبت وتأثيره، قوته عز في كان بل هللا، رحمه توفي قد يكن

وهو أحدهم فجاء المدرسين، من لعدد وأراه النص أستاذي أخذ وقد مثله. نص كتابة على السنين مرور

وأثر كتبت، ما على فأثنى المعارف- وزارة في مفتشا بعد فيما -عمل الحفظي الخالق عبد محمد األستاذ

التي مكانته له ليباركوا الناس حضر متعلم، شهير زعيم عن قصة بسرد قب ع ثم الموقف، ذلك جدا في

وبئس االبن "نعم أحدهم: فقال طا، بسي يا عام وكان المحفل في موجودا الزعيم هذا والد وكان إليها، وصل

القدير. االبن نع ص من هو البسيط فالوالد الجد!"، وبئس الوالد نعم قل: بل ، "ال الزعيم: قال األب!".

سنة وثالثين ثالث من أكثر مرور بعد كريمة، لفتة فكانت موته مرض في والدي محمد األستاذ وزار

أب كل يلوم من قبول الصعب من إن لوالدي. ومعرفته عنده، با طال معرفتي باآلخر، منا كل معرفة على

بسبب قصور أو تقصير ابن.

معافى، يحيى الشيخ أهمهم والتفسير، والفقه والنحو واألدب اللغة في كثيرون، قديرون أساتذة لنا وكان

ذاكرته، ضعف رغم والتفسير واللغة الفقه في بحرا قديرا، مفكرا وكان كثيرة، فنون في ال جلي عالما وكان

تعليقاته وكانت المعاد»، «زاد في دروسا عنده وحضرت المسجد، في ويدرس الجمعة يخطب وكان

وأما الحكمي. حافظ الشيخ على تتلمذ وقد جمهوره، من أعلى خطبه مستوى وكان عميقة، ومالحظاته

الشاعر األستاذ فضلهم نعد الذين ومن والقراءة. للوعي ومحفزا ظا موق فكان مباركي، سير إبراهيم الشيخ

أستاذا وكان الحفظي، علي األستاذ ثم الذهب، تجارة في وعمل بعد، فيما التدريس ترك الذي مهدي علي

طوال الفصل في الفصحى التزام يحاول كان نحوي القحطاني غاصب علي واألستاذ النحو، في قديرا

تعطى أن العرف جرى (إذ التفسير مادة في مراجعة عندنا كان ومرة يبتسم، ال صارما وقورا الوقت،

زميل لنا وكان أكثر) كانوا اللغة أساتذة وألن المادة، طبيعة بسبب العربية اللغة في ألستاذ التفسير مادة

والتقط الكتاب فلمح كلمة، معنى عن السؤال فسمع الدرس، راجع قد يكن ولم ومعابثة "فضل" صاحب

شرحها سبق أنه المؤلف مقصود بينما معناها". "تقدم فقال: معناها"، "تقدم فكانت: تفسرها التي الكلمة

أعاده ثم الدرج، من الكتاب يقرأ كان أنه الحظوا ألنهم بالضحك؛ الفصل فضج عنها، الحديث وتقدم

المرة تلك وكانت الجواب، وال السؤال معنى في تفكير دون قرأ ما ونطق والسرعة، االرتباك وسط في

األولى وربما األخيرة التي نرى فيها أستاذنا الصارم يبتسم!

إدارة تولى الغوينم، الرحمن عبد األستاذ النحو في عقيل» ابن «شرح تدريس في نجحوا الذين من وكان

حموض بن محمد واألستاذ مديرا. منه أقدر مدرسا وكان الجامعة، فرع وإدارة مدينة، من أكثر في التعليم

وكان فلسطين، من شنوان األستاذ والجغرافيا رزق، محمود األستاذ درسنا التاريخ وفي التفسير، في

تحول أنه ذلك وقصة سمعنا، كما ضربوه بزمن قبلنا من دفعة أن إلى الشدة بهذه األمر فانتهى شديدا

فأعلى جدا جيد درجة على حصل من أنه آنذاك الرئاسة فقررت ثالثة، إلى عامين من الثانوية برنامج

دراسي بعام ألزموا فالذين الثانوية، الثالثة السنة فيستكمل أقل كان ومن للجامعة، يذهب أو يتخرج فإنه

فضربوه مستواهم، خفض مما قليلة، يعطيها كان التي الدرجات ألن الجغرافيا؛ أستاذ السبب رأوا آخر

المكانة من للمدرس لما عنها، يسمع ال جدا كبيرة كارثة كان المدرس ضرب ألن هذا ونذكر ذلك. بسبب

والمهابة، وليس كما تراجعت األمور اليوم.

األفغاني، هللا عبيد الشيخ الحقا عنده ودرست المعهد، في درسونا الذين المؤثرين الموجهين من وكان

في وأنا والدي علي عرض وقد تخيفني، ومهابته لحيته وكانت السوق، وسط في مسجد في رأيته ما وأول

في الشهير الشيخ وهو حديثه، في عازما والدي يكن ولم مشجعا، ردي يكن فلم عنده، أدرس أن االبتدائية

الروسي- لالحتالل حربهم دعم في بعد فيما وساعد الدراسة، في خالص يونس زمالء من -كان زماننا

"كنا قال: السلف، كتب لنا ويحبب العصرية الكتب عن ينهاني وكان المنورة، المدينة في أخيرا واستقر

المستقيم الصراط «اقتضاء تيمية ابن كتاب فيها رأيت مكتبة فوجدت بغداد قدمت حتى بالدنا في صوفية

بشدة وجذبني فيه، أقرأ وبدأت مجاورة، عامة حديقة إلى به وذهبت فاشتريته الجحيم»، أصحاب مخالفة

بداية تلك وكانت مذهبه". وعن تيمية ابن عن فكرتي وتغيرت قصير، وقت في وأكملته تركه أستطع فلم

العلماء عند ذكره ورد وإذا تيمية، ابن يحبون ال "كانوا قال: كما بالده في فالناس بالشيخ، واهتمامه لفه تس

فيما قراءته على أحرص جعلني مما تيمية ابن لكتاب مدحه كان وقد عنه". يعرضون أو يلومونه فإنهم

وال األكاديمية، األجواء يعرف الشيخ يكن ولم التحقيق. قبل واحد مجلد في كانت التي النسخة قرأت بعد،

بالتدريس، عهده أول في أنه وأذكر والمدرسين، للطالب بالغرابة توحي كانت وتصرفاته بها، له خبرة

طريفة الدفتر تسمية فكانت والتنابلة"! "الكسالى أسماء أسجل الدفتر هذا في وقال: معه بدفتر علينا دخل

انتقل وقد لقوائمه، ينضموا بأن فيعدهم والتنابلة"، "الكسالى دفتر عن سألوه فرصة وجدوا وكلما للطالب،

وإبراهيم معافى يحيى وهما: "أبها" في إنشائها عند الشريعة كلية في للتدريس آخرين شيخين مع الشيخ

سير مباركي لمدة قصيرة.

ومحمد الناضوري، رشيد هما: القديم، التاريخ في قديران أستاذان األولى السنة في درسنا الجامعة وفي

يجدوا لم ألنهم "أبها"؛ إلى زائرين قدما وقد القديم، التاريخ علماء أبرز من كان وكالهما مهران، بيومي

فتح في نوعية نقلة محاضراتهما وكانت فا، مكث ال جدو وأعطيا شهر، لمدة فزارانا القديم، للتاريخ أستاذا

ال واسعة وثقافة وتجارب بخبرات استمتعنا وقد اإلسالم)، قبل (ما القديم التاريخ على وبصائرنا أبصارنا

والمعاصرة، القديمة اللغات من يعرفها التي الكثيرة باللغات يفتخر رشيد وكان األستاذين، لدى لها مثيل

حافظة ولديه واإلنجيل، والتوراة والسنة القرآن ومعرفة المعاصر، العالم بمعرفة كثيرا يفتخر بيومي وكان

عجيبة، محاضرته ممتعة مليئة بالمعلومات، ونبع معرفي قل أن يضاهى.

با عجي للمعرفة مخلصا وكان عليان، الفتاح عبد محمد النبوية السيرة درسنا الجامعة في األول العام وفي

آخر تفسيرا يشرح أو فيه، وقع خطأ لنا فيصحح فترة بعد يعود لمحاضراته، باإلعداد مهتما يا، واع نا ومتدي

"القرامطة"، عن للدكتوراة رسالته وكانت باحث، جامعي ألستاذ ال مثا وكان بغيره، قال أن سبق لحدث

كتاب تال عام في فقرأت القراءة على شجعنا و كثيرا. منه وأفدنا العباسية"، "الدولة ذلك بعد لنا درس وقد

الشريف ابراهيم أحمد كتاب مع إلزاما، ال رغبة االمتحان ليوم العباسية"، "الدولة عن مصطفى شاكر

ممتعا شاكر كتاب كان وقد آنذاك، يز والتم المعرفة بنوازع مدفوعا كنت ولعلي نفسه، األستاذ ومذكرات

اإلنتاج غزير مؤرخا با أدي وكان الكويت، جامعة في درس مصطفى وشاكر مجلدين). (في ضخامته برغم

سوريا، في القصة عن وكتب سوريا، في للثقافة وزيرا ثم الجنوبية، أمريكا في سفيرا حياته بدأ ومتفاوته،

وعندما امتهن التاريخ أبدع.

با كتا كتب معاصر. إسالمي عروبي واهتمامه بيومي، سليمان زكريا الدكتور درسنا عليان بعد من ثم

المسلمين"، "اإلخوان حركة عن الدكتوراه رسالة كانت ثم ماجستير، كرسالة الوطني" "الحزب عن مهما

ميتشل للمستشرق أيضا شهير كتاب صدر بعدها أو األيام تلك وفي غيرهما، سبقا مهمان كتابان وهما

في بعده وعمل كرسيه ورث وقد ميتشجن"، "جامعة في الوسط" الشرق "تاريخ قسم رئيس كان الذي

زوجه- مذهب على إسماعيلي مسلم إنه -ويقال اليساري والسياسي المؤرخ كول يوان اآلن إلى نفسه القسم

الذي له اهتمامات خاصة بالشيعة واإلسماعيلية، ويترجم من الفارسية إلى اإلنجليزية.

ولكل حضارة، ألي المدني واالستقرار الحرية عصور في العلوم في والتفنن المعرفة تسود وأقول:

سماه ما أو الساخرة، ثقافتهم بنجوم يسمونها ما تشع اليوم العالم غرب وفي طبيعتها، من نجوم حضارة

بالنجوم، والكتب المجالت وتمتلئ بالنجوم، وشوارعها "هوليود" أعمال فتمتلئ بالمساخر، قديما أحدهم

عصور في األولين النجوم أولئك عن وتقرأ المشاهير، من يحد ال الذي الحشد بهذا اإلعالم وسائل وتمتلئ

الجهل عصور في الصورة تبهت ثم فن، كل في المسلمين للعظماء الهائلة األعداد هذه األولى اإلسالم

القرية في تجد أن ويندر ركزا، لهم تسمع وال أحد، من منهم تحس فال الظالم ويطبق النجوم، تلك وتغيب

فا! من يفتلي حر

في يونج جوستاف كارل خصيمه ثم وزميله تلميذه كالم من لي تبين فرويد مثل أشخاص سير مل تأ ومن

والكتابة والقراءة الوعي في تمرس جاد، نفسي وطبيب مثقف سيرة روت -والتي قا ح الجميلة مذكراته

المزور النوع ومن والكتابة، والتفكير للوعي المثيرين القداحين هؤالء من كان فرويد أن والمشاهدة-

وقد ودمره، وأبعده له وتعرض عليه شنع أحد خالفه وإن بعناد، واحدا ال قو يقرر الذي الديماغوجي

زاملوه ممن -وغيرها المذكرات تلك في تشهد وإنك السنين. وراء من والفهم التفكير يونج كتابات بعثت

الكلمة حرية صادروا الذين والمطبلة المروجة من عصابة حوله بنى وكيف الشنيع، انحرافه وخالفوه-

بعد ومن زمانه في كبيرا للتفكير، قادحا يبقى والديكتاتورية الفساد هذا كل ومع فرويد؟! مدرسة لغير

زمانه.

ذكرا يجد ال يوم الغضب أشد يغضب كان أنه بالشهرة هوسه وعن عنه تالميذه نقل ما طريف ومن

–يونغ فقاال السوبسرية، المجالت في النفسي التحليل عن يكتبون كانوا الذين تالميذه كتابات في السمه

فرويد فغضب معروفة، النفسي بالتحليل فصلته ضرورية اسمه كتابة بأن يفكرا لم إنهما له وريكالن-

الشديدة دهشتنا وأمام فجأة شخصية، مسألة األمر من جعل أنه اعتقدت أنني "أذكر جونز وينقل منهم،

مهمة قليل." بعد وعيه استعاد حيث الصالون، في أريكة إلى يونغ فحمله عليه، وأغمي األرض على وقع

فرويد، تحليل لشخصيته وتأثيره، ص53

وكذلك بمجالسه، يشيد أن حقي يحيى ينسى فال شاكر، محمود ومجالسيهم مجالسهم في أثر لهم وممن

محمد ومحمد نبي، بن ومالك العطار، عصام مثل: أخرى كبيرة وثلة الطناحي، ومحمود عباس، إحسان

حسين، وعبد العزيز قارئ، وكثيرون ال نعلمهم أنسوا به وبعلمه ومنهجه ومجلسه.

هو رأيي في وأجداه للعقل مران خير "إن مونتيني: يقول الكتاب، على أثره يتفوق نا أحيا والحديث

بين لالختيار اللحظة هذه في اضطررت إن فإنني ولهذا الحياة، في متعة أحب عندي وهو الحديث،

ولقد الكالم، على والقدرة السمع فقدان من ال بد البصر لفقدان اختياري في ترددت لما والبصر السمع

إن أكاديميتهم. في الشرف مرتبة في الحديث ممارسة يضعون أكبر- بدرجة -والرومان األثينيون كان

في الذهنية والرياضة الثقافة فيه الحديث، عكس على فيه، دفء ال بطيء هزيل عمل الكتب" "دراسة

يضغط أن سيستطيع فإنه والطعان، الضرب يحسن قوي عقل ذي رجل مع تحدثت إن ألني الوقت؛ نفس

والزهو المنافسة وستدفعني الفكر، إعمال على آراؤه وستحفزني ال، وشما نا يمي طعناته ويصوب جانبي،

وبقدر الشديد. الملل إلى يدعو عنصر هي رأيي في الموافقة ولكن نفسي. على التفوق إلى النضال وحرارة

حين وانحاللها خسارتها مقدار نتصور أن يمكن فال المرتبة، القوية بالعقول االتصال في عقولنا تقدر ما

الهشيم، في النار سريان من أسرع عدواها إن الدنيئة، الهزيلة العقول بأصحاب وصلتها صحبتها تستمر

قلة صحبة في ولكن والجدال المناقشة أحب إنني النسيج. هذا من الذراع يكلفنا كم بالتجربة أعرف وأنا

جذب ومحاولة العظماء مجلس في لنفسه اإلنسان فعرض الرقباء؛ عن بعيدة خلوة وفي األصدقاء، من

بالرجال رأيي- -في يليق ال عمل اآلخرين مع مباراة في ثرثرته وجمال بديهته، بسرعة إليه أنظارهم

األشراف". [من مقال: «عن فن الحديث»، في مجموع مقاالت: «روائع المقال»، ص7-6].

الخوف والخيبة الضعف ومن اآلخرين، بفضل االعتراف في الشجاعة والعظمة القوة من إن أقول: وختاما

أنواع أو نوع وبذكر الكاتب، ساعدوا بالذين قائمة تجد يا غرب با كتا تتصفح فحين وأهله، المعروف ذكر من

ونشر. ومراجعة كتابة من تم ما لهم تم حتى تافهة، صغيرة فكرة الكتاب كان منذ له قدموها التي المساعدة

أما الضعيف فتراه يرى نفسه صنع العالم قبل أن يعرفه اآلخرون، ويفكر في إعادة ما انتهت منه األمم.

نهم المعرفةبطلب ها مول العامري الحسن أبو وكان مال". وطالب علم، طالب يشبعان: ال "منهومان األثر: في جاء

من إليها ينقطع بأن إال تنال ال الحكمة أن وهو ألفالطون، يسنده ال قو نقل حتى الفلسفة، أو الحكمة

وصلة والعفة كالنجدة الفضائل حتى واألوالد، واألهل واإلخوان والرياسة والكرامة كالثروة شيء، كل

طلبها، في وقته كل مستغرق الحكمة وطلب اكتسابه، في زمان إلى يحتاج شيء كل ألن والعشرة؛ القرابة

بعض أن غير ص181]. األفالطونية، األخالقية الفلسفة التكريتي، [ناجي رعايتها. في ويحيا يستنبطها

عنفوان في أزل "ولم قوله: للغزالي قرأت وقد بالمعرفة، السكر في يدخل مما تلميذه أو أفالطون قاله ما

الخمسين، على السن أناف وقد اآلن، إلى العشرين بلوغ قبل البلوغ، راهقت منذ عمري وريعان شبابي

في وأتوغل الحذور، الجبان خوض ال الجسور، خوض غمرته وأخوض العميق، البحر هذا لجة أقتحم

أسرار وأستكشف فرقة، كل عقيدة عن وأتفحص ورطة، كل وأتقحم مشكلة، كل على وأتهجم مظلمة، كل

عمري، وريعان أمري أول من وديدني دأبي األمور حقائق درك إلى التعطش كان وقد طائفة... كل مذهب

عهد قرب على الموروثة العقائد علي وانكسرت التقليد، رابطة عني انحلت حتى هللا... من وفطرة غريزة

سن الصبا. [ المنقذ من الضالل، ص81-79].

وذكر االجتهاد، وليس البحث في الجد شأن أعني الشأن، هذا في الوزير البن جدا ها شبي نصا وقرأت

محمد باقر الصدر أنه اجتهد قبل بلوغ العشرين، ولم يقلد أحدا منذ ذلك الزمن المبكر.

وحده، بالفائدة عليه تعود ال ألنها اإلنسان؛ على استولت إن رائعة سمة الواسعة المعرفة في والرغبة

يحياه الذي للمجتمع نور االطالع واسع العارف إن البشر. من فسيح مجتمع إلى عبره نورها تمد ولكنها

نوره، عظم معارفه اتسعت وكلما جهلها، ظلمات في يهديها نور إنه لمجتمعه. مشكلة يكون وقد با، غال

الشخصية غنى -مع الواسعة المعرفة إن وبهاء. ال جما حوله من الوجود وزاد وألوانه، مآخذه وتنوعت

لمجتمعهم؛ العظمى الموارد مع التعامل الناس يسيء ما وكثيرا بها، للمحيط وخير رواء مواردها- وتنوع

ومضايقتهم الصغار اتهام موضع تراهم لذا والتوصيف. التصنيف على المصنفين إمكان من أكبر ألنهم

اإلجابات. وتضعف األسئلة فتكبر عباراتهم، يسهلون ال وأحيانا عقولهم، تصغير يملكون ال والكبار با. غال

يقول ليبتز:

المنازل من أكثر ونماذج اآلالت، من أكبر وعددا والحيوان، النبات من أكثر صورا باهتمام شهد "من

من معرفة أكثر فهو أكثر، العجيبة القصص من سمع ومن أكثر، الرائعة الروايات من قرأ ومن والقالع،

ص219]. هازار، بول األوروبي، الضمير [أزمة وسمع". شهد فيما للحقيقة ظل هناك يكن لم وإن غيره،

والشعر، والبالغة واليونانية، الالتينية فدرس زمانه، في له توفر شيء كل درس قد كان هذا قائل وليبتز

[أزمة المبكرة. المنهومة لشهوته دهشوا أساتذته إن حتى والكيمياء، والقانون والرياضيات والدين والفلسفة

عليه عرضت ثم 1676م، عام "هانوفر" لمكتبة نا أمي أخيرا عمل وقد ص221]. األوروبي، الضمير

عمله خالل وألف لمكتبة، نا أمي ليسنج عمل كان وكذا [ص226]. 1689م. عام الفاتيكان" "مكتبة أمانة

ابن جلية: فائدة وأفاد المسلمين، علماء من لمكتبة نا أمي عمل وممن [ص124]. القراءة»، «تاريخ هذا

شهرة، أقل كانوا ربما وآخرون «التنكيل»، صاحب الشهير المحدث اليماني والمعلمي العسقالني، حجر

فيها، الدراسة لت ق وإن جامعة كتب وهي وغيرهم، للراشدين التراجم كتب صاحب رضا علي أمثال: من

كان الجامعية- الدراسة إنهاء بعد لفرنسا هاجر بلغاري -وهو تودوروف تزفيتان الشهير المفكر وكذا

تا كان مزدحما بالكتب، [األدب في خطر، ص5]. والداه أميني مكتبة، وتركا له بي

من لينقذه الطلق، للهواء للخروج ينتزعه والده وكان القراءة، بترك عليه والديه إلحاح داروين عن وقرأت

وكانت القراءة، من بالتخفيف علي والدتي إلحاح قصته أقرأ وأنا تذكرت و مبكرا، فيها غرق التي كتبه

الكتب لي تسبب أن عقلي على الخوف وهو آخر فا خو تخفي وكانت عيني، على الخوف هللا رحمها حجتها

في ذكره مما وكان القراءة، متعة كتابه في القارئ على يقص ودورين ثقافتين، مابين فارق وهذا مشكلة،

السبعين بعد يقرأ هو فها مبرر له يكن لم والديه خوف ولكن عينيه، وعلى عليه خاف والده أن الكتاب بدء

بال نظارة!

الفلسفة في الغربي الفكر من وهي سنوات عشر لمدة للقراءة قوائم وضع أن كتابه في المهم من وكان

قصيرا قا ملح فكتبت عالمنا في مثيل لها يكون أن تستحق تلك قائمته أن رأيت وقد والتاريخ، واألدب

قا. ببعض أهم ما يهم المثقف قراءته إلى جوار بعض ما أورده وتجده ملح

قراءة دائمة

عديدة: قضايا في معه ويخرج الخرج، محكمة في با كات باز ابن الشيخ مع يعمل وكان جيراننا أحد لي قال

السيارة في أقرأ أن يطلبني فإنه آنذاك- ترابية الطرق -وكانت ال سه الطريق كان إن أنه إال منه أعجب فما

عليه، وإذا نزلنا متعبين كان أول قوله: أين الكتاب؟ اقرأ، ويدعو له.

تغلبني كانت القراءة رغبة أن أذكر ال السيارة، أقود وأنا أقرأ وجدتني فقد البة، غ شهية نا أحيا وللقراءة

الجامعة، زمن المحاضرات بدء قبل إكماله وأحببت لطيف، خفيف ديوان بيدي كان مرة إال الحدة، بهذه

األبيات لذة أو المشهد طرافة من ئا شي أجد زلت وما "أبها". في الحزام طريق على إليها متجه وأنا فأكملته

نصا لي أرسل الكتاب هذا مسودة الحصين سامي األستاذ قرأ ولما ذلك. أكرر ولم التصرف، غرابة أو

صديق عن فيه يتحدث لتحكي»، تعيش «أن عنوانه: حياته سيرة عن ماركيز جارثيا لجابريل كتاب من

له، فيقول: "لم يتعلم قيادة السيارة؛ ألننا كنا نخشى أن يمارس قراءة الكتب أثناء القيادة!". [ص87].

كما أحد، بالنظر يحدجك ولم الظروف، سنحت إن جميل شيء نا أحيا فالقراءة أحد، مع با راك كنت إن أما

المدينة في السلفية" "المكتبة العتيقة المكتبة تلك عرفت وكنت وجدة. المدينة بين الحربي السائق معي فعل

يا، سلف ليس ما ومنها السلفي منها الكتب، من األنواع بكل آنذاك المملوءة 1404ه-1984م، عام المنورة،

الكتاب عن تسأله ئا، شي عنها يعرف ال خلفه مركومة الكتب من وبضاعته بابها، عند يجلس صاحبها وكان

هريرة أبي عن رية أبي كتاب المكتبة السم المخالفة الكتب طريف من فيها وجدت وقد عنه. ابحث فيقول

أره لم صغير كتاب وهو الفارض»، ابن «ديوان أيضا عنده ووجدت المضيرة»، «شيخ بـ عنونه الذي

في الضوء بإضاءة لي يسمح أن يحب ال السائق وكان الطويل، الطريق في ال لي قراءته فأحببت قبل، من

لي يأذن ولم مشكورا، فسكت ونحوه، امتحان على مقدما أكون ربما أني قدر وأخيرا للقراءة، السيارة

صلف الشباب أن أشركه في سماع:

طي بان لى كث رج ع طي *** منــــعما عـــــــ بيد يطوي ال ألظعان حادي ا

لي إ فــــا ظروا عـــط ينـــــ أن هم ل هـم *** ع طف واجـــــــر ذكــــــري عـــــــند لـــــــ ت و

عالمه، في ل ك المعزولين، معه، الوحيدين المسافرين وثقل الطريق طول وأنسته األبيات، أطربته فلربما

أحدهما اله بالديوان، وآخر مستغرق لعله كان يتأمل هذا الغريب ضحية الكتب!

بقراءة والثانوية- المتوسطة المرحلة في الحصص بين نا -وأحيا الدرس من أتخلص أن يعجبني وكان

إبراهيم الشيخ أستاذنا بي أمسك األولى المرة ففي مرتين، المدرسون وكشفني الطاولة، تحت أخفيه كتاب

القرضاوي، يوسف للشيخ "النكسة" عن وكان له فرفعته بيدي، الذي الكتاب أريه أن وطلب هللا حفظه سير

آخر أستاذ بي أمسك ومرة منها. أسوأ هو فيما دخلنا وأننا انتهت، قصة أنها وبين الكتاب على فعلق

ذلك ثمن بعض استدنت أنني أذكره ما أهم وكان قطب، لسيد والرأسمالية» اإلسالم «معركة أقرأ وأنا

عالقة منه فقرات وبقيت للفصل، التالي اليوم معي حملته الكتاب باقتناء ولفرحتي السابق، اليوم في الكتاب

بالذاكرة إلى اآلن.

هذا ومع وجلس.. وقف أينما ويقرأ منتظرا، ويقرأ يا ماش ويقرأ با راك يقرأ إنه نفسه عن جبرا يقول

أو المحرك، بعض دوما هو الكتاب وكان وغزارة، بشهية إال ومرها حلوها حياته من لحظة عاش فما

تعطي الكتب أن أشك ال إطالقه؟ على هذا هل ولكن [ص49]. معظمه. في أو كله ذلك في األكبر المحرك

ال ولكنها يعرفها، لم من يجده ال ما والغنى والسعة الفهم منافذ من له وتفتح لحياته، أوسع معنى لإلنسان

أحزان باب إنها أقول أكاد بل عدد، بال ضحايا لها رأينا ما كثيرا بل جاهز، طبق على السعادة له تحمل

من لالنتحار يلجأ قارئ من شاهدنا وكم واآلالم، لألحزان ومثيرة مكبوتة، لطموحات ومقابر وآالم، وعقد

عديدون وكتاب انتحر، حاوي خليل فهذا واإلمكانات! الطموح وبين والواقع، الفكرة بين وصراعه معاناته

أو الحزن، ومضاعفة السعادة وعوامل القراءة غير آخر شيء السعادة ولكن وتشردوا! وجنوا، انتحروا،

تزيد الحزين المزاج فذوو موقف. أحوالها أغلب في فالسعادة ينضب. ال نا معي القراءة في تجد قد السعادة

صاحب على األمثلة أشهر ولعل أوسع. با با لهو ل لهم تفتح واالنبساط االنفتاح وذوو معاناتهم، من القراءة

القراءة الواسعة والمزاج الحزين هذا كير كجارد.

يعرف ال ئا قار أن أظن وال القراء، أغلب هو هذا الدرس". "محضر فهو يقرأ، مما يستفيد ال قارئ وهناك

أن أمامك الذي النص من وتريد سابقة، وقناعات أفكارا لتؤكد تقرأ أنك وهي أال المرحلة، هذه يعش ولم

كاتب يصنع "ماذا محمود: نجيب زكي عنه يقول الذي وهو العين. تعودته أو الذاكرة، في استقر ما يؤيد

أوهاما يكذب بما العين شهادة تأتيه أن من فا خو أمامها؛ يقع ما تشهد ال حتى عينيه يغمض قارئ أمام

للمواد ومعيدا للدروس، محضرا يكون أن له أقرب النوع وهذا ص344]. وجذور، [بذور رأسه؟!". في

تقبل ال أنها وثقافة ومعرفة علم كل في يرى أن العيب أن غير للقارئ، عيب هذا في وليس سمعها. التي

االعتقاد في عديدة أمور لمعرفة، بنفسه اإلنسان فيه يصل ال مما أنه نا يقي ونعلم يقبل ماال فهناك النقاش،

والعمل. المعرفة عن بحثه ميدان وهي اإلنسان- حياة في األصل هي -بل واسعة دائرة هناك ولكن وغيره.

واجتهادات أقوال ليشمل معرفته يمكن ال ما دائرة توسيع وتوهم تغلق، ولن مغلقة الدائرة هذه وليست

الناس، فهذا نوع تحجير، وقسر على أن يجهل الناس ما واجبه المعرفة.

والثقافة المعرفة ضحايا من هم الحديث العصر ومعارف القديمة، اإلسالم علوم في المثقفين أن أشك وال

كلها، المعلومات وتأكيد والمزيد، منها المزيد بل تحصيلها، بعد تقييمها يهمهم فال يتداولونها، التي

علومنا جعل ما وهذا العلوم. تلك من علم كل سلف فعل كما صحتها، على الشواهد وجمع وتزكيتها

أن من تعجب أال يستحقه. ال وما الوصف هذا يستحق ما راسخة، وحقائق ثابتة نا سن القديمة ومعارفنا

من وتلك الكلية هذه أساتذة بين أن مع لهم، الزما وشرحا نا مت سنة ستمائة بعد يدرسون الفقه أساتذة

وعلم النفس علم في نفسها الفكرة وتجد لزمانهم؟! با كتا يكتبوا أن منهم العشرات بإمكان أو أقدر، هم

الجميع ونقدها. للبيئة) مناسبة (جعلها وتبيئتها تطويرها أو العلوم هذه متابعة عن موحش خر تأ االجتماع،

الغربي كالسلف فا مخال أو الهجريين، والتاسع الثامن كالقرن فا، ضعي فا سل كان ولو عصر في لسلف يسلم

في العصر الحديث.

***

ونضوجه وعالقاته األرض، على وحركته اإلنسان صناعة عوامل أهم من تزل ولم كانت الكلمة

من الديانات نصوص كانت هنا ومن وخلودا، تأثيرا أكثر كانت بالقلب العقل ربطت وكلما وانحطاطه،

كونها من أكبر وهي قواه. أكبر تستفز ألنها لإلنسان؛ عظمى وحركة والبدن، للروح المجتاحة العوامل

الوهم من جسور إال هي فما واألصوات، الكلمات في تكمن والجمال "الروعة نيتشه: يقول كما جسورا،

ممدودة بين الكائنات المنفصلة إلى األبد". [هكذا تحدث زرادشت، ص248، بتصرف].

أنك تظن الذي بعالمك مروا ترهم- لم أو حياتك في -رأيتهم أحد يحصيهم ال الناس من ال هائ عددا إن

والشعراء األدباء من كبير عدد هناك ومثلك عالقاتك، في وأثروا لك، تظنها التي المفاهيم وصاغوا تعرفه،

المعرفة وبالتالي بالكتاب، عالقتي تكون في كبير دور لهم كان الكتاب، وعامة والعلماء والمفكرين

و«رجال التاريخ» من «قصص مثل: األدبية الطنطاوي علي بكتب استمتعت الحياة، وجوانب والفكر

خاله لكتاب وكان آخرا، وشيخ ال أو أديب وهو اللطيفة، وسخرياته رحالته من كبير وبعدد التاريخ»، من

من قرأت ما خير من للمطالعة با كتا كان فقد ينسى، ال أثر األول» الرعيل «مع الخطيب الدين محب

النصوص اإللزامية.

وهو الطويل» «الطريق األولى روايته نشر والذي الكيالني نجيب الطبيب األديب نشر ما جل وقرأت

صدورها، حين الجوائز أعلى ونالت زمانها، روايات في هزة فكانت عمره، من والعشرين الرابعة في

انتمائه بشبهة سجنه يعاد ثم ويؤلف، دراسته ويواصل السجن من يخرج أن الطب طالب لكاتبها وشفعت

للخليج بعائلته هرب للهروب، فرصة أول وحانت سجنه من خرج ولما دهرا، السجن في وبقي لإلخوان

في واحدة مرة أراه أن قبل رواياته، أغلب له قرأت وكنت منقوصة، حرية ويتنفس ويكتب المرضى يعالج

مثل: رواياته نقرأ كنا عاما، عشر بأحد البنكرياس بسرطان وفاته قبل الرياض في أدبية لرسالة مناقشة

با وأد تاريخا فيها ألن القراءة؛ على إقبالي أول في بها نصحت وقد تركستان»، و«ليالي الشمال» «عمالقة

رواياتهم إن لنا قيل القدوس عبد وإحسان السباعي أمثال: نا س منه األكبر أو مجايليه روايات بينما وفكرا،

رغم للسباعي، وال القدوس لعبد ال منهما، ألي رواية أي أقرأ لم أني والغريب جنسية، قصص مجرد

أغلفتها الروايات تلك من النفور أسباب من وكان المكتبات، ورفوف بسطات تغطي ورواياتهم نشأنا إننا

تغطي بالمرأة الرخيصة والمتاجرة النسائية الصور فكانت الزمان، ذاك روايات تسم كانت التي الفجة

األغلفة في الغثاثة تلك من تنفر بيئة إلى ننتمي محافظون، أننا جانب إلى فنحن منها. فنفرنا األغلفة تلك

يباع أال الناشر فخشي بيروت، في يا فكر با كتا نشر أنه الكبار المثقفين ألحد قرأته مما وكان المستفزة.

فزين غالفه بصور نساء، بينما ال عالقة بين محتوى الكتاب والغالف.

The Century of Sex: Playboy's History of the الجنس»( «قرن كتاب أقرأ كنت وعندما

بيع في المرأة استخدام عن ومهما ال طوي نقاشا فيه وجدت (Sexual Revolution, 1900-1999

أو المرأة تسليع لمواجهة مضادة أمريكية حملة تولد أن قبل طويلة عقود مرت وقد وترويجها، البضائع

وقوة للمال المرأة حاجة ولكن ال، قبو الحركة هذه وجدت وقد للمنتجات، رخيصة تسويق وسيلة جعلها

المرأة بواسطة للبضائع التسويق بداية وكانت والمقاومات، المقاومين من أقوى كانت التسويق شركات

الخاصة غاياتها فمزجت المسلمين، ثقافة من تنتقم وطائفية سياسية تيارات واستغلتها سيطرت ثم محدودة،

فرويد من صريحة- نا -وأحيا خبيثة وبإشارات هناك حدث كما تماما للجنس، العامة الشهية غطاء تحت

وجيشه.

وكان إقبال، ألعمال ترجمات عن وبحثت الثائر» الشاعر إقبال «محمد الكيالني نجيب كتاب سرني وقد

«األيام» وقرأت السحار، جودة الحميد لعبد قرأت وكذلك ألعماله. عزام الوهاب عبد ترجمة خيرها من

زعيم وهو الفكر، حساب على الشهرة خدمتهم ممن وطه المتوسطة، األولى السنة في حسين لـطه

لم إن له نشر ما معظم الندوي الحسن ألبي وقرأت مفكرا، كونه من أكثر لألفكار مروج جماهيري

وقرب األسلوب سهولة حيث من الطنطاوي من قريب وهو العربي"، "األدب عن كتابه حتى كله، يكن

بمطلب، يفي ال بسيط مختصر كالهما الغزالي، محمد ككتاب النبوية السيرة في كتابه وكان المقصد،

الهند في تصدر كانت التي اإلسالمي» البعث «مجلة وتابعت مؤلفيهما، شهرة بسبب الكتابين وشهرة

من كثيرة كوامن هيجت التي الكتب من وهو الممتحن»، «اإلسالم نشر وقد أقاربه، أحد تحريرها ويرأس

االهتمام بقضايا اإلسالم والمسلمين في العالم.

كتاب منها مؤثرة، لكنها قليلة وكتبه المصري، أمين محمد نصوصهم وعاطفة بحرارة استمتعت وممن

مختصا وكان «الجهاد»، في وآخر «التفسير» في وجزء العربي»، «المجتمع عن وآخر «المسئولية»،

لزمن أنسبها من فكان قطب محمد كتب أما بزمن. قبله ومات األلباني، الشيخ عديل وكان "الحديث"، في

«مذاهب متأخرا أخرجه الذي المهم وكتابه العشرين»، القرن «جاهلية و مسلمون؟»، نحن «هل بداياتنا:

ما أول ومن مكة. في القرى" أم "جامعة في العليا الدراسات لطالب يدرسه كان الذي معاصرة» فكرية

القرضاوي أما الدين». عماد «الصالة وكتاب بها، بدأ التي كتبه أهم كان والحياة» «اإليمان للترابي قرأت

نحو في إال لكتبه أرجع لم ثم مبكرا، كتبه أنه مع له، انتباهي شد ما أول وطاغية» «عالم مسرحية فكانت

ألني كثيرا؛ كتبه أحب لم الذي الغزالي، محمد شيخه على كثيرا تفوق وقد معطاء، يزل ولم األربعين،

أو فكري فقر مع الكلمات، من والوحشي بالغريب نا أحيا يكتب األدباء، كتابات من قريبة كتاباته وجدت

فوق لغته فوجدت يقرءونها، ألوالدي سهلة با كت أردت حين ذلك الحظت وقد منها، يتحقق ال روايات

يرقى وال والموضوع، العنوان دون وهو السيرة»، «فقه كتابه علينا مقررا وكان المتقدم. ودون المبتدئ

من والتعصب تعصبه. ضد با تعص ربما البوطي كتاب تدريس تجنبوا وقد نفسه، بالعنوان البوطي لكتاب

ال إنه له قرأت لما الغزالي كتب عن بعدي زاد ثم غيره. قبل بصاحبه مضر العقول، وهوادم العلم قوادح

ووضوح لغته في فا طري كان فقد الحديث» وأهل الفقه أهل بين «السنة عن كتابه أما كتبه! نصا يراجع

تقدير عن صادر قول فهو فيه، القرضاوي وقول مبالغة أما أحدثها، التي الضجة بسبب قرأته وقد فكرته،

في التلميذ تجاوز وقد ألستاذه، تقديره من فعل ما ونعم غالبة. والمحبة محبة، عن وتعبير ألستاذه، تلميذ

علمه وعقله شيخه بكثير.

و«مجلة العربي»، «مجلة بعد: من سنين قراءتها واصلت ثم صغري في تابعتها التي المجالت ومن

المستقبل و«مجلة الفيصل»، و«مجلة الجاسر، لـحمد العرب» و«مجلة البالغ»، و«مجلة المجتمع»،

و«مجلة األمة»، و«مجلة الدوحة»، و«مجلة العربية"، الوحدة دراسات "مركز عن الصادرة العربي»

للفكر العالمي "المعهد عن الصادرة المعرفة» إسالمية و«مجلة الدعوة»، و«مجلة االعتصام»،

"مكتبة وكانت النجار، المجيد لـعبد الحضاري» «الشهود لكتاب مراجعة فيها نشرت وقد اإلسالمي"،

وكانت العربية، أدباء لكبار وإخراجا ومراجعة طباعة وجميلها، الكتب بخير تتدفق المصرية المعارف"

"مكتبة وهبة" موردا لكتب اإلسالميين.

القراءة أم السماع؟

نعرفها. ال قد آتية المستقبل في وسيلة أي أو والحاسوب، الورق على للكلمات العين رؤية بالقراءة نعني

بالسماع علومه يحصل ظام الن وكان غيره، وال الورق قراءة دون والضبط بالسماع يكتفي فبعضهم

ذكر ظام الن إن تقول البرمكي جعفر مع حكاية له كانت وقد القراءة. على قادرا يكون أن دون والمدارسة،

فقال تقرأه؟! أن تحسن ال وأنت كيف جعفر: عليه فرد كتابه، عليه نقض إنه وقال جعفر، بحضور أرسطو

[هادي عليه". وينقض ئا فشي ئا شي يقرأ اندفع ثم آخره؟! من أم أوله من أقرأه أن إليك: أحب أيهما النظام:

الطرق من واحدة إال الورق على بالعين القراءة فما ص191]. اإلسالم، في قلقة غير شخصيات العلوي،

يتجاوز بما تعد التي العصور هذه في خاصة تتجدد، المعارف تحصيل طرق ولكن الناس، على الغالبة

السمعية النسخة تخرج الغربية المطابع وأصبحت للكتب، السماع طرق زماننا في تطورت وقد خيالنا.

عددا فسمعت أمشي، وأنا أسمعه المسموع، الكتاب متعة في السنين هذه في وقعت وقد المطبوعة، مع

كدت ما أمامي رأيتها فلما المطبوعة، ونسخها المسموعة الكتب جمعت أني الطمع ومن الكتب، من كبيرا

نسخا أيضا يخرجون ألنهم للكتب؛ الكاملة النسخ أشتري وكنت كاملة، الكتب تلك كل سمعت أني أصدق

مختصرة لكل كتاب في ساعة أو ساعتين بجوار النص الكامل.

هل قتلوها؟

منهمكا با شا اليمنى الجهة على فلمحت الممر في أسير وكنت دنفر"، "مطار في الطائرة أنتظر كنت مرة

النص مع المندمج للقارئ سؤاله ها موج به يصرخ المقابلة الجهة من آخر سمعت وفجأة كتاب، قراءة في

نا أحيا تكون تكاد إذ الروايات، تقنية على يدلك أنه إال وذكائه السؤال لطف ومع قتلوها؟! هل ال: قائ

معروفة، فلم يستغرق القارئ إال عند نص مثير في الرواية!

على كتاب بيده با طال مدريد في قصره شرفة في يوما واقف وهو الحظ فرنسا ملك الثالث فيليب إن ويقال

جبينه ويلطم قراءته يقطع كان وآخر حين بين ولكنه يقرأ الطالب وكان المقابلة، "مانزاناريس" ضفة

يكون أن إما الطالب "إن الملك: فقال والطرب، النشوة من لها حصر ال حركات تصحبها عنيفة، لطمات

اللغة كتاب كيخوته» «دون و .[(118/29) الحضارة، [قصة كيخوته»". «دون يقرأ أنه وإما نا، مجنو

المتع كتب أهم من الجزائر- في سنوات خمس أسيرا بقي -الذي لـثربانتس الكتاب وهذا األول، األسبانية

ومكان والقوة الجيش ودور ومكان مهابة تراجع يعيدون سخريته وإلى البالد، تاريخ في والهزل واألخبار

قول "بين ويقول: سرحتا". إذا تضيعان والمرأة الدجاج "إن روايته: في قاله ومما األسبانية. الفروسية

وقال: اآلخر". من جدا قريب منهما فالواحد دبوس، سن أضع أن على أوافق ال ال، وقولها نعم المرأة

أسوأ". يكون ما وكثيرا هللا، صنعه كما إنسان "كل وقال: جيبك". نبض بجسه نصيحته يبذل الطبيب "إن

[قصة الحضارة، (122/29)] ولم أقرأ رواية «دون كيخوته».

يا، ثان جزءا األدب لصوص أحد كتب كيخوته» «دون من األول الجزء نشر أن بعد أنه ثربانتس حظ ومن

رائعا فكان الثاني الجزء وأنجز ثربانتس هذا فاستحث المال، عن ثا بح الموعود؛ الثاني الجزء أنه وزعم

الرحمن لعبد إحداهما للكتاب: ترجمتان العربية اللغة في وتوجد كبيرين، مجلدين في الكتاب يقع كسابقه.

عن األخيرة الترجمة وهذه األسبانية". اللغة م أ "العربية مقولة: صاحب العطار لـسليمان واألخرى بدوي،

األسبانية دون لغة وسيطة.

للخالص تقرأ قليلة غير طائفة منهم نعم الغربيون؟ يقرأ لماذا وهو: مهم، سؤال على أجيبك أن أحاول وهنا

ومن السبب. لهذا يكتب من هناك بل وشخصية، واجتماعية نفسية ومشكالت أزمات ومن اللحظة، من

مالوان ذكر وقد مجردة. متعة تكون قد فهي الناس، من النوع لهذا القراءة أو الكتابة يصف من األطباء

الشهيرة الروائية زوج وهو العراق، في الشرق في سنين قضى الذي الجاسوس البريطاني اآلثار عالم

حسب المختلفة العالم لغات في نسخة ملياري رواياتها من المطبوعة النسخ عدد زاد التي كريستي، أجاثا

[مذكرات الكثيرة". مشاغله عن يا ذهن تريحه كانت "إنها قرائها: أحد قال كما رواياتها قراءة سبب قوله!!

لعبة مثل الكلي، االهتمام على تستحوذ مشاكل كتبها "إن أخرى: مرة مالوان ويقول ص248]. مالوان،

بالقارئ، المحيط العالم عن تامة عزلة لفرض تكفي التي التركيز من الدرجة تلك تتطلب إنها الورق.

مسكن عقار هذا إن فورا. همومه من التخلص من ويتمكن ساحر، بفعل كأنما سعيدا القلق القارئ ويصبح

قا لمن يستطيعون تناول الدواء". [ص251]. ح

حتى والعلم، للمعرفة فقط القراءة أن بالكتاب العالقة بداية في أتوقع كنت فقد مبكرا، أعرفها لم حقيقة تلك

لعب ومتعة الواقع، من مهرب نا- -أحيا فهي السابق، الكاتب ذكر ما بعض منها فعرفت نفسي راقبت

كتابته، عسر مع نبي بن مالك مع مندمجا نا زم أقضي تجعلني التي المتعة تلك سر أعرف فما وإال كبيرة،

نفس في فإنه التحليل، غرائب من والكبيرة الصغيرة وإثارة التأمل، ولعبة التفكير مثيري من ألنه ولكن

مالك قتل هل أو قتلوها؟! هل تقول: لتكاد حتى الفهم، ومحاولة المتابعة في الرغوب الذهن يشغل الوقت

يتذوق أن أحب ومن والوقت؟! والتراب اإلنسان ونظريات لالستعمار"، و"القابلية االستعمارية"، "الفكرة

القراءة أن تعلم هنا من والطالب). (الطفل للقرن» شاهد «مذكرات له فليقرأ المذكرات من ال جمي طعما

توظف فال الشغل، عن تشغل والقراءة وللجسم، للوعي ومخدر العالم، من وهروب ومتعة، وعالج علم

عالقة له مما العلم من محددة فا صنو يعلم أو يراجع كأن لمتعته، حاجتك تكون أن إال نهما ئا قار عملك في

يحدث "لم الغرب: في قالوا لذا اآلخرين، وينسى ويلتذ يقرأ، وهو العالم عن يغيب أن استعداد فلديه بعمله،

الرائع الكتاب ألن رائعة"؛ با كت يكتبون وهم مؤلفون انتحر ولكن رائعا، با كتا يقرأ وهو قارئ انتحر أن

الذي األديب العالم ومع الكتب، نطاسي ومع الملول، القارئ مع المهمات أصعب مع ومعركة وثقل عبء

كتابك يمجد أو عنك، قاتلة فكرة أسطرك من الثقافة جو في ير يط أن يستطيع الذي المفكر ومع لك، سيقرأ

قد روحه كانت خرج إذا حتى ويحسنه، فيه ويتأنى العمر كتاب يكتب أن يحب أكثرهم تجد لذا به. فترحب

سبقت المطبعة أو على وشك؛ حتى ال يهمه ما أحدث كتابه بعده.

ومنيف كالوردي النور، تر فلم موتهم، بعد تطبع أن العمر بكتب أوصوا العرب الكتاب بعض أن غير

الجديدة الموضوعات في "المبدعون ماكري: يقول به. وعدوا من لبعض العمر" "كتاب وننتظر الرزاز.

عندما كان الذي فيبر ماكس لهؤالء أنموذجا ويرى متأخر". وقت في عادة أفكارهم تختمر المتطورة،

مات على وشك القيام بأبحاث العمر! [دونالد ماكري، ماكس فيبر، ص7].

المبكرة، القراءات من كان جميل، قديم كتاب في العقاد كتبه ثا بح تذكرت النص هذا على وقفت وعندما

النبوغ لموضوع تعرض وفيه والناس»، الكتب «بين كتاب هو أو الكتب»، بين «ساعات كتاب وهو

لهذه تعرض غربي ناقد عن ال ناق فتحدث عظيما، ئا شي لفعل عمر فالن كان لو الناس: وقول والموت،

لشهد عاش لو وأنه بعده، وما عصره عبقريته هزت وقد صغيرا مات الذي شيشرون بمثال با معق المسألة،

ما يردده ثم يقوله، واحد شيء عنده الكون هذا في إنسان كل إن ال ناق العقاد يقول يشهد، مالم منه العالم

على تتحسروا وال تقفوا أال هذا ومعنى قاله. أن سبق ما عمره بقية في يتجاوز فلن مختلفة، بوجوه عاش

نابغة مات مبكرا؛ ألنه قد أكمل نبوغه وانتهى.

نتكلف وال نعلم، ال ما على نتقول أن داعي وال هذا، في اإلنسان يعرفها قاعدة ال أنه القول ببالي وخطر

أفذاذا حياتنا في رأينا إننا ثم نفس. بآخر الفلسفات هذه وانتهت التوقعات، حبال الموت قطع فقد القواعد،

ثم رائعة، ال أعما أقاموا أفذاذا ورأينا لهدموه، عاشوا ولو عمل، عملهم بعد وليس فعلوه أو ئا شي قالوا

عجيب رباني بفيض أقرب وألنها إمكاناتهم، انتهت ثم رائعة أشياء قالوا ال رجا ورأينا بالهدم. عليها عادوا

االستغراق من لحظات هذا. على كبير دليل "أينشتين" سيرة وفي وانتهوا. قالوه مصدره، يدركون ال

يتوقعون والناس مات ثم البشرية تاريخ في العجب فعل و"أديسون" وانتهت. مؤداها أدت الفهم ومحاولة

منه الغرائب.

قدرة "كانت رسل: يقول له، ال زمي أصبح الذي أستاذه عن رسل ساقه ما العجيبة االستغراق نماذج ومن

مقيما كنت عندما الحارة، الصيف أيام من يوم ففي تماما، خارقة قدرة العمل في التركيز على وايتهد

على ليسلم فاصطحبته ديفز كرومبتون صديقنا جاء لـ"كامبريدج"، المجاورة جراتشيستر" "قرية في معه

على تزيد ال مسافة على أمامه وديفز أنا ووقفت الرياضيات، في ئا شي يكتب جالسا وايتهد وكان مضيفه.

بوجودنا يحس لم ولكنه الرياضية، بالرموز صفحة وراء صفحة الصفحات يمأل وهو وشاهدناه ياردة،

وكان ص200-199]. الذاتية، السيرة [رسل، البالغة". بالرهبة شعور توالنا وقد انصرفنا برهة وبعد قط،

العمل عن تصرفه ألنها ذلك منها، جدا القليل بل إليه، تصل التي الرسائل جميع على يرد ال وايتهد

األصيل. [رسل، ص201]

"مفاتيح في خالفها قد المرة هذه طريقه خالف كان إن العقاد وليت تلك، المضحكة التقنين متعة فلنترك

ستكون شخصياته كانت هل القوانين، بتلك ويهرف عباس علينا بس يل لم لو لكم: أقول قا وح الشخصيات".

الصفحات منذ يا مغر قا وطري ال جمي ثا عب عنده الشخصية مفتاح كان بل ال، السنين: وراء من أقول ممتعة؟!

ودعوا الكثير، فيه قيل فقد لندعه نجد؟! ماذا العقاد شخصية مفتاح طر يس أن أحد حاول لو ترى األولى.

قول الناس فيه، واستقوا من النبع من عبقرية عمر.

يعيبون القراءةبا كت معي أحمل وكنت جدا، وافر وقت القرى وفي الصيف، في لقريتنا نذهب كنا األولى التعليم مراحل في

ولو اإلجازة، في تقرأ أن العيب فمن الناس، أمام الهواية هذه ممارسة على أجرؤ كنت ما أني غير أقرؤها،

المتحان لتعد العطلة في تدرس أن عليك وأن األول، الدور في تنجح ولم رسبت أنك يعني هذا لكان فعلت

والقراءة النظامية. الدراسة غير هنا قراءة الناس يعرف فال الصيف. نهاية في التكميلي أو الثاني الدور

القرى ففقهاء والشعوذة، السحر من بقايا مع الضعف، و للتدين قرينة القروي المجتمع في قديما الموروثة

القراءة يربط الحديث والتعليم الحديثة فالثقافة القراءة، ضد كالهما ثقافتان التقت وهنا السحر. من يخلون ال

كيف با عج والسحر! بالخرافة القراءة تربط القديمة والثقافة االمتحان، في والفشل بالرسوب اإلجازة في

من لشيء تؤهل قديما فالقراءة با! عي والعلم المعرفة من لتجعل وجديدها قديمها التخلف أطراف التقت

القديم واتفق المتخلف. المجتمع في العلم غاية وهذه االمتحان، في للنجاح تؤهل ثا حدي والقراءة الشعوذة،

الوقت أن من تأكدت وقد إال أقرأ ال كنت لذا القراءة. مكان وهن على يشدد عرف لصناعة التحديث مع

أدركوا فقد منهم حرج ال البيت وأهل الرسوب، بعيب يصمني ضيف وال يرى جار لدينا وليس مناسب،

ها. هذه الرغبة، وال بأس أن يروا بعض الكتب القليلة، فهي ال تؤذي ما دامت مخفاة أو ال تلفت انتبا

من أكثر قبل داغستان" "جبال في شامل الشيخ فهذا بغيرنا، مقارنة عندنا المعرفة وغربة لحالنا وعجبت

صاحب وزميله الجبهات، في ويحارب الدواب على معه العربية الكتب ويحمل يقرأ كان وعقود، عام مائة

يقرأ "الزملة"، حاجيات مع كتبه يحمل كان الجزائري، القادر عبد األمير دمشق في به التقى الذي مهنته

ويكتب الرسائل والفتاوى وبعض النظم وهو يحارب الفرنسيين!

من للجنود ويعطيها يقطعها الصفحات بعض من ينتهي وعندما الجبهة، على الكتب يقرأ نابليون وكان

من لنفسه عليها استولى التي المهمة الغنائم من وكان ثقافة، الجنود أكثر هم جنده أن أشاعوا ولذا خلفه،

بعد مصر من الفرنسيون أخذها التي الكتب مجموع أنها يعني ال وهذا با، كتا وثمانين وسبعة مائتين مصر

غزوها.

عليهم تسقطها التي المنشورات يتلقون العراقيون كان حتى والكتابة القراءة ضعفت بالناس؟! حل فماذا

عند يجمعونها كانوا قارئ فيهم ليس وألنه أوامر، أو تنبيهات أو معلومات وفيها البريطانية، الطائرات

مجتمع كل وفي األوراق! منه سقطت ثقب" "فيها كان ألنه الطائرة من األوراق سقطت ويقولون: أحدهم

بعدة تمر الرسالة كانت أن بعد واآلن العام. المرض هذا يؤكد ما واألساطير المشابهة األخبار من عربي

األمية غادرت هل الدكتوراه بحملة تمتلئ القرى بعض أصبحت أن وبعد "يفتليها"، من تجد ال قرى

لم والقراءة االمتحان، في نجحوا إنهم أم بشوق والمعرفة الكتب يتلقون هل الدكاترة؟! رؤوس الحقيقية

تزل عند الدكاترة عيب؟!

العقول بخناقها وتمسك الحضارات. غسق في العملية األساليب فيها تتهاوى المعرفية المتعة مجالس

للفطرة األقرب اإلنسان لها فينظر واأليدي، والقلوب العقول جبناء الجبناء، ألسنة عليها وتهرف الواهنة،

المظلمة أوروبا عصور وفي ووهن. عيب إنها المحاربون، ويقالها الشجعان، منها ويبتعد شك. نظرة

الشجاعة" قوة من تحد "كانت المعرفة ألن واألدب؛ والعلم المعرفة مجالس النجباء أبناءهم يجنبون كانوا

لدى الرجل! [حديث الطريقة ،انظر هامش36، ص52].

عمن سئل قد وكان األحوال!". لكل وال الرجال لكل ليست حقائق "هناك فولتير: عبارة جميلة هي وكم

سيقودون الجنس البشري؟ فأجاب: "الذين يعرفون كيف يقرءون".

نا، زم القراءة بترك أنصحه فكدت بعضهم، حال تأملت ولكني جدا، المدمنين من القراء أذكياء رأيت وقد

لربما وأيضا عادته. تغيير من يمنعه بما العمر في طعن أو حالته، نقاش يصعب ال حا بلغ قد كان ولكنه

القصور أو منها، الغيرة تكون أال رجوت نوازع من طا خلي كانت فقد تجاهه، مشاعري من متأكد غير كنت

هكذا أم كتبه به أضرت فهل الموقف، تفسير أستطيع ال ألني سكت فربما النقاد، لنقد با سب جهتي من

تركيبته؟!

وهو مثقف صديق إلى استمعت وقد الكثير، الخلط يضره شيء كل يستقبل ومن أيضا، داء الكثيرة القراءة

من أنها شككت الكالم!". قبور القراء "رؤوس قال: ربما النهم، للقارئ هجاء وهي موجعة، عبارة يسوق

في أو لغة في طريف هو معنى أو لغة في طريف كل ليس وألن القراء، وحساد المثقفين حساد نصوص

وليست مبدعين. غير لمدمنين أو كبار لقراء كان النقد ذلك لعل أو األخرى، تشابه بيئة كل وال آخر، سياق

القراءة مما يعاب جملة، بل األصل فيها المدح جملة، واالستثناء يذم، بينما غيرها أكثر عرضة للنقد.

أحد عن قوله في لسالنجر، الشوفان» حقل في «الحارس رواية في قرأته ما القارئ هجاء نماذج ومن

مع بالقراءة، مثقلين تراهم كثيرين عن وتعبير جمال أي القراءة!". كثير جاهل "إنه روايته: شخصيات

رغم يحفظون وما به يقومون ما وأخبار القراءة كثرة بسبب ينتشر جهلهم فإن ولألسف للفهم، مدقع فقر

تردي وعيهم وفهمهم. وكذلك قرأت في قصص قصيرة مترجمة

القراءة في والمندمج العالم، عن المغترب القارئ من جدا ساخرة قصة ألماني-، كاتب وهو لنتس،- ز لـ:

العالم، عن بعيدا الكتب عالم في يعيش حيث وهامشيته، القارئ غفلة عن معبرة صورة وهي دائما،

القراءة، في دائما منهمك القصة فبطل المغترب، بالمريض أشبه شيء، كل عن منقطعا الكتب مع يعيش

من تهرب الحيوانات حتى للمقاومة، شيء كل ويتحرك قريته، الفاجر وزعيمها عصابة تغزو وحين

فيلح القارئ لصاحبنا المتأخرين أحد ينتبه السكان، جميع الغازي لمالقاة ويخرج الفج، الغازي طريق

عالم من كان المثال أن -الحظ المقطعة والكتب كالورق ويجعله سيمزقه ممن نفسه إلنقاذ بالخروج عليه

بالغة وبصعوبة أقرأ؟ وأنا وتزعجني األدب وتسيئ تتجرأ وكيف ال: قائ القارئ فيحتج بالقراءة- المهووس

ببندقيته يشاركهم بأن ويقبل يخرج يكاد وال بيده، الذي الكتاب ينهي أن أصر بعدما كتبه بين من ينتزعه

إقناعه بعد أخيرا القراءة. عن قطعوه ألنهم واإلزعاج؛ األدب قلة على االحتجاج دائم وهو بصعوبة، إال

كتبه يمنع فخاري وعاء في كتبه يحفظ الكتب، عن االنقطاع يجيز عليه والخطر داره، قرب الحرب بأن

ينتظران ساعات وبقيا الطريق، من با قري صياد غرفة خالل من العدو لرصد يذهبان ثم االحتراق، من

عن يبحث المكان في ويحفر القش بين يبحث فراح ينتظر، وهو القارئ أصابع تجمدت حتى الغازي

قراءته، في ويندمج الكتاب يقرأ فاندفع با، كتا وجد الركام في يحفر هو وبينما يديه. بها يدفئ طريقة

زميله ويناديه الغازي يقترب حينها صاحبه، وينسى الجبهة، على مرابط أنه وينسى المثلجة، يديه وينسى

بقيت فصل، بقي فيقول: سالحنا، مرمى في إنهم اقتربوا.. إنهم له: ال قائ ومرات مرات الخفير أو الراصد

زميله، ويجرح الرمي، ويتبادلون صاحبه فيرميهم العدو وينكشف الفصل! من قليل بقي وهللا صفحات،

القارئ أما األذن. مدمى الغازي صد الذي الرامي ويرجع ويبتعد، الرمي وجه من يهرب الغازي ولكن

فقط أرجوك، فقط سطرا وثالثون ستة بقي صفحات، أربع باقي ويقول: يعتذر ثم ويستمر، يلتفت فال

البقاء على المصر القارئ صاحبه إلى العدو مع الجولة نهاية بعد المنتصر المحارب ويعود أسطر! عشرة

ويلتفت ينتهي ثم قا، مستغر يزال ال وهو له، ينتبه فال الجبهة، على حدث ما يعرف وال يقرأ، العالم خارج

لشيء، يصلح ال القارئ أن أخيرا المحارب يكتشف .".. يا ما ئا شي قلت أنك لي "يبدو ال: قائ للمحارب

ئا فقط! يصلح قار

طريقي وفي الطوابع. جمع هواية عن تختلف ال هواية هو الكتب جمع إن كتبت: اللحظات من لحظة وفي

جامع هل نفسي: في قلت ثم النصوص ببعض فاستمتعت الفن»، «فلسفة كتب أحد على وقفت ذلك لتسجيل

أجرب لم القارئ؟! الكتب جامع يشعر كما األفكار بعض وقوة النصوص بعض بصدمة يشعر الطوابع

شراء متعة لديه كانت قا صدي لقيت البعيد االغتراب زمن في أني ولو أحكم، حتى أخرى أدوات جمع متعة

الهوايات تلك باستعراض كبيرة متعة يجدون أنهم أستبعد وال األقالم، شراء متعته كانت وآخر األحذية،

حكم هو ما بمقدار يا ذات ليس الفهم أن المشكلة ولكن يفهم، ومن يقرأ ومن الكتب يجمع من يستمتع كما

الكاتب متعة فلتكن بعيد، مكان في أو القادمة العصور غبار في بعيدين أو معاصرين الناس، من خارجي

وسوف كبير، "فهمي لنفسه: وليقل نفسه من فليسخر بعيد، دهر في قادمين إلى معاصريه من يرحله وهما

يعثر ال قد فعله أو قوله أن والممتع قولي". على يعثر يوم ونبلي فهمي يرى من القرون وراء من يأتي

ال سج ترك الذي ذلك حزم، بن محمد أبو يرى كان كما زمانه، ملل وقطع متعته عاش أنه فيكفيه أحد، عليه

هو كراهيته أو عليه اعتراضهم وكثرة به، عطنهم وضيق وأفكاره، ورجاله زمانه من عانى بما ضخما

وإال حياته، في طغيانه على دائما الناس له يؤمن أن يحب مستبدا دكتاتورا الكاتب يكون فقد العتراضهم.

سوى يبقى لن المدن هذه "من ولكن: وذكرياتهم! أخبارهم ببقاء بالبقاء المولعون يتعلق وكم مماته. فبعد

لعل أم هي؟ هي وهل عبرت ريح أي نعرف أن الصعب من ألن الريح تبقى نقول عبرتها". التي الريح

الريح التي عبرتها هي نفسها "مياه النهر الذي لن تضع قدمك فيه مرتين"؟!

مزايا من به تتمتع وما "المعرفة أن: يؤكد فهو سبق، ما بعض يؤيد ال قو يونج جوستاف لكارل قرأت وقد

-من حيث المبدأ- تعمل نوعيا في غير صالح الفهم". [التنقيب في أغوار النفس، ص16].

كثيرا والفهم واألشخاص، واألفكار لألحوال مجموعات ووضع التصنيف طريق تنهج بل تؤيد فالمعرفة

كان وإن المعرفة من أعلى والفهم أخر، أطوار في تنفعه كما نا أحيا المعرفة تعوقه بل بالمعرفة، يصطدم ما

الوقت في الحالة، لتميز ويستجيب واختالفها، الوحدات يعي الفهم وألن وتحققه، صعوده في بها يمر با غال

المجموعات داخل جديدة مجموعات لبناء السعي كان ولهذا وتصنيفاتها، ألقسامها المعرفة تشده الذي

وخارجها من األفكار واألشياء.

فإنه موقف فهم الحافظ أراد فإذا الفهم، أضعفت ربما الجبارة والذاكرة الكثيرة المعلومات أن الحظت وقد

أدنى والحفظ لحفظه، ولجأ ووعيه عقله باتهام بادر ربما بل عقله، ويعزل معارفه صندوق في يتجول

ألن اإلسالمية، ثقافتنا في جدا حاضر وهذا وحاصرته! الوعي على الذاكرة جنت وكم الوعي، درجات

باتهام فيبادرون الشخص، يمارسه الذي الذاتي الفهم ومن العقل من السخرية رسخ ربما فيها فاظ الح زحام

عقولهم حتى أدانوها وأضعفوها، وبنوا منهجية معادية لها، وبالتالي منهجية تحارب الوعي.

إن وخاصة وعيه، يجاوز وما يعي وما يكره، وما يحب لما مجمعا صاحبها من تجعل الكثيرة القراءة

نفسه فيؤذي ينطق إنه جمعه! ما شناعة ويا حاله! سوء فيا النقد، ملكة من مجردة حافظة ذاكرة هللا أعطاه

من الكثير وحذف للترتيب سنين عليه يسهر أن يحتاج كان عقلي لنظام يفتقد الخليط هذا ألن والناس؛

في تفكير دون الباردة الدائمة القراءة من التحذير يأتى ولهذا جاء. مكان أي من مفهومه وترتيب مقروئه،

فما جبارة، ال عقو هللا وهبهم وقد القراءة، في مسرفين كانوا النابهين من عظيما عددا أن علما المقروء،

كانت القراءة إال سندا للفهم والنبوغ.

محمد بن محمد اإلمام ووجدت تركها. ألمها اشتد إذا حتى عيناه، له تسمح ما بمقدار يقرأ نيتشه كان

با يغلبه النوم، وال ينام إال عندما يغلبه النوم. الغزالي يقول: إنه كان يقرأ حتى يسقط متع

اإلسالم مجتهدي أهم من عدوه -الذي الشنقيطي األمين محمد لشيخه حدثت بحث قصة سالم عطية يروي

في ما يشف لم ولكنه يشرح، كان كما لي وشرح عليه قراءتي في للشيخ جئت قوله: األخيرة- العصور في

اللبس بعض إزالة إلى حاجة في أجدني وأنا عنده من وقمت ظمئي، لي يرو ولم تعودت، ما على نفسي

من أفرغ فلم العصر؛ حتى فطالعت والمراجع الكتب فأخذت ظهرا، الوقت وكان المشكل. بعض وإيضاح

كعادة ضوئها على أقرأ الحطب من أعوادا خادمي لي فأوقد أيضا، أنته فلم المغرب حتى فعاودت حاجتي

يوقد بجواري والخادم كسلت، أو مللت كلما األخضر الشاهي أتناول وأنا المطالعة فواصلت الطالب،

وقد النهار ارتفع أن وإلى طعام تناول أو فرض لصالة إال أقم لم مجلسي في وأنا الفجر انبثق حتى الضوء،

فتركت والفهم، الوضوح في كغيره الدرس من المحل هذا ووجدت لبسي، عني وزال درسي من فرغت

واستراحة عليه، حصلت بما اكتفاء اليوم ذلك في لدرسي يوقظني أال خادمي وأوصيت ونمت المطالعة

.[19-18 من عناء سهر البارحة. [مقدمة عطية سالم لـ: رحلة الحج، دار ابن تيمية، القاهرة، ص

المرض، مع الطبيب يتحالف حين القراءة، من المنع بأزمة حياتهم في يصابون والكتاب المفكرين وكبار

نجيب وزكي أمين، أحمد منهم: عرفت من أواخر ومن لكثيرين، ذلك حدث القراءة، من منعا فيصدران

فيزيد الماضي لذكرى المكتبة "وأدخل القراءة: من منعه بعد أمين أحمد يقول الجاسر. وحمد محمود،

كما منها فأستفيد نظري يعود هل وأتساءل: وغذائه! الجائع بين حيل وقد مفرط، وجوع شهي غذاء ألمي،

كان وقد حديثه، وطرافة ولونه طعمه صديق لكل األصدقاء، من الكتب، من اآلالف وهذه أستفيد؟ كنت

وال أيديهم، ي إل ويمدون حديثهم، أسمع وال أراهم فاليوم إليه، أشير حين يحسن الذي بالحديث يمدني كل

أستطيع أن أمد إليهم يدي". [حياتي، ص39]. هذا الحنين والقول المعبر ال يصدر إال من عاشق صادق.

من آخر "ضرب فيقول: سنوات الكتب من هرب أنه ويفتخر آخر، لسبب القراءة من يحذر نيتشه ولكن

والعالقات الوضعيات كل من ينسحب وأن الفعل، رد اإلمكان قدر المرء يتالفى أن في تتمثل الذات حماية

كمثال وسآخذ فعل. رد آلة مجرد إلى ليتحول الشخصية، ومبادرته حريته تعليق إلى مضطرا تجعله التي

القدرة الوقت مع يفتقد الكتب، بتقليب سوى العموم على يقوم ال الذي العلم رجل إن بالكتب. عالقتنا لذلك

ال فع يرد إنه أي يفكر، عندما لمثير يستجيب إنه يفكر، ال فإنه يقلب لم وإذا مستقلة، بصفة التفكير على

هو أما غيره، فيه فكر ما نقد ضمن والـ"ال" الـ"نعم" مقوالت في طاقاته كلية ينفق العالم إن إال. ليس

كائن العلم رجل الكتب. من التحصن بإمكانه لكان وإال لديه، الدفاع غريزة ضعفت فقد يفكر.. يعد لم فإنه

دمرتهم قد حر وتكوين ثرية مؤهالت ذوي الموهوبين األشخاص من كم بعيني: ذلك رأيت لقد متدهور.

تحدث كيما فركها من بد ال ثقاب، أعواد مجرد عن عبارة أعمارهم من الثالثينات في وهم فغدوا القراءة،

الطراوة لحظة في النهار، طلوع عند الباكر الصباح في با كتا المرء يقرأ أن بفكرة. تنطق أو شررا،

الذات، فهم وسوء الذات، نسيان "فإن يقول: ثم ورذيلة!". فسادا أسميه ما ذلك لطاقاته الصباحي والتوهج

الذات حماية أن إلى يشير ثم الحكمة". عين تغدو ورديء األفق ضيق كائن إلى والتحول الذات وتحقير

اإلنسان، هو [هذا بالمخالفة. لنفسه يسمح ال اإلنسان تجعل التي هي العالقات على والحفاظ النقد، من

ص58-57-56].

قوله أيضا نيتشه عن نقل ومما شرابي. هشام االختالف ببعض نقله وقد السابق، النص من بعضا وتجد

عن القراءة: "إنها فن المضغ الذي ال تجيده إال البقرة". [الجمر والرماد، ص135-130].

ألنه يا؛ شاف با جوا سألت عما يجيبك المكتبة أمين "وعندي له: رسالة في مونتسكيو قول ذلك من وقريب

علينا". عبء وهو لشيء، يصلح ال رجل إنه الكتب. من نرى ما كل رموز فك على ونهارا ال لي منكب

[الرسائل الفارسية، ص304].

اإلطالق، على مألوفة غير مادتها كانت إذا أو كاملة، معرفة قبل من مادتها نعرف كنا إذا با كت نقرأ ال إننا

أشياء قول على تساعدنا التي الكتب نقرأ "إننا سكينر: يقول وكما مفهومة. غير تظل أن المحتمل ومن

مع المؤلف نفهم فإننا كذلك مساعدة. بدون تماما نقولها أن نستطيع ال ولكن اتفق، كيفما نقولها أن نوشك

أننا لم نكن نستطيع صياغة ما نفهمه قبل أن يضعه هو في كلمات.

المدرسية للكتب والمدارسة التكرار على يؤكد من منهم بأن علما مهمة، ومالحظات رأي هذا

أواخر في البريطانية» «الموسوعة محرر أدلر، مورتمر كثيرا هذا في وتحدث كتب وممن (الكالسيكية).

القرن العشرن.

التفكير في المقروءليس الكتب من يتعلمون من أن المصري الملك ثاموس يحتج «فيدروس» المسمى أفالطون كتاب في

للثناء قا استحقا أقل ما شخص كتبه ما قراءة مجرد إن ذاتها. الحكمة وليس الحكمة، مظهر سوى لديهم

ومع العلم، ناصية ملك قد وكأنه يبدو با كتا يقرأ الذي فالشخص خفية، ألسباب نفسه الشيء قول من

الذاكرة فإن الذاكرة، لمساعدة كتابا أو نصا يستعمل وعندما ئا. شي يعلم ال ثاموس- يقول -كما فإنه ذلك

الكومبيوتر إن تعلمه.. قد ما يتلو أن من قا استحقا أقل المرء يقرأ وأن اإلهمال.. مستوى إلى تهبط

فالقراءة ص61-60]. اإلنساني، السلوك تكنولوجيا [سكينر، الحسابي". الذهن أعداء هي الحاسبة واآللة

قال هذا بنحو معرفتنا. يصنع الذي هو التفكير ولكن المعرفة، أسس وتمهد الدماغ، في المعلومات توفر

فنزلت معارفها، في األمم تفاضلت ذلك أجل من وربما ص249]. العظيمة، [األفكار لوك. الفيلسوف

الصينيين "أيدي وعلى الفرس"، "قلوب وعلى العرب"، "ألسنة وعلى الروم"، "عقول على الحكمة

الفنون، بعض تناسبها الشعوب "بعض بيجوفيتش: عزت علي وقال حيان. أبو قال كما (الشرقيين)".

[بيجوفتش، الرسم". واإليطاليون الفني، النثر والروس واإلنجليز الشعر، والفرنسيون الموسيقى، فاأللمان

هروبي إلى الحرية، ص130].

تصرفي بعد بهذا! لي طاقة ال اللهم ال: قائ با جان رميته صفحات بضع وبعد ممتعا، قا عمي با كتا أقرأ كنت

في طاقتي أن أو القول، ذلك مثل كتابة على القدرة عدم أو بالهزيمة، أحسست أنني شعرت الغريب ذاك

بجانبك، الرائع الكتاب ضع الحال هذا مثل وفي االستمرار، على القدرة من أقل كانت للمكتوب االستيعاب

وال تبعده وال تقربه تماما؛ لكي تستمتع به من وقت آلخر.

ذلك يفعلون وهم الكتب، يبتلعون الناس بعض أذكياء، منا تجعل ال فيها المبالغ "القراءة عزت: علي قال

يتحدث عندما ويفهم. ويتبنى ويبنى المقروء يهضم لكي ضروري وهو الضروري، للتفكير فاصل دون

جيدا، مصاغة غير أولية حالة في وماركس وهيدجر هيجل من قطعا أفواههم من يخرجون الناس إليك

لكي والزمن؛ الداخلي العمل للنحلة ضروري هو مثلما ضرورية الشخصية المساهمة فإن القراءة عند

مذكراته من آخر مكان وفي ص26-25]. الحرية، إلى [هروبي عسل. إلى المتجمع األزهار رحيق تحول

ذكر أنه يأتيه نشاط للقراءة لمدة طويلة ثم خمول طويل.

أضرار القراءة!يكتب أن يستطيع بالذي لست ولكني لالنتباه، ألفت كان لربما القراءة" "أضرار عن الكتاب كتبت لو

ألنها ليس أيضا، عظيمة أضرارها إن أقول وللحقيقة جمة، وفوائدها كبيرة، بالقراءة فقناعتي كهذا. ئا شي

اإلنسان أعمال خير من كونها مع ولكن الناس، بعض عند العينين بنور تذهب ألنها وال الذاكرة، تضعف

زعازع إلى الخاصة وشئونه فرديته من تخرجه فهي اإلنسان؛ ينفذها التي األضرار أكبر من فهي

يزعجه ما ع له تكشف وفرديته، وراحته هدوءه اإلنسان وتحرم أبعد، دولية بقضايا تربطه وقد المجتمع،

من نفسه ومن الناس.

الثقة تفقدني القراءة كثرة أن "وأحس ومخاطرها: للقراءة السيئة اآلثار إلى يشير وكأنه عباس إحسان يقول

تفقد القراءة "كثرة فقوله: ص122]. 1996م، عمان، الشروق دار ذاتية، سيرة الراعي [غربة نفسي". في

مؤلف فيردها سديدة فكرة إلى أصل قد ألنني قرأته؛ لما به فرحت مجرب، من رائع قول بالنفس". الثقة

ترددا فيك هذا فيصنع أحسن، بأسلوب وضحه أو قبل، من رأيك يد أ من فتجد تقرأ ثم قوله، إلى فأنتكس

والموهوبين، المشايخ ومتتبعي العلماء مطاردي آفة القراءة، عبيد وآفة الكتب، آفة من وتلك ثقة. وعدم

زحمة أمام أنك أو مثلها، تكتب لن أنك تشعر بحيث النصوص بعض روعة بسبب الثقة يفقدون ألنهم أو

به! مسلما أو صحيحا تراه كنت فيما الشكوك يزرع النص أن أو تحقيقها، تستطيع ال والقيم المبادئ من

آراء وضحايا القراءة، ضحايا ألنهم إال يطرأ وال يجدد وال يبتدع قول ال أن زعموا الذين هؤالء آراء وما

الشواهد يجمع من تجد ولألسف عقله. في الثقة التابع أفقدت التي وسجونهم المعاصرين ومشاهير القدماء

على تبرير النزول في السجون الفكرية التي بناها القدماء.

السير وتهذب اللسان، على تلوح كنوز منها ويتراكم والخيال، الهمة وتلهب العقل، القراءة تشعل ما وكثيرا

صاحبها يجعل جديدة، صياغة واللسان العقل وتصوغ والموقف، والبسمة اللمحة وتصنع الطريق، في

يذهب فلن ارتفع مهما اإلنسان أن وأيقن تفكيره، جوانب من كثير في والسذاجة والبساطة التفاهة فوق

"كل بورجه: بول عن عبود مارون ترجمة من الفقرة هذه وإليك بعد! مهما اإلنسان فيه سترى جدا، بعيدا

منها، يتألم التي بيئته على يثور أن فإما بجماعته، االمتزاج لعدم يتعرض والمطالعة التفكير يصفيه من

منه". تنقل أن فيجب فيه، نشأت الذي اإلناء جذورها تشق التي كالنبتة فهو غيرها، في الدخول يحاول أو

قد وكان العميقة. القراءة عيوب من وهذه مرتين، غربة المعرفة أن تعلم وهكذا ص31]. وقدماء، [جدد

كثيرا ونسيت أخرى، با عيو فذكرت سابقة، مقابلة في القراءة عيوب عن الزميلي تركي األستاذ سألني

آخر لعالم اإلنسان تنتزع إنها لصاحبها. المعرفة تسببها الذي والعقلية والنفسية االجتماعية األضرار من

جدا، متأخرة تأتي يقينية مراحل ومنها وسهولتها. المعرفة هدوء مجرد من ومعاناة وشكا، با اضطرا أكثر

بعضها ففي تأتي، ال المعرفة من كثيرا فليت طمأنينة، شبه بل بطمأنينة، المعرفة وتأتي طويل، شقاء بعد

وجلة، عابرة كلها قصيرة، أزمان في كبيرة، عقول مع ومغامرة اكتشاف، بمتعة مخلوط كبير، شك نار

مرسلها ومتلقيها كلهم صغير، وكلهم فان، ولكن غرورهم وثقتهم بألعابهم تضحك الحزين.

تريح وال الطمأنينة، تزرع وال السعادة، على تبعث ال قراءة؟!- غيرها -وهل المنفلتة الواسعة القراءة إن

يعلموا لم إنهم المتعب؟! القراءة بحر الكتب عشاق هؤالء وطرق طرقت فلم الواسع. عالمها في مسافرا

أن بعد إال باللسان تذاق تكاد التي المرارة تلك يعرفوا ولم لجته، في انتصفوا عندما إال البحر ركبوا قد أنهم

شهواتها كبت وال لهيبها، إسكات باالمكان يعد لم ثم التحكم، فوق وأصبحت الضبط، عن كبرت ثم كبرت

أنت؟ من الحقيقة: بوجه مواجهته اإلنسان يجده ما أجمل ولكن المتكررة. تساؤالتها إسكات وال المرعبة،

ال عليك هون الناصية؟ على جدا قريبة فترة بعد أو لحظة، كل هناك يرقبك والموت فعله تستطيع وماذا

تسرف فحبل العمر قصير، يسبق كل طموح للفهم.

يريد ال لما االستجابة على يجبرنه كبيرة، عوائق ثالثة لوال أعجبه وما اإلنسان! وتطلع طموح أعظم ما

سماعه، يذكرها له السديري بقوله: "لوال الهرم والفقر والثالث الموت"!

من عيوب العزلة والمعرفةالشهوة، بهذه مغلوبين العلماء من كثير فكان الناس، من وأراحتهم وراقتهم كثيرا العلماء بها تغنى العزلة

القاهرة جنوب في بالروضة تغنيه برغم السيوطي إن حتى بالناس، نكدهم من يجدون لما ال ح ويرونها

هللا»، بنعمة «التحدث [مقدمة عزلته. في قا غر النيل على المطلة بيته طاقات يفتح يعد لم وجمالها،

له عالقة ال ما يعالج لمن إال جهل، الحياة تيار عن التفرغ ولكن للمعرفة، تفرغا يجدونها أو ص21].

أناتول قال نا، أحيا الكبرياء من ئا شي تنجب العلمية والعزلة المعارف. جديد وال للناس اليومية بالحياة

فرانس: "في كل علم قاع من الزهو والجرأة المرة". [مهنة المؤرخ، ص46].

المكان، في أنه شعوره بمجرد العمل هذا يتقمص يجعله محدد مكان في ما عمل على المرء تعود إن

مختلفة أماكن في الكتابة أو القراءة على النفس تعويد فإن ولذا بالكتابة، والمكتب بالقراءة تشعرك فالمكتبة

فكرة وتذكر دائم، تفلت من خير يعودك مكان األقل فعلى وإال واحد، مكان على قصرها من أفضل

من تاب الك ومن النفس. له تتهيأ مكان في عمال نفسك تعود فعندما الشرطي، التعلم نظرية في بافلوف

أسباب منها يلزم ال والتأمل، والفردية الخلوة بحب مرتبطة بشرية، فطرية جوانب فيها العزلة أن يرى

النساء على دخوله يحظر خاص بيت منهم للرجل يكون أن فال- أحمد أفاد –كما الزولو عادة فمن معرفية،

فيمارسها الرجال مجالس عن النساء عزل نزعة أما "إالولوبوال". يسمونه: بالتفكير خاص والصبيان

الرجال وكان مباشرة، غير بطرق راسخة أمريكا في وهي مختلفة، بطرق الثقافات مختلف في الرجال

كانوا أنهم أحدهم زعم كما مقصودة، بطريقة النساء حضور يقيهم لهم مختصر إلى العشاء بعد ينتقلون

تشومسكي هذا ذكر وقد تدخل، أن المنفوش القديم بلباسها المرأة على ليصعبوا مختصرهم باب يضيقون

البيت زاوية في يبقين حيث الرجال، مشاركة عن للنساء الطبيعي والعزل أسرته مع شبابه عن حديثه عند

المجلس طرف ينتحين حيث آبائنا مجالس في هذا أدركت وقد الرجال، مفارقة بعد الطعام طاولة على أو

المجموعة حديث على التلصص كان ما وكثيرا بينهن، يتحدثن أو ويستمعن نادرا، يشاركن أو يشاركن فال

ال أو نساء يثير النكتة والسخرية. األخرى رجا

ويخف والثقافية، العلمية الكبرياء غرور يخف والبعيد، الجوار وترى القريب، تدرك وعندما قلت:

بالناس، الشعور عند أما فقط. الشعورية العزلة وفي البشرية، العزلة في تنبت فالكبرياء الخادع. زهوها

كثيرون، كبار منهم اآلخرين فإن الحقيقية، والمعرفة الواسعة اآلفاق واستشعار وبالكون قدراتهم، وتنوع

وعن األفق، واسع عن بعيد الغر، رفيق والغرور والفهم، المعرفة من واسع عالم ولهم التقدير، يستحقون

عميق الذهن، بعيد الغور. وقال شوبنهور: "إن حياة الوحدة قدر األرواح العظيمة".

للكون وتنور وروحي، وعاطفي عقلي وسمو خير باتجاه بها وتنمو فتنضجها الفطرة، تهز فالمعرفة

با عج رأيت زاوية من نافذة عليها فتحت كلما التي الغريبة، بإنسانيته وسعادة لإلنسان، ورؤية المحيط

جديدة نافذة إال هي فما عجب، من يوم كل له تقود وما والفلسفية، النفسية المذاهب هذه تأملت ولو با. عجا

لونها تأمل لك يقول ذلك وقبل لوحة، على نافذة لك يفتح من ذلك مثال قبل، من له تنتبه لم عالم على

وتحصي األصفر، اللون مكان وترى اللوحة، ترى قليل بعد ثم نسبة؟ من يمثل وكم مكانه وأين األصفر،

لك يعيد ثم وجوده، تنكر فقد أحمر؟ لون من اللوحة في هل لك يقول المنظر عنك يغلق ولما مواقعه،

فقط، ذهنك على يسيطر بما ال مشغو كنت ألنك األلوان؛ بعمى با مصا كنت كم ليريك أخرى مرة اللوحة

وغاب عنك عالم واضح بسيط بين عينيك، ذلك شيء من رؤيتنا لألشخاص والقضايا.

زوايا من زاوية على تدلنا وأنها واالجتماعية، والفلسفية النفسية بالنظريات إعجابنا مدى تدرك هنا ومن

فهذه الحقيقة! عن الموهومة المعرفة هذه تبعدنا وكم الحظ، فيما أو يعرف فيما دليلنا فيغرقنا المعرفة،

مفكريها ولكن حق، بعضها ففي الصحة، عن تماما عارية ليست زماننا في الناس أعجبت التي المذاهب

ولو للشقاء، مصدرا فكانت قطعيات، وجعلوها لها، شيء كل وسخروا خاللها، من العالم رأوا ودعاتها

يونج)، جوستاف لكارل (نسبة و"اليونجية" و"الفرويدية"، و"الداروينية"، "الماركسية"، الفلسفة تأملت

منها جوانب في لرأيت وغيرهم، كينز)، لالقتصادي (نسبة و"الكينزية" لمالتوس)، (نسبة و"المالتوسية"

سلمت ولو للجهل. وسائل المعارف هذه كانت فقد قبوله، يمكن ال ال خط فيها ولرأيت نفيها، تملك ال صحة

من جوانب أو حياتهم، وفهم التحليل في الناس بعضها من استفاد لربما شموليتها، زعم من األفكار هذه

حياتهم. فمشكلة هذه النظريات في زعم شموليتها أكثر من وجود عناصر صحتها.

مهما اإلنسان وعقل التعريف، تريد وهي مقصود، غير لتجهيل وسيلة تكون قد الكتب أن نجد هنا ومن

نا. أحيا يلغيه يكاد فهو ويرفعه يغنيه كما فالنقل والنقل، بالجمع اهتم كلما جدا ويضعف صغير، فهو كبر

حق من يديه بين ما كل عن يعميه حتى عقل، بال النقل عليه يسيطر من النجباء العقالء من شاهدنا وقد

ولكننا جيدة، بداية وهذه عقله، ضعف من لصاحبه با مهر المعقول" "علوم في يرى من وهناك فهم. ومن

له يتم فال غيره، عقل عن هو نقله بـ"العقل" يريد أنه وللناس لنا تبين ثم العقل"، "تحكيم يزعم من شاهدنا

أسلحة، وآراؤهم الناس فعقول غيره. عقل وليس وله، معه عقل من الفطن للقارئ د ب ال كان ولهذا أراد. ما

فتقع برأيك، تغتر وال وعي، بال فتتبعهم تؤلههم ال بينهم، نا مكا ولعقلك لنفسك توجد أن فحاول وعليك، لك

في الخطأ الشنيع.

فذلك الكون، في المنثورة المقطعة الحقائق بعض بمرارة الروح وتوجع اإلنسان، تشقي المعرفة أن كما

مغرورا، أو يابسا، ملحدا أو فا، خائ شكاكا منه ويجعل براءته، ويطمس ويرهقه اإلنسان يزهق الذي األلم

المعرفة يلمس عندما فساده أو سوءه أو خداعه يرى أو اإلنسان، في الحيوان يرى البشرية، على حاقدا أو

من قطعة يرى إلنسان حقيقي شعور إنه الحقيقة. ومرارة المعرفة، صخرة يراه ما ويتحسس الجافة،

من الدم يسيل منفرة، زائفة بشعة فإنها جميلة كانت مهما قطعة إنها األرض. من يباب في منفردة اإلنسان

ألهبته من يراها كما الكون بيداء في الضائعة المعرفة قطع هي تلك ساعات، بعد التعفن ويرقبها أطرافها،

من يذوقها جدا، عالية لذة المعرفة إن الطمأنينة. عمود "الجهل" إلى اللجوء منها وخير المقطعة. المعرفة

وليس البديع. الكوني التناسق بهذا ويلتذ السابقة، البيداء في المتناثرة األجزاء من كثيرا يجمع أن استطاع

كما المعرفة من بقليل لمسها بمجرد تفسد ومرهفة، حساسة فاكهة الجاهل اإلنسان أو البراءة أن صحيحا

العلم من شبر أول أو الشبري"، بـ"العلم العلماء سماه ما أو الجزئية"، "المعرفة إنها وايلد. أوسكار يرى

تصبح ما بمقدار جمال ذات وتصبح وتتكامل، تتبين الصورة فإن المعرفة عمق بعد أما السابح، فيه يغرق

مرئية أكثر. وسوف نغادر الكون ولم نستكمل المشهد، حزانى على ما عرفنا وعلى ما جهلنا سواء.

وجوهرا با غري كان النص ارتقى وكلما غريب، فهو عرفته ومهما يستأنس، ال الذي بالغريب أنس والكتب

تشترطا والمعرفة الكتب ولكن جنينا، ما أثمر والزمان الوقت فلها كالكتب، جوهرا أحببتت وما نادرا،

الناس حياة عن تعيقك وقد وحشة. تراها أال عليك وتشترط نا، زم بها االنفراد تشترط جائرة، طا شرو

تأنس أو الناس، من تتوحش بها أنس بعد ولكن المحببة، ظالالتها من وهذا وحدي، بي األنس وتقول:

بالوحدة تشعر "لن لزميله: يقول آدمز جون األمريكي للزعيم جميلة كلمة قرأت وقد بها. فتتوحش بالناس

عن الكتب من بي مر ما أجمل من وهو آدمز، جون كتاب في وردت وقد شعر". ديوان جيبك وفي

المتهدج المؤلف بصوت ال كام للكتاب استمعت "ماكلف"، الكبير األديب للمؤرخ الشهيرة الشخصيات

الجميل، وكأنك تسمع شعر الجواهري بصوته.

زوادته في يحتفظ كان بوليفيا جبال في قتل لما جيفارا تشي صديقه أن نيرودا بابلو مذكرات في وقرأت

ص467]. بابلو، [مذكرات نيرودا. لبابلو العام» «النشيد وديوان الرياضيات، في كتاب هما: فقط بكتابين

ولهذا مغلقة. لحظة من ويخرجك األفق يفتح فكالهما الموضوعين، هذين الثائر رفيق يكون أن وجميل

االنفراد لحظات في وتصنعه تبنيه صاحب إنه أنيس، الوحشة وفي رفيق، الغربة في "األدب قالوا:

أنه له أحدهم أشار الذي نفسه وهو ذلة". لحظة معزا ولك ووحشة، وحدة ساعة أنيسا ليكون بالمعرفة

شبة: بن شبيب وقال سواه. مؤثرة قوة من له يبقى فال ويرق، عظمه ويخور مستندا يجد ال يوم عليه يتكئ

[البيان المجلس. في وصلة الغربة، في وصاحب العقل، في وزيادة المروءة، على دليل فإنه األدب "اطلب

والتبيين، (190/1)].

الموتى، بين يحيون الكتب وعشاق القبور فار فح وأهله، العصر عن غربة الزمان في البعيدة والثقافة

فقد واألفكار، الكتب مع وتعاملهم تفكيرهم في خطرون وهؤالء العصور. داثر من حياتهم ويستقون

نفس في للحياة الكتب أرواح إعادة ويحاولون لشيء يصلون ال وقد اإلنسان، ويرهقون الزمان، يعتسفون

ولكنها الزمان، عبر تنتقل روحا لها أن لفهم الماضين، كتب في ليفكر العقل استدعوا ولو القديمة، األجساد

واألفكار العديدة الكتب هذه "ما المعضلة. هذه يفسر يا تناسخ نجد لن ربما والزمان، الجسد مع تتجاوب

من مختارات جبران، خليل [جبران قبلك" من سلفت ألشباح أرواح إال هي ما بك؟ تحيط التي المحببة

كثيرا، وبعده قبله الكتاب عن مختلفة لغة له وجبران ص505]. ،the voice of the master أعماله

أسباب من فلعله عندنا، من أكثر للناس جاذب هذا الغرب وفي الفائدة. وليس االختالف الشهرة سر ولعل

عظيمة الشهرة وشهرته. «النبي» كتابه بين للتناسب با سب رأيت فما به المعجبون وليعذرني شهرته.

والكتاب هو ما تعرفون، الحظوا بأنفسكم؛ فإني ما فهمت لماذا؟

عن الجد في البحث والمعرفة

مؤثرا المعارف، بطلب ال مشغو الحقائق، بدرك فا مشغو زلت ما فإني "وبعد نفسه: عن الوزير ابن قال

تلخيص عن والتفتيش المخالفين، مذاهب حقائق عن والبحث الدفاتر، ومطالعة الكبار لمالزمة الطلب

تضرع هللا إلى متضرعا السوية، اإلنصاف لطريق فيه يا متحر النية، ذلك في نا محس الغالطين، أعذار

وزمان ولذاتي شبابي أيام وهبت قد األفكار، مهاوي في طريح األنظار، بحار في غريق محتار، مضطر

والقواصم، [العواصم الضالل". أهل مقاالت في والنظر والجدال الكالم علم لكدورة ونشاطي، اكتسابي

.[(201/1)

العالقة ذات الفصول أمتع من محمود نجيب زكي كتبه مهم فصل النقد» فلسفة «في كتاب وفي

بدوي الرحمن عبد مجايله على ويتفوق زمانه، مثقفي أنجب من نجيب وزكي [ص149]. بالموضوع.

ذاكرة فصاحب بدوي أما فكرة، توليد على قادر وهو بدوي، أسلوب من أرقى يا أدب با أسلو يمتلك بكونه

فلسفة إنتاجه في رأى ألنه المرض؛ حد بلغ غرور بدوي وعند ولغات، وترجمة متفوق ونقل ودرس،

وإبداعا، ولألسف لم يكن كذلك. وقد أفاد منقوله، وتقاصر جدا إبداعه عن نقله.

عنوان: تحت الكتب، عن زكي كتبه الذي القصير الجميل النص إلى ونعود المقارنة، في الحديث بنا شط

نقل هي بل منه، إنجازا ليست عويصة، مشكلة أثار قوله بدء وفي اإلنسان»، حضارة في الكتاب «دور

أو قناعة عنهم ال نق قوله، بحسب تطور ثم نا، حيوا عندهم كان والذي اإلنسان، عن الغربية للفكرة سريع

بكبرها نقحمها ال المعاصرة، الثقافة في الكبرى المشكالت من مشكلة وتلك ثقافتهم. داخل لمثقفينا قا استغرا

اإلنسان قصة مع الناس معضالت عن الحديث إلى وننحرف دربنا، عن بنا وتشط قلبه، فتهز كتابنا على

في هذا الكون، إذ إنها سوف تبعدنا عما نحب نقاشه في الحديث عن الكتب.

بعد ويفهمها، يتذوقها المسلمين كتب إلى العربي» الفكر «تجديد الشهير كتابه نشر أن بعد زكي يرجع

يتوقعها، لم كثيرة أشياء قالوا قد أنهم ويستغرب ينهل العرب ثقافة إلى فعاد الغرب، كتب في طويلة هجرة

قديمة عربية كتب إلى يرجع النقد» فلسفة «في كتابه وفي وبغيره، بالغزالي فوجئ كيف لك فيصف

ذاته بين وتفريقه األدبي"، تمام أبي "ذوق عن ال جمي كالما ويقول تمام، ألبي «الحماسة» منها أدبية،

كتبه شعره كتب لما ولكنه موضوعي، موقف وهذا الشعر، من مهما مفيدا يراه ما أو وموضوعه،

أهمية كثيرا يهمه وال جمهوره، على انفعاله آثار يلقي فنان فهو فيها، للموضوعية تكلف ال ذاتية، بطريقة

الموضوع إال لما كتب للناس.

لم ق وال ﴿ن بالقلم أقسم تعالى هللا إن ويقول والقراءة، الكتاب وهو أال حديثنا مجال عن القول يسوق ثم

وردت وقد الكتاب، هو بالقلم يسطر وما بالقلم، يسطر وبما بالقلم سبحانه أقسم هكذا طرون﴾، يس وما

بكتابكم كتابك، با، (كتا فروعها لها أضفنا فإذا مرة، وثالثين مائتين الكريم هللا كتاب في "الكتاب" لفظة

تنتظم أن في هو البشرية الحضارة فسر عجب.. وال مرة، عشرة واثنتي ثالثمائة العدد كان [وتصاريفها])

هو الكتاب بعدها.. وبما قبلها بما الصلة وثيقة منها حلقة كل تجيء واحدة، سلسلة في التاريخ حلقات

الذاكرة التي تحفظ ما مضى ليكون نقطة البدء لما قد حضر". [ص149].

في بدأت ثم لها، المؤلفين اختيار وطريقة الالفت، عنوانها جمال بسبب عنها فبحثت كتب عن سمعت

لكن جميل، عنوان فهذا الطير»، «منطق كتاب مثل العنوان، استهواني أن بعد المضمون عن البحث

زمن قبل ومن عنه. البحث على يبعث العنوان صليل ولكن كثيرة، وإشكاالته عنوانه، من أقل الكتاب

«جواهر كتاب على تجنى أنه المقال في وجدت مما وكان العناوين» «خداع المنفلوطي: مقال قرأت

األولى السنة في قرأته وقد واللغة، األدب كتب مفاتيح من الكتاب وكان الهاشمي، ألحمد األدب»

علي فضل وللكتاب مبكر، زمن في كبيرا قدرا منه وحفظت عديدة، سنين فيه القراءة وعاودت المتوسطة،

للتراث ومدخل جميل جمع من فيه لما القراءة، فى المبتدئين به وأنصح له، طربت مما وكان أنساه، ال

بالقرآن" المتكلمة "المرأة قصة وحفظت الهمذاني، الزمان لبديع مقامات الكتاب من حفظت فقد أصيل،

العناوين قصص جميل ومن األقاصيص. تلك عناوين حتى وأنسى، منها مقاطع اليوم أتذكر مما وغيرها

قصة عنوان كتاب الشاطبي «الموافقات»، وتجد خبرها في أول الكتاب.

والماء الرياح، تذروه الذي الرمل هو عليه تكتب قرطاس "وخير بدوي: الرحمن لعبد القول هذا ودونك

الذي ذلك هو الحر والكاتب صاحبها، تقيد ثابت قرطاس على تسجل التي الكلمة إن التجديد، الدائم الجاري

مقدمته بدوي، الرحمن [عبد الصالة!". من ضرب الكتابة ال.. غ وال ال ك عليه تصبح وال كلماته، تقيده ال

1981م، ص25-24]. لكتاب «اإلشارات اإللهية»، وكالة المطبوعات، الكويت،

وهو القيس، عبد بن عامر فهذا الجاد، والعمل والفهم والنقاش بالمعارف نمأله عندما الوقت أجمل وما

جارية سفينة في كمتحدثين الناس يرى الجوزي وابن الشمس! أمسك يكلمه: أن أحدهم طلب عندما القائل

كرهت الخير، بفعل انتهابه والواجب شيء، أشرف الزمان رأيت ويقول:"فلما خبر، عندهم وما بهم تجري

منهم تقبلته وإن المألوف، قطع لموضع الوحشة وقعت عليهم أنكرت إن أمرين: بين معهم وبقيت ذلك

ال أعما أعددت ثم الفراق. ألتعجل الكالم في قصرت غلبت فإذا جهدي، اللقاء أدافع فصرت الزمان، ضاع

الكاغد، قطع للقائهم: االستعداد من فجعلت فارغا، الزمان يمضي لئال لقائهم؛ ألوقات المحادثة من تمتنع ال

«صيد قلب". وحضور فكر إلى تحتاج وال منها، بد ال األشياء هذه فإن الدفاتر؛ وحزم األقالم، وبري

الخاطر ص13».

ثمرة الرسوخ

التعامل في نا ومرا فهمه، في ومنهجية لذة معين علم من والتمكن الطويلة القراءة بعد واجد أنك شك ال

وأنت دائما، لك تلوح الطريق صوى وأن تغيب، التفاصيل أن ذلك ومشكلة لها، شبيه ال لذة يكسبك معه،

وهذه األدلة، ووضع األمثلة استحضار في فا ضعي تكون وقد القواعد. ووضع المنهج وصف على قادر

أنك الصغير للسالك تظهر أنك وإزعاجها بها، والثقة طمأنينتها روعتها ومزعجة؛ رائعة تجريدية مرحلة

قد المنتثرة الحوادث أن ويجهلون المحفوظة. النصوص من العدة ضعيف العلم، قليل المعرفة ضعيف

شيخ أو مفكر أو حزب رغبة أو سباق، في رغبتهم جمعتها ربما معلوماتهم وأن القواعد، عليها تبنى ال

نا قرو األقدام طرقته الذي المنهج أن يستوعبون ال وقد العلم. غير المعلومات وأن الحديث، أو القديم في

األرض جادة في حتى طرق هناك كانت فقد للمنظور، العين ويعيد يكشفه، من يأتي حتى للضياع، ض معر

غابت ولكنها تشك، فلم الصاحية القرون عليه وتتابعت الضياع، تقبل تعد لم أنها الناس توهم حتى سلكت،

الرمال، تغيبه ولم القوافل منهج ألنه "عبار"؛ طريق تعرف أن سنوات منذ الصناعية لألقمار أمكن حتى

رمال. فوقها رمال وغطتها القرون، فوقها غبرت منازل إلى ويقودهم بالسائرين، ينادي األعماق في وبقي

إلى يقود طريق هناك كان أنه تدلهم أن الصناعية األقمار استطاعت الناس عيون عن المنهج غاب فلما

الفيلم في المسلم الشيخ يقول كان كما البالد، في مثلها يخلق لم التي العماد" ذات "إرم إلى أو "عبار"،

هللا أن أكثر ونعجب أجداده، دروب غيره له يكشف لإلنسان نعجب لكم المدينة. موقع كشف الذي الغربي

رمال عنها تشف الدروب، على ومواشيه أقدامه دك حتى اإلنسان تعب يلغي وال الدروب، هذه يضيع ال

بالنبأ فيأتيكم قوم، منكم شك أن بعد كتابكم يصدق ربما وهذا هنا. من أجدادكم مر لتقول الخالي الربع

"عاد" أو "عبار" مشارف على نسكن ونحن الجواب، هذا آه.. آه.. وقلتم: فاحتفلتم تعرفوه، ال ممن غيركم

وال ندري عنها، رغم قراءتنا المتكررة ألخبارها.

خير له والسماع فاتباعه فهما، هللا وأعطاه العلوم، دروب دك راسخ يقولها لكلمة العاقل يستجيب قد ولهذا

على للمعلومات تتبع ومن قا، طري تهدي وال علما تصبح لم معلومات من حصلته وبما بالنفس، الغرور من

كأطفال الناصحين، سماع وعدم الشخصية، الخبرة لرغبات ونزوعنا صلفنا من ويحنا ويا ونزق. صلف

نقبل وال أم، أو بأب نثق وال حارة، النار أن من نتأكد حتى واللسان اليد بوضع الحارة المواعين نختبر

لها الشخصية التجربة متعة وتبقى اإلنسان، تطارد البشري العقل طفولة ولكنها خطأ! هذا لنا يقول براو

الغربيين المسيحيين مفاهيم من وجدت وقد فيه. عنه ينيب أن اإلنسان يتعود لم الذي المباشر وألمها جمالها

بال اإليمان األصل ألن بعضهم؛ عند اإليمان يضعف قد غيبي، أمر حتى أو معجزة على البرهان أن

كما اإليمان ضعف على يدل ذلك فإن دليل عن تبحث فعندما البراهين، فوق هو بما تؤمن ألنك براهين،

يرى بعضهم.

وهو قديم قدير أستاذ لنا قال الباب، هذا في الكبرى الزعازع رغم المشترك المنهج فينجب العلم أما

للتاريخ، والتدريس والدراسة المتنوعة القراءة من السنوات عشرات بعد إنني التاريخ: في درسا يشرح

وكأنها وتسقط تقوم الحضارات ودروس أمامي، عابرة القرون أستحضر يا، تاريخ تفكيرا أفكر أصبحت

األحداث مقدمات أرى ال وأصبحت المديد، التاريخ عمر أو القصير التاريخي عمري في جدا قصيرة حياة

مقطعها. إلى منبعها من بها أبدأ لقضية أتعرض وأنا فتجدني منها، الكثير أفسر أكاد مترابطة، إال والنتائج

على بنورها وتلقي الحياة، جوانب بقية مع التعامل في صاحبها لدى منهجا تصنع علم في العميقة فالمعرفة

ئا شي أعرف كنت أنني "لو فرنسي: نقيب قال الناس. سلوك وفي أخرى، علوم في بعيدة زوايا في ظلمات

واحدا بعمق، لعرفت كل شيء!". [الفكر والحرب، ص41]. وسترى فيما يلي بعض النماذج على ذلك.

والسلوك، العقل في با ودرو قا خل تصنع كذلك فإنها صاحبها، لدى منهجا المتماسكة المعرفة تصنع وكما

فيعم والمغانم، األفق وتوسع صغيرة، وحادثة مفردة معرفة من أبعد آفاق إلى واألفكار الناس وتحمل

خيرها الجاهل والمعاند، بل حتى من يكرهها.

على العلوم بعض "حمل «الموافقات»: في يقول الشاطبي فهذا قديم، مثال على يلحون ممن كنت فإن

في القاعدتان تجتمع أن غير من اآلخر، بقاعدة أحدها في الفتيا تحصل حتى قواعده؛ بعض في بعض

علم. كل عليه سهل واحد علم في برع من قال: أنه النحوي الفراء عن يحكى كما حقيقي، واحد أصل

في برعت قد فأنت الفراء-: خالة ابن وكان ذلك مجلسه في حاضرا -وكان القاضي الحسن بن محمد فقال

في فسها لسهوه سجد ثم صالته، في سها فيمن تقول ما علمك: غير من عنها أسألك مسألة فخذ علمك،

السهو فكذلك يصغر، ال عندنا التصغير ألن قال: وكيف؟ قال: عليه. الشيء الفراء: قال أيضا؟ سجوده

والجبر للصالة، جبر هو للسهو فالسجود التصغير، تصغير بمنزلة ألنه له؛ يسجد ال السهو سجود في

/1) [الموافقات، مثلك!". يلدن النساء أن حسبت ما القاضي: فقال يصغر. ال التصغير أن كما يجبر، ال

.[(84

في مثمرة علمية ثا بحو أنجز من أن يرى إذ مختاراته، في يسبرز كارل يطابقه أن كاد هذا الشاطبي وقول

آخر. علم أي أساسيات من بسرعة التمكن يستطيع سوف فإنه العلوم من علم أساسيات من وتمكن العلم

[كارل يسبرز، الفلسفة والعالم، مقاالت مختارة ص204]

أخرى، ومنهجيات علوم من الجديدة للمعارف مفتوح وأفق المدارسة، دائم علم النضوج هذا وشرط قلت:

فهو الشاطبي يذكره ما أما واحدة. مدرسة من منهجية للرجل تتوفر فلن معتسف، غير واع وتنميط ويقظة

علم فلسفة أو التخصص" "فلسفة الغربيون: يسميها التي هي وهذه تفصيالتها، ال ونظامها المعرفة مقصد

وصف وهذا الشهادة" فيه الذي العلم فلسفة في "الدكتوراه أي: «Ph.D» كلمة تأتي ومنها العلوم. من

للعالمية، المقابل الوصف وهي المنهجية. لهذه طريقهم في أنهم مقصوده ولكن حملته، على ينطبق ال قد

أعراف بعض وفي العلم. يبدأ أن الشهادة حامل وإمكان الرسوخ، إمكان أو الطريق، سلوك على تدل والتي

الطالب على تشترط فهي "التاريخ"، تخصص في بعضها أعرف بسمعتها، االهتمام في المغالية الجامعات

أن يضع خططا وبدايات لألعمال العلمية التي سوف يبدؤها بعد حصوله على الدكتوراه.

الفصل الثاني: عين ال ترى إال الكتب

[الجاحظ، بها". نتجمل أحاديث فحدثونا بنا منقطع قوم "إننا قال: قوم إلى جلس إذا ياه س بن ميمون كان

والتبيين» «البيان في نقل كما عجيب كالم القول لهذا السابقة الصفحات وفي .[1/259 والتبيين، البيان

حمل نستطيع فال الكثير، الكثير ففيها الجاحظ، بساتين من لك نقتطف أن نستطيع ال ألننا هناك؛ فالتمسه

هؤالء مع خبرتي ومن غيره. عند ال منقو منها كثيرا يحتمل أن له فأنى كتبه في يحتملها لم ومن كنوزه،

يسيرة قطعا ولو البعض، قراءة على النية عزم من أقل فال نصوصهم، كامل قراءة تستطع لم إن أنك الكبار

كل يوم، وستجد نفسك قد قرأت الكثير.

لكل مهم محدد معرفي فمدخل عليه، ينطبق الوصف يجعل ما الضروريات من له واسع، بيت القراءة

كان سواء العلم"، "بيت أو الكتب" "عالم اإلنسان منه يلج معرفي مدخل بل تخصصا، أقول وال قارئ،

مجاورة حجرات القارئ يبني ثم ذلك. شابه ما أو التاريخ أو الحديث أو الفقه أو اللغة في التخصص هذا

في يجول ولزائره، لنفسه مريحا أرحب، قصره كان معارفه وتكاملت وتناسقت اتسعت وكلما لتخصصه،

الفنون. بعض غربته وتؤنس الفح، حر من أو شديد برد من نواحيه بعض وتنقذه بالغة، بسعادة حجراته

بقي ما بتذكر أخرى النوم وأطرد مرة، نفسي لي فأس أمريكا، متاهات في بعيدة مسافات أسافر كنت وقد

ما الشعر وصف عليه يصدق ال مما منواله على نسجت وربما غيره، أو جاهلي شعر من الذاكرة في

الغربة في "األدب متأخرا: عرفتها التي العبارة أصدق وما الوحدة. ويؤنس المسافة، ويطوي الذهن، يحرك

وقد الشباب. رفاق مع وتطارحناه والذاكرة، النفس به شغلنا الدهر، من نا حي منزلنا الشعر كان وقد رفيق".

عرفت مبكرا أن عندي قدرة جيدة على حفظ الشعر، ثم تراخت إلى أن غابت أو كادت.

العلم دليل العلم، وكتب السحر كتب الضاللة، وكتب الهداية كتب واجد إنك الكتب؟ في ستجد ماذا

على األدلة يسرد وكلها الركود، ووصفات العالية للهمة مهامز الخمول، وكتب العمل كتب الجهل، ودليل

هذا يكون قد نعم، الموحشة؟ الغابة هذه من تهرب فهل لقارئه. اإلقناع طرق ويستقصي مذهبه، صحة

الذي البسيط، المتواضع مجتمعك غابة سهلة، غابة نحو تغادرها وأنت جدا، راقية غابة هذه ولكن با، أسلو

بحار في والتشرد المغامرة لذة تذوق لن الكبيرة. اإلنسان غايات فيه ترى ولن صغيرة، إمكاناته ألن يرفعك

تبحث اإلنسان فوق تصطلم العالية، العقول وتعارك والمفاسد، المصالح وتضارب السير، ولذاذات األفكار،

يكون يفرح وحين كبير، معنى لحزنه يكون يحزن حين حتى وهو با، راه أو با راغ وتسوقه تختطفه عنه،

وما وصغره. وعظمته اإلنسان بآالم ذلك بمثل ويحزن ودهور، عصور فرحة يفرح أكبر. معنى لفرحه

ذا في كتب الناس إاله، أو عنه.

عندما رائعة إنها جديدا. طا خ وفكرك شخصك في تبني تجدها تقرأها عندما الكاملة العظيمة النصوص

بلذة يكتفي وكان اللذة!"، من "قشعريرة تودوروف: يسميه ما تمنح إنها بها. ومتعتك لها قراءتك تكتمل

الكتب عن لذاذات الصبا، ومغامرات األطفال والشباب. [األدب في خطر، ص5].

عندما تنزعج ال ولذا مؤلفه، من كثيرا وأروع أرقى يكون نا- -أحيا الكتاب أن وهو مالحظ، شيء وثمة

ما هذا وربما هذا. خالف تجد ما ونادرا المؤلفين، حال غالب هو هذا ألن نصه؛ دون فيكون فا مؤل تقابل

نفسه، مؤلفها يعرفه مما أعظم األبدية الحكمة من تحوي الكتب "بعض قال: حينما ياسبرز كارل أراده

إلى المؤلف من نهرب ولذا ص192]. الحكمة، إلى [طريق الكاتب". يتوقعه ال ما والنتائج التأثير من ولها

أن يحبون القراء، رأي ذلك صحيح؟ قرار هذا فهل األيدي، على يقلب تا مي لنقرأه يا ح مواجهته ومن كتبه،

األطباء مثل إنهم لهم. كتب ما يخالف أو يخالفهم يتحرك يا ح ال ومسطورا لهم، مستسلما اإلنسان يعرفوا

وجسمه، مادته مع يعملون معه، يتعاملون وال المعافى اإلنسان يرون ال بل اإلنسان، رؤية يريدون ال

تحنط قد يكون أن يلزمونه والكتاب أيديهم، بين له بقي إن وعواطفه لهم، ماله يصب ال، علي به يستمتعون

في تصرف يفسرونه، أو يحولونه إلى عمل يفلسفونه.

حياته، يصلحون قل أو بعقله يعبثون وأفكاره، العالم حياة ويهدمون يصلحون والمفكرون الكتاب

المفكرين هؤالء إال دائما البشرية تعرف ولم هذا، غير نعرف ال ألننا ضروري؛ وكالهما صحيح كالهما

وألننا أبسط، عملهم ألن وينجحون األبدان إصالح فيحاولون األطباء أما اإلصالح. يزعم وكلهم يرين، المغ

وعبر األمم في السارب أثره مقدار يعلم ولن يعلم فلم المفكر أما دورهم. ينتهي ما لحظة عند أنه متيقنون

معارك سيشب أنه الحسن مجلس يعتزل وهو عطاء، بن واصل العنيد الطالب ذلك يعرف كان ما القرون.

لوثر مارتن اآلخر الطالب يعرف يكن ولم بعده. من المسلمين سيشق أنه وال هذا، يومنا إلى لها نهاية ال

جرح ويفتح المسيحية، ويشق (البروتستانت)، المحتجين يصنع أنه الكنيسة باب على البيان يعلق وهو

بل "روما"، في األصنام قدر من ويهون الحرية، مشاعر ويوقد "الرأسمالية" ويصنع الدينية" "الحروب

ويساهم في صناعة شيء سيكون اسمه "ألمانيا".

فخصوم الوالء. ويبنون األلفة، ويمزقون والمحبة، الحقد ينشرون سخط، موطن با غال فالمفكرون

"روسيا" في األهلية" "الحروب عن يعلم لم وماركس ماركس، يلعنون اليوم إلى "كوبا" في كاسترو

ومارتن فكرته. اسم تحت منها كثير تموت الماليين عشرات وال الباردة"، "الحرب يشهد ولم وغيرها،

ولكن الحل، عن عاجزون فهم الدهور، هذه كل "اإليرلنديين" بين ستحتدم المعارك أن يعرف ال لوثر

نلتمس نحن فها نبي. بن مالك يدعي كما مميتة، أو ميتة تكون عندما حتى أفكارهم بجدوى يثقون الناس

مبررا أيضا ونجد الطرق، علينا ضاقت كلما ومالك حنيفة، وأبي عطاء، وابن والشافعي، أحمد، عند ال ح

للعراك عليهم والتمييز بينهم.

وقد أخرى. وتهبط وأعمال، أشخاص يرتفع وبالفروق سنة، واألعمال الناس بين التفاضل يزل ولم

األنبياء: بين فاضل هللا أن مطلعه في ذكر وقد الناس، تفاضل عن ال جمي كالما الوزير ابن كتاب في وجدت

فهذا وعلما﴾ حكما نا تي آ وكال ليمان س ها نا هم ف ف ﴿ تعالى: وقال بعض﴾، لى ع هم بعض نا ضل ف رسل ال تلك ﴿

دون فيما بينهم هللا فاضل وقد النبوة، في االشتراك مع السالم، عليهما وداود سليمان بين الفهم في تفضيل

يدور الذي التفاوت "وعمود يقول: ثم نا﴾. لسا ني م أفصح هو هارون أخي ﴿و : موسى فقال المرتبة، هذه

واعتدال الذهن، وصفاء الفهم، صحة في التفاوت هو: األحوال أغلب في به يعتبر الذي وميزانه عليه،

ومباني المعارف، مبادئ هي األشياء فهذه اإلنصاف، واستعمال العقل، ورجحان الذوق، وسالمة المزاج،

مال، غير من يا وغن تهور، غير من وشجاعا إسراف، غير من جوادا الرجل يكون وألجلها الفضائل،

وعزيزا من غير عشيرة. [العواصم والقواصم، (244/1)].

حكمة الكتب وغايتها

التي الدروب خير من أنها غير للنضج، نا ضما دائما القراءة وليست وحدها، الكتب وليدة الحكمة ليست

صعود داللة وهي با، كت األنبياء مع أرسل وهللا الصالح. والعمل والعلم للحكمة فتوصله اإلنسان، يسلكها

الكتب بعدد األقوى الشعوب عند اليوم المدنية المستويات وتقاس والتفكير، والمدنية العقل مراقي في

للصعود الوحيد المقياس وضعه الظلم من إنه إال الكتاب بأهمية تسليمنا ومع الثقافات. هذه في المطبوعة

في هذه المدارج.

ليسيطر العاطفي، ضعفه وعلى العقلية قواه توجيه على اإلنسان يسيطر أن والكتب الكتاب ثمرة ومن

وهو للتسخير، العميق القرآني المعنى وتحقيق الكون قوى وعلى قواه، على واستثمار استفادة سيطرة

معنى يراه الواعي أمام عينيه في كل طريق. وقد سأل الشابي األرض يوما:

بشر؟" تكرهين ال هل م أ يا أ "

فقالت:

ذ ركـــــوب الخــــطـر" لـ ت يســــ طموح *** ومن أهل ال ناس بارك في ال أ "

أمريكا رؤساء أحد كان والخوف. والعصبية الحسد من يتخلص حين الدرجات أعلى يرقى واإلنسان

للحكمة، المدمرة الثالثة السموم هذه الخوف". من إال عليكم أخاف "ال ال: قائ الحرب وقت شعبه في يخطب

والمجافية للعقل، وهي أسلحة العاطفة البسيطة التي تبعد اإلنسان عن العمق والقوة واألثر.

***

وقد االستهالك، من بالقليل شعور مع الخبرات، من الكثير منحك وقد يودعك أن العظيم بالكتاب يجدر

الكتاب شروح عن فيه يتحدث طريف موقف لمونتسكيو كان وقد تقرأه. كنت عندما عديدة حيوات عشت

أن وهي طريفة، لفكرة يصل ثم المتن، غموض على تدل ربما والتي أقوالها، وكثرة وتنوعها المقدس،

تأويل وأساءوا معانيه، جميع أفسدوا ولذلك سلطانها، الخاصة أفكارهم منه تستمد أن يمكن فا مؤل يرونه

فقراته. [الرسائل الفارسية، ص305].

والكون الناس عن نتحدث هل وننقلها؟ الحقيقة لنعرض أم آرائنا؟ لقول وسائل الكتب هذه كل فهل

الموتى نستخدم هل بأقوالنا؟ المهمة الشخصيات وراء من ولنهمس نراه، ما لقول نستخدمهم أن أجل من

واألحياء من أجل أن نتحدث نحن ونسكتهم، أو ننطقهم لنحرف أقوالهم، ولنستدرك عليهم؟

على وأفكارهم بعثهم من ونحن كيف القدماء؟ أهم سوانا؟ هي وما أهي؟ الكتب؟ هذه في المتحدث من

وقرائنا أنفسنا الستنطاق بنا حدت التي هي والمستمعة- القارئة -الجماهير الناس رغبة هي أم صفحاتنا؟

وموتانا وموتى العالمين، نتحدث بألسنتهم ويتحدثون نيابة عنا؟

من واحد إال أنا وما القراءة؟ هذه كل ولم الكتب؟ هذه كل لم لنفسي: قلت الصفحات، هذه أكتب وأنا

الناس الذين عشقوا المعرفة، فما غايتها؟ فجاءت ردود عديدة.

تسوقك لليقين. قال أحدهم: إنها ثقة

قال اآلخر: بحر من الشبه والمشكالت يقودك للشك وللضعف.

وقال آخر: وهم يحررك من بعض األوهام.

وقيل لي: معرفة تنقذك من الجهل.

ال. وقال آخر: جهل سبح بك في بحار الجهل، ثم رماك على الشاطئ عاجزا كلي

نتركه ثم نلحظه بل ال، المعرفة؟ نتاج تطيق فهل وعاطفتك. عقلك يحرر للمعرفة اإلخالص قلت:

التجربة في فالمتعة نعرف، لم وما عرفنا ما نتركه كله تيقنا؟! مما نترك فكم هذا، هو سؤال فأخطر بعيدا،

لي: قل بل أخضر، حديقتك في العشب إن لي: تقل "ال أحدهم: قال وقد كثيرا. المتوهمة النتائج في وليست

كيف يختلف عشب حديقتك عن حدائقهم؟".

تصنع التي هي فالكتب اإلجتماعي، العقد إلى اإلنجيل "من الفرنسية: الثورة تأمل بعد أحدهم كتب

ولكنها الحياة، من با مهر ليست "القراءة وقيل: ص121]. نبي، بن مالك والتيه، الرشاد [بين الثورات".

توين: مارك وقال حياة. عن ال بدي قوم عند تكون فقد هذا، في كثيرا أشك ولكني الحياة". على تدريب

كما الكتب "في وقيل: يقرأها". أن يحب ال ولكن قرأها، يكون أن شخص كل يحب أشياء القديمة "الكتب

الكتب؟ تلك اختاروا لماذا تعرف: أن واألصل يحدث، هذا أن والحظ اآلخرين". الختيار نعجب الحب في

الحياة من تتعلمه فما هذا، كل دع يقول: من تجد طريقها، في والتعب القراءة من جهد وبعد

من دنيا مرتبة األساتذة على والتلمذة القراءة من ويجعل الكتب، إياه تعطيك أن يمكن مما أحسن هو

تعلمه ما وأعظمها واألساتذة، الكتب من اإلنسان تعلمه ما العلم مراتب "أقل أمين: قاسم يقول المعرفة،

نسبه على والتأكيد هذا السالف أمين قاسم قول نقل وبعد والناس". األشياء في الشخصية تجاربه من

الغير، آلراء محافظ أدمغتهم يجعلون الذين االجتماعيين على باللوم السيد لطفي أحمد يعقب الكردي،

من محفوظاتهم عليك يسردون أخذوا اجتماعي، موضوع في الكتابة دعتهم أو المناقشة، حضرتهم فإذا

السابق: صاحبه عن يقول ثم الرأي.. من نصيب الموضوع في لعقلهم يكون أن غير من السابقين، المؤلفين

إذا إال يعتنقها ال ولكنه الغير، أفكار عن يستغني ال نقادا باألصالة، مفكرا كان بل أبدا، كذلك يكن لم

وصورة ذهنه، في مشهود مقياس عنده كان لقد قلت: ص95]. حياتي، قصة السيد، لطفي [أحمد اعتقدها".

قد الكتب، كمطالعة الحياة، في مطالعة هي المالحظة وهذه أصالة. األمر في يكون ال وقد تكرارها، يمكن

في ال ونق فا تزيي أكثر أصبحت المالحظة وهذه كذلك، تكون ال وقد االلتقاط، في عبقرية ذات للناس تظهر

زماننا، حيث تيسرت وسائل المعرفة السطحية بمجتمعات أخرى.. وهللا أعلم.

كتب تخلف الظنللبحث وطربت لقراءته، األصدقاء ونقاشات والصحف المجالس دعتك رائع، كتاب عن سمعت هل

به، فرحا خطفته وكنت سفر، في واستصحبته واشتريته له تشوقت هكسلي، أللدوس با كتا أنسى ال عنه؟

فيها فوجد عباءته وفتح مأمنه وصل جهد، وبعد عجل- على ال -لي فراشها من حبيبته عاشق اختطف "كما

من ياله الطائرة، مقعد جيب في عمدا أتركه كتاب أول هذا وكان ص41]. [بلدي، الدرداء". حبيبته جدة

يكفيني به، أعجبوا بمن أبالي وال مهما، غيري عين في كان أو األصلية، لغته في رائعا يكون ربما غث!

مر مذاقه وبرودة أفكاره وسقم لغته، وهكذا سيكون مصير أمثاله وهي كثيرة.

فقد غيري، تتعب قد الطريقة هذه ولكن السفر، في الثقيلة الكتب من للخالص طريقة به افتتحت وقد

الخالص محاولة فكانت هناك، منه تخلصت با كتا ليعطيني الدوحة" "مطار في الطائرة طاقم أحد بي لحق

نسيته كتاب أول وكان أمامي، الذي الطائرة مقعد جيب في الكتب بعض أنسى وكنت وله. لي أشغل الثانية

ومن أبها"، "مطار نزولها بعد الطائرة في البحث وال العودة أستطع لم العراقي، الروائي للربيعي كتابا

في عديدة سنين بعد الثاني الكتاب ونسيت هناك؟! نسيه كتاب في الثانوية طالب رغبة يقدر أن يستطيع

ألني خطأ؛ المقعد رقم أعطيتهم ولكني به، ليأتوني وذهبوا كندا، من قادما وكنت لويس"، سنت "مطار

آسفني لقد ال، لي متأخر وقت وفي الرحلة وكانت للطائرة، أخرى مرة إعادتهم من فاستحييت المقعد، غيرت

روحه يؤنس قد ولكنه أعاجم، بين يا عرب المقعد جيب في محمود نجيب لزكي السنين» «حصاد تركت أن

نسيت أنني بعدها أذكر وال األعاريب. بين والعقل الثقافة إنجليزي زكي كان كما هناك، لجذره فكره بعودة

هللا أنعم أن علي تمنها نعمة تلك قلت: تنسى! أنك تنسى أصبحت لعلك تقول: أن ولك الطائرة، في با كتا

أن يحب صديق استعاره أو ضاع، مهما با كتا تتذكر أن أسوأ فما الكتب. على الحريص على بالنسيان

بكتبك أجدر أنه يرى من الناس أنواع غريب ومن يستعيرها! التي الكتب من يكونها جيدة، مكتبة له تكون

منك!!

ما المنافع من ويجلب آخر، وعالم لبيئة وإدراكه وعيه، تفتح في المسافر على الكبير أثره وللسفر

العيوب وكشف المفيد بجلب بالده في والعلوم والفهم المعرفة الطلعة المسافر ويرفع اإلقامة، تجلبه ال

المثقفين وبخاصة اليوم، والمسلمين العرب بالد في الميل تجد فإنك ولألسف خارجه، في أو مجتمعه في

يمتدحوا أن ويحبون األخرى، الثقافات عيوب عن الحديث إلى يميلون والقوميين والوطنيين المتدينين

الرقيبة والعين جدا، مفيد السفر إن رغم باألقل، فيرضون غيرهم يغمطون ثم ومناهجهم، وبلدانهم أنفسهم

أو -الشرق العلم دار إلى نفرت طائفة "ولوال العربي: ابن يقول المنافع. من الكثير تجلب المفيدة المهتمة

وعطرت الميتة، القلوب هذه على العلم ماء من فرشت والباجي، كاألصيلي منه، بلباب وجاءت بغداد-

وابن ص55]. اإلصالح»، «فقه عن: القواصم، من [العواصم ذهب". قد الدين لكان الزفرة، األمة أنفاس

معرفية لميادين نقلها يصلح عامة الفكرة ولكن لـ"األندلس"، وحملها الدين علوم عن قوله كان وإن العربي

كثيرة.

هائلة كمية يتلقى فرانس أناتول كان فقد األصدقاء، من وليس الكتب من الخالص عن متصل وحديثنا

امتأل قد البانيو يكون اإلسبوع آخر وفي (المستحم)، البانيو في ضعيها لخادمته: فيقول بالبريد، الكتب من

[من منها! والتخلص الكتب من إفراغه الحمام تجهيز ومعنى الحمام. لي جهزي لخادمته: فيقول بالكتب،

مقابلة أحمد بهاء الدين لطه حسين، اهتمامات عربية، ص162].

زار فقد هللا، رحمه مزاجه مع تتناسب عنيفة ثورية بطريقة الكتب من فيتخلص شاكر محمود أما

كتب من الجامعة نتاج يا مهد شاكر محمود الشيخ اإلمام جامعة مكتبة أمين عسيالن هللا عبد الدكتور

النافذة، من بها ورمى شاكر الشيخ فحملها الشيخ، مقام يناسب ال جمي فا تغلي غلفت وقد وغيرها، ومجالت

الحاذق اإلخراج هذا شاكر الشيخ لغير وأنى مفاجأة قوله! نحو أو الغثاء، لهذا عندي وقت ال وقال:

األمريكان لتخلص عجيبة قا طر شهدت وقد الطبري! وتوحش حزم، ابن وحذق حدة يذكرك مما للمشهد،

والياردة القدم عندهم القياس (وحدة بالقدم وبيعها بالوزن، الكتب وبيع البيوت، أمام البيع منها: الكتب، من

وليس المتر)، وبيعها بالكيس، الكيس بنصف دوالر، ضع فيه ما شئت من الكتب.

زمن الكتاب وزمن القارئمحب عن أتحدث وال العالقة، طبيعة أو مرة الزمن يحددها العالقة من مراحل وقارئه الكتاب بين

عليه، الكتب بهيمنة يبدأ الكتب فمحب بالكتاب، اآلخرين عالقة أعرف ال ألنني بها، وعالقته الكتب

والرديء، الجيد له تحدد حياته، في شيء كل هي الكتب هذه لتصبح لنفسه والتقدير الشعور ومغادرته

وطبيعة العالقة وغيرها.

المقروء، في التفكير ويبدأ الكاتب، هيمنة مقابل بنفسه الشعور فيها يبدأ التي فهي الثانية المرحلة أما

إنهم األزمة؟ هذه تجاه القراء من الكثير يفعل فماذا متعبة. شكية مرحلة وهذه والشواهد، النصوص ويبتلي

حيث بنا امض يقول: حالهم ولسان والمفكرين، الكتاب من بالثقات يسمونهم من إلى عقولهم يسلمون با غال

شئت فنحن بك واثقون!

تزكية ونالوا المجتمع، ذلك في وثقافتهم علمهم خبر انتشر الذين إنهم الموثوقون؟ هؤالء من ولكن

يحتال يخطئون عندما المقبولون فهؤالء المضر. المفيد القبول هذا لهم فيحدث واسعا، ال وقبو عامة،

بالمبالغة أقوالهم التابعون يحف أصابوا أنهم تالمذتهم يتوقع أو يصيبون وعندما بالحيل، المعتذرون لهم

والقداسة.

مرة وبالتفاهة مرة، بالخطورة وأفكار مواقف وصم على قادرون أنهم الموثوقين هؤالء مخاطر ومن

من بهالة مزكاة العامة، وإلى التابعين إلى منهم العظيمة الفكرية والمنافع الكبار األخطار وتتسرب أخرى،

الحوادث وأنكرته واإلنصاف، الصدق له وددنا ذلك غير زعم ومن أخرى. والباطل مرة المعقول التقديس

والعقول وإن تمنت صدقه القلوب.

سجن الكتاب وكتاب السجن

في ومغامرة إليه، وهجرة األلم عن وسجن الزمان، عن سجن للتفكير، وسجن للعقل سجن الكتاب

عقله في بقي فقط منهما بواحد اهتم ومن الفرص، أروع جمع فقد والعالم الكتاب بين جمع فمن العالم،

وروحه فراغ كبير. وعن سجن الكتاب يقول السياب:

أغـــــــــــاللي اآلســـــرات الــــــــســــطـــــــور ن سجني الكــتــاب *** و ســجــــين ولك

سرور صحائف مات ال فوق ال شباب *** و فما بين جنبيه ضاع ال

وكاد كاتبه، عينه في وعظم فاستهواه القرآن»، ظالل «في كتاب عارف السالم عبد عرف السجن وفي

وفي والكتب. والفكر الثقافة طاقة فوق كان الناصر عبد حقد ولكن المشنقة، من قطب سيد بوساطته ينقذ

خطى» «مشيناها : سماه ال جمي با كتا كتب الذي السوداني- والسفير -الوزير سليمان أحمد يذكر السجن

به، فاستمتعت اآلن، إلى الوحيدة زياراتي في 1985م عام وجدة الخرطوم بين كتابه رافقت قد وكنت

كتابه في يذكر ووجدته أنهيته، قد كنت "أبها" إلى الطائرة إقالع وقبل حولي، شيء كل عن وشغلني

الطعام عن فيه أضرب الذي سجنه في أنه السابق- كتابه من نا شأ أقل -وهو قلم» وجوالت فكر «سياحة

بعد وقرأه فا مصح فطلب يقرأ، ما يجد لم السجن- دخل عندما الشيوعيين مع وقتها -وكان 1959م عام

ظلوما "كنت الشيوعية: غواية عن وقال [ص197]. زمن. بعد ولو لساحته القرآن فأعاده فراقه، من سنين

الصفحات: [انظر موكبها". طليعة ضمن أسير كنت التي فة الز بحقيقة ال وجاه لنفسي، ظالما ال، جهو

193-197، ويقصد بالزفة: الحزب الشيوعي].

واكتشافهم مصر، في الشيوعيين مع ونضاله طلبه وأيام فا، طري تأريخا معهم مغامراته لبعض أرخ وقد

في وضعه ثم ترجمته، على عكف الذي الصين»، فوق األحمر «النجم الشيوعية للصين أرخ الذي للكتاب

كانوا من ليقابل وزيرا لمصر زيارته ثم اكتشفته! المصرية الشرطة ولكن سيارة، إطار في خفي مكان

حياة في دورا عموما للكتاب وتجد المواقف. عجائب يصنع السجن في القرآن أثر وتجد قبل! من سجنوه

حياة في وأدوار مشاركات لهم كانت الذين أولئك عن وبخاصة فا، طري با كتا يكون أن يصلح مما السجناء

عماد السوريين المثقفين الزمالء أحد من سخرية منبع كان وقد العصور. كل في جدا كثيرون وهم األمم،

تقرير عنه كتب إنه لي قال اإلسالم، قبل الحنفاء به قصد «األحناف» المؤمنين عن كتاب وله صباغ،

األقباط بعض سجن مصر وفي مسيحي! هو بينما المسلمين"، "اإلخوان من بأنه السورية للمخابرات

عالم، [فؤاد المسلمين"! "اإلخوان لمركز قرشا بخمسين تبرع بسبب كانت العالقة إن أو نفسها، بالتهمة

اإلخوان وأنا، ص266].

فراق الكتبصحبتها شرف ويتراجع عنها، والبعد مفارقتها يحسن أوقات تأتي لها، ونتقرب للكتب نحن مثلما

على الفريضة تتقدم كما تتفاضل، فالفرائض وأعلى. أهم داع ولوجود منها، أشرف هو ما لصحبة

الواجب، والواجب يقدم على المستحب وعلى ما يحسن فعله وقت الفراغ.

ذلك: عن وتحدثا مهمتين مرحلتين في الكتب تركا الرجال، أخطر من اثنين سيرة التاريخ لنا حفظ وقد

أكاد ال أنني مع سنين، بضع يقول- -كما القراءة ترك االنسان» هو «هذا كتابه في نيتشه وهتلر، نيتشة

أصدقه، ترك الكتب ليتأمل ويفكر ويكتب متحررا من كتب اآلخرين وأفكارهم العليلة.

وتتبع القراءة في ال طوي نا زم أنفقوا الذين القراء من -وهو العتيد والسفاح المبين، الغوي ذلك هتلر أما

له صلة ال يا عسكر متحمسا كثيرون فيه رأى وطالما وأمته، بالده بهم ال واشتغا هما والدراسة، األبحاث

"ما األولى: العالمية الحرب بداية عن «كفاحي» الشهير كتابه في فيقول كذلك- األمر وليس بالكتاب،

وفي األلماني. الشعب عن دفاعا السالح، حمل وقررت الرف على كتبي وضعت حتى الحرب نشبت إن

القطاعات إحدى في قبولي متلمسا الثالث لويس الملك جاللة إلى عريضة وجهت 1914م آب من الثالث

تطوعي، بقبول يشعرني بكتاب التالي اليوم في فوجئت إذ سروري كان ما وشد البافارية، العسكرية

من فترة ألماني كل وإلى لي بالنسبة بدأت وهكذا معين. بافاري بفيلق االلتحاق إلى أسارع بأن ويأمرني

يقض الجبهة، إلى السفر يوم المبارك، اليوم ذلك فجر بزوغ أترقب وأقمت أنساها، أن هيهات حياتي

وعندما الغرب.. نحو ورفاقي اتجهت متأخرا.. الشرف ميدان إلى وصولي هو واحد هاجس مضجعي

يستوعب أن من أضيق صدري وأضحى "الراين" نشيد صدورنا من أفلت صباح.. ذات الضباب انحسر

الظالم جنح تحت الزحف في وشرعنا باردة، ليلة في الفالندر" "سهول بلغنا والفخار. باالعتزاز شعوري

حولنا، يتساقط الرصاص بدأ حتى الفجر بزغ إن ما ولكن العدو، جانب من فعل رد أي نواجه أن دون

نحن، صفوفنا يحصد الموت منجل شرع وعندما الموت.. رسل بطالئع با ترحي مقاتل مائتي هتاف فتعالى

أربعة وبعد الجميع".. فوق "ألمانيا ننشد: ونحن الموت لقاء إلى ومشينا للوطن، الهتاف صدورنا من أفلت

عشرة السابعة في فتيان من تجعل ألن كافية كانت األربعة فاأليام نفوسنا، على أساسي تحول طرأ أيام..

كان والواجب، البقاء حب بين عنيف صراع منا كل داخل في وقام الرجولة.. مكتملي مجربين ال رجا

الصراع هذا انتهى وقد بذل. الذي المميت الجهد بعقم إقناعنا ال محاو العقل، بزي متنكرا حولنا يرود الجبن

لويس ترجمة: [كفاحي، ذاك. مذ الشعور هذا يزايلني ولم الجنان، ثابت الجأش رابط وأنا أقاتل ووجدتني

1995م، ص90-89]. الحاج، دار صادر،

رغم أيضا والقراءة الكتابة يحسن العاصف، والخطيب المؤثر، والمتحدث المجنون، القارئ وهتلر

والسياسة. والتاريخ والظواهر للحوادث الجادين والدارسين القراء من وهتلر للبشرية. الكبرى مآسيه

حاله ومعرفة لمعرفته الصحيح الطريق هو كراهته أو محبته قبل هو كما الشخص بحقيقة واالعتراف

ورأيه، ومعرفة العالم الذي نعيشه عن كثب.

من وهناك فيه، يتحملونها وقت إلى بالحقيقة تعريفهم تأخير العاقل يلزم قد الناس من طبقة وهناك

ثم معلومة! عنه تكتم وال يوم، أول منذ ويعلم يعلم أن به يحسن من وهناك أبدا، يعرفها أن يصلح ال

من وموسولينني وهتلر ستالين بأن القبول عليه صعب فمن والفهوم"، القرائح قدر على منه اآلذان "تأخذ

عليه عز ومن مذكورا، ئا شي اإليطالية الثقافة في يكون كاد ألنه موسوليني؛ يتقدمهم وقد المثقفين، عداد

حكمهم، تهم التي التقارير تتبع في جادين قارئين كانا حسين وصدام الناصر عبد جمال أن يعرف أن

نقص عن يقرأ أن لعاقل يروق وهل يفهم؟! أن يريد فماذا ومغامرة، ومبادرة شجاعة فيهما كانت وأنه

أو والقصور، النقص يتتبع أي الناقص". في "يقرأ الليبي: المثل يقول وكما الكاملين؟! وعيوب الناقصين،

يهتم بالسلب ال اإليجاب، وهو بهذه الطريقة لن يجني العسل من بين الشوك!

كثير كان الناصر عبد أن الغضب» «خريف المحزن هيكل حسنين محمد كتاب في قرأت قد وكنت

دولة كرئيس واجبه إن الملفات. من بكومة يوما جاءه موظف في صرخ الذي بالسادات مقارنة القراءة،

خالف وهناك جمال». عمك هذا ولدي «يا كتاب وكتب يقرأ، السادات كان فقد هذا ورغم قراءتها،

له كان غيره أو منصور أنيس إن أم له هو وهل باسمه، صدر الذي الذات» عن «البحث كتاب حول

السبع»، «العادات كتاب مؤلف نسيته قد وكنت الكتاب عن فكرتي جدد وقد فيه؟ صغير أو كبير دور

الفصل في ربما مرتين السادات بكتاب استشهد ربما أنه وأذكر كوفي، ستيفن المورمني النصراني المبشر

بينهم اشتهر ولما المجال. هذا في با كتا ونشر الكنيسة، في ظا واع ستيفن وكان الكتاب، في اإليماني

أبقى وإن طريقته فغير فقط، وكنيستهم للمورمين ظا واع بكونه يلتزم وال عاما ظا واع يكون بأن نصحوه

الذاتي التحفيز وصنعة ناجح، وعمله اإلداريين، وتوجيه بالتحضير واشتهر كبير. حد إلى وعظه مضمون

أمريكا ومازالت تا. مؤق الطيب والشعور والتسلية بالرقية أشبه االنتشار، واسعة صنعة أمريكا في أصبحت

عليها يضعون ثم الكتب، بتلك الناس يعظون الجمعة خطباء أصبح وقد إال با تقري بعام سبتمبر" "حادثة بعد

في يعظون كانوا األندلس في اليهود أن الطريف ومن الجمعة. خطبة لتكون األحاديث و اآليات من شيء

كتبوا األندلس وفي اإلسالم، على الدالة الكلمات يبعدوا أن بعد الدين» علوم «إحياء الغزالي بكتاب كنسهم

قواعد العبرية بناء على قواعد العربية.

فهم الكتبتنقدح قد والفهم العلم من طباق الفهم في وبقيت الناس، أكثر يفهمه أن فغلب الناس، لجميع هللا كتاب

صح الذي هللا رسول وكالم سمعه. من يكفي منه قرب ما أو قريب، با غال المعنى ولكن الخاصة، أفهام لها

لقبيلك وآخر لك، وليس مستواك فوق كتاب فمنها ومتلقيها، مؤلفها بحسب فهي الناس كتب أما كذلك، عنه

كان وما فائدته. من أكثر تكون قد معاناته ولكن فائدة، من يخلو ال فوقك فالذي دونك. وثالث ونظيرك،

بك. اإلضرار أو نفعك على قادر وهو كثيرا، منه تفيد فذاك وذوقك لعقلك ممتعا أو لفكرتك مثيرا لك ال قبي

كونه في فائدته تكون وقد فائدة، من يخلو ال وقد وذوقك، وعلمك عقلك من أثره يقلل فقد دونك، هو ما أما

عابرة. فكرة أو حكمة أو خيال أو عارض نفع من يخليك وال نا، زم به تقطع يا مسل وللعاطفة، للعقل مريحا

ولكن العمر ال يسع التبطل مع "كتب البطالة"، فقلل قدر طاقتك من الكتب الضعيفة والمتوسطة.

العقل، ضعيف للمعرفة كتاب وهناك المعلومة، ضعيف للعقل كتاب هناك الكتاب؟ من تريد ماذا ثم

وكتاب والزمان. المكان تغادر يجعلك للخيال وكتاب والمعلومة! العقل ضعيف للعاطفة كتاب وهناك

الوجود ضعيفة ولكنها اليوم، العالم في رواجا الكتب أكثر هي وهذه المعرفة، من وشيء وللخيال للمتعة

والخيال والذوق فالفن ومرادك، وزمانك حالك بحسب تحتاجها الفنون وهذه المعاصرة. العربية ثقافتنا في

ومن الجد، إلى الهزل من بها فيسيرون القراءة، ويتعودوا باألدب، ليهتموا الشباب طريق في نجعلها

ما بحسب األوسع، أمده إلى األفق ضيق ومن غناها، إلى اللغة فقر ومن المعرفة، إلى جهلهم على الحيلة

توفره مواهبهم.

الحظ حسن ومن الناضج، إال عنها يبحث من ل ق و الكبير، وتنبه الصغير تريح الحكيمة والنصوص

العقاد، وهم: با متقار أو واحدا، نا زم لهم القراءة أدمنت لثالثة جميلة، نصوصا واحدة مدة في لقيت أنني

ومالك بن نبي، وسيد قطب.

الدرداء: أبي كقول المعرفة". "كآبة أو العلم" بـ"كرب يعرف ما منها كثيرة، للقراءة نا أثما القارئ يدفع

فهناك عينيه". دية من يأكل "الوراق يقول: بعضهم كان الثعالبي: وقال وجعا!". يزدد علما يزدد "من

لراحة ويحتاج الجسم، تعب من وطأة أشد الذهني" "التعب أن الحظت وقد للذهن، ومجهود للبدن مجهود

نملكها التي "المعلومة لوك: قال يبقى. طريقه في تعبت الذي والفهم الفكرة ولكن اليدين، جهد من أكثر

هي فقط تلك التي فكرنا فيها".

الصغير» «األدب كتابي في ال فمث صغيرة، كتيبات في الحكيم والسياق الرائعة الفكرة تجد ما وكثيرا

هذه وخذ جوهرة. الكتاب تجعل والفهم، والحكمة والمعرفة العلم عن مهمة إشارات الكبير» و«األدب

تقول: والسهلة، العامة التاريخية الكتب من عددا كتبت أمريكية يهودية مؤرخة خطتها التي الجميلة اللوحة

والتوقع والتفكير معوقة، والعلوم غبية، واآلداب صامت، التاريخ الكتب بدون للحضارة، حامالت "الكتب

العالم، على ونوافذ التغيير، محركات الكتب يكون، أال الحضاري التطور يكاد الكتب بدون جامدان.

إنسانية الكتب العقول، لكنوز وبنوك وسحرة، وأساتذة رفاق، الكتب األزمنة، بحار تضيء ومنارات

األفكار العظيمة، ص423]. مطبوعة". [بربارا توكمن،

غمض أو قدرتك فوق هي أو تطيقها، ال أمور عند تقف ثم فيها، تعرج مدارج الفهم في لك أن واعلم

درس أو كتاب من تولي أن يعيبك وال له. لست الذي النوع وال الطاقة فوق نفسك تكلف فال مسلكها، عنك

تالميذ من ويكفيك كثيرون، فهم دون آبوا فالذين الفهم. على الحرص عدم هو يعيب الذي إنما فاهم، غير

«األصمعيات» يجمع أن يمنعه ولم األبيات، تقطيع يستطع لم فاألصمعي واألخفش. األصمعي الخليل:

مرة يفهم وال الشيخ كالم عن سيبويه فيسأل الخليل، فهم عن فهمه تقاصر أن األخفش يمنع ولم وغيرها،

أخرى بعد الشرح الثالث للمسألة.

البن االتصال» من والحكمة الشريعة بين فيما المقال «فصل كتاب مع طريفة تجربة لي كانت وقد

طويل. مقال أو صغير، يب بكت أشبه أنه مع وتركته قراءته، حاولت مرة أول في صعوبة وجدت فقد رشد،

وكنت جيمس، لويليم «البراجماتية» أقرأ كنت وعندما الفلسفة، كتب بعض من وعانيت سنين ومرت

في الفلسفة قراءة عناء منها أين قوية، مشرقة لغة فوجدت رشد، ابن نص بيدي وقع الكتاب، من أعاني

لغة أخرى، أو في نص ترجمة غثيثة؟!

خبير، لناصح حكيما كالما الفلسفة كتب يتجنب أن الناس بعض على أن في رشد ابن قول وجدت وقد

وللضياع، وللقلق للكفر مدعاة ربما بل مضرة، آخرين حق وفي با، واج بعضهم حق في تكون قد أنها مع

قول ال أو بنعم والحاد فيها القاطع فالقول لهذا الوثوقيين. المتقحمين مع وعاجلها وسطحيها قليلها وبخاصة

لبعض فيها لكن نا، أحيا ومضالت مشكالت من فيها ما مع وهي مصلحة. وال شرع وال عقل يسانده ال

أنشط الروح متعة أن كما الروح، متعة من الناس بعض عند أحضر العقل ومتعة لها. مثيل ال متعة الناس

أن كما والجسد! والروح العقل متعة بين له جمع من حظ أعلى وما العقل، متعة من آخرين عند وأقرب

كان وقد أخرى. يقينية فلسفة عليها ترد الجاحدة الملحدة والفلسفة أخرى، تقربها فلسفة تبعدها التي القضايا

والفلسفة، اإللحاد مع للتعامل مهما ال مثا و2009م 2008م عامي في بريطانيا في العاصف النقاش في

كارين ردود عليه الجميلة الردود من وكان عظيما». ليس «اإلله المثير كتابه هيتشن كريستوفر نشر بعد

هذا ولعل العلم. لغة غير لغة للروح أن وإلى نكرانه، يعسر الذي الروح نداء إلى أحالت وقد أرمسترونج،

هك، جون القسيس البريطاني األديان، في الباحث حدثه وممن الحديثة، القديمة الفطرية الردود من الرد

وقد كتبت عن هذا النقاش في غير هذا المكان. [في كتاب «أسفار وأفكار»].

البال النشغال أو اللحظة، تلك في المزاج لبعد إما الفهم، عليك ويعسر النص، عليك ينغلق نا وأحيا

نصا فتجد مريحة، خفيفة قراءة وتحتاج نص قسوة تعاني تكون فقد آنية، قراءة مزاج بسبب أو أخر، بأمور

والرواية، السهل والتاريخ كاألخبار سهلة قراءة مع الوقت بعض صرفت قد تكون أو فيصدمك، با صع

عن بعيد معرفي لنمط جاهزة تصبح حتى البعد بحسب رياضة تحتاج النفس فإن عميق، لنص تنتقل ثم

السابق.

الكتب بعض يقرأ كان فقد العويصة، واألفكار الصعبة الكتب على وايتهد صبر من رسل جب تع وقد

أو األولى لغتها في والتأملية الفلسفية نصوصه بعض قراءة جربت كنت وإذا فراشه. في وهو العسيرة

وتقف طا قس منها تأخذ الذي النوع من فهي والصعوبة، بالمتعة مليئة تجربة عشت أنك شك فال المترجمة،

ريثما تعود. وقد استغرقت في بعض كتبه أشهرا أناوب بينه وبين كتب أخرى!

نوجه الكتب أم توجهنا؟

الكتاب في المتصرف إنك قلت هل بيدك؟ الذي الكتاب وبين بينك العالقة عن يوم ذات نفسك سألت هل

تعترف أن عليك حرج، ال وتوجهك؟ فكرتك على المؤثر المضل أو الهادي الرائد هو أم يدك، رهينة

به لمت س عملي لقرار ساقتك كتاب من بك مرت التي الصفحات كانت فإن نفسك، من تعلمها التي بالحقيقة

وتسلم الكتب، تتبع أن عليك لوم وال كثيرا، هذا في حرج فال الثالثين بحر وفي با شا كنت فإن فكر، دون

وقليل للمؤلفين أسير فأنت الكتب، تسوقك زالت وما العمر من األربعين بعد كنت إن أما فيها، مما بكثير

بعض في ولو غلبته تكون أن المؤمل من وصحبته، الكتاب عشق من العمر هذا فبعد بالكتب. االنتفاع

نا عليه، وكيف تنتصر عليه؟ األحيان، أو غالبته لتنتصر أحيا

وتشكل مواقف، في كثيرا ويتحير هناك، رجال وأمام هنا، كتب أمام مستسلما ويقف إال عاقل من ما

يعلمها ال قضايا في لآلخرين يسلم لم ومن يستوعب. لما ليصل يستوعب ال بما نا أحيا ويسلم آراء، عليه

أن يحاول أستاذه أو أخوه كان عندما «مذكراته»، في راسل برتراند ساقها جميلة حكمة وتلك يستفد، لم

فقال فهم، دون يسلم أن الطموح الشاب فأبى نقاش، دون للتسليم يحتاج الرياضيات مسائل من نوعا يعلمه

وزعم الغرور إن التالي. الدرس نبدأ أن لنستطيع األمر؛ وانتهى هكذا النتيجة بأن تسلم أن بد ال أستاذه: له

بأصحابه ينتهي وهم، مجرد كامل تعقل دون شيء لكل رافضا والوقوف والشك المصدر، من دائما األخذ

فاالعتدال قاعدة. وال نظام دون بغيره وتسلم شيء في تشك مزدوجة، شخصية أو منه، مخرج ال لشك

وصفها يصعب قد جدا مهمة ولكنها نعمة، الفهم عسيري أمرين بين الحدود بعض وإدراك والتوسط،

فإنه وإال ورضا، قبول عن مكانه للتسليم فلنترك أبينا- أم -شئنا بأمور دائما نسلم ونحن هنا. وتقسيمها

طا. سيأخذه اعتبا

العلماء وأكثر القارئ، ونضوج الفهم تأخر في دور ونوعيتها وكميتها المعرفة ووقت للعمر يكون وقد

سنين بعد ثم يتعلموا، أن ليستطيعوا ومالحظاتهم معرفتهم يكتبون كانوا السابقة العصور في المؤثرين

التقليد، به يسمح ال ونضج خير عالمة وتلك سجلوه، وفيما تعلموه فيما آخر رأي لهم يصبح قد طويلة

ويلوح منافسيهم، ويخافون العامة، يخافون العلماء من كثيرا تجد ولهذا المتعلمين. من العامة مجاراة وال

ولو الكبار ردده ما أو الكتب، في والمشهور السابق بتأكيد للخالص ويلجؤون وتقصيرهم، ترددهم

عارض قناعتهم الخفية.

كتب خاصة

بحاجة أنه بالناس، وعالقاته واطالعه معرفته مراحل بعض في يا ضرور القارئ يجده ما طريف من

في الفلسفة كتب مطالعة إلى "اتجاه لديه كان إنه عنه قيل قد الطبري أن وجدت وقد مقروءاته، يخفي ألن

السر". [هادي العلوي، شخصيات غير قلقة في اإلسالم، ص258].

يا ثقاف مغلقة بيئة في تعيش أن التصرف لهذا ويدعو عديدة، مناسبات في كهذه بظروف مررت وقد

الخوف كان السن صغير كنت وكلما عليك، الخوف دعون وي جدا، لهم مزعج فهذا لخصومها، تقرأ وأنت

كبيرة، شبهة نا أحيا الكتاب يصبح إذ غيرها، من قسوة أشد وهي السياسة، ظروف ثم أكبر. منك أو عليك

المجموعة تلك في عضوا يجعلك فرقة أو لشخص قراءتك أن المضاد الموظف أو المضاد السياسي يتخيل

به سيتهم وكم فرقة! من له سيضم كم األفق المتسع المثقف فويح يا، فكر أو يا، عقد فا موق أو السياسية،

يواجه إنه واألفكار! العقول على الثقافي الرقيب عقل لصغر يا بل ودولة! وسياسة وجماعة حزب من

- والصحف الكتب قراءة الحزبي االنتماء عالمة من يزل- -ولم وكان بالتضييق. األفق توسيع واجب

واليوم المواقع- التي تردد قول الحزب وتؤكده، وهذه القراءة انتماء عندهم.

الفكري، الوالء من وتنقص وتشقي، وتعلم تسعد فهي والروح، العقل على أخر آثار المختلفة وللكتب

كثيرا وفقد كبيرة، بمغانم جاء الواسعة للقراءة تعرض فمن والسياسي، والعقدي المذهبي االنتماء وتهدم

من الهدوء والطمأنينة والوثوق في أقوال أهل مذهبه.

وعاش اإلسالم، وربما مذهبه فقد ثم يا، شيع معمما شيخا كان -الذي العلوي هادي ذكرنا قد إننا وبما

لخرج فصدته لو لكنك بعده، كل من الرغم على فإنه ويشقى- الكتب من يغرف متشردا، با هار حائرا قا قل

بالتاريخ، وليس بالدعوة مشغولون أنهم "الشيعة" عن له قرأت ما أجمل ومن الجلي، نقده رغم با متمذه لك

الخارجة آرائه من لكثير أشار علي بن بزيد تعريفه وفي أقوالهم، من عديدة مواضع في يشكك كان أنه ذلك

كتب الذي الفارسي، سلمان الصحابي عن كتب عندما ذلك وقبل للشورى، تبنيه مثل الشيعة، أقوال على

التحقيق عدم عن للشيعة يعتذر ثم القوم. أقوال من الكثير فنقد األصفهاني»، «روزبة عنوان: تحت عنه

يهم وال خادم هو الداعية يراه كما فالتاريخ بالتاريخ، مهتمين وليسوا وعائلة، لمذهب دعاة أنهم التاريخي

التحقيق من صحته.

ألن المذهبيات، في وبخاصة عقيدة، أي ألتباع جارفة الزمة التاريخي" لـ"التحقيق الداعية وكراهية

موضوع للتاريخ العقائد إفساد وقصة خصومهم، ينصر أو مسلماتهم بعض يهدم التاريخي" "التحقق

للكتب المتابع لدى والتفكير االهتمام تستحق قضية وهي المسلمين، وبعد قبل أمما أنهك وقد بعيد، واسع

أعسر من وهذا يعالجها، التي المسألة وحقيقة الداعية رغبة بين ما الفصل وهي واألفكار، والمذاهب

ودعوته عمله يكون وقد الدعوة، سبيل في بالحقيقة يضحي فهو قضية، أي إلى الداعية على األمور

وفكرته ضحية لهذا التفريط في الحقيقة تحت ضغط الرغبة، وما يسمونه بــ"التفكير الرغبوي".

نهب الكتبكلود وصف كما كاسحا، با نه وينهبه آخر، مؤلف كتاب على كاتب يسطو أن الكتب" بـ"نهب أعني

[النظر ويحاربه". يفنده كان أنه بحجة كاسحا، با نه ديدرو نهبه "والذي بقوله: شهيرا فا مؤل شتراوس ليفي

ما إلى اإلشارة قبل هذا ونقلت ص50]. بيروت، الطليعة، دار شتراوس، ليفي كلود والقراءة، والسمع

وكتاب السلطانية»، «األحكام الماوردي كتابي بين حدث كما اإلسالم، علماء لكتب وتبن نقل من حدث

فيما ال كام نا، ومضمو نا عنوا الماوردي كتاب يعلى أبو نهب فقد نفسه، العنوان تحت الحنبلي يعلى أبي

عدى مسائل بسيطة خالفية بين المذهبين.

المؤلف مر هللا، سعد ترجمه: وقد ولف، األمريكي للمؤرخ البرابرة» «شاطئ كتاب أقرأ كنت وعندما

وقد كتابي!". في نهبتها لو تمنيت وكم عنها، نفسي أبعد كنت "لقد فقال: تنشر لم علمية رسالة بذكر

أعجبني أنه شرح مشاعره، وصدق فيها، وابتعد عن المعابة.

محاضرة الجامعة في مدرس قدم فقد با، غري فا موق الكلية في دراستي من الثالثة السنة في شهدت وقد

أحد على سطى أنه الحظت وقد الثقافي، الموسم بها مفتتحا الجامعة، في تسجيلي من األولى السنة في

وفي بحثه، جهد ومن فكرته، بنات من أنه على ساقه كتاب من ال فص محاضرته فقدم المشهورين، الكتاب

اإلنسانية»، النفس في «دراسات قطب محمد كتاب على فيها سطى أخرى، محاضرة قدم يليه الذي العام

يذكر أن دون ممكن، مرجع ألي فأشار للموضوع، مهمة مراجع عن أحدهم سأله ثم ال، كام ال فص فقرأ

«التفسير بعنوان محاضرته كعادته قدم الثالث العام وفي علينا! وقرأه عليه سطى الذي الفصل وال الكتاب

كان الذي خليل الدين عماد لكتاب ذهبت قا معل العنوان رأيت فلما مؤرخا، ليس وهو للتاريخ» اإلسالمي

األول الفصل أغلب لنا قدم صفاقة وبكل الثقافي"، "العدوان لمشهد واستعديت فيه وقرأت العنوان، بنفس

فطلبت لصاحبه، إشارة بال للنص قارئ مجرد كان بل منه، فكرة زيادة وال يذكر تصرف دون من

أعطاني ثم هي. كما قصته فقصصت المحاضرة، على بالتعليق لي سمح ألي وبعد السؤال، وليس التعقيب

وال هي، كما عديدة كتب من لفصول تجميع مجرد وكان له، مطبوعا با كتا الغامدي خميس الزميل

بسبب كبيرة لمضايقة وتعرضت خليل، الدين عماد ساقها التي لآليات ال جدو وضع إنه إال ئا، شي يغير

الطالب جميع بين درجة أقل النهائي االمتحان في فأعطاني جرأتي، بسبب قا الح أذى منه ولقيت ذلك.

تستطيع حتى الكبيرة السرقات على تسكت أن لألسف الجامعات شعار وكأن والمنتسبين، المنتظمين

مواصلة المسيرة!

عين ال ترى إال الكتب

من تخرجي بعد بها عهدي أول في الرياض في نسير الغامدي، ناصر بن سعيد الصبا صديق مع كنت

يرجع أن واضطر مسرعا، وكان فأوقفته "مكتبة"، كلمة فلمحت الناصرية، حي باتجاه منطلقين الجامعة

أقدام بعد على السيارة نوقف أن نزل- -ولم عادتنا من وكان األخرى، السيارات خطر برغم مسافة بعد

بموقف تضيق وال رجليها تحرك أخرى أمم بعكس خطوات، بالمشي ألقدامنا نسمح وال غرضنا، من قليلة

وجعلها "مطعم" كلمة صغر والخطاط مكة". "مطعم كانت اللوحة أن وتبين للمكتبة عدنا المهم بعيد.

فقط! "مكتبة" كلمة قراءة إال أستطيع ال كنت إنني أو "مكتبة"، فقاربت "مكة"، كلمة وكبر الوسط، في

وكانت مادة سخرية لصديق يقظ.

شهواتها، عينك فتتبع تزورها حين وبخاصة للوقت، ومضيع نافع وجوارها المكتبات على والتردد

هذه تجنب الجاد القارئ وعلى لمضيعته، با با العلم مورد فيصبح اختيارها، في وتقصر تركيزها، وتفقد

المال ونفقة مطاردتها لألواء حامل لها، جامع إلى الكتب تحوله ال حتى والتتبع، بالتجميع المغرية الشهوة

الكتاب رسالة عن ويبعد الكتب، بغاية يذهب عمل فهذا نسخها، ومقارنة جمعها في الذهني والجهد والوقت

والمكتبة، وقد أصبح في الوسائل الحديثة غنية عن جمع األسفار.

الغرفة فيدخل أقرأ، يراني فكان أشهر، بضعة واحدة غرفة في الغامدي سعيد الدكتور مع سكنت كنت

أو تا تثبي قرأت ما ناقشت جالسته إذا بأني ويتهمني الصفحات. هذه من أكلت ما هضم في تبدأ اآلن ويقول:

ليالي إحدي وفي الطريقة، هذه على استمر أنه وظني آنذاك، قراءة مني أقل هو كان وما زعم، كما هضما

كان ربما الذي الكتاب، واشتريت المجاور السوق إلى وخرجت منها، وتضايقت القراءة كرهت االمتحان

وال مزاحا، فا لطي وكان للدراسة، وترجع سريع عالج فقال: الغم، انفرج وقد به وعدت البقالة، في الوحيد

أنسى صوت سقوطه المرعب من سريره العالي ذات ليلة، وربما كررها عامدا فيما بعد.

عالما "أن الدين: بهاء ألحمد حسين طه روى نا، أحيا تنضبط ال وشهوة موجع، مرض الكتب حب إن

جمعها هائلة، مكتبة له وكانت عشر- التاسع -القرن الماضي القرن أواخر في مصر إلى جاء يا جزائر

يقرأ المصرية الكتب دار في جالسا الشيخ هذا وكان المدينة. إلى إستانبول من البالد شتى في رحالته من

أنتهي حتى بجانبي اجلس له: ويقول الكتب دار وكيل يستدعي به فإذا جدا، الكتاب وأعجبه نا، ثمي طا مخطو

من قراءة هذا الكتاب؛ ألنني أخشى أن أسرقه!". [ذكره بهاء الدين في «اهتمامات عربية»، ص161].

من سرقة كتبه على حصل قد أنه وأخبره كتبه، على وأثنى إليه، إبراهيم بجبرا المعجبين أحد وتحدث

له يرسل بأن فوعده مالبسه، تحت إخفاءه يستطيع ال كبيرا كان ألنه أحدها؛ إال بلدته في العامة المكتبة

الكتاب الذي لم يستطع سرقته.

تحقيق عن له فاعتذر عارية، الكتب أحد منه فطلب مشهورا، با وكات له قا صدي إنجليزي مثقف وزار

رغبته، فقال: لم ال تعيرني؟ قال: ألن هذه المكتبة التي ترى كلها عارية!

وال حوزتي، في كتاب أي وجود عدم هو يزعجني :"ما لزوجته فكتب لروسيا كازانتزاكي وسافر

اللغة!". هذه سر على أطلع حتى الصيني؛ النحو في با كتا أشتري أن حاولت واحد، على الحصول أستطيع

يعيشون ال الكبار القراء فهؤالء متاعه؛ من ما مكان في با كتا يعدم لن أنه لراهنته يا ح كان لو قلت:

لقال: الفقيه حضر ولو كازانتزاكي. طبقة من المهنة هذه أهل وتصرفات أخالق أعلم ألنني كتب، بال

يجد لم إنه مدينة: عن يقول آخر مكان وفي بعد". يقرأه لم كتاب حوزته في ليس فنقول: أولى "التخريج

كتاب". وعشرون وثمانية أربعمائة كامبريدج من بها عدت التي "الغنيمة ويقول: [ص195]. با. كتا فيها

أصدقائي على أضحك زلت وما فعلت، نا وحس "توفيت زوجته: لموت يحزن وال الكتب لعدم ويحزن

عقيمون إنهم المثقفين: عن ليقول آخر مكان في ينتبه ثم [ص93]. آنذاك". مصيري على أشفقوا الذين

ال ينصف الميتة المسكينة! ولؤماء. ولعله بوصفه هذا لنفسه أو

حتى لمكتباتها، ذهبت إال مدينة نزلت فما طبيعة، الزمن مع تصبح ومطاردتها الكتب وجاذبية

لمدينة مرة ذهبت وقد جديدا. وال قديما عندهم تتوقع تكاد وال الكتب، من فقيرة تبدو التي المدن تلك

ريد، جون مدينة أنها فيها السلفيون يعرف وال واليساريون، اليهود فيها يكثر مدينة وهي "بورتالند"،

عشرة لمدة بيوم يوما وقتها، في الروسية الثورة عن كتاب أحسن كتب الذي العتيد الشيوعي المناضل

هز والكتاب الدنيا، أيام غرائب من الحمر األيام كانت لقد العالم». هزت أيام «عشرة بكتاب وخرج أيام،

مهمة؟ هنا مكتبة من هل سألت: قراءته. من عاما عشر خمسة بعد تمح لم صورا فيها وترك الذاكرة،

السنوسي»، علي بن لمحمد الكاملة «األعمال كتاب فيها وجدت ألنني إال أعجب ولم عليها، فدلوني

مؤسس "السنوسية"، وهو كتاب نادر.

البرعي»، «ديوان دنفر في ووجدت مجانسه، لغير ويذهب مكانه، غير في المهم الكتاب تجد فقد

وعجبت للشيخ الصوفي يقول في غزل لطيف:

ن التماما بدر منهـــ تعــــير الـــ يســــ نى *** كم بدور في خدور المنح

ت العظاما ف فؤادي بعدما ل ســــويدا مــــهــجتي *** و بهم حـــ ح

ديوانه. في يشبهها ما القصيدة ولهذه أمثاله، عند نجدها أن قل وسالسة شعري، تفوق فيه هذا وقوله

[ص180].

أمل على تقضي أسعارها ولكن وطاب، لذ ما وفيها اإلنجليزية". "المكتبات أهمها مكتبات لندن وفي

مثل جاورها وما سكوير" "رسل منطقة في المستخدمة الكتب مكتبات بعض أزور وكنت المشتري،

الكتب عليها تغلب التي الكبيرة، الجديدة المكتبات سلسلة لصالح اآلن أغلقت بعضها رود"، "توتنهام

العامة والشعبية.

البحث في طريفة حادثة ولكن بسهولة، ومواقعها الكتب توفر لها حصر ال طرق بوجود سعدنا زماننا في

جليل عالم وهو األخشيد ابن نادى فقد عنها، البحث في سابقة قرون بمعاناة تذكرك بأن جديرة كتاب عن

قائال: بالحجيج يهيب الحرام والبيت عرفات في الموسم في نادى المعتزلة علماء من الحكمة في ورأس

والجاحظ كان" وجه أي على الجاحظ عثمان ألبي والمتنبي النبي بين الفرق كتاب على دلنا من هللا "يرحم

وعمرو البصري والحسن الخطاب بن عمر ثالثة: على إال العرب أحسد ما الصابئ قرة بن ثابت فيه قال

بن بحر الجاحظ. [جمهرة مقاالت محمود شاكر، (614/2)]

عند أسوار الكتبوجدت أنني غير مؤلفيها، أسماء أو عنها، الناس كالم أو المهمة، عناوينها أجل من با كت اشتريت

بك ألولريش العولمة؟» هي «ما كتاب رأيت منها! األول السطر منذ صعوبة بل قراءتها، في صعوبة

مترجما رأيته ثم حينذاك، "العولمة" عن با كتي كتبت ألنني مؤلفه؛ أهمية عن وقرأت للعربية، مترجما

بعد به استمتعت شك ال االقتحام، فكرة عناء بعد قراءته على أخيرا وصممت األلمانية، عن لإلنجليزية

العالمية» المواطنة مجتمع رؤية الجديد، العالم «هذا الثاني كتابه رأيت قليلة فترة ومنذ القراءة، قرار

الذي وأسلوبه نكدة. فوجدتها منه األولى السطور أقرأ أن وحاولت ومراجعه، فهرسه واستعرضت لبته ق

وهم -أو األفكار وكثرة الكلمات، وقلة المعاضلة في بامتياز، ألماني أسلوب العولمة؟» هي «ما في قرأته

من الكثير الصعب بأسلوبهم األلمان أفسد وكم قريبة، سهلة تكون قد لفكرة األسلوب ووعورة كثرتها-

يقول: وكان الثقافة!". صفو تكدر األلمان حل "حيثما قوله: في نيتشه أصدق وما والنصوص! األفكار

األلمان الفالسفة كبار بعض أن غير ص47-46]. اإلنسان، هو [هذا الفرنسية". بالثقافة إال أؤمن ال "إني

لعبد «شوبنهور» كتاب في هذا قرأت ولعلي األلمانية، غير بلغة تكتب أن يصعب الفلسفة بأن زعموا

عشر التاسع القرن نهايات في األلمان" "الفالسفة من كبير عدد عند الفكرة وتكررت بدوي، الرحمن

والنصف األول من القرن العشرين.

ويتهمهم فلسفة، ال با أد يكتبون بأنهم العرب الفلسفة كتاب بعض يلمز كان بدوي الرحمن عبد أن واعلم

األدبي بأسلوبه نجح نجيب زكي الدكتور فإن وأمثاله، محمود نجيب زكي يقصد ولعله مزعجة، بتهم

أدباء كانوا وأرسطو أفالطون أمثال من الفلسفة مؤسسي أعني بل الفالسفة، كبار إن ثم فكرته. قول في

بقي الذي األثينيين دستور إال غابت، وإن أدبية نصوصا كتب والثاني متعة، قوله كان فاألول ليين، مج

مشهورة، األدبية مكانته عن اليونانيين وكالم للشاهدين، متعة محاضراته وكانت أسلوبه، من شيء فيه

من مسودات ووصلت تصل، لم أرسطو كتب ولكن لغتها، في يا أدب لقوتها وقلدها شيشرون األديب ومجدها

والتكلف كتاباته، بعض في تكلف وربما كاتبين، من بأسلوبين وصل األخالق» «كتاب ال فمث محاضراته،

أرسطو، تيلور، [ألفرد كتابة. وال محاضرة ال سلوكه، من يكن لم مؤرخوه قال كما األسلوب وصعوبة

ص18].

تعقدت وأهمية- عناية لقيت التي الميادين من -كغيرها الغربية الفكرية الكتابة أساليب تطورت وعندما

ثقافتنا على غلبت التي الضعيفة الكتابة بعكس يألفها، لم لمن متعبة فأصبحت طرقها، ونضجت أساليبها،

من مهما تفقد وال الكتاب من مسافات تعبر قد إنك حيث والتراجع، الضعف عصور األخيرة، الدهور في

فكرة وال قضية.

كان جيدنز أنتوني كتبه الذي الممتاز الكتاب على بيك- -تعقيب تعقيبه فنجد «العولمة» لكتاب ونعود

وشهرة بيك. على عالة "العولمة" عن كالمه من كثير في كان جيدنز أنتوني بأن علما مفيدا، ملخصا

صديقه مثل الوسط، من بالعصا أمسك فقد مواهبه، وتعدد وعالقاته الرجل لوذعية منها ألسباب جيدنز

في متطرف، مسيحي يميني فهو بلير، طوني العراق احتالل زمن البريطاني الوزراء رئيس تلميذه أو

نشره ودار شهيرا، ناشرا جيدنز أصبح وقد قديما، ال معتد يسارا كان ما أو "اليسار"، العمال حزب ملعب

"بلوتو" تتقدم بين دور النشر البريطانية، وتميزت بعناوين جيدة.

عن أعرف بأن اهتمامي مع األولى، األسطر بعد البدء أستطع فلم الجديد»، العالم «هذا لكتاب وعودا

فراق بعد ئا شي الجعبة في منه أجد لم ا كثير كالما كتب فقد العولمة، تعريف في با كتا أنفق وألنه الموضوع،

األمر وجدت اقتحمتها إذا حتى القارئ، على وتتعالى وتعلو أسوارها، تتمنع الكتب فبعض األول؛ الكتاب

والسمعة مناهجها، في ال دخولها في هي والصعوبة اسمها، يروعك شهيرة جامعة في كالدراسة نا، هي

لباحثيها ال لمدرسيها.

في الرواد" "المؤسسين بكتب عليك أقول متعبة؟ تكن مهما أسوارها وتقتحم الصعبة الكتب تقرأ هل

في يفكر ولم كاتب، أسلوب هللا يهبه لم كاتب مع نفسك تتعب وال قراءتها، تحتاج التي الموضوعات

عند نجدها حتى له، فلنتركها دربها، تسوية دون تسجيلها في فكر بباله، عرضت عندما فكرته إيصال

فال محدد كتاب معاناة علمك يقتض ومالم اإلنسان. علوم وال الفيزياء نظريات تقلب لم دامت ما غيره

وال الطباعة، قبل كتبهما تهذيب عليهما رديء، كاتب ليربح وال متعثر، ناشر ليرتاح بالقراءة نفسك ترهق

ذوق وضعف قادمة، ناشره سمعة وسوء كبيرة، قارئه وحسرة رديء، الرديء فالكتاب القراء، يلوموا

كاتبه محقق.

ووصفهم الناس أقوال في وتجد العميقة، الكتب أسوار عند تقف أن تعني ال المزعجات العقبات هذه كل

الجيدة الكتب هذه على تسور بل رائدة، فكرة أو قيم عمل عن لإلعراض مبررا بالصعوبة كاتب أو لكتاب

تقتحمها وال يد، كل في تقع ال غوال فبعضها المتمنعة، القيمة الكتب تحدي في فائقة لذة وستجد أسوارها،

الضعفاء وتتحدى العالية، وقيمتها الحقيقية بشخصيتها يوحي لباسا تلبس مصونة، جواهر عابرة، عين أي

لم فإن مني، ولست منك لست عني، إليك المقدرة: وضعيف الشرود للقارئ تقول فكأنها العزائم، وواهني

عالية، وهمم راقية، شريفة لعقول هنا ندائي أن غير تطيق، ال بما نفسك تؤذ فال الطبقة هذه أهل من تكن

امتطاء على القدرة فقدت حتى كذلك تزل فلم وتتقدم. تتخير أن وحقها تتحير، األسوار عند تقف تزل ولم

ما وكثيرا نعم بشم؟ الكتبي يصيب وهل بشم. أو تعب وربما نفس، وصدود ملل يرده من وهناك الجياد.

يعاني ذلك، ولم يزل القراء يبتكرون العالج لهذه العلة.

الكتب القديمةالذي الشهير المؤلف من أقدر كان لربما نبيه، فذ من قا تعلي عليها تجد فقد القديمة، الكتب تحقرن ال

جرأة مزيد فلهم المؤلفون أما المؤلفين. من خير كثيرون ومنهم نجباء، القراء فجمهور بكتابه، نجمه عال

ولنا كبير، شعب الصامتة" "الفئة القراء كتيبة فنحن القراء، من علما أكثر بالضرورة وليسوا جلد، أو

أنفسهم فقدموا المطابع، وغرتهم الكتابة، أعجبتهم كثيرين، ومؤلفين بكتاب سخرنا وكم ووعينا، مداركنا

لها، وجانبت عددا منهم المعرفة!

أنه فهمت وقد عبيد، أحمد األديب ورثة من أشتريت قديمة مكتبة في أجلس كنت الجامعة مرحلة في

مهمة غير محاضرات أفوت وكنت بتعليقاته، واستمتعت شرائها، وأماكن كتبه هوامش من سوريا، من

وأنا أرافق القارئ الكبير، وال أعرف إن كانت كتبه التي كتبها مهمة أو كثيرة أم ال.

الكتب طول من أعاني كنت وقد كثيرا، منها واستفدت المستعملة، بالكتب استمتعت أمريكا وفي

أن لي تيسر وقد جدا، الكالم يكثرون الغربيون والمؤلفون تاريخ، كتب وهي يا، أسبوع قراءتها المطلوب

ووجدت وقضاياها، أفكارها من المهم على طا خطو القراء يترك التي الكتب إلى وحدها بالمعاناة اهتديت

المراجعات، لهذه فهارس وهناك جدا، ورائعة مفيدة غنية مادة الكتب تراجع التي المراجعات مجالت في

أقدم بأن فأفادتني الكنوز هذه إلى اهتديت بالطويل ليس زمن فبعد نشرها، وتاريخ وأماكن كتبت؟، وأين

أو ال كام وقراءته الكتاب عن تبعدني ألنها بي؛ أضرت ولكنها ومنقودة، وملخصة واضحة الكتاب فكرة

أغلبه، وكم من مراجع تخدع مراجعته، فيضع من الجيد ويشيد بالرديء!

القراء وقصاصات الكتب، على وهدايا جدا، قديمة بعضها المؤلفين، بين رسائل مقتنياتي بين ووجدت

به، يهتم من هناك أن أشك وال الفنون، من النوع هذا عن يكتب من هناك كان إن أدري ولست وتعليقاتهم.

جميلة تعليقات وأجد المكتبات بعض إلى أختلف وكنت بالك! على يخطر ال شيء بكل يهتم من فهناك

"اليساريين" من مجموعة هناك أن ووجدت والكتاب، القراء بين التوجهات صراع عن ومعبرة وطريفة

المستخدم الكتاب على المباشرة الكتابة من موقفهم وتطور المتطرفين، والمتدينين "اليمينيين" تحارب

ريد رالف لفه أ كتاب على قرأته ملصق أنموذج وهذا الكتب، هذه لمثل قا مسب معد ملصق إلصاق إلى وسبه

األمريكية؟»، السياسة روح المسيحيون يغير كيف الفعال: «اإليمان بعنوان المسيحي" "التحالف زعيم

الحرفي التصديق األحمر- -بالخط "تحذير الداخلي: الكتاب غالف على يساري كتبه الذي الملصق يقول

ذلك على الموت من التحذير أو الخطر صورة وضع ثم وحياتك!". العقلية صحتك يدمر قد الكتاب بهذا

المتوترة العالقة عن قسم وفيه المسيحي"، "التحالف صعود عن مهمة صفحات الكتاب وفي الملصق.

هذه حول المراقبين بعض يروجه لما المخالف الموقف حقيقة عن يكشف المسيحي، والتحالف اليهود بين

الالحق الموقف أن غير واللقاءات، العالقة طبيعة عن الحديث يلف مبطن سلبي موقف فهناك العالقات،

ضد المسلمين ربما غير هذه الرؤية.

الكتب المعاصرة لك

العصور بكتب قورنت ما إذا ضعيفة ألنها عصرك؛ كتب عن يصرفونك زمانك في القراء تجد ما كثيرا

الكثير. الخداع من فيها القناعات وهذه بعيد. زمن منذ المؤلفين كبار كتبها التي الجيدة والكتب القديمة،

السياسة مجد أن واعلم زمان، كل في النجباء من البشرية يعدم لم وهللا ورجاله، سادته عصر لكل أن فاعلم

والسياسة القيادة تلد وحيث كبير، ثقافي جهد الحياة نهر من األخرى الضفة على يعاصره قد يدور، حيث

والقوة السياسة كانت التي العصور وأما منهم. وخيرا مثلهم والمصانع والمكتبات المدارس تلد نجباء

في قليلة لحظات فإنها المغول- عصر في حصل -كما الغزاة عند معدومة أو ضعيفة والعلوم ظاهرة،

واألتراك. المغول قصة في كما ال، مث عسكرية بل ثقافية روحا تكون ال قد روح بدء مع تتناسب التاريخ،

إلى وتنبه با، منج ولودا عصرا يكون فقد زمانك، في يكتب ما خير معرفة في واجتهد عينيك افتح ولهذا

وال جديدة، أساليب معاناة على الكافية المرونة لهم تكون ال وقد بعدهم، ولدت ثقافة يحبون ال الشيوخ أن

عنهم تغيب ال كونه، في هللا سنن وعرفوا الزمان عركهم الذين أما يصغرهم. أو يعاصرهم لمن القراءة

عن الناس يشغل وإنما ونوابغه، وأفكاره رجاله عصر لكل بأن الوعي وال المعاصرة، تحجبهم وال الفطنة،

عيوبه نا أحيا يرون بل يرونه، ال فإنهم معاصريه بين النابغة عاش فطالما المعاصرة، داء زمانهم نابغي

أم رأيتهم منك. بعيدا أو با قري أو محيطك، في هناك با غال فهم ترهم لم أم زمانك نابغي رأيت سواء أكبر.

أو جاهل، جهلهم أن يضيرهم ال عمي. من عنهم وعمي رآهم، من رآهم الدياجي، ينيرون هناك فهم أبيت

تعصب ضدهم موتور.

بر ويك المتعاصرين، لكبار والتصغير الجهل من بظالل يلقي خاصة- -والقرناء الناس تنافس أن واعلم

بعض يكون وقد عصبية. أو حزب أو طريقة لهم روجت الترويج، في فرصة وجدوا سالفين صغار من

العقول ولكن ضعفت. مهما مدرسة أتباع ليكونوا ويقصروا يقسروا أن لهم يراد ومن للعامة، مفيدا ذلك

من وتقلل بنفسها، للدنيا تنظر أن وعليها الظالم، دروب في وتساق تقاد أن بنفسها تربأ أن واجبها الكبيرة

منه علمت إن وقلبك عقلك في هللا واتق زمانك. دروب في ال دلي ليروك األمناء، عن وتبحث الوسطاء،

بالغه- -في المعصوم بعد يولد فلن صيحة، كل تتبع وال النور، من نوافذ عليه تغلق فال يا، ووع يقظة

ويغرر الغفلة، فيهم تسود و الخطأ. دائرة بهم تحيط العصمة، دائرة سعون يو الذين أن واعلم معصوم.

عرفت وقد يوغلون. فيه أنهم يعلمون وال يفرون، منه الذي والجهل التقليد ظلمات في ويرتكسون بهم،

مبتسرة، وأفكار محدودة، ومدارس قليلة، كتب على المتعلمين يقصرون الذين هؤالء من كثيرا وجربت

األخرى للمعارف هم جهلهم بسبب كبير جزء منه بل للمعرفة، وصيانة لألفكار رعاية كله دافعهم ليس أن

مقلديهم، شأن من والرفع مشابهيهم، تمجيد ثم أنفسهم، إنتاج إلعادة جهدهم فيسعون والمذاهب، وللثقافات

صحيحا كنت إن المرضى هؤالء حيل عنك فدع والعلم. المعرفة من والترويع والجهل، التقليد لتكريس

تحس ال دمت ما وواصل تهابها، صفحات في عينيك أدخل ثم قادر. إنك صادق أمين ناصح لك وقال يا، قو

فمعرفتك لك، يرق لم أو جديد، علم في تستوطن أن تستطع لم وإن سارة، رحلة فالمغامرة غامر، بشر

بمعالمه خير من جهلك، وقد استكملت هذا في مكان آخر من هذا السياق.

الطعام أو الكتابالهاربة- الذكريات تالفيف في ذكراه -ذهبت الجامعة في أستاذا وكان "أبها" في قارئ شاعر علينا ألقى

«األغاني»، كتاب دخله بكل اشترى قد وكان ال، ما فقيرة بنت استجدته قارئ شاعر عن "الكدية" قصيدة

كل "لعنت بقوله: واألدب العلم بشتم عليه فردت حاله، لها وبين الشاعر القارئ الطالب بحال لها فاعتذر

من يجد ما لها صرف التي الكتب أجل من أياما يجوع كان أنه جبرا يشكو ثم الشعر". وخصت العلوم

با كتا اشترى كلما أياما يطارده الذي الجوع ذلك «كفاحه» في هتلر ويقص كتب. عنده يكن لم إذ المال،

الحال. بهذه هم لمن مقاومتها تعسر الكتاب فشهوة ورساما. نا فنا كان هتلر أن تنسوا وال فيلما، رأى أو

يترك ال الكوثري وهذا الحنبلي. عقيل البن «الفنون» كتاب ليشتري بيته باع من المسلمين من قبل ومن

أن يذكرك أن مكتبته غرقت في البحر وهو متجه من بالده لألستانة.

يقف وقد كبيرا، غيره يراه ما واستصغر عمل، إن تفرد وعلت همته غلبت ومن القليل، يسع والقلب

أن وعليه المادية، وإمكاناته العلمية رغبته بين أو العادية، وشهوته همته بين صعب خيار في الرجل

قليل وهذا المال، هذا يستخدمه أن من ليتخلص ورثه مال من يهرب وفيتجنشتين تلك. أو هذه فإما يختار،

رسل قال األيام أحد وفي رسل، برتراند عند "كامبريدج" في يدرس با طال كان هذا وفيتجنشتين نادر،

ليشرح األجنبي للطالب لمه وس المحاضرة منبر عن وتنحى هذا، في أستاذي فالن الطالب إنه لطالبه

وهو قليل، مثاله الكبار. تواضع على داللة فهي مشهور نبوغ داللة الحادثة هذه وكما والفالسفة، لرسل

بها، وتعلق العلم مفاتيح أدرك سبينوزا وهذا تشغله، ولم الرفاهية في نشأ ألنه حزم؛ ابن به افتخر ما أقوى

في هو عما المرء يتنازل أن الحكمة من ليس أنه وهلة ألول بدا "فقد يقول: فيه، والكد للمال يحتاج كان و

والثروة، الجاه من تجنى التي الفوائد إدراك أستطيع كنت إذ به. قا موثو عندئذ يكن لم شيء أجل من يده

يا جد حياتي أكرس أن أردت ما إذا الغايات، هذه وراء السعي عن التخلي إلى سأضطر أنني أعلم وكنت

فؤاد [سبينوزا، والصحة". الحياة لحفظ يلزم ما إال المال في زهد أنه ويذكر جديد". مختلف شيء وراء

زكريا، ص25].

إلى يشير العمل هذا أن له ترجموا الذين أحد ويرى العدسات. صناعة مهنة في يعمل سبينوزا وكان

التطبيقي، والعلم النظرية البصريات حدود على "عمل عصره، في التكنولوجيا أعلى يمارس كان أنه

سبينوزا مورا، فرانسوا [بيار أيامنا". في المعلوماتية هي كما تماما األقصى، حدها في التكنولوجيا إنها

أو المهارة مسألة في مهمة نصيحة ولتولستوي المؤلف. من ذكية مالحظة وهي ص29]. واالسبينوزية،

أو إرشاد وهي الحاجيات، من غيره عن العلم يشغله أن مشكلة عن وتكفيه عاقل. لكل تلزم التي المهنة

تقليد يهودي قديم. [السابق، ص24].

وكسب األرض في السعي عن أو الحياة عن المشغلة العلوم حواشي من ثر التك الجوزي ابن كره وقد

فآفته واستجاعة، وإضاعة، ونكدا، آفة أربعة: للعلم "إن حنظلة: بن دغفل عن الجاحظ ونقل المعاش،

عقب: ثم منه." تشبع ال أنك واستجاعته موضعه، غير في وضعه وإضاعته الكذب، ونكده النسيان،

باالزدياد عقولهم شغلوا إذ الرواة، أكثر سياسة ولخرق العلماء، أكثر تدبير لسوء االستجاعة عاب "وإنما

الربح وذلك النقصان إلى يا داع االزدياد ذلك كان دونوه، قد ما وتدبر حصلوه قد ما تحفظ عن والجمع،

تكدروا ال القائل] أنه منه ظنا المزني عن [ونقل غيرك.. علم وتعلم علمك علم وقالوا للخسران.. با سب

عند الفكرة وعاودوا عشي، بصره أكره وممن الجمام، عقب كان ما الفكر فخير تهملوها، وال القلوب هذه

من فإن االستغالق، ببعض امتحنتم إذا الحكمة إصابة من تيأسوا وال بالمذاكرة، واشحذوها القلوب، نبوات

أدام قرع الباب ولج. قال األحنف "السؤدد مع السواد" [البيان والتبيين (274/1)]

قال حبيب الهذلي:

نى*** وكيف يسود ذو الدعة البخيل تع أترجو أن تسود وال

يغذيك ولكنه مرة، كل وليال أيام لبضعة الطعام يحرمك "الكتاب" المعشوق هذا "إن جبرا: يقول ثم

وجدتني قالئل سنوات بحر وفي تخيب. وال دائما عليه تعتمد لك رصيدا ويبقى عمرك، طول وعاطفة ال عق

إنها مع وحماس، برضا ذهبت أينما ثيابي قبل أنقلها واحدا، واحدا بنفسي جميعا اخترتها بكتب طا محا

حكمة خالصة تحمل التي هي أليست كذلك، تكون أن في الحق ولها ترحاله، في اإلنسان ينقله متاع أثقل

ولكن ص46]. أخرى، وأوراق النمرة [معايشة كينونته؟! وجوهر وتباريحه وتطلعاته وتاريخه اإلنسان،

رأيت ما رباح: أبي بن عطاء قال ويعلمهم. فيشبعهم طالبه، يغني كان عباس كابن مؤثرا يا رسال عالما

اإلسالمي، العالم فقهاء من ستة [تراجم جفنة. وأعظم ها فق أكثر عباس، ابن مجلس من أكرم قط مجلسا

ص30].

يذهبون كانوا األزهر، في طالب وهم أنهم كلورادو" "بولدر في األعظمي مصطفى المحدث وحدثني

الطعام، األكبر دافعنا كان يقول: كما ولكن العلمية، االستفادة بحجة الجمعة يوم "حلوان" في قطب سيد إلى

يا كريما. وكان سيد غن

حمل الكتب

المستودعات وفي والبحر، البر في لقطر، قطر ومن آلخر، بيت من الكتب حمل مشقة من عانيت لكم

نخبة منها وضاع المخزن، في لها الماء وتسرب بريطانيا، في قسم منها غرق وقد السيارات! وكراجات

قدرتي وعدم عليها حرصي شهدوا عندما معي فحملوها رفاق ي عل وحن مرة. من أكثر المطارات في

بها ينوء لندن، في القطار محطات في معي تحملها الذي السخي التونسي ذلك أنسى ال إذ حملها، على

أصبح بعد فيما أنه عرفت وقد لألمر، نهضته أستغرب ولم الكتب! أشقته من على فا عط أو نا عو كتفه

يا في اآلداب. أستاذا جامع

رمى وقد نزولها، بعد األمتعة سير على قادمة كتبي من يسخرون وهم الكلية في زمالئي وشهدت

في يعلو كتبي وعلى علي والضحك مكان، كل في والمجالت الكتب وتناثرت فتمزق منها نا كرتو العمال

بها لينال ربما منها، بعدد بعضهم فيحتفظ لي، ليوصلوها الدرب رفاق على وأوزعها نجمعها ثم القاعة،

أنه توقع وقد يكن، لفتحي وانقالب» وحركة فكرة «اإلسالم كتاب مثل سياسة فيها وألن قربة، رقيب عند

ذاك، مسكين منع. بال األسواق في معروض كتاب من المعلومات، من بمثله الزمن يأت لم ما على حصل

ئا! ظن أن وقادا طلعة للمعرفة حريصا على الكتب ينسى منها شي

والطلب، الرحلة وخالصة تعليقته ينهبوه أن وكادوا للصوص، تعرض فقد الغزالي حامد أبو أما

السرقة فكانت أبدا، شيء منها يفوته ال حتى وحفظها عليها فعكف له، أعادوها حتى واستلطفهم فاستجداهم

في الحديثة والوسائل والسفر، الكتب عرفت منذ معي قائمة بالكتب السفر مشكلة وكانت له! الدرس نعم

إنها بالكتب، واأللفة والمراجعة للعرض ال للخزن طريقة تبقى ولكنها رائعة، وخزنها المعلومات جمع

سجال، حرب في الحديثة بالطرق والمعلومات الكتب حفظ طرق مع وإني تخدمه. وال الكتاب تبعد أساليب

أجدها مرة، وتغيب عني مرات في غابة الحاسوب التي تتسع بال حدود.

المال. لتوفير أو الحمل، لتسهيل الخط، تصغير في القدماء طريقة مثل سلبياتها لها الطرق هذه وتبقى

على الحمل وخفة والورق، الورق، "لقلة فقال: خطه دقة سبب عن الفارسي روزبة بن أحمد سألوا وقد

وذكر للسخاوي]. المغيث» «فتح عن ص37، الحبشي، هللا عبد اإلسالمية، الحضارة في [الكتاب العنق".

الخط تصغير أجازوا العلماء أن وذكر أرز، حبة على اإلخالص سورة يكتب كان من قصص الحبشي

لمن ضاقت عنده الصفحة.

وكانت أمه، مذكرات أحرق وأنه الشديد، بخله من يسخر الذي والده عن يهودي يقولها نكتة وقرأت

الورقة وجه في ولرأى أحرقها، لما واحدة جهة في تكتب كانت ولو وقفاها، الورقة وجه في تكتب األم

الطريف اليهودي وهذا الحرق! من المذكرات ستسلم كانت وبهذا وخزنها، عليها وحرص نفعا، اآلخر

مالبس، لها يشتري بأن تطالبه كانت أمه، موت بعد تزوجها التي والده زوجة أن زعم قومه ببخل الساخر

ال حتى الميتة زوجته ثياب مقاس على ألني تزوجني لقد الزوجة: هذه فتقول الميتة، ثياب بلبس فيلزمها

ئا! يشتري لي شي

بين النساخ والناشرينكما النساخ. مع قديما المؤلفين مشكالت أعادت والناشرين، المؤلفين بين معارك دارت عصرنا وفي

تكون ثم كتابه في يتعب المؤلف كان وقد الناس. عن كتابه حجبوا الذين زمانه ساخ ن مع للفراء حدث

خمسة منها أحدهم كسب وقد النسخ، من يغتني الكتابة فسريع تجارة، النساخة كانت فقد للناسخين، المغانم

ثالث في المتنبي ديوان فيه فأكتب دراهم، بخمسة كاغدا أشتري كنت آخر: وقال درهم! ألف وعشرين

اإلسالمية، الحضارة في الكتاب [الحبشي، عريضة. ثروة الناسخ هذا ترك وقد درهم. بمائتي وأبيعه ليال،

النساخة، في عمل مكة في وثيابه أحمد اإلمام متاع سرق ولما مشاهير. علماء منها عاش وقد ص43-42].

فال بدرهم، الصفحة ينسخ كان السيرافي ومثله اليمن. في أيضا فعل ذلك ومثل رمقه، وسد اكتسى حتى

ليعملوا النساخين يجمع الذي الكبير الناسخ هناك وكان يومه. قوت هي صفحات عشر يكتب حتى يخرج

يلمح ما األخبار بعض مثلت وربما بالكتاب. وال بالصفحة وليس للناسخ، درهمين ويدفع باليوم، عنده

أو بدرهمين، أحدهم عند بأسمائهم قوائم يسجلون كانوا أنهم من يبدو فيما اتحاد للناسخين كان أنه إلى

الهائل- النساخ بعض ربح -رغم والنساء الرجال يمارسها كان التي المهنة هذه وتبقى المبلغ. بهذا يعملون

[الحبشي، الشكاوى. أطول عنها وكتب مارسها الذي التوحيدي حيان أبو عليها أطلق كما الشؤم، حرفة

ص46-45].

محرري بين وكذا فا، طري سيكون با كتا تستحق متشعبة عصرنا في المؤلفين مع الناشرين وعالقة

اآلداب» «مجلة تحرير لرئيس رسالة كتبت أنه قرأت وقد وكتابه. التحرير رئيس أو والكتاب، المجالت

يا رمز مبلغا الناشر أرسل وقد مندور، لمحمد يا مرض مبلغا يدفع يكن لم تحريرها رئيس أن البيروتية،

قد النقد في الرمزية المدرسة إن مندور: عليه فرد مندور، يكتبها كان التي النقدية المقاالت على مكافأة

لعلها الناشر، بخل من لطيفة شكوى فكانت المادية"! "المدرسة اسمها: جديدة، نقدية مدرسة بعدها جاء

على طريقة المشاكلة.

دفع مقدم مبلغ أغلى وكان واحد، كتاب بيع من حياته طوال يثري قد الغرب في الكاتب أن حين في هذا

في هائل مبلغ زمانه في وهذا جنيه، آالف عشرة دزرائيلي، البريطاني الوزراء لرئيس دفع رواية لكاتب

ويلسون، األمريكي الرئيس عن آخر خبر النص- هذا أقرأ -وأنا يدي بين وكان عشر. التاسع القرن أواخر

كان وكذا األكاديمية. بالمثالية بالتأثر بعضهم وأتهمه الروايات، ويكتب يا جامع وأستاذا فا مثق كان الذي

كتاب: مؤلف تتبع وقد كتاب، ألف عشر ستة عن تزيد مكتبته وكانت نهما ئا قار كفاحي كتاب صاحب هتلر

النصوص، على والخطوط والتعليقات النصوص والحظ فكره وعلى عليه أثرت التي الكتب هتلر مكتبة

وناسب والمتعلمين للمثقفين سيطرة طويل زمن منذ الغرب حكومات عم وقد فكره، موارد عرف بحيث

وستالين ولينين تشرشل نذكر أن ذكرنا من سوى ويكفي غيرهم، بخالف الميادين كل في صعودهم هذا

وأخيرا وبريطانيا، زماننا إلى ألمانيا في الحاكمة الطبقة من كثير وكذا وموسيليني، وميتران وبومبيدو

غاندي أمثال الهند وفي بنج هيساو زياو إلى ماو من الحديثة الصين وبناة لو، كوان سنغافورة باني

ونهرو.

ذكر لبالده عودته قبل غاندي حياة عن الهند" قبل "غاندي بعنوان: 2013 عام في صدر موسع كتاب في

مما جمعت التي والنصوص والمالحظات والرسائل الكتب مجموع أن جوها" "راماتشاندرا المؤلف فيه

جزء وذلك والهندية، الكوجراتية باللغة كتب ما سوى وهذا مجلد، بمائة تقدر اإلنجليزية باللغة غاندي كتب

ألف مجلد. 45 مما جمع له ولغيره في مكتبة خاصة عن حركة استقالل الهند تزيد محتوياتها عن

الكتب بعض من سر السذاجة

على السيء الكتب أثر يصف أحدهم يقول سذاجة، تكون نا أحيا تكاد بساطة، فيهم الكتب عشاق قومي

افتقدت لكنني الفكري: النظري الجانب إلى الحياتي العملي الجانب من واهتمامه عقله وتحويل المثقف،

الحب بين ير خ أنه لو حتى وانحدرت!" انحدرت لقد الصحيح، الدرب حياتي تنكبت لقد الشجاعة، إلى

الصفحات؟! في وإلغراقه له تعجب ثم ص106]. [زوربا، الكتاب! قراءة الختار الحب عن كتاب وقراءة

وبيداء قاحلة، وأفكار ميتة، باردة بسطور الحياة من اكتفى كتابه، صفحات خالل من العالم يرى بعضهم

المغامرة، عن قلبه وتبعد اللمس، عن يده وتكف الجمال، عن عينه ترفع إنها تنتهي. ال التي الحروف

ابتدع مهما سقيمة، جافة حياة من يالها والكراسي، والمكاتب الرفوف بين المكتبات أروقة في بدنه وتجفف

لها من تزويقات الحياة، وبرر جفوتها بكل جهد جهيد.

ويجيد واالطالع، الثقافة واسع أنه مع العملية، الحياة معرفة في ساذج زميل من يعجب أحدهم كتب

درجة إلى جاهل ولكنه لغات، سبع في الحصان ليسمي إنه حتى متعلم، نا فال "إن قال: اللغات، من عددا

أنه يشتري بقرة للركوب!".

وشيء الحكمة، لديه تترسخ وقد واحتماله، وبرودته اإلنسان، هدوء في أثر االطالع وكثرة وللمعرفة

من الطمأنينة، مصدرها وعي أو تجربة أو يأس، ولذا قال أحدهم:

ثان يــــــــرتـــــاع للـــحـــد نــــعــيــــم ، وال ه *** ر يس هى ال ن ومن كملت فيه ال

الصغير بالكتاب أفرح وكم طالت، وإن معها السير وأطال الكتب، كابد من إال المعرفة لذة يذوق وال

"في الوزير: ابن يقول كبير، كتاب في الكبير والوعي الواسعة المعرفة تكون قد لألسف ولكن النجيب!

ال والكثير المنصف، يكفي القليل أن مع الفوائد.. دائرة توسيع اإلطناب وفي األوابد، النفوس تأليف اإليجاز

الطويلة، الكتب جالد من هم المؤثرين كبار نجد فإننا .[(224/1) والقواصم، [العواصم المتعسف". يكفي

كان فقد الجاحظ، قراءة: الكتب استيفاء عنهم نقل الذين فمن منها. صفحات أو صغارها عند يقف ولم

القارئ يستكمل أن البنا حسن وخصمه شاكر محمود نصح هذا وبمثل كان. ما نا كائ الكتاب قراءة يستوفي

طول يعوقها لذاذة الكتب بين وللتنقل با! كتا يكمل لم الغربيين األدباء مشاهير أحد أن قرأت وقد الكتاب.

فصل من تكتمل ال با غال المؤلف ففكرة بنفسه، أضر شرودا، ئا قار يكون أن نفسه عود فمن الكتب،

العصر في العرب كتاب عند وبخاصة متأخر، لمراد تمهيدا فصوله بدايات تكون المؤلفين وبعض واحد،

في كتبهم أبواب يذكرون السلف وكان الغربيين. المحدثين نظام وغياب القدماء نظام فقد بعد الحديث،

السياق يضبط الناشر أو بإظهارها، يلتزم الغربي وكذلك الكتاب، وقضية مرادهم ويوضحون المقدمة

عالقة لها المشكلة أن لي تبين ونقد، ومقارنة طويلة معاناة وبعد نظام. على تستوي حتى الكاتب وفكرة

يقوم وال الكتابة، في نظام ألي يخضع عصرنا في العربي الطالب يكاد فال الكتابة، تعليم بطريقة أساسية

لنظام العالم حول تعليمية مدارس في الطالب يخضع بينما ذلك، المؤسسات ترعى وال أحد، تدريبه على

توضيح على قادرا كان عمل، أي في أو معلما أو فا موظ أو با كات وأصبح كبر إذا حتى الكتابة، في صارم

تجدد بسبب الورق على بكلمة االلتزام المناسب غير من -أصبح عرض نمط إلى رأسه من ونقلها فكرته

وتنوع الوسائل- بحيث يعبر عنها بما يحب، أو أوضح من ذلك.

الناس يكتبها التي للتصنيفات نستسلم أن صحيحا وليس الفقرة، هذه أكتب وأنا بالبال طرأت فكرة تلك

عنا، وال أن نستمر في طريقة غير صحيحة وال عملية، وإن كان سبق أن استخدمها أجدادنا.

يقول الغربيون أنه يمكن تصور طرق الكتابة عند مختلف الشعوب على نحو هذه األشكال:

ة للفكرة طريقة الغربيين مباشر

طريقة الشرقيين كالصين واليابان، يدورون حتى يصلوا

طريقة العرب، بذهب للفكرة ثم يتركها لغيرها ثم يرجع لها

***

عندما وبخاصة عليه، جورا يكون قد له كتاب من صفحات من شخص أو مذهب أو كتاب على وحكمك

ال ولكن لقراءته، عنوانه يكفي أو لتركه، عنوانه يكفي الكتب بعض نعم، السريع. المرور عادتك تكون

لن ولغوية معرفية لذات تجانبك أو معلومات، عليك سيفوت التسرع ألن تعلمك؛ في سنة التسرع تجعل

أغلقوا من القراء ومن الفهم. على قدرتك يضعف قد فتسرعك النتائج، لذيذ واستقصاء بصبر إال تنالها

فكرته، تستوقفهم وال الكتاب، في ماذا يهمهم وال يرون، وال يسمعون فال وأثناءها، القراءة قبل عقولهم

يسمون ثم ذاتي، وعي دون للنص مستسلمين أو كخصوم موقفهم البدء قبل حددوا قد بأسلوبه، يأبهون وال

وال حالهم، على ذرهم هؤالء معرفتها! قبل الفكرة نقاد أنفسهم ويرون ومطلعين، ومثقفين قراء أنفسهم

مستهلكون -عادة- وهم بأنفسهم، لشيء يصلوا لن فهم الجهل، بثقافة واستمتاعهم شهواتهم عليهم تعكر

متحمسون لغيرهم، ألجدادهم أو ألعدائهم.

مشكلة النوميعانى وبعضهم وقته، وينظم يتغلب فبعضهم النوم، مع مشكلة الجادين المثقفين من للكثير أن اعلم

أن قرأت وقد ونشاط. صحة في ويبقى قليل حد إلى النوم ساعات يختصر أن يستطيع من ومنهم دوما،

قلل من إن تقول: التجربة ولكن ذلك، إمكانية مدى أعرف ال فقط! يا يوم ساعات بأربع يكتفي سارتر

وتستعيد فات ما فيه تعوض األسبوع في كيوم ومجرب، ممكن وهذا آخر. وقت في عوضها نومه ساعات

يعمل بل النوم، المعرفة طالب يطلب ال بأن نصح عندما حامد أبي نصيحة من كثيرا استفدت وقد النشاط.

ثم با، تع قا مره أكون وقد جدا، ال طوي تا وق يضيع النوم ارتقاب أن فوجدت با، متع يسقط حتى ويكتب ويقرأ

والقراءة العمل على مستمر فإنني ولهذا يجيء. ال ما ترقب في ال طوي تا وق فأنفق يأتي، فال النوم أحاول

النوم، مكان من والقرب باللباس إال له نفسي أهيئ أال مني وله مقاومة، بال يصرعني أجده حتى والكتابة

من مفر أال أجد أن إلى اليد في الكومبيوتر أو الكتاب بل له، نفسي أهيئ ال متبط ال متكاس أستقبله لن ولكني

فيها ادخرت ساعات منه فغنمت مجافاته، في هللا بارك وقد صعبة، مشاكسات النوم مع له ممن فأنا النوم.

الخير هذا وهبنا لمن فالحمد للعمل، ومحبة وراحة وصفاء متعة الهزيمة بعد أجد يغلبني ويوم معارف،

العميم من هذا الخصم الـعنيد.

مغالبة وقت ولكن منه، أخطفها أن بإمكاني أن شعرت وصحوة عين إغماضة بعد األسطر هذه وأكتب

في يتجنبها فإنه ولهذا الذهن، وتوقد توقظ فالكتابة الجاسر، حمد رأي على الكتابة فيه يصح ال النوم

ئا، شي حقق قد يومي سواد أن أر لم ولكنني تضيعها. فال كنوز والنابهين الكبار المجربين وتجربة المساء،

يقر، وال يفر زمن لحظات من نقتطعه خير فهو سطرا أو فكرة وغنمت الذهن، واتقد النوم هرب فإن

ليثمر بأيدي الباحثين عن زمن رائع للعمل.

تا بــــرد الش يبس الـخريـــف و ر المصيف *** و يؤذيك ح إذا كان

تى؟! قل لي: م فأخذك للعلم بيع *** ر يلــهيـك حســــن زمـــان الــــ و

الليل، من متأخرا تا وق الكتابة بدأ ربما فإنه للرافعي، ووصلت سبقت الجاسر حمد حكمة أن وددت وقد

المحكمة، في حكومي موظف وهو كيف العلة! هذه من الرافعي اشتكى وكم النوم، ويجانبه ذهنه، فيتقد

في سطرها التي األحزان نقل ي عل ويشق تسهده، والكتابة الصباح، في العمل لحضور يحتاج وكان

الضروريات يجد ال وهو األول، كاتبها تراه أمة من وشكواه هناك، فالتمسها رية»، ألبي الرافعي «رسائل

والشاعر والمفكر األديب فيها يعيش األمم من غيرنا بينما العظيم، الرائد الثقافي عمله من وعياله لنفسه

با ميسور الحال، أو على األقل قادرا على إنجاز مشروعه بال مذلة. غال

التودد للكتب

الرحمن عبد أبو يقول بها، الظفر لحظات في بلعبته الطفل له تو له ويتو بها، يزهو الكتب محب

الكتب وأمسح بله، وأق مجلد كل أقلب كنت وإنما قراءة، بال الطوال الساعات مني تفر "كانت الظاهري:

بتقليب االلتذاذ أجل من بل ألقرأ، ال فأنزل.. لي يبدو ثم السطح.. في مرقدي إلى أصعد ثم ترتيبها.. وأعيد

لذة ال تلك "ذهبت فيقول: يشكو هو فإذا الزمان به مر ثم ص61]. التباريح، من [شيء وتقبيلها". الكتب

ما المرة وهذه وأسابيع.. أيام في كتبي أرتب خلت سنين في وكنت جدا، كثرت الكتب أن ذلك معظمها، أو

با متسامحا فيه". [السابق، ص63-62]. تم ترتيب كتبي إال في سنتين، ترتي

سلوة". تفته لم بالكتب أنس ومن خلوة، توحشه لم بالعلم خال "من قوله: مسكويه عن ورد وقد

نبيت "وكنا تالميذه: أحد قال بكتبه، نفسه يحيط العربي ابن القاضي وكان ص141]. الخالدة، [الحكمة

اإلصالح، [فقه ثوبه". من يتجرد ال وكان شماله، وعن يمينه عن الكتب فكانت قرطبة، في منزله في معه

ونجى مكتبته فأحرقوا منه، غضبوا قد وإصالحه بتجديده ضاقوا الذين العامة وكان ص77-76].

بصعوبة. [عصمت دندش، أضواء جديدة على المرابطين، ص149، عن العواصم، (400/2)].

تكن لم "إذا يقول: تشرشل، والكاتب القارئ وهو للعالم، األخرى الضفة من للكتب عاشق وهذا

يشد ما األولى الجمل من واقرأ اتفق، كما وافتحها فيها، وحدق فالطفها، كتبك كل قراءة على قادرا

أصدقاءك كتبك ولتكن أماكنها، لتعرف الخاصة طريقتك على رتبها بيدك، رفوفها في كتبك ورتب نظرك،

ومعارفك"

أصدقائي كانت حتى الكتب، بين الوحدة من زمن بي مر وقد وأصدقاء، معارف الكتب يرى هكذا

منهم، الهرب أحب عنهم، ال ذاه كنت الصالة معهم شهدت إذا حتى لماما، إال الناس عن وغبت ومعارفي،

أو والتاريخ والسياسة الفكر أو الدين في تدور، التي المهمة القضايا عن حدثته منهم أحد مع تحدثت ولو

من يعرفهم ال األصدقاء من جماعة وهذه وكتابها. الكتب والنهار: الليل في رفاقي وعن والرواية، اللغة

رفاقي على الباب فأغلق أصدقائي، من بسأمهم أشعر قد قليل بعد أنه غير بلذتي، أشعر عنهم، أحدثهم

فيعز أصدقائي، حديث لهم يطيب ال أنه وأعلم الحديث، لي يطيب فال رفاقهم، وأخبار أخبارهم وأسمع

علي أصدقائي أحياء الموتى، ويصعب األمر على أصدقائي موتى األحياء!

بذور من أيضا وهي الناس، عن غربته أسرار من وسر بالقارئ، تحيط التي الوحشة بعض وهذا

صعبة، منها الجاد القارئ وتبرئة عيب، وهي الغرور، تهمة أو الغرور مثل شخصه تجلل التي أمراضه

طا، وس ال منز ينزل أن يستطيع من فحبذا شديد، مرض جهلهم على الناس وصبر داء! عنها ورضاه

با. ويعتدل في نفسه ومع قومه، ثم يكون منج

وهذه األفكار، بل الكتب نقول ال وقد نتخيل، مما حياتنا على وأخطر نا شأ أرفع الكتب أن لي ويبدو

آالف منذ إننا وبما األذهان، مستودعات من لها غارفة األلسن تحملها أو الكتب، تحملها با غال األفكار

أو قا ور إال وليست لها، وحاملة للفكرة غالف إال النهاية في هي وما عنها، فلنتحدث الكتب بنو السنين

العين تعد ولم ضوءا، أو شاشة نسميه سطح على سائلة نقطة أو لوحا عادت واآلن لوحا، أو عظما أو جلدا

القراءة» «تاريخ كتاب وفي قديما، لها تكتب الكتب كانت كما للقراءة األذن عادت بل القراءة، وسيلة فقط

على جدا جديدة بطريقة الدماغ في النص أو المعنى يصب ربما با وقري الموضوع، هذا عن طويل فصل

للعالم سيكون الكومبيوتر- ذاكرة تشحن كما شحنها -يمكن لإلنسان ذاكرة يصنعون ويوم اإلنسان، حياة

هل البشر! رؤس في والسائل والمرن الصلب القرص في آنذاك يتنافسون ثم مختلف، آخر طعم وللحياة

كتطور اإلنسان، ذاكرة تطوير بعد الذاكرة مستقبل عن فا طري ثا بح قرأت ولكن أدري، لست هذا؟! يمكن

ذاكرة الحاسوب!

وتشع غيره، من علمه موقع وتريه ومنهجية، يا وع تعطي التي وهي المثقف، معارف توسع الكتب

أحد يصل "ال أحمد: بن الخليل قال اكتشافها، في علمه يكفي لن علمه على أخرى علوم من كاشفة بأنوار

من علم النحو إلى ما يحتاج إليه، حتى يتعلم ما ال يحتاج إليه".

تا بي تشرشل اشترى فقد يؤلفه، لمن عظيمة وثروة خير مفتاح الكتاب يكون أمة أي قوة عصر وفي

أما العالمية". "األزمة عن له طبع كتاب أول أرباح من "كنت" مقاطعة في النهر على (شارتويل) كبيرا

وتحاربهم المتعلمين تقتل كانت فقد بالرأي وضيقها والحرية للمعرفة محاربتها عصر وفي العرب بالد في

في «معالم آرائه بعض فيه شرح كتاب أهم بسبب قطب سيد أعدم وقد الوسطى، العصور في كأوروبا

األغنياء طبقة إلى ينقله بل يا، اقتصاد الناجحين من الكاتب فيعد الغرب" "صعود عصر في أما الطريق».

ديكتاتور، عند محمودا أمرا تكون لن الكتابة ألن جدا؛ ها تاف الشخصية رديء كان وإن حتى والمشاهير،

الجاهلين مجتمع ففي جهلوا، لما أعداء الناس أن وبما جهله، يزلزل لمن الكاره المعرفة، ضعيف وال

ولهذا بمؤلفيه، وال بنفسه يثق ال الذي الضعيف المجتمع يعاني وكذلك المبين. العدو هو الكتاب يصبح

إذا الهنود ترى ولهذا األصلي، مجتمعه يقبله حتى غريبة شهادة إلى يحتاج المتخلف العالم في فالكتاب

نجحت أقالمهم في بريطانيا نجحت في الهند، ولما اعترف الغرب بنجيب محفوظ اهتم به العرب.

الريحاني يذكر تأثيرها. تقدير على طاقتهم فوق كبيرا تأثيرا الناس في تؤثر الكتب هذه أن والمهم

األمريكية ثم الفرنسية ثقافته وأن بدوا، إال ئا شي العرب ير يكن لم أنه العرب» «ملوك كتابه مقدمة في

الفرنسيين على بتميزهم آمن فقد اإلنجليزية»، «السجايا إمرسون ولدو لرالف قرأ قد كان ولما ذلك، أيدت

الذي «األبطال» كتاب مؤلف وهو كتبه- كما كرليل -أو كاراليل على إمرسون وعرفه واألمريكيين،

جاءت ولسببه يقول، ملسو هيلع هللا ىلصكما محمد الكبير العرب سيد على تعرف هنا ومن السباعي، محمد ترجمه

كتاب العظيم ماضيهم نحو جذبه ثم لهم. أرخ الذين ولملوكهم وألدبهم ولتاريخهم للعرب الريحاني عودة

وعجائب األندلس في "الحمراء" أمجاد عن وهو إيرفنج، لواشنطن «الحمراء» كتاب هو آخر، عظيم

المعري على عثر ولكنه حظ، كبير العربية اللغة من معه وليس العربية للبالد الريحاني عاد هناك. العرب

ص12-9]. ط1951م، ج1، العرب، [ملوك العربية. لغته وطور غيره، كثيرين عن بــ«لزومياته» فأغناه

مثله وكان االستراتيجية، وعمالقة والكتاب القراء المفكرين الزعماء من كان فقد لتشرشل، ونعود

معه يأخذ قراءة، الناس أكثر من -لينكولن- كان فقد لينكولن، إبراهام منه- أسرع -وربما القراءة في

يحب وكان كتاب. في يستغرق ثم بسرعة، طعامه يأخذ المتواضع، لسكنه أو للكوخ يعود ثم للعمل، با كتا

قريته عن بعيدا ذهب وقد منه، جدا طويلة مقاطع ويحفظ الشعر ويحب كثيرا، الروايات يحب وال التاريخ،

ليجلب كتابا في قواعد اإلنجليزية ليحفظ منه! [ديفيد هربرت دونالد، لينكولن، ص48-45].

خمسين ومايو فبراير شهر بين قرأ الصهيونية- فكرة رتب الذي اليهودي -الصحفي هرتزل أن ونقلوا

كتابا، أي أكثر من عشرة كتب في الشهر! وقد كان لرؤيته وثقافته أثر كبير على الصهاينة.

المكتبات، كثرة آنذاك إسرائيل في نظره لفت ما أكثر أن المسلح» «النبي صاحب دويتشر إسحق وذكر

أو وحيفا أبيب تل في االستعارة ومكتبات المكتبات عدد أن ويبدو هنا، أولية ضرورة الكتاب "إن يقول:

قلما الزراعية المستعمرات في غنية مكتبات وهناك الخضار. ودكاكين الحوانيت عدد يفوق القدس، في

الكتب أو الهزلية، المسلسالت أو والجنس، الجريمة كتب ليست األخرى. األرياف في مثيل لها يوجد

والمفكرين للشعراء والجادة العظيمة الكتب تملؤها بل الرفوف، تمأل التي هي الثمن الرخيصة الرائجة

ال عن كتابه «اليهودي الال يهودي»، ص67-66]. وأصحاب الرؤى االجتماعية في جميع األمم". [نق

اليهودي الزعيم أن سبنسر" أند "ماركس الشهير البريطاني المتجر في اليهوديين الشريكين أحد وذكر

ويل" "بالك مكتبة من وخاصة الكتب، وليشتري ليطلع لبريطانيا؛ سرية بزيارات يقوم كان جوريون بن

"الطبعات باقتناء ويفاخر قديمة، كتب عن ثا بح ألكسفورد ذهب ربما إنه سكرتيره وقال أكسفورد. في

ها شر وكان الصين، فلسفة إلى اليهودي التاريخ من متعددة لفنون مستوعبة مكتبة عنده وكانت األقدم".

الكتب بصفقات ويفاخر بحماس، يشرح وكان منها، والقديم الجيد وبخاصة الكتب، شراء وفي القراءة في

ع، أ. ترجمة: زيف، ماركوس تأليف سبنسر»، أند «ماركس كتاب [انظر المالية. وزير أمام حققها التي

دار الندى، بيروت، ص90].

عندك تكون أن الكتب" "طريف من يرون فهم با، عج القديمة بالكتب الغربيين اهتمام من رأيت وقد

نادر جمع مسألة وليست وأرقى، أهم فهذا المؤلف توقيع عليها كان فإن ما، كتاب من األولى" "الطبعة

النساخين أحد أن يذكر ف كبيرا. اهتماما المسلمون أوالها فقد الشعوب، في سائرة موضة إال وقديمها الكتب

وأن قرنين، من نحو بعد مقلة ابن بخط نسخة به يكمل القرآن من جزءا ينسخ أن استطاع شيراز في

[الحبشي، الورق. وال الجديد من القديم الخط معرفة أحد يستطع لم إنه حتى ويموه، قديما قا ور يستخدم

الكتاب في الحضارة اإلسالمية، ص52].

بعده أو 2000م عام ميشجن" "جامعة مكتبة في رأيت فقد متجددة، قديمة الغش من السيرة هذه وتبدو

أنها لي تبين الفحص من وبقليل قديمة، أنها على خيالية بأسعار الجامعة لمكتبة بيعت عديدة، مخطوطات

مكتوبة منذ بضع سنوات فقط، وأنه حصل فيها تزييف كبير، وغش مشين بأكثر من طريقة.

لبيريز وصداقته اإلنجيل، يحفظ كان قيل زمانه، مثقفي بين البارزين من كان ميتران الفرنسي والرئيس

وقد رابط. الغرباء بين فهي الثقافة، ورابطة للكتب عشقهما بسبب كان منها جزء المعروف- -الصهيوني

من وكلينتون وكارتر ونيكسون الكتاب. إال شيء كل في أخالفهم أكاد من مع األلفة هذه سحر وجدت

بنفسه أغلبها ألقى إذاعي مقال آالف ثالثة من نحوا ريجن رونالد وكتب عهودهم. في البارعين المثقفين

ويليام المحافظ المفكر ابن نشر وقد وتصحيحه. يده بخط كبيرة كمية منها نشر وقد للرئاسة، يترشح أن قبل

و"الرئيس بكلي، المحافظ" "الفكر مؤسسى أهم بين العالقة عن وكان وفاته، بعد لوالده كتاب آخر بكلي

وكذلك امبراطوريات. توجيه في الشخصية العالقة وأثر طرافة من يخلو ال والكتاب ريجان. المحافظ"

وتروتسكي، لينين، أمثال: من الشيوعيين بين وخاصة المثقفين، الزعماء من الكثير الحديث العصر عرف

وماو تسي تونج، وبليخانوف.

تنقسم الكتب وكل الشراء، يستحق القراءة يستحق الذي الكتاب روسكن: جون البريطاني الكاتب ويقول

العصور، لكل جيدة وكتب للساعة، جيدة كتب وهناك العصور. لكل وكتاب للساعة، كتاب قسمين: إلى

في جيدة كتب بين نعيش أن العيب من أنه إلى يشير ثم العصور. لكل سيئة وكتب للساعة، سيئة وكتب

معانيها من ال فع وتتأكد الكتب، في ما تفصيالت على تركز أن وينصح منها. االستفادة نحسن ال ثم بيوتنا،

لو ربما لكنك يا، أم تبقى وقد عمرت، لو البريطاني المتحف كتب تقرأ قد فا. حر فا حر بل مقطعا، مقطعا

فا قراءة دقيقة لكنت متعلما. [ األفكار العظيمة، ص360]. فا حر قرأت عشر صفحات حر

فهذا الجيد. للكتاب القراءة وإعادة بالفهم، باالهتمام ينصحون والمثقفين العلماء من كثيرا تجد ولهذا

الحين ذلك منذ ومرات مرات قرأته "لقد فيقول: فيكو اإليطالي للمفكر كتاب عن يتحدث سعيد إدوارد

محمد وتحرير: تقديم وحوارات، مقاالت - سعيد [إدوارد المعرفة". في ويزيد ويمتع يغني دائما فوجدته

النفسية الحالة أن إلى فيشير العقاد أما ص117]. 2004م، والنشر، للدراسات العربية المؤسسة شاهين،

ثم "ومن منه، الضجر أو به والتعلق ومدحه، للكتاب واالنبساط االرتياح في عليك تؤثر قد تعيشها التي

كان الكتاب ال تعرف قيمته البتة من قراءة واحدة". [الفصول، ص369].

خذ الكتاب بقوةللرجل الثقافي العقل تمتحن أن وتستطيع الكتب، مع تعامله طريقة من الجاد القارئ تعرف أن تستطيع

وال نفسه، سوى انتقص فما منتقصا، ساخرا فنه لغير نظر فمن اهتمامه. دائرة خارج للكتب تقديره من

يحجبها صغيرة بعين العالم ورأى همته، به قعدت من المعارف اتساع يطيق أن له وأنى عقله، إال حقر

عن الدنيا ورقة أو فكرة، أو شيخ أو حزب أو طائفة!

قرنائي بين كنت أنني رغم استغاللها، أحسن لم والمعرفة للثقافة وفرص مرت، أليام أحزن لكم

زائر أي معي يتفق مما معروضة معروفة إحداهما مكتبتان: لي وكانت عديدة، الكتب من بأنواع مهتما

وفالسفة، لمفكرين وكتب المتدينين، عامة تريح ال التي األدب كتب فيها خاصة وأخرى اقتنائها، في

الريبة، حد إلى طلعة وكنت الصفاء، رواد أمام عرضه يحسن ال مما األخرى األديان لبعض وكتب

السنة من عاما، عشر اثني من أكثر بلغت ممتدة، سنين زاملته لي ال زمي أن درجة إلى باألخبار ومهتما

الشك به بلغ ولكن رفيع، خلق وصاحب ها، نب يا ذك وكان أمريكا، في الدراسة زمن إلى المتوسطة األولى

الموافق 1406هـ عام من الليالي إحدى في أنه شتى، مجاالت في المعلومات وتتبع اهتمامي اتساع من

وأشخاص، أخبار عن كلورادو- دنفر في وكان ميتشجن آربر آن في -وكنت الهاتف في حدثته 1986م،

جلب في الجن تستخدم أنت بصراحة ولكن أقول، أن وأستحي أشك كنت "لقد بنحو: قال انتهيت فلما

في ي أخبار ومصدر فيها شك التي المواقف بعض مالبسات ال طوي له أشرح أن واحتجت معلوماتك!"،

ولكن يتحدث أن ويحب ال، طوي نا زم ويكتمه شيء في يفكر قد اإلنسان أن المعروف ومن الليلة. تلك

اهتمام غربة فإن ولذا لسنوات. به يشكك كان بما لي فصرح أخف، الهاتف وكان يصعب، المباشر الحديث

وعجائب خوارق بأنها الطبيعية األشخاص واهتمامات الحوادث يفسر تجعله آخر عن شخص وفكر وثقافة

وجن وأسرار.

يتسع ال لمعارف قا شو قلبه يتقطع محزون من فكم المعرفة! ووقت الزمان على الباكين عن سمعنا كم

وحال معاصريه حال ومسالته معذور، وهذا يدركها! أن والعقل والقدرة الصحة تجود وال الزمان، لها

نطيل أن وال نحب، بما لنا تسمح ال القصيرة العبور فمحطات الدنيا، هذه على معيشتنا وحقيقة سابقيه،

التسكع في ميادين المعرفة، وال يأذن الزمان بالكثير.

من للمظاهر فكم يا. شكل كان ولو واستعداد موائمة، بيئة وصناعة تهيؤ إلى يحتاج الكتب على واإلقبال

التدريس لمجالس العلماء استعداد أهمية عن با عجي قصصا الحديث رجال نقل وقد سواها! ما على أثر

صاحبه، له مخلصا نسكا للخالق بالعلم والتوجه اللباس، وحسن والتهيؤ النظافة من الدرس، ومهابة

ثم كبيرة، مهابة العلم لمجلس فيضع ذلك في ويهتم يبالغ من ومنهم منتهاها. إلى بدئها من عبادة يراه

يوسف بن للقاسم واالغتراب» الرحلة «مستفاد في قرأت وقد طريفة. فتكون شخصيته من بلمسات يلمسها

طقوس من الشيخ يعتمده كان ما فذكر العيد، دقيق ابن الجليل العالم على دخوله قصة السبتي، التجيبي

قد مما توجسا أو وسواسا بعضها كان ولربما مضحكة، لطقوس أشار ثم وبيته. ودرسه الستقباله وهالة

مقابلته عند الشافعي عن روي ما الكبار األئمة لمقابلة التقدير ضروب ومن [ص18-17]. الذكي. يعتري

والوقار التقدير بوجوه مليئة زمانه، في اإلسالم لشيخ مهيبة مقابلة كانت فقد أنس، بن مالك لشيخه األولى

وصف وقد المدينة، حاكم الشافعي الطالب واسطة كان وقد وعالما! وإماما زعيما بمالك وأنعم واإلكبار،

بن الرحمن عبد أبو كتب زماننا وفي هو. ومن بنفسه هو ومعرفته قدره، وجالل مالك مهابة للشافعي

وهو والمبالغة، بالوصف فمألها الظاهري، تراب أبي شيخه عن فيها تحدث طريفة مقالة الظاهري عقيل

والتمس النواعير.. إحداب با محد اللباس، فره ضخما العمارة، سلم درجات على من ال ناز شيخه يصف

«هكذا اآلخر الطريف كتابه أو التباريح»، «تباريح منها ل لع مكان، من أكثر في كرره الذي النص ذلك

علمني وورد زوث».

إذا كان فقد «األمير»، كتاب مؤلف ميكافيلي يصنعه كان ما للكتب، والتقدير المهابة ضروب ومن

ثم السالطين، على للدخول يلبسها كان با ثيا ولبس واغتسل، نفسه أعد ليله، وغسق يومه مشاغل أنهى

وبدأ الخارجي، العالم عن انقطع أنه شعر بابها أغلق فإذا كتبه، خزانة فيها فسيحة قاعة بخشوع يدخل

.[18 حياة جديدة بين نفوس العظماء والحكماء. [األمير، ص.

تحس ال ما بينها من أن كما لقراءته، والتهيؤ والحزم العزم يستحق ما كتبك بين واجد أنك واعلم

الكتب عالم في وأنت غيره، عن تميزه ال لذيذ معتاد قهوة كأس وبعضها عاصفة، فبعضها بك، بمروره

محتاج للكل. وال تنس أن تمر على "كتب عاصفة"، فإنها تترك من اآلثار فوق ما تقدر.

المعرض أن أعلم "وأنا أيضا: ويقول جبرا، يعلق هكذا للكتب". دائمة معارض هناك أن لو "تمنيت

على واإلقبال أقصاها، في اإلثارة تبقى لكي قصير؛ بزمن ومحددة حولية مناسبة يكون أن طبيعته من

التي الرغبة تلك بقديمها، حديثها اختلط التي الكتب بين والتقليب التنقيب في رغبته إلى يشير ثم أحره".

الالتيني الحي في اليسرى والضفة ببغداد، السراي سوق مكتبات يذكر ثم أيام. في إرضاؤها يسهل ال

ص47]. أخرى، وأوراق النمرة [معايشة دراسته. أيام خميس كل كامبردج بلدية سوق وميدان بباريس،

عليه يتهافت كان الذي بصنعاء، الملح" "سوق وال القاهرة، في األزبكية" "سور سوق يشهد لم وربما

عشاق المخطوطات حين كانت تباع بأثمان زهيدة.

وتلك بها، يسمحون وأنهم المكتبات، أصحاب عند الكتب تصفح متعة قديم بريطاني ناقد عن ينقل ثم

بقراءة لك تسمح التي أمريكا في المكتبات هذه اليوم شهد ولو العارضون. بها يسمح حالل للمعرفة سرقة

فلن ترد لم وإن اشتريت أردت فإن وتقرأ، لتتصفح القهوة أنواع أرقى الكتب بجوار وتضع تنتهي، ال

يسألك أحد عما تصنع. فأنت مرحب بك، ومخدوم على أي حال.

لمحت شخص وبجانبي نوبل"، أند "بارنز مكتبة وهي إحداها، في عديدة با كت تصفحت وقد أنسى وال

ليلة، كل فيه ليقرأ يأتي صفحة، 600 عن يزيد ضخم وهو بيده الذي الكتاب إن لي قال الحديث، في رغبته

عقب ثم وأسرته. طفولته عن يهودي وبناء مقاوالت تاجر يرويها لليهود، النازيين محارق تاريخ عن وهو

يا، يهود كان وما المعتقالت نفس في سجن ووالدي عدد، منهم أحرق أهلي ألن الكتاب هذا أقرأ وأنا بقوله:

العريض الثراء رغم وعلى اليهود. مع هتلر سجنهم والشواذ الغجر أن أعلم وأنا لك. أذكره لن لسبب ولكن

فقط ويشتري أنهاه، حتى ليلة كل له يرجع الذي الكتاب ليشتري يكن لم لكنه عرفت، كما الشخص لهذا

للذهن. وانعاش للجسد استراحة محطات جبرا- يقول -كما الكتب ومصاطب فالمكتبات القهوة. من با كو

وكان الناس يسخون بالحديث عن الكتب ويستمتعون به عنها. [ص48].

أنتبه كنت وما يطول. عندما خاصة الحديث، من النوع هذا يكره الكتب متعة من حرم من أن واعلم

ثم شهادة عليها أخذوا مسألة في مرة ذات بحثوا أو مشاركة، فيه لهم ليست قوم على األمر هذا لثقل

لم امتعاضا لمحت حتى فيه، هم ما أدرك وال أحب عما بالحديث أستمتع فكنت رجعة، غير إلى تركوها

يخف، فحاولت الترك، ولكن هل أطيق؟!

غلفته وإن أثر، أي عليه للقراءة يكون ال فا، نظي ال جمي القراءة بعد الكتاب أترك أن على فترة درجت

ورأيت زمن مر ثم عجيب، ود الكتب وبين بيننا كان فقد وجماله، رونقه لبقاء أوثق عندي هذا كان -نادرا-

عالمات وضع أهمية الحظت قرأت مما أستفيد أن حان إذا حتى األسلوب، هذا فكرهت ويخطط، يعلق من

النصوص. هذه أتأمل وأنا ما حقبة في واهتماماتي نفسي أرى سوف زمن بعد ألنني األفكار؛ أبرز على

ولكن لذلك، عالمات وأضع والقراءة، الكتب عن بالكالم أهتم الكتاب هذا أكتب وأنا أنني الحظت وقد

يدل ما أترك أنني أرى فال والقراءة، الكتب عن مالحظات جمعت أني أنسى ويوم سابقة، فترة في ليس

في ووجدت أهميتها! وقلت أوانها، راح اهتمامات من كتبي صفحات على رأيت وكم اهتمامي. على

األفكار على عالمات ويضع الكالسيكية"، "الكتب يقرأ كان المؤلف أن العظيمة» واألفكار «الفن كتاب

فوجد الثانية، العالمية الحرب أيام الكتب هذه يخرج أن أخرى مرة إليه عهد أن كان ثم المهمة، والمواقف

أن كلمات حرب وسالم غير موجودة في تعليمه السابق على الموضوعات. [مورتمر أدلر، ص65].

واستمع والبحار، األنهار وترد السواقي تترك بأن ينصحونك العصور كل في المثقفين كبار أن وستجد

يقف من كمثل عنها، ويقصر العلوم هذه على التبسط في قوة نفسه من يعلم من "ومثل يقول: العربي البن

ال الذي هو األعظم والنهر والخلجان.. الجداول من ويغترف منه، االغتراف فيترك األعظم النهر على

عندما أنه أمريكا في جربت وقد ص349-348]. التأويل، [قانون االستقاء". يغيضه وال الدالء، تكدره

كثيرا تفيد ال أنها تبين مختصرة، تعريفية با كت نعطيهم فكنا اإلسالم، عن معلومات عن الناس يسألنا كان

فإن لألسئلة، إجابة وأحسم نفوسهم، في األثر أبلغ له يكون القرآن إعطاءهم فإن القرآن، أعطيناهم لو كما

مهما طلبه، في معه وصدقنا قدره، قدرناه بأننا شعر فقد فا ضعي كان وإن المعين، ورد فقد جادا المرء كان

يكن مقصده.

واألندلس، المغرب في والمعرفة والتفقه التعليم مناهج على مهمة مالحظات العربي البن كان وقد

بكتب أشغلوه كبر إذا ثم فهم، دون الصغر في القرآن حفظ الطفل يتعلم بأن يهتمون أنهم عليهم فعاب

القرآن األصول: إلى الرجوع من ويحرمون تقليد، بعد تقليد فروع، على فروع وهي الفقهية" "التفريعات

فيفهمها، األصول على يقبل المعرفية" "األسس لديه تكتمل أن بعد المتعلم أن األولى وكان والسنة.

"وهو ذلك: بعد قال ولكنه العربي، ابن أفكار وحمد طريقته، على فأكد خلدون ابن تاله ثم منها، ويستنبط

اإلصالح»، «فقه عن [المقدمة، باألحوال". أملك وهي عليه، تساعد ال العوائد أن إال حسن، مذهب لعمري

لعبد المجيد النجار، ص75].

ويكتب فيه يقرأ بيته"؛ في بيت له يكون "أن الدارس: أو المثقف «صيده» في الجوزي ابن وينصح

في للكتابة يخلو الدينوري، قتيبة ابن الجليل العالم وكان األسرة. وصخب البيت ضوضاء عن وينفصل

القرآن»: مشكل «تأويل محقق صقر أحمد السيد يقول والدقة. القوة في غاية فكتبه يكتب، ما ويجود بيته

يقبض حتى طالبه عن حبسها أنه عنه يؤثر لم كتبه؛ إقراء في سمحا بعلمه، كريما قتيبة ابن كان "ولقد

تحديث عن ويمتنع طالبه، يساوم كان الذي المبرد(210-285هـ)، العباس أبي قرينه عن أثر كما أجره،

تحقيق [مقدمة يا" حرب با غري الفرد هذا كان ولو مقدما؛ أجره يدفع لم واحد فرد فيهم كان إذا جماعتهم

«تأويل مشكل القرآن»، ص38].

تحدثت التي الكتب في طالبهم، من يتقاضونه وما المدرسين حقوق مشكلة عن كثيرا قرأت قد وكنت

ممن سمعت ذلك بعد بل أساتذتنا، جيل عن األقدم الجيل في وغيرهم المشاهير، العرب األدباء حياة عن

"المعالمة" يسمونه كانوا عما السراة، جبال في الحكومية المدارس انتشار قبل ال قلي مني نا س أكبر هم

(قمح)، "الحب" من مدا يا شهر يتقاضى الشيخ كان فقد التعلم، برنامج أو مكان أي األولى]، الميم [بكسر

القرى ويطلبون البيوت، على يمرون بطالبه يخرج الصعبة األوقات بعض في وكان القهوة، من قبضة أو

ثم المضيف، بيت في الدرس أخذوا وربما ويضيفونهم، بيوتهم في الناس من بعدد فيمرون الضيافة، أو

يكونون ما كثيرا مناطقنا في يدرسون كانوا الذين والمشايخ وهكذا. بعيد غير بيت في للعشاء يخرجون

تعز، أو الفقيه بيت في اليمن في درسوا أن لهم سبق المنطقة من مشايخ أو اليمن، من قادمين علم طالب

أو غيرها من حواضر الشافعية.

"بيته فقال: الظاهري تراب أبي دار لي زميل وصف فقد بالكتب، البيوت ازدحام عن للكالم ونرجع

بل تا بي يكن "لم فقال: وفاته، قبيل هللا رحمه المودودي بيت آخر صديق وزار سقفه". إلى مدخله من كتب

تمأل الكتب بأن فيه يجلس كان الذي ماركس مكتب الفارقو" "بول ويصف جهة". كل من كتب مكتبة،

مكان يعرف كان إنه وقال مكان، كل في والمجالت الجرائد من وركام السقف، إلى األرض من الغرفة

أو الجريدة في النص أو السياق بقية إلى يده يمد ثم األمر يذكر فهو بسرعة، له ويرجع بسهولة نص كل

كانت غرفته ففوضى وإال له، متعصب طالب هذا أن ننسى وال نظام! نظامه عدم ففي المجلة، أو الكتاب

الغرفة في إنجلز مع ويمشي التالميذ، يقابل كان المكتب هذا وفي آخرون- المه -كما له الرثاء على تبعث

رياضتهما يمارسان المكتب في يا مش المشي، عليهما وعسر الخارج في البرد اشتد إذا نفسها، الكبيرة

اليومية.

أوقف ألنه فا؛ أل سبعين ربما بلغت ثم مجلد، ألف خمسين تحصي إيكو أمبرتو مكتبة قائمة وكانت

إني يقول: جديد. واهتمام جمع رحلة وبدأ كتبه، كمية زادت اهتمامه تغير فكلما زمن، منذ إحصاءها

ويعطيني يا، يوم مرات عدة أعبرها مترا سبعين طول على تمتد التي األدب كتب تذكر على مغصوب

واآلن دقيقتين، في تعرف أن إنها نابليون، زمن في موجودة تكن لم الثقافة مررت. كلما جيدا شعورا ذلك

مقابلة في هذا [قال الغبي. فهو يتغير ال ومن يغيرنا والزمان نتغير إننا زمن. دون ذلك معرفة بامكاني

2009/11/11م، في شبيجل" "دير نشرتها نموت"، أن نحب ال ألننا القوائم "نحب بعنوان معه طريفة

وترجمتها جريدة "القدس العربي"].

لنفسه جهزها وقد با، كتا وسبعين وستة ومائتين آالف أربعة بلغت فقد فرانكلين بنجامين مكتبة أما

باالختراعات- المشغول -وهو مكتبته في وصمم المتأخر، مشروعه من يسخر وكان عمره. أواخر في

للرفوف وتعيدها الكتب تحمل ذراع صناعة وحاول قدميه، عند بدواسة تعمل مروحة فوقه مريحا، يا كرس

بالصمغ مخلوط بحبر تعمل كاتبة آلة بشراء سعيدا وكان السقف، بلغت مكتبته رفوف ألن العليا؛

ثانية كاتبة آلة ألمريكا واستورد وات، لجميس المخترع بهذا وسعد ليجف. يوما يحتاج وكان العربي،

[بنجامين الديمقراطي". "الحزب وأسس ألمريكا، الثالث الرئيس أصبح الذي جيفرسون لصديقه أهداها

فرانكلين، اسحاقسن، ص428-427].

إحدى في هذا عن تحدث وقد المزي، تلميذه مثل منه، المقربون يعرفه لكتبه نظام تيمية البن كان وقد

مكتبته. يعرف ألنه المزي؛ يستخرجها أن وحدد رسالة، له تحضر أن وطلب مصر، في وهو رسائله

[رسائل ابن تيمية، تحقيق محمد العبدة].

الفصل الثالث: معايشة النمرة

ويلسون، [كولن العالم". في األعمال أشق الواقع في أنها غير سهلة، تبدو قد الكتابة "إن همنجواي: قال

فن الرواية، ص15].

ولغوية، ومعرفية روحية كمغامرة الكتابة الكتابة، عن للحديث جيدا ال مدخ االقتباس هذا يكون ربما

كالجلوس مع المفردات على طاولة شطرنج تقامر، وترغب دائما في أن تربح حريتك ومعناك.

تكون أن ال فع يمكن فهل مرضية. بحالة أشبه ابنه عند كانت الكتابة أن ماركس كارل والد عن نقل لقد

بها يتعلقون لمن الجنوني، التطرف حاالت في مرضية تصبح قد لكنها كذلك، ليست إنها مرضا؟ الكتابة

وكأنها الحبل األخير الذي سيخرجهم من بئر الوحدة والعزلة.

السطور على هناك نفسك ترى فأنت والسكون؛ التأمل يكشفه ال ما نفسه عن لإلنسان تكشف الكتابة إن

هو هل أم الظهور؟ مرض هو هل العيوب؟ هذه وتكشف الكتابة مسرح تصعد فلماذا ومعايبك، محاسنك بكل

الكتب نفعت وهل الذات؟ على انتصار أم موقف؟ نصر في الرغبة هي أم الناس؟ بين ونشرها المعرفة حب

في رأيت وقد كالمه. الناس يبلغ ومن يكتب ال لمن الصوت بين الفرق ذلك ودليل نعم، والجواب: الناس؟!

سمعنا للعربي: تقول وكانت الكتابة، العرب من تعلمت "الفايكنج" قبائل أن عشر" الثالث "المحارب فيلم

بل وطاروا، الحديد أنطقوا أنهم وعرفنا قرون ومرت تكتبون! أي الصوت" "ترسمون العرب معشر أنكم

أبعد بل أغلق، غريبة، بالد في لرأيتني حتى عيب، بعضها نعم الكتابة؟ تعيب ثم السماء! في معهم أطارونا

با جديدا باللغة العربية، وأستحي أن يراني أحد وأنا أتصفحه!! عني كتا

يتصنعه وال البدء، في وخاصة سببه، الكاتب يعرف ال قد النفس على إلحاح شيء- كل -قبل والكتابة

الكتابة تحاول حين القديمة. الحكايات ولغز األسطورة، بغموض روحك في تنبعث التي الرغبة تلك با، غال

تا لهذا السؤال:"لماذا نكتب؟". أول مرة، ال تسأل نفسك: "لماذا أكتب؟"، ربما بعد وقت طويل ستجد وق

الجابري أشار وقد أسبانيا. في األهلية الحرب عن عمره من العاشرة في له مقال أول تشومسكي كتب لقد

منذ عنده ظاهرة كانت وأنها جبرا، الرغبة هذه إلى وأشار مذكراته، في الكتابة في عنده المبكرة الرغبة لهذه

كما مؤلفاته أول كتب الجوزي فابن مبكرا، ليس وهذا ص23]. النمرة، [معايشة عمره. من عشرة الثامنة

بدأ إنه إيكو إمبرتو وقال ص449]. العربية، الحكمة الشيخ، [محمد عمره. من عشرة الثالثة في وهو قيل

للكتابة يعد ولم عاما، ثالثين قرابة توقف ثم عشرة، والخامسة العاشرة بين فيما والروايات القصص كتابة

واألربعين. والثامنة واألربعين السادسة بين الوردة» «اسم كتب حيث عمره من الخمسين قارب أن بعد إال

مقاالته أول أرسل إنه الرعب روايات كاتب كنج ستيفن وقال بعد]. فما ص302 «األدب»، كتابه عن ال [نق

ال ردت التي المقاالت يحتوي الذي الظرف معالق كان عشرة الرابعة سن وفي عشرة، الثالثة في للنشر

كون توماس وذكر الكتابة»]. «عن المسموع كتابه عن ال [نق عشرة. الرابعة في وهو ونشر يحملها، يكاد

وأنه ديوي، جون وأنشأها عليها أشرف التي التقدمية المدارس في درس أنه معه أجريت التي المحادثة في

صفحة. وعشرين خمس من نا مكو كان بعضها قا أورا االبتدائية السادسة في وهو المواد بعض في كتب

[الطريق منذ بنية الثورات العلمية، ص257].

برنارد أما التسعينيات، مطالع إلى يكتب وبقي 1932م عام مترجم كتاب أول له طبع محفوظ ونجيب

عام في مذكراته ونشر 1940م، عام منذ مطبوعا با كتا له فرأيت 1916م عام مواليد من وهو لويس

Notes on a) قرن». على بــ«مالحظات عنونه وكتابه عاما، سبعين من أكثر يكتب بقي أي 2012م،

.(Century: Reflections of a Middle East Historian

بسطر صفحة عشرة ثالث أكتب كنت عندما اإلنشاء ورق في وأطلت كتبت أني أرى هذا قبل كنت وقد

وهؤالء كبير، اعتزاز مثار غاصب وعلي الحفظي الخالق كعبد األساتذة ثناء وكان فارغ، وآخر مكتوب

قبلنا بثالث سنين قد تلقوا التدريب البحثي في ذلك العمر، مما لم نعرف عنه إال في الجامعة على وهن.

من منزلق سطح على الوقوف متعة المتعة، إنها نقول: تفسيرها محاولة في أخرى مرة والكتابة

فرسك تطلق بحيث األبيض، الورق على العميق الداخلي صوتك تشكيل ومحاولة والمعاني، المفردات

حرية للكاتب تعط لم إذا الكتابة فائدة "ما العروي: هللا عبد قول معنا وتقدم الواسعة، سهوبك في البرية

أن المرة الحقيقة أن غير ص236]. العروي، هللا عبد [أوراق، العادية؟!" حياته في يعرفها التي من أكبر

إحداها، اللغة ربما جديدة بقيود مقيدا نفسه الكاتب يجد ما فكثيرا تخيب؛ ما كثيرا للحرية كمحاولة الكتابة

أدغال في تختفي ال حتى وأمل، بمهارة تالحقها أن عليك برية كظبية أصابعك بين من تهرب التي اللغة

تماما. الموهبة هذه تعنيه ما يعرف يضل، أن دون فرسه با راك يعود كيف يعي الذي الكاتب أن إال موحشة،

هذه وملحاحة عظيمة هي كم أدركت القراءة من حرمت "كلما (الكتابة): اآلسرة المتعة هذه عن جبرا يقول

فالكتابة واألندر؛ واألعمق األعظم المتعة هي تلك الكتابة، متعة إال القراءة متعة من أكبر وليس المتعة،

الجنة، طرقات في بالنفس الذاهبة الرائعة الحورية تلك هي للقلم، وانصاعت تمنعها عن تخلت ما إذا

على ويجاوبه بتصرف]. ص9، أخرى، وأوراق النمرة معايشة جبرا، إبراهيم [جبرا الجحيم". ودركات

جنيات وكأنها فتتفلت افتحوها المجلدة، الكتب في تختبئ األفكار "إن دوبريه: ريجيس األخرى الضفة

خامدة، إحيائية إنها بها، لنتقوى نلتهمها ونحن ال، أطفا وتولدها أخرى بأفكار تتغذى فهي حوريات، أو

منقوصة ولكنها حيوية". [محاضرات في علم اإلعالم العام، ص104].

ال مهما يشع من وراء غالف الترجمة الصفيق. قلت: لقد قال المؤلف قو

ثا حدي نبدأ حين فعلينا الكتابة. وراء ما الحوريات، الجنيات، هي المجلدة الكتب في تختبئ التي فاألفكار

هي ومغامراتها األفكار معدن إن األفكار؛ سوى يسبقها ما ثمة ليس وراءها: عما نسأل أن الكتابة عن

لن وحينها كتابه، تهاوى الكاتب أفكار ضعفت فإن تحتويها، التي باألفكار تكون إنما الكتب فقيمة الكتب،

يضيع قارئ كنوزه من الساعات على صفحات كاتب مردد كليل العقل.

ويبنون فتعجبهم الناس لها يستبق للحياة، عظمى هياكل وتبني فتتناسل بعض، من بعضها يولد واألفكار

ثم وما "تم، فيقولون: الرائع اإلبداع يرون الذين ولكن أروع. وتصاميم أجمل، قصورا رفاتها من أو منها

الشفقة، يستجلبون أقوام أولئك األفكار". طبيعة يفهمون وال اإلنسان، سر يفهمون ال قوم يكون ولن مثله،

وال السابقين، من أحسن مفكر عندهم يولد وال سبق، ممن أحسن عالم عندهم يولد ال الذين أولئك إنهم

مبدع وال زعيم وال شاعر وال داع نابغ!

ال كي فابتعد الجفاف، مصادر ألنهم منهم؛ تقترب فال اإلبداع، مجازر أهل هم الممل التكرار أهل

عالم وتقديس فكرة، عند التحجر مأساة من وبالرغم ضروبه. بكل الفكري االنغالق ومحاولة الظمأ، يقتلك

وقد وتقديسه. به والتذكير الناس، فهم من القديم على الجمود نفع هو نفع لهؤالء يبقى ما، زمنية مرحلة أو

التقديس من النوع بهذا أشعر كنت ما با غال وربما لألمة، الهوية مالمح من الكثير ضياع غيابهم يسبب

بشكل الكتب ومن المؤلفين من عددا الباب هذا في يقدسون فهم الحضاري، والسبق بالهوية فخرا الغربي

قومهم، لهوية وتدبيرهم المثقفين شعور من يبدأ أمة في والتماسك الهوية صناعة أن تعلم هنا ومن عجيب،

األمة وتماسك والهوية والثقة والمجد بالمعنى الشعور فيولد فيهم، والفكر الثقافة لزعماء مجد صناعة ومن

كنا يوم تمجيدهم. في والمبالغة والثقافة، الفكر أبطال لبناء والنزعة المعارف"، "روح نفح من وسيادتها

والمبالغة، الغرور ذلك أشهد كنت أسوارها، على نقف أو يسمونها، كما الكالسيكية" "الكتب تلك نقرأ

التي األمريكية» «الموسوعة تحرير في ونائبه شريكه دورن، فان وتشارلز أدلر، مورتمر أمثال يزرعها

تسمى «الموسوعة البريطانية».

وال تجديده، يجيزون ال حين وذلك وموته، اإلبداع اضمحالل إلى يؤدي قد فيه المبالغ التقديس ولكن

ال التي األفكار محطة يواجهوا أن بد ال ولكنهم المواجهة، في فكر لمن قاسية آلتهم إن عيوبه. وبيان نقده

يريدونها، حين يسطع نجم مجدد للفكر فيعدونه خصما.

قد ذاكرته، من أو الكتب من الناس آراء فيه يجمع ثا بح يكتب فمن الكتابة، من عديدة أنواع وهناك

أن غير اإلبداع، من شيء عمله في يكون ال وقد للنتائج، والوصول والترتيب التنسيق في صعوبة يجد

على قادرا صاحبه يكون ال قد توجهه، أو فكرته في سابق مثال غير على يا أدب أو يا فكر نصا ينشئ من

في الشافعي سطرها التي الفكرية الكتابة نوعية أن ببالي يخطر فال واحد، وقت في الكثير الشيء كتابة

اللغوي والمنطقي الفقهي والبناء والتأمل العمق من ففيها سريعة، وال سهلة تكون أن يمكن «الرسالة»

ابن أو السيوطي أمثال من فالحفاظ لنوعيتها، دورا يعطي وال الكتابة، كمية به يقاس زمن أي يتجاوز ما

الناقد" و"العقل "النوعية" أن غير يسير، وقت في الصفحات مئآت أو عشرات تسطير يمكنهما كثير،

على الكتابة من الكم يسهل وبالتالي عملهما، في نراه ال قد جديد لميدان المقتحم والمنظر الحي، الباني

وقد حدودها. في ويروج لها يكتب أن معلومة فكرية أو فقهية مدرسة اعتمد من على ويسهل هؤالء،

وإبداعه. جديده فإنه «الرسالة» أما سابقة، أمثلة على منسوج «األم» كتاب أن علما ذلك سواه على يصعب

في لكنها للتنفيذ. وطريقة للمعارف، وإرث والتصرف، والعقل للرؤية وضبط للتغيير، وسيلة والكتابة

من وربما اليومي، الروتين أبجديات إحدى إلى الشرسة طبيعتها من فتتحول حرفة، تصبح األحيان بعض

الفنان به ينفذ الذي الجهاز هي الحرفة "إن الحرية. من لنا الكتابة تمنحه ما على الحفاظ حينها الصعب

يعني وفيرة" عميقة بمادة يمتلئ أن بد فال فارغ، وهو يعمل ال الجهاز هذا ولكن يريده، الذي الموضوع

منابع عن ينفصل أن يستطيع وال الهواء، من فنه يخلق ال الفنان "إن الحكيم: ويقول والمعرفة، القراءة من

بمعرفته أو بمهنته يتعلق ما إال يقرأ ال الذي هو صغيرا يظل أن عليه كتب الذي المؤلف إن المعرفة،

عظيما". با أدي وليس حرفة صاحب يصبح فهو المعرفة، فروع من واحد فرع في نفسه حصر فإذا فقط..

[من أقوال توفيق الحكيم كما نقلها أحمد بهاء الدين، اهتمامات عربية، ص164].

مدار رآه علما عايش فمن اتسعت، مهما القاصرة تجربته فلك في يدور محدود، ضيق بطبعه واإلنسان

األمر وانقلب العمل، ذلك عليه استولى فيه صدق و ال عم عمل ومن وأهميته، خطره من وأكبر العلوم،

وتلك كاتبه، على الكتاب يسيطر حين الكتابة وهكذا عامله. في العمل يتحكم أن إلى فيه يتحكم شيء من

سنة ماضية!

يعن ما يسجلون خاطرة، كل عند حاضرة عليها وحافظوا واألقالم، بالدفاتر أمسكوا تعلموا من وأغلب

كتاب [من فكرة". لحظة أرقب المناسبات أغلب في والقلم، الدفتر تركت "ما سنتيانا: الفيلسوف يقول لهم،

«أشخاص وأماكن»].

من وهو أسبانية- أصول من -فهو لالتينيتة تعصب ومن طرافة من يخلو ال فيلسوف هذا وسنتيانا

البحر شواطئ مثل خلدون، ابن ورأي رأيه بحسب اإلنسان قدرات فيها تنمو التي المعتدلة المناطق

يشعر أن إمكانه في يكن "لم سنتيانا أن رسل ويزعم أسباني. أصله ألن المعتدلة، المناطق أو المتوسط،

هي وحدها المتوسط شعوب أن رأيه وكان األلب، جبال شمال من يأتي إنسان أي نحو حقيقي باحترام

الفلسفات إلى ينظر وكان حقيقيين، فالسفة تخرج أن على قادرة وحدها فهي ولذلك التأمل، على القادرة

موقفه "ولكن راسل: يعقب ثم ناضجة. غير ألجناس عاثرة محاوالت أنها على والبريطانية األلمانية

وأرفع أعلى شيء إلى الوصول لمحاولتنا الرقيق اإلشفاق عن ينم اآلخرين الشمال فالسفة ونحو نحوي

الجو أو الجغرافيا بين الربط في خلدون ابن رأي هو وكذا ص76]. الكسل، مدح [في إليه". نرقى أن من

والعقل، فهل قرأ رأيه سنتيانا؟

أسبانيا في األصلية قريته نساء سنتيانا وصف فقد سنتيانا، وبين بينه نقاش من طرفة رسل ساق وقد

في أسلوبهن عن يكفرن ثم عليهن، ويمرون الرجال، من معارفهن يغازلن النوافذ بجوار يجلسن بأنهن

فاعتدل سقيمة، فارغة مملة حياة هذه بأن رسل عليه فرد الكنيسة. في باالعتراف هذه الفراغ وقت تزجية

ص76]. الكسل، مدح [في والدين". الحب شيئين: أعظم في حياتهن يقضين "إنهن بحدة: وأجاب سنتيانا

كل أن تنسى وال ما. حكمة وراءه ويرون ومفلسف، مبرر األمور طرفي كال الفالسفة، نقاشات تجد هكذا

إنسان يرى اإلنسان األكمل في بلده أو من فهره!

***

ظهرك، تحني إنها حقة؛ سخرة إنها الكتابة! ما تعرف ال "إنك النساخ: الرهبان أحد قال معاناة، الكتابة

وتظلم عينك، وتطوي معدتك وتكسر ضلوعك". [بتصرف عن «مهنة المؤرخ» ص47].

ففي واسعة، بقراءة للكتابة االستعداد المهم فمن الكتابة، في والبدء الجريئة المغامرة هذه خوض وقبل

"اقرأ رية: أبي محمود إلى له رسالة في الرافعي قال الخاصة، ثم العامة بالقراءة البدء يجب موضوع: أي

مستقلة، قريحة اكتساب القراءة من غرضك وليكن الجاحظ، شيخنا طريقة فهي يدك، إليه تصل ما كل

الرافعي [رسائل فاقرأه". الثالث هذه إحدى إلى يرمي كتاب فكل االبتكار، على تقوى وملكة واسع، وفكر

ألبي رية ،ص34].

"ناصية امتالك تريد "إنك فقال: بينهما الرسائل وتبادل به عالقته أول في رية أبا الرافعي ونصح

بعد إال يعرف ال ما وهي الغاية، هذه إلى تؤديك وراثية مواهب لك تكون أن فينبغي تقول، كما األدب"

من يستعيضون الذين األدباء، كسائر با أدي كنت وإال أثرها عليك ظهر فإن نا، زم بالتحصيل تشتغل أن

منتقدا، مفكرا تكون أن فاجتهد ذلك إلى الطرق أقرب في رغبت فإذا واالجتهاد. الكسب بقوة الموهبة

والفلسفة االجتماع كتب من يدك إليه تصل ما وادرس األلفاظ"، "كتب قبل المعاني" "كتب بقراءة وعليك

إلى بدء ذي بادئ العربي" "األدب كتب من همك واصرف منها. عرب فيما أو أوروبية، لغة في األدبية

في وتفقه له. والتبيين» و«البيان «الحيوان»، وكتاب الجاحظ»، و«رسائل و«األغاني» ودمنة»، «كليلة

كنت وقد األدبي"، "االنتقاد في حسنة ملكة لك يكفل وحده الكتاب وهذا السائر»، «المثل بكتاب "البالغة"

للهمذاني، الكتابية» و«األلفاظ لليازجي، الرائد» «نجعة ألفاظ من الكثير بحفظ عليك ثم به. الولوع شديد

اآلداب» «زهر وكتاب ربه، عبد البن الفريد» و«العقد للثعالبي، الدهر» «يتيمة كتاب في وبالمطالعة

وأشير كثيرا.. منهما فاحفظ البالغة» «نهج وكتاب الحماسة»، ديوان «شرح تنس وال بهامشه.. الذي

الصحف من «الجريدة» وحسبك و«البيان»، «المقتطف» العناية: كل بقراءتهما تعنى بمجلتين عليك

[رسائل صبورا". تكون أن فيه النجاح سر بل األمر هذا ورأس األسبوعية. من و«الصاعقة» اليومية،

نفسه يكون يكاد القول تجد والصحف المجالت قراءة عن كالمه وتأمل ،ص27-26]. رية ألبي الرافعي

كما نصح به كلود شتراوس.

من لكل ونصيحتي يقول: ورسل نواس. أبي أمثال من كثيرون بها نصح للنصوص بالحفظ والنصيحة

[سيرتي اإلمكان". بقدر ذلك عدا ما يتجاهل وأن قلب، ظهر عن وذخائره األدب كنوز يحفظ أن يكتب

كان وقد ص51]. الذاتية، [سيرتي قلب. ظهر عن شيلي شعر حفظ قد رسل وكان ص258]. الذاتية،

درج في صاعد وهو له صديق عليه تالها النمر"، "قصيدة لبليك رائعة قصيدة سمع لما فإنه لألدب، ذواقة

ص8، الكسل، مدح [في يهوي. أو يخور ال حتى جدار على واستند ترنح كامبريج، في الكلية في المبنى

[هشام المستمر". الجهد تحمل على المقدرة إال النبوغ "ليس ديكنز: تشارلز قال وقد المترجم]. مقدمة من

شرابي، الجمر والرماد، ص131].

مجرد عمله هل بالمخطوطات، الهائلة معرفته سر عن العثيمين الرحمن عبد األستاذ سألت وكنت

هي ما المسألة "أحفظ، لي: قال المعلومات؟! تلك كل يحفظ إنه أم يفهرسها؟ التي للمخطوطات عودة

لعب!!".

ربما التي الفكرة تلك فكرته، عن متشابكة خمائل عقله في تمتد األول، السطر بكتابة الكاتب يبدأ فحين

الكتابة، طريق عن سائل أي يسأل وحين روتينية. قراءة أثناء بذرتها نمت أو ما، كتاب من عابرا التقطها

فقال شاعرا؟ يكون أن يستطيع كيف يخبره أن نواس أبي إلى أحدهم طلب فقد اقرأ. األولى: باإلجابة يفاجأ

بكلمات عقله يمأل لم من أن نجد وهكذا الشعر". جرب ذلك وبعد انسها، ثم بيت آالف ثالثة "احفظ له:

أنها بباله يخطر التي وخياالته ئا، شي الناس يمنح ولن فكرا، ينضج ولن علما، يجمع فلن وأفكارهم الناس

الناس وأقرب جهله. تركيب في وغرقه غفلته، شدة من رأيه في العبقرية هذه اكتسبت إنما وجميلة رائعة

إنها لفتته عن قال ال شما أو نا يمي التفت إن فإنه واحد، علم في المتخصصون المزالق هذه مثل في وقوعا

وأغنى العلوم بأروع ئا ملي واسعا عالما لمحها التي األكمة وراء أن يعلم ال وهو عبقرية، لماحة مهمة

الصغير موقعه على تدله معرفية خرائط يملك فال العالم، هذا عن لغربته إال عينه في يكبر ولم النماذج،

جدا حيث ال يرى القارات الزاخرة وراء جزيرة معرفته.

فغاضت األصلع، خطب من خطبة سبعين "حفظت فقال: البالغة من مكنه عما الكاتب الحميد عبد سئل

بقوله: الوردي يكمل ثم عنه. هللا رضي طالب أبي بن علي المؤمنين أمير باألصلع: يعني فاضت". ثم

والتزام القواعد حفظ عن تنتج مما أكثر والموهبة المران عن تنتج فيها واإلجادة الفنون، كسائر فن "الكتابة

1994م، ص210]. القيود".[أسطورة األدب الرفيع، علي الوردي، دار كوفان، لندن،

مكتب في عمال شهيران فعامالن ذلك، على مثال خير فولكنر وتجربة عظيم، قارئ هو العظيم فالكاتب

البريد هما: جورج برنارد شو، وويليم فولكنر. وقد طرد األخير من عمله بسبب قراءته في وقت العمل.

تحصيل في ومنهمكون ال، أو قراء أنهم ثقافتهم وأغنوا اشتهروا ممن لهم قرأت من أكثر عند وجدت وقد

دكاكين يستأجر كان وأنه يده، تحت يقع ما كل يقرأ الذي بالجاحظ التعريف في هذا كثيرا قرأنا المعرفة.

زيت في أنفق إنه نفسه عن قال سقراط أن وقرأنا مثله. تيمية ابن سيرة وفي ئا، قار ليله ويقضي الوراقين

في أشار والكتابة القراءة عن الجميلة مذكراته في عظيموف وإسحق الشراب، في أنفق مما أكثر السراج

«عن كتابه في كينج وستيفن للجنون. أقرب وكان شبابه، في والمجالت بالكتب ولهه إلى عديدة صفحات

السؤال هذا يسببه لما السؤال، لهذا مقنعة إجابة يعط لم أنه ويرد تقرأ؟ ماذا يسأل "أحدهم يقول: الكتابة»

جواب يدي". عليه تقع شيء أي أقرأ هي: إجابة وأسهل الكهربائي، الضغط كارتفاع الذهني، االزدحام من

الكتابة، [عن مقروءاته. ببعض صفحات ثالث نحو في قائمة كتب ولهذا القارئ، يساعد ال ولكنه سهل

ص293].

القراءة. موارد جودة بمقدار الكتابة فجود متميزا؛ نصا يكتب فلن قراءته في ويجد ال طوي يقرأ لم فمن

فالذي العالم، من كثير عن يغني يكاد عالما وتصبح ونعمة، متعة القراءة له أصبحت كثيرا قرأ من فإن

عندما با غال به سيستمتع وعقله متعته على أنفق والذي متاعه، في حق له الدهر على يده جنته بما يستمتع

كهولته في وفهمه ذهنه شباب وجد للكتاب، الشباب صرف ومن للشباب، البدن فمتعة وتتغير، المتع تقل

بذلك وضم األقران، على منيفة وتجربة أكبر، وعقل واسع، بفهم الطويل الدرس فيمتعه وشيخوخته،

ما الفهم جواهر من الكبار القراء سطور في واجد وإنك لعصره. وعصورا لعقله، ال وعقو لحياته، حيوات

ال تجده عند صغار القراء ومتحذلقي المثقفين واألساتذة.

تبسيط ومن لها، الكاتب استسهال من الكتابة على الخطر ويأتي القراءة، في كالجد الكتابة في والجد

شهيرة كاتبة نصحت وقد الراقية. الكتابة خصوم من الصحافة كانت ولهذا الكتابة، في والتعجل مهمته

الكتابة. طريقة تنسيه سوف الصحافة ألن الصحف؛ في يكتب أال همنجواي إرنست المعروف الكاتب

األسلوب وتعاجل نضجها، قبل الفكرة تفطر السريعة فالكتابة ساليزبرجر]. سيروس العمالقة، [آخر

فيستسيغ البحث، عن الكسل على الكاتب وتعود شكله. اكتمال وقبل ثوبه، يلبس أن قبل للناس بالخروج

فحملتهم الكتابة، أدب النتهاكهم أقواما نفعت وكم قتلته، موهوب من كم الصحافة هذه فلله التجويد، عدم

لكراسي المال والقرار، وأضرت بآخرين ألنهم أدوا حقها المعنوي والشكلي!

من رأسه أراح من إال بالصحافة يسعد وال فكرة، صاحب إال تضر ال والكتابة الصحافة أن ويغلب

أي في الرسمية أو العامة للمسيرة يكتب أن يريد لمن وبخاصة حقوقها، أداء ومن والتزامها الفكرة واجب

يد. مجتمع، فكيف بالذين يكتبون للعالم المثقل بل المق

الروائية الكتابة في تجربته فيه لخص onالذي writing الكتابة» «عن المهم كنج ستيفن كتاب وفي

ويعني اللغة، الكاتب عدة أهم من إن قال: كتابته- يطور أو الميدان هذا يدخل أن يحب لمن مهم -وهو

مهنة، صاحب أي بآليات أشبه الواسعة أو الغنية فالمفردات عمله، في يستعملها واسعة مفردات توفر هنا

الكلمات، منه األعلى الرف في يكون بصندوق الكاتب ألدوات ومثل للنجار، والمطرقة كالمسمار فهي

في النحو بأساسيات يلم أن قبل با كات نفسه يتوقع ممن كثيرا وسخر اللغة)، (قواعد القواعد الثاني وفي

النحو" "أسس أن نعرف أن المهم من ولعل األسس. بهذه يسخر من نجاح عدم وأكد بها، يكتب التي اللغة

أساسيات منه المراد ولكن كالمنطق، أخرى بعلوم المخلوط المتقدم بالنحو يتعلق ما ليست لغة كل في

با وغال الثانوية، المرحلة منهج نهاية وإلى االبتدائية، المرحلة في العربية الدول بعض تدرسها التي النحو

وينصح الثانوية، المرحلة تلك عن كتب إلى اإلنجليزية في يشير وهو الكتابة، أسس إلدراك يكفي هذا

والفقرات، الجمل بناء نظام القواعد بعد يضع ثم النحو، في القديمة الكتب تلك قراءة أو باستعادة قراءه

وقطع العزلة أو باالنفراد الكاتب وينصح علله ويوضح فيه القول ويكثر األسلوب، ثم الترقيم، وعالمات

األولى المسودة كتابة أثناء العزلة وأوجب الروائي. وبخاصة أنت، عالمك تصنع ألنك بالعالم؛ الصلة

وال يديه، بين تطورها يدرك وال جاءت، أين من وال كيف الكاتب يعرف ال التي بالفكرة، اإليحاء وتلقي

وهو للنجاح مهم سبب عن الحديث يفيض ثم أيضا- باموك التركي الكاتب نصيحة -وهذه العجيب نموها

منبع فهي ئا، شي الكاتب يحقق ال كثيرة كتابة وال كثيرة قراءة وبدون الكثيرة، والكتابة الكثيرة القراءة

في با كتا سبعين إلى ستين بين ما يقرأ إنه كنج ويقول األولى، الكاتب مادة وهي األساليب، ومورد األفكار

اختصار موضة خرجت ألنه هنا الكاملة قلت – الكاملة الصوتية للكتب مستمعا يقرأ روايات، با غال العام

قا-حيث الئ ذلك يكن لم -وإن العشاء على كثيرا ويقرأ فيها، ينتظر لحظة كل في ويقرأ المسموعة- الكتب

عن وكتب العام. الذوق من الناس بعض يراه ما أو اللياقة من الكثير يفقد أن إال الجاد الكاتب يستطيع ال

نصف عند الوقت انتهى ولو للعمل، الذهاب قبل يا يوم ونصف ساعتين يكتب كان الذي اإلنجليزي ترولب

نماذج وذكر جديدا. ال عم ويبدأ يقف ثم صفحة ستمائة النص يبلغ حتى يكتب كان إنه وقال يتمها، لم جملة

ما يتعجب ثم فقط، واحدا با كتا كتبوا بارعون وآخرون كتاب، خمسمائة عن كتبهم زادت لكتاب طريفة

داموا قادرين على نصوص جميلة لم ال يكتبون؟!

"سمعت التوحيدي: حيان أبو يقول أشرف؛ وهذا لها، تأسيسا تكون وقد لمعرفة، ال نق تكون قد فالكتابة

الصابي: إسحاق أبو قال مجلسه من ندرنا فلما صعب. المعرفة إنشاء يقول: ببغداد العميد ابن الكفايتين ذا

له أوائل ال ألنه فإنما اإلنشاء أما فقال: سليمان أبي على الكالم هذا عرضت إنشائها. من أصعب تربيتها

يشح هو مديدا نا زما اإلنسان من تستعير ألنها أيضا صعبت فإنما التربية وأما عليها، ويؤسس بها يناط

طباعا، له الكرم كان إذا إال بإخراجه النفس تطيب قلما ال مبذو ال وما عليه، صبره يشتد ال متص وعناء به،

ويجد من ضريبته إليه نزاعا". [الصداقة والصديق، ص172-171].

أو كتاب في الناس صناعة جمع فالصيد للفنين، الحاجة من زمان يخلو ولن وصناعة، صيد والكتابة

يحيى قال اإلبداع. من الصيد يخلو ما وكثيرا صيد، من إبداع يخلو ولن إبداع، فهي الصناعة أما نحوه،

البرمكي: "اكتبوا أحسن ما تسمعون، واحفظوا أحسن ما تكتبون، وتحدثوا بأحسن ما تحفظون".

أو أحسنت له يقال لقولهم، منظم ناقل هو الناس كالم بين التنسيق في مهارته تظهر الذي الكاتب إن

صائد من أكثر يفيده فهو ذلك ومع قارئه، يتعب فإنه تتضح لم فكرة له كان ومن منقوالتك، ترتيب أسأت

الكتاب منافع استقرت وإنما الالحقون. وتبعه السابقون خدمه وفكرة رأي له ومن غيره، كالم ومرتب

أوله في موحشا جديدا، قا طري يختط وعبقري العلماء، كالم بترتيب الطالب نفع جيد مرتب صنفين: بين

مؤنسا بحقيقة في غاياته.

جديد، بنسق وقولبتها المعارف صياغة إعادة فإن واإلبداع؛ التأليف بين الفرق يظهر هنا ومن

إلى االلتفات تم ولقد آخر. شيء فهو والجمع التأليف أما اإلبداع، هو جديدة لرؤى خاللها من والتأسيس

قضية األصالة في التأليف منذ زمن، فهذا نفطويه كان يكره ابن دريد وينافسه، وهو القائل فيه:

"أحرقه هللا بنصف اسمه ... وجعل الباقي صراخا عليه".

فلما نشر ابن دريد كتابه «الجمهرة» في الناس، قال عنه نفطويه:

ي وشــــــــره قــــــــره ... وفــــــيـــه عـــــ بـــــــــ ابــــــن دريــــــــــــــــد

هره قه ... وضع كتاب الجم دعي من حم ي و

يــــــره قــــد غـــ ه نــــــ أ وهـــو كـــتــــاب الـــعـــــــين .... إال

التأليف بين الجوهري الفرق هذا إلى بااللتفات يوحي وهو تأليفه، في األصالة بانعدام عابه لقد

رتبها ثم الدين، أو الحياة مسائل من مسألة في الناس أقوال جمع فمن إبداعا، تأليف كل فليس واإلبداع،

التأليف، على زائد فاإلبداع تأليف، إبداع كل وال شئت: إن أيضا وقل الناس. لكالم جماع فهو ونسقها

عمله لجديد، منشئ با غال فهو المبدع أما غيرها. مع ومقارنها علمية لمادة والجامع الباحث لمهنة ومتجاوز

دائمة، مهنة اإلبداع أن تتوقع فال سابق، نسق على يكون ال ما ومنها نسق، على يكون ما منها مغامرة،

لغيره مشابهة كثيرة ال أعما يعيد وأحدهم اآلخرين، الناس نسق على يكتب وأغلبهم هم، ما قليل فالمبدعون

الكبير اإلبداعي عمله أن غير طريقته، يهمه علم أو حق، نشر في ليساهم أو ومهنته، عمله الناس ليعرف

ما تميزه، عليه يا وخاف ذاك، عمله جودة عن نا- أحيا -هو ال غاف ويكون سابق، نسق غير على با غال يكون

لم يكن قد راقب أعمال أقرانه في عصره وغيره، وقد أعطى فنه ذوب فؤاده.

أمضى لكتب صدى أو قرأه، ما خلف يتوارى شبح إلى تحوله أال يجب للكاتب- أهميتها -على فالقراءة

قا فيها. ساعاته غار

أجواء ما قبل لحظة الكتابةتوقعه، يمكن ما كل والغرق النجاة تجارب من فيه بحر لخوض التأهب يشبه كتابة لحالة التأهب إن

إذا عادتي "من فيقول: فكرته، والدة مع معاناته وطريقة كتابته، عن يحدثك شاكر محمود الشيخ فهذا

وهدأت الليل، كان فإذا وأجمع. لها أحصن فهو الليل، إلى بأفكاري أعدل أن الرأي نفاذ علي استبهم ما

غرفتي، إلى مكاني من لت تف أجحارها، في الحياة عقارب واستكنت مضاجعهم، إلى الناس وآوى النائرة،

متحفزا أقعد ثم السكون، مع نا وسكو الليل، مع ال لي لنفسي وأصنع ونوافذها، أبوابها وأغلق ستائرها أسدل

من ساعة بينها تتعارف وأحالمي وعواطفي أفكاري أدع ثم أسود، ظالم من عيني أمأل خاشعا متجمعا

يا ساج رهوا المتدفق تيارها وعاد وسكنت، قرت ثم والجزر، المد بين موجها النفس ماجت إذا حتى زمان،

ومائدة صنيعا لهم نتخذ أن علينا القراء حق فإن البالء.. على هللا أستعين مكتبي إلى دلفت الطفولة، كسعادة

مقال: من شاكر، محمود مقاالت [مجموع فائدة". شهواتهم على وأرد ال، متناو وأقرب وأمرأ، أشهى تكون

«اإلصالح االجتماعي»، ص52].

المقدسة اللحظة هي الكتابة لحظة ألن الكتابة؛ لموجة وانتظارهم استعدادهم طرق في الكتاب ويختلف

في الحقيقي وجودها إلى الوعي في الكامن وجودها من وتخرج اللغة، قالب في الفكرة فيها تتمثل التي

أفضل فإن صعب، موضوع في أكتب أن علي كان إذا أنه ال مث "وجدت رسل: قول وإليك الوجود. عالم

وعند أيام. أو ساعات لعدة أستطيعه تركيز وبأقصى جدا، شديد بتركيز الموضوع في أفكر أن هو خطة

إلى يا واع أعود أشهر عدة وبعد الالشعور، في العمل يتقدم بأن -مجازا- األوامر أعطي الفترة هذه نهاية

وال يعاني كان الفكرة هذه إلى يصل أن قبل أنه وذكر فعال". إنجازه تم قد العمل أن وأجد الموضوع نفس

يحقق تقدما في مشاريعه؛ ألنه لم يكن يعرف بعد الطريقة". [رسل، انتصار السعادة، ص82-81].

منسجمة، وغير مضطربة تبدأ وهي واألقالم، والورق الكتب أدواته، مع مودة عالقة وللكاتب للقارئ

في والكاتب القارئ يذوب وقد وعقيمها، لسليمها وألفة ومزاجا وعادات ثقافة تصنع الزمن مع ولكنها

أن المروءة "من : النخعي إبراهيم يقول فمثال عليه، صنعته آثار ظهور في الحق أن يرى حتى صنعته

يستنكر وال لعقه" ثم الشيء كتب ربما "أنه سحنون عن نقلوا وقد مداد" وشفتيه الرجل ثوب في يرى

قلت وسألني ثوبي على شخط وجود لي زميل استنكر وعندما عليه، أثرها بقاء مهنة صاحب على عاقل

بعد قليل ستعرف قصته وكتبت مقاال بين الجد والسخرية بعنوان: "شخط على ثوب".

الخوف من الكتابةهذه من الخوف هو الكاتب يواجهه قد ما أول فإن بالحرية، الشعور إلى الطريق هي الكتابة كانت إذا

لملء تحتاج وهي الغريبة، أو األم لغتك اللغة، الكتابة منازل أول ألن اللغة؛ مواجهة من الخوف الحرية،

المانع نجيب قال [كما جسارة". الكتابة أن كما جسارة فـ"اللغة استخدامها، على الشجاعة ثم منها، العيبة

ومن أحد، يضره فلن جيدا با كتا كتب "من قيل: وقد الحروف»]. أكلته عمر «ذكريات اللطيف كتابه في

با رديئا فلن يعذره أحد". وقالوا: "من ألف فقد استهدف". كتب كتا

وال اإلرادة، يخدم القلم المعتز: ابن قال يمل. وال يكل ال وعزم جادة، إرادة والجسارة الكتابة وتسبق

ما بقلمك فتقول مضيء، وسوادها مظلم، بياضها أرض على سائرا، وينطق فا، واق يسكت االستزادة، يمل

الظفرين، أحد اليأس وتعجيل اليسارين، أحد العيال وخفة اللسانين، أحد "القلم قيل: وقد لسانك. عنه يعجز

اليأس حر ، والرجاء عبد".

لحظة الكتابة

-بشكل والكتابة سابق، جهد من لها أعد بما رحلته الكاتب معها يبدأ التي الصفر نقطة هي الكتابة لحظة

الخيال فمجاراة بالمشقة، مليء آخر عالم األدبية الكتابة أن غير مستمر، شاق وعمل وجهد مران عام-

كل قبل الروحية الناحية من مرهق أمر مناسبة لغوية حالة في متلبسا به اإلمساك ومحاولة به، واللحاق

يا مطاردة النمرة! شيء، وهذا راسكين كالدويل يمثل شاهدا على هذه المعاناة، إن الكتابة األدبية تشبه فعل

«كيف كتابه قراءة أن غير التبغ»، و«طريق المرتفعات» في «بيت كالدويل بروايتي استمتعت لقد

الكتب من وهو موضوعه، في علي مر ما بديع من نصا كان فقد مختلفة، متعة كانت يا؟» روائ أصبحت

من ليجعل الشدة بالغ نفسه على اشتد وقد يعمل. أن يحب فيما واالجتهاد الجد الرجل تعلم التي الرائعة

يشبه ما ذلك سبيل في وعانى سواها، عما ويهرب للكتابة، يعيش فقط، األدبي للمجد يعيش با كات نفسه

بعد فيما أبدع فيمن للشك مجال وال لشككت، الصارمة اللحظات بهذه يمرون الهمم ذوي أن ولوال الخيال.

الروائيين، كتابيه قراءة عن تفصلني التي تلك عقود إنها الروائية، الصنعة جمال في غاية هي نصوصا

ولكن بعض الصور ما زالت تلوح في الذاكرة.

وألف سترة، فوق الجلد من قميصا ألبس مدفأة بال غرفة في العلوي الطابق في أكتب "كنت يقول:

كنت المنملة.. أصابعي في ألنفخ وآخر حين بين وأتوقف الكاتبة، اآللة على أكتب وأنا ببطانية، ساقي

بتصميم ثانية وأكتب وأصحح أراجع قصة، وراء قصة أكتب يا، يوم ساعة (12) إلى (10) بين ما أعمل

استأجر مرة أنه وذكر ص55]. يا؟، روائ أصبحت [كيف واإلرهاق". الوقت عن النظر بغض الكالب،

ثمن يوفر أن يستطيع وال يا، كاف ال ما يملك ال -إذ فيه ليكتب يا أسبوع ونصف بدوالرين رخيصا نا مكا

ال لي الكتابة واصلت "وهناك يقول: جدا- الباردة مين" "والية ريف في استأجره الذي البيت في التدفئة

في يكن لم لوجباتي. فا ورغي الفاصوليا من علبة ألحضر اليوم في مرتين أخرج أسابيع، لعدة ونهارا

صاحبة كادت وقد الصقيع". لعضة نتيجة وقدمي يدي في التقرح زال وما يناير، والوقت تدفئة، الغرفة

بعض في وكان [ص79]. ال. لي العمل في وتأخره الكاتبة، آلته بصوت السكان يزعج ألنه تخرجه المسكن

ألعماله الناشرين من ورفض الكتابة في مرير جهد وبعد الحقة، فترة وفي يا. يوم قصيرة قصة يكتب أيامه

النظر من ليلة قضاء وعند المنشورة، غير بالمخطوطات مملوءة حقائب ثالث حوالي هناك "كان يقول:

الشعر وكان وأحرقته، البحيرة شاطئ إلى شيء كل حملت الصباح في أني لدرجة منها، بأي أقتنع لم فيها،

قصاصات من الكاملة المجموعة المشتعلة النيران إلى أضفت كما أحرقت، ما أول والمقاالت والفكاهات

الرفض (رفض نشر أعماله) التي جمعتها خالل السنين". [ص89].

وكانت قا، مرمو با كات يكون أن سبيل في وفقره جده على شواهد يا؟» روائ أصبحت «كيف كتابه وفي

في تعمل لفترة وكانت الريح»، مع «ذهب كتبت التي ميتشل مارجريت مثل معاصريه، من كثير في

روايتها، من فقط واحدة صفحة اليوم في تراجع أنها إلى وأشار كالدويل، فيها يعمل كان التي الجريدة

ذلك ليعمل أثاره مما للكتابة والتفرغ العمل ترك قرارها كان وربما جاهزة، تصبح حتى وتصقلها تدققها

الذي بيركنز نفسه هو مذكراته في كالدويل ذكره الذي المحرر ولعل همنجواي، معاصريه ومن أيضا.

فيه وذكر حياته، عن نفسه بيركنز كتبه كتاب من ذلك تذكرت وقد همنجواي، كتابات ويراجع يحرر كان

في وعمله مشهورا، قا ومدق للكتاب صيادا ها نب فا مثق وكان والتحرير، المحرر وعمل تاب الك عن قصصه

و«جاز» «محبوبة» مؤلفة موريسون، توني الشهيرة الروائية تعمله كانت الذي با تقري نفسه هو التحرير

و«أكثر العيون زرقة» وغيرها، وهي الفائزة بـ"جائزة نوبل" في أواخر الثمانينيات.

من إال بناصيتها يأخذ ال وضع، أحكم األقاويل وضع في "اإلجادة حسين: الخضر محمد الشيخ ويقول

يستوعب الحافظة" فـ"القوة فيقول: القوى هذه يشرح ثم صانعة". وقوة مايزة، وقوة حافظة، قوة له كانت

أونظام خيل لوصف يدفع عندما وتفهيمه، تفصيله في يأخذ غرض لكل يسعه ما اللغة مواد من الكاتب بها

فقد حروفه.. وتآلف كلمه، ترصيف إلى بالنظر الكالم من يحسن ما بها يمتاز المايزة" و"القوة جيش.

و"القوة موقعه. إلى بالنسبة أحسن واآلخر نفسه، في أحسن أحدهما ويكون واحد، لشخص مقوالن يتفق

فتصدرها بعض، إلى بعضها من والتدرج والمعاني، األلفاظ ترتيب في العمل تتولى التي هي الصانعة"

يعقب ثم بنفسها". منحازة كأنها جملة كل يجعل الذي التمايز من بريئة النظم، متخاذلة غير النسج ملتئمة

مطالعة على باالنتصاب إال المايزة" "القوة تكتمل "وال فيؤكد: العلماء من الكتاب بين عليه مجمع هو بما

وبتوسم معانيها، ورشاقة ألفاظها، عذوبة في األعلى الطرف إلى المنتمية بيانها، في الغور البعيدة المنشآت

كافية غير البالغية الفنون فمعرفة النظر. في ومهل جيد بذوق المناسبة االعتبارات من طيها في أرسل ما

المتفاوتة، األقاويل بين يفرق ال من قوانينها.. من المتضلعين في نجد فقد واستحكامها، القوة هذه الستواء

بعد إال الترسل وسرعة التمكن مبلغ الصانعة" "القوة تبلغ وال درجات.. بعض فوق بعضها ارتفع وإن

يجري التي القاعدة وهو العمل، على اإلدمان إال الصانعة- القوة -أي صلبها يقيم وال بالتمرين.. ارتياضها

خبير) (أي دري إلى انحيازه يسير زمن في بالكاتب تنهض التي الطرق ومن وارتقاء.. تقدم كل عليه

قبله، قدير شاعر على تتلمذ من إال منهم ما الكبار الشعراء أن إلى الشيخ يشير ثم الصناعة". هذه بشعاب

وهدبة خشرم، بن هدبة عن جميل عن الشعر أخذ الذي عزة ير بكث لهذا أمثلة ويضرب طويلة، مدة والزمه

حياة حسين، الخضر [محمد حجر". بن أوس عن وزهير زهير عن أخذ والحطيئة حازم، أبي بن بشر عن

يصدرها كان التي المجلة العظمى»، «السعادة من رأيت فيما منتزع الكتيب وهذا ص48-45]. األمة،

الشيخ رحمه هللا.

فنعم، معرفة كان إن والجواب: بعض؟ من بعضهم يمتح والكتاب الشعراء هؤالء هل فتقول: تسأل وقد

هي التعلم، مهمة عن تختلف أخرى، مغامرة إنها هؤالء، امتياح من أكثر شيء فهي الراقية الكتابة وأما

منفتح المزاج رائع وقارئ التعليم، في ينجب لم التعلم في منجب من وكم دؤوب، وعمل لموهوب، فن

ألنهم الكتابة؛ أبوا العصور، عبر كبار عمالقة فهناك ولألسف الجهد. تستحق الكتابة ير لم العلوم، على

العقلي وال العلمي لمستواهم كتابتهم تصل فال ذلك، من خيرا نحسن قالوا مسطورا كالمهم ورأوا كتبوا إن

يدل بالضرورة نص كل وليس منهم. تضع التي الكتابة من مدبرين فيولون وبكتابتهم، بأنفسهم فيصدمون

وللبعيد يعرفه، للقريب أو أخر، لنصوص الباقي ويترك فقط، جانب عن ينم بل ال صاحبه، شخصية على

يهابه، أو يسخر منه.

معايشة النمرة

حيان، أبي قول الكتابة عن لكتابه نا عنو الكلمة هذه وضع عندما جبرا إبراهيم جبرا يعرف كان هل

وال إنسان لكل يستجيب ال تياه، صلف الكالم "إن والكتابة: الكالم شيق وصعوبة اإلبداع عسر يصف إذ

الحرون، كإباء وإباء المهر، كأرن (نشاط) أرن وله مغرور، ومتعاطيه كثير، وخطره لسان، كل يصحب

أطوارا، ويعز طورا ويذل مرارا، ويتعسر مرة يتسهل وهو البرق، كخفق وخفق الملك، كزهو وزهو

السيالن". شديد والوهم الوهم، على وطريقه الخداع، خفي الحؤول، سريع والعقل العقل، من ومادته

[اإلمتاع والمؤانسة، ص9].

نسوقه عندما له أبقى جماله ولكن فكرة، من أكثر فيه بعده، بما قبله ما يجمع طريف مقطع وهنا

غيره، إلى والرجوع بنفسه، الظن سوء من للمنشىء أنفع شيء "ليس التوحيدي: حيان أبو يقول متماسكا،

من أحزم والمستعين تثقيف، إلى محتاج وهو إال محسوب، الدنيا في وليس الدرجة، في دونه كان وإن

كما اللفظ ويشرد اللفظ، يستعجم كما المعنى يستعجم وقد ينقص. لم شاور ومن يكمل، لم تفرد ومن المستبد،

الحالوة اجتالب على والمدار المنحل. يعقد كما المعقد وينحل النثر، ينتظم كما النظم وينتثر المعنى، د ن ي

وشر تصفو، قد والمكدرة تكدر، قد الصافية والقريحة بالسمع، الممجوجة نبوة ال واجتناب بالطبع، المذوقة

الكالم إن يقول: المقفع ابن "كان أضاف: ثم بالعفو. الرضا نصائحها وأنصح االستكراه، البالغة آفات

يزدحم في صدري فيقف قلمي ألتخيره".

مختار، الكاتب ألن الخطاب؛ تصفح من أكثر يتصفح "والكتاب ويقول: الكتابة حكمة في ويستمر

أم فيه أصبت ينظر وإنما أبطأت، أم فيه أسرعت يعلم فليس كتابك عليه يرد ومن مضطر، والمخاطب

[رسائل غلطك". على معف غير إسراعك أن كما إصابتك، غير فإبطاؤك أسأت، أم وأحسنت أخطأت،

أبي حيان، ص170].

فهذه ص256]. حيان، أبي [رسائل الكتب" خدور إلى العقول بنات تزف "بالقلم الزيات: ابن قال

تسويدها من تحزن ما األقوال من لألسف وهناك الكتب، خدور تحتويها أن يحزنك األفكار من الروائع

للحديث استمع هذا قوله إجادة ومع المطايا، نعم الفطن". مطايا "األقالم النمري: قال وقد للصفحات.

وما لم ق بـ(ال بالقسم بعيد غير عقب ثم بـ(اقرأ)، رسالة آخر حياة وبدأت لم" ق ال هللا لق خ ما ول "أ يقول:

من يسطرون، ما لكل العالم آفاق تفتح إنها السياق! هذا في "ما" أعجب وما هذا! أعجب ما هلل طرون). يس

ئا شي علم الزمان هذا عاش ومن يسطرون. فقط إنهم لغة؟ وأي زمان؟ أو مكان أي وفي الساطرون؟ هؤالء

والصناعة، المعرفة عجائب لدون فيخ يسطرون كيف علمهم لقوم هللا خلق وعجائب القسم هذا مبلغ من

وتمتع األشتات، وتجمع البعيد، وتقرب دواء، للمريض تعطي والمكان. الزمان تتجاوز التي العقول وقوى

قرون بعد لمستحقها تهديها القول، وجواهر والبصر، العين متع وتجلو األحداث، أوابد وتحبس الملول،

فمن العلم، رثوا و ولكن هما، در وال نارا دي رثوا و ما "األنبياء يقول: تسمعه ثم رث. المو موت من وقرون

ني ع تب ك ومن ني، ع تبوا تك "ال ويقول: الكتابة، هللاملسو هيلع هللا ىلصيعظم رسول وكان وافر". ظ بح أخذ قد ف به أخذ

حركة تعطل قيود على قيودا يكون أن المكتوب كثرة من خاف ربما أنه وعندي يمحه". فل القرآن غير

ومما أنبيائهم". على واختالفهم مسائلهم كثرة قبلكم كان من أهلك "إنما قوله: هنا ودليلي والعمل، العقل

يمنع وكان كتاب، من إال يقرئ ال أحمد اإلمام وكان الحديث. وبين القرآن بين قوم يخلط لئال هذا: في قيل

يتهيبه لم من خطير، عمل الكتابة أن غير كثيرة، لعلل كتبهم كثيرون أحرق وقد عنه. يكتبوا أن الناس

حديث بكل التحمل، سن قبل عنه أحاديث تحمل من مالك اإلمام جلد فقد عقابيله؛ في وقع مكانته ويقدر

يحملها إنه جلدا! وزدني ثا حدي زدني قال: أو مائة، أنها لوددت وهللا الحريص: الطالب فقال جلدة، كتبه

عن مالك وكفى!

أو قلمه فيحمل سهلة، القراءة عرف من كل يراها إذ زماننا، في العيوب أوضح الكتابة تقدير وعدم

ويكثر والسوق، الصنعة ويفسد الخصوم، به ويشمت األصحاب، منه فيسخر الصعاب، ويتقحم حاسوبه

والغريب الفن، عن مبتعد العلم وذو مقل، الجيد الكاتب أن ترى ما غرائب ومن عالمها. ويوسع الرداءة من

وتجد يكتب، وال عنها الكالم قليل تجربة أو علم معرفة من المتشبع ترى وأنت يقتحمها، الصنعة عن

عما يكتبون ال الحدث صناع فإن السياسية، األعمال في خاصة واضح وهذا عنها. الكتابة يقتحم الغريب

صنعوا، وتجد الصحفيين يغرقون الدنيا ضجيجا.

والتحرير الكتابة عملهم للمقاالت، كتاب بها يعمل ثقافية مؤسسة في عملي أثناء في أنني أذكر

يقول الطرفين، بين عنيف جدل فحصل إداريون، موظفون معنا وكان المطبوعات، على واإلشراف

جاءوا؟ إن هذا الموظفين، قبل وينصرفون متأخرين يأتون الذين الكسالى الكتاب عن نقول ماذا اإلداريون:

ونفسه بعمله انشغاله دوامة في ونسي والحياة؟ للناس ال أص فائدتهم ما بل مغرورون، متعبون كسالى إنهم

وبرنامجه أن اإلدارة التي يديرها كانت جزءا يخدم سواه، بل وجد لغيره.

مقال يكلفنيه الذي الجهد أدرك ألنني خصومهم؛ ضد والمحررين للكتاب آنذاك انتصرت أنني شك وال

الكتابة ويعتسف موهبة بال يكتب قد شخص ومن الكتابة، إعادة ثم الكتابة وإعادة والكتابة القراءة من جيد

فاختلط كثرت أو األفكار، منه وهربت الكلمات، عليه نعت تم وإن حتى يكتب، أن يحب ألنه فا؛ اعتسا

الكتابة، وإلعادة للكتابة آخر ثم للقراءة، ال طوي ال طوي تا وق يجد أن عليه يكتب أن يريد فالذي بترابها. تبرها

لنا خرج ومشاغله متاعبه كثرت وكلما وأفاد، أجاد التركيز مهارة وتعود الذهنية المشاغل قلت وكلما

يرسلها أن قبل تمت لم إن القارئ، ليد وصولها عند تموت صفحات يسود من أو ربع، أو كاتب نصف

ئا شي تساوي لن فإنها ينها ويز يبنيها ثم يصممها ثم الفكرة يعلم لم فمن والقضية! الفكرة بهذا وتموت للنشر،

ولم مواده، يستجد لم بانيها ألن أفكارها؛ من الكثير معها وتموت المطبوعة الكتب أغلب تموت لذا كثيرا،

يزين لم أو التفصيالت، في يدقق لم أو وهناك، هنا النتوء ومن العمل، درن من فها يص ولم كلماته، يصقل

فكرته لتخلب األلباب.

كثيرا الكتابة قيمة هبطت الهجري، الخامس القرن بعد العربية بالكتابة حل الذي والضعف الزمن ومع

مع فشو الجهل وسقوط الهمم، حتى حق ألحدهم أن يقول:

ة كالحجامه ب تا ة في زمــــــــان *** غدت فيه الك بــــــــ تــــا لــــمــــنـــــا الــــكــــ تــــعــــ

ـــــالمه بأشـــــرف من ق لـــــم قـــــ أضحت *** وما لى األقالم في ع له يا ف

[معجم السفر، للحافظ أبي طاهر أحمد السلفي، ص217].

في األسلوب الكتابيمن فيه لما السامع يحتاج ال حتى معانيه، إفهام إلى منه أحوج شيء إلى الكتاب "وليس الجاحظ: يقول

اإلعراب، غريب من ويحطه والحشو، السفلة ألفاظ عن به يرتفع مقدار إلى اللفظ من ويحتاج الروية،

الكالم، من المبسوط تعودوا قد كلهم الناس ألن ويصفيه.. وينقحه جدا يهذبه أن له وليس الكالم، ووحشي

وصارت أفهامهم ال تزيد عن عاداتهم. [الحيوان، (89/1)].

من فا تألي أحسن أر فلم العلم، في نبغوا الذين النبغة هؤالء كتب في "نظرت الشافعي: عن ويقول

طه ويقول لغته. أجل من ويكرره «األم» كتاب يقرأ شاكر محمود وكان الدر". نثر لسانه كأن طلبي، الم

الدين، بهاء [أحمد األسلوب". حيث من اإلنسان يقرأ أن يمكن ما أروع من "إنه «األم»: كتاب عن حسين

اهتمامات عربية، ص160].

كل ألعاف وإني لغته، في حضوره معالم إحدى وتصبح الوقت، مع تتميز التي شخصيته له كاتب فكل

ولكنه تأصيله! أجمل ما هللا شاء ما ليقال: تنسيقه، ويحسن بآخره، أوله يربط للكالم، فف مص متكلف كاتب

بالدة ولوال وفن، علم كل وفي طريق، كل في يكثر نمط وهذا متفرد. موقف وال شخصية، لذعة بال ميت

تلك وال رائع، كتاب ذاك وال ممل كتاب هذا قلنا: لما الموضوعات بعض بالدة أو المؤلفين، من كثير

ابن زعم كما المتنبي نار دخان إنه ال. خام أو مبعدا المتميز تجد الكثير بين فمن فذ. عالم وال جميلة، قصة

لألشجار مستهلكا للدنيا، مزعجا نا مدخ أعذر ال ولكني النار، حول دخانهم يكثر با كتا أعذر وإني جني.

لم إن هذا ال، قلي ويفكرون كثيرا، يكتبون أنهم هؤالء ومشكلة تنضج. نار وال تدفئ نار بال للبيئة، مفسدا

واألحزاب البيئة عن المدافعين نناصر أن فواجبنا كذلك ذلك كان فإن هللا، قدر ال الفكر ضد عقدة لهم تكن

يرتفع أن وعسى الورق، صناعة في اإلسراف وتمنع األشجار قطع في اإلسراف من تمنع التي الخضر

با، متعص با حز وال خير، فاعل يجدوا ال أن هللا نرجو البيئة. مصلحة أو الناشر، يمنعهم أو السعر عليهم

نا على الناس، فتيبس العقول كما يبست األخشاب. يوزع أخشابهم الغالية مجا

التالية: الطرفة ويروي تسهيله، أو األسلوب تصعيب في الكبار الكتاب بعض دوافع إلى الجاحظ ويشير

بعضها نفهم بالنا وما كلها؟ مفهومة كتبك تجعل ال فلم بالنحو، الناس أعلم أنت األخفش: الحسن ألبي "قلت

العويص بعض تقدم بالك وما األكثر!- يفهم وال الفهم يعاني من وهو الجاحظ أنه -الحظ أكثرها؟ نفهم وال

هذا وضعتها ولو الدين، كتب من هي وليست هلل، هذه كتبي أضع لم رجل أنا قال: المفهوم؟! بعض وتؤخر

الوضع هذا بعضها أضع فأنا المنالة، غايتي كانت وإنما فيها. إلي حاجتهم لت ق إليه تدعوني الذي الوضع

إلى كنت إذ التدبير، هذا كسبت قد وإنما يفهموا، لم ما فهم التماس إلى فهموا ما حالوة لتدعوهم المفهوم،

في مثلي يأخذها ثم بزعمهم، هلل الكتب يكتبون وفالن، وفالن النظام، إبراهيم بال ما ولكن ذهبت. التكسب

مواقفته -مجادلته- وحسن نظره، وشدة عنايته، وال يفهم أكثرها؟!" [الحيوان للجاحظ، (92-91/1)].

وفالسفة القدماء كتب بعض معاناة في الحالة هذه يشاركني من يعجب و كثيرا، الكالم هذا أعجبني وقد

الشهير الفيلسوف جيمس ويليم وهذا والتصعيب. التعمية بقصد هيجل ال مث اتهموا فقد المعاصرين، الغرب

أذكر لن ولذلك فهمه، معها أستطيع ال بطريقة يكتب "وهيجل يا: حرف يقول هيجل، يفهم ال أنه يعترف

صعوبة في القول وهذا ص83] الشنيطي، فتحي محمد ترجمة الفلسفة، شعالت [بعض هنا". عنه ئا شي

لمن وويل كلها- -ليس باأللمانية يفهموها لم إنهم قالوا قد بالعربية، كتبه بعض وهذه كثيرون، قاله الفهم

كتابه يلخص وهو المشكلة هذه عن كثيرا تحدث وقد إبراهيم، زكريا له ترجم وممن له! الترجمة يعاني

إن ثم عنه. العربية في ما وأخف وأجمع أمتع فهو «هيجل»؛ عنه كتابه في فكره مفتاح وتجد «الروح».

الروح»؛ «فنومينولوجيا عن كتابه وليس للفلسفة، بالتأريخ يتعلق ما وبخاصة تماما، مفهومة كتبه بعض

ألنه ثقيل على الروح، وهو مصدر لكدرها وغثاها.

سبقه، من له وصل ما يعرف فالسالك والمهن، المهارات من غيرها عن هذا في تختلف ال والكتابة

التعبيرية، شخصيتك بعد من وتتكون جهدك، له تضيف زمن يأتي ثم أكثر، أو أتقن مما نوعا يتقن ثم

قرارك من مزيج فهي بطبيعتها. منك مستقل قرار دون خاصة، شخصية لها تتكون قد التي كتابتك ولون

الذين حتى نصوصك في هؤالء جميع يهمس أساتذتك، وكالم وثقافتك الحياتية وخبرتك شخصيتك، ومن

رماها كلمة ألجد إني بغيره، أو بخير تكوينك في يؤثروا لم أنهم وتتصنع جدا، بعيدا تطردهم أن تحب

من يتكون الثقافي فالمهاد نهاية، بال وهكذا حيان أبي من وثالثة قطب، سيد بها يشي وأخرى القيس، امرؤ

المعارف المكتسبة ومن الطبع الذي يأبى التصنع.

بين الفكرة واألسلوبمن الفكر وفي الغايات، من األدب في وهو وقوته، وبجماله باألسلوب، والعلماء المثقفون ينصح

على قادر العميق أن والغالب عنده، بما اإلقناع في يفشل بأسلوبه يهتم ال الذي والكاتب المساعدات.

فال ورسل وسقراط ألفالطون تقرأ وأنت موجودة. ولكنها نؤيدها، ال استثناءات وجود مع اإليضاح،

على التأكيد في مهما كالما دريدا الفرنسي اللغوي للفيلسوف قرأت وكنت بأسلوبه. يهتم فالعميق تعاني،

ويفكر شاعرا يكون أن بد ال يا، شعر يفكر أن البد العظيم "الكاتب يقول: الفكر، في الشعري الجمال

أراد أم كتب؟ ما بعض في التعقيد يقصد دريدا كان فهل سيكوس". لـ"هيلين لكتاب مقدمته من هذا شعرا".

من القول هنا معنى في الشعر غير األسلوب؟ ربما ولعله يقصد ذاك.

علمي أو فكري نص كل مع المتجددة القديمة المشكلة تلك اإلعجاز» «دالئل في الجرجاني لك ويحل

ألم تقديمه. وطريقة المعنى أو واألسلوب، الفكرة بين الصراع مشكلة وهي أال تكتبه، أو تقرأه أدبي أو

أو المعنى، فارغة جميلة كلمات فتجد الفكرة، وضوح أو العبارة جمال بين حائرا يوم ذات نفسك تجد

هل الصعبين، الخيارين بين تعبت تكتب أن حاولت وإن وجمال؟ بدقة منسوجة ولكنها الفكرة، ضعيفة

ضحايا أوضح هم الخطباء ترى إنك بالشكل؟ مباالة دون الصحيحة الفكرة أكتب أم جميل بأسلوب أكتب

كتابه يسقط من فمنهم الضحايا. هذه أكثر الكتاب ولكن الناس، أمام دائما مكشوفون ألنهم المعارك؛ هذه

جمال بسبب يبقى ما الكتب ومن وجاللها. الفكرة خطورة مع األسلوب وضعف التجميل قلة أجل من

النظم طرح ا ال عاق الدنيا في رأيناه ما أنا األمر "وجملة القاهر: عبد يقول فيه. الفكرة فقر رغم األسلوب

والمحاسن". [دالئل اإلعجاز، ص425].

الكالم عال "وإذا عامة: أيضا قواعد ويعطي الكالم، من المعجز عن يتحدث وهو الباقالني ويقول

ويطمع ويؤنس، ويقلق يبهج، و يذهل ما النفوس، في والتمكن القلوب في الوقع من له كان نفسه، في

ويستميل األعطاف، ويهز ويطرب، ويشجي ويزعج، ويسكن ويفرح، ويحزن ويبكي، ويضحك ويؤيس،

ويرمي وجودا، شجاعة واألموال هج الم بذل على يبعث وقد والعزة. ية يح ألر ا ويورث األسماع، نحوه

ما وبحسب دقيقة. القلوب إلى ومداخل لطيفة النفوس في مسالك وله بعيدا. مرمى رأيه وراء من السامع

وبديع تأثيراته، عجيب يكون ومقطعه، مطلعه سمت على ويجري موقعه، في ويتنزل نظمه، في يترتب

ويدل صاحبه، محل عن الكالم ينبئ وقد موارده. وجود يتصور مصادره، حسب على وكذلك مقتضياته.

عن ص420-418، القرآن، [إعجاز محله". علو وعلى أهله، شأن عظيم على وينبه متكلمه، مكان على

محمود شاكر، مداخل إعجاز القرآن، ص103-102].

لها تقيم أن فأنصحك المجهول، الخامل المكان أو التراب عليها تخشى (فكرة) لؤلؤة عندك ما كان فإذا

لم واآلذان األعين لها اشرأبت إذا حتى لها، تصيخ األسماع واجعل مكانها، ين وز كبيرة، وضوضاء ال حف

الدجاجة إن قيل كما باردا، ونصا فكرة تقدم ثم كبيرة، ضوضاء تصنع أن من احذر ولكن قليل. إال ينسها

سيارا، با كوك ستلد إنها السامعون ليقول حتى واآلذان الرؤوس وتصدع حولها، من الجو وتهيج تصرخ

هذه اخترع من وعند وعندك، عندي الموقف تقييم هكذا بيضة! أجل من الضوضاء هذه كل فإذا تنظر ثم

صديق. مذكرات دفتر من الذاكرة، عطوف في بعيدا ذهب بقيته قرأت الذي الساخر النص وهذا المقارنة.

ألم عن نفست أنها منها عدة، أمورا الموقف بهذا حققت فقد الدجاجة، عند يختلف الموقف أن تنس ال ولكن

المتجددة للحياة وعالم جديدة، الكون في صفحة عن وأعلنت الوجود، في رسالتها بتحقيق وفرحت الوالدة،

راع وليرعاها جديدة، ثروة احترام أو قادمة روح رعاية إلى ال غاف لتنبه تصرخ ثم عليه، خالقها فطرها

ال يهمل، فتلفت لسيرتها القادمة االنتباه، أو تتطلب الرعاية.

يطلب بل تا، أبيا عليه يعيد أن أحدهم من يطلب وهو يقدره كان شيخ من يسخر الجاحظ شهدت أنك ولو

أزعم "وأنا الجاحظ: قال البيتين، لكتابة ودواة وقرطاسا قلما المسجد خارج من له يحضر ومن يكتبها من

يقول ال ابنه أن لزعمت الغيب بعض الحكومة في أدخل أن ولوال أبدا، شعرا يقول ال البيتين هذين قائل أن

الشعر أيضا". والبيتان هما:

نمــا الموت سؤال الرجال لى*** فـــإ ب ن الموت موت ال ب تحس ال

سؤال ل ال د من ذاك لذ أش ذا *** ن ولــــكــــــــ مــــوت هــــمــــا كــــال

أو عقول، بال حوافظ لديهم ممن أشفقت وكم بشيء، يخرج لم القريحة غائب المعرفة قليل كان فمن

مقدمته قرأت فلما عظيم، لكتاب المترجمين ألحد مقدمة أقرأ وكنت عقل. بال معرفة أو موهبة، بال جهد

شككت كثيرا في قدرته العقلية على فهم ما يترجم، وأنى له أن يرى "عروق الذهب" بحسب قولهم:

ال كـــعـــلــم األباعر يدهــــا إ بــــــجـــــــــــــــ ألشعار ال عـــلـــم عندهم *** زوامل ل

قه أو راح ما في الغرائر أوســــــا بــعير إذا غدا *** ب يدري ال لعمرك ما

[دالئل اإلعجاز، ص254].

من ئا شي تساوي ال وهي اآلذان يصم وضجيج حفالت، أي بحفالت لكتبهم يقومون من عرفت وقد

سنة وتلك الرديء. ويحيا األحياء، بين تموت الرائعة الكتب بعض أن نا أحيا وأعجب لها. الكبيرة الدعاية

جديد، كاتب همة تثير قد الجيدة الكتب إن ثم لألفضل". دائما البقاء فليس "تأمل، داروين: أذن في تهمس

وفكرة وفهما جديدين؛ فتنجب األفضل.

ومن الحياة. حوافز وهي أخرى، فكرة عن كتب فرويد الشيطان أن تذكرت الكالم هذا كتبت أن وبعد

يجعل طويل فرويدي بطريق ولكن المعتاد، القتل بطريق ليس نفسه الحي يقتل وقد الموت، الحياة حوافز

اخترع الذي وهل أيضا. عبقرية الجنون يجعلون العباقرة وبعض المجنونة! فرويد لذات كأي لذة الموت

الفراعنة يشتغل ولم القطط؟ يقدسون القدماء المصريين جعل الذي أم عبقري؟ الجرذان عبادة للهنود

مصاير وحددوا فسروها -كما المعاصي وعواقب الدين إليه آل ما بسبب إال بالفئران والهنود بالقطط

المقصرين- وخرافات المفكرين والدعاة والعباد.

فرويد "تعبقر" يجعلك الذي فما عندك؟ ما نسيت وهل مه، فيقول: بعيد من يأتي قارئ على وصحوت

ازدحموا فقد والمعاصرين!! العصر ضجة معذرة قلت: المالي؟ الصراع عابد وماركس الجنس، عابد

أو مجهول فلسفه واحد، الجهل أن نعلم ولم ببعضها، ندل ومعرفة بها، نفخر كنا ال عقو فأفقدونا علينا

للصيد بزمن مر اإلنسان بأن صحيحا كان إن الصيد زمن في كتبه أو زماننا في كتبه سواء معروف،

جاك جان شتمه الذي الرأسمالي أو اإلقطاعي يرى أن وقبل واالستقرار، الزراعة يعرف أن قبل سابق،

كتبه، أحد في ذلك ذكر وقد أرضي، حدود هذه أو ملكي هذا قال من أول فهو مستغل"، "أول وهو روسو،

ومرتحل النجوم، بدروب عالم فلسفه ربما أو تفتك. ال فكر طرائف وفيه الناس» بين التفاوت «أصل ولعله

القادمة األجيال عن فأحدثكم بعيدا أذهب ال وكيف قا، صاد ويعد العلم به يهرف ما كان إن مضائقها، عبر

كوكب، على يتغدون والنجوم، الكواكب حول رحالت في االبتدائية المراحل في تالميذها يسافر قد التي

الناس سيزدحم وهل منه، مقربة على وهم مجاور نجم تفاعالت األستاذ لهم ويشرح آخر، على ويتعشون

يتحرك يا ح نا كائ عبدوا الهنود مه، وتقول: القول علي تعيد ثم للذاهبين؟! بالتحية القادمون يشير أو هناك،

تلمسوها ولم تروها لم مهووس برأس خطرت فكرة تعبدون يجعلكم الذي ما ولكن أيضا- -والفراعنة

صعب نقاشك البعيد، الوافد أيها عفوا بماركسيته! يؤمن يكن لم أنه ماركس عن ورد بل تمتحنوها؟ ولم

والزمن شافع. قال: هكذا يتملص المثقفون بحجة تغير الزمان. قلت: وأنت هل تملكه بيدك؟

التجويد واإلتقان

وتساعده له تشرح وهي ابنها، مع أم عن تتحدث التي تلك مقالة أو قرأتها قصة كانت إن أعرف ال

المكان ثم الكي، يبدأ حين القميص عليها يكون أن يجب التي الرطوبة بدرجة معه وتبدأ قميصه، كي على

أمه: يا لها قال متعبة. طويلة وتطبيق شرح عملية في أين، ومن يبدأ وكيف واألجزاء عليه، يكوي الذي

واحدا ئا شي افعل بني، "يا له: قالت قميص؟ كي أجل من الطويل والتنفيذي النظري الدرس هذا كل ولم

نا ولو مرة واحدة في حياتك". متق

على أدأب التي المقاالت في هذا شهدت وقد لتكراره. ويحدو به، والثقة محبته، يجلب المتقن العمل إن

دون نشرت التي تلك أما غيري، يراها أن أبالي ال أنني غير لها! أم وكم تتعبني كم ونسجها، صياغتها

والناس النفس ينفع مفيدا نا متق قصيرا نصا إن عنها. والتواري بها، والضيق كرهها لي تجلب فهي إتقان

خير من كالم كثير، ضعيف المبنى متهاو المعنى، وخير العمل أدومه وإن قل.

فكان باإلنجليزية شريط على ال مسج الكتاب سمعت "تسو"؟ للصيني الحرب»، «فن كتاب قرأت وهل

العلوي، هادي فعل وكذا السواح. فراس ترجمه بالعربية، مترجما رأيته ثم الزمان. ونادرة المتعة، غاية

فيما اإلنجليزية الترجمات إحدى عن وهي السواح ترجمة في متعة أجد ولم بالعربية. صاغه أو عربه فقد

عندنا يكون أن تمنيت وكم ال. حا أحسن أرها لم اإلمارات في صدرت أخرى ترجمة له وقرأت أذكر،

فالذكاء الناس؛ وتنفع الكاتب وتخلد المعنى وتبقي الذوق ترفع جميلة، جيدة كتابة على الصبر على قدرة

المتمكنين على والعرض الجيدة والصياغة التحسين من البد بل الكاتب، تكفي ال المعرفة وسعة والبراعة

يخرج العمل في والجد اإلجادة على فالحرص فعلها، نطق لم وإن نذكرها األماني هذه وبعض النشر، قبل

والتلقين العمل، خير تصنع الدائبة والمتابعة والحرص الكبير فالدافع نابغا، المتوسط ومن يا، ذك الغبي من

للتعلم قابليته الجاحظ الحظ وقد كذلك- -وليس بليدا قا ح كان إن طبعه عن الفيل حتى تخرج ومتابعة إجادة

منذ زمن بعيد، ونقل قول الشاعر:

لعب د ومن نـــه *** حاجات نفسك من ج ق تلـ لو بل شيء والفـيـل أقــ

ركـــــــــب فى عـــــــلى الــ أو ي الملــــوك لـــقــــد فـــرأى *** ز وج فـــيــنــا واحــــد تـــــ تــــ ولـــو

طرب نــشــوان في الــــ له الــ ته *** ولــيــس يــعــد ب هي ل يغــضي ويركع تعــظيما

ذهـــــــــب لـــــص الــ بتــــه من خـــا ر ومــــنـــ ل ذي فخـر *** ح يجذل إال ك ولـــيس

تـــــطـــــــــويــل في الـــخــــــطــــــب ضلهم *** بالــــجــــود وال ن هللا ف زنوج فإ مثــل ال

[الحيوان، (205/7)].

البيض، من خيرا ويراهم للسود، متعصب والجاحظ الفيل، حتى بيده يلين الفطن المدرب أن نجد وهنا

وأما غيرهم. على تقدمهم أبيات نقل فيعجبه البيضان»، على السودان «فخر في رسالة أو كتاب وله

أسمع ولم أر ولم إكس، ومالكوم كنج لوثر مارتن للناس خرج العصر هذا ففي للزنوج الطويلة الخطابة

حي، خطيب أعجب إنه ثم إسالمه، قبل الكنيسة في الخطابة تعلم وقد فرخان، لويس من أقدر با خطي

أال ويتمنون لسماعه شوق السامعين وعند المزيد، وعنده يقف، أو يمل وال متواليات ساعات أربع يخطب

أخبار في الرواة مبالغة من شك وداخلني قدرته، من فتعجبت وائل سحبان عن قبل من قرأت وكنت يقف.

با يعبث بالماليين، وال أشك في أثر التدريب. خطابته، حتى رأيت بنفسي خطي

دليل المصقولة والكلمات الموزونة واألفكار المتقنة فالكتب التحضر، مراقي من واإلتقان الدقة إن

الصياغة بحسن عقولهم يحترمون هم فها أحسن، لحياة قوم توجه على ودليل والقارئ، للكاتب نضج

وال للسخرية قيلت ما عمل، عليها ينبني أن قاصدة لك تخرج فهي ووضوحها، وصدقها العبارة، وجمال

نلعب حينما فنحن شيء، كل في الجد على تؤكد التي النصائح أحسن وما محض. جد عبثها بل للعبث،

(مريم: وة﴾ ق ب تاب الك خذ يى يح يا ﴿ تعالى: هللا قال وقد الجد؟ في بالهازل فكيف اللعب، في الهازل نكره

(طه: لي﴾ قو هوا ق يف (27) ني لسا من ة عقد لل ﴿واح فقال: وطريقته ومظهره بالكالم موسى اهتم وقد .(12

﴾(4) يان ب ال ه لم ع (3) اإلنسان لق خ (2) قرآن ال لم ع (1) رحمن ﴿ال فقال: اإلنسان على هللا وامتن .(28-27

ومن وعي، حصر من اللهم بك "أعوذ بقوله: والتبيين» «البيان كتابه الجاحظ وافتتح .(4-1 (الرحمن:

نفس أعالجها عالجا!".

اإليجاز

فال تجيب أن قال: اإليجاز؟ ما العبدي: لصحار سفيان أبي بن معاوية قال وقد طوله، النص يقتل

تخطئ ال المؤمنين! أمير يا أقلني صحار: قال أقول!! كذلك أو معاوية: فقال تخطئ. فال وتقول تبطئ،

قلة يعني ليس واإليجاز االختصار. يقول: أنه لظننت اإليجاز؟ ما لبعضنا: قال ال قائ أن ولو تبطئ.. وال

أوجز، فقد -صحيفة- طومار بطن يسع فيما عليه أتى من الكالم من الباب يكون وقد واللفظ، الحروف عدد

في يكتفي وهو لترداده وال إلغالقه، با سب يكون ال ما بقدر يحذف أن له ينبغي وإنما اإلطالة، وكذلك

موضع ولإلقالل بخطل، ذلك وليس موضع ولإلطالة الخطل.. فهو المقدار عن فضل فما بشطره، اإلفهام

كان الحشو إن لغوا، اللغة تجعلوا "ال قيل: وقد .[(93-90/1) الحيوان، [الجاحظ، عجز". عن ذلك وليس

وتونس، ليبيا العربية، الدار واللغو، اللغة في تأمالت الحبابي، عزيز [محمد نا". مبي عدوا المستقيم للكالم

1980م، ص9].

مراقب كلمة في ذلك لك فيختصر موضوع، أو بلد هوية يلمح المؤلفين بعض أن ذلك في اللطائف ومن

في طه عنه وكتب حسين لطه قا صدي وكان مصر، (1889-1963م) كوكتو الفرنسي األديب زار ذكي؛

طه أما المصرية، الحياة فلسفة خالصة وهي «معلش»، بعنوان: با كتا كتب منها عودته وبعد «األهرام»،

با بعنوان: «معك»! حسين فقد كتبت عنه سوزان زوجته كتا

بين الكتاب وكاتبهكاتبه، فوق ارتقى كتاب من كم أيضا ولكن كبير، حد إلى حق وهذا كاتبه، عن ينبئ الكتاب إن يقولون

الناجحة، مغامرته في لألول تبارك أن بك يجدر لذا نصه! من أو كتابه، من غورا وأبعد أخطر وكاتب

ألن بصاحبه؛ فيعرف يذكر الذي اليتيم"، "الكتاب الكتب أحسن من ولعل العاثر. حظه في الثاني وتعزي

يموت؛ الباقي فإن سيد كتاب بينها يكن لم فما اآلخر، من أحدها ويأخذ بعضا، بعضها يضير الكتب كثرة

ألنها كتب ضعيفة تمل القارئ، وتكرر الفكرة، فيضيع تبرها في التراب!

لروايات مؤلف وهو الرفوف، كتبه تمأل الذي كينج، ستيفن الشهير الكاتب مع طويلة مقابلة مرة شهدت

ليست أي الشبكة، على مطبوع غير كنص الكتب بيع تجارب أول من هي تجربة له وكانت الرعب،

نحوها أو نسخة ألف أربعمائة من با قري منه فبيع الشخصي، الجهاز على ينزل نص بل كتاب شكل على

رأيت ألنني حييت؛ ما جهدا فنه أعطي وال عشت، ما به أهتم أال آليت أن سبق ولكني ليال. بضع في

"النقد مدرسة من هنا ولكني منه، موقفي تستغرب قد يريب. ما شخصيته وفي يزعج، ما طباعه في

أو عمل مدح على يا علم ال دلي تقدم ال ألنها دهرا؛ يحاربها محمود نجيب زكي عاش الذي االنطباعي"

تجرع على أحد يكرهك ولن قناعاتك، رغم علم الفن في يلزم وال قلت: االنطباع!! مالها رأس بل ذمه،

أو مراجعتها، على مرغما فا موظ تكون أو بها، ملزما با طال تكون أن إال منها، أثقل كاتبها دم، ثقيلة رواية

من أخذته ستيفن، في عابر رأي ذلك رغبة. ال رهبة أو مجاملة تقرؤه نص عن رئيسك عبقرية انفجرت

الكتابة»، «عن وهو عليه، االطالع أو اقتنائه في أفكر أزل ولم كنت با كتا كتب وقد كتبه، من ال طباعه

وال بالوقت معه جوادا سأكون أن أظن وال فكرته. ال مهنته عن ألنه هنا؛ منه واستفدت بعد فيما قرأته وقد

سوى نا مجا شيء "ال فرويد: يقول كما نا؟! مجا شيء وأي أقرؤه، فربما نا مجا الكتاب وجدت فإن بالمال،

جشع عن ألكتب الوقت حان وهل سعره! يحسب الموت حتى ألصله، وفي فرويد أن ويبدو الموت!"،

فرويد وجمعه للمال؟! فقد بلغ من جشعه مبلغا مضحكا، ربما ليس اآلن.

غياب الغياب، أحضان في تنبت اللوذعية العبقرية ألن مبدعا؛ يا أدب نصا ينتج ما ال قلي الزميت والعاقل

الرحلة كتيب كتبت ويوم الوقار، وقلة "الجنون" أقول وال القول، قيود على التمرد أو الوعي أو العقل،

جادا شخصا يرونه الذي وأنا كيف آخرون، واستغرب أصدقاء علي عتب وباريس» شيكاغو بين «أيام

موعودة شخصية منه وتوقع الكاتب، صنع قد القارئ أن تجد وهنا وهزل؟! جد فيها رحلة أكتب كيف

محددة، ال تخلف قارئها وال تخالف الصورة الذهنية المصنوعة له في رأس قارئه، وعليه أال يخالفها.

يكتبون ألنهم واألفكار؛ الحياة في المغامرين النبغة هؤالء نصوص فترة عشقت أنني القول أكتمك وال

على حافة الوعي والحياة، يرون نورها ومتعتها الكبرى، ويرون أعماق الظالم.

أو حياته، غاية وتكون يحبها حتى ال طوي تا وق معها ويقضي فا احترا اإلنسان يحترفه ما منها الكتابة إن

أن لكاتب المدمرة األعمال وأسوأ الكتابة. من مناصا يجد فال ما مكان في با كات يعمل أن الظروف تجبره

وأسوأ رابط. بال المتناثرة األعمال على وتمزقها الفكرة على تقضي طريقة فهذه لغيره، قلمه من يعيش

قسيس أو كشيخ يريدون، ما فتكتب تكتب أن منك يتوقعون الناس ألن با كات نفسك تجد أن هذا حال من

في بشهواتهم يشتهر أو يعيش ألنه قناعته؛ يخالف كان ولو قول، من يحبون ما عليهم ويكرر الناس يعظ

القول.

والترويج، االنتخابية الدعاية لهدف كتاب لهم يكتب أو يكتبون أمريكا في والمشاهير الزعماء وهناك

موضة أصبحت حتى زمنه، في الناس بها يهتم التي القضايا في رأيه فيه يعرض بمشروعه للتعريف أو

ولكن الذكر، يستحق ما منها يبقى وال الوالدة، عند تموت غثاء الكتب هذه وأكثر العالم، في وانتشرت

أغلبهم يعرف بالذين كتبوا معه الكتاب، وهذا بخالف بعض المزورين من المسلمين والعرب.

نفسية حالة إنه تكتبه، لم إن با متع مريضا نفسك تجد الذي النص هو والرائع المهم النص أن أشك ال

نور يشع أو كلمات، غضبه يتفجر أو أسطرا، الدمع بقطرات نفسه عن فينفس بالمبدع، تلم وقوية قاهرة

تخرج حتى ويحسنها ويصوغها، الفكرة الكاتب يهذب وقد لوعا". ط ال بدر ال بمنعه يضيء " إخفاءه يملك ال

فا، إنها لحظة فيض فقط. ال متكل جميلة رائعة، غير أن لحظة اإلبداع ليست صناعة، وليست عم

وتدريب ومهنة حرفة نتاج هذه نقول العلوم؟ شتى في المصنفة العلمية الجميلة الكتب عن نقول وماذا

التكلفات على وخارجة المعتادة، السياقات على متمردة كتب فهي اإلبداعية المؤسسة الكتب أما طويل،

وعلى الطقوس، وإن اجتمع لكاتبها حرفة وموهبة مبدعة كان عمله في أعالي فنه.

النتاج. يكون موهبة، ذا ويكون وفكره ووقته نفسه له يهيئ أو كتابه، في الكاتب يتعب ما وبمقدار

يحرقونه أو يوم ذات منه يسخرون الناس أيدي في نص وجود لمجرد المعاناة هذه كل تاب الك يعاني فلماذا

في ولكن الزمن، هذا في وبخاصة ربما، غيره؟ الحياة في قا طري يجدون ال ألنهم هل كاتبه؟! يفسقون أو

إلى الكتابة ترتفع لم ذلك شبه أو والفقر الجهل من اليوم تعاني التي البلدان وفي قريبة، بل سحيقة، عصور

قا وال مشكورا. ال مريحا، وال مشو أن تكون عم

يمل، وال يكل ال وتؤلمه تتورم ويده حتى الكتابة، على صبرا الناس أكثر من كازانتزاكي كان وقد

زوجة ومذكرات كازانتزاكي زوجة مذكرات قرأت لقد المرض. يكابد وهو بجد الكتابة في ويعمل

يغيب، ال بشكل العمالقين والكاتبين الكتابين في جلية تراها واحدة مسألة هناك أن والحظت دوستويفسكي،

العذاب من قطعة كازانتزاكي عند وهي منها. ومعاناته فيها واندماجه الكتابة على منهما كل حرص وهي

يخيل هكذا أو معه، حالها وشرح بمشاعرها اهتمت فقد دوستويفسكي زوجة أما والمحبوب! المرغوب

ما عهد في جاءتا شبابهما، مراحل عن متأخرتين لحياتهما جئن امرأتان وهاتان الكتاب. عن بعد بعد لي

والمنقطع الغريب الحرص هذا كله ذلك برغم وترى الرجلين، لكال المرض وبداية والكهولة الشهرة بعد

النظير على الكتابة والتصحيح واإلعداد لنصوص جديدة.

كلمات ليكتب بغرفته المحيط والثلج البرد شدة من المرتعشة يده يخرج نيتشه، مرضا األشد الوحيد أما

قليلة، ثم يدس يده في اللحاف يدفئها، ثم يخرجها مرة أخرى لكتابة فكرة أو كلمات جديدة.

هل دافع هؤالء مقاومة الفناء ببقاء الصيت من بعد، على رأي شوقي:

ثان" "فالذكر لإلنسان عمر

وقوله:

ثر" أل ر، وهذا ا بعده *** يقولون: م توا أ ال إن "وكن رج

أو على قول ابن دريد:

نا لمن وعى" ثا حس فكن حدي ه *** بعد حديث المرء نما "إ

بعد الحسن الذكر .(84 (الشعراء: اآلخرين﴾ في صدق لسان لي ﴿واجعل اآلية: تفاسير أحد وعلى

فماذا غريب، فطري دافع هذا أم الدنيا؟ هذه إلصالح وحب للعالم، مهمة فكرة إرسال الدافع أم الموت؟

النيات كانت فإن األعمال؟ هذه تجاه متقاربة أو واحدة نيات للناس وهل إلهية؟ حكمة من الدافع هذا يحقق

للظاهرة، واحد تفسير مجرد من أكبر حكمة على يدل فهذا بعده فا تصر أو فكرا أو علما لد يخ وكلهم تختلف

تقرأه عندي هنا أو تسمعه من كاتب، مخلص هلل أو مخلص للشهرة.

الكلمات واألفكار

يراها فهو وجهه". مالمح معه تولد كما اإلنسان مع تولد "إنها عنها: أنطون فرح قال موهبة، البالغة

عن جهده وضعف موهبته جلت فمن عليها، الحريص عمل من وصقلها قلت: الشعر. كموهبة موهبة

مارون قال هذا وبنحو بعضها. من أو منها يحرم لم تحصيلها في جهده بذل ومن وماتت، تالشت تكوينها

أغناه ومن والهذر، العبارات وتكلف للتفاصح لجأ الفكرة أعوزته من "إن وقدماء»: «جدد كتابه في عبود

التفكير تخلص من تزويق التعبير". [جدد وقدماء، ص302].

الصعوبة من يالقون قد المعاني" "أدباء بأن يعلم أن القارئ على "يجب الوردي: علي يقول ما وإليك

في ويكدحون المعاني وراء يبحثون إنهم األلفاظ"، "أدباء يعانيها التي تلك يفوق ما أدبهم صياغة في

في المعاني تلك يصبون كيف هي كبرى صعوبة جابهتهم عليها عثروا إذا حتى عليها، الحصول سبيل

تلك تبسيط في واألخرى المعاني، عن البحث في أوالهما مرتين: يكدحون إنهم المفهوم. الواضح القالب

عنت غير من القلم جريان فيها جرى كاتبها أن فيظن الفهم، ميسورة جاهزة فيجدها القارئ ويأتي المعاني،

األفكار". أدباء يعانيه ما أعسر من هو واضح بأسلوب الدقيق المعاني وضع أن يدري ال إنه كفاح، وال

[أسطورة األدب الرفيع، ص252].

ولهذه سردها، في القضية هذه تناولت قد رائعة رواية أتذكر واألفكار، الكلمات بين العالقة وعن

تصدرهها التي المجالت من كانت لعلها السابع»، «اليوم اسمها مجلة ففي تخصها: ذاكرة لها الرواية

(شقيق الحسن بالل تحريرها يرأس وكان الميالدية، الثمانينيات أواخر في الفلسطينية" التحرير "منظمة

ولخصت معه، مقابالت وأجرت حمزاتوف، لرسول «بلدي» رواية عن المجلة كتبت وقد وخالد)، هاني

ووحدته المثلجة، ولياليه البارد، كلورادو شتاء في ال لي رسول رواية لي تسللت ثم أشعاره. بعض وترجمت

تلفاز، وال راديو وال أنيس، وال طفل وال زوج بال الكتب هذه بين وحدي أعيش وقتها وكنت الموحشة.

إنها «بلدي»، رسول رواية أمام ووجدتني كثيرة. أصقاع في وأصدقاء الهاتف، بالعالم الوحيدة صلتي

هذا أكتب كنت وحينما الكتابة. وعن الحكمة، عن داغستان، جبال أعالي في القرى عن داغستان، عن

امتألت التي األولى النسخة أصدقائي أضاع وقد منها، أقتنيها التي الثالثة النسخة يدي بين كانت التعليق

الفهارس كتابة إعادة عن عاجزا نفسي ووجدت أيضا، الثالثة النسخة مني أخذت ثم وفهارس، خربشات

الذي نفسه هو 1989م عام الرواية قرأ الذي ليس أن متأخرا ولو وأدركت أخرى. مرة والتلخيصات

قرأت وقد مثلها. والعقل للقلب طريقها أخذت قد قرأتها رواية أظن وال عقدين، من أكثر بعد يقرؤها

الرغبة، للجمت لها تنساق النفس رأيت ولو عندي، المفضلة ليست الروايات أن رغم جدا، كثيرة روايات

في تعطيك التي الكتب المجيدة، الكتب جادة وألزمتها العالية، النصوص معاناة مشقة النفس وأركبت

السطر أفكارا ال تحملها رواية في عدة صفحات.

وعدد أكثر، قرأوا المثقفين من كبير عدد يسبقني سوف ألنه ال؛ أم الرواية قراء من أنا هل أدري لست

مكتبة له تكن لم القيس فامرؤ كبير؛ معنى للكم وليس مفيدا. يراه وال الفن، بهذا يستمتع لم المثقفين من أكبر

بالمشهور اهتمامي رغم قليلة، للروايات فقراءتي معاصرينا. كمكتبات فنه ضروب منها ينهل شعرية

في الطويل والحشو التسلية على مبنية عندي كانت الرواية أن تلك االهتمام قلة أسباب ومن منها، جدا

الكتوم اإلنجليزي مشاعر عن لتعبر أو الشتاء، في الطويل األوروبي) (أو اإلنجليزي الليل لتقطع الكالم،

في يعتلج بما الناس يحدث أو هو، نفسه عن يحدثه من عن يبحث أو الورق، على فيتحدث الصموت،

كنائس في القسيس أمام يفعلون كما دينية بطريقة فضائحهم يسرد أو كروبهم، عن ينفس أو صدورهم،

(في الدين من الهارب الحداثة عصر وفكر سلوك أبواب من با وبا الناس، من با مهر وكانت الكاثوليك.

اإلنجليزي واستفاد الناس. عن تفصله سميكة وجدران للفرد، عزلة صناعة في خاصة)، األخيرة القرون

والتوسع األرض، في لالنتشار وسيلة العزلة هذه كانت فقد غيره، منه يستفد لم ما العزلة هذه من

بالمواشي يأنس وكتبه، به دوا فيها أنيسه وحده، يسكنها مستعمرة اإلنجليزي ينشئ البعيدة. الفيافي في

ئا جديدا. والزراعة نهارا، ثم يأوي في الليل لكتاب يناجيه، يرى فيه سيرته، أو يتعلم منه شي

القروي الجبلي لي أعادت ألنها بل فقط، رائعة ألنها ليس مرات، عدة بها ال منفع «بلدي» عن كتبت

مثلها. العمل على يبعث ال عم عهدت ما بطريقة للكتابة الشوق وأثارت السنون، عليه غطت الذي البعيد،

ومالحم والروس، والداغستانيون واإلسالم والصورة والشعر والرواية والقصة والحكمة، المثل إنها

في الجذور والضارب الحديث العصر منابع من المرتوي المعاصر والمثقف القيصر، مع شامل الشيخ

عند القديم على أوصياء أنفسهم نصبوا الذين أحد مني اغتاظ كيف أذكر زلت ال األبعد. اإلسالمية الثقافة

لذة فللنصوص الجدل، من فانسحبت حمزاتوف. رسول اسم آخر في "وف" حرفي من وتشنج له، ذكرها

مناسبة في أخرى مرة استعادته تستطيع ال لنص وطربك دائما. لآلخرين يذيقها أن ناقد يملك ال خاصة

نا. تالية، ولكنك تتذوق الذكرى، وهي أحلى من الحاضر الجميل المبذول أمامك أحيا

هي ما يعرف ال التي «بلدي» الرائعة روايته أقلعت فقد والكلمات، األفكار عن الحديث إلى وبالعودة

كما المسرجة". "كالفرس الجبال سكان عند الجيدة فالكلمة جدا، فائقة بعناية الكلمات لها يختار تحديدا،

كالمطر فـ"الكلمات المعاني، حاجات مع الكلمات تتناسب أن المهم فمن واألفكار. الكلمات بين يوازن إنه

وشر بالء الرابعة وفي محتمل، أمر الثالثة وفي جيد، شيء الثانية وفي عظيم، خير األولى المرة في

منصور، أنيس منهم واألفكار الكلمات بين التوازن يفقهون ال با تا ك تذكرت ثم ص72]. [بلدي، مستطير".

أسال فقد يعجن كان فإن الطين، على الماء زاد أيضا ويقولون الطحين. على عنده الماء زاد ممن فهو

العجين بكثرة الماء، وإن كان يبني بالطين فقد أفسد المدماك.

الطين من تصنع الجرار فـ"أروع تتصنع، وال الكلمات في تتكلف أال روايته في ينصحك ورسول

جميلة لطريقة تحتاج الرائعة و"األفكار ص47]. [بلدي، البسيطة". الكلمات من األشعار وأروع العادي،

فـ"اللغة األفكار". جواهر يبلغ أن عليه يعز جميل، وتصرف غنية بلغة للكتابة يستعد لم ومن الكتابة، في

وصهوة الجميلة، الفكرة تقتل الضعيفة و"اللغة ص44]. [بلدي، للحمل". كالذئب للفكرة بالنسبة الضعيفة

بتصرف]. الحصان ال يزينها سرج حمار، والحمار ال يناسبه سرج جواد جموح". [بلدي، ص44

أن أراد "من يقول: جدا، مختصرة سيرة وهو شخصي، سجل كتابه: مقدمة في كونراد جوزيف كتب

جدا مؤثرة الكلمات صياغة أن ذلك الصحيحة". الكلمة في ثقته يضع بل الحجة، في ثقته يجعل فال يقنع

الخطابة، على علوا المكتوب للنص أن ويبقى زمنه. في للكتابة سيدا كان محترف كاتب وهذا الناس، على

أما لفظية، ة وخدع ة وضج وتظاهرا بهرجا تكون أن أقرب وإبهار، وسرعة وصورة عاطفة فالخطابة

تكون أن استطاع ومن ذهب. من والكتابة نحاس من الخطابة ألن أكثر، بها ويعنى فتصاغ المكتوبة الكلمة

صياغتها وتكون خطبته يكتب وبعضهم يستطيعونها. من وقلة نجاح، وزيادة فضل فهذا أعلى خطابته

أقرب فهو خطابة كتابته فجعل كتب من أما ذلك، من أحد يتمكن ما ونادرا بالحسنيين فيفوز خطابية

والمقارنة التفهم يعيد ومن وللمتأمل القول من للرصين فالكتابة الكتابة، غاية عن والنقص للضعف

أن -مع النص مع وحوار وتفهم وقت فسحة للقارئ ألن وذلك القارئ. يتحدى ما وأعالها والنقد، واالسناد

هنا ومن نصوصه- فحصت لو التأمل أفسده وربما العمق قليل السريع الماتع للفن القاصد األدب بعض

عامة من خير فيه ما وأعلى وأسلوب، فكرة من يجد ما بأعلى يكتبه ألنه كاتبه" من أذكى "الكتاب كان

منهم أقل وكتبهم كذلك، هم من الناس في ولكن المكتوبة، نصوصه من خيرا كان من وقل وكتابته، قوله

على هنا قولنا وإنما كتبهم من خير فهم لها، يتفرغوا ولم الكتابة يقصدون ال الذين العمالقة وخاصة بكثير،

نا واهتماما. من كانت صنعته الكتابة أو تعلق بها وأعطاها زما

القريبة الكلمة يقول وعندما يقصده، الذي للمعنى تماما المناسبة الكلمة يجد أن من لكاتب ألذ وليس

فيقول: كازانتزاكي يشتكي المطلوب. المعنى عن الكلمة به تهرب وقد المعنى، على السيطرة يفقد فإنه

الضيقة، الفقيرة األجساد هذه داخل االنحباس على الواسعة األفكار وأجبر النهار، طوال الكلمات "أصارع

على إال با غال أحصل ال ألنني انقطاع؛ وبال كثيرا وأتألم األشباح، تلك إلى دمي أهب المكتملة. وغير

صور مشوهة لمشاعري. [المنشق، ص98].

بمقدار أعلمهم للفن وأعرفهم سبيل، بكل يكررونها يبرحون ال الكتاب مشكلة األلفاظ اصطياد فمعاناة

جس موضع يكن لم واحد لفظ النوم»- «صح -روايته فيها "فليس مفتخرا: حقي يحيى يقول المشكلة،

المعاني في ثراء هي ما بقدر صنعة ليست والمسألة واحد، لفظ فيها يتكرر ال صفحات وفيها ووزن،

أضعف التكلف هذا فهل ص53]. الدكان، كناسة الذاتية، [سيرته تتكرر. ال ظا ألفا تتطلب التي واألحاسيس

هذا وكتابه صحيحا، ذلك يكون قد هاشم»؟! أم «قنديل قنديله نور عن كلها خبت حتى قا ح أعماله بعض

لسيد وشخصيات» «كتب كتاب في كانت عنه قراءة أول ولعل به، عرف حقي يحيى ألن سنين؛ تتبعته

روج التي مقالته فيه نقل الذي الكتاب وهو الزمان، ذلك ورجال كتب عن ممتعا با كتا كان وقد قطب،

مبكر، زمن في قراءته ومتعة الكتاب، هذا عن الحصين صالح الشيخ ذاكرت وقد محفوظ، لنجيب فيها

نسيت وكنت ومناهجه». أصوله األدبي «النقد كتابه في سيد نظرية تطبيق من ئا شي كان ذلك قال: ثم فأثنى

وتذكرت والكتاب، الموضوع عن يقظة حية الشيخ ذاكرة كانت ولكن العنوان، واستغربت الكتاب، هذا

با، هيا يكن فلم هللا عبد أبو الشيخ أما ثقيل. نظري كتاب أنه شعوري الكتاب عن صدني ولعله فاعتذرت،

يأتي الكتب ومعظم األفكار من فوقها، وبعضهم يتسلل للكتب ولألفكار العميقة لواذا.

األخرى كتبه أجد وكنت أجده، لم ثم حقي، ليحيى هاشم» أم «قنديل عن أبحث وأنا طويل زمن مر وقد

وفي واألفكار، الكتب تتبعنا وطالما المسيبلي، رياض وهو جاد، قراءة رفيق مع ليلة وفي إاله، مبثوثة

الطبعة ولهم لنا حفظوا قد ووجدتهم منه، نسختان هاتان تجده؟ لم كيف لي: قال ميشجن" "جامعة مكتبة

األولى والطبعة األخيرة من الكتاب.

«المعطف» هو آخر، جميل قصير عمل عن للبحث أخرى رحلة كانت لقراءته وشوقي تتبعي ومثل

أعماله فيه مجلد على عثرت 2007م 1428هـ عام ظبي أبو معرض وفي جوجول. الروسي للكاتب

يدين الروسي األدب إن يقولون الروسي األدب عن يكتبون الذين وكان و«األنف». «المعطف» ومنها

والقدح، المدح في المبالغة إلى صنعتهم في يميلون واألدباء مؤثرا، يا ذك ال عم كان جوجول، لـــ«معطف»

كما الشيء نقل منهما وأحسن جائر، وقدح زائد مدح فاألدب األدب". "ملذات من باب يأتى هناك ومن

هو، وهذا يعسر حتى في الرواية إال األساطير.

عن الكتابة وإعادة الكتابة

فليس دهرا تأخر ولو حكم والقارئ عبث، هي بل جدا، سهلة التافهة والكتابة جدا، شاق عمل الجيدة الكتابة

"إن ماركيز: يقول يوم. ذات للناس تكشفها كتابها صنعة ولكن زمانهم، في الناس يعرفها الجيدة الكتب كل

التفاني من كبيرا وقدرا العمل من كبيرا قدرا تتطلب غيرها مهنة من ما إذ انتحارية؛ مهنة الكتب تأليف

كتابة أنجز كي بشع؛ النضباط نفسي أخضع أن وعلي الكتابة، في جدا رديء إنني اآلنية.. بفوائدها مقارنة

فقد جدا، عنيد ولكني كلمة، كل مع يا جسد ال نضا أناضل إني العمل، من ساعات ثمان بعد واحدة صفحة

يوما: له قال قد الشهير والروائي والشاعر األديب وكان سنة". عشرين خالل كتب أربعة كتابة من تمكنت

حوله وتجمهروا أصدقاؤه وأنقذه أخرى، مهنة عن البحث عليه واقترح الرواية، كتابة في لك أمل ال إنه

الدائنين، ومطاردة والبؤس الفقر من ماركيز عانى وقد أغبياء". األسبان أن الجميع "يعلم قائلين: وشجعوه

الناشر إلى العزلة" من عام "مائة روايته: نصف أرسل أنه له حدث ما أغرب ومن يكتب. واستمر

السخانة رهنت زوجته علمت ولما كاملة، الرواية إلرسال البريد أجرة يملك يكن لم ألنه األرجنتيني؛

من يتعجب والده وكان للناشر. الرواية من الباقي النصف إلرسال والمفرمة؛ الشعر ومجفف الكهربائية

كان طالما نا، حس قصاص؟ إنه ولده: عن قا الح قال ثم الورق. فيه تأكل يوم سيأتي فيقول: للكتابة، حبه

هو القصة فراوي والده، على كذب هي أم ال فع والده قالها الكذب تهمة هل ولكن طفولته". منذ با كذا

محمد ترجمة: مارتن، جيرالد ماركيز، جارسيا جابريل حياة سيرة [عن العزلة". من عام مائة في نفسه

.[2012 درويش، الدار العربية للعلوم،

للعمل محببة مألوفة، طريقة لك وتصبح تحبها، حتى واكتب واكتب فاكتب الكتابة تحب ال كنت إن

الذي النص تقويم صعوبة من وعانى إال للكتابة مجيد كاتب من هناك فليس المحيط، الكون مع والتعامل

تنمو وقد الفكرة. تصحيح بعد الصياغة وتجميل بالتحسين ومالحقته وإصالحه، بترقيته وتعهده يكتبه،

الثمينة، الفارسية الطنافس نسج تنسج الكلمة مع الكلمة وتصاغ وتهذب األسلوب، تحسن بجانب الفكرة

إذا تمت كانت خيرا من كل ملبوس ومصنوع. طا خيطا، الفكرة بيد واللغة باليد األخرى، حتى خي

عارف فارسي سجاد تاجر لي قال أخرى، الكلمات ونسج مرة، الفكرة تصحيح بين تراوح أن وعليك

يرتاحون أو غيرهم، ويأتي أقل، أو ساعات ثالث بعد العمل عن يقفون النساجين إن الطنافس: نسج بطرق

فالعين اليد، كالل أو التعب من ذلك كل وليس فترة، بعد يعودون ثم البصري التركيز من للتخفيف نا، زم

الخيوط تشابه بسبب العين تزيغ ال وحتى وتشابهها، النسيج خطوط نمطية تكرار عن تبتعد أن بحاجة

ثم عنه، ينصرف ثم بعيد، من ويرقبه فترة، بعد نصه عن يبتعد المبدع، المؤلف وهكذا الرسوم. وتقارب

وإصالحه، تدقيقه عن موهبته تكفيه ال الجاد، الموهوب كالشاعر إنه ويصلحه. فيه التدقيق ويعيد يرجع

«المهذب»، بكتاب الشافعي المذهب لى تح كما القرون، به لت فتح الزمان، قلده عمله من فرغ إذا حتى

وإصالحه، كتابته ويعاود يكتبه الشيرازي إسحاق أبو األصولي الفقيه اإلمام مؤلفه أو ناسجه كان فقد

[اإلمام دجلة. في مقصوده توافق ال التي "المسودات" بالنسخ يرمي وكان مرارا، المهذب صنف وقد

أثرها وقوة كتبه بقاء سبب هذا يكون وقد ص58]. هيتو، حسن محمد األصولية، وآثاره حياته الشيرازي

كتب أن فبعد الشافعي، اإلمام إمامه طريقة على جرى وقد بغيره. مقارنة قلتها من بالرغم الناس، في

وكان ومرات، مرات «الرسالة» عليه عرض حينما -تلميذه- للمزني قال «الرسالة» العظيم كتابه الشافعي

معناه. هذا ما أو كتابه". إال يصح أن أبى هللا فإن "دعها فقال: فيها، يصلحه ما مرة كل في يجد الشافعي

[الكوثري، بلوغ األماني، ص40].

سنوات سبع لمدة تقدير روايته: وكتب عديدة، علوم في شارك "أمريكي" جادس ويليام الشهير والكاتب

من عانتا الروايتين ولكن ،1975 عام ونشرها عاما عشرين في التالية الرواية كتب ثم ،1955 عام

12دوالرا آخر عام وفي دوالرا عشر أحد أحيانا نشرها من عائداته كانت حتى لهما، القراء قبول عدم

يعترف ولم تهم، أ كما تعقيدا تجويده كان وربما عظيمة، با كت كتب أنه يعلم وكان العام، في قليلة وسنتات

على وليس قصيرة، كتب على نالها مرتين، للكتاب القومية الجائزة نال ثم متأخر، زمن في إال القراء به

إنها قيل روايات أربع حياته في كتب ويراجع، يكتب وهو عديدة سنين أهلكته التي القديمة الروايات تلك

هارفرد جامعة من طرد فقد الرسمية، البيئة مع ينسجم ال المبدعين من ككثير وهو أجيال، عدة في األفضل

عندما كان طالبا بها.

هو يتوقعه لم مبلغا بالغا ذلك بعد نصه يجد دائم وتحسين بتؤدة فني عمل أو كتاب أو لقصيدة والكاتب

فانفجر لمقطوعته، عزف أول سمع عندما هايدن فعل كما أبدع، ما وكمال لجمال بكى ربما بل نفسه، من

نتاج هي فالعبقرية ص134]. أفضل، عالم عن ثا بح بوبر، [كارل تأليفي!". من ليس "هذا يقول: يا باك

على الجري مجرد وليست سواه، عما ينسي فيه، واستغراق للعمل، عميقة ومحبة شاق، وتركيز عمل

ولكنها للفكرة، الميالد لحظات هي الجميلة اللحظات هذه إن عابر، مزاج أو معرفية، لحظة ونزق الهوى،

حتى تبلغ وتشتد أركانها يلزمها رعاية وصقل دائب، وجهد كبير صادق.

النشاط نتاج وهو الشاق، العلمي المجهود هو نا ثمي الكتاب يجعل ما أن إلى بوبر كارل يشير

التغذية من نوعا فسنجد هذا حدث ومتى لتوه. كتب قد ما تحسين أو رفض في يكمن نشاط نتاج الذهني،

المؤلف يصنع الموضوعي. الفكري والمحتوى الذهني والنشاط الذاتية، الذهنية العمليات بين االسترجاعية

ومن أفكاره، لصياغة محاوالته ومن ذاته، عمله من الكثير يتعلم نفسه الوقت في لكنه المكتوب، عمله

يعملون مؤلفين نجد أن طبيعي اآلخرين. أعمال من يتعلم فإنه شيء كل وفوق خاصة، بصورة أخطائه

أن صاحبها حاول ما إذا قا ح فعال بشكل وتحسن تنتقد أن يمكن األفكار أن العادة لكن مختلفة، بطريقة

قول وهذا ص133]. أفضل، عالم عن ثا [بح يقرأها". أن غيره يستطيع بحيث النشر، بغرض يكتبها

فيلسوف وهو بجانب هذا مبدع في الكتابة .

والتبسيط، للتوضيح محاوالت كلها مرة، وعشرين اثنتين كتبه أحد كتب إنه يقول نفسه بوبر وكارل

القارئ مع –ستتكرر تصحيحه بعد مرات" خمس الكاتبة اآللة على الكتاب صفت زوجته "إن ويقول:

باتباع با كات ينصح وال ،1945 عام الكتاب نشر ثم لماذا- أدري ال آخرين مؤلفين مع مرات خمس قصة

.155 طريقته، يعني بسبب ما لقي من تعب. الحياة بأسرها حلول لمشكالت،

التصحيح بعد والسالم» «الحرب روايته نسخت تولستوي زوجة أن علمنا إذا بالدهشة نصاب وربما

1949م عام بنوبل فاز الذي فوكنر ويليم األمريكي الكاتب ووجدت مرات، سبع هو وراجعها مرات خمس

تاب ك [مع منفصلة!". مرات خمس والعنف» «الصخب روايته كتب إنه فيقول مرات، خمس رقم يكرر

نوبل، ص32].

ولما سمع جرير قصيدة عمر بن أبي ربيعة:

جــــــر هــــ ئـــــــــــح فمـــــ أم را ة غـــــــــد نعم أنت غاد فمبكر *** غـــــــــــــدا أمن آل

حتى إذا سمع:

هر تس ها *** فليست لشيء آخر الليل م ه ي ل شيء فــاها ك ووال كـــ

"إن نفسه: للشاعر قصيدة عن قال حين بعد ثم الشعر! قال حتى يهذي القرشي هذا مازال جرير: قال

تباعا)]. هذا الذي كنا ندور عليه فأخطأناه!". [األغاني، تحقيق إحسان عباس، (73/1و97

«والدن» روايته كتابة أعاد أنه ثورو األمريكي المتفلسف الروائي مؤلفات في مختص أستاذ ذكر وقد

التي القيمة هذه لروايته كان لما األول، بالمرات اكتفى ولو متباعدة، أوقات في مرات ثماني عن يقل ال ما

ثم كتابته، كثرة في عجيبة فكانت همنجواي لكتابة مسودات ورأيت الشعب. ذلك أدب يتصدر مما جعلتها

من أكثر الصفحات بعض كتابة يعيد إنه وقيل جدا. قا مره ال عم لتراها حتى الكتابة، تلك تصحيح كثرة

نفسه ويرغم صباحا، السادسة في يوم كل يصحو إنه ويقول يوم، كل بالكتابة نفسه يلزم وكان مرة. ثالثين

على الكتابة؛ ألنك ال تستطيع أن تكتب ما لم تلزم نفسك بنظام صارم. [آخر العمالقة، ص245].

من أخجل "ولست الكتابة: وإعادة اللفظ انتقاء مشكلة عن الكاملة» «أعماله مقدمة في حقي يحيى ويقول

الصطناع التحمس أشد متحمس الزخرفية، األساليب على ثورة ممتلئ وأنا بالقلم، أمسكت منذ بأني القول

هو به أطالب الذي واألسلوب والصدق.. والعمق بالدقة يهيم الذي العلمي" "األسلوب أسميه جديد أسلوب

لهذا وضوح وال الفكر، وعاء هو عندي اللفظ ألن والوضوح؛ والدقة الحتمية بطلب يتميز علمي أسلوب

يمكن ال بحيث نا، معي معنى ليؤدي بدقة لفظ كل يختار أن وهو الدقيق.. العلمي األسلوب بهذا إال الفكر

ثالثين الواحدة الجملة أكتب قد ولذلك آخر. من ال بد ظا لف تكتب أو آخر، ظا لف إليه تضيف أو تحذفه أن

تخل ال العائمة" "األلفاظ هذه ال فمث المعنى.. يتطلبه الذي المناسب اللفظ إلى أصل حتى مرة، أربعين أو

أشترط "ولكني ال: جمي با تعقي يعقب ثم المحدد". الناضج التفكير على الذهن قدرة تشل بل فقط، بالمعنى

األسلوب ليبدو كله هذا يختفي أن بد ال بل وجهده، الكاتب عرق من أثر الكالم على يبدو أال كله ذلك مع

شديد البساطة.. عليك إذا كتبت أال تسمع القارئ صرير القلم". [السيرة الذاتية، ص56-45].

نسجه طريقة 1989م، عام نوبل" بـ"جائزة فاز الذي األسباني الروائي ثيال خوزيه كاميلو ويصف

مع وأتشاجر كبيرة، بصعوبة أكتب أنا أكتبه، شيء كل في كثيرا أعمل أنا فيقول: لكتبه، وبنائه لنصوصه

نا فأحيا عال، بصوت صفحة كل وأقرأ مرات، خمس أو أربع صفحة كل كتبت الكتاب هذا في صفحة. كل

أعمل إنني كثيرا، ال عم الكتابة مني تتطلب القصور. أدرك ال نا وأحيا يسمع، بل يرى ال قصور يوجد

شوال1420هـ]. 27 طوال اليوم، أعمل كصيني". [مقابلة جريدة الحياة،

يوم كل أكتب كنت "لقد أجاب: أن إال منه كان فما األدبي للمجد وصوله سبب عن فولتير سئل وقد

المجاالت، مختلف في األعمال من مجلدا سبعين فولتير ترك وقد األمر". في ما كل وهذا واحدة، صفحة

مجلدا، (45) في اإلنجليزية إلى أعماله ترجمت فقد لينين أما مجلدات. سبعة في العالم» «تاريخ منها

سكرتارية، وال مساعدة دون أيامه أواخر إلى يكتب با غال وكان صفحة، (54650) كتبه صفحات وعدد

أخرى سيئة أشياء قيلت قد أنه مع العظيم، بجهده المبكر موته بعضهم وعلل والخمسين، الرابعة في ومات

عن سبب موته.

من حذر إذ أيضا السماع يستحق قوال قال الجاحظ بحر بن عمرو أن المراجعة على التأكيد بعد لنقل ثم

تعودوا قد كلهم الناس ألن ويصفيه... وينقحه جدا يهذبه أن له "وليس الكتابة: في والتحقيق التدقيق شدة

89 ص المبسوط من الكالم وصارت أفهامهم ال تزيد عن عاداتهم." الحيوان، ج1

بعد الكتابةها وج صداك مواجهة في نفسك تجد الذاتي، الصدى فراغات في الركض عناء بعد روحك ترتاح حين

الفارابي بقي ولقد أخرى.. كتابة الكتابة فبعد الكتابة، تعاود فأنت جديد، من القراءة تحاول وحين لوجه،

لـكتاب مهدي محسن [مقدمة سنين! سبع من أكثر الفاضلة» المدينة أهل «آراء كتابه ويصحح يراجع

«الملة»، ص28].

المسودة، بعد ما أي والثالثة، الثانية الكتابة إعادة وبخاصة المعاناة، مر الكتابة من الجاحظ وعانى

حر من ورقات عشر إنشاء فيكون ساقطة، حكمة أو فا تصحي يصلح أن الكتاب مؤلف أراد "ولربما يقول:

اللفظ وشريف المعاني، أيسر عليه من إتمام ذلك النقص، حتى يرده إلى موضعه من اتصال الكالم".

أن -قبل كتب مكتوب، عمل بأي المطبعة إلى يدفع أن قبل ال طوي بالتردد المفكر ينصح فكان هيجل أما

أنه مفادها أفالطون عن متداولة رواية ثمة "إن يقول: أشهر- بعدة وفاته قبل المنطق عن كتابه طبع يعيد

على يقوم حديث عمل بإزاء اليوم نفسه المرء يجد وحين مرات، سبع حوالي جمهوريته أبواب من عدل

وبالتالي ثراء، أكثر ومواد وعورة، أشد موضوع بإزاء هنا بأنه يسلم أن من بد ال فإنه قا، عم أكثر مبدأ

فإنه مضطر إلى تنقيح بحثه، ال سبع مرات، بل سبعا وسبعين مرة!". [زكريا إبراهيم، هيجل، ص9].

من أكتب كنت ما مرة ألف للرياح تركت وقد وتركته، الكتاب هذا بدأت ما أكثر "ما مونتسكيو: ويقول

أجد ال وكنت الشواذ، وال القواعد أعرف ال وكنت مشروع، غير من هدفي وراء أسير وكنت األوراق..

عشرين غضون في فأبصرت عنه، بحثت ما كل أتاني مبادئي اكتشفت عندما ولكني ألفقدها، إال الحقيقة

«روح كتاب كلفني كم أخبرتك ولو .[(5/1) الشرائع، [روح وتمامه". وتقدمه ونموه كتابي بدء عاما

وألني بالمعرفة، الشباب هوس عذري ولكن لعجبت، األولى العربية طبعته في عليه ألحصل الشرائع»

ظهر وقد فكرهم. أسس من الكتاب هذا يعدون وهم أوروبا"، في الفكر "تحوالت عن مهمة مواد درست

التجربة من عاما خمسين ثمرة وكان والخمسين، التاسع عامه صاحبه بلغ حين الشرائع» «روح كتاب

/35) الحضارة، [قصة تأليفه". في قضاها عاما وعشرين والبحث، الدرس من عاما وأربعين والخبرة،

.[(148

من متوجسا يظل واسعة، وشهرة باهرة نجاحات من حققه ما كل من وبالرغم تشيخوف، وهذا

يقول العروي. عنها يتحدث التي بالحرية ويشعر يريد، ما ليقول أطول تا وق يمنح لو ويأمل إنتاجه،

ومثلك مثلي العاديون المواطنون أما الروايات، تكتب كيف يعرفون وحدهم "األرستقراطيون تشيخوف:

القارئ وعلى بقصر، أشبه فهي الرواية أما الطيور، إليواء قا صندو نصنع أن نستطيع يحسنونها، فال

فرصة القارئ المؤلف يعطي أن وينبغي تضجر، أو فيه تذهل حيث كمتحدث ليس فيه، راحته يجد أن

مغرور.. إنه يصغي، ال ولكنه ذلك عن غوركي حدثت لقد وأبطاله، المؤلف من ليتحرر وآخر حين بين

وكتب المكتوبة، األوراق من وأطنان األخطاء، من جبل "ورائي كبيرة: شهرة حقق أن بعد أيضا ويقول

أود إنني حقيقية. أدبية قيمة على ينطوي كتبته واحدا سطرا هناك بأن أعتقد ال ذلك رغم وعلى وجوائز،

شيء كل وأتعلم أدرس أن علي يتعين جديدا، ئا شي ألكتب نحوها أو سنين خمس لمدة ما مكان في أختبئ لو

يعرفون وحدهم «األرستقراطيون تشيحوف عن مقال [من ككاتب". ال جاه نفسي أعتبر فأنا البداية، من

22يوليو2005م]. 20جمادى الثانية1426ه، كيف تكتب الروايات»، علي الشوك، الحياة،

"ال قال: عنه هللا رضي يا عل إن قيل وقد والمراجعة. التجويد هو الكتابة بعد تواجهه ما أعسر أن واعلم

جودة عن يسألون وإنما العمل، من فرغ كم في يسألون ال الناس فإن تجويده؛ واطلب العمل سرعة تطلب

صنعه".

عملة كانوا الكتاب كبار ولكن مرضا، تكون تكاد حتى للكتابة المراجعة عن الحديث في بعضهم ويبالغ

مجلدات ثالثة تأليف في عاما عشرين من أكثر قضى الذي جيبون، الشهير المؤرخ ومنهم لعملهم، مجيدين

والكتابة والبساطة السرعة في نر ولم معرب). (وهو وانهيارها" الرومانية اإلمبراطورية "انحطاط عن

الكتب من كم لك قلت ولو كبيرا. جهدا مؤلفها أعطاها التي تلك هي تبقى التي فالكتب عبقرية! واحدة مرة

بعده سيبقى ما قليل هللا، رحمه الغزالي محمد الشيخ كتب لذلك ال مث فخذ قليلة، لكانت مؤلفيه بعد سيعيش

صالون «في أو العالم»، حول يوم «مئتا منها يبقى قد المائة جاوزت التي منصور أنيس وكتب للزمن.

العقاد كانت لنا أيام».

روعة والحظ العمل، بهذا بنفسه قام قد يكون أن استطاع أنه نفسه من استغرب ربما والمبدع والكاتب

والكون الواقع عن الغياب حد يبلغ ربما الذي شديد، مركز وعي لحظة في أبدعها التي صناعته ودقة نتاجه

كان إن أدري وال الالشعور». «خوارق في الوردي علي األستاذ كثيرا المسألة هذه كرر وقد المحيط،

وكانت متباعدة، فترات في لهما قرأت ألنني يونج؛ جوستاف كارل كتب على تتلمذ أو أنصت قد الوردي

ئا شي ترسم قد كأنه الوردي علي عند النفس- علم -من والنفسي النقدي المجهود بأن تذكرني يونج كتابات

وموارده الوردي آراء لتتبع حاجة وهناك يونج. يسوقها كان التي والمالحظات واألفكار الشواهد من

موارد وبين وشواهده قضاياه بين فرق وهناك لكثير. يشر لم ولعله لبعضها أشار وقد كتبه، في الفكرية

أو كتابية أو كانت شفهية سردها، في نا أمي الغالب- -في فكان لها والمراجع األحداث مصادر أما أفكاره،

وثائقية، ولكن ماذا عن آرائه، أو ما ظهر أنها آراء له أو ناصرها؟!

والتركيز هنا، يرجح ما وهذا عليه، المرء سيطرة تغيب أو يغيب حتى يتركز أن نا أحيا الوعي وغاية

عيب ترى حتى األذكياء، من كثير على ويستولي نا، أحيا مروعا وسلوكا رائعة نتائج يجلب مران، الذهني

باد، الع من كثير لدى جدا شديد تركيز وهناك نيوتن. تركيز مثل يصبح حتى حسنته، ترى وال فيه التركيز

حتى يسهل على أحدهم أن تقطع رجله وهو مستغرق في الصالة، ويرى أولوية هذا على غيره.

تمزيقه. أو الكتاب بحرق إال العبء هذا من للتخلص قا طري يجد فال عمله، عن الكاتب يرضى ال وقد

أرسل فقد إتمامه، بعد «المتنبي» كتابه تقطيع في شاكر محمود الشيخ سبق فقد التوحيدي حيان أبو فأما

حوت الكتب هذه "إن منها: برسالة التوحيدي فرد كتبه، إحراق عليه يستنكر للتوحيدي سهل أبو القاضي

عالنية كان ما وأما بحقيقته، يتحلى من له أجد فلم سرا كان ما فأما وعالنيته، سره العلم أصناف من

الرياسة ولعقد منهم، المثالة ولطلب للناس، أكثرها جمعت أني على با، طال عليه يحرص من أصب فلم

لقوم أدعها أن علي فشق لي.. هللا اختاره ما حسن في شك وال كله، ذلك فحرمت عندهم، الجاه ولمد بينهم،

ويتراءون تصفحوها، إذا وغلطي بسهوي ويشمتون فيها، نظروا إذا عرضي ويدنسون بها، يتالعبون

وال وداد، أحدهم من لي صح فما سنة عشرين جاورتهم ألناس أتركها وكيف أجلها.. من وعيبي نقصي

أكل إلى كثيرة أوقات في والمعرفة الشهرة بعد بينهم اضطررت ولقد حفاظ! منهم إنسان من لي ظهر

منه معتادة محزنة بكلمات يستمر ثم والعامة". الخاصة عند الفاضح التكفف وإلى الصحراء، في الخضر

فلي "وبعد، يقول: ثم له، قرأت مما كتاب منها يخلو يكاد وال حاله، من التشكي من كتاباته في لألسف

بن عمرو أبو منهم: نارهم، إلى ويعشى بهديهم، ويؤخذ بهم، يقتدى بأئمة أسوة الكتب هذه إحراق في

أثر لها يوجد فلم األرض بطن في كتبه دفن معروف، وورع ظاهر زهد مع العلماء كبار من وكان العالء،

فأحرقها). تنسك ثم السقف إلى بيت ملء دفاتره وكانت الكيالني: د.إبراهيم الحاشية) (كاتب المحشي (قال

له ويقال وعبادة، ها وفق زهدا هللا عباد خيار من وكان الطائي، داوود وهذا فيقول: حيان أبو يواصل ثم

عناء الوصول بعد الدليل مع والوقوف كنت، الدليل نعم يناجيها: وقال البحر في كتبه طرح األمة"، "تاج

فلما بابه، وسد فيه وطرحه جبل في غار إلى كتبه حمل أسباط بن يوسف وهذا وخمول. وبالء وذهول،

وكرهناه وصلناه، من لوجه فهجرناه الثاني، في يضلنا كاد ثم األول، في العلم دلنا قال: ذلك على عوتب

أحرقتك ما وهللا قال: ثم بالنار، وسجرها تنور في كتبه جمع الداراني سليمان أبو وهذا أردناه! ما أجل من

قطعت يدي ليت وقال: الريح، في وطيرها جزء ألف مزق الثوري سفيان وهذا بك! أحترق كدت حتى

لك تركت "قد محمد: لولده قال السيرافي سعيد أبو شيخنا وهذا فا! حر أكتب ولم هنا ها من بل هنا، ها من

هذه الكتب تكتسب بها خير األجل، فإذا رأيتها تخونك فاجعلها طعمة للنار".

نفسي خاصة في للعلم احتجت "إن أمره: ومآل لكتبه إحراقه وسبب نفسه عن حيان أبو تحدث ثم

القرطاس، بعد القرطاس يمأل ما منه الصدر ففي للناس إليه احتجت وإن كاف، شاف تعالى وهللا فقليل،

فلم يعلمون)، ال الناس أكثر ولكن الناس، وعلى علينا هللا فضل (ذلك األنفاس، بعد األنفاس تفنى أن إلى

حيان أبي [رسائل والتصحيح؟!". والمقابلة والقراءة والجلد والورق بالحبر هذا بعد هللا- -أيدك عيني تعنى

التوحيدي، تحقيق إبراهيم الكيالني، ص412-406].

المحررون والوراقونالتردد من بحالة توقعهم ألنها الكتاب؛ بعض يطيقها ال وربما صعبة، مهمة هي المراجعة إعادة وألن

القارئ وإقناع والجمال اإلمتاع هي المؤلف مهمة التحرير؛ مهنة فكانت النشر، عن للتراجع تدفعهم قد

يستحق فال بكالمه، مهتما معه إلبقائه واهتمامه وقته وسلب قارئه إغواء على قادرا يكن لم فإن بنصه،

قارئ دائما فهناك للقارئ، النص ينتقل أن قبل آخرين بصحبة يتم قد وهذا التحرير، ثم والقراءة. االهتمام

المشاهير الكتاب وبعض أستاذه، أو القريب صديقه يكون وقد عمله، على إطالعه على الكاتب اعتاد أول،

كانت لهم زوجات قديرات في التحرير يساعدن في القراءة األولى وأول عمليات التحرير.

أذكياء معينين يجد الشهير المؤلف وكان األولى، اإلسالم عصور في رائجة الوراقين مهنة كانت وقد

لذلك، يحتاج ال كالجاحظ العبقرية في آية أظن كنت وقد لنصوصه، ومصححين ومراجعين متمكنين،

أبو منهم عنه. ويكتبون له يكتبون له، وراقين عملوا أنهم والعلماء الكتاب بعض ترجمة من ثبت ولكن

وراقيه، من آخر ثا محد نجد األدباء»، «معجم وفي «األمالي». صاحب ذكره الجاحظ"، "وراق زكريا

عشرة التاسعة إلى أو الثالثمائة، رأس إلى وعاش للجاحظ، قا ورا كان عيسى، بن الوهاب عبد وهو:

لكتاب هارون السالم عبد مقدمة [من القرآن. في الوقف إلى ويذهب روايته، في قا صدو وكان والثالثمائة،

نا على المحرر كما جاء هنا. «الحيوان»، (12/1-13)]. والوراق هو الكتبي عموما، ويطلق أحيا

لمن فا توظي منهم وأكثر الكبار، الكتاب عند التحرير رابحة، رائجة ووظيفة صنعة فهي الغرب في أما

وتدفع النشر، دور هي المصادر، إلى الوصول وسهولة الجميلة، واللغة واألساليب المعرفة لديهم توفرت

نوبل" بـ"جائزة فازت وقد «محبوبة»، كتاب مؤلفة موريسون توني منهم تعرف أن يكفي هائلة، مبالغ لهم

كتابه في ذكر [كما بورخيس. لويس لخورخي ومحررا ئا قار أذكر فيما كان مانغويل وألبرتو لآلداب.

«تاريخ القراءة»].

يصوغ من وهو الشبح"، "الكاتب أو بـ"الشبح" يسمون من وهم أعمالهم، نبغت آخر صنف ومنهم

يكتب من وهم الوقت، أو الصياغة على القدرة أو األسلوب يفقد ولكنه يقوله، ما لديه شهير، لشخص با كتا

غالبا للمشاهير، وتظهر أسماؤهم بجانب المؤلفين، وتقسم الحقوق بينهما.

نصوصه، بعده ويراجع سيد ألخيه يحرر قطب محمد كان وقد التحرير، في أخوه يساعده من وهناك

كثيرة نا وأحيا جيمس. هنري الروائي ألخيه يراجع أو يالحظ كان أنه وجدت الفيلسوف جيمس ويليم وكذا

التي مل ستيورت جون منهم كثير، هؤالء ومن لزوجها، مراجع أو مصحح أو قارئ أول الزوجة تكون

أثرت حيث له؛ مساو كمثقف عاملها وقد االنتحار، على أوشك أن بعد حياته تيلر هاريت زوجته غيرت

كاراليل توماس هجاء رغم وفاتها؛ بعد وبأفكارها بها متأثرا المرأة عن كتابه ونشر فيها، وأثر فكره في

كانت التي توينبي زوجة وكذا مختلف. فكري عالم من منهما كل ألن وربما عجلة، نزقة رآها إذ لها

وكثيرا والتاريخ، السياسة في الطويل الكبير عمله على له جبارا نا معي وكانت طويلة، سنين سكرتيرته

صانعي من كان فقد التاريخ»، «دراسة كتابه في للتاريخ فيلسوف أو مؤرخ إلى به الجاهلون اختزله ما

دورها على دليل خير عنه «المنشق» وكتابها كازنتزاكيس، زوجة وكذا لبريطانيا. السياسية االستراتيجية

الفلسفة» «قصة مؤلف ديورانت وزوجة له. اختزال كاتبة بدأت التي دوستويفسكي وزوجة حياته، في

فتفرغ الذهب، نهر وهبه فتحا كان الذي األول كتابه بعد فيما التأليف شاركته وقد الحضارة»، و«قصة

بأنه النصوص ألحد إتقانه بعد لها قال التي هيتشكوك وزوجة حياته. بقية مرتاحا يا غن والكتابة للقراءة

الطيران. على قادر غير عملك زال ما البيضة، من تخرج لم اآلن إلى له: فقالت النص. بذلك حلق أو طار

وأعادته إليه، وأعاد التحرير حتى أصبح المؤلف الشهير! وغيرهم كثيرون جدا.

عباس إحسان ذلك؛ تفاصيل أعرف وال هذا، في وساعدوا محررين عملوا الذين العرب مشاهير ومن

فقد المهمة. الجديدة قواعده تحترم ولم الفن، هذا تطور لم العربية بيئتنا ألن ولكن محمود، نجيب وزكي

الخبر. شاع لما الكتب أصحاب اتهمهم أو فيها، ساعدوا التي الكتب ادعوا أو للمهنة، منهم كثيرون أساء

نا، أحيا للكاتب يتنكر ثم يفعلها، وبعضهم هي، كما الغربية الطريقة يعتمد اليوم العرب مشاهير وبعض

الطرفان، فليتفق الوقت، لديه ليس أو صياغتها يجيد وال لشخص، حدثت أحداث هناك يسير. سهل واألمر

خير وهذا بتعاونهما. للثقافة جليلة خدمة الطرفان فيقدم الكتابة، واآلخر والتاريخ، والحدث الفكرة له هذا

أو وحدي، "إما بيئة في ينجح ال التعاون ولكن حق. صاحب غمط أو مهم، حدث أو جميلة قصة موت من

ال أحد!".

كثرة قتلتها نصوصا رأيت وقد األولى، الكتابة بهجة تسرق قد المراجعة و التحرير كثرة أن غير

شخصية وماتت نصوعه، فقد حتى للنص، المعدلين المشاركين وآراء المصححين، وأقالم المراجعة،

كاتبه بكثرة تداول المعدلين والمحرفين.

التصحيح على أعانوهم أفذاذ، ورصفاء جهابذة بمصححين الكبار والكتاب العلماء بعض وفق وقد

للسابقين مواقف وعن آراءهم، تسند نصوص عن والمجاميع الفهارس في والبحث القول، تحقيق وعلى

الطناحي وذكر عمله، في الجاحظ ويعينون يدققون كانوا الذين العلماء بعض ذكر بنا مر فقد فكرتهم. تؤيد

البارع األستاذ كان شاكر محمد محمود الجهبذ األديب أعمال بعض صححوا أو راجعوا الذين من أن

أن بنا مر وقد ص838]. الطناحي، محمود وبحوث، دراسات واألدب اللغة [في البسيوني". الحميد عبد

كاتب من يتوقع فال طبيعي، أمر وهذا كتبه، مواد ويراجع ويجمع يحرر من الوراقين من له كان الجاحظ

أعمال من شيء بكل يقوم من نجد هذا زمننا وفي نصوصه. خدمات وبجميع شيء، بكل يقوم أن مكثر فذ

تنشر السوق في كتب عن ويسمعون يفاجئون إنهم نقول أن يحسن آخرين ونجد والتوزيع، النشر حتى كتبه

بأسمائهم، تباع أو تهدى لهم!!

بين مهم فرق وذلك جهدهم، كتبهم بناء في الجهد فإن لهم، معينين نجد الذين المشاهير العلماء أما

شهرة، األقل جهد الشهير أو الكبير المؤلف يسرق أن أو للكاتب، الكتابة وبين الكتابة، من ليس فيما العون

مجد كالتحقيق أخرى ميادين في لهم يكون سوف زمانه في الناشئين بعض أن أمين أحمد ببال يخطر فلم

الحظ وقد عباس. وإحسان بدوي، الرحمن وعبد نجيب، وزكي هارون، السالم عبد مثل هو، يطاوله ال

يد ذلك في له وليس يحققها لم كتب على اسمه يضع أنه أمين كأحمد المشاهير بعض على كثيرون كتاب

حاول فقد حياتي»، «سيرة في بدوي الرحمن عبد منهم واحد، غير لهذا أشار به، تليق ال سوأة وكانت

أنني وأذكر .[(153/1) حياتي، اإلسالمية».[سيرة الحضارة في اليوناني «التراث بدوي كتاب انتحال

في زكي ذكرها الغبن لهذا صريحة غير وإشارة محمود، نجيب لزكي كتاب في هذا من نحوا قرأت

كتاب لعله نجيب، لزكي هو عمل على اسمه وضع أمين أحمد أن وهي [ص272]، وجذور» «بذور

عقل» «قصة أو نفس» «قصة في ذلك قرأت ولعلي األساسي، جهده إنه أو اليونانية»، الفلسفة «قصة

دراسات واألدب اللغة «في كتابه في الطناحي محمد محمود كتبه هذا من أشنع قا توثي وقرأت لزكي.

كتب على هارون السالم عبد الكبير المحقق مع اسمه وضع أمين أحمد أن إلى الكاتب أشار فقد وبحوث»،

السيد هو: ال فع حققه والذي والشوامل»، «الهوامل كتاب وعلى للمرزوقي، الحماسة» ديوان «شرح مثل

المهازل، هذه عن أمين أحمد أغنى كان وما ص849]. وبحوث، دراسات واألدب اللغة [في صقر. أحمد

والمحققين المؤلفين على لط تس باب على كان أنه إال يعمل، ولم يعط لم بما والتشبع يفعل، لم بما والتكثر

هذه نقصته لقد عليها. يشرف حكومية مؤسسة عبر إال الجيد الحكومي النشر إلى يعبرون فال خالله، من

التحقيق، مكاتب أصحاب التحقيق، في المتعالمين زماننا في المتنفذين كبعض كان ولو تزده، ولم الحوادث

صغار فهؤالء لعذرناه، غيرهم أعمال على أسمائهم وإلصاق والطالب، الحكومات على التلفيق وباعة

به! يليق ال بما فانفضح ميدانه، لغير ذهب جواد من كبوة كانت لقد الواهن، الصغار عمل يسرقون صغار

اإلخراجمهم عنصر وهو اإلخراج، دور يأتي الكتابة- مراحل أصعب -وهي الدقيقة والمراجعة الكتابة وبعد

المؤلفين فمن الصنعة، أهل عند خاص فن أصحاب قوم الكتب ومخرجو ودقته. وكماله الكتاب جمال في

جميلة، مقاطع «تولستوي» البديع كتابه في ويلسون إن. آ. كتب: وقد كتابه، إخراج بدقة ويهتم يبالغ من

والصور باإلخراج الرواية- من مجلد نحو وحذف والتدقيق االختصار -بعد يهتم تولستوي كان وكيف

صغير خطأ أي في الرسام ويراجع رسمة، كل بدقة يصف وكان والسالم»، «الحرب رواية بها زين التي

تولستوي، ويلسون، إن. [آ. بدقة". رسمها ليعاد لموسكو الصور ويعيد الرواية، في المحاربين تصوير في

ص245].

األغلفة يتذوقون ال قوم قبل من لنا تخرج لكتب الممسوخة األغلفة تلك وتذكرت اإلبداع هذا رأيت

يصورون با كت الميالدي) (العشرين الهجري عشر الرابع القرن أواخر في يطبعون وكانوا اإلخراج، وال

هاربون؛ فاغرة ووجوههم بهم، تعصف والنيران جهنم في الجن صور حتى ذوق، وقلة بالدة بكل فيها

المخرج فيه صور كتاب غالف رأيت أنني أذكر ما أسوأ ومن جهنم! عذاب عن نصوصا الكتاب في ألن

رؤية أطق لم العقالنية! عن يتحدث سوف الكتاب ألن نصفين؛ دماغه ويفلق بيديه يمسك وهو إنسان دماغ

على الحرص تمام أحرص وأنا مني غريب موقف إنه الكتاب، وأخذت ورميته الغالف ومزقت الغالف،

اشتريته الذي الكتاب أن ألتأكد المكتبة في الموجودة النسخ أقلب إنني حتى الغالف، وحسن الكتاب جمال

مشاعر تكن ولم يطاق، ال الذي غالفه أقطع الناشر أو المؤلف ذوق لسوء أنا ها ثم وأكمله، الموجود أجمل

كغالفه، معقول غير يكون أن بد ال الكتاب أن وقرر تجاهه، مشاعري من بأقل الغالف لمح الذي صديقي

ما أعرف أن فأحببت عنهم كتبت قوم عن أبحاث الكتاب في كان ولكن الحق، عن با غري قوله يكن ولم

يقول هذا.

لماذا يكتبون؟

الكبيرة، لنفسه مهينة الكتابة يجد ربما بل عنه، يفرج نا مكنو ظا وغي وألما معاناة الكتابة في نيتشه يرى

بيني عزيزي؟ يا لألسف إذن نكتب لماذا ولكن بالرمز، حتى (الكتابة) عنها الكالم من "أشمئز فيقول:

ويشرح ص93-92]. الجذل، العلم [نيتشه، أفكاري". من بها أتخلص أخرى وسيلة أجد لم ألنني وبينك،

عمره سني في بأنه القول فيبدأ عنده، الكتابة أسباب نكتب؟» «لماذا بعنوان له مقال في أورويل جورج

العشرين إلى عشرة السابعة نحو وفي با. كات سأكون أكبر عندما يقول: كان السادسة أو الخامسة في األولى

يستقر سوف ال آج أو ال عاج أنه ينبئه كان الحقيقية بطبيعته وعيه ولكن الفكرة، هذه يستبعد أن حاول

ال متخيلين أشخاص مع الحوارات ويقيم األقاصيص، صناعة يعتاد المنفرد الطفل أن ويرى ويكتب.

عندما خاللها من يحيا التي والكلمات للكتابة، تؤهله التي الكلمات لديه أن -مبكرا- شعر وقد لهم. وجود

قوله!). هذا ولكن (أشك الخامسة أو الرابعة نحو في األولى أشعاره كتب إنه وقال الواقع. عالم في يفشل

عادة هذه أن ويتوقع حياته، سيرة وهي يكتبها لم خياله في مستمرة قصة في يفكر بدأ زمن بعد إنه وقال

وهم، مجرد وهذا بها، فا كل غيره يرى مهنة صاحب فكل فقط. أورويل يتخيل كما ربما والكبار، لألطفال

يهتم كان إنه وقال يشدون. المهنة سلم على بدأوا ومن األقربون، ميدانه أهل إال االهتمام يشاركه ال با فغال

ثقافته يشبع ال الذي فالكاتب نجاحه، أسرار أحد وهذا يريدها، التي للمعاني المناسبة الكلمات عن بالبحث

الكاتب"، جنود فـ"الكلمات االنتصار، وال اإلقناع يستطيع ال ومعنى حال كل عن المعبرة الكثيرة بالكلمات

والتعابير واألساليب الكلمات من بحر في يغوص الذي للكاتب فالمجد انتصر. الجنود من استكثر وكلما

المبتكرة، ال الكلمات الغريبة وال الوحشية وال األساليب المتكلفة.

بعد له الناس وذكر بالذكاء، والتظاهر كالفخر، وزهوها الذات غرور للكتابة: أربعة با أسبا ويرى

من لديه ما بمقدار ويفتخر معاصريه، وحقارة رسالته بعظمة يؤمن بنفسه، مغرورا نيتشه وكان الموت.

اإلنسان، هو [هذا لي!". يا حوذ يكون أن شرف الجديد األلماني القيصر أمنح "لن يقول: مرة كتب الحكمة.

إن أم الكاتب؟! هذا لغرور ويضيق يقف أن يستحق أنه نيتشه نص يقرأ وهو الكاتب يشعر فهل ص21].

"لم بـقوله: كتابه من ال فص فيعنون حياته، في كثيرة مظاهر الغرور لهذا ونجد ألحدهم؟ نادر شعور هذا

"لماذا وثالثا: الذكاء؟" من القدر هذا على أنا "لم بعنوان: آخر ال وفص الحكمة؟" من القدر هذا على أنا

شطرين: اإلنسانية تاريخ "شرخ قد زرادشت» تكلم «هكذا بكتابه أنه يرى وأخيرا جيدة؟" با كت كتبت

سيقترن يوم ذات قدري، "أعرف يقول: ثم ص162]. السابق، [نيتشه، بعده!". ويعيش قبله إنسان يعيش

الوعي.. في رجة أعمق األرض، وجه على مثيل لها يعرف لم بأزمة رهيب، هائل شيء بذكرى اسمي

نا بل عبوة ديناميت!". [نيتشه، السابق، ص153]. فأنا لست إنسا

في الكتاب هذا كان وقد يقصدها، ال القول هذا بعد يبدو فيما ولكنه النازية، ستتوقع القارئ أيها لعلك

الهلوسة، حال في وهو للكاتب تقرأ أن وجميل واألربعين. السابعة بلغ حين وذلك عنده، الهلوسة مرحلة

عبقريته. بقايا من ئا وشي جنونه، ويملي ويتمشى يكتب وهو األخيرة روسو لمذكرات شقيق الكتاب وهذا

في ألعلن بيننا، يعيش ال رج األدبي الفن كان "ولو يقول: وهو نجيب زكي بجنون يقارن ال الجنون وهذا

ينافسها مما كثير على يشتمل العربي األدب أظن ال ببدائع عندئذ جرى قد قلمي أن صوته بأعلى الناس

1990م، ص273]. 1410هـ إبداعا!". [بذور وجذور، دار الشروق،

في بمكان الناس شغل مؤرخ أو راو أو شاعر من فكم الكون، في الخارجي للجمال الحماسة كذلك

من غيره بجمال يكون ال قد أنه مع مغانيه، عن تغنى عندما بوان"، "شعب المتنبي خلد وقد له، وصفه

األماكن.

الشاعر فعل ما التجاري الترويج أمثلة فمن متجددة، قديمة صنعة وهي والتجاري، السياسي والترويج

مسكين الدارمي، بأبيات بسيطة أنقذ بضاعة صديقه من الكساد، عندما تغزل فقال:

بد تـــع نــــعت بــــزاهـــد مـــ ألسـود *** مـاذا صــــ ليحة في الخمار ا قل للم

باب المســـجد ب قفت له تى و ه *** حـ بــــ يــــا ثــــ صـــالة مر للـــ قـــد كـــــان ش

مــد ـــحــق دين مـحـــ تــلـــيه ب تـــــقـــ ه *** ال يـــامـ ه وصـــــ ت لـــــيــــه صـــــال ردي عـــــ

لتستخدمها أو لمعرفتها وحفظها هي كما وتسجيلها األشياء رؤية في والرغبة التاريخي، والدافع

العالم دفع في الرغبة أي إيحاءتها، أوسع في سياسي كلمة باستخدام السياسي، والهدف القادمة. األجيال

قا من ميول سياسي". إلى توجه محدد. "مرة أخرى ليس هناك من كتاب يخلو ح

خارج بها يهتم قضية له كانت من إال تاب الك من ينبغ فال والكتابة، للفكر عظيم رافد الناس مع والحياة

للعمل منفذا الكتابة تكون ثم الكتابة، خارج تعليمي أو فني أو ديني أو إنساني أو سياسي نشاط فله الكتابة،

اآلخر.

أزمة الكاتبابن الطبيب مع الشعراء» فحول «طبقات صاحب سالم ابن قصة عن النص هذا شاكر محمود ينقل

ابن فقال الجزع!! من أرى كما العلة من أرى ما قال: إليه ونظر جسه "فلما المعتصم: طبيب ماسويه

لة. بع يوقظ حتى غفلة في اإلنسان ولكن سنة، وثمانين اثنين مع الدنيا على لحرص ذاك ما وهللا سالم:

اشتد ما لرأيت نفسي، في أشياء وقضيت ملسو هيلع هللا ىلصزورة، هللا رسول قبر وزرت وقفة، بعرفات وقفت ولو

وقوتها الغريزية الحرارة من عرقك في رأيت فقد تجزع، فال ماسويه: ابن فقال سهل. قد هذا من علي

فعاش قدرا كالمه فوافق فهم: بن الحسين قال أخرى. سنين عشر بلغك العوارض، من هللا سلمك إن ما

جامعة، كتب تأليف هي قضاءها يتمنى كان التي األشياء هذه بأن شاكر يعقب ثم ذلك". بعد سنين عشر

سنين العشر هذه في ألف ثم با، كتا يؤلف لم سنة وثمانين اثنتين قضى أن بعد كتابتها، يتعجل أن يحب كان

العرب «سادات وكتاب الفرسان»، «شعراء وكتاب الشعراء»، فحول «طبقات منها الكتب من مهما عددا

ص48–49]. الجاهلي، الشعر [قضية ذلك". وغير العرب» «أيام كتاب ثم شعر» من قالوا وما وأشرافها

حديث من أهذا قلت: قوله، آخر إلى كتابتها.. يتمنى التي األشياء هذه بأن شاكر: محمود قول وصلت ولما

يضطرب مما يقل ولم العبقري، لهذا سنين عبرت وهللا فقد نفسك، عن تتحدث بك لكأني فهر؟ أبا يا النفس

ئا، ثم ودعنا وفقدنا به علما جما. في نيران همته وهمه شي

منه يحقق ولم دروبه، في يسر لم إن وقلبه، جسمه على ويقتات يأكله مقيم، هم للمجد الماجد ة هم إن ثم

ئا، أو نال دون مرامه. وأبو الطيب يقول: شي

يهرم بي و ص ة ال ي ناص يشيب ة *** و ف نحا ترم الجسيم يخ م ه وال

جدرانها، نيرانها وأشعلت مكامنها، دمرت مساربها تجد لم إن الجبارة، الكامنة المشتعلة الطاقة إنها

ألم الهبة. نار هنا كانت تقول وكآبة وحزن نار بقايا الخارجية، هياكلها على الحرائق وبقايا الدخان وأبقت

يقل أبو تمام:

قض الحيزوما قض ت هموما ال *** و ب يورث المرء خ طلب المجد

قيما صحـــيح س ه وهــو ال تــــرا يـا *** و ي، شـــجـــ ل ه ، وهـــو الخـــــ ترا فــــ

غزا ما هذا ولعل مقيما، وسقما وشجا وفراغا وهما ال خب تصبح المقلوبة، الهمة إنها تمام أبا يا نعم

المتنبي في فراشه ثم أخرجه للفيافي:

ثام ل بال هجير ليل *** ووجهي وال ة بال د فال ذراني وال

وهو خبير بهذه النار يراها، في صنوه فيقول:

تعل يش أخاف ها ليه من ته *** ع فكر قاد ت فق عند ا أش

الطمأنينة! يسألهم للهندوس يهرع ثم السهوب»، «ذئب فكتب هيسه هيرمان النار هذه أحرقت وقد

وبعض وعزلتهم الهندوس ثقافة عن عبرت «سدهارتا» أسماها الموضوع هذا عن قصيرة له رواية وكتب

نظراتهم عن الكون، ولكنها بعيدة في مستواها عن المذكورة هنا.

عن ويبحث بالسلوان، فيحتال نفسه وتضيق يقلق كارنيجي، ديل هو آخر، بمتأذ األحزان وتعصف

طرق كسب األصدقاء والتأثير على الناس. وعائض يأكله الحزن فيكتب «ال تحزن».

شاكر، مع عاصف لقاء بعد فقال شاكر محمود الشيخ عند المشكلة هذه أمين أحمد حسين الحظ وقد

عادته، غير على ال معقو كالما حسين كالم في وجدت ولكنني مهمة، أمور عن بالحديث حسين فيه أثاره

العلم بشتم الحديث يبدأ وهو اإلسالميين، عن ئا شي سطر إذا يتساخف أو ويسخف ويسف، يلف ممن فهو

وشارحا الطريفة، المواقف بعض شارحا قال مما ونسوق عنه، نعرض مما فقال شاكر محمود الشامخ

عجزه مع بقدراته وإحساسه يفعل، لم أنه غير الكثير يعطي ألن ال مؤه كان "لقد الكاتب: أزمة من لموقفه

حسين كطه الشهرة، ويحرز ينتج غيره يرى أن يطيق ال ظا ف مرا حقودا نا إنسا منه ال جع ممارستها عن

منذ أنني غير وعلته، فنتركه هذا يهبط ثم شاكر". محمود ثقافة من المائة من جزءا يحصل لم الذي ال مث

هو واحدا شعورا إال أذكر ال بعيد، زمن وفي وأسمار» «أباطيل البديع كتابه من األولى الصفحات رأيت

من شاكر لمس "كلما حسين: يضيف ثم له. سطر كل عن البحث وقررت الفذ، الكاتب هذا من العجب

كان ما ينتج ولم هدرا حياته أضاع بأنه إحساسه من يزيد إذ ثورة، التقدير ذلك زاده وتقديرا با إعجا الناس

قرأت وقد ص287]. أمين، أحمد بيت [في هزا!". عندنا الفكرية الحياة تهز مؤلفات من إنتاجه بوسعه

خصومه، من ولنفسه لوالده االنتقام فقرأت والده، أو هو عرفها شخصيات عن لحسين آخر با كتا قا الح

فاالنتقام سيد نصوصه، حتى لم ينس التكذيب واالنتقام من خصيم والده طه حسين في أيامه األخيرة!

آزمة، أزمة عن كتبه ما هو أجملها أن وجدت كلها، اإلبداعية شاكر نصوص تأمل من أنه غير

في بديعة إشراق لحظة أو عوض، لويس مع وخصومته «األباطيل» في كما شديدة، مريرة حالة ونتاج

يا مقدمة للمتنبي، وغيرها. «المتنبي»، وغضبه في «رسالة في الطريق إلى ثقافتنا»، وقد جعلها تال

السند، ضعف مع أمين أحمد في شاكر رأي فلنذكر نقدر، لم حيث يا رخ الحديث بنا يسير دام وما

واألدب اللغة علماء كبار يرتعد الذي شاكر محمود مع نفسه عن ويكتبها أمين أحمد حسين يرويها لقصة

لبنيات حاسمة ومفارقة وشجاعة عبارة وقوة العلم، على جلد من هللا أعطاه لما منه، مجلسه وحضور

الطريق والمجامالت الفارغة، وهذا مختصر ما كتبه حسين أمين عن اللقاء:

- هل لي أن أسألك عن والدي؟

- فوت!

- ال يا أستاذ شاكر لن أفوت.

- لم أكن أحبه.

- ولم؟

ثا خبي ال رج كان ألنه أحبه أكن لم نا، حس أحبه؟ أكن لم لماذا تعرف أن تريد المحرجة؟ األسئلة هذه كل ما -

أن بوسعه كان الذي المثقف العالم الرجل وهو أنه هو أمين أحمد على حقيقة أعيبه ما أن غير داهية...

الخبثاء المستشرقين كافة علم علمه يجب والذي اإلسالمية، الدراسات ميدان في مبتكرا جديدا فكرا يقدم

يجرؤ أن دون األحكام هذه و«ظهره» و«ضحاه» اإلسالم» «فجر كتبه في تبنى اإلسالم، على الحاقدين

تجاه أبيك من أم منك سواء الضعف، وهذا االستكانة وهذه الذل هذا فما لها. والتصدي تفنيدها على

نهلوا الذين نحن علمائنا من بصدده األحكام إصدار على وأقدر بتراثنا أدرى أهم الغربيين؟! المستشرقين

أو العشرين سن في العربية تعلم في بدأ خواجه حق من يكون كيف أمهاتهم؟! لبن مع التراث هذا من

المتنبي على حكما يصدر وأن السبع، المعلقات في برأي يدلي أن يموت أن إلى بها يتهته ويضل الثالثين

الواثق حديث المعتزلة أو األشاعرة عن يتحدث أن نفسه صليبي لمسيحي تسوغ كيف العالء؟! أبي أو

فخاخ في يقع أن فذ إسالمي لعالم يمكن كيف الموضوع؟! في ثالثة أو كتابين قرأ أنه لمجرد المطمئن

هؤالء الصليبيين؟

يريد بالقاهرة، األمريكية بالجامعة األستاذ جونز مارسدن المدعو الصباح هذا كلمني يقول: استطرد ثم

أن يجتمع بي.. رفضت، وقلت له إنني ال أريد أن أجتمع به. أتسمع عن مارسدن جونز هذا؟

- محقق كتاب «المغازي» للواقدي.

للواقدي، «المغازي» يحقق لم جونز مارسدن الناس.. كسائر األكذوبة هذه صدقت قد أنت حتى آه! -

رجل جاءني أن يوما حدث فقد مقابلته، رفضت أني في السبب هو وهذا الجهد، أضعف إال فيه بذل وال

آخره إلى أوله من «المغازي» كتاب حقق الذي هو أنه وأخبرني الحلو، الفتاح عبد اسمه "غلبان" مصري

اسمه يظهر ولم إليها. ماسة حاجة في كان جنيهات بضعة ومقابل جونز، مارسدن من تكليف على بناء

في إليه باإلشارة جونز واكتفى التحقيق، في مشتركا باعتباره حتى وال قا محق باعتباره ال الغالف على

قصص بقايا يعرف لم الشيخ ولعل للكتاب!!". تحقيقه أثناء العون له قدموا الذين أحد باعتباره المقدمة

على أسماء وضع إلى الحاجة اضطرته فقد "الحلو"، هذا مسكين الحاجة، هللا قبح فأقول: المحقق، هذا

المشاهد، واضحة قصة كانت لقد قا. ساب اإلسالمية الجامعات مدراء من المتنفذين لبعض الكبيرة تحقيقاته

مما أسوأ فعلوا ما وكثيرا يذكرونه فمرة الشديد، البخالء بجشع ورائها من وتمولوا بالتحقيق تظاهروا فقد

فعل جونز، ال يذكرون عمله وال الفريق الذي دربه لهم.

[ملخص بفضلهم. والدك تغنى الذين المستشرقين هؤالء ألخالقيات مثل مجرد "هذا شاكر: يعقب ثم

من كتاب لحسين أحمد أمين بعنوان «في بيت أحمد أمين»، ص295-285].

آراء تحت يسقطون العرب الكتاب من عددا أن في عبود مارون الشهير األديب مع شاكر نقد ويتفق

هؤالء. تجاه بالنقص هم وشعور المصريين األدباء في عقدة هذه أن فيرى عبود ويبالغ المستشرقين،

والحقيقة أنه مرض راسخ في الشعوب المتخلفة وليس في مصر وحدها، بل ظاهرة عامة.

عن والبحث الجد عحيب لشكسبير، هاو عن المؤلف تحدث شكسبير عن برايسون بل كتاب وفي

ملل لحظة في ثم عنه، البحث في طويلة سنين وأنفق غيره، يكشفها لم حياته عن وثائق كشف وقد تاريخه،

أن فقرر وفائدة؛ نتاجا أكثر تنقيب آخر، نوع من بتنقيب يقوم أن قرر أنه يبدو الثقافي والتنقيب األدب من

فقد حظه، لحسن ويا التنقيب بدأ ثم تكساس، والية في واسعة مساحات فاشترى النفط، عن البحث يجرب

الوقت بعض ينفق فا متر يا غن حياته بقية وقضى ، الوفير والمال بالنفط فاستغنى طا، نف األرض انفجرت

العلم صاحب يقولون ما وكثيرا الجانبين! في المغامرة أحسن وقد نا، مكا لها يجد عندما واألدب الكتب مع

بالمعرفة يتظاهر الغني فتجد ينقصه، عما يبحث وكل العلم، عن يبحث المال وصاحب المال، عن يبحث

وهذه باسمه، يظهر با كتا ليكتب النفس ضعيف أو فقير كاتب على الواسعة ثروته من أنفق وربما حبها، أو

أن غير الناس. على يكذبان وهما اآلخر، على يكذب منهما فكل وأهمية، قيمة وأدناها الكتب أحقر من

المعرفة على عظيم أثر للتجار كان فقد ماله، من التعليم وعلى المعرفة على يوقف أن للغني عمل خير

المعاصر، المسلمين عالم في ذلك يقارب أن يمكن ما يوجد ولم الحديث، الغرب وفي المسلمين بالد في

التاجر يطلب أن أما مستمرة. عظيمة وأوقاف تجار قبل من رعيت العلمية والكشوف الجامعات من فكثير

الكاتب يكتب أن بأس وال بالنفس، السخرية من ع نو فهذا التاجر باسم ويخرج له با كتا يكتب أن كاتب من

الكاتب مع التاجر يؤلف أن أو هذا، في عيب فال التأليف ثمن تقاضى أنه الناس يعلم التاجر عن با كتا

عيب فهذا بالتأليف التاجر يتظاهر أن أما موجود. عرف فهذا للكاتب، األسلوب أن الناس يعرف با كتا

فقر سببها لألسف، منتشرة ولكنها ممارستها، تليق ال سرقة نوع وهي وللقراء، ولآلداب للمعرفة واحتقار

المؤلفين، وسذاجة بعض التجار، وسخافة بعضهم.

متى يكتبون؟

تأتي والعواطف "األفكار حمزاتوف: رسول قال تهيؤ، سابق دون فجأة الفنان على اإلبداع أفكار تهطل

ونفهم ص19]. [بلدي، منه". للتهرب وال لالختفاء مجال ال إنذار، ودون دعوة دون الجبال في كالضيف

وآلخرين للزمخشري أيضا نسبت والتي المأثورة، األبيات واقع من ال لي يكتب كان أنه الشافعي قول من

إلى زمن الجويني:

ناق ية وطيب ع ن ذ لي *** من وصل غا ل أ قيح العلوم تن هري ل س

أوراقي رمل عن قي ال ألل نقري فها *** لد تاة ف الـــ نقر من ذ وأل

فالليل تناقض، وال الصباح في يدرس كان أنه على يدل ما اليومي حياته برنامج في نقرأ أننا غير

منها رأيت التي األولى النافذة كانت وقد ومتروح. وعمل مستمتع فيه فله نوما، الهمة صاحب يقضيه ال

القلم". "دار تخرجها التي المسلمين" "أعالم سلسلة من عنه الدقر كتبه الذي الكتاب هو الشافعي اإلمام

ولكن مبكرا الكتاب اشتريت وكنت «الرسالة»، العظيم كتابه قراءة على الجرأة قبل ذلك في صحبته وقد

باألوردو با كت يبيع لباكستاني صغيرة مكتبة في منه نسخة على عثرت فلما نا، زم عنه أبعدتني مهابته

سفري، «الرسالة» فآنست صفحاته، واقتحمت الكتاب، اقتنيت "جورجيا"، والية من "أطلنطا" مدينة في

البيان لمسألة عديدة صفحات خصص والذي للجابري، العربي» العقل «نقد تجرع من با مهر فيها ووجدت

الشافعي عند العربية تقرأ أن أحسن وما متقطعة. بطريقة له وعدت تركته، ثم له قرأت وكنت والشافعي،

أو عند محمود شاكر وعند الجاحظ وأبي حيان ومارون عبود، وما أفخمها -بال سهولة- عند الرافعي!

ونرجع للقول في زمن الكتابة، وقولهم:

تالس" نما العيش اخ يالي *** إ ل نم صفو ال ت "واغ

له وكان والكتب، للنظرية والمساء الثورة، لعمل النهار يخصص الثورة بعد كان إنه تروتسكي يقول

مكان للدرس ال يقابل فيه أحدا. [حياتي، ص356].

ابن أنه نفسه عن يذكر المتحدة، الواليات رئيس كارتر "القسيس" عند الفكرة هذه من با قري ووجدت

وقد إال والنصف الثامنة أو الثامنة عند لإلفطار يجلس وال فجرا، الخامسة الساعة في مبكرا يصحو فالح

أسرته ودخل معيشته، مصدر عمره آخر في أصبحت الكتب إن ويقول ساعات. ثالث من نحوا عمل

جيدا. بيعها وكان با، كتا عشر ثمانية طبع إنه وقال كبيرة. شركات مجالس في عضوا ليس فهو منها،

من أكثر يكتبها أن أجل من وقرأ سنوات، سبع كتابتها استغرقت األمريكية" "الثورة عن رواية وكتب

إبراهيم» «دم كتابه من ال فصو له قرأت وقد 2003م]. 18نوفمبر العربية»، «نيوزويك [عن با. كتا ثالثين

وشبابه، قريته عن له قرأت ثم القراءة. يستحق والرياض مصر زيارة عن فيه وكالمه قديم، كتاب وهو

بالذاكرة علق مما صور لذهني تقفز الكلمات هذه كتابة فلحظة المكان، تتصور يجعلك أن على قادر وهو

كانت درجاته إن المذكورة المقابلة في قال للكتب. جيدا ئا قار كان أنه الكتابة إجادته سبب ولعل كتابه. في

هذه كل بعد يريد فهو بالتعلم، مهتم إنه ثم كثيرا، األدبية الكتب يقرأ كان ألنه الجامعة؛ في متواضعة

الثورة عن كتابه غالف صمم الذي وهو والسبعين، التاسعة جاوز آنذاك وعمره الرسم، يتعلم أن الكتب

بل الناس أسر يرون ال وكانوا القتل، أجل من فيها فالقتل يا، دمو ال عم الثورة في ورأى الدبابير»، «عش

في يشر ولم كتبه المقابلة في ذكر وقد الشعار. وينفذون رحمة"، "ال فيها شعارهم وكان الخصوم، قتل

أزور كنت فقد بنفسي، رأيته ما وذلك للكنيسة، يكتبها التي والصلوات الدينية األشرطة لموضوع المقابلة

وحث صلوات وبكتب سمعية، بأشرطة حاشدة وجدتها وقد الكنائس، لبعض تتبع التي الدينية المكتبات

بيوت بناء مشروع في عمل وقد األحد. يوم في قومه من بطائفة يصلي وهو إنتاجه، من ديني روحي

كثيرين أموال فيه أدرج وقد سياسي، مواز له ومشروع تبشيري، كنسي مشروع من جزء وهذا للفقراء،

السالم عليه عيسى أن الجديد العهد في ألن النجارة؛ في يعمل أن يهتم وكان والمسلمين. العرب من حتى

كان نجارا، ولهذا فهو يهتم بتقليد وتأكيد كل ما هو مسيحي.

االستفادة يجيد ممن لست أنني من الرغم على الصباح، في المبكر العمل بيان في الفقرة هذه سقت وقد

أو التاسعة الساعة تأتي أن أحسن فما ال، مثي له أجد فلم المبكر العمل جربت ولكنني الصباح، من كثيرا

العاشرة وقد أنهيت أهم التزاماتك الثقافية أو التجارية اليومية!

ست بانتظام أعمل كنت "لقد جوابه: فكان عمله أوقات عن األكبر ألمانيا وكاتب شاعر جوته سئل

تعطيلي". على العمل سوى هم لهم يكن لم الذين الفضوليين وجه في بابي أغلق وكنت يا، يوم ساعات

الناس هم يكون أن أما الوقت، ضياع عدم قوله من وتأخذ ص32]. العربي، للشباب نداء إبراهيم، [زكريا

تعطيله، فاجعلها كلمات شاعر.

ست يعمل كان أنه الجابري عابد محمد مع مقابلة في مرة قرأت يا يوم ساعات ست مقدار وحول

الثالثة من ثم ظهرا، عشرة الثانية إلى صباحا التاسعة من عاما، وعشرين خمسة لمدة وذلك يا، يوم ساعات

قد ساعات ست لمدة المستمر والعمل 2000م]. سنة له مقابلة في ذلك قرأت [لعلني مساء. السادسة إلى

الذهن، ترهق ال بحثية كتابة من هذا أشبه وما والكتابة، والجمع القراءة في العمل مجموع با غال يكون

والمقالة كالرواية اإلبداعية النصوص أما ظا، ولف فكرة متأنق أسلوب أو جديدة فكرة أو جديد منهاج كإبداع

فيها فسيكون وإال ساعات، ثالث عن تزيد لمدة الشخص يمارسها أن يصعب مما فهذه والفكرية األدبية

الوقت. طويل الذهني العمل من بكثير أسهل البدني العمل يكون وقد فيه. إبداع ال آلي لعمل كبير قسم

"الكتابة مسمى تحت كتابتهم تندرج ممن األمريكيين، الكتاب مشاهير من عدد حضره للقاء مرة استمعت

يصنع ماذا وتقول: هذا. من أكثر ال يا يوم الكتابة من ساعات ثالث مقدار يحتملون إنهم فقالوا: اإلبداعية"،

فليست الكتابة، على تساعده أقول وال الكتابة، زاد هي التي للقراءة يحتاج إنه أقول يومه؟ بقية في الكاتب

أو اآلخر للكتاب أو يليه الذي لليوم الكتابة مادة له أين فمن عمله، شرط هي بل مساعدة، للكاتب القراءة

الفكرة التالية؟

الصباح في العملي برنامجه يبدأ عمره آخر في إنه األشهر العربية الجزيرة مؤرخ الجاسر حمد يقول

ألن الليل؛ في يكتب أن يحب ال وكان نهاره. بقية عملي التزام بال يرتاح ثم يوم، كل الظهر إلى الباكر

فإن صباحا، ينام وال الصبح صالة وقت مبكرا يقوم كان أمين وأحمد النوم. من وتمنع الذهن تهيج الكتابة

"فقلما يقول: يكتب، وال يقرأ المساء وفي الظهر، إلى والكتابة للقراءة ينصرف فإنه وإال عمل عنده كان

يحلم عقلي وظل ئا، هاد نوما أنم لم الكتابة بعد نمت ما فإذا مخي، هاج كتبت إذا ألني المساء في لفت أ

قصيرا تا وق وينام القراءة". على اقتصرت إذا كذلك الحال وليس أكتب، كنت فيما ويعيد ويبدي ويحلم،

من يتحقق للمكتبة ويذهب نومه يترك وقد أزعجته، برأسه فكرة علقت وإذا شديدا. هدوءا ويشترط نهارا،

الكتاب ومن المسألة. [حياتي، ص291-290].

فا صار ترى ال أحد، يسمعك وال أحدا، تسمع ال حيث الغنائم، أعظم من الكتب مع السهر أن وجدت وقد

نكبر "إننا ويقول: ليله يتأمل وهو للعقاد وقرأت لحياتنا! اجتياحه بعد وليس اإلنترنت قبل وذلك يراك، وال

«أنا»، كتابه [من واألبدان". واألسماع العيون عالم فهو النهار أما النفس، عالم هو الليل إن جدا.. بالليل

ليله يقضي كان الفذ، الشافعي المجتهد العيد دقيق وابن بنا، مر كما للكتابة يسهر الشافعي وكان ص238].

وكان ص22]. شاكر، أحمد تحقيق األحكام»، «إحكام كتاب مقدمة [من الصباح. في وينام وكتابة قراءة

تتلمذنا من أهم -من المودودي وكان مساء. المحدثين يذاكر كان حنبل ابن وأحمد نهارا، ينام الجوزي ابن

عنه تحدث كما الضحى، إلى الصباح ساعات وينام والكتابة، القراءة في ليله ينفق المترجمة- كتبه على

خليل الحامدي في شريط تسجيل تذكاري.

"فافخر بزيت مصباحك وباألحبار، وليفرح الغافلون بخمر كؤوسهم واألوتار"

[المنشق، أكتب. أن يجب ألنه النهار؛ طيلة أكتب ذلك ومع شديد بضيق أشعر يقول: كازنتزاكي وكان

المثلى: غايتي تعرفين وقال: [ص236]. يقرأ. يكتب ال عندما إنه زوجته تقول آخر مكان وفي ص457].

ويتعلم ويجمع الكتب عن يبحث السفر في ولكنه [ص267]. للسفر. وأربعة والعزلة، للعمل أشهر ثمانية

من مهمة أشياء ننتظر نعد لم ويقول: القراء كبقية يشمئز ثم متعة! إنه ال، عم ذلك يسمي وال ويقرأ اللغات

الذهاب يرفض وصار العمل، على انكبابه زاد المرض شدة ومع والسبعين الثالثة وبعد [ص69]. الكتب.

بالضعفاء تلحق هزيمة فالهزيمة أبدا، يهرما أال على أعمل وسوف يهرما، لم وفكري قلبي ويقول: للتنزه،

المقطع هذا في لك يعيد وهو ص495]. [المنشق، هؤالء. من لسنا ونحن العمل، عن والعاطلين والجبناء

النافذة بشباك فيتمسك فا واق الموت به ويمسك للموت، واالستسالم العجز يرفض الذي "زوربا" شخصية

عربي. أصله إن ويقول بالعرب، با معج كازنتزاكي كان وقد الحياة. على مصرا ومعاندا الموت من با هار

ويقول: لم أشاهد في حياتي ما هو أكثر جاذبية وإغراء من صحراء بالد العرب. [المنشق، ص461].

أنني لشقيقي مرة ذكرت وقد للعمل، االستدعاء صعب الكتابة مزاج إن أقول: أن يمكنني التجربة ومن

أن أستطيع وال با تقري ساعات ثماني وأجلس يدي، بين والمراجع األوراق أضع الرسالة كتابة مرحلة في

عني يقولها مرضية حالة تكون أن خشية ألحد؛ الحالة هذه ذكر عن وسكت فاستغرب واحدة، كلمة أخط

با، متع أسقط حتى الليل من فأكتب للكتابة رائع مزاج يأتيني نا وأحيا الكتابة. مزاج بصعوبة يدري ال من

ثم أستكمل في الصباح بمزاج رائق للنص ومتابعته.

كل أجلس "كنت يقول: سبق؛ بما التصريح أستطيع وجعلني فأعجبني لرسل، المقطع هذا قرأت وقد

يحل وعندما فيها، قا محمل للغداء قصيرة فترة باستثناء كله النهار وأمضي بيضاء، ورقة وأمامي صباح

تذهب أن جدا ال محتم يبدو وكان حالها.. على بيضاء زالت ما األحيان معظم في الورقة تكون المساء

انفكت فقد رسل، مع يستمر لم المزاج هذا ولكن البيضاء". الورقة تلك في الحملقة في عمري من البقية

يا يوم يكتب كان جدا. هائلة كمية أشهر ثمانية في وكتب الرياضيات، في نظرية من أكثر واكتشف العقدة

له بد ال كان للمطبعة، ووايتهد هو به ذهب وعندما المخطوط، وتضخم ساعة. عشرة واثنتي عشر بين ما

أن يستأجر عربة ذات أربع عجالت لحمله. [مذكراته، ص237-236].

تقديس المكتوب والكاتبوحضارات الكاتب، وتكريم الكتابة احترام على العادة جرت فقد األمر، من بدعا المكتوب تقديس ليس

بقي أنه لو تمنى الخالفة عرش على تربعه من سنين بعد المنصور جعفر فأبو وتعليه. شأنه ترفع الدنيا

يكونوا أن استعدادهم أظهروا لجلسائه ذلك ذكر ولما ملسو هيلع هللا ىلص، هللا رسول حديث ويكتب محبرته يحمل

قيمة عندنا اندثرت ثم شيء. في العلم طلب من فليسوا منهم، فسخر ماجمع، الحديث من عليهم يملي تالميذه

اإلنجليزية، اللغة درس في أذكر أزال وال مكان. كل في نا مجا ووزعت الجرائد انتشرت عندما المطبوع،

فقال األرض، على يأكلوا أن العرب عادة أن للمدرس وذكرت عرب، أغلبه الذي الفصل في كنت وقد

المدرس ستيف: نعم أعلم ذلك، تأكلون على الجرائد!

لم المعتادة فالسفرة ذلك، به وصنعوا عرب لطالب ذهب ولعله عليه، أنكر لم ولكن ذلك من انزعجت

غني، محام ووالدها أمريكية من عربي تزوج قال: مشابهة، حادثة صديق لي ويذكر بسهولة. توجد تكن

ما التصرفات من يأتي ال وأن الموعد، قبل الطاقة قدر الخمر شرب من يخفف أن زوجها من فطلبت

الزيارة، قبل فشرب نفسه، ضبط على قادر غير يبدو ولكنه شيء كل على فوافق أهلها، أمام يحرجها

الجرائد عن يبحث العربي صاحبنا التفت المائدة، على للطعام للذهاب المضيف ودعاهم جلسوا لما ثم

با مستغر ضاحكا مشهدا فكان األرض، على وفرشها عليها أغار جريدة شاهد إذا حتى البيت، أركان في

با، كتابة وقراءة وبيعا ونقاشا! محرجا! فهكذا أصبحت الجرائد للطعام، والكتب عندنا بضاعة خاسرة غال

***

صاحبهم بقول يذكرونك با، با الكبر في لهم يفتح يسطرونه سطر وكل متواضعين، ليسوا يكتبون من أغلب

صالته، وطول بعبادته معجبون صالحون حوله فتحدث بالخشوع، ويتظاهر المسجد في يصلي كان الذي

فالتفت لهم قاطعا للصالة وقال: "وأيضا فإني صائم!".

عن الحكمة ترفعه من الكتاب من أن غير وتقديسهم، بهم الناس إعجاب المتميزون الكتاب ويدرك

له يحضر كان الذي شيخه في يحير العربي ابن فهذا وتولستوي. كالغزالي لصالحه اإلعجاب استثمار

نفس يفعل تولستوي وهذا الناس. من ويهرب ويتصوف يتشرد عمامة، أربعمائة عن يزيد ما بغداد في

الصنيع. ويصف جلسته أمام البحر الروائي البارع غوركي وقد رآه ذات يوم جالسا أمام البحر:

األمواج إلى ينظر وكان الفضية، لحيته شعيرات بين تخلل الريح وكانت كفيه، بين ورأسه هناك "كان

كان بشيء. الساحر للعجوز تسر أن تريد وكأنها قدميه تحت تتدحرج آتية الزمردية والموجات بعيد، من

تعلم وهي والتدقيق، البحث بعد ونهايته شيء كل بداية وعرفت الحياة، فيها دبت دهرية صخرة يشبه

حبة من ابتداء أجمع، والكون البحر ومياه األرض وأعشاب الصخور تنتهي وكيف متى الحية) (الصخرة

الرجل تأمل سكون وفي ومنه. به يأتي حوله ما وكل روحه، من جزء والبحر بالشمس، وانتهاء الرمل

مما اللحظة تلك في به أحسست عما بكلمات التعبير عن وأعجز السحر، قدرية من بشيء شعرت العجوز

الهناءة: من واحد شعور في شيء كل امتزج ثم والخوف، بالفرح مغمورا قلبي كان قط، ببالي يخطر لم

قدميه أطراف على غوركي ويبتعد عليها!". يعيش الرجل هذا دام ما األرض هذه على يتيما أكون لن

غوته مان، [توماس تفكيره". صفو العجوز على يعكر ال وحتى عقبيه تحت حطيط؟ الرمل يحدث لئال

وتولستوي، ص135-134].

ابن شيخه أمام الذهبي به شعر كالذي الموقف هذا وأبقى به، إعجابه عن معه يتحدث لم وهكذا

يعدمه لم ثم لبررت!". نفسه مثل رأى وال مثله رأيت ما والمقام الحجر بين أقسمت "لو فقال: تيمية،

شيطان بعين ينظر الذي تولستوي مهابة كانت تلك صادقة. عادلة لعلها مالحظة من العلم» «زغل في

والوجود، النفس في الغريب والتعمق واألدب، والفلسفة الطويلة، الكثة واللحية الضخامة ألقت وقد وقديس.

أو القدوة، في النفس عن الباحثون يتطلبها حاجة دائما وهي والسحر. المهابة أركان عليه الواسعة والثقافة

تواضع من أجرده أنني تظن ال هذا من تفرغ فعندما الرمال. ذرات عند الشاطئ على القمم عن الباحثون

صلف، متكبر يحمله ال واسعا الروح من قا أف العين أمام يفتح ما «مختاراته» تولستوي كتاب ففي وحكمة،

وقد ويخلدون، فيخلدون ويصعدون ويضحكون، فيسقطون العظماء، لها يستجيب خاطفة لحظات ولكنها

ربما الشاطئ على تولستوي فلحظات لآلخرين. الحزن أو األنس لحظات صناعة في هذا أثر يدركون ال

لنا بقي والذي خاطره، وسلوة أنسه روعة لحظات أو وحياته، نفسه من الشديد وضيقه ملله لحظات تكون

الدهر وعلى با با الروح في له يفتح الحكيم والشيخ لالقتداء وحاجته بالمشهد، غوركي انفعال روعة هو

دليال، فالروح تبحث عن دليل كما تبحث العين في المسير.

وويح بمهتد، مقتد أسعد فما يهتدون. بها وعالمات للتالين، أدالء يكونون ما كثيرا الذاهبون والشيوخ

أو لهم الوالء في وتطرفوا والكتاب بالكتب الناس تعلق وكم الدروب! على التائهين بالهائمين للمقتدين

شيخه جنازة كثير ابن وصف المشهودة، الجنائز من حنبل بن وأحمد تيمية ابن جنازة كانت وقد العداء،

بدموع ديكنز تشارلز جنازة لندن أهل وودع المؤلف. عند الشيخ مكانة عن المعبر الوصف من فأكثر

ل أن حظي بها كاتب، وكل هذا يدل على تقدير الشعوب لألفكار والكتاب. ق غزار

ترجمة أروع وهو ألمريكا)، الثاني (الرئيس آدمز جون عن مكلف المؤرخ كتاب في قرأت وقد

الثالث) األمريكي (الرئيس جيفرسون بصحبة ذهب لما أنه فذكر اآلن، إلى باإلنجليزية قرأتها لشخص

ال إجال شكسبير قبر عند التراب وقبل جيفرسون الكبير المثقف نزل ستراتفود في شكسبير بيت لزيارة

وتقديرا.

الشخصية ومكتبته الثقافي، بنائها في وتأثيرا ثقافة رؤسائها وأكثر أمريكا مثقفي أهم من وجيفرسون

لمكتبة البريطانيين إحراق بعد للحكومة باعها وقد اليوم، المعروفة الكونجرس لمكتبة األساس هي

المكتبات، في الكتب لب ويق يوم كل يخرج باريس في كدبلوماسي عمله أيام وكان 1812م. عام الكونجرس

تلك إقامته في واشترى وإفالس، وقلق وحدة من يعاني كان ما مع با، كتا يوم كل يشتري أيام عليه وتمر

نحو ألفي كتاب.

آدمز وجون فرانكلين بنجامين أن الثوار األمريكيين السياسيين لدى الثقافة أحوال أطرف ومن

وقت باريس في ديبلوماسيين يعملون كانوا السياسية) أمريكا شخصيات أهم من (والثالثة وجيفرسون

العالم شخصيات أهم فرانكلين أن تعلم أن ويكفي سفارة. حالة أرفع كانت وتلك أواخرها، وفي الثورة

الثقافية الواجهة هذه أن غير رئيسا. أنتخب وكالهما اآلخران، ويليه آنذاك، يا عالم المعروفة الجديد

لنا أبقوا ما بحسب با، غال روسيا مثقفي كانوا الروس فالثوار جدا، بارزة كانت الدهور تلك في للثورات

ما المثقف»: «صور في سعيد إدوارد قال وكما فولتير، فيهم بما الثورة وجوه كانوا فرنسا ومثقفو اليوم.

من ثورة إال والمثقفون آباؤها وأبناؤها وبنو عمها.

نعمة الجرائد والمقاالتمن أنها للمصريين وشرح الطهطاوي عنها تحدث كلها، الحديثة اإلعالم متع سبقت الجريدة متعة

كان والطهطاوي لها، ومدحه هيجل هوس يبلغ ال لها الطهطاوي وصف أن غير الكبيرة، باريس مباهج

من معاصروه عجز التي األفكار من القليل ركب وقد رأى، ما للناس قال ألنه الشهرة ونال فا، مستكش

قال العميان! أيدي بين الطريق في الريادة األعور ينال كما الشهرة ونال تركيبها، عن هناك إلى الراحلين

حزنت وكم الحديث". العصر إنسان إلى بالنسبة الصباح صالة بمثابة لهي الصحف قراءة "إن هيجل:

و«نيويورك بوست» «الواشنطن مثل: القوية األمريكية الجرائد قراءة فيها نستطع لم غربتنا في سنين على

التخصصات ذوي زمالئنا سخرية تثير قراءتها كانت فقد ذلك ومع متأخرين، إال بها نهتم ولم تايمز»،

فيها ما ومعرفة الغربية الثقافة تجنب على إجماع لديهم كان با تقري فكلهم وغيرهم، اإلسالميين من العلمية

وبعضهم اللغة، ضعف المعرفة عن أكثرهم يحجز كان فنون. وال علوم بال كثيرون فعاد شر، أو خير من

عند عليها يحصل مهنة له تيسر ورقة يهمه ما فكل المعرفة، أهمية بعدم والقناعة المتوارثة، الغفلة صدته

أو قرابة بل ثقافة، وال لمعرفة حاجة دون العربية المجتمعات في تتحقق وهذه ومنصب. ولقب عودته،

واسطة وشهادة. وقليلون منعهم وهم مصادمة الدين للثقافة، فكيف إن كانت غربية!!

اإلنجليزية، لغته ليطور نيويورك في أقام عندما بيريرز لشمعون فا طري كالما هناك وأنا قرأت وكنت

متعته، كانت تايمز» «نيويورك جريدة أن وكيف واألمريكي، األمريكي اليهودي المجتمع على ويتعرف

اللغة تحسن بعد قا الح األحد-عرفتها يوم تايمز» «نيويورك -جريدة المتعة تلك األحد. صباح في وبخاصة

كثيرا، وقلة العقد في القراءة، وكذا «الصنداي تايمز» في لندن ال تقل إمتاعا ومالحق.

***

فهي نا؛ أحيا يفقها لم إن الكبيرة، الكتب عن يقل ال ربما الناس، على التأثير في عظيم تاريخ للمقاالت

موقف إلى تتطور ثم مجمع، أو مجلس في تقال ما، لموقف العابرة المحاضرة أو االختبارية بالخطب أشبه

مهمة مركزية لفكرة قا وتزوي توسيعا للمقال الشارحة الكتب كانت ما وكثيرا فكرا. يصوغ كتاب أو مقال أو

الفكر في المؤسسة المقاالت كانت وإن كمقال، نشرت عندما األول سياقها في بأدلتها ومؤسسة وصغيرة

الكتب يحبون الناس ولكن سابقة، أمم وتاريخ تاريخنا في أهمية تقل ال قد فإنها مشهورة، المعاصر الغربي

منه وأكبر الطحاوي» «عقيدة مثل: كثيرة المسلمين علماء رسائل من ذلك وأمثلة النهاية. في الجامعة

أشبه مهمة كثيرة نصوص تيمية والبن المقال». كـ«فصل رشد ابن رسائل وبعض للكناني، «الحيدة»

كان األخيرة العصور في مقاالت انتشرت ثم كثير. وغيرها و«الحموية» كـ«العبودية» مطولة بمقاالت

األمريكية، الثورة عن بين توماس مقاالت مثل عين، تخطئها ال وأفكارهم الناس حياة على كبير دور لها

التاريخانية» «أكذوبة أو فرنسا. في درفيوس قصة عن أتهم" "إني ومقال لثورو، المدني» و«العصيان

المقال ثل وم الحقيقي، اسمه بغير نشره الذي األمريكية" الخارجية الشؤون "مجلة في كينان ومقال لبوبر،

المؤثر الكاتب معاصره وكذا روسيا، مواجهة في خاصة وألمريكا للغرب يا سياس مشروعا نشره بعد

مقال ذلك من وأقل فا. موق تتخذ أن قبل مقاله تنتظر نا أحيا األمريكية الحكومة كانت الذي ليبمان والتر

ثم الفكرة تامة موجزة مقاالت كانت الحضارات»، «صدام هنتنجتون مقال ثم التاريخ»، «نهاية فوكوياما

ربما لفكرة والتوثيق والترويج الربح توسيعها مقاصد ومن بعد، فيما با كت وصدرت عليها، وعلق شرحت

ال، علما بأن بعض التوسيع يضيع رشاقة وقوة الفكرة الموجزة. قتلها أو أسقطها كونها مقا

من الموقف تقلب قد محددة وفكرة بوضوح مصوغة قصيرة وأفكارا مقاالت فإن األدب، في وكذا

عن أشيب شينوا النيجيري الروائي نشره الذي الحقيقي" "السؤال مقال مثل أديب، أو فكرة أو مدرسة

الشهيرة الرواية وقرأ الظالم» «قلب روايته في كونراد، عنصرية فيه عالج كونراد، جوزيف الروائي

العنصرية عن كونراد يفصل أحد يعد فلم إنسانيته، من اإلفريقي بتجريد المؤلف فيها اتهم جديدة، قراءة

وقد خطورته. له كانت إفريقي مقال العقل» استعمار «تصفية واثينجو مقال وكذا الفاصل. المقال هذا بعد

با. درست هذا وما يشبهه في كتاب «أقنعة االحتالل»، الذي أرجو أن يجد طريقه إلى القراء قري

ثم النهضة" "عصر مقاالت من بأهمية، يذكر يكاد ال با غال فالحجم التطبيقية العلوم مجاالت في أما

المجاالت. شتى في اإلنسان حياة وقلبت علمية ثورات صنعت التي آينشتاين مقاالت إلى الطباعة بداية

حياة في كبرى معرفية نقالت تعطي والمحكمة الصارمة العلمية المجالت في المقاالت أصبحت هنا ومن

الكتب أما أنواعها. بشتى واالختراعات العلمية الحركة قلب هي المجالت وأصبحت الحديث، اإلنسان

الالحقة فكانت مجرد تفاصيل وشروح لما سبق أن نشر في المجالت العلمية، ومقررات مدرسية.

دور المجلة ولهذه الزمن، من فترة عربت وقد دايجست" "ريدر مجلة أمريكا في تصدر وكانت

الفصول وأهم المقاالت أهم تختار لكونها باإلنجليزية؛ يقرأ كان ومن المتحدة، الواليات في كبير ثقافي

كل في مجلة السنين عشرات خالل أصبحت أن الشهرة من وبلغت يا. شهر وتباع وتطبع الكتب، من

عاما. عشرين حوالي منذ أهميتها وتوارت تراجعت ثم القارة. عبر المعيشة غرف زينة ومجلداتها بيت،

للمقاالت صحفية وجوائز التخصصات، مختلف في المقاالت أهم تجمع تصدر كتب يوجد القارة في وكذا

الضياع من المنتخبة المقاالت المجاميع هذه فتحفظ براعة. األكثر اإلعالمية للتغطيات وحتى المهمة،

هو الجامع الكتاب يكون ما با غال العربي العالم وفي والدوريات. والجرائد المجالت في السرعة بسبب

المهرب من الضياع.

شخصية الكاتبخفاجة البن أبيات عن ثا بح قطب، لسيد وشخصيات» «كتب كتاب أتصفح كنت الفقرة هذه كتابة قبل

عليك يشق ال حتى الجبل تصف التي األبيات تجد وهنا جبل، وصف في أوردها أنه أذكر األندلسي،

نحن ما سياق في تكن لم وإن نذكرها جدوى، بال تعب تقول ثم عنه تبحث بشيء نعلقك أو عنها، البحث

بصدده:

بغارب سماء ال نان أع يطاول شامخ *** بة الذؤا ماح ط أرعن و

قب في العوا ناظر يالي الل نه *** طوال كأ فالة ال ظهر على وقور

ئب بالعجا السرى ليل ثني د فح أخرس صامت *** أصخت إليه وهو

ئب برق حمر ذوا عمائم *** لها من وميض ال سود الغيم عليه لوث ي

ال من "ناظر في العواقب". وكأني قرأت في مكان ما البيت "مفكر في العواقب" بتسكين الفاء بد

فقد لمؤلفيها، ومهابة احتراما الكتب بعض أقدر كنت وإني لكتاباتهم، كما ومهابة شخصية تاب وللك

يفسر. غار في النفس لبعضهم تقدير ال

أن لحظة في ولكني بعدها، عما ثا باح عنها فأعرضت للعقاد، قصيدة عن البحث أثناء مررت وقد

وعزته، كرامته وتمثلت العقاد، من الحياء من لحظة غمرتني القصيدة، فيها التي الصفحة أقلب بأن هممت

وكأني بل عليه، العزيز الشعري لنصه يا مجاف مدبرا يراني يكاد وهو مشاعره جرح فكرهت أمامي، وكأنه

غير مقدر لشعره، ومستهينا بكبريائه ومكانته، وهو من حارب ليثبت أنه شاعر إلى آخر نفس!

-إن حاول ال، خيا يكون يكاد االنفصال هذا وزعم والشخص، النص بين الفصل ا أحيان أستطيع ال

هؤالء عينيك. عن الحقائق من كثيرا سيدفن ولكنه جوانب، في مفيد فالفصل بينهما تفصل أن استطعت-

فبعض نعرفه، لم أم ذلك عرفنا األسطر، وراء من الكبير وتأثيرهم بشخصياتهم، علينا يطلون المؤلفون

وثالث كتابه، فتح قبل تبتسم لمزاحه، وآخر لجده، تستعد وبعضهم طرافة، له وبعضهم مهابة، لهم الكتاب

أو ضعفه أو تقصيره لك نادرا وينكشف الكلمات، وراء جبارا عقله تحس الشرود، لفكرته ورابع للغته،

السفن أكبر يغرق ما البحر عواصف من فيها الزاخرة، البحور تخوض الكتب عالم في أنك فاعلم مبالغته.

وآنس آلخر، وطربت مؤلف، من خفت ولكم والمخالفة، الموافقة هينة معتادة، موجات ومنها الماخرة،

بقوله، التفكير من نفسي على وأشفق سيارتي وأقود أسير وجعلني رابع، أيامي وأشقى ثالث، وحدتي

تخافه وبعضهم الشارع، في ورعايتهم الناس مجاملة من يليق ال ما أفعل أو فأصطدم، بها أنشغل قد ألنني

عنه يقول وبعضهم المؤلفين؟! من إيماننا على نخاف ال فع فهل إيمانك، على تخافهم وكثيرون عقلك، على

روحانية طبيعة ذات وتأملية، وباطنية خاصة جوهرها في هي تجارب للقراء "يوفرون سعيد: إدوارد

مطهرة ال تسلم أمرها بسهولة للتمحيص العمومي. [األنسنة والنقد الديموقراطي، ص64].

لربما آخر حال في عاش ولو معارفه، بحور في معه با متقل الغزالي، مع مرتاحا نفسي ألجد وإني

وليس كتبه، بعض في مزاجه تلون وقد عنه. ومرضا مغامرة يقل فلم نيتشه، مثل فكره في متوحشا كان

لغة وممتعان، جميالن أنموذجان و«المنقذ» «اإلحياء» ولكن العابر، للقارئ مرهق كتبه فبعض كلها،

أبي تلميذه عند أيضا موجود وهذا بالحال. وتعريض للمثال وجلب الفكرة، عرض في وسالسة صافية،

من كان ولكنه األفق، واسع عالم كالهما القاسية. ومالكيته التلميذ، شدة من الرغم على العربي، ابن بكر

قريب موضوع من والخروج والدخول االنفتاح، مزاج هنا العلمي بالمرح وأعني العلمي، المرح ذوي

وال لنفسه ال مجا يفتح ال الذي القاسي الكاتب أما شخصية. مسألة إلى علمية مسألة ومن بعيد، آخر إلى

منه تمل فقد وصرامته، بجده الطريق طوال يرهقك بل الموضوع، من با قري أو بعيدا يذهب أن لقارئه

أنه في حسنته الصارم العلمي والنص وقارئه. نفسه عن ينفس وال الخروج، يسع فيما يتحدث كان إن

العام، الكتاب عن يختلف يدرس الذي المنهجي فالكتاب لكتابه، مدرسا أو ثا باح كنت إن وقتك يضيع ال

بك يستطرد أنه النوع هذا وسيئة أخرى، لمسألة علمية مسألة من استطراد فيها العلمية الكتب هذه وبعض

هذه العربي ابن مهاراة عن الذهن في ارتسم لما تأييدا وجدت ثم تمل. حتى بالجد ويرهقك تريد، ال حيث

في والشاطبي العواصم في العربي ابن "بين فصل: المرابطين» على جديدة «أضواء كتاب أتصفح وأنا

القواصم".

تلك معه رحلتي ولكن قوله، من الكثير بهرني وقد مطيعا، سامعا مستسلما آتيه فكنت تيمية ابن أما

له قرأت بأشهر، بعده أو 1420ه-2000م عام له أقرأ وأنا وجهي في أفواهها فغرت بتساؤالت انتهت

قبل معارفه معرفة في للجد بحاجة أنني وشعرت الحجة، ضعيفة جدلية مماحكة من بعلوه يليق ال ما

وال الكبار، يضير ال شخصي موقف وهو وظرف. عمر أي وفي متى كتبه كتابة قيت تو و بشيء، الحكم

من أحد الغزالي وقرينه ينزله أن قبل قرون تمضي فقد القراء- بعض يتحفز قد -كما العامة مكانتهم يهز

عرشيهما.

ويل للكاتب إن تثاقله القارئكان ولكنه ضليع، قارئ سطره كما هذا من فا طر ولنقرأ طريفة، عالقة والقارئ المؤلف بين العالقة

يوم عناء بعد الكاتب يسامره طاغية يشبه فالقارئ القارئ، تثاقله إذا للكاتب "ويل ال: مق با وكات مترجما

يحدثه أن الكاتب، مسامرة يطالب ال لي ارتياحه حالة في وهو الناس، حكم أو الصيد في الطاغية أمضاه

ينال ال فهو القارئ للطاغية مضجرا المسامر الكاتب كان فإذا نومه.. موعد يحين حتى والرائع بالطريف

أكلته عمر ذكريات المانع، [نجيب معه". صبره نفاد عن للطاغية فيه بر يع الذي التثاؤب، سوى منه

الحروف، ص242].

وشعورا وفكرا قا وعم وجدة ومفاجأة نا إتقا تصير: أن العربية للكتابة ينبغي بما معني "ولكنني يقول: ثم

وابتعادا التعبير، في وقوة ثراء من العربية اللغة في لما واستفاقة به، للوعي طا وتخطي للتاريخ، وانتماء

العناية مع التكلف من يخلو با منسا وأداء والعقل، الروح في وكرما والبديهيات، والسماجة الترهل عن

هذا بشغف وتقرأ لجودتها، بشغف تقرأ بكتابة أبشر باالختصار اللغوية: األدوات من نا وتمك بالصياغة،

عصرنا في نكتب لم ونحن أخرى، ينابيع عن ثا بح نبتعد كي ينابيعنا من بعد نرتو لم نحن اليوم. وبعد اليوم

من بالمئات ناثرون عندنا يكون وعندما المجوع. النثر إلى المشبع النثر نهجر يجعلنا يا كاف نثرا الحديث

إلى ولندلف جيدة، كتابة كفانا قائلين: ننادي أن لنا يجوز فربما وفاليري، وجيد وفروست فلوبير أمثال

صحاري الكالم". [المانع، السابق، ص248].

فالنثر حضاري، مستوى على اإلنسانية العالقات ينظم فهو جيدا يكون حين النثر "إن ويضيف:

العرب على أن مفادها نتيجة إلى توصلت ولهذا الصحيحة، البشرية العالقات في والدخول الهمجية انتهاء

السابق، [المانع، والعشرين". الحادي القرن حضارة في يدخلوا لكي منه؛ ويكثروا النثر يحسنوا أن اليوم

ص251-250].

بالدهم في الفريقين وعايشت العرب، لغير وقرأت وسمعت العربية، مجتمعاتنا في كبيرة أعدادا قابلت

ناسه الناس، مع التعايش مؤهالت من الكثير يفقد اليوم العربي أن في ولألسف شككت فما ال، طوي نا زم

كيف وال ويطورها، لغته يتعلم كيف يعرف وال وثقافته، دينه مع للتعامل المناسب األسلوب ويفقد وقومه،

التعامل في وفجاجة باللغة، فاحشا ال جه والصحفيين المدرسين من قدوته في ويجد بها، التعبير فن يحذق

رسوم أبدا أنه للتطور وفهمه التواصل، وسيلة مع التعامل في طريقته هؤالء من أحد يطور وال معها،

والتراكيب القلوب، حبات تنقر التي والكلمات يجدها، ال الجميلة النصوص وألن للغة، تذوق بال وقوانين،

وتلك جميل، شكله ألن مذيع وهذا با، منص أعطوه أقاربه ألن صحفي فهذا يسمعها، ال الممتنعة السهلة

الكلمات، معاني وضياع والتخلف الجهل فتولد األهلية، بعدم تبدأ أعمال وكلها جذابة، ألنها الثقافة في تتكلم

ثقافة؟ هذه وهل ويفهموا؟ يدركوا أن يمكن فماذا المذيعة ليشاهدوا ثقافي برنامج أمام المستمعون جلس فإن

العالم في الثقافيين والمعلقين المشاهير المذيعين تأملوا واإللحاق! والجهل للموت الدعوة وسائل أكبر إنها

السن في طاعنين وشيوخا ال كهو منهم كثيرا سترون ترون؟ ماذا األشهر، التلفازية القنوات في الغربي

وسياق وتصرفاتهم، وفهمهم أقوالهم على الخبرة بدت وقد تراهم للقبر، اإلذاعة منصة من ينزل متهدجين،

أحد عمر يقل يكاد ال واألدب، والثقافة التجربة بزمام اإلمساك من واثقين وتجدهم ومهارتهم، لغتهم،

منهم: وأدركنا عاصرنا وممن فا. راج صغيرا والزعيم والمثقف المفكر أمامهم يظهر الستين، عن منهم

جيننز، وبيتر روز، وتشارلي كابل، وتد شو، وبرنارد وسنو، فروست، وديفيد كينج، والري بكلي، وليم

وتجد البداوي، كزينب والسودانية والترز، بربارا مثل المسنة المذيعة وتجد كثيرون. وغيرهم وبروكو،

اللماح، الذكاء عن يبحثون ألنهم مكانها؛ تجد وأمريكا بريطانيا في الهندية والسوداء والصفراء الحمراء

تشهد حيث الجاهل، العالم في التلفاز هم هو كما واألشكال األصباغ وليس السامع، إقناع على والقدرة

والثقافة اليقظة سوى شيء أي وتتوقع الفج، اإلقليمي والتصنع المغلقة، الحارات وعامية الركيكة، اللغة

ومراعاة مشاعر المستمع والرائي.

المذيع أجراها البوسنة معارك أيام مقابلة شهدت غيره؛ عند تجدها ال لذعة بعمله العالم وللمذيع

بلفظة ينطقه أن البارع المذيع وحاول وقتها، البريطانية الخارجية وزير هيرد دجلس مع سنو البريطاني

أن أو نصرانية، إسالمية الحرب أن وهو المسلمين، من األوروبي الموقف بحقيقة يوحي ما أو يريد، مما

كلمة أي يستخرج أن المذيع استطاع فما التسلح، من منعوهم وأنهم المسلمين، ذبح عن تقاعسوا األوربيين

بريطانيا انحياز بأن كاد أو المستمع أقنع أن إال ذاك لبث وما الموقف، شرح في قيمة ذات أو واضحة

يمارسه الذي الكبير للنفاق المشاهد نبه المذيع ولكن مشرق". ومستقبل ومدنية "حضارة هو إنما ونفاقها

اليهودي الوزير عنه كتب كما موقف، وال كلمة منه يسقط ال الذي العتيق، المحافظ البيروقراطي هيرد

رفكن بعد أن نشر مذكراته، فقال: هيرد بتلر "الساقي" أو حامل الكؤوس الذي ال يسقط من يده شيء.

وكم التعبير. يحسن لم إذ به، ساخرا النهاية في له ينظر ثم عرفات، يقابل نفسه سنو المذيع ورأيت

في يعانون ألنهم أجنبية؛ بلغة الحديث يتركوا أن أخرى بلغة البارعين غير العرب الزعماء من أتمنى

ويسبب الفهم، سوء يسبب الكالم سوء إن فهمهم! من غيرهم ويعاني غيرهم، فهم في ويعانون اللغة،

حكومات في بوزراء ظرف جمعني وقد يعدي. والغباء يعدي، المانع قال كما الذكاء وإن السلوك، سوء

والحجج، الكالم طريقة شيء، كل في دولته زعيم يمثل كونه من تعجب أحدهم الحديث يبدأ وحينما عربية،

طول وبالطبع والمستقبلية، الحاضرة المهمات وترتيب واآلمال والوعود منها، ينطلق التي والمسلمات

الكالم الممل، ليريك طريقة سيده في الكالم الطويل!

العدوى فتصيب أحد، قوله يناقش ولن أحد، يراقبه لن ألنه جيد قول في نفسه الزعيم يتعب ال فحينما

يرتفعون؟ وكيف ومتى األرقى؟ واألسلوب الراقية الكلمة الناس يسمع فمتى لهم. معقب فال البالد، إعالم

اليوم، المسلم العربي مستوى عن جدا متقدمة كانت للوعي مؤهالت الجاهلي العرب مجتمع في ألمح إني

يعد ولم عقله. بها ويرتب نطقه، بها يهذب التي الجميلة العربية لغة ل المناصب ذوي من الكثيرون يفتقد إذ

وهي والفهم، المجد لطرق أمة تخطو أن يصعب لذا مقصودا، مستواه ورفع المنطوق في والتفكير الذوق

هامشية اللغة، وضعيفة التفكير.

وعشرين مائة بمعدل يقرأ أنه مرة عنه قرأت معروف، مثقف وهو سبق فيما كينج الري ذكر جاء وقد

العام. في با كتا وعشرين وخمسة مائة عن يزيد بمعدل يقرأ آخر يا أمريك فا مثق أن ورأيت العام، في با كتا

الشخص عمل على الحقيقية آثارها تظهر أمور وهذه يا، سنو الهائلة الكمية هذه مع كبيرا الفرق وليس

وقوله ووعيه وليس مجرد االدعاء.

سبعة عمره كان الذي الشاب الصحفي تعلمها التي الكلمات هذه تتذكر أن الجيدة الكتابة على يعين ومما

كاتب همنجواي إرنست إنه كنساس، نجم ستار»أو سيتي «كنساس جريدة في عمل عندما عاما عشر

قصيرة، ومقاطع قصيرة، جمل التالي: األسلوب اتباع إلى تدعو الجريدة "كانت يقول: والبحر»، «الشيخ

التي القواعد أحسن "إنها قال: ثم والمباشرة". والوضوح التركيز، أو والتكثيف والصدق، مؤثرة، وأفعال

صفحته في ترجمته منها عديدة، أماكن في النص هذا ورد أبدا". أنسها ولم الصنعة، هذه في تعلمتها

هذه من جدا با قري نصوصه في تطبيقه كان وقد األولى". العالمية الحرب الثاني: "الفصل اإلنترنت: على

الكتابة التي يصفها.

-تقليدا- العربي الكاتب فتجد متقنة، غير ترجمات عن المنقولة العبارات تلك البليدة األساليب ومن

المؤثرة لألفعال اختياره كان وقد صحيحة. غير باردة ترجمة وهي سعيد"، قال القلم. "أعطني ال: مث يقول

حياة، وال صوت، وال فيه حركة ال باردا، كالما يسوقون ما كثيرا الكتاب ألن جميلة؛ مالحظة الفعالة أو

العربية اللغة يميز مما أن اللغات علماء بعض ذكر وقد فعالة. وال دقيقة، غير غافلة، باهتة بأساليب أشبه

التغرب ومن الجملة. بناء في االسم على العربية اللغة في الفعل تقدم العالمية المشهورة اللغات بعض عن

الجمل على وتقديمها العربية، في الفعلية الجملة األصل بل اسمية، الجمل أغلب تكون أن اللغة في والخلط

با، فالفاعل يتقدم على الفعل. االسمية، واإلنجليزية عكس ذلك غال

تشفع وقد أخرى، لغة في وليدا وتقتله الكتاب تحجب الترجمة فرداءة جميلة! كتب من الترجمة تقتل وكم

لقراءته قا وشو لذة أسد لمحمد اإلسالم» إلى «الطريق ترجمة في رأيت ولقد مؤثرا. رائعا ال عم وتبرزه له

وأبدع األولى. القصة "الظمأ" قصة يسوق وهو الظمأ من فمي جفاف أتحسس ولكأنني مرتين. من أكثر

أحزنني وكم متنافرة. وثقافات متباعدة، عوالم بين والربط الفكرة، وإيصال الرحلة، أدب بين ما الربط في

العزلة»، من عام «مائة جدا شهيرة برواية الكتاب هذا تقارن وعندما األخيرة. الطبعات في به عبث أن

زميل لي قال وهكذا الشهرة، لتلك معنى العربية التراجم في تجد ال ألنك لغتها؛ شهرتها سبب أن تجد

على اطلعت فلما قال: باألسبانية، قرأها قرين من كبيرة دعاية لها قراءته سبب وأن باإلنجليزية، قرأها

العرب من كتاب ذلك وذكر بالعربية، قصتها كانت وهكذا شهرتها. وانكرت عفتها اإلنجليزية ترجمتها

كبار.

الحياة، واقع في عندنا األفعال قلت عندما أنه قبلها ما أو المعاصرة النصوص سلبية في السبب ولعل

المبادرات وغياب واألفعال، الحياة من الهروب هي فيها الحكمة فأصبحت وبرودة، سلبية لغتنا أصابت

أن واضحا وأصبح والتملق، المدح في والمبالغة للمجهول، المبنية واألفعال السلبية، فسادت األساس، هي

فيها ما مقدار لغة ألي والحياة للحياة، بها ينزع من وهناك للخضوع، واللغة الفكر عنق يرخي من هناك

من المعرفة واألدب والحكمة، ومقدار ما أشاع أهلها من األعمال.

يفرح مثلما الغنية، لغتهم من يعانون إنهم المجيدين. الكتاب عند العقد عقدة واألفعال الكلمات واختيار

قا دقي كان فقد ومصححة، معدلة نصوصا لهم رأيت الذين أكثر من وهمنجواي الفقيرة. بلغتهم المعدمون

عمره من ردحا قضى التي المروج في غزالن قطيع من األشب األسرع صيدته يختار كأنه يا، منتق حاسما

يصيد فيها!

لقول واستمع العليا، ومتعتهم العقالء وكبار األصفياء رغبة المنتقاة الكلمة عن البحث نزعة كانت وقد

ينتقون كما الكالم طيب ينتقون أقوام مجالسة إال منها يبق ولم الدنيا متع "ذقت عنه: هللا رضي عمر

الليالي في اإلخوان "محادثة وأنها متعته ساق عندما هذا نحو مروان بن الملك عبد وكلمة التمر". طيب

الكتب شين مكتباتنا من وننفي التمر، طيب ننتقي كما الكتب، طيب ننتقي ولهذا العفر". التالل على زهر ال

الكلمات، خير عن البحث في فيتعبوا سامعيهم، يوقروا أن الكتاب من ونتمنى الرطب، شيص ننفي كما

ويقدموها في خير لباس.

سعيد الدكتور وهو قارئ، صديق ذكرني وقد به، وتغري تصنعه قد كتاب بدء في المطلع وعبقرية

ونسير: نسير "كنا تذكره: الذي بقوله أسد لمحمد اإلسالم»، إلى «الطريق كتاب مطلع بمدح الغامدي

رواب سابح وضياء ومترجرج، متألق شيء وكل رأسينا، فوق تضطرم الشمس هجينين، على رجلين

تكاد وال محرق.. وصمت وحدة كثبان وراء وكثبان رواب وراء رواب اللون، وبرتقالية حمراء وكثبان

أن تمنيت الذي الكتاب يسير ثم [ص26]. المطيئين". أخفاف تحت الرمال قرقشة وراء فيما ئا شي تميز

ونأسف الترجمات. في أبدا لهما يشر لم ولألسف ثا، ثال بل مرتين ذلك حصل ولكن بعبث، تمسه لم يدا

عقل غلب وربما بعد، ما يكمل ولم 1932م عام أوصلها التي قصته من ثان بجزء وعدنا ألنه أخرى مرة

العالم والمفسر على األديب المؤرخ الراوية.

إنها الجديدة، أمريكا وأقاموا الحمر، الهنود قتلوا الذين الرواد عن قديمة رواية مطلع على وقفت ثم

وجدات أجداد كان يوم بعيد، زمن "منذ تقول: 1935م. عام ويلدر لورا كتبته المروج». في صغير «بيت

لسان على مسجوعة وأحيانا موزونة بكلمات ساقتها بعد". يولدوا لم ربما أو جدا، صغار وبنات بنين اليوم

والمشكالت واالستيطان والرحلة الحياة، طريقة كلمة وكلمة دقيقة بطريقة الكاتبة تنسج ثم صغيرة، طفلة

وحياة البيوت، بناء طريقة وتقص واألشجار، واألنهار والبراري، البرد مواجهة وصعوبة الهنود، مع

رواية أنها عرفت وقد عجيبة، تصويرية رواية كانت لقد يتم. ما وترى بعينيك تشهدها وكأنك الزمن، ذلك

األطفال حلويات كل فليست األعمار، لكبار نا أحيا تصلح قد الجميلة فالنصوص علي، تنكر فال لألطفال،

وذوقه طفل لعين تحتاج نا أحيا الكبير وأنت لك، يعد لم فيما تكون قد واللذة فالمتعة بآبائهم، يليق ال مما

شاركت وقد سيارتك". تسبق فسيارتي ساعتين.. لو الطفولة نحو فديتك "نفر الشاعر: قال كما ومزاجه،

مشاركة من كبيرة بسعادة يشعر األب أن الحظت وقد طفولته. إلى معه وفررت القصة، في متعته ابني

ابنه له في القراءة، وهكذا أتوقع غيري في العمل.

ريان يحسو قهوة باردةعلى به يدل ألنه كاتبه؛ به يعجب ما وأكثر قارئ، به بلي ما شر وهو للوعي معطل البارد النص

ال الكتب وبارد لم. ويع يعلم أنه يتوقع وهو ويجهل ويغفل فيستمر عمله، على فيثنون فيستشيرهم مثله قوم

ينفق واع قارئ سلوك تفسير نفسك تكلف ال باردة". قهوة يحسو "ريان البردوني: وصف إال له يصلح

يقوله أن يريد ال سبب البارد الكتاب تجرعه رغم فله معاناته، شرح وال الكتب، رديء على وقته بعض

بـ«لقد مؤلفه سماه جميل كتاب وموضوع عنوان المعاني تكلف عند هنا تذكرت وقد يعرفه. ال أو لك

سريره، على ممتدا وجدوه رجل قصة مؤلفه فيه يسرد السرير». على تمددت عندما مشتعال البيت كان

على تمددت عندما يشتعل البيت كان لقد قال: قا؟ مختن كان وهل لماذا؟ سألوه فلما يلتهب، بيت وسط يا واع

من أكبر أو غائبة، أو موجودة تكون ال عندما األسباب ومختلقي المعاني، رواد مشكلة يسرد ثم السرير!

أن يعبر عنها. فأعظم اآلالم تذهل عن الكالم، والفرح الزائد يكبت التعبير.

الميالدية الثمانينيات في الكتيبات من سلسلة نشر قد قسيس وهو فولجهم، روبرت الكاتب هذا وكان

أول منه وأطرف الحياة. جوانب شتى في والتأمل بالحكمة مليئة ولكنها وعظية، بمقاالت أشبه بعدها وما

قا لمعرفته تعلمته في روضة األطفال». كتبه: «كل ما أحتاج ح

على مرت رسالة فرب وزمانه، فيه صدر الذي ظرفه في أو لغته، في فا طري الكتاب يكون وقد

ئا شي فيها أحسست لما اليوم قرأتها لو غزيرا، الدمع واستهلت قلبك، نياط على فمرت عيناك سطورها

وزمان مكان فالقراءة تلك. العواطف سيل يستحق مما هذا ليس وقلت: نفسك على وألنكرت أشجاك، مما

منقوشة والعقل القلب على ذكراها بقيت األولى قراءاتي بعض بجانبها قرأت التي الصخور تلك وعاطفة،

يوم وذلك الطريق»، في بـ«معالم معي يمسكان والمكان والعمر والصخرة إال الكتاب أذكر وال صخر، في

الصغيرة، وطبعته األحمر وغالفه حاضرة الغريبين شقة وكانت "دينتون"، مدينة في أخرى مرة قرأته

زميلي كان وهبة". "مكتبة عن الصادر األزرق، الغالف ذات األولى الطبعة طعم غير آخر طعم له وكان

ويوم له. األولى قراءتي من أغرب با، غري بعيد من قادما الكتاب أرى وكنت النص، بهذا متعتي يرى ال

فكرة كان الكتاب ألن العميق؛ النص يسقط لم الذي المهم بالنقد فرحت للكتاب جعفر الشيخ نقد قرأت

ويحيي يوقظ ما العبد بن طرفة وقصة العربية، أساطير من وفيه وجمال، روح القرآن من فيه وعاطفة،

مالمح حياة كان معها قطيعة، وفيه كذلك مورد لك إلى عالم وحياة جديدة لم تكن تعرفها من قبل.

شاعر عنه يقول أن يمكن ال وكلمة. سطر كل في والقوة بالعزة تنبض متساوقة حياة برود، بال نص إنه

بقي كم كثير. ربما منها؟ كشف كم كثيرة، ربما أخطاء؟ من فيه كم وكفى. الموقظة المعالم أنه إال ناثر وال

يتذكر، أحد ال صواب على أكون "عندما وايلد: أوسكار يقول وكما كثير. ربما المعاطف؟ تلك في هاجعا

معشوقته جمال أذهله قديم عاشق وقفة -الكتاب- أمامه أقف لكأنني ينسى". أحد ال خطأ على أكون وحينما

مبتذلة، المادح يجعلها المحاسن بعض فتفصيل التفصيل؛ ويترك القول ويجمل فيمدح لماذا، يدري وال

تحب ال حتى فيمسخه التوضيح في مبالغ أو ركيك مفسر يتناوله ثم بجالله، يغمرك الذي النص تفسير مثل

بترجمة صدمتي كانت وكم نقله. يستطيع ال جميل لنص مترجم مثل مثله قراءته، وال سماعه وال رؤيته

يا: حرف الترجمة ترجمة هنا أعيد بكلمات (33 (النبأ: با﴾ أترا ﴿وكواعب اآلية: يترجم للقرآن، مترجم أحسن

اللغات في القرآن جالل يجد لم من لتعذر والترجمة، النص بين شئت كما تنتقل أن ولك جميالت". "نساء

التى ترجم إليها.

بصياغة با معج وكان للعربية، مترجما شريعتي لعلي «الحر» كتيب إيراني مثقف ناولني فترة ومنذ

قراءة حاولت له، قرأت كلما فيه الظن من كثيرا يخلف لم شريعتي فعلي بالكتاب؛ فرحت الكاتب.

ثم فأغلقته أيضا، القهوة طعم بال هنا ولكنها الباردة، البردوني قهوة أتجرع وبدأت أخرى مرة المحاضرة

فقلت الطائرة، في الحقيبة في لي بدا ثم ونبذته، أطقه لم لكنني أيضا، والعنوان مهم، الكاتب فاسم عدت،

كلمة إال له، الذكر يستحق ما أبدا فيه يكن فلم آسف. غير الطائرة جيب في غرزته ولكني معه، جولة آخر

هيدجر عن الوجود والماهية، وأن "الخلقة لإلنسان تحقق وجوده، ولكنه هو يصنع ماهيته".

ولع يغذيها شاعرية، جميلة بلغة يستعين المؤلف كان فقد لغته، في ال جمي كان النص أن يبدو

حافظ من لسانه على سائغة الفرس المتصوفة نصوص وكذلك بعمق، نصوصها وحفظ وآدابها بالفارسية

ذر «أبو الجميل كتابه للفارسية وترجم السحار جودة أحمد صحب عميق، للعربية وحب الرومي، إلى

معارك شهد قوته. عهود وآخر المنضجة، ثماره زمن في الغربي الفكر لشمس عقله عرض ثم الغفاري»،

ويناقش يكتب يرزق، يا ح مقاهيه في سارتر الوجودية شيخ وشهد وانتقدها، للشيوعية األخيرة التفسيرات

لشريعتي كان وقد واإلسالم. والغرب الشرق عن ومناقشا محاورا بيرك جاك وعايش ويروي. ويخاصم

حذقته لذعات ذاق األفكار، متكرر جميلها، اللغة عميق األدب، ضليع فكالهما كبير، قرب قطب سيد من

الزمان، تصنع فكرته وكانت العصر. على شاهدا الحق، بنور مستنيرا به، فا عار وتركه اليسار، فكر من

وتتعالى على الصغائر.

خلوة الكاتب والمكانالغالب وهذا الناس، ال معتز يبدع من ومنهم الجماهير، بين يبدع جماعية، طبيعة له من الناس من

رأيهم الناس ويناقش عنده، ما ويعرض للجمهور يأتي أن العزلة في المبدع على ولكن المبدعين، على

الجسدي، مجاله في هذا مبدعا، نفسه يرى وهو فا ضعي وربما با غري كان وإال وسمع، وكتب قرأ فيما

على النصوص تسيطر كيف ترى أال إبداعه، يريد عما نا أحيا عزلة إلى يحتاج الثقافي مجاله في ولكنه

عنها منأى في فكر ثم النصوص عرف الذي الخلي يبدع كيف وترى إبداعه؟ يقل ولكن فينجز الباحث

دون تصنع؟!

التي والنصوص يعالجه، الذي الموضوع في المشابهة الكتب من الخلو من لشيء يحتاج فالمبدع

ينساها، ثم بيت آالف ثالثة يحفظ أن الشعر يقول أن يحب من نواس أبو نصح وقد عليه، تؤثر أو سيقلدها

غير شيء إبداع أحب من وهكذا ذوقه، على وال لسانه على شاعر يغلبه ال حتى الشعر، يكتب فترة وبعد

مسبوق من عمل فني أدبي.

فكثرة للبحث، األول الهيكل بناء مرحلة في الفن بأصول االكتفاء وهو آخر، طريق فله الباحث وأما

ينصح لذا وأسلوبه، منهجه وإلى وطريقته، عالمه إلى كتاب كل يجره ذهنه، تشوش الكاتب حول الكتب

يستقي الموضوع، في األساسية القليلة الكتب عنده يكون أن ما لبحث الكاتب الظاهري الرحمن عبد أبو

وعلماء تيمية ابن أن وينقل شاء. بما بحثه يزين أن ذلك بعد له ثم موضوعه، وهيكل بحثه، صلب منها

-وهي للمسافر الصالة قصر مسألة في تيمية فابن الموضوع، في قليلة مراجع من مهمة ثا أبحا كتبوا كبارا

و«المحلى» شيبة، أبي البن «المصنف» الفتاوى»: «مجموع في مصادره تتجاوز لم المعضالت- من

أو القارئ أن إلى وأشار ص63]. التباريح، من شيء [الظاهري، البر. عبد البن و«التمهيد» حزم، البن

تشوش التي الكبيرة المكتبة عن يبتعد أن موضوع دراسة أو بحث، في التعمق أراد إن يحتاج قد الكاتب

مع "والخلوة موضوع. في يتعمق أو ثا، بح لينجز مكتبته عن عامدا يبتعد فكان مراده، عليه كتبها كثرة

إغراء عن بعيدا ص67-64]. [السابق، العلم". طلب على أعون محصورة فنون في واألصول األمهات

فيقبل. له وتستعرض رغبة، يرد فال الضعيف للقارئ وتتحبب جانب، كل من تهتف التي األخرى الكتب

أهمني، موضوع أو كتاب لدراسة وسيلة خير ناء، مكان أو سفر في قليلة بكتب الخروج في وجدت وقد

وذلك ما يشير إليه الظاهري.

فرديئها بعض، عن بعضه يشغل وزحامها صوارف، ولكنها ومتعة، نعمة الكتب مجاورة أن ويبقى

الوقار، زاوية في يقبع مخيف مهيب أعمقها يستحي، وعبقريها الغالف، وضاح الصوت عالي ينادي

بالمؤنسين، ويأنس للصارخين مرة يصغي أن إلى معها الجاد يحتاج ولهذا مفيدها، عن يغوي وسهلها

االقتصاديين: حكمة المثقف وليتعلم الكبار، مقارعة على يصبر لم ما فا مثق وال عالما قا ح يكون لن ولكنه

"العملة السيئة تطرد العملة الجيدة".

وال للباحث، توفرا الكتب كثرة عن وليست وتوفيق، بركة المسألة أن إلى الجوزي ابن أشار وقد

قليل ال كسو وكان الشباب، إدبار بعد التعلم بدأ سبنسر البريطاني الفيلسوف أن فا معرو وكان اطالعا.

[قصة المالحظة. في با موهو كان ولكنه حقق، وما وبشهرته بأقرانه مقارنة االطالع ضعيف القراءة،

جعلتهم وقد بسهولة، تطال ال براعة قراءتهم في بارعين ال رجا رأيت وقد ص279-278]. الحضارة،

قادر غير أنه غير نبأ، خير فينبئك صفحة على تفتحه أن تستطيع الكتب، مثل طباعهم- هي -أو الكتب

الناس قلوب في إحياءها يستطيع وال ووعيه، وقلبه رأسه في واألفكار الصفحات هذه من فكرة إحياء على

الداء، هذا من يسلم المنقطعين- المدمنين -خاصة القراء من الكثير أتوقع وال حياتهم. عن ال فض وعقولهم

غير أن التنبه لوجوده قد يساعد على التخفيف منه، وهللا أعلم.

جميل، مكان على مشرف جبل قنة في الكاتب فيه يختلي مكان عن قصة بكتابة حلم أنه جبرا يذكر

من برية في أن 1976م ربيع في يوم ذات اكتشف "أنه يذكر ثم وطاب، لذ ما الكتب من بقربهم يجدون

من عليها هللا أغدق رابية رأس على هناك آلتو بالو مدينة قرب كاليفورنيا، براري من هللا خلق ما أجمل

ويشربون يأكلون الباحثون، فيها يقيم غرير، فتى وأنا به حلمت ما بالضبط تشبه مؤسسة الجمال هبات

وجدت وهناك يكتبونها، التي وتلك يقرءونها، التي الكثيرة الكتب إلى حريتهم بكامل منصرفين هللا، لوجه

«االستشراق» بعد فيما كثيرا اشتهر الذي الفريد كتابه تأليف على منكب وهو سعيد إدوارد العزيز صديقي

انتهى عما أهمية يقل ال لعله كتاب تأليف إلى منهم كل انصرف وقد المفكرين، من عددا حوله ووجدت

صديقي إليه". [معايشة النمرة، ص45].

لينفرد سالمة" بني "قلعة اختار فقد خلدون ابن وأما المكان. بهذا قومه أكرمه فقد سعيد إدوارد فأما

ثنى ثم سره، يدرك لم أشهر خمسة نحو في متتابع ووارد عجيب إلهام شبه في عليه، ألح ما ويسطر

فيتجنشتين وكان الناقدين. الجائرين من يسلم ولم ويصحح، ويكتب يتأمل جواريه مع النيل على بالخروج

توفر بحيث ومدفأة مغطاة حديقة وهي النخيل، حديقة وفي هناك كوخ في أيرلندا في وهو نا أحيا يكتب

أيرلندا» في «فيتجنشتين في ،Richard Wall وول ريتشارد ذلك [ذكر النخيل. فيها تعيش التي الحرارة

الكتابة بخالف االسم "حروف ،Reaktion Books رياكشن مطبعة ،Wittgenstine in Irland

واالنبساط، والكتابة الفكرة على للوثوب الذهن تثير والدفء الحرارة أن ويبدو 2000م]. لندن، المعتادة"،

قبله ومن نقله، أحب ال مما مقدمته في شرح كما خلدون، ابن يكرهها التي للحدود األمر يصل أن دون

ثورو في معتزله لكتابة «والدن».

بنان خطه ما أجمل من كثيرا كتب تيمية ابن ولكن األهواء، يخالف يا إصالح مشروعا يتبنوا لم وهؤالء

إمالء عمله أكثر وكان فيها، نا مسجو كان حفرة في وغيره «المبسوط» السرخسي وكتب القلعة. سجن في

السجن، في «الظالل» وأغلب «المعالم» كتب قطب وسيد الحفرة. تلك رأس على الواقفين تالميذه على

ولعل كتاب دون كيخوته كان من نتاج تأمالت وبؤس السجن في الجزائر.

السوداء الغابة قرب مكان في خطه، ما أهم ليكتب فيه انعزل كوخ له كان فقد هيدجر مارتن وأما

معهم، ويتحدث الناس خاللها يرى واحدة لوجبة قريب مطعم إلى كوخه من يخرج وكان ألمانيا، في

مائدة وعلى البريطاني، المتحف في وقرأ فكتب ماركس أما مجاورة. قرية في الفالحين من با غال وهم

الصباح، ساعات إلى عليها يبقى ثم طاولته زوجته تمسح العشاء آنية رفع فبعد المطبخ، قرب الطعام

من الهائجين الفوضويين ومع والمخالفين المؤيدين مع الفكرية المعارك طاولة نفسها هي تكون وقد

هذه أن والمالحظ له، الحزب يستأجرها كان منتجعات بعض وفي مشردا كتب ولينين باكونين. أمثال

ومنفذها، الفكرة مؤسس من بدءا كبيرة، رعاية الحزب رعاهم المؤثرين والكتاب الحزبية الشخصيات

أعدادا نالت ثم أوسع، والهبات والمناصب المنح هذه أصبحت دولة أقاموا ولما كثير، وغيرهم وتروتسكي

الشيوعية، الدول ثروة تمتص والفكر األدب أدعياء من جماعات فكونت العطاء، هذا الخاملين من هائلة

فقيرة بالدخل، ومتميزة محظوظة طبقة السياسيين بجانب الطبقة هذه وأصبحت والبالدة، التقليد وتكرس

السجين المبدع مع حصل كما البالد خارج وتطردهم بل المبدعين، وتحارب إبداع بال وتكرر تعيد األفكار

الشيوعي للشرق الفكرية حربه في والغرب للمثقف. كأنموذج ال طوي ال مقا عنه كتبت وقد سولجينتسين،

الباردة» الثقافية «الحرب منها: عديدة كتب في قصته تجد مما المخالفين على با وحر نفقة وأوسع أكرم كان

القاهرة، في للثقافة األعلى المجلس عن كان سبق ما مختلفة، بعناوين مرات ثالث العربية إلى ترجم الذي

وإحدى الترجمات بعنوان «من دفع الثمن».

على يقف وكان وللمعرفة، للعلم ليتفرغ كالغزالي- -وتشرد قصدا ثروته عن تخلى فقد فيتجنشتين أما

غاية يمثل كان لقد وألتوسير. نيتشه مثل تماما عايشوه، أو حياته ترجموا الذين أشار كما الجنون، حافة

ويحمل يعود ثم نا، أحيا عنها ويتخلى يشتمها ثم بالكتب يهيم وحشية. وأقساها صورها أغرب في العبقرية

والتأمل للكتابة ليهرب يستأجرها كان الناس، عن بعيدة متواضعة صغيرة غرف في بها ويختلي بعضها

فيها يأنس ونائية، ومريحة رخيصة تكون حيث أيرلندا، شواطئ على أكواخا يستأجر وكان والقراءة،

بكتبه.

الصافية". وبالسماء الجاف، بالهواء محددة العبقرية "إن يقول: بل الجاف، بالمكان ينصح ونيتشه

أرى كنت وإن أقواله، وراء االنسياق يصلح ال مريض رجل نيتشه ولكن ص42]. اإلنسان، هو [هذا

ألنك وغافلهم؛ عبقريهم الكتاب تصديق في االنسياق من الحذر واألصل شخصية، أنها المزاج مسائل في

فليست فيها، ومزاجك مشاعرك ونسجت بها، ولدت أرض ومناخ طباعك، في بأحد تتشبه أن يمكن ال

أهمية لعرفت نيتشه كالم بقية لك سقت ولو ظروفهم. وال طباعهم وال اآلخرين أمزجة تناسب بالضرورة

صفحات بعد سيقول العبقري، المريض هذا ولكن مانعة، الجو قسوة أن شك وال والشخص. الظرف فرادة

ص102]. اإلنسان، هو [هذا األلم. شدة من رأسه يعصب المرض، شديد وهو كاتب على يملي كان أنه

القاسرة وأفكارهم الكبيرة، هممهم ولكن وأكثر، هذا مثل عانى وغيره القارس. البرد شدة في يكتب ومرة

الرياضية المسائل حل في يجتهد وهو عليه يلتهب نيوتن دماغ وكان العمل. إلى الهمود من تخرجهم لهم

لم ما ذلك بالمسيحية؟ الرمزية وعالقته بالخشب عالقة لهذا هل الخشب. أعواد رأسه على ويشد فيعصبه،

أفكر فيه حين قرأت النص.

«تذكرة في يقول جماعة فابن النسخ، وآداب ورسومها الكتابة لون يج المسلمون العلماء كان وقد

كل ويبتدئ طاهر، بحبر والثياب، البدن طاهر القبلة، مستقبل طهارة، على يكون أن "فينبغي السامع»:

كتاب باسم هللا الرحمن الرحيم". [الكتاب في الحضارة اإلسالمية، ص31].

في ذاك بعد كتب لو ألنه مشهورا؛ وأصبح عرف حتى المقاهي في يكتب فكان الحكيم توفيق أما

المقاهي ألصبح فرجة للناس. [اهتمامات عربية، أحمد بهاء الدين، ص164].

ويتأمل يتبطل ثم يقرأ، وقته نصف يزعم- -كما بطالته في وسعادته إنتاجه كان فقد كيركجارد أما

"ولكنك أخرى: مرة لك قال تصدقه كدت إذا حتى ص21]. [الضاحك، تبطله!". في قوته "إن ويقول:

توجد والنجاة الصحة بالمرض، تشعر ألن وأقرب أقرب تكون تتحرك ال مستقرا استمرارك ثم بوقوفك

فقط في الحركة". [ص69].

أهم الوزير ابن وكتب مسافر، وهو العباد» خير هدي في المعاد «زاد الشهير كتابه القيم ابن وكتب

التوسيع "فألن أشار: كما عوال، وجبال خوال بواد في مراجع، بال ناء وهو والقواصم» «العواصم كتبه

الرصينة، باألنظار الحافلة األسفار نفائس ومطالعة الزينة، يستكمل حتى األفكار عرائس تمهيل إلى يحتاج

من يفتقر وار- ن ال -وهو والبدر مدد، إلى السحب من يحتاج خار- ز ال -وهو البحر فهذا المتينة. واآلثار

بلل من صصت تم ف عوالي، وجبال خوالي، بواد في وأنا لي، يتيهأ أو ذلك يتأتى أين ومن يد. إلى الشمس

با محضا. برضا، وما أكفى ذلك وأرضى، إذا كان طي أفكاري

أرضى" و قليل ال نع أق بما قليل من غير عذر *** ر سامحا بال

[العواصم والقواصم، (225-224/1)].

الوقت تولستوي وأقارب أصدقاء وصف صفاء. إلى يحتاج فهو حضرا أو سفرا المكان يكن ومهما

النفس، زكي المزاج، صافي دائما كان بأنه كارينينا» و«آنا والسالم» «الحرب رائعتيه فيه كتب الذي

[توماس األرانب". يطارد للصيد يذهب الكتابة عن يقف عندما وكان مرحا، العافية موفور الحال، رضي

مان، غوته وتولستوي، ص77].

أورهان قول في الوصف هذا من با قري نجد -كما بفكرته وانفراده الكاتب خلوة لك يصف شاكر هو وها

الكتابة، في للتفكير إحداهما واحدة: غرفة في مكانين أو غرفتين عنده فنجد التركي- الكاتب باموك

على نفسك عودت إن فإنك بيتك". في بيت لك "فليكن الجوزي: ابن ذلك قال قبل ومن للكتابة. واألخرى

كنت لو ما بعكس فيه، وجدتك كلما وسهولة بيسر عملها تكرر النفس جاءت محدد مكان في محدد عمل

المشهد نقرب نكاد ونحن كيف المثقف، يزعج الشرطي التالزم هذا جديدا. ال وحا نا مكا يوم كل في تعودها

من "كلب بافلوف" في نظرية "التعلم الشرطي"!!

القراء هؤالء أخبار وتجد فيها، يشارك ال وضجة جمع وحوله الناس، مع القراءة في ينسجم من وهناك

بي مر وقد والكتاب. القراء أخبار في منتشرة حولهم، بمن يحسون وال الجمع في يقرأوا أن يعجبهم الذين

أشعر فإنني الناس، عن وانفرادا متعة التدخين تمنع التي والمقاهي المطاعم في القراءة في رأيت زمن

ني ك العربان لمة "في العامي: الشاعر بقول هذا ويذكرني زحمتهم، في وأنا العالم عن التامة بالعزلة فيها

في أكون عندما نا أحيا المكان بوحشة أشعر وقد الفيافي. في منفرد كأني الناس زحمة في أي: خالوي".

تفكر قد الناس، من جمهورا تعاني وأنت تأتيك ال قد المركزة والفكرة العميقة الكتابة ولكن منفردا، البيت

فيها وتناقشها ولكنك ال تستطيع كتابتها مع الناس.

1ديسمبر2003م] «الحياة»، جريدة [ملحق «الوسط» في صفوت فتحي نجدة نشره جميل مقال وفي

«هومير» مترجم البريطاني الكاتب النج أندرو أن ذكر يكتبون؟» كانوا كيف األدب «قامات سماه:

وكان أصدقائه. مع عنيف جدل أو نقاش غمرة في وهو الطويلة أو المهمة مقاالته يكتب كان لإلنجليزية

السرير، في الكتابة يحببن الكاتبات بعض وكانت مغلق. باب وراء هادئ مكان في يكتب كاراليل توماس

في غليظ أزرق بقلم يكتب كان جويس فجيمس هذا، يفعل كان من الريح» مع «ذهب كاتبة فقط وليست

وكان سريره، في كتاباته من كثيرا كتب والعقاد الطريقة. بهذه «عوليس» كتابه معظم وكتب السرير،

ال الشديد صممه رغم كان والرافعي الغرفة. في أحد وحوله األدب في يكتب لم إنه وقال: الهدوء، يطلب

أن العريان سعيد محمد لكاتبه يأذن وكان الكتابة، عن توقفه وكانت خده، على تمر النسمة حتى يحتمل

مع الشديد الحر في الكتابة فيفضل اإلمالء، عن تقطعه الهواء من النسمة ولكن الحر، لتخفيف النافذة يفتح

الهدوء لمدة أربع ساعات أو نحوها، حتى ينتهي اإلمالء عليه في جو ال يعكره شيء من نسمة هواء!

وال حوله، بمن يهتم ال بحيث شعورية كانت سواء جدا، مهمة الكتابة في عمله أثناء للكاتب والعزلة

خطبة ففي باموك، أورهان التركي الكاتب يراها كما التامة العزلة أو أفكاره، تسجيل أثناء بهم يحس

يجزم كاد حتى العزلة، إلى األديب حاجة على مجددا شدد نوبل" "جائزة على حصوله بمناسبة باموك

صخب عن بعيدا جدران)، أربعة بين بالضبط: (ويقصد االنعزال خارج حقيقي أدب كتابة باستحالة

الذين تاب الك تراث إلى يا منتم نفسي أرى أن لي يحلو يكتب: وهو الخارج. في الحياة وضجيج الجموع

غرفة، في أنفسهم على ويغلقون المجتمع، عن ينقطعون الغرب- في أو الشرق -في العالم في كانوا أينما

كتبه". مع غرفة في نفسه على يغلق رجل هي الحق لألدب االنطالق نقطة إن الكتب. ويصطحبون

13ديسمبر2006م]. [صبحي الحديدي، غرفة أورهان باموك، القدس العربي،

عاما، ثالثين لمدة يوم كل جيدة صفحة نصف كتابة هو للسعادة مصدر "وأعظم أيضا: باموك ويقول

كنت أقضي معدل عشر ساعات يوميا وحدي في غرفة، أجلس إلى مكتبي". [ألوان أخرى، ص18].

"أكتب تقول: العيسى أحمد ترجمها معها مقابلة في الليندي إيزابيل تسجلها المبدع للكاتب والعزلة

كتابة طوال ولكن للخروج، بالحاجة أشعر ذلك وبعد األولى، المسودة من أنتهي حتى متواصلة بصورة

هناك أن الفترة هذه في أشعر القصة، وحبك التأمل وقت إنه منعزلة، أبقى أخرج.. ال األولى المسودة

تكتب أنها المقابلة في قالته ما غريب ومن القصة". توجد حيث الحيز هذا أدخل وأنني مظلما، حيزا

"السي أسقطته الذي لتشيلي المنتخب الحاكم الليندي الزعيم أن به أخبرت مما وكان يوم! كل ألمها رسالة

كتاب: [عن عمها. كان وقد 1973م 11سبتمبر في بينوشيه رأسه على كان عسكري بانقالب آيه" آي

فقد عزلة، في يكتبون الكتاب جميع أن تتوقع وال ص226-220]. المحرمة»، النصوص إكس «مالكوم

كان سارتر ونجيب محفوظ يكتبان في المقهى، فاكتب حيث يأتيك مالك الكتابة أو شيطانها.

ال إنه سركيس سليم اللبناني الكاتب قال ومزاجها، الكتابة مع تعاملهم في غريبة أمزجة نا أحيا تاب وللك

ينتهي حتى جيبه في يتحسسها نقودا يعيره أن أحدهم من طلب وربما يتلمسها، نقود جيبه وفي إال يكتب

وترك الضجيج، في الشعر كتب وربما مطبعة، في يعمل الجواهري وكان لصاحبها. يعيدها ثم النص من

بعض األبيات صدورا بال أعجاز، وأعجازا بال صدور إلى وقت آخر.

ال أن -وأرجو عسيري الحسين الدكتور لزميلنا طريفة حادثة أذكر الجيب في النقود قصة وبمناسبة

- يوما العواصف واشتدت كولينز" "فورت مدينة في كلورادو" "جامعة في وكنا الحادثة- تذكر يزعجه

العاصفة من خاف إنه لنا والدرس-فقال البحث في همة صاحب أنه ذلك على زد ال، نحي الحجم صغير وهو

مكان في الريح به ترمي ال حتى الثقيلة المعدنية النقود من كبيرة بكمية الجانبين في سراويله جيوب فمأل

بعيد!!

القصيدة ويرتجل مرتجلة، طويلة قصيدة ساق وربما ال، ارتجا الشعر يقول الكاظمي المحسن عبد وكان

نجدت، قول (هذا هذا يومنا إلى الجاهلية عهد من مثيل له يسبق لم ما وذلك األبيات، مئات من جدا الطويلة

ونعود األبيات). مئات من قصائد يرتجلون الذين هؤالء من كان اليمني الحضراني إبراهيم أن سمعت وقد

يراجعه وال نادرا إال للنص يعود وال تصحيح، بال واحدة مرة يكتب المازني إبراهيم "وكان نجدت: لمقال

في والكتابة فقط، يقرأ بل بيته في يكتب ال المازني وكان الغزالي- محمد الشيخ معاصرنا طريقة -على

الكاتبة، اآللة على فكتب المازني تطور وقد الرصاص، بقلم الكتابة يحب كالعقاد وكان الجريدة، مكتب

أصبح المازني بأن الرسالة في مبارك زكي عنه فكتب عليها، مقاالتهم كتبوا الذين العرب أوائل من وكان

الكتابة أن شك "وال بقوله: الكاتب ويعقب إليه، وأساء أسلوبه في ثر أ ذلك وأن طق"، طق "طق بلغة: يكتب

وأكسبتها متقطعا، إيقاعا موسيقاها وعلى عصرية، سمة الكتابة أسلوب على أضفت مباشرة اآللة على

قلت: وعمقه!". األسلوب رقة إلى أساءت أن أيضا شأنها من كان وربما والصرامة، الصراحة من نزعة

األصابع، أطراف إلى تحولت بالقلم تسطر أن تعودت التي فالحاسة نقاش، وحولها ذكية مالحظات هذه

ولكن فكرته، في تقطعا له وتسبب الكتابة، في سريعا يكن لم من على تؤثر السرعة مشكلة كانت وربما

رؤية هل بها، جاء أين من أدري فال الصرامة أما التقطع. مشكلة تنهي اليد كسرعة الكتابة سرعة تحسن

في الجديد اليد ومضرب الكومبيوتر أجهزة في فإن الفكرة؟ هذه له سببت الورق من ال بد وقسوتها اآللة

كل فترة أناقة وذوق يغري بالكتابة في كل مرة.

قرابة كتب الحديثة، العصور في العلمي" "الخيال تاب ك أشهر (أزيموف) عظيموف إسحاق وكان

ما بأسرع أكتب يقول: وكان الكتب، مئات كتب فقد هائلة، بسرعة الكاتبة اآللة على يكتب مجلد، خمسمائة

كتابة في ينافسه وكان بنفعه. يحظ ولم الكومبيوتر زمن أدرك وقد اآللة. على تتحرك أن أصابعي تستطيع

أن جرى ما طريف ومن العلمية، الخيالية الكتابة في وتنافسا اشتهرا وقد هوبرد، الكاتب العلمي" "الخيال

رون ل. أنشأ وقد األتباع، له يدعو وأن جديدا، نا دي ينشئ أن هوبرد يستطيع أن وأزيموف هوبرد تراهن

من بعضهم العالم عبر أتباع له وأصبح الدين، هذا وشاع العلم، عبادة وهي "ساينتولجي" ديانة: هوبرد

وقد بدينه. التبشير في نشطين أتباعه يزل ولم الغناء، مشاهير من وعدد كروز توم كالممثل المشاهير،

ويقدمون طريق، بكل مذهبهم نشر في جادين فأجدهم الدولية والمعارض الملتقيات في أتباعه أرى كنت

كبير اهتمام ولهم مذهبه، فيه يشرح موته قبل معه سجل الذي الوحيد إنه يقولون له، مشهورا فيلما

وعلوم والفيزياء والفلك، النجوم مثل عديدة، أخرى موضوعات في كتب وقد الديانة. لهذه الصغار بجذب

والنكت، واألدب اإلنجيل، وعلوم والتاريخ المنوعة، العلمية والمقاالت واألحياء، والكيمياء األرض،

ومتفرقات عديدة، وأربعة كتب عن حياته.

كانوا -وإن والعبث والهزل والجماهيرية المناقشة ومحترفي المخالطة، كثيري كتابة في رأيت إني ثم

وذلك الناضجة، النصوص لكراهية ال مي فيهم ورأيت الفكرة، في بالقوة لهم تسمح ال ة عجل جدا- أذكياء

بسبب البيئة التي يصنعونها ال بسبب االستعداد، وهللا أعلم.

كل على مخالطته يصعب ممن أنهم ثقافتهم وفي فكرهم في األقوياء بعض لوازم من يكون أن ويكاد

للمواقف تقدير وسوء وجفاء جالفة على يدل ما سيرهم في وتجد منه، قريب أو مثله التفكير مستقل فذ

أقرب فبقي وتدبيرا عناية يلق لم عندهم اإلنساني الجانب هذا أن ذلك والعالقة، والمعرفة وللصحبة

وتكبر، وتعال تجاهل بأغلفة فيغلفها القريب، تجاوز ومن النقد من نفسه حماية يحاول أنه أو للتوحش،

الوهم. هذا يخدعنا ما وكثيرا كذلك، الخلق في يكون أن العلم في المكان عالي كل من نتوقع أيضا وألننا

أفذاذ بين وجودها نستغرب التي بالقطيعة قربها- -بسبب طباعهم وتنافر خالفاتهم يعالجون أنهم ونجد

بتبرير ألنفسهم وخداعهم لسلوكهم، المدني التهذيب لنقص أحيانا بل حسد، ذلك كل وليس متقاربين،

النابهين أحد تساءل وقد دليله، يحمل منه كثير المشاهير من لعدد واحتقارهم أفذاذ فنفور ولذا نقصهم.

إلى بنفسه المعجب العقاد مجالسة يقبل كان كيف قطب كسيد العبقرية درجة إلى نابه رجل من با مستغر

الكتاب مع العزلة إن ثم وشهرته. شيخه سن ولتقدم نضوجه، قبل كان سيد إعجاب لعل قلت الغرور؟ حد

سلوك أكدت أو فيه أنشأت فربما فاعلها على أثر من تخلو وال به، يغرر فهمه بقيمة وشعوره والكتابة

توحش، وكم لعزلة اإلبداع من منافع ومضار!

عمن ويذهل لعمله فينقطع لفكرته، الصوارف عن االنقطاع على قدرته الكاتب عون أحسن من إن ثم

نبغوا ممن لكثير قرأت وقد الكتب. روائع حقق المزاج، هادئ وكان الفرصة هذه له تحققت ومن حوله،

خير "إن بصره: يفقد وكاد المرض بتجربة مروره بعد يقول أمين، أحمد منهم النصوص، هذه علوم في

الدنيا أن إلى ويخلد ثبات، في ويتقبلها بالكوارث، كثيرا يعبأ ال مطمئن، هادئ مزاج لإلنسان هللا يهبها هبة

صبر ثم جزع، غير من حقيقتها على هي كما يتناولها فهو وحياة، وموت وفقدان، ووجدان وسرور ألم

أسباب أكبر منح فقد الهبتين هاتين وهب فمن ثابت، جأش في األحداث به يستقبل الشدائد على جميل

السعادة". [حياتي، ص39].

تخفي الكاتبشخصه، في يتعثر أن دون للمخاطبين صوته ليبلغ صاحبه يختفي أن نا أحيا يحتاج الصادق الصوت

قا ح لمجتمعه بالمخالفة اشتهر من قال فلو قوله، عن بشخصه تشتغل قد الشخص على الملقاة العين أن ذلك

ال التبعوه وربما زكوه! أنكروه، بسبب صورة الشخص، ولو قال من اشتهر عندهم بالقبول باط

أفكاره على يضع أن تعود اإلنسان إن ثم أفكار، للناس كان مذ األفكار مسوقو لها تنبه قديمة علة وتلك

مسرحية وهذه مثل، وهذا رواية، وهذه مقامة، فهذه قوله، يريد ما ليقول وراءها؛ يختفي أقنعة وقناعاته

[من وراءه". يختفي قناعا تعطيه حتى ال فع نفسه بحقيقة المرء من تظفر "لن وايلد: أوسكار يقول وهكذا.

القيسي، ص34]. مقدمة مسرحية «الفوضويون»، ترجمة: عبد المجيد

ال والفلسفة العقائد كتب فبعض رمزية، بأسماء يكتبون وهم مجتمعاتهم في أثروا كبارا با كتا نجد وهكذا

دون األماني» «غاية كتب اآللوسي فهذا اسمه، مؤلفها يذكر ال المواقف وبعض كتبها، من حقيقة نعرف

كتبوا التحرير، دروب في بها ساروا الذين فرنسا تاب ك وكذلك «الطحاوية». شارح وهذا الحقيقي، اسمه

ومارك أورويل، وجورج بعد، فيما لينين وهكذا وغيره. فولتير مثل وراءها، اختفوا حقيقية ليست بأسماء

وهو األفكار»، «عصر كتاب مطلع في وأسبابها التخفي أخبار من ئا شي وتجد الحقيقي، اسمه ليس توين

الفكر «تاريخ سترومبرج كتاب وهو عنه يكفي لعله كتاب وهناك ألوروبا. الفكري التاريخ في مهم كتاب

األوربي»، الذي ترجمه أحمد الشيباني، ولعله من أواخر ترجماته.

وقد قبلها، المهمة أعماله أوائل نشر لما للطب با طال كان الجوراسية» «الحديقة رواية كاتب وهذا

منشغل أنه األساتذة فيها فيرى باسمه رواياته ينشر أن قال كما وخشي "هارفارد"، في للطب با طال كان

رواياته واشتهرت نجح إذا حتى باسمه، ينشرها فلم ونجاحه، درجاته على أثر لهذا ويكون الدراسة، بغير

أصبح يكتبها باسمه الحقيقي.

من يهرب أن أراد أكسفورد- في أستاذ -وهو مؤلفه أن العجائب» بالد في «أليس تأليف طرائف ومن

الحقيقي واسمه له، يا كتاب اسما كارول لويس اسم فابتدع زيفه، إلى صرامته ومن عبثه، إلى القول جد

مفردات من أصبحت وأساطير وأسماء خرافات ابتدع وقد (1832-1898م). دودجون لوتنج تشارلز

اللغة اإلنجليزية عاشت من بعده إلى اليوم.

السياسي السبب هناك يكن فإن يكتبه، الذي النص على اسمه ذكر من الكاتب تمنع كثيرة عوامل هناك

االسم من يهرب من هناك فإن الخوف، بسبب كتبها التي نصوصه من يهرب ألن المقفع ابن دفع الذي

مؤقتة رغبة أو والئه، أو أسرته أو نفسه على فا خو أو سرية، لتبقى قضية أو حزب على محافظة الحقيقي

في التنكر وعدم االشتهار، لما يسببه هذا من وضع الكاتب في دائرة الضوء التي يكرهها بعض الناس.

وذكية، ومراقبة طريفة شخصية "أنا" من ال بد حسين لطه «األيام» كتاب في "صاحبنا" شخصية إن

كما األحداث صور ورسم المالمح، في ووحدة التعبير، في قا وصد التحري، في دقة إال العمى يزدها لم

بعيد عن ليتحدث قريب شخص وراءه تخفى قناعا البعيد صاحبنا وكان للمبصرين. األعمى يصورها

حتى التخفي أحسن كاتب إال إعادته على قادرا يكن ولم رائعة، للحياة إعادته فكانت السنين، وراء اختفى

الروعة من يحقق غيره على إمالئه خالل من األعمى إن ثم كشفه. اليومية الوجوه تريد ال الذي كشف

المعري وهذا فقط. المبصرين على يقصرها لم كبيرة هللا فنعمة مبصر، مقتدر عنه يعجز قد ما واإلبداع

وطه أبدعا دون بصر، وبتهوفن أبدع في "السماع" دون سمع!

اآلخرين يقدم فهو اآلخرين، عن والكتابة والمسرحي الروائي األسلوب في الكاتب تخفي نجح وقد

كل في وسائد مؤثر هذا أن ويبدو والنصائح، والحقائق المساخر هذه ويصنع ورؤيته، رأيه خالل من

ليحمل خياله يصنعه من أو الراوي، الشخص با غال يحملها فكرة يحمل وهو إال لها كاتب من فما الثقافات،

الوسيط العربي األدب في كان حتى العربية النصوص في "الراوي" كلمة استعمال غلب وقد فكرته.

األولى األسطر منذ وتعلم يبتدعها، شخصيات أو أخبروه، الذين أو نفسه، الكاتب تعني قد خيالية شخصية

في قصصه أن هذا اسم يسهل السياق ويزجي الحديث ال حقيقة له.

االستسهال وهذا عنها، يا مرو أو راوية الخيالية، الشخصيات هذه صناعة وقرائنا تابنا ك بعض يستسهل

في كبيرا جهدا يعطي ال النص فكاتب ضعيفة، نا أحيا الفكرية والنصوص األدبية الكتابة جعل الذي هو

ثم واهتماماتهم، ومالمحهم وأفكارهم طباعهم وبناء حديثهم، وطرائق شخصياته مالمح على التعرف

خلط في يغرب فوكنر ويليم كان وقد وعنهم. بهم األفكار وإثارة بينهم، الحوار إدارة طريقة في يقصر

الممتعة الفكرة دفق من يستزيد ومفكرا، قا غار حائرا القارئ يترك ولكنه أماثيله، في بالشخص الفكرة

لزمن.

على فيخطر نوعه، كان يا أ الثقافي، النص ضعف أسباب من ويكون يقتله، قد للعمل االستسهال هذا إن

يا حقيق أثرا بعد فيما نجد وال األعجب، والمسرحية العجيبة الرواية يكتب سوف أنه قلما أمسك من كل بال

وال صدى لهذه األعمال، وبالتالي ال تساهم في بناء جديد.

الكتابة كفاية عدم منها: للسرعة، محتاجا تجعله عديدة عوامل بل فقط الكاتب به يدان مما هذا وليس

معدومة أو ضعيفة والمقاييس يا، كاف عيشا العربي الكاتب منه يكسب ال التأليف في والنجاح للمعيشة،

الكتب، مخازن عديدة حكومات وطاردت الكتب، مشكلة من العصور مر على الكتاب عانى وقد الوجود.

المطاردات هذه أطرف من ولعل مبكر، زمن منذ القصص هذه بدأت وقد ومكتباتهم. األشخاص وكتب

أن الرشيد هارون أمر فقد الشيباني، الحسن بن محمد كتب مطاردة ومكتباتهم، كتبهم وتفتيش للمثقفين

إلى تسبق أن أحب أمري، في هللا "هللا معه: نا ممتح وكان سماعة ابن من فطلب الشيباني، كتب تفتش

اآللوسي أن الطريف من ولعل ص42]. األماني، [بلوغ منها". ليس ما فيها يلقى لئال كتبي؛ فتحفظ منزلي

الحقيقي اسمه يضع لم وقيل: النبهاني»، على الرد في األماني «غاية العنوان: هذا من با قري با كتا لف أ

على الكتاب.

يصادر وما تحصى. أن من أكثر وغيرهم المسلمين عند العصور شتى في والكتاب الكتب ومطاردة

الطرائف هذه من قصوا واألدباء والعلماء الكتاب من وكثير يعد. أن من أكثر يتلف أو يحرق أو منها،

الكلمة أن كما وانحرافه، كاتبه خطل رغم نا أحيا ينتصر ولألسف الكتاب، ينتصر النهاية وفي يمتع. ما

الطيبة في كتاب أو غيره ال تضيع.

فقط ليس آراءها، يخالف من وتعدم تقتل الكنيسة وكانت صعبة، أوروبا في الفكرية الحرية كانت وقد

اإلذن قبل الكتب طباعة منع شدة من األمر وبلغ الكتب، وتمنع أوروبا، عموم في بل وإيطاليا أسبانيا في

أدخلت قد ألمانيا وكانت رسمي. إذن بال با كتا طبع لمن اإلعدام قانون إقرار األمر بلغ حتى الرسمي،

(التي إليزابث، عهد في باذن إال تطبع ال الكتب كانت بريطانيا وفي 1529م. عام منذ المطابع على الرقابة

مدن ثالث في المطابع حددت وقد المسيحية) مع تنسجم ال أقوال بسبب أربعة أو ثالثة عهدها في أعدم

فقط: لندن وأكسفورد وكامبريج. [قيس، نظرية العلم عند فرنسيس بيكون، ص35].

على قدرته من أبعد أثر فلكالمه أيضا- -والمدرس المؤلف أما أعمالهم، نتاج الناس بعض يدرك وقد

طه قال أمين أحمد توفي وعندما األيام". دروسه في تطمع لم األقالم أثرته "ما ثمامة: قال أثره. تخيل

ال بعامل نحدى ونحن الفناء". يدركه ال و«ظهره» و«ضحاه» اإلسالم» «فجر كتب من "إن حسين:

معنى، للحياة نعطي أننا إلنجازه طريقنا في ونحن نشعر ولكننا بعدنا، ال عم نترك أو ونكتب تماما، ندركه

األحيان". بعض في موته بعد إال حياته يبدأ ال با غال "الكاتب كيبلنج: روديارد يقول آخر. ال شك وللمستقبل

هدف من له ويا ص41]. [المنشق، بلوغه". نريد هدف لنا كان إذا نموت ال "إننا كازنتزاكي: ويقول

صغير إن كان مجرد كتاب على رف، أو جزء من رف كما طمع في هذا سلمان رشدي!

فيه يشرح مترجم- -وهو معنى» عن يبحث «اإلنسان فرانكل كتبه الذي الجميل الرائع الكتاب وفي

قادرا اإلنسان يجعل مما لها، وهدف وغاية للحياة معنى بوجود العالج على تقوم التي النفسية فلسفته

تحقيقها يحبون غايات لهم الذين فأولئك الحياة. مصاعب ويغالب لها تعرض التي التعاسة يتحمل أن على

تقديرها يمكن قيمة ذات أو أسعد، يجعلها فيها معنى تحقيق على ويحرصون وأوفى، أجمل حياتهم تكون

قلب على والطمأنينة واألمل السعادة إلقاء في اإليمان بأثر ويعترف "يهودي" والكاتب بها. قياسها أو

نفسه في وزرع له، كتاب كتابة يكمل أن بأمل لقه ع بأن المرضى أحد عالج أنه وذكر بخالق. يؤمن من

يدركه ال العظيمة الكتب لد خ فمن وهكذا الكتاب. ثمرة من البشرية ستجنيه وما بدأه، الذي الكتاب خطورة

لد األفكار األنفع. الفناء السريع، وأخلد منه من خ

الكشف عن السر والذات بالثقافةأخبر ولو مصونة، معلوماته أن بهذا يرى أنه أو تواضعا، وقدراته ذكائه إخفاء في يرى الناس بعض

واحتقار مركب، بغرور يصاب حتى الجانب هذا عنده وينمو عرضها، من لتضرر أو بها، ألضر بها

يصدقها وال هو، إال يعرفها ال أسطورة لنفسه يبني حتى وقناعاته، هذا مرضه يزيد يزال وما لغيره.

كان التي الصلبة األرض يجد ال فربما األرض، على الناس مع قدمه يضع أن احتاج إذا حتى هو، إال

غروره وهجروا ثقافته، منازل وغادروا وأفادوا، وتثقفوا وتعلموا الناس، تجاوزه فقد قدميه، تحت يتوقعها

أو طارئ، لظرف إال أبدا ذكاءك تخفي ال أحدهم: قول سمعت ما خير فمن ولهذا يعرفها. ال ما لحقيقة

لألبد. سيختفي ألنه ذكاءك؛ تخفي أال فاألصل قدرة، من له تنكرت ما استعادة في تسرع ثم نادر، موقف

تتنكر وال متحسرا، ومات خاسرا فعاش مكانه، نسي حتى فأخفاه ماله على خاف الذي كالبخيل تكن وال

ثم اختيارا تبدأ المقدرة إخفاء طريقة وألن الموهبة. تلك غابت للموهبة تنكرت إن ألنك شيء؛ في لبراعتك

يكون حتى القمع، تتعود ثم باختيارك، وموهبتك ذكاءك فتقمع مضرة، تنتهي ثم مفيدة وتبدأ طبيعة، تنتهي

يا، ذك وال بارعا تكن لم فإن الطريق، له فتح من وأنت فدم، ال بك ويهزأ الغبي، عليك فع فيتر مقبولة، عادة

والمتظاهرين والممثلين للمتعالمين رثيت ولكم طبيعتك. مع وانسجامك حقيقتك، على ظهورك في فذكاؤك

يفهمونها، ال بطريقة الناس يستغبيهم أو يطيقونها، ال حسرة المستمر فالنكشافهم يملكون! ال بما المتشبعين

وقد كانوا غرروا بأنفسهم وبعبقريتهم التي تنقلب غباء.

يظهر لن فهو تهتم فال ظهوره! زمن ينتظر الذى الكبير والعقل والدهاء للفهم متصنع من رأيت وكم

إذا أفكارك. تخبئ "ال حمزاتوف: رسول قال السرداب، في مستور وذكاء علم بمخزون تظاهر مهما

نقوده فيه وضع الذي المخبأ نا أحيا ينسى البخيل، حال هذه أليست وضعتها. أين بعد فيما فستنسى خبأتها

كذلك، الناس فطر وليست مقهورة، شعوب في ظاهرة الفدامة ترى وكم ص27]. [بلدي، فيخسرها؟!"

غير في وانحرفت قيمتها، وقلت وغربت فخفتت وقدراتهم مواهبهم فأخفوا خافوا ولكنهم ذاك، نصيبهم وال

با موهو با شع أن الناس فيتوهم وتتعالى، وتشحذ فتزيد والذكاء الموهبة تقدس أخرى با شعو وتجد طريقها،

يخفي خافتة خائفة شعوب هناك المفتوح، المجتمع ولثقافة وللتعود للتربية يعود هذا وأعظم با. مسلو وآخر

شرط أو شعار فيها الجهل ألن فيرتفع؛ بالكسل ويتظاهر فيغنم، جهده ويخفي فيسلم، ذكاءه فيها االنسان

فضيلة! البطالة تصبح وحينئذ والمنافسة، والعين الحسد من فا خو ودراسته جهده الطالب ليخفي حتى للعلو

والمعلومة الحقيقة على وااللتواء ونزاهة، كرم لها- الحاجة وقت -في الصحيحة بالمعلومة والجود

طريق فهذا الناس على ها تاف يا تعال أو بذلها، عن ترفعا أو بالمعرفة، ال بخ إما بالصمت، الناس وتغرير

تضر، إذاعته سرا أو االستيعابية، طاقتهم أو الحاضرين قدرة فوق المعلومة تكون نا وأحيا والغش. للجهل

الذي للموقف التوجيه فيها يحسن الناس حياة في قليلة وهي االستثناءات فهذه تضر، ال بإشارة بأس فال

األيام. تحمله ما لترقب األذهان فتح مع تا- مؤق -ولو المزعجة الحقيقة بإخفاء بأس وال المعرفة، على ينبني

طريقة والمغالطة والتهويل التمويه يكون حتى الحقائق يموهون أنهم بالمعرفة العابثين بعض خبث ومن

يعده من يد في الميت الجسد كما به يعبثون لهم، عقله يسلم حتى يتبعهم، من الطريقة بهذه ويغررون حياة،

يؤتى فالذكي سواهم، على عينيك فافتح األمة، بعقول العابثين الصوفية بعض خبر أحزنك يكن وإن للدفن.

وكتابهم وقادتهم منهم المتقدمين طاعة ضحايا والليبرالية اإلسالمية التوجهات من رأيت وكم مأمنه. من

لكل المجتمعات بعض في شاملة تكون تكاد الغاسل"، بيد كالجسد شيخك عند "كن فمدرسة: ومفكريهم

التوجهات.

وعالقاتك ومعارفك اهتمامك دائرة اتسعت فكلما المعرفة، حدود توسعة المعرفي األمن وسائل ومن

خطر باب ربما بل كيانه. تهز مخاطر األفق لضيق أنها كما مكاسب، للحصيف هي لألمن، أبواب فتحت

يا كان أو عالما أو متعلما. وزلل، وفاتحة قلق وضياع لما يملك، سياس

تهيئة وقبل فكرته، تقديم قبل هالة لنفسه ويصنع الفكرة، مستهلك وغباء فكرته، خطر يعرف وبعضهم

وهما البنته فرويد قال صيده. غفلة من قا واث سمه؛ بث للباطل شفيعا الشهرة كانت إذا حتى لها، الناس

نحمل أننا يعرفون ال األمريكان- -يعني "إنهم 1909م: عام نيويورك إلى أقلتهما التي السفينة من يهبطان

تماما فرويد يدرك كان لقد مترجم]. دوبريه، ريجيس العام، اإلعالم علم في [محاضرات الطاعون". لهم

مخالفيه، يحاصر فرويد كان وقد مثال. لها يسبق لم بطريقة نشرته ثم فحملته ألمريكا، الطاعون يحمل أنه

ولم وتعممه. وتشرحه إنتاجه في وتبالغ اآلفاق، في ذكره وتنشر يخالفه، من سمعة تدمر عصابة له وكانت

مستهلكا عاش مريض شخص مذكرات كتب أنه إال فيه يرى ال فبعضهم لألسئلة، مثيرا -وسيظل- يزل

للكوكائين، واحتاج عالج سنين ليتخلص منه.

بعقله يرقى أن أراد ومن فليتحدث، لسانه يحد أن أراد من أن والخبرة القراءة تخبرنا فأقول: أعود

يبحث لمن وأرجح أوفق هذا لكن العون، يمكنه القرين وغير يطارحه، قرين عن له فليبحث وبفكره

لبحث فرصة يجد لم من هو الفكر في ال حا المفاهيم ورواد المفكرين وأصعب وللناس. لنفسه خير عن

صدمت أذاعها وإن ومقصدا، متنفسا لها يجد وال نهار، ليل تأكله أفكاره، وسموم ثعابينه عشير فهو قوله،

ومفكر تتم، لم فكرة آالم النفس وفي شروخا، الوجه في تبقي مكسرة، جافة عارية علية فترتد المجتمع

بهذه أزداد أنني أرى السموم؟ عشير وصف الفكر عشير على يصدق وهل النقاد. على نصه يعرض لم

محسودين فرأيتهم المؤثرين، وكبار المفكرين هؤالء حياة تراجم راقبت ألنني األيام؛ مع قناعة الفكرة

للغور الذهاب وغربة وهمه، أو التميز نكد وعلى العويصة، النفسية األمراض على بل نعمة، غير على

السهلة الحياة وتأمل السطح إلى الخروج بهم واألولى الكثير. أدركوا أنهم تخيلهم ألقول أو األمور في

يأنف البسطاء ومعاشرة التعريف. من أكثر العالج في محاولة وهذه البسطاء. الطيبين الناس ومعاشرة

القول هذا بهم؟" ال سارحة بين درا ثر أن أ " عسقالن: في له صح إن الشافعي بيت قول حسب الكبار منها

مراؤون ية الطو بسالمة المعروفين الناس "إن يقول: آخر با مشاغ با كات ولكن بسطاء، هناك أن اعتبار على

جوته مان، [توماس طيبة". لخاتمة يصلح عملهم أن بقناعتهم ويتظاهرون نواياهم، بحسن يتباهون بسطاء

لسؤال نا مكا الطيبة النية من ويجعلون الحياة، المفكرون يسمم كيف ترى أال وهنا ص132]. وتولستوي،

آخر؟!

صاحب تجعل التي هي الكتابة صعوبة أو المعلومة نشر على القدرة ضعف أو العدد قلة تكون وقد

ثم "التسويق". المعاصر: األمريكي الرأسمالي بالمصطلح أو للنشر، وطريق مكان عن لها يبحث الفكرة

سمه فيه يدفق قا ور أو شخصا أو نا مكا ويرقب فكرته، مع ويتفاعل يهتم من يجد أال يعذبه- -بل يؤلمه

كلمة جاءت أين من نسأل: وهنا القرون. تتجرعه سما أو لألمم ئا مضي نورا يكون الفكر وهكذا الزعاف.

أثره مدى يدرك وال المسمم. المسموم المفكر عن بعيدا الضحايا من جاءت أنها شك ال الفكرية؟ السموم

الزمان في يمتد إنه جهده؟ نهاية رأى مدرس من فهل وأتم، أرقى التعليم من نوع فهو أبدا، قاله من وخطره

الحكيم. اإلنسان خالق إال أسرارها يعلم ال األفكار من جانب هذا الفهم. على البشر قدرة من أبعد المكان و

وفي كل شيء له آية.

كتابة ثم قراءة الساعات يبذر الكاتب معانيها، أوج في للحياة ممارسة بل حياة، يصنع موت الكتابة إن

المقتدرون الكتاب عاش وهل الكاتب موت عن الكتاب ويتحدث المراجعة. المراحل وأصعب مراجعة، ثم

حياة مريحة كما يحبها الناس؟ سأسكت عن هذا ألنك تجد كل األنواع، فال قاعدة.

الناس وترقية أهدافه وتطوير قدراته، وترتيب وشحذه الذهن لحد مهمة أيضا وسيلة الكتابة وتبقى

النفس إسعاد نصاعته وفي واتضح، الذهن صفا العبارة، ودقت النص اتضح وكلما النفس. بترقية

مذكراتك أو ألصدقائك رسائلك على وضعتها وإن تنتهي، تكاد ال الجيدة األخيرة اللمسات إن واآلخرين.

أعطت جودة وجماال وثقة. [بعض هذه األفكار أوردها ستيفن كوفي في «العادات السبع»، ص310].

الكاتب بين الحزن والضحك

في روسو علينا يقص كبير. خداع وهذا سعداء، أناسا فيهم ويرون المشاهير، الكتاب كثيرون يحسد

أهبة على كنت والتردد، الشدة أوقات في مرة من "كم فيقول: بنفسه» المنفرد المتنزه «هواجس كتابه

وقضي حياتي النصرمت كامل، شهر مدة المنوال هذا على دامت الحال هذه أن ولو لليأس، االستسالم

وقد [ص44]. قصيرة". دائما كانت إنها إال الحدوث، كثيرة مضى فيما كانت األزمات هذه ولكن علي،

أصعب هذا- كتابته -قبل ماضيه في كان فإن منه، اقترابه أو جنونه على يدل ما المذكور كتابه في قرأت

هذا كتابه فإن أنساه خرفه كان وإن المرض! عميق وهو بالصحة وتظاهره اإلنسان أعجب فما ال، حا

كتاب ذكي عليه مسحة جنون ال مرية في ذلك!

أن يستطع ولم التدريس، وكره مرض إنه قال عندما هذه من أمر شكوى الغزالي اإلمام عند وتجد

هذه من وشيء نفسي. مرض من اعتراه وما شيخه، مرض العربي ابن وذكر با. شرا وال طعاما يذوق

كان إنه يقول وكيركجارد الموت. من يقترب يكاد إنه كازانتزاكي المنشق ويقول حزم. ابن عند الحال

يعاني وهو وينصرف الناس، أسعد بهذا ويرونه الضحك، من قلوبهم تتقطع تكاد حتى الجالسين يضحك

نا. من الحزن والكرب ما لو وزع على العالم لكفاه حز

يقوم أن يحاول فكان منه، وسخر وعرفه شخصه رأى الذي للفيلسوف مثال كيركجارد وسورين

- عليه الوارد يزيد قد أنه يدرك فكان فياض، عنده الحزن معين أن يعرف نفسه، على تمثيلية بعملية

أنساه- ال والعقل القلب في علي دين المتصوف الغزالي ولشيخهم لهم الوارد فعبارة للمتصوفة، معذرة

ويؤكد ضحكه. عن بعناوين عنه يتحدثان كتابان صدر وقد والنكتة. بالضحك فيقاومه كيانه، ويهد فيسقطه

كيركجارد- -أي أنه المعاصرة» الفلسفة في «دراسات كتابه من األول الجزء في إبراهيم زكريا الدكتور

وتكاد كتابته، لكثرة ياسبر أو أدبياته، لكثرة سارتر الشهرة اختطف وإن للوجودية، الفعلي المؤسس هو

وظني جدا، فقليلة لسارتر قراءتي أما با. تقري الثالثة من أي عن كتاب كل في بينهم والترجيح النقاش تجد

قرأت ولو وراءه، الكبيرة الضجة وراء من واليهود سارتر وحركية المحيطة والطبقة والمرحلة الزفة أن

الجنازة عن الحديث من فا طر لعرفت بقراءتها وابتليت بالعربية نشرت التي والمسرحيات له، «الكلمات»

وتهتم له تترجم ألمة ورثاء سارتر، رأسها ثقافة لمأساة تأكيدا إال قولهم زادني فما لنقاده قرأت ثم حارة.

عبد ترجمة أما فارغة. قربة في فتنفخ المقهى، في برؤيته شرفوا منها عاطلين ألن وحركاته؛ بسكناته

أرسل بأنه للخلل واعتذر لكتابه، ترجمته وراء التجاري بالهدف بدوي صرح فقد لكتابه بدوي الرحمن

عن الناس ونقل هيدجر، يفهم لم بأنه اتهم سارتر إن ثم تطبع. لم وإكماالت تصحيحات للناشر بعد فيما

مؤسس الفارابي األردكاني، [رضا شيخه. يفهم لم شيخهم أن يعرفوا ولم سارتر، ثرثرة األكثر المشهور

الفلسفة اإلسالمية، ص183].

الوصول معاناة وهم الهموم تكدره أن والنبوغ الهمة صاحب لإلنسان يا صح وال صحيحا وليس

المطلوب، عن ويشغل ويضعف ويقلق الهمة، صاحب يدمر سلوك هذا بل يعين، مما هذا فليس للمقاصد،

«األخالق كتاب بداية وفي األحزان. متواصل كان ملسو هيلع هللا ىلصأنه الرسول به وصف الذي الوصف يصح ولم

طلبه، وفي استحسانه في كلهم الناس يستوى غرضا "تطلبت يقول: حزم البن النفوس» مداواة في والسير

ينطقون وال الهم، طرد به يرجون فيما إال ال أص حركة يتحركون ال الهم.. طرد وهو واحدا: إال أجده فلم

[ابن يستحسنه". ال من الناس ففي غيره غرض وكل أنفسهم.. عن إزاحته به يعانون فيما إال ال أص بكلمة

2007م، ص108]. حزم، األخالق والسير في مداواة النفوس، تحقيق: الطاهر مكي، دار المنارة، جدة،

لفتات الشيخ نصوص وفي والمنغصات. باألحزان تمألها فال قصيرة الحياة يقول: السعدي الشيخ وكان

يا فقه حسا عثيمين- -كابن تالميذه لبعض أبقى وقد ومدرسته، زمنه على غريب وتفلسف واطالع حكيمة،

جيدا، وكان السعدي أبعد مدى، وأغزر فكرا، وأكثر انفتاحا.

االنفراد عاش فقد العربية، اإلسالمية ثقافتنا في الجاحظ لشخص أقرب السابق كيركجارد سورين إن

عاناه كما أيضا الخلقة تواضع من شيء من وعانى ومعانيها، أشكالها أقسى في والكآبة والحزن والعزلة

كان الزمان ولكن والجنون. العبقرية من يوصف ال ما وكتب الفاشل، الحب قلبه وألهب الجاحظ، صاحبنا

فلم ينكمشون كانوا وقومنا للعالم، فحملته وتتسع تمتد كانت الغربية والحضارة سورين، عند أكثر مفتوحا

وضع الذي وهو وجوديين. رأينا كما الغرب في جاحظيين فالسفة نجد ولم الجاحظ، غيرنا من الناس ير

فلسفة قلب إنه ماركس عن قيل كما بالقول، عبث مجرد رأسها على سارتر فقلبها قدميها، على الوجودية

هيجل.

أن غير اختبار، ميدان تكون أن أولى وحالتهم القاسية، النفسية لألمراض مرتع هم الموهوبون فهؤالء

الصدق مشكلة من عانى الغزالي أن وعندي مثلهم! مرضى إال وعبقرياتهم أغوارهم يسبر ال أنه المشكلة

يعانيه أن وندر به له قبل ال ما يعاني نضجه في وكان اإلسالم، في المشاهير من غيره من أقسى النفس مع

واألعراف، القواعد كل كسر فريد نمط إنه يشبههم، ال كونه هو للغزالي السلفيين بعض كره ولعل غيره،

وقد أشار لهذا أكثر من كاتب.

تؤثر ال لكنها للمثقفين، مخدر بمثابة الثقافة "تعد بقوله: والفلسفة» «التراجيديا عن كتابه كوفمان ويبدأ

برحالت يحظون آخرون وثمة بالكآبة، مترع سبات إلى البعض تنقل فهي ذاتها. بالطريقة جميعا البشر في

كارنيجي بـديل النفسي والمرض والشقاء الحال اشتد ولما [ص19]. أسطورية". أبعاد إلى تصدق ال

العبقرية عن كتاب وفي الناس؟». في وتؤثر األصدقاء تكسب «كيف وكتب الحياة» وابدأ القلق «دع كتب

مري، بنيلوبي تحرير فكرة» تأريخ «العبقرية بعنوان المعرفة" "عالم سلسلة في طبع بريطانية لمؤلفة

أنهم على صنفوا من أحوال بعض شرح في محرريه بعض وأجاد التأليف، في المشاركين من عدد تحدث

الناس وتسلية بالسعادة المتظاهرين الموهوبين هؤالء فبعض السعادة. عن بحثه في إدلر وهكذا "عباقرة".

وترفيه المجالس، ونشر المسرة بين الحضور يعانون من شعور كآبة عميق.

شخصا أن وهي ال- فع وقعت إنها -قال طريفة قصة فذكر التلفاز على أمريكي لواعظ أستمع كنت

حفالت يقيم وكان الناس. مع التعامل وحسن النفس، وانبساط الرائعة، والنكتة باإلضحاك الناس بين اشتهر

اآلفاق. في شهرته وذاعت الترفيه، على قدرة من له تيسر لما وحزنهم كآبتهم من الناس فيها يسلي عامة

ولم الطبيب، ففحصه متعددة، ومتاعب كثيرة، آالم من يشعر البلدة، طبيب لعيادة شخص جاء يوم وذات

حزنك في علتك بل جسماني، مرض من عندك ليس فقال: العميقة، كآبته من الحظ ما إال علة له يعرف

أحزانك، من ويسليك عنك يخفف لعله فالن(...)؛ يقيمها التي المسلية الحفالت إلى فاذهب الشديدة، وكآبتك

أعرف ال معذرة له: فقال أحزانهم! عن الناس يسلي والذي ذكرت، الذي هو أنا للطبيب: المريض فقال

لك عالجا.

اليسير، الوحيد الجامع الضحك في فيرون بالناس، تجمعهم طريق سلوك في ويلجون يبحثون هؤالء إن

أنهم أيضا أحزانهم أسباب ومن الشديد. ذكائهم رغم الزائفة، األقنعة هذه وراء شخصياتهم يخفون ولكنهم

فتزيد وبباطل، بحق أنفسهم ويميزون العامة، فهم وفوق الناس، فوق قضايا تشغلهم التي القضايا في يرون

حق ومعهم واألحزان، واألوهام الشكوك فتأكلهم للحياة، المشتركة األرض يفقدوا حتى الناس مع الفجوة

للجميع، بناؤه بل سواهم، دون لهم يخلق ولم فقط، لألذكياء ليس العالم ولكن يرون، مما كثير في كبير

وفرصه للجميع، مثل شمسه وهوائه.

وقد الحكيمة، الروايات من وغيرها «الكيميائي» مؤلف (كويللو) كوهيللو باولو الروائي والموهوب

البلدان بعض في انتشاره من وبلغ كتبه، من نسخة مليون 95 من أكثر 2007م عام منتصف إلى طبع

له استقبال ندوة في اإلشارة هذه (وردت له عمل من نسخة عندهم مواطنين ثالثة كل أن بولندا مثل

يكون أن وحاول ومؤثرة، عميقة شخصية فا، لطي حكيما الرجل وكان للكتاب، لندن معرض في حضرتها

يكتب لم وهو اإلنجليزية). في مرتاحا يبدو وال لغته، غير بلغة يتكلم كان أنه من بالرغم الظل خفيف

عامين. في مرات ثالث العقلية المصحة وأدخاله عقله، في شكا قد والداه وكان األربعين، بعد إال رواياته

2007م، /11 1428هـ، شوال العدد1، الدوحة، [مجلة مرات، ثالث سياسية ألسباب أيضا السجن ودخل

ص47].

ينفرد حينما ولكنه عنه، سمع من يتمناه لطيف خفيف مجلس صاحب القرني عائض الشيخ وصديقنا

عليها النكت وصناعة نفسه، من الضحك حتى وسيلة، بكل ذلك يكافح كان وإن وحزن، جد مزاج صاحب

وجل غيره، قبل هو به مر لحزن مكافحة نوع وهو الشهير، تحزن» «ال كتاب كتب وقد تصرفاته، وعلى

الموهوبين واألذكياء ال يخلون من مزاج السخرية بالنفس وبالناس.

األصوات تقليد على مقدرة ولديه وصناعة، رواية النكتة في موهوب الحوالي سفر الشيخ وكذلك

باقعة كان زهرة أبو الشيخ قبله ومن الموهبة. هذه يقصي العلمي مزاجه ولكن المثال، نادرة واللهجات

غازي؟ يا "منين" أنت سأله: أنه الحرية» «شقة في القصيبي عنه نقل الذي وهو واإلضحاك، النكت في

با كتي تالميذه أحد وجمع اثنين؟)، زاال أما (أي: إتنين؟" لسا "هما الفور: على قال البحرين. من أنا قال:

سيد أن عثمان فتحي وذكر وغيرهم، وديكنز وفولتير، وتشرشل، شو، وبرنارد الطريفة. الشيخ نكات في

لبرتراند نصوص في وقرأت األكبر، من أقل كان ولو محمد، أخوه وهكذا الظل، خفيف ها فك كان قطب

يتخيل وال ماركس، كاتبها فكان الرسالة؟ هذه كاتب تتوقع ومن قال: ثم ساقها، ولطيفة خفيفة رسالة رسل

أحد أن ذلك الجاد الكئيب يكتب رسائل كتلك يمازح بها.

"جيبنشا اسمه ياباني أديب العالم في الساخرين رأس وعلى قال: ثم هؤالء بعض نجيب زكي ذكر وقد

يشتريه سوف الذي األثاث صور بيته جدران على فعلق لمنزله، أثاث شراء يستطيع ال فقيرا كان إيكو"

بها يضحي أن يتمنى كان التي للقرابين بصور يضحي كان الدينية المواسم وفي ثمنه. يملك أن استطاع لو

مالبس يلبس الناشر وكان العيد، يوم في كتبه ناشر وزاره يذكر، عائد لكتبه يكن ولم ثمنها. عنده كان لو

لبسها مالبسه وخلع الفخ، في الناشر وقع فلما عنده، يستحم بأن أغراه حتى الناشر فراوغ فاخرة، جديدة

بكل أعطى موته مرض الساخر األديب هذا بلغ ولما واألصدقاء. األهل من معارفه بها يزور وراح إيكو،

ووقوفهم النار التهاب وبعد موتاهم- يحرقوا أن عادتهم -من قبره على يضعونها لفائف تالميذه وجد وقار

والمتفجرات اللهب، من فرقعات تتفجر هي فإذا اللفائف هذه وضعوا خاشعين، والصلوات للدعوات

هذا وأنساهم الضحك، إال الحاضرين يسع فلم الهواء، في الملونة والرسوم والمفرقعات البهيجة، الملونة

الساخر ما هم فيه من الحزن عليه! [زكي نجيب محمود، الكوميديا األرضية، ص185-184].

وألنك مليحإلى وصل عندما وايلد أوسكار فهذا يتصنعها، ال جميلة لوذعية بطريقة نفسه الكتاب بعض يعرف

عليه؟ تطلعنا أن ينبغي شيء عندك هل المعتاد: السؤال األمريكيين الجمارك موظفي أحد سأله نيويورك

على قسرها قوم حاول وإن النجابة، مالمح تغيب فال عبقريتي". سوى شيء "ال قال: متاعه، بين يعني

مع الزبير بن هللا عبد قصة لنا قصاص ال سرد وقد بها، استخف لمن محرجة تكون ما وكثيرا االختفاء،

أما ال، وإجال مهابة الطريق من ففروا يلعبون، وهم بالغلمان المؤمنين أمير مر عندما الخطاب بن عمر

الغلمان، كبقية يفعل لم أنه عنه هللا رضي عمر المؤمنين أمير منه هذا واستغرب تزحزح، فما هللا عبد

مهيب، جليل موقف وهذا لك! فأوسع قا ضي الطريق وليس فأخشاك، أذنب لم المؤمنين، أمير يا فقال:

يقدم وتبجحه، تبختره مع الفرزدق فيه نشهد اآلخر الموقف ولكن شخصياتهما. ويطابق الزعيمين يناسب

قبح من عليه هو لما النظر فيه فيمعنون يقترب ثم بعيد، من ويتراءونه البصرة في شارع في غلمان على

وتعال، وهنا سار على طريقته في الهجاء فقال:

صاب ق يوس إلى مدى ال ت ظر ال ن رة *** إليك بأعين محم نظروا

برح فما فرزدق، كل من أقدر الذكاء حاد "زهران"، من اللسان ذرب ال طف الغلمان في أن يعلم ولم

للقرد ينظر كما مليح، ألنك إليك نظرنا عم "يا وقال: الشاعر بذاءة من لصحبه وانتقم مكانه، الغالم

في ظا غي يتميز والفرزدق المنتصرين، ضحك في يغرقون وصحبه يضحك الخليل وذهب مليح". ألنه

أن من بخصيمه، مقارنة الشعرية موهبته تواضع بل الفرزدق، وتكبر جالفة تمنع لم نقول: وهنا إهابه.

المواجهة وقوة عنده للروعة موقدة لجرير حربه وكانت والهجاء، والفخر الشعر في مذكورا ئا شي يكون

الشعرية.

شاكر محمود عرفوا جيل لمن وإني العالم، هذا في بنا مروا ومؤلفين كتب خبر لك أسوق ومازلت

تعالى للويس، هجاء والكتاب وأسمار»، «أباطيل الفذة جوهرته أو كتابه في عوض لويس مع بخصومته

للكوامن بواعث والموت والحرب فالحب قرين، من المعاصرة الكتابة في له يعد لم حتى محمود نجم فيه

هو بل ذهب، من دائما ليس والسكوت أنجب، أنك تكتشف فقد با، نجي لست ألنك تسكت فال بواعث! أي

غير في بخوض أغرينك وال أخرس. شيطان عنها والساكت للحقوق، وإهدار للمواهب ضياع نا أحيا

قد تكن لم إن فأرجوك ميدانك. غير في الجري على شجعك من على مالمة و بقدح فتؤوب ميدانك،

يوم كل في سنين، عشر وتصرف اآلن الكتابة تدع أن جيدة، ولغة واسعة قراءة من عدته للطريق أعددت

يكتبوا ولم هذا أضعاف السبيل هذا في صرفوا أقواما أعرف فأنا حظك. جرب ثم قراءة، ساعات أربع

أزمان بنا مرت وقد تسبق. الضوامر تدريب بمقدار ولكن ذلك من أقل وآخرين بالحسبان، جديرا ئا شي

العذراء»، «القوس وفي «المتنبي»، وفي السابق، الكتاب في بنصوصه وتلذذنا بعطاياه، فهر أبو غمرنا

عندما النعمي محمد الدكتور الكتب قرين فره تو فور لي أرسله وقد مخيف»، ونمط صعب، «نمط وفي

األدب وكتب سالم، البن الشعراء» فحول «طبقات على الرائعة تحقيقاته هوامش في ثم تكساس، في كنت

ققها وأزرى بسابقيه والحقيه في التحقيق. والتفسير واللغة التي ح

كتاب النضوجيكتب أن المناسب غير من إنه النضوج بعد كتبه الذي الخاطر» «صيد كتاب في الجوزي ابن يقول

ليس األربعين سن في أنه لمس وإن للكتابة، جاهزا وال عالما وال مدركا قبلها فليس األربعين، قبل الكاتب

الرحيم عبد الشيخ وسمعت العلم. من تمكنه ويستكمل الخمسين، إلى الكتابة فليؤخر يحتاج لما ال محص

هؤالء العلماء صدق وقد يده!". فلتكسر األربعين قبل كتب "من يقولون: كانوا العلماء أن يذكر الطحان

العقل من مرحلة إلى الرجل ينقل األشد وبلوغ ووعيهم، الرجال أغلب نضج يكتمل ال األربعين قبل أنه في

ونيرانه الشباب مدارك من أعلى محل من للرؤية وأقدر با، تعص وأقل تسامحا أكثر فيكون أخرى، والفهم

يسلم لم قبلها الخاصة أو العامة وجه ومن للناس، العام التوجيه سن هي بعدها وما األربعين وسن الغالية.

من الخلل والتغير، والمبالغة في تهوين كبير أو تعظيم هين.

طريقه يشق با غال واحدا منها با كتا ولكن يراها، أهمية منها ألي يعطي كثيرة با كت الكاتب يكتب وقد

ويرتفع أسلوب، أو فكرة فيه تكتمل النضوج"، "كتاب هنا ونسميه الكاتب"، "كتاب هو ويكون ويرتقي،

أو قصة يسوق أو فكرة، يصحح أو إليه، يسبق لم ما ما موضوع في ويعطي التكلف، فوق الكاتب فيها

في ويبالغ له، با كتا يمتدح الكتاب بعض فتجد يقصدها، ال أو يقصدها وقد العمر". "عمل تكون رواية

أهميته مع كتاب متوسط أو أقل، ويترك ذكر الكتاب الجيد.

عمله وليس االنجيل، على مالحظاته هو مماته وبعد حياته في والباقي الكبير عمله يرى نيوتن كان

كتاباته من أكثر الدين في وكتاباته التثليث، على ا ومعترض ا، موحد كان أنه بالذكر والجدير الرياضي،

من تشرح ال ولكنها الكواكب، حركة تشرح نظريته يرى وألنه العلمي، جهده من أهم ويراها العلوم، في

في وجهوده نيوتن وأثر شهرة مع يتناسب وال ومتواضعا، فا ضعي الكتاب ذلك كان وقد الكواكب. حرك

«صيد هو عنده النضوج كتاب أن أشك ال الجوزي وابن عجيبة. علمية ونتائج ومراقبة به البشر تزويد

تيمية بابن مهتم فيه وقدم للمستشرقين، مؤتمرا حضرت كنت وقد «االستقامة». تيمية ابن وعند الخاطر»،

فكان «االستقامة» كتاب أهمية ذكرت فيما له فذكرت بعد، من خلونا ثم عنده، الفناء مفهوم عن ورقة

مهم عدد الغزالي وعند كتب. ما أحسن إنه وقال الفائدة، هذه بنحو قال الهادي عبد ابن أن به أفاد مما

ديكارت وعند باقية. كتب الظالل» من «المنقذ الصغيرة جوهرته ثم «اإلحياء» ولكن الرائدة الكتب من

طه وعند الطريق». في «معالم قطب سيد وعند زرادشت». تكلم «هكذا نيتشه وعند الطريقة»، «حديث

أحسنه من جيد عدد العقاد وعند أيام». لنا كانت العقاد صالون «في منصور أنيس وعند «األيام». حسين

«عبقرية عمر» التي تجلت فيها عبقرية العقاد أيضا. وعند يحيى حقي «قنديل أم هاشم».

الفصل الرابع: عبقري يستعد

نفسه، الشخص يكتبها التى وهي بـ"أوتوبيوجرافي" (المعروفتان األفذاذ وسير الذاتية السير

المواقف بخير والرجال الشباب وتعلق القيم، لنشر جدا مهم مورد آخر) يكتبها التى وهي و"بيوجرافي"

الغايات. ويفسر المواقف كاتبها ويصفي الذوات يرفع لألمجاد وإحياء للماضي، دائم تفسير وإعادة للسابقين،

مواقف من وكم ماضيهم، من ئا شي للمعاصرين ورسم سيرتهم، أحيا با كات أن بسبب ناس من أجللنا وكم

عظيمة ذهبت ألن أحدا لم يحرص على تعليمها للقادمين!

سر تدرك القوية واألمم تحصى. ال وقرارات ومواقع ومنافع، وتاريخ وحياة، سلوة األبطال سير وفي

قرأت وقد المعاصر. الغرب إال لحقتهم وال سبقتهم أمة أي عند تسبق لم بطريقة أجدادنا أدركه كما الفن، هذا

لذلك التوجيه كتب وانتشرت والعامة، الذاتية السير كتابة طرائق عن تتحدث التي الكتب هذه بعض في

أو عالم عن تحدثت إذا مشهورا أصبح وقد الناس. حياة على أثره وبسبب وانتشاره، النوع هذا كثرة بسبب

مفكر أو زعيم أن يدور النقاش حول أي السير التي كتبت له أحسن وأدق، ومتعاطف أو مخالف.

مالكوم لسيرة كان لقد ثانويون. وآخرون معتمدون مؤرخون لبعضهم أصبح العالم وزعماء ورؤساء

على داللة وذات مثيرة وكانت أمريكا، في والمسلمين السود حياة في بالغ أثر هيلي أليكس كتبها التي إكس

وسيرته! مالكوم آلراء أثر فيه بيت هذا يقول: الشهيرة األفالم أحد في المشاهد أحد إن حتى وآراء، مواقف

السيرة كانت قبله من وكذا نضارة]. من تخل ولم مستقصية، لحياته جديدة ترجمة 2012م عام صدرت [وقد

فرانكلين، بنجامين مورجان، [ادموند مجلد ألف بأربعين تقدر مكتبته كانت -الذي فرانكلين لبنجامين الذاتية

أوغسطين». القديس «اعترافات قبله ومن التالية. العصور في القراء ونفوس لثقافة مهما موردا ص301]-

ولعل عصرنا. في حدث كما طرائقها تنضج ولم قليلة، الذاتية السير فكانت القديمة المسلمين ثقافة في أما

بنعمة و«التحدث بابر»، و«سيرة خلدون»، ابن «سيرة وكذا أجملها، من «المنقذ» للغزالي الفكرية السيرة

لجمع المتكلف الروائي الكمي عقله ألفت وال الرجل، هذا كتب أحب ولم األهمية. قليل وهو للسيوطي، هللا»

الغرائب في التفسير وفي بقية ما كتب، مع تغييب العقل، وسيرته الفعلية تثير الكثير.

مبالغة فيها شخصية، نظر وجهة لرواية أقرب فهي التاريخية، للحقيقة مصدرا الذاتية السيرة ليست

في آلخرين تكتب التي السيرة أما ضرورية. أخرى بمصادر ذلك ومقارنة الفرد، لحياة وتضخيم ذاتية،

الذاتية السير من للتاريخ أقرب وهي ناقد، أو متعاطف حاقد أو ب مح يكتبها فقد مماتهم بعد أو حياتهم

لكونها من غير الذات المشاركة.

با ئا وكات ماركس قارالدراسة سنوات في اقتربت ثم وللناس، هللا عدو فهو عنه، سمعت ما أول لماركس كراهة على نشأت

يا خف ال مي ذلك بب فس ينتسب، له هوى لهم ألن ربما ذكره، على يجرؤون وال يعرفونه قوم من األولى

داخل ووجدتني األعوام ومرت يا. سياس أو يا اجتماع يؤذي قد كتبه من القرب أن مبكرا وعرفت لمعرفته.

يستجيبون الذين زمالئي من أكثر فكره مسارب من بكثير فا عار ماركس، على ال حام اإلسالمي الصف

الشخصية للحياة الناقد الفصل ذلك وبخاصة الشيوعية، وعن عنه العقاد كتابات قرأت فقد عنه، للخطابة

«البيان كتاب أقرأ ولم الموضوع. عن والعقاد عطار الغفور عبد ألحمد مشتركا با كتا رأيت ثم لماركس،

كولورادو. كولينز، فورت مدينة في 1990م عام أو 1989م عام إال إنجلز) مع له (مشترك الشيوعي»

صغر من بالرغم الكتاب عمق من وتعجبت البيت، من قريبة حديقة في وأمشي أقرأ كنت أنني وأذكر

وذلك جادة. قراءة بال المال» «رأس تصفحت كما فتصفحته الفلسفة» «بؤس أما كتباه. حين سنهما

بعض مع والثقة الطمأنينة من شيء ساد الجامعية المرحلة زمن وفي وألسلوبه. له بالذم الذاكرة الزدحام

اليمن في بالشيوعيين وثقتهم والئهم من نا، ع نون يك كانوا مما بشيء زمالئي بعض وتحدث اليساريين،

من الشيوعيون يكون اليمن، في صيفية مخيمات يحضرون كانوا إنهم أحدهم لي وقال والشمالي، الجنوبي

روادها ومن ينظم لها.

في الشيوعيين مكتبة ودخلت 1985م، عام للسودان ذهبت ونصف بعام الجامعة انتهاء بعد ثم

آخر، وحملت طا، متوس نا كرتو فمألت القوم، كتب من المكتبة في وجدت ما معي وحملت الخرطوم،

بماركس البجر الحقائب هذه تفتح ولم بسالم فمررت وتحايلت، بالرقيب مررت ثم الكتب، من ثالثة وحقيبة

والغريب الحمراء. الكتب على أخيرا حصلت فهكذا اهتمام، بكل واحدا واحدا أقلبها "أبها"، في إال وقومه

كانت اللون فعقدة أمريكا، في رأيت التي حتى كانت هكذا ثم األغلفة. حمر كانت الكتب تلك أغلب أن

كبيرة.

األقوال هذه قرأت وقد أيضا، محمرة القرامطة وأن للرايات، محمرة المعاصرين الشيوعيين أن وتجد

شعار باألحمر الكتابة "قالوا: المغيث»: «فتح في السخاوي ذكر فقد قديما، التاريخ في تذهب التي العجيبة

جواز النص ناقل ذكر ثم ص21]. اإلسالمية، الحضارة في الكتاب [الحبشي، والمجوس". الفالسفة

وهناك الكتابة. في السائدة الكاملة الحمرة المقصود ولعل لتمييز. احتاج ما وبخاصة األلوان، بهذه الكتابة

األحمر ملسو هيلع هللا ىلصاللباس الرسول كره وقد واالحتجاج، والغضب والنقمة والدم األحمر اللون بين نفسية صلة

الهجرية- التسعينيات نهاية -في مرة محاضرا وسمعت المعاد». «زاد في القيم ابن هذا شرح وقد الخالص،

وفعلوا الوحشية، سمة فيهم سادت إنه ثم الحمر، القمصان يلبسون كانوا شباب إيطاليا في خرج أنه يذكر

أن يزعم 2009م، عام الرياضيين مالبس عن فا طري تقريرا وقرأت الكاسرة. الوحوش تفعل ما بالناس

الدراسة صاحب وأجرى اإلمكانات، تعادل عند المباريات في ينتصرون ما با غال الحمراء المالبس البسي

إحصاءات كثيرة إلثبات فكرته.

ومقاس صغير، وحرف سيئ ورق على تطبع أنها وفقرها كتبهم وكآبة الشيوعيين توفيق عدم ومن

كان فما الشواهد. وبعيدة اللغة، غريبة الوالدة، عسيرة المتراصة الثقيلة األفكار من وحشد صغير، الكتب

فيها من الجاذبية شيء.

أن وهي الفكرية، عمارتهم أقاموا وعليه أدركوه، إنهم الشيوعيون يقول شيء عن أبحث كنت ولعلي

في للبحث مشدودا وكنت الوجود". "فلسفة يعني هنا وهو التاريخ وفلسفة الكون تفسير استطاع قد ماركس

إلشفيتسر الحضارة» «فلسفة ذلك قبل من واشتريت عنه، يتحدث من وأكبر الجواب أتمنى التفسير، هذا

فقد آنذاك- -عندي الجولة هذه يربح لم ماركس أن األمر وغاية العويصة. األسئلة هذه لي يحل أن ال آم

بالذاكرة علق ومما المجهول. الصادق البليغ الكاتب خطى» "مشيناها في سليمان أحمد بالمرصاد له وقف

القرآن، إال السجن في يقرأ ما يجد فلم لشيوعيته سجن إنه قال أنه للكاتب الثاني الجزء أو األول كتابه من

خمس نحو بعد سمعت ثم التعيس، ماركس ويترك لإلسالم، يعود ألن سنين بعد جره مما به واستمتع فقرأه

وأنه المتحدة، األمم هيئة في السودان ممثل منصب تولى أن بعد كونتكت والية في مقيم أنه سنة عشرة

بعيدة، رحلة في أمتعني وقد كيف وآنسه، سره بما له فرحت كبير. يومي بحزب نفسه ملزما القرآن يقرأ

وتذكرت قصتي مع كتابه.

لبول «المثقفون» عنوانه كتاب أمريكا في خرج "السلفية"، السودان رحلة من سنوات أربع نحو بعد

صفحات إال هي وما ماركس، بغير أبدأ ولم وأخبارهم، الكتب أصدقاء قراءة على وعكفت جونسن،

الناس أكذب ماركس إن والمسلمين: والعرب الشيوعيين عدو المتعصب اليميني جونسن لي قال حتى

يزور كان ماركس أن زعم أنه وأذكر فكر! أفسد وأنتج لرجل، سيرة وأتعس حياة أسوأ وعاش وأفشلهم،

والرأسمالية والمصانع والمال العمال وضع عن تقارير يقدم عندما صحيحة غير أرقاما ويعطي الحقائق،

أورويل، لجورج «1984» رواية في مقطعة قراءة أقرأ كنت أنني ذلك من وزاد وغيرها. بريطانيا في

كان ماركس أن الذاكرة في جونسن أبقاه ومما الشيوعي. االستبداد كآبة فيها يصور ضياء. عزيز ترجمة

صبري عدم لي بررت التي الحقيقة بهذه وفرحت أصعب، بأسلوب ويكتب بصعوبة، اإلنجليزية يتكلم

الصعوبة هذه أن ذلك على زد الشيوعيون. يخطها التي النصوص تعاسة أسرار من ولعلها كتابته. على

بعض له أبقى إنه إال الكبيرة التشويهية جونسن محاولة ومع خاصة. األلمانية الكتب في دارجة كانت

البريق في مخيلتي.

في براعة يقلون ال وقضاياهم بأحزابهم والجد الوله خامرهم الذين األقوياء الحزبيين أن الحظت وقد

القوميين بعض وفي الشيوعيين، في هؤالء نماذج وتجد أشد، أو كالمتدينين والمعرفة التثقف في جدهم

شهيرة نماذج المسلمين غير من العالم مثقفي ومن زريق، وقسطنطين الرزاز، منيف أمثال: من والبعثيين،

كثيرا من أسمائهم. يصعب أن نذكر

كان فقد وكتابته، وكالمه زيه في أتباعه، على كبير تأثير له يكون "ما" مدرسة في أستاذ ورب

وبعض الشيوعيون كان وقد أتباعه، على كبير أثر الصعب حياته وأسلوب وبؤسه ماركس لشخصية

اللغة، وكدر اللباس، بإهمال يتميزون والفقراء، بالفقر يتاجرون المظهر، سيئي الحياة، غالظ اليساريين

جفاء في شيخهم إيغال الجفاء هذا سبب كان وربما سواهم. للبؤس يخلق لم هللا وكأن األسلوب، نكد وتعمد

من أشنع وهم ومفكريهم، األلمان الفالسفة لغة تعقيد هي أخرى وعلة اللغة. جمال من وحرمانه الفلسفة،

كان وقد سبب، بال يجف غيرها بال فما نا، أحيا الفلسفية للنصوص عذر من هذا يخلو وال كتابهم، عامة

مكاوي الغفار عبد مقدمة [انظر مظلمة. غرفة في بالتجول أشبه قراءته إن كانت كتابات عن يقول جوته

لكتابات فهمه عدم من يشكو رسل برتراند الفيلسوف وكان لكانت]. األخالق»، ميتافيزيقا «تأسيس لكتاب

امتلكوا قد وكأنهم المال» «رأس وربما كانت، عن يحدثونك ما كثيرا تجدهم قد نا غلما إن مع أيضا، كانت

من كثيرا استفدت فقد معه أنا أما النصوص. تلك مع ويعانون موهوبون يوجد وقد كانت، كتابات فهم

إبراهيم، لزكريا مهم كتاب بالعربية منها بها- أنصح ال طريقة -وهي بكتبه وتعرف تختصر التي الكتب

المحض» العقل «نقد كتابه في كثيرا قرأت ثم كانت. عند الروح" "فلسفة عن الكالم من كثيرا أنفق

أن شعرت أني مع كثيرا، معه وتعبت بعضه فهمت أسفار، عدة في الكتاب وصحبت وهبة، ترجمة

كتابته من تضايق قيل المؤلف نفسه هو أنه والطريف ما، وقت في مهما يا تحد كان الكتاب هذا وعي

وتلك زعمه، أو العمق إلظهار والتصعيب التعسف يقصدون أنهم عنهم قيل من بعكس وهذا وأسلوبه،

[أسطورة وأدورنو. هابرماس أمثال من قدين المع والكتاب الكتابات بعض على بوبر كارل وزعها تهمة

أو األسلوب وعسر المفهوم أو بالمراد فاضحة مقارنات عقد ألنه له؛ فشكرا ص100-99]. اإلطار،

تعسيره الذي نهجوه بال سبب.

آخر يصعب ال فكيف شرحها، من ال ما لينالوا كتبهم صعبوا مسلمين مؤلفين خبر لك سقت أن سبق وقد

وعقدته به- إعجابه -رغم أدورنو عن سعيد إدوارد المرض هذا الحظ هكذا و بعمق؟ يكتبون فالسفة ليقال

عن حد أبعد إلى با صع با كتا أوكسفورد في وجوده خالل "أعد أدورنو: رسالة عن قال الكتابة. تصعيب في

يجدون عندما الجادين القراء قبل من المالحظة يستحق جانب وهذا ص63]. المثقف، [صور هسرل".

ال مقصودا ها تاف تعقيدا أو التأليف، أسلوب في نقصا يكون فقد قدرتهم، دائما يتهموا فال معقدة، نصوصا

عقد أو ومهارته أدواته نقص من يعاني من فهو تجاهه. بالضعف الشعور عن ال فض فاعله، تقدير يستحق

نقصه وليس القارئ.

اليساريون ال فمث يتعاطونها. التي وبالقضايا بلباسهم، غيرهم من الشيوعيين تمييز على قادر وأنت

في تطير كلمات ليست شابه وما والعمال والكادحين الكدح صفة وإن بمالبسهم، يهتمون ال األمريكان

القاعة دخل ولما الغربي". "اليسار مجتمع تماما أسبر فأنا عنه، يتكلمون مما قريبون فإنهم عندهم، الهواء

الالتينية، أمريكا في اليسار بثورات مختص االجتماع، علم في أستاذ الماجستير مرحلة في ونحن الصغيرة

نوع انتباهي لفت السبب، لهذا استزاره قد ال- فع العام التاريخ عن أبعدته -التي الثورات مادة أستاذ وكان

فا طري فا وص وقرأت هناك. عادة الجامعيين األساتذة تكلف عدم رغم الكبيرة، وشعبيته وبساطته لباسه

مجلدات ممزقة، خضراء ستائر ومضجر، مرتب، غير "مكتبه الكاتب: يقول تشومسكي، نعوم لمكتب

نعوم بارسكي، [روبرت مرحة". مباالة بال الدفة يقود ولكنه األخيرة، تحلله مرحلة في كرسي مغبرة،

لباسه، في متكلف مثقف فهو سعيد، إدوارد عن هذا كل يخدعك ال ولكن ص164]. منشق، حياة تشومسكي

المفيدة محاضراته إحدى بعد لقيته عندما أستغربه لم ما وذلك كثيرا، عنه وكتبوا قالوا كما مكتبه وكذلك

ربط ثم وأناقتها، األحذية نوع في حتى ومبالغته سنتيانا الفيلسوف مالبس عن رسل كتب وقد الممتعة.

عرفت وقد القصيمي. هللا عبد عن قيل وهكذا ص77]. الكسل، مدح [في بها. يكتب التي لغته بجمال ذلك

الطنطاوي الشيخ ذكر كما مظهرهم، إهمال في بتطرفهم طائفة منهم عرف كما بهذا، الكتاب من طائفة

فيقول الرفيع الذوق عن أما اإلسالمي. المشرق لبلدان رحلة في صحبه الذي العراقي األثري الشيخ عن

قطب: سيد ليعتقل جاء عندما اإلخوان ملف على فا مشر كان الذي الناصرية المخابرات ضابط عالم فؤاد

جدا". خفيفة ذقنه وكانت يا، ملتح يكن لم الرفيع.. ذوقه عن تنم ومالبسه جدا، شيك بدلة يرتدي سيد "كان

فؤاد عليها يركز التي االهتمامات ومن ص170]. المنصة، إلى المنشية من وأنا اإلخوان عالم، [فؤاد

جدا، شيك زي "ترتدي بقوله: مالبسها على أثنى التي الغزالي، زينب ومنهم ضحاياه، لدى المالبس عالم

تعني: لعلها المصرية العامية في "شيك" (وكلمة [ص195]. بيضاء". وطرحة أبيض جلباب عن عبارة

سوى ئا شي عنه ننقل أن يصعب ألنه عالم؛ فؤاد عن ننقله أن يمكن الذي القليل يكون قد هذا جديد"). "أنيق

هللا، رحمها الغزالي زينب مبالغات قصة اعتباره يمكن الذي القليل ومن أخرى، قصة بكتابته فالثقة هذا،

قرأته رعب كتاب وأصعب أول كتابها وكان مبالغاتها، في جدا شككت مذكراتها قرأت حين أنني فأشهد

في زمن مبكر.

خير عن يعوق تكلف فكل بك، تضر ال دامت ما سجيتك، على سر المالبس: موضوع في والخالصة

كل ودون تكلف، تكلف كل ففوق إهمالي، يعيبون وهم ورأيتهم تكلفي، يعيبون والناس رأيتني وقد منه،

بساطة أبسط منها، فاحرص على ما يبلغك هدفك بال عناء.

ومعرفة العالم على انفتاحا أكثر كانوا أنهم وهي خاصة، الغربي" "اليسار يستحقها حق كلمة وهنا

والفقراء المسلمين قضايا من كثير مع تعاطف ولهم بالدهم، خارج المضطهدين وبقضايا بقضاياه،

بحسب ويدار ويعالج يفهم كان شيء كل أن الجيدة الخصلة هذه ويضعف سواهم. من أكثر والملونين

جميلة، نصوصا منهم ندرة أنتج وقد إنسانيتهم. على حزبيتهم فتعلو ما، منطقة في وعالقاته الحزب وجود

وال تنس أن بعض من أشدنا بنصوصهم هنا منهم.

توارثوها سنة وهي شديدا. أتباعه على كتابته أثر كان فقد للشيوعية، المؤسس الشيخ أثر إلى ونعود

فلسفية نصوص فيها يكتب فلم أبأس، الفلسفة من العربية اللغة حظ وكان المترجمة، الفالسفة لغة من

ويعيد بباطل. أو بحق مقنعة وطرائق جميلة أساليب ذوي فالسفة، كتاب من العربية وحرمت جميلة،

إنشاء في اجتهدوا العرب "فالسفة فيقول: للبداية العربية الفلسفة لغة تعاسة سبب مؤنس حسين األستاذ

أو السريان المترجمون لهم ابتكرها بل هم، يبتكروها لم عسيرة لغة وهي بهم، خاصة فلسفية عربية لغة

وحنين ماسويه، بن يوحنا مثل: العربية إلى اليونانية الفلسفة كتب عيون نقل تولوا الذين الحيرة، نصارى

نا أحيا هي بل جدا، ركيكة العربية لغتهم كانت وهؤالء حنين. بن وإسحاق لوقا، بن وقسطا إسحاق، بن

وقد آراب". سيراكو "جريكو أو آراب"، "جريكو تسميها أن تستطيع خاصة لغة فهي ال، أص عربية ليست

األسباب جملة في كان وهذا الفهم، على عسيرة عربيتهم فجاءت اللغة بهذه العرب فالسفة كتابات تأثرت

التي زهدت جمهور المسلمين في الفلسفة. [تاريخ موجز للفكر العربي، ص278].

اإلنسان» «ماركس عن با كتا ووجدت الكتب، أتصفح كنت نوبل" أند "بارنز مكتبة في يوم وذات

وكتبت نكون»، أو «نتملك كتابه ترجمة قرأت منذ العجيب، لعمقها كتبه أحببت الذي المؤلف فروم إلريك

علي ليدخل مؤثر بأسلوب علي تحايل أنه ووجدت الكتب. مراجعات من كتبت ما أقدم من مراجعة عنه

عن بعنوان مهمة أمريكية مجلة خرجت ذلك وبعيد الباب. من أخرجته قد وكنت النافذة، من ماركس

لبعض يرجع وسوف ماركس، لرأي يحتاج سوف العالم أن الكاتب يرى وفيه القادم» القرن «مفكر

تركيا من رجلين قبره عند وقابل لندن، في ماركس قبر لزيارة ذهب أنه ذكر المقال وفي ال. مستقب أقواله

في مغمورا يكون أن فاستنكرا نسوه، الناس أن عن وعبر ماركس عن معهم وتحدث القبر، لزيارة جاءا

األتراك الشيوعيين لعل القارئ يقول وربما تركيا. في جدا ومشهورة كبيرة شخصية إنه له: قاال بريطانيا!

أتراك ماركسيون قام 2013م عام مطلع وفي الماركسية! سقوط خبر وصول عليهم تأخر أو بعد يعلموا لم

قا: تعلي األتراك عن السلفيون وسيقول اثنين! وقتلوا وفجروا اسطنبول، في األمريكية السفارة على بالهجوم

قلت: رأيهم. من با وقري جدا با معج فكان المقالة كاتب أما القبر!". هذا حتى قبور، أي للقبور.. تتقرب "أمة

دفن السهولة من ليس إذ أنصار له فسيبقى فكره بعض وأما كرامة، وال العالم في جدا فضعف إلحاده أما

كل ذلك، وقد يبقى بقاء زرادشت.

فيه، والبحث المال» «رأس لقراءة الناس عاد 2008م الرأسمالي الفشل عام ففي نعلم وكما

"االقتصاد رسملة على عاكفين المسلمين مشايخ وجدوا ولألسف ولكنهم اإلسالمي". "االقتصاد وفي

اإلسالمي"، لو نطقوا لقالوا هذا.

مرة ويرجع يتركها ثم أياما، للكتب ينصرف فهو ال، وخل فا انحرا شخصيته في يرى ماركس والد وكان

حالة وليست مريض، حالة هذه أن لمراقبه ليظهر حتى انقطاع، بال طويلة ساعات ويكتب فيكتب أخرى

كان بأنه شخصه وتصوير تصويره، على «المثقفون» كتاب مؤلف حرص هكذا األقل على أو عاقل،

أسرته، ويهمل ويخادع، ويكذب بتبطل، ويهمل بجنون، يجد السلوك. منحرف الفكر شاذ مريضا ال رج

فروم إريك أما أباه. ويكره زوجته، ويخون الضرائب، سداد عن لتخلفه بيته أثاث الضرائب مراقب ويبيع

النفس علماء من -إريك- أنه مع «المثقفون»، مؤلف جونسون من مزاجا وأصفى ال، عق أرسى عندي وهو

شخصا ماركس في يرى كان فروم فإن جونسون، بول اللدود المتدين من أصدق فهو الكبار. اليساريين

فا ومخال مؤيدا وناقشه عنده، اإلنسان مفهوم وعن خاصا، با كتا عنه وكتب فا. وتعاط إنسانية أكثر آخر

فرويد وقيود قيوده أو "سالسله" من ومتخلصا ضده، المسبقة المواقف لبعض وناقضا كتبه، من عدد في

نا. أحيا

ذلك من ال بد ولكنه المال، بجمع ابنها توصي اليهود، عجائز عادة على فكانت المسكينة ماركس أم أما

جمع الفقر والبؤس، واكتفى من المال بكتابه «رأس المال».

هذا في وليس كثيرة، أخبار ورغبة بشغف لها العودة ثم عديدة، أياما الكتابة عن والكسل التبطل وفي

عليه تنهمر حتى التأمل؛ لزمن وبحاجة نا، زم فكره وقدة من للراحة يحتاج فاإلنسان غرابة، من السلوك

ماركس حياة اقتحام استطاع جاسوسا البروسي البوليس أرسل وقد مقاومتها. يستطيع ال بطريقة أفكاره

مالبسه، يغير أو نفسه ينظف ما نادرا فكان بوهيمي، مثقف أنه التقرير في كتب مما وكتب ومعرفتها،

كثيرة أعمال عنده يكون عندما كلل دون متواصلة وأياما ليالي يعمل ثم أليام، ال كسو ال متبط يبقى وكان

على ينام ثم الليل، طوال سهران يبقى نا أحيا كان لالستيقاظ، وال للنوم محدد وقت عنده يكن ولم لينفذها.

وين، [فرانسيس والغادي. بالرائح يشعر ال وينام يقظته، بمالبس الليل إلى النهار منتصف من األريكة

حياة كارل ماركس، ص170].

الروائيين أوسع كنج ستيفن يشير الكتابة، في العارمة والرغبة الجادة العودة ثم اإلعراض هذا وبمثل

في العمل سكرة من أيام تعقبها البطالة من "أيام بقوله: بها يمر التي المشاعر لهذه أمريكا في انتشارا

الكتابة". [في الكتابة، ص40].

أو سمه يفرغ أو الورق، على فكرته يلقي حتى بالكاتب، تلم أزمة أو حمى، يكون يكاد هياج، وللكتابة

كان للكتابة يجلس كان "عندما فقال: شكسبير شيخه عن جونسون بن تحدث وقد حزنه. أو شكواه أو حبه

كان الكتابة يترك وعندما عليه. يغمى أن يبالي ال بل شفقة، بال نفسه على ويضغط بالنهار، الليل يصل

الكتاب إلى الوصول حال ولكن كتابه، إلى إرجاعه من معها تيأس لدرجة والفوضى الرياضة في ينغمس

كان يبدو أكثر قوة وتيقظا". [متعة اكتشاف األشياء، فاينمن، الطبعة العربية، ص13].

ديك» «موبي مؤلف ملفيل هيرمان األمريكي الروائي عن عرف ما الكتابة في االندفاع غرائب ومن

عباس)، إحسان ترجمها وقد والحيتان. والصيد بالبحار تهتم والتي األمريكي، األدب في الرائدة (الرواية

المجالت من عددا ومأل السابقة- الرواية أعماله أهم -منها كتب سبعة سنوات سبع نحو في كتب فقد

بالقصص.

لغة عشرة باثنتي يلهج كان فقد الميالدي. عشر التاسع القرن في المثقفين أعجب من فهو إنجلز أما

ماركس قرأ ربما بل أوروبا، في مثقف أكبر يعده ماركس وكان العربية. اللغة قواعد صعوبة من ويشكو

1890م عام بإنجلز لقائها عن لماركس الصغرى البنت وتقول مسألة. في ليقنعه الموضوع في مجلدا

والفيزياء، والكيمياء، الطبيعي، بالتاريخ محيط فهو الثقافة، في عليه غريب شيء ال إنه السبعين: في وهو

بأنه يصفه وآخر العلوم، من ذخيرة أو بكنز عقله يصف وآخر العسكري. والتكتيك السياسي، واالقتصاد

تضلع فقد ضاحك. فيلسوف زمانه، في لالنتباه الفت عقل له معه، الحديث بمتعة ويشيدون معارف. دائرة

ينفق الذي هو كان فقد مطعونة، شهادته أن ورغم فيها. ضليعا زميله يكن لم التي الطبيعة علوم في إنجلز

هونلي، ج. كتاب [انظر موسوعيته. ينكرون ال إنجلز و ماركس أعداء أن غير طويلة. لمدة ماركس على

حياة وأفكار فريدريك إنجلز، إعادة تفسير، ص3].

وعن البريطاني، اإليراني الخالف قصص بعض عن إيدن» إنتوني «مذكرات في أبحث وكنت

زمن في بريطانيا خارجية وزير إيدن كان وقد "مصدق"، األطوار الغريب وزرائها رئيس شخصية

فكان بالشرق، معرفته بتاريخ البترول عن فيه تحدث الذي الفصل بدأ وقد إيدن فوجدت مصدق، ثورة

أحسن يتحدثها حياته من مبكر زمن في وكان الفرنسية، تعلم أنه ذكر يلي: ما اللغات تعلمه عن ذكر مما

من ئا شي األقل على تعلم أنه السياق من (وفهمت واليونانية، والالتينية األلمانية وتعلم اإلنجليزية، من

ألعمالهم)، تروج جمعيات وتأسيس الفنانين بحياة واهتمامه البندقية، في الوقت بعض بقائه بحكم اإليطالية

وأشعار «الشاهنامة»، وقرأ "الزرادشتية". عن بها وقرأ األشعار، بها وقرأ الفارسية وأجاد التركية، وتعلم

با وكتا القرآن، بها وقرأ مرجليوث، يد على العربية وتعلم بها. العقيدة قراءة في صعوبة ووجد حافظ،

الدبلوماسية البيئات في منتشرة اللغات ومعرفة .[(278-277/1) إيدن، [مذكرات الخلفاء». «تاريخ عن

والفرنسية اإلنجليزية التركية جانب إلى يجيد أوغلو داود أحمد تركيا خارجية وزير فنجد والسياسية،

2006م، ص8]. واأللمانية، وقدرا من اإليطالية والعربية. [إبراهيم البيومي، مقدمة «العالم اإلسالمي»،

والفرنسية، واإلنجليزية األلمانية هي: منها بثالث يكتب األوروبية، اللغات يجيد فكان ماركس أما

وقرأت الروسي. االقتصاد وأخبار وأثرهم أتباعه أخبار ليقرأ الخمسين؛ على نيف وقد الروسية وتعلم

بست قال آخر مقام وفي لغة، عشرة بأربع النجوم يي يح كان الذي كانسينوس بأستاذه لبورخيس إشادة

عنه: وقال والالتينية. والفرنسية والعبرية العربية منها األسبانية إلى كثيرة لغات من وترجم لغة، عشرة

"كنت إذا ألتقيته أشعر بأنني ألتقي بمكتبات الشرق والغرب". [صنعة الشعر، ص36].

حدث ما بمعرفة فعليه وتداولها واألفكار الكتب أثر في شك من فأقول: ماركس عن الحديث إلى أعود

عاشت فقد عنه، كتابه في هوك سدني أفكاره ولخص قدمه من أهم ومن المدرس، ولهذا المدرسة لهذه

حضر أن بعد أنه قرأت وقد كهذا. رجل رأى لما نتيجة عصور من بها مر ما أسوأ من فا ظر اإلنسانية

الفيلسوف وخاصة المثقف إخالص مدى إن لشبنجلر: فيبر قال معا محاضرة شبنجلر وأزوالد فيبر ماكس

المؤلفين هذين عمل لوال بأنه يعترف ال الذي إن ونيتشه. ماركس إلى بالنسبة بموقعه أيامنا في يقاس إنما

إن اآلخرين. ويخدع نفسه يخدع إنسان لهو به، يقوم الذي العمل من كبير بجزء يقوم أن استطاع لما

ونيتشه". ماركس من كل إسهام بفضل منه كبير جزء وفي تشكل عالم لهو وسطه تحيا الذي الثقافي العالم

[كاترين كوليو، ماكس فيبر والتاريخ، ص33].

العالمية الحرب وبعد أثناء كبيرة مغانم يخطف ماركس فكر أثر العالم ليرى بالطويل ليس زمن مر وقد

لقد العالم. ويقلق الثانية الحرب بهتلر يخوض زعموا" "كما نيتشه ويرى للكرملين، لينين ويدخل األولى،

أوقدت التي الملتهبة المنتقمة الفكرة بسبب أنهارا البشرية دماء وسفحت ضرر. أيما بالبشرية مضرين كانا

الطبقات مرة بيد ماركس، وأشعلت العنصرية مرة أخرى بيد نيتشه.

فالرجال اإلنسان، به يقوم ما وأروع بأعنف تقوم مكان عن تبحث األفكار تلهبها عندما الشعوب إن

ثم يقولون إنهم مخيالتهم، له تتسع مما بأكثر العالم ويلهبون اآلثار من يتركون وقوتهم عنفهم اكتمال في

وما همم، من قدحوا وما أفهام، من أشعلوا وما بعدهم، عواصف من ثار ما مقدار يعرفون وال يذهبون،

لم وبإمكاناته! بنفسه اإلنسان أجهل وما دور، من له اإلنسان خالق أعطى ما أعظم ما هلل رعب. من نشروا

الحديثة" و"الفلسفة "البروتستانتية"، بذور يضعون سوف أنهم المتوحشة وشعوبها ألمانيا رعاة يعلم يكن

ويحرقون القومي تفلسفهم في يتطرفون وسوف واالجتماع، للتاريخ فلسفة يكتشفون وسوف أوروبا، في

دبليو إم وبي مرسيدس سيارات: مثل وثمينة جميلة وأشياء رائعة، علمية متعا للناس أيضا ويقدمون الدنيا،

الدونية عقدة من األلماني وخروج الواعية، الوحشية يقظة بعد ذاك وكل إنتاجهم. من وأشباهها وأودي

قول اقرأ ذوقهم؛ وقلة وجهلهم، لجالفتهم األلمان، يحتقرون الفرنسيون كان وقد أوروبا، في والبداوة

وراء ما [نيتشه، ألماني!". مجرد أتوقعه وكنت قا، ح رجل "هذا قابله: عندما جوته أعجبه وقد نابليون

الخير والشر، ترجمة حجار، ص175].

توينبيقد توينبي مثل فمؤرخ أخرى، للغة تنقلها عندما معناها تفقد واألوصاف والمعاني األلقاب من كثير

- بجواره تجعل ثم بـ"المؤرخ"، فقط تصفه كنت إذا العربي، القارئ ذهن في هذا الوصف ينصفه ال

قارنته إذا خلدون البن ظلم أيضا الوصف وهذا التاريخ. في كتبوا الذين من آخر عددا نفسه- وبالوصف

اإلخرى كتبه أو المقدمة عدا الكتاب بقية في خلدون ابن عمل إن تقول قد نعم، المؤرخ. كثير بابن

يكون لن ووعيها المقدمة دراسة بعد عليه تلقيه الذي الوصف ولكن وفقيه. وقاض مؤرخ وصف تعطيه

تجربته وصنعت "تاريخ"، تسميته على الناس تعود الذي كل وإبداعه بعقله تجاوز فقد مؤرخا؛ فقط

«نهاية كتابه في إسماعيل محمود يرى كما وسرقاته، وجرأته فساده بعض صنعت ربما أو وعيه، وعلمه

بعض في بالغ إسماعيل محمود [ولعل الصفا». إخوان رسائل من مقتبسة خلدون ابن نظريات أسطورة:

قوله كما تجد من بعض التتبع لنقوله].

بوصف له يا شاد اليوم الشعر يتسلق ومن المتنبي وصف على الناس جرى فقد نصنع؟ ماذا ولكن

وممارسته وإدراكه وتأمالته دراساته في إنه توينبي. وهكذا استحقه، با لق حاز من كل فما "شاعر"،

على بالده خدم فذ، وديبلوماسي ومخطط ومراقب "فيلسوف" إلى "مؤرخ" وصف يتجاوز الحياتية

ما له اجتمع لقد المعرفة. عميق آثار وعالم اليونان، بأدب ملم وأديب والفلسفة، والمبدأ التاريخ حساب

معلومات من عرف ما أكثر بتحويل وينعم بريطانيا، قوة يحتلب أن على قادرا وكان لغيره، يجتمع لم

وعالقات وفرص للتفرغ للقراءة والكتابة والتوجيه إلى فكر وسياسة، كما فعل قرينه تشرشل.

يا مش المسافات يقطع القديمة، اليونان قرى في ال متجو العقل، شارد يظهر الذي المؤرخ هذا توينبي

هذا عرف من غائب، بعيد ماض في ويغوص األحداث، ويستذكر المسافات يقيس المدن بين قدميه على

مكان. من أكثر في البريطاني السياسي الموقف فكرة وصانع المستقبلي المخطط لتوينبي عجب االهتمام

باإلعجاب، ئا ملي ممتعا با كتا عنها فكتب توينبي، تجربة األمريكي المؤرخ مكنيل ويليم استوعب وقد

الغرب»، «صعود مثل باالهتمام الجديرة مكنيل كتب من الرغم وعلى له. بقدوة المؤرخ تعلق وقد

كان فقد ذهنه. وحدة توينبي صبر وقوة شموخ عن بعيدة بقيت أنها إال و«السالح»، و«الطاعون»،

وهيمنة، سياسة علمه من وجعل ذلك. بعد ما إلى لألدب، دارس وكأنه اليوناني والشعر باآلثار ملما

الجيش بقوة فيها ينفخ ثم التاريخ، من يبعثها الدين، روح للغرب يعيد أن وحاول والخداع، بالوعي مليئة

عميق تركيا عن كتاب ولتوينبي للناس، وتقديمه تركيا في "المسخ" صناعة نحو العميقة وحيله البريطاني،

ومحزن.

توفيق الحكيم والقراءةالمتحدثون تحدث وقد األدب، جانب إلى فكرا مصر أدباء أقوى من كان الذي ذلك الحكيم، توفيق

أن وقرأت بكتبه، عهدي بعد وقد قا. ح با مرع بخله فوجدت وعنه، له قرأت سمعت أن وبعد بخله، عن

لم إنه زواره لبعض وقال فصلى وسجادة، فا مصح له وأهدى أيامه، آخر في المستشفى في زاره الشعراوي

استقدمت حتى با، تقري كاملة وبريطانيا أمريكا سنين عنه بعدت وكنت الشعراوي. زيارة منذ الصالة يترك

على لها يذهب كان فقد رعاية، أحسن هللا رحمه والدي رعاها والتي "أبها"، في كانت التي القديمة مكتبتي

عوازل من ويتأكد تدمرها، ال حتى والقوارض الحشرات مبيدات عليها يرش شهر، كل مرة مدى أبعد

وفي السقف، إلى رفوف وعلى بعض، فوق بعضها مركوم يا، جانب قا وملح غرفة تمأل كانت وقد الماء.

كان التي للمبيدات الفارغة العلب من رأيت لما المبكرة زياراتي إحدى في عجبت وقد وكراتين. صناديق

غالبها كان أخرى غرفة وفي من(...)، إال الغرفة، هذه في كانت التي الكتب جميع سلمت وقد يضعها،

با، فتلفت أغلب تلك الكتب بسبب الفئران. أغراضا أخرى لم يتوقع أن بها كت

ورأيت الذاكرة، في الكتاب بقي وقد الشرق» من «عصفور منها وكان الحكيم، توفيق كتب وجدت

فذهبت «حياتي»، اسمه با كتا له بأن فوجئت ولكني األيام، تلك ومالحظات طا خطو وأوله صفحاته على

إشارات صفحاته على كتبت وقد الكتاب وجدت أني غير العنوان، بهذا با كتا له أقرأ لم أنني با مستغر له

كان الذي شميل شبلي نا أحيا يجالس كان إبراهيم حافظ أن عنده قرأت ما طريف من ووجدت ومراجعات.

يأخذ أحد يكن (ولم توفيق قال يا، داروين أيضا وكان تخلق، التي هي الطبيعة أن يرى ملحدا، كان إنه يقال

على اإليمان بلد ومصر النبوءات، بهذه يبالي ال إيمانه، من قا واث كان الشعب ألن ربما الجد، مأخذ ملحدا

المطربة أجادت فلما المالهي، من ملهى في لمطربة يستمعان وشبلي حافظ كان "ومرة قال: الدهور)

عندك وهللا الطرب عند تصيح كيف وأنت له: وقال شبلي إلى التفت ثم هللا! هللا الصائحين: مع حافظ صاح

غير موجود؟ هل ستصيح "طبيعة طبيعة؟". [توفيق الحكيم، حياتي، ص145-144].

"طالعت وقال: ربه، عبد البن الفريد» «العقد لباريس سفره في معه يصحب الحكيم توفيق وكان

تلك بمجلداته ظا محتف أزل ولم حياتي، من كثيرة مراحل وفي مرة، من أكثر شديد بشغف الفريد» «العقد

الحكيم توفيق وقال هذا". يومنا حتى السميك الجلدي والغالف األصفر الورق ذات القديمة، الطبعة في

كان الذي المازني القادر عبد فإن وأيضا ص147]. [حياتي، «المعلقات». ليقرأ يضربه كان والده إن

السبب هذا وكان الزركلي: قال للمبرد، «الكامل» كتاب صباه في حفظ اإلنجليزية من الترجمة في بارعا

المتوسطة، الثانية السنة في الكامل كتاب من األولى نسختي على حصلت قد وكنت لغته. في غناه في

فراهنت أحفظها، زلت ما وكنت القيس، امرئ معلقة تفعيالت على عروضي رهان إثر رائعة، طبعة في

با، كتا اقترح فقال: فيه، طامع وأنا عندي ليس والكتاب ثابت] [أحمد العامة أبها مكتبة في ألقاه كنت قا صدي

اكتب، قلت: أيضا، عنده ليس ألنه الكتاب نفس فقال القيمة في با مقار با كتا يقترح له وقلت الكامل، قلت:

كثيرا وأحزنني فأبى، يأخذه أن رجوته وقد بهزيمته، فا معتر بالكتاب لي عاد ثم بها وذهب أقوالنا، وكتبنا

هللا عبد أخاه أن ذكراها جدد وقد الكتب، تلك بين قلبه وكان مكتبته، احترقت الحادثة من بعيد غير أنه

كتب رواية وتحدث فيها عن حادثة احتراق البيت ومكتبة أخيه.

االستبداد طبائع وكتاب الحضارة، ومشكالت واإلسالم الطريق، في معالم قطب سيد كتب مثل با كت ولعل

العقاد، قدمها التي والشخصيات الذات، إلى العودة شريعتي علي وكتاب المودودي، وكتب للكواكبي،

الثقافية التطعيمات من العربية، بالحضارة مصطفى وشاكر وأدبها، بالعربية شاكر محمود واعتزازات

دراستي ومطلع الثانوية المرحلة نهاية وفي وسلبها. الذات تهوين في الوقوع من والعربي المسلم تقي التي

الكيالني ونجيب عبود ومارون الراشد محمد و الجندي أنور مثل: من رجال كتب السوق أغرقت الجامعية

نجيب وزكي العقاد لكتب الجديدة الطبعات متعة وكانت خليل الدين وعماد عودة القادر وعبد حوى وسعيد

لم منشورا كتابا له أترك لم بعضهم الكتاب هؤالء والندوي، خالد محمد وخالد الباشا الرحمن وعبد محمود

هارون السالم وعبد شاكر آل األخوان بها اهتم ماتعة كانت تراثية وأدبية سلفية لكتب تحقيقات وكذا أقرأه،

سوسة، وأحمد العلي، أحمد وصالح العمري، وأكرم غدة وأبو الشاويش وزهير األلباني صقر وأحمد

قليلة قراءة بحسب البعثيين أقدر يكن لم إن أقدر من –وهو الرزاز ومنيف زريق قسطنطين أعمال ثم

القومية- القيادة في عضوا وكان منافس بال المنيف الرحمن عبد فيتقدمهم الرواية أما الفكري إلنتاجهم

الممتعة األدبية والنصوص الخصوص على اإلسالمية الفكرية للنصوص وتقص تحد شعور هناك وكان

في ذلك الزمان، أو التي كان ينصحنا بها زمالؤنا ومن كان أكبر منا سنا وتجربة.

[مقاالت الثانوية. المرحلة في طالب وهو و«األغاني» العرب» «لسان قرأ أنه شاكر محمد محمود ذكر

العربية معرفة أهمية عن العلماء أحد قول رشيق البن «العمدة» عن أيضا هو ونقل .[(260/1) الطناحي،

العرب كالم تحقيق غير من ينبغي كما يفهم القرآن أن ظن "ومن القرآن: معرفة في وآدابها وأشعارها

يدرسنا كان أنه وأذكر .[ (289/1) الطناحي، [مقاالت مخطئ". فهو يجب كما وتدبرها أشعارهم وتتبع

ألزم الفرنسية اللغة بتعلم اهتم عندما إنه لنا قال رومانيا، من مسلم أستاذ والقديمة) (الجديدة التركية اللغة

جامعات إحدى من العربي النحو في الدكتوراه يحمل وكان وحفظه. الفرنسية، اللغة في قاموس بحفظ نفسه

تنقذ ال كلمات بضع إال منها معي كان ما زمن بعد تركيا زرت ولما التركية، تعلم حاولت وكنت القاهرة.

في مطعم، وال تجلب لي الماء!

بعضها وأعاد التراث كتب من قرأها هائلة كمية ذكر أن بعد الحكيم قال التراث كتب ودراسة حفظ وعن

المعنى هو ما بعد فيما "أدركت ترجمتها: وأهمية يا عالم المشهورة الكتب عن البحث عن وتحدث كثيرا،

بلغة األيدي متناول في الفكر وتراث الذهن آثار كل توضع أن هو المتحضر: والبلد للحضارة الحقيقي

البلد لكل مراحل السن". [حياتي، ص149].

الغرب في حية وصية وهي التعليم، ومشرفو المربون وعاها لو الحكيم توفيق من رائعة وصية هذه

والمتنبي؟! الجاحظ من طالبنا نصيب وكم توين، ومارك شكسبير من طالبهم نصيب فكم عندنا. وميتة

حسين قول فيه تحل هي أو كتبه في بالحلول يصاب قد القارئ أن ألنفسهم القراء وصف طريف ومن

كتب من واحد وأنني كتاب، أنني نا أحيا أحس وأنا حياتي، تمأل والكتب جدا، كثيرا أقرأ رجل "فأنا مؤنس:

تطلع حتى يعجبك تكتبه مما شيء وال وتبيض، تكتب وتظل الغد، في تبيضه اليوم تكتبه وما مكتبتي..

روحك". [حسين مؤنس، تاريخ موجز للفكر العربي، ص5].

بنص: منفعل لقارئ التعريف هذا ال مث خذ الجيد، الكاتب أو القارئ مثل الجيد الكتاب لك يصف وال

عاطفتك، أو عقلك يتحدى وال رأسك، شعر يحرك وال معارفك، في النظر تعيد يجعلك ال الذي "الكتاب

طبع وولف، لجون وأوروبا»، «الجزائر كتاب مقدمة هللا، سعد القاسم [أبو به". أولى المهمالت فسلة

الموسسة الوطنية الجزائر، ص8].

العلماء علم به وصف ما طريف فمن لطيفة، كمية بطريقة والمعرفة الكتاب الشخص يصف وقد

وقورن به، قول المتنبي يمدح أبا الفرج المالكي:

ف ق بها بال األرض في جن بال، ج أرض صدره *** ج أديب رست للعلم في

مثل بالقفوف؟ يكال الذي بالعلم يسخر كان فهل محسوسة، كمية إلى العلم تحويل وجميل لطريف إنه

وحددها الصورة له قرب فهنا نكتناه". وإال لك زان إن الجونة –ملئ- ملى حبك صاحبي "يا المثل: قول

من (إناء والجونة يراق، ماء وكأنها اإلناء، خارج تنكت أن يمكن قليلة الحب من كمية في واختصرها

الخوص) للخبز وللحب.

تروتسكيولم بليخانوف، وآراء كتب من بالسرقة بعضهم اتهمه وإن الكبار، والكتاب القراء أحد تروتسكي

الفكرية مسئوليته مرة من أكثر ذكر حياته عن كتابه ففي النوع، هذا من فظائع في مثله يقع أن أستغرب

وممن والحشد. الكتابة من قا متدف تيارا وحده فكان واإلقناع، والبناء للترويج يحتاج كان وأنه الثورة، تجاه

الروسية" الماركسية "والد عن األفكار»، «قوة كتاب من جدا طريف فصل [في برلين أشعيا بالنقل اتهمه

«االستغراب»، كتاب أقرأ كنت فقد اليهودية السرقات هذه وبمناسبة ص133-126]. بليخانوف، به ويعني

ولكن الروس"، "المثقفين عن كتب فيما برلين عن نقله إلى ال قلي فأشار اإلسرائيليين، اليهود الكتاب ألحد

والمعلومات األفكار من الكثير على تحفظ بال سطى قد «االستغراب» في المؤلف أن المزعجة الحقيقة

والثوري الرومانتيكي العصر في الروسية بالثقافة كبير وفهم علم له وبرلين برلين، عن له أشار مما أكثر

وما بعده، فكتاباته عن تلك المرحلة تكاد تكون حجة.

«حياتي»، كتابه في األولى وصراعاته الكتب عن ال جمي ال فص كتب فقد تروتسكي، عن للقول ونعود

[حياتي، الكتب. من أهمية أقل مكان لها كان واألشخاص األشياء وأن وشبابه، طفولته عن وتحدث

ومرات النوم، قبل ساعة ربع ولو القراءة في له يؤذن أن بإلحاح يطالب صغير وهو وكان ص59].

مما تولستوي، كتب فيها الكتب من كوم ومعهم لقريته وفدوا بالذين سعيدا وكان دقائق. خمس ولو يطلب

بياع مكتبة على قراءة أتى كان وأنه القرية» من «طفل في قطب سيد ذكره الذي الكتب بياع قصة ذكرني

من قادمة القرية في تزورنا كانت التي الكبرى بأختي شديدا فرحي كان كم أنسى وال آنذاك. الجوال الكتب

قبلها. وما االبتدائية الرابعة السنة في هذا وكان العربي»، «مجلة من أعدادا لي تحمل كانت ألنها "أبها"؛

القرى في البنات تعليم ألن القراءة؛ تتعلم أن في ورغبة للمعرفة، نا مدفو طموحا تخفي آنذاك كانت ولعلها

تحفيظ حلقات ودخلت والكتابة، القراءة فتعلمت طويل، زمن بعد أمنيتها حققت وقد آنذاك، موجودا يكن لم

القرآن الكريم وحفظت أجزاء كثيرة منه.

حمار الثوري وكازنتزاكي"اعتن ص518]: [المنشق، حياته لحظات آخر إلى التهاما الكتب يلتهم كان الذي كازنتزاكي يقول

كازنتزاكي -كان جيدا غذه كثيرا، ترهقه وال عالجه األرض، هذه على آخر حمار لروحنا فليس بجسدك،

ال تدخن؟) الحمير صارت متى (منذ كثيرا يدخن تجعله وال خمرة، له تقدم وال جيدا- تغذيته با غال يستطيع

تفكر، افتح عينيك، انظر ببساطة، تنفس بهدوء". [المنشق، ص257].

كتبت وإذا بمغزلي، أعولك وأنا العلم اطلب بني، يا قائلة: ليدرس أمه أرسلته -الذي الثوري سفيان أما

النبالء، أعالم [سير تتعن فال ذلك تر لم فإن الخير، في زيادة نفسك في ترى هل فانظر أحرف عشرة

المشوية، التيوس ومعه فيسافر يرى، كما الحمار هذا إكرام أهمية يدرك كان فقد -[(242/7) الذهبي،

على والبقاء العلم، على والصبر التهجد، مكابدة جلد على والصبر العبادة، على ليحمله حماره ويكرم

ألن يدعو وكان عمله". في زيد طعامه في زيد إذا الحمار "إن ال: قائ للصالة فقام وشبع مرة تعشى الطاعة.

تحارب التي السلبية الصوفية نزق يواجه كان ولعله واالستمرار، الجلد على يساعدها بما األبدان تكرم

البدن وملذاته ومقوماته. إن وقود الروح والبدن في غاية األهمية دون حرمان وال شره.

الحمير عن بالحديث العشرين القرن بداية في العرب كتاب من كثير اهتمام استغربت كنت وقد

كثر قبيله و نفسه الوقت في أنه وجدت حتى الحكيم، توفيق وبخاصة ولكتاباتهم، كتبهم لعناوين موضوعات

الحديث والكتابة وعناوين الكتب في اللغة الفرنسية عن الحمير!!

في المنادي وسمع بيروت) أو (دمشق للعاصمة جاء يا قرو إن قال: نعيمة ميخائيل كتب أحد وفي

ولما عليه، عرض ما كل ومن المحاشي أنواع من وتضلع فدخل المطعم، في الطعام على ينادي الشارع

وأن بتعزيره، أمرت والمحكمة للمحكمة، فحول ئا. شي يملك ال إنه فقال الثمن، لدفع طلبوه بالخروج هم

على فأخرج الشوارع، في بذنبه يعرف وأن الحمار، خلف إلى ها متج جحش على الشارع في يمرر

الجحش والطبول من حوله تدق فقال:

"أكل محاشي، وركوب جحاشي، ودق ياطبال دق!"

كتابه في والطرف الكالم في أبدع الذي العجيلي، السالم عبد الرقة كاتب صديق نفسها المنطقة ومن

كل وهاجر، الدنيا فاترك طناجر، الدنيا "إنما ال: قائ ويتفلسف المقهى في يجلس كان الذي الدربكة» «جيل

ما فيها طبيخ".

سارتر في كلماته

الجبائي، بيت في األشعري الحسن أبي نشأة كانت كما جده، كتب بين فنشأ نهما، ئا قار جده كان سارتر

وفي البيت. في أقران أو أخ له يكن فلم والوحدة، العزلة من للقراءة يهرب سارتر وكان وقرأ. فقرأ

"كان الصحبة: هذه عن قال قارئان، وأنهما يتيمان أنهما به جمعه الذي بركو بصديقه التقى المدرسة

برنامجه كان ألمانيا في كان ولما ص110]. [الكلمات شيء". كل قرأ بأنه الخصوص على فخورا كالنا

األنصاري، جابر [محمد «الغثيان». كتابة يبدأ الخامسة وفي الثانية، إلى الصباح من الفلسفة يدرس أن

انتحار المثقفين العرب، ص142].

بالقراءة زبانيته وألزمنا به. واإلعجاب نفوذه أواخر شبابنا في عاصرنا فقد خبره، من عليك أكثر لن

حياته. وطريقة وأفكاره بشيخهم، التأثر في بعيدين يكونوا أن ما مفكر أتباع من تتوقع وال يوم. ذات له

سقط مشينة قدوة أو الثقافي، منبعه في شديدا تعكيرا هناك أن أدركت با اضطرا يعاني يا عرب رأيت وكلما

إنهم وفكره. عقله ابن يكون أن يملك اإلنسان أن يزعمون الذين من ودعك منها. ينفك فلم تبعيتها في

أو الذاكرة في منه انطبع إال نصا شبابك- في -خاصة تقرأ ال فإنك وعباده، كونه في هللا لسنة يتنكرون

في بضاعتهم تركوا المؤلفين هؤالء ولكن بها، تبصر أو ترها لم ربما هناك، زاوية في الخلق، أو النفس

قلبك وعقلك ورحلوا.

ثم أعمارهم، مطلع في شبابها في ثقافتها غرس على تحرص والقديمة المعاصرة األمم فإن ولهذا

تتركهم فيما بعد أن يرشدوا وعيهم بما شاءوا.

أشفيتشر أسرة من وهو ألمه)، جده بيت (في أمه كنف في عاش أنه «الكلمات» كتابه في سارتر يذكر

وسارتر ألماني وهو الحضارة»، «فلسفة كتاب صاحب الشهير، الحكيم القسيس الفيلسوف الموسيقي

قيمة سارتر يعط ولم واللورين). (اإللزاس مستمر خالف عليه حدود على إقليم من ال أص ولكنهم فرنسي،

مثل أشفيتشر كتابات في واجد أنك غير القرابة. تستحق بما عنه يتحدث ولم الشهير، للفيلسوف مهمة

النفسية الرجل رحلة في المعرفي طموحك بعض يروي ما المختصرة و«مذكراته» الحضارة»، «فلسفة

التربوية اهتماماته في لتولستوي تكرار فهو هنا)، أعماله وبعض لمذكراته نعرض (وقد الغريبة والعقلية

والتبشرية.

الدائم، بعناده ألثقلني أب لي كان "لو بقوله: والده من فانتقم األب، من بالحرمان يشعر سارتر كان

قانوني، المستهجنة عاداته ومن كبريائي، ضغائنه ومن علمي، جهله ومن مبادئي، أمزجته من وجعل

نا إنسا سأصبح كنت ألني كتبت؛ كنت لما طفولتي، لتغيرت ال ما لي ترك كان "لو يقول: ثم في". ولسكن

أمه وكانت 1993م]. القاهرة شرقيات، دار صابات، خليل ترجمة: ص46، الكلمات، [سارتر، آخر".

تقول له: انتبه.. إننا لسنا في منزلنا. [الكلمات ص47].

مرعية، واضحة قاعدة لي يبدو فيما هناك ليست سارتر؟ يصور كما ابنه على سيئ أثر دائما لألب فهل

طائفة كل من األفذاذ من فكم ابنه. وجه في األفق سد أب كل وال نابغا، كان أب بال نفسه وجد من كل فما

وكل أنموذج! وخير للناس وللقراء أن يحذروا من بعض قواعد السلوك التي يطورها منحرفون.

الحاكم فاستدعى باديس، ابن بالشيخ فرنسا ضاقت قال: بالجزائر، العارفين األصدقاء أحد لي ذكر

ابن الشيخ االبن سلوك من يغير أن الحاكم عليه وألح الفرنسيين، من ابنه على يخاف والده وكان والده،

وال يبره، أن يلزمه الذي والده موقف من محرجا الشيخ خرج ولما ال، طوي ابنه مع األب فتحدث باديس،

بنفثة فخرج ال، عق وال شرعا ذلك يقبل وال الفرنسيين، من الخائفة أو المحابية والده مواقف االبن يرضى

مصدور يقول: اآلن أدركت حكمة هللا من أن يكون الرسول ملسو هيلع هللا ىلص يتيما!

ال والواقع التاريخ وشواهد لالبن، نا عو األب يكون فقد للبعض، يخيل كما مطردة قاعدة هنا ليست

ولم الميت يحقرون سارتر وقوم واالحترام. األدب بقاء مع ولكن ذلك، خالف نا أحيا يكون وقد تحصى،

يعرفوه، فأنى للحي من جميل أو بر عندهم!

في باضطراب مصاب إني أصدقائي من النفسيين المحللين أحد "وقال أصدقائه: أحد عن ال نق ويقول

طبعي". ثم يستمر في شرح هوسه ومرضه واستغراقه في عمله «الكلمات». [ص112].

أوجد أكن لم الكبار، من بها أهرب وكنت الكتابة، في وجودي "كان فيقول: بالكتابة اهتمامه ويصف

سارتر وكان ص72]. [الكلمات، عمره. من الثامنة نحو المبكرة، طفولته منذ يكتب وكان ألكتب." إال

دون يوم ينقضي ال ذلك؟ غير عمله يمكن الذي وما أكتب. مازلت إني يقول: كما يوم، كل بعد فيما يكتب

عجزنا، اآلن أعرف وإني ال، طوي نا زم فا سي قلمي حسبت لقد مهنتي. إنها ثم عادتي، هذه سطرا، أخط أن

مرض من يخلص المرء إن كذلك.. مفيد وإنه ذلك، من البد با، كت أؤلف وسوف أؤلف إني اليهم. وهذا

عصبي ولكنه ال يبرأ من نفسه. [الكلمات، ص122].

محمد ذلك [نقل يساويني". الذي الرجل أبدا أقابل "لم قال: فيها، يا مغال بنفسه فخورا سارتر وكان

بكالم أشبه بنفسه غروره في كالما وقال ص143]. العرب»، المثقفين «انتحار كتاب في األنصاري جابر

المتنبي، فما الفرق بين قول المتنبي:

دهر منشدا" بح ال أص قلت شعرا إذا ئدي *** قصا ال من رواة إ دهر "وما ال

التداول سهلة كبيرة تعويذة فأنا عني؛ يتحدث أال أو ينساني أن أحد يستطيع "وال سارتر: وقول

تحفة األنظار لماليين بالنسبة نفسي من وأجعل وفريدة، عالمية لغة األلسنة كل على وأنا ومرعبة..

وأكتشفت تبقى، الكتابات ولكن تزول السيف ضربات إن شيء: كل موهبتي غيرت لقد بالدراسة.. جديرة

هو- يرى -كما نا إنسا الصدفة جعلتني لقد نفسه. عطائه إلى يتحول أن يمكن اآلداب في المعطي أن

أحل وأن برونز، من حروف في وضميري رسالتي صب من أتمكن سوف با، كتا الكرم يجعلني وسوف

أكون أن وأخيرا البشري، الجنس على ملحة فكرة أصبح وأن تمحى.. ال كتابات حياتي ضوضاء محل

نفسي أسلم ثم يبلى، ال جسما نفسي بإعطاء أبدأ سوف شيء. كل وعن اآلخرين وعن نفسي عن فا مختل

الكلمات، في هذا المجد جسم أنحت كي ولكن الكتابة، تجلبه الذي السرور أجل من أكتب لن للمستهلكين.

لم أعد أفكر إال في هذا المجد ال في هذا الموت أبدا". [الكلمات، ص96].

من قا واث كتبي، ألمأل يلزم ما إال ورغبات آمال من لي وليس نهايتي، إلى وئيدا أذهب "فأنا يقول: ثم

إال يأخذ ال الموت أن ومن مؤلفاتي، من مجلد من صفحة آخر على تسجل سوف قلبي من نبضة آخر أن

تا". [الكلمات، ص97]. مي

جبرا إبراهيم جبراقرأت ولما األميرات»، «شارع سيرته في أشار كما الزواج به جاء وإنما يسلم، لم جبرا أن توقعت

أجمل األميرات» «شارع أن كما والكتابة، القراءة في أفكار من جمع ما خير من -وهو النمرة» «معايشة

شديد، بإعجاب الخطاب بن عمر عن يتحدث وجدته ثم هللا:﴿اقرأ﴾، "قال ويقول: يذكر رأيته إبداعاته-

ولو قا صاد مسلما كان ربما أنه أتوقع جعلتني بعمر اإلعجاب مسألة غير جدا قليلة وهناك هنا ونفحات

فإن دينهم، على وال المسلمين على يحقد وهو مات جيله مصائب رغم أتوقعه وال األخيرة. الفترة في

بلساننا، كتب سعيد إدوارد أن تمنيت وكم بها. وكتب وثقافتها للعربية المحبة من قا عم ترك فقد يسلم لم

يا، عقل استعمارا العالم أحرار يراها الوافدة فاللغة أهله! عن به وغربت قتلته التي العجمة من سلم قد وأنه

دوما شكونا األفارقة الكتاب نحن هو: "السؤال يقول: الحقيقي. لالستعمار تماما مماثلة واثينجو ويراها

الكتابة في باستمرارنا لكن نا.. حس أورو-أمريكا. مع النيو-كولونيالي والسياسي االقتصادي االرتباط من

الراضية الخانعة النيو-كولونيالية الروح تلك نديم الثقافي المستوى في ألسنا ومبايعتها، أجنبية، بلغات

بد ال إفريقيا إن يقول وكاتب االستعمار، من لها بد ال إفريقيا إن يقول سياسي بين مالفرق باالسترقاق؟

بكل اإلنجيل- -وخاصة الكتب وفر وكيف والتبشير االستعمار الى يشير ثم األوروبية؟". اللغات من لها

اللغات وبكميات غير محدودة حتى في أصغر لغة إفريقية. [تصفية استعمار العقل، ص50].

ويكتبه كتابه المؤلف يترجم ال لم ولكن العربية، األسواق من أحسن للكتب األوروبية السوق ولعل

وقت فرنسية رواية أحسن دهمان أبو ألحمد «الحزام» رواية كانت فقد ذلك صعوبة ورغم بالعربية؟

وكانت العربية، اللغة في كتابة إعادة بل رائعة، ترجمة ترجمها ولكنه األولى، الجائزة ونالت صدورها،

في غاية الجمال والتعبير عن مجتمعه.

عبقري يستعد

يغامر أن ومشاعره قلبه على غالبة رغبة تحدوه أبيه، بيت من هرب صغير فالح تونج تسي ماو

السياسة المعرفة، كل للمعرفة، المتعطش ذكاؤه فانطلق الجامعة دخل ثم منظمة، غير دروسا تلقى ويتعلم،

قرار إال المرحلة هذه في نظاما أيضا يتبع لم واالستراتيجية. والشعر والفلسفة، واالقتصاد والتاريخ

قطعتين ليشتري دقائق بضع إال الكتب عن نظره يرفع وال با، ع العلوم يعب كان والتعلم، بالمعرفة االلتزام

بالده في والفالسفة األدباء كبار مصنفات يقرأ أن واستطاع اليومي. طعامه وهما األرز، حلوى من

الكبار، وفالسفتها القدماء الصين كتاب من غريبة بقائمة أشغلك أن من خوفي (ولوال الغرب بالد وفي

ولو تسو"، "سن إال منهم أعرف أكاد ال ألنني بأعمالهم؛ دراية دون عنه، منقولة لهم أسماء لك لذكرت

الفالسفة قائمة ومن خبرة). دون المصادر ومن األسماء من قائمة لكانت بأسمائهم قائمة لك ألكتب ذهبت

وقرأ ومونتسكيو، وروسو، ومل، وسبنسر، وداروين، سميث، آدم تراثهم: قرأ إنه قيل الذين الغربيين

في كالوفيتز كتاب فقرأ ولينين إنجلز ثقافة عليه وأثرت العالم، ومن بالده من الرجال مشاهير تواريخ

العربية اللغة إلى ترجم الكتاب [وهذا الحرب». «عن أو الحرب» «في الشهير الحربية االستراتيجية

المصير بعظمة يشعره عقله غياهب في مبهما حدسا وكأن جبارا، نفسه بناء في جهده كان مرتين].

البدنية الرياضة يمارس راح إنه حتى الحرمان، ولتحمل الطويل للصراع يتأهب وأخذ ينتظره. الذي

المشقات. احتمال وتعود والهواء والمطر للبرد والتعرض والمشي، للرياضة أساليب وابتكر باستمرار،

بها يفكر يكن لم زمانه في وغريبة نادرة فكرة وتلك زمالئه، من زمرة مع طويلة مسافات يجري وكان

الطويلة الرحلة وتلك النابغ، الغريب مستقبله ثم لمجلة، تحرير رئيس وأصبح مكتبة، مبكرا وأنشأ الناس.

القاسية، الكهوف في المهمة كتبه ألف وقد الكهوف، في وسكن كيلومتر، ألف 12 األقدام على يا مش

بونة، غبريال والثورة، العصيان [حروب الجديدة». و«الديموقراطية المطولة»، «الحرب كتاب مثل

ص238-244، بتصرف].

كثيرين، مثقفين عند ذلك تجد بدنه ورياضة الطويل ومشيه تونج تسي ماو رياضة في رأيت وكما

اليونان، وفالسفة ورسل توينبي مشى كثيرا ماو مشى وكما والعقل، البدن لصحة الرياضة أهمية عرفوا

جهة من أجداده أرض في كثيرا مشى البارع، األدريب كزنتزاكي نيكوس فلسفة وأقلهم آخرهم ومن

ص141]. غريكو، إلى [تقرير الرياضة. فيها تبدأ التي اللحظة من تبدأ الحضارة أن يرى وكان أمه،

مجتمعه لخدمة يستعد الحر اليوناني الرجل كان حيث اليونان؛ في الرياضة حول مهمة مالحظات وله

حضارتهم في العبد جسم أما الترف. عن بعيدا والجسد، العقل بين نا مواز الروح، يقظ معتدل، كامل بجسد

ومن الوحشية من بدئها في حضارتهم وتخلو الحياة، من مستبعدا نا، بدي أو الجسم نحيل فيصورونه وبدايتها

الروح وأصبحت والعقل، الروح فارغ وحش إلى الرياضي تحول االنحطاط عصر في ولكن الخالعة،

ثيران آكل ضحلة وثقافة ضخم بجسد يعيش الرياضي أصبح أحدهم، حذر كما الرياضة، من خطر على

إلى [تقرير الواقعية. من بمزيد األجساد يصورون الفنانون وراح الخليعة، المرأة وظهرت خمرة، ومدمن

من قاله ما ذلك يقابل ما. أمة عند احتضارها في الحضارة فن هو الواقع" "فن وكأن ص143]. غريكو،

في كازنتزاكي ردده ما وهو ويقظته، ضمير واشتعال روحية، قدحة الحضارة فجر أن من توينبي قبل

منطقة كل اليونان طهر "بكفاحهم يقول: الذي ابنها يدرسها لم كما اليونان درس توينبي ولكن اليونان، فجر

الطبيعة حولوا المنظمة والعواطف وبالجمال المحدد، جوهرها يشكل الذي السامي للمعنى وأخضعوها

أعماق في الباردة الروح واكتشفوا والحجارة، والتراب العشب أزالوا ميتافيزيقا، إلى منطقة لكل المادية

نا وأحيا أسطورة، نا وأحيا فخم، معبد هيئة في نا أحيا الروح هذه يجسدون كانوا أرضها، وتحت المنطقة

أخرى في إله طبيعي". [تقرير إلى غريكو، ص140].

نقول فهل سارية، روحا عصر لكل وأن العصور، أرواح عن الفالسفة بعض حديث من متأكدا ولست

للعامة عصر خاصة، وأخرى عامة وروحا وقومية، وروحانية، أخرى، وعقالنية مرة، ثورية روحا

وعصر للشعراء عصر للفقراء، وعصر التجار عصر للشاذين، وآخر للنساء عصر للخاصة، وعصر

في يسبحون وهكذا للديكتاتورية؟ وآخر للديموقراطية عصر الخبراء، وعصر المثقفين عصر للروائيين،

تقسيمات مريحة، وكأن طبيعة االنسان تتغير!

ومن العارضة، بالموضات أشبه بالعالم تمر ومفاهيم موجات والمواقف عندهم فلألفكار وهكذا..

فقالوا: العربية، البالد إلى العرب بعض نقلها وقد الروحاني"، و"الشرق العقالني" "الغرب موجة ذاك

نفس هي هاشم» أم «قنديل في حقي يحيى وفكرة فلسفي. عقالني والمغرب صوفي، روحاني المشرق

خاصة. المسلمين بالد وفي الثالث العالم بالد في العشرين القرن من األول النصف في سادت التي الفكرة

من وكان ذلك، بعد قصير غير لزمن سادت التي وهي المادي، والغرب الروحاني الشرق فكرة وهي

وجبران الحكيم، وتوفيق نعيمة، وميخائيل إقبال، محمد أفكارها: بعض ومروجي المدرسة هذه أشخاص

وتلك الشرق». من «عصفور في الحكيم توفيق على سيطرت التي الفكرة نفس وهي جبران، خليل

منصفة خالصات وليست والغرب، الشرق بها ملخصا فرانس أناتول عن يسوقها التي الفكرية الخرافات

فشله من ويهرب اآلخرة، في يأمل فهو الدنيا في أفلس الشرق أن يقرر عندما وبخاصة صحيحة، وال

وإفالسه في الدنيا إلى اآلخرة!

المدن في لألحياء نقله يسهل وقد الواحدة، والدولة لإلقليم نا أحيا ينقل السابق الطريف التقسيم وهذا

والقرى لتكتمل روح التصنيف الكسول المريح.

نيتشهوال أجرأها، الصراحة من بلغ الفكرة. تغليف أو الكتابة في للتكلف البشرية عرفت من أعدى نيتشه

نفسي، عن أستره أن أحب مما كتابته في وكم والقوة. والوضوح العنف بهذا كتب من البشر في أن أعلم

الكبار، بصفع كفيل فهو للمتنبي، قرأت نفسي تعذيب أردت إذا يقول: صديق لي كان وقد بالناس! فكيف

ومن ال والد له يوجهه.

المتظاهرين أو الصالحين الرجال ويحرج فيكشفها، النفس خوافي إلى زرادشت "يتسلل نيتشه: يقول

قلبه". وينقلب راحته تتصلب أن بد وال الحياء، بفقد مهدد الهبات بذل على يستمر من إن فيقول: بالصالح

من عرفت "لقد فازدروها: مواهب لهم كانت الذين الرجال عن ويقول ص134]. زرادشت، تكلم [هكذا

فعاشوا سامية، أمنية بكل هزئوا حتى لبثوا فما األماني أسمى سيبلغون أنهم على طالئعهم دلت كراما الناس

فشلها شهدوا إال خطة عن صبيحتهم في أعلنوا فما تظهر، أن قبل رغباتهم وتموت أمامهم الوقاحة تسير

لنيتشه فرنسي دارس فهمه مما البطل لسلوك تلخيصا العروي ونقل ص69-68]. [السابق، المساء". في

ال يراوغ، ال يتساهل، ال الظروف، كانت مهما لها يا وف ويبقى الحياة، في قا طري البطل "يختار بقوله:

[أوراق، منه". تنفجر بل المأساة تعترضه ال نقي، صفي متشدد عنيف بالتعريف البطل يهادن، ال يتهاون،

الكامن البطل عنك تدفع أال فيك وأملي لك بحبي "أستحلفك يقول: الكامن البطل عنوان وتحت ص32].

في نفسك، إذ عليك أن تحقق أسمى أمانيك". [هكذا تكلم زرادشت، ص69].

أنثى، الحكمة ألن مستهزئين، أشداء تريدنا بشيء، النبالي نا شجعا الحكمة "تريدنا يقول: الحكمة وعن

وال يحب األنثى إال الرجل المكافح الصلب. [السابق، ص65]

قرن مر وإذا بشيء، القراءة يخدم ال يقرأ من ألن كسول؛ قارئ كل أبغض "إنني يقول: القراءة وعن

الكتابة وعن ص64]. [السابق، التفكير". من النتن روائح تتصاعد أن من بد فال القارئين طغمة على آخر

بدمك اكتب دمه، بقطرات اإلنسان كتبه ما إلى إال نفسي تميل فال كتب، ما جميع أستعرض "إني يقول:

با. [السابق، ص64]. وستعلم حينئذ أن الدم روح، وليس بالسهل أن يفهم اإلنسان دما غري

شوبنهورلفساد وكان للعدم، قا وعش المرأة، وكراهية الحياة، في شكا وأكثر ال، ومكتم مجموعا البؤس هو شوبنهور

ودروس الجامعة في قرينه هيجل كان أن الجافية الطبيعة وزاد للنساء، الكارهة نفسيته على كبير أثر أمه

من شيء على هيجل وكان فارغة، شبه شوبنهور وقاعة بالطالب مليئة هيجل قاعة كانت حيث الفلسفة

عشر التاسع القرن أواخر في انتصرت كتبه أن غير قاتل، إلحاد مركب يعيش وشوبنهور روحاني، إيمان

يجمعهم والملحدون نيتشة، فيها يشاركه وعدمية وماركس، هو قاده الثقافي بؤس انتشار مع موعد في

ولعل العالم، في والبؤس اإللحاد بنشر قناعة وتقودهم المسيطر، العبثية يقين بسبب الشخصية، الحياة بؤس

عالم فرانكل بعد فيما أكدها رؤية وهذه آخر، بجزاء أو لحياة مستقبل من باليأس مرتبط الشخصي البؤس

على المقبل فتمتع المستقبل من اليائس تمتع ولو هتلر، أقامها التي اليهود معسكرات في تجربته من النفس

عارضة جنسية فلضرورة المرأة عشق ولو لهم، يتركه يحب وال للناس يذكره خير بال أسود، مظلم عدم

يرمي بها للعدم بعد وقت كيف وهي مصنع الحياة واستمرارها وهو يكره ذلك أشد الكراهية.

نانسي نشرت وقد عاصر. ومن لحق ومن بيكيت صموئيل مثل به وأغرقوا هؤالء نشره بؤس وهو

هؤالء وراء تنساق كادت وقد اليأس، أساتذة كتابها: في طريف باستقصاء المالحظات هذه هيوستن

أما كالبشر وعاشت وأنجبت أخرى إجتماعية حياة لنفسها وبنت فارقتهم ثم زمنا المنعزلين الملحدين

إناث بوجود يؤمن [هل الذكور والمفكرين الفالسفة بأن فأكثر أكثر الشعور يراودني عنهم" فتقول أؤلئك

من وقلقا إحباطا أكثر جنسا حدة على جنسا يشكلون مذهبه] على خروج هذا مفكرات؟ أو فيلسوفات

مصطلحات خالل من للتفكير يميلون أيضا هنا الموت، من خوفا أكثر الخصوص وجه وعلى اآلخرين

إنساني من مزيج دائما هي التي بالحقيقة المرور دون الحيواني إلى الميتافيزيقي من قافزين متطرفة

خاص من كليهما إما أننا كل شيء أو ال شيء"

الرحمن وعبد نيتشه –تذكر عائلة بال وحيدا براحة للعيش تكفيه ثروة يوفر أن المثقف على أن يرى وهو

إذ اإلنسانية بالحياة المرتبطة والعذابات البؤس من تعفيه التي الحصانة يمثل ما فهذا مدرسته- تلميذ بدوي

ويبدو مخادعة، خارجية بقشرة إال أفكارهم تتغير ال الموت إلى يولدون منذ واحدة طبيعة من الناس يرى

تمجيده مع قارنه اإلنسان، على المسيطر هو الضجر يرى وهو البشر، عن وعزلته وحدته بسبب هذا أن

من أن شوبنهور ويرى الضجر. من التخلص اإلنسان غايات من أن حزم بن رؤية مع وقارنه للوحدة،

األجدر اعتبار الناس جمادات، وعليه أن يتعود الصبر على الجمادات.

يتعاطون الناس "بات :1880 عام أحدهم قال كما عشر التاسع القرن نهاية فرنسا في كان شوبنهور

أو صداقة وصحبتهم البشر عن وتخلى وحيدا عاش شوبنهور المورفين" يتعاطون كما شوبنهاور

الزمن في ويجسدونها األوروبية األدبية القيم يحددون الذين اليأس أساتذة صنع "إنه زواج أو معاشرة

انتزاع ونشواته، الجسد قيمة من التقليل إياه، وتعليمنا الموت تعلم هو المشترك برنامجهم المعاصر

الذكي واألمومي المفكر، المؤنث إنكار الحب، صلة وخصوصا الصالت أشكال من شكل كل من النفس

الحياة على القضاء واحدة: بكلمة وتشويهه والعابر والهش والحساس والحي والمفاجئ المتحرك والزمني

2012م 1433هـ ظبي، أبو السويركي، وليد ترجمة كلمة، هيوستن، نانسي اليأس] اإلنسانية."[أساتذة

65-61 ص

بين منصوب حبل إال اإلنسان "ما به، ويبشر يصفه كثيرا عليه وقف كما اإلنسان فوق اإلنسان إنه

فارس، فلكس ت زرادشت] تحدث [هكذا الهاوية" بين المشدود الحبل فهو المتفوق، واإلنسان الحيوان

35 دار القلم، بيروت، ص

الفصل الخامس: بيت في مدينة األدب

مستوى في جيدة أخرى با كت تكتب لم لماذا صالح: لـلطيب قال أحدهم أن مهاجراني هللا عطاء من سمعت

على حريصا كنت فقد مثله، آخر كتاب كتابة يمكنني وال لي كان ما قال: الشمال»؟ إلى الهجرة «موسم

صغيرا تا بي األدب مدينة في بيتك يكون وقد المدينة، هذه في بيتي وهذا األدب، مدينة في بيت لي يكون أن

جدا، ولكنه من األلماس! فال عيب أن يكون لك في عمرك عمل واحد فقط، ولكنه عمل متميز.

ثم جدا، كثيرا يكتبون أنهم العالم- في المفكرين كبار من ربما -وهم شقائهم من الكتاب بعض ويرى

األخرى الكتب تلك يقرءون ال الناس إن بل هذا، فقط وليس صغير، ربما واحد بكتاب إال أحد يذكرهم ال

وفي شيء، كل كانت المقدمة ولكن القراء، من ندرة إال به يهتم لم تاريخ في تعب خلدون فابن الكثيرة،

أن تجد ثم وغيره، المنطق في مل كتبها التي المجلدات لترى الكتب رفوف بعض أمام تقف اإلنجليزية

ولكنه صغير بكتيب يكلفون وتجدهم أهميتها. لقلة ربما ولكن تخصصها، بسبب ليس بها، يهتموا لم الناس

يفكروا لم لكتاب ليستعدوا الجهد هذا كل يبذلوا أن هؤالء على كان فهل ،« الحرية «عن كتابه مثل جوهرة،

سيد فعل كما ماضيهم، الناس وتنسي تنسيهم أعمارهم أواخر في با كت أو با كتا يكتبوا أو كتابته؟ في كثيرا

العمر خالصة الخالصة، إنها أم ماركس؟! فعل وكذا طبعها، إعادة عدم طلب فقد القديمة، كتبه مع قطب

والجهد والفكرة والخيال لفرد يعبر ويترك معلما في مدينة األدب؟!

غربةالذي بدانتي مرورا عصرنا، إلى أوفيد منذ وأعبقه الشعر أرق فكتبوا قلوبهم، أوقد الشعراء اغتراب

في امتحن الذي العبقري ألن له؛ نا وط كله بالعالم فاز إنه إال موطنه خسر وإن "دانتي توينبي: عنه قال

التاريخ، [دراسة اإللهية»". «الكوميديا العمر عمل منفاه في أنجز حبه في امتحن بعدما السياسية مبادئه

.[(385/1)

غربة هناك ولكن العمل، اغتراب يعني كان وإن االغتراب عن با كتا يكتب ماركس جعل الذي ما ترى

ومفسرا والعلمية، النفسية النوازع هذه رصد في والمؤثرة المهمة الكتب من عد حتى حياته، في شديدة

عن الدين» «هذا و الطريق» في «معالم في يكتب قطب سيد جعل الذي وما اإلنسان. عمل من كبير لجزء

بين للتفريق ويؤسس اإلسالمية، المدارس أتباع من عدد بين شاعت ألفكار ويؤسس الشعورية"، "العزلة

لألخرى! إحداهما توصل أن وحبذا العزلتين، بين الطريق ورسم التامة"، و"العزلة الشعورية"، "العزلة

فيما ولتصبح الجحيم»، أصحاب مخالفة المستقيم الصراط «اقتضاء عن يكتب تيمية ابن جعل الذي وما

وهو تيمية) (ابن فيه يفكر كان الذي وما للقحطاني؟ العنوان بهذا كتاب في كما والبراء» «الوالء بعد

يخرج من بين البيوت، رافعا صوته ببيت المجنون:

يا ل ر خا نفس بالس أحدث عنك ال لني *** لع يوت ب بين ال أخرج من و

وعن والخلطة»، «العزلة عن كتب العودة وسلمان صحيحا؟ تكرارها أو للحادثة القيم ابن فهم كان وهل

المفاهيم هذه بين وكم والهجرة"، "الغربة في ال جمي كالما شريعتي علي كتب وأيضا االغتراب"، "مكافحة

العزلة ويمارس الناس، من يهرب الغزالي جعل الذي وما والعزلة؟ االغتراب وبين وخالف تآلف من

"ال ويقول: العزلة، خطأ عن ذلك بعد ليكتب ثم وأقالمه أوراقه مع كازنتزاكي نيكوس واعتزل يا؟ عمل

وأوهامك، وضعفك عجزك بكل تعال الناس، مع كافحت إذا إال تسمو لن وحدك، شيء صناعة في تأمل

بـ«المنشق»، وسمته عنه، المسلي المديد كتابها في زوجته أوردت [هكذا بالكفاح". منها تتخلص سوف

النص من صفحات ثالث قبل امتدحها التي العزلة، عن السابقة فكرته عن يرتد جعله الذي ما ص66].

السابق حيث يقول: "إن أفلت من شراك المجتمع استمتع بالصمت العميق والنعمة".

وناقدة، رائعة لمحات في وصف كما والعزلة، االغتراب نوازع مكافحة الجوزي ابن استطاع وكيف

سمات لمح لقد الخاطر»؟ «صيد أسماها التي الجميلة الثقافية مذكراته في المثقفين طريق على رماها

أحدهم الجوزي ابن سأل فقد قالوا. كما للعبادة المنقطعين المعتزلين أولئك وجوه على والتكبر الوحشية

ويعتزل، الوقت لبعض العالم يهجر ألن كبير وحافز حنين يدفعه من سؤال وكان وطولها، عزلته عن

بخالف الجواب وجد ثم العزلة. وراء كانت أخر شهوات بأن له أوحى بما العابد المنقطع ذلك عليه فرد

تدفع قد الروح دوافع ألن بعزلته، وتكبر فخر على بل خير، على يدل ال المسئول حال وكان تمناه، ما

لالنحراف!!

خلطة بعد كانت فقد الفارابي، عزلة وأيضا صحيح، والعزلة المخالطة موضوع في كازنتزاكي وكالم

ومعاناة طويلة للمجتمع، يقول الفارابي:

فاع ت بالحكمة ان ليس و نكسا زمان أيت ال ما ر ل

ه صداع ل رأس ل وك مالل ه ل ئيس ر ل ك

ناع ت لة ام ذ به عن ال تي وصنت عرضا بي لزمت

قاع ب هم ال فرت من أق قد قوم قول ني من ع ت أج و

ورحالت متعة، والصحراء الغرفة في وعزلته عالج، الغزالي وهروب صحيحة، تيمية ابن وعزلة

ولذاذة، رقي لشهوته الجوزي ابن ودفع معاناة، للغربة العودة ومعالجة وعمل، راحة وفيتجنشتين لينين

وخلط القصص والدوافع واألنواع أجمل، لنحصل على اإلنسان الذي يحاول أن يكمل فينقص.

العزلة، يصف كيف يعرف ال لمن معاناتهم شرح في صراحتهم في للقراء المثقفين شهوات ذكر وقيمة

بهم فتهوي يمارسونها وقد ومضل. وممزق كبير الضعاف على العزلة فضرر يمارسها. كيف يعرف وال

في قاع سحيق، وتكون مدعاة لليأس واالنتحار.

فيتشرد، الرضا وعدم الطموح بقلق وتصيبه همته، تؤذيه من العالية الهمم وذوي الكبيرة النفوس ومن

ورغبته وتفرده، ذر أبي همة كانت ذلك قبل ومن وقلقه، الثوري سفيان اإلمام لتشرد العلماء عجب وقد

الرسول أشار وقد غيرها. على طبقة فيه تتعالى وال الناس، فيه يتمايز ال والذي األمثل، المجتمع قيام في

سمات السمات، بهذه المتحلين العلماء من عصره وحيد فكان سفيان أما عقله. وتميز ذر أبي ملسو هيلع هللا ىلصلتميز

ألف ولكنه ومزعجة، صحيحة وهي له الخليفة مطاردة األمر فليس مكان، كل في القلق المعترض المثقف

عبد القريبة األمثلة من ولعل وغيرهم. المسلمين من كثيرون الحديث العصر في ومثله التشرد. هذا بنفسه

الرحمن بدوي، الذى كان شعوره بنفسه وتقييمه لها فوق إمكاناتها.

يقولها، أو بها يؤمن التي الجميلة األفكار بين انسجاما يكون أن يستطيع اإلنسان كان لو نتمنى كم

وقذارته الفرج أبي سيرة قرأ فمن كثيرة، أحيان في هذا يحدث ال لألسف ولكن يمارسه! الذي والسلوك

وابن لحاله، عجب وحكمه حيان أبي كتب قرأ ومن سواقطه، رغم الجميل الكتاب هذا يكتب أن استغرب

ص210 [من خلدون». ابن «منطق في الوردي مثل الشديدة بالمعابة تاب ك فيه ووقع ال حا أشنع خلدون

في قارة الطباع تلك ولكن أفعالهم، أقوالهم تخالف ممن عددا، يحصى ال ما الغربيين ومن .[213 إلى

ثقافة بعض الشعوب.

وهذه قطيعة شنيعة بين السلوك والفكرة، وقد تودي بسالمتها والثقة بها وبقائلها!

عامة الناس وعامة الكتب

يبنون الذين هم الناس فعامة الكثير". منهم يخلق لذا الناس؛ عامة يحب هللا "إن لينكولن: إبراهام قال

صانعو السالم، ورعاة الحروب وقود هم العباقرة، وينجبون األسواق، ويعمرون ويملؤونها، المساجد

زهرة والوعاظ، الخطباء جمهور والكتابة، القراءة محترمو والمآتم، األعراس مقيمو ووقوده، السالح

يتساءل: «اإلنجيل» في «اإلنجيل»، في كما ملحه إنهم المجتمع؟ في هم فمن القراء أما وفكاهتها. الدنيا

أن حين في العاقلة، هي الجماهير بأن فيقول ذلك في شديدا ماو كان وقد نصنع؟". ماذا الملح فسد "وإذا

المثقفين صبية وأغبياء. [اليوم األول في العالم، هان سوين، مترجم، ص57].

لكم، وموجهون لقولكم نقاد منهم سيكون أن وتأكدوا لقولكم وقربوهم النقد، الناس عامة على فهونوا

ألنهم القدرات؛ ذوي نغمط وكم ألعمالكم. مقدرون ومحبون للمسيرة، مصححون لنظرياتكم، ومعدلون

واحذروا أيديكم. بين لما آخر عالما لتروا ال قلي ولو با جان القراء مقاييس فدعوا مقاييسنا! مع ينسجمون ال

الهمة»، «علو كتابه المقدم إسماعيل محمد الشيخ بها مأل والتي السلف، بعض عن تردد التي الكلمات تلك

سألت ولو هذا. نحو من فا وهر األسعار، ويغلون الدروب، يضيقون الذين وأنهم العامة، من التحذير من

القول هللا رحمكم فدعوا كليهما! من أو عامي أب أو عامية أم من جاء نفسه لوجد هو، جاء أين من المقدم

وهكذا خاصة، بوجود أبدا أحد علم لما عامة هناك أن ولوال الخاصة، جاء الناس عامة فمن يعقل. ال الذي

مدرسته تالميذ أحد قال المسألة. ذكر في الطلب» «أدب في أغرق والشوكاني «الفتح»، في حجر ابن ألح

لالنتقام طريق من أمامه يكن لم وحسرة طا سخ الموقف فأكسبه وأهانه؛ فضربه لقيه العامة بعض إن

ونظرية اليونان، وفالسفة وأفالطون، ونيتشه، هتلر، نظرية نفسها وهي قا. ح انتقم وقد الكتابة، هذه إال

ويلزم لوجود، وجود "شرط فالعامي: وضدها. شواهد ولها البشري، المجتمع منها يسلم ولم كونفشيوس،

المتميز والد العامي أن ندرك أن واألصل الطريقة. هذه تعجبهم من طريقة على لذاته". العدم عدمه من

يحسن المكرورة اإلدانات من ال وبد العامي، ينجب والفذ الفذ ينجب العامي وأن أخته، أو أخوه أو ابنه أو

العبقري، وتهذيب الموهوب، غير وعذر العدل ويسود العام، المعيار فيرتفع الجميع، تهذيب على العمل

ورحمة البسيط والضعيف الذي قد ينجب خيرا من العباقرة ومن المشاهير.

إمكانات مع "تتناسب عامة وهي والقراءة، العلم تحيي التي هي غث من فيها ما مع الكتب وعامة

آخر، مجتمع في للطبع معروضة كانت لو للنشر تصلح ال المعاصرة العربية الكتب فعامة المجتمع"

وأثر فائدة ذات المبكرة القديمة اإلسالمية الكتب وغالب مفيد، المعاصر الشهير الغربي الكتاب فغالب

للقراء تصلح ال ضعيفة كتب غلبت الطبع سهولة بسبب واليوم شديد. تكرار بعدها وما واضحة، وفكرة

في مجتمعات صحيحة العقل، ومميزة في النقل.

البدايات الدينيةدينية بدايات تعليمهم بدأوا قد معظمهم فوجدت الغرب، وبالد المسلمين بالد في النبغة من الكثير تتبعت

القوية اللغة تعلموا حياتهم، في األولى األسطر طر س الدين وأن اليهود، معابد أو الكنائس أو المساجد في

الثقافة في عندنا أما هناك. من والجدل والمناظرة البحث أصول وتعلموا الكبرى"، "األديان كتب معدن من

رسمت والبالغة والشعر والنحو العقيدة ودروس والمساجد القرآن فتجد الحديثة أو القديمة اإلسالمية

وطه أمين، وأحمد قطب، سيد أمثال: من وأدباؤها العربية فمفكرو الطالب، نفس في المعرفة خطوط

ومحمود قطب، وسيد والشعراوي، محفوظ، ونجيب الحكيم، وتوفيق والعقاد، الطيب، هللا وعبد حسين،

وانظر دينية. األولى دراساتهم تجد أيضا منهم والملحدون الكبار العالم وفالسفة الوردي، وعلي شاكر،

الغرب مؤثري فأغلب لديورانت. الفلسفة» «قصة كتاب مثل المنتشرة الكتب بعض في هؤالء تراجم إلى

كهيجل والفالسفة المشاهير، اإلصالح برجال بدءا دين، رجال يكونوا أن أمل على دينية؛ دراسات بدأوا

كاتب أن لك يخيل ال وقد تولستوي. مثل الكبار األدباء ثم الحاخامية، سلك في بدأ الذي وسبينوزا وليبنز

والدعاء المسيحية للصلوات با كتا كتب ولكنه الدينية، الروح وقوة المعرفة هذه عنده والسالم» «الحرب

والحكمة وهو كتاب من أجمل المختارات!

للكنيسة يذهب بأن نصحه ستالين أن مذكراته في الشهير روسيا خارجية وزير جرميكو أندريه ويذكر

ملحدة مؤسسة أكبر صناع من إنه رغم فستالين اإلنجليزية. لغته ليطور أمريكا في المواعظ ويحضر

المقابالت كتاب في أحمد إقبال ويذكر الكنيسة. في والخطابة اإلنجيل لغة أثر يدرك بالمسيحية كافرة

جيد بشكل يكتب أن يمكن كيف أسابيع: ستة معه سفره أثناء غاندي سأل أنه بارسميان له نشرها التي

كتابة بأن يعقب ثم جيمس". "الملك جامز الملك طبعة «اإلنجيل» بدراسة عليك له: فقال باإلنجليزية؟

غاندي كانت متأثرة باإلنجيل. وكل هذه شهادات لإلنجيل رغم ما اعتوره من تبديل وهجرة بين اللغات.

التي الليالي تلك هللا سقى (أال عنده الوسادة كتاب كان وأنه بالقرآن، اهتمامه عبود مارون ويذكر

"مكتبة في له وجدت ما اقتنيت وقد عبود، مارون العشرين القرن جاحظ مع وضاحكا مبتسما قضيتها

قل ناصعة لغة له طرف، وال للمعلومات جماعة ساخرا، كان وقد كثيرة، وكانت آنذاك "أبها" في تهامة"

بقراءة ينصحهم كان درسه، لبناني مسيحي مؤرخ أستاذ عن كوثراني يكتب وهكذا إشراقها). امتلك من

القرآن لتستقيم لغتهم. فكتاب هللا يجلي اللسان، ويفتق الفهم.

لشاتليه اإلسالمي»، العالم على «الغارة لكتاب كان قبلنا أجيال في أثر الذي الفكري الحشد زمن وفي

اإلسالم دمروا يقولون: الغرب «قادة اسمه صغير وكتيب مهم، دور الخطيب الدين محب له قدم الذي

عن رؤيتنا تكوين في أثر الكتب تلك فلكل واالستعمار»، «التبشير وكتاب العالم، لجالل أهله» أبيدوا

«ماذا وكذلك وثقافتهم، المستعمرين من وناقمة ومخالفة بالذات مفتخرة إسالمية هوية وصناعة اآلخرين،

و قطب. سيد التالية: لطبعته قدم ثم أمين، أحمد ال: أو له قدم وقد للندوي، المسلمين؟» بانحطاط العالم خسر

فقد أدري، ال الشهير. الكتاب من أحسن الغربية» والفكرة اإلسالمية الفكرة بين «الصراع كتابه وجدت قد

أيضا وله حسين، محمد لمحمد داخلها» من مهددة «حصوننا كتاب وكذلك العمرية. للمرحلة األمر يعود

فا صارما. «اإلسالم والحضارة الغربية»، والكثير من الكتب التي صنعت موق

ذا يكن ولم ميلوس، جون المخرج وهو والمعرفة، القراءة موسوعي فطن كاتب قصة إلى هنا وأشير

إنه لي: قال خنزير. من يكون أال فقط فقلت: األكل؟ من خاص نوع لديك هل فقال: الغداء، حضر وقد دين

يكون أن بد ال كراهته على األديان أجمعت لحما إن زوجته: قول والسبب زوجته؛ وال الخنزير، يأكل ال

فيه ما يستحق الترك!

ومن األديان، مسلمات من ويسخرون ويتطرفون، يتطفلون قوما فإن العقالء، حكمة من وهذه قلت:

سخف من وكان يصلون. وال يعون فال يختارون، فيما جذعة الدنيا ويبدأون األمم، حصافة ومن التجربة

يأكل بأنه الفصل في يتبجح أن العربية الجزيرة بيئة من اإلنجليزية اللغة دراسة زمن في لنا زميل

والتقدير والتوسط حققه. الذي بالمجد النصارى يعبأ ولم لسماجته، المسلمون الطالب فسكت الخنزير،

سبر على قادرين يجعلنا ما العلم من وال العمر من لنا وليس الحياة. هذه في السير ضرورات من الواعي

الكثير من األشياء؛ فال سبيل إال القبول بالكثير، ونقاش القليل.

تبتل العلماء وكرمهم

"الطريق نيوتن: إسحاق قال كما منها، والتهرب واالحتيال لها، بالتنكر شهواتهم من كثيرا العلماء واجه

في التأمل أو القراءة، أو ما، بعمل ردعها في بل الجامحة، األفكار مع المباشر الصراع في ليس العفة إلى

أشياء أخرى".

وهناك مراده، عن اإلنسان تقصي والشهوات له، التفرغ من لمزيد يحتاج عمل أو بعلم التفرد أن ذلك

هل ولكن اإلنسان، شهوات بين مقسم وعائده كبير، جهد ولكنه األمرين، بين موازنة وضع يستطيع من

مواقف هؤالء العلماء صحيحة؟ أم إن االستقامة في االعتدال والتنوع، والنقص عالمة الكمال؟!

ليس القراء أو المشاهدين دور أن غير ما، شيء درك عن ابتعد كلما العالم ويفيد اإلنسان ينجح قد

فغروره المثقف، طريق في يقف ما هي الفهم ومعضلة قا. دقي يكون ال قد لنا نقل وما حدث، ما تكرار

من يهرب لهذا وهو الوعي، من با نصي معه يشعل ما بمقدار الغرور خف معرفته زادت وكلما كبير،

عن تحدث وقد المناخ، مثل بعيدة لعوامل والنبوغ والنجاح العمل في السبب لينسب المباشرة؛ المعرفة

يميل كان عالما نفسه ظن من "فكل رسل: برتراند قال العائلي. والميراث النسب ومثله خلدون. ابن ذلك

مر أنه يذكر وهو لهذا أشار وقد ص119]. الذاتية، [السيرة خرافي". بشكل الوراثة دور تضخيم إلى

ذلك رأى وكما آبائه، بعض به أصيب كما العقلية، االضطرابات أو بالجنون يصاب أن من خوف بمرحلة

االضطرابات هذه تكون وقد هنا. هذا بصدد ولسنا فيها، والكتابة عنها الكالم كثر مسألة وهذه عائلته. في

الداء، بهذا النابغين من عدد أصيب فقد فحسب، بالوراثة وليس الفردي، وبنائه بالنبوغ عالقة لها العقلية

من أمثال: روسو، ونيتشه، ويونج، وغيرهم كثير.

ذاك فيهم قل قد المسلمين علماء أن وزعم هذا، في فا طري نصا الظاهري الرحمن عبد أبو كتب وقد

الفلسفية المعارف أن إدريس شيخ جعفر الشيخ لي وذكر الظاهري. يرى كما وإيمانهم ودينهم يقينهم بسبب

يشبه وما بالتأمل، ينصحون وأطبائه الغرب فالسفة من عددا وأن مرهقة، مؤلمة وقسوتها بالعقل تضر

التفكر بديال، وهكذا فلم يبق أن يصفوا ألنفسهم إال الصالة والتسبيح منقذا!

إليها. اإلنشاد" "نشيد بترجمة واهتم العربية درس قسيسا كان والده أن يونج» «مذكرات في ورأيت

يونج وذكر و108]. ص39 يونج، [مذكرات الروحية. ومأساته دينه في وشكوكه والده معاناة واستعرض

وخرافة عليها، متمردة وحياة متطلعة روح من يعانون هؤالء من كثيرا ولعل قسيسا، كان نيتشه والد أن

القيم ذات الروح معاناة بعض خالد محمد خالد قص وقد ينتهي. ال نكدا فيعانون عليهم، مفروضة محروسة

عند وبكائه موقفه وشراء المال مع معاناته أطرفها الحياة» مع «قصتي مذكراته في والطموح والتصوف

يظهر خالد: يا "شوف قوله: ثم له دراز محمد الشيخ بامتداح مخففة نهاية هذه قصته وتنتهي النقراشي،

ضحوك: وهو قال ثم وكثيرا.. كثيرا تقرأ أن أنصحك ولكن بالكثير، يبشر السياسي وذكاؤك ذكي، أنك

الجيد من كثير لخالد وكان ص169]. الحياة، مع [قصتي كويسة". حاجة منك تطلع يمكن يعرف ومين

سيد للشيخ وتعلمه تصوفه في ال زمي وكان الرسول». و«خلفاء الرسول»، حول «رجال ويكفيه والرديء،

سابق في الحلقة.

يطير قلبي كان األيام تلكم "في فقال: الصوفية ومشايخه وزمالئه تصوفه عن ال فص خالد كتب وقد

[وكتب المتعال". الكبير العلي هللا إلى ورحلتي مسلكي ويرعى القوم، منهج على يربيني شيخ إلى قا شو

يكررها التي بالمبالغة يذكرك وهذا ص268-238]. مذكراته، في تصوفه عن القلب من نابعا ال طوي كالما

مهتزا فا فيلسو جعل مما فيها، والغرق الصوفية النصوص هذه وأمثال للناسك، الشيخ أهمية عن الصوفية

في يسلكوه أن يأبون ولكنهم طريقته، في سالكا قم من شيخ يقبله أن يتمنى باغ، الد سروش الكريم كعبد

طرقهم!

والصوفية الرومي إدمانه ولعل البشرية، تاريخ في الكبيرة العقول ذوي من نراهم من طريف من وهذا

مسح كل الرياضيات والفلسفة والعقالنية الجافة عنده، أو هذا رد متوازن على جفاف العقل الفلسفي.

***

بن محمد ألم المال يدفع كان حنيفة وأبو ويصلهم، العلم طالب من أصحابه يتعهد سعد بن الليث كان

رفعه وقد والنجابة. الجد من فيه رأى لما ليقوتها، للعمل يذهب وال الدرس، بحضور له لتسمح الحسن؛

والنجباء الشيباني". الحسن بن محمد إال قط نا سمي نا فطي رأيت "ما الشافعي: قال حتى وسمن، وتغذى العلم

مضيفيه، بيوت في المقاعد تتلف سمنته وكانت ضخما، نا سمي هيوم ديفيد وكان والنحفاء، السمان بين قلة

جاك جان على أنفقوا أغنياء ومثقفون وتجار .[(228/35) الحضارة، [قصة مرغوبا. با عز عاش وقد

أي مع يتشاجر كان حيث الناس؛ عموم ومع معهم أخالقه رداءة رغم نا، زم ومولوه تا بي ومنحوه روسو

أنقذ الشهير الفيلسوف مل ستيورت وجون األول]. الفصل جونسون، بول [المثقفون، وقت. أي في أحد

سبنسر. مشروع إلنقاذ معارفه وحشد اإلفالس، بسبب والعلم الفلسفة لترك واتجاهه إفالسه من سبنسر

وفولتير وجوته كانا مثالين للكرم على زمالئهم في األدب والفلسفة.

العلماء فساعدوا الغرب، ونهضة نمو في العلمي للتطوير والمتبرعون العلمية الجمعيات ساعدت وقد

األنواع. تطور لبحث داروين رحلة مثل االستكشافية، الرحالت على وساعدوهم للمعرفة، التفرغ على

والجمعيات الفلكية والفلسفية أغلبها قام على تبرعات األغنياء، أو اشتراكات األعضاء.

عبر العلمية وللجمعيات وللمكتشفين وللمثقفين المساجد في للعلماء اإلنسانية بذلته عظيم كرم وهناك

والصالت البحوث ومراكز والجامعات والمساجد والكنائس األديرة على األوقاف تلك ولوال التاريخ،

ولم والجدل، والمناظرات الحجاج، القول عند تقف فلسفات ظلمات في رازحا العالم لبقى االستكشافية،

العصور في العلمي التطور أسرار أهم من الوقفية التبرعات نفقات إن والتجريب. التطبيق علوم إلى يرتق

الحديثة إلى يومنا.

تفقهوا قبل أن تسودوا

أما اإلله، أفكار أعرف أن "أريد وقال: فتعالى لمح، بما وتباه غرور في فلج حققه، بما آينشتاين فرح

منحة لعقله حصلت ضعيف، إنسان أنه عن حقق ما شغله المنتصر العبقري هذا تفصيالت". فإنه الباقي

قدرته في العلماء يشكك سنين ذلك بعد عاش للدنيا!- -ويا ولكنه التماسك، على قدرته ففقد توقع، ما فوق

الفكري وكتابه العلم، في يذكر ئا شي ينجب لم عمره بقية وبقى كثيرة، جدت أخرى أشياء استيعاب على

يعدو قد كتابة، أو فكرة في نجاح من ئا شي يحقق فالذي له. ألنه فقط وشهرته المحتوى، متواضع الوحيد

لها؛ الجاهلون عزاه مما تصنع لم ما أو صنعت، بما عنها الناس حديث غرها من الرجال ومن مكانه،

وادعاء وتنفج وجهل ضعف من فيهم الناس يراه ما يرون ال وهم وأصبحوا غيرهم، على يا تعال لهم فسبب

ئا مذكورا؟! بما لم يعملوا، فكيف لو صنعوا شي

له، سبة غروره وبقي الناس، من جماعة عنه يعجز بما قام ولكنه للغرور، أنموذجا العقاد كان وقد

ها. يتنقصه به من أراد تنقصا، بيد أن عذره كبير، وعمله أكبر، وعقله كان نب

قبل قهوا "تف عنه: هللا رضي عمر كلمة يكرر وكأنه تأمروا". أن قبل "تعلموا تونج: تسي ماو حكم ومن

هذا: ومعنى تتزوجوا، أن قبل بأنه أيضا قوم فسرها وقد مدى، وأبعد أعمق عمر كلمة لكن تسودوا". أن

فقط. اإلمارة في وليس المجتمع، جوانب كل في البانية للمعرفة بحاجة أنتم أطفال، وتربية أسرة قيادة قبل

وكونه به، واالختالط للمجتمع المعايشة من المعرفة أهمية هو المسألة هذه شرح في ماو عند والجديد

وحركة المادة من تأخذ والتي أكثر، الشيوعية الفلسفة مع منسجمة الفكرة وهذه للمعرفة. مهما مصدرا

المجتمع فهمها، وتغفل المقدمات والمعنويات حتى لما تكون صحيحة.

"من قالوا: والجد، الطلب في جدا تأخر من نبغ ما ونادرا الجادة، البدايات من النهايات تعرف عادة

كان إن نبوغا وال فائدة يعدم فلن متأخرا ولو جد ومن مشرقة". نهاية له تكن لم محرقة بداية له تكن لم

حتى فقرأ فاته، ما لتدارك الوقت مع صراع في عاش الرازي بكر أبا إن قالوا وقد والوقت. االستعداد لديه

الذهبي هذا [نقل بالعود. يا مغن صباه في وكان األربعين، بعد فكره واشتد كتفه. انخلع حتى وكتب عمي،

العلوي، [هادي يستملح". ال ولحية شارب بين من يخرج غناء "كل قال: أنه ورد وقد «العبر»]. في

شخصيات غير قلقة، ص184].

المركبة أو السيارة هذه سوى عندك فما مشيبك، في وراعه شبابك، في جسمك شهوات على تمرد قلت:

ما على واحرص يا، نهائ تقف حتى ذاك ويمحل هذا ويقدم هناك، آخر ويضيع هنا، مسمار فيها ينكسر

أصحب لم "إني ذلك: عن وقال السلطان الرازي صحب وقد معرفة. أو صحبة أو متعة وقت من تيسر

أمرين: بين يتصرف ومنادم كطبيب، صحبة صحبته بل أعماله، متولي وال السالح حامل صحبة السلطان

يعلم عليه. والمشورة فإيناسه بدنه صحة وقت في وأما بدنه، أمر وإصالح فعالجه مرضه وقت في أما

مال جمع في شره على مني ظهر وال رعيته، وعلى عليه صالح عائدة به رجوت ما بجميع مني ذلك هللا

غير شخصيات [العلوي، حقوقي". من كثير عن والتجافي كله، ذلك ضد مني المعلوم بل فيه… وسرف

قلقة، ص199].

أرسالن شكيب عن وقرأت الشمس". "أمسك ليحدثه: يستوقفه أن أحد أراد إن يقول أحدهم وكان

والتعلم. الكتابة في الضخم الجهد هذا من ئا شي نفسه عن كازانتزاكي وذكر يده. عطبت حتى كتب أنه

كتابه قرأت ثم غيرهم؟» وتقدم المسلمون تأخر «لماذا له قرأت عندما بشكيب أذكر كما عهدي أول وكان

العالم «حاضر على هوامشه وكانت الطليعة"، "دار عن الصادرة مذكراته ثم الجاهلي»، «الشعر في

رحالته تابعت ثم للسنوسية، فيه أرخ وما شهدها، التي المراحل وبخاصة التعليقات، أروع من اإلسالمي»

فقرأت بعضها دون بعض. وقد حصد شهرة كبيرة وسمعة حسنة في حياته وبعد مماته.

أقضي أن قبل بسرعة الزمن مرور بلوعة أحسست أن الوقت، نفس في نا ومحز قا، ح ال جمي كان وقد

قرأت التي واألبيات الحكم تلك عندي الزمن مشكلة وكانت تعلمه. أريد ما أتعلم أن وقبل كثيرة، نا شؤو

كثيرا منها وأنا بعد في المرحلة االبتدائية، ثم بداية المرحلة المتوسطة، وأزعجني قول المتنبي:

نق رو وجـــهي لماء و ة، شباب ولمتي *** مــــســـــود بكيت على ال قد ل و

لكدت بماء جفني أشرق قه *** حتى فــــرا يــــوم قبل ليه ع حذرا

ويجاوبه التهامي الذي ال نكاد نذكره إال بحزنه العميق، وبكائه على ابنه الذي قال عن جواره:

بين جواره وجواري تان به *** ش أعدائي وجاور ر جاورت

وقال عن الشباب:

ألسفار أعــــمــاركم سفر من ا نما *** إ ال عجا بكم مـــآر فــاقضـــــوا

عوار ن نهـــ فــــإ د تـــــــســــتر وبادروا *** أن شباب وتراكضوا خيل ال

اإلسالم، جاذبية لهم وتجلت النصرانية، في كثيرا شكوا الذين األمريكان من الجادين القراء أحد لقيت

ثالثة اآلن فعمري قراءته، على مستعجل إني وقال قصير، زمن في مرتين القرآن قرأت لقد لي: قال

لنور عميقة حاجة فهناك بصري! فأغتنم كثيرا، القراءة من بصري يمكنني أال وأخشى عاما، وخمسون

مجيد صادق بارع قارئ بصوت القرآن نسمع عندما بنا فكيف محايد، مراقب يراها القلوب، في القرآن

أقرا وأنا كثيرا أحزنني لقد الكتب. متعة درك عن بصره ضعف لمن مزعجة جاذبية وللكتب خاشع؟

الشيخ ورأيت محمود، نجيب زكي ومكبر الجاسر، حمد وقصص العيون، طبيب مع أمين أحمد قصص

الراغب بحال ساخر بمثل تمثل وربما نا، حزي الكتب عن يعرض ثم القراءة بمنظاره يحاول الحصين

العاجز.

ال وما أوتيتم من العلم إال قلي

مقاومة أستطيع وال لها، شوقي فيشتد فهارسها في وأنظر جاذبة، براقة الجديدة الكتب أغلفة لي تلوح

في وضعتها كثيرة، كتب بيدي تراكمت إذا حتى سأشتريه، وكأنني معي الكتاب فأحمل الجاذبية، هذه

أخرى حيلة أعددت فقد المحاولة، هذه تنجح لم فإن ضيعتها، وقد وأخرج مكانها أنسى أن عسى زاوية

من أتخلص أخرى، فرز عملية أجري للبائع توجهي قبل ثم األول، باالختيار أقبل أن وهي النفس، على

عدد جديد منها، عسى أن أخفف على نفسي من أثمان هذه الكتب وأثقالها.

ألعرف المهمة الكتب بعض مع أقف أنني الحظت ألنني للكتاب؛ امتالك شهية ليست المعرفة وشهية

الذي الكتاب مع المشكلة ولكن وتركته، فكرته على قبضت ولربما شرائه، في أفكر وال مواده، بعض

فمقاومة شيء، كل في يفيد بأنه ويوحي جانب كل في لك يغمز أو مهم، موضوع في بالمرجعية لك يوحي

هذا صعبة.

ولم قبل، ذي من أشهى المعرفة في ورغبتك تحصى، ال منه وشهواتك بعدك الكتاب تترك وسوف

على وتعالت اآلفاق، وغطت غصونه امتدت وقد فكيف أوله، في العلم كان يوم نهمهم السابقون يقض

اآلية: ساق الخيال، تجاوز التي بعبقريته ويوحي تجربة، ويشرح آية، يفسر للجاحظ واستمع فرد! كل طاقة

(لقمان:27) هللا﴾ لمات ك فدت ن ما أبحر ة سبع بعده من ه د يم بحر وال أقالم شجرة من األرض في نما أ لو ﴿و

لو الفنون هذه ألن والصفات؛ األعاجيب بل والكالم، القول بها يراد ال الموضع هذا في الكلمات أن ذكر ثم

إلى أضيف وإن اإلنسان ألن ذهنه؛ وأعيت الحكم، لغمرته الفكر صحيح الذهن صافي رجل عليها وقف

الدنيا، أيام بعوضة جناح في ما بكل علمه يحيط أن يكمل ال فإنه العلماء، وغمر بالبراعة وعرف الكمال

فهل للكتب. ودراسة البالد، في نقاب وكل واع، بحاث كل حفظ واستعار حكيم، نظار كل بقوة استمد ولو

أعجوبة ثم آي"؟! إن "دي أو النووي"، الـ"الحمض وأخيرا والتشريح، الكيمياء أنباء آخر الجاحظ يعرف

في "الكلمات النظر: أرعه التطبيقي، العلم إلى باآلية واتجه بالكالم اشتغلوا الذين عن وإبعاده للعلم فهمه

هذا الموضع ال يراد بها القول والكالم، بل األعاجيب والصفات".

وأهلها، الدار على با غري كنت وإال تدخله، الذي العلم لغة بإتقان فعليك ومصطلحاته، لغته علم ولكل

بالتثبيت إال تثبت ال اللغة وهذه يعرفك. ال من عليك وتطاول العلم، ذلك عن األجنبي عالئم عليك وظهرت

ليست لغة السلف ولكتب المعاصرين. كتب يقرأ من عند عليها الحفاظ السهولة من ليس ولألسف والتكرار.

مصطلحات واعرف وقارب فسدد زمانك، عن يا نائ اللغة قديم تكون أن بك يليق وال المعاصرين، كلغة

ففهمتها "يعتبر"، عنه: المحدثين أحد قال األصدقاء، بعض على با تعقي قرأت فمرة بصدده، أنت الذي العلم

عن يتتبع أي أوردت، ما عكس الكلمة معنى إن الجالسين: أحد قال يقبل، أي زماننا، في الدارج بالمعنى

غير طريقه، أو كما قال البخاري: يروي المناكير عن المشاهير.. وال يكتب إال لالعتبار".

بدأت وقد القرآن»، راية «تحت الرافعي كتاب مبكرا قرأت القرآنية للدراسات صحبتي بداية وفي

الكتاب فشدني حسين، طه مع الشديدة خصومته خبر فيه وجدت إني ثم الرافعي، شهرة بسبب قراءته

ال، لي إليه آوي وكنت فا، صي لها نعود كنا يوم الصيف في القرية في قرأته وقد النهاية. إلى صعوبته رغم

الكتابين ألغلفة أنظر وكأني سابق، لسيد اإلسالمية» «العقيدة كتاب اإلجازة تلك في معه قرأت أنني وأذكر

كتاب قرأت سنين أربع من نحو فبعد بالموضوع، لالهتمام واسعا الباب الرافعي كتاب فتح وقد اآلن!

بدأت حتى أكثر أو عامان ومر قطب. لسيد القرآن» في القيامة «مشاهد ثم القرآن» في الفني «التصوير

اآليات معاني في نا أحيا أبحث وبعده ذلك قبل وكنت القرآن»، علوم في «اإلتقان السيوطي كتاب تصفح في

التفسير في المنثور «الدر في فأقرأ ونحوها، آية معنى لمعرفة فأحتاج نا، أحيا أقدمها كنت دروس وفي

لعقل الراحة عدم من الكثير النفس في وقع قد وكان لإلتقان. زمن بعد وعدت كذلك، للسيوطي بالمأثور»

الظن يخلف كان عقله أن غير والفهرسة، والتنقيب الجمع على القدرة من هللا أعطاه ما فمع الرجل، هذا

زمانه، مجدد إنه نفسه عن يقول وأنه الدين"، في "التجديد مسألة في السيوطي قصة قرأت ثم كثيرة. نا أحيا

في أن مع الجانب، هذا في نا يقي إال به معرفتي تزد فلم السالم!! عليه وعيسى المهدي بعده يأتي وسوف

هللا» بنعمة «التحدث كتابه وفي واألصول، اللغة في كما الجمع عمل سوى طريفة إلماعات كتبه من كثير

ذلك. وغير لبعض، بعضهم وتقاريظ ألنفسهم المؤلفين وتراجم زمنه، في للثقافة وتأريخ للمثقف، فوائد

قطب لسيد قراءتي بدأت وألنني لغته. سحر من أجده لما القرآن"؛ "إعجاز بموضوع اعتنيت أن سبق وقد

كتاب إلى واصلت ثم نبي، بن لمالك القرآنية» «الظاهرة وقرأت بمعاركه. مبكرا فاستمتعت وللرافعي،

العربية لغة ل ورغبة شوق لي كان وقد الموضوع، هذا عن بعيدا تتركك ال األدبية المداخل ألن الباقالني؛

كثيرا، وتصفحتها القواميس فجمعت اللغة، وغرائب المفردات من الكثير أحفظ وجعلتني حياتي، رافقت

في جدا مبكرا قرأته الذي األدب» «جواهر كتاب ومن الجاهلي، بالشعر الولع مع أيضا االهتمام جاء ثم

شاكر محمد محمود األستاذ مقدمة وجدت بكتاباته، الوله زمن في نبي بن مالك كتاب قرأت ولما حياتي.

هذه وجدت حتى عنها بعدت ثم الفن، هذا إشكاالت عن أولية اتجاهات اإلعجاز» «دالئل وفي مهمة، له

وفي فرحا، به فطرت القرآن» إعجاز «مداخل بعنوان كتيب في للشيخ آخرين بحثين مع مجموعة المقدمة

اللغة قسم مناهج في يدرسونه مبكرا به سمعت طالما موضوع عن بكالمه متعة أيما استمتعت الكتاب هذا

"الصرفة" موضوع وهو عموما، والنقد األدب أو البالغة في ويدرسونه الثاني، أو األول العام في العربية

يخالف لمن والمحادة المجايلة في كعادته الشيخ أبدع الكتاب وفي مفتوحة). مشددة الصاد يكتب (والشيخ

نفس وفي للبالغة، نقده ومبدعا منه ال جمي وكان غالبة. ولغة وعقل كبير علم صاحب وهو مدرسته،

وهو عبيد، بن عمرو ابنتي تزوجا قد كانا عطاء بن وواصل العالف الهذيل أبا أن ذكر [ص49] الكتاب

"كلكم عصره: في بالمتزلفة له نا مقار المنصور جعفر أبو عنه قال الذي المعتزلي الزاهد الشهير الشيخ

وال العمالقة! هؤالء فيها صعد علمية بيئة فأي عبيد". بن عمرو غير صيد، يطلب كلكم رويد، يمشي

الغذاء من أكبر قدر على الحصول تريد كلها فتتطاول تزاحمت، كلما األشجار ترتفع فإنما هذا من تعجب

أكبر كمية على الحصول في رغبتها وزادت ارتفعت كلما فيتعزز التراب من غذاؤها أما النور، غذاء

العقل ورجاحة الروح غنى ويظهر تتعزز، الشخصية أن تجد ولهذا جانبين، من بغزارة فتنهب النور، من

كلما ارتوى وتغذى العالم من مصادر عديدة!!

للعقل، الشامل التكوين من العربي ابن به نصح ما يحقق أن يحتاج المثقف أن بالذكر جدير هو ومما

وعقلية والشريعة، اللغة كعلوم نقلية وعملية؛ وعقلية نقلية المتنوعة: العلوم من بجملة بإشباعه وذلك

إلى ويشير معناه. في وما كالطب وعملية بالرياضيات، زماننا في نعرفه مما حكمه في وما كالحساب

المختص وانتقد العلوم، جمل على باالطالع طالب ولكنه ذلك، كل من التمكن عليه يستحيل اإلنسان أن

العلوم ببعض نفسه يفرد "وال يقول: واحدا، ها وج إال الحقيقة من يعرف ال فهو واحد، فرع في المستهلك

بمنزلة فإنه هلك، فقد يا نحو أو با حاس نفسه أقام من والسيما يعلم، ال فيما بهيمة يعلم، الذي في نا إنسا فيكون

عن القواصم، من [العواصم صنعته". عمل قبل مات ثم عمره، طول اآللة فحشد شيء صنعة أراد من

فقه اإلصالح، ص52].

المشيمع ثا ومتحد يا ماش الطويلة الساعات يقضي كان أنه كولردج اإلنجليزي الشاعر ترجمة في قرأت

به ويلحق معه ويسافر وردزورث، يسكن حيث يسكن أن ويحرص وردزورث، الكبير الشاعر صديقه

عليه عطف وقد فتبعده، كولردج تطارد والعوز الفاقة وكانت ويتحاوران. معا ليمشيان منه؛ با قري ليكون

للحياة يتفرغ أن بشرط حياته، طوال له يدفع يا سنو جنيه وخمسين مائة مبلغ عليه فأوقف به المعجبين أحد

واألدبية العلمية الوقفيات تجد وهكذا ص17-13]. [كولردج، فعل! ما ونعم والفلسفة، والشعر األدبية

عندهم، العلم تاريخ في وخاصة كتاب، من أكثر في هذا تتبعت وقد الغرب، صعود أسباب من والفلسفية

وأذكر من هذا إشارت في كتاب [مرثية بريطانيا].

في أو الغرفة في ربما يمشيان، وهما حتى يكتبان فكانا أديسون جوزيف والشاعر شوقي أحمد الشاعر أما

وأكمل جلس قصيدته، شوقي افتتح إذا حتى علبته، أو الدخان ورق على كتب وربما با، وذها جيئة الممر

فا، على منضدة مثل منضدة الخطيب مائلة نحوه. األبيات. وإبراهيم اليازجي كان ينظم وينثر واق

ليمشي المناسبة دروبها اإليطالية تورينو لمدينة حبه أسباب من فكان نيتشه، المسرفين المشائين ومن

كان آخرون وكثيرون روسو، جاك وجان فرانكلين، وبنجامين البصر. ضعيف كان أنه من بالرغم فيها،

المشي متعة من متعهم، ومن المشائين شيخنا صالح الحصين.

وكان 1870م، عام لندن في بيتهم من با قري تا بي يجد أن إنجلز صديقه ساعدت ماركس زوجة أن وقرأت

جو كان إن األسبوع في مرات أربع أو ثالث ويمشيان يلتقيان وكانا يا، مش دقائق عشر نحو عنه يبعد

المناقشة، في يا يوم ساعتين نحو يقضيان ماركس، مكتب في الوقت يصرفان فإنهما وإال يسمح، لندن

بعض نقاش في يستمران وكانا حزبه. له وفرها التي الكبيرة ماركس دراسة غرفة في يمشيان وربما

منظمة مرتبة كتبه بأرستقراطي، تليق إنجلز بيت في االستقبال غرفة كانت وقد أيام. عدة الموضوعات

لما الوصول على قادرا كان ولكنه نظام، دون البيت ونواحي األرض فتمأل ماركس كتب أما رفوفها، في

يريد منها. [حياة وأفكار فريدريك إنجلز: إعادة تفسير، هونلي، ص26].

با غال ولكنه زاوية، كل في مرمية تجدها بل الكتب، ترتيب يحبون ال والكتاب العلماء بعض وهكذا

لمن رائعة سمة وهذه تهمه، التي والموضوعات الكتب لموقع تصورية ذاكرة وله فيها، البحث على قادر

العقاد وجدت مكتبته. من يريدها التي الموضوعات أو للكتب السهل السريع الوصول على قادرا كان

(وقد الحلو الفتاح عبد المحقق األستاذ ويذكر تقدمت السنين. مع عنده الميزة هذه نضوج عن يتحدث

لغرفته، أحد يتعرض أن يحب ال ممن وأنه القصص، هذه الرياض) في واحدة محاضرة له حضرت

التي خادمته مع صراعه مدهشا ال جمي فا وص يصف لكاراليل «المالبس» كتاب وفي تنظيفها. ويرفض

لكنه وأوراقه، بكتبه حسها ورهافة واهتمامها هدوئها ورغم زياراتها. من يخاف وكيف بغرفته، تعتني

يعانيه كان والقصاصات الكتب بعثرة من ها مشاب ال حا أن فيبدو عاصفة. أوراقه بين دخولها في يرى

في جلسنا وقد الطائف، من (الطائفي) المزاجي النبه صديقي مشهد أنسى فال زمن من مر ومهما كاراليل.

عن القهوة أبعدت عناية وبكل النادل، العجوز وجاءت طريف، كتاب مسودات نراجع هيوستن في مطعم

منا، أكثر اهتماما وأبدت عليها، القهوة اندالق من األوراق لتقي المناديل من مزيدا وزعت ثم األوراق،

با، منسك الدمع قاوم وبصعوبة الالفت، الحنون بالموقف وانفعل أمه، عطف وتذكر زميلي الحنان فأثار

جليس يلومه ال فالة في وأنه وحده، حريته وجد أنه وتمنيت به، مر صمت أصعب كان تا صم وصمت

ذقت الطائف. في الطفولة أيام منذ البعيدة، لألم تذكرها وصورة حنون، مشفق ألم وفية حارة دمعة على

من قبل وعرفت من بعد أن ليس كل الحنين من جهة واحدة. فاألبوان يحنان، ولألبناء أيضا شعور.

الكثيرون وكان المشائين". "مدرسة شهرة قبل المشي رافق التفلسف أن فنعلم وقصصه للمشي ونعود

رواية قرأت ما جميل من وكان والمشي، النقاش في ال طوي تا وق يقضون والمفكرين والفالسفة العلماء من

أنور الرئيس وكان وأصدقاؤه. جبرا إبراهيم جبرا فيه يمشي كان الذي الشارع وهو األميرات»، «شارع

أنتجت وتأمل مشي صحبة منصور أنيس وبين بينه فكان الخفيف، الثقافي والكالم المشي يحب السادات

با وغيرها. مواقف وصحافة وكت

وهل الجبار، الالهب عقله برفقة وحيدا عديدة، ال أميا وتأمله كتابته أيام بعض في يمشي نيتشه وكان

الزائدة، شهوته أو عقله أو ذكائه من اإلنسان معاناة أن إلى أشير وأنا هذا قلت يرافقه؟ حتى عنه انفصل

في تكاد المتطرفة النوازع هذه إن أقول ألكاد حتى مجتمعه، أو نفسه أو جسده مع انسجامه تضعف

الخبيث! والجسد النفس بين الوجود حرب من العالء أبي طريقة وعلى الفرد، خارج تكون أن نزوعها

ما بأقل ويطالب الجالسين، أفكار من يحذر وكان عجيبة، حارقة ونارا با لهي تأمالته ليفرغ نيتشه يعود ثم

عضالت حيث الحر التحرك وفي المفتوح، الفضاء في تلد لم فكرة في تثقوا "ال يقول: الجلوس، من يمكن

الكلمات اختيار في أشجع نيتشه ويبقى ص41]. اإلنسان، هو [هذا االحتفال". في تشارك أيضا الجسم

الحقول، في كثيرا يمشي كيركجارد وكان يا. جاف قوله وكان وألفكارهم، للجالسين العنيف والشتم الالذعة

وقد ترجم أحدهم بعض نصوصه، وإليك قوله باإلنجليزية لجمال عبارته:

But by sitting still, and the more one sits still, the closer one comes to feeling ill

Health and salvation can be found only in motion. “the laughter is on my side.

“P69

هذا وفي وحيدا، يمشي وهو مذكراته عن وأسهله كتب ما ألطف من با كتا روسو جاك جان وكتب

قا ح كان إنه عليه، والخياالت األوهام وسيطرة العقلية، قواه انحدار من يعاني وهو العبقري ترى الكتاب

والحشائش النباتات يجمع اليومي، مشيه من رجع كلما صفحاته يكتب وكان الكتاب، ذلك في مريضا

في األميرات» «شارع رواية وقرأت قرأته وقد والسياسيين. باألدباء قورن إذا جيدة بمعرفة عنها ويتحدث

عالية، متعة قراءتهما والكتابان والقراءة. المشي عن واحدا موضوعا يعالجان وكأنهما متقاربة، مرحلة

يخطر مما وأخبث ترى، مما أذكى عبقري فهو فيها، تأسره فال المجنونة روسو بنصوص عبرت وإذا

ببالك، فال تحاصره في كتاب عن المرض والمشي.

يمشي كان نا أحيا الصيف ففي مشيه، عن مذكراته في موضع من أكثر في رسل ذكر مما عجبت وقد

رسل فطلب مشاء، وكان زمالئه، أحد مشي عن وتحدث ص236]. الذاتية، [سيرتي ساعتين. لمدة يا يوم

جولة إلى يحتاج إنه ال: قائ تركه المسيرة هذه نهاية وبعد فقط، ال مي عشر خمسة إال اليوم ذلك يمشيا أال منه

قصيرة على األقدام!!

الحادثة: هذه عنه رسل قص وقد تريفيليان، المؤرخ وهو المشي، عادة في مسرف آخر صديق له وكان

لي يجدوا أن يمكنهم كان إن وسألتهم "السحلية"، فندق إلى مساء ذات وصلت وحدي، أسير كنت "عندما

هنا وزوجته نعم، قالوا: وصوله؟ تتوقعون هل ال، قلت: تريفيليان؟ مستر اسمك هل فأجابوني: سريرا،

تركها فقد الوحدة، أضنتها وقد ووجدتها زفافه، يوم كان اليوم ذلك أن أعلم كنت إذ هذا؛ وأدهشني ال. فع

ووصل األقدام، على صغيرة جولة دون كله اليوم يواجه أن استطاعته في ليس إنه ال: قائ ترورو في

رأيت ولكنني قياسي، وقت وفي ال مي أربعين قطع وقد تام، إعياء حالة وفي مساء، العاشرة الساعة حوالي

يرى كان القراءة، على ال إقبا عرفت من أكثر أظن- -فيما تريفليان وكان العسل.. لشهر غريبة بداية هذا

وكان ص90]. الذاتية، سيرتي [رسل، إغفاله". يمكن ئا شي الحياة واقع يرى بينما مثيرا، الكتب تحويه ما

اعتدنا ثم تنسيق، دون مرة هناك لقيته وقد الشاطئ، على يمشي الدوحة يزور عندما العودة سلمان الشيخ

ومشينا ولقيته العشاء، بعد ما إلى وتأخرت فاعتذرت معا نمشي أن طلب ليلة وفي مرات. معا المشي

بعد كلمتك منذ مشيت لقد فقال: المشي، من تعب قد عادته غير على أنه الحظت ثم كيلومترات، ثمانية

يا الليلة! المغرب، وأكملت اآلن حوالي ثالثة عشر كيلومترا مش

كثيرون يهتم كان وكذا الذهني، النشاط بعث في ودورها البراري إلى للخروج ال جمي فا وص يسبرز وكتب

آخرون مثل إمرسون وكاراليل وتولستوي.

و"مخترعها" وفيلسوفها أمريكا -حكيم فرانكلين» «بنيامين عن مورجان إدموند كتاب في وجدت وقد

الخالء، يحب وكان المشي. كثير بالبرية، مولعا كان أنه فيلسوف- من لها كان إن يفوتانك ال بمعنيين

األمور، هذه عن للحديث الكتاب في األول الفصل من قسما المؤلف أعطى حتى المالحظة، دقيق وكان

-الذي جيفرسون مع السفينة في واحدة غرفة في نام مرة أنه وذكر والبراري. البحار في للمغامرة وحبه

برغم ال لي النافذة فتح على بنيامين يصر فكان الديموقراطي"- "الحزب وأسس بعد، فيما الرئاسة تولى

نصوص في هذا عن تحدث وقد النقي. الهواء فوائد له يشرح بقي وبنيامين جيفرسون، نام حتى البرد،

يمشي، ال أنه على نفسه يلوم وكان وترجمها. استلها حياته، عن كتاب في أيضا العقاد له نقلها مختصرة

الشخصية التراجم في كتاب أهم يعد حياته عن ومذكراته فرانكلين بنيامين وكتاب يجب. كان كما يمش ولم

وجدتني ثم اللغة، في عودي يشتد أن قبل به أستمتع ال أن من ولخوفي لكبره، نا زم تجنبته وقد األمريكية،

من ال- -قلي أكثر في كتاب عن يبحث لمن أحسنها ومن مبيعا، الكتب أحسن من وهو مورجان، كتاب أقرأ

ساقه ما وبين العقاد كتبه الذي بين شاسعا قا فر وجدت وقد كبيرة. بدقة الشخص ويقدم صفحة، ثالثمائة

ليس لألسف ولكن غيره. على عرجت ثم بقلمه مذكراته قرأت لو خيرا كان ولربما قومه، من المؤرخون

ال أني ذلك وسبب وعملهم، كتاباتهم في الناجحين من الكثير يصنع كما ثابت قراءة برنامج با غال لدي

عن جدا بعيدا أبعدني لحظة في عليه عثرت كتاب ورب محددا، موضوعا ألتزم وال للقراءة، نظاما أحب

ال الكتب وبعض الكتاب بعض إن ثم أخر. موضوعات إلى أعلم ال حيث شهورا وجرني آنذاك، اهتمامي

دون نفسها تفرض فهي بالقراءة، الموعودة الكتب صف في تقف أن وال زمني، جدول أي تنتظر أن أرى

نا!! وسيط، وال يقف دونها حاجب، وال أكتم القارئ العزيز أنني مولع بهذا النوع، ولكن أنى لي به أحيا

وأندر الممكن خير فيه جمعت ما منها بل ال، للقراءة، مفضلة موضوعات لدي ليس أن يعني ال وهذا

من يتعلم مل ستيورت جون وكان نسيت. حتى أقول أن بقي أو كدت أو رويت، حتى منه وتضلعت الكتب.

أثناء اللغات على والتمرينات المعارف من الكثير لالبن وأعطى الهند»، شركة «تاريخ كتب الذي والده

من "كتاب بأنه: رسل برتراند وصفه الذي الكتاب ذلك تعلم، وكيف نفسه عن الجميل كتابه راجع المشي.

بمقدمة له وقدم األمريكية، طبعته ادلر مورتيمر حرر وقد ص128]. والتنظيم، [الحرية كتب" ما أمتع

ومن واأللمانية. والفرنسية واليونانية الالتينية منها: مبكرا، اللغات من عددا تعلم قد مل وكان به. تليق

مهم كتاب قراءة ذكر عنه يغيب يكاد فما التاريخ، في المهمة الكتب بقراءة المبكر الوله تجد كتابه قراءة

في تاريخ أوروبا إال ويذكر لك ذلك، هذا بجانب القانون والفلسفة والمنطق واآلداب.

1889م، عام المولود كولينجوود، البريطاني الفيلسوف آباؤهم ودرسهم منازلهم في تعلموا الذين ومن

العلم عن وقرأ عشرة. الثالثة بلغ حتى البيت في يدرسه والده بقي فقد التاريخ». «فكرة كتاب صاحب

والفهم، الفكر قوي فجاء الثامنة، في وهو األخالق في كانت نظرية وعن السادسة، في وهو الحديث

محسودا.

بفلسفته يلم ولكنه تفصيالته، يفقد قد فيه وتضلع بموضوع ألم متى القارئ أن أتوقع كنت ما وكثيرا

أن قبل سنين ومرت للمقاصد. مضيعا والتفصيالت الشواهد عند يقف من في رأى وربما غاياته. ويعرف

أنني ذلك كبيرة، الشاطبي بكالم فرحتي كانت ولكم المسائل، هذه في برأيه وأستمتع الشاطبي كالم أقرأ

ممن يفتقد النصوص وال يذكرها، لكنها تترك في مكانها فحواها، فمصدر اإلعجاب ضعف ال قوة.

سلطة من تتخلص ألنك لماذا؟ مواضعها! نا وأحيا نصوصها، وتنسى تنساها التي تلك قراءاتك وخير

ومزاجك. ويقينك ذوقك وتتحسس ومعرفتك، لتجربتك وتخلص يا نفس تتخلص فأنت عليك، مفكر أو كتاب

الفكرة تنتصر وربما أقربه. عليك طا ضغ وأكثره أبعده، وأنفعه زاوية، كل من يطل القراءات هذه وركام

القريبة لمجرد القرب والذكر، وليس بسبب صحتها أو صوابها.

طقوس وعاداتنفسه بها يحدث التي األفكار بين ومن الفكر". في أندمج حتى وأدخن أجلس "إنني كيركجارد: يقول

ئا". شي تفعل أن تقرر أن دون من وحقيقة ئا، شي تكون أن دون عجوزا، ال رج لتكون العمر تعبر "أنت قال:

دون الزمن مرور عن متعبة، مخيفة إليها انتقل التي الفكرة إن فيه! ويسير يريد ما يقرر حتى يستمر ولكنه

الدخان وكأن تأمله، إلى له معبرا للدخان صحبته عن مدخلها وجعل قبلها، ما تنسيك يذكر، شيء تحقيق

ولكنها الذهن، إيقاظ على تساعد المنبهات وبقية والدخان القهوة بل كذلك، األمر وليس ذلك! في ساعده

فجوة، لصنع يوم كل العلمية األدلة علينا وتتقاطر المقدرة. لضعيف ذكاء وال منها، لخال فكرة تصنع ال

أكثر بالمنبهات التعلق في دور لها بها واللهو التشاغل حالة أن يبدو فيما المنبهات، هذه من اإلنسان ولتبعد

ئا شي يصنعوا لم ولكنهم العمر، وذهاب األيام تفلت في الناس فكر فكم له. تصنع أنها المرء يتخيل مما

قيل ولكن مرضاه، على ويختبره الكوكايين، ويستعمل يعالج فرويد وكان هذا! صاحبنا فعل كما بال ذا

الفقرات تلك كاتب أن نصوصه بعض قراءة بعد تستغرب وال استعمله، وإنه له، ضحية كان إنه بعد فيما

قا. يهلوس ح

إعادة إال بعملهم عالقاتها وعن عنها الكتاب كبار قال وما الموسيقى، كغيرهم المثقفون به تلهى ومما

لها، اإلنصات ومنع الموسيقى حظر نا متدي كان إن والعامي المثقف أن عندنا الناس منه يفهم قديم، لكالم

حول كبير جدل يزل ولم وكان أخرى. قناعات لهم ممن بعض باستثناء واستمع! أيدها ذلك غير كان وإن

تخالفه أو بعيدة، ألطراف وعي دون المقاييس هذه يضع من ال فع يحتاجها آراء هناك ولكن الموضوع، هذا

من قوم إلى فلنستمع الموضوع، عن المسلمين حديث عن مستقلة وربما احتواه، الذي مذهبه قواعد في

إلى تدعو و"خطوة تافهة"، "متعة الموسيقى: عن يقول تولستوي فهذا رأيهم؛ لنا يشرحون المسلمين غير

الموسيقى يكره وتولستوي عندنا"؟! الفساق يفعله "إنما قال: الذي بالشافعي تولستوي تأثر فهل الفجور".

أنه مع ويعبس، آلة على يعزف أحدهم يسمع حين يربد كان وجهه إن يقال األخالقية، لألسباب ويخشاها

على ونصائحه حكمه فيه لملم له كتاب وفي ص89-88]. مان، [توماس موسيقية. جمعية أسس شبابه في

فيه أشار لإلنجليزية، مترجما وجدته السنة أيام بعدد جميل مجموع وهو مسيحية، ونصائح صلوات شكل

وجلب الدين تطورها أسباب من كان الغربية الموسيقى أن مع هذا عنها، بالبعد ونصح الموسيقى في لرأيه

الثقافة في مهما ظا ح أرسطو أعطاها اليوناني، والتفلسف التعليم أصول في عريقة وهي للكنيسة، الناس

التربية، في عدمه من إقحامها مبدأ عن تساءل ثم الثقافة؟" في محل من للموسيقى "هل تساءل: عندما

آخر وقسما سافلة، حركات النفس في يهيج منها قسما أن يرى إذ بها؛ الغناء وعالقة باألخالق، وعالقتها

نغم! النفس بأن بعضهم زعم أن بالموسيقى بعضهم عند النفس ربط من وبلغ سامية، شريفة حركات يهيج

كما يصف في كتابه «في السياسة». [ص437-432].

ألنها للموسيقى؛ الكثير االستماع من فيها يحذره غوركي الروائي لصديقه رسالة كتب لينين إن بل

أذكره ما ذلك رجولته. وعناصر وقوته عنفوانه الرجل وتفقد والجمال، للرقة تدعو ناعمة لطيفة عناصر

ممتع كتاب وهو للينين، فيه ترجم الذي كتابه في أيضا فيشر المؤرخ ذكرها التي رسالته عن قرأت مما

غاندي. عن كتابه منها قرأوها، ممن كثيرون عليها أثنى أخرى كتب ولفيشر أثيم. فاجر عبقري عن قا، ح

كتاب وهذا ستالين؟» ولماذا لينين؟ «لماذا كتاب مؤلف أيضا لغوركي المرسلة الرسالة قصة ذكر وقد

وللكاتب الثورات. نوازع بتحليل ويهتم المتخلفة، والدول المتقدمة الدول بين العالقة قصة يدرس من يهم

«الفن»، كتاب في ذلك عن كتبت وقد الدراسة. تستحق الشخصيتين موضوع بها عالج الكتاب في طريقة

عزت علي عند والفن «الحرية كتاب نشر بعد وذلك نشره. يحين متى أدري ال الموضوع عن مسودة وهو

تخص بكتاب. بيجوفتش»، فقد طلب مني محاضرة عن الفن، وكنت قد كتبت تأمالت وجدتها تصلح أن

فما يوما له أقرأ أن حاولت الضعيفة، الدرجة تاب ك من معاصر عربي صحفي السعدني محمود وهذا

باقي له يسمح سوف ما وال كتب ما لقراءة نية وال لقاء، غير إلى وودعته األولى، صفحات السبع طقت

المخدر، نوع هو السبب فظن وأعجبته، رواية بمشروع ناشئ كاتب جاءه حينذاك، ينتج أن بالكتابة عمره

المخدرات، من ئا شي يتعاطى ال فهو السؤال، هذا الكاتب فأنكر تستخدم؟ نوع أي باهلل لي قل رائعة، فقال:

سواه. يعرفها ليس التي عبقريته سر ويراها المخدرات في غارق المسكين وهذا تأثيرها. تحت يكتب ولم

ولكنه والدوزنتاريا الروماتزم آالم عنه لتخفف بدأها المخدرات، في وقعوا ممن كولردج الشاعر وكان

وعاونه منها، يشفى أال وكاد اآلالم، تخفيف في عليه أثره قل استهالكه من زاد وكلما بالمخدر، علق

ابتعد كلما الكتابة على قدرته يستعيد ولكنه دائما، ينجحون كانوا وما للخالص األطباء من وعدد أصدقاؤه

عن المخدر. [كولردج، ص21].

الذي والمشاهير تطوره، وال با كات تصنع ال والشاي والقهوة الشكل من الطقوس هذه ومثل فالمخدرات

وقف من يعرفها حشاشين، وكالم تهاويم وكتبوا فدمرتهم، عليهم سيطرت ما كثيرا المخدرات في وقعوا

فلوبير وكذا وموليير، هدايت، وصادق وفرويد، بودلير، مثل خالصا نا جنو كتب المشاهير وبعض عليها،

يجيز رسالة له وغفر هللا رحمه الشوكاني كتب وقد جينيه. وجان المهمة، كتاباته وبعد مصر زيارة بعد

لما آثاره رأى ولو قات، يصنعه ال عجيب جلد وتعليمه العلم طلب في للشوكاني وكان القات، أكل فيها

تردد في تحريمه. ثم إن هؤالء المشاهير ربما سقطوا فيها في هذه العلل في ظروف صعبة من حياتهم.

با، واضطرا ال وفش قا وقل هوسا تصنع فهي واهمون، بالفكر المخدرات عالقة عن يتحدثون والذين قلت:

وجدت وقد الدنيا. عباقرة المخدرات مساجين في لرأينا تفعل أن لها كان ولو يا، عبقر المخدرات تصنع ولم

"ال لنيتشه: القول هذا واقرأ العقل، على السيئ وأثرها المخدرات، من يحذرون الغرب كتاب من عباقرة

الكحوليات". تناول عن يا كل اإلمساك على عقلية موهبة ذي كل نصح في فعلت مهما مقصرا إال أراني

الوجبات بين أكل "ال بقوله: كذلك وينصحه بالماء، الكاتب نيتشه ينصح ثم ص41-40]. اإلنسان، هو [هذا

وقوية. قليلة بكميات تناوله األفضل ومن فقط، الصباح في فنافع الشاي أما المزاج، تعكر القهوة قهوة، وال

معياره ولكل اللزوم، من أكثر فا خفي كان ما إذا اليوم طول على للكدر با ومجل مضرا يصبح الشاي إن

وكان الشاي". قبل ساعة الدهون من الخالي الثخين الكاكاو من قدحا يتناول أن المرء على الخاص..

ومع قبل، من نا مدم يكن لم إنه مع بوادرها! رأى ربما التي الهلوسة في با سب ستكون الخمر أن يخشى

في والمجانين العقالء سبق من هذا وللمفكر. للعاقل شرا يراها المخدرات، على شديدة حملته كانت ذلك

تقضي قد التي للمخدرات أثر مجرد وليس الدائب، المستمر عملهم هو هؤالء عبقرية ومصدر تطرفه،

على مواهبهم.

والمخدرات لديه الكوكايين استخدام يربط وبعضهم فرويد، المخدرات استخدام عنه قا الح اشتهر وممن

الكبير جلده آخر موقع في ذكرنا ولكننا قتله، حتى منه عانى الذي السرطان آالم من للتخفيف كان بأنه

وال يكتب كان حتى المخدرات في تورط المال، وتوفر نجاحه بعد أنه ذكر هتشكوك وكذلك العمل. على

من بقسوة وانتزعته عالجته زوجته ولكن للكوكايين، نا مدم أصبح وأنه يذكره، وال يكتب ما يدرك يكاد

مرضه هذا بعد أن كاد ال يشفى، وشرح أنه ال عالقة بين اإلبداع والمخدر كما زعم آخرون.

بقبائلهم، عبقريتهم فيفسرون واقعي، وغير خيالي هو لما نا أحيا النجاح ينسبون المغالطين بعض ولكن

بعادة أو شاذة، أو مرضية بطريقة يفسر وبعضهم ذلك. نحو أو الطعام أو بالماء أو أجسامهم، ألوان أو

طرائف ظهرت المتحلل- المجتمع من طبقة حثالة -وهم أمريكا في يا جنس الشاذين نجم صعد ولما سيئة!

بطريقة األفكار تاريخ يكتب بعضهم وبدأ األغرب، والتفسير المريض، والتفكير الكتابة في وغرائب

الفاحش الكذب ويصطنعون التاريخ، ووزارة أورويل جورج رواية في التاريخ كتابة بإعادة تذكرك

واألساطير ليعيدوا كتابة تاريخ البشرية وفق شذوذهم، وهذا قول التطويل فيه قد ال ينفع وال يمتع.

روائيون مفلسون

الجنس في فيلتمسون النص بأيديهم ويضعف الخيال، بهم يفلس الذين على اآلن أكتب وأنا أشفقت وقد

األعمال من عددا تأملت ولو فا. ضع إال الكتابة يزيد فال نا، أحيا بأيديهم وأسمجه أثقله وما لإلثارة، ملجأ

تأريخ في الكبرى األدبية واألعمال فيها، محطة وال بل لها، قا سائ الجنس وجدت لما األدب في العظمى

شيكسبير، أعمال وبعض والبحر»، «الشيخ أو كـ«المعطف»، التفوق، وال بالبقاء للجنس تدين ال البشرية

يكتبون للذين العذر بعض ألتمس وهل تكاد. أو الجنس من تخلو التي الخالدة والروايات المتنبي، وأعمال

سيعذرهم والغزاة؟! الفجرة لهم يروج حتى فجار، أنهم إثبات عن البحث أجل من أو وللمراهقين، للربح،

يهبط ولكنه واألرخص، جدا القديم الطريق عبر مال أو شهرة لنيل وكفاح ضعف حاالت ويرونها القراء،

ألننا الجنس، عن للكالم "نعود هذا: نحو أحدهم قال المستنقعات. في البقاء لذة ويذيقهم للدون، بسالكيه

نكتب رواية!".

لقارئه، صريحا فكان الخيال، ونضوب الفكرة، وتهاوي السياق، بانفالت شعر مقطع في آنذاك وكان

الكالم! في والبرود بالبالدة تتهمني وال كتابي، ترمي وال معي تبقى لعلك بالجنس أستنجد القاري سيدي يا

زمن مرور وبعد فكرته. وبهتت سياقه، القارئ ذهن من سقط السياق، لينقذ للجنس لجأ عندما أنه غير

على قراءة النص، أشكر له جرأته في كشف حاله.

اللغة الثانيةوزماننا عصر، دون عصر في تعلمها ويحسن صارفة، ومشغلة للحياة، جديدة نافذة أخرى لغة تعلم

أخرى ثقافة على التعرف فكان مريع، ثقافي فقر مرارة وذقنا لغيرنا، كثيرا والثقافة العلم فيه ذهب هذا

وال أخرى، بربرة وسماع بكلمات، البربرة عند يقفون أخرى، لغة يتعلمون من أغلب أن غير مهما، با مطل

سلبي أثر إال تعلموها التي للغة يصبح فال تراثها، وعميق كتبها، خالل من األخرى الثقافة لروح ينفذون

وقد بعيدا، صاحبها لجذبت تجذرت لو األخرى اللغة إن ثم حقيقة. بال وشكل عمق، بال تظاهر في تراه

منهما واحدة كل أدخلت الواحد اللسان في التقتا إذا "واللغتان الجاحظ: قال المنزلتين. بين منزلة في تتركه

منه أقرأ األشعري موسى أبي بعد يكن ولم سيار بن موسى لسان من ذكر ما إال صاحبتها، على الضيم

في هذه األمة". [البيان والتبيين، (196/1)].

الناقد أما أخرى! لغة ليتعلم قاموسا تناول الراحة أراد إذا إنه لينين عن تروتسكي- -لعله أحدهم قال

لما ثم األصلية، لغته في أدبها ليقرأ اللغة يتعلم وكان لغات، سبع يجيد فكان ويسلون إدمون واألديب

أو اللغات وتعلم قال. كما بلغتها ليقرأها العبرية تعلم الميت- البحر -قرب قمران مخطوطات خرجت

حين وذلك للذهن، جيد تعويد أو قدرة على يدل الصعبة للعلوم التعلم وتكرار العلوم، بعض على الصبر

مكتبتك على أو فراشك بجانب قواميس أو قاموس وجود أن واعلم ووحشيها. العلوم صعب في يغامر

يقف. ال يا غن يا معرف وموردا مفيدة، كانت صفحاتها قلبت وإن أنقذتك، كلمة في احترت فإن جدا، مهم

وأنا يدي وبين والنبات. والحيوان الجو غريبة، بالد في السفر كمتعة متعتها عموما اللغة وكتب فالقواميس

رائع وآخر الكرمي، لحسن للعربية اإلنجليزية من الفريد» «المغني أحدهما قاموسان: الفقرة هذه أكتب

وأحسن وأشباهها الصعبة من ليست وهذه منوع. ممتع وهو السكيت. البن األلفاظ» «تهذيب كتاب هو

وكم الشافعية. منهم وأخص القدماء، والفقهاء اللغة في التفسير علماء قوة من تعجب وقد له. عد ال منها

عرب من به لحق من ثم الشافعي، العربية بإمام بدءا القول هذا تقرأ وأنت اآلن بذاكرتك الح عمالق من

وغيرهم كالزمخشري صاحب «الكشاف» و«أساس البالغة»!

ويجد النص، كاتب براعة عليه وتتغلب ويترجمه، يقرؤه الذي النص مع أخرى للغة المتعلم يندمج

التي بالعربية يضيق يا عرب وجدنا فإن لها، المنقول اللغة يلوم وهنا قالها، كما الكاتب فكرة نقل في صعوبة

بعبقرية تضيق أيضا األخرى اللغات أن المترجم هذا فليعلم الفكرة، عن للتعبير كافية كلمات فيها ليس

"سوقية عنها: بقوله يصفها التي الفرنسية لغته إلى الحالج نصوص يترجم وهو ماسنيون لويس يقول لغته.

والسبب العربية، يشتم من واجد ولكنك ص60]. النمرة، [معايشة والشراء". البيع أغراض استهلكتها

أجدر هي النووية األسلحة سمعتها تحمي التي فاللغات نووية؛ أسلحة لها ليست ألنه ولكن اللغة ليس

الزمن ومع جانب، في وغلبة روحا لغة لكل إن هنا أقول ولعلي الحجر. وللضعيف عندهم، بالحياة اللغات

اللغة روح من فقيرة األصلية لغته وجد إليها ينقل أن مترجم حاول إذا حتى أخرى، جوانب أبناؤها يفقد

الفرنسية لغته وجد عندما ماسينون به صدم بما سيصدم العربية؟! إلى التقنية مترجم يقول فماذا األخرى،

فقيرة في لغة اإلنسان والروح والتسامي.

فيها، المتميزين وندرة الثقافي، إنتاجها ضعف بسبب يا ثقاف األهمية ضعيفة وشعوب لغات زماننا وفي

المثقفين من فقيرة تكون تكاد الهولندية ألن لها؛ معاصرة قيمة ال والدنمركية الهولندية اللغات ال فمث

أن أحد يفكر فال بالعربية. حتى موجودة وكتاباته هويزنجا، هو: واحد، مفكر أو مؤرخ من إال النابهين،

يتجشم تعلم لغة حية أشبه بميتة، بخالف اللغات القديمة الغنية برغم توفر الترجمة كاليونانية والالتينية.

سطروا أجدادهم ولكن األوروبية، الدول قائمة ذيل وفي ضعيفة، دويلة فهي لنا المعاصرة اليونان أما

بقي وقد خبره. وصل الذى القديم العالم في معارجه أعلى البشري للعقل رسمت راقية نصوصا للبشرية

القديمة اليونان لغة واستفادت وفهما، دراسة اليونان تراث على رؤوسهم ينكصون العصور كل في الناس

والمعاصرة من هذه الجهود ما لم يستفد غيرها.

تراث في ينقبون جعلهم األوروبي والتقدم النمو فإن للعرب، حدث الحديثة العصور مطلع في وهكذا

وطباعة بعث قصة من كثيرة؛ فوائد زماننا في فاستفدنا ثا، وبح قا وتحقي قراءة عليه، ويعكفون العرب

عدد التحقيق في المستشرقين بطريقة ولحق المستشرقين. أيدي على العربية نصوص من الكثير وتحقيق

تحقيق في السبق فضل للمستشرقين ولكن كثيرا، وانتقدوهم نهجهم سلكوا ومحققيه، اإلسالم علماء من

النصوص من الكثير دولهم وحفظت وحفظوا أخرجوا وقد التحقيق. طرائق من الكثير ورسم وإخراج

المهمة في تراثنا.

في سحيقة قرون منذ مات الذي ذلك حتى غنائمها، ومن الحياة أسباب من للحي الميت أعطى وكم

ناثر أو شاعر بسبب ويحيونها لغاتها يدرسون بعيدة لبلدان يذهبون المعاصرين فنجد التاريخ! غياهب

دانتي، أشعار ليقرأ اإليطالية وتعلم بالفرنسية، كونت ألوجست رسل قرأ ال فمث اللغة، تلك في مر عبقري

الغربيين بعض أتوقع وكنت ص53]. الذاتية، [سيرتي ميكيافيلي. السياسي العبقري نصوص وليقرأ

يذكر التاريخ» «دراسة في توينبي فهذا كذلك، األمر ليس ولكن لميكيافيلي، رؤيتهم في أخالقيين الحكماء

ثم فلورنسا»، و«تاريخ الحرب»، و«فن ليفي»، عن و«محادثات «األمير»، بالرائعة: يصفها التي كتبه

إلى والغربيون .[(384/1) التاريخ، [دراسة الغربية". السياسية فلسفتنا بذور األعمال تلك "وكانت يقول:

أخرى، تخصصات في حتى بقراءته يطالبون وكانوا فكرهم، أساسيات من «األمير» كتابه يرون اليوم

أجيالهم وينشئون يدورون ولكنهم بعيدة، موضوعات وفي الكتاب، قراءة مادة من أكثر في منا طلب فقد

على أسس فكرهم، كما أشار توينبي.

«جريدة في أمامي وجدت األخيرة، تكون أن أرجو التى مراجعاتي النص هذا أراجع كنت وعندما

المحافظ الصحف عنه ويتحدث يدرسه دراسي برنامج خبر 9-2013/2/10م يومي عدد تريبون» الهيرالد

ديفيد بروكس، أساسه ميكيافيلي وكينان وتشرشل وغيرهم.

فكرة الغرب

با مح طلعة يكون أن فيه المفترض والمثقف خارجها، أو بيئته في لسواه يتطلع أن إال إنسان يملك ال

من كذب وال حيلة عن ليس وغيابه غاب، ما كثيرا مهم أمر وهناك ذلك. كلفه مهما المستمرة، للمعرفة

على المتسكع المفكر يملك هل وهو: للشعوب، الفكري التاريخ في الطفولية المرحلة سؤال وهو الكثيرين،

أن كلها لألمة يريد فهو األخرى؟ الشعوب ثقافات من عنه سمع ما مجتمعه على يفرض أن الثقافات موائد

أن ومثله هذا عن غاب والذي أمة. لهوية يا صح ال عم هذا ويرى هو، مارسه كالذي يا فكر تسكعا تمارس

ومدعاة تشويه هو إنما أمة تجاه معتسف إجراء أي وأن قرون، مدار على بنتها وشخصية هوية أمة لكل

لمن إال اآلراء، وتمزق التوجه، وضياع الثقة، عدم من المزيد يسبب الذي الثقافي واالضطراب لألزمة

أوضح لصلة وخططوا ماض، أو حاضر وبزمن بفكر واضحة قطيعة وصمموا جديدة، با درو استوعبوا

بصورة مرغوبة، فليست كل قطيعة شؤما، وليس كل تواصل ممدوحا.

أزل ولم وكنت بعد، ومن قبل من همي والمعرفة القراءة كانت طويلة، سنين الغرب هذا في بقيت وقد

تكفي لمعرفة أوصلتني المعرفة هذه أن أشعر ولم ودراسة، معايشة عنه فهمت وبما عرفت بما مقتنع غير

العالم، على قرون خمسة نحو منذ وهيمنتها نفوذها في الشعوب هذه واستمرار ونماء قوة سبب على للحكم

الغالب، في يا خارج با مراق بقيت أنني مع متحولة، والمعايشة المعرفة تنويع تأثير تحت قناعاتي كانت بل

وأنه وبتطبيقها، بها ويحيا األفكار، عليه تسيطر الغرب أن له نظرتي على يسيطر يكاد الذي الفهم ولكن

الضعيف بالعالم قيس ما إذا الجوانب أغلب في اليومية ممارسته عليها ويبني والمعرفة، التفكير يقدس عالم

ماله يبذل نا أحيا بل له، مغتصبة أو فيخسرها منه هاربة ضحيتها؛ فيذهب األفكار، يكره الذي المتخلف أو

ينفق فهو وموته، جهله على الحفاظ في وسائله المتخلف أو المتجمد فللعالم وقتلها. األفكار لحصار وجهده

وأرجو هزيمته، وبقاء غفلته، وسيطرة جهله، بقاء له تضمن التي المؤسسات أو الجامعات ويبني المال

بالغة األفكار هذه أن أظن وال يغلبون! ثم عليهم حسرة أعمالهم تكون ثم تنفق المجتمعات هذه تكون أال

وسلوكا عامة، ثقافة لتصبح تتسرب أن النافعة األفكار جدوى بل البشرية، حياة في نادرة وال التعقيد،

منطقة تكون وال الناس، قلوب إلى تصل حتى وفقها، والتعامل لقبولها المجتمع ويتواضع معقد، غير يا عمل

األسس نقض غايتهم وليست الناس، هم للمجتمع موائمة لتكون وإصالحها وتنقيتها تعديلها ويبقى تساؤل،

الناجحة.

صراعا عندي تعني األفكار كانت بل بالغرب، صلتي من األولى األيام في قيمة ذات األفكار تكن لم

وعقائد ومذاهب وكالم مذهبي، واستعراض ثقافي، وترف تاريخي، صراع الكالم. علم خالفات نوع من

أدركت والفهم، المعاشرة من سنين وبعد وتلك، الفكرة هذه على بناء وتجريح، ومدح الهواء، في سابحة

متأخرا وأدركت مجتمعاتنا. في سائدا يكن لم كما المجتمع، ذلك في ومكانتها األفكار خطورة من المزيد

في الفكرة بدور المبكرة النباهة تتوفر فلم مجتمعنا، في ضعيف الفكر ألن أو والنضج، السن لعامل -ربما

اإلسالميين المثقفين من جمع له و سبب التقنية- كضعف عندنا فا ضعي الفكر كان فقد أخرى، مجتمعات

للفكر العالمي "المعهد لرواد حدث كما الفكر"، "أسلمة وبمسألة الفكر، بقضية الغرب مع تماسوا الذين

األول: الرجل رؤية يبدو فيما وهذه عندهم. الحل خالصة رؤيتهم بحسب الفكر كان فقد اإلسالمي"؛

طه أمثال: من والموجه المؤسس والفريق المعهد، في سليمان أبو الحميد عبد والثاني: الفاروقي، إسماعيل

لبعضها يكون قد شخصيات من معهم وعمل بهم لحق ومن الطالب، وهشام وتوتنجي، وبرزنجي، جابر،

دور أكبر ممن ذكر هنا.

أو معه، نجحت فغيرنا بجدواها، جهلنا إال سبب بال نردها أن يصلح ال ونظريات نظريات وهناك

قبول على بناء المسألة هذه في هللا رحمه الشافعي قول وهذا غيره. نعدم عندما قوله فالقول يقول، هكذا

خطة خبر لقريش أرسل فقد الممتحنة، سورة في بلتعة أبي بن حاطب الصحابي لقول ملسو هيلع هللا ىلص الرسول

عقولنا؟ تدركه ال ما بعض نا أحيا نقبل ال فكيف فعله. تعليل في قوله قبل ثم مكة، ملسو هيلع هللا ىلصلغزو الرسول

يا ديكارت نفسه جعل ومن الفهم. معارج في به وارتقى أفاده الحصيف، والشك التواضع عقله لم ع ومن

قيمة بشكه ونفى وجودا، للعقل بأن يقتنع ولم الزمن به ولى الشك، من أكثر يا شك أي: ديكارت؛ من أكثر

طريقة وضع ديكارت أن الطريقة» لـ«حديث مقدمته في الشارني عمر زعم مهما والفهم، والتعقل الشك

أو منهجا يقي العقل من الخطأ. [حديث الطريقة، ص5].

الجاهلي، الشعر في حسين طه على رد كاتب أعجبني وقد لهداه. يهتدى ال ثم أمر في يوغل ممن فدعك

فكان أن نقل عباراته في نقد قصيدة األعرابي الرائعة يخاطب ناقته:

رجل الحزين ة ال آه ه و أ ت ليل *** ب لها أرح قمت إذا ماني ودي بدا أ ه ن دي أهذا ني *** إذا درأت لها وضي قول ت

ني قي ي وما ي قي عل يب أما تحال *** وار ل ح دهر ال ل أك

با معج القصيدة هذه عند وقف الجاهلي، الشعر في أقوالهم وتعريب المشككين أقوال ناقل بأن عقب ثم

والحكمة، الجمال في الدرة هذه مثل غيره شاعر ينحل أن أقسى وما قلت: الشاعر، لغور سابرا مادحا،

واالستبطان بالتصوير غنية فهي قصيدته! تكون أن ويتمنى شاعر كل ينتحلها بأن أجدر قصيدة هي بل

وما يذرعه. هللا بفضاء مغرما يمل ال مسافر من والعالقات، الرجال وتقييم الناقة، ولتألم النفس، لمشاعر

ويلطف صياغته، يحسن قصيدته، من جديدا مقطعا ليغني إال الليلة تلك يرحلك لم لعله الناقة أيها يدريك

وادعى الدائسون، يدسها لم الجدران، جميع على معلقة الزمان مع بقيت التي تلك زرابيته وينسج كلماته،

ولو االنتباه، مجلبة الضجة فإن ادعى، ومن صدق من جميعا، فنشكرهم نسجها، في شاركوا أنهم كثيرون

استقصوا ممن كنت ولو ماهم. وقليل لغواص، والحتاجت بسهولة، عنها نسمع لم لربما عليها يختصموا لم

إلى فإنني «األغاني» كتاب في بقولهم إشادتي رغم أنني غير أنا، آلليها غواص أنا أنني لزعمت الشعر

والعلماء األدباء قرين أنه وسمعته حجمه، ولمهابة دائما، مؤجل مشروع وهو ربعه، أكمل لم الساعة

يا. يا، والزمان موات با، والغصن ند الكبار، تركت إتمامه يوم كان الدهر شا

الترجمة واختالط الينابيعمن اليونانية الفلسفة به جاءت ما بسبب الحديث؛ أهل للترجمة المعارضة رايات حملوا الذين من

وإن فإنها والمشكالت، الفوائد من الكثير للمسلمين وسببت هزا، اإلسالمية العقلية هزت التي المشكالت

من ال رجا أوقعت إنها إال الحجاج، وترتيب الجدل وبعث العقل يقظة على المنطقية بمقدماتها ساعدت

أهل أهمها: أمور والفلسفة اليوناني الجدل لنصرة تضافر وقد بيص. حيص في المسلمة العقول خيرة

من الوزير ابن حذر وقد نهايته، قبل القول تستعجلوا فال قوما، يزعج قد القول وهذا أنفسهم. الحديث

قبل الخالصة تقديم حيلة معهم فاتبع يبدأوه، أن قبل عليه ويحكمون الكتاب ينهون الذين المستعجلين هؤالء

التاسع المجلد أوفى حتى لكتابه ومضى والقواصم» «العواصم بداية في منهم غمز ثم الكتاب في السير

يطل لم قريب لقول ونعود إدريس! ابن يباري كان فقد وأجملها، لغته وأغنى عقله أكبر ما هللا. يرحمه

مرقوما تجده كما مجلد نحو في استطراد األخير وعند تيمية، وابن الطبري يفعل كان كما االستطراد فيه

يقول صفحات. بعد الشرط جواب يأتي الطبري وعند الكتابة. منهاج ذلك عاب وما السنة»، «منهاج في

حرجا االستطراد في يجدون ال كانوا علمائنا، من القدماء أن ذلك يوجب "والذي شاكر: محمود األستاذ

أو علم بذل على يعين ألنه بأسا؛ ذلك في يرون ال وكانوا قارئيهم. أو سامعيهم على وال أنفسهم على

الشرط أداة تجد أن ذلك من يبلغوا حتى فيه، يتحدثون الذي الموضوع جوانب من جانب في نافعة معرفة

الشافعي عند هذا تجد الشرط. جواب على تقف حتى جدا طوال صفحات عدة تنقضي ثم الحديث، أول في

نماذج ساق ثم ص24]. سالم، ابن كتاب في الجاهلي الشعر [قضية العلم". أهل من وغيرهما والطبري

الطبري عند واجد ولكنك حين، بعد جوابها يأتي التي الواحدة الجملة على نص والشيخ سالم. ابن من

به. العهد تنائي مع ذلك أذكر التاريخ، أو التفسير من األربعين على تزيد حتى فيها يستطرد موضوعات

ال افتعا الكتاب يفتعلها نصوص وسياق جمال معقد الغربية المعاصر الفن كتب في االستطراد فن إن ثم

عليه وتخفف عالما به وتطوف ملل، من تنقذه مفتعلة عديدة رسائل له وترسل القارئ، جذب على فتحافظ

من لعلم التدريس منهجية أن األسلوب لهذا غيرها- أو -إسالمية العلم كتب هجران وسبب سياق. جفاف

األستاذ بهما يقوم قد واألمثال العلوم في واالستطراد والسهولة االنقطاع، وعدم االستمرار تقتضي العلوم

تدريس، مجلس كتاب يكون أن الكتاب وتطرد الكتب، حجم من تكبر وألنها مكان. لها يكون حين لتالمذته

والعرض والسهولة للتبسيط ال مجا يكون ال ذلك وكل للتدريس، نا متو كتبهم تكون أن العلماء تاق وقد

ترتيب فكأن والتراجم، والنكت والطرف الفوائد كتب ذلك ومجال الخالص. العلمي السياق هو بل الممتع

واحات في يريحه يعد ولم الطريق، جدد على والقارئ الكاتب كبت ولكنه التقسيم، أراح ما بقدر العلوم

للمتعة والتفرج على حنايا الدروب.

ما -منها للطالب وكرم بجود المنثورة الفوائد وسياق الطريق، جنبات على المريحة المتعة أذكر وإني

رأيته كتاب أول له قرأت عندما غدة أبي الفتاح عبد منثورات أنسى فال نا- أحيا الكاتب به يتزيد وما يعلو

في ونتبارى نتجارى وكنا القرني، عوض الشيخ له نبهني الذي المسترشدين»، «رسالة وهو تحقيقه، من

بالتاريخ، ملما وكان واحد، دراسي بعام علي متقدما وكان عديدة، كتب أسماء منه وعرفت القراءة، زمن

ناع م ولشقيقه منها. مزيد عن ومنهجيته ذاكرته وقوة قراءته بسرعة استغنى ولعله بالشريعة، ملما وكنت

على غدة أبو نسج ثم عالقة، الكتاب ذكرى تزل ولم عقود مرت ثم الموضوعين. من كل في مشاركات

لن ولكنك العلم». طالب و«حلية «التعالم» في زيد أبو بكر الشيخ كثيرا معه تخاصم وإن المنوال نفس

يا! ق سوا ل ال ق ت قصد البحر اس فمن تتعلق بهذين إن رأيت تعليقات محمود شاكر على تحقيقاته؛

لقاء أقصد ولم ثانيهما لقيت وقد جلدان، متخاصمان وهما غدة، وألبي بكر للشيخ الحديث بنا جاء وقد

المشاهير برؤية فا كل نفسي في أجد ال ولألسف يصغره، المشهور لقاء أن قلبي في قر وقد منهما. أحد

لدي كان أن وددت نا وأحيا بعضهم، وأعجبني منهم، قليلين رأيت وقد بعد، من وال الشباب شرخ في

في عنده أن غير نبيه. مشهور كل وال مشهورا، نابه كل وليس قناعة. ال مجاراة النابهين مقابلة في الرغبة

على مر زمن أي من أرخص الشهرة أصبحت زماننا وفي مشهورا. يجعله ما حيله أو عقله أو شخصه

عشرات خالفه عايش وقد غريبة، بطريقة فقهي موقف على أصر قد وجدته غدة أبا قابلت ولما اإلنسان،

اإلقامة سمع أن وبعد األحناف، طريقة على إال الصالة تقام أن أبى فقد مخالفيه. على ينكر ولم السنين،

نحوا وخلفهم بهم وصلى الحنابلة عايش وقد األحناف، طريقة على بنفسه وأعادها اإلقامة!" هكذا "ما قال:

ورغم الحنفية، إقامته بغير الصالة ورفض الطريقة بهذه ألزمنا أمريكا وفي ذلك. ينكر لم عاما ثالثين من

عارف يقلل فال الرجلين علم فأما با! عج له قرأت فقد زيد، أبي خصيمه من قا انغال أقل يكون فقد هذا

السبك، مجيد اللغة، مشرق وكالهما با، عجي تبحرا كتبه من تلمح زيد وأبو اطالعهما، وسعة علمهما من

والرأي العقل يغلق الذي رأيه فيوحشني بكر أما اآلخر، من علما أسمح غدة أبو يكون وربما الفكرة، مغلق

خصيمه عن له قرأت فقد المخالف، للقول علمية- تسميها أن تستطيع ال -بطريقة وينكر واحد قول على

«ال بعنوان رسالة له قرأت ثم معرفته، قبل أسلوبه من نفسي ونفرت العلم، طريق غير في ومبالغة شدة

األخيرة الرسالة قبل قرأت ثم يحبه، ال قول كل عن غريبة بطريق فسكت الصالة»، أحكام في جديد

قراءته، وسعة إلمامه فهالني اللفظية» المناهي «معجم اطالعه سعة يكشف الذي المهم كتابه في وبعدها

أن وعليك عنده، المعلومة تجد أن بك يحسن من العلماء من أن كتابته لي أكدت الوقت نفس في ولكن

كثرة تجد نا وأحيا ضيقة، زاوية من العالم ويرى قا، مغل قا سيا يختار فهو رأيه. ومن اختياراته من تحترز

الطبعة ففي العربية»، «الجزيرة عن كتابا له قرأت ثم يحدث. وهذا األبواب، وجهه في تغلق العالم علم

ولكن عذر، له يكون وقد الفكرة، تلك صحح الطباعة أعاد ولما كاتبها، أخفى مهمة نصوصا نقل األولى

موقف لعل قلت ولكن الكواكبي، وهو مشهور لكاتب شهير كتاب من وهي أخافتني، النص اعترت فا ظرو

الذي المغلق ذلك نفسه األسلوب اتبع وفيه الفضيلة»، «حراسة كتاب أخرج ثم فعل. ما له برر الكواكبي

أبي خصيمه شيخ الكوثري على عيب مما هي المشكلة فتلك كريم. غفار وهو أعلم وهللا لعالم، يصلح ال

في الموقف إن القول أحب وهنا الحلبة. تلك ألهل الجامعة الخلة وكأنها كلهم، بالخصوم عصفت ثم غدة،

الحديث وإنما جميعا، أقوالهم في الباطل أو بالحق عالقة له مما ليس الموضع هذا في المسألة هذه نقاش

بتحقيقات استمتع أزل ولم كنت وقد هنا، بالسياق له عالقة ال أمر ذلك وتفصيل والكتابة القراءة عن هنا

أبي غدة الرائعة.

وهللا الفلسفة، نشر أسباب من هم الحديث أهل إن قلت قد وكنت قصد، دون االستطراد طاردنا وهكذا

توقعناه، ما فذلك قا ح وجدت فإن وتأمل، نقول ما على قف ولكن بيقين، نقطع فال نصف، ما على المستعان

ظني. ينقض الذي بيقينك لك منك أسعد كنت فربما خطام، وال زمام بال ال مهم ال قو وكان قا ح يكن لم وإن

قصاصه وأقاصيص ومعلوله، صحيحه القول من ال هائ كما ونقلوا بالرواية تعلقوا الناس إن هنا والقول

متعصبي من الحكايات وصناع مكانه. ويحقرون عرشه، من العقل ويسقطون للمبالغة يطربون ووعاظه،

واألعمال والشعوب والقبائل البلدان فضائل أساطير يسطرون والشعوبية، واإلقليمية العقدية المذاهب

وفي الرواة، جمع على محسوبون الصادقون الصالحون الحديث وأهل والسور، واآلي والطعام والرجال

من عدوهم غائلة لرد كافية باألثر معرفتهم فليست حصار، في أنفسهم العقالء رأى وقد النقلة. جيش

في العلة مدارس بعد تترسخ ولم والحزبيين، والكذبة القصاصين الغافلين الصالحين من بالرواية، العابثين

عن وبحثوا المعقول، غير لرد وسيلة يتلمسون هؤالء فبدأ قا. الح الحديث أهل طوره مما النصوص نقد

صرخة الحل!" "وجدنا فصرخوا: اليوناني المنطق سالح اكتشفوا حتى طويل زمن ومر الكالم، في العقل

من يطيقه ال له أذى بات ولكنه نا، زم وأفاده فاستخدمه الثانية، الحرب وطيس في النووي السالح مكتشف

فكانت الواعية، غير الرواية من نوع مجرد اليوم، الغرب كمقلدي مقلدة بأيدي الفلسفة أصبحت ثم بعد.

قصاص بين المجتمع وانقسم اليوم. علمائنا في ترى كما القصاص بأقاصيص أشبه كثيرين لدى أيضا

لسان الطرفين وكال المروق، أو الحدس أو الصوفية أو الالوعي هي والخاتمة اليونان، وقصاص الوعاظ

بال وعي. راو

صرف وكأنما منه، تنتقم يوم ذات حاملها على تعود عسكرية أو فكرية اإلنسانية األسلحة هي وهكذا

األفكار دائرة على المستعان فاهلل قصده. ضد أمد بعد له لتصنع نا زم أعزته والتي العزيزة ولياليه أيامه

يريدون وأمثالهم عبيد بن عمرو وال واصل كان فما ال. آج أم ال عاج خصمه منها كل ينجب والسلوك، هذه

البصري الحسن الصالح السلف وبقية والسنة الكتاب ناصر مجلس في بدأت العلل وهذه شرا، بالدين

ال جبا ويبنون الكالم طرف يأخذون متعصبون با- -غال والالحقون الصاع، فا وط الزمن ومر هللا. يرحمه

بحث في ستراه كما المؤسس عقل عقله يخالف فالتابع والزائفة. الحقيقية والحجج والمفاصلة النقد من

قريب بإذن هللا.

ولوم الفلسفة ولوم العقل لوم االسالمي والتراث الفلسفة بين األزمة لتلك المتوقعة النتيجة كانت وقد

وله إال يكن- من -وليكن إنسان يقرأه نص من ما أنه فالحق أيضا. وباطل كثير حق هذا وفي الترجمة.

وترجمتها. اليونان فلسفة معرفة لوازم من وذلك للعالم، ورؤيته وتفكيره سلوكه وعلى أثر، عقله على

الشكلي اللفظي بالجدل والتمتع العقلية"، "السلبية بذور اإلسالمية األرض في لألسف!- -ويا بذرت فقد

الخليل قبر عند منه توبته يعلن أن الغزالي مثل احتاج منهجا وجعله المتناظرين، بين المماحكة لمجرد أو

قوبل للفلسفة الشنيع الفساد وهذا عليها. حامد أبي بنص فصحت التوبة أما الموقع. صح إن السالم عليه

ومن وطردها، أرجلهم تحت عقولهم بدوس فيفاخرون المدرسة، لهذه المقابلة المتعصبة من للعقل برفض

فكر بهذا فقد أبعد النجعة.

تبادل المواقعهذه في يساعدك فقد هيجل، الكبير الشيطان معك تصحب أن تنس فال هنا قولنا على وقفت وقد أما

جوفها في تحمل فالفكرة فكري، بنات من األفكار هذه لك لقلت الملبسين قوم من كنت ولو التالبيس،

بابن يحملون الحنابلة رأينا حتى طويل زمان مر فما تره. لم أم ذلك رأيت يوم، ذات وستلدها نقيضها

يمتدح واإلسالمية، اليونانية والقريبة، البعيدة منازله في العقل صحب رجل تيمية، ابن ويلدون عقيل،

وهذا قال، كما كانوا فقد الحق، عن للبحث المنصرفة ومعرفتهم وخبرتهم ذكاءهم ويمجد الفالسفة، عقول

أنبياء يكونوا لم ولكنهم الحقيقة، عن العقالء من بحث من خير "إنهم نصه): نقل المهم (ومن قوله معنى

فيصلون للحق أو نحو هذا القول".

حتى لمسالكه، وتتبعا اليوناني، للعقل تمجيدا عقولهم حقروا مقلدة، والفلسفة الكالم مدارس ولدت وقد

وإفالطون سقراط مجالس في يوم ذات ولد العقل فكأن وتمجيده، العقل باسم العقل مطاردة عين فيهم تمثل

ثم مات من بعدهم، ولن يبعث إلى قيام الساعة.

استجابة أو لألثر، تمجيدا التقليد؛ ضغط من والزيدية- الحنابلة من كثير -وبخاصة الحديث أهل وتخلص

الزيدية علماء سير وفي زهرة، أبي الشيخ كتابات في ذلك من وتيقن غيرهم. عند حصل مما أكثر للعقل

أنشأوا وقد والصنعاني. والمقبلي، والشوكاني، الوزير، ابن أمثال: من واجتهدوا، التقليد هجروا الذين

الخضوع وعدم للمذاهب، والمتعصبين المخالفين مع المعتدل والتوجه التفكير في الحرية من مدرسة

للمذهب، ولكن هذه االلتماعات النادرة كانت سرعان ما تخبو تحت رماد التقليد.

وقد وأقول: نتركه، ولكن هنا للكالم والعود البدء في قسوته على عبود مارون قول أذكر أن كدت

وتربى خلدون. وابن تيمية، وابن والغزالي، الباقالني، أمثال: من رجال اليونانية عن المترجمات هذه قرأ

ولكنه الغبي، به ينتفع وال الذكي يحتاجه ال علم تيمية: ابن قال وإن العلم، رجال من جلة مناهجها على

العلم نجم في سمى ولما التقدير، هذا كل أعطيناه لما تيمية ابن يعانيه لم لو هنا وأقول بحاره. في غامر

كل هذا السمو، "ولهذه األفكار عودة". وعلى الرغم من حملة الرجل عليها ولكنها مرضعته لزمن.

هما: جدا، كبيرين شاهدين على ويتكئون حاسمة، شاملة حملة الحديث أهل من المعاصرين من نجد ثم

في أسعد وهم عصرنا من ثان شاهد ثم المسلمين، والمعتزلة الفالسفة زمن ونصوصه، أثقاله بكل الماضي

الغرب عن المعاصرة الترجمة فحملة معهم، الجدل يعسر بما حجتهم يقوي الجديد الشاهد ألن به؛ الجدل

ا عند من سارع القول. الذي يرونه الملحد الشانئ القاتل المحتل تجعل الحجة لهم أحيان

ودعني أرسم لك معالم للقول تعيننا في الموقف من ملمة الترجمة:

يا، تقن العالم مع والمشاركة المعرفة تعني فالترجمة مكان، لها يعد لم دعوى الحاجة، عدم دعوى -1

تعني فالترجمة والعقول. والثروة والعلم الثقافة شيء: كل وسلب االستتباع وجه في الذات على والحفاظ

معرفة ما عند اآلخرين وصناعة الذات في تحاور واستقالل.

اإلنسانية األخرى المعارف ألن ممكنة؛ أراها وال لقوم جميلة أمنية تلك فقط، العلوم ترجمة دعوى -2

ولكن الحال، بطبيعة بغيرها تغري سوف العلوم ترجمة وألن والفهم، التنظير في وفتوحات فوائد تقل ال

شعبية إدارية وكتب تافهة، رواسب لترجمة اتجهت الوقفية العربية الترجمة مشاريع بعض نجد لألسف

غير ذات قيمة.

من فريد" قرآني "جيل فصل: في قطب سيد كتب قطب. سيد مثال الترجمة، من يحذر من تناقض -3

الرسول صحابة به ميز مما كان وقد هذا، في فكره من خالصة هو ال جمي كالما الطريق» في «معالم

والمزج االختالط تركوا ملسو هيلع هللا ىلص- الرسول بأمر -بل وتجنبوا واحد، نبع من أخذوا أنهم عنهم ملسو هيلع هللا ىلصورضي

استعمل الينابيع اختالط من تحذيره رغم سيد ولكن والتوراة. اإلسالم يخلط أن لعمر يسمح فلم الثقافي،

أو الغرب يسود الذي لالنحراف نقدا يراه ما أو الدين، في قا ح يراه ما عرض في المترجمة الكتب كثيرا

زماننا. في اإلسالميين المفكرين من لهم قرأت من وأغلب قطب محمد وهكذا بالدنا. في فساده يمتد الذي

وحدها"، والقراءة القراءة من عاما أربعين "قضى إنه الكتاب نفس في يقول الذي وهو سيدا هللا ورحم

جدل ال حق وذلك بجانبه، شيء ال فيجدها للقرآن ذلك بعد يرجع هللا، كتاب عن فيها بقراءته ابتعد والتي

ويستنبط الفرق ليتذوق واالطالع والمعرفة للمقارنة أهلته أنها أشك ال عاما األربعين هذه ولكن فيه،

هذه نصيحته وتصلح هللا. بكتاب أنارها عندما حجته وقوت قوله، أغنت الرحلة فهذه لنفسه، القرآن عظمة

إعمال ملسو هيلع هللا ىلصكان محمد ومنهج ينقده، وال يعرفه وال زماننا، في المعاش الفساد يواجه أن يريد ال لمن

سنة جرت وبهذا معه، والجدل والحق المعاصر الباطل معرفة من مهرب فال يعرفه. واقع في الوحي

المالحدة، والفالسفة الغالية الصوفية أمثال معرفة بعد المبطلين على األمة سادة من المتفوقون وتفوق هللا،

والنصارى، والشيعة والفلسفة للتصوف معرفة بال تيمية ابن تتصوروا أن ولكم األخر. الضالل وفرق

بل سيقول؟ كان ماذا والقومية، واإللحاد والشيوعية للعلمانية معرفة بدون قطب سيد أو سيقول؟ ماذا

تصوروا أحمد بدون معرفة المعتزلة والشيعة والخوارج وكذبة الرواة والقصاصين، ماذا سيقول؟!

على بناء والسياسية، واألدبية واالجتماعية العلمية مجاالتها في منها بد ال أمر الترجمة أن النتيجة -4

لدينا ثم ضرورية، والفنية واالجتماعية والسياسية األدبية فالدراسات المتخيلين، ال المحذرين واقع الواقع،

ربما ضعيفة، اآلن إلى ولكن أخرى، بلغات إسالمية كتابات هناك أن ومع معها. التحاور أو القبول إمكانية

في أما وسروش. والمودودي، شريعتي، كتب مثل والفارسية األوردية من المترجمات بعض عدا فيما

القريب المنظور في وستبقى بالعربية، يكتب ما مستوى دون يزل لم اآلن إلى بها كتب فالتي اإلنجليزية

با البعيد- لغة اإلسالم وفكره هي اللغة العربية. -وغال

الفلسفة و الشعر واألدب

قال أبو عمران موسى بن عمران القيسي:

فه فلس ال علم أخي برت ت اع ر العلوم إذا ش

فه وال ش ييت ح ما نا لسا به ن ل تعم ال

فه ســ ه وآخر ه ولـ أ ل ف ال فيما ال خير

عقدة وتلك المعنى؟ عن به وطار اللفظ، أغواه وكيف الفلسفة، ترك في الحجة سفه معي تالحظ أال

المسميات وقيمة شيء، باأللفاظ والتالعب والسخرية النكتة وعالم مرات، علينا وتجوز مرة، نعرفها

يكن ولم والطريقة. لألسلوب فالنقد الفلسفة، في ال قو هذا قولي من تأخذ وال يختلف. آخر شيء وحقيقتها

من السلفي للموقف كان إذ التالية؛ وال األولى التعليمية المراحل في الطالب يشوق مما الفلسفة موضوع

الثانوية المرحلة في وأنا الفلسفة عن فيه قرأت كتاب أول وكان الموضوع. من قربنا قلة في أثر الفلسفة

في قرأته الذي الكتاب واسم اسمي بعدي مر زميل لقي وقد أمين، أحمد ترجمة من الفلسفة» «مبادئ

الكتاب اسم يكتبوا أن زوارها من تطلب العامة المكتبة وكانت ذلك، لي وذكر "أبها"، في العامة المكتبة

الذي قرأوه.

الفلسفة» و«قصة زرادشت» تكلم «هكذا كتاب الفلسفة في باهتمام أكملتها التي الكتب أوائل من وكان

ثم لبوشنسكي، الكويتية المعرفة" "عالم نشر من أوروبا» في المعاصرة «الفلسفة وكتاب لديورانت،

وكتب ومقاالت بدوي، الرحمن ولعبد الجوهر»، بين «اإلنسان فروم وألريك لرسل، الترجمات بعض

قا- الح عنه ثم حيان أبي عن قيل -كما قا ح لنا كان فقد محمود، نجيب لزكي ومعلمة ممتعة كانت عديدة

أربع نحو بعد إال اإلنجليزية اللغة في الفلسفة قراءة على القدرة أبدأ ولم األدباء. وفيلسوف الفالسفة أديب

تاريخ كتب أما أخرى. مرة الفلسفية النصوص وصعوبة مرة المهابة تمنعني وكانت تعلمها، من سنوات

فال األوروبي، الفكر تاريخ في علينا مقررا كان بعضها وألن توقعت، هكذا أو مأخذا أسهل فكانت الفكر

من أفكارهم وتلخيص الفالسفة سير قراءة وكانت مرير. قراءتها في وتعب قراءتها، من آنذاك محيص

أحسن المداخل التي ساعدت على الخوض في كتبهم.

أبواب في متخصصة كثيرة ونوادي الفلسفية، والنوادي الكتب، قراءة نوادي الغرب في ما طريف ومن

النهضة قصة في هذا وتجد عشر، التاسع القرن منذ كثيرون عنها كتب الجامعات ففي كثيرة. معرفية

وفي جيمس، لويليم اإليمان» «إرادة كتاب بداية بريطانيا»،وفي «مرثية كتاب وفي أوروبا، في العلمية

جدارة) عن السنوي الكتاب جائزة ونال األمريكية، للثقافة تؤرخ التي الكتب خير من (وهو الشهير الكتاب

في والثقافي العلمي التكوين قصة من أساسية جوانب قص وفيه الطبيعة»، وراء ما «نادي ميناند كتاب

أمريكا.

***

األمين محمد الشيخ شيخك ثقافة في انتباهك لفت ما أكثر هو ما الخالق: عبد عبدالرحمن للشيخ مرة قلت

الفقه أو المنطق يذكر أن فتوقعت الحديثة؟ العصور في عرف مطلق مجتهد آخر عنه: قيل الذي الشنقيطي،

أو قرأت وقد شاعر". وال بيت عنه يغرب يكاد فما الجاهلي، بالشعر "معرفته لي: فقال القرآن، علوم أو

وحدث الحج"، "موسم في "منى" في خيمته في كان أنه واستقراره الجزيرة بعلماء تعرفه سبب أن سمعت

ال رج مجاورة غير خيمة في سمعت لقد أحدهم: فقال فيها، واختلفوا األبيات بعض وأدباء شعراء تذاكر أن

يلهج بالشعر فلنسأله، فسألوه فتدفق كالبحر، ومن هناك بدأت عالقة ومسار جديد له ولهم.

الثقفي سويد بن الشريد يروي العبارات؟! ومجمل األلسنة فاتق وهو بالشعر العربي يهتم ال وكيف

نعم، قلت: ئا؟ شي الصلت أبي بن أمية شعر من معك هل لي: فقال ملسو هيلع هللا ىلصيوما هللا رسول ردفت فيقول:

هذه بيت". مائة أنشدته حتى هيه! فقال: تا، بي أنشدته ثم هيه! فقال: تا، بي فأنشدته زدني) (أي: هيه! قال:

وهكذا قافية". مائة أنشدته "حتى المفرد»: «األدب في البخاري ورواية «صحيحه»، في مسلم رواية

ما كثرة بيت بمائة المقصود ولعل كذا. ببيت تبدأ قصيدة مائة أسمعه أنه السابقة "بيت" كلمة من تفهم

عبد بن سلمة أبي عن المفرد» «األدب في البخاري وأخرج المرقوم الرقم بالضرورة وليس عليه ألقى

في الشعر يتناشدون وكانوا متماوتين، وال زقين متح ملسو هيلع هللا ىلص هللا رسول أصحاب يكن "لم قال: الرحمن

دينه) من شيء على (أو هللا أمر من شيء على منهم أحد أريد فإذا جاهليتهم، أمر ويذكرون مجالسهم،

أنه سمرة بن جابر عن وصححه، والترمذي سعد وابن أحمد وأخرج مجنون". كأنه عينيه حماليق دارت

وربما ملسو هيلع هللا ىلص، هللا رسول عند الجاهلية وحديث الشعر يتذاكرون ملسو هيلع هللا ىلص هللا رسول أصحاب "كان قال:

في أبي ملسو هيلع هللا ىلصمع هللا رسول أصحاب أجالس "كنت قال: بكرة أبي بن الرحمن عبد وعن معهم". تبسم

وتجهيل ثقافية إلبادة المساجد تعرضت تكن ولم الجاهلية". حديث ويذكرون األشعار فيتناشدون المسجد،

في لها مثل ال واالجتماعية الثقافية للحياة منابر الغرب في اإلسالمية المراكز وجدت وقد زماننا، في كما

طريق من سعد ابن وأخرج للماليين. واجتماعية وسياسية ثقافية حياة صنعت وقد اليوم. المسلمين عالم

إلى الكوفة من حصين بن عمران مع خرجت يقول: خير ش ال بن هللا عبد بن فا ر مط "سمعت قال: قتادة،

شعرا". ينشدني وهو إال ننزله منزل ل "فق غيره: ولفظ شعرا". فيه ينشدنا إال يوم علينا أتى فما البصرة،

مما العرب بأشعار عائشة علم وكذلك مشهور، أمر الجاهلية وأخبار بالشعر وعمر بكر أبي ومعرفة

محمود الجاهلي»، الشعر «قضية عن: [بتصرف عصرها. نساء وعن األصحاب من كثير عن به تميزت

بالشعر، الكبيرة عنه هللا رضي عمر معرفة إلى عمر» «عبقرية في العقاد أشار وقد ص90-89]. شاكر،

التالي المشهور البيت هذا إن قيل أنه وأورد والكالم، للشعر فا حصي ناقدا وعده األدبية، وبمعرفته به وأشاد

له:

مـــــد ة مــــــن مـــــحـــــ مــــــ فــى ذ أو ر و بــــ أ ها *** فوق كور قة نا لت من وما حم

هذا ولوال قلت: منه". أصح علم لهم يكن لم قوم علم الشعر و"كان العرب". ديوان "الشعر يقول: وكان

روعة يدركوا أن لهم كان لما الكالم، جمال بأسرار الرائعة الفنية والدراية للصحابة، اللغوي النضوج

أن لهؤالء كان وما لغتهم. ضعف فيهم القرآن تأثير وعدم المسلمين ضعف أسباب فمن وتأثيره. القرآن

به يعارضه أن عسى وما القرآن، بين التمييز في إليهم المفوض الحكم "وفي يفهمونه. ال قول فيهم يؤثر

تذوق على القدرة من تحديده يمكن ال قدرا يملكون كانوا بالقرآن المخاطبين أن على دليل المعارضون،

البيان تذوق من متطاولة قرون نتيجة وهذا البشر، وكالم هللا كالم بين التفريق لهم يتيح مما والنظم، البيان

أهمية على شاكر يشدد ثم ص95]. شاكر، محمود الجاهلي»، الشعر «قضية عن: [بتصرف المذهل".

عاشرهم لمن ال شام وكان بالقرآن، المخاطبين العرب في عاما كان الفاخر التذوق وأن بالشعر، المعرفة

من غيرهم "إنهم كانوا حريصين في جاهليتهم وفي إسالمهم على لغتهم وأدبها، يقولون:

نشيدها *** ويلهو بها من العب الحي سامر ة روا لي ال تح تس ئد قصا

بـــر قا والمـــ ياؤكم أحــــ تخزى بهـــا فه *** و ك إبهام شيخ ال عليها ض يعــــ

وقال آخر:

نا ثلي تـــم تــــــــعـــــجــــــب المـــ قـــــــــوافي بعدي *** قيت أب قد ف لــك أهــــ فإن

نا تدي بــس الر يل شعر ن ال لو ا قاطـــع مـــــحكمـــات *** لـــــذيــــذات المـــــ

والبهاء واللذة والشغف الحفاوة استقبال يستقبلونه وكانوا ن. ط ل نقر لو شعر هذا السابقين: بقول قلت

[قضية الحياة". لذة فيه وتجد وتهزل وتجد وتبتهج وتنشط وتهتز العربية، النفس له وتطرب والخيالء،

ومظهرين لدينهم مخلصين متدينين تجد أن األمور غرائب ومن بتصرف]. ص102، الجاهلي، الشعر

أحرص كان من العرب القوميين من لتجد حتى اهتماما، وآدابها العربية اللغة لون يو ال وهم به، لالهتمام

على العربية من اإلسالميين المتدينين!

وكنا تال، فيما األولى اإلسالمية العصور وشعر خاصة، الجاهلي الشعر همنا كان مبكر عمر وفي

قا- -الح وكنت المبكرة، نقاشاتنا من نصيب والشعراء الشعر وتدارس لحفظ وكان لذلك، نا أحيا نجتمع

إلى منا كل اتجه ثم الشعراء، وأخبار األبيات واستعادة الحفظ في نا زم نصرف القرني عائض والشيخ

كل كان الثانوية المرحلة ومنذ العامة، والثقافة الفكر لكتب واتجهت والقرآن، الحديث لحفظ فاتجه طريق،

من علينا وفد الجامعة وفي الفكرية. قراءاتي من يسخر أن له يطيب وكان يناسبه، طريق في يسير منا

وكنت "اإلعجاز"، موضوع وفي الجاهلي" "الشعر أصول في مناقشاتهم من طرف العربية اللغة قسم

قصة كل فكانت القرآن»، راية «تحت الرافعي كتاب يدي في وقع ألنه وحيدا؛ النقاشات بهذه تشبعت قد

اهتمامي يستغربون العربية اللغة قسم من زمالئنا بعض فكان نفسه، الموضوع في أخيه إلى يدفع وكتاب

بتلك المعركة األدبية الرائعة في أوائل القرن العشرين.

وأبيات ذاك. منذ بالذهن فعلقت ثانية، مرة ترديدها وطلبت مشافهة سمعتها تا أبيا اآلن إلى ألذكر وإني

أعرف وال وحفظتها قرأتها جاهلية وقصائد واحدة، قراءة من حفظتها ونحوية بالغية وشواهد حكمة

األدب وأثر فائدة مدى لتدرك الشافعي عن النقل هذا تقرأ أن ويكفي منها. كثير غادر وما علقت معانيها،

د فتو أسمعه، لم مما منه بالحرف أسمع قال: لألدب؟ شهوتك كيف للشافعي: "قيل به: المتعلقة النفس في

مقاالت عن ،(143/2) للبيهقي الشافعي [مناقب األذنان". تنعمت ما مثل به تتنعم أسماعا لها أن أعضائي

الطناحي (259/1)].

بين الصمت والكالميبغض هللا إن ملسو هيلع هللا ىلص: النبي "قال قوله: وأجاد وحلل نقل مما وكان والكالم، الصمت بين الجاحظ قارن

التبيين: وحب البيان وأهل والخطابة البالغة أصحاب قال بلسانها". الباقرة تخلل بلسانه يتخلل الذي البليغ

بلسانها بقر) جمع في (لفظ الباقرة تخلل بلسانه يتخلل والذي والثرثارين ملسو هيلع هللا ىلصالمتشادقين النبي عاب إنما

المدر، أهل خطباء من األدب أهل يستجيزه ال ما وبشدقيه بفكيه يصنع الذي وهو المتشادق، واألعرابي

عدة فيرسل الموقف، يقف العرب من الرجل كان وقد ألزم. له والذم أعيب، فهو منكم ذلك تكلف فمن

الشاهد على العلم ومدار واالنتفاع، المرفق من فيها لما إال بها ليتمثلوا جميعا الناس يكن ولم سائرة، أمثال

الصمت، خطأ معرفة إلى منهم أسرع القول خطأ معرفة إلى العامة ألن الصمت على حثوا وإنما والمثل؛

معنى في الحق قول عن السكوت فإن وإال قوله؛ في القائل معنى من أخفى صمته في الصامت ومعنى

والعمل القول إلى الحاجة أن التركيب أصل في ألن ألسرع؛ الكالم إلى الناس إن ولعمري بالباطل. النطق

أكثر من الحاجة إلى ترك العمل..

لون كا أ للكذب ماعون ﴿س وجل: عز قال وقد السكوت، عامة من أفضل الكالم عامة أن علمنا قد بل

يجاوز يكاد ال ونفعه أفضل، له واإليثار أنفع الصمت يكون وكيف سواء.. وكذبه سمعه فجعل سحت﴾ لل

الناطقين. كالم روت كما الصامتين، سكوت ترو لم والرواة ويخص، يعم الكالم ونفع صاحبه، رأس

المحمودة الكالم ومواضع قليلة، المحمودة الصمت ومواضع بالصمت، ال أنبياءه، هللا أرسل وبالكالم

كما حبسة"، الصمت "طول المزني: هللا عبد بن بكر عن ونقل اللسان، يفسد الصمت وطول كثيرة،

وتبلدت خواطره، ماتت القول اإلنسان ترك وإذا عقلة" الحركة "ترك هللا: رحمه الخطاب بن عمر قال

الصوت، برفع ويأمرونهم المناقالت، ويعلمونهم األرجاز، صبيانهم يروون وكانوا حسه، وفسد نفسه،

تقليبه أقللت وإذا والن، رق تقليبه كثر إذا واللسان الجرم. ويفتح اللهاة، يفتق ذلك ألن اإلعراب، وتحقيق

بعضهم يماري أن فتياننا ألمرت العادة وسوء الدربة "لوال الجعفي عباية وقال وغلظ، جسأ إسكاته وأطلت

والسمعة، الرياء ضارع ما كل وعن والتكلف، التزيد وعن المراء ملسو هيلع هللا ىلصعن الرسول "نهى وقد بعضا."

عنه." ينهى فكيف البيان نفس فأما والمغالبة، المماتنة وعن والتشاغب، التهاتر وعن والبذخ، والنفج

[البيان والتبيين، (273/1)]

أعرف ال "كيف قال: هللا؟ رسول يا أتعرفني فقال ملسو هيلع هللا ىلص هللا رسول إلى صيفي بن السائب جاء وقد

أخزى قال الكالم؟ من خير الصمت علي: بن لزيد أحدهم قال يماريني" وال يشاريني ال كان الذي شريكي

يبس في النار من العي هدم في أسرع المماراة ال وهللا للحصر، وأجلبها للبيان، أفسدها فما المساكتة هللا

البلدة.. تورث التي المساكتة، من ضررا أقل ففيها ما على فالمماراة الحدور" في السيل ومن العرفج،

وتولد أدواء أيسرها العي. [البيان والتبيين، (314-313/1)]

ولم المنع. ذلك حسب على التعقد من أصابها االعتمال، على تمرنها ولم الحركة، منعتها جارحة وأي

لك هللا نسى ما مالك:" بن لكعب قال ولم فاك"، هللا يفضض "ال الجعدي: ملسو هيلع هللا ىلصللنابغة هللا رسول قال

على الغطاريف يج "ه لحسان: قال ولم عبس"؟ من خطيب :"رب شيخ بن لهيذان قال ولم ذاك"، مقالك

وهو هللا، كالم الكالم وأبين الظالم"؟ غبش في السهام وقع من عليهم أشد لشعرك وهللا مناف، عبد بني

ببعض (273-271/1) والتبيين، [البيان هللا. شاء إن كفاية هذا وفي التفصيل. وأهل التبيين، مدح الذي

االختصار].

يلزم وقد الناس، بعض عمل خير يكون وقد العمل، أول فالقول موفق، للقول واختياره الجاحظ وقول

من با قري يا عمل كان ولطف القول تحسن فكلما وطيدة، بالفكر عالقة وللكالم جمهوره. ويلزم صاحبه

با غال البادية في فالكالم بالكالم؟ األعراب لتشدق سبق كما المدر- -أهل المتحضرين نقد إلى تر ألم الفعل.

الكالم نمط على كثيرا تقس وال تقف وال منه. جزءا أو ال فع الكالم يكون العمل مجتمع وفي لذاته، مقصود

الكلمة تكون أو السلوك، عن الكلمة فيها تنحرف التي األوقات ببعض المجتمعات تمر فربما اليوم، الزائد

الضائعة مظهرا لضياع المجتمع، ولكثرة القول وقلة الفعل.

علم تعلنه وعلم تخفيهعلى شبابنا في درجنا وقد أصعب. التعصب زمن وفي خاصة، المتعلمين بين األمور أصعب الصدق

أجل من الكتاب نقرأ فكنا الخالصة، الدين بكتب ونأنس نعرف أن وقبل نتدين، أن قبل السوق في ما قراءة

فتقت قد العقول كانت الشرعية، بالعلوم المهتمين من عالم إلى انتقلنا فلما نحب. مما فكرته قرب أو غالفه،

التي المعاصرة اإلسالمية الكتب وكانت ال. باط أو قا ح تعودناه مما التخلص نستطع فلم آخر، طريق على

ال ومن القاسي، السلفية بجدار اصطدمنا عنها نتحدث بدأنا ولما والمتابعة، للفهم الطرق أسهل آنذاك كتبت

وعانيت الحديث، تخريج وال األسماء حفظ في موهبة نعط ولم ومدرسته. األلباني كتب إال العلم في يرى

من محاولة الجمع بين تلك العلوم الشرعية المهمة، وما انفتح لي من دروب كثيرة يقصر الوقت عنها.

مقتضاه، واتباع التوثيق بمعنى "يتابع" كلمة شرحت أني الحديث طلب درب سلكت أن بعد مرة أذكر

المصطلح، من كثيرا واستفدت واصلت ثم فهمت، ما عكس "المتابعة" معنى بأن المجلس في الشيخ فنبهني

حفظ الكتاب هذا سبق وكان الحديث»، مصطلح «تيسير في الطحان تعريفات من الكثير بصعوبة وحفظت

توثيقه وطرق ومصطلحه الحديث دراسة كانت وقد المصطلح. في عثيمين ابن كتبها التي النبذة دراسة أو

تتطور ثم الفقهاء، ولغة المحدثين، ومصطلحات الشرعية، اللغة معرفة ذلك ومن والمتعة، الفائدة غاية في

هذه المصطلحات وتتنوع إلى مصطلحات مذهبية وزمانية ومكانية طريفة.

قطر من صديق مع قرأت كولنز" "فورت في ثم "دنفر" في "كلورادو" في المقام بي استقر ولما

لغة بعض استعادة من تا- -مؤق به تمكنت الباري»، «فتح كتاب من األول المجلد من به بأس ال طا قس

بكتب االستمتاع واستمرار جديدة، لغة تعلم ضغط تحت تتوارى بدأت قد كانت التي والفقهاء المحدثين

درس في القرآن علوم المهتمين الطالب من لعدد درست ثم السياسة. عواصف ومعايشة والفكر، األدب

انتباهي لفت مما وكان عديدة. مرات السيرة وكتب الصغيرة العقيدة كتب ودرست "دنفر"، في أسبوعي

وكتاب السيرة»، «فقه البوطي كتاب هما: كتابان الحديث العصر في كتبت التي النبوية السيرة كتب من

ال كام فقرأته محمد»لهيكل، «حياة علينا وزعت قد الجامعة وكانت المختوم». «الرحيق المباركفوري

(أهم هللا رحمه الفاروقي راجي إسماعيل جيدة عناية به واعتنى لإلنجليزية ترجمه وقد االمتحان، قبل

أن أذكر أن هنا أنسى وال األول). أمنائه ورئيس واشنطن في اإلسالمي" للفكر العالمي "المعهد مؤسسي

بالكتاب الفاروقي عناية أسباب من ولعل الئقة. مختصرة ترجمة ألستاذه كتب أسبوزيتو" "جون تلميذه

أن ننسى وال ثا، وحدي قديما علماء وأنكرها استغربها كالتي المؤلف، آراء بعض مع والتوافق الحاجة

تفسير وجو مزاج وهو الدين، مع ومساوقتها التطبيقية بالعلوم التعلق ومرحلة أجواء قريبة كانت مرحلته

قرأت قد وكنت هارون، السالم لعبد ،« هشام ابن سيرة تهذيب » وقرأت جوهري. «الجواهر»لطنطاوي

االستشراق عن طويلة رصينة بمقدمة تميز وقد النبوية»، «السيرة عن خليل الدين عماد كتاب باهتمام

ال جيدا، ال عم كان فقد «الهجرة»، عن ال منفص نا أحيا وطبع كتبه الذي الفصل ثم بالسيرة، وعالقته

«االنقالب العزيز عبد بن عمر عن وكتابه للتاريخ»، اإلسالمي «التفسير كتابه في كتب ما إال له يشبهه

قرأت وقد الجامعة. مرحلة في أنساها ال لذة لكتاباته وكانت العزيز». عبد بن عمر خالفة في اإلسالمي

اإلسالمي «النقد وكتابه «العلمانية»، عن بكتابه واستمتعت الجامعية، رسالته إال والفكرية التاريخية كتبه

عن وأبحاثه «القرآن»، عن وكتابه واليسار»، و«اليمين المعاصر»، الغربي و«المسرح المعاصر»،

«ابن خلدون». ولم أعد أرى في كتبه اآلن ما رأيت آنذاك.

نص وهو السباعي، لمصطفى وعبر» دروس النبوية: «السيرة كتاب ال طوي نا زم للشباب ودرست

با خطي كان ويقال الحكمة، في كتاب وله كثيرة كتابات وللسباعي الثانوية. المرحلة قبل لما يصلح مختصر

سوريا في اإلخوان اختار خطابته من بتأثير ربما وثقافتها الناس على الخطابة سيطرة وبسبب مؤثرا،

ظا جامعا. با حاف با، وأدي يا مهذ عصام العطار الخطيب المؤثر لقيادتهم بعده. وكان العطار شخصا راق

بتدريس نفسك فإلزامك فهمه، تريد ما لفهم المداخل أحسن من والكتب الموضوعات بعض تدريس

كتاب للمهتمين درست قد "دنفر" مدينة في وكنت منعزلة، قراءة من خير للمعرفة با با لك يفتح موضوع

الطحاوية» «شرح كتاب حلقات عدة على لندن في ودرست القطان، لمناع القرآن» علوم في «مباحث

واستخدمت الفقه، أصول في «الورقات» متن آربر" "آن مدينة في درست ثم الحنفي، العز أبي البن

من بعضهم قليل عدد الدروس هذه يحضر وكان «النملة»، شرح وأقربها أسهلها كان شروحه من عددا

لنص الشرح وألن لها، مثيل ال المعلومات الستذكار وطريقة لي، جدا مفيدة كانت وقد "ديترويت". مدينة

من با ي كت بل با، كتا العلم بهذا العهد أول وكان كثيرة. وجانبية مفيدة وآراء نصوص إلى يعيدك ما كثيرا

الشارح لقول تتجه وآذاننا عقولنا وكانت عثيمين، بن محمد للشيخ الفقه» «أصول في الدراسية المقررات

ورآه الكتاب الشيخ امتدح وقد تا- مؤق -ولو أسقطه نقده وما جيد فهو زكاه فما معافى، يحيى الشيخ: له

نفسه العلم عن تحدث ثم الكتب، لبقية فا خال ووضوحه إيجازه على وأثنى با، مناس ومختصرا جيدا ال مدخ

أعاد الكتاب أن إلى ها منب والفلسفة، المنطق بها عبث التي والمعقدة الموسعة األصول كتب مشكالت وعن

العلم إلى جذوره البسيطة الصافية.

مثل مشهورة كتب وهي كتاب، من أكثر بل محددا، با كتا ألتزم أكن ولم الحديث" "مصطلح ودرست

من فصل وفيه النبوي، الحديث في دراسات وهو المحدثين»، عند النقد «منهج العمري ضياء أكرم كتاب

ذا أكن لم ولكني عتر. الدين نور كتاب وكذلك النبوي، الحديث في الوضع عن المختصرة المباحث أحسن

نعمة وتلك والذاكرة، الفهم بين للتوفيق يؤهل من ونادر الحديث، تدريس في لالستمرار الحفظ على قدرة

با غال وهو الجمع، يزعم وكل الفهم، أو الحفظ إحداها: داخل يكبرون والمعلمين العلماء فمعظم أهلها، نغبط

نا، وما كل من حاول وصل. أمنية، وقسر النفس يثمر أحيا

والمحبين، األصدقاء من غفلة حين على نقرؤها لنا بكتب نسر اإلسالمي الفكر مدرسة دخلنا وقد

بأصدقاء والتقيت زمن مر إذ حتى باألخرى، إلحداهما معرفة دون المتنافرة العوالم هذه داخل ونعيش

وأنكر عديدة، وقضايا وأشخاص وأسماء يدخلوها، لم بعوالم المعرفة وهذه الكتب، تلك علي استغربوا

أصغى فمن عنها؟ عرفت كيف بل نائية؟ قرية في الكتب هذه تأتيك كانت أين من ال: قائ كبير مثقف علي

للكتب والمجالت والجرائد قادته إلى حيث ال يحتسب.

(الروم بشهر الروم بالد وراء وهي داغستان، من صنعاء إلى جاءهم علم طالب أن الشوكاني ذكر

على للحصول صنعاء إلى فجاء مشوهة، داغستان في وصلتهم وقد للمقبلي حاشية ليستنسخ األتراك) عنده

نسخة منه. وقد أثنى الشيخ عليه وعلى جمال لغته العربية، وتأسف أنه مات ولم يعد بما أراد.

شعر ينشد وكان عنه هللا رضي الشافعي قصة من وجدت ما أعجبني وقد نعرف، بما نفرح كنا لذا

أصحاب من أحدا بهذا تعلم "ال معه: يتناشد كان لمن وقال ظا، حف الشافعي عليه فأتى ويحفظه، هذيل

[المدرسة الفقهية للمحدثين، د.عبد المجيد محمود، ص96]. الحديث، فإنهم ال يحتملون ذلك.

الجامعية، المرحلة من الثالث أو الثاني العام في ربما مبكرا، نعيمة ميخائيل كتب ختمت قد وكنت

وكانت المقروءات. في يتزمتون زمالء عن الكتب هذه أخفي وكنت والعقاد، حسين لطه قبله وقرأت

كتب مع فقط أعيش أن أصبر وال وهمومهم، المعاصرين ولغة زماننا، ومعاناة المعاصرة، الكتب تجذبني

قراءة تطلب خارجها أو المعهد في المشايخ حلقات قبل من قراءتها المطلوب الكتب كانت لقد القدماء.

زمالئي مع تجرعته وقد عسير، كتاب وهو النحو في عقيل» ابن و«شرح الفقه، في العمدة» شرح «العدة

ومتنها، الفرائض ونحفظ نا، أحيا فيها ونتساهل مالك، ابن ألفية أبيات مرة نحفظ منقوص، غير ال كام

األحكام» عمدة شرح العالم و«تيسير السالم» «سبل وقرأنا المقنع». اختصار في المستقنع «زاد ونحفظ

وخفيفة وسهلة ممتعة والمتأخرين المعاصرين كتب ألجد الثقيلة، الكتب هذه من أهرب فكنت بسام، البن

في «سبعون» أكبرها كان التي كتبه في نعيمة صحبت أن السبب كان هذا ولعل والذاكرة. الفهم على

وجميع «البيادر»، في حصاده من ونلت وموسكو، لواشنطن بسفره واستمتعت متوسطة، أجزاء ثالثة

الريح»، «قبض في المازني مع الريح وقبضت األخير». «اليوم أطرفها من وكان األخرى، كتبه

وصحبت لجنونه. وطربت وضحكت مبارك، زكي مع ومت وه الهشيم»، «حصاد في معه وحصدت

ثم والطالب»، «الطفل ومذكراته نبي، بن مالك كتب با تقري وأكملت غيره. من أقل ولكن الطنطاوي، علي

أعدت قراءة كثير منها فيما بعد، وخاصة «شروط النهضة».

التذوقليس والتذوق بقائها. أسباب معها تفقد التذوق، دقة تفقد بالغة حضارة "كل شاكر: محمود األستاذ قال

أنواعه وتباين كله ذلك بابات اختالف على وصناعة، علم لكل قوام هو بل وحدها، والفنون لآلداب قواما

حساس بتذوق تستقل لم إذا تكوينها تمام وتبلغ وجودها، تفرض أن تريد نامية حضارة وكل وضروبه.

تكون أن اإلرادة هذه تكاد بل يعقل، معنى وجودها فرض في إلرادتها يكن لم وتنفرد، به تختص نافذ

فهو اآلفات، من والقلب والنفس العقل سالمة يعني التذوق فحسن فيه، خير ال واألحالم التوهم من با ضر

هذا أصحاب ونحن الحضارة. به تقوم الذي المدرك العاقل اإلنسان قوام أيضا ألنه وقوامها؛ الحضارة لب

بحمد الباقي اإلسالم وفي الغابرة، الجاهلية في التذوق على حضارتنا أصل قام قد المبين العربي اللسان

فواجبنا واإلدبار. التدهور معهما بدأ وتبعثره تشتته بدأ وحين فريدا، يا سن مبلغا بنا التذوق وبلغ وحده، هللا

عملنا أساس التذوق يكون وأن التذوق، دقة من حضارتنا عليه بنيت ما على أنفسنا بناء نعيد أن اليوم

األدبي في آثار أسالفنا". [محمود شاكر، قضية الشعر الجاهلي، ص59-58].

الكلمات تمييز على قادرا اإلنسان يجعل العالي التذوق أن نا مبي شاكر بمحمود الحديث ويسير

من الخفي واستنباط الكلمات، ممارسة في الدائب العمل "إنه آلخر، شخص من والعبارات الكالم ونبرات

متميز صدى السمع في يتردد حتى ونبرها.. جرسها في الخفي الركز وتسمع أساليبها، وتذوق أسرارها،

يخطئ ذلك بعد المرء يكد لم المبلغ هذا التذوق بلغ وإذا صاحبه، صوت من أحدهم صوت به يعرف

مثلين: يضرب ثم [ص59]. ونغمته". بترجيعه المتفرد الصوت يستنكر يكاد وال المالمح، البينة الصورة

رائيته، فأنشده قصائده آخر عن فسأله جريرا الرمة ذو لقي ثم المرئي، هشاما هاجى وقد الرمة لذي أولهما

القصيدة، بها ختم أبيات بثالثة فأرفده نعم، الرمة: ذو قال فدك؟ أأر ئا! شي ماصنعت جرير: قال فرغ فلما

وهي:

بـــارا ة كــــــ بــــعـــ يــــوت المــــــجـــــد أر بـــــ تميــم *** ناسبــــون بني د ال يع

يـــارا ة الــخ ل ظ م حـــنـــ ث رباب وآل سعـد *** وعــــــمــــــرا دون ال يع

ية الحوارا د ألغيت في ال لغوا *** كما ي ئ نـها المـــر بــيـــ لــك يهــ و

بلغ فلما فأنشده، قلت، ما أحدث أنشدني له: فقال بالفرزدق، الرمة ذو مر ثم خصيمه، الرمة ذو فغلب

د أش قالها لقد لك! هذا ما هللا! وأيم كذبت له: فقال فأعاد، أعد له: قال ثم ساعة الفرزدق أطرق آخرها،

لحيين منك! ما هذا إال شعر ابن األتان! (يعني جريرا).

في حتى اإلنسان كالم يميزون المميزين، الذائقين العرب أن وهو أروع، ال مث شاكر ذلك بعد يذكر ثم

أزد من ضماد قدوم قصة يذكر حتى ويستمر غيره، كالم عن كالمه فقط وليس حياته، من متعددة مراحل

مكة، قدم ضمادا أن عباس ابن فعن إليه، يوحى أن ملسو هيلع هللا ىلصقبل للرسول قا صدي كان وقد مكة، إلى نوءة ش

يقولون: مكة أهل من سفهاء فسمع الجنون) من (أي الريح هذه من يرقي وكان نوءة، ش أزد من وكان

محمد، يا فقال: فلقيه، قال: يدي! على يشفيه هللا لعل الرجل هذا رأيت أني لو فقال: مجنون! محمدا إن

الحمد "إن ملسو هيلع هللا ىلص: هللا رسول فقال لك؟ فهل شاء، من يدي على يشفي هللا وإن الريح، هذه من أرقي إني

وحده هللا إال إله ال أن وأشهد له، هادي فال يضلل ومن له، مضل فال هللا يهده من ونستعينه، نحمده هلل،

عليه فأعادهن هؤالء، كلماتك علي أعد ضماد: فقال بعد". أما ورسوله، عبده محمدا وأن له، شريك ال

سمعت فما الشعراء، وقول السحرة، وقول الكهنة، قول سمعت لقد فقال: مرات. ملسو هيلع هللا ىلصثالث هللا رسول

مسلم [رواه فبايعه. اإلسالم، على أبايعك يدك هات فقال: البحر! ناعوس بلغن ولقد هؤالء، كلماتك مثل

في «صحيحه» وأحمد والنسائي وابن سعد وغيرهم].

الفرق صميم إلى الكلمات بتذوق وصل ألنه صديقه؛ نبوة على ضماد دليل كانت وحدها الكلمات فهذه

بين كالم صاحبه باألمس وكالمه في هذا اليوم. [قضية الشعر الجاهلي، ص61-62، بتصرف].

للعقاد وكان الجاهلي، الشعر انتحال دعوى ردوا ممن الكثيرين سالح الكاتب وشخصية الذوق كان وقد

إذا حتى السامع، على تخفى ال التي وشخصيته ذوقه شاعر لكل أن وهو الضرب، هذا على جميل تعليق

هذا من فباهلل قال: ثم شعره، به يعرف خاصا قا وذو ذهنه، في صورة عنه كون قصائد بضع له سمع

من وهذا به؟! خاصة ولغة وشخصية قا، ذو شاعر لكل أعطى ثم الجاهلي، الشعر علينا كذب الذي الكذاب

بشاعر لنا نى أ ولكن منحولة قصائد هناك نعم كله، الجاهلي الشعر انتحال زعم من على الكبير الطعن

ولغة قا وذو شاعر، لكل شخصية ويصنع واألمزجة، واألذواق الشخوص تلك كل ويصوغ ذاك، كل ينحل

با!! وأسلو

بال نصا تجد ثم مطر، ألحمد أو لقباني، أو للسياب، أو للبردوني، قصائد زماننا في قارئ وأنت

غدت فقد شعرية. ذائقة ولك شعرهم في توسعت قد كنت إن ومبدعه، شاعره عنك يغيب يكاد فال مصدر،

وكأنها اللفظية واللمعة والسهولة الجميل واللفظ الفاحش والغزل للبردوني، ملك وكأنها المقصورة القافية

لقباني، والصورة بل المسرحية السياسية والنقد الالذع وكأنها ملك لمطر.

ليساعدني اإلنجليزية؛ باللغة نصوصا عليه أقرأ كنت أمريكي، جامعي طالب من أعجب أزال وال

يعرف وال بيدي كان نصا عليه أقرأ وكنت القراءة، وعلى الحروف مخارج ومعرفة النطق، تحسين على

قال عرفت؟ وكيف لم؟ قلت: ألماني. الكاتب كأن قال: النص عليه قرأت فلما المقروء، قضية وال مكان

قا ح األلمان ميزة ومن قليلة. وكلماتهم بعض)، في بعضه يدخلون (أي: الكالم يعاظلون إنهم معناه: كالما

أي مرتاحة، با غال األمريكية والكتابة عموما. الغرب في بنظرائهم مقارنة التركيز شديدة نصوصهم أن

القول قلة من تعاني ال راوية، أو ية مسق قل أو والتدليل، والشرح والتمثيل التكرار في راحته الكاتب يأخذ

على ويدل ولألساليب، للنصوص النبه عمره، في الصغير القارئ هذا نباهة أعجبتني وقد األمثلة. وكثرة

في الممارسة هذه كانت فإن الطويلة، للمارسة نتيجة شاكر أشار كما فهي نادرة، أعدها ال ودراية. قراءة

قا للقارئ. ال صاد باكورة العمر كانت دلي

وطريقة العقاد طريقة بين فيها أفرق قا أورا لنفسي كتبت الجامعة مرحلة بدايات في أنني أذكر أزال وال

أغلب أستوعب لكدت حتى كتباه، مما الكثير متقارب وقت في لهما قرأت ألنني الكتابة؛ في نبي بن مالك

كتب التي شخصياته مفاتيح معرفة على يحرص كان كما العقاد شخصية مفتاح أعرف وكدت كتباه. ما

وقد الذاكرة، في الجميلة القديمة وطباعتها المعارف" "دار ومحبة لساني، على قوله طعم ومازال عنها.

تكون فكرته ولكن طريقته، معرفة فيمكن نبي بن مالك أما جنازتها! في وسرت القاهرة في با قري زرتها

تلميذه أن رغم قومنا من أحد به يلحق ولم الزمن، ذلك في األقل على العربي للقارئ بكرا الغالب في

جودت سعيد تحذلق بقربه، ثم لم ينجب مثله.

محاورات الكتابأشهر من وكان الفهم، ويشحذ المعارف يطور عالم فهو الجاد، والمثقف القارئ على الكبير أثره للحوار

إلى خاصة القديمة للكتب النهمة بالقراءة بدأ الذى يونج، جوستاف وكارل فرويد ال طوي نا زم المتحاورين

يتظاهر أن يحاول جعله مما الدراسي، الفصل في زمالئه بين السخرية يثير كان قراءته لكثرة أنه درجة

أيما فرويد بأستاذه يونج تعلق يمل. ال جادا وكان وتعجبهم. استغرابهم من با هرو زمالئه؛ أمام بالجهل

المتبادل اإلعجاب مأل وقد معه والحديث اآلخر برؤية مهتما منهما كل وكان لقيه فلما يلقاه، أن قبل تعلق

يكتب منهما كل كان ذلك بعد ومن متواصلة، ساعة عشرة ثالث لمدة يتحدثان بقيا التقيا فلما نفسيهما،

جمع وقد الحقة. سنوات سبع لمدة إجازة، أو مرض يقطعهما لم ما أيام بضعة كل أو يوم بعد يوما لآلخر

األعمال من الرسائل مختصر صاحب ويعتبرها لإلنجليزية، ترجمت رسالة (360) الرسائل هذه من

جامعة مطبعة المختصرة، الطبعة مجوير، ويليم تحرير: ويونج، فرويد [رسائل النفس. علم لطالب المهمة

تجانس هو شدهما الذي ولكن صديقين، بين اللقاءات هذه طول في غرابة وال .[IXص 1994م، برنستن،

في جادمر ويذكر اآلخر. مع يناقشها أن منهما كل يتمنى موضوعات ووجود هدفهما، وتماثل اهتمامهما،

الفلسفية النصوص يقرأون جماعية قراءات في طويلة أشهرا زمالئه من عدد مع أنفق أنه الفلسفية سيرته

التي الطويلة الحوارية الحلقات على أثنى ثم ليال، عشرة الحادية إلى الثامنة الساعة من وغيرها اليونانية

كثيرا بها أشاد وقد زمانه، في الفلسفي النضوج أسباب من وكانت وزمالئه تالميذه مع هدجر يعقدها كان

العقاد جلسات ألن العقاد، جلسات من أكثر وكانت معه، وتجاربه أستاذه عن كبيرا با كتا يكتب جعله مما

كانت أسبوعية.

األكثرية دين مواجهة في يمثلها التي اليهودية األقلية موقف لقصة اإلشارة تحسن فرويد مدرسة عند

دين في الطاعن والحشد المباشر غير التشكيك األقلية غاية كانت فقد يونج، يمثلها التي (المسيحية)

الدين ضغط تنهي ماديات أو غريبة روحانيات من شيء أو علمانية استجداء مثل وسيلة بأي األكثرية

أوقعت وقد وتعصبه، وغاياته يهوديته عليه فينعى شيخه عند ذلك يتحسس يونج يجعل ما وهذا الواحد،

طريقة على باالنجيل، والعالج المضاد المسيحي التعصب من شيء في شيخه أهداف في يونج شكوك

السريع السطحي للقول يمكن مما مدى أبعد تأثيرات لها المقدسة النصوص أن يرى من وهناك القساوسة،

تحسن يالحظ فكان بريطاني طبيب عليه يمر وكان بريطانيا، في المسلمين أحد طعن وعندما تحليله،

وكرره هذا قل لي- روى –كما القارئ لزميلنا يقول فكان غيبوبة في وهو للقرآن سماعه عند قلبه نبض

فإن نبضه يتحسن بهذا!

على عالة مفكر وكل والمواقف، اآلراء وتهذب األفكار، وتثير الفهم، تقدح والحوار المناقشات إن

أحد في نشره أعاد -رأيته الحياة جريدة في ال مقا الشهير الكاتب ابن أمين أحمد حسين مرة نشر غيره.

متعة عن مقالته صياغة في أبدع وقد الهاتف، على السنهوري الرزاق عبد مع والده سهرات عن كتبه-

إن أو السنهوري، مع طويلة لمكالمة ويستعد ودخانه شايه يقرب كان فقد صاحبه، مع بالحديث منهما كل

المشايخ مع الدخان تستنكر وقد الطويلة. المحادثة مستلزمات بتحضير البيت أهل استعد به الشيخ اتصل

أيضا، المشايخ بين سائدا اللحية حلق كان كما زمانهم، في ال مقبو عنه، معفوا كان ذلك قلت: مجلس. في

أو شكله على ترك بما أحد يحس ال الوطأة ثقيل واألشكال، واأللسنة باألعناق ممسكا االستعمار كان فقد

يجد لن يحلق ال الذى فإن وإال اللحي، حلق المصريين على اإلنجليز فرض وقد أثر، من خلقه أو طباعه

صديقي أحدث كنت وقد المستعمرات، في وورثتهم يفعلون كانوا وكذا منه، القريبة المؤسسات في ال عم

ريشة، أبي عمر شعر عن "شاعرا"- عنه أقول أن يريد ال -الذي الزميلي تركي يز بالتم الواعد القارئ

يا". وكيف يصنف إسالميا رغم خمرياته؟ فقال: "في ذلك الزمن كان مثله يعتبر إسالم

من فهمه كما أستاذ من الفقه فهم ما أنه الحصين صالح وعلما ال وعق قدرا الكبير الشيخ حدثنا وقد

في قا عمي الغرب، وقوانين المسلمين وفقه األحكام، لمقاصد مدركا كان فقد السنهوري، الرزاق عبد

تميزه وبقاء اإلسالمي، الفقه تفوق لتالميذه يبرز أن على قادرا كان وقد الغربية. القوانين فلسفة إدراك

اإلنسانية العلوم من للمسلمين يبق لم أنه يرى صالح الشيخ وكان األخرى، النظم عن وخصوصيته

رغم والتجديد بالحوادث يتطور يا، ح علما يزل ولم كان فقد الفقه. إال غيرهم على به يتفوقون ما والتطبيقية

الفقهية، مدارسهم يخالف بما نجباء فقهاء فيها جدد معاصرة مسائل وذكر وقصورهم، المسلمين ضعف

الناس حياة تحول وبعد األمر، بداية في شذوذا اعتبرت بأقوال قالوا الحنابلة من لقضاة نماذج وذكر

القرضاوي تلميذيه بنجابة أشاد قد السنهوري وكان قالوا. بما تقضي التمييز محاكم أصبحت وتمكنهم

والحصين.

لماذا وهو تفسيره، نحو الطريق تعرف وال ذاهلة، والقلوب غافلة، عنه األعين رأيت كبير سر هناك

-وما األفذاذ الرجال بأخبار السلف كتب تمتلئ الذليلة؟ األمم في ويقلون العزيزة، األمم في المشاهير يكثر

أكثرهم في زمن العزة- ويقل عدد الرجال وتغيب أسماؤهم في عصور الذلة؟!

من أي "نفسي"، كتبي صديق من بها عهدي أول سمعتها وقد فرويد، مع يونج حوار قصة قرأت

ذكرتني وقد عنيد. إسالمي أصولي فصاحبي ها، وتوج نا دي ال علم، في تخصصا ويونج، فرويد عشيرة

يرى أن يحب المقفع ابن وكان المقفع، بن هللا عبد يرى أن يحب كان الخليل أن وهي التالية، بالقصة

قال: هللا؟ عبد رأيت كيف للخليل: فقيل ولياليهن. أيام ثالثة فتحادثا المهلبي، عباد بن عباد فجمعهما الخليل،

وعقله مثله، رأيت ما قال: الخليل؟ رأيت كيف المقفع: البن وقيل عقله. من أكبر وعلمه مثله، رأيت ما

"خصيم علي بن هللا لعبد نا أما كتب المقفع ابن أن الخليل من التقييم هذا شاهد إن قالوا ثم علمه. من أكبر

ملحس، وثريا ،(136-135/1) المرتضى [أمالي الناس. أزهد مات الخليل وأن بسببه. فقتل جعفر" أبي

المعلم الخليل بن أحمد، ص31].

والثورات والدول اغتالمها، عهد في للسياسة نا مدم كان المقفع ابن أن المعلل يدركه لم والذي قلت:

اللغة عنده كانت ما المقفع وابن كبير. مخاطر والغانم غانم، فيها السالم نار، طوفانات االنقداح لحظات

أو مغنم أنه يعرف كان وربما مغامرا مقامرا كان فقد لغاياته، يرتحلها التي رواحله إال واألدب والفلسفة

ضد ملكا ويحاصر وزارة أو با منص يتطلب كان فقد نعذرا" ف نموت أو ملكا "نحاول طريقة على موت،

عنه قرأت كنت وقد لنصائحه. مخالفته فخ في يقع أو قبل، من سنين اشتكاها التي بعلته فأصيب آخر،

تأليف: من األفالطونية» األخالقية «الفلسفة كتاب في ذلك وراجع المجوس، الملحدين نهج على كان أنه

يتطوع قرون من الجمر همود وبعد فا. طري مختصرا فكان الثامن الفصل عنه كتب فقد التكريتي، ناجي

التواريخ، رواة مهنة هذه ولكن دائما، الحدث عن جدا المتأخر التعليل أبرد وما "تعجل"، فيقولون قوم

أهل تعود لكاتب التقدير تستحق شجاعته ولكن له، ينسب ما أكره وكم المثلجة. والحكم األمثال ومرددي

المضاع. المتاع من أصبحوا حتى والجهل والخوف والجبن التبعية السلطانية] الكتابة مهنة أهل [أو ميدانه

من أكبر وهمته فمواهبه الدروب، غايات يعرف القوى، واسع المدى بعيد آخر طريق له فكان الخليل أما

منصب أو غير ال للخليل تلميذ لمنصب يسعى المقفع فابن األمم، تكن لم إن أمة وتالميذه المتخاصمين،

قول يشغلنك وال وغاياته. ومواهبه إمكاناته مع منسجم منهما وكل مذهبه، في رأس منهما فكل األمير. عند

الخليل فعلم تطيقه، ال الذي الخليل علم من أنفع وربما لك، أقرب أنه وأعلم المقفع، ابن أدب تقرأ أن عن

القرون عبر كثيرون علماء خفف وقد مباشرة، له نفسك تعرض أن يصلح ال الذي العالي التيار نوع من

البدء عبقرية وعن عليها. مقدور مبسطة ميسرة كتب في نافعا وجعلوه وسهلوه وقسموه التيار، هذا من

وقارنها بابها، في رائعة فهي شاكر، لمحمود ثقافتنا» إلى الطريق في «رسالة راجع سيبويه وعند عنده

بما كتب في العروض في كتاب «نمط صعب نمط مخيف».

بعد فيما زميله ثم لتلميذه الممتحنين من وكان وايتهد، والرياضي الفيلسوف نذكر أيضا اللقاء وعن

وتقدمه عال مستوى يحقق لم االمتحان في ولكنه النجيب، التلميذ بهذا جدا با معج وايتهد وكان رسل،

ص78]. الذاتية، سيرتي [رسل، برسل. يوصي وأن الدرجات، كشوف يحرق أن وايتهد فاضطر اثنان،

اسميهما بذكر إال طوراها التي الرياضيات تذكر ال أصبحت حتى كبيرا، تطورا عالقاتهما تطورت وقد

المبكر موته أن إلى رسل أشار وقد الشهير، االقتصادي كينز، منيارد الودودين أصدقائهم من وكان معا،

االنهيار زمن في األمريكي االقتصاد أنقذوا الذين أهم من كينز وكان العمل، في الشديد جده بسبب كان

1929م. الذي بدأ عام

التعلق من التخفيف إلى بحاجة نحن كم االمتحان؟ في رسل على المتفوقان الطالبان أين ونسأل:

بحاجة فنحن هذا ومع الماضي، وال الحاضر في مقياسا فليس للنبوغ، مقياسا وجعله الدراسي بالمستوى

فال يكن لم وإن نا، عو لهم قدمنا فقد نبوغ أهل كانوا فإن الدراسة، في القوة على األبناء نحث أن إلى دائما

أقل من أن يعبروا هذه المراحل وهم قادرون ويحققون أساس التعليم. أما النجابة فيكفي قول شوقي:

يــنــجـــب لــم فــ ة يــا قــــى الــحــ لـــ تـــ دروس *** قي ال ل ت وكم منجب في

تخرج وقد هارفرد، في دراسته أثناء في فا ضعي والبراجماتية السيميائية فيلسوف بيرس تشارلس وكان

لكنت. المحض» العقل «نقد كتاب قلب ظهر عن حفظ أن سبق أنه مع با، طال (89) بين من (79) بترتيب

في االنتظام عليه وصعب أموره، كل في الفوضى من ويعاني حياته، أمور تدبير في فا ضعي كان وقد

وأفقرته وفقر، بؤس على الخمر تذوق مهنة من وعاش له، تالميذه دبرها التي األعمال تلك حتى عمل،

وصائد الوفي تلميذه معه عاناها عاتية، صلفة نفس مع جديدة، أصيلة وآراء فذة بعبقرية عاش الكتب،

فكرته "البراجماتية" ويليم جيمز.

فقد هارفرد، في للتدريس ذهب أن بعد متأخرا تفلسف الذي الغريب الرياضي هذا لوايتهد، ونعود

األسرية، الشؤون عن ال وغاف األولى، العالمية للحرب داعما وكان قسيسا، يكون أن وأوشك نا، متدي كان

دون دينه رسل فيسدد بالجنون، يصاب أن عليه فا خو زوجته تخبره وال لعائلته، شديد بفقر نا أحيا ويمر

بشكل نفسه به يزجر بكالم يتمتم وكان البشر. احتمال فوق ما إلى نفسه ضبط على قادرا وكان يدري، أن

منسجما وكان البيت. في ألحد واحدة بكلمة فيها ينبس ال أيام، لعدة نا أحيا الصمت يلزم وكان يرحم، ال

وقد كامبريدج، جامعة في كانت التي السرية الجمعيات تلك من سرية جمعية في رأسا وكان أصدقائه، مع

إلى الجماعة ويسند يتواضع كان منهما ال ك ولكن بها، عضوا وكان السرية الجمعية هذه عن رسل تحدث

وكان ص429]. وايتهد، [محاورات كامبريج" في رسل "جماعة عمره: آخر في وايتهد فيقول اآلخر،

ما في كثيرا يتأمل ولكنه مترجمه- علق كما نسبية هنا -المسألة ئا وبطي القراءة، قليل نفسه يرى وايتهد

الكتابة، أثناء يرد ما بحسب ويكتب القلم يمسك وال قوله، يريد لما واضح تصور بعد يكتب وكان يقرأ،

أثرا كانت جدا القليلة وايتهد كتابات أن غير الكاتب، وعي ال يشبه بما نفسها تكتب نا أحيا الكتابة بأن علما

ال جدا أعرف له كتابين فلسفيين. قا بدءا بعمله الرياضي المشترك مع رسل، ثم ما لحق كان قلي فار

ومر الحديث بهما طال وقد المكسيك، في جيفارا وتشي كاسترو هما؛ الثورة رجال من التقيا وآخران

يتعارفان وكأنهما والتخطيط للنقاش الزميلين النصراف مشدوهة تراقب المنزل وصاحبة وليل، يوم عليهم

الثورة»]. في «ثورة كتابه في دوبريه ريجيس ذلك [ذكر وكاسترو. جيفارا تشي إنهما طويلة، سنين من

فتحت أنها لينين زوجة كروبسكايا تذكر التاريخ، باب له فتحت طرقة لينين باب تروتسكي طرق أن وبعد

مع حوار في قا غار سريره طرف على زوجها وجدت ثم القهوة، تحضر وذهبت لندن، في له الباب

في الحوارات هذه قصص لبعض وانظر السنين. على كثيرا وتعمق طال حوار المندفع، الشاب الضيف

في [طبع عنه. كتاب وأهم أشهر وهو دويتشر، إلسحق األخرى وأجزائه تروتسكي، عن المسلح» «النبي

للحوار جلس وربما عنيدا مناظرا كان فقد ديوي جون أما 1981م]، والنشر، للدراسات العربية المؤسسة

(This) (هذا)، معنى عن يوما ة محاضر ألقى التفصيل، في المدى يبعد الليل، إلى الصباح من كامال يومه

عليه كان مما هذا بعد اآلن غموضا أكثر الموضوع أظن قال: المحاضرة نهاية وفي ساعات ثالث لمدة

لحياته سردا عنه، األساسية الكتب من يعتبر الذي هوك لسدني ديوي جون كتاب في وتجد المحاضرة، قبل

وأفكاره.

نشأ ثم صاحبه، ولقاء بنقاش منهما كل واستمتع الكبير، جيمس لهنري ال زمي كان إمرسون أن واعلم

لقاء ويليام أحب وقد للمعرفة، وشوق محبة أجواء في هنري الروائي وشقيق الفيلسوف جيمس ويليام

وأبقى برجسون، زمانه في فرنسا فيلسوف ليقابل فقط باريس إلى أوروبا جنوب من سافر فقد النابهين،

عنه كتابه في ويليام تلميذ بيري بارتون رالف الفيلسوف نقلها الرحلة، هذه عن جميلة ونصوصا رسائل

محظوظين جيمس آل كان وقد لعقله. وأستاذا لروحه قا رفي جيمس وكان جيمس» ويليام وشخصية «أفكار

بائي. ببيئة معرفية كحظ األشعري إذ نشأ في بيت الج

الوقت ويصرفان الرازي، زرعة أبو يزوره عندما الليل قيام يترك كان أحمد اإلمام أن الرواة ويحدثنا

أصحابك في بالليل "واسمر سفيان: أبي بن ليزيد عنه هللا رضي بكر أبي نصيحة وفي العلم. مذاكرة في

،ص299، المخزومي باشا محمد تأليف الدين، جمال [خاطرات األستار". عندك وتنكشف األخبار، تأتك

وورد الكتب"، "أنبل من وأنه «الموافقات» كتابه ذكر أنه ورد الشاطبي اإلمام ترجمة وفي ط.1931م].

يضع ثم «الموافقات» تأليف أيام العلماء يباحث كان أنه للكتاب المحققين من لعدد المجموعة المقدمات في

مباحثاتهم فيه". [الموافقات، مقدمات التحقيق، (69/1)].

لشيخيه العربي ابن لقاء وكان أشياخهم، على وفودهم قصة وغيرهم المسلمين من كثير قص وقد

واختصصت المجالس، وواظبت العلماء، ذلك بعد فاوضت ثم فقال: فا، طري الغزالي ثم الشاشي بكر أبي

هذا أكبر، هللا فقلت المعارف، شموس لي فطلعت وإمامه، الوقت فقيه الشاشي، بكر أبي االسالم بفخر

وسمعت وارتويت، وقيدت فدرست وأرصد، أرقب كنت الذي والوقت أصمد، كنت الذي المطلوب هو

الغزالي). اإلمام به والمقصود الماهر، أو الحكيم بالفارسية: (معناه نشمند" "دا علينا ورد حتى ووعيت،

كتابه في ساقه مما مقطع وهذا كتاب. من أكثر وفي مرة من أكثر بتفاصيله اللقاء قصة القاضي سجل وقد

تعالى، هللا على ال مقب الدنيا، عن معرضا النظامية المدرسة بإزاء سعد أبي برباط "فنزل التأويل»: «قانون

فلقينا نسترشد، به الذي وإمامنا ننشد، كنا الذي ضالتنا أنت له: وقلت عليه، أمنيتنا وعرضنا إليه، فمشينا

فوق الغائب عن الخبر أن من إلينا نقل الذي أن وتحققنا الصفة، فوق كان ما منه وشاهدنا المعرفة، لقاء

المشاهدة ليس على العموم، ولو رآه علي بن العباس (يعني: ابن الرومي) لما قال:

واقصد في مدحه تغل فال *** با ئ غا أ امر ما مدحت إذا

ألبعد ا ألمد ا إلى فيه ن *** ظنو تغل ال تغل نك إن فإ

هد لى المش فضل المغيب ع ل *** ته ظم يصغر من حيث ع ف

اختبرت وكلما زاخرا، بحرا وجدت عالمته وإذا ظاهرا، ال جما رأيت عاينته إذا ال رج كان فإنه

أملي، منه ألبلغ لي فرغ وكأنما ونشاطه، خلوته واغتنمت بساطه، ولزمت رباطه، فقصدت احتبرت.

في مستقل وأنا بذلته، أو بزته في كان والعشاء، والظهيرة والمساء الصباح في ألقاه فكنت مكانه، لي وأباح

العربي، [ابن التكريم". بعهدة يا وف التعليم، في بي يا حف وألفيته االستدالل، كتف تؤكل كيف عالم السؤال،

قانون التأويل، ص112-111].

وعلى لغتهم عن غريبة تكون قد با ألقا لقبوه مهم شخص تعظيم أرادوا إن الناس أن تالحظ ولعلك

زماننا في قوم يفعل وكما العربي، ابن فعل كما اللقب، غرابة ومنها للملقب. بالعظمة ذلك ليوحي سمعهم؛

الفارسية "أستاذ" وكلمة لغته، في عليه يلقوها لمن يتوقعون فيما ال جال تعطي فغرابتها "بروفسور"، بكلمة

التي تعربت ربما دخلت من هذا الطريق. وكان من أوائل من حمل هذا اللقب: الحسن البصري.

الجدد"، "التراثيون علينا أطلقوا البشري: طارق يقول الين" أون "إسالم لموقع حوار من مقطع وفي

(3) كل نجتمع فردا، (15) أو (12) حوالي كنا وآخرين، هللا- -رحمه حسين وعادل عمارة، ومحمد أنا،

ينضم والبعض يمشي، والبعض ينتظم، البعض لسنوات، هكذا وظللنا ونناقشه، موضوعا ونحدد أسابيع

من حين آلخر.

- مثل من؟

- مثل عبد الوهاب المسيري، وجالل أمين، ونادر الفرجاني، وعلي نصار... إلخ.

- لكن بعض هذه األسماء غير محسوب على التيار اإلسالمي!

االستقالل إلى عام ميل هناك كان لكن تحديدا، الزاوية هذه من المسألة إلى ينظر الجميع يكن لم -

والتخلص من التبعية والتغريب.

سبع دامت طهران في فلسفي حوار في أسبوعية جلسات على داوم إنه قال: الديناني غالم وأخبر

مع [النصري، واألحمدي. وشبستري الداماد مثل وأمثاله سروش الكريم عبد فيها يحضرها كان سنين،

الحوارات هذه أعانت وقد مجايليه. مع ذلك شبه عن مطهري مرتضى تحدث وكذا ص80]. الفيلسوف،

ثلة من مشاهير البالد.

ما علمت قد أنت فإذا غيرك، علم وتعلم علمك لم ع "وقالوا: فيها: يقول الجاحظ مع وقفة مع بأس وال

تعلمك "واجعل ويقول: بالمدارسة ينصح كان أحمد بن الخليل أن لنا ونقل علمت". ما وحفظت جهلت،

وفي .[(274/1) والتبيين، [البيان عندك". ليس ما على ها تنبي المتعلم مناظرة واجعل لعلمك، دراسة

هذه تكدروا ال المزني- هللا عبد بن بكر -وأظنه بعضهم "وقال الجاحظ: قال نفسها والصفحة المصدر

الفكرة وعاودوا عشي. بصره أكره ومن (الراحة)، الجمام عقب كان ما الفكر فخير تهملوها؛ وال القلوب

االستغالق، ببعض امتحنتم إذا الحكمة إصابة من تيأسوا وال بالمذاكرة، واشحذوها القلوب، نبوات عند

فإن من أدام قرع الباب ولج".

تفاهة الظروف أشد في إلي أتت الفلسفية استبصاراتي بعض "إن قوله: برديائيف عند قرأت وكذا

أو تافهة، محادثة أثناء في أو صحيفة، أو لرواية قراءتي أثناء أو السينما في أكون كأن الظاهر، في نا وتباي

والواقع، [الحلم الظروف". كل في والكتابة والقراءة العمل على قادرا كنت وقد المدينة. في جولة خالل

«العالم مثل من با كت يطالع كان عشرة الرابعة في كان لما أنه يزعم الذي هو هذا وبرديائف ص108].

وغيرها. لهيجل، العقل» «ظاهريات وكتاب لكانت، الخالص» العقل و«نقد لشوبنهور، وتمثل» كإرادة

جيمس ويليام قول لنا سبق ألنه القراءة؛ جدا يعني ال وقد "يطالع" هنا قال وهو ص48]. والواقع، [الحلم

وشكواه في نضجه وعدم قدرته على قراءة وفهم بعض ما سبق ذكره.

السن صغار من مجالسهم حضور ولكن بينهم، فيما كثيرا تفيد والخبرة القدرة ذوي مجالسة إن

ماكرة، وذكية ضروس حادة نقاشات تكون وقد بالمجالس. مقصودين كانوا إذا إال تفيدهم ال قد والتجربة

على يا حميم لقاء شو برنارد بيت في حضر حين تسفايج ستيفان األلماني الكاتب وصفها التي كتلك

غاية في كهلين وكانا العلم، خياالت وكتب والتاريخ الروايات كاتب ويلز، ج. هـ. له: مدعوا كان غداء

عظمة من جزءا منهما واحد كل يمثل العظيمان الرجالن "كان تسفايج: يقول والسخرية، واللماحة الذكاء

كان الفابية.. الجمعية خالل من االشتراكية أجل من جنب إلى با جن قرن نصف منذ كافحا وقد إنكلترا،

لوز غداؤه يصدق، ال نحو على الحركة رشيق العمر، من التاسع العقد في شو وكان السبعين، في ويلز

سريع "كنت فيقول: الجو تسفايج يصف الهجوم". مواقع تغيير في وسريعا قا حاذ وكان فقط، وفاكهة

باالبتهاج يشي كان فيها شيء كل بها، تفوها كلمة وكل التفاتة وكل إشارة كل اللقاء)، (جو بجوه التأثر

إلى ينصرفا أن قبل المخادعة الهجمات من بسلسلة اآلخر أحدهما يختبر متبارزين مثل كانا والمشاكسة،

تالفى أو أجاب كلما الكثين، حاجبيه تحت تومضان عيناه وكانت خاطرا أسرع شو كان الجدي. العمل

اكتسب حتى سنة ستين طيلة هذبهما اللذين باأللفاظ والتالعب الحاضرة بالبديهة ابتهاجه إن اإلجابة.

حين نا أحيا ترتجف الكثة البيضاء لحيته كانت العجرفة، من ضرب إلى تحول قد فيهما، له نظير ال براعة

تتابعا أنهما الدوام على عيناه وتبدو ال، قلي الوراء إلى ويرده رأسه ويميل كالحة، خافتة ضحكة يضحك

فقد الوديعتين المتواريتين والعينين المتوردتين الوجنتين ذو ويلز أما قا.. ح صائبا كان إن لتريا السهم

شرارات، إطالق يتعمد لم أنه غير أيضا القصوى بالسرعة يعمل كان وعقله مباشرة، وأكثر أقسى كان

يا، وتحاش نا طع وفرا، كرا العاجلة المبارزة هذه تواصلت وأكيدة، رشيقة طعنات باستهتار يطعن أن بل

بالمسايفة يعجب أن إال يسعه ال المشاهد إن بحيث المزاح حدود ضمن الدوام على وكانت نا، وطع يا وتحاش

على ينطوي كان رفيعة، سوية طريقة على بقي الذي السريع الحوار هذا ولكن والرد، واألخذ والوميض،

جعل ما اإلنكليزية. الطريقة على رائعا انتظاما المدني المنطق في تنتظم التي الفكرية اإلثارة من نوع

القطبين.. هذين تعارض في الهازلة والجدية الجاد الهزل هو عادي، غير نحو على مثيرة المحاورة هذه

مورس مسرحية أر لم إنني كما أوقاتهما. أفضل أحد في إنكلترا في رجلين خير رأيت فقد كان ومهما

قصد غير عن المسرحية، تلك فيها تحققت التي المناسبة تلك في كما بارعة فتية ممارسة الحوار فن فيها

دورية في قا الح حوارهما طبع وقد ص309-308، األمس، [عالم وجه". أبدع وعلى مسرح، دون ومن

األساسية األسباب من فالوصف للسهم، شو عين مراقبة في تسفايج وتصوير وصف والحظ «ناشن»].

لشهرة كتبه، إذ لم تكن أفكارها كبيرة بحسب ثالثة كتب قرأتها له، منها مذكراته هذه.

اإلسالم عصور في العلم طالب عند راسخة عادة وكانت المحاورات، عن فائدة تقل ال والمناظرات

القدرة ومن الذوق، ومن الفهم من ترفع التي والنقاشات المناظرات بأخبار المسلمين كتب وتمتلئ األولى،

الشيخ ومناظرة ببغداد حضوره قصة الباجي الوليد أبو المالكي الشيخ ساق وقد األمور. في التبصر على

ومناظرتهم الكبار لنقاش الطالب شوق عن الطريفة مقدمته خالل من ال جمي قا سيا والدامغاني الشيرازي

منها: مناظرات، أربع فكتب تتم، أن بعد بنفسه مناظراته كتابة على يحرص الشيرازي وكان أمامهم،

التاريخ لنا خلد حتى زمن ومر له. التلمذة سن في وهو الجويني، المعالي أبي الجهبذ العالم مع مناظرتان

الغرب "دار عن صدرت مهمة، عنها دراسة طبعت وقد حزم، البن نفسه الباجي الوليد أبي مناظرات

اإلسالمي".

مشاعره عن التعبير في الغزالي اإلمام أحسن وقد السيئة، القلبية وآثارها أمراضها للمناظرات ولكن

خليله قبر عند هللا عاهد إنه الشيخ قال فقد القبر- مكان صح -إن الخليل إبراهيم لقبر زيارته عند تجاهها

ابراهيم أال يفعل ثالثا، ذكر منها المناظرة، والدخول على السالطين في كتابه «المنقذ من الضالل».

للرئاسة، المنتخبين كمناظرات أكبر، بدرجة السياسية المجاالت في الغرب في وصاعد حي القسم وهذا

نقاشات الغربي الفكر تاريخ وفي واإليمان. واإللحاد الفكرية والمدارس والمذاهب الجامعات في وكثيرا

الموسوعي ديدرو بين جرى الذي النقاش مثل طويلة، بقصة وتنتهي واحدة بجلسة تبدأ عديدة، ومناظرات

في اإلنسان أمل مسألة: حول مرة العشاء على تناقشا فقد فالكونيه، هو شهرة أقل وآخر الشهير الفرنسي

رسائل في بالمكاتبة الرجالن وتابعه الشفهي، النقاش وانتهى قيمته، عدم ومن منه يأسه أو البعيد المستقبل

كتاب حجم في بعضها صفحة، مئتي عن يزيد ما الموضوع في المطبوعة ديدرو رسائل بلغت جدا، كثيرة

صغير، وال ندري عن الحجم الذي نشره المناظر اآلخر وال الحجم األصلي للمراسالت.

كلمات تنقر حبات القلوب

تفيدك عارضة كلمة تجد فقد الجميل؛ الواضح السياق في وال فيها تفرط فال النص، حلية الجميلة الكلمة

أثرا في ثرت فأ يوم، ذات لي عرضت كلمة مرة قرأت أنني أذكر كبير. وجهد ومعلمين كتب فائدة من أكثر

نفعل فنحن سيلحق» والمال تحب ما «افعل هو لكتاب نا عنوا كانت لعلها والكلمة هوى، لقيت ألنها كبيرا؛

كمنتظر وال يظهر، ال منتظرا يكون أال راجين معه، أو له ثواب أو نجاح، من سيأتي لما منتظرين نحب ما

يكونوا لم لو ولكن ذلك، يبدو والمفكرين؟ الكتاب سذاجات من هذه وهل يجيء. ال الذي بيكيت صموئيل

عمدا يقتضي جانب في التام فالوعي واإلمتاع، والتأثير النجاح أمكنهم لما االجتماعية حياتهم في سذجا

هذا كل بمثل يسمح ال الضيق والوقت الذهنية المساحة ألن أخرى؛ جوانب في كبيرة غفلة أو سهوا أو

الطعام فوجد الصديق وجاء للطعام، صديقا دعا ونيوتن واحدة، بحذاء للتدريس هيجل ذهب وقد التنوع.

ذهب بالجوع نيوتن وأحس وقت مر ولما ذهب، ثم الضيف فأكل المبحث، أو المعمل في نيوتن وتأخر

والجوع، والضيف القصة كل ونسي أكل، الذي هو أنه معتقدا فتركه منه، أكل قد الطعام أن فوجد للطعام

كثيرة، ومهماته قصير، وقته اإلنسان، هذا مسكين يطول! الذي وسهره وصبره طعامه بقلة مشهورا وكان

بعضهم أن متفقون نحن أقول جمعوا؟ الذين نجح هل ولكن وتقول: طال! أيا لعمره متجاوزة وطموحاته

أعدادهم تتبع عندما ولكنك عديدون. النجاح قاربوا الذين أن على يدل وهذا القليل، من أقل وهم نجح،

قاعدة وضع من لتتمكن تكشفها وال هناك دعها لك: أقول المشكلة، على وقعت تقول ثم وأقوالهم وآراءهم

ثم الوقت، لبعض ولو غريب بموقف وعيه طارد نجح ممن فكثير انتصرت. لقد لك وليقولوا جائرة، ولو

رضي من أجل إباء هذه الدنيا الكمال عليه وعلى غيره.

العناوين أن كتبهم عن يقولوا أن بعد فيما يبالوا ولم با، كت قدموا الذين والمتمكنين الشجعان المؤلفين ومن

قوله األيديولوجيا» «نهاية بكتابه الملحقة الطويلة الخاتمة في قرأت فقد بيل. دانيال نجاحها، في با سب كانت

منها". واحد وكتابي بمحتوياتها، شهرتها من أكثر عناوينها بفضل اشتهرت كتب "هناك واضح: بتواضع

وفيه الفكرة، طريف فهو للعربية، ترجم قد الكتاب يكون أن أستبعد وال ص409]. األيديولوجيا، [نهاية

ألنها اليوم؛ قديمة باتت وقد مراده. عن بعيدة للقارئ، مرهقة كثيرة تفاصيل في غائرة ولكنها ذكية، لمعات

الكتاب أن غير أمريكا، ثقافة في (الخمسينيات) العشرين القرن منتصف وهو بعيدا، أصبح نا زم تعالج

أرخ لليسار والفكر األمريكي في مرحلة قصيرة، ولكنها حرجة في تاريخ فشل اليساريين في المجتمع.

يقول العناوين؛ لموضوع فنعود سياقها، إعادة ثم األفكار تقطعات من المذكرات في لنا مفر وال

األفغاني الدين «جمال الكتاب سمى إنه للنشر، األفغاني» الدين جمال «خاطرات كتاب معد المخزومي،

ليس العنوان هذا إن ال: قائ نفر للكتاب، عنوان وأنه هذا الدين جمال مني سمع فلما السلطاني» البالط في

أحد "خاطرات" كلمة إلى نبهني ولكن أفعل. إني فأجبت: تزد، وال "خاطرات" قل: بطبيق؛ المقال لهذا

مما المفيد األثر ذلك عنوان تجعل أن يصح ال قال: إذ اللغة، قواميس في المنهمكين من وهو األصدقاء

وال "خواطر"، تقول: أن للصواب واألقرب تريده. الذي بالمعنى ترد لم "خاطرات" ألن اللغة؛ أهل ينتقده

الفيروزآبادي هللا رحم وقال: تبسم بذلك الدين جمال كاشفت فلما الوساوس. تفيد ألنها "خاطرات"؛ تقل:

للمتهوسين قالوا الذين والحطيئة وجريرا الفرزدق هللا ورحم أعجمي". من لغتكم "خذوا قال: حيث

نقول، أن "علينا اليوم: ونحو صرف من وآالتها اللغة، وقواعد ضوابط، مقام القائم المشهور بالمتعامل

أو القلب حبة تنقر جملة يحسنون وال لسانهم، فسد بمن تبال وال "خاطرات" فقل: تتقولوا". أن وعليكم

في بقروتية "سياسة الدول: إحدى سياسة يصف مرة قوله اللغة مع تعامله لطيف فمن السمع. تطرب

بقروت. عندي يصح وهكذا وجبروت ملكوت قولهم صح كيف قال: ذلك في له قيل ولما فرعونية" مملكة

[ص22-23، ط1931م].

القياسي في ويبحث ألقواله، اللغوي المبرر ملتمسا األفغاني كالم عند يقف المخزومي أن والغريب

كثيرين تأسر التي القيود فوق وتعالى الغايات، من وغيرها اللغة أجاد رجل أمام أنه يشعر ولم والسماعي،

يكونوا أن يحرصون الذين الناس ومواضعات اللغة أثقال عليه لت فق والصرفيين، النحويين من أكثر

عليك قلت فكلما غالئها. في مسرفة أثمان من القبول لهذا كان مهما الجميع، من مقبولين طيبين دائما

أعراف. أو أوهام أو بحقائق المثقلون يرى ال ما فيه ترى عال لمكان صعدت القيود، من وتخففت األحمال،

طريقه منهم لكل ولكن والمتفلت، المحتج وبين والدين والمبدأ العقل عمالق بين بعيدة ليست والمسافات

ويحمل والقيود، الحدود من نفسه على يكثر والمقلد أخرى، ويحل قيودا يتحمل فالمجدد والتأثر، التأثير في

فيقيد ال مثا ليكون به، يلتزم أنه يودون ما وبكل قيل، ما بكل ملتزم طيب أنه ليبدو الناس؛ رغبات نفسه

لسانه ولباسه وعقله ومسلكه، ولو كانت هذه المثالية عائقة.

سحيق. واد في تسحقك التي رغباتهم وادي سلكت إن لتتحرر ال مجا لك والالحقون السابقون يترك ولم

من يتحقق ثم نا زم يتخفف صغيرة، شهوات قيود في يرسف ولكنه المجتمع، قيود من يتخلص والمتفلت

مبدئه في أثقل قا عائ الفسق تجد ولهذا عديدة، معها ال وأثقا أثقاله ليحمل فا آس فيرجع مكتسباته، صغر

ومنتهاه.

بقانون الملتزمين رضا على عنده مقدمة ففكرته لغات، والسبع الجبارة الذاكرة صاحب هو واألفغاني

عن أدري وال الفارسي، اللفظ قصد ربما أنه ببالي خطر (وهنا اللغة من أهم لفكرته البراق والثوب النحو،

دارجة الصياغة هذه رأيت وقد األصلية، لغته بسبب األسلوب لهذا قاصدا يكون فقد "خاطرات" صياغة

العباقرة طريقة على باألسماع تلتصق التي الكلمات يقول األفغاني كان وقد كثيرة). فارسية كتب في

عن بلفظها وتدافع فكرة، تحمل التي التعبير وأدوات الشعارات وينحتون التسميات يصوغون والزعماء،

كانوا كثيرون وزعماء وكاسترو والخميني واألفغاني الناصر عبد النوع هذا ومن األفواج، وتهيج قضية،

قادرين على وضع كلمات على ألسن الجماهير.

مذكرات مساق في تذكر قصة أفكاره مع لي كانت فقد األفغاني، الدين جمال عند هنا الحديث دام وما

أن اآلن- زماننا في الشهير -الشيخ القرني عائض الدراسة في زميلي اقترح يوم ذات أنه ذلك قارئ،

المدير فوافق بعام، قبله وكنت الثانوية الثانية أو األولى السنة في وكان المعهد، في للطالب كلمة يقدم

وشعراء وأدباء علماء أساتذتنا ومن والمدرسين الطالب أمام نقدمها كلمة كتابة في معه أشترك أن على

استدعاني ثم طلب، بما فحدثني اقتراحه، في ئا جري زميلي وكان مبالغة- بال الوصف هذا -يستحقون

بمقاييس طويلة كلمة وكتبت وافقت ولكني الموقف، فهبت لها وشجعني الفكرة علي وعرض المدير

«اإلسالم حسين محمد محمد كتاب وهو آنذاك، قرأته كتاب بآخر متأثرا وكنت وقدمتها والخبرة، العمر

يراه كان فقد كبيرة؛ له واتهامات مثلها، رأيت ما عبده محمد على شديدة حملة وفيه الغربية»، والحضارة

العربية: اللغة كلية في لتالميذه يقولها عبارة وله الدين. جمال شيخه وكذلك مصر، عرفت من شر من

المحاضرة أو الكلمة في عددت ولهذا بعمامة". شيخ إال بيهدموش ما كافر، الدين بيهدمش ما أوالد، "يا

الجميع وقام الدرس انتهى ثم والمستشرقين. كالمبشرين األمة على سيئ أثر لهم كان ممن عبده محمد

مستويات، ستة في وطالبه كله المعهد يجتمع أن قبل: من يحدث لم بما مفتخرين وخرجنا فصولهم، إلى

ومدرسوه والمدير لطالبين يحاضران فيما عن لهما، ويسوقان لهم آخر ما عرفوا من النظريات الثقافية!

واسع القدر، جليل عالم وهو معافى يحيى الشيخ قام الظهر صالة من انتهينا فلما تدم، لم الفرحة ولكن

"ولكني فقال: الزمان) من بقي مما قوله مختصر (وهذا تحدث ثم علينا، فأثنى للكتب، جماع االطالع

عبده، محمد للشيخ نقد من المتحدثين أحد من سمعت لكن- بعد ما مقصودها كل وكالم مقدمات من -وكم

وكل الرجل، تجريم في مبالغة وهذه الخطأ، هذا الكرام األساتذة من أحد يصحح ولم اإلسالم بأعداء وألحقه

واشتط نا، أحيا المعتزلة بأقوال قال فقد الدين، من الرجل بها يخرج ال انحرافات هي إنما منه حدث الذي

معترضا ووقفت الغضب، بي استبد الشيخ فرغ ولما المعجزات". بعض وأول بالمعقوالت، التعلق في

وبخاصة الطلب بداية (وفي بمحتواه لمت س قد كنت كتاب مخالفة على جرؤ الذي الشيخ على المسجد في

ووعد الصمت، وألزمني لي، تا مسك سير إبراهيم الشيخ فاعترضني مقدس)، مطبوع كل الزمان ذلك في

فيما شيء منه أعلن أن يحدث لم ما ذلك ال. فص ال قو فيها للناس يقال ثم النزاع، محل القضية تدرس بأن

علمت.

وبادلني له، كبير بتقدير وانتهت بغضب، بدأت عالقة في يحيى الشيخ مع لي خير بداية كانت وقد

كانت وقد الوقت. لبعض يدوم ما الفواصل من بيننا تصنع الشديدة حدته كانت وإن وإرشادا، احتراما

غضبة مني قابلها بحلم وتعليم، وجرت مودة على طريقة قول الشاعر:

باب ثين س ب بغـيض يا بوادي نا *** بــيـــــــــــن ة د المــو قــاد مــا ول وأ

جواب ثين بـــ يــــا كـــــالم له *** لــكــل ال فجاءت بمــث قو وقلنا لها

اتجاه أيضا وهو الراء)، وفتح الذال (بكسر "ذرة" في لبيتنا يقود الذي الطريق في بالشيخ لحقت وقد

وحدثني ودلني وسنه، بعلمه يليق بحلم موقفي وتلقى يا، متحد ال منفع كنت اليمانية، حي في لبيته الطريق

قناعة أبد ولم الطريق. في األمور هذه من العديد لي وشرح اإلمام» األستاذ «تاريخ رضا رشيد كتاب عن

كالم قرأت عندما يحيى الشيخ رأي أرى كنت وألنني عليه، حسين محمد محمد هجوم لكثافة الشيخ برأي

حسين محمد محمد قوة أن غير قطب. سيد له قدم وقد الشعوب» حياة في وأثره «اإليمان في العظم يوسف

أما عرضا، إال الموضوع عن العظم حديث كان وما العظم، يوسف ذكره ما كل على قضت مؤلفه في

من وفيه به. جدا متأثرا وكان شاكر، محمود األستاذ تالميذ من وهو قصدا، فكان حسين محمد محمد

شيخه، شدة وقوة عارضة، وزخم لغوي ومعرفي ثري.

كنا حتى أيام تمر لم إذ مبكرة! كانت التي الفكرية القضايا في المغامر على الموقف ذلك صعب هو وكم

األدب كتاب من درس في عبده، محمد الشيخ عن العربي" "األدب مقرر في منهجي درس مع موعد على

وكنت الحفظي. الخالق عبد األديب األستاذ تدريسه يتولى كان والذي الدراسية، مرحلتنا على المقرر

هذا ألطيق كنت وما عبده، محمد يمجد الكاتب فإذا الدرس، قبل الدراسي المقرر الكتاب وقرأت حضرت

ولم بقناعتي، زمالئي يسخر أو رأيي، المدرس أو ومؤلفه الكتاب يعترض أن أو لي، يحدث أن األمر

مدارسنا أن أتوقع وال متمرسين- نكون أن عن ال -فض الرأي في الخالف طريقة عارفين أو متعودين نكن

مختلفة، نظر وجهات محط هي مسائل هناك تكون أن الممكن من أن الطالب تعلم أو هذا، تدرس اليوم

وال الحصة، تلك أحضر ولم المراقب، من أو المدير من للخروج فاستأذنت لمة. مس أمورا هناك وأن

قبل للدرس مراجعة تشمل عادة وهي بعدها التي الحصة جاءت لما ولكن له، درس عن غبت أني أذكر

فرصة وأعطاني الكرام، مر الموضوع على فمر الموقف حرج أستاذي أدرك الجديد، الدرس في الشروع

ولم وشككني معرفتي، قدر ثم اللبق، التصرف ذلك اآلن له وأشكر عندي، ما بعض ألقول أخرى قصيرة

ثم الحادثة، من قرن ربع بعد بلقائه وسعدت زرته ألمع" "رجال تهامة في أستاذي استقر ولما يصادمني.

تفضل بحضور محاضرتي، وسعدت بجمع من أساتذتي يستمعون

با!" فشكرا له ولهم من قبل ومن بعد. با بعد المحاضرة: "لقد أصبحت لك تلميذا نجي إلي، وقال لي معق

األمريكية، "ميشجن" والية في آربر" "آن مدينة في آنذاك وكنت سنين، ثماني من أكثر مرت ثم

أني الليلة تلك المنام في ورأيت اللغات، شتى في القارئ يلذ ما بكل العامرة مكتبتها من با قري وسكنت

ناصع بقماش مكسوا خشبية، قاعدة على مرتفعا اآلن أراه كأني واسعة، قاعة وسط في يا عال تا تابو شهدت

من ويخرجون باب من الزوار يدخل يزار، الميت شاهدت و عبده. محمد للشيخ أنه وفهمت البياض،

سلبي، انطباع أي دون يساري على التابوت تاركا سرت ثم الجثمان، زوار مع دخلت وقد ورأيتني آخر،

الرؤيا بقصة فكتبت الجبل. نحو أعلى باتجاه المدخل غير مخرج من وخرجت الميت، بمكانة شعرت بل

قصة أن فيها ذكر ثم والتشجيع، الجمال في غاية القلب، على عزيزة برسالة علي فرد معافى، يحيى للشيخ

من أكثر مر ثم له. خير دليل تكون قد بل عبده، محمد الشيخ في قلته أن سبق الذي رأيي تؤيد ال الرؤيا

التي عبده محمد مذكرات قراءة الطائرة في أكملت وكنت نفسها، المدينة إلى أقدم بي وإذا الزمان، من عقد

مع شيخنا، لقول أقرب هو موقف أو رأي إلى ذاك منذ الشيخ في رأيي تغير و الطناحي، طاهر أخرجها

يجنبها أن يريد كان الشيخ وأن آنذاك، األمة حال تردي يقدر الذي الحصيف للقارئ تلوح قد اعتذارات

قبل وقد التعليم، تطوير في يأمل كان وأنه أقوياء، أعداء مع مواجهة وهي االنجليز، مع الشاملة المواجهة

ببعض التنازالت المؤقتة لإلداريين المستعمرين.

اإليديولوجي المغلقالعلم، في المنتشر اإليديولوجي" "العقل مجرد من أشد وهو المغلق"، "اإليديولوجي قا أف الناس أضيق

فكرتان: عنده واألفكار وشيطان، مالك وعدو، صديق اثنان: والناس وقبيح، حسن اثنان: عنده فاألمور

الناس يفكر كيف أعرف ال المفرطة. وحماسته الشباب سعادة كانت وهكذا الدنيا، هكذا فقط. وباطل، حق

ال ممن وزمالؤنا عنا، وتخفى نراها ما ال قلي كنا والتنوع والتوسط االعتدال مناطق ولكن قضاياهم، فتلك

الذين ألن هللا؛ بها ن م نعمة وتلك أخرى، لفكرة نفسها الحماسة على تجدهم ذاتها، الفكرة في يشاركون

ويمكن قضاياهم، لهم الناس وغالب شأن. ذو موقف لهم يكون قلما لفكرة، أعمى حماسا يتحمسون ال

لو أروعه ما عنه: تقول ال عق بينها تجد وقد المغلق". "اإليديولوجي العقل هذا لكنه مهم، ألمر تحريكهم

المحال، نطلب ترانا أم ويحمسه! ويريحه ويدله ويرحمه، عليه يعطف الفهم، دروب في به يسير من وجد

عليها يظلم طارئة، حالة معالجة ذهني في انقدحت السالفة، السطور هذه كتابة وعند المنال؟ بعيد أو

العقدي» التحليل «خدعة مقال كتابة في بدأت 2006م، عام صيف في األبصار، يعشي عقائدي كابوس

الناس من كثير وتلقاه اإلنترنت، في هو كما نشر ثم مختصرا، المنورة» المدينة «جريدة ملحق نشره الذي

أو العقيدة، مكانة في يقدح رآه بعضهم ألن أتوقعه؛ لم شديدا طا سخ بسببه علي سخطوا أو حسن، بقبول

نقدا ألشخاص يخالفونني الرأي.

آنذاك المحيطة الظروف والسبب وضده، له وتعصبوا المؤثرة، المقاالت من الناس من كثير رآه وقد

عيد "أول بقوله: له التالي رمضان عيد في البدري عماد صديقي وهنأني اإلسرائيلية، اللبنانية الحرب في

بعد التحليل العقدي!"، وكانت معايدة لطيفة منه.

العبقرية والموهبة والعمل

لوذعية مدح في العربي ويبالغ األذكياء، الجن مجمع حيث عبقر" "وادي من جاء العبقري قالوا:

األلمانية الثالث: اللغات في الغربيين أن والغريب "جني". فيقول: فعله، غرابة أو قوته في أو شخص

طرب وقد للسانهم، يترجموها أن دون نفسها "جني-جينيس" كلمة: يستخدمون واإلنجليزية والفرنسية

«خوارق كتاب في ذلك ونقل العربية، عن منقول حقيقة الغربي اللفظ أن الكتشاف الوردي علي الدكتور

«معجم ألن متأخرة؛ اإلنجليزية للغة وصلت حتى الشرق من زاحفة جاءت أنها ويبدو الالشعور».

للعرب األقرب اللغتين من لإلنجليزية متأخرة جاءته بل يذكرها، لم إنجليزي معجم أول جونسون»

لكي طريفة محاولة صاحب وهو الميالدي، عشر الثامن القرن أواسط في معجمه كتب وقد والعربية.

الحكومة له دفعت وقد الحكومة، ومواقف آلراء الترويج في مكانته بريطانيا ملك استغالل عن يستقل

وال مقابل دون المكافأة هذه أن منهم وتأكد اإلنجليزية، واللغة األدب خدمة في جهده جزاء يا مجز با مرت

عند األمريكية الثورة ضد يكتب أن منه طلبوا مصاريفه، وزادت كلية مرتبه على اعتمد أن وبعد لوازم،

المجرمين من كانوا بأنهم األمريكان هجى من أول وهو السلطة، خدمة في قلمه يجعل أن فاضطر قيامها،

كرامة من ولو جزاء، معروف ولكل تبعة، راتب لكل أن جدا متأخرا فهم وقد بريطانيا، في المسجونين

كليلة، والعقول مملوكة، األفكار يجعل ما وهذا ينل، ولم نال من العصور عبر وقليل وحريته، المثقف

والمروءة غائبة، إال عند ندرة صابرة ومجاهدة لنيل حريتها.

لهم وأضاف مجانين!". الشعراء كل "إن (1577-1640م): اإلنجليزي الشاعر بيرتون روبرت قال

التي هي الرقيقة والحواجز وثيق.. نحو على بالجنون مرتبطة العظيمة "العقول فقال: والفالسفة، الفنانين

عبقري "كل أينشتين: عن نقل هذا ونحو ص278]. الفكرة، تاريخ [العبقرية بعض". عن بعضها تفصل

يا". مجنون، وليس كل مجنون عبقر

الغربيين العباقرة من عدد عن فيه تحدث قصيرا ال مقا العالمية» الثقافة «مجلة من عدد في ورأيت

مرض منها بمصائب با مصا كان الذي أينشتين، القائمة: من فإذا غيره، أو كالتوحد ما، بمرض المصابين

والعالم مهم. مكان ذا يعد ولم أيامه أواخر في فشل ثم النساء، مع وبخاصة كثيرة، عقده وكانت الزهري،

بالعنوان فيلم خرج وقد جميل»، «عقل الجميل الكتاب في كما باالنفصام، با مصا كان فقد ناش الرياضي

جريدة ورقة في ولفها أذنه قطع بأن انتهت عقلية، بنوبات با مصا كان الشهير الرسام جوخ وفان نفسه.

معهم، وهو الناس عن ويذهل بالتوحد، با مصا كان أنجلو ومايكل يحبها. لعاهرة وأعطاها (صحيفة)،

وفرجينيا يغتسل. أن يندر قذرا وكان الناس، مع عالقات إيجاد عليه ويصعب يحدثهم، وهو ويتركهم

تسمع وكانت الستين، تصل أن قبل أيامها أواخر في معذبة كانت الشهيرة اإلنجليزية الروائية وولف

بنفسها وألقت جيوبها في حجارة حملت ثم يا، نفس أو يا عقل مريضة وكانت التركيز، تستطيع وال تا، أصوا

في النهر.

كان وفرويد أوستن. جين الكاتبة وكذا "التوحد"، من يعاني كان أيضا سقراط إن قبل من وقيل

هوكنج وستيفن الشذوذ. ومنها كثيرة، جنسية بعقد با مصا وكان الكوكائين، واستخدم باالكتئاب، مريضا

التي األولى زوجته ولكن عضال، بداء يا جسم مريضا كان الزمان» تاريخ «مختصر كتاب صاحب

اخترع الذي الصربي المهندس أيضا الجنونية. تصرفاته من مروعا قصصا عنه قصت شبابه معه عاشت

في وكان سنوات، بثالث ماركوني قبل المذياع اخترع وقيل المتردد، التيار ومحرك الفلورية، اإلضاءة

للحكومة سالحا يكون بعد" عن "القوة أو القاتل" "الشعاع أسماه: شيء صناعة على يعمل األخيرة أيامه

بي "إف التحقيقات مكتب عبر الحكومة استولت توفي ولما ال؟) مث كالليزر أشعة يعني كان (هل األمريكية

وكان نيويورك، في فندق في ومات فقيرا، فا خائ عاش وقد سرية، وصنفتها غرفته، محتويات على آي"

األرقام. بعض ومن "الماس"، من أقراطا يلبسن الالتي النساء من نادر رهاب بنوع أو بالخوف، با مصا

في ومثله يسميهم. كما األوفياء" "األصدقاء الحمام إطعام وفي العامة، المكتبة في وقته من كثيرا قضى

فقد الجائزة، صاحب "نوبل" باالكتئاب با مصا كان إنه وقيل المحامين، بكراهة ويزيد النساء من الخوف

الشاعر يعلق ثم دولة. عشرين في مصانع يمتلك كان األربعين سن وفي اختراع، براءة (355) سجل

من يعاني من كل قبل من بعناية غرسه تم قد الجنون، صنو العبقرية أن تصور "إن بقوله: باوند عزرا

يمكنك فال الموضوع، هذا إلى النظر في طريقتك كانت أيا إنه بقولها المقال كاتبة وتعلق نقص". عقدة

الفنية المجاالت في سواء كله، التاريخ عبر الشأن ذوي من والمبدعين المفكرين أعظم من بعضا أن إنكار

نابغة عقول جرين، [كارولين البال". على تخطر أن يمكن ومضطربة بائسة حياة أسوأ عاشوا العلمية، أو

ونفوس معذبة، ص29-16].

روسو، جاك جان عن تعرفه ما إليها فأضف الكاتبة، ذكرتها التي الشخصيات بعض تلك

عديدة، سنوات االنتحار في يفكر يائسا كان الذي وبودلير وموبسان، ونيتشه، ونيوتن، وديستويفسكي،

وآخرين من علماء وفنانين وموسيقيين كبار كانوا ضحايا لعدد من األمراض الصعبة.

***

عليهم سالت القراءة أدمنوا فالذين موهوب، وال موهبة وال وعبقرية، عبقري قولهم عند كثيرا تقف ال

أن قبل وتنضيده وطرقه نسجه أطالوا قد كانوا العمل أجادوا والذين معرفتهم، مادة بحسب المعرفة، أنهار

عليها صبر الذي بل ال، أعلنها، ثم كلمة بأول ترنم الذي ليس الفحل، العبقري والشاعر أجادوا. لهم يقال

موهبة، عن ينم أو عبقرية، فكرة الكتاب في تكون قد إمرسون: قال وقد والدتها. بعد ويربيها يصقلها دهرا

ئا لوال الرجل الذي وراءه. غير أنه لم يكن ليكون شي

قبل عليه تنطبق وقد تيمية، البن نسبت كلمة وهذه التفرد". و"العبقرية تفرد"، "ال تفرغ فالعبقرية

اإلنسان يجمع فال الطبري، قبله ومن كيانه. بكل والتفهيم والفهم للعلم واتجه للقفا، بالعالئق رمى فقد غيره،

األهل من الغزالي هرب وقد وله. به يتفرد ال لمن زمامه والفهم العلم يسلم وال عديدة، أمور بين العبقري

لمحض الشافعي وكان له. يطمح عما الصارفة المرهقة األثقال من وهرب الظلم، من هرب والوطن،

تفرده بالعلم يقول: لو اشتريت بصلة ضيعت مسألة.

المفكر اسبينوزا فهذا غريب. بشكل والفلسفة العلم محراب في تفرد من الكبار الغربيين مثقفي ومن

وفاة وبعد للعلم، ويتفرغ الثروة ويترك والده تجارة يترك أسبانية، يهودية أصول من وهو الشهير، الحر

واكتفى ألختيه تركه بالميراث القاضي له قضى فلما فقاضاهما، دونه بالتركة التفرد أختاه حاولت والده

وستارة. بسرير

فتخلص مارك، المليون تقارب هائلة ثروة والده عن ورث فيتجنشتين، الشهير األلماني الفيلسوف وهذا

المال»، «رأس كتاب بكتابة فاكتفى المال جمع على أمه تحثه كانت وماركس للمعرفة. وتفرغ منها

تفرغ لو ليكن يكن لم ولكن القليل، أثاثه وتبيع الضرائب تطارده معدما فقيرا وقضى عنه. والتفلسف

كما ألعادها جديد من حياته بدأ لو قال أنه مترجمه نقل حياته آخر في له وكالم رسائل وفي للمعاش!

أو والسذاجة، بالبالهة اتهامه على يبعث للمعرفة تفرده كان فقد نيوتن أما يتزوج. لن الزواج، إال هي،

الفذ، وأديبها روسيا حكيم وتولستوي وهيجل ونيتشه الصالحين. بغفلة اإلسالم عالم في الناس يسميه ما

يتزهد ويتفرد في قريته يكتب األدب، ويحاول إصالح الجيل.

موهبة، المائة في واحد منها العبقرية بأن أديسون وضحه ما هو الموهبة أو العبقرية قبل العمل ومسألة

في واحدا والعمل وتسعين، تسعة الموهبة تكون أن فيريد بعضهم أما عرق. المائة في وتسعون وتسعة

المائة، فتموت العبقرية وال يوجد العمل.

كان فما وأمما، با شعو الهوايات تلك أمتعت ثم نا زم فأمتعتهم طوروها، ثم هواة فيها نبغ علوم من وكم

سوف الكتاب هذا وأن الفلسفة"، "تاريخ في كتاب وأوجز أجمل كاتب يكون سوف أنه ديورانت ويل يعلم

عالم وال بل مؤرخا سيكون أنه يدرك خلدون ابن السياسي الفقيه كان وما جديدة! لحياة الباب له يفتح

ويقص أدري؟»، أن دون فا فيلسو أصبحت «كيف يكتب بوبر وكارل البشرية. تاريخ في األول االجتماع

ذات قرأت وقد عصره. كاتب سيكون أنه يدرك ديكنز تشارلز البناء عامل كان وما ذلك. الطريف خبره

الناس، من الكثيرين عن تغيب وآثارا جوانب للحياة تعطي وتنميتها الهواية إن قوله العقاد عباس عند مرة

والناس الخمارة حول والبقاء االجتماع يحب الفرنسي أن والفرنسي اإلنجليزي بين المقارنة في ذكر فقد

عدد مع أو وحده بها ويقوم عديدة، شخصية مهارات يطور منطو، فشخص االنجليزي أما والضجة،

عليها، وتحافظ مستعمراتها في تتسع بريطانيا جعل الذي رأيه في هو السبب وهذا الناس. من جدا قليل

الذي كالفرنسي وأصدقائه خمارته حول البقاء على كثيرا يعول وال جدا بعيد مكان إلى يذهب فاإلنجليزي

هللا أرض أن عنه يب يغ واحد مكان في والتكتل بالناس لالجتماع حبه ولكن بسهولة، ممتلكاته اتسعت

واسعة وأن فيها منافع كثيرة.

ممن كثيرا ونرى ويشتهرون، يؤثرون القدرات متوسطي نرى فلكم عائق، الحاد الوعي أن واعلم

وفي شيء، بكل الحاد وعيه "إن المشاركة؛ عن عاجزين الفذة البصيرة وذوي واألذكياء العباقرة نراهم

ينتظر تجاوزه، إلى سبيل ال حاجز الحياة وبين بينه كان لو كما موهبته، استغالل من منعه لحظة كل

توجيه في المشاركة عن عاجزا وعاد شاخ أنه فجأة يشعر مواتية، تبدو وعندما ال، طوي لها يتهيأ الظروف،

ال ولكنهم وتناقشهم، تقابلهم األفذاذ هؤالء من عددا رأيت وهكذا ص219]. أوراق، [العروي، األحداث".

ال ولكنهم يائسون من الجماهير. يكتبون وال يحاضرون، قد يتحدثون في المجالس، ويعجبون جمهورا قلي

ما عندك ليس عند اآلخريناألدب فأروع دائما، إبداعك يقدرون الخلق وستجعل تتصنع، أال إبداعها على قادر أنت صناعة أجمل

بال قا وخل طبعا تصبح حتى وتعلو تنمو التي جدا، الرائعة الصناعة تلك تكلف، وبال تصنع بال جاء ما

البحر. ذلك شاطئ تصل أن عليك با غري وليس يصل. من هناك ولكن جدا، طويل لها الطريق تكلف،

حتى والعمل التعلم في تجتهد أن إال عليك وما األدبي. الكمال باب والتحرير والتدقيق اإلجادة أن واعلم

تجد نفسك وطريقتك الخاصة.

أي بلزاك". على يعثر أن قبل الصفحات مئات سود "إنه بلزاك: عن الفرنسيين النقاد أحد ديهامل قال

طويلة سنين قدماه اصطفت قد "إنه رودان: عن نفسه الناقد وقال نفسه. على عثر حتى كثيرا كتب إنه

الخاص وذوقه معمله يدخل أن قبل المران من ال طوي نا زم قضى إنه أي فنه". لمعمل المجاورة بالغرفة

صناعة في الجودة "ومقياس بقوله: السابق، النص نقل بعد مندور محمد يعقب ثم تماثيله. صناعة في

طبيعية، لتلوح حتى الخفاء، حد إلى محكمة الصنعة تكون أن وهو غيره، نعرف ال واحد مقياس الكتابة

وهذا معنى السهل الممتنع". [في األدب والنقد، ص24].

أن غير نا، مرا اكتسب كاتب كل على يلوح الكتابية المهنة في والتمكن الخفية الصنعة أن والحقيقة

يتلو وحدث صورة، تتلو صورة بل مؤلف، مع أنك تشعر ال تجعلك الفذ الكاتب يقدمها التي الصورة

«مدام رواية وال «األيام» كتاب الشباب زمن في أنسى وال تراه! مما أبعد هو بما يشغلك أن دون آخر

في «بيت و الشمال»، إلى الهجرة «موسم ورواية «الحزام»، ورواية طانيوس»، و«صخرة بوفاري»،

في وتدمجنا بنا يحيط عما تلهينا أن النصوص تلك استطاعت وكيف والبحر»، و«الشيخ المرتفعات»،

أحداثها؛ فنسير معها بال تكلف، وال إحساس بصنعة.. إنه الفن العميق والذات المتميزة.

وينتقد غيرك!". نغمات من أخلها نفسك عن ال غاف يا فطرتك، قرار في التي النغمة "أخرج إقبال: يقول

السنين مئات في غيرك ابتدعها واستعارات صور من طا خلي إال قدمته ما "ليس فيقول: شاعرا جبرا

فرحت والقراءة، السمع طريق عن بمعرفة واكتفيت أنت- -عينيك بعينيك األشياء تر لم فأنت الماضية،

وخبرتك حسك من أنت.. صوتك إسماعي عن ندر- فيما -إال وعجزت سبقوك، من ألقوال أصداء تردد

وألمك، فأعملت الذاكرة ولم تعمل القريحة". [الحرية والطوفان، ص136].

ذهنه في ويومض بخاطره يعبر الذي النور ذلك ويراقب يتعلم، أن المرء "على إمرسون: والدو ويقول

سمائه؛ بروق عن يعرض اإلنسان ولكن والحكماء، الشعراء سماوات لبروق تتبعه من أكثر داخله، من

أذهاننا، في ولدت ألنها بعيدا؛ صددناها أفكار على نتعرف عبقري عمل كل ففي فكرته. وهي له ألنها

بتصرف]. ص27 إمرسون، [مقاالت االغتراب". بجالل محفوفة اآلخرين ألسنة على لنا تعود ولكنها

ثم الطفل، خياالت في الجبارة وانطالقته الفرد عند شبابه شبابه، في الجمعي العقل عبقرية تالحظ وهنا

كل ويستعملون المجتمع، وسياق رغبة تحت المتزمتون المحافظون العقالء ويقتله ويضمر ينحني تراه

هذا العادة. بخناق عبقريته ويخنق البالدة، بالد ليستوطن خياله، جماح وكبح الطفل، عقل لقمع وسيلة

وأدخلوه بالجنون، والداه حتى اتهمه ولو شخصيته، إنتاج وعلى طريقه على صمد (كويللو) كوهيللو باولو

اسمعه مرات. ثالث فسجنته والعصيان، لها بالمخالفة الحكومة واتهمته مرات، ثالث العقلية المصحة

هو الذاتية ألسطورتك اكتشافك "إن الداخلي: للنداء واالستجابة الذات على الحفاظ ضرورة عن يقول

شوال ،1 عدد الدوحة، [مجلة داخلك". في الساكن بالعمق تقتنع بقضاياك تقتنع فحين لسعادتك، اكتشافك

2007م، ص48]. 1428هـ ،11/

صغرنا الذين نحن تماما! مثلنا ليكونوا -أطفالنا- األطفال خيال نكبح أن -وأنت- حريص أنا وكم

والعقل الكبير، الهدوء بهذا ومجتمعنا أسرنا سعدت ولكم مهدها. في النبوغ خواطر وقتلنا خياالتنا،

وانتصرت صورنا، في وأعدناهم غلبونا، وألنهم فنتالءم، نتشابه ألننا سعدوا الجم! واألدب الرزين،

نبحث أطفالنا، مع نصنع وهكذا فيهم! أنفسنا إنتاج بإعادة ففرحنا السائد، الخيال ورضخ والتقاليد العادات

القوة من تبلغ أن ألبدانهم نسمح أن الصحيحة الممارسة إن وأبدانهم. عقولهم ركود على يساعد عما لهم

بل لهم، ونسمح ويزيد، رغباتهم يلبي ما الخيال من لهم ونترك له، يصبون ما فوق بل يريدونه، شأو كل

من يتخلصون عندما نتخيل، ما فوق بذلك وسيصنعون تفكيرنا، فوق شيء كل في يفكروا أن على نحثهم

يا وأنتجت بعض عباقرة العصر. تقليدنا ذلك الذى حاوله جون ديوي في مدارسه ونجح جزئ

من بدت التي والطائرة الستين، يتجاوز مقعدي صف ورقم طابقين من لطائرة األخيرة المقاعد في كنت

فكيف أقلعت وإن والبضائع، بالناس امتألت وقد أبدا تطير أال أخاف كنت نهاية، بال جدا عظيمة آخرها

الماليين وأوصلت طارت ولكنها تزيد؟ أو ساعات عشر مدى على الثقل هذا الصغيرة األجنحة هذه تتحمل

منهم كل وينصح تقول وهي الشابة األمم في الراسخة الحكمة تلك تدرك وهنا بعد، ومن قبل من الناس من

مفتاح "الصبر كلمة: ألسنتنا على دارجة هي مما أكثر ألسنتهم على دارجة إنها المختلف". "اصنع اآلخر:

الفرج". وهل الفرج الموت؟ عند الشعوب التي يقتلها االقتداء بالمعتاد، وتحارب الجديد المختلف ربما.

اذهب ذلك من ال بد الطريق، يقود حيث تسر "ال إمرسون: رالف كتبها التي الطريفة الحكم من وكان

قا لمن بعدك". كأنه قد قرأ قول قومنا الذى نكرره هنا: حيث لم يسر المشاة من قبل، وافتح طري

ثر أل هذا ا ر و قولون: م ه *** ي بعد تو أ ال إن وكن رج

في أليدوا اإلسكيمو لمطاردة هاجرت ولو التميز. اصنع تأييدا: لك قالوا جديد بشكل مكتبك رتبت فلو

المختلف، في قا سبا لكنت الجنوبي القطب في الفقمة بطائر للعناية ذهبت ولو االختالف. صناعة سلوكك

كومبيوتر برنامج في مشكلة حل على عكفت وإن الفقمة. لطائر العائلية العالقات درست ألنك ممدوحا

ومكتبي محلي عمل المبدعة األمم عن اإلبداع أكثر أن غير االختالف. يصنع مجتمع مع قا متس لكنت

حيث هي- ترى -كما جدا والعاقلة الهادئة والجمود الركود مجتمعات في فقط وناجح جديد وبيتي،

النحويين تر -ألم المقدس الدين ضد كان وإن مقدس فالقديم جديد، كل القديم ويغتال القاتلة، العادة تسود

أيده. أو المعتاد وافق إن إال محارب منبوذ والجديد األعراب؟!- بمرويات القرآن لقواعد يستشهدون

وعجبت من تهمة يرددها من تراهم عقالء ينبزون شخصا فيقولون: "عقالني"! يقول لهم شوقي:

ال" قلي قول "ورأيت شجعان الع

موضوعا يتناولون عندما فإنهم المتوفز، العقل وهدم العبقرية الغتيال الهدوء بالد في الجامعات وتقام

على أحسن؟ أيهما إم" بي و"آي "آبل" الكومبيوتر جهازي بين ويرجحون يوازنون تراهم عارضا يا علم

العباسي العصر في شيخان وكأنهما منهما، شخصية تجربة دون العارفين من والسماع الرواية طريقة

فقط عليك وأنت زمانها ومات تمت فالعبقرية نقاش، ال إذ ومالك؛ حنيفة أبي بين يقارنان الثالث أو الثاني

في الجدد المخترعون بينما قديمين، إمامين أقوال بين تقارن كما وتقارن فقط وتحفظها وتعرفها، تراها أن

شتان شتان الموجود. من أحسن هو ما وبناء والهدم، والتطوير بالتنسيق مشغولون إم" بي و"آي "آبل"

االمتحان وسيكون للحفظ هكذا هي للطالب: وتقول فقط، تحفظ إحداهما ومنهجيتين؛ للنظر طريقين بين

فيما حفظت، وليس فيما فهمت.

المبدع والتفكير جائزة، العبقرية ويجعل يولد، والسياسي الفقهي العقل يجعل زمن يأتي أن بد ال ولكن

الصحيح الفهم على يدل ما وهاكم المسألة، هذه في األربعة أخطأ لقد يقول لمن نستمع ثم مباحا، ال حال

بلغة راسخة وفقه مكين.

وتكوينهم عقولهم طبيعة من أمريكا في واإلسالمي الثقافي العمل أصدقاء مع طويلة معاناة لي كانت وقد

كلها العلوم جعل من مشكلتهم هل متأكدا الحقيقة في ولست اإلنسانيات، تدرس التي العقول عن المختلف

في الجامعة في يقفون بل والمعقول، المفهوم إلى المروي من يخرجون ال ثم فقط، دراية دون رواية علوم

كما حاسمة صارمة رواية إما الدين من ويريدون المعملية، والرقمية الهندسية والعلميات الرياضيات جو

ومرونة اجتماعية معايشة ميادين على يقوم ال يا تقليد يا وروح يا مرو يا روح يا ذوق ال عم وإما المعمل، في

وإنتاجه. عمله مهمات من والتربوي واالجتماعي السياسي يراه ما لعموم وتقدير وسياسية، اجتماعية

التي المرويات وليس الرياضيات، ليس وممارساته فهمه في الدين بأن معرفتهم عدم في الصعوبة وكانت

والدعوي والسياسي االجتماعي ومن بالواقع والمعارض المروي من شيء هناك بل العالم، لهذا بها جاءوا

تابعتهم وإن باالنسالخ، متهما أصبحت األفكار هذه طرحت لو ولكنك ومراعاته، وعيه يجب والمستقبلي

تعاني استثناء تكون سوف بل ومجتمع، ودين ومعرفة علم مع منسجما تكن ولم تريد، ما تبلغ لم وجاملتهم

منعزل وغريب متوتر، منتج إلى معهم ستصل بل يا، سو يا إسالم وال يا بشر عمال تقيم وال صعيد كل على

ومنزو، وعاجز عن التفاعل واإلنتاج.

ابن عند لماحة إشارات وجدت ثم رفيع، بذوق لهذا يلمح الغزالي لإلمام كالما قرأت كنت وقد

في باسكال لبليز كالما أقرأ كنت يوما ثم المستقيم»، الصراط «اقتضاء أو «االستقامة» في لعلها تيمية

الرياضي العقل بين ما فيه يفرق ورائعا قا ذائ كالما يقول تأمالته من مواضع في فوجدته «خواطره»،

واعتادوا الغليظة، الجلية الهندسة مبادئ ألفوا "وقد العمليين: المهندسين عن قوله وتأمل الديني، والعقل

تواتي ال التي اللطيفة المسائل في يتيهون فهم مبادئهم، معالجة وفي النظر في يمعنوا لم ما يستدلوا أال

قد ما أقصد ولست وفسر. القول من مرة وخفف وعاد ذهب وقد ص8]. [خواطر، المعالجة". تلك لمثل

تنفيذية، بشرية ال أعما قصدت بل هذا، من با قري كان ما وال غيرها أو ذوقية قصة من بعضهم فيه يفكر

وبين الجانبين أو الثقافتين بين تفرق أن هناك الناجحة الكبيرة المؤسسات من وكثير الشركات استطاعت

عدم ولكن مواقفها، مختلف على واألقليات المؤسسات بعض وكذا مشكالتها، وتحل التخصصين أهل

مذهب أو واحدة مدرسة برؤية األمور نعالج يجعلنا كان والدنيا الدين في التوجهات هذه بأنواع اعترافنا

محدد.

يكاد إذ التجارب؛ وعن العالم عن مقطوعين متقارب، أو واحد سن في الشباب من مجتمع إدارة إن ثم

غير من ال تفاع يحتاج مجتمعا وال المراهقة، سن في ال أطفا يرى وال أجداده، وال والديه يرى أال أحدهم

وجده همته أن كما نفسه، على بنفسه يقضي قا ضي محدودا وأفقهم وقطعياتهم ميولهم فتكون وتجربته سنه

وال المتقاعد وال المدير وال القائد مهمة يفهم ال ميدان في جندي لعقل أقرب تجعله ووضوحه وصرامته

هذا على وزد مجاله. غير عن المعرفة عن ويصده الوعي من يمنعه معرفي بغرور ازدحام مع الطفل،

حاالت عندهم تنهي للتخصصات عابرة أو وسيطة مواد يأخذون وال يدركونه، ال الذي التخصص مرض

الفصام الكبير بين العلم الحقيقي والمتوهم.

إذ بها، يعترفون عديدة فنون في مهارتهم ونضوج تقاعدهم بعد أو قبيل العلماء كبار نجد مرحلة وتلك

ال ينبغ ويرتاح في بحبوحة الوعي من لم يشبع من آراء وتجارب واسعة المدى وخبرة متنوعة.

من بالضرورة وتأثيرهم علمهم كثير يأت لم الكبار والعلماء المفكرين من كثيرا أن الحظت وقد

بها اهتموا واألفكار الكتب أو المؤلفين من ال قلي عددا عندهم تجد ولكنك والمعرفة، للقراءة األفقي االنفتاح

وشروحات توسيعات لهم كانت ومنها عندهم، ورسخت وامتدحوها ونقدوها عليها لقوا وع كبيرا، اهتماما

ابن مثل الكبار الفالسفة عند خاصة هذا رأيت وقد مجالهم. في ثروا وأ أثروا بها مخالفات أو وتطبيقات

«بعد ريكور بول مذكرات 2009م عام قرأت ولما شتراوس. وليو هيدجر ومارتن بوبر وكارل رشد

الخاصة، طرقهم استبانة قبل أفذاذ وملخصون شراح الفالسفة فكبار الظاهرة، هذه الحظت تأمل» طول

جوهر هي والتعليقات والنقد الشروح كانت بل كبير، سالك بجوار أو مع الخاصة طرقهم تكون وقد

وليس اهتمامهم، الكتب من نوعية يعطون أيضا وهم لديهم. التحدي ومصدر نبوغهم، ومنبع فكرهم،

الضياع المثقف وتجنب والقدرة، الكفاءة من ترفع الطريقة وهذه ومطبوع. متوفر هو ما كل باتجاه توسعا

من عانينا وقد رؤيته، له تؤسس مفهومة قوية نصوص بال النهاية في منها يخرج التي الكتب ركام في

نكتبه وما للمهم، تكرار وقلة بالنوعية عناية قلة مع توسع فهناك الكتاب، هذا في سترى كما ال طوي هذا

المنقولة، التجربة لهذه أساس هو نفعله لم أننا نحب وما فعلناه أننا نحب مما وقرائنا ألنفسنا دروس من

عالم في المغامرة من وكثير بالمالحظة. والتنوير والمتعة التدريب منها القصد لغيرنا كثيرة ونصوص

ومنافعها آالمها لها أخرى، متعة الضياع بعد العتمة في الطريق تلمس ثم فيه، الضياع في متعته المعرفة

مثلها مثل دروب الحياة األخرى.

السيطرة على المتمردةله فقال األحد يوم الكنيسة موعظة عن الوجهاء أحد تأخر وقد الخير، ألبواب مفتاح القوية الذاكرة

سنوات، تسع عمره وكان فختة، اسمه بطفل فجاءوا بدقة، سمع ما يستذكر غالما هنا إن الحاضرون:

وأنفق الحافظة، الطفل بهذا الرجل فأعجب الكنيسة، في الواعظ من سمعه ما الغني الوجيه على وألقى

ولهذا الفلسفية. العقول أنجب من واحد لصناعة با با وكان التاجر، هذا توفي حتى سنين عدة تعليمه على

فرد الحجر"، في كالنقش الصغر في "التعلم يقول: أحدهم األحنف سمع وقد البناء، أساس الصبا فذاكرة

با". ال وأشغل قل األحنف: "الكبير أكبر عق

وغاياتها الموضوعات رموز تبقى الذي الوقت وفي الفهم، زمن من أقصر لفترة الحفظ زمن يمتد

وتبقى الكثير، عند الحفظ محل الفهم ويحل والحفظ، الحافظ عن بعيدا وتغيب النصوص تذهب ومراداتها،

فما األربعين سن في الذاكرة تدهور عن فكالمهم الناس غالب أما وقوته. الحفظ إمكانات منهم قليل عند

بعد، قول مجرب مكرر. وهلل في ذلك حكمة هو أعلم بها.

تغيب ما كثيرا الصغيرة والمحفوظات بالتفصيالت المشغول اإلنسان أن هنا ذكره نحاول مما ولعل

صغائر وليس الوجود، كليات يدرك لمن يحتاج أستاذها ونظوج وسالمها الحياة هدف فكأن الغايات. عنه

األحداث وإن كانت جيدة؛ ألن هذه االهتمامات شغلت عقوال شابة صغيرة متفتحة وثابة.

لألحقاد قاتل سالح والنسيان والحكمة، والراحة للهدوء يحتاج اإلنسان أن وهي أخرى، حكمة ثم

هو ما تنسى"، كيف وتعلم تذكر، كيف "فتعلم وقولهم: حياته. في وتوتره اإلنسان ترهق التي والصغائر

يحفظ أن يقدر لمن فطوبى والنضوج، والذكرى النسيان سن هللا ولكن با، غال تثمر ال وطموحات أمان إال

ما يريد، وينسى ما يريد، ونادر ما هم أو ليسوا هناك!

األذكياء من وكثير الذاكرة، مشيب ومغالبة زمنه، في منه واالستكثار بالحفظ دائما العقالء ويوصي

من فمنهم مهم جهد هرمها فمكافحة يصنعون، ما ونعم الذاكرة، شباب واستعادة تنمية على يحرصون

فليقبلوا يقدروا ولم يستطيعون ال الذين ولكن عديدة. نماذج ولهذا حياته، أيام آخر إلى الحفظ على يحرص

أن ال تكون توفرت لهم هذه المواهب، وليعملوا بما يطيقون.

ما منها ويستخرج يشاء، ساعة يشاء ما فيها يدخل ذاكرته، على سيطرة له من نادر، له نقول من أندر

بيت للذاكرة فقفز بن.. قاسم اسم يذكر ابني أسمع 1423ه) رمضان 5) الليلة رأيتني وقد يريد. ساعة يشاء

أنني أذكر وال عاما، وعشرين خمسة من أكثر قبل الحفظي األستاذ من الدراسي الفصل في سمعته شعر

رأيته أو قرأته في غير تلك المناسبة، وهو يمتدح محمد بن القاسم الثقفي:

مد مــد بن الــقاسم بن مح ندى *** لمــح وال ة سمـــــاحــ وال ة المــروء ن إ

ة *** يا قرب ذلك سؤددا من مولد ج ة ح لسبع عشر يوش ساس الج

ذكر القاسم، بن محمد عن حسن، زكي لمحمد با كتا قرأت ربما أنني تذكرت المعلومة هذه تقرير وبعد

فيه أساطير اشمأزت نفسي منها؛ ألن فيها قدحا في القدوة، وفيها ذكر أنه أنشد البيت الشهير قبل قتله:

ثغر وســـــداد هـــــة كـــــري يـــــوم ل أضاعوا *** فتى ي ني، وأ أضاعو

فتعين يدرسونها روابط هناك أن غير أشرت، كما الذاكرة تقوية وسائل عن كثيرون علماء تحدث وقد

أن أظن فما حاولوا الذين أحد وكنت أمريكا، في رابحة وتجارته اليوم، يدرس علم شبه وهي ذلك، على

ذلك أجداني قطميرا.

للناس، النصائح بكتابة نحن فلنقم الناس، من العقالء لنصائح االستجابة نستطع لم أننا وبحكم

الالمعقول يحبون فالناس يقبل، من ستجد نعم يقبلون؟ تراهم وهل ويلخصون، ويكتبون يقرؤون وكيف

وكتب والالمعقول»، «المعقول محمود نجيب زكي كتب ولهذا المعقول. من أكثر دوما له ويستجيبون

هللا رحمه زكي وعاش هو. معقوله في اإلغراق لنا فأراد زكي منه وسخط الالمعقول، من كثيرا الغزالي

في معظمها على أصر ثم الميتافيزيقا»، «خرافة في يوم ذات لنا كتبها التي الكبيرة الخدعة أدرك حتى

ونقده العقاد عرض وفي فيها قرأت وقد المنطقية»، «الوضعية موضوع وفي الميتافيزيقا». وراء «ما

برتراند إعجاب: أيما به أعجب الذي شيخه من كبير بتأثير ربما ورقيه زكي أسلوب إشراقة مع لها.

عندي إنه العربية؟ ثقافتنا في أيضا زكي على ذلك يصدق أولم األدباء. وفيلسوف الفالسفة أديب راسل،

لألمير مسامراته في حيان أبا فليسامر شك راوده ومن جدارة. عن حيان أبو قبل من استحق كما يستحق

حامض! وتقول تعرض قد أنك أشك و «مقابساته»، في فقابسه مقتنعا تكن لم وإذا والمؤانسة»، «اإلمتاع

أيضا أمين أحمد بتحقيق عليها عثرت وقد مسكويه، مع له والشوامل» «الهوامل ألجد له سعيت إني ثم

وجود مع سابقتيها، عن محتوى تواضعت فقد «المقابسات». طبقة من وال ممتعة، وجدتها فما كاإلمتاع

كما عنها النكتة وغابت الوزيرين». «مثالب عن وبردت قطفها. قبل تا وق قاطع ولكنك عجيبة، إشراقات

في «البصائر والذخائر». والتي اعتنى بها الكيالني كما اعتنى ببعض السابق، فأجاد التحقيق واإلخراج.

أرى مثلي تكن وال تقرأ، لما ملخصات بعض تكتب أن عليك أن هنا النصح في القول من ومرادي

قد أنا فإذا أتصفحه ثم الكتاب، هذا أقرأ ليتني أقول أو زمن. منذ عندي أنه وأتبين بصعوبة، فأشتريه الكتاب

الكتاب الحمد وهلل أنس فلم الصفحات. أرقام كتبت أو المهمة، الكلمات على وخططت عليه وعلقت قرأته

والمفكرين العلماء كبار أن وهي محالة، ال تؤنسك أنت نعمة وهناك والعناوين. واألسماء األفكار بل فقط،

فال كانت؛ أنى عقدتك بمثل ومعقدا ها شبي منهم واجد وأنك تفاوت. على بعضه أو بدائك مصابون والكتاب

تبتئس بما يدعون أو يزعمون من كمال العقل والفكرة والذاكرة.

دموع على السطور

فعل كما ومعارفهم بخيالهم ترقى ال أعما للناس نترك أن ونتمنى روائع، وتركوا ماتوا با كتا نحسد لكم

وضعف الخيال، فقر وعن الحمقى، سفاهة عن ونزهوها أكبر، قيمة للكلمة جعلوا الذين كهؤالء كثيرون،

بعض مطالعة وعند الرفيع. الجهد قيمة ونعرف نا أحيا لنقارن الرقيع للعمل نحتاج قد ولربما الفكرة.

القلب ودموع دم من عليها سكب ربما صاغها من أن أعلم ألنني تلمني؛ فال عيناي، تغرورق النصوص

أللكس «الجذور» رواية يقرأ وهو مرات عدة بكى أنه إدريس جعفر كالشيخ قارئ حدثني عندما أكثر!

أعرف ألنني أستغرب؛ لم لمنديال، الحرية» نحو طويل «سير قصة يقرأ وهو سلطان جمال أو هيلي،

«عبقرية كتاب منها أذكر ما أهم كثيرة، كتب وفي عديدة مواقف عند أيضا، بعيني عصفت نصوصا أن

هكذا، يشجي الناس كالم هذا قلت: الرمادة. عام في الطعام تقسيم طريقة عن تحدث عندما للعقاد، عمر»

فكيف بما هو أعلى منه وأوقع!

الستار يسدلون إنهم وعزة، مهابة الصلف ويرون شجاعة، والقساوة رجولة، الجالفة يرون من مساكين

المآسي؟ هذه كل يصنعون كيف لهم ما مشاعره. على ويضغطون الكبيرة، حياته ويكتمون اإلنسان، على

يسقي رأيته ولربما لروحك، يا ساق نهرا يسير أن العاطفة لفيض واسمح فاصدقها، مشاعر جاءتك إن

وال دائما، العاطفة ريح تصد وال محتاج، وجه في توصدها وال الرحمة، باب في تقف ال غيرك، جفاف

تجعلها تقودك.

وداعا أيها األصدقاء "الكتب"!

أخيرة؟ وداع لمصافحة ال أو يده د سيم أينا أدري: وال مفترق، على الصديقة أيتها وأنت أنا سنقف ما: يوما

وهل خيرنا من يبدأ بالسالم حينها؟

جاذبيتها تالشت العمر طال فإن سهلة، وداعها لحظات أن أتوقع وال الكتب، ستودعني متى أعلم ال إنني

ضعفه من اإلنسان تدرج في ورحمة حكمة وهلل ضجيج. بال تغيب حتى إغراء أقل تصبح ثم ئا، فشي ئا شي

رسائل له وترسل يستفزه، ال بهدوء أخرى تلو واحدة المراحل في فيدخل وشيبته، لضعفه قوته من ثم لقوته،

غير الحقيقة بتلك يعرض ممن ونبتعد نأنف قد بل بذلك، نشعر وكلنا يكرهها. أنه غير الوعي، تستحق

المرغوبة، وهي قادمة ال محالة إن لم نذهب نحن!

يدفعونني أصدقائي رأيت قريبة فترة منذ ال، فاص طا خ "الكتب" أصدقائي وبين بيني وضعت فقد أنا أما

الكتب من عرفت فقد أشهده، حتى عمرت إن الكتب، وداع زمن على كبير بحزن أتهيأ ال جعلني مما إليه،

مرات، الشكوك وجحيم القلق نار أدخلتني لقد اليقين، وبرد الهداية دروب على دلتني كما والغرارة، الخداع

أريد به، أقابلها أن أحب لما مرتاحا الزمان يوصلني أن أتمني واآلن أخرى. مرات سالمي و بردي وكانت

لعقول سببته ولما لي، سببته لما منها، انتقاما ال العقل، محكمة في عليها يا وقاض ضدها يا مدع أكون أن

تصرعه لم بها عقل صريع من رأيت وكم بندقية، وال سيف يقتله لم لها قتيل من رأيت فكم العباد، وسلوك

خمر!

بأقوال احتميت فطالما سبق، فيما سياقي من تعودته لما قولي، على وتقدمه اآلخرين قول تحب وأراك

وأمهاتها، آباؤها هم كتبتها، بفكرة الزناد قدحوا هم أو أسطرهم، بين رأيي واختفى القرون، عبر القوالين

يعلم وحده فاهلل منتهاها، خطوات هذه أن أزعم أن يليق وال منها. مرحلة لك وسطرت مبدأها، أعلم وال

فخ في يقع وال عمله، إنسان يحقر فال بها، تفوهوا ولكلمات لسطورهم، الناس كتابة وغاية الكالم، أثر جالل

ويحقر والظلمات، الجهل ينشر أو القادمات، القرون فينير يقول الذي هو فالمدرس المدرسين؛ جل أفكار

ال، أو ألن الشركاء كثيرون في المهنة. جهده دائما ألنه اعتاده له ما

عاما عشر خمسة وسجنوه موته، بعد عرفوه التفكير رواد من ورائد للكتب، عاشق قول على وأوقفك

أخر، كتب صواب يرى كما ال، قات قا ماح الكتب بعض خطر يرى وألنه الكتب، بسبب السجن في مات حتى

يقول العمر، رحلة نهاية وفي األوروبية، الوسطى العصور في وقرائها األوروبية الكتب على حكمه فقدم

ليس عددا تقود المؤلفات سلطة فإن كذلك يوثقها، الذي الزمام تتبع وحدها البهائم "إن بيكون: روجر

ليس هللا هونكه، [زيجريد الحيوانية". تصديقكم بسرعة لها منقادين المكبلون، أسراها فأنتم منكم، باليسير

كذلك، ص86].

فرجينيا عن ينقل إذ [ص20]، ولماذا» تقرأ «كيف كتاب في بلوم هارولد ذكره بما القول هذا وأنهي

في نصيحة يقبل أال آلخر يعطيها أن لشخص يمكن التي الواقع في الوحيدة "نصيحتي قولها: وولف

الموضوع. هذا من با قري با أوكتا ال مقا وكتبت النصائح، في كبيرا جهدا استنفدت ذلك بعد ولكنها القراءة".

يقوله؛ ما عال مثقف لكل أن والحقيقة االسم. بذلك سماه نقدي كتاب بداية في القصة هذه ذكر والمؤلف

حتى العتمة، في ال- قلي لو -و سيضيء صغير نور مصباح أنها وتفترض الضالل، تحب ال التجربة ألن

في الكتب ظاهرة كان كبيرا با كتا إدلر مورتمر كتب وقد مكان. من أكثر في منثورة مكرورة كانت وإن

«دائرة تحرير في زميله معه وشارك التالية الطبعات في به ألحق ثم با؟»، كتا تقرأ «كيف أسماه زمانه

علي تمنى كما لي، العنوان هذا أن وددت وكم القراءة»، «متعة كتاب مؤلف دورين البريطانية» المعارف

الطنطاوي عنوان «صيد الخاطر»!

كبير وفيلسوف كاتب وهو لقارئ، الطريف النص هذا أجد الكتاب- هذا مسودات أختم -وأنا واآلن

ولكنه نا، أحيا المرء يغالب جدية أكثر لشيء التطلع أن صحيح وسكينة، هدوء فيها والكتب القراءة :"حياة

للجنون. يؤدي الذي القاتل بسمها المريرة الحسرة وتلك والعذاب، والخوف بالندم الشعور من يا خال يكون

التي هي منها منسوخة وصورة سالم، في الداخلية روحي فيه تعيش يا فكر ديرا أبني فإني لي بالنسبة أما

السيرة [رسل، الفكر". أطياف بين وأهيم أجلس حيث األقداس قدس هناك الخارجي. العالم مع تتعامل

الذاتية، ص263].

وشعورا وغنى حبورا الجسم، على آثارها تتدفق للروح، ومنتجع وعبادة وملهاة متعة فالقراءة

ألننا ذلك كثيرا؛ ويسرها مرة بها يصرح كبرى خسائر لصاحبها تحمل القراءة أن مع العظيم، بالمكسب

ويخفي ومكاسبه، أمجاده يسجل أن فيه المرء يحب زمن بعد وبخاصة خيباتنا، عن نتحدث أن نحب ال

طريق ال ألنه أراده؛ مما الكثير بتحقيق والتظاهر التجمل لباس من أجمل لباس من لإلنسان وهل خسائره.

لما لم يمكننا صنعه.؟!

التعامل وطرق الكتب، متعة بعض أشركناه أننا إال القارئ زدنا وما نقلها، الصعب من الكتب حكمة إن

مرعبة الطريق، جوانب على الفطن القارئ على أفواهها تفغر التي تلك األسئلة، بعض عن وأجبنا معها،

عود والمعرفة سالكا. قا طري رآه فيما فيسقط قدميه، تحت الفخاخ بتلك فيعثر عنها، عينيه يغمض مخيفة

كثيرا، قبل من فعلت وقد استطعت إن أنقصه أن بل ئا، شي فيه أزيد أال -ملتزما الكتاب دفعت أن فبعد وبدء

حينما القول من التكثر وحب الكتابة، زمن وطول الشجاعة، غياب ولكن أكثر، للقص يحتاج كان وربما

حكماء ألحد قديم مختارت كتاب الرف على لمحت االختصار من تمنع الكالم شهوة مواجهة نستطيع ال

أعماله من المختارات تلك مع ممتعا تا وق سنين قبل قضيت قد وكنت يسبرز، كارل إنه الحديث، العصر

314-313 األخيرة: الكتاب صفحات في انتباهي ولفت مختارة" مقاالت والعالم، "الفلسفة ومذكراته

بر تع غامضة، مزاجية حالة يستحضر وكان شاخ، وقد الثقافي وللعمل للعالم وداعه يتوقع حين مالحظته

ولكن العمل، ويغادر الطريق، من يخرج هو فها الصحف، ويجفف األقالم يرفع وهو الكاتب مشاعر عن

يشعر المفكر يشيخ وحين البدايات، في أنه يشعر يغادر وهو أنه غير ملحة، لألفكار والحاجة قائم، العمل

ليستلم األمور، ويترك با جان يتنحى أن له بد ال وإنما بدأه، لما إنجازا أو إتماما وأقل ال اكتما أقل بأنه

الشيء ذلك نقل لم بأننا إحساس يعترينا نشيخ حين إننا : "كنت" عن نقل كما أو مبتدئون، أغرار أزمتها

االلتفات إن بنا، المحيطة األجواء في مالمحه تلوح الذي الحاسم واالختراق الفتح نحقق ولم الجوهري،

على حكرا ليس والعقول المعارف تنامي وإن القادمة، لألعمال التخطيط في بداية نقطة للماضي الفلسفي

أمامنا تفتح الماضية وخبراتنا عقولنا تجارب بأن نشعر الشيخوخة في أننا والمفارقة البيولوجية، الحياة

القدم من البشر عليه اختصم رأي ما، نوع من بداية هو نهاية نتخيله ما وكأن جديدة. مستقبلية وآفاق عوالم

ل سج ال ي ط ك سماء ال نطوي يوم " جديد: عالم ليبدأ عالمنا فنطوي المكرور الناس ومستقبل عصرنا إلى

104 لين " األنبياء فاع نا نا ك إ نا لي ه وعدا ع نعيد ول خلق أ نا بدأ تب كما للك

عزيزي الكتاب

فلو وكافر، مؤمن منه لقال: الفقيه سألت لو عليك؟ أسلم فهل أنت أما وأنصفك، أحبك من على سالم

في الهدى ولكن آخر: قال أمري حزمت ولما أحسنت، فقلت: أصبت؟ أكنت الهدى كتب على سالما قلت

ت، ورب صمت أبلغ من بيان! يرني وصم الكتب مختلف عليه دائما؛ فح

المشاعر، ببرود فشعرت منك اقتربت ثم محب، معجب موله حنين إليك حننت مرة آخر فارقتك منذ

فا ألو إال عهدته وما قبل، من قلبي من الجفاء بهذا شعرت قد كنت وما اإلحساس، وتبلد العواطف، وخمود

لك ألفة المتنبي:

يا باك قلب فارقت شيبي موجع ال ل لو رجعت إلى الصبا *** فا لقت ألو خ

فكيف أتصور فراقك؟ ما كنت أفكر بهذا من قبل أبدا.. فما الذي حدث؟ وقد:

تفصيال! أترك ال ل غاب عني، و ي من كل خ لى عل أغ كنت

والوداع من مدينة الغد للبردوني:

تضيع يعت فيها العمر، كي ال ض ضائعات المدى الحروف ال هذه

عذاب : مـــآســـيهــــــــا لـــــــى عـــ هـــــا، ـــــ إن قـــــارئـــــــــي يـــــا إلــيــــكــمـــــا

بديع

ذاكرة لقارئ آخر

من هم أولئك الذين يكتبون دون أن يقرؤوا؟ إنني ال أعرفهم!

لحظة الذاكرة في الواعية- وغير -الواعية االقتباسات مئات تزاحمها ولم كتبت التي النصوص هي ما

الكتابة؟

بإمكاني أن أعتقد ال العلمية؟ األبحاث في كما المراجع من طويلة بقائمة الكتاب هذا أختتم أن ي عل وهل

عن أحالمنا بقايا إنها مرجعا، ليست والذاكرة مذكراتهم، إال تكون أن يمكن ال القراء فمذكرات ذلك؛ فعل

الكتب التي مرت بنا، واقتحمت نصوصنا -دون استئذان- في لحظة الكتابة.

هذه قائمة بأسماء وعناوين مرت، فينا من بقاياها ما يصلح ألن تصبح ذاكرة جديدة لقارئ آخر*:

1997م. - إحكام األحكام، ابن دقيق العيد، تحقيق: أحمد شاكر، مكتبة السنة، القاهرة، ط1،

بيروت، والنشر، للدراسات العربية المؤسسة عادل، أحمد ترجمة: ساليزبرجر، سيروس العمالقة، آخر -

1973م. ط1،

1996م. - اإلخوان وأنا، فؤاد عالم، المكتب المصري الحديث، القاهرة،

1998م. - أدب الطلب، الشوكاني، تحقيق: عبد هللا السريحي، دار ابن حزم، ط1،

2011م. - األدب في خطر، تزفيتان تودوروف، ترجمة: منذر عياشي، نينوى، دمشق، ط1،

James, William, The Will to Believe, 1956م. نيويورك، دوفر، جيمس، ويليم اإليمان، إرادة -

Dover Publication, New York, 1956

بيروت، للترجمة، العربية المنظمة عاصي، يوسف ترجمة: هازار، بول األوروبي، الوعي أزمة -

2009م.

2008م. - إسبينوزا واإلسبينوزية، بيار فرنسوا مورو، ترجمة: جورج كتورة، الكتاب الجديد، بيروت

سعود بن محمد اإلمام جامعة والنشر الثقافة إدارة سالم، رشاد محمد تحقيق: تيمية، ابن االستقامة، -

1991م. اإلسالمية، الرياض، ط1،

دار دنيا، سليمان تحقيق: سينا، بن علي أبو الطوسي)، الدين نصير شرح (مع والتنبيهات اإلشارات -

المعارف بمصر، [د.ت].

1991م. - أضواء جديدة على المرابطين، عصمت عبد اللطيف دندش، دار الغرب اإلسالمي، بيروت،

- إعجاز القرآن، الباقالني، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار المعارف بمصر، [د.ت].

عام إلى 1960م عام من قرن، ربع مدى على جمعها نصوص وهي سيلدس، جورج العظيمة، األفكار -

عمره. من والتسعين الرابعة في وهو منه وانتهى قال، كما با دائ يا يوم ال عم جمعها في عمل 1984م،

500 نحو يقع والكتاب األفكار. بحسب فا كشا لها وكتب القائلين، أسماء بحسب مرتبة نصوصه جمع وقد

The Great Thoughts, Compiled by: George Seldes, Ballantine Books, new:صفحة

.york, 1985

2009م. - ألوان أخرى، أورهان باموك، ترجمة: سحر توفيق، دار الشروق، القاهرة، ط1،

للشيرازي، الفقه أصول في التبصرة لكتاب المقدمة وهي األصولية، وآراؤه حياته الشيرازي اإلمام -

1400ه-1980م. محمد حسين هيتو، دار الفكر، دمشق، ط1،

- اإلمتاع والمؤانسة، أبو حيان التوحيدي، تحقيق: أحمد أمين، دار مكتبة الحياة، [د.ت].

2003م. ط1، والتوزيع، للنشر سنابل شاهين، طلعت ترجمة: ماركيز، جارثيا جابريل لتحكي، تعيش أن -

للثقافة، األعلى المجلس عمارة، وإلهامي عمارة، قدري محمد ترجمة: راسل، برتراند السعادة، انتصار -

2002م. القاهرة،

2005م. - األنسنية والنقد الديموقراطي، إدوارد سعيد، ترجمة: فواز طرابلسي، دار اآلداب، بيروت،

2008م. - أنماط الفكر، ألفرد وايتهد، ترجمة: عبد المنعم المشايخي، دائرة الثقافة واإلعالم، الشارقة،

1998م. - اهتمامات عربية، أحمد بهاء الدين، مؤسسة روزاليوسف، ط1،

1989م. - أوراق، عبد هللا العروي، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء،

2005م. - أيام الصبا (مذكرات)، ج. م. كويتزي، ترجمة: خالد الجبيلي، دار ورد، دمشق،

للكتاب، المصرية الهيئة الثاني، كتاب األلف مستجير، أحمد ترجمة: بوبر، كارل أفضل، عالم عن ثا بح -

1996م.

1990م. 1410هـ، - بذور وجذور، زكي نجيب محمود، دار الشروق، القاهرة،

1979م. - بلدي، رسول حمزاتوف، ترجمة: عبد المعين الملوحي ويوسف حداد، دار الفارابي،

-1419 األزهرية، المكتبة الكوثري، زاهد محمد الشيباني، الحسن بن محمد سيرة في األماني بلوغ -

1999م.

Morgan, Edmund S., Frank- 2003م. ييل، جامعة مطابع مورجان، إدموند فرانكلين، بنجامين -

lin Benjamin, Yale Univesity Press, 2003

المعرفة لنشر المصرية الجمعية الجمل، أحمد ترجمة: [إسحاقسن]، إيزاكسون والتر فرانكلين، بنجامين -

2007م. والثقافة العالمية، القاهرة،

Burrow, John, A History of Histoies 2007م، بوكس، بنجوين بورو، جون التواريخ، تاريخ -

2001م. - تاريخ القراءة، ألبرتو مانغويل، ترجمة: سامي شمعون، دار الساقي، بيروت، ط1،

1996م. - تاريخ موجز للفكر العربي، حسين مؤنس، دار الرشاد، القاهرة،

1980م. - تأمالت في اللغة واللغو، محمد عزيز الحبابي، الدار العربية، ليبيا وتونس،

1973م. - تأويل مشكل القرآن، ابن قتيبة، تحقيق: السيد أحمد صقر، مكتبة دار التراث، القاهرة، ط2،

بيروت، العصرية، المكتبة طعيمي، هيثم وتقديم: تحقيق السيوطي، الدين جالل هللا، بنعمة التحدث -

2003م. 1423هـ،

1985م. 1405هـ الكويت، المعرفة، عالم جالل، شوقي ترجمة: برنتون، كرين الحديث، العقل تشكيل -

ومنها السابق، منها التاريخي، والتحليل الثقافي التاريخ عالم في مرموقة مكانة ذات كتب ثالثة ولبرنتون

الغربية، األخالق وتاريخ الثورة، عقد أما مترجمة، رأيتها الثالثة هذه الثورة. وتحليل ورجال، أفكار كتاب

ترجمت هل أعلم فال وغيرها عشر، التاسع القرن في البريطاني السياسي والفكر الغرب، في والحضارة

أم ال.

بيروت العربية، األبحاث مؤسسة يوسف، سعدي ترجمة: واثيونغو، نغوجي العقل، استعمار تصفية -

1987م. وبقية عنوان الكتاب باإلنجليزية: سياسات اللغة في األدب اإلفريقي.

الثقافي المركز عدوان، ممدوح ترجمة: كازانتزاكيس، نيكوس فكرية، ذاتية سيرة غريكو إلى تقرير -

2002م. العربي، بيروت،

رقم الكويت، المعرفة، عالم يوسف، القادر عبد ترجمة: سكينر، ف ب اإلنساني، السلوك تكنولوجيا -

Beyond Freedom and والكرامة. الحرية وراء ما األصلي: الكتاب وعنوان 1980م. 1400هـ ،32

Dignity

للدراسات الجامعية المؤسسة خياطة، نهاد ترجمة: يونج، جوستاف كارل النفس، أغوار في التنقيب -

1996م. 1416هـ والنشر والتوزيع، بيروت،

1951م. - ثالث رسائل ألبي حيان، تحقيق: إبراهيم الكيالني، المعهد الفرنسي للدراسات العربية،

1980م. - جدد وقدماء، مارون عبود، دار الثقافة، بيروت، ط5،

2003م. - جمهرة مقاالت األستاذ محمود شاكر، جمعها: عادل سليمان جمال، مكتبة الخانجي، القاهرة،

- جوته وتولستوي، توماس مان.

الذي البلد يذكر (لم األنصار، دار قرقوط، ذوقان ترجمة: جارودي، روجيه متوحدا، العصر في جولتي -

1992م. نشر فيه الكتاب)،

بيروت، للترجمة، العربية المنظمة الشارني، عمر وتعليق: وشرح ترجمة ديكارت، الطريقة، حديث -

2008م. ط1،

1960م. - حروب العصيان والثورة، غبريال بونة، تعريب: جورج مصروعة، دار المكشوف، لبنان،

1982م. - الحرية والطوفان، جبرا إبراهيم جبرا، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط2،

2005م. - حصاد السنين، زكى نجيب محمود، دار الشروق، القاهرة، ط3،

- الحكمة الخالدة، مسكويه، تحقيق: عبد الرحمن بدوي، دار األندلس، [د.ت].

Ignatieff, Michael, Isaiah Berlin,.2000م لندن، فينتاج، إيجناتف، مايكل برلين، أيزايا حياة -

.A Life, Vintage, London, 2000

1993م. 1414هـ - - حياة األمة، كتيب للشيخ محمد الخضر حسين، دار ابن حزم، بيروت،

العربي، الثقافي والمركز ظبي، أبو كلمة، عياشي، منذر ترجمة: تودوروف، تزفيتان المشتركة، الحياة -

1430ه-2009م. بيروت،

1994م ط1، المعارف، منشأة درويش، بهاء ترجمة: بوبر، كارل لمشاكل، حلول بأسرها الحياة -

فقد مختلفة، ألعمال جمع أم النص نفس هو هل أدري وال العنوان، بنفس باإلنجليزية لنسخة ورجعت

1999م. كانت النسخة اإلنجليزية محاضرات ومقاالت مجموعة، من نشر روتلج، لندن.

Fiori, Giuseppe, Antonio Gramsci, Life of a Revolu- جرامشي، أنطونيو ثائر، حياة -

tionary, verso, New york, 1990, translated by: Tom Nairn

Wheen, Francis, Karl Marx, A Life, 2001م. نيويورك وين، فرانسيس ماركس، كارل حياة -

Norton, New York, 2001

Louis Fischer, The Life of Lenin, Weidenfeld & Nicolsonفيشر لويس لينين، حياة -

History,2001

1969م. - حياتي، أحمد أمين، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1،

محمد منشورات اإلسالمي، العربي العلمي المجمع هارون، السالم عبد تحقيق: الجاحظ، الحيوان، -

1388ه-1969م. الداية، بيروت، ط3،

1953م. - خرافة الميتافيزيقا، زكي نجيب محمود، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة،

بيروت، الشرقية، المكتبة الروائع، لترجمة اللبنانية اللجنة البستاني، إدوارد ترجمة: باسكال، خواطر، -

1972م.

ط5، بيروت، والنشر، للتوزيع المطبوعات شركة صيداوي، جواد ترجمة: كويلو، باولو الخيميائي، -

2005م.

ط3، بالقاهرة، المدني مطبعة شاكر، محمد محمود تحقيق: الجرجاني، القاهر عبد اإلعجاز، دالئل -

1992م.

Edwad Gibbon, Memoirs of My Life, Penguine, جيبون،: إدوارد حياتي، ذكريات -

Great Britain, Suffolk, 1984

1999م. - ذكريات عمر أكلته الحروف، نجيب المانع، مؤسسة اإلنتشار العربي، بيروت،

- رسائل اإلصالح، محمد الخضر حسين، دار االعتصام، القاهرة، [د.ت].

1992م. - الرسائل الفارسية، مونتسكيو، ترجمة: أحمد كمال يونس، دار سعاد الصباح، الكويت،

العامة المصرية الهيئة شاهين، يونس ترجمة: بيترسون، هيوستون وتحرير: جمع المقال، روائع -

1985م. للكتاب، القاهرة،

األونسكو اإلنسانية، الروائع لترجمة الدولية اللجنة زعيتر، عادل ترجمة: مونتسكيو، الشرائع، روح -

"روح الكتاب يسمي وبعضهم نسختي، بحسب 1953م القاهرة، بمصر، المعارف دار (بيروت)،

القوانين".

1965م. - زوربا، نيكوس كيزانتزاكي، ترجمة: جورج طرابيشي، دار اآلداب، بيروت، ط1،

- سجل شخصي، جوزيف كونراد، نسخة إليكترونية.

1428ه. - سيد قطب من الميالد إلى االستشهاد، صالح الخالدي، دار القلم، دمشق، ط4،

2000م. - سيرة حياتي، عبد الرحمن بدوي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط1،

1970م. - سيرتي الذاتية، برتراند رسل، دار المعارف، ترجمة: عبد هللا عبد الحافظ وآخرين،

2003م. - شخصيات غير قلقة في اإلسالم، هادي العلوي، دار المدى، دمشق، ط2،

ط1، حزم، ابن دار الظاهري، عقيل بن الرحمن عبد أبو ثقافية)، وهموم ذاتية (سيرة التباريح من شيء -

1415هـ . الرياض،

2007م. - صنعة الشعر، خورخي لويس بورخيس، ترجمة: صالح علماني، المدى، دمشق،

[د.ت]. بجدة، المدني دار شاكر، محمد محمود وشرحه: قرأه الجمحي، سالم ابن الشعراء، فحول طبقات -

كتابه بعد أبحاثه أهم المحققان فيه جمع كتاب وهو كون، توماس العلمية، الثورات بنية منذ الطريق -

نشرها مقاالت الجديد الكتاب هذا وفي مرتين. العربية إلى ترجم الذي العلمية" الثورات "بنية الشهير

Kuhn,.ونشرت وسجلت عليهم قصها لحياته ترجمة أهم ولعلها (323-253) معه، مطولة ومقابلة قا الح

Thomas S. The Road Since Structure, edited by: James Contant and John

.Haugeland, The University of Chicago Press, Chicago, 2000

1999م. - طفل من القرية، سيد قطب، منشورات الجمل،

الشروق البيومي، إبراهيم المترجم: مقدمة أوغلو، الحضارية، التحوالت مهب في اإلسالمي العالم -

2006م. 1427ه، الدولية، القاهرة،

- عالم األمس، ستيفان تسفايج، ترجمة: عارف حديقة، دار المدى، [د.ت].

الكويت، ،(208) رقم المعرفة عالم الواحد، عبد محمد ترجمة: مري، بنيلوبي الفكرة، تاريخ العبقرية -

1996م.

عدد الكويت، للثقافة، الوطني المجلس العالمية، الثقافة جرين، كاولين معذبة، ونفوس نابغة عقول -

2007م. (143)، السنة السادسة والعشرون، يوليو –أغسطس

Eco, Umberto, On Literature, Vintage,.2006م لندن فينتاج، إيكو، إمبرتو األدب، عن -

London, 2006

شعيب تحقيق: الوزير، ابراهيم ابن محمد اإلمام القاسم، أبي سنة عن الذب في والقواصم العواصم -

1992م. 1412ه،ـ األرنؤط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط2،

القاهرة، العربي، لإلعالم الزهراء شتا، الدسوقي إبراهيم ترجمة: شريعتي، علي الذات، إلى العودة -

1986م. -1406

Goha. Ramachandar, Ghandi Before India, Alen جوها. راماتشاندرا الهند، قبل غاندي -

.Lane; London, 2013. See The Economist, October 12, 2013

1998م. - الغربال، ميخائيل نعيمة، مؤسسة نوفل،

2006م. - غربة الراعي (سيرة ذاتية)، إحسان عباس، دار الشروق، عمان، ط1،

1967م. 1387هـ، - الفصول، العقاد، دار الكتاب العربي، بيروت،

مطبعة النجار، المجيد عبد نموذجا، تومرت وابن العربي ابن والسياسة التربية بين اإلصالح فقه -

1997م. 1417ه – التوفيق، الرباط،

2007م. - الفلسفة األخالقية األفالطونية عند مفكري اإلسالم، ناجي التكريتي، دار األندلس، بيروت،

1986م. - فن الرواية، كولن ويلسون، ترجمة: محمد درويش، دار المأمون بغداد،

1988م. - في األدب والنقد، محمد مندور، دار نهضة مصر، القاهرة،

الروائع، لترجمة اللبنانية اللجنة ط2، البوليسي، بربارة أوغسطينس األب ترجمة: أرسطو، السياسة، في -

1980م. بيروت

On Writing، Stephen King، pocket book، new مهنة. مذكرات الكتابة" عن "أو الكتابة في -

york، 2002

1409ه-1989م. - في بيت أحمد أمين، حسين أحمد أمين، مدبولي، القاهرة،

- في فلسفة النقد، زكي نجيب محمود، دار الشروق، القاهرة،1403ه -1983.

للثقافة، األعلى المجلس عوض، رمسيس ترجمة: راسل، برتراند أخرى، ومقاالت الكسل مدح في -

1998م. القاهرة،

1990م. بيروت، اإلسالمي، الغرب دار السليماني، محمد تحقيق: العربي، ابن القاضي التأويل، قانون -

هذا من طرائف عباس إحسان جمع وقد العلم، طلب في المشرق إلى رحلته من طريف جزء الكتاب وفي

ونشر الكتب، عن مقاالته متفرق جمع كتاب في نشرت طويلتين مقالتين في ونشرها غيره، ومن الكتاب

2004م. في دار الغرب قبيل وفاته

1424ه-2004م. - قصة الحضارة، ول ديورانت، ترجمة: فتح هللا مشعشع، بيروت، مكتبة المعارف،

1993م. - قصتي مع الحياة، خالد محمد خالد، دار أخبار اليوم، القاهرة،

1997م. 1418ه- - قضية الشعر الجاهلي، محمود شاكر، مطبعة المدني القاهرة، ودار المدني بجدة،

The Power of Ideas, Isaiah Berlin هاردي. هنري تحرير برلين، إيزيا األفكار، قوة -

(Author), Henry Hardy (Editor), Princeton University Press 2001

Jaspers, Karl, Philosophy and the World,.مختارة مقاالت والعالم، الفلسفة يسبرز، كارل -

.Selected Essays, Gateway Edition, Washington D. C. 1989

2005م. ومكتبة الهالل، - كانديد أو التفاؤل، فولتير، ترجمة أنا ماريا شقير، دار

للنشر، الرشيد دار هارون، السالم عبد تحقيق: الجاحظ، والحوالن، والعميان والعرجان البرصان كتاب -

1982م. منشورات وزارة الثقافة واإلعالم، العراق،

بيروت، لألبحاث، العربية الشبكة الشيخ، محمد العالمية، إلى العربي التراث دليل العربية الحكمة كتاب -

2008م.

1986م. دار المشرق، - كتاب الملة، أبو نصر الفارابي، تحقيق: محسن مهدي،

1982م. - الكتاب في الحضارة اإلسالمية، عبدهللا الحبشي، شركة الربيعان للنشر والتوزيع، الكويت،

1993م. - الكلمات، سارتر، ترجمة: خليل صابات، دار شرقيات، القاهرة،

1941م. - كليلة ودمنة، عبد هللا بن المقفع (مترجم)، تحقيق: عبد الوهاب عزام، دار المعارف، القاهرة،

1988م. - كولردج، محمد مصطفى بدوي، دار المعارف، القاهرة، ط2،

1989م. 1409هـ، - الكوميديا األرضية، زكي نجيب محمود، دار الشروق، القاهرة،

- كيف تكتب رواية؟ ماركيز، ترجمة: صالح علماني

- لماذا نكتب؟ جورج أورويل، مقال طبع في مجاميع من أعماله المتنوعة.

-1417 القاهرة، الشروق، دار ط2، غريب، محمد غريب ترجمة: هونكه، زيغريد كذلك، ليس هللا -

1996م.

1995م. - لينكولن، ديفيد هربرت دونالد، سايمون أند شوستر، نيويورك،

2005م. - متعة اكتشاف األشياء، فاينمن، ترجمة: ابتسام الخصراء، مكتبة العبيكان، الرياض، ط1،

1998م. - المثقفون، بول جونسون، ترجمة: طلعت الشايب، دار شرقيات، القاهرة، ط1،

1960م. - مذكرات أنتوني أيدن، ترجمة: خيري حماد، دار مكتبة الحياة، بيروت،

العربية المؤسسة صبح، محمود ترجمة: نيرودا، بابلو عشت)، قد بأنني (أعترف نيرودا بابلو مذكرات -

1987م. للدراسات والنشر، بيروت، ط2،

1989م. - مذكرات زوجة ديستوفسكي، آنا ديستوفسكي، ترجمة خيري الضامن،

2004م. - مذكرات شاهد للقرن، مالك بن نبي، دار الفكر المعاصر، بيروت، ط2،

Memories, Dreams, Reflections Paper-.اإلنجليزية الترجمة يونج، جوستاف كارل مذكرات -

back by C.G. Jung Author, Editor: Aniela Jaffe, Translator: Clara Winston,

Translator: Richard Winston,Vintage; Revised edition, 1989

بيروت، الهادي، دار النصري، هللا عبد الديناني)، غالم الفيلسوف مع تفصيلي (حوار الفيلسوف مع -

2005م. 1426هـ،

2007م. 1428هـ - مع كتاب نوبل، ترجمة: حسين عيد، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة،

ط1، بيروت، والنشر، للدراسات العربية المؤسسة جبرا، إبراهيم جبرا أخرى، وأوراق النمرة معايشة -

1992م.

ط1، دمشق، الحصاد، دار رصاص، سيد محمد ترجمة: فروم، إريك ماركس، عند اإلنسان مفهوم -

1998م.

البشائر دار الطناحي، محمد محمود واألدب)، واللغة والتراجم التراث في (صفحات الطناحي مقاالت -

2013م. اإلسالمية، لبنان، ط2،

جيلدن، هليل وتقديم: تحرير من شتراوس، ليو كتبها: مقاالت عشرة السياسية، للفلسفة مقدمة -

Gildin, Hilail “editor”, An Introduction 1989م. ديترويت، الحكومية، وين جامعة مطبعة

to Political Philosophy, Ten Essayes by Leo Strauss, Wayne State University

.Press, Detroit, 1989

مختارة رسائل وهي 1969م. ط2، القاهرة، المعارف، دار رية، أبو محمود الرافعي، رسائل من -

ومنقحة من (350) خطاب بين الرجلين على مدى قارب ربع قرن.

اآلداب، دار اليوسفي، علي محمد ترجمة: كازنتزاكي، إيليني حياة)، (سيرة كازنتزاكي نيكوس المنشق -

1995م. بيروت، ط1،

وكامل صليبا جميل تحقيق: الغزالي، حامد أبو والجالل، العزة ذي إلى والموصل الظالل من المنقذ -

1980م. عياد، دار األندلس، ط9، بيروت،

الجامعية المؤسسة عتريسي، طالل ترجمة فروم، أريك وتأثيره، لشخصيته تحليل فرويد، مهمة -

1987م. 1407هـ للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت،

1427-2007م. الرياض، القيم، ابن دار سلمان، حسن مشهور تحقيق: الشاطبي، إسحاق أبو الموافقات، -

Menand, Louis, The Metaphyscal Club, Flamingo,،ميناند لويس الطبيعة، وراء ما نادي -

London 2002

المؤسسة داغر، قيصر كميل ترجمة: دويتشر، إسحاق 1929م)، - 1921 (تروتسكي األعزل النبي -

1982م. العربية للدراسات والنشر، ط1،

المؤسسة داغر، قيصر كميل ترجمة: دويتشر، إسحاق 1921م)، - 1879 (تروتسكي المسلح النبي -

1981م. العربية للدراسات والنشر، ط1،

المؤسسة داغر، قيصر كميل ترجمة: دويتشر، إسحاق 1940م)، - 1929 (تروتسكي المنبوذ النبي -

1983م. العربية للدراسات والنشر، ط1،

القاهرة، مصر، مكتبة إبراهيم، زكريا االجتماعي، النقد في مقاالت العربي، الشباب إلى نداءات -

1973م.

المؤسسة العيسى، حمد وتعليق: ترجمة وآخرون، إكس مالكوم أخرى، ونصوص المحرمة النصوص -

2007م. العربية للدراسات والنشر، عمان، األردن،

الطليعة، دار شتراوس، ليفي كلود العقلية)، المعرفة في واألدب الفن (مكانة القراءة السمع، النظر، -

1994م. بيروت، ط1،

1986م. - نظرية العلم عند فرانسيس بيكون، قيس هادي أحمد، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد،

فصلت، دار عكاش، وصفوان صالح، ياسين ترجمة: بارسكي، روبرت منشق، حياة تشومسكي نعوم -

2000م. 1420ه، حلب،

2005م. - نقد ملكة الحكم، إمانويل كنت، ترجمة: غانم هنا، المنظمة العربية للترجمة، بيروت،

قباء دار اسماعيل، محمود الصفا، إخوان رسائل من مقتبسة خلدون ابن نظريات أسطورة- نهاية -

2000م. للطباعة والنشر، القاهرة،

2001م. - نهاية األيديولوجيا، دانيال بيل، مطابع جامعة هارفرد، كامبرج،

2003م. - هذا هو اإلنسان، نيتشه، ترجمة: علي مصباح، منشورات الجمل، ألمانيا،

- هكذا كانت المتعة، جورج أورويل، مجموع مقاالته.

التأليف لجنة أمين، وأحمد صقر، أحمد السيد تحقيق: ومسكويه، التوحيدي حيان أبو والشوامل، الهوامل -

1951م. والترجمة والنشر،

1970م. - هيجل، أو المثالية المطلقة، زكريا إبراهيم، مكتبة مصر، القاهرة،

A. N. Wilson، Tolstoy.Fawcett Columbine، New York، 1989 -

George Mosse, The Culture of Western Europe, The Ninteenth And Twentieth -

.Centuries, Rand Mcnally & Companym, New York, 4th edtion, 1965

Washington Irving, The Legend of Sleepy Hollow and Other Stories, introduc- -

tion: William L. Hedges, Penguin Classics,1999 (The Sketch-Book of Geof-

frey Crayon), Gent (Oxford World's Classics), Editor: Susan Manning, Oxford

.University Press, USA; Reissue edition, 2009

عرفانإنجازه في مشكور دور لهم وكان له، عديدة مراحل بعضهم وعاصر الكتاب، هذا قرأوا كثيرون

ومحمد الحصين، وسامي المسيبلي، ورياض عمرو، وابني الدين، ولد فال أحمد منهم: وتصحيحه،

لمن وآسف الصديق. وآالء الصالح، ومحمود الدويري، ولد محمد والشيخ الجليل، عبد ويوسف عبدالعزيز،

نسيت ذكره ممن اهتم بالنص بأي طريقة قاصدة أو فكرة عارضة.